المعنى:هذه المخلوقات كلّها عاجزة في نفسها مُفتقرة ــ ابتداء ودواما ــ إلى خالقها فاهربوا من شرّها إلى خالقها فهو الذي يُنجيكم ويهديكم إلى خيرها ولا تغترّوا بشيء منها فإنّها لا تملك حفظا لنفسها فكيف تملكه لغيرها , إنّني أحذركم الهلاك إذا اغتررتم بها وقطَعَتكم عن خالقها ولم تهربوا إلى الله منها وقد أبَنتُ لكم مصدر الهلاك وطريق النّجاة.
نُكتة التّنويع:جاءت الثلاث الآيات الأوَل كما يكون قولها من الله , وجاءت هذه الآية كما يكون قولها من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تنويعا للخطاب وتفنّنا , فإنّه لمّا كان ما في هذه الآية هو المقصود حوّل أسلوب الكلام من الإخبار إلى الأمر تجديدا لنشاط السّامع وبعثا لاهتمام المُخاطبين وحثا لهم وتوكيدا عليهم , وفيه تنبيه على أنّ ما يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل ما يقوله الله في وُجوب الإيمان والامتثال.
بيان وتوحيد:هذا العالم بسمائه وأرضه وأزواجه هو فتنة للإنسان بما فيه من لذائذ ومن جمال وما فيه من قوّة وما فيه من سُلطان , وقد ركّبت في الإنسان شهواته وأهواؤه وسُلّط عليه الشّيطان يُغويه ويُزيّن له , فكلّ هذا العالم إذا ذهب فيه الإنسان مع أهوائه وشهواته تحت إغواء الشّيطان وتزيينه فإنّه ينحطّ إلى أسفل سافلين ويصير عبدا لأهوائه وشهواته وشيطانه ولكلّ ما فتنه من العالم وذهب بلُبّه , وقد ينتهي به ذلك إلى عبادته من دون خالقه , فالعالم بهذا الاعتبار شرّ وبلاء وهلاك يجب الفرار والهروب منه ولا يكون هذا الفرار منه إلاّ إلى خالقه بالإيمان به , والتّصديق لرُسله , والدّخول تحت شرعه فبذلك يعرف الإنسان كيف يجعل حدّا لأهوائه وشهواته وكيف يضبطها بنطاق الشّرع وزمامه , وكيف يدفع عنه كيد شيطانه وكيف يتناول سماء العالم وأرضه وأزواجه بيد الشّرع فيعرف ما فيها من نعمة وحكمة فيستغلّها بهداية الشّرع مُفرّقا علميا وعمليّا ــ بين منافعها ومضارّها , فيعظم بها انتفاعه ويزداد فيها اطّلاعه واكتشافه , فتتضاعف عليه منها الخيرات والبركات ويزداد علمه وعرفانه , ويقوى يقينه وإيمانه ويعظم لله برّه وشكرانه , فيكون له ذلك العالَم جنّة الدّنيا وقنطرة لجنّة الأخرى , ويفوز من الدّارين بالمُبتغى , كلّ هذا بفراره من المخلوقات إلى خالقها فسَلم من شرّها وفاز بخيرها فمن هرب من المخلوقات إلى خالقها نجا ومن فرّ من الخالق إلى شيء من مخلوقاته كان من الهالكين.
إرشاد وتعميم:كلّ ما يُصيب الإنسان من محن الدّنيا ومصائبها وأمراضها وخُصوماتها ومن جميع بلائها لا يُنجيه من شيء منه إلاّ فراره إلى الله , ففي العدالة الشّرعيّة ما يقطع كلّ نزاع , وفي المواعظ الدّنيّة ما يُهوّن كلّ مُصاب , وفي الهداية القرآنيّة والسّيرة النّبويّة ما يُنير كلّ سبيل من سُبل النّجاة والسّعادة في الحياة , يعرف ذلك الفقهاء القرآنيون السّنّيّون , واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
تنبيه على وهم:ليس الفرار من الأمراض بمُعالجتها ومن المصائب بمُقاومتها فرارا من الله لأنّ الأمراض هو قدّرها والأدوية هو وضعها ودعا إلى استعمالها والتعالج بها وكذلك المصائب وما شرع من أسباب مُقاومتها فكلّها منه بقدَره والإنسان مأمور منه بأن يُعالج ويُقاوم فما فرّ من قدَره إلاّ إلى قدَره ولهذا لمّا قال أبو عُبيدة لعُمر رضي الله عنهما في قصّة الوباء: أفرارا من قدر الله يا عُمر؟ قال عُمر: نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله >> وفي الحقيقة كان الفرار من شرّ في مخلوقٍ إلى الله يرجو منه الخير في غيره.
تحذير من جهالة:ليس المقصود بالفرار من الدّنيا ترك السّعي والعمل وتعاطي الأسباب المشروعة لتحصيل القوت ورغد العيش وتوسيع العمران وتشييد المدينة بل المقصود الفرار من شُرورها وفتنتها , وتناول ذلك كلّه على الوجه المشروع هو من الفرار إليه والدّخول تحت شرعه كما قدّمناه وقد ضلّ قوم فزعموا ذلك طاعة وعبادة فعطّلوا الأسباب وخالفوا الشّريعة وحادوا عمّا ثبت من السّنّة وفيهم سُئل إمام الحديث والسّنّة أحمد بن حنبل رحمه الله , سُئل عن القائل أجلس لا أعمل شيئا حتّى يأتيني رزقي , فقال: << هذا رجل جهِل العلم , أما سمع قول النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إنّ الله جعل رزقي تحت رُمحي , وقوله: تغدو خماصا وتروح بطانا , وكان
(يُتْبَعُ)
(/)
الصّحابة يتّجرون في البرّ والبحر ويعملون في نخيلهم وبهم القدوة >>.
تطبيق:إذا رأينا طائفتين من المؤمنين تنازعتا فأمّا إحداهما فالتجأت إلى السّلطان تستغيثه وتستعين به وتحطب في حبله , فأغاثها وانتقم لها وأمدّها وقرّبها وأدناها , وأمّا الأخرى فلم تستغث إلاّ بالله ولم تستنصر إلاّ به ولم تعتمد إلاّ عليه ولم تعمل إلاّ فيما يُرضيه من نشر هداية الإسلام وما فيها من خير عام لجميع الأنام وتحمّلت في سبيل ذلك كلّ ما تسبّبت لها فيه الطّائفة الأخرى ومن تولّته وهربت إليه , ــ إذا رأينا هاتين الطّائفتين عرفنا منهما ــ يقينا ــ الفارّة من الله والفارّة إليه فكُنّا ــ إن كنّا مُؤمنين ــ مع من فرّ إلى الله.
الآية الخامسة:
الألفاظ والتّراكيب:ولا تجعلوا: ولا تضعوا من عند أنفسكم ما لا وُجود له , إلها: معبودا تخضعون له وترجون منه التّصرّف في الكون ليجلب لكم النّفع ويدفع عنكم الضّرّ , وتقدّمت ألفاظ آخر الآية.
المعنى:ولا تجعلوا في فراركم إلى الله شيئا معه من مخلوقات تعتمدون عليه وتلتجئون إليه فتكونوا قد أشركتم به سواه فإنّي أحذركم ما في ذلكم من هلاككم بالشّرك الذي لا يقبل الله معه من عمل وإنّني قد أبنت لكم لزوم توحيده في الفرار إليه كما بيّنت لكم لزوم ذلك الفرار.
نُكتة التّكرير:أعاد إنّي لكم منه نذير مُبين مع الآية الخامسة ليُبيّن لهم أنّ عبادة الله مع الإشراك به كتعطيل عبادته , فهلاك المُشرك كهلاك الجاحد , والنّجاة أن تعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئا لا في رُبوبيّته ولا في ألوهيّته.
تنبيه وتحذير:جاء في الحديث فيما رواه أصحاب السّنن أنّ الدّعاء هو العبادة فمن دعا غير الله فقد عبده ومن دعا مخلوقا مع الخالق فقد أشرك فإذا دعوت فادع ربّك ولا تدع معه أحدا , وكيف تدعو من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا , وإذا توسّلت فتوسّل بأعمالك بإيمانك وتوحيدك وباتّباعك لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ومحبّتك فيه واعتقادك ما له عند الله من عظيم المنزلة وسُموّ المقام عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام.
بيان نبويّ قولي:قال عليه الصّلاة والسّلام فيما يُقال عند النّوم: (لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك) والملجأ هو المهرب الذي يُهرب إليه , والمنجى هو مكان النّجاة فبيّن لنا أنّه لا يكون الهرب إلاّ إلى الله , ولا تكون النّجاة إلاّ بالهرب إليه فمن هرب لغيره كان من الهالكين , كما بيّن أنّ كلّ ما يجري في هذا العالم فهو بخلقه بقدره فلا مهرب ولا نجاة ممّا خلق وقدّر إلاّ إليه.
بيان نبويّ عمليّ:روى أحمد وابن جرير عن حذيفة ابن اليمان أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان إذا حَزَبَهُ أمر صلّى , وفزع للصّلاة يعني إذا نزل به مهمّ أو أصابه غمّ فزع للصّلاة , فبيّن لنا بالفعل أنّ الفرار إلى الله بالتّلبّس بطاعته وصدق التّوجّه إليه , والدّعاء والتّضرّع والخشوع له , والاستسلام لدينه وشرعه والإخلاص في عبادته والاعتماد عليه , وذلك كلّه موجود على أكمله في الصّلاة التي هي عمود الدّين ومظهر كماله.
جعلنا الله من الفارّين إليه والمقبولين لديه , آمين.
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/239-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B0 %D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%8A %D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D9%8A %D8%B1-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A %D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%B0 %D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%B0%D9%83%D9%91%D8%B1-%D9%81%D8%A5%D9%86%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1 %D9%89-%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85 %D9%86%D9%8A%D9%86.html
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 10:29]ـ
أشكرك يا أخي الكريم " يوسف علي " على هذه الفائدة، وإليك رابط قد كتبت فيه نحوا من هذا الذي ذكرت حول هذه الآية بأسلوب أدبي على هذا الرابط في هذا المنتدى المبارك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64592&highlight=%C7%E1%DD%D1%C7%D1
.....
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 04:29]ـ
بارك الله لنا في علمك و عملك أخي عبد الرحمان
منكم نستفيد .............. جزاكم الله كل خير.(/)
من يناقشنا حول رواية ابن عباس هذه - من التفسير
ـ[من الانصار]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 02:44]ـ
ورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم , طبعة متضمنة انتقادات الذهبي و بذيله تتبع أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي لأبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي , دار الحرمين للنشر والتوزيع , الجزء الثاني باب تفسير سورة النساء , صفحة 363 , حديث (خبر , رواية) برقم 3252 قال ما نصه ((اخبرنا ابو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبا شعبة ثنا أبو سلمة قال سمعت أبا نضرة يقول قرأت على إبن عباس قوله تعالى ((فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة)) النساء -24 - قال ابن عباس (فما استمتعتم به منهن الى اجل مسمى) قال ابو نضرة: فقلت ما نقرؤها كذلك , فقال ابن عباس: والله لأنزلها الله كذلك.
الاخوة الافاضل ليس الموضوع هنا حول تحريم وتحليل المتعة ابدا , بل تحريم بائن بين لمخالفته الزواج الشرعي بعشرين وجها و تحريم النبي عليه الصلاة والسلام له لا ريب فيه.
لكن موضوعي هنا على قسم ابن عباس وتأكيده انها هكذا نزلت حيث اشار ابن عباس – رضي الله عنه – الى النص (الى اجل مسمى) مما انزل , ولم اجد ان هذا النص مما نسخ تلاوته ابدا , كما ليس مما نسخ حكمه لن الاية ليس لها علاقة بالمتعة المزعومة بل التمتع هنا يقصد به الفائدة المستحصلة من مجرد العقد والانتفاع (الاستمتاع) بذلك و وجب الاجر سواء دخل بها ام لم يدخل ز
المهم موضوعي هو قسم ابن عباس – رضي الله عنه – كيف ولم كان كذلك؟
أتمنى أن تكون المشاركات حول هذه الرواية حصراً.
ـ[من الانصار]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:34]ـ
اتمنى من الاخوة الافاضل أن يدلونا على الاقل على ايميل احد المشايخ للكلام معه حول هذه الرواية
إن لم تكن منكم مشاركات
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 10:42]ـ
عزيزي ... صحة السند الى قائله لا تفيد سوى الظن الغالب أنه قال ما أسند اليه.
وهذا الظن ينبغي الاعتماد عليه وقبوله ولا يجوز رده ما لم يكن هناك سبب قوي لرده ومانع قوي لقبوله.
وفي حالتنا هذه فالسبب لرده من أقوى الأسباب.
فالقرآن هو كلام الله عز وجل المنقول لنا بالتواتر كلمة كلمة من عصر النبوة الى عصرنا، المدون في المصاحف، وما خالف ذلك فليس بقرآن.
لذا فلا معنى لقبول وتصديق مثل هذا الخبر أصلاً حتى ولو صح السند به إلى ابن عباس رضي الله عنه.
قال ابن الصلاح في المقدمة " ومتى قالوا: هذا حديث صحيح، فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة - يعني في تعريف الحديث الصحيح - وليس من شرطه أن يكون مقطوعاً به نفس الأمر، إذ منه ما ينفرد برواية عدل واحد، وليس من الأخبار التي أجمعت الأمة على تلقيها بالقبول-
أ. هـ.
وقد قال ابن جرير كلاماً ينبغي أن يكتب بماء الذهب ويكون قاعدة لقبول أو رد مثل هذه الآثار حتى ولو صحت، فقد قال في تفسير الآية بعد ذكر آثار كثيرة عن ابن عباس وأبي في ما ذكرته:
وأما ما روي عن أبيّ بن كعب وابن عباس من قراءتهما: (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى)، فقراءة بخلاف ما جاءت به مصاحف المسلمين. وغير جائز لأحد أن يلحق في كتاب الله تعالى شيئًا لم يأت به الخبرُ القاطعُ العذرَ عمن لا يجوز خلافه. أ. هـ.(/)
حوار هادئ مع علماء الأصوات
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 11:57]ـ
حوار هادئ مع علماء الأصوات
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد:
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
وبعد:
فقد كان الخلاف قديما بين النحاة والقراء في ثبوت قراءة وفي عدم ثبوتها، وقد شنع ابن حزم (ت 456 هـ) على النحاة الذين يردون بعض القراءات، لمخالفتها القياس بزعمهم، ثم هم يثبتون اللغة بما هو دون القراءة، فقال: (ولا عجب أعجب ممن إن وجد لامرئ القيس (ت نحو 130 – 180 ق. هـ)، أو لزهير (ت 13 ق. هـ)، أو لجرير (ت 110 هـ) أو الحطيئة، أو الطرماح (ت نحو 125 هـ)، أو لأعرابي أسدي، أو أسلمي، أو تميمي، أو من سائر أبناء العرب بوّال على عقبيه، لفظاً في شعر، أو نثر، جعله في اللغة، وقطع به، ولم يعترض فيه، ثم إذا وجد لله تعالى خالق اللغات وأهلها كلاماً لم يلتفت إليه، ولا جعله حجة، وجعل يصرفه عن وجهه، و يحرفه عن مواضعه، ويتحيل في إحالته عما أوقعه الله عليه، وإذا وجد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلاماً فعل به مثل ذلك.) الفصل في الملل والنحل 3/ 192) من كتاب تلحين النحاة للقراء.
وقد استدل أبو حيان في رده على الزمخشري بقول أبي الفتح: (وقال أبو الفتح ـ ابن جني ـ: إذا اتفق كل شيء من ذلك نظر في حال العربي وما جاء به فإن كان فصيحاً وكان ما أورده يقبله القياس فالأولى أن يحسن به الظن، لأنه يمكن أن يكون ذلك وقع إليه من لغة قديمة قد طال عهدها وعفا رسمها.
وقال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير ونحوه ما روى ابن سيرين عن عمر بن الخطاب أنه حفظ أقل ذلك وذهب عنهم كثيره يعني الشعر في حكاية فيها طول. وقال أبو الفتح ـ ابن جني ـ: فإذا كان الأمر كذلك لم نقطع على الفصيح إذا سمع منه ما يخالف الجمهور بالخطأ؛ انتهى، ملخصاً مقتصراً على بعض ما قاله.))
ثم تجد ابن جني بعد وضعه للقاعدة السابقة يقول في الخصائص: وكذلك قوله عز وجل: " فتوبوا إلى بارئكم " مختلساً غير ممكن كسر الهمزة، حتى دعا ذلك من لطف عليه تحصيل اللفظ، إلى أن ادعى أن أبا عمرو كان يسكن الهمزة، والذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة، لاحذفها البتة، وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذين رووه ساكناً. ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة، لكن أتوا من ضعف دراية ..... ) ا. هـ 1/ 20
ولقد تأثر بعض القراء بأقوال النحاة وذهبوا إلي ردِّ بعض القراءات وقد ذكر صاحب كتاب (تلحين النحاة للقراء) أسبابا للتلحين فقال:
من أسباب تلحين النحويين للقراء
اعتمد النحويون في تلحين القراء على جملة من الأسباب، منها:
1 - أنهم كانوا يحتكمون إلى قواعدهم التي قعدوها هم، أو قوانينهم التي سنوها، فرد البصريون قراءات متواترة، كالفصل بين المضاف والمضاف إليه، وهي قراءة ابن عامر، وكالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض، وهي قراءة حمزة، وغيرها مما سيرد _ إن شاء الله _ في هذا البحث.
2– أحياناً يخفى توجيه القراءة على بعض النحويين، فيسارع إلى ردها، كقراءة
(يُتْبَعُ)
(/)
(هئت لك) بكسر الهاء، وفتح التاء، التي قال عنها أبو علي الفارسي (ت 377 هـ): (إنها وهم من الراوي) (). وكقراءة حمزة (إلا أن يخافا) () بالبناء للمفعول، قال الفراء عنها: (ولا يعجبني ذلك) (). وكقراءة ابن كثير (إن قتلهم كان خطاء كبيراً) قال أبو حيان في البحر: (قال النحاس: لا أعرف لها وجهاً) ().
3– ينظر بعض النحويين إلى الشائع من اللغات، ويغفل عن غيره، كقراءة ابن عامر (يدعون ربهم بالغدوة) (). جاء في الكتاب: في (غدوة) لغتان، اللغة الأولى استعمالها معرفة، علم جنس، فلا تدخل عليها أل، واللغة الثانية: استعمالها نكرة، فيجوز تعريفه (). إلا أن أبا عبيدة لحن ابن عامر، وقال إنما قرأ تلك القراءة اتباعاً لخط المصحف، وليس في إثبات الواو في الكتاب دليل على القراءة بها، لأنهم كتبوا الصلاة والزكوة بالواو (الصلوة) (الزكوة) ().
4– رد بعض النحويين قراءة ربما وافقت القياس، كقراءة (أيمّة) بالياء، وقد قال الزمخشري: (فأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة، ومن صرح بها فهو لاحن) (). وهي قراءة نافع في أحد وجهيه، من طريق طيبة النشر ().
يقول ابن خالويه (ت 370 هـ): (قد أجمع الناس جميعاً أن اللغة إذا وردت في القرآن فهي أفصح مما في غير القرآن، لا خلاف في ذلك) ().)) ا. هـ 19
ولكننا إن نظرنا إلي طريقة القراء في التعامل مع مثل هذه الاعتراضات نجدهم قد أوضحوا منهجهم في قبول القراء وردها (قال الحافظ أبو عمرو الداني) في كتابه "جامع البيان" بعد ذكر إسكان (بارئكم ويأمركم) لأبي عمرو وحكاية إنكار سيبويه له فقال ـ أعني الداني ـ: والإسكان أصح في النقل وأكثر في الأداء وهو الذي اختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها.)) النشر1/ 20 وها هو شيخ الصنعة الإمام ابن مجاهد قد اعترض علي بعض القراءات وأيضا أمثال الداني ومكي أبي شامة وغيرهم ولم يأخذ القراء بهذه الاعتراضات والأمثلة والشواهد كثيرة في ذلك لمن له اطلاع في كتب هذا الفن.
ثم ظهر في زماننا علم يسمي علم الأصوات، وقد قاموا بتخطئة القراء في بعض الأحرف مثل: الهمزة الضاد والقاف والطاء والجيم،، كما جعل بعضهم مخرج الخاء والغين من أقصي اللسان مع مخرج القاف مستدلين بقول ابن سينا في ذلك. ثم الاعتراض علي بعض الصفات.
وأقرب هؤلاء إلي منهج القراء فضيلة د/ غانم قدوري ـ حفظه الله ـ وقد أراد أن ينهج منهجا متوسطا بين علم الأصوات وبين منهج القراء، إلا أنه وضح عليه التأثر بما عليه علماء الأصوات،، ولا يخلوا منهجه من تناقض. ولو تأملنا كتابه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) واستئناسا ببعض مداخلاته نجد هذا الاضطراب في منهجه، وقصوره في وضع رأي واضح وصريح في بعض المسائل.
ولو تحدثنا في قضية الهمزة:
بعد طرحه للأقوال في قضية الهمزة قال د/ غانم في خلاصته:
(ولكن الهمزة المجردة غير المسهلة نفتقد معها ذبذبة الوترين التي هي مصدر الجهر لأن الهمزة ما هي إلا انطباق الوترين ثم انفراجهما) ا. هـ 207
ويقصد بالهمزة المجردة أي المحققة، فكما تري لم يضع رأيا قاطعا في المسألة ولم يوضح لنا هل همزتنا صحيحة أم خاطئة .. ولكن قد يلحظ من قوله: نفتقد معها ذبذبة الوترين) أن الهمزة ليست مجهورة، لأن الجهر عند علماء الأصوات عبارة عن اهتزاز الوترين وهذا لا يتحقق في الهمزة المحققة.
قضية القاف:
ثم أخذ د/ غانم يحلل هذه المسألة وقال في آخر كلماته: فإنه لم يبق أمامنا إلا أن نقول: إن سيبويه وَهِمَ في نسبة الجهر إلي القاف وهو أمر لا نستطيع أن نقطع به ن وكل ما نستطيع أن نقوله باطمئنان هو أن القاف في نطقها افصيح اليوم صوت مهموس وأن سيبويه وعلماء العربية وعلماء التجويد وصفوا القاف بأنها صوت مجهور وأن رسائلنا الآن عاجزة عن تفسير هذا الوصف علي نحو أكيد) 219 الدراسات الصوتية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا لم يضع رأيا قاطعا في هذه المسألة وهذا يتضح من قوله: وأن رسائلنا الآن عاجزة عن تفسير هذا الوصف علي نحو أكيد)
فلماذا العدول عن منهج القراء؟؟
قضية الطاء:
قال د/ غانم: ولم يلاحظ أحد من العلماء المتقدمين تحول الطاء من الجهر إلي الهمس كما لا حظ كثير من منهم التحول الذي أصاب الضاد.وهذه الحالة تضع قضية الطاء في إطار آخر، وهو احتمال الخطأ في وصف صوت الطاء بالجهر، لكن النصوص السابقة لا سيما قول سيبويه (لولا الإطباق لصارت الطاء دالا) تقف في وجه هذا الاحتمال بقوة تجعل الدارس يُحس بالحاجة إلي كثير من البحث قبل أن يعطي رأيا قاطعا في قضية الطاء.) ا. هـ212
وأيضا لم يضع رأيا قاطعا في هذه المسألة وهذا يتضح من قوله: تجعل الدارس يُحس بالحاجة إلي كثير من البحث قبل أن يعطي رأيا قاطعا في قضية الطاء.)
والقضية الوحيدة التي قطع فيها د/ غانم قضية الجيم حيث قال: (ولا يعنينا هنا البحث في الأصل القديم للجيم العربية هل هو الجيم القاهرية أو الجيم القرشية (الفصيحة) أو الجيم الشامية لأننا علي يقين كامل من أن الجيم التي كان ستخدمها جمهور العرب وقت نزول القرآن هي الجيم التي ينطقها قراء القرآن وكثير من الناطقين للعربية اليوم، وهي التي تحدث عنها علماء العربية وعلماء التجويد ووصفوها بأنها صوت شديد انفجاري يخرج من وسط اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلي) ا. هـ 244
وكما تري أخي القارئ أن د/ غانم لم يجزم في كتابة برأي قاطع في المسائل التي قمت بعرضها من كتبه وليس من كتب الآخرين ثم نجده في لقاء في ملتقي أهل التفسير يقول د/ غانم:، وأحسب أن المنهج العلمي يقتضي إعادة تعريف الصوت المجهور والصوت المهموس على نحو ما أكَّده علم الأصوات اللغوية المعاصر، وإعادة النظر في عدِّ كل من القاف والطاء والهمزة أصواتاً مجهورة، فليس من الإخلاص للعلم والنصح لطلبته الاستمرار في تلقينهم ما قام الدليل على عدم صحته.)) ا. هـ
أقول: إذا كان فضيلته لم يضع لنا قولا فصلا في المسألة كيف يقول لنا: وإعادة النظر في عدِّ كل من القاف والطاء والهمزة أصواتاً مجهورة، فليس من الإخلاص للعلم والنصح لطلبته الاستمرار في تلقينهم ما قام الدليل على عدم صحته.)) ا. هـ
هل يصح هذا القول؟؟؟؟؟؟
وله قول في جوابه علي د/ عبد الرحمان ("، أقول: أثْبِتْ لنا أوَّلاً ما تعتقد جازماً أنه الحق حتى ندع ما تصفه بأنه باطل.))
فهل يثبت لنا فضيلته صحة هذه الأحرف؟؟
ثم نأتي إلي قضية الضاد:
في تعقيب للدكتور غانم قدوري علي ما أورد د/ عبد الرحمان الصالح في مسألة الضاد. وأنقل إليكم نصه: بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني اطلعتُ على ما كتبتَ - بالحرف الكبير - حول ترجيحي نُطْقَ الضاد الجاري على ألسنة جمهور القُرَّاء في بلاد المسلمين الذين نسمع تلاواتهم صباحَ مساءَ، فجزاك الله تعالى كل خير على اهتمامك وحرصك، ونصحك لي بالتخلي عما ترجَّح عندي أنه أولى من غيره، وتحسبه أنت باطلاً، ودعوتِكَ لي إلى متابعة ما قرره علماؤنا السابقون حول نطق الضاد، وأشكر أيضاً الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي أعلمني بمشاركتك مع رغبته بالتعليق عليها، وكنت متردداً في بادئ الأمر في الكتابة حول الموضوع، ولكني عدت لقراءة المشاركة مرة ثانية وترجح عندي أهمية مناقشة بعض الأفكار المتعلقة بموضوع الضاد، وقد لفتت نظري حماستك للدعوة إلى اعتماد نطق الضاد التي وصفها سيبويه في قراءة القرآن، وتركِ الضاد التي ينطقها جمهور القراء في زماننا، ولعل الجميع يشاركك هذا الشعور، ولكن أين هو ذلك النطق؟
وتواردت على ذهني بعض الملاحظات حول الموضوع، من غير خوض في التفاصيل، لأنها أوسع من أن تستوعب في مثل هذا المقام، ولكني أشير إلى ما يتعلق بالمبادئ التي يجب أن تعتمد في دراسة الموضوع، والقواعد التي يمكن أن نستند إليها في ترجيح صورة ما من صور نطق الضاد.
(1) وجدتكم تشككون في أداء قراء القرآن من المصريين والشاميين ومن تابعهم في نطقهم من قراء العالم الإسلامي، وتنسبونهم إلى العُجْمَةِ، وهذا ما صرحتم به في قولكم:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم".
وقلتم في موضع آخر من مشاركتكم:"وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو رخاوة بل يُقلدون كما عُلِّموا، ولا نلومهم بعد "ُ.
ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة؟! وقولك عنهم:إنهم "يقلدون كما علِّموا"، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات، وقد جاء في الأثر:" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".
) لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف، والقول: إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم.
(3) قد لا نختلف في الإقرار بأن هناك إشكالية تتعلق بنطق الضاد اليوم، وبطريقة وصف الضاد في كتب تعليم التلاوة وكتب علم الأصوات، والخروج من هذه الإشكاليات لا يتحقق بالدعوة التي أطلقتموها بقولكم:" وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه"، أقول: أثْبِتْ لنا أوَّلاً ما تعتقد جازماً أنه الحق حتى ندع ما تصفه بأنه باطل.
وأود أن ألفت نظركم ونظر القراء إلى أن الأمر لا يمكن أن يقرره شخص واحد أو مجموعة أشخاص، وكنت قديماً قد دعوت إلى ضرورة التقاء ذوي الاختصاص والاهتمام بالموضوع للتباحث بشأنه وبلورة رأي يحظى بالإجماع حتى تتبناه المؤسسات العلمية و التعليمية، ولكن لم يتحقق من ذلك شيء إلى الآن، واكتفى المهتمون بالموضوع بالتحاور والتجادل على صفحات المواقع الإلكترونية، و كثير مما كُتِبَ فيها يفتقر إلى المعرفة العلمية بالموضوع، أو المنهجية في تناوله.
ولا أنكر أهمية الآراء الفردية في إنضاج الموضوع وبلورة موقف موحد حوله، لكن ذلك لن يكون بديلاً عن عقد الندوات العلمية أو الحلقات النقاشية، للوصول بالموضوع إلى نهايته المرجوة، لطي صفحة الجدل حول الضاد التي طال أمدها.
(4) لا أجد ما يؤيد قولكم: إن سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين في نطق الضاد ما ورد في بعض كتب الفقه من تشديد على وجوب التفريق بين الضاد والظاء، فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر الشام، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة ولا مشقة.)) ا. هـ كلامه حفظه الله.
هناك قواعد استخدمها د/ غانم في التعليق علي ما كتبه د/ عبد الرحمان الصالح.
أولا: (ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة) استدلال بما عليه قراء مصر والشام أي ما اعتمده قراء المدرستين لعلو الإسناد في القطرين دون غيرهما.
أليست هذه الأحرف فيها إجماع قراء مصر والشام؟؟
ثانيا: (وقولك عنهم:إنهم "يقلدون كما علِّموا"، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات، وقد جاء في الأثر:" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".)
صحة منهج القراء وأن التلقي أساس في هذا العلم
ثالثا: (، فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر والشام، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة ولا مشقة.)
سليقة نطق القراء للأحرف فيه دلالة علي قدم الأحرف ورسوخه.
ولو وضعنا لفضيلته نفس القواعد وطالبناه بتطبيق هذه القواعد التي وضعها لردِّ الضاد مع إقراره بعدم مطابقة الوصف القديم للوصف الحالي، فكيف يكون تعقيب فضيلته؟؟
وأنا شخصيا أعتقد أن الاستدلال بكلام أهل الأصوات مثل الاستدلال بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ما دام لا يخالف أصلا.
فكذا يكون التعامل مع علم الأصوات.
ويعلم الله أنني أكن كل حب وتقدير لفضيلة د/ غانم قدوري الحمد، ولكن أحيانا قد نختلف في الرأي فقط.
وأسأل الله أن يجعل ما نكتبه خالصا لوجه وألا تكن علينا ترة يوم القيامة
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 12:15]ـ
جزيت خيراً فضيلة الشيخ عبد الحكيم على هذا الموضوع الهام، والذي يظهر لي في هذه القضية أن علماء الأصوات ربما يسمعون، أو ينطقون ببعض الأحرف بنطق خاطئ، ثم يحكمون من خلال هذا النطق أو السماع على صفات ذلك الحرف، فعلى سبيل المثال:
الطاء والقاف، يمكن أن ينطق بهما القارئ الضابط المجيد نطقاً صحيحاً، فلا يوجد أي أثر لصفة الهمس، بينما يقرأهما من لم يحسن نطقهما الصحيح فيوجد لهما همساً.
أما العلماء السابقون فكانوا يحكمون على الحرف بنطقه الصحيح، وهم أدق نظراً من المتأخرين، فالحكم بتخطئتهم شيء غير مقبول.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 12:00]ـ
بارك الله فيكما شيخينا الكريمين.
= = =
الشيخ أبا تميم.
قرأتُ أنَّك كنت مستعدًّا أن تجهِّز "ابنَك" لكتابة بحث عن (الفرجة ومهاجمة الإطباق) ... ثم صرفَك عن ذلك سبْقُ عكاشة.
ما رأيك - يا شيخ - لو جعلتُم البحث عن (الإطباق ومهاجمة الفرجة) - وتتوجَّه به إلى الشيخ محمد يَحيى:)
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:55]ـ
بارك الله فيكما شيخينا الكريمين.
= = =
الشيخ أبا تميم.
قرأتُ أنَّك كنت مستعدًّا أن تجهِّز "ابنَك" لكتابة بحث عن (الفرجة ومهاجمة الإطباق) ... ثم صرفَك عن ذلك سبْقُ عكاشة.
ما رأيك - يا شيخ - لو جعلتُم البحث عن (الإطباق ومهاجمة الفرجة) - وتتوجَّه به إلى الشيخ محمد يَحيى:)
حفظك الله شيخنا المليجي:
للعلم أنا قرأت على شيوخي بالوجهين، فمنهم من ألزمني بالفرجة، ومنهم من ألزمني بالإطباق، ومنهم من خيرني بينهما، ولا أخفي عليك أن قراءتي وإقراءي بالإطباق، وما قلته للشيخ عبد الحكيم حفظه الله إنما هو طمع في العرض الذي طمعت فيه، مع أنني الآن لا أهاجم لا الإطباق ولا الفرجة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 10:11]ـ
ولا أخفي عليك أن قراءتي وإقراءي بالإطباق،.
أسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا وأن يفرج عنك كربك.آمين
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 09:05]ـ
أسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا وأن يفرج عنك كربك.آمين
علينا وعليكم، آمين اللهم آمين،
ولكن يا شيخ أنا لا أهاجم الفرجة ولا القائلين بها.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 06:02]ـ
شيخنا الكريم أبا عمر،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنتَ تعلم أنني أخالفك في بعض ما تقول ... والاختلاف في الرأي طبيعةٌ بشرية.
شيخنا الحبيب، أرى أن تنشر الموضوع في ملتقى أهل التفسير لأن شيخنا الدكتور غانما عضو فيه، ومن حق الشيخ أن يطلع على موضوعكم هذا، ليفيدكم بما عنده.
جزاكم الله خيرا.
قال أخي الكريم أبو تميم الأهدل:
"والذي يظهر لي في هذه القضية أن علماء الأصوات ربما يسمعون، أو ينطقون ببعض الأحرف بنطق خاطئ، ثم يحكمون من خلال هذا النطق أو السماع على صفات ذلك الحرف ... " اهـ
أخي الكريم، الدكتور غانم جلس بين يدي الشيخ العلامة عامر السيد عثمان ليتعلم تلاوة القرآن الكريم ... وأبشرك أنَّ الشيخ سافر في غرة الشهر الماضي إلى الموصل، وقرأ على شيخ الإقراء هناك الشيخ إبراهيم المشهداني، وأجازه بروايتي حفص وشعبة.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 09:11]ـ
شيخنا الكريم أبا عمر،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنتَ تعلم أنني أخالفك في بعض ما تقول ... والاختلاف في الرأي طبيعةٌ بشرية.
شيخنا الحبيب، أرى أن تنشر الموضوع في ملتقى أهل التفسير لأن شيخنا الدكتور غانما عضو فيه، ومن حق الشيخ أن يطلع على موضوعكم هذا، ليفيدكم بما عنده.
جزاكم الله خيرا.
شيخنا الكريم، يظهر لي أنَّ هذا الموضوع قد نشرتموه من قبل في ملتقى أهل التفسير بتاريخ 01 - 05 - 2008، فأرجو أن تعذر أخاك!
هاكم يا أهل الألوكة رابط الموضوع في ملتقى أهل التفسير إن رغبتم في الاطلاع على ردود الشيخين الكريمين:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=11832
حفظكم الله ورعاكم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 06:04]ـ
شيخنا الكريم، يظهر لي أنَّ هذا الموضوع قد نشرتموه من قبل في ملتقى أهل التفسير بتاريخ 01 - 05 - 2008، فأرجو أن تعذر أخاك!.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب عمارالخطيب ليس بيننا عتب وليس بيننا اعتذار.
والبحث قد وضعته في ملتقي التفسير لأجل د/ غانم نفسه ومنه تفرعت لبقية المنتديات وهذا يا شيخنا بخلاف الكتاب (اللي بالي بالك في الأصوات بسمة).
وهذا جواب آخر في نفس الملتقي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11700
ومن هذا الموضوع نشأ الموضوع التالي
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11801
ولك تحياتي
والسلام عليكم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 07:59]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب عمارالخطيب ليس بيننا عتب وليس بيننا اعتذار.
والبحث قد وضعته في ملتقي التفسير لأجل د/ غانم نفسه ومنه تفرعت لبقية المنتديات وهذا يا شيخنا بخلاف الكتاب (اللي بالي بالك في الأصوات بسمة).
ولك تحياتي
والسلام عليكم
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
نعم، خِلْتُ هذا البحث مُسْتَلاًّ مِنَ الكتاب الذي ... نسألُ الله السَّلامة!
أسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، والإخلاص في القول والعمل.
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:26]ـ
قال أخي الكريم أبو تميم الأهدل:
"والذي يظهر لي في هذه القضية أن علماء الأصوات ربما يسمعون، أو ينطقون ببعض الأحرف بنطق خاطئ، ثم يحكمون من خلال هذا النطق أو السماع على صفات ذلك الحرف ... " اهـ
أخي الكريم، الدكتور غانم جلس بين يدي الشيخ العلامة عامر السيد عثمان ليتعلم تلاوة القرآن الكريم ... وأبشرك أنَّ الشيخ سافر في غرة الشهر الماضي إلى الموصل، وقرأ على شيخ الإقراء هناك الشيخ إبراهيم المشهداني، وأجازه بروايتي حفص وشعبة.
جزاكم الله خيرا.
أخي الكريم الشيخ عمار الخطيب وفقنا الله وإياك إلى مرضاته:
كلامي هذا لا أقصد به التنقيص من شأن شيخنا د. غانم الحمد حفظه الله، ولا إنكار إتقانه لقراءة القرآن حاشا وكلا، فبصماته في التجويد وسائر علوم القرآن عنوان على علو مكانته في هذا المجال، وإنما الذي أردته أن ما استدركه علماء الأصوات ـ بالعموم بدون تخصيص أحد منهم ـ لا يبعد أن يكون ناتج عن نطق غير سليم لهذه الأحرف التي استدركوا الأئمة المتقدمين فيها، ثم يترتب على هذا النطق تخطيء علماء التجويد القدامي في تصنيف الصفات، وحتى لو كان علماء الأصوات تلقوا القرآن عن شيوخ متقنين، وحصلوا على الإجازات، ووصلوا إلى مرتبة كبيرة من الإتقان فإن هذا كله ليس فيه عصمة من الوقوع في الخطأ في بعض الأحرف.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 12:43]ـ
أخي الكريم الشيخ عمار الخطيب وفقنا الله وإياك إلى مرضاته:
كلامي هذا لا أقصد به التنقيص من شأن شيخنا د. غانم الحمد حفظه الله، ولا إنكار إتقانه لقراءة القرآن حاشا وكلا، فبصماته في التجويد وسائر علوم القرآن عنوان على علو مكانته في هذا المجال، وإنما الذي أردته أن ما استدركه علماء الأصوات ـ بالعموم بدون تخصيص أحد منهم ـ لا يبعد أن يكون ناتج عن نطق غير سليم لهذه الأحرف التي استدركوا الأئمة المتقدمين فيها، ثم يترتب على هذا النطق تخطيء علماء التجويد القدامي في تصنيف الصفات، وحتى لو كان علماء الأصوات تلقوا القرآن عن شيوخ متقنين، وحصلوا على الإجازات، ووصلوا إلى مرتبة كبيرة من الإتقان فإن هذا كله ليس فيه عصمة من الوقوع في الخطأ في بعض الأحرف.
مرحبا بالأخ الكريم الشيخ أبي تميم.
أخوك كان قد أحسن الظن بكم، ولم يحمل كلامكم إلا على أحسن وجه ... وأنتم من أهل العدل والإنصاف إن شاء الله.
علماء الأصوات مِنْ أهل التحرير والتحقيق والعدل والإنصاف يجتهدون في معالجة بعض القضايا العلمية التي أثارتها الدراسات الصوتية الحديثة ... بأمانة ونزاهة وإنصاف، ولا أظن أنَّ المنصفين منهم يصفون بعض الأصوات العربية وصفا مغايرا لوصف علماء العربية والتجويد مِنْ غير بحث وتحرٍّ واستماع لتلاوات المشايخ وغير ذلك مما يقتضيه البحث العلمي ...
وأخوكم لا ينكر أن الأصواتيين بشرٌ يعتريهم ما يعتري البشر من الوهم والخطأ والنسيان.
حفظكم الله ورعاكم.
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 12:44]ـ
مرحبا بالأخ الكريم الشيخ أبي تميم.
أخوك كان قد أحسن الظن بكم، ولم يحمل كلامكم إلا على أحسن وجه ... وأنتم من أهل العدل والإنصاف إن شاء الله.
أهلاً وسهلاً بأخي الحبيب الشيخ عمار الخطيب.
حسن ظنك بأخيك الضعيف دليل على ذوقكم الرفيع وأخلاقكم السامية.
علماء الأصوات مِنْ أهل التحرير والتحقيق والعدل والإنصاف يجتهدون في معالجة بعض القضايا العلمية التي أثارتها الدراسات الصوتية الحديثة ... بأمانة ونزاهة وإنصاف، ولا أظن أنَّ المنصفين منهم يصفون بعض الأصوات العربية وصفا مغايرا لوصف علماء العربية والتجويد مِنْ غير بحث وتحرٍّ واستماع لتلاوات المشايخ وغير ذلك مما يقتضيه البحث العلمي ...
وأخوكم لا ينكر أن الأصواتيين بشرٌ يعتريهم ما يعتري البشر من الوهم والخطأ والنسيان.
لا أعتقد أن بيننا خلاف فيما تفضلتم به، فتعظيمهم للقرآن الذي يحملونه يحتم عليهم البحث وبذل الوسع لا الحكم المجرد بدون روية وتمهل، وإنما الذي أعنيه أن الحرف الذي اتفق علماء العربية والتجويد على وصفه بصفة معينة، فإن هذا الوصف لا يمكن أن يصدر إلا عن بحث وتدقيق أيضًا؛ لذا فإن احتمال الخطأ من المتأخرين أكثر من احتماله من الأئمة السابقين، وهذه وجهة نظر مني تحتمل الخطأ والصواب، وعلى كل فمكانة علمائنا على الرؤوس، واحترامهم علينا واجب.
لك مني أخي الكريم التقدير والتحية.(/)
للمهتمين بالاستشراق والدراسات القرآنية
ـ[ابن شاهين]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 12:42]ـ
للمهتمين بالاستشراق والدراسات القرآنية: المشروع الألماني القديم - الحديث حول القرآن الكريم
http://www.bbaw.de/stellenangebote(/)
من صفات المؤمنين واخلاقهم في القران الكريم \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 06:41]ـ
البقرة
بقلم فالح الحجية الكيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
((الم *. ذلك الكتاب لاريب فيه ــ هدى للمتقين.* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *. والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون.* أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون.*))
سورة البقرة آية 1 ــ5
الحمد لله\
الايات فاتحة سورة البقرة الايات من 1 ــ 5 وألم ثلاثة حروف من حروف الهجاء التي جاءت في اوائل عدد غير قليل من سور القرآن الكريم وقد فسرها بعض العلماء بأنها تعجيز للعرب وهم أئمة الفصاحة وقوة البلاغة العربية في الايتاء يمثل كتاب الله تعالى ــ القرآن الكريم ــ قوة وفصاحة وعلما ودراية واسلوبا وأدبا وحكما وصياغة وقد نزل في حروف لغتهم .. وفسرها اخرون بانها سر من الاسرار الالهية ولاشك ان فواتح السور يعد مغلقا حتى الان على االبشرية وقد حاول بعض المستشرقين سبر اغوارها ومعرفةاسرارها الا انهم عجزوا عن ذلك وضلوا سبيل الرشاد فاجاؤوا باراء بعيدة عن الحق فمن قائل منهم انها ليست من القران الكريم في شيء وانما هي رموز لمجموعات من المصاحف لاوائل المعلمين وهذا الراي راي المستشرق نولديك في كتابه تاريخ القران وكذلك المستشرقان نول وشفيلد بينما رد عليهم المستشرق لوت وغور بانه لايعقل ان المسلمين وخاصة الاتقياء منهم الذين نسخوا المصاحف ان يضيوفوا اليها حرفا واحدا من انفسهم ويضيفوا الى كلام الله تعالى ماليس منه او ان يقروا اضافة أي شيء في المصحف الشريف وقد وردت الحروف المتقطعة في فواتح السور في تسع وعشرين سورة وفي جملتها –أي هذه الحروف – اربعة عشر حرفا من الحروف الهجائية صيغت في اربعة عشر سورة من السور القرانية المختلفة هي (ص ق ن ط ه يس الم حم الر طسم المر كهيعص و حمعسق) وذهب بعض شيوخ الاسلام الى االقول بان اسم الله الاعظم يكمن في هذه الحروف وهوالاسم الذي اذا سئل الله تعالى به اجاب كما ورد في الاثر الاطيب فمن المعتقد انه اسم جامع لمعاني اسماء الله الحسنى وهو سلطان الاسماء كلها فلو حذفت منه اللام اصبح – اله- واذا حذفت اللامين نطق –اه - واذا حذفت منه الالف واللامين نطق به- ه- وهواسم ناطق من اسماء الذات العلية وجامع لجميع الاسماء وكلها متعلق به واذا حذفت اللام والهاء منه نطق به –ال – وهواسم سرياني ذوعظمة شديدة في اللغة السريانية ويرى بعضهم ان اسم الله تعالى الاعظم صالح لشفاء جميع الامراض النفسية والجسدية ومن استخدمه ايضا يكون في عمل الطاعات وصالح الاعمال نفعنا به الله تعالى واياكم اجمعين
فالقرآن الكريم نزل على الحبيب المصطفى لهداية الناس الى الطريق السوي وفيه ايضا صفات المؤمنين الذين امنوا برسالةالحبيب المصطفى منذ بدء بعث الرسالة الى الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها صفات ثابتة واخلاق حميدة طيبة هي اسمى خلق الانسان ومطمح ماتصبو اليه النفس البشرية من صفات عالية واساس ما دعى اليه علماء الاخلاق والانسانية فما جاء به هؤلاءالعلماءمقتبس من نور الاسلام اي من القران الكريم فهو نورعلى نور والمهديون فيه هم المتقون وهم الذين عملوا الصالحات من الاعمال الخيرة التي أمر الله تعالى أتباعها وألزمهم القيام بها. لذلك وصفهم الله تعالى بأنهم يؤمنون بالغيب والغيب ما لا يدركه البصر ولا يحسه البشر من السمعيات وغيرها كالبعث والروح والحساب يوم القيامة. فهم يقيمون الصلاة التي فرضها الله تعالى على عبادة المؤمنين في أوقاتها وأحوالها وخصائصها وفروضها وسننها وكذلك وصفهم بأنهم ينفقون مما أنعم الله تعالى عليهم من الخير وما اعطاهم الله تعالى من الارزاق والاموال والنعم .. فهولاء الذين اهتدوا بهداية القرآن وأمنو بالغيب وأقاموا الصلاة حق قيامها وأنفقوا ما انعم الله تعالى عليهم من نعم على غيرهم من الفقراء والمساكين وأخرجوا حق الله فيه من زكاة وصدقة وخير. ثم أنهم يؤمنون بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الاسلام في القرآن الكريم وهو الكتاب الذي انزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم او ما انزل على الانبياء صلى الله عليهم وسلم في الكتب المنزلة مثل التوراة والانجيل قبل التحريف فهولاء هم الذين يستظلهم الله في ظله يوم القيامة وينعم عليهم بالجنة ووصفهم بأنهم أصحاب الجنة فهم المفلحون وهم الفائزون بها يوم القيامة والمتمتعون بنعيمها
الذي لاينتهي ولا ينضب ..
جعلنا الله تعالى واياكم من اصحاب الجنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين(/)
أحتاج شروحا (ميسرة ومبسطة) لمتن الشاطبية؟؟؟
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 07:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ..
لي حاجة بشروح حول متن الشاطبية سواء أكانت تلكم الشروح عبارة عن كتب مصورة؛ أو كانت شروحا صوتية لأهل العلم الأجلاء.
ثم إني لأسأل المولى-عز وجل- أن يثيب ويأجر من يساعدني ويرفع درجاته في عليين ويجزيه خير الجزاء.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 01:36]ـ
* كتاب "الوافي في شرح الشاطبية" لعبد الفتاح القاضي , شرحه سلس ومبسط وجميل.
* أشرطة الشيخ "عصام القضاة " في "قناة المجد العلمية في شرح "الشاطبية".
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:43]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا أخي الفاضل على ما قدمتموه لي جعله الله في موازين حسناتكم بإذن الله.
ـ[أنهار محمد]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 08:18]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز،أختي العزيزة أفضل شروح للشاطبية هي:
فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوي تلميذ الناظم رحمة الله تعالى عليهما
اللآلئ الفريدة في ىشرح القصيدة لأبي عبد الله الفاسي رحمه الله
إبراز المعاني في حرز الأماني لأبي شامة رحمه الله
العقد النضيد في شرح القصيد للسمين الحلبي رحمه الله موجود على شكل رسائل علمية إلى نهاية أبيات فرش سورة البقرة
هذه أفضلها لأنها شرح المتقدمين ففيها البركة والخير والفوائد الجمة العظيمة ملا تجدها عند المتأخرين
وهذه الكتب المصورة جميعها على النت عدا فتح الوصيد كان موجود على النت ثم لعله حذف والله أعلم.
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 10:41]ـ
بارك الله فيكم(/)
بحث صغير حول القراءات العشر، أحتاج مساعدة أهل هذا العلم.
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أهل مجلس الألوكة ..
إني أحتاج مساعدتكم لي في إرشادي لكيفية عمل بحث حول القراءات العشر، ولم يسبق لي البتة أن كتبت بحثا حقيقةً؛ لذا أرجو من الإخوة أهل الخبرة والعلم أن يمدوا لي يد العون والمساعدة، أثابكم الله ونفعنا بعلمكم.
في الواقع كل ما أعرفه وأحطت به علما هو أن البحث يكون بدءا بالمقدمة أو التمهيد ثم التطرق إلى عناصر البحث أو التعريف بعنواوين المباحث فيه، ثم الشروع في شرحها مبحثا تلو آخر، ثم الخاتمة، ثم المراجع ثم فهرس المحتويات؛ أذلك الصواب؟
ثم والأهم أردت أن تساعدوني في كيفية اختيار المباحث، ومن أين لي بكتب مصورة عبر الانترنت لأقوم بتحميلها والكتابة منها؟ فقد بحثت في مكتبتنا عن كتاب في القراءات فاستغربت عدم وجود تلكم الكتب فيها! بالرغم من اتساع المكتبة، وكثرة الكتب فيها.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 09:04]ـ
الطريقة المذكورة صحيحة اجمالا ويبقى المهم هو اختيار عناصر البحث وأنت بارك الله فيك طلبت المساعدة في اختيار المباحث لكن لم تذكري عنوان هذا البحث
ويالنسبة لقولكالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم والأهم أردت أن تساعدوني في كيفية اختيار المباحث، ومن أين لي بكتب مصورة عبر الانترنت لأقوم بتحميلها والكتابة منها؟ فقد بحثت في مكتبتنا عن كتاب في القراءات فاستغربت عدم وجود تلكم الكتب فيها! بالرغم من اتساع المكتبة، وكثرة الكتب فيها. فكلام غريب فكتب القراءات متوفرة مصورة في هذا المجلس وغيره كالمكتبة الوقفية وغيرها اكتبي (كتب القراءت) في شريط بحث قوقل بحثا داخليا هنا وبحثا خارجيا وسترين النتائج بإذن الله, انظري مثلا هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17038.
وفقك الله
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 12:46]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل.
المطلوب مني بحث حول القراءات العشر وترك الاختيار لي، ولم أخصص بعد عنوانا له، لأني رأيت أن أجمع كل الكتب المتعلقة بالقراءات من هنا، ثم أسأل الله أن يسهل لي الأمر.
بصراحة أفكاري مشتتة ولم أعرف كيف أبدأ، دعواتكم لي بأن ييسر الله لي أمري.
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 12:49]ـ
[ size=5] ويالنسبة لقولك فكلام غريب فكتب القراءات متوفرة مصورة في هذا المجلس وغيره كالمكتبة الوقفية وغيرها اكتبي (كتب القراءت) في شريط بحث قوقل بحثا داخليا هنا وبحثا خارجيا وسترين النتائج بإذن الله, انظري مثلا هنا:
[ color=blue]http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17038.
وفقك الله
قصدت المكتبة التي بمدينتي!
وبارك الله فيكم.
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 12:52]ـ
لي سؤال:
هناك كثير من الكتب بعد أن قمت بتحميلها لم تفتح!، فهل من طريقة لفتحها، أم أن جهدي الذي كان وكل ذاك التحميل راح هباءً!!!
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 12:59]ـ
المطلوب مني بحث حول القراءات العشر وترك الاختيار لي، ولم أخصص بعد عنوانا له، لأني رأيت أن أجمع كل الكتب المتعلقة بالقراءات من هنا، ثم أسأل الله أن يسهل لي الأمر.
بصراحة أفكاري مشتتة ولم أعرف كيف أبدأ، دعواتكم لي بأن ييسر الله لي أمري.
أختي الكريمة، لا بد من تحديد عنوان البحث في البداية، ومن ثَمَّ سيسهل الحصول على المعلومات المتعلقة بهذه المادة، وما دام والمطلوب بحث صغير فاختيار العنوان سيكون سهلاً بإذن الله، نسأل لك التوفيق والإعانة.
هناك كثير من الكتب بعد أن قمت بتحميلها لم تفتح!، فهل من طريقة لفتحها، أم أن جهدي الذي كان وكل ذاك التحميل راح هباءً!!!
إذا كانت أغلب الكتب لا تفتح في جهازك فربما يكون جهازك بحاجة إلى برنامج معين، وعليك أن تجربي فتحها في جهاز آخر إن تيسر لك ذلك حتى تعرفي مكان الخلل بالضبط، والله ييسر لنا ولكِ كل خير.
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:29]ـ
أختي الكريمة، لا بد من تحديد عنوان البحث في البداية، ومن ثَمَّ سيسهل الحصول على المعلومات المتعلقة بهذه المادة، وما دام والمطلوب بحث صغير فاختيار العنوان سيكون سهلاً بإذن الله، نسأل لك التوفيق والإعانة.
البحث أعده لمسابقة بإذن الله، وإن نجح البحث فبإذن الله تعالى سأطبعه في كتاب؛ لكن الأمر يحتاج لمساعدة منكم أهل المجلس فلست في هذا العلم إلا متطفلة!، وإني أخذت عهدًا على الله أن أكون حريصة غاية الحرص على النقل من المراجع التي هي لأهل العلم الموثوق فيهم بمشيئة الله- قلت وهذا الذي أحتاجه منكم- فساعدوني أعانكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم وأسعدكم في الدارين. [/ quote/]
إذا كانت أغلب الكتب لا تفتح في جهازك فربما يكون جهازك بحاجة إلى برنامج معين، وعليك أن تجربي فتحها في جهاز آخر إن تيسر لك ذلك حتى تعرفي مكان الخلل بالضبط، والله ييسر لنا ولكِ كل خير.
سأطرح المشكلة في منتدى تقني بإذن الله، وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه -عز وجل- ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:33]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو تميم الأهدل
أختي الكريمة، لا بد من تحديد عنوان البحث في البداية، ومن ثَمَّ سيسهل الحصول على المعلومات المتعلقة بهذه المادة، وما دام والمطلوب بحث صغير فاختيار العنوان سيكون سهلاً بإذن الله، نسأل لك التوفيق والإعانة.
البحث أعده لمسابقة بإذن الله، وإن نجح البحث فبإذن الله تعالى سأطبعه في كتاب؛ لكن الأمر يحتاج لمساعدة منكم أهل المجلس فلست في هذا العلم إلا متطفلة!، وإني أخذت عهدًا على الله في أن أكون حريصة غاية الحرص على النقل من المراجع التي هي لأهل العلم الموثوق فيهم بمشيئة الله- قلت وهذا الذي أحتاجه منكم- فساعدوني أعانكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم وأسعدكم في الدارين.
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:34]ـ
______________________________ ___
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 01:08]ـ
أيتها الفاضلة:
1 - لعل المشكلة في عدم انفتاح الكتب بعد تحميلها راجع إلى عدم وجود البرامج اللازمة على جهازك مثل "أكروبات" لقراءة كتب pdf وكذا "الوين رار" لفتح الكتب المضغوطة.
2 - حملي من "الوقفية" بعض الكتب التي تبحث في علم القراءات بعامة وطالعيها وسيسهل عليك-بإذن الله- اختيار العنوان المناسب لبحثك, ومن بعدُ اختيار المباحث المناسبة له.
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 05:25]ـ
من رام مساعدتي بكتب أو غيرها فهذا تفصيل لما رجوت أن يكون عليه البحث:
رأيت أن يكون حول التعريف بالقراءات العشر المشهورة وكيف تم ضبطها من الضعيفة والشاذة، لكن قبل ذلك أحتاج لأن أقدم نبذة عن المراحل التي مر بها القرآن من عهد النبوة وحتى ما وصل إليه الآن من ضبطٍ لرسمه (أحكام ورموز التجويد والتلاوة).
بحث صغير لا أحتاج فيه كثيرا من التفصيل لكي يسهل استيعابه لأي قارئ، أخص بذلك طلبة المنارات (حفاظ كتاب الله)؛ فلعل الله ينفع به ويُنشر علم القراءات عندنا.
فما هي نصائحكم وتوجيهاتكم؟
أملي بربي كبير ثم بتواصلكم وإياي، أثاب الله كل من لي يد العون والمساعدة، وبارك الله فيكم وأسعدكم في الدارين.
دعواتكم لي بالتوفيق والسداد
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 05:35]ـ
أيتها الفاضلة:
1 - لعل المشكلة في عدم انفتاح الكتب بعد تحميلها راجع إلى عدم وجود البرامج اللازمة على جهازك مثل "أكروبات" لقراءة كتب pdf وكذا "الوين رار" لفتح الكتب المضغوطة.
2 - حملي من "الوقفية" بعض الكتب التي تبحث في علم القراءات بعامة وطالعيها وسيسهل عليك-بإذن الله- اختيار العنوان المناسب لبحثك, ومن بعدُ اختيار المباحث المناسبة له.
لم تفتح بالرغم من أن تلك البرامج عندي، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 12:21]ـ
لم تفتح بالرغم من أن تلك البرامج عندي، وجزاك الله خيرا.
لا بد إذن من حلّ هذه المشكلة أوّلا حتى تستطيعين النظر في الكتب المتوفرة المقترحة ومراجعتها.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 04:07]ـ
القراءات العشر من المواضيع التي تكلّم فيها خلق كثير، وتحتاج لدقّة تحقيق، وحسن ترتيب، وشدّة حذر، وبما أنّ صفة بحثك التّقصير، فعليكِ بدراسةِ عامّةٍ لأركانِ الموضوع، ومن ثمَّ التّفاصيل، بدون تفاصيل التّفاصيل، وجزئيّات الجزئيّات التي اختلف فيها العلماء والأساتذة المحدثون وغيرهم اختلافًا كبيرًا.
-المنهج الذي نحسبه يخلو من الزّلات في هذا الموضوع منهجُ الطالب كوليبالي سيكو من جمهورية ساحل العاج (كوت ديفوار) كتب رسالة جامعية من درجة التخصص العالي (ماجستير) باسم " طبيعة الاختلاف بين القراء العشرة وبيان ما انفرد بقراءته كل منهم"، أقترح عليكِ خوفًا من أنْ تزلَّ قدمكِ أنْ تتّبعي منهج هذا الطّالب، وأنْ تستفيدي من كتابه؛ فهو مليء بالأقوال الرّاجحة، والأحكام الصّائبة. (مرجع أساسيٌّ- موجود في الإنترنت)
أمّا المصادر فعليكِ بالرّجوعِ إلى طائفة من كتب علوم القرآن، منها:
كتاب تحبير التيسير في القراءات العشر / ابن الجزري شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف؛ دراسة و تحقيق أحمد محمد القضاة.
الإتقان في علوم القرآن/ تأليف جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي، أبي بكر الباقلاني.
مناهل العرفان في علوم القرآن/ بقلم محمد عبد العظيم الزرقاني.
البرهان في علوم القرآن/ محمد بن عبد الله الزركشي؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
التّبيان في علوم القرآن/ الصّابونيّ.
الغاية في القراءات العشر [ويليه] باب في الاستعاذه والتسمية وامالات قتيبة عن الكسائي/ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني؛ دراسة وتحقيق محمد غياث الجنباز.
أمّا عن المراجع فعليكِ بالرّجوعِ إلى طائفة من كتب علوم القرآن، منها:
-مباحث في علوم القرآن لمنّاع القطّان.
-مباحث في علوم القرآن لصبحي الصّالح.
ومن هذين الكتابين؛ عليكِ أنْ تختاري المباحث، انظري فيما تكلّما فيه، ثمّ استنتجي مباحث موضوعك منها.
أحسب أنّ هذه الكتب كافية لتقوم ببحث كهذا؛ وسلامُ اللهِ عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 04:20]ـ
جزاك الله خيرًا على توجيهاتك وعلى ما قدمت أستاذنا الفاضل، شكر الله لك.(/)
من يشكو الدين فليقرأ: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن)؟
ـ[يراع نهر]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 03:23]ـ
جاء في الخبر أن النبي عليه السلام أمر رجلا شكى إليه الدَّين بأن يقرأ (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) إلى آخر السورة ثم يقول: توكلت على الحي الذي لا يموت ثلاث مرات.
ما صحته؟
وما صحة هذين الأثرين في سبب نزول الآية:
- قال المشركون إن محمدا يزعم أنه يعبد واحدا وهو يعبد اثنين، فأَعْلَمَ الله أن من دعاه بأسمائه لا يدعوا سواه.
- روي أن النبي عليه السلام قال في دعائه: (يا الله يا رحمان) فسمعه رجل من المشركين فقال لهم: سمعت محمد يدعوا الليلة يا رحمان الذي باليمن فنزلت الآية.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 12:14]ـ
أخي الفاضل؛
أقترح عليك زيادة طرح سؤالك في مجلس الحديث وعلومه .... قد يجيب عنه الإخوة العلماء بتخريج الأحاديث هناك
http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?f=11
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 09:25]ـ
وقبل أن تنتقل لتسأل أساتذتنا في مجلس الحديث وعلومه، فإن هذه الآية - أيضًا - قد روي أنها تسمى (آية العز).
روى ذلك: ابنُ لهيعة ورشدين بن سعْد، كلاهما عن زبَّان بن فائد، عن سهلٍ، عن أبيه معاذ بن أنس الجهني عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنه قال: آية العز: {وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} .... أو نحو هذا اللفظ.
قال في مجمع الزوائد: رواهُ أحمدُ من طريقَين، في إحداهُما رِشدين بن سعد؛ وهو ضعيف، وفي الأخرى ابن لَهيعة وهو أصلح منه، وكذلك الطبراني.
= = =
ورُوي أيضًا أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كان يعلِّمها الغلامَ من بني عبد المطَّلب إذا أفصح.(/)
اكتشاف أعلى سند في العالم
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 06:08]ـ
http://qurrataiba.com/vb/showthread.php?t=12723
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:01]ـ
نص مقالة
اخطها لكم عربون محبة ووفاء اتصال.
الى كل الباحثين والمتخصصين في علم الاسانيد والقراءات اقدم هذا الخبر السار الطيب والدي اخص به موقع قراء طيبة طيبة.
الحمد لله فقد وجدت من شيوخ شيخنا / شيخا هو من موليد 1909وبالمسمى محمد الرملي ويتصل سنده القرائي من طريقين*
1/ طريق مغربي أندلسي خاص بديار أهل المغرب ولا يعرفه اهل المشرق لأنهم لم يقرؤ ا به.
2/ طريق مشرقي تتصل بالشيخ قاسم البقري المصري الى ابن الجزري ثم الداني. وداك من خلال شيخ قراء المغرب العربي كله وديار افريقيا * الامام الحجة المقرئ ابي العلاء المنجرة الفاسي وعلى هذا يكون هذا الشيخ اعلى القراء سندا في العالم اليوم.
اكثر من بكري الطرابيشي والشيخ عبد الباسط هاشم وعبد الحميد الاسكندري / وغيرهم من مشائخنا الكرام الذين نعتز بهم ونقدر مجهوداتهم في خدمة القرءان واهله / فبينه وبين الرسول 25 رجل فقط على غرار اعلى سند يدعى اليوم وفيه 27. وعلى حد علمي من خلال الاستقراء لم يبق من هو بمنزلته سواه.
وكل هذا موثق بالمشافهة والسماع الى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهنا اود ان اضيف
ان بلاد المغرب كانت و لازالت مغمورة برجالات الإقراء والحديث والذين يعتبرون قمما سامقة واسانيدهم عالية علية جدا و فاقة بكثير المشارقة لامن باب الاستكبار والافتخار بل من باب الاستحقاق الذي خص به ديار المغرب العربي وكيف لا وهم محض نهضة الا ندلس والقيروان العلمية الثقافية.
الا ان المشكلة تكمن في عدم الاهتمام ولا مبالاة من لدن المؤسسات رغم بعض ما تنجزه الحكومية في هذا السياق والذي يبقى قليلا اذا اعتبرنا كثرة ماتختزنه البلاد من موروث علمي دقيق وثقافي عميق برجالاته الأعلام.
وحتى طلاب العلم الذين قل بينهم وجود هذا العلم على موازينه الحقيقة لاتراهم يكثرتون لما عليه الوضع من ضياع حقيقي لولا مايبذله بعض المشائخ الافاضل والاساتذة الكرام من جهد توثيق لتاريخ هذا العلم ورجالاته ونظرات اجتهاداتهم فيه.
وعلى العموم هي دعوة الى الاخوة الباحثين لاكتشاف مآثر اهل المغرب الزاخرة بالنوادر والتحف.
· واعلم ان اعلاني هذا شيشكل ضجة او قل صرخة عند الباحثين لكونهم اعظمهم يتوهمون ان اعلا الاسانيد انحصرت بديار المشرق ناسين المغلاب وماله من اسانيد لاتعلم اصلا ولا تدرك الا من قبل المتخصصين و هذا هو الحق ولامحيذ عن اقرار الحق عن مزايدة الباطل والادعاء به نعم اقولها لما اسمع من البعض من قطع واقرارا بان لايوجد اعلى من ومن .... وهدا بحق الله اجحاف وتماطل عن ادراك كمال الحقيقة في الموضوع.
ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال يتلميذ الشيخ وهو شيخنا المتفنن ابو صابر الخمسي والذي له فضل يشكر له وقد اتم اخيرا مؤلفا في ثلاثة اجزاء بعنوان مداس الاقرا بالمغرب الاقصا – بالاضافة الى اساتذة اخرين كالأستاذ الدكتور عبد الهادي احميتوا والشيخ الفاضل المحرر مصطفى البحياوي والدكتور محمد عطفاوي والاستاذ لحسن غرور والأستاذ تهامي الراجي والشيخ عبد الحميد الدميسري و مولاي محمد الطاهري وغيرهم من الاعلام .......... الخ وكلهم
يشتركون في نفس التخصص وكلهم يحملون هم حمل أمانة هذا العلم للأجيال اللاحقة على أتم عناية و أجمل رعاية - من خلال مايبذله في سبيل تاسيس نظرة جديدة وجدية تجديدية تعطي لفن القراءات بالمغرب صورته الحقيقة المغمورة بمقابل النهضة الفاعلة والماثرة لمشائخ المشرق واساتدته واخص بالدكر علماء مصر والشام والعراق والحجاز واليمن ............ الخ.
وختاما اقول ان العبرة الحقيقة المثلى والغاية السنية العليا ليست هي تحصيل علو الاسناد بقدر ما هي التحقق بشرط العلم وأدبه.
/ فالشرط ان يحفظ ويضبط / اي القرءان فهو منبع العلوم /على يد أهله بموازين ادائه على ماورد بروايات إقرائه سواء السبع او العشر -وبالمناسبة فالمغاربة اختصوا عن سائر الامصار بالعشر الصغير من طريق كتاب التعريف للامام ابي عمرو الداني الاندلسي ويقرا بها اليوم بينهم ولاتدرى الامن طريقهموهدا من بدائع خصوصيتهم واختصاصهم -ثم بعدها يهتم بدراسة ما يتصل به من علوم تخدمه وفنون تجمله.
كالرسم والضبط و عد الآي والوقف والابتداء و النحو و اللغة الخ ....... .
/ وأدبه اجتماع كل هذا في قالب قلبك السليم صاحب الخلق العظيم الذي يدلك على الله و يؤهلك لخدمة امة رسول الله.
وعلى أمل رجاء ودعاء أن يجعلنا الله منهم استودعكم الله والسلام عليكم.
وكتبه بيده ورقمه عبد ربه ابو زيد واتمنى مزيد التعليق من مختلف الباحثين وصدرنا رحب فما تجمعنا الاالمحبة والتعارف في الله.
جزاكم الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:07]ـ
و أنت جزاك الله خيرا أخت أم نور الهدى
شكراً على إضافة نص المقال
ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 05:05]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد قال ابن حزم رحمه الله
أنا الشمس في جو العلوم منيرة، ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع، لجد علي ما ضاع من ذكري النهب
ولي نحو أكناف العراق صبابة، ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب
فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم، فحينئذ يبدو التأسف والكرب
فكم قائل: أغفلته وهو حاضر، وأطلب ما عنه تجيء به الكتب!
هنالك يدري أن للبعد قصة، وأن كساد العلم آفته القرب!
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 05:17]ـ
وجزاك الله خيرا أخي أبا وئام
بارك الله في مشايخنا بالمشرق والمغرب والهند وغيرها ونفعنا بهم
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 03:35]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 03:54]ـ
وجزاك خيراً أخي محمد المتعلم(/)
قائمة بكتب التفسير الموجودة في المكتبة الشاملة الإصدار الثالث
ـ[النجاح]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأني طالبة تخصصي علم التفسير فأنا أستفيد وأستخدم كثيرًا المكتبة الشاملة
فقد صنعت لنفسي جدولاً وضعت فيه كتب التفاسير الموجودة في البرنامج
وذلك لأسهّل على نفسي معرفة المراجع المتعددة
وتسهل عليَّ المقارنة بين الطبعات المختلفة
أحببت أن أقوم بنشرها في هذا المجلس لعل هناك من يستفيد منها
تنبيه:
لقد اعتمدت على مجرد النسخ واللصق ولم أهتم بالأخطاء المطبعية
احتفظت بنفس ترتيب القائمة الموجود في الشاملة لكي يسهل عليّ المقارنة أكثر.
أرجو أنْ يتقبل الله تعالى منا أعمالنا ويبارك لنا فيها
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:49]ـ
شكرا لكم وبارك فيكم(/)
ماهي الحكمة اللغوية من الآية الكريمة:
ـ[أبوخذو]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 09:22]ـ
فقد أمرنا الله بالتدبر في آياته؛ لقد أستوقفتني كلمة في آية من سورة الإنسان؛ قال تعالى (إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا)
فلفظة (شاكرا)؟! فلله حكمة في ذالك فلم تجتمع كلمة شكور مع كفورحتى تتناسب المقام مع صيغ المبالغة؛ وإنما أتى الباري تبارك وتعالى بكلمة شاكرا مع كفورا؟
فأنني أريد من أهل الفظل والسعة في العلم تبيان هذه الحكمة؛من حيث المعنى اللغوي وليس من باب سياق نحوي. ولكم جزيل الشكر؛ لأهمية الموضوع بالنسبة لي أرجو إفادتي شاكرين لكم سعيكم وبارك الله في علمكم وأعماركم؛وغفر الله لكم ولوالديكم ولجميع المسلمين والمسلمات.
ـ[ابو مريم عاطف]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 11:29]ـ
فقد أمرنا الله بالتدبر في آياته؛ لقد أستوقفتني كلمة في آية من سورة الإنسان؛ قال تعالى (إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا)
فلفظة (شاكرا)؟! فلله حكمة في ذالك فلم تجتمع كلمة شكور مع كفورحتى تتناسب المقام مع صيغ المبالغة؛ وإنما أتى الباري تبارك وتعالى بكلمة شاكرا مع كفورا؟
فأنني أريد من أهل الفظل والسعة في العلم تبيان هذه الحكمة؛من حيث المعنى اللغوي وليس من باب سياق نحوي. ولكم جزيل الشكر؛ لأهمية الموضوع بالنسبة لي أرجو إفادتي شاكرين لكم سعيكم وبارك الله في علمكم وأعماركم؛وغفر الله لكم ولوالديكم ولجميع المسلمين والمسلمات.
يقول الله في كتابه العزيز في موضع آخر: (و قليل من عبادي الشكور) إذا فالعبد الشكور عبد نادر الوجود و لذا يكفي أن تكون شاكرا فمهما شكرت الله - و كلنا هذا الرجل - تكون مقصرا ... فليس هناك شكر يكافئ نعم الله علينا فيقول الله (و لئن شكرتم لأزيدنكم) فإذا ما شكرت الله زادك من عطائه و هذا يستوجب الشكر في حد ذاته و الله أعلم
أما بالنسبة لقوله (كفورا) فإن الانسان كثير الجحود بالنعمة و كذلك و صفه الله في اكثر من موضع في القرآن بصيغة المبالغة مثل: ظلوم - كفّار -جهول - خصيم و هكذا
لكن مع زيادة كفر الانسان و ظلمه فلا نيأس من روح الله و رحمته التي وسعت كل شيئ و زيادة
فالحمد لله الذى ما حمده أحد إلا زاده
و رزقه في أخراه دار السعادة
و الله اعلي و اعلم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 12:07]ـ
ما قاله الأخ أبو مريم جزاه الله خيرا قد أشار إليه الإمام أبو حيان رحمه الله في "البحر المحيط" 10/ 360 فقال:"ولما كان الشكر قلّ من يتصف به قال (شاكرا) ولما كان الكفر كثُر من يتصف به ويكثر وقوعه من الإنسان بخلاف الشكر جاء (كفورا) بصيغة المبالغة "
ـ[أبوخذو]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 01:56]ـ
شكرا لكم على الإفادة؛ وجزاكم الله كل خير؛ وزادكم الله من فضله بسطة في العلم والجسم؛وغفر الله لكم ولوالديكم ولجميع المسلمين والمسلمات.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 09:30]ـ
أما بالنسبة لقوله (كفورا) فإن الانسان كثير الجحود بالنعمة و كذلك و صفه الله في اكثر من موضع في القرآن بصيغة المبالغة مثل: ظلوم - كفّار -جهول - خصيم و هكذا
بارك الله فيك.
وأيضًا: كَنود.
وأمَّا قوله تعالى: ((وحَملها الإنسانُ إنَّه كان ظلومًا جَهولا)).
فإنَّ هذا الوصف - كما سمعتُ - يقتضي الرَّحْمة من الله عزَّ وجلَّ.
فالإنسان محل الجهل والظلم والغفلة والنسيان، والله - عزَّ وجلَّ - يعلم منه ذلك، ويحاسبه بمقتضى ذلك.
ـ[أبوخذو]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 10:16]ـ
وفيكم؛بارك الله سعيكم وجعلكم من الشاكرين جميعا؛ (آمين يارب العالمين)(/)
بشرى قرب صدور برنامج لشواهد القرآن على الشبكة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 01:44]ـ
http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/069.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/070.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/071.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/072.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/073.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/074.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/075.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/262/076.gif
أبشر اخواني الأعزاء بقرب صدور برنامج لشواهد القرآن الكريم بخط الخطاط عثمان طه لاستخدامه عبر الشبكة في كتاب شواهد القرآن الكريم بالرسم العثماني, والبرنامج مجاني, وسوف اذكر لإخواني الرابط فور الطرح بعون الله تعالى.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 04:21]ـ
http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/034.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/035.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/036.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/037.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/038.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/039.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/040.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/041.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/042.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/043.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/044.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/045.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/046.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/047.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/048.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/049.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/050.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/051.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/052.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/053.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/054.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/055.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/056.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/057.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/058.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/059.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/060.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/061.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/49/062.gif
بعض النماذج من البرنامج ..
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 04:25]ـ
ما شاء الله
عملٌ مُشَوِّقٌ لما يكون عليه التمام
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 12:10]ـ
http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/075.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/076.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/077.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/078.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/079.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/080.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/081.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/082.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/083.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/404/084.gif
صفحة المنتج على الإنترنت:
www.moshaf-makkah.com/web (http://www.moshaf-makkah.com/web)
صفحة المنتج على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/pages/mshf-mkh-wyb-makkah-web/160305900676831
موقع مصحف مكة العالمي:
www.moshaf-makkah.com (http://www.moshaf-makkah.com/)
للتواصل عبر البريد الإلكتروني:
tawasul@moshaf-makkah.com(/)
غرفة الألوكة
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 11:39]ـ
هل يوجد في غرفة الألوكة دوس في تصحيح التلاوة
وإن وجدت فكيف الدخول إليها؟؟
ـ[حطّام]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 02:28]ـ
وإن لم يكن موجودًا فأرجو الله أن يكون موضوعك هذا محفزًا لأهل الخير بإقامة هذه الغرفة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 09:42]ـ
بحسب علمي، فإنه كانت هناك دروس للشيخ يسري حسين في الغرفة الصوتية، لا أدري ما أخبارها الآن.
ويُمكن أن تتقدم بمثل هذا التساؤل والاقتراح إلى مجلس الشكاوى والاقتراحات.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 12:40]ـ
وأنا أؤيد ذلك ..
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 08:33]ـ
وكيف الدخول للغرفة ........... ؟(/)
سؤال عن مفسرين السنة!!!! لا هنتم
ـ[أبو عبد العزيز شمر]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 01:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام،سمعت قبل فترة ليست بقليلة أن هناك من مفسرين السنة من استعان في تفسيره على المذهب الجعفري
ما صحة هذه المعلومة وإن كان!! من هم هؤلاء المفسرين؟ وهل مازالوا يفسرون على هذا المذهب؟
وأتمنى منكم من يحيلني إلى كتب أو مقالات تحدثت عن هذا الموضوع،تزودني بالحقيقة كاملة عن هذا الأمر
وشاكر لكم وممتن مساعدتي
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 11:09]ـ
!؟!!؟؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو عبد العزيز شمر]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:10]ـ
أشكرك أخي أبو أويس علي الخطيب مشاركتي طلب الإضاح والتعجب
وأنتظر إخوتي ممن عندهم علم سهل الله لهم
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 07:30]ـ
الاستفهام والتعجب كاب بسبب الأخطاء النحوية، والخلل في التعبير عن الفكرة؛ فهلا أصلحت وأوضحت سلمك الله؟
ـ[أبو عبد العزيز شمر]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 02:43]ـ
الاستفهام والتعجب كاب بسبب الأخطاء النحوية، والخلل في التعبير عن الفكرة؛ فهلا أصلحت وأوضحت سلمك الله؟
جزاك الله خير،هل أصلحتها أنت!!
ومن قال لكم يا أخي أني سأكتب موضوع تعبير أو مقال!!
كل ما هناك أني سألت عن ما جهلت
و بحدود قدراتي اللغوية والنحوية
أشكرك بعمق على اهتمامك بالجوهر والمضمون
ـ[أبو عبد العزيز شمر]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 12:48]ـ
طرقت باب الكرام!!
فهل من مجيب؟؟
ـ[أبو أيوب اليمني]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:13]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
تكرر قول الله تعالى: ((تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم)) في سورة البقرة ..
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 01:05]ـ
أما الآية الأولى (134) فجاءت في سياق الحديث عن إبراهيم وبنيه ويعقوب وبنيه. [الذين ينتسب بنو إسرائيل إليهم].
وقد أخبر الله سبحانه أنهم مسلمون.
فجاءت الآية الكريمة ((تلك أمة قد خلت .. )) لتشير إلى أنّ انتسابكم - يا بني إسرائيل- إليهم لا يجعلكم مثلهم ولا ينفعكم. تلك أمة قد ..
أما الآية الأخرى (141) فجاءت بعد قوله تعالى: ((أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى .. ))
حيث زعموا أنّ هؤلاء الأنبياء كانوا هوداً أو نصارى.
فردّ الله عليه: ((قل أأنتم أعلم أم الله .. )) إلى آخر الآية الكريمة.
ثم قال سبحانه: ((تلك أمة قد خلت، لها .. ))
أي أن هؤلاء ليسوا كما تدّعون - من أنهم ينتسبون إليكم - (تلك أمة قد خلت، لها ..
والله أعلم.(/)
الجهاد في سبيل الله - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:11]ـ
((ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم وذلك الفوز العظيم.* التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين *.))
سورة التوبة 111و112
الحمد لله \
.
الجهاد في سبيل الله من فروضه سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين في كل الاديان .. والجود في النفس أقصى غايه الجود والمقاتله في سبيل الله هي دليل الايمان التام في اسمى مواضعه ومعانيه .. لذا فقد وعد الله تعالى المجاهدين الذين نذروا نفوسهم للقتال في سبيل الدين حتى الموت وجعلوا نفوسهم على راحة ايديهم ليلقوا بها في مهاوي الردى .. وهي في حالة الجهاد ليست مهاوي وانما جعلها الله تعالى مراقي ومرافع ترفع من ينالها الى الدرجات العلى حيث جعل هذه النفوس ـ النفوس المؤمنه ـ في جناته الخالده ومثل المصحف الشريف هذه الحالة بحالة البيع والشراء فقد باع المؤمنون أنفسهم الى ربهم الذي اشتراها سبحانه وتعالى باغلى ثمن وهي الجنة.وصدق رسول الله صلى الله غليه وسلم اذ قال (الا ان سلعةالله غالية). فالله تعالى اشترى من المؤمنين المجاهدين أنفسهم وكذلك أموالهم. وهي الاموال التي يصرفونها في الجهاد ونصرة الجهاد سواء كان مؤمنا او مسلمة أو تجهيز مقاتلين فهولاء الذين يقاتلون ويخرجون للقتال في سبيل الله فيقتلون الاعداء أو يستشهدون في ساحة المعركة اشترى الله تعالى منهم انفسهم واموالهم بان لهم الجنة وهذا وعد منه تعالى ولا يخلف الله الميعاد وقد اثبت الله تعالى هذا الوعد او الامر منه في كل الكتب الكنزلة .. التوراة .. الانجيل .. والقرآن. وهذا البيع رابح وفائز .. ومن حق المقاتل المؤمن ان يفرح ويستبشر ويرغب كل الرغبة في هذا البيع لانه رابح بكل أمور الربح والفوز والجنة كتبها الله تعالى ايضا لكل التائبين عن المعصية والمخلصين في عبادته بحمدهم وقيامهم بكل الفروض والعبادات ويحمدونه سبحانه وتعالى على نعمة واحسانه ورضوانه سواء منهم الماكثون في دورهم ومواطنهم او الذين ساحوا في ارض الله الواسعة طلبا للرزق او العبادة او الجهاد وهم الذين يقيمون الصلاة بركوعها وسجودها فرضا ونفلا وهؤلاء هم الامرون بالمعروف او بكل عمل خير وطاعة والناهون عن كل معصية وفعل شر حافظين بذلك ما امر الله تعالى به ويتركون ما نهى عنه وهؤلاءلهم البشرى من ربهم بأن لهم الجنة
واسباب نزول هذه الاية بيعت العقبة الثانية التي قدم فيها الى مكة المكرمة ثلاثة وسبعون رجلا وأمرتان مما اسلموا من اهل سثرب واجتمعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا في اليوم الرابع عشر او الخامس عشر من شهر ذي الحجة في السنة الثالثة عشرة لمبعثة صلى الله عليه وسلم وفي ضوء القمر فيها بايعوا الرسول الكريم فقال عبد الله بن رواحة ((يارسول الله اشترط لك ولربك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشترط لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تلتزموا الشريعة وتقاتلوا الاحمر والاسود للدفاع عن حوزة الاسلام واشترط لنفسي ان تمنعوني مما تمنعون انفسكم واحوالكم)) فقالوا ((وما لنا أن ان فعلنا ذلك)) فقال ((الجنة)) فقال ((ربح البيع لا نقيل ولانستقيل)) وكانت بعد عيد الاضحى المبارك ..
فالح الحجية
(اصحاب الجنة في القران الكريم)
****************************** ********
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 03:38]ـ
قال صلى الله عليه وسلم من لم يغزوا او يحدث نفسه بالغزوا مات على شعبة من النفاق
وقال عليه الصلاة والسلام الجهاد ماض الى قيام الساعة
وقال لاتزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين منصورين لايضرهم من خذلهم الى ان تقوم الساعة
والجهاد ذروة سنام هذا الدين واساسه المتين
اذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله الا سلط الله عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم(/)
مجالس التّذكير: مُلك النّبوّة 2
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 05:24]ـ
مجالس التّذكير: مُلك النّبوّة 2 ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/284-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B0 %D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%8F%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A8 %D9%88%D9%91%D8%A9-2.html)
مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير وحديث البشير النّذير
وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين
الكتاب الكريم: مُلك النّبوّة ([1] ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/284-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B0 %D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%8F%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A8 %D9%88%D9%91%D8%A9-2.html#_ftn1))
مجمع الحق والخير , ومظهر الجمال والقوّة
القسم الثاني: الآية الثانية وهي: 16 من سورة النّمل
(<< وورث سُلمان داوود وقال يا أيّها النّاس عُلّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيء إنّ هذا لهو الفضل المُبين>>)
الألفاظ والتّراكيب:
الإرث: انتقال ما كان للميّت إلى الحيّ فيقوم فيه الوارث مقام الموروث , سواء كان مالا أو مُلكا أو علما أو مجدا , والمُراد هُنا المُلك والنّبوّة , عُلّمنا: أُعطينا العلم , ولم يذكُر المُعلّم ــ وهو الله ــ للعلم به فإنّ هذا التّعليم ليس من مُعتاد البشر ولا من طوقهم , منطق الطّير: نُطقها وهو تصويتها وقد يُطلق النّطق على كلّ ما يُصوّت به الحيوان , فالحيوان ناطق والجماد صامت , وأوتينا: أعطينا , والنّون في الفعلين للعظمة إذ هي حالته التي هو عليها , مِن كلّ شيء: هي على معنى التّكثير , أو على معنى العموم الحقيقي فيما تقتضيه تلك العظمة ممّا يُؤتاه الأنبياء والملوك , الفضل: الزّيادة , المُبين: الظّاهر الذي لا خفاء به.
المعنى:
قام سُليمان مقام أبيه داوود عليهما الصّلاة والسّلام فكان في بني إسرائيل من بعد نبيّا ملكا , وأراد سُلمان أن يُشهر نعمة الله ويُنوّه بها ويدعو قومه إلى الإيمان به وطاعته , فدعا النّاس وذكر لهم ما خصّه الله به من علم منطق الطّير وعظائم الأمور ممّا هو خارق للعادة مُعجز للبشر آية على نُبوّته , وتحدّاهم بذلك الفضل الذي امتاز به عن جميع النّاس وهو مُشاهد لهم لا يُمكنهم إنكاره كما لا تُمكنهم مُعارضته.
فقه وتحقيق:
من ميزة الأنبياء عليهم السّلام أنّهم يخرجون من الدّنيا دون أن يتعلّقوا بشيء منها فلا يُورّثون دينارا ولا درهما وإنّما يُورّثون العلم , وفي الصّحيح: إنّا معاشر الأنبياء لا نُورّث , ما تركناه صدقة , فلم يرث سُليمان من داوود مالا وإنّما ورث ما نوّه بع من العلم والمُلك وما دلّ عليه ذلك من النّبوّة , وقد خصّصه الله بذلك دون بقيّة إخوته.
تفرقة:
الشّيء الموروث إن كان من أمور الدّنيا وأعراضها ومُتناولات الأبدان ومُتصرّفاتها ينتقل بذاته من الميّت إلى الحيّ وينقطع عنه مُلك الميّت , وما كان من صفات الرّوح فإنّه لا يُفارق الميّت ــ لبقاء الرّوح ــ وإنّما يقوم الحيّ مقام الميّت في أداء ما كان يُؤدّيه الميّت من أعمال مُتّصفا بمثل ما كان مُتّصفا به الميّت , مُتحلّيا بمثل حِليته , فإرث سُليمان للملك هو من المعنى الأوّل فداوود بعد موته لم يبق ملكا , وإرثه للعلم والنّبوّة هو من المعنى الثاني فداوود بعد موته على علمه ونُبوّته.
تفرقة أخرى:
إذا كان الموروث مالا فإنّه يُستحقّ بالقرابة شرعا , وإذا كان علما أو نُبوّة أو مُلكا فإنّها لا تُستحقّ بها , فلم يرث سُليمان من داوود ما ورثه منه لأنّه ابنه , وإنّما كان ذلك تفضّلا من الله ونعمة , ولهذا لمّا دعا سُليمان النّاس لم يذكر لهم أُبوّة داوود , وإنّما ذكر لهم ما كان به أهلا لمقامه ممّا خصّه الله به من علم وقوّة , ومظاهر المُلك ومُعجزة النّبُوّة.
عجائب الخلقة وحكمة العربيّة:
(يُتْبَعُ)
(/)
للحيوانات كلّها فهم وإدراك وأصوات تدلّ بها على ما في نفسها , وتتفاهم بها أجناسُها بعضها عن بعض , ومن تلك الأصوات ما يكون أخفى من أن يصل إليه سمعنا ومنها ما نسمعه , وممّا نسمعه ما نفهم مُرادها به ومنه ما لا نفهمه , فلا نسمع صوت النّملة ولكنّنا نسمع صوت الهرّة ــ مثلا ــ ونُميّز بين صوتها الذي تدلّ به على غضبها وصوتها الذي تدلّ به على طلبها , وفي مملكة النّمل ومملكة النّحل ــ مثلا ــ من النّظام والتّرتيب والتّقدير والتّدبير ما لا يبقى معه شكّ فيما لهذه الحيوانات من إدراك وتمييز وما بينها من تفاهم , بل كثير من الحيوانات تصير بالتّرويض تفهم عنّا كثيرا من العبارات والإشارات وتأتي بالأعمال العجيبة طبق ما يُراد منها وتُدل عليه فهذا أصل ما بلغت إليه من إدراكها ونُطقها اللّذين أخبرنا بهما القرآن , وتلك الغاية من الإدراك والنّطق لا سبيل لنا إليها لاختلاف الخلقة وجهل مدلولات الأصوات , وقد أدركها سُليمان صلّى الله عليه وسلّم بتعليم من الله كرامة له وآية على نُبوّته ومُعجزة للنّاس.
فمن حكمة اللّغة العربيّة الشّريفة أن سمّت أصوات الحيوانات نُطقا كما سمّت ــ في المُتعارف ــ اللّفظ الذي يُعبّر به عمّا في الضّمير نُطقا , لأنّ الأصوات لغير الإنسان تقوم مقام الألفاظ للإنسان فهي طريق تفاهمها , وطريق فهم ما يُمكن الإنسان فهمه عنها , فلله هذه اللّغة ما أعمق غورها وما أدقّ تعبيرها.
نظر وإيمان:
قد شُوهد بالعيان في أنواع من الحيوانات حُسن تدبيرها لأمر معاشها ودقّة سعيها في جلب منافعها ودفع مضارها فمن الجائز أن يضل إدراكها بالفطرة إلى ما وراء ذلك من وجُود خالقها ورازقها , وهذا هو الذي أخبرنا به القرآن في هذه الآيات من أمر النّملة وأمر الهدهد الآتيين من بعدُ , فنحن به مُؤمنون لجوازه عقلا وثُبوته سمعا , مثل سائر السّمعيّات.
تمييز:
قد شارك الحيوان الإنسان في الإدراك والتّمييز وبلغ إدراكه إلى معرفة وُجود خالقه ورازقه ولكنّ الإنسان يمتاز عنه بقوّة التّحليل والتّركيب لكلّ ما يصل إليه حسّه وإدراكه , وتطبيق ذلك على كلّ ما تمتدّ إليه قُدرته ويكون في مُتناول يده فمن ذلك التّركيب والتّحليل والتّطبيق تغلّب على عناصر الطّبيعة وتمكّن من ناصيتها واستعمل حيوانها وجمادها في مصلحته ورقي أطوار التّقدّم في حياته , ولفقد الحيوان غير الإنسان هذه القوّة بقي في طور واحد من حياته ومعيشته فإدراك الحيوان فِطريّ إلهاميّ يُعطاه من أوّل الخلقة والإنسان يُعطى أصل الإدراك الإجمالي ثمّ بتلك القوّة يتّسع أُفُق إدراكه ويستمرّ في درجات التّقدّم وهذه القوّة التي يمتاز بها الإنسان هي العقل , وهي التي ساد بها هذا العالم الفاني.
توجيه:
ذكر سُليمان عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسلام منطق الطّير وهو قد علم منطق غير الطّير أيضا , فقد فهم نُطق النّملة , ذلك لأنّ الحيوانات غير الإنسان مراتب: الزّاحفة , والماشيّة , والطّائرة , وأشرفها الطّائرة فاقتصر على الطّير تنبيها بالأعلى على الأدنى.
تنزيه وتبيين:
عبّر سُليمان عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام عن نفسه بنُون العظمة , ونوّه بذلك الفضل المُبين , وما كان عليه السّلام ــ ليتعظّم بسُلطان , ولا ليتطاول بفضل , فالأنبياء صلّى الله عليهم وسلّم أشدّ الخلق تواضعا لله وأرحمهم بعباده , وإنّما أراد تعظيم نعمة الله في عيون النّاس , وتفخيم مُلك النّبوّة في قُلوب الرّعيّة ليملأ نُفوسهم بالجلال والهيبة , فيدعوهم ذلك إلى الإيمان والطّاعة فينتظم المُلك , ويهنأ العيش , وتمتدّ بهم أسباب السّعادة إلى خير الدّنيا والآخرة , وهذا هو الذي توخّاه سُليمان عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام من المصلحة بإظهار العظمة , ولذا لم يقل: علمت , ولا: لي , وعندي من كلّ شيء , ولم يقُل: فضلي , فهو فضل من عَلّمه وآتاه , فضّله به عمّن سواه.
ترغيب واقتداء:
يذكر الله تعالى لنا في شأن هذا النّبيّ الكريم ما أعطاه من علم وما مكّنه منه من عظيم الأشياء ترغيبا لنا في طلب العلم والسّعي في تحصيل كلّ ما بنا حاجة إليه من أمور الدّنيا , وتشويقا لنا إلى ما في هذا الكون من عوالم الجماد وعوالم الأحياء وبعثا لهممنا على التّحلّي بأسباب العظمة من العلم والقوّة , وحثّا لنا على تشييد المُلك العظيم الفخم على سُنن مُلك النّبوّة , فقد كان سُليمان عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام نبيّا وما كان مُلكه ذلك إلاّ بإذن الله ورضاه فهو فيما ذكره الله من أمره قُدوة وأيُّ قُدوة مثل سائر الأنبياء والمُرسلين , عليهم الصّلاة والسّلام أجمعين.
:مجلّة الشّهاب الجُزء الثالث المُجلّد الخامس عشر. ([1] (
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/284-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B0 %D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%8F%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A8 %D9%88%D9%91%D8%A9-2.html(/)
يا اهل القراءات .. هل هذه قراءة صحيحة؟
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 02:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الأخوة .. بعض الأئمة يقرؤون (قل هو الله أحد) .. ويجعلون (أحد) مجرورة ثم يصلها بما بعدها ..
هل هذه صحيحة ام أنها خطأ؟
ـ[أبو محمد الوهراني]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 02:59]ـ
الحمد لله، ليست مجرورة، إنما كسرت نون التنوين فيها حال الوصل تخلصا من التقاء الساكنين.
ـ[ملياني]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 11:14]ـ
الله الثانية ترقق على ورش إذا وصلتها بما بعدها
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 09:27]ـ
الله الثانية ترقق على ورش إذا وصلتها بما بعدها
ماذا تعني بهذا؟؟
بل لا فرق بين رواية ورش وغيره في تلاوة هاتين الآيتين:
((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ)).(/)
لهشام خلاف في إدغام ذال (إذ) في بعض حروفها الستة
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 12:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه مناقشة لإدغام هشام حرف الذال من (إذ) في حروفها الستة.
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله (النشر، 2/ 2ـ3):
" (ذال: إذ) اختلفوا في إدغامها وإظهارها عند ستة أحرف، وهي حروف تجد، والصفير:
فالتاء: (إذ تبرأ الذين، وإذ تخلق، وإذ تأذن، إذ تأتيهم، إذ تفيضون، إذ تقول، إذ تدعون، إذ تمشى).
والجيم: (إذ جعل، وإذ جئتم، وإذ جاء).
والدال: (إذ دخلت جنتك) في الكهف، (إذ دخلوا) في الحجر وصَ والذاريات.
والسين: (إذ سمعتوه).
والصاد: (وإذا صرفنا).
والزاي: (وإذ زين لهم، وإذ زاغت).
فأدغمها في الحروف الستة أبو عمرو وهشام"اهـ.
وقال ـ رحمه الله ـ في الطيبة:
254ـ إذ في الصفير وتجد أدغم حلا **** لي .............................. ..
فيلاحظ أنه ذكر أن هشاماً يدغم ذال (إذ) في جميع حروفها الستة من غير خلاف.
بينما مفاد كلام الإمام ابن مجاهد رحمه الله أن لهشام الإظهار عند بعض هذه الأحرف الستة، وتقييد الإدغام في بعضها بمواضع محددة.
قال الإمام ابن مجاهد رحمه الله ـ أثناء كلامه عن مذهب أبي عمرو رحمه الله في الإدغام ـ (السبعة، ص 119):
"وفي الجيم كقوله: (إذ جاءوكم)، ولم يدغم أحد من القراء الذال في الجيم غير أبي عمرو".
وقال رحمه الله ـ وهو يتكلم عن إدغامات ابن عامر رحمه الله ـ (السبعة، ص24ـ25):
"وأما ذال (إذ) فكان يدغمها في الظاء مثل قوله: (إذ ظلموا)، وفي الزاي مثل قوله: (وإذ زاغت)، وفي الدال مثل قوله: (إذ دخلت)، ويظهر في قوله: (إذ دخلوا)، ويظهرها عند الصاد في مثل قوله: (وإذ صرفنا إليك)، ويدغمها في التاء في موضع واحد ويظهرها عند غيره، وهو قوله: (إذ تقول للمؤمنين)، ويظهرها في قوله: (إذ تستغيثون)، و (إذ تفيضون فيه)، وما أشبه ذلك" اهـ.
فحاصل كلام ابن مجاهد:
أن لهشام في ذال (إذ) الإظهار عند السين، والصاد، والجيم مطلقاً، وعند الدال في غير (إذ دخلت) وهو في الكهف، أي يظهرها عند الدال من (إذ دخلوا) بالحجر, وص، والذاريات، وعند التاء في غير (إذ تقول للمؤمنين).
وكتاب السبعة لابن مجاهد هو من أصول النشر، ومن طرقه في رواية هشام، وبعض الروايات الأخرى.
فاقتصار ابن الجزري لهشام على إدغامها في حروفها الستة فيه إشكال.
ـ فالذي يظهر لي مما سبق, والله تعالى أعلم ـ أنه ينبغي أن يكون له ـ أي هشام ـ الخلاف في إدغام ذال (إذ) في السين والصاد والجيم، وكذلك في الدال في غير (إذ دخلت) بالكهف، وفي التاء في غير (إذ تقول للمؤمنين)، والله تعالى أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 01:14]ـ
شيخنا الفاضل.
نعم.
هذه من المواضع التي وقع فيها الخلاف بين المذهب العراقي [كتاب الإرشاد للقلانسي وغيره] والمذهب الشامي [التيسير والشاطبية ونحوهما]، وقد اهتم أكثر من إمام ببيان ما بين المذهبين من فروق، مثل الإمام الديواني في (روضة التقرير)، وقد قال عند هذا الموضع:
القول في ذال إذ ودال قد وتاء التأنيث الساكنة ولام هل وبل .. ويفعل
* الكلُّ وفقًا أتى لكنَّ عندهمُ = هشامٌ ادغَمَ (إذ) في الستة اعتقدا
* ولابن ذكوانَ دالا والخلافُ له = من طُرقِنا مع تقول إذ تفيض بدا
أخبر أن الكل أي ذال إذ ودال قد ولام هل وبل ... يفعل، وقع الجميع في المذهبين سواء إلا ما ذكر عن هشام في ذال إذ فإنه أدغم في المذهب الشامي ذال إذ في الأحرف الستة التي يجمعها حروف تجد والصفير بلا خلاف عنه في شيء منها، ثم ذكر أن ابن ذكوان في المذهب الشامي أيضًا أدغم ذال إذ في الدال فقط، وهو أربعة مواضع: ولولا إذ دخلت جنتك، وإذ دخلوا على داود، وإذ دخلوا عليه فقالوا سلاما في الحجر والذاريات. ثم ذكر الخلاف له من طرقنا عنه يعني في المذهب العراقي، وهو الإظهار والإدغام. ثم زاد له في المذهب العراقي أيضا الخلاف .. .... .... [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430715#_ftn1) للمؤمنين في آل عمران، وإذ تقول للذي أنعم الله ... ... [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430715#_ftn2) الأحزاب، وفي إذ تفيضون فيه في يونس.
(يُتْبَعُ)
(/)
..... لابن ذكوان في الثلاث الإظهار والإدغام
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430715#_ftnref1) في إذ تقول.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430715#_ftnref2) عليه في.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 03:09]ـ
ويبدو أن هناك بعض المواضع لم يف فيها ابن الجزري ببيان أوجه الخلاف من جميع الطرق التي اختارها،
= فمنها ما تفضلتم بذكره.
= ومنها قوله: واخْتَلَفُوا في كَسْرِ مِيمِ الجَمْعِ وَضَمِّهَا، وضَمِّ ما قَبْلَهَا وكَسْرِه، إذا كان بَعْدَ المِيمِ سَاكِنٌ، وكَانَ قَبْلَهَا هَاءٌ وَقَبْلَهَا كَسْرَةٌ أَوْ يَاءٌ سَاكِنَةٌ؛ نَحْو: (قُلُوبِهِمُ العِجْلَ) و (بِهِمُ الأَسْبَابُ) و (يُغْنِهِمُ اللَّهُ) و (يُرِيهِمُ اللَّهُ) و (عَلَيْهِمُ القِتَالُ) و (مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي).
قال:
وضَمَّ المِيمَ وكَسَرَ الهَاءَ: نَافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عَامِرٍ وعَاصِمٌ وأبُو جَعْفَرٍ.
وفي تَحرير النشر للأزميري: روى الرمليُّ عن الصوريِّ (من يومهُم الذى) و (أهلهُم انقلبوا) بضم الهاء والميم من المستنير والمبهج والتلخيص.
وكذلك قال الديواني في شرح روضة التقرير:
* وَضَمَّ هَا يَوْمِهِمْ فِي الذَّارِيَاتِ وَفِي التْـ * * ـتَطْفِيفِ هَا أَهْلِهِمْ رَمْلِيُّنَا اعْتَمَدَا
أخبر أنَّ الرَّمليَّ، وهو أبو بكر الداجونيُّ عن ابن ذكوان ضمَّ الهاءَ كحمزة والكسائي في موضعين: {من يومهُمُ الذي يوعدون} و {إلى أهلهُمُ انقلبوا فَكِهين [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430735#_ftn1)}، فتعين لابن عامر في المذهب العراقي الوجهان فيهما [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430735#_ftn2)
[1] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430735#_ftnref1) يقرؤها الرملي الداجوني بغير ألف كحفص.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=430735#_ftnref2) لم يعرج في النشر على هذا بل قال: وضَمَّ المِيمَ وكَسَرَ الهَاءَ نَافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عَامِرٍ وعَاصِمٌ وأَبُو جَعْفَرٍ.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 03:16]ـ
= ومنها هذه المسألة في قراءة يعقوب ... على هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=260
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 05:14]ـ
جزيت خيراً شيخنا المليجي على هذه الإفادة الطيبة:
إذن أنتم توافقونني أنه كان ينبغي على ابن الجزري رحمه الله ذكر الخلاف في هذه المواضع المذكورة، لا سيما وذكر الإظهار فيها في السبعة قولاً واحداً، وهو من طرق رواية هشام، فهل فهمي هذا صحيح؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 12:09]ـ
ومن المواضع التي لم يفِ ابن الجزري فيها بذكر أوجه الخلاف من جميع طرقه:
قوله:
(اخْتَلَفُوا) فِي (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَالكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ بِالأَلِفِ مَدًّا، وَقَرَأَ البَاقُونَ بِغَيْرِ أَلْفٍ قَصْرًا.
أقول: قد ورد في مراجع ابن الجزري التي اختار طرقه منها أن للإمام الكسائي وجهين: مالِك وملِك.
قد ذُكر ذلك في "التبصرة" لمكي ... و "المصباح" لأبي الكرم الشهرزوري ....
صحيح أنه قد يكون ترك ذلك الوجه قصدًا، لكنه لم يذكر ذلك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 09:29]ـ
كتب الشيخ أبو تميم في ملتقى أهل التفسير:
نعم أخي الكريم الشيخ القارئ المليجي حفظك الله:
تيسر لي مراجعة المبهج والتلخيص فوجدت أن لابن ذكوان الضم في هاء (يومهم الذي)، و (إلى أهلهم انقلبوا) وصلاً، من نفس الطريق التي اعتمدها ابن الجزري له في النشر.
وأيضاً:
مما لم يذكر ابن الجزري فيه الخلاف دال قد عند حروفها فقد ذكر أن هشاماً أدغمها في حروفها الثمانية بلا خلاف إلا في (لقد ظلمك).
بينما في السبعة يقول عن ابن عامر:
"وأما دال (قد) فقد فكان يظهرها عند السين من قوله: (قد سمع)، وعند الشين من قوله: (قد شغفها)، وعند الصاد من قوله: (لقد صدق)، ويدغمها في الضاد من قوله: (فقد ضل)، ويظهر ها عند الجيم من قوله: (قد جئناك) وما أشبه ذلك، ويدغمها في الظاء مثل: (لقد ظلمك) " اهـ.
ولم أجد فيه حكمها عند الذال والزاي.
فأقول:
هذه المواضع تحتاج إلى مراجعة من كبار الشيوخ وبيان كيفية التعامل معها، هل يؤخذ بما ذكره ابن الجزري رحمه الله وإن وُجد في الأصول ما يخالفه، أو يؤخذ بما في الأصول ولو لم يذكره ابن الجزري رحمه الله، أو تفسيرها لنا إن لم نكن مصيبين فيما ذكرناه، فهذه المواضع الكلام فيها أكثر وضوحاً من الكلام في السكت لخلف من طريق الدرة مثلاً، ومع ذلك فالسكت نال حظًّا كبيراً من البحث والأخذ والرد، مع أنه لا يوجد فيه كلام صريح ـ أعنى في ألأخذ به، أما المنع فواضح ـ وإنما هو اجتهاد وفهم من علمائنا رحم الله ميتهم وحفظ حيَّهم، مع أن غيره أحق بالبحث والدراسة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 09:38]ـ
ثمَّ كتبتُ عقِيبَ ذلك:
وماذا عن قراءة الكسائي (مالك)؟
فإنَّ ابنَ الجزريّ لم يُشر إلى شيءٍ من الخلاف عنْه أو التخيير.
ولا أشار إلى ذلك الدكتور السالم في تعليقاته ...
مع أن ابن الجزي ذكر مثل هذه الخلافات والتخييرات عن الكسائي وغيره؛
كالخلاف في (يطمثهنّ) بضم الميم وكسرها في الموضعين عن الكسائي، وتوسَّع جدًّا.
= = =
ومن التصويبات للتعليقات على كتاب النشر عند ذِكر (يطمثهنَّ):
قال محمد بن محفوظ الشنقيطي بعد ترجمته لأبي محمد سلمة بن عاصم:
((وطريق سلمة بن عاصم عن الليث ليست من طرق الكتاب)).
ولا أدري كيف يقول هذا محققٌ لكتاب النشر!
ألم يقرأ: وأمَّا أبُو الحَارِثِ، فمِنْ طَرِيقَيْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وسَلَمَةَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْهُ، فابْنُ يَحْيَى مِنْ طَرِيقَيِ البَطِّيِّ والقَنْطَرِيِّ عَنْهُ فَعَنْهُ، وسَلَمَةُ مِنْ طَرِيقَيْ ثَعْلَبٍ وابْنِ الفَرَجِ عَنْهُ فَعَنْهُ.!!!!
فإن قلتَ: لعله يقصد ليستْ من طرق كتاب السبعة لابن مجاهد [وهو اعتذار بعيد].
قلتُ:
قد قال ابن مجاهد في كتابه:
[أسانيد قراءة الكسائي]
....
..
وأخبرني أحمد بن يحيى ثعلب النحوي، قال حدثني سلمة بن عاصم، عن أبي الحارث الليث بن خالد، عن الكسائي.
يراجع ص 542 من رسالة محمد بن محفوظ، وص 98 من كتاب السبعة [الطبعة الثالثة] ..... والمرفق.(/)
القرانيون
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 02:07]ـ
السلام عليكم ...
بحثت عن مراجع لـ القرانيون (تعريفهم، منهجهم، كيفية الرد عليهم) ولم اجد فارجوا منكم افادتي بهذا الموضوع وجزاكم الله الفردوس الاعلى ...
وجزاكم الله خيراً ...(/)
{النكت الملمّة بتضعيف وجه الإبدال في كلمة (أئمّة) (من طريق الشاطبية)}
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 07:25]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد
فقد أورد الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف بحثا وسمه بـ (الإبدال في " أئمة " صحيح ومقروء به من طريق الشاطبية) ذكر فيه أن وجه الإبدال ياء من طريق الحرز ويؤخذ من قول الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى: (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا) ثم استشهد ببعض النقولات للأئمة " الأعلام.
وذكر الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف سبب بحثه في هذا الأمر فقال:
عند مطالعتي لكتاب الضابطيّةُ للشاطبيّة اللاميّة للعلامة ملا علي القارئ (ت1014) وقفت على تعليقه لكلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى: (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا): فقال عليه رحمة الله تعالى مستدركاً عليه: "فقلتُ: (وسهّل سما وأبدل وفي النحو فُضّلاَ)، أي فُضّل الإبدال عند النحاة عكس القراء حيث فُضّل التسهيل عندهم مع اتّفاق الفريقين على جواز الوجهين."انتهى كلامه عليه رحمة الله تعالى. قال المحقق للكتاب: "قلتُ: وجه اعتراض المؤلف هنا غير صحيح لأنّ وجه الإبدال مع كونه صحيحاً متواتراً إلاّ أنّه ليس من طريق الشاطبية ولا يُقرأ به من طريق التيسير." انتهى كلامه. ثمّ نقل كلام صاحب غيث النفع، وذكر بعض المراجع كالنشر والوافي في شرح الشاطبية للشيخ القاضي عليه رحمة الله تعالى.) ا. هـ
وقبل الجواب علي ما ذهب إليه أقدم مقدمة يسيرة في أصل الموضوع فأقول:
اختلف القراء في كلمة " أئمة " وقد وردت في خمسة مواضع:
"" أئمة "" في التوبة (فقاتلوا " أئمة " الكفر) وفي الأنبياء (" أئمة " يهدون بأمرنا) وفي القصص (ونجعلهم " أئمة ") وفيها (وجعلناهم " أئمة " يدعون إلى النار) وفي السجدة (وجعلنا منهم " أئمة ").
فحقق الهمزتين جميعاً في الخمسة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.
وقرأ الباقون بالتسهيل وهم: نافع وأبو عمرو. وابن كثير.
قال الشاطبي رحمه الله:
و" أئمة " بالخلف قد مد وحده ... وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا.
ومنظومة الشاطبية نظم لكتاب التيسير ومختصر له "وفي يسرها التيسير رمت اختصاره " وكذا مستقل بزياداتها "وألفافها زادت بنشر فوائد".
فالبحث إذن من جهتين:
الأولي: جهة الداني سواء كان الوجه ثابتا عند الداني في التيسير أو في كتاب آخر عنده.
الثانية: جهة الشاطبي بالنظر في أقوال شراح المتن.
أخذ الداني بالتسهيل قولا واحدا:
قال الداني في التيسير:"قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة " الكفر} بهمزتين حيث وقع وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفاً والباقون بهمزة، وياء مختلسة الكسرة من غير مد" (ص302).
وذكر الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف مقصد الداني قائلا: ومراده بياء مختلسة الكسر بين بين لقول ابن الجزريّ بعد عزوه وجه التسهيل لأصحابه: "وهو – أي التسهيل بين بين – معنى قول صاحبي التيسير والتذكرة وغيرهما بياء مختلسة الكسرة." (النشر1/ 379).
أقول: ولم يذكر ابن الجزري في تحبير التيسير سوي التسهيل فقال: قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة " الكفر} بهمزتين حيث وقع وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفاً والباقون بهمزة، وياء مختلسة الكسرة من غير مد أي بين بين لكن أبوجعفر بالمد علي أصله) ص388 فلم يتطرق ابن الجزري لذكر البدل ياء هنا.
وقال أبو عمرو الداني في جامع البيان: "وإنّما يتحقّق إبدالها ياءً محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا بالفصل، وهو مذهب عامّة النحويين والبصريين، فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب " أئمة " القراء، فلا يكون إلاّ بين بين." (ص534).
وقوله " فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب " أئمة " القراء، فلا يكون إلاّ بين بين" أي أن مذهب القراء بين بين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا الوضوح في قول الداني ـ وأيد الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف أن الداني لم يأخذ في كتبه إلا بالتسهيل كما قال: أقول: إنّ كلام الداني صريح في اقتصاره على وجه التسهيل دون الإبدال.) ا. هـ ـ إلا أنه رجع وذكر آراء بعض المغاربة الذين لم يأخذوا إلا بالإبدال، ثم تأثر بقولهم بدون دليل فقال: من خلال ما سبق فالقول بأنّ الإبدال ليس من طريق التيسير وإن كنت أميل إليه إلاّ أنّه غير مسلّم به لثبوته عن الكثير من أعلام المغاربة القدامى كابن الباذش وابن الرابط وغيرهم.) ا. هـ
فتناقض الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف واضح جلي فهو في حيرة من أمره، تارة يجزم بأن الياء ليس من طريق التيسر، وتارة يتبع أسماء القراء دون دليل، بل والدليل يثبت التسهيل كوجه وحيد من طريق الداني.
مناقشة الآخذين بالإبدال من المغاربة للداني:
قال الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف: ذهب الكثير من المغاربة إلى أنّ وجه الإبدال مقروء به من طريق الداني بل وصل الأمر إلى بعضهم الاقتصار عليه دون التسهيل. قال المنتوري (ت834) في شرحه على الدرر: "وذكر الأدفُويّ في الإبانة، ومكي في الرعاية والكشف، وابن سفيان في الهادي، والمهدوي في الشرح، وابن شريح في الكافي والتذكير، وابن شعيب في الاعتماد، وابن مطرّف في البديع، وابن الطفيل في الغنية، إبدال الثانية من {" أئمة "} ياء محضة، وقال الحصريّ في قصيدته:
ولا بدّ من إبدالها في " أئمة " ...... فصَحْوَكَ إنّ الجاهلين لفي سُكْر.
قلتُ – أي المنتوري- وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الرحمن القيجاطي رضي الله عنه يأخذ من طريق الداني في {" أئمة "} لنافع، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ. وقلتُ له: تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين، وأخبر أنّه مذهب القراء؟ فقال لي: نصوص المتقدّمين من القراء في {" أئمة "} محتملة، فينبغي أن تحمل على الإبدال، كما حملها الكثير من المتأخّرين لأنّ سيبويه منع فيها التسهيل بين بين.". ثمّ قال المنتوري: واعلم أنّ ثلاثة من المقرئين سبقوا شيخنا رحمه الله فأخذوا في " أئمة " من طريق الداني لأهل التخفيف بإبدال الثانية ياء خالصة، أوّلهم ابن الباذش، قال في الإقناع: إنّ حكم التخفيف في {" أئمة "} عند النحويين والقراء الإبدال ياءً محضة، لأنّها من كلمة واحدة. قال – أي ابن الباذش- وهكذا نصّ عليه سيبويه، وثانيهم أبو بكر القرطبي، قال في أرجوزته: ولكنّ في " أئمة " حيث ورد ........ فأخلص الياء هُديتَ للرّشد. وثالثهم برهان الدين الجعبريّ، ذكر في قصيدته أنّ نافعاً وابن كثير وأبا عمرو، قرءوا {" أئمة "} بالياء." انتهى كلام المنتوري عليه رحمة الله تعالى (1/ 280،281)
وقال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لقراءة قالون وورش: "وأمّا قوله: {" أئمة "} حيث وقع فيجوز أن تُجعل الهمزةُ الثانية ياء مكسورة كسرة خالصة، وهو مذهب النحويين، ويجوز أن تُجعل بين الهمزة والياء كما يُفعلُ في مثل {أئذا} و {أئفكاً} وما أشبه ذلك وهو مذهب القراء." (ص91) ا. هـ
أقول: عجيب أن يسكت مثل الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف عن الرد والجواب عن هذا القول، وهو الذي بني طريقته علي تتبع النصوص وترك القول بلا دليل لكائن من كان.
وهذه الأقوال ليس فيها نسبة الوجه للداني، وبالنظر في قول المنتوري الذي يسأل فيه شيخه: وقلتُ له: تأخذ في مذهب أهل التخفيف من طريق الداني بالإبدال، وهو قد نصّ على التسهيل بين بين) ا. هـ دلالة واضحة علي أن نص الداني التسهيل.
وجواب الإمام القيجاطي ليس فيه ما يدل أنه نسبه للداني ولكن قصاري قوله نسبته لسيبويه وكذا بعض القراء غير الداني. وما قاله المنتوري: (وكان شيخنا القيجاطي يأخذ من طريق الداني في {" أئمة "} لنافع، وابن كثير وأبي عمرو بياء خالصة، وبذلك قرأت عليه وبه آخذ) نسبة غير صحيحة وهو اجتهاد منه رحمه الله.
والإمام ابن المرابط جعل الياء من مذهب النحاة وجعل التسهيل مذهب القراء.فأين الإشكال؟
وكل ما سبق تثبيت للقول بأن الداني لم ينقل سوي التسهيل.والله أعلم
مناقشة ما نسبه الجعبري للإمام مكي القيسي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف: وأهل الأداء اليوم يقرؤون بالإبدال من بعض طرق الطيّبة ولو كانت العلّة في تضعيفه أنّه مذهب النحويين لسقط العمل به من جميع الطرق. ومن الطرق التي يُقرأ منها بوجه الإبدال كتاب التبصرة لمكّي القيسي وقد صرّح فيه بأنّه مذهب النحاة فلماذا يُقرأ به الآن من طريقه من الطيّبة إذن؟. قال مكي القيسي في كتابه التبصرة في القراءات السبع: "قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة "} بهمزتين محققتين حيث وقع، وقرأ الباقون بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، والنحويّون يقولون إنّ الثانية ياءً مكسورة." (ص226).
وقد اقتصر على الإبدال كلّ من أسند الرواية من طريق مكي القيسي كما هو مذهب صاحب القصيدة الحصرية الذي يقول: ولا بدّ من إبدالها في " أئمة " ...... فصَحْوَكَ إنّ الجاهلين لفي سُكْر.
قال ابن عظيمة الإشبيلي (ت543) في كتابه منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية عند قول الناظم: "ولا بد من إبدالها في {" أئمة "}، "وقرأ وإبدال الثانية ياء محضة ولا تلتفت إلى من يرى تسهيلها بين بين".ص308.
وقال الجعبري عليه رحمة الله تعالى: "ولم يُنبّه – أي الداني في التيسير – على ما نبّه عليه الناظم من أنّ قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح. وليس معنى كلامه أنّ كلّ القراء سهّلوا وكلّ النحاة أبدلوا بل الأكثر من الكلّ على ما ذكروا الأقلّ على العكس، ووافق في قوله: وفي النحو أبدلا قول مكي، والنحويون يقولون إنّ الثانية ياء مكسورة." (كنز المعاني 2/ 416 الطبعة المغربية)
الجواب: قال مكي في كتاب التبصرة: "قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة "} بهمزتين محققتين حيث وقع، وقرأ الباقون بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، والنحويّون يقولون إنّ الثانية ياءً مكسورة." (ص226).
نري أنه لم يذكرإلا التسهيل ونسب الياء للنحاة.
فابن الجزري لم ينسب لمكي القول بالياء، بل ذكر بأنه " أشار" فقط وأدخل معه الداني وقد تبين أن الداني " أشار " ولم يأخذ به، وقد جزم ابن الجزري لمكي القيسي من التبصرة بالتسهيل حيث قال: أما في التسهيل فقد جزم بذلك وقال: أنها تجعل بين بين كما هي في سائر باب الهمزتين من كلمة ..... وعلى هذا الوجه نص ..... ومكي في تبصرته وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم) ا. هـ.
وذكر مكي في مقدمة كتابه ما يلي: .. واعتمدت في أكثره علي ما قرأت به علي شيخنا أبي الطيب عبد المنعم (صاحب الإرشاد) .. وربما ذكرت ما قرأت به علي غيره، ونبهت علي قول من يخالفه في بعض رواياته واختياراته، وذلك قليل.وسأفرد كتابا للروايات التي قرأت بها علي غيره) 15.16
فقد ذكر مكي ما أخذه عن شيخه أبي الطيب صاحب الإرشاد وبالرجوع لمخطوطة الإرشاد قال أبو الطيب فيه ما يلي: قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة " الكفر} بهمزتين حيث وقع والباقون بهمزة، وياء مختلسة الكسرة من غير مد حيث وقع"ورقة 96.
ومكي ذكر الياء في كتاب الكشف عند تعليله الإبدال ياء والكشف ليس من كتب أصول النشر ولا يؤخذ منه حكم. فالعبرة بما اعتمده ابن الجزري من كتاب التبصرة.
وذكرصاحب فريدة الدهر التسهيل فقط من التبصرة لأهل سما ولم يذكر الياء ألبتة لأحد منهم ـ كما في الجزء الأول من الفريدة.
والخلاصة: أن الجعبري نسب الياء لمكي من كتاب آخر غير الكتاب المعتمد في أصول النشر.
أقوال شراح الشاطبية:
قال السخاوي في فتح الوصيد: .. والتسهيل أن تجعل الثانية بين مخرج الياء والهمزة وهو الذي جاء في الأثر. في مذهب من لم يحقق، وأطبق عليه أهل الضبط والإتقان ممن يرجع إليه ويعول عليه كابن مجاهد وابن أبي هاشم وغيرهما وهو الذي دونوه في كتبهم واشتهر في أمصار الإسلام.
بالنظر لهذه العبارات (أطبق ـ ممن يرجع إليه ـ واشتهر في امصار الاسلام)
كل هذه عبارات قوية في صحة التسهيل وقوتها وضعف البدل.
والذي يؤكد لك ذلك سكوته عن قول الزمخشري: (إن التصريح بالياء ليس بقراءة) ومعلوم أن السخاوي لا يسكت علي مثل هذا الكلام، فدل علي أنه يقرُّه ويؤيده ويكفي في ذلك قوله (وأطبق) وهذا واضح جلي للعيان.
ثم تطرق السخاوي لقول النحاة فقال: إن التصريح بالياء ليس بقراءة ولا يجوز أن يكون ومن صرح بها فهو لاحن محرف (ثم أخذ في توجيه التسهيل.) ا. هـ 353
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الجعبري: "ولم يُنبّه – أي الداني في التيسير – على ما نبّه عليه الناظم من أنّ قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح. وليس معنى كلامه أنّ كلّ القراء سهّلوا وكلّ النحاة أبدلوا بل الأكثر من الكلّ على ما ذكروا الأقلّ على العكس، ووافق في قوله: وفي النحو أبدلا قول مكي، والنحويون يقولون إنّ الثانية ياء مكسورة." (كنز المعاني 2/ 416 الطبعة المغربية).
وقول الجعبري "ولم ينبه" هذا بمجرد التنبيه فقط وليس أخذا للقراءة وهذا يدلك عليه قوله " قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح." انظر كيف نسب وجه البدل ياء إلي مكي وابن شريح فقط ولم ينسبه للشاطبي أو الداني.
أما قول العلامة ابن القاصح وهو يتحدث عن كلمة " أئمة ":" .. قلت يريد التسهيل وأما البدل فمن الزيادات.
توضيح ":اعلم أن في لفظ " أئمة " أربع قراءات لنافع وابن كثير وأبي عمرو قراءتان:
* التسهيل * البدل ... ) ص68
فابن القاصح رحمه الله أخذ بهذا القول علي ما استقر عنده من صحة القراءة بوجه الياء وهو بعد ابن الجزري وهو ينقل عن ابن الجزري دائما كما في رسالته في وقف حمزة. وليست دلالة علي جواز الوجه للشاطبي.
حجة قوية في أن الشاطبي لا يأخذ بالبدل كقراءة:
قال ابن الجزري في نشره: فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي كلمة واحدة في خمسة مواضع "" أئمة "" ...... واختلف عنهم في كيفية تسهيلها فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنها تجعل بين بين كما هي في سائر باب الهمزتين من كلمة وبهذا ورد النص عن الأصبهاني عن أصحاب ورش فإنه قال: " أئمة " بنبرة واحدة وبعدها إشمام الياء. وعلى هذا الوجه نص طاهر بن سوار والهذلي وأبو علي البغدادي وابن الفحام الصقلي والحافظ أبو العلاء وأبو محمد سبط الخياط وأبو العباس المهدوي وابن سفيان وأبو العز في كفايته ومكي في تبصرته وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم وهو معنى قول صاحب التيسير والتذكرة وغيرهما بياء مختلسة الكسرة. ومعنى قول ابن مهران بهمزة واحدة غير ممدودة. وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة نص على ذلك أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو العز القلانسي في إرشاده وسائر الواسطيين وبه قرأت من طريقهم قال أبو محمد بن مؤمن في كنزه: إن جماعة من المحققين يجعلونها ياء خالصة" وأشار إليه أبو محمد مكي والداني في جامع البيان والحافظ أبو العلاء والشاطبي وغيرهم أنه مذهب النحاة.
(قلت): وقد اختلف النحاة أيضاً في تحقيق هذه الياء أيضاً وكيفية تسهيلها.) ا. هـ
العلامة ابن الجزري قال: أشار الداني والشاطبي أنه مذهب النحاة ولم يذكر أنه من طريقهما والكلام مفهوم فعند ذكره لمن قالوا بالياء ذكر بعدها " وبه قرأت من طريقهم" ثم قال: وأشارإليه ... أنه مذهب النحاة " أي ليس بمذهبٍ للقراء.
أما في التسهيل فقد جزم بذلك وقال: أنها تجعل بين بين كما هي في سائر باب الهمزتين من كلمة ..... وعلى هذا الوجه نص ..... ومكي في تبصرته وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم).
ويؤكد هذا القول ما قاله ابن الناظم في شرح متن الطيبة: "" أئمة سهل أو ابدل .... "
والحاصل: أنه سهل الهمزة الثانية من "" أئمة "" أبو عمرو ورويس والمدنيان وابن كثير وعنهم أيضا ابداله ياء مكسورة وجعله الشاطبي ثانيا في النحو، فأَفْهَمَ أنه لا يجوز في القراءة وكلام الكشاف يؤكد ذلك مع أنه خلاف المفصل،والصواب ثبوته في القراءة ... ) ص79
فكلامه في غاية الوضوح وأكد كلام الشاطبي بما قاله صاحب الكشاف وهذا ما ذكره السخاوي والفاسي والجعبري ـ أي الاستناد لقول صاحب الكشاف ولم يتعقبه السخاوي ـ كما سبق ـ وهو لمذهب والده أدري ومن ثَم تعقَّبَ الشاطبيَ وهذا أقوي دليل في حمل قول الشاطبي علي عدم صحة وجه البدل.
ولذا قال الصفاقسي في كتابه غيث النفع: "وأمّا أبدالها ياءً محضة فهو وإن كان صحيحاً متواتراً فلا يُقرأ به من طريق الشاطبيّ لأنّه نسبه إلى النحويين يعني معظمهم ولم أقرأ به من طريقه على شيخنا رحمه الله." (ص270 (.
وقال الشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة: "وأمّا إبدالها ياء محضة لنافع ومن معه فليس من طرق الحرز وأصله، بل هو من طريق النشر."ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة الضباع في إرشاد المريد عند شرحه لكلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى: (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أُبدلا) "وسهّل أيّها المخاطب همزته الثانية عن نافع وابن كثير وأبي عمرو، وحققها للباقين، وجاء عن النحاة إبدالها ياء خالصة، وأجاز هذا الوجه لنافع وابن كثير وأبي عمرو: صاحب النشر، وإليه أشار صاحب إتحاف البريّة لقوله: و" أئمة " سهّل وأبدل لنافع ..... ومك وبصري ففي النشر عوّلا."أ. هـ
وعلق الشيخ عبد الرزاق علي موسي علي قول الضباع في الفتح الرحماني قائلا: وما ذكره الضباع من زيادة الياء فى إرشاد المريد ص 58 فقد ذكره نقلا عن صاحب النشر ومادام لم يذكر فى التيسير فهو من طريق الطيبة وذِ كْرالشاطبى له على سبيل الحكاية عن النحويين لا الرواية.
وقال العلامة الإبيارى: ................ أئمة الإبدال فاتركه موقنا. والله أعلم) ا. هـ 95
وذكر الأئمة إبدال الهمز ياء من الأوجه الزائدة علي الشاطبية والدرة جزما منهم أن وجه الياء ليست من الشاطبية:
قال العلامة محمد بن الرحمن البنا (كان حيا عام 1291) في منظموته " الكوكب الدري زيادات علي التيسير والشاطبية " أي زيادات من متن الطيبة علي هذين الكتابين:
............................ ** *وحرم حلا غوثا " أئمة " أبدلا) ص155
أقول: وقوله "حرم حلا غوثا " يقصد بهم " أئمة " التسهيل نافع وأبو عمرو. وابن كثير وأبي جعفر ورويس وزاد لهم وجه الإبدال ياء مع ما ذُكر لهم في الشاطبية من التسهيل.
وكذا قال العلامة الإبياري في منظومته "منحة مولي البر فيما زاده النشر في القراءات العشر علي الشاطبية والدرة ":
................... وأبدلوا ... " أئمة " كلا لمن يسهل) ص67
فكون هؤلاء الأئمة يذكرونها في الزيادات دلّ ذلك علي أن صاحب التيسير والشاطبية لم يأخذا بوجه البدل.
وقال الجمزوري في الفتح الرحماني تحقيق الشيخ عبد الرزاق علي موسي:
وسهل سما وصفا وفي النحو ابدلا ... وليس سما في الحرز بالياء مبدلا) ص95
وقال صاحب إتحاف البريّة: و" أئمة " سهّل أوابدل لنافع ..... ومك وبصري ففي النشر عوّلا."أ. هـ68
هذه أقوال الأئمة الأعلام وكل هؤلاء يقرُّون بضعف البدل من طريق الشاطبي وإن صح عندهم من النشر.
وخلاصة المسألة:
أن قول ابن الناظم حجة قوية في توضيح ما انبهم من أقوال الشراح، وعدم ذكر ابن الجزري لهذا الوجه للشاطبي كقراءة واضح بيّن.
وذكر الياء للشاطبي من باب التحريرات وزيادات من المحررين اعتمدوا فيه علي صحة الوجه من طريق الطيبة. والأفضل إلا يقرأ به من طريق الشاطبية. والله أعلم
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل زلل وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم(/)
من صفات المؤمنين في سورة الفرقان - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.* والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما.* والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما *انها سائت مستقرا ومقاما *. والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما *. والذين لايدعون مع الله الها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما *. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا.* الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما.* ومن تاب وعمل صالحا فأنه يتوب الى الله متابا *. والذين لا يشهدون الزور واذا مروا بالغو مروا كراما * والذين أذا ذكروا بأيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا *. والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقين أماما *. أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما.* خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما *.))
سورة الفرقان آيه 63 _ 76
الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي منح عباده الصالحين الرحمه وتفضل عليهم بها و وصف عباده المؤمنين في المصحف الشريف في آيات كثيرة وبصفات متعددة وفي هذه الايات الشريفة جاء وصفهم بأعمالهم وصفاتهم مع الاخرين. فهم الذين يمشون على الارض هونا لينا ويسرا وليس المشي هنا بالاقدام وانما سيرتهم وخلقهم مع الاخرين من بني البشر وممن خلق الله تعالى فيتعاملون معهم في حياتهم الدنيا.
وهم يتعاملون مع الجميع باليسري والهين من الاموروبالحسنى ومنحهم الله تعالى القدرة على الصبر فأذا خاطبهم الجاهلون من المشركين او الكفار او حتى عامة الناس من صنفهم او ممن هم اقل منهم ايمانا أذا خاطبوهم بلهجة القوة والعنف والبذاءة من الكلام وما اليه فأن ردهم عليهم يكون بأفضل اللفظ وأجمل المعنى وأحسن التعبير فجاء قوله تعالى ((واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)). فهم العافون عن الناس أساءتهم اليهم بعيدا عن الخوف منهم. ومقابلة الاساءة بالاحسان والشدة باللين واللطف وجهل الجاهلين بالحكمة و بالحلم لهو من فضل الله تعالى وهدايته لنفس المؤمن الثابت الايمان.
فهم لا يرجون من عملهم هذا وعفوهم هذا الا رضا الله تعالى والشد في عبادته. فاذا جاء الليل الى الله تعالى متوجهين في عبادة وصلاة وذكردائم لله تعالى. وهم يصلون الفرائض ويقومون الليل نافلة طلبا لرضى الله عليهم ومحبته في قلوبهم. وفسجودهم كناية عن الصلاة المفروضة وذكرالله يبتغون في كل ذلك. انهم يبغون رضا الله تعالى ويدعونه ان يجنبهم عذاب النار في جهنم وان لا يجعلها سكنا لهم ومستقرا لهم ذلك المستقر السيء الذي هم انشاء الله يوم القيامة بعيدون عنه بفضل الله ونعمته عليهم
من صفات المؤمنين التوسط في الانفاق والصرف بحسب الحاجه فلا يجعلون أيديهم مغلولة الى اعناقهم بخلا وشحا ولا يبسطونها كل البسط فينفضون كل ما لديهم من مال فيبقون معدمين مدينين بل وصفهم الله تعالى بين هذا وذاك تبعا لما لديهم من ثروة ومال وفقر وغنى.
ثم وصفهم بصفات ثلاث لا يقومون بها ولا يتصفون بها فهم لا يشركون بالله تعالى ومن يشرك بالله تعالى فقد حرم الله تعالى عليه الجنة ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وحق قتل النفس هو القصاص النفس بالنفس والخروج على الامام او قل الخروج من الاسلام أي من ارتد عن الاسلام حل قتله
ولا يزنون وهي معصية ثالثة وهي افة هذا العصروبلاءه فقد انتشر الزنا بين الخلق وخاصة في الامم غير المسلمة فاوقعهم الله تعالى بشر اعمالهم حيث سلط عليهم مرض
(الايدز) الذي انتشر بينهم انتشار النار بالهشيم والذي لايشفى مريضه ابدا ويكون عالة على نفسه وعائلته وسبب او مصدر عدوى لمن تقرب منه او خالطه مثل مخالطته لزوجته
فمن فعل أي منها عاقبة الله تعالى بالاثم وضاعف له العذاب يوم القيامة ويبقى في هذا العذاب مهانا خالدا مخلدا بالهوان والذ لة في جهنم.
(يُتْبَعُ)
(/)
اما الذين فعلوا هذه المعاصي من الكفار والعصاة والزناة ثم تركوها وندموا على ما فعلوه وتابوا توبة نصوحا الى الله تعالى ورجعوا الى طريق الحق وانا بوا الى الله ربهم فأن الله تعالى يمحوا ذنوبهم بالتوبة
والتوبة خلاف نسيان الذنب انما تجعل ذنبك اما م عينيك لترجع عنه فتستغفر الله تعالى وتتوب اليه وهي ان تتوب عن كل شئ سوىذكر الله تعالى وافضل ماقيل في التوبة التوبة عن كل شي ذمه العلم الى ما مدحه القلم وهذا الوصف يعم الظاهر والباطن لمن كوشف بصريح العلم لانه لا بقاء للجهل مع العلم كما لا بقاء لليل مع الشمس وهو يستوجب جميع امور التوبه بالوصف الخاص والعام وهذا العلم يكون على الظاهر والباطن بأخص اوصاف التوبة وأعم اوصافها. ومعناها رجوع العبد عن كل ما يخالف الشرع بالانابة لكل ما يرضى الله تعالى وقيل في تفسيرها انها ترك لتسويف زمان الاوبة وهي العودة الى الحق تعالى وقيل فيها ان لاتنسى ذنبك يوما ما دمت على قيد الحياة
فالتوبة اذن الرجوع الى طريق الحق والهدى والابتعاد عن كل عمل منكر كان المرء يعمله. بنفس خالصة وروح طيبة وقلب نظيف غسل بماء الايمان وتنقى بثوب التقوى والاخلاص عندها يبدل الله سيئات هذا المرء التائب الى حسنات لان الحسنات يذهبن السيئات والحسنة بعشر امثالها غفرانا من الله لذنوب عباده وجزاء على توبتهم ورحمة بهم. وهذه التوبه يجب ان تكون توبة ثابتة وخالصة لوجهه تعالى مقرونة بالعمل الصالح والطريق القويم.
ومن صفات المؤمنين أنهم لا يشهدون شهادة الزور تلك الشهادة الباطلة الماحقه التي تمحق شاهدها وتلقيه بأمر العذاب واشده بل يؤدون الشهادة على حقيقتها ولا يقولون الا الحق ولو على انفسهم او على اقرب الناس اليهم. واذا سمعوا لغوا او كلاما نابيا فحشاً او قبحا او كلاما غير لائق توقفت السنتهم عن النطق به وانفت نفوسهم مثله واعرضت عنه ترفعا وتجاوزا مؤثرين العفو والصفح لانهم هم العافون عن الناس. فهم لا يرضون الا بالقول الطيب والكلام السمح واللفظ المختار الحسن لذلك تراهم اذا ذكروا بايات ربهم يتدبرونها - ولا يخرون عليها صما كانهم لايسمعونها وعميانا أي اغلق الله قلوبهم وجعلها تعيش بسواد وظلام ازاء فهمها - ويتفكرون في معناها ظاهرا وباطنا بقلوب يملؤها الايمان وعيون مفتوحة واعية لما ترى واذان صاغيه سامعة ما يقال لها فهم لا يخبطون القول خبط عشواء ولا يصدرون حكما الا عن بصيرة واعية وحكم قاطع ثابت
ومن صفات المؤمنين توكلهم في كل امورهم
على الله تعالى والدعاء بصالح الاعمال وافضلها ومن هذه الامور دعائهم الله تعالى ان يهب لهم من ازواجهم اولادا صالحين ومن اولادهم احفادا صالحين ايضا وذرية بعضها من بعض تقر بها عيونهم وتفرح بها قلوبهم وتبتهج نفوسهم وافئدتهم مجبولين على الطاعة
عبادة الله تعالى مغروسة في قلوبهم ونفوسهم بالايمان واخلاقهم بالخلق الحميدة وصفاتهم كريمة ومن كانت ذريته صالحة سر بهم وفرح بهم في الدنيا وما أجمل ان يرى المؤمن اولاده واصغاره دائبين على طاعة الله وعبادته مؤدين حقوقه من صوم وصلاة فهم واقفون معه في صف واحد في المسجد على سبيل المثال. واضافة الى هذه الامور الدنيوية فانه مثاب بهم كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي لاينقطع بعد الموت وجعل الولد الصالح منه. فهؤلاء الاولاد هم قرة اعين آبائهم وصدقة جارية لهم من بعدهم. وهم ائمة التقى وهداة الاخرين الى الطريق الحق والصلاح.
هؤلاء الذين صفاتهم ما جاء اعلاه هم الذين وفقهم الله لدخول الجنة وغرفاتها وقصورها ينعمون بها. تلك الجنة التي فيها (ما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) من الخير والجمال والنعيم الدائم. تحف بهم الملائكة مرحبة ومسلمة ان سلام عليكم ادخلوها بسلام امنين يجدون فيها تحية الملائكة لهم وتحيتهم فيما بينهم بالسلام والايمان هذه الجنة ذات النعيم المقيم والاستقرار الثابت الخالد والمقام المحمود جعلها الله تعالى لهؤلاء المؤمنين الذين يمشون على الارض هونا ... فهم اصحاب الجنة. -----------------------(/)
سورة العصر - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 08:01]ـ
سورة العصر
بسم الله الرحمن الرحيم
((والعصر * ان الانسان لفي خسر * الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *))
هذه السورة القصيرة فيها تحديد لمجرى حياة الانسان منذ بدء الخليقة الى يوم القيامة
يقسم الله بالعصر وهو وقت الصلاة (الوسطى) (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) أو العصر الذي هو القرن الكامل فهو مائة سنة =
ان الانسان لخاسر في نهاية حياته او بعد الموت وفي يوم البعث والنشور اويوم القيامة الا اذا كان من المؤمنين الذين عملوا الاعمال الصالحة والتزموا الصبر في كل ما أصابهم او الم بهم ونزل بهم من مصيبة او غيرها وقد جعلوا كل أعمالهم اتجاه ميزان الحق والتزموا به فهم المؤمنون الذين تواصوا بالحق وعملوا على احقاقه وتواصوا بالصبر والصبر مفتاح الفرج عند ذلك يفلحون ويكونون من اصحاب الجنة
========================(/)
هل عرف الفراعنة الملائكة؟ إن هذا إلا ملك كريم
ـ[خالد الفقي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 09:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت قوله تعالى ... مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
فسألت نفسي هل الديانة المصرية القديمة تعرف ملائكة الله؟ وما الملك المقصود هنا؟
القائل نساء من الطبقة العليا في المجتمع، وهذا لا يعني انتشار ثقافة شعبية بعينها ساقها إلى مصر صغار التجار كالذين أنقذوا سيدنا يوسف عليه السلام.
أدعو الله أن يوفقكم إلى تفسير واضح.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 03:07]ـ
بارك الله فيكم، دعوة التوحيد قديمة في الأرض قدم آدم عليه السلام .. وأخبار الغيب التي جاء بها الأنبياء والمرسلون كانت تتوارث فيما بين الشعوب، فيحرف منها ما يحرف ويضيع ما يضيع ويبقى ما يبقى، حتى يبعث الله نبيا في إحدى الأمم يجدد لهم دينهم. والخبر بالملائكة والجن مما عرفته سائر الأمم وجاء به سائر الأنبياء والمرسلون من رب العالمين. وقد اختلفت تحريفات وتأويلات أمم الوثنيين لتلك الأخبار على صنوف وألوان شتى، وليس من الممكن الجزم - ولا حتى الظن - التاريخي بأن الفراعنة لم يعرفوا كذا وكذا من بقايا تلك الأخبار! وفي الحقيقة فإن اعتقاد الفراعنة في البعث والحساب الأخروي والخلود وغيره من المعتقدات يوحي بأنهم كانوا من أقرب الملل الوثنية القديمة إلى معتقدات الإسلام وإلى رسالات الأنبياء.
فالقصد أنه لا يبعد أن يكون الفراعنة قد بقي لديهم علم - ولو في الموروث الشعبي العامي - بكائن غيبي هو عند الغاية من الجمال حتى يضرب به المثل في ذلك، ونقيضه كائن غيبي آخر هو عند الغاية من القبح فيضرب به المثل في ذلك أيضا، والله أعلم.
ـ[محمودأبوالنور]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 05:43]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 06:20]ـ
/// بارك الله فيكم.
/// حقَّق العلاَّمة المعلِّمي رحمه الله في كتابه العبادة أنَّ قدماء المصريين كانوا يعبدون قرابين يتقرَّبون بها إلى الإله الأعلى، وفي قصَّة يوسف نفسها قال عليه السلام: (ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان).
/// فإثباتهم الملائكة تابع لإثباتهم وجود الله، لكن مع تشريك غيره في عبادته أوربوبيته.
/// وممَّا يدل على ذلك نشيد وضع للإله (أمون رع) , وهو محفوظٌ بالمتحف المصري، في ورقةبرديَّة, من الأسرة الثامنة عشرة قبل عمر الملك أخناتون, الذي نادى بتوحيدالعبادات, ومما جاء فيه: السَّلام عليك يا من يسمع دعوة الملهوف، أنت الرَّحيم بمن يدعوك، يا مغيث المستضعف من المتجبِّر، يا مَن يحكم بين الضعيف والقويَّ, أنت الواحد الأحد، باريء كل ما كان، أنت الذي انسل من ناظريه بني الإنسان، الذي أوجد الآلهة بكلمة منه, الذي خلق العشب غذاء للماشية, وشجرة الحياة لبني الإنسان, الذي يعول أسماك النهر وطيور السماء, ومدبر الهواء لما هو في البيضة, مغذي الحية, ومطعم البعوضة, وكل زاحف وطائر, كذلك تنحني الآلهة لجلالك ممجدة مشيئةخالقها, مهللة عند دنوها من بارئها, قائلة لك: (مرحى يا أبا آباء جميع الآلهة) ناشر السماء وباسط الأرض, صانع ما هو كائن, وخالق الكائنات, يا مليكًا رئيس الآلهة, نحن نقدّس مشيئتك؛ لأنَّك أنت الذي خلقتنا, نحن نباركك؛ لأنَّك صورتنا, نحن نسبح بحمدك؛ لأنَّك أنت الذي عنيت بأمرنا.
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 06:45]ـ
باركك المولى.
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 06:49]ـ
ومنه يؤخذ أن ادعاء فرعون {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} أتى متأخرا، ويسبق تلك الفترة العلم بالله ولكنه مصاحبا للشرك.
وكذلك يدل على أن هذا الادعاء لم يدم طويلا.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 05:27]ـ
بارك الله فيكم
لي إفادة بسيطة وهي أن الهكسوس ـــ وهم غزاة رعاة ـــ هم من يحكم مصر فترة النبي يوسف عليه السلام ولاحظ التعبير القرآني للحاكم بكلمة ملك ولمن يحكم مصر فترة النبي موسى عليه السلام بالتعبير فرعون
والله أعلم(/)
مَن مؤمن آل فرعون الذي كتم إيمانه ونصحهم بترك موسى عليه السلام
ـ[خالد الفقي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 09:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن هوية الرجل المذكور في قوله تعالى:
"وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله "
ألا توجد أي إشارة للتعرف على هذا الرجل؟
الداعي للسؤال أن أحدهم زعم أنه إخناتون
نفعنا الله وإياكم بعلمه العظيم(/)
تفسير " خشب مسندة "
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 10:13]ـ
مصطلح أولنقل شتيمة "يا لوح" مفهوم، معروفة دلالته ..
ومن حظي بشرف الجندية، فإنه كثيرا ما يسمعه هناك أثناء التدريب؛ لأقل خطأ يرتكبه، فإذا خرج عن الصف قال له الصف ضابط "حاذ في الصف، يا لوح".
ويمكن أن يتوجه به أكثرنا تهذيبا ودماثة أخلاق لابنه إذا لاحظ أن فهمه بطيء، أو معكوس أو غير ذلك،
خاصة إذا كان الله تبارك وتعالى قد زاد هذا الابن بسطة في الجسم،
عندئذ يخرج أحدنا عن طوره فلا يملك إلا أن يقول لفلذة كبده "ركز، يا لوح "
وقبل أن نذهب بعيدا، أسأل:
هل يمكن أن يكون هذا مقتبسا مشتقا من قوله تعالى
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} المنافقون4؟
لاسيما إذا عرفنا أن (خشب) اسم جمع، لا مفرد له من لفظه، فيمكن أن يكون (لوح خشب)
كـ خيل _ فرس، نساء - امرأة .. وأما خشبة فليس مفردا صحيحا؛ لأنه ليس من الفصحى، لكن من العامية ..
كـ (لحمة - عظمة) لاتعرفها العربية الفصحى، لكن العربية الحديثة اشتقتها من العامية، واستعملتها، ولانخطئها،
شرط أن تكون بمعنى قطعة لحم، قطعة عظم. وإلا، فإن (العظم واللحم) في العربية اسم جنس، لايجوز تأنيثه.
وإذا ربطنا كل ما سبق بقول حسان بن ثابت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هاجيا:
لا بأس بالقوم من طول ومن عِرَضٍ ** جسم البغال وأحلام العصافيرِ
فهمنا المعنى الدقيق، وهو أن يكون الإنسان ضخم الجثة، مفتول العضلات، ثم دماغه رقيق هزيل، وفهمه بطيء،
وهو أيضا سطحي، وإذا فهم فيفهم بطريقة خاطئة، على مثال قول الشاعر:
تقول له عمرا فيكتب خالدا ** ويقرؤه سعد ويفهمه بكرا
فكأن الله تبارك وتعالى يقول لرسوله (ص) لا تغتر بهذه الأجسام؛ فليس وراءها من عقول.
أظن بعد تأمل كل ما سبق أن تفسير خشب مسندة بـ "لوح" وارد ممكن
ولم يبق إلا أن أذكر أن مسندة هو من الألفاظ، التي أخذتها العربية من اليمنية القديمة (السبئية الحميرية) وهذا بحث آخر.
والله أعلم(/)
تصفح القرآن الكريم كاملا بغالب الترجمات + تصفح التفسير الميسر + تصفح مصحف ورش:
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تصفح القرآن الكريم كاملا بغالب الترجمات + تصفح التفسير الميسر + تصفح مصحف ورش:
المصاحف:
المصحف الكبير ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=12)
المصحف الوسط ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=24)
المصحف الجوامعي ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=26)
المصحف العادي 1 ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=17)
المصحف العادي 2 ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=21)
مصحف ورش ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=90)
الترجمات:
الترجمة الفرنسية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=48)
الترجمة الهوساوية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=50)
الترجمة الإندونيسية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=54)
ترجمة الأنكو ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=36)
الترجمة الإنجليزية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=44)
الترجمة التركية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=67)
الترجمة الأردية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=72)
الترجمة الإيرانونية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=78)
الترجمة الفيتنامية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=97)
الترجمة التاميلية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=101)
الترجمة الصينية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=106)
ترجمة التلغو ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=111)
الترجمة المليبارية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=115)
الترجمة البرتغالية ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=125)
ترجمة اليوربا ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=133)
الكتب:
التفسير الميسر ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?page_id=139)
المصدر: http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/ (http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/)
[ انشر لنفسك مصحفا ينفعك الله به يوم الدين](/)
:: تنبيه مهم جدا عن قراءة القراءات بطريقة التجزئة أو (الأجزاء)::
ـ[رياض الداودى]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 05:03]ـ
:: تنبيه مهم جدا عن قراءة القراءات بطريقة التجزئة أو (الأجزاء)::
ــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل (ثُمَّ أورَثْنَا الكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَينَا مِنْ عِبادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتِصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ) فاطر / 32 والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد ? القائل (وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا) رواه الإمام مسلم في صحيحه وصلى الله وسلم على آله وصحبه الذين بلغوا الأمانة ونصحوا الأمة ومن سار على هديهم إلى يوم القيامة، أما بعد.:
بداية / هل يجوز لمن قرأ القرآن الكريم على شيخ بطريقة التجزئة أو قد تسمى بطريقة الأرباع أن يقول أو يكتب أنه قرأ ختمة بالقراءات العشر أو السبع؟ وهل تعد هذه الطريقة من طرق الجمع المعتد بها؟ وهل من نصيحة لمن يقرأ أو يقرئ بهذه الطريقة لأنها انتشرت في الآونة الأخيرة؟
وتعريف هذه الطريقة: هو أن يقرأ الطالب على شيخه شيئا من القرآن لراو أو قارئ من القراء العشرة أو السبعة على سبيل المثال، ثم يكمل القراءة لراو آخر ثم لآخر حتى يختم ختمة تكون اشتملت على جزئين أو ثلاثة أجزاء فقط أو أكثر بقليل لكل قارئ.
::مثال ذلك:/
ــــــ
أن يبدأ الطالب برواية قالون ويقرأ على شيخيه ربعا من القرآن؛ أي من أول القرآن إلى قوله تعالى: " وهم فيها خالدون " سورةالبقرة (25)، ثم يكمل لورش من آية (26) من قوله تعالى " إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " إلى قوله تعالى " واركعوا مع الراكعين " آية (43) ثم يبدأ بالربع الثالث لابن كثير من قوله تعالى " أتأمرون الناس بالبر " آية (44) إلى قوله " بما كانوا يفسقون " آية (59) ثم يبدأ بالربع الرابع لدوري أبي عمر من قوله تعالى " وإذ استسقى موسى " الآية (60) إلى قوله تعالى " وما الله بغافل عما تعملون " آية (74)، ثم يبدأ بالربع الخامس سوسي حتى يختم الربع، ثم ربعا لابن عامر ثم لعاصم ثم لحمزة للخلف وربعا لخلاد ثم ربعا للكسائي ثم لأبي جعفر ثم ليعقوب ثم لخلف العاشر، ثم يكمل لقالون من حيث انتهى لخلف ولا يرجع ولا يعيد، ثم لورش وهكذا حتي يختم القرآن الكريم.
ـــــــــــــــ
من تأمل هذه الطريقة علم يقينا أن الذي قرأ بهذه الطريقة لم يقرأ القراءات كاملة على شيخه بل ولا رواية واحدة وإنما حقيقة الأمر أنه قرأ ثلاثة أجزاء تقريبا فقط لكل قارئ أو راو كما ذكر في السؤال.
وعيه فلا يجوز قول قرأت القرآن الكريم بالقراءات (السبع أو العشر) لمن قرأه بطريقة التجزئة لأنه لم يقرأ القراءات فرشا وأصولا في جميع القرآن لجميع القراء.
ـــــــــــــ
فلو أن الطالب الذي يقرأ على شيخه بطريقة الأجزاء للعشرة من الشاطبية والدرة وافق في ربعه لابن كثير. قوله تعالى (وإذ قال موسى لقومه يا قومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
فبقراءته لابن كثير أسقط أكثر القراء العشرة:
فأين قراءته هذه من تقليل كلمة موسى لأبي عمرو ولورش بخلفه، وأين أمالتها قولا واحدا لحمزة والكسائي وخلف العاشر.
وأين توسط المنفصل لأصحابه خاصة من ليس لهم قصر من الشاطبية كعاصم وغيره، وكالكسائي وخلف العاشر، وأين الإشباع قولا واحدا للأزرق عن ورش ولحمزة؟
ثم أين أبدال الهمزة في يأمركم لورش ولأبي جعفر والسوسي؟
ثم أين إسكان الراء، واختلاسها لأبي عمرو في يأمركم؟
وأين كذلك عدم صلة ميم الجمع لأكثر القراء، وأين صلتها مع التوسط لقالون، وأين اشباعها لورش؟
ثم أين السكت على الميم لمن سكت؟
وأين المدود كما سبق في قالوا أتتخذنا
وأين قراءة هُزُوا لحفص؟
وأين قراءة هُزْءا لحمزة وصلا ولخلف وصلا ووقفا. وإن وقف عليها لحمزة النقل أو الحذف؟
مع عطف الوجوه دون تركيب ولا خلط دون إسقاط.
ـــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك يندرج الحكم على من قرأ بالتجزئة ولكنه إذا مر بفرش قرأه للعشرة لأنه أسقط الأصول كما سبق التمثيل به في الآية السابقة، أو قرأ متن الشاطبية والدرة، وكمن يقرأ القرآن لحفص مثلا ثم يقرأ متن الشاطبية والدرة. فلا يجوز له أن يقول قرأت القرآن الكريم بالقراءات، وعليه أن يبين كيفية قراءته.
فهل القراءات إلا الأصول والفرش، وأما أن يقال أنه يعرف الأصول أو هو متقن فليس الكلام هنا عن استحقاقه للإجازة من عدمها، وإنما الكلام هل هو فعلا قرأ القراءات فرشا وأصولا لكل القراء أم أسقط الكثير منها وبناء عليه هل يحق له قول قرأت القراءات أم لا.
والإخلال في ذلك داخل في أصل القراءة والرواية، وانظر كلام ابن الجزري في الفرق بين الوجه الجائز تركه وبين الواجب الآتيان به من القراءات والروايات والطرق.
النشر في القراءات العشر - (2/ 228)
" إذا علمت ذلك فاعلم أن الفرق بين الخلافين أن خلاف القراءات والروايات والطرق خلاف نص ورواية، فلو أخل القارئ بشيء منه كان نقصاً في الرواية فهو وضده واجب في إكمال الرواية ".
النشر في القراءات العشر - (2/ 234) وانظر كلامه عن الجمع وكيف على الطالب أن لا يترك قراءة ولا رواية.
" ولا ينتقل إلى من بعده حتى يكمل من قبل وكذلك كان الحذاق من الشيوخ إذا انتقل شخص إلى قراءة قبل إتمام ما قبلها لا يدعونه ينتقل حفظاً لرعاية الترتيب وقصداً لاستدراك القارئ ما فاته قبل اشتغال خاطره بغيره وظنه أنه قرأه ".
وطرق الجمع التي ذكرها ابن الجزري في النشر هي:-
ــــــــــــــــــــــــ
أحدهما الجمع بالحرف وهو أن يشرع القارئ في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أصولي وفرشي أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف ما بعدها على الحكم المذكور وإلا وصلها بآخر وجه انتهى عليه حتى ينتهي إلى وقف فيقف وإن كان مما يتعلق بكلمتين كمد منفصل والسكت على ذي كلمتين على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على ذلك الحكم وهذا مذهب المصريين وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل في الأخذ وأحضر ولكنه يخرج عن رونق القراءة وحسن أداء التلاوة.
والمذهب الثاني الجمع بالوقف وهو إذا شرع القارئ بقراءة من قدمه لا يزال بذلك الوجه حتى ينتهي إلى وقف يسوغ الابتداء مما بعده فيقف ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن دخل خلفه فيما قبله ولا يزال حتى يقف على الوقف الذي وقف عليه ثم يفعل بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف ويبتدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم. وهذا مذهب الشاميين وهو أشد في الاستحضار وأشد في الاستظهار وأطول زماناً، وأجود إمكاناً، وبه قرأت على عامة من قرأت عليه مصراً وشاماً وبه آخذ.
المذهب الثالث. وكان يقرأ بها ابن الجزري فقال: فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمتين بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى انتهى إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف ولما رحلت إلى الديار المصرية ورايت الناس يجمعون بالحرف كما قدمت أولاً فكنت أجمع على هذه الطريقة بالوقف وأسبق الجامعين بالحرف مع مراعاة حسن الأداء ووكمال القراءة وسأوضح ذلك كله بأمثلة يظهر لك منها المقصود والله تعالى الموافق.
ثم فصل الإمام ابن الجزري في طريقة القراءة.
وفي جميع الطرق السابقة للجمع شملت الطريقة على الجمع بحيث يأتي للعشرة كلهم وعطف الأصول والفرش كما هي عادة القراء قديما وحديثا إلا ما أحدث من طرق غير مستوفية للقراءات.
وتأمل قوله وتنبيهه على استيعاب أوجه القراء كالأصول " وإن كان مما يتعلق بكلمتين كمد منفصل والسكت على ذي كلمتين على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على ذلك الحكم وهذا مذهب المصريين وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف "
أو أن يقرأ بالإفراد كل راو ختمة أو كل قارئ ختمة، وبعض الشيوخ يجمع عليه الطالب أكثر من قراءة أو رواية.
بَابُ إِفرادِ القِراءَاتِ وَجَمْعِهَا (8)
[425] وَقَدْ جَرَى مِنْ عَادَةِ الأَئِمَّهْ * * * إِفْرَادُ كُلِّ قَارِىءٍ بِخَتْمَهْ
[426] حَتَّى يُؤَهَّلُوا لِجَمْعِ الْجَمْعِ * * * بِالْعَشْرِ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ بِالسَّبْعِ
(يُتْبَعُ)
(/)
[427] وَجَمْعُنَا نَخْتَارُهُ بِالْوَقْفِ * * * وَغَيْرُنَا يَأْخُذُهُ بِالْحَرْفِ
[428] بِشَرْطِهِ فَلْيَرْعَ وَقْفًا وَابْتِدَا * * * وَلاَ يُرَكِّبْ وَلْيُجِدْ حُسْنَ اْلأَدَا
[429] فَالْمَاهِرُ الَّذِي إِذَا مَا وَقَفَا * * * يَبْدَا بِوَجْهِ مَنْ عَلَيْهِ وَقَفَا
[430] يَعْطِفُ أَقْرَبًا بِهِ فَأَقْرَبَا * * * مُخْتَصِرًا مُسْتَوْعِبًا مُرَتِّبَا
ولو تأملت أخي القارئ فإن العبرة في قول القائل قرأت القراءات هو القراءة بحيث يقرأ لكل العشرة.
والقرءاة بالأجزاء أقرب ما تكون قراءة بعض القرآن لكل قارئ وإجازة في الباقي.
ـــــــــــــــ
وانقل لكم كلام الشيخ المقرئ نادر العنبتاوى وسؤاله لاهل العلم /
.............................. ....
يقول ((وعلى عدم جواز قول أو كتابة قرأت القرآن الكريم بالقراءات لمن قرأه بطريقة التجزئة أنقل فتوى العلامة شيخ قراء دمشق (كريم راجح) بأن هذه الطريقة لا تعرف عند علماء القراءات القدماء ولا عن شيوخنا المتقنين، وليس هذه الطريقة بطريقة الجمع المعروفة التي يجمع فيها لكل القراء والرواة وأن هذه لا تعد ختمة بالقراءات، وهي بدعة جديدة في زماننا، ولا يجوز أن يقال عن الذي قرأ بهذه الطريقة أنه قرأ القراءات العشر أو السبع.
كما سألت عن هذه الطريقة الشيخ العلامة أيمن سويد عن هذه الطريقة فاستاء جدا وقال حسبنا الله ونعم الوكيل، ومما أخبرني أنها لا تعد ختمة بالقراءات العشر أو بالسبع، بل قال ولا حتى لرواية واحدة.
وكذلك أنقل فتوى لفضيلة الشيخ المقريء المحدث حامد بن أكرم البخارى فقد سألته عن هذه الطريقة فأجابني بما يلى: " ينبغي لمن قرأ بهذه الطريقة أن يبين كيفية قراءته وأنها بالتجزئة أي جزءا لكل قارئ لأنه لم يقرأ للقراء العشرة كامل القراءات وإن لم يبين فيقال أقل درجاته أن يكون مدلسا إن لم يكن كذبا صريحا " ا. هـ
هذا والله الموفق
وفقكم الله
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 11:05]ـ
الأخ الشيخ رياض الداودي.
مرحبًا بك وأهلاً في هذا المجلس العلمي الحافل.
وجُزيتَ خير الجزاء على ما أتحفتنا به من موضوع الجمع بين القراءات، وهو الموضوع الذي ختم به ابن الجزري أبواب الأصول من كتابه "النشر في القراءات العشر".
وقد استهل ذلك الباب بقوله:
باب بيان إفراد القراءات وجمعها
لَمْ يَتَعَرَّضْ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ القِرَاءَةِ فِي تَوَالِيفِهِمْ لِهَذَا البَابِ.
وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو القَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ فِي "إِعْلانِهِ" وَلَمْ يَأْتِ بِطَائِلٍ.
وَهُوَ بَابٌ عَظِيمُ الفَائِدَةِ، كَثِيرُ النَّفْعِ، جَلِيلُ الخَطَرِ، ... .....
وَالسَّبَبُ المُوجِبُ لِعَدَمِ تَعَرُّضِ المُتَقَدِّمِينَ إِلَيْهِ هُوَ عِظَمُ هِمَمِهِمْ، وَكَثْرَةُ حِرْصِهِمْ، وَمُبَالَغَتِهِمْ فِي الإِكْثَارِ مِنْ هَذَا العِلْمِ وَاسْتِيعَابِ رِوَايَاتِهِ، وَلَقَدْ كَانُوا فِي الحِرْصِ وَالطَّلَبِ بِحَيْثُ إِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ بِالرِّوَايَةِ الوَاحِدَةِ على الشَّيْخِ الوَاحِدِ عِدَّةَ خَتَمَاتٍ لا يَنْتَقِلُونَ إِلَى غَيْرِهَا.
وَلَقَدْ قَرَأَ الأُسْتَاذُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ الحُصْرِيُّ القَيْرَوَانِيُّ القِرَاءَاتِ السَّبْعَ على شَيْخِهِ أَبِي بَكْرٍ القصريُّ تِسْعِينَ خَتْمَةً كُلَّمَا خَتَمَ خَتْمَةً قَرَأَ غَيْرَهَا حَتَّى أَكْمَلَ ذَلِكَ فِي مُدَّةِ عَشْرِ سِنِينَ، حَسْبَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ فِي قَصِيدَتِهِ:
وَأَذْكُرُ أَشْيَاخِي الَّذِينَ قَرَأْتُهَا * * * عَلَيْهِمْ فَأَبْدَا بِالإِمَامِ أَبِي بَكْرِ
قَرَأْتُ عَلَيْهِ السَّبْعَ تِسْعِينَ خَتْمَةً * * * بَدَأْتُ ابْنَ عَشْرٍ ثُمَّ أَكْمَلْتُ فِي عَشْرِ
وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ الكِتَّانِيُّ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مُجَاهِدٍ وَمِمَّنْ لازَمَهُ كَثِيرًا وَعُرِفَ بِهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ سِنِينَ لا يَتَجَاوَزُ قِرَاءَةَ عَاصِمٍ .. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَنْقُلَنِي عَنْ قِرَاءَةِ عَاصِمٍ إِلَى غَيْرِهَا فَأَبَى عَلَيَّ.
وَقَرَأَ أَبُو الفَتْحِ فَرَجُ بْنُ عُمَرَ الوَاسِطِيُّ أَحَدُ شُيُوخِ [195] ابْنِ سِوَارٍ القُرْآنَ بِرِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى العُلَيْمِيِّ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ المَعْرُوفِ بِابْنِ الشَّعِيرِيِّ الوَاسِطِيِّ عِدَّةَ خَتَمَاتٍ فِي مُدَّةِ سِنِينَ.
وَكَانُوا يَقْرَءُونَ على الشَّيْخِ الوَاحِدِ العِدَّةَ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَالكَثِيرَ مِنَ القِرَاءَاتِ كُلُّ خَتْمَةٍ بِرِوَايَةٍ لا يَجْمَعُونَ رِوَايَةً إِلَى غَيْرِهَا.
وَهَذَا الَّذِي كان عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى أَثْنَاءِ المِائَةِ الخَامِسَةِ؛ عَصْرِ الدَّانِيِّ وَابْنِ شِيطَا وَالأَهْوَازِيِّ وَالهُذَلِيِّ، وَمنْ بَعْدهمْ فَمِنْ ذَلِكَ الوَقْتِ ظَهَرَ جَمْعُ القِرَاءَاتِ فِي الخَتْمَةِ الوَاحِدَةِ وَاسْتَمَرَّ إِلَى زَمَانِنَا.(/)
وشروه بثمن بخس ... إلام يعود الضمير: الواو؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 12:30]ـ
السلام عليكم.
في قوله تعالى:
((وشرَوه بثمن بخس دراهم معدودة)) سورة يوسف.
إلام يعود الضمير ... الذي هو واو الجماعة؟
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 01:09]ـ
قيل عائدٌ على إخوة يوسف َ، وقيل عائدٌ على السيّارة.
. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الضَّمِيرُ فِي وَأَسَرُّوهُ وَشَرَوْهُ لِإِخْوَةِ يُوسُفَ. حكاه أبوحيان.
وأخرج الطبري عن قتادةَ قال: (وشروه بثمن بخس) وهم السيارة الذين باعوه.
وشَرَوْه بمعنى بَاعُوه. وبمعنى اشتروه.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرَّعٍ الْحِمْيَرِيُّ:
وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي ... مِنْ بَعْدِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ
أَيْ بِعْتُ بُرْدًا، وَبرد غلامه.
وقال آخر:
وَلَوْ أَنَّ هَذَا الْمَوْتَ يَقْبَلُ فِدْيَةً ... شَرَيْتُ أَبَا زَيْدٍ بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
أَيِ اشْتَرَيْتُ أَبَا زَيْدٍ.
قال أبوحيان َالأندلسيُّ الحبرُ صاحبُ البحرِ:
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي (وَشَرَوْهُ) عَائِدٌ عَلَى السَّيَّارَةِ، أَيْ: وَبَاعُوا يُوسُفَ. وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الضَّمِيرَ فِي (وَأَسَرُّوهُ) عَائِدٌ عَلَى إِخْوَةِ يُوسُفَ جَعَلَهُ عَائِدًا عَلَيْهِمْ أَيْ: بَاعُوا أَخَاهُمْ يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ اهـ. البحر المحيط (5/ 291).
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 01:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالتأكيد اطلعتم على هذا ولكن أنقله للفائدة
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)
نقلا عن تفسير ابن كثير:
" {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
يقول تعالى مخبرًا عما جرى ليوسف، عليه السلام، حين ألقاه إخوته، وتركوه في ذلك الجب فريدا وحيدًا، فمكث في البئر ثلاثة أيام، فيما قاله أبو بكر بن عياش
وقال محمد بن إسحاق: لما ألقاه إخوته جلسوا حول البئر يومهم ذلك، ينظرون ما يصنع وما يُصنع به، فساق الله له سَيَّارة، فنزلوا قريبًا من تلك (2) البئر، وأرسلوا واردهم -وهو الذي يتطلب لهم الماء -فلما جاء تلك (3) البئر، وأدلى دلوه فيها، تشبث يوسف، عليه السلام، فيها، فأخرجه واستبشر به، وقال: {يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ}
( ... )
وقوله: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} أي: وأسره الواردون من بقية السيارة وقالوا: اشتريناه وتبضّعناه من أصحاب الماء مخافة أن يشاركوهم فيه إذا علموا خبره. قاله مجاهد، والسدي، وابن جرير. هذا قول.
وقال العوفي، عن ابن عباس قوله: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} يعني: إخوة يوسف، أسروا شأنه، وكتموا أن يكون أخاهم وكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله إخوته، واختار البيع. فذكره إخوته لوارد القوم، فنادى أصحابه: {يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ} يباع، فباعه إخوته.
وقوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} أي: يعلم ما يفعله إخوة يوسف ومشتروه، وهو قادر على تغيير ذلك ودفعه، ولكن له حكمة وقَدرَ سابق، فترك ذلك ليمضي ما قدره وقضاه، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.
وقوله: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} يقول تعالى: وباعه إخوته بثمن قليل، قاله مجاهد وعِكْرِمة.
والبخس: هو النقص، كما (1) قال تعالى: {فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا} [الجن: 13] أي: اعتاض عنه إخوته بثمن دُونٍ قليل، وكانوا مع ذلك فيه من الزاهدين، أي: ليس لهم رغبة فيه، بل لو سألوه (2) بلا شيء لأجابوا.
قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك: إن الضمير في قوله: {وَشَرَوْهُ} عائد على إخوة يوسف.
وقال قتادة: بل هو عائد على السيارة.
والأول أقوى؛ لأن قوله: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} إنما أراد إخوته، لا أولئك السيارة؛ لأن السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة، ولو كانوا فيه زاهدين لما اشتروه، فيرجح من هذا أن الضمير في {وَشَرَوْهُ} إنما هو لإخوته." اهـ تفسير ابن كثير
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم.
في قوله تعالى:
((وشرَوه بثمن بخس دراهم معدودة)) سورة يوسف.
إلام يعود الضمير ... الذي هو واو الجماعة؟
تفسير الطبري.
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال: تأويل ذلك: وشَرى إخوةُ يوسف يوسف بثمن بخس وذلك أن الله عز وجل قد أخبر عن الذين اشتروه أنهم أسرُّوا شراء يوسف من أصحابهم، خيفة أن يستشركوهم، بادّعائهم أنَّه بضاعة. ولم يقولوا ذلك إلا رغبة فيه أن يخلُص لهم دونهم، واسترخاصًا لثمنه الذي ابتاعوه به , لأنهم ابتاعوه كما قال جل ثناؤه (بثمن بخس). ولو كان مبتاعوه من إخوته فيه من الزاهدين، لم يكن لقيلهم لرفقائهم: " هو بضاعة "، معنى = ولا كان لشرائهم إياه، وهم فيه من الزاهدين وجهٌ , إلا أن يكونوا كانوا مغلوبًا على عقولهم ; لأنه محال أن يشتري صحيح العقل ما هو فيه زاهدٌ من غير إكراهِ مكرِهٍ له عليه , ثم يكذب في أمرِه الناس بأن يقول: " هو بضاعة لم أشتره "، مع زهده فيه. بل هذا القولُ من قول من هو بسلعته ضنينٌ لنفاستها عنده , ولما يرجُو من نفيس الثَّمن لها وفضلِ الربح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 01:56]ـ
والأول أقوى؛ لأن قوله: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} إنما أراد إخوته، لا أولئك السيارة؛ لأن السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة، ولو كانوا فيه زاهدين لما اشتروه، فيرجح من هذا أن الضمير في {وَشَرَوْهُ} إنما هو لإخوته." اهـ تفسير ابن كثير
والله أعلم وجزاكم الله خيرا
ذكر إخوة يوسف قد انقطع في السياق القرآني عندما رجعوا الى أبيهم باكين مدعين أن يوسف قد أكله الذئب، ثم انتقل القرآن الى مشهد آخر وهو قدوم السيارة على البئر واكتشافهم وجود يوسف فيه، فأين هاهنا إخوة يوسف؟؟
ثم اتصل الكلام بعد ذلك جاءت سيارة، أرسلوا واردهم، أدلى دلوه، قال يا بشرى، وأسروه بضاعة، وشروه بثمن بخس فالكلام بين في أن الذي فعل كل ذلك هؤلاء السيارة.
ولا يقال أن فرحهم بيوسف يعارض بيعه بثمن بخس لأنهم باعوه بثمن بخس لسببين:
الأول: أنهم لم يدفعوا في شرائه ثمناً لا قليلاً ولا كثيراً، فهو غنيمة باردة وثمنه ربح صاف.
ثانياً: أنهم في عجلة من أمر بيعه حتى لا ينكشف أمره أو يجده أهله.
وعندنا في مصر إذا عرض مشتر على بائع ثمناً بخساً لبضاعته فإنه - أي البائع - يعترض عليه ويقول " ليه هو أنا لاقيها "
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 03:42]ـ
الأخ الفاضل شريف
ما ذكرتَه بارك الله فيك هو عين ما كنتُ أفهمه،
وبارك الله في الأخ الفاضل على سؤاله فرجعنا للتفسير وها هو النقل من ابن كثير والطبري كما تفضلت الأخت محبة الفضيلة ولعل الأخ أبا بكر كذلك له مرجع في التفسير، وبمراجعة تفسير السعدي أيضا نفس الترجيح
فلعلك تنشط معنا في العودة للتفاسير لعلنا نفهم الآية على الوجه الصحيح المليح.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 10:43]ـ
ما دام التفسير لا يستند الى قول المعصوم صلى الله عليه وسلم، وطالما فيه أكثر من قول لعلماء التفسير، فلا بد من النظر والترجيح، والنظر في السياق والتحقق مما هو أقرب للصواب، فليس قول أحد حجة على قول غيره إلا ببرهان.
ولئن كان الطبري وابن كثير قد رجحا عكس ما أقول، فان الألوسي والرازي والزمخشري قد حكيا القولين دون ترجيح، أما المحقق ابن عاشور فلم يذكر سوى قولاً واحداً وهو أنهم السيارة وانتصر له لغوياً، وكذلك رجح صاحب المنار من قبله هذا القول ..... والله أعلم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 03:02]ـ
الشيخ (القارئ) يعني بالضمير (الواو) لا (الهاء).
فتنبهوا لذلك!
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 03:19]ـ
الشيخ (القارئ) يعني بالضمير (الواو) لا (الهاء).
فتنبهوا لذلك!
كيف؟
والهاء جليّ إلام تعود.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 03:21]ـ
يا أبا الهمام.
الإخوة جميعًا منتبهون جيّدًا ويتحفوننا بالفوائد تترى.
فدعك من هذا الظن:)(/)
دعاء ابراهيم الخليل لاهل مكة المكرمة في سورة البقرة بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 07:46]ـ
في سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
(واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله اليوم الاخر*)
الاية\ 126
الحمد لله\
ان سيدنا ابراهيم عليه السلام دعا ربه سبحانه وتعالى ان يجعل مكة المكرمة بلدا امنا يسوده الامان والاطمئنان والراحة النفسية ودعى ربه لاهل هذا البلد بالرزق الحلال ومن كل الثمرات فاستجاب الله تعالى دعاءه
فمن امن على نفسه وماله وعرضه فقد انعم الله عليه فهو في عيشة راضية وهذه مكة المكرمة منذ الاف السنين وحتى هذه اللحظة من دخلها كان امنا يملأ الله تعالى قلبه امنا وامانا وايمانا ببركة دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام وسخر لها من يحمل لها رزقها من كل الثمرات التي في الارض من كل اصقاع العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا وبالفعل فقد دخلناها فامتلات قلوبنا ونفوسنا بنعمة الامن والايمان ولاحظنا اسواقها عامرة فيها من كل الثمرات وانواع الفاكهة في موعد جناها والتي في غير موعدها وانك لتشعر وانت داخل مكة المكرمة بالرضا من الله تعالى وسعة في الصدر وانشراح في القلب وراحة في النفس وانت تسير في شوارعها حتى اذا دخلت المسجد الحرام دخلت بنعمة الله اعتراك شذى الايمان ليفتح قلبك كالزهرة يشع منها الاريج ويعلوها شذى يهب عليك من كل اعطاف الكعبة المشرفة ومن كل ركن من اركانها ببركة دعاء سيدنا ابراهيم الخليل الذي استجاب ربه لدعائه انه هو السميع البصير
==========================
بسم الله الرحمن الرحيم
(واذ يرفع ابرهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب الحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم)
البقرة الايات\ 127 و128 و129
الحمد لله \
عندما كان ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام يبنيان الكعبة المشرفه ويرفعان قواعدها قواعد بيت الله الحرام كانا يدعوان الله تعالى ان يتقبل منهما هذا العمل والجهد الذي عملاه لجلال فضله وعظمته وانه سميع لدعائهما عليم بما عملاه
ان الله تعالى ابتلى ابراهيم عليه السلام مرات عديدة الاول عند قيامه بتحطيم الاصنام فامر الملك النمرود في بابل \العراق وما حولها ان يحرقه بالنار فاخرجه الله تعالى من وسطها سالما
والثاني عندما حاجه النمرود فقال له ابراهيم عليه السلام ان الله يحيي ويميت فقال النمرود وانا احي واميت ايضا فقال له ابراهيم عليه السلام فان الله ياتي بالشمس من المشرق فاءت بها من المغرب (فبهت الذي كفر) النمرود وانكسرت عظمته امام جماهير مملكته
الثالث عندما تزوج هاجر وانجبت له اسماعيل عليه السلام - في قصة طويلة – امره ربه ان يسكنهما فى مكان قفر لاماء ولاشجر ولا طعام فيه فاسكنهما في مكة المكرمة وتركهما راجعا الى فلسطين حيث تسكن زوجه الاولى ساره التي انجبت له بعد ذلك ابنه الثاني اسحاق عليه السلام ا بتلاه ربه بترك ولده اسماعيل مع والدته في مثل هذا المكان فانعم الله عليهما بزمزم بعد العطش الشديد المفضي الى الهلاك في العطش والجوع الحاد المفضي الى الموت والركض بين الصفا والمروة للبحث عن الماء من قبل زوجته فكان ماء زمزم هو الماء والغذاء ولايزال ماء وغذاء لحد الان ويستطيع الانسان ان يعيش به من غير طعام
الرابع ابتلاه في ذبح ولده اسماعيل ولا يوجد في الارض من يذبح ولده لمجرد رؤ يا في المنام ولكن ابراهيم صدق الرؤيا وهم بذبح ابنه اسماعيل وعند البدء بالذبح انزل الله تعالى كبشا من السماء فذبحه ابراهيم اضحية عن ابنه اسماعيل عليهما السلام ولهذا سنت الاضاحي على الناس في عيد الاضحى المبارك
لما شب اسماعيل امر الله تعالى ابراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام فتعاون ابراهيم وولده اسماعيل على بنائها وفي الايات اعلاه دعاء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وهما يبنيان البيت الحرام الذي جعله الله للناس (مثابة وامنا)
فاستجا ب الله لدعائهما فجعلهما مسلمين له ورسلا وانبياء-
(واتخذالله ابراهيم خليلا) - وبارك لهما في هذه الذرية الطيبة فجعل منها امة الاسلام والتوحيد وتاب عليهما وعرفهما مناسك الحج والعمرة والعبادة وتاب عليهما ورحمهما انه هو التواب الرحيم
وفي الاية دعاء اخر هو ان يبعث الله في ذريتهما نبيا ورسولا منهم اي من ذريه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام فكان الحبيب المصطفى محمد عليه افضل الصلاه والسلام وقد جاء في الحديث الشريف (انا دعوة ابي ابراهيم) فهو النبي العربي من ذرية اسماعيل وابراهيم عليهم السلام ارسله الله تعالى في الامة العربية ومنها اليهم والى الناس جميعا لهدايتهم لعبادة الله تعالى والاخلاص في العبادة
ولو عدنا الى الايات الشريفة لاحظنا فيها القول – (ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم) - سميع الدعاء عليم بذات النفوس والقلوب فالسميع والعليم من الاسماء الحسنىوفى الاية الاخرى – (انك انت التواب الرحيم) تواب عليهم غفار لذنوبهم رحيم بهم وفي الاية الاخرى- (انك انت العزيز الحكيم) -
قوي غالب بعزته وقدرته وقوته المتعالية حكيم في معرفته امور عباده وتسييسها
وخلائقه في حياتهم وومماتهم اعمالهم واحتياجاتهم في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم
وكل هذه الاسماء من اسماء الله الحسنى وصفاته العلى لذا فالدعاء المستجاب من شرائط اسيتجا بته ان يكون الدعاء باسماء الله الحسنى والاستغاثة فيها به والاعتقاد الجازم باستجابته تعالى لمن د عاه والله اعلم
فالح الحجية الكيلاني
(الادعية المستجابة في القران الكريم)
========================(/)
ليلة القدر في القران الكريم
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 08:39]ـ
سورة القدر
بسم اله الرحمن الرحيم
(انا انزلناه في ليلةالقدر* وما ادراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من الف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر* سلام هي حتى مطلع الفجر*)
الحمدلله\
يؤكد الله سبحانه وتعالى وبصيغة الجمع وهي صيغة تدل على عظمة الله تعالى وقدرته ان الله تعالى انزل القران الكريم في ليلة القدر وهي ليلة مباركة وسميت ايضا ليلة القران. باركها الله تعالى بنزول القران الكريم وباركها بان جعلها احدىليالي شهر رمضان المبار ك باركه فيها ولأجلها وباركها بان فضلها على كل ليالي الاشهر والسنين فجعلها خير من الف شهر وباركها ان جعلها يفرق فيها كل امر حكيم كما ورد في سورة الدخان – (حم والكتاب المبين* انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين * فيها يفرق كل امر حكيم*) - وفيها تكتب ارزاق العباد واجالهم وامور اخرى ذكرها علماء التفسير
وقد سميت ليلة القدر بمعنى ليلة الشرف او ليلة التقدير تقدر فيها الامور المستقلبية للعباد وقيل لكل ماخلق الله تعالى من الجن والانس و قيل ان امور كل سنة من السنين تقدر في هذه الليلة المباركة
روي ان شخصا من بني اسرائيل حمل سلاحه في سبيل الله الف شهر فاجره الله تعالى واثابه وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتعجب من ذلك وتمنى ذلك الاجر كان لامته فقال – (يارب جعلت امتي اقصر الامم اعمارا واقلهم اعمالا) - فاعطاه الله تعالى له ولأمته ليلة القدر فهي خالصة لامة محمد صلى الله عليه وسلم باقية فيهم الى يوم القيامة والعبادة فيها خير من الف شهر
انزل فيها القران الكريم من اللوح المحفوظ في السماء السابعة الى بيت العزة في السماءالدنيا جملة واحدة في ليلة القدر ثم انزله جبريل عليه السلام ايات ايات منجما على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يوم مبعثه الى يوم وفاته وانها ليلة شريفة ازدانت بشرفها ليالي رمضا المبارك وانها ليلة تتنقل بين الليالي في رمضان فقد تكون في اوله وقد تكون في اخره وقد ذكر علماء الحديث ورجا ال الصحاح منهم احمد والبخاري ومسلم والترمذي رضي الله عنهم جميعا نقلا عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان الرسو الكريم صلىالله عليه وسلم قال – تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان وانها في وتر-أي تد تكون في ليلة 21 او 23 او 25 و27 او 29 من رمضان وانها في ابهام من هذه الليالي ترغيب المسلمين في احياء ليالي رمضان في سبيل الظفربها لاءن عبادتها خير من الف شهر أي ما يعادل ثلاث وثمانين سنة وليالي رمضان كلها مباركة فهنيئا لمن يحيها في العبادة والطاعة لله تعالى
ونقل صاحب الطريقة الطحاويةفي كتاب حواشي الدر المختار عن بعض علماء الشافعية ان افضل اللبيالي ليلة مولد النبي صلىالله عليه وسلم ثم ليلة القدر ثم ليلة الاسراء والمعراج ثم ليلة عرفة ثم ليلة الجمعة ثم ليلة النصف من شعبان ثم ليلة العيد
اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان ومن محيي
هذه الليلة المباركة
ارزقنا ما فيها من فضل واجر وثواب
انك انت الوهاب
****************************** ******
ـ[أبو أيوب اليمني]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:14]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
يا أهل القرآن طلب عاجل
ـ[عائشة العبّادي]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:43]ـ
في أي جزء أجد رأي ابي عبيد في الأحرف السبعة من كتاب غريب الحديث له، وإذا كان من الممكن إرشادي إلى الطبعة؛ نظرا لأني لم أعرف كيف أبحث فيه .. أفيدوني بارك الله فيكم ويسر أموركم.
ـ[صالح صولا]ــــــــ[28 - Nov-2010, صباحاً 05:02]ـ
تجديه في الجزء الأول صفحة 450 وما بعدها طبعة دار الكتب العلمية
وهذا رابط الكتاب مصورا http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3809(/)
شرح صوتي ومباشرة، لمتن الجزرية، ومتن تلخيص صريح النص
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 01:54]ـ
الحمد لله الكبير المتعالِ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المتَّبع في الأقوال، والأفعال، والأحوال، وعلى آله وصحبه والتابعين له في كل حال.
بإذن الله سوف يقوم الشيخ (محمد يحيى) بشرح منظومتي الجزرية، وتخليص صريح النص للشيخ عبد العزيز عبون السود
وذلك في دورس مباشرة من غرفة (الإسلام ديننا) على البالتوك،
والشرح يبدأ من
شرح الجزرية
يوم الاثنين 29/ 11
شرح تلخيص صريح النص
يوم الجمعة 3/ 12
وسوف يتم رفع الدروس درسًا، فالآخر على موقع الغرفة، وإن شاء الله أرفعها هنا(/)
سورة الاخلاص \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 12:13]ـ
سورة الاخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد*) _
ولم يكن له كفوا احد *)
الحمد لله \
هذه السورة المباركة خطاب للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في – (قل) – ومعناها قل يامحمد ان الله سبحانه وتعالى واحد لاشريك له الواجب الوجود والموصوف بالكمال والجلال والمنزه عن النقص والعيب
وقيل ان قريشا سالت النبي صلى لله عليه وسلم ان يصف لهم ربه فنزلت هذه السورة فالله او لفظ الجلالة يدل على الصفات الايجابية ذلك لان الواحد الحقيقي مكتف بذاته منزها عن التركيب والتعدد والاحتياج وكونه الصمد مرجعا لكل الامور والحوائج وهوالذي يصمد الخلق اليه في قضاء حوائجهم في احد رمز لكل الامور غير الموجبة ومستوعبة لكل الصفات وما يناسب مقام الذات الواجب الوجود منها الصفات النفسية وصفات المعا ني والصفات الكمالية مثل الحياة والقدرة والارادة والعلم والسمع والبصر وفي كونه (لم يلد) بيان انه سبحانه وتعالى لايحتاج الى احد او فرد من نوعه او من نوع اخر متفرد بوحدانيته فرد مطلق مجرد عمن سواه وفي – (ولم يولد) - شعور انه تعالى لايحتاج الى المولودية والانجاب لغرض الديمومة وفي – (ولم يكن له كفوا احد) - أي لامثيل له ولا يوجد من يكافئه او يماثله في الامر وهكذا جمعت هذه السورة القصيرة كل صفات الباري عز وجل واصبحت – (لااله الا الله) – شعارا للتوحيد والاخلاص
فمن قرأها وتوجه الى الله تعالى بقلب سليم وفقه الله تعالى واستجاب دعاءه انه لا اله سواه
كل متوجه اليه راغب في رحمته
طالب معونته واحسانه
وهو ارحم الراحمين(/)
لغة القرآن الكريم - إعداد الدكتور أمل العلمي
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 12:50]ـ
لغة القرآن الكريم
إعداد الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي
بعث الله جل وعلا الرُّسُل بلسان قومهم ليبينوا لهم سبل الهداية بعبادة الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، ويجنبوهم الطاغوت، وطريق الشيطان والشرك چ ? ? ? ? ? ? ? ? ںں چ [إبراهيم: 4] ... وأنزل سبحانه وتعالى القرآن بلغة قريش وهم قوم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم چ ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ںںچ [الشورى: 7] ... فجعله العزيز الحكيم، تبارك اسمه چ ? ? ? ? ? ? ? چ [الزمر: 28] ... ولعلهم يعقلون: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ چ [الزخرف: 1 - 3] ... چ ?? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چ [يوسف: 1 – 2] والخطاب موجه للأمة المحمدية على الخصوص، لعلنا نتقي ونعقل ... أو يحدث لهم ولنا ذكرا چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [طه: 113] ... وأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم أن ينذر ويبشر بالقرآن ويبينه للناس ... چ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ چ [الشعراء: 192 – 195] ... وبعد هذا المدخل الموجز لنستعرض بعض الآيات التي تخص هذا الموضوع مع الوقوف على تفسيرها بإيجاز، مقتبسين الشروح من كتاب التفسير "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (ت 671 هـ) رحمه الله.
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ںں ? ? ? ? ? ? ہہ ہ ہ ھ ھ چإبراهيم: 4
قوله تعالى: چ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ چ أي قبلك يا محمد چ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِچأي بلغتهم، ليبيّنوا لهم أمر دينهم؛ ووحد اللسان وإن أضافه إلى القوم لأن المراد اللغة؛ فهي ?سم جنس يقع على القليل والكثير؛ ولا حجة للعجم وغيرهم في هذه الآية؛ لأن كل من ترجِم له ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ترجمة يفهمها لزمته الحجة؛ وقد قال الله تعالى:چوَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراًچ] سبأ: 28]. وقال صلى الله عليه وسلم: " أُرسِل كلُّ نبيّ إلى أمته بلسانها وأرسلني الله إلى كلّ أحمرَ وأسودَ من خَلْقه ". وقال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديّ ولا نصرانيّ ثم لم يؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار ". خرجه مسلم، وقد تقدّم. چ فَيُضِلُّ ?للَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُچردّ على القَدَرية في نفوذ المشيئة، وهو مستأنف، وليس بمعطوف على» لِيُبَيِّنَ» لأن الإرسال إنما وقع للتبيين لا للإضلال. ويجوز النصب في» يضل» لأن الإرسال صار سبباً للإضلال؛ فيكون كقوله:چ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناًچ] القصص: 8 [وإنما صار الإرسال سبباً للإضلال لأنهم كفروا به لما جاءهم؛ فصار كأنه سبب لكفرهم. چ وَهُوَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ چ تقدّم معناه. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ چ الزخرف: 1 - 3
قوله تعالى: چ حم? * وَ?لْكِتَابِ ?لْمُبِينِ چتقدّم الكلام فيه. وقيل: «ح?م» قسم. «وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ» قسم ثانٍ؛ وللّه أن يقسم بما شاء. والجواب» إِنَّا جَعَلْنَاهُ». وقال ابن الأنباري: من جعل جواب وَالْكِتَابِ» «ح?م» ـ كما تقول نزل والله وَجَب والله ـ وقف على «الْكتَابِ الْمُبِينِ «. ومن جعل جواب القسم «إِنَّا جَعَلْنَاهُ» لم يقف على «الْكِتَابِ الْمُبِينِ». ومعنى: «جَعَلْنَاهُ» أي سمّيناه ووصفناه؛ ولذلك تعدّى إلى مفعولين؛ كقوله تعالى:چ مَا جَعَلَ ?للَّهُ مِن بَحِيرَةٍچ] المائدة [103:. وقال السُّدّي: أي أنزلناه قرآناً. مجاهد: قلناه. الزجاج وسفيان الثَّوْري: بيّناه. چ عَرَبِيّاً چأي أنزلناه بلسان العرب؛ لأن كل نبيّ أنزل كتابه بلسان قومه؛ قاله سفيان الثوري وغيره. وقال مقاتل: لأن لسان أهل السماء عربيّ. وقيل: المراد بالكتاب جميع الكتب المنزلة على الأنبياء؛ لأن الكتاب اسم جنس فكأنه أقسم بجميع ما أنزل من الكتب أنه جعل القرآن عربياً. والكناية في قوله: چ جَعَلْنَاهُ چترجع إلى القرآن وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة؛ كقوله تعالى:چإِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ?لْقَدْرِچ] القدر: 1. [چلَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ چ أي تفهمون أحكامه ومعانيه. فعلى هذا القول يكون خاصاً للعرب دون العجم؛ قاله ابن عيسى. وقال ابن زيد: المعنى لعلكم تتفكرون؛ فعلى هذا يكون خطاباً
(يُتْبَعُ)
(/)
عاماً للعرب والعجم. ونعت الكتاب بالمبين لأن الله بيّن فيه أحكامه وفرائضه؛ على ما تقدّم في غير موضع. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ٹ ٹ چ ?? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چ يوسف: 1 - 2
قوله تعالى: چ ال?رچتقدّم القول فيه؛ والتقدير هنا: تلك آيات الكتاب، على الابتداء والخبر. وقيل: «ال?ر» ?سم السورة؛ أي هذه السورة المسماة «الر» چ تِلْكَ آيَاتُ ?لْكِتَابِ ?لْمُبِينِ چيعني (بالكتاب المبين) القرآن المبين؛ أي المبين حلاله وحرامه، وحدوده وأحكامه وهُداه وبركته. وقيل: أي هذه تلك الآيات التي كنتم توعدون بها في التوّراة. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
ٹ ٹ چ ? ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? چالرعد: 37
قوله تعالى: چوَكَذ?لِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً چأي وكما أنزلنا عليك القرآن فأنكره بعض الأحزاب كذلك أنزلناه حكماً عربياً؛ وإنما وصفه بذلك لأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو عربيّ، فكذب ?لأحزاب بهذا الحكم أيضاً. وقيل نظم الآية: وكما أنزلنا الكتب على الرسل بلغاتهم كذلك أنزلنا إليك القرآن حكماً عربياً، أي بلسان العرب؛ ويريد بالحكم ما فيه من الأحكام. وقيل: أراد بالحكم العربي القرآن كله؛ لأنه يفصل بين الحق والباطل ويحكم. چوَلَئِنِ ?تَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم چأي أهواء المشركين في عبادة ما دون الله، وفي التوجيه إلى غير الكعبة. چ بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ?لْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ?للَّهِ مِن وَلِيٍّ چأي ناصر ينصرك. چ وَلاَ وَاقٍ چيمنعك من عذابه؛ والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد الأمة.
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چطه: 113
قوله تعالى: چوَكَذ?لِكَ چأي كما بيّنا لك في هذه السّورة من البيان فـ چ كَذَ?لِكَ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً چأي بلغة العرب. چ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ?لْوَعِيدِ چأي بيّنا ما فيه من التخويف والتهديد والثواب والعقاب.چ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ چأي يخافون الله فيجتنبون معاصيه، ويحذرون عقابه. چ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً چأي موعظة. وقال قتادة: حذرا وورعاً. وقيل: شرفاً؛ فالذكر هاهنا بمعنى الشرف؛ كقوله: «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ». وقيل: أي ليتذكروا العذاب الذي توعدوا به. وقرأ الحسن «أَوْ نُحْدِثُ» بالنون؛ وروي عنه رفع الثاء وجزمها. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? چ الزمر: 28
قوله تعالى: چ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـ?ذَا ?لْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ چأي من كل مثلٍ يحتاجون إليه؛ مثل قوله تعالى: چ مَّا فَرَّطْنَا فِي ?لكِتَابِ مِن شَيْءٍ چ [الأنعام: 38] وقيل: أي ما ذكرناه من إهلاك الأمم السالفة مثل لهؤلاء چ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتعظون. چ قُرْآناً عَرَبِيّاً چنصب على الحال. قال الأخفش: لأن قوله جل وعز: چ فِي هَذَا الْقُرْآنِ چمعرفة. وقال علي بن سليمان: چ عَرَبِيًّا چنصب على الحال و چ قُرْآناً چتوطئة للحال كما تقول مررت بزيد رجلاً صالحاً فقولك صالحاً هو المنصوب على الحال. وقال الزجاج: چ عَرَبِيًّا چمنصوب على الحال و چ قُرْآناً چتوكيد. چ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ چالنحاس: أحسن ما قيل فيه قول الضحاك، قال: غير مختلف. وهو قول ابن عباس، ذكره الثعلبي. وعن ابن عباس أيضاً غير مخلوق، ذكره المهدوي وقاله السدي فيما ذكر الثعلبي. وقال عثمان بن عفان: غير متضاد. وقال مجاهد: غير ذي لَبْس. وقال بكر بن عبد الله المزني: غير ذي لَحْن. وقيل: غير ذي شكّ. قاله السدي فيما ذكره الماوردي. قال:
وقد أتاكَ يقِينٌ غيرُ ذي عِوجٍ
مِن الإلهِ وقولٌ غيرُ مكذوبِ
چ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ چالكفر والكذب. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? چ فصلت: 1 - 3
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: چ حم? * تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ چقال الزجاج: «تَنْزِيلٌ» رفع بالابتداء وخبره چ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ چوهذا قول البصريين. وقال الفراء: يجوز أن يكون رفعه على إضمار هذا. ويجوز أن يقال: «كِتَابٌ» بدل من قوله: چ تَنزِيلٌ چوقيل: نعت لقوله: «تَنْزِيلٌ». وقيل: «حم?» أي هذه «حم?» كما تقول باب كذا، أي هو باب كذا فـ «ـحم?» خبر ابتداء مضمر أي هو «حم?»، وقوله «تَنْزِيلٌ» مبتدأ آخر، وقوله: «كِتَابٌ» خبره. «فُصِّلَتْ آيَاتُهُ» أي بُيِّنت وفسرت. قال قتادة: ببيان حلاله من حرامه، وطاعته من معصيته. الحسن: بالوعد والوعيد. سفيان: بالثواب والعقاب. وقرىء «فَصَلَتْ» أي فرّقت بين الحق والباطل، أو فصل بعضها من بعض باختلاف معانيها؛ من قولك فصل أي تباعد من البلد. چ قُرْآناً عَرَبِيّاً چفي نصبه وجوه؛ قال الأخفش: هو نصب على المدح. وقيل: على إضمار فعل؛ أي اذكر «قُرْآناً عَرَبِيًّا». وقيل: على إعادة الفعل؛ أي فصلنا «قُرْآناً عَرَبِيًّا». وقيل: على الحال أي «فُصِّلَتْ آيَاتُهُ» في حال كونه «قُرْآناً عَرَبِيًّا». وقيل: لما شغل «فُصِّلَتْ» بالآيات حتى صارت بمنزلة الفاعل انتصب «قُرآناً» لوقوع البيان عليه. وقيل: على القطع. چ لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ چقال الضحاك: أي إن القرآن منزل من عند الله. وقال مجاهد: أي يعلمون أنه إل?ه واحد في التوراة والإنجيل. وقيل: يعلمون العربية فيعجزون عن مثله. ولو كان غير عربيّ لما علموه. قلت: هذا أصح، والسورة نزلت تقريعاً وتوبيخاً لقريش في إعجاز القرآن. چبَشِيراً وَنَذِيراً چحالان من الآيات والعامل فيه «فُصِّلَتْ». وقيل: هما نعتان للقرآن «بَشِيراً» لأولياء الله «نَذِيراً» لأعدائه. [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
ٹ ٹ چ ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ںں ? ? ? ? ? ? ہ چالشورى: 7
قوله تعالى: چوَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً چأي وكما أوحينا إليك وإلى من قبلك هذه المعاني فكذلك أوحينا إليك قرآناً عربيًّا بيّناه بلغة العرب. قيل: أي أنزلنا عليك قرآناً عربياً بلسان قومك؛ كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه. والمعنى واحد. چ لِّتُنذِرَ أُمَّ ?لْقُرَى? چيعني مكة. وقيل لمكة أم القُرَى لأن الأرض دُحيت من تحتها. چ وَمَنْ حَوْلَهَا چمن سائر الخلق. چ وَتُنذِرَ يَوْمَ ?لْجَمْعِ چأي بيوم الجمع، وهو يوم القيامة. چ لاَ رَيْبَ فِيهِ چلا شك فيه. چ فَرِيقٌ فِي ?لْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ?لسَّعِيرِ چابتداء وخبر. وأجاز الكسائيّ النصب على تقدير: لتنذر فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير.
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالأحقاف: 12
قوله تعالى: چ وَمِن قَبْلِهِ چأي ومن قبل القرآن چ كِتَابُ مُوسَى? چأي التوراة چ إِمَاماً چيقتدى بما فيه چ وَرَحْمَةً چمن الله. وفي الكلام حذف؛ أي فلم تهتدوا به. وذلك أنه كان في التوراة نعت النبيّ صلى الله عليه وسلم والإيمانُ به فتركوا ذلك. و «إِمَاماً» نصب على الحال؛ لأن المعنى: وتقدّمه كتاب موسى إماماً. «وَرَحْمَةً» معطوف عليه. وقيل: ?نتصب بإضمار فعل؛ أي أنزلناه إماماً ورحمة. وقال الأخفش: على القطع؛ لأن كتاب موسى معرفة بالإضافة، لأن النكرة إذا أعيدت أو أضيفت أو أدخل عليها ألف ولام صارت معرفة. چ وَهَـ?ذَا كِتَابٌ چيعني القرآن چ مُّصَدِّقٌ چيعني للتوراة ولما قبله من الكتب. وقيل: مصدّق للنبيّ صلى الله عليه وسلم. چ لِّسَاناً عَرَبِيّاً چمنصوب على الحال؛ أي مصدّق لما قبله عربياً، و «لِسَاناً» توطئة للحال أي تأكيد؛ كقولهم: جاءني زيد رجلاً صالحاً؛ فتذكر رجلاً توكيداً. وقيل: نصب بإضمار فعل تقديره: وهذا كتاب مصدّق أعني لساناً عربياً. وقيل: نصب بإسقاط حرف الخفض تقديره: بلسان عربي. وقيل: إن لساناً مفعول والمراد به النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ أي وهذا كتاب مصدّق للنبيّ صلى الله عليه وسلم لأنه معجزته؛ والتقدير: مصدّق ذا لسان عربي. فاللسان منصوب بمصدّق، وهو النبي صلى الله عليه وسلم. ويبعد أن يكون اللسان القرآن؛ لأن المعنى يكون يصدّق نفسه. چ لِّيُنذِرَ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ چقراءة العامة «لِيُنْذِرَ» بالياء خبر عن الكتاب؛ أي لينذر الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية. وقيل: هو خبر عن الرسول صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم. وقرأ نافع و?بن عامر والبَزِّي بالتاء، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم؛ على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: چ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ چ [الرعد: 7]. چ وَبُشْرَى? لِلْمُحْسِنِينَ چ «بُشْرَى» في موضع رفع؛ أي وهو بشرى. وقيل: عطفاً على الكتاب؛ أي وهذا كتاب مصدّق وبشرى. ويجوز أن يكون منصوباً بإسقاط حرف الخفض؛ أي لينذر الذين ظلموا وللبشرى؛ فلما حذف الخافض نصب. وقيل: على المصدر؛ أي وتبشر المحسنين بشرى؛ فلما جعل مكان وتبشر بشرى أو بشارة نصب؛ كما تقول: أتيتك لأزورك، وكرامة لك وقضاء لحقك؛ يعني لأزورك وأكرمك وأقضي حقك؛ فنصب الكرامة بفعل مضمر. [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)
ٹ ٹ چ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ چالشعراء: 192 – 195
قوله تعالى: چوَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ?لْعَالَمِينَ چ عاد إلى ما تقدّم بيانه في أوّل السورة من إعراض المشركين عن القرآن. چ نَزَلَ بِهِ ?لرُّوحُ ?لأَمِينُ عَلَى? قَلْبِكَچ} نَزَلَ} مخفَّفاً قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو. الباقون: «نَزَّلَ» مشدّداً «بِهِ الرُّوحَ الأَمِينَ» نصباً وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد لقوله: چ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ چوهو مصدر نزل. والحجة لمن قرأ بالتخفيف أن يقول ليس هذا بمقدّر؛ لأن المعنى وإن القرآن لتنزيل رب العالمين نزل به جبريل إليك؛ كما قال تعالى:چقُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى? قَلْبِكَچ] البقرة: 97 [. أي يتلوه عليك فيعيه قلبك. وقيل: ليثبت قلبك. چ لِتَكُونَ مِنَ ?لْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ چأي لئلا يقولوا لسنا نفهم ما تقول. چ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ?لأَوَّلِينَ چأي وإن ذكر نزوله لفي كتب الأوّلين يعني الأنبياء. وقيل: أي إن ذكر محمد عليه السلام في كتب الأوّلين. كما قال تعالى:چيَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ?لتَّوْرَاةِ وَ?لإِنْجِيلِچ
] الأعراف: 157] والزُّبُر الكتب الواحد زَبُور كرسول ورسل؛ وقد تقدّم. [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? پ پپ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ النحل: 103
قوله تعالى: چ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌچ اختلف في ?سم هذا الذي قالوا إنما يعلّمه؛ فقيل: هو غلام الفاكه بن المغيرة واسمه جبر، كان نصرانياً فأسلم؛ وكانوا إذا سمعوا من النبيّ صلى الله عليه وسلم ما مضى وما هو آت مع أنه أمِّيٌّ لم يقرأ قالوا: إنما يعلمه جبر وهو أعجمي؛ فقال الله تعالى: چ لِّسَانُ ?لَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـ?ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ چ أي كيف يعلّمه جبر وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها. وذكر النقاش أن مولى جبر كان يضربه ويقول له: أنت تعلّم محمداً، فيقول: لا والله، بل هو يعلمني ويهديني. وقال ابن إسحاق: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ فيما بلغني ـ كثيراً ما يجلس عند المَرْوَة إلى غلام نصراني يقال له جبر، عبدُ بني الحضرمي، وكان يقرأ الكتب، فقال المشركون: والله ما يعلم محمداً ما يأتي به إلا جبر النصراني. وقال عكرمة: اسمه يعيش عبدٌ لبني الحضرمي، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلّقنه القرآن؛ ذكره الماورديّ. وذكر الثعلبيّ عن عكرمة وقتادة أنه غلام لبني المغيرة اسمه يعيش، وكان يقرأ الكتب الأعجمية، فقالت قريش: إنما يعلّمه بشر، فنزلت. المهدويّ عن عكرمة: هو غلام لبني عامر بن لؤي، واسمه يعيش. وقال عبد الله بن مسلم الحضرميّ: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر، اسم أحدهما يسار واسم الآخر جبر. كذا ذكر الماورديّ والقشيريّ والثعلبي؛ إلا أن الثعلبيّ قال: يقال لأحدهما نَبْت ويكنى أبا فُكَيْهة، والآخر جبر، وكانا صَيْقَلَين يعملان السيوف؛ وكانا يقرأان كتاباً لهم. الثعلبي: يقرأان التوراة والإنجيل. الماورديّ والمهدويّ: التوراة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرّ بهما ويسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون: يتعلّم منهما، فأنزل الله هذه الآية وأكذبهم. وقيل: عنَوْا سلمان الفارسي رضي الله عنه؛ قاله الضحاك. وقيل: نصرانيا بمكة ?سمه بلعام، وكان غلاماً يقرأ التوراة؛ قاله ابن عباس. وكان المشركون يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
حين يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا: إنما يعلمه بلعام. وقال القُتَبِيّ: كان بمكة رجل نصراني يقال له أبو ميسرة يتكلم بالرومية، فربما قعد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الكفار: إنما يتعلّم محمد منه، فنزلت. وفي رواية أنه عدّاس غلام عتبة بن ربيعة. وقيل: عابس غلام حويطب بن عبد العُزَّى ويسار أبو فكيهة مولى ?بن الحضرمي، وكانا قد أسلما. والله أعلم. قلت: والكل محتمل؛ فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم ربما جلس إليهم في أوقات مختلفة ليعلمهم مما علمه الله، وكان ذلك بمكة. وقال النحاس: وهذه الأقوال ليست بمتناقضة؛ لأنه يجوز أن يكونوا أَوْمَأوا إلى هؤلاء جميعاً، وزعموا أنهم يعلمونه. قلت: وأما ما ذكره الضحاك من أنه سلمان ففيه بُعْدٌ، لأن سلمان إنما أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهذه الآية مكية. چ لِّسَانُ ?لَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ چ الإلحاد: الميل؛ يقال: لحد وألحد، أي مال عن القصد. وقد تقدّم في الأعراف. وقرأ حمزة «يَلْحَدون» بفتح الياء والحاء؛ أي لسان الذي يميلون إليه ويشيرون أعجميّ. والعُجْمة: الإخفاء وضدّ البيان. ورجل أعجم و?مرأة عجماء، أي لا يُفصح؛ ومنه عُجْم الذنب لاستتاره. والعجماء: البهيمة؛ لأنها لا توضح عن نفسها. وأعجمت الكتاب أي أزلت عجمته. والعرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بكلامهم أعجمياً. وقال الفَرّاء: الأعجم الذي في لسانه عجمة وإن كان من العرب، والأعجمي أو العجمي الذي أصله من العجم. وقال أبو علي: الأعجمي الذي لا يفصح، سواء كان من العرب أو من العجم، وكذلك الأعجم والأعجمي المنسوب إلى العجم وإن كان فصيحاً. وأراد باللسان القرآن؛ لأن العرب تقول للقصيدة والبيت: لسان؛ قال الشاعر:
لسانُ الشر تهديها إلينا وخُنت وما حسبتك أن تخونا
يعني باللسان القصيدة. چ وَهَـ?ذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ چ أي أفصح ما يكون من العربية. [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)
الهوامش:
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - نفس المصدر السابق
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - نفس المصدر
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - نفس المصدر
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - نفس المصدر
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) - نفس المصدر
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) - نفس المصدر
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) - نفس المصدر
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) - نفس المصدر.(/)
دعاء الحج والعمرة بقلمك فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 06:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم اواشد ذكرا * فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق * ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار * اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب *)
سورة البقرة الايات 199/ 202
الحمد لله \
بعد انتهاء مناسك الحج يامر الله تعالى المؤمنين تعليما لهم في الاستمرار على ذكر الله تعالى كذكرهم اباءهم او اشد ذكرا وهم في الغربة اذ يشتاق فيها المرء لابيه وعائلته واولاده وعلى العموم المطلوب ذكرالله تعالى والمواظبة على الذكر في المناسك وفي غيرهاعند انتهائها في كل زمان ومكان ويبين الله تعالى ان الخير كله مقرون بالتوجه اليه تعالى والناس ينقسمون في التوجه الى الله تعالى في دعائهم الى فريقين فمنهم من يدعوا الله تعالى الرزق والسعادة والحياة الطيبة في الدنيا ويذر الاخرة فهولاء مالهم في الاخرة من نصيب لاءنهم فضلوا الدنيا على الاخرة والفريق الثاني من يدعو الله تعالى يجزيه ثواب الدنيا والاخرة فيقول – (ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) - وهذا الدعاء هو الدعاء المفضل في الطواف حول الكعبة في الحج او العمرةوالحمد لله فقد دعونا به بلهفة والد موع تنسال من اعيينا متضرعين الى الله تعالى الخير والايمان والتوبه واستطيع ان اسميه بدعاء الطواف حول الكعبة المشرفة مبارك ماثور يلهج به ملايين البشر من الحجاج والمعتمرين وهم يطوفون حولها اضافة الى ادعية اخرى فاذا انتهت المناسك وعاد كل الى اهله وذويه وبلده استمروا بالدعاء به فانه مفتاح الخير والفرج في الدنيا والحسنة والنعمة والبركة والعافية وفي الاخرة دخول الجنة و الوقاية من عذاب النار فهؤلاء هم عباد الله تعالى المخلصين يتغمدهم برحمة منه ورضوان وهذا الدعاء من الادعية المباركة العامة فالذين يدعون به تميل وتلين قلوبهم ونفوسهم الى ذكر الله تعالى و يستجيب لهم ربهم يوم القيامة فيدخلهم الجنة عرفها لهم بفضله ومنته
انه هو السميع المجيب.(/)
تسمية شرعية
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 08:48]ـ
السؤال الاول
تسمية سور القران هل كان شرعيا (بنص) ام اجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم ام جاءت التسمية من بعدهم او كان بعض السور القرانية بنص والاخر باجتهاد واخر تبعا
والحديث الذى اخرجه الامام الطبرانى ف المعجم الكبير
والاثر عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه انه كان يسمى سورة الطلاق بسورة النساء القصرى اى القصيرة وذكر انها نزلت بعد الطولى وما رواه الامام البخارى فى صحيحه عن عبدالله بن مسعود انه قال انزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى اخرجه البخارى فى صحيحه
وجاءت تسمية الصحابة رضوان الله عليهم لبعض اسماء السور القرانية
هل ثبتت التسمية الشرعية لسور القران
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 01:07]ـ
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=9138
رقم الفتوى: 9138عنوان الفتوى:تسمية سور القرآن وترتيبها .. توقيفي .. أو فعله الصحابة اجتهادا؟ تاريخ الفتوى:الأحد 20 ربيع الآخر 1422/ 12 - 7 - 2001السؤال كيف تم تسمية سور القرآن الكريم في المصحف وكيف تم ترتيبها؟
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن أسماء السور كانت معروفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشهورة، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن هذه التسمية كانت متداولة في ذلك العهد،
ففي المسند والسنن أن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال، وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما تنزّل عليه الآيات، فيدعو بعض من كان يكتب له، ويقول له: ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية والآيتان، فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطوال، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم.
وفي صحيح مسلم وغيره أن النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حِزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما".
وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".
وفيه أيضاً عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها ... إلى آخر الحديث.
وفي الصحيحين في قصة الرجل الذي أراد أن يتزوج امرأة، وليس معه شيء من المال، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ماذا معك من القرآن؟ "، قال: معي سورة كذا، وسورة كذا عدها قال: "أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟ "، قال: نعم قال: "اذهب، فقد ملكتكها بما معك من القرآن".
وفي صحيح البخاري أن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق.
والظاهر أن وضع هذه الأسماء كان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه، وقد جزم السيوطي في الإتقان بأنها توقيفية قال: وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولو لا خشية الإطالة لبينت ذلك. انتهى كلامه.
وأما ترتيب السور حسبما في المصحف، فقد اختلف فيه أهل العلم: هل كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أنه اجتهاد من الصحابة؟ فالجمهور على أنه اجتهاد من الصحابة استوحوه من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذكره لبعض السور مرتبة حسبما في المصحف الآن، كقوله: "اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران…" أخرجه مسلم.
وذهب جماعة من أهل العلم إلى أن ترتيب السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الأنباري: (أنزل الله القرآن كله إلى السماء الدنيا، ثم فرقه في بضع وعشرين سنة، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف، كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن قدم سورة أو أخرها، فقد أفسد نظم القرآن).
ويبدو أن الخلاف بين الفريقين خلاف لفظي، كما قال الزركشي في البرهان، لأن القائل بأن الترتيب اجتهادي يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم رمز للصحابة بذلك، واستوحوه من قراءته وقوله كما تقدم، ولذلك قال الإمام مالك رحمة الله عليه - وهو من القائلين بأنه اجتهادي-: إنما ألّفُوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم.
فآل الخلاف بين الفريقين إلى أنه هل كان ذلك بتوقيف قولي أو بمجرد إسنادٍ فعلي بحيث يبقى لهم فيه مجال للنظر؟
ومال ابن عطية إلى قول ثالث: هو أن الكثير من السور علم ترتيبه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كالسبع الطوال والحواميم والمفصل.
وأن ما سوى ذلك يمكن أن يكون فوض الأمر فيه للأمة بعده.
والذي يترجح عندنا أن هذا الترتيب الموجود الآن أو ما هو قريب منه كان معهوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على ذلك ما أخرجه أحمد عن أوس بن أبي أوس عن حذيفة الثقفي قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول صلى الله عليه وسلم أسلموا من ثقيف ... الحديث وفيه: فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال علينا ذلك بعد العشاء، قال: قلنا ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: "طرأ عليّ حزبي من القرآن، فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه".
قال أوس: فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن قالوا: تحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من ق حتى تختم.
والثلاث هي: البقرة وآل عمران والنساء.
والخمس: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة.
والسبع: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل، وهكذا….
والله أعلم.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 01:12]ـ
و هذا الرابط مفيد جدا:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1010(/)
تفسير العلامة ابى السعود
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 09:00]ـ
بارك الله فيكم
نريد نبذة عن تفسير العلامة ابى السعود حفظكم الله
عن المنهج الذى سار عليه وهل يعتبر من التفاسير المعتبرة
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 03:01]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما تفسير أبي السعود، فلم يتيسر لي الاطلاع الكافي عليه، إلا أن أبا السعود من خلال تفسيره يتبدى شخصية مقنعة، حتى فيما اختلف به رأيه عن الصواب المعتمد.
وقد رد على ما بثه من اعتقادات تتعلق بالقدر - حسبما أذكر - شيخ الإسلام مصطفى صبري في كتابه موقف البشر تحت سلطان البشر.
أبو السعود واسطة عقد المفسرين الأتراك، خصوصاً المستعربين منهم.
هناك العديد من الملاحظات على تفسيره، وهذا شيء مفروغ منهم لتأثره في أبواب الاعتقاديات بمذاهب علم الكلام المعروفة من أشعرية وماتريدية.
سمعت أن هناك بحثاً عن نسخ من تفسيره، فهي قليلة، وأن بعض البلاد منعت تفسيره من التداول.
إذن فهو ينحو منحى المتكلمين، وينبغي قراءته بحذر طالما أن رأس المتكلمين الأتراك وخاتمتهم شيخ الإسلام مصطفى صبري، رد عليه في أدق مسائل العقيدة وهي القدر.
وبالمناسبة بعد تمحيص ما قرره شيخ الإسلام مصطفى صبري في كتابيه موقف البشر تحت سلطان القدر وموقف العقل والعلم أرى أن رأيه في المسألة يطابق نصوص الكتاب والسنة دون تكلف في رد أو تأويل أي منها ولذلك أوافقه، إلا في مسألة خلق الدواعي لدى الملكلفين، فلعلها تحتاج روية وحسن اطلاع قبل القبول أو الرفض لما قال مصطفى صبري، رغم دلالة بعض الأحاديث عليها من قريب أو بعيد.
قراءة كتاب أبي السعود تكشف عن اهتمامات أهل العلم في زمنه، كما تكشف مدى انحصار العلم في أروقة المساجد والمدارس، إذ كلما بسط العالم العبارة، واستدل على آرائه بأدلة من الكتاب والسنة بيسر دون تعقيد، كان هذا دليلاً على مستواه العلمي وقربه من عامة المسلمين، أعني جمهورهم.
كلامي لا يعني انتقاص أبي السعود رحمه الله وأجزل مثوبته، ولكنه يعني التأني بقراءة تراثه، والعناية بالمقاربة بين تراثه والسنة، والرد على أي فكرة تخالف ما صح من السنة، إذ في هذا قرة عين أبي السعود وغيره من علماء المسلمين.
وأرجو من الله أن يحقق على يدي أو يد أي من إخواني تحقيقاً وافياً لتفسير الإمام أبي السعود.
نفعنا الله وإياكم بعلوم أهل السنة، وغفر لنا ولمن سبقنا إن فرطنا أو أفرطنا.(/)
أعمالهم أم أعمالكم ... ثلاثة أرباع الحزب؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[01 - Dec-2010, صباحاً 10:47]ـ
قال الله تعالى في سورة (محمد):
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ)) 32
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)) 33
= = =
قد اختلف في منتهى الربع عند هاتين الآيتين.
قال في غيث النفع:
(أعمالهم) تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع للجمهور، وقيل أعمالكم قبله. [كذا في غيث النفع بتحقيق ودراسة: سالم الزهراني .... والصواب: بعده]
= = =
وقال في "القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز [أعني: شرح المخللاتي] ":
أعمالهم - أضغانهم - أعمالكم - أخباركم - أعمالهم (ثلاثة أرباع).
= = =
أقول:
وفي المصاحف المطبوعة هناك مصاحف جعلت علامة نهاية الربع عند (أعمالهم) وأخرى جعلتها عند (أعمالكم).
فعلى أي الموضعين تعودت أن تجد نهاية الربع؟
وهل من نظائر لهذا الموضع؟
ـ[فتح البارى]ــــــــ[01 - Dec-2010, مساء 12:01]ـ
شيخنا (القارئ المليجي) ..
يعلم الله كم أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعني بكم.
فعلى أي الموضعين تعودت أن تجد نهاية الربع؟
أعمالهم(/)
القران الكريم واللغة العربية بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 06:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين *
فان لم تفعلوا - ولن تفعلوا- فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين *)
سورة البقرة الايات \23و24
الحمد لله \ وهنا في هذه الاية بان التعجيز وظهر
جليا فبعد ان ا نكر بعض علماء العربية اصحاب الفصاحة والرياسة من العرب القران الكريم – اثناء نزوله - ونزوله على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بهتهم الله تعالى به ودحض شكوكهم فيه ان كنتم في شك منه فاءتوا بسورة من مثله ولم يحدد طول وقصر السورة ايما كانت طويلة مثل سورة البقرة وال عمران والنساء او قصيرة مثل العصر او الكوثر اوالاخلاص ومنحهم المجال في الاستعانة بغيرهم وادعوا من تشاؤون من الحاضرين معكم من اصحاب الفصاحة والبلاغة ان ياءتوا بذلك او يعيونكم على ذلك ان كنتم صادقين في ادعائكم ثم يعجزهم الله تعالى - ولن تفعلوا)) - تاءكيدا بانهم لايستطيعون ذلك ابدا ذلك لاءن القران الكريم منزل من السماء بخاصية عظيمة وقوة خارقة وفصاحة عجيبة واسلوب ممتنع جمع بين الجزالة والمتانة وقوة السبك والبلاغة وبين الايجاز في موقع الايجاز والاسهاب في موقع الاسهاب بل بكل اساليب العربية وزاد عليها ما لايعرفه العرب من قبل بحيث اعجبوا وتاهوا او ضلوا في بحر اعجازه ونكص الكافرون والمشركون (انه لقران كريم. تنزيل رب العالمين)
ان قوة التحدى التي اقرها الله تعالى في الاية الثانية في قوله تعالى
(فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين*)
اثارت في نفوس بعضهم الحفيظة وحاول بعض ممن ادعى النبوة منهم كمسيلمة الكذاب وغيره ان ياءتوا بسور او ايات من مثله لكنهم فشلوا فصب الله عليهم
سوط عذاب - (ولن تفعلوا) –
تحدت جميع البشر وفي كل الازمنة والامكنة وكانت دليل قوة وثبات وخلود القران الكريم في متانته وجزالته وقوة سبكه واساليبه بحيث جعلت فقهاء وفصحاء اللغة العربية منذ نزول القران الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم ولحد هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور ومن سياتي من بعدهم يتدارسونه ويتفقهون فيه و منه ويضعون التصاريف والتعاريف والقواعد والنحو والبلاغة سياقا لما جاء فيه وايضاحا لما نزل به واعتمادا على ماسبق به من اسلوب وقاعدة فوالله ماقرات في القران الكريم الا وجدت فيه جديدا وكاني لم اقرأه من قبل مع االعلم اني في فجركل يوم اقرأ جزءا منه بفضل الله ونعمته–
وفي هذا فتح عظيم للغة العربية وكان حافظا لها على مر الزمن وكلما تعاقبت الدهور شهدت اهتماما
كبيرا وتطورا واسعا
- (لاحظ مقالتي نظرة تطور اللغة العربية في كتابي الادب والفن) ولا يزال الاسلوب القراني والبلاغة القرانية في عليين او قل في السماء وكل العالمين العاملين فيها لا يزالون كانما يعملون في الارض ولا يستطيعون الوصول الى مدارج اوجها وكمالها ا لا بسلطان العلم والمعرفة التي يفتحها الله عليهم ولذا توسعت مفردات اللغة العربية واساليبها وبلاغتها وكل ما فيها من قاعدة نحوية او بلاغية و حفظها
وكا ن القرا ن الكريم السبب الرئيس لهذا الحفظ والصون كل هذه المدة وسيبقى وستبقى ببقائه الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها
– ((انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون –
فالح الحجية
(القران في القران الكريم)
--------(/)
سورة الفلق بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[02 - Dec-2010, صباحاً 07:07]ـ
سورة الفلق
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل اعوذ برب الفلق* من شر ماخلق * وشرغاسق اذاوقب*
ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد اذا حسد*)
الحمد لله\
سورة الفلق دعاء من الله تعالى علمه لحبيبه المصطفى محمد صلى لالله عليه وسلم لحفظه وحمايته من الحسد والسحر وكل ماخلق الله تعالى وذلك بعد معركة خيبر وحادثة السحر فهي اذن سورة مدنية وحادثة السحر حدثت بعد معركة خيبر اذ اجتمع علماء اليهود عند اليهودي لبيد بن الاعصم وهو اعلمهم بالسحر فطلبوا منه ان يسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرا يؤثر فيه فسحره وقيل ان سحره كان على صورة شمع غرزوا فيها ابرا وعقدوا عقدا كثيرة فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرا سورة الفلق فكان صلى الله عليه وسلم كلما قرا اية منها انفكت عقدة من عقد ذلك السحر.
و (قل اعوذ برب الفلق) أي استعيذ بالله والوذ برب الصبح والفلق الصيح لانفلاقه ظلام الليل عن النهار و قيل ان الفلق هورحم المراة لانفلاقه عن المولود وقيل انه كل شيء يفتح فيظهر ما يخفيه مثل النوى الذي ينفلق فتخرج الحبة او البذرة منه والله اعلم وكذلك الاستعاذة بالله (من شر ماخلق) من مخلوقات مؤذية او غير مؤذية ويدخل في هذا الباب الانس والجن لانها ايضا ممن خلق سبحانه وتعالى وانها مخلوقات معروفة باذاها لغيرها باي حال من الاحوال ولا اريد ان اطيل في هذا الشرح وكذلك الاستعاذة (من شر غاسق اذا وقب) أي من شر الليل وما يحويه من ظلام اذا حل واشتد ظلامه وما ياتي فيه من شرور غير محتسبة وما يغلفها الليل البهيم في ظلامه وطيات هذا الظلام والاستعاذه به تعالى (من شر النفاثات في العقد) وهو اشارة الى حسد الحاسدين وشرورهم او النافثات في كل عقدة يعقدنها في السحر اما العقد فهي التي تعقد على خيط يستخدمه الساحر في السحروكذلك الاستعاذه بالله تعالى (من شر حاسد اذا حسد) ومن شر الحساد ذوي النفوس الضعيفة الذين يجعلون اعينهم في احوال الناس وامورهم ويحسدونهم اما على ثروة او على ولد او حب متمنين زوال هذه النعمة على سبيل المثال وقد يحترق الحاسد جراء ذلك
اذ انه شبه النار التي تحرق كل شيءفاذا لم تضر المحسود ضرت الحاسد والله تعالى ا علم
علم الله تعالى حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كل هذه الامور خاصة له وعامة للمسلمين وكل انسان ان يدعو الله تعالى ان يحفظه من شرور كل هذه الامور الوارد ذكرها اعاذنا الله تعالى منها ومن غيرها وان سميع الدعاء
فهذه السورة كلها دعاء بحمد الله
تعالى واحسانه على المؤمنين
فالح الحجية الكيلاني
(الادعية المستجابة في القران الكريم)
****************************** **********(/)
أصحاب الكهف هل ماتوا وفنوا، أو هم نيام وأجسادهم محفوظة ?
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[02 - Dec-2010, مساء 10:51]ـ
قال القرطبي - رحمه الله -:
مسألة: اختلف في أصحاب الكهف هل ماتوا وفنوا، أو هم نيام وأجسادهم محفوظة، فروي عن ابن عباس أنه مر بالشأم في بعض غزواته مع ناس على موضع الكهف وجبله، فمشى الناس معه إليه فوجدوا عظاما فقالوا: هذه عظام أهل الكهف. فقال لهم ابن عباس: أولئك قوم فنوا وعدموا منذ مدة طويلة؛ فسمعه راهب فقال: ما كنت أحسب أن أحدا من العرب يعرف هذا؛ فقيل له: هذا ابن عم نبينا صلى الله عليه وسلم. وروت فرقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << ليحجن عيسى بن مريم ومعه أصحاب الكهف فإنهم لم يحجوا بعد >>. ذكره ابن عطية.
قلت (القائل:القرطبي):ومكتوب في التوراة والإنجيل أن عيسى بن مريم عبد الله ورسوله، وأنه يمر بالروحاء حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك فيجعل الله حواريه أصحاب الكهف والرقيم، فيمرون حجاجا فإنهم لم يحجوا ولم يموتوا. وقد ذكرنا هذا الخبر بكماله في كتاب {التذكرة}. فعلى هذا هم نيام ولم يموتوا إلى يوم القيامة، بل يموتون قبيل الساعة.أهـ
نرجو ذكر التفصيل في هذه المسألة، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مروان]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 01:54]ـ
مما يستدل به على موت أصحاب الكهف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يأت على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف ممن هو حي اليوم والله إن رخاء هذه الأمة بعد مائة عام. والحديث رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات كما قال صاحب مجمع الزوائد، وهو في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله. أعتذر عن عدم عزو الحديث بالرقم والصفحة لضيق الوقت
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 04:52]ـ
جزاكم الله خيرا أبا مروان علي مروركم الكريم(/)
جمع القرآن على حرف واحد
ـ[خالد العبدالله]ــــــــ[03 - Dec-2010, صباحاً 04:15]ـ
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه). وقال المحققون من أهل العلم: إنها متقاربة في المعنى مختلفة في الألفاظ.
وعثمان رضي الله عنه لما بلغه اختلاف الناس وجاءه حذيفة رضي الله عنه وقال: أدرك الناس. استشار الصحابة الموجودين في زمانه كعلي وطلحة والزبير وغيرهم فأشاروا بجمع القرآن على حرف واحد حتى لا يختلف الناس، فجمعه رضي الله عنه , وكَوَّن لجنة رباعية لهذا , ويرأسهم زيد بن ثابت رضي الله عنه , فجمعوا القرآن على حرف واحد وكتبه ووزعه في الأقاليم حتى يعتمده الناس وحتى ينقطع النزاع.
سؤال: اذا كان عثمان قد جمع الناس على حرف واحد ون المعلوم ان الحرف هو اللغة فلماذا الاختلاف والزيادة والنقص في بعض القراءات؟ مثل قوله تعالى: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار بنقص) (وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة "من" وهما قراءتان متواترتان.(/)
سورة الناس \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[03 - Dec-2010, مساء 11:26]ـ
سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
(قل اعوذ برب الناس*ملك الناس * اله الناس * من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور النا س * من الجنة والناس*)
الحمد لله\
هذه السورة مثل الذي قبلها - قل يامحمد- صلى الله عليه وسلم – (قل اعوذ برب الناس) – استعذ بالله رب العالمين الذي هو – (ملك الناس- اله الناس) - مالكهم ومالك رقابهم واموالهم واحوالهم وما لك وامورهم و كل شيء فيهم او لهم هو ملك لله تعالى لانه ربهم وخالقهم فالالتجاء اليه والاستعاذة به من شرورهم او شر مايوسوس في نفوسهم ويخنسها والخناس هو الموسوس وقد يكون الشيطان اذ انه الموسوس في القلوب ويتاخر عن مدافعة نورالقلب له سواء حصل من الذكر او الفكر والانسان الموسوس يتاخر اذا اذا صادف العقل السليم والفكرالمستقيم لانه يدقق في موجبات الامور ومحدثاتها
هو الاعلم بالحال
فهذه السورة كسابقتها كلها دعاء وتوسل برب العالمين والاستعاذه به من شرور الناس ووساوسهم الخانسة و من الشياطين المارقين الذين ايضا يجثمون على صدورهم فيصيبونهم بالاذى والضر اجارنا الله تعالى من كل مكروه واستجاب لنا دعاءنا
بفضله و ببركة سورتي الفلق والناس
انه نعم المولى ونعم النصير
****************************** *********(/)
(لقد خلقنا الإنسان في كبد) ... و تعليق الإمام القرطبي رحمه الله
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 03:14]ـ
قال علماؤنا: أول ما يكابد قطع سرته، ثم إذا قمط قماطا، وشد رباطا، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع، ولو فاته لضاع، ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرك لسانه، ثم يكابد الفطام، الذي هو أشد من اللطام، ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان، ثم يكابد المعلم وصولته، والمؤدب وسياسته، والأستاذ وهيبته، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه، ثم يكابد شغل الأولاد، والخدم والأجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم، وضعف الركبة والقدم، في مصائب يكثر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس، ووجع الأضراس، ورمد العين، وغم الدين، ووجع السن، وألم الأذن. ويكابد محنا في المال والنفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة، ولا يكابد إلا مشقة، ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مساءلة الملك، وضغطة القبر وظلمته، ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد. ودل هذا على أن له خالقا دَبّره، وقضى عليه بهذه الأحوال فليمتثل أمره.(/)
علم المناسبات فى القرآن الكريم
ـ[عمرصادق]ــــــــ[04 - Dec-2010, صباحاً 09:43]ـ
قرأت كتاب نظم الدرر فى تناسب الآى والسور للبقاعى فوجدته كتاب سقيم قليل الفائدة جدا رغم كبر حجمه ملىء بالقصص الواهية وسمج جدا فى إعتساف النصوص ليستخرج منها معنى لاتدل عليه بالإضافة إلى ركاكة إسلوبه وكثرة نقله عن الحرالى فهل حقق أحد من أهل العلم هذا الكتاب وعلق عليه وهل هناك أفضل منه فى علم المناسبات فى القرآن الكريم
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 05:57]ـ
حنانيك يارجل!!
فلا يزال أهل العلم وطلبته ينهلون منه و يستفيدون من ربطه بين السور و الأيات، وإن كان قد أغلق عليك فهمه و الإستفادة منه، فليس معني ذلك ضحالته، و وصفه بهذه الأوصاف، ثم هل سبقك أحد من أهل العلم بنقد هذا الكتاب بهذه الصورة؟
ـ[وجيه علي]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 12:20]ـ
أعوذ بالله ...
أو كلما عسر علينا فهم شيء عاديناه.
ـ[صادق صادق صادق]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 01:13]ـ
يبدو انك مبتدئ في طلب العلم يا اخ ولا تعرف الا القليل القليل
ـ[عدنان الاسعد]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 04:58]ـ
لا ينبغي لطالب العلم من الخلف أن يصف أهل العلم من السلف بمثل هذه الأوصاف ....
وأي سقم تدعيه؟ بارك الله فيك فقد قرأته جميعه فما وجدت تفسيراً مثله يعتني بما كتبت في العنوان (علم المناسبات).
ثم هل لك أن تأتيني بواحد من السلف أو الخلف يكتب تفسيرا بهذا الحجم من غير أن ينقل عن شيوخه أو يحيل إلى تفاسير قد سبقته ...
فقف رحمك الباري , واعط أهل العلم حقهم ..
وإن سلمنا بما تقول فهلا حققته تحقيقا تخرج به هذه القصص الواهية غير الثابتة.
أو أن تكتب لنا تفسيرا بحجمه من غير ان يقع في العيوب التي ذكرتها.
والله يرعاكم(/)
حديث " ألق الدواة و حرف و القلم و انصب الباء و فرق السين ... " هل أجد له شرحا؟
ـ[ريان الهدى]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 03:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لمعاوية - أحد كتبة الوحي -: " ألق الدواة، و حرف القلم و انصب الباء و فرق السين و لا تعور الميم و حسن الله و مد الرحمن و جود الرحيم، و ضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك "
على هذا الحديث استند القول بأن الرسم العثماني للقرآن توقيفي ..
و خالف هذا الرأي أبو بكر الباقلاني في كتابه (الانتصار): " و أما الكتابة فلم يفرض الله على الأمة فيها شيئا، .... إذ وجوب ذلك لا يدرك إلا بالسمع و التوقيف، و ليس في نصوص الكتاب و لا مفهومه أن رسم القرآن و ضبطه لا يجوز إلا على وجه مخصوص .. ... ، بل السنة دلت على على جواز رسمه بأي وجه سهل، لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر برسمه و لم يبين لهم وجها معينا و لا نهى أحدا عن كتابته، و لذلك اختلفت خطوط المصاحف .. "
ثم يذكر كلاما في أوجه الكتابة الجائزة .. لكني لم أفهم منها شيئا في الحقيقة!
و بحثت كثيرا عن شرح للحديث .. كيف تعور الميم .. و كيف تفرق السين .. ؟؟
لكني لم أجد ...
فهل أجد عندكم الجواب الشافي؟
أو مراجع مختصة باختلاف العلماء في حكم الرسم العثماني للمصحف ..
مع الصور أو الرسوم التوضيحية ...
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 03:21]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15428
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 - Dec-2010, مساء 03:30]ـ
ثم يذكر كلاما في أوجه الكتابة الجائزة .. لكني لم أفهم منها شيئا في الحقيقة!
جزاكم الله خيرا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2831
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 10:20]ـ
قال لمعاوية - أحد كتبة الوحي -
!!!(/)
تعدد القراءات
ـ[خالد العبدالله]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 09:47]ـ
ارجوا من الاخوان العارفين الجواب
ماسبب تعدد القراءات وعثمان رضي الله عنه جمع المصاحف على حرف واحد؟
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[05 - Dec-2010, صباحاً 11:31]ـ
أولا يجب أن تفرق بين القراءة و الحرف , فليست القراءة هي الحرف فهناك سبعة أحرف نزل بها القرآن , أما القراءة فهناك عشر قراءات
الأحرف السبع اختلف العلماء في معناها إلى أربعين قولا
القراآت و هي كما قال ابن الجزري: علم بكيفية أداء كلمات القرآن و اختلافها بعزو الناقلة
أما جمع عثمان الناس على مصحف واحد فلنبذ الخلاف بعدما اتسعت رقعة الإسلام و كثرت الفتوحات و تفرق الصحابة , فكان كل صحابي يقرأ الناس بقراءة , مما قد يؤدي إبى الشقاق و التنافر
أما هل جمع مصحف عثمان الأحرف السبع مسألة خلافية
هذه أجوبة مختصرة للمزيد
الإتقان في علوم القرآن للسيزطي
الأحرف السبعة / حسن ضياء الدين عتر
وفقك الله(/)
ما هو أيسر الكتب في علوم القرآن كي يتم تدريسه للإخوة في دورة علمية (مستوي أول)؟
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 07:31]ـ
ما هو أيسر الكتب في علوم القرآن كي يتم تدريسه للإخوة في دورة علمية (مستوي أول)
غير رسالة ابن عثيمين - رحمه الله -؟
أفيدونا مأجورين ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 10:03]ـ
إن كنت تبحث عن المناسب للمبتدئين فاذكر:
* رسالة (فضل القران تعلمه وتعليمه) لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
* كتاب (التبيان في اداب حملة القران) للامام النووي رحمه الله.
ـ[مرثد]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 10:23]ـ
لعل كتاب (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) للجديع مناسب.
ويمكن أن يدرس مثلاً المقدمتان الأولى والثانية، حسب ما ترون
لغته عصرية ومضمونه أصيل
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 10:26]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن - كما تعلمون - هذه الرسائل ربما تتكلم عن فضل القرآن، و أحكام تلاوته،و غير ذلك ..
ولكني أسأل عن رسالة مختصرة عن علوم القرآن تتضمن مباحث عن الوحي،و نزول القرآن،و أسبابه،و المكي،و الدني،وغير ذلك تصلح لدورة علمية مستوي أول، فبماذا تنصحون؟
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 12:46]ـ
-مباحث فى علوم القران- للشيخ مناع القطان جيد فى ابوابه الاولى عن الابواب التى ذكرت
لكنه بعد ذلك يغوص فى العام والخاص والمطلق والقيد .. وغيرها فتوقف عند ما تراه مناسبا لهم
والله اعلم وهو المستعان
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 08:56]ـ
متن النظم الحبير في علوم القران واصول التفسير
للشيخ سعود الشريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79378
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Dec-2010, صباحاً 10:46]ـ
من أفضل الكتب التي صنفت في علوم القرآن: كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي، وكتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي.
فيمكن البدء بتدريس مختصر الاتقان، ومنه نسخة مصورة على الوقفية للاطلاع. (هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1512))
وهو مدخل للتمرس في كتب هذا العلم.
ومن الكتب الجيدة، كتاب المحرر في علوم القرآن للطيار.
ومن الكتب الماتعة في هذا الفن، كتاب ابن النقيب الحنفي المسمى بـ "الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان". مع العلم بأنه قد وهم البعض فنسب هذا الكتاب لابن قيم الجوزية. ومنه نسخة مصورة. (هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28678))
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 09:53]ـ
بارك الله فيكم , وجزي الله الاخ اسامة خير الجزاء علي طرحه لكتاب مختصر الاتقان، لعلنا نبدأ به إن شاء الله
ـ[أبو عاصم الليثي]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 10:37]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن - كما تعلمون - هذه الرسائل ربما تتكلم عن فضل القرآن، و أحكام تلاوته،و غير ذلك ..
ولكني أسأل عن رسالة مختصرة عن علوم القرآن تتضمن مباحث عن الوحي،و نزول القرآن،و أسبابه،و المكي،و الدني،وغير ذلك تصلح لدورة علمية مستوي أول، فبماذا تنصحون؟
متن مقدمة التفسير لابن القاسم ...
شرح الشيخ سعد الشثري.
كنوز إشبيليا.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 05:29]ـ
متن مقدمة التفسير لابن القاسم ...
شرح الشيخ سعد الشثري.
بارك الله فيكم(/)
رأي الدكتور عبد الرحمن الشهري في "في ظلال القرآن"
ـ[مرثد]ــــــــ[05 - Dec-2010, مساء 10:20]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
"كتاب في ظلال القرآن لا نظير له في التفسير، وتبكي كثيرا عندما تقرأ فيه، وهو مفيد جدا، اقرأ له تفسير سورة فاطر، ومقدمة الأنفال ... ، ويقول الشيخ أبو بكرأبو زيد أنه أبعد ما يكون عن الاتهامات التي نالته كوحدة الوجود، وعليه ملحوظات ككتب التفسير الأخرى، ورجع سيد قطب رحمه الله عما كتبه في شبابه من أخطاء"
د. عبدالرحمن الشهري بقناة دليل الآن.
(العاشرة مساء / الأحد 29/ 12/1431)
رسالة جوال من بعض الإخوة
ـ[رشاد السيروان]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 10:47]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, صباحاً 11:06]ـ
هذا لأنه متخصص وقرأه ويدري ما يقول .. وليس مجرد أسطوانة تكرر ما سمعت دون فقه
كل من يقرأ فيه بتجرد قراءة تحليلية يقع على نفائس لا نظير لها, وقد قلت سابقا إن كتابه يتميز بأربع خصائص على الأقل:
-تحليل السورة إلى محاور رئيسة
-تنزيل الآيات على الواقع
-الأسلوب الأدبي الفريد
-المعاني الإيمانية العالية .. فالقراءة فيه تزكي النفس, وتؤنس الروح
فجزاه الله الشيخ عبدالرحمن وجزاك خيرا أنت أخي مرثد
ـ[الغايب]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 12:11]ـ
السلام عليكم اين اجد كلام الشيخ بكر ابوزيد رحمه الله وماذا عن الكتب التي ذكرت الاخطاء التي في ظلال القرأن مثل كتاب الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 12:14]ـ
جزاكم الله خيرا، ولتمام الفائدة فهذا رأي عالمين جليلين:
///قال الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله-:
تفسير (في ظلال القرآن) أولاً: ليس بتفسير على طريقة أهل العلم بالمأثور عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعن الصحابة وعن التابعين هو تفسير أشبه ما يكون بكتب الأدب، والمؤلف أديب، ولذا حصل منه المخالفات، ووجد فيه بعض ما يستنكر، فهو يقرأ مثل ما يقرأ غيره من الكتب الأدبية المرتبطة بالقرآن، يبين جمال الأسلوب، وهو أشبه ما يكون بالتفسير البياني، مثل: التفسير البياني للقرآن لعائشة بنت الشاطئ، ومثل: إعجاز القرآن للرماني ونحوه، هذه الكتب يعني كتب ثانوية جانبية، ليست هي الأصول التي يعول عليها، ومع ذلك لو أن طالب العلم ما نظر فيها ما فقد شيء، ما يفقد شيء حينما لا ينظر فيها، الجادة معروفة عند أهل العلم، والتدرج في قراءة هذا العلم كغيره من العلوم.
على كل حال هذه التفاسير فيها مخالفات، ولا ينكر أن فيها شيء من بيان أسلوب القرآن وجمال الأسلوب، والقرآن على كل حال أفصح الكلام، وهو معجز بألفاظه ومعانيه.
/// قال الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-:
السؤال: صاحب مكتبة عنده كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب وكتب أخرى، هل يجوز له أن يبيع هذا الكتاب؟
الجواب: هذا الكتاب فيه خلط، وفيه خير وفيه شر؛ ولهذا الإنسان الذي يحتاط لنفسه ويحتاط لدينه عليه ألا يبيع مثل هذه الكتب، وإن كان فيه كلام جميل، ولكن فيه خلط، فلا ينبغي للإنسان أن يطلع عليه، ولا أن يشتغل به، ولا يهتم به، والأولى له ألا يبيعه؛ لأن فيه أشياء سيئة في حق بعض الرسل مثل موسى عليه الصلاة والسلام، والإنسان الذي يقرؤه يتعجب منه، ومؤلفه من الكتَّاب وليس من العلماء، والكاتب يكتب وينشئ ويحرك قلمه، ويأتي بكل ما هب ودب.
غفر الله لسيد قطب، ورحمه رحمة واسعة.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 12:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
جزاكم الله خيرا.
ميزة الظلال أنك تعيش مع الآية وتحسها تجسيدها في حياتك، حيث تسرح روحك معها وتتغلغل معانيها في صميم قلبك وعقلك.
سبحان الله لم يؤثر في تفسير مثله، وإن كانت هناك أخطاء فلأن كاتبه بشر جبل على الخطأ.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 01:34]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله ..
أخي فتح الباري وفقه الله تعالى ..
اكلما ذكر اسم سيد او كتابه .. وجب نقل مثل هذا؟! .. إن كان الأمر إنصافا فلينقل معه كلام العلامة حمود بن عقلاء مثلا .. ولنتق الله عز وجل ونعلم اننا موقوفون بين يديه
الله المستعان.
الفائدة لم تتم ببيان العالمين الكريمين .. بل في كلامهما مبالغة .. وبخس ظاهر لقيمة الكتاب
كثير من الكتب مليئة بخلط أكثر بكثير من كتاب سيد قطب العظيم, ولم نسمع أحدا يصفها بهذه المبالغات
وغاية ما هنالك ان سيد صاحب عبارة أدبية فربما تخونه العبارة فيحملها المتسرع على خلاف مراده(/)
ضروري جدا ... ارجوكم من يعرف يشرح لا يبخل علي ..
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[06 - Dec-2010, مساء 10:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف الحال اخواني .. لو سمحتو إذا ممكن:
احد منكم يشرح لي اللي باللون الاحمر بالفاظ اسهل شوي ..
وشو يقصد المؤلف رحمة الله بالف الجنس والف العهديه .. وشو وظيفة كل منهم؟؟
وياليت تشرحون لي اللي ملون بالاحمر مع الشرح الاجمالي ..
عندن تلخيص هالفقره وفاهمه احسني وفي نفس الوقت مو فاهمه؟؟
فإن قلت كيف يصح كون تقديم الحمد وهو مبتدأ مؤذناً بالاهتمام مع أنه الأصل، وشأن التقديم المفيد للاهتمام هو تقديم ما حقه التأخير؟
قلت لو سلم ذلك فإن معنى تقديمه هو قصد المتكلم للإتيان به مقدماً مع إمكان الإتيان به مؤخراً؛ لأن للبلغاء صيغتين متعارفتين في حمد الله تعالى إحداهما {الحمدُ الله} كما في الفاتحة والأخرى {لله} كما في سورة الجاثية (36).
وأما قصد العموم فسيتضح عند بيان معنى التعريف فيه.
والتعريف فيه بالألف واللام تعريف الجنس لأن المصدر هنا في الأصل عوض عن الفعل فلا جرم أن يكون الدال على الفعل والساد مسده دالاً على الجنس فإذا دخل عليه اللام فهو لتعريف مدلوله لأن اللام تدل على التعريف للمسمى فإذا كان المسمى جنساً فاللام تدل على تعريفه. هنا شو تقدير الجمله يكون.
ومعنى تعريف الجنس أن هذا الجنس هو معروف عند السامع فإذا قلت الحمد لله أو العجب لك فكأنك تريد أن هذا الجنس معروف لديك ولدى مخاطبك لا يلتبس بغيره كما أنك إذا قلت الرجل وأردت معيناً في تعريف العهد النحوي فإنك تريد أن هذا الواحد من الناس معروف بينك وبين مخاطبك فهو في المعنى كالنكرة من حيث إن تعريف الجنس ليس معه كبير معنى إذ تعين الجنس من بين بقية الأجناس حاصل بذكر لفظه الدال عليه لغة وهو كاف في عدم الدلالة على غيره، إذ ليس غيره من الأجناس بمشارك له في اللفظ ولا متوهم دخوله معه في ذهن المخاطب بخلاف تعريف العهد الخارجي فإنه يدل على واحد معين بينك وبين مخاطبك من بين بقية أفراد الجنس التي يشملها اللفظ، (شو الفرق بين هالجملتين فكلا الامين تدل على انه يدل على واحد معين بينك وبين مخاطبك)
فلا يفيد هذا التعريف أعني تعريف الجنس إلا توكيد اللفظ وتقريره وإيضاحه للسامع؛ لأنك لما جعلته معهوداً فقد دللت على أنه واضح ظاهر، وهذا يقتضي الاعتناء بالجنس وتقريبه من المعروف المشهور، وهذا معنى قول صاحب «الكشاف»: «وهو نحو التعريف في أُرسلَها العِراكَ ومعناه الإشارة إلى ما يعرفه كل أحد من أن الحمد ما هو والعراك ما هو من بين أجناس الأفعال» وهو مأخوذ من كلام سيبويه.
وليست لام التعريف هنا للاستغراق لما علمت أنها لام الجنس ولذلك قال صاحب «الكشاف»: «والاستغراق الذي توهمه كثير من الناس وهم منهم» غير أن معنى الاستغراق حاصل هنا بالمثال لأن الحكم باختصاص جنس الحمد به تعالى لوجود لام تعريف الجنس في قوله: {الحمد} ولام الاختصاص في قوله: {لله} يستلزم انحصار أفراد الحمد في التعلق باسم الله تعالى لأنه إذا اختص الجنسُ اختصت الأفراد؛ إذ لو تحقق فرد من أفراد الحمد لغير الله تعالى لتحقق الجنس في ضمنه فلا يتم معنى اختصاص الجنس المستفاد من لام الاختصاص الداخلة على اسم الجلالة، ثم هذا الاختصاص اختصاص ادعائي فهو بمنزلة القصر الادعائي للمبالغة.
في البدايه هو يقول بان الام ليست للا ستغراق ومن ثم يقول غير ان معنى الاستغراق هنا متحقق .. ياليت احد يشرح لي مع تقدير المحذوف في الجمله ..
وعسى ربي يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ..
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 07:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف الحال اخواني .. لو سمحتو إذا ممكن:
احد منكم يشرح لي اللي باللون الاحمر بالفاظ اسهل شوي ..
وشو يقصد المؤلف رحمة الله بالف الجنس والف العهديه .. وشو وظيفة كل منهم؟؟
وياليت تشرحون لي اللي ملون بالاحمر مع الشرح الاجمالي ..
عندن تلخيص هالفقره وفاهمه احسني وفي نفس الوقت مو فاهمه؟؟
فإن قلت كيف يصح كون تقديم الحمد وهو مبتدأ مؤذناً بالاهتمام مع أنه الأصل، وشأن التقديم المفيد للاهتمام هو تقديم ما حقه التأخير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت لو سلم ذلك فإن معنى تقديمه هو قصد المتكلم للإتيان به مقدماً مع إمكان الإتيان به مؤخراً؛ لأن للبلغاء صيغتين متعارفتين في حمد الله تعالى إحداهما {الحمدُ الله} كما في الفاتحة والأخرى {لله} كما في سورة الجاثية (36).
وأما قصد العموم فسيتضح عند بيان معنى التعريف فيه.
والتعريف فيه بالألف واللام تعريف الجنس لأن المصدر هنا في الأصل عوض عن الفعل فلا جرم أن يكون الدال على الفعل والساد مسده دالاً على الجنس فإذا دخل عليه اللام فهو لتعريف مدلوله لأن اللام تدل على التعريف للمسمى فإذا كان المسمى جنساً فاللام تدل على تعريفه. هنا شو تقدير الجمله يكون.
ومعنى تعريف الجنس أن هذا الجنس هو معروف عند السامع فإذا قلت الحمد لله أو العجب لك فكأنك تريد أن هذا الجنس معروف لديك ولدى مخاطبك لا يلتبس بغيره كما أنك إذا قلت الرجل وأردت معيناً في تعريف العهد النحوي فإنك تريد أن هذا الواحد من الناس معروف بينك وبين مخاطبك فهو في المعنى كالنكرة من حيث إن تعريف الجنس ليس معه كبير معنى إذ تعين الجنس من بين بقية الأجناس حاصل بذكر لفظه الدال عليه لغة وهو كاف في عدم الدلالة على غيره، إذ ليس غيره من الأجناس بمشارك له في اللفظ ولا متوهم دخوله معه في ذهن المخاطب بخلاف تعريف العهد الخارجي فإنه يدل على واحد معين بينك وبين مخاطبك من بين بقية أفراد الجنس التي يشملها اللفظ، (شو الفرق بين هالجملتين فكلا الامين تدل على انه يدل على واحد معين بينك وبين مخاطبك)
فلا يفيد هذا التعريف أعني تعريف الجنس إلا توكيد اللفظ وتقريره وإيضاحه للسامع؛ لأنك لما جعلته معهوداً فقد دللت على أنه واضح ظاهر، وهذا يقتضي الاعتناء بالجنس وتقريبه من المعروف المشهور، وهذا معنى قول صاحب «الكشاف»: «وهو نحو التعريف في أُرسلَها العِراكَ ومعناه الإشارة إلى ما يعرفه كل أحد من أن الحمد ما هو والعراك ما هو من بين أجناس الأفعال» وهو مأخوذ من كلام سيبويه.
وليست لام التعريف هنا للاستغراق لما علمت أنها لام الجنس ولذلك قال صاحب «الكشاف»: «والاستغراق الذي توهمه كثير من الناس وهم منهم» غير أن معنى الاستغراق حاصل هنا بالمثال لأن الحكم باختصاص جنس الحمد به تعالى لوجود لام تعريف الجنس في قوله: {الحمد} ولام الاختصاص في قوله: {لله} يستلزم انحصار أفراد الحمد في التعلق باسم الله تعالى لأنه إذا اختص الجنسُ اختصت الأفراد؛ إذ لو تحقق فرد من أفراد الحمد لغير الله تعالى لتحقق الجنس في ضمنه فلا يتم معنى اختصاص الجنس المستفاد من لام الاختصاص الداخلة على اسم الجلالة، ثم هذا الاختصاص اختصاص ادعائي فهو بمنزلة القصر الادعائي للمبالغة.
في البدايه هو يقول بان الام ليست للا ستغراق ومن ثم يقول غير ان معنى الاستغراق هنا متحقق .. ياليت احد يشرح لي مع تقدير المحذوف في الجمله ..
وعسى ربي يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ العثيمين في تفسيرسورة الفاتحة:
قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}: {الحمد} وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم"؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمدَ أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في {الحمد} للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد ..
وقوله تعالى: {لله}: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسمَ ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه. أي المعبود حباً، وتعظيماً .. اه
يقصد الشيخ رحمه الله:
أن أل في الحمد لأستغراق جميع المحامد لكنها في حق غيره ليس بلازم أن تستغرق كل ماتعلق بها مثل أن أقول ألأمر لك فهذا لايلزم أن يكون كل الأوامر بيده قد يخرج بعضها عن أمره ولكن في حق الله يجب أن تستغرق المحامد كلها, أما أل الجنس فقد ذكر الشيخ رحمه الله:
وأما المعرف "بأل" التي لبيان الجنس؛ فلا يعم الأفراد، فإذا قلت: الرجل خير من المرأة، أو الرجال خير من النساء، فليس المراد أن كل فرد من الرجال خير من كل فرد من النساء، وإنما المراد أن هذا الجنس خير من هذا الجنس، وإن كان قد يوجد من أفراد النساء من هو خير من بعض الرجال.
أما العهدية فقال:
وأما المعرف بأل العهدية، فإنه بحسب المعهود فإن كان عامًّا فالمعرَّف عام، وإن كان خاصًّا فالمعرَّف خاص، مثال العام قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ} [صّ:71] {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [صّ:72] {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [صّ:73]
ومثال الخاص قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} [المزمل: من الآية15] {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} [المزمل:16] اه
أرجو أن يكون قد وضحت الصورة وبارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 02:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فإن قلت كيف يصح كون تقديم الحمد وهو مبتدأ مؤذناً بالاهتمام مع أنه الأصل، وشأن التقديم المفيد للاهتمام هو تقديم ما حقه التأخير؟
قلت لو سلم ذلك فإن معنى تقديمه هو قصد المتكلم للإتيان به مقدماً مع إمكان الإتيان به مؤخراً؛ لأن للبلغاء صيغتين متعارفتين في حمد الله تعالى إحداهما {الحمدُ الله} كما في الفاتحة والأخرى {لله} كما في سورة الجاثية (36).
هنا تذكير بقاعدة وهي تقديم ما حقه التأخير من أساليب الحصر، وفائدته بيان أهمية ما قدم ومنزلته.
ثم جملة الحمد لله يصح فيها " الحمد لله " و " لله الحمد " فبأيهمها أتينا تكون صحيحة كما في الآيات المشار إليها في سورة الفاتحة وسورة الجاثية.
لكن تعيين إحدى العبارتين يكون لفائدة لا شك، هذه الفائدة تناسب المقام، ولذلك إذا اخترت التعبير بالحمد لله في مقام ما كان ذلك تنبيها مني على منزلة الحمد وأهميته و الحث عليه وغير ذلك من المقاصد. والله أعلى وأعلم
ـ[أبو مروان]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 02:21]ـ
لأن المصدر هنا في الأصل عوض عن الفعل .... هنا شو تقدير الجمله يكون.
المصدر هنا هو الحمد، والفعل هو أحمد فتقدير الجملة أحمد الله. والله أعلى وأعلم
ـ[أبو مروان]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 02:35]ـ
إذا قلت الرجل وأردت معيناً في تعريف العهد النحوي فإنك تريد أن هذا الواحد من الناس معروف بينك وبين مخاطبك فهو في المعنى كالنكرة من حيث إن تعريف الجنس ليس معه كبير معنى إذ تعين الجنس من بين بقية الأجناس حاصل بذكر لفظه الدال عليه لغة وهو كاف في عدم الدلالة على غيره، إذ ليس غيره من الأجناس بمشارك له في اللفظ ولا متوهم دخوله معه في ذهن المخاطب بخلاف تعريف العهد الخارجي فإنه يدل على واحد معين بينك وبين مخاطبك من بين بقية أفراد الجنس التي يشملها اللفظ، (شو الفرق بين هالجملتين فكلا الامين تدل على انه يدل على واحد معين بينك وبين مخاطبك)
يتحدث هنا عن لام العهد وهي على قسمين عهد ذكري، وعهد ذهني. فالعهد الذكر يقصد به ما سبق ذكره مثال ذلك قوله تعالى:إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا، فعصى فرعون الرسول. فاللام في الرسول يقصد بها الرسول الذي سبق ذكره في الآية والمقصود به موسى عليه الصلاة والسلام. وهذه كما أشار الأخ سابقا أنها بحسب ما سبق ذكره فإن كان عاما أفادت العموم، وإلا أفادت الخصوص.
والمعهود الذهني أن يكون المقصود بها في حديث المتخاطبين مخصوص حاضر بالأذهان، كأن يتفق مجموعة من الطلاب على البحث على كتاب معين، وبعد يوم يسأل أحدهم الآخر فيقول له، هل وجدت الكتاب. فالام هنا - أو الألف والام - إشارة إلى معهود في الأذهان يعرفه المتخاطبين.
والله أعلى وأعلم
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[09 - Dec-2010, مساء 10:55]ـ
اشكركم جميعا على المساعده ويارب يكون ذلك في ميزان حسناتكم ..(/)
الشيخ علي بن عبدالعزيز الشبل، حقيقة من يسألون عن الظلال
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 05:12]ـ
الشيخ علي بن عبدالعزيز الشبل، حقيقة من يسألون عن الظلال
http://www.safeshare.tv/v/mSgrd0VaZb8(/)
هل نفهم القرآن تلقائياً بدون الرجوع إلى التفاسير المعتمدة؟!
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[07 - Dec-2010, مساء 10:46]ـ
هل نفهم القرآن تلقائياً بدون الرجوع إلى التفاسير المعتمدة؟!
بقلم الدكتور أمل العلمي
كانت أول تجربة لي كاملة مع كتب التفاسير هي تلك الرحلة الممتعة "في ظلال القرآن" مع سيد قطب رحمه الله واستغرقت ستة أشهر ويزيد [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)... وقفت في دراستي لتفسير القرآن خلالها على أمثلة لألفاظ قرآنية يتبادر إلى الذهن تفسيرها البسيط لغوياً كما نعهد من لغة القوم، وفوجئت أن الفهم الذي يفرض نفسه لأول وهلة هو مغاير للتفسير الصحيح عند المفسرين وفي التفاسير المعتمدة ... وذلك لأسباب كثيرة منها جهلي السابق بأسباب النزول مثلاً، وفيما يخص هذا المبحث، كنت على جهل بالألفاظ القرآنية التي فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الظلم والظالمون بالشرك والمشركين، وتفسيره صلى الله عليه وسلم لليقين بالموت [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)... وعلقت بذهني من دراسة التفسير بعض الأمثلة (وغيرها كثير) لتلك الألفاظ أحببت أن أوردها هنا لتكون نماذج تفند زعم بعض الناس أننا لسنا في حاجة إلى التفسير ما دام أن القرآن أنزل بلغتنا، بلسان عربي مبين، وهم يخيل إليهم أنهم يفهمون اللغة، لغة قريش كما كان يفهمها الصحابة رضوان الله عليهم ... ومنا من يجتهد ويزيد مدعياً: وإن اضطررت في بعض الأحيان للجأت إلى الشرح عند الألفاظ المستعصية فقط ... فهم لا يرون الحاجة إلى التفسير البتة ... ويظنون أن المفسرين فسروا من عند أنفسهم ... فلا حاجة بنا إذاً أن نثق بهم ونصدق ما خطوه في تفاسيرهم ... أليست هناك الكثير من التفاسير المتضاربة؟ ... وعلى أي، للإجابة على هذه الشبهات المثارة مباحث أخرى. ولنعود إلى موضوعنا ... بعد هذا المدخل القصير، دونك تلك النماذج من الآيات المشار إليها آنفاً أدرجت الآيات في ترتيب مع تفسيرها معتمداً بالدرجة الأولى على كتاب "تفسير القرآن الكريم" للحافظ ابن كثير، لإجماع الخاصة والعامة عليه:
1. كلمة "الكفار" في سورة الحديد الآية 20
قال تعالى: ? اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ? الحديد: 20
عند الحافظ بن كثير في تفسيره: وقوله تعالى: ?أَعْجَبَ ?لْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ? أي: يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث، وكما يعجب الزراع ذلك، كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار؛ فإنهم أحرص شيء عليها، وأميل الناس إليها، ... [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
2. كلمة "سينين" في سورة التين الآية 2
قال تعالى: ? وَطُورِ سِينِينَ ? التين: 2
في تفسير ابن كثير: ?وَطُورِ سِينِينَ ? قال كعب الأحبار وغير واحد: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
3. كلمة "اليقين" في سورة الحجر الآية 99 وسورة المدثر الآية 47
قال تعالى: ? وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ? الحجر: 99
عند الحافظ بن كثير في تفسيره: وقوله: {وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ} قال البخاري: قال سالم: الموت، وسالم هذا هو سالم بن عبد الله بن عمر، كما قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان، حدثني طارق بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله: {وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ} قال: الموت، وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيره، والدليل على ذلك قوله تعالى إخباراً عن أهل النار: أنهم قالوا: {لَمْ نَكُ مِنَ ?لْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ?لْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ?لُخَآئِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ?لدِّينِ حَتَّى? أَتَـ?نَا ?لْيَقِينُ}] المدثر:43 - 47 [وفي الصحيح من حديث الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء - امرأة من الأنصار -: أن رسول الله صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم لما دخل على عثمان بن مظعون، وقد مات، قالت أم العلاء: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وما يدريك أن الله أكرمه؟ " فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله فمن؟ فقال: " أما هو، فقد جاءه اليقين، وإني لأرجو له الخير " ويستدل بهذه الآية الكريمة وهي قوله: {وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ} على أن العبادة كالصلاة ونحوها واجبة على الإنسان ما دام عقله ثابتاً، فيصلي بحسب حاله. كما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب " ويستدل بها على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة، فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة، سقط عنه التكليف عندهم، وهذا كفر وضلال وجهل، فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله، وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة، وإنما المراد باليقين ههنا الموت، كما قدمناه، ولله الحمد والمنة، والحمد لله على الهداية، وعليه الاستعانة والتوكل، وهو المسؤول أن يتوفانا على أكمل الأحوال وأحسنها، فإنه جواد كريم. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
قال تعالى: ? وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) ? المدثر: 46 - 47
وفي تفسير الآية كذلك عند ابن كثير: ? وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ?لدِّينِ حَتَّى? أَتَـ?نَا ?لْيَقِينُ ? يعني: الموت؛ كقوله تعالى:? وَ?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ?] الحجر: 99] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أما هو ــــ يعني: عثمان بن مظعون ــــ فقد جاءه اليقين من ربه "
4. كلمة "إل ياسين" في سورة الصافات الآية 130
قال تعالى: ? سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ? الصافات: 130
وفي تفسير الآية عند ابن كثير: ? سَلَـ?مٌ عَلَى? إِلْ يَاسِينَ ? كما يقال في إسماعيل: إسماعين، وهي لغة بني أسد، وأنشد بعض بني نمير في ضب صاده:
يقولُ رَب السوقِ لَمَّا جِيْنا
هذا وربِّ البيتِ إسرائينا
ويقال: ميكال وميكائيل وميكائين، وإبراهيم وإبراهام، وإسرائيل وإسرائين، وطور سيناء وطور سينين، وهو موضع واحد، وكل هذا سائغ، وقرأ آخرون (سلام على إدراسين) وهي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه، وقرأ آخرون: (سلام على آل ياسين) يعني: آل محمد صلى الله عليه وسلم ... [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
وعند سيد قطب "في ظلال القرآن": وتختم اللمحة القصيرة عن إلياس تلك الخاتمة المكررة المقصودة في السورة، لتكريم رسل الله بالسلام عليهم من قبله. ولبيان جزاء المحسنين. وقيمة إيمان المؤمنين. وسيرة إلياس ترد هنا لأول مرة في مثل تلك اللمحة القصيرة. ونقف لنلم بالناحية الفنية في الآية: {سلام على إلياسين} فقد روعيت الفاصلة وإيقاعها الموسيقي في إرجاع اسم إلياس بصيغة {إلياسين} على طريقة القرآن في ملاحظة تناسق الإيقاع في التعبير. [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)
5. نسياً منسياً في سورة مريم الآية 23
قال تعالى: ? فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ? مريم: 23
عند ابن كثير: وقوله تعالى إخباراً عنها: {قَالَتْ ي?لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـ?ذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة، فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد، ولا يصدقونها في خبرها، وبعد ما كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية، فقالت: {ي?لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـ?ذَا} أي: قبل هذا الحال، {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} أي: لم أخلق، ولم أك شيئاً، قاله ابن عباس. وقال السدي: قالت وهي تطلق من الحبل استحياء من الناس: يا ليتني مت قبل هذا الكرب الذي أنا فيه والحزن بولادتي المولود من غير بعل، {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} نسي، فترك طلبه؛ كخرق الحيض التي إذا ألقيت وطرحت، لم تطلب ولم تذكر، وكذلك كل شيء نسي وترك فهو نسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال قتادة: {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} أي: شيئاً لا يعرف ولا يذكر ولا يدري من أنا. وقال الربيع بن أنس: {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} هو السقط. وقال ابن زيد: لم أكن شيئاً قط، ... [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)
وعند سيد قطب "في ظلال القرآن": فلنشهد مريم تنتبذ مكاناً قصياً عن أهلها، في موقف أشد هولاً من موقفها الذي أسلفنا. فلئن كانت في الموقف الأول تواجه الحصانة والتربية والأخلاق، بينها وبين نفسها، فهي هنا وشيكة أن تواجه المجتمع بالفضيحة. ثم تواجه الآلام الجسدية بجانب الآلام النفسية. تواجه المخاض الذي {أجاءها} إجاءة إلى جذع النخلة، واضطرها اضطراراً إلى الاستناد عليها. وهي وحيدة فريدة، تعاني حيرة العذراء في أول مخاض، ولا علم لها بشيء، ولا معين لها في شيء .. فإذا هي قالت: {يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً} فإننا لنكاد نرى ملامحها، ونحس اضطراب خواطرها، ونلمس مواقع الألم فيها. وهي تتمنى لو كانت {نسياً}: تلك الخرقة التي تتخذ لدم الحيض، ثم تلقى بعد ذلك وتنسى! [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)
6. الظلم والظالمين في سورة لقمان الآية 13 وفي سورة الأنعام الآية 82
وقد ورد الظلم في القرآن الكريم بعدة معان منها: الظلم بمعنى الشرك كما في: قوله تعالى:
? وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? لقمان: 13
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده، وهو لقمان بن عنقاء بن سدون، واسم ابنه ثاران في قول حكاه السهيلي، وقد ذكره الله تعالى بأحسن الذكر، وأنه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه، وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف، ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد الله، ولا يشرك به شيئاً، ثم قال محذراً له: {إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} أي: هو أعظم الظلم. قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت:??لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ?] الأنعام: 82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان: ? ي?َبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِ?للَّهِ إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? " ورواه مسلم من حديث الأعمش به، [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)
قال تعالى: ? فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ? الأنعام: 78 - 82
عند الحافظ بن كثير كذلك في تفسيره: قال الله تعالى: ??لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـ?ئِكَ لَهُمُ ?لأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ? أي: هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئاً، هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة. قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت: {وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ} قال أصحابه: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت:?إِنَّ ?لشِّرْكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ?] لقمان. [13: وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية: {?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ}، شق ذلك على الناس، فقالوا: يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ قال:" إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: {ي?َبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِ?للَّهِ إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} إنما هو الشرك " وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع وابن إدريس، عن الأعمش، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت: {وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس كما تظنون، إنما قال لابنه: {ي?َبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِ?للَّهِ إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} " [لقمان: 13 [. وحدثنا عمر بن شبَّة النميري، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما نزلت هذه الآية، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت:?إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? [لقمان: 13] رواه البخاري، وفي لفظ قالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس بالذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: {إِنَّ ?لشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، إنما هو الشرك " ولابن أبي حاتم عن عبد الله مرفوعاً، قال:?وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ?] لقمان: 13] قال: " بشرك " قال: وروي عن أبي بكر الصديق، وعمر، وأبي بن كعب، وسلمان، وحذيفة، وابن عباس، وابن عمر، وعمرو بن شرحبيل، وأبي عبد الرحمن السلمي، ومجاهد، وعكرمة، والنخعي، والضحاك، وقتادة، والسدي، وغير واحد، نحو ذلك، وقال ابن مردويه: حدثنا الشافعي، حدثنا محمد بن شداد المسمعي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت: ??لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قيل لي: أنت منهم " وقال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جناب، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة، إذا راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كأن هذا الراكب إياكم يريد " فانتهى إلينا الرجل، فسلم فرددنا عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " من أين أقبلت؟ " قال: من أهلي وولدي وعشيرتي، قال: " فأين تريد؟ " قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" فقد أصبته " قال: يا رسول الله علمني ما الإيمان؟ قال: " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت " قال: قد أقررت، قال: ثم إن بعيره دخلت يده في جحر جرذان، فهوى بعيره وهوى الرجل، فوقع على هامته، فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي بالرجل " فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، فأقعداه، فقالا: يا رسول الله قبض الرجل، قال: فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما رأيتما إعراضي عن الرجل، فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعاً " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا من الذين قال الله عز وجل فيهم: ? ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُو?اْ إِيمَـ?نَهُمْ بِظُلْمٍ?" الآية، ثم قال: " دونكم أخاكم " فاحتملناه إلى الماء، فغسلناه، وحنطناه وكفناه، وحملناه إلى القبر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر، فقال: " ألحدوا، ولا تشقوا؛ فإن اللحد لنا، والشق لغيرنا " ثم رواه أحمد عن أسود بن عامر، عن عبد الحميد بن جعفر الفراء، عن ثابت، عن زاذان، عن جرير ابن عبد الله، فذكر نحوه، وقال فيه: " هذا ممن عمل قليلاً وأجر كثيراً "، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا مهران بن أبي عمر، حدثنا علي بن عبد الله، عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
(يُتْبَعُ)
(/)
مسير ساره، إذ عرض له أعرابي، فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد خرجت من بلادي وتلادي ومالي لأهتدي بهداك، وآخذ من قولك، وما بلغتك حتى ما لي طعام إلا من خضر الأرض، فاعرض علي، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل، فازدحمنا حوله، فدخل خف بكره في بيت جرذان، فتردى الأعرابي، فانكسرت عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدق والذي بعثني بالحق لقد خرج من بلاده وتلاده وماله؛ ليهتدي بهداي، ويأخذ من قولي، وما بلغني حتى ما له طعام إلا من خضر الأرض، أسمعتم بالذي عمل قليلاً وأجر كثيراً؟ هذا منهم. أسمعتم بالذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون؟ فإن هذا منهم " وفي لفظ قال: " هذا عمل قليلاً وأجر كثيراً " وروى ابن مردويه من حديث محمد بن يعلى الكوفي، وكان نزل الري، حدثنا زياد بن خيثمة، عن أبي داود، عن عبد الله بن سخبرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أعطي فشكر، ومنع فصبر، وظلم فاستغفر، وظلم فغفر " وسكت، قال: فقالوا: يا رسول الله ما له؟ قال: ? أُوْلَـ?ئِكَ لَهُمُ ?لأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ?. [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)
يقول أمل العلمي: وهذا هو الإسلام والإيمان ببساطة: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ... لم يلبسوا إيمانهم بشرك ... إيمان ذاك الأعرابي البسيط الذي أقر بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت " ... أقر فقط، لكنه أقر بصدق، وبدون لي وبدون تفلسف في عقيدة التوحيد ولم يعتقد مع الله شركاءً ولا أنداداً ولا آلهة. فهم حقيقة التوحيد بقلبه خالصاً يقينه لله وحده لا شريك له ... وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه ... ولم يكن في حاجة إلى وسيطة مع الله ورسوله من حجر ولا شجر ولا بشر ... ببساطة وبدون وسائط ... ثم سقط ومات ... لم يعمل أي شيء من العبادة ... وعمل كثيراً بالتصديق الخالص لله وحده لا شريك له، وأن محمداً رسول الله ... وسقط ومات ... وقطف الثمرات قبل الجنة وهو جائع ... ثمرات الإيمان والتصديق بالشهادة شهادة التوحيد كاملة غير ناقصة ولا تشوبها شائبة ولا يلبسها شرك ... فأين إيمان هؤلاء من إيمان الأعرابي ... إيمان هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم ... وأشركوا مع الله بهتاناً ما لم ينزل به من سلطان ... يبحثون عن الحقيقة بدون شريعة ... والحقيقة بدون شريعة ضلال وبعد عن الله ... وسقوط في براثين الشيطان ومتاهات الضلال المبين ... هؤلاء الذين يلبسون إيمانهم المتدبدب بالشرك مع الله ... ما هي الثمرة التي يرجون قطفها في غياب هدي رسول الله وكتاب الله المنير ... ما هي الحقيقة التي يبحثون عليها في كتب الكفريات ... إنها الطامة الكبرى والواقع النكد ... ويا لحسرة على العباد ... وهذه المرة أقولها بملئ الفم وأعيدها مرات ومرات ... إن الشرك لظلم عظيم ... وأعذر من أنذر ... اللهم اشهد أني بلغت. [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)
الهوامش:
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - بتوفيق من الله واظبت على وجبة يومية من المطالعة بتركيز تام وبدون انقطاع بوتيرة 20 صفحة يومياً من تفسير في ظلال القرآن. أي ما يساوي 600 صفحة في الشهر (= مجلداً واحداً شهرياً)، فكنت أنهي مجلداً في الشهر من مجموع ستة. الطبعة الثانية المنقحة لدار الشروق، 6 مجلدات في المجموع. وإذ أذكر هذا، فلتشجيع كل مسلم على دراسة القرآن ... فإن الله مَنَّ عَلَيَّ فأقبلت على مأدبته (في الحديث ما معناه القرآن مأدبة الله فأقبلوا عليها) ... ووجدت كل تيسير منه عز وجل ... وغير القرآن حياتي ... وأنقذني من ظلمات الشرك ... وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله عز وجل. فحمداً على نعمه. اللهم وفقنا للعمل بالقرآن ولاتباع هديه.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - ولا ينبغي أن يفهم من هذا أن هذه الكلمات تفسر هكذا في كل الآيات التي وردت فيها ... بل الظلم ظلم واليقين يقين في مواطن الظلم أو اليقين حسب السياق للآية القرآنية والتفسير النبوي بالمأثور من الكتاب والسنة وتأويل الصحابة والتابعين وعلماء التفسير على النهج الذي خطه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقرآن يفسر بعضه بعضاً وفي السنة تفسير القرآن.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) - ابن كثير - تفسير القرآن الكريم
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) - سيد قطب – في ظلال القرآن
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) - سيد قطب – في ظلال القرآن
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) - أمل العلمي – تحت راية التوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 12:53]ـ
إضافات
يمكن إضافة أمثلة أخرى ضمن هذا الموضوع، الكلمات فيها قد تستعصي على العامة من الناس حسب التمكن من اللغة ... ارتأيت أن أجمعها على حدة ... وأترك الباب مفتوحاً لمن يريد أن يكرمنا بما لديه في هذا الشأن ... وشكراً للإخوة سلفاً على المساهمة ... وبالله العون والتوفيق.
نبهني أحد الأقارب إلى لفظة "حيوان" بمعنى "الحياة" فاعترضت أن ذلك بديهي ولا يفوت من له مسكة من اللغة في عصرنا ... ثم عدلت على رأيي وعلى اعتراضي لأضيفها هنا ... وسيكون من المفيد أن يستخرج القارئ العادي الألفاظ المبهمة عند دراسته للتفسير، فذلك من شأنه أن يطلعنا على مجموعة أخرى من الكلمات الدارجة والتي تتباين في مدلولها مع شرحها في التفاسير، وأن يثري هذا الموضوع.
كلمة "الحيوان" في سورة العنكبوت الآية 64
? وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ? العنكبوت: 64
في تفسير الحافظ ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها، وأنها لا دوام لها وغاية ما فيها لهو ولعب ? وَإِنَّ ?لدَّارَ ?لآخِرَةَ لَهِيَ ?لْحَيَوَانُ ? أي الحياة الدائمة الحق التي لا زوال لها ولا انقضاء، بل هي مستمرة أبد الآباد. وقوله تعالى: ? لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?أي لآثروا ما يبقى على ما يفنى، [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 04:30]ـ
قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
هناك في القرآن الكريم ألفاظ بسيطة ومعاني واضحة فهمها الصحابة الكرام من أول وهلة
والقرآن حمال أوجه
وفيه أخر متشابهات ينبغي الرجوع فيها إلى أهل العلم وامهات التفسير
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 04:55]ـ
القنوت = الطاعة
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل قنوت في القرآن فهو طاعة لله عز وجل)
قال تعالى: ? أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ? الزمر: 9
في تفسير القرطبي: قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ?للَّيْلِ} بيّن تعالى أن المؤمن ليس كالكافر الذي مضى ذكره. وقرأ الحسن وأبو عمرو وعاصم والكسائي «أَمَّنْ» بالتشديد. وقرأ نافع وابن كثير ويحيى بن وثّاب والأعمش وحمزة: «أَمَنْ هُوَ» بالتخفيف على معنى النداء؛ كأنه قال يا من هو قانت. قال الفراء: الألف بمنزلة يا، تقول يا زيد أقبل وأزيد أقبل. وحكي ذلك عن سيبويه وجميع النحويين؛ كما قال أوس بن حَجَر:
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْتُمُ بِيدٍ
إِلاَّ يَداً لَيْسَت لها عَضُدُ
وقال آخر هو ذو الرُّمّة:
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ لِلْعَيْنِ عَبْرةً
فَمَاءُ الْهَوى يَرْفَضُّ أَو يَتَرَقْرَقُ
فالتقدير على هذا {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ?لنَّارِ} يا من هو قانت إنك من أصحاب الجنة؛ كما يقال في الكلام: فلان لا يصلي ولا يصوم، فيا من يُصلي ويَصوم أبشر؛ فحذف لدلالة الكلام عليه. وقيل: إن الألف في «أمن» ألف استفهام أي «أَمَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ «أفضل؟ أم من جعل لله أنداداً؟ والتقدير الذي هو قانت خير. ومن شدد» أَمَّنْ» فالمعنى العاصون المتقدم ذكرهم خير «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ «فالجملة التي عادلت أم محذوفة، والأصل أم من فأدغمت في الميم. النحاس: وأم بمعنى بل، ومَن بمعنى الذي؛ والتقدير: أم الذي هو قانت أفضل ممن ذكر. وفي قانت أربعة أوجه: أحدها أنه المطيع؛ قاله ابن مسعود. الثاني أنه الخاشع في صلاته؛ قاله ابن شهاب. الثالث أنه القائم في صلاته؛ قاله يحيى بن سلاّم. الرابع أنه الداعي لربه. وقول ابن مسعود يجمع ذلك. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل قنوت في القرآن فهو طاعة لله عز وجل " وروي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه سئل أي الصلاة أفضل؟ فقال: «طول القنوت» " وتأوله جماعة من أهل العلم على
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه طول القيام. وروى عبد الله عن نافع عن ابن عمر سئل عن القنوت فقال: ما أعرف القنوت إلا طول القيام، وقراءة القرآن. وقال مجاهد: من القنوت طول الركوع وغضّ البصر. وكان العلماء إذا وقفوا في الصلاة غضُّوا أبصارهم، وخضعوا ولم يلتفتوا في صلاتهم، ولم يعبثوا ولم يذكروا شيئاً من أمر الدنيا إلا ناسين. قال النحاس: أصل هذا أن القنوت الطاعة، فكل ما قيل فيه فهو طاعة لله عز وجل، فهذه الأشياء كلها داخلة في الطاعة وما هو أكثر منها كما قال نافع: قال لي ابن عمر قم فصلّ فقمت أصلّي وكان عليّ ثوب خَلِق، فدعاني فقال لي: أرأيت لو وجهتك في حاجة أكنت تمضي هكذا؟ فقلت: كنت أتزيَّن قال: فالله أحق أن تتزيَّن له. واختلف في تعيين القانت هاهنا، فذكر يحيى بن سلام أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس في رواية الضحاك عنه: هو أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. وقال ابن عمر: هو عثمان رضي الله عنه. وقال مقاتل: إنه عمّار بن ياسِر. الكلبي: صُهَيب وأبو ذرّ وابن مسعود. وعن الكلبي أيضاً مرسل فيمن كان على هذه الحال. {آنَآءَ ?للَّيْلِ} قال الحسن: ساعاته؛ أوله وأوسطه وآخره. وعن ابن عباس: «آنَاءَ اللَّيْلِ» جوف الليل. قال ابن عباس: من أحبّ أن يهوّن الله عليه الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه. وقيل: ما بين المغرب والعشاء. وقول الحسن عام. {يَحْذَرُ ?لآخِرَةَ} قال سعيد بن جبير: أي عذاب الآخرة. {وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي نعيم الجنة. وروي عن الحسن أنه سئل عن رجل يتمادى في المعاصي ويرجو فقال: هذا مُتَمَنٍّ. ولا يقف على قوله: {رَحْمَةَ رَبِّهِ} من خفف» أَمَنْ هُوَ قَانِتٌ» على معنى النداء؛ لأن قوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ?لَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ?لَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} متصل إلا أن يقدر في الكلام حذف وهو أيسر، على ما تقدم بيانه. قال الزجاج: أي كما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذلك لا يستوي المطيع والعاصي. وقال غيره: الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به، فأما من لم ينتفع بعلمه ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم. {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ?لأَلْبَابِ} أي أصحاب العقول من المؤمنين. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
الآيات الأخرى التي وردت فيها لفظة القنوت بمختلف صيغها:
قال تعالى: ? وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ? البقرة: 116
قال تعالى: ? حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ ? البقرة: 238
قال تعالى: ? الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ? النساء: 34
قال تعالى: ? يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ? آل عمران: 43
قال تعالى: ? الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ? آل عمران: 17
قال تعالى: ? وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ? الروم: 26
قال تعالى: ? عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ? التحريم: 5
قال تعالى: ? وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ? التحريم: 12
قال تعالى: ? إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? النحل: 120
قال تعالى: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ? الأحزاب: 35
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - القرطبي – الجامع لأحكام القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 06:49]ـ
في الواقع أن الإنسان لا يمكن فهم القرآن إلا إذا كان الإنسان صاحب لسان عربي سليقة كما كان عند العرب، وهذا نادر أو معدوم لعدم وجود بيئة تتحدث بلغة العرب في جميع شؤون حياتها، ولا أدل على ذلك أننا لا نفهم معظم الشعر الجاهلي إلا بالرجوع لكتب اللغة، وهذا دليل على ضعف العربية في زماننا، ولا يقصد - طبعا - في هذا السياق الحديث عن الكلمات التي يشترك في فهمها العامة والخاصة كالبحر والسماء والأرض والرسول وما إلى هنالك، لكن المقصود هو غريب القرآن. فمثلا قول الله عزوجل عن امرأة إبراهيم عليه السلام حين بشرته الملائكة بالولد قال تعالى: وامرأته قائمة فضحكت. فسرت هنا بأنها حاضت، وهذا هو المناسب للمقام إيذانا بإمكان حملها، وليس المقصود هو الضحك المعروف لأنه لا يناسب السياق، والمقام مقام استغراب وتعجب.
والله أعلى وأعلم
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 12:19]ـ
شكراً أخي الكريم على هذه المشاركة الطيبة المباركة وقد أفدتني جزاك الله كل خير وبورك فيك
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 04:16]ـ
قال تعالى: وامرأته قائمة فضحكت. فسرت هنا بأنها حاضت، وهذا هو المناسب للمقام إيذانا بإمكان حملها، وليس المقصود هو الضحك المعروف لأنه لا يناسب السياق، والمقام مقام استغراب وتعجب.
والله أعلى وأعلم
وهو كذلك يا أخي. فعند الحافظ ابن كثير في تفسيره: قال العوفي عن ابن عباس: فضحكت، أي: حاضت،
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[11 - Dec-2010, مساء 05:05]ـ
وفي معجم لسان العرب لابن منظور: ضحكت المرأة حاضت وبه فسر بعضهم قوله تعالى فضحكت فبشرناها بإسحق وقد فسر على معنى العجب أي عجبت من فزع إبراهيم عليه السلام وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية لما قال رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضحكت عند ذلك امرأته وكانت قائمة عليهم وهو قاعد فضحكت فبشرت بعد الضحك بإسحق وإنما ضحكت سرورا بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم وقال بعضهم هذا مقدم ومؤخر المعنى فيه عندهم فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة قال الفراء وهو ما يحتمله الكلام والله أعلم بصوابه قال الفراء وأما قولهم فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة قال أبو عمرو وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت وقال إنه قد جاء في التفسير فقال ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير فقال له فأنت أنشدتنا تضحك الضبع لقتلى هذيل وترى الذئب بها يستهل فقال أبو العباس تضحك ههنا تكشر وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتكشر في وجهه وعيدا فيتركها مع لحم القتيل ويمر قال ابن سيده وضحكت الأرنب ضحكا حاضت قال وضحك الأرانب فوق الصفا كمثل دم الجوف يوم اللقا يعني الحيض فيما زعم بعضهم قال ابن الأعرابي في قول تأبط شرا تضحك الضبع لقتلى هذيل أي أن الضبع إذا أكلت لحوم الناس أو شربت دماءهم طمثت وقد أضحكها الدم قال الكميت وأضحكت الضباع سيوف سعد لقتلى ما دفن ولا ودينا وكان ابن دريد يرد هذا ويقول من شاهد الضباع عند حيضها فيعلم أنها تحيض؟ وإنما أراد الشاعر أنها تكشر لأكل اللحوم وهذا سهو منه فجعل كشرها ضحكا وقيل معناه أنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيهر بعضها على بعض فجعل هريرها ضحكا لأن الضحك إنما يكون منه كتسمية العنب خمرا ويستهل يصيح ويستعوي الذئاب قال أبو طالب وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أصله من ضحاك الطلعة [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) إذا انشقت قال وقال الأخطل فهي بمعنى الحيض تضحك الضبع من دماء سليم إذ رأتها على الحداب تمور وكان ابن عباس يقول ضحكت عجبت من فزع إبراهيم وقال أبو إسحق في قوله عز وجل وامرأته قائمة فضحكت يروي أنها ضحكت لأنها كانت قالت لإبراهيم اضمم لوطا ابن أخيك إليك فإني أعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب فضحكت سرورا لما أتى الأمر على ما توهمت قال فأما من قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء وأضحك حوضه ملأه حتى فاض وكأن المعنى قريب بعضه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض وكذلك الحيض.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ( * قوله «من ضحاك الطلعة» كذا بالأصل والإضافة بيانية لأن الضحاك كشداد طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه)(/)
عدد المواضع لكل كلمة مختلف فيها بين القراء
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[08 - Dec-2010, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فحرصاً على إفادة نفسي وإخواني وأخواتي الأكارم سأذكر عدد المواضع لكل كلمة من الكلمات المختلف في قراءتها بين القراء العشرة من طريقي الشاطبية والدرة؛ وسأحاول أن يكون إيرادها بحسب ترتيب أبواب الشاطبية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ليسهل الرجوع إليها، ولن أتعرض للأحكام التي يصعب حصرها مثل المدود، وميمات الجمع، وهاءات الضمير، ونحو ذلك مما يشق عدُّه.
وربما يقول قائل:
وما الفائدة من عدِّ هذه المواضع، والانشغال بذلك؟
فأقول:
له عدَّة فوائد منها:
أنه معين على الاستذكار، فعندما يعرف القارئ أن لفظاً من الألفاظ ورد في خمسة مواضع مثلاً يتنبه لهذه المواضع الخمسة ويحدد سورها، فإذا قرأ سورة من السور التي فيها هذا اللفظ سهل عليه استذكاره.
وكذلك يعين على التذكير بالمواضع المستثناه، أو التي ليس فيها خلاف مع مشابهتها لمواضع مختلف فيها.
وأيضاً الانشغال بذلك هو نوع من الانشغال بكلام الله تعالى رجاء الأجر والثواب، وقد ورد عن أسلافنا أنهم كانوا يهتمون بعدِّ حروف القرآن حرفاً حرفاً مع أنه لا ينبني عليه شيء من الناحية العملية، إلا أنه من عناوين الاهتمام بكتاب الله عز وجل، وإلى الشروع في المقصود، مستعيناً بالله تعالى، مصليًّا ومسلِّماً على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.
سورة أم القرآن
ـ (مالك يوم الدين) موضع واحد فقط، وهو في:
(الفاتحة: 4).
ـ (صراط) في (45) موضعاً، ويمكن تقسيمه إلى الأقسام التالية:
أولاً: (صراط) غير المعرف بـ (أل):
في (37) موضعاً، وهي:
(الفاتحة: 7، والبقرة: 142، 213، وآل عمران: 51، 101، النساء: 68، 175، والمائدة: 16، والأنعام: 39، 87، 126، 161، والأعراف: 86، ويونس: 25، وهود: 56، وإبراهيم: 1، والحجر: 41، والنحل: 76، 121، مريم: 36، 34، والحج: 24، 54، والمؤمنون: 73، والنور: 46، وسبأ: 6، ويس: 4، 61، والصافات: 23، والشورى: 52، 53، والزخرف: 43، 61، 64، والفتح: 2، 20، والملك: 22).
ثانياً: (الصراط) المعرف بـ (أل):
في (6) مواضع، وهي:
(الفاتحة: 6، وطه: 135، والمؤمنون: 74، ويس: 66، والصافات: 118، وص: 22).
ثالثاً: (صراطي، صراطك) المضاف إلى الياء أو الكاف:
فالمضاف إلى الياء في موضع واحد فقط، وهو في:
(الأنعام: 153).
والمضاف إلى الكاف في موضع واحد فقط أيضاً، وهو في:
(الأعراف: 16).
ملحوظة:
أرقام الآيات مكتوبة حسب العد الكوفي.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[18 - Dec-2010, صباحاً 07:21]ـ
ـ لفظ (عَلَيْهِم) في (216) موضعاً، وهي:
في الفاتحة موضعان،
في الآية: 7 موضعان،
وفي البقرة ستة عشر موضعاً،
في الآيات: 6، 20، 38، 61، 62، 85، 112، 129، 157، 160، 161، 167، 246، 262، 274، 277.
وفي آل عمران سبعة مواضع،
في الآيات: 87، 112 موضعان، 128، 154، 164، 170.
وفي النساء أربعة عشر موضعاً،
في الآيات: 6، 9، 17، 39، 66، 69، 77، 80، 90، 91، 109، 153، 159، 160.
وفي المائدة أحد عشر موضعاً،
في الآيات: 23، 26، 27، 34، 45، 69، 71، 80، 107، 117 موضعان.
وفي الأنعام أحد عشر موضعاً أيضاً،
في الآيات: 6، 9، 44، 48، 52، 53، 107 موضعان، 111، 137، 146.
وفي الأعراف خمسة عشر موضعاً،
في الآيات: 7، 30، 35، 84، 96، 133، 134، 157 موضعان، 160 موضعان، 162، 167، 169، 175.
وفي الأنفال ثلاثة مواضع،
في الآيات: 2، 31، 36.
وفي التوبة اثنا عشر موضعاً،
في الآيات: 14، 42، 64، 73، 98، 102، 103، 106، 117، 118 ثلاثة مواضع.
وفي يونس ـ عليه السلام ـ أربعة مواضع،
في الآيات: 15، 62، 71، 96.
وفي يوسف ـ عليه السلام ـ موضع واحد،
في الآية: 71.
وفي الرعد ثلاثة مواضع،
في الآيات: 16، 23، 30.
وفي الحجر أربعة مواضع،
في الآيات: 14، 42، 74، 88.
وفي النحل أربعة مواضع أيضاً،
في الآيات: 26، 89، 106، 127.
وفي الإسراء ستة مواضع،
في الآيات: 6، 54، 64، 65، 95، 107.
وفي الكهف خمسة مواضع،
في الآيات: 15، 18، 21 ثلاثة مواضع.
وفي مريم أربعة مواضع،
في الآيات: 58، 73، 82، 84.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ موضع واحد،
في الآية: 44.
وفي الحج موضعان،
في الآية: 72 موضعان.
وفي المؤمنون موضع واحد،
في الآية: 77.
وفي النور ثلاثة مواضع،
في الآيات: 24، 50، 58.
وفي الشعراء أربعة مواضع،
في الآيات: 4، 69، 173، 199.
وفي النمل أربعة مواضع أيضاً،
في الآيات: 58، 70، 82، 85.
وفي القصص سبعة مواضع،
في الآيات: 45 موضعان، 53، 59، 63، 66، 76.
وفي العنكبوت موضع واحد،
في الآية: 51.
وفي الروم موضعان،
في الآيتين: 35، 49.
وفي الأحزاب أربعة مواضع،
في الآيات: 9، 14، 24، 50.
وفي سبأ خمسة مواضع،
في الآيات: 9، 16، 20، 21، 43.
وفي فاطر موضعان،
في الآيتين: 8، 36.
وفي يس موضع واحد،
في الآية: 10.
وفي الصافات أربعة مواضع،
في الآيات: 45، 93، 119، 137.
وفي الزمر موضع واحد،
في الآية: 41.
وفي فصلت خمسة مواضع،
في الآيات: 16، 20، 25، 30، 44.
وفي الشورى خمسة مواضع أيضاً،
في الآيات: 6 موضعان، 16، 41، 48.
وفي الزخرف موضعان،
في الآيتين: 42، 71.
وفي الدخان موضع واحد،
في الآية: 29.
وفي الجاثية موضع واحد أيضاً،
في الآية: 25.
وفي الأحقاف ثلاثة مواضع،
في الآيات: 7، 13، 18.
وفي محمد _صلى الله عليه وسلم_ موضع واحد،
في الآية:10.
وفي الفتح أربعة مواضع،
في الآيات: 6 موضعان، 18، 24.
وفي ق في موضع واحد،
في الآية: 45.
وفي الذاريات موضعان،
في الآيتين: 33، 41.
وفي الطور موضع واحد،
في الآية: 24.
وفي القمر ثلاثة مواضع،
في الآيات: 19، 31، 34.
وفي الواقعة موضع واحد،
في الآية: 17.
وفي الحديد موضعان،
في الآيتين: 16، 27.
وفي المجادلة موضعان أيضاً،
في الآيتين: 14، 19.
وفي الحشر موضع واحد،
في الآية: 3.
وفي الممتحنة موضع واحد أيضاً،
في الآية: 13.
وفي الجمعة موضع واحد كذلك،
في الآية: 2.
وفي المنافقون موضعان،
في الآيتين: 4، 6.
وفي التحريم موضع واحد،
في الآية: 9.
وفي الحاقة موضع واحد أيضاً،
في الآية: 7.
وفي الإنسان ثلاثة مواضع،
في الآيات: 14، 15، 19.
وفي المطففين موضع واحدة،
في الآية: 33.
وفي الانشقاق موضع واحد أيضاً،
في الآية: 21.
وفي الغاشية موضع واحد كذلك،
في الآية: 22.
وفي الفجر موضع واحد كذلك،
في الآية: 13.
وفي البلد موضع واحد أيضاً،
في الآية: 20.
وفي الشمس موضع واحد كذلك،
في الآية: 14.
وفي الهمزة موضع واحد كذلك،
في الآية: 8.
وفي الفيل موضع واحد أيضاً
في الآية: 3.
وبذلك يكون المجموع: (216) موضعاً.(/)
دعاء رحمة الله بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[08 - Dec-2010, مساء 04:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب * ربنا انك جامع الناس ليوم لاريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد *)
ال عمران الايات 8و9
الحمد لله /
اعلاه دعاء المؤمنين اولي الالباب اصحاب العقول النيرة العامرة بالايمان الذين رفعوا اكفهم الى الله تعالى يسالونه تثبيت قلوبهم ونفوسهم على الايمان والاسلام
بعد ان هداهم الله تعالى لعبادته وغرس في قلوبهم ونفوسهم نعمة الايمان وانعم عليهم بنعمته وابعدعنها الزيغ والرين
دعوا الله تعالى ان يثبت قلوبهم على الايمان وتقوى الله تعالى وان يهب لهم رحمة من عنده تنزل في قلوبهم فتسكن فيها فتثبتها على نهج الحق والصلاح والاطمئنان وتثبت نفوسهم وافئدتهم عند ما تنازعها مغريات الدنيا او مقارعة الكروب
فان الله تعالى يهب كل شيء لمن يشاء وانه تعالى جامع الناس في يوم القيامة الذي لاشك ولاريب فيه- كل الناس على اختلاف طبقاتهم ومللهم واحوالهم منذ خلقه الخليقة الى يوم القيامة- فالله تعالى لايخلف وعده لعباده فقد وعد المؤمنين الفضل والايمان والاحسان في الدنيا والجنة في الاخرة -
والميعاد هنا مصدرية والمراد بها وعد الله تعالى عباده بالرحمة التي وهبها لهم نتيجة دعائهم وتوسلهم به وابتهالهم اليه ان ينالونها حتما فانه واسع الرحمة رحيم بعباده لايخلف وعدا وعدهم اياه او وعد الخلق من جن وانس به
وهذا من الادعية العامة وان خص به الله تعالي ذوي الافكار الراجحة والقلوب العامرة بالايمان فانه دعاء كل مؤمن وبالله التوفيق
= =======================(/)
دعاء الصابرين في سورة ال عمران بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[09 - Dec-2010, صباحاً 06:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار* الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالاسحار*)
ال عمران اية 16و17
الحمد لله\
من هم الذين يقولون (ربنا ا منا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار---) هم ا صحاب الجنة المتقون الذين من الله عليهم برضوانه وفضله ونعمه فجعلهم ا صحاب الجنة تجري من تحتها الا نهار خالدين فيها ولهم فيها ا زواج مطهرة ورضوان و فيها نعيم مقيم رضي الله عنهم ورضوا عنه وذلك الفوز العظيم غفر الله لهم ذنوبهم (ووقاهم عذاب الجحيم) لتوبتهم ورجوعهم اليه تعالى ويناجون ربهم بالابتهال اليه والتضرع والخشوع فهم صابرون على كل ما ا لم بهم من مصاعب ومصائب وصابرون على ا طاعة الله تعالى وا قامة التكاليف الشرعية والسنن وكل النوافل وما امروا به من معروف واول هذه الاموراقامة الصلاة
وا نها لكبيرة الا على الخاشعين والصادقين في عزمهم ونياتهم وا عمالهم والقانتين لله طاعة مستمرة في طلب رضا الله تعالى والمنفقين ا موالهم في وجوه البر والخير كالزكاة فرضا والصدقة استحبابا في سبيل الله تعالى والمستغفرين وقت السحر فيه يستيقظون من نومهم للعبادة والتهجد قبله والذكر قبيل صلاة الفجر او في الثلث الا خير من الليل وقيل انها صلاة الفجر في جماعة والاستغفار مندوب اليه وتخصيص وقت السحر بالاستغفار اذ وقت السحر وقت الدعاء المستجاب حيث صفاء النفس وفراغ القلب من هموم الدنيا الا من الله تعالى
فان السحر انبلاج النهار من الليل وفي ذلك يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه وقد اخذ بيده – (الا ا علمك كلمات تقولهن لو كانت ذنوبك كمدب النمل لغفرها الله لك قل اللهم لا اله الا ا نت سبحانك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت) – صدق رسول الله
فهذا الدعاء دعاء ا صحاب الجنة
اللهم اجعلنا من اصحاب الجنة
===========================(/)
نذر ودعاء - من سورة ال عمران \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[10 - Dec-2010, صباحاً 11:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(اذ قالت امراءة عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا * فتقبل مني انك انت السميع العليم* فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى - والله اعلم بما وضعت- وليس الذكر كاالانثى * واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم* فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلماا دخل زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب*)
سورة ال عمران الايات \35 - 37
الحمد لله \
هذا نذر تضمن الدعاء نذرته حنة بنت فاقوذا جدة عيسى عليه السلام حيث قيل انها كانت عاقرا فدعت الله تعالى بايمان واخلاص وقلب مفعم بالحب لله تعالى وصدق النية في الدعاء مفاده انها اذا حملت فانجبت جعلته محررا في خدمة
بيت المقدس أي خالصا لخدمة هذا البيت ودعت الله تعالى ان يقبل منها نذرها فانه سميع لدعاء عباده عليم بما في قلوبهم ونفوسهم ونياتهم
فرزقها الله تعالى ببنت اسمتها مريم فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى – (والله اعلم بما وضعت) - جملة اعتراضية مفادها اهمية المولود وخلود ذكره – (وليس الذكر كالانثى) - وهذه اما ان تكون من سياق الجملة الاعتراضية ايضا فتكون الجملة الاعتراضية – والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى – ومفادها ان الله تعالى يعلم بما ولدت حيث انه يعلم ما في الارحام (وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار)
وليس الذكر كالانثى بما فضل الله تعالى احدهما على الاخر (وللذكر مثل حظ الانثيين) - (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله)
او تكون الثانية حسب قول ام مريم رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى في الخدمة أي خدمة الذكر افضل لهذا البيت من خدمة الانثى أي في خدمة الانثى تقصير أي للذكر مكانة في خدمة هذا البيت بخلاف الانثى
ثم توجهت بالدعاء ثانية الى ربها – (واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) - هذه المولودة اسمتها مريم واستعاذت بالله ان يحفظها ويحفظ ذريتها من شرالشيطان الرجيم فتقبل الله تعالى نذرها واستجاب دعاءها
بان رزقها مولودا وهي عاقرا لا تلد ثم تقبلها بقبول حسن حيث حماها وذريتها من شر الشيطان الرجيم وانزلها منزلا مباركا منذ طفولتها فكفل تربيتها زكريا
ومن عجيب ما رأه زكريا في تربيتها انه كلما دخل عليها المحراب وجد عند زرقا وانواعا من الطعام الذي لم يألفه او كان في غير موسمه رحمة من عنده تعالى فيسألها (انى لك هذا) فتجيبه (من عند الله)
فتربت في بيت المقدس تربية دينية خالصة لوجه الله تعالى فكانت مريم العذراء التي صانها الله تعالى من كل دنس وانبتها نباتا حسنا فاثمرت فكان ثمرتها عيسى عليه السلام نبي الله ورسوله نبتة طيبة في رحم طيب
ان الله سميع الدعاء
*****************************(/)
دعاء زكريا عليه السلام في سورة ال عمران \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(هنالك دعا زكريا ربه فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء *فنادنه الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين *)
ال عمران الايتان 38و39
الحمد لله \
عندما دخل زكريا المحراب على مريم - حيث انه موكل بتربيتها – وراى سعة العيش ونعيمه التي هي فيه سألها – (انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب) - فلما سمع قولها انفعل وهب متوسلا بالله تعالى في صلاة وتسبيح حيث لزم المحراب ثم توجه الى الله ربه بالدعاء ان يهب له ذرية طيبة فانه سميع الدعاء فاستجاب الله دعاءه واوحى الى الملائكة ان تبشره (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) باستجاة ربه لدعائه بقولهم (ان الله يبشرك بيحيى) ان الله يبشره بالولد الصالح واسمه يحيى فجاء اسمه من الله تعالى أي سماه الله يحيى اذ لم يكن الناس يعرفون هذا الاسم ولم يسم به احدا من قبل – رفيع القدر منشرح الصدر صالح ابن صالح ونبيا من الصالحين
وفي هذا الدعاء يعلم الله عالى عباده الذين اصطفى ان الله يرزق المال الولد ببركة الدعاء فمن دعاه بقلب مؤمن وسليم يستجيب له كما استجاب لزكريا حيث دعاه وهو قائم يصلي في المحراب بقلب سليم خاشع ونفس مطمئنة واثقة من استجابة بها لها ا ن يرزقه ولدا فرزقه تعالى وهو خير الرازقين.
==========================(/)
دعاء الحواريين في سورة ال عمران \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين*))
ال عمران الاية\53
الحمد لله\
عيسى عليه السلام جاء بدعوة الحق والسلام فلما احس عيسى ان اليهود خذلوه وكذبوه وكفروا برسالته وبما جاء به من ايات بينات ضاقت به السبل فاراد ان يعرف المفسد من المصلح من الذين معه واتبعوه
اختبر اصحابه وهم الحواريون
- مفردها حواري ومعناها الاحباب او الخلصاء وجاءت في بعض معاجم اللغة البياض الناصع الذي لاتشوبه شائبه- فقال لهم عيسى عليه السلام- من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله – أي نحن على دين الله تعالى وعبادته واحباؤه وكانوا اثنا عشرا حواريا وقيل تسعة وعشرون – امنوا بالله تعالى وبرسوله عيسى عليه السلام فهم المؤمنون حقا امنوا بما نزل الله تعالى على عيسى عليه السلام واتبعوه فتوجهوا الى الله بقلوب مفعمة بالايمان و بالضراعة والحب والعبادة الخالصة ودعوه تعالىقائلين متوسلين رافعي اكفهم الى الاعلى (ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا من الشاهدين) -
توجهوا الى الله تعالى بهذا الدعاء سائلينه سبحانه ان يحسن اليهم و يكتبهم عنده مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين وشهدوا بوحدانيته واقروا بربوبيته واتبعوا رسوله فوفاهم دعاءهم واستجاب لهم فجعلهم من اصحاب الجنه والله اعلم
=========================(/)
من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة أو التابعين
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:14]ـ
من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة أو التابعين
رضوان الله عليهم أجمعين
إعداد الدكتور أمل بن إدريس العلمي
إذا كان القرآن أحياناً أشكل فهمه على الصحابة والتابعين وهو نزل بلغتهم لغة قريش فما بالك يكون الأمر في عصرنا وقد صارت اللغة العربية غريبة في ديار أبنائها، إن لم نقل تكاد تكون مهجورة ... وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن للصحابة ما أنزل عليه من الكتاب وحيه، وذلك طيلة مدة الوحي التي استغرقت 23 سنة ... فمن يفسر لنا القرآن اليوم إن لم نرجع إلى بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يبينه للناس وأن يبلغه؟ ... وتعهد الله ببيانه وحفظه ... تلك حُجتنا على من ينكر الرجوع إلى أمهات التفاسير المعتمدة ... والتي تأخذ بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة والتابعين ... وهم بلغوه لنا على منهاج الرسول عليه الصلاة والتسليم، معتمدين على ما سمعوه من النبي الكريم، واجتهدوا في تفسير بعض الآيات من القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة في المقام الثاني ... ومن بعد عهد الصحابة والتابعين الذين أدركوا الصحابة ... يأتي دور علماء التفسير (والعلماء هم ورثة الأنبياء بدون خلاف) وقد سخرهم الله جل وعلا لهذه المهمة ... لقد تركوا لنا أثراً لا نظير له إطلاقاً عند سائر الأمم عبر تاريخ البشرية جمعاء إلى يومنا هذا ... فحمداً لله على نعمه وفضله وبالقرآن فليفرح المؤمنون ... هذا وأثناء دراستي لتفسير القرآن في مدرسة سيد قطب رحمه الله (وهو يعتمد على منهج السلف الصالح) "في ظلال القرآن"، علقت بذهني نماذج من الآيات التي أشكل فهمها على الصحابة (وأخرى شقت عليهم ولها مبحث آخر)، ارتأيت عَرضها هنا مع شرحها ... وذلك من شأنه أن يُقنع من لا يرى ضرورة للرجوع إلى التفاسير ... ويعتمد على فهمه (! ... ) إذا علم أن الصحابة والتابعين حملوا هم الفصحاء القرشيون بعض الآيات على غير محملها ووضعوها في غير محلها ... ففهَّمَها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفعل الصحابة مع التابعين نفس الشيء، فكانوا يعرفون كل آية فيما نزلت ومتى نزلت، وفيمن نزلت، وأين نزلت ... وقد عاشوا فترة الوحي وتلقوا الشرح مباشرة من الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، وبلغوه لنا ... ودونكم خمس آيات أعرضها نموذجاً لما سلف ذكره، وبالله التوفيق:
1) الآية 60 من سورة المؤمنون
2) الآية 58 من سورة يونس
3) الآية 105 من سورة المائدة
4) الآية 123 من سورة النساء
5) الآية 195 من سورة البقرة
ترقبوا إذاً عرضها تِباعاً على هذه الصفحة إن شاء الله معتمداً على تفسير القرآن الكريم للحافظ ابن كثير (774 هـ) رحمه الله.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:39]ـ
1) الآية 60 من سورة المؤمنون:
? إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) ?المؤمنون (57 - 61)
في تفسير ابن كثير: وقوله: ? وَ?لَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى? رَبِّهِمْ رَ?جِعُونَ ? أي: يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم؛ لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشرط الإعطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط، كما قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن عائشة: أنها قالت: يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: " لا يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل" وهكذا رواه الترمذي وابن أبي حاتم من حديث مالك بن مِغْول، به بنحوه، وقال: " لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يتقبل منهم ? أُوْلَـ?ئِكَ يُسَـ?رِعُونَ فِى ?لْخَيْرَ?تِ? " وقال الترمذي: وروي هذا الحديث من حديث عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وهكذا قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والحسن البصري في تفسير هذه الآية. وقد قرأ آخرون هذه الآية: " والذينَ يُؤْتُونَ ما ءَاتوا وقلوبُهم وجِلةٌ " أي: يفعلون ما يفعلون وهم خائفون، وروي هذا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها كذلك. قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا صخر بن جويرية، حدثنا إسماعيل المكي، حدثنا أبو خلف مولى بني جمح: أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقالت: مرحباً بأبي عاصم، ما يمنعك أن تزورنا أو تلم بنا؟ فقال: أخشى أن أملك، فقالت: ما كنت لتفعل؟ قال: جئت لأسألك عن آية من كتاب الله عز وجل: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أية آية؟ قال: ? ?لَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ ? أو? الذينَ يأتونَ ما أتوا ? فقالت: أيتهما أحب إليك؟ فقلت: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً، أو الدنيا وما فيها. قالت: وما هي؟ فقلت: ?الذينَ يأتونَ ما أتوا ? فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حرف، فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، والمعنى على القراءة الأولى، وهي قراءة الجمهور السبعة، وغيرهم أظهر؛ لأنه قال: ? أُوْلَـ?ئِكَ يُسَـ?رِعُونَ فِى ?لْخَيْرَ?تِ وَهُمْ لَهَا سَـ?بِقُونَ ? فجعلهم من السابقين، ولو كان المعنى على القراءة الأخرى، لأوشك أن لا يكونوا من السابقين، بل من المقتصدين أو المقصرين، والله أعلم. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:46]ـ
2) الآية 58 من سورة يونس:
قال تعالى:?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) ?يونس (57 - 58)
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى ممتناً على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم: ? ي?َأَيُّهَا ?لنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مَّن رَّبِّكُمْ ? أي: زاجر عن الفواحش ? وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ?لصُّدُورِ ? أي: من الشبه والشكوك، وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس، وهدى ورحمة، أي: يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى، وإنما ذلك للمؤمنين به، والمصدقين الموقنين بما فيه؛ كقوله تعالى:? وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّـ?لِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا?
] الإسراء: 82] وقوله:?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ?] فصلت:44 [الآية، وقوله تعالى: ? قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ? أي: بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به ? هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? أي: من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة؛ كما قال ابن أبي حاتم في تفسير هذه الآية، وذكر بسنده عن بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو، سمعت أيفع بن عبد الكلاعي يقول: لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه، خرج عمر ومولى له، فجعل عمر يعد الإبل، فإذا هي أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله تعالى، ويقول مولاه: هذا والله من فضل الله ورحمته، فقال عمر: كذبت ليس هذا، هو الذي يقول الله تعالى: ? قُلْ بِفَضْلِ ?للَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ? الآية، وهذا مما يجمعون، وقد أسنده الحافظ أبو القاسم الطبراني، فرواه عن أبي زرعة الدمشقي عن حيوة بن شريح عن بقية، فذكره. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 12:07]ـ
3) الآية 105 من سورة المائدة:
قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ? المائدة: 105
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم، ويفعلوا الخير بجهدهم وطاقتهم، ومخبراً لهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس، سواء كان قريباً منه أو بعيداً. قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية: يقول تعالى: إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال، ونهيته عنه من الحرام، فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به، كذا روى الوالبي عنه، وهكذا قال مقاتل بن حيان، فقوله تعالى: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ? نصب على الإغراء، ? لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ إِلَى ?للَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? أي: فيجازي كل عامل بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وليس فيها دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا كان فعل ذلك ممكناً. وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا زهير، يعني: ابن معاوية، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا قيس قال: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ ? وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه، يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه " قال: سمعت أبا بكر يقول: يا أيها الناس، إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان. وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم من طرق كثيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
عن جماعة كثيرة، عن إسماعيل بن أبي خالد به، متصلاً مرفوعاً، ومنهم من رواه عنه به موقوفاً على الصديق، وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره، وذكرنا طرقه والكلام عليه مطولاً في مسند الصديق رضي الله عنه. وقال أبو عيسى الترمذي: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا عتبة بن أبي حكيم، حدثنا عمرو بن جارية اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت: قول الله تعالى: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ? قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أياماً، الصابر فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون كعملكم ".
قال عبد الله بن المبارك: وزاد غير عتبة: قيل: يا رسول الله، أجر خمسين رجلاً منا أو منهم؟ قال: " بل أجر خمسين منكم "، ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وكذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك، ورواه ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي حكيم.
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن الحسن: أن ابن مسعود رضي الله عنه، سأله رجل عن قول الله: ? عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ ?، فقال: إن هذا ليس بزمانها، إنها اليوم مقبولة، ولكنه قد أوشك أن يأتي زمانها، تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا، أو قال: فلا يقبل منكم، فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل. ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع، عن أبي العالية، عن ابن مسعود في قوله: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ ? الآية، قال: كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوساً، فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس، حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه، فقال رجل من جلساء عبد الله: ألا أقوم فآمرهما بالمعروف، وأنهاهما عن المنكر؟ فقال آخر إلى جنبه: عليك بنفسك، فإن الله يقول: ? عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ? الآية. قال: فسمعها ابن مسعود، فقال: مه، لم يجىء تأويل هذه بعد، إن القرآن أنزل حيث أنزل، ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن، ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير، ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم، ومنه آي يقع تأويلهن عند الساعة على ما ذكر من الساعة، ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب على ما ذكر من الحساب والجنة والنار، فما دامت قلوبكم واحدة، وأهواؤكم واحدة، ولم تلبسوا شيعاً، ولم يذق بعضكم بأس بعض، فأمروا وانهوا، وإذا اختلفت القلوب والأهواء، وألبستم شيعاً، وذاق بعضكم بأس بعض، فامرؤ ونفسه، وعند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية، ورواه ابن جرير.
وقال ابن جرير: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا الربيع بن صبيح، عن سفيان بن عقال قال: قيل لابن عمر: لو جلست في هذه الأيام، فلم تأمر ولم تنه، فإن الله قال: ? عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ ? فقال ابن عمر: إنها ليست لي ولا لأصحابي؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا فليبلغ الشاهد الغائب " فكنا نحن الشهود، وأنتم الغيب، ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا، إن قالوا، لم يقبل منهم. وقال أيضاً: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر وأبو عاصم، قالا: حدثنا عوف عن سوار بن شبيب قال: كنت عند ابن عمر إذ أتاه رجل جليد العين شديد اللسان، فقال: يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه، وكلهم مجتهد لا يألو، وكلهم بغيض إليه أن يأتي دناءة، وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك، فقال رجل من القوم: وأي دناءة تريد أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك؟ فقال رجل: إني لست إياك أسأل، إنما أسأل الشيخ، فأعاد على عبد الله الحديث، فقال عبد الله: لعلك ترى - لا أبا لك - أني سآمرك أن تذهب فتقتلهم، عظهم وانههم، وإن عصوك فعليك بنفسك،
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الله عز وجل يقول: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ? الآية.
وقال أيضاً: حدثني أحمد بن المقدام، حدثنا المعتمر بن سليمان، سمعت أبي، حدثنا قتادة عن أبي مازن قال: انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة، فإذا قوم من المسلمين جلوس، فقرأ أحدهم هذه الآية: ? عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ ? فقال أكثرهم: لم يجىء تأويل هذه الآية اليوم. وقال: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثنا ابن فضالة عن معاوية بن صالح، عن جبير بن نفير قال: كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني لأصغر القوم، فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقلت أنا: أليس الله يقول في كتابه: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ ?؟ فأقبلوا عليَّ بلسان واحد، وقالوا: تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها؟ فتمنيت أني لم أكن تكلمت، وأقبلوا يتحدثون، فلما حضر قيامهم قالوا: إنك غلام حدث السن، وإنك نزعت آية، ولا تدري ما هي، وعسى أن تدرك ذلك الزمان، إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوًى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، لا يضرك من ضل إذا اهتديت.
وقال ابن جرير: حدثنا علي بن سهل، حدثنا ضمرة بن ربيعة قال: تلا الحسن هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ ? فقال الحسن: الحمد لله بها، والحمد لله عليها، ما كان مؤمن فيما مضى، ولا مؤمن فيما بقي، إلا وإلى جنبه منافق يكره عمله. وقال سعيد بن المسيب: إذا أمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، فلا يضرك من ضل إذا اهتديت، رواه ابن جرير. وكذا روي من طريق سفيان الثوري، عن أبي العميس، عن أبي البختري، عن حذيفة، مثله. وكذا قال غير واحد من السلف. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام ابن خالد الدمشقي، حدثنا الوليد، حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن كعب في قوله: ? عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ?هْتَدَيْتُمْ ? قال: إذا هدمت كنيسة دمشق، فجعلت مسجداً، وظهر لبس العصب، فحينئذٍ تأويل هذه الآية. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 12:56]ـ
4) الآية 123 من سورة النساء:
قال تعالى: ? لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ? النساء: 123
في تفسير ابن كثير: قال قتادة: ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، فنحن أولى بالله منكم، وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، ونبينا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله، فأنزل الله: ? لَّيْسَ بِأَمَـ?نِيِّكُمْ وَلا? أَمَانِىِّ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ?، ? وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ ? الآية، ثم أفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان، وكذا روي عن السدي ومسروق والضحاك وأبي صالح وغيرهم، وكذا روى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب، ونبينا خير الأنبياء، وقال أهل الإنجيل مثل ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، وكتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا، فقضى الله بينهم، وقال: ? لَّيْسَ بِأَمَـ?نِيِّكُمْ وَلا? أَمَانِىِّ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? الآية. وخير بين الأديان فقال: ? وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} إلى قوله: ? وَ?تَّخَذَ ?للَّهُ إِبْرَ?هِيمَ خَلِيلاً ?. وقال مجاهد: قالت العرب: لن نبعث ولن نعذب، وقالت اليهود والنصارى:?لَن يَدْخُلَ ?لْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَـ?رَى??] البقرة: 111]، وقالوا:?لَن تَمَسَّنَا ?لنَّارُ إِلاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيَّامًا مَّعْدُودَ?تٍ?] آل عمران: 24] والمعنى في هذه الآية أن الدين ليس بالتحلي، ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال، وليس كل من ادعى شيئاً حصل له بمجرد دعواه، ولا كل من قال: إنه هو على الحق، سمع قوله بمجرد ذلك، حتى يكون له من الله برهان، ولهذا قال تعالى: ? لَّيْسَ بِأَمَـ?نِيِّكُمْ وَلا? أَمَانِىِّ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? أي: ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمني، بل العبرة بطاعة الله سبحانه، واتباع ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام، ولهذا قال بعده: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ?، كقوله:?فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ?
] الزلزلة: 7 ــــ8] وقد روي أن هذه الآية لما نزلت، شق ذلك على كثير من الصحابة.
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل عن أبي بكر بن أبي زهير، قال: أخبرت أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يا رسول الله، كيف الفلاح بعد هذه الآية: ? لَّيْسَ بِأَمَـ?نِيِّكُمْ وَلا? أَمَانِىِّ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? فكل سوء عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تنصب، ألست تحزن، ألست تصيبك اللأواء؟ "قال: بلى. قال: " فهو مما تجزون به " ورواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، ورواه الحاكم من طريق سفيان الثوري عن إسماعيل به. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن زياد الجصاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يعمل سوءاً يجز به في الدنيا " وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن هشيم بن جهيمة، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا زياد الجصاص عن علي بن زيد، عن مجاهد، قال: قال عبد الله بن عمر: انظروا المكان الذي فيه عبد الله بن الزبير مصلوباً، فلا تمرن عليه، قال: فسها الغلام، فإذا عبد الله بن عمر ينظر إلى ابن الزبير، فقال: يغفر الله لك ثلاثاً، أما والله ما علمتك إلا صوّاماً قواماً وصالاً للرحم، أما والله إني لأرجو مع مساوي ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها، قال: ثم التفت إلي فقال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يعمل سوءاً في الدنيا يجز به " ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن الفضل بن سهل، عن عبد الوهاب بن عطاء به مختصراً، وقال في مسند ابن الزبير: حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، حدثنا عبد الرحمن بن سليم بن حيان، حدثني أبي عن جدي حيان بن بسطام، قال: كنت مع ابن عمر، فمر بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب، فقال: رحمة الله عليك أبا خُبيب سمعت أباك يعني: الزبير، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يعمل سوءاً يجز به في الدنيا والآخرة " ثم قال: لا نعلمه يروى عن الزبير إلا من هذا الوجه.
وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل، حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني مولى ابن سباع، قال: سمعت ابن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ?للَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأقرأنيها، فلا أعلم إلا أني قد وجدت انفصاماً في ظهري حتى تمطيت لها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك يا أبا بكر؟ " قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأينا لم يعمل السوء، وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون، فإنكم تجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله ليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة "، وكذا رواه الترمذي عن يحيى بن موسى وعبد بن حميد عن روح بن عبادة به. ثم قال: وموسى بن عبيدة يضعف، ومولى ابن سباع مجهول. وقال ابن جرير: حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء بن أبي رباح قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر: جاءت قاصمة الظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما هي المصيبات في الدنيا "
(طريق أخرى عن الصديق) قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق العسكري، حدثنا محمد بن عامر السعدي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا فضيل بن عياض عن سلمان بن مهران، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، ما أشد هذه الآية ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المصائب والأمراض والأحزان في الدينا جزاء ".
(طريق أخرى) قال ابن جرير: حدثني عبد الله بن أبي زياد وأحمد بن منصور، قالا: أنبأنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الملك بن الحسن المحاربي، حدثنا محمد بن زيد بن قنفذ عن عائشة، عن أبي بكر قال: لما نزلت: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? قال أبو بكر: يا رسول الله، كل ما نعمل نؤاخذ به؟ فقال: " يا أبا بكر أليس يصيبك كذا وكذا، فهو كفارة ".
(حديث آخر) قال سعيد بن منصور: أنبأنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكر بن سوادة حدثه: أن يزيد بن أبي يزيد حدثه عن عبيد بن عمير، عن عائشة: أن رجلاً تلا هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ? فقال: إنا لنجزى بكل ما عملناه، هلكنا إذاً، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نعم، يجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه، في جسده، فيما يؤذيه".
(طريق أخرى) قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سلمة بن بشير، حدثنا هشيم عن أبي عامر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن، فقال:"ما هي يا عائشة؟ " قلت: من يعمل سوءاً يجز به، فقال: " هو ما يصيب العبد المؤمن، حتى النكبة ينكبها " ورواه ابن جرير من حديث هشيم به. ورواه أبو داود من حديث أبي عامر صالح بن رستم الخزاز به.
(طريق أخرى) قال أبو داود الطيالسي: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أمية: أنها سألت عائشة عن هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ?، فقالت: ما سألني أحد عن هذه الآية منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا عائشة هذه مبايعة الله للعبد مما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة، حتى البضاعة يضعها في كمه، فيفزع لها، فيجدها في جيبه، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه، كما أن الذهب يخرج من الكير".
(طريق أخرى) قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا أبو معاوية عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ?، قال: " إن المؤمن يؤجر في كل شيء، حتى في القبض عند الموت " وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه ".
(حديث آخر) قال سعيد بن منصور: عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، سمع محمد بن قيس بن مخرمة يخبر: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? شق ذلك على المسلمين، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سددوا وقاربوا، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى الشوكة يشاكها، والنكبة ينكبها "، هكذا رواه أحمد عن سفيان بن عيينة، ومسلم والترمذي والنسائي من حديث سفيان بن عيينة به، ورواه ابن مردويه من حديث روح ومعتمر، كلاهما عن إبراهيم بن يزيد، عن عبد الله بن إبراهيم، سمعت أبا هريرة يقول: لما نزلت هذه الآية:?لَّيْسَ بِأَمَـ?نِيِّكُمْ وَلا? أَمَانِىِّ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? بكينا وحزنا، وقلنا: يا رسول الله، ما أبقت هذه الآية من شيء، قال: " أما والذي نفسي بيده إنها لكما أنزلت، ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا، فإنه لا يصيب أحداً منكم مصيبة في الدنيا، إلا كفر الله بها من خطيئته، حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه " وقال عطاء بن يسار: عن أبي سعيد وأبي هريرة: أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر الله من سيئاته "أخرجاه.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى عن سعد بن إسحاق، حدثتني زينب بنت كعب بن عجرة عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا، ما لنا بها؟ قال: " كفارات " قال أبي: وإن قلت: قال: " حتى الشوكة فما فوقها " قال: فدعا أبي على نفسه أنه لا يفارقه الوعك حتى يموت؛ في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة، ولا جهاد في سبيل الله، ولا صلاة مكتوبة في جماعة، فما مسه إنسان إلا وجد حره حتى مات، رضي الله عنه، تفرد به أحمد.
(حديث أخر) روى ابن مردويه من طريق حسين بن واقد عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قيل: يا رسول الله ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? قال: " نعم، ومن يعمل حسنة يجز بها عشراً، فهلك من غلب واحدته عشراته " وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن: ? مَن يَعْمَلْ سُو?ءًا يُجْزَ بِهِ ? قال: الكافر، ثم قرأ: ? وَهَلْ نُجْزِي? إِلاَّ ?لْكَفُورَ ? [سبأ: 17] وهكذا روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما فسرا السوء ههنا بالشرك أيضاً. وقوله: ? وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ?للَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ? قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: إلا أن يتوب، فيتوب الله عليه، رواه ابن أبي حاتم، والصحيح أن ذلك عام في جميع الأعمال؛ لما تقدم من الأحاديث، وهذا اختيار ابن جرير، والله أعلم. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[11 - Dec-2010, صباحاً 01:13]ـ
5) الآية 195 من سورة البقرة:
قال تعالى: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ? البقرة: 195
في تفسير ابن كثير: قال البخاري: حدثنا إسحاق أخبرنا النضر، أخبرنا شعبة عن سليمان، سمعت أبا وائل عن حذيفة?وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ? قال: نزلت في النفقة، ورواه ابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الصباح عن أبي معاوية عن الأعمش به، مثله، قال: وروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء والضحاك والحسن وقتادة والسدي ومقاتل بن حيان نحو ذلك، وقال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال: حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه، ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية، إنما نزلت فينا؛ صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدنا معه المشاهد، ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر، اجتمعنا معشر الأنصار نجياً، فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصره، حتى فشا الإسلام وكثر أهله، وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا، فنقيم فيهما، فنزل فينا: ?وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ?، فكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال، وترك الجهاد. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وعبد بن حميد، في تفسيره، وابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه والحافظ أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، كلهم من حديث يزيد بن أبي حبيب به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال الحاكم: على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ولفظ أبي داود عن أسلم أبي عمران: كنا بالقسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى أهل الشام رجل، يُريدُ: فضالة بن عبيد، فخرج من المدينة صف عظيم من الروم، فصففنا لهم، فحمل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم، ثم خرج إلينا، فصاح الناس إليه، فقالوا: سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية على غير التأويل، وإنما نزلت فينا معشر الأنصار؛ إنا لما أعز الله دينه، وكثر ناصروه، قلنا فيما بيننا: لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها، فأنزل الله هذه الآية. وقال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي، قال: قال رجل للبراء بن عازب: إن حملت على العدو وحدي فقتلوني، أكنت ألقيت بيدي إلى التهلكة؟ قال: لا، قال الله لرسوله:?فَقَاتِلْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ?] النساء:84 [وإنما هذه في النفقة، رواه ابن مردويه، وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ورواه الترمذي وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن البراء، فذكره، وقال بعد قوله:?لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ?] النساء:84 [ولكن التهلكة أن يذنب الرجل الذنب، فيلقي بيده إلى التهلكة، ولا يتوب. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح، كاتب الليث، حدثني الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن أبي بكر بن نمير بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عبد الرحمن الأسود بن عبد يغوث، أخبره أنهم حاصروا دمشق، فانطلق رجل من أزد شنوءة، فأسرع إلى العدو وحده ليستقبل، فعاب ذلك عليه المسلمون، ورفعوا حديثه إلى عمرو بن العاص، فأرسل إليه عمرو، فرده، وقال عمرو: قال الله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ?. وقال عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، في قوله تعالى: ? وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ?، قال: ليس ذلك في القتال، إنما هو في النفقة؛ أن تمسك بيدك عن النفقة في سبيل الله، ولا تلق بيدك إلى التهلكة، قال حماد بن سلمة: عن داود، عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: كانت الأنصار يتصدقون، وينفقون من أموالهم، فأصابتهم سنة، فأمسكوا عن النفقة في سبيل الله،
(يُتْبَعُ)
(/)
فنزلت: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ? وقال الحسن البصري: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ? قال: هو البخل. وقال سماك بن حرب عن النعمان بن بشير، في قوله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ?، أن يذنب الرجل الذنب، فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ ? رواه ابن مردويه، وقال ابن أبي حاتم: وروي عن عبيدة السلماني والحسن وابن سيرين وأبي قلابة نحو ذلك، يعني: نحو قول النعمان بن بشير، أنها في الرجل يذنب الذنب، فيعتقد أنه لا يغفر له، فيلقي بيده إلى التهلكة، أي: يستكثر من الذنوب، فيهلك. ولهذا روى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: التهلكة: عذاب الله. وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنا يونس حدثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر عن القرظي محمد بن كعب، أنه كان يقول في هذه الآية: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ? قال: كان القوم في سبيل الله، فيتزود الرجل، فكان أفضل زاداً من الآخر، أنفق البائس من زاده حتى لا يبقى من زاده شيء، أحب أن يواسي صاحبه، فأنزل الله: ? وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ?. وقال ابن وهب أيضاً: أخبرني عبد الله بن عياش عن زيد بن أسلم في قول الله: ?وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ?لتَّهْلُكَةِ ? وذلك أن رجالاً يخرجون في بعوث يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نفقة، فإما أن يقطع بهم وإما كانوا عيالاً، فأمرهم الله أن يستنفقوا مما رزقهم الله، ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، والتهلكة أن يهلك رجال من الجوع والعطش، أو من المشي. وقال لمن بيده فضل: ? وَأَحْسِنُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ ?. ومضمون الآية الأمر بالإنفاق في سبيل الله، في سائر وجوه القربات، ووجوه الطاعات، وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء، وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم، والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار لمن لزمه واعتاده، ثم عطف بالأمر بالإحسان، وهو أعلى مقامات الطاعة، فقال: ? وَأَحْسِنُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ?. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم(/)
دعاء اولي الالباب في سورة ال عمران \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[10 - Dec-2010, مساء 11:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاؤلي الالياب*الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض - ربنا ماخلقت هذا باطلا
سبحانك فقنا عذاب النار* ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار * ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار * ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف اليعاد *فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب *)
ال عمران الايات \ 190 - 195
الحمد لله \
التفكر في خلق السموات والارض او في تعاقب الليل والنهار شيء عظيم لايحتمله الا ذو قلب مؤمن وذو تفكير واسع او من العلماء الذين من الله عليهم بنعمة العقل الراجح والفكر السليم لعظمة هذه الامور الهائلة الخارجة عن قدرة كل الخلائق والمفردة للقدرة الالهية العظيمة فهؤلاء العلماء هم وحدهم الذين يتفكرون بهذه الامور لايمانهم المطلق بقدرة الله تعالى وعظمته و في سعة ملكه
فهؤلاء الذين وسع الله تعالى قلوبهم وافكارهم ونفوسهم لذكر الله تعالى والهمهم السعة في العقل والاطمئنان في النفوس والغزارة في العلم هم الذين يذكرون الله قياما أي وهم قائمون اوهم قاعدون او هم مضطجعون على احد جنبيهم او ان احدهم ممتد في فراشه متيقظا غير نائم يلهج بذكرالله تعالى قبل خلوده للنوم وربما جاءت يؤدون صلاتهم قياما لتمكنهم منها ولشدة ايمانهم او قعودا في حالة وجود عائق اقعدهم عن القيام بها قياما وفي حالة عدم التمكن من القعود فا داءها قاعدين وقد سمح الله لهم ولبقية عباده المؤمنين او ادائها نياما وهو على جنوبهم فتكون صلاتهم ايماءا وبالذي يتمكنونه وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى عظيم ومنة منه اليهم
وكذلك انعامه عليهم في غير الصلاة من العبادات
حسبما يتمكنها العبد – (لايكلف الله نفسا ا لا وسعها) – المهم هو ذكرالله تعالى وعبادته في القيام والقعود والاضطجاع وفي النوم في الليل والنهار وكاءن الله سبحانه وتعالى قد خلق الليل والنهار و جعلهما يتعاقبان لبيان عبادته فيهما وكذلك تفكير المفكرين في كيفية خلق السموات و خلق الار ض ما فيهما من ايات عظيمة وحكم واسعة وما فيهما من غرائب الامور وعجائبها مما يشكل على الانسان وعيه وفهمه تجعل الولدان شيبا و لايعلمها الا الله تعالى – ونعتذر عن وصفها في هذا المكان
يقول هؤلاء العلماء المتفكرون رافعين ايديهم الى الله تعالى ربنا ماخلقت هذا عبثا ولا خلقته باطلا سبحانك بل خلقته بالحق وبالقدرالذي تريد وعلى الحال التي ترغب. هؤلاء المومنون تفكيرهم هذا زادهم ايمانا على ايمانهم فالهمهم التوسل برب العالمين ان يبعدهم عن مواطن الكافرين - عن النار – ويقيهم شرها فهم ترتجف قلوبهم في صدورهم خشية من الله تعالى وخوفا من عذابهم من النار لاءنهم يعلمون ان الذين يدخلون النار يلحقهم الخزي والعار وما لهم من انصار ينصرونهم بل يعيشون في ذلة ومهانة في نار جهنم وهي تحرقهم ويكونون حطبا لها او حجارة فيها- فهم حصب جهنم لذا فهم يرفعون الاكف الى الله تعالى ينشدونه السلامة والامان ولعله يتفضل عليهم فيجنبهم النار وينصرهم لان الظالمين لا ناصرلهم ولا معين.
ويستمرون في دعائهم - (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا) والمنادي هنا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يدعوهم للايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر يدعوهم للاسلام فيشهدون بالايمان انهم امنوا- (فاغفرلنا ربنا) - وماذا يغفر لهم - يغفر لهم ذنوبهم قبل الايمان ويتجاوز عن سيئاتهم الصغيرة بعد الايمان لان من ثبت ايمانه لا يفعل فعلة كبيرة اوياتي بسيئة من الكبائر او فيها اثم كبير وهو يعلم انها محرمة (وتوفنا مع الابرار) – مع النبيين والشهداء والصالحين من اصحاب الجنة - (ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامةانك لا تخلف الميعاد) - فان وعد الله تعالى منجز وما وعدهم الله تعالى ا لا خيرا
فلهم الرضوان والعتبى منه تعالى با ن يدخلهم الجنة التي وعد ها المتقين وقد عرفها لهم (فاستجاب لهم ربهم) فاستجاب الله تعالى دعاءهم فجعلهم في الدنيا اكابر القوم ومثقفيهم وفقهاءهم وفقراءهم ورب اشعث اغبر لو اقسم على الله لابره وفي الاخرة هم اصحاب الجنة
ان هذا الدعاء دعاء اولوا الالباب العارفين بالله حق معرفتهم والذين فتح الله بصائرهم وبصيرتهم للايمان فحقت لهم المشاهدة الحقيقية في رضوان الله تعالى ولهم فيها نعيم مقيم – (وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) -
لاحظ كتا بي اصحاب الجنة في القران الكريم في تفسير هذه الايات المباركة(/)
الصحابة والامتثال الفوري لأوامر القرآن
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[12 - Dec-2010, صباحاً 05:37]ـ
الصحابة والامتثال الفوري لأوامر القرآن
بدون لكن ... ولَيٍّ ... ولفٍّ ... ودوران
إعداد الدكتور أمل العلمي
كيف كان الصحابة ينفذون أوامر القرآن ويصدون عن نواهيه؟ ... لنقف على نماذج وصور في مشاهد ماثلة للعيان بقيت خالدة في التاريخ، حية تحكي لنا واقع ما فعل الإيمان فيهم قبل تلقيهم أوامر الوحي، التي كانت تنزل تدريجياً في القرآن، يبلغها ويلقنها لهم الرسول الأمين الهادي إلى الصراط المستقيم، بأمانة كاملة بدون نقص أو زيادة ... فما كان منهم إلا سرعة الإقبال على تلقي الأوامر، واستيعابها، وتنفيذها بدون تباطؤ، ولا تلكؤ، ولا لي، ولا لف، ولا دوران ... ينفذون ما يطلبه الحق عز وجل منهم بجد واستقامة ... يبادرون للتنفيذ الفوري لتلك الأوامر، في وجل، وخوف من التقصير ... نساء ورجالا ... شباناً وشيوخاً ... على السواء ... وبدون تمييز بين غنيهم وفقيرهم ... في مشاهد مع آيات تحريم الخمر ... ومشاهد آيات الحجاب ... ومشاهد النفير للجهاد وغيرها ...
ويا لروعة مشهد الصحابي أبو طلحة يأمر أبناءه لتحميله فوق الدابة للخروج للجهاد وقد استنفرته آية في سورة التوبة وهو شيخ هرم في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه (بعد أن أبلى البلاء الحسن في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته، وفي عهد أبي بكر من بعده، ثم عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما)، هذا المشهد مما تطلعنا عليه كتب التفاسير في شرح تلك الآيات، التي أعرضها تباعاً على هذه الصفحة المباركة إن شاء الله ... حتى تكون نبراسا لنا توقظ ضميرنا ... تقوي عزيمتنا ... تحفزنا ... للنهوض بعبء التكليف ... وقد اثاقلنا بذنوبنا وارتكسنا في دركات الحضيض ... فهل من معين ...
البرنامج:
1) الاستجابة لنفير الجهاد في سبيل الله (الآية 41 من سورة التوبة)
2) الاستجابة لتحريم الخمر وسرعة التنفيذ (سورة المائدة: 90 - 91)
3) الاستجابة لآية الحجاب وسرعة التنفيذ (سورة النور: 31)
4) خفض الصوت أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة الحجرات: 2 - 3)
5) النهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء؛ مما لا فائدة لهم في السؤال عنها (سورة المائدة: 101)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 03:56]ـ
1) الاستجابة لنفير الجهاد في سبيل الله (الآية 41 من سورة التوبة):
قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) ?التوبة: 38 - 41
قال تعالى: ? انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ?التوبة: 41
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن كثير في معرض تفسير الآية في "تفسير القرآن الكريم": قال سفيان الثوري عن أبيه عن أبي الضحى مسلم بن صبيح: هذه الآية: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? أول ما نزل من سورة براءة، وقال معتمر بن سليمان عن أبيه قال: زعم حضرمي أنه ذكر له: أن ناساً كانوا عسى أن يكون أحدهم عليلاً وكبيراً فيقول: إني لا آثم، فأنزل الله: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? الآية، أمر الله تعالى بالنفير العام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك لقتال أعداء الله من الروم الكفرة من أهل الكتاب، وحتم على المؤمنين في الخروج معه على كل حال؛ في المنشط والمكره، والعسر واليسر، فقال: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً?. وقال علي بن زيد عن أنس عن أبي طلحة: كهولاً وشباباً، ما سمع الله عذر أحد، ثم خرج إلى الشام، فقاتل حتى قتل. وفي رواية: قرأ أبو طلحة سورة براءة، فأتى على هذه الآية: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَـ?هِدُواْ بِأَمْوَ?لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ ? فقال: أرى ربنا استنفرنا شيوخاً وشباناً، جهزوني يا بني، فقال بنوه: يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فنحن نغزو عنك، فأبى، فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد تسعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه فيها. وهكذا روي عن ابن عباس وعكرمة وأبي صالح والحسن البصري وسهيل بن عطية ومقاتل بن حيان والشعبي وزيد بن أسلم: أنهم قالوا في تفسير هذه الآية ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? كهولاً وشباناً. وكذا قال عكرمة والضحاك ومقاتل بن حيان وغير واحد، وقال مجاهد: شباناً وشيوخاً، وأغنياء ومساكين. وكذا قال أبو صالح وغيره. وقال الحكم بن عتيبة: مشاغيل وغير مشاغيل، وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? يقول: انفروا نشاطاً وغير نشاط، وكذا قال قتادة. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? قالوا: فإن فينا الثقيل، وذا الحاجة والضيعة والشغل والمتيسر به أمره، فأنزل الله، وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا ? خِفَافًا وَثِقَالاً?أي: على ما كان منهم. وقال الحسن بن أبي الحسن البصري أيضاً: في العسر واليسر. وهذا كله من مقتضيات العموم في الآية، وهذا اختيار ابن جرير. وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي: إذا كان النفير إلى دروب الروم، نفر الناس إليها خفافاً وركباناً، وإذا كان النفير إلى هذه السواحل نفروا إليها خفافاً وثقالاً، وركباناً ومشاة، وهذا تفصيل في المسألة. وقد روي عن ابن عباس ومحمد بن كعب وعطاء الخراساني وغيرهم: أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى:?فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ?] التوبة:122 [وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله، وقال السدي: قوله: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? يقول: غنياً وفقيراً، وقوياً وضعيفاً، فجاءه رجل يومئذ - زعموا أنه المقداد وكان عظيماً سميناً - فشكا إليه، وسأله أن يأذن له، فأبى، فنزلت يومئذ: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? فلما نزلت هذه الآية، اشتد على الناس، فنسخها الله فقال:?لَّيْسَ عَلَى ?لضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى? ?لْمَرْضَى? وَلاَ عَلَى ?لَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ?] التوبة: 91 [. وقال ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية، حدثنا أيوب عن محمد قال: شهد أبو أيوب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً، ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا عاماً واحداً، قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله تعالى: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً? فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً. وقال ابن جرير: حدثني سعيد بن عمرو السكوني، حدثنا بقية، حدثنا جرير، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة، حدثني أبو راشد الحبراني قال: وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً على تابوت من توابيت الصيارفة بحمص، وقد فصل عنها من عظْمه يريد الغزو، فقلت له: قد أعذر الله إليك فقال: أتت علينا سورة البعوث: ? ?نْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً?. وقال ابن جرير: حدثني حيان بن زيد الشرْعَبِي قال: نفرنا مع صفوان بن عمرو، وكان والياً على حمص، قِبَل الأفسوس إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الجراجمة، فرأيت شيخاً كبيراً هِمّاً، قد سقط حاجباه على عينيه؛ من أهل دمشق، على راحلته فيمن أغار، فأقبلت إليه فقلت: يا عم لقد أعذر الله إليك، قال: فرفع حاجبيه فقال: يا بن أخي استنفرنا الله خفافاً وثقالاً، ألا إنه من يحبه الله يبتليه، ثم يعيده الله فيبقيه، وإنما يبتلي الله من عباده من شكر وصبر وذكر ولم يعبد إلا الله عز وجل. ثم رغب تعالى في النفقة في سبيله وبذل المهج في مرضاته ومرضاة رسوله فقال:?وَجَـ?هِدُواْ بِأَمْوَ?لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ ذ?َلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ? أي: هذا خير لكم في الدنيا والآخرة؛ لأنكم تغرمون في النفقة قليلاً، فيغنمكم الله أموال عدوكم في الدنيا، مع ما يدخر لكم من الكرامة في الآخرة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرده إلى منزله بما نال من أجر أو غنيمة " ولهذا قال الله تعالى:?كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى? أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى? أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ?] البقرة: 216 [ومن هذا القبيل ما رواه الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: " أسلم " قال: أجدني كارهاً، قال: " أسلم وإن كنت كارهاً. " [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
يقول سيد قطب في "ظلال القرآن": ذلك بدء العتاب للمتخلفين والتهديد بعاقبة التثاقل عن الجهاد في سبيل الله، والتذكير لهم بما كان من نصر الله لرسوله، قبل أن يكون معه منهم أحد، وبقدرته على إعادة هذا النصر بدونهم، فلا ينالهم عندئذ إلا إثم التخلف والتقصير. ?يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض؟ ?. .. إنها ثقلة الأرض، ومطامع الأرض، وتصورات الأرض .. ثقلة الخوف على الحياة، والخوف على المال، والخوف على اللذائذ والمصالح والمتاع .. ثقلة الدعة والراحة والاستقرار .. ثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب .. ثقلة اللحم والدم والتراب .. والتعبير يلقي كل هذه الظلال بجرس ألفاظه: ? اثاقلتم? .. وهي بجرسها تمثل الجسم المسترخي الثقيل، يرفعه الرافعون في جهد فيسقط منهم في ثقل! ويلقيها بمعنى ألفاظه: ? اثاقلتم إلى الأرض ? .. وما لها من جاذبية تشد إلى أسفل وتقاوم رفرفة الأرواح وانطلاق الأشواق .. إن النفرة للجهاد في سبيل الله انطلاق من قيد الأرض، وارتفاع على ثقلة اللحم والدم؛ وتحقيق للمعنى العلوي في الإنسان، وتغليب لعنصر الشوق المجنح في كيانه على عنصر القيد والضرورة؛ وتطلع إلى الخلود الممتد، وخلاص من الفناء المحدود:?أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ?. وما يحجم ذو عقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله، إلا وفي هذه العقيدة دخل، وفي إيمان صاحبها بها وهن. لذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -" من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من شعب النفاق " فالنفاق - وهو دخل في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال - هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة عن الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر، والآجال بيد الله، والرزق من عند الله. وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. ومن ثم يتوجه الخطاب إليهم بالتهديد: ?إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم، ولا تضروه شيئاً، والله على كل شيء قدير? .. والخطاب لقوم معينين في موقف معين. ولكنه عام في مدلوله لكل ذوي عقيدة في الله. والعذاب الذي يتهددهم ليس عذاب الآخرة وحده، فهو ذلك عذاب الدنيا. عذاب الذلة التي تصيب القاعدين عن الجهاد والكفاح، والغلبة عليهم للأعداء، والحرمان من الخيرات واستغلالها للمعادين؛ وهم مع ذلك كله يخسرون من النفوس والأموال أضعاف ما يخسرون في الكفاح والجهاد؛ ويقدمون على مذبح الذل أضعاف ما تتطلبه منهم الكرامة لو قدموا لها الفداء. وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب الله عليها الذل، فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه منها كفاح الأعداء .. ?ويستبدل قوماً غيركم? .. يقومون على العقيدة، ويؤدون ثمن العزة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستعلون على أعداء الله:?ولا تضروه شيئاً? .. ولا يقام لكم وزن، ولا تقدمون أو تؤخرون في الحساب! ?والله على كل شيء قدير? .. لا يعجزه أن يذهب بكم، ويستبدل قوماً غيركم، ويغفلكم من التقدير والحساب! إن الاستعلاء على ثقلة الأرض وعلى ضعف النفس، إثبات للوجود الإنساني الكريم. فهو حياة بالمعنى العلوي للحياة: إن التثاقل إلى الأرض والاستسلام للخوف إعدام للوجود الإنساني الكريم. فهو فناء في ميزان الله وفي حساب الروح المميزة للإنسان. ويضرب الله لهم المثل من الواقع التاريخي الذي يعلمونه، على نصرة الله لرسوله بلا عون منهم ولا ولاء، والنصر من عند الله يؤتيه من يشاء:?إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا، ثاني اثنين إذ هما في الغار. إذ يقول لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا. فأنزل الله سكينته عليه، وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم? .. ذلك حين ضاقت قريش بمحمد ذرعاً، كما تضيق القوة الغاشمة دائماً بكلمة الحق، لا تملك لها دفعاً، ولا تطيق عليها صبراً، فائتمرت به، وقررت أن تتخلص منه؛ فأطلعه الله على ما ائتمرت، وأوحي إليه بالخروج، فخرج وحيداً إلا من صاحبه الصدّيق، لا جيش ولا عدة، وأعداؤه كثر، وقوتهم إلى قوته ظاهرة. والسياق يرسم مشهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه:?إذ هما في الغار?. والقوم على إثرهما يتعقبون، والصديق - رضي الله عنه - يجزع - لا على نفسه ولكن على صاحبه - أن يطلعوا عليهما فيخلصوا إلى صاحبه الحبيب، يقول له: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. والرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد أنزل الله سكينته على قلبه، يهدئ من روعه ويطمئن من قلبه فيقول له: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ". ثم ماذا كانت العاقبة، والقوة المادية كلها في جانب، والرسول - صلى الله عليه وسلم - مع صاحبه منها مجرد؟ كان النصر المؤزر من عند الله بجنود لم يرها الناس. وكانت الهزيمة للذين كفروا والذل والصغار:?وجعل كلمة الذين كفروا السفلى?. وظلت كلمة الله في مكانها العالي منتصرة قوية نافذة:?وكلمة الله هي العليا? .. وقد قرئ " ? وكلمةَ الله ? بالنصب. ولكن القراءة بالرفع أقوى في المعنى. لأنها تعطي معنى التقرير. فكلمة الله هي العليا طبيعة وأصلاً، بدون تصيير متعلق بحادثة معينة. والله ? عزيز ? لا يذل أولياؤه ? حكيم ? يقدر النصر في حينه لمن يستحقه ذلك مثل على نصرة الله لرسوله ولكلمته؛ والله قادر على أن يعيده على أيدي قوم آخرين غير الذين يتثاقلون ويتباطأون. وهو مثل من الواقع إن كانوا في حاجة بعد قول الله إلى دليل! وفي ظلال هذا المثل الواقع المؤثر يدعوهم إلى النفرة العامة، لا يعوقهم معوق. ولا يقعد بهم طارئ، إن كانوا يريدون لأنفسهم الخير في هذه الأرض وفي الدار الآخرة:?انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله. ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ? .. انفروا في كل حال، وجاهدوا بالنفوس والأموال، ولا تتلمسوا الحجج والمعاذير، ولا تخضعوا للعوائق والتعلات.?ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون?. وأدرك المؤمنون المخلصون هذا الخير. فنفروا والعوائق في طريقهم، والأعذار حاضرة لو أرادوا التمسك بالأعذار. ففتح الله عليهم القلوب والأرضين، وأعز بهم كلمة الله، وأعزهم بكلمة الله، وحقق على أيديهم ما يعد خارقة في تاريخ الفتوح. قرأ أبو طلحة - رضي الله عنه - سورة براءة فأتى على هذه الآية فقال: أرى ربنا استنفرنا شيوخاً وشباناً، جهزوني يا بني. فقال بنوه: يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فنحن نغزو عنك. فأبى فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد تسعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه بها. وروى ابن جرير بإسناده - عن أبي راشد الحراني قال: " وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جالساً على تابوت من توابيت الصيارفة، وقد فضل عنها من عظمه يريد الغزو؛ فقلت له قد أعذر الله إليك. فقال: أتت علينا سورة البعوث. ?انفروا خفافاً وثقالاً?. وروى كذلك بإسناده - عن حيان بن زيد الشرعبي قال: نفرنا مع صفوان بن عمرو، وكان والياً على حمص قبل الأفسوس إلى الجراجمة فرأيت شيخا كبيراً هِمّاً، قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته فيمن أغار، فأقبلت إليه فقلت: يا عم لقد أعذر الله إليك. قال: فرفع حاجبيه فقال يا ابن أخي استنفرنا الله، خفافاً وثقالاً. ألا إنه من يحبه الله يبتليه، ثم يعيده فيبقيه، وإنما يبتلي الله من عباده من شكر وصبر وذكر، ولم يعبد إلا الله عز وجل. وبمثل هذا الجد في أخذ كلمات الله انطلق الإسلام في الأرض، يخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، وتمت تلك الخارقة في تلك الفتوح التحريرية الفريدة. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
الهوامش:
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - سيد قطب – في ظلال القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[12 - Dec-2010, مساء 11:55]ـ
2) الاستجابة لتحريم الخمر وسرعة التنفيذ (سورة المائدة: 90 - 91):
قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91) ?المائدة: 90 – 91
في تفسير ابن كثير: وقوله تعالى: ? رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ?لشَّيْطَـ?نِ ? قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أي: سخط من عمل الشيطان. وقال سعيد بن جبير: إثم. وقال زيد بن أسلم: أي: شر من عمل الشيطان ? فَ?جْتَنِبُوهُ ? الضمير عائد إلى الرجس، أي: اتركوه ? لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? وهذا ترغيب، ثم قال تعالى: ? إِنَّمَا يُرِيدُ ?لشَّيْطَـ?نُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ?لْعَدَاوَةَ وَ?لْبَغْضَآءَ فِى ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَعَنِ ?لصَّلَو?ةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ? وهذا تهديد وترهيب. ذكر الأحاديث الواردة في بيان تحريم الخمر قال الإمام أحمد: حدثنا شريح، حدثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة قال: حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فأنزل الله:?يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَـ?فِعُ لِلنَّاسِ?] البقرة: 209] إلى آخر الآية. فقال الناس: ما حرما علينا، إنما قال:?فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَـ?فِعُ لِلنَّاسِ?] البقرة:219 [، وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوماً من الأيام، صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، فخلط في قراءته، فأنزل الله أغلظ منها:?يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ?لصَّلَو?ةَ وَأَنتُمْ سُكَـ?رَى? حَتَّى? تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ?] النساء:43 [فكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق، ثم أنزلت آية أغلظ منها ? يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ?لْخَمْرُ وَ?لْمَيْسِرُ وَ?لأَنصَابُ وَ?لأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ?لشَّيْطَـ?نِ فَ?جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? قالوا: انتهينا ربنا. وقال الناس: يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله، وماتوا على فرشهم، كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رجساً من عمل الشيطان، فأنزل الله تعالى: ? لَيْسَ عَلَى ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُو?اْ ? إلى آخر الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو حرم عليهم، لتركوه كما تركتم " انفرد به أحمد. وقال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب: أنه قال لما نزل تحريم الخمر، قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في البقرة:?يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ?] البقرة: 219] فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في سورة النساء:?يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ?لصَّلَو?ةَ وَأَنتُمْ سُكَـ?رَى? ?] النساء:43 [فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قال: حي على الصلاة، نادى: لا يقربن الصلاة سكران. فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر، فقرئت عليه، فلما بلغ قول الله تعالى: ? فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ? قال عمر: انتهينا انتهينا. وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وعن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني، عن عمر، به، وليس له عنه سواه، قال أبو زرعة: ولم يسمع منه. وصحح هذا الحديث علي بن المديني والترمذي. وقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قال في خطبته على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيها
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل. وقال البخاري: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبد العزيز بن عمر ابن عبد العزيز، حدثني نافع عن ابن عمر قال: نزل تحريم الخمر، وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما فيها شراب العنب.
(حديث آخر) قال أبو داود الطيالسي: حدثنا محمد بن أبي حميد، عن المصري، يعني: أبا طعمة قارىء مصر، قال: سمعت ابن عمر يقول: نزلت في الخمر ثلاث آيات، فأول شيء نزل:
?يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ ?] البقرة:219 [الآية، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول الله، دعنا ننتفع بها كما قال الله تعالى، قال: فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية:?لاَ تَقْرَبُواْ ?لصَّلَو?ةَ وَأَنتُمْ سُكَـ?رَى??] النساء:43 [فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت: ? يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ?لْخَمْرُ وَ?لْمَيْسِرُ وَ?لأَنصَابُ وَ?لأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ?لشَّيْطَـ?نِ فَ?جْتَنِبُوهُ ? الآيتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حرمت الخمر".
(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يعلى، حدثنا محمد بن إسحاق عن القعقاع بن حكيم: أن عبد الرحمن بن وعلة قال: سألت ابن عباس عن بيع الخمر، فقال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، صديق من ثقيف، أو من دوس، فلقيه يوم الفتح براوية خمر يهديها إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا فلان أما علمت أن الله حرمها؟ " فأقبل الرجل على غلامه فقال: اذهب فبعها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا فلان بماذا أمرته؟ " فقال: أمرته أن يبيعها. قال: " إن الذي حرم شربها حرم بيعها " فأمر بها، فأفرغت في البطحاء، ورواه مسلم من طريق ابن وهب، عن مالك، عن زيد بن أسلم، ومن طريق ابن وهب أيضاً عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس، به، ورواه النسائي عن قتيبة عن مالك به.
(حديث آخر) قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن شهر بن حوشب، عن تميم الداري: أنه كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كل عام راوية من خمر، فلما أنزل الله تحريم الخمر، جاء بها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضحك، وقال: " إنها قد حرمت بعدك " قال: يا رسول الله، فأبيعها وأنتفع بثمنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهود، حرمت عليهم شحوم البقر والغنم، فأذابوه وباعوه، والله حرم الخمر وثمنها " وقد رواه أيضاً الإمام أحمد فقال: حدثنا روح، حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم: أن الداري كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر، فلما كان عام حرمت، جاء براوية، فلما نظر إليه، ضحك، فقال: " أشعرت أنها قد حرمت بعدك؟ " فقال: يا رسول الله، ألا أبيعها وأنتفع بثمنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهود؛ انطلقوا إلى ما حرم عليهم من شحم البقر والغنم، فأذابوه، فباعوا به ما يأكلون، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام، وإن الخمر حرام، وثمنها حرام " (حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة عن سليمان بن سليمان ابن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان: أن أباه أخبره: أنه كان يتجر في الخمر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه أقبل من الشام، ومعه خمر في الزقاق يريد بها التجارة، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني جئتك بشراب طيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا كيسان إنها قد حرمت بعدك " قال: فأبيعها يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها قد حرمت، وحرم ثمنها "، فانطلق كيسان إلى الزقاق، فأخذ بأرجلها، ثم هراقها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد، عن أنس قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبي بن كعب وسعيد بن بيضاء ونفراً من أصحابه عند أبي طلحة، حتى كاد الشراب يأخذ منهم، فأتى آت من المسلمين، فقال: أما شعرتم أن الخمر قد حرمت؟ فقالوا: حتى ننظر ونسأل، فقالوا: يا أنس أَكْفِ ما بقي في إنائك، فوالله ما عادوا فيها، وما هي إلا التمر والبسر، وهي خمرهم يومئذ، أخرجاه في الصحيحين من غير وجه عن أنس، وفي رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة، وما شرابهم إلا الفضيخ؛ البسر والتمر، فإذا منادٍ ينادي، قال: اخرج فانظر، فإذا منادٍ ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، فجرت في سكك المدينة، قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها، فهرقتها، فقالوا، أو قال بعضهم: قتل فلان وفلان وهي في بطونهم، قال: فأنزل الله: ? لَيْسَ عَلَى ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُو?اْ ? الآية. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
في تفسير سيد قطب: وفي سياق قضية التشريع بالتحريم والتحليل، وفي خط التربية للأمة المسلمة في المدينة، وتخليصها من جو الجاهلية ورواسبها وتقاليدها الشخصية والاجتماعية، يجيء النص القاطع الأخير في تحريم الخمر والميسر مقرونين إلى تحريم الأنصاب والأزلام. أي إلى الشرك بالله.?يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين. ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين? .. لقد كانت الخمر والميسر والأنصاب والأزلام من معالم الحياة الجاهلية، ومن التقاليد المتغلغلة في المجتمع الجاهلي. وكانت كلها حزمة واحدة ذات ارتباط عميق في مزاولتها، وفي كونها من سمات ذلك المجتمع وتقاليده .. فلقد كانوا يشربون الخمر في إسراف، ويجعلونها من المفاخر التي يتسابقون في مجالسها ويتكاثرون؛ ويديرون عليها فخرهم في الشعر ومدحهم كذلك! وكان يصاحب مجالس الشراب نحر الذبائح واتخاذ الشواء منها للشاربين وللسقاة ولأحلاس هذه المجالس ومن يلوذون بها ويلتفون حولها! وكانت هذه الذبائح تنحر على الأنصاب وهي أصنام لهم كانوا يذبحون عليها ذبائحهم وينضحونها بدمها (كما كانت تذبح عليها الذبائح التي تقدم للآلهة أي لكهنتها!) .. وفي ذبائح مجالس الخمر وغيرها من المناسبات الاجتماعية التي تشبهها كان يجري الميسر عن طريق الأزلام. وهي قداح كانوا يستقسمون بها الذبيحة، فيأخذ كل منهم نصيبه منها بحسب قدحه. فالذي قدحه (المعلى) يأخذ النصيب الأوفر، وهكذا حتى يكون من لا نصيب لقدحه. وقد يكون هو صاحب الذبيحة فيخسرها كلها! وهكذا يبدو تشابك العادات والتقاليد الاجتماعية؛ ويبدو جريانها كذلك وفق حال الجاهلية وتصوراتها الاعتقادية. ولم يبدأ المنهج الإسلامي في معالجة هذه التقاليد في أول الأمر، لأنها إنما تقوم على جذور اعتقادية فاسدة؛ فعلاجها من فوق السطح قبل علاج جذورها الغائرة جهد ضائع. حاشا للمنهج الرباني أن يفعله! إنما بدأ الإسلام من عقدة النفس البشرية الأولى. عقدة العقيدة. بدأ باجتثاث التصور الجاهلي الاعتقادي جملة من جذوره؛ وإقامة التصور الإسلامي الصحيح. إقامته من أعماق القاعدة المرتكزة إلى الفطرة .. بيّن للناس فساد تصوراتهم عن الألوهية وهداهم إلى الإله الحق. وحين عرفوا إلههم الحق بدأت نفوسهم تستمع إلى ما يحبه منهم هذا الإله الحق وما يكرهه. وما كانوا قبل ذلك ليسمعوا! أو يطيعوا أمراً ولا نهياً؛ وما كانوا ليقلعوا عن مألوفاتهم الجاهلية مهما تكرر لهم النهي وبذلت لهم النصيحة .. إن عقدة الفطرة البشرية هي عقدة العقيدة؛ وما لم تنعقد هذه العقدة أولاً فلن يثبت فيها شيء من خلق أو تهذيب أو إصلاح اجتماعي. إن مفتاح الفطرة البشرية ها هنا. وما لم تفتح بمفتاحها فستظل سراديبها مغلقة ودروبها ملتوية، وكما كشف منها زقاق انبهمت أزقة؛ وكلما ضاء منها
(يُتْبَعُ)
(/)
جانب أظلمت جوانب، وكلما حلت منها عقدة تعقدت عقد، وكلما فتح منها درب سدت دروب ومسالك .. إلى ما لا نهاية .. لذلك لم يبدأ المنهج الإسلامي في علاج رذائل الجاهلية وانحرافاتها، من هذه الرذائل والانحرافات .. إنما بدأ من العقيدة .. بدأ من شهادة أن لا إله إلا الله .. وطالت فترة إنشاء لا إله إلا الله هذه في الزمن حتى بلغت نحو ثلاثة عشر عاماً، لم يكن فيها غاية إلا هذه الغاية! تعريف الناس بإلههم الحق وتعبيدهم له وتطويعهم لسلطانه .. حتى إذا خلصت نفوسهم لله؛ وأصبحوا لا يجدون لأنفسهم خيرة إلا ما يختاره الله .. عندئذ بدأت التكاليف - بما فيها الشعائر التعبدية - وعندئذ بدأت عملية تنقية رواسب الجاهلية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والأخلاقية والسلوكية .. بدأت في الوقت الذي يأمر الله فيطيع العباد بلا جدال. لأنهم لا يعلمون لهم خيرة فيما يأمر الله به أو ينهى عنه أياً كان!
أو بتعبير آخر: لقد بدأت الأوامر والنواهي بعد " الإسلام " .. بعد الاستسلام .. بعد أن لم يعد للمسلم في نفسه شيء .. بعد أن لم يعد يفكر في أن يكون له إلى جانب أمر الله رأي أو اختيار .. أو كما يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه: " ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين " تحت عنوان: " انحلت العقدة الكبرى":" .. انحلت العقدة الكبرى .. عقدة الشرك والكفر .. فانحلت العقد كلها؛ وجاهدهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهاده الأول، فلم يحتج إلى جهاد مستأنف لكل أمر أو نهي؛ وانتصر الإسلام على الجاهلية في المعركة الأولى، فكان النصر حليفه في كل معركة. وقد دخلوا في السلم كافة بقلوبهم وجوارحهم وأرواحهم كافة، لا يشاقون الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى؛ ولا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضى؛ ولا يكون لهم الخيرة من بعد ما أمر أو نهى. حدثوا الرسول عما اختانوا أنفسهم؛ وعرضوا أجسادهم للعذاب الشديد إذا فرطت منهم زلة استوجبت الحد .. نزل تحريم الخمر والكؤوس المتدفقة على راحاتهم؛ فحال أمر الله بينها وبين الشفاه المتلمظة والأكباد المتقدة؛ وكسرت دنان الخمر فسالت في سكك المدينة ".ومع هذا فلم يكن تحريم الخمر وما يتصل بها من الميسر أمراً مفاجئاً .. فلقد سبقت هذا التحريم القاطع مراحل وخطوات في علاج هذه التقاليد الاجتماعية المتغلغلة، المتلبسة بعادات النفوس ومألوفاتها، والمتلبسة كذلك ببعض الجوانب الاقتصادية وملابساتها. لقد كانت هذه هي المرحلة الثالثة أو الرابعة في علاج مشكلة الخمر في المنهج الإسلامي: كانت المرحلة الأولى مرحلة إطلاق سهم في الاتجاه حين قال الله سبحانه في سورة النحل المكية:?ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً ... ?فكانت أول ما يطرق حس المسلم من وضع السكر (وهو المخمر) في مقابل الرزق الحسن .. فكأنما هو شيء والرزق الحسن شيء آخر. ثم كانت الثانية بتحريك الوجدان الديني عن طريق المنطق التشريعي في نفوس المسلمين حين نزلت التي في سورة البقرة:?يسألونك عن الخمر والميسر. قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما? وفي هذا إيحاء بأن تركهما هو الأولى ما دام الإثم أكبر من النفع. إذ أنه قلما يخلو شيء من نفع؛ ولكن حله أو حرمته إنما ترتكز على غلبة الضر أو النفع. ثم كانت الثالثة بكسر عادة الشراب، وإيقاع التنافر بينها وبين فريضة الصلاة حين نزلت التي في النساء:?يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون?والصلاة في خمسة أوقات معظمها متقارب؛ ولا يكفي ما بينها للسكر ثم الإفاقة. وفي هذا تضييق لفرص المزاولة العملية لعادة الشراب - وخاصة عادة الصبوح في الصباح والغبوق بعد العصر أو المغرب كما كانت عادة الجاهليين - وفيه كسر لعادة الإدمان التي تتعلق بمواعيد التعاطي. وفيه - وهو أمر له وزنه في نفس المسلم - ذلك التناقض بين الوفاء بفريضة الصلاة في مواعيدها والوفاء بعادة الشراب في مواعيدها! ثم كانت هذه الرابعة الحاسمة والأخيرة، وقد تهيأت النفوس لها تهيؤاً كاملاً فلم يكن إلا النهي حتى تتبعه الطاعة الفورية والإذعان: عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شفاء. فنزلت التي في البقرة:?يسألونك عن الخمر والميسر، قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما? فدعي عمر - رضي الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه - فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء. فنزلت التي في النساء:?يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى .. } الآية .. فدعي عمر - رضي الله عنه - فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء. فنزلت التي في المائدة: ? إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر؛ ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟ ? فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: " انتهينا. انتهينا " .. (أخرجه أصحاب السنن). ولما نزلت آيات التحريم هذه، في سنة ثلاث بعد وقعة أحد، لم يحتج الأمر إلى أكثر من مناد في نوادي المدينة: " ألا أيها القوم. إن الخمر قد حرمت " .. فمن كان في يده كأس حطمها ومن كان في فمه جرعة مجها، وشقت زقاق الخمر وكسرت قنانيه .. وانتهى الأمر كأن لم يكن سكر ولا خمر!
والآن ننظر في صياغة النص القرآني؛ والمنهج الذي يتجلى فيه منهج التربية والتوجيه:?يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين?. إنه يبدأ بالنداء المألوف في هذا القطاع:?يا أيها الذين آمنوا? .. لاستجاشة قلوب المؤمنين من جهة؛ ولتذكيرهم بمقتضى هذا الإيمان من الالتزام والطاعة من جهة أخرى .. يلي هذا النداء الموحي تقرير حاسم على سبيل القصر والحصر:?إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان? .. فهي دنسة لا ينطبق عليها وصف " الطيبات " التي أحلها الله. وهي من عمل الشيطان. والشيطان عدو الإنسان القديم؛ ويكفي أن يعلم المؤمن أن شيئاً ما من عمل الشيطان لينفر منه حسه، وتشمئز منه نفسه، ويجفل منه كيانه، ويبعد عنه من خوف ويتقيه! وفي هذه اللحظة يصدر النهي مصحوباً كذلك بالإطماع في الفلاح - وهي لمسة أخرى من لمسات الإيحاء النفسي العميق:?فاجتنبوه لعلكم تفلحون? .. ثم يستمر السياق في كشف خطة الشيطان من وراء هذا الرجس:?إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ... ? .. بهذا ينكشف لضمير المسلم هدف الشيطان، وغاية كيده، وثمرة رجسه .. إنها إيقاع العداوة والبغضاء في الصف المسلم - في الخمر والميسر - كما أنها هي صد?الذين آمنوا ? عن ذكر الله وعن الصلاة .. ويا لها إذن من مكيدة! وهذه الأهداف التي يريدها الشيطان أمور واقعة يستطيع المسلمون أن يروها في عالم الواقع بعد تصديقها من خلال القول الإلهي الصادق بذاته. فما يحتاج الإنسان إلى طول بحث حتى يرى أن الشيطان يوقع العداوة والبغضاء - في الخمر والميسر- بين الناس. فالخمر بما تفقد من الوعي وبما تثير من عرامة اللحم والدم، وبما تهيج من نزوات ودفعات. والميسر الذي يصحابها وتصاحبه بما يتركه في النفوس من خسارات وأحقاد؛ إذا المقمور لابد أن يحقد على قامره الذي يستولي على ماله أمام عينيه، ويذهب به غانماً وصاحبه مقمور مقهور .. إن من طبيعة هذه الأمور أن تثير العداوة والبغضاء، مهما جمعت بين القرناء في مجالات من العربدة والانطلاق اللذين يخيل للنظرة السطحية أنهما أنس وسعادة! وأما الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، فلا يحتاجان إلى نظر .. فالخمر تنسي، والميسر يلهي، وغيبوبة الميسر لا تقل عن غيبوبة الخمر عند المقامرين؛ وعالم المقامر كعالم السكير لا يتعدى الموائد والأقداح والقداح! وهكذا عندما تبلغ هذه الإشارة إلى هدف الشيطان من هذا الرجس غايتها من إيقاظ قلوب ? الذين آمنوا ? وتحفزها، يجيء السؤال الذي لا جواب له عندئذ إلا جواب عمر رضي الله عنه وهو يسمع:?فهل أنتم منتهون ?؟ فيجيب لتوه: " انتهينا. انتهينا " .. ولكن السياق يمضي بعد ذلك يوقع إيقاعه الكبير:?وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا. فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين? .. إنها القاعدة التي يرجع إليها الأمر كله: طاعة الله وطاعة الرسول .. الإسلام .. الذي لا تبقى معه إلا الطاعة المطلقة لله وللرسول .. والحذر من المخالفة، والتهديد الملفوف:?فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين? .. وقد بلّغ وبيّن، فتحددت
(يُتْبَعُ)
(/)
التبعة على المخالفين، بعد البلاغ المبين .. إنه التهديد القاصم، في هذا الأسلوب الملفوف، الذي ترتعد له فرائص المؤمنين! .. إنهم حين يعصون ولا يطيعون لا يضرون أحداً إلا أنفسهم. لقد بلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأدى؛ ولقد نفض يديه من أمرهم إذن فما هو بمسؤول عنهم، وما هو بدافع عنهم عذاباً - وقد عصوه ولم يطيعوه - ولقد صار أمرهم كله إلى الله سبحانه. وهو القادر على مجازاة العصاة المتولين! إنه المنهج الرباني يطرق القلوب، فتنفتح له مغاليقها، وتتكشف له فيها المسالك والدروب .. ولعله يحسن هنا أن نبين ما هي الخمر التي نزل فيها هذا النهي: أخرج أبو داود بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما -:" كل مخمر خمر. وكل مسكر حرام ". وخطب عمر - رضي الله عنه - على منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمحضر جماعة من الصحابة فقال: " يا أيها الناس قد نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير. والخمر ما خامر العقل " .. (ذكره القرطبي في تفسيره). فدل هذا وذلك على أن الخمر تشمل كل مخمر يحدث السكر .. وأنه ليس مقصوراً على نوع بعينه. وأن كل ما أسكر فهو حرام. إن غيبوبة السكر - بأي مسكر - تنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم ليكون موصولاً بالله في كل لحظة، مراقباً لله في كل خطرة. ثم ليكون بهذه اليقظة عاملاً إيجابياً في نماء الحياة وتجددها، وفي صيانتها من الضعف والفساد، وفي حماية نفسه وماله وعرضه، وحماية أمن الجماعة المسلمة وشريعتها ونظامها من كل اعتداء. والفرد المسلم ليس متروكاً لذاته وللذاته؛ فعليه في كل لحظة تكاليف تستوجب اليقظة الدائمة. تكاليف لربه، وتكاليف لنفسه، وتكاليف لأهله، وتكاليف للجماعة المسلمة التي يعيش فيها، وتكاليف للإنسانية كلها ليدعوها ويهديها. وهو مطالب باليقظة الدائمة لينهض بهذه التكاليف. وحتى حين يستمتع بالطيبات فإن الإسلام يحتم عليه أن يكون يقظاً لهذا المتاع، فلا يصبح عبداً لشهوة أو لذة. إنما يسيطر دائماً على رغباته فيلبيها تلبية المالك لأمره .. وغيبوبة السكر لا تتفق في شيء مع هذا الاتجاه. ثم إن هذه الغيبوبة في حقيقتها إن هي إلا هروب من واقع الحياة في فترة من الفترات؛ وجنوح إلى التصورات التي تثيرها النشوة أو الخمار. والإسلام ينكر على الإنسان هذا الطريق ويريد من الناس أن يروا الحقائق، وأن يواجهوها، ويعيشوا فيها، ويصرفوا حياتهم وفقها، ولا يقيموا هذه الحياة على تصورات وأوهام .. إن مواجهة الحقائق هي محك العزيمة والإرادة؛ أما الهروب منها إلى تصورات وأوهام فهو طريق التحلل، ووهن العزيمة، وتذاوب الإرادة. الإسلام يجعل في حسابه دائماً تربية الإرادة، وإطلاقها من قيود العادة القاهرة .. الإدمان .. وهذا الاعتبار كاف وحده من وجهة النظر الإسلامية لتحريم الخمر وتحريم سائر المخدرات .. وهي رجس من عمل الشيطان .. مفسد لحياة الإنسان. وقد اختلف الفقهاء في اعتبار ذات الخمر نجسة كبقية النجاسات الحسية. أو في اعتبار شربها هو المحرم. والأول قول الجمهور والثاني قول ربيعة والليث بن سعد والمزني صاحب الشافعي وبعض المتأخرين من البغداديين .. وحسبنا هذا القدر في سياق الظلال. وقد حدث أنه لما نزلت هذه الآيات، وذكر فيها تحريم الخمر، ووصفت بأنها رجس من عمل الشيطان أن انطلقت في المجتمع المسلم صيحتان متحدتان في الصيغة، مختلفتان في الباعث والهدف. قال بعض المتحرجين من الصحابة: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر .. أو قالوا: فما بال قوم قتلوا في أحد وهي في بطونهم (أي قبل تحريمها). وقال بعض المشككين الذين يهدفون إلى البلبلة والحيرة .. هذا القول أو ما يشبهه؛ يريدون أن ينشروا في النفوس قلة الثقة في أسباب التشريع، أو الشعور بضياع إيمان من ماتوا والخمر لم تحرم؛ وهي رجس من عمل الشيطان، ماتوا والرجس في بطونهم! عنذئذ نزلت هذه الآية:?ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات. ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين ? .. نزلت لتقرر أولاً أن ما لم يحرَّم لا يحرم؛ وأن التحريم يبدأ من النص لا قبله؛ وأنه لا يحرم بأثر رجعي؛ فلا عقوبة إلا بنص؛ سواء في الدنيا أو فى الآخرة؛ لأن النص هو الذي ينشى ء الحكم .. والذين ماتوا
(يُتْبَعُ)
(/)
والخمر في بطونهم، وهي لم تحرم بعد، ليس عليهم جناح؛ فإنهم لم يتناولوا محرماً؛ ولم يرتكبوا معصية .. لقد كانوا يخافون الله ويعملون الصالحات ويراقبون الله ويعلمون أنه مطلع على نواياهم وأعمالهم .. ومن كانت هذه حاله لا يتناول محرماً ولا يرتكب معصية. ولا نريد أن ندخل بهذه المناسبة في الجدل الذي أثاره المعتزلة حول الحكم بأن الخمر رجس: هل هو ناشئ عن أمر الشارع - سبحانه - بتحريمها، أم إنه ناشئ عن صفة ملازمة للخمر في ذاتها. وهل المحرمات محرمات لصفة ملازمة لها، أم إن هذه الصفة تلزمها من التحريم .. فهو جدل عقيم في نظرنا وغريب على الحس الإسلامي! .. والله حين يحرم شيئاً يعلم - سبحانه - لم حرمه. سواء ذكر سبب التحريم أو لم يذكر. وسواء كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم، أو لعلة تتعلق بمن يتناوله من ناحية ذاته، أو من ناحية مصلحة الجماعة .. فالله سبحانه هو الذي يعلم الأمر كله؛ والطاعة لأمره واجبة، والجدل بعد ذلك لا يمثل حاجة واقعية. والواقعية هي طابع هذا المنهج الرباني .. ولا يقولن أحد: إذا كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم فكيف أبيح إذن قبل تحريمه!! فلا بد أن لله - سبحانه - حكمة في تركه فترة بلا تحريم. ومرد الأمر كله إلى الله. وهذا مقتضى ألوهيته - سبحانه - واستحسان الإنسان أو استقباحه ليس هو الحكم في الأمر؛ وما يراه علة قد لا يكون هو العلة. والأدب مع الله يقتضي تلقي أحكامه بالقبول والتنفيذ، سواء عرفت حكمتها أو علتها أم ظلت خافية .. والله يعلم وأنتم لا تعلمون. إن العمل بشريعة الله يجب أن يقوم ابتداء على العبودية .. على الطاعة لله إظهاراً للعبودية له سبحانه .. فهذا هو الإسلام - بمعنى الاستسلام .. وبعد الطاعة يجوز للعقل البشري أن يتلمس حكمة الله - بقدر ما يستطيع - فيما أمر الله به أو نهى عنه - سواء بين الله حكمته أم لم يبينها، وسواء أدركها العقل البشري أم لم يدركها - فالحكم في استحسان شريعة الله في أمر من الأمور ليس هو الإنسان! إنما الحكم هو الله. فإذا أمر الله أو نهى فقد انتهى الجدل ولزم الأمر أو النهي .. فأما إذا ترك الحكم للعقل البشري فمعنى ذلك أن الناس هم المرجع الأخير في شرع الله .. فأين مكان الألوهية إذن وأين مكان العبودية؟ ونخلص من هذا إلى تركيب الآية ودلالة هذا التركيب:?ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا، إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات. ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين? .. ولم أجد في أقوال المفسرين ما تستريح إليه النفس في صياغة العبارة القرآنية على النحو وتكرار التقوى مرة مع الإيمان والعمل الصالح، ومرة مع الإيمان، ومرة مع الإحسان .. كذلك لم أجد في تفسيري لهذا التكرار في الطبعة الأولى من هذه الظلال ما تستريح إليه نفسي الآن .. وأحسن ما قرأت - وإن كان لا يبلغ من حسي مبلغ الارتياح - هو ما قاله ابن جرير الطبري: " الاتقاء الأول هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول والتصديق والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني الاتقاء بالثبات على التصديق والثالث الاتقاء بالإحسان والتقرب بالنوافل " .. وكان الذي ذكرته في الطبعة الأولى في هذا الموضع هو: " إنه توكيد عن طريق التفصيل بعد الإجمال. فقد أجمل التقوى والإيمان والعمل الصالح في الأولى. ثم جعل التقوى مرة مع الإيمان في الثانية، ومرة مع الإحسان - وهو العمل الصالح - في الثالثة .. ذلك التوكيد مقصود هنا للاتكاء على هذا المعنى. ولإبراز ذلك القانون الثابت في تقدير الأعمال بما يصاحبها من شعور باطني. فالتقوى .. تلك الحساسية المرهفة برقابة الله، والاتصال به في كل لحظة. والإيمان بالله والتصديق بأوامره ونواهيه، والعمل الصالح الذي هو الترجمة الظاهرة للعقيدة المستكنة. والترابط بين العقيدة الباطنة والعمل المعبر عنها .. هذه هي مناط الحكم، لا الظواهر والأشكال .. وهذه القاعدة تحتاج إلى التوكيد والتكرار والبيان". وأنا، اللحظة لا أجد في هذا القول ما يريح أيضاً .. ولكنه لم يفتح عليَّ بشيء آخر .. والله المستعان. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - سيد قطب – في ظلال القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 01:32]ـ
3) الاستجابة لآية الحجاب وسرعة التنفيذ (سورة النور: 31):
قال تعالى: ? وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? النور: 31
في تفسير ابن كثير: هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات، وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين، وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات. وكان سبب نزول هذه الآية ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا ــــ والله أعلم ــــ أن جابر بن عبد الله الأنصاري حدث: أن أسماء بنت مرشدة كانت في محل لها في بني حارثة، فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات، فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل، وتبدو صدورهن وذوائبهن، فقالت أسماء: ما أقبح هذا فأنزل الله تعالى: ? وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـ?تِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـ?رِهِنَّ ? الآية، فقوله تعالى: ? وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـ?تِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـ?رِهِنَّ ? أي: عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن، ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، ولا بغير شهوة أصلاً. واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة: أنه حدث: أن أم سلمة حدثته: أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة، قالت: فبينما نحن عنده، أقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" احتجبا منه " فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه " ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة؛ كما ثبت في " الصحيح ": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. وقوله: ?وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ? قال سعيد بن جبير: عن الفواحش. وقال قتادة وسفيان: عما لا يحل لهن. وقال مقاتل: عن الزنا، وقال أبو العالية: كل آية نزلت في القرآن يذكر فيها حفظ الفروج فهو من الزنا، إلا هذه الآية: ?وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ? أن لا يراها أحد، وقوله تعالى: ? وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ? أي: لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب، إلا ما لا يمكن إخفاؤه. قال ابن مسعود: كالرداء والثياب، يعني: على ما كان يتعاناه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثياب. فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه، ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها، وما لا يمكن إخفاؤه. وقال بقول ابن مسعود الحسن وابن سيرين وأبو الجوزاء وإبراهيم النخعي وغيرهم. وقال الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ? وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ? قال: وجهها وكفيها والخاتم. وروي عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي الشعثاء والضحاك وإبراهيم النخعي وغيرهم نحو ذلك، وهذا يحتمل أن يكون تفسيراً للزينة التي نهين عن إبدائها، كما قال أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: في قوله: ? وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ? الزينة: القرط والدملج والخلخال والقلادة. وفي رواية عنه بهذا الإسناد قال: الزينة زينتان: فزينة لا يراها إلا الزوج: الخاتم والسوار، وزينة
(يُتْبَعُ)
(/)
يراها الأجانب وهي الظاهر من الثياب. وقال الزهري: لا يبدين لهؤلاء الذين سمى الله ممن لا تحل له إلا الأسورة والأخمرة والأقرطة من غير حسر، وأما عامة الناس فلا يبدين منها إلا الخواتم. وقال مالك عن الزهري: ? إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ?: الخاتم والخلخال. ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين، وهذا هو المشهور عند الجمهور، ويستأنس له بالحديث الذي رواه أبو داود في سننه: حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا: حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها، وقال: " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا " وأشار إلى وجهه وكفيه، لكن قال أبو داود وأبو حاتم الرازي: هذا مرسل؛ خالد بن دريك لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، والله أعلم. وقوله تعالى: ? وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ ? يعني: المقانع يعمل لها صنفات ضاربات على صدورهن؛ لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها؛ ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية؛ فإنهن لم يكن يفعلن ذلك، بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها، لا يواريه شيء، وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها، فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن؛ كما قال تعالى:?ي?أَيُّهَا ?لنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ?لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذ?لِكَ أَدْنَى? أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ?] الأحزاب:59 [وقال في هذه الآية الكريمة: ? وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ ? والخمر جمع خمار، وهو ما يخمر به، أي: يغطى به الرأس، وهي التي تسميها الناس المقانع. قال سعيد بن جبير: ? وَلْيَضْرِبْنَ ?: وليشددن ? بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ ? يعني: على النحر والصدر، فلا يرى منه شيء. وقال البخاري: حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ ? شققن مروطهن، فاختمرن بها. وقال أيضاً: حدثنا أبو نعيم، حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: لما نزلت هذه الآية: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ ? أخذن أزرهن، فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
في تفسير سيد قطب: إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة، ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين. فعمليات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي. والنظرة الخائنة، والحركة المثيرة، والزنية المتبرجة، والجسم العاري .. كلها لا تصنع شيئاً إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون! وإلا أن يفلت زمام الأعصاب والإرادة. فإما الإفضاء الفوضوي الذي لا يتقيد بقيد وإما الأمراض العصبية والعقد النفسية الناشئة من الكبح بعد الإثارة! وهي تكاد أن تكون عملية تعذيب!!! وإحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة، وإبقاء الدافع الفطري العميق بين الجنسين، سليماً، وبقوته الطبيعية، دون استثارة مصطنعة، وتصريفه في موضعه المأمون النظيف. ولقد شاع في وقت من الأوقات أن النظرة المباحة، والحديث الطليق، والاختلاط الميسور، والدعابة المرحة بين الجنسين والاطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة .. شاع أن كل هذا تنفيس وترويح، وإطلاق للرغبات الحبيسة، ووقاية من الكبت، ومن العقد النفسية، وتخفيف من حدة الضغط الجنسي، وما وراءه من اندفاع غير مأمون .. الخ. شاع هذا على إثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الإنسان من خصائصه التي تفرقه من الحيوان، والرجوع به إلى القاعدة الحيوانية الغارقة في الطين! ـ وبخاصة نظرية فرويد ـ ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية، رأيت بعيني في أشد البلاد إباحية وتفلتا من جميع القيود الاجتماعية الأخلاقية والدينية والإنسانية، ما يكذبها وينقضها من الأساس. نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي، والاختلاط الجنسي، بكل صوره وأشكاله، أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية وترويضها. إنما انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع! وشاهدت الأمراض النفسية والعقد التي كان مفهوماً أنها لا تنشأ إلا من الحرمان، وإلا من التلهف على الجنس الآخر المحجوب، شاهدتها بوفرة ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه .. ثمرة مباشرة للاختلاط الكامل الذي لا يقيده قيد ولا يقف عند حد؛ وللصداقات بين الجنسين تلك التي يباح معها كل شيء! وللأجسام العارية في الطريق، وللحركات المثيرة والنظرات الجاهرة، واللفتات الموقظة. وليس هنا مجال التفصيل وعرض الحوادث والشواهد. مما يدل بوضوح على ضرورة إعادة النظر في تلك النظريات التي كذبها الواقع المشهود. إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق في التكوين الحيوي؛ لأن الله قد ناط به امتداد الحياة على هذه الأرض؛ وتحقيق الخلافة لهذا الإنسان فيها. فهو ميل دائم يسكن فترة ثم يعود. وإثارته في كل حين تزيد من عرامته؛ وتدفع به إلى الإفضاء المادي للحصول على الراحة. فإذا لم يتم هذا تعبت الأعصاب المستثارة. وكان هذا بمثابة عملية تعذيب مستمرة! والنظرة تثير. والحركة تثير. والضحكة تثير. والدعابة تثير. والنبرة المعبرة عن هذا الميل تثير. والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات بحيث يبقى هذا الميل في حدوده الطبيعية، ثم يلبى تلبية طبيعية .. وهذا هو المنهج الذي يختاره الإسلام. مع تهذيب الطبع، وشغل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة، غير تلبية دافع اللحم والدم، فلا تكون هذه التلبية هي المنفذ الوحيد! وفي الآيتين المعروضتين هنا نماذج من تقليل فرص الاستثارة والغواية والفتنة من الجانبين:?قل للمؤمنين: يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم. ذلك أزكى لهم. إن الله خبير بما يصنعون ? .. وغض البصر من جانب الرجال أدب نفسي، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الاطلاع على المحاسن والمفاتن في الوجوه والأجسام. كما أن فيه إغلاقاً للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية. ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم! وحفظ الفرج هو الثمرة الطبيعية لغض البصر. أو هو الخطوة التالية لتحكيم الإرادة، ويقظة الرقابة، والاستعلاء على الرغبة في مراحلها الأولى. ومن ثم يجمع بينهما في آية واحدة؛ بوصفهما سبباً ونتيجة؛ أو باعتبارهما خطوتين متواليتين في عالم الضمير وعالم الواقع. كلتاهما قريب من قريب.?ذلك أزكى لهم ? .. فهو أطهر لمشاعرهم؛ وأضمن لعدم تلوثها بالانفعالات الشهوية في غير موضعها المشروع النظيف، وعدم ارتكاسها إلى الدرك الحيواني الهابط. وهو أطهر للجماعة وأصون لحرماتها وأعراضها، وجوها الذي تتنفس فيه. والله هو الذي يأخذهم بهذه الوقاية؛ وهو العليم بتركيبهم النفسي وتكوينهم الفطري، الخبير بحركات نفوسهم وحركات جوارحهم: ? إن الله خبير بما يصنعون ? .. ?وقل للمؤمنات: يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ? .. فلا يرسلن بنظراتهن الجائعة المتلصصة، أو الهاتفة المثيرة، تستثير كوامن الفتنة في صدور الرجال. ولا يبحن فروجهن إلا في حلال طيب، يلبي داعي الفطرة في جو نظيف، لا يخجل الأطفال الذين يجيئون عن طريقه عن مواجهة المجتمع والحياة! ?ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها? .. والزينة حلال للمرأة، تلبية لفطرتها. فكل أنثى مولعة بأن تكون جميلة، وأن تبدو جميلة. والزينة تختلف من عصر إلى عصر؛ ولكن أساسها في الفطرة واحد، هو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله، وتجليته للرجال. والإسلام لا يقاوم هذه الرغبة الفطرية؛ ولكنه ينظمها ويضبطها، ويجعلها تتبلور في الاتجاه بها إلى رجل واحد ـ هو شريك الحياة ـ يطلع منها على ما لا يطلع أحد سواه. ويشترك معه في الاطلاع على بعضها، المحارم والمذكورون في الآية بعد، ممن لا يثير شهواتهم ذلك الاطلاع. فأما ما ظهر من الزينة في الوجه واليدين، فيجوز كشفه. لأن كشف الوجه واليدين مباح لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسماء بنت أبي بكر: " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا ـ وأشار إلى وجهه وكفيه ". ?وليضربن بخمرهن على جيوبهن? .. والجيب فتحة الصدر في الثوب. والخمار غطاء الرأس والنحر والصدر. ليداري
(يُتْبَعُ)
(/)
مفاتنهن، فلا يعرضها للعيون الجائعة؛ ولا حتى لنظرة الفجاءة، التي يتقي المتقون أن يطيلوها أو يعاودوها، ولكنها قد تترك كميناً في أطوائهم بعد وقوعها على تلك المفاتن لو تركت مكشوفة! إن الله لا يريد أن يعرض القلوب للتجربة والابتلاء في هذا النوع من البلاء! والمؤمنات اللواتي تلقين هذا النهي. وقلوبهن مشرقة بنور الله، لم يتلكأن في الطاعة، على الرغم من رغبتهن الفطرية في الظهور بالزينة والجمال. وقد كانت المرأة في الجاهلية ـ كما هي اليوم في الجاهلية الحديثة! ـ تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء. وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وأقرطة أذنيها. فلما أمر الله النساء أن يضربن بخمرهن على جيوبهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، كن كما قالت عائشة رضي الله عنها ـ: " يرحم الله نساء المهاجرات الأول. لما أنزل الله: ? وليضربن بخمرهن على جيوبهن ? شققن مروطهن فاختمرن بها " .. وعن صفية ـ بنت شيبة قالت: بينما نحن عند عائشة. قالت: فذكرن نساء قريش وفضلهن. فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ إن لنساء قريش لفضلاً. وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل. لما نزلت في سورة النور: ?وليضربن بخمرهن على جيوبهن ? انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها؛ ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته. فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه. فأصبحن وراء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ". لقد رفع الإسلام ذوق المجتمع الإسلامي، وطهر إحساسه بالجمال؛ فلم يعد الطابع الحيواني للجمال هو المستحب، بل الطابع الإنساني المهذب .. وجمال الكشف الجسدي جمال حيواني يهفو إليه الإنسان بحس الحيوان؛ مهما يكن من التناسق والاكتمال. فأما جمال الحشمة فهو الجمال النظيف، الذي يرفع الذوق الجمالي، ويجعله لائقاً بالإنسان، ويحيطه بالنظافة والطهارة في الحس والخيال. وكذلك يصنع الإسلام اليوم في صفوف المؤمنات. على الرغم من هبوط الذوق العام، وغلبة الطابع الحيواني عليه؛ والجنوح به إلى التكشف والعري والتنزي كما تتنزى البهيمة! فإذا هن يحجبن مفاتن أجسامهن طائعات، في مجتمع يتكشف ويتبرج، وتهتف الأنثى فيه للذكور حيثما كانت هتاف الحيوان للحيوان! هذا التحشم وسيلة من الوسائل الوقائية للفرد والجماعة .. ومن ثم يبيح القرآن تركه عندما يأمن الفتنة. فيستثني المحارم الذين لا تتوجه ميولهم عادة ولا تثور شهواتهم وهم: الآباء، والأبناء، وآباء الأزواج وأبناؤهم، والإخوة وأبناء الإخوة، وأبناء الأخوات .. كما يستثني النساء المؤمنات: ?أو نسائهن ? فأما غير المسلمات فلا. لأنهن قد يصفن لأزواجهن وإخوتهن، وأبناء ملتهن مفاتن نساء المسلمين وعوراتهن لو اطلعن عليها. وفي الصحيحين: " لا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها كأنه يراها ". أما المسلمات فهن أمينات، يمنعهن دينهن أن يصفن لرجالهن امرأة مسلمة وزينتها .. ويستثني كذلك ?ما ملكت أيمانهن ? قيل من الإناث فقط، وقيل: ومن الذكور كذلك. لأن الرقيق لا تمتد شهوته إلى سيدته. والأول أولى، لأن الرقيق إنسان تهيج فيه شهوة الإنسان، مهما يكن له من وضع خاص؛ في فترة من الزمان .. ويستثني ?التابعين غير أولي الإربة من الرجال ? .. وهم الذين لا يشتهون النساء لسبب من الأسباب كالجب والعنة والبلاهة والجنون. وسائر ما يمنع الرجل أن تشتهي نفسه المرأة. لأنه لا فتنة هنا ولا إغراء ... ويستثني?الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ? .. وهم الأطفال الذين لا يثير جسم المرأة فيهم الشعور بالجنس. فإذا ميزوا، وثار فيهم هذا الشعور ـ ولو كانوا دون البلوغ ـ فهم غير داخلين في هذا الاستثناء. وهؤلاء كلهم ـ عدا الأزواج ـ ليس عليهم ولا على المرأة جناح أن يروا منها، إلا ما تحت السرة إلى تحت الركبة. لانتفاء الفتنة التي من أجلها كان الستر والغطاء. فأما الزوج فله رؤية كل جسدها بلا استثناء. ولما كانت الوقاية هي المقصودة بهذا الإجراء، فقد مضت الآية تنهى المؤمنات عن الحركات التي تعلن عن الزينة المستورة، وتهيج الشهوات الكامنة، وتوقظ المشاعر النائمة. ولو لم يكشفن فعلاً عن الزينة:?ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن? .. وإنها لمعرفة عميقة بتركيب النفس البشرية وانفعالاتها واستجاباتها. فإن الخيال ليكون أحياناً أقوى في إثارة الشهوات من العيان. وكثيرون تثير شهواتهم رؤية حذاء المرأة أو ثوبها، أو حليها، أكثر مما تثيرها رؤية جسد المرأة ذاته. كما أن كثيرين يثيرهم طيف المرأة يخطر في خيالهم، أكثر مما يثيرهم شخص المرأة بين أيديهم ـ وهي حالات معروفة عند علماء الأمراض النفسية اليوم ـ وسماع وسوسة الحلى أو شمام شذى العطر من بعيد، قد يثير حواس رجال كثيرين، ويهيج أعصابهم، ويفتنهم فتنة جارفة لا يملكون لها رداً. والقرآن يأخذ الطريق على هذا كله. لأن منزله هو الذي خلق، وهو الذي يعلم من خلق. وهو اللطيف الخبير. وفي النهاية يرد القلوب كلها إلى الله؛ ويفتح لها باب التوبة مما ألمت به قبل نزول هذا القرآن:?وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون?. بذلك يثير الحساسية برقابة الله، وعطفه ورعايته، وعونه للبشر في ضعفهم أمام ذلك الميل الفطري العميق، الذي لا يضبطه مثل الشعور بالله، وبتقواه .. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - سيد قطب – في ظلال القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 08:23]ـ
4) النهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء؛ مما لا فائدة لهم في السؤال عنها (سورة المائدة: 101)
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) ?المائدة: 101 – 102
في تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? هذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين، ونهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء؛ مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها؛ لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور، ربما ساءتهم، وشق عليهم سماعها؛ كما جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئاً، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " وقال البخاري: حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي، حدثنا أبي، حدثنا شعبة عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خطبة ما سمعت مثلها قط، وقال فيها: " لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً " قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوههم، لهم حنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: «فلان» فنزلت هذه الآية: ? لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ?رواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة، وقد رواه البخاري في غير هذا الموضع، ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي من طرق عن شعبة بن الحجاج به. وقال ابن جرير: حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد عن قتادة في قوله: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? الآية، قال: فحدثنا: أن أنس بن مالك حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألوه حتى أحفوه بالمسألة، فخرج عليهم ذات يوم، فصعد المنبر، فقال: " لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم " فأشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون بين يدي أمر قد حضر، فجعلت لا ألتفت يميناً ولا شمالاً إلا وجدت كلاًّ لافًّا رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان يلاحي، فيدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: " أبوك حذافة " قال: ثم قام عمر أو قال: فأنشأ عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً عائذاً بالله أو قال: أعوذ بالله من شر الفتن قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم أرَ في الخير والشر كاليوم قط، صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط "، أخرجاه من طريق سعيد، ورواه معمر عن الزهري، عن أنس بنحو ذلك، أو قريباً منه. قال الزهري: فقالت أم عبد الله بن حذافة: ما رأيت ولداً أعق منك قط، أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت ما قارف أهل الجاهلية، فتفضحها على رؤوس الناس؟ فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته. وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا قيس عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان، محمار وجهه، حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟ قال: " في النار "، فقام آخر فقال: من أبي؟ فقال: " أبوك حذافة "، فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالقرآن إماماً، إنا يا رسول الله، حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله أعلم من آباؤنا. قال: فسكن غضبه، ونزلت هذه الآية: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? الآية، إسناده جيد، وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من السلف، منهم أسباط عن السدي: أنه قال في قوله تعالى: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? قال: غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، من الأيام، فقام خطيباً، فقال: " سلوني، فإنكم لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به " فقام إليه رجل من قريش من بني سهم، يقال له: عبد الله بن حذافة، وكان يطعن فيه، فقال: يا رسول الله من أبي؟ فقال: "
(يُتْبَعُ)
(/)
أبوك فلان " فدعاه لأبيه، فقام إليه عمر بن الخطاب، فقبل رجله، وقال: يا رسول الله، رضينا بالله رباً، وبك نبياً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، فاعف عنا عفا الله عنك، فلم يزل به حتى رضي، فيومئذ قال: " الولد للفراش، وللعاهر الحجر " ثم قال البخاري: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو الجويرية عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?حتى فرغ من الآية كلها، تفرد به البخاري. وقال الإمام أحمد: حدثنا منصور بن وردان الأسدي، حدثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه، عن أبي البختري، وهو سعيد ابن فيروز، عن علي قال: لما نزلت هذه الآية: ? وَللَّهِ عَلَى ?لنَّاسِ حِجُّ ?لْبَيْتِ مَنِ ?سْتَطَـ?عَ إِلَيْهِ سَبِيلاً?قالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت، قال: ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال: " لا، ولو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت، لما استطعتم " فأنزل الله: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? الآية، وكذا رواه الترمذي وابن ماجة من طريق منصور بن وردان به، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وسمعت البخاري يقول: أبو البختري لم يدرك علياً. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إبراهيم ابن مسلم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب عليكم الحج " فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه: حتى عاد مرتين أو ثلاثاً، فقال: " من السائل؟ " فقال: فلان، فقال: " والذي نفسي بيده لو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت عليكم ما أطقتموه، ولو تركتموه، لكفرتم "، فأنزل الله عز وجل: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? حتى ختم الآية، ثم رواه ابن جرير من طريق الحسين بن واقد عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، وقال: فقام محصن الأسدي، وفي رواية من هذه الطريق: عكاشة بن محصن، وهو أشبه، وإبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف. وقال ابن جرير أيضاً: حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن ابن أبي الغمر، حدثنا ابن مطيع معاوية بن يحيى عن صفوان بن عمرو، حدثني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الناس، فقال: " كتب عليكم الحج " فقام رجل من الأعراب، فقال: أفي كل عام؟ قال: فغلق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسكت، وأغضب واستغضب، ومكث طويلاً، ثم تكلم فقال: " من السائل؟ " فقال الأعرابي: أناذا، فقال: " ويحك ماذا يؤمنك أن أقول نعم؟ والله لو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت، لكفرتم، ألا إنه إنما أهلك الذين من قبلكم أئمة الحرج، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض، وحرمت عليكم منها موضع خف، لوقعتم فيه "قال: فأنزل الله عند ذلك: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? إلى آخر الآية، في إسناده ضعف. وظاهر الآية النهي عن السؤال عن الأشياء التي إذا علم بها الشخص، ساءته، فالأولى الإعراض عنها وتركها، وما أحسن الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا حجاج قال: سمعت إسرائيل بن يونس، عن الوليد بن أبي هاشم مولى الهمداني، عن زيد بن زائد، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأصحابه: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " الحديث، وقد رواه أبو داود والترمذي من حديث إسرائيل، قال أبو داود: عن الوليد، وقال الترمذي: عن إسرائيل عن السدي، عن الوليد بن أبي هاشم، به، ثم قال الترمذي: غريب من هذا الوجه. وقوله تعالى: ? وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ?لْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ ? أي: وإن تسألوا عن هذه الأشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبين لكم ? وَذَلِكَ عَلَى ?للَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَسِيرٌ ?، ثم قال: ? عَفَا ?للَّهُ عَنْهَا ? أي: عما كان منكم قبل ذلك ? وَ?للَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?. وقيل: المراد بقوله: ? وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ?لْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ ? أي: لا تسألوا عن أشياء تستأنفون السؤال عنها، فلعله قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد أو تضييق، وقد ورد في الحديث: " أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته " ولكن إذا نزل القرآن بها مجملة، فسألتم عن بيانها، تبين لكم حينئذ؛ لاحتياجكم إليها، ? عَفَا ?للَّهُ عَنْهَا ? أي: ما لم يذكره في كتابه، فهو مما عفا عنه، فاسكتوا أنتم عنها كما سكت عنها، وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم " وفي الحديث الصحيح أيضاً: " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان، فلا تسألوا عنها " ثم قال تعالى: ? قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَـ?فِرِينَ ? أي: قد سأل هذه المسائل المنهي عنها قوم من قبلكم، فأجيبوا عنها، ثم لم يؤمنوا بها، فأصبحوا بها كافرين، أي: بسببها، أي: بيّنت لهم، فلم ينتفعوا بها؛ لأنهم لم يسألوا على وجه الاسترشاد، بل على وجه الاستهزاء والعناد. وقال العوفي: عن ابن عباس في الآية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذن في الناس فقال: " يا قوم كتب عليكم الحج "فقام رجل من بني أسد، فقال: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فأغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً، فقال: " والذي نفسي بيده، لو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت، ما استطعتم، وإذاً لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم، وإذا أمرتكم بشيء فافعلوا، وإذا نهيتكم عن شيء، فانتهوا عنه " فأنزل هذه الآية، نهاهم أن يسألوا عن مثل الذي سألت عنه النصارى من المائدة، فأصبحوا بها كافرين، فنهى الله عن ذلك، وقال: لا تسألوا عن أشياء إن نزل القرآن فيها بتغليظ، ساءكم ذلك، ولكن انتظروا، فإذا نزل القرآن، فإنكم لا تسألون عن شيء إلا وجدتم بيانه، رواه ابن جرير. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ?لْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ ? قال: لما نزلت آية الحج، نادى النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فقال: " يا أيها الناس، إن الله قد كتب عليكم الحج، فحجوا " فقالوا: يا رسول الله، أعاماً واحداً، أم كل عام؟ فقال: " لا، بل عاماً واحداً، ولو قلت: كل عام، لوجبت، ولو وجبت، لكفرتم " ثم قال الله تعالى: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ ? إلى قوله: ? ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَـ?فِرِينَ ? رواه ابن جرير. وقال خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس: ? لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ ?قال: هي البحيرة والوصيلة والسائبة والحام، ألا ترى أنه قال بعدها: ?مَا جَعَلَ ?للَّهُ مِن بَحِيرَةٍ ? ولا كذا ولا كذا، قال: وأما عكرمة فقال: إنهم كانوا يسألونه عن الآيات، فنهوا عن ذلك، ثم قال: ? قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَـ?فِرِينَ?رواه ابن جرير، يعني: عكرمة رحمه الله: أن المراد من هذا النهي عن سؤال وقوع الآيات؛ كما سألت قريش أن يجري لهم أنهاراً، وأن يجعل لهم الصفا ذهباً، وغير ذلك، وكما سألت اليهود أن ينزل عليهم كتاباً من السماء. وقد قال الله تعالى:?وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِ?لآيَـ?تِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ?لأَوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ ?لنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِ?لآيَـ?تِ إِلاَّ تَخْوِيفًا?] الإسراء: 59] وقال تعالى:? وَأَقْسَمُواْ بِ?للَّهِ جَهْدَ أَيْمَـ?نِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ ءَايَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا ?لآيَـ?تُ عِندَ ?للَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَـ?رَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلَيْهِمُ ?لْمَلَـ?ئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ?لْمَوْتَى? وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُو?اْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ?للَّهُ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ?] الأنعام:109 - 111 [. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
في تفسير سيد قطب: ... بعد ذلك يتجه السياق إلى شيء من تربية الجماعة المسلمة وتوجيهها إلى الأدب الواجب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعدم سؤاله عما لم يخبرها به؛ مما لو ظهر لساء السائل وأحرجه أو ترتب عليه تكاليف لا يطيقها، أو ضيق عليه في أشياء وسع الله فيها، أو تركها بلا تحديد رحمة بعباده.?يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم. وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم. عفا الله عنها والله غفور حليم. قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين? .. كان بعضهم يكثر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السؤال عن أشياء لم يتنزل فيها أمر أو نهي. أو يلحف في طلب تفصيل أمور أجملها القرآن، وجعل الله في إجمالها سعة للناس. أو في الاستفسار عن أمور لا ضرورة لكشفها فإن كشفها قد يؤذي السائل عنها أو يؤذي غيره من المسلمين. وروي أنه لما نزلت آية الحج سأل سائل: أفي كل عام؟ فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا السؤال لأن النص على الحج جاء مجملاً:
? ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً? والحج مرة يجزي. فأما السؤال عنه أفي كل عام فهو تفسير له بالصعب الذي لم يفرضه الله. وفي حديث مرسل رواه الترمذي والدارقطني عن علي رضي الله عنه قال: " لما نزلت هذه الآية: ? ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً?قالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت. فقالوا: أفي كل عام؟ قال: لا. ولو قلت نعم لوجبت "فأنزل الله:?يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ? .. الخ الآية. وأخرجه الدارقطني أيضاً عن أبي عياض عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" يا أيها الناس كتب عليكم الحج. فقام رجل فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، ثم عاد فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: " ومن القائل؟ " قالوا: فلان. قال: والذي نفسي بيده لو قلت: نعم. لوجبت. ولو وجبت ما أطقتموها. ولو لم تطيقوها لكفرتم " فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم? .. وفي حديث أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ... فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: " النار " فقام عبد الله بن حذافة فقال: " من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك حذافة ". قال ابن عبد البر: عبد الله بن حذافة أسلم قديماً، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدراً، وكانت فيه دعابة! وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسله إلى كسرى بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما قال: من أبي يا رسول الله؟ قال" أبوك حذافة " قالت أمه: ما سمعت بابن أعق منك. أأمنت أن تكون أمك قارفت ما يقارف نساء الجاهلية فتفضحها على أعين الناس؟! فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به .. وفي رواية لابن جرير - بسنده -" عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر. فقام إليه رجل فقال: أين أنا؟ قال: " في النار " فقام آخر فقال: من أبي؟ فقال: " أبوك حذافة " فقام عمر بن الخطاب، فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً وبالقرآن إماماً. إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله أعلمُ من آباؤنا. قال: فسكن غضبه " ونزلت هذه الآية ? يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ? .. الآية. وروى مجاهد عن ابن عباس أنها نزلت في قوم سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البحيرة والسائبة والوصيلة والحام. وهو قول سعيد بن جبير. وقال: ألا ترى أن بعده: ? ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ?؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومجموعة هذه الروايات وغيرها تعطي صورة عن نوع هذه الأسئلة التي نهى الله الذين آمنوا أن يسألوها .. لقد جاء هذا القرآن لا ليقرر عقيدة فحسب، ولا ليشرع شريعة فحسب. ولكن كذلك ليربي أمة، وينشئ مجتمعاً، وليكوّن الأفراد وينشئهم على منهج عقلي وخلقي من صنعه .. وهو هنا يعلمهم أدب السؤال، وحدود البحث، ومنهج المعرفة .. وما دام الله - سبحانه - هو الذي ينزل هذه الشريعة، ويخبر بالغيب، فمن الأدب أن يترك العبيد لحكمته تفصيل تلك الشريعة أو إجمالها؛ وأن يتركوا له كذلك كشف هذا الغيب أو ستره. وأن يقفوا هم في هذه الأمور عند الحدود التي أرادها العليم الخبير. لا ليشددوا على أنفسهم بتنصيص النصوص، والجري وراء الاحتمالات والفروض، كذلك لا يجرون وراء الغيب يحاولون الكشف عما لم يكشف الله منه وما هم ببالغيه. والله أعلم بطاقة البشر واحتمالهم، فهو يشرع لهم في حدود طاقتهم، ويكشف لهم من الغيب ما تدركه طبيعتهم. وهناك أمور تركها الله مجملة أو مجهلة؛ ولا ضير على الناس في تركها هكذا كما أرادها الله. ولكن السؤال - في عهد النبوة وفترة تنزل القرآن - قد يجعل الإجابة عنها متعينة فتسوء بعضهم، وتشق عليهم كلهم وعلى من يجيء بعدهم. لذلك نهى الله الذين آمنوا أن يسألوا عن أشياء يسوؤهم الكشف عنها؛ وأنذرهم بأنهم سيجابون عنها إذا سألوا في فترة الوحي في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وستترتب عليهم تكاليف عفا الله عنها فتركها ولم يفرضها:?يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم. وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم .. عفا الله عنها .. ?. أي لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها وترك فرضها أو تفصيلها ليكون في الإجمال سعة .. كأمره بالحج مثلاً .. أو تركه ذكرها أصلاً .. ثم ضرب لهم المثل بمن كانوا قبلهم - من أهل الكتاب - ممن كانوا يشددون على أنفسهم بالسؤال عن التكاليف والأحكام. فلما كتبها الله عليهم كفروا بها ولم يؤدوها. ولو سكتوا وأخذوا الأمور باليسر الذي شاءه الله لعباده ما شدد عليهم، وما احتملوا تبعة التقصير والكفران. ولقد رأينا في سورة البقرة كيف أن بني إسرائيل حينما أمرهم الله أن يذبحوا بقرة، بلا شروط ولا قيود، كانت تجزيهم فيها بقرة أية بقرة .. أخذوا يسألون عن أوصافها ويدققون في تفصيلات هذه الأوصاف. وفي كل مرة كان يشدد عليهم. ولو تركوا السؤال ليسروا على أنفسهم. وكذلك كان شأنهم في السبت الذي طلبوه ثم لم يطيقوه! .. ولقد كان هذا شأنهم دائماً حتى حرم الله عليهم أشياء كثيرة تربية لهم وعقوبة! وفي الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" ذروني ما تركتكم. فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم ".وفي الصحيح أيضاً: " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها. وسكت عن أشياء رحمة بكم - غير نسيان - فلا تسألوا عنها ". وفي صحيح مسلم عن عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" إن أعظم المسلمين في المسلمين جرماً، من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته ".
ولعل مجموعة هذه الأحاديث - إلى جانب النصوص القرآنية - ترسم منهج الإسلام في المعرفة .. إن المعرفة في الإسلام إنما تطلب لمواجهة حاجة واقعة وفي حدود هذه الحاجة الواقعة .. فالغيب وما وراءه تصان الطاقة البشرية أن تنفق في استجلائه واستكناهه، لأن معرفته لا تواجه حاجة واقعية في حياة البشرية. وحسب القلب البشري أن يؤمن بهذا الغيب كما وصفه العليم به. فأما حين يتجاوز الإيمان به إلى البحث عن كنهه؛ فإنه لا يصل إلى شيء أبداً، لأنه ليس مزوداً بالمقدرة على استكناهه إلا في الحدود التي كشف الله عنها .. فهو جهد ضائع. فوق أنه ضرب في التيه بلا دليل، يؤدي إلى الضلال البعيد. وأما الأحكام الشرعية فتطلب ويسأل عنها عند وقوع الأقضية التي تتطلب هذه الأحكام .. وهذا هو منهج الإسلام .. ففي طوال العهد المكي لم يتنزل حكم شرعي تنفيذي - وإن تنزلت الأوامر والنواهي عن أشياء وأعمال - ولكن الأحكام التنفيذية كالحدود والتعازير الكفارات لم تتنزل إلا بعد قيام الدولة المسلمة التي تتولى تنفيذ هذه الأحكام. ووعى الصدر الأول هذا المنهج واتجاهه؛ فلم يكونوا يفتون في مسألة إلا إذا كانت قد
(يُتْبَعُ)
(/)
وقعت بالفعل؛ وفي حدود القضية المعروضة دون تفصيص للنصوص، ليكون للسؤال والفتوى جديتهما وتمشيهما كذلك مع ذلك المنهج التربوي الرباني: كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يلعن من سأل عما لم يكن .. ذكره الدارميّ في مسنده .. وذكر عن الزهري قال: بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول إذا سئل عن الأمر: أكان هذا؟ فإن قالوا: نعم قد كان، حدث فيه بالذي يعلم. وإن قالوا: لم يكن، قال: فذروه حتى يكون. وأسند عن عمار ابن ياسر - وقد سئل عن مسألة - فقال: هل كان هذا بعد؟ قالوا: لا. قال. دعونا حتى يكون، فإذا كان تجشمناها لكم. وقال الدراميّ: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: ما رأيت قوماً كانوا خيراً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض، كلهن في القرآن، منهن:? يسألونك عن الشهر الحرام?
?ويسألونك عن المحيض? وشبهه .. ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم. وقال مالك: أدركت هذا البلد (يعني المدينة) وما عندهم علم غير الكتاب والسنة. فإذا نزلت نازلة، جمع الأمير لها من حضر من العلماء، فما اتفقوا عليه أنفذه. وأنتم تكثرون المسائل وقد كرهها رسول الله - صلى الله عليه وسلم! وقال القرطبي في سياق تفسيره للآية: روى مسلم عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات. وكره لكم ثلاثاً: قيل وقال؛ وكثرة السؤال، وإضاعة المال ". قال كثير من العلماء: المراد بقوله: " وكثرة السؤال ": التكثير من السؤال في المسائل الفقهية تنطعاً، وتكلفاً فيما لم ينزل، والأغلوطات، وتشقيق المولدات. وقد كان السلف يكرهون ذلك ويرونه من التكلف. ويقولون: إذا نزلت النازلة وفق المسؤول لها .. إنه منهج واقعي جاد. يواجه وقائع الحياة بالأحكام، المشتقة لها من أصول شريعة الله، مواجهة عملية واقعية .. مواجهة تقدر المشكلة بحجمها وشكلها وظروفها كاملة وملابساتها، ثم تقضي فيها بالحكم الذي يقابلها ويغطيها ويشملها وينطبق عليها انطباقاً كاملاً دقيقاً .. فأما الاستفتاء عن مسائل لم تقع، فهو استفتاء عن فرض غير محدد. وما دام غير واقع فإن تحديده غير مستطاع. والفتوى عليه حينئذ لا تطابقه لأنه فرض غير محدد. والسؤال والجواب عندئذ يحملان معنى الاستهتار بجدية الشريعة؛ كما يحملان مخالفة للمنهج الإسلامي القويم. ومثله الاستفتاء عن أحكام شريعة الله في أرض لا تقام فيها شريعة الله، والفتوى على هذا الأساس! .. إن شريعة الله لا تستفتى إلا ليطبق حكمها وينفذ .. فإذا كان المستفتي والمفتي كلاهما يعلمان أنهما في أرض لا تقيم شريعة الله؛ ولا تعترف بسلطان الله في الأرض وفي نظام المجتمع وفي حياة الناس .. أي لا تعترف بألوهية الله في هذه الأرض ولا تخضع لحكمه ولا تدين لسلطانه .. فما استفتاء المستفتي؟ وما فتوى المفتي؟ إنهما - كليهما - يرخصان شريعة الله، ويستهتران بها شاعرين أو غير شاعرين سواء! ومثله تلك الدراسات النظرية المجردة لفقه الفروع وأحكامه في الجوانب غير المطبقة .. إنها دراسة للتلهية! لمجرد الإيهام بأن لهذا الفقه مكاناً في هذه الأرض التي تدرسه في معاهدها ولا تطبقه في محاكمها! وهو إيهام يبوء بالإثم من يشارك فيه، ليخدر مشاعر الناس بهذا الإيهام! إن هذا الدين جد. وقد جاء ليحكم الحياة. جاء ليعبد الناسَ لله وحده، وينتزع من المغتصبين لسلطان الله هذا السلطان، فيرد الأمر كله إلى شريعة الله، لا إلى شرع أحد سواه .. وجاءت هذه الشريعة لتحكم الحياة كلها؛ ولتواجه بأحكام الله حاجات الحياة الواقعية وقضاياها، ولتدلي بحكم الله في الواقعة حين تقع بقدر حجمها وشكلها وملابساتها. ولم يجىء هذا الدين ليكون مجرد شارة أو شعار. ولا لتكون شريعته موضوع دراسة نظرية لا علاقة لها بواقع الحياة. ولا لتعيش مع الفروض التي لم تقع، وتضع لهذه الفروض الطائرة أحكاماً فقهية في الهواء! هذا هو جد الإسلام. وهذا هو منهج الإسلام. فمن شاء من " علماء " هذا الدين أن يتبع منهجه بهذا الجد فليطلب تحكيم شريعة الله في واقع الحياة. أو على الأقل فليسكت عن الفتوى والقذف بالأحكام في الهواء! ويبدو - بالاستناد إلى رواية مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنه - ومن قول
(يُتْبَعُ)
(/)
سعيد بن جبير كذلك في أسباب نزول الآية: ? يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ... ? أن من بين ما كانوا يسألون عنه أشياء كانت في الجاهلية. ولم نقف على معين للسؤال ماذا كان. ولكن مجيء الحديث في السياق عن البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي بعد آية النهي عن السؤال يوحي بأن هناك اتصالاً ما .. فنكتفي بهذا لنواجه النص القرآني عن هذه العادات الجاهلية:?ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام. ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب، وأكثرهم لا يعقلون. وإذا قيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول، قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا. أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون؟ ? .. إن القلب البشري إما أن يستقيم على فطرته التي فطره الله عليها؛ فيعرف إلهه الواحد، ويتخذه رباً، ويعترف له وحده بالعبودية ويستسلم لشرعه وحده؛ ويرفض ربوبية من عداه فيرفض إذن أن يتلقى شريعة من سواه .. إما أن يستقيم القلب البشري على فطرته هذه فيجد اليسر في الاتصال بربه، ويجد البساطة في عبادته، ويجد الوضوح في علاقاته به .. وإما أن يتيه في دروب الجاهلية والوثنية ومنعرجاتها، تتلقاه في كل درب ظلمة، ويصادفه في كل ثنية وهم. تطلب إليه طواغيت الجاهلية والوثنية شتى الطقوس لعبادتها، وشتى التضحيات لإرضائها؛ ثم تتعدد الطقوس في العبادات والتضحيات، حتى ينسى الوثني أصولها، ويؤديها وهو لا يعرف حكمتها، ويعاني من العبودية لشتى الأرباب ما يقضي على كرامة الإنسان التي منحها الله للإنسان. ولقد جاء الإسلام بالتوحيد ليوحد السلطة التي تدين العباد؛ ثم ليحرر الناس بذلك من العبودية بعضهم لبعض؛ ومن عبوديتهم لشتى الآلهة والأرباب .. وجاء ليحرر الضمير البشري من أوهام الوثنية وأوهاقها؛ وليرد إلى العقل البشري كرامته ويطلقه من ربقة الآلهة وطقوسها. ومن ثم حارب الوثنية في كل صورها وأشكالها؛ وتتبعها في دروبها ومنحنياتها. سواء في أعماق الضمير، أم في شعائر العبادة، أم في أوضاع الحياة وشرائع الحكم والنظام. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - سيد قطب – في ظلال القرآن
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[13 - Dec-2010, صباحاً 10:10]ـ
5) خفض الصوت بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة الحجرات: 2 - 3)
قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) ? الحجرات: 2 - 3
في تفسير ابن كثير: هذه آيات أدب الله تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول صلى الله عليه وسلم من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام، فقال تبارك وتعالى: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ?أي لا تسارعوا في الأشياء بين يديه، أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور حتى يدخل في عموم هذا الأدب الشرعي حديث معاذ رضي الله عنه حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن: " بمَ تحكم؟ " قال: بكتاب الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: " فإن لم تجد؟ " قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: " فإن لم تجد؟ " قال رضي الله عنه: أجتهد رأيي، فضرب في صدره وقال: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقد رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة، ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله. قال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: ? لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ ? لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة، وقال العوفي عنه: نهى أن يتكلموا بين يدي كلامه، وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضي الله تعالى على لسانه، وقال الضحاك: لا تقضوا أمراً دون الله ورسوله من شرائع دينكم، وقال سفيان الثوري: ? لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ ? بقول ولا فعل، وقال الحسن البصري: ? لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ?قال: لا تدعوا قبل الإمام، وقال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا وكذا، لو صنع كذا، فكره الله تعالى ذلك، وتقدم فيه. ?وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ ? أي فيما أمركم به ? إِنَّ ?للَّهَ سَمِيعٌ ? أي لأقوالكم ? عَلِيمٌ ? بنياتكم. وقوله تعالى: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُو?اْ أَصْوَ?تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِيِّ ? هذا أدب ثان أدب الله تعالى به المؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته، وقد روي أنها نزلت في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وقال البخاري: حدثنا بسرة بن صفوان اللخمي، حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة، قال: كاد الخيران أن يهلكا: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس رضي الله عنه أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: ما أردت إلا خلافي، قال: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله تعالى: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُو?اْ أَصْوَ?تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِىِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِ?لْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَـ?لُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ? قال ابن الزبير رضي الله عنهما: فما كان عمر رضي الله عنه يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني: أبا بكر رضي الله عنه. انفرد به دون مسلم. ثم قال البخاري: حدثنا حسن بن محمد، حدثنا حجاج عن ابن جريج، حدثني ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أخبره: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: أمّر القعقاع بن معبد، وقال عمر رضي الله عنه: بل أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما أردت إلا خلافي، فقال عمر رضي الله عنه: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت في ذلك: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ ? حتى انقضت الآية ? وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّى? تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ?الآية. وهكذا رواه ههنا منفرداً به أيضاً. وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا حصين بن عمر عن مخارق عن طارق بن شهاب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُو?اْ أَصْوَ?تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِيِّ ? قلت: يا رسول الله والله لا أكلمك إلا كأخي السرار. حصين بن عمر، هذا وإن كان ضعيفاً لكن قد رويناه من حديث عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة رضي الله عنهما بنحو ذلك، والله أعلم. وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أزهر بن سعد، أخبرنا ابن عون، أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس رضي الله عنه، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده في بيته منكساً رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله فهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال: كذا وكذا، قال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: " اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النّار، ولكنك من أهل الجنة "تفرد به البخاري من هذا الوجه. وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَرْفَعُو?اْ أَصْوَ?تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِيِّ ? إلى قوله?وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ? وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا من أهل النار، حبط عملي، وجلس في أهله حزيناً، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟ قال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول، حبط عملي، أنا من أهل النار، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، بل هو من أهل الجنة " قال أنس رضي الله عنه: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة، كان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس بن شماس، وقد تحنط ولبس كفنه، فقال: بئسما تعودون أقرانكم، فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه. وقال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُو?اْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِيِّ ? إلى آخر الآية، جلس ثابت رضي الله عنه في بيته قال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ: " يا أبا عمرو ما شأن ثابت، اشتكى؟ " فقال سعد رضي الله عنه: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعد رضي الله عنه، فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت رضي الله عنه: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل هو من أهل الجنة " ثم رواه مسلم عن أحمد بن سعيد الدارمي عن حَبَّانُ بن هلال عن سليمان بن المغيرة به، قال: ولم يذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه. وعن قطن بن نُسير عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه بنحوه، وقال: ليس فيه ذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه. حدثني هريم بن عبد الأعلى الأسدي، حدثنا المعتمر بن سليمان، سمعت أبي يذكر عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية، فاقتص الحديث ولم يذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه، وزاد: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجل من أهل الجنة. فهذه الطرق الثلاث معللة لرواية حماد بن سلمة فيما تفرد به من ذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه، والصحيح أن حال نزول هذه الآية لم يكن سعد بن معاذ رضي الله عنه موجوداً؛ لأنه كان قد مات بعد بني قريظة بأيام قلائل سنة خمس، وهذه الآيات نزلت في وفد بني تميم، والوفود إنما تواتروا في سنة تسع من الهجرة، والله أعلم. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس، حدثني عمي إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس ابن شماس عن أبيه رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: ? لاَ تَرْفَعُو?اْ أَصْوَ?تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِىِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِ?لْقَوْلِ ? قال: قعد ثابت بن قيس رضي الله عنه في الطريق يبكي، قال: فمر به عاصم بن عدي من بني العجلان، فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: هذه الآية، أتخوف أن تكون نزلت فيَّ وأنا صيت رفيع الصوت. قال: فمضى عاصم بن عدي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وغلبه البكاء، فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أبي بن سلول، فقال لها: إذا دخلت بيت فرسي، فشدي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار، حتى إذا خرج عطفه، وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله تعالى، أو يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأتى عاصم رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره، فقال: " اذهب فادعه لي " فجاء عاصم رضي الله عنه إلى المكان، فلم يجده، فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فقال: اكسر الضبة، قال: فخرجا، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يبكيك يا ثابت؟ " فقال رضي الله عنه: أنا صيت، وأتخوف أن تكون هذه الآية نزلت فيَّ: ? لاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَرْفَعُو?اْ أَصْوَ?تَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ?لنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِ?لْقَوْلِ ? فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أما ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة؟ " فقال: رضيت ببشرى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أرفع صوتي أبداً على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وأنزل الله تعالى: ? إِنَّ ?لَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَ?تَهُمْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ أُوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ ?مْتَحَنَ ?للَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى? ? الآية. وقد ذكر هذه القصة غير واحد من التابعين كذلك، فقد نهى الله عز وجل عن رفع الأصوات بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتفعت أصواتهما، فجاء فقال: أتدريان أين أنتما؟ ثم قال: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، فقال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً. وقال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام؛ لأنه محترم حياً، وفي قبره صلى الله عليه وسلم دائماً، ثم نهى عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبه ممن عداه، بل يخاطب بسكينة ووقار وتعظيم، ولهذا قال تبارك وتعالى: ? وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِ?لْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ? كما قال تعالى: ? لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ?لرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ?. وقوله عز وجل: ? أَن تَحْبَطَ أَعْمَـ?لُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ? أي إنما نهيناكم عن رفع الصوت عنده؛ خشية أن يغضب من ذلك، فيغضب الله تعالى لغضبه فيحبط عمل من أغضبه، وهو لا يدري كما جاء في الصحيح: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالاً يكتب له بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض " ثم ندب الله تعالى إلى خفض الصوت عنده وحث على ذلك وأرشد إليه ورغب فيه فقال: ?إِنَّ ?لَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَ?تَهُمْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ أُوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ ?مْتَحَنَ ?للَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى? ? أي أخلصها لها وجعلها أهلاً ومحلاً ? لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ?وقد قال الإمام أحمد في كتاب الزهد: حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: كتب إلى عمر: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل، أم رجل يشتهي المعصية، ولا يعمل بها، فكتب عمر رضي الله عنه: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها ? أُوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ ?مْتَحَنَ ?للَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى? لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ?. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
في تفسير سيد قطب: هذه السورة التي لا تتجاوز ثماني عشرة آية، سورة جليلة ضخمة، تتضمن حقائق كبيرة من حقائق العقيدة والشريعة، ومن حقائق الوجود والإنسانية. حقائق تفتح للقلب وللعقل آفاقاً عالية وآماداً بعيدة؛ وتثير في النفس والذهن خواطر عميقة ومعاني كبيرة؛ وتشمل من مناهج التكوين والتنظيم، وقواعد التربية والتهذيب، ومبادئ التشريع والتوجيه، ما يتجاوز حجمها وعدد آياتها مئات المرات! وهي تبرز أمام النظر أمرين عظيمين للتدبر والتفكير. وأول ما يبرز للنظر عند مطالعة السورة، هو أنها تكاد تستقل بوضع معالم كاملة، لعالم رفيع كريم نظيف سليم؛ متضمنة القواعد والأصول والمبادئ والمناهج التي يقوم عليها هذا العالم؛ والتي تكفل قيامه أولاً، وصيانته أخيراً .. عالم يصدر عن الله، ويتجه إلى الله، ويليق أن ينتسب إلى الله .. عالم نقي القلب، نظيف المشاعر، عف اللسان، وقبل ذلك عف السريرة .. عالم له أدب مع الله، وأدب مع رسوله، وأدب مع نفسه، وأدب مع غيره. أدب في هواجس ضميره، وفي حركات جوارحه. وفي الوقت ذاته له شرائعه المنظمة لأوضاعه، وله نظمه التي تكفل صيانته. وهي شرائع ونظم تقوم على ذلك الأدب، وتنبثق منه، وتتسق معه؛ فيتوافى باطن هذا العالم وظاهره. وتتلاقى شرائعه ومشاعره. وتتوازن دوافعه وزواجره؛ وتتناسق أحاسيسه وخطاه، وهو يتجه ويتحرك إلى الله .. ومن ثم لا يوكل قيام هذا العالم الرفيع الكريم النظيف السليم وصيانته،
(يُتْبَعُ)
(/)
لمجرد أدب الضمير ونظافة الشعور؛ ولا يوكل كذلك لمجرد التشريع والتنظيم. بل يلتقي هذا بذلك في انسجام وتناسق. كذلك لا يوكل لشعور الفرد وجهده، كما لا يترك لنظم الدولة وإجراءاتها. بل يلتقي فيه الأفراد بالدولة، والدولة بالأفراد، وتتلاقى واجباتهما ونشاطهما في تعاون واتساق. هو عالم له أدب مع الله، ومع رسول الله. يتمثل هذا الأدب في إدراك حدود العبد أمام الرب، والرسول الذي يبلغ عن الرب: ? يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله، إن الله سميع عليم ? .. فلا يسبق العبد المؤمن إلهه في أمر أو نهي، ولا يقترح عليه في قضاء أو حكم؛ ولا يتجاوز ما يأمر به وما ينهى عنه؛ ولا يجعل لنفسه إرادة أو رأياً مع خالقه .. تقوى منه وخشية، وحياء منه وأدباً .. وله أدب خاص فيه خطاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتوقيره: ? يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم. إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم، والله غفور رحيم? ... وهو عالم له منهجه في التثبت من الأقوال والأفعال، والاستيثاق من مصدرها، قبل الحكم عليها. يستند هذا المنهج إلى تقوى الله، وإلى الرجوع بالأمر إلى رسول الله، في غير ما تقدم بين يديه، ولا اقتراح لم يطلبه ولم يأمر به: ? يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين؛ واعلموا أن فيكم رسول الله، لو يطيعكم في كثير من الأمر لَعَنِتُّم. ولكن الله حبَّبَ إليكم الإيمان، وزينه في قلوبكم، وكرَّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان، أولئك هم الراشدون، فضلاً من الله ونعمة، والله عليم حكيم? .. وهو عالم له نظمه وإجراءاته العملية في مواجهة ما يقع فيه من خلاف وفتن وقلاقل واندفاعات، تخلخل كيانه لو تركت بغير علاج. وهو يواجهها بإجراءات عملية منبثقة من قاعدة الأخوة بين المؤمنين، ومن حقيقة العدل والإصلاح، ومن تقوى الله والرجاء في رحمته ورضاه: ? وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما؛ فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله؛ فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا، إن الله يحب المقسطين. إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم، واتقوا الله لعلكم ترحمون? .. وهو عالم له آدابه النفسية في مشاعره تجاه بعضه البعض؛ وله آدابه السلوكية في معاملاته بعضه مع بعض: ? يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم؛ ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن؛ ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب. بئس الاسم: الفسوق بعد الإيمان. ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون? وهو عالم نظيف المشاعر، مكفول الحرمات، مصون الغيبة والحضرة، لا يؤخذ فيه أحد بظنه، ولا تتبع فيه العورات، ولا يتعرض أمن الناس وكرامتهم وحريتهم فيه لأدنى مساس: ? يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا، ولا يغتب بعضكم بعضاً. أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً؟ فكرهتموه! واتقوا الله، إن الله تواب رحيم. ?. وهو عالم له فكرته الكاملة عن وحدة الإنسانية المختلفة الأجناس المتعددة الشعوب، وله ميزانه الواحد الذي يقوّم به الجميع. إنه ميزان الله المبرأ من شوائب الهوى والاضطراب: ? يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير? .. والسورة بعد عرض هذه الحقائق الضخمة التي تكاد تستقل برسم معالم ذلك العالم الرفيع الكريم النظيف السليم، تحدد معالم الإيمان، الذي باسمه دُعي المؤمنون إلى إقامة ذلك العالم. وباسمه هُتف لهم ليلبوا دعوة الله الذي يدعوهم إلى تكاليفه بهذا الوصف الجميل، الحافز إلى التلبية والتسليم: ? يا أيها الذين آمنوا ? .. ذلك النداء الحبيب الذي يخجل من يدعى به من الله أن لا يجيب؛ والذي ييسر كل تكليف ويهون كل مشقة، ويشوق كل قلب فيسمع ويستجيب: ? قالت الأعراب: آمنا. قل: لم تؤمنوا، ولكن قولوا: أسلمنا. ولما يدخل الإيمان في
(يُتْبَعُ)
(/)
قلوبكم. وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً، إن الله غفور رحيم. إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله، ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون. قل: أتُعلِّمون الله بدينكم، والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض، والله بكل شيء عليم? .. وتكشف السورة في ختامها عن ضخامة الهبة الإلهية للبشر. هبة الإيمان التي يمن بها على من يشاء، وفق ما يعلمه فيه من استحقاق: ? يمنون عليك أن أسلموا. قل: لا تمنوا عليّ إسلامكم. بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين. إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون? .. فأما الأمر الثاني الذي يبرز للنظر من خلال السورة، ومن مراجعة المناسبات الواقعية التي صاحبت نزول آياتها، فهو هذا الجهد الضخم الثابت المطرد، الذي تمثله توجيهات القرآن الكريم والتربية النبوية الحكيمة، لإنشاء وتربية تلك الجماعة المسلمة، التي تمثل ذلك العالم الرفيع الكريم النظيف السليم، الذي وجدت حقيقته يوماً على هذه الأرض؛ فلم يعد منذ ذلك الحين فكرة مثالية، ولا حلماً طائراً، يعيش في الخيال! هذه الجماعة المثالية التي تمثلت حقيقة واقعة في فترة من فترات التاريخ لم تنبت فجأة ولم توجد مصادفة؛ ولم تخلق بين يوم وليلة. كذلك لم تظهر نتيجة نفحة تغير طبائع الأشياء كلها في لحظة أو ومضة. بل نمت نمواً طبيعياً بطيئاً كما تنمو الشجرة الباسقة العميقة الجذور. وأخذت الزمن اللازم لنموها، كما أخذت الجهد الموصول الثابت المطرد الضروري لهذا النمو. واحتاجت إلى العناية الساهرة، والصبر الطويل، والجهد البصير في التهذيب والتشذيب، والتوجيه والدفع، والتقوية والتثبيت. واحتاجت إلى معاناة التجارب الواقعية المريرة والابتلاءات الشاقة المضنية؛ مع التوجيه لعبرة هذه التجارب والابتلاءات .. وفي هذا كله كانت تتمثل الرعاية الإلهية لهذه الجماعة المختارة - على علم - لحمل هذه الأمانة الكبرى؛ وتحقيق مشيئة الله بها في الأرض. وذلك مع الفضائل الكامنة والاستعدادات المكنونة في ذلك الجيل؛ وفي الظروف والأحوال المهيأة له على السواء .. وبهذا كله أشرقت تلك الومضة العجيبة في تاريخ البشرية؛ ووجدت هذه الحقيقة التي تتراءى من بعيد وكأنها حلم مرفرف في قلب، أو رؤيا مجنحة في خيال! ? يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله إن الله سميع عليم. يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم. إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم، والله غفور رحيم? .. تبدأ السورة بأول نداء حبيب، وأول استجاشة للقلوب. ? يا أيها الذين آمنوا? .. نداء من الله للذين آمنوا به بالغيب. واستجاشة لقلوبهم بالصفة التي تربطهم به، وتشعرهم بأنهم له، وأنهم يحملون شارته، وأنهم في هذا الكوكب عبيده وجنوده، وأنهم هنا لأمر يقدره ويريده، وأنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم اختياراً لهم ومنة عليهم، فأولى لهم أن يقفوا حيث أراد لهم أن يكونوا، وأن يقفوا بين يدي الله موقف المنتظر لقضائه وتوجيهه في نفسه وفي غيره، يفعل ما يؤمر ويرضى بما يقسم، ويسلم ويستسلم:?يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله إن الله سميع عليم? .. يا أيها الذين آمنوا، لا تقترحوا على الله ورسوله اقتراحاً، لا في خاصة أنفسكم، ولا في أمور الحياة من حولكم. ولا تقولوا في أمر قبل قول الله فيه على لسان رسوله، ولا تقضوا في أمر لا ترجعون فيه إلى قول الله وقول رسوله. قال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا وكذا. لو صح كذا. فكره الله تعالى ذلك. وقال العوفي: نهوا أن يتكلموا بين يديه. وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء حتى يقضي الله تعالى على لسانه. وقال الضحاك: لا تقضوا أمراً دون الله ورسوله من شرائع دينكم. وقال علي بن طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. فهو أدب نفسي مع الله ورسوله. وهو منهج في التلقي
(يُتْبَعُ)
(/)
والتنفيذ. وهو أصل من أصول التشريع والعمل في الوقت ذاته .. وهو منبثق من تقوى الله، وراجع إليها. هذه التقوى النابعة من الشعور بأن الله سميع عليم .. وكل ذلك في آية واحدة قصيرة، تلمس وتصور كل هذه الحقائق الأصيلة الكبيرة. وكذلك تأدب المؤمنون مع ربهم ومع رسولهم؛ فما عاد مقترح منهم يقترح على الله ورسوله؛ وما عاد واحد منهم يدلي برأي لم يطلب منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدلي به؛ وما عاد أحد منهم يقضي برأيه في أمر أو حكم، إلا أن يرجع قبل ذلك إلى قول الله وقول الرسول .. روى أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة - بإسناده -" عن معاذ - رضي الله عنه - حيث قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه إلى اليمن: " بم تحكم؟ " قال: بكتاب الله تعالى. قال - صلى الله عليه وسلم -: " فإن لم تجد؟ " قال: بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - صلى الله عليه وسلم -: " فإن لم تجد؟ " قال - رضي الله عنه -: أجتهد رأيي. فضرب في صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما يرضي رسول الله ". وحتى لكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألهم عن اليوم الذي هم فيه، والمكان الذي هم فيه، وهم يعلمونه حق العلم، فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم: الله ورسوله أعلم. خشية أن يكون في قولهم تقدم بين يدي الله ورسوله! جاء في حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي - رضي الله عنه - " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل في حجة الوداع:" أي شهر هذا؟ " .. قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال: " أليس ذا الحجة؟ " قلنا: بلى! قال: " أي بلد هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال: " أليس البلدة الحرام؟ " قلنا بلى! قال: " فأي يوم هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال: " أليس يوم النحر؟ " قلنا بلى! .. الخ ". فهذه صورة من الأدب، ومن التحرج، ومن التقوى، التي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم ذلك النداء، وذلك التوجيه، وتلك الإشارة إلى التقوى، تقوى الله السميع العليم. والأدب الثاني هو أدبهم مع نبيهم في الحديث والخطاب؛ وتوقيرهم له في قلوبهم، توقيراً ينعكس على نبراتهم وأصواتهم؛ ويميز شخص رسول الله بينهم، ويميز مجلسه فيهم؛ والله يدعوهم إليه بذلك النداء الحبيب؛ ويحذرهم من مخالفة ذلك التحذير الرهيب:? يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ? .. يا أيها الذين آمنوا .. ليوقروا النبي الذي دعاهم إلى الإيمان .. أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون .. ليحذروا هذا المزلق الذي قد ينتهي بهم إلى حبوط أعمالهم، وهم غير شاعرين ولا عالمين، ليتقوه! ولقد عمل في نفوسهم ذلك النداء الحبيب، وهذا التحذير المرهوب، عمله العميق الشديد: قال البخاري: حدثنا بسرة بن صفوان اللخمي، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة. قال: كاد الخيران أن يهلكا .. أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .. رفعا أصواتهما عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم عليه ركب بني تميم (في السنة التاسعة من الهجرة) فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس - رضي الله عنه - أخي بني مجاشع (أي ليؤمره عليهم) وأشار الآخر برجل آخر. قال نافع: لا أحفظ اسمه (في رواية أخرى أن اسمه القعقاع بن معبد) فقال: أبو بكر لعمر - رضي الله عنهما - ما أردت إلا خلافي. قال: ما أردت خلافك. فارتفعت أصواتهما في ذلك. فأنزل الله تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي, ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ?. قال ابن الزبير - رضي الله عنه -: فما كان عمر - رضي الله عنه يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية حتى يستفهمه! .. وروي عن أبي بكر - رضي الله عنه - أنه قال لما نزلت هذه الآية: قلت: يا رسول الله، والله لا أكلمك إلا كأخي السرار (يعني كالهمس!). وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال: " لما نزلت هذه الآية: ? يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - إلى قوله: وأنتم لا تشعرون ? وكان ثابت بن
(يُتْبَعُ)
(/)
قيس بن الشماس رفيع الصوت. فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا من أهل النار. حبط عملي. وجلس في أهله حزيناً. ففقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق بعض القوم إليه، فقالوا له: تفقدك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالك؟ قال أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه بما قال. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا. بل هو من أهل الجنة " قال أنس - رضي الله عنه -: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة. فهكذا ارتعشت قلوبهم وارتجفت تحت وقع ذلك النداء الحبيب، وذلك التحذير الرعيب؛ وهكذا تأدبوا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية أن تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون. ولو كانوا يشعرون لتداركوا أمرهم! ولكن هذا المنزلق الخافي عليهم كان أخوف عليهم، فخافوه واتقوه! ونوه الله بتقواهم، وغضهم أصواتهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعبير عجيب:?إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى. لهم مغفرة وأجر عظيم? .. فالتقوى هبة عظيمة، يختار الله لها القلوب، بعد امتحان واختبار، وبعد تخليص وتمحيص، فلا يضعها في قلب إلا وقد تهيأ لها، وقد ثبت أنه يستحقها. والذين يغضون أصواتهم عند رسول الله قد اختبر الله قلوبهم وهيأها لتلقي تلك الهبة. هبة التقوى. وقد كتب لهم معها وبها المغفرة والأجر العظيم. إنه الترغيب العميق، بعد التحذير المخيف. بها يربي الله قلوب عباده المختارين، ويعدها للأمر العظيم. الذي نهض به الصدر الأول على هدى من هذه التربية ونور. وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ارتفعت أصواتهما، فجاء فقال: أتدريان أين أنتما؟ ثم قال: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. فقال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً! وعرف علماء هذه الأمة وقالوا: إنه يكره رفع الصوت عند قبره - صلى الله عليه وسلم - كما كان يكره في حياته - عليه الصلاة والسلام - احتراماً له في كل حال. ثم أشار إلى حادث وقع من وفد بني تميم حين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العام التاسع الذي سمي " عام الوفود " .. لمجيء وفود العرب من كل مكان بعد فتح مكة، ودخولهم في الإسلام، وكانوا أعراباً جفاة، فنادوا من وراء حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم المطلة على المسجد النبوي الشريف: يا محمد. اخرج لنا. فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الجفوة وهذا الإزعاج. فنزل قوله تعالى:?إن الذين ينادونك من ورآء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم، والله غفور رحيم? .. فوصفهم الله بأن أكثرهم لا يعقلون. وكرّه إليهم النداء على هذه الصفة المنافية للأدب والتوقير اللائق بشخص النبي - صلى الله عليه وسلم - وحرمة رسول الله القائد والمربي. وبيّن لهم الأولى والأفضل وهو الصبر والانتظار حتى يخرج إليهم. وحبب إليهم التوبة والإنابة، ورغبهم في المغفرة والرحمة. وقد وعى المسلمون هذا الأدب الرفيع، وتجاوزوا به شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كل أستاذ وعالم. لا يزعجونه حتى يخرج إليهم؛ ولا يقتحمون عليه حتى يدعوهم .. يحكى عن أبي عبيد - العالم الزاهد الراوية الثقة - أنه قال: " ما دققت باباً على عالم قط حتى يخرج في وقت خروجه " .. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - ابن كثير – تفسير القرآن الكريم
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - سيد قطب – في ظلال القرآن(/)
أي هذين التفسيرين أفضل؟
ـ[كريم مصطفي]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف أي هذين التفسيرين أفضل لاقتنائه
1 - عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير (احمد شاكر)
2 - أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير (أبو بكر الجزائري)
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 12:27]ـ
رأيي الشخصي وانا طويلب علم ولست عالما
عمدة التفسير ثلاث مجلدات: وله مميزات التفسير الاثري من الاحاديث واقوال الصحابة وانه اسهل في القراءة خصوصا لمن حفظ القران
وايسر التفاسير 8 مجلدات: وله عيوب انه مطول وقليل التفسير بالاثر يعتمد على الاجمال والكلمات والفوائد
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 12:39]ـ
عمدة التفاسير لم يكمله أحمد شاكر ولقد سمعت من درس لعلي حسن أنه قام بإكماله
ـ[كريم مصطفي]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 01:02]ـ
رأيي الشخصي وانا طويلب علم ولست عالما
عمدة التفسير ثلاث مجلدات: وله مميزات التفسير الاثري من الاحاديث واقوال الصحابة وانه اسهل في القراءة خصوصا لمن حفظ القران
وايسر التفاسير 8 مجلدات: وله عيوب انه مطول وقليل التفسير بالاثر يعتمد على الاجمال والكلمات والفوائد
ولكني رأيت ايسر التفاسير في ثلاث مجلدات تقريبا نفس حجم عمدة التفسير ونفس السعر أيضا حوالي سبعين جنيه
فهل هناك رأي آخر
وأيهما أفضل في تفسير صفات الله علي عقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 03:09]ـ
تعليق العلامة الشيخ صالح الشيخ حول مجوعة من التفاسير
http://www.maroc-quran.com/vb/t11221.html (http://www.maroc-quran.com/vb/t11221.html)(/)
[طلب مؤلفات] لجهود العلماء المعاصرين في التفسير.
ـ[حلم المستقبل]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 12:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أيامكم ..
جزاكم الله خيرًا، أحببت طلب المساعدة منكم في مساعدتي
في إيجاد مؤلفات تساعدني في بحثي لـ (جهود العلماء المعاصرين)
من القرن الرابع عشر وما فوق ..
والعلماء الخمسة الذين سأخصص بحثي عنهم:
الشيخ السعدي، و الجزائري، والشنقيطي ..
وأريد إثنان أيضا من العلماء في التفسير ومن سلمت عقيدتهم وأكتمل تفسيرهم.
- وهل المكتبة الشاملة يوجد فيها كتب مناسبة لبحثي؟
- وأين أجد الكتب التي تساعدني في معرفة سيرة أولئك العلماء؟
في إنتظاركم،
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 04:16]ـ
مؤلفات السعدي الكاملة
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=4951
سيرته
http://www.archive.org/stream/waq5125/01_5125#page/n3/mode/2up
ـ[حلم المستقبل]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 05:37]ـ
بدر السعد ..
جزاك الله خيرًا على ما قدمت ..
،
و أريد المزيد من الباقي للبقية من المشائخ الذين ذكرتهم
و أريد شيخان عالمان في التفسير ..
جزاكم الله خير
ـ[حلم المستقبل]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 02:09]ـ
لا حرمكم الله الأجر ..
أريد تزويدي بالمؤلفات و عدد من الشيوخ المعاصرين من العلماء في التفسير
لم يتبقى إلا القليل على تسليم البحث ..
ـ[أم أبيها]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 01:55]ـ
هناك عبدالحميد بن محمد ابن باديس معاصر
وله تفسير ابن باديس
ـ[أم أبيها]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 01:59]ـ
وابن عثيمين - رحمه الله - أيضا له تفسير ممتع
ـ[بركات رياض]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 03:19]ـ
أخى الفاضل هلاّ حددت لنا موضوع دراستكم بشكل واضح وصريح؛ حتى نتمكن من مساعدتكم بطرقة فعالة، أم أنكم ما زلتم تبحثون عن موضوع يكون أطروحة لكم، ثم لابد أن يكون ثمة رابط بين التفاسير التى تريد التعرض لها، والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل.
ـ[حلم المستقبل]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:11]ـ
أم أبيها
جزاك الله خير على أفادتيّ ..
لا حرمك الله الأجر،
.
ـ[حلم المستقبل]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:39]ـ
بركات رياض ..
موضوع بحثي بشكل عام يتكلم عن جهود العلماء المعاصرين
فـ خطة البحث تتطلب عدة أمور منها:
أ- التعريف بالمعاصرين: أي العلماء الأربعة الذي سأخصص بحثي عنهم.
ب- لمحة موجزة عن العصور التي مر بها التفسير: من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا.
والفصل الأول:
المبحث الأول: منهج المعاصرين في التفسير وفيه 6 مطالب: (وهذا المبحث لجميع العلماء المعاصرين أي بشكل عام)
المنهج العقدي.
المنهج الأثري.
المنهج الفقهي.
المنهج الاجتماعي.
المنهج البياني في التفسير.
موقفهم من الإسرائيليات.
المبحث الثاني: جهود العلماء المعاصرين في التفسير: (هذا فيه تفصيل لـ " التعريف بالمعاصرين " وأذكر فيه مناهج العلماء الأربعة بشكل تفصيلي وهم: محمد الشنقيطي، وأبو بكر الجزائري، وأحمد المراغي، ومحمد أبو زهرة.
المبحث الثالث: عبدالرحمن السعدي أنموذجا من نماذج العلماء المعاصرين وفيه 4 مطالب:
ترجمة للمفسر.
عقيدته.
منهجه في التفسير.
الملاحظات على تفسيره.
..
وأثناء بحثي عن الكتب في ذلك المجال و عن جهود العلماء المعاصرين والذين أخترتهم
لم أنل الكثير، والغالب منها بحوث ماجستير ولم أحصل عليها من خلال النت
وهل المكتبة الشاملة يتواجد فيها ما يفيدني في بحثي!
ومن الكتب التي توفرت ليّ بخصوص جهود المفسرين بشكل عام و نشأة التفسير:
1 - التفسير و المفسرون - للذهبي.
2 - اتجاهات التفسير في القران الرابع عشر - للرومي.
3 - مناهج المفسرين من العصر الأول إلى العصر الحديث - لمحمود النقراشي.
وكتب لتراجم العلماء تحصلت على:
1 - علماء نجد خلال ثمانية قرون.
أما بالنسبة للعلماء الخمس الذين يتضمنهم بحثي، لم أحصل على كتب أو رسائل مجاستير عن مناهجهم بالتفصيل إلا على:
1 - الشنقيطي ومنهجه في التفسير في كتابه أضواء البيان - لأحمد الشيمي.
..
وبذلك رغبتي الشديدة الآن في أيجاد مؤلفات بحثت أو تكلمت عن مناهج العلماء المعاصرين التي ذكرتها في المبحث الأول
وكذلك كتب أو رسائل عن مناهج و عقيدة و سيرة وجهود العلماء الخمس الذين أخترتهم
ومن رسائل الماجستير التي تحصلت على أسمها دون الكتاب من النت بصيغة الـ pdf
هي:
1 - الشنقيطي ومنهجه في أضوء البيان - لسليمان الملق.
2 - منهج العلامة الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان. - لعدنان آل شلش
طبعت باسم العلامة الشنقيطي مفسراً.
فأريد كتب تخدمني في بحثي وبخاصة لمنهج الشيخ السعدي فهو أنموذج في بحثي
ولم أعثر على شيء
أرجوا أفادتي فلم يتبقى إلا القليل
وخاصة مشرف بحثي يطلب نحو 20 مرجع في بحثي.
جزاكم الله خيرًا.(/)
من يفسر لنا هذه الأية على جناح السرعة
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 02:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} الأعراف11
ثم هنا أفادت الترتيب هل خلقنا وصورنا ثم أمر الله الملائكة بالسجود لأدم أريد تفسيرا وشكرا
ـ[طويلبة علم جزائرية]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 03:00]ـ
تفسير السعدي
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=7&t=saady&l=arb&nAya=11#7_11
ـ[طويلبة علم جزائرية]ــــــــ[14 - Dec-2010, مساء 03:01]ـ
تفسير ابن كثير
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=katheer&nSora=7&nAya=11#7_11(/)
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
ـ[علي الشيخ]ــــــــ[15 - Dec-2010, صباحاً 08:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
? قل لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ? (سورة التوبة الآية: 51).
تأمل قول الله ? لَنَا ?, فهو جل شانه لم يقل علينا, بل قال لنا, أي لحسابنا, لصالحنا, المصيبة في صالحنا!!!
ولكن, كيف؟؟؟؟؟
أولا, المصيبة هي أمر ينال الإنسان منه مشقة و الم, وقد تكون هذه المصيبة نتيجة إساءة منك, وبالتالي تكون عدلا, وقد تكون ظلما وعدوانا من غيرك.
والآن, السؤال هو هل كان ما أصابك عدلا أم ظلما؟؟
· إن كان عدلا, فقد جبرت المصيبة الذنب و الإساءة, وبشراك, فستلقى الله طاهرا يوم القيامة, وبهذا تكون المصيبة لك وليست عليك.
· وان كان ظلما, فسيقتص الله لك يوم القيامة, إما بزيادة رصيدك من الحسنات, و إما بنقصان رصيدك من السيئات, وبهذا تكون المصيبة لك ايضا وليست عليك.
الخلاصة:
· إن الحياة معبر, فلا يشغلك المعبر عن الغاية.
· على قدر الألم يكون الثواب.
المصدر: حلقات تفسير القران – سورة التوبة – للشيخ الشعراوي
ـ[أم البشرى]ــــــــ[15 - Dec-2010, مساء 03:10]ـ
حديث أبي يحي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سرء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم.
كيف لا وهو ارحم الراحمين
بارك الله فيك على الطرح المميز
اللهم أرزقني يقيناً كاملاً حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته لي(/)
الربع الاول من متشابهات الخمس الاواخر من القرءان الكريم
ـ[قاسم عابدين]ــــــــ[16 - Dec-2010, صباحاً 05:54]ـ
الحمد لله الذي نور قلوب أهل القرءان بنورمعرفته تنويرا وكسا وجوههم بإشراق ضياء بهجته نورا و جعلهم من خاصة أحبابه إكراماً لهم و توقيرا فترى وجوههم كالأقمار تتلألأ من الإشراق وتبتهج سرورا و قد أخبر عنهم الصادق المصدوق بأنهم كجراب مملؤة مسك فأعظم بذلك فخرا وتبشيرا أحمده سبحانه و أسأله من فيض فضله لطفا وتيسيرا و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يغدو قلب قائلها مطمئنا مستنيرا و نشهد أن نبينا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وعلي آله و صحبه) أنه عبده و رسوله اختاره الله نبيا ورسولا أما بعد:
فهذا مختصر لجمع متشابهات الخمس أجزاء الأواخر من القرءان الكريم من كتاب:
جامع متشابهات ءايات الله المحكمات
لخادم القرءان الكريم
قاسم بن محمد عابدين
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.
(وإن كان خرق فادركه بفضله ... من الحلم وليصلحه من جاد مقولا)
يبدأ الربع الأول من أخر خمسة أجزاء من القرءان الكريم (الجزء السادس والعشرون) بسورة الأحقاف.
الأية الأولى من سورة الأحقاف:
يقول الله تعالى (حم?) والسور التى تبدأ بـ (حم?) 7 سور وهى: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.
الأية الثانية وما فيها من متشابهات:
{تَنزِيلُ ?ل?كِتَـ?بِ مِنَ ?للَّهِ ?ل?عَزِيزِ ?ل?حَكِيمِ} ووردت هذه الأية فى كتاب الله 3 مرات
الموضع الأول: {تَنزِيلُ ?ل?كِتَـ?بِ مِنَ ?للَّهِ ?ل?عَزِيزِ ?ل?حَكِيمِ} الزمر1
الموضع الثانى: {تَنزِيلُ ?ل?كِتَـ?بِ مِنَ ?للَّهِ ?ل?عَزِيزِ ?ل?حَكِيمِ} الجاثية2
والموضع الثالث الأية الثانية من سورة الأحقاف. {تَنزِيلُ ?ل?كِتَـ?بِ مِنَ ?للَّهِ ?ل?عَزِيزِ ?ل?حَكِيمِ} الأحقاف2
الأية الثالثة وما فيها من متشابهات:
{مَا خَلَق?نَا ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?ل?أَر?ضَ وَمَا بَي?نَهُمَا? إِلَّا بِ?ل?حَقِّ وَأَجَلٍ? مُّسَمًّ?ى ? وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّا? أُنذِرُواْ مُع?رِضُونَ} الأحقاف3
وتتشابه بداية الأية الكريمة مع قوله تعالى:
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} الحجر85
وقوله تعالى:
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} الدخان38
الأية الرابعة وما فيها من متشابهات:
(قُل? أَرَءَي?تُم مَّا تَد?عُونَ مِن دُونِ ?للَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ?ل?أَر?ضِ أَم? لَهُم? شِر?كٌ? فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ ? ?ئ?تُونِى بِكِتَـ?بٍ? مِّن قَب?لِ هَـ?ذَا? أَو? أَثَـ?رَةٍ? مِّن? عِل?مٍ إِن ?ُنتُم? صَـ?دِقِينَ)
** قُل? أَرَءَي?تُم **
وردت فى كتاب الله تعالى فى أوائل 11 ءاية وهم على الترتيب:
1 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} الأنعام46
2 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ} يونس50
3 - {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} يونس59
4 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ} القصص71
5 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} القصص72
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً} فاطر40
7 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} فصلت52
8 - الأية الرابعة من سورة الأحقاف.
9 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الأحقاف10
10 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الملك28
11 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} الملك30
** مَّا تَد?عُونَ مِن دُونِ ?للَّهِ **
وردت 3 مرات فى القرءان وهم على الترتيب:
الموضع الأول: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً} مريم48
الموضع الثانى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الزمر38
الموضع الثالث: الأية الرابعة من سورة الأحقاف
** أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ?ل?أَر?ضِ أَم? لَهُم? شِر?كٌ? فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ **
وردت فى كتاب الله مرتين وهم على الترتيب:
الموضع الأول: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً} فاطر40
الموضع الثانى: الأية الرابعة من سورة الأحقاف.
- وكلمة أرونى ذكرت 3 مرات فى الموضعين السابقين والموضع الثالث:
{قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سبأ27
** إِن ?ُنتُم? صَـ?دِقِينَ **
وردت فى كتاب الله 28 مرة فى المواضع الأتية:
البقرة23، البقرة31، البقرة94، البقرة111، آل عمران93، آل عمران168، آل عمران183، الأنعام40، الأنعام143، الأعراف194، يونس38، يونس48، هود13، الأنبياء38، النمل64، النمل71، القصص49، السجدة28، سبأ29، يس48، الصافات157، الدخان36، الجاثية25، والأية الرابعة من سورة الأحقاف، الحجرات17، الواقعة87، الجمعة6، الملك25.
الأية الخامسة وما فيها من متشابهات:
(وَمَن? أَضَلُّ مِمَّن يَد?عُواْ مِن دُونِ ?للَّهِ مَن لَّا يَس?تَجِيبُ لَهُ ?? إِلَى? يَو?مِ ?ل?قِيَـ?مَةِ وَهُم? عَن دُعَا???ِهِم? غَـ?فِلُونَ)
** وَمَن? أَضَلُّ **
وردت فى كتاب الله مرتين:
الموضع الأول: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص50
والموضع الثانى: الأية الخامسة من سورة الأحقاف.
** يَد?عُواْ مِن دُونِ ?للَّهِ **
وردت فى كتاب الله مرتين:
الموضع الأول: {يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} الحج12
الموضع الثانى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} الأحقاف5
** غَـ?فِلُونَ **
وردت فى كتاب الله 6 مرات وهم على الترتيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الموضع الأول: {ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} الأنعام131
الموضع الثانى: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} يونس7
الموضع الثالث: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} يوسف13
الموضع الرابع: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم7
الموضع الخامس: {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} يس6
الموضع السادس: الأية الخامسة من سورة الأحقاف.
الأية السابعة وما فيها من متشابهات:
(وَإِذَا تُت?لَى? عَلَي?ہِم? ءَايَـ?تُنَا بَيِّنَـ?تٍ? قَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لِل?حَقِّ لَمَّا جَا?ءَهُم? هَـ?ذَا سِح?رٌ? مُّبِينٌ)
** وَإِذَا تُت?لَى? عَلَي?ہِم? ءَايَـ?تُنَا بَيِّنَـ?تٍ? بَيِّنَاتٍ **
وردت 6مرات فى القرءان وهم بالترتيب:
الموضع الأول: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس15
الموضع الثانى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} مريم73
الموضع الثالث: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} الحج72
الموضع الرابع: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} سبأ43
الموضع الخامس: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الجاثية25
الموضع السادس: الأية السابعة من سورة الأحقاف.
** هَـ?ذَا سِح?رٌ? مُّبِينٌ **
وردت 3 مرات فى كتاب الله وهم بالترتيب:
الموضع الأول: {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} النمل13
الموضع الثانى: الأية السابعة من سورة الأحقاف
الموضع الثالث: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} الصف6
الأية الثامنة وما فيها من متشابهات:
(أَم? يَقُولُونَ ?ف?تَرَ??هُ ? قُل? إِنِ ?ف?تَرَي?تُهُ ? فَلَا تَم?لِكُونَ لِى مِنَ ?للَّهِ شَي?ـ?ًا ? هُوَ أَع?لَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ ? كَفَى? بِهِ? شَہِيدَ?ا بَي?نِى وَبَي?نَكُم? ? وَهُوَ ?ل?غَفُورُ ?لرَّحِيمُ)
** أَم? يَقُولُونَ ?ف?تَرَ??هُ **
وردت 5 مرات فى القرءان وهم بالترتيب:
الموضع الأول: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} يونس38
الموضع الثانى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} هود13
(يُتْبَعُ)
(/)
الموضع الثالث: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ} هود35
الموضع الرابع: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} السجدة3
الموضع الخامس: الأية الثامنة من سورة الأحقاف.
** تُفِيضُونَ فِيهِ **
وردت فى القرءان مرتين وهما:
الموضع الأول: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} يونس61
الموضع الثانى: الأية الثامنة من سورة الأحقاف.
** وَهُوَ ?ل?غَفُورُ ?لرَّحِيمُ **
وردت مرتين فى كتاب الله وهما:
الموضع الأول: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} يونس107
الموضع الثانى: الأية الثامنة من سورة الأحقاف.
الأية التاسعة وما فيها من متشابهات:
(قُل? مَا كُنتُ بِد?عً?ا مِّنَ ?لرُّسُلِ وَمَا? أَد?رِى مَا يُف?عَلُ بِى وَلَا بِكُم? ? إِن? أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى?? إِلَىَّ وَمَا? أَنَا? إِلَّا نَذِيرٌ? مُّبِينٌ?)
** إِن? أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى?? إِلَىَّ **
وردت فى القرءان الكريم 3 مرات وهم بالترتيب:
الموضع الأول: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} الأنعام50
الموضع الثانى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس15
الموضع الثالث: الأية التاسعة من سورة الأحقاف.
الأية العاشرة وما فيها من متشابهات:
(قُل? أَرَءَي?تُم? إِن كَانَ مِن? عِندِ ?للَّهِ وَكَفَر?تُم بِهِ? وَشَہِدَ شَاهِدٌ? مِّن? بَنِى? إِس?رَ??ءِيلَ عَلَى? مِث?لِهِ? فَـ?َامَنَ وَ?س?تَك?بَر?تُم? ? إِنَّ ?للَّهَ لَا يَہ?دِى ?ل?قَو?مَ ?لظَّـ?لِمِينَ)
** وَشَہِدَ شَاهِدٌ? **
وردت فى القرءان مرتين وهما:
الموضع الأول: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ} يوسف26
الموضع الثانى: الأية العاشرة من سورة الأحقاف.
** إِنَّ ?للَّهَ لَا يَہ?دِى ?ل?قَو?مَ ?لظَّـ?لِمِينَ **
وردت فى القرءان الكريم 4 مرات وهم بالترتيب:
الموضع الأول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة
الموضع الثانى: {وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الأنعام144
الموضع الثالث: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص50
الموضع الرابع: الأية العاشرة من سورة الأحقاف
(يُتْبَعُ)
(/)
الأية الحادية عشر وما فيها من متشابهات:
(وَقَالَ ?لَّذِينَ ?َفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَو? كَانَ خَي?رً?ا مَّا سَبَقُونَا? إِلَي?هِ ? وَإِذ? لَم? يَه?تَدُواْ بِهِ? فَسَيَقُولُونَ هَـ?ذَا? إِف?كٌ? قَدِيمٌ?)
** وَقَالَ ?لَّذِينَ ?َفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ **
وردت فى كتاب الله تعالى مرتين وهما:
الموضع الأول: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} العنكبوت12
الموضع الثانى: الأية الحادية عشر من سورة الأحقاف.
الأية الثانية عشر وما فيها من متشابهات:
(وَمِن قَب?لِهِ? كِتَـ?بُ مُوسَى?? إِمَامً?ا وَرَح?مَةً? ? وَهَـ?ذَا كِتَـ?بٌ? مُّصَدِّقٌ? لِّسَانًا عَرَبِيًّ?ا لِّيُنذِرَ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُش?رَى? لِل?مُح?سِنِينَ)
** وَمِن قَب?لِهِ? كِتَـ?بُ مُوسَى?? إِمَامً?ا وَرَح?مَةً? ? **
وردت فى كتاب الله تعالى مرتين وهما:
الموضع الأول: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} هود17
الموضع الثانى: الأية الثانية عشر من سورة الأحقاف.
** وَبُش?رَى? **
وردت فى كتاب الله تعالى 5 مرات وهما:
موضع: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} البقرة97
وموضع: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} النمل2
وموضع: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} النحل89
وموضع: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} النحل102
والموضع الخامس لكلمة وبشرى: {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} الأحقاف12
الأية الثالثة عشر وما فيها من متشابهات:
(إِنَّ ?لَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ?للَّهُ ثُمَّ ?س?تَقَـ?مُواْ فَلَا خَو?فٌ عَلَي?هِم? وَلَا هُم? يَح?زَنُونَ)
** إِنَّ ?لَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ?للَّهُ ثُمَّ ?س?تَقَـ?مُواْ **
وردت فى كتاب الله تعالى مرتين وهما:
الموضع الأول: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت30
الموضع الثانى: الأية الثالثة عشر من سورة الأحقاف.
** فَلَا خَو?فٌ عَلَي?هِم? وَلَا هُم? يَح?زَنُونَ **
وردت فى كتاب الله تعالى 5 مرات وهما بالترتيب:
الموضع الأول: {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة38
الموضع الثانى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} المائدة69
الموضع الثالث: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} الأنعام48
الموضع الرابع: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} الأعراف35
(يُتْبَعُ)
(/)
الموضع الخامس: الأية الثالثة عشر من سورة الأحقاف.
الأية الرابعة عشر وما فيها من متشابهات:
(أُوْلَـ????ِكَ أَص?حَـ?بُ ?ل?جَنَّةِ خَـ?لِدِينَ فِيہَا جَزَا?ءَ? بِمَا كَانُواْ يَع?مَلُونَ)
** جَزَا?ءَ? بِمَا كَانُواْ يَع?مَلُونَ **
وردت فى كتاب الله 3 مرات وهما بالترتيب:
الموضع الأول: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة17
الموضع الثانى: الأية الرابعة عشر من سورة الأحقاف
الموضع الثالث: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الواقعة24
الأية الخامسة عشر وما فيها من متشابهات:
(وَوَصَّي?نَا ?ل?إِنسَـ?نَ بِوَ?لِدَي?هِ إِح?سَـ?نًا ? حَمَلَت?هُ أُمُّهُ ? كُر?هً?ا وَوَضَعَت?هُ كُر?هً?ا ? وَحَم?لُهُ ? وَفِصَـ?لُهُ ? ثَلَـ?ثُونَ شَہ?رًا ? حَتَّى?? إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ? وَبَلَغَ أَر?بَعِينَ سَنَةً? قَالَ رَبِّ أَو?زِع?نِى? أَن? أَش?كُرَ نِع?مَتَكَ ?لَّتِى? أَن?عَم?تَ عَلَىَّ وَعَلَى? وَ?لِدَىَّ وَأَن? أَع?مَلَ صَـ?لِحً?ا تَر?ضَ??هُ وَأَص?لِح? لِى فِى ذُرِّيَّتِى? ? إِنِّى تُب?تُ إِلَي?كَ وَإِنِّى مِنَ ?ل?مُس?لِمِينَ)
** وَوَصَّي?نَا ?ل?إِنسَـ?نَ بِوَ?لِدَي?هِ **
وردت فى القرءان 3 مرات وهما بالترتيب:
الموضع الأول: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} العنكبوت8
الموضع الثانى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان14
الموضع الثالث: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ... الأية الخامسة عشر من سورة الأحقاف.
** قَالَ رَبِّ أَو?زِع?نِى? أَن? أَش?كُرَ نِع?مَتَكَ ?لَّتِى? أَن?عَم?تَ عَلَىَّ وَعَلَى? وَ?لِدَىَّ وَأَن? أَع?مَلَ صَـ?لِحً?ا تَر?ضَ??هُ **
وردت فى القرءان مرتين وهما:
الموضع الأول: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل19
الموضع الثانى: الأية الخامسة عشر من سورة الأحقاف ( ... حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
الأية السابعة عشر وما فيها من متشابهات:
(وَ?لَّذِى قَالَ لِوَ?لِدَي?هِ أُفٍّ? لَّكُمَا? أَتَعِدَانِنِى? أَن? أُخ?رَجَ وَقَد? خَلَتِ ?ل?قُرُونُ مِن قَب?لِى وَهُمَا يَس?تَغِيثَانِ ?للَّهَ وَي?لَكَ ءَامِن? إِنَّ وَع?دَ ?للَّهِ حَقٌّ? فَيَقُولُ مَا هَـ?ذَا? إِلَّا? أَسَـ?طِيرُ ?ل?أَوَّلِينَ)
** أُفٍّ **
وردت فى القرءان الكريم 3 مرات وهم بالترتيب:
الموضع الأول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الإسراء23
الموضع الثانى: {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} الأنبياء67
الموضع الثالث: الأية السابعة عشر من سورة الأحقاف.
الأية الثامنة عشر وما فيها من متشابهات:
(أُوْلَـ????ِكَ ?لَّذِينَ حَقَّ عَلَي?هِمُ ?ل?قَو?لُ فِى? أُمَمٍ? قَد? خَلَت? مِن قَب?لِهِم مِّنَ ?ل?جِنِّ وَ?ل?إِنسِ ? إِنَّہُم? ?َانُواْ خَـ?سِرِينَ)
** حَقَّ عَلَي?هِمُ ?ل?قَو?لُ فِى? أُمَمٍ? قَد? خَلَت? مِن قَب?لِهِم مِّنَ ?ل?جِنِّ وَ?ل?إِنسِ ? إِنَّہُم? ?َانُواْ خَـ?سِرِينَ **
وردت فى القرءان الكريم مرتين وهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
الموضع الأول: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} فصلت25
الموضع الثانى: الأية الثامنة عشر من سورة الأحقاف، {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} الأحقاف18
الأية التاسعة عشر وما فيها من متشابهات:
(وَلِ?ُلٍّ? دَرَجَـ?تٌ? مِّمَّا عَمِلُواْ ? وَلِيُوَفِّيَہُم? أَع?مَـ?لَهُم? وَهُم? لَا يُظ?لَمُونَ)
** وَلِ?ُلٍّ? دَرَجَـ?تٌ? مِّمَّا عَمِلُواْ **
وردت فى القرءان الكريم مرتين وهما:
الموضع الأول: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} الأنعام132
الموضع الثانى: الأية التاسعة عشر من سورة الأحقاف، {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} الأحقاف19
الأية العشرون من سورة الأحقاف وما فيها من متشابهات:
(وَيَو?مَ يُع?رَضُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ?لنَّارِ أَذ?هَب?تُم? طَيِّبَـ?تِكُم? فِى حَيَاتِكُمُ ?لدُّن?يَا وَ?س?تَم?تَع?تُم بِہَا فَ?ل?يَو?مَ تُج?زَو?نَ عَذَابَ ?ل?هُونِ بِمَا كُنتُم? تَس?تَك?بِرُونَ فِى ?ل?أَر?ضِ بِغَي?رِ ?ل?حَقِّ وَبِمَا كُنتُم? تَف?سُقُونَ)
** ?ل?يَو?مَ تُج?زَو?نَ عَذَابَ ?ل?هُونِ __ فَ?ل?يَو?مَ تُج?زَو?نَ عَذَابَ ?ل?هُونِ **
- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} الأنعام93
- {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} الأحقاف20
-------------
نسألكم الدعاء
أخوكم خادم القرءان الكريم
قاسم عابدين(/)
طلب مساعدة
ـ[ابو هريرة الغزي]ــــــــ[16 - Dec-2010, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته,
اما بعد,
فاني استغيث بالله ليلا ونهار راجيا منه على ان اجد كتاب (تفسير السمعاني) للامام ابي المظفر السمعاني ,
لكن ما وجدته الا في مكتبة شكاة الاسلامية بصورة غير ملائمة فهلا ساعدتموني من خلال تحميل الكتاب بصية pdf فاني بحثت عنه في جميع مكاتب قطاع غزة فلم اجده.
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.
ـ[أمة القادر]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 09:54]ـ
أعانكم الله و جميع أهلنا في غزة
ما وجدناه إلا بصيغة doc
و الملف المضغوط في المرفقات عسى ينفعكم الله به
و فقكم الله(/)
مؤتمر دولي: القراءات المعاصرة للقرآن الكريم.
ـ[أحمدبزوي الضاوي]ــــــــ[17 - Dec-2010, صباحاً 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمو الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـ سورة البقرة: الآية32 ـ ينظم مختبر الدراسات و الأبحاث الحضارية كلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، المغرب. بتعاون مع: شعبة الدراسات الإسلامية مؤتمرا دوليا:و ذلك في 19/ 20/21 أبريل 2011م. في موضوع: " القراءات المعاصرة للقرآن الكريم ".تعرف الساحة الثقافية ـ خاصة بعد رحيل أقطاب الدراسات المعاصرة للقرآن الكريم ـ جدلا كبيرا حول ما يسمى ب " القراءات المعاصرة للقرآن الكريم " ـ هناك من ينعتها بالجديدة، والحداثية، والعلمانية ـ التي تتدثر بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وإنتروبولوجية، أدت ـ في أغلب الأحيان بقصد أو بغير قصد ـ إلى تحريف المعاني القرآنية، وإخراج النصوص عما هو مجمع عليه، فضلا عن تناقضها مع الحقائق الشرعية، وتعارضها مع مقاصد الشريعة الإسلامية. ومرد ذلك لعدم احترامها لخصوصيات القرآن الكريم، ومعاملته كسائر النصوص البشرية.وليس معنى ذلك أننا نريد حجب هذه المناهج عن مقاربة الخطاب القرآني، بقدر ما نريد بيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل. إن كل منهج من المناهج المذكورة آنفا يمكنه أن يسهم في بلورة هذه القراءة المقاصدية، بحيث تمكن الإنسان من الوقوف على مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بحسب القدرة البشرية، أي إنها قراءة ذات أبعاد ثلاث: أ. التلاوة.ب. التدبر.ت. التطبيق.والله I تعبدنا كمسلمين بهذه المستويات الثلاث، ومن ثم فإن القراءة في تصور المسلمين ليست قراءة حرة، بقدر ما هي قراءة مقاصدية. ومن هنا نفهم أننا أمام موقفين: 1) موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. 2) وموقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملوا الواقعة القرآنية، وبدل القرآن استعملوا المدونة الكبرى، وبدل الآية استعملوا العبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني برمته، ورفع عائق الغيبية. واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، بما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا. والتذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره. مما يخفي وراءه مواقف المستكبرين في الأرض من جهة، وأهدافهم، ومشاريعهم التي بدأنا نرصد بعض آثارها على الواقع، واختيارات أيديولوجية من جهة أخرى. والواقع أن الدراسات المعاصرة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محمد r ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية. وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، وكرون الذين يمثلون الاتجاه التفكيكي الداخلي، ولينغ ولوكسنبورج اللذين يمثلان الاتجاه التفكيكي الخارجي. وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبي زيد، والمنصف بن عبد الجليل، وعبده الفيلالي الأنصاري، ويوسف صديق، ومحمد الشريف فرجاني، وعبد المجيد الشرفي، وطيب تيزيني، وحسن حنفي، وأخيرا محمد عابد الجابري. إننا نعقد هذا المؤتمر الدولي لدراسة المناهج الموظفة في القراءات المعاصرة للتفسير، وتطبيق هذه المناهج من قبل الباحثين والدارسين المشار إليهم آنفا، وعيا منا
(يُتْبَعُ)
(/)
بأن المنهج ليس بالضرورة هو التطبيق، ذلك أن الخلفيات الأيديولوجية والسياسية هي التي توجه هذه المناهج ـ في الغالب ـ، لنصبح أمام إسقاطات تنتهي إلى نتائج مرسومة سلفا. كما أننا نروم الكشف عن إمكانية الإفادة من المناهج الحديثة واستعمالها استعمالا علميا، يراعي خصوصيات القرآن الكريم، دون خلفيات مسبقة، وبهدف الوصول إلى الحقيقة، علما أن الدين لله، وأن معارف البشر نسبية، فاجتهاداتهم محدودة في الزمان والمكان، ولا يمكن بأي حال الادعاء بأنها مراد الله النهائي. كما أن تبني هذه المناهج وفق شروط علمية وموضوعية يمكن المسلمين من فهم تراثهم التفسيري، ومن ثم القدرة على استيعابه واستبطانه وصولا إلى الإبداع، حيث الإضافة العلمية للمجال، واكتشاف نواح جديدة من الإعجاز. محاور الندوة:1 - الأسس المعرفية والخلفيات العقدية والسياسية للقراءات المعاصرة للقرآن الكريم. 2 - الضوابط و الشروط العلمية و المنهجية لقراءة القرآن الكريم.3 - نقد علمي و موضوعي للقراءات المعاصرة و روادها.4 - الخطاب الديني والخطاب البشري أية علاقة؟.اللجنة المنظمة:1 - الأستاذة الدكتورة: خديجة إيكر"رئيسة مختبر الدراسات والأبحاث الحضارية" تخصص لسانيات.2 - الأستاذ الدكتور: إبراهيم عقيلي " رئيس شعبة الدراسات الإسلامية " تخصص الفكر الإسلامي.3 - الأستاذ الدكتور: أحمد بزوي "رئيس مجموعة البحث في تراث و ثقافة دول الخليج" تخصص علوم القرآن و التفسير.4 - الأستاذ الدكتور: علي بيهي " عضو مختبر البحث " تخصص أدب عربي.5 - الأستاذ الدكتور: عبد الرحيم الراوي " عضو مختبر البحث " تخصص أدب عربي.6 - الأستاذ الدكتور: ميلود الضعيف " عضو مختبر البحث " تخصص علوم القرآن والتفسير.7 - الأستاذ الدكتور: محمد الرقاق " عضو مختبر البحث " تخصص لسانيات.8 - الأستاذ الدكتور: أحمد العمراني " رئيس المجلس العلمي بسيدي بنور، وعضو مكتب الشعبة"، تخصص علوم القرآن والتفسير.9 - الأستاذ الدكتور: عبد الهادي دحاني: "عضو مكتب الشعبة"، تخصص علوم القرآن والتفسير. تواريخ مهمة: آخر أجل لقبول ملخصات البحوث المشاركة09/ 01/2011م. آخر أجل لتقديم البحوث كاملة: 13/ 03/2011م. ينعقد المؤتمر بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة أيام 19/ 20/21 أبريل 2011م. للتواصل مع اللجنة المنظمة يرجى الاتصال ب:الهاتف المحمول: 549456 661 00212. ahmedbezoui@yahoo.fr(/)
دعاء المستضعفين في سورة النساء بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[17 - Dec-2010, مساء 05:24]ـ
في سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما لكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها وجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا*)
سورة النساء اية \ 75
الحمد لله \
هذه الاية المباركة نزلت في الجهاد في سبيل الله بعد ان هاجر الرسول الكر يم محمد صلى الله عليه وسلم الى المدينة وبقي في مكة المكرمة من المسلمين الرجال الضعفاء الذين لا يقدرون على تحمل عناء السفر وكبار السن والنساء والاطفال فمنعهم كفار قريش ومشركيهم من الهجرة واللحاق بركب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
فرفع هؤلاء اكف الدعاء والضراعة الى الله تعالى ان يسهل خروجهم من مكة ويخلصهم من الكفار والمشركين الذين فيها ليلحقوا بحبيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و بعوائلهم واهلهم من المسلمين الذين هاجروا الى المدينة اتقاءا لشر الكافرين والمشركين الذين وصمهم الله تعالى بالظالمين وان يهيء لهم اسباب الخروج او يهيء لهم من ينصرهم على الكافرين والمشركين فيخرجهم مما هم فيه
استجاب الله تعالى دعاءهم على افضل حال حيث هيء الاسباب الافضل والتي لم تكن في حسابهم او تجول في خواطرهم اذ مكن المسلمين بقيادة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من فتح مكة فكان النصر العظيم في يوم الفتح حيث التقوا باوليائهم واحبابهم فكان يوم النصر المبين
وربما يكون هذا الفتح العظيم استجابة
لدعائهم ولدعاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ودعاء المسلمين الاولين.
فهذا الدعاء دعاء يوم الشدة والحسرة وضيق الحال يوم تضيق النفس الانسانية بالحياة وما حولها ولا ملجاء لها الا الى الله تدعوه فيستجيب لها سبحانه فيفرج الكروب ويزيح الهموم ويزيل والغموم وينال الانسان مراده
انه نعم المولى ونعم النصير
****************************** ****(/)
ما الفرق بين الآيتين الكريمتين؟
ـ[مبتدئة]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 12:05]ـ
في سورة البقرة، قال تعالى:
(يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم)
وقال سبحانه:
(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين
وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب
وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء
وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)
1 / لماذا حصر الإنفاق في الآية الأولى في: (الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل)، بينما زيد في الآية الأخرى: (والسائلين وفي الرقاب)؟
2 / ولماذا ذكر الوالدين في الآية الأولى فقط؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 12:25]ـ
كل هذا - أختي - من باب الزيادة على النص، و لا يشترط أن يذكر جميع المسائل المتعلقة بالحكم في موضع واحد من آية أو حديث، فمرة يذكر شرطا للحكم و مرة يذكر له شرطين أو مانعا أو سببا أو بعض مستحباته أو مكروهاته و هكذا.
فأنت تجدين - مثلا - أن الصلاة ذكر شرط صحتها الوضوء في آية المائدة (الآية: 6) و لم يذكر في نفس الآية شرط استقبال القبلة، و لكنه ذكره في آية البقرة، و لم يذكر في هاتين الآيتين وقوت الصلاة و لكنها مذكورة في آية الإسراء و جملة من الأحاديث.
و هكذا سائر الشرائع لم تذكر أحكامها في نص قرآني أو حديثي واحد، فالواجب هو الأخذ بالزيادة في النص الآخر حتى تلتئم النصوص و بهذا لا نستشكل مجيء حكم في آية و سقوطه في آية أخرى متعلقة بنفس الحكم، و على هذا الأساس قام الأئمة بتصنيف الكتب الحديثية في جمع أحاديث الأحكام حتى إذا قرأتِ بابا من أبواب الفقه اتضح لديك جميع ما يتعلق به من أحكام شرعية: تكليفية و وضعية.
و الله أعلم.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 10:46]ـ
شكرا لك أخانا الفاضل على التوضيح وجزاك الله كل خير ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 12:26]ـ
ولكن لا يمنع ما ذكره الاخ الطيب - من أن الاصناف التي ابتدأ الله بها في الحديث عن الانفاق هي أولى الاصناف بالانفاق، لذا لا تكاد تختلف في آيات الانفاق كلها في ذلك على ترتيب: ذوي القربى - اليتامى - المساكين،
ولا يشكل عدم ذكر الوالدين في آية ليس البر لأنهما داخلين في ذوي القربى والله أعلم.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 12:51]ـ
ولكن لا يمنع ما ذكره الاخ الطيب - من أن الاصناف التي ابتدأ الله بها في الحديث عن الانفاق هي أولى الاصناف بالانفاق، لذا لا تكاد تختلف في آيات الانفاق كلها في ذلك على ترتيب: ذوي القربى - اليتامى - المساكين،
ولا يشكل عدم ذكر الوالدين في آية ليس البر لأنهما داخلين في ذوي القربى والله أعلم.
بوركتم أخي شريف،
و ما ذكرتَه من أن ما ابتدأ الله به من الأصناف هو الأولى بالإنفاق عليه صحيح جدا، و إنما اختلفوا في دليله؟
هل هو إفادة الواو للترتيب لغةً؟
أم أن الله لا يبتدئ في الذكر إلا بالأولى و يستحيل أن يبتدئ بالمفضول و يؤخر الفاضل؟
أم أن الدليل هو الخبر الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حديث الحج الطويل حين ارتقى النبي (ص) على الصفا و قال:" ابدأوا بما بدأ الله به" و هذا لفظ النسائي في سننه و غيره، و لفظ مسلم في صحيحه:" أبدأ بما بدأ الله به" بصورة المتكلم، و هو ما يفيد الاستحباب لأنه حكاية فعل، فإذًا لا يوجب الترتيب، و أما لفظ النسائي فهو أمر فيحمل على الوجوب - إذْ لا صارفَ عنه إلى غيره - هذا من جهةٍ،
و من جهة أخرى فإن لفظة:" ما بدأ الله به " محمولة على عموم ما بدأ الله به في الذكر، لأن "ما" اسم موصول مفيد للعموم إلا لقرينة أو دليل مخصص، فإذا أخذنا برواية النسائي و مشينا على قاعدتي الوجوب و العموم - كما سبق - فإن النتيجة الحتمية هو ما ذكرتموه من أن الأصناف التي ابتدأ الله بها هي الأولى بالإنفاق عليها.
و هذا كما ترى: ترتيب شرعي، لأن إفادة الواو للترتيب مذهب ضعيف مخالف للمأثور عن العرب في كلامهم.
و مخالف للقرآن أيضا.
فعلى هذا لا يكون الترتيب لغويا.
و أما استحالة أن يبدأ الله بالمفضول و يؤخر الفاضل، فخطأٌ، لأن الله يفعل ما يشاء، و الوقوع ناقض لهذا الدليل، و منه قوله تعالى:" رب هارون و موسى " فلا يدل على أن هارون - عليه السلام - أفضل من موسى - عليه السلام -.
و الله الموفق.(/)
تفسيرات ضعيفة يتداولونها
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Dec-2010, مساء 03:28]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وبعد.
فلا يخفى أن بعض الخطباء والوعاظ ينجرّون في خطبهم ومواعظهم إلى الاستدلال بالقرآن الكريم، وهم لم يتذرَّعوا بعدُ بفهم تلك الآيات التي يستدلُّون بها.
فترى استدلالهم يذهب بمعنى الآية إلى غير ما قال به المفسرون حقًّا.
فمن التفسيرات الباطلة ما يكون بطلانه ظاهرًا واضحًا؛ لمخالفتِه أصول اللغة أو الفقه أو نحو ذلك، ولا يجملُ أن نقف عندها طويلاً بل يكفي أن ندل عليها دلالة سريعة محذرين من قائليها:
- رجلٌ ظهر منه الصلاح، وتصدى للوعظ والإرشاد، واغترَّ به بعضهم حتَّى بعض مَن يُنسب إلى العلم من الشباب، سمعتُه قبل ستّ سنوات في مجلس خاص يعظ الشباب، ويذكرهم بقدرة الله - عزَّ وجلَّ - في الخلق، وتلا: ((أفرأيتم ما تمنون))، وتلا: ((فلينظر الإنسان مم خلق))، ثم قال: فعلى الإنسان أن ينظر إلى الماء الذي خلق منه، ويراه بعينيه، ويتفكر .. قال: وقد فعلتُ ذلك.
طبعًا قوله تعالى: ((فلينظر الإنسان مم خلق)) لا يحتمل هذا النظر بالعين، وإلا لما حُذفتِ الألف من ((ما)).
والآية الأخرى - أيضًا - بعيدة عن هذا الفهم.
وآخر من العوام سمع: ((ووجدك عائلا فأغنى))، فقال: ما شاء الله لقد كان النبي عائلا [يفهمها: عاقلا] صلى الله عليه وسلم.
فمثل هذا لا يخفى بطلانه
* * *
لكن من التفسيرات الباطلة ما يكون بطلانه خفيًّا إلا على من يرجع للتفاسير المعتمدة، وإني ذاكرٌ هنا ما وقفت عليه، راجيًا من الإخوة أن يقفونا على ما مرَّ بهم من ذلك،، والله المستعان.
قال تعالى: ((نساؤُكم حرْثٌ لكُم فأْتوا حرْثَكم أنَّى شئتم وقدموا لأنفسكم)).
سمعتُ محاضرة ضخمة لأحدهم، بناها على هذه الجملة ((وقدموا لأنفسكم))، وذكر أنها تُشير إلى مقدمات الجماع، وما يجوز فيه، بل ما ينبغي.
وتكلم عن الرخصة في الكذب مع الزوج لكسب ودها ورضاها.
ثم استشفَّ - بثاقب بصره - مناسبة هذه الآية بما بعدها: ((ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم)).
فذكر أن الرجل الذي يكذب على زوجته ليتحبب إليها في مقدمات الجماع لا ينبغي أن ينجر للحلف بالله كاذبًا، وأفاض في ذلك.
طبعًا هذا الكلام لا يتضح بطلانه سريعًا، ويحتاج مبطله أن يرجع للتفاسير المعتمدة ليعلم أن: ((وقدموا لأنفسكم)) ليس فيها إشارة إلى مقدمات الجماع.
وأن الآية ((ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم)) ليست تعقيبًا على ما قبلها، بل هي تمهيد لمناسبة ((للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر)).
والله - عز وجل - أعلى وأعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Dec-2010, صباحاً 10:55]ـ
ومن التفسيرات التي يتداولونها:
يستدلون بقوله تعالى: ((وتقلُّبَك في السَّاجدينَ)) على أن آباء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجداده كانوا على التوحيد، وكانوا من الساجدين، ويروْن أنَّ مراد الآية هو تنقل النبي - صلى الله عليه وسلم - في أصلاب الساجدين المؤمنين.
بل يبالغون، فينفون - بإصرار - أن يكون أبو سيدنا إبراهيم الخليل من غير الموحدين ... ويؤكدون - بغير دليل صريح - على أن آزر عمُّ إبراهيم - عليه السلام.
وليس تفسير الآية كذلك في التفاسير المعتبرة.
بل سياق الآيات: ((وتوكَّلْ على العزيزِ الرَّحيمِ * الذي يراكَ حين تقومُ * وتقلُّبَك في السَّاجدين)).
أي: يراك حين تقوم إلى عبادته وإلى الصلاة بالليل، ويرى صلاتَك مع أصحابِك المصلِّين، وتعهُّدك لهم في صلاتِهم، وتفقُّدك ما يقومون به. .... إلى آخر ما قال المفسرون.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 02:19]ـ
واصل وصلك الله يا شيخنا الفاضل
والأمر لا يقتصر على العامة، بل بعض المفسرين أيضا يتداول آراء شاذة أو باطلة، لا سيما ممن ليس له عناية بالآثار عن السلف.
والآية التي ذكرتها عرضا يخطئ في معناها كثير من الناس أيضا، وهي {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} فيجعلونها من باب (النهي عن كثرة الحلف)، وهذا المعنى وإن ذكره بعض المفسرين، فلا يعرفه أكثرهم ولا يعرف عند المتقدمين.
والصواب أنها من باب (من حلف على يمين فرأى غيرها ... ).
والله أعلم.
ومن التفسيرات الخاطئة أيضا ما قاله بعضهم في قوله تعالى: {فمكث غير بعيد} أن المعنى: وقف الهدهد قريبا من سليمان مما يدل على جرأته وعدم خوفه من سليمان لأنه يتكلم بالحق!
وهذا لا يعرف عند المفسرين، والصواب أنه من باب: (فلم يلبث إلا قليلا).
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 04:04]ـ
جزاك الله خيرًا يا أستاذنا.
= = =
وقوله تعالى: (((يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها))).
يرون أن "أنت من ذكراها" جملة مستقلة دالة على أن بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - دليل على قرب الساعة، وأنه من أشراطها.
والحق أن بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيام الساعة ليس بينهما إلا يسير كما في الحديث، لكن ليس ذلك مأخوذًا من الآية.
إنما قوله تعالى: (فيم أنت من ذكراها) جملة استفهامية .... وهذا هو الذي في التفاسير المعتبرة.
والوقف على (فيمَ) حين يتعرضون له .. إنما هو على سبيل الاضطرار أو الاختبار [بالموحدة].
وما ورد في التفاسير القديمة موافقًا لما يتداوله الناس إنما هو مرجوح.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 12:25]ـ
قوله تعالى: ((يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)).
قال ابن عطيَّة: وذهب قومٌ من أهل الجهالة إلى أنَّ هذه الآية يُرادُ بها أهل البيتِ وبنو هاشِم، وأنَّهم النحل، وأنَّ الشراب القرآن والحكمة، وقد ذكر هذا بعضُهم في مجلس المنصور أبي جعفر العباسي، فقال له رجلٌ مِمَّن حضر: جعَلَ الله طعامَك وشرابَك مِمَّا يَخرُج من بطون بني هاشم، فأضحك الحاضرينَ، وبُهِت الآخر وظهرتْ سخافةُ قولِه.
= = =
لا أدري هل يتداولون هذا إلى الآن!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 12:32]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ويشبه ما تفضلت بذكره ما ذكره ابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث) قال:
وكان بعض أهل الأدب يقول: ما أشبّه تفسير الرافضة للقرآن إلا بتأويل رجل من أهل مكة للشعر؛ فإنه قال ذات يوم: ما سمعت بأكذب من بني تميم؛ زعموا أن قول القائل:
بيت زرارة محتب بفنائه ........... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
أنه في رجال منهم.!!
قيل له: فما تقول أنت فيهم؟ ........... قال: (البيت) بيت الله و (زرارة) الحجر.
قيل: فمجاشع؟ ........... قال: زمزم جشعت بالماء
قيل: فأبو الفوارس؟ ........... قال: أبو قبيس
قيل له: فنهشل؟ ........... قال: نهشل أَشَدُّه!!
وفكر ساعة، ثم قال: (نهشل) مصباح الكعبة؛ لأنه طويل أسود، فذلك نهشل.
................... (ابتسامة) ...................
[قوله: نهشل أشده؛ أي أصعب هذه الكلمات تخريجا وأكثرها احتياجا إلى النظر والتفتيش!! وإنما فسرت هذه العبارة لأني رأيت بعض المحققين استشكلها](/)
كيف أحفظ القرآن وأتدبره وأخشع عند قراءته؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 12:59]ـ
السؤال
السلام عليكم، للأسف أنا لم أقرأ قرآنًا منذ مدَّة، ولسْتُ أحفظ من القرآن إلاَّ شيئًا يسيرًا جدًّا، وأنا أحب أن أتغيَّر وأبدأ قراءة القرآن بانتظام، وأُتْقِنَ هذه القراءة، وأخشعَ عندما أقرؤه، وأريدُ عند قراءتي القرآن أن أتدبَّر معانِيَه، وأُحِسَّ بِمعاني الآيات، وأربِطَها بحياتي اليوميَّة، فأرجو أن تساعدوني، وأن تدلُّوني على عناوين وأرقام مراكِز تحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقيَّة - الخبر؛ فمن المُمْكن أن ألتحق بِها لو قدرْتُ، وحتَّى لو لَم أقدر فأنا مستعدَّة أن أحفظ وحدي.
الجواب للشيخ يسري حسين محمد سعد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فَإنَّ من أراد أن يَحْفظ القرآن الكريم ويتدبَّره، فعليه أن يتعلَّم معانِيَه مع الحفظ, ويكون هَمُّه العملَ به, ومن الممكن أن يستعين بكتاب مختصَر في التفسير، ومَن أراد أن يتلذَّذ بقراءة وسَماع القرآن فعليه بالتَّقوى، وأهَمُّها تَرْك الذنوب؛ لأنَّها قد تُحْبِط العمل الصَّالِح، وتورث الوَحْشة في القلب, فيكون ذلك حاجزًا بينه وبين الحفظ والتدبُّر والعمل.
فأوَّلاً عليه أن يَخْتبر نفسَه في قوَّة الحفظ, ثُم يأخذ القَدْر اليوميَّ الْمُناسب له لِيَحفظه, فمِن المُمكن أن يحدِّد نصف وجه يوميًّا، وهو ما يُقارب خَمْس آيات من الطوال, أو 10 آيات من القِصار, أو يحدِّد لنفسه وجهًا يوميًّا, فالقرآن الكريم (604 وجه)؛ يعني ذلك أنَّ مَن كان حريصًا يُمكن أن يَحْفظه في سنتَيْن, المهمُّ في الأمر أن لا يَضْغط على نفسه فتَمَلّ، ويَنْقطع, بل يَجِب الاستمرار حتَّى ولو كان مقدار الحفظ آيةً أو ثلاثًا, وكلٌّ حسب وقت فراغه وشغله, ويَجِب على المتعلِّم أن يعرض ما يريد حفْظَه على شيخٍ مُتْقِن؛ لأنَّ القرآن يُؤْخذ بالتلقِّي, فإن لَم يتيسَّر له ذلك, فعليه اسْتِماع الآيات الْمُراد حفظها بأيِّ طريقة؛ مِن شيخٍ يقرأ بترتيل واضح غير سريع؛ كقِراءة المصحف المعلِّم للحصري، أو غيره من القُرَّاء, والوسائلُ اليومَ كثيرة ومتوفِّرة، والحمد لله.
فيبدأ بالاستماع ويُتابع مع القارئ وهو ينظر إلى الأحرف في المُصْحف, ثم يكرِّر ذلك مرَّة أخرى وهو يقرأ مع الشَّيخ, ثم يبدأ في الحفظ, والحفظ يأتي بالتَّكْرار، وفَهْم المعاني، وربْطِ الآيات ببعضها, وفي اليوم التالي يُسمِّع لنفسه الوجه الذي حَفِظه، فإن أتقنَه, يبدأ في حفظ الوَجْه الجديد بنفس الطريقة السابقة, وهكذا .. ويَلْزَم من ذلك أن يجعل وِرْدًا للمراجعة اليوميَّة, فمثلاً إذا حفظ جزءًا يَجْعل مراجعة وجْهَيْن يوميًّا إلى أن ينتهي، ثُمَّ يرجع مرَّة أخرى, وإذا وصل في الحفظ إلى عشرة أجزاء، فلْيُراجع على الأقل نصفَ جزء يوميًّا، وإن زاد فحسَن، ولا يقلُّ.
وهكذا، كلما زادت كمِّية الحفظ زادت كميَّة المراجعة, فيُصْبِح عنده يوميًّا ورْدٌ للحفظ، ووِرْد للمراجعة, فمَن حفظ القرآن كاملاً لا يقلُّ في المراجعة اليوميَّة عن جزء, ومع تَكْرار المراجعة يسهل ويصبح خفيفًا.
وإذا بدأ الطَّالب بالسَّيْر في الطريق يسَّرَ الله له، وفتح على قلبه، وأخذ بيده, وهيَّأ له من يُعينه ويعلِّمه ويدرِّسه، حتَّى يكون على الصُّورة التي أحبَّ العبدُ لنفسه وزيادة, وكيف لا والقرآن الكريم شفاءٌ القلوب, ودواء النُّفوس؟ وعلينا الاستعانة بالله والصَّبْر, ومَن عنده التوجُّه أعانه الله وأيَّده, وسَلِي المُجرِّبين، سترين عجبًا من قصَصِهم.
وتوجد كتبٌ كثيرة في كيفيَّة حفظ القرآن بطرق كثيرة، كوَضْع برنامَجٍ للحفظ, يُمكن الاستعانةُ به والاستفادة منه، ويَلْزم أيضًا معرفةُ ودراسة أحكامِ التَّجويد, ولو بدأ بالمختصَرات.
ومن الأمور التي تعين على تدبُّر القرآن:
الخشوعُ عند قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر، وحُسْن التلاوة والأداء المجوَّد, وتلاوتُه في صلاة اللَّيل, والقراءةُ بين الجهر والسرِّ, فمَن أصغى إليه بِعَقْلِه وتدبَّره بقلبه، وجَدَ حلاوته وانتفع به, مع استحضار عِظَم أجْرِ قراءة القرآن.
نسأل الله تعالى لكلِّ مَن يسلك هذا الطريق الإعانةَ والتوفيق والسَّداد, وصلِّ اللَّهم على نبيِّنا محمَّد.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 01:01]ـ
وهي استشارة على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/28192/
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 01:06]ـ
جزاكم الله خيرا!
ـ[أم أبيها]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 02:02]ـ
جزاك الله خيرا ..
ورزقنا حفظ القرآن وتدبره على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[أم مجاهد الجهني]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 02:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
عدة طرق معينة على حفظ القرآن وهذا من باب تجربتي في الحفظ:
*أن يكون الحفظ للقرآن أكبر الهم وأعظم الأهداف.
*الإستعانة بالله في هذا الحفظ.
*الدعاء الدعاء الدعاء بأن يرزقك الله حفظ القرآن والعمل به.
*تذكر فضل حافظ القرآن العامل به في الدنيا والآخرة.
*الالتحاق بمجموعة أو دار أو حلقة للحفظ معهم فمن كان لوحدة يأتي عليه وقت يفتر فيه.
*سماع الآيات من مقرء للقرآن عدة مرات حتى تتقن التلاوة.
*ثم حفظ الآيات بقراءتها عدة مرات نظراً ثم غيباً.
* قراءة ما حفظتيه في الصلوات وخاصة قيام الليل ..
* مراجعة القرآن باستمرار فإنه يتفلت بشكل عظيم.
* الاستعانة بكتاب تفسير سهل ميسر كتفسير السعدي فقبل الحفظ تقرأين تفسير الآيات، فهو معين جيد للحفظ.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته ..(/)
دعاء الحواريين في سورة ال عمران \بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 02:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين*))
ال عمران الاية\53
الحمد لله\
عيسى عليه السلام جاء بدعوة الحق والسلام فلما احس عيسى ان اليهود خذلوه وكذبوه وكفروا برسالته وبما جاء به من ايات بينات ضاقت به السبل فاراد ان يعرف المفسد من المصلح من الذين معه واتبعوه
اختبر اصحابه وهم الحواريون
- مفردها حواري ومعناها الاحباب او الخلصاء وجاءت في بعض معاجم اللغة البياض الناصع الذي لاتشوبه شائبه- فقال لهم عيسى عليه السلام- من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله – أي نحن على دين الله تعالى وعبادته واحباؤه وكانوا اثنا عشرا حواريا وقيل تسعة وعشرون – امنوا بالله تعالى وبرسوله عيسى عليه السلام فهم المؤمنون حقا امنوا بما نزل الله تعالى على عيسى عليه السلام واتبعوه فتوجهوا الى الله بقلوب مفعمة بالايمان و بالضراعة والحب والعبادة الخالصة ودعوه تعالىقائلين متوسلين رافعي اكفهم الى الاعلى (ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا من الشاهدين) -
توجهوا الى الله تعالى بهذا الدعاء سائلينه سبحانه ان يحسن اليهم و يكتبهم عنده مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين وشهدوا بوحدانيته واقروا بربوبيته واتبعوا رسوله فوفاهم دعاءهم واستجاب لهم فجعلهم من اصحاب الجنه والله اعلم
=========================(/)
دعاء موسى عليه السلام على قومه في سورة النساء\ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 02:58]ـ
في سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
(قال رب لااملك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين * قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فلا تأس على القوم الفاسقين*)
سورة المائدة الايات\ 25/ 26
الحمد لله\
عندما عبر موسى عليه السلام البحر وبنواسرائيل معه من مصرالى سيناءولحقهم فرعون وجنوده ليقتلهم فانفلق البحر فلقين – (فكان كل فلق كالطود العظيم) -ا و الجبل الكبير العالي فعبر موسي وبنو اسرئيل البحر ثم اطبق الله البحر على فرعون وجنوده الذين تبعوهم ليقتلوهم فاغرقهم الله تعالى ونجى موسى عليه السلام من معه من القتل او من الغرق
اليهود بعد وصولهم الى سيناء دعاهم ر بهم لمقاتلة العماليق في فلسطين من ارض كنعان في مدينة اريحا - والعماليق اقوام اشداء قساة مشهورون بضخامة اجسادهم وبقوتها - وكانت مسورة بسور له ابواب واخبرهم موسى عليه السلام بان الله تعالى ناصرهم عليهم ان قاتلوهم ودخلوا عليهم الباب أي تمكنوا من فتح ابواب اريحا فارسل حواريه والمخلصين من جماعته ليستكشفوا الامر وطلب منهم ان يرجعوا فيخبروه بالذي راؤه وطلبي منهم انهم واذا عادوا فلا يخبروا احدا سواه الا بعد مشاورته – الا ان الحوارين بعد عودتهم من اريحا ومشاهدتهم العماليق وضخامة اجسامهم داخلهم الخوف والرعب فرجعوا مذعورين واخبروا بني اسرائيل بذلك خلافا لقول موسى عليه السلام لهم الا اثنين منهم.
الح موسى عليه السلام على محاربة اليهود للعماليق فلم يطاوعوه ورفضوا محاربتهم لما داخل قلوبهم من الخوف الهلع وقالوا لموسى عليه السلام – (اذهب انت وربك فقاتلا امنا هاهنا قاعدون) – فلم يبق بيد موسى عليه السلام من شيء الا ان يرفع يديه الى الله تعالى ويدعوه بقلب منكسر مخذول فقال – (رب لااملك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) – والفاسقون هم اليهود الذين خذلوا نبيهم موسى عليه السلام حيث دعاهم للجهاد في سبيل الله تعالى فلم يستجيبوا له بعد ان عصوه وخذلوه ولم يتقدموا للقتال اللهم فرق بيننا نحن المؤمنين من بني اسرائيل وبين الذين لم يستجيبوا لقتال العماليق كما دعوتهم - هؤلاء الذين عارضوه في قتال العمالقة في فلسطين
فاستجاب الله تعالى لدعاء نبيه موسى عليه السلام فعاقبهم في التيه والضلال في الارض اربعين سنة فقال الله تعالى له- (فأنها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فلا تاس على القوم الفاسقين)
- فتاه اليهود اربعين سنة في ارض فلسطين لايهتدون و بقوا اذلاء محصورين بين الفراعنة في مصر وبين العمالقة في اريحا من ارض فلسطين لعصيانهم نبيهم عليه السلام ودعائه عليهم فاستحقوا غضب الله تعالى
============================== ===(/)
دعاء عيسى عليه السلام ونزول المائدة \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 03:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا ولاخرنا واية من عندك وانت خير الرازقين * قال الله اني نزلها عليكم فمن كفر منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين*)
سورة المائدة الايتان \ 114و115
الحمد لله \
في هذه الايات نستشف ان الحوارين قسمان منهم من امن بالله تعالى وثبت الايمان في قلبه ونفسه وفكره فاصبح من المؤمنين حق الايمان ومنهم من ساوره في قلبه شك لذا فقد سألوا عيسى عليه السلام - (هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء) - وفي هذا جلاء للشك في قلوبهم وامتحان لعيسى عليه السلام في استجابة دعوته من الله تعالى – (هل يستطيع ربك) – وهذا ليست تعجيز لله تعالى وهم يعلمون ان الله تعالى على كل شيءقدير وانه يستطيع الاتيان بها ولكنه استفهام هل يستجيب الله تعالى لنبيه ورسوله عيسى عليه السلام وكان هذا السوال من الحواريين المشككين غير الثابت الايمان في قلوبهم
رفع عيسى عليه السلام يديه الى الله تعالى يلتمس فضله ورحمته به وليسكت مثل هذه الافواه والعقول فدعاه (اللهم انزل علينا مائدة من السماء) وهذه المائدة سيكون موعد نزولها عيدا لمن امن بعيسى ولمن يؤمن به مستقبلا فهي عيد لأولهم وهم الاكلون منها والشاهدون على نزولها وللذين ياتون من بعدهم من اجيال على مر الدهور والازمنة فانها اية من ايات الله تعالى ورزقا لهم وهو خير الرازقين
استجاب الله تعالى لنبيه عيسى عليه السلام دعاءه فانزل عليهم مائدة من السماء رزقا له ولاتباعه من الحواريين واشترط سبحانه تعالى ان سيعذب من كفر من الحواريين الذين شهدوا نزول الملئدة عليهم انه سبحانه وتعالى سيعذبهم اشدا العذاب بحيث يعذبهم عذابا لايعذبه احدا من الناس وذلك في حاله كفرهم بعد نزول المائدة عليهم وشهودهم نزولها وبكفرهم بنعمة من نعم الله تعالى التي بينها لهم وهو نزول المائدة من السماء وفيها اصناف الاطعمة والاكل
ونستشف من هذه الحادثة ان الله تعالى يستجيب الدعاء دعاء المؤمنين به الذين يدعونه في ساعة الشدة وقلوبهم مطمئنة بالاستجابة ويعذب الذين يكفرون بنعمه تعالى حيث ان استجابة الدعاء نعمة من نعم الله على البشر
فالدعاء المستجاب واجب الشكر والحمد لله تعالى
------------------------------------------------(/)
من يوثق لي هذا النقل من كشاف الزمخشري، وله مني دعوة بظهر الغيب؟؟!!
ـ[شبل عمر بن الخطاب]ــــــــ[19 - Dec-2010, مساء 09:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ## أحمد أمين في " ظهر الإسلام ": " ( .. ) وعلى هذا النحو سار - أي الزمخشري - في كل تفسير، من مثل قوله تعالى: " ولكل نبي جعلنا عدوا شياطين الإنس والجن " فيقول: إن جعل بمكعنى بين لا بمعنى فعل، كقول الشاعر:
جعلنا لهم نهج الطريق فأصبحوا
على ثَبَتٍ من أمرهم حيث يمّموا " ا. هـ (2/ 42).
انتهى كلام ##، وقد نقلته بالفاصلة والنقطة.
وعندما رجعت إلى الكشاف في تفسير الآية المذكورة (الأنعام: 112)، وذلك بالرجوع إلى نسخة الوقفية (2/ 388 - 389)، لأني ليس عندي أي نسخة أخرى، لا مصورة ولا مطبوعة، ما وجدت لا البيت، ولا التأويل المذكور.
سؤال: هل هذا موجود في نسخ أخرى من الكشاف، وهل من كتب أخرى ذكرت هذا المعنى للكلمة " جعل "، علما أني رجعت إلى المعاجم التالية أسماؤها: لسان العرب، تاج العروس، القاموس المحيط، المحكم، تهذيب اللغة، أساس البلاغة، المحيط في اللغة، العين ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Dec-2010, صباحاً 09:35]ـ
الأخ الفاضل / شبل ابن الخطاب
هذا الكلام من أحمد أمين ليس على سبيل النقل عن الزمخشري إنما هو شرح لطريقة المعتزلة في التفسير، وهذا التفسير للآية منقول عن أبي علي الجبائي المعتزلي كما جاء ذلك في "معجم الأدباء" (4/ 186) في ترجمة علي بن عيسى التنوخي الصائغ، وفي كتاب "التفسير والمفسرون" للشيخ محمد حسين الذهبي - رحمه الله - في الكلام على تفاسير المعتزلة تحت عنوان: ((المبدأ اللغوى فى التفسير وأهميته لدى المعتزلة)).
وهو تفسير اعتزالي يجري على أصولهم في نفي القدر - أعاذنا الله وإياكم من الضلال - ونسبة أفعال الخلق إليهم وأن ليس لله منها شيء لا علمًا ولا إرادة، ومنهم من ينفي علم الله بالجزئيات حتى تقع من أصحابها فيعلم بها، جل وعلا عن كذبهم وباطلهم، وهو مذهب لم يخرج من مشكاة النبوة إنما أخذوه عن معبد الجهني، الذي تلقاه عن النصارى وفلاسفة اليونان، وهو مذهب مخالف لصريح القرآن وصحيح السنة، وينظر في الرد على نفاة القدر كتاب الإمام البحر العلم الفهامة ابن قيم الجوزية: ((شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل)) وهو مطبوع عدة طبعات.
وهناك كتاب آخر جيد في الباب لفضيلة الشيخ الدكتور / عبد الرحمن بن صالح المحمود، حفظه الله، ونفع به، عنوانه: ((القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه)) طبع بمكتبة دار الوطن - الرياض، بين يدي منه الطبعة الثانية، سنة 1418هـ.(/)
العرب في القرآن 2
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[20 - Dec-2010, مساء 01:54]ـ
نقلا عن مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد:
أيّها الإخوان: جعلنا عُنوان الخطاب << العرب في القرآن >> وقُلنا في أوّل كلمة منه أنّ العناية بالعرب حقّ على كلّ مسلم لارتباط تاريخهم بتاريخ الإسلام , فما هو حظّ العرب من القرآن من النّاحية التّاريخيّة بعد أن سمعتم هذه التّوجيهات العامّة.
العرب مظلومون في التّاريخ فإنّ النّاس يعتقدون ويعرفون أنّ العرب كانوا همجا لا يصلحون لدُنيا ولا دين حتّى جاء الإسلام فاهتدوا به فأخرجهم من الظّلمات إلى النّور , هكذا يتخيّل النّاس العرب بهذه الصّورة المشوّهة ويزيد هذا التّخيّل رُسوخا ما هو مُستفيض في آيات القرآن من تقبيح ما كان عليه العرب ليُحذرنا من جاهليّة أخرى بعد جاهليّتهم. والحقيقة التي يجب أن أذيعها في هذا الموقف هي أنّ القرآن وحده هو الذي أنصف العرب والنّاس بعد نُزول القرآن قصّروا في نظرتهم التّاريخيّة إلى العرب فنشأ ذلك التّخيل الجائر عن القصد , والتّاريخ يجب أن لا ينظر من جهة واحدة بل ينظر من جهات مُتعدّدة وفي العرب نواح تُجتبي ونواح تُجتنب , وجهات تُذمّ وتُقبّح وجهات يُثنى عليها وتُمدح وهذه هي طريقة القرآن بعينها , فهو يعيب من العرب رذائلهم النّفسيّة كالوثنيّة ونقائصهم الفعليّة كالقسوة والقتل , ويُنوّه بصفاتهم الإنسانيّة التي شادوا بها مدنيّاتهم السّالفة واستحقّوا بها النّهوض بمدنيّة المدنيّات.
ولنذكُر عادا فهي أمّة عربيّة ذات تاريخ قديم ومدنيّة باذخة ذكرها القرآن فذكرها بالقوّة والصّولة وعزّة الجانب ونعى عليها الصّفات الذميمة التي تنشأ عن القوّة , قال تعالى: (<< وأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشدّ منّا قوّة , أولم يروا أنّ الله الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّة >>).
فالنّظرة التّاريخيّة المُجرّدة في هذه الآية وفيما ورد في موضوعها تُرينا أنّ عادا بلغت من القوّة والعظمة مبلغا لم تبلغه أمّة من أمم الأرض في زمنها حتّى أنّ الله جلّ شأنه لم يتحدّ قولهم: من أشدّ منّا قوّة إلاّ بقوّته الإلهيّة التي يُذعن إليها كلّ مخلوق ولو كانت في أمم الأرض إذ ذاك أمّة أقوى منهم لكان الأبلغ أن يتحدّاهم بها , وإنّ أمّة تقول هذه الكلمة بحالها أو مقالها لهي أمّة مُعتدّة بقوّتها وعظمتها , ومن هذه الآية وحدها نستفيد أنّ عادا كانت أشدّ الأمم قوّة وأنّها ما بلغت هذه الدّرجة من القوّة إلاّ بمُؤهّلات جنسيّة طبيعيّة للملك وتعمير الأرض وأنّ تلك المؤهّلات فيها وفي غيرها من شُعوب العرب هي التي أعدّتهم للنّهوض بالرّسالة الإلهيّة , وإنّ القرآن لا يُنكر عليهم هذه المؤهّلات وإنّما يُنكر عليهم لوازمها ولا يُنكر عليهم القوّة والعظمة وإنّما يُنكر عليهم أن يجعلوها ذرائع للباطل والبغي ومُحادّة الله بدليل قوله لهذه الأمّة: ويزدكم قوّة إلى قُوّتكم , فهو يضمن لهم أنّهم إن آمنوا وعملوا الصّالحات يزيد قوّتهم تمكينا وبقاء , ومُحال أن يُنكر القرآن على النّاس القوّة وهو الدّاعي إليها والمُنفر من الضّعف وإنّما شرع القرآن بجنب الدّعوة إلى القوّة أن تكون للحق وللخير وللرّحمة والعدل.
وكذلك قوله تعالى: (<< أتبنون بكلّ ريع آية تعبثون ـ ـ وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون ـ ـ وإذا بطشتم بطشتم جبّارين ـ ـ فاتّقوا الله >>) فإنّ هذه الآية ــ زيادة عن إفادتها لمعنى ما قدّمناه ــ تكشف لنا نواح من تاريخ هذه الأمّة العربيّة ومبلغ مدنيّتها وتعميرها فهي تدلّ على أنّهم كانوا بُصراء بعلم تخطيط المدن والأبنيّة وهو علم لا يستحكم إلاّ باستخدام الحضارة في الأمّة ومأخذ هذا من قوله: بكلّ ريع , والآية في قوله آية هي بناء شامخ يدلّ على قوّتهم أو هي آية هادية للسّائرين وهي على كلّ حال بناء عظيم يدلّ على عظمتهم وقُوّتهم وما زالت عظمة البناء تدلّ على عظمة الباني. ولم يُنكر عليهم نبيّهم نفس البناء الذي هو مظهر القوّة وإنّما أنكر عليهم الغاية المقصودة لهم من ذلك البناء الشّامخ فمحطّ الإنكار قوله: تعبثون , ولا شكّ أنّ كلّ بناء شامخ لا يكون لغاية شريفة محمودة فهو عبث ولهو وباطل. والمصانع يقول المُفسّرون أنّها
(يُتْبَعُ)
(/)
مجاري المياه أو هي القصور , وعلى القولين فهي دليل على معرفتهم بفنّ التّعمير علما وعملا وبلوغهم فيه مبلغا عظيما فهي من شواهدنا على ما سُقنا الحديث إليه.
ولكن ليت شعري ما الذي صرف المفسّرين اللّفظيين عن معنى المصنع اللّفظي الاشتقاقي والذي أفهمه ولا أعدل عنه هو أنّ المصانع جمع مصنع من الصّنع كالمعامل من العمل وأنّها مصانع حقيقيّة للأدوات التي تستلزمها الحضارة ويقتضيها العمران , وهل كثير على أمّة توصف بما وُصفت فيه في الآية ــ أن تكون لها مصانع بمعناها العُرفي عندنا؟ بلى وإنّ المصانع لأوّلُ لازم من لوازم العمران وأوّل نتيجة من نتائجه , ولا أغرب من تفسير هؤلاء المفسّرين للمصانع إلاّ تفسير بعضهم للسّائحين والسّائحات بالصّائمين والصّائمات والحقّ أنّ السّائحين هم الرّحالون والرّواد للاطلاع والاكتشاف والاعتبار والقرآن الذي يحثّ على السّير في الأرض والنّظر في آثار الأمم الخالية حقيق بأن يحشر السّائحين في زُمرة العابدين والحامدين والرّاكعين والسّاجدين فرُبّما كانت فائدة السّياحة أتمّ وأعمّ من فائدة بعض الرّكوع والسّجود.
ولا يقولنّ قائل إذا كانت المصانع ما فهمتم فلماذا يُقبّحها لهم ويُنكرها عليهم فإنّه لم يُنكرها عليهم لذاتها وإنّما أنكر عليهم غاياتها وثمراتها فإنّ المصانع التي تُشيّد على القسوة والقسوة لا تُحمد في مبدإ ولا غاية , وأيّ عاقل يرتاب في أنّ المصانع اليوم هي أدوات عذاب لا رحمة ووسائل تدمير لا تعمير فهل يحمدها على عمومها وإنّ دلائل حضارة ومدنيّة كانت , ومن محامد المصانع أن تُشاد لنفع البشر ولرحمتهم ومن لوازم ذلك أن تُراعى فيها حقوق العامل على أساس أنّه إنسان لا آلة.
(وإذا بطشتم بطشتم جبّارين) لا بدّ لكلّ أمّة تسود وتقوى من بطش ولكنّ البطش فيه ما هو حق بأن يكون انتصافا وقصاصا وإقامة لقُسطاس العدل بين النّاس وفيه ما هو بطش الجبّارين والجبّار هو الذي يُجبرك على أن تعمل بإرادته لا بإرادتك فبطشه إنّما يكون انتقاما لكبريائه وجبروته وإرضاء لظُلمه وعُتوّه وتنفيذا لإرادته الجائرة التي لا تُبنى على شُورى وإنّما تُبنى على التّشهي وهوى النّفس لذلك لم ينقم منهم البطش لأنّه بطش وإنّما نقم منهم بطش الجبابرة الذي كلّه ظُلم , وفي القرآن ما هو كالتّتمّة لبحثنا عن حضارة العرب وكالعلاقة لحضارة عاد بعينها وهي حكاية عاد إرمَ ذات العماد.
فهذا الوصف البليغ الذي نقرأه في سورة الفجر صريح بألفاظه ومعانيه في أنّه وصف لحضارة عمرانيّة لا نظير لها , فالعماد لا تكون إلاّ في القصور والأبنيّة الباذخة والمدن المُخطّطة على نظام مُحكم , وقد قال تعالى وهو العالم بكلّ شيء أنّه لم يُخلق مثلها في البلاد ومدينة هذا وصفها لا تُشيدها إلاّ أمّة لا نظير لها في القوّة وآثار الحضارة يتبع بعضها بعضا في الضّخامة والعظم والوصف القرآني لها وإن سيق للاتّعاظ بعاقبتهم يدلّ الباحث التّاريخي على أنّهم بلغوا في الحضارة غاية لا وراءها , وهم أمّة عربيّة فهذه المدينة شِيدت في جزيرة العرب لا محالة , وإنّ الأقرب في التّذكير بهم والاتّعاظ بمصيرهم أن تكون الرّؤية في قوله تعالى: ألم تر علميّة لأنّ التّذكير عام لمن تتيسّر له رُؤية العين ولمن لم تتيسّر له , ولو ائتمرت الأمم الإسلاميّة بأوامر القرآن لنشأ فيها رُوّاد يرُودون الجزيرة ويجوبون مجاهلها ولو فعلوا لأمكن أن يعثروا على آثار هذه المدينة في أرض عاد وهي معروفة ويجمعوا بين الرّؤية البصريّة والرّؤية العلميّة وبين العلم والاتّعاظ , وإنّنا لا نعبأ في مقام البحث العلمي بما حفّ هذه الحكاية من أساطير , ولا بما وقع فيه شيخ المؤرّخين ابن خلدون حينما تعرّض لنقض تلك الأساطير. له بقية
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/263-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86-2.html
ـ[عبد الرحمن الغريب]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 10:29]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 01:28]ـ
و إياكم أخي الحبيب، بورك فيكم(/)
*** التلخيص الحبير على عمدة التفاسير تلخيص ابن كثير ...
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، لاسيما عبده المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وآله المستكملين الشرف، أما بعد: -
فقد منَّ الله علىّ أن شرعت فى قراءة عمدة التفاسير عن الحافظ ابن كثير مختصر تفسير القرآن العظيم للعلامة أحمد شاكر، وقد أحببت أن أفيد إخوانى بأن أكتب لهم الفوائد المنتقاة منه ليكون خدمة ومساعدة لهم على طلب العلم ومن باب التعاون على البر والتقوى.
ولا تنسونا من دعائكم
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 11:45]ـ
1 - قال الشيخ أحمد شاكر: أفضل التفاسير بعد الطبرى هو ابن كثير.
2 - كثيرا من أقوال الصحابة أو التابعين فى التفسير تختلف لفظا وتتفق أو تتقارب معنى، قال بن كثير: (والكل بمعنى واحد فى أكثر الأماكن).
3 - استشكل بعض أهل العلم من وجود بعض المخطوطات لتفسير بن كثير مختصرة ولكن الشيخ أحمد شاكر قال: أن الأرجح عنده فى ذلك أن بن كثير كتب التفسير وانتشر ثم كان من حين لآخر يزيد فيما معه فخرج بذلك تفسير وآخر زائد عليه فهذا هو السبب فى وجود مخطوطات زائدة عن مخطوطات أخرى. وقال هذا شأن العلماء الكبار.
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[21 - Dec-2010, مساء 12:31]ـ
4 - الأحاديث الإسرائيلية تذكر للإستشهاد لا للاعتضاد فهى على 3 أقسام:-
1 - ما علمنا صحته مما بأيدينا مما شهد له بالصدق فهذا صحيح.
2 - ما علمنا كذبه فمردود.
3 - ما هو مسكوت عنه، فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لقوله صلى الله عليه وسلم:- (حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج) وغالب ذلك مما لا فائدة منه تعود لأمر دينى كأسماء أصحاب الكهف و عصا موسى من أى شجر كان .... إلى غير ذلك مما أبهمه الله فى القرآن مما لا فائدة منه تعود علينا لكن نقل الخلاف عنهم جائز لقوله تعالى:- (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ( http://majles.alukah.net/#docu)) والنبى صلى الله عليه وسلم إذ أذن بالتحدث عنهم أمرنا ألا نصدقهم وألا نكذبهم.
قال بن كثير: (وفى القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة، وليس لهم من الحفاظ كما لأمتنا).
وقال:- (وإنما أباح الشارع الرواية عنهم فيما قد يجوزه العقل، أما فيما تحيله العقول ويحكم فيه بالبطلان ويغلب على الظنون كذبه فليس من هذا القبيل).
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم) أى في المسكوت عنه.
وقال بن كثير: (ثم ليعلم أن أكثر ما يتحدثون به غالبه كذب وبهتان لأنه دخله تحريف، وما أقل الصدق فيه، ثم ما أقل فائدته لو كان صحيحا).
وقال بن عباس كلاما رائعا: (يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذى أنزل الله على نبيه أحدث أخبار الله، تقرؤونه محضا لم يشب! وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسائلتهم؟ لا والله ما رأينا منهم أحدا قط سألكم عن الذى أنزل إليكم).
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 08:15]ـ
5 - لم ير العلامة أحمد شاكر السنن الكبرى للإمام النسائى رحمه الله.
6 - مكث بن كثير يكتب التفسير في نحو 4 سنين.
7 - رجح العلامة أحمد شاكر مولد بن كثير سنة 700 ه أو قبلها بقليل خلافا للإمام بن حجر إذ قال بعدها بقليل.
8 – قال الإمام بن كثير في ترجمة أبيه (وكان يؤثر الإقامة في البلاد – أى القرى – لما يرى فيها من الرفق ووجود الحلال له ولعياله).
9 – سُمِّىَ الإمام بن كثير على اسم أخيه الذى مات! وسألت الشيخ مصطفى محمد في حكم ذلك فقال حفظه الله: (هذا جائز).
10 – الإمام بن كثير المفسر غير الإمام بن كثير القارئ التابعى إمام أهل مكة في القراءة.
11 – سمع بن كثير صحيح مسلم في 9 مجالس على الشيخ نجم الدين بن العسقلانى.
12 – لازم بن كثير المزى وقرأ عليه مؤلَفه العظيم (تهذيب الكمال) وصاهره على ابنته زينب.
13 – كان الإمام بن كثير من أعظم تلاميذ شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ولازمه وكانت له به خصوصية ومناضلة عنه، وكان يفتى برأيه في مسألة الطلاق – وقوع الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة – وقال الشيخ أحمد شاكر: (كما هو الحق الذى تدل عليه الدلائل الصحاح) وامتحن بسبب ذلك وأوذى.
14 – قال بن حَجِّى عن الإمام بن كثير: (وما أعرف أنى اجتمعت به على كثرة ترددى عليه إلا واستفدت منه) 0
15 – قال عنه الإمام بن حجر: (وإنما هو من محدثى الفقهاء، وقد اختصر كتابَ بنِ الصلاح وله فيه فوائد). يقصد كتاب اختصار علوم الحديث لابن كثير.
16 – قال الإمام السيوطى - رحمه الله -: (له التفسير الذى لم يؤلف على نمطه مثله).
17 – روى بن حجر وبن العماد البيتين المشهورين عن بن كثير: -
تمر بنا الأيام تترى وإنما ****نساق إلى الآجال والعين تنظر
فلا عائد ذاك الشباب الذى مضى **** ولا زائل هذا المشيب المكَدِّرُ
18 – انتشرت مؤلفات الإمام بن كثير - رحمه الله - في حياته إلى أقصى المشرق.
19 – في كتاب البداية والنهاية أَرَّخَ بن كثير من بدء الخلق إلى أثناء سنة 768 ه أى قبل وفاته ب 6 سنين.
20 – كان الإمام بن كثير - رحمه الله - شافعي المذهب وله كتاب جامع المسانيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 09:31]ـ
21 - قال بن كثير: (الحمد لله الذى افتتح كتابه بالحمد فقال: (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور)، واختتمه بالحمد بعد ذكر مآل أهل الجنة والنار (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ) لذلك قال تعالى: (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( http://java******:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=28&nAya=70%22)))
22 - ف. تفسيرية: (في ذكر قوله اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها) بعد قوله تعالى: (ألم يان للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم ... ) تنبيه على أنه تعالى كما يحيى الأرض بعد موتها كذلك يلين القلوب بالإيمان بعد قسوتها من الذنوب والمعاصى.
23 – أصح طرق التفسير: -
أ - القرآن بالقرآن: - فما أجمل في موضع فسر في موضع آخر.
ب - ثم القرآن بالسنة.
جـ - ثم بأقوال الصحابة، لاسيما الخلفاء الأربعة وابن مسعود.
قال الإمام الشافعى:- (كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن)، ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه) أى السنة. وهى تنزل عليه بالوحى كما ينزل القرآن.
قال بن مسعود: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن) , وقال أبو عبدالرحمن السُلَمى: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبى - صلى الله عليه وسلم – فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيهن من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا).
ومنهم - أي من الصحابة – ترجمان القرآن الحبر بن عباس، فقد دعا له النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال:- (اللهم فقِهْهُ في الدين، وعلمه التأويل)، وروى الطبري عن بن مسعود - رضى الله عنه – قال: (نعم ترجمان القرآن بن عباس) وسنده صحيح.
· مات بن مسعود سنة 32 على الصحيح، وعمَّرَ بعده بن عباس 36 سنة فما ظنك بما كسبه من العلوم، وقال أبو وائل: (استخلف علىًّ عبدالله بن عباس على الموسم، فخطب الناس فقرأ في خطبته البقرة، وقيل: سورة النور، ففسرها تفسيراً لو سمعته الروم والديلم والترك لأسلموا!!
· غالب ما يرويه السُدَّىُ الكبير في تفسيره عن بن مسعود وبن عباس، لكن في بعض الأحيان ينقل عنهم من أقوال أهل الكتاب.
· إن لم تجده لا في الكتاب ولا السنة ولا أقوال الصحابة فرجع كثير من الأئمة لأقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فكان آية في التفسير، فروى الطبري عن بن أبى مليكة قال: (رأيت مجاهداً سأل بن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، قال: فيقول له بن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله)، ولهذا قال الثوري - رحمه الله – (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به)، وكذلك سعيد بن جبير وغيره من التابعين، وقال شعبة وغيره: (أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟
قال بن كثير: (أى لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم وهذا صحيح، أما إذا أجمعوا فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على قول بعض، ويرجع في ذلك للغة العرب.
24 – من أحسن ما يكون في حكاية الخلاف أن تستوعب الأقوال وتنبه على الصحيح منها، وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته، كما في قوله جل شأنه: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ...... ) الآية، فالله سكت عن الثالث – سبعة وثامنهم كلبهم - فتبين أنه الصحيح لأنه لو لم يكن صحيحا لرده كما ردَّ القولين الأولين.
25 – الذى يحكى الخلاف ويطلق ولا ينبه على الصحيح من الأقوال فهو ناقص.
26 - إختلاف الصحابة أو التابعين في التفسير يكون تباين في اللفظ، فمنهم من يعبر عن الشئ بلازمه أو نظيره، ومنهم من ينص عليه بعينه، والكل بمعنى واحد، قلت: (قد سبق الإشارة لهذه الفائدة في الفائدة 2 فلتراجع).
27 – تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
28 – سمى الله القذفة كاذبين (فأولئك عن الله هم الكذبون) النور، ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به، ولو كان أخبر بما يعلم لأنه تكلف مالا علم له به فأتى الأمر من غير بابه.
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 09:33]ـ
لو كان لبعض الإخوة تعليقا فليضعه هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1437315
حتى تكون هذه الصفحة لكتابة التلخيص فقط ولا يفصل بينه شئ
وجزاكم الله خيرا، ورفع قدركم.
ـ[أبوالمنذر السيسي]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 12:22]ـ
29 - سُئل أبو بكر الصديق عن قوله تعالى: (وفاكهة وأبا) فقال: (أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم. منقطع، وسئل عمر في هذه الآية فقال: فما الأب؟ ثم رجع لنفسه وقال: (إن هذا لهو التكلف يا عمر، فما عليك ألا تدريه!. وهذا محمول على أنهما أرادا إستكشاف علم كيفية الأب، وإلا فهم يعرفون كونه أبا ولا يخفى عليهم، وروى الطبرى عن بن أبى مليكة أن بن عباس سُئل عن آية لو سأل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها .. صحيح، وروى مالك عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن قال: إنا لا نقول في القرآن شيئًا، وروى الليث عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن، وروى عن مسلم بن يسار قال: إذا حدثت عن الله حديثا فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده، وعن مسروق قال: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله، وغيرها من الآثار عن السلف من تحرجهم من القول في التفسير فمحمول بما لا علم لهم به، أما من تكلم بما يعلم فلا حرج عليه، فكما أنه يجب السكوت عما لا علم له به، فيجب القول فيما سئل مما يعلمه (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) وقوله صلى الله عليه وسلم (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).
30– رُوى عن بن عباس أنه قال: (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهله، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله).
31– تحزيب الصحابة للقرآن: (عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – في حياته: كيف تحزبون القرآن؟، قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشر، وثلاث عشر، وحزب المفصل حتى تختم – أى من ق~ إلى آخر المصحف)
32– الكلمة القرآنية أكثر ما تكون 10 أحرف (ليستخلفنهم، أنلزمكموها، فأسقيناكموه)، وقال أبو عمرو الداني (لا أعلم كلمة هى وحدها آية إلا قوله: مدهامتان) اهـ. أما حم~ وغيرها من الحروف المقطعة فهى لا تسمى آيات بل تسمى فواتح السُور.
33– قال القرطبي: (أجمعوا أنه ليس في القرآن من التراكيب الأعجمية، وأن فيه أعلامًا من الأعجمية كنوح ولوط، واختلفوا هل فيه شئ من غير ذلك بالأعجمية، فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا: ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية فهو مما توافقت فيه اللغات).(/)
مبحث موجز في إثبات بقاء حجية الإعجاز اللغوي على سائر الناس وإلى قيام الساعة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Dec-2010, صباحاً 11:15]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد فإن من المغالطة بمكان أن يقال إن إعجاز القرءان في اللغة لا تقوم حجته على الأعاجم وأشباههم من أهل هذا الزمان لأنهم ليسوا من أهل ذاك اللسان. فإن مفهوم الإعجاز ومعناه في اللغة كما في الشرع إنما هو تحدي المخاطبين بالشيء بدعوى عجزهم عن الإتيان بمثله. فإن قلنا إن بعض هؤلاء المخاطبين ليس بمتأهل أصلا للاشتغال بتلك الصنعة التي جاء الإعجاز فيها، فإن هذا لا ينافي حقيقة الإعجاز في حقهم. فعندما نقول لبعض كفار هذا الزمان إن القرءان يتحداكم أن تأتوا بمثله، فلا نجاب بأن هذا التحدي باطل وبأن الإعجاز ليس حاصلا هنا لكون هؤلاء الكفار لا دراية لهم بلسان العرب أصلا! فإن وجه التحدي إثبات أنهم لا يأتون بمثله، وهذا واقع ولله الحمد!
ولكن قد يقال ههنا إن الإعجاز اللغوي كان أظهر وأقوى في حق المخاطبين الأوائل، منه في أي زمان يأتي بعد ذلك، أو بالأحرى كان هو الأصل في تحققه، بالنظر إلى أن بعد العهد عن اللسان الأصلي يورث – لا محالة - تخلفا عاما عن الوصول إلى درجة من الإجادة في ذلك اللسان تعادل أو تقارب ما كان عليه أهل ذلك اللسان نفسه في زمانه، وهذا كلام معتبر له وجاهته ولا شك، ولكنه ليس مؤداه إسقاط حجية الإعجاز اللغوي عن أهل الأزمان التالية لزمان التنزيل. وإنما يستفاد من تلك الحقيقة عند تصورها أنه إن كان الأولون قد عجزوا وتخلفوا عن الإتيان بما يناظر هذا الكتاب وهم أهل اللسان وأئمته وأساطينه الذين كانوا يتخاطبون به فيما بينهم وكانت سليقتهم منطبعة عليه وبه، فكيف بمن لم يأتهم ذلك اللسان إلا بالتعلم من الكتب؟ هؤلاء ولا شك يكونون أعجز – بالضرورة – وأبعد عن إصابة ذلك الأمر مهما علموا!
فإن قيل إن لازم هذا أن يتخلف معنى الإعجاز عن أهل هذه الأزمان المتأخرة لأنهم لا يملكون سبيلا للوصول إلى تلك الدرجة من الإتقان والإجادة لهذا اللسان التي بها يتصور من أحدهم أن يجيب عن ذلك التحدي، فلا يبقى لهذا الإعجاز من حجة، قلنا إن هذا ليس بصحيح، لأننا قد علمنا أن الأولين من المخاطبين بهذا اللسان – الذين هم أقدر الناس على سباكة اللفظ البليغ والمعنى المحكم به - قد عجزوا عن الإتيان بمثل هذا القرءان وعن معارضته في بلاغته وقوة معناه ومبناه، ومنهم من شهد بنفسه على ذلك! ونحن نرى بجلاء أنه لم يرد إلينا منهم شيء مما يرقى لتلك المعارضة، ولو وجد مثل هذا لطار به المشركون في زمانه كل مطار، ولتناقله الناس من أهل سائر الملل الأخرى وفي سائر الأمصار، لقوة الداعي لذلك عندهم كما لا يخفى! ولكنه لم يقع ولم يكن! فإذا كان ذلك كذلك، وثبت عجز أساطين ذلك اللسان – الذين كانوا يرتجلون المطولات ارتجالا – عن تلك المعارضة، عُلم أن عجز أهل الأزمنة التالية لذاك الزمان عن إجابة هذا التحدي واقع من باب أولى، وأن التحدي لم يسقط بذلك ولم يفقد حجيته، بل إنه قد أحكم وحسم أمره وأوثق وثاقه إلى قيام الساعة.
أرأيت – على سبيل التنزل - لو أن أحدا من الناس في هذا الزمان تمكن من أن يخرج علينا بما يرقى لهذه المعارضة بالفعل، في محاولة منه لإجابة ذلك التحدي، كما رأينا كثيرا من سفهاء النصارى والملاحدة يسلك ذلك الطريق، أفلا يكون في هذا إبطال لمعنى الإعجاز؟ بلى ولا شك! فإن كانوا في الحقيقة يعجزون عن هذا، وتزيد عجمتهم وتأخرهم في الزمان عن أهل اللسان من قوة الحواجز والموانع أمامهم دون بلوغ هذه الغاية، فكيف يقال إن هذا الإعجاز لا تقوم حجته عليهم؟ بل هي قائمة عليهم كما قامت على الذين من قبلهم، وإنما يكفينا قيامها على الذين من قبلهم للتدليل على قيامها عليهم كذلك من باب أولى. وكلما جاء قرن كان أهله أعجز عن ذلك من أهل القرون السابقة عليه، لزيادة العجمة وبعد العهد باللسان الأول، فإذا ثبت أن الأولين قد عجزوا – وهو ثابت لا مرية فيه – فهيهات لهؤلاء المتأخرين أن يأتوا بما عجز عنه الأولون في ذلك، ومن يأتي بعدهم أعجز منهم لا محالة، إلى قيام الساعة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فمن المغالطة الواضحة أن يقال لنا: إن الإعجاز اللغوي لا يمكن الاستدلال على صحته لأنه من الممكن أن يكون قد وفق أحد الناس في أحد البلدان في أحد الأزمان للإتيان بمثل القرءان ولكنه لم يظهر لنا ذلك أو لم يبلغنا! هؤلاء جوابهم أن نقول لهم إن هذا الذي جاء بمثل القرءان إما أن يكون من أهل الزمان الأول، زمان لسان التنزيل، الذين كانوا أول مخاطب بهذا التحدي، وإما أن يكون من أهل الأزمان اللاحقة التي فشت فيها العجمة وتغير فيها اللسان. فإن كان من أهل الزمان الأول، فأين هذا الذي يزعمون أنه كان نظيرا للقرءان ينهض لجواب هذا التحدي؟ إن التحدي لازمه أن من يزعم أنه قد تمكن من الإتيان بمثل القرءان فعليه أن يظهره للناس ليثبت بطلان القرءان! وإلا فما معنى أن يقال إن هناك من جاء به ولكنه أخفاه ولم يظهره؟؟ هذا لا قيمة له! وإن كان لم يظهره في زمانه – وهو الأبلغ منه في جواب التحدي إن كان - فكيف عرفتم أنتم أنه وجد أصلا؟ فالحاصل أنه لما لم يظهر شيء من ذلك البتة في زمان التنزيل، الذي كان أهل هذا اللسان فيه على حال من البلاغة والفصاحة لا يُعرف لها نظير في سائر أمم الأرض عبر تاريخ البشر قاطبة، وكانوا أمكن الناس جميعا من لسان التنزيل بلا نزاع، ثبت أن مثل هذا الزعم باطل رأسا ولا قيام له البتة! وإذا ثبت ذلك، ثبت بالتبعية امتناع وقوع هذه المعارضة في أي زمان من الأزمنة المتأخرة، لشهادة سائر العقلاء بأن أحدا من المتأخرين لن يمكنه – مهما تعلم من اللسان وبرع فيه – أن يباري وينافس أهل اللسان الأوائل فيه، لأنهم قد توفر لهم من ظروف التنشئة على سليقة تلك اللغة ما لم يتوفر لأحد ممن جاء بعدهم، ولا يمكن أن يتوفر لمن يأتي فيما يلي من القرون. وبهذا يثبت امتناع وجود ما ينهض لجواب تحدي القرءان ومعارضة لغته وبلاغته، ويثبت عجز سائر الإنس والجن جميعا عن الإتيان بمثله، من زمان التنزيل وإلى قيام الساعة، وهو ما يعني تمام الإعجاز في هذا الباب وانقضاء أمره، وهو المطلوب.
هذا وينبغي – لتمام الفائدة - التنبيه في هذا المقام إلى أن الإعجاز عن الإتيان بمثله ليس مقصورا على الوجه اللغوي والبياني وحده، وإنما هو يشمل سائر جوانبه بما فيها قوة الحجة العقلية وخلوها من التناقض وخلوها مما يقع فيه البشر عند الكتابة من الخطإ والوهم والتكرار بلا فائدة والحشو بما لا يفيد وغيره من أوجه النقد التي يمكن أن يتعرض لها كتاب من تأليف البشر. ولهذا كان التحدي في الإتيان بمثله عاما فيما يناظر ما فيه من الحديث، دون الاقتصار على اللغة وحدها والبيان وحده، ودون تحديد لقدر مخصوص منه، بعدد معين من السور أو من الآيات، فقد تحدى بالإتيان بسورة، كما تحدى بالإتيان بعشر، وقال جل شأنه في لفظ مجمل: ((فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ)) [الطور: 34] ونقول إن التحدي قائم حتى في الإتيان بآية واحدة من مثله، لأنه من السهولة أن يأتينا أحدهم يقول إن آية ((مدهامتان)) أقصر آيات القرءان، يمكنني أن آتي بمثلها، فيبحث في بطون المعاجم عن لفظة مما هو غريب عن أذنه الأعجمية، ثم يثنيه ويؤنثه ثم يقول هاكم قد أتيتكم بمثله!! وهذا عبث محض كما لا يخفى! فإن هذا يقال له: إن كنت فاعلا فأقم ما يصح أن يوصف بأنه "حديث"، يفهم اللفظ فيه في إطار سباقه ولحاقه، ويستفاد المعنى منه على النحو الذي يعقله الناس من اللغة، ثم تعال لتقول هذا مثل القرءان (وهيهات أن تفعل)، وإلا فلا معنى لاصطياد الألفاظ الفذة من هنا وهناك ثم يقال هذا جوابنا للتحدي!! نعم هذه آية كريمة يتعبد بتلاوتها منفردة بل ويستحب الوقف عليها في التلاوة كما هو الأصل في رؤوس الآيات، ولكنها يقينا لا يفهم منها شيء إن نزعت من سياقها وانفردت! وليس تقسيم الآيات في القرءان مشروطا بتمام المعاني كما هو معلوم، بل قد يمتد المعنى المراد على آيتين أو أكثر. قال أبو عمرو الداني في باب تفسير الوقف الحسن (5/ 2): (ومما ينبغي له أن يقطع عليه رؤوس الآي، لأنهن في أنفسهن مقاطع، وأكثر ما يوجد التام فيهن لاقتضائهن تمام الجمل، واستبقاء أكثرهن إنقضاء القصص. وقد كان جماعة من الائمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع عليهن، وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، لما ذكرنا من كونهن مقاطع، ولسن بمشبهات لما كان من الكلام التام في أنفسهن دون نهايتهن) اهـ. فلا معنى لأن ينتزع أحدهم آية أو آيتين ويحاول الإتيان بما يشبه نظمها ثم يقول ها أنا ذا قد جئت بمثله!!
ولهذا كان مسيلمة الكذاب مسخرة لأهل زمانه يوم قال إنه قد أوتي مثل القرءان، ثم راح ينشد (ضفدع يا ضفدعين نقي ما تنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين ... إلى آخر هذا الهراء)!! فمن الواضح بجلاء أنه لسان لا يخلو من ركاكة في اللفظ والبيان، كما لا نعجز نحن اليوم على ما فينا من عجمة عن أن نحكم عليه، فما بالك بحكم أساطين اللسان في زمانهم عليه؟ وحتى لو سلمنا تنزلا بأن لسانه هذا يشبه لسان القرءان في شيء من أسلوب النظم، فأي معنى تافه متهافت هذا الذي جاء به، وكيف يقال إنه قد أتي بمثل القرءان؟؟ القرءان كتاب هداية وحكمة لا عبث فيه ولا اختلاف، فليأتوا بمثل هذا إن استطاعوا! ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)) [النساء: 82]
لهذا نقول إن حجة الإعجاز اللغوي اللفظي والمعنوي والبياني في القرءان لا انتهاء لها ولاحد، فإنه لا حصر لأوجه ذلك الإعجاز أصلا، لأنه لا حصر لأوجه الخطإ والسهو والنقص البشري التي يمكن أن تقع للإنسان في كلامه وتأليفه، ويتحدى هذا القرءان سائر الناس باستخراج شيء منها فيه! وقد أثبتنا أنه لا يأتي زمان إلا وأهله أشد عجزا عن ذلك ممن سبقوهم، فتحقق المقصود بذلك والله أعلى وأعلم، والحمد لله وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 01:31]ـ
جزاكم الله خيرًا أيها الكريم.
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 01:58]ـ
بارك الله فيك، دمت مسددا.(/)
أسماء القرآن وصفاته
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[22 - Dec-2010, صباحاً 12:16]ـ
أسماءُ القرآن وصفاتُه
إعداد الدكتور أمل العلمي
ذكر العلماء عدة أسماء وألقاب سَمّى الله تعالى بها القرآن، وعبّر بها عنه ويمكن تصنيف تلك الأسماء إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: - وهي مجموعة من الأسماء التي تشير إلى ذات الكتاب وحقيقته، وهي الأسماء التالية: الكتاب: قال تعالى {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} يوسف/ 2. و القرآن: قال تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي ... } الإسراء/ 9. و كلام الله: قال تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} التوبة/ 6. و الروح: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} الشورى/ 52. و التنزيل: قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشعراء/ 192. و الأمر: قال تعالى: {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ} الطلاق/ 5. و القول: قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ} القصص/ 51. و الوحي: قال تعالى: {إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} الأنبياء/ 45.
المجموعة الثانية: - وهي المجموعة التي تشير إلى صفات القرآن الذاتية. وذلك كالأسماء التالية: الكريم: قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} الواقعة/ 77. و المجيد: قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} البروج/ 21. و العزيز: قال تعالى: {إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} فُصّلت/ 41. و الحكيم والعلى: قال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} الزخرف/ 4. و الصدق: قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} الزمر/ 33. و الحقّ: قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} آل عمران/ 62. و المبارك: قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ} ص/ 29. و العَجَبُ: قال تعالى: {قُرْآناً عَجَباً} الجن/ 29. و العلم: قال تعالى: {وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ} الرعد/ 37.
المجموعة الثالثة: وهي المجموعة التي تشير إلى صفات القرآن التأثيرية، من حيث علاقة القرآن بالناس. فالقرآن هدىً للمتقين، قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/ 2.؛ وهدىً و رحمة للمحسنين، قال تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/ 3.؛ وهو بيان للناس وهدىً و موعظة للمتقين، قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران/ 138. وهو الكتاب المبين، قال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} يوسف/ 2. وهو بيان للناس، قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} آل عمران/ 138. وهو النور المبين، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} النساء/ 174. وهو ذِكْرٌ مُبَارَكٌ، قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ} الأنبياء/ 5. وهو تَذْكِرَةٌ، قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} المُدَّثر/ 54. وهو بصائر للناس، قال تعالى {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} الجاثية/ 20. وفيه بلاغ لقوم عابدين، قال تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} الأنبياء/ 105. وفيه شفاء، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} الإسراء/ 82. وهو بشير و نذير قال تعالى: {بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ ... } فُصِّلَتْ/ 4. وهو الفرقان نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نَذِيراً. قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} الفرقان/ 1.
وفيما يلي سنبسط القول باستعراض شرح الآيات المتعلقة بالمجموعة الثالثة من أسماء وصفات القرآن الكريم أي التي تخص صفات القرآن التأثيرية ذات العلاقة بالناس وهي: هدى و رحمة و موعظة والمبين وبيان ونور وذكر وتذكرة وبصائر وبلاغ وشفاء وبشير و نذير والفرقان. هذا ونلاحظ أنه ليس بين تلك الصفات أو الأسماء المذكورة في المجموعات الثلاث ما يشير من قريب أو بعيد إلى تلك الفرية التي ادعاها بعض الجهلة من المتصوفة أن القرآن قد يلعن قارئه ... وسنفند زعمهم بعدة حجج بعد مناقشة علمية للشبهات المثارة في الموضوع. ويتناول المبحث المحاور التالية تِباعاً إن شاء اه:
(يُتْبَعُ)
(/)
- القرآن هدىً وموعظة للمتقين ورحمة للمحسنين
- القرآن ذكر وتذكرة
- القرآن نور مبين
- القرآن بشير و نذير
- القرآن بصائر
- القرآن فيه بلاغ لقوم عابدين
- من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 05:37]ـ
القرآن هدى وموعظة للمتقين ورحمة للمحسنين
في المجموعة التالية من الآيات نستعرض بالشرح لصفات ثلاث للقرآن الكريم: القرآن الهدى، والموعظة والرحمة ...
1 - الهدى: قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} البقرة/ 2.
في تفسير ابن كثير: قال ابن جريج: قال ابن عباس: ذلك الكتاب، أي: هذا الكتاب. وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي ومقاتل بن حيان وزيد بن أسلم وابن جريج أن ذلك بمعنى هذا، والعرب تعارض بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة، فيستعملون كلاً منهما مكان الآخر، وهذا معروف في كلامهم، وقد حكاه البخاري عن معمر بن المثنى عن أبي عبيدة. وقال الزمخشري: ذلك إشارة إلى {ال?م?} [البقرة: 1] كما قال تعالى: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذ?لِكَ} [البقرة: 68] وقال تعالى: {ذَلِكُمْ حُكْمُ ?للَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} [الممتحنة: 10] وقال: {ذ?لِكُمُ ?للَّهُ} [يونس: 3] وأمثال ذلك مما أشير به إلى ما تقدم ذكره، والله أعلم. وقد ذهب بعض المفسرين فيما حكاه القرطبي وغيره أن ذلك إشارة إلى القرآن الذي وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بإنزاله عليه، أو التوراة، أو الإنجيل، أو نحو ذلك، في أقوال عشرة. وقد ضعف هذا المذهب كثيرون والله أعلم. والكتاب: القرآن. ومن قال: إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة والإنجيل كما حكاه ابن جرير وغيره، فقد أبعد النجعة، وأغرق في النزع، وتكلف ما لا علم له به. والريب: الشك. قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم {لاَ رَيْبَ فِيهِ}: لا شك فيه. وقال أبو الدرداء وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك ونافع مولى ابن عمر وعطاء وأبو العالية والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان والسدي وقتادة وإسماعيل بن أبي خالد. وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذه خلافاً. وقد يستعمل الريب في التهمة، قال جميل:
بُثَيْنَةُ قالَتْ يا جميلُ أَرَبْتَنِي
فقلْتُ كِلانا يا بُثَيْنَ مُرِيبُ
واستعمل أيضاً في الحاجة كما قال بعضهم:
قَضَيْنا مِنْ تِهامَةَ كُلَّ رَيْبٍ
وخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمعْنا السُّيوفا
ومعنى الكلام هنا أن هذا الكتاب هو القرآن لا شك فيه أنه نزل من عند الله؛ كما قال تعالى في السجدة [1 - 2]: {ال?ـم? تَنزِيلُ ?لْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ?لْعَالَمِينَ} وقال بعضهم هذا خبر ومعناه النهي أي لا ترتابوا فيه. ومن القراء من يقف على قوله تعالى: {لاَ رَيْبَ} ويبتدىء بقوله تعالى: {فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} والوقف على قوله تعالى: {لاَ رَيْبَ فِيهِ} أولى للآية التي ذكرناها ولأنه يصير قوله تعالى: {هُدىً} صفة للقرآن وذلك أبلغ من كونه فيه هدى. وهدى يحتمل من حيث العربية أن يكون مرفوعاً على النعت ومنصوباً على الحال وخصت الهداية للمتقين كما قال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44] {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّـ?لِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن؛ لأنه هو في نفسه هدى، ولكن لا يناله إلا الأبرار؛ كما قال تعالى: {ي?َأَيُّهَا ?لنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مَّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ?لصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57] وقد قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} يعني: نوراً للمتقين. وقال أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: هدى للمتقين، قال: هم
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤمنون الذين يتقون الشرك بي، ويعملون بطاعتي. وقال محمد بن إسحاق: عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس: {لِلْمُتَّقِينَ} قال: الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به. وقال سفيان الثوري عن رجل عن الحسن البصري: قوله تعالى: للمتقين، قال: اتقوا ما حرم الله عليهم، وأدّوا ما افترض عليهم. وقال أبو بكر بن عياش: سألني الأعمش عن المتقين، قال: فأجبته، فقال لي: سل عنها الكلبي، فسألته، فقال: الذين يجتنبون كبائر الإثم. قال: فرجعت إلى الأعمش، فقال: يرى أنه كذلك، ولم ينكره. وقال قتادة: للمتقين، هم الذين نعتهم الله بقوله: {?لَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِ?لْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ?لصَّلو?ةَ} [البقرة: 3] الآية والتي بعدها، واختيار ابن جرير أن الآية تعم ذلك كله، وهو كما قال. وقد روى الترمذي وابن ماجه من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل عن عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس " ثم قال الترمذي: حسن غريب. وقال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي حدّثنا عبد الله بن عمران عن إسحاق بن سليمان يعني الرازي عن المغيرة بن مسلم عن ميمون أبي حمزة قال: كنت جالساً عند أبي وائل، فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف من أصحاب معاذ، فقال له شقيق بن سلمة: يا أبا عفيف ألا تحدّثنا عن معاذ بن جبل؟ قال: بلى، سمعته يقول: يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد، فينادي مناد: أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن، لا يحتجب الله منهم ولا يستتر. قلت: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله العبادة، فيمرون إلى الجنة. ويطلق الهدى ويراد به ما يقرّ في القلب من الإيمان، وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد إلا الله عز وجل، قال الله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ}
[القصص: 56] وقال {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} [البقرة: 272] وقال: {مَن يُضْلِلِ ?للَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186] وقال: {مَن يَهْدِ ?للَّهُ فَهُوَ ?لْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف: 17] إلى غير ذلك من الآيات. ويطلق ويراد به بيان الحق وتوضيحه، والدلالة عليه والإرشاد إليه، قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى? إِلَى? صِرَ?طٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] وقال: {إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}
[الرعد: 7] وقال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـ?هُمْ فَ?سْتَحَبُّواْ ?لْعَمَى? عَلَى ?لْهُدَى?} [فصلت: 17] وقال:
{وَهَدَيْنَـ?هُ ?لنَّجْدَينِ} [البلد: 10] على تفسير من قال: المراد بهما الخير والشر، وهو الأرجح، والله أعلم. وأصل التقوى: التوقي مما يكره؛ لأن أصلها وقوى من الوقاية. قال النابغة:
سَقَطَ النَّصِيفُ ولَمْ تُرِدْ إِسْقاطَهُ
فَتَناوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنا بِاليَدِ
وقال الآخر:
فَأَلْقَتْ قِناعاً دونَهُ الشَّمْسُ واتَّقَتْ
بِأَحْسَنِ مَوْصُولَيْنِ كَفَ وَمِعْصَمِ
وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى، قال: فما عملت؟ قال: شمرت، واجتهدت، قال: فذلك التقوى. وقد أخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال:
خَل الذُّنُوبَ صَغِيْرها
وكَبِيْرَها ذاك التُّقَى
واصْنَعْ كَماشٍ فَوْقَ أر
ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ ما يَرَى
لا تَحْقِرَنَّ صغيرةً
إِنّ الجِبالَ مِنَ الحَصَى
وأنشد أبو الدرداء يوماً:
يريدُ المرءُ أَنْ يُؤْتَى مُناهُ
ويَأْبى اللّهُ إِلاَّ ما أَرادا
يقولُ المَرْءُ فائِدَتي ومَالِي
وتَقْوَى اللّهِ أَفْضَلُ ما اسْتَفادا
وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيراً من زوجة صالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله ".
2 - الموعظة: قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران/ 138.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسياق الآية كما يلي: قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ?لأَرْضِ فَ?نْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ?لْمُكَذِّبِينَ} * {هَـ?ذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} * {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ} * {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ?لْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ?لأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ?لنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَ?للَّهُ لاَ يُحِبُّ ?لظَّالِمِينَ} * {وَلِيُمَحِّصَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ ?لْكَافِرِينَ} * {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ?لصَّابِرِينَ} * {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ?لْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ}
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى مخاطباً عباده المؤمنين الذين أصيبوا يوم أُحد، وقتل منهم سبعون: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} أي: قد جرى نحو هذا على الأمم الذين كانوا من قبلكم من أتباع الأنبياء، ثم كانت العاقبة لهم، والدائرة على الكافرين، ولهذا قال تعالى: {فَسِيرُواْ فِى ?لأَرْضِ فَ?نْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـ?قِبَةُ ?لْمُكَذِّبِينَ} ثم قال تعالى: {هَـ?ذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ} يعني: القرآن فيه بيان الأمور على جليتها، وكيف كان الأمم الأقدمون مع أعدائهم {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ} يعني: القرآن فيه خبر ما قبلكم. و {هُدًى} لقلوبكم، و {وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} أي: زاجر عن المحارم والمآثم. ثم قال تعالى مسلياً للمؤمنين: {وَلاَ تَهِنُوا} أي: لا تضعفوا بسبب ما جرى {وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أي: العاقبة والنصرة لكم أيها المؤمنون {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ?لْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ} أي: إن كنتم قد أصابتكم جراح، وقتل منكم طائفة، فقد أصاب أعداءكم قريب من ذلك من قتل وجراح {وَتِلْكَ ?لأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ?لنَّاسِ} أي: نديل عليكم الأعداء تارة، وإن كانت لكم العاقبة؛ لما لنا في ذلك من الحكمة، ولهذا قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ} قال ابن عباس: في مثل هذا؛ لنرى من يصبر على مناجزة الأعداء {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ} يعني: يقتلون في سبيله، ويبذلون مهجهم في مرضاته {وَ?للَّهُ لاَ يُحِبُّ ?لظَّـ?لِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ} أي: يكفر عنهم من ذنوبهم إن كانت لهم ذنوب. وإلا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به. وقوله: {وَيَمْحَقَ ?لْكَـ?فِرِينَ} أي: فإنهم إذا ظفروا، بغوا وبطروا، فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم، ثم قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ جَـ?هَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ?لصَّـ?بِرِينَ} أي: أحسبتم أن تدخلوا الجنة، ولم تبتلوا بالقتال والشدائد؟ كما قال تعالى في سورة البقرة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ?لَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ?لْبَأْسَآءُ وَ?لضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ} [البقرة: 214] الآية. وقال تعالى: {ال?ـم? أَحَسِبَ ?لنَّاسُ أَن يُتْرَكُو?اْ أَن يَقُولُو?اْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} الآية، ولهذا قال ههنا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ جَـ?هَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ?لصَّـ?بِرِينَ} أي: لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا، ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله، والصابرين على مقاومة الأعداء. وقوله: {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ ?لْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} أي: قد كنتم أيها المؤمنون قبل هذا اليوم، تتمنون لقاء العدو، وتتحرّقون عليهم، وتودون مناجزتهم ومصابرتهم، فها قد حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه، فدونكم فقاتلوا وصابروا، وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم، فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " ولهذا قال تعالى: {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ} يعني: الموت، شاهدتموه وقت لمعان السيوف وحد الأسنة واشتباك الرماح وصفوف الرجال للقتال. والمتكلمون يعبرون عن هذا بالتخييل، وهو مشاهدة ما ليس بمحسوس كالمحسوس؛ كما تتخيل الشاة صداقة الكبش، وعداوة الذئب.
3 - الرحمة: قال تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} لقمان/ 3.
وسياق الآية في قوله تعالى: {ال?ـم?} * {تِلْكَ آيَاتُ ?لْكِتَابِ ?لْحَكِيمِ} * {هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ} * {?لَّذِينَ يُقِيمُونَ ?لصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ?لزَّكَاةَ وَهُمْ بِ?لآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} * {أُوْلَـ?ئِكَ عَلَى? هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُفْلِحُونَ}
في تفسير ابن كثير: تقدم في سورة البقرة عامة الكلام على ما يتعلق بصدر هذه السورة، وهو أنه سبحانه وتعالى جعل هذا القرآن هدى وشفاء ورحمة للمحسنين، وهم الذين أحسنوا العمل في اتباع الشريعة، فأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها وأوقاتها، وما يتبعها من نوافل راتبة وغير راتبة، وآتوا الزكاة المفروضة عليهم إلى مستحقيها، ووصلوا أرحامهم وقراباتهم، وأيقنوا بالجزاء في الدار الآخرة، فرغبوا إلى الله في ثواب ذلك، لم يراؤوا به، ولا أرادوا جزاء من الناس ولا شكوراً، فمن فعل ذلك كذلك، فهو من الذين قال الله تعالى: {أُوْلَـ?ئِكَ عَلَى? هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} أي: على بصيرة وبينة ومنهج واضح جلي، {وَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُفْلِحُونَ} أي: في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 04:08]ـ
القرآن ذكر وتذكرة
- الذكر: قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} الأنبياء/50
في تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى: {وَهَـ?ذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَـ?هُ} يعني: القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}؟ أي: أفتنكرونه، وهو في غاية الجلاء والظهور؟.
- التذكرة: قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} المُدَّثر/ 54.
في تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} أي: حقاً إن القرآن تذكرة {فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ?للَّهُ} كقوله: {وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ?للَّهُ}. وقوله تعالى: {هُوَ أَهْلُ ?لتَّقْوَى? وَأَهْلُ ?لْمَغْفِرَةِ} أي: هو أهل أن يخاف منه، وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب. قاله قتادة. وقال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني سهيل أخو حزم، حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَ أَهْلُ ?لتَّقْوَى? وَأَهْلُ ?لْمَغْفِرَةِ} وقال: " قال ربكم: أنا أهل أن أُتَّقَى، فلا يجعل معي إله، فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً، كان أهلاً أن أغفر له " ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب، والنسائي من حديث المعافى بن عمران، كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطعي به، وقال الترمذي: حسن غريب، وسهيل ليس بالقوي، ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن هدبة بن خالد عن سهيل به، وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي وغيرهم من حديث سهيل القطعي به. آخر تفسير سورة المدثر، ولله الحمد والمنة.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 04:53]ـ
القرآن نور مبين
1 - النور: قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} النساء/ 174.
{يَـ?أَيُّهَا ?لنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً * فَأَمَّا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ بِ?للَّهِ وَ?عْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِى رَحْمَةٍ مَّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ?طاً مُّسْتَقِيماً}
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى مخاطباً جميع الناس ومخبراً بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة، ولهذا قال: {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً} أي: ضياء واضحاً على الحق، قال ابن جريج وغيره: وهو القرآن {فَأَمَّا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ بِ?للَّهِ وَ?عْتَصَمُواْ بِهِ} أي: جمعوا بين مقامي العبادة، والتوكل على الله في جميع أمورهم، وقال ابن جريج: آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن. رواه ابن جرير {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِى رَحْمَةٍ مَّنْهُ وَفَضْلٍ} أي: يرحمهم، فيدخلهم الجنة، ويزيدهم ثواباً، ومضاعفة ورفعاً في درجاتهم؛ من فضله عليهم، وإحسانه إليهم، {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ?طاً مُّسْتَقِيماً} أي: طريقاً واضحاً قصداً قواماً لا اعوجاج فيه، ولا انحراف، وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات. وفي حديث الحارث الأعور، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " القرآن صراط الله المستقيم، وحبل الله المتين " وقد تقدم الحديث بتمامه في أول التفسير، ولله الحمد والمنة.
2 - المبين: قال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} يوسف/ 2.
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير ابن كثير: {ال?ر تِلْكَ آيَاتُ ?لْكِتَابِ ?لْمُبِينِ} أما الكلام على الحروف المقطعة، فقد تقدم في أول سورة البقرة. وقوله: {تِلْكَ ءايَـ?تُ ?لْكِتَـ?بِ} أي: هذه آيات الكتاب، وهو القرآن المبين، أي: الواضح الجلي الذي يفصح عن الأشياء المبهمة، ويفسرها ويبينها {إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدىء إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه، ولهذا قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـ?ذَا ?لْقُرْءَانَ} بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن.
وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما رواه ابن جرير: حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي، حدثنا حكام الرازي عن أيوب، عن عمرو، هو ابن قيس الملائي، عن ابن عباس قال: قالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا؟ فنزلت: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ}، ورواه من وجه آخر عن عمرو بن قيس مرسلاً. وقال أيضاً: حدثنا محمد بن سعيد القطان، حدثنا عمرو بن محمد، أنبأنا خالد الصفار عن عمرو بن قيس، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. قال: فتلاه عليهم زماناً، فقالوا: يارسول الله لو قصصت علينا؟ فأنزل الله عز وجل: {ال?ر تِلْكَ ءايَاتُ ?لْكِتَـ?بِ ?لْمُبِينِ} إلى قوله: {لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ثم تلاه عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله عز وجل: {?للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ?لْحَدِيثِ} [الزمر: 23] الآية، وذكر الحديث، ورواه الحاكم من حديث إسحاق بن راهويه عن عمرو بن محمد القرشي المنقري به، وروى ابن جرير بسنده عن المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مَلَّة فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله {?للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ?لْحَدِيثِ} ثم ملوا ملة، أخرى، فقالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث، ودون القرآن، يعنون: القصص، فأنزل الله عز وجل: {ال?ر تِلْكَ ءايَاتُ ?لْكِتَـ?بِ ?لْمُبِينِ إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ} الآية، فأرادوا الحديث، فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.
ومما يناسب ذكره عند هذه الآية الكريمة المشتملة على مدح القرآن، وأنه كاف عن كل ما سواه من الكتب، ما رواه الإمام أحمد: حدثنا سريج بن النعمان، أنبأنا هشيم، أنبأنا مجالد عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله: أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم قال: فغضب وقال: " أمتهوّكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق، فتكذبونه، أو بباطل فتصدقونه، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيّاً ما وسعه إلا أن يتبعني " وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان عن جابر، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن ثابت: فقلت له: ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً. قال: فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى، ثم اتبعتموه وتركتموني، لضللتم، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين " وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، حدثنا علي بن مُسْهِر عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيس، عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالساً عند عمر، إذ أتي برجل من عبد القيس، مسكنه بالسوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي؟ قال: نعم. قال: وأنت النازل بالسوس؟ قال: نعم، فضربه بقناة
(يُتْبَعُ)
(/)
معه، قال: فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس، فجلس، فقرأ عليه {بسم الله الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ ال?ر تِلْكَ ءايَاتُ ?لْكِتَـ?بِ ?لْمُبِينِ إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ} - إلى قوله - {لَمِنَ ?لْغَافِلِينَ} فقرأها عليه ثلاثاً، وضربه ثلاثاً، فقال له الرجل: ما لي ياأمير المؤمنين؟ فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال. قال: مرني بأمرك أتبعه، قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض، ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحداً من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته، أو أقرأته أحداً من الناس، لأنهكنك عقوبة، ثم قال له: اجلس، فجلس بين يديه، فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذا في يدك يا عمر؟ " قال: قلت: يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ السلاح السلاح، فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي اختصاراً، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية، فلا تتهَّوكوا، ولا يغرنكم المتهوكون " قال عمر: فقمت فقلت: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبك رسولاً، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رواه ابن أبي حاتم في تفسيره مختصراً من حديث عبد الرحمن بن إسحاق به، وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الواسطي، وقد ضعفوه وشيخه. قال البخاري: لا يصح حديثه، قلت: وقد روي له شاهد من وجه آخر، فقال الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، حدثني عمرو بن الحارث، حدثنا عبد الله بن سالم الأشعري عن الزبيدي، حدثنا سليم ابن عامر: أن جبير بن نفير حدثهم: أن رجلين كانا بحمص في خلافة عمر رضي الله عنه، فأرسل إليهما فيمن أرسل من أهل حمص، وكانا قد اكتتبا من اليهود صلاصفة، فأخذاها معهما يستفتيان فيها أمير المؤمنين يقولون: إن رضيها لنا أمير المؤمنين ازددنا فيها رغبة، وإن نهانا عنها رفضناها، فلما قدما عليه، قالا: إنا بأرض أهل الكتاب، وإنا نسمع منهم كلاماً تقشعر منه جلودنا، أفنأخذ منه أو نترك؟ فقال: لعلكما كتبتما منه شيئاً؟ فقالا: لا، قال: سأحدثكما: انطلقت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتيت خيبر، فوجدت يهودياً يقول قولاً أعجبني، فقلت: هل أنت مكتبي مما تقول؟ قال: نعم، فأتيت بأديم، فأخذ يملي علي حتى كتبت في الأكرُع، فلما رجعت قلت: يا نبي الله وأخبرته. قال: " ائتني به " فانطلقت أرغب عن المشي رجاء أن أكون جئت رسول الله ببعض ما يحب، فلما أتيت به قال: " اجلس اقرأ علي " فقرأت ساعة، ثم نظرت إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يتلون، فتحيرت من الفَرَق، فما استطعت أن أجيز منه حرفاً، فلما رأى الذي بي، رفعه، ثم جعل يتبعه رسماً رسماً، فيمحوه بريقه، وهو يقول: " لا تتبعوا هؤلاء؛ فإنهم قد هوكوا وتهوكوا " حتى محا آخره حرفاً حرفاً. قال عمر رضي الله عنه: فلو علمت أنكما كتبتما منه شيئاً، جعلتكما نكالاً لهذه الأمة، قالا: والله ما نكتب منه شيئاً أبداً، فخرجا بصلاصفتهما، فحفرا لها، فلم يألوا أن يعمقا، ودفناها، فكان آخر العهد منها، وهكذا روى الثوري عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي عن عبد الله ابن ثابت الأنصاري عن عمر بن الخطاب بنحوه، وروى أبو داود في المراسيل من حديث أبي قلابة عن عمر نحوه، والله أعلم.
3 – بيان وموعظة: قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران/ 138.
تقدم شرح الآية
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 09:00]ـ
نزل الفرقان ليكون للعالمين نذيرا
يبشر المؤمنين، و ينذر الكافرين
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – الفرقان: قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} الفرقان/ 1. وسياق الآية في قوله تعالى: {تَبَارَكَ ?لَّذِي نَزَّلَ ?لْفُرْقَانَ عَلَى? عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} * {?لَّذِي لَهُ مُلْكُ ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى حامداً لنفسه الكريمة على ما نزله على رسوله الكريم من القرآن العظيم؛ كما قال تعالى: {?لْحَمْدُ لِلَّهِ ?لَّذِى أَنْزَلَ عَلَى? عَبْدِهِ ?لْكِتَـ?بَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} [الكهف: 1 ــــ 2] الآية، وقال ههنا: {تَبَارَكَ} وهو تفاعل، من البركة المستقرة الثابتة الدائمة {?لَّذِى نَزَّلَ ?لْفُرْقَانَ} (نزّل) فعّل من التكرر والتكثر، كقوله: {وَ?لْكِتَـ?بِ ?لَّذِى نَزَّلَ عَلَى? رَسُولِهِ وَ?لْكِتَـ?بِ ?لَّذِى? أَنَزلَ مِن قَبْلُ} [النساء: 136] لأن الكتب المتقدمة كانت تنزل جملة واحدة، والقرآن نزل منجماً مفرقاً مفصلاً، آيات بعد آيات، وأحكاماً بعد أحكام، وسوراً بعد سور، وهذا أشد وأبلغ، وأشد اعتناء بمن أنزل عليه، كما قال في أثناء هذه السورة: {وَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ?لْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَ?حِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَـ?كَ بِ?لْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 32 ــــ 33] ولهذا سماه ههنا الفرقان؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، والحلال والحرام. وقوله: {عَلَى? عَبْدِهِ} هذه صفة مدح وثناء؛ لأنه أضافه إلى عبوديته، كما وصفه بها في أشرف أحواله، وهي ليلة الإسراء، فقال: {سُبْحَانَ ?لَّذِى أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلاً} [الإسراء: 1]، وكما وصفه بذلك في مقام الدعوة إليه:
{وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ ?للَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيهِ لِبَداً} [الجن: 19] وكذلك وصفه عند إنزال الكتاب عليه، ونزول الملك إليه، فقال: {تَبَارَكَ ?لَّذِى نَزَّلَ ?لْفُرْقَانَ عَلَى? عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَـ?لَمِينَ نَذِيراً}. وقوله: {لِيَكُونَ لِلْعَـ?لَمِينَ نَذِيراً} أي: إنما خصه بهذا الكتاب المفصل العظيم المبين المحكم الذي {لاَّ يَأْتِيهِ ?لْبَـ?طِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِه تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42] الذي جعله فرقاناً عظيماً، إنما خصه به؛ ليخصه بالرسالة إلى من يستظل بالخضراء، ويستقل على الغبراء؛ كما قال صلى الله عليه وسلم " بعثت إلى الأحمر والأسود " وقال: " إني أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي " فذكر منهن: أنه " كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة " كما قال تعالى: {قُلْ ي?َأَيُّهَا ?لنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ?للَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] الآية، أي: الذي أرسلني هو مالك السموات والأرض، الذي يقول للشيء: كن، فيكون، وهو الذي يحيي ويميت، وهكذا قال ههنا: {?لَّذِى لَهُ مُلْكُ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى المُلْكِ} ونزه نفسه عن الولد وعن الشريك. ثم أخبر أنه {وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} أي: كل شيء مما سواه مخلوق مربوب، وهو خالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، وكل شيء تحت قهره وتدبيره وتسخيره وتقديره.
2 - البشير والنذير: قال تعالى: {بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} فُصِّلَتْ/ 4.
وسياق الآية في قوله تعالى: {حم?} * {تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} * {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} * {بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} * {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِي? أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَ?عْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير ابن كثير: ... يقول تعالى: {حم? تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} يعني: القرآن منزل من الرحمن الرحيم كقوله: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ?لْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِ?لْحَقِّ} [النحل: 102] وقوله: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ?لْعَـ?لَمِينَ نَزَلَ بِهِ ?لرُّوحُ ?لأَمِينُ عَلَى? قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ?لْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192 ــــ 194]. وقوله تبارك وتعالى: {كِتَـ?بٌ فُصِّلَتْ ءَايَـ?تُهُ} أي: بينت معانيه، وأحكمت أحكامه {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أي: في حال كونه قرآناً عربياً بيناً واضحاً، فمعانيه مفصلة، وألفاظه واضحة غير مشكلة؛ كقوله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَـ?تُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1] أي: هو معجز من حيث لفظه ومعناه {لاَّ يَأْتِيهِ ?لْبَـ?طِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42]. وقوله تعالى: {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أي: إنما يعرف هذا البيان والوضوح العلماء الراسخون {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} أي: تارة يبشر المؤمنين، وتارة ينذر الكافرين، {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} أي: أكثر قريش، فهم لا يفهمون منه شيئاً مع بيانه ووضوحه، {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِى? أَكِنَّةٍ} أي: في غلف مغطاة {مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِى ءَاذانِنَا وَقْرٌ} أي: صمم عما جئتنا به، {وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} فلا يصل إلينا شيء مما تقوله، {فَ?عْمَلْ إِنَّنَا عَـ?مِلُونَ} أي: اعمل أنت على طريقتك، ونحن على طريقتنا لا نتابعك، قال الإمام العالم عبد بن حميد في مسنده: حدثني ابن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الزيال بن حرملة الأسدي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: اجتمعت قريش يوماً، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، ولننظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحداً غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد فأتاه عتبة، فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الآلهة التي عِبْتَ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم، فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك؛ فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً، وأن في قريش كاهناً، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى؛ أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى، أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة، جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً واحداً، وإن كان بك الباءة، فاختر أي نساء قريش شئت، فلنزوجك عشراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فرغت؟ ". قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بسم الله الرحمن الرحيم {حم? تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} ــــ حتى بلغ ــــ {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَـ?عِقَةً مِّثْلَ صَـ?عِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} " فقال عتبة: حسبك حسبك، ما عندك غير هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا " فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئاً أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته، قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم قال لا والذي نصبها بنية ما فهمت شيئاً مما قاله، غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قالوا: ويلك يكلمك الرجل بالعربية، لا تدري ما قال؟ قال: لا والله ما فهمت شيئاً مما قال غير ذكر الصاعقة. وهكذا رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي بكر بن أبي شيبة بإسناده مثله سواء، وقد ساقه البغوي في تفسيره بسنده عن محمد بن فضيل عن الأجلح، وهو ابن عبد الله الكندي الكوفي، وقد ضعف بعض الشيء، عن الزيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فذكر الحديث إلى قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَـ?عِقَةً مِّثْلَ صَـ?عِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسك عتبة على فيه، وناشده بالرحم، ورجع إلى أهله، ولم يخرج إلى قريش، واحتبس عنهم، فقال أبو جهل: يا معشر قريش والله ما نرى عتبة إلا قد
(يُتْبَعُ)
(/)
صبأ إلى محمد، وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة أصابته، فانطلقوا بنا إليه، فانطلقوا إليه، فقال أبو جهل: يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك صبأت إلى محمد، وأعجبك طعامه، فإن كانت بك حاجة، جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد، فغضب عتبة، وأقسم أن لا يكلم محمداً أبداً، وقال: والله لقد علمتم أني من أكثر قريش مالاً، ولكني أتيته وقصصت عليه القصة، فأجابني بشيء والله ما هو بشعر، ولا كهانة، ولا سحر، وقرأ السورة إلى قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَـ?عِقَةً مِّثْلَ صَـ?عِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فأمسكت بفيه، وناشدته بالرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً، لم يكذب، فخشيت أن ينزل بكم العذاب، وهذا السياق أشبه من سياق البزار وأبي يعلى، والله تعالى أعلم، وقد أورد هذه القصة الإمام محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة على خلاف هذا النمط، فقال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، وكان سيداً، قال يوماً وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد، فأكلمه وأعرض عليه أموراً؛ لعله أن يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء، ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة رضي الله عنه، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون، فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه، فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بن أخي إنك منا حيث علمت من السِّطَة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها؛ لعلك تقبل منها بعضاً. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قل يا أبا الوليد أسمع " قال: يا بن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً، سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً، ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه، لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الأطباء، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه؛ فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، أو كما قال له، حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: " أفرغت يا أبا الوليد؟ " قال: نعم. قال: " فاستمع مني " قال: أفعل. قال: " بسم الله الرحمن الرحيم {حم? تَنزِيلٌ مِّنَ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ كِتَـ?بٌ فُصِّلَتْ ءَايَـ?تُهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} " ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وهو يقرؤها عليه. فلما سمع عتبة، أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما يستمع منه، حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها، فسجد ثم قال: " قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك " فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالسحر، ولا بالشعر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني، واجعلوها لي، خلُّوا بين الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب، فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم. وهذا السياق أشبه من الذي قبله، والله أعلم.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:54]ـ
القرآن بصائر
- البصائر: قال تعالى {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} الجاثية/ 20.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسياق الآية في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي? إِسْرَائِيلَ ?لْكِتَابَ وَ?لْحُكْمَ وَ?لنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ?لطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ?لْعَالَمينَ} * {وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ ?لأَمْرِ فَمَا ?خْتَلَفُو?اْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ?لْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ ?لْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} * {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى? شَرِيعَةٍ مِّنَ ?لأَمْرِ فَ?تَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ?لَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} * {إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ?للَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ?لظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَ?للَّهُ وَلِيُّ ?لْمُتَّقِينَ} * {هَـ?ذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
وشرح الآيات في تفسير ابن كثير على هذا النحو: يذكر تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل، من إنزال الكتب عليهم، وإرسال الرسل إليهم، وجعله الملك فيهم، ولهذا قال تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي? إِسْرَائِيلَ ?لْكِتَابَ وَ?لْحُكْمَ وَ?لنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ?لطَّيِّبَاتِ} أي: من المآكل والمشارب {وَفَضَّلْنَـ?هُمْ عَلَى ?لْعَـ?لَمينَ} أي: في زمانهم {وَءَاتَيْنَـ?هُم بَيِّنَـ?تٍ مِّنَ ?لأَمْرِ} أي: حججاً وبراهين وأدلة قاطعات، فقامت عليهم الحجج، ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجة، وإنما كان ذلك بغياً منهم على بعضهم بعضاً {إِنَّ رَبَّكَ} يا محمد {يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} أي: سيفصل بينهم بحكمه العدل، وهذا فيه تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم، وأن تقصد منهجهم، ولهذا قال جل وعلا: {ثُمَّ جَعَلْنَـ?كَ عَلَى? شَرِيعَةٍ مِّنَ ?لأَمْرِ فَ?تَّبِعْهَا} أي: اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو، وأعرض عن المشركين، وقال جل جلاله ههنا: {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ?لَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ?للَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ?لظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} أي: وماذا تغني عنهم ولايتهم لبعضهم بعضاً؛ فإنهم لا يزيدونهم إلا خساراً ودماراً وهلاكاً {وَ?للَّهُ وَلِىُّ ?لْمُتَّقِينَ} وهو تعالى يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات، ثم قال عز وجل: {هَـ?ذَا بَصَـ?ئِرُ لِلنَّاسِ} يعني: القرآن {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 01:35]ـ
فيه بلاغ لقوم عابدين
- البلاغ: قال تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} الأنبياء/ 105.
وسياق الآية في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ?لزَّبُورِ مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ أَنَّ ?لأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ?لصَّالِحُونَ} * {إِنَّ فِي هَـ?ذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ} * {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
في تفسير ابن كثير: ... {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} يقول تعالى مخبراً عما حتمه وقضاه لعباده الصالحين من السعادة في الدنيا والآخرة، ووراثة الأرض في الدنيا والآخرة؛ كقوله تعالى: {إِنَّ ?لأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ?لْعَـ?قِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] وقال: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ?لْحَيَو?ةِ ?لدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ?لأَشْهَـ?دُ} [غافر: 51] وقال: {وَعَدَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ?لأَرْضِ كَمَا ?سْتَخْلَفَ ?لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ?لَّذِى ?رْتَضَى? لَهُمْ} [النور: 55] وأخبر تعالى أن هذا مسطور في الكتب الشرعية والقدرية، وهو كائن لا محالة، ولهذا قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ?لزَّبُورِ مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ}. قال الأعمش: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ?لزَّبُورِ مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ} فقال: الزبور: التوراة، والإنجيل، والقرآن. وقال
(يُتْبَعُ)
(/)
مجاهد: الزبور: الكتاب، وقال ابن عباس والشعبي والحسن وقتادة وغير واحد: الزبور الذي أنزل على داود، والذكر: التوراة. وعن ابن عباس: الزبور: القرآن، وقال سعيد بن جبير: الذكر: الذي في السماء. وقال مجاهد: الزبور الكتب بعد الذكر، والذكر أم الكتاب عند الله، واختار ذلك ابن جرير رحمه الله، وكذا قال زيد بن أسلم: هو الكتاب الأول، وقال الثوري: هو اللوح المحفوظ. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الزبور: الكتب التي أنزلت على الأنبياء، والذكر: أمّ الكتاب الذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس،: أخبر الله سبحانه وتعالى في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض أن يورث أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأرض، ويدخلهم الجنة، وهم الصالحون. وقال مجاهد عن ابن عباس: {أَنَّ ?لأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ?لصَّـ?لِحُونَ} قال: أرض الجنة، وكذا قال أبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير والشعبي وقتادة والسدي وأبو صالح والربيع بن أنس والثوري رحمهم الله تعالى، وقال أبو الدرداء: نحن الصالحون. وقال السدي: هم المؤمنون، وقوله: {إِنَّ فِى هَـ?ذَا لَبَلَـ?غاً لِّقَوْمٍ عَـ?بِدِينَ} أي: إن في هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم لبلاغاً: لمنفعة وكفايةً لقوم عابدين، وهم الذين عبدوا الله بما شرعه وأحبه ورضيه، وآثروا طاعة الله على طاعة الشيطان، وشهوات أنفسهم. وقوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَـ?كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ?لَمِينَ} يخبر تعالى أن الله جعل محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، أي: أرسله رحمة لهم كلهم، فمن قبل هذه الرحمة، وشكر هذه النعمة، سعد في الدنيا والآخرة، ومن ردها وجحدها، خسر في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ?لَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ?للَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ?لْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ?لْقَرَارُ} [إبراهيم: 28 ــــ 29] وقال تعالى في صفة القرآن: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44] وقال مسلم في " صحيحه ": حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن ابن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله ادع على المشركين. قال: " إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة " انفرد بإخراجه مسلم. وفي الحديث الآخر " إنما أنا رحمة مهداة " رواه عبد الله بن أبي عرابة وغيره عن وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً. قال إبراهيم الحربي: وقد رواه غيره عن وكيع، فلم يذكر أبا هريرة. وكذا قال البخاري، وقد سئل عن هذا الحديث، فقال: كان عند حفص بن غياث مرسلاً. قال الحافظ ابن عساكر: وقد رواه مالك بن سعير بن الخمس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، ثم ساقه من طريق أبي بكر بن المقرىء وأبي أحمد الحاكم، كلاهما عن بكر بن محمد بن إبراهيم الصوفي، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنا رحمة مهداة " ثم أورده من طريق الصلت بن مسعود عن سفيان بن عيينة عن مسعر عن سعيد بن خالد، عن رجل عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله بعثني رحمة مهداة، بعثت برفع قوم وخفض آخرين ". قال أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان، حدثنا أحمد بن صالح قال: وجدت كتاباً بالمدينة عن عبد العزيز الدراوردي وإبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمد بن صالح التمار عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة: يا معشر قريش إن محمداً نزل يثرب، وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئاً، فاحذورا أن تمروا طريقه أو تقاربوه، فإنه كالأسد الضاري، إنه حنق عليكم؛ لأنكم نفيتموه نفي القردان عن المناسم، والله إن له لسحرة ما رأيته قط ولا أحداً من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين، وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة، يعني: الأوس والخزرج، فهو عدو استعان بعدو، فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
له مطعم بن عدي: يا أبا الحكم والله ما رأيت أحداً أصدق لساناً، ولا أصدق موعداً من أخيكم الذي طردتم، وإذ فعلتم الذي فعلتم، فكونوا أكف الناس عنه، قال أبو سفيان بن الحارث: كونوا أشد ما كنتم عليه، إن ابني قيلة إن ظفروا بكم، لم يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة، وإن أطعتموني، ألجأتموهم حير كنانة، أو تخرجوا محمداً من بين ظهرانيهم، فيكون وحيداً مطروداً، وأما ابنا قيلة، فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء، وسأكفيكم حدهم، وقال:
سَأَمْنَحُ جانِباً مِنِّي غَليظاً
على ما كانَ منْ قُرْبٍ وبُعْدِ
رِجالُ الخَزْرَجِيَّةِ أَهْلُ ذُلَ
إذا ما كانَ هزلٌ بُعْدَ جِدِّ
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " والذي نفسي بيده لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون، إني رحمة بعثني الله ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه، لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب " وقال أحمد بن صالح: أرجو أن يكون الحديث صحيحاً. وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثني عمرو بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال: كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حذيفة إلى سلمان، فقال سلمان: يا حذيفة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول، ويرضى فيقول، لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: " أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي، أو لعنته لعنة، فإنما أنا رجل من ولد آدم، أغضب كما تغضبون، إنما بعثني الله رحمة للعالمين، فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة " ورواه أبو داود عن أحمد بن يونس عن زائدة. فإن قيل: فأي رحمة حصلت لمن كفر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير: حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا إسحاق الأزرق عن المسعودي عن رجل يقال له سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَـ?كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ?لَمِينَ} قال: من آمن بالله واليوم الآخر، كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله، عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف، وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث المسعودي عن أبي سعد، وهو سعيد بن المرزبان البقال، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره بنحوه، والله أعلم، وقد رواه أبو القاسم الطبراني عن عبدان بن أحمد عن عيسى بن يونس الرملي عن أيوب بن سويد عن المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: {وَمَآ أَرْسَلْنَـ?كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ?لَمِينَ} قال: من تبعه، كان له رحمة في الدينا والآخرة، ومن لم يتبعه، عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:16]ـ
من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين
1. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} الإسراء/ 82.
في تفسير ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن كتابه الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد: إنه شفاء ورحمة للمؤمنين، أي: يذهب ما في القلب من أمراض؛ من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل، فالقرآن يشفي من ذلك كله، وهو أيضاً رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة، وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك، فلا يزيد سماعه القرآن إلا بعداً وكفراً، والآفة من الكافر، لا من القرآن؛ كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44]، وقال تعالى: {وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـ?ذِهِ إِيمَـ?ناً فَأَمَّا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَـ?ناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى?
(يُتْبَعُ)
(/)
رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَـ?فِرُونَ} [التوبة: 124 - 125] والآيات في ذلك كثيرة. قال قتادة في قوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}: إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه {وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّـ?لِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} أي: لا ينتفع به، ولا يحفظه، ولا يعيه؛ فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين.
القرآن لا يزيد الظالمين إلا خسارا
2. وقال تعالى في صفة القرآن: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44]
وسياق الآية في قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي? آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} * {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ?لْكِتَابَ فَ?خْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}
في تفسير ابن كثير: لما ذكر تعالى القرآن وفصاحته وبلاغته، وإحكامه في لفظه ومعناه، ومع هذا لم يؤمن به المشركون، نبه على أن كفرهم به كفر عناد وتعنت؛ كما قال عز وجل: {وَلَوْ نَزَّلْنَـ?هُ عَلَى? بَعْضِ ?لأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 198 - 199] وكذلك لو أنزل القرآن كله بلغة العجم، لقالوا على وجه التعنت والعناد: {لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَـ?تُهُ ءَاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ} أي: لقالوا: هلا أنزل مفصلاً بلغة العرب، ولأنكروا ذلك فقالوا: أعجمي وعربي؟ أي: كيف ينزل كلام أعجمي على مخاطب عربي لا يفهمه؟ هكذا روي هذا المعنى عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي وغيرهم. وقيل: المراد بقولهم: لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي؟ أي: هل أنزل بعضها بالأعجمي وبعضها بالعربي؟ هذا قول الحسن البصري، وكان يقرؤها كذلك بلا استفهام في قوله: أعجمي، وهو رواية عن سعيد بن جبير، وهو في التعنت والعناد أبلغ، ثم قال عز وجل: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ} أي: قل يا محمد: هذا القرآن لمن آمن به هدى لقلبه، وشفاء لما في الصدور من الشكوك والريب، {وَ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى? ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ} أي: لا يفهمون ما فيه، {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} أي: لا يهتدون إلى ما فيه من البيان؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّـ?لِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82] {أُوْلَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} قال مجاهد: يعني: بعيد من قلوبهم. قال ابن جرير: معناه: كأن من يخاطبهم يناديهم من مكان بعيد، لا يفهمون ما يقول، وقلت: وهذا كقوله تعالى: {وَمَثَلُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ?لَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}
[البقرة: 171] وقال الضحاك: ينادون يوم القيامة بأشنع أسمائهم. وقال السدي: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً عند رجل من المسلمين يقضي، إذ قال: يا لبيكاه فقال له عمر رضي الله عنه: لم تلبي؟ هل رأيت أحداً، أو دعاك أحد؟ فقال: دعاني داع من وراء البحر، فقال عمر رضي الله عنه: أولئك ينادون من مكان بعيد. رواه ابن أبي حاتم. وقوله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى? ?لْكِتَـ?بَ فَ?خْتُلِفَ فِيهِ} أي: كذب وأوذي {فَ?صْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ?لْعَزْمِ مِنَ ?لرُّسُلِ} [الأحقاف: 35] {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى? أَجَلٍ مُّسَمًّى} إلى أجل مسمى بتأخير الحساب إلى يوم المعاد {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} أي: لعجل لهم العذاب، بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً، {وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} أي: وما كان تكذيبهم له عن بصيرة منهم لما قالوا، بل كانوا شاكين فيما قالوه، غير محققين لشيء كانوا فيه، هكذا وجهه ابن جرير، وهو محتمل، والله أعلم.
1. {وَنُنَزِّلُ مِنَ ?لْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ?لظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} الإسراء/ 82.
تقدم شرح الآية(/)
ما المقصود بقول أهل سبأ: ربنا باعد بين أسفارنا؟؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 12:35]ـ
ما المقصود بقول أهل سبأ: ربنا باعد بين أسفارنا؟؟
أرجو أن يكون الرد محددا ومختصراً دون إحالة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 12:57]ـ
قال تعالى: ((وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القرى التي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السير سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)).
أي: وجعلْنا - بقُدرتنا ورحمتنا - بين أهل سبأ وبَيْنَ "القرى التي بَارَكْنَا فِيهَا" كمكة في الجزيرة العربية، وكبيت المقدس في بلاد الشام، جعلنا بينهم وبين تلك القرى المباركة قُرًى ظَاهِرَةً؛ أي: قرى متقاربة متواصلة، بحيث يَرى من في إحداها غيرَها.
((وَقَدَّرْنَا فِيهَا السير)) أي: وجعلنا زمن السير من قرية إلى أخرى مقدَّرًا محدَّدًا، بحيث لا يتجاوز مدَّة معينة قد تكون نصف يوم أو أقلّ.
وقالوا: كان المسافر يخرج من قرية فيدخل الأخرى قبل حلول الظلام بها.
وقوله: ((سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)) مَقولٌ لقولٍ محذوف. أي: وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى المتقاربة العارمة بالخيرات، والتي توصّلكم إلى القرى المباركة ... سيروا فيها ليالي وأيامًا آمنين من كلّ شر، سواء سِرتُم بالليل أم بالنهار.
فالآية الكريمة تحكي نعمة عظمى على أهل سبأ، وهي نعمة تيْسير سبل السفر لهم إلى القرى المباركة، وتهيئة الأمان والاطمئنان لهم خلال سفرهم.
ولكنهم لم يقدّروا هذه النعمة، بل بلغ بهم الجهل والحمق والبطر، أنَّهم دعَوا الله تعالى بقولهم - كما حكى القرآن عنهم -: ((فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا)).
أي: مع أنَّنا - بفضلنا وإحساننا - قد أعطيْناهم تلك النعمة، ومكنَّاهم منها، وهي نعمة تيسير وسائل السفر، ومنحهم الأمان والاطمئنان خلاله ... إلاَّ أنَّهم - لشؤمهم وضيق تفكيرهم وشقائهم - تضرَّعوا إلينا وقالوا: يا ربنا اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار، بدَلَ تلك القرى العامرة المتقاربة، فهم - كما يقول صاحب الكشاف -: بطَروا النعمة، وبشموا - أي: سئِموا - من طيب العيش، وملّوا العافية، فطلبوا النكد والتعب، كما طلب بنو إسرائيل البصل والثوم، مكان المن والسلوى.
وفيها من القراءات:
((ربُّنا باعَدَ)) ... برفع الباء على الابتداء، و (باعَدَ) فعلٌ ماض ... وهي قراءة يعقوب الحضرمي من العشرة.
((ربَّنا بعِّدْ)) ... بنصب الباء على النداء، و (بعِّدْ) فعل أمر للدعاء ... وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ورواية هشام عن ابن عامر.
((ربَّنا باعِدْ)) ... بنصب الباء على النداء، و (باعِدْ) فعل أمر للدعاء، وهي قراءة الباقين من العشرة.
والله أعلم.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[22 - Dec-2010, مساء 01:38]ـ
وقالوا: يا ربنا اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار، بدَلَ تلك القرى العامرة المتقاربة، ليتذوقوا (حلاوة) السفر ومشاقه! وليستمتعوا بالتزود بالطعام والشراب للمسافات الطويلة، وكانوا لا يتزودون لقرب المسافات بين القرى وكانت معمورة وفيها من الخيرات ما فيها.
فائدة:
ومما يؤسف له أن منا من يشتهي البلاء مكان النعم وهو لا يدري!
فمن النساء من تقول: زوجي طيب زيادة عن اللازم ليتني تزوجت رجلا حازما قويا!!
ومن الرجال من يقول: زوجتي طيبة ومهذبة ودائما تطيع أمري! ليتني تزوجت امرأة لعوب ومشاكسة لكي تكون لحياتي مذاقا مختلفا!!
والأمثلة كثيرة ولكن ضربت أقرب مثالين ولو فتش كل امرئ في دواخله لوجد من هذا العجب العجاب!
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 09:16]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن هل لأنهم اشتاقوا الى المشقة وحنوا الى الاحساس بوعثاء السفر وملوا من الراحة والرفاهية، هل يكون ذلك سبباً لعذابهم؟ أليس ذلك ببعيد؟
لا سيما وأنهم يؤمنون بالله ويتضرعون اليه داعين أن يباعد بين أسفارهم، فلو أن جاهلا توجه الى الله عز وجل وسأله شراً هل يكون ذلك سبب عذاب له؟
كما أن أهل الدنيا غالباً ما يركنوا الى الدعة والنعيم ويكرهوا الجهد والتعب فكيف يطلبونه؟
ولا يقال إن ذلك كقول بني اسرائيل عند طلبهم الثوم والبصل، لأن فعل بني اسرائيل مفهوم وكل النفوس البشرية تشتهي التنوع في الطعام والشراب ولا تستمرئ طعاماً واحدا مهما كان شهياً، أما التعب والمشقة فليست تميل اليها النفس بل كل انسان يسعى للراحة والرفاهية في كل شيء في المسكن والمركب وغيره.
عندي قول آخر أرجو أن تراجعوني فيه
إنهم لم يتضرعوا الى الله ولكنهم قالوا ما قالوا على سبيل الاستخفاف، فهم لإلفهم للنعمة ظنوا أنها لن تزول أبداً - ما أظن أن تبيد هذه أبداً - فكأنهم قالوا إن كنت يارب تقدر على أن تزيل هذه النعمة وتباعد بين أسفارنا فافعل وهم بذلك ظلموا أنفسهم فجعلهم الله أحاديث ومزقهم، وذلك كما قال المشركون: فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 03:54]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن هل لأنهم اشتاقوا الى المشقة وحنوا الى الاحساس بوعثاء السفر وملوا من الراحة والرفاهية، هل يكون ذلك سبباً لعذابهم؟ أليس ذلك ببعيد؟
لا سيما وأنهم يؤمنون بالله ويتضرعون اليه داعين أن يباعد بين أسفارهم، فلو أن جاهلا توجه الى الله عز وجل وسأله شراً هل يكون ذلك سبب عذاب له؟
وفقك الله أخي الفاضل
الجواب: نعم
فهم دعوا الله تعالى أن يباعد بين أسفارهم فاستجاب الله لهم فأرسل عليهم سيل العرم فجعل الديار بلاقع ومزقهم كل ممزق، ولله ساعات عطاء وإجابة لا يوافقها عبد يدعو إلا استجاب له.
وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك، كما في الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم وفيه من رواية جابر أن رجلا لعن بعيرا في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من هذا اللاعن بعيره " فقال الرجل: أنا يا رسول الله. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم "
فإذا انضاف إلى ما تقدم تركهم شكر ما أنعم الله به عليهم وبطر ما أحسن به إليهم، وهو الأقرب في تفسير قوله جل وعلا: " وظلموا أنفسهم " المعطوفة على قولهم: " باعد بين أسفارنا "، كانوا مستحقين للعذاب، وما كان عذابه إلا أن عجل لهم الإجابة.
ولذلك عقب جل شأنه بقوله: " إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور".
ولا يمنع أن يكون تركهم للشكر داخلا في الأول، وظلمهم لأنفسهم بالمعاصي والذنوب، أو بالشرك والكفر.
كما أن أهل الدنيا غالباً ما يركنوا الى الدعة والنعيم ويكرهوا الجهد والتعب فكيف يطلبونه؟
ولا يقال إن ذلك كقول بني اسرائيل عند طلبهم الثوم والبصل، لأن فعل بني اسرائيل مفهوم وكل النفوس البشرية تشتهي التنوع في الطعام والشراب ولا تستمرئ طعاماً واحدا مهما كان شهياً، أما التعب والمشقة فليست تميل اليها النفس بل كل انسان يسعى للراحة والرفاهية في كل شيء في المسكن والمركب وغيره.
وكذلك النفوس أيها الفاضل تستمرئ بعض التعب، فإن في بعض أنواعه لذة، بل ليست لذة في الدنيا إلا وفيها نوع تعب ومشقة قل أو كثر، ولذلك ترى أن بعض الناس يهوى الصيد والقنص وفيه مشقة، وبعض الناس تهوى تسلق الجبال وفيها مشقة، وحتى الأكل والوطء فيه مشقة، فليست لذة في الدنيا إلا والمشقة من لوازمها، والتي لا كدر فيها في الجنة.
فما المستنكر من أن يكون هؤلاء الذين غضب الله عليهم ملوا الدعة والقرى الظاهرة واشتاقوا لأن يسيروا في المفاوز والمهامه يتريضون بالأسفار؟!
وما زلنا نرى السياح والمغامرين يتركون ديارهم وأرضهم ويسيرون أحيانا على الأقدام يجولون في العالم ويجوبون الأقطار، فهذه كتلك.
عندي قول آخر أرجو أن تراجعوني فيه
إنهم لم يتضرعوا الى الله ولكنهم قالوا ما قالوا على سبيل الاستخفاف، فهم لإلفهم للنعمة ظنوا أنها لن تزول أبداً - ما أظن أن تبيد هذه أبداً - فكأنهم قالوا إن كنت يارب تقدر على أن تزيل هذه النعمة وتباعد بين أسفارنا فافعل وهم بذلك ظلموا أنفسهم فجعلهم الله أحاديث ومزقهم، وذلك كما قال المشركون: فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم.
على أحد القولين في التفسير، عجل الله الإجابة لهؤلاء أيضا فأمطر عليهم حجارة من السماء وأتاهم بالعذاب الأليم - عائذا بالله من ذلك -.
فيكون هؤلاء كأولئك، دعوا على أنفسهم فعذبهم الله تبارك وتعالى.
أما الحمل على الاستخفاف فيحتاج إلى قرينة، وإلا كان مرجوحا لافتقاره لذلك أو تخمينا وتخرصا لا حاجة له.
سددك الله ونفع بك.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 04:13]ـ
فائدة:
ومما يؤسف له أن منا من يشتهي البلاء مكان النعم وهو لا يدري!
فمن النساء من تقول: زوجي طيب زيادة عن اللازم ليتني تزوجت رجلا حازما قويا!!
ومن الرجال من يقول: زوجتي طيبة ومهذبة ودائما تطيع أمري! ليتني تزوجت امرأة لعوب ومشاكسة لكي تكون لحياتي مذاقا مختلفا!!
والأمثلة كثيرة ولكن ضربت أقرب مثالين ولو فتش كل امرئ في دواخله لوجد من هذا العجب العجاب!
نسأل الله السلامة والعافية
اللهم آمين
... نعم موجودة(/)
القول الحسن بقلم الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 01:11]ـ
القول الحسن
?وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ? [الإسراء: 53]
اللسان أداة البيان، وترجمان القلب والوجدان، والكلام به يتعارف الناس ويتقاربون، وبه يتحاجون ويتفاوضون، ولولاه لما ظهرت ثمرات العقول والمدارك، ولما تلاقحت الأفكار والمشاعر، ولما تزايدت العلوم والمعارف، ولما ترقى الإنسان في درجات أنواع الكمالات، ولما امتاز على بقية الحيوانات.
فهو رابطة أفراد النوع الإنساني وعشائره وأممه، وبريد عقله وواسطة تفاهمه. فإذا حسن قويت روابط الألفة، وتمكّنت أسباب المحبة، وامتد رواق السلام بين الأفراد والعشائر والأمم، وتقاربت العقول والقلوب بالتفاهم، وتشابكت الأيدي على التعاون والتوازر، و جنى العَالَمُ من وراء ذلك تقرر الأمن واطرد العمران. وإذا قبح كان الحال على ضدّ ذلك.
فالكلام السيئ قاطع لأواصر الأخوة، باعث على البغضاء والنفرة، يبعد بين العقول فتحرم الاسترشاد والاستمداد و التعاون، وبين القلوب فتفقد عواطف المحبة وحنان الرحمة، وهما أشرف ما تتحلى به القلوب، وإذا بطلت الرحمة والمحبة بطلت الألفة والتعاون، وحلت القساوة والعداوة، وتبعهما التخاصم والتقاتل، وفي ذلك كلّ الشرّ لأبناء البشر.
فالمحصل للناس سعادتهم وسلامتهم، والمبعد لهم عن شقاوتهم وهلاكهم هو القول الحسن، ولهذا أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يرشد العباد إلى قول التي أحسن فقال تعالى: ? وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?
والعباد المأمورون هنا هم المؤمنون، لوجهين: الأول أنهم أضيفوا إليه، وهذه إضافة شرف لا تكون إلا للمؤمنين به. الثاني: أن الذين يخاطبون بهذا الإرشاد، ويكون منهم الامتثال إنما هم من حصلوا على أصل الإيمان.
والتي هي أحسن: هي الكلمة الطيبة، والمقالة التي هي أحسن من غيرها، فيعم ذلك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضا بأحبّ الأسماء إليه، وما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات وأقربها للفهم، حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون فيكون عليهم حديثه فتنة وبلاء، وما يكون من الكلام في مقام التنازع والخصام فيقتصر على ما يوصله إلى حقه في حدود الموضع المتنازع فيه، دون إذاية لخصمه، ولا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به، وما يكون من باب إقامة الحجة وعرض الأدلّة فيسوقها بأجلى عبارة وأوقعها في النفس، خالية من السّبّ والقدح، ومن الغمز والتعريض، ومن أدنى تلميح إلى شيء قبيح.
وهذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذلك فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم، وقد جاء في الصحيح أنّ رهطا من اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه وآله سلّم - فقالوا: السام عليكم، ففهمتها عائشة -رضي الله عنها -، فقالت: وعليكم السام واللعنة. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: مهلا يا عائشة! إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه. فقالت: ألم تسمع ما قالوا؟ فقال: قد قلت: وعليكم. فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم، وهو قوله: وعليكم أحسن من الرد عليهم باللعنة. فقال - صلى الله عليه وسلم - القولة التي هي أحسن، وهذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.
وأفاد قوله تعالى: (أحسن) بصيغة اسم التفضيل أن علينا أن نتخير في العبارات الحسنة، فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام. فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السيئ جملة، والاقتصار على الحسن، وانتقاء واختيار الأحسن من بين ذلك الحسن.
وهذا يستلزم استعمال العقل والروية عند كلّ كلمة تقال ولو كلمة واحدة، فربّ كلمة واحدة أوقدت حربا، وأهلكت شعبا، أو شعوبا، و ربّ كلمة واحدة أنزلت أمنا، وأنقذت أمة أو أمما.
وقد بين لنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله: الكلمة الطيبة صدقة، واتقوا النار ولو بكلمة طيّبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا الأدب الإسلامي - وهو التروي عند القول، واجتناب السيئ، واختيار الأحسن- ضروري لسعادة العباد و هنائهم. وما كثرت الخلافات، وتشعبت الخصومات، وتنافرت المشارب، وتباعدت المذاهب، حتى صار المسلم عدوّ المسلم، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم – يقول: المسلم أخو المسلم، إلا بتركهم هذا الأدب، وتركهم للتروّي عند القول، والتعمّد للسيئ بل للأسوإ في بعض الأحيان.
التحذير من كيد العدو الفتان
? إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ?
نزغ الشيطان: وسوسته ليهيج الشر والفساد. وعداوته باعتقاده البغض، وسعيه في جلب الشر والضر. وإبانته لعداوته بإعلانه لها كما علمنا القرآن.
وهو يلقي للإنسان كلمة الشر والسوء، ويهيج غضبه ليقوله، ويهيج السامع ليقول مثلها، وهكذا حتى يشتدّ المراء، ويقع الشر والفساد. ولون آخر من نزغه، وهو أنه يحسن للمرء قول الكلمة التي يكون فيها احتمال سوء، ويلح عليه في قولها، ويبالغ في تحسين الوجه السالم منه، وفي تهوين أمر وجهها القبيح - حتى يقولها، فإذا قالها أعاد لسامعه بالنزغ يطمس عنه الوجه السالم منها، ويكبر له الوجه القبيح، ولا يزال به يثير نخوته، ويهيج غضبه، حتى يثور، فيقع الشر والفساد بينه وبين صاحبه.
فحذر الله تعالى عباده من كيده حتى يحترسوا منه إذا تكلموا وإذا سمعوا، فيتباعدون عما فيه احتمال السوء فضلا عن صريحه، ويحملون الكلام على وجهه الحسن عند احتماله له، ويتجاوزون عن سيئه الصريح ما أمكن التجاوز.
المحاسنة على الحال والظاهر والتفويض إلى الله في العواقب والسرائر
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً [الإسراء: 54]
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حال المناظرة والمجادلة، وأقرب ما تكون إلى ذلك إذا كان الجدال في أمر الدين والعقيدة. فما أكثر ما يضلل بعضٌ بعضا أو يفسقه أو يكفره فيكون ذلك سببا لزيادة شقة الخلاف اتساعا، وتمسك كلٍّ برأيه ونفوره من قول خصمه، دع ما يكون عن ذلك من البغض و الشر. فذكّر الله تعالى عباده بأنه هو العالم ببواطن خلقه وسرائرهم وعواقب أمرهم، فيرحم من يشاء بحكمته وعدله، فلا يقطع لأحد أنه من أهل النار لجهل العاقبة، سواء كان من أهل الكفر، أو من أهل الفسق، أو من أهل الابتداع، كما لا يقطع لأحد بالجنة كذلك، إلا من جاء نصّ بهم.
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته أنك من أهل النار، ولكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر وسوء عاقبته. ولا يقال للمبتدع: يا ضال، وإنما تبين البدعة وقبحها. ولا يقال لمرتكب الكبيرة: يا فاسق، ولكن يبين قبح تلك الكبيرة وضررها وعظم إثمها. فتقبح الرذائل في نفسها، وتجتنب أشخاص مرتكبيها، إذْ رُبَّ شخص هو اليوم من أهل الكفر والضلال تكون عاقبته إلى الخير والكمال، وربّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب- والعياذ بالله- على عقبه في هاوية الوبال.
وخاطب الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يرسله وكيلا على الخلق، حفيظا عليهم، كفيلا بأعمالهم. فما عليه إلا تبليغ الدعوة ونصرة الحق بالحق، والهداية والدلالة إلى دين الله وصراطه المستقيم. خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن للموافق والمخالف فلا يحملنهم بغض الكفر والمعصية على السوء في القول لأهلهما، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - ولن يكون أحد أحرص منه على تبليغه، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه. أحيانا الله عليهما، وأماتنا عليهما، وحشرنا في زمرة أهلهما، آمين.
المرجع:
مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير للشيخ عبد الحميد بن باديس ص/ 150 - 155. ط1. وزارة الشؤون الدينية بالجزائر. 1402(/)
المقدمة الثانية في التعامل مع النص القرآني
ـ[الشوك الناعم]ــــــــ[23 - Dec-2010, صباحاً 08:23]ـ
إننا عندما نريد التعامل مع شيء عظيم، فإنه يلزم التعرف على مميزاته وخصائصه قبل الولوج فيه، وذلك لاستثمار مافيه من المنافع والحصول على أعلى قدر من الفائدة، وهذا لأنه عظيم.!
وهكذا القرآن فهو رأس في العظمة، وهو كتاب إعجاز وتحدي، فالجهود المبذولة للتعرف عليه مهما بلغت فهي قاصرة.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)
وإن من الأمور التي يجب لقارئ القرآن أن يعلمها أن هذا القرآن يتعامل مع القلوب أولاً، فهو يحتوي على رسائل من رب الارض والسماء إلى هذا القلب، وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن من كان قبلكم -يقول للتابعين في زمانه وأتباعهم- رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار)، وهذه الرسائل يفهمها القلب فهماً جيداً، ولكن هيهات أن يكون كل قلب، ولكنه القلب الطاهر المقبل على الحق الصادق في طلبه، الراجي ما عند الله، الخائف منه الوجل من يوم لقائه.
وفي الأثر عن عثمان بن عفان - الذي انتهت حياته وبين جنبيه مصحفاً يتلوه -:
والله لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم.
عندما تطهر القلوب!
يا قوم .. متى ما أصلحنا القلوب فستصل الرسالة كما هي، وسيصل النفع الموعود به والشفاء من كل داء، نعم من كل داء فقد جاءت لفظة - شفاء – في مواضع ثلاثة في القرآن وجاءت اللفظة فيها كلها نكرة!
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ?57? سورة يونس
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ? وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ?82? سورة الاسراء
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ? أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ? وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ? أُولَـ?ئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ?44? سورة فصلت
وتأمل الألفاظ التالية: موعظة، شفاء، هدى، رحمة، وهذا التنكير جاء للتعظيم.!
يعلق هنا سيد – رحمه الله – فيقول في كلام بديع:
وإنه لتعبير عجيب عن حقيقة عميقة، إن هذا القرآن شفاء لما في الصدور بكل معنى من معاني الشفاء، إنه يدب في القلوب فعلاً دبيب الشفاء في الجسم المعلول! يدب فيها بإيقاعه ذي السلطان الخفي العجيب، ويدب فيها بتوجيهاته التي توقظ أجهزة التلقي الفطرية، فتهتز وتتفتح وتتلقى وتستجيب، ويدب فيها بتنظيماته وتشريعاته التي تضمن أقل احتكاك ممكن بين المجموعات البشرية في الحياة اليومية، ويدب فيها بإيحاءاته المطمئنة التي تسكب الطمأنينة في القلوب إلى الله، وإلى العدل في الجزاء، وإلى غلبة الخير، وإلى حسن المصير.أ. هـ
ولمن تأمل في لفظة – شفاء - الواردة في سورة النحل - المتعلق بشراب العسل - وهو الموضع الرابع الذي ذكرت فيه هذه اللفظة وجد أن السياق قد تغير والنفع أصبح شاملاً لجنس البشر وليس للمؤمنين فحسب كما هو في شفاء القرآن، فقد اختص الله عز وجل به المؤمنين في الآيات الثلاث السابقة.
حيث نص الآية في سورة النحل:
يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ.
بالفعل، إنه كتاب عزيز، فالنفع فيه مشروط بالإيمان!
ليس هذا فحسب، بل هو يزيد الكافرين خسارة ورجس، وهو عليهم عمى.
لَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" ...
فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ? وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا
إن ملخص ما يراد من هذه المقدمة:
أن يعلم الشرط الذي بفعله يحصل الانتفاع من القرآن وهو الإيمان وتصفية القلب من الأمراض فالتخلية قبل التحلية، وأن نعمل جاهدين لتنقية القلب فهو وعاء العلم كما عبر بذا ابن القيم – رحمه الله -.(/)
قول الانسان في سورة مريم - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 07:28]ـ
2
بسم الله الرحمن الرحيم
(ويقول الانسان ااذا ما مت لسوف اخرج حيا * اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا * فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم نحضرنهم حول جهنم جثيا * ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد للرحمن عتيا * ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا * وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا * واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا أي الفريقين خير مقاما واحسن نديا * وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا * قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى اذا راوا مايوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا * ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا *)
سورة مريم الايات \68 – 76
الحمد لله \
الانسان هذا المخلوق العجيب الذي خلقه الله تعالى من تراب ثم كونه من نطفة مرت بمراحل في بطن امه لتخرج طفلا ثم تكون يافعا ثم رجلا ثم تعود الى اخريات الايام شيوخا وعجائز ثم يسلبه الروح فيموت ويدفن فيعود ترابا كما كان وهذه سنة الحياة يتعجب من امر الله تعالى في خلقه ويعجب من ان الله تعالى سيخرجه من الارض بعد موته فيذكره الله تعالى على لسان انبيائه وفي كتبه التي انزلها عليهم واخرها القران الكريم في هذه الاية انه اولا يتذكر هذا االا نسان اننا قد خلقناه من قبل في اول الخلق ولم يكن شيئا قبله ثم خلقناه بمقدرتنا وامرنا وانا لقادرون ان نخلقه ثانية من بعد الموت ولابد من الخلق الجديد لان في هذا الخلق الاخر والذي جعله الله تعالى له موعدا يقوم الناس من هجعتهم الكبيرة بعد الموت هو يوم القيامة
ان الله تعالى ليؤكد بقسم بنفسه تعالى وبرب محمد صلى الله تعالى فيخاطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (فوربك لنحشرهم والشياطين .. ) والمقود به هنا عتاة الناس والكفار والمشركون الذين كفغروا بربهم ولم يؤمنوا بان الله تعالى خالقهم مرة اخرى ويبعثهم من بعد الموت مرة اخرى في يوم البعث لغرض الحشر ليوم الحساب فيجزي كل انسان بعمله فهؤلاء سيحشرهم مع الشياطين والمردة والعتاة من خلقه بسبب كفرهم ثم ليحضرنهم في نارر السموم وهي نارجهنم نار حامية لاهوادة فيها فيلقيهم فيها جزاء اعمالهم في حياتهم الاولى في الدنيا
سيكبهم في النار واول ما يكب فيها اقواهم واعتاهم واكثرهم قوة وجمعا اموالا واولادا
ولما كان الانسان بطبيعته شيعا وطوائف واقواما تختلف عن بعهضها فان الله تعالى سيحشر العتاة من كل قوم وشيعة وفرقة ايهم اشد واقوى ومن كان منهم يعتد في نفسه في الحياة الدنيا فيجعله في جهنم ليري غيره انه تعالى قادر على ان يحرق فيجهنم العتاه الظالمين قبل غيرهم وانه سبحانه وتعالى ليعلم من سيدخلهم في جهنم قبل غيرهم
الله تعالى في يوم القيامة جعل كل الخلق ترد الى جهنم لكي تراها
فيزداد المؤمن ايمانا بذلك ويطمئن قلبه بقدرةوعظمة ربه تعالى ومقدرته على الخلق والابداع وعلى الجزاء في يوم القيامة ثم ينجي او يخرج المؤمنين منها ويذر الكافرين والظالمين جاثون ماكثون فيها الى ابد الابدين وهذا البقاء محتم وثابت لاتغيير فيه فهم حصة جهنم وحصبها حيث تكون اجسادهم حطبا لها تتقد هذه الاجساد لتحترق وتحرق غيرها من الكافرين
وقد بين الله تعالى ان من اسباب دخولهم في جهنم تباهيهم في الحياة الدنيا وتكابرهم على الاخرين من ابناء ادم من اقاربهم اواخوانهم او الاخرين انهم اكثر اموالا واولادا واكثر جمعا واكبر نفوسا وتكابرا حيث كانوا يقولون لهؤلاء وهم اخوانهم ومثلهم من البشر نحن خير منكم مقاما وحياتنا افضل من حياتكم واترف وارفه فهم يعيشون في رفاهية كبيرة واثاث اجمل واحسن ومساكن او قصورا شامخة أي انهم مترفون في حياتهم الدنيا
فيذكرهم الله تعالى انه اهلك من هو اكثر منهم مالا وولدا واكثر جمعا وجعلهم في جهنم خاتلدين وسيكون هؤلاء في اثرهم ذاهبين وفي نارجهنم داخرين
ثم يقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قل يامحمد لهؤلاء القوم الظالمين ان الله سيمد لكم في انتم فيه لتكثر سيئاتكم ثم يأخذكم اخذ عزيز مقتدر وبعد موتهم وبعثهم فسوف يرون في الحياة الاخرة الحساب والعقاب ويرون كيف الله تعالى يجعلهم في جهنم فلا ناصر لهم ولامعين وسيعلمون انهم اضعف مما كانوا يتصورون ويجعل الفقراء الذين سخروا منهم في حياتهم الدنيا بخير واقوى منهم مكانا ومنزلة حيث سيزيد الله تعالى المؤمنين هدى على هداهم ويجعلهم في الجنة خالدين وفيها رافلين بالعز والمقام الرفيع وهذه بديهة عامة ان الاعمال الصالحة او الاعمال الطيبة خير من اعمال الشر وافضل منها في الحياةى الدنيا اما في الاخر ة فتكون اسبابا لتجعل فاعليها في الجنة فهي خير ثوابا وخير مرادا
والله تعالى اعلم
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
****************************** ******(/)
اصحاب الجنة في سورة البقرة 1 - 5 بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 06:47]ـ
من سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
((الم. ذلك الكتاب لاريب فيه ــ هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون.))
سورة البقرة آية 1 ــ5
الايات فاتحة سورة البقرة الايات من 1 ــ 5 وألم ثلاثة حروف من حروف الهجاء التي جاءت في عدد غير قليل من سور القرآن الكريم وقد فسرها العلماء بأنها تعجيز للعرب وهم أئمة الفصاحة وقوة البلاغة العربية في الايتان يمثل كتاب الله تعالى ــ القرآن الكريم ــ قوة وفصاحة وعلما ودراية واسلوبا وأدبا وحكما وصياغة في حروف لغتهم. .. وفسرها اخرون بانها سر من الاسرار الالهية ولاشك ان فواتح السور يعد سرا مغلقا حتى الان على االبشرية وقد حاول بعض المستشرقين سبر اغوارها ومعرفةاسرارها الا انهم عجزوا عن ذلك وضلوا سبيل الرشاد فاجاؤوا باراء بعيدة عن الحق فمن قائل منهم انها ليست من القران الكريم في شيء وانما هي رموز لمجموعات من المصاحف لاوائل المعلمين وهذا الراي راي المستشرق نولديك في كتابه تاريخ القران وكذلك المستشرقان نول وشفيلد بينما رد عليهم المستشرق لوت وغور بانه لايعقل ان المسلمين وخاصة الاتقياء منهم الذين نسخوا المصاحف ان يضيفوا اليها حرفا واحدا من انفسهم ويضيفوا الى كلام الله تعالى ماليس منه او ان يقروا اضافة أي شيء في المصحف الشريف
لقد وردت الحروف المتقطعة في فواتح السور في تسع وعشرين سورة وفي جملتها –أي هذه الحروف – اربعة عشر حرفا من الحروف الهجائية صيغت في اربعة عشر سورة من السور القرانية المختلفة هي (ص ق ن ط ه يس الم حم الر طسم المر كهيعص و حمعسق) وذهب بعض شيوخ الاسلام الى االقول بان اسم الله الاعظم يكمن في هذه الحروف وهوالاسم الذي اذا سئل الله تعالى به استجاب كما ورد في الاثر الاطيب فمن المعتقد انه اسم جامع لمعاني اسماء الله الحسنى وهو سلطان الاسماء كلها فلو حذفت منه اللام اصبح – اله- واذا حذفت اللامين نطق –اه - واذا حذفت منه الالف واللامين نطق به- ه- وهواسم ناطق من اسماء الذات العلية وجامع لجميع الاسماء وكلها متعلق به واذا حذفت اللام والهاء منه نطق به –ال – وهواسم سرياني ذوعظمة شديدة في اللغة السريانية ويرى بعضهم ان اسم الله تعالى الاعظم صالح لشفاء جميع الامراض النفسية والجسدية ومن استخدمه ايضا يكون في عمل الطاعات وصالح الاعمال نفعنا به الله تعالى واياكم اجمعين.
فالقرآن الكريم نزل على الحبيب المصطفىلهداية الناس الى الطريق السوي والمهديون فيه هم المتقون وهم الذين عملوا الصالحات من الاعمال الخيرة التي أمر الله تعالى أتباعها وألزمهم القيام بها. لذلك وصفهم الله تعالى بأنهم يؤمنون بالغيب والغيب كل مالم يدركه البصر ولا يحسه البشر من السمعيات وغيرها كالبعث والروح والحساب يوم القيامة. فهم يقيمون الصلاة التي فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين في أوقاتها وأحوالها وخصائصها وفروضها وسننها وكذلك وصفهم بأنهم ينفقون مما أنعم الله عليهم من الخير وما اعطاهم الله تعالى من الارزاق والاموال والنعم .. فهولاء الذين اهتدوا بهداية القرآن وأمنو بالغيب وأقاموا الصلاة حق قيامها وأنفقوا من نعم الله تعالى على غيرهم من الفقراء من الفقراء والمساكين وأخرجوا حق الله من زكاة وصدقة وخير. ثم أنهم يؤمنون بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الاسلام في القرآن الكريم وهو الكتاب الذي انزله الله تعالى على محمد (صلى الله عليه وسلم) او ما انزل على الانبياء صلى الله عليهم وسلم في الكتب المنزلة مثل التوراة والانجيل والزبور قبل التحريف فهولاء هم الذين يستظلهم الله في ظله يوم القيامة ووصفهم بأنهم أصحاب الجنة فهم المفلحون وهم الفائزون بها يوم القيامة والمتمتعون بنعيمهاالذي لاينتهي ولا ينضب ...(/)
تأملات في سورة الكافرون تربوية نفسية اجتماعية
ـ[آمال أبو خديجة]ــــــــ[24 - Dec-2010, مساء 09:35]ـ
سورة الكافرون
تأملات نفسية تربوية اجتماعية
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
صوت الحق يعلو ويصدع بنداء لا رجاجة فيه ولا اضطراب، فلا صوت يعلو فوقه، فالجهر بصوت قوة الاعتقاد الذي انطلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزلزل قلوب الكافرين، إنها صيحة الإيمان الكبرى التي فجرت أفئدتهم بإعلان أن لا إله إلا الله ولا معبود إلا هو ولا وجود في الوجود إلا له سبحانه، وإعلان الاستحالة في أن يساوم على عبوديته وتوحيده في شيء، إنه القول الشديد الذي نطق به لسان أشرف الخلق محمد رسول الله، بكفر الكافرين وإصباغ تلك الصفة عليهم حتى أصبحت تشكيلة من كينونتهم الذاتية، ثم الإعلام باستحالة أن يدخل الإيمان في قلوبهم، فكان ذلك من دلائل معجزاته عليه الصلاة والسلام وصدق نبوته، إنها سورة البراءة من كل ما سوى الله وإعلان العبودية والاستسلام والاعتقاد لله وحده، إنه الإشهار الذي ظهرت به سمات الشخصية المتعنتة التي اختارت بإرادتها طريق الضلال والظلمة والبعد عن إشراق نور الإيمان والبصيرة، فجعلت ذلك النهج سبيلها، فقضى الله عليها بنفي صفة الإيمان والاهتداء عنها وذلك لغشاء القلوب وتغليفها بشوائب الكفر والإنكار.
يأتي نداء الله ورسوله بصوت يهز أفئدتهم، ويطرق أذانهم بالمناداة عليهم بلقب يستفزهم ويثير غضبهم ويعيدهم للحقيقة التي يعيشونها، خطاب وُجه ليعلن تعدد ملة الكفر وتشتتها وتنوعها، فجاء الخطاب للكافر وبصيغة الجمع، أما العبودية والتعبد المنسوبة لرسول الله جاءت بصيغة المفرد مما يدل على توحيد الله وحده وأن لا عبودية ولا استسلام إلا لله، كما يبين حقيقة التحدي الذي جاء من مجموع هؤلاء الكافرين ضد دعوة الرسول صلى الله عليه والسلم التي سارت على منهج واحد لا عوج فيه ولا تقصير.
فالكفر كما جاء في اللغة هو التغطيةُ. وقد كفرْتُ الشيءَ أكْفِرُهُ بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتَّى غطته والكَفْرُ أيضاً: القبرُ. ومنه قيل: " اللهم اغفر لأهل الكُفورِ ". والكَفْرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه. والكافِرُ: الليل المظلم، لأنه ستر كلَّ شيء بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكلُّ شيء غَطَّى شيئاً فقد كَفَرَه.
العَبْدَ: خلاف الحُر وأصل العُبودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ. والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ. والبعير المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالقَطِران المُذَلَّلُ. والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَة،والعِبادة: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ. والتعبيد، من قولهم: ما عَبَّدَ أن فعل ذاك، أي ما لبث. وحكى ابن السكيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ. أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأنَفُ. والاسم العَبَدَةْ مثل الأنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أي أَنِفَ.
فبداية النداء بقول الله سبحانه
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)
عندما ينحرف العقل في اعتقاداته وتفكيره فينسب للأشياء ما لا تقدر عليه وما ليس من صفاتها، فيصبح الإنسان يستمد قوته الروحية والإيمانية من أشياء لا تعقل ولا تقدر على إعالة نفسها وحمايتها رغم المعرفة بأنها جمادات ساكنه لا روح ولا حياة فيها، ورغم أن الله بين المنهج والسلوك القويم الذي يعين الإنسان على تربية نفسه وسلوكه بعيدا عن ذلك الضلال والتشوه في الاعتقاد، لكنها النفس المتمردة المصرة على سلوك منهج التلوي والانحراف والذي سيطبع على الشخصية سمات الكفر والضلال في المنهج والسلوك فتستحق أن تلقب بصفة الكفر تسمية من الله ورسوله، وذلك لاتخاذها ذلك السلوك عادة مستمرة فأصبح سمة من سماتها الشخصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء الذين عرفوا الحق وشاهدوه، وسمعوا به وأعرضوا عنه، بتغطية القلوب والأبصار عن الإدراك والمعرفة واكتساب البصيرة الحية التي تؤدي للإيمان السوي وحسن الاعتقاد، فانطلقوا من منهج الظلام والضلال وطبعوا على قلوبهم غشاوة لا يُرى من خلالها بصيص نور، إنهم الذين اختاروا لأنفسهم الاعتماد على حياتهم الدنيا، فأوكلوا إليها أمورهم، وتسابقوا وراء نيل شرفها ولم ينتبهوا للحياة الآخرة وما فيها من نعيم الخلود، لقد أكثروا الجدال مع الرسول صلى الله عليه وسلم محاولين المساومة على الحق، لعلهم ينالون منه نصيب في الدنيا مع الاحتفاظ بمنهجهم، هؤلاء الذين شوهوا مفهوم العبودية، من خلال الإشراك بالله والتقرب إليه بما يقدمونه لألهتهم مدًعين أنها قادرة على ذلك، هم الذين أعلنوا براءتهم من الإيمان والولاء لله، وجعلوا ولاءهم للشيطان وحزبه والبعد عن الهدى، وهم الذين دثروا أنفسهم بلباس الانحراف والطغيان فما استطاعت أن تخلعها وتبعد ملاصقتها وتفريغها من داخلها لشدة الملابسة الدائمة لها، إنهم من عاشوا بين الأحياء وهم أموات، فحفروا قبورا لنفوسهم فسقطوا بها فكان من الصعب الصعود والارتقاء منها، إنهم من أصبح حال سلوكهم كالأنعام بل هم أضل، فحاربوا الحق وتطاولوا على الله ورسوله بباطلهم المهزوز، هؤلاء الكافرين الذين توحدت صفاتهم وأخلاقهم وعقيدتهم، فأصبحوا ملة واحده يتنافسون ويتسابقون في ساحة الحياة على من يعلو بصوته أكثر ضد الحق، ينعقون بأصوات الكفر والطغيان، إنهم من بذروا بذوراً للشر والفساد في الأرض، لتنبت كفرا وفسوقا وعصيانا، وتقيم عقائد الإلحاد والفساد بين الناس فتشوه العقول والإدراك، إنهم الذين ما نامت أبصارهم ولا غفلت قلوبهم عن الكيد والتخطيط والتدبير من أجل قطع وصال الود مع الله، فكانوا مترقبين متيقظين لكل حركات الحق أينما كان، وهم من أنكروا وجحدوا فضل ربهم، بما منً عليهم من الخير والعطاء الكبير، وأعظمها أن بعث الله لهم نبيا ورسولا مرسلا، ليوقظهم من غفلة النوم الطويل، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويسلك بهم طريق الهدى والحق، فيفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة، لكنهم ما استجابوا وكفروا وجحدوا بذلك، وحاربوا فضل الله عليهم، فقد كانوا أئمة في قيادة الباطل ودعوة الآخرين والتأثير في نفوسهم لإقناعهم بعقيدتهم المشوهة، فكانوا ينظرون إليهم مذعنين لنهجهم فجعلوهم أهل قوة وسلطان.
فهذا وصف لبعض السلوكيات والسمات العقلية والنفسية لهذه الشخصيات التي خوطبت بصفة الكفر، وقد جعل الله الخطاب القرآني يأتي مخاطبا لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرهم بحقيقتهم التي يحاولون إنكارها أو الفرار منها، فتستفز نفوسهم وتثار غضباً وشدة، عندما تسمع ذلك اللقب الملازم لحقيقتهم من الله، فكيف لا وهم من استحقوا ذلك من خالقهم والعليم بحال قلوبهم.
يقول ابن عاشور حول وصفهم بالكافرين
"ونُودوا بوصف الكافرين تحقيراً لهم وتأييداً لوجه التبرؤ منهم وإيذاناً بأنه لا يخشاهم إذا ناداهم بما يَكرهون مما يثير غضبهم لأن الله كفاه إياهم وعصمه من أذاهم ".
ثم يأتي الجهر بالقول على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول الله سبحانه وتعالى:
لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)
إنها البراءة الثانية من رسول الله لفعل واعتقاد هؤلاء الكافرين من استحالة أن يُساوم الكفر مع الإيمان، وأن يسيران بمنهج واحد وسبيل واحده، واستحالة أن يتداخل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقاده مع فعل الكافرين واعتقادهم، فنفي فعل العبودية لغير الله عن رسول الله في الماضي والحاضر والمستقبل، وجعل فعل العبودية لله وحده، فالتوحيد لا يتفق مع الشرك أبدا، فمجيء الفعل بالإفراد للعبودية لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على إخلاص رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبوديته بالتوحيد له وحده، أما فعلهم بالعبودية فقد جاءت بصيغة الجمع والفعل المضارع المستمر والذي يدل على تعدد الآلهة، واستمرار الكفر والشرك منهم، سواء كان ذلك من الماضي أو الحاضر أو المستقبل، فهم في عبودية مشتركة لن تؤدي للإيمان أبدا، وكما أن التاريخ شاهدٌ على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته حيث فر من الشرك ومما عبده قومه واعتقدوه، فما توجه لصنم أو اعتقاد جهل أو سلوك منحرف، بل انقطع في خلوته
(يُتْبَعُ)
(/)
متفكرا بألاء ربه لتدله على عظمة الصانع لهذا الكون، وكان يحقر ما يفعله قومه وينبذ ما يعبدون من الحجارة والأوثان، ويتعجب من حالهم كيف يعبدون ما لا يضر ولا ينفع، فكيف به بعد بعثته صلى الله عليه وسلم يتوجه لغير ربه ويعبد ألهتهم، ويعتقد بجاهليتهم فهذا من الاستحالة الكبرى على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن عاشور حول هذه الآية
" لا تحصل مني عبادتي ما تعبدون في أزمنة في المستقبل تحقيقاً لأن المضارع يحتمل الحال والاستقبال فإذا دخل عليه (لا) النافية أفادت انتفاءه في أزمنة المستقبل كما درج عليه في «الكشاف»، وهو قول جمهور أهل العربية. ومن أجل ذلك كان حرف (لَن) مفيداً تأكيد النفي في المستقبل زيادة على مطلق النفي، ولذلك قال الخليل: أصل (لَن): لا أنْ، فلما أفادت (لا) وحدها نفي المستقبل كان تقدير (أنْ) بعد (لا) مفيداً تأكيد ذلك النفي في المستقبل فمن أجل ذلك قالوا إن (لن) تفيد تأكيد النفي في المستقبل فعلمنا أن (لا) كانت مفيدة نفي الفعل في المستقبل ".
فمفهوم العبودية لدى هؤلاء الكافرين مشوه بما حمل فيه من اعتقادات وأفكار الشرك والضلال، فالعبودية هي الاستسلام والتذلل والتنسك لله وحده، وأن لا تتحرك ولا تتوجه ولا تسكن إلا إليه سبحانه، وأن لا تعتمد على أحد سواه، ولا تلجأ إلا إليه، ولا تطلب حاجتك إلا منه، ولا ترى في الوجود سواه، وأن يدلك كل ما في الكون عليه، ولا توجه شكرك وحمدك إلا لفضله، ولا تهاجر إلا إليه، فالعبودية أن تكون كل أنفاسك وحياتك لله وحده، فإن أشرك العبد مع ربه وخالقه أحدا وجعله موازيا في ربوبيته فقد وقع في الشرك والكفر، فالعبودية لله هي حرية الإنسان الكاملة من كل ما يقيد قلبه وعقله وسلوكه عن التوجه لله، سواء كان بإتباع الشهوات أو الشبهات، فما على الإنسان إلا أن يعيش حراً من أي شيء سوى الله وعبدا لله وحده.
جاء في تفسير الرازي حول معنى هذه الأية
" أن المقصود من الأولين المعبود وما بمعنى الذي، فكأنه قال: لا أعبد الأصنام ولا تعبدون الله، وأما في الأخيرين فما مع الفعل في تأويل المصدر أي لا أعبد عبادتكم المبنية على الشرك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون عبادتي المبنية على اليقين، فإن زعمتم أنكم تعبدون إلهي، كان ذلك باطلاً لأن العبادة فعل مأمور به وما تفعلونه أنتم، فهو منهي عنه، وغير مأمور به "
وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)
ثم تأتي هذه الآية تخاطب ذواتهم وتعيدهم للوعي بحقيقة أنفسهم وما تحمل صدورهم، بتأكيد ما هم عليه من الكفر، وأنه من الاستحالة عليهم أن يعبدوا ما يعبده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم لن يتوجهوا إلى ربه بالصدق والإخلاص الذي امتلأ به قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم، فجاء النفي مع الضمير ليؤكد حقيقتهم الضالة وتقديم الضمير الراجع إلى نفوسهم ليبين ما تحمل من عقائد وأفكار فاسدة، ويؤكد أن كفرهم وعدم الإيمان سوف يلازمهم بصورة مستمرة حتى فنائهم، فقد انطلقوا من ماضيهم الذي توارثوه عن دين أبائهم وجاهليتهم المظلمة، فيؤكد على أن هؤلاء الكافرين صبغوا أنفسهم بصبغة الضلال، فغطوا حقائق التوحيد وصدُوها عن محاولة الدخول لقلوبهم لتكشف لهم االنور الذي يخرجهم من اسوداد منهجهم، بل سيبقون متعنتين يستفزهم ذكر التوحيد والدعوة إلى الله، ويثار غضبهم وتشحن بانفعال الشر كلما سمعوا نداء يناديهم للحق وهجر الكفر، ثم تأتي الأية لتكمل استحالتهم في التأثير بقوة اعتقاد ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحالة تأثرهم بعقيدتة الإيمانية.
يقول ابن عاشور حول هذه الاية
" جاء في جانب نفي عبادتهم لله بنفي اسم الفاعل الذي هو حقيقة في الحال بقوله: {ولا أنتم عابدون}، أي ما أنتم بمغيِّرين إشراككم الآن لأنهم عرضوا عليه أن يبتدِئوا هُم فيعبدوا الرب الذي يعبده النبي صلى الله عليه وسلم سنة. وبهذا تعلم وجه المخالفة بين نظم الجملتين في أسلوب الاستعمال البليغ ".
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يأتي النفي القطعي المستحيل عن ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر منها سلوك التوجه والتذلل والعبودية لغير الله، فقال ولا أنا عابد أي ولا أنا فاعل ما تفعلونه، فمن الاستحالة على رسول الله أن يكون عابدا لغير الله، فالضمير (أنا) العائد إلى ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذات هي مجموعة الصفات النفسية والعقلية والروحية التي تتركب منها الشخصية، والتي يصدر عنها السلوك والتفاعل في الحياة.
فشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيت على الإيمان الخالص المنقاد به للاستسلام إلى ربه، والقائم على التوحيد لله حتى قبل نبوته عليه الصلاة والسلام، فقد كانت أخلاقه وصفاته تشهد بعلو هذه الروح وارتفاع شأنها وتميزها عن باقي شخصيات البشر كلها منذ أن خلق الله الخلق، فما آمن عليه السلام يوما بوثن، ولا سجد لصنم، ولا فعل سلوك سلبي عم المجتمع الذي عاش فيه منذ مولده عليه الصلاة والسلام، ففطرته منقادة إلى الاستدلال على وجود خالق عظيم شكل ذلك الكون وأوجده، فانقطع بخلوته وهجر الناس وما يفعلونه من الضلال، ليعيش أوقات التأمل والتفكر التي دعته إلى تسبيح ربه وتعظيمه، فاختاره الله للرسالة الخاتمة لحملها بأمانة ما عرفتها البشرية يوما كما عرفتها بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، لقد كان عابداً متنسكاً متذللاً لربه الذي لقبه وناده في كتابه بعبده، وذلك لشدة عبوديته وانتسابه إلى ربه وخالقه وتوجهه إلى التوحيد لله وحده، وحال العابد أن يكون مستمرا على الفعل والتوجه وعدم الانقطاع عنه أو الانفصال بالتوجه إلى غيره، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم من ربه أنه قال (إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أو في المجلس مئة مرة) رواه مسلم فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر عن تقصيره وضعفه وحاجته لربه كل يوم مئة مره وهو المعصوم عن التقصير، ألا يدل ذلك على قوة الارتباط والملاصقة الدائمة التي تحركت بها كل جوارحه لتذكره بربه وخالقه.
أيأتي بعد ذلك هؤلاء الجاهلون ليساوموا رسول الله على أمر دينه، أليسوا أغبياء جهلاء قصرت عقولهم عن الفهم والتدبر والمعرفة لحال رسول الله، وقوته الداخلية والخارجية والنابعة من الذات الإيمانية التي بنيت بصلابة الاتصال بالله، لقد رغب هؤلاء الكافرين في ميل قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلق بمصالح الدنيا، وأن يشغل ذلك الدين لمصلحته وسلطانه، أرادوا أن يعبد ألهة خرقاء صماء لا تليق بالإنسان أن يتوجه إليها وهو الأكرم عند الله، على أن يبقى عابدا لربه حسب ميزانهم، ولكنهم خسئوا وخابوا في آمالهم، فيخاطبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأدبه وخلقه الرفيع الذي ما عرفت مثله البشرية، بصوت القوة مستبعدا ومحقرا لما يقولونه وما يقترحونه عليه من منهجهم الشاذ في العبودية، فتقديم الضمير على الفعل يدل على نفي اتصاف نفسه صلى الله عليه وسلم بما اتصفت به نفوسهم من تشوه الاعتقاد وانحرافه، فنفي العبادة نفي لفعل عبادتهم هم الذين ظنوا أنهم يستطيعون أن يساوموا ويفاوضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغير قناعاته الثابتة بلحاقه بمركب الكفر والنفاق، وهذا محال على رسول الله، فملة الكفر وإن كانت متعددة، فهي تجتمع على الضلال ونفس الهدف الذي يسعى لهدم بنيان الحق والتوحيد، فالمعركة محسومة عند الله، والقانون واحد والتشريع والإله واحد فلا عبودية تصلح على هذه الأرض إلا لله وحده، فكل من يقع في فتنه هؤلاء المساومين على الدين ليتاجر به من أجل نيل رضا السلاطين والأمراء والزعماء، متجاهلا لأمر ربه وما أعطاه الله من معرفة واختصاص بهذا الدين فليحذر من غضب الله وسلطانه القريب.
ويقول ابن عاشور حول هذه الأية
" لبيان تمام الاختلاف بين حاله وحالهم وإخبار بأنهم لا يعبدون الله إخباراً ثانياً تنبيهاً على أن الله أعلمه بأنهم لا يعبدون الله، وتقويةً لدلالة هذين الإِخبار على نبوءته صلى الله عليه وسلم فقد أخبر عنهم بذلك فماتَ أولئك كلهم على الكفر وكانت هذه السورة من دلائل النبوءة "
(يُتْبَعُ)
(/)
التأكيد على ملاصقة صفة الكفر لحالهم واستمرارها فيهم حتى فنائهم وموتهم وأنها لا يمكن أن تتغير فيهم الاعتقادات والأفكار وأن تتفتح البصائر فيهم وأن تستنير قلوبهم وعقولهم لترى نور الحق، لأنهم فضلوا ومالوا إلى أن يبقوا في الضلال والعمى وعدم البصيرة فوقع الرين بالمعاصي على القلوب، وغلفتها بغلاف الجهل والانحراف، فكيف لها أن تبصر وقد تعمقت في بحر الظلمات حتى تراكمت ظلمات فوق بعضها.
يقول الامام الرازي حول تفسير هذه الأية واحتمال التكرار فيها
" أن التكرير يفيد التوكيد وكلما كانت الحاجة إلى التأكيد أشد كان التكرير أحسن، ولا موضع أحوج إلى التأكيد من هذا الموضع، لأن أولئك الكفار رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى مراراً، وسكت رسول الله عن الجواب، فوقع في قلوبهم أنه عليه السلام قد مال إلى دينهم بعض الميل، فلا جرم دعت الحاجة إلى التأكيد والتكرير في هذا النفي والإبطال "
ويؤكد الله على ما يريده على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:
(وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)
عندما تصر الذات الخبيثة وتعاند لتبقى متلبسة بأفكار الزيغ والضلال، وتبقى مُسلمة متوجه لغير الله في الانصياع والطاعة والاستعانة على أمور الحياة ومشقاتها، فيجئ تصريح القرآن الكريم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسن قانونا حول صفات الكافرين ومعاندتهم، لأن هؤلاء القوم قد توحدوا واعتصموا في منطقهم ومنهجهم الضال، وتحجرت قلوبهم فما انشقت لنور والإيمان، لقد سُلخت نفوسهم وقلوبهم عن ملابسة الحق، فرغم معاصرتهم لرؤيته الرسول صلى الله عليه وسلم وسماعهم لكلم الفصل منه والمبشر بالخير والمحذر من الهلاك، ورغم رؤية كثير من الدلائل والمعجزات على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وثبات رسالته، إلا أن قلوبهم ما اهتدت للخير والرشاد، بل زادت في عصيانها وتصلبها حتى أصبحت كالحجارة أو أشد،
فقد عرفوا الحق وأنكروه، واشتروا به ثمنا قليلا، فاستحقوا أن يصرفهم الله عن طريق الإيمان، وأن يبقوا في ضلالهم مغرقين، فالتأكيد على ما تلبست به نفوس هؤلاء الكافرين مستحيل عليهم أن يفعلوا ويطيعوا ما فعله رسول الله وما اتخذه منهجاً للطاعة لربه، فهم سيبقون مستمرين في الغي والضلال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى مستمراً في نور دعوته وتوحيده لربه، فهذان ضدان لا يشتركان ولا يلتقيان في منهج الحياة السوي، فلو اتبعوا خطوات الرسول صلى الله عليه لاستدلوا على الهدى والإيمان، ولو مهدوا السبيل لنفوسهم للارتقاء بما عند الله لفازوا بنعيم الدنيا والآخرة، لكنهم هم الخاسرون المحرومون، أما أهل الإيمان والتوحيد فقد سلكوا ومهدوا الطريق لأنفسهم وذللوها للهدى من داخل ذواتهم ونوازع ونفوسهم وجوارحهم، فاهتدوا للمنهج القويم والطريق المستقيم، فعلم الله صدق مسلكهم فزادهم الله هدى وإيمانا وكانوا هم الفائزون.
يقول ابن عاشور في تفسيره حول هذه الأية
" أنها عطف على جملة: {ولا أنا عابد ما عبدتم} [الكافرون: 4] لبيان تمام الاختلاف بين حاله وحالهم وإخبار بأنهم لا يعبدون الله إخباراً ثانياً تنبيهاً على أن الله أعلمه بأنهم لا يعبدون الله، وتقويةً لدلالة هذين الإِخبار على نبوءته صلى الله عليه وسلم فقد أخبر عنهم بذلك فماتَ أولئك كلهم على الكفر وكانت هذه السورة من دلائل النبوءة ".
ثم يأتي التخصيص والتفرد لدين الله وأمته عن غيرها من الأديان والأمم بقول الله على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
يقول ابن عاشور حول معنى الدين
" أنه العقيدة والملة، وهو معلومات وعقائد يعتقدها المرء فتجري أعماله على مقتضاها، فلذلك سمي دِيناً لأن أصل معنى الدين المعاملة والجزاء ".
وجاء في الصحاح في اللغة عن معنى الدين
" أنه الجزاءُ والمكافأةُ. يقال: دانَهُ ديناً، أي جازاه. يقال: كما تَدينُ تُدانُ، أي كما تُجازي تُجازى، أي تُجازى بفعلك وبحسب ما عملت. وقوله تعالى: " أَءِنَّا لَمَدينونَ " أي مجزيُّون محاسَبون. ومنه الدَيَّانُ في صفة الله تعالى. وقومٌ دينٌ، أي دائنونَ."
(يُتْبَعُ)
(/)
تعبير صريح عن السماحة التي جاء بها دين الله، واتصفت بها شخصية رسول الله في سلوكه ومنهجه في التعامل مع من أنكروا دعوته، إخبار يعبر عن مدى احترام الإنسان وتقدير كرامته مهما نتج عنه من سوء الاعتقاد والفكر، المنهج القويم الذي لا إكراه فيه ولا إجبار في إتباعه، بل للإنسان حرية الاعتقاد بما يشاء وإتباع ما شاء ما دام أنه لا يعتدي على حقوق الآخرين، ولا يحاول التأثير فيهم ونشر معتقداته التي لا تتفق مع المنهج الرباني القويم، ما دام منشغلا بنفسه ويدور حولها دون الخروج بعيدا عنها. قال الله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف29
ولكن ذلك لا يعني أن الله بذلك لا يتوعدهم ولا يهددهم بعاقبتهم إن اختاروا طريق الكفر، ولا يعني إعطاء الحرية المطلقة والعنان في الاعتقاد لمن شاء، فهناك حدود وضوابط يجب أن لا تتعدى لمن لا يهتدي إلى الحق.
ويظهر هنا مدى قوة شخصية الإيمان وثبات قواعدها وعدم قبولها لما يزعزع مقوماتها، وذلك يتمثل في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تثبت بربه، وآمن بصدق دعوته ومنهجه، ولن يسمح لمعتقدات الجهل والانحراف أن تتسرب لنفسه أو دعوته، فكيف وهو ما مال إليها أبدا قبل بعثته، ثم هنا إظهار للشخصية المعاكسة للإيمان، والتي حاولت أن تستغل ما جاء به النبي وتساوم عليه، لعلها تنال من ذلك تحقيق المصلحة الذاتية وتحافظ على مصالحها المنطلقة من منهج الكفر والضلال، إنها النفسية المتقلبة المهزوزة والتي تميل حسب ما ترى فيه مصلحتها النفعية الدنيئة، شخصية لا تملك قواعد الثبات والاستقرار، هشة البنيان والتركيب، من الصعب إقناعها وتغير معتقداتها وتشوهاتها لأنها بنيت على شدة التعصب الوهمي المنحرف.
فهذه الأية تأكيد للذات الايمانية الثابته المتمثلة بشخصية الرسول عليه الصلاة والسلام والتي ستقود الأمة وتقودها إلى العالمية، الشخصية التي ستكون قدوة للعالمين بقوتها، وصحة اعتقادها وثباتها على الحق، والتي لا تميل إلا معه أينما مال، ولا تسمح للباطل أن يتسرب بين جوانحها، وأن يزين أبصارها، إنها الشخصية التي ستُعلم العالم، وتكون المثال العظيم لأمته ليحتذوا حذوه، ويسيروا على منهجه بعدم الإنصياع والتذلل والتساوم على دين الله، مهما اشتدت الكربات والمحن، وان كل من يفعل ذلك فقد أوقع نفسه فريسة الفتن والهلاك، ثم جاءت الأية لتبين الذات المضاده للايمان والتي بنيت على الباطل، لتظهر ضعفها وهشاشتها وسرعان ذوبانها وانسلاخها عن واقع الوجود، فمهما طال بها الزمان بالبقاء والعلو فهذا كله زيف وبطلان.
وقد جاء في تفسير الظلال حول هذه الأية بقوله
" إنها تصورات الجاهلية تتلبس بتصورات الإيمان. وبخاصة في الجماعات التي عرفت العقيدة من قبل ثم انحرفت عنها. وهذه الجماعات هي أعصى الجماعات على الإيمان في صورته المجردة من الغبش والالتواء والانحراف. أعصى من الجماعات التي لا تعرف العقيدة أصلاً. ذلك أنها تظن بنفسها الهدى في الوقت الذي تتعقد انحرافاتها وتتلوى! واختلاط عقائدها وأعمالها وخلط الصالح بالفاسد فيها، قد يغري الداعية نفسه بالأمل في اجتذابها إذا أقر الجانب الصالح وحاول تعديل الجانب الفاسد. . وهذا الإغراء في منتهى الخطورة! "
فالخطاب الأخير من الرسول صلى لله عليه وسلم والذي يؤكد فيه على أنه لا يعيش إلا لخالقه ولا يستسلم إلا إليه، فهو العبد المنقاد إلا لمن أوجده وسواه، فهذه العبودية ليست كأي عبودية، إنها التحرر من كل براثن الضلال والهوى والاستسلام والانقياد لرب السموات والأرض، فالدين هو كل ما تحركت و سكنت به نفسه ونوازعه، فلا يتنفس ولا يحيا إلا ضمن منهج الحق ودعوة التوحيد، فكيف سينظر لدين وملة لا تتميز بشيء من التأثير في النفس من الخير الذي تمثل به دين الله.
ويقول الامام الرازي في تفسيره
" {لَكُمْ دِينَكُمْ} يفيد الحصر، ومعناه لكم دينكم لا لغيركم، ولي ديني لا لغيري، وهو إشارة إلى قوله: {أَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى} [النجم: 38، 39] أي أنا مأمور بالوحي والتبليغ، وأنتم مأمورون بالامتثال والقبول، فأنا لمافعلت ما كلفت به خرجت من عهدة التكليف، وأما إصراركم على كفركم فذلك ممالا يرجع إلي منه ضرر ألبتة."
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنتم مخيرون أيها الكافرون بوضع منهجكم لحياتكم، ولكن حريتكم تلك مقيدة بعدم الاعتداء على حريات الآخرين ومحاربة غيركم فيما يعتقدون ويؤمنون به، فأنا مستسلم إلى ربي أخطط وأسير متبعا خطوات الحق والوحي، فمستحيل علي أن أندمج بفكري وعقلي وجوارحي بما انخرطتم به من الضلال، لأن ذلك لا يتناسب مع ما تدثرت به وزملني الله، فأنتم لبستم الضلال والشرك والكفر وأنا لبست لباس التقوى والتوحيد لله، فكيف سيجتمعان الاثنان فذلك محال، فانطلقوا أنتم بما أردتم وسأنطلق أنا مستمرا بدعوتي وتوحيدي، وسيكون الله بيننا وسيحكم الله بكلمة الفصل فيما كان بيننا في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وسيُظهر صف الإيمان والصدق وينصره على الضلال والشرك، ليُنير بالهدى قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، وستكون المكافأة من الله والجزاء العظيم جزاء ما ثبتوا به على الحق، فيحقق لهم النصر القريب والفتح العظيم في الدنيا ثم يكون لهم الجزاء الأوفى والأعظم في جنات النعيم، أما الكافرين سيكون لهم أيضا جزاءاً بالإهلاك والعذاب الشديد في الدنيا ثم العذاب والعقوبة التي لن تنتهي ولن ترفع عنهم إلا ما شاء الله.
وهنا أيضا توضيح لحقيقة الصراع الذي سيستمر منذ ذلك الوقت ما بين الإيمان والكفر، وتعليم للأمة الإسلامية أن لا تنخرط في صفوف الكفر ومعتقداتهم وعاداتهم، ولا تذوب في سلوكياتهم وتحذوا حذوهم في التقليد لكل ما تأتي به، منبهرة بما يحمل من ملذات ومتع أنية، فأمة الكفر تعرف كيفية الدخول لنفوس المؤمنين وصفوف المسلمين فهي كالسم الذي لا يرى في قطعة الحلوى اللذيذة، فيظهرون صفات الخير والإصلاح والعدالة والمساواة ولكنهم لا يسعون بذلك إلا لبث قيم وأفكار لا تتناسب مع قيم الإيمان، وللأسف ينبهر كثير من المسلمين بما يصدر من الغرب ويتخلى عن ثقافته وتراثه الأصيل محاولا تقليد تراث الغرب والذوبان فيه، فالأخر لا يريد منا إلا أن تأخذ في زمن العولمة هذا ولا نطبق في حياتنا إلا ثقافة موحدة ترسم حسب أهداف وبرامج وخطط لا تهدف بكثير منها إلا لانحراف الإنسان وابتعاده عن أصل معتقده وفطرته وهو الدين الحق. فالأمة الإسلامية والشخصية الإيمانية يجب أن تبقى حذره مما يدخل عليها من قيم ومفاهيم، وتكون متميزة في فكرها وإنتاجها، وتُصدر للعالم أشرف العلوم والمعتقدات وتكون هي من تجذب الآخرين إليها بذلك التسامح والحب الإنساني الذي تمثل بهذا الدين وبشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشخصية الرسول التي تمثلت بصلابة ومتانة هذا الدين المتمثل بقوة إيمانه وحبه وإخلاصه لربه فهو القدوة الأولى والمعلم الأعظم الذي يجب أن تقتضي به أمة الإسلام أولا ثم البشرية جمعاء صلى الله عليه وسلم.
الفوائد التربوية والاجتماعية من السورة:
- أهمية صدق الاعتقاد والثبات عليه.
- لا يكون الاعتقاد سليما وصحيحا إلا إذا انطلق من منهج الله ورسوله.
- عدم التعصب الأعمى والتصلب العقدي لجاهلية الفكر والمنطق.
- العناد والكبر أهم ما يدمر حياة الإنسان وشخصيته وفلاحه.
- دين الله لا يساوم عليه ولا يفاوض به لأجل المصالح الذاتية أو غيرها.
- دين الله يدعو لحرية الرأي والمعتقد دون إكراه مع عدم الاعتداء على حرية الآخرين وظلمهم.
- الإنسان مخير بالإرادة ويحاسب على نتيجة اختياره.
- العبودية لله وحده تعطي الإنسان الحرية الواسعة من قيود الدنيا ومفاتنها.
- المجتمع والفرد المسلم يجب أن يبقيا متميزين ومؤثرين لا متأثرين بغيرهم من المجتمعات والأفراد.
تم بحمد لله وفضله
2010
آمال أبو خديجة
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 12:02]ـ
إنها صيحة الإيمان الكبرى التي فجرت أفئدتهم بإعلان أن لا إله إلا الله ولا معبود إلا هو ولا وجود في الوجود إلا له سبحانه،.
تعبير صريح عن السماحة التي جاء بها دين الله، واتصفت بها شخصية رسول الله في سلوكه ومنهجه في التعامل مع من أنكروا دعوته، إخبار يعبر عن مدى احترام الإنسان وتقدير كرامته مهما نتج عنه من سوء الاعتقاد والفكر، المنهج القويم الذي لا إكراه فيه ولا إجبار في إتباعه، بل للإنسان حرية الاعتقاد بما يشاء وإتباع ما شاء ما دام أنه لا يعتدي على حقوق الآخرين، ولا يحاول التأثير فيهم ونشر معتقداته التي لا تتفق مع المنهج الرباني القويم، ما دام منشغلا بنفسه ويدور حولها دون الخروج بعيدا عنها. قال الله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف29
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي آمال أبوخديجة بارك الله فيك: ذكرت كلمة (لا اله الا الله ولا معبود الا هو ولا وجود في الوجود الا له سبحانه).
الكلمة هكذا لاتعطي المعنى الصحيح لكلمة التوحيد (لا اله الا الله) , فأهل العلم بينوا أن المعنى الصحيح لكلمة التوحيد هو: (لامعبود بحق الا الله) , بمعنى أوضح (لا مستحق للعبادة بحق الا الله) , ودليل ذلك قوله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه الباطل) , أما ماذكرت فيمكن أن يقال أن كل ماعبد من دون الله انما هو عبادة لله وهذا معنى باطل بارك الله فيك, أما الثانية فباطل أيضا لأنه من المعلوم أن هناك في الوجود غير الله من مخلوقات كثيرة الملائكة والبشر والجن والسماوات وغيرها, هذه التعابير من تعابير أهل الحلول والاتحاد والعياذ بالله وما أظنك تقصد ذلك بارك الله فيك. الأمر الآخر ماذكرته بأن للكفار الحرية بأن يعتقدوا مايريدون بشرط أن لا يعتدوا على حقوق الآخرين الى غيرذلك من الكلام, أقول لك أخي الكريم لم شرع الجهاد في سبيل الله ودعوة الناس الى دين الله سبحانه وتعالى وضرب الجزية عليهم مادام أن لهم الحق في ما ذكرت, هل هذا يدخل في حرية الأديان, وتسامح الاسلام وأن الاسلام دين السلام وغيرها من الكلام الذي يظهر في الساحة من زمن ليس بالبعيد أرجو أن تعيد النظر في هذه المسائل بارك الله فيك, نسأل الله أن يوفقنا للخير والله أعلم وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم.(/)
اصحابة الجنة في سورة البقرة - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون.))
سورة البقرة آية 1 ـ 5
في هذه الاية الشريفة يبين الله تعالى ثواب الذين عملوا الخير او عملوا الاعمال الصالحة من المؤمنين الذين أمنوا بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن لهم الجنة وهذه الجنة هي مجموعة جنات ينزلها المؤمن حسب درجة ايمانه وعمله ثم يصف تعالى هذه الجنات تجري من تحتها الانهار. ويطعمون فيها من كل انواع ثمر الجنات والذي يوجد قسم من مثله في جنات الحياة الدنيا فيتشابه عليهم الثمر ويقولون لقد رزقنا منه في حياتنا الدنيا ولكن عندما يتذوقون هذه الثمار يجدون فيها طعما ونكهة مختلفة عن ثمار الارض فهي أكثر طيبة وأعظم نكهة وأحسن شكلا واضف الى ذلك ان الله تعالى رزقهم في هذه الجنات زوجات تطهرت أبدانهن واجسامهن وأخلاقهن جمالا وحسنا وثباتا لا يتغير الا بحسب مشيئة المؤمن وما ترومه نفسه الطيبة. وهم في هذه المعيشة الطيبة خالدون.
=========================
بسم الله الرحمن الرحيم
((والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون))
سورة البقرة آية 82
وهذه الاية الشريفة تشابه الاية التي شرحناها قبل ان يقرن الله تعالى الايمان والعمل الصالح ويجعلهما أسبابا ثابته لدخول الجنة والخلود فيها. أبد الابدين. فأصحاب الجنة هم الداخلون فيها بما قدموه من اعمال طيبة وعلى رأس هذه الاعمال الايمان بالله تعالى ثم الاعمال الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى وما أمر بها سبحانه ..(/)
اصحاب الجنة في سورة البقرة \2 بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 06:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون.))
سورة البقرة آية 1 ـ 5
في هذه الاية الشريفة يبين الله تعالى ثواب الذين عملوا الخير او عملوا الاعمال الصالحة من المؤمنين الذين أمنوا بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن لهم الجنة وهذه الجنة هي مجموعة جنات ينزلها المؤمن حسب درجة ايمانه وعمله ثم يصف تعالى هذه الجنات تجري من تحتها الانهار. ويطعمون فيها من كل انواع ثمر الجنات والذي يوجد قسم من مثله في جنات الحياة الدنيا فيتشابه عليهم الثمر ويقولون لقد رزقنا منه في حياتنا الدنيا ولكن عندما يتذوقون هذه الثمار يجدون فيها طعما ونكهة مختلفة عن ثمار الارض فهي أكثر طيبة وأعظم نكهة وأحسن شكلا واضف الى ذلك ان الله تعالى رزقهم في هذه الجنات زوجات تطهرت أبدانهن واجسامهن وأخلاقهن جمالا وحسنا وثباتا لا يتغير الا بحسب مشيئة المؤمن وما ترومه نفسه الطيبة. وهم في هذه المعيشة الطيبة خالدون.
=========================
بسم الله الرحمن الرحيم
((والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون))
سورة البقرة آية 82
وهذه الاية الشريفة تشابه الاية التي شرحناها قبل ان يقرن الله تعالى الايمان والعمل الصالح ويجعلهما أسبابا ثابته لدخول الجنة والخلود فيها. أبد الابدين. فأصحاب الجنة هم الداخلون فيها بما قدموه من اعمال طيبة وعلى رأس هذه الاعمال الايمان بالله تعالى ثم الاعمال الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى وما أمر بها سبحانه ..(/)
اصحاب الجنة في سورة البقرة -3 بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 06:31]ـ
بسم الله الرحمن لرحيم
((ياأيها الذين أمنو استعينوا بالصبر والصلاة.ان الله مع الصابرين.* ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لاتشعرون.* ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين.* الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون.* اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.*))
سورة البقرة آية 153 ــ 157
الحمد لله \
النفس الانسانية منها المؤمنة ومنها الكافرة والمؤمن من قهرها
وكبح جماحها. وقد انزل الله تعالى العلاج الشافي لهذه النفس في قهرها ورضوخها للعمل الصالح. فألهم الله المؤمنين واستدلهم على ذلك بالاستعانه بالصبر والصلاة في زجرها عن المعاصي كلها. وقد قدم الصبر على الصلاة
لان الصبر يكبح جماح النفس ويصدعها عما تروم. والصلاة تنهاها عن عمل كل منكر وسؤ. وفيها يناجي العبد ربه مرات ومرات ويدعوه فيها خوفا وخشية منه وطمعا في عفوه وغفرانه. لان الله تعالى يهيء للانسان الصابر كل السبل في الخير فأنه مع الصابرين.
والصبر في الجهاد حتى القتل او الموت صورة جديدة اخرى أوجبها الله
تعالى على المؤمنين ثم رفعها الى اعلى المراتب وجعل النفس المقتولة بحكم الحية فالمرء الذي يقتل في الحرب في سبيل الله ونصرة الحق فليست في عداد الميتين عند الله بل أنهم أحياءعند ربهم يرزقون. دائمة حياتهم نقلوا من دار الدنيا الى دار الاخرة فهم أحياء فيها خالدون ابد الدهر. ولكن الانسان لايشعر بذلك لقصور في تكوينه وحدود عقليته. فهم من اصحاب الجنة. والموت او القتل في سبيل الله صورة اخرى من صور الصبر. فتتجلى في النفس الانسانية حين تهب الروح ذاتها للعلي القدير وتقتل في سبيل نصرة الحق وما شرعه الله تعالى. ثم ذكر الله تعالى للمؤمنين صورا اخرى من الصبر هي أشبه بالامتحان لعباده ودرس من دروس الصبر الموجب الالتزام به وهذه الامور هي ابتلاء النفوس المؤمنة بالخوف وأحواله الكثيرة والجوع ونقص الاموال بنزعها ممن يشاء. ونقص في الانفس بالموت ونقص في الثمرات بالجدب وما هذه الا صورا من الصبر لتمحيص الصابرين من الذين لايصبرون ممن هم سريعوا الجزع ثم تختم الايه الشريفة بالبشرى للذين صبروا بقوله تعالى وبشر الصابرين. والخطاب فيها موجه الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فالفاعل محذوف تقديره انت مقصود به النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه والصابرين مفعول به ثم يتبع ذلك كله بوصف كامل عظيم لهؤلاء الصابرين الذين يرجعون كل شئ الى الله تعالى. وهم الذين اذا أصابتهم مصيبة أي مصيبة بما فيها مصيبة الموت أو القتل او الخوف او الجوع او ذهاب الاموال وقلة الانفس بالموت او نقص الثمرات .. او غيرها .. يكتمون الامر في نفوسهم وقلوبهم ويرجعون ذلك الى الله تعالى بقولهم- انا لله وانا اليه راجعون. وبهذا القول تستبين عبوديتهم لله. فهم وما يملكون اليه وأمورهم موكوله اليه فهم اليه راجعون .. عند ذلك ينزل الله عليهم رحمته ويعضهم ان عليهم صلوات من الله ويدخلهم في رحمته كونهم ممن هد اهم ورضي عنهم فادخلهم رضوانه
فهم أصحاب الجنة.
**************************(/)
الردود على شبهة إنكار المعوذتين المنسوبة إلى ابن مسعود (منقول)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71].
أمَّا بعدُ، فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إنَّ الحديثَ عن كتاب الله - عز وجل - المنزل على محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حديث لا تمله القلوب، ولا تشنؤُه النفوس، فبه تصفو القلوب وتلين وترق وتزكو النفوس وتطمئنُّ وبالإيمان تتحقق.
كتاب الله - عزَّ وجلَّ - كتابٌ علا عن الشكوك والرِّيَب، وسَما عن الشبه والشغب، واليقين كل اليقين أنَّه المصدق الصادق عن ربِّ البرية، والخالي من كلِّ عيب ونقص في لفظه ومعناه، لا يأتيه الباطل مِن بين يديه ولا من خلفه، تنزيل مِن حكيمٍ حميد.
يقول السيوطي في "معترك الأقران": "وبيان كون النَّظْم معجزًا يتوقف على بيان نظم الكلام، ثم بيان أنَّ هذا النظم مُخالف لما عداه من النظم".
فنقول: مراتِب تأليف الكلام خَمْس:
الأولى: ضم الحروف المبسوطة بعضها إلى بعض؛ لتحصل الكلمات الثلاث: الاسم، والفعل، والحرف.
والثانية: تأليف هذه الكلمات بعضها إلى بعض، فتحصل الجمل المفيدة، وهو النوع الذي يتداوله الناسُ جميعًا في مُخاطباتهم وقضاء حوائجهم، ويقال له: المنثور من الكلام.
والثالثة: ضم بعض ذلك إلى بعض ضمًّا له مَبَادئ ومقاطع، ومداخل ومخارج، ويقال له: المنظوم.
والرابعة: أن يُعَدَّ في أواخر الكلام مع ذلك تسجيعٌ، ويقال له: السجع.
والخامسة: أن يُجعل له مع ذلك وزنٌ، ويقال له: الشعر.
والمنظوم إما محاورة، ويقال له: الخطابة، وإما مكاتبة، ويقال له: الرسالة، فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام، ولكل من ذلك نظم مخصوص.
والقرآن جامع لمحاسن الجميع على غير نظم لشيء منها، يدُلُّ على ذلك أنَّه لا يَصِحُّ أن يقال له: رسالة أو خطابة أو شعر أو سجع، كما يصح أن يقال: هو كلام، والبليغ إذا قرع سمعَه، فصل بينه وبين ما عداه من النَّظم.
ولهذا قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41 - 42]؛ تنبيهًا على أن تأليفه ليس على هيئة نَظْم يتعاطاه البشر، فيُمكن أن يغير بالزِّيادة والنقصان، كحالة الكتب الأخرى.
قال: وأمَّا الإعجازُ المتعلق بصرف الناس عن معارضته، فظاهر أيضًا إذا اعتبر، وذلك أنَّه ما من صناعة كانت مَحمودة أو مذمومة، إلاَّ وبينها وبين قوم مناسبات خفيَّة واتِّفاقات فعليَّة؛ بدليل أنَّ الواحد يُؤثِر حرفةً من الحِرَف، فينشرح صدرُه بملابستها، وتُطيعه قواه في مُباشرتها، فيقبلها بانشراح صدر، ويزاولها بقلبه.
فلَمَّا دعا اللهُ أهلَ البلاغة والخطابة الذين يهيمون في كل وادٍ من المعاني بسلاطة لسانهم إلى معارضة القرآن، وعجزوا عن الإتيان بمثله، ولم يقصدوا لمعارضته، فلم يَخْفَ على ذوي البلاغة أنَّ صارفًا إلهيًّا صرفهم عن ذلك.
وأيُّ إعجازٍ أعظمُ من أن يكون البلغاء كافَّة عجزوا في الظاهر عن مُعارضةٍ مصروفةٍ في الباطن عنهم؟
فإن قلت: هل يُعْلَم إعجازُ القرآن ضرورةً أو لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب: ظهور ذلك على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعْلم ذلك ضرورة، وكونه معجزًا يُعْلَم بالاستدلال.
قال أبو الحسن الأشعري: والذي نقوله: إنَّ الأعجمي لا يُمكنه أن يعلم إعجازه إلاَّ استدلالاً، وكذلك من ليس ببليغ.
فأمَّا البليغ الذي أحاط بمذاهب العرب وغرائب الصنعة، فإنَّه يعلم من نفسه ضَرورة عَجْزِه وعجز غيره عن الإتيان بمثله.
فإن قلت: إنَّما وقع العجز في الإنس دون الجن؟
فالجواب: أنَّ الجن ليسوا من أهل اللسان العربي الذي جاء القرآن على أساليبه، وإنَّما ذكروا في قوله - تعالى -: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} [الإسراء: 88].
تعظيمًا لشأنه؛ لأن للهيئة الاجتماعية من القوة ما ليس للأفراد، فإذا افتُرِض إجماع الثقلين، وظاهر بعضُهم بعضًا، وعجزوا عن المعارضة، كان الفريق الواحد أعجز.
وقال بعضهم: بل وقع للجن أيضًا، والملائكة منويُّون في الآية؛ لأنَّهم لا يقدرون أيضًا على الإتيان بمثل القرآن.
وقال الرُّماني في غرائب التفسير: "إنَّما اقتصر في الآية على ذكر الجن والإنس؛ لأنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان مبعوثًا إلى الثقلين دون الملائكة.
فإن قلت: قد قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، وقد وجدنا فيه اختلافًا وتفاوُتًا في الفصاحة، بل نجد فيه الأفصح والفصيح.
والجواب: أنه لو جاء القرآن على غير ذلك، لكان على غير النمَط المعتاد في كلام العرب من الجمع بين الأفصح والفصيح، فلا تتمُّ الحجة في الإعجاز، فجاء على نَمط كلامهم المعتاد؛ ليتم ظهورُ العجز عن مُعارضته، ولا يقولوا مثلاً: أتيت بما لا قُدْرَةَ لنا على جنسه، كما لا يصح للبصير أن يقول للأعمى: قد غلبتك بنظري؛ لأنه يقول له: إنَّما تتم لك الغلبة لو كنت قادرًا على النظر، وكان نظري أقوى من نظرك، فأمَّا إذا فقد أصل النظر، فكيف تصح مني المعارضة.
وقيل: إنَّ الحكمة في تنزيه القرآن عن الشعر الموزون - مع أنَّ الشعر الموزون من الكلام رُتْبَته فوق رتبة غيره - أنَّ القرآنَ مَنبعُ الحق، وجمع الصدق، وقصارى أمر الشاعر التخيُّل بتصوُّر الباطل في صورة الحق، والإفراط في الإطراء، والمبالغة في الذَّمِّ والإيذاء، دون إظهار الحق، وإثبات الصدق؛ ولهذا نزه الله نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - عنه، ولأجل شهرة الشعر بالكذب، سَمَّى أصحاب البرهان القياسات المؤدية في أكثر الأمر إلى البطلان والكذب: شِعْريَّة.
وقال بعض الحكماء: لم يُرَ متَدَيِّن صادق اللهجة مُفْلقًا في شعره.
وأما ما وجِد في القرآن مما صورته صورة الموزون، فالجواب عنه أنْ ذلك لا يسمى شعرًا؛ لأَنَّ من شرط الشعر القصد، ولو كان شعرًا لكان من اتَّفق له في كلامه شيء موزون شاعرًا، فكان الناس كلهم شعراء؛ لأنه قَلَّ أن يخلو كلامُ أحدٍ عن ذلك.
وقد ورد ذلك عن الفصحاء، فلو اعتقدوه شعرًا لبادروا إلى معارضته، والطعن عليه؛ لأنهم كانوا أحرصَ شيء على ذلك، وإنَّما يقع ذلك؛ لبلوغ الكلام الغايةَ القُصْوى في الانسجام.
وقيل: البيت الواحد وما كان على وزنه لا يُسمى شعرًا.
وأقل الشعر بيتان فصاعدًا.
وقِيل: الرجز لا يسمى شِعرًا أصلاً.
وقيل: أقل ما يكون من الرجز شعرًا أربعة أبيات، وليس ذلك في القرآن بحال" إلى آخر كلامه الماتع في كتابه المذكور.
ومما لا يَخفى أنَّ القرآن الكريم نزل أولَ ما نزل على مسامع أهلِ مكة، وللسان المكي عامة والقرشي خاصَّة مكانةٌ عُليا في فصاحة وبلاغة اللسان العربي ككل؛ ولهذا كان تحاكُم الشعراء والبلغاء إليهم وفيهم؛ ذلك أنَّ قريشًا كانت أشرفَ القبائل وأعظمها، فهي هامَة العرب الكبرى نَسَبًا وحَسَبًا، وكانت مكة مَحَطَّ أنظار العرب قاطبة، يقصدونها من كل حَدَب وصوب في الجاهلية والإسلام، وبذلك انصهرت العربيةُ، وأخرجت جمالَها وبراعتها اللُّغوية في اللسان القرشى.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن فارس: "أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بِقَزْوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمدُ بن عباس الخُشْنِكي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عُبَيدالله قال: أجمَعَ علماؤنا بكلام العرب، والرُّواةُ لأشعارهم، والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومَحالِّهم - أنَّ قُرَيشًا أفصحُ العرب ألْسنةً وأصْفاهم لغةً؛ وذلك أن الله - جل ثناؤه - اختارهم من جميع العرب، واصطفاهم واختار منهم نبيَّ الرحمة مُحمدًا - صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم - فجعل قُريشًا قُطَّان حَرَمِه، وجيران بيته الحرام وولاتهُ، فكانت وُفود العرب من حُجاجها وغيرهم يَفِدون إِلَى مكة للحج، ويتحاكمون إِلَى قريش فِي أُمورهم.
وَكَانَتْ قريش تعلِّمهم مَناسكَهم، وتَحكُمُ بَيْنَهم، ولن تزل العرب تَعرِف لقريش فضلَها عليهم، وتسمِّيها أهلَ الله؛ لأنَّهم الصَّريح من ولد إسماعيل - عَلَيْهِ السلام - لَمْ تَشُبْهم شائبة، وَلَمْ تنقُلْهم عن مناسبهم ناقِلَة؛ فضيلةً من الله - جلَّ ثناؤه - لهم وتشريفًا؛ إذ جعلهم رَهط نبيِّه الأدْنَيْنَ، وعِتْرته الصالحين.
وَكَانَتْ قريشٌ مع فَصاحتها، وحُسن لغاتها، ورِقَّة ألسنتها، إِذَا أتتهُم الوُفود من العرب، تَخيَّروا من كلامِهم وأشعارهم أحسنَ لغاتِهم، وأصفى كلامِهم، فاجتمع مَا تَخيَّروا من تِلْكَ اللغات إِلَى نَحائرهم وسَلائقهم الَّتِي طُبعوا عَلَيْهَا، فصاروا بذلك أفصحَ العرب.
ألاَ ترى أنَّك لا تَجد فِي كلامهم عَنْعَنَة تَميم، ولا عَجْرفيَّة قَيْس، ولا كَشْكَشَة أسَد، ولا كَسْكَسة رَبيعةَ، ولا الكَسْر الَّذِي تسمَعه من أسدَ وقَيْس، مثل: "تعلِمون"، و"نِعلَم"، ومثل "شعير"، و"بِعير"؟ ".
فلَمَّا نزل القرآن فيهم، وأعجزهم بلفظه ومعناه وأسلوبه، وغلبهم وقهرهم أن يأتوا بمثله، بل بمثل بعضه، مَيَّزَه عن سائر الكلام، وعرفوا له عُلُوَّ القدر والمكانة، زِدْ على ذلك أنَّ القرآن لم يكن يقرأ كسَائرِ الكلام العربي، بل إنَّ مُعجزته امتدت إلى قراءته فيما اصطلح عليه، وعرف بالتلاوة، وجعلت له أحكامٌ في تلاوته تُغايِر سائر الكلام.
ولهذا المدخل يغلب على الظنِّ، بل هو عندي بمثابة اليقين أنَّه ما اختلف فيه ولا في حرف منه بين أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذلك وعلى تلك الأدلة المتظاهِرة القويَّة، التي سأعرض لبعضها في طريقِ تلك الرِّسالة - الذي يَعنينا بالمقام الأول هو مدى صِحَّةِ النسبة لشُبهة إنكار المعوذتين إلى ابن مسعود، وها هنا سؤالان مهمان:
الأول: هل كانت المعوذتان في العَرضة الأخيرة التي عرض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم? وهل سمع ابن مسعود تلك العرضة أو لا?
الثاني: على أي منهج تَمَّ جَمْع المصحف في زَمنِ الخلافة الراشدة والصديق الأكبر أبي بكر الصديق? وهل وقَع الإجماع على مُصحف أبي بكر أو لا? وهل شَذَّ أحد من أصحاب النبي - صَلَّى الله عليه وآله وسلم?
ومع ذلك يبقى على الشبهة عدة تساؤلات:
متى ذهب ابن مسعود إلى الكوفة وعنه أخذت القراءة?
هل ذهب بمفرده، ولم يَفِدْ عليه أصحابُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم?
ما موقفه - رضي الله عنه - من مُصحف عثمان?
ثم نعرج على أدلة ثبوت المعوذتين في قراءة ابن مسعود.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أبو سعد الدين العتابي الرسي.
مبحث ثبوت المعوذتين في العرضة الأخيرة:
أولاً: قبل الخوض في تلك المسألة يَجب التنبيه إلى المراد بالعرضة الأخيرة، ولماذا الاهتمام بها?
العرضة الأخيرة مأخوذة من الحديث المشهور في عرض جبريل القرآن على النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في رمضان من كل عام.
روى البخاري في صحيحه في مَواضع، ومُسلم من طريق فراس، عن عامر عن مسروق؛ حدثتني عائشةُ أمُّ المؤمنين قالت: "إنا كنا أزواجَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عنده جَميعًا لَم تُغادر مِنَّا واحدة، فأقبلت فاطمة - عليها السلام - تَمشي، ولا والله، لا تَخفى مِشْيتها من مشيةِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلما رآها، رَحَّب، وقال: ((مرحبًا بابنتي))، ثم أجلسها عن يَمينه أو عن شِماله، ثم سارَّها، فبكت بكاء شديدًا، فلما رأى حزنها، سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خَصَّكِ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسولُ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
- صلَّى الله عليه وسلَّم - سألتها: عَمَّ سارَّك؟ قالت: ما كنتُ لأفشي على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سِرَّه، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أمَّا الآن فنعم، فأخبرتني قالت: أمَّا حين سارَّني في الأمر الأول، فإنَّه أخبرني أنَّ جبريل كان يُعارضُه بالقرآن كلَّ سنة مرة، ((وإنه قد عارضني به العام مَرَّتين، ولا أرى الأجل إلاَّ قد اقترب، فاتَّقي اللهَ واصبري، فإني نعمَ السلفُ أنا لك))، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جَزَعي، سارَّني الثانية، قال: ((يا فاطمة، ألاَ تَرْضَيْنَ أنْ تَكوني سيدةَ نساء المؤمنين أو سيدةَ نساء هذه الأمة))، واللفظ للبخاري.
ولهذه العرضة الأخيرة - وكانت في رمضان - مَكانة خاصَّة؛ إذ إنَّها تضمنت السورَ، وترتيب الآيات فيها، وعزل المنسوخ من القراءة عن القرآن، وكذلك تضمنت الأحرف السبعة.
وقد ذهب غيرُ واحد أنَّها تضمنت ترتيبَ السور، كما هو مرتب الآن في المصحف العثماني.
ومن قيمة هذه العرضة أنها كانت الأساس في جَمْع المصاحف، والأساس الذي استقر إجماع الصحابة على قبول القراءة.
ينبغي أن نفهم أمرًا من هذه العرضة الأخيرة، وهو استقرارُ السور والآيات عليها وبعدها، بمعنى أنَّه ما نسخت هذه العرضة لا في حروفها، ولا في سورها، ولا في ترتيبها، وإن كان نزل قرآن بعدها، مثل آية البقرة التي هي آخر ما نزل من القرآن، نزلت قبل وفاة النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ببضع ليالٍ، وآية المائدة: اليوم أكملت لكم ... الآية، التي نزلت يوم عرفة يوم جمعة في حجة الوداع، ومن البدهي أن النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ما استقبل رمضانَ بعد تلك الحجة.
وآية الربا وآية الكلالة، وهما نزلتا بعد حجة الوداع.
وهذا القرآن كان النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - يقول في آياته: ضعوها في سورة كذا بين كذا وكذا.
وعلى أساس الترتيب للآيات والسور في هذه العرضة، كان الجمعان اللَّذان قام بهما الراشدان أبو بكر وعثمان، كما اعتمدا حروفَ القراءة فيهما عند كتابة المصحف، وصار ما سبق هذه العرضة مَنسوخًا من القرآن الكريم.
وقد جاء خَبَرُ هذه العرضة من حديث أبي هريرة وابن عباس وغيرهما.
وقد كانت قراءة ابن مسعود هي القراءة الأخيرة، وقد حضر العرضة الأخيرة، وعلم ما بدل وما نسخ، وكانت قراءته سواء مع قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهي مساوية لقراءة زيد بن ثابت، كما سنثبته في مبحثنا هذا.
العرضة الأخيرة شرط قبول القراءة بإجماع الصحابة:
أدلة ذلك حديثُ جمع المصحف على عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -:
بَوَّب البخاري بابًا في كتابِ فضائل القرآن؛ قال: "باب جمع القرآن؛ حدثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق أنَّ زَيْدَ بن ثابت - رضي الله عنه - قال: أرسل إلَيَّ أبو بكر مَقْتَلَ أهلِ اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إنَّ عُمَرَ أتاني، فقال: إنَّ القتل قد استَحَرَّ يومَ اليمامة بقُرَّاء القرآن، وإنِّي أخشى أن يستحر القتلُ بالقراء بالمواطن، فيَذهب كثيرٌ من القرآن، وإنِّي أرى أن تأمُر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال عمر: هذا والله خَيْر، فلم يَزَلْ عمر يُراجعني، حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنَّك رجل شابٌّ عاقل لا نتَّهمك، وقد كنت تكتب الوحيَ لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتتبع القرآنَ فاجمعه، فوالله، لو كلفوني نَقْلَ جبلٍ من الجبال ما كان أثقلَ عَلَيَّ مِمَّا أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئًا لَم يفعله رسولُ الله؟ قال: هو والله خير، فلم يَزَلْ أبو بكر يُراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ واللِّخَاف وصُدور الرجال، حتى وجدت آخرَ سورةِ التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128].
حتى خاتمة براءة فكانت الصُّحف عند أبي بكر، حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر - رضي الله عنه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُمكن تلخيص منهج الجمع فيما يلي:
1 - أن يأتي كلُّ مَن تلَقَّى شيئًا منَ القرآن من رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - به إلى زيد بن ثابت ومن معه.
ويدُلُّ لذلك ما رواه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب أنَّ عمر بن الخطاب قام في الناس، فقال: مَن كان تلقى مِن رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيئًا من القرآن، فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصُّحف والألواح والعُسُب، وكان لا يقبل من أحد شيئًا حتى يشهد شهيدان.
2 - ألا يُقبل من أحدٍ شيءٌ حتى يشهد عليه شهيدان؛ أي: إنَّه لَم يكن يكتفي بِمجرد وجدان الشيء مَكتوبًا حتى يشهد عليه شهيدان.
ويدل على ذلك أثرُ عمر السابق، وكذلك قول أبي بكرٍ لعمر بن الخطاب، ولزيد بن ثابت: اقعدَا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله، فاكتباه.
وقد اختلف في المراد بالشهادة هنا:
فقال السخاوي: المراد أنَّهما يشهدان على أنَّ ذلك المكتوب كُتِب بين يدي رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو المراد أنَّهما يشهدان على أنَّ ذلك من الوجوه التي نزل بِها القرآن.
وقال ابن حجر: وكأنَّ الْمراد بالشاهدين الحفظ والكتاب، ثم ذكر احتمال الوجهين الأولين.
قال السيوطي: أو المراد أنَّهما يشهدان على أنَّ ذلك مِمَّا عُرض على النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عامَ وفاته.
والذي يظهر - والله أعلم - أنَّ المرادَ الشهادة على كتابته بين يدي النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنه مِمَّا عُرض على جبريل في العام الذي توفي فيه رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ القرآن كان مَحفوظًا في صدور كثير من الصَّحابة - رضي الله عنهم - فلو أرادوا الإشهاد على حفظه، لوجدوا العشرات.
3 - أن يكتب ما يؤتى به في الصُّحف:
ويدلُّ عليه قولُ زيدٍ في حديث جمع القرآن السابق: وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
وما في موطَّأ ابن وهب عن ابن عمر قال: جمع أبو بكر القرآن في قراطيس.
وفي مغازي موسى بن عقبة عن الزهري، قال: لَمَّا أصيب المسلمون باليمامة، فزع أبو بكر، وخاف أن يذهبَ من القرآن طائفة، فأقبل الناسُ بما كان معهم وعندهم، حتى جُمِع على عهد أبي بكر في الورق، فكان أبو بكر أولَ من جمع القرآن في الصحف.
4 - ألا يُقبل مِمَّا يُؤتى به إلا ما تَحققت فيه الشروط الآتية:
أ - أن يكون مكتوبًا بين يدي النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا من مُجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا الشرط.
قال أبو شامة: وكان غرضُهم ألا يُكتب إلاَّ من عين ما كُتب بين يدي النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا من مجرد الحفظ.
ب - أن يكون مما ثبت عرضُه على النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عام وفاته؛ أي: في العرضة الأخيرة.
وذلك أنَّ ما لَم يثبت عرضه في العرضة الأخيرة، لم تثبت قرآنِيَّتُه، وقد مرَّ قريبًا احتمال كون الإشهاد على أنَّ المكتوب كان مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة.
وعن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عُثمانُ أن يكتب المصاحف، جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الرَّبعَةِ التي في بيت عُمَرَ، فجِيء بِها، قال: وكان عثمانُ يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخَّروه، قال محمد: فقلت لكَثِيرٍ - وكان فيهم فيمن يكتب -: هل تدرون لِمَ كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه؛ لينظروا أحدثهم عَهْدًا بالعرضة الأخيرة، فيكتبونَها على قوله.
5 - أن تكتب الآيات في سُورها على الترتيب والضبط اللَّذَيْنِ تلقاهما المسلمون عن النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقد التُزم في هذا الجمع كلُّ الضوابط السابقة بدِقَّة صارمة، حتى إنَّه رُوي أَنَّ عمر بن الخطاب أتى بآية الرجم، فلم تُقْبل منه؛ لأنه كان وَحْده.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أخرج ابنُ أشتة في كتابِ المصاحف عن الليث بن سعد، قال: أوَّل من جمع القرآن أبو بكر، وكتبه زيدٌ، وكان الناس يأتون زيدَ بن ثابت، فكان لا يكتب آيةً إلا بشاهدي عَدْل، وإنَّ آخر سورة براءة لم توجد إلاَّ مع خزيْمة بن ثابت، فقال: اكتبوها، فإنَّ رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - جعل شهادَتَه بشهادة رجلين، فكتب، وإنَّ عُمَر أتى بآية الرجم، فلم يكتبها؛ لأنَّه كان وَحْدَه.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:41]ـ
مزايا هذا الجمع:
كان لِجمع القرآن في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - منزلةٌ عظيمة بين المسلمين، فلم يَحصل خلاف على شيء مِمَّا فيه، وامتاز بِمزايا عديدة، منها:
أنه جمع القرآنَ على أدقِّ وجوه البحث والتحرِّي، وأسلم أصول التثبت العلمي، كما مرَّ بنا في منهج أبي بكر في جمع القرآن.
حصول إجماع الأُمَّة على قَبوله، ورضا جميع المسلمين به.
بلوغُ ما جُمِع في هذا الجمع حَدَّ التواتر؛ إذ حضره وشهد عليه ما يزيد على عدد التواتُر من الصَّحابة - رضي الله عنهم.
أنَّه اقتصر في جمع القرآن على ما ثبت قرآنيته من الأحرف السبعة، بثبوت عرضه في العرضة الأخيرة، فكان شاملاً لما بَقِيَ من الأحرف السبعة، ولم يكن فيه شيءٌ مِمَّا نُسِخَت تلاوته.
أنَّه كان مرتبَ الآيات دون السور.
ولقد حَظِيَ هذا الجمع المبارك برضا المسلمين، وحصل عليه إجماعُ الصَّحابة - رضي الله عنهم - ولقي منهم العناية الفائقة.
فقد حفظت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر - رضي الله عنه - حتى وفاته، ثم انتقلت إلى عمر - رضي الله عنه - حتى تُوُفِّي، ثم كانت بعد ذلك عند ابنته حفصة زوج رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فطلبها منها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فنسخ منها المصاحف إلى الأمصار، ثُمَّ أرجعها إليها، فكانت الصُّحف المجموعة في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - هي الأساس لنسخ المصاحف في زَمن عثمان - رضي الله عنه - وهذا مِمَّا يدلُّ على مكانة هذا الجمع عند الصحابة - رضي الله عنهم.
قال زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
وعن علِيٍّ - رضي الله عنه - قال: رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْنِ.
وعلى هذا، فقد ثبت إدراجُ المعوذتين في مصحف أبي بكر، وحصل لهما الإجماع بالقَبول والتلقي، كما حصل لسائر المصحف.
وفيه أيضًا إقرارُ ابنِ مسعود إذ كان حاضِرًا هذا الجمع، ولم ينكر شيئًا مما جمع وكتب.
قال الشافعي فيما نقله عنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 550): "هما (أي: المعوذتان) مكتوبتان في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر، ثُمَّ كان عند عمر، ثُم عند حفصة، ثم جمع عثمان عليه الناس، وهما من كتاب الله، وأنا أحبُّ أن أقرأَ بهما في صلاتي".
ولم ينقل إلينا إنكار ابن مسعود لشيء مما في مصحف أبي بكر، وأمَّا إخبار الكوفيين من أصحابه على ما فيها من عدم الدلالة للإنكار، فإنَّهم عرضوا عليه القرآن في الكوفة، وهذا في عام 21 للهجرة؛ أي: بعد الجمع بأكثر من سبع سنين، فأفاد ذلك دخوله الإجماع على المصحف، وعدم ثبوت المخالفة لأي حرف مما فيه.
بل أكثر من ذلك كان ابنُ مسعود من أخصِّ أصحاب عمر، يدُلُّ على ذلك قولُ عمر في رسالته لأهلِ الكوفة: وقد آثرتكم بابن مسعود على نفسي، والسؤال: هل علم ابن مسعود بنسخ المعوذتين، ولم ينكر على الصَّحابة? وهو أوَّل مَن جهر بالقرآن بين ظهراني قريش، ولَقِيَ في سبيلِ الله ما لقي.
شهود ابن مسعود العرضة الأخيرة:
روى الإمام أحمد في "مسنده"، والبخاري في "خلق أفعال العباد"، والنَّسائي في "الكبرى" و"فضائل الصحابة"، والحاكم في "مستدركه"، والبزار في "مُسنده"، والضياء في "المختارة"، وابن سعد في "الطبقات"، والطبراني في "مُعجمه"، والطحاوي في "مشكل الآثار"، و"معاني الآثار" من حديث ابن عباس قال: أيَّ القراءتين تعدُّون أولَ؟ قالوا: قراءة عبدالله، قال: لا، بل هي الآخرة، كان يعرض القرآن على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كُلَّ عامٍ مَرَّة، فلمَّا كان العام الذي قُبض فيه، عرض عليه مَرَّتين، فشهده.
وفيه زيادة "فشهد عبدالله ما نسخ وبدل".
(يُتْبَعُ)
(/)
وله أسانيد ثلاثة:
الأول: الأعمش عن أبي ظبيان، قال لنا ابنُ عَبَّاس.
رواها عن الأعمش:
1 - وكيع.
2 - شريك.
3 - أبو معاوية الضرير.
3 - جرير.
4 - سليمان بن طرخان.
5 - يعلى.
وأسانيدها صحيحة على شرط الشيخين.
الثاني: مجاهد عن ابن عباس.
انفرد به إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد.
وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
الثالث: انفرد به الطَّبراني في "المعجم الكبير"، قال: حدَّثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا سفيان بن بشر، ثنا شريك عن عاصم عن زر، قال: قال لي ابن عباس: أيَّ القراءتين تقرأ؟ قلت: الآخرة، قال: فإنَّ جبريل - عليه السَّلام - كان يَعرض القرآن على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كل عام في رمضان، قال: فعرض عليه القرآن في العام الذي قبض فيه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرتين، فشهد عبدالله ما نسخ منه وما بدل، فقراءة عبدالله الآخرة.
وفيه شريك، صدوق سيئ الحفظ، وسفيان بن بشر الكوفي روى عنه الطحاوي وغيره، وذكره العيني في "معاني الأخبار"، فقال: "874 - سفيان بن بشر بن أيمن بن غالب الأسدي: يكنى أبا الحسن، ذكره ابنُ يونس في الغرباء، الذين قدموا مصر، وقال: كوفي قدم مصر وحدث بها، توفي بمصر في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين، قلت: روى عن شريك وغيره، وروى عنه إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وغيره، وروى له أبو جعفر الطحاوي"، وإسناده ضعيف.
دلالة هذا الخبر ما يلي:
أولاً: ثبوت حضور ابن مسعود العرضة الأخيرة.
ثانيًا: معرفته ما نسخ من القرآن وما بدل.
وقد ذكره الحافظ بإسنادٍ آخر من طريق مُسَدَّد قال في "المطالب العالية": "3575 - قال مسدد: ثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: إنَّ ابنَ عباس سَمع رجلاً، يقول: الحرف الأول، فقال ابن عباس: ما الحرف الأول؟ فقال له رجل: يا ابنَ عباس، إنَّ عمر بعث ابن مسعود معلمًا إلى أهل الكوفة، فحفظوا من قراءته، فغير عثمان القراءة، فهم يدعونه الحرف الأول، فقال ابنُ عباس: إنه لآخر حرف عرض به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جبريل"، وهو مرسل ضعيف.
ثالثًا: إذا كانت العرضة الأخيرة هي أساس المصحف الذي جمعه أبو بكر - رضي الله عنه - وكان عليه إجماعُ الصحابة، وتضمَّن سورَ القرآن الأربعَ عشرة ومائة لم تتخلف سورة، بما فيها الفاتحة والمعوذتان، فحرف ابن مسعود وقراءته هي ذاتها مثل ما كان يَحوي مصحف أبي بكر لا يتخلف منه شيء بما فيه الفاتحة والمعوذتان.
كما قد روى الإمام أحمدُ وغيره عن ابنِ مَسعود ذلك.
روى الإمام أحمد، والطبري في التفسير، والطبراني في الكبير، وابن عساكر، وابن الضُّرَيْس في فضائل القرآن، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث عبدالرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحابِ عبدالله ولم يُسَمِّه قال: "أراد عبدُالله أن يأتي المدينة، فجمع أصحابه، فقال: والله، إنِّي لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إنَّ هذا القرآنَ نزل على حروف، والله إنْ كان الرجلان يَختصمان أشدَّ ما اختصما في شيء قطُّ، فإذا قال البادي: هذا أقرأني، قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر، قال: كلاكما محسن، فأقرأنا: إنَّ الصدقَ يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، واعْتَبِرُوا ذلك بقول أحدكم لصاحبه: صدق وبر، وكذب وفجر، إنَّ هذا القرآن لا يَختلف، ولا يُسْتَشَنُّ ولا يَتْفَه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف، فلا يدعه رغبة عنه، فإنَّه من يجحد بآية منه، يجحد به كُلِّه، وإنَّما هو كقول أحدكم: اعْجَل، وجِئْ، وهَلُمَّ، والله لو أعلم أنَّ رجلاً أعلم بما أنزل على محمد مني، لطلبته حتى أزدادَ علمًا إلى علمي، إنَّه سيكون قومٌ يُمِيتُون الصلاة، فصلُّوا لوقتها، واجعلوا صلاتَكم معهم تطوعًا، وإنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُعَارَض بالقرآن في رمضان، وإنِّي قد عرضته عليه في العام الذي قُبِضَ فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سبعين سورة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ورَغْم وجود انقطاعٍ إلاَّ أنَّ الخبر حسن في مُجمله، ومَجموع طرقه تُفيد في تعيين ذلك المجهول، فهو عند أحمد قال: حدثنا رجلٌ من همدان من أصحابِ ابن مسعود، وما سَمَّاه لنا، وعند الطبراني من طريق أسد بن موسى عن محمد بن طلحة اليامي عن زُبَيْد اليامي عنه قال: عن رجل وصف صفة يرى أنَّه عمرو بن شُرَحْبيل؛ يعني: أبا ميسرة الكوفي، فهو من أصحاب ابن مسعود، وهو من همدان، بل إنَّه من أكابر أصحابه وثقاتهم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:45]ـ
قراءة ابن مسعود للمعوذتين وإثباته لقُرآنيتهما
أما أدلة ذلك، فدليلان:
الأول: تواتُر القراءة عنه، وفيها الفاتحة والمعوذتان.
الثاني: الأمر منه بقراءتها قرآنًا مثلها مثل سائر القرآن.
الأول دليل التواتر:
من المعلوم عند القُرَّاء وغيرهم تواتُر قراءةِ عاصم بن أبي النجود، وهذه القراءة لَها قارئان مشهوران، عنهما أخذت وتواترت:
الأول: حفص بن سليمان.
والثاني: أبو بكر بن عياش شعبة.
أمَّا القارئ الأول: فهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزَّاز، ويعرف بحُفَيْص، أخذ القراءةَ عَرْضًا وتلقينًا عن عاصم، وكان ربيبَه (ابن زوجته)، نزل بغداد فأقرأ فيها، وجاور مكة فأقرأ بها أيضًا، وروى القراءةَ عنه خلقٌ كثير.
ولد - رحمه الله تعالى - سنةَ تسعين من الهجرة، وتُوفي سنةَ ثَمان ومائة.
وأما القارئ الثاني: هو شعبة بن عيَّاش أبو بكر الحناط الأسدي النهشلي الكوفي، ولد سنة خمس وتسعين، وعرض القرآن على عاصم ثلاثَ مَرَّات، وروى عنه الحروفَ سَماعًا خلقٌ كثير، وكان من أئمة السنة، وكان ثقةً، ولما حضرته الوفاة، بكت أختُه، فقال لها: ما يُبكيك؟ انظري إلى تلك الزَّاوية، فقد ختمت فيها ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ألْفَ خَتْمة.
توفي - رحمه الله تعالى - في جُمادى الأولى سنةَ ثلاثٍ وتِسعين ومائة، وقيل: سنة أربع.
وقد قرأا سورتي المعوذتين مثلين لم يَختلفا فيهما عن عاصم.
وأمَّا أصول قراءة عاصم:
فقد قرأ على أبي عبدالرحمن السلمي، وهو عن علي بن أبي طالب وزيد وأُبَي وعثمان.
وقرأ على زِرِّ بن حُبَيْش، وقرأ زر على ابن مسعود، وعرض على زيد وأبي وعثمان.
وثبت بالسند الصحيح عن عاصم فيما رواه عنه أبو بكر بن عياش قال: ما أقرأني أحد حرفًا إلاَّ أبا عبدالرحمن السلمي، وكان عرض على علي، فكنتُ أقرأ عليه، ثم أمُرُّ على زِرِّ بن حُبَيْش، فأعرض عليه ما قرأت، قال أبو بكر: لقد استوثقت.
وقرأ عاصم أيضًا على أبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني، وهو أخذ القراءة على ابن مسعود.
وقال عاصم لحفص: ما أقرأتك، فهو على ما أقرأني أبو عبدالرحمن على ما قرأ على عليٍّ، وما أقرأتُ أبا بكر (يعني شعبة)، فعلى ما أقرأني زر بن حبيش على ما قرأ على عبدالله بن مسعود.
ومما لا شَكَّ فيه أنَّ ابن مسعود قد أقرأ خلقًا، منهم علقمة، وهو أعلم الناس بقراءة ابن مسعود بشهادة عبدالله نفسه، كما أخرج البخاري في صَحيحه، حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: "كنَّا جلوسًا مع ابن مسعود، فجاء خباب، فقال: يا أبا عبدالرحمن، أيستطيعُ هؤلاء الشباب أنْ يقرؤوا كما تقرأ؟ قال: أمَا إنَّك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك، قال: أجَلْ، قال: اقرأ يا علقمة، فقال زيد بن حدير أخو زيد بن حدير: أتأمُر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال: أمَا إنك إن شئت أخبرتك بما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قومك وقومه، فقرأتُ خمسين آية من سورة مريم، فقال عبدالله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن، قال عبدالله: ما أقرأ شيئًا إلاَّ وهو يقرؤه، ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب، فقال: ألَم يَأْنِ لهذا الخاتم أن يُلقى؟ قال: أمَا إنك لن تراه عليَّ بعد اليوم، فألقاه"، ورواه أحمد والشاشي.
فقد ثَبَتَ بهذه المنقبة العظيمة أنَّ قراءة علقمة مثل قراءة ابن مسعود.
وعلقمة قراءته كانت مُتضمنة للمعوذتين.
كذلك أخذ الأسود بن يزيد القراءة عن ابن مسعود.
أخذ القراءة عرضًا على ابن مسعود، وهو ما يعني المصحف كاملاً، وقد ثبت عنه أنَّه كان يقرأ ويُقرئ المعوذتين، فعمَّن أخذهما ولم يأخذ إلاَّ عن ابن مسعود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه: حدثنا وكيعٌ، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: "قلت للأسود: مِنَ القرآنِ هما؟ قال: نعم، يعني المعوذتين"؛ إسناده صحيح على شرطهما.
ثم نأتي للدليل القاطع في المسألة:
روى الطبراني في "المعجم الكبير" حدثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبدالله أنَّه رأى في عُنُقِ امرأةٍ من أهله سيرًا فيه تمائم، فمده مَدًّا شديدًا حتى قطع السير، وقال: إنَّ آلَ عبدالله لأغنياء عن الشرك، ثُمَّ قال: [إن] التولة والتَّمائم والرقى لَشِرْك، فقالت امرأة: إنَّ أحدَنا ليشتكي رأسُها، فتسترقي، فإذا استرقت، ظُنَّ أن ذلك قد نفعها، فقال عبدالله: إنَّ الشيطان يأتي أحدَكم، فيَخُشُّ في رأسها، فإذا استرقت، خنس، فإذا لم تسترقِ نَخَسَ، فلو أنَّ إحداكُنَّ تدعو بماءٍ، فتنضحه في رأسها ووجهها، ثم تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، نفعها ذلك إن شاء الله.
وإسناده صحيح، وهذه تراجم رجاله:
عمر بن حفص السدوسي وَثَّقه الخطيب وابن الجوزي والهيثمي.
عاصم بن علي هو ابن عاصم بن صهيب الواسطي من رجال البُخاري، قال أحمد: ما أعلم في عاصم بن علي إلاَّ خَيْرًا، كان حديثُه صَحيحًا حديث شعبة والمسعودي ما كان أصحها.
المسعودي عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ثقة اختلط بآخره.
المنهال بن عمرو أقلُّ حاله أن يكون صدوقًا، فقد وثقه ابنُ معين وأحمد في رواية صالح عنه، كما عند ابن عساكر، وقال الدارقطني: صدوق، وروى عنه شعبة، وروى عن منصور عنه، ثم تركه لأجل الطنبور.
أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود وإن كان سَماعه من أبيه مختلفًا فيه، إلاَّ أن البخاري وغيره أثبت له سماعًا، وقد قال الحافظ بصحة سماع كلام أبيه لا مروِيَّاتِه المرفوعة، وقد قال إمام العلل ابن المديني بصحة مرويات أبي عبيدة عن أبيه؛ لأنه تلقاها عن ثقاتِ بيت عبدالله وأصحابه، وكذلك قال يعقوب بن أبي شيبة نَقلاً عن جماعة من النُّقاد أصحابه.
وهذا أثبت دليل على اعتبار المعوذتين قرآنًا عند ابن مسعود.
ذهاب ابن مسعود إلى الكوفة
أخرج الحاكم وابن سعد والضِّياء في المختارة والطبراني في مُعجمه، وأحمد بن حنبل في الفضائل: عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمرُ بن الخطاب: "أمَّا بعد، فإنِّي قد بعثت إليكم عَمَّارَ بن ياسر أميرًا، وعبدالله بن مسعود مُعَلِّمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من أهل بدر، فتعلموا منهما، واقتدوا بهما، وإنِّي قد آثرتكم بعبدالله على نفسي أثرة، وبعثت عثمان بن حنيف على السواد، وأرزقهم كلَّ يوم شاةً، فاجعل شطرها وبطنها لعمار، والشطر الثاني بين هؤلاء الثلاثة"؛ إسناده صحيح.
وكان ذلك في سنة عشرين من الهجرة، كما عند خليفة بن خياط، وكما عند الطبري.
وذكر ابن الجوزي في حوادث سنة 20 للهجرة قال: "وفيها ولَّى عمرُ عمارَ بن ياسر على الكوفة، وابن مسعود على بيت المال، وعثمان بن حنيف على مساحة الأرض، فشكا أهل الكوفة عمارًا، فاستعفى عمارٌ عمر بن الخطاب، فولَّى عمرُ جبيرَ بن مطعم الكوفة، وقال له: لا تذكره لأحد، فسمع المغيرةُ بن شعبة أنَّ عمرَ خلا بجبير، فأرسل امرأته إلى امرأة جبير بن مطعم؛ لتعرضَ عليها طعامَ السَّفَر، ففعلت، فقالت: نِعْمَ ما حييتِني به، فلما علم المغيرة، جاء إلى عمر، فقال له: بارك الله لك فيمن ولَّيت، وأخبره الخبر، فعزله وولَّى المغيرةَ بن شعبة الكوفة، فلم يزل عليها حتى مات عمر، وقيل: إنَّ عمارًا عُزِلَ سنة اثنتين وعشرين ووَلِيَ بعده أبو موسى، وسيرد ذكره - إن شاء الله تعالى".
ولم يخرج من الكوفة إلاَّ سنة موته وهي 32 للهجرة، وقد شهد في طريق عودته وفاة أبي ذر الغفاري، وصلى عليه، ثم انطلق إلى مكة، والتقى بأمير المؤمنين عثمان.
وكانتْ عودته بعد تركه بيتَ المال، وجمع عثمان - رضي الله عنه - للمصحف؛ ولذلك بحث موسع هو الآتي:
1 - جمع عثمان المصحف:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الناسُ يَقْرَؤُون كما عُلِّموا، فأهلُ الشام يقرؤون بقراءة أُبَيِّ بن كعب، وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبدالله بن مسعود، وأهل البصرة يقرؤون بقراءة أبي موسى الأشعري، وهكذا.
فعن حذيفة قال: أهلُ البصرة يقرؤون قراءةَ أبي موسى، وأهل الكوفة يقرؤون قراءة عبدالله.
وكان هؤلاء القراء من الصَّحابة - رضي الله عنهم - قد شهدوا نزولَ القرآن، وسَمعوه من النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلموا وجوه قراءته، ولم يكن شيءٌ من ذلك لِمن تعلَّم منهم في الأمصار، فكانوا إذا اجتمع الواحد منهم مع مَن قرأ على غَيْرِ الوجه الذي قرأ عليه يعجبون من ذلك، ويُنكِر بعضهم على بعض، وقد يصل الأمرُ إلى تأثيم أو تكفير بعضهم البعض.
عن يزيد بن معاوية النخعي قال: إني لفي المسجد زمنَ الوليد بن عقبة في حَلْقةٍ فيها حذيفة، إذ هَتَفَ هاتفٌ: مَن كانَ يقرأ على قراءة أبي موسى، فليأتِ الزاويةَ التي عند أبواب كِنْدةَ، ومن كان يقرأ على قراءة عبدالله بن مسعودٍ، فليأتِ هذه الزاويةَ التي عند دار عبدالله، واختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا: (وأتِمُّوا الحج والعمرة للبيت)، وقرأ هذا: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، فغضب حذيفةُ واحمرَّت عيناه، ثم قام ففرز قميصَهُ في حُجْزَتِه وهو في المسجد، وذاك في زمن عُثمان، فقال: إمَّا أن يَرْكبَ إليَّ أميرُ المؤمنين، وإمَّا أن أرْكبَ، فهكذا كان مَن قبلَكم.
عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ أنَّ عثمان قال: فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كُفْرًا، قلنا: فماذا ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ، قلنا: فنعم ما رأيت.
وانتشرت حلقات تعليم القرآن، فانتقل الخلاف إلى الغلمان والمعلمين، فخطَّأ بعضهم بعضًا، وأنكر بعضهم قراءة بعض.
فعن أبي قلابة قال: لَمَّا كان في خلافة عثمان، جعل الْمعلِّم يُعلِّم قراءةَ الرَّجل، والمعلِّم يُعلِّم قراءةَ الرَّجل، فجعل الغلمان يلتقون فيَختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلِّمين، قال: حتى كَفَر بعضهم بقراءة بعضٍ، فبلغ ذلك عثمان، فقام خَطيبًا، فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشدُّ فيه اختلافًا ولحنًا، اجتمعوا يا أصحابَ محمدٍ، فاكتبوا للناس إمامًا.
والظاهر أنَّ هذه الأحداث كانت قبل غزو إرمينية وأذربيجان، ولَمَّا وقع ما وقع من الخلاف الشديد والفتنة العظيمة بين المسلمين في غزو إرمينية وأذربيجان، تأكدت الحاجة إلى جمع جديد للقرآن، يُلَمُّ به شمل المسلمين، وتجتثُّ به جذور تلك الفتنة.
قال الحافظ ابن حجر: وهذه القصة لحذيفة يظهر لي أنَّها كانت مُتقدمة على القصة التي وقعت له في القراءة، فكأنَّه لَمَّا رأى الاختلاف أيضًا بين أهل الشام والعراق، اشتدَّ خوفه، فركب إلى عثمان، وصادف أنَّ عُثمان أيضًا وقع له نحو ذلك.
2 - غزو إرمينية وأذربيجان:
في عام خمسة وعشرين من الهجرة النبوية اجتمع أهلُ الشام وأهلُ العراق في غَزْوِ إرمينية وأذربيجان.
قال الذَّهبي: جاشت الرُّوم، حتى استمدَّ أمراء الشام من عثمان مَدَدًا، فأمدَّهم بثمانية آلافٍ من العراق.
وكان أميرُ جند الشام في ذلك العسكر حبيبَ بن مسلمة الفهري، وكان أمير جند العراق سلمانَ بن ربيعة الباهلي، وكان حذيفةُ بن اليمان من جملة مَن غزا معهم، وكان على أهل المدائن من أعمال العراق.
وكان أهلُ الشام يقرؤون بقراءةِ أبي بن كعب، وكان أهلُ العراق يقرؤون بقراءة عبدالله بن مسعود، فتنازع أهل الشام وأهل العراق في القراءة، حتى خطَّأ بعضهم بعضًا، وأظهر بعضهم إكفار بعضٍ، والبراءة منه، وكادت تكون فتنة عظيمة.
وكان السبب وراء هذا الخلاف عدم مشاهدة هؤلاء نزولَ القرآن، وبُعْدهم عن معاينة إباحة قراءته بأوجهٍ مُختلفة، فظنَّ كلٌّ منهم أن ما يقرأ به غيره خطأ لا يَجوز في كتاب الله، فكادت تكون تلك الفتنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مكي بن أبي طالب: وكان قد تعارف بين الصحابة على عهد النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلم يكن ينكر أحدٌ ذلك على أحدٍ، لمشاهدتهم من أباح ذلك، وهو النَّبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا انتهى ذلك الاختلاف إلى ما لم يعاين صاحبَ الشرع، ولا علِم بِما أباح من ذلك، أنكر كلُّ قومٍ على الآخرين قراءتَهم، واشتَدَّ الخِصام بينهم.
رأى هذا الخلافَ العظيم حذيفةُ بن اليمان، إضافةً إلى ما رآه مِنَ الاختلاف بين الناس في القراءة في العراق، ففزع إلى عثمان بن عفان، وأنذره بالخطر الدَّاهم، وانضم ذلك إلى ما عاينه عثمان - رضي الله عنه - من الخلاف بين المعلمين، وكذلك بين الغلمان، فصدَّق ذلك ما كان استنبطه من أن من كان أبعد من دار الخلافة بالمدينة، فهو أشدُّ اختلافًا.
عن ابن شهاب أنَّ أنس بن مالك حدثه أنَّ حُذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهلَ الشأم في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أميرَ المؤمنين، أدركْ هذه الأمةَ قبل أن يَختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى.
وعن زيد بن ثابت أنَّ حذيفة بن اليمان قدم من غزوة غزاها، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان، فقال: يا أمير المؤمنين، أدرك الناس، فقال عثمان: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج [مرج] إرمينية، فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي، فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفرهم أهل الشام، قال زيد: فأمرني عثمان أن أكتبَ له مصحفًا.
فكانت هذه الْحادثةُ هي أهمَّ الأسباب التي بعثت على جمع القرآن في زَمنِ عثمان، فقد أكدت ما ظنه - رضي الله عنه - من أنَّ أهل الأمصار أشدُّ اختلافًا مِمَّن كان بدار الخلافة بالْمدينة وما حولَها.
ولهذا انعقد عزمُ الصحابة - رضي الله عنهم - بعد ما رأوا من اختلافِ الناس في القراءة - على أن يَجمعوا القرآن، ويرسلوا منه نُسَخًا إلى الأمصار؛ لتكون مرجعًا للناس يرجعون إليه عند الاختلاف.
فانتدب عثمان بن عفان - رضي الله عنه - لذلك اثني عشر رجلاً، وأمرهم بأنْ يكتبوا القرآن في الْمصاحف، وأنْ يرجعوا عند الاختلاف إلى لُغَةِ قريش.
عن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمانُ أن يكتبَ المصاحف، جَمَعَ له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت.
والذي يظهر أنَّ عثمان - رضي الله عنه - انتدب رجلين فقط أولَ الأمر، هما زيد بن ثابت وسعيد بن العاص.
كما جاء عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ - في قصة جمع القرآن زَمَنَ عثمان - أنَّه قال: فقيل: أيُّ الناس أفصح؟ وأي الناس أقرأُ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرؤهم زيد بن ثابت، فقال عثمان: ليكتب أحدهُما ويُملي الآخر، ففعلا، وَجُمِع الناسُ على مصحفٍ.
قال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح.
فالظاهرُ أنَّهم اقتصروا عليهما أوَّلَ الأمر للمعنى المذكور في هذا الأثر، ثُمَّ لَمَّا احتاجوا إلى من يُساعد في الكتابة بِحسب الحاجة إلى عدد المصاحف التي تُرسل إلى الآفاق، أضافوا إلى زيدٍ وسعيدٍ عبدَالله بنَ الزبير وعبدَالرحمن بنَ الحارث بن هشام.
فعن أنسٍ أنَّ عُثمان دعا زيدَ بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيِّين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسانِ قريش، فإنَّما نزل بلسانهم، ففعلوا ذلك.
ثم أضافوا بعد ذلك آخَرِينَ بحسب ما كانوا يَحتاجون إليه من الإملاء والكتابة، وكان منهم أبيُّ بن كعب الذي احتاجوا إليه للاستظهار، كما ورد في رواية محمد بن سيرين السابقة.
وقد وقع في الروايات الواردة تسمية تسعةٍ من هؤلاء الاثني عشر رجلاً، وهم:
1 - زَيْد بْن ثَابِتٍ.
2 - عَبْداللهِ بْن الزُّبَيْرِ.
3 - سَعِيد بْن الْعَاصِ.
4 - عَبْدالرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وهؤلاء هم الأربعة المذكورون في حديث أنس بن مالك السابق قريبًا.
5 - أبي بن كعب، كما في حديث كثير المتقدم أيضًا.
6 - أنس بن مالك.
7 - عبدالله بن عباس.
8 - مالك بن أبي عامر، جد مالك بن أنس، ثبت ذلك من روايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام مالك بن أنس: كان جدِّي مالك بن أبي عامرٍ مِمَّن قرأ في زمان عثمان، وكان يكتبه المصاحفَ.
9 - كثير بن أفلح، كما في حديث ابن سيرين المتقدم.
وفيه قول محمد بن سيرين: فقلت لكَثِيرٍ - وكان فيهم (فيمن يكتب) -: هل تدرون لِمَ كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه؛ لينظروا أحدثهم عهدًا بالعَرْضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله.
وقد روي عن أبي المليح عن عثمان - رضي الله عنه - أنَّه حين أراد أن يكتب المصحف قال: تُمِلُّ هُذيلٌ، وتكتبُ ثَقِيفٌ.
وعن عمر بن الخطاب أنَّه قال: لا يُمْلِيَنَّ في مصَاحِفِنا إلاَّ غِلمانُ قُرَيشٍ وثَقِيفٍ.
أمَّا الأثر الوارد عن عمر بن الخطاب، فلا مدخل له هنا؛ إذ عمر قد مات قبل أن تكتب المصاحف في عهد عثمان - رضي الله عنه.
وأما الأثر الوارد عن عثمان، فإنه منقطعٌ؛ لأن أبا المليح لم يلقَ عثمان، كما أن فيه نَكارةً؛ لأنَّه مخالف للواقع، فليس فيمن ورد تسميتهم في الروايات أحدٌ من ثَقِيفٍ أو هُذَيْلٍ، بل كلهم إما قُرَشِيٌّ، وإمَّا أنصاريٌّ.
ومِمَّن ورد تسميتُهم أيضًا فيمن شارك في هذا الجمع بالكتابة أو الإملاء:
عبدالله بن عمر بن الخطاب، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص.
وأبان بن سعيد بن العاص هو عمُّ سعيد بن العاص، أحدُ الأربعة الذين اختيروا للجمع، وقد ورد أنه شارك في هذا الجمع:
فعن عُمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أنَّه قال: فأمرني عثمان أنْ أكتب له مصحفًا، وقال: إنِّي جاعلٌ معك رجلاً لَبيبًا فصيحًا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه، فارفعاه إلَيَّ، فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص.
وأبان بن سعيد بن العاص قُتِلَ في سنة اثنتي عشرة يوم أجنادين، قبل وفاة أبي بكر بقليل، أو سنة أربع عشرة يوم مرْج الصُّفْر، في صدر خلافة عمر، وقيل: إنَّه تُوفي سنة تسع وعشرين، والأول قولُ أكثرِ أهل النسب.
قال الحافظ: ووقع في رواية عُمارة بن غَزِيَّة "أبان بن سعيد بن العاص" بدل "سعيد"، قال الخطيب: ووهِم عُمارة في ذلك؛ لأَنَّ أبان قُتِل بالشام في خلافة عمر، ولا مدخلَ له في هذه القصة، والذي أقامه عثمان في ذلك هو سعيد بن العاص - ابن أخي أبان المذكور؛ اهـ.
وأمَّا منهج عثمان، فيتلخص فيما يلي:
أرسل عثمانُ إلى أمِّ المؤمنين حفصة بنت عمر، فبعثت إليه بالصُّحف التي جُمِعَ القرآن فيها على عهد أبي بكر - رضي الله عنه - وتسلمت اللجنة هذه الصُّحف، واعتبرتها المصدر الأساس في هذا الخَطْب الجَلَل، ثم أخذت في نسخها، حسب الدستور الذي وضعه لهم عثمان - رضي الله عنه - حيث قال للقرشيين الثلاثة:
"إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنَّما نزل بلسانهم".
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 12:58]ـ
وفي الترمذي: "قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيدٌ: التابوه، فرُفعَ اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فإنه نزل بلسان قريش".
وكان ما ذكر من منهجهم أنَّهم كانوا لا يكتبون شيئًا في هذه المصاحف إلاَّ بعد ما يتحققون منه أنَّه قرآن متلوٌّ، وغير منسوخ، وذلك بعرضه على حملته من قُرَّاء الصَّحابة، أمَّا لو ثبت نسخ شيء من ذلك، تركوه، وهو الذي يسمى اليوم: بـ "القراءات الشاذة".
فكتبت اللجنة مصاحف متعددة، بالمنهج الآتي:
• جردوا المصاحف كلها من النقط والشكل من أولها إلى آخرها.
• وَحَّدوا رَسْمَها فيما يلي:
أ - الكلمات التي لا تقرأ إلاَّ بوجه واحد، نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].
ب - الكلمات التي تقرأ بأكثرَ من وجه، وكتابتها برسم واحد تُوافق قراءتَها بوجوهٍ مُختلفة موافقة حقيقة وصريحة، ويُساعد على ذلك تَجرُّدها من النقط والشكل، نحو: (يكذبون) بالتخفيف، وبالتشديد، و (فتبينوا)، و (فتثبتوا)، (وننشرها) بالزاي المنقوطة أو بالراء المهملة.
ج - الكلمات التي تقرأ بأكثر من وجه، وكتابتها برسم واحد توافق قراءتَها بوجوه مختلفة، تقديرًا واحتمالاً، نحو: (ملك) بحذف الألف وبإثباتها؛ حيث تحذف الألف من كلمات كثيرة؛ اختصارًا لكثرةِ ورودها فيها، وهي لا تُقْرَأُ إلاَّ بوجهٍ واحد، نحو: (الله)، (الرحمن)، (العلمين).
(يُتْبَعُ)
(/)
في مثل الكلمات والأمثلة المذكورة أعلاه كان رسْمُها واحدًا دون اختلاف.
• أما الكلمات التي لا يدل رسمها على أكثر من قراءة، فإنهم كانوا يرسمونها في بعض المصاحف برسم يدُلُّ على قراءة، وفي بعض آخر برسم آخر يدل على قراءة ثانية، كقراءة (وَصَّى) بالتضعيف و (أوصى) بالهمز، وكذلك قراءة {تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} [التوبة: 100]، بحذف لفظ: (من) قبل (تَحتها)، أو بزيادتها.
يقول الزرقاني: "والذي دعا الصَّحابةَ إلى انتهاجِ هذه الخطة في رَسْمِ المصاحف وكتابتها أنَّهم تلقَّوُا القرآن عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بجميع وجوه قراءاته، وبحروفه التي نزل عليها كافَّة، فكانت هذه الطريقة أدنى إلى الإحاطة بالقرآن على وجوهه كلها، حتى لا يقال: إنَّهم أسقطوا شيئًا من قراءاته، أو منعوا أحدًا من القراءة بأيِّ حرف شاء، على حين أنَّها كلها منقولة نقلاً مُتواترًا عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((فأي ذلك قرأتم، أصبتم، فلا تماروا)) ".
موقف ابن مسعود من هذا الجَمْع
وأمَّا موقفُ ابن مسعود، فإنَّ الأخبار التي جُمِعَت في ذلك تدُلُّ على أمور هي:
أولاً: عدمُ اعتراضِه على رَسْمِ المصحف الإمام.
ثانيًا: اعتراضه على إلزامه بحرف زيد بن ثابت، وتوليه أمر هذا الجمع.
ثالثًا: إقراره بصِحَّةِ حرف زيد، وحرف غيره ممن أخذوا القرآنَ عن النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بل الأَمْر بلزوم حروفهم.
رابعًا: رجوعه إلى قول الجماعة، وإقراره بالرسم والأداء على ما هو في المصحف العثماني.
وأدلة ذلك:
جمع ابن الأثير طرق اعتراضِ ابن مسعود في "جامع الأصول"، فقال:
6588 - (خ م س) مسروق وشقيق - رحمهما الله - قال مسروق: قال عبدالله: "والذي لا إلهَ غيره، ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلاَّ أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلاَّ أنا أعلم فيمَ أنزلت؟ ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغُه الإبل، لركبتُ إليه".
وفي رواية شقيق قال: "خطبنا عبدُالله بنُ مسعود، فقال: على قراءة من تأمروني أنْ أقرأ؟ والله، لقد أخذت القرآنَ مِن فِي رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم".
وفي روايةٍ: "لقد قرأت على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضعًا وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنِّي من أعلَمِهم بكتابِ الله، وما أنا بخيرهم، ولو أعلَمُ أن أحدًا أعلم مني، لرَحلْتُ إليه".
قال شقيق: "فجلستُ في الحلَقِ أسْمَعُ ما يقولون، فما سمعتُ رادًّا يقول غير ذلك، ولا يعيبه"؛ أخرجه مسلم، وأخرج البخاري الثانية.
وفي رواية النسائي قال: "خطبنا ابن مسعود، فقال: كيف تأمرونني أنْ أقرأَ على قراءة زيد بن ثابت، بعدما قرأتُ مِنْ فِي رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِضْعًا وسبعين سورة، وإنَّ زيدًا مع الغلمان له ذؤابتان".
وفي هذا الخبر دلالةٌ صريحة لفحوى اعتراضِ ابن مسعود، وأنَّه فقط في إلزامه بحرف زيد على الظَّنِّ بأنَّ الرسمَ يُلغي حرفه، وهو قد علم من رسول الله عن طريق الثِّقات تزكيةَ حرفه، بل شهد له النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بالإتقان، كما في حديث عمر: مَن سَرَّه أن يأخذ القرآن غضًّا طريًّا كما نزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
وكما روى هو نفسه أنَّه قرأ أول النساء، والنبي على المنبر، فقال له: ((أحسنت)).
وقد تعنَّت مُتعنت فزعم أنَّ في هذا الخبر دلالةً على أن ابن مسعود لم يكن قد حَفِظَ القرآن كاملاً حياةَ النبي، ولا دلالةَ فيه، فقد جاء في الخبر الصَّحيح بيانُ ذلك، فعن عاصم عن زر عنه في خبر إسلامه قال:
لقد أخذت سبعين سورة من فِي النبي ما ينازعني فيها بَشَرٌ أو أحد، والمعنى كما قال الطحاوي لم يشاركني فيها أحد، والمراد سبقه لسماعها، وأخذها من في النبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قد جاء خَبَرٌ صحيح من طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة عنه قال: "لقد سَمِعْت القَرَأة (وفي روايةٍ: القراء أو القراءة)، فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإيَّاكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم، وتعالَ، وأقْبِل"؛ رواه ابن أبي شيبة وعبدالرزاق في التفسير، والبيهقي في الصُّغرى والكبرى، وابن أبي حاتم في التفسير، والآملي في التفسير وأبو عبيد في فضائل القرآن، والطبري في التفسير، والطبراني في الأوسط والكبير بأسانيد صحيحة.
ودلالة الخبر إقرار ابن مسعود لصحة الحروف عن زيد وأُبَيٍّ وأَبِي موسى.
ومن باب أولى الرسم العثماني.
ثم في خطبته الأخيرة سالفة الذِّكر إقرارٌ ورجوعٌ وتصويبٌ لِما فعله أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
ويَبقى النَّظر في مَرْوِيَّات الشبهة الواردة بشَأْنِ المعوذتين.
مرويات الشبهة والنظر فيها
وردت هذه الشبهةُ من طرقٍ عن زر بن حُبَيْش وأبي عبدالرحمن السلمي وعلقمة وعبدالرحمن بن يزيد النخعي، ولنذكرها مفصلة:
أولاً: رواية زر بن حبيش:
رواه عن زر بن حبيش ثلاثة هم:
1 - عاصم بن أبي النجود.
2 - عبدة بن أبي لبابة.
3 - أبو رزين مسعود بن مالك الأسدي.
وأمَّا مَن رواه عن عاصم، فجَمْعٌ هُم:
1 - ابن عيينة.
2 - معمر.
3 - الثوري.
4 - شعبة.
5 - منصور.
6 - مالك بن مغول.
7 - زيد بن أبي أنيسة.
8 - حماد بن سلمة.
9 - زائدة بن قدامة.
10 - أبو بكر بن عياش.
11 - شيبان.
هذا الجمع في مَرْوِيَّاتِهم خلافٌ بزيادةٍ أو نقصان.
فمعمر والثوري وشعبة وزيد بن أبي أنيسة اتَّفقوا على لفظٍ واحد: "سألتُ أُبَيًّا عن المعوذتين، فقال: سألت عنهما رسولَ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فقال: قيل لي، فقلت ... "؛ الحديث.
وأمَّا حَمَّادُ بن سلمة وزائدة بزيادة: "لا يكتب المعوذتين في مُصحفه"، وأمَّا مالك بن مغول، فمثلهم في المعنى يقول: "سألت أبيَّ بن كعب عن السورتين اللَّتين ليستا في مُصحف عبدالله ... "؛ الحديث.
وأمَّا شيبان، فقال: "لا يكتبهما في مصحفه".
ومعلوم أنَّ هذه الزيادة لا تنافي ما رواه الأَوَّلون.
وأمَّا منصور، فقال: "كان يَحُكُّ المعوذتين من المصحف، ويقول: إنَّهما ليستا من كتابِ الله، فلا تَجعلوا فيه ما ليس منه".
تفرد بها أبو حفص الأَبَّار، ولا يَحتمل تفرده عند أصحاب الحديث.
وأما أبو بكر بن عياش قال: "إنَّ عبدالله يقول في المعوذتين: لا تلحقوا بالقرآن ما ليس منه".
وأبو بكر له أفراد أنكرها عليه الحُفَّاظ، وإن كان ثِقَة.
وكان يحدث من حفظه، فيُخطئ وهذا منها، فقد قال في رواية الإمام أحمد: إنَّ عبدالله يقول في المعوذتين هكذا مُبهمًا، ثم عند الطحاوي إبراهيم بن أبي داود ثنا أحمد بن عبدالله بن يونس مثل ما ذكرنا أولاً، وهو يُخالف الثِّقات فيما رَوَوْه عن عاصم.
ويبقى رواية سفيان بن عيينة، ففيها: يا أبا المنذر، إنَّ أخاك ابن مسعود يَحُكُّ المعوذتين من المصحف.
رواها عنه ثقتان كبيران هما الحميدي والشافعي، إضافة إلى الإمام أحمد.
وهذه الرِّواية الراجح فيها أنَّها بالمعنى؛ ذلك أنَّ ابن مسعود لا يعقل أن يَحُكَّ ما هو ثابت في مصحفه؛ إذ إنَّهما والفاتحة لم يكونوا مَكتوبات عنده أو من مصاحف أصحابه، فالضَّرورة تحكم بأنَّها من إملائه، والدليل أيضًا كما سنذكره لاحقًا.
والصواب: لا يكتب المعوذتين ولها توجيه، وليس فيها إنكار لقرآنيتهما.
هذه محصلةُ الرِّوايات عن عاصم، ومثلها عن عبدة بن أبي لبابة.
أمَّا أبو رزين وهو ثقة فاضل، فقد رواها هكذا عن زر بن حُبَيْش: "سألتُ أُبَيَّ بنَ كعب عن المعوذتين، فقال: ... "؛ الحديث مثل ما رواه الأربعة الأُوَل عن عاصم به.
والذي يترجح أنَّ زيادةَ: "لا يكتب المعوذتين" زيادة صحيحة، وهي ليس فيها إنكار للمعوذتين، ففرق بين الكتابة وبين القراءة.
ثانيًا: رواية أبي عبدالرحمن السلمي:
انفرد الطبراني بذكرها في "المعجم الكبير" [9151]، حدثنا سعيد بن عبدالرحمن التستري، ثنا محمد بن موسى الحرشي، ثنا عبدالحميد بن الحسن عن أبي إسحاق عن أبي عبدالرحمن السلمي عن ابن مسعود أنَّه كان يقول: "لا تَخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنَّما هما معوذتان تعوذ بهما النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس"، وكان عبدالله يمحوهما من المصحف.
وهذا خبر ضعيف فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
شيخ الطبراني مجهول، وشيخه الحرشي وَهَّاهُ أبو داود، وَضَعَّفه، وقال الحافظ: لين، وعبدالحميد بن الحسن الهلالي ضعيف يحدِّث بمناكير.
فالخبر مع انفراد التستري به ساقط.
ثالثًا: رواية علقمة:
رواها الطَّبراني والبزَّار وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند وأبو يعلى الموصلي، كما ذكرها الحافظ في المطالب العالية.
حَدَّثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا الصلت بن بهرام، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: "كان عبدالله "يَحك المعوذتين من المصحف، ويقول: أمر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يتعوذ بهما"، ولم يكن عبدالله يقرؤهما".
وإسناده حسن، وقول الرَّاوي: لم يكن يقرؤهما إنَّما هو إنباء عن سماعه، وليس في الخبر ما يدل على الإنكار، وكذلك فيه الحك، وهي رواية بالمعنى، وإلاَّ فمصحفه لم يكن فيه المعوذتان ولا الفاتحة، وإن كانت مكتوبة في مصاحف أصحابه، فعمن أخذوها إن لم يكن عن ابن مسعود.
فلَعَلَّ الحكَّ حينئذٍ له توجيه سنذكره - إن شاء الله - في موضع قريب.
رابعًا: رواية عبدالرحمن بن يزيد النخعي:
واختلفتِ الرِّواية عن عبدالرحمن بين ثلاثةٍ من الثِّقات الأثبات عن أبي إسحاق عنه، وهم الأعمش في جانب، والثَّوري وشعبة في جانب آخر.
روى عبدالله في زوائد المسند، وأبو نعيم في طبقات المحدثين، كلاهما من طريق محمد بن الحسين بن إشكاب، ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله أنَّه كان يَحُكُّ المعوذتين من مصاحفه، ويقول: ليستا من كتابِ الله.
ورواه الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا علي بن الحسين بن إشكاب، ثنا محمد بن أبي عبيدة به مثله.
ولعلَّ الخبر هذا محفوظٌ من طريقهما، وهما أخوان ثقتان.
ورواه الطبراني في الكبير من طريق، قال: حدثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن ...
ورواه حدثنا عثمان بن عمر الضبي، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الحوضي (ح)، وحدثنا محمد بن محمد التمار، ثنا محمد بن كثير قالا: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله كلاهما بلفظٍ واحد: "كان يحك المعوذتين من مصحفه، ويقول: ألا خلطوا فيه ما ليس منه".
محمد بن أبي عبيدة: قال ابن عدي: له غرائب وإفرادات، ولا يعرف لأبيه رواية عن الأعمش، فلم يذكره المزِّي ولا غيره أنَّه من شيوخه على أنه يروي عن أبيه وهو قليل الحديث ثقة فاضل.
والرواية من طريقه جاءتْ معنعنة عن الأعمش عن أبي إسحاق.
والرواية الثانية أضبط وأوثق في أبي إسحاق مع اجتماع الثوري وشعبة، ولها تأويل وليس فيها إنكار.
كما أنَّ خَبَرَ أبي رُوي بسندٍ قابل للتحْسين عن عبدالله بن مسعود.
روى الطبراني في الأوسط والكبير قال: حدثنا الحسين بن عبدالله الخرقي، ثنا محمد بن مراد مرداس الأنصاري، ثنا محبوب بن الحسن عن إسماعيل بن مسلم عن سيار أبي الحكم، عن زر بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سئل عن هاتين السورتين، فقال: ((قيل لي، فقلت: فقولوا كما قلت)).
الحسين بن عبدالله الخرقي صاحب المروزي الإمام، وكان يُسَمَّى بخليفة المروزي، مصري صدوق مكثر.
محمد بن مرداس الأنصاري لَم يعرفه أبو حاتم، فقال: مَجهول، وروى عنه مباشرة البخاري، وابن أبي عاصم وغيرهما من الثِّقَات، وقال أبو حاتم بن حبان: مستقيم الحديث، وقد احتج الألباني والمعلمي اليماني بتوثيقه للراوي بمثل هذه العبارة، وقال المعلمي اليماني: فإذا قال ثقة أو مستقيم الحديث، فتوثيقه كغيره من الأئمة، وقال الحافظ: مقبول.
ومحبوب بن الحسن صدوق وإسماعيل بن مسلم أيضًا ضعيف عندهم، والسبب مناكيره عن الحسن خاصَّة، ومَشَّاه أحمد في رواية، وسيار أبي الحكم صدوق سمع زِرًّا، فمع حديث أبي يصير حسنًا لغيره إن شاء الله، فأين ذلك كله من دعوى الإنكار?!
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يترجح من تأويل الحك لهما أنَّ ابنَ مَسعود عُرِفَ عنه الدِّقَّة والتورُّع، وقد سبق له حضور الجمع الأول للمصحف، واشتراط الشروط في الكتابة، وهو أن يشهد شاهدان على أن كتابتهما بمحضر رسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وهو عنده أنَّهما تلقاهما عَرْضًا على النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في العَرْضَة الأخيرة وَحْدَه، ولم يكتبهما بحضرة النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وهذا بالنسبة لمصحفه، وأمَّا بالنسبة لمصاحف تلامذته، فهي إمَّا أن يكون أجرى عليهم ما ألزم به نفسه مع إقرائه لهم السورتين، أو يكون في بعض المصاحف زيادة من الفواصل، فقد ثَبَتَ عنه أنَّه رأى أحَدَهم يكتب فواصِلَ السور والآيات فحَكَّها.
كما هو عند ابن أبي شيبة وغيره.
ثُم هناك دليلٌ نَستأنس به أخيرًا: لو كان ابنُ مسعود يُنكر المعوذتين من القرآن، لأنكر عليه أصحابُ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - ممن وفدوا عليه وسَمعوا منه، ومن أصحابه، وفيهم مَن أخذ المصحف من رسولِ الله، كأبي موسى الأشعري، وقراءة يعقوب الحضرمي، التي تنتهي إلى أبي موسى فيها المعوذتان، كما لا يَخفى أنَّ عمر أنكر عليه حرفًا واحدًا في قراءة القرآن الكريم، كما روى الخطيب وابن الأنباري وابن عبدالبر قال ابن عبدالبر: أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: حدثنا هشيم، عن عبدالله بن عبدالرحمن بن كعب الأنصاري، عن أبيه، عن جده، أنَّه كان عند عمر بن الخطاب، فقرأ رجل: (من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه عتى حين) [يوسف: 35]، فقال عمر: مَن أقرأكها؟ قال: أقرأنيها ابنُ مسعود، فقال له عمر: {حتى حين}، وكتب إلى ابن مسعود: "أمَّا بعد: فإنَّ اللهَ أنزل القرآن بلسان قريش، فإذا أتاك كتابي هذا، فأقرئ الناسَ بلُغَةِ قريش، ولا تُقرئهم بلغةِ هُذيل، والسلام".
وهذا إسناد حسن.
وهل الإنكار في هذا مع علم عمر بخبر إملاء المصاحف وإقراره به أولى من الإنكار على الشبهة المذكورة إن ثبتت؟!
وأمَّا إملاؤه المصاحف وإقرار عمر - رضي الله عنه - فقد جاء بإسناد صحيح.
29297 - عن قيس بن مروان: أنَّه أتى عمر، فقال: جئت - يا أمير المؤمنين - من الكوفة، وتركت بها رجلاً يُملي المصاحفَ من ظهر قلبه، فغضب وانتفخ حتى كاد يَملأ ما بين شعبتي الرجل، فقال: ومَن هو ويحك؟ قال: عبدالله بن مسعود، فما زال يطفأ ويسير عنه الغضب حتى عاد على حاله التي كان عليها، ثُمَّ قال: وَيْحَك، والله ما أعلمه بَقِيَ من الناس أحدٌ هو أعلم بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلةَ كذلك في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذاتَ ليلة وأنا معه، فخرج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخرجنا معه، فإذا رجل قائِمٌ يصلي في المسجد، فقام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستمع قراءتَه، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ سَرَّه أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد))، ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((سل تعطَه))، قلت: والله لأغدُوَنَّ إليه، فلأبشرنه، فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه، فبَشَّرَه، والله ما سابقته إلى خير قطُّ إلاَّ سَبَقني إليه؛ (أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، والبخاري في التاريخ، وابن حبان، والدارقطني في الأفراد، والحاكم، وأبو نعيم في الحلية، والضياء)؛ أخرجه أحمد (1/ 25، رقم 175)، والنسائي في الكبرى (5/ 71، رقم 8257)، وابن خزيمة (2/ 186، رقم 1156)، والحاكم (2/ 246، رقم 2893)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 124)، والضياء (1/ 93، رقم 14).
وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (1/ 172، رقم 194)، والبيهقي (1/ 452، رقم 1968).
[فكان] فيما سأل: اللهم إنِّي أسألك إيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أعلى جنان الخلد.
فهنيئًا له، وإني لأرجو الله - تعالى - بِرَدِّي هذا أن يجعلني رفيقهما في أعلى جنان الخلد.
هذا آخر ما كتب، والله أسأل أن أكونَ مُوفقًا فيما كتبت، وأسأله إيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفد، ومرافقة نبيه محمد - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في أعلى جنان الخلد، وأسأله حب الصالحين من عباده، وعمل المحسنين من السابقين، وعلم الخاشعين أولى الخشية من المتقين ... آمين.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 05:45]ـ
جزاك الله خيرًا. وبارك في أبي سعد الدين عبدالله السيد حسين العتابي الرسي، ونفع به.
أصله:
http://www.alukah.net/Sharia/0/28375
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 06:26]ـ
جزاك الله خيرًا. وبارك في أبي سعد الدين عبدالله السيد حسين العتابي الرسي، ونفع به.
أصله:
http://www.alukah.net/sharia/0/28375
نعم ...
وبارك الله في أبي سعد الدين عبد الله السيد حسين العتابي الرسي، ونفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 10:11]ـ
في المرفقات.(/)
فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للجمزوري
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:07]ـ
كتاب ((فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال))
النظم والشرح كلاهما للشيخ/ سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري .. الشهير بالأفندي.
= = =
طُبِع هذا الشرح قبل ذلك طبعات، قام بتحقيق بعضها والتعليق عليه أعلامٌ من أئمَّة هذا الشأن، مثل/ الشيخ علي بن محمد الضباع، والشيخ عبد الفتاح القاضي، وكلاهما من شيوخ المقارئ بالديار المصرية.
= = =
ثم كانت هذه الطبعة المحققة التي قام عليها: أبو أسامة جمال بن نصر بن عبد السلام.
نسأل الله أن ينفع بها كما نفع بأصلها.
= = =
الكتاب في المرفق.
وعلى هذا الرابط عرْض الكتاب على شبكة الألوكة:
http://www.alukah.net/Sharia/0/27781/
http://www.alukah.net/Sharia/0/27951/
http://www.alukah.net/Sharia/0/28102/
http://www.alukah.net/Sharia/0/28339/
http://www.alukah.net/Sharia/0/28417/
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 11:33]ـ
جزاك الله خيرًا، ونفع بك.(/)
العرضة الأخيرة للقرآن كانت على أي حرف؟
ـ[أمل*]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 07:49]ـ
السلام عليكم
أود ان أعرف -بارك الله فيكم - كيف كانت العرضة الاخيرة للقرآن، وعلى أي حرف نزلت؟
فالمعروف ان القرآن نزل على سبعة أحرف للتسير على الناس ولإختلاف لهجاتهم آنذاك
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 04:13]ـ
نزل القرآن كما تقولين على سبعة أحرف، والقرآن كما تعلمين كلامُ الله -عزّ وجلّ- جبريلُ كانَ يقرأه على الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقرأ عليه كلام الله الّذي نزل على سبعة أحرف، وصارَ الرّسول -صلّوا عليه- يستمع لجبريل ويحرّك لسانه به من أجل أنْ يحفظه؛ فأمره سبحانه وتعالى بألا يُحرّك بالقرآن لسانه قبل فراغ جبريل منه {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} القيامة16، لذا قال رسولنا العظيم: على أي حرف قرأتم فقد أصبتم فلا تتماروا فيه فإن المراء فيه كفر"، في المرحلة الثّانية: صارَ الرّسول يستعرض لجبريل ما أقرأه إيّاه في رمضان في كلِّ عامٍ مرّة واحدةً، طبعا كان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقرأ القرآن على استمرارٍ للصّحابة -رضيَ الله عنهم- فيحفظون منه، يحفظُ كلُّ واحدٍ منه ما سمع، فأحيانا يقرأ بحرف ما فيحفظ الصّحابي منه هذا الحرف، وأحيانا يقرأ بحرف آخر من السّبعة أحرف ويكون هذا الصّحابي الأوّل غائبا فيحفظ صحابي آخر القراءة بهذا الحرف، فصار كلُّ صحابيٍّ يعلم شيئا من الحروف السّبعة، حتى إذا كان رمضان الأخير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل به مرتين سورة سورة وآية آية، وهذا ما يسمُّى بالعرضة الأخيرة، ثمّ انتقلَ الرّسول العظيم -صلوات الله وسلامه عليه- إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى.
فكان عهد الخليفة أبي بكر الصّديق، في هذه السنة وهي الأولى من خلافة أبي بكر ماتت فاطمة رضي الله عنها، وهي بنت تسع وعشرين سنة. وفيها أمر أبو بكر زيد بن ثابت بجمع القرآن لما رأى كثرة من قتل من القراء يوم اليمامة. وهكذا جمع القرآن بحروفه السّبعة في الصّحف عند أبي بكر الصّديق، وبعد ذلكَ انتقل الصّديق إلى جوار نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت هذه الصّحف عند عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- حتّى توفاه الله، وأخيرا استقرّت هذه الصّحف عند ابنته حفصة -رضي الله عنها-
وكان عهد عثمان -رضي الله عنه- وفيه اتّسعت الدّولة الإسلاميّة، وصارت معالم الجّهات تتّضح، العراقيّون يقرأون القرآن بالحروف المنتشرة عندهم، والشّاميّون يقرأون القرآن بالحروف المنتشرة عندهم، فصار بعض النّاس من أهل العراق يظنُّ أنّ قراءة الشّاميين للقرآن غلط في بعض الآيات، وكذلكَ صار بعض النّاس من أهل الشّام يظنُّ أنّ قراءة العراقيين للقرآن غلط في بعض الآيات، مع أنّ القومين كليهما على صوابٍ في القراءة؛ لأنّه بطبيعة الحال يقرآن بحرفين مختلفين ثابتين عن الرّسول العظيم -ص- هذا الاختلاف -غير المقصود- كان يؤدّي أحيانا إلى النّزاع، فتدخّل الخليفة عثمان -رضيَ الله عنه- ليحلَّ المشكلة ويقطع أسباب الفرقة لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ... } آل عمران103، ولأنّه يعلم قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "فإن المراء فيه كفر".
فماذا عمل؟
حمل النّاس على القراءة بحرف واحد من الأحرف السّبعة؛ حرف واحد يقرأون به دون ما عداه من الأحرف الستة الأخرى.
وهنا يجب أنْ نعلم أنّ القراءة بالأحرف السّبعة كلّها غير واجب، فتكفي القراءة بحرف واحد، قال تعالى: "فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ... " المزمل20 فهذه الأحرف جاءت بالأصل للتّسهيل على النّاس، فلمّا انلقلب الأمر بحيث أنّه نشأ نزاع بين بعض المسلمين أدّى ببعضهم إلى المراء في القرآن، والفرقة في البين، فيكفي حينئذ أنْ يقرأوا بحرف واحد كما رأى الخليفة عثمان.
لكن؛ ما الحرف الّذي اختاره من بينها ووافقه الصّحابة على ذلك الاختيار؟
الجواب: فندب عثمان من ندبه أبو بكر وعمر وكان زيد بن ثابت قد حفظ العرضة الأخيرة كاملة فكان اختيار تلك أحب إلى الصحابة فإن جبريل عارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في العام الذي قبض فيه مرتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
كُتب القرآن في المصحف بهذا الحرف (العرضة الأخيرة)، قالَ ابن تيمية: "فكذلك الأحرف السبعة، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد، اجتمعوا على ذلك اجتماعًا سائغًا، وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة، ولم يكن في ذلك ترك لواجب ولا فعل لمحظور".
وهذا المصحف نُسخ ووزعَّ على الأمصار مكة، والشام, والبصرة، والكوفة، واليمن، والبحرين، والمدينة ... في عهد عثمان.
طبعا؛ بعد عهد عثمان مرورا بالدّولة الأمويّة والعبّاسيّة فإنّ هذا المصحف نسخ نسخا متعدّدة، وهكذا مرّت الأيّام حتّى رزقنا الله بالنّاسخات والطّابعات والآلات الحديثة ولا يزال المسلمون يطبعونه ويقرؤونه إلى اليوم كما هو حيث قرأه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- آخر مرّة، وآخر مصحف طُبع هو مصحف قطر.
طبعا؛ هذا المصحف الذي في بيوت المسلمين اليوم، والذي تناقلته الأمّة، والّذي جاء على حرف واحد، يُقرأ بأشكال مختلفة، فكل حرف من الحروف السّبعة كان يُقرأ على أشكال مختلفة -باعتقادي- بحيث إنّ هذا الحرف الّذي اعتمده الصّحابة آخر الأمر والّذي كان يحفظه زيد بن ثابت واُخذ منه، قرأه عليهم بأشكال مختلفة كلّها سمعها من الرّسول العظيم -صلّى الله عليه وسلّم- وكلّها تعلّمها الرّسولُ في آخر عرضة من جبريل عليه السّلام.
وكذلك فغيرُ زيد من الصّحابة كان حفظ من العرضة الأخيرة بشكل مختلف، كعلي وابن مسعود وأبي موسى الأشعري ... ؛ كلُّ واحدٍ يقرأ هذا الحرف بشكل معيّن، هذا الشّكل يكون في اللهجات وكيفية النطق وطرق الأداء من تفخيم، وترقيق، وإمالة، وإدغام، وإظهار، وإشباع، ومد، وقصر، وتشديد، وتخفيف ... إلخ.
وأخذ عن هؤلاء الصحابة خلق كثير من التابعين في كل مصر من الأمصار، وفي عهد التابعين على رأس المائة الأولى تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة، حين دعت الحاجة إلى ذلك، وجعلوها عِلمًا كما فعلوا بعلوم الشريعة الأخرى، وصاروا أئمة يُقتدى بهم ويُرْحل إليهم. واشتهر منهم, ومن الطبقة التي تلتهم الأئمة السبعة الذين تُنسب إليهم القراءات إلى اليوم، فكان منهم "بالمدينة": أبو جعفر يزيد بن القعقاع، ثم نافع بن عبد الرحمن، وكان منهم "بمكة": عبد الله بن كثير، وحميد بن قيس الأعرج، وكان منهم "بالكوفة": عاصم بن أبي النجود، وسليمان الأعمش، ثم حمزة، ثم الكسائي، وكان منهم "بالبصرة": عبد الله بن أبي إسحاق، وعيسى بن عمرو، وأبو عمرو بن العلاء، وعاصم الجحدري، ثم يعقوب الحضرمي، وكان منهم "بالشام": عبد الله بن عامر، وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر، ثم يحيى بن الحارث، ثم شريح بن يزيد الحضرمي. والأئمة السبعة الذين اشتهروا من هؤلاء في الآفاق هم: أبو عمرو، ونافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، وابن كثير
وعلى هذا فأرجو ألا تخلطي بين الأحرف السّبعة والقراءات السّبعة المشهورة، فكلُّ هذه القراءات ما هي إلا حرف واحد، وكذلك فلتعلمي أنّ القراءات أكثر من سبعة (عشرة على الرّاجح) وكلّها حرف واحد.
قالَ شيخ الإسلام: "فإن القول المرضي عند علماء السلف الذي يدل عليه عامة الآحاديث و القراءات الصحابة أن المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه هو أحد الحروف السبعة و هو العرضة الآخرة و أن الحروف السبعة خارجة عن هذا المصحف".
وقالَ: "فندب عثمان من ندبه أبو بكر وعمر وكان زيد بن ثابت قد حفظ العرضة الأخيرة فكان اختيار تلك أحب إلى الصحابة فإن جبريل عارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في العام الذي قبض فيه مرتين"
وهؤلاء القرّاء السّبعة أو العشرة قرأوا القرآن على تلامذتهم، على مدى العصور، وبعد ذلكَ صار طلبة العلم يأخذون عن شيوخ القراءات التلامذة، بحيث صار طالب العلم يجيد قراءة القرآن بعشر قراءات.
أمّا عن العامّة مثلي فإنّنا نقرأ بالقراءة المشهورة في بلدنا مثلا أنا في الأردن أقرأ بقراءة عاصم من رواية حفص، ويمكن ليبيا تقرأ بقراءة نافع رواية قالون، وفي السّودان- أبي عمرو بن العلاء، وهكذا .....
وممّا ينبغي الإشارة إليه أنّه في السّنوات الأخيرة طبعوا مصاحف مكتوبة بالرّموز الصّوتيّة، بحيث أنّ الإمالة التي يقرأ بها الإمام الكسائي، ولا يعلم مواضعها إلا طالب العلم الّذي أخذ القراءة عن شيخ، يستطيع أنْ يعرفها العامّي مثلي، فأنا قراءة دولتي (عاصم)، والمصحف الّذي عندنا غير مكتوب عليه إشارات أين الإمالة، فأنا أقدر على أن أشتري المصحف هذا –إنْ تيسّر الأمر- فأنظر وفيه مثلا أنّهم يُلوّنون موضع الإمالة باللّون البرتقالي، فإذا وجدت حرف مكتوب باللّون البرتقالي أقرأه بالإمالة، وممكن يضعون رمزا للإمالة بمصاحف أخرى مثلا (-) تحت الحرف وبذلك تعرف الإمالة.
مثلا (ثمّ استوى إلى السّماء)
والحمدُ للّه ربّ العالمين.
ـ[أمل*]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:40]ـ
جزاك الله خيرا
هل يفهم من ذلك أن الحروف الستة الاخرى لاوجود لها الآن وأن الناس تواتروا القراءة بالحرف الذي اعتمده عثمان رضي الله عنه، وأن القراءات العشرة ماهي إلا أشكال لهذا الحرف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 11:09]ـ
أحسنتِ؛ هذه هو الرّاجح في الموضوع، والّذي ينصره الدّليل. وشكرا(/)
الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات العشرة
ـ[أم الهدى]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 12:28]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تكرتم توضويح الفرق بين القراءات العشرة والأحرف السبعة التي حدثنا عنها رسول الله صلى اله عليه وسلم وذلك لحدوث اللبس بين الأمريين عند الكثير، وليت التوضيح يكون بالأمثلة. وجزاكم الله خيرا.(/)
نماذج من تدبر الرسول القرآن وشدة وقع بعض الآيات والسور عليه صلى الله عليه وسلم
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 02:33]ـ
نماذج من تدبر الرسول القرآن
وشدة وقع بعض الآيات والسور عليه صلى الله عليه وسلم
أود هنا عرض بعض الأمثلة لتدبر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن وتأثره به وتأثير بعض الآيات والسور عليه - على الخصوص – فشيبته عليه الصلاة والسلام سورة هود وأخواتها (هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) كما ورد في الحديث، ومن الآيات ما أبكت الرسول الحبيب وذرفت لها عيناه صلى الله عليه وسلم من خشية الله. من ذلك:
- الآيتان 41 - 42 من سورة النساء
- الآية 118 من سورة المائدة
- الآيات 190 - 194 من سورة آل عمران
- الآيات 67 - 71 من سورة الأنفال
- هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
لنستعرض تلك الآيات مع شرحها فيما يلي تِباعاً إن شاء الله.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 12:54]ـ
· المثال الأول: الآيتان 41 - 42 من سورة النساء
قال تعالى:?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42) ? النساء: 41 – 42
في «صحيح البخاري»: أنّ عبد الله بن مسعودقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" اقرأ علي " فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:" نعم إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً ? فقال: " حسبك الآن " فإذا عيناه تذرفان، ورواه هو ومسلم أيضاً من حديث الأعمش به، وقد روي من طرق متعددة عن ابن مسعود، فهو مقطوع به عنه. ورواه أحمد من طريق أبي حيان وأبي رزين عنه.
* من تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ): ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً? يعني بذلك جلّ ثناؤه: إن الله لا يظلم عباده مثقال ذرّة، فكيف بهم ? إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? يعني: بمن يشهد عليها بأعمالها، وتصديقها رسلها، أو تكذيبها، ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً ? يقول: وَجِئْنَا بك يا محمد على هؤلاء: أي على أمتك شهيداً، يقول: شاهداً. كما: حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدّي: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً ? قال: إن النبيين يأتون يوم القيامة، منهم من أسلم معه من قومه الواحد والاثنان والعشرة وأقلّ وأكثر من ذلك، حتى يؤتى بقوم لوط صلى الله عليه وسلم لم يؤمن معه إلا ابنتاه، فيقال لهم: هل بلغتم ما أرسلتم به؟ فيقولون: نعم، فيقال: من يشهد؟ فيقولون: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال لهم: أتشهدون أن الرسل أوْدَعوا عندكم شهادة، فبم تشهدون؟ فيقولون: ربنا نشهد أنهم قد بلغوا كما شهدوا في الدنيا بالتبليغ! فيقال: من يشهد على ذلك؟ فيقولون: محمد صلى الله عليه وسلم. فيدعى محمد عليه الصلاة والسلام، فيشهد أن أمته قد صدقوا، وأن الرسل قد بلَّغوا. فذلك قوله: ? وَكَذ?لِكَ جَعَلْنَـ?كُمْ أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ?لنَّاسِ وَيَكُونَ ?لرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ? حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج: قوله: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? قال: رسولها، فيشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم؛ ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً ? قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسن، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، في قوله: ? وَشَـ?هِدٍ وَمَشْهُودٍ ? قال: الشاهد محمد، والمشهود: يوم الجمعة. فذلك قوله: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَؤُلاء شَهِيداً
(يُتْبَعُ)
(/)
?.
* ومن تفسير الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ): ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً? فتحت الفاء لالتقاء الساكنين، و «إذَا» ظرف زمان والعامل فيه «جِئْنَا». ذكر أبو الليث السمرقندي: حدثنا الخليل بن أحمد قال حدّثنا ابن منيع قال حدّثنا أبو كامل قال حدّثنا فضيل عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظَفر فجلس على الصخرة التي في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ وناس من أصحابه فأمر قارئاً يقرأ حتى إذا أتى على هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً} بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اخضلت وجنتاه؛ فقال: «يارب هذا على من أنا بين ظهرانيهم فكيف من لم أرهم» " وروى البخاري عن عبد الله قال: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي» قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة «النساء» حتى بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً} قال: «أمسِك» فإذا عيناه تذرفان " وأخرجه مسلم. وقال بدل قوله «أمسِك»؛ فرفعت رأسي ـ أو غمزني رجل إلى جنبي ـ فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل. قال علماؤنا: بكاء النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لعظيم ما تضمنته هذه الآية من هَوْل المطلع وشدّة الأمر؛ إذ يؤتى بالأنبياء شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب، ويؤتى به صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شهيداً. والإشارة بقوله «عَلَى هَؤلاَءِ» إلى كفار قريش وغيرهم من الكفار؛ وإنما خص كفار قريش بالذكر لأن وظيفة العذاب أشدّ عليهم منها على غيرهم؛ لعنادهم عند رؤية المعجزات، وما أظهره الله على يديه من خوارق العادات. والمعنى فكيف يكون حال هؤلاء الكفار يوم القيامة ? إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً ? أمُعذبين أم منعّمين؟ وهذا استفهام معناه التوبيخ. وقيل: الإشارة إلى جميع أمته. ذكر ابن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المِنْهال بن عمرو حدّثه أنه سمع سعيد بن المُسَيِّب يقول: ليس من يوم إلاّ تُعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غُدوةً وعشيةً فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم فلذلك يشهد عليهم؛ يقول الله تبارك وتعالى ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? يعني بنبيّها ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً ? وموضع «كَيْفَ» نصب بفعل مضمر، التقدير فكيف يكون حالهم؛ كما ذكرنا. والفعل المضمر قد يسدّ مسدَّ «إذَا» والعامل في «إذا» «جِئْنَا». و «شَهِيداً» حال. وفي الحديث من الفقه جواز قراءة الطالب على الشيخ والعرض عليه، ويجوز عكسه. وسيأتي بيانه في حديث أُبي في سورة «لم يكن»، إن شاء الله تعالى. و «شهيدا» نصب على الحال. اهـ
* ويعلق محمد الطاهر ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره (تفسير التحرير والتنوير) « ... وكما قلت: إنه أوجز في التعبير عن تلك الحال في لفظ "كيف" فكذلك أقول هنا: لا فِعل أجمع دلالة على مجموع الشعور عند هذه الحالة من بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّه دلالة على شعور مجتمعٍ فيه دلائلُ عظيمة: وهي المسرّة بتشريف الله إيّاه في ذلك المشهد العظيم، وتصديقِ المؤمنين إيّاه في التبليغ، ورؤيةِ الخيرات التي أنجزت لهم بواسطته، والأسفِ على ما لحق بقية أمّته من العذاب على تكذيبه، ومشاهدةِ ندمهم على معصيته، والبكاء ترجمانُ رحمةٍ ومسرّة وأسف وبهجة .. «
* أما الألوسي (ت 1270 هـ) في تفسير روح المعاني يقول ملاحظاً: «فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعظم تلك الحالة، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه؟! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه.».
(يُتْبَعُ)
(/)
* ويوضح محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) في (خواطري حول القرآن الكريم): ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً? وساعة تسمع كلمة " كيف " فاعرف أن هناك شيئا عجيبا، تقول مثلاً: أنت سببت السلطان فكيف إذا واجهوك ووجدته أمامك ماذا تفعل؟ كأن مواجهة السلطان ذاتها مسألة فوق التصور .. فكل شيء يتعجب منه يؤتى فيه بـ " كيف "، ومثال ذلك قوله الحق: ? كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِ?للَّهِ ? [البقرة: 28]. وهذا يعني تعجيبا من مصيبة وكارثة هي الكفر بالله، فقولوا لنا: كيف جاءت هذه؟ إنها مسألة عجيبة، ونقول: فكيف يكون حال هؤلاء الكافرين، كيف يكون حال هؤلاء العٌصاة، في يوم العرض الأخير، ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? و " الشهيد " هو: الذي يشهد ليقرر حقيقة، ونحن نعلم أن الحق أخبرنا: ? وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ ? [فاطر: 24]. وهذا النذير شهيد على تلك الأمة أنه بلغها المنهج، ورسول الله صلى الله عليه وسلم شهيد على أمته أنه بلغ، فقوله: ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ ? من هم؟ ننظر قوله: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? وهو رسولها الذي بلغ عن الله منهجه، وكيف يكون الموقف إذا جاء وقال: أنا أبلغتهم الموقف ولا عذر لهم لأنني أعلمتهم به، ? وَجِئْنَا بِكَ ? يا محمد - صلى الله عليك وسلم ? عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ ? فهل المعنى بـ " هؤلاء " هم الشهداء الذين هم الرسل أو على هؤلاء المكذبين لك؟ وتكون أيضاً شهيداً على هؤلاء مثلما أنت شهيد على أمتك؟ إن كلا من الحالين يصح، لماذا؟ لأن الله جاء بكتابه المعجزة وفيه ما يثبت أن الرسل قد بلغوا أممهم، فكأن الرسول حين سُجل في كتابه المعجزة وكتابه المنهج أن الرسل قد بلغوا أممهم فهو سيشهد أيضاً: هم بلغوكم بدليل أن ربنا قال لي في كتاب المعجزة وفي المنهج. ويكون رسولنا شهيداً على هؤلاء المكذبين الذين أرسل إليهم وهم أمة الدعوة فالمعنى هذا يصلح، وكذلك يصلح المعنى الآخر. ولا يوجد معنى صحيح يطرد معنى صحيحا في كتاب الله، وهذه هي عظمة القرآن. إن عظمة القرآن هي في أنه يعطي إشعاعات كثيرة مثل فص الماس، فالماس غالٍ ونفيس؛ لأنه قاسٍ ويُكسر به وكل ذرة فيه لها شعاع، المعادن الأخرى لها إشعاع واحد، لكن كل ذرة في الماس لها إشعاع؛ ولذلك يقولون إنه يضوي ويتلألأ، فكل ذراته تعطي إشعاعاً. والحق سبحانه وتعالى يوضح: أن حال هؤلاء سيكون فظيعاً حينما يأتي يوم العرض يوم القيامة، ويقولون: إننا بلغناكم، أو الحق سبحانه وتعالى عرض هذه المسألة بالنسبة للرسل وأممهم، وبالنسبة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته أو للأمم كلها، فنحن أيضاً سنكون شهداء: ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ?لنَّاسِ وَيَكُونَ ?لرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ? [البقرة: 143]. وهذه ميزة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لأن أمة محمد هي الأمة الوحيدة التي أمنها الله على أن يحملوا المنهج إلى أن تقوم الساعة، فلن يأتي أنبياء أبداً بعد رسول الله، فيقول: ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ?لنَّاسِ وَيَكُونَ ?لرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ? إذن فنحن بنص هذه الآية أخذنا امتداد الرسالة.» ... » فإذا كان الشهيد بكى من وقع الآية فكيف يكون حال المشهود عليه؟ الشهيد الذي سيشهد بكى من الآية، نعم؛ لأنك تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ملئ قلبه رحمة بأمته؛ ولذلك قلنا: إن حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته جعل ربه يعرض عليه أن يتولى أمر أمته، بعد أن علم سبحانه مدى عنايته صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة:? لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ?] الشعراء: 3 [. فأمر أمته صلى الله عليه وسلم كان يقلقه جداً على الرغم من أن الحق سبحانه قد أوضح له: أنت عليك البلاغ وليس عليك أن تهدي بالفعل، وهو صلى الله عليه وسلم يعرف هذا. إنما حرصه ورحمته بأمته جعله يحب أن يؤمنوا، وعليه الصلاة والسلام خاف على أمته من موقف يشهد فيه عليهم ضمن من سيشهد عليهم يوم الحشر. فلما رأى الحق سبحانه وتعالى أن رسوله مشغول بأمر أمته قال له: لو شئت جعلت أمر أمتك إليك. وانظر إلى العظمة المحمدية والفهم عن الله، والفطنة، فقال له: لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يا رب. أنت أرحم بهم مني. وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول للخالق: " أتنقل مسألتهم في يدي وأنا أخوهم، إنما أنت ربي وربهم، فهل أكون أنا أرحم بهم منك؟ لقد كان من المتصور أن يقول رسول الله: نعم أعطني أمر أمتي لكنه صلى الله عليه وسلم قال: يا رب أنت أرحم بهم مني. فكيف يكون ردّ الرب عليه؟. قال سبحانه: فلا أخزيك فيهم أبداً، وسبحانه يعلم رحمة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم بأمته ". عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: " رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني .. " وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله: " يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك ". ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا ? أي كيف يكون حال هؤلاء العصاة المكذبين .. ? إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ? أنه أدّى وبلغ عن الله مراده من خلقه. ? وَجِئْنَا بِكَ عَلَى? هَـ?ؤُلا?ءِ شَهِيداً ?؟ ويقول الحق من بعد ذلك: ? يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ ... ?. «.
* وفي ظلال القرآن/ لسيد قطب (ت 1387 هـ): «ثم يختم الأوامر والنواهي، والتحضيض والترغيب، بمشهد من مشاهد القيامة؛ يجسم موقفهم فيه، ويرسم حركة النفوس والمشاعر كأنها شاخصة متحركة .. على طريقة القرآن في مشاهد القيامة:? فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً! يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض، ولا يكتمون الله حديثاً? .. إنه يمهد لمشهد القيامة، بأن الله لا يظلم مثقال ذرة .. وإذن فهو العدل المطلق الذي لا يميل ميزانه قيد شعرة .. وأنه يضاعف الحسنات ويؤتي فضلاً عنها أجراً من لدنه عظيماً .. فهي الرحمة إذن لمن يستحقون الرحمة؛ والفضل المطلق لمن كانوا يرجون الفضل، بالإيمان والعمل .. فأما هؤلاء. هؤلاء الذين لم يقدموا إيماناً، ولم يقدموا عملاً .. هؤلاء الذين لم يقدموا إلا الكفر وسوء العمل .. فكيف يكون حالهم يومذاك؟ كيف يكون الحال، إذا جئنا من كل أمة بشهيد - هو نبيها الذي يشهد عليها - وجئنا بك على هؤلاء شهيداً؟ وعندئذ يرتسم المشهد شاخصاً .. ساحة العرض الواسعة. وكل أمة حاضرة. وعلى كل أمة شهيد بأعمالها .. وهؤلاء الكافرون المختالون الفخورون الباخلون المبخلون، الكاتمون لفضل الله، المراءون الذين لم يبتغوا وجه الله .. هؤلاء هم نكاد نراهم من خلال التعبير! واقفين في الساحة وقد انتدب الرسول صلى الله عليه وسلم للشهادة! هؤلاء هم بكل ما أضمروا وأظهروا. بكل ما كفروا وما أنكروا. بكل ما اختالوا وما افتخروا. بكل ما بخلوا وبخلوا. بكل ما راءوا وتظاهروا .. هؤلاء هم في حضرة الخالق الذي كفروا به، الرازق الذي كتموا فضله وبخلوا بالإنفاق مما أعطاهم. في اليوم الآخر الذي لم يؤمنوا به. في مواجهة الرسول الذي عصوه .. فكيف؟؟؟ إنها المهانة والخزي، والخجل والندامة .. مع الاعتراف حيث لا جدوى من الإنكار .. والسياق القرآني لا يصف هذا كله من الظاهر. إنما يرسم " صورة نفسية " تتضح بهذا كله؛ وترتسم حواليها تلك الظلال كلها. ظلال الخزي والمهانة، والخجل والندامة:? يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض، ولا يكتمون الله حديثاً?! ومن خلال اللمسات المعبرة في الصورة الحية، نحس بكل تلك المعاني، وبكل تلك الانفعالات، وهي تتحرك في هذه النفوس. . نحس بها عميقة حية مؤثرة. كما لا نحس من خلال أي تعبير آخر .. وصفي أو تحليلي .. وتلك طريقة القرآن في مشاهد القيامة، وفي غيرها من مواضع التعبير بالتصوير».
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 01:28]ـ
المثال الثاني: الآية 118 من سورة المائدة
قد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية يرددها حتى أصبح، وهي قوله تعالى:
? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ ?] المائدة: 118 [
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير ابن كثير: وقوله: ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ ? هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله عز وجل؛ فإنه الفعال لما يشاء، الذي لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون، ويتضمن التبري من النصارى الذين كذبوا على الله وعلى رسوله، وجعلوا لله نداً وصاحبة وولداً، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وهذه الآية لها شأن عظيم، ونبأ عجيب، وقد ورد في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بها ليلة حتى الصباح يرددها. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن فضيل، حدثني فُلَيْت العامري، عن جَسْرَة العامرية، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ بآية حتى أصبح، يركع بها ويسجد بها: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} فلما أصبح، قلت: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها، وتسجد بها؟ قال:" إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي، فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئاً "
(طريق أخرى وسياق آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، حدثنا قدامة بن عبد الله، حدثتني جسرة بنت دجاجة: أنها انطلقت معتمرة، فانتهت إلى الربذة، فسمعت أبا ذر يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة من الليالي في صلاة العشاء، فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحاب له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلفهم، انصرف إلى رحله، فلما رأى القوم قد أخلوا المكان، رجع إلى مكانه يصلي، فجئت، فقمت خلفه، فأومأ إليّ بيمينه، فقمت عن يمينه، ثم جاء ابن مسعود، فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله، فقام عن شماله، فقمنا ثلاثتنا، يصلي كل واحد منا بنفسه، ونتلو من القرآن ما شاء الله أن نتلو، وقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة، فلما أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود: أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة فقال ابن مسعود بيده: لا أسأله عن شيء حتى يحدث إليّ، فقلت: بأبي وأمي قمت بآية من القرآن ومعك القرآن، لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه، قال: " دعوت لأمتي "، قلت: فماذا أجبت، أو: ماذا رد عليك؟ قال: " أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة " قلت: أفلا أبشر الناس؟ قال: " بلى " فانطلقت معنقاً، قريباً من قذفة بحجر، فقال عمر: يا رسول الله، إنك إن تبعث إلى الناس بهذا، نكلوا عن العبادات، فناداه أن: " ارجع " فرجع، وتلك الآية: ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ ?. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكر بن سوادة حدثه، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم، تلا قول عيسى: ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ? فرفع يديه، فقال: " اللهم أمتي " وبكى، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد -وربك أعلم - فاسأله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوْءُك. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن قال: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن هبيرة: أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: حدثني سعيد بن المسيب، سمعت حذيفة بن اليمان يقول: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوماً، فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج، فلما خرج، سجد سجدة ظننا أن نفسه قد قبضت فيها، فلما رفع رأسه، قال:" إن ربي عز وجل استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم؟ فقلت: ما شئت أي رب هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك، فقال لي: لا أخزيك في أمتك يا محمد، وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفاً، مع كل ألف سبعون ألفاً ليس عليهم حساب. ثم أرسل إليّ فقال: ادع تجب، وسل تعط، فقلت لرسوله: أَوَ معطيَّ ربي سؤلي؟ فقال: ما أرسلني إليك إلا ليعطيك، ولقد أعطاني ربي ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأنا أمشي حياً صحيحاً، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب، وأعطاني الكوثر، وهو نهر في الجنة يسيل في
(يُتْبَعُ)
(/)
حوضي، وأعطاني العز والنصر والرعب يسعى بين يدي أمتي شهراً، وأعطاني أني أول الأنبياء يدخل الجنة، وطيب لي ولأمتي الغنيمة، وأحل لنا كثيراً مما شدد على من قبلنا، ولم يجعل علينا في الدين من حرج".
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 01:55]ـ
· المثال الثالث: الآيات 190 - 194 من سورة آل عمران
روي أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سُئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت: كان كل أمره عجباً، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي،فاضطجع بجنبي حتى مس جلدي جلده، ثم قال: يا عائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يا رسول الله: والله إني لأحب قربك وأحب هواك - أي أحب ألاّ تفارقني وأحب ما يسرك مما تهواه -!! قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يا رسول الله: ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة هذه الآيات: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب .... ) فقرأها إلى آخر السورة ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها!!
قال تعالى: ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) ?آل عمران: 190 - 194
يقول سيد قطب متسائلا: «ما الآيات التي في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار؟ ما الآيات التي تتراءى لأولي الألباب عندما يتفكرون في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، وهم يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم؟ وما علاقة التفكر في هذه الآيات بذكرهم الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم؟ وكيف ينتهون من التفكر فيها إلى هذا الدعاء الخاشع الواجف:? ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك! فقنا عذاب النار? .. إلى نهاية ذلك الدعاء؟ إن التعبير يرسم هنا صورة حية من الاستقبال السليم للمؤثرات الكونية في الإدراك السليم. وصورة حية من الاستجابة السليمة لهذه المؤثرات المعروضة للأنظار والأفكار في صميم الكون، بالليل والنهار. والقرآن يوجه القلوب والأنظار توجيهاً مكرراً مؤكداً إلى هذا الكتاب المفتوح؛ الذي لا تفتأ صفحاته تقلب، فتتبدى في كل صفحة آية موحية، تستجيش في الفطرة السليمة إحساساً بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب، وفي " تصميم " هذا البناء، ورغبة في الاستجابة لخالق هذا الخلق، ومودعه هذا الحق، مع الحب له والخشية منه في ذات الأوان!!! وأولو الألباب .. أولو الإدراك الصحيح .. يفتحون بصائرهم لاستقبال آيات الله الكونية؛ ولا يقيمون الحواجز، ولا يغلقون المنافذ بينهم وبين هذه الآيات. ويتوجهون إلى الله بقلوبهم قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فتتفتح بصائرهم، وتشف مداركهم، وتتصل بحقيقة الكون التي أودعها الله إياه، وتدرك غاية وجوده، وعلة نشأته، وقوام فطرته. بالإلهام الذي يصل بين القلب البشري ونواميس هذا الوجود. ومشهد السماوات والأرض، ومشهد اختلاف الليل والنهار. لو فتحنا له بصائرنا وقلوبنا وإدراكنا. لو تلقيناه كمشهد جديد تتفتح عليه العيون أول مرة. لو استنقذنا حسنا من همود الإلف، وخمود التكرار .. لارتعشت له رؤانا، ولاهتزت له مشاعرنا، ولأحسسنا أن وراء ما فيه من تناسق لا بد من يد تنسق؛ ووراء ما فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
من نظام لا بد من عقل يدبر؛ ووراء ما فيه من إحكام لا بد من ناموس لا يتخلف .. وأن هذا كله لا يمكن أن يكون خداعاً ولا يمكن أن يكون جزافاً، ولا يمكن أن يكون باطلاً. ولا ينقص من اهتزازنا للمشهد الكوني الرائع أن نعرف أن الليل والنهار، ظاهرتان ناشئتان من دورة الأرض حول نفسها أمام الشمس. ولا أن تناسق السماوات والأرض مرتكز إلى " الجاذبية " أو غير الجاذبية. هذه فروض تصح أو لا تصح، وهي في كلتا الحالتين لا تقدم ولا تؤخر في استقبال هذه العجيبة الكونية، واستقبال النواميس الهائلة الدقيقة التي تحكمها وتحفظها .. وهذه النواميس - أياً كان اسمها عند الباحثين من بني الإنسان - هي آية القدرة، وآية الحق، في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار. والسياق القرآني هنا يصور خطوات الحركة النفسية التي ينشئها استقبال مشهد السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار في مشاعر أولي الألباب تصويراً دقيقاً، وهو في الوقت ذاته تصوير إيحائي، يلفت القلوب إلى المنهج الصحيح، في التعامل مع الكون، وفي التخاطب معه بلغته، والتجاوب مع فطرته وحقيقته، والانطباع بإشاراته وإيحاءاته. ويجعل من كتاب الكون المفتوح كتاب " معرفة " للإنسان المؤمن الموصول بالله، وبما تبدعه يد الله. وإنه يقرن ابتداء بين توجه القلب إلى ذكر الله وعبادته: ? قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ? .. وبين التفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار .. فيسلك هذا التفكر مسلك العبادة، ويجعله جانباً من مشهد الذكر .. فيوحي بهذا الجمع بين الحركتين بحقيقتين هامتين. الحقيقة الأولى: أن التفكر في خلق الله، والتدبر في كتاب الكون المفتوح، وتتبع يد الله المبدعة، وهي تحرك هذا الكون، وتقلب صفحات هذا الكتاب .. هو عبادة لله من صميم العبادة، وذكر لله من صميم الذكر. ولو اتصلت العلوم الكونية، التي تبحث في تصميم الكون، وفي نواميسه وسننه، وفي قواه ومدخراته، وفي أسراره وطاقاته .. لو اتصلت هذه العلوم بتذكر خالق هذا الكون وذكره، والشعور بجلاله وفضله. لتحولت من فورها إلى عبادة لخالق هذا الكون وصلاة. ولاستقامت الحياة - بهذه العلوم - واتجهت إلى الله. ولكن الاتجاه المادي الكافر، يقطع ما بين الكون وخالقه، ويقطع ما بين العلوم الكونية والحقيقة الأزلية الأبدية؛ ومن هنا يتحول العلم - أجمل هبة من الله للإنسان - لعنة تطارد الإنسان، وتحيل حياته إلى جحيم منكرة، وإلى حياة قلقة مهددة، وإلى خواء روحي يطارد الإنسان كالمارد الجبار!
والحقيقة الثانية: أن آيات الله في الكون، لا تتجلى على حقيقتها الموحية، إلا للقلوب الذاكرة العابدة. وأن هؤلاء الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم - وهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار - هم الذين تتفتح لبصائرهم الحقائق الكبرى المنطوية في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، وهم الذين يتصلون من ورائها بالمنهج الإلهي الموصل إلى النجاة والخير والصلاح. فأما الذين يكتفون بظاهر من الحياة الدنيا، ويصلون إلى أسرار بعض القوى الكونية - بدون هذا الاتصال - فهم يدمرون الحياة ويدمرون أنفسهم بما يصلون إليه من هذه الأسرار، ويحولون حياتهم إلى جحيم نكد، وإلى قلق خانق. ثم ينتهون إلى غضب الله وعذابه في نهاية المطاف! فهما أمران متلازمان، تعرضهما هذه الصورة التي يرسمها القرآن لأولي الألباب في لحظة الاستقبال والاستجابة والاتصال. إنها لحظة تمثل صفاء القلب، وشفافية الروح، وتفتح الإدراك، واستعداده للتلقي. كما تمثل الاستجابة والتأثر والانطباع .. إنها لحظة العبادة .. وهي بهذا الوصف لحظة اتصال، ولحظة استقبال. فلا عجب أن يكون الاستعداد فيها لإدراك الآيات الكونية أكبر؛ وأن يكون مجرد التفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، ملهما للحقيقة الكامنة فيها، ولإدراك أنها لم تخلق عبثاً ولا باطلاً. ومن ثم تكون الحصيلة المباشرة، للخطة الواصلة.?ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك! ? .. ما خلقت هذا الكون ليكون باطلاً. ولكن ليكون حقاً. الحق قوامه. والحق قانونه. والحق أصيل فيه. إن لهذا الكون حقيقة، فهو ليس " عدماً " كما تقول بعض الفلسفات! وهو يسير وفق ناموس، فليس متروكاً للفوضى. وهو يمضي لغاية، فليس متروكاً للمصادفة. وهو محكوم في وجوده وفي حركته
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي غايته بالحق لا يتلبس به الباطل. هذه هي اللمسة الأولى، التي تمس قلوب " أولي الألباب " من التفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار بشعور العبادة والذكر والاتصال. وهي اللمسة التي تطبع حسهم بالحق الأصيل في تصميم هذا الكون، فتطلق ألسنتهم بتسبيح الله وتنزيهه عن أن يخلق هذا الكون باطلاً:?ربنا ما خلقت هذا باطلاً. سبحانك! ? .. ثم تتوالى الحركات النفسية، تجاه لمسات الكون وإيحاءاته ... ? فقنا عذاب النار. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته. وما للظالمين من أنصار ... ? .. فما العلاقة الوجدانية، بين إدراك ما في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار من حق، وبين هذه الارتعاشة المنطلقة بالدعاء الخائف الواجف من النار؟ إن إدراك الحق الذي في تصميم هذا الكون وفي ظواهره، معناه عند - أولي الألباب - أن هناك تقديراً وتدبيراً، وأن هناك حكمة وغاية، وأن هناك حقاً وعدلاً وراء حياة الناس في هذا الكوكب. ولا بد إذن من حساب ومن جزاء على ما يقدم الناس من أعمال. ولا بد إذن من دار غير هذه الدار يتحقق فيها الحق والعدل في الجزاء. فهي سلسلة من منطق الفطرة والبداهة، تتداعى حلقاتها في حسهم على هذا النحو السريع. لذلك تقفز إلى خيالهم صورة النار، فيكون الدعاء إلى الله أن يقيهم منها، هو الخاطر الأول، المصاحب لإدراك الحق الكامن في هذا الوجود .. وهي لفتة عجيبة إلى تداعي المشاعر عند ذوي البصائر .. ثم تنطلق ألسنتهم بذلك الدعاء الطويل، الخاشع الواجف الراجف المنيب، ذي النغم العذب، والإيقاع المنساب، والحرارة البادية في المقاطع والأنغام! ولا بد من وقفة أمام الرجفة الأولى وهم يتجهون إلى ربهم ليقيهم عذاب النار .. لا بد من وقفة أمام قولهم: ? ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته ? .. ? وما للظالمين من أنصار ? .. إنها تشي بأن خوفهم من النار، إنما هو خوف - قبل كل شيء - من الخزي الذي يصيب أهل النار .. وهذه الرجفة التي تصيبهم هي أولاً رجفة الحياء من الخزي الذي ينال أهل النار. فهي ارتجافة باعثها الأكبر الحياء من الله، فهم أشد حساسية به من لذع النار! كما أنها تشي بشعور القوي بأنه لا ناصر من الله، وأن الظالمين ما لهم من أنصار .. ثم نمضي مع الدعاء الخاشع الطويل: ? ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم. فآمنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ? .. فهي قلوب مفتوحة؛ ما إن تتلقى حتى تستجيب. وحتى تستيقظ فيها الحساسية الشديدة، فتبحث أول ما تبحث عن تقصيرها وذنوبها ومعصيتها، فتتجه إلى ربها تطلب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، والوفاة مع الأبرار. ويتسق ظل هذه الفقرة في الدعاء مع ظلال السورة كلها، في الاتجاه إلى الاستغفار والتطهر من الذنب والمعصية، في المعركة الشاملة مع شهوات النفس ومع الذنب والخطيئة. المعركة التي يتوقف على الانتصار فيها ابتداء كل انتصار في معارك الميدان، مع أعداء الله وأعداء الإيمان .. والسورة كلها وحدة متكاملة متناسقة الإيقاعات والظلال. وختام هذا الدعاء. توجه ورجاء. واعتماد واستمداد من الثقة بوفاء الله بالميعاد: ? ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد ? .. فهو استنجاز لوعد الله، الذي بلغته الرسل، وثقة بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد، ورجاء في الإعفاء من الخزي يوم القيامة، يتصل بالرجفة الأولى في هذا الدعاء، ويدل على شدة الخوف من هذا الخزي، وشدة تذكره واستحضاره في مطلع الدعاء وفي ختامه. مما يشي بحساسية هذه القلوب ورقتها وشفافيتها وتقواها وحيائها من الله. والدعاء في مجموعه يمثل الاستجابة الصادقة العميقة، لإيحاء هذا الكون وإيقاع الحق الكامن فيه، في القلوب السليمة المفتوحة .. ولا بد من وقفة أخرى أمام هذا الدعاء، من جانب الجمال الفني والتناسق في الأداء .. إن كل سورة من سور القرآن تغلب فيها قافية معينة لآياتها - والقوافي في القرآن غيرها في الشعر، فهي ليست حرفاً متحداً، ولكنها إيقاع متشابه - مثل " بصير. حكيم. مبين. مريب " .. " الألباب، الأبصار. النار. قرار " .. " خفياً. شقياً. شرقياً. شيئاً " ... الخ. وتغلب القافية الأولى في مواضع التقرير. والثانية في مواضع الدعاء. والثالثة في مواضع الحكاية. وسورة آل عمران تغلب فيها القافية الأولى.». (في ظلال القرآن – سيد قطب)
وعلق أحد الظرفاء بقول جميل في الموضوع قائلا: "هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً، نعم إنها لآيات عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب، قلوب أولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك! فهلا تفكرنا في ملكوت الله؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا .. اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً.".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 02:03]ـ
· المثال الرابع: الآيات 67 - 71 من سورة الأنفال
قال تعالى: ? مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70) وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) ? الأنفال: 67 - 71
هذه الآيات من الآيات التي أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزولها ... وإليك خبر ذلك كما ورد في التفسير: «ومن التحريض على القتال ينتقل السياق إلى بيان حكم الأسرى - بمناسبة تصرف الرسول صلى لله عليه وسلم والمسلمين في أسرى بدر - وإلى الحديث إلى هؤلاء الأسرى وترغيبهم في الإيمان وما وراءه من حسن العوض عما فاتهم وعما لحقهم من الخسارة في الموقعة: ?ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم، فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً، واتقوا الله، إن الله غفور رحيم ?. ?يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى، إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم، والله غفور رحيم. وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم، والله عليم حكيم? .. قال ابن إسحاق - وهو يقص أخبار الغزوة -: " فلما وضع القوم أيديهم يأسرون، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العريش، وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوشحاً السيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخافون عليه كرة العدو، ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي، في وجه سعد الكراهية لما يصنع الناس، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم! " قال: أجل والله يا رسول الله، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك، فكان الإثخان في القتل أحب إليّ من استبقاء الرجال! وروى الإمام أحمد - بإسناده - عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم - قال: لما كان يومئذ التقوا، فهزم الله المشركين، فقتل منهم سبعون رجلاً وأسر منهم سبعون رجلاً، واستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر وعلياً. فقال أبو بكر: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه منهم قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما ترى يا ابن الخطاب؟ " قال قلت: والله ما أرى رأي أبي بكر، ولكني أرى أن تمكني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل (ابن أبي طالب) فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم! .. فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، وأخذ منهم الفداء .. فلما كان من الغد - قال عمر - فغدوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وهما يبكيان. فقلت: ما يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما! قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء. لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة " - لشجرة قريبة من النبي صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل: ? ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ? إلى قوله: ? فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً ? فأحل لهم الغنائم ... ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طرق عن عكرمة بن عمار اليماني. وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن
(يُتْبَعُ)
(/)
هاشم، عن حميد، عن أنس - رضي الله عنه - قال: استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر، فقال: " إن الله قد أمكنكم منهم " فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم. فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس " فقام عمر فقال: يا رسول الله، اضرب أعناقهم. فأعرض عنه النبي صلى لله عليه وسلم، فقال للناس مثل ذلك. فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء. قال: فذهب عن وجه رسول الله - صلى لله عليه وسلم - ما كان فيه من الغم، فعفا عنهم وقبل منهم الفداء. قال: وأنزل الله عز وجل: ? لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ? .. وقال الأعمش، عن عمر بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى لله عليه وسلم–:" ما تقولون في الأسارى؟ " فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومك وأهلك، استبقهم واستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم .. وقال عمر: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم .. وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، أنت في واد كثير الحطب. فأضرم الوادي عليهم ناراً ثم ألقهم فيه! فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليهم شيئاً. ثم قام فدخل. فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر. وقال ناس: يأخذ بقول عمر. وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة. ثم خرج عليهم رسول الله - صلى لله عليه وسلم - فقال: " إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام قال: ? فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ? وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى عليه السلام: قال: ? إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ?. وإن مثلك يا عمر كمثل موسى عليه السلام قال: ? ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ?. وإن مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام قال: ? رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ?. أنتم عالة فلا ينفكن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق " قال ابن مسعود: قلت: يا رسول الله، إلا سهيل ابن بيضاء فإنه يذكر الإسلام! فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع عليّ حجارة من السماء مني في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " إلا سهيل بن بيضاء " فأنزل الله عز وجل: ? ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ... ? إلى آخر الآية ... (رواه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي معاوية عن الأعمش به، والحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه). والإثخان المقصود: التقتيل حتى تضعف شوكة المشركين وتشتد شوكة المسلمين، وهذا ما كان ينبغي قبل أن يكون للنبي والمسلمين أسرى يستبقونهم ويطلقونهم بالفدية كما حدث في بدر. فعاتب الله المسلمين فيه. لقد كانت غزوة بدر هي المعركة الأولى بين المسلمين والمشركين. وكان المسلمون ما يزالون قلة والمشركون ما يزالون كثرة. وكان نقص عدد المحاربين من المشركين مما يكسر شوكتهم ويذل كبرياءهم ويعجزهم عن معاودة الكرة على المسلمين. وكان هذا هدفاً كبيراً لا يعدله المال الذي يأخذونه مهما يكونوا فقراء. وكان هنالك معنى آخر يراد تقريره في النفوس وتثبيته في القلوب .. ذلك هو المعنى الكبير الذي عبر عنه عمر رضي الله عنه في صرامة ونصاعة وهو يقول: " وحتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين " .. لهذين السببين البارزين نحسب - والله أعلم - أن الله - سبحانه - كره للمسلمين أن يأخذوا الأسرى يوم بدر وأن يفادوهم بمال. ولهذه الظروف الواقعية التي كان يواجهها النص - وهو يواجهها كلما تكررت هذه الظروف - قال الله تعالى: ? ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض? .. ولذلك عرّض القرآن بالمسلمين الذين قبلوا الفداء في أسرى المعركة الأولى: ? تريدون عرض الدنيا? .. أي: فأخذتموهم أسرى بدل أن تقتلوهم؛ وقبلتم فيهم الفداء وأطلقتموهم! ? والله يريد الآخرة ? .. والمسلمون عليهم أن يريدوا ما يريد الله، فهو خير وأبقى، والآخرة تقتضي التجرد من إرادة عرض الدنيا! ? والله عزيز حكيم ? .. قدر لكم النصر، وأقدركم عليه، لحكمة يريدها من قطع دابر الكافرين ?ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون? ?لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم? .. ولقد سبق قضاء الله بأن يغفر لأهل بدر ما يفعلون؛ فوقاهم سبق قضائه فيهم ما كان يستحقه أخذهم الفداء من العذاب العظيم! ثم زادهم الله فضلاً ومنة؛ فجعل غنائم الحرب حلالاً لهم - ومنها هذه الفدية التي عوتبوا فيها - وكانت محرمة في الديانات قبلهم على أتباع الرسل - مذكراً إياهم بتقوى الله، وهو يذكر لهم رحمته ومغفرته، لتتوازن مشاعرهم تجاه ربهم، فلا تغرهم المغفرة والرحمة، ولا تنسيهم التقوى والتحرج والمخافة: ?فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً، واتقوا الله، إن الله غفور رحيم ? .. » (في ظلال القرآن - سيد قطب).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 02:25]ـ
· المثال الخامس:
حديث حذيفة رضي الله عنه قال: " صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بآية سؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ، رواه مسلم بهذا اللفظ.
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال " قمت مع النبي صلي الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة ولا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه سبحانك ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ثم قال في سجوده مثل ذلك"، رواه أبو داود والنسائي في سننهما والترمذي في الشمائل بأسانيد صحيحة. وفى رواية النسائي ثم سجد بقدر ركوعه.
وعن إسماعيل بن أمية قال " سمعت أعرابيا يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بالتين والزيتون فانتهى إلى آخرها فليقل وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل بلى، ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل آمنا بالله "، رواه أبو داود والترمذي قال الترمذي هذا الحديث إنما يروى بهذا الإسناد عن الأعرابي عن أبي هريرة ولا يسمى، قلت: فهو ضعيف لأن الأعرابي مجهول فلا يعلم حاله وإن كان أصحابنا قد احتجوا به، هذا تفصيل مذهبنا. وقال أبو حنيفة رحمه الله: يكره السؤال عند آية الرحمة والاستعاذة في الصلاة.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 02:27]ـ
· المثال السادس:
حديث (شيبتنى هود وأخواتها) ورد في عدة روايات: (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) رواه الترمذي في تفسير القرآن باب سورة الواقعة (3219)، ورواه الحاكم وابن مردويه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3723) عن عقبة بن عامر وأبي جحيفة قال صلى الله عليه وسلم: شيبتني هود وأخواتها رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (3720) عن أبي بكر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: شيبتني هود و أخواتها قبل المشيب. رواه ابن مردويه وصححه الألباني في صحيح الجامع (3721) عن عمران بن الحصينقال صلى الله عليه وسلم: شيبتني هود و أخواتها من المفصل رواه ابن مردويه وصححه الألباني في صحيح الجامع (3722)
ويقول فضيلة الشيخ محمد ين صالح بن عثيمين معلقا على هذا الحديث ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: (أراك شبت قال: "شيبتني هود وأخواتها"). فقد اختلف فيه على نحو عشرة أوجه: فروي موصولاً ومرسلاً، وروي من مسند أبي بكر وعائشة وسعد، إلى غير ذلك. (من كتاب مصطلح الحديث) قال العلماء في (شيبتني هود وأخواتها): لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع، والوعيد الشديد، لاشتمالهن مع قصرهنّ على حكاية أهوال الآخرة، وعجائبها وفظائعها، وأحوال الهالكين والمعذبين، مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة وهو من أصعب المقامات.(/)
أيهما أفضل في المعنى (كَلَامُ غَيْرِهِ أم كَلَامٌ غَيْرُهُ)؟
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:02]ـ
وردت هذه العبارة في الإتقان للسيوطي:
يُكْرَهُ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِمُكَالَمَةِ أَحَدٍ قَالَ الْحَلِيمِيُّ لِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيْهِ كَلَامُ غَيْرِهِ.
يُكْرَهُ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِمُكَالَمَةِ أَحَدٍ قَالَ الْحَلِيمِيُّ لِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيْهِ كَلَامٌ غَيْرُهُ.
فسألت الإخوة الفضلاء:
أيهما أفضل في المعنى؟
فكان الجواب ...
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:03]ـ
أبو مسلم:
أرى – والعلم عند الله تعالى – أن الإضافة أفضل وأليق!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:04]ـ
الباحث النحوي:
مجرد رأي على عجل: لأننا ننطلق من الكلام لا من المتكلم فلعل الأقرب لذهن القارئ: كلامٌ غيرُه، ولكن أول النقل (يُكْرَهُ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِمُكَالَمَةِ أَحَدٍ) فيكون قوله (كلام الله) بمعنى تكليم الله، وحينها تكون الإضافة أقرب! والإضافة تعطي معنى أشد وضوحا! والله أعلم! ولها في القراءات نظير لا يحضرني!
لا تنس أن تريني آخر ما تستقرون عليه!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:05]ـ
أبو معاذ المنفلوطي:
والله يا شيخ هذا ما وقع في قلبي – أن الإضافة أفضل- وكذلك الشيخ أبو مسلم؛ ولهذا ذكرتُ هذه الجملة: (يُكْرَهُ قَطْعُ الْقِرَاءَةِ لِمُكَالَمَةِ أَحَدٍ)، قبل نقل كلام الحليمي!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:06]ـ
أبو أروى الدرعمي:
وأنا أرى أن الإضافة أفضل وأليق!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:07]ـ
الهلالي:
وأنا أرى - والله أعلم - أن كلا التعبيرين سائغ ولا تفضيل بينهما.
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:07]ـ
مبروك يونس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد وقع تنكير الكلام موقع الراجح عندي؛ لما في التنكير من معنى التحقير في بعض معانيه، وهذا هو الجدير هنا؛ إذ في هذا السياق يحقر كلام غير الله بجوار كلام الله؛ للحث على عدم قطع كلام الله لكلام غيره، فتنوين الكلام أفاد معانيَ كثيرة بلفظ واحد، فجمع بين تبجيل كلام الله وتوقيره وتعظيمه، وأنه لا ينبغي أن يترك لغيره، وهذا جمعٌ بلفظ واحد بين الأمر أو الحكموعِلَّتِه، وهذا ما لا يظهر في غير التنوين، وهذا أيضًا له نظير في القراءات، وكلام العرب، والشعر والبلاغة، ولا يخفى على ذي عقلٍ أن ما يفيد أكثر من معنى يتطلبه السياق أولى من الذي يفيد معنى واحدًا.
من القراءات:
تفسير الطبري 310 (دار هجر) - (10/ 44)
وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ: (فَلَهُ عَشْرٌ) بِالتَّنْوِينِ (أَمْثَالُهَا) بِالرَّفْعِ.
والله أعلم.
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 05:09]ـ
فما رأي الفضلاء من رواد الملتقى الكريم؟(/)
ما معنى قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}؟
ـ[سوما]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:37]ـ
السلام عليكم ... ما معنى كلمة وزرا وازرة
ـ[سوما]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:40]ـ
: ما معنى وزرا وازرة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن كان المقصود قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} فالوزر هو الإثم، والوازرة مقترف الإثم.
أي لا يحمل أحد ذنب أحد.
والله أعلم.
ـ[سوما]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:56]ـ
شكرا لك سيدي جزاك الله كل خير بإن الله(/)
ماهي الكتب في مفردات القرآن
ـ[أم أبيها]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله
ماهي الكتب في مفردات القرآن التي يمكن أن أرجع إليها في رسالة علمية ..
غير المفردات للراغب
وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 10:17]ـ
أرى أن يكون النظر في كل ما كُتِب حول معاني القرآن وغريبه وكتب الوجوه والنظائر وقد يقتضي النظر في كتب التفسير ذات العناية باللغة؛ فجميع ذلك يفسح البحث ويعطى نتائج أقرب إلى الشمول.
ـ[الشهرزوري]ــــــــ[28 - Dec-2010, صباحاً 04:54]ـ
تفسير غريب القرآن العظيم لابي عبد الله محمد الرازي المتوفى بعد 666ه
ـ[أم أبيها]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 04:28]ـ
جزاكما الله خيرا
وبارك فيكما(/)
استفسار عن كتاب كلمات القران من تفسير السعدي
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 11:27]ـ
أسأل عن كتاب
كلمات القران من تفسير السعدي
لدرويش جويدي
ما رأيكم فيه؟(/)
سورة (المؤمنون) أم (المؤمنين)؟؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 01:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أسماء السور يجري عليها التغير الإعرابي حسب موقعها في الجملة؟؟
وجدت أن أسماء هذه السور:
سورة (المؤمنون) / الكافرون/
رغم أن إعرابها = مضاف إليه (مجرور بالياء)
وأما سورة المطففين، فهل لو وقعت في موضع رفع فهل تغير إلى (المطففون)؟؟
أما سورة المنافقين فيقال سورة (المنافقون) ويقال سورة (المنافقين)
فهل أجد عندكم تبريرا نحويا أو من ناحية تسمية السور؟ وهل تكلم العلماء في هذا؟
في الواقع عندي خاطر في ذهني ولكني لستُ متأكدة منه .. ولمّا أبحث ..
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 04:57]ـ
لا تتغير عند تغير موقعها في الكلام، لأنها تجري مجرى الحكاية، فأقول (حفظتُ المؤمنون) و (عجِبتُ لسورة المؤمنون).
و كذا بالنسبة لسورة (المنافقين) فتبقى الياء حتى في موضع الرفع.
و لا شكَّ أن تسمية السور توقيف من الله تعالى، فيبقى الاسم كما هو و لا يصح تغييره.
و كذا سورة (آلَ عمرانَ) فهي بفتح الآل، فتبقى الفتحة مهما كان موقع اللفظة في الجملة.
كل ذلك حكايةً ..
كمن سمَّى ابنه (ثمانونَ) فلا تتغير واوه عند تغير موقعه، و لا استغراب في مثالي هذا، فكثير من أسماء الأندلسيين تنتهي بمقطع (ـونَ) مثل: فحلون، زيدون، جبرون ...
كما أن في أسمائهم مقطع (ـينَ) مثل: زَمْنِينَ ..
فهذه الأمساء على وزن جمع المذكر السالم، و لكن لا هي هو و لا ملحقةٌ به، و إنما هي أعلامٌ مفردةٌ.
يبقى صفة إعرابها: -إما بالحركة الظاهرة على آخره مع جريانها مجرى الاسم الذي لا ينصرف فأقول (هذه المؤمنونُ، و حفظتُ المؤمنونَ، و أعجبتُ بالمؤمنونَ).
- و إما بحركات مقدَّرة فأقول (حضر زيدونَ، و رأيتُ زيدونَ، و مررتُ بزيدونَ)، و تكون الحركات مقدرة على النون منع من ظهورها الحكاية ..
هذا ما علِق بذهني، و أهل اللغة في منتدانا عند حسن ظني (:
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 05:08]ـ
و حتى لا أكون غاشًّا، فإن مقطع (ـونَ) في أسماء الأندلسيين - رحمهم الله - زعم بعضهم أنها مستقاة من الإسبانية، و هي تدل عندهم على التفخيم.
أخبرني بذلك طالب يدرس معي و هو متقنٌ للإسبانية و أخبر بذلك أستاذة الأدب الأندلسي فسكتتْ.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 08:49]ـ
بارك الله فيك
هذا هو الواقع في المصحف فالسورة مكتوبة: سورة المؤمنون
ولكن ماذا عن:
أما سورة المنافقين فيقال سورة (المنافقون) ويقال سورة (المنافقين)
فهل تغير حسب موقعها في العبارة؟
ربما لم أطرح السؤال بأسلوب صحيح؟؟(/)
دعاء نبي الله شعيب ومن معه في سورة الاعراف بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 09:47]ـ
بسم لله الرحمن الرحيم
(وسع ربنا كل شيء علما- على الله توكلنا- ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين*)
سورة الاعراف الاية\89
الحمد لله\
التوكل هو الضراعة والاعتماد بعد الثقة والاستسلام والخضوع والتوكل على الله تعالى وهو الاستسلام و الضراعة اليه بعد الايمان المطلق به بانه على كل شيء قدير
وشعيب نبي الله تعالى قد استكبر قومه ولم يطيعوه ولم يؤمنوا بالله العلى العظيم وطالبوا شعيبا عليه السلام بالرجوع الى ملتهم الكافرة بعد اذ انجاه الله تعالى منها ومن اتبعه من المؤمنين من قومه وهم قليل في هذ الظرف العصيب والموقف الحرج حيث اجمع قومه ان يقتلونه
توجه شعيب عليه السلام الى ربه تعالى بقلب منكسرمفعم بالايمان مبتهلا اليه متوكلا عليه بحمد وثناء قائلا- (وسع ربنا كل شيء علما) - اي يعلم كل صغيرة وكبيرة يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور داعيا اياه تعالى بعد الثناء عليه – (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين) - فاستجاب له ربه تعالى وفتح بينه وجماعته المؤمنين بعد ان نجاهم وبين الكفار الظالمين الذين اخذتهم الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين حيث ان الله تعالى زلزل بهم الارض من تحت اقدام الكافرين فاصبحوا جثثا ملقاة عليها – (كأنهم اعجاز نخل خاوية) - كانهم جذوع النخيل المعابة التي تسقط على الاض من شدة الريح القاصف او جذوع النخل الميتة
وفي هذا يتبين انجاز دعاء المؤمن حينما يتوكل على الله تعالى ويدعوه بعد الحمد والثناء عليه سبحانه - والحمد والثناء من موجبات الاستجابة - سيستجيب له ويقضي حاجته وخاصة اذا كان مظلوما
ان الله على الحق المبين(/)
بشائر النصر في الموعظة عند اللقاء بسورة العصر
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[29 - Dec-2010, صباحاً 12:49]ـ
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا؛
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد: عن أبي مدينة الدارمي- رضي الله عنه -، قال: «كان الرجلان من أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا، ثم أرادا أن يفترقا، قرأ أحدهما: ? والعصر إن الإنسان لفي خسر ? حتى يختمها، ثم يسلم كل واحد منهما على صاحبه» ([1]).
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -: «وفي هذا الحديث فائدتان مما جرى عليه عمل سلفنا – رضي الله عنهم جميعا-:
إحداهما: التسليم عند الافتراق، وقد جاء النص بذلك صريحا من قوله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، وإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة». وهو حديث صحيح ... وفي معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء السلام ...
والأخرى: نستفيدها من التزام الصحابة لها، وهي قراءة سورة العصر؛ لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قولا أو فعلا أو تقريرا ... » ([2]).
وعن أبي نضرة – رحمه الله -، قال: «كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اجتمعوا تذاكروا العلم، وقرءوا سورة» ([3]).
قلت: هي سورة العصر كما مر، قال الله تعالى: ? والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ? [العصر: 1 – 3].
عن محمد بن كعب القرظي – رحمه الله – قال في قوله تعالى: «? والعصر ? قال: «قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى، ? إن الإنسان لفي خسر ? قال: الناس كلهم، ثم استثنى فقال: ? إلا الذين آمنوا?، ثم لم يدعهم وذلك حتى قال: ? وعملوا الصالحات ?، ثم لم يدعهم وذلك حتى قال: ?وتواصوا بالحق ?، ثم لم يدعهم وذلك حتى قال: ? وتواصوا بالصبر ? شروطا يشترط عليهم» ([4]).
وقال الإمام الشافعي - رحمه الله-: «لو ما أنزل الله حجة على عباده إلا هذه السورة لكفتهم» ([5]) وقال: «الناس في غفلة عن هذه السورة ? والعصر ?» ([6]).
ومما تضمنته هذه السورة:
1/ الإشارة إلى قيمة الزمن وضرورة حفظ الأوقات:
عن ابن عباس– رضي الله عنه- في قوله: ? والعصر ?قال: «العصر: ساعة من ساعات النهار» ([7]). وقال ابن قيم الجوزية – رحمه الله -: «والعصر المقسم به قيل: هو أول الوقت الذي يلي المغرب من النهار، وقيل: هو آخر ساعة من ساعاته، وقيل: المراد صلاة العصر، وأكثر المفسرين على أنه الدهر، وهذا هو الراجح» ([8]).
وقال الطبري – رحمه الله -: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر، والعصر اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه» ([9]).
فالله – جل وعز - أقسم بالعصر، وهو الدهر ([10])، والدهر الزمان ([11])، والزمن والزمان اسم لقليل الوقت وكثيره ([12])، والوقت مقدارٌ منه ([13])، وهو محل أعمال الإنسان، وأجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء، وإنما أقسم الله به لبيان أهميته وعظمه، وأنه من جملة أصول النعم التي ينبغي أن تغتنم، وقدمه لأن مراعاة الأوقات مقدمة على مراعاة جميع الواجبات.
وعمر الإنسان هو وقته في الحقيقة، وهو مسئول عنه؛ عن ابن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم– قال: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم» ([14]).
فالمسلم مطالب بمراعاة الوقت يوميا لأداء الصلوات في أوقاتها، وبمراعاتها أسبوعيا لأداء صلاة الجمعة، وبمراعاتها شهريا في العدة والطلاق وغيرهما، وبمراعاتها سنويا لأداء الزكاة وصوم شهر رمضان، وبمراعاتها على مدى العمر لأداء مناسك الحج وعبادة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان الصحابة – رضي الله عنهم – يتقارؤون سورة العصر عند كل لقاء؛ بيانا لقيمة الزمن، وحفظا للأوقات، وحثا على عمارتها بالصالحات، وتربية لملكة مراعاتها؛ لأن الوقت أجل غنيمة تنتهز فيها الفرص، وأعظم تحصيل عند العقلاء والعلماء بالأخص، وهو رأس مال الإنسان، وبقدر العناية به أو تضييعه يحصل الربح أو الخسران، وهو أنفس ما عني المرء بحفظه، وأسهل ما يضيعه لجهالته وضعفه، وهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وإن لم تحافظ عليه ذهب ولم يبق معك، ويا ليته يذهب ولا يترك أثرا، بل ما فات منه لا يستدرك ولا شيء أعز منه قدرا، ففيه الأنفاس تعد وتحسب، وبمرور جزء منه تدنو المنايا من النفوس وتقرب، وقد يفرح الغمر بذهابه، ولا يدري أن في إذهابه ذهابا به، فضياع الوقت وفوته هو هلاك الإنسان وموته.
فعلى العاقل أن يكون ابن وقته، وأن يشغل نفسه في كل وقت بما هو أولى لها، وأنفع في معادها ومعاشها، وأن يقوم بالعمل الحاضر؛ ليكون عونا له على العمل الآخر، ولا يؤخر عمل الساعة الأولى إلى الساعة الثانية، ولا عمل اليوم إلى الغد، ولينظم أعماله، ويترك الفضول في كل شيء، ويقلل من الأكل، والنوم، ومخالطة الناس، وليغتنم حياته قبل موته، وصحته قبل سقمه، وفراغه قبل شغله، وشبابه قبل هرمه، وغناه قبل فقره. وليحرص على أن لا يغبن خاصة حال صحته وفراغه؛ فإن الدنيا مزرعة الآخرة، وكل الناس يغدو فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها، قال الله تعالى:? وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ? [الفرقان: 62].
عن ابن عباس– رضي الله عنه - قوله:? وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ?يقول: «من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار، أو من النهار أدركه بالليل» ([15]).
2/ الدعوة إلى عمارة الأوقات بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر:
قال الطبري– رحمه الله-: «وقوله? إن الإنسان لفي خسر ? يقول: إن ابن آدم لفي هلَكة ونقصان» ([16]).
وعن مجاهد- رحمه الله -: «? إن الإنسان لفي خسر ? إلا من آمن» ([17]).
وقال الطبري – رحمه الله - أيضا: «? إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات? يقول: إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد. وقوله: ? وتواصوا بالحق?يقول: وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنزل الله في كتابه من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه» ([18]).
وعن قتادة–رحمه الله -: «? وتواصوا بالحق?والحق: كتاب الله» ([19]).
وقال الطبري– رحمه الله -: «وقوله: ? وتواصوا بالصبر?يقول: وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله» ([20]).
وعن قتادة–رحمه الله-:? وتواصوا بالصبر?قال: «الصبر: طاعة الله» ([21]).
وقال ابن الجوزي-رحمه الله-: «قال أهل المعاني: الخسر: هلاك رأس المال أو نقصه. فالإنسان إذا لم يستعمل نفسه فيما يوجب له الربح الدائم، فهو في خسران، لأنه عمل في إهلاك نفسه، وهما أكبر رأس ماله، «? إلا الذين ءامنوا ?أي: صدَّقوا الله ورسوله، وعملوا بالطاعة. ? وتواصوا بالحق?أي: بالتوحيد، والقرآن، واتباع الرسول. ? وتواصوا بالصبر?على طاعة الله، والقيام بشريعته» ([22]).
وعن ابن عباس – رضي الله- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» ([23]).
قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: «وقال الطيبي: ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم - للمكلف مثلا بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذق لئلا يغبن، فالصحة والفراغ رأس المال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النفس وعدو الدين؛ ليربح خيري الدنيا والآخرة، وقريب منه قول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ? الآيات. وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح. وقوله في الحديث: "مغبون فيهما كثير من الناس" كقوله تعالى: ? قَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ? [سبأ: 13]، فالكثير في الحديث في مقابلة
(يُتْبَعُ)
(/)
القليل في الآية» ([24]).
قال الله- جل وعز-: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ? [فاطر: 29]، وقال: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ? [الصف: 10 - 11].
وعن ابن عباس – أيضا – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» ([25]).
نسأل الله التوفيق، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به، سبحانه وبحمده، أشهد أن لا إله إلا هو، نستغفره، ونتوب إليه.
وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت.
.............................. .................... .....
([1]) صحيح: رواه أبو داود في "الزهد" (417) والطبراني في "الأوسط" (5124) والبيهقي في "الشعب" (8639) والألباني في "الصحيحة" (2648).
([2]) "سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها" (6/ 308 - 309).
([3]) صحيح: رواه الخطيب في " الفقيه المتفقه" (948).
([4]) صحيح رواه عبد الرزاق في تفسير القرآن (2/ 294) وابن أبي حاتم (10/ 3463).
([5]) تفسير الإمام الشافعي لأحمد بن مصطفى الفران (3/ 1461).
([6]) تفسير الإمام الشافعي لأحمد بن مصطفى الفران (3/ 1461).
([7]) حسن رواه الطبري في "تفسيره" (24/ 612).
([8]) "التبيان في أقسام القرآن" (ص/54).
([9]) "تفسير الطبري" (24/ 612).
([10]) انظر "تهذيب اللغة" (2/ 13) و"المحكم" (1/ 265) و"لسان العرب" (ص/2968).
([11]) انظر تهذيب اللغة (6/ 193).
([12]) انظر "لسان العرب" (ص/1867).
([13]) انظر المصدر السابق (ص/4887).
([14]) حديث حسن لغيره رواه الترمذي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي وهو في الصحيحة (946).
([15]) حسن رواه الطبري في "تفسيره" (17/ 485).
([16]) تفسير الطبري (24/ 612).
([17]) حسن رواه الطبري في "تفسيره" (24/ 613).
([18]) تفسير الطبري (24/ 613 - 614 24/ 613 - 614).
([19]) حسن رواه الطبري في "تفسيره" (24/ 614).
([20]) تفسير الطبري (24/ 614).
([21]) حسن رواه الطبري في "تفسيره" (24/ 615).
([22]) زاد المسير في علم التفسير (9/ 225).
([23]) مختصر صحيح الإمام البخاري (2451) للألباني.
([24]) فتح الباري (14/ 492).
([25]) حديث صحيح رواه الحاكم (4/ 447) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (3355).(/)
مجلس الحديث وعلومه(/)
جمعٌ ودراسةٌ لأحاديث صلاة الحاجة
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Nov-2006, مساء 11:00]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيِّين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذه دراسةٌ حديثية للأحاديث المروية في صلاة الحاجة، أسأل الله أن ينفع بها.
روى الترمذي في جامعه (479) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 460 "1026") وابن ماجه في سننه (1384) والحاكم في المستدرك (1/ 320) والبيهقي في الشعب (3/ 175 "3265") والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1084) والبزار في مسنده (8/ 300 " 3374") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (59) وغيرهم، من طريق أبي الورقاء فائدِ بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبي أوفى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من كانت له إلى الله حاجةٌ أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلِّ ركعتين ثم ليُثنِ على الله وليصلِّ على النبيِّ ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم؛ سبحان الله رب العرش العظيم؛ الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأن مداره على فائد، وهو متهمٌ متروكُ الحديث، قال عنه أبو حاتم الرازي:
"وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً؛ كأنه لايُشْبِه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كَذِبٌ لم يحنث" الجرح والتعديل (7/ 84).
وقال الحاكم: "روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة" التهذيب (8/ 256) والميزان (3/ 339).
ولذا قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريب، وفي إسناده مقال، فائدُ بن عبدالرحمن يُضعَّف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء".
وضعَّفَ الحديثَ البزارُ وغيره، وذكره ابنُ الجوزي في الموضوعات وتعقَّبَه السخاويُّ فقال:
"وقد توسَّعَ ابنُ الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات وفي ذلك نظر ... وفي الجملة هو حديثٌ ضعيفٌ جداً" القول البديع (ص 431 - ).
وقد ذُكر لهذا الحديث شواهد عدة:
أولها/ حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار؛ وتشهَّد بين كل ركعتين، فإذا تشهَّدتَ في آخر صلاتك فاثنِ على الله عز وجل، وصلِّ على النبي واقرأ وأنت ساجدٌ فاتحةَ الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم قل: اللهمَّ إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدِّك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً، ولا تعلِّمون السفهاءَ فإنهم يدعون بها فيستجاب".
أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (2/ 157 - "392 ") و ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 464) من طريق عمر بن هارون البَلْخي عن ابن جريج عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود به.
وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً، فإن عمر بن هارون كذبه ابن معين وغيره.
قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ موضوعٌ بلا شك" وذكر هو وغيره أن هذا الحديثَ منكرُ المتنِ أيضاً، لمخالفته الأحاديث الثابتة في النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود.
ثانيها/ حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، حتى إذا كان آخر ركعة قرأ بين السجدتين بفاتحة الكتاب سبع مرات وبـ (قل هو الله أحد) سبع مرات وبآية الكرسي سبع مرار، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم سجد آخر سجدة له فيقول في سجوده بعد تسبيحه: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم ومجدك الأعلى وكلماتك التامة، ثم يسأل الله -فقال النبي صلى الله عليه وسلم-: لو كان عليه من الذنوب عدد رمل عالج وأيام الدنيا لغفر الله" يعني له.
وقال رسول الله: "لا تعلِّموها سفهاءَكم فيدعون بها لأمرٍ باطل فيُستجاب لهم".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 471) من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة به.
والحسن بن يحيى ضعيفٌ جداً، وقد تفرد بهذا الإسناد، وأصحُّ أسانيده عن ابن جريج –كما قال السخاوي- ما رواه هشام بن أبي ساسان عن ابن جريج عن عطاء قوله (القول البديع ص430).
ثالثها/ حديث ابن أبي أوفى شاهدٌ ثالث، وهو ما أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 462) من طريق أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله قال: "من كان له إلى الله عز وجل حاجةٌ عاجلة أو آجلة فليقدِّم بين يدي نجواه صدقة، وليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم يدخل يوم الجمعة إلى الجامع فليصل اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في عشر ركعات في كل ركعة الحمد مرةً، وآية الكرسي عشر مرات، ويقرأ في ركعتين في كل ركعة الحمد مرةً، وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم يجلس ويسأل اللهَ تعالى حاجته، فليس يردُّه الله من حاجة عاجلة أو آجلة إلا أمضاها الله له".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأنه من رواية أبان، وهو متروك الحديث.
وروي بلفظٍ آخر من طريق أبي هاشم الأيلي عن أنس، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (كما في اللآلئ 2/ 41) وأبو هاشم ضعيفٌ جداً، واسمه كثيرُ بن عبدالله السامي الناجي.
وروي بلفظٍ ثالثٍ من حديث أنس، خرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 137) وذكره المنذري في الترغيب (1/ 274) وأورده الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب (1/ 215) وقال:
(إسناده مظلم، فيه من لا يُعرف، وهو في الضعيفة "5287").
وتأتي بقية الشواهد بمشيئة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 07:50]ـ
رابعاً/ حديثُ عثمان بن عفان رضي الله عنه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 93) عن أبي زكريا الشيرازي عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا عن أبي عبدالله أحمد بن طاهر عن أبي العباس عبد الرحمن بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلِّمه صلاة الحاجة، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت إليك إلى ربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضي لي، فاللهمَّ شفِّعه في".
وهذا الإسناد ضعيفٌ، للانقطاع بين أبي عبدالرحمن وعثمان بن عفان رضي الله عنه
وشيخُ ابن عساكر لم أقف فيه على جرح أو تعديل.
خامساً/ حديثُ أنس بن مالك رض الله عنه قال: كان رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يُكنى أبا معلق، وكان تاجراً يتجر بمالٍ له ولغيره، يضرب به في الآفاق وكان ناسكاً ورعاً، فخرج مرة فلقيه لصٌ مقنَّع في السلاح
فقال له: ضع ما معك فإني قاتلُك.
قال: ما تريد إلا دمي! شأنك بالمال.
قال: أما المال فلي، ولستُ أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات.
قال: صلِّ ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال:
(يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزِّك الذي لا يُرام وملكك الذي لا يُضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني) ثلاث مرار.
قال: دعا بهذا ثلاث مرار، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربةٌ واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللصُّ أقبل نحوه وطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنتَ؟ بأبي وأمي، لقد أغاثني الله بك اليوم.
قال: أنا ملكٌ من السماء الرابعة، دعوتَ الله بدعائك الأول فسمعتُ لأبواب السماء قعقعةً ثم دعوتَ بدعائك الثاني فسمعتُ لأهل السماء ضجة، ثم دعوتَ بدعائك الثالث، فقيل لي: دعاءُ مكروب، فسألتُ الله تعالى أن يولِّيَني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استُجيب له مكروب أو غير مكروب.
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه مجابو الدعوة (ص63) وفي الهواتف (14) ومن طريقه
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (كرامات الأولياء 5/ 166 "111") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (60) وأورده ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي معلق (12/ 24).
وهذا الإسناد ضعيف، فعيسى بن عبدالله التميمي لم أقف له على ترجمة، والكلبي لم أعرفه، ثم إنَّ في الحديث اضطراباً:
فقد روي عن الحسن البصري عن أنس بن مالك.
ومرةً عن الحسن عن أبي بن كعب، كما في الإصابة لابن حجر (12/ 24).
ومرةً عن أبي صالح عن أنس كما عند ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 295).
وقد أفدتُ هذه الأوجه الثلاثة الأخيرة من الأخ خالد بن عمر الفقيه حفظه الله.
سادساً/ حديثُ عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما،
أخرجه عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (58) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 114) أنَّ عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
"من كانت له إلى الله عز وجل حاجةٌ، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة تطهَّر َوراحَ إلى الجمعة فتصدَّقَ؛ قلَّت أو كثرت، فإذا صلى الجمعة قال: اللهمَّ إني أسألك باسمك؛ بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنةٌ ولا نوم، الذي ملأت عظمتُه السماوات والأرض، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو الذي عَنَت له الوجوه وخشعت له الأبصار وذلَّت له القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تعطيني حاجتي، وهي كذا وكذا" فإنه يستجاب له إن شاء الله، وكان يقال:
(لاتعلموا هذا الدعاء سفهاءكم لا يدعون به على مأثم أو قطيعة رحم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الحديث ضعيفٌ، لأنَّ في سنده سعيد بن معروف، قال عنه الأزدي: (لا تقوم به حجة) كما الميزان.
وفي سنده أيضاً أبو بكر محمد بن أحمد الرياحي، وهو ضعيفٌ جداً، قال عنه ابن عدي: (ضعيف، حدثنا بأشياء منكرة، ويسرق الحديث، ولم يكن من أهل الحديث).
وبقي شاهدان يطول الكلام عليهما، وسأوردهما في مشاركة قادمة بمشيئة الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Nov-2006, مساء 12:30]ـ
من الشواهد المذكورة لحديث صلاة الحاجة:
حديثُ يوسف بن عبدالله بن سلام قال: صحبتُ أبا الدرداء أتعلمُ منه، فذكر قصةً، ثم ذكر أنَّ أبا الدرداء حدَّثه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من توضَّأ فأسبغَ الوضوءَ ثم صلى ركعتين يتمُّهما، أعطاه الله ما سأل معجَّلاً أو مؤخَّراً".أخرجه الإمام أحمد في مسنده (45/ 489 "27497") عن محمد بن بكر عن ميمون المرئي عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء.
ومحمد بن بكر البرساني ضعيف، وشيخه ميمون بن موسى المَرَئي صدوق.
فهذا الإسناد ضعيفٌ، لأجل البرساني.
وروى الإمام أحمد في مسنده (45/ 531 "27546") عن أحمد بن عبدالملك عن سهل بن أبي صدقة عن كثير الطُفَاوي عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: "من توضأ فأحسن وضوءَه ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً –شك سهلٌ– يُحسن فيهما الذكر والخشوع ثم استغفر الله عز وجل غفر له".
وقد ذكر عبدالله بن الإمام أحمد عقب هذا الحديث أنَّ أحمدَ بن عبدالملك –شيخ الإمام أحمد– أخطأ؛ فقال:
(سهل بن أبي صدقة)
والصواب (صدقة بن أبي سهل) وذلك أنَّ جمعاً من الرواة ذكروه بهذا الاسم، ومنهم:
سعيد بن أبي الربيع (رواه عنه عبدالله بن الإمام أحمد 45/ 531 وعنه الطبراني في الدعاء رقم " 1848").
وخالد بن خداش (عند الطبراني في الدعاء برقم " 1848" وفي الأوسط 5022).
ومسلم بن إبراهيم (المصدر السابق).
والفضل بن الحسين (عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 4/ 83 " 2040").
وعبدالواحد الحداد (في المسند الكبير لأبي يعلى – المطالب العالية 4/ 350).
وهذا الإسناد لابأس به، فإنَّ مداره على (صدقة بن أبي سهل عن كثير الطفاوي) وقد ذكرهما ابن حبان في ثقاته.
ولكن ليس في هذا الحديث بهذا الإسناد دلالةٌ على صلاة الحاجة، وإنما فيه بيانُ فضل من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين أو أربعاً بخشوع وإقبال، وهذا أمرٌ قد ثبتت في فضله أحاديث.
وإنما الذي يدلُّ –في الجملة- على صلاة الحاجة؛ اللفظُ الأول للحديث، إلا أنَّ إسنادَه ضعيفٌ –كما سبق-.
ومن الشواهد أيضاً:
حديث عثمان بن حُنيف رضي الله عنه أنَّ رجلاً ضريرَ البصر أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ادعُ الله أن يعافيني.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ؛ فهو خيرٌ لك". قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه؛ ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقْضَى لي، اللهم فشفِّعه في".وهذا الحديث مدارُه على أبي جعفر عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري الخطمي، وقد اختُلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجهين:
الأول/رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حُنيف الحديث.
وهذا الوجه أخرجه الترمذي في جامعه (3578) والنسائي في الكبرى (10495) وفي عمل اليوم والليلة (659) وابن ماجه في سننه (1385) وابن خزيمة في صحيحه (1219) والحاكم في المستدرك (1/ 313و519) والإمام أحمد في المسند (28/ 478) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (19/ 359).
وعبد بن حميد في المنتخب (379) والطبراني في الدعاء (2/ 1289) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 210)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 24) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 495"2604"):
من طرق عن عثمان بن عمر.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (28/ 480) ومن طريقه أبونعيم في المعرفة (4/ 1959) عن روح بن عُبادة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 519) من طريق محمد بن جعفر.
ثلاثتهم (عثمان بن عمر وَ روح بن عبادة وَ محمد بن جعفر) عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه النسائي في الكبرى (10494) وفي عمل اليوم والليلة (658) والإمام أحمد في المسند (28/ 480) والبخاري في تاريخه (6/ 209) وابن أبي خيثمة في تاريخه (كما نقل إسنادَه ولفظَه ابنُ تيمية في التوسل ص213) من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي به.
إلا أنه زاد في آخره: "وإن كانت حاجةٌ فافعل مثل ذلك".
وهذه الزيادة لم أجدها إلا عند ابن أبي خيثمة؛ فيما نقله عنه ابن تيمية.
الثاني/رُوي عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عمه عثمان بن حنيف به.
أخرجه النسائي في الكبرى (10496) وفي عمل اليوم والليلة (660) والبخاري في تاريخه (6/ 210) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن أبي جعفر به.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 30 "8311/ 1") وفي الصغير (1/ 306 "508") والدعاء (2/ 1287) وأبونُعيم في المعرفة (4/ 1959) والبخاري في تاريخه (6/ 210) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 495 "2064")
من طريق عبدالله بن وهب عن شَبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عثمان بن حنيف.
وفي أوله قصةُ رجلٍ كان يأتي إلى عثمان بن عفان يريد منه حاجةً فلا يلتفتُ إليه ولا ينظرُ في حاجته، فلقي هذا الرجلُ عثمانَ بن حُنيف رضي الله عنه، فأرشده بما أرشد النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الضرير ففعل، ثم ذهب إلى عثمان بن عفان فقضى حاجته.
هذا معنى القصة، وهي تدلُّ على أنَّ هذا الدعاءَ مشروعٌ لكل أحدٍ بهذه الصيغة
وفيها حجةٌ لمن يرى التوسلَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 526 - ) وابن السني في عمل اليوم والليلة (2/ 706 "629") والبيهقي في الدلائل (6/ 167) وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (61) من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه عن روح بن القاسم.
ولم يذكر أحدٌ منهم القصةَ التي أوردها ابنُ وهب في روايته، إلا عبدالغني المقدسي، فقد ذكر هذه القصة بتمامها.
وأخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 176) من طريق إسماعيل بن شبيب بن سعيد عن أبيه عن روح بن القاسم.
كلاهما (هشام الدستوائي وَ روح بن القاسم) عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة عن عمِّه عثمان به.
وقد رجح أبو زرعة الرازي الوجه الأول عن أبي جعفر، وخالفه ابنُ أبي حاتم فرجح الوجه الثاني لاتفاق هشامٍ وروح بن القاسم عليه (العلل 2/ 495 "2064").
وهذا هو اختيار علي بن المديني فيما نقله عنه الطبراني في الدعاء (2/ 1290).
والذي يبدو أن كلا الوجهين صحيحٌ عن أبي جعفر، لمكانة رواتهما.
وصحح الحديثَ بالوجه الأول الترمذيُّ وابنُ خزيمة، وصححه بالوجه الثاني الطبرانيُّ (المعجم الصغير 1/ 306 "508") والبيهقي كما في الدلائل (6/ 176) وصححه بالوجهين الحاكم.
وحكم بصحة الحديث أيضاً الألبانيُّ (صحيح الجامع "1279" والتوسل ص74) ومقبل الوادعي (الشفاعة ص188 و190).
فائدة: نفى الترمذيُّ أن يكون أبو جعفر المذكور في الإسناد هو الخطمي، والصواب أنه هو، كما جاء صريحاً في بعض طرق الحديث، ونصَّ على ذلك عددٌ من العلماء.
فائدةٌ أخرى: لهذا الحديث وجهان شاذان، أحببتُ الإشارة إليهما:
أولهما/ما رواه عَون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر.
أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1290) من طريق الحسين بن إسحاق عن عون بن عمارة.
وروى الحاكم في المستدرك (1/ 526) وابن حبان في المجروحين (2/ 197) من طريق عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة بن سهل عن عمه عثمان بن حُنيف؛ فوافق الطريقَ المشهورة عن روح.
قال الطبراني: (وَهِمَ عَون في هذا الحديث وهماً فاحشاً) قاله في الدعاء، ونحوه في المعجم الصغير (1/ 306).
ولا يمكن أن يقال: إن الوهم وقع ممن دون عون بن عمارة؛ بدليل أنه رُوي عنه على أحد الوجهين الثابتين؛ كما عند الحاكم وابن حبان في المجروحين!
أقول: لا يمكن أن يُقال ذلك، لأنَّ الراويَ عن عون عند الطبراني هو الحسين بن إسحاق وهو صدوق، وعون ضَعْفُه ظاهرٌ، فتحميله الخطأ والاضطراب أولى.
ثانيهما/ما رواه إدريس العطار عن عثمان بن عمر عن شعبة بن الحجاج عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أُمامة عن عمِّه عثمان بن حُنيف.
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 8311) وعنه أبو نعيم في المعرفة (4/ 1958) عن إدريس بن جعفر العطار به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الوجه منكر، لتفرُّد العطار به، ومخالفته الطريقَ الصحيحة عن عثمان بن عمر.
وإدريس متروك الحديث.
وبعد إتمام الكلام على أسانيد هذا الحديث، أنتقلُ إلى الكلام على متنه، فأقول:
جاءت روايتان شاذتان في متن هذا الحديث، أحببتُ التنبيهَ عليهما:
الرواية الأولى/ذِكْرُ قصةِ الرجل الذي أتى إلى عثمان بن عفان في حاجةٍ له، وقد سبقت الإشارةُ إليها.
وهذه القصة مدارُها على شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة عن عثمان بن حنيف.
وقد رواها عن شبيب (عبدُالله بن وهب) في عامة المصادر التي خرَّجتْ الحديثَ من طريقه.
كما رواها عنه ابنُه (أحمدُ بن شَبيب) عند عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء دون بقية المصادر التي خرَّجت الحديث من طريقه.
وهذه القصةُ شاذةٌ لا تصح؛ لما يلي:
أولاً/ أنَّ مدارَها على شَبيب بن سعيد، ولأهل العلم كلامٌ في روايته، إلا أن الأقربَ صحةُ حديثه إذا حدَّث عنه ابنه أحمد وكان شيخُه في الإسناد يونس بن يزيد.
نصَّ على هذا ابنُ عدي في الكامل، وهي طريقةُ إخراج البخاري له في الصحيح؛ كما ذكر ابن حجر.
ثانياً/نصَّ ابنُ عدي على أن عبدَالله بن وهب قد حدَّث عن شبيب بمناكير.
وهذه القصة من رواية عبدالله بن وهب عن شَبيب.
وأما رواية أحمد بن شبيب لها عن أبيه فلم تُذكَر في عامة المصادر إلا عند عبدالغني المقدسي.
ثم إن شيخ شبيب في هذا الإسناد ليس يونس بن يزيد.
ثالثاً/أن كلَّ مَنْ روى الحديثَ عن أبي جعفر لم يذكر هذه القصة، ومنهم شعبة بن الحجاج وهشام الدستوائي.
الرواية الثانية/زيادة: "وإن كانت حاجةٌ؛ فافعل مثل ذلك".
وهذه الزيادة رواها ابنُ أبي خيثمة في تاريخه من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حُنيف.
ولم يرو هذه الزيادة أحدٌ ممن خرَّج الحديث من طريق حماد سوى ابن أبي خيثمة.
ثم إن شعبة بن الحجاج وهشاماً الدستوائي رويا هذا الحديث عن أبي جعفر الخطمي بدونها.
ومعلومٌ أن حماد بن سلمة وإن كان ثقةً في الأصل، إلا أن له أوهاماً في روايته عن كثير من شيوخه، كما ذكر الإمام مسلم وغيره، بينما هو أثبت الناس في ثابت البناني.
وإنما أحببتُ التنبيه على هاتين الروايتين، لأنه قد يُستدل بهما على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه، وهما روايتان منكرتان.
بقي أن يُقال:
هل في حديث عثمان بن حُنيف رضي الله عنه في قصة الرجل الضرير بلفظها الصحيح حجةٌ لمن رأى التوسلَ بذات النبي أو جاهه؟ حيثُ إنه قال: " اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة".
والجواب:
كلا، ليس فيها ما يمكن أن يُتمسَّك به في ذلك، لأن الرجلَ إنما أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعوَ له لاليتوسل بذاته أو جاهه، ولو كان قَصَدَ ذلك لما احتاج إلى المجيء الذي يشقُّ على مثله، ولكفاه ذلك التوسلُ وهو قاعدٌ في بيته!
ولذا قال: "ادعُ الله أن يعافيني" وهذا دليلٌ صريح على التوسل المشروع بدعاء الرجل الصالح.
وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرتَ؛ فهو خيرٌ لك" فقال الرجل: "بل ادعُه".
وقد ذكر أهل العلم هذا الحديثَ ضمن معجزاته صلى الله عليه وسلم؛ حيث أجاب اللهُ دعاءَه، وعاد بصرُ هذا الرجل الضرير.
قال ابن تيميَّة: (وهذا الحديث ذكره العلماءُ في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب، وما أظهر الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه صلى الله عليه وسلم ببركة دعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره).
قاعدةٌ جليلة في التوسل والوسيلة ص201
ثم إن في الحديث نوعاً آخر من أنواع التوسل المشروع، وهو ما أرشد إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل من التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة من إحسانٍ للوضوء ثم صلاةِ ركعتين ثم سؤالِ الله تعالى، وهذا توسلٌ مشروع.
يُنظر/ الواسطة بين الله وخلقه عند أهل السنة ومخالفيهم للدكتور المرابط بن محمد يسلم الشنقيطي ص571 - .
وأنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع لعبدالله بن عبدالحميد الأثري ص181 - .
والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآله وصحبه.
كتبه/ أبو محمد، عبدالله بن جابر الحمادي.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 05:41]ـ
جزاكُم اللهُ خيرًا
ونفع بكم يا شيخ عبد الله الحمادي.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 07:24]ـ
جزاكُم اللهُ خيرًا
ونفع بكم يا شيخ عبد الله الحمادي.
آمين
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Mar-2007, صباحاً 07:30]ـ
الأخوان الفاضلان سلمان وآل عامر
وجزاكما ربي خيراً ونفع بكما
ـ[بن سالم]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 09:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تَخريجٌ مُوَفَّقٌ - نَفَعَ اللهُ بِكُمْ -
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Jul-2007, مساء 10:46]ـ
شكر الله لكم هذا الجهد ابا محمد ,,,
وأذكر أن فارس العقيدة الشيخ سفر الحوالي تكلم عن بعض ماتفضلتم به في شرح الطحاوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تَخريجٌ مُوَفَّقٌ - نَفَعَ اللهُ بِكُمْ -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سرَّني مرورك ودعاؤك أخي الفاضل، جزاك الله خيراً
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Aug-2007, صباحاً 09:58]ـ
شكر الله لكم هذا الجهد ابا محمد ,,,
وأذكر أن فارس العقيدة الشيخ سفر الحوالي تكلم عن بعض ماتفضلتم به في شرح الطحاوية.
ولكم شكر الله أخي ابن رجب
هل تذكر كلام الشيخ حفظه الله؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Aug-2007, مساء 12:00]ـ
شيخنا ابا محمد هذا سمعته قبل ثلاث أعوام وانا نسيت رقم الشريط الذي تحدث فيه الشيخ لكنه في المائة الاولى تقريبا في هذه الاشرطة 80 ـ 100.
إبتسامة
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:27]ـ
شيخنا الحمادي جزاكَم الله خيراً على الجهد الطيب، و زادكم علماً
هل لك أن تجد لي تخريج ما نقله ابن عابدين -رحمه الله- في حاشيته:
قال ابن عابدين نقلا عن التجنيس وغيره: إن صلاة الحاجة أربع ركعات بعد العشاء، وأن في الحديث المرفوع: {يقرأ في الأولى الفاتحة مرة وآية الكرسي ثلاثا، وفي كل من الثلاث الباقية يقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوذتين مرة كن له مثلهن من ليلة القدر}. قال ابن عابدين: قال مشايخنا: صلينا هذه الصلاة فقضيت حوائجنا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:24]ـ
الأستاذ الكريم ابن هاشم نفع الله به
لم أقف على الرواية المذكورة أثناء دراستي لأحاديث صلاة الحاجة
وسأتابع البحث عنها بمشيئة الله
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 02:40]ـ
بارك الله فيك أخى على هذا الجهد الطيب وأرى أن فى الحديثين اللذين قد صححتهما حديث الوضوء وحديث الأعمى جحة قوية فى إثبات صلاة الحاجة والله أعلم
ـ[القمة]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 03:12]ـ
جُعلتم مباركين أينما يممتم
ـ[أبومروة]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 06:57]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
زادك الله علما وحلما وحكمة
هل من من مزيد؟
(ابتسامة)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:49]ـ
أخي الكريم الحمادي جزاك الله خيراً وبارك الله فيك على هذا الجهد المبارك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله فيك أخى على هذا الجهد الطيب وأرى أن فى الحديثين اللذين قد صححتهما حديث الوضوء وحديث الأعمى جحة قوية فى إثبات صلاة الحاجة والله أعلم
وفيك بارك الله أخي الكريم
هل تريد أنَّ فيهما دلالة على مشروعية صلاة الحاجة بالصفة المذكورة في بعض كتب الفقه؟
أم تريد أنَّ فيهما دلالة على مشروعية صلاة ركعتين ثم سؤال الله؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 02:06]ـ
الكرام الفضلاء
القمة .. أبو مروة .. ناصر السوهاجي
أشكركم شكراً جزيلاً على مروركم الطيب
ـ[أسماء]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك فضيلة الشيخ و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب
على هذا الموضوع القيم و التوضيح الدقيق
شيخنا الكريم عندي إستفسار بخصوص هذه الأحاديث إذا كان ممكن حفظك الله
الحديث الأول عن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه
و الحديث الثاني عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه
في كتاب الخمس و خمسون وصيةٍ من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم
الوصية الثالثة و العشرون
(لمن كانت له إلى الله حاجة) ... (صلاة الحاجة و دعاؤها)
فضيلة الشيخ هنا التأكيد واضح على صحة هذا الحديث ...
فلماذا الإختلاف في الأحاديث ... ؟؟
هل كُتبت هذه الأحاديث و نشرت قبل التأكد من صحتها ... ؟؟؟
و ما قولكم بشأن هذا الكتاب ......... و صحة هذه الوصاية الخمس و الخمسون
من و صايا رسول الله صلى الله عليه و سلم
و جزاكم الله كل خير
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة أسماء وفقها الله
أما حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه فضعيفٌ لا يحتج به
وأما حديث عثمان بن حنيف فسبق بيان اللفظ الصحيح، وفيه دليلٌ على مشروعية
أن يتوضأ المسلم ويحسن وضوءه، ثم يصلي ركعتين ثم يسأل الله تعالى
ويشهد له الرواية الضعيفة لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال:"من توضَّأ فأسبغَ الوضوءَ ثم صلى ركعتين يتمُّهما، أعطاه الله
ما سأل معجَّلاً أو مؤخَّراً"
فصلاة الحاجة بهذا المعنى مشروعة، دون تقييد بدعاء معيَّن سوى ما ثبت في حديث
عثمان بن حنيف رضي الله عنه، وأما بقية الأدعية المروية في حديث ابن مسعود وأبي هريرة
وابن أبي أوفى وغيرهم فهي صفات ضعيفة، وبعضها اشتمل على ذكر هيئة معيَّنة للصلاة
وكل هذا لا يصح
أما كتيِّب (من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، خمسٌ وخمسون وصية)
جمعها ورتبها/ حمزة محمد صالح عجاج
فقد اشتمل على أحاديث صحيحة، وأخرى ضعيفة
ولعلك تقتنين من كتب أهل العلم تلك التي جمعت الأحاديث الصحيحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 11:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك فضيلة الشخ و نفع بك
و رفعك قدرا و لاحرمك الأجر و الثواب
ولعلك تقتنين من كتب أهل العلم تلك التي جمعت الأحاديث الصحيحة
مع الأسف ليس بعد ...
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 01:48]ـ
وأما حديث عثمان بن حنيف فسبق بيان اللفظ الصحيح، وفيه دليلٌ على مشروعية
أن يتوضأ المسلم ويحسن وضوءه، ثم يصلي ركعتين ثم يسأل الله تعالى
فصلاة الحاجة بهذا المعنى مشروعة، دون تقييد بدعاء معيَّن سوى ما ثبت في حديث
عثمان بن حنيف رضي الله عنه
هذا ما أردت أخى الكريم وبارك الله فيك
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 03:31]ـ
شيخنا الحمادي
أرجو أن لا تنساني
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:31]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
لم أنسَ أخي ابن هاشم، لكني إلى الآن لم أجد شيئاً
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:50]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى كل خير، أبا محمد، ونفع بك،
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً ونفع بك يا أبا مريم(/)
الآثار الواردة في فضل سورة الواقعة
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Nov-2006, مساء 11:49]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذا ما وقفت عليه من الأحاديث والآثار في فضل سورة الواقعة، وقد أوردتُ هنا التخريجَ المختصر لها.
أولاً/ حديثُ عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ كل ليلة (إذا وقعت الواقعة) لم يصبه فقرٌ أبداً، ومن قرأ كل ليلة (لا أقسم بيوم القيامة) لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 444) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس عن عمرو بن يزيد عن محمد بن الحسن عن منذر الأفطس عن وهب بن منبه عن ابن عباس.
وهذا حديثٌ موضوع، فأحمد بن محمد بن عمر اليمامي كذاب،كما قال أبوحاتم وغيره (ميزان الاعتدال 1/ 287) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (سنده ضعيفٌ جداً) كما في نتائج الأفكار (3/ 264).
ويُنظر:
السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله (1/ 458 رقم 290).
ثانياً/ حديثُ عثمان بن عفان لابن مسعود رضي الله عنهما: ألا آمر لك بعطائك؟ قال: لا حاجة لي به.
قال: يكون لبناتك. قال: إني قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ كل ليلة أو قال في كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقةٌ أبداً"
قال السَّرِيّ بن يحيى -أحد رواة الحديث-: وكان أبو فاطمة -مولىً لعلي؛ ويُروى أبو طيبة وأبو ظَبْيَة- لا يدعها كل ليلة.
هذا الحديث مداره على (السري بن يحيى) وقد اختُلف عليه في إسناده على خمسة أوجه؛ فهو حديثٌ مضطرب لايصح، وقد ضعفه الإمام أحمد وأبوحاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي والألباني وغيرهم.
يُنظر في تخريجه:
المطالب العالية للحافظ ابن حجر (15/ 307 - 312) والسلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (1/ 457 رقم 289).
ثالثاً/ حديثُ أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"علِّموا نساءكم سورة الواقعة؛ فإنها سورة الغنى".
ذكره الديلمي في مسند الفردوس (3/ 10) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 153) إلى ابن مردويه في تفسيره بلفظ:"سورة الواقعة سورة الغنى؛ فاقرؤوها وعلموها أولادكم".
وذكر الشيخ الألباني في الضعيفة (1/ 459 رقم 291) أن السيوطي أورده في ذيل الأحاديث الموضوعة (277) من طريق عبدالقدوس بن حبيب عن الحسن البصري عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ:
" من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمَها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته " وعبدالقدوس متروك؛ بل رماه ابن المبارك بالكذب (لسان الميزان 4/ 55).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (سنده ضعيفٌ جداً) كما في النتائج (3/ 264).
رابعاً/ حديثُ أبي بكر الصديق صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله؛ قد شِبْتَ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت".
أخرجه الترمذي في سننه (3297) وفي الشمائل (41) وأبو يعلى في مسنده (1/ 102 - ) والحاكم في المستدرك (2/ 467) وغيرهم.
وهو حديثٌ مضطربٌ سنداً ومتناً؛ كما بين الحافظ الدارقطني في العلل (1/ 193 - ) والحافظ ابن حجر في النكت (2/ 774 - ) وغيرهما.
قال الدارقطني: (شيبتني هود وأخواتها معتلةٌ كلها) كما في سؤالات السهمي (9).
وقد جاءت شواهد متعددة لهذا الحديث، من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين وأبي جحيفة وغيرهم، إلا أنها ضعيفةٌ جداً، ولا يمكن تقويةُ الحديث بها.
خامساً/ حديثُ جابر بن سمرة صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم، ولكنه كان يخفف، كانت صلاته أخف من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.
أخرجه ابن خزيمة (531) وابن حبان (1813) والحاكم في المستدرك (1/ 240) والبيهقي في الكبير (3/ 119).
وكذا عبدالرزاق في المصنف (2720) ومن طريقه أحمد في مسنده (34/ 504) والطبراني في الكبير (1914) من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة.
وإسناده لابأس به، على اختلافٍ يسيرٍ وقعَ في متنه، فقد روى الحديثَ مسلم في صحيحه (458) وأبو عوانة (2/ 160) والإمام أحمد في مسنده (34/ 430،432، 492،501،511) والطبراني في الكبير (1937،1938،2000،2052) وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة.
وفيه: (ق، والقرآن المجيد) بدل (الواقعة) وأخشى أن يكون هذا الاختلافُ من سماك نفسه، فإن في حفظه شيئاً.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنساء: "لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة".
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (258) بإسناد منقطع.
سادساً/ أثرُ مسروق بن الأجدع رحمه الله: من سره أن يَعْلَمَ علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 148) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (2/ 95) وأبو عبيد في فضائل القرآن (257) من طريق منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن مسروق.
ولا أدري؛ هل سمع هلال من مسروق بن الأجدع شيئاً أم لا؟
وعلى كلٍ فهذا الأثر مقطوع من قول التابعي الجليل مسروق.
قال الإمام الذهبي رحمه الله: (قلت: هذا قاله مسروق على المبالغة؛ لعظم ما في السورة من جمل أمور الدارين، ومعنى قوله: "فليقرا سورة الواقعة" أي يقرأها بتدبر وتفكير وحضور ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفاراً).
سير أعلام النبلاء (4/ 68).
وأخيراً:
يتبين مما سبق أنه لا يثبت حديثٌ مرفوع في فضل سورة الواقعة وقراءتها كل ليلة، أوأنها أمانٌ من الفقر ومجلبةٌ للرزق، وإنما ورد أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في صلاة الفجر أحياناً، على اختلافٍ في هذا الحديث، سبقت الإشارةُ إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منال]ــــــــ[22 - Nov-2006, صباحاً 10:37]ـ
من الناس من يستدل بها على غير علم ...
أشكرك على هذه الدراسة النافعة , أسأل الله أن ينفع بها المسلمين
واسمح لي بنقلها للفائدة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:05]ـ
من الناس من يستدل بها على غير علم ...
أشكرك على هذه الدراسة النافعة , أسأل الله أن ينفع بها المسلمين
واسمح لي بنقلها للفائدة.
هذا ملخص الدراسة
ولعل هذا الملخص أيسرُ في انتفاع الناس من الدراسة المطوَّلة التي يفيد منها طلابُ العلم خاصة
ولك أن تنقلي الموضوع إلى المواقع التي يمكن الإفادة منه فيها
نفع الله بك
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[26 - Nov-2006, مساء 09:34]ـ
نفع الله بك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 06:17]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ونفع بهذا الدراسة الوافية.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 03:17]ـ
شكر الله لكم، وبارك في علمكم وعملكم ونفع بكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 12:58]ـ
أشكركم على مروركم ودعائكم
وأسأل الله تعالى أن يثيبكم عليه خيراً
ـ[الرايه]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 08:06]ـ
هل سورة الواقعة تجلب الرزق؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم، روى ابن كثير –رحمه الله- من طرق عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال:
"من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً"،
رواه البيهقي في شعب الإيمان (2269) وذكره الألباني في ضعيف الجامع الصغير (5773) وذكره السيوطي في الجامع ورمز عليه بعلامة الضعف.
فالحديث الظاهر أنه ضعيف –والله أعلم-، وهذا هو شأن أكثر الأحاديث الواردة في فضائل السور فمنها الضعيف ومنها الموضوع،
والصحيح منها قليل كما ورد في سورة "قل هو الله أحد" أنها تعدل ثلث القرآن، وأن سورة الفاتحة أفضل سورة نزلت وما أشبه ذلك، والله أعلم.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
18/ 11/1427هـ
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 10:50]ـ
بارك الله فيك أخي الراية وفي شيخنا الشيخ عبدالرحمن البراك أطال الله عمره في طاعته ونفع به
ـ[الخطابي]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الاحاديث لها عدة طرق فحكم العلماء المختصين على حديث بتخريج معين لا يعني أن حكمه على كل ما ورد في المسألة وإنما على الحديث الذي عثر العالم عليه أو المصر مع العلم بان مصادر اخرى والفاض اخرى كثيرة لم يصل اليها
وعلى سبيل المثال في فضل سورة الواقعة:
من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/ 412
المصدر: الدرر السنية
http://www.dorar.net/hadith.php
ولكل مجتهد نصيب وما التوفيق الا بالله وحده
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:38]ـ
بارك الله في جهودكم ابا محمد.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:49]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ..
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 10:59]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل
أسأل الله أن يجعلكم ممن يذب عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 12:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الاحاديث لها عدة طرق فحكم العلماء المختصين على حديث بتخريج معين لا يعني أن حكمه على كل ما ورد في المسألة وإنما على الحديث الذي عثر العالم عليه أو المصر مع العلم بان مصادر اخرى والفاض اخرى كثيرة لم يصل اليها
وعلى سبيل المثال في فضل سورة الواقعة:
من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/ 412
المصدر: الدرر السنية
http://www.dorar.net/hadith.php
ولكل مجتهد نصيب وما التوفيق الا بالله وحده
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الخطابي
حديث ابن مسعود رضي الله عنه مذكورٌ في الأعلى، فهو نفسُه الحديث المذكور في الفقرة الثانية
ولكن وقعَ في الحديث اختلاف، وقد أحلتُ على مصدرين تكلما عليه
وغير خافٍ عليكم أنَّ تجويد إسناد الحديث أو تصحيحه لا يعني الحكم على الحديث بالصحة أو الجودة
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 12:21]ـ
الشيخ الفاضل ابن رجب .. الشيخ الفاضل محمد بن مسلمة .. الأستاذة الكريمة أم أحمد المكية
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم، ونفع بكم، وأجاب دعواتكم
ـ[الخطابي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 03:06]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:07]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وجزاكم ربي خيراً ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مشاري الشيباني]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الاحاديث لها عدة طرق فحكم العلماء المختصين على حديث بتخريج معين لا يعني أن حكمه على كل ما ورد في المسألة وإنما على الحديث الذي عثر العالم عليه أو المصر مع العلم بان مصادر اخرى والفاض اخرى كثيرة لم يصل اليها
وعلى سبيل المثال في فضل سورة الواقعة:
من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/ 412
المصدر: الدرر السنية
http://www.dorar.net/hadith.php
ولكل مجتهد نصيب وما التوفيق الا بالله وحده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
انا عضو جديد ويشرفني أن اكون بينكم واخوكم في الله
والحقيقه اللي شدني في الموضوع هو كلامك اخي الخطابي فهو الجديد باالنسبة لي ..
سؤالي لااخي صاحب الموضوع وللأخ الخطابي
هل يمكننا الاحتجاج بهذا السند الجيد على الرغم من التضعيف من قبل البيهقي واحمد بن حنبل كما ورد في تخريج الكشاف للزيعلى.
أنتظر ردكم أو من لديه علم بعد أذنكم أو شرح أكثر لي لأني تتبعت هذا السند ووجدته جيداً ثم وضعت موضوعاً بشأنه ثم اتى من يقول انني مخطئ وقرأت وتحققت ووجدت أنني مخطئ لأن هناك من هم أعلم منا وقد ضعفوا الحديث
فهل يهمل هذا السند الذي أتى به اخي الخطابي بتاتاً لااعتراض العلماء السابقين رغم كثرة طرق الحديث الضعيفه المختلفه.
وشكراً.
ـ[مشاري الشيباني]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تخريج الكشاف للزيعلى
وَعَن أبي يعْلى رَوَاهُ أَبُو بكر بن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة بِهَذَا الْإِسْنَاد الثَّانِي وَمَتنه وَهُوَ سَنَد جيد ... انتهى
الآن أين أجد كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة باالله دلوني، أريد ان أتحقق.
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 07:53]ـ
الأخ الكريم (مسلم عنصري) وفقه الله
أجبتُ عما ذكره الأخ الخطابي وفقه الله، وأعيده هنا:
بيَّنتُ سبب تضعيف حديث ابن مسعود في المشاركة الأولى، وأنه حديثٌ مضطرب
وذكرت من طعن فيه من الحفاظ، وأحلت على مصدرين تكلما على هذا الحديث، فلتراجع
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:51]ـ
جزاكم الله خيرا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21984
ـ[عاشقة الجنه]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:18]ـ
جزاك الله الف خييييييييييييييييير على هذا النقل الطيب,,,,,,,,
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:47]ـ
وجزاكما ربي خيراً وبارك فيكما
ـ[دحية الكلبي]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الحمادي على الموضوع الرائع
ـــــــــــــــ
سمعت الشيخ عبدالله المصلح وهو يفتي بجواز قراءة السورة بنية طرد الفقر
وقال (أن الآثار المتواردة عن الصحابة تقوي هذا المعنى)
فهل هناك آثار للصحابة رضوان الله عليهم أو بعض السلف بسند صحيح تقوي هذا المعنى؟؟؟(/)
أهمية علم علل الحديث
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 01:32]ـ
أَهَمِّيَّةُ عِلْمِ عِلَلِ الحَدِيثِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلقد مَنَّ اللهُ على الأُمَّةِ المحمَّديةِ أنْ جعلها خيرَ الأمم، ودينَها خاتَمَ الأديانِ وأكملَهَا، ونبيَّها خاتَمَ الأنبياءِ وأفضلَهم. وتكفَّل اللهُ لهذه الأُمَّةِ بِحِفْظِ وَحْيها من التحريف والتبديل؛ فقال سبحانه: [الحِجر:9]، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *} والذِّكْرُ هنا يَعُمُّ الكتابَ والسُّنَّة؛ لأنَّ السنَّةَ وحيٌ منزَّلٌ من الله سبحانه؛ قال تعالى: [النّجْم:3] {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *}، وهي المبيِّنة للقرآن، وسمَّاها الله ذكرًا؛ قال تعالى: [النّحل:44] {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، فلا يمكن العملُ بالقرآن بمَعْزِل عن السنة؛ كعدد الصَّلوات في اليوم والليلة، وعدد ركعات الصَّلاة، وصفة أدائها، وهكذا الزكاة، والحَجُّ، والصَّوم، وغير ذلك، وهذا الذي جَعَلَ مكحولاً _ح يقول: القرآنُ أحوَجُ إلى السُّنَّة من السنَّة إلى القُرآن [1].
وقال يحيى بن أبي كثير: السُّنَّة قاضيةٌ على الكتاب، وليس الكتابُ بقاضٍ على السنَّة [2].
وقال الفَضْل بن زياد: سمعتُ أحمدَ بن حنبل وسُئل عن هذا الحديث الذي رُوي: أنَّ السُّنَّةَ قاضيةٌ على الكتاب؟ فقال: ما أجسُرُ على هذا أنْ أقولَهُ، ولكنَّ السنَّةَ تفسِّر الكتاب، وتعرِّفُ الكتابَ وتبيِّنه [3].
وقال حَسَّان بن عَطيَّة: كان جبريلُ عليه السلام يَنْزِلُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن، يعلِّمه إياها كما يعلِّمه القرآن [4].
وقال إسماعيل بن عُبَيدالله: ينبغي لنا أن نَحْفَظَ حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفَظُ القرآنَ؛ لأن الله تعالى يقول: [الحَشر:7] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [5].
وهذا هو الذي فهمه الصحابيُّ الجليلُ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حين قال: «لَعَنَ اللهُ الواشمَاتِ والمُسْتَوْشِمَاتِ، والنَّامِصَاتِ والمُتَنمِّصَاتِ، والمُتَفلِّجَاتِ للحُسْنِ، المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ»، فبلغ ذلك امرأةً من بني أَسَدٍ يقال لها: أُمُّ يعقوب، وكانتْ تَقْرَأُ القرآنَ، فأتتْهُ فقالت: ما حديثٌ بلغني عنك؛ أنك لعنتَ الواشمات والمُسْتَوشمات، والمُتَنمِّصات، والمُتَفلِّجات للحُسْن، المغيِّراتِ خَلْقَ الله؟ فقال عبدالله: وما لي لا ألعَنُ مَنْ لَعَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله؟! فقالت المرأة: لقد قرأتُ ما بين لَوْحَيِ المصحفِ فما وجدتُّهُ، فقال: لئنْ كنتِ قرأتِيهِ لقد وجَدتِّيهِ [6]؛ قال الله عزَّ وجلَّ: [الحَشر:7] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. فقالتِ المرأةُ: فإني أرى شيئًا مِنْ هذا على امرأتِكَ الآنَ، قال: اذهبي فانظُري، فدخلَتْ على امرأةِ عبدالله، فلم تَرَ شيئًا، فجاءتْ إليه فقالتْ: ما رأيتُ شيئًا، فقال: أَمَا لو كان ذلك لم نُجامِعْها [7].
وكما أنَّ اللهَ سبحانه ابتَلَى آدَمَ وذريَّتَهُ بالإهباطِ إلى الأرض، وبِمَكْرِ الشيطانِ وكَيْدِهِ لهم لِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعه ممَّن يَعْصيه، وهو القادر سبحانه على أن يجعلَهُمْ كلَّهم عاملين بطاعته؛ كما قال تعالى: [السَّجدَة:13] {وَلَوْ شِئْنَا لآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَِمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ *}؛ فإنه كذلك ابتلى الأمَّةَ المحمَّديةَ بطريقةِ نقل السُّنَّة النبوية وروايتها، فمِنَ المعلوم أنَّ السُّنَّة لم تُدَوَّنْ في عصر النبوَّة والخلفاءِ الراشدين كما دُوِّن القرآن؛ لأسبابٍ يطولُ ذِكْرُها [8]؛ من أهمِّها: طولُ الفترة التي يلزمُهُمْ فيها تدوينُ كُلِّ ما يَصْدُرُ عنه صلى الله عليه وسلم مِنْ أقوالٍ، وأفعال، وتقريرات، وهي ثلاثٌ وعشرون سنة، مع قِلَّةِ الكَتَبة، ونُدْرَةِ أدواتِ الكتابة، على نحوٍ يَصْعُبُ معه - بل يستحيلُ - كتابةُ كُلِّ ما يَصْدُرُ عنه صلى الله عليه وسلم طيلةَ هذه الفترة على أكتافِ الإبل، والألواح،
(يُتْبَعُ)
(/)
وعُسُبِ النخل، والحجارةِ؛ فهذه هي الأدواتُ التي كانوا يَكْتُبون عليها، أما الجُلود فنادرةٌ، وأما الوَرَقُ فمعدومٌ.
وكما أنَّ الصِّراعَ بين الشيطان وبني آدم قائمٌ منذ أنْ أُهْبِطَ آدَمُ إلى الأرض، فالصِّراعُ كذلك موجودٌ بين علماء الحديث وأعداء السُّنَّة، وقد تمخَّض هذا الصِّراع عن تلك الجُهُود التي بذلها العلماءُ لحمايةِ جَنَابِ السُّنَّة، وذَبِّ الكذبِ عنها والدَّخيلِ عليها، وتتمثَّلُ في أمور عديدة، من أهمِّها: نَشْأَةُ الإسناد، وعِلْمُ الجرح والتعديل والكلامُ في الرواةِ جَرْحًا وتعديلاً، ومعرفةُ التاريخِ الذي يَسْتبِينُ به صدقُ الرواةِ وكذبُهم، واتصالُ الأسانيدِ وانقطاعُهَا، وعِلْمُ مصطلح الحديث، والمصنَّفاتُ في صحيحِ السُّنَّة وضعيفها، وغيرُ ذلك كثير؛ ومن أشهره: معرفةُ عِلَلِ الحديثِ الذي هو موضوعُ كتابنا هذا.
ومع أنَّ مدارَ معرفةِ الصحيح من السَّقيم من الحديثِ: على الإسناد الذي قالوا عنه: إنه مِنَ الدِّين [9]، والنظرُ في الإسنادِ يكونُ في اتصالِهِ وثِقَةِ رجاله؛ إلا أنَّ المحدِّثين وضعوا نُصْبَ أعينهم أمرًا آخَرَ، وهو أنَّ الثقةَ قد يَهِمُ، وربَّما دَخَلَ في دِينِ الله ما ليس منه بسببِ أوهامِ الثقاتِ الذين يُظَنُّ بهم الظَّنُّ الحسن؛ فَمِنْ هنا نشأ عِلْمُ عِلَلِ الحديث الذي يُعْنَى أولَ ما يُعْنَى بأوهامِ الثقات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [10]: «والمقصودُ هنا أنَّ تَعَدُّدَ الطُّرُق - مع عدمِ التشاعرِ أو الاتفاقِ في العادة - يُوجِبُ العلمَ بمضمون المنقول، لكنَّ هذا يُنتفَعُ به كثيرًا في عِلْمِ أحوال الناقلين، وفى مثل هذا يُنتفَعُ برواية المجهول، والسيِّئ الحفظ، وبالحديثِ المُرْسَل، ونحوِ ذلك. ولهذا كان أهلُ العلم يَكْتُبون مثلَ هذه الأحاديث ويقولون: إنه يَصْلُحُ للشواهدِ والاعتبارِ ما لا يَصْلُحُ لغيره؛ قال أحمد: قد أكتُبُ حديثَ الرجلِ لأعتبرَهُ ....
وكما أنهم يَسْتَشهدونَ ويَعْتبرونَ بحديثِ الذي فيه سوءُ حفظ، فإنهم أيضًا يضعِّفون مِنْ حديثِ الثقة الصدوقِ الضابطِ أشياءَ تبيَّن لهم أنه غَلِطَ فيها، بأمورٍ يستدلُّون بها، ويسمُّون هذا: «عِلْمَ عِلَلِ الحديث»، وهو مِنْ أشرفِ علومهم، بحيثُ يكونُ الحديثُ قد رواه ثقةٌ ضابطٌ وغَلِطَ فيه، وغَلَطُهُ فيه عُرِفَ إما بسببٍ ظاهرٍ [أو خفيٍّ] [11]؛ كما عَرَفُوا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّج ميمونةَ وهو حلال، وأنه صلَّى في البيت ركعتين، وجعلوا روايةَ ابنِ عباس- لتزوُّجِها حرامًا، ولكونِهِ لم يُصَلِّ - مما وقَعَ فيه الغَلَطُ ... .
والناسُ في هذا الباب طرفانِ: طَرَفٌ مِنْ أهلِ الكلام ونحوهم ممَّن هو بعيدٌ عن معرفةِ الحديثِ وأهله، لا يُميِّز بين الصحيحِ والضعيف، فيَشُكُّ في صحةِ أحاديثَ، أو في القَطْعِ بها، مع كونها معلومةً مقطوعًا بها عند أهلِ العِلْمِ به. وطَرَفٌ ممن يدَّعي اتباعَ الحديثِ والعَمَلَ به؛ كلَّما وجَدَ لفظًا في حديثٍ قد رواه ثقةٌ، أو رأى حديثًا بإسنادٍ ظاهرُهُ الصحةُ، يريدُ أن يَجْعَلَ ذلك مِنْ جنسِ ما جزَمَ أهلُ العلم بصحَّته، حتى إذا عارَضَ الصحيحَ المعروفَ، أخَذَ يتكلَّفُ له التأويلاتِ الباردةَ، أو يجعلُهُ دليلاً له في مسائلِ العلم، مع أنَّ أهلَ العلم بالحديثِ يَعْرِفون أنَّ مثلَ هذا غَلَطٌ».اهـ.
وقال ابن القيِّم [12]- في كلامه على حديث: «قَضى باليَمِينِ مع الشَّاهد»، والرَّدِّ على من أعلَّه -: «وهذه العللُ وأمثالها تَعَنُّتٌ لا تُتْرَكُ لها الأحاديثُ الثابتةُ، ولو تُرِكَتِ السننُ بمثلها لَوُجِدَ السبيلُ إلى تَرْكِ عامَّةِ الأحاديثِ الصحيحةِ الثابتة بمثلِ هذه الخَيَالات. وهذه الطريقُ في مقابلها طريقُ الأصوليين وأكثرِ الفقهاء: أنهم لا يَلْتَفتون إلى علَّةٍ للحديثِ إذا سَلِمَتْ طريقٌ من الطرق منها، فإذا وَصَله ثقةٌ أو رَفَعه لا يبالون بخلافِ مَنْ خالفه ولو كَثُروا. والصوابُ في ذلك: طريقةُ أئمة هذا الشأن، العالمين به وبِعِلَلِهِ؛ وهو النَّظَرُ والتَّمَهُّر في العلل، والنظر في الواقفين والرافعين، والمُرْسِلين والواصلين: أنهم أَكْثَرُ، وأوثقُ، وأَخَصُّ بالشيخ، وأعرَفُ بحديثه،،، إلى غيرِ ذلك من الأمور التي يَجْزِمون معها بالعِلَّةِ المؤثِّرة في موضعٍ، وبانتفائها في موضعٍ آخَرَ؛ لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يرتضون طريقَ هؤلاء، ولا طريقَ هؤلاء».
وقال أبو شَامَةَ المَقْدِسي [13]: «وأئمةُ الحديثِ هم المعتبَرون القُدْوةُ في فنِّهم؛ فوجَبَ الرجوعُ إليهم في ذلك، وعَرْضُ آراءِ الفقهاءِ على السننِ والآثارِ الصَّحيحة؛ فما ساعَدَهُ الأَثَرُ فهو المعتبَرُ، وإلا فلا نُبْطِلُ الخَبَرَ بالرأي، ولا نضَعِّفه إنْ كان على خلافِ وُجُوهِ الضَّعْفِ من علل الحديثِ المعروفةِ عند أهله، أو بإجماعِ الكافَّةِ على خلافه؛ فقد يَظْهَرُ ضَعْفُ الحديثِ وقد يخفى. وأقربُ ما يُؤْمَرُ به في ذلك: أنك إذا رأيتَ حديثًا خارجًا عن دواوينِ الإسلام - كالموطَّأ، ومسند أحمد، والصَّحيحَيْنِ، وسنن أبي داود، والترمذي، والنَّسَائي، ونحوها مما تقدَّم ذكرُه ومما لم نذكُرْهُ - فانظُرْ فيه: فإنْ كان له نظيرٌ في الصحاح والحسان قَرُبَ أَمْرُهُ، وإنْ رأيتَهُ يُبَايِنُ الأصولَ وارتَبْتَ به فتأمَّلْ رجالَ إسناده، واعتبِرْ أحوالَهُمْ مِنَ الكُتُبِ المصنَّفَة في ذلك. وأصعبُ الأحوال: أن يكونَ رجالُ الإسنادِ كلُّهم ثقات، ويكونَ متنُ الحديثِ موضوعًا عليهم، أو مقلوبًا، أو قد جرى فيه تدليسٌ، ولا يَعْرِفُ هذا إلا النُّقَّادُ من علماء الحديث؛ فإنْ كنتَ مِنْ أهله فَبِهِ، وإلا فاسألْ عنه أهلَهُ».
وقال ابن رجب [14]: «أَمَّا أهلُ العلمِ والمعرفة، والسُّنَّةِ والجماعة، فإنَّما يَذْكُرون عِلَلَ الحديثِ نصيحةً لِلدِّين، وحفظًا لسنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وصيانةً لها، وتمييزًا مما يَدْخُلُ على رواتها من الغَلَطِ والسَّهْوِ والوَهَمِ، ولا يوجبُ ذلك عندهم طَعْنًا في غير الأحاديث المُعَلَّة، بل تَقْوَى بذلك الأحاديثُ السليمةُ عندهم؛ لبراءتها من العلل، وسلامتها من الآفات، فهؤلاءِ هم العارفونَ بِسُنَّةِ رسول الله حَقًّا، وهم النقَّاد الجَهابذةُ الذين ينتقدون انتقادَ الصيرفيِّ الحاذقِ للنَّقْدِ البَهْرَجِ [15] من الخالص، وانتقادَ الجوهريِّ الحاذق للجوهر مما دُلِّسَ به».
وذكر ابن رجب أيضًا [16] روايةَ أبي إسحاقَ، عن الأسود، عن عائشة؛ قالت: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينام وهو جُنُبٌ، ولا يَمَسُّ ماءً، ثم قال:
«وهذا الحديثُ مما اتفَقَ أئمةُ الحديث مِن السَّلَفِ على إنكارِهِ على أبي إسحاق ... وقال أحمدُ بن صالحٍ المِصْريُّ الحافظ: لا يَحِلُّ أن يُروى هَذا الحديثُ؛ يعني: أنَّهُ خطأٌ مقطوعٌ بهِ، فلا تحلُّ روايته مِنْ دونِ بيانِ علَّته. وأما الفقهاءُ المتأخِّرون، فكثيرٌ مِنهُم نظَرَ إلى ثقة رجاله، فظنَّ صِحَّتَهُ، وهؤلاءِ يظنُّون أنَّ كلَّ حديث رواه ثقةٌ فهو صحيحٌ، ولا يتفطَّنون لدقائق علم علل الحديث. ووافقَهم طائفةٌ من المحدِّثين المتأخِّرين؛ كالطَّحَاويِّ، والحاكم، والبيهقي».اهـ.
وفي هذا دَلاَلةٌ على أهميَّةِ عِلْمِ العلل الذي يقولُ عنه عبدالرحمن ابن مَهْدي: «لَأَنْ أَعْرِفَ عِلَّةَ حديثٍ هو عندي، أَحَبُّ إليَّ من أن أكتبَ عشرين حديثًا ليس عندي» [17].
وقال محمد بن عبدالله بن نُمَيْر: قال عبدالرحمن بن مَهْدي: «معرفةُ الحديثِ إلهامٌ». قال ابن نُمَيْر: «وصَدَقَ! لو قلتَ له: مِنْ أينَ قلتَ؟ لم يكنْ له جوابٌ» (*).
وقال أبو حاتِم الرازي: قال عبدالرحمن بن مَهْدي: «إنكارُنا الحديثَ عند الجهَّالِ كِهَانةٌ» (*).
وقال نُعَيم بن حمَّاد: قلت لعبدالرحمن بن مَهْدي: كيف تَعْرِفُ صحيحَ الحديثِ مِنْ خطئه؟ قال: «كما يَعْرِفُ الطبيبُ المجنونَ» [18].
وقال أبو غالبٍ عليُّ بن أحمدَ بن النَّضْر: سمعتُ عليَّ بن المَدِيني يقول: أخَذَ عبدالرحمن بن مَهْدي على رجلٍ مِنْ أهلِ البَصْرة - لا أسمِّيه - حديثًا؛ قال: فغَضِبَ له جماعةٌ؛ قال: فَأَتَوْهُ فقالوا: يا أبا سعيد، مِنْ أَيْنَ قلتَ هذا في صاحبنا؟ قال: فغَضِبَ عبدُالرحمنِ ابنُ مَهْدي، وقال: «أرأيتَ لو أنَّ رجلاً أتى بدينار إلى صَيْرَفِيٍّ، فقال: انتَقِدْ لي هذا، فقال: هو بَهْرَجٌ، يقولُ له: مِنْ أين قلتَ لي: إنه بَهْرَج؟! اِلزَمْ عملي هذا عِشْرين سَنَةً حتى تَعْلَمَ منه ما أَعْلَمُ» [19].
وروى هذه الحكايةَ البخاريُّ عن شيخه عليِّ بن المَديني باختلافٍ يَسِير [20].
وقد رُوِيَ أيضًا نحوُ هذا المعنى عن الإمام أحمد [21].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الخطيبُ البغدادي [22]: «فمِنَ الأحاديثِ ما تَخْفَى عِلَّتُه فلا يوقَفُ عليها إلا بعد النظرِ الشديد، ومُضِيِّ الزمانِ البعيد».
وقال صالحُ بن محمد البغدادي - المعروفُ بصالحِ جَزَرة -: سمعتُ عليَّ بن المَدِيني يقول: «رُبَّمَا أدركتُ عِلَّةَ حديثٍ بعد أربعين سنةً» [23].
وقال الربيع بن خُثَيْم: «إنَّ مِنَ الحديثِ حديثًا له ضَوْءٌ كضوء النهار تعرفُهُ، وإنَّ مِنَ الحديثِ حديثًا له ظُلمةٌ كظُلْمة الليلِ تُنْكِرُهُ» [24].
وقال الشافعي [25]: «ولا يُستدلُّ على أكثرِ صِدْقِ الحديثِ وكَذِبِهِ إلا بصدقِ المُخْبِرِ وكذبه، إلا في الخاصِّ القليلِ من الحديث».
وأوضَحَ البيهقيُّ عبارةَ الشافعيِّ هذه بقوله [26]: «وهذا الذي استثناه الشافعيُّ لا يقف عليه إلا الحُذَّاقُ مِنْ أهل الحِفْظ؛ فقد يَزِلُّ الصدوقُ فيما يكتبُهُ، فيَدْخُلُ له حديثٌ في حديث، فيصيرُ حديثٌ رُوِيَ بإسناد ضعيفٍ مُرَكَّبًا على إسنادٍ صحيحٍ. وقد يَزِلُّ القَلَمُ، ويُخْطئ السمع، ويَخُونُ الحِفْظ؛ فيروي الشاذَّ من الحديث عن غير قَصْدٍ، فَيَعْرِفُهُ أهلُ الصَّنْعة الذين قيَّضَهُمُ اللهُ تعالى لحفظِ سُنَنِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على عباده؛ بِكَثْرة سماعه، وطُولِ مُجالستِهِ أهلَ العِلْمِ به ومُذاكَرتِهِ إيَّاهم». اهـ.
ولذا كان أهلُ الحديث لا يُسلِّمون بكل ما يُرْوَى وإنْ كان صحيحَ السَّنَدِ، حتى يَعْرِضوه على أهل الاختصاص:
قال الأعمش: «كان إبراهيمُ [27] صَيْرَفِيَّ الحديث، فكنتُ إذا سمعتُ الحديثَ مِنْ بعضِ أصحابنا، أتيتُهُ فعرضتُهُ عليه» [28].
وقال جريرُ بن عبدالحميد: «كنتُ إذا سمعتُ الحديثَ جِئْتُ به إلى المغيرة، فعرضْتُهُ عليه؛ فما قال لي: أَلْقِهِ، أَلْقَيْتُهُ» [29].
وقال قَبِيصة بن عُقْبة: «رأيتُ زائدةَ يَعْرِضُ كُتُبَهُ على سُفْيان الثَّوْري، ثم التفَتَ إلى رجل في المَجْلِس فقال: ما لك لا تَعْرِضُ كتبَك على الجَهابِذَةِ كما نَعْرِض؟!» [30].
وقال زائدة: «كنا نأتي الأعمشَ، فيحدِّثنا، فَيُكْثِرُ، ونأتي سُفْيانَ الثوريَّ فنذكُرُ تلك الأحاديثَ له، فيقولُ: ليس هذا مِنْ حديثِ الأعمش. فنقول: هو حدَّثنا به الساعةَ! فيقول: اذهَبُوا فقولوا له إنْ شئتم. فنأتي الأعمشَ، فَنُخْبِره بذلك، فيقول: صَدَقَ سفيان؛ ليس هذا مِنْ حديثنا» [31].
وقال الأوزاعيُّ: «إنْ كنا لَنَسْمَعُ الحديثَ فَنَعْرِضُهُ على أصحابنا كما نَعْرِضُ الدرهمَ الزائفَ على الصَّيارفةِ؛ فما عَرَفُوا أَخَذْنا، وما أَنْكَروا تَرَكْنا» [32].
وقال عمرو بن قيس: «ينبغي لصاحبِ الحديثِ أنْ يكونَ مِثْلَ الصيرفيِّ الذي يَنْقُدُ الدرهمَ الزائفَ والبَهْرَجَ، وكذا الحديثُ» [33].
وروى أبو حاتِمٍ [34]، عن محمود بن إبراهيم ابن سُمَيْع؛ قال: سمعتُ أحمد بن صالح يقول: معرفةُ الحديثِ بمنزلةِ معرفة الذَّهَبِ والشَّبَه؛ فإنَّ الجَوْهَرَ إنما يَعْرِفُهُ أهلُهُ، وليس للبصير فيه حُجَّةٌ إذا قيل له: كيف قلتَ: «إن هذا بائنٌ»؟ يعني: الجيِّدَ أو الرديءَ. اهـ.
وقال محمد بن عمرو بن العَلاَء الجُرْجاني: حدَّثنا يحيى بن مَعِين؛ قال: «لولا الجَهابذةُ لَكَثُرَتِ السَّتُّوقَةُ [35] والزُّيوفُ في روايةِ الشريعة، فمتى أحبَبْتَ فهَلُمَّ ما سَمِعْتَ حتى أَعْزِلَ لك منه نقدَ بيت المال، أَمَا تَحْفَظُ قولَ شُرَيْح: «إنَّ للأثرِ جَهابذةً كجَهابِذَة الوَرِق»؟! [36].
وقال محمد بن صالح الكِيلِيني [37]: سمعتُ أبا زرعة وقال له رجلٌ: ما الحُجَّةُ في تعليلكم الحديث؟ قال: «الحُجَّةُ أَنْ تسألَني عن حديثٍ له عِلَّةٌ، فأذكُرَ علَّته، ثم تَقْصِدَ ابنَ وارَة - يعني: محمد بن مسلم بن وارَة - وتسألَهُ عنه، ولا تُخْبِرُهُ بأنك قد سألتَني عنه، فيذكُرَ علَّته، ثم تَقْصِدَ أبا حاتِم فيعلِّله، ثم تُمَيِّزَ كلامَ كلٍّ منَّا على ذلك الحديث؛ فإنْ وجدتَّ بيننا خلافًا في علَّته فاعلَمْ أنَّ كلًّا منَّا تكلَّم على مُراده، وإنْ وجدتَّ الكلمةَ متفقةً فاعلَمْ حقيقةَ هذا العلم». قال: ففعَلَ الرجلُ، فاتفقَتْ كلمتُهم عليه، فقال: أشهَدُ أنَّ هذا العلمَ إِلْهَام [38].
وقال أبو حاتِم الرازي: «مَثَلُ معرفةِ الحديثِ كمَثَلِ فَصٍّ ثَمَنُهُ مئةُ دينار، وآخَرَ مِثْلِهِ على لونه ثَمَنُهُ عَشَرَةُ دراهم» [39].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عبدالرحمن بن أبي حاتِم الرازي [40]: سمعتُ أبي _ح يقول: «جاءني رجلٌ من جِلَّةِ أصحابِ الرأي - مِنْ أهلِ الفَهْمِ منهم - ومعه دَفْتَرٌ، فعرَضَهُ عليَّ، فقلتُ في بعضها: هذا حديثٌ خطأٌ؛ قد دخَلَ لصاحبِهِ حديثٌ في حديث، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ باطلٌ، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ كَذِبٌ، وسائرُ ذلك أحاديثُ صحاحٌ، فقال: مِنْ أين عَلِمْتَ أنَّ هذا خطأٌ، وأنَّ هذا باطلٌ، وأن هذا كذبٌ؛ أخبرَكَ راوي هذا الكتابِ بأني غَلِطْتُ، وأنِّي كَذَبْتُ في حديثِ كذا؟! فقلتُ: لا، ما أدري هذا الجُزْءُ مِنْ روايةِ مَنْ هو؟ غيرَ أني أَعْلَمُ أنَّ هذا خطأٌ، وأنَّ هذا الحديثَ باطلٌ، وأنَّ هذا الحديثَ كَذِبٌ، فقال: تدَّعي الغيبَ؟ قال: قلتُ: ما هذا ادعاءُ الغَيْبِ، قال: فما الدليلُ على ما تقول؟ قلتُ: سَلْ عما قلتُ مَنْ يُحْسِنُ مِثْلَ ما أُحْسِنُ، فإنِ اتفقنا عَلِمْتَ أنَّا لم نُجَازِفْ، ولم نقله إلا بفَهْم، قال: مَنْ هو الذي يُحْسِنُ مِثْلَ ما تُحْسِن؟ قلتُ: أبو زُرْعة، قال: ويقولُ أبو زرعة مثلَ ما قلتَ؟ قلتُ: نعم، قال: هذا عَجَبٌ! فأخذ فكتَبَ في كاغَذٍ [41] ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجَعَ إليَّ وقد كتَبَ ألفاظَ ما تكلَّم به أبو زرعة في تلك الأحاديث: فما قلتُ: إنه باطلٌ، قال أبو زرعة: هو كَذِبٌ، قلتُ: الكَذِبُ والباطلُ واحدٌ، وما قلتُ: إنه كذبٌ، قال أبو زرعة: هو باطلٌ، وما قلتُ: إنه منكرٌ، قال: هو منكرٌ، كما قلتُ، وما قلتُ: إنه صَحَاحٌ، قال أبو زرعة: هو صَحَاحٌ [42]. فقال: ما أعجَبَ هذا؛ تَتَّفِقان مِنْ غيرِ مواطأةٍ فيما بينكما!! فقلتُ: فقد بان لك أنَّا لم نُجازف، وإنما قلناه بِعِلْمٍ ومعرفةٍ قد أُوتِينَا، والدليلُ على صحَّة ما نقوله: أنَّ دينارًا نَبَهْرَجًا [43] يُحمَلُ إلى الناقدِ، فيقول: هذا دينار نَبَهْرَجٌ، ويقول لدينار: هو جيِّدٌ، فإنْ قيل له: مِنْ أين قلتَ: إنَّ هذا نَبَهْرَجٌ، هل كنتَ حاضرًا حين بُهْرِجَ هذا الدينارُ؟ قال: لا، فإنْ قيل له: فأَخْبَرَكَ الرجلُ الذي بَهْرَجَهُ: إنِّي بَهْرَجْتُ هذا الدينارَ؟ قال: لا، قيل: فَمِنْ أين قلتَ: إنَّ هذا نَبَهْرَجٌ؟ قال: عِلْمًا رُزِقْتُ. وكذلك نحن رُزِقْنَا معرفةَ ذلك.
قلتُ له: فتَحْمِلُ فَصَّ ياقوتٍ إلى واحد من البُصَراء من الجَوهَرِيِّين، فيقولُ: هذا زُجَاجٌ، ويقولُ لمثله: هذا ياقوتٌ. فإنْ قيل له: مِنْ أين عَلِمْتَ أنَّ هذا زجاجٌ، وأنَّ هذا ياقوتٌ؟ هل حَضَرْتَ الموضعَ الذي صُنِعَ فيه هذا الزجاجُ؟ قال: لا، قيل له: فهل أعلمَكَ الذي صاغَهُ بأنه صاغ هذا زجاجًا؟ قال: لا، قال: فمِنْ أين علمتَ؟ قال: هذا عِلْمٌ رُزِقْتُ، وكذلك نحن رُزِقْنَا علمًا لا يتهيَّأُ لنا أن نُخْبِرَكَ كيف علمنا بأنَّ هذا الحديثَ كذب، وهذا حديثٌ منكر، إلا بما نَعْرِفُهُ».
ثم قال ابن أبي حاتِم: «تُعْرَفُ جَودةُ الدينار بالقياس إلى غيره؛ فإنْ تخلَّف عنه في الحُمْرَةِ والصَّفَاءِ، عُلِمَ أنه مَغْشوش. ويُعْلَمُ جنسُ الجَوْهَرِ بالقياس إلى غيره؛ فإنْ خالفه بالماء والصَّلابة، عُلِمَ أنه زجاج. ويُقاس صِحَّةُ الحديثِ بعدالة ناقليه، وأنْ يكونَ كلامًا يَصْلُحُ أنْ يكونَ مِنْ كلامِ النُّبُوَّةِ. ويُعْلَمُ سقمُهُ وإنكاره بتفرُّدِ مَنْ لم تَصِحَّ عدالتُهُ بروايته، والله أعلم».اهـ.
وذكر أبو عبدالله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" [44]: معرفةَ علل الحديث، فقال: «وهو عِلْمٌ برأسه، غيرُ الصحيح والسقيم والجَرْحِ والتعديل ... وإنما يعلَّل الحديثُ مِنْ أوجُهٍ ليس للجَرْح فيها مَدْخَل؛ فإنَّ حديثَ المجروح ساقطٌ واهٍ، وعلَّةُ الحديثِ تَكثُرُ في أحاديث الثقات؛ أن يحدِّثوا بحديثٍ له علَّة، فيَخْفَى عليهم علمُهُ، فيصيرُ الحديثُ معلولاً، والحُجَّةُ فيه عندنا: الحفظُ والفَهْم والمعرفةُ لا غير».
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي موضعٍ آخَرَ [45] ذكَرَ معرفةَ الصَّحيح والسقيم، فقال: «وهذا النوعُ مِنْ هذه العلومِ غيرُ الجَرْحِ والتعديل الذي قدَّمنا ذِكْرَه، فرُبَّ إسنادٍ يَسْلَمُ من المجروحين غيرُ مُخَرَّجٍ في الصحيح، فمِنْ ذلك ... »، ثم ذكر ثلاثةَ أحاديثَ معلولةً، وتكلَّم على عللها، ثم قال: «ففي هذه الأحاديثِ الثلاثةِ قياسٌ على ثلاثِ مِئَةٍ، أو ثلاثةِ آلاف، أو أكثَرَ من ذلك: أنَّ الصَّحيح لا يُعْرَفُ بروايته فقطْ، وإنما يُعْرَفُ بالفَهْمِ والحفظِ وكثرةِ السَّمَاع، وليس لهذا النوع من العلم عَوْنٌ أكثَرُ مِنْ مذاكرةِ أهلِ الفَهْم والمعرفة؛ لِيَظْهَرَ ما يخفى من عِلَّةِ الحديث، فإذا وُجِدَ مِثْلُ هذه الأحاديثِ بالأسانيد الصَّحيحة غَيْرَ مخرَّجة في كتابَيِ الإمامَيْنِ البخاري ومسلم؛ لَزِمَ صاحبَ الحديثِ التنقيرُ عن علَّته، ومذاكرةُ أهلِ المعرفةِ به لِتَظْهَرَ عِلَّته».اهـ.
وبوَّب الخطيبُ البغداديُّ [46] بابًا ذكَرَ فيه أنَّ المعرفةَ بالحديثِ ليستْ تلقينًا وإنما هو عِلْمٌ يُحْدِثُهُ اللهُ في القلب، ثم قال: «أَشْبَهُ الأشياءِ بعلمِ الحديث: معرفةُ الصَّرْفِ ونقدُ الدنانيرِ والدراهم؛ فإنه لا يُعْرَفُ جَودةُ الدينارِ والدراهم بلونٍ، ولا مَسٍّ، ولا طَرَاوةٍ، ولا دَنَسٍ، ولا نَقْشٍ، ولا صفةٍ تعودُ إلى صِغَرٍ أو كِبَرٍ، ولا إلى ضِيقٍ أو سَعَة، وإنما يَعْرِفه الناقدُ عند المُعاينة، فَيَعْرِفُ البَهْرَجَ والزائفَ، والخالصَ والمغشوشَ، وكذلك تمييزُ الحديث؛ فإنَّه عِلْمٌ يخلقُهُ اللهُ تعالى في القلوبِ بعد طولِ المُمارسة له والاعتناءِ به».
وقال ابنُ رجب [47] بعد ذِكْرِ بعض الأحاديث المعلولة: «وإنما تُحْمَلُ مِثْلُ هذه الأحاديثِ - على تقدير صحَّتها - على معرفةِ أئمَّةِ الحديثِ الجَهَابذةِ النُّقَّادِ الذين كَثُرَتْ ممارستُهُمْ لكلامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكلامِ غيره، ولحالِ رواةِ الأحاديث ونَقَلَةِ الأخبار، ومعرفَتِهِمْ بِصِدْقهم وكذبهم، وحِفْظهم وضَبْطهم؛ فإنَّ هؤلاءِ لهم نَقْدٌ خاصٌّ في الحديث يَخْتَصُّون بمعرفته، كما يَخْتَصُّ الصيرفيُّ الحاذقُ بمعرفة النقود؛ جَيِّدها ورديئها، وخالِصِهَا ومَشُوبها، والجَوهريُّ الحاذقُ في معرفةِ الجَوْهر بانتقادِ الجَوَاهر، وكلٌّ مِنْ هؤلاءِ لا يمكنُ أن يعبِّر عن سببِ معرفته، ولا يقيمُ عليه دليلاً لغيره، وآيةُ ذلك: أنه يُعْرَضُ الحديثُ الواحدُ على جماعةٍ ممَّن يَعْلَمُ هذا العلم، فَيَتَّفِقون على الجَوَابِ فيه من غير مُواطأة، وقد امتُحِنَ هذا منهم غَيْرَ مَرَّة في زَمَنِ أبي زُرْعة وأبي حاتم، فوُجِدَ الأَمْرُ على ذلك، فقال السائل: أَشْهَدُ أنَّ هذا العلمَ إلهامٌ ....
وبكلِّ حالٍ: فالجَهابذةُ النُّقَّاد العارفون بعللِ الحديثِ أفرادٌ قليلٌ من أهل الحديث جِدًّا، وأولُ مَنِ اشتُهِرَ في الكلام في نقد الحديث: ابنُ سِيرين، ثم خلَفَهُ أيوبُ السَّخْتِياني، وأخَذَ ذلك عنه شُعْبةُ، وأخَذَ عن شُعْبةَ يحيى القَطَّانُ وابنُ مَهْدي، وأخَذَ عنهما أحمدُ وعليُّ بنُ المَديني وابنُ مَعِين، وأخَذَ عنهم مثلُ البخاريِّ وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتِم، وكان أبو زرعة في زمانه يقول: قلَّ مَنْ يَفْهَمُ هذا، ما أعزَّهُ! إذا رَفَعْتَ هذا عن واحدٍ واثنين، فما أقلَّ ما تَجِدُ مَن يُحْسِنُ هذا! ولمَّا مات أبو زرعة قال أبو حاتِم: ذهَبَ الذي كان يُحْسِنُ هذا المعنى - يعني: أبا زرعة - ما بقي بِمِصْرَ ولا بالعراقِ واحدٌ يُحْسِنُ هذا. وقيل له بعد موت أبي زرعة: يُعْرَفُ اليومَ واحدٌ يَعْرِفُ هذا؟ قال: لا.
وجاء بعد هؤلاءِ جماعةٌ، منهم: النَّسَائيُّ، والعُقَيْلي، وابنُ عَدِيٍّ، والدَّارَقُطْني، وقَلَّ مَنْ جاء بعدهم مَنْ هو بارعٌ في معرفة ذلك، حتى قال أبو الفَرَجِ ابنُ الجَوْزي في أول كتابه "الموضوعات" [48]: قَلَّ من يَفْهَمُ هذا، بل عُدِمَ، والله أعلم».اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الحافظُ ابن حجر [49] عن العَلاَئي أنه قال: «وهذا الفَنُّ أغمضُ أنواعِ الحديث، وأَدَقُّها مَسْلَكًا، ولا يقومُ به إلا مَنْ منحَهُ اللهُ فَهْمًا غائصًا، واطِّلاَعًا حاويًا، وإدراكًا لمراتبِ الرواة، ومعرفةً ثاقبة؛ ولهذا لم يَتَكَلَّمْ فيه إلا أفرادُ أئمَّةِ هذا الشأنِ وحذاقُهم؛ كابنِ المَدِينيِّ، والبخاري، وأبي زُرْعة، وأبي حاتِم، وأمثالهم، وإليهم المَرْجِعُ في ذلك؛ لِمَا جعَلَ اللهُ فيهم مِنْ معرفةِ ذلك والاطِّلاعِ على غَوامضه، دون غيرهم مِمَّنْ لم يُمارِسْ ذلك. وقد تَقْصُرُ عبارةُ المعلِّل منهم، فلا يُفْصِحُ بما استقرَّ في نفسه مِنْ تَرجيحِ إحدى الروايتَيْن على الأُخْرى، كما في نَقْدِ الصَّيرفي سواء، فمتى وَجَدْنَا حديثًا قد حكَمَ إمامٌ من الأئمَّة المَرجوعِ إليهم بتعليله، فالأَوْلَى اتِّباعُهُ في ذلك كما نتَّبِعُهُ في تصحيح الحديثِ إذا صَحَّحَهُ».
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
[1] أخرجه سعيد بن منصور - كما في "تفسير القرطبي" (1/ 39) - والمروزي في "السنة" (104)، والخطيب في "الكفاية" (ص14)، والهروي في "ذم الكلام" (214). ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه ابن شاهين في "السنة" (48)، والهروي في الموضع السابق.
[2] أخرجه سعيد بن منصور - كما في الموضع السابق من "تفسير القرطبي" - والدارمي في "سننه" (587)، والخطيب في الموضع السابق (1/ 39)، والمروزي في "السنة" (103)، والهروي في "ذم الكلام" (211). ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه ابن شاهين في "السنة" (48)، والهروي في الموضع السابق.
[3] أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص15)، والهروي في "ذم الكلام" (213)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/ 252).
[4] أخرجه الدارمي (588)، والمروزي في "السنة" (102)، والخطيب في "الكفاية" (ص12 و15)، والهروي في "ذم الكلام" (216).
[5] أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص12)، والهروي في "ذم الكلام" (217).
[6] كذا في الصحيحين، بإشباع كسرة تاء المخاطبة، وهي لغةٌ حكاها الخليل الفراهيدي. انظر التعليق على المسألة رقم (1243) من هذا الكتاب.
[7] أخرجه البخاري في "صحيحه" (4886)، ومسلم (2125). وقوله: «لم نجامعها» هذا لفظُ مسلم. واختلفت روايات البخاري، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (8/ 631): «قوله: ما جامعتُهَا، يَحْتمل أن يكون المراد بالجماعِ: الوَطْءَ، أو الاجتماعَ، وهو أبلغ، ويؤيِّده قوله في رواية الكُشْمَيْهَني: ما جامَعَتْنَا، وللإسماعيلي: ما جامَعَتْنِي». اهـ.
[8] تجدها مبسوطة عند الخطيب البغدادي في كتابه "تقييد العلم"، وعند محمد عجاج الخطيب في كتابه "السنة قبل التدوين"، وغيرهما.
[9] جاء في "مقدمة صحيح مسلم" (1/ 15) عن عبدالله بن المبارك _ح أنه قال: «الإسنادُ من الدين، ولولا الإسنادُ لقال من شاء ما شاء».
[10] في "مجموع الفتاوى" (13/ 352 - 353). وانظر: "مقدمة أصول التفسير" (ص68 - 74).
[11] ما بين المعقوفين سقط من "مجموع الفتاوى" و"مقدمة أصول التفسير"، فأثبتناه من "توجيه النظر" للشيخ طاهر الجزائري (1/ 328)؛ لنقله هذا النَّصَّ عنه.
[12] في "تهذيب السنن" (10/ 25).
[13] في "مختصر المؤمل" (ص55).
[14] في "شرح علل الترمذي" (2/ 894).
[15] البَهْرَجُ - ويقال: النَّبَهْرَج -: هو الرديءُ من الشيء، وكلُّ رديء من الدراهم وغيرها: بَهْرَج. انظر "لسان العرب" (2/ 217و373).
[16] في "فتح الباري" (1/ 362 - 363).
[17] انظر مقدمة المصنف لهذا الكتاب "العلل" (ص3 - 4).
(*) المرجع السابق.
[18] "دلائل النبوة" للبيهقي (1/ 31).
[19] "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1838).
[20] رواها البيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 31)، بسنده إلى البخاري.
[21] انظر "جامع العلوم والحكم" (ص484).
[22] في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 385).
[23] المرجع السابق (1841).
[24] أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/ 186)، وهناد في "الزهد" (513)، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/ 327)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص316)، والحاكم في "المعرفة" (ص62)، والهروي في "ذم الكلام" (5/ 45)، ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص431).
[25] في "الرسالة" (ص399).
[26] في "دلائل النبوة" (1/ 30).
(يُتْبَعُ)
(/)
[27] يعني: إبراهيم بن يزيد النخعي.
[28] أخرجه الحاكم في "المعرفة" (ص16)، والخليلي في "الإرشاد" (2/ 556)، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 219 - 220).
[29] "الكفاية، في علم الرواية" للخطيب (ص431).
[30] "الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/ 127).
[31] مقدمة "الجرح والتعديل" (ص71). وهذا يدل - فيما يظهر - على أن الأعمش دلَّس هذه الأحاديث.
[32] "تاريخ دمشق" (35/ 185 - 186)، و"الكفاية" للخطيب (ص431)، و"الآداب الشرعية" (1/ 126)، و"جامع العلوم والحكم" (ص484).
[33] "جامع العلوم والحكم" (ص484).
[34] انظر مقدمة المصنف لهذا الكتاب "العلل" (ص184).
[35] السَّتُّوقَةُ: الدراهم الرديئة المغشوشة. انظر "المُغْرِب" للمطرِّزي (1/ 382).
[36] "دلائل النبوة" للبيهقي (1/ 31)، و"الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/ 127).
[37] انظر: "توضيح المشتبه" (7/ 338).
[38] أخرجه أبو عبد الله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص112 - 113)، والخطيب في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1840). ومن طريق الحاكم أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 392).
[39] مقدمة "العلل" لابن أبي حاتم (ص183 - 184).
[40] في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص349 - 351).
[41] الكاغَذ - بالذال المعجمة - لغةٌ في الكاغَد - بالدال المهملة - وهو: القِرْطاسُ الذي يُكتَب فيه. انظر "لسان العرب" (3/ 505)، و"القاموس المحيط" (ص402).
[42] قوله: «صَحَاح» في الموضعين: بفتح الصاد وتخفيف الحاء، وهو لغةٌ في صَحِيح، ويُجْمَعَان على «صِحَاح» بكسر الصاد. انظر: "المصباح المنير" (ص333)، و"مقدمة صحاح الجوهري" لأحمد عبدالغفور عطار (ص111/ ضبط اسم "الصحاح").
[43] تقدّم أنه والبهرج بمعنًى واحد، وهو الزائف.
[44] في النوع السابع والعشرين منه (ص112 - 113)، وانظر "النكت" لابن حجر (2/ 710).
[45] "معرفة علوم الحديث" (ص58 - 60)، في النوع التاسع عشر.
[46] في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 382).
[47] في "جامع العلوم والحكم" (ص483 - 485).
[48] (1/ 145).
[49] في "النكت" (2/ 711، 777).
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 01:49]ـ
رفع الله قدركم شيخنا الفاضل
ـ[الألوكة]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 02:20]ـ
شكر الله لكم يا شيخنا هذا الموضوع النافع، وجعله مذخورا لكم في موازين حسناتكم.
ـ[عبدالرحمن الجارالله]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 08:55]ـ
جزيتم خيراً شيخي
وفقكم الله
ننتظر المزيد
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - Nov-2006, مساء 09:13]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع بكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Nov-2006, مساء 04:24]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
شيخنا الموفق نفع الله بكم وبارك فيكم
ـ[جود]ــــــــ[23 - Nov-2006, مساء 05:19]ـ
الشيخ الفاضل:
جزاك الله خيرا على الإهتمام بعلم يغفل عنه الكثيرون وهو علم الحديث من خلال عرضك لموضوع أهمية علم علل الحديث.
ولعلك أيها الكريم أن تتحفنا في تتابع لاستكمال موضوع علل الحديث ببيان معنى العلة والحديث المعلول وأنواعه وكيف تعرف العلة والمصادر القيمة في بابه فتكمل لنا الفائدة جزاك الله خيرا ونفع بك.
ولك كل التقدير
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[03 - Dec-2006, صباحاً 07:57]ـ
السلام عليكم
الإخوة:
الحمادي
alukah
عبدالرحمن آل جار الله
عبدالله المزروع
عبدالرحمن السديس
jood
شكر الله لكم، وبارك فيكم، وعذرًا على تأخري في الرد، فلا يخفاكم ضيق الوقت، وثقل العمل، جزيتم أفضل الجزاء، والسلام عليكم.
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[18 - Dec-2006, مساء 11:53]ـ
بارك الله فيك ياشيخ سعد
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 05:24]ـ
نفع الله بكم
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Feb-2007, مساء 06:04]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ سعد، وزادكم الله علما وفهما.
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 07:39]ـ
الإخوة:
سلطان التميمي
الحمادي
آل عامر
شكر الله لكم، وبارك فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
ـ[أم المساكين]ــــــــ[19 - Feb-2007, صباحاً 07:49]ـ
بارك الله في علمك وعملك وأهلك ومالك
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 09:50]ـ
شيخي ـ جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة، نفع الله بها .....
هل ترون وجاهة من يؤلف كتابا عن عن علم العلل وتطبيقاته للمبتدئين كذا بهذا العنوان،
وهل ترون ـ رعاكم الله ـ درساً عاما عن علل أحاديث الحج مثلاً،
رأيت هذين المثالين، فتعجبت، هل تعَجبي في محله؟
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 09:12]ـ
الأخت أم المساكين: وأنت بارك الله فيك.
أخي الفاضل إبراهيم المديهش:
روى البخاري في "صحيحه" عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ قَالَ: حَدِّثُوا الناس بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ الله وَرَسُولُهُ.
وروى مسلم في مقدمة "صحيحه" عن عَبْد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ قال: ما أنت بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إلا كان لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً.
وقال أبو داود السجستاني في "رسالته إلى أهل مكة" (ص31): وربما كان في الحديث ما تثبت صحة الحديث منه إذا كان يخفى ذلك علي، فربما تركت الحديث إذا لم أفقهه، وربما كتبته وبينته، وربما لم أقف عليه، وربما أتوقف عن مثل هذه لأنه ضرر على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث؛ لأن علم العامة يقصر عن مثل هذا.
وذكر ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (2/ 149) عن ابن عقيل أنه قال في "الفنون": حرام على عالم قوي الجوهر أدرك بجوهريته وصفاء نحيزته (أي طبيعته) علمًا أطاقه، فحمله أن يرشح به إلى ضعيف لا يحمله ولا يحتمله فإنه يفسده. اهـ.
وعذر إخواننا الذين يقومون بتدريس ماأشرت إليه: أنهم يرون أن من يحضر هذه الدروس هم طلبة علم يفقهون مايقولون، وقد يكون الأمر كما رأوا، وإن علمتم خلاف ذلك فنبهوهم، فالدين النصيحة، وفقنا الله وإياك لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 10:38]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم
وعندي إشكال حقيقة في قول أهل العلم إن العارفين بعلل الحديث قد عدموا؛ فإن هذا القول منهم كان صادرا في عصر متقدم جدا، وأهل العلم متوافرون فيه، فمن باب أولى أن يكون العارفون بهذا العلم قد عدموا في هذا العصر.
وليس هذا هو الإشكال، وإنما الإشكال أنه إذا كان العارفون بهذا العلم قد عدموا حقا، فإن هذا يدل على أن الأحاديث التي لم يعلها المتقدمون بعلل خفية ليست معلولة؛ لأن الله عز وجل حفظ هذا الدين، ومن حفظ الدين أن يحفظ على الناس معرفة ما صح من الحديث مما لم يصح.
فما جواب هذا الإشكال؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[21 - Feb-2007, صباحاً 06:51]ـ
أخي أبا مالك العوضي حفظه المولى من كل سوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكر لك قراءتك أولاً، ونطمع في الاستزادة من استدراك أو زيادة فائدة ثانيًا.
أما بخصوص ماذكرته فهو إشكال وجيه، غير أنه يخرمه - فيما أرى -: أن كثيرًا من المصنَّفات الحديثية - وبخاصة في علل الحديث - قد فقدت، وبالتالي لايستقيم قولنا: (فإن هذا يدل على أن الأحاديث التي لم يعلها المتقدمون بعلل خفية ليست معلولة)؛ لأنه قد يكون فيها تصحيح، أو تضعيف، أو ترجيح وكشف علة لحديثٍ، لكن لم يبلغنا كلامهم، ولا يتنافى هذا مع حفظ الله لهذا الدين؛ لأن هذا الكلام يمكن أن يقال أيضًا في عصر الإمام أحمد عن أحاديث لم يُعِلَّها أحد قبلهم، فإذا جوَّزنا لهم الاجتهاد فيها، فالاجتهاد باقٍ أيضًا، وبخاصة في الإعلال، ولذا لم يمنع منه ابن الصلاح، بل أعلَّ هو أحاديث كثيرة جدًّا، ولكنه تفادى الحكم بالتصحيح. والعارفون بعلم العلل وإن كانوا قد قلُّوا جدًّا في الأعصار المتأخرة، إلا أنهم لم يعدموا، لكن ليس علمهم كعلم المتقدمين، فالمتقدمون كانوا يحفظون، وهذا لايوجد عند المتأخرين، بل كلامهم في هذا العلم بعد التفتيش في بطون الكتب، وجمع الطرق التي تكشف لهم علَّة الحديث.
أرجو أن أكون قد أبنت لك ماتريد حفظك الله وإيانا، والسلام عليكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Feb-2007, مساء 01:28]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
وأنا كنت أفهم (من عبارة المتقدمين التي ظاهرها عدم وجود من يحسن هذا) أنهم قليل وليس أنهم معدومون.
وأحببت أن أستيقن من فهمي هذا بما تفضلتم به من بيان وتوضيح شاف.
ولا يزال في الناس من يحفظ عليهم دينهم وعلم نبيهم عليه الصلاة والسلام بخلاف ما يعتقد كثيرون (من أهل العلم فضلا عن العوام) أن المجتهد معدوم وأن المحدث معدوم وأن العالم بالعلل معدوم ... إلخ!
ـ[ابوبكر الخزرجي]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 08:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ,جزى الله الشيخ سعدا خير الجزاء على جهوده في خدمة السنة ,وقد كنت قديما اتابع مؤلفاته وانتفعت بها ,وارجو من الشيخ ان يتحفنا ببحث حول ما اثير في الاونة الاخيرة من التفريق بين منهج المتقدمين والمتاخرين في نقد الحديث, وتعليله خاصة ان هذه المسالة تكاد تشق صفوف اهل السنة والحديث وتفرقهم ,وانا شخصيا اثارت لدي بلبلة فكرية نظرا لقلة معرفتي بعلوم الحديث.فالمامول من اهل الاختصاص واصحاب الفن ان يدلوا بدلوهم في هذلة تقريبا للعلم ونشرا للفائدة وتقليلا من شقة الخلاف. والله المستعان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 10:29]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع بكم.
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 11:32]ـ
أبو بكر الخزرجي
ابن رجب
بارك الله فيكما ونفع بكما، وأسأل الله أن يبارك في الوقت للمشاركة معكم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 12:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء فضيلة الشيخ وبارك فيكم على هذا الموضوع
ألا يمكن وضعه على ملف وورد؟
وهل من الممكن بارك الله فيكم وضع مقدمتكم النفيسة على كتاب علل ابن أبي حاتم على ملف وورد هنا؟ لنستفيد منها؟
بارك الله لنا فيكم وكثر من أمثالكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 09:39]ـ
حبذا لو اتصل بعض إخواننا الأفاضل بالشيخ حفظه الله وسأله عن إمكانية وضع مقدمة تحقيق علل ابن ابي حاتم على ملف وورد في هذا المنتدى المبارك؟
بارك الله في الشيخ وفيكم جميعا
وحياكم الله جميعا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 10:20]ـ
آمين
وأياكم شيخ سعد
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 10:52]ـ
/
ماشَاءَ الله تَبَاركَ الله ..
كفّيت و وفّيت ..
كَفَاكُم بهِ الله مَا أهمَّكُم من أمْرِ الدنيَا والآخِرَة ..
أخي الكريم ..
/
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 05:43]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل، ونفع بكم ..
شيخنا الفاضل: ألا توافقني الرأي أن ثمة أخطاء في التقديم لأهمية هذا العلم النبيل، ذلكم أن بعض المؤلفين والمحققين أول ما يستفتح كتابه أو رسالته يبين صعوبة هذا العلم، وأنه لا يعرفه إلا القلة، ويسرد النقول الطويلة تأيداً لهذا ....
المشكلة ليست في النقول ..
المشكلة تكمن في طريقة العرض، وفي استخدامه للألفاظ ..
فنحن نستطيع ـ مثلاً ـ أن نستبدل قولنا بأن هذا العلم صعب ولا يحسنه إلاّ القلة
بقولنا: هذا العلم يحتاج فيه طالبه إلى طول زمن، وسعة اطلاع، وكثرة ممارسة ....
فصعوبته ليست لذاته، إنما هي من جهة أنها مبنية على التأمل وجمع الطرق (والحفظ) والنظر في أقاويل الأئمة النقاد ...
المقصود من هذا النقد لمن يشحن مقدماته بتصعيب هذا الفن، أن يدرك المبتدؤون أنه علم ممكن، لكنه يحتاج من الوقت مالا تحتاجه الفنون الأخرى ..
فكم قد صُدم طالبٌ نتيجة هذا التهويل، فترك الاشتغال بهذا الفن ولمّا يلج فيه!
ثم إن جمعاً من أهل العلم لم يعتن به، فقل المهتمون به، فوُصف بما وُصف!
وأعتقد أن بعض الفنون أصعب منه، لكن لما لم تجد هذا التهويل سهلت على بعض من عاناها.
آمل أن يكون قد اتضح المقصود ..
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محبكم في الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 09:52]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
بحثٌ موفقٌ محررٌ يدل على غزارة العلم وعمق التبحر في هذا العلم خاصة
وللشيخ سعد جهودٌ متميزة في خدمة العلم عامة، وعلم الحديث خاصة، و لا نملك شيئاً يوازي فضله هذا الا الدعاء له بالعافية و العمر المديد و العطاء الدائم في الخير، وأنْ يُكمِّل الله تعالى له طريق الوصول الى مرضاته، و يجزل له المثوبة.
واليوم إنتهينا من الاختبارات في الكلية، والحمد لله، ولعلي أعكف على إنهاء كتابي " الجامع في العلل والفوائد " يسر الله إتمامه، وطبعه في كل خير وهو في خمسة مجلدات، ولعلي أستوفي فيه دقائق هذا الفن في جانب التنظير، مع بسط علة 400 حديثاً.
يسر الله لكل مسلم طاعته
أكرر شكري للشيخ سعد على مقاله النافع الماتع، وللأخوة الذين أثروا الموضوع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 10:21]ـ
شيخنا ماهر هل وضعتم فهرس الكتاب أم ما زلتم في فهرسته؟؟
لأني أريد أن أطرح بعض الأفكار في الفهرسة تفيد الباحث في جانب العلل
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:00]ـ
جزى الله الشيخ سعد على هذا البيان الماتع فليس بمستغرب منه، والشيء من معدنه لا يستغرب، فهو أحد فرسان علم الحديث في هذا العصر زاده الله علما وبصيرة وبارك في عمره وعمله.
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 11:30]ـ
أخي الفاضل الشيخ الدكتور ماهر الفحل: نفع الله بك، وغفر لي ولك، فقد نهينا عن التمادح، والحمد لله على ستره لعيوبنا، فكم له سبحانه من منن، والله المستعان.
الأخت وعد بنت عبد الله: جزاك الله خيرًا، ولعلك تسخِّرين قلمك والموهبة الأدبية التي تملكينها للدعوة والتأثير، وبخاصة في بنات جنسك، فالساحة النسائية في أشد الحاجة لذلك.
أخي الفاضل مهند بن حسين المعتبي: هذا المقال هو من مقدمة تحقيق "العلل" لابن أبي حاتم، وليتك تقرأ المقال كله، وإن تفضَّلت فالمقدمة كلها، فنحن بحاجة للنقد البنَّاء، أكثر بكثير من حاجتنا للمدح والثناء؛ إن كانت له حاجة.
وأنا أوافقك وجهة نظرك، مع التحفظ على ماقد ينجم عنها من تفريط، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
وقد ضمَّنت هذا الذي تقول هذه المقدمة لو تفضَّلت بقراءتها، وقد أبدى أخونا أبو مالك العوضي نحو ذلك وجرى الجواب عليه، فلعلك تراجعه في الردود رقم (16 و17 و18)، كما أن بإمكانك استماع بعض الدروس العلمية الصوتية في العلل بصوتي في هذا الموقع، وفيها بيان لما أشرت إليه.
ولا أكتمك أني منذ سنوات وأنا أدرِّس هذه المادة لطلاب وطالبات الدكتوراة، وهي أعلى مرحلة دراسية كما لايخفاك، ومع ذلك فهناك معاناة شديدة في فهم كثير منهم للمراد، وقد أحب كثير منهم هذا العلم؛ بدليل كثرة توجههم لجعل رسائلهم فيه، بحيث لو قلت لك إنه لايكاد يسجل أحد في غيره إلا النادر لا أكون مبالغًا.
لكن في المقابل لانريد الجرأة غير المنضبطة؛ التي تجعل بعضهم يرتقي المراقي التي أحجم عنها كبار الأئمة، وأظنك لا تخالفني إن شاء الله.
الأخ أبو البراء الأنصاري: جزاك الله خيرًا على حسن ظنك بأخيك، ولكن عليكم بالسنة، فقد نهينا عن التمادح.
الأخ شتا العربي: بارك الله فيك، ونفعك بما علمت، وتجد برفقه هنا مقدمة العلل على ملف وورد بناء على طلبك.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:46]ـ
قال النووي في شرح صحيح مسلم 1/ 88: (( .... ، وَفِيهِ جَوَاز الثَّنَاء عَلَى الْإِنْسَان فِي وَجْهه إِذَا لَمْ يَخَف عَلَيْهِ فِتْنَة إِعْجَاب وَنَحْوه. وَأَمَّا اِسْتِحْبَابه فَيَخْتَلِف بِحَسَبِ الْأَحْوَال وَالْأَشْخَاص.
وَأَمَّا النَّهْي عَنْ الْمَدْح فِي الْوَجْه فَهُوَ فِي حَقّ مَنْ يُخَاف عَلَيْهِ الْفِتْنَة بِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَقَدْ مَدَحَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة فِي الْوَجْه فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: " لَسْت مِنْهُمْ " وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْر لَا تَبْكِ إِنْ أَمِنَ النَّاس عَلَيَّ فِي صُحْبَته وَمَاله أَبُو بَكْر، وَلَوْ كُنْت مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْت أَبَا بَكْر خَلِيلًا "
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ لَهُ: " وَأَرْجُو أَنْ تَكُون مِنْهُمْ " أَيْ مِنْ الَّذِينَ يُدْعَوْنَ مِنْ أَبْوَاب الْجَنَّة. وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اِئْذَنْ لَهُ وَبِشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ". قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اُثْبُتْ أُحُد فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِيّ وَصِدِّيق وَشَهِيدَانِ " وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْت الْجَنَّة وَرَأَيْت قَصْرًا فَقُلْت لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا لِعُمَر بْن الْخَطَّاب، فَأَرَدْت أَنْ أَدْخُلهُ فَذَكَرْت غَيْرَتك " فَقَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُول اللَّه أَعَلَيْك أَغَارَ؟ وَقَالَ لَهُ: " مَا لَقِيَك الشَّيْطَان سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْر فَجّك " وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اِفْتَحْ لِعُثْمَان وَبِشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " وَقَالَ لِعَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: " أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْك " وَفِي الْحَدِيث الْآخَر " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُون مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسَى " وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ: " سَمِعْت دَقَّ نَعْلَيْك فِي الْجَنَّة " وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّه بْن سَلَّام: " أَنْتَ عَلَى الْإِسْلَام حَتَّى تَمُوت " وَقَالَ لِلْأَنْصَارِيِّ: " ضَحِكَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَوْ عَجِبَ مِنْ فِعَالكُمَا " وَقَالَ لِلْأَنْصَارِ: " أَنْتُمْ مِنْ أَحَبّ النَّاس إِلَيَّ " وَنَظَائِر هَذَا كَثِيرَة مِنْ مَدْحه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوَجْه.
وَأَمَّا مَدْح الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ الْعُلَمَاء وَالْأَئِمَّة الَّذِينَ يُقْتَدَى بِهِمْ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ فَأَكْثَر مِنْ أَنْ يُحْصَر. وَاللَّهُ أَعْلَم)).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 03:03]ـ
وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْر لَا تَبْكِ إِنْ أَمِنَ النَّاس عَلَيَّ فِي صُحْبَته وَمَاله أَبُو بَكْر ...
الصواب: (إنَّ أَمَنَّ)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 05:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... شيخنا الفاضل،
أنا أستمع لدروسكم من ردحاً من الزمن، وما كتبت ماكتبت إلا ليقرأ الزوار هذه النظرة ـ فقد لا يطلّع بعضهم على مقدمة العلل ـ.سددك الله شيخنا المفضال، وبوركت حيث كنت.
طويلبكم: مهند.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 06:41]ـ
الأخ شتا العربي: بارك الله فيك، ونفعك بما علمت، وتجد برفقه هنا مقدمة العلل على ملف وورد بناء على طلبك. جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الفاضل وجعل هذا العمل وغيره من أعمالكم في ميزان حسناتكم
فاللهم اجزك عني شيخنا الفاضل خير الجزاء وبارك الله لك في أهلك ومالك وكل أمورك وأثابك الله عني خيرا
أكرر لك الشكر شيخنا الفاضل جزاكم الله عني خير الجزاء وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 09:26]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 04:12]ـ
يُرفع للتذكير بهذا الموضوع النفيس
جزى الله فضيلة الشيخ الحميد وسائر مشايخنا عنا خير الجزاء وبارك فيهم وأورثهم الفردوس الأعلى
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 11:57]ـ
جزاكم الله خيراً، حقاً هو موضوع مهم، بارك الله في الجميع.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 03:48]ـ
جزاكم الله خيراً، موضوع مهم، بارك الله في أهل الحديث وحفظهم ووفقهم لخير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 02:01]ـ
جزاك الله خير.(/)
تعليلاتٌ وأحكامٌ للإمام البخاري في كتابه الصحيح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - Nov-2006, مساء 06:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
لما قرأت صحيح البخاري، وجدت الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ يشير أحيانا لطريق أو حديث لا يصح، أو يحكم عليه بالإرسال، أو الانقطاع، أو ينقل عن أحد شيوخه أن الحديث منسوخ، فقيدت هذه الأحكام لما لها من أهمية كبرى في علم علل الحديث يقدرها أهل هذا الفن.
وهذه الأحكام مع أهميتها لم أر من جمعها؛ ولذا خفيت على بعض طلبة العلم؛ لأن الصحيح ليس مظنة لمثل هذه الأحكام، والبخاري إنما ساقها للفائدة، أو التنبيه، أو غيرها من الحِكَم.
ورأيت من الفائدة بثها بين أخواني طلاب العلم؛ ليستفيدوا منها.
وقد أعرضت عن الأحكام التي ليست بصريحة، وإنما قد تفهم من صنيع البخاري ـ رحمه الله ـ مثل قوله:
باب سفر الاثنين، قال ابن حجر ـ في الفتح 6/ 53 ـ: وكأنه لمح بضعف الحديث الوارد في الزجر عن سفر الواحد والاثنين، وهو ما أخرجه أصحاب السنن من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا" الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب".
والآن أبدأ بالمقصود:
1 - كتاب الغسل باب (3) الغسل بالصاع ونحوه.
رقم (253) حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر بن زيد عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد".
وقال يزيد بن هارون وبهز والجُدّي عن شعبة: قدر صاع.
قال أبو عبدالله: كان ابن عيينة يقول أخيرا: عن بن عباس عن ميمونة.
والصحيح: ما روى أبو نعيم.
2 - كتاب الصلاة باب (2) وجوب الصلاة في الثياب.
ويُذكر عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يزرُّه ولو بشوكة " وفي إسناده نظر.
3 - كتاب الصلاة باب (12) ما يذكر في الفخذ، ويروى عن ابن عباس، وجرهد، ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم الفخذ عورة، وقال أنس:" حسر النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه ".
وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط حتى يخرج من اختلافهم.
4 - كتاب الأذان باب (157) مكث الإمام في مصلاه بعد السلام
وقال لنا آدم: حدثنا شعبة عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة، وفعله القاسم، ويذكر عن أبي هريرة رفعه لا يتطوع الإمام في مكانه ولم يصح.
5 - كتاب العيدين باب (24) من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد رقم (986) حدثنا محمد هو ابن سلام قال أخبرنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق". تابعه يونس بن محمد عن فليح، وقال محمد بن الصلت عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة، وحديث جابر أصح.
6 - كتاب الزكاة باب (1) وجوب الزكاة (1396) حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال ما له ما له؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم " أرب ما له، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم".
وقال بهز حدثنا شعبة حدثنا محمد بن عثمان وأبوه عثمان بن عبد الله أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، قال أبو عبد الله: أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو.
7 - كتاب الحج باب (6) قوله تعالى (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) رقم (1523) حدثنا يحيى بن بشر حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا.
8 - كتاب الحج باب (45) نزول النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
(يُتْبَعُ)
(/)
رقم (1590) حدثنا الحميدي حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر وهو بمنى: نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة؛ حيث تقاسموا على الكفر- يعني بذلك المحصَّب - وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يُسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال سلامة عن عقيل. ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي: أخبرني ابن شهاب وقالا: بني هاشم، وبني المطلب.
قال أبو عبد الله: بني المطلب أشبه.
9 - كتاب الحج باب (47) قول الله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) الآية.
رقم (1593) حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليُحَجَّن البيت وليُعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج".
تابعه أبان وعمران عن قتادة.
وقال عبد الرحمن عن شعبة قال: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت".
والأول أكثر. سمع قتادة عبدَالله، وعبدُالله أبا سعيد.
10 - كتاب الصوم باب (22) الصائم يصبح جنبا (1926) حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن قال: كنت أنا وأبي حين دخلنا على عائشة وأم سلمة ح حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم. وقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث: أقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة، ومروان يومئذ على المدينة، فقال أبو بكر: فكره ذلك عبد الرحمن، ثم قدر لنا أن نجتمع بذي الحليفة، وكانت لأبي هريرة هنالك أرض، فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إني ذاكر لك أمرا، ولولا مروان أقسم علي فيه لم أذكره لك، فذكر قول عائشة وأم سلمة، فقال: كذلك حدثني الفضل بن عباس وهو أعلم.
وقال همام وابن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالفطر، والأول أسند.
11 - كتاب الصوم باب (32) الحجامة والقيء للصائم
وقال لي يحيى بن صالح حدثنا معاوية بن سلام حدثنا يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان سمع أبا هريرة رضي الله عنه" إذا قاء فلا يفطر إنما يخرج ولا يولج" ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر، والأول أصح (وانظر ما بعده).
12 - كتاب الصوم باب (40) متى يقضى قضاء رمضان
وقال إبراهيم: إذا فرط حتى جاء رمضان آخر يصومهما، ولم ير عليه طعاما، ويذكر عن أبي هريرة مرسلا، وابن عباس: أنه يطعم، ولم يذكر الله الإطعام إنما قال: (فعدة من أيام أخر).
13 - كتاب البيوع باب (64) النهي للبائع ألا يحفل الإبل والبقر والغنم ..
رقم (2148) حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تُصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعدُ فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر ".
ويُذكر عن أبي صالح ومجاهد والوليد بن رباح وموسى بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صاعَ تمرٍ ".
وقال بعضهم عن ابن سيرين: "صاعا من طعام وهو بالخيار ثلاثا ".
وقال بعضهم عن ابن سيرين:" صاعا من تمر " ولم يذكر ثلاثا.
والتمر أكثر.
14 - كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها باب (8) من أهدى إلى صاحبه (2581)
[بعد سياق الحديث]
قال البخاري: الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن، وقال أبو مروان عن هشام عن عروة: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة.
15 - كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها باب (25) من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق.
ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاء ولم يصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - كتاب الشروط باب (4) إذا اشترط البائع ظهر الدابة رقم (2718) حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال: سمعت عامرا يقول: حدثني جابر رضي الله عنه: "أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي صلى الله عليه وسلم فضربه فدعا له فسار بسير ليس يسير مثله، ثم قال: بعنيه بوقية. قلت: لا، ثم قال: بعنيه بوقية، فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي، فلما قدمنا أتيته بالجمل، ونقدني ثمنه، ثم انصرفت فأرسل على إثري، قال: ما كنت لآخذ جملك فخذ جملك ذلك فهو مالك".
قال شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر "أفقرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره إلى المدينة.
وقال إسحاق عن جرير عن مغيرة: فبعته على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة.
وقال عطاء وغيره: لك ظهره إلى المدينة.
وقال محمد بن المنكدر عن جابر: شرط ظهره إلى المدينة.
وقال زيد بن أسلم عن جابر: ولك ظهره حتى ترجع.
وقال أبو الزبير عن جابر: أفقرناك ظهره إلى المدينة.
وقال الأعمش عن سالم عن جابر: تبلغ عليه إلى أهلك.
وقال عبيد الله وابن إسحاق عن وهب عن جابر: اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم بوقية. وتابعه زيد بن أسلم عن جابر.
وقال ابن جريج عن عطاء وغيره عن جابر: أخذته بأربعة دنانير.
وهذا يكون وقية على حساب الدينار بعشرة دراهم.
ولم يبين الثمن مغيرة عن الشعبي عن جابر، وابن المنكدر وأبو الزبير عن جابر.
وقال الأعمش عن سالم عن جابر: وقية ذهب.
وقال أبو إسحاق عن سالم عن جابر: بمائتي درهم.
وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر: اشتراه بطريق تبوك أحسبه قال بأربع أواق.
وقال أبو نضرة عن جابر اشتراه بعشرين دينارا.
وقول الشعبي بوقية أكثر.
الاشتراط أكثر وأصح عندي قاله أبو عبد الله.
17 - الجهاد والسير باب (35) من حبسه العذر عن الغزو رقم (2839) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال:" إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر".
وقال موسى حدثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الله الأول أصح.
18 - كتاب الجهاد باب (98) الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة رقم (2934)
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضي الله عنه قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل: وناس من قريش ونحرت جزور بناحية مكة فأرسلوا فجاؤوا من سلاها وطرحوه عليه فجاءت فاطمة فألقته عنه فقال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش لأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط، قال عبد الله: فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى".
قال أبو إسحاق: ونسيت السابع، وقال يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق: أمية بن خلف. وقال شعبة: أمية أو أبي.
والصحيح أمية.
19 - كتاب الجهاد باب (190) القليل من الغلول
ولم يذكر عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرق متاعه، وهذا أصح.
20 - أحاديث الأنبياء باب (40) قول الله تعالى (ووهبنا لداود سليمان)
رقم (3424) حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:لو قالها لجاهدوا في سبيل الله ".
قال شعيب وابن أبي الزناد: تسعين، وهو أصح.
21 - كتاب فضائل القرآن باب (13) فضل قل هو الله أحد
رقم (5015) حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأصحابه أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله، فقال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن ".
قال أبو عبد الله: عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك المشرقي مسند.
(يُتْبَعُ)
(/)
22 - كتاب فضائل القرآن باب (37) اقروا القرآن ما ائتلفت به قلوبكم
رقم (5061) حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سلام بن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه ".
تابعه الحارث بن عبيد وسعيد بن زيد عن أبي عمران، ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان.
وقال غندر: عن شعبة عن أبي عمران سمعت جندبا قوله.
وقال ابن عون: عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله.
وجندبُ أصح وأكثر.
23 - كتاب النكاح باب (24) ما يحل من النساء وما يحرم
ويروى عن يحيى الكندي عن الشعبي وأبي جعفر: فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه فلا يتزوجن أمه.
ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه.
وقال عكرمة عن ابن عباس: إذا زنى بها لم تحرم عليه امرأته.
ويذكر عن أبي نصر أن ابن عباس: حرمه.
وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس، ويروى عن عمران بن حصين، وجابر بن زيد، والحسن، وبعض أهل العراق: تحرم عليه.
وقال أبو هريرة: لا تحرم حتى يلزق بالأرض ـ يعني ـ يجامع.
وجوزه ابن المسيب وعروة والزهري، وقال الزهري: قال علي: لا تحرم. وهذا مرسل.
24 - كتاب النكاح باب (31) باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا
رقم (5117و5118و5119)
حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو عن الحسن بن محمد عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا:" كنا في جيش فأتانا رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا ".
وقال بن أبي ذئب: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا فما أدري أشيء كان لنا خاصة أم للناس عامة".
قال أبو عبد الله: وبينه عليٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه منسوخ.
25 - كتاب النكاح باب (82) حسن المعاشرة مع الأهل (5189) [حديث أم زرع وفيه]
" وأشرب فأتقنح "
قال أبو عبد الله: وقال بعضهم: فأتقمح. بالميم. وهذا أصح.
26 - كتاب النكاح باب (92) هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في غير بيوتهن.
ويذكر عن معاوية بن حيدة رفعه:" غير أن لا تهجر إلا في البيت".
والأول أصح.
27 - كتاب الطلاق باب (12) الخلع وكيف الطلاق فيه.
رقم (5273) حدثنا أزهر بن جميل حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس:" أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته، قالت: نعم.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل الحديقة وطلقها تطليقة.
قال أبو عبد الله: لا يتابع فيه عن ابن عباس.
28 - كتاب المرضى باب (12) إذا عاد مريضا فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة.
رقم (5658) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه ناس يعودونه في مرضه فصلى بهم جالسا، فجعلوا يصلون قياما، فأشار إليهم اجلسوا، فلما فرغ قال: إن الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا.
قال أبو عبد الله: قال الحميدي: هذا الحديث منسوخ لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخر ما صلى قاعدا، والناس خلفه قيام.
29 - كتاب الطب باب (46) الكهانة.
رقم (5762) حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان؟ فقال: ليس بشيء فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني، فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة.
قال علي: قال عبد الرزاق: مرسل" الكلمة من الحق" ثم بلغني أنه أسنده بعده.
30 - اللباس باب (28) لبس القسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عاصم: عن أبي بردة قال: قلت لعلي: ما القسية؟ قال: ثياب أتتنا من الشأم أو من مصر مضلعة فيها حرير، وفيها أمثال الأترنج. والميثرة: كانت النساء تصنعه لبعولتهن مثل القطائف يصفرنها.
وقال جرير: عن يزيد في حديثه القسية: ثياب مضلعة يجاء بها من مصر فيها الحرير. والميثرة جلود السباع.
قال أبو عبد الله: عاصم أكثر وأصح في الميثرة.
31 - كتاب الأدب باب (14) تبل الرحم ببلالها
رقم (5990) حدثنا عمرو بن عباس حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول: "إن آل أبي ـ قال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر بياض ـ ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين ". زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم:"ولكن لهم رحم أبلها ببلاها ". يعني: أصلها بصلتها.
قال أبو عبد الله: ببلاها كذا وقع، وببلالها أجود وأصح، وببلاها لا أعرف له وجها.
32 - كتاب الدعوات باب (64) فضل التهليل.
رقم (6404) حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عمر بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: من قال عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل.
قال عمر بن أبي زائدة وحدثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خثيم مثله، فقلت للربيع: ممن سمعته؟ فقال: من عمرو بن ميمون، فأتيت عمرو بن ميمون، فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من ابن أبي ليلى فأتيت بن أبي ليلى، فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال إبراهيم بن يوسف: عن أبيه عن أبي إسحاق حدثني عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال موسى حدثنا وهيب عن داود عن عامر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال إسماعيل عن الشعبي عن الربيع قوله.
وقال آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة سمعت هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون عن ابن مسعود قوله.
وقال الأعمش وحصين عن هلال عن الربيع عن عبد الله قوله.
ورواه أبو محمد الحضرمي عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم:"كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل".
قال أبو عبد الله: والصحيح قول عمرو.
33 - كتاب الرقاق باب (13) المكثرون هم المقلون.
رقم (6443) قال النضر أخبرنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع حدثنا زيد بن وهب بهذا.
قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل لا يصح؛ إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر.
قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء؟
قال: مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر.
وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا:" إذا مات قال: لا إله إلا الله عند الموت".
34 - الفرائض باب (19) الولاء لمن أعتق.
رقم (6751) حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: اشتريت بريرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اشتريها فإن الولاء لمن أعتق، وأهدي لها شاة، فقال: هو لها صدقة ولنا هدية ". قال الحكم: وكان زوجها حرا.
وقول الحكم: مرسل، وقال ابن عباس رأيته عبدا.
35 - كتاب الفرائض باب (20) ميراث السائبة (6754).
حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود " أن عائشة رضي الله عنها اشترت بريرة لتعتقها واشترط أهلها ولاءها، فقالت: يا رسول الله إني اشتريت بريرة لأعتقها وإن أهلها يشترطون ولاءها؟ فقال: أعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق، أو قال: أعطى الثمن، قال: فاشترتها فأعتقتها، قال: وخيرت فاختارت نفسها، وقالت: لو أعطيت كذا وكذا ما كنت معه ".
قال الأسود: وكان زوجها حرا.
قول الأسود: منقطع، وقول ابن عباس رأيته عبدا أصح.
36 - كتاب الفرائض باب (22) إذا أسلم على يديه.
ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: هو أولى الناس بمحياه ومماته.
واختلفوا في صحة هذا الخبر.
37 - كتاب الحدود باب (13) قول الله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما).
(يُتْبَعُ)
(/)
رقم (6793) حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:" لم تكن تقطع يد السارق في أدنى من حجفة أو ترس كل واحد منهما ذو ثمن".
رواه وكيع وابن إدريس عن هشام عن أبيه مرسلا.
38 - كتاب الحدود باب (25) الرجم بالمصلى.
رقم (6820) حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر:" أن رجلا من أسلم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهد على نفسه أربع مرات قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أبك جنون؟ قال: لا. قال: آحصنت؟ قال: نعم. فأمر به فرجم بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيرا وصلى عليه".
لم يقل يونس وابن جريج عن الزهري "فصلى عليه"
سئل أبو عبد الله: فصلى عليه يصح؟
قال: رواه معمر، قيل له رواه غير معمر؟ قال: لا.
39 - كتاب الحدود باب (37) أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام.
رقم (6840) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني سألت عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم؟ فقال: رجم النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: أقبل النور أم بعده؟ قال: لا أدري. تابعه علي بن مسهر، وخالد بن عبد الله، والمحاربي، وعبيدة بن حميد عن الشيباني.
وقال بعضهم: المائدة، والأول أصح.
40 - كتاب استتابة المرتدين باب (9) ما جاء في المتأولين.
رقم (6939) [قصة كتاب حطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة]
قال أبو عبد اللَّه: خَاخٍ أصحُّ، ولكن كذا قال أبو عوانة: حَاجٍ.
وَحَاجٍ تَصْحِيفٌ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، وهشيم يَقُولُ: خَاخٍ.
41 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، حديث رقم (7271) حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر قال سمعت عوفا أن أبا المنهال حدثه أنه سمع أبا برزة قال:" إن الله يغنيكم أو نعشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم ".
قال أبو عبد الله: وقع ها هنا يغنيكم، وإنما هو نعشكم. ينظر في أصل كتاب الاعتصام.
42 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب (2) الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رقم (7284و7285)
" .. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، فقال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق".
قال ابن بكير وعبد الله عن الليث: عناقا، وهو أصح.
43 - كتاب التعبير باب (26) القيد في النوم.
رقم (7017) حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر سمعت عوفا حدثنا محمد بن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة فإنه لا يكذب".
قال محمد: وأنا أقول هذه. قال: وكان يقال الرؤيا ثلاث:
حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله؛ فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم فليصل. قال: وكان يُكره الغل في النوم، وكان يعجبهم القيد، ويقال: القيد ثبات في الدين.
وروى قتادة، ويونس، وهشام، وأبو هلال عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأدرجه بعضهم كله في الحديث. وحديث عوف أبين.
وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في القيد.
قال أبو عبد الله: لا تكون الأغلال إلا في الأعناق.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
حرر في 17/ 2/1424هـ
تنبيه: الأرقام: 1و2و8و9و13 من إفادات الشيخ عبد الله الحمادي.
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Nov-2006, صباحاً 12:21]ـ
شكر الله لك يا أبا عبدالله هذه النقول النفيسة
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 05:02]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.
ومما قد يدخل في شرطكم قول البخاري - رحمه الله - (ح 1012): قال أبو عبد الله: كان ابن عيينة يقول: هو صاحب الأذان، ولكنه وَهِمَ لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، مازن الأنصار.
وهناك إشارات تكاد تكون صريحة، كقوله: ويذكر عن بلال أنه جعل إصبعيه في أذنيه، وكان ابن عمر لا يجعل أصبعيه في أذنيه. ونحو ذلك؛ فهل هي داخلةٌ في الموضوع؟.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 07:50]ـ
وهناك إشارات تكاد تكون صريحة، كقوله: ويذكر عن بلال أنه جعل إصبعيه في أذنيه، وكان ابن عمر لا يجعل أصبعيه في أذنيه. ونحو ذلك؛ فهل هي داخلةٌ في الموضوع؟.
نعم يحسن ذكرها، وهذه المواضع قيدتها من سنين، وكانت في مجالس بها عدد من طلبة العلم، وفات شيء منها بسبب ذلك.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[14 - May-2007, صباحاً 12:40]ـ
ما شاء الله.
جمعٌ نفيس يا شيخ عبد الرحمن، أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 02:06]ـ
جزاكم الله خيرا , جهد مبارك(/)
تخريج حديث: "لم يُرَ للمُتَحَابَّين مثلُ النكاح".
ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 05:50]ـ
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإجابةً لسؤال أحد الإخوة الأفاضل كتبتُ هذا التخريج لحديث: "لم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النكاح" جمعتُ فيه طرق هذا الحديث وما وقع فيها من اختلاف، وذلك قُبيل شهر رمضان من عام 1424هـ
وأتمنى من الإخوة جميعاً إفادتي بملحوظاتهم.
وخلاصةُ البحث أنَّ طرقَ هذا الحديث ترجعُ إلى مدارين:
الأول: طاووس بن كَيْسان.
والثاني: إبراهيم بن مَيْسرة.
أما المدار الأول (طاووس بن كيسان) فقد رُوي الحديث عنه من طريقين:
أحدهما/ سليمان الأحول أو عمرو بن دينار.
وثانيهما/ إبراهيم بن ميسرة.
فأما الطريق الأولى فمنكرةٌ؛ لا تصح عن الأحول ولا عن عمرو بن دينار، كما سيتبين.
وأما الطريق الثانية؛ فهي طريقٌ ثابتة إلى إبراهيم بن ميسرة؛ وإن كان اختُلف عليه في وصل الحديث وإرساله، كما سيأتي.
وبناءً على هذه الخلاصة؛ يكونُ المدارُ الثابت للحديث هو: "إبراهيم بن ميسرة".
وتفصيلاً لهذه النتيجة أقول مستعيناً بالله:
الطريق الأولى عن طاووس:
رُوي هذا الحديث عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 17) وابن منده في الأمالي (كما عزاه إليه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 2/ 197) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار به.
(وفي السلسلة الصحيحة "سليمان الأحول و عمرو بن دينار").
وإبراهيم بن يزيد هو الخُوزي؛ كما ذكر الشيخ الألباني "رحمه الله" وهو متروك.
فهذا الوجه منكرٌ لا يصح.
الطريق الثانية عن طاووس:
روى هذا الحديث إبراهيم بن ميسرة عن طاووس؛ واختُلف فيه على إبراهيم وعلى بعض الرواة عنه على وجهين.
وأبدأ بذكر الاختلاف على تلاميذ إبراهيم بن ميسرة، ثم أنتقل إلى بيان الاختلاف عليه.
فأولاً/
روى هذا الحديث سفيان بن عيينة؛ واختُلف عليه:
1/ فروي عنه عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً.
وقد أخرج هذا الوجه الإمام أحمد في أحكام النساء (104).
وسعيد بن منصور في سننه (1/ 164).
وأبو يعلى في مسنده (5/ 132) عن أبي خيثمة زهير بن حرب.
والعقيلي في الضعفاء (4/ 134) من طريق الحميدي.
أربعتهم (أحمد بن حنبل وسعيد بن منصور و أبو خيثمة و الحميدي) عن سفيان بن عيينة به.
2/ روي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن جابر بن عبدالله مرفوعاً.
أخرجه ابن شاذان في المشيخة الصغرى (60) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص511) عن أبي الفوارس عن حيان بن بشر عن أحمد بن حرب الطائي عن ابن عيينة به.
وقد عزا الشيخ الألباني الحديث إلى ابن شاذان من حديث ابن عباس وهو وهم.
وأحمد بن حرب الطائي فصدوق، وحيان بن بشر قال عنه ابن معين: "ليس به بأس" كما في تاريخ بغداد (8/ 284) وأما أبو الفوارس أحمد بن علي بن عبدالله؛ فقد ذكر الشيخ الألباني أنه لم يجد له ترجمة فيما بين يديه من المراجع.
وهذا الوجه شاذٌ لأمرين:
الأول: زيادة عمرو بن دينار في الإسناد.
الثاني: رواية الحديث عن ابن عيينة موصولاً؛ والمحفوظ عنه الإرسال.
وقد سبق أنه روى الحديث عددٌ من الحفاظ عن ابن عيينة عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً، ولم يذكروا عمرو بن دينار بين سفيان وإبراهيم، كما أنهم أرسلوا الحديث ولم يصلوه.
ولا أدري ممن وقع هذا الشذوذ؛ أمن أحمد بن حرب أم ممن دونه؟
ثانياً/ روى الحديث سفيان الثوري؛ واختُلف عليه:
1/ رُوي عن الثوري عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
رواه الخليلي في الإرشاد (المنتخب 2/ 653) وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (1/ 244) ويوسف بن محمد أبو القاسم المهرواني في الفوائد المنتخبة (165) من طريق محمد بن صالح الأشج.
والخليلي في الإرشاد (3/ 947) من طريق محمد بن عمران بن حبيب.
كلاهما (محمد بن صالح و محمد بن عمران) عن عبدالصمد بن حسان عن الثوري به.
وذكر الخليلي وأبو القاسم المهرواني أن مؤمَّل بن إسماعيل قد تابع عبدَالصمد على ذلك.
وقد أسندَ الخليليُّ طريق مؤمل (3/ 947).
ومحمد بن صالح الأشج؛ ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 148) وقال: "كان يخطئ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما محمد بن عمران فقد ذكره ابن حبان في ثقاته (9/ 147) وقال ابن حجر في اللسان (3/ 254):
"أحد الثقات".
2/ روي عن الثوري عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً.
وهذا الوجه ذكره الخليلي؛ فقال – بعد الإشارة إلى رواية عبدالصمد ومؤمَّل عن الثوري-:
(وغيرهما رواه عن الثوري عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً).
ونقل أبو القاسم المهرواني عن أبي بكر الخطيب قولَه:
(لم يرو هذا الحديث كذا موصولاً عن سفيان الثوري إلا عبدالصمدُ بن حسان، وتابعه مؤمل بن إسماعيل.
ورواه غيرهما عن سفيان مرسلاً ولم يذكر ابن عباس في إسناده، وهو الصواب).
وقد نسبَ الشيخُ الألباني "رحمه الله" هذا الكلام إلى المهرواني، والصوابُ أنه من كلام الخطيب البغدادي.
ويصعبُ الجزم –في رأيي- بصحة أحد الوجهين السابقين عن الثوري لعدم الوقوف على رواة الإرسال؛ إلا أن ثمةَ قرائنُ تقوِّي رواية الإرسال، منها:
1– جَزْمُ الحافظ أبي بكر الخطيب بصحة رواية الإرسال عن الثوري.
2– أن رواة الوصل ليسوا من أصحاب الثوري المتثبتين، بل إن مؤمل بن إسماعيل فيه ضعف من قبل حفظه، وأما عبدالصمد فصدوق له أفراد، كما ذكر الخليلي.
3– أن الثقات من تلاميذ إبراهيم بن ميسرة قد رووا الحديث عنه عن طاووس مرسلاً، وهذا يؤيِّد الوجهَ المرسلَ عن الثوري.
ولذا؛ فرواية الإرسال عن الثوري أقوى –فيما يبدو لي-.
وأنتقلُ الآن إلى الكلامُ عن رواية إبراهيم بن ميسرة؛ فأقول:
اختُلف في هذا الحديث على إبراهيم بن ميسرة على وجهين:
الأول/ رُوي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعاً.
رواه عن إبراهيم على هذا الوجه:
1 - سفيان بن عيينة (في وجه شاذ عنه).
2 - سفيان الثوري (في وجه مرجوح عنه).
3 - محمد بن مسلم الطائفي، وقد أخرج روايته ابن ماجه في سننه (1847) والحاكم في المستدرك (2/ 174) والبيهقي في سننه الكبير (7/ 78) والضياء في المختارة (11/ 52 - 54) والطبراني في الكبير (11/ 50) وفي الأوسط (3/ 282) وتمام في فوائده (1/ 322) والعقيلي في الضعفاء (4/ 134) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص510) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 184) و (61/ 460) و (65/ 71 - 72) وأبو حاتم كما في العلل لابنه (2/ 253).
من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة به.
ومحمد بن مسلم فيه ضعف.
4 - عثمان بن الأسود المكي. كما في أطراف الأفراد والغرائب (3/ 194 - ) من طريق يزيد بن مروان عن عمر بن هارون عن عثمان بن الأسود عن إبراهيم به.
وهذا الإسناد لا يصح؛ فإن عثمان وإن كان ثقةً، إلا أن عمر بن هارون متروك، ويزيد بن مروان ضعيفٌ جداً.
الثاني/ روي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس مرسلاً.
وقد رواه عن إبراهيم على هذا الوجه:
سفيان بن عيينة (في الوجه الثابت عنه).
وسفيان الثوري (في الوجه الراجح عنه).
ومعمر بن راشد، رواه عنه عبدالرزاق في المصنف (6/ 168) عن إبراهيم بن ميسرة به.
وابن جريج، رواه عنه عبدالرزاق في الموطن السابق وابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 454) والبيهقي في الكبرى (7/ 78).
وهذا الوجه عن إبراهيم هو الصواب.
وبهذا العرض يتبينُ أنَّ الحديث مرسل، وأن رواية الوصل شاذة، لما يلي:
1– أن معمر وابن جريج قد رويا هذا الحديث عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً، ولم يُختَلَف عليهما في ذلك.
2– تابعهما ابن عيينة على الإرسال، وأما رواية الوصل عنه فهي ظاهرة الشذوذ.
3– أن الثوري قد رُوي عنه الوجهان، ورواية الإرسال عنه أقوى؛ لقرائن سبق ذكرها.
4– أن محمد بن مسلم الطائفي قد روى الحديث عن إبراهيم موصولاً ولم يُختَلَف عليه فيه، إلا أن محمداً فيه ضعفٌ، ولا يقاس بمن أرسل الحديث عن إبراهيم.
ومتابعة عثمان بن الأسود لا أصلَ لها، كما سبق.
وقد حكم بترجيح المرسل الحافظ العقيلي، حيث قال في الضعفاء عقب تخريجه للحديث موصولاً ثم مرسلاً: "وهو أولى" يعني المرسل.
بينما مال الحاكم إلى تصحيحه، فقال عن رواية محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، لأن سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عباس).
قال الشيخ الألباني "رحمه الله" مصحِّحاً عبارة الحاكم: (كذا قال؛ ولعلَّ صوابَ العبارة: أرسلاه عن إبراهيم ابن ميسرة عن ابن عباس).
وكذلك صححه الشيخ الألباني حيثُ رجح الوصل على الإرسال، وقد سبق بيانُ خطأ الرواية الموصولة.
فائدة/
جاء في سبب هذا الحديث ما أخرجه ابن شاذان في المشيخة الصغرى (60) ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص511) عن أبي الفوارس عن حيان بن بشر عن أحمد بن حرب الطائي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال: جاء رجلٌ إلى النبي فقال: يا رسول الله إن عندنا يتيمة قد خطبها رجلان؛ موسِرٌ ومُعسر، هي تهوى المُعسِر، ونحن نهوى المُوسر، فقال رسول الله:
"لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح".
وسبق التنبيه على شذوذ هذا الوجه.
كتبه/ أبو محمد، عبدالله الحمادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منال]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 07:29]ـ
السلام عليكم ..
قلت بارك الله فيك: وأتمنى من الإخوة جميعاً إفادتي بملحوظاتهم.
ملحوظتي: لوكتبت عنوان جانبي: (حكم الاستدلال بهذا الحديث) , حتى يستفيد القاريء
الذي يبحث عن خلاصة التخريج.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:38]ـ
السلام عليكم ..
قلت بارك الله فيك: وأتمنى من الإخوة جميعاً إفادتي بملحوظاتهم.
ملحوظتي: لوكتبت عنوان جانبي: (حكم الاستدلال بهذا الحديث) , حتى يستفيد القاريء
الذي يبحث عن خلاصة التخريج.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخت منال على الملحوظة التي ذكرتِ
فكان الأولى إفرادُ ذلك في عنوان حتى يتبيَّن لمن يرغب في معرفة نتيجة البحث
فنتيجة البحث أنَّ الحديثَ مرسلٌ ضعيف، فلا يُجزم بنسبته إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم
وقد ذكرتُ في سياق كلامي أنَّ الراجح إرسالُ الحديث؛ كما في هذا الاقتباس
وبهذا العرض يتبينُ أنَّ الحديث مرسل، وأن رواية الوصل شاذة، لما يلي:
1– أن معمر وابن جريج قد رويا هذا الحديث عن إبراهيم عن طاووس مرسلاً، ولم يُختَلَف عليهما في ذلك.
2– تابعهما ابن عيينة على الإرسال، وأما رواية الوصل عنه فهي ظاهرة الشذوذ.
3– أن الثوري قد رُوي عنه الوجهان، ورواية الإرسال عنه أقوى؛ لقرائن سبق ذكرها.
4– أن محمد بن مسلم الطائفي قد روى الحديث عن إبراهيم موصولاً ولم يُختَلَف عليه فيه، إلا أن محمداً فيه ضعفٌ، ولا يقاس بمن أرسل الحديث عن إبراهيم.
ومتابعة عثمان بن الأسود لا أصلَ لها، كما سبق.
وقد حكم بترجيح المرسل الحافظ العقيلي، حيث قال في الضعفاء عقب تخريجه للحديث موصولاً ثم مرسلاً: "وهو أولى" يعني المرسل.
وفقك الله وسدد على الخير خطاك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 09:51]ـ
بارك الله في جهودكم.
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 09:08]ـ
نفع الله بك، وختم لك بالفوز بالجنة والنجاة من النار ..
نعم الرجل -أبو محمد- أحبك في الله حباً خالصاً ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 07:32]ـ
الأخ الفاضل ابن رجب .. وفيكم بارك الله ونفع بجهودكم
الأخ الفاضل أبو مصعب القصيمي .. شكر الله لكم دعواتكم الطيبة وأثابكم عليها خيراً
وأحبك الله الذي أحببتني فيه، وجعل هذه المحبة سبباً لرضوانه
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 02:50]ـ
بارك الله فيك أخى ونفع الله بك
ـ[أبومروة]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 01:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ ونفع الله بك
هل من مزيد؟
(ابتسامة)
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 02:29]ـ
كأنك يا أخي في بعض المواطن تنقل بواسطة وعن المتأخرين فو نقلت من المتقدمين وهم الأئمة النقاد لكان أفضل وهذه وجهة نظر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 01:50]ـ
الأخوان الكريمان
أبو زكريا المهاجر .. أبو مروة ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكما تفضلكما بالمرور والدعاء
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 01:52]ـ
كأنك يا أخي في بعض المواطن تنقل بواسطة وعن المتأخرين فو نقلت من المتقدمين وهم الأئمة النقاد لكان أفضل وهذه وجهة نظر.
حياك الله أخي الحبيب، وأشكرك على ما ذكرت
لكن آمل منك أن تدلني على ذلك تحديداً حتى أقوم بتعديله
ولك مني جزيل الشكر ووافر الدعاء
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 03:18]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جميلٌ وقيم بحثكم هذا. . أثابكم الله ونفع بعلمكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 07:29]ـ
وأثابك ربي وبك نفع أختنا الفاضلة
ـ[عبيدالله المنصوري]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد:
وعن ابن عباس أن النبي r قال: ((لَم نَرَ للمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه ابن ماجه (1847)، والحاكم في ((المستدرك)) (2/ 174)، والطبراني في ((الكبير)) (ج 11 / رقم 11009)، وفي ((الأوسط)) (3153) - ومن طريقه الضياء في ((المختارة)) (ج 62 / ق 281/ 1) -، وتمام الرازي في ((الفوائد)) (816 - 818)، والعقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 134) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((ذم الهوى)) (ص / 601) - وابن عساكر (54/ 184 و 61/ 460 و 65/ 71)، والبيهقي في ((الكبرى)) (7/ 78)، وفي ((الصغرى)) (6/ 79)، وابن أبي حاتم في ((العلل))
(2252)، كلهم عن محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم ابن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، مرفوعا به.
وقد خولف الطائفيُّ ...
خالفه معمر بن راشد؛ فرواه عن إبراهيم، عن طاوس مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (6 / رقم 10377).
وتابعه - أي: معمرًا - ابنُ جريج: أخرجه عبد الرزاق (10377)، وابن أبي شيبة (3/ 454) عن معاذ، والبيهقي (7/ 78) عن عبد الوهاب ابن عطاء، ثلاثتهم عن ابن جريج به.
وتابعه سفيان بن عيينة: أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (ج 5 / رقم 2747) عن أبي خيثمة، والعقيلي (4/ 134) عن الحميدي، وسعيد بن منصور في
((السنن)) (492) ثلاثتهم عن سفيان به.
وخالف هؤلاء أحمد بن حرب الطائي، فرواه عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله.
رواه ابن شاذان في ((المشيخة الصغرى)) (60) - ومن طريقه ابن الجوزي في
((ذم الهوى)) - قال: حدثني أبو الفوارس أحمد ابن علي بن عبد الله - محتسب المصيصة من حفظه - نا أبو بشر حيان بن بشر - قاضي المصيصة - نا أحمد بن حرب به.
وقد أعلَّه الشيخ الألباني - رحمه الله - بجهالة من دون أحمد بن حرب.
وكون السند أوله مظلمٌ وآخره كالشمس يدل على بطلانه حتمًا ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59#_ftn1)) .
ولا شكَّ في ترجيح رواية الجماعة عن ابن عيينة على رواية أحمد بن حرب على فرض صحتها، كيف ولم تصح!
وقال العقيلي عن الإرسال: ((وهذا أولى)).
وقد تابعهم علي بن حرب الطائي، فرواه عن سفيان مرسلاً كالجماعة.
ذكره ابن القيم في ((روضة المحبين)) (84) عن المعافى بن عمران عنه.
وقد توبع الطائفيُّ؛ تابعه سفيان الثوريُّ، عن إبراهيم بمثله سواء.
رواه المهرواني في ((الفوائد)) (165)، والصيداوي في ((معجم الشيوخ)) (ص 244) والخليلي في ((الإرشاد)) (2/ 653) عن محمد بن صالح الأشج، والخليلي (3/ 947) عن محمد بن عمران بن حبيب، كلاهما عن عبد الصمد ابن حسان، عن الثوري به.
وهذا - والله أعلم - لا يثبتُ، والأشج وابن عمران لم أجد من وثقهما إلا ابن حبان، وقال في الأول: ((يخطئ))، وعليه فلا يثبت هذا عن عبد الصمد، عن الثوري، والله أعلم.
وتابعه - أي عبد الصمد - مؤملُ بن إسماعيل، فرواه عن الثوري بمثل رواية الطائفي.
أخرجه الخليليُّ (3/ 947) قال: وقرأتُ على عبد الله بن محمد بن روزبة الكسروي بهمذان، حدثنا سعيد بن زيد بن خالد مولى بني هاشم بحمص، حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان مثل حديث عبد الصمد سواء.
وهذا أيضًا لا يصحُّ، وشيخ الخليلي لم أجده، ومولى بني هاشم لم أجد له ذكرًا إلا في ((تاريخ حلب)) (9/ 4300)، ولم يذكر عن حاله شيئًا.
فلا يثبت هذا أيضًا عن مؤمَّل، وبالتالي لا يثبت عن الثوري.
وقد أعلَّ هذا الوجه عن الثوري الخليليُّ والخطيبُ.
قال الخليلي (2/ 653):
((هذا جوده عبد الصمد ومؤمل بن إسماعيل عن سفيان، ورواه غيرهما عن سفيان عن طاوس مرسلاً)).
وقال الخطيب في ((تخريج المهروانيات)):
((لم يرو هذا الحديث هكذا موصولاً عن سفيان الثوري، إلاَّ عبد الصمد ابن حسان وتابعه مؤمل بن إسماعيل، ورواه غيرهما عن سفيان مرسلاً ولم يذكر ابن عباس في إسناده، وهو الصواب. والله أعلم)) اه.
وكأنَّ أبا حاتم الرازي يرى أن المسند محفوظٌ؛ فقد سأله ولده عن حديثٍ يرويه إبراهيم بن ميسرة بالسند المذكور إلى ابن عباس فقال: ((هذا حديثٌ باطلٌ، ما نعلم إبراهيم بن ميسرة أسند عن طاوس عن ابن عباس إلا حديثًا واحدًا، أن النبي r قال: لَمْ نَرَ لِلمُتَحَابَّيْنِ مِثلَ النِّكَاحِ)).
وقد رأى الشيخ الألباني: أن الرواية باجتماع مؤمل وعبد الصمد جيِّدةٌ، وفيه نظرٌ، إذ لم يثبت السند إليهما أصلاً، ولو ثبت لكان في النفس منه شيءٌ؛ لتفرد هذين عن الثوريِّ بمثل هذا الإسناد، والله الموفق.
وقد توبع الثوري؛ تابعه عثمان بن الأسود.
ذكره الدارقطني في ((الأفراد)) (3/ 194 أطرافه) وقال:
((تفرد به يزيد بن مروان، عن عمر بن هارون، عن عثمان بن الأسود المكي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس)).
وهذا لا يصحُّ؛ وعمر بن هارون متروك.
وتوبع إبراهيم بن ميسرة؛ تابعه سليمان الأحول أو عمرو بن دينار بمثله.
أخرجه الطبراني (ج 11 /رقم 10895)، وابن منده في ((الأمالي)) (ق46/ 1) - كما في ((الصحيحة)) (624) - عن إبراهيم بن يزيد به.
وفي رواية ابن منده بالجمع بينهما لا بالشك.
وإبراهيم هذا هو الخوزي، وهو متروك.
هذا وقد عزاه في ((كنز العمال)) إلى ابن النجار من حديث جابر، وقد تقدَّم الكلام على هذا، والله أعلم.
تنبيه: قال الشيخ الألبانيُّ: في ((الصحيحة)):
((وسفيان هو ابن عيينة، وقد روي عنه موصولاً بإسنادٍ آخر له، فقال ابن شاذان في ((المشيخة الصغرى)) (رقم 60 - منسوختي): حدثني أبو الفوارس أحمد ابن علي بن عبد الله - محتسب المصيصة من حفظه - نا أبو بشر حيان بن بشر - قاضي المصيصة - نا أحمد بن حرب الطائي، نا سفيان بن عيينة، نا عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباسٍ به)).
قلتُ: رضي الله عنك!
فقد وقع لك سبقُ نظرٍ، فالسند عند ابن شاذان عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر! فهذه مخالفةٌ وليست متابعة، والله الموفق.
([1]) قاله الشيخ المعلمي في تعليقه على ((الفوائد المجموعة)) (431).(/)
دراسة مختصرة لحديث «من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما» وزيادة لفظه «فصدقه»
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 06:08]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم تسليما أما بعد:
فقد جاء في بعض روايات حديث (مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا)
لفظة "فصدقه " وهي في هذا الحديث لا تصح من جهتين:
من جهة الإسناد، و من جهة المتن،
أما من جهة الإسناد:
فلم يروها بهذا اللفظ ـ حسب اطلاعي ـ إلا الإمام أحمد في المسند 4/ 68، 5/ 380
و عبدالرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ـ عند ابن بطة في الإبانة ـ الإيمان 2/ 730 ـ
كلاهما عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيه (فصدقه بما يقول).
وعبدالرحمن هذا قال عنه ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال عن أبيه: شيخ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بأشياء لا يتابعه أحد عليها. وذكره ابن حبان في الثقات.
الجرح والتعديل5/ 283، سؤالات الحاكم ص128، والكامل4/ 319، والثقات 8/ 383.
وخالفهم:
1 - محمدُ بن المثنى ـ صحيح مسلم (2230) والبيهقي في السنن 8/ 138ـ
2 - وأبو بكر بن خلاد ـ حلية الأولياء 10/ 406 وتأريخ أصبهان 2/ 206 ـ
3 - و صدقة بن الفضل ـ التأريخ الأوسط للبخاري 2/ 45، ـ
4 - وعلي بن المديني ـ مسند الفاروق 1/ 198ـ[وإن كان لم يذكر المتن لكنه عطفه على متن ليس فيه اللفظة]
ولم يذكروا لفظة (فصدقه بما يقول).
ورواه صدقة أيضا ـ التأريخ الأوسط 2/ 45ـ
ويعقوب بن حميد ـ المعجم الكبير للطبرني 23/ 215:
عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر بمثله، وليس فيه لفظة (فصدقه بما يقول).
ورواه الدراوردي ـ التأريخ الأوسط 2/ 45 والطبراني في الأوسط 1402ـ
عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
وهذه الطريق لا تصح.
انظر: شرح العلل 2/ 811 والعلل لابن أبي حاتم 2/ 269.
ورواه الدراوردي ـ التأريخ الأوسط 2/ 45 والطبراني في الأوسط 9172 ـ أيضا:
عن أبي بكر بن نافع عن نافع عن صفية عن عمر.
وهذه الطريق أيضا لا تصح.
انظر: العلل لابن أبي حاتم 2/ 269، والطبراني في الأوسط 9172، ومسند الفاروق 1/ 198 وشرح العلل لابن رجب 2/ 811.
الخلاصة:
أن لفظة (فصدقه بما يقول) لم تأت إلا في رواية الإمام أحمد وعبدالرحمن الحارثي،
وخالفه فيها عن يحيى القطان أربعة:
صدقة بن الفضل، وأبو بكر بن خلاد، ومحمد بن المثنى، وعلي بن المديني، وهؤلاء كلهم ثقات.
وأيضا:
يعقوب بن حميد، وصدقة في روايتهما عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر به.
وبهذا يظهر ـ والله أعلم ـ أن زيادة (فصدقه) في هذا الحديث شاذة لا تصح، والله أعلم.
و هل هذا الاختلاف من يحيى أو أن الوهم ممن دونه؟ العلم عند الله.
أما من جهة المتن:
فقد جاءت عدة أحاديث، وروايات عن عدد (1) من الصحابة تُبين أن من أتى عرافا .. فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ورواية أحمد وابن بطة فيها: أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما فقط.
ثم مع مخالفتها أيضا لما في الأحاديث الأخرى هي مخالفة لظاهر القرآن، وهو أن المصدق للكهنة كافر بالله؛ لأنه مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
-----------------
(1) أبو هريرة وابن مسعود وأنس وواثلة وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله وابن عمر ..
انظرها في: مجمع الزوائد 5/ 118، والفتح 10/ 217، وقد تكلم على بعضها.
ـ[منال]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 07:37]ـ
جزيت خيراً على المصادر الانترنتية.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:02]ـ
جزاكم الله خيراً أبا عبدالله
والإشكال المحيِّر: من أين جاءت هذه اللفظة في الحديث؟
فالحديثُ في صحيح مسلم وغيره من طرقٍ عن يحيى القطان بدونها!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:25]ـ
الأخت منال وفقكم الله ونفعك بها.
الشيخ الكريم أبا محمد وفقه الله
الزيادة ربما تكون من القطان أو من أحمد أو من دونه، والعلم عند الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:42]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب أبا عبدالله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:03]ـ
جزاكم الله خيرا ,,
ـ[أبومروة]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 12:27]ـ
جزاك الله خيرا تم نسخه
ننتظر المزيد
وفقك الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا
لكن بناءا على هذا الحديث الذي فصلت فيه فقد حكم عليه مشايخ كثيرين بالصحة وبالتالي قالو ان الذي ياتي للكهان ويصدقه فانه كافر كفر اصغر وليس الاكبر
قال معالي الوزير الشيخ صالح في شرحه على كتاب التوحيد -الصفحة 254 - : ودليلهم:
أن تصديق الكاهن فيه شبهة وادعاء علم الغيب او تصديق أحد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله -جل وعلا- كفرا أكبر، لكن هذا الكاهن الذي ادعى علم الغيب يخبر بالامور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق استراق الجن للسمع،فيكون إذا هو نقل ذلك الخبر عن الجني،والجن نقلوه عما سمعوه في السماء، وهذه شبهة.فقد يأتي الآتي إلى الكاهن ويقول:أنا أصدقه فيما أخبر من الغيب،لأنه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن،وهذه الشبهة تمنع من تكفير من صدق الكاهن الكفر الأكبر.إنتهى كلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:07]ـ
جزاك ربي الفردوس الأعلي ونفعنا الله بكم
تحيتي لكم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:18]ـ
بارك الله فيك
وزيادة على كلام الشيخ صالح حفظه الله نقول، أن ما عده الشيخ السديس حفظه الله من العلل في متن الحديث، لا يكون كذلك ان اعتبرنا الحالة حالة كفر دون كفر .. فهو صدقه فيما قال ولكنه كفر كفرا دون كفر، وفي نفس الوقت لم تقبل له - بسبب ذلك -صلاة أربعين يوما، ولا تعارض! فعلى هذا وما دام من الممكن الجمع بين الروايتين، فانه لا يصح اعتبار أن في المتن علة .. ! فيبقى لنا دراسة السند لتبين حكم تلك الزيادة، والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 03:05]ـ
قال العلامة الفوزان حفظه الله في كتابه الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد:
الكهانة
وهي ادعاء علم الغيب؛ كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب هو استراق السمع؛ حيث يسترق الجني الكلمة من كلام الملائكة، فيلقيها في أذن الكاهن، فيكذب معها مئة كذبة، فيصدقه الناس بسبب تلك الكلمة.
والله هو المتفرد بعلم الغيب؛ فمن ادعى مشاركته في شيء من ذلك بكهانة أو غيرها أو صدق من يدعي ذلك؛ فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه، وهو مكذب لله ولرسوله.
وكثير من الكهانة المتعلقة بالشياطين لا تخلو من الشرك والتقرب إلى الوسائط التي يستعان بها على دعوى العلوم الغيبية.
فالكهانة شرك من جهة دعوى مشاركة الله في علمه الذي اختص به، ومن جهة التقرب إلى غير الله.
وفي " صحيح مسلم " عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافا، فسأله عن شيء، فصدقه بما يقول؛ لم تقبل له صلاة أربعين يوما).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى كاهنا، فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد). رواه أبو داود.
وجاء في معارج القبول للعلامة حافظ الحكمي رحمه الله:
من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم وعن عمران بن حصين رضي الله عنه ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ولمسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فهذا حكم من سأله مطلقا والأول حكم من سأله وصدقه بما قال
و جاء في كتاب تيسير العزيز الحميد:
قوله: "من أتى كاهنًا ... "3 إلى آخره. قال بعضهم: لا تعارض ص -350 - ... بين هذا الخبر، وبين حديث: "من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"1. إذ الغرض في هذا الحديث أنه سأله معتقدًا صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر، فإن اعتقد أن الجن تلقي إليه ما سمعته من الملائكة، أو أنه بإلهام فصدقه من هذه الجهة لا يكفر كذا قال، وفيه نظر. وظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان، لاعتقاده أنه يعلم الغيب، وسواء كان ذلك من قِبَل الشياطين، أو من قِبَل الإلهام لا سيما وغالب الكهان في وقت النبوة إنما كانوا يأخذون عن الشياطين. وفي حديث رواه الطبراني عن واثلة مرفوعًا: "من أتى كاهنًا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعين ليلة فإن صدقه بما قال كفر". قال المنذري: ضعيف. فهذا - لو ثبت - نص في المسألة لكن ما تقدم من الأحاديث يشهد له، فإن الحديث الذي فيه الوعيد بعدم قبول الصلاة أربعين ليلة ليس فيه ذكر تصديقه والأحاديث التي فيها إطلاق الكفر مقيدة بتصديقه.
قوله: "فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". قال الطيبي: المراد بالمنزل الكتاب والسنة، أي: من ارتكب هذه فقد برئ من دين محمد صلى الله عليه وسلم وما أُنزل عليه انتهى. وهل الكفر في هذا الموضوع كفر دون كفر أو يجب التوقف؟ فلا يقال: ينقل عن الملة. ذكروا فيها روايتين عن أحمد وقيل: هذا على التشديد والتأكيد، أي: قارب الكفر والمراد كفر النعمة، وهذان القولان باطلان.
و جاء في فتح المجيد:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله " من أتى كاهنا" قال بعضهم: لا تعارض بين هذا وبين حديث: " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ". هذا على قول من يقول: هو كفر دون كفر، أما على قول من يقول بظاهر الحديث فيسأل عن وجه الجمع بين الحديثين. وظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان. وكان غالب الكهان قبل النبوة إنما كانوا يأخذون عن الشياطين.
و قال الشيخ ابن قاسم النجدي في حاشيته على كتاب التوحيد:
وفي بعض روايات الصحيح: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"3. قال الشارح: ليس في مسلم "فصدقه بما يقول"، فظاهر الحديث أن الوعيد مرتب على مجيئه، سواء صدقه أو شك في خبره؛ لأن إتيان الكهان منهي عنه، كما في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم "فلا تأتهم"، ولأنه إذا شك في خبره فقد شك في أنه لا يعلم الغيب، وذلك موجب للوعيد، بل يجب أن يقطع ويعتقد أنه لا يعلم الغيب إلا الله.
و قال
والأحاديث التي فيها الكفر مقيدة بتصديقه، وظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان، وهل الكفر في هذا الموضع كفر دون كفر فلا ينقل عن الملة، أو يتوقف فيه كما هو أشهر الروايتين عن أحمد؟ والذي يصدق العراف أو الكاهن لم يكفر بالطاغوت، بل مؤمن به، وغالب الكهان قبل النبوة إنما يأخذون عن الشياطين.
و قال العلامة العثيمين في القول المفيد:
قوله: "فسأله، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً". ظاهر الحديث أن مجرد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يوماً، ولكنه ليس على إطلاقه، فسؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام:
القسم الأول: أن يسأله سؤالاً مجرداً، فهذا حرام لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى عرافاً ... " (2)، فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه، إذا لا عقوبة إلا على فعل محرم.
القسم الثاني: أن يسأله فيصدقه، ويعتبر قوله: فهذا كفر لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن، حيث قال تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله} [النمل: 65].
القسم الثالث: أن يسأله ليختبره: هل هو صادق أو كاذب، لا لأجل أن يأخذ بقوله، فهذا لا بأس به، ولا يدخل في الحديث.
وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد; فقال: " ماذا خبأت لك؟ قال: الدخ. فقال: اخسأ; فلن تعدو قدرك "4 فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له; لأجل أن يختبره، فأخبره به.
القسم الرابع: أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه، فيمتحنه في أمور يتبين بها كذبه وعجزه، وهذا مطلوب، وقد يكون واجبا. وإبطال قول الكهنة لا شك أنه أمر مطلوب، وقد يكود واجبا، فصار السؤال هنا ليس على إطلاقه، بل يفصل فيه هذا التفصيل على حسب ما دلت عليه الأدلة الشرعية الأخرى.
وجاء في كتاب إعانة المستفيد للعلامة الفوزان:
"فصدَّقه بما يقول لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً" هذه اللَّفظة (فصدَّقه) ليست في صحيح مسلم، وإنما وردت في رواية الإمام أحمد في المسند، والذي في صحيح مسلم: "من أتى عرَّافاً لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً"، فالحكم مرتّب على مجيء العرَّاف فقط، لأن إتيان العرّاف والذهاب إليه جريمة ومحرم حتى ولو لم يصدِّقه.
ولهذا لما سأل معاوية بن الحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العرَّافين قال: "لا تأتهم" فالنبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن مجرّد إتيانهم.
فهذا الحديث يدلّ على تحريم الذهاب إلى العرَّافين، حتى ولو لم يصدِّقهم، ولو قال: أنا أذهب من باب الإطلاع، فهذا لا يجوز.
"لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً" في رواية: "أربعين يوماً وليلة".
فدلّ هذا على شدّة عقوبة من يأتي العرَّاف، وأن صلاته لا تُقبل عند الله، ولا ثواب له عند الله فيها، وإن كان لا يؤمر بالإعادة، لأنه صلّى في الظاهر، لكن فيما بينه وبين الله صلاته لا ثواب له فيها لأنها غير مقبولة.
وهذا وعيد شديد يدلّ على تحريم الذهاب إلى العرَّافين مجرّد الذهاب، ولو لم يصدِّق، أما إذا صدّقهم فسيأتي في الأحاديث ما عليه من الوعيد الشديد، والعياذ بالله.
قال: "وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً ... إلخ" هذا الحديث فيه شيئاًن:
الشيء الأول: المجيء إلى الكاهن.
والشيء الثاني: تصديقه بما يخبر به من أمر الكِهانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكمه: أنه يكون كافراً بما أنزل على محمَّد صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يجتمع التصديق بما أنزل على محمَّد والتصديق بما عند الكُهّان من عمل الشياطين.
ضدّان لا يجتمعان، لا يمكن أن يصدِّق بالقرآن ويصدِّق بالكِهانة.
وظاهر هذا أنه يخرج من الملّة.
وعن أحمد روايتان في نوع هذا الكفر: رواية أنه كفر أكبر يُخرج من الملّة.
ورواية أنه دون ذلك. وفيه قول ثالث: وهو التوقّف، وأن يُقرأ الحديث كما جاء من غير أن يفسِّر بالكفر الأكبر أو الكفر الأصغر، فنقول ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ويكفي.
ولكن الظاهر- والله أعلم- هو القول الأول؛ أنه كفر يُخرج من الملّة، لأنه لا يجتمع التصديق بالقرآن والتصديق بالكهانة، لأن الله أبطل الكِهانة، وأخبر أنها من عمل الشياطين، فمن صدّقها وصوّبها كان كافراً بالله كفراً أكبر. هذا هو الظاهر من الحديث.
و قال حفظه الله:
فقد دلت هده الأحاديث على مسائل:
وذكر منها: المسألة الثانية: في الحديث دليل على وجوب تكذيب الكُهّان ونحوهم، وأن لا يقع في نفس الإنسان أدنى شك في كذبهم، فمن صدّقهم، أو شك في كذبهم، أو توقّف؛ فقد كفر بما أُنزل على محمَّد صلى الله عليه وسلم، لأنه يجب الجزم بكذبهم.
المسألة الثالثة: فيه دليل على تحريم الذهاب إلى الكهّان ولو لم يصدِّقهم، وأنه إذا فعل ذلك لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً.
المسألة الرابعة: فيه دليل على أن تصديق خبر الكُهّان كفر بما أنزل الله على رسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم، والذي أنزل الله على رسوله هو الكتاب والسنّة .........
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
هل يكفر من أتى عرافاً وسأله عن شيء؟
السؤال: كيف نجمع بين الحديثين التاليين:
1 - (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)، رواه مسلم في صحيحه.
2 – (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)، رواه أبو داود.
فالحديث الأول لا يدل على الكفر في حين الآخر يدل على الكفر.
الجواب:
الحمد لله
"لا تعارض بين الحديثين، فحديث: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) يراد منه: أن من سأل الكاهن معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65.
وأما الحديث الآخر: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه مسلم وليس فيه (فصدقه).
فبهذا يُعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن صدقه فقد كفر.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 48).
والله أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 05:03]ـ
جزاك الله خيرًا أخينا أبا حمزة.
مشاركتك الطيبة هذه ذكرتني بما كنت أجمعه لكلام أهل العلم حول هذه المسألة منذ سنوات.
والجمع بين الحديثين، وبيان حكم كل حالة ...
وأذكر أن للشيخ / محمد صالح المنجد -حفظه الله- كلام طيب نفيس في هذا الباب.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[عبد الرحمن اليماني]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 01:25]ـ
في بعض المشاركات وقبل الإطلاع عليها نأسى أنها تخرج كل مخرج عن مرادها
الكلام من أخينا عبد الرحمن على احديث الذي فيه ذكر عدم قبول اصلاة وزيادة تصديق الكاهن وهذا ظاهر ولم يقل أحد فيما أعلم فيه بالتكفير
ولفظ الكفر هو الذي اقترن بلفظ التصديق وذاك حديث آخر وهو الذي وقع فيه الخلاف بين العلماء وفيه ثلاثة اقوال وهي ثلاث روايات عن الإمام أحمد
الكفر الأكبر
الكفر الأصغر
عدم التفسير للمراد به
وكلام أخي عبد الرحمن قيم وأنا أبحث عن كلام لأئمة الحديث في هذه الزيادة وحبذا الإفادة بذلك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 03:41]ـ
جزاك الله تعالى خيراً شيخنا الحبيب(/)
كلمة للبخاري في حديث عبادة في قراءة الفاتحة، ما معناها؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فأحمد الله أن يسر هذا الموقع للاستفادة من المشايخ الأجلاء والإخوة الفضلاء المشاركين فيه، وأسأله أن يجعل ما نكتبه حجة لنا لا علينا، ثم أبارك للإخوة القائمين على الموقع، أسأل الله أن يوفقهم لكل خير.
هنا كلمة للبخاري استوقفتني في دراسة حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - المشهور في قراءة الفاتحة.
وتلخيصًا لطرق الحديث:
فالحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»،
وجاء من رواية ثلاثة عشر راويًا - فيما وجدت - عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداة، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف قال: «إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم»، قلنا: نعم والله يا رسول الله، إنا لنفعل هَذًّا، قال: «فلا تفعلوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها»، هكذا بلفظٍ تامٍّ، على اختلافات في الألفاظ ليست مؤثرة،
ورواه الوليد بن مسلم عن مكحول عن محمود بن الربيع عن أبي نعيم عن عبادة بن الصامت به مرفوعًا،
ورواه زيد بن واقد عن مكحول وحرام بن حكيم عن نافع بن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت به مرفوعًا،
ورواه محمد بن الوليد الزبيدي والنعمان بن المنذر عن مكحول عن عبادة بن الصامت مباشرةً به مرفوعًا،
ورواه رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت به موقوفًا عليه.
ووجدت البخاري قال في جزء القراءة (ص92 ط. الخانجي): «والذي زاد مكحول وحزام [كذا، والصواب: حرام] بن معاوية ورجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة = فهو تبع لما روى الزهري، لأن الزهري قال: حدثني محمود أن عبادة - رضي الله عنه - أخبره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهؤلاء لم يذكروا أنهم سمعوا من محمود».
وحرام بن معاوية هو حرام بن حكيم الذي ذكره زيد بن واقد مقرونًا بمكحول.
فهل يتكرم المشايخ الأفاضل ببيان وإيضاح حول هذه الكلمة، أحسن الله إليهم، وبارك فيهم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:52]ـ
مرحباً بالأخ الغالي الشيخ محمد
أسأل الله أن يبارك في جهودك وينفع بعلمك
ولي عودةٌ على العبارة التي ذكرت، فهي تحتاج إلى تأمُّل
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Dec-2006, صباحاً 12:41]ـ
أخي الحبيب محمد بن عبد الله – وفقه الله – ألا ترى معي أن ظاهر عبارة البخاري رحمه الله هذه – إنْ أتت على الجادّة دون سقط أو تحريف – أنه يعلّ بها رواية الثلاثة عن محمود بن الربيع بعدم سماعهم منه هذا الحديث، وأن ذكر السماع إنما هو من أحد الرواة تبع - أو اغترار - لما روى الزهري بصيغة التحديث، وأن المحفوظ هو رواية الزهري رحمه الله؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 01:32]ـ
أخي الحبيب محمد بن عبد الله – وفقه الله – ألا ترى معي أن ظاهر عبارة البخاري رحمه الله هذه – إنْ أتت على الجادّة دون سقط أو تحريف – أنه يعلّ بها رواية الثلاثة عن محمود بن الربيع بعدم سماعهم منه هذا الحديث، وأن ذكر السماع إنما هو من أحد الرواة تبع - أو اغترار - لما روى الزهري بصيغة التحديث، وأن المحفوظ هو رواية الزهري رحمه الله؟
أخي الفاضل أشرف:
هذا الظاهر واردٌ، لكن يُشكِلُ عليه ما ذكره بعض الأئمة من كون الإمام البخاري يصحح رواية مكحول
كما نص على هذا ابن عبدالهادي في المحرر وابن الملقن في البدر وغيرهما
وقد ظهر لي منذ كتابة الموضوع وجه، ولكن فيه ما فيه
فما زلت أتأمل في هذا الوجه، فأحياناً أراه راجحاً، وأحياناً أراه مرجوحاً
هذا إذا سلمت العبارة من التحريف، فطبعة الخانجي سيئة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 10:07]ـ
شيخنا الحبيب
لعل هذا النص يوضّح أكثر عبارة البخاري رحمه الله:
في تهذيب التهذيب (وقال أبو بكر البزار روى مكحول عن جماعة من الصحابة عن عبادة وأم الدرداء وحذيفة وأبي هريرة وجابر ولم يسمع منهم، وإنما أرسل عنهم ولم يقل في حديث عنهم «حدثنا»، وقد روى عن أبي أمامة وأنس ( ... = بياض) وروى عن أنس وأدخل بينه وبين أنس موسى ابن أنس ولم يقل «سمعت أنسا» فتفرقنا في حديثه عن أنس وأبي أمامة).
ومكحول روى الحديث مرة عن محمود بن الربيع مباشرة (رواه عنه ابن اسحاق)، ومرة عن نافع ابن محمود بن الربيع (رواه عنه زيد بن واقد وهو من كبار أصحاب مكحول، وتابع زيد بن واقد حرام بن حكيم، فظهر بهذا نكارة رواية ابن إسحاق وأنها منقطعة).
وقال الحاكم في علوم الحديث (عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة، وأن ذلك كله يخفى إلا على الحافظ للحديث).
والإمام البخاري خبير العلل، ومع ظهور نص البخاري في جزء القراءة، فالإشكال فيمن نسب التصحيح إليه، وإلا فالحديث مضطرب، ولا يثبت لمكحول سماع من محمود بن الربيع رضي الله عنه، وفي علل ابن أبي حاتم (حدثنا أبي قال سألت أبا سهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما صح عندنا إلا أنس بن مالك. قلت واثلة؟ فأنكره). والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Dec-2006, صباحاً 08:19]ـ
وفقك الله أخي الحبيب أشرف
تقريرك صحيحٌ لو صرَّحَ البخاريُّ أنَّ مكحولاً لم يسمع من صحابي
ولكنه أثبت في التاريخ الكبير سماعه من جماعة من الصحابة
فأثبت سماعَه من أنس بن مالك وأبي مرة الداري وواثلة بن الأسقع وأم الدرداء
وهذا يشكل على ما ذكرتَ وفقك الله وأصاب بك الحق
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Dec-2006, صباحاً 07:40]ـ
شيخنا الحبيب هنا أمور:
الأول: قلتُ ( ... رواه عنه زيد بن واقد وهو من كبار أصحاب مكحول، وتابع زيد بن واقد حرام بن حكيم) وهذا سبق قلم مني، والصواب: وتابع مكحول حرام بن حكيم).
الثاني: بالنسبة لسماع مكحول من أم الدرداء، فقد قال الحافظ في الفتح (طريقة البخاري أن الدليل إذا كان عاما وعمل بعمومه بعض العلماء رجح به وإن لم يحتج به بمجرده وعرف من رواية مكحول أن المراد بأم الدرداء الصغرى التابعية لا الكبرى الصحابية لأنه أدرك الصغرى ولم يدرك الكبرى وعمل التابعي بمفرده ولو لم يخالف لا يحتج به وإنما وقع الاختلاف في العمل بقول الصحابي كذلك ولم يورد البخاري أثر أم الدرداء ليحتج به بل للتقوية).
الثالث: نصَّ العلامة المعلمي رحمه الله (وهو من أهل الاستقراء) على أن (قول البخاري في التراجم «سمع فلانًا» ليس حكمًا منه بالسماع، وإنما هو إخبار بأن الراوي ذكر أنه سمع).
الرابع: بالإضافة لما سبق من كلام حول ترجمة مكحول، أحب أن أضيف الآتي: قال في التقريب (كثير الإرسال) وفي اللسان (مكحول الدمشقي أبو عبد الله الشامي عن كثير من الصحابة مرسلا)
وفي جامع التحصيل (كثير الإرسال جدا)
وفيه (وروى عن أبي ثعلبة الخشني حديث «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها» وهو معاصر له بالسن والبلد، فيحتمل أن يكون أرسل كعادته)
وفي جامع الترمذي: (عن محمد بن إسحق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت ... وروى هذا الحديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. قال: وهذا أصح)
وفيه: (مكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وأبي هند الداري ويقال إنه لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هؤلاء الثلاثة)
أقول: إذا كان الشأن في مكحول أنه: كثير الإرسال، ومشهور به، وله عادة، وأغلب رواياته عن الصحابة حوالة، أقول مَن كان هذا حاله، فالأصل فيه أن روايته عن الصحابة مرسلة، ولا تقبل إلا بشروط، منها:
1 - أن ينصّ إمام معتبر، بروايته عن صحابي معيّن. (1)
2 - أن يصرّح مكحول بسماعه بصيغة تفيد ذلك، كـ «سمعت» و «حدثنا».
3 - كشف حال الراوي الأدنى عن مكحول، فلعلّ البلاء منه، بمعنى: أنه من الممكن أن تأتي الرواية عن مكحول وفيها تصريحه بالتحديث أو بالسماع، وفي واقع الحال، أنّ مكحول لم يصرّح بذلك، وإنما ذِكر التحديث هذا إنما هو من الراوي الأدنى، ولعل هذا هو قصد البخاري رحمه الله في عبارته محل الموضوع، فيكون البلاء من ابن اسحاق.
____
(1) وإذا حصل خلاف في إثبات السماع من عدمه، فنلجأ إلى المرجّحات، مثال: قال في التلخيص الحبير: (حديث أم حبيبة فصححه أبو زرعة والحاكم وأعله البخاري بأن مكحولا لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان وكذا قال يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي إنه لم يسمع منه وخالفهم دحيم وهو أعرف بحديث الشاميين فأثبت سماع مكحول من عنبسة وقال الخلال في العلل صحح أحمد حديث أم حبيبة) فهنا قول ابن حجر (وهو أعرف بحديث الشاميين فأثبت سماع مكحول ... ) أحد وسائل الترجيح.
_____
فائدة:
قول الحافظ في التلخيص الحبير (حديث عبادة بن الصامت «كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال لعلكم تقرءون خلفي قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأها» أحمد، والبخاري في جزء القراءة وصححه ... )
فقوله (والبخاري في جزء القراءة وصححه)
إنما تبع فيه ابن عبد الهادي في المحرر، وفيه (صححه البخاري). والله أعلم.
تنبيه:
في تهذيب التهذيب (وقال البخارى فى تاريخه الأوسط و الصغير: لم يسمع من واثلة وأنس و أبى هند)
والذي في الصغير (مكحول ... سمع أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وأبا هند الداري)
وفي الكبير (مكحول أبو عبد الله الدمشقي مولى امرأة من هذيل سمع أنس بن مالك وأبا مرة الداري وواثلة بن الأسقع وأم الدرداء).
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 01:42]ـ
إذن فما القول في هذا النص في التاريخ الأوسط:
(اسم أبي هند النعمان بن أشيم الأشجعي
ويقال: اسم أبي هند الداري بُر بن عبد الله أخو تميم، نزل الشام، سمع منه مكحول).
ثم إن صح هذا في مكحول، فما حال رجاء وحرام؟
لم أبحث في ترجمتيهما، ولكن ألفتُ النظر إلى بعض الجوانب التي لابد من استكمال البحث فيها ليصحَّ توجيهكم أخي أشرف.
ملحوظة:
عبارة المعلمي رحمه الله إن كانت بهذا النص فتحتاج لمزيد بحث، وأستبعد صحة إطلاقها
ملحوظة أخرى: عبارة الترمذي تقوي القول بأنَّ البخاري أراد إثبات السماع، أليس كذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Dec-2006, صباحاً 01:29]ـ
شيخنا الحبيب:
قلتَ: (إذن فما القول في هذا النص في التاريخ الأوسط: ... ) الخ.
التعليق: الظاهر أنّ إيرادكم لهذه الترجمة - وقد سبق نظيرها في الصغير والكبير -، تأكيد التحريف الوارد في تهذيب التهذيب، وهذا الذي عنيته، بقولي (تنبيه).
قلتَ: (ثم إن صح هذا في مكحول، فما حال رجاء وحرام؟ لم أبحث في ترجمتيهما، ... ) الخ
التعليق: إنّ صحّ هذا في مكحول – وهو صحيح إن شاء الله – فالحكم يسري على رجاء وحرام، فالبخاري جمع، فلا نفرّق.
قلتَ: (ولكن ألفتُ النظر إلى بعض الجوانب التي لابد من استكمال البحث فيها ليصحَّ توجيهكم أخي أشرف).
شيخنا الحبيب، ما كانت مداخلتي إلا لبيان ما فهمته من عبارة البخاري، أما البحث فهو لأخي الحبيب الشيخ محمد، الذي أحثّه على إنزال بحثه الموسّع لهذا الحديث، فمثلًا تخريج ابن حجر للحديث في التلخيص الحبير فيه قصور شديد ... ، والحديث اعتنى ببيان علله الشيخ المحدث ناصر الدين في ضعيف أبي داود، فليراجع.
قلتَ: (ملحوظة: عبارة المعلمي رحمه الله إن كانت بهذا النص فتحتاج لمزيد بحث).
التعليق: أنظر العبارة شيخنا الحبيب في «موضح الجمع والتفريق» للخطيب، تصحيح وتعليق اليماني (1/ 128) (استفدت هذا من الشيخ عبد الرحمن الفقيه الغامدي من إحدى مشاركاته العلمية)، وكذا أنظر: «بيان خطأ البخاري» لابن أبي حاتم تحقيق وتعليق العلامة النقاد عبد الرحمن المعلمي (ص111 - 112/حاشية 8)، ومن باب الفائدة والتكميل: أنظر: «تحرير علوم الحديث» للجديع، (1/ 183 - 184) ط 1 توزيع مؤسسة الريان.
قلتَ: (وأستبعد صحة إطلاقها ... ).
التعليق: الأصل (عندي ولا ألزم به غيري) التسليم للناقد العارف – لا سيما إذا كانت له عناية خاصة، كعناية المعلمي بتاريخ البخاري وفقه تراجمه - ... .
قلتَ: (ملحوظة أخرى: عبارة الترمذي تقوي القول بأنَّ البخاري أراد إثبات السماع، أليس كذلك؟).
الأمر لا أراه كذلك، بل إنّ الترمذي يضعّف رواية محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، بدليل: قوله (حديث عبادة حديث حسن – يعني من طريق محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة، به -) ثم عقب ذلك بقوله (وروَى هذا الحديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. قال: وهذا أصح).
ثم يضاف إلى ذلك قول الترمذي في الجامع: (مكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وأبي هند الداري ويقال إنه لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هؤلاء الثلاثة) وهذا فيه إشارة إلى انقطاع حديث ابن إسحاق.
وينبغي التنبّه إلى ان كلام الترمذي ليس في مكان واحد، ولكن عند جمعه والنظر فيه جملة، تظهر العلة، والله أعلم.
ومن باب الفائدة، ينظر: «شرح علل الترمذي» لابن رجب، (1/ 365 - 375) ت العتر، و «مصطلح الحسن بين النظرية والتطبيق» د. حامد العلي، مجلة الشريعة الكويتية، العدد 63، ص17 - 75.
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Dec-2006, صباحاً 02:16]ـ
وفقك الله أخي الحبيب أشرف، وأشكرك على سعة بالك وطيب خاطرك
أما قولي: (إذن فما القول في هذا النص في التاريخ الأوسط ... )
فلم أرد به تأكيد تحريف العبارة التي ذكرها الحافظ ابن حجر، وإنما قصدت سؤالك عما تفهمه منها، أتفسرها بما فسرتَ عبارته في التاريخ الكبير أم لا؟
وأرجو التدقيق وتحرير الجواب
وأما قولي: (ثم إن صح هذا في مكحول، فما حال رجاء وحرام؟ لم أبحث في ترجمتيهما ... )
فمرادي ليس ما فهمتَه من عبارة البخاري ثم أجريتَ الحكم نفسه على رجاء وحرام ... بل مرادي هل الضوابط التي ذكرتَها وجعلتَها قرائن لتفسير كلام البخاري= أهي متوفرة في رجاء وحرام؟
وأما عبارة المعلمي رحمه الله، فأشكر لك إفادتك، والشكر موصول للأخ الشيخ عبدالرحمن الفقيه
وأما التسليم بها فغير لازم، ويبدو أن هذه القاعدة غيرُ مطَّردة، وسبق لي نقاش مع بعض الباحثين حول هذا المعنى
وذكر لي -قبل سنتين- بعض الباحثين ممن له عناية بتاريخ البخاري أنَّ البخاري قد يريد بذكر السماع بيان وروده في الإسناد بغض النظر عن ثبوته، وقد ويستعمله لإثبات السماع
وأقول: هذا هو الذي يحتاج إلى دراسة وبحث
وأما التسليم المطلق لقول أحد أهل العلم فليس مناسباً، ولو كان من أهل الاستقراء، اللهم إلا إن تتابع العلماء على تفسير كلام البخاري بمثل ما ذكر المعلمي رحمه الله
لكننا نجد من العلماء من يحكي عن البخاري في تاريخه سماع فلان من فلان
كابن الملقن في البدر وابن حجر في التلخيص وغيرهم.
وأما قولي:
(ملحوظة أخرى: عبارة الترمذي تقوي القول بأنَّ البخاري أراد إثبات السماع، أليس كذلك؟)
فلم أقصد بهذا حكم الترمذي على الحديث، إذ الحكم على الحديث ليس هو محل نقاشنا، بل مرادي تصريح الترمذي بسماع مكحول من الصحابة المذكورين (واثلة وأنس وأبا هند)
وأما قوله: (ويقال ... ) فأظن هذه عبارة تمريض، والعبارة الأولى صيغة جزم، فهي رأيه فيما يظهر، وهو مطابق لما قاله البخاري في تاريخه، خلا تركه لأم الدرداء، وقد نقلتَ -وفقك الله- سابقاً من كلام
الحافظ ابن حجر ما يشفي في هذا.
أمرٌ أخير:
محمود بن الربيع من صغار الصحابة، ولم يثبت له بعض النقاد رواية عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
بل عده العجلي في التابعين
ولعلنا خرجنا كثيراً عن أصل سؤال الأخ محمد بن عبدالله
ولكني مستمتع بالحوار مع الأخ الحبيب الغالي أشرف، فكم نجني بالحوار معه من فوائد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Dec-2006, مساء 03:58]ـ
الذي يبدو لي من قول البخاري: (والذي زاد مكحول ... ) أنه أراد الزيادة في المتن؛ وهو ذكرهم لسبب الحديث وقوله: "لاتفعلوا إلا بفاتحة الكتاب"
وليس المراد زيادة في الإسناد بذكر السماع أو نحوه.
ويبقى الإشكال في معنى قوله: (تبعٌ لما روى الزهري ... ) إلى آخر الكلام.
ـ[احمد291000]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 04:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد فهذه مشاركة منى وارجو_من الله عز وجل -ان تكون مفيدة، اقول _ وبالله التوفيق_قال الامام البخارى_فى كتاب (خلق افعال العباد):ثنى هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا زيد بن واقد عن حزام_كذا الاصل_بن حكيم ومكحول بن ربيعة الانصارى عن عبادة بن الصامت-رضى الله عنه- (وكان على الياء)،فابطأ عبادة عن صلاة الصبح، فأقام ابو نعيم الصلاة-وكان اول من اذن ببيت المقدس-فجئت مع عبادة حتى صف الناس، و ابو نعيم يجهر بالقراءة، فقرأعبادة بام القرآن حتى فهمنا منه،فلما انصرفت قلت _له_: (سمعتك تقرأ بام القرآن)،فقال: (نعم، صلى بنا النبى_صلى الله عليه وسلم_بعض الصلوات-التى لانجهر فيها بالقرآن؛ فقال: لا يقرأ احدكم_اذا جهرت بالقرآن- الابام القرآن) و قال بعضهم: (لا صلاة لمن لم يقرا بام القرآن).
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 04:08]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ووجدت البخاري قال في جزء القراءة (ص92 ط. الخانجي): «والذي زاد مكحول وحزام [كذا، والصواب: حرام] بن معاوية ورجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة = فهو تبع لما روى الزهري، لأن الزهري قال: حدثني محمود أن عبادة - رضي الله عنه - أخبره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهؤلاء لم يذكروا أنهم سمعوا من محمود».
وحرام بن معاوية هو حرام بن حكيم الذي ذكره زيد بن واقد مقرونًا بمكحول.
فهل يتكرم المشايخ الأفاضل ببيان وإيضاح حول هذه الكلمة، أحسن الله إليهم، وبارك فيهم.
جزاك الله خيرا ونفع بك،
ولم أنتبه إلى هذا الموضوع القيم الذي تفضلت بكتابته قبل انضمامي إلى هذا الملتقى المبارك.
فأما قولك (الصواب حرام) فقد صدقتَ بارك الله فيك،
والنص في المخطوطة الورقة 28أ، ص 30 في ملف PDF، ( السطر العاشر) وعلى الراء حلية، ظن المحقق أنها نقطة الزاي، وليس كذلك، والله تعالى أعلم
والصواب، كما تفضلت:
«والذي زاد مكحول وحرام
ابن معاوية ورجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة فهو تبع لما روى الزهري، لأن الزهري قال: حدثني محمود أن عبادة أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء لم يذكروا أنهم سمعوا من محمود».
لاحظ أن الترضي على عبادة ليس في المخطوطة، وفوق لا في كلمة هؤلاء، فتحة التصقت بالتاء المربوطة لكلمة عبادة
وحيث أن هذه الإضافة البسيطة ستؤدي إلى رفع هذا الموضوع ومزيد من الاستفادة، فها أنا ذا أكتب،
وجزاك الله تعالى كل خير(/)
إشكال: من قاله (مائة مرة كان كعدل عشر رقاب) ومن قاله (عشر مرات كان كمن أعتق أربعة رقاب).
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 12:04]ـ
أشكل عليّ - سابقا - الجمع بين الحديثين التاليين:
حديث أبي أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه: عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: " مَنْ قَالَ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كانَ كَمَنْ أعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ". متفق عليه.
وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ ".
والإشكال أن الحديث:
الأول: رتب أجر عتق أربعة رقاب على قول (لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
والثاني: رتب أجر عتق عشر رقاب على قول (لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
مع أن ظاهر الحديث الأول: أن من قال الذكر مائة مرة كان له أجر عتق أربعين رقبة.
البيان /
(إذا كان من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة رقاب، فإن من قالها مائة مرة كان كمن أعتق أربعين رقبة.
بينما ذُكر في الحديث الثاني أن من قالها مائة مرة كان كمن أعتق عشر رقاب).
أشكلت عليّ فجلّاها ابن حجر رحمه الله تعالى .......... والحمد لله.
فإليكموها:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري (14/ 452) مانصه:
(واختلاف هذه الروايات في عدد الرقاب مع اتحاد المخرج يقتضي الترجيح بينها، فالأكثر على ذكر أربعة، ويجمع بينه وبين حديث أبي هريرة بذكر عشرة لقولها مائة فيكون مقابل كل عشر مرات رقبة من قبل المضاعفة، فيكون لكل مرة بالمضاعفة رقبة، وهي مع ذلك لمطلق الرقاب، ومع وصف كون الرقبة من بني إسماعيل يكون مقابل العشرة من غيرهم أربعة منهم لأنهم أشرف من غيرهم من العرب فضلا عن العجم، وأما ذكر رقبة بالإفراد في حديث أبي أيوب فشاذ، والمحفوظ أربعة كما بينته.
وجمع القرطبي في " المفهم " بين الاختلاف على اختلاف أحوال الذاكرين فقال:
إنما يحصل الثواب الجسيم لمن قام بحق هذه الكلمات فاستحضر معانيها بقلبه وتأملها بفهمه، ثم لما كان الذاكرون في إدراكاتهم وفهومهم مختلفين كان ثوابهم بحسب ذلك؛ وعلى هذا ينزل اختلاف مقادير الثواب في الأحاديث، فإن في بعضها ثوابا معينا ونجد ذلك الذكر بعينه في رواية أخرى أكثر أو أقل كما اتفق في حديث أبى هريرة وأبي أيوب.
قلت: إذا تعددت مخارج الحديث فلا بأس بهذا الجمع، وإذا اتحدت فلا، وقد يتعين الجمع الذي قدمته، ويحتمل فيما إذا تعددت أيضا أن يختلف المقدار بالزمان كالتقييد بما بعد صلاة الصبح مثلا وعدم التقييد إن لم يحمل المطلق في ذلك على المقيد، ويستفاد منه جواز استرقاق العرب خلافا لمن منع ذلك، قال عياض: ذكر هذا العدد من المائة دليل على أنها غاية للثواب المذكور) أ. هـ
رحمه الله.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 03:14]ـ
رحم الله الحافظ ابن حجر رحمة واسعة.
و شكر الله لكم تفضلكم بنقل بيان الإشكال في الحديثين.
إنما يحصل الثواب الجسيم لمن قام بحق هذه الكلمات فاستحضر معانيها بقلبه وتأملها بفهمه
نسأل الله أن يعيننا على القيام بحقها، ونال أعظم الثواب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 12:57]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمد على هذه الفوائد
ويبدو لي وجهٌ آخر للجمع، وهو:
أنَّ في الحديث الأول: من قالها عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل
بينما في الحديث الثاني: من قالها مائة مرة فكأنما أعتق عشر رقاب، ويكتب له مائة حسنة، وتمحى عنه مائة سيئة، ويكون في حرز من الشيطان يومه ذلك
فترتبت فضائلُ عدة على قول تلك الكلمة مائة مرة
وإنما يكون الإيراد مشكِلاً لو كان فضلُ قولها مائة مرة هو عتق عشر رقاب فقط
ويُجابُ حينئذ بما ذكره الحافظ ابن حجر من اختلاف الرقاب
أو اختلاف حال القائل كما ذكر القرطبي
أمَّا والأجرُ المُرتَّب في الحديثين مختلفٌ ففي نظري أنَّ الجمعَ الأليقَ هو ما أسلفتُ
أقول هذا تفقُّهاً ومباحثةً، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المدني1]ــــــــ[03 - Sep-2007, صباحاً 01:21]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل على هذه الفائدة القيمة
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 02:36]ـ
شكر الله لك هذه الفائدة، وما هي إلا حلقة في سلسلة فوائدك وفرائدك يا أبا محمد ..
وكأني، أقول: كأني بالشيخ ابن باز رحمه الله لو عرض عليه هذا الإشكال لقال: وما المانع من ذلك؟؟
ومثل هذه الأجوبة منه رحمه الله منهجٌ علميٌ سلفيٌ يأخذ النصوص بسهولة ووضوح وانقياد وتسليم ...
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمد على هذه الفوائد
ويبدو لي وجهٌ آخر للجمع، وهو:
أنَّ في الحديث الأول: من قالها عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل
بينما في الحديث الثاني: من قالها مائة مرة فكأنما أعتق عشر رقاب، ويكتب له مائة حسنة، وتمحى عنه مائة سيئة، ويكون في حرز من الشيطان يومه ذلك
فترتبت فضائلُ عدة على قول تلك الكلمة مائة مرة
وإنما يكون الإيراد مشكِلاً لو كان فضلُ قولها مائة مرة هو عتق عشر رقاب فقط
ويُجابُ حينئذ بما ذكره الحافظ ابن حجر من اختلاف الرقاب
أو اختلاف حال القائل كما ذكر القرطبي
أمَّا والأجرُ المُرتَّب في الحديثين مختلفٌ ففي نظري أنَّ الجمعَ الأليقَ هو ما أسلفتُ
أقول هذا تفقُّهاً ومباحثةً، والله أعلم
جزاك الله خيراً،
وهذا ما تبادر إلى ذهني قبل أن أقرأ كلام ابن حجر - رحمه الله - الذي نقله الشيخ المسيطير - وفقه الله -.(/)
حديث: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". طرقه، وعلله.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - Nov-2006, صباحاً 11:59]ـ
ورد الحديث عن جماعة من الصحابة:
حديث ابن عباس مرفوعا:
يرويه الوليد بن مسلم، واختُلف عليه:
فرواه البخاري في التاريخ (3/ 308) -وعنه الترمذي (2681) - عن إبراهيم بن موسى،
والطبراني في الكبير (11/ 78 رقم 11099) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي،
وابن عبدالبر في العلم (1/ 125 رقم 121) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 121) وفي تلخيص المتشابه (2/ 643) من طريق محمد بن الوزير،
ورواه ابن عدي (3/ 145) وابن ماسي في فوائده (29) وابن عبدالبر في العلم (1/ 126 رقم 122) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 120) وابن عساكر (41/ 268) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 126) من طريق علي بن بحر القطان،
والآجري في أخلاق العلماء (24) من طريق عمرو بن عثمان،
ورواه ابن عدي (3/ 135) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، والوليد بن عتبة، ومحمد بن هاشم،
كلهم عن الوليد بن مسلم، نا رَوح بن جَناح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا.
ورواه إبراهيم بن العلاء الحمصي عن الوليد بن مسلم به، وزاد فيه قصة طويلة، رواه عنه الفريابي في فوائده -آخر كتابه الصيام- (31) ومن طريقه ابن عساكر (18/ 230) والمزي في تهذيب الكمال (9/ 236)
وكذلك رواه عبدالرحمن بن يونس السراج عن الوليد، عند الفاكهي (1/ 182).
وداود بن رشيد عن ابن المنذر في الأوسط (1/ 135) والآجري في أخلاق العلماء (25).
فهؤلاء زيادة على عشرة رووه عن الوليد بهذا الإسناد.
ورواه هشام بن عمار، واختُلف عليه:
فقال ابن ماجه (222): ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا روح به.
ورواه ابن حبان في المجروحين (1/ 300) عن ابن قتيبة،
ورواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 120) والبيهقي في الشعب (4/ 344 رقم 1586 السلفية، 2/ 267 رقم 1715 العلمية) من طريق يزيد بن محمد بن عبدالصمد،
ورواه الخطيب أيضا (1/ 121) من طريق إسماعيل بن عبدالله، كلهم عن هشام به.
وروه ابن عدي (3/ 145) عن الفضل بن عبد الله الأنطاكي، عن هشام وغيره عن الوليد.
ورواه ابن عبدالبر في العلم (1/ 127 رقم 123) من طريق يعقوب بن سفيان، نا هشام، عن الوليد، ولكن جعل شيخه مروان بن جناح أبوسعيد، وهذا أخو روح.
وهذا غير محفوظ، ومخالف لرواية الأكثر عن هشام، فضلا عن الوليد.
مخالفة أخرى:
ورواه ابن المقرئ في معجمه (953) ومن طريقه ابن عساكر (18/ 230) والضياء في المختارة (13/ 79) والمزي في تهذيب الكمال (9/ 237) ثنا عبدالله بن محمد بن سلم ببيت المقدس، حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج وروح بن جناح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا.
فزاد في الإسناد ابن جريج، قال ابن عدي (3/ 145): وهذا رواه عن الوليد غير من ذكرت جماعة هكذا، إلا ابن سلم، فإنه حدثنا عن هشام بن عمار من أصل كتابه، فزاد في إسناده: عن ابن جريج [و] عن روح بن جناح، عن مجاهد، عن ابن عباس. وليس لابن جريج في إسناد هذا الحديث.
قلت: فهذه الرواية وهم لا أصل له.
مخالفة أخرى:
قال الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 121): نا أبومحمد عبدالله بن أبي الحسين بن بشران المعدل، أنا أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني بانتقاء أبي الحسن الدارقطني، نا عمر بن سعيد بن سنان، نا هشام بن عمار، نا الوليد بن مسلم، نا روح بن جناح، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعا.
قال الدارقطني: كذا في أصل أبي جعفر هذا الحديث بهذا الإسناد وهذا المتن.
وحكم الدارقطني في العلل (9/ 132) على هذه الرواية بالوهم، وصوّب رواية الوليد، عن روح، عن مجاهد، عن ابن عباس. وكذا حكم الخطيب، وأسهب في بيان منشأ الوهم من اليقطيني، وكيف دخل عليه سند في متن، فليراجع كلامه من شاء، ونقله مختصرا ابن القيم في مفتاح دار السعادة (68).
مخالفة أخرى:
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 161 رقم 1109) من طريق العباس بن الوليد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مروان بن جناح -بدل روج بن جناح.
وهذه الرواية غير محفوظة أيضاً، لمخالفة سائر الرواة عن الوليد في تسمية شيخه.
مخالفة أخرى:
ورواه العسكري في التصحيفات (كما في المقاصد الحسنة 864، ولم أجده في المطبوع) من طريق الوليد، نا راشد بن جناح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تصحيف، والمحفوظ المشهور: روح بن جناح.
قلت: فالصواب من هذه الروايات رواية الوليد عن روح، عن مجاهد، عن ابن عباس.
ونص الترمذي أنه لا يعرفه إلا من حديث الوليد.
بينما نص البيهقي والمنذري (في الترغيب 1/ 57) على تفرد روح بن جناح به.
وهذا الإسناد ضعيف جدًّا، فرَوحٌ واه، ونص أبونعيم وأبوسعيد النقاش أنه يروي عن مجاهد مناكير وموضوعات، وقد أنكر عليه الحفاظ حديثه هذا، ولم يعدّوه شيئاً.
وهذه طائفة من أقوالهم في الحديث:
قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوليد بن مسلم.
وقال الساجي: هذا حديث منكر. (التهذيب 3/ 252)
وحكم ابن حبان بوضعه.
وقال ابن طاهر: منكر. (معرفة التذكرة 525)
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم برفعه روح بن جناح.
وقال: هذا الحديث من كلام ابن عباس، إنما رفعه روح إما قصداً أو غلطاً.
وعدّه ابن عدي وتبعه الذهبي (الميزان 2/ 58) من مناكير روح.
وقال الذهبي: هذا الحديث لو صح نصٌّ في الفقيه الذي تبصر في العلم ورقى في الاجتهاد وعمل بعلمه لا كفقيه اشتغل بمحض الدنيا. (نقله في فيض القدير 4/ 442).
وقال عنه ابن القيم: في ثبوته نظر. (مفتاح دار السعادة 118)
وقال العراقي: سنده ضعيف. (تخريج الإحياء 29)
وقال السخاوي: سنده ضعيف، لكنه يتأكد بالآخَر! (المقاصد الحسنة 864) يعني حديث أبي هريرة، ويأتي أنه شديد الضعف كهذا!
وقال الألباني عن حديث ابن عباس: موضوع. (ضعيف الجامع 3987 وضعيف ابن ماجه 222 وانظر تمام المنة 115)
ومع شدة ضعفه مرفوعا فقد رُوي من ثلاثة طرق موقوفة:
الطريق الأولى:
رواها أبوالشيخ ابن حيان في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 459) -وعنه أبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 322) - بسند صحيح إلى أبي محمد الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفا.
وهذا منكر، فالزحاف ترجمه أبو الشيخ وأبونعيم في الموضعين السابقين -وعنهما الذهبي في تاريخ الإسلام (14/ 159) - ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، إلا أنهما ذكرا عن محمد بن عاصم أنه كتب عن جعفر [بن محمد] بن الزحاف، عن أبيه، [عن جده]، عن ابن جريج أربعة آلاف حديث!
ونقل في الميزان (3/ 548) عن ابن منده: أن محمد بن الزحاف عن أبيه عن ابن جريج حدّث بمناكير. ولم أجد للزحاف ترجمة في مكان آخر.
الطريق الثانية:
رواها أبونعيم في الحلية (9/ 57 وهو في تقريب البغية 1/ 116)، من طريق عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي حرة واصل بن عبد الرحمن، عن سليمان الدمشقي، عن ابن عباس، قال: "قال إبليس: لعالم واحد أشد عليَّ من ألف عابد، إن العابد يعبد الله وحده، وإن العالم يعلّم الناس حتى يكونوا علماء".
قلت هذا موقوف، وسنده حسن إلى سليمان الدمشقي، لكني لم أهتد له، ومن الدمشقيين سليمان بن حبيب القاضي وسليمان بن موسى الأشدق، أدركا صغار الصحابة، لكن لم يذكروا لهما رواية عن ابن عباس، ولا رواية لأبي حرة عنهما.
الطريق الثالثة:
رواها ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 127) من طريق نعيم بن حماد، نا خارجة بن مصعب، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس موقوفا.
قلت: خارجة متروك، ونعيم فيه ضعف.
وعلى هذه الرواية اعتمد ابن الجوزي في جعل أصل الحديث موقوفا.
حديث أبي هريرة، وله عنه طرق:
الطريق الأولى:
بلفظ: "ما عُبد الله بشيء أفضل من فقه في دين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه".
رواه ابن منيع في مسنده (المطالب العالية 12/ 713) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 27/ب الأصل 19، و3/ 144/أ الأصل 263) والطبراني في الأوسط (6/ 194 رقم 6166) والآجري في أخلاق العلماء (23) والدارقطني (3/ 79) وأبونعيم في الحلية (2/ 192) وفي رياضة المتعلمين (كما في المقاصد السنة 864) والقضاعي (1/ 150) والبيهقي في الشعب (4/ 341 رقم 1584 السلفية، 2/ 266 رقم 1712 العلمية) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 123) وفي الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع (2/ 110) والسمعاني في أدب الإملاء (69) وابن عساكر (51/ 186) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 127)
كلهم من طريق يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند بعضهم تفاوت وقف ورفع بعض أجزائه.
وعزاه في الدر المنثور للمرهبي في فضل العلم، وعزاه في الكنز (28768) لابن حبان.
ونص الطبراني وأبونعيم على تفرد يزيد بن عياض به، وهو متروك، وكذّبه غير واحد.
وقال البيهقي بعد أن أخرجه: يزيد بن عياض ضعيف في الحديث.
وقال ابن الجوزي: لا يصح.
وضعفه ابن القيم. (مفتاح دار السعادة 69)
وقال العراقي: إسناده ضعيف. (تخريج الإحياء 29)
وقال الهيثمي: فيه يزيد بن عياض، وهو كذاب. (مجمع الزوائد 1/ 121)
وقال السخاوي: سنده ضعيف.
وقال الألباني: موضوع، في سنده كذاب. (ضعيف الترغيب 1/ 51 رقم 67 وبمعناه في الضعيفة 6912)
الطريق الثانية:
رواها الخطيب (2/ 402) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 127) - من طريق خلف بن محمد، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم به مرفوعا بلفظ: "إن لكل شيء دعامة، ودعامة هذا الدين الفقه، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".
وهذا موضوع، خلف بن يحيى كذّبه أبو حاتم، وإبراهيم متروك.
قال ابن الجوزي: هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأعله بهما.
الطريق الثالثة:
ورواه ابن عدي (1/ 378) -ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 123) والبيهقي في الشعب (4/ 345 رقم 1587 السلفية، 2/ 267 رقم 1716 العلمية) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 127) - من طريق أبي الربيع السمان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
ونص ابن عدي والبيهقي على تفرد أبي الربيع به، ونص ابن عدي أنه من أنكر ما روى.
وأبوالربيع متروك، وبه أعله ابن طاهر في ذخيرة الحفاظ (4485)، وابن الجوزي.
الطريق الرابعة:
رواية روح بن جناح عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة، وتقدم الكلام عليها ضمن حديث ابن عباس، وأن الإسناد وهم لا أصل له، وأن المحفوظ رواية روح عن مجاهد عن ابن عباس.
الطريق الخامسة:
رواها ابن عبدالبر في العلم (1/ 127 رقم 124) من طريق ابن السكن، قال: ثنا الحسين بن الحسن أبوعلي البزاز ببخارى، ثنا عبيد بن واصل البيكندي، ثنا الحسن بن الحارث البيكندي، ثنا عثمان بن مخارق الكوفي، وأثنى عليه خيرا، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: هذا غريب، وسنده مظلم جدا، فيه جماعة على نسق لم أجد لهم ترجمة، ومحمد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة نسخة معروفة، فتفرد المجاهيل بحديث عنها منكر.
حديث ابن مسعود:
ولفظه: "والذي نفس محمد بيده لَعالم واحد أشد على إبليس من ألف عابد، لأن العابد لنفسه، والعالم لغيره".
عزاه في الكنز (28908) لابن النجار، ونقل عن السيوطي إعلاله بقوله: فيه عمرو بن الحصين.
قلت: وهو متهم بالكذب.
وقال السخاوي في المقاصد (864): وفي الديلمي بلا سند عن ابن مسعود رفعه: "لعالم واحد أشد على إبليس من عشرين عابدا".
وما دام بلا سند فهو كعدمه، ولعل أصله ما ورد في السند قبله.
حديث أنس:
ذكر ابن حجر في تسديد القوس أن الحديث في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس، وفيه قصة. (حاشية الفردوس للديلمي 3/ 174 الزمرلي)
ورواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 106) من طريق هذه النسخة، وهي من رواية محمد بن مقاتل الرازي، عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان به.
وقال ابن عساكر: إن إسناد النسخة باطل، وفيه غير واحد من المجهولين. (معجم الشيوخ رقم 159)، وقال الذهبي عن سمعان: حيوان لا يُعرف، أُلصقت به نسخة مكذوبة، رأيتُها، قبَّح الله من وضعها. (الميزان 2/ 234)، وقال ابن حجر: إن أكثر متون النسخة موضوعة. (اللسان 3/ 114)
وجعفر مجهول روى حديثا كذب، وابن مقاتل جرحه البخاري شديدا بقوله: لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أروي عن محمد بن مقاتل الرازي.
وانظر بعض الإحالات حول النسخة في معرفة النسخ والصحف الحديثية (رقم 114 ص165).
وحديث أنس هذا قال عنه ابن القيم: قي ثبوته نظر. (مفتاح دار السعادة 118)
حديث عمر بن الخطاب:
رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 124) والنسفي في أخبار سمرقند (459) من طريق محمد بن خلف المروزي، نا سلم بن المغيرة الأزدي، ثنا أبوبكر بن أبي عياش، عن عاصم، عن زر، عن عمر مرفوعا بلفظ: "إن الفقيه أشد على الشيطان من ألف وَرِع، وألفِ مجتهد، وألف متعبد".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا غريب سندا ومتنا، سلم بن المغيرة ضعفه الدارقطني (تاريخ بغداد 9/ 147 واللسان 3/ 65)، ويظهر أن ضعفه ليس يسيرا، لأني رأيته انفرد بإسنادين جليلين: أحدهما عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه، والآخر عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهو علتهما (في المصدرين السابقين)، فضلا عن هذا الإسناد المعروف، فكأنه على قلة حديثه ينفرد عن المشاهير بالمناكير.
وأخشى أن يكون الراوي دخل عليه حديث أبي بكر بن عياش، عن سعد الإسكاف عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر قال: "موت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدا". رواه البيهقي في الشعب (4/ 344)، ورواه أبونعيم (3/ 183) من طريق أخرى إلى ابن عياش، عن الإسكاف، عن أبي جعفر، دون ذكر ابن خربوذ.
والحاصل أن هذا السند منكر شديد الضعف، وقال ابن القيم: إسناده فيه من لا يحتج به (مفتاح دار السعادة 69)، والله أعلم.
وثمة رواية أوردها الحارث بن أبي أسامة في مسنده (851 زوائده)، عن عمر أنه قال: "لَمَوتُ ألفِ عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عاقل عقل عن الله أمره، فعلم ما أحل الله له وما حرم عليه، فانتفع بعلمه، وانتفع الناس به، وإن كان لا يزيد على الفرائض التي فرض الله عز وجل عليه كثير زيادة. وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت: هذا موضوع، وعلته شيخ الحارث: داود بن المحبر الكذاب، وقال ابن حجر في المطالب العالية (13/ 725) بعد أورده معه أحاديث مثله: هذه الأحاديث من كتاب العقل لداود بن المحبّر كلها موضوعة.
حديث علي بن أبي طالب:
وهو شاهد قاصر، ولفظه: "المتقون سادة، والفقهاء قادة، والجلوس إليهم زيادة، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد".
عزاه في كنز العمال (5654) للخليلي، وساق سنده الرافعي في تاريخ قزوين (2/ 47 وفيه تحريف)، من طريق محمد بن إسماعيل بن [إبراهيم] بن موسى بن جعفر، ثنا عم أبي [الحسين] بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي مرفوعا.
وهذه نسخة لم أهتد لكلامٍ فيها لمتقدم، ولا أشك أنها موضوعة، ومن أنكر ما فيها رواية محمد بن إسماعيل عن عمه عن آبائه مرفوعا: "يا علي تعلم القرآن وعلّمه الناس، فإن متَّ حجَّت الملائكةُ إلى قبرك كما تحج الناس إلى البيت العتيق"! (مسند الفردوس 128/ب، كما في مسند علي لأوزبك 3/ 716 وانظر من من أحاديث النسخة فيه: 3/ 687 - 688 و712 و717 و718 وكلها مناكير لا يتابع عليها محمد).
وقال الألباني في الضعيفة (3273): هذا إسناد ضعيف مظلم، ومتن منكر موضوع، من دون موسى بن جعفر بن محمد لم أعرفهم. وقال نحوه في (8/ 312).
أما الشطر الأخير من الحديث -وهو محل الشاهد- فقد عزاه في تسديد القوس (بحاشية الفردوس 3/ 69 الزمرلي) وفي كنز العمال (28723) للديلمي عن علي.
وساق طرف إسناده الألباني في الضعيفة (3850): عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعا.
وقال المناوي في فيض القدير (4/ 299): فيه عمرو بن جميع، قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن عدي: متهم بالوضع.
وحكم بوضعه أحمد الغماري في المداوي (4/ 436)، والألباني في ضعيف الجامع (3673) وفي الضعيفة (3850)، ونحوه (3273).
قول أبي جعفر محمد بن علي:
جاء في نسخة من الحلية لأبي نعيم (3/ 183): من طريق مندل وحبان ابني علي، عن سعد بن طريف الإسكاف، عن أبي جعفر.
مندل وأخوه ضعيفان، والإسكاف رافضي كذاب، وقد مرّ قريباً أنه رُوي عن أبي جعفر من وجهين آخرين موضوعين، كما تقدم من وجه ثالث ضمن الكلام على حديث عمر بن الخطاب.
وهذا الأثر ضعفه الألباني في الضعيفة (8/ 312).
فخلاصة القول أن الحديث شديد الضعف من جميع طرقه المرفوعة، ولا يتقوى بطرقه، وأن أمثل ما جاء فيه عن ابن عباس بسند ضعيف موقوفاً، والله أعلم.
وقال أبوبكر ابن العربي في سراج المريدين (الاسم التاسع والعشرين منه، كما في المداوي 4/ 571): لا يصح في فضل العالم على العابد حديثٌ أصلا.
والله تعالى أعلم.
كتبه محمد زياد التكلة، حامداً مصليًّا مسلّما.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 03:33]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ زياد
دراسةٌ مؤصلة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 06:25]ـ
بارك الله فيكم ..
يذكر شيخ الإسلام عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (إنما تُنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية).
بحثت عنه فلم أجده. هل تفيدني بمن أخرجه؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 07:41]ـ
بارك الله فيكم ..
يذكر شيخ الإسلام عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (إنما تُنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية).
بحثت عنه فلم أجده. هل تفيدني بمن أخرجه؟
السؤالُ موجَّهٌ إليك يا شيخ زياد، وعندي تخريجٌ لأثر بمعنى الأثر المذكور؛ كتبتُه قبل سنوات
فإن أذنتَ وضعتُه هنا أو أفردتُه في موضوع مستقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 12:49]ـ
الشيخان الفاضلان: الحمادي، وسليمان الخراشي: أشكركما على مروركما.
الأخ الخراشي: لعلي أبحث عنه قريباً إن شاء الله.
الأخ الحمادي: أفدنا بما عندك، لا حرمك الله الفائدة.
ويسرني أي استدراك أو زيادة على التخريج، والمقصود الفائدة العامة، بورك فيك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 02:53]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ زياد على هذا التخريج، ونفع بجهودكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[20 - Jul-2007, صباحاً 06:52]ـ
بارك الله فيك يا شيخ زياد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Dec-2007, صباحاً 12:47]ـ
شكر اللَّه لكم،ونفع بكم يا شيخ زيَّاد التُّكلة.
ـ[العرب]ــــــــ[22 - Dec-2007, صباحاً 06:43]ـ
شكر اللَّه لكم،ونفع بكم(/)
المُصَنَّفاتُ فِي عِلَلِ الحَدِيثِ انتهاءً بعصر الخطيب البغدادي
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 02:00]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمن المعلوم أنَّ عِلْمَ عِلَلِ الحديثِ من أجلِّ العلومِ التي لم تَتهيَّأْ معرفتُهَا إلاَّ لِنَزْرٍ يسيرٍ من أهلِ العلمِ. وقد وقد صُنِّفَتْ فيه مصنَّفاتٌ عديدةٌ، ذَكَرَ بعضَهَا الحافظُ السَّخَاويُّ في "فتحِ المغيثِ" [1]، والدكتورُ همَّام سعيد في مقدِّمةِ تحقيقِه لـ"شرحِ عللِ الترمذيِّ" لابنِ رجبٍ الحنبليِّ [2]، والدكتور محفوظ زين الله في مقدِّمة تحقيقِهِ لـ"عِلَلِ الدَّارَقُطْنِيِّ" [3]، والدكتور وَصِيّ الله عَبَّاس في مقدِّمة تحقيقه لـ"العِلَلِ" للإمامِ أحمد بروايةِ عبدالله [4]، والدكتورُ عبدُ الكريمِ الوريكاتُ في كتابِه "الوَهَمُ في رواياتِ مُخْتَلِفِي الأمصارِ" [5]، والأستاذُ إبراهيمُ بنُ الصِّدِّيقِ في كتابِهِ "عِلْمُ عِلَلِ الحديثِ، مِنْ خلالِ كتابِ بيانِ الوَهَمِ والإيهامِ" [6]، وقد أَتَى على ذلك كُلِّهِ وزاد عليه زياداتٍ مفيدةً، ونبَّه على بعضِ الأوهامِ فيه- الشيخُ الدكتورُ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ الصَّيَّاحُ في رسالةٍ له بعنوانِ "جُهُودُ الْمُحَدِّثِينَ في بيانِ عِلَلِ الأحاديثِ"، غيرَ أنَّه لم يُفْرِدِ المصنَّفاتِ في العِلَلِ، وإنما ذَكَرها تَبَعًا لذكرِه لمؤلِّفيها في غَمْرَةِ الأئمَّةِ العارفينَ بالعِلَلِ.
وفيما يلي ذِكْرُ بعضِ ما وقَفْت عليه مِنْ هذه المصنَّفاتِ حتى وفاةِ الخَطِيبِ البغداديِّ:
1) "العِلَلُ" لعليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الْمَدِينيِّ (ت 234هـ)، وهي كتبٌ متعدِّدةٌ، لكنْ لم يَصِلْ إلينا منها إلا قِطْعَةٌ صغيرةٌ من روايةِ محمَّد ابنِ أحمدَ بنِ البَرَاء، عنه [7].
وقد سَمَّى أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ [8] بعضَ هذه الكُتُبِ، ومنها:
أ - "كتابُ عِلَلِ الْمُسْنَدِ" ثلاثون جُزْءًا.
ب - "كتابُ العِلَلِ" لإسماعيلَ القاضي [9]، أربعةَ عَشَرَ جُزْءًا.
ج - "كتابُ عِلَلِ حديثِ ابنِ عُيَيْنَةَ" ثلاثةَ عَشَرَ جزءًا [10].
د - "كتابُ الوَهَمِ والخطأِ" خمسةُ أجزاءٍ.
هـ - "العِلَلُ المتفرِّقةُ" ثلاثونَ جزءًا.
وذكر الخَطِيبُ البغداديُّ [11] أنّ إسماعيلَ ابنَ الصَّلْتِ بنِ أبي مريمَ، سَمِعَ من عليِّ بنِ المدينيِّ، وعندَهُ عنه كتابٌ صغيرٌ في عللِ الحديثِ.
2) "العِلَلُ" للإمامِ أحمدَ (ت241هـ) [12]، وهو أيضًا روايات متعددة، منها:
أ- روايةُ عبد الله ابنِ الإمام أحمد [13].
ب- رواية أبي بَكْر الْْمَرُّوذِيِّ، وعبد الملك المَيْمُوني، وصالحٍ ابنِ الإمامِ أحمد [14].
ج- رواية الخَلاَّل، ولم يصلنا منها سوى قِطْعةٍ من انتخابِ ابنِ قُدَامة منها [15].
3) "العِلَلُ" لمحمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِليِّ (ت242هـ).
4) "العِلَلُ" لأبي حَفْصٍ عَمْرِو بنِ عليٍّ الفَلاَّسِ (ت249هـ).
5) "عِلَلُ حديثِ الزهريِّ" لمحمدِ بنِ يحيى الذُّهْلِيِّ (ت258هـ).
6) "العِلَلُ"، و"التمييزُ"، كلاهما لمسلمِ ابنِ الحَجَّاجِ النَّيْسَابوريِّ (ت261هـ)، وهما كتابان مختلفانِ، ذَكَرَهُمَا السَّخَاويُّ في الموضعِ السابقِ بما يَدُلُّ على المغايرةِ بينهما، وقد نَصَّ حاجي خَليفة [16] على أنَّ مسلمَ بنَ الحَجَّاجِ ممَّن صنَّف في عِلَلِ الحديثِ.
7) العِلَلُ" لأبي بكرٍ الأَثْرَمِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ هانئٍ (ت قريبًا من سنةِ 260هـ).
8) "المُسْنَدُ الكبيرُ المُعَلَّلُ" ليعقوبَ بنِ شَيْبَةَ السَّدُوسيِّ (ت262هـ).
9) "عِلَلُ أبي زُرْعةَ الرازيِّ" لِعُبَيْدِالله بن عبدالكريم أبي زُرْعة الرازي (ت264هـ)؛ ذَكَرَ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ المالكيُّ الأندلسيُّ [17] أنه من الكُتُبِ التي ورَدَ بها الخطيبُ البغداديُّ دِمَشْقَ.
10) "العِلَلُ" لأبي بِشْرٍ إسماعيلَ بنِ عبدِاللهِ، المعروفِ بـ"سَمُّوْيَهْ" (ت267هـ).
11) "العِلَلُ" لأبي داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني (ت275هـ) [18].
(يُتْبَعُ)
(/)
12) "العِلَلُ" لأبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إدريسَ الحَنْظَلِيِّ الرازيِّ (ت277هـ)، ذَكَرَهُ ونقَلَ منه الحافظُ ابنُ ناصرِ الدِّينِ الدِّمَشْقيُّ [19]، وذَكَرَ أنَّه مِنْ روايةِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الكَتَّانيِّ عنه، والكَتَّانيُّ هذا - بالتاءِ - تَرْجَمَ له الذَّهَبِيُّ [20] اعتمادًا على يحيى بنِ مَنْدَهْ في "تاريخِ أَصْبَهَانَ"، وذَكَرَ أنه لم يَعْثُرْ له على تاريخِ وفاةٍ، وصوابُهُ: "الكِنَاني" بالنونِ، وفي كُتُبِ الرجالِ نَقْلٌ كثيرٌ لسؤالاتِهِ لأبي حاتمٍ الرازيِّ في الرجالِ والعِلَلِ؛ فالظاهرُ أنَّ الكتابَ مِنْ جَمْعِهِ وتصنيفِهِ، كما صنَعَ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حاتمٍ في "العِلَلِ" و"الجَرْحِ والتعديلِ"، وليسَ مِنْ تصنيفِ أبي حاتمٍ، وإلاَّ لاشتَهَرَ، ولَذَكَرَهُ ابنُهُ عبدُ الرحمنِ ونَقَلَ َمنه، واللهُ أعلمُ.
13) "العِلَلُ الكبيرُ" و"العِلَلُ الصغيرُ" كلاهما لأبي عيسى التِّرْمِذِيِّ محمدِ بنِ عيسى ابْنِ سَوْرَةَ (ت279هـ).
14) "العِلَلُ في الحديث" لأبي زُرْعة عبدالرحمن بن عمرو بن عبد الله النَّصْري (ت281هـ) [21].
15) "عِلَلُ حديثِ الزُّهْريِّ" لأبي بكرٍ أحمدَ بنِ عمرِو بنِ أبي عاصمٍ (ت287هـ)؛ كذا سَمَّاه هو في بعضِ المواضعِ من كتابِه "الآحاد والمثاني" [22]، وسَمَّاه في موضعٍ آخَرَ: "عِلَلَ الحديثِ" [23]، وسَمَّاه في أكثرِ المواضعِ: "العِلَلَ" [24]، وهو كتابٌ واحدٌ فيما يَظْهَرُ؛ بدليلِ أنَّ أكثرَ المواضعِ يكونُ الحديثُ المذكورُ فيها مِنْ روايةِ الزُّهْريِّ، واللهُ أعلمُ.
16) "الْمُسْنَدُ الكبيرُ الْمُعَلَّلُ" لأبي بكرٍ أحمدَ بنِ عَمْرِو بنِ عبدِالخالقِ البَزَّارِ (ت292هـ) [25].
17) "العِلَلُ" لأبي عليٍّ الْبَلْخيِّ عبدِ اللهِ ابنِ محمَّدٍ (ت294هـ).
18) "العِلَلُ" لأبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ أبي طالبٍ النَّيْسَابُوريِّ (ت295هـ).
19) "مُسْنَدُ حديثِ الزُّهْرِيِّ بِعِلَلِهِ، والكلامُ عليه" تأليفُ أبي عبدِالرحمنِ أحمدَ بنِ شُعَيْبٍ النَّسَائيِّ (ت303هـ) [26].
20) "العِلَلُ" لزكريَّا بنِ يحيى السَّاجِيِّ (ت307هـ).
21) "الْمُسْنَدُ الْمُعَلَّلُ" لأبي العباسِ الوليدِ ابنِ أَبَانَ بنِ بُوْنَةَ الأَصْبَهَانيِّ (ت310هـ، وقيل: 308هـ) [27].
22) "العِلَلُ" للخَلاَّلِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ هارونَ (ت311هـ).
23) "عِلَلُ الأحاديثِ في صحيحِ مسلمٍ" لابنِ عَمَّارٍ الشَّهِيدِ محمدِ بنِ أبي الحُسَيْنِ الجَارُودِيِّ، أبي الفضلِ الهَرَوِيِّ (ت317هـ).
23/م) "العلل" لمحمد بن عمرو بن موسى العقيلي (ت322هـ) ([28]).
24) "العِلَلُ" لعبدِ الرحمنِ بنِ أبي حاتمٍ الرازيِّ (ت327هـ)، وهو كتابُنَا هذا.
25) "العِلَلُ" لأبي عليٍّ الحُسَيْنِ بنِ عليٍّ النَّيْسَابُوريِّ (ت349هـ).
26) مصنَّفاتُ ابنِ حِبَّانَ محمَّدِ بنِ حِبَّانَ أبي حاتمٍ البُسْتيِّ (ت354هـ) في العِلَلِ، وهي كثيرةٌ، وقد انتقى الخطيبُ البَغْدَاديُّ منها جُمْلَةً فذَكَرَهَا، مع أنه لم يَرَهَا، وإنما اعتمَدَ على ذِكْرِ مسعودٍ السِّجْزيِّ لها؛ قال في "الجامع، لأخلاقِ الراوي وآدابِ السامع" [29]: «ومِنَ الكُتُبِ التي تَكْثُرُ منافعُهَا- إنْ كانتْ على قَدْرِ ما تَرْجَمَهَا به واضعُهَا- مصنَّفاتُ أبي حاتمٍ محمدِ بنِ حِبَّانَ البُسْتيِّ التي ذَكَرَهَا لي مسعودُ ابنُ ناصرٍ السِّجْزِيُّ، وأوقَفَنِي على تَذْكِرَةٍ بِأَسَامِيهَا، ولم يُقَدَّرْ ليَ الوصولُ إلى النَّظَرِ فيها؛ لأنَّها غيرُ موجودةٍ بيننا، ولا معروفةٍ عندنا، وأنا أَذْكُرُ منها ما استحسنتُهُ، سوى ما عَدَلْتُ عنه واطَّرَحْتُهُ؛ فمِنْ ذلك: ... كتابُ "عِلَلِ أوهامِ أصحابِ التواريخِ" عَشَرَةُ أجزاءٍ، كتابُ "عِلَلِ حديثِ الزُّهْرِيِّ" عشرون جُزْءًا، كتابُ "عِلَلِ حديثِ مالكِ بنِ أنسٍ" عَشَرَةُ أجزاءٍ، كتابُ "عِلَلِ مناقبِ أبي حَنِيفةَ ومَثَالبِهِ" عَشَرَةُ أجزاءٍ، كتابُ "عِلَلِ ما أَسْنَدَ أبو حنيفةُ" عَشَرةُ أجزاءٍ، كتابُ "ما خالَفَ الثَّوْرِيُّ شُعْبةَ" ثلاثةُ أجزاءٍ، كتابُ "ما خالَفَ شُعْبةُ الثَّوْرِيَّ" جزءان ... ».
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخطيبُ: «سألتُ مسعودَ بنَ ناصرٍ فقلتُ له: أَكُلُّ هذه الكُتُبِ موجودةٌ عِنْدَكُمْ ومقدورٌ عليها ببلادِكم؟ فقال: لا؛ إنما يُوجَدُ منها الشيءُ اليسير، والنَّزْرُ الحقير، قال: وقد كان أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ سَبَّلَ كُتُبَهُ ووَقَفَهَا وجَمَعَهَا في دارٍ رَسَمَهَا بها، فكان السَّبَبَ في ذَهَابِهَا- مع تطاولِ الزمانِ - ضَعْفُ أمرِ السلطانِ، واستيلاءُ ذوي العَبَثِ والفَسَادِ، على أهلِ تلك البِلاَدِ.
قال أبو بكر [30]: مِثْلُ هذه الكُتُبِ الجليلةِ كان يَجِبُ أن يَكْثُرَ لها النَّسْخُ، ويَتنافَسَ فيها أهلُ العِلْمِ، ويَكْتبوها لأنفسِهِمْ، ويُخْلِدُوهَا أحرازَهُمْ، ولا أَحْسَبُ المانعَ مِنْ ذلك إلا قِلَّةَ معرفةِ أَهْلِ تلك البلادِ لِمَحَلِّ العِلْمِ وفضلِهِ، وزُهْدَهُمْ فيه، ورَغْبَتَهُمْ عنه، وعَدَمَ بصيرتِهِمْ به، واللهُ أعلمُ».اهـ.
27) "الْمُسْنَدُ الكبيرُ الْمُعَلَّلُ" لأبي عليٍّ النَّيْسَابوريِّ الحُسَيْنِ بنِ محمَّدٍ الماسَرْجِسيِّ (ت365هـ).
28) "العِلَلُ" لأبي الحُسَيْنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ يَعْقُوبَ النَّيْسَابوريِّ، الْمُقْرئ، الْحَجَّاجِيِّ (ت368هـ).
29) "العِلَلُ" لأبي أحمدَ الحاكمِ محمدِ ابنِ محمدِ بنِ إسحاقَ النَّيْسَابوريِّ (ت378هـ).
30) "العِلَلُ" لأبي الْحَسَنِ عليِّ بنِ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيِّ (ت385هـ).
31) "الأجوبةُ" لأبي مسعودٍ الدِّمَشْقِيِّ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عُبَيْدٍ (ت401هـ).
32) "العِلَلُ" لأبي عبدِ اللهِ الحاكمِ محمدِ ابنِ عبدِ اللهِ النيسابوريِّ (ت405هـ).
33) "الفَصْلُ لِلوَصْل، الْمُدْرَجِ في النَّقْل"، و"تمييزُ الْمَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأسانيدِ" كلاهما للخطيبِ البغداديِّ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ ثابتٍ (ت463هـ).
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامشُ:
[1] (3/ 311).
[2] (1/ 30 - 37).
[3] (1/ 47 - 56).
[4] (1/ 38 - 44).
[5] (ص128 - 140).
[6] (1/ 68 - 89).
[7] وقد طبعت هذه القطعة بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وعن هذه الطبعة طُبِعَ الكتاب طبعات أخرى.
[8] في "معرفة علوم الحديث" (ص71).
[9] يعني: أنه من رواية إسماعيل القاضي، عنه.
[10] وقد ذَكَرَهُ السخاويُّ في الموضع السابق من "فتح المغيث" باسم: "العِلَلُ عن ابنِ عُيَيْنة، روايةُ ابنِ المَدِينِيّ عنه"؛ وبناءً عليه ذكر الدكتور محفوظ زين الله _ح في مقدِّمة تحقيقه لـ"عِلَلِ الدَّارَقُطْني" (1/ 47) أنَّ سفيان بن عيينة أوَّلُ من صنَّف في العِلَلِ، وتابعه على ذلك الأستاذ إبراهيم بن الصِّدَّيق في كتابه السابق الذِّكْر. وقد نبَّه على هذا الوَهَمِ ومَنْشَئِهِ الدكتور علي الصَّيَّاح في "جهود المحدِّثين" (ص180).
[11] في "تاريخ بغداد" (6/ 280).
[12] انظر: "تاريخ بغداد" (2/ 131).
[13] وقد طبع بتحقيق د. وَصِيّ الله عباس.
[14] وقد طبعت هذه الروايات مجموعةً بتحقيق د. وَصِيّ الله عباس أيضًا.
[15] طبعت هذه القطعة بتحقيق الأخ طارق بن عوض الله.
[16] في "كشف الظنون" (2/ 1159 - 1160).
[17] في "جزء فيه تسميةُ ما وَرَدَ به الشيخُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الخطيبُ البغداديُّ دِمَشْقَ". انظر "الحافظ الخطيب وأثره في علوم الحديث" للدكتور محمود الطحان (ص291 رقم 215).
[18] نقل منه ابن الموَّاق في "بغية النُّقَّاد" (2/ 189).
[19] في "توضيح المشتبه" (1/ 225)، و (5/ 285)، و (7/ 174).
[20] في "تذكرة الحفاظ" (3/ 785 رقم 777).
[21] انظر "كشف الظنون" (1/ 584)، و (2/ 1440).
[22] (5/ 429).
[23] (1/ 240).
[24] (1/ 238 و317)، و (4/ 342)، و (6/ 17).
[25] انظر: "تاريخ بغداد" (4/ 334).
[26] ذكره ابن خَيْر الإِشْبِيلي في "فهرسته" (ص122)، وساق سنده إليه.
[27] ذكره إسماعيل باشا في "إيضاح المكنون" (4/ 483)، و"هَدِيَّة العارفين" (6/ 500)، وذَكَرَ أبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدِّثين" (4/ 217) أنه صنَّف "المسنَدَ"، ولم يَذْكُرِ " المُسْنَدَ المعلَّل".
([28]) قال العقيلي في "الضعفاء" (4/ 351): «وفيه اختلاف واضطراب سنأتيه على تمامه في "كتاب العلل" إن شاء الله».
[29] (2/ 467 - 471).
[30] أي: الخطيب البغدادي.
رابط صفحتي الشخصية في موقع جامعة الملك سعود: http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/default.aspx
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 03:33]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم
1) "العِلَلُ" لعليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الْمَدِينيِّ (ت 234هـ)، وهي كتبٌ متعدِّدةٌ، لكنْ لم يَصِلْ إلينا منها إلا قِطْعَةٌ صغيرةٌ من روايةِ محمَّد ابنِ أحمدَ بنِ البَرَاء، عنه [7].
وقد سَمَّى أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ [8] بعضَ هذه الكُتُبِ، ومنها:
ذكر الحافظ ابن رجب في شرحه على علل الترمذي كتباً كثيرة للإمام ابن المديني
6) "العِلَلُ"، و"التمييزُ"، كلاهما لمسلمِ ابنِ الحَجَّاجِ النَّيْسَابوريِّ (ت261هـ)، وهما كتابان مختلفانِ، ذَكَرَهُمَا السَّخَاويُّ في الموضعِ السابقِ بما يَدُلُّ على المغايرةِ بينهما، وقد نَصَّ حاجي خَليفة [16] على أنَّ مسلمَ بنَ الحَجَّاجِ ممَّن صنَّف في عِلَلِ الحديثِ.
كتاب العلل للإمام مسلم عزى إليه مرةً -فيما أذكر- الحافظ ابن رجب في فتح الباري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 01:28]ـ
جزى الله خيراًشيخنا ومفيدنا أبا عبد الله سعد الحميّد على السابق واللاحق من فوائده.
وهذا البحث الماتع هو من مقدمة تحقيقه لكتاب العلل (1/ 31) وما بعده، ولهذا جاء في المقال أعلاه:
[24) "العِلَلُ" لعبدِ الرحمنِ بنِ أبي حاتمٍ الرازيِّ (ت327هـ)، وهو كتابُنَا هذا.]
وثمة استدراكات يسيرة كمحاولة لإثراء الموضوع مع أن البضاعة مزجاة:
1) حول العلل لابن المديني: وصلتنا قطعة أخرى يسيرة من رواية المقدمي عنه، وهي موجودة آخر كتاب أسامي المحدثين وكناهم للمقدمي، المطبوع بتحقيق إبراهيم صالح في الكويت، وبتحقيق اللحيدان أيضا.
ويمكن جمع نصوص كثيرة عن ابن المديني في العلل، ومن أغنى المصادر ما رواه ابن محرز عنه في معرفة الرجال.
2) رقم (6) لم تُذكر طبعات كتاب التمييز للإمام مسلم، والموجود منه قطعة صغيرة مختصرة مبتورة، وقد طبعه لأول مرة الشيخ الاعظمي، ثم طبعه صبحي الحلاق، وأظنه طبع غير ذلك، وعمل عليه الأخ الشيخ عبد الرحمن الفقيه ونشر بعض عمله في ملتقى أصحاب الحديث، ثم توقف عن إكماله، كما سبق لكاتبه العمل فيه، وانتهيت من جلّه شرحاً، وقدَّم لي شيخنا عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله، لكن تأخر (تشطيبه) لازدحام الأعمال والمشاغل!
3) حول رواية الخلال لعلل أحمد: فقد طبع الشيخ طارق عوض الله جزآن من انتخاب ابن قدامة، وبقي جزء ثالث منه لم يُطبع أظنه في العراق.
وجاء قبله أن رواية المروذي والميموني وصالح بن أحمد طُبعت بتحقيق الشيخ وصي الله عباس، وكذلك طُبعت بتحقيق الشيخ صبحي السامرائي.
4) رقم (8) حول المسند المعلل ليعقوب بن شيبة: كذلك لم يُذكر طبعه، وقد وصلتنا مننه قطعة صغيرة، وهي الجزء العاشر من مسند عمر منه، طبعت غير مرة، ويوجد ملخص يسير من الكتاب للكاملي، ويُطبع قريباً، ولعل الأخ الشيخ عبد الرحمن السديس يفيدنا أكثر عنه.
5) رقم (13) العلل الكبير والصغير للترمذي، لم يُذكر طبعهما، وقد طُبع ترتيب الأول، والثاني طبع قريباً مفرداً، وهو موجود آخر الجامع للترمذي، ولشيخنا المحدث ثناء الله المدني شرح عليه تحت الطبع في الكويت.
6) رقم (14) العلل في الحديث لأبي زرعة الدمشقي: لعله الفوائد المعللة، الذي طُبع جزءان منه في الكويت من مدة قريبة.
7) المسند الكبير المعلل للبزار: يظهر من بعض النقول أنه غير مسند البزار المطبوع، ويعزو له عبد الحق وابن القطان والمغاربة، بل الناظر في المطبوع يرى أن نَفَس البزار وتعليله في مسند أبي بكر يغاير سائر الموجود من الكتاب، فهل هو من الكبير؟
8) رقم (18) العلل لإبراهيم بن أبي طالب: هل هو ترتيب علل الترمذي الكبير أم تأليف مستقل؟
9) رقم (22) العلل للخلال: أظنه ترتيب العلل عن أحمد المذكور سابقاً.
10) رقم (23) علل صحيح مسلم لابن عمار لم يُذكر أنه مطبوع، وقد طبع بتحقيق الشيخ علي حسن، ثم أعيد طبعه مرارا.
11) أرقام: (30 - 33) طُبعت منها ثلاثة كتب: علل الدارقطني (ولم يكمل طبعه)، والأجوبة لأبي مسعود الدمشقي، والفصل للوصل للخطيب.
هذا ما يسر الله تعليقه من الذاكرة، فما كان صوابا فمن الله وحده، وما سواه فمن النفس القاصرة ومن الشيطان، والحمد لله أولا وآخراً.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 02:04]ـ
إضافاتٌ نافعة، نفع الله بك أخي زياد
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[03 - Dec-2006, صباحاً 07:48]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي عبدالله الحمادي، وشكر لك على هذه الفائدة.
وبارك الله فيك أخي زياد، فلك من اسمك نصيب في هذه الزيادات المفيدة، والبحث كما ذكرتَ من مقدمة "العلل" لابن أبي حاتم، وسأضيف ماأستفيده هنا من سائر الإخوة في الطبعة القادمة إن شاء الله، فالمأمول ممن وجد - أثناء مطالعته - أحدًا نصَّ على مُصَنَّف في العلل غير ماهو مذكور هنا أن لايحرمنا تلك الفائدة.
ولي على ماتقدم بعض الإيضاحات:
1) أكثر هذه التعقيبات تتعلق بالكتب التي طُبعت، ويبدو أنه لم يتبيَّن سبب تركي التنصيص على التفصيل في معلومات بعض هذه الكتب؛ مثل كونها طُبِعت أو لا؟ والسبب هو اكتفائي بذكر الإخوة الذين أشرت في البحث إلى أنهم سبقوني، وحرصت على ذكر ماوجدت فيما زدته عليهم، فأرجو التنبه لهذا.
2) قال الأخ زياد: (العلل لإبراهيم بن أبي طالب: هل هو ترتيب علل الترمذي الكبير أم تأليف مستقل؟).
والجواب أن إبراهيم بن أبي طالب ليس هو الذي رتب "علل الترمذي"، فالمرتب مشهور بكنيته ونسبته للقضاء (أبو طالب القاضي)، وهو متأخر الطبقة؛ من تلاميذ ابن بشكوال، واسمه فيما ترجح لي: (عقيل بن عطية القضاعي)، ويكنى أيضًا: أبا المجد، وأما إبراهيم بن أبي طالب فمتقدم الطبقة (ت295هـ).
3) قال الأخ زياد: (المسند الكبير المعلل للبزار: يظهر من بعض النقول أنه غير مسند البزار المطبوع، ويعزو له عبد الحق وابن القطان والمغاربة، بل الناظر في المطبوع يرى أن نَفَس البزار وتعليله في مسند أبي بكر يغاير سائر الموجود من الكتاب، فهل هو من الكبير؟).
أقول: يغلب على ظني جدًّا أن "مسند البزار" هذا هو المعلل، وهو معلل حقًّا، وليس هناك مايدل على التغاير، وكلام أهل العلم في هذا كثير، وهو يدل على أنه هو، وأما مايوجد من نقل عنه لايوجد فيما بين أيدينا فلا يخفى أنه بسبب اختلاف النسخ والروايات، وهذا كثير في الكتب.
4) قال الأخ زياد: (العلل للخلال: أظنه ترتيب العلل عن أحمد المذكور سابقاً.).
والجواب: أنه بالنظر للإمام أحمد فقد جمع الخلال ماستطاع من أقوال الإمام أحمد في العلل وغيرها كما هو معلوم، فيصح أن ينسب له.
وكتاب "العلل" الذي جمعه الخلال فيه عن الإمام أحمد وغيره كما يظهر من منتخبه، فنسبته للخلال مغايرة لنسبته للإمام أحمد، فكلٌّ بحسبه.
شكر الله لك أخي زياد وللأخ عبد الله الحمادي، ولكل من أفادنا، وجزيتم أحسن الجزاء، والسلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارث]ــــــــ[31 - Mar-2007, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ سعد الحميد والاستاذين الحمادي و محمدزياد التكلة
والموضوع ثري بطرحكم و تذاكركم
والذي أحب أن أضيفه هو ما قرأته في كتاب جامعي للشيخ نورالدين عتر في كلية الشريعة بجامعة دمشق:
ذكر في المصادر الخاصة بالحديث وعلله:
- مصنفات في العلل عامة: (أذكر منها زائداًَ على ما تفضلتم به):
1. التاريخ والعلل, ليحيى بن معين (233هـ) رواية أبي الفضل العباس بن محمد الدوري, حققه وعلق عليه صديقنا المفضال العلامة الدكتور أحمد محمد نور سيف حفظه الله.
2. العلل , للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ)، ويوجد كثير من علم البخاري في علل الحديث في جامع الترمذي, وفي العلل الكبير للترمذي أيضاً, فلعلّ طائفة منه من علل شيخه البخاري, وقد صرح الترمذي بأن كثيراً مما ذكره في جامعه من العلل والرجال مما سأل عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 02:02]ـ
جزاك الله خير.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 03:36]ـ
جزى الله شيخنا ومفيدنا خير الجزاء على فضله السابق واللاحق.
ولكون الموضوع قد رفع:
فقد استجد لدي الاطلاع على قطعة يسيرة من العلل لابن المديني رواية الباغندي، وهي ورقة واحدة تتضمن الغلاف والصفحة الأولى فقط، وهذا القدر الموجود المعروف منها مع الأسف.
ومسند يعقوب بن شيبة المعلل وُجدت قطعة من تلخيصه للكاملي، أفادني بمصورتها الأخ الشيخ عبد الرحمن السديس، وأخبرني الشيخ علي الصياح أنه فرغ من تحقيقها.
وعلل الدارقطني كمل طبعه والحمد لله.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 09:29]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد ان أكبر نعمة أنعم الله بها على عبده بعد هدايته للإيمان هي العلم النافع الشرعي ومن أهم ذلك يقينا علم علل الحديث لأنه به يقبل الحديث أو يرد و انكم نلتم مكانة في هذا المجال تحسدون عليها أو تغبطون و أنا من الذين يغبطونكم على مكانتكم و لإثراء الموضوع أود أن أنبهكم على ما يلي:1/مسند أبي بكر البزار الذي يذكره المغاربة و ينقلون منه هو المسند الكبير حسب د/ابراهيم بن الصديق الغماري فقد صرح في رسالته لنيل الدكتوراه بذلك و أكد ذلك قائلا بأن زوائد البزار قد طبعت بتحقيق د/حبيب الرحمن الأعظمي و قد نقل فيها الهيثمي عبارات البزار في التعليل كما بين أيضا أن من أنواع كتب الحديث في العلل ما يسمى بالمسانيد التي تبين صاحبها علل المسند و استشهد على ذلك بما قاله الحافظ العراقي في ألفية الحديث حيث قال:"و جمعه معللا كما فعل # يعقوب أعلى رتبة و ما كمل"و ذكر من تلك المسانيد مسند يعقوب بن شيبة و مسند الماسرجيسي و مسند البزار 2/قال د/ابراهيم بن الصديق الغماري بأن أول من ألف في علل الحديث سفيان بن عيينة الهلالي المتوفى 198 و قد ذكر ذلك الحافظ السخاوى في "فتح المغيث"2/ 334فلم تذكروا هذا الكتاب لعل السبب في ذلك عدم توفره3/ذكر أيضا" المستقصية"و هو كتاب استقصى فيه الحافظ أبو زكريا يحي بن ابراهيم بن مزين القرطبي المتوفى 259 علل الموطأ 4/كما أن للحافظ ابن عبد البر المتوفى 463 كتاب "اختلاف أصحاب مالك بن أنس و اختلاف رواياتهم عنه"5/كما ذكر أيضا كتاب ابن عدي المتوفى 365"الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين و علل الحديث"هناك كتب أخرى في العلل لكنها متأخرة على عصر الخطيب البغدادي و لا شك أنكم لم تنسوا الاستدراكات على الشيخين كاستدراكات الدارقطني و أبي مسعود الدمشقي و ك"التنبيه الى الأوهام الواقعة في الصحيحين أو قسم"العلل "من كتاب"تقييد المهمل و تمييز المشكل"لأبي علي الجياني الأندلسي و المعذرة ان كنت وهمت أو أطنبت
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 11:31]ـ
قال د/ابراهيم بن الصديق الغماري بأن أول من ألف في علل الحديث سفيان بن عيينة الهلالي المتوفى 198 و قد ذكر ذلك الحافظ السخاوى في "فتح المغيث"2/ 334فلم تذكروا هذا الكتاب لعل السبب في ذلك عدم توفره3/ذكر أيضا" المستقصية"و هو كتاب استقصى فيه الحافظ أبو زكريا يحي بن ابراهيم بن مزين القرطبي المتوفى 259 علل الموطأ 4/كما أن للحافظ ابن عبد البر المتوفى 463 كتاب "اختلاف أصحاب مالك بن أنس و اختلاف رواياتهم عنه"
كذا قال في كتابه علم علل الحديث في المغرب
فقد ظن 1/ 69 أن أول كتاب أُلف في العلل كتاب العلل للإمام سفيان بن عيينة
وتكرر الخطأ في مقدمة فاروق النبهان 1/ 8
ولا أساس لهذا من الصحة
ولم يكتب ابن عيينة كتابا في علل الحديث
وأصل هذا الخطأ أن ابن المديني جمع علل حديث ابن عيينة في ثلاثة عشر جزءا كما في معرفة علوم الحديث للحاكم
فظن أن الكتاب لابن عيينة
وظن أن كتاب ابن عبد البر في اختلاف أصحاب مالك واختلاف رواياتهم عنه من كتب العلل
مع أنه من كتب الفقه
وينبغي أن يُستقصى أمر المستقصية
وفي ترتيب المدارك: وله تواليف حسان ككتابه في تفسير الموطأ وكتاب تسمية رجال الموطأ وهو كتاب المستقصية وكتاب فضائل العلم وكتاب فضائل القرآن
قال أبو عبد الملك: ولم يكن له على ذلك علم بالحديث
ولقاسم بن محمد عليه رد في كتاب المستقصية اهـ
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Feb-2009, صباحاً 11:36]ـ
مكرر
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 12:46]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد لم تعزو لد/ابراهيم الغماري الوهم و هو بين المرجع الذي أخذ منه ثم ان كتاب ابن عبد البر قد يكون في التعليل و مثله صاحب المستقصية و قد تبعهما أبو محمد عبد الله بن يربوع الإشبيلي المتوفى522بكتابه"تاريخ الحلية و سراج البغية في تعليل جميع آثار الموطآت "و أبو عبد الله بن خلفون الأزدي الأويني الأندلسي المتوفى 636بكتاب"أغاليط يحي بن يحي الأندلسي في موطأ مالك و روايته عنه"و لكن لما كان الشيخ اقتصر على عصر الخطيب توقفنا عن الكتب في العلل التي ألفت بعد البغدادي
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 03:23]ـ
كتاب ابن عبد البر قد يكون في التعليل و مثله صاحب المستقصية
تحقيق هذه المسائل لا يكون بتطريق الاحتمالات
بل لا ينبغي إصدار أحكام حولها إلا بعد دراسات متأنية عن عِيان أو بالنقل عن المحققين الأثبات ممن درسوا هاتيك الكتب
وتخطي هذا المنهج الدقيق يوقع صاحبه في أخطاء منهجية
وهذا المثال بين يديك
فهذا الأستاذ إبراهيم بن محمد بن الصديق أرسل دعاوى تتصل بكتب لم يرها فجاء بتائج مجانبة للواقع
وفي هذا عبرة للباحث الذي يحترم نفسه وعقولَ الناظرين في نتاج عقله وبنات أفكاره
ودونك كتاب اختلاف أقوال مالك وأصحابه لأبي عمر أنعم النظر فيه ثم احكم هل يصح إدراجه في كتب العلل:)
http://www.ahlalhdeeth.net/mohmsor/ikhtilaf-malik.rar
وما القصد إلا بيان الصواب طلبا للثواب
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 05:19]ـ
الأمر كما ذكر الشيخ الفاضل ابن السائح نفع الله به
فكتاب ابن عبدالبر رحمه الله عن اختلاف أصحاب مالك إنما هو في الفقه، وقد أحال عليه في التمهيد والاستذكار كثيراً
ولم أقف على كتاب له في اختلافهم عنه في رواية الحديث
ولعله استغنى بما بسطه من ذلك في كتابه التمهيد وغيره من كتبه.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[05 - Feb-2009, مساء 08:36]ـ
شكر الله لكم .. ،
والعجيب أن كتب المغاربة ليس لها ذكر .. ، .. ؟(/)
تخريج حديث: «إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة»
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 02:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث رواه عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن قيس بن حَبْتَر، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة».
وقال: «كل مسكر حرام».
أخرجه في «المسند» (1/ 289)، و «الأشربة» (14) عن: زكريا بن عدي، عن عبيد الله، به.
وتابع زكريا بن عدي: أحمد بن عبد الملك وعبد الجبار بن محمد.
أخرجه في «المسند» (1/ 289).
وتابعهم: علي بن معبد.
أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 216).
وتابعهم: جندل بن والق.
أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 213).
وتابعهم: يحيى بن يوسف الزمي.
أخرجه ابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي»، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 221)، و «الآداب» (913).
ولكن زاد: «والكوبة: هو الطبل».
والصحيح: أنها من قول يحيى بن يوسف الزمي، وقد أدرجها ابن أبي الدنيا.
وتابع عبيدَ الله بن عمرو: معقلُ بن عبيد الله.
بلفظ: «ثمن الخمر حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الكلب حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه؛ فاملأ يديه ترابًا، والكوبة حرام، وثمن الكلب حرام، والخمر حرام، والميسر وكل مسكر حرام».
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 102 / 12061)، والدارقطني في «السنن» (3/ 7).
ولكن اللفظ الأول أصح؛ فإن عبد الكريم أوثق من معقل.
وقد خالف عبيدَ الله بن عمرو ومعقلَ بن عبيد الله: سلامُ بن مسلم، فرواه عن عبد الكريم الجزري، عن رجل من بني تميم، عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثمن الكلب حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الخمر حرام».
أخرجه الطيالسي في «المسند» (2755).
والوجه الأول أصح، ولعلّ عبد الكريم كان يرويه على الوجهين؛ فإن قيس بن حبتر تميمي.
وقد خالفهم أبو عوانة، فرواه عن: عبد الكريم الجزري، عن أبي هاشم الكوفي، عن ابن عباس قال: «الدف حرام، والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام».
أخرجه مسدد بن مسرهد في «المسند» - كما في «المطالب العالية» (10/ 230 / 2193) -، وسعيد بن منصور في «السنن» - كما في المحلى لابن حزم (9/ 59 - 60) -، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).
وأبو هاشم هذا لعلّه: سعد السنجاري، وهو ثقة.
وقد صدّره ابن رجب بقوله: «روي» (نزهة الأسماع ص 54).
والوجه الأول هو المحفوظ، والله أعلم.
وقد توبع عبد الكريم الجزري على روايته على الوجه الأول، فتابعه: علي بن بذيمة.
أخرجه في «المسند» (1/ 274)، و «الأشربة» (192 - 194) - ومن طريقه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (41/ 273) -، وأبو داود في «السنن» (3/ 330 / 3696)، وأبو يعلى في «المسند» (5/ 114 / 2729) - وعنه طريقه: ابن حبان في «الصحيح» (12/ 187 / 5365) -، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 223)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 221) من طريق: أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن علي بن بذمة، به.
وتابع أبا أحمد الزبيري: قبيصةُ بن عقبة.
أخرجه أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي في «الأربعين» (39)، ومن طريقه: ابن المقرئ في «المعجم» (1233).
وتابع سفيانَ الثوري: إسرائيلُ بن يونس.
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 101 / 12598)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (8/ 303).
وتابعهما: قيس بن الربيع.
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 102 / 12598)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا قيس بن الربيع، به.
قلت: إسناده ضعيف؛ أبو بلال الأشعري ضعفه الدارقطني (نقله ابن حجر في لسان الميزان 8/ 25 - 26).
وشيخ الطبراني هو: الحافظ الكبير، الملقب بـ: مطيّن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد خالف الثوريَّ وإسرائيلَ: موسى بنُ أعين، فرواه عن: موسى بن أعين، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل مسكر حرام».
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (12/ 102 / 12600) من طريق: علي بن معبد، قال: حدثنا موسى بن أعين، به.
وتابع عليَّ بن معبد: عبدُ الغفار بن داود الحرّاني.
ذكره المزي في «تحفة الأشرف» (5/ 198).
وخالفهما: عبد السلام بن بن عبد الحميد الحرّاني، فرواه عن: عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
ذكره المزي في «تحفة الأشرف» (5/ 198).
والعهدة في هذا الاضطراب على موسى بن أعين،، قال الخطيب البغدادي: «كان موسى بن أعين يخلّط في هذا الحديث، والصحيح عن علي بن بذيمة: ما رواه سفيان الثوري، عنه، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس، وليس لسعيد بن جبير فيه ذكر» (نقله المزي في تحفة الأشراف 5/ 198).
وله طريق أخرى:
رواه حفص بن عمر الإمام، قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن عباد بن أبي علي، عن شيبة بن المساور، عن ابن عباس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرّم ستة: الخمر والميسر والمعازف والمزامير والدف والكوبة».
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (7/ 421 / 7388).
وإسناده ضعيف جدًا؛ حفص بن عمر متروك.
فالحديث حديث: عبد الكريم بن مالك الجزري، عن قيس بن حبتر، عن عبد الله بن عباس، مرفوعًا.
وإسناده صحيح.
وللحديث شاهدان من حديث عبد الله بن عمرو وقيس بن عبادة - رضي الله عنهما -.
أولًا: حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -
رواه عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عَبدَة، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «من قال عليّ ما لم أقل؛ فليتبوّأ مقعده من جهنم».
قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله - عز وجل - حرّم الخمر والميسر والكوبة والغُبَيْرَاء، وكل مسكر حرام».
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 171)، و «الأشربة» (207)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/ 301)، وابن عبد البر في «التمهيد» (1/ 247 - 248) و (5/ 167)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 211 - 222).
وتابع عبدَ الحميد بن جعفر: الليث بن سعد.
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) من طريق: ابن وهب، قال: حدثني الليث بن سعد، به.
وتابعهما: عبد الله بن لهيعة.
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 158)، وأبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب) - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222)، وعبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 273).
وتابعهم: محمد بن إسحاق.
ذكره ابن حجر في «النكت الظراف» (6/ 386) من طريق: إبراهيم بن سعد.
وخالف إبراهيمَ بن سعد: حمادُ بن سلمة، فرواه عن: محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
أخرجه أبو داود في «السنن» (3/ 327 / 3685)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 217)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 300 - 301)، وومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 221)، والمزي في «تهذيب الكمال» (31/ 45 - 46) من طريق: حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، به.
فخطّأ ابنُ حجر حمادَ بن سلمة! (انظر: النكت الظراف 6/ 386 - 387).
قلت: حماد بن سلمة لم يتفرّد، بل توبع، فتابعه: محمد بن مسلمة الحرّاني.
أخرجه البزار في «البحر الزخار» (6/ 424 - 425/ 2454).
وخالفهم: يزيدُ بن هارون، فرواه عن: محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبدالله بن عمرو، مرفوعًا.
أخرجه أبو عبيد الهروي في «غريب الحديث» (4/ 378).
فالعهدة في هذا الاضطراب على محمد بن إسحاق، والوجه الثاني هو الأصح، ولعلّ ابن إسحاق أخطأ في تسمية الوليد بن عمرو بن عبدة، فنسبه إلى جده.
والمحفوظ: ما رواه يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عَبدَة، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الإسناد رجاله ثقات؛ عمرو بن الوليد ثقة؛ وثّقه: يعقوب بن سفيان الفسوي - وسمّاه: الوليد بن عبدة -، وابن حبان، وصحح له ابن خزيمة (انظر: المعرفة والتاريخ 1/ 300، والثقات 5/ 184، وصحيح ابن خزيمة 3/ 11 / 1519).
ولكن قال عمرو بن الوليد في بعض الطرق بعدم سماعه هذا الحديث من عبد الله بن عمرو، وأنه إنما بلغه عنه، فقال - في رواية ابن وهب عن ابن لهيعة والليث بن سعد -: «وبلغني عن عبد الله بن عمرو بن العاص».
وفي رواية إبراهيم بن سعد أن: «عمرو بن الوليد حدّثه عن عبد الله بن عمرو».
وقد قال الذهبي: «الخبر معلول» (الميزان 7/ 134).
وقد تابع عمرَو بن الوليد: عبدُ الرحمن بن رافع التنوخي.
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 165 و167)، و «الأشربة» (211 - 214) من طريق: فرج بن فضالة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله حرّم على أمتي: الخمر والميسر والمِزْر والكوبة والقنين، وزادني صلاة الوتر».
فرج بن فضالة وعبد الرحمن بن رافع ضعيفان.
وعبد الرحمن بن رافع مجهول (انظر: تعجيل المنفعة ص 19 - 20، وتعليق أحمد شاكر على المسند 6/ 117 / 6547).
وقد تابع عمرَو بن الوليد: مولى لعبد الله بن عمرو.
أخرجه أحمد في «المسند» (2/ 172)، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال: إن ربي حرم على الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنين».
ويحيى هو: ابن إسحاق، وخالفه: طلق بن السمح، فرواه عن: ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة الكلاعي مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا.
أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 258).
وخالفهم: ابن وهب فرواه عن: ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هبيرة العجلاني، عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، مرفوعًا.
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).
وابن وهب حديثه عن ابن لهيعة أصح من غيره، ولكنه ضعيف - أيضًا -؛ قال الذهبي: «حدّث عنه بن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة، قبل أن يَكْثُر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه، فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصححه، ولا يرتقي إلى هذا» (تذكرة الحفاظ 1/ 238).
وهذا الاضطراب العهدة فيه على ابن لهيعة؛ فإن يحيى بن إسحاق قال فيه ابن حجر: «من قدماء أصحاب ابن لهيعة» (تهذيب التهذيب، ترجمة حفص بن هاشم، 1/ 571).
وطلق هذا قال أبو حاتم الرازي: «مجهول» (علل الحديث 3/ 119 / 1831، وانظر: 3/ 9 و315/ 1580 و2235).
ثانيًا: حديث قيس بن سعد - رضي الله عنه –
رواه الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عبدة، عن قيس بن سعد - وكان صاحب راية النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن ربي حرّم عليّ الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وكل مسكر حرام».
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب)، ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222).
إسناده صحيح.
وتابع الليثَ بن سعد: عبدُ الله بن لهيعة.
أخرجه أبو العباس الأصم في «مسند ابن وهب» (ق 10 / ب) - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) -، وعبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 273).
زاد ابن لهيعة: «والقنين».
وابن لهيعة لا يُحتمل تفرّده، فكيف إذا خالف؟!
وتابع عمرَو بن الوليد: بكرُ بن سوادة.
أخرجه أحمد في «المسند» (3/ 422)، و «الأشربة» (27)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (5/ 98 / 24080)، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» - ومن طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (10/ 222) -، ووابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 273)، والطبراني في المعجم الكبير (18/ 352 / 897) من طريق: يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن بكر بن سوادة، به.
وإسناده ضعيف؛ بكر بن سوادة لم يدرك قيس بن سعد، وعبيد الله بن زحر ضعيف.
فالحديث صحّ من حديث: عبد الله بن عباس وقيس بن سعد
ويشهد لهما حديث: عبد الله بن عمرو، والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والحمد لله ربّ العالمين
وكتب
أبو المنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ثغر الإسكندرية عصر السبت 19 / محرم / 1427 هـ
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 02:58]ـ
الأحاديث التي أخرجها البيهقي من طريق ابن أبي الدنيا ـ هناـ مما سقط من نسخة الظاهرية لكتاب " ذم الملاهي " (ق 152 / أ - ق 169 / أ)، والتي صدرت عن مكتبة ابن تيمية بتحقيق عمرو عبد المنعم، وتوجد بنسخة تركيا، يسر الله لها من يخرجها، وعلّي أضعها بين أيديكم قريبًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 03:38]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا المنهال ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 04:42]ـ
شكر الله لك أخي أبا المنهال
وأرى أن تعيد النظر في طريقة عرض الاختلافات على الرواة، ولعلَّ الأنسب تحرير الاختلافات الدنيا ثم
ما فوقها؛ فهذا معينٌ على استيعاب الاختلاف بكل يسر وسهولة
أعلم أنَّ في هذه الطريقة شيئاً من التكرار؛ حيث تُذكر الاختلافات على الراوي الأدنى ثم يُعاد ذكرها
عند عرض الاختلاف على من فوقه
إلا أنها أيسر الطرق -فيما ظهر لي- في تحرير الاختلافات
وفقك الله وبارك في جهودك(/)
دراسة موسَّعة لحديث ابن مسعود: إنها ركس
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 05:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: تخريج الحديث وسرد طُرُقِهِ:
قال البخاري في صحيحه (156): حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، أنه سمع عبد الله يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده، فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: «هذا ركس».
أخرجه النسائي في الصغرى (1/ 39) والكبرى (1/ 73) عن أحمد بن سليمان، والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق يوسف بن موسى القطان وشعيب بن أيوب، والبيهقي في السنن (1/ 108) والخلافيات (2/ 89) من طريق محمد بن الهيثم، أربعتهم -أحمد بن سليمان ويوسف وشعيب وابن الهيثم- عن أبي نعيم به.
وأبو داود الطيالسي في مسنده (ص37) -وعنه أحمد (1/ 427) وعمرو بن علي الفلاس كما أخرجه عنه البزار (1646) -،
وأحمد (1/ 418) وابن أبي شيبة في مسنده (424) والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثلاثتهم -أحمد وابن أبي شيبة وحفيد يحيى القطان- عن يحيى بن آدم،
وابن ماجه (314) عن أبي بكر بن خلاد، وأبو يعلى (5127) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، والطحاوي (1/ 122) من طريق مسدد، والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري- كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 570) -، والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق معاذ، أربعتهم -أبو بكر وابن أبي بكر ومسدد ومعاذ- عن يحيى بن سعيد القطان،
والبزار (1646) من طريق معاذ بن معاذ،
وابن المنذر في الأوسط (296) والبيهقي في السنن (1/ 108، 2/ 413) والخلافيات (2/ 89) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس،
وأبو يعلى (5336) من طريق الحسن بن موسى،
والطبراني في الكبير (9953) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، وعمرو بن خالد، وعمرو بن مرزوق،
والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق حفص بن عمر الطنافسي، وأبي حماد الحنفي،
الاثنا عشر راويًا رووه عن زهير بن معاوية بإسناد البخاري المتقدم، إلا أن:
1 - الطيالسيَّ في مسنده أسقط الأسود بن يزيد، فتعقبه أبو بشر يونس بن حبيب راوي المسند، قال: «أظن غير أبي داود يقول عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه»، ورواية أحمد والفلاس عن أبي داود على الصواب، وأبو داود يخطئ أحيانًا، فلعله حدَّث يونس بن حبيب بهذا على الخطأ، وحدَّث أحمدَ والفلاسَ على الصواب.
2 - الحسنَ بن موسى أسقط الأسود بالشك فقال: عن عبد الرحمن أُراه عن عبد الله، وكافة الرواة عن زهير على إثبات الأسود، فليس هذا الشك بمؤثر.
وأخرجه الطحاوي (1/ 122) والدارقطني في العلل (5/ 29) من طريق يزيد بن عطاء،
والطبراني في الكبير (9954) من طريق يحيى الحماني، وأخرجه الدارقطني في العلل (5/ 37) من طريق منجاب بن الحارث، كلاهما- يحيى ومنجاب- عن شريك به،
والطبراني في الكبير (9955) والدارقطني في العلل (5/ 36) من طريق سهل بن عثمان، وفيه (5/ 36) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، ومن طريق محمد بن عثمان، كلاهما- يحيى ومحمد- عن منجاب، وكلاهما- سهل ومنجاب- عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة،
والطبراني في الكبير (9956) عن مطين، والدارقطني في العلل (5/ 35) عن محمد بن القاسم بن زكريا، كلاهما- مطين ومحمد بن القاسم- عن أبي كريب عن عبد الرحيم بن سليمان،
والدارقطني في العلل (5/ 34) من طريق الفضل بن موسى، وفي (5/ 35) من طريق إسحاق الأزرق، وإسماعيل بن أبان الغنوي، وفي (5/ 37) من طريق سلمة بن رجاء،
ستتهم -يحيى بن زكريا وعبد الرحيم والفضل وإسحاق وإسماعيل وسلمة- عن زكريا بن أبي زائدة،
والدارقطني في العلل (5/ 36، 37) من طريق علي بن صالح، ويوسف بن أبي إسحاق- وعلق رواية يوسف البخاري في صحيحه (156) -، ومالك بن مغول، وحديج بن معاوية،
وذكر الدارقطني في العلل (5/ 23) والتتبع (ص227) رواية أبي مريم،
ثمانيتهم -يزيد بن عطاء وشريك وزكريا وعلي ويوسف ومالك وحديج وأبو مريم- عن أبي إسحاق به.
إلا أنه:
1 - في رواية الطحاوي من طريق يزيد بن عطاء أُسقط عبد الرحمن بن الأسود، وقرن يزيدُ بن عطاء علقمة بالأسود في الروايتين كليهما عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وفي رواية منجاب عن شريك أسقط عبد الرحمن بن الأسود أيضًا.
3 - في رواية يحيى بن محمد عن منجاب عن يحيى بن زكريا أسقط الأسود بن يزيد، وفي رواية محمد بن عثمان عن منجاب أسقط عبد الرحمن بن الأسود.
4 - في رواية محمد بن القاسم بن زكريا عن أبي كريب عن عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا، ورواية الفضل بن موسى عن زكريا = أسقط الأسود بن يزيد.
5 - أبدل عبد الرحيم بن سليمان والفضل بن موسى وإسحاق الأزرق وإسماعيل بن أبان = عبد الرحمن بن الأسود بعبد الرحمن بن يزيد، فجعلوا عبد الرحمن بن يزيد يروي عن أخيه الأسود.
6 - في رواية سلمة بن رجاء عن زكريا بن أبي زائدة أسقط عبد الرحمن بن الأسود.
7 - أسقط علي بن صالح ويوسف بن أبي إسحاق -في رواية الدارقطني في العلل من طريقه- ومالك بن مغول وحديج بن معاوية = أسقطوا عبد الرحمن بن الأسود.
وأخرجه أحمد (1/ 426) عن ابن فضيل، وابن أبي شيبة في مصنفه (1650) ومسنده (421) -ومن طريقه أبو يعلى (4978) والبيهقي (1/ 108) - والدارقطني في العلل (5/ 19) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، وأبو يعلى (5184) والبزار (1645) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو يعلى (5275) وابن المنذر في الأوسط (318) والطبراني في الكبير (9958) والدارقطني في العلل (5/ 20) من طريق زائدة، والطبراني (9959) من طريق أبي الأشهب جعفر بن الحارث، والدارقطني في العلل (5/ 20) من طريق زهير، وذكر الدارقطني فيه (5/ 19) رواية عبد الوارث، سبعتهم -ابن فضيل وعبد الرحيم وجرير وزائدة وأبو الأشهب وزهير وعبد الوارث- عن ليث بن أبي سليم،
وأخرجه البزار (1611) وابن خزيمة (70) (1) والطبراني (9960) في الكبير عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين، ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد الأشج عن زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده، وهو فرات بن أبي عبد الرحمن،
وأخرجه الدارقطني في العلل (5/ 20) من طريق محمد بن خالد الضبي، و (5/ 21) من طريق جابر الجعفي،
أربعتهم -ليث وفرات ومحمد بن خالد وجابر- عن عبد الرحمن بن الأسود به.
إلا أنه:
1 - قد جاءت زيادةُ راوٍ في رواية زهير عن ليث بن أبي سليم، فقد قال فيها عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
2 - في رواية أبي يعلى من طريق زائدة جُعل ليث يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود.
3 - قد جاء لفظ ليث بهذا اللفظ ونحوه: (انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، فقال: «ائتني بشيء أستنجي منه، ولا تقربني حائلاً ولا رجيعًا»، ففعلت، فتوضأ، وصلى).
4 - قد اختُلف في رواية فرات، فرواه البزار عن عبد الله بن سعيد الأشج به كإسناد البخاري الأول المتقدم (عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود)، وخالفه ابن خزيمة ومطين، فروياه عن عبد الله بن سعيد الأشج عن زياد بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود، فجعلا شيخَ عبدِ الرحمن بن الأسود علقمةَ لا الأسود أباه، وابنُ خزيمة ومطين أحفظ من البزار وأضبط، وقد ذكروا عن البزار خفة في الضبط، فروايتهما أرجح.
وأخرجه أحمد (1/ 388)، وابن أبي شيبة (1643، 36311)، والترمذي (17) عن هناد وقتيبة، والدارقطني في العلل (5/ 33) من طريق يوسف بن موسى، خمستهم -أحمد وابن أبي شيبة وهناد وقتيبة ويوسف- عن وكيع،
وأحمد (1/ 465) عن حسين بن محمد،
والشاشي (921) والدارقطني في العلل (5/ 33) من طريق عبيد الله بن موسى،
والطبراني في الكبير (9952) من طريق عبد الله بن رجاء،
والدارقطني في العلل (5/ 33) من طريق عيسى بن جعفر، وأبي أحمد الزبيري،
وفيه (5/ 37) من طريق سلمة بن رجاء،
والبيهقي في الخلافيات (2/ 93) من طريق أحمد بن خالد الوهبي،
ثمانيتهم -وكيع وحسين وعبيد الله وابن رجاء وعيسى وأبو أحمد وسلمة والوهبي- عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق،
والدارقطني في العلل (5/ 38) من طريق الثوري،
وفيه (5/ 38) والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 398) من طريق الحسن بن قتيبة، والدارقطني في العلل (5/ 38) من طريق محمد بن الحسن، وفيه (5/ 37) من طريق هارون بن عمران،
ثلاثتهم -الحسن ومحمد وهارون- عن يونس بن أبي إسحاق،
وذكر الترمذي (17) رواية قيس بن الربيع،
أربعتهم -إسرائيل والثوري ويونس وقيس- عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن الحسن بن قتيبة عن يونس قرن أبا الأحوص بأبي عبيدة عن ابن مسعود، وأدرج الحديث في حديث ليلة الجن، وقد أفرد هارونُ بن عمران أبا الأحوص لم يذكر أبا عبيدة عن يونس.
وأخرجه أحمد (1/ 450) والبزار (1606) وابن المنذر في الأوسط (312) والطبراني في الكبير (9951) والدارقطني في السنن (1/ 55) والعلل (5/ 29، 30) والبيهقي في السنن (1/ 103) والخلافيات (2/ 99)، كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر،
والدارقطني في السنن (1/ 55) والعلل (5/ 31) عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول عن جده عن أبيه عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، وفي (5/ 29) عن يوسف عن جده عن أبيه عن ورقاء بن عمر،
وفي (5/ 29) من طريق عمار بن رزيق،
وفي (5/ 30) من طريق سليمان بن قرم،
وفي (5/ 31) من طريق إبراهيم بن ميمون الصائغ، وعبد الكبير بن دينار،
وفي (5/ 31، 32) وعلي بن عمر الحربي في الجزء الثاني من حديثه من رواية أبي الحسين بن النقور عنه (ق4أ) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 560) - من طريق محمد بن جابر،
والدارقطني في العلل (5/ 32) والأفراد (3751 - أطرافه) من طريق شعبة،
وفي العلل (5/ 32) من طريق شريك، وروح بن مسافر،
وفيه (5/ 32) -ومن طريقه السمعاني في الأنساب (2/ 175) - من طريق صباح المزني،
وذكر الدارقطني في العلل (5/ 25) والتتبع (ص230) رواية عباد بن ثابت القطواني وخالد العبدي عن إسرائيل،
وسبقت رواية يزيد بن عطاء عن أبي إسحاق، التي قرن فيها الأسودَ بعلقمة،
الأربعة عشر راويًا عن أبي إسحاق عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (5637) والكبير (9957) والدارقطني في العلل (5/ 38) عن جعفر بن محمد بن نصير، كلاهما- الطبراني وجعفر- عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين،
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 214) عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، كلاهما- مطين وعلي بن الحسين- عن سهل بن زنجلة عن الصباح بن محارب عن أبي سنان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود.
إلا أن جعفر بن محمد بن نصير الراوي عن مطين جعل أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود مكان هبيرة بن يريم.
وأخرجه الدارقطني في العلل (5/ 34) من طريق إسرائيل وسفيان بن عيينة، كلاهما عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
__________________________
(1) وقع في المطبوع: حدثنا أبو عبد الله بن سعيد الأشج، وهو خطأ صوابه: عبد الله بن سعيد الأشج، جاء على الصواب في إتحاف المهرة:
10/ 350، وكان الشيخ عبد العزيز العثيم - رحمه الله - قد نبه عليه في النقط لما وقع في أسانيد صحيح ابن خزيمة من التصحيف والسقط، ص13.
يتبع - إن شاء الله -.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 09:08]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
ولي ملحوظتان شكليتان:
الأولى/ لم ألحظ منهجاً مطَّرداً في ترتيب مصادر التخريج عند ذكر المتابعات، ومعلومٌ أنَّ ثمة طريقتان مشهورتان، وهما:
1/ ترتيب مصادر التخريج بحسب التسلسل الزمني
2/ ترتيبها بحسب أنواع الكتب المصنفة، فيُبدأ بالكتب الستة ثم الصحاح -سوى الصحيحين- ثم السنن ثم المسانيد ثم المعاجم ثم الآثار وهكذا
فعند ذكر المتابعات يُفضَّل مراعاة هذا الترتيب، فيُبدأ بالمتابعة التي رواها ابن ماجه على المتابعة التي رواها
أحمد في المسند، وهذا لمن سلك مسلك الترتيب بحسب نوع التصنيف
الملحوظة الثانية/ سياق المتابعات والاختلافات يحتاج إلى نوع من الترتيب، فالعلومات التي أوردتها مهمة ودقيقة، ولكن تحتاج إلى شيءٍ من الترتيب عند عرضها
بحيث يُقال عند المتابعات -مثلاً-:
وتابع فلاناً على هذا الوجه:
1 ...
2 ...
وهكذا، وتخرَّج كلُّ متابعة تخريجاً علمياً مرتباً بحسب الترتيب الذي يرتضيه الباحث
هاتان ملحوظتان شكليتان، وإلا فالبحث يسرُّ الخاطر، وفقك الله ونفع بعلمك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - Dec-2006, مساء 11:08]ـ
شيخنا أبا محمد ..
أحسن الله إليك، أما الأمر الأول فواقع، واستدركته فيما تلاه من البحوث. وأذكر أن الشيخ ماهر الفحل كان يرى أن طريقة الترتيب بحسب التاريخ هي الأولى والأصوب؛ ولهذا قوته ووجهه.
وأما الثاني، فكان نظامي أن أنظم الرواة الأدنين جميعًا ثم أقول: كلهم عن فلان، ثم أضم متابعي هذا الشيخ إليه وأقول: كلهم عن فلان، وهكذا حتى أصل إلى المدار، أو إلى الصحابي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: دراسة أسانيد الحديث:
# دراسة أسانيد طريق زهير بن معاوية ومتابعاته عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود، ومتابعات أبي إسحاق على هذا الوجه:
1 - في رواية شعيب بن أيوب عن أبي نعيم وحفص بن عمر الطنافسي = لم أجد ترجمة للراوي عن شعيب: أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني الواسطي، وهو شيخٌ للدارقطني، وقد أكثر الدارقطني عنه، خاصةً روايته عن شعيب بن أيوب، فلعلها مستقيمة، وقد قال الدارقطني في السنن (3/ 239): (أخبرنا أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني بواسط من أصله)، والتحديث من الأصل أضبط، واختيار الدارقطني هذا الراوي راويةً له عن شعيب بن أيوب وأخذه من أصله دليل على أنه مقبول الرواية.
2 - قد روى الحسين بن إسماعيل المحاملي ويعقوب بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان الحديث على ثلاثة أوجه:
- مرةً عن يحيى بن آدم عن زهير،
- ومرةً عن يحيى بن آدم عن أبي حماد الحنفي مفضل بن صدقة،
- ومرةً عن يحيى بن آدم عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق السبيعي عن علقمة عن ابن مسعود،
والصحيح من ذلك الأول، لموافقته حديث أحمد وابن أبي شيبة عن يحيى بن آدم، والوجهان الآخران خطأ من حفيد القطان هذا، فإنه صدوق، ولا يحتمل منه تعدد الأسانيد هكذا.
فرواية أبي حماد الحنفي إذن لا تصح عن زهير، وحتى لو صحت، فحماد ضعيف، قال فيه ابن معين: «ليس بشيء»، وقال أبو حاتم الرازي: «ليس بقوي، يكتب حديثه»، وقال أبو زرعة الرازي: «ضعيف الحديث»، وقال النسائي: «متروك الحديث». (تاريخ ابن معين رواية الدوري: رقم 2700، الجرح والتعديل: 8/ 315، الضعفاء والمتروكين للنسائي: رقم 669).
3 - ظهر من التخريج أنه قد تابع زهيرًا على هذا الوجه:
أ- يزيد بن عطاء، واختُلف عنه:
فرواه إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن زهير بن عباد عنه عن أبي إسحاق عن الأسود وعلقمة به، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود،
ورواه أحمد بن حماد بن مسلم عن زهير بن عباد عنه عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود به، فأدخل عبد الرحمن بن الأسود،
وتابع زهيرًا على الوجه الثاني: عثمان بن سعيد المري، رواه عن يزيد بن عطاء عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن به.
وفي الجميع قرن يزيد بن عطاء علقمة بالأسود، فجعل لعبد الرحمن بن الأسود شيخين.
ويزيد بن عطاء ليّن الحديث، ضعَّفه الأكثر (تهذيب الكمال: 32/ 211 - 213)، وزهير بن عباد الراوي عنه ثقة حافظ (تهذيب التهذيب: 3/ 297)، وإلقاء تبعة الاضطراب على يزيد بن عطاء على ما فيه أولى من إلقائها على زهير بن عباد الثقة، خاصةً أن يزيد قد زاد علقمةَ في الإسناد، ولا يقرن أحدٌ علقمة والأسود جميعًا إلا هو، فروايته لهذا الحديث ضعيفة على ضعفِهِ.
ب- شريك، واختُلف عنه:
فرواه يحيى الحماني عنه عن أبي إسحاق به،
ورواه منجاب بن الحارث عنه عن أبي إسحاق عن الأسود، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود،
وجاءت رواية عن شريك من طريق إسحاق الأزرق عنه عن أبي إسحاق عن علقمة عن ابن مسعود، وهذه الرواية الأخيرة لا تصح، إذ قد اختُلف على إسحاق الأزرق:
- فرواه عبد الحميد بن بيان عنه على هذا الوجه،
- ورواه علي بن إشكاب وجعفر بن النضر الواسطي عنه عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأسود عن ابن مسعود.
وعبد الحميد بن بيان ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه مسلمة بن القاسم (تهذيب التهذيب: 6/ 100)، فهو صدوق أو ثقة، وهو واسطي كإسحاق، إلا أنه قد خالف اثنين:
- علي بن إشكاب، وقد وثقه النسائي وقال فيه أبو حاتم - على تشدده -: «صدوق»، وقال ابنه عبد الرحمن: «صدوق ثقة»، ووثقه مسلمة بن القاسم (تهذيب التهذيب: 7/ 266)،
- وجعفر بن النضر، وقد قال فيه أبو حاتم - على تشدده -: «صدوق»، وقال ابنه عبد الرحمن فيه مثل ذلك (الجرح والتعديل: 2/ 492)، وهو واسطي أيضًا كإسحاق، فانضم في هذا قرائن لترجيح الوجه الثاني: العدد؛ فهما اثنان اتفقا مقابل واحد، والحفظ؛ فهما أحفظ من عبد الحميد، واتفاق البلد.
فالرواية عن شريك عن أبي إسحاق على هذا الوجه خطأ.
وبقيت روايتا يحيى الحماني ومنجاب بن الحارث عن شريك،
وقد جاء الحديث عن منجاب على ثلاثة أوجه:
- أحدها: عن شريك عن أبي إسحاق بهذا الوجه، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود،
(يُتْبَعُ)
(/)
- والثاني: عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن عبد الرحمن بن الأسود عن ابن مسعود بإسقاط الأسود،
- والثالث: عن يحيى عن أبيه عن أبي إسحاق به بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود.
ومنجاب ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه بعض كبار الأئمة، إلا أن تعدد الروايات عنه هكذا مما لا يحتمل منه، وكأن هذا اضطراب منه في هذا الحديث، والخلاف في هذا الحديث دقيق، لا يضبطه إلا حافظ ذو ضبط.
وأما يحيى الحماني، فاختلف عنه:
فقال الحسين بن إسحاق التستري عنه عن شريك عن أبي إسحاق بهذا الوجه،
وقال إبراهيم الحربي ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين عنه عن حديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود.
والحسين بن إسحاق التستري ثقة (تاريخ الإسلام: وفيات 281 - 290، ص157)، إلا أن إبراهيم الحربي ومطينًا حافظان ثبتان، وروايتهما عن الحماني أرجح. وقد يقال: إن الرواية عن الحماني عن شريك تعتضد بحالِهِ معَهُ، فإن للحماني اختصاصًا بشريك، وذُكر أنه كان مستمليَهُ، وقال أبو حاتم الرازي: «لم أرَ أحدًا من المحدثين ممن يحفظ يأتي بالحديث على لفظ واحد سوى يحيى الحماني في شريك ... »، وقال علي بن حكيم: «ما رأيت أحدًا أحفظ لحديث شريك منه» (الجرح والتعديل: 9/ 169، تهذيب التهذيب: 11/ 217)، فالحماني حافظٌ لحديث شريك، ولا يستغرب منه روايته لحديثٍ عنه مع روايته عن غيره. وروايته عن شريك إن لم تكن حسنة، فهي في حيز الضعيف الذي يكتب للاعتبار؛ لما سبق، ولعل كون رواية شريك هنا متابعة لزهير وغيره = يقوّي روايته ورواية الحماني عنه، ويرفعها إلى حيّز القبول، والله أعلم.
ج- زكريا بن أبي زائدة، ورواه عنه جماعة:
أحدهم: ابنه يحيى، واختُلف عنه:
فرواه منجاب بن الحارث عنه على وجهين مختلفين سبق قريبًا ذكرهما وبيان اضطراب منجاب في هذا الحديث، وقد خالفه في الرواية عن يحيى بن زكريا: سهلُ بن عثمان، رواه عن يحيى عن أبيه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود، وسهل أحد الحفاظ، وهو أوثق من منجاب، فروايته عن يحيى بن زكريا هي المعتمدة.
الثاني - عن زكريا بن أبي زائدة -: عبد الرحيم بن سليمان، وعنه أبو كريب، واختلف عنه:
فرواه محمد بن القاسم بن زكريا عنه عن عبد الرحيم عن زكريا به بإسقاط الأسود،
ورواه مطين عنه عن عبد الرحيم عن زكريا به بذكر الأسود،
ومطين أحفظ من محمد بن القاسم، بل هو حافظ مشهور، وقد تُكُلِّم في محمد بن القاسم بن زكريا هذا (لسان الميزان: 5/ 347).
الثالث: الفضل بن موسى، وقد رواه عن زكريا به فأسقط الأسود بن يزيد، والفضل وإن كان ثقة ثبتًا، إلا أنه ربما أغرب (تقريب التهذيب: رقم 5419)، قال عبد الله بن علي بن المديني: «روى مناكير» (تهذيب التهذيب: 8/ 275)، ولعل هذا منها، فإن رواية يحيى بن زكريا وهو من كبار الثقات، وابن المروي عنه (زكريا بن أبي زائدة) = على إثبات الأسود بن يزيد في الإسناد وعدم إسقاطه، وتابع يحيى على ذلك عبد الرحيم بن سليمان وإسحاق الأزرق.
الرابع: إسحاق الأزرق، وسبق أن هذا الوجه هو الراجح عنه.
الخامس: إسماعيل بن أبان الغنوي، وهو متروك، وقد رمي بالوضع (تهذيب التهذيب: 1/ 237).
السادس: سلمة بن رجاء، رواه عنه عن أبي إسحاق عن الأسود، بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود. وسلمة ضعفه بعض العلماء، وقوى روايته بعضهم، وقال فيه ابن عدي: «أحاديثه أفراد وغرائب، ويحدث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليها» (الكامل: 3/ 331، تهذيب التهذيب: 4/ 127)، ولعل هذه الرواية من غرائبه، ودليل ذلك أنه خالف يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى ثقة متقن حافظ، ويُقدّم في الرواية عن أبيه على غيره، كما أن سلمة قرن رواية زكريا هذه برواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، وسلمة ليس بذاك الحافظ الذي يُقبل قرنه بين الحفاظ متفردًا عنهم بأسانيد مختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا؛ وقد جعل عبد الرحيم بن سليمان والفضل بن موسى - وكأنه لم يضبط هذا جيدًا فإنه قد أخطأ في إسقاطه الأسود - وإسحاق الأزرق وإسماعيل بن أبان - ولا يُعتد برواية الأخير - = جعلوا شيخَ أبي إسحاق في هذه الرواية: عبدَ الرحمن بن يزيد، مكان عبد الرحمن بن الأسود، ولعل رواية يحيى بن زكريا مقدمة على رواياتهم عن أبيه زكريا بن أبي زائدة، فإنه ثقة ثبت حافظ، وله درجة كبرى في التثبت والضبط، أعلى من جميع هؤلاء، وقد روى عن أبيه، وابن الرجل أعلم الناس بأبيه، ثم إن هذا ما رواه زهير بن معاوية وشريك ويوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق، فقالوا: عبد الرحمن بن الأسود، وهذا دليل على خطإ جعله ابن يزيد. وربما كان قول هؤلاء الرواة: عبد الرحمن بن يزيد من نسبة عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد إلى جده، لكن كأن في هذا بُعدًا، والله أعلم.
فالراجح إذن عن زكريا بن أبي زائدة متابعته لزهير عن أبي إسحاق على الوجه الذي أخرج البخاري الحديث عليه.
د- علي بن صالح، رواه عن أبي إسحاق عن الأسود بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود، وفي الإسناد إلى علي بن صالح: وصيف بن عبد الله، وصفه الدارقطني بالحافظ، ولم أجد فيه كلامًا للأئمة، وشيخه أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي، وثقه بعض العلماء، وحسن أمره بعضهم، وضعّفه بلديُّهُ محمد بن عوف - بل كذبه -، وضعفه ابن جوصا الدمشقي (تهذيب التهذيب: 1/ 59)، وشيخه في هذا الإسناد سلمة بن عبد الملك العوصي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «ربما أخطأ» (الثقات: 8/ 286).
وهذا الإسناد لا يرقى إلى مقابلة أسانيد زهير وزكريا بن أبي زائدة مع وجود المخالفة فيه، فلعل فيه خطأً من بعض الرواة، خصوصًا مع هذا التفرد في الطبقات المتأخرة، والغالب على تفرد الطبقات المتأخرة الخطأ.
هـ- مالك بن مغول ويوسف بن أبي إسحاق، وعنهما أبو جنادة، ولم أتبينه، إلا إن كان حصين بن مخارق الذي اتهمه الدارقطني بالوضع، وحتى لو لم يكن هو ذلك الكذاب، فإنه قد اضطرب في هذا الحديث، فجاء عنه عن مالك ويوسف عن أبي إسحاق بهذا الإسناد، وعنه عن محمد بن خالد الضبي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود، ولا يُقبل تعدد الأسانيد من مثل هذا، خاصةً أنه قرن هنا بين مالك بن مغول ويوسف بن أبي إسحاق، وهما ثقتان حافظان، وقد خَطَّأ الأئمة بعض الثقات الكبار إذا قرنوا الرواة في الأسانيد، فكيف بأبي جنادة هذا، وكيف وقد تفرد عن هذين الثقتين الحافظين بهذا الإسناد؟!
إلا أن البخاري قد علق الحديث عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه يوسف عن أبي إسحاق به كرواية زهير - ولم أجد هذه الرواية موصولة، ولم يصلها ابن حجر في التغليق -، وإبراهيم فيه لين، ويكتب حديثه في المتابعات (انظر: تهذيب التهذيب: 1/ 160)، وليست في هذه الرواية مخالفة بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود، والله أعلم.
و- حديج بن معاوية، والراوي عنه يحيى الحماني، ويحيى فيه كلام كثير، وقبل بعض العلماء روايته عن شريك خاصة، لاختصاصه به، ففي روايته عن غيره نظر مع تضعيف الأكثر له. وحتى لو صح هذا الوجه عن حديج، فحديج فيه كلام، وأخوه زهير أقوى منه، بل كان زهير لا يرضى حديجًا - كما نقل أبو داود السجستاني (سؤالات أبي عبيد الآجري: 1/ 180)، وهذا من لطائف هذا العلم -، وعليه؛ فروايته المخالِفةُ هذه (بإسقاط عبد الرحمن بن الأسود) لا تصح.
ز- أبو مريم، وهذه الرواية علّقها الدارقطني في علله وتتبعه، ولم أجدها مسندةً، وحتى لو صحت، فأبو مريم عبد الغفار بن القاسم رافضي متروك متهم بالوضع (لسان الميزان: 4/ 42).
فظهر من كل هذا أن الصحيح عن أبي إسحاق من هذا الوجه: روايةُ زهير بن معاوية وشريك وزكريا بن أبي زائدة عنه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود.
4 - ظهر من التخريج أنه قد تابع أبا إسحاق على هذا الوجه:
أ- ليث بن أبي سليم، ورواه عنه جماعة ثقات، إلا أبا الأشهب جعفر بن الحارث، ففيه كلام.
وفي الرواة عن ليث: زائدة، واختُلف عنه:
فرواه عبد الله بن عمر عن الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن ليث عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود،
ورواه شعيب بن أيوب عن الحسين عن زائدة عن ليث عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود،
ورواه يحيى بن أبي بكير ومعاوية بن عمرو عن زائدة عن ليث عن عبد الرحمن بن الأسود به،
والراجح من الوجهين الأولين: الثاني منهما، لأن رواية شعيب عن الحسين جاءت موافقة لما رواه أصحاب زائدة الثقات عن زائدة، فدل على أنها أصح.
وفي الرواة عن ليث كذلك: زهير، وعنه أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وقد خالف أبو غسان في ذلك اثنا عشر راويًا فيهم أئمة كبار رووه عن زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود، فهذه الرواية خطأ، إضافةً إلى ما فيها من زيادة راوٍ، إذ قد قال في هذه الرواية: عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
ب- فرات بن أبي عبد الرحمن، وروايته فيها حفيده زياد بن الحسن بن فرات، قال فيه أبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال الدارقطني: «لا بأس به، ولا يحتج به» (الجرح والتعديل: 3/ 529، تهذيب التهذيب: 3/ 313)، ولعل الدارقطني يعني أنه عدلٌ ولا يحتج به في الرواية لحال ضبطه، فهذه الرواية ضعيفة، خاصةً مع مخالفتها لبقية الروايات التي جعلت شيخ عبد الرحمن بن الأسود أباه لا علقمة - كما جاء في هذه الرواية الضعيفة -.
ج- محمد بن خالد الضبي: وعنه أبو جنادة، وسبق قريبًا بيان اضطرابه وضعف روايته، فلا تصح الرواية عن محمد بن خالد.
د- جابر الجعفي: وهو الضعيف مشهور الضعف، الرافضي المتروك، لا يُفرح بمتابعته، بل لم تصح عنه، ففي إسنادها محمد بن حميد الرازي، ضعفه أكثر الأئمة.
ومن ذلك نخلص أن الصحيح في هذا الوجه رواية زهير بن معاوية وشريك بن عبد الله وزكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، ورواية ليث بن أبي سليم، كلاهما - أبو إسحاق وليث - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
يتبع - إن شاء الله - ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 04:31]ـ
وفي الإسناد إلى علي بن صالح: وصيف بن عبد الله، وصفه الدارقطني بالحافظ، ولم أجد فيه كلامًا للأئمة
له ترجمة في سير أعلام النبلاء (14/ 496، 497)، ووصفه الذهبي بالحافظ الإمام الثقة، لكن العلة في ذلك السند باقية بشيخه وشيخ شيخه.
# دراسة أسانيد طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق ومتابعاته عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه:
1 - رواه عن إسرائيل بهذا الإسناد جماعة ثقات وصدوقون، وفيهم سلمة بن رجاء، سبق بيان أن فيه كلامًا، وأنه ذو إغراب، وأنه قرن روايتين عن زكريا بن أبي زائدة وإسرائيل متفردًا عنهما مع عدم احتمال ذلك منه، إلا أن روايته هذه تمشّى لموافقته فيها الرواة المتكاثرين.
وقد خالفهم عباد بن ثابت القطواني وخالد العبدي، روياه - فيما ذكر الدارقطني معلَّقًا - عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة عن ابن مسعود، وعباد بن ثابت لم أجد له ترجمة، وخالد العبدي لم أتبينه، إلا إن كان ابن عبد الرحمن، أبا الهيثم العطار الكوفي، وهو مجهول، لكن الدارقطني ذكر أن أبا الهيثم هذا لم يروِ إلا حديثًا باطلاً عن سماك (انظر: تهذيب التهذيب: 3/ 90)، فالله أعلم. وحتى لو كان الراويان عن إسرائيل على هذا الوجه ثقتين، فروايتهما خطأ بلا إشكال، لمخالفتهما جماعة فيهم وكيع وحسين بن محمد وغيرهما من الثقات الأثبات الذين رووه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
2 - متابعة سفيان إسرائيلَ جاءت من رواية زيد بن أخزم عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عن أبي إسحاق به، وهذا وجهٌ عن أبي أحمد،
والوجه الآخر عنه: رواه أحمد بن سنان القطان عنه عن إسرائيل عن أبي إسحاق به،
ووجهٌ ثالث: رواه محمد بن عبد الملك بن زنجويه عنه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
وزيد بن أخزم معدود في الثقات، ومثله ابن زنجويه، إلا أن مسلمة بن القاسم قال في ابن زنجويه: «ثقة كثير الخطأ» (تهذيب التهذيب: 9/ 280) وقد جاء الحديث عن ابن زنجويه على هذا الوجه وعن عبد الرزاق عن معمر، وهذا يبيّن أنه لم يضبط الحديث ضبطًا جيدًا، وأحمد بن سنان أوثق منهما وأحفظ، قال فيه ابن أبي حاتم: «إمام أهل زمانه»، وقال الدارقطني: «كان من الثقات الأثبات» (تهذيب التهذيب: 1/ 30)، فروايته أرجح من الروايتين الأخريين.
3 - متابعة يونس بن أبي إسحاق جاءت من ثلاث طرق:
إحداها: من طريق محمد بن عيسى المدائني عن الحسن بن قتيبة عن يونس، وقد أسند الخطيب بعقبها عن الدارقطني قوله: «الحسن بن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان» (تاريخ بغداد: 2/ 399)، وقد قرن الحسن بن قتيبة هنا أبا عبيدة بأبي الأحوص.
والثانية: من طريق رجاء بن سعيد عن محمد بن الحسن - لعله الشيباني صاحب أبي حنيفة - عن يونس، ولم أجد ترجمة لرجاء بن سعيد، وهو البزاز، ولم أجد راويًا عنه غير موسى بن علي بن موسى الختلي أبو عيسى، وثقه الخطيب. (تاريخ بغداد: 13/ 54)، وهذه الرواية من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة وحده - كرواية إسرائيل -.
والثالثة: من طريق هارون بن عمران عن يونس، وقد أفرد أبا الأحوص عن ابن مسعود، لم يذكر أبا عبيدة، وهارون بن عمران ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عليه، وذكره ابن حبان في ثقاته (الجرح والتعديل: 9/ 93، الثقات: 9/ 238)، ولم أجد راويًا عنه غير علي بن حرب الموصلي، وهو من الثقات (تهذيب التهذيب: 7/ 260)، وهذه الرواية من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص وحده عن ابن مسعود.
وكما يظهر، فإن أحد الرواة عن يونس رواه عنه عن أبيه أبي إسحاق عن أبي عبيدة وحده، والآخر عنه عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص، والثالث عنه عن أبيه عن أبي الأحوص وحده، قال الدارقطني: «واختُلف عن يونس بن أبي إسحاق في روايته لهذا الحديث عن أبيه، فقال هارون بن عمران عن يونس عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله، وقال الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله، فأشبه أن يكون القولان عن يونس بن أبي إسحاق صحيحين» (العلل: 5/ 27)، ولعل الدارقطني نظر إلى توافق اثنين من الرواة - وفي رواياتهم لين - على ذكر أبي عبيدة، واثنين على ذكر أبي الأحوص، وكلهم يروونه عن يونس، فقوى رواياتهم ببعضها، وصحح الوجهين عن يونس، فيكون يونس إذن متابعًا لابنه إسرائيل عن أبي إسحاق في روايته عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
إلا أنه يبقى النظر في إدخاله أبا الأحوص متابعًا لأبي عبيدة، فإن إسرائيل لم يدخله عن أبي إسحاق، وهو أوثق فيه، فلعلَّ إدخالَهُ خطأ.
4 - ذكر الترمذي متابعة قيس بن الربيع لإسرائيل عن أبي إسحاق على هذا الوجه، ولم أجدها مسندةً، فالله أعلم.
فخلاصة هذا الوجه: رواية إسرائيل بن يونس وأبيه وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عنه أبيه.
يتبع - إن شاء الله - ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - Dec-2006, مساء 06:08]ـ
# دراسة أسانيد طريق معمر ومتابعاته عن أبي إسحاق عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود:
1 - رواية البهلول بن حسان جاءت عن ورقاء بن عمر وعن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، وهذا غريب، وكأن هذه نسخة كانت عند الدارقطني عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول، وفيها هاتان الروايتان، فنقلهما عنها، ولا يُعرف سماع البهلول منهما، ولم أجد في الكلام عليه إلا قول حفيده البهلول بن إسحاق بن البهلول: «كان جدي البهلول بن حسان قد طلب الأخبار واللغة والشعر وأيام الناس وعلوم العرب، فعلم من ذلك شيئًا كثيرًا، وروى منه رواية واسعة، ثم طلب الحديث والفقه والتفسير والسير، وأكثر من ذلك، ثم تزهد إلى أن مات بالأنبار» (تاريخ بغداد: 7/ 108)، وليس في هذا توثيق للبهلول، فسعة الرواية أو الإكثار فيها لا يدل على الثقة والضبط، ومن هذه حالُهُ لا يحتمل منه تعدد الأسانيد وقرن راويين معًا.
2 - رواية عمار بن رزيق جاءت من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد عن يحيى بن آدم عن عمار، وقد سبق أنه قد روي الحديث عن حفيد يحيى القطان هذا على ثلاثة أوجه، صحَّ منها أحدُها، وليس هو هذا، فإنه لا يصح.
3 - رواية سليمان بن قرم جاءت من طريق محمد بن سعد العوفي عن أبيه عنه، وفي محمد بن سعد هذا كلام (انظر: لسان الميزان: 5/ 174)، وفي أبيه أيضًا كلام (انظر: لسان الميزان: 3/ 18)، وسليمان بن قرم ضعيف (انظر: تهذيب التهذيب: 4/ 187).
4 - في رواية إبراهيم بن ميمون الصائغ ذكر تصريح أبي إسحاق بالسماع من علقمة، وهذا خطأ؛ لمخالفته الرواة الأحد عشر هنا وفيهم أحفظ منه وأوثق، ولإقرار أبي إسحاق نفسه عدم سماعه من علقمة، ولتوارد الأئمة على نفي هذا السماع (مراسيل ابن أبي حاتم، ص145).
5 - عبد الكبير بن دينار ذكره ابن حبان في الثقات ومشاهير علماء الأمصار، ولم أجد من تكلم فيه، إلا أن ابن حبان قال في المشاهير (ص197): «من أصحاب أبي إسحاق السبيعي».
6 - رواية محمد بن جابر وهو الحنفي جاءت من طريق لوين وإسحاق بن أبي إسرائيل عنه، وفي إسناد طريق إسحاق بن أبي إسرائيل: إسماعيل بن يونس بن ياسين، ترجمه الخطيب ولم يذكر جرحًا ولا تعديلاً، وقال ابن القطان: «لا أعرف حاله» (لسان الميزان: 1/ 446)، ففي صحة هذه الطريق نظر، ومحمد بن جابر ضعيف (انظر: تهذيب التهذيب: 9/ 77)، إلا أن رواية إسحاق بن أبي إسرائيل لا بأس بها عنه، قال ابن عدي: «وعند إسحاق بن أبي إسرائيل عن محمد بن جابر كتاب، أحاديث صالحة» (الكامل: 6/ 153)، لكن روايته عنه لا تصح - كما سبق -، فيبقى في صحة هذه الرواية نظر.
7 - رواية شعبة جاءت من طريق عبد العزيز بن النعمان عنه، وتفرد بها عنه، قال الدارقطني في الأفراد: «تفرد به عبد العزيز بن النعمان - شيخٌ بصري صار إلى الموصل - عن شعبة، وتفرد به علي بن حرب عنه»، وعبد العزيز هذا قال عنه أبو حاتم: «مجهول»، وحسن الذهبي حديثه (الجرح والتعديل: 5/ 398، ميزان الاعتدال: 2/ رقم 5135)، ومن هذه حالُهُ لا يُحتمل تفرده عن شعبة، وليس لشعبة ذكرٌ في هذا الحديث إلا هنا، فلا تصح الرواية عن شعبة، وأشار إلى هذا الدارقطني، بعد أن جزم بنسبة الروايات إلى جماعة من الرواة عن أبي إسحاق على هذا الوجه قال: «وكذلك روي عن شعبة عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله» (العلل: 5/ 24)، فإعقاب الجزم تمريضًا يشير إلى إعلال الرواية الممرَّضة، وهي هذه، والله أعلم.
8 - رواية شريك جاءت من طريق إسحاق الأزرق عنه، وسبق ذكر الخلاف على شريك، وأن هذا الوجه معلول، وأن الصحيح عن شريك رواية يحيى الحماني عنه.
9 - روح بن مسافر متروك الحديث، تركه ابن المبارك وغيره (انظر: لسان الميزان: 2/ 467).
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - صباح المزني وهو ابن يحيى، متروك، بل متهم، قال فيه البخاري: «فيه نظر»، وقال ابن حبان: «كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد»، وقال أبو حاتم: «شيخ» (لسان الميزان: 3/ 180، مجروحي ابن حبان: 1/ 377، الجرح والتعديل: 4/ 442)، وفي السند إليه شيخ الدارقطني محمد بن أحمد بن إسحاق الحجاري، ترجمه السمعاني في الأنساب (2/ 175) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولم أجد من ترجمَهُ غيره، وشيخُهُ إسماعيل بن محمد المزني الكوفي، قال فيه الدارقطني: «كذاب، حدثونا عنه» (ميزان الاعتدال: 1/ رقم 931)، فهذه الرواية مظلمة الإسناد.
11 - رواية عباد بن ثابت وخالد العبدي عن إسرائيل سبق خطؤها، وأن الصواب عن إسرائيل الرواية عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
12 - رواية يزيد بن عطاء التي قرن فيها الأسودَ بعلقمة = سبق بيان اضطرابه وضعفه فيها.
13 - وأما رواية معمر عن أبي إسحاق؛ فقال البزار بعد إخراجها: «كذا قال معمر: عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله في هذا الحديث»، وكأنه يستغربها.
وفيها زيادة: «ائتني بحجر»، وفي ألفاظ: «ائتني بغيرها»، ولم يوافقه على هذا اللفظ إلا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان - إن صحّت روايته -، وأبو شيبة متروك منكر الحديث (تهذيب التهذيب: 1/ 125)، فلا يفرح بمتابعته لمعمر، فلا تصح هذه الزيادة، خاصةً أنها لم تُزد في الحديث كلّه إلا في هاتين الروايتين، وقد قال الدارقطني في العلل (5/ 30) بعد أن أسند الرواية التي فيها الزيادة: «هذه زيادة حسنة، زادها معمر، وافقه عليها أبو شيبة إبراهيم بن عثمان»، وقوله: «حسنة» ليس بالمعنى الاصطلاحي للحسن عند المتأخرين، وإنما أراد به إعلالها، أو المعنى اللغوي للحُسْنِ، وليس هذا موضع البسط في مراد الدارقطني بالحسن، والله أعلم.
# دراسة أسانيد طريق أبي سنان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود:
1 - رواه الطبراني وجعفر بن محمد بن نصير عن مطين بإسناده، إلا أن جعفرًا جعل أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود مكان هبيرة بن يريم، ولعله خطأ منه، فالطبراني أحفظ وأوثق منه، وقد خالفه.
2 - لم يرو هذا الوجه عن أبي إسحاق إلا أبو سنان، ولا عن أبي سنان إلا الصباح بن محارب، قال الطبراني في الأوسط بعد أن أسند الحديث من هذا الوجه: «لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم إلا أبو سنان، تفرد به الصباح بن محارب».
# دراسة أسانيد طريق أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود:
1 - رواية إسرائيل عن أبي إسحاق به جاءت من طريق ابن زنجويه عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عن إسرائيل به، وقد سبق بيان الاختلاف على أبي أحمد الزبيري، وأن هذا الوجه خطأ عنه.
2 - رواية سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق جاءت من طريق محمد بن الصباح الجرجرائي، وهو ثقة (تهذيب التهذيب: 9/ 202)، وزيد بن المبارك الصنعاني، وهو صدوق (تهذيب التهذيب: 3/ 366).
وهذا الوجه غريب عن أبي إسحاق، و لم يأتِ ذكر ابن عيينة في هذا الحديث إلا في هذه الرواية، والحديث معروف مشهور، ولو رواه ابن عيينة لرواه عنه كبار أصحابه من الثقات الأثبات الأئمة، فلعله لا يثبت عن سفيان.
وقد ذكر الدارقطني في العلل (5/ 26) رواية الحميدي عن ابن عيينة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد، ولم أجد هذه الرواية مسندةً، وفيها غرابة، فإن ابن عيينة قديم، ويروي عن أبي إسحاق مباشرة، ولم تجئ رواية هذا الحديث عنه عن أبي إسحاق على وجهٍ معتبر - كما سبق -، والله أعلم.
ومنه فلا يثبت هذا الوجه عن أبي إسحاق.
يليه - بعون الله تعالى - خلاصة الخلاف، والترجيح ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - Dec-2006, مساء 09:01]ـ
ثالثًا: خلاصة الخلاف على أبي إسحاق مما صح عن الرواة غير الهلكى والمتروكين عنه:
اختُلف على أبي إسحاق في هذا الحديث على أوجه:
- الوجه الأول: رواه زهير بن معاوية وشريك بن عبد الله وزكريا بن أبي زائدة ويوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود.
وتابع أبا إسحاق على هذا الوجه: ليث بن أبي سليم.
- الوجه الثاني: رواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وأبوه يونس وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوجه الثالث: رواه معمر وإبراهيم بن ميمون الصائغ وعبد الكبير بن دينار عن أبي إسحاق عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود.
- الوجه الرابع: رواه أبو سنان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود.
والوجه الرابع لا إشكال في خطئه، فقد تفرد به أبو سنان سعيد بن سنان، وهو ثقة له غرائب وأوهام وأخطاء (انظر: تهذيب التهذيب: 4/ 40)، ولعلَّ هذه الرواية من أخطائه، فليس يروي هذا الوجه عن أبي إسحاق إلا هو، وكبار أصحاب أبي إسحاق يختلفون في الرواية عنه عن غير واحد ليس فيهم هبيرة، ومنه فلا يصح هذا عن أبي إسحاق.
ويبقى النظر في الأوجه الثلاثة الأُوَل، وفي مرجحات كلِّ وجه وما يعكّر عليه:
# مرجحات الوجه الأول:
1 - اتفاق أربعة من الثقات الحفاظ على رواية الحديث عن أبي إسحاق عليه، قال ابن حجر: «لكن رواية زهير هذه ترجحت عند البخاري بمتابعة يوسف حفيد أبي إسحاق، وتابعهما شريك القاضي وزكريا بن أبي زائدة وغيرهما ... » (فتح الباري: 1/ 258).
2 - كون رواية شريك عليه، وشريك فضّله العلماء على إسرائيل في أبي إسحاق، مع أن إسرائيل مُفضَّلٌ على أكثر الرواة في أبي إسحاق - ويأتي -، قال عثمان الدارمي في سياق سؤاله ابن معين عن أصحاب أبي إسحاق: (قلت: فشريك أحب إليك أو إسرائيل؟ فقال: «شريك أحب إليّ وهو أقدم، وإسرائيل صدوق»)، وقال يعقوب بن سفيان عن الفضل بن زياد: (وسئل - يعني: أحمد بن حنبل - عن شريك وإسرائيل عن أبي إسحاق، أيهما أحب إليك؟ فقال: «شريك أحب إليّ، لأن شريكًا أقدم سماعًا من أبي إسحاق»)، وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: «سمع شريك من أبي إسحاق قديمًا، وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريا»، وقال العجلي: «وروايته - أي: زكريا بن أبي زائدة - ورواية زهير بن معاوية وإسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق قريبٌ من السواء، ويقال: إن شريكًا أقدم سماعًا من أبي إسحاق من هؤلاء» (تاريخ ابن معين برواية الدارمي،
ص59، المعرفة والتاريخ: 2/ 168، الجرح والتعديل: 4/ 366، ترتيب ثقات العجلي: 1/ 370).
3 - متابعة ليث بن أبي سليم لأبي إسحاق عليه، قال البيهقي بعد إخراجه رواية ليث: «وهذه الرواية إن صحت تقوِّي رواية أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود، إلا أن ليث بن أبي سليم ضعيف» (السنن: 1/ 108)، وظاهر كلامه أنه لا يعتبر بليث بن أبي سليم في التقوية والاستشهاد، وخالفه ابن التركماني، قال بعد أن نقل كلامه: «قلت: أخرج له الشيخان، كذا ذكره صاحب الكمال، وقال الدارقطني: (صاحب سنة، يخرج حديثه)، وقال العجلي: (جائز الحديث)، فأقل أحواله أن يصلح للاستشهاد به» (الجوهر النقي: 1/ 110)، وقال ابن حجر: «وليث وإن كان ضعيف الحفظ، فإنه يُعتبر به ويستشهد، فيُعرف أن له من رواية عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أصلاً» (هدي الساري، ص349).
4 - استحضار أبي إسحاق الوجه الثاني للحديث حال تحديثه بهذا الوجه، وعدوله عن الآخر إليه، فإنه قد قال في رواية زهير عنه: «ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ... »، قال ابن دقيق العيد: «ومما يعارض كون الصحيح: أبو عبيدة عن أبيه: روايةُ البخاري عن أبي إسحاق، وقوله: (ليس أبو عبيدة ذكره)، وهذا نفي لروايته عن أبي عبيدة عن أبيه صريحًا» (الإمام: 2/ 571)، وقال ابن التركماني: «فيما تقدم من قول أبي إسحاق: (ليس أبو عبيدة ذكره) نفيٌ لروايته عنه، وهذا يبطل قول الترمذي: (حديث إسرائيل أصح)» (الجوهر النقي: 1/ 108)، وقال ابن حجر: «ومما يرجحها - أي: رواية زهير ومن تابعه - أيضًا: استحضار أبي إسحاق لطريق أبي عبيدة وعدوله عنها، بخلاف رواية إسرائيل عنه عن أبي عبيدة، فإنه لم يتعرض فيها لرواية عبد الرحمن كما أخرجه الترمذي وغيره، فلما اختار في رواية زهير طريق عبد الرحمن على طريق أبي عبيدة، دلَّ على أنه عارف بالطريقين، وأن رواية عبد الرحمن عنده أرجح» (الفتح: 1/ 258).
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - ما ذكره ابن التركماني قال: «ومما يقوي رواية أبي إسحاق هذه: أن زهيرًا لم يختلف عليه فيها، وإسرائيل اختلف عليه كما بينه الدارقطني وغيره» (الجوهر النقي: 1/ 109)، وهذا المرجِّح أغلبي، قال ابن حجر: «فحديث من لم يختلف فيه على راويهِ أصلاً أصح من حديث من اختلف فيه في الجملة» (النكت: 2/ 274)، ولعل الخلاف عن إسرائيل لا يؤثر هنا، فالحفاظ الكبار رووه عنه على وجه واحد، وشذَّ مجهولان - لا ندري إسناد روايتيهما - بوجهٍ آخر، فليست مخالفتهما بمؤثرة، والله أعلم.
6 - ترجيح الإمام البخاري إياه من بين الأوجه الأخرى، قال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني: البخاري - عن هذا، فلم يقض فيه بشيء، وكأنه رأى حديث زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله أشبه، ووضعه في كتاب الجامع» (السنن: 1/ 26، 27)، وقال البيهقي: «هذا حديث قد اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي، فرواه زهير بن معاوية هكذا، واعتمده البخاري، ووضعه في الجامع ... » (سنن البيهقي:
1/ 108).
7 - كونه ظاهر ترجيح الإمام النسائي، إذ أخرجه في المجتبى (السنن الصغرى).
8 - ترجيح الإمام العقيلي له، قال بعد أن ذكر بعض الروايات: «والحديث من حديث أبي إسحاق مضطرب، وأحفظه من رواية زهير بن معاوية» (ضعفاء العقيلي: 2/ 214)، والظاهر أن قوله: «أحفظه» صيغة تفضيل على وزن (أفعل) من الفعل (حفظ)، وليست فعلاً مضارعًا، فالعقيلي يقول: إن أحفظَ وجهٍ وأثبَتَهُ عن أبي إسحاق: رواية زهير بن معاوية.
9 - ترجيح الإمام الدارقطني له، قال بعد أن ساق الروايات: « ... عشرة أقاويل من أبي إسحاق، أحسنها إسناد الأول الذي أخرجه البخاري، وفي النفس منه شيء لكثرة الإختلاف عن أبي إسحاق» (التتبع، ص230).
# ما يعكّر على الوجه الأول:
1 - مخالفته لرواية إسرائيل، وقد ذكر العلماء أن من أثبت أصحاب أبي إسحاق: إسرائيل، ويأتي لذلك مزيد.
2 - كون زهير سمع من أبي إسحاق بعد تغيره، قال الترمذي: «وزهير في أبي إسحاق ليس بذاك، لأن سماعه منه بآخرة. وسمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبالي أن لا تسمعه من غيرهما، إلا حديث أبي إسحاق)» (السنن:
1/ 28).
3 - كون متابع زهير: زكريا بن أبي زائدة سمع من أبي إسحاق بأخرة أيضًا، ذكر ذلك عنه أحمد بن حنبل والعجلي. (الجرح والتعديل: 3/ 593، ترتيب ثقات العجلي: 1/ 370).
# مرجحات الوجه الثاني:
1 - اتفاق ثلاثة من الرواة عليه.
2 - كون رواية إسرائيل بن يونس عليه، وإسرائيل من أثبت الناس في أبي إسحاق، نقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة قوله بعد أن ساق بعض أوجه الخلاف: «والصحيح عندي حديث أبي عبيدة - والله أعلم -، وكذا يروي إسرائيل - يعني: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة -، وإسرائيل أحفظهم» (العلل:
1/ 41)، وقال الترمذي بعد أن ذكر بعض الروايات: «وأصح شيء في هذا عندي حديث إسرائيل و قيس عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله، لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع. وسمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما فاتني الذي فاتني من حديث سفيان الثوري عن أبي إسحاق إلا لما اتكلت به على إسرائيل، لأنه كان يأتي به أتم» (السنن: 1/ 27)، وكلمات الأئمة في تفضيل إسرائيل على زهير وغيره في أبي إسحاق = متعددة، تنظر في مواضعها، وجمعها الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف في دراسته حال إسرائيل الملحقة بكتابه (ضوابط الجرح والتعديل)، نشرة العبيكان.
3 - ترجيح الإمام أبي زرعة الرازي له، كما سبق نقله.
4 - ترجيح الإمام أبي عيسى الترمذي له، كما سبق نقله.
# ما يعكر على الوجه الثاني:
1 - مخالفة إسرائيل لما رواه شريك عن أبي إسحاق، وقد فضل الأئمة شريكًا على إسرائيل في أبي إسحاق - كما سبق -.
2 - تفضيل بعض الأئمة لزهير على إسرائيل في أبي إسحاق، قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن زهير وإسرائيل في أبي إسحاق، فقال: «زهير فوق إسرائيل بكثير كثير». (سؤالاته: 1/ 224).
3 - أن رواية إسرائيل عن أبي إسحاق فيها شيء، قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: «إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين، سمع منه بأخرة» (الجرح والتعديل: 2/ 331).
4 - أن إسرائيل قد اختُلف عليه، ولم يُختلف على زهير، وسبق الكلام على هذا في المرجِّح الخامس من مرجحات الوجه الأول.
# مرجحات الوجه الثالث:
1 - اتفاق ثلاثة من الرواة عليه.
2 - أن رواية زهير وزكريا بن أبي زائدة - ومعهم إسرائيل أيضًا - عن أبي إسحاق = بأخرة، قال عباس الدوري عن ابن معين: «زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وإسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السواء»، ونقل هذه الرواية ابن رجب قال: (ونقل الدوري عنه - يعني: عن ابن معين - قال: «زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السواء، سمعوا منه بأخرة»)، وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: «إذا اختلف زكريا وإسرائيل فإن زكريا أحب إليّ في أبي إسحاق من إسرائيل»، قال صالح: ثم قال - يعني: أباه -: «ما أقربهما، وحديثهما عن أبي إسحاق ليِّن، سمعا بأخرة»، وقال العجلي: «إلا أن سماعه - أي: زكريا بن أبي زائدة - من أبي إسحاق السبيعي بأخرة بعدما كبر أبو إسحاق، وروايته ورواية زهير بن معاوية وإسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق قريبٌ من السواء» (تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/ 173، شرح العلل: 2/ 711، الجرح والتعديل:
3/ 593، ترتيب ثقات العجلي: 1/ 370).
# ما يعكر على الوجه الثالث:
1 - عدم ترجيح أحدٍ من الأئمة له.
2 - استغراب البزار رواية معمر له، إذ قال بعد أن أخرجه: «كذا قال معمر: عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله في هذا الحديث».
3 - عدم رواية أيٍّ من كبار أصحاب أبي إسحاق له.
يعقبه - بإذن الله تعالى - بيان الراجح ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - Dec-2006, مساء 07:54]ـ
التتمة:
# الراجح:
قبل التفصيل في ذلك، وبالنظر إلى مرجّحات كلِّ وجه وما يعكّر عليه؛ تظهر جليَّةً قوةُ الوجه الذي اختاره إمام الحديث وجهبذ العلل أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله -، ووافقه عليه الأئمة الحفاظ أبو عبد الرحمن النسائي وأبو جعفر العقيلي وأبو الحسن الدارقطني - رحمهم الله جميعًا -، ومع أن البحث أخذ صفحاتٍ طويلة، ووقتًا، وكلامًا كثيرًا، إلا أنه في نهايته بيّن أن ما اختاره البخاري والنسائي والعقيلي والدارقطني - رحمهم الله - أقوى من غيره، مع أن اختيار البخاري والنسائي ما كان إلا تصرُّفًا منهما، ولم يكتبا في الحكم على الحديث حرفًا واحدًا. وهذا نموذجٌ من نماذج كثيرة تبيّن مدى قوة نظر الأئمة الحفاظ المتقدمين وفحصهم ودقتهم وسعة علمهم وفهمهم في علل الحديث وطرقها ومخارجها، وهذا يوجب احترام أحكامهم على الأحاديث وآرائهم وأقوالهم، لا كتصرف من ينسف كلَّ ذلك بجرّة قلمٍ غيرِ مسؤولة - وربما كانت غير مؤدبة! -، قال ابن حجر: «وبه يظهر نفوذ رأي البخاري وثقوب ذهنه ... »، ثم ذكر من خالف البخاري في ترجيحه هذا الوجه من الأئمة الكبار (كأبي زرعة والترمذي) = فحكم عليه بالمرجوحية، ثم قال: «ومع ذلك فتبين بالتنقيب والتتبع التام أن الصواب في الحكم له - أي: للبخاري - بالراجحية، فما ظنك بما يدعيه من هو دون هؤلاء الحفاظ النقاد من العلل، هل يسوغ أن يُقبل منهم في حق مثل هذا الإمام مُسَلَّمًا؟! كلا والله، والله الموفق» (هدي الساري، ص349، 350).
ثم إن الوجه الذي اختاره الحافظان الإمامان أبو زرعة الرازي وأبو عيسى الترمذي له قوة أيضًا، ولا يمكن إغفاله، ولعله لأجل ذلك توقف الدارمي في هذا الحديث، فلم يحكم فيه بشيء - كما نقل الترمذي عنه في السنن -، وذكر العيني في العمدة (2/ 302) أن ابن المديني توقف فيه أيضًا.
وفيما يلي تفصيل الراجح:
فأولاً: لعله يظهر من الوجه الثالث أنه لا يقوم أمام الوجهين الأولين، والظاهر أنه لا يثبت، لأن معمرًا ومن معه ليسوا من أصحاب أبي إسحاق، وأصحاب أبو إسحاق الكبار لم يرووا هذا الوجه عنه، فهو غريب عن أبي إسحاق، لا يثبت، ولذا استغربه البزار - رحمه الله -، ولم يرجحه أحدٌ من الأئمة أو يقويه. والظاهر - والله أعلم - أنه خطأٌ من اشتباه هذا الحديث بحديثٍ آخر، هو حديث ليلة الجن، إذ فيه نهيٌ عن الاستنجاء بالروث، وقد أخرجه مسلم في صحيحه (450) من طريق الشعبي وإبراهيم النخعي ومسروق عن علقمة عن ابن مسعود، فلعل هذا اشتبه على بعض الرواة، فظنوا حديثنا مرويًّا عن أبي إسحاق عن علقمة عن ابن مسعود أيضًا، والله أعلم.
وأما الوجه الأول، فجاء من رواية زهير وزكريا بن أبي زائدة ويوسف بن أبي إسحاق وشريك. وإن كان الأولان قد سمعا من أبي إسحاق بعد تغيره، فهما اثنان اتفقا على هذا الوجه، واتفاقهما يعطي روايتهما قوة، لا سيما أن الآخرَيْن لم يذكر عنهما تأخر سماعهما من أبي إسحاق، بل ذكر الأئمة أن سماع شريك من أبي إسحاق قديم، وقدموه على إسرائيل الذي فضلوه على كثير من الرواة عن أبي إسحاق، وهذا التقديم ينفي تأثير كون هذا الوجه مخالفًا لرواية إسرائيل، وإن ذُكر أنه من أثبت أصحاب أبي إسحاق.
أما الوجه الثاني فيقويه أنه جاء من رواية إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو من أثبت أصحاب أبي إسحاق، وحفظه لحديث أبي إسحاق عجيب، فقد قال هو: «كنت أحفظ حديث أبى إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن» وقال عبد الرحمن بن مهدي عنه: «كان إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ الحمد» (الجرح والتعديل: 2/ 330، مستدرك الحاكم: 2/ 170)، وكان أبو إسحاق قد أملى حديثه على إسرائيل، قال شبابة بن سوار: (قلت ليونس بن أبي إسحاق: أَمِلَّ عليَّ حديث أبيك. قال: «اكتبه عن إسرائيل فإن أبي أملاه عليه»)، وقيل لأحمد بن حنبل: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: «إسرائيل لأنه صاحب كتاب» (الجرح والتعديل: 2/ 330، 331)، فكون إسرائيل ذا كتاب عن جده يعطي روايته عنه قوة وزيادة ضبط وتثبُّت، وإن كان قد سمع بأخرة من أبي إسحاق، فالإملاء «أعلى وجهي السماع من لفظ الشيخ، كما أن الأداء من الكتاب أضبط وجهي الأداء» (ترجمة إسرائيل بن يونس، للشيخ عبد العزيز العبد
(يُتْبَعُ)
(/)
اللطيف، ص295)، ومما لا يُستهان به في تقوية هذا الوجه: كونُهُ ما رجحه الإمامان الحافظان الفَهِمان أبو زرعة الرازي وأبو عيسى الترمذي - رحمهما الله -.
وأما ما ذكر عن أبي داود من تفضيل زهير على إسرائيل بكثير كثير، فهو غريب، وابن معين قارب بينهما، وأبو حاتم يقول: «زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق» (الجرح والتعديل: 3/ 589)، وعموم المروي عن الأئمة بتفضيل إسرائيل على غالب الرواة عن أبي إسحاق، وهو الأظهر.
وأما ما ذكر من أن أبا إسحاق كان عالمًا بطريق أبي عبيدة وعدل عنه، فلعله كما قال ابن حجر: «فمراد أبي إسحاق هنا بقوله: (ليس أبو عبيدة ذكره) أي: لست أرويه الآن عن أبي عبيدة، وإنما أرويه عن عبد الرحمن» (الفتح: 1/ 257)، وهذا يدل على أن الوجهين كليهما كانا عند أبي إسحاق، فحدث زهيرًا بهذا، ولمزيد تثبتٍ ليطمئن زهير على ضبطه للحديث (إذ إن سماع زهير من أبي إسحاق كان بأخرة) = قال له: ليس أبو عبيدة ذكره، بالمعنى المذكور. وله احتمال آخر، قال العيني: «قول أبي إسحاق هذا يحتمل أن يكون نفيًا لحديثه - أي: لحديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه - وإثباتًا لحديث عبد الرحمن، ويحتمل أن يكون إثباتًا لحديثه - أي: أبي عبيدة - أيضًا، وأنه كان غالبًا يحدثه به عن أبي عبيدة، فقال يومًا: ليس هو حدثني وحده، ولكن عبد الرحمن أيضًا» (عمدة القاري: 2/ 302).
ويبقى أن إسرائيل خالف شريكًا، وقد جاءت كلمات الأئمة - كما سبق - في الحكم لشريك عند اختلافهما، لكن لإسرائيل قوة عن أبي إسحاق
- عمومًا وفي هذا الحديث -، وقد توبع هنا، تابعه أبوه وقيس بن الربيع. وثمة أمرٌ آخر، هو أنه لا يمتنع أن يكون أبو إسحاق تحمّل الوجهين من شيخيه ورواهما، وهذا إنما يقبله الأئمة من الحافظ الثقة واسع الرواية، وأبو إسحاق من هذا الصنف بلا شك (انظر - مثالاً - كلام أبي حاتم في ذلك: علل ابن أبي حاتم: 1/ 102)، قال الحافظ ابن دقيق العيد: «فلعل البخاري - رحمه الله - لم يرَ ذلك متعارضًا، وجعلهما إسنادين أو أسانيد»، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وبعض ما يصححه الترمذي ينازعه غيره فيه، كما قد ينازعونه في بعض ما يضعفه ويحسنه، فقد يضعف حديثًا ويصححه البخاري، كحديث ابن مسعود لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أبغني أحجارًا أستنجي بهن»، قال: فأتيته بحجرين وروثة، قال: فأخذ الحجرين وترك الروثة، وقال: «إنها رجس»، فإن هذا قد اختُلف فيه على أبي إسحاق السبيعي، فجعل الترمذي هذا الاختلاف علة، ورجح روايته له عن أبي عبيدة عن أبيه، وهو لم يسمع من أبيه، وأما البخاري فصححه من طريق أخرى، لأن أبا إسحاق كان الحديث يكون عنده عن جماعة، يرويه عن هذا تارة وعن هذا تارة، كما كان الزهري يروي الحديث عن سعيد بن المسيب وتارة عن أبي سلمة وتارة يجمعهما، فمن لا يعرفه فيحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا، يظن بعض الناس أن ذلك غلط، وكلاهما صحيح، وهذا باب يطول وصفه»، وقال ابن التركماني: «والبخاري أخرج الحديث من جهة زهير، ولعله لم يرَ رواية إسرائيل معارضةً لروايته، أو جعلهما إسنادين ورجح رواية زهير ... »، وقال العيني: «أبو إسحاق سمعه من جماعة، ولكنه كان غالبًا إنما يحدث به عن أبي عبيدة، فلما نشط يومًا قال: ليس أبو عبيدة الذي في ذهنكم أني حدثتكم عنه = حدثني وحدَهُ، ولكن عبد الرحمن بن الأسود، ولعل البخاري لم يرَ ذلك متعارضًا، وجعلهما إسنادين أو أسانيد»، وقال أيضًا: «كون حديث أبي عبيدة عن أبيه صحيحًا عند أبي زرعة لا ينافي صحة طريق البخاري»، وقال ابن حجر: «وإنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن مع أن رواية أبي عبيدة أعلى له؛ لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة، بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة» وهذا السبب قد يوافَقُ عليه ابن حجر وقد يُخالف، لكن المقصود مفهوم كلامه من أن الوجهين كليهما كانا عند أبي إسحاق، وقال الشيخ أحمد شاكر: «ويظهر من مجموع الروايات أن هذا الحديث كان عند أبي إسحاق بأسانيد متعددة عن عبد الله بن مسعود، ويؤيده رواية البخاري (عن أبي إسحاق: ليس أبو عبيدة ذكره ولكن عبد الرحمن بن الأسود ... ) إلخ ... »، ثم نقل الشيخ كلام ابن حجر السابق (الإمام: 2/ 570، 571،
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموع فتاوى ابن تيمية: 18/ 24، الجوهر النقي: 1/ 108، عمدة القاري: 2/ 303 - واستفاد الأخيران من ابن دقيق العيد -، فتح الباري: 1/ 257، سنن الترمذي بتعليق الشيخ أحمد شاكر: 1/ 27، 28)، وكلامهم - رحمهم الله - ظاهر، ولعله هو الراجح.
وهذا لا يؤثر في صحة الحديث:
- فالوجه الأول صحيح بلا إشكال، وهو في صحيح البخاري، وقد أعله الشاذكوني بتدليس أبي إسحاق، فأسند الحاكم عن علي بن المديني قوله: «وكان زهير وإسرائيل يقولان عن أبي إسحاق إنه كان يقول: ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة»، ثم قال الحاكم: (قال ابن الشاذكوني: «ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى، قال: أبو عبيدة لم يحدثني ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان، ولم يقل: حدثني، فجاز الحديث وسار») (معرفة علوم الحديث، ص350، 351 ط. السلوم)، وأجيب عليه من وجوه:
أحدها: أن البخاري أتبع تلك الرواية برواية معلقة عن أبي إسحاق مصرحًا بالسماع من عبد الرحمن بن الأسود، وقد نوزع في هذا، للِّين الواقع في الرواية المعلقة، قال البيهقي: «وذِكْرُ إبراهيم بن يوسف سماعه لا يجعله متصلاً» ثم أسند عن يحيى بن معين تضعيفه لإبراهيم بن يوسف (الخلافيات:
2/ 92، 93).
ثانيها: أن يحيى بن سعيد القطان روى الحديث عن زهير، قال الإسماعيلي: «والقطان لا يرضى أن يأخذ عن زهير عن أبي إسحاق ما ليس بسماع لأبي إسحاق» (الإمام: 2/ 570)، وقد يُنازع في هذا أيضًا، وإن قال ابن حجر بعقب ذلك: «وكأنه عرف ذلك بالاستقراء من صنيع القطان أو بالتصريح من قوله» (فتح الباري: 1/ 258) = فإن ما اشتهر عن القطان أنه لا يأخذ من مشايخه إلا مسموع حديثهم من شيوخهم.
ثالثها - وهو كافٍ في ردِّ علة التدليس إن شاء الله -: أن لفظ أبي إسحاق يقوم مقام التصريح بالتحديث، وأن احتمال التدليس غير ظاهر، قال ابن دقيق العيد: «فهو محتمل، لكنه ليس بظاهر من اللفظ» (الإمام: 2/ 569)، وقال ابن حجر: «قوله: (ليس أبو عبيدة) أي: ابن عبد الله بن مسعود، وقوله: (ذكره) أي: لي، (ولكن عبد الرحمن بن الأسود) أي: هو الذي ذكره لي، بدليل قوله في الرواية الآتية المعلقة: حدثني عبد الرحمن»، ورواية أبي داود الطيالسي عن زهير بلفظ: (ليس أبو عبيدة حدثني) وهذا ما نقله ابن المديني من الرواية - كما سبق -، والكرابيسي في المدلسين - كما نقله عنه العيني في عمدة القاري (2/ 302) -، وعليه فيكون المراد: ولكن عبد الرحمن بن الأسود حدثني، قال العيني بعقب ذلك: «وهذا دليل واضح أنه رواه عن عبد الرحمن بن الأسود سماعًا، فافهم».
رابعها: أن الشاذكوني الذي أعلَّ الحديث بالتدليس ضعيف جدًّا، ورمي بالوضع، ذكر هذا الشيخُ أبو إسحاق الحويني (بذل الإحسان: 1/ 371)، وهذا صحيح، لكنَّ هذا قولٌ له لا رواية، وكلامه محتمل في وقوع التدليس؛ فوجب الرد عليه، والعلماء والحفاظ ردُّوا على كلامه ولم يذكروا ضعفه مع أنه كان متقرِّرًا عندهم.
تنبيه: في نقل ابن المديني نسبةُ رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه = إلى زهير وإسرائيل، ولم أرَ لزهير روايةً عن أبي إسحاق على هذا الوجه، وإن صحت فهي دليل آخر على أنه قد كان الوجهان عند أبي إسحاق، وحدّث بهما.
- والوجه الثاني للحديث عن أبي إسحاق (أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه) صحيحٌ أيضًا بحكم جماعة من الأئمة الحفاظ النقاد، وإن لم يسمع أبو عبيدة من أبيه، فقد صحح روايته عنه أو قواها ابن المديني ويعقوب بن شيبة والنسائي والطحاوي والدارقطني وابن تيمية وابن رجب وغيرهم، وليس هذا موضع البسط في هذه الجزئية.
تنبيه: أطال بعض المتأخرين والمعاصرين في الرد على الترمذي - رحمه الله - في قوله: «وهذا حديث فيه اضطراب»، وحاكموه في ذلك إلى مفهوم المتأخرين للاضطراب، وأنه لا يُحكم بالاضطراب إلا عند استواء الأوجه عن الراوي، وتعذر الجمع بين الأوجه. لكن الترمذي - رحمه الله - على أنه قال عن الحديث: «فيه اضطراب» = قال: «وأصح شيء في هذا عندي حديث إسرائيل وقيس عن أبي إسحاق»، فهو لا يرى الأوجه مستويةً عن أبي إسحاق، وقال بالاضطراب مع ذلك، وهذا يُبيِّن أن مراد الترمذي بالاضطراب ليس الاضطراب الذي اصطلح عليه المتأخرون، وأنه قصد الاختلافَ الكثير والرواياتِ المتعددة والأوجُهَ المختلفة، ومثلُ ذلك قول العقيلي: «والحديث من حديث أبي إسحاق مضطرب».
تنبيهٌ آخر: رجَّح بعض المعاصرين طريق زهير على طريق إسرائيل عن أبي إسحاق؛ لأن طريق زهير متصلة، وطريق إسرائيل منقطعة!
وعلى التسليم بانقطاع طريق إسرائيل (أبي عبيدة عن أبيه)، فإنه كون السند متصلاً لا يرجِّحه على السند المنقطع، وليس من قرائن ترجيح أحد الوجهين المختلفين كونه متصلاً، وهذا ظاهر، ولو رجحنا كل سند متصل على الأسانيد المنقطعة، لَمَا حُكم على حديثٍ فيه اختلاف في الإسناد بين اتصالٍ وانقطاعٍ بالانقطاع، ولَصُحِّحت أحاديث كثيرة معلولة بانقطاعٍ في أسانيدها، وهذا مخالفٌ لِمَا استفاض من ترجيح رواياتٍ منقطعة في أحاديثَ على رواياتٍ متصلة. وصنيعهم هذا يشبه قول من قال: إن الحكم للواصل عند تعارض الوصل والإرسال، وهو مردود بلا إشكال.
هذا؛ والله أعلم وأجلُّ وأحكم. وهذا جهد المقل، وعمل الفقير الضعيف، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده وله الحمد والفضل والمنة على ما وفّق وسدّد، وإن كان فيه من خطإٍ فمن نفسي المقصرة والشيطان. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 09:33]ـ
صياغة أخرى للتخريج أرجو أنها أوضح وأسهل، وفيها بعض الاستدراكات:
1 - تخريج رواية أبي إسحاق السبيعي:
الوجه الأول عن أبي إسحاق: عنه عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود:
أخرجه البخاري في صحيحه (156)، والنسائي في الصغرى (1/ 39) والكبرى (1/ 73) عن أحمد بن سليمان، والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق يوسف بن موسى القطان وشعيب بن أيوب، والبيهقي في السنن (1/ 108) والخلافيات (2/ 89) من طريق محمد بن الهيثم، أربعتهم - أحمد بن سليمان ويوسف وشعيب وابن الهيثم - عن أبي نعيم،
وأبو داود الطيالسي في مسنده (ص37) - وعنه أحمد (1/ 427) وعمرو بن علي الفلاس كما أخرجه عنه البزار (1646) -،
وأحمد (1/ 418) وابن أبي شيبة في مسنده (424) والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثلاثتهم - أحمد وابن أبي شيبة وحفيد يحيى القطان - عن يحيى بن آدم،
وابن ماجه (314) عن أبي بكر بن خلاد، وأبو يعلى (5127) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، والطحاوي (1/ 122) من طريق مسدد، والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري - كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 570) -، والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق معاذ، أربعتهم - أبو بكر وابن أبي بكر ومسدد ومعاذ - عن يحيى بن سعيد القطان،
والبزار (1646) من طريق معاذ بن معاذ،
وابن المنذر في الأوسط (296) والبيهقي في السنن (1/ 108، 2/ 413) والخلافيات (2/ 89) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس،
وأبو يعلى (5336) من طريق الحسن بن موسى،
والطبراني في الكبير (9953) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، وعمرو بن خالد، وعمرو بن مرزوق،
والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق حفص بن عمر الطنافسي،
الأحد عشر راويًا رووه عن زهير بن معاوية،
والطبراني في الكبير (9954) من طريق يحيى الحماني عن شريك،
والطبراني في الكبير (9955) والدارقطني في العلل (5/ 36) من طريق سهل بن عثمان، والدارقطني في العلل (5/ 36) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد عن منجاب بن الحارث (1)، كلاهما - سهل ومنجاب - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه زكريا بن أبي زائدة،
والدارقطني في العلل (5/ 28) من طريق أبي حماد الحنفي،
وعلق البخاري في صحيحه رواية يوسف بن أبي إسحاق (156)،
وذكر الدارقطني في العلل (5/ 23) والتتبع (ص227) رواية أبي مريم،
ستتهم - زهير وشريك وزكريا وأبو حماد ويوسف وأبو مريم - عن أبي إسحاق به، قال ابن مسعود: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده، فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: «هذا ركس». هذا لفظ البخاري.
إلا أن:
1 - الطيالسيَّ في روايته عن زهير أسقط الأسود بن يزيد، فتعقبه أبو بشر يونس بن حبيب راوي المسند، قال: «أظن غير أبي داود يقول عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه»، ورواية أحمد والفلاس عن أبي داود على الصواب، وأبو داود يخطئ أحيانًا، فلعله حدَّث يونس بن حبيب بهذا على الخطأ، وحدَّث أحمدَ والفلاسَ على الصواب.
2 - الحسنَ بن موسى في روايته عن زهير أسقط الأسود بالشك فقال: عن عبد الرحمن أُراه عن عبد الله، وكافة الرواة عن زهير على إثبات الأسود، فليس هذا الشك بمؤثر.
الوجه الثاني عن أبي إسحاق: عنه عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود وعلقمة، كلاهما عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 28، 29) من طريق يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق به.
الوجه الثالث عن أبي إسحاق: عنه عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 36) من طريق محمد بن عثمان عن منجاب بن الحارث عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وفي (5/ 37) من طريق سلمة بن رجاء، كلاهما - يحيى وسلمة - عن زكريا بن أبي زائدة،
والدارقطني في العلل (5/ 36، 37) من طريق علي بن صالح، ومالك بن مغول، ويوسف بن أبي إسحاق، وحديج بن معاوية،
وفيه (5/ 37) من طريق منجاب بن الحارث عن شريك،
كلهم - يزيد وزكريا وعلي ومالك ويوسف وحديج وشريك - عن أبي إسحاق به.
الوجه الرابع عن أبي إسحاق: عنه عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 35) عن محمد بن القاسم بن زكريا، عن أبي كريب، عن عبد الرحيم بن سليمان،
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه (5/ 34) من طريق الفضل بن موسى،
كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة،
وفيه (5/ 34) من طريق ابن عيينة عن إسرائيل، ومن طريق محمد بن الصباح وزيد بن المبارك عن ابن عيينة،
ثلاثتهم - زكريا وإسرائيل وسفيان - عن أبي إسحاق به.
الوجه الخامس عن أبي إسحاق: عنه عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 35) من طريق إسحاق الأزرق، وإسماعيل بن أبان الغنوي (2)، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق به.
الوجه السادس عن أبي إسحاق: عنه عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه:
أخرجه أحمد (1/ 388)، وابن أبي شيبة (1643، 36311)، والترمذي (17) عن هناد وقتيبة، والدارقطني في العلل (5/ 33) من طريق يوسف بن موسى، خمستهم - أحمد وابن أبي شيبة وهناد وقتيبة ويوسف - عن وكيع،
وأحمد (1/ 465) عن حسين بن محمد،
والشاشي (921) والدارقطني في العلل (5/ 33) من طريق عبيد الله بن موسى،
والطبراني في الكبير (9952) من طريق عبد الله بن رجاء،
والدارقطني في العلل (5/ 33) من طريق عيسى بن جعفر، وأبي أحمد الزبيري،
وفيه (5/ 37) من طريق سلمة بن رجاء،
والبيهقي في الخلافيات (2/ 93) من طريق أحمد بن خالد الوهبي،
ثمانيتهم - وكيع وحسين وعبيد الله وابن رجاء وعيسى وأبو أحمد وسلمة والوهبي - عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق،
والدارقطني في العلل (5/ 38) عن جعفر بن محمد بن نصير عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين عن سهل بن زنجلة عن الصباح بن محارب عن أبي سنان،
والدارقطني في العلل (5/ 38) من طريق الثوري،
والدارقطني في العلل (5/ 38) من طريق محمد بن الحسن عن يونس بن أبي إسحاق،
وذكر الترمذي (17) رواية قيس بن الربيع،
خمستهم - إسرائيل وأبو سنان والثوري ويونس وقيس - عن أبي إسحاق به.
الوجه السابع عن أبي إسحاق: عنه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 38) والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 398) من طريق الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به.
وأدرج الحسن بن قتيبة الحديث في حديث ليلة الجن.
الوجه الثامن عن أبي إسحاق: عنه عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 37) من طريق هارون بن عمران عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به.
الوجه التاسع عن أبي إسحاق: عنه عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود:
وأخرجه أحمد (1/ 450) والبزار (1606) وابن المنذر في الأوسط (312) والطبراني في الكبير (9951) والدارقطني في السنن (1/ 55) والعلل (5/ 29، 30) والبيهقي في السنن (1/ 103) والخلافيات (2/ 99)، كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر،
والدارقطني في السنن (1/ 55) والعلل (5/ 31) عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول عن جده إسحاق بن بهلول عن أبيه بهلول بن حسان عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان،
وفي (5/ 29) عن يوسف عن جده عن أبيه عن ورقاء بن عمر،
وفي (5/ 29) من طريق عمار بن رزيق،
وفي (5/ 30) من طريق سليمان بن قَرْم،
وفي (5/ 31) من طريق إبراهيم بن ميمون الصائغ، وعبد الكبير بن دينار،
وفي (5/ 31، 32) وعلي بن عمر السكري الحربي في الجزء الثاني من حديثه (4أ) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 560) - من طريق محمد بن جابر،
والدارقطني في العلل (5/ 32) والأفراد (3751 - أطرافه) من طريق شعبة،
وفي العلل (5/ 32) من طريق إسحاق الأزرق عن شريك، ومن طريق روح بن مسافر،
وفيه (5/ 32) - ومن طريقه السمعاني في الأنساب (2/ 175) - من طريق صباح المزني،
وذكر الدارقطني في العلل (5/ 25) والتتبع (ص230) رواية عباد بن ثابت القطواني وخالد العبدي عن إسرائيل،
الأربعة عشر راويًا عن أبي إسحاق به.
الوجه العاشر عن أبي إسحاق: عنه عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود:
وأخرجه الطبراني في الأوسط (5637) والكبير (9957) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين،
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 214) عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، كلاهما - مطين وعلي بن الحسين - عن سهل بن زنجلة عن الصباح بن محارب عن أبي سنان سعيد بن سنان عن أبي إسحاق به.
2 - تخريج رواية ليث بن أبي سليم:
الوجه الأول عن ليث: عنه عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه أحمد (1/ 426) عن ابن فضيل، وابن أبي شيبة في مصنفه (1650) ومسنده (421) - ومن طريقه أبو يعلى (4978) والبيهقي (1/ 108) - والدارقطني في العلل (5/ 19) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، وأبو يعلى (5184) والبزار (1645) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن المنذر في الأوسط (318) والطبراني في الكبير (9958) والدارقطني في العلل (5/ 20) من طريق زائدة، والطبراني (9959) وابن عدي في الكامل (2/ 137) من طريق أبي الأشهب جعفر بن الحارث، وذكر الدارقطني فيه (5/ 19) رواية عبد الوارث، ستتهم - ابن فضيل وعبد الرحيم وجرير وزائدة وأبو الأشهب وعبد الوارث - عن ليث بن أبي سليم به.
الوجه الثاني عن ليث: عنه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 20) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي عن زهير بن معاوية عن ليث به.
الوجه الثالث عن ليث: عنه عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود:
أخرجه أبو يعلى (5275) من طريق عبد الله بن عمر عن الحسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن ليث به.
3 - تخريج رواية فرات بن أبي عبد الرحمن:
الوجه الأول عن فرات: عنه عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود:
أخرجه البزار (1611) عن عبد الله بن سعيد الأشج عن زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده فرات به.
الوجه الثاني عن فرات: عنه عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود:
أخرجه ابن خزيمة (70) (3) والطبراني (9960) في الكبير عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين، كلاهما - ابن خزيمة ومطين - عن عبد الله بن سعيد الأشج عن زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده فرات به.
4 - تخريج رواية محمد بن خالد الضبي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 20) من طريق أبي جنادة حصين بن مخارق عن محمد بن خالد به.
5 - تخريج رواية جابر بن يزيد الجعفي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود:
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 21) من طريق عنبسة بن سعيد عن جابر به.
__________________________
(1) وقع في المطبوع في هذه الرواية: «عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن عبد الله»، وهو خطأ - فيما يظهر -، صوابه: «عن عبد الرحمن عن الأسود عن عبد الله»، ويدل لذلك أن الدارقطني ساق الطرق أولاً معلقةً ثم أسندها، وقد ذكر هذه الطريق في سياقه الطرق (5/ 26) قال: «وقال منجاب عن يحيى بن زكريا عن أبيه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله»، وقد اتفق ما قبل هذه الرواية وما بعدها في سياق الطرق وفي سياق أسانيدها.
(2) وثالث سقط من المخطوط، لم يتبينه المحقق - رحمه الله -، ولم أتبينه.
(3) وقع في المطبوع: حدثنا أبو عبد الله بن سعيد الأشج، وهو خطأ صوابه: عبد الله بن سعيد الأشج، جاء على الصواب في إتحاف المهرة: 10/ 350، وكان الشيخ عبد العزيز العثيم - رحمه الله - قد نبه عليه في النقط لما وقع في أسانيد صحيح ابن خزيمة من التصحيف والسقط، ص13.
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 10:06]ـ
ما شاء الله
زادك الله من فضله
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:29]ـ
بحث محرر ماتع.
بارك الله فيك ونفع بك وزادك من فضله
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[08 - May-2007, مساء 01:41]ـ
مجهود مبارك ماشاء الله
نفع الله بكم(/)
هل النهي في حديث أبي هريرة في الأذان أو الإقامة
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[02 - Dec-2006, صباحاً 01:03]ـ
في صحيح مسلم قال
حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو الْأَحْوَصِ عن إبراهيم بن الْمُهَاجِرِ عن أبي الشَّعْثَاءِ قال كنا قُعُودًا في الْمَسْجِدِ مع أبي هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ رَجُلٌ من الْمَسْجِدِ يَمْشِي فَأَتْبَعَهُ أبو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حتى خَرَجَ من الْمَسْجِدِ فقال أبو هُرَيْرَةَ أَمَّا هذا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ
كان السبب الأساس لبحث هذه الرواية أن أحد الإخوة ذكر أن الحديث روي من طريق أخر بلفظ الإقامة فهي مفسرة للحديث فالنهي لمن خرج بعد الإقامة لا بعد الأذان فبدأت بتخريج ما أستطعت أن أجده لطرق رواية الإقامة فقط.
تخريج رواية الإقامة في حديث أبي هريرة في الرجل الذي خرج بعد الأذان فقال أبو هريرة (أما هذا فقد عصى أبا القاسم)
رواية الإقامة أخرجها أبو عوانة في مستخرجه 3/ 151 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي و من طريق محمد بن يوسف الفريابي وكلاهما عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي الشعثاء عن أبي هريرة
و قد رواه عن سفيان الثوري بذكر الأذان دون الإقامة (1) كلا من:
1 - وكيع (أخرجه الترمذي 1/ 397)
2 - إسحاق بن راهويه (في مسنده 1/ 262)
3 - الإمام أحمد (في مسنده 2/ 471)
4 - محمد بن كثير العبدي (عند أبي داود 1/ 147)
5 - الحسين بن حفص (عند البيهقي 3/ 56)
قلت: يعلى بن عبيد قال عنه الحافظ في التقريب: ثقة إلا في حديثه عن الثوري فقيل لين.
و محمد بن يوسف الفريابي قال عنه الحافظ: يقال أنه أخطأ في شيء من حديث سفيان.
و وكيع أثبت في سفيان من الفريابي. فثبت أن الرواية الصحيحة عن سفيان هي الأذان لا الإقامة (2)
كما أخرج رواية الإقامة أبو نعيم في الحلية 10/ 114 و القزويني في التدوين 2/ 358 من طريق سريج بن يونس عن أبي حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن أبي هريرة. و قال أبو نعيم: لم يروه عن محمد بن جحادة إلا أبو حفص و عنه سريج.
قلت: رواية القزويني فيها أحمد بن محمد بن عيسى اتهمه بالكذب أبو الحسين الحجاجي (3)
كما أخرج هذه الرواية البيهقي في الشعب 6/ 379 من طريق محمد بن الحسين بن مكرم عن سريج بن يونس لكن بلفظ (حين أذن المؤذن أو حين أخذ في الإقامة)
وقد أخرج ابن حبان في صحيحه 5/ 411 رواية سريج بن يونس من طريق حامد بن محمد بن شعيب عن سريج بلفظ (و قد أذن المؤذن) و قال ابن حبان: أبو صالح هو ميزان وهو ثقة.
قلت: ميزان ثقة. وثقه ابن معين و علي بن المديني
كما أخرج الطبراني في المعجم الكبير 19/ 34 رواية سريج بن يونس من طريق محمد بن علي بن المديني عن سريج.
قلت: محمد بن علي بن المديني يلقب (فستقة) قال الخطيب في تاريخ بغداد: ثقة.
والخلاصة أن الحديث ثابت بلفظ الأذان فقط وهذا ما أخرجه مسلم ففي صحيحه 1/ 453 من طريق أبو الأحوص عن إبراهيم بن المهاجر عن أبي الشعثاء عن أبي هريرة
و أخرجه أيضا 1/ 454 من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن أبي الشعثاء.
هذا ما يسر الله فما كان صوابا فمن الله وما سواه فمن نفسي ومن الشيطان والحمد لله
______________________________ _____
(1) في رواية سفيان الثوري التحديد بأنه أذان صلاة العصر. و قد تابع سفيان عن إبراهيم بن المهاجر شعبة و أبو الأحوص لكن بذكر الأذان مطلقا دون تحديد صلاة العصر.
(2) إبراهيم بن المهاجر صدوق لين الحفظ لكن تابعه أشعث بن أبي الشعثاء و أبو صخرة جامع بن شداد.
(3) لسان الميزان 1/ 289
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Dec-2006, صباحاً 06:53]ـ
و قد رواه عن سفيان الثوري بذكر الأذان دون الإقامة (1) كلا من:
1 - وكيع (أخرجه الترمذي 1/ 397)
2 - إسحاق بن راهويه (في مسنده 1/ 262)
3 - الإمام أحمد (في مسنده 2/ 471)
4 - محمد بن كثير العبدي (عند أبي داود 1/ 147)
5 - الحسين بن حفص (عند البيهقي 3/ 56)
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
رواية الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه إنما هي عن وكيع عن سفيان، وهما لا يرويان عن الثوري مباشرة.
ووجدتُ رواهُ عن الثوري بذكر الأذان لا الإقامة: عبد الرزاق (في مصنفه 1/ 508).
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Dec-2006, صباحاً 07:12]ـ
أولاً/ مرحباً بأخي الحبيب الغالي، كم سرتني مشاركتك نفع الله بك
ثانياً/ جزاك الله خيراً على هذه الإفادة
ثالثاً/ اسمح لي بهذه المباحثة:
و قد رواه عن سفيان الثوري بذكر الأذان دون الإقامة (1) كلا من:
1 - وكيع (أخرجه الترمذي 1/ 397)
2 - إسحاق بن راهويه (في مسنده 1/ 262)
3 - الإمام أحمد (في مسنده 2/ 471)
4 - محمد بن كثير العبدي (عند أبي داود 1/ 147)
5 - الحسين بن حفص (عند البيهقي 3/ 56)
الإمامان أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه لم يرويا عن الثوري، بل ليسا من تلاميذه
وإنما رويا حديث الثوري من طريق وكيع
قلت: يعلى بن عبيد قال عنه الحافظ في التقريب: ثقة إلا في حديثه عن الثوري فقيل لين.
و محمد بن يوسف الفريابي قال عنه الحافظ: يقال أنه أخطأ في شيء من حديث سفيان.
و وكيع أثبت في سفيان من الفريابي.
نقل ابن رجب في قواعد العلل التي ألحقها بشرحه على علل الترمذي عن أحمد وابن معين أنَّ وكيعاً من أثبت تلاميذ الثوري، ونقل كلامهما في الفريابي وأمثاله في روايتهم عن الثوري
فائدة:
أرى أنه يمكن ترتيب المتابعات من الأدنى إلى الأعلى كالآتي:
يُبدأ بمن روى الحديث عن الثوري بذكر الأذان، وهم
(وكيع ومحمد بن كثير والحسين بن حفص)
ورواية هؤلاء كافيةٌ للحكم على رواية الفريابي ويعلى بالخطأ، ولكن لأجل تأكيد هذا يُذكر من تابع الثوري على هذا الوجه (وقد تابعه شعبة وأبو الأحوص)
ثم من تابع إبراهيم بن المهاجر (وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء)
ثم من تابع أبا الشعثاء في رواية الحديث عن أبي هريرة بذكر الأذان، وهو (أبو صالح)
وقد تكون هناك متابعات أخرى في كل طبقة
وبهذا يُعلم أنَّ رواية الفريابي والطنافسي خطأ
وفقك الله وسددك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[02 - Dec-2006, صباحاً 10:33]ـ
جزاكما الله خيرا
نعم أحسنتم فيما ذكرتم و لاأدري كيف فاتني أن أحمد و إسحاق لم يرويا عن سفيان مباشرة أم كنت أقصد أنهما روياه من طريقه
أما رواية أبي صالح فالصحيح أنها بذكر الأذان لا الإقامة و قد ذكرت الخلاف فيها.
و ترتيبك يا أبا محمد أفادني كثيرا لكن أين تعليقكما على تحديد الأذان بأنه أذان العصر في رواية سفيان.
هل يقال أنها مفسرة أو شاذة؟
أفيدونا
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 01:42]ـ
بارك الله فيك يا أبا علي
وأشكر أخي الحبيب محمد بن عبدالله على مشاركته، فقد سبقني بالتنبيه
وإن كنت -علم الله- لم أرَ مشاركته إلا بعد كتابة مشاركتي
فكتبتها ثم خرجت من المنزل مستعجلاً لعمل
و ترتيبك يا أبا محمد أفادني كثيرا
حسن عرض الاختلاف على الرواة يعين القارئ على ضبط أوجه الاختلاف
والباحث قد لايتنبه لذلك، لأنه استغرق في بحثه ساعات أو أياماً، فيسهلُ عليه ضبط تلك الأوجه
ولذا يحسن بالباحث عند عرضه لدراسةٍ ما = أن يفكر في الأسلوب الأمثل لعرض دراسته
متخيلاً أنه يعلِّم طلاباً ويشرح لهم، فليس الناس على مستوىً واحد في الحفظ
لكن أين تعليقكما على تحديد الأذان بأنه أذان العصر في رواية سفيان.
هل يقال أنها مفسرة أو شاذة؟
أفيدونا
الذي يبدو لي أنها رواية ثابتة، وهي مقيدةٌ للرواية المطلقة
فإسنادها إلى سفيان الثوري صحيح، وهو في الدرجة العليا من الإتقان للمتون والأسانيد
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Dec-2006, مساء 04:18]ـ
إضافة:
الاختلاف في تحديد الصلاة المؤذَّن لها لا يترتب عليه حكم
وأما الاختلاف في ذكر الأذان أو الإقامة فله أثرٌ فقهي ظاهر(/)
أمثلة فاتت الحازمي فلم يذكرها في كتابه الاعتبار
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 01:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد وقفتُ على جملةٍ من الأمثلة التي فاتت الإمامَ الحازميَّ في كتابه (الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار) فأحببتُ الإفادةَ بذكرها، مع ذِكْرِ بعض من حكى نَسْخَها، بغضِّ النظر عن رجحان دعوى النسخ.
وقد نصَّ الحافظُ أبو بكر الحازمي -رحمه الله- على أنه سيذكرُ في كتابه كلَّ ما انتهى إلى معرفته من ناسخ الحديث ومنسوخه.
وأنبِّهُ إلى أنَّ الحافظَ الحازميَّ لايسلِّم بنسخ كلِّ حديثٍ يذكره، بل يميلُ أحياناً إلى الجمع وأحياناً إلى الترجيح أو النسخ.
وفي كتابه هذا فوائدُ جليلة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 01:10]ـ
المثالُ الأول:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الظهرُ يُركَبُ بنفقته إذا كان مرهوناً، ولبنُ الدَّرِّ يُشرَبُ بنفقته إذا كان مرهوناً، وعلى الذي يركبُ ويشربُ النفقةَ".
حكى نسخَه الطحاويُّ والسرخسي وابنُ عبد البر، وعزا ابنُ عبد البر القولَ بنسخه إلى جمهور العلماء.
وذكروا أنَّ الناسخَ له:
حديثُ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لايحلبنَّ أحدٌ ماشيةَ امرئٍ بغير إذنه، أيحبُّ أحدكم أن تُؤْتى مَشْرَبتُه فتُكسرَ خِزَانتُه فيُنتَقَل طعامُه! فإنما تَخزنُ لهم ضروعُ مواشيهم أطعمتَهم، فلا يحلبنَّ أحدٌ ماشيةَ أحدٍ إلا بإذنه".
وكذا ما وردَ من النهي عن أكلِ مال المسلم من غير طِيب نفسٍ منه، وما جاء من النهي عن الغرر، وعن الربا.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 01:15]ـ
المثال الثاني:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَستلقينَّ أحدُكم، ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى".
ومالَ إلى النسخ ابنُ شاهين والطحاويُّ وابنُ عبد البر وابنُ بطَّال، وحكاه غيرُهم -كالخطَّابي والسيوطي- وجهاً مناسباً لدفع الاختلاف عن هذين الحديثين.
وذكروا أنَّ الناسخُ له:
حديثُ عبَّاد بن تميم عن عمِّه رضي الله عنه أنه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Dec-2006, مساء 01:19]ـ
المثال الثالث:
حديثُ عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن الثمر المعلَّق فقال: "مَنْ أصابَ منه من ذي حاجةٍ غير متَّخذٍ خُبنةً فلا شيءَ عليه، ومن خرجَ بشيءٍ منه فعليه غرامةُ مثلَيه والعقوبة، ومن سرقَ شيئاً منه بعد أن يؤْوِيَه الجرينُ فبلغ ثمنَ المِجَن فعليه القطعُ، ومن سرقَ دونَ ذلك فعليه غرامةُ مثليه والعقوبة".
اختارَ القولَ بالنسخ الإمامُ ابنُ عبدالبر، وحكى الإجماعَ على نَسْخِه ونَسْخِ تضعيف الغرامات المالية،
على أنه -رحمه الله- أشارَ إلى شيءٍ من الخلاف في ذلك.
والقولُ بنسخ تضعيف الغرامات المالية هو قولُ جمهور الفقهاء، كما حكاه ابن قدامة وغيرُه.
وفي بعض صورها خلافٌ في المذاهب الأربعة وغيرها.
وذكرَ ابنُ عبدالبرِّ أنَّ الناسخَ لحديث عمرو بن شُعيبٍ:
عددٌ من النصوص الدالة على المعاقبة بالمثل دون زيادة، منها قوله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به).
وحديث: (إناءٌ بإناء وطعامٌ بطعام).
وغيرهما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2006, مساء 07:37]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع مهم جدا
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 01:49]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع مهم جدا
وجزاكم مثله يا أبا مالك
ولديَّ أمثلة كثيرة، سأورد -بمشيئة الله- ما وقفت عليه
وقد يقف المتتبع على أكثر من هذا
خاصة في كتب الحنفية
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 02:39]ـ
المثال الرابع:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ معاذَ بنَ جبل رضي الله عنه كان يُصلِّي معَ النبي صلى الله عليه وسلم، ثمَّ يرجع فيؤم قومَه.
قال بنسخ هذا الحديث الطحاوي وابن عبدالبر والأصيلي
وذكر الطحاوي أنَّ الناسخ له:
حديث: "إنما جعل الإمام ليؤتمَّ به ... ".
وذكر ابنُ عبدالبر والأصيلي أنَّ الناسخُ له:
حديثُ سهل بن أبي حَثْمَةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاةَ الخوف، فصفَّ صفاً خلفَه، وصفاً مصافُّو العدوِّ، فصلَّى بهم ركعةً، ثم ذهبَ هؤلاء، وجاءَ أولئك فصلى بهم ركعةً، ثم قاموا فقَضَوا ركعةً ركعةً.
لأنه لو جازت صلاةُ المفترِض خلفَ المتنفِّل لصلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ركعتين لكلِّ طائفة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 04:18]ـ
المثال الخامس:
الأحاديث الناهية عن الصلاة في مواضع معيَّنة
كحديث: "صَلُّوا في بيوتكم، ولا تجعلوها قبوراً" وحديث: "قاتلَ الله اليهودَ، اتَّخَذُوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ" وحديث: "الأرضُ كلُّها مسجدٌ إلا المقبرة والحمام" وحديث: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" وكذا حديث: "إنَّ هذا وادٍ حضرَنا فيه شيطان" إلى آخره.
فهذه الأحاديث يخالفها جميعاً حديثُ جابر بن عبدالله مرفوعاً: "جُعِلَتْ لي الأرضُ مسجداً وطهوراً ... فأيُّما رجلٍ من أمَّتي أدركته الصلاةُ فليُصَلِّ".
يرى الإمامُ أبو عمر ابن عبدالبر أنَّ الأحاديثَ الناهية عن الصلاة في بعض المواضع منسوخةٌ، والناسخُ لها
حديث جابر بن عبدالله وما في معناه، وذلك أنَّ حديثَ جابرٍ يخبرُ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضيلة أُعطِيَها؛ وهي جَعْلُ الأرض كلِّها موضعاً للصلاة، وفضائلُه تزداد لا تنقص، فلا يمكنُ نسخُ هذا الحديث أو تخصيصُه، لأنه خبرٌ وليس إنشاءً، والأخبارُ لا تدخلها النسخ، ثمَّ هو خبرٌ عن فضيلة، وفضائلُ نبيِّنا تزدادُ ولا تنقص.
وقد قرَّرَ هذا ابنُ عبدالبر في مواضعَ من كتبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Dec-2006, مساء 04:00]ـ
المثال السادس:
حديثُ أنس رضي الله عنه: أنَّ امرأةً جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله، دارٌ سكنَّاها، والعددُ كثيرٌ، والمالُ وافرٌ، فقَلَّ العددُ وذهبَ المالُ!
فقال رسولُ لله صلى الله عليه وسلم: "دَعُوها، ذميمة".
ويخالفُه حديثُ: "لا عَدْوَى ولا طِيَرة".
يرى الإمامُ ابنُ عبدالبر أنَّ الحديثَ الأول كان في أول الإسلام، ثم نُسخَ
فنهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّنه بياناً عاماً.
قال رحمه الله: (وهكذا كان نزولُ الفرائض والسُّنن حتى استَحكمَ الإسلام).
على أنه في موضعٍ آخر من التمهيد والاستذكار سلكَ مسلكَ الجمع بين الحديثين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - Dec-2006, مساء 04:01]ـ
المثال السابع:
ما رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثٌ؛ هنَّ عليَّ فريضةٌ وهنَّ لكم تطوُّعٌ: الوترُ، وركعتا الفجر، وركعتا الضُّحى".
يميلُ الحافظُ أبو حفص ابن شاهين إلى نسخ هذا الحديث بالحديث الآتي:
عن أنس رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرتُ بالضُّحى والوتر، ولم يُفرَضْ عليَّ".
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2006, مساء 03:59]ـ
المثال الثامن:
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يتتبَّع الدُّبَّاءَ من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحبُّ الدُّبَّاءَ من يومئذ.
رأى ابن حزم رحمه الله أنَّ هذا الحديث منسوخ، والناسخ له:
ما جاء في الصحيحين من حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تَطيشُ في الصحفة، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يَليك"
قال عمر: فما زالت تلك طعمتي بعد.
رأى ابن حزم أنَّ الحديث الأول موافقٌ لأصل الإباحة، وحديث: "كل مما يليك" ناقلٌ عن الأصل ومقرِّرٌ لحكم الشرع فيكون ناسخاً للأول بيقين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Dec-2006, مساء 04:19]ـ
المثال التاسع:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يمنعن جارٌ جاره أن يغرز خشبة في جداره"
رأى القُدُوري أنَّ هذا الحديث يحتمل أن يكون في أول الإسلام ثم نُسخ، والناسخ له:
حديث: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه".
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Dec-2006, مساء 04:30]ـ
المثال العاشر:
ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر مرفوعاً: "البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا ... "
قال بعض المالكية –كأشهب- بنسخه، والناسخ له:
حديث: "المسلمون على شروطهم" وحديث: "إذا اختلف البيعان استحلف البائع".
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Jan-2007, مساء 08:30]ـ
المثال الحادي عشر:
ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"
فقال أبو الدرداء: وإن زنى وإن سرق؟
قال: "وإن زنى وإن سرق".
رأى الحافظ العقيلي أنَّ هذا الحديث منسوخ
وأنه كان قبل أن ينزل الحلال والحرام.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Feb-2007, صباحاً 12:12]ـ
المثال الثاني عشر:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ابْتَاعَ شاةً مُصَرَّاةً فهو فيها بِالخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيام، إن شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا من تَمر". أخرجه مسلم في صحيحه
رأى جمعٌ من أهل العلم –كأبي حنيفة ومحمد، وهو اختيار الطحاوي وغيره من أهل العلم- أنَّ هذا الحديث منسوخٌ، وذكروا له نواسخ عدة:
فذكر بعضُهم حديثَ: "الخراج بالضمان" والنهي عن الربا، وبيع الدين بالدين.
وقيل: بل الناسخ إيجاب الضمان بالمثل إن كان له مثلٌ أو بقيمة المضمون إن لم يكن له مثل، وأما ضمانه من غير جنسه -كما في حديث المصرَّاة- فخلاف الأصول؛ كما في حديث: "طعامٌ بطعام، وإناءٌ بإناء".
وبعضهم رأى نسخَه بحديث: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا".
وبعضهم ذكر أنه نُسخ بنسخ العقوبات في الأموال بعد أن كان التعزيرُ بها مشروعاً في أول الإسلام.
وتراجع كتب الحنفية لبيان هذه النواسخ، ككتب الطحاوي، وكتاب القدوري وغيرها.
ولهذا نقاشٌ مطوَّل مبسوط في كتب الفقه والشروح الحديثية، ومن أقدم من ناقش هذا المسلك تجاه حديث المصرَّاة الإمام الشافعي رحمه الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 06:38]ـ
المثال الثالث عشر:
ما أخرجه أبو داود في سننه من حديث المهاجِر بن قنفذ أَنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فَسَلَّمَ عليه؛ فلم يَردَّ عليه حتى تَوضَّأَ، ثمَّ اعتذر إليه فقال:
"إني كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عز وجل إلاعلى طُهْر"
رأى الإمام ابنُ حزمٍ أنَّ هذا الحديثَ منسوخٌ، والناسخ له:
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَعَارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهمَّ اغفر لي –أو دَعا- استُجيبَ له، فإن توضَّأ قُبِلَت صلاتُه".
فذكر رحمه الله أنَّ هذا الحديثَ تضمَّنَ فضلاً من الله تعالى، والفضائل لايدخلها النسخ، لأنها تزيد ولاتنقص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 02:22]ـ
المثال الرابع عشر:
ما أخرجه أنَّ عمر رضي الله عنه قال: يا رسولَ الله، أيرقُدُ أحدُنا وهو جنُبٌ؟ قال: "نعم، إذا توضَّأَ أحدُكم فليرقُدْ" متفقٌ عليه
وفي لفظٍ لمسلم: "نعم، ليتوضَّأ ثم لينمْ، حتى يغتسلَ إذا شاء".
وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ أن ينامَ وهو جنبٌ غسلَ فرجَه وتوضَّأَ للصلاة. متفقٌ عليه
رأى القاضي أبو يوسف والطحاوي أنَّ الوضوءَ للجنب -قبل النوم- غيرُ مستحب
وأنَّ حديثي ابن عمر وعائشة ونحوهما من الأحاديث الآمرة بالوضوء للجنب قبل النوم= منسوخةٌ بأحاديثَ، منها:
حديثُ ابن عباسٍ رضي الله عنه قال: كنا عندَ النبي صلى الله عليه وسلم فجاءَ من الغائط وأُتيَ بطعامٍ، فقيل له: ألا توضأ؟ فقال: "لِمَ؟ أَأُصَلِّي فأَتَوَضَّأ! " وفي لفظٍ: "ما أردتُ صلاةً فأتوضَّأ"
أخرجه مسلم في صحيحه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 12:09]ـ
المثال الخامس عشر:
حديثُ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَلْبس خاتماً من ذَهَبٍ فنَبذَه فقال: "لا ألبسُه أبداً" فنبذَ الناسُ خواتيمَهم
رأى الإمام ابن عبدالبر أنَّ جواز لبس الذهب للرجال منسوخٌ
وهذا الحديث اشتمل على ذكر الناسخ والمنسوخ
ويدخل ضمن النواسخ ما ورد من النهي عن تختُّم الرجال بالذهب
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 09:16]ـ
الشيخ الحمادي جُزيت الجنة ووالديك
فائدة جميلة ..
لو تواصل ..
ثم تصدرها مطبوعة ـ زادكم الله توفيقاً ـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 10:48]ـ
الشيخ الحبيب / عبد الله بن جابر الحمادي - المحترم -:
جزاكم الله خيرًا
وبارك في جهودكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 05:30]ـ
الشيخ الفاضل إبراهيم
شكر الله لك دعوتك وجزاك عني خيراً
في النية إخراج هذه الزوائد، مع أمثلة أخرى قيَّدتها
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - May-2007, صباحاً 05:31]ـ
الشيخ الحبيب سلمان
ولك مثلما دعوتَ لي به
تقبل شكري الجزيل وثنائي الجميل
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 12:08]ـ
المثال السادس عشر:
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال له أو لآخر: "أصمتَ من سرر شعبان؟ " قال: لا
قال: "فإذا أفطرتَ فصم يومين" أخرجه مسلم في صحيحه
رأى الإمام ابن حزم أنَّ هذا الحديث لو صحت دلالته على صيام آخر
شهر شعبان لكان منسوخاً، والناسخ له:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تَقَدَّموا رمضانَ بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه" متفق عليه
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 03:24]ـ
أحسن الله اليكم شيخنا جهد مبارك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 04:22]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا محمد، ونفع بك.
ما بعد رحت للموقع؟!
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:39]ـ
الشيخان الفاضلان .. ابن رجب .. وعبدالله المزروع
شكر الله لكما وأجاب دعاءكما وأثابكما عليه خيراً
ما بعد رحت للموقع؟!
(ابتسامة)
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 03:14]ـ
شيخا الغالي الحمادي .. وفقه الله
جزاك الله خير، وبارك في علمك وعمرك
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Aug-2007, مساء 10:54]ـ
الشيخ الكريم محمد آل عامر
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
وهناك أمثلة كثيرة تستدرك على كتاب (الاعتبار) ولعلي أنشط لذكرها لاحقاً
ـ[الشاطبي الصغير]ــــــــ[14 - Aug-2007, مساء 09:43]ـ
فضيلة الشيخ الحمادي ..
استدراكاتكم قيمة جداً؛ وهي تؤكد صدق مقولة: كم ترك الأول للأخر، فهل نحلم بيوم نرى فيه موضوعكم هذا في كتاب يطرح في المكتبات؟
ليعلم طلبة العلم أن التحقيق والاستدراك لم يقف في هذه الأمة ولله الحمد.
واصل زادك الله علماً، فنحن نترقب أن تكمل هذه السلسلة المباركة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Aug-2007, صباحاً 12:59]ـ
استدراكاتكم قيمة جداً؛ وهي تؤكد صدق مقولة: كم ترك الأول للأخر، فهل نحلم بيوم نرى فيه موضوعكم هذا في كتاب يطرح في المكتبات؟
ليعلم طلبة العلم أن التحقيق والاستدراك لم يقف في هذه الأمة ولله الحمد.
بارك الله فيكم أخي الكريم ونفع بكم
لم يكن ببالي إخراج هذا في كتاب إلا بعد أن ألمح إليه أحد الأحباب في هذا الموضوع، وزدتم هذا توكيداً؛ فأسأل الله التيسير
وشرطي في الاستدراك الاقتصارُ على أقوال الأئمة المتقدمين على الإمام الحازمي(/)
رواية قبيصة بن عقبة عن سفيان بن عيينة
ـ[أبو عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[07 - Dec-2006, مساء 06:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج البخاري في صحيحه (4943) حديثا قال فيه: حدَّثنا قَبِيصَة ُ بنُ عُقْبَة َ حدَّثنا سُفْيَان ُ عَنِ الأعْمَش ِ عَنْ إبْرَاهِيم َ عَنْ عَلْقَمَة َ قَالَ دَخَلْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ أصْحَابِ عَبْدِ الله الشَّأْمَ فَسَمِعَ بِنا أبُو الدَّرْدَاءِ فَأتانا ... وذكر الحديث
فمن هو سفيان في هذا الحديث، هل هو الثوري، أم ابن عيينة؟
علما بأن عبد الرزاق والحميدي رويا هذا الحديث عن سفيان بن عيينة، وصرح عبد الرزاق بأنه ابن عيينة، فهل يحمل ما في صحيح البخاري على أنه ابن عيينة، إلا أن المزي لم يذكر في تهذيب الكمال من الرواة عن قبيصة سفيان بن عيينة، وبالرغم من ذلك قال العيني في عمدة القاري (19/ص295) وسفيان هو ابن عيينة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Dec-2006, صباحاً 01:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي أبا عبدالرحمن
أولاً/ لايخفى عليكم أنَّ التعيين هنا لايترتب عليه أثرٌ ظاهر، فابن عيينة والثوري من الثقات الأثبات.
ثانياً/ روى قبيصة عن ابن عيينة صراحة في صحيح البخاري، كما تجد ذلك في كتاب الجهاد - باب جوائز الوفد- رقم الحديث (3053)
وهذا يغني عن الحاجة إلى تصريح الحافظ المزي أو ابن حجر بكون قبيصة من تلاميذ ابن عيينة.
ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 12:58]ـ
لعل التعيين يكون له أهمية شيخنا أبا محمد لأن رواية قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري فيها كلام
و في فتح الباري 1/ 91 تكلم الحافظ عن هذه الرواية و أمثالها (أي رواية قبيصة عن سفيان) فقال:
ورواية قبيصة عن سفيان وهو الثوري ضعفها يحيى بن معين وقال الشيخ محيي الدين إنما أوردها البخاري على طريق المتابعة لا الاصاله وتعقبه الكرماني بأنها مخالفه في اللفظ والمعنى من عدة جهات فكيف تكون متابعه وجوابه أن المراد بالمتابعه هنا كون الحديث مخرجا في صحيح مسلم وغيره من طرق أخرى عن الثوري وعند المؤلف من طرق أخرى عن الأعمش منها رواية شعبة المشار إليها وهذا هو السر في ذكرها هنا وكأنه فهم أن المراد بالمتابعه حديث أبي هريرة المذكور في الباب وليس كذلك إذ لو أراده لسماه شاهدا وأما دعواه أن بينهما مخالفة في المعنى فليس بمسلم لما قررناه آنفا وغايته أن يكون في أحدهما زيادة وهي مقبولة لأنها من ثقة متقن والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 01:17]ـ
لعل التعيين يكون له أهمية شيخنا أبا محمد لأن رواية قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري فيها كلام
صدقت يا أبا علي، وفقك الله ونفع بك
ـ[أبو عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[13 - Dec-2006, صباحاً 10:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي أبا عبدالرحمن
ثانياً/ روى قبيصة عن ابن عيينة صراحة في صحيح البخاري، كما تجد ذلك في كتاب الجهاد - باب جوائز الوفد- رقم الحديث (3053)
وهذا يغني عن الحاجة إلى تصريح الحافظ المزي أو ابن حجر بكون قبيصة من تلاميذ ابن عيينة.
المشايخ الكرام قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج6/ص 170 تعليقا على هذا الحديث ((حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة كذا لأكثر الرواة عن الفربري وكذا في رواية النسفي ولم يقع في الكتاب لقبيصة رواية عن سفيان بن عيينة الا هذه وروايته فيه عن سفيان الثوري كثيرة جدا وحكى الجياني عن رواية ابن السكن عن الفربري في هذا قتيبة بدل قبيصة وروايته عن قتيبة لهذا الحديث بعينه ستأتي في أواخر المغازي وقتيبة مشهور بالرواية عن ابن عيينة دون قبيصة والحديث حديث ابن عيينة لا الثوري)) (نقلا من برنامج التراث)
وقال العيني في عمدة القاري ج14/ص298 تعليقا على هذا الحديث ((وقبيصة بفتح القاف وكسر الباء الموحدة ابن عقبة قال الجياني لا أحفظ لقبيصة عن ابن عيينة شيئاً في (الجامع) ورواية ابن السكن قتيبة بدل قبيصة قلت وقع هكذا قبيصة حدثنا ابن عيينة عند أكثر الرواة عن الفربري وكذا في رواية النسفي ولم يقع في البخاري لقبيصة رواية عن سفيان بن عيينة إلاَّ هذه الرواية وروايته فيه عن سفيان الثوري كثيرة جداً وقيل لعل البخاري سمع هذا الحديث منهما غير أنه لا يحفظ لقبيصة عن ابن عيينة شيء في (الجامع) ولا ذكره أبو نصر فيمن روى في (الجامع) عن غير الثوري)) (نقلا من برنامج التراث)
وتابع الذهبيُ المزي فلم يذكر سفيان بن عيينة من شيوخ قبيصة كما في ترجمة قبيصة من تذهيب التهذيب. علما بأن المزي في تحفة الأشراف ذكر أن البخاري روى هذا الحديث عن قبيصة عن سفيان بن عيينة، ومع ذلك لم يذكر في تهذيب الكمال أن قبيصة ممن روى عن سفيان بن عيينة، وتبعه الذهبي وابن حجر كما تقدم، فما السبب في ذلك؟ وهل روى قبيصة بن عقبة عن سفيان بن عيينة خارج الكتب الستة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Dec-2006, مساء 03:20]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبدالرحمن
عندما وجدتُ التصريح بـ (ابن عيينة) اكتفيت به، ولم أنظر في كلام الحافظ ابن حجر، وهذا تقصير مني في البحث
أشكرك على هذه الإفادة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Dec-2006, مساء 02:21]ـ
بارك الله في الجميع
هنا فائدة حول الموضوع
http://www.alalukah.com/showthread.php?p=877#post877(/)
ما مذهب ابن حجر في اليمين .. (كلتا يديه يمين)؟؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 07:03]ـ
نقل ابن حجر في فتح الباري (13\ 480\حديث 7431)
في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين) سياق من طريق أبي يحي القتات عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: (و السموات مطويات بيمينه) وفي حديث ابن عباس رفعه: (أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين) وقال القرطبي في المفهم كذا جاءت هذه الرواية بإطلاق لفظ الشمال على يد الله تعالى على المقاربة المتعارفه في حقنا، وفي أكثر الروايات وقع التحرز عن إطلاقها على الله حتى قال وكلتا يديه يمين لئلا يتوهم نقص في صفته سبحانه وتعالى لأن الشمال في حقنا أضعف من اليمين .. قال البيهقي ذهب بعض أهل النظر إلى أن اليد صفة ليست جارحة، وكل موضع جاء ذكرها في القران و السنة الصحيحة فالمراد تعلقها بالكائن المذكور معها كالطي والأخذ و القبض و البسط و القبول و الشح والإنفاق وغير ذلك تعلق الصفة بمقتضاها من غير ممارسة .. وليست ذلك تشبيه بحال، وذهب آخرون إلى تأويل ذلك بما يليق. أ. هـ
عقيدة ابن حجر في الجمة أشعرية لكن أصوله تخالفهم فهو أشبه بطريقة الباقلاني وغيره من متكلمة الإثبات وفي كثير من الأمور بالذات في قضايا الأسماء ونحوها ينتحي طريقة أهل السنة ..
فهو أشعري لكن ليس على طريقة الرازي وغيره من متكلمة الأشاعرة الذين جنحوا لطريقة الفلاسفة في التقرير وليس هو على طريقة أبي الحسن في الاقتراب الشديد من أهل السنة وإنما تارة يميل مع أهل السنة وتارة مع الأشاعرة
ونقل رأي البيهقي الذي لا يثبت الصفة ولا ينفيها ..
فهو مضطرب وغير مطرد باتجاه واحد، فتارة مثبتا وتارة مأولاً ..
ما يهمني الآن هو معرفة مذهب ابن حجر في اليمين بالذات، وعلام يدل نقله للبيهقي؟؟
وفقنا الله وإياكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 09:19]ـ
هذه بعض أقوال الحافظ ونقوله في صفة اليدين
قال الحافظ في المقدمة ص 208:
قوله: (أطولهن يدًا) أي: أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافًا إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات، وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك. اهـ
و قال الحافظ في الفتح 1/ 352: "والمراد باليد هنا القدرة".
ونقل في 13/ 390": ولأهل الكلام في هذه الصفات – كالعين والوجه واليد – ثلاثة أقوال، أحدها: أنها صفات ذات أثبتها السمع و لا يهتدي إليها العقل".
وفي 13/ 394 قال الحافظ: "باب قول الله تعالى: لما خلقت بيدي، قال ابن بطال: في هذه الآيات إثبات اليدين لله، وهما صفتان من صفات ذاته، وليستا بجارحتين، خلافًا للمشبهة من المثبتة، وللجهمية من المعطلة .... ".
وفي (13/ 394) قال الحافظ: "وقال غيره: هذا يساق مساق التمثيل للتقريب؛ لأنه عهد أن من اعتنى بشيء واهتم به باشره بيديه، فيستفاد من ذلك أن العناية بخلق آدم كانت أتم من العناية بخلق غيره".
وفي 13/ 398 قال الحافظ: " وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة .... ".
وينظر تعليقات العلامة البراك على كلامه ونقله هنا:
http://www.alalukah.com/showthread.php?t=73
ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - Dec-2006, مساء 09:29]ـ
الفاضل عبدالرحمن السديس وفقك الله
لم يتضح مذهب ابن حجر من النقولات السابقة لمسألة اليمين بالتحديد
بارك الله فيك وفي علمك
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 09:17]ـ
السلام عليكم أختي الفاضلة طالبة علم زادك الله فضلاً وعلماً
الحافظ ابن حجر -رحمه الله- متذبذب في مسائل العقيدة بين مذهب السلف الصالح ومذهب الأشعرية، فوافقهم في أشياء كجواز التأويل والتفويض في الصفات ونفي الجهه وغيرها، ومع هذا فلا ينسب إلى الأشاعرة، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة
وقد ذكر ذلك فضيلة الشيخ صالح ابن عثيمين -رحمه الله-أثناء شرحه لحديث في الأربعين النووية وقال: فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري. أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب: لا نقول إنه شافعي. ا.هـ
وقد أجاد فضيلة الشيخ سفر الحوالي -حفظه الله- في رسالته (منهج الأشاعرة في العقيدة) و بيانه لموقف ابن حجر من الأشاعره وحقيقة نسبته إليهم.
ولعلك أختي الكريمة اطلعت أو تطلعي على كتاب (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) تقريظ لكبار العلماء، قد تجدي فيه الإجابة على سؤالك.
والكتاب مرفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[12 - Dec-2006, صباحاً 10:11]ـ
الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله على طريقة عامة أهل الحديث من متأخري الشافعية يميلون في الاعتقاد إلى طريقة أبي الحسن الأشعري وإن كانوا لا يسيرون على طريقة متكلمي الأشاعرة فهم أقرب إلى متقدمي الأشاعرة منهم إلى متأخريهم ولتأثر هذه المدرسة كثيرا بأهل الحديث صار عندهم نوع من الاستقلال في الحكم على مفردات المسائل أما في أنواعها فهم يميلون إلى طريقة أبي الحسن الأشعري.
وأما نقد الحافظ للأشاعرة في بعض مذاهبهم فلا يكفي في إخراجه عنهم فقد صنع ذلك الحافظ ابن رجب في نقد بعض ما يوجد لدى الحنابلة أتباع شيخ الإسلام وجوبه بسبب ذلك مع كونه في نفسه من أعلام السالكين على طريقة شيخ الإسلام.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[12 - Dec-2006, مساء 06:45]ـ
طويلبة علم، شكر الله لك ووفقك وبارك فيك
استفدت من الرابط كثيراً نفع الله بك ..
الفاضل أبو حماد جزاك الله خير وبارك فيك، ولكن إذا كان العالم منتمي لمذهب معين و ذهب لقول يوافق مذهب آخر، لا يعني انتمائه للمذهب الآخر ..
بينما لو كان متذبذباً - كابن حجر رحمه الله - كيف نحكم عليه .. بمعنى هل هو أشعري أصلاً؟ وذهب لمذهب آخر في الصفات؟
أشكر لكم مروركم وتفضلكم بالإضافة المباركة
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[18 - Dec-2006, صباحاً 02:03]ـ
وأما نقد الحافظ للأشاعرة في بعض مذاهبهم فلا يكفي في إخراجه عنهم .....
الشيخ الفاضل
الحافظ ابن حجر-رحمه الله- اجتهد واستفرغ وسعه في بيان ما توصل إليه إجتهاده، وأخطأ وخطؤه مغفور إن شاء الله تعالى.
ولا يسوغ إطلاق نسبة الأشعري إلى أحد إذا كان غالب أمره موافقة منهج السلف، بل لا بد من أن يقيّد فيقال وافق الأشاعرة في كذا .. خاصة مع عالم فذ خدم السنة وذاد عنها كابن حجر والنووي رحمهما الله تعالى.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[20 - May-2007, صباحاً 08:00]ـ
بحثت هذه المسألة في كتاب (منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من كتابه فتح الباري) تأليف د/ محمد بن إسحاق كندو
وأصله رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية. والكتاب متداول ومطبوع
ــــــــــــــــــــــ
وقد بحث هذه المسألة: الجمع بين " كلتا يديه يمين" وبين إطلاق لفظ الشمال عند مسلم د/ سليمان الدبيخي بحثا متينا في كتابه القيم (أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين) وأصله رسالة ماجستير واوصيكم بهذا الكتاب ففيه نفع عظيم.
ومن المسائل التي جمع بين أحاديثها:
_العدوى، والطيرة، والرقية (ولايسترقون) + إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لها.
- (أيس الشيطان أن يعبد جزيرة العرب + (لايذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى)
-رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه
-مكان سدرة المنتهى
_ علو الله وفوقيته+قربه ومعيته
-ماجاء في ابن صياد وهل هو المسيح
-تعذيب الميت ببكاء أهله عليه
-زيادة العمر بصلة الرحم
- ماجاء في أن الشقاء يكتب عليه في بطن أمه + كل مولوديولد على الفطرة
-والشر ليس إليك
_ حكم أولاد المشركين
_ حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ..............
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 07:35]ـ
البيهقي يثبت اليدين ولكن كاثبات الكلابية الذين ينفون الجوارح(/)
تعريف العِلَّة في الاصطلاح
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[10 - Dec-2006, صباحاً 08:19]ـ
تَعْرِيفُ العِلَّةِ اصْطِلاَحًا
يُعَرِّفُ علماءُ الحديث العِلَّةَ: بأنها أسبابٌ غامضةٌ خَفيَّةٌ قادحةٌ في صِحَّةِ الحديث، مع أنَّ الظاهرَ السلامةُ منها.
ويعرِّفون الحديثَ المعلول: بأنه الذي اطُّلِعَ فيه على عِلَّةٍ تَقْدَحُ في صِحَّته، مع أنَّ الظاهرَ السلامةُ منها [1].
وعرَّفه الحافظُ العراقي [2] بنحو هذا التعريف، ونقَلَ البِقَاعي [3] عن الحافظ ابن حجر أنه عرَّفه بقوله: «هو خبرٌ ظاهرُهُ السلامةُ، اطُّلِعَ فيه بعد التفتيش على قادحٍ»، وهذا التعريفُ اختاره الحافظ السخاوي [4]، ولم يَنْسُبه إلى أحد، وهو الذي رجَّحه الدكتور همام سعيد [5]؛ لأنه تعريف جامعٌ مانع كما قال.
ولِكَيْ تَتَحقَّقَ العِلَّةُ - على كلا التعريفين - لابُدَّ فيها من شرطين:
أ - الغُمُوض والخَفَاء.
ب - القَدْحُ في صحَّة الحديث.
أما الغُمُوضُ والخَفَاء: فإنَّ مَنْ ينظُرُ في طعونِ أهلِ العلم بالحديثِ في الأحاديثِ التي يضعِّفونها، يجدُ أنهم يُعِلُّونَ الحديث بأحد سببين:
1) إما سَقْط في الإسناد. 2) أو طعن في الراوي [6].
وربَّما كان السقطُ أو الطعنُ في الراوي واضحًا جليًّا يدركه كلُّ أحد [7]، وربَّما كان خفيًّا لا يدركُهُ إلا الجهابذةُ [8]، وقد يُدْرِكه غيرهم بجمعِ طرقِ الحديث [9]، وتتبُّعِ الاختلاف، ومعرفةِ طريقةِ أهلِ الحديث بالترجيحِ وقرائنه، لكنَّ هذا لا يُخْرِجُهُ عن كونه خفيًّا.
ويبدو أنَّ العلماء الذين عرَّفوا العِلَّةَ بالتعريف السابق حرَّروه - كما قال الحافظ ابن حجر [10]- من كلام الحاكم [11]؛ فإنه قال: «وإنَّما يعلَّل الحديثُ مِنْ أوجُهٍ ليس للجَرْح فيها مَدْخَل، فإنَّ حديثَ المجروحِ ساقطٌ واهٍ، وعلَّةُ الحديث تكثُرُ في أحاديثِ الثِّقات، أنْ يحدِّثوا بحديثٍ له علة، فيخفَى عليهم عِلْمُهُ، فيصيرَ الحديثُ معلولاً، والحُجَّةُ فيه عندنا الحفظُ والفَهْمُ والمعرفةُ لا غير».
قال ابن حَجَرٍ عَقِبَ ذكره لكلام الحاكم هذا: «فعلى هذا لا يسمَّى الحديثُ المنقطعُ - مثلاً - معلولاً، ولا الحديثُ الذي راويه مجهولٌ أو مُضَعَّفٌ معلولاً، وإنما يسمى معلولاً إذا آل أمره إلى شيء مِنْ ذلك، مع كونِهِ ظاهرَ السَّلاَمةِ مِنْ ذلك، وفي هذا رَدٌّ على مَنْ زعَمَ أنَّ المعلولَ يَشْمَلُ كلَّ مردود».
وكان ابنُ الصلاح قد قال [12]: «ثم اعلَمْ أنه قد يُطْلَقُ اسمُ العِلَّةِ على غيرِ ما ذكرناه من باقي الأسبابِ القادحةِ في الحديث، المُخْرِجةِ له مِنْ حال الصحَّة إلى حال الضعف، المانعةِ مِنَ العمل به على ما هو مقتضى لفظِ العِلَّةِ في الأصل؛ ولذلك نَجِدُ في كتب عللِ الحديثِ الكثيرَ من الجَرْح بالكذب والغفلة وسوء الحفظ، ونحوِ ذلك من أنواع الجرح، وسمَّى الترمذي النَّسْخَ عِلَّةً من عِلَلِ الحديثِ [13]. ثُمَّ إنَّ بعضَهم أطلَقَ اسم العِلَّة على ما ليس بقادح مِنْ وجوه الخلاف؛ نحو إرسالِ مَنْ أرسَلَ الحديثَ الذي أسنده الثقةُ الضابط ... ».
وحاول الحافظُ ابن حجر التوفيقَ بين ما يقعُ في كلامِ بعض أهل العلم، وبين ما حقَّقه ابن الصلاح، فقال [14]: «مرادُه بذلك: أنَّ ما حقَّقه مِنْ تعريفِ المعلول قد يقع في كلامهم ما يخالفُهُ، وطريقُ التوفيق بين ما حقَّقه المصنِّف وبين ما يقعُ في كلامهم: أنَّ اسم العِلَّة إذا أُطْلِقَ على حديثٍ لا يلزَمُ منه أن يُسَمَّى الحديثُ معلولاً اصطلاحًا؛ إذِ المعلولُ ما علَّته قادحةٌ خفيَّة، والعِلَّةُ أَعَمُّ من أن تكون قادحةً أو غير قادحة، خفيَّةً أو واضحة؛ ولهذا قال الحاكم: وإنما يُعَلُّ الحديثُ مِنْ أوجهٍ ليس فيها للجَرْحِ مَدْخَل.
وأما قوله: «وسمَّى الترمذيُّ النسخَ عِلَّةً»: هو من تتمَّة هذا التنبيه؛ وذلك أنَّ مرادَ الترمذي: أنَّ الحديثَ المنسوخَ - مع صحَّته إسنادًا ومتنًا - طرَأَ عليه ما أوجَبَ عدمَ العملِ به [15]- وهو الناسخُ - ولا يلزم مِنْ ذلك أنْ يُسَمَّى المنسوخُ معلولاً اصطلاحًا كما قرَّرته، والله أعلم».
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكره الحافظ ابن حجر من أنَّ اسمَ العِلَّة إذا أُطلِقَ على حديثٍ لا يلزم منه أن يُسَمَّى الحديثُ معلولاً اصطلاحًا؛ إذِ المعلولُ ما علَّته قادحةٌ خفيَّة، والعِلَّةُ أَعَمُّ من أن تكون قادحةً أو غير قادحة، خفيَّةً أو واضحة -: اجتهادٌ منه مخالِفٌ لما عليه عملُ أئمَّة الحديث، فكتُبُ العللِ التي صنَّفها الأئمَّة فيها توسُّعٌ في ذِكْرِ كلِّ ما يُعَلُّ به الحديثُ، وجَعْلِ ذلك في أبوابِ العِلَلِ التي يُرَدُّ بها الحديث [16]، حتى سمَّى ابن الجوزي كتابه: "العلل المتناهية"، وهي عللٌ ظاهرة كما لا يخفى على كل مَنْ طالعه، ولم نَجِدْ أحدًا منهم ذكر هذا الذي قاله الحافظ ابن حجر.
وعليه: فالذي يظهر جوازُ إطلاق اسمِ العِلَّةِ على كلِّ قادحٍ في الحديث، سواءٌ كان ظاهرًا أو خَفِيًّا، في السند أو في المتن، وجوازُ تسمية الحديث الذي وجدت فيه العِلَّة: مَعْلولاً، أو مُعَلًّا، غيرَ أنَّ استعمالها في العِلَّةِ الخفيَّة أجودُ بعد أنِ استقرَّ الاصطلاحُ على ذلك عند كثير من أهلِ الحديث بعد ابن الصلاح، والله أعلم.
وأما القدحُ في صحَّة الحديث: فَيُفْهَمُ منه أنَّ مِنَ العلل ما لا يقدح في صحَّة الحديث، ويَعْنُونَ به متنَ الحديث، وأمَّا قَدْحُهَا في ذلك الإسنادِ خاصَّةً فلا اعتراضَ عليه.
قال ابن الصلاح [17]: «ثم قد تقع العِلَّةُ في إسنادِ الحديث وهو الأكثر، وقد تقع في متنه. ثم ما يَقَعُ في الإسنادِ قد يَقْدَحُ في صِحَّةِ الإسنادِ والمتن جميعًا؛ كما في التعليلِ بالإرسال والوقف، وقد يقدَحُ في صحَّة الإسناد خاصَّةً من غير قدحٍ في صحَّة المتن.
فمن أمثلة ما وقعتِ العِلَّةُ في إسناده من غير قدحٍ في المتن: ما رواه الثقة يعلى بن عُبَيد، عن سفيان الثَّوْري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البَيِّعَانِ بالخِيَار ... »، الحديث [18].
فهذا إسناد متصلٌ بنقل العدل عن العدل، وهو معلَّل غير صحيح، والمَتْنُ على كلِّ حالٍ صحيحٌ. والعِلَّةُ في قوله: «عن عمرو بن دينار»، إنما هو: «عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر»، هكذا رواه الأئمَّة مِنْ أصحاب سفيان عنه، فوَهِمَ يعلى بن عبيد، وعَدَلَ عن عبدالله بن دينار إلى عمرو بن دينار، وكلاهما ثقة».
وللحافظ ابن حجر رأيٌ في العِلَّة الإسنادية، ذكر فيه أنها لا تَقْدَحُ - أحيانًا - حتى في الإسناد نفسه:
قال رحمه الله [19]: «إذا وقعتِ العِلَّةُ في الإسناد قد تَقْدَحُ، وقد لا تقدَحُ، وإذا قدَحَتْ فقد تخصُّهُ، وقد تستلزمُ القدحَ في المتن، وكذا القولُ في المَتْنِ سواء.
فالأقسام على هذا ستة [20]:
1 - فمثال ما وقعت العِلَّة في الإسناد ولم تقدح مطلقًا: ما يوجد مثلاً من حديثِ مُدَلِّسٍ بالعنعنة؛ فإنَّ ذلك عِلَّةٌ توجبُ التوقُّفَ عن قَبوله، فإذا وُجد من طريق أخرى قد صُرِّح فيها بالسماع؛ تبيَّن أنَّ العِلَّة غيرُ قادحة.
وكذا إذا اختُلِفَ في الإسنادِ على بعضِ رواته؛ فإنَّ ظاهرَ ذلك يوجب التوقُّف عنه، فإنْ أمكنَ الجمعُ بينها على طريقِ أهلِ الحديث بالقرائنِ التي تَحُفُّ الإسنادَ، تبيَّنَ أنَّ تلك العِلَّةَ غيرُ قادحة [21].
2 - ومثالُ ما وقعَتِ العِلَّةُ فيه في الإسنادِ وتقدَحُ فيه دون المتن: ما مثَّلَ به المصنِّفُ من إبدالِ رَاوٍ ثقةٍ براوٍ ثقة، وهو بِقِسْمِ المقلوبِ أليقُ؛ فإنْ أُبْدِلَ راوٍ ضعيفٌ براوٍ ثقة، وتبيَّن الوَهَمُ فيه، استلزَمَ القَدْحَ في المتن أيضًا، إنْ لم يكنْ له طريقٌ أخرى صحيحة.
ومِنْ أغمضِ ذلك أنْ يكونَ الضعيفُ موافقًا للثقةِ في نعته.
ومثالُ ذلك ما وقَعَ لأبي أسامةَ حَمَّادِ بنِ أُسَامةَ الكُوفيِّ أحدِ الثقاتِ، عن عبدالرحمنِ ابنِ يَزِيدَ بنِ جابر، وهو مِنْ ثقاتِ الشاميِّين، قَدِمَ الكوفةَ، فكتَبَ عنه أهلُهَا، ولم يَسْمَعْ منه أبو أسامة، ثم قَدِمَ بعد ذلك الكوفةَ عبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ تَمِيم، وهو مِنْ ضعفاء الشاميِّين، فَسَمِعَ منه أبو أسامة، وسأله عَنِ اسمه فقال: عبدالرحمن بن يزيد، فظَنَّ أبو أسامة أنه ابنُ جابر، فصار يحدِّث عنه وينسُبُهُ مِنْ قِبَلِ نفسه، فيقولُ: حدَّثنا عبدُالرحمنِ بنُ يَزِيدَ بنِ جابر، فوَقَعَتِ المناكيرُ في روايةِ أبي أسامة، عن ابن جابر، وهما ثقتان؛ فلم يَفْطَنْ لذلك إلا أهلُ النقد،
(يُتْبَعُ)
(/)