ولذا سوف أستخدم لفظة "الترقيق" وأقصد ما اصطلح عليه أهل هذا الفن: أقل مراتب التفخيم. أو التفخيم النسبي وسُميت بذلك كما ذكر الشيخ المرصفي سبب التسمية قائلا: وليس المراد من الأمر بالترقيق في قوله: "رقق" الترقيق الحقيقي الآتي بعدُ في حروف الاستفال. إنما هو تفخيم بالنسبة لحروف الاستفال، وسماه أئمتنا التفخيم النسبي، وإليه أميل لأن حروف الاستعلاء لا ترقق مطلقاً. وإن كان التفخيم في تلك الحروف الثلاثة أعني (القاف والغين والخاء) في أدنى منزلة كما مر فهي مفخمة على كل حال بالنسبة للحروف المستفلة المرققه الآتية بعد .... )) ا. هـ
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:53]ـ
الاستعلاء:
معناه لغة: الارتفاع والعلو
واصطلاحا: ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلي الحنك الأعلي.
وحروفه: خص ضغط قظ
قال المرعشي: إن المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصي اللسان سواء استعلي معه بقية اللسان أو لا.
وحروف وسط اللسان وهي الجيم والشين والياء لا يستعلي بها إلا وسط اللسان.
والكاف لا يستعلي بها إلا ما بين أقصي اللسان ووسطه، فلم تعدّ هذه الأربع من المستعلية وإن وجد فيها استعلاء اللسان في هذه الأربع ليس مثل استعلائه بالحرف المستعلي.) انظر نهاية القول المفيد ص75
مراتب التفخيم:
وقد ذكر العلماء مراتب التفخيم وقسموه لمذهبين:
1. المذهب الأول جعل مراتب تفخيم حروف الاستعلاء ثلاثة مراتب وهي:-
المرتبة الأولى: إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا، أو ساكنا وما قبله مفتوح
- المرتبة الثانية: إذا كان حرف الاستعلاء مضموما، أو ساكنا وما قبله مضموم
- المرتبة الثالثة: إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا، أو ساكنا وما قبله مكسور
2. والمذهب الثاني جعل هذه المراتب خمسة وهي:-
المرتبة الأولى: إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا وبعده ألف
- المرتبة الثانية: إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا و ليس بعده ألف
- المرتبة الثالثة: إذا كان حرف الاستعلاء مضموما
- المرتبة الرابعة: إذا كان حرف الاستعلاء ساكنا
- المرتبة الخامسة: إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا
وذكر الشيخ محمد يحيي شريف الجزائري ـ حفظه الله ـ مراتب التفخيم بتفصيل أكثر حيث قال:
مذاهب العلماء في مراتب التفخيم:
المذهب الأوّل: ثلاثة مراتب: المفتوح ثمّ المضموم ثمّ المكسور. والساكن يتبع ما قبله فإن كان بعد فتح فمرتبته مع المفتوح وإن كان بعد ضمّ فمرتبته مع المضموم وإن كان بعد كسر فمرتبته مع المكسور. وهو مذهب المتولّي حيث قال:
ثُمَّ المفخّماتُ عنهم آتِيَهْ ....... على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيَهْ
مفتوحُهَا، مضمومُها مكسورُها ....... وتابِعٌ ما قَبْلَهُ ساكِنُهَا
فَمَا أتَى من قَبْلِهِ من حَرَكَهْ ........ فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ
******
- المذهب الثاني: خمسة مراتب وهي: المفتوح الذي بعده ألف نحو {طال} ثمّ الفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ المكسور أمّا الساكن فحكمه مثل المذهب الأوّل أي تابع لما قبله. وهذا فيه نظر لأنّه إن كان تابع لما قبله فلا يكون مرتبة مستقلّة فيكون عدد المراتب أربعة كالمذهب الأوّل مع زيادة المفتوح الذي بعده ألف. وهو مذهب أخذ به الكثير من المعاصرين كالعلامة المرصفي في هداية القارئ والشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى في الفوائد التجويدية وغيرهم. وهو مذهب العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حيث قال:
أعلاهُ فيه كطائفٌ فصَلّى .... فَقُرْبَةٌ فَلاَ تُزِغْ فظِلاَّ
والمتولّي في السكونِ فَصَّلاَ .... فمثلُ مفتوحٍ ومضمومٍ تَلاَ
ثمّ سكوناً بعدَ كَسْرٍ جَعَلاَ ....................... ...........
**********
المذهب الثالث: خمسة مراتب كالمذهب الثاني إلاّ أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قلبه وهي المرتبة الرابعة مابين المضموم والمكسور وهذا المذهب هو المأخوذ به عند مشايخ الشام وهو مذهب محمود بن سيبويه البدوي في كتابه الوجيز والدكتور يحيي الغوثاني في كتابه علم التجويد وإليه أشار العلامة المتولّي:
وقيل بل مفتوحها مع الألفْ ....... وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ
مضمومها، ساكِنُهاَ مكسورُها ....... فهذهِ خَمْسٌ أتاكَ ذِكْرُهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو مذهب ابن الجزري على ما نقله ملا القارئ والمرعشي. فقال صاحب المنح الفكرية: " وعند المصنّف خمسة ما كان بعده ألف ثمّ ما كان مفتوحاً من غير ألف بعدها ..... ثمّ ما كان مضموماً ثمّ ما كان ساكناً ثمّ ما كان مكسوراً (المنح الفكرية ص33). ونقل هذا الكلام المرعشي في جهد المقلّ ص 155). ولم يقيّد الساكن بكونه تابع لما قبله وهذا يدّل أنّ ابن الجزري يرى أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قبله حيث لم يقيّد الساكن باتّباع ما قبله.
*********
- المذهب الرابع: خمسة مراتب ولكن على ترتيب التالي:
ـ المفتوح الذي بعده ألف
ـ ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف
ـ ثمّ المضموم
ـ ثمّ الساكن بعد الكسر
ـ ثمّ المكسور
. أمّا الساكن بعد الفتح كالمفتوح الذي ليس بعده ألف، والساكن بعد الضمّ كالمضموم
. وهو مذهب الشيخ عثمان بن سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافي حيث قال:
أشدُّها المفتوح الذي بعدهُ ألفْ ...... ودونَهُ المفتوح من غير ألفْ
مضمومها وساكنٌ عن كَسْرِ ........ مكسورُها فَخَمْسَةٌ بالحصْرِ
وساكنٌ عن فتحةٍ كفتحةِ ....... وساكنٌ عن ضمّةٍ كضمّةِ
**********
المذهب الخامس: وهي ستة مراتب وقد نقل ذلك الدكتور حامد بن خير الله سعيد شارح كتاب السلسبيل الشافي عن الشيخ محمود علي بسة في كتابه العميد في علم التجويد. وهذه المراتب هي:
ـ المفتوح الذي بعده ألف
ـ ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف
ـ ثمّ المضموم
ـ ثمّ الساكن الذي قبله فتح أو ضمّ
ـ ثمّ الساكن الذي قبله كسر إن كان مطبَقاً أو قافاً
ـ ثمّ المكسور مطلقاً والغين والخاء المسبوقتان بكسرٍ أو ياء. (انظر هامش السلسبيل الشافي ص114 (.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل اعتنق الإمام المتولي مذهب الثلاث مراتب كما نقل الشيخ محمد أعلاه؟
قال الشيخ مكي نصر بعد ذكره قول ابن الجزري والمرعشي وغيرهما أن المذاهب خمس ثم قال: واستصوبه شيخنا عمدة المحققين الشيخ محمد المتولي وأنشأ فيه سؤالا وأجاب عنه بقوله:
السؤال:
نصّوا بأن حرف الاستعلاءِ*****مفخّمٌ بدون ما استثناءِ
لكن وجدنا نحو غِلٍّ يَتَّخِذْ*****مرققا فيما علينا قد أُخِذْ
فما جواب هذه المسألةِ*****عندكمُ فتوضِحوه بالّتي
الجواب:
يُهْدَى السَّلامُ أَوَّلًا إٍِلَيِْكُمُ******وبعدُ فالجَوَابُ ذُرًّا يُنظَمُ
حروفَ الاستعلاء فخِّمْ مُطلقًا******وقيل بل ما كان منها مُطْبَقًا
والأولُ الصواب عند العُلَمَا******ولكن الإطباق كان أفْخمَا
ثم المُفَخَّماتُ عنهم آتِيَهْ******على مَراتبَ ثلاثٍ وَهِيَهْ
مفتوحها مضمومها مكسورها******وتابعٌ ما قبله ساكنها
فما أتى من قبله من حركة******فافْرِضْهُ مُشْكَلًا بتلك الحركة
وخاء إخراج بتفخيم أتت***** من أجل راء بعدها قد فخمت
وقيل بل مفتوحها مع الألف******وبعده المفتوح من دون ألف
مضمومها ساكنها مكسورها******فهذه خمسٌٌ أتاك ذِكْرُها
فهي وإن تكن بأدنى منزلة******فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة
فلا يقال إنها رقيقة******كضدِّها تلك هي الحقيقة
فلا تكن مستشكلا لقولهم******فخيمة في كل حال إذ علم
والاختبار شاهد لقولنا******فكن بصيرا بالعلوم متقنا
تَمَّ الجوابُ شافيا وَيُخْتَمُ******بِاسْمِ السَّلَامِ دائمًا عَلَيْكُمُ
.... ثم قال محمد مكي نصر: قال شيخنا: الساكن فيه تفصيل وهو: إن كان ما قبله مفتوحا يعطي تفخيم المفتوح الذي لم يكن بعده ألف نحو: "يقطعون ـ ويقتلون "،، وإن ما قبله مضموما يعطي تفخيم المضموم نحو: " أن تقبل منهم " "ويرزقه" وإن كان ما قبله مكسورا يعطي تفخيما أدني مما قبله مضموم نحو: "اقرأ" "ونذقه" .... )) ا. هـ136:138 بتصرف
وقبل عرضي لبعض الملاحظات علي ما سبق من الكلام، ومما سطره الإخوة الكرام،أردت أن أبين حقيقة الخلاف في المفتوح بعد ألف وما ليس بعده ألف.
حقيقة الخلاف في المستعلي المفتوح سواء تبعه ألف أم لا:
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:54]ـ
حقيقة الخلاف في المستعلي المفتوح سواء تبعه ألف أم لا:
(يُتْبَعُ)
(/)
من نظر في كثير من تقسيمات الأئمة وجد أن أكثر هذه التقسيمات والفروق هي خلافات نظرية لا تتعلق بحقيقة الصوت الخارج، فمثلا اختلاف الأئمة في مخرج الجوف .. وهل للجوف مخرج أم لا؟ وفي الحقيقة الخلاف نظري، فمن جهة خروج الصوت لا يختلف الفريقان من جهة الأداء، إنما الخلاف من جهة تحليل المسألة، فمن نظر إلي بداية خروج أحرف الجوف ـ الحروف المدية ـ نسب كل حرف إلي مخرجه (الألف من مخرج الهمزة والياء من وسط اللسان، والواو من الشفتين).
ومن نظر إلي نهاية أحرف الجوف ـ أي نهاية الصوت في أحرف المد ـ حكم لها بالجوف لأن هذه الأحرف قد تجاوزت مخرجها التي تحدثنا عنها إلي مكان خالٍ سمَّوه هم بمخرج الجوف، فلا فرق حقيقة بين الفريقين في نطق أحرف المد.
وكذا من جعل مخرج اللام والنون والراء مخرجا واحدا، ومن جعل مخارجها ثلاثا، لا فرق بينهما في كيفية الأداء. فمن نظر إلي أن هذه الأحرف كلها من جهة واحدة النون تحت اللام والراء تحت النون عدها مخرجا واحدا، ومن نظر إلي علو اللام وانخفاض النون عن اللام وإدخال الراء غاير بينهم.
وكذا الخلاف في حكم النون الساكنة مع النون في نحو " من نعمة" هل هو إدغام ناقص ـ باعتبار أن الغنة غنة الحرف الأول ـ؟
أم هو إدغام كامل ـ باعتبار أن الغنة غنة الحرف الثاني ـ؟
ومن نظر في مسألتنا وجدها من هذا النوع ـ أي الخلاف اللفظي ـ، لأن حرف الاستعلاء يبقي كما هو عند اتصاله بالألف، بل الذي يطرأ عليه زيادة تفخيم الألف، فالألف حرف مغاير لحرف الاستعلاء بمعني أنك إن أردت تفخيم ما بعده ألف مثل " صابرا " فإنك تفخم حرفين لا حرفا واحدا. أي تنتقل من تفخيم المستعلي إلي تفخيم الألف، وحرف الاستعلاء لا يطرأ عليه تغير في الحقيقة، والمشهور عند العلماء أن أحرف المد تخرج بعد الحرف، فالصاد في صابرا تخرج قبل الألف، ثم بعد نطق الصاد كاملة تخرج الألف.
وبهذا قال الإمام عبد الوهاب القرطبي في الموضح بعد أن حكي أخطاء بعض القراء في زمانه:
(والذي يتعين اعتماده والأخذ به أن يجعل كلَّ حرف من الحروف في حال وصله بالألف كما هو في حال فصله، يبقي المجهور علي جهره والمهموس علي همسه والمطبق علي إطباقه ولا يزيد اتصاله بالألف شيئا عما كان عليه ..... ) ص72
ولذلك قال من قال بأن مراتب التفخيم ثلاث مراتب، لأنه لحظ عدم تغير الحرف قبل الألف حقيقة، ومن قال بالخمسة لحظ امتداد الصوت بالألف مع الحرف المستعلي وراعي الصوت ـ الألف ـ الداخل علي الحرف فحكم بالتفرقة بينهما.
ولا يقول قائل: أن هذا ينطبق علي نحو: " صرفكم " لأننا قمنا بتفخيم الصاد ثم قمنا بتفخيم الراء فهذا أيضا يعد تفخيم حرفين؟
الجواب: هناك فرق كبير لمن تأمل المسألة، فأحرف المد لابد أن تكون ناتجة عن حركة، وهذه الحركة تكون موجودة علي الحرف فهي علاقة امتداد ولذا سمِّيت أحرف المد.
وهذه العلاقة غير موجودة عند نطق حرفين آخرين معا من أحرف التفخيم.
والخلاصة: عدم ترتب خلاف صوتي في التفرقة بين ما بعده ألف وبين ما تجرد من الألف في حقيقة الأمر. والله أعلم.
وأعود لإيراد بعض الملاحظات:
والملاحظة الأولي: في قول الشيخ محمد مكي نصر أنه مثَّل في تفصيل الساكن بالقاف ولم يذكر غينا ولا خاء هذه من جهة، والإشكال الذي أورده المتولي في سؤاله ذَكَرَ الغين "غل" والخاء " يتخذ "
هل يمكن المساواة بين القاف الساكنة من جهة وبين كل من الغين والخاء من جهة أخري؟
أقول: لا يمكن المساواة بينهما لأن القلقلة في القاف أضافت للقاف قوة ـ في حال سكونها ـ مما كان له الأثر في قوة صوت القاف وهذا بخلاف " الغين والخاء " لعدم وجود القلقلة وهذا واضح جلي وقد ذكر الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ القلقلة من صفات القوة فقال: فالصفات القوية إحدى عشرة صفة وهي: الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والصفير والقلقلة و الانحراف والتكرير والتفشي والاستطالة والغنة.) ا. هـ
فلا شك أن إضافة القلقلة للقاف تكسبها قوة مع قوتها وهذا بخلاف الغين والخاء. والله أعلم
وبهذا القول يجاب علي الإشكال الذي أورده الشيخ محمد يحيي شريف ـ حفظه الله ـ في بحثه حيث قال:
" رابعاً: وكيف يمكن أنّ نجعل القاف في [اقْتَرب] في نفس المرتبة مع القاف في {قِيل} حيث لو قمنا بتطبيق ذلك في القراءة لأنكره معظم المشايخ حتّى الذين يقولون بذلك. وقد سمعنا الكثير من المشايخ يأمرون الطلبة بترقيق - إن صحّ التعبير - الغين والخاء في نحو {تُزِغْ} {إخْواناً} ويبالغون في ترقيقها حتّى تصير كالمكسورة ولا دليل لهم في ذلك وقد علمنا أنّ في الساكن لا ينخفض الفك فلماذا التسوية؟)) ا. هـ
وهذا مع ما فصلَّه المتولي ـ رحمه الله ـ وبينه من أن الغين والخاء ـ في حالة الكسر ـ يشبه صوتها الأحرف المرققة وهي ليست مرققة في الحقيقة. إلا أن الضعف الشديد لصوتها واضح ظاهر.
الملاحظة الثانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:55]ـ
الملاحظة الثانية: أن الشيخ محمد مكي نصر ـ رحمه الله ـ قد أقر بمقصد الإمام المتولي ـ رحمه الله ـ حيث قال بعد ذكر المذاهب الخمس: واستصوبه شيخنا عمدة المحققين الشيخ محمد المتولي .. وهو من تلامذة الشيخ المتولي ونسب له المراتب الخمس، بل ذكر المتولي في كتابه " مقدمة في ذكر فوائد لا بد من معرفتها للقارئ ملخصا من النشر " مخطوطة ورقة 13 ما نصه: والخاء يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو: خلق وغلب ..... ثم بعد ذلك ذكر مذهب ابن الطحان أنها علي ثلاث مراتب وذكرها)) أ. هـ
ولكنه ذكرها بعد أن جزم بالتفرقة بين المفتوح ليس بعده ألف وبين المفتوح وبعده ألف، وعبر بقوله " أبلغ" وقوله " أمكن".
فكيف لنا أن ننسب نحن للإمام المتولي أنه أخذ بالمراتب الثلاث وهذا ما قاله الشيخ محمد يحيي شريف، وهو المفهوم أيضا من قول د / أنمار ": (وفصل المسألة وذكر الخلاف صاحب نهاية القول المفيد ص 101 وذكر نظم شيخه المتولي في المسألة وترجيح العلماء للخمس بما فيهم المتولي والظاهر خلافه فراجعه غير مأمور)) ا. هـ كلامه حفظه الله
والراجح كما سبق أن المتولي أخذ بالمراتب الخمس وليس كما فهم بعض الأفاضل ـ حفظهم الله ـ واستشكل عليهم قول المتولي ـ رحمه الله ـ عند حديثه عن المراتب الخمس: وقيل .... فظن بعضهم أن لفظة " قيل " أفادت الضعف، والأمر ليس كذلك فقد تستخدم " قيل " عند القراء ولا يريدون بها ضعفا،وأحيانا يريدون به ضعفا، والذي يهمنا أن نورد مثالا لا يريدون بـ (قيل) ضعفا.
قال ابن الجزري: وقيل تبدل مدا زكا جودا) ولم يشر أحد من شراح الطيبة كابن الناظم أو النويري إلي ضعف هذا الوجه بل ذكر أن هذا الوجه رواه جمهور المصرين ومن أخذ منهم من المغاربة.
ومع فرض أنه أراد ضعفا فهذا لا يغير من الأمر شيئا لأن الخلاف لفظي قال الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ:
((المرتبة الرابعة: وهي الساكنة نحو {يَطْبَعُ ـ يَضْرِبُ ـ أَصْبَرَهُمْ ـ يَظْلِم ـ يَقْتُلْ ـ يَغْلِبْ ـ يَخْلُقُ}. وفي هذه المرتبة تفصيل وهو: إن كان الحرف المفخم ونعني به الساكن وقع بعد فتح فيعطى تفخيم المفتوح الذي ليس بعده ألف كما في الأمثلة المذكورة، وإن وقعت بعد ضم فيعطى تفخيم المضموم نحو {وَيُطْعِمُونَ} {مُّقْمَحُونَ} وإن وقع بعد كسر فيعطى تفخيماً أدنى مما قبله مضموم نحو {إِطْعَامُ} {نُّذِقْهُ}.
ولم يوضح أئمتنا في الحرف المفخم الساكن إثر كسر أكثر من هذا فيما وقفت عليه من مراجع. ولكن يؤخذ من تمثيلهم بكلمتي {اقْرَأْ ـ نُذِقْهُ} ومن قولهم يعطى في التفخيم تفخيم المكسور؛ لأنه لم يكن هناك مرتبة أقل منه وفي الوقت نفسه لم يكن هناك أدنى من المضموم إلا المكسور.
ومن ثَمَّ يتضح أن حرف التفخيم الساكن الواقع إثر فتح يكون في التفخيم ملحقاً بالمفتوح الذي ليس بعده ألف في المرتبة الثانية التي سبق الكلام عليها.
والحرف الساكن الواقع إثر ضم يكون في التفخيم ملحقاً بالمضموم في المرتبة الثالثة.
والحرف الساكن الواقع إثر كسر يكون في التفخيم ملحقاً بالمكسور في المرتبة الخامسة والأخيرة الآتية بعد. وقد صرح بذلك العلامة المتولي في الساكن عموماً بقوله رحمه الله:
*فما أتَى من قبلهِ من حركَهْ * فافرضْهُ مشكلاً بتلك الحركة)) أ. هـ
ثم فسر العلامة المرصفي المسألة بعد ذكره لمرتبة المكسور فقال:
.... وعلى هذا الضوء يمكن ضبط الحرف المفخم الساكن إثر كسر سواء كان مطبقاً نحو {فِطْرَتَ} أو مستعلياً نحو {يَزِغْ}. فالمطبق يفخم لأنه في حال الكسر مفخم حسب مرتبته. والمستعلي يفخم تفخيماً نسبيًّا لأنه في حالة الكسر يكون كذلك كما مر ويشهد بذلك النطق بكلمتي {إِطْعَامُ} و {مِصْرَ} و {أَفْرِغْ} و {إِخْوَاناً} فنجد أن التفخيم حسب مرتبته ظاهر في الطاء والصاد بخلاف الغين والخاء فإن أصل التفخيم فقط، وهذا واضح بأدنى تأمل ثم إن الكسر الذي قبل الغين والخاء الساكنتين يستوي فيه الأصلي والعارض فالأصلي نحو {أَفْرِغْ} {وَإِخْوَانَكُمْ} والعارض نحو {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ} {وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ} ولا يضر وجود حرف الاستعلاء بعد الغين في نحو {لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} فكل هذا يفخم تفخيماً نسبيًّا: أما حرف الاستعلاء الذي بعد الغين فيعطى حكمه حسب مرتبته. ويلحق بالغين والخاء الساكنتين إثر كسر في التفخيم النسبي الغين والخاء الساكنتان للوقف الواقعتان بعد الياء اللَّينَة نحو {زَيْغٌ} و {شَيْخٌ} أما إذا وصلتا فينزلان منزلتهما في المرتبة الثالثة لأنهما أصبحتا مضمومتين.
وأما من فخم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما أو الساكنتين للوقف المسبوقتين بالياء اللينة تفخيماً قويًّا كما سمعنا ورأينا فقد أخطأ إذ يخرجهما بذلك التفخيم القوي عن المرتبة المخصصة لهما.) ا. هـ
والكلام واضح لا يحتاج إلي طول كلام أو كثير بيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:56]ـ
والملاحظة الثالثة:
قول المتولي: وخاء إخراج بتفخيم أتت**** من أجل راء بعدها قد فخمت
وهذا البيت من أفضل ما يستدل به في المسألة. فمن قرأ بتفخيم الخاء من نحو " ولكن اختلفوا " يقرأ بنفس قدر التفخيم في " إخراج" ولو فرضنا أنه يزيد شيئا يسيرا علي مقدار إلا أنهما في طبقة التفخيم.
إذن لا بد أنه أراد التمييز في الخاء الساكنة في "إخراج" وبين "ولكن اختلفوا" مثلا، لأن القائلين بعدم الترقيق يفخمون الخاء من "لكنِ اختلفوا " مثل تفخيمهم كلمة " إخراج " إذ لم يُوجِدوا أي فرق بينهما وهذا ظاهر لمن استمع لنطق الخاء من الكلمتين (اختلفوا ـ إخراج) وهذا خطأ واضح فلابد من إنزال الساكن ما قبله كسر أكثر مما استُثني من هذه القاعدة. وفي هذا دليل واضح علي نطق المستعلي مثل المكسورة أو قل إن شئت قريبة من المكسورة أصح وأقوي. والله أعلم
والملاحظة الرابعة:
قوله: والاختبار شاهد لقولنا******فكن بصيرا بالعلوم متقنا
فالغين من " أفرغ" يجب أن تكون بأدني منزلة حتي تقارب المكسورة وتكون شديدة الشبه بها ولا يخرجها ذلك عن كونها مفخمة.
ولو قمنا بالاختبار بمثال نرقق فيه الغين حتي تقارب المكسورة في " فبغي " بالإمالة أو " بالغة" بإمالة هاء التأنيث علي قراءة الكسائي مثلا ستجد درجة الغين وصلت لأدني منزلة مع أن الإمالة لم تصل للغين في نحو " فبغي" بطريقة مباشرة لأن الإمالة أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة التي قبل الألف نحو الكسرة، فالغين تأثر بإمالة الفتحة في " فبغي " وليست هي الممالة ومع هذا تأثرت بالإمالة، فما بالنا لا تتأثر بالكسرة حال سكونها؟؟
ومعلوم أن الكسرة أقوي من الإمالة فلا بد أن يكون تأثيرها علي الحرف أقوي لأن الإمالة تحدث بسبب الكسرة أو الياء.فمجاورة الإمالة أضفت علي الحرف المستعلي نوعا من الترقيق، فما بالنا لا تتأثر بمجاورة الكسرة لها وهي أشد تأثيرا من الإمالة؟؟
والحروف المطبقة (صاد ـ ضاد ـ طاء ـ ظاء) تمنع الإمالة، ولذا فهي أقل تأثرا بالإمالة، كما أنها أقل تأثرا بالكسرة.
وبهذا يتضح لك أخي القارئ خطأ من قرأ المستعلي الساكن وقبله كسر بتفخيم قوي وهو ما قاله العلامة المرصفي: (وأما من فخم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما أو الساكنتين للوقف المسبوقتين بالياء اللينة تفخيماً قويًّا كما سمعنا ورأينا فقد أخطأ إذ يخرجهما بذلك التفخيم القوي عن المرتبة المخصصة لهما.) ا. هـ
أما مرتبة الكسر فلم يختلف فيها أحد ـ فيما أعلم ـ وإليك بيانها:
قال العلامة المرصفي ـ رحمه الله ـ:
المرتبة الخامسة: وهي المكسورة نحو {طِبَاقاً} {ضِرَاراً} {صِرَاطاً} {ظِلاًّ} {قِتَالاً} {غِشَاوَةٌ} {خِفَافاً} وهذه المرتبة هي أضعف المراتب الخمس في التفخيم.
وذكر فيها صاحب الجواهر الغوالي تفصيلاً حاصله: أن حروف الإطباق الأربعة مفخمة. حسب مرتبتها وهي الأخيرة. وحروف الاستعلاء فقط وهي الثلاثة الباقية مرفقة وإليك قوله في متنه:
* ... ... ... ... * مكسورهُ رَقِّقْ سِوَى ما أطبقا أهـ*
وفي هذه المسألة يقول شيخ مشايخنا العلامة المتولي رحمه الله:
*فهي وإنْ تَكُنْ بأدْنى منزِلَهْ * فخيمةٌ قَطْعاً من المستفلَهْ
فلا يُقَال إنَّها رقيقَهْ * كضِدِّها تلك هي الحقيقهْ أهـ
* توضيح: تقدم في المرتبة الرابعة من مراتب التفخيم ما يفيد أن حرف التفخيم الساكن المكسور ما قبله يعطى في التفخيم حكم الحرف المكسور في المرتبة الخامسة والأخيرة. كما تقدم أيضاً في المرتبة الخامسة أن حرف الاستعلاء المكسور فيه تفصيل وهو:
إذا كان مطبقاً فيفخم حسب مرتبته.
وإذا كان مستعلياً فقط ونعني به - القاف والغين والخاء - فيفخم تفخيماً نسبيًّا هذا: ويستثنى من التفخيم النسبي الخاء الساكنة الواقعة بعد كسر المجاورة للراء المفخمة فلتفخيم الراء تفخم الخاء تفخيماً قويًّا ليحصل التناسب بينهما وذلك في كلمة "إخراج" حيث وقعت ..... ثم قال الشيخ المرصفي بعد ذكر إخراج":
وصفوة القول فيما تقدم من تفصيل في المرتبة الأخيرة أن حروف الاستعلاء فقط ونعني بها - القاف والغين والخاء - تفخم تفخيماً نسبيًّا في حالتين:
الأولى: إذا كانت ساكنة بعد كسر مطلقاً نحو {قِيلَ} {وَغِيضَ} {وَخِيفَةً}.
الثانية: إذا كانت ساكنة بعد كسر مطلقاً نحو {نُّذِقْهُ} {يَزِغْ} {وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ}. أو إذا كانت الغين والخاء ساكنتين للوقف وقبلهما ياء لينة نحو {زَيْغٌ} و {شَيْخٌ} ويستثنى من ذلك الخاء من "إخراجاً" و"قالت اخرج" كما مر توضيحه. وما عدا هاتين الحالتين فتفخم بحسب مراتبها المتقدمة آنفاً.
وقد نظم مراتب التفخيم الخمس غير واحد من أئمتنا وإليك أوضحها لصاحب الجواهر الغوالي قال رحمه الله تعالى:
*مراتبُ التفخيم خمسٌ حقِّقتْ * حروفه قظ خُصَّ ضغط جُمِعتْ*
*فالأول المفتوح بعْدَه أَلف * والثاني مفتوح وذا بلا ألِفْ*
*كذلك المضمومُ الإسكان ارْتَقَ)) ا. هـ
خاتمة (نسأل الله حسنها):
ومما تقدم يتبين لك أخي القارئ أن الساكن من أحرف (الغين والخاء) تكون بأدني مرتبة وهي تكون مثل المكسورة والفارق الضئيل بينهما لا يظهر جليا، ولذا لا يصح أن ننطق هذه الأحرف مشربة بالتفخيم كما فعل بعض الأفاضل. ظنا منهم أن هذا النطق يخالف معالم التفخيم وقد أوضح العلامة المتولي في كلامه بأن المكسورة تشبه المرققة إلا أنها لا تصل لدرجة الأحرف المستفلة.
ومن تأمل الحديث في إمالة نحو " فبغي" أو "بالغة" لعلم الفارق في المسألة.
وفي هذا القدر كفاية. هذا ما من الله به علينا وأسأل الله لنا ولسائر المسلمين السلامة من كل إثم وأن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 10:39]ـ
بارك الله فيك فضيلة الشيخ عبد الحكيم ..
تحقيق في غاية الجودة والإتقان، نسأل الله - عز وجل - أن يُثيبكم ويأجركم على الجهد الذي بُذل فيه.
وقد أحسن الذين جعلوا التفخيم والترقيق من الصفات غير الذاتية للحروف، وإلاَّ لما تأثَّرت تلك الصفة في الحرف بمجاورة غيرها من الأحرف أو بتغير حركتها أو نحو ذلك.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 06:58]ـ
وقد أحسن الذين جعلوا التفخيم والترقيق من الصفات غير الذاتية للحروف، وإلاَّ لما تأثَّرت تلك الصفة في الحرف بمجاورة غيرها من الأحرف أو بتغير حركتها أو نحو ذلك.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بعلمكم.
ولعل الذين جعلوا التفخيم والترقيق من الصفات الذاتية للحروف أنهذه الصفات مهما تغير مراتبها فهي لا تخرج خارج التفخيم .. ولعلها وجهة نظرهم.والله أعلم
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 02:19]ـ
شكر الله لكم هذا البحث المتميز, وجعله في ميزان حسناتكم ..
هل لكم أن تكرمونا بوضع البحث كاملاً على ملف (وورد) أو ملف ( pdf ) وجزيت الجنة ..
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 07:59]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
سأحاول إن وجدت أخا يعرف كيف يرفع البحث إن شاء الله
والسلام عليكم(/)
إختبار قرآن
ـ[خالد جبر]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 12:54]ـ
السؤال الأول
أكتب خمس آيات مبدؤه بقول الله تعالى " وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ".
السؤال الثانى
أين ورد لفظ " وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " وكم مرة تكرر لفظ " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " مع كتابة الآية وذكر أسم السورة.
السؤال الثالث
أكتب أربع آيات مبدؤه بحرف الشين.
السؤال الرابع
أكتب خمس آيات مبدؤه بسادس نداء للناس.(/)
أسأل عن تعلم المقامات في قراءة القرآن .. رجاء افيوني فاني اجد في نفسي منه اشياء
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[27 - Aug-2010, صباحاً 02:37]ـ
نعم والله
اولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اساتذتي الكرام جزاكم الله خيرا
اريد ممن له علم بمسائلة المقامات ان يجاوبني
عن الاسائله التي تدور بفكري
اولا تاريخ ظهورها
ثانيا اول من قام بالعمل بها
ثالثا هل القراء القدامي كانو يتقيدون بها او انهم كانو يقرئون بها عمدا وان كان فهل صرحو بذالك
رابعا هل هذه المساله يستفتي بها للمقرئين ام للعلاماء وهل المقرئين عملهم حجه
خامسا اريد فتوه تحسم الخلاف في ذالك
صحيح انني اجد في نفسي منه شيئ ولكنه قابل للمحو مع الدليل
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 06:16]ـ
/// هذا رابط فيه جمع من الفتاوى في تحريم هذا العمل الذي يسوَّق باسم القرآن الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186994
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه، وبعد:
فهذا جمعٌ لفتاوى وكلام بعض أهل العلم، في حكم قراءة القرآن على طريقة المقامات الموسيقية، والتي تخلص إلى القول بعدم الجواز والمنع، وقد كانت هذه المسألة همّا أشغلني، بل وأرّقني كلّما سمعت به أو قرأت عنه، وبفضل الله الكريم، فقد سمت الهمة اليوم للبحث في المسألة، وتتبّع أقوال العلماء فيها.
وكما لايخفى على أحد، فلا بدّ من وجود عدّة أقوال في تلكم المسألة، إباحةً، تحريماً، استحباباً، وكراهةً، والعبرة بالحقّ ودليله لابالقول وقائله، والمسلم العاقل المتّبع يدور حيث دار الدليل وحيثما مال به يميل، والذي تطمئن له النفس، وتقرّ به وله العين، هو القول بعدم الجواز، وسيأتي تفصيل مايرجّح ذلك في الفتاوى والأقوال التي سأنقلها لكم.
ومن باب الاختصار على القارئ أقول:
القول بعدم الجواز لأمور منها:
أولا: أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح رضي الله عنهم. والأمر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصل المنع، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل، وهنا لادليل، وهذا يعني عدم الجواز.
ثانيا: الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمسلم العاقل ينأى بنفسه عن منزلق الشبهات، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه.
ثالثا: قدر كتاب الله في نفوسنا، وجلالته وعظمته ومنزلته في ديننا، كل ذلك يدفعنا لصون كتاب الله، عن ألحان أهل الفسق والمجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضين، وهذا من أعجب العجائب وأغرب الغرائب.
رابعا: إن كان في قراءة القرآن على تلكم المقامات مصلحة، فتركها أولى لما يترتّب عليها من مفاسد لامفسدة، ودرؤ المفاسد مقدّم على جلب المصالح، والمفاسد المترتبة لاحصر لها لأن الأمر يوما عن يوم في ازدياد ((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ))، ومن تلكم المفاسد: أن القارئ ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامات الموسيقية وتلك الألحان، كي يستطيع بعد ذلك القراءة على نفس المنوال، بل قد وصل الحدّ ببعض الناس أن يستمع الأغاني ويتطرّب بها ويلتذّ، بزعم أنه يتعلّم المقامات ليقرأ القرآن بها، وهذا أمر مشاهد، وواقع محسوس، لامجال لإنكاره، ولاسبيل لإغفاله، وكفى به مفسدة للقول بالمنع، ويضاف للمفاسد أيضا أنه بدعة في الدين مذمومة كما أسلفت في الأمر الأول.
خامسا: تزيين الصوت بالقرآن مستحبّ وليس بواجب، فما بالنا نتكلّف فعل المستحب، فنقع في أمر في أقلّ حالاته مكروه وشبهة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الإستقامة:
" ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246)
وقال القرطبي رحمه الله في حين تكلم عن حرمة القرآن قال:
" ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق " (1/ 29)
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله في (نزهة الأسماع في مسألة السماع):
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بنجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد. اهـ
وقد أجاد اين القيّم فأفاد، وهذا خلاصة كلامه في زاد المعاد
زاد المعاد (1/ 482):
وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
الشيخ ابن باز
سؤال رقم 9330 - حكم قراءة القرآن على طريقة المغنين
السؤال: ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيراً؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنين بل يجب أن يقرأه
كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان،
فيقرأه مرتلاً متحزناً متخشعاً حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو
بذلك.
أما أن يقرأه على صفة المغنين وعلى طريقتهم فهذا
لا يجوز.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/9 ص/290.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتاوى
العنوان ترتيل القرآن على إحدى المقامات الصوتية
المجيب العلامة/ د. عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
عضو الإفتاء سابقاً
التصنيف الفهرسة/ القرآن الكريم وعلومه/علوم القرآن
التاريخ 05/ 04/1425هـ
السؤال
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤالي هو: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمرنا بالتغني عند تلاوة القرآن الكريم، وأن نحسن أصواتنا به، فأنا أريد أن أتعلم أحد المقامات الصوتية؛ كي أحسن صوتي في تلاوة القرآن الكريم، ولكن هل يمكن أن يستخدم معلمي للمقام آلة العود أو الأورغن كي يعلمني الطبقات الصوتية عن طريق السمع والترديد مع النغمة الصوتية؟ هل يجوز لي ذلك أم لا؟ وهل هنالك وسائل أخرى لتعلم المقامات في حال كان حراما؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
جاء في الحديث قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " رواه البخاري (7527) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، وأمر بتحسين الصوت بالقرآن، وكان أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه- صوته حسن استمع إليه النبي –صلى الله عليه وسلم- وقال: " لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود "، فقال أبو موسى – رضي الله عنه-: "لو علمت أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيراً " رواه البخاري (5048)، ومسلم (793)، ولعل ذلك أن الصوت الحسن يكون سبباً في التأثر بسماع القرآن، وقد علم أن الأصوات ليست اكتسابية ولكنها فطرية، فالله – تعالى - هو الذي يعطي من يشاء ويحرم من يشاء وله في ذلك الحكمة البالغة، وليس للإنسان أن يتكلف ما لا يقدر عليه، وإنما عليه أن يحرص على تحسين صوته بقدر الاستطاعة، وإذا لم يتمكن من تغيير صوته فإنه معذور، فيقرأ قدر ما أعطاه الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابة بدع القراء:
" التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر. وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة, قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي ".
ويقول أيضا في نفس الكتاب: " وهذا يدل على أنه محذور كبير وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة رحمهم الله على النهي عنه. . . "
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .... هل يجوز تعلم أحد المقامات الصوتية لتحسين الصوت لقراءة القرآن الكريم على وجه حسن جميل؟ وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب ترتيل القرآن وتحسين الصوت به لقوله عليه الصلاة والسلام في ما يرويه عنه البراء بن عازب رضي الله عنه: زينوا القرآن بأصواتكم. رواه أبو داود والنسائي
قال القرطبي في تفسيره: وإلى هذا المعنى يرجع قوله عليه السلام: ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن. رواه مسلم أي: ليس منا من لم يحسن صوته.
ولمّا استمع النبي عليه السلام إلى قراءة أبي موسى الأشعري وأعجبته قال له: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود. متفق عليه. وأخرج أبو يعلى من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه وزاد فيه: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا.
والتحبير: التزيين والتحسين.
وعلم المقامات علم مستحدث لا يمت إلى علم القراءات بصلة، بل نشأ في حاضنات المغنين والمغنيات، مضبوطاً بطابع موسيقي يمتاز به صوت معين ومرتبط بآلات اللهو والطرب، كالمقامات الأندلسية والبغدادية وغيرها، فلا يجوز تعلمها أو تعليمها.
وتزيين القرآن يكون بالتزام أحكام التلاوة والتجويد، وتحسين
الصوت به يكون بضبط مخارج الحروف أداء. ولا يجوز أن يطلق على ذلك مسمى مقام لبدعيته وسوء نشأته.
أما تقليد صوت مقرئ مشهور بحسنه، نطقا وأداء، فلا مانع منه كما في الفتوى رقم:
35782
والله أعلم.
وأيضا
هل يجوز دراسة المقامات الصوتية بدون استخدام الموسيقى (آلات العزف)، بهدف تحسين الصوت بقراءة القرآن، وشكراً، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تحسين الصوت بالقرآن مشروع، وفيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن. وهذا على أن المراد بالتغني تحسين الصوت، وهو قال به بعض أهل العلم، ويشهد له ما رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: زينوا القرآن بأصواتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشهد له أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره قال: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود. رواه البخاري ومسلم. ولكن لا يتجاوز بالتغني بالقرآن حتى يصير كألحان الأغاني، وقد كره ذلك السلف.
وتحسين الصوت بالقرآن معناه - قبل كل شيء - أداؤه على الوجه الصحيح، بمراعاة مخارج الحروف وصفاتها، والسلامة من اللحن، والمحافظة على كيفية المد فيه والإدغام والإظهار والغنة والقلب والإمالة والتحقيق والتسهيل والإبدال والنقل والإخفاء والاختلاس وغير ذلك من الأبواب المعروفة فيه، وعلم المقامات لا يمت إلى شيء من ذلك بصلة، وعليه فمن أراد تحسين الصوت بالقرآن فليأت ذلك من بابه، وليعمد إلى القرآن نفسه يتعلم أحكام تلاوته.
والله أعلم.
وأيضا:
نسأل الله لكم القبول والتوفيق ... أما بعد:
نسمع هذه الأيام عن علم "المقامات الصوتية في القرآن الكريم"؟ هل هذا العلم موجود من قبل في كتب علم التجويد أي غير مبتدع وما حكم تعلمه والعمل به. أفيدونا بارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في القرآن الكريم وعلومه ما يسمى بالمقامات الصوتية، ولا علاقة له بالتجويد وأحكامه؛ بل هو من ابتداع المبتدعين، ونشأ في أحضان المغنين والمطربين، وعلى المسلم أن يبتعد عنه ويقرأ كتاب الله كما أنزل مرتلا، وكما أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا {المزمل: 4} وقال تعالى: وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا {الفرقان: 32} وقد جاء بيان الترتيل ومراتب التلاوة في كتب التجويد، وطبقه الحفاظ والقراء أمام الطلبة، وأخذه الخلف عن السلف، وليس من ذلك هذه المقامات الصوتية المحدثة، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى: 38992، 70440، 51715.
والله أعلم.
مجلة الدعوة
معنى التغنِّي بالقراءة
سمعت أن هناك أحاديث تدل على مشروعية التَّغنِّي بالقرآن، فكيف يمكن أن نفهم هذه الأحاديث؟
الحمد لله
التغنّي بالقراءة يعني:
1 - تحسين الصوت بالقراءة مع الجهر بها بخشوع وترقيق وتحزّن من غير تكلّف ولا مبالغة.
فالتغنّي معناه الجهر بالقراءة، كما في صحيح مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشيء كأذَنه لنبي يتغنّى بالقرآن يجهر به)، وأذنه من الإذن، وفي رواية (كإذنه) وفيه أمر وحث على تحسين الصوت بالتلاوة.
والحديث نصّ في معنى التغنّي، فلفظ (يجهر به) بيان له. ومعنى الجهر: رفع الصوت بالقراءة وتحسينه بها فطرة لا صنعة، يترنّم به ويطرب، وقد كانت العرب قبل نزول القرآن تتغنى بالحداء، إذا ركبت الإبل لتقطع الطريق إذا جلست في أفنيتها وغير ذلك.
فلما نزل القرآن الكريم أحبّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يشتغلوا بالقرآن، ويرفعوا به أصواتهم ويحسّنوها، وأن يجعلوا ذلك محل الغناء، مع التزام صحّة التلاوة، فعوّضوا عن طرب الغناء بطرب القرآن، كما عوِّضوا عن كل محرّم بما هو خير لهم منه، كجعل الاستخارة عوضاً عن الاستقسام بالأزلام، والنكاح عوضاً عن السفاح، وهكذا.
2 - قد يراد بالتغنّي: ما يشبه الطرب وإعجاب الآخرين دون تدبّر ولا انتفاع، ولا خشوع، كما في حديث أشراط الساعة.
3 - ويبعد أن يكون معنى التغنّي: الاستغناء بالقرآن عن الناس لاختلاف المعنى وعدم قبوله لغة.
وهذا التغنّي بالقراءة ينبغي أن يكون سليقة وفطرة لا تعليماً وتدريباً على قوانين النغم.
ذكر ابن القيم، أن التطريب والتغنّي إن كان فطرة من غير تكلّف ولا تعليم ولا تمرين، فهو جائز، ولو أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم (لو علمت لحبّرته لك تحبيراً)، فلا بأس بذلك، أما إن كان التغنّي صناعة وتمريناً وأوزاناً، فقد كرهه السلف، وعابوه وذموه، ومعلوم أن السلف كانوا يقرؤون القرآن بالتحزين والتطريب، ويحسّنون أصواتهم بشجى تارة، وبشوق تارة، وبطرب تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع.
توجيه معنى التغنّي بالقراءة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - أقول: إن حديث أشراط الساعة بطرقه، وفتوى الإمام مالك فيهما والإشارة إلى منع القراءة بالألحان وقوانين النغم بما يخرج عن حدود التلاوة وصحة الأداء ويتعارض مع وقار القرآن، وهذا لا خلاف في تحريمه.
ب - أما حديث أنس وأبي ذر رضي الله عنهما وغيرهما، فهي أحاديث تصف قراءة الخوارج، وقد كانوا يتلون القرآن آناء الليل والنهار، ولم يتجاوز حناجرهم ولا تراقيهم، لأنهم كانوا على غير علم بالسنة المبينة، فكانوا قد حرموا فهمه، والأجر على تلاوته، وفي الأحاديث أنهم كانوا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، والأمر بقتلهم وأنهم شرار الخلق، وأنك تحتقر صلاتك إلى صلاتهم وقراءتك إلى قراءتهم، وهذا وصف للخوارج ومن كان على شاكلتهم.
قال ابن تيمية: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه، خرّجها مسلم في صحيحه، وخرّج البخاري طائفة منها، والخوارج كانوا يكفّرون المسلمين بالذنوب، وهم أهل بدعة، وتأويل، وخروج عن الجماعة نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا.
وهذا وصف خاص بالخوارج ومن على شاكلتهم، قراء اليوم ليسوا منهم فيما نعلم.
ج - وإن فتوى الإمام أحمد تتعلّق بتوليد الحروف والحركات الزائدة الناتجة عن تحوير الحروف وتمطيطها، والخروج بها عن صحة التلاوة، وهذه الفتوى مبالغة في الكراهية، كما قال القاضي أبو يعلى، فهي تتناول من أخلّ بالأداء، فزاد حرفاً، كزيادة الواو والألف في لفظ ((محمد)) فينطقها ((موحامد)) وهذا محرّم باتفاق. وقد كان الناس في عصر الإمام أحمد يتغنّون بالشعر، ويمدون الحروف كيف شاءوا، فكان " إسحاق الموصلي يعيب على إبراهيم بن المهدي " في ذلك، لأنه يخرج الألفاظ عن أوضاعها العربية.
فاستنكار هذا في التغنّي بالقرآن أوجب، ولا يوجد مثل ذلك في عصرنا بحمد الله.
د - قال ابن تيمية: الألحان التي كره العلماء قراءة القرآن بها هي التي تقتضي قصر الحرف الممدود، ومد الحرف المقصور، وتحريك الساكن، وتسكين المتحرّك يفعلون ذلك لموافقة نغمات الأغاني المطرّبة، فإن حصل مع ذلك تغيير نظام القرآن وجعل الحركات حروفاً فهو حرام.
الجمع بين أدلة المنع والجواز
وليس بين أدلة المنع وأدلة الجواز تعارض إذ التحريم يكون فيما يخرج عن مقتضى التلاوة الصحيحة، زيادة أو نقصاً، أو إخلالاً بحكم لازم أو واجب، أو مخالفة التواتر في الأداء.
ويحرم أيضاً ما يقرأ بقواعد الموسيقى، ولو بدون آلة لترقيص الصوت أو ترعيده، أو تكسيره، أو الترنّم والتصنّع لمراعاة المقامات الخاصة في ذهن القارئ أثناء التلاوة.
والجواز يكون فيما يوافق صحة التلاوة مع تحسين الصوت بها.
فإن أريد بالتلحين الزيادة أو النقص أو مخالفة التواتر في القراءة فهو لحن محرّم، وإن أريد به التغنّي بالقراءة، لتطريب السامع وتحزينه، وترقيقه واستمالته مع التأمل والخشوع، فهو المستحب، ما لم يخل بمعنى ولا منبى الكلمة، ولا يتبع قواعد النغم.
قال السيوطي: قراءة القرآن بالألحان والأصوات الحسنة والترجيع إن لم تخرجه عن هيئته المعتبرة فهو سنّة حسنة وإن أخرجته فحرام فاحش.
وقال في شرح الرسالة: ويتحصّل من كلام الأئمة أن تحسين الصوت بمراعاة قوانين النغم مع المحافظة على الأداء هو محلّ النزاع.
فمن العلماء من رأى أنه خلاف ما عليه السلف ولأن القارئ ربما يغفل عن وجه الأداء، فقال بعدم الجواز سداً للذريعة.
وأما تحسين الصوت بالقرآن من غير مراعاة قوانين النغم فهو مطلوب بلا نزاع.
قال ابن قدامة: واتفق العلماء على أنه يستحب قراءة القرآن بالتحزين والترتيل والتحسين.
قلت: وهذا أخذ من حديث بريدة (اقرءوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن) وحديث ابن عباس (إن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ يتحزّن) هما ضعيفان والأول ضعيف جداً.
مجلة الدعوة العدد/1798 ص/44
ـ[أبو المعالي الجزائري]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 06:50]ـ
الأمر فيها أوضح وأوضح من أن يتردد فيه المسلم، ما هي إلا بدعة منكرة بالمرة، ينبغي إماتتها لا إحياؤها، ولم يكن في السلف رضوان الله عليهم من ينظر في قواعد المُدندنين والمُطبلين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا، وهؤلاء الذين يُحاولون إقحام المقامات على علم التجويد لهم في ذلك زاجر القرآن إن كانوا ينزجرون (ولا تلبسوا الحق بالباطل) فالأحكام التجويدية في واد والمقامات في واد تِباعا للقائمين على العلمين فأهل القرآن في واد وأهل الغناء والدندنة في واد، كما أنها على حسب النتيجتين فنتيجة القرآن خشية الله والعمل على وجه الإحسان، ونتيجة الغناء الرغبة في الباطل والغفلة عن الحق، فهذان مفترقان لا يجتمعان , وقد تتابع أئمة القراءات على الأخذ بقواعد العربية في تقرير أحكام التلاوة لأن القرآن عربي وبالتالي فإعرابه واجب من لدن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام حتى أئمة الشأن في عصرنا، إلى أن دخل علينا هذا الصنف من المتمعلمين ليلبسوا على أهل الإيمان إيمانهم، وما عرفنا أحدا ممن سرى القرآن حقا بين جنبيه وعرف قدره وجلاله يوصي بهذه الفرية أو يمدحها، فالواجب على هؤلاء أن يتقوا الله تعالى في كتابه وأن ينصحوا له بتعلم أحكامه على عادة السلف، فإن للقرآن شأنا عظيما وهو أجل في قلوب أهل الإيمان من أن يخلطوه بطلاسم الشيطان ورُقيته، وقد أنكر العالمين والمقرئَين الكبيرين أحمد عيسى المعصراوي وأيمن رشدي سويد هذه البدعة، واللقاء مسجل بينهما، وهو على موقع طريق الإسلام في صفحة الدكتور أيمن، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 08:30]ـ
جزاكم الله خيرا وجعلكم الله نورا في طريق الحق
اللهم بارك في من نقل وفيمن وضح ومن شارك
والله بينتمولي الامر بوضوع كما كنت اتمني بل واكثر
اسال الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
اللهم قنا مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 08:42]ـ
/// في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الفراء:
من مسائل أبي الحارث الصَّائغ رحمه الله قال: وسئل أبوعبدالله [يعني: الإمام أحمد بن حنبل] عن قراءة الألحان، فقال: بدعة!
/// وفيه أيضًا:
من مسائل عبدالرحمن أبوالفضل المتطبِّب، وقيل أبوعبدالله البغدادي ..
/// عن محمد بن محمد بن أبي الورد قال: كان عبدالرحمن المتطبِّب عندي فقال: دخلت على أبي عبدالله فقلت: ما تقول في قراءة الألحان قال: بدعة! بدعة!
/// وعن المروذي قال: سمعت عبدالرحمن المتطبِّب يقول قلت: لأبي عبدالله في قراءة الألحان فقال: يا أبا الفضل اتخذوه أغانيا! اتخذوه أغانيا!
/// وعن عبدان الحذَّاء قال: سمعت عبدالرحمن المتطبِّب قال: سألت أبا عبد الله عن هذه الألحان فقال: اتخذوه أغانيا! لا تسمع من هؤلاء.
ـ[بنت الاسلام م]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 11:21]ـ
وانا كذلك اجد في نفسي منه شيئا
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حلقه أكثر من رائعه للشيخ أيمن سويد ..
حكم تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية
فضلا حملي من هنا
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=24703
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 08:48]ـ
/// وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتاب القصاص والمذكِّرين (ص/331 - 336):
«ومن ذلك القراءة بالألحان الخارجة عن الحد المألوف وقد جعلوها كالغناء الذي يوقع عليه، وبه.
وقد كان السَّلف ينكرون رفع الصوت الزائد على العادة فكيف لو سمعوا الألحان!
180 - أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال أخبرنا الجوهري قال حدثنا العباس بن عبدالله الترقفي قال حدثنا الفيض بن إسحاق قال: سألت الفضيل بن عياض عن القراءة بالألحان حتى كأنَّه حادٍ أوغناء! فقال: «إنَّما أخذوا هذا من الغناء»!
183 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أخبرنا عمر بن عبد الله البقال قال أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا حنبل قال حدثنا حماد عن أيوب قال حدثني بعض آل سالم قال: قدم سلمة البيدق فقام يصلِّي بهم، فقيل لسالم: لو جئت فسمعت قراءته، قال: فجاء فلما كان بالباب سمع قراءته، فرجع، وقال: غناء، غناء!
184 - قال حنبل حدثنا سليمان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال: كان رجل يصلي بنا في مسجد المدينة فطرب ليلة، فقال القاسم بن محمد: (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) قال: وكره ذلك.
185 - قرأت على محمد بن ناصر عن أبي القاسم بن البسري عن أبي عبد الله بن بطة قال حدثنا أبو عبد الله بن مخلد قال حدثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول سألت ابن داود: أمرُّ بالرجل يقرأ فأجلس إليه، قال يقول: يطرب؟ قلت: نعم، قال: هذا قد أظهر بدعته، لا تجلس إليه!
186 - قال ابن بطة: وحدثنا أبو علي بن الصواف قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قال لي أبي: كنَّا عند وهب بن جرير وجاء محمد بن سعيد الترمذي، فسألوه أن يقرأ، فقال: لا اقرأ أو يأمرني أحمد، قال: فلم أفعل، قال عبد الله: فقلت لمحمد بن سعيد: لِمَ لمْ تقرأ؟ قال: خفت أن لا تعجبه قراءتي فيكون عليَّ وصمة!
قال عبدالله: وسألت أبي عن القراءة بالألحان فكرهها، وقال: لا! إلا أن يكون طبع قراءة أبي موسى حدرًا.
187 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أخبرنا عمر بن عبيد الله البقال قال أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدَّثنا حنبل قال: كان أبو عبد الله يكره هذه القراءة المحدثة التي يقال لها: الألحان!
188 - قال حنبل: وسمعت سليمان بن .. يقول: هذه القراءة المحدثة التي تسمَّى الألحان أكرهها، وشدَّد فيها وقال: هي عندي تشبه الغناء! القرآن ينزَّه عن هذا.
قال المصنف [يعني: ابن الجوزي]: قلتُ: واعلم أنَّ قراءة الألحان تُكْرَه لوجوه، منها: أنَّهم يدغمون ما لا ينبغي أن يدغم، ويمدُّون في غير موضع المد ويسقطون الهمز والتشديد ليصح اللَّحن، ثم إنها تُطْرِب وتهيِّج الطِّباع وتُلهي عن التدبُّر للقرآن.
قال ابن عقيل: ومن أصحابنا من حرَّم الألحان واستماعها.
وقد رُوِي عن الشافعي أنَّه قال: لا بأس بقراءة الألحان وتحسين الصوت.
وهذا محمول على من يقرأ طريقه يسيرا، فأمَّا ما أحدثوا على مثال الأغاني فكلَّا! لو سمعه الشَّافعي لبالغ في إنكاره».
/// وقال رحمه الله أيضًا في تلبيس إبليس (ص/138) ومن ذلك أن جماعة من القراء أحدثوا قراءة الألحان، وقد كانت إلى حد قريب، وعلى ذلك فقد كرهها أحمد بن حنبل وغيره.
ولم يكرهها الشافعي أنبأنا محمد بن ناصر نا أبو علي الحسين بن سعد الهمذاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن لال ثنا الفضل بن الفضل ثنا السياحي ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي: أمَّا استماع الحداء ونشيد الاعراب فلا بأس به، ولا بأس بقراءة الألحان وتحسين الصوت.
قال المصنف: وقلت إنَّما أشار الشافعي إلى ما كان في زمانه، وكانوا يلحنون بيسر، فأمَّا اليوم فقد صيَّروا ذلك على قانون الأغاني، وكلَّما قرب ذلك من مشابهة الغناء زادت كراهته.
فإن أخرج القرآن عن حدِّ وضعه حرُم ذلك».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 09:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حلقه أكثر من رائعه للشيخ أيمن سويد ..
حكم تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية
فضلا حمل من هنا
http://www.way2allah.com/modules.php...les&khid=24703 (http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=24703)
وينظر هنا أيضًا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49454
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 10:30]ـ
بارك الله فيكم
الشيخ عدنان سؤال توضيحي
هل يعتبر القراء مثل الشيخ عبد الباسط والحصري وشيوخ الحرمين ممن يقرأون بالألحان؟ أم أن أسلوب أدائهم لا يدخل في هذا لأني سبق وذكرت هذا في مشاركة ولم أجد ردا، فأنا أعلم وأوافق وأقر أن القراء بالألحان بدعة منكرة ولكني لم أشاهد حلقات قناة الفجر فلا يمكنني التفريق بين ما فعلوه الذي هو خطأ وما يفعله عامة القراء أثناء القراء فلو توضحون لنا هذه النقطة لأن كل من يتعلم القراءة لابد أنه يقلد مثل هؤلاء فلو كان هذا من القراءة بالألحان نمنعه ونتوقف عن الأداء به.
ـ[أمد]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 11:24]ـ
الحمد لله.
ظهر الحق وزهق الباطل.
أخي: عدنان, أحسن الله إليك وأجزل لك وافر الأجر.
الردود واضحة لا غبار عليها, اللهم إنّا نعوذ بك من الوقوع في شراك البدع والفتن ما أبقيتنا يا جليل.
ـ[علي العوضي]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 09:22]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
فقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في التغنّي بالقرآن وتحسين الصوت به في أحاديث كثيرة، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» قال البخاري: وزاد غيره: «يَجْهَرُ بِهِ». وعنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ» متفق عليه. وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» رواه أحمد وغيره. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» رواه أبو داود وغيره.
والتغني المأمور به هو تحسين الصوت بالقرآن والترجيع به في قول عامة أهل العلم، وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالتغني هو الاستغناء بالقرآن والاستكفاء به كما ذهب إليه ابن عيينة، وقيل غير ذلك، والمشهور الأول.
قال الطبري: (والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع). [شرح البخاري لابن بطال 10/ 261].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وتفسيره عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسين الصوت به). [جامع المسائل لابن تيمية 3/ 304]
وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث لفظ «الترنم» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَإِذْنِهِ لِرَجُلٍ حَسَنِ التَّرَنُّمِ بِالْقُرْآنِ» رواه عبد الرزاق في «المصنف» (2/ 482) وابن عدي في «الكامل» (6/ 261). والحديث حسنه الألباني في صفة الصلاة (ص127) ثم تراجع عنه في ضعيف الترغيب والترهيب تحت حديث رقم (875)، وفي الضعيفة رقم (6640).
وقد اختلف أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان بناءاً على هذه الأحاديث وغيرها، ما بين مجيز ومانع، والمسألة مشهورة معروفة، بسط ابن القيم القول فيها في «زاد المعاد»، وقبله ابن بطال في شرح البخاري، وغيرهما، مع ذكر أدلة الفريقين.
وبيّن ابن القيم صورة المسألة المختلف فيها، وجمع بين أقوال العلماء وأوضح اتفاق السلف جميعاً على منع القراءة بألحان الموسيقى وأهل الغناء والفسق والمجون، والتي تُعرف اليوم بالمقامات الموسيقية، وبيّن خطأ من أدخل هذه الصورة في قول من أجاز القراءة بالألحان.
قال ابن القيم بعد أن بسط المسألة والأدلة: (وفصل النزاع أن يقال التطريب والتغني على وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: ما اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم بل إذا خلي وطبعه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين فذلك جائز، وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم «لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً» والحزين ومن هاجه الطرب والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبع، وكلف لا متكلف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستعملونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامع، وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن، كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ويتبين الصواب من غيره وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرءوا بها ويسوغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرءون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرءونه بشجى تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له). [1/ 470]
كما نقل اتفاق السلف على منع القراءة بألحان الموسيقى وأهل المجون أبو عبيد القاسم بن سلام قرين الإمام أحمد وغيره من الأئمة كما نقله ابن رجب حيث قال:
(قراءة القرآن بالألحان بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد به الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق، وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً، ولم يُثبت فيه نزاعاً؛ منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيّج الطباع، وتلهي عن تدبر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير الالتذاذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن، وإنما وردت السنّة بتحسين الصوت بالقرآن لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد). [نزهة الأسماع ص70]
وقوله: (رخص فيه بعض المتقدمين) لا يدل على ثبوت ذلك عنهم نصاً، ولعله حُكي عنهم، أو فسره بعض من تأخر بذلك، وإلا فإنه لا يوجد نص صريح عن أحد من المتقدمين بجواز قراءة القرآن بألحان أهل الغناء والموسيقى، ويدل عليه ما حكاه أبو عبيد وغيره من الإجماع ونفي الخلاف، وقد سبق النقل عن ابن القيم ما يؤكد هذا المعنى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام له جميل حول السماع الصوفي بألحان الغناء: (وهذا القرآن الذي هو كلام الله وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحسين الصوت به، وقال «زينوا القرآن بأصواتكم»، وقال لأبي موسى «لقد مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك» فقال: لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيراً. وكان عمر يقول: يا أبا موسى ذكرنا ربنا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به»، وقال «لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته»، ومع هذا فلا يسوغ أن يُقرأ القرآن بألحان الغناء، ولا أن يُقرن به من الألحان ما يُقرن بالغناء من الآلات وغيرها، لا عند من يقول بإباحة ذلك، ولا عند من يحرمه، بل المسلمون متفقون على الإنكار لأن يُقرن بتحسين الصوت بالقرآن الآلات المطربة بالفم كالمزامير، وباليد كالغرابيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو قال قائل: النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ القرآن، وقد استقرأه من ابن مسعود، وقد استمع لقراءة أبي موسى، وقال «لقد أوتى مزماراً من مزامير داود» فإذا قال قائل: إذا جاز ذلك بغير هذه الألحان، فلا يتغير الحكم بأن يُسمع بالألحان، كان هذا منكراً من القول وزوراً باتفاق الناس). [الاستقامة 1/ 241]
وقد نص ابن خلدون في مقدمته على أن الألحان الموسيقية خارجة عن محل النزاع في القراءة بالألحان قطعاً، وأنه لا خلاف في تحريم القراءة بها، وبيّن امتناع اجتماع القرآن مع الألحان الموسيقية.
فقال: (وقد أنكر مالك رحمه الله تعالى القراءة بالتلحين وأجازها الشافعي رضي الله تعالى عنه، وليس المراد تلحين الموسيقى الصناعي، فإنه لا ينبغي أن يُختلف في حظره، إذ صناعة الغناء مباينة للقرآن بكل وجه، لأن القراءة والأداء تحتاج إلى مقدار من الصوت لتعين أداء الحروف لا من حيث اتباع الحركات في موضعها ومقدار المد عند من يطلقه أو يقصره وأمثال ذلك، والتلحين أيضاً يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به من أجل التناسب الذي قلناه في حقيقة التلحين، واعتبار أحدهما قد يخل بالآخر إذا تعارضا، وتقديم الرواية متعين من تغيير الرواية المنقولة في القرآن، فلا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القرآن بوجه، وإنما مرادهم التلحين البسيط الذي يهتدي إليه صاحب المضمار بطبعه كما قدمناه فيردد أصواته ترديداً على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره، ولا ينبغي ذلك بوجه كما قاله مالك، هذا هو محل الخلاف). [تاريخ ابن خلدون 1/ 425]
فإذا عُلم هذا؛ تبيّن خطأ من رخّص في تعلم المقامات الموسيقية بدون آلات وقراءة القرآن بها.
والذي أوجب هذا الخطأ هو حمل كلام العلماء على غير محمله، وفهمه على غير مرادهم، إذ فهم بعض الناس من لفظ التغني والغناء والترنم والطرب ما هو دارج في عرف العامة اليوم من غناء أهل الفسق وطربهم بالآلات الموسيقية ونحو ذلك، وهذا خطأ كبير أن تُحمل ألفاظ ونصوص الكتاب والسنة على ما شاع بين الناس من المعاني المتعارف عليها. بل يجب تفسير النصوص بما دلت عليه النصوص الأخرى وبما هو معروف من لغة العرب لا بما هو منصرف إليه من المعاني في عرف عامة الناس.
ومن ذلك ما فهمه بعض الناس من قول ابن حجر في «الفتح»: (ومن جملة تحسينه –أي القرآن- أن يُراعى فيه قوانين النغم). ففهم من لفظ «النغم» الأنغام الموسيقية.
والحقيقة أن ألفاظ التغني والتطريب والنغم والترنم كلها تدور حول تحسين الصوت والجهر به.
قال في «تاج العروس» في معنى «الغناء»: ((والغِناءُ، ككِساءٍ؛ من الصَّوْتِ: ما طُرِّبَ به) قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْر: وعَجِبْتُ به أَنَّى يكونُ غِناؤُها، وفي الصِّحاح: الغِناءُ، بالكسْرِ، من السماعِ. وفي النِّهايةِ: هو رَفْعُ الصَّوْتِ وموالاته. وفي المِصْباح: وقيِاسُه الضَّم لأنَّه صَوْتٌ).
وقال أيضاً في معنى «التطريب»: (والتَّطْرِيب في الصَّوْت: مَدُّهُ وتَحْسِينُه. وطَرَّبَ في قِراءَته: مَدَّ ورجَّعَ وطرَّبَ الطَّائِرُ في صَوْتِه كَذَلِكَ، وخَصَّ بَعْضُهُم بِهِ المُكَّاءَ. وفُلَانٌ: قَرأَ بِالتَّطْرِيب).
وقال في معنى «الترنم»: ((و) الرَّنَم (بالتَّحْرِيك: الصَّوتُ). وقد رَنِم بالكَسْر: إذا رَجَّع صَوْتَه كما في الصحاح، (والرَّنِيم والتَّرْنِيم: تَطْرِيبُه) كما في المُحْكَم، وقال الجوهريّ: والتَّرْنِيم: تَرْجِيعُ الصَّوت).
وقال في معنى «النغم»: (النَّغَمُ: مُحَرَّكَةً، وتُسَكَّنُ: الكَلاَمُ الخَفِيُّ، الوَاحِدةُ بِهَاءٍ)، قَالَ شَيْخُنَا: فَمُفْرَدُهُ تابَعٌ لِجَمْعِه في الضَّبْطِ، انتهى، وفُلاَنٌ حَسَنُ النَّغْمَةِ، أي: حَسَنُ الصَّوْتِ في القِرَاءَةَ، كَمَا في الصَّحَاحِ).
وعلى هذا فالتغني والتطريب والترنم والنغم كلها ألفاظ تدل على تحسين الصوت وترجيعه، ومنه سمي الغناء غناءاً.
وأقوال أهل العلم في تفسير هذه الأحاديث كلها تدور حول هذه المعاني.
قال ابن جرير: (معنى الحديث تحسين الصوت والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامع صوته، كما أن الغناء بالشعر هو الغناء المعقول الذي يطرب سامعه). [شرح ابن بطال 10/ 260]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حجر: (يحسن به صوته جاهراً به مترنماً على طريق التحزن ... ولا شك أن النفوس تميل إلى القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم. لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب وإجراء الدمع). [فتح الباري 9/ 72]
فحَملُ هذه الألفاظ على الألحان الموسيقية والاستدلال بها على جواز ذلك خطأ ظاهر، كما ذكر ذلك ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
ومن هنا خُصّ داود عليه السلام بما وهبه الله تعالى من الأصوات الجميلة التي يطرب لها كل من سمعها حتى الطيور والبهائم. وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطي داود عليه السلام مزامير، فقال لأبي موسى الأشعري: «لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» متفق عليه.
ومعلوم أن المزامير جمع مزمار، وهي آلة تُصدر صوتاً جميلاً، فالمزمار صوت لا لحن كما ظنه بعض الناس، وإنما الألحان من صنيع الآدمي بالمزمار، وليست اللذة فيه إلا من حسن ما يُصدره من الصوت، ولذلك يُصنع على كيفية تخرج الصوت الجميل.
وقوله صلى الله عليه وسلم «أوتيت» يدل على أنه من الله تعالى هبة وخصيصة، لا أنه يحصل بالتعلم، وهذا يؤكد أن المراد بالمزامير الأصوات لا الألحان.
قال ابن الأثير في «النهاية»: (وفي حديث أبي موسى سَمِعه النبي صلى اللّه عليه وسلم يقرأ فقال: «أُعْطِيتَ مزْمارا من مَزَامِير آلِ دَاودَ». شبَّه حُسنَ صَوته وحلاوة نَغْمَته بصوت المِزْمارِ. وداودُ هو النبي عليه السلام وإليه المُنْتَهى في حُسْن الصَّوت بالقراءةِ). [2/ 778]
وقال ابن خلدون: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم «لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود» فليس المراد به الترديد والتلحين، إنما معناه حسن الصوت وأداء القراءة والإبانة في مخارج الحروف والنطق بها). [تاريخ ابن خلدون 1/ 426]
ولو قُدّر أن المراد بالمزامير الألحان، لم يكن لداود عليه السلام خصيصة، إذ يمكن تعلم هذه الألحان، وهذا يقتضي أن يكون كل من تعلمها حاز مزامير داود عليه السلام، فتسبح معه الطير والجبال، وتخشع البهائم، وهذا لا شك في بطلانه، بل يلزم من هذا أن يكون جميع المطربين اليوم والملحنين الموسيقيين قد أوتوا مزامير داود!!
ومن الناس من فسر المزامير بالألحان أخذاً من قول ابن بطال في شرح البخاري: (وقال ابن عباس: إنه كان يقرأ الزبور بسبعين لحنًا، يلون فيهن، ويقرأ قراءة يطرب منها المحموم).
وهذا الأثر لا يصح عن ابن عباس، بل هو منكر غير ثابت عنه، فقد رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (24/ 46) والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (رقم 1097)، ,والنعالي في «فوائده» (مخطوط: صفحة (3) حديث رقم (6) – نقلاً عن برنامج جوامع الكلم)، والخلدي في «الفوائد والزهد والرقائق والمراثي» (ص 2)، وذكره البرهانفوري في «كنز العمال» (8/ 665) وعزاه لابن زنجويه وابن عساكر وقال: (وفيه فضالة الفرج بن فضالة ضعيف).
كما أن اللفظ الصحيح كما هو في الرواية المُسندة عنه رضي الله عنه: «سبعين صوتاً» وليس فيه «لحناً». والذي يظهر أن ابن بطال إنما نقلها بالمعنى أو من حفظه، وأخذها عنه ابن القيم وابن حجر، لأنهما إنما نقلا عن ابن بطال، فقالا: (قال ابن بطال) ثم ذكرا لفظ «لحناً».
وهذا الأثر إن كان محفوظاً فإنما يدل على أن هذه السبعين التي أعطيها داود عليه السلام أصوات جميلة متنوعة لا ألحان مُتكلفة قابلة للتعليم.
قال وهب بن منبه: (إن الله عز وجل أعطى داود شيئاً لم يعطه غيره، من حسن الصوت من خلقه، إنه كان إذا قرأ الزبور تسمع الوحش إليه حتى يؤخذ بأعناقها وما تنفر، وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلا عَلَى أصناف صوته، وكان شديد الاجتهاد، وكان إذا افتتح الزبور بالقراءة فكأنما ينفخ في المزامير، وكان قد أعطي سبعين مزموراً في حلقه). رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (15299).
وهذا من وهب بن منبه توضيح وتفسير في أن الذي أعطيه داود عليه السلام إنما هو الصوت الحسن لا الألحان، ولذلك قال: «وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلا على أصناف صوته»، وقال: «وكان قد أعطي سبعين مزموراً في حلقه».
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند التأمل نجد أن غاية ما يستدل به من يجوّز القراءة بألحان الغناء والموسيقى أحاديث تدل على الترغيب في تحسين الصوت بالقراءة كأحاديث الأمر بالتغني والتحبير ونحو ذلك، ليس فيها ما هو نص أو حتى ظاهر في الرخصة في القراءة بألحان أهل الغناء والموسيقى، بينما نجد الأدلة التي تدل على المنع من هذه الألحان أظهر في الدلالة، فمنها ما رواه أحمد (3/ 494) وأبو عبيد في فضائل القرآن (1/ 235) عن عبس الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بادروا بالأعمال خصالا ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقوماً يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم». صححه الألباني في الصحيحة (979).
ويُقال أيضاً: لا ريب أن الأحاديث إن اختلف الناس في مدلولاتها، فإنه يتعين النظر في عمل الصحابة والتابعين، وإنا إذا نظرنا فيما جاء عن الصحابة والتابعين فإننا لا نجد عنهم الترخيص في ألحان أهل الغناء والموسيقى، بل قد جاء عنهم ما يدل على النهي عنه، فقد روى الدارمي (3545) وغيره عن الأعمش أنه قال: (قرأ رجل عند أنس بلحن من هذه الألحان فكره ذلك أنس). ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن (1/ 335) بزيادة رجل بين الأعمش وأنس.
ورواه محمد بن المظفر البزار في «غرائب مالك بن أنس» (ص14): عن مالك بن أنس، عن أبان، عن أنس بن مالك: أنه سمع رجلاً يقرأ بالألحان فرفع حريرة كانت على حاجبه، فأرانا، من كان يعرف هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومما يؤكد هذا ما ثبت عن محمد بن سيرين أنه قال: (كانوا يرون هذه الألحان في القرآن محدثة). رواه الدارمي (3546)
ومعلوم أن المعنيين بقول ابن سيرين (كانوا) إنما هم الصحابة وكبار التابعين، وحكمهم على هذه الألحان بالبدعة أبلغ من النهي المجرد، لأنه يفيد أن المسألة ليست من قبيل مسائل الخلاف.
ولذلك كان بعض السلف ينهى عن التحديث ببعض الأحاديث الآمرة بالتغني بالقرآن وتحسين الصوت به خشية أن يأتي قوم يفهمون منها القراءة بألحان الموسيقى وأهل الغناء والمجون.
فقد قال أبو عبيد: حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال: (نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: زينوا القرآن بأصواتكم). قال أبو عبيد: وإنما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة، فلهذا نهاه أن يحدث به. [فضائل القرآن لأبي عبيد 1/ 335]
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه فيصل بن قزار الجاسم
http://www.alamralateeq.com/page2/2009-09-17-11-20-42/87-difference-tune-sing-in-quran-reading.html
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 01:38]ـ
هل يعتبر القراء مثل الشيخ عبد الباسط والحصري وشيوخ الحرمين ممن يقرأون بالألحان؟ أم أن أسلوب أدائهم لا يدخل في هذا لأني سبق وذكرت هذا في مشاركة ولم أجد ردا، فأنا أعلم وأوافق وأقر أن القراء بالألحان بدعة منكرة ولكني لم أشاهد حلقات قناة الفجر فلا يمكنني التفريق بين ما فعلوه الذي هو خطأ وما يفعله عامة القراء أثناء القراء فلو توضحون لنا هذه النقطة لأن كل من يتعلم القراءة لابد أنه يقلد مثل هؤلاء فلو كان هذا من القراءة بالألحان نمنعه ونتوقف عن الأداء به.
السلام عليكم
نصوص الأئمة في هذا الصدد فإنما يعنون به المبالغة في الألحان حتي لا يتولد من حرف حروفا والحركة تقلب حرف مد.
أما من قرأ بالألحان وحافظ علي أحكام التجويد كأمثال الشيخ عبد الباسط والحصري والمنشاوي وغيرهم لا شئ في ذلك.
المسألة خلافية بين السلف الصالح وما وسعهم يسعنا.
وهذا الرابط فيه مناقشة قوية في هذا الصدد:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18518
والسلام عليكم(/)
الختمة الزاهرة كاملة على رابط واحد مباشر
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 04:25]ـ
السلام عليكم
تلبية لاقتراح الإخوة الأفاضل لتسهيل تحميل الختمة الزاهرة ( http://taiser.net/quran.php) بأن تكون على رابط واحد مباشر فقد تم عمل ذلك و رفع الختمة على سيرفر موقع التيسير برابط مباشر، قام بذلك مبرمج الموقع الأخ الفاضل أحمد الجارحي وفقه الله تعالى و جعل ذلك في ميزان حسناته.
يمكنكم التحميل من هذا الرابط:
الختمة الزاهرة الجامعة للقراءات العشر المتواترة على رابط واحد مباشر ( http://www.taiser.net/server/kqs32/Alkhatma-Alzahra.zip)
(http://www.taiser.net/server/kqs32/Alkhatma-Alzahra.zip)(/)
هنا نقاش هادئ حول صحة كلمة (الإقلاب) في التجويد
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 10:24]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وبعد.
فإن من الأبواب التي تدرس في علم التجويد: باب أحكام النون الساكنة والتنوين.
وفيه أن للنون الساكنة والتنوين أربعةَ أحكام: الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء.
[وليس في أحكام الميم الساكنة حكم الإقلاب، بل أحكامها ثلاثة فقط لمن ضبط].
ومعلوم أن (الإظهار) مصدر رباعي فعله: أظهر.
وكذا (الإدغام والإخفاء) فعلهما: أدغم وأخفى.
أما (الإقلاب) فيشكل؛ لأنَّ الرباعي منه لم يرد بهذا المعنى، والمستعمل الثلاثي فقط: قَلَبَ.
فكان ينبغي أن يقال: أحكام النون الساكنة والتنوين: الإظهار والإدغام والقلب والإخفاء.
وهي مستعملة كذلك في كتب المتقدمين.
لكن المتأخرين درجوا على اللفظ الأول؛ قال صاحب تحفة الأطفال:
والثالثُ الإقلاب عند الباءِ /// /// /// ميمًا بغنَّةٍ مع الإخفاءِ
فهل هذا الاستعمال صحيح: (الإقلاب) ... ؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 10:45]ـ
المعروف عند أهل اللغة هو الفعل الثلاثي (قلب).
وحكى اللحياني في نوادره (أقلب) رباعيا، قال أبو ثروان: أقلبكم الله مُقلبَ أوليائه.
وقال اللحياني نفسه: وهي مرغوب عنها.
فهي لغة ضعيفة باعتراف ناقلها الذي تفرد بنقلها.
ومن لم يقف على هذه اللغة يقول: هذا خطأ أو لحن.
وهذا ما قلته في ملتقى أهل التفسير:
لا يقال عما حكاه بعض أئمة اللغة إنه من الأخطاء الشائعة، وإنما يقال: لغيّة (بالتصغير) أو لغة قليلة، أو لغة ضعيفة أو نحو ذلك.
وبالنظر فيما تفرد اللحياني بحكايته يظهر أنه لغة ضعيفة أو شاذة في أغلب الأحيان.
وأيا ما كان الأمر فمثل هذا المصطلح مشهور عند أهل التخصص، فحتى لو كان غلطا من جهة اللغة، فهو صحيح من جهة الاصطلاح؛ وقد يكون هذا من باب التوليد لإظهار المعنى؛ كما قال الحافظ العراقي:
ثم الوجادة وتلك مصدر ........... وجدته مولدا ليظهر
تغاير المعنى ..........
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 10:48]ـ
من جهتي أرى أنه لا ينبغي النظر إلى الاصطلاح ((الإقلاب)) على أنه كلمة منفردة ننظر إلى أصل فِعلها في اللغة ونُخطِّئ ما خالف ذلك الأصل ...
بل ننظر إليها مجاورة للكلمات: الإظهار - الإخفاء - الإدغام ...... حينئذ يصحُّ عند أهل اللغة كلمة ((الإقلاب)) بلا نزاع.
قال الفراء وغيره: العربُ إذا ضمَّت حرفًا إلى حرف فرُبَّما أجْرَوْهُ على بِنْيَتِه، ولو أُفْرِدَ لتركوه على جِهته الأولى؛ من ذلك قولُهم: "إنِّي لآتيه بالعَشَايَا والغَدَايا"، فجمعوا الغَدَاة "غَدَايا" لمَّا ضُمَّت إلى العَشَايا، وأنشد:
هَتَّاكُ أَخْبِيةٍ وَلاَّجُ أَبْوِبَةٍ /// /// /// يَخْلِطُ بالجِدِّ منهُ البِرَّ واللِّينا
فجمع الباب "أَبْوِبَةً" إذ كان مُتْبَعًا لأخْبِيَة، ولو أُفرد لم يجز.
وقال آخر:
أزْمانَ عَيْناءُ سُرورُ المَسْرورْ * * * عَيْناءُ حَوْراءُ منَ العينِ الحِيرْ
فقال "الحِير" إذ كان بعدَ "العِين".
قال الفرَّاء: وأرى قولَهم في الحديث: ارْجِعْنَ مَأْزوراتٍ غيرَ مَأْجُوراتٍ مِن هذا، ولو أَفردوا لقالوا: "مَوْزُورات".
.... ..... وقال الشاعر:
ما أنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ
قال الفرَّاء: بَنَاه على جُفِيَ.
وقال الآخر:
أنا اللَّيْث مَعْدِيًّا عليهِ وعَادِيا
قالوا: بَناه على عُدِيَ عليه.
وحكى أبو العباس أحمد بن يحيى: "لا دريتَ ولا تليتَ"، وقال: الأصل فيه: لا دريت ولا تلوت، فردوه إلى الياء فقالوا: تليت ليزدوج الكلام فيكون تليت على مثال دريت.
ومثله قولهم: أعوذ بك من السَّامَّة واللامَّة؛ فالسّامّة من قولك: سَمَّتْ إذا خَصَّتْ واللامَّة أصلها ألمَّتْ، لكن لما قُرنت بالسّامّةِ جُعلت في وزنها.
وكما قالوا: هنأني الطعام ومَرَأني، وإنَّما هو أَمْرَأني.
..
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 10:50]ـ
وهذا أيضًا ما قلتُه في ملتقى أهل التفسير:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 10:55]ـ
حياك الله يا شيخنا الفاضل
وما تفضلت بذكره فيه نظر واضح؛ أعني قولك (بلا نزاع)، بل لو قال قائل: (إن هذا لا يصح بلا نزاع) لما بعد عن الصواب.
لأن هذه المواضع التي استشهدت بها كلها مقصورة على السماع بلا نزاع، ولعلك تتأمل قول الفراء الذي نقله: (فربما أجروه على بنيته) فهو يقول: "ربما" أي أحيانا لا قياسا مطردا.
وما نقلتَه عن الفراء هو قليل من كثير، والأمثلة عليه من كلام العرب أكثر من هذا بكثير، حتى أفرده بعض العلماء بالتصنيف.
ولكن دعنا نفترض أن مثل هذا جائز قياسا، فهل يصح قولك عندئذ؟
الجواب لا أيضا!
لأن المقصود بمثل هذا أن تجتمع اللفظتان في كلام واحد، لا في (علم) واحد أو في (فن) واحد.
وهذا مطرد في جميع الأمثلة المنقولة عن العرب في هذا الباب.
أي أنك على هذا يمكنك أن تقول مثلا: (لا إظهار ولا إقلاب) مثلا، لكن إذا أفردت الكلام عنه، فلا يقال حينئذ (إقلاب).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:12]ـ
أستاذنا أبا مالك
الحمد لله أن ما نقلتُه عن الفراء هو قليل من كثير، وأن الأمثلة عليه من كلام العرب أكثر من هذا بكثير .....
ومنه أيضا قولهم: "جعله الله فالاً لا يَفيل"؛ أي لا يخيب، فإنه على تسهيل الهمزة ليتجانس الكلام، والأصل: الفأل ضد الطيرة، مهموز.
والمقصود أن ثمَّة أمورًا تُرتكَب تخالف القياس مراعاةً لمجاورة كلمات أخرى.
وكلمة الإقلاب تكتنفها ثلاثُ كلمات: الإظهار - الإدغام - الإخفاء ...
إما في الذِّكر وإما في الذهن ..... والله أعلم بالصواب.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:16]ـ
وهب أنها صحَّت في أوَّل الأمر حين ضُمَّت إلى الكلمات الثلاث ..
فإنها ستبقى على حالها إذا تكررت ولو بدون ضم .... لأنها حينئذٍ اصطلاح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:16]ـ
والمقصود أن ثمَّة أمورًا تُرتكَب تخالف القياس مراعاةً لمجاورة كلمات أخرى.
وكلمة الإقلاب تكتنفها ثلاثُ كلمات: الإظهار - الإدغام - الإخفاء ...
إما في الذِّكر وإما في الذهن ..... والله أعلم بالصواب.
أستاذنا الكريم
لا ننازعك في هذا الأصل.
وإنما النزاع في المعلم بالحمرة؛ لأن جميع الوارد عن العرب هو في الذكر لا في الذهن.
والخطب في هذه المسألة يسير، وإنما النقاش في التوجيهات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:19]ـ
وهب أنها صحَّت في أوَّل الأمر حين ضُمَّت إلى الكلمات الثلاث ..
فإنها ستبقى على حالها إذا تكررت ولو بدون ضم .... لأنها حينئذٍ اصطلاح.
هذا الكلام فيه التباس يا شيخنا الفاضل.
- فإن الاحتجاج بأنها اصطلاح حاصل من غير أن تضم إلى غيرها أصلا، ولا مشاحة في الاصطلاح، وهذا ما ذكرتُه في مشاركتي الأولى.
- وأما الاحتجاج بأنها صحت حين ضمت فلا يصح سحبه على حال إفرادها بالذكر؛ لأنها إنما صحت عند هذه الحالة خاصة دون غيرها بنص اللغويين.
هذا بافتراض أن ذلك جائز فيما لم يسمع عن العرب، وهو ما لم يثبت.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:36]ـ
فإن الاحتجاج بأنها اصطلاح حاصل من غير أن تضم إلى غيرها أصلا، ولا مشاحة في الاصطلاح،
أخي وأستاذي الحبيب
الاحتجاج بأنها اصطلاح ليس لسدِّ باب البحث عن صحتها من جهة اللغة؛ لأنهم كثيرًا ما يتوقفون أمام المصطلحات يبحثون عن اشتقاقاتها وأصلها ونحو ذلك. أما عدم المشاحة في الاصطلاح فمن جهة توسيع الدلالة أو تضييقها ...
وقولكم - بارك الله فيكم -: الاحتجاج بأنها صحت حين ضمت فلا يصح سحبه على حال إفرادها بالذكر؛ لأنها إنما صحت عند هذه الحالة خاصة،
فهذا ما أريد إيضاحه وتمريره من جهتين:
الأولى: أنها صحَّت حين ضُمَّت إلى أخواتها ... فصارت اصطلاحًا فالتُزمتْ.
الثانية: أنها صحَّت على كل حال في هذا المعنى الذي خصصت به لأن الكلمات الثلاث الأخرى تكتنفها وإن لم تُذكر معها.
هذا على القول بأن ذلك جائز فيما لم يُسمع عن العرب، وهذا يقويه كثرة الأمثلة، كما أشرتم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:59]ـ
نقاش سابق عن الازدواج في الكلام:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4356
ولابن فارس كتاب مفرد في هذا الباب هو (الإتباع والمزاوجة) يمكن تحميله من هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18252
ومما يدخل في هذا الباب ما اعتُرض به على ابن عبد الهادي في تسمية كتابه (الصارم المنكي في الرد على السبكي)؛ لأن الوارد في اللغة هو (نكى) الثلاثي لا (أنكى) الرباعي. وأجيبَ عن ذلك بأنه من باب الازدواج.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 12:45]ـ
أعجبني هذا من كلامكم:
وقد قال أبو حيان في تذكرته:
(( ... يزيلون اللفظ عما هو به أولى لأجل التوافق والازدواج نحو أنفق "بلالا ولا تحش من ذى العرش إقلالا" وارجعن مأزورات غير مأجورات)).
...... .......
وقد حكى السيوطي في همع الهوامع القول بالتناسب في هذا الحديث، وذكر له نظائر، ثم قال:
(( .... ونظائر ذلك في الحديث والكلام الصحيح كثير لا يمكن استيعابه)).
ويحق لي أن أقول: ما قرأت لأبي مالك موضوعًا إلا وزادني علمًا.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ...
شغل معلمين:)
اللهم احفظ أبا مالك والقارئ المليجي
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 02:16]ـ
ما شاء الله تبارك الله ,,
ما أروعها من مناقشة!! حقيقة استمتعت بقراءة الموضوع كاملاً , واستفدتُ كثيراً ..
ومثل هذه المواضيع تجعلني أحب اللغة العربية كثيراً ..
شكر الله لكم أبا مالك , وشيخنا القارئ المليجي,,
وفقنا الله وإياكم للخير, وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 02:54]ـ
بارك الله في الشيخين ...
حوار هادئ ومثمر وثري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 03:00]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم
وتميما للفائدة قال ابن حجر http://tafsir.net/vb/images/smilies/rhm.png في شرح هذا الحديث:
قال ابن حجر في الفتح: .... وَذَكَرَ اِبْن التِّين أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَته أَقْلَبْنَاهُ بِزِيَادَةِ هَمْزَة أَوَّله، قَالَ وَالصَّوَاب حَذْفهَا وَأَثْبَتَهَا غَيْره لُغَة.) ا. هـ
إذن ليس كل علماء الحديث متفقين علي ما قاله ابن التين.
وقال صاحب عمدة القارئ في شرح البخاري: .. قوله فوضعه أي فوضعه النبي على فخذاه إكراما قوله فلهي النبي بكسر الهاء وفتحها أي اشتغل بشيء كان بين يديه فاحتمل أي رفع قوله فاستفاق أي فرغ من اشتغاله كما يقال أفاق من مرضه ولم ير الصبي فقال أين الصبي فقال أبو أسيد قلبناه أي صرفناه إلى البيت وذكر ابن التين أنه وقع في رواية أقلبناه بزيادة همزة في أوله قال والصواب حذفها وأثبته غيره لغة وقال الكرماني أقلبناه لغة في قلبناه فلا سهو في زيادة الألف.
قوله ولكن قد علم أنه للاستدراك فأين المستدرك منه وأجيب بأن تقديره ليس ذلك الذي عبر عنه بفلان اسمه بل هو المنذر .. ) ا. هـ
ومعلوم أن اللغة لا يحيط بها إلا نبي، وفي الأمثلة السابقة نجري قاعدة: المثبت أولي من المنفي لأنه عنده زيادة بيان.
والسلام عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 07:53]ـ
فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق
حذفت من مشاركتكم الكريمة ما ذكر عن الإقران؛ لأنه لا علاقة له بالموضوع.
وتقبل الله منا ومنكم في هذا الشهر الكريم.
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 08:44]ـ
بوركت الصفحة، وبورك من أدلى فيها بدلوه؛ إثارةَ موضوع، وتفاعلاً مثمرا، ونقاشا مفيدا، وإشادة وإضافة ..
تقبلوا مروري وأرقَّ التحايا
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 12:41]ـ
فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق
حذفت من مشاركتكم الكريمة ما ذكر عن الإقران؛ لأنه لا علاقة له بالموضوع.
وتقبل الله منا ومنكم في هذا الشهر الكريم.
لك ذلك .. وكل عام وأنت والمسلمين بخير وتقبل الله منا ومنكم رمضان
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 10:36]ـ
بارك الله فيكم، كلام جميل أبا ورش، وحُييت أبا مالك!(/)
(التغني بالقرآن الكريم) للشيخ محمد أبو زهرة
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 06:50]ـ
التغني بالقرآن الكريم
مقال كتبه العلامة محمد أبو زهرة رحمه الله (بمجلة كنوز الفرقان) عدد 8 بتاريخ شعبان 1368/ 1949م عن التغني بالقرآن والقراءة بالألحان!!
* * *
التغني بالقرآن الكريم
محمد أبو زهرة
-1 -
تعرضنا بالإجمال في مقال سابق لقراءة القرآن بالألحان، مشيرين إلى أنها تنافي الأتعاظ به، والاهتداء بهديه، والاعتبار بقصصه؛ وقلنا ((ليست مذاكرة القرآن بما ابتدعنا فيها من ألحان نُطْرى بها الصوت، وننغمه، وتتمايل الأعناق طربا للنغم، وتتصايح الأصوات استطابة للحن، والقارئ يترنم ينغمه، ويهتز للحنه، ولا يراعى معنى، فيخفض صوته في آيات الترهيب، ويشتد في آيات الترغيب، يلين في آيات القتال، ويجلجل في آيات السلام)).
وقد اتصل بنا بعض القراء فطلب إلينا بيانه، فإن هذا موضوع لا يغني فيه الإجمال عن التفصيل، ولا تقوم فيه الإشارة مقام العبارة؛ وخصوصًا أن البلوى فيه عامة، والبدعة فيه حسبها الناس سنة، وتعلقوا بآثار واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبيح التغني بالقرآن وتزيينه بحسن الصوت؛ فحق علينا أن نزيل الاشتباه، ونبين الفرق بين ما كان يستحسنه الرسول الكريم، وما ابتدعه الناس من بعده، معتمدين في ذلك على المنقول والمعقول، لا نتزيد على علم السلف، ولا نسلك غير سبيلهم القويم.
-2 -
فإننا لا نحارب البدعة، إلا بما يثبت لدينا أنه السنة، والسنة في هذا المقام هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وقد جاء وصفها في صحاح السنة، والثابت من الآثار.
فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حزب من القرآن يقرؤه، ولا يخل به، وكانت قراءته ترتيلا، لا هذًا (الهذ: سرعة القطع، أي لا يقرأ قراءة يسرع في مقاطعها، فلا بعطي الوقوف حقها) ولا عجلة، بل قراءة مفسرة، حرفًا، حرفًا، وكان يقطع قراءته، آية، آية، وكان يمد عند حرف المد، فيمد الرحمن، ويمد الرحيم، وكان يقرأ القرآن قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومتوضئًا ومحدثًا، وكان يترنم به، ويرجع صوته به أحيانًا، كما رجع يوم الفتح في قراءته {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره، وقد أمر عبد الله بن مسعود مرة أن يقرأ عليه؛ فلما سمعه عليه السلام خشع، حتى ذرفت عيناه، قد استمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري من غير أن يعلمه ثم أخبره، فقال رضي الله عنه: ((لو كنت أعلم أنك تسمعه لحبرته لك تحبيرًا)) أي يحسن صوته تحسينًا.
ولقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) وروي أنه قال: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) وقال عليه السلام: ((ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن)).
-3 -
فهذه الآثار كلها تدل على أنه عليه السلام أباح التغني بالقرآن، وأباح ترجيع الكلمات مترنمًا بمعانيها مرددًا لها بترديد ألفاظها، كما يفعل الأديب عند ترديد بيت من الشعر أدرك معناه واستطابه، فردده استحسانًا له، ولجودة التعبير وسلامته؛ وكما فعل عليه السلام عند ترجيعه {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} فإن ترديد ذلك في عام الفتح إنما هو شكر المنعم به؛ وهو استذكار للانتقال من الضعف إلى القوة، ومن الفتنة في الدين إلى جعل الكلمة العليا لدين رب العالمين.
وإذا كان الترجيع ليس إلا ترديدًا للمعنى، وتذوقًا له واستطابة، واعتبارًا به، فكذا يكون التغني الذي استحسنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أن العرب الذين كانوا يقرءون القرآن كانوا على علم بأساليب البيان، ومعاني الفرقان؛ فكانوا يترنمون بالألفاظ ترجيعًا لمعناها، وتذوقًا لجمالها؛ الغرض منه أن يسهل على السامع فهم المعنى وتذوقه، وإدراك جمال الأسلوب، وجمال الألفاظ.
-4 -
أما إذا كان التغني بالقرآن لمجرد النغم من غير نظر إلى المعاني، ومن غير أن يدرك السامع جمال اللفظ وجمال الأسلوب، بل يستطيب الألحان من غير تفرقة بين أن تكون الألحان في ألفاظ التنزيل، أو تكون في شعر عربي فصيح أو أوزان عامية مستحدثة، فذلك هو الذي لا نعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقره؛ بل نؤمن بأنه نهى عنه، وتنبأ بوقوعه وحذر منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق، فإنه سيجيء بعدي أقوام يُرجِّعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبه وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
ولقد ذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه ((أن من علامات الساعة أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم (ليس بأقرئهم، ولا أفضلهم) ليغنيهم غناء)).
فهذان الحديثان فيهما بيان أن قراءة القرآن بالألحان ليست من السنة في شيء، وعلى غير التغني الذي أباحه النبي صلى الله عليه وسلم واستحسنه، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الحد الفاصل بين التغني المستحسن، والتلحين المستهجن، في الحديث الأول؛ فقد ذكر أن التغني المستحسن هو الذي يجيء على لحون العرب؛ ولحون العرب كانت تقوم على إخراج الحروف من مخارجها، والمد في موضع المد وهمز المهموز، ووصل الموصول؛ ونحو ذلك من المبين في علم التجويد، فهذه ألحان العرب، وتحسينها هو الصوت الجميل، لا بتوقيع القرآن على موسيقى الأعاجم.
والترنم به هو ترديد المعنى المفهوم في اللفظ الجميل بحيث يكون الصوت مصورًا للمعنى أولا وبالذات، ولعل هذا هو التحبير الذي كان يتجه إليه أبو موسى الأشعري عندما كان يريد تحبير قراءته.
-5 -
لقد بين النبي إذًا الفرق بين التغني المقبول، والتلحين المرذول، وتنبأ بوحي من ربه بما يكون، ثم لم يمض زمن طويل على انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، حتى ظهرت لحون الأعاجم، فإنه في صدر الدولة الأموية قد ظهر الغناء الفارسي، وأخذه العرب، ولحنوا به أشعارهم، ثم سرت العدوى من الأشعار إلى القرآن؛ فكان من القراء من يقرأ القرآن بهذه الألحان الأعجمية التي لا تتفق مع اللحن العربي، وأدرك ذلك بعض الصحابة الذين عمروا إلى الدولة الأموية، فإنه يروى أن قارئا جاء إلى أنس بن مالك، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ وطرب، فقال له صاحب الرسول عليه السلام: ((ما هكذا كانوا يفعلون)) واستنكر صنيع ذلك القارئ، وعًدَّهُ بدعة.
-6 -
ولذلك قال التابعون الذين سمعوا تلك الألحان الأعجمية ورأوها تذهب بالروعة القرآنية: إن القراءة بالألحان مكروهة، وكلمة (مكروهة) يراد بها في أكثر الأحوال عند هؤلاء التابعين التحريم، ولكن لعدم النص الصريح بالتحريم لم يُصَرِّحوا به، ومن هؤلاء سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن البصري، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي، ثم جاءت الطبقة التي وليت التابعين من الفقهاء المحدثين، فكان منهم كثيرون أفتوا بالكراهة، ومن هؤلاء: سفيان بن عيينة، ومالك بن أنس. فقد روى ابن القاسم ((أنه سئل عن الألحان؟ فقال: لا تعجبني، وإنما هو غناء يتغنون به ليأخذوا عليه الدراهم)) ولقد جاء في الطبقات لابن السبكي ((أن الربيع بن سليمان الجيزي الأزدي المتوفى سنة 257 روي عن الشافعي رضي الله عنه أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة)). ولقد تضافرت الروايات عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: ((القراءة بالألحان بدعة لا تسمع)).
فهذه نقول كثيرة عن الأقدمين تبين أن التطريب بالقرآن من غير نظر إلى المعنى حرام أو مكروه أو بدعة، ولعل الذين لم يفتوا بشيء من هذا لم تصخ أسماعهم قراءة بالألحان تبعد المعنى، وما سمعوه من التغني بالقرآن كان في دائرة ألحان العرب التي استحسنها النبي صلى الله عليه وسلم، وأجازها، ولم تكن من ألحان الأعاجم التي تهوش المعاني في نفوس السامعين.
-7 -
والذي يستخلص من مجموع النقول، وهو الذي يتلاقى فيه المختلفون، أن التغني بالقرآن قسمان:
أحدهما: يساعد على المقصود من التلاوة وهو العظة والاعتبار، وفهم معانيه، وتدبر آياته، وتذوق جمال لفظه، وطلاوة أسلوبه، وحلاوة بلاغه. وهذا مستحسن مطلوب. ومن ذلك ما يروى عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول لأبي موسى الأشعري: ذكرنا ربنا، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن. ومن ذلك أيضًا ما روى من أن عمر رضي الله عنه قال لعقبة بن عامر وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن: اعرض علي سورة كذا، فعرض عليه، فبكي عمر، وقال ((ما كنت أظن أنها نزلت)).
وهذا القسم هو الذي يكون المعنى فيه واضحًا جليا، ويزيده حسن الصوت والإلقاء جلاء ووضوحًا، وسماعه يزيد المؤمن إيمانًا كما قال تعالى في وصف المؤمنين {ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
أما القسم الثاني: فهو الذي يكون التوقيع الموسيقى غير متناسب مع المعنى، أو يكون الغرض من التلاوة مجرد التطريب، والغرض من السماع مجرد الطرب، أو يكون الترجيع للتنويع في الموسيقى، أو تستعار القراءات ولو لم تكن شاذة للتنويع الموسيقى، فيكون السامع في جو من الطرب لا في مقام اهتداء واتعاظ واستبصار.
وهذا صالح لأن يتخذ تسلية، لا أن يكون تبصرة. وما لهذا كان القرآن، وهو لا يتفق مع المكان الأمثل له. وفوق ذلك فإن الترجيع الموسيقى يذهب بوقاره وجلاله، وقد سمعت قارئا يقرأ سورة ((الحاقة))، ويختار قراءة كسر ما قبل التاء المربوطة ملحنًا بها، فيكون طرب شديد من الناس للحن، ولكن ذا الإحساس يرى فيه تهزيعًا لقرآن الله العلي الحكيم.
وإن هذا القسم هو البدعة التي ابتدعها الناس، وهو الذي كرهه الأئمة، وقال فيه إمام دار الهجرة: ((هو غناء يتغنون به ليأخذوا عليه الدراهم)). فعلى الذين يستأجرون القراء ليقرءوا القرآن متيمنين بقراءته في أفراحهم، أو راجين المغفرة بها في أحزانهم – أن يتحروا السنة، ويبتعدوا عن البدعة. والله الموفق.
محمد أبو زهرة(/)
خطأ في كتاب مصحف الصحابة لجمال الدين شرف
ـ[عبد الله عبد الله]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 08:29]ـ
السلام عليكم
قال عند الاية 19 من سورة ال عمران، ص 52: إن الدين ((الكسائي بكسر الهمزة، والباقون بفتحها)) والصواب: ((الكسائي بفتح الهمزة، والباقون بكسرها))
وقد ذكر قول الشاطبي: ((إن الدين بالفتح رفلا)) وشرحه كما قال أحد الأفاضل: (((إن الدين بالفتح رفلا) أي قراءة المرموز له (ر) (رمز للكسائي) بالفتح، والبقية بـ (الكسر)))
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 09:32]ـ
نعم أخي الكريم، وجزيت خيرًا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 10:12]ـ
وهذه صورة لهذا الجزء من الصفحة في المرفق.(/)
القرآن الكريم كاملا بصوت الشيخ حاتم فريد الواعر على رابط واحد سريع يدعم الإستكمال
ـ[مصطفى الديشة]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 03:37]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
أقدم لكم اليوم القرآن الكريم كاملا 114 سورة بصوت هو أعذب الأصوات المصرية الحالية وهو صوت الشيخ حاتم فريد الواعر قارئ مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية.
علما بأن الشيخ حاتم فريد في ليلة السابع والعشرين من رمضان يصلي خلفه مليون مصلي ليحتل المركز الرابع على العالم من حيث عدد المصلين الذين يصلون في ليلة السابع والعشرين وذلك بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الكبير في الكويت.
وما يميز موضوعي هذا بفضل الله تعالى أن القرآن بصوت الشيخ حاتم فريد لايمكن أن تجده كاملا على رابط واحد.
وإذا وجدته كاملا فلن تجده على رابط واحد ولن تجده بهذه النقاوة الفائقة التي أضعها لكم بتوفيق الله.
كما أن هذا الرابط الذي سأضعه لكم هو رابط لن تنتهي صلاحيته بإذن الله.
والمفاجأة:-
أني وضعت لكم برنامجين لتسهيل عملية التحميل عليكم أولهما برنامج تحميل يدعم الإستكمال ( IDM) و ثانيهما هو برنامج اسمه ShutdownTimer وهو برنامج يجعلك تستطيع اغلاق الكمبيوتر أوتوماتيكيا في الوقت الذي تحبه أنت فمثلا يمكنك أن تحمل القرآن ثم تستخدم البرنامج بحيث يتم غلق الكمبيوتر أوتوماتيكيا بعد 5 ساعات مثلا ثم تذهب للنوم ليلا وأنت مرتاح البال لأنه سيتم تحميل القرآن ثم اغلاق الجهاز أوتوماتيكيا وأنت في سابع نومة. وبالمناسبة حجم البرنامج لا يصل 1 ميجا.
وسأشرح لكم البرنامج في نهاية الموضوع.
روابط التحميل:-
القرآن الكريم كاملا بصوت الشيخ حاتم فريد الواعر ( http://ia360704.us.archive.org/5/items/Hatem_Farid_AL_Waair/Hatem_Farid_AL_Waair.rar)
برنامج التحميل الذي يدعم الإستكمال ( http://www.mediafire.com/?znzcdnrndhy)
برنامج غلق الجهاز أوتوماتيكيا ( http://www.mediafire.com/?ymy5lzd1jzm)
شرح برنامج غلق الجهاز:-
عندما تفتح البرنامج لن يظهر مباشرة وانما ستجده في أسفل سطح المكتب عند شريط المهام ( taskbar) فاضغط عليه وستظهر لك صفحة البرنامج (وهي صفحة صغيرة).
ستجد في أول الصفحة مكتوب poweroff فقم انت بتحويلها الى shutdown .
ثم ستجد خانة للأرقام اكتب فيها عدد الدقائق أو الساعات التي تريد اغلاق الكمبيوتر بعدها فإذا كنت تريدها بالدقائق فستجد خانة على اليمين مكتوب عليها minutes وإذا كنت تريدها بالساعات فاضغط على السهم وحول كلمة minutes الى hours .
أخيرا اضغط على Enable Timer
علما بأني بريء من كل من يستخدم هذين البرنامجين في تحميل كل مايتعارض مع تعاليم الإسلام.
طلب أخير:-
أطمع من ادارة الموقع أن تتكرم بتثبيت هذا الموضوع وصدقوني هو موضوع سينجح نجاحا كبيرا وسيقوم بالتحميل منه أناس كثيرون لذلك لاتحرموني وأنفسكم من هذا الأجر العظيم وسأكون شاكر لكم جدا بارك الله فيكم.
مع تحيات مصطفى الديشة tatata2010(/)
خاص لمعلمي القراءات
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 03:30]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فهذا شرح مختصر لوقف حمزة وهشام بالأمثلة فقط من الشاطبية وأضفت للشرح من متن الطيبة ما يتوافق مع متن الشاطبية، مع بعض التوضيحات فيما احتاج توضيحا، مع الاختصار الشديد، حتي يستطيع معلم القراءات شرح الأبيات من خلال المثال.
باب وقف حمزة وهشام علي الهمز
235 - وَحَمْزَةُ عِنْدَ الْوَقْفِ سَهَّلَ هَمْزَهُ إِذَا كَانَ وَسْطًا أَوْ تَطَرَّفَ مَنْزِلاَ
قال في الطيبة: إذا اعتمدت الوقف خفف همزه ... توسطاً أو طرفاً لحمزه
أي هذا الباب وقفا فقط.
والتسهيل مطلق التغيير خاص بالمتوسطة والمتطرفة. قال أبو شامة: ولفظ التسهيل يشمل الجميع، وقد يخص القراء لفظ التسهيل بين بين " ا.هـ
والنقل: أي نقل حركة الهمزة للساكن قبلها مع حذف الهمزة
والإبدال: إبدال الهمزة حرفا صحيحا (ألف أو واو أو ياء فقط)
الحذف: حذف الهمزة مطلقا دون التعويض عنها بشئ
والهمزة الأولي قد تم الحديث عنها في الباب السابق.
236 - فَأَبْدِلْهُ عَنْهُ حَرْفَ مَدِّ مُسَكَّنًا وَمِنْ قَبْلِهِ تَحْرِيكُهُ قَدْ تَنَزَّلاَ
قال في الطيبة: فإن يسكن بالذى قبل ابدل ...
((يؤمنون "" يومنون "" ـ اقرأ "" إقرا"" ـ نبيء"" نبي""))
237 - وَحَرِّكْ بِهِ مَا قَبْلَهُ مَتَسَكِّنًا وَأَسْقِطْهُ حَتّى يَرْجِعَ اللَّفْظُ أَسْهَلاَ
قال في الطيبة: ... وإن يحرك عن سكون فانقلوقال في الطيبة: والبعض في الأصلى أيضاً أدغما
((قرءان " قران " ـ مسئولا "مسولا"))
البيت يتحدث عن الواو والياء الأصليتين مدية كانت أو لينية والبعض الآخر أجراها كالصحيح فتدخل في هذه الصورة مثل: (السُوء ـ شئ) ـ (السُو ـ شي)
وسيأتي الحديث عن الوجه الثاني ـ إن شا الله ـ
238 - سِوَى أَنَّهُ مِنْ بَعْدِ أَلِفٍ جَرى يُسَهِّلُهُ مَهْمَا تَوَسَّطَ مَدْخلاَ
قال في الطيبة: إلا موسطاً أتى بعد ألف ..... سهل .......
((ءاباءهم "" ءابا*هم "" ـ ءاباؤهم "" ءابا*هم"" ـ ءابائهم "" ءابا*هم""))
239 - وَيُبْدِلُهُ مَهْمَا تَطَرَّفَ مِثْلُهُ وَيَقْصُرُ أَوْ يَمْضِي عَلَى الْمَدِّ أَطْوَلاَ
قال في الطيبة: ومثله فأبدل فى الطرف
((السماء "" السما"" السماا"" قصر أوتوسط أو إشباع" المد ـ توسط أو إشباع ـ علي اجتماع الساكنين، والقصر علي حذف أحد الألفين (وهذا تعليل ابن الجزري)
240 - وَيُدْغِمُ فِيهِ الْوَاوَ وَالْيَاءَ مُبْدِلاَ إِذَا زِيدَتَا مِنْ قَبْلُ حَتَّى يُفَصَّلاَ
قال في الطيبة: والواو واليا إن يزادا أدغما ..............
((هنيئا ـ مريئا ـ خطيئة ـ قروء ـ بريء ـ النسئ ـ درئ))
""هنيّا ـ مريّا ـ خطيّة ـ قروّ ـ بريّ ـ النسيّ ـ دريّ ""
لا توجد سوي هذه الكلمات في الزائد. تبدل ثم تدغم مع الروم والإشمام فيما يصح
241 - وَيُسْمِعُ بَعْدَ الْكَسْرِ وَالضَّمِّ هَمْزُهُ لَدى فَتْحِهِ يَاءًا وَوَاوًا مُحَوَّلاَ
قال في الطيبة: وبعد كسرة وضم أبدلا ... إن فتحت ياء وواوا مسجلاً
((فئة "" فية"" مئة" مية" ـ مؤجلا ""موجلا"" المؤلفة "" المولفة ""))
الهمزة المفتوحة وقبلها ضم تبدل واوا، والمفتوحة وقبلها كسر تبدل ياء
242 - وَفي غَيْرِ هذَا بَيْنَ بَيْنَ وَمِثْلُهُ يَقُولُ هِشَامٌ مَا تَطَرَّفَ مُسْهِلاَ
قال في الطيبة: وغير هذا بين بين .....
وقال في الطيبة: ومثله خلف هشام فى الطرف
((سأل ـ رءوف- فمالئون- برءوسكم) ـ بئيس- وخاسئين وسئلوا
((س*ل ـ ر*وف- فمال*ون- بر*وسكم ـ بئ*يس- وخاس*ين وس*لوا))
تسهل بين الهمزة وحركتها.
وزاد ترك التسهيل مطلقا لهشام من الطيبة
243 - وَرِءْيَا عَلَى إِظْهَارِهِ وَإِدَّغَامِهِ وَبَعْضٌ بِكَسْرِ الْها لِيَاءِ تَحَوَّلاَ
قال في الطيبة: وياء من آنانبا ال وريا ...... تدغم
كلمة "ريا " يقصد بها "رءيا"
وقد سبق الحديث عن وجه الإظهار في الوقف القياسي
(يُتْبَعُ)
(/)
((رءيا ـ رييا ـ ريّا)) ــ ((أَنْبِئْهُمْ وَنَبِّئْهُمْ "" أنبيهُم ـ أنبيهِم "")) إبدال الهمزة ياء مع كسر الهاء وضمها وهو المقدم في الأداء ـ الضم ـ
244 - كَقَوْلِكَ أَنْبِئْهُمْ وَنَبِّئْهُمْ وَقَدْ رَوَوْا أَنَّهُ بِالخَطِّ كانَ مُسَهَّلاَ
قال في الطيبة: ........ واكسرها كأنبهم حكى
وقال في الطيبة: وعنه تسهيل كخط المصحف ........
ثم قال في الطيبة:
وألف النشأة مع واوكفا .... هزؤا ويعبئوا البلؤا الضعفا
وياء من آنانبا ال وريا ...... تدعم مع تؤوى وقيل رؤيا
وبين بين إن يوافق واترك ... ما شذ ............
((النشاة ـ كفْوا ـ هزْوا ـ ويعبوا ـ البلاوا ـ الضعفاوا ـ .....
ومثال لما شذ: نساؤكم ـ نسائهم " لا يجوز إبدالها تبعا للرسم.
245 - فَفِي الْيَا يَلِي والْوَاوِ وَالحَذْفِ رَسْمَهُ ... وَالاَخْفَشُ بَعْدَ الْكَسْرِ والضَّمِّ أَبْدَلاَ
الجزء الأول من البيت خاص بالرسم وقد تقدمت الأمثلة من الطيبة
وهذا للشطر الثاني: ((أنبئكم ـ سئل "" أنبيكم "" سول""))
246 - بِيَاءِ وَعَنْهُ الْوَاوُ في عَكْسِهِ وَمَنْ ... حَكَى فِيهِمَا كَالْيَا وَكَالْوَاوِ أَعْضَلاَ
وقال في الطيبة: ونقل ...... ياء كيطفئوا وواوكسئل
((أنبئكم ـ سئل "" أنبيكم "" سول""))
قال السخاوي: ومن حَكَى فِيهِمَا كَالْيَا وَكَالْوَاوِ أَعْضَلاَ .... ذكر بعضهم أن الأخفش يخفف المكسورة المضموم ما قبلها بين الهمزة والواو، والمضمومة المكسور ما قبلها بين الهمزة والياء فأعضل أي: أتي بمعضلة لأنه همزة بين بين مخففة بينها وبين الحرف الذي منه جركة ما قبلها "1/ 409
247 - وَمْسْتَهْزِءُونَ الْحَذْفُ فِيهِ وَنَحْوِهِ وَضَمٌّ وَكَسْرٌ قِبْلُ قِيلَ وَأُخْمِلاً
قال في الطيبة: فنحو منشون مع الضم احذف
(فمالئون) - (وَمْسْتَهْزِءُونَ) ـ (ليطفئوا) - (ويستنبئونك) - (ومتكئون)
(فمالون ""مستهزون – ليطفوا ـ ويستنبونك ـ ومتكون""))
248 - وَمَا فِيهِ يُلْقى وَاسِطاً بِزَوَائِدٍ دَخَلْنَ عَلَيْهِ فِيهِ وَجْهَانِ أُعْمِلاَ
249 - كَمَا هَاوَيَا وَالَّلامِ وَالْبَا وَنَحْوِهَا وَلاَمَاتِ تَعْرِيفٍ لِمَنْ قَدْ تَأَمَّلاَ
قال في الطيبة: والهمز الأول إذا ما اتصلا ... رسماً فعن جمهورهم قد سهلا
: أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح ... لاميم جمع وبغير ذاك صح
(هأنتم ـ هؤلاء) "" هأنتم هؤلاء "" هـ*نتم " هـ*لا ........... "" وأشباههما لك التسهيل والتحقيق في هاء التنبيه فقط. والتسهيل مع المد والقصر، وقد سبق الوقف علي "أولاء"
منع النقل في ميم الجمع
ولا نقل في ميم الجميع لحمزة .. بل الوصل حكم الوقف فيما تنقلا
ولك عند الوقف ـ أي الهمزة الأولي ـ في الساكت الصحيح: النقل، والتحقيق مع السكت،والتحقيق مع عدم السكت
ولخلاد: النقل، والتحقيق مع عدم السكت. وهذا المعمول به عند الجمع بالصغري. وهذا إذا لم يكن الساكن حرف مد مثل:" خلوا إلي، ابني ءادم "
وقال في الطيبة:: والهمز الأول إذا ما اتصلا ... رسماً فعن جمهورهم قد سهلا
: أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح ... لاميم جمع وبغير ذاك صح
زاد في الطيبة تسهيل الهمزة الأولي بحسب ما قبلها. وقد تقدم الساكن الصحيح في الباب قبله
وإن كان حرف مد (بما أنزل ـ قالوا ءامنا ـ وفي أنفسكم)
زاد التسهيل في الألف مع المد والقصر (بما *نزل) وله السكت علي المد مع تحقيق همزة "أنزل" وله التحقيق بدون سكت وهو الذي في الشاطبية وغيره.
وإبدالها واوا مع الواو (قالوا ءامنا ـ قالوا وامنا)
" قالوا ءامنا ":
الأول: تحقيق الهمزة مع عدم السكت
الثاني: التحقيق مع السكت
الثالث: النقل وهو مذهب أكثر العراقيين
والرابع الإدغام وهو جائز
الخامس: التسهيل بين بين مع المد والقصر "وهو ضعيف " قاله في النشر
وإبدالها ياء مع الياء (في أنفسكم ـ في ينفسكم)
الأول: تحقيق الهمزة مع عدم السكت
الثاني: التحقيق مع السكت
الثالث: النقل وهو مذهب أكثر العراقيين
والرابع الإدغام وهو جائز
الخامس: التسهيل بين بين مع المد والقصر "وهو ضعيف "
هذا مع أوجه الشاطبية وهي: النقل، والتحقيق مع السكت،والتحقيق مع عدم السكت في الساكن الصحيح. مثل " خلوا إلي ـ من ءامن " كما سبق
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاطبي ليس له سكت في أحرف المد ولا تسهيل ـ أي مطلق التغيير ـ وقفا في مثل (بما أنزل ـ قالوا ءامنا ـ وفي أنفسكم) أما المتصل رسما المنفصل حكما قد سبق.
250 - وَاشْمِمْ وَرُمُ فِيمَا سِوى مُتَبَدِّلٍ بِهَا حَرْفَ مَدٍّ وَاعْرِفِ الْبَابَ مَحْفِلاً
قال في الطيبة: وأشممن ورم بغير المبدل .... مداً
((السما ـ جا ـ الدعا)) الحالة الوحيدة يمنع فيها الروم والإشمام ـ أي في حالة إبدالها ألفا ـ ويدخل ـ أي الروم ـ في هذه الأمثلة في حالة التسهيل ولا يكون التسهيل إلا مع الروم. لأنه لا تسهيل إلا في المتحركة، وكذا في حالة إبدالها حرفا صحيحا
251 - وَمَا وَاوٌ أَصْلِيٌّ تَسَكَّنَ قَبْلَهُ أوِ الْيَا فَعَنْ بَعْضٍ بِالإِدْغَامِ حُمِّلاَ
قال في الطيبة: ..... والبعض في الأصلى أيضاً أدغما
سوء-والسوأى ـ سيئت ـ شيء ـ بتشديد الواو في أمثلة الواو وتشديد الياء في أمثلة الياء مع الروم والإشمام،، وقد تقدم النقل لأن البعض الآخر أخذ بالنقل
252 - وَمَا قَبْلَهُ التَحْرِيكُ أَوْ أَلِفٌ مُحَرَّكاً طَرَفاً فَالْبَعْضُ بالرَّوْمِ سَهَّلاَ
قال في الطيبة: .......... وآخراً بروم سهل
وقال في الطيبة: بعد محرك كذا بعد ألف ......
((لؤلؤ ـ لول* بالتسهيل مع الروم ـ من شاطئ ـ شاط* بالتسهيل مع الروم.
أما الألف: يشاء ـ يشا* ـ بالتسهيل مع الروم مع المد والقصر))
253 - وَمَنْ لَمْ يَرُمْ وَاعَتدَّ مَحْضاً سُكُونَهُ وَألْحقَ مَفْتُوحاً فَقَدْ شَذَّ مُوغِلاَ
قال أبو شامة: أي ومن الناس من لم يرم لحمزة في شيء من هذا الباب أي ترك الروم في الموضع الذي ذكرنا أن الروم يدخله وهو كل ما قبله ساكن غير الألف فنفى الروم فيه وألحق المضموم والمكسور بالمفتوح في أن لا روم فيه فلم يرم، (لكم فيها دفء) -كما لم يرم- (يخرج الخبء)، فقال الناظم هذا قد شذ مذهبه موغلا في الشذوذ لأنه قد استقر واشتهر أن مذهب حمزة الروم في الوقف إلا فيما ثبت استثناؤه ويجوز أن يكون هذا القائل بنى مذهبه في ترك الروم على أن حمزة وقف على الرسم فاسقط الهمزة إذ لا صورة لها في نحو (سوء-وشيء-ودفء-وقروء)، فما قبل الهمز في ذلك كله حرف ساكن لا حظ له في الحركة فلا روم وهذا مأخذ حسن والله الحمد .. )) ا. هـ
254 - وَفِي الْهَمْزِ أَنْحَاءٌ وَعِنْدَ نُحَاتِهِ يُضِيءُ سَنَاهُ كُلَّمَا اسْوَدَّ أَلْيَلاَ
قال أبو شامة: ((أي وروى في تخفيف الهمز وجوه كثيرة وطرائق متعددة اشتمل عليها كتب القراآت الكبار والانحاء المقاصد والطرائق واحدها نحو وهو القصد والطريقة وقد ذكر الناظم رحمه الله تعالى من تلك الطرائق أشهرها وأقواها لغة ونقلا وذكر شيئا من الأوجه الضعيفة ونبه على كثرة ذلك في كتب غيره والهاء في نحاته وسناه للهمز أي يضيء ضوءه عند النحاة لمعرفتهم به وقيامهم بشرحه كلما أسود عند غيرهم لأن الشيء الذي يجهل كالمظلم عند جاهله والنحويون هم المتصدون لكشف ما أشكل من هذا ونحوه مما يتعلق باللسان العربي)) ا. هـ
************
والخلاصة في هذا الباب اختصره شيخنا العلامة الشيخ خالد محمود من طلبة الشيخ عامر عثمان محقق عصره فقال الشيخ خالد:
الهمزة المتحركة (متوسطة، متطرفة): إن صح نقلها تنقل ويمكن التسهيل والإبدال بالضرورة، وإن لم يصح نقلها.
فبعد الألف تسهيل إن كانت متوسطة، وتسهيل بالروم لغير المفتوح إن كانت متطرفة.
وبعد الزائدتين يتعين الإبدال مع الإدغام متوسطة ومتطرفة.
وبعد الحركة: تسهيل متوسطة ومتطرفة ما لم يمتنع التسهيل (المفتوحة بعد كسر أو ضم) وتبدل متوسطة ومتطرفة عندما يمتنع التسهيل وتبدل أيضا في وجهي الأخفش في المكسورة بعد ضم و كسر، وتبدل أيضا متوسطة ومتوسطة مع الإدغام بعد الأصليتين (زيادة علي النقل) متوسطة ومتطرفة.والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 10:19]ـ
متابعون معكم يا سيدنا.
كل عام أنتم بخير.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 02:02]ـ
متابعون معكم يا سيدنا.
كل عام أنتم بخير.
جزاكم الله خيرا
وأنتم في صحة وعافية
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 02:07]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام ...
ويمكنكم أيضا شرح باب حمزة وهشام بطريقة سهلة وبسيطة كل ما عليك فعله أن تقسم الهمزة إلي ثلاثة أنواع:
1.همزة ساكنة
2. همزة متحركة وقبلها ساكن ..
3. همزة متحركة وقبلها متحرك ويلحق بهذا النوع المتوسط بزائد في حالة تحرك الهمزة.
النوع الأول: الهمزة الساكنة:
وإليك أنواع الهمزة الساكنة:
1.يبدؤا ......... سكونه عارض
2.اقرأ ......... سكونه أصلي
3.وأْمر ....... متوسط بزائد ولكنها في حكم الأصلية ولا ينفك الحرف الزائد عن الكلمة
4.ونبئْهم ....... متوسط بنفسه
5.لهدي ائتنا ـ الذي اؤتمن ـ قالوا ائذن .... متوسط بكلمة
حكمها:
تبدل من جنس حركة ما قبلها:
الهمزة الساكنة وقبلها فتح تبدل ألفا
الهمزة الساكنة وقبلها ضم تبدل واوا
الهمزة الساكنة وقبلها كسر تبدل ياء.
أما رءيا ـ تءوي ـ تءويه ... يزاد مع الإبدال وجها آخر وهو الإدغام، أي تقرأ بالإظهار ـ رييا ـ تووي ـ توويه "
وتقرأ أيضا بالإدغام " ريَّا ـ توَّي ـ توَّيه "
وأما "أنبيهم" يزاد فيها مع الإبدال ضم الهاء وكسرها.
الخلاصة: أي همزة ساكنة تبدل من جنس حركة ما قبلها.
وفي المرة القادمة ـ إن شاء الله ـ نتحدث عن الهمزة المتحركة وقبلها ساكن.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 02:50]ـ
الهمز المتحرك وقبله ساكن.
والهمزة المتحركة وقبلها ساكن يكون متوسطا ومتطرفا.
والساكن قبل الهمز له عدة صور:
الصورة الأولي: همزة متحركة وقبلها ساكن صحيح (أي غير مد أو لين) يصح النقل إليه:
مثل: مسئولا،، قرءان وتنطق الكلمتين وأشباههما: بنقل حركة الهمزة مع حذف الهمزة. (مسُولا،، قرَان)
ويزاد في المتطرفة مع وجه النقل الروم والإشمام فيما يصح.
القرآن،، مذءوما،، الأفئدة ........... النقل فقط.
النشأة ـ يسألون ..... يزاد في الأولي ـ النشأة ـ مع وجه النقل الوقف بالألف بلا خلاف
ويزاد في الثانية ـ يسألون ـ كذلك ولكنها مرسومة بالخلاف في المصاحف ـ بحسب رسم الألف ـ ولا توجد كلمة أخري مرسومة بالألف سوي هاتين الكلمتين.
هزؤا ...... النقل وأيضا إبدالها واوا
مثل:: (جزءٌ) تنطق (جز) ـ بزاي مضمومة سكنت للوقف ـ فيه بعد النقل وحذف الهمزة، وفيه الإسكان والروم والإشمام.
(الخبءَ)
فيه بعد النقل وحذف الهمزة، الإسكان فقط لأن الروم لا يصح في المفتوح عند القراء.
**ومما يصح إليه النقل أيضا (واو و ياء أصليتان هما حرف مد ولين)
واو ـ حرف مد ـ " السوأي " نقل حركة الهمزة لما قبلها، وأيضا الإدغام ((ولا توجد كلمة أخري فيها الواو أصلية ساكنة وبعدها همز متوسط سوي هذه الكلمة))
ياء ـ حرف مد ـ " سيئت " نقل حركة الهمزة لما قبلها، وأيضا الإدغام
((ولا توجد كلمة أخري فيها الياء أصلية ساكنة وبعدها همزمتوسط سوي هذه الكلمة))
*******
واو ـ حرف لين ـ " سَوء "، وسوءات كيف جاءت، وكذا موئلا وموءودة. نقل حركة الهمزة لما قبلها، وأيضا الإدغام
ياء ـ حرف لين ـ " كهيئة " نقل حركة الهمزة لما قبلها، وأيضا الإدغام
الصورة الثالثة: همزة متحركة وقبلها ساكن لا يصح النقل (حرف مد ـ الألف ـ)
إذا كانت الهمزة متوسطة متحركة مسبوقة بألف تسهل الهمزة بين بين مع المد والقصر في الألف التي قبلها مثل: ((ءاباءهم ـ الملائكة))
ويزاد في المتطرفة ـ مع وجه التسهيل مع المد والقصر ـ وجه الإبدال ـ أي إبدال الهمزة المتطرفة ألفا ـ فيجتمع ألفان،لك قصر أو توسط أو إشباع" المد ـ توسط أو إشباع ـ علي اجتماع الساكنين، والقصر علي حذف أحد الألفين (وهذا تعليل ابن الجزري)
من مختصرات الشيخ خالد محمود ـ حفظه الله ـ وفيه بعض الزيادات من أخيكم
والله أعلم.
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 03:13]ـ
السلام عليكم
المتحرك وقبله متحرك: يتكون من تسعة أنواع وحاصله:
الهمزة المفتوحة وقبلها الثلاث حركات.
المضمومة وقبلها الثلاث حركات.
المكسورة وقبلها الثلاث حركات.
وإليك الأمثلة: ((مُؤَجلا ـ فِئَة ـ شنَئَان ... رُؤُوس ـ ليطفِئُوا ـ رَؤُف ... سُئِل ـ متكِئِين ـ يَئِس))
المثال الأول والثاني فيهما الإبدال ـ أي تبدل الهمزة حرف صحيحا بحسب ما قبله فنحو: مُؤَجلا، تبدل واوا لأن قبلها مضموم (مُوَجلا)
ونحو: فِئَة " تبدل ياء لأن قبلها كسر (فِيَة)
والأمثلة الباقية تسهل بين بين.وهذا مذهب سيبويه.
وفي المرة القادمة ـ إن شاء الله ـ سنتحدث عن مذهب الأخفش في هذه الأنواع.
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 11:58]ـ
السلام عليكم
السلام عليكم
المتحرك وقبله متحرك: يتكون من تسعة أنواع وحاصله الهمزة المفتوحة وقبلها الثلاث حركات.
المضمومة وقبلها الثلاث حركات.
المكسورة وقبلها الثلاث حركات.
وإليك الأمثلة: ((مُؤَجلا ـ فِئَة ـ شنَئَان ... رُؤُوس ـ ليطفِئُوا ـ رَؤُف ... سُئِل ـ متكِئِين ـ يَئِس))
المثال الأول والثاني فيهما الإبدال ـ أي تبدل الهمزة حرف صحيحا بحسب ما قبله فنحو: مُؤَجلا، تبدل واوا لأن قبلها مضموم (مُوَجلا)
ونحو: فِئَة " تبدل ياء لأن قبلها كسر (فِيَة)
والأمثلة الباقية تسهل بين بين.وهذا مذهب سيبويه.
.
ومذهب الأخفش مثل مذهب سيبويه السابق إلا أنه أتي للسبعة التي سهلها سيبويه وأبدل منها: الهمزة المضمومة وقبلها كسر (أؤنبِئُكم) تقرأ (أؤنبيكم) مع ملاحظة إسكان الياء لأن الياء المنقوصة لا تقبل حركتي الضم والكسر كما هو مقرر.
وكذا أبدل: الهمزة المكسورة وقبلها ضم (سُئِلوا) تنطق (سُوِلوا) .. ولا حظ أن هذه الصورة عكس الصورة السابقة أي عكس (أؤنبِئُكم).
فنخلص مما سبق أن الأخفش أبدل أربع صور هي:
((فِئَة ـ مُؤَجلاـ أؤنبِئُكم ـ سُئِلوا)) ((فية ـ موجلا ـ أؤنبيكم ـ سولوا)
ووافق سيبويه في تسهيل الخمس صور وهي:
((شنَئَان ـ رُؤُوس ـ رَؤُف.ـ متكِئِين ـ يَئِس))
تنبيهات:
اختلف العلماء في العمل بمذهب الأخفش:
منهم من أهمل العمل بمذهب الأخفش
منهم من عمل بالمذهب مطلقا (وهذا الذي عليه أكثر القراء في مصر)
ومنهم من عمل بها في حالة وجود صورة للهمز في (سنقرئك)، وترك العمل في حالة عدم وجود صورة الهمز في نحو (مستهزءون)
*الأخفش المذكور هو الذي ذكره الشاطبي في سورة الأنعام،، وهو بخلاف الأخفش المذكور في سورة النحل في متن الشاطبية. والله أعلم.
والسلام عليكم(/)
لمحات في متن الشاطبية
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 02:03]ـ
لمحات في متن الشاطبية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد:
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
وبعد:
فهذه إطلالة سريعة علي بعض المسائل التي اختلف فيها شراح متن الشاطبية، وحاولت قدر الجهد إثبات ما صح لدي في المسألة، كما وضعت بعض التنبيهات علي بعض الاختلافات من جهة الأداء مدعما قولي بأقوال أئمتنا وسلف الصالح. والله المستعان.
[ b] الاستعاذة: [/ b]
99 - وَإِخْفَاؤُهُ فَصلْ أَبَاهُ وَعُاَتُنَا ... وَكَمْ مِنْ فَتىً كالْمَهْدَوِي فِيهِ أَعْمَلاَ
مسألة: قوله" فصل أباه" هل يعدا من الرموز أم لا؟
قال الشيخ القاضي في كتابه " الوافي في شرح الشاطبية " بعد ذكره شرح البيت السابق: .. ولكن الصحيح أن لا رمز في البيت .. ثم أخذ في توجيه ما ذهب إليه) ص44
وبالرجوع لشراح الشاطبية الأوائل نجد أنهم يقرون بأن قوله (فصل أباه) يعدا رمزا وهما لحمزة ونافع ـ رحمهما الله ـ.
قال السخاوي وهو تلميذ الشاطبي: نُقِل إخفاء التعوذ عن حمزة ونافع في قوله " فصل أباه وعاتنا "وأشار بظاهر اللفظ إلي ضعف هذا المذهب) ص268
وقال أبو شامة في شرحه ص92: أي روى إخفاء التعوذ عن حمزة ونافع لأن الفاء رمز حمزة والألف رمز نافع وهذا أول رمز وقع في نظمه والواو في وعاتنا للفصل وتكررت بقوله وكم هذا هو المقصود بهذا النظم في الباطن.
وأما ظاهره فقوله فصل يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه فصل من فصول القراءة وباب من أبوابها كرهه مشايخنا وحفاظنا أي ردوه ولم يأخذوا به والوعاة جمع واع كقاض وقضاة يقال وعاه أي حفظه.
والثاني: أن يكون أشار بقوله فصل إلى بيان حكمة إخفاء التعوذ وهو الفصل بين ما هو من القرآن وغيره فقوله وإخفاؤه فصل جملة ابتدائية وأباه وعاتنا جملة فعلية وهي صفة لفصل على الوجه الأول مستأنفة على الوجه الثاني لأن الوعاة ما أبوا كونه فاصلا بين القرآن وغيره وإنما أبا الإخفاء الوعاة لأن الجهر به إظهار لشعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد.) ا. هـ
ومعلوم أن الشاطبي ـ رحمه الله ـ اختصر في متنه كتاب التيسير للإمام الداني كما قال هو:
وَفي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللهِ مِنْهُ مُؤَمَّلاَ
وبالرجوع لكتاب التيسير وجدناه ذكر الإخفاء عن نافع وحمزة قائلا: وروى اسحق المسيبي عن نافع أنه كان يخفيها في جميع القرآن، وروى سليم عن حمزة أنه كان يجهر بها في أول أم القرآن خاصة ويخفيها بعد ذلك في سائر القرآن كذا قال خلف عنه وقال خلاد عنه أنه كان يجيز الجهر والإخفاء جميعا والباقون لم يأت عنهم في ذلك شيء منصوص وبالله التوفيق)) ا. هـ
فالراجح أنهما رمز كما جاء في أصل الشاطبية وهو التيسير وكما نقل ذلك تلميذه الإمام السخاوي كما سبق.
إلا أن الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ صحح في طيبته الإخفاء عن حمزة فقط من طرق كتابه، ولم يأخذ ما صح عن نافع من رواية المسيبي حيث قال:
وقيل يخفي حمزة حيث تلا ... وقيل لا فاتحة وعللا
وقال في نشره:
الأولى: أن المختار عند الأئمة القراء هو الجهر بها عن جميع القراء لا نعلم في ذلك خلافاً عن أحد منهم إلا ما جاء عن حمزة وغيره مما نذكره وفي كل حال من أحوال القراءة كما نذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ أبو عمرو في جامعه: لا أعلم خلافاً في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن وعند ابتداء كل قارئ بعرض أو درس أو تلقين في جميع القرآن إلا ما جاء عن نافع وحمزة ثم روى عن ابن المسيبي أنه سئل عن استعاذة أهل المدينة أيجهرون بها أم يخفونها؟
قال ما كنا نجهر ولا نخفي، ما كنا نستعيذ ألبتة.
وروى عن أبيه عن نافع أنه كان يخفي الاستعاذة ويجهر بالبسملة عند افتتاح السور ورؤوس الآيات في جميع القرآن.
وروى أيضاً عن الحلواني قال خلف: كنا نقرأ على سليم فنخفي التعوذ ونجهر بالبسملة في الحمد خاصة ونخفي التعوذ والبسملة في سائر القرآن نجهر برؤوس أثمنتها وكانوا يقرؤون على حمزة فيفعلون ذلك، قال الحلواني: وقرأت على خلاد ففعلت ذلك. قلت: صح إخفاء التعوذ من رواية المسيبي عن نافع وانفرد به الولي عن إسماعيل بن نافع وكذلك الأهوازي عن يونس عن ورش، وقد ورد من طرق كتابنا عن حمزة على وجهين:
أحدهما: إخفاؤه وحيث قرأ القارئ مطلقا أي في أول الفاتحة وغيرها وهو الذي لم يذكر أبو العباس المهدوي عن حمزة من روايتي خلف وخلاد سواء وكذا روى الخزعي عن الحلواني عن خلف وخلاد. وكذا ذكر الهذلي في كامله وهي رواية إبراهيم بن زربى عن سليم عن حمزة.
الثاني: الجهر بالتعوذ في أول الفاتحة فقط وإخفاؤه في سائر القرآن، وهو الذي نص عليه في المبهج عن خلف عن سليم وفي اختياره وهي رواية محمد بن لاحق التميمي عن سليم عن حمزة ورواه الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في كتابه عن أبي الحسن بن المنادي عن الحسن بن العباس عن الحلواني عن خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يجهر بالاستعاذة والبسملة في أول سورة فاتحة الكتاب ثم يخفيها بعد ذلك في جميع القرآن. وقرأت على خلاد فلم يغير علي وقال لي كان سليم يجهر فيهما جميعاً ولا ينكر على من جهر ولا على من أخفى، وقال أبو القاسم الصفراوي في الإعلان: واختلف عنه يعني عن حمزة أنه كان يخفيها عند فاتحة الكتاب وكسائر المواضع أو يستثني فاتحة الكتاب فيجهر بالتعوذ عندها فروى عنه الوجهان جميعاً انتهى. وقد انفرد أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد الطبري عن الحلواني عن قالون بإخفائها في جميع القرآن.) ا. هـ
هذا والله أعلم
ـ[فهدة]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 09:37]ـ
أفدتنا أحسن الله إليك
في انتظار المزيد من الفوائد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 01:52]ـ
أفدتنا أحسن الله إليك
في انتظار المزيد من الفوائد.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 01:57]ـ
اللمحة الثانية
(ش) وَوَصْلُكَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فَصَاحَةٌ ... وَصِلْ وَاسْكُتَنْ كُلٌّ جَلاَيَاهُ حَصَّل
وَلاَ نَصَّ كَلاَّ حُبَّ وجْهٍ ذَكَرْتُهُ وَفِيهاَ خِلاَفٌ جِيدُهُ وَاضِحُ الطُّلاَ
مسألة: قوله" كلا حب" وقوله " جيده " هل يُعَدُّوا من الرموز أم لا؟
قال الإمام أبو شامة: ..... فحاصل ما في هذا البيت أن الخلاف في البسملة مروي عن ابن عامر وورش وأبي عمرو، بل أكثر المصنفين لم يذكروا عن ابن عامر إلا البسملة، وقد ذكرنا عبارة المصنفين عنهم في ذلك في الشرح الكبير، فإذا قلنا: لا يبسملون فهل يصلون كحمزة أو يسكتون؟ لم يأت عنهم في ذلك نص وذكر الشيوخ الوجهين لهم استحبابا وقد بسطنا الكلام في ذلك بسطا شافيا.
ولم نجعل في هذا البيت رمزا لأحد كما ذكر غيرنا (لعله يقصد شيخه السخاوي ـ رحمه الله ـ) فإنا إذا قلنا: إن (كلا حب رمز ابن عامر وأبي عمرو) لزم من مفهوم ذلك أن يكون ورش عنه نص في التخيير وليس كذلك بل لم يرد عنه نص في ذلك، وإن قلنا: إن (جيده) رمز ورش لزم أن يكون ابن عامر وأبو عمرو لم يرد عنهما خلاف في البسملة وهو خلاف المنقول فلهذا قلنا لا رمز في البيت أصلا والله أعلم)) ا. هـ
قال ابن القاصح في شرحه للشاطبية: اختلف الشراح: هل في هذا البيت رمز أم لا؟ فأكثرهم علي أن الكاف والحاء من " كلا حب " رمز وكذلك الجيم من " جيده " رمز .... ) ص28
ولقائل أن يقول: ما الذي يترتب علي هذا الخلاف؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب كما ذكر الشيخ الضباع في " مختصر بلوغ الأمنية "ما مفاده: فيقتصر لأبي عمرو وابن عامر علي السكت والوصل دون البسملة، ويؤخذ لورش بالثلاثة وذلك موافق لما في التيسير عن أبي عمرو وابن عامر دون ورش فتكون البسملة له من زيادات القصيد (هذا في حالة كونهم رموزا).
أو ليست رموزا فيؤخذ لهم بالثلاثة وتكون البسملة لهم من زيادات القصيد ... ثم جزم بكونها ليست رموزا فقال: وهذا هو المأخوذ به الآن أراد الناظم أن يبين ذلك فقال:
وَفِيهاَ خِلاَفٌ جِيدُهُ وَاضِحُ الطُّلاَ ... وذا الخلف للبصري وشام تنقلا "بتصرف ص28
قال السخاوي: يعني أنه لا نص في ذلك عن ابن عامر وأبي عمرو ولكنه وجه مستحب من الشيوخ يعني التخيير من غير تحديد .. ثم قال السخوي: والخلاف المشار إليه عن ورش أن أبا غانم الظفر بن أحمد بن حمدان المقرئ كان يأخذ بالبسملة لورش في جميع القرآن .. ) 1/ 257
قال أبو شامة: .... أي لم يرد بذلك نص عن هؤلاء بوصل ولا سكوت وإنما التخيير بينهما لهم اختيار من المشايخ واستحباب منهم وهذا معنى قوله حب وجه ذكرته وكلا حرف ردع وزجر كأنه منع من اعتقاد النصوصية عن أحد منهم على ذلك ثم قال وفيها أي في البسلمة خلاف عنهم جيد ذلك الخلاف واضح الطلا أي أنه مشهور معروف عند العلماء) ا. هـ
وقال ابن الجزري في التحبير "وبكل من السكت والوصل قطع جماعة من الأئمة لورش وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب، وبالسكت قرأ المؤلف (يقصد الداني) لورش على جميع شيوخه، ولأبي عمرو على أبي الحسن وأبي الفتح وابن خاقان، ولابن عامر على أبي الحسن، وبالوصل قرأ على الفارسي لأبي عمرو، وبالبسملة قرأ لابن عامر على الفارسي وأبي الفتح فهذا من الموضع التي خرج فيها عن طريق الكتاب والله الموفق" اهـ ص 39
يقول الدانى فى التيسير: " ويختار من مذهب ورش و ابن عامر و ابى عمرو السكت بين السورتين بدون قطع وابن مجاهد يرى وصل السورة بالسورة مع تبيين الاعراب و يرى السكت ايضا) ا. هـ
وما قاله الداني نقله الإمام الشاطبي إلا أنه زاد لورش وجه البسملة وهو ما يعبر عنه بـ (زيادات القصيد) فعلي ما في التيسير فالمقصود بـ (كلا حب .. خلاف جيده) الإمام ابن عامر وأبي عمرو وخلاف ورش.
أما ما استشكله العلامة أبو شامة حيث قال: ... لزم من مفهوم ذلك أن يكون ورش عنه نص في التخيير وليس كذلك بل لم يرد عنه نص في ذلك ... ) ا. هـ
قال د حميتو: ... فقول الخراز"والعمل في ذلك على رواية أبي يعقوب ـ يعني ترك البسملة ـ يفيد بظاهره أن البسملة ليست برواية عنه وإنما هي اختيار بعض الشيوخ الآخذين بطريقه كأبي غانم المذكور ومحمد بن علي الأذفوي.
والصحيح أن البسملة بين السورتين ثابتة أيضا في طريق الأزرق في رواية ابن هلال عن أبي الحسن النحاس عنه. قال الإمام برهان الدين الجعبري في الكنز: "وهو طريق ابن هلال عن الأزرق، وبه أخذ أبو غانم والأذفوي، وتركها طريق ابن سيف، وبه أخذ أبو الطيب" ويعني ابن غلبون.
وقد أشار أبو زيد بن القاضي إلى الوهم الذي وقع للشراح في شرح قول ابن بري المذكور فقال: "كذا وقع لهم، وفيه نظر، لأن ذلك يؤدي إلى تخليط الطرق، لأن الشيخ ـ رحمه الله ـ لم بتعرض في "الدرر" إلا لرواية الأزرق فقط عن ورش، وأبي نشيط عن قالون، بل الصواب أن استعمالها وعدم استعمالها معا منقولان عن أبي يعقوب الأزرق، فتركها رواية أبي بكر عبد الله بن سيف، واستعمالها رواية أبي جعفر أحمد بن هلال الأزدي عنه، فإذا أردت حفظ هذا فزد بعد قول أبي الحسن نقلا:
"فنجل سيف تركها به تلا… عن يوسف، وابن هلال أعملا
وقال بعض أشياخنا:
ومن طريق ابن هلال بسملا ... أزرقهم ومن ريق الغير لا"
وبهذا يعلم أن الفصل بالبسملة بين السورتين ثابت عن ورش من طريق الأزرق أيضا ثبوت ترك الفصل، إلا أنه خلاف المشهور، وبذلك يكون الفصل له بالبسملة ـ كما أصبح العمل عليه اليوم في قراءة الحزب وغيرهما عند المغاربة ـ لا يصادم الرواية وإن كان فيه مخالفة المشهور الذي كان عليه العمل وما يزال في البوادي ومدارس القراءة.) أ. هـ
والاستشكال الآخر لأبي شامة: وإن قلنا إن جيده رمز ورش لزم أن يكون ابن عامر وأبو عمرو لم يرد عنهما خلاف في البسملة وهو خلاف المنقول فلهذا قلنا لا رمز في البيت أصلا والله أعلم)) ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: قد يعذر الشاطبي لأنه نقل ما في التيسير لهذين الإمامين والمنقول عنهما في التيسير عدم البسملة .. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:23]ـ
الشاطبية: وَأَشْمِمْ وَرُمْ فِي غَيْرِ بَاءٍ وَمِيمِهَا مَعَ الْبَاءِ أَوْ مِيمٍ وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ
وَإِدْغَامُ حَرْفٍ قَبْلَهُ صَحَّ سَاكِنٌ عَسِيرٌ وَبِالإِخْفَاءِ طَبَّقَ مَفْصِلاَ
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ ثُمَّ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَفي المَهْدِ ثُمَّ الخُلْدِ وَالْعِلْمِ فَاشْمُلاَ
مسألة: ما الذي حمل الشاطبي ـ رحمه الله ـ للتغاير هنا في اللفظ بين الروم والإخفاء مع أنهما هنا بمقدار واحد وبمعني واحد وهو الاختلاس؟
قال الفاسي في شرحه: (ورمها إن كانت ضمة وكسرة .. ) ص193
وقال ابن القاصح في شرحه: ورمها إن كانت ضمة أو كسرة إلا في الباء والميم ..... ) ص 44
وقال أبو شامة: فالروم هنا عبارة عن الإخفاء والنطق ببعض الحركة فيكون مذهبا آخر غير الإدغام وغير الإظهار.)) ا. هـ ص75
وبذلك قال الضباع في شرحه (ص75)
والسؤال هنا: لماذا عبّر الشاطبي في البيت الأول بكلمة (ورم) وعبّر في البيت التالي بـ (الإخفاء) مع أنهما يستويان في المقدار؟؟
وقبل الجواب عن هذا السؤال نذهب للتعرف علي الفرق بين الروم والاختلاس.
قال العلامة احمد البنا في الإتحاف: أما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة وقفا فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها ويسمعها القريب المصغي وهو معنى قول التيسير: هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيا وهو عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء، والاختلاس والإخفاء عندهم واحد ولذا عبّروا بكل منهما عن الآخر.
والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة، ويخالفه في أنه لا يكون في فتح ولا نصب، ويكون في الوقف فقط، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب.
والاختلاس يكون في كل الحركات كما في (أرنا، وأمن لا يهدي، ويأمركم) ولا يختص بالوقف، والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب، وقدره الأهوازي بثلثي الحركة ولا يضبطه إلا المشافهة ... )) ا. هـ
وقال الشيخ عطية قابل نصر في كتابه (غاية المريد في علم التجويد)
: الرَّوم والاختلاس يشتركان في تبعيض الحركة إلا أن الرَّوم يخالفه فلا يكون في المفتوح والمنصوب على الأصح وهو رأي جميع القراء.
أما إمام النحو سيبويه فقد أجازه فيهما، إلى ذلك يشير الإمام الشاطبي بقوله:
ولم يَرَهُ في الفتح والنصب قارئ ... وعند إمام النحو في الكل أعملا
أما الاختلاس: فهم متفقون على أنه يكون في الحركات الثلاث.
كما أن الرَّوم الثابت فيه من الحركة أقل من المحذوف، وقدَّره بعضهم بالثلث.
أما الاختلاس: فالثابت فيه من الحركة أكثر من المحذوف وقدَّره بعضهم بالثلثين وكل ذلك لا يضبط إلا بالمشافهة.)) 138
وبعد معرفة الفرق بين الروم والاختلاس أقول: الشاطبي ـ رحمه الله ـ أراد في البيت الأول بكلمة (ورم) أن يكون الحديث عن المضموم والمكسور وأراد أن يُخرج الحرف المفتوح.
وأراد بكلمة (الإخفاء) الحركات الثلاثة في هذا النوع وهو الساكن الصحيح قبل الحرف المدغم نحو: (العفْو وأمر) حيث يؤدي إلي اجتماع الساكن علي غير حدهما ـ أي من غير أن يكون هناك قبل المدغم حرف مد أو لين نحو: فيه هدي ـ كيف فعل ـ
ولعل سائلا يستشكل قائلا: الروم والإخفاء يفترقان في مقدار الحركة وهذا يؤدي إلي اللبس؟
الجواب: أن الروم إذا استخدم في الوصل حُمل علي الإخفاء في المقدار (ثلثي الحركة)، وإذا استخدم في الوقف حُمل علي معناه (ثلث الحركة)
والدليل علي ذلك: قال في الطيبة: (وتأمنا أشم ورم لكلهم)
وعبّر الشاطبي بقوله: ( ............. ** وتأمنا للكل يخفي مفصلا
وأدغم مع إشمامه البعض عنهم ** .............. )
وابن الجزري أمن اللبس في هذا الموضع لأن الروم في الوصل يعادل الإخفاء في المقدار.ولأن روم الوقف معروف بأنه أقل في المقدار ـ كما سبق ـ.
والخلاصة: لما كان الروم في الوقف فقط، والاختلاس في الوصل فقط، أمن اللبس من جهة المقدار (الثلث والثلثان) لأن الروم وصلا مثل الاختلاس.
والشاطبي رحمه الله اختار لفظ الروم في الموضع الأول لإخراج المفتوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختار في البيت الثاني الإخفاء لأجل إعمال الحركات الثلاثة، ولو وضع أحدهما مكان الآخر، أو عبّر بأحدهما في البيتين لفات المقصود من الحكم.
لله در الشاطبي رحمه الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 02:25]ـ
باب هاء الكناية
قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ: وَفي الْكُلِّ قَصْرُ الْهَاءِ كانَ لِسَانَهُ بخُلْفٍ وَفي طه بِوَجْهَيْنِ بُجِّلاَ.
مسألة: هل لهشام الوجهان ـ القصر والإشباع ـ في هاء (يأته)؟ أم له وجه واحد وهو (الإشباع)؟؟؟
قال الداني في التيسير: قالون بخلاف عنه (ومن يأته مؤمنا) باختلاس كسرة الهاء في الوصل وأبو شعيب باسكانها فيه والباقون بإشباعها) ا. هـ
فلم يذكر في التيسير سوي وجه واحد وهو المذكور في قوله (والباقون بإشباعها) وهشام منهم ـ أي من المشبعين ـ
ولقائل أن يقول: وجه القصر يُعد من زيادات القصيد ـ أي من زيادات الشاطبي علي التيسير.
الجواب: قال ابن الجزري في النشر: يأته ... وروى الصلة عنه أبو الحسن طاهر بن غلبون والداني من طريقيه وأبو القاسم ابن الفحام فيما أحسب وسائر المغاربة. وبذلك قرأ الباقون وهو ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وورش والدوري وابن جماز وروح .... ) ا. هـ
فذكر الصلة لابن عامر بتمامه.ولم يذكر القصر لهشام فدل علي أن هذا الوجه لا وجود له لهشام.
قال صاحب الإتحاف:
تنبيه: بما تقرر علم أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني (يأته) قولا واحدا وهذا هو الذي في الطيبة كالنشر وتقريبه وغيرهما لكن كلام الشاطبي رحمه الله تعالى يفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنه بين الصلة والاختلاس وذلك أنه قال بعد ذكره يأته مع حروف أخر وفي الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف فأثبت الخلاف لهشام في جميع ما ذكره من (يؤده) إلى (يأته) ودرج على ذلك شراح كلامه فيما وقفنا عليه ولم أر من تنبه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة رحمه الله تعالى فقال بعد أن قرر كلامه على ظاهره ما نصه: وليس لهشام في حرف طه إلا الصلة لا غير وإن كانت عبارته صالحة أن يؤخذ له بالوجهين لقوله أولا وفي الكل قصر لكن لم يذكر أحد له القصر فحمل كلامه على ما يوافق كلام الناس أولى انتهى بحروفه ولم ينبه عليه في النشر وهو عجيب)) ا. هـ
وذكره الشيخ الجمزوري في الفتح الرحماني ـ تحقيق العلامة الشيخ عبد الرزاق علي موسي ـ رحمه الله تعالي ـ
وذكر ابن الجزري في التحبير الخلف لقالون والإسكان للسوسي ثم قال "والباقون بإشباعها"ص461
وذكر السخاوي والفاسي وابن القاصح والجعبّري وغيرهم الوجهين لهشام
ومن تأمل متن الشاطبية يعلم أن الشاطبي لم ينسب لهشام سوي وجه واحد وهو الإشباع ويؤخذ هذا من قوله "وفي طه بوجهين بجلا" استثناء موضع (طه) لهشام لأنه لم يذكره مع قالون في الخلف.
وقد يقول قائل: فقد ذُكر له الوجهان في قوله " وفي الكل .. لسانه بخلف " فلا داعي لذكره مع قالون؟؟
أقول: الشاطبي ـ رحمه الله ـ إن ذكر قاعدة عامة لقارئ ثم ذكر لقارئ آخر القراءة نفسها يأتي بصاحب القاعدة أيضا لكيلا يوهم خروج صاحب القاعدة في هذا الموضع. كما فعل ذلك في قوله:
وَفِي اللاَّمِ لِلتَّعْرِيفِ أَرْبَعُ عَشْرَةٍ فَإِسْكَانُهَا (فَـ) ـاشٍ
ثم ذكر موافقة بعض القراء لحمزة وذكر حمزة مرة أخري مع كل قارئ حتي لا يحدث وهم من استثناء هذه المواضع من عموم ما أقره لحمزة .. فقال:
....................... ** .......... وَعَهْدِي (فِـ) ي (عُـ) لاَ
وَقُلْ لِعِبَادِي (كَـ) ـانَ (شَـ) رْعاً وَفِي النِّدَا (حِـ) مًى (شَـ) ـاعَ آيَاتِي (كَـ) مَا (فَـ) ـاحَ مَنْزِلاَ
ومثال آخر:
وكذا في قوله: وَتَذَّكَّرُونَ الْكُلُّ خَفَّ عَلَى شَذَا
فكلمة (تذكرون) في جميع مواضعها في القرآن قرأها بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وهو المشار إليهم بـ (علي شذا)
ثم قال في سورة الأعراف: وَتَذَّكَّرُونَ الْغَيْبَ زِدْ قَبْلَ تَائِهِ ... كَرِيماً وَخِفُّ الذَّالِ كَمْ شَرَفاً عَلاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو شامة: أي زاد ابن عامر ياء فقرأ (قليلا ما يتذكرون)، وخفف الذال، والباقون لم يزيدوا هذه الياء الدالة على الغيب وهم في تخفيف الذال وتشديدها مختلفون على ما سبق في الأنعام (وَتَذَّكَّرُونَ الْكُلُّ خَفَّ عَلَى شَذَا) وإنما احتاج إلى إعادة الكلام في تخفيف الذال هنا لأجل زيادة ابن عامر على تخفيفها .. والله أعلم) انتهي بتصرف
وقال أيضا في سورة الرعد:
وَمَا كُرِّرَ اسْتِفْهَامُهُ نَحْوُ آئِذَا أَئِنَّا فَذُو اسْتِفْهَامٍ الْكُلُّ أَوَّلاَ
وهو يعني بما يطلق في هذا الباب الاستفهام المكرر وهو يقصد جميع المواضع لأنه قال بعدها: "سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ "
فجميع القراء يستفهمون في الموضع الأول سوي نافع في النمل فيخبر فيه، ثم تحدث عن المواضع الأخري ما عدا موضع النمل فقال: " ..... وَالشَّامِ مُخْبِرٌ سِوَى النَّازِعَاتِ مَعْ إِذَا وَقَعَتْ وِلاَ"
أي أخبر الشام في جميع المواضع الأخري الموضع الأول، وقد استثني موضعي النازعات والواقعة .. ومن قوله "سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ " علمنا استثناء موضع النمل.
فالخلاصة: أن ابن عامر استثني من الإخبار الموضع الأول من النمل والواقع والنازعات. أي استفهم في الأول في هذه السور الثلاث.
والشاهد: أن الشاطبي لو أراد الإخبار لابن عامر في موضع النمل لذكره مع الإمام نافع وحيث لم يذكره دل علي انفراد نافع فقط بموضع النمل، ولذا قال أبو شامة في شرحه: ..... أي نافع وحده قرأ في النمل بالإخبار ودل على أنه منفرد بذلك أنه لم يعد ذكر ابن عامر معه وذلك لازم كما بيناه قوله رمى صحبة وفي غير ذلك .. )
وبما أن الشاطبي لم يذكر هشاما مع قالون في الخلف فمعناه أنه ينفي عنه الخلف، ويستثني موضع (يأته) من جميع ما سبق. والله أعلم.
تنبيه:
قد أجبت علي هذا السؤال في هذا الرابط من قبل:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=388
ثم وجدت الأخ السائل قد أجاب في مكان آخر ـ يعلم الله ويشهد ـ أني لم أر جوابه إلا بعد إنزالي لجوابي وهذا رابط جواب الأخ:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=393
إلا أني زدت هنا بعض الزيادات اليسيرة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 10:20]ـ
باب القصر والمد
وَفِي وَاوِ سَوْآتٍ خِلاَفٌ لِوَرْشِهِمْ وَعَنْ كُلٍ الْمَوْءُودَةُ اقْصُرْ وَمَوْئِلاَ
مسألة: هل ذكر الإمام الشاطبي الأوجه الثلاثة في واو "سوءات" لورش؟
نعود إلي ما قاله الإمام الشاطبي في منظمومته عند ذكره للين:
وَإِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَيْنَ فَتْحٍ وَهَمْزَةٍ بِكَلِمَةٍ أَوْ وَاوٌ فَوَجْهَانِ جُمِّلاَ
بِطُولٍ وَقَصْرٍ وَصْلُ وَرْشٍ وَوَقْفُهُ ........
وقوله " بطول وقصر " يقصد به المد المشبع والتوسط وهو المأخوذ من قوله "وقصر " أي أقصر هذا الطول فتكون المرتبة التي بعدها وهي التوسط.
ثم قال الشاطبي:
وَفِي وَاوِ سَوْآتٍ خِلاَفٌ لِوَرْشِهِمْ **** وَعَنْ كُلٍ الْمَوْءُودَةُ اقْصُرْ وَمَوْئِلا
وقوله" خِلاَفٌ لِوَرْشِهِمْ " فهذا الخلاف مغاير للخلاف السابق، ولو أراد المد والتوسط لحكاهما ولا داعي لذكر الخلف، فلما أراد وجها مغايرا مع ما تقدم من الخلف فدل ذلك علي أنه أراد الأوجه الثلاثة، فتكون هذه الأوجه ـ بحسب قاعدة الشاطبي ـ ثلاثة أوجه كما مر بنا في باب البسملة (وفيها خلاف جيده).
قال أبو شامة: ... هذا الخلاف هو سقوط المد والمد، فإن قلنا بالمد على الوجهين في طوله وتوسطه فوجه المد ظاهر، ووجه تركه النظر إلى أصل ما تستحقه هذه الواو وهو الفتح لأن ما وزنه فعلة بسكون العين جمعه فعلات بفتحها كتمرات وجفنات وأسكن حرف العلة تخفيفا .. )) ا. هـ
وقال الإمام أبو عبد الله الفاسي في "اللآلئ الفريدة":"واختلف أهل الأداء في "سوءات" المجموع، فمنهم من لم يفرق في قراءة ورش بينه وبين "سوءة" ونحوه، ومنهم من استثناه فقصره، فمن لم يفرق عامل اللفظ، ومن استثناه اعتل بأن أصل واوه الحركة، لأنه جمع سوءة، وسوءة اسم غير صفة، و"فعلة" إذا كانت اسما غير صفة جمع على فعلات بفتح العين.
وإذا كان صفة جمع على "فعلات" بسكون العين، كبيضات وجولات، لأن تحريكه يؤدي إلى إعلاله، وهذيل تجمعه كالصحيح ولا تعله".)) ا. هـ
قال د / حميتو: الخلاف في واو سوءات:
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف عن الأزرق عن ورش من هذا الأصل في واو "سوءات".
قال المنتوري: "وذكر الداني في "كتاب اختلاف أهل الأداء عن ورش في تمكين الياء والواو المفتوح ما قبلهما" وفي "جامع البيان" و"إيجاز البيان" و"التلخيص".
والمد في واو "سوءات"، وهو ظاهر قوله في "الاقتصاد" و"التيسير" و"التمهيد" و"التعريف" و"الموجز".
وذكر في "إرشاد المتمسكين" و"التهذيب" القصر.
وقال في "كتاب رواية ورش من طريق المصريين": "وأما قوله "سوءاتهما" في الأعراف وطه، فاختلف عنه في تمكينهما وتركه، وبالتمكين قرأت له، وبه آخذ".
وقال مكي في "التبصرة": "فإن أتى بعد الهمزة في هذا الباب حرف مد ولين استغني بمده عن مد حرف اللين نحو "سوءاتهما" و"الموءودة" وشبهه، مد الثانية ولا يمد الأولى، غير أنه لا يمد "موئلا" وأصله يوجب مده".
وعلى هذا يبقى قوله تعالى "سوأة أخيه" و"سوءة أخي" على أصله في زيادة التمكين للواو لأنه ليس بعده ما يستغني بمده عن مد ما بعده، ولم يذكره مكي في هذا السياق فيبقي داخلا في الأصل العام في زيادة التمكين.
وقال ابن شريح في "الكافي": "وخالف أصله في "موئلا" و"الموءودة" و"سوءاتهما" و"سوءاتكم" فلم يمدهن". أي أخذ ابن شريح الكلمات الأربع المذكورة بالقصر.
وقال المنتوري بعد ذكر الخلاف في سوءات كما نص عليه ابن بري في قوله: "وفي سوءات خلف لما في العين من فعلات."
"وبالوجهين قرأته على بعض من لقيته، وقرأته على شيخنا الأستاذ أبي عبد الله القيجاطي ـ رضي الله عنه ـ بالمد وبه آخذ".
ثم قال د/ حميتو: قال ابن المجراد معتبرا لهذه الأقوال: "فإذا جمع ما لورش في ألف "سوءات" وواوها من الخلاف تصور للقارئ في ذلك تسعة أوجه: مدهما معا، وقصرهما معا، وتوسيطهما معا، والمخالفة بينهما قال: "وقد نظمت ذلك في أبيات فقلت:
"وسوءات فاقصر واوها ثم وسطن *****فتحصل في سوءات تسعة أوجه
فاشبعهما واقصر ووسط وخالفن ***** ومكن كهاويها لورش بلا وهم
إذا تليت وصلا فحققه عن فهم******تجد تسعة لا شك فيها لذي العلم)) ا. هـ
وما قاله ابن المجراد ونقله د / حميتو من أنها تسعة أوجه غير معمول به الآن، وإن كان هذا في ظاهر الشاطبية وقال به غير واحد من الشراح قديما إلا أن المجمع عليه الآن في أكثر الأقطار أن فيها أربعة أوجه قال الشيخ البنا في الاتحاف:
واختلف في واو (سوآتهما) و (سوآتكم)، فلم يستثنها الداني في شيء من كتبه ولا الأهوازي في كتابه الكبير واستثناها صاحب الهداية والهادي والكافي والتبصرة والجمهور ووقع للجعبّري فيها حكاية ثلاثة أوجه في الواو تضرب في ثلاثة الهمز فتبلغ تسعة وتعقبه في النشر بأنه لم يجد أحدا روى إشباع اللين إلا وهو يستثني (سوآت) قال فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر قال وأيضا من وسطها مذهبه في الهمز المتقدم التوسط فيكون فيها أربعة أوجه فقط قصر الواو مع ثلاثة الهمزة والتوسط فيهما ونظمها رحمه الله تعالى في بيت فقال:
(وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا*****ووسطهما فالكل أربعة فادر) ا. هـ
ومما سبق وبعد ذكر أقوال الأئمة وثبات الأمر في ((سوآتهما) و (سوآتكم) علي القصر والتوسط لقول ابن الجزري في النشر: " .. لم أجد أحدا روى إشباع اللين إلا وهو يستثني (سوآت) فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر .. )
يكون الأمر مشكلا، ويتعارض قول ابن الجزري مع قول الداني الذي نقل المد في الجميع قال ابن القاصح مؤكدا ما سبق من أقوال الأئمة: .. فبعضهم نقل المد فيها وبعضهم نقل القصر.فمن مد فله وجهان المد الطويل المشبع، والمد المتوسط ... ) ص62 وكما نقلنا عن أكثر شراح الشاطبية، إلا أن أحدا لم يقرأ الآن بوجه المد المشبع في واو " سوءات"، فعلي قاعدة " ما عليه العمل " لا ينبغي الآن أن يقرأ بوجه " المد المشبع " مع أنه كان مقروءا به.والله أعلم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 02:58]ـ
باب هاء الكناية
قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ: وَفي الْكُلِّ قَصْرُ الْهَاءِ كانَ لِسَانَهُ بخُلْفٍ وَفي طه بِوَجْهَيْنِ بُجِّلاَ.
مسألة: هل لهشام الوجهان ـ القصر والإشباع ـ في هاء (يأته)؟ أم له وجه واحد وهو (الإشباع)؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الداني في التيسير: قالون بخلاف عنه (ومن يأته مؤمنا) باختلاس كسرة الهاء في الوصل وأبو شعيب باسكانها فيه والباقون بإشباعها) ا. هـ
فلم يذكر في التيسير سوي وجه واحد وهو المذكور في قوله (والباقون بإشباعها) وهشام منهم ـ أي من المشبعين ـ
ولقائل أن يقول: وجه القصر يُعد من زيادات القصيد ـ أي من زيادات الشاطبي علي التيسير.
الجواب: قال ابن الجزري في النشر: يأته ... وروى الصلة عنه أبو الحسن طاهر بن غلبون والداني من طريقيه وأبو القاسم ابن الفحام فيما أحسب وسائر المغاربة. وبذلك قرأ الباقون وهو ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وورش والدوري وابن جماز وروح .... ) ا. هـ
فذكر الصلة لابن عامر بتمامه.ولم يذكر القصر لهشام فدل علي أن هذا الوجه لا وجود له لهشام.
قال صاحب الإتحاف:
تنبيه: بما تقرر علم أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني (يأته) قولا واحدا وهذا هو الذي في الطيبة كالنشر وتقريبه وغيرهما لكن كلام الشاطبي رحمه الله تعالى يفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنه بين الصلة والاختلاس وذلك أنه قال بعد ذكره يأته مع حروف أخر وفي الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف فأثبت الخلاف لهشام في جميع ما ذكره من (يؤده) إلى (يأته) ودرج على ذلك شراح كلامه فيما وقفنا عليه ولم أر من تنبه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة رحمه الله تعالى فقال بعد أن قرر كلامه على ظاهره ما نصه: وليس لهشام في حرف طه إلا الصلة لا غير وإن كانت عبارته صالحة أن يؤخذ له بالوجهين لقوله أولا وفي الكل قصر لكن لم يذكر أحد له القصر فحمل كلامه على ما يوافق كلام الناس أولى انتهى بحروفه ولم ينبه عليه في النشر وهو عجيب)) ا. هـ
وذكره الشيخ الجمزوري في الفتح الرحماني ـ تحقيق العلامة الشيخ عبد الرزاق علي موسي ـ رحمه الله تعالي ـ
وذكر ابن الجزري في التحبير الخلف لقالون والإسكان للسوسي ثم قال "والباقون بإشباعها"ص461
وذكر السخاوي والفاسي وابن القاصح والجعبري وغيرهم الوجهين لهشام
ومن تأمل متن الشاطبية يعلم أن الشاطبي لم ينسب لهشام سوي وجه واحد وهو الإشباع ويؤخذ هذا من قوله "وفي طه بوجهين بجلا" استثناء موضع (طه) لهشام لأنه لم يذكره مع قالون في الخلف.
وقد يقول قائل: فقد ذُكر له الوجهان في قوله " وفي الكل .. لسانه بخلف " فلا داعي لذكره مع قالون؟؟
أقول: الشاطبي ـ رحمه الله ـ إن ذكر قاعدة عامة لقارئ ثم ذكر لقارئ آخر القراءة نفسها يأتي بصاحب القاعدة أيضا لكيلا يوهم خروج صاحب القاعدة في هذا الموضع. كما فعل ذلك في قوله:
وَفِي اللاَّمِ لِلتَّعْرِيفِ أَرْبَعُ عَشْرَةٍ فَإِسْكَانُهَا (فَـ) ـاشٍ
ثم ذكر موافقة بعض القراء لحمزة وذكر حمزة مرة أخري مع كل قارئ حتي لا يحدث وهم من استثناء هذه المواضع من عموم ما أقره لحمزة .. فقال:
....................... ** .......... وَعَهْدِي (فِـ) ي (عُـ) لاَ
وَقُلْ لِعِبَادِي (كَـ) ـانَ (شَـ) رْعاً وَفِي النِّدَا (حِـ) مًى (شَـ) ـاعَ آيَاتِي (كَـ) مَا (فَـ) ـاحَ مَنْزِلاَ
ومثال آخر:
وكذا في قوله: وَتَذَّكَّرُونَ الْكُلُّ خَفَّ عَلَى شَذَا
فكلمة (تذكرون) في جميع مواضعها في القرآن قرأها بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وهو المشار إليهم بـ (علي شذا)
ثم قال في سورة الأعراف: وَتَذَّكَّرُونَ الْغَيْبَ زِدْ قَبْلَ تَائِهِ ... كَرِيماً وَخِفُّ الذَّالِ كَمْ شَرَفاً عَلاَ
قال أبو شامة: أي زاد ابن عامر ياء فقرأ (قليلا ما يتذكرون)، وخفف الذال، والباقون لم يزيدوا هذه الياء الدالة على الغيب وهم في تخفيف الذال وتشديدها مختلفون على ما سبق في الأنعام (وَتَذَّكَّرُونَ الْكُلُّ خَفَّ عَلَى شَذَا) وإنما احتاج إلى إعادة الكلام في تخفيف الذال هنا لأجل زيادة ابن عامر على تخفيفها .. والله أعلم) انتهي بتصرف
وقال أيضا في سورة الرعد:
وَمَا كُرِّرَ اسْتِفْهَامُهُ نَحْوُ آئِذَا أَئِنَّا فَذُو اسْتِفْهَامٍ الْكُلُّ أَوَّلاَ
وهو يعني بما يطلق في هذا الباب الاستفهام المكرر وهو يقصد جميع المواضع لأنه قال بعدها: "سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ "
(يُتْبَعُ)
(/)
فجميع القراء يستفهمون في الموضع الأول سوي نافع في النمل فيخبر فيه، ثم تحدث عن المواضع الأخري ما عدا موضع النمل فقال: " ..... وَالشَّامِ مُخْبِرٌ سِوَى النَّازِعَاتِ مَعْ إِذَا وَقَعَتْ وِلاَ"
أي أخبر الشام في جميع المواضع الأخري الموضع الأول، وقد استثني موضعي النازعات والواقعة .. ومن قوله "سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ " علمنا استثناء موضع النمل.
فالخلاصة: أن ابن عامر استثني من الإخبار الموضع الأول من النمل والواقع والنازعات. أي استفهم في الأول في هذه السور الثلاث.
والشاهد: أن الشاطبي لو أراد الإخبار لابن عامر في موضع النمل لذكره مع الإمام نافع وحيث لم يذكره دل علي انفراد نافع فقط بموضع النمل، ولذا قال أبو شامة في شرحه: ..... أي نافع وحده قرأ في النمل بالإخبار ودل على أنه منفرد بذلك أنه لم يعد ذكر ابن عامر معه وذلك لازم كما بيناه قوله رمى صحبة وفي غير ذلك .. )
وبما أن الشاطبي لم يذكر هشاما مع قالون في الخلف فمعناه أنه ينفي عنه الخلف، ويستثني موضع (يأته) من جميع ما سبق. والله أعلم.
تنبيه:
قد أجبت علي هذا السؤال في هذا الرابط من قبل:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=388
ثم وجدت الأخ السائل قد أجاب في مكان آخر ـ يعلم الله ويشهد ـ أني لم أر جوابه إلا بعد إنزالي لجوابي وهذا رابط جواب الأخ:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=393
إلا أني زدت هنا بعض الزيادات اليسيرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
الشيخ الفاضل عبد الحكيم.
إني أتفق مع فضيلتكم هنا في بعضٍ وأختلف في بعض.
فأما ما أتفق معكم فيه:
1 - نقلكم عن الداني.
قال الداني في التيسير: قالون بخلافٍ عنه (ومن يأته مؤمنًا) باختلاس كسرة الهاء في الوصل، وأبو شعيب بإسكانها فيه، والباقون بإشباعها). اهـ.
فلم يذكر في التيسير سوى وجه واحد وهو المذكور في قوله: (والباقون بإشباعها) وهشام منهم - أي من المشبعين -
2 - نقلكم عن ابن الجزري.
قال ابن الجزري في النشر: يأته ... وروى الصلة عنه أبو الحسن طاهر بن غلبون والداني من طريقيْه وأبو القاسم ابن الفحام فيما أحسب وسائر المغاربة، وبذلك قرأ الباقون؛ وهم: ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وورش والدوري وابن جماز وروح .... ). اهـ.
فذكر الصلة لابن عامر بتمامه، ولم يذكر القصر لهشام فدلَّ على أنَّ هذا الوجه لا وجود له لهشام.
3 - نقلكم أيضًا الذي يوضح ما في الشاطبية وموقف الشراح منه.
لكن كلام الشاطبي - رحمه الله تعالى - يُفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنْه بين الصلة والاختلاس؛ وذلك أنَّه قال بعد ذكره (يأته) مع حروفٍ أُخَر: وفي الكُلِّ قصرُ الهاء بان لسانُه * * بِخلفٍ.
فأثبت الخلاف لهشام في جَميع ما ذكره من (يؤده) إلى (يأته) ودرج على ذلك شُرَّاح كلامِه فيما وقفْنا عليْه، ولَم أرَ من تنبَّه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة - رحمه الله تعالى - فقال بعد أن قرَّر كلامه على ظاهرِه ما نصُّه: وليس لهشامٍ في حرف طه إلاَّ الصلة لا غير، وإن كانت عبارته صالحةً أن يُؤخذ له بالوجهين؛ لقوله أوَّلا: وفي الكل قصر ..
4 - قولكم: وذكر السخاوي والفاسي وابن القاصح والجعبري وغيرهم الوجهين لهشام.
= = = =
أما الذي أخالفكم فيه، وأخالف - بشدة - الأخ أبا سدين الذي أشرتم إلى كلامه ... فهو: ومن تأمَّل متن الشاطبية يعلم أنَّ الشاطبيَّ لم يَنسب لهشام سوى وجهٍ واحد وهو الإشباع، ويُؤخذ هذا من قوله: "وفي طه بوجْهَين بُجِّلا" استثناء موضع (طه) لهشام لأنَّه لم يذكره مع قالون في الخلف.
وأنتم - بارك الله فيكم - لو تأملتم هذا مع ما سبق أن ذكرتموه عن الشراح لظهر أن البون شاسع.
فالحقيقة:
أن ظاهر كلام الشاطبي - رحمه الله - أنه ذكر لهشام وجهين، وإن كان بهذا مخالفًا للداني أو زائدا عليه، وكذلك وإن لم ينبه عليه ابن الجزري.
والحقيقة أن مَن ذكرتم من الشراح [السخاوي والفاسي والجعبري وشعلة وغيرهم] كانوا مصيبين حين فهموا أن الشاطبي يعني الوجهين لهشام، وإن لم يبحثوا عن صحة وجه "القصر".
والحقيقة أن أبا شامة لم يرد وجه القصر بسببٍ في النظم بل بسببٍ خارجٍ عنه، وهو: وليس لهشامٍ في حرف طه إلاَّ الصلة لا غير .. ... لكن لم يَذكُر أحدٌ له القصر فحمْل كلامِه على ما يوافق كلامَ النَّاس أوْلى فرد وجه القصر للنقل عن الناس، لكن ظاهر النظم عنده: الوجهان.
أما أن تقول ويقول مَن أحلْتَ إلى كلامه - وهو عندي ليس بالقوي -: إنَّ الشاطبيَّ لم يَنسب لهشام سوى وجهٍ واحد وهو الإشباع .. فهذا فيه تخطئة للشراح، وليّ لفهْم النظم على غير ما ورد.
ويراجع: غيث النفع، وهو قوله: ذِكرنا حذف الصلة لهشام إنما هو تبع له ولشراحه ....
وأما قول الأخ أبي سدين:
من حيث الرواية: فالثابت أنه لا توجد أصلاً عن هشام بقصر الهاء وجود هذه الرواية في بطون كتب القراءات المسندة في {يأته} لدى طه، ولم يثبت بطريق من الطرق، لا بطريق صحيح ولا سقيم.
فهذا عندي خطأ محض، وتسوُّر على الغيب، ومجازفة في الحكم، ورد لما نقله الجعبر عن ابن شريح ومكي.
وإذا نشطت إن شاء الله ... أنقل ما ذكره الديواني عن وجهي (يأته) عن هشام.
مع أني لا أخالفكم في ضعف وجه القصر، لكن المبالغة في الرد مذمومة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 03:37]ـ
قال الإمام الديواني في شرح روضة التقرير [النظم والشرح]:
القول في هاء الكناية
موافقٌ جا نؤدِّهْ نؤتِهِ ونولّـ * * * ـهْ نُصلِهِ غيرَ ما رَمْلِيُّنا اعتمدا
مدًّا وقصرًا ووقفًا ألقِهِ وكذا * * * قُلْ يتَّقِهْ غيرَ خلاَّدِ السكونُ هدَى
وجهًا ويأتِهْ عن السوسيِّ ساكنةٌ * * * والكلُّ مدًّا وقصرًا للهشامِ بدا
وقال في شرحه:
وأما (من يأته مؤمنا) في طه فلم يسكِّنه أحد عند العراقي [يعني من طريق الإرشاد]، وسكَّنه السوسي عند الشامي [التيسير والشاطبية]، وقصره قالون من المذهبين ومدَّه أيضًا فيهما، ومده الباقون في المذهبين إلاَّ أنَّ هشامًا مده وقصره، وكذلك فعل في جميع الأفعال العشرة (*) كما تقدَّم ذكره مع يأته [كذا]،، والله أعلم.
ـــــــ
(*) الأفعال العشرة: هاء يؤده إليك، ولا يؤده إليك، ونؤته منها في موضعي آل عمران وموضع الشورى، ونوله ونصله كلاهما في سورة النساء، فألقه إليهم، يتقه في النور، مع الموضع الذي نحن فيه.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 06:10]ـ
أما الذي أخالفكم فيه، وأخالف - بشدة - الأخ أبا سدين الذي أشرتم إلى كلامه ... فهو: ومن تأمَّل متن الشاطبية يعلم أنَّ الشاطبيَّ لم يَنسب لهشام سوى وجهٍ واحد وهو الإشباع، ويُؤخذ هذا من قوله: "وفي طه بوجْهَين بُجِّلا" استثناء موضع (طه) لهشام لأنَّه لم يذكره مع قالون في الخلف.
وأنتم - بارك الله فيكم - لو تأملتم هذا مع ما سبق أن ذكرتموه عن الشراح لظهر أن البون شاسع.
فالحقيقة:
أن ظاهر كلام الشاطبي - رحمه الله - أنه ذكر لهشام وجهين، وإن كان بهذا مخالفًا للداني أو زائدا عليه، وكذلك وإن لم ينبه عليه ابن الجزري.
والحقيقة أن مَن ذكرتم من الشراح [السخاوي والفاسي والجعبري وشعلة وغيرهم] كانوا مصيبين حين فهموا أن الشاطبي يعني الوجهين لهشام، وإن لم يبحثوا عن صحة وجه "القصر".
والحقيقة أن أبا شامة لم يرد وجه القصر بسببٍ في النظم بل بسببٍ خارجٍ عنه، وهو: وليس لهشامٍ في حرف طه إلاَّ الصلة لا غير .. ... لكن لم يَذكُر أحدٌ له القصر فحمْل كلامِه على ما يوافق كلامَ النَّاس أوْلى فرد وجه القصر للنقل عن الناس، لكن ظاهر النظم عنده: الوجهان.
أما أن تقول ويقول مَن أحلْتَ إلى كلامه - وهو عندي ليس بالقوي -: إنَّ الشاطبيَّ لم يَنسب لهشام سوى وجهٍ واحد وهو الإشباع .. فهذا فيه تخطئة للشراح، وليّ لفهْم النظم على غير ما ورد.
ويراجع: غيث النفع، وهو قوله: ذِكرنا حذف الصلة لهشام إنما هو تبع له ولشراحه ....
وأما قول الأخ أبي سدين:
من حيث الرواية: فالثابت أنه لا توجد أصلاً عن هشام بقصر الهاء وجود هذه الرواية في بطون كتب القراءات المسندة في {يأته} لدى طه، ولم يثبت بطريق من الطرق، لا بطريق صحيح ولا سقيم.
فهذا عندي خطأ محض، وتسوُّر على الغيب، ومجازفة في الحكم، ورد لما نقله الجعبري عن ابن شريح ومكي.
وإذا نشطت إن شاء الله ... أنقل ما ذكره الديواني عن وجهي (يأته) عن هشام.
مع أني لا أخالفكم في ضعف وجه القصر، لكن المبالغة في الرد مذمومة.
والله أعلم.
السلام عليكم
شيخنا الكريم
خلاصة تعقبكم في مسألتين:
*ثبوت الوجهين عن هشام لما نقله الجعبري عن ابن شريح ومكي
*عدم جواز تخطئة هذا الجمع من الشراح.
بالنسبة لمكي ففي كتاب التبصرة ورد الآتي:
الإسكان للسوسي، والوجهان لقالون، والباقون بالإشباع ومنهم هشام (التبصرة 272)
والوارد عن ابن شريح الآتي:
الإسكان للسوسي، والوجهان لقالون، والباقون بالإشباع ومنهم هشام (الكافي ص193) والكتابان طبعة دار الصحابة.
ويتضح لكم عدم ورود وجه القصر عن هشام من الكتب المسندة وصدق الأخ أبو سدين حيث قال: فالثابت أنه لا توجد أصلاً عن هشام بقصر الهاء وجود هذه الرواية في بطون كتب القراءات المسندة في {يأته} لدى طه، ولم يثبت بطريق من الطرق، لا بطريق صحيح ولا سقيم.
****
أما قضية تخطئة الشراح:
شيخنا الكريم قد ثبت عندك بيقين أن الداني وابن الجزري ومعهما ما قاله أبو شامة: لكن لم يَذكُر أحدٌ له القصر فحمْل كلامِه على ما يوافق كلامَ النَّاس أوْلى.)
وذكر أيضا بصيغة الجزم: (وأما حرف طه فوصله هشام كسائر القراء غير السوسي، ولقالون وجهان القصر والصلة ولا يكون الإسكان لما ذكرنا) ا. هـ
ووهم الجعبري في نسبة الوجه. فتخطئة الشراح أمر وارد خاصة أن أكثر الشراح ينقل بعضهم عن بعض أو يختصر بعضهم عن بعض.
ومثال: كلمة (يؤاخذ) شرحه السخاوي علي الاستثناء وتبعه الفاسي علي ذلك وتبعهم ابن القاصح.
وتفطن أبو شامة لهذه النقطة فقال: .... وقال أبو عمرو الداني في كتاب الإيجاز أجمع أهل الأداء على ترك زيادة تمكين في قوله (يواخذكم) - (ولا تواخذنا) - (ولا يواخذكم الله)، حيث وقع وكأن ذلك عندهم من واخذت غير مهموز، قلت فقد نص الداني على أن استثناء يواخذكم مجمع عليه فكان يلزمه ذكره في كتاب التيسير .. ) ا. هـ
فلا ضير أن يخطئ الشراح ويصيب أحدهم وبهذهتنجلي هذه الشبهة أيضا. والله أعلم.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 10:46]ـ
.......................... **وع ِنْدَ سُكُونِ الْوَقْفِ وَجْهَانِ أُصِّلا
فيها مسألتان:
المسألة الأولي: هل يصلح هذا الشطر أن يكون شاهدا علي جواز الثلاثة أوجه في الإدغام الكبير؟
المسألة الثانية: ما المقصود بقوله "وجهان أصلا "؟
أما المسألة الأولي:
لو ألقينا نظرة في فعل الإمام ابن الجزري في الطيبة بخصوص جواز المراتب الثلاث في عارض الإدغام، وعارض السكون، نجده قد فصَل بين المدّين، قال في باب الإدغام الكبير:
" ومعتل سكن .. قبل امددن واقصره " وقوله " امددن" يقصد به التوسط والمد، والقصر معلوم من قوله " واقصره "
وعند حديثه عن العارض للسكون نحو: " العالمين " قال: " ونحو عين فالثلاثة لهم .. كساكن الوقف " أي ساكن الوقف فيه الثلاثة أوجه أيضا.
أما الإمام الشاطبي اكتفي بذكر العارض للسكون سواء كان هذا العارض قبله مد فقال: (وعِنْدَ سُكُونِ الْوَقْفِ وَجْهَانِ أُصِّلا)) أو كان هذا العارض لينا (وَعِنْدَ سُكُونِ الْوَقْفِ لِلْكُلِّ أُعْمِلاَ .. وَعَنْهُمْ سُقُوطُ الْمَدِّ فِيهِ)) إلا أنه لم يتحدث عن عارض الإدغام في هذا الموضع، قال أبو شامة: ... وإنما قال: " سكون الوقف ولم يقل وعند الوقف احترازا من الروم فلا مد مع الروم ويمد مع الإشمام لأنه ضم الشفتين بعد سكون الحرف.) ا. هـ
إذن القاعدة عند الشاطبي: إذا كان السكون عارضا جاز لنا المد والتوسط، ولم يعول علي القصر ـ كما سيأتي ـ وإن كان القصر جائزا عند جمهور القراء ـ فيمكننا أن نلحق المدغم العارض بعارض السكون لكونهما عارضين، وهذا لا يؤخذ من قوله ((وعِنْدَ سُكُونِ الْوَقْفِ وَجْهَانِ أُصِّلا)) فقط فلا بد من بيان أن هذا السكون عارض ـ أي المدغم العارض ـ من " باب إدغام المتقاربين " أيضا من قوله (ولا يمنع الإدغام إذ هو عارض) جمعا بين الأدلة، لأن المدغم العارض مختلف فيه من حيث مقادير المد، قال ابن الجزري: ((وبعضهم فرق بين عروض سكون الوقف، وبين عروض سكون الإدغام الكبير لأبي عمرو، فأجرى الثلاثة له في الوقف وخص الإدغام بالمد وألحقه باللازم كما فعل أبو شامة في باب المد.
والصواب أن سكون إدغام أبي عمرو عارض كالسكون في الوقف. والدليل على ذلك إجراء أحكام الوقف عليه من الإسكان والروم والإشمام كما تقدم.
قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري ولأبي عمرو في الإدغام إذا كان قبله حرف مد ثلاثة أوجه القصر والتوسط والمد كالوقف ثم مثله وقال: نص عليها أبو العلاء. قال المفهوم من عبارة الناظم يعني الشاطبي في باب المد، قلت: أما ما وقفت عليه من كلام أبي العلاء فتقدم آخر باب الإدغام الكبير وأما الشاطبي فنصه على كون الإدغام عارضاً .. ) ا. هـ
ونصه " وأما الشاطبي فنصه على كون الإدغام عارضاً " وهذا يؤخذ من باب المتقاربين كما سبق.
وأما ما ذكره ابن القاصح في شرح (وعِنْدَ سُكُونِ الْوَقْفِ وَجْهَانِ أُصِّلا).
(فصل): ويجوز المد الساكن المدغم الواقع بعد حرف المد نحو قراءة البزي (ولا تّمموا ـ ولا تّعاونوا ـ) ونحو قراءة أبي عمرو بالإدغام نحو قوله تعالي (ويستحيون نساءكم ـ فيه هدي ـ وقال لهم ... ) وكذلك المد للساكن غير المدغم نحو: (الآن) موضعين بيونس، وكذلك اللاي ومحياي في قراءة من سكن الياء.) ص59
فكلامه في عموم ما يجوز فيه المد للساكن عموما وليس استدلالا بهذا البيت علي جواز الثلاثة في إدغام أبي عمرو، لأن هناك من ألزم المد المشبع لمن أدغم لأبي عمرو ـ كما سيأتي فيما بعد ـ إن شاء الله ـ.
ونعود لشراح هذا الشطر من البيت قال الإمام أبو شامة: قوله "وعند سكون الوقف " يعني إذا كان الساكن بعد حرف المد إنما سكّنه الوقف، وقد كان محركا فسكونه عارض فهل يمد لأجله لأنه "سكون" في الجملة أو لا يمد نظرا إلى عروض السكون ويكتفي بما في حرف المد من المد؟
فيه وجهان وذلك نحو (المصير) - (ويؤمنون) - (والألباب)، وذلك أيضا عام لجميع القراء وإنما قال: " سكون الوقف ولم يقل وعند الوقف احترازا من الروم فلا مد مع الروم ويمد مع الإشمام لأنه ضم الشفتين بعد سكون الحرف .... ))
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في النشر: والساكن العارض المدغم نحو: (قال لهم، قال ربكم، يقول له، فيه هدى، ويريد ظلما، فلا أنساب بينهم، والصافات صفاً فالزاجرات زجراً) عند أبي عمرو ومن أدغم.
والساكن اللازم غير المدغم نحو: (لام. ميم. صاد. نون) من فواتح السور نحو (ومحياي) في قراءة من سكن الياء. ونحو (اللاي) في قراءة من أبدل الهمزة ساكنة ونحو: (آنذرتهم، آشفقتم) عند من أبدل الهمزة الثانية ألفاً ونحو (هؤلاء إن كنتم، وجا أمركم) عند من أبدل الهمزة الثانية المفتوحة ألفاً والمكسورة ياء.
والساكن العارض غير المدغم نحو: (الرحمن، والمهاد، والعباد، والدين، ونستعين، ويوقنون، ولكفور) ونحو (بير. والذيب. والضان) عند من أبدل الهمزة وذلك حالة الوقف بالسكون أو بالإشمام فيما يصح فيه.
ووجه المد الساكن المتمكن من الجمع بينهما فكأنه قام مقام حركة ....... )) ا. هـ
وجمع العلامة ابن الجزري في هذا الموضع بين العارض المدغم وبين العارض الساكن من حيث الموافقة إلا أنه فرق بينهما في " متن الطيبة "
والخلاصة: يجوز الأخذ بهذا الشطر دليلا علي ثلاثة الإدغام بعد تبيين أن هذا الإدغام عارض من المتقاربين. والله أعلم
المسألة الثانية: ما المقصود بقوله "وجهان أصلا "؟
اختلف الشراح في تعيين مقدار المد في العارض للسكون، هل يقتصر علي التوسط والإشباع؟ أم تؤخذ الثلاثة أوجه؟.
قال أبو شامة: ثم إذا قيل بالمد فهل هو مد متوسط أو مشبع فيه وجهان، وذكر الشيخ وغيره أن الناظم أشار إلى هذين الوجهين بقوله "وجهان أصلا" أي جعلا أصلا يعتمد عليه وأشار بقوله " أصلا " إلى وجه ثالث وهو الاختصار على ما في حرف المد من المد ولا يظهر لي أنه أراد بالوجهين إلا "القصر والمد" لأنه ذكر المد لما قبل ساكن ولم يبين طوله ولا توسطه وقال بعد ذلك وعند سكون الوقف وجهان أصلا.
فعلم أنه المد وضده وهو القصر ولو كان أشار إلى الطول والتوسط لكان ممدودا بلا خلاف وإنما الخلاف في المقدار والمد لا يفهم من عبارته في نظمه فالظاهر ما ذكرته لكن ما ذكره الشيخ يقويه ما يأتي في شرح البيت الآتي وقوله أصلا تنبيه على الوجوه الثلاثة كأنه قال اختلف في مده وقصره بالنظر إلى أصل الكلام في ذلك.
ثم إذا قيل بالمد فهل هو مشبع أو متوسط فيه وجهان ولا يمتنع أن يكون أصلا رمزا لنافع فهو لفظ موهم كما ذكرناه في ووسطه قوم وقوله قبل ذلك وعن كلهم لا يدفع هذا الإبهام لاحتمال أن يقال الذي هو عن كلهم هو غير سكون الوقف ثم لا فرق في حرف المد بين أن يكون مرسوما نحو (قال) أو غير مرسوم نحو (الرحمن)، أو كان بدلا من همزة نحو (الذئب) - (ويؤت) والرأس، واختار أبو الحسن الحصري وجه القصر في سكون الوقف لأنه كسائر ما يوقف عليه مما قبله ساكن صحيح نحو (والعصر) و (خسر) و (الصبر)، فما الظن بما قبله حرف مد فقال في قصيدته التي نظمها في قراءة نافع، (وإن يتطرف عند وقفك ساكن فقف دون مد ذاك رأيي بلا فخر)، (فجمعك بين الساكنين يجوز إن وقفت وهذا من كلامهم الحر)) ا. هـ
فأجابه العلامة ابن الجزري قائلا: (قلت): أما ما وقفت عليه من كلام أبي العلاء فتقدم آخر باب الإدغام الكبير وأما الشاطبي فنصه على كون الإدغام عارضاً وقد يفهم منه المد وغيره على أن الشاطبي لم يذكر في كل ساكن الوقف "قصراً" بل ذكر الوجهين وهما "الطول والتوسط" كما نص السخاوي في شرحه وهو أخبر بكلام شيخه ومراده وهو الصواب في شرح كلامه لقوله بعد ذلك وفي عين الوجهان فإنه يريد الوجهين المتقدمين من الطول والتوسط بدليل قوله والطول فضلاً .. ) ا. هـ
ثم قال في موضع آخر: ((ولو أراد القصر لقال: والمد فضل. فمقتضى اختيار الشاطبي عدم القصر في سكون الوقف فكذلك سكون الإدغام الكبير عنده.) ا. هـ
مما سبق دل علي أن الإمام الشاطبي لم يلتف إلي وجه القصر في العارض للسكون وكذا يكون الحال في الإدغام الكبير ـ كما صرح به ابن الجزري ـ.
وزاد صاحب "الاتحاف" فائدة جليلة فقال: ..... وفرق شيخنا رحمه الله تعالى بين إدغام أبي عمرو وإدغام غيره ممن ذكر بأن أبا عمرو يجوز عنده كل من الإدغام والإظهار بخلاف نحو حمزة فإن الإدغام لازم عنده فكان المد معه واجبا لذلك ثم أورد عليه أن من روى الإدغام لأبي عمرو أوجبه له انتهى)) ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 08:40]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
قلتم:
بالنسبة لمكي ففي كتاب التبصرة ورد الآتي:
الإسكان للسوسي، والوجهان لقالون، والباقون بالإشباع ومنهم هشام (التبصرة 272)
= = =
يُرجى ممن لديه كتاب "التبصرة" محققًا نقل كلام الإمام مكي - رحمه الله - بنصه؛ لأن العبارة التي في نسختي فيها اضطراب.(/)
هدية العيد من الدكتور/ السالم الجكني
ـ[طالبة الهداية من ربها]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 03:39]ـ
بسم الله الرحيم
الحمدلله الذي أكرمنا جميعاً بصوم رمضان المبارك، وأعان بعضنا على قيامه، وبعضنا على قيام بعضه، فنسأله سبحانه وتعالى القبول لنا ومنّا جمعاً، وأن يكرمنا به مرات عديدة وسنوات مديدة ونحن والجميع في صحة وعافية وسلام وخير واطمئنان.
وكاتب هذه الحروف إذ يبارك لجميع أعضاء المنتدى وزوّاره بالعيد المبارك السعيد فإنه يزف لهم البشرى والهدايا التالية:
1 - البدء إن شاءالله بعد العيد مباشرة وبالتحديد إن شاء الله يوم الثلاثاء خامس العيد في الساعة العاشرة والنصف (10.30) مساء بتوقيت مكة المكرمة بشرح منظومة " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع المدني رحمه الله،للإمام ابن بري رحمه الله، وهذه الهدية أخصّ بها من أهل المنتدى أهل الجزائر والمغرب، ولا يهون الجميع، وسيكون الدرس أسبوعياً بمشيئة الله تعالى.
2 - البدء بشرح منظومة الشاطبية للإمام الشاطبي رحمه الله، مع توجيه القراءات فيها وسيكون الدرس يوم الإثنين الساعة العاشرة مساء من كل أسبوع إن شاء الله تعالى، على أن نبدأ من الأسبوع الثاني للعيد بحول الله وقوته.
3 - استمرار دروس قراءة كتاب النشر والتعليق عليه، في وقتها المحدد مسبقاً، وهو الساعة العاشرة من مساء كل يوم سبت، بمشيئة الله تعالى.
وإذ أقدم هذه الهدية أرجو ممن يقرأها أو يحضرها أو يسمع بها، أن يدعو لي ولوالدي ولمشايخي ولكل المسلمين بالخير والسداد.
وكل عام وجميع المسلمين بألف خير وسعادة وعافية.
محب القراءات وأهلها: السالم الجكني
وهنا استبيان مهم جداً
بسم الله الرحمن الرحيم كنت قد وعدت أهل المنتدى وخصوصاً إخواننا في المغرب العربي بمحاضرات أسبوعية نشرح فيها بحول الله وقوته منظومة " الدرر اللوامع " لابن بري رحمه الله. وقد ظهر أن لهذه المنظومة عدة شروح صوتية ومن شيوخ مغاربة أصلاً، ففكرت في هذا الاستبيان، ومنتظراً ما يحدده الإخوة والأخوات:
1 - هل نستمر في شرح منظومة الدرر اللوامع؟ أم:
2 - نستبدلها بشرح منظومة أو محاضرات في علم عد آي القرآن الكريم؟
وحسب الأغلبية سنسير بعون الله تعالى.
للتصويت
هنا ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=2165)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 10:53]ـ
نأمل من الأعضاء الأفاضل التعاون مع الشيخ وإفادته، كتب الله أجر الجميع، وكثر في الأمة من يقومون على نشر العلم النافع.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 01:59]ـ
جزيتم خيراً .. وعيدكم مبارك .. ولكن أين يكون الشرح لهذه المتون والكتب؟!
أقصد على أي برنامج صوتي؟!
ولكم مني جزيل الشكر ..
ـ[طالبة الهداية من ربها]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 01:30]ـ
الدكتور يقوم بقراءة كتاب النشر وكذلك شرح لمادة الشاطبية وعد الآي
وفق الجدول التالي:
[/ URL]
اولا: مواعيد دروس فضيلة الدكتور/ السالم الجكني حفظه الله
ستكون كالتالي:
السبت: كتاب النشرالساعة العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة
الإثنين: شاطبية الساعة العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة
الثلاثاء: عد الآي الساعة العاشرة مساءًبتوقيت مكة المكرمة
قاعة المحاضرات هنا
رابط دخول الغرفة الصوتية بالجافا
http://s1.roomsserver.com/login.asp?r=49d329ad (http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=2207)
رابط دخول الغرفة الصوتية عبر البرنامج العادي (بدون الجافا)
[ URL]http://s1.roomsserver.com/login.asp?r=49d329ad&j=0
وهذا رابط تحميل البرنامج
http://download.ivocalize.net/iVocalize4Setup.exe
بعد تحميل البرنامج على سطح المكتبه وتثبيته
ادخلوا من الرابط الاول
الدخول بدون كود فقط الاسم
وفقكم الله(/)
جميع البرامج والكتب الخاصه بالقرآن الكريم رائع
ـ[خالد جبر]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:25]ـ
http://u0.tagstat.com/image02/c/2ac7/800v052j2H7.gif
http://www.samygames.com/forumim/slambasmla/54645sd.gif
http://vb.arabseyes.com/uploaded/22057_1216793849.gif
http://forum.al-wlid.com/images/smilies/get-3-2008-ynngi18sjic.gif
مصحف التجويد الملون
http://tajweed.4shared.com/
برنامج المصحف المعلم والمرتل للشيخ محمود خليل الحصري
عليك تحميل هذه الأجزاء ثم فكهم
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...sary-part1.rar (http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_disks/ar_almushaf_almu3alem_Hosary/ar_almushaf_almu3alem_Hosary-part1.rar)
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...sary-part2.rar (http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_disks/ar_almushaf_almu3alem_Hosary/ar_almushaf_almu3alem_Hosary-part2.rar)
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...sary-part3.rar (http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_disks/ar_almushaf_almu3alem_Hosary/ar_almushaf_almu3alem_Hosary-part3.rar)
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...sary-part4.rar (http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_disks/ar_almushaf_almu3alem_Hosary/ar_almushaf_almu3alem_Hosary-part4.rar)
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...sary-part5.rar (http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_disks/ar_almushaf_almu3alem_Hosary/ar_almushaf_almu3alem_Hosary-part5.rar)
http://www.islamhouse.com/d/files/ar...sary-part6.rar (http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_disks/ar_almushaf_almu3alem_Hosary/ar_almushaf_almu3alem_Hosary-part6.rar)
مصحف الوسيلة لحفظ القرآن الكريم
رابط تحميل الاسطوانة رابط واحد على موقع zshare
http://www.zshare.net/download/6944678372033e5c/
برنامج معلم التلاوه
http://www.4shared.com/file/78264183...2/moallem.html (http://www.4shared.com/file/78264183/7528b772/moallem.html)
مصحف التجويد
http://easyquran.com/ar/first.htm
برنامج المصحف الميسر
لنك مباشر وسريع
http://www.el-moslem.com/progDown.php?id=118
على أكتر من سيرفر
http://www.multiupload.com/0SWQP9L61J
المصحف كاملاً مقسم إلى صفحات للمنشاوى
الروابط هى
http://www.4shared.com/file/50286555.../__online.html (http://www.4shared.com/file/50286555/4a1ffb26/__online.html)
http://www.4shared.com/file/50286557...___online.html (http://www.4shared.com/file/50286557/a4119a0a/___online.html)
http://www.4shared.com/file/50259104..._3_online.html (http://www.4shared.com/file/50259104/e79543ce/_3_online.html)
http://www.4shared.com/file/50259109..._4_online.html (http://www.4shared.com/file/50259109/99243f73/_4_online.html)
http://www.4shared.com/file/50259117..._5_online.html (http://www.4shared.com/file/50259117/67872335/_5_online.html)
http://www.4shared.com/file/50286553.../__online.html (http://www.4shared.com/file/50286553/a37c5e13/__online.html)
http://www.4shared.com/file/50259091/47ff663f/_7_.html
http://www.4shared.com/file/50259096..._8_online.html (http://www.4shared.com/file/50259096/d99bf39c/_8_online.html)
http://www.4shared.com/file/50259100..._9_online.html (http://www.4shared.com/file/50259100/e0f887d7/_9_online.html)
http://www.4shared.com/file/50231865/83ed321e/_10.html
http://www.4shared.com/file/50231867/6de35332/_11.html
http://www.4shared.com/file/50231868/fd5c4ea3/_12.html
http://www.4shared.com/file/50231870/ea9cf7d0/_13.html
http://www.4shared.com/file/50231871/9d9bc746/_14.html
http://www.4shared.com/file/50231876/3ff52e5/_15.html
http://www.4shared.com/file/50286558/34ae879b/_16.html
http://www.4shared.com/file/50231880/6d04eb1f/_17.html
http://www.4shared.com/file/50231882/830a8a33/_18.html
http://www.4shared.com/file/50304602/fa6f7476/_19.html
http://www.4shared.com/file/50321880/9b38110a/_20.html
http://www.4shared.com/file/50304598/c93e9878/_21.html
http://www.4shared.com/file/50304596/2e86b57f/_22.html
http://www.4shared.com/file/50304595/b78fe4c5/_23.html
http://www.4shared.com/file/50304594/c088d453/_24.html
http://www.4shared.com/file/50304593/5eec41f0/_25.html
http://www.4shared.com/file/50304592/29eb7166/_26.html
http://www.4shared.com/file/50304590/c7e5104a/_27.html
http://www.4shared.com/file/50304589/a72299af/_28.html
http://www.4shared.com/file/50304587/409ab4a8/_29.html
http://www.4shared.com/file/50304586/379d843e/_30.html(/)
:: ألبومات القارئ خالد الجهيم 1430 بجودة عالية مع الاغلفة::
ـ[خالد جبر]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منابر الثقه للقرآن الكريم تقدم لكم اصدارات القارئ خالد الجهيم من صلاة التراويح والقيام لعام 1430
http://www.altheqa.net/2Steps-Vida-v1/ContentSlider/04.jpg
وهم 3 اصدارات ونبدأها بـ
http://qaree.info/A/p430/yo.jpg
:: يونس مع الدعاء::
-المقدمة
http://qaree.info/A/altheq-1430/younes/0-m.mp3
- يونس
http://qaree.info/A/altheq-1430/younes/1-younes.mp3
- الدعاء
http://qaree.info/A/altheq-1430/younes/d.mp3
http://qaree.info/A/p430/nml.jpg
:: النمل ويس الدعاء::
-المقدمة
http://qaree.info/A/altheq-1430/naml/0-m.mp3
- النمل
http://qaree.info/A/altheq-1430/naml/1-namel.mp3
- يس
http://qaree.info/A/altheq-1430/naml/2-yassen.mp3
- الدعاء
http://qaree.info/A/altheq-1430/naml/d.mp3
http://qaree.info/A/p430/mz1.jpg
:: اصدار اروع التلاوات مع الدعاء::
المقدمة
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/1-m.mp3
من الانفال
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/2-anfal.mp3
من مريم
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/3-mryam.mp3
من الشعراء
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/4-sho3raa.mp3
من القصص
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/5-qasas.mp3
المزمل
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/6-almzml.mp3
القيامة
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/7-alqeyama.mp3
الانسان
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/8-ensan.mp3
دعاء ليلة 29 ( http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/9-d.mp3)
http://qaree.info/A/altheq-1430/anfal/9-d.mp3
:: جميع الحقوق محفوظة ويسمح بالنقل مع ذكر المصدر::
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا(/)
موسوعة المصاحف المرتلة رابط واحد لكل مصحف
ـ[خالد جبر]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:39]ـ
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/bsmnb5d.gif
إلى هواة التسجيلات القرآنية أقدم ستة وأربعين مصحفا مرتلا يتم تحميل كل مصحف برابط مباشر
أسأل الله الكريم أن يتقبل منا خير الأعمال آمين
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/jklhjhjkh.gifhttp://www.samysoft.net/forumim/worood/1/jklhjhjkh.gifhttp://www.samysoft.net/forumim/worood/1/jklhjhjkh.gifhttp://www.samysoft.net/forumim/worood/1/jklhjhjkh.gifhttp://www.samysoft.net/forumim/worood/1/jklhjhjkh.gif
االمصحف المرتل كاملا للمقريء ماهر المعيقلي برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Mahe...ly_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Maher_Al_Mueaqly/Maher_Al_Mueaqly_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل كاملا للقارىء سعد الغامدي برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Saad...di_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Saad_Al-Ghamidi/Saad_Al-Ghamidi_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل كاملا للشيخ القارىء سعود الشريم برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/saud...ym_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/saud_shurym/saud_shurym_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل كاملا للمقريء شيرزاد طاهر برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Shir...ar_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/ShirzadTahar/ShirzadTahar_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ عادل ريان برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Adel...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Adel_rayan/Adel_rayan_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ محمد جبريل برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/mouh...il_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/mouhamed_jebril/mouhamed_jebril_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ صلاح البدير برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Sala...ir_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Salah_Al-Budair/Salah_Al-Budair_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ صلاح الهاشم برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Sala...em_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Salah_Al-Hashem/Salah_Al-Hashem_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ صلاح بوخاطر برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Sala...ir_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Salah_Bukhatir/Salah_Bukhatir_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ محمد اللحيدان برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Moha...d_luhaidan.zip (http://www.archive.org/download/Mohamed_Luhaidan/mohamed_luhaidan.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ عبد العزيز الأحمد برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Abdu...ad_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/AbdulAzeez_al-Ahmad/AbdulAzeez_al-Ahmad_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ عبد الرحمن السديس برواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Quraann/suddis.zip
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل - بصوت فضيلة الشيخ (محمد العشر)
http://www.archive.org/download/hyjyg/hyjyg_vbr_mp3.zip
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل كاملا للقارىء محمود خليل الحصري برواية ورش عن نافع
http://www.archive.org/download/khal...ri_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/khalil_alhosari/khalil_alhosari_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ سليمان أبو قمر بصوت نقى وجودة عالية من صلاة القيام لعام 1430
http://www.archive.org/download/ryty...u1_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/rytyju1/rytyju1_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل لقراء إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم من تونس برواية قالون عن نافع
http://www.archive.org/download/Al_Q...FM_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Al_Quraan_Al_kareem_By_ZITOUNA FM/Al_Quraan_Al_kareem_By_ZITOUNA FM_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل كاملاً لفضيلة الشيخ على الحذيفى جودة عالية
http://www.archive.org/download/www....fy_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/www.forsanelhaq.com_Ali_al-Huthaify/www.forsanelhaq.com_Ali_al-Huthaify_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل كامل للشيخ ناصر القطامي
http://www.archive.org/download/Mosh...mi_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Moshaf9i6ami/Moshaf9i6ami_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
لمصحف المرتل للقارئ الشيخ أحمد العجمي بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Ahme...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Ahmed_Al-Ajmi_Quran/Ahmed_Al-Ajmi_Quran_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
لمصحف المرتل للقارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي بجودة عالية
http://www.archive.org/download/Al-M...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Al-Minshawy_Muratal_Quran/Al-Minshawy_Muratal_Quran_vbr_mp3 .zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي بجودة عالية
http://www.archive.org/download/Al-t...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Al-tablawi_MP3_Quran/Al-tablawi_MP3_Quran_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ محمود علي البنا بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Mahm...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Mahmood_Ali_Albanna_Muratal_Qu ran/Mahmood_Ali_Albanna_Muratal_Qu ran_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ مشاري بن راشد العفاسي بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Mish...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Mishary_Alafassy_Quran/Mishary_Alafassy_Quran_vbr_mp3 .zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ نبيل الرفاعي بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Nabi...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Nabil_Ar-Rifai_MP3_Quran/Nabil_Ar-Rifai_MP3_Quran_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ ياسر الدوسري بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/YASS...AN_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/YASSER_AL-DOSSARI_MP3_QURAN/YASSER_AL-DOSSARI_MP3_QURAN_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ فارس عبّاد بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Fare...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Fares_Abbad_MP3_Quran/Fares_Abbad_MP3_Quran_vbr_mp3. zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
المصحف المرتل للقارئ الشيخ عبد البارئ الثبيتي بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Abdu...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Abdulbari_Ath-Thubaity_MP3_Quran/Abdulbari_Ath-Thubaity_MP3_Quran_vbr_mp3.zip )
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Abdu...44_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Abdulbasit_Abdulsamad_Mojawwad _MP3_Quran_144/Abdulbasit_Abdulsamad_Mojawwad _MP3_Quran_144_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ الشيخ أبو بكر الشاطري بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Abu_...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Abu_Baker_Shatri_MP3_Quran/Abu_Baker_Shatri_MP3_Quran_vbr _mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ هاني الرفاعي بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Hani...ai_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Hani_Ar-Rifai/Hani_Ar-Rifai_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ لعيون الكوشي بجودة عالية جدا
http://www.archive.org/download/Layo...hi_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Layoun_Alkouchi/Layoun_Alkouchi_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للقارئ رشيد بالعالية رواية ورش
http://www.archive.org/download/khal...k2_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/khalak2/khalak2_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ يحيى حوى رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Yahy...wa_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Yahya_Hawwa/Yahya_Hawwa_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ العشري عمران رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Elas...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Elashry_Emran/Elashry_Emran_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ ياسر القرشي رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Yass...hi_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Yasser_Alqorashi/Yasser_Alqorashi_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ زكى داغستانى رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Zaki...ni_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Zaki_Daghistani/Zaki_Daghistani_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ عماد زهير حافظ
http://www.archive.org/download/Emad...th_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Emad_Zuhair_Hafth/Emad_Zuhair_Hafth_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ حامد سنان رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Hama...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Hamad_Sinan/Hamad_Sinan_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ إبراهيم الأخضر رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Ibra...ar_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Ibrahim_Al-Akhdar/Ibrahim_Al-Akhdar_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ خليفة الطنيجى رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Khal...ji_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Khalifa_Al-Tunaiji/Khalifa_Al-Tunaiji_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ عمر القزابري رواية ورش عن نافع
http://www.archive.org/download/Omar...ri_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Omar_Lekzabri/Omar_Lekzabri_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ ياسين الجزائري رواية ورش عن نافع
http://www.archive.org/download/Yass...ry_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Yassine_El-Jazaery/Yassine_El-Jazaery_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ عادل بن سالم الكلباني رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Adel...ni_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Adel_alkalbani/Adel_alkalbani_vbr_mp3.zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ عادل عبد الله ريان رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Adel...an_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Adel_Abdullah_Rayan/Adel_Abdullah_Rayan_vbr_mp3.zi p)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للشيخ جمال شاكر عبد الله رواية حفص عن عاصم
http://www.archive.org/download/Jama...ah_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/Jamal_Shaker_Abdullah/Jamal_Shaker_Abdullah_vbr_mp3. zip)
http://www.samysoft.net/forumim/worood/1/big/4564534.gif
المصحف المرتل للمقرئ مالك شيبة
http://www.archive.org/download/qora...ba_vbr_mp3.zip (http://www.archive.org/download/qoran_malek_shaiba/qoran_malek_shaiba_vbr_mp3.zip )(/)
هل هذه الطبعة من المصحف فيها تحريف او نقص
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 05:52]ـ
السلام عليكم اخوتي في الله ظهر مصحف طبعة جديدة بتقديم مفتي سوريا احمد حسونه
نسخ عثمان طه ومعه شهادات كثيره ومن مميزاته ضغط الصفحات في صفحه حتى ان المصحف كاملا يساوي 195 صفحه تقريباً {هذه المعملومات ليست دقيقه 100% لكن أقرب للحقيقه} فأحببت السؤال عن هذه النسخه صحتها ومدى الوثوق بها خصوصاً أني اوجست منها ريبه بعد ان رأيت المقدم احمد حسونه كما هو معروف ناصر الرفض والارجاء
بارك الله فينا وفيكم وغفر الله لنا ولكم
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 01:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما اسم دور النشر التي طبعت هذا المصحف؟
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 07:46]ـ
المصحف ليس بحوزتي لكن أوصافه كبير الحجم بعض الاية ملونه بلون الاحمر وغيره وفيه حاشيه خفيفة لمعاني الايات عدد صفحاته لا يتعدى 200 صفحه مضغوط كل أربع صفحات في وجه قدم له أحمد حسونه ويوجد في هذا المصحف شهادات من مجمع قراء مصر والبحرين وغيرهما تكون هذه الشهادات في اخر المصحف هذه اوصافه التي أتذكرها
جزاك الله خير أذا علمت عنه شيء فدني غفر الله لنا ولك
ـ[عمر ابو الحسن]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 11:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
ما رايته هو المصحف المسمى بمصحف القيام. استخدمت فيه الالوان لبيان التفسير الموضوعي وهو مطابق لمصحف المدينة.
ولا أخفيكم استغرابي من صيغة السؤال.
و السلام عليكم و رحمة الله.
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 07:36]ـ
بارك الله فيك أظنك صدقت هو مسمى مصحف القيام وسبب سؤالي واضح بارك الله فيك قد ذكرته أنفاً وهو أن أحمد حسونه هو المقدم له فهذا الذي جعلني أتأكد منه
تقول هو مطابق لمصحف المدينة هل قرأته أم ذكره أحد عندك أنه مطابق لمصحف المدينة
بارك الله فيك شيخنا وجزاك الله خير
ـ[عمر ابو الحسن]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 11:03]ـ
بارك الله فيكم
نعم المصحف عندي.
و أظن أن الاخوة في الوقفية قد صوروه و رفعوه على موقعهم المبارك.
و المصحف المذكور يباع في عدة مكتبات موثوقة في البلد الذي اقيم فيه.
و السلام عليكم و رحمة الله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:09]ـ
رأيت المصحف - أظنه هو - واستعرته من المسجد للنظر فيه
وعدد صفحاته 300 صفحة، أي نصف صفحات طبعة مجمع الملك فهد
كل جزء عشر صفحات، وكل صفحة تبدأ بآية
وأرجو أن تحذف الإدارة هذا التشكيك بالتحريف والنقص، ما دام أن السائل ليس لديه إلا أن فلاناً قدَّم له!
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:18]ـ
شكرا لك على مرورك أخي الكريم(/)
بين ابن عطية والشيخ الددو
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 09:12]ـ
قال الله {ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}
قال أبن عطية:ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، فما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء، فهو المعفو عنه
يقول الددو: أن مفهوم الاية وليبدين ماظهر منها لأنه قال سبحانه ولا يبدين
لما قال له المذيع كلام ابن عطية الانف الذكر قال هو غير مستقيم لأنه مقتضي أن تبدي ماغلبها.وكأن الايه (يلزمها أن تبدي مايغلبها)
هذا في الدقيقه 16 من برنامج مفاهيم زينة النساء الحلقة الاولى
من هذه السلسلة
أرجوا من المشايخ الكرام التعليق على كلام الشيخين
ـ[أمسمي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 01:56]ـ
قال الله {ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}
قال أبن عطية:ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، فما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء، فهو المعفو عنه
يقول الددو: أن مفهوم الاية وليبدين ماظهر منها لأنه قال سبحانه ولا يبدين
لما قال له المذيع كلام ابن عطية الانف الذكر قال هو غير مستقيم لأنه مقتضي أن تبدي ماغلبها.وكأن الايه (يلزمها أن تبدي مايغلبها)
هذا في الدقيقه 16 من برنامج مفاهيم زينة النساء الحلقة الاولى
من هذه السلسلة
أرجوا من المشايخ الكرام التعليق على كلام الشيخين
كلام ابن عطية لا غبار عليه رحمه الله تعلي فهو الصحيح
أما كلام الأخير ففيه نظر لا أقول تفلسف
فأقول أن المراة غير مطالبة بإبداء ما ظهر من زينتها بل معفو عنه إن وقع ذالك رفعا للحرج عنها وهو يقول (يقول أن المفهوم وليبدين ....... ) المقام مقام نهي وليس مقام أمر فالنهي مضيق فيه أكثر من الأمر كما قال صلي الله عليه وسلم في الحديث (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ..... ) انظر كيف قيد الأمر بالإستطاعة والنهي لم يقيده بل طلب الإجتناب مطلقا فالاية سيقت مساق نهي قال تعلي (ولا يبدين زينتهن) ولما كان هذا نهي ولا مجال فيه استثني الله سبحانه وتعلي للضرورة ورفعا لحرج بقوله (إلا ما ظهر منها)
فابن عطية رحمه الله تعلي نظر إلي الاية من كل الأوجه وحمل الآية علي المحمل الصحيح
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 04:18]ـ
يعضد ماذكرتم بارك الله فيكم أن الالباني أستشكل الاية عندما رجع عن القول بحرمت كشف الوجه واعتبرها أقرب لقول المخالفين له ثم أولها تأويل فيه شيء من الركاكه حيث قال أن المقصود وإلا ماضهر منها مما أذن فيه الشرع يقصد الوجه والكفين
فأن في ذهني القاصر أنه يلزم من كلام الشيخ الددو أنه يجب على المرأه أن تظهر الوجه والكفين حسب مفهوم الاية الذي قاله للأمر وليبدين ماظهر منها هكذا قال
إلا أن يقال أنه من باب قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا}
وبارك الله فيك شيخنا ولاحرمنا من ردودك
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 04:37]ـ
بل كلام الددو هو الصحيح أخي الكريم و هو الموافق لما ورد في التفاسير و هو قول الشيخ الألباني رحمه الله و ما كان كلام الشيخ الالباني بركيك إنما العيب في من لم يفهمه.
جاء في تفسير ابن كثير:
وقال: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) أي: لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب، إلا ما لا يمكن إخفاؤه.
وقال ابن مسعود: كالرداء والثياب. يعني: على ما كان يتعاناه نساء العرب، من المقنعة التي تجلل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكن إخفاؤه. [ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها، وما لا يمكن إخفاؤه. وقال] بقول ابن مسعود: الحسن، وابن سيرين، وأبو الجوزاء، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.
وقال الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: وجهها وكفيها والخاتم. وروي عن ابن عمر، وعطاء، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وأبي الشعثاء، والضحاك، وإبراهيم النخعي، وغيرهم ء نحو ذلك. وهذا يحتمل أن يكون تفسيرا للزينة التي نهين عن إبدائها، كما قال أبو إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال في قوله: (ولا يبدين زينتهن): الزينة القرط والدملج والخلخال والقلادة. وفي رواية عنه بهذا الإسناد قال: الزينة زينتان: فزينة لا يراها إلا الزوج: الخاتم والسوار، [وزينة يراها الأجانب، وهي] الظاهر من الثياب.
وقال الزهري: [لا يبدو] لهؤلاء الذين سمى الله ممن لا يحل له إلا الأسورة والأخمرة والأقرطة من غير حسر، وأما عامة الناس فلا يبدو منها إلا الخواتم.
وقال مالك، عن الزهري: (إلا ما ظهر منها) الخاتم والخلخال.
ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين، وهذا هو المشهور عند الجمهور، ويستأنس له بالحديث الذي رواه أبو داود في سننه:
حدثنا يعقوب بن كعب الإنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا حدثنا الوليد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد بن دريك، عن عائشة، رضي الله عنها؛ أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: " يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم [ص: 46] يصلح أن يرى منها إلا هذا " وأشار إلى وجهه وكفيه.
لكن قال أبو داود وأبو حاتم الرازي: هذا مرسل؛ خالد بن دريك لم يسمع من عائشة، فالله أعلم. اهـ
إذن ما ذكره الشيخ الددو موافق لتفسير عبد الله بن العباس رضي الله عنهما و هي أن للمرأة أن تبدي وجهها و كفيها و لا يفهم من قول الشيخ الددو الأمر بالاظهار لأن الأمر بعد النهي يفيد الاباحة كما تقرر عند علماء الأصول و هذا موافق لكلام العرب فكأن الشيخ الددو يقول لا يبدين زينتهين و ليبدين ما ظهر منها و هذا في لغة العرب يفيد الاباحة لا الأمر و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 06:33]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبدالكريم لكن الاية هنا في مقام الاعذار وكأن الله جل وعلا يقول لا تظهرن الزينه إلا ماظهر {تأمل} إلا ماظهر منكن
فالكلام هل المقصود ما ظهر منكن بما أمر الشرع أم أنه ماظهر منكن بما لا قدره لكن على إخفائه؟؟
ثم قول الشيخ الددو كلامه غير مستقيم لابن عطية فيه أجحاف فلا أقل من أن يكون لقوله رحمة الله وجه ووجه معتبر
وأنتم بارك الله فيكم قد أوردتم كلاماً لابن كثير وهو موافق لقول ابن عطية
وقال ابن كثير: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) أي: لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب، إلا ما لا يمكن إخفاؤه.
والاية في مقام العفو كما هو ظاهر فما كان الله عاجزاً عن قول إلا ماشرع لكم ولكن قال إلا ماظهر هو بنفسه لا مأظهرتموه
فلو قلنا ان الزينه هي الكحل والقلاده والخضاب أو أو ... كانت فاعلتها أظهرت زينتها عمداً لا ظهر منها سهواً وقهراً والفرق لا يخفاكم
وإن كان حجة الشيخ الددو بأثر أبن عباس
فأثر أبن عباس لا يوافق الايه {دليل على أن أبن عباس لم يقصد بذلك ماذهب إليه الشيخ الددو أوغيره وأنما أراد حكماً أخر} فالله جل وعلا قال زينه والزينه أمر والمزين امر اخر كما قال الشنقيطي وابن عباس ذكر المزين
ثم الاثر هو متأول ثم ورد ماهو أصرح منه حيث قال أمر الله نساء المؤمنين أن يستترن ولا يظهر منهن إلا عين واحده. أورده أبن جرير وصححه العلوان {هذا في معنى كلامه}
فأن أردنا رأي أبن عباس وفقهه هذا هو الصريح عنه الصحيح
ثم حديث خالد بن دريك لا يصلح ولا للأستأناس فان الشيخ عبدالله السعد عد في أكثر من 6 علل وكلها في مقتل
بارك الله فيك وفي علمك شيخنا عبدالكريم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 07:03]ـ
بل كلامه مستقيم أخي الكريم و المسألة لا تعدو مسألة ترجيح فأخي الكريم أنت تناقش المسألة من ترجيحك و فهمك الذي لا أوافقك عليه لذلك لم تستطع تصور قول الشيخ الددو و لهذا لا يصح بتاتا قولك أن كلامه فيه إجحاف بل كلامه مستقيم لمن يقول بقول عبد الله بن العباس رضي الله عنهما و من رجح قولا رد على المخالف إذن المسألة مسألة اجتهاد فقط و أظن أنه لا داعي لإعادة قتلها بحثا فالمسألة بحثت في أكثر من موقع و الله أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 08:08]ـ
الأخ عبدالكريم
ما نقلتَه إنما هو تأييد لقول ابن عطية، وليس العكس.
والموضوع حول فهم كلا من ابن عطية والددو، لما يظهر بين كلامهما من تعارض في النقل السابق من أبي محمد القرشي ..
وأما استقامة كلام ابن عطية فلا يختلف عليها أحد، لأن هذا مقتضى السياق. كما وضح الإخوة الفضلاء في مشاركاتهم السابقة. فجزاهم الله خيرا.
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 03:19]ـ
جزاك الله خير شيخنا اسامه على المشاركه بارك الله لنا ولكم اجمعين وغفرلنا ولكم
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 08:34]ـ
شكرًا، أبا محمّد القرشي، تعلّمتُ كثيرًا، من سطورك القليلة، بوركَ فيك، أسأل الله تعالى أنْ يُوفّقكَ.
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 10:41]ـ
بارك الله فيك يادكتور حسين وجزاك الله خير الجزاء على المرور واحسان الظن
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 10:26]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت قرأت للشيخ الددو وفقه الله لما يحب و يرضى مسألة عدم تكفيره لمن ادعى تحريف القرءان و استدل على ذلك بأن مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان خاليا من المعوذتين.
أنكر ابن حزم والنووي ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك.
وذهب ابن حزم إلى أنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/ 13).
وقال النووي «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/ 396).
و قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه متواترة و فيهما المعوذتان. و انظر مراتب الإجماع لابن حزم.
هذا و قد نقل القاضي رحمه الله في الشفا اتفاق العلماء ان من زاد حرفا او انقص حرفا من القرءان عمدا لا سهوا فهو كافر و نقله أيضا أبو عثمان الصابوني رحمه الله.
فمن ادعى تحريف القرءان فهو كافر باتفاق أهل العلم و بإجماع متواتر، قطعي و يقيني. فلا يجوز أولا خرق الإجماع المتواتر و لا القطعي اليقيني ثم ينبغي التثبت من الروايات قبل ذكرها و خاصة امام العامة.
و الله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 09:26]ـ
بارك الله فيك شيخنا ابو عبدالله والشيخ كغيره له حسناته وسيأته غير أنه في الفتره الاخيره قد ألتفت حوله عصبة التمييع
وله أراء كثيره وبنفس الوقت فيها من الغرابه مثل تكلمة بمسألة الحاكمية وهناك كتاب لطالب علم علم في دياره أظن أسمه ابو المنذر الشنقيطي يرد على الشيخ {الانتصار لسجناء الابرار}
وايضاً يأثر عن الشيخ مفهوم لأهل السنة واسع فقد يكون من غير اهل السنة في العقيدة لكن قد يكون بالاخلاق
وايضا تكلم على مسألة كفر من قال ان القران مخلوق ومع تصريحات لأحمد رحمة الله في تكفير اعيان القائلين وغيره وهذا
وغيره موجود في كتاب مطبوع أسمه فقه العصر
بيد أن الشيخ شمس والشمس تصدر بأمر الله أشعة ضاره ومفيدة ولله الكمال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 09:16]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو محمد و أحسن الله إليك، آمين.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن مسألة تغطية الوجه و الكفين بالنسبة للمرأة من المسائل الخلافية و الخلاف فيها معتبر عند أهل العلم و الشيخ الددو حفظه الله تعالي رجح قولا علي قول آخر فلا ملامة عليه في ذلك، و الرجل مشهود له بالعلم و الفضل فلا داعي لبخس الحقوق و الخوض في أعراض الأكابر خصوصا في مثل هذه المسائل
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 09:28]ـ
شيخنا أبو حفص الشافعي بارك الله فيك وشكراً على مرورك
ـ[أحمد الكويكبي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 04:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم جميعاً.(/)
شبهة تراودني من زمن يستدل بها على ان القرآن ناقص ومحرف
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 05:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة الحديد الاية 24
رواية حفص
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
اما في رواية ورش
فكلمة هو غير موجودة
ممكن توضيح من الاخوة الكرام لان هذه الشبهة من زمن وهي تراودني وسمعت مأخرا انه هناك من الشيعة من يستدل بها على ان القرآن ناقص ومحرف والله المستعان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 08:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الفاضل الكريم .. لتعلم رحمني الله تعالى وإياك أن هذا الاختلاف إنما هو اختلاف مصاحف لا أكثر ولا أقل؛ وإن شئت فقل: اختلاف قراءة لا غير .. أما من يحاول الاصطياد في الماء العكر ويتحين الفرص الواهية لوهاء عقله وفكره ومنهجه لإسقاط كتاب الله تعالى فهذا نعقه ونهيقه وضراطه أهون على المسلم العاقل الغيور الفاهم من أن يلتفت إليه أو أن ينتبه له .. فهو لا يعدو صاحبه، فلا عليك بما يثيره هؤلاء الرعاع.
اختلف أخي الفاضل في إثبات ?هو? في قوله تعالى: ?فإن الله هو الغني الحميد?:
فمصاحف أهل المدينة والشام ممثلةً: بنافع، وابن عامر، وأبو جعفر = بحذفها؛ على جعل ?الغني? خبر "إن".
وأما مصاحف الباقون _ أهل مكة والعراق _ = بإثباتها فصلاً بين الاسم والخبر؛ كما هو الكثير.
وزيادة ?هو? وحذفها سواء في المعنى، فلا يخل فيه؛ فلذلك لا موضع للفصل من الإعراب .. وكل واحدٍ منهم اتبع فيها خط مصحفه.
ويسمى هذا الإثبات المتمثل بقوله ?هو? عند البصريون (فصلا) أي: يفصل الخبر عن الصفة .. وعند الكوفيون (عماداً) أي: يعتمد عليه الخبر .. ولا موضع له من الإعراب.
وسمي فصلاً: لفصله بين أن يكون ما بعده صفةً وبين أن يكون خبرا .. كقولك: زيدٌ العالم؛ فإنه يجوز في العالم أن يكون صفة لزيد، والخبر متوقع، ويجوز أن يكون خبراً له، فإذا قلت: زيدٌ هو العالم؛ فقد انفصل عن الصفة.
وذكر للفصل فائدة أخرى؛ وهي: كون معنى الخبر مقصوراً على المخبر عنه دون غيره، كأنك قلت: زيدٌ هو العالم حقيقة دون غيره.
وأعرب بعضهم ?هو? مبتدأ _ فجعله غير فصل _، وخبره ?الغني?، والجملة من المبتدأ والخبر = في موضع خبر "إن" واستحسن أبو علي الفارسي كونه فصلاً فقط؛ لا مبتدأ، لأن حذف المبتدأ غير سائغ؛ أي: رجّح فصليته لحذفه في القراءة الأخرى.
ووجه الحذف: أن قوله ?الله? اسم "إن"، و?الغني? خبره؛ وليس فيه فصل لأن قوله ?هو? فصلٌ بين الاسم والخبر = لا موضع له من الإعراب، فلما لم يكن له موضع إعرابي ترك.
وأيضاً فإن فائدة الفصل هي: أن يفصل بين الخبر والصفة، والرفع في ?الغني? هاهنا يفصله عن الصفة؛ فيعلم أنه خبر "إن" وليس بصفة للاسم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 10:10]ـ
جزى الله الفاضل التميمي وليأذن لي بزيادة توضيح:
خلاصة الأمر بوضوح شديد =أن هذه قراءة متواترة كما أن قراءة عاصم متواترة, وكان الصحابة يتحرون في المصحف كتابة الكلمة بحيث تكون حمالة لوجوه القراءات المعتمدة في العرضة الأخيرة, فإذا لم يمكنهم إثبات وجوه القراءات في الكلمة كأن تتضمن القراءة زيادة كلمة مثلا كما ههنا ,أثبتوا الزيادة في مصحف آخر (فهذا دليل على حفظ القرآن وصيانته لا على العكس فتنبه!) ,ثم أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه نسخا إلى الأمصار. وفي الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأنى جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف"
والحمدلله رب العالمين
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 10:44]ـ
جزى الله الأخوين الكريمين الشيخين الفاضلين أبا القاسم وأبا عصام على التوضيح ..
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 09:55]ـ
أشكر الشيخين الفاضلين السكران التميمي وأبا القاسم على هذا الرد الوافي، الشافي لمن يلتمس الشفاء.
ولْيُعلم أنَّ مثير مثل هذا إنما ينم أول الأمر على عدم معرفته بالفن الذي يخوض فيه، والذي ينبهر أو ينزعج من إثارة مثل هذا أيضًا بحاجة إلى التعلم والأخذ بيده.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمواضع التي حدث فيها اختلاف بين المصاحف العثمانية ليست منحصرة في هذا الموضع الذي أثاره من يستدل به على أن القرآن ناقص ومحرف
بل هناك مواضع أخرى حدث فيها اختلاف، ومع هذا فلا يدل شيء منها على نقصٍ أو تحريفٍ - كما زعم - بل تُذكر هذه المواضع كما تُذكر اختلافات القراء دون أن تثير شيئًا سوى أنها من القراءات التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم-: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" .... كما أورد الأخ أبو القاسم.
فمن تلك المواضع:
= (عَلِيمٌ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ) في البقرة، ابن عامر بغير واو العطف.
= (وَسَارِعُوا) --- (سَارِعُوا).
= (وَالزُّبُرِ وَالكِتَابِ) في آل عمران ---- (وَبِالزُّبُرِ وَالكِتَابِ) وكذا (وَبِالزُّبُرِ وَبِالكِتَابِ).
= (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا) في المائدة ---- (يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا).
= (مَنْ يَرْتَدَّ) في المائدة ---- (مَنْ يَرْتَدِدْ).
= (وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ) في الأنعام ----- (وَلَدَارُ الآخِرَةِ).
= (قَلِيلًا مَا تَذكرُونَ) في أول الأعراف -- --- (يَتَذَكَّرُونَ).
= (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ) فيها أيضا ----- (مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ).
= (قَالَ المَلَأُ) مِنْ قِصَّةِ صَالِحٍ فيها أيضا ---- (وَقَالَ المَلَأُ).
= ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ)) التوبة: 100
قرأ ابن كثير: تجري من تحتِها، بزيادة من.
= قال تعالى: ((والذين اتخذوا مسجدا ضرارا)) [التوبة: 107] وفي القراءة الأخرى: (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا) بغير الواو.
= قال تعالى: ((خيرا منها منقلبا)) [الكهف: 36] وفي القراءة الأخرى: (خيرا منهما منقلبا) بزيادة الميم.
= قال تعالى: ((وتوكل على العزيز الرحيم)) [الشعراء: 217] وفي القراءة الأخرى: (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء.
= قال تعالى: ((أو أن يظهر في الأرض الفساد)) [غافر: 26] وفي القراءة الأخرى: (وأن يظهر في الأرض الفساد) بالواو بدل أو.
= في سورة الأنبياء: (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ) في المصحف الكوفي بألف بعد القاف، وهي قراءتهم إلا شعبة.
وفي مصاحف غيرهم (قل ربِّي يَعْلَمُ) بغير ألف بعد القاف.
= وفي نفس السورة: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالواو بين الهمزة واللام.
وفي المصحف المكي: (أَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بغير هذه الواو، وهي قراءتهم.
= قال تعالى: (((وكذلك زَيَّنَ لكثير من المشركين قتْلَ أولادِهِم شركاؤُهُم))).
قرأ ابن عامر: (((وكذلك زُيِّنَ لكثير من المشركين قتْلُ أولادَهُم شركائِهم))).
ويُرجى الاطلاع على هذا الرابط للاستزادة:
الأحرف المختلف فيها رسما بين المصاحف ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=386)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 10:14]ـ
قد وفى الاخوة المقام حقه لكن فقط ازيدك بيانا فأقول
هذا الاختلاف يرجع إلى نزل القرأن على سبعة أحرف وهذا الأختلاف في الرسم فى المصاحف يصوب قول من قال في تعريف الأحرف أنها:
الأنواع التي يقع بها التغاير والاختلاف في الكلمات القرآنية وهي سبعة أوجه:
1 - الاختلاف في أوجه الإعراب مثل (فتلقى آدمُ) و (فتلقى آدمَِِ) بالرفع والنصب
2 - الاختلاف في التصريف مثل (يعلمون) وقرأ (تعلمون) في نفس الموضع لدى بعض القراءات في بعض الآيات.
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان مثل (جنات تجري تحتها الأنهار) وقرأ (جنات تجري من تحتها الأنهار). تأمل هنا
4 - التقديم والتأخير مثل (فيُقتَلون ويَِقتُلون) وقرأ (فيَقتُلون ويُقتَلون).
5 - الإبدال مثل (ننشزها) وقرأ (ننشرها).
6 - الاختلاف بالجمع والإفراد مثل (أماناتهم) وقرأ (أمانتهم).
7 - الاختلاف في اللهجات كالإمالة والتقليل والإدغام مثل إمالة (مجريها) لدى حفص.
وهذا قول ابن قتيبة و ابن الجزري والسيوطي وغيرهم فى تعريف الأحرف السبعة
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 01:10]ـ
هذا الاختلاف إنما هو اختلاف مصاحف لا أكثر ولا أقل؛ وإن شئت فقل: اختلاف قراءة لا غير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف أخي الفاضل في إثبات ?هو? في قوله تعالى: ?فإن الله هو الغني الحميد?:
فمصاحف أهل المدينة والشام ممثلةً: بنافع، وابن عامر، وأبو جعفر = بحذفها؛ على جعل ?الغني? خبر "إن".
وأما مصاحف الباقون _ أهل مكة والعراق _ = بإثباتها فصلاً بين الاسم والخبر؛ كما هو الكثير.
.
بارك الله فيك، هناك من قد يحمل الكلام على غير محمله عندما يقرأ كلمة اختلاف، لذلك أقول:
الإختلاف هنا في تعدد القراءات أو الروايات ليس اجتهادا أو مبنيا على رأي، وإنما اختيارا لقراءات متعددة مبنية على التلقي سماعا ومشافهة بسند صحيح متواتر ..
علماء العربية وأعلامها الكبار حتى ممن كانوا محسوبين ضد الإسلام لم يروا رأي بعض الأقزام من أعداء الإسلام اليوم، ولم يقولوا إن تعدد القراءات هو من باب التحريف، بل رأوا ذلك من باب الإعجاز والبلاغة إيجازا واختصارا، وأن كل قراءة من القراءات تحمل وجهاً من وجوه الإعجاز، فهو معجز إذا قريء بهذه القراءة، ومعجز إذا قريء بالقراءة الأخرى، فتعددت معجزاته بتعدد قراءاته، وتعدد القراءات المبنية على سبعة أحرف لم تُحدث أي تضاد أو تناقض، بل كله يصدق بعضه بعضا، ويؤيد أوله آخره، وآخره أوله، ففي الآية: (وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، أو: (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي (مِنْ) تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ)، فعلى بعض القراءات أثبتوا "هُوَ" والبعض لم يثبتها، والبعض أثبتوا "مِنْ" والبعض الآخر لم يثبتها، فهل حدث هنا تضاد أو تناقض عند الإثبات أو الحذف؟
أما الرافضة، فمن المضحك المبكي أنهم يرون التحريف في القرآن من ضروريات ديانتهم، وقال بذلك كبار مراجعهم، ثم تراهم يتهمون أهل السنة بالتحريف!! فيقول الفيض الكاشاني في مقدمة تفسيره بعد أن ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن , والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم , ما يلي: ((والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله , ومنه ماهو مغير محرف , وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام , في كثير من المواضع , ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة , ومنها أسماء المنافقين في مواضعها , ومنها غير ذلك , وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله , وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم)) الصافي 1/ 49
بعض الروايات التي تثبت الأحرف السبعة عند الشيعة:
- ما رواه محمد بن الحسن الصفّار عن زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام): قال: "تفسير القرآن على سبعة أحرف، منه ما كان، ومنه ما لم يكن بعد، ذلك تعرفه الأئمة" .. بصائر الدرجات: 196.
- ما رواه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف، وهي: أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص"، .. بحار الأنوار: 93/ 4، 97.
في وسائل الشيعة:
7635 - مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فِي كِتَابِ الْخِصَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص (أَتَانِي آتٍ مِنَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ فَقُلْتُ يَا رَبِّ وَسِّعْ عَلَى أُمَّتِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ فَقُلْتُ يَا رَبِّ وَسِّعْ عَلَى أُمَّتِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ) وسائل الشيعة ج6 ص164الطُّوسِيّ
وفي مستدرك الوسائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - 21419، وَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْأَحَادِيثَ تَخْتَلِفُ عَنْكُمْ قَالَ فَقَالَ: (إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَ أَدْنَى مَا لِلْإِمَامِ أَنْ يُفْتِيَ عَلَى سَبْعَةِ وُجُوهٍ ثُمَّ قَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) مستدرك الوسائل ج17 ص 305
وفي تفسيرالعياشي:
وَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْأَحَادِيثَ تَخْتَلِفُ عَنْكُمْ قَالَ فَقَالَ: (إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَ أَدْنَى مَا لِلْإِمَامِ أَنْ يُفْتِيَ عَلَى سَبْعَةِ وُجُوهٍ ثُمَّ قَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) تفسيرالعياشي ج1 ص 12
وفي بحارالأنوار للصفوي المجلسي ج: 31 ص: 210
و في بعضها قال لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جبرئيل، فقال: (يا جبرئيل إنّي بعثت إلى أمّة أمّيّين منهم العجوز و الشيخ الكبير و الغلام و الجارية و الرجل الذي لا يقرأ كتابا قطّ، فقال لي يا محمّد إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف).
علماء الشيعة يقرون بالأحرف السبعة:
- من الغريب أن الشيعة المعاصرين يتهمون السنة بالتحريف للدفاع عن أنفسهم، ولم يجدوا تهمة غير تهمة الأحرف السبعة ونسخ التلاوة، مع أنه يقرون بذلك ويثبتونه في كتبهم ومراجعهم، وبذلك هم بين خيارين: إما أنهم يقرون بأن الأحرف السبعة من التحريف، وبذلك يثبتون على أنفسهم التحريف، أو أنهم يقرون أن الأحرف السبعة ليست من التحريف وبذلك تبرأ ساحة السنة!! وفي كلا الحالتين، مراجعهم يثبتون الأحرف السبعة ويقرون بها رغم خروج بعض مشايخهم الجدد الذين يدعون انهم يقرأون على حرف واحد عن حفص عن عاصم، وهو حرف قريش، بينما رواية حفص عن عاصم فيها تحقيق الهمز الذي هو قراءة الجمهور، بينما قريش لا تهمز كما هو في رواية ورش عن نافع.
- في بحارالأنوار ج: 52 ص: 169
قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري على مشرفه السلام و استأذنت السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه في نقل بعض المسائل التي يحتاج إليها عنه و قراءة القرآن المجيد و مقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينية و غيرها فأجاب إلى ذلك و قال إذا كان و لا بد من ذلك فابدأ أولا بقراءة القرآن العظيم. فكان كلما قرأت شيئا فيه خلاف بين القراء أقول له قرأ حمزة كذا و قرأ الكسائي كذا و قرأ عاصم كذا و أبو عمرو بن كثير كذا. فقال السيد سلمه الله نحن لا نعرف هؤلاء و إنما القرآن نزل على سبعة أحرف قبل الهجرة من مكة إلى المدينة و بعدها لما حج رسول الله ص حجة الوداع.
- ابن بابويه القمي يرفض التهمة على الشيعة بأنهم يؤمنون بالتحريف فقال:
(اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيه محمد هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس، وليس بأكثر من ذلك)، ومع ذلك يقول: (وقرأ ابن عباس: فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة)، وهذا يدل على أن القمي لايرى تعدد القراءات من التحريف، ويروي النوري الطبرسي عن المجلسي في فصل الخطاب قوله: (هذا يدل على جواز التلاوة على غير القراءات المشهورة، والأحوط عدم التعدي عنها لتواتر تقرير الأئمة عليهم السلام أصحابهم على القراءات المشهورة، وأمرهم بقراءتهم كذلك والعمل بها حتى يظهر القائم) ..
- في مجمع البيان لأبي الفضل الطبرسي: (قرأ عاصم غير الأعشى و البرجمي فتنفعه بالنصب و الباقون بالرفع و قرأ أهل الحجاز تصدى بالتشديد و الباقون "تصدى" بتخفيف الصاد و في الشواذ قراءة الحسن أن جاءه و قراءة أبي جعفر الباقر (عليه السلام) تصدى بضم التاء و فتح الصاد و تلهى بضم التاء أيضا و قراءة أبي حيوة و شعيب بن أبي حمزة نشره بغير ألف). وهذه رواية عن الباقر يقر فيها تعدد أوج القراءات بناءا على الأحرف السبعة ..
- روى القمي في تفسير قول الله تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم)، فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت، قال: حدثنا الحسن بن سماعة، وأحمد بن الحسن القزاز جميعاً، عن صالح بن خالد، عن ثابت بن شريح، قال: حدثني أبان بن تغلب، عن عبدالأعلى الثعلبي (التغلبي)، ولا أراني قد سمعته إلا من عبدالأعلى، قال: حدثني أبو عبدالرحمن السلمي: إن علياً قرأ بهم الواقعة: (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون)، فلما انصرف قال: إني قد عرفت أنه سيقول قائل: لم قرأ هكذا؟ قرأتها لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كذلك، وكانوا إذا أمطروا قالوا: أمطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله: (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون).
- أورد العياشي في تفسيره بعض الروايات التي تذكر القراءات، فمن الرواية المتواترة:
قوله تعالى: (هل يستطيع ربك) أوردها بلفظ: (هل تستطيع ربك)، وهي قراءة الكسائي،وكذلك في قوله تعالى: (فإنهم لا يكذبونك) بضم الياء، وفتح الكاف، أوردها بفتح الياء وتسكين الكاف، وهي قراءة نافع، والكسائي.
قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً)، أوردها بلفظ: (فارقوا دينهم)، وهي قراءة حمزة، والكسائي.
قوله تعالى في سورة التوبة: (والتائبون العابدون)، أوردها بلفظ: (التائبين العابدين).
في قوله تعالى: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا)، أوردها بلفظ: (خالفوا).
وروى هذه الرواية أيضاً: علي بن إبراهيم القمي، ورواها عنه تلميذه الكليني، والطبرسي في مجمع البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:33]ـ
قال الإمام السيوطي في شرح الشاطبية:
واعلم أنَّ غالب ما يقدح به قادحون في قراءات ثابتة، وأحاديثَ صحيحة، وأحكام مُقرَّرة في سائر الفنون، إنَّما سببه قصورهم في ذلك الفنّ، وعدم الاطلاع على دقائقه وأسراره، كما قال الغزالي في كتابه "التفرقة" في مثل ذلك: "لو سكت من لا يعلم قل الخلاف".
ـ[التبريزي]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 02:46]ـ
قد وفى الاخوة المقام حقه لكن فقط ازيدك بيانا فأقول
هذا الاختلاف يرجع إلى نزل القرأن على سبعة أحرف وهذا الأختلاف في الرسم فى المصاحف يصوب قول من قال في تعريف الأحرف أنها:
الأنواع التي يقع بها التغاير والاختلاف في الكلمات القرآنية وهي سبعة أوجه:
1 - الاختلاف في أوجه الإعراب مثل (فتلقى آدمُ) و (فتلقى آدمَِِ) بالرفع والنصب
2 - الاختلاف في التصريف مثل (يعلمون) وقرأ (تعلمون) في نفس الموضع لدى بعض القراءات في بعض الآيات.
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان مثل (جنات تجري تحتها الأنهار) وقرأ (جنات تجري من تحتها الأنهار). تأمل هنا
4 - التقديم والتأخير مثل (فيُقتَلون ويَِقتُلون) وقرأ (فيَقتُلون ويُقتَلون).
5 - الإبدال مثل (ننشزها) وقرأ (ننشرها).
6 - الاختلاف بالجمع والإفراد مثل (أماناتهم) وقرأ (أمانتهم).
7 - الاختلاف في اللهجات كالإمالة والتقليل والإدغام مثل إمالة (مجريها) لدى حفص.
وهذا قول ابن قتيبة و ابن الجزري والسيوطي وغيرهم فى تعريف الأحرف السبعة
الأقوال في معنى الأحرف السبعة كثيرة، وكل قول فيه نظر!!
كثير من علماء القراءات أيدوا رأي الشيخ عبدالعزيز القاريء الذي وضعه في كتابه "حديث الأحرف السبعة"، وخلاصته:
(الأحرف السبعة: هي وجوهٌ متعددةٌ متغايرةٌ منزَّلةٌ مِن وجوه القراءة، يمكنك أن تقرأ بأي منها فتكون قد قرأتَ قرآناً منزلاً، والعدد هنا مراد، بمعنى أن أقصى حدّ ٍ يمكن أن تبلغه الوجوهُ القرآنيةُ المُنَزَّلةُ هو سبعةُ أوجه، وذلك في الكلمةِ القرآنيةِ الواحدةِ، ضمن نوعٍ واحدٍ من أنواعِ الإختلافِ والتغايرِ، ولا يلزمُ أن تَبْلُغَ الأوجهُ هذا الحدّ في كل موضعٍ من القرآن) انتهى
لتحميل الكتاب أو تصفحه:
حديث الأحرف السبعة للشيخ عبدالعزيز القاريء، القول الراجح في معناها ....... تصفح وتحميل
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=407838(/)
كلمة (إبراهيم) تكتب بالياء في القرآن، وبغيرها أيضًا (إبراهم) فما السبب؟
ـ[اهل العلم أدلاء]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 10:20]ـ
كلمة (إبراهيم) تكتب بالياء في القرآن، وبغيرها أيضًا (إبراهم) فما السبب؟
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 10:30]ـ
السلام عليكم،
عندما وحّد عثمان - رضي الله عنه - نسخ القرآن، وحّد الكتابة بما يعرف ب (الرسم العثماني)،
وميزة هذا الرسم صلاحيته لجميع القراءات،
فكتابة (إبراهيم) بالياء تدل على قراءتها بالياء في جميع القراءات في ذلك الموضع،
أما كتابتها بدون ياء، فتدل على أنها تقرأ بياء في قراءات، وبدون ياء في قراءات أخرى،
والله تعالى أعلم.
ـ[اهل العلم أدلاء]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 10:57]ـ
بارك الله فيك
ـ[صالح المذهان]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 06:41]ـ
إبراهيم اسم أَعجمي وفيه لغات إبْراهامُ وإبْراهَم وإبْراهِمُ بحذف الياء
ـ[أبو محمد خليل المكي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 03:47]ـ
السلام عليكم،
عندما وحّد عثمان - رضي الله عنه - نسخ القرآن، وحّد الكتابة بما يعرف ب (الرسم العثماني)،
وميزة هذا الرسم صلاحيته لجميع القراءات،
فكتابة (إبراهيم) بالياء تدل على قراءتها بالياء في جميع القراءات في ذلك الموضع،
أما كتابتها بدون ياء، فتدل على أنها تقرأ بياء في قراءات، وبدون ياء في قراءات أخرى،
والله تعالى أعلم.
أخي الحبيب: الذي يظهر لي خلاف هذا في كتابة لفظ إبراهيم.
بيان ذلك:أن لفظ (إبراهيم) ورد في القرآن (69) مرة، منها (33) موضعا وردت فيها قراءة عن ابن عامر،
قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في باب فرش حروف سورة البقرة (ص 39) الأبيات من (480 ـ 484): ـ
وَفيهاَ وَفي نَصِّ النِّساَءِ ثَلاَثَة ***** أَوَاخِرُ إَبْرَاهَامَ لاحَ وَجَمَّلاَ
وَمَعْ آخِرِ الأَنْعَامِ حَرْفَا بَرَاءَةٍ ***** أَخِيراً وَتَحْتَ الرَّعْدِ حَرْفٌ تَنَزَّلاَ
وَفي مَرْيَمٍ وَالنَّحْلِ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ ***** وَآخِرُ مَا فِي الْعَنْكَبُوتِ مُنَزَّلاَ
وَفي النَّجْمَ وَالشُّورى وَفي الذَّارِيَاتِ وَالْ ***** حَدِيدِ وَيُرْوِي في امْتِحَانِهِ الأَوَّلاَ
وَوَجْهَانِ فِيهِ لاِبْنِ ذَكْوَانَ ههُنَا ****** .............................. ....
حيث قرأ هشام في جميع هذه المواضع المنصوص عليها بألف بعد الهاء، هكذا (إبراهام)، وورد عنه الوجهان في الموضع الأول من سورة التحريم (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه ... ) الآية.
وشاركه ابن ذكوان في جميع المواضع في سورة البقرة، و عددها خمسة عشر موضعا، حيث ورد عنه و جهان: أحدهما:كهشام (إبراهام)، و الآخر: مثل بقية القراء: بياء بعد الهاء، و يلزم منها كسر ما قبلها هكذا (إبراهيم).
هذا من جهة القراءة: أما من جهة رسم لفظ (إبراهيم):
قال الإمام الشاطبي _ رحمه الله _ في عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد / البيت رقم (54): ـ
(والحذفُ فى ياءِ إبراهيمَ قيل هُنا ***********شامٍ عراق ونِعْمَ العِرْقُ ما انْتَشَرَا)
قال الإمام الجعبري في شرح هذا البيت: ـ
أي: حذفت ياء (إبراهيم) من الرسم الشامي والكوفي والبصري في كل ما في البقرة وهو خمسة عشر موضعاً، وثبتت في الرسم المدني والمكي والإمام.
والمحذوف من كلمة (إبراهيم) الياء دون الألف فإنها محذوفة من كل المصاحف بالاتفاق. وجملة المختلف في (إبراهيم) ثلاثة وثلاثون) والمتفق ستة وثلاثون.
فوجه الإثبات والحذف احتمال القراءتين.
فقراءة الياء في المرسوم بها قياسية، وفي محذوفها اصطلاحية وتُقدره ياء كـ (إسرائيل) و (الداع) حملاً على الثانية (أي كما تقدر الياء الزائدة لمن قرأ بإثباتها كالمكي).
وقراءة الألف في المرسوم ياءً اصطلاحية كـ (بأيَّم الله) و (قضى)، وكذا في المحذوف، لكن تُقدر ألفاً حملاً على الأكثر (لأن الألف يتوارد عليه الحذف أكثر من بقية حروف المد) اهـ.
[وهذا كما يظهر: توجيه لقراءة اللفظ و كتابته، و ليس فيه بيان سبب التفرقة بين سورة البقرة و غيرها).
* وقال الإمام أبو داود بن نجاح (ت: 496 هـ): رسم كذلك - والله أعلم - لقراءتهم ذلك بألف بين الهاء والميم). (مختصر التبيين:2/ 206).
(يُتْبَعُ)
(/)
* وقال الإمام السخاوي (ت: 643 هـ):وجه رسمه: التنبيه على قراءة: إبرهام). (فتح الوصيد:1/ 114). [و هذان توجيهان جيدان: إلا أنه ليس فيهما بيان سبب التفرقة]
وذهب بعضهم إلى: أن الرسم الذي كان في عصر الصحابة إنما كان على سبيل التنوع، فكان موجوداً في عصرهم هذا الرسم، وذاك الرسم (و فيه نظر: لأن تخصيصهم هذا التنوع بسورة البقرة دون غيره غريب).
* وقال بعضهم: إنَّ مواضع سورة البقرة اتفقا فيه راويا ابن عامر – هشام وابن ذكوان – على القراءة بألفين وحذف الياءن هكذا (إبراهام) بخلف عن ابن ذكوان، وأما المواضع الأخرى فقد انفرد بها هشام، فكتبوا المتفق عليه بما يحتمله الرسم، وهذا بخلاف المنفرد فيه عن هشام [وفيه نظر أيضا: إذ الرسم سابق لاختيارات القراء، و لم يكن في عهدهم إلا مصحف شامي واحد.
و كذلك: فإن الخلاف هنا بين المصحف الشامي والكوفي والبصري مع المصحف المدني والمكي والإمام، فليس مقتصرا على المصحف الشامي].
* وقال بعضهم: أنَّ السبب في ذلك أنَّ معظم سورة البقرة حديثها لبني إسرائيل، وبنو إسرائيل ينطقونها (إبراهام) [وهو اجتهاد من قائله].
* وقيل: أنَّ كلمة (إبراهيم) فيها ست لغات، فجاء في القرآن بلغتين، والباقية شاذة لا يقرأ بها [وهذا مسلم، ولا علاقة له بتخصيص الرسم بالبقرة دون غيرها]
* وقال محمد شملول في كتابه (إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة) صـ122: ونخلص من ذلك أنَّ سيدنا إبراهيم – عليه السلام – له اسمان هما: (إبراهام) بدون ياء وسطية، وذلك قبل أن يرزقه الله بالولد، وعندما رزقه الله بالولد إسماعيل وإسحاق جعل الله اسمه (إبراهيم) بزيادة الياء) اهـ[و هذا تكلف ظاهر].
و ليعلم: أن أصل الخلاف في رسم لفظ (إبراهيم) إما بإثبات الياء أو بحذفها، وأما الياء الصغيرة التي توضع بين الهاء و الميم فهي حادثة مثل النقط.
فالحاصل: أن المسألة فيها أقوال متعددة، و كلها لا تعدو كونها أراء و اجتهادات من أصحابها، و لكن لو سلم القارئ بمسألة توقيف المصاحف العثمانية لانتهى هذا الإشكال، و لم يحتج إلى البحث عن الأسباب و الحكم في كل ذلك.
و المسألة تحتاج إلى مزيد بحث ونظر، ومن كان عنده مزيد علم فليفدنا.(/)
الأحرف المختلف فيها رسمًا بين المصاحف
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 10:50]ـ
[أكثر هذا الموضوع منقول]
المقصود بالاختلاف بين المصاحف هو: ما تغاير فيه رسم المصاحف العثمانية من حيث زيادة بعض الأحرف في بعضها ونقصانها في البعض الآخر، ومرجع ذلك الاختلاف ومرده: التوقيف والرواية، ولا مجال في ذلك للاجتهاد ولا للآراء.
والذي أكده العلماء أن ذلك الاختلاف هو اختلاف تنوع وتغاير، ولا يرقى أن يكون فيه تضاد أو تنافُر.
هو اختلاف في حكم الاتفاق، وقد ارتضاه الخليفة عثمان - رضي الله عنه - وتمت مباركته من الصحابة والإجماع عليه.
عدد الأحرف المختلف فيها بين المصاحف ومواضعها مرتبة حسب السور:
إن عدد الأحرف المختلف فيها بين المصاحف هو على أصح الأقوال أربعون حرفًا موزَّعة في المصاحف كما يلي:
= (وقالوا اتَّخذ الله ولدًا) البقرة [116]
في مصحف الشام كتبت (قالوا) بغير واو.
= (ووصَّى بها إبراهيم بنيه) البقرة [132]
كتبت في مصاحف المدينة والشام (وأوصى) بزيادة ألف.
= (وسارعوا إلى مغفرة) آل عمران [133]
في مصحف المدينة والشام (سارعوا) بغير واو.
= (بالبينات والزبر والكتاب المنير) آل عمران [184]
في مصحف الشام (وبالزبر وبالكتاب) بزيادة الباء في الكلمتين.
= (ما فعلوه إلا قليل منهم) النساء [66]
في مصحف الشام (إلا قليلا) بالنصب.
= (ويقول الذين آمنوا) المائدة [53]
في مصحف المدينة ومكة والشام (يقول) بغير واو.
= (من يرتد منكم عن دينه) المائدة [54]
في مصاحف المدينة والشام (يرتدد) بدالين.
= (وللدار الآخرة خير) الأنعام [32]
في مصحف الشام (ولدار) بلام واحدة.
= (لئن أنجانا من هذه) الأنعام [63]
في مصحف الكوفة (أنجانا) وفي غيرها (أنجيتنا).
= (قتل أولادهم شركاؤهم) الأنعام [137]
في مصحف الشام (شركائهم) بالياء.
= (قليلا ما تذكرون) الأعراف [3]
في مصحف الشام (يتذكرون).
= (وما كنا لنهتدي) الأعراف [43]
في مصحف الشام (ما كنا) بغير واو.
= (قال الملأ) الأعراف [75]
في مصحف الشام (وقال الملأ) بزيادة واو.
= (وإذ أنجيناكم) الأعراف [141]
في مصحف الشام (وإذ أنجاكم) بغير ياء ونون بعد الجيم.
= (تجري تحتَها الأنهار) التوبة [100]
في المصحف المكي (تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من.
= (والذين اتخذوا مسجدا) التوبة [107]
في مصاحف المدينة والشام (الذين) بغير واو.
= (قل سبحان ربي) الإسراء [93]
في مصاحف مكة والشام (قال سبحان) بالألف.
= (منها منقلبا) الكهف [36]
في مصاحف المدينة ومكة والشام (منهما منقلبا) بزيادة ميم.
= (مكني فيه) الكهف [95]
في المصحف المكي (مكنني) بنونين.
فيُلاحظ فك الإدغام وهو عند الباقين إدغام كبير.
= (قال ربي يعلم القول) الأنبياء [4]
في المصحف الكوفي بألف بعد القاف، وهي قراءتهم إلا شعبة، وفي مصاحف غيرهم (قل) بحذف الألف على صيغة الأمر.
= (أولم ير الذين كفروا) الأنبياء [30]
في المصحف المكي (ألم ير) بغير واو.
= (سيقولون لله) المؤمنون [87]، وكذلك في [89]
في مصحف البصرة (سيقولون الله) بزيادة ألف في الآيتين.
= (قال كم لبثتم) المؤمنون [112] ... و ... (قال إن لبثتم) المؤمنون [114]
مصحف الكوفة (قل) في الآيتين.
استطراد:
قال الإمام الشاطبي:
وَفي قَالَ كَمْ قُلْ دُونَ شَكٍّ وَبَعْدَهُ * * * شَفَا ...
قال الإمام أبو شامة: يريد (قال كم لبثتم) قرأها ابنُ كثيرٍ وحمزةُ والكسائيُّ "قل" على الأمر، والذي بعد هذا "قال إن لبثتم" لم يقرأْه على الأمر إلاَّ حمزة والكسائيُّ؛ فجريا على الأمر في الموضعين.
وهو أمرٌ لمَن عيَّنه الله - سبحانه - للسؤال.
وقرأ الباقون بالخبر في الموضعين؛ أي قال الله، أو الملَك.
وقرأ ابنُ كثير الأُولى بالأمر والثَّانية بالخبر، فكأنه مردود على المأمور أوَّلا، أي قال ذلك المأمور.
قال أبو علي: وزعموا أنَّ في مصحف الكوفة "قل" في الوضعين، قال أبو عبيد: والقراءة عندنا على الخبر كلاهما؛ لأنَّ عليها مصاحف أهل الحجاز وأهل البصرة وأهل الشام، ولا أعلم مصاحف مكَّة أيضًا إلاَّ عليها، وإنما انفردت مصاحف أهل الكوفة بالأُخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمرو الدانيُّ: وينبغي أن يكون الحرف الأوَّل بغيْر ألف في مصاحف أهل مكَّة والثاني بالألف؛ لأنَّ قراءتهم كذلك، ولا خبر عندنا في ذلك عن مصاحفِهم إلاَّ ما رويناه عن أبي عبيد.
= (ونزّل الملائكة) الفرقان [25]
في المصحف المكي (وننزل) بنونين، الثَّانية ساكنة يترتَّب عليها الإخفاء مع الزاي.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 11:27]ـ
= (وتوكل على العزيز) الشعراء [217]
في مصاحف الشام والمدينة (فتوكل) بالفاء
= (أو ليأتينِّي) النمل [21]
في المصحف المكي (ليأتينني) بنونين، أولاهما مشدَّدة.
= (وقال موسى) القصص [37]
في المصحف المكي (قال) بغير واو.
= (وما عملتْه أيديهم) يس [35]
في مصحف الكوفة (وما عملت) بغير هاء.
وقد قرأ حفصٌ وحده من الكوفيين بالهاء.
= (تأمروني أعبد) الزمر [64]
في مصحف الشام (تأمرونني) بنونين.
= (أشد منهم قوة) غافر [21]
في مصحف الشام (أشد منكم) بالكاف.
= (أو أن يظهر) غافر [26]
في سائر المصاحف غير الكوفي (وأن) بغير همزة قبل الواو.
= (فبما كسبت أيديكم) الشورى [30]
في مصاحف المدينة والشام (بما كسبت) بغير الفاء.
= (يا عباد لا خوف) الزخرف [68]
في مصاحف المدينة والشام (يا عبادي لا خوف) بالياء.
= (ما تشتهيه) الزخرف [71]
في مصاحف المدينة والشام (ما تشتهيه) بهاءين وفي غيرها (ما تشتهي) بدون الهاء الأخيرة.
وحفصٌ من الكوفيين يقرأ بهاءين مخالفًا غيرَه من الكوفيين.
= (بوالديه إحسانًا) الأحقاف [15]
في المصاحف غير الكوفية (حسنًا).
= (والحب ذو العصف) الرحمن [12]
في المصحف الشامي (ذا العصف) بنصب ذا.
= (ذي الجلال والإكرام) الرحمن [78]
في المصحف الشامي (ذو الجلال) بالواو.
= (وكلا وعد الله الحسنى) الحديد [10]
في المصحف الشامي (وكلٌّ) بالرفع.
= (فإن الله هو الغني الحميد) الحديد [24]
في مصاحف المدينة والشام (فإن الله الغني الحميد) بدون الضمير هو.
= (ولا يخاف عقباها) الشمس [15]
في مصاحف المدينة والشام (فلا يخاف عقباها) بالفاء.
المصدر: موضوع للشيخ الفاضل/ عبد الرحمن جبريل في مجلة الفرقان التي تصدرها جمعية المحافظة على القران الكريم في الأردن.
ومصادر الشيخ كما بيَّن آخر بحثه:
الاختلاف بين المصاحف العثمانية بالزيادة والنقص/ للدكتور توفيق العبقري.
سمير الطالبين/ للشيخ الضباع.
المقنع/ لأبي عمرو الداني.
هذا، والله تعالى أعلم.(/)
توضيح رؤيا للامام احمد ابن حنبل في فهم القران
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:07]ـ
نقل العلامة ابن الجوزي رحمه الله بسنده إلى عبد الله بن الإمام احمد بن حنبل انه قال: سمعت أبي يقول (رأيت رب العزة عزة وجل في المنام فقلت يارب ما أفضل ما يتقرب به إليك المتقربون فقال:كلامي يا احمد قال قلت:بفهم أو بغير فهم فقال:بفهم وبغير فهم) وهي تدل يظاهرها على ان الفهم غير شرط في تلاوة كتاب الله فنقول في توضيح رؤيا الإمام ما يلي:
1 - قد اختلف العلماء في رؤية الله في المنام،والراجح انه يرى مثالا لا حقيقة،فيراه المؤمن حسب إيمانه وتقواه،وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام،وذكره في مواضع عدة من كتبه وفتاويه لا مجال لذكرها في هذه العجالة.
2 - قوله بفهم أو بغير فهم يخالف ما جاء في الآيات الدالة في وجوب تدبر القران، وان المقصود من التلاوة الفهم والعمل قال تعالى (كتاب أنزلناه .. )،وهذا يدل على أن الثمرة المقصودة من التلاوة هي الفهم والذي يؤدي إلى العمل لأنه فرع عنه،قال بعض السلف: انزل هذا القران لتتلوه فاتخذوا تلاوته عملا.،وهو يدل على ان التلاوة بفهم وتدبر أعظم بكثير من تلاوة بفهم بل بينهما درجات،علاوة على ذلك فقد لا يؤجر المسلم إذا تلا القران بدون تدبر وفهم.
3 - رؤيا الإمام احمد تخالف روايته،وقد تقرر في علم الحديث أن العبرة بما يرويه الراوي لا بما يراه أو يعمل به،فقد يرى خلاف ما يرويه نسيانا او خطا أو يتأول فهو غير معصوم،والله تعبدنا بإتباع كتابه وسنة رسوله هذا إذا كان رأيا فكيف إذا كان رؤيا منام.
4 - من المعلوم أن رؤيا المنام لا ينبني عليها حكما شرعيا لان الإحكام مصدرها القران والسنة وإجماع السلف رضي الله عنهم.
5 - قد يقول قائل إنها رؤيا الإمام احمد إمام أهل السنة وهي ليست عابرة فنقول ما قاله علي بن ابي طالب رضي الله عنه (الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله) وهو الذي من اجله جاهد الإمام احمد،وتحمل أنواع البلاء والفتن،وأوذي في سبيل ذلك حتى رفع الله به لواء السنة ومحى به البدعة.
6 - وأخيرا فعلى تقدير صحة الرؤيا فنقول:قوله بفهم أو بغير فهم لا ينافي حصول ثواب التلاوة وان لم يفقه القارئ المعنى لكن أين ذلك من القراءة المترسلة التي يقف عندها القارئ،ويتدبر معاني كتاب الله ومواعظه وإحكامه ووعده ووعيده؟ ...........
ـ[المنصور]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 01:09]ـ
(قوله بفهم أو بغير فهم لا ينافي حصول ثواب التلاوة)
طيب هذه هي الرؤيا(/)
ضبط أبيات من الشاطبية
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 09:55]ـ
من أول سورة الرعد
وَ (زَرْعٍ) (نَخِيلٍ) (غَيْرِ) (صِنْوَانٍ) اوَّلا /// /// /// لَدَى خَفْضِهَا رَفْعٌ عَلا حَقُّهُ طُلا
- الكلمات: زرع - نخيل - غير - صنوان .. في هذا البيت ترد في الطبعات مرفوعة أو مجرورة، فالرفع إمَّا على الابتداء وعطف التَّالي على السابق، وخبر المبتدأ جملةُ (لدى خفضِها رفعٌ) ... وهذا في شرح العلامة شُعلة. ... أو تبعًا للقراءة على إحدى القراءتين.
والجرُّ على القراءة الأخرى التي هي أشهر، والتي يريد الإمام الشاطبي أن يبيِّن مَن خالفها بقوله: لدى خفضِها رفعٌ للمذكورين بعدُ .... وهذه الكلمات في البيت في محلّ رفع أيضًا لكنها محكيَّة.
وضبط البيت بجر تلك الكلمات أفضل.
- ترتيب هذه الكلمات في التلاوة - يعني في المصحف -: وزرع - ونخيل - صنوان - وغير ... وإنما أخَّر كلمة (صنوان) لأجل تقييدها بـ أولا؛ إذ هي في الآية مرتين، ولكنها في الثانية منهما مضاف إليه ولا خلاف في جرها.
- علا حقُّه ... فعل ماض وفاعله، والأفضل أن يكتب الفعل الماضي بالألف لا هكذا: على.
- علا حقه طلا .... الرموز في هذا الموضع: العين رمز حفص، و (حقّ) رمز ابن كثير وأبي عمرو .... أمَّا الطاء فليست رمزًا هنا لدوري أبي عمرو لأنه داخلٌ في (حق).
- قوله (اولا) في آخر الشطر الأول بتسهيل الهمزة للوزن، وليست منونة في الآخر لأن البيت مُصرَّع، والتصريع في الأجزاء جائز.
وَذَكَّرَ (تُسْقَى) عَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ /// /// /// وَقُلْ بَعْدَهُ بِاليَا (يُفَضِّلُ) شُلْشُلا
وَمَا كُرِّرَ اسْتِفْهَامُهُ نَحْوُ (آئِذَا) /// /// /// (أَئِنَّا) فَذُو اسْتِفْهَامٍ الكُلُّ أَوَّلا
سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ، وَالشَّامِ مُخْبِرٌ /// /// /// سِوَى النَّازِعَاتِ مَعْ إِذَا وَقَعَتْ وِلا
وَدُونَ عِنَادٍ عَمَّ فِي العَنْكَبُوتِ مُخْـ /// /// /// ـبِرًا وَهْوَ فِي الثَّانِي أَتَى رَاشِدًا وَلا
سِوَى العَنْكَبُوتِ وَهْوَ فِي النَّمْلِ كُنْ رِضًا /// /// /// وَزَادَاهُ نُونًا إِنَّنَا عَنْهُمَا اعْتَلا
وَعَمَّ رِضًا فِي النَّازِعَاتِ وَهُمْ عَلَى /// /// /// أُصُولِهِمُ وَامْدُدْ لِوَا حَافِظٍ بَلا
وَ (هَادٍ) وَ (وَالٍ) قِفْ وَ (وَاقٍ) بِيَائِهِ /// /// /// وَ (بَاقٍ) دَنَا، (هَلْ يَسْتَوِي) صُحْبَةٌ تَلا
وَبَعْدُ صِحَابٌ (يُوقِدُونَ) وَضَمُّهُمْ /// /// /// (وَصَدُّوا) ثَوَى مَعْ (صَدَّ) فِي الطَّوْلِ وَانْجَلَى
وَ (يُثْبِتُ) فِي تَخْفِيفِهِ حَقُّ نَاصِرٍ /// /// /// وَفِي الكَافِرِ (الكُفَّارُ) بِالجَمْعِ ذُلِّلا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 10:15]ـ
وما قيل في الكلمات [زرع - نخيل - صنوان - غير] يقال - إن شاء الله - في وَضَمُّهُمْ /// /// /// (وَصَدُّوا) ثَوَى مَعْ (صَدَّ)
فإن الأفضل فتح الصاد فيهما.
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:07]ـ
وهنا من أول سورة الأنفال:
وَفِي (مُرْدِفِينَ) الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ /// /// وَعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى وَلَيْسَ مُعَوَّلا
وَ (يُغْشِي) سَمَا خِفًّا وَفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا /// /// وَفِي الكَسْرِ حَقًّا وَ (النُّعَاسَ) ارْفَعُوا وِلا
وَتَخْفِيفُهُمْ فِي الأَوَّلَيْنِ هُنَا (وَلَـ /// /// ـكِنِ اللَّهُ) وَارْفَعْ هَاءَهُ شَاعَ كُفَّلا
وَ (مُوهِنُ) بِالتَّخْفِيفِ ذَاعَ وَفِيهِ لَمْ /// /// يُنَوَّنْ لِحَفْصٍ (كَيْدَ) بِالخَفْضِ عَوَّلا
وَبَعْدُ (وَإِنَّ) الفَتْحُ عَمَّ عُلاً وَفِيـ /// /// ـهِمَا (العُدْوَةِ) اكْسِرْ حَقًّا الضَّمَّ وَاعْدِلا
وَ (مَنْ حَيِيَ) اكْسِرْ مُظْهِرًا إِذْ صَفَا هُدًى /// /// وَ (إِذْ يَتَوَفَّى) أَنِّثُوهُ لَهُ مُلا
وَبِالغَيْبِ فِيهَا (تَحْسَبَنَّ) كَمَا فَشَا /// /// عَمِيمًا وَقُلْ فِي النُّورِ فَاشِيهِ كَحَّلا
وَ (إِنَّهُمُ) افْتَحْ كَافِيًا وَاكْسِرُوا لِشُعْـ /// /// ـبَةَ (السَّلْمِ) وَاكْسِرْ فِي القِتَالِ فَطِبْ صِلا
وَثَانِي (يَكُنْ) غُصْنٌ وَثَالِثُهَا ثَوَى /// /// وَ (ضُعْفًا) بِفَتْحِ الضَّمِّ فَاشِيهِ نُفِّلا
وَفِي الرُّومِ صِفْ عَنْ خُلْفِ فَصْلٍ وَأَنِّثَ (انْ /// /// يَكُونَ) مَعَ الأَسْرَى الأُسَارَى حُلاً حَلا
(وَلايَتِهِمْ) بِالكَسْرِ فُزْ وَبِكَهْفِهِ /// /// شَفَا وَمَعًا إِنِّي بِيَاءَيْنِ أَقْبَلا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:21]ـ
وحولها نوضح:
= أي أن (مردفين) تُقرأ بفتح الدال لنافعٍ وحده من السبعة، والباقون بكسرها، ولا يعوَّل على ما نُقل عن قنبلٍ من الفتح، فلا يُقرأ له به.
= (يغشيكم النعاس) في الفعل يغشي التخفيف والتثقيل، فالتثقيل أي فتح الغين وتشديد الشين، والتخفيف إسكان الغين وليست الشين مشدَّدة، والذين قرؤوا بالتخفيف مدلول (سما) أي: نافع وابن كثير وأبو عمرو.
لكنَّ منهم من فتح الياء والشين، وهم مدلول حق؛ أي ابن كثير وأبو عمرو.
وعليه فالفعل مسند إلى النعاس، فالنعاس فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة.
وعلى قراءة الباقين - نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي - يكون النعاس منصوبًا، وعلامة النصب الفتحة.
فتحصل ثلاث قراءات:
(يَغْشَاكُمُ النُّعَاسُ) لابن كثير وأبي عمرو.
(يُغْشِيكُمُ النُّعَاسَ) لنافع وحده.
(يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ) لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:30]ـ
= (ولكن الله) في الموضعين الأولين، وهما: (ولكن الله قتلهم) و (ولكن الله رمى) فقط يقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بتخفيف (لكن) ورفع لفظ الجلالة هكذا: (ولكنِ اللهُ)، والآخرون بتثقيل (لكن) ونصب لفظ الجلالة هكذا: (ولكنَّ اللهَ).
وهذا بخلاف الموضعين اللذين بعد هذا: (ولكنَّ اللهَ سلَّم) و (ولكنَّ اللهَ ألَّف) ففيهما اتفاق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:19]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ونرجو أن نرى الشاطبية كاملة مضبوطة بهذه الطريقة النافعة.
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:30]ـ
وفقكم الله أبا ورش إلى إتمام الشاطبية ضبطا وتوضيحا.
بارك الله فيكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 02:48]ـ
بوركتم.
ويمكن الدخول على هذا الرابط:
http://www.tajweedhome.com/playmedia.php?catid=87
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 01:03]ـ
سورة إبراهيم عليه السلام
وَفِي الخَفْضِ فِي (اللَّهِ الَّذِي) الرَّفْعُ عَمَّ (خَا * * * لِقُ) امْدُدْهُ وَاكْسِرْ وَارْفَعِ القَافَ شُلْشُلا
وَفِي النُّورِ وَاخْفِضْ (كُلَّ) فِيهَا وَ (الارْضَ) هَا * * * هُنَا (مُصْرِخِيَّ) اكْسِرْ لِحَمْزَةَ مُجْمِلا
كَهَا وَصْلٍ اوْ لِلسَّاكِنَيْنِ وَقُطْرُبٌ * * * حَكَاهَا مَعَ الفَرَّاءِ مَعْ وَلَدِ العَلا
وَضُمَّ كِفَا حِصْنٍ (يَضِلُّوا) (يَضِلَّ) عَنْ * * * وَ (أَفْئِدَةً) بِاليَا بِخُلْفٍ لَهُ وَلا
وَفِي (لِتَزُولَ) الفَتْحُ وَارْفَعْهُ رَاشِدًا * * * وَمَا كَانَ لِي إِنِّي عِبَادِيَ خُذْ مُلا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 02:58]ـ
التعليق:
وَفِي الخَفْضِ فِي (اللَّهِ الَّذِي) من قوله تعالى: ((إلى صراط العزيز الحميد * الله الذي)) الرَّفْعُ على الابتداء لمدلول (عَمَّ) وهم نافع وابن عامر.
والباقون بجر اللَّفظ، هكذا: (اللهِ) بدلاً أو عطف بيان، وذلك كلُّه في حالتَي الوصل والوقف.
مع أنَّ الأفضل لمن رفعَ أن يقِفَ على لفظ (الحميد)، ثم يبدأ بما بعدها.
وذلك مثل قوله تعالى في سورة الصافات: ((أتدْعونَ بعْلاً وتذَرون أحسنَ الخالِقينَ * اللهَ ربَّكُمْ وربَّ آبائِكم)).
فمَن قرأ برفع (1) الألفاظ الثلاثة - الله ربكم ورب - كان الوقف له على (الخالقين) أفضل.
ــــ
(1) وأعني بهم: من سوى مدلول (صحاب)؛ أي: مَن سوى حمزة والكسائي وحفص.
ــــ
وفي قراءة يعقوب - وهو ليس من السبعة بل من العشرة - لطيفة؛ فقد روى عنه رُويس الرفع في الابتداء، والجر في الوصل.
وكذلك رُوي عنه بخلافٍ في قول الله تعالى في سورة "المؤمنون": ((سبحان الله عمَّا يَصفون * عالم الغيب)).
وللاستزادة حول قراءة يعقوب ينظر هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=260
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:22]ـ
قوله: خَالِقُ امْدُدْهُ واكسِرْ وَارفَعِ القافَ شُلْشُلا
وفِي النُّورِ وَاخْفِضْ (كُلَّ) فِيهَا وَ (الارْضَ) هَاهُنَا.
يعني قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقِّ)) في هذه السورة، وقوله تعالى: ((وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ)) في سورة النور.
قَرَأَ حمزة والكِسَائِيُّ - ورمزهما الشين - (خَالِقُ) [بِأَلِفٍ وَبِكَسْرِ اللامِ وَرَفْعِ القَافِ] اسم فاعل، وبعده "السمواتِ" بالجرِّ مضاف إليه، وبعده (والأرضِ) بالجرِّ معطوفة على السموات.
وفي سورة النُّور (خالِقُ) كذلك وبجرّ (كُلِّ).
والباقون: (خَلَقَ) وبنصب (السموات) و (الأرض) و (كل) ... لكنَّ الجرَّ والنَّصبَ في (السموات) بالكسر، فلا خلاف.
استطراد:
أمَّا قول الله تعالى في سورة الأنعام: ((وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا)) ... حيثُ يقرأ غيرُ الكوفيِّين: ((وجاعِلُ اللَّيلِ سكنًا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ)) فليْسَتْ مثل: (خالقُ السَّمواتِ والأرضِ).
لأنَّ جميعَ العشَرة يقرؤون: ((والشَّمسَ والقمرَ حُسبانًا)) بالنصب.
قال أبو جعفر النحاس: نصب الشمس والقمر عطفًا على المعنى أي (وجَعَلَ) والخفضُ بعيدٌ لضعْفِ الخافض وأنَّك قد فرَّقت.
وقال الدمياطي في إتحاف الفضلاء: والجمهور بالنصب عطفًا على مَحَلّ ((الليل)) حَملاً على معنى المعطوف عليه والأحسن نصبها بـ (جعل) مُقَدَّرًا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:50]ـ
قوله:
(مُصْرِخِيَّ) اكْسِرْ لِحَمْزَةَ مُجْمِلا
كَهَا وَصْلٍ اوْ لِلسَّاكِنَيْنِ وَقُطْرُبٌ حَكَاهَا مَعَ الفَرَّاءِ مَعْ وَلَدِ العَلا
يعني أنَّ حمزة يقرأ (بمصرخيِّ) بكسر الياء المشدَّدة، وقرأ الباقون بالفتح ... وهو القياس عند النحاة.
ولأن قراءة حمزة هنا على غير قياس النحاة فقد أشار الشاطبي إلى توجيهها، بأن هذه الياء كهاء ضمير الوصل في (عليهِ) ونحوه، أو أنها حُرِّكت بالكسْر للساكنَين: ياء الجمع وياء ضمير المتكلم، والتحريك بالكسر أصلٌ.
ومع هذا التوجيه فقد حكاها قطرب (محمد بن المستنير تلميذ سيبويه) لُغةً، وكذلك استشهد لها الفرَّاء، وصحَّحها أبو عمرو بن العلاء.
ولاحظ أن قول الشاطبي هنا: مع ولد العلا ... ليس ولد العلا هنا قارئًا تُنسب إليه قراءة، بل مثله كمثل الفرَّاء وقُطرب، فلا ينبغي جعله رمزًا كما في بعض طبعات الشاطبية، وكما في تسجيل الشيخ مشاري راشد (1).
ـــ
(1) علامة الرمز في الطبعات: التلوين، وفي تسجيل الشيخ مشاري: الصوت الجماعي (الكورال).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 12:55]ـ
وحول ما في شرح الإمام أبي شامة (إبراز المعاني) في هذا الموضع، يرجى مطالعة ما في الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showpost.php?p=10955&postcount=94
وفيه:
قوله في المطبوع: ولعله ظن أن الياء في - مصرخي - حافظة للفظ كله
صوابه: ولعله ظن أن الباء في - بمصرخي - خافضة للفظ، ....
الباء: التي هي حرف جر.
خافضة، أي تسببت في كسرة الياء المشددة.
وليس هذا الظن بمستقيم مع قواعد النحو؛ لأسباب:
= أن الياء التي للمتكلم خارجة عن نطاق الكلمة المجرورة بالباء، بل هي كلمة أخرى - مضاف إليه - وهي مبنية لأنها ضمير.
قال ابن مالك:
وكلُّ مضمَرٍ له البِنا يَجب
وهذا هو مراد الإمام الفراء بقوله: (والياء للمتكلم خارجة من ذلك).
= وأيضًا كلمة (مصرخي) أصلا بدون دخول ياء المتكلم عليها لا تُجرّ (تُخفض) بالكسرة؛ لأنَّها جمع مذكر سالم.
فأصل الكلمة قبل دخول ياء المتكلم: "بِمصرخينَ".
وعند الإضافة لياء المتكلم حذفت نون جمع المذكر السالم، فالتقت ياءان، فجعلتا ياء مشدَّدة.
والنحاة يقولون بوجوب فتْح هذه الياء المشدَّدة، ويندر كسرها؛ وهو لغة بني يربوع.
قال ابن هشام في "أوضحه": ((المقصور كـ فتى وقذى، والمنقوص كـ رامٍ وقاضٍ، والمثنَّى كـ ابنَين وغلامين، وجمع المذكَّر السَّالم كـ زيدِينَ ومسلمِينَ.
فهذه الأربعة: آخِرُها واجب السّكون، والياء [ياء الإضافة التي للمتكلم] معها واجبة الفتح)) ثم ذكر بعد ذلك ما خرج عن هذا الواجب.
ـ[الملازم]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيك(/)
إتحاف الأنام بما في قوله تعالى (يحي الموتى) من أقوال وأفهام
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فأقول: اختلف القراء في كيفية الوقف علي " يحي " إذا كان بعدها ساكن مثل: يحي الله ـ يحي الموتي ـ يحي الأرض وأشباهها، فمنهم من قال: يوقف بياء واحدة كما في الرسم، ومنهم من قال يوقف بياءين لأن الياء محذوفة رسما فقط.
وقبل الشروع في أدلة الفريقين نذكر مقدمة مختصرة عن رسم المصحف لأن هذه المقدمة هي التي ستوضح المسألة أكثر.
هناك فرق بين مخالفة الرسم العثماني، وبين التحسينات والزيادات علي الرسم العثماني.
أما المخالفة للرسم مثل: قراءة الحسن البصري " ولكن الشياطون كفروا " فردت القراءة لمخالفتها للرسم
أما قراءة تخفيف أو تشديد (لكن) و رفع أو النصب " الشياطين " فلا توجد مشكلة أو مخالفة الرسم لعدم وجود التشكيل في المصحف.
أما هذه الزيادات من وضع فتحة وضمة ووو بما تسمي الزيادات لا تخالف المصحف، وأيضا لم يقبلوا قراءة من قرأ بمخالفة خط المصحف، بل لم يقبلوا قراءة وافقت رسم المصحف ولم ينقل عن السابقين،لأن المشافهة هي الأصل
أما ما ذهب إليه سلطان العلماء العز بن عبد السلام وغيره من جواز كتابة المصحف بالخط الإملائي معللا بقوله:" لئلا يوقع في تغيير من الجهال "
تعقبه الزركشي: ولكن لا ينبغي إجراء ذلك علي إطلاقه لئلا يؤدي إلي درسه ولا يترك شئ قد احكمه السلف مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة " البرهان للزركشي 2/ 14
ولهم عدة أدلة أخري والشيخ العز بن عبد السلام كان ممن يقولون بالمصالح المرسلة فظن ذلك أنها من مصلحة الناس.
والراجح القول بوجوب اتباع الرسم العثماني لعدة أسباب منها:
1. قال الداني في المقنع: وسئل مالك رحمه الله هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال لا إلا على الكتبة الأولى.
حدثنا أبو محمد عبد الملك بن الحسن إن عبد العزيز بن علي حدثهم قال حدثنا المقدام بن تليد قال حدثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب سئل مالك فقيل له أرأيت من استكتب مصحفا اليوم أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم فقال لا أرى ذلك ولكن يكتب على الكتبة الأولى قال أبو عمرو ولا مخالف له في ذلك من علماء الآمة وبالله التوفيق. "
2. قول االامام احمد:" تحرم مخالفة خط المصحف عثمان في واو أو ألف أو غير ذلك " ا. هـ حجة الله علي خليقته للمطيعي
3. ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة علي وجوب اتباع الرسم العثماني " تاريخ المصحف صـ53
4. ولو كتب بالخط الإملائي فربما يعرض النص القرآني للتبديل والتغيير إذ أن قواعد الإملاء الحديثة تختلف فيها وجهات النظر في العصر الواحد وتتفاوت بعض الكلمات من بلد لآخر، وحيطتنا للكتاب العزيز يضطرنا أن نجعله بمنأي من هذه التغيرات في رسمه وكتابته.
5. ضياع كثير من اللغات الفصحي إذ لو ضاع الرسم لا يمكن أن نستدل عليها بالقرآن الكريم الذي هو أصدق الحديث
6.انقطاع السند للصحابة إذ رسمه الخاص هو الحصن المانع لقراءته بغير السند والرواية
7. أن للرسم العثماني مزايا وخصائص وفوائد كثيرة لا تتحقق إلا بالالتزام به والحافظة عليه
أما قولهم توقع الناس في مشقة وحرج، فمردود لأن القرآن لا يؤخذ إلا تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي اخذ القرآن عن طريق جبريل عليه السلام، فلا مشقة ولا حرج لمن تعلم بهذه الطريقة." بتصرف من كتاب المتحف في رسم المصحف د/ عبد الكريم صـ 180/ 189
و لكم هذه الفتوي "حكم تغيير رسم المصحف العثماني"
مجمع الفقه الإسلامي المتفرع عن رابطة العالم الإسلامي
رقم القرار2:
رقم الدورة: 7
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، قد اطلع على خطاب الشيخ هاشم وهبة عبد العال، من جدة، الذي ذكر فيه موضوع (تغيير رسم المصحف العثماني إلى الرسم الإملائي). وبعد مناقشة هذا الموضوع من قبل المجلس، واستعراض قرار هيئة كبار العلماء بالرياض رقم (17) وتأريخ 21/ 10/1399هـ. الصادر في هذا الشأن، وما جاء فيه من ذكر الأسباب المقتضية بقاء كتابة المصحف بالرسم العثماني، وهي:
1. ثبت أن كتابة المصحف بالرسم العثماني، كانت في عهد عثمان، رضي الله عنه، وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين، ووافقه الصحابة، وتابعهم التابعون، ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَلَيكُم بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدين المَهْدِيِّين مِن بَعْدِي". فالمحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم هو المتعين، اقتداء بعثمان وعليٍّ وسائر الصحابة، وعملاً بإجماعهم.
2. إن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حاليًّا، بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة، لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر. وقد يؤدي ذلك إلى تحريف القرآن، بتبديل بعض الحروف، أو زيادتها، أو نقصها، فيقع الاختلاف بين المصاحف على مر السنين ويجد أعداء الإسلام مجالاً للطعن في القرآن الكريم، وقد جاء الإسلام بسد ذرائع الشر، ومنع أسباب الفتن.
3. ما يخشى من أنه إذا لم يلتزم الرسم العثماني في كتابة القرآن، أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس، كلما عنت لإنسان فكرة في كتابته، اقترح تطبيقها، فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولي من جلب المصالح.
وبعد اطلاع مجلس المجمع الفقهي الإسلامي على ذلك كله، قرر بالإجماع: تأييد ما جاء في قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، من عدم جواز تغيير رسم المصحف العثماني، ووجوب بقاء رسم المصحف العثماني على ما هو عليه؛ ليكون حجة خالدة على عدم تسرب أي تغيير أو تحريف في النص القرآني، واتباعًا لما كان عليه الصحابة، وأئمة السلف-رضوان الله عليهم أجمعين- أما الحاجة إلى تعليم القرآن، وتسهيل قراءته على الناشئة التي اعتادت الرسم الإملائي الدارج، فإنها تتحقق عن طريق تلقين المعلمين؛ إذ لا يستغني تعليم القرآن في جميع الأحوال عن معلم، فهو يتولى تعليم الناشئين، قراءة الكلمات التي يختلف رسمها في المصحف العثماني، عن رسمها في قواعد الإملاء الدارجة، ولا سيما إذا لوحظ أن تلك الكلمات عددها قليل، وتكرار ورودها في القرآن كثير، ككلمة (الصلوة) و (السموات) ونحوهما، فمتى تعلم الناشئ الكلمة بالرسم العثماني، سهل عليه قراءتها كلما تكررت في المصحف، كما يجري مثل ذلك تمامًا في رسم كلمة (هذا) و (ذلك) في قواعد الإملاء الدارجة أيضًا. والله ولي التوفيق. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا () ا. هـ
ومما سبق يتبين أن الراجح كتابة المصحف بالرسم العثماني، , وأن هذه الزيادات والتحسينات لا تخالف الرسم الأصلي، بل هي توضيح لرسم المصحف بخلاف الخط الإملائي الذي هو تغيير للرسم تماما.
قال الضباع في كتابه " مرسوم الخط ": وأما النقط والشكل وما في حكمه من علامات الفواصل والسجدات والأجزاء و الأحزاب وأقسامها والخموس والعشور والمواقف والفواتح والخواتم فقد اختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال:
(1) الجواز مطلقا
(2) الكراهة مطلقا
(3) الجواز في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان ومن في حكمهم دون المصاحف الأمهات قد نسب الأمام الداني في المحكم هذه الأقوال إلى أربابها.
والعمل في وقتنا هذا على الترخيص في ذلك دفعا للالتباس ومنعا للتحريف والخطأ في كلام رب العالمين)) ا. هـ
وقوله: " علي الترخيص " يقصد الزيادات الموجودة علي رسم المصحف مرخص بها في زماننا وقد وضحنا عدم تغير الرسم بهذه الزيادات.
ما هو الأصل في الوقف علي مرسوم الخط في المصحف؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصل في الوقف أن يوقف بما يوافق الرسم حذفا وإثباتا وموصولا ومقطوعا، قال ابن الجزري: " ..... وقد أجمع أهل الأداء وأئمة الإقراء علي لزوم مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه اختيارا واضطراراً فيوقف على الكلمة الموقوف عليها أو المسؤول عنها على وفق رسمها في الهجاء وذلك باعتبار الأواخر من الإبدال والحذف والإثبات؛ وتفكيك الكلمات بعضها من بعض من وصل وقطع، فما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما وما كتب منهما مفصولاً نحو (ران) يوقف على كل واحدة منهما هذا هو الذي عليه العمل عن أئمة الأمصار في كل الإعصار، وقد ورد ذلك نصاً وأداء عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبي جعفر وخلف ورواه كذلك نصاً الأهوازي وغيره عن ابن عامر، ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء وهو المختار عندنا وعند من تقدمنا للجميع وهو الذي لا يوجد نص بخلافه وبه نأخذ لجميعهم كما أخذ علينا وإلى ذلك أشار أبو مزاحم الخاقاني بقوله:
وقف عند إتمام الكلام موافقاً لمصحفنا المتلو في البر والبحر"ا. هـ2/ 128، 129
هذا هو الأصل، وليس معني ذلك إطلاق الأمر بل قد ترد الرواية بما يخالف رسم المصحف، قال المالقي في " الدر النثير":" ... أن الأصل أن يثبت لفظه من حروف الكلمة إذا وقف عليها ما يوافق خط المصحف ولا يخالفه إلا إذا وردت رواية عن أحد من الأئمة تخالف ذلك فيتبع الرواية كما يذكر في هذا الباب ... " صـ289
وثبت من ذلك أن الرواية متي خالفت الرسم العمل علي الرواية مثل الثابت من ياءات الزوائد عند القراء رغم حذفها من المصاحف ومثل ألف " قالوا" وياء "بأييد " وأولئك" تقرأ بخلاف الزوائد وهكذا ..
ونذكر هنا منهج الصحابة في كتابة المصحف، قال: عوض احمد الناشري الشهري المعيد بكلية الشريعة وأصول الدين - جامعة الملك خالد بأبهافي كتابه " المصحف العثماني توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟ - هل هو موجود الآن؟
* الطريقة والمنهج الذي كتب به:-
وحدد عثمان – رضي الله عنه - مع الكُتّاب – رضي الله عنهم – الأسس والمنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي:-
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن.
2 - لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة.
3 - لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ.
4 - لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة.
5 - إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش.
6 - يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة.
7 - اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة.
8 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل.
9 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر. مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى). (3)
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري. ولله الحمد والمنة.)) ا. هـ
وبعد ما تقدم من التوضيح نورد الأقوال المتعلقة بـ" يحي الله " فقد ذكر الملا علي القاري في المنح الفكرية ما نصه:" ... ثم أعلم أنه كان مكي يقول في نحو:" يقض الحق " بأنه لا ينبغي للقارئ أن يقف عليه لأنه إن وقف علي الرسم خالف الأصل، وإن وقف علي الأصل خالف الرسم .. قال الحافظ أبو عمرو الداني: وكان أبو حاتم سهل بن محمد وغيره من النحويين لا يجيزون الوقف علي ذلك إلا برد ما حذف وهو القياس في العربية، قال علي أن الأئمة علي خلاف ذلك والقراءة سنة متبعة "ا. هـ وفيه بحث لايخفي إذ لم يثبت القراءة بالوقف عن الصحابة في مثل تلك الكلمة لا مقطوعة ولا موصولة وإنما ثبت علي خلاف القياس ـ رسم الكتابة ـ، فالتحقيق ما قاله المكي حيث لا ضرورة في العدول عن الدراية من غير ثبوت الرواية،قال المصري: فإن قلت كيف يوقف علي نحو:" يحي الأرض" قلت: يوقف علي ذلك برد الياء لأنها حذفت من الكتابة كراهة الجمع بين صورتين متفقتين واكتفاء بالكسرة التي قبلها وما
(يُتْبَعُ)
(/)
حذف لذلك لم يحذف في الوقف بل يرد ما حذف.والله أعلم، قلت: يرد عليه أن هذا خلاف ما أجمع عليه القراء.وكان اختيار بعض النحاة في هذا الاكتفاء علي أن عروض السكون في الوقف لا يرفع حكم كسر ما قبلها، ولذا جوّز النحاة أيضا اجتماع الساكنين حينئذ حيث لم يعتبروا بالعارض .. " ا. هـ 73،74
وإلي ما قاله الملا علي جنح إليه صاحب كتابة غاية المريد والشيخ عبدالله الجوهري ـ رحمه الله ـ والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف وغيرهم من القراء.
وجنح آخرون إلي قول المصري من أمثال الشيخ رزق خليل حبة ـ رحمه الله ـ والشيخ خالد محمود من تلاميذ الشيخ عامر وكذا الشيخ إبراهيم جبر ـ رحمه الله ـ وغيرهم من الأئمة.
وما قاله المصري من أن سبب حذف الياء كراهة اجتماع صورتين ذكره الداني في المقنع في الرسم حيث قال:" باب ذكر ما حذفت منه إحدى الياءين اختصارا وما أثبتت فيه على الأصل:
اعلم أن المصاحف اتفقت على حذف احدى الياءين إذا كانت الثانية علامة للجمع والثانية عندي هي تلك ويجوز أن تكون الأولى، والأول أقيس وذلك في نحو قوله "النبيّن" و"الأمّيّن" و"ربّنيّن" و"الحواريّن" وما كان مثله إلا موضعا واحدا فأن مصاحف أهل الامصار اجتمعت على رسم الياءين فيه على الأصل وهو قوله في المطففين " لفي علّيّين" لا غير وكذلك حذفت الياء التي هي صورة الهمزة في نحو قوله "متّكئين" و"المستهزءين" و"خسئين" وما كان مثله وكذلك حذفت في قوله في مريم "أثاثا ورءْيا" ولا أعلم همزة ساكنة قبلها كسرة حذفت صورتها إلا في موضع خاصة وذلك كله لكراهة اجتماع ياءين في الخط ... )) ا. هـ
وعند حديثه ـ أي الداني ـ عن يحي" قال:" فأما قوله في سورة ق "أفعيينا بالخلق الأول" فإن المصاحف اجتمعت على رسمه بياءين على اللفظ والأصل وكذلك اجتمعت رسمهما في "يحييكم" و"حيّيتم" و"يحييها" و"يحيين" وما كان مثله إذا اتصل به ضمير لم يتصل به ضمير ووقعت الياء طرفا نحو "نحي ونميت" و"إن الله لا يستحي" و"انت وليّ" وما كان مثله سواء كانت الياء أصلية أو زائدة للإضافة فأني وجدت ذلك في مصاحف أهل المدينة والعراق مرسوما بياء واحدة وهي عندي المتحركة ووجدت فيها أيضا "مَن حيَّ عن بيّنة" في الأنفال بياء واحدة وكذلك حكى الغازي بن قيس انها في الخط بياء واحدة وذلك عندي على قراءة من ادغم وكذلك وجدت فيها "انَّ ولّي الله" فب الاعراف "و لنحي به بلدة ميتا" في الفرقان و"على إن يحي الموتى" في القيامة بياء واحدة وهي عندي المفتوحة لأنها حرف إعراب ووجدت فيها وفي غيرها "سيّئة" و"السيّئة" حيث وقعتا و"ءاخر سيّئاً" بياءين الثانية صورة الهمزة و"السيّئات" و"سيّئات" و"سيّئاتكم" و"سيّئاتهم" سيّئاته" جميعا بياء واحدة في جميع واحدة في جميع القرآن وهي المشددة كأنهم كرهوا الجمع بين ياءين وألف مع ثقل الجمع .... )) ا. هـ
وذكر الشيخ الضباع في كتابه " مرسوم الخط " ما نصه: اتفقا أيضا على رسم كل كلمة وقع في آخرها ياءان ثانيتهما ساكنة بياء واحدة نحو: يستحي ويحى ويحمي وولى بيوسف ورجحا أن تكون المحذوفة الثانية (2))).ا. هـ
أقول: ما الفرق بين " يستحي " ويحي " ـ والكلمتان مرسومتان بياء واحدة ـ؟؟
وقد أجمعوا علي الوقوف علي " يستحي " بيائين، ولا أري فرقا بينهما. وما قاله المصري صواب فعند الوقف ترجع الياء إلي أصلهما.
أما هذه العلامة ـ أي علامة الإشباع أي الياء الصغيرة ـ لا دخل لها بالرسم العثماني، فقد حذفوها للساكن بعدها فهذه العلامات توضح المنطوق، ولذلك حذفوها من هاء الضمير إذا كان بعدها ساكن، وكذا حذفوا الدائرة المستديرة التي في لفظة " أناْ " إذا كان بعدها الساكن مثل:" أنا الله " فلا يصح الاستدال بهذه العلامات. لأنها زيادات توضيحية كما سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يفسر ما قاله الداني العلامة " ابن معاذ الجهيني الأندلسي (ت442) في كتابه " البديع في معرفة ما رسم في مصحف عثمان " تحقيق د/ غانم قدوري، وقد ذكر د/ غانم قول الداني في ابن معاذ:" هو ابن خال أمي " يعني القرابة واضحة بينه وبين الداني، قال ابن معاذ في باب الياءات بعد أن أورد أمثلة المحذوف في الوصل للساكنين مع رسمها في المصحف في مثل:يؤتي الحكمة وءاتي .. وأشباهها قال: وما كان مثل هذا تصل بغير ياء ويوقف عليه بالباء وكذلك رسمت في المصحف بياء إلا في ثلاثة عشر حرفا من هذا الباب فإنك تقف بغير ياء وتصل بغير ياء وليس بين أمثلته " يستحي ـ ويحي "
وقال أيضا: فإن سقطت الياء لجازم دخل علي الفعل الذي هي فيه غما للشرط او لجوابه، أو للأمر أو لم وأخواتها أو للنهي، أو ماعطف علي ذلك لم تَرُدَّ الياء في الوقف، لأنها سقطت للجزم نحو: وليتق، لا تغن .. وأشباهها " ثم قال: فإن سكنت الياء ولقيها تنوين سقطت في اللفظ لسكونها وسكون التنوين فإذا وقفت لم تَرُدَّها وهي كذلك في المرسوم أعني بالحذف نحو " ناج، هاد واق ... وأشباهها " والخلاف في بعض الألفاظ لابن كثير كما هو معروف لكن ما يهمنا أنه لم يذكر " يستحي، ويحي "
والذي نقله الملا علي القارئ عن الداني بأنه مذهب نحاة كان في مثل هذه الأمثلة السابقة، ولم يذكر فيها " يحي " بل وحصر المواضع، فلا يُستدل هنا ب" يحي " وتعميم الكلمات من فهم الملا علي القارئ ـ رحمه الله ـ
والنقطة الثانية: بطلان قياس " يقض الحق " علي " يحي الموتي" ـ أي بعد " يحي" ساكن ـ.
لماذا لا يتفق القياس؟؟
أولا: لاختلاف المسألتين، " يقض الحق " مرسومة لتوافق القراءتين " يقص الحق" بالصاد وبالضاد كما سبق، ولا يوقف علي قراءة الصاد بالياء، هذه من جهة.
وثانيا: أن " يحي" حذفو ياءها كراهة توالي الأمثال ـ أي كراهة أن يتوالي حرفان مباشرة في الكلمة ـ كما حذفوا الواو من " داود " لهذا السبب، واستثنوا من ذلك ما سبق ذكره للداني.وأجمله الشاطبي في قصيدته:
184) إلاَفِهِم واحذِفُوا إحداهما كوَرَءْياً خاطئين والأُمِّيِّيْنَ مُقْتَفِرَا
185) مَنْ حَىَّ يُحْيِى ويَستحْىِ كذاك سِوَى هيِّئْ يُهيِّئ وعَلِّيِّيَن مُقْتَصَرَا
186) وذي الضميرِ كيُحييكم وسيئةٍ فى الفرد معْ سيئاً والسَّيِّئِ اقتُصِرَا
187) هيأ يهيأ مع السَّيِّأْ بها ألِفٌ معْ يائها رَسَمَ الغازى وقد نُكِرَا ............
وقول الملا علي القارئ حيث ذكر قاعدة عظيمة في باب الوقف: " فالتحقيق ما قاله المكي حيث لا ضرورة في العدول عن الدراية من غير ثبوت الرواية "
وقال صاحب دليل الحيران: .. ولا فرق بين ترجيح حذف الياء الثانية بين أن تكون أصلية أو زائدة، ولا بين أن يكون بعدها متحرك أو ساكن .. ثم مثل بـ (يحي ويميت ـ يحي الله) ص270
ثم قال بعدها: وهذا الوجه ـ يقصد به حذف الثانية ـ المرجح الذي جري عليه العمل عندنا، وعليه فتلحق الياء الثانية بالحمراء إذا وليها متحرك، وأما إذا وليها ساكن فلا تلحق) ا. هـ
إذن هي في جميع الأحوال محذوفة الياء رسما سواء كان بعدها متحرك أو بعدها ساكن.
إن وقف القارئ علي الكلمة عند الضرورة، فماذا يفعل؟؟
قال السمين الحلبى في الدر المصون: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى}
وقرأ العامَّةُ أيضاً "بقادرٍ" اسمَ فاعلٍ مجروراً بباءٍ زائدةً في خبرِ "ليس". وزيدُ بن علي "يَقْدِرُ" فعلاً مضارعاً. والعامَّةُ على نصب "يُحْيِيَ" بـ"أَنْ" لأنَّ الفتحةَ خفيفةٌ على حرفِ العلةِ. وقرأ طلحةُ بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإمَّا أَنْ يكونَ خَفَّتَ حرفَ العلةِ بحَذْفِ حركةِ الإِعرابِ، وإمَّا أَنْ يكونَ أجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ.
(14/ 193)
وجمهورُ الناسِ على وجوبِ فَكِّ الإِدغامِ. قال أبو البقاء: "لئلا يُجْمَعَ بين ساكنَيْن لفظاً أو تقديراً". قلت: يعني أنَّ الحاءَ ساكنةٌ، فلو أَدْغَمْنا لسَكَنَّا الياءَ الأولى أيضاً للإِدغام فيَلْتقي ساكنان لفظاً، وهو مُتَعَذَّرُ النطقِ، فهذان ساكنان لفظاً. وأمَّا قولُه: "تقديراً" فإنَّ بعضَ الناسِ جوَّز الإِدغامَ في ذلك، وقراءتُه "أَنْ يُحِيَّ" وذلك أنه لَمَّا أراد الإِدغامَ نَقَلَ حركةَ الياءِ الأولى إلى الحاء، وأدغمها، فالتقى ساكنان: الحاءُ - لأنها ساكنةٌ في التقدير قبل النقلِ إليها - والياءُ؛ لأنَّ حركتَها نُقِلَتْ مِنْ عليها إلى الحاءِ، واستشهد الفراءُ لهذه القراءةِ: بقوله:
................... * تَمْشِي لسُدَّةِ بيتها فَتُعِيُّ
وأمَّا أهلُ البصرةِ فلا يُدْغِمونه البتةَ، قالوا: لأنَّ حركةَ الياءِ عارضةٌ؛ إذ هي للإِعرابِ. وقال مكي: "وقد أجمعوا على عَدَمِ الإِدغامِ في حالِ الرفع. فأمَّا في حالِ النصبِ فقد أجازه الفراءُ لأجلِ تحرُّك الياء الثانيةِ، وهو لا يجوزُ عند البَصْريين؛ لأنَّ الحركةَ عارضةٌ" قلت: ادعاؤُه الإِجماعَ مردودٌ بالبيتِ الذي قَدَّمْتُ إنشاده عن الفراءِ، وهو قوله: "فَتُعِيُّ" فهذا مرفوعٌ وقد أُدْغِمَ. ولا يَبْعُدُ ذلك؛ لأنَّه لَمَّا أُدْغِم ظهرَتْ تلك الحركةُ لسكونِ ما قبل الياءِ بالإِدغام.))
وقوله: وقرأ طلحةُ بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإمَّا أَنْ يكونَ خَفَّتَ حرفَ العلةِ بحَذْفِ حركةِ الإِعرابِ، وإمَّا أَنْ يكونَ أجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ.)) فهذا التعليل دال علي أنه يثبت الياء وقفا علي قراءة طلحة والفياض ويحذفها وصلا، لأنه أجراه في الوصل مجري الوقف وحذفها للساكنين دل علي أنهم لم يكونوا يحذفون الياء وقفا، وهكذا يقاس عليها نظائرها. وهذا مع ما تقدم من الأدلة.والله أعلم
والخلاصة: أن كلمة " يحي" رسمت بياء واحدة سواء كان بعدها محرك أو ساكن، مثل كلمة " يستحي " وكما يوقف في يستحي " بيائين كذا يوقف علي "يحي" وكلمة يحي " بعدها محرك يوقف بياءين، ولا فرق بينها وبين ما بعدها ساكن. والله أعلم
وفي هذا القدر كفاية. هذا ما من الله به علينا وأسأل الله لنا ولسائر المسلمين السلامة من كل إثم وأن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 05:56]ـ
اتحاف الانام بما في قوله تعالى (يحي الموتى) من اقوال وافهام،ما قولك في هذا العنوان اثابك الله على البحث المفيد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 08:04]ـ
اتحاف الانام بما في قوله تعالى (يحي الموتى) من اقوال وافهام،ما قولك في هذا العنوان اثابك الله على البحث المفيد.
السلام عليكم
جزاك الله خيرا والعنوان أكثر من رائع ولو قام أحد من المشرفين بتغييره لكنا شاكرين، لأنني حاولت ولم أستطع
والسلام عليكم(/)
تفسير سورة الكوثر للفراهي
ـ[أبا ياسر]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 06:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرفق لكم نسخة مصورة من تفسير سورة الكوثر للإمام عبد الحميد الفراهي. والذي طبعته دار عمار بالأردن.
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 06:59]ـ
شكرا لكم بوركتم(/)
سؤال في أسرار فواتح السور ..
ـ[الهياج]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم
وتقبل الله طاعتكم ..
وعيدكم مبارك علينا وعليكم ..
شكر الله لكم .. لي فترة وانا ابحث لماذا افتتح الله تبارك وتعالى سور النور ب (سورة أنزلنها وفرضناها ... ) الآية
وبحثت في كتب التفسير عن ذلك ..
وقلت لا بد من استشارة الأخوة هنا في معرفة الكتب المهتمة بفواتح السور واسرارها ومدولولاتها ومقاصدها ..
فلا تحرموني خبرتكم شكر الله لكم ..
ـ[الهياج]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 11:11]ـ
للرف رفع الله قدركم(/)
رسالة في الرد علي منكرى الغنة المفخمة
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 03:01]ـ
رسالة في الرد علي منكرى الغنة المفخمة
______________________________ __________
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا وبعد.
فهذه أحكام الغنة على رواية حفص كنت قد أطلعت عليها بعض إخواني فاستحسنها وطلب أن أنشرها ليفيد منها الجميع والله أسأل القبول
إخواني: قبل الدخول في موضوع تفخيم الغنة أناقش بحثا للشيخ / محمد يحيى شريف ثم نتحدث بعد في هذا الموضوع وأنقل نصه أولا ثم أعقب عليه:
قال الشيخ:
أوّلاً: أنّ تفخيم الغنّة وترقيقها لم تذكر في الكتب المعتمدة لا سيما القديمة كالنشر وشروح الشاطبية وغيث النفع والتمهيد لابن الجزري والرعاية لمكي القيسي والموضح للقرطبي وشروح الجزرية وغيرها، ولا أظنّ أنه يفوتهم أمر كهذا خاصّة أنهم كانوا في أشدّ الدّقة في مسائل المخارج والصفات كما هو معلوم. ا.هـ
أخى:لاشك أنهم جهابذة، ولكنهم بشر قد يصيبوا ويخطئوا وهكذا ............ مثال: ذكر الإمامان المالقى وابن الجزرى في باب وقف حمزة وهشام في الهمزة المتطرفة التى قبلها ياء أو واو زائدتان "برئ، والنسئ، بالنسبة للياء ـــ وقروء للواو .. ثم قال المالقى:لاغير، وابن الجزرى قال ليس في القرآن غيرهم .. ونسيا كلمة " درئ" على قراءة حمزة هل نقول أن "درئ " ليس من هذا الباب لأنهما حصرا المواضع؟ فالسهو والخطأ لاينجوا منهما عالم
فلا إشكال ـ رغم دقتهم وعلمهم ـ أن يسهو أو ينسوا شيئا كهذه، وانظر إلى شرح السخاوى تجده في كثير من الأحيان يشرح البيت ولا ينسب القراءة إلى أصحابها لأنها بالنسبة إليهم معلومة لا تحتاج إلي بيان .... إذا ليس هذا بغريب ...
ثانياً:قال الشيخ: إنّ الغنّة هي في ذاتها صفة لازمة فكيف توصف بصفة أخرى عارضة كالتفخيم والترقيق ومن المعلوم أنّ الحروف هي التي توصف كما قال بن الجزري " وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقها " ولا شكّ أن الضمير في كلمتي حقّها ومستحقّها يعود على الحروف لا على الصفات
وهذا نص صريح أنّ الصفات لا توصف لأنّها هي بذاتها صفة الحرف وإنّما الحروف هي التي توصف. ا.هـ
أخى: تغير درجة الإخفاء بحسب البعد والقرب يؤدى إلي تغير بسيط فى الغنة تارة قريبة من الإظهار وتارة إلى الإدغام وتارة بين بين .. فما المانع أن تتأثر الغنة بما بعدها من الحروف؟ فالغنة لها مخرج خاص بها تغاير سائر الصفات، والغنة تارة تنتقل إلى الفم، وتارة إلى الخيشوم .. كما سيأتي ـ إن شاء الله ـ
ثالثاً: أن النون المخفاة ولو صارت مخفاة فلا يجوز تفخيم صوتها بأي حال كما قال ابن الجزري: " ورققن مستفلاً من أحرف " إلاّ الراء واللام والألف التي لا توصف بتفخيم ولا بترقيق بل هي تابعة لما قبلها. ولو كانت النون المخفاة تُفخّم لسبقنا إلى هذا القول جهابذة أهل هذا الفنّ الذين ما تركوا صغيرة ولا كبيرة في هذا العلم إلاّ أحصوها ا. هـ
أخي: الغنة هي التي تفخم لا الحرف، لأن في حالة الإخفاء انتقلت النون إلى الخيشوم فأصبح التعامل مع الغنة وليس مع الحرف، وهذا ظاهر ..
وأما قولك: إلاّ الراء واللام والألف التي لا توصف بتفخيم ولا بترقيق بل هي تابعة لما قبلها. فهذه مسألة مختلف فيها فالكثرة على أن الألف هي فقط التي لا توصف بتفخيم أو ترقيق، وفي بحث الراءات ستري أن الراجح التفخيم في الراء ـ إن شاء الله ـ ... والجزء الأخير قد أجيب عنه في " أولا"
رابعاً: التفخيم معناه النطق بالحرف مفخّماً بحيث يمتلأ الفم بصدى الحرف وعلى هذا التعريف إذا فخّمنا الغنّة تفخيماً كما نفخّم حروف الاستعلاء فصوتها يخرج مفخّم مبالَغاً إذ يستوي مع تفخيم حروف الاستعلاء وهذا يحتاج إلى دليل ولا يكون بمجرّد رأي ا. هـ.
أخي: التفخيم له مراتبه هل نصل بالطاء المكسورة مثلا إلى نفس درجة الغين مثلا أو القاف، فليس معنى تفخيم الغنة أن نجعلها كتفخيم حروف الاستعلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن مقدار الغنة حركتين، ليس كحركتي حروف المد في الزمن .. وإن تشابها في اللفظ بـ (حركتين) كما شبههما ابن الجزرى من باب التقريب.
خامساً: إن كان دليل من قال بتفخيم الغنّة وترقيقها هو التلقّي فنقول كم من مسألة اجتهادية صارت فيما بعد من المُتلقّى بالسند كمسألة الفرجة في الميم المخفاة والإقلاب وغيرها فالعبرة بالنص والدليل لأنّ النصّ لا يتغيّر مهما طال الأمد بخلاف التلقّي الذي قد يعتريه شيء من التغيير مع مرّ الزمان وما نسمعه اليوم من المخالفات للنصوص والكتب القديمة دلالة على ذلك، فالتلقي الصحيح المعتبر لا بدّ أن يكون موافقاً للنصوص المعتبرة في هذا الفنّ. والحمد لله أنّه تعالى يسخّر في كلّ زمان علماء يحققون في المسائل ويرجعون إلى المصادر والينابيع الأصلية ليبيّنوا للناس الحق.
ولا بدّ من التوضيح أنّ النون المخفاة المفخّمة هل تفخيمها يكون كتفخيم حروف الاستعلاء فإذا أجيب بنعم فلا بدّ حينئذ من نص صريح في ذلك، وإذا قيل أنّه دون حروف الاستعلاء فلا يصحّ حينئذ أن نسمّي ذلك تفخيماً ولنجد اسماً آخراً بحيث لا يخالف النصوص وأقوال القدامى. وما تلقيناه عن مشايخنا في المدينة النبوية وفي دمشق أنّ الغنّة تفخّم تفخيماً بسيطاً يتلاءم مع التلقّي الصحيح بخلاف من يبالغ في ذلك حتى نخرج عن ما كان عليه أسلافنا شيئاً بعد شيء بمجردّ اجتهادات.
فلاّ بدّ من تصحيح المتلقى عن المشايخ بالنص المعتمد ولا أن نجتهد في المسائل ثمّ نلزم الطلبة أن يقرؤوا بما اجتهدنا ويصير ذلك فيما بعد من المتلقّى بالسند كمسألة الفرجة والقول بأنّ الحرف المفخّم الساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور إلى غير ذلك من الاجتهادات التي صارت فيما بعد من المتلقي بالسند والله المستعان.
وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم." ا. هـ
أخى: نحن نقول: إن المبالغة في الشئ يخرجه عن حسنه، فنحن نفخم الغنة دون مبالغة، فقد سألت الشيخ عبد الباسط هاشم فقال " إن تفخيم الغنة تلقيناه عن مشايخنا،وننهى عن المبالغة " أ. هـ
والشيخ /محمد تبع في ذلك الشيخ الرحيمي المدني إلا أن الشيخ محمد في رده علي بحثي في " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " قال: إنه تلقي تفخيم الغنة علي قراء الشام وأيضا قال لا يمكن أن نساوي بين غنة " من كان " وغنة " من قبل" وقال أيضا: إنه يعترض علي لفظة " تفخيم الغنة " فقط ـ رغم أنه يقرأ بتفخيم الغنة ... بدون مبالغة ـ وقال أيضا: إن هذا قصد الشيخ الرحيمي
أقول له: ليس هذا قصد الرحيمي وإليك كلامه:" لا يوجد لتفخيم النون المخفي قبل الحروف المستعلية أثر ما في كتب المحققين كلا فكلا مثل نهاية القول المفيد ورعاية مكي والمنح الفكرية ونشر ابن الجزري والمقدمة الجزرية وإتحاف فضلاء البشر وجهد المقل وغير ذلك، فالصواب أن النون حرف مستفل لا يجوز تفخيمه في كل حال ما. فقال الجزري:" فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شئ منها " النشر 1/ص 215
وما ذكره صاحب السلسبيل الشافي:
وفخم الغنة إن تلاها ... حروف الاستعلاء لا سواها
وصاحب لآلي البيان:
.... .... " وتتبع الألف ... ما قبلها والعكس في الغن ألف
فشذوذ وتفرد وحدوث، وكل محدثة بدعة، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية. ا. هـ 190
هذا كلام الرحيمي ليس فيه النهي عن المبالغة ولست أدري من أين فهم الشيخ محمد يحيي النهي عن المبالغة؟
أخى: إن أشكل عليك شئ فسئل من قالوا بهذا الإشكال لعلك تجد بغيتك.
فالقياس في مثل هذه المسائل التي ليس فيها نص ـ كما أشرت ـ أو غموض يجوز الأخذ بها وأنت تعلم أقوالهم .. وإليك تفصيل المسألة:
قبل الحديث على تفخيم الغنة مع حروف الإخفاء المفخمة نستأنس ببيت للعلامة السمنودي حيث قال في منظومته لآلئ البيان:
..... ...... وتتبع الألف ... ما قبلها والعكس في الغن ألف
ويثبت في هذا البيت أن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا وكذا الغنة تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا.
قبل إثبات صحة هذا القول هناك تساؤلات نحتاج إلى الإجابة عليها.
أولا: هل الغنة كلها تخرج من الخيشوم في حالة إخفاء النون الساكنة والتنوين؟ وماذا يقصدون بقولهم لا عمل للسان؟
أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مكي في الرعاية: " ......... فدل ذلك أن مخرج الغنة من الخيشوم ألا ترى أنك لو قلت: عنك ومنك فأمسكت أنفك عند اللفظ بذلك لتغير لفظ النون والتنوين لأنك قد حلت ـ بإمساك أنفك ـ بين الحرف ومخرجه فعلمت من ذلك أن مخرج النون الخفيفة التي هي غنة في النون والتنوين من الخياشيم. ا. هـ 114
قال سيبويه: وهي ـ أي النون ـ مع الراء واللام والياء والواو إذا أدغمت بغنة فليس مخرجها من الخياشيم ولكن صوت الفم أشرب غنةً ولو كان مخرجها من الخياشيم لما جاز أن تدغمها في الراء واللام والياء والواو حتى تصير مثلهن في كل شيء. ا. هـ الكتاب 4/ 454
وعلل سيبويه لغنة الإخفاء قائلا: وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم وذلك أنها من حروف الفم وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم كان أخف عليهم ألا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضوع كالعلم بها وهى من الفم لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضوع غيرها فاختاروا الخفة لذلك إذ لم يكن لبس وكان أصل الإدغام وكثرة الحروف للفم وذلك قولك: من كان .... ا. هـ 4/ 454
فانظر معي فى قول سيبويه فى تفريقه بين غنة الإدغام والإخفاء فى الإدغام قال: ... ولكن صوت الفم أشرب غنة .. وفى الإخفاء قال: .. وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم .......
وقال مكي: ....... فأمسكت أنفك عند اللفظ بذلك لتغير لفظ النون والتنوين ....
وقوله تغير اللفظ: أي لم تنعدم الغنة تماما ولكن تغير الصوت، وحديثه عن الإخفاء ودليله فى الأمثلة" منك " و"عنك " يدل على أن للفم نصيب وإلا لانعدمت الغنة عند غلق الأنف.
وخلاصة القول تجدها فى كتاب نهاية القول المفيد حيث قال: لا يقال لابد من عمل اللسان في النون والشفتين فى الميم مطلقا حتى في حالة الإخفاء والإدغام بغنة وكذا للخيشوم عمل حتى في حالة التحريك والإظهار فلم هذا التخصيص؟ لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له بأنه المخرج فلما كان الأغلب فى حالة إخفائهما أو إدغامهما بغنة جعلوه مخرجهما حينئذ وإن عمل اللسان والشفتان أيضا.
ولما كان الأغلب في حالة التحرك والإظهار عمل اللسان والشفتين جعلوهما المخرج وإن عمل الخيشوم حينئذ، أيضا أفاد بعضهم عن العلامة الشبراملسي مع بعض زيادة. ا. هـ
ولو كانت الغنة تخرج كلها من الأنف دون أن يكون لها نصيب في الفم لقلنا إذا بأن الغنة لا تتأثر بما بعدها من الحرف فطالما أن للفم دخل جاز أن تتأثر الغنة بما بعدها من الحروف، وإليك دليل آخر في تأثر الغنة بما بعدها من الحروف.
اختلفوا في مراتب الإخفاء قال السخاوي: " .... الإخفاء حالة بين الإدغام والإظهار ويكون تارة إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب على حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه .... ثم عد السخاوي مراتب الإخفاء خمس مراتب، وعدها ابن الجزري ثلاث مراتب، والشاهد أن الغنة تأثرت ببعد المخرج وقربه ألا تتأثر بتفخيم الحرف وترقيقه؟!!
قال ابن جنى: "وذلك لا ينكر أن يؤثر الشئ فيما قبله من قبل وجوده لأنه قد علم أن سيرد فيما بعد وذلك كثير، فمنه أن النون الساكنة إذا وقعت بعدها " الباء " قلبت النون " ميما " في اللفظ وذلك نحو: " عمبر" في " عنبر " فكما لايشك في أن الباء في ذلك بعد النون وقد قلبت النون قبلها .... " الخصائص
2/ 326
انظر أخى إلي هذه الأدلة التي تثبت لك تأثر النون الساكنة والتنوين بما بعدها وهذا ليس فيه مراء.
ثبت أخى بالقياس تفخيم الغنة دون مبالغة وهذا ما عليه أهل المشرق والمغرب فانتشار القراءة بتفخيم الغنة كافية لإثباتها وما قاله الشيخ الرحيمي فشذوذ وتفرد وحدوث، وكل محدثة بدعة، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية.
وأما بالنسبة إليك أخي الشيخ محمد فأمرك أهون لأن اعتراضك علي الاسم فقط رغم أنك قرأت بتفخيم الغنة فاختر ما تشاء من الأسماء المهم القراءة بالتفخيم قال أبو شامة:" لا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق "
هذا ما من الله به على ولله الحمد والمنة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم(/)
هل سيطبع مصحف المدينة طبعة جديدة؟
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 10:04]ـ
سمعت قبل مدة أن مجمع الملك فهد رحمه الله لطباعة المصحف
سيقيم مسابقة لخط المصحف
وذلك بغرض إعادة كتابة مصحف المدينة من جديد
فهل هذا الخبر صحيح؟
من لديه علم فلايبخل علينا بفائدة
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 04:27]ـ
??????????????
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 02:20]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:00]ـ
للرفع
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 12:05]ـ
هل
من
مجيب
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:35]ـ
للرفع
عساني أجد جوابا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:18]ـ
المجمع ظل يطبع نسخة الخطاط عثمان طه الأصلية نحو عشرين عاما
ثم كتب نفس الخطاط نسخة جديدة خاصة للمجمع، فاعتمد المجمع طباعتها منذ حوالي ست سنوات، وترك النسخة القديمة
فلا أعتقد أن هناك طبعة أخرى في المستقبل القريب
ـ[أبو ريان الشيخي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 07:59]ـ
المجمع ظل يطبع نسخة الخطاط عثمان طه الأصلية نحو عشرين عاما
ثم كتب نفس الخطاط نسخة جديدة خاصة للمجمع، فاعتمد المجمع طباعتها منذ حوالي ست سنوات، وترك النسخة القديمة
فلا أعتقد أن هناك طبعة أخرى في المستقبل القريب
المشكلة أن الحفظ كان على الطبعة القديمة وهي غير متوفرة بل معدومة
والطبعة الجديدة متعبة في القراءة
فالورق عاكس للضوء وسواد حروف الكتابة غير كافي
ـ[فهدة]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 07:02]ـ
أرجو أن ينفع في الاتصال بهم أو ابداء المقترحات هذا الموقع: http://www.qurancomplex.org/ (http://www.qurancomplex.org/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 11:00]ـ
صفحات الجديدة مطابقة للقديمة
وهي أجمل خطا وخاصة بالمجمع
ولا تزال القديمة موجودة في السوق بالملايين ولكنها صادرة عن غير المجمع (أي من دور النشر التجارية)(/)
بدون الرجوع للتفاسير وكتب الأعاريب .. أعرب
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 10:16]ـ
قال تعالى في سورة طه:
[[لا تخاف دركا ولا تخشى]].
يقرأ الإمام حمزة:
[[لا تخَفْ دركًا ولا تخشى]].
المطلوب إعراب الفعلين على قراءة حمزة ... على الشرط الذي في العنوان.
أرجو المشاركة ولو كانت إجابتك مكرَّرة من إجابة عضو سابق.
لكن ليس لك إلا إجابة واحدة ....
ومعذرةً الإجابة تطوع .. فليس لديَّ ما أقدمه للفائزين:)
ـ[أم هانئ]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 12:57]ـ
سأحاول وإن أخطأتُ فلا بأس نتعلم:-
لا: الناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب
تخَفْ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة الجزم السكون
وحذفت الألف لالتقاء الساكنين.
ومن المفترض أن يكون إعراب (لا تخشى) كذلك مع حذف حرف العلة
(لا تخش) ولا أعلم تأويلهم أو وجه بقاء حرف العلة مع وجود لا الناهية؟
متابعة للاستفادة ... جزاكم الله خيرا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 04:20]ـ
شكرًا للتفاعل.
وأنتظر جواباتٍ أخرى ولو مكررة.
والفائدة تأتي في الأخير.
ـ[أيمن عبد الفتاح غازي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 09:36]ـ
لا: الناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب
تخَفْ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة الجزم السكون
وحذفت الألف منعاً لالتقاء الساكنين.
ومن المفترض أن يكون إعراب (لا تخشى) عطفا على (لا تخف) مع حذف حرف العلة ولكن
(لا تخشَى) (لا) نافية بمعنى ليس تحمل معنى النفي مثل (فلاتنسى) في سورة الأعلى وبذا تعرب (تخشى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة ................ والله تعالى أعلم
وأرجو منك ياأخي الأتحرمنا من أسئلتك الشائقة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 09:10]ـ
جزاك الله خيرًا.
إعراب الكلمة الأولى قد تكرر، وأنا أنتظر جوابًا آخر بدون الرجوع للتفاسير.
وفقكم الله.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:47]ـ
الإخوة الأفاضل
الإعراب الآخر الذي كنت أنتظره
أنَّ الآية على قراءة الإمام حمزة: ((فاضرِبْ لهم طريقًا في البحر يَبسًا لا تَخَفْ درَكًا)) ..
فيكون (لا تخف) ... لا نافية، والفعل المضارع واقع في جواب الأمْر فهو مجزوم.
فيجتمع لدينا إعرابان،، والله أعلم.(/)
دعاء جميل من الشيخ: محمود العليدي حفظه الله
ـ[أحمد السمري الحنبلي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 11:54]ـ
دعء رائع وجميل من شيخنا محمود العليدي حفظه الله تعالى وهذا هو الرابط DOWNLOAD - ________ __________.mp3 (http://shrta.com/files/1XMRIPT2/________ __________.mp3)(/)
كتاب النشر في القراءات العشر بتحقيق دهمان أين نجده؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 11:13]ـ
الإخوة الأفاضل ذوي الخبرة في جمع الكتب من الشبكة أو رفعها على الشبكة.
كتاب النشر في القراءات العشر بتحقيق الشيخ محمد أحمد دهمان ... أين نجده؟
جزاكم الله خيرًا.(/)
نُقول من تفسير الشيخ عبد الرحمن الدوسري
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأفاضل،
حول تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: قوله - سبحانه - في الآية (76): {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].
يقول الشيخ/ عبد الرحمن بن محمد الدوسري - رحمه الله - في كتابه "صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم" المجلد الخامس:
لما حثَّ الله المؤمنين في الآية السابقة على الجهاد والقتال بكلِّ حرارة، وأوضح لهم بعض العِلَل الدَّاعية إلى وجوبه وتحتيمه، وهي استضعاف المسلمين وفتنتهم عن دِينهم، والمحاولة الشِّريرة لمصادرة عقولهم وعقيدتهم، وأنَّ مَن يُسمَّوْن بالمواطنين يجب قتالهُم إذا ظلموا المسلمين لهذا الغرض الخبيث، واعتبار الوطن دار حرب مهما كانت قداسته إذا كان أهلُه على هذه الحال الكافرة؛ إذْ لا موطن أقدس من مكَّة المكرمة، وأشرف وأحبَّ عند الله ورسوله، فلما تلوَّثَت بالكفر أوجب الله سفْكَ الدَّم فيها لأعداء المعتنِقين دينَه، والذين يصدُّون عن سبيله، فلا تُعِيذهم مكَّة، ولا تحميهم قداستُها بما فيها الكعبة؛ ولهذا أمر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقتل المتعلِّقين بأستار الكعبة من الكفَّار يوم الفتح؛ إعلامًا لأمَّته إلى يوم القيامة بأنَّ حرمة دين الله الإسلام الصَّحيح أعظم من حرمة الكعبة، وأنَّها لا تُعِيذ الكفَّار والمؤْذِين لمعتنقي الإسلام الحقيقي، وقد ورَد الحديث بأنَّ حرمة المؤمن عند الله أعظم منها، فإذا كانت "مكة" ليست موطنًا للمؤمنين إذا سَيطر عليها الكفَّار، وتسَلَّطوا على المؤمنين، بل كانت دار حرب يجب على المسلمين غَزْوُها وقتال أهلها، فكيف بما سِوَاها من كلِّ بلد لا يَحكم بحكم الإسلام ويُساء إلى المسلمين فيه، أو يُفتَن أولادهم عن الإسلام بسوء التَّربية ووسائل التوجيه الأخرى؟ لا شكَّ أن البلدة المحكومة بغير حكم الإسلام والتي يُفتن فيها المسلمون فتنة حسِّية، أو يُفتن فيها أولادهم فتنة معنوية بمناهج التربية والتعليم وسائر أنواع البثِّ والتوجيه المخالِف للإسلام وأخلاقه، إنَّها بهذه الحال "دار حرب" ولو كانت مسْقطَ رؤوسهم، فليست موطنًا للمسلمين، ولا يجب عليهم الدِّفاع عنها، وإنما وطن المُسْلِم الذي يجب عليه الدِّفاع عنه والجهادُ من أجْلِه هو البلد الذي تُقَام فيه شريعة الله، وتُرفع فيه رؤُوس المؤمنين.
وجميع التصوُّرات المخالفة لهذا فهي تصوُّرات جاهلية شيطانية؛ ولهذا جاءت هذه الآية السادسة والسبعون من سورة النساء تَرْسم الأهداف، وتوضِّح الدَّوافع والغايات، وتبيِّن للمكلَّفين أنَّ العبرة ليست بصورة الجهاد والقتال، وإنَّما العبرة بمقاصدهما والبواعثِ عليهما؛ فإنَّ القتال في حدِّ ذاته شيءٌ قبيح مستَبْشَع، ولا يُجِيز العقل السَّليم والشرع العادل ما كان قبيحًا إلاَّ لإزالة ما هو أقبح منه من الظُّلم والشُّرور، ومقابلة نِعَم الله بالكفر، والأمور بمقاصدها وغاياتها.
فلهذا كشف الله الفوارق والشُّبهات عن قتال الفريقين في قوله - سبحانه -: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76]؛ يعني أنَّ المؤْمِنين الصادقين يُخْلِصون مقاصدهم لله في القتال؛ إيقانًا بوعده ووعيده، فيقاتِلُون في سبيل الله لإعلاء كلمته، وتحقيق منهجه، وتحكيم شريعته التي شرَعَها لعباده، وقصَر تحاكُمَهم عليها، وإقامة العدل الذي أمر بإقامته، ورعاية الأمانات التي أمَر بِحُسن رعايتها، والقوَّة في أدائها، ومن أعظمها حَمْل رسالته ونور هدايته، وأخْذُ كتابه بقوَّة، فإنَّ هذا سبيلُ الله في الذي يقاتِل المسْلِمون فيه، مِن أجْلِ تحقيقه، مستَنِدين إلى ولاية الله - سبحانه - وكفى بالله وليًّا وكفى بالله نصيرًا، نِعْم المولى ونعم النصير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمَّا الذين كفروا فَلِجحودهم لله، أو إنكارِهم وحدانيته وتكذيبهم برسوله وما نزل عليه من الحقِّ، وإلحادهم في أسمائه - سبحانه وتعالى - فإنهم يُقاتِلون في سبيل الطَّاغوت كما يَسْعون في سبيل الطَّاغوت بجميع نواحي سُلوكهم؛ لأنَّ جميع اتِّجاهاتهم وأهدافهم للشَّيطان الذي يتفرَّع من عبادته عبادةُ جميع أنواع الطواغيت، فهم مستَنِدون إلى الشيطان، وقتالهُم في سبيل الطاغوت على اختلاف أنواعه؛ طاغوت الأصنام الصامتة أو النَّاطقة، أو طاغوت المبادِئ الأرضية أو المبادئ العصبيَّة أو المذاهب المادِّية أو طاغوت الظُّلم والتسَلُّط، أو طاغوت الاعتداء والتوسُّع، أو طاغوت الطَّمع والشَّهوات وغير ذلك من طواغيت الأنانيات.
ففي هذه الآية أوضحُ دليل على أنَّ من كان هدفُه في جهاده أو أيِّ فِعْل من أفعاله غيرَ مرضاة الله، فإنَّ قتاله وسائرَ أعماله في سبيل الطاغوت؛ وذلك لانحرافه في مقاصده ونواياه عن سبيل الله ومرضاته؛ لأنَّ الله - سبحانه وتعالى - حصَر أعمال المكلَّفين في هذا التقسيم بهذه الآية الكريمة في هاتَيْن السَّبيلين اللَّتين لا ثالث لهما، وليس بينهما حلولٌ ولا أَنْصافُ حلول؛ فإمَّا في سبيل الله أو في سبيل الطاغوت لا محالة، فمَن كانت أهدافُه ومقاصده في جهاده وقتاله وسائر حركاته وأعماله نصرةَ دين الله، وما نَزل من الحقِّ، وحَمْلَ رسالة الله وتوزيعَ هدايته، والعملَ على تحكيم شريعته وإعلاءِ كلمته، ونصرةَ المؤمنين ورفْعَ مستواهم، والقيامَ باستنقاذ المستضعفين من الرِّجال والنِّساء والولدان من براثن الظَّلَمة المتهوِّرين الذين يَكُون الرِّجال أمام إرهابهم كالنِّساء والولدان في الضَّعف، والقيام بِقَمْع المفْتَرين على الله، والمتطاولين على ألوهيَّته في الأرض بالتشريعات الخبيثة المُبِيحة لما حرَّم الله، والمرخِّصة لأعراض عباده، والحامية لشخصيَّاتهم بالمقوِّيات المهْلِكة، فإنَّ المُجاهِد والمقاتل في هذه السَّبيل والذي يعمل على قَمْع هؤلاء أو إزالة سُلطانهم، هو في سبيل الله، لإبقائه مرضاته في هذه الأعمال.
وأمَّا المُجاهد والمقاتل الذي يَقصد بَسْط نفوذه الشخصي على أهل المُدُن والأقاليم، أو يقصد بَسْط مذْهب مادِّي من المذاهب الماركسية ونحوها، فإنَّه في سبيل الطاغوت ومن المستَنِدين إلى الشياطين، وكذلك المجاهد والمقاتِل منتصرًا لِنَعرة عصبيَّة من سائر القوميَّات والوطنيات التي نبَشَها اليهود، فإنَّ هذا والذي قبله من أبغض الناس إلى الله؛ لأنَّه سَنَّ في الإسلام سُنَّة الجاهلية، فهو من المنصوص عليهم بذلك في الحديث الذي صحَّحه البخاري، ومَن يجاهد أو يقاتل لدَحْض خَصْمه السياسي المزاحِم له في الملك أو الاقتصاد، فهو في سبيل الطاغوت أيضًا كالمجاهد لتوسيع حدوده وسلطانه، وعلى هذا فالميت أو المقتول تحت رايات الذين أهدافهم في سبيل الله فهو الشَّهيد الحائز على وعد الله للشهداء.
وأما الميت أو المقتول تحت رايات المقاتِلين لأهداف مادِّية أو أغراض شخصية أو توسُّعية؛ لِبَسْط نفوذهم فليس بشهيد، ولا يجوز تسميته شهيدًا كما هو المصْطَلَح القوميُّ الجاهلي الجديد، وأمَّا الذي يجاهد ويقاتل من أجْل استرجاع وطنه المغتَصَب من الكفار، فهو على حسب مقاصده في حُكْمه لبلاده إذا استرجَعَها، فإنْ كان يقصد بتحريرها إعلاءَ كلمة الله بتحكيم شريعته وقَمْع المفترين عليه، وإنقاذ المسلمين المستضعفين وإعزازهم، ورَفْعِ مستواهم وإزاحة المَظَالم عنهم، فجِهاده وقتاله في سبيل الله، وإن كان يَقصد إقامة حُكم علماني يَسِير على مناهج الإفرنج، أو حكم مادِّي يسير على المناهج الماركسية ونحوها، من مخالفة حكم الله، فإنَّ قتاله في سبيل الطاغوت بتحكيمه الشياطينَ في التشريعات ومناهج التَّربية وغيرها، ولإذلال المسلمين والزيادة في ظلمهم وإرهابهم وإعدام قادَتِهم كما حصل فعلاً في أكثرَ مِن بلد إسلامي عانَى المسلمون بعد تحرُّره من الظُّلم وإهدار الكرامة ما لم يعانوه من الكُفَّار؛ وذلك لاستلام أفراخ الشُّيوعيِّين زمام القيادة أوَّلاً ثم تقاليد الحكم ثانيًا، وهذه مصيبة عمَّت بها البَلْوى، فينبغي للمسلمين أن يكون اهتمامهم بشأن القيادة قبل كلِّ شيء؛ حتى لا تَضِيع جهودهم لأعداء الله وأعدائهم، ويكون عمَلُهم في سبيل الطَّاغوت والشيطان، فإنَّ في هذه الآية أعظمَ تربية لهم وتعليمٍ يَقِيهم سوء المصير، سواءٌ كان من الخنوع للكفار أو الانخداع بأفراخهم وأذيالهم من حمَلَة الشهادات العلميَّة المادِّية المفْسِدة لتفكيرهم واعتقاداتهم وتصوُّراتهم التي يساوون فيها الكُفَّار أو يكونون شرًّا منهم في معاملة المسلمين، كما هو الواقع.
فالله - سبحانه وتعالى - يقوِّي عزائم المسلمين المؤمنين بهذه الآية مبيِّنًا مَيْزتهم بين جميع الناس بدون شهادات مادِّية؛ لأنَّ أهدافهم خالية من جميع الأنانيات ومُخْلِصة لله، فهم يقاتلون في سبيل الله محضًا لصالح الإنسانية وتحريرها من استِعْباد الظَّلَمة والطواغيت، بخلاف الكفَّار فاسدي المقاصد والأعمال، أهل الاستغلال والاستعباد والظلم والإرهاب والطَّمع والشهوات، وبعدَما يوضِّح الله الفَرْق العظيم بين حُسْن مقْصد المؤمنين وسوء مقاصد الكافرين، ويشجِّع الله المؤمنين على قتال الكافرين، ويقوِّيهم ويحرِّضهم، ويُسقِط الكفار من أعينهم، وينقصُهم عندهم حيث يَصِفهم بأنهم أولياءُ الشيطان المخذول الرَّجيم المرجوم هو ومن تولاَّه؛ إشعارًا بسوء عاقبتهم؛ لأنَّ من كان وليُّه الشَّيطانَ فحظُّه الخسران المُحقَّق؛ لأنَّ المقاتِل في سبيل الطاغوت فهو في سبيل الشيطان المخذول المغلوب ...
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 02:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأفاضل،
حول تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58]
يقول الشيخ/ عبد الرحمن بن محمد الدوسري - رحمه الله - في كتابه "صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم" المجلد الخامس - باختصار -:
وههنا فوائد:
....
سادسها: يجب على وُلاة الأمور أن يَرفضوا طلب مَن أراد القضاء أو أراد أيَّ ولاية من قيادات المسلمين؛ اقتداء بالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وامتثالاً لحكمه؛ فقد روَى البخاري في كتاب الأحكام من "صحيحه" حديث (1129) عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: دخلتُ على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنا ورَجُلان من قومي، فقال أحَدُ الرجلين: أَمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخَر مثلَه، فقال الرسول: ((إنا لا نولِّي هذا الأمر مَن سَأَله ولا من حَرَص عليه)).
وأخرج البخاري أيضًا في هذا الباب حديث (2488) عن عبدالرحمن بن سَمُرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا عبدَالرحمن، لا تَسأل الإِمَارة؛ فإنَّك إن أُعطِيتَها عن مسألة وُكِلتَ إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعِنت عليها، وإذا حلَفْتَ على يمين فرأيتَ غيرها خيرًا منها، فكفِّرْ عن يمينك، وائْت الذي هو خير))؛ ورواه الإمام مسلم أيضًا في "صحيحه".
وأخرج أبو داود في كتاب الأقضية حديث (3578) عن أنس بن مالك قال - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن طلب القضاء واستعان عليه وُكِل إليه، ومن لم يَطلبه ولم يَستَعِن عليه أَنزل الله إليه ملَكًا يسدِّده))؛ ورواه أهل السُّنن.
سابعها: قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في كتابه المشهور "السياسة الشَّرعية في إصلاح الراعي والرَّعية" ما نصُّه: "ثم إنَّ المؤدِّي الأمانة مع مخالفة هواه يُثِيبه الله فيحفظه في أهله وماله بَعدَه، والمطيع لهواه يعاقبه الله بنقيض قصْدِه، فيذلُّ أهله ويذْهب ماله .... ".
ثامنها: إذا كان الله - سبحانه - قد أوجب أداء الأمانات المقبوضة بحقٍّ، فإنَّ أداء المسروق والمغصوب والمنتَهَب والمقبوض بأيِّ حيلة من حِيَل الخيانة أولى بوجوب الأداء، ولْيُنظَر تفصيل ذلك في الكتاب المُشَار إليه للشيخ - رحمه الله.
تاسعها: ما ذكَرناه من رفْض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - طلَبَ من أراد توليته على شؤون الناس بقوله: ((إنَّا لا نولِّي هذا الأمر مَن سأله ولا من حرص عليه))، فيه تعليمٌ لأمَّته أن يأخذوا حذرَهم من الانتهازيِّين الذين يتقدَّمون بطلب الوظائف الكبرى؛ ليستغِلُّوا نفوذهم على الناس، وهذا من بصيرته - صلَّى الله عليه وسلَّم - التي بصَّرَه الله بها؛ فإنه حاذِرٌ من الدَّوافع الخفيَّة التي تَدْفع الطالب إلى توليته، وتجعله يحْرِص عليها، فبَنَى الأمر على الحزم والحذر، وإن كان بعضهم قد يندفع بحسن نية أو تحمُّس إلى الإصلاح، فإنَّ هذا من النَّادر الذي لا حُكْم له.
ويا ليت المسْلِمين في هذا الزمان يَحذرون ممن يرشِّح نفسه للانتخاب في نيابة مجالس الأمة والوزارات أو العضويَّات الأخرى، ويفكِّرون في الدوافع المذهبيَّة أو الحِزْبية أو النَّفعية التي دفعَتْهم إلى تزكية أنفسهم، غيرَ مبالين بإعلانهم افتراءَ الكذب على الله، ويفكِّرون فيما يبذلونه للناخبين من ولائم الذبائح أو شراء الأصوات، وما يقوم به أعوانُهم من الدعاية لترشيحهم بأنواعٍ شتَّى من المدْح والوسائل!
ولا شك أنَّ طريقة الانتخابات المتَّبَعة هي طريقةٌ يهودية لإبْراز مَن يريده عُمَلاء اليهود من الشُّيوعيِّين ونحْوِهم، فمَتى ينتبه المسْلِمون، ويَسلكون طريقة نبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أخْذ الحَذَر من كلِّ من يرشح نفسه لأيِّ منصب؟!
..........
ثم قال صاحب "المنار": "ليس بين القانون الأساسي الذي قرَّرَتْه هذه الآية على إيجازها، وبين القوانين لأرقى أُمَم الأرض في هذا الزمان، إلاَّ فرقٌ يسير، نحن فيه أقربُ إلى الصواب، وأثبَتُ في الاتِّفاق منهم إذا نحن عَمِلنا بما هدانا إليه ربُّنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
هم يقولون: إنَّ مصدر التشريع هي الأمَّة، ونحن نقول بذلك في غير المنصوص عليه في الكتاب والسُّنة، كما قرَّره الرازي، ولكنَّنا نَقْصر الحقَّ فيه على العلماء الصالحِين الذين يَخْشون ربَّهم بالغيب، ولا نُنِيط هذا بالخبراء المادِّيِّين الذين لا يَستنبطون من وحْيِ الله، ولا يَلتفتون إليه.
وهم يقولون: لا بدَّ أن يَنُوب عن الأُمَّة من يمثِّلها في ذلك؛ ليكون ما يقرِّرونه كأنَّه بلسان الأمَّة، ونحن نقول بذلك مع التحفُّظ بأمانة الله.
وهم يقولون: إنَّ ذلك يُعرَف بالانتخاب، ولهم فيه طرُق مختَلِفة، ونحن لم يقيِّدْنا القرآن بطريقة مخصوصة، فلَنَا أن نسلك في كلِّ زمان ما نراه مؤدِّيًا للمقصود، لكنْ ينبغي لنا الحذَرُ مما وقعوا به من شرور الانتخاب، فنجتنَّب الطُّرق التي وقعوا فيها والتي هي من دسائس يَهُود، وصارت ملعبة لهم لا يَفُوز فيها إلاَّ من يرشِّحونه بأصواتهم الخفيَّة، وأموالهم المتدفِّقة من أجْلِه.
وهم يقولون: إن هؤلاء المنتَخبِين إذا اتَّفقوا وجب على الحكومة تنفيذُ ما اتَّفقوا عليه، وعلى الأمَّة الطَّاعة، ولهم إسقاط من لا ينفِّذ تقاريرهم، ونحن نقول بذلك، وهذا هو الإجماع المعدود من شريعتنا، لكن مع ملاحظة تطبيق الأحاديث النبوية السَّالفة الذِّكْر ونحوها؛ حتَّى لا تكون فتنة يعمُّ خطرُها، وتَرتعُ الأحزاب فيها، وينال الأبرياء شرورًا مع معرَّتِها.
وهم يقولون: إنَّه إذا اختلفوا يجب العمل برأي الأكثر، ونحن نتَّبِع أمر الله - سبحانه - بقوله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59]، فنَعرِض ما جرَى به الاختلاف على الكتاب والسُّنة، فما وافقَهُما عَمِلنا به، وما خالفَهما رفضناه إلى غير رجعة، ونحن نَعلم كما يعلمون أنَّ رأي الأكثرين ليس أَوْلَى بالصواب من رأي الأقلِّين، ولا سيَّما في هذا الزمان الذي يتحزَّب فيه أهل الباطل وأهل الأغراض الدَّنِيئة للتَّصويب بما يريدون، ومِن ورائهم يهود الذين يَقْبَع تلاميذهم وعملاؤُهم في أواسط الأحزاب وغيرها، وقد قرَّر المحقِّقون أن العمل بقول الأكثرية هو من سُنَن الجاهلية التي من سنَّ شيئًا منها في الإسلام كان مِن أبغَضِ الناس إلى الله، كما جاء في الحديث الصَّحيح الذي رواه البخاري في كتاب التَّوحيد، فالأكثرية لا تستلزم الأحقِّية، والإصابة في الأحكام لا في الآراء، ولا هي بالتالي تطمئنُّ الأمَّة إلى رأيها، وقد حصل من أخطاءِ الأكثرية انتخابُ ما يَخدم دولة اليهود، وتشريعَ ما يهدم الأخلاق والعقيدة، وقد قال الله: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116]، ومما ذكرناه، وما شاهدناه من حال أهل الأرض تَستبينُ حكمةُ عرض المسائل المتنازَعِ فيها على كتاب الله وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما حصلت الشَّقاوة لأهل الأرض إلاَّ من عدم تطبيق هذه القاعدة الشَّرعية، فلم تحصل الفِتَن وتتفَاقمْ شرورُها إلاَّ بسبب ذلك؛ انتهى بحذف وزيادة.
انتهى.
وجزاكم الله خيرا
[[منقول]]
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:37]ـ
رحمه الله الشيخ، فقد كان من العلماء الربانيين الذين لا يخافون في الله لومة لائم، وله درر غالية تكتب بماء الذهب كما يقال.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على النقل.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 01:16]ـ
الأخ أبا عبد الرحمان
بوركتَ، لكنِّي لستُ أدرك أو أعي ما تقول؛ فللشيخ أقوال أخرى لعلها من المشتبهات.
قد ذكر ذلك أخونا أبو إلياس في هذه المشاركة:
وقف أخي الأستاذ الشاعر الهلالي على بعض كلام للشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري من خلال بعض قراءاته في تفسيرِه، ثم عَرَضَه عليَّ وعلى بعض إخواني، فاتضح لي وله بعض النقاط، وهي التي سأعرضها على إخواني ها هنا:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن الشيخ لا ينقل نصوص العلماء كما هي، بل ينقل النص ثم يغير بعض الكلمات التي ربما تدل على عقيدة معينة، أو مذهب معين، أو رأي معين، وبالتالي فهو بذلك يغير رأي العالم الذي نقل منه كلامه. وهذا كثير كثير وخاصة مع صاحب المنار، ثم يقول: انتهى بتصرف! ولا أعلم أي تصرف الذي يغير فيه كلمة واحدة، أو يغير فيه عبارة واحدة!
2 - أنه تحامَل على السيدة عائشة تحامُلاً شديدًا بما لا يليق، وذلك في قوله:
"أمَّا قوله سبحانه: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} - بعد نَقْلِ كلام صاحب المنار - (انتهى قول صاحب المنار).
وأقول - وبالله التوفيق -: إن قول عائشة - رضي الله عنها -: "فُرِضت الصلاة ركعتين ركعتين، فزيدت في الحضر وأُقِرَّت في السفر" فيه نظَرٌ، ولا يعتمد على قولها هذا من عدَّة وجوه:
أحدها: أنه غير مرفوع، ولا ينجبر ذلك بالاعتذار عنها بإِمْكان سماعها إيَّاهمن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما دامت لم تُصَرِّح بالسماع منه، ولم تنسب إليه كعادتها.
ثانيها: صِغَر سِنِّها؛ بحيث إنَّها عند فرضيَّة الصلاة ليلة المعراج كانت طفلة لا تَعْقل.
ثالثها: إنَّ كلامها في غاية الشُّذوذ؛ لأنَّه لم يَقُل به أحد من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا المهاجرين ولا الأنصار، فلم يَقُل أحدٌ سواها، حتى أبوها ومن معه من المهاجرين: إنَّ الصَّلاة مفروضة في الأصل ركعتين أبدًا.
رابعها: وهو أقْواها أنَّ قولها مخالِفٌ لنصِّ القرآن الذي ورد بِقَصْر الصلاة في السَّفر؛ فإنَّ نصَّ القرآن يدلُّ على أن الصلاة أربع، وأنه يجوز قصرها للمؤمنين إذا ضربوا في الأرض، ولو كانت الصلاة ركعتين على ما زعمَتْه عائشة لَمَا ورَد نَصُّ القرآن بهذا اللفظ فقَصْر الصلاة من أربع إلى ركعتين يُبْطِل قول عائشة المقتضي .... إلخ.
3 - اتخاذه فِكْر الخوارج والخُرُوج على المسلمين والحُكَّام بالقتال في بعض توجيهاته وتفسيراته، واعتباره هذه البلاد - بلاد المسلمين - غير مسلمة لأنه لا يحكم فيها بالشرع!!!
ومن ذلك قول الشيخ/ عبد الرحمن بن محمد الدوسري - رحمه الله - في كتابه "صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم" المجلد الخامس:
لما حثَّ الله المؤمنين في الآية السابقة على الجهاد والقتال بكلِّ حرارة، وأوضح لهم بعض العِلَل الدَّاعية إلى وجوبه وتحتيمه، وهي استضعاف المسلمين وفتنتهم عن دِينهم، والمحاولة الشِّريرة لمصادرة عقولهم وعقيدتهم، وأنَّ مَن يُسمَّوْن بالمواطنين يجب قتالهُم إذا ظلموا المسلمين لهذا الغرض الخبيث، واعتبار الوطن دار حرب مهما كانت قداسته إذا كان أهلُه على هذه الحال الكافرة؛ إذْ لا موطن أقدس من مكَّة المكرمة، وأشرف وأحبَّ عند الله ورسوله، فلما تلوَّثَت بالكفر أوجب الله سفْكَ الدَّم فيها لأعداء المعتنِقين دينَه، والذين يصدُّون عن سبيله، فلا تُعِيذهم مكَّة، ولا تحميهم قداستُها بما فيها الكعبة؛ ولهذا أمر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقتل المتعلِّقين بأستار الكعبة من الكفَّار يوم الفتح؛ إعلامًا لأمَّته إلى يوم القيامة بأن حرمة دين الله الإسلام الصَّحيح أعظم من حرمة الكعبة، وأنَّها لا تُعِيذ الكْفَّار والمؤْذِين لمعتنقي الإسلام الحقيقي، وقد ورَد الحديث بأنَّ حرمة المؤمن عند الله أعظم منها، فإذا كانت "مكة" ليست موطنًا للمؤمنين إذا سَيطر عليها الكفَّار، وتسَلَّطوا على المؤمنين، بل كانت دار حرب يجب على المسلمين غَزْوُها وقتال أهلها، فكيف بما سِوَاها من كلِّ بلد لا يَحكم بحكم الإسلام ويُساء إلى المسلمين فيه، أو يُفتَن أولادهم عن الإسلام بسوء التَّربية ووسائل التوجيه الأخرى؟ لا شكَّ أن البلدة المحكومة بغير حكم الإسلام والتي يُفتن فيها المسلمون فتنة حسِّية، أو يُفتن فيها أولادهم فتنة معنوية بمناهج التربية والتعليم وسائر أنواع البثِّ والتوجيه المخالِف للإسلام وأخلاقه، إنَّها بهذه الحال "دار حرب" ولو كانت مسْقطَ رؤوسهم، فليست موطنًا للمسلمين، ولا يجب عليهم الدِّفاع عنها، وإنما وطن المُسْلِم الذي يجب عليه الدِّفاع عنه والجهادُ من أجْلِه هو البلد الذي تُقَام فيه شريعة الله، وتُرفع فيه رؤُوس المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجميع التصوُّرات المخالفة لهذا فهي تصوُّرات جاهلية شيطانية؛ ولهذا جاءت هذه الآية السادسة والسبعون من سورة النساء تَرْسم الأهداف، وتوضِّح الدَّوافع والغايات، وتبيِّن للمكلَّفين أنَّ العبرة ليست بصورة الجهاد والقتال، وإنَّما العبرة بمقاصدهما والبواعثِ عليهما؛ فإنَّ القتال في حدِّ ذاته شيءٌ قبيح مستَبْشَع، ولا يُجِيز العقل السَّليم والشرع العادل ما كان قبيحًا إلاَّ لإزالة ما هو أقبح منه من الظُّلم والشُّرور، ومقابلة نِعَم الله بالكفر، والأمور بمقاصدها وغاياتها.
4 - وفي كتابه اليهودية والماسونية ينقل كلامًا عجيبًا يقول فيه:
وقال الشيخ أبو زهرة:
"هناك أمور مصْطَنعة تمدُّ الشباب بالمجون، فالأفلام المِصْرية الماجنة - وأقول: إنَّه يَكاد أن تكون كلُّ الأفلام المصرية ماجنةً، إلاَّ بعض أفلام دينيَّة تُذِيعها بعض الهيئات الدينية، أما الأفلام السَّائرة فلَيْس فيها إلا المُجُون.
ولعلِّي قد أخالف الأستاذ الشافعي اللبَّان في أنَّه قال: إنَّ الفساد يَأتي من الأفلام الأمْريكية، فأقول له بمِلْء نفْسي وبملء قَلبي: إنَّ الأفلام الأمريكية لا تَحمل من الفساد ما تَحمله الأفلام المصرية، ولعلَّ الأفلام المصرية فساد لا خير فيه قَطُّ، والأفلام الأمريكية فسادٌ قد يُخالِطه بعض الخير".
إلى أن قال: "ولكنَّ الأفلام المصرية لا خير فيها مُطْلقًا، وهي شرٌّ مطْلَق، ثم نَجِد الوسائل الإعلامية الأخرى؛ فالصُّحُف التي تَنتشر الصور العارية مما يثير غريزة الجِنْس عند الكُهول لا عند الشَّباب فقط! وهذه الصُّوَر التي تُوضع على الجدران في الطُّرقات، فلا يمكن أن تَرى طريقًا خاليًا من هذه الأَنْجاس، ثم الإذاعة وما فيها مِن أَخْيلَة فاسدة، ومن قَصَص كانت تصوِّر الإجْرام والمُجْرِمين، ولا تكاد تَسْمع قصَّة في الإذاعة إلا كان الحُبُّ أساسَها".
إلى أن قال: "ثم هذه الروايات القَصَصية الهَزِيلة في خيالها ومعانيها الضَّحْلة في تَفْكيرها، الرَّديئة في أسلوبها - هذه الروايات تُفْسِد العذَارى في البيوت وتُفْسِد الشبَّان، وتَجعل منهم مَلْهاةً للعَبث".
وأقول: إنما عرضت مثل هذا الموضوع لأرى رأي إخواني - ممَّن هم أَعْلَم منَّا - في عقيدة الشيخ وتفسيره وكلماته، هل هذا هو فكره أو أنَّ التعبير يخون أحيانًا؟!(/)
هل هذا صحيح ان يقال لسورة عبس سورة العبس
ـ[حافظ رضوان]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا صحيح ان يقال لسورة عبس سورة العبس.
افيدوني جزكم الله خيرا
ـ[مولى النبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 02:51]ـ
لا أعلمه
و لى بحث صغير فى اسماء السور أنشره قريبا إن شاء الله، و ليس فيه هذا الإسم، و لآ أعلم لها إسم آخر
و العلم لله وحده(/)
(قل كل يعمل على شاكلته)
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 06:00]ـ
هل هذه الاية تفيد مطلق الحريه.؟!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 08:03]ـ
بل كأنها تصف الواقع.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 08:06]ـ
أو هي مثل قوله تعالى:
((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها))
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 08:16]ـ
فعلى المعنى الأول هي خبرية لفظًا ومعنى، نحو: كل ميسر لما خُلق له.
وعلى الثاني هي خبرية لفظًا لكنها في معنى الإنشاء.
ومثَّلتُ لها بآية سورة الكهف، وأيضا قال تعالى: ((وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم)).
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 07:41]ـ
يتشدق بعض الجهال عندما ينصح"بضم الياء" فيرد علينا قائلا ((قل كل يعمل على شاكلته)) ((وربك الغفور ذو الرحمة))
فا انلجم لوضوح الايه.
وايضا يرددون: ((فان الله غفور رحيم)).و ((نبى عبادي اني انا الغفور الرحيم))
اخبرهم بان الله تعالى ايضا يقول: ((والله شديد العقاب)) ((والله عزيز ذو انتقام))
ولكن اريد منكم ردا شافيا لذلك وفقكم الله ..
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 03:48]ـ
تجدين في تفسير الطبري ماذكره أئمة التفسير، والآية ليس لها علاقة باستدلال الجهله، وليست بمعنى وربك الغفور ذو الرحمة
وليس للجاهل الاحتجاج لجهله بكلام لا يفهمه
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 04:45]ـ
[ quote= طالبة فقه;409202] يتشدق بعض الجهال عندما ينصح"بضم الياء" فيرد علينا قائلا ((قل كل يعمل على شاكلته)) ((وربك الغفور ذو الرحمة))
فا انلجم لوضوح الايه.
وايضا يرددون: ((فان الله غفور رحيم)).و ((نبى عبادي اني انا الغفور الرحيم))
اخبرهم بان الله تعالى ايضا يقول: ((والله شديد العقاب)) ((والله عزيز ذو انتقام))
ولكن اريد منكم ردا شافيا لذلك وفقكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} قال ابن عباس: على ناحيته. وقال مجاهد: على حدته وطبيعته. وقال قتادة: على نِيَّته. وقال ابن زيد: دينه.
وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى. وهذه الآية -والله أعلم -تهديد للمشركين ووعيد لهم، كقوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [هود: 121، 122] ولهذا قال: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلا} أي: منا ومنكم، وسيجزي كل عامل بعمله، فإنه لا تخفى عليه خافية.
بارك الله فيك أختنا طالبة الفقه لكن أذكرك بأن الداعية الى الله تعالى عليها بالصبر والحلم والعفو وحمل كلام الناس على محمل طيب فقد يقصد في قوله (وربك الغفور ذو الرحمة) ان يغفر الله له وأن يرحمه , والشدة لاتأتي بخير بل عليك بالرفق فأن الرفق لايأتي الا بالخير كما اخبر النبي (ص) وبارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 08:17]ـ
أختي طالبة الفقه أضيف لما ذكره الإخوة الأفاضل
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) سورة البقرة
قال تعالى:وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) سورة آل عمران
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) سورة فاطر
فكل هذه الآيات يتعلق فيها رجاء الرحمة من الله تعالى بالعمل على طاعته، وهذا هو الرجاء الصحيح
فكما أن الخشية الحقيقة هي ما اقترنت بعمل فكذلك أيضا الرجاء الصحيح هو ما اقترن بعمل، وكذلك الشكر ما اقترن بعمل قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) " سورة سبأ
أما مجرد إدعاء رجاء رحمة الله بلا عمل فلا يسمى رجاء بل يسمى تمني، مثل فعل اليهود والنصارى: قال تعالى:" وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) " سورة البقرة.(/)
خلق السماوات و الأرض
ـ[عماد البيه]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , اللهم صلى على محمد و آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين.
قال تعالى "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" -
الأعراف:54
و قال تعالى "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِين * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" - فصلت: 9 - 12
و قال تعالى "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا" - النازعات: 27 - 32
إن قضية خلق السماوات و الأرض قضية كبرى و تستحق التأمل و قد حثنا تبارك و تعالى على ذلك فقال تعالى "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" - آل عمران: 190 - 191
و هذه القضية تفكر فيها كثير من المفسرين كما هى أيضا كثيرا ما يجادل فيها الذين يحاولون التشكيك فى القرآن العظيم و يحاولون بطرق شتى و بالحسابات الخاطئة أن يلبسوا على الناس سواء فى عدد أيام خلق السماوات و الأرض أو فى ترتيب الخلق ليتوهم البعض أن هناك إختلافا أو تناقضا فى بعض الآيات و حاشى لله جل و علا و تنزه كتابه عن ذلك فبالتحقيق فى المسألة كما سأوضح إن شاء الله تعالى الآن نجد أن هذه الآيات متفقة مع بعضها تماما بل إن الحقيقة واضحة فيها كبدر التم فى ليلة صافية.
لقد دعتنى الحاجة إلى التأمل فى هذه القضية خصوصا قضية تفصيل عدد أيام الخلق أن ما وجدت فى كتب التفسير التراثية كإبن كثير و القرطبى و الطبرى فى تفسير آيات سورة فصلت السابق ذكرها لم يكن شافيا لإعطاء الجواب الفصل فى هذه القضية فحقيقة ما ورد فى تفسيرها لم أراه مقنعا بالقدر الكافى فبالرغم من أنها محاولات تفسير طيبة إلا أننى وجدت فيها محاولة لإقحام فكرة التأويل و التى تبنى على معنى بعيد متكلف فيه علاوة على أنها تنافى النص القرآنى الصريح.
و لقد هدى الله سبحانه و تعالى عبده إلى تأويلها فكم أنها واضحة ظاهرة فالحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا ملئ السماوات و الأرض و ما بينهما و ما شاء من بعد ذلك.
الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لتهتدى لولا أن هدانا الله.
فالنستعرض أولا ما هى المسألة و ما هى التفاسير التى جاءت فيها و ما هو التأويل الذى هدانى الله سبحانه و تعالى إليه.
المسألة:
الجمع بين أن عدد خلق السماوات و الأرض جميعا ستة أيام كما ورد فى آيات كثيرة منها ما ورد سالفا الأعراف:54 و أيضا يونس:3 و هود:7 و الفرقان:59 و السجدة:4 و بين آيات سورة فصلت: 9 - 12 السالف ذكرها و قد جاء فيها:
"قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ": يومين
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ": أربعة أيام
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ": يومين"
هنا يكون السؤال إذا جمعت عدد الأيام السابقة فى آيات سورة فصلت ستكون:
إثنين + (أربعة) + إثنين فيكون حاصل الجمع (الخاطئ) ثمانية و ليس ستة و هذا ما يحاول بعض المشككين أن يقولوه.
ما جاء فى بعض التفاسير:
تفسير بن كثير:
وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحى الأرض ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والرمال والجماد والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله تعالى دحاها وقوله" خلق الأرض في يومين " فخلق الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلق السماوات في يومين. إنتهى كلام بن كثير"
تفسير القرطبى:
فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ
يعني في تتمة أربعة أيام. ومثاله قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام , وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما ; أي في تتمة خمسة عشر يوما. قال معناه ابن الأنباري وغيره. إنتهى كلام القرطبى
نجد أن المستخلص من التفاسير السابقة ما يلى:
- أن الأرض خلقت فى أربعة أيام و السماوات فى يومين
- أن الأربعة أيام المذكورة فى قوله تعالى "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ" تشمل اليومين المذكورين فى قوله تعالى ""قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ" فاليومان داخلان فى الأربعة أيام المذكورة و بالتالى يكون الجمع هو أربعة أيام للأرض و يومان للسماوات
هذا التفسير فيه نظر و ذلك للآتى:
القول بأن الأرض خلقت فى أربعة أيام يناقض صريح النص القرآنى فى قوله تعالى "خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ" فإذا كان الله تعالى يقول أنه خلق الأرض فى يومين فكيف يقال أنها خلقت فى أربعة أيام؟
كذلك فإن قول بن كثير "فخلق الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام" لا يبدوا واضحا فما المقصود ب"الأرض و ما فيها" إن كان "ما فيها" هو داخل فى خلق الأرض فيكون عدد أيام خلق الأرض أربعة إذن فهو يعارض نص الآية كما أسلفنا و إن كان منفصلا عن خلق الأرض إذن فلا إعتبار لهذه الأيام الأربعة فى عدد أيام الخلق.
كذلك قول "يعني في تتمة أربعة أيام. ومثاله قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام , وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما" فالمثال لا يناسب الآية لأن إستخدام لفظ "إلى" فى "إلى بغداد" و "إلى الكوفة" يجعل المستمع يعرف أن كلا منهما يعود على مكان الخروج الأصلى و هو "من البصرة" و لكن المثال الذى يناسب الآية و لله المثل الأعلى هو أن يقول أحد "بنيت بيتا فى عشرة أيام و وضعت الأبواب و النوافذ و الفرش فى خمسة عشر يوما" فهنا المعنى الظاهر هو أن الخمسة عشر يوما هى فقط لوضع الأبواب و النوافذ و الفرش و ليس يدخل فيها بناء البيت. فالقول أنها تشمل العشرة أيام الأولى غير مشهور فى كلام العرب و هو ما يجعل هذا التأويل فيه تكلف و إقحام لفكرة المفسر
إذن يبدوا أن الصحيح هو:
.أن الأرض خلقت فى يومين فقط و ذلك بنص الآية و بالتالى فإن السماوات خلقت فى أربعة أيام
هنا يظهر تساؤلان
التساؤل الأول: ما بال الأربعة أيام إذن المذكورة فى قوله تعالى "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِين"؟
الجواب: أن هذه الأربعة أيام ليست داخلة فى خلق الأرض أصلا بل هى أعمال أجراها الله سبحانه و تعالى فى الأرض بعدما خلقها و يؤكد هذا قوله تعالى "وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا" فإحلال البركة و تقدير الأقوات لا يدخل فى الخلق و حتى لو أخذنا ببعض التأويلات لهذه الآية مثل ما جاء فى تفسير القرطبى:
وَبَارَكَ فِيهَا
بِمَا خَلَقَ فِيهَا مِنْ الْمَنَافِع. قَالَ السُّدِّيّ: أَنْبَتَ فِيهَا شَجَرهَا
فحتى لو المراد إنبات الشجر فالشجر ينبت حتى الآن فلو كان داخلا فى خلق الأرض لكانت الأرض ما زالت تخلق حتى الآن و هذا بالطبع غير صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
بل الصحيح أن هذه الأعمال "إخراج المرعى و جعل الجبال فيها رواسى" هى داخلة فى عملية الدحى و ليس الخلق.
و يؤكد هذا المعنى و يبينه ما جاء فى تفسير بن كثيرلآيات سورة النازعات " أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم " قال بن كثير:
ففي هذه الآية أن دحو الأرض كان بعد خلق السماء فالدحو هو مُفَسَّر بقوله " أخرج منها ماءها ومرعاها " وكان هذا بعد خلق السماء فأما خلق الأرض فقبل خلق السماء بالنص , إنتهى كلام بن كثير.
و يتضح من هذا أن الخلق شئ وجعل الرواسى و إحلال البركة و تقدير الأقوات شئ آخر فالأخير هو عمل أو تغيير ما يجرى على الشئ المخلوق مثله مثل أى تغيير يجرى حتى الآن فحتى الآن شجر ينبت و جزر تغمر و تندثر و بحار تتمدد حتى أن خريطة الأرض تتغير مع الزمن فلا يقال أن هذا كله من تمام الخلق.
التساؤل الثانى: كيف يكون عدد خلق السماوات أربعة أيام مع قوله تعالى "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ"
الجواب: إذا نظرت إلى الآية ستجد أن السماء كانت موجودة بالفعل قبل أن يجعلها الله تعالى سبع سماوات فقوله تعالى
"ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ"
"فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ"
فهذا معناه أن السماء كانت موجودة و موجودة معناه أنها خلقت و مدة خلقها لابد أن تكون يومين فعلى هذا تكون السماء خلقت أولا فى يومين ثم بعد ذلك خلق الله منها سبع سماوات فى يومين كما دل على ذلك قوله تعالى "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ" فيكون مجموع أيام خلق السماوات من بداية خلقها إلى نهايته أربعة أيام.
لاحظ هنا أن الله تعالى قال "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ" و لم يقل أنه خلق السماوات فى يومين كما ذكر فى خلق الأرض و ذلك أن "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ" هى إستكمال لخلق السماوات و ليس خلقهن من العدم حيث كما سلف أنها كانت موجودة و لكن كانت سماء واحدة من دخان أكمل الله خلق سبع سماوات منها.
دليل آخر على هذا قوله تعالى "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ" - الأنبياء: 30 ففى هذه الآية يخبر الله تعالى أن السماء كانت ملاصقة للأرض فى بداية الأمر ثم فصلها الله عنها و رفعها كما أوضح فى قوله تعالى "رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا".
لاحظ أن التى كانت ملاصقة للأرض هى السماء قبل أن يجعلها الله تعالى سبعا و مع ذلك أشار إليها تعالى بلفظ "السماوات" فى قوله تعالى "السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا" و هذا دليل واضح على أن السماوات فى لفظها و معناها تشمل السماء فى شكلها الأول و بالتالى فعدد أيام خلق السماوات يشمل أيام خلق السماء فى شكلها الأول.
الخلاصة:-
عدد أيام و ترتيب خلق السماوات و الأرض كما يلى:
- خلق الله تعالى الأرض فى يومين - قال تعالى "خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ"
- خلق السماء فى صورتها الأولى و كانت ملاصقة للأرض فى يومين - قال تعالى "السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا"
- رفع السماء و فصلها عن الأرض - قال تعالى "رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا"
- دحى الأرض فأخرج منها الماء و المرعى و جعل فيها الجبال رواسى و ذلك فى أربعة أيام (ليست داخلة فى أيام الخلق) - قال تعالى "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا"
- إستوى إلى السماء الواحدة و قضى منها سبع سماوات فى يومين - قال تعالى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا"
و لله الحمد و المنة.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 11:34]ـ
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 06:13]ـ
" و مدة خلقها لابد أن تكون يومين "
هذه ما دليلها؟ وكيف جزمت بها؟(/)
هنا .... نظم فوائد التجويد والقراءات
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:07]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا موضوع في أبياتٍ نظمها العُلماءُ لجمع فوائدَ في التجويد والقراءات.
فبعضها يرد مفردًا، وبعضها يرد في منظومات.
وقد أورد الإمام الشاطبي في قصيدته من ذلك كثيرًا، كقوله:
أهاعَ حشا غاوٍ خلا قارئٍ كما * * * جرى شرط يُسرى ضارعٍ لاح نوْفلا
رعى طُهرَ دينٍ تمَّهُ ظِلُّ ذي ثنا * * * صفا سَجلُ زُهدٍ في وجوهِ بني ملا
وكذلك أورد غيره من الناظمين أشياء.
= = = =
هنا نجمع من هذه مثل هذه الأبيات للفوائد. .... ويُرجى التفاعل.
ـ[أبو محمد خليل المكي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:54]ـ
قد يكون من جملتها: ـ
قول الإمام أبي شامة في جمع قراءات القراء السبعة في لفظ (أَرْجِهْ): ـ
و (أَرْجِئْهِ) مل، و الضم حز، صله دع لنا ***** و (أَرْجِهْ) ف نل، صل جي رضا، قصره بلا
و لي عودة بإذن الله تعالى(/)
ما المقصود بـ: بركة القرآن الكريم؟ أو: بركة حفظ القرآن الكريم؟
ـ[مبتدئة]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 08:35]ـ
بسم الله
كثيرا ما أسمع أن من يحفظ القرآن الكريم يجد بركته في نفسه وبيته وأولاده ....
فما المقصود بها؟ وهل هي شيء محسوس أم معنوي؟
لأني بحثت في الموضوع ولم أجد جوابا غير أحاديث فضائل السور التي نعرف أن أكثرها ضعيف ..
..
ـ[أبو جعفر الخازمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:45]ـ
لاأدري الدليل الشرعي على البركة وماهيتها ومعناها، بيدَ أنه كان من طلاب القرآن الذين عرفتُهم من شقَّت عليه الدراسة النظامية في الثانوية والجامعة، ثم يسَّر اللهُ له البدء في حفظ القرآن فتيسّرت أموره في الدراسة وفُتِحَ له فيه فتحاً كبيراً، ولله الحمد
ـ[مبتدئة]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 09:49]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل .. والمثل الذي ضربته مطلوب في هذا الموضوع ومهم جدا .. بارك الله بك.
وليت الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات ممن منّ الله عليهم بحفظ القرآن الكريم لو يذكروا لنا أمثله من واقع حياتهم على بركة حفظ كلام الله تعالى لعل من يقرأها فيزداد نشاطه وتعلو همته ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 02:39]ـ
السلام عليكم الأدله كثيره في القرآن وفي الأدعيه التي سنت عن النبي صلى الله علي وسلم على أثر القرآن في النفس وذلك ينعكس حسيا بالتأكيد على السلوك وتأثر الآخرين به المسأله التي طرحتها أخي الكريم أثرت في وأخشى أن لاينتبه قدواتنا الأفاضل لأن يبتذل الدين في تحقيق النص له ويكون شرطا للتعبد بدون تلمس البعد الروحي الرابط بين العبد وربه من خلال القرآن والدعاء والصلاه والصيام وكافة العبادات فالعلم الشرعي لاينحصر في النص وضوابطه والعبادات بشكلياتها بل يجب التكييف بينها وبين التواصل الروحاني مع الخالق سبحانه حينئذ ستصبح البركه تحصيل حاصل برحمة الله سبحانه لأن العباده كانت خالصه له حبا لجلاله ورهبة لعظمته وسلطانه .. سبحانك ربي أشهد أن لااله الا انت استغفرك وأتوب اليك
ـ[مبتدئة]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 10:06]ـ
بارك الله بكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 11:07]ـ
الذي ليس عنده نور الإيمان هو لايستفيد من نور القرآن ..(/)
(دعوة لمدارسة آية)
ـ[أحمد الكويكبي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 06:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشائخنا الكرام، الإخوة الأعضاء، أرجو منكم الإفادة فضلاً لا أمراً.
الله - عز وجل - يقول في كتابه: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية ( http://majles.alukah.net/#docu). . . الآية)
سؤالي أيها الأفاضل: هل هذه الآية منسوخة بآيات المواريث أم أن للجمع بينهما مسرحه؟
شاكر ومقدر ومثمن إفادتكم.
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:50]ـ
قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره ما يلي:
" اختلف العلماء في هذه الآية هل هي منسوخة أو محكمة، فقيل:
هي محكمة، ظاهرها العموم ومعناها الخصوص في الوالدين اللذين لا يرثان كالكافرين والعبدين وفي القرابة غير الورثة، قاله الضحاك وطاوس والحسن، واختاره الطبري ..
وعن الزهري أن الوصية واجبة فيما قل أو كثر.
وقال ابن المنذر: أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على أن الوصية للوالدين اللذين لا يرثان والأقرباء الذين لا يرثون جائزة ..
وقال ابن عباس والحسن أيضا وقتادة: الآية عامة، وتقرر الحكم بها برهة من الدهر، ونسخ منها كل من كان يرث بآية
الفرائض ..
وقد قيل: إن آية الفرائض لم تستقل بنسخها بل بضميمة أخرى، وهي قوله عليه السلام: " إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث" .. رواه أبو أمامة، أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ..
فنسخ الآية إنما كان بالسنة الثابتة لا بالإرث، على الصحيح من أقوال العلماء ..
ولولا هذا الحديث لأمكن الجمع بين الآيتين:
بأن يأخذوا المال عن المورث بالوصية، وبالميراث إن لم يوص، أو ما بقي بعد الوصية، لكن منع من ذلك هذا الحديث والإجماع ..
والشافعي وأبو الفرج وإن كانا منعا من نسخ الكتاب بالسنة فالصحيح جوازه بدليل أن الكل حكم الله تبارك وتعالى ومن عنده وإن اختلفت في الأسماء، وقد تقدم هذا المعنى .. ونحن وإن كان هذا الخبر بلغنا آحادا لكن قد انضم إليه إجماع المسلمين أنه لا تجوز وصية لوارث. فقد ظهر أن وجوب الوصية للأقربين الوارثين منسوخ بالسنة وأنها مستند المجمعين .. والله أعلم.
وقال ابن عباس والحسن:
نسخت الوصية للوالدين بالفرض في سورة " النساء" وثبتت للأقربين الذين لا يرثون، وهو مذهب الشافعي وأكثر المالكيين وجماعة من أهل العلم،،، وفي البخاري عن ابن عباس قال: كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين، فنسخ من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع ..
وقال ابن عمر وابن عباس وابن زيد:
الآية كلها منسوخة، وبقيت الوصية ندبا، ونحو هذا قول مالك رحمه الله، وذكره النحاس عن الشعبي والنخعي. وقال الربيع بن خثيم: لا وصية .. قال عروة بن ثابت: قلت للربيع بن خثيم أوص لي بمصحفك، فنظر إلى ولده وقرا " وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ " [الأنفال: 75]. ونحو هذا صنع ابن عمر رضي الله عنه .. " أهـ.
... ...
ـ[أحمد الكويكبي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 03:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم؛ فقد أثريتم الموضوع.
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم؛ فقد أثريتم الموضوع.
وإياكم .. أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل والصالح ..
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 05:40]ـ
لعل الراجح أنها محكمة.
وبيان ذلك: أنّ الذي يحضره الموت فإنه - كما يحصل كثيراً - يفكّر في أن يوصي بكثير من ماله للفقراء فيفعل ذلك.
فقال سبحانه: ((كُتب عليكم إذا حضر أحدَكم الموتُ إن ترك خيراً الوصيةُ للوالدين والأقربين بالمعروف .. ))
فكتب ربنا على أحدنا -إن ترك خيراً- الوصيةَ للوالدين والأقربين بالمعروف،
ثم إن أراد أوصى لغيرهم.
فلا يوصي بأملاك ثمينة للفقراء ويترك للوالدين والأقربين ما هو دونها -وإن كثر-.
أو يوصي بأكثر ماله لغير الوالدين والأقربين.
كل ذلك يخالف الآية الكريمة.
وقد بينت السنة النبوية ذلك.
ـ[أحمد الكويكبي]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:59]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ حمد.
ما رأيكم بصنيع الإمام السعدي - رحمه الله - في تفسيره مع هذه الآية؟(/)
مسالك الإتقان في تجويد القرآن
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 08:45]ـ
الحمد لله.
هنا رابط لتحميل كتاب (مسالك الإتقان في تجويد القرآن ( http://www.islamup.com/download.php?id=103157)) لمؤلفه أحمد بن محمد فال، وهي نسخة معدلة.
نفع الله بها وغفر لمؤلفها.
مسالك الإتقان في تجويد القرآن ( http://www.islamup.com/download.php?id=103157)
مع العلم أني لم أطالعه بعدُ.(/)
الاتباع في القراءات القرآنية
ـ[طارق ابراهيم الزيادات]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
ارجو منكم تزويدي ببحث عن الاتباع في القراءات القرآنية
وجزاكم الله كل خير(/)
من أسرار الاعجاز (تكرار الكلمات في القرآن الكريم)
ـ[محمد الوقفي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 11:43]ـ
لفظة الدنيا قد تكرر 115 مرة في القرآن وهو نفس العدد الذي تكرر به لفظة الآخرة وذلك بالرغم من أنه ليست كل الآيات التي وردت فيها الدنيا وردت فيها الآخرة فهل هذا التساوي على سبل المصادفة؟.
لفظة الملائكة بلغ عددها 68 وهو نفس العدد الذي تكرر فيه لفظة الشيطان. وألفاظ الملائكة (ملك، ملكا، ملكين، ملائكة) يساوي لفظة الشيطان (الشياطين، شيطانا، شياطينهم)
لفظة الحياة ومشتقاتها بلغ 145 مرة ويساوي عدد الفاظ الموت ومشتقاته.
لفظة الصالحات ومشتقاتها 167 مرة ويساوي لفظة السيئات ومشتقاتها.
ولفظة المحبة بلغ 83 مرة ويساوي لفظة الطاعة ولفظة الهدى بلغ 79مرة ويساوي لفظة الرحمة
لفظة الشدة بلغ 102مرة ويساوي لفظة الصبر
لفظة السلام بلغ 50 مرة ويساوي لفظة الطيبات
لفظة العقل ومشتقاته يبلغ 49مرة ويساوي لفظة النور
لفظة المصيبة بلغ 75مرة ويساوي لفظة الشكر ولفظة الجهر16 مرة ويساوي لفظة العلانية
لفظة إبليس بلغ 11 مرة ويساوي لفظة الإستعاذة بالله
لفظة الرغبة بلغ 8 مرات ويساوي لفظة الرهبة
لفظة الرحمن بلغ 57 مرة ويساوي نصف عدد لفظة الرحيم البالغ 114 مرة (لاحظ الإختلاف في الأعداد عما ورد أعلاه والسبب في احتساب البسملة أو صيغ الرحيم ورحيما) ولفظة الجزاء يبلغ 117 مرة ويساوي نصف عدد ألفاظ المغفرة الذي بلغ 234 مرة
لفظة الفجار ورد 3 مرات ويساوي نصف عدد ألفاظ الأبرار الذي ورد 6 مرات
لفظة العسر 12 يبلغ ثلث عدد ألفاظ اليسر الذي يبلغ 36 مرة
لفظة الشهر بلغ 12 مرة (وكأنه يقول إن السنة 12 شهرا)
لفظة اليوم بلغ عددها 365 مرة (وكأنه يقول إن السنة 365 يوما)
ووردت لفظة جهنم 77 مرة يقابلها لفظة جنات ومشتقاتها وردت 77 مرة
لفظة رجل مفردة وردت 24 مرة وكذلك إمرأة مفردة وردت 24 مرة
لفظة أخ وردت 4 مرات وكذلك لفظة أخت وردت 4 مرات
لفظة الحياة ومشتقاتها وردت 145 مرة وكذلك الموت ومشتقاته ورد 145
لفظة افسد وردت 50 مرة وكذلك لفظة ينفع وردت 50 مرة
لفظة الرغبة وردت 8 مرات وكذلك الرهبة وردت 8 مرات والإيمان وردت 17 مرة وكذلك الكفر وردت 17 مرة والطيب وردت 7 مرات وكذلك الخبيث وردت 7 مرات والرشد وردت 3 مرات وكذلك الغي وردت 3 مرات
لفظة شك وردت 15 مرة وكذلك لفظة ظن وردت 15 مرة ولفظة جهرة وردت 16 مرة وكذلك علانية ومشتقاتها وردت 16 مرة
لفظة هلك ومشتقاتها وردت 66 مرة وكذلك نجاة الإنسان ومشتقاتها 66 مرة.
لفظة النور وردت 24 مرة وكذلك الظلمة وردت 24 مرة.
لفظة ثقلت وردت 17 مرة وكذلك خفت وردت 17 مرة وألفاظ قبل، قبلك وردت 149 وكذلك بعد، بعدك وردت 149 مرة
ورود لفظ “الرسول” الوارد في القرآن الكريم في 160 آية وكانت سورتا “محمد” و “الفتح” هما اكثر السور القرآنية ذات العلاقة.
لفظ “القرآن” ورد في 69 آية وقد وردت في 7 سلاسل وظلت كلمتان منها خارج السلاسل وكانت تلكما الكلمتان بمعنى القراءة مما شد -بخروجهما- من قوة النكتة.
عدد لفظ الجلالة “الله” في سورة البقرة مساو لعدد آياتها، والفرق 4 أعداد وهناك 4 ألفاظ بدلا عن لفظ “الله” كما هو في “لا إله إلا هو” وبها يتم التوافق.(/)
حجية التلقي
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 12:48]ـ
حجية التلقي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فإخواني في الله .. إن من أعظم النعم علي عباده أن أنعم الله عليهم بالقرآن، وأمرهم بتلاوته وتدبره والعمل به، وفي هذا البحث نتناول قضية القراءة من جهة الأداء والتلاوة، وقد ألف كثير من العلماء في تدبر القرآن والعمل به ــ وهما أساس نزول القرآن ــ ليضع للناس المنهج الرباني في تقويم السلوك، وأيضا لا يمكن تجاهل أهمية القراءة من جهة الأداء ونورد في ذلك شاهدين:
الأول: نص من القرآن الكريم وهو قوله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه، من إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا، سرا وعلانية، {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: يرجون ثوابا عند الله لا بد من حصوله. كما قدمنا في أول التفسير عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه: "إن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة"؛ ولهذا قال تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} أي: ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم، {إِنَّهُ غَفُورٌ} أي: لذنوبهم، {شَكُورٌ} للقليل من أعمالهم.
قال قتادة: كان مُطَرف، رحمه الله، إذا قرأ هذه الآية يقول: هذه آية القراء."3/ 437
فهذه حقا آية القراء لأنهم غالبا هم المكثرون لتلاوة القرآن أو سماعها بحكم ما تصدوا له.
والشاهد الثاني: قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ" قال ابن حجر في الفتح:" قَالَ الْقُرْطُبِيّ الْمَاهِر: الْحَاذِق وَأَصْله الْحِذْق بِالسِّبَاحَةِ، قَالَهُ الْهَرَوِيُّ وَالْمُرَاد بِالْمَهَارَةِ بِالْقُرْآنِ جَوْدَة الْحِفْظ وَجَوْدَة التِّلَاوَة مِنْ غَيْر تَرَدُّد فِيهِ لِكَوْنِهِ يَسَّرَهُ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ كَمَا يَسَّرَهُ عَلَى الْمَلَائِكَة فَكَانَ مِثْلهَا فِي الْحِفْظ وَالدَّرَجَة." 21/ 140
ولكي نصل إلي هذه الدرجة من الإتقان في قراءة القرآن، أردت أن أرسم لك أخي طريقا قويما إن تبعته وصلت إلي المقصود، ولكن هناك بعض العوائق قد تقف أمام الناس عندما يسلكون هذا الطريق، وأولها البحث عن القارئ الحاذق الذي يستطيع أن يتلقي القرآن عنه، وسأبين لك صور الذين ستتلقي عنهم حتي تختار لنفسك الشيخ الحاذق، ولكننا سنعرج إلي أهمية التلقي بالمشافهة لأنه الأصل .. وإليك البيان:
المشافهة هي الأصل:
نعم المشافهة هي الأصل وهذا ما عليه اعتقاد المسلمين قاطبة قال تعالي: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)}
قال البغوي في تفسيره:"
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} أي: تؤتى القرآن وتلقن {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} أي: وحيا من عند الله الحكيم العليم." صـ377
فدل علي أن نبينا قد تلقي القرآن من لدن حكيم عليم، وما زال الناس يتلقون القرآن جيلا بعد جيل بالمشافهة والتلقين ومازال القراء هم المعتمد الأول في نطق القرآن قال ا. د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ:" ... فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا. هـ صـ112، وأقوال الأئمة في ذلك كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني في مناهل العرفان: لقد مرت على الأمة أجيال وقرون وما شعرت بغضاضة في التزامها الرسم العثماني
على أن المعول عليه أولا وقبل كل شيء هو التلقي من صدور الرجال.
وبالتلقي يذهب الغموض من الرسم كائنا ما كان، وليس بعد العيان بيان)) ا. هـ275
ثم قال بعدها: كان الاعتماد في نقل القرآن ولا يزال على التلقي من صدور الرجال ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي
لذلك اختار عثمان حفاظا يثق بهم وأنفذهم إلى الأقطار)) 278
ثم قال مؤكدا:
قلنا غير مرة إن المعول عليه في القرآن الكريم إنما هو التلقي والأخذ ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي وإن المصاحف لم تكن ولن تكون هي العمدة في هذا الباب) ا. هـ284
ففي كتاب" إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" قال الدمياطي في تعريف المقرئ: " من علم بها أداء ورواها مشافهة فلو حفظ كتابا امتنع عليه (إقراؤه) بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا لأن في القراءات أشياء (لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة) بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل وإن اكتفوا به في الحديث، قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس من سمع من لفظ الشيخ يقدر علي الأداء أي فلابد من قراءة الطالب علي الشيخ بخلاف الحديث فإن المقصود منه المعني أو اللفظ، لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن،أما الصحابة فكانت طباعهم السليمة وفصاحتهم تقتضي قدرتهم علي الأداء كما سمعوه منه صلي الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم." ا. هـ صـ 68
وأحكام التجويد من جهة الأداء يمكن أن تجمع في ثلاثة أحكام إجمالية وهي:
أ. المخارج والصفات
ب. المدود
ت. الغنن
أما المخارج والصفات ويندرج تحتهما التفخيم والترقيق ـ اللامات والراءات والألف وحروف التفخيم والترقيق وأشباهها ـ والتماثل والتقارب والتجانس والإدغام وبابه ونطق الحرف بالحركة وباختلاسها وبالروم ... ودليل اعتمادها علي المشافهة قول ابن الجزري في النشر بعد ذكر المخارج والصفات: " (فهذا) ما تيسر من الكلام على تجويد الحروف مركبة. والمشافهة تكشف حقيقة ذلك، والرياضة توصل إليه، والعلم عند الله تبارك وتعالى."1/ 224
قال الشيخ خلف الحسيني في كتاب" القول السديد في بيان حكم التجويد:" فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات مالم يسمعه من فم الشيخ ... " صـ12
قال أبو حيان (ت745هـ) في الرد علي إنكار النحاة بعض أنواع الإدغام:" والذي قرأناه وتلقيناه عن المشايخ أهل الأداء إدغام ما ذكرناه.والذين رووا ذلك عن أبي عمرو أئمة ثقات منهم علماء بالنحو كأبي محمد اليزيدي وغيره،فوجب قبوله ... " نقلا عن الدراسات الصوتية صـ434
وقال ابن الحاجب:"" والأولى الرد على النحويين في منع الجواز , فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع ومن القراء جماعة من أكابر النحويين , فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوي فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين في نقل اللغة , فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته عن الغلط في مثله ولأن القراءة ثبتت متواترة وما نقله النحويين لآحاد ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى)) ا. هـ المصدر السابق صـ434
وفي الاختلاس وما شابهه: ... وذلك أن تأتي بثلثيها كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به، وهذا مما لا تحكمه المشافهة" الحواشي المفهمة 77
والمدود: ويندرج تحتها الطبيعي وكل أنواع المدود وهاء الضمير وغيره مما فيه المد،والدليل علي أن المشافهة الأصل:
قال ابن الجزرى في النشر "قال: قال في كفايته: .... ويتفاوت تقدير المد فيما بينهم والمشافهة تبين ذلك " ا. هـ وقال في موضع آخر " ..... يستوى في معرفة ذلك أكثر الناس ويشترط في ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته، ويبين الأداء كيفيته، ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذى استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا ... ثم قال وبه كان يأخذ الشاطبى ولذلك لم يذكر فى قصيدته في الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة في الأداء .... ثم نقل عن القصاع:" وهذا الذى ينبغى أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
، أى المشافهة فى المدود ــ ثم قال ابن الجزرى:" وهو الذى أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه " ا. هـ 333
أما أحكام الغنن:
قال المرعشي في جهد المقل عند حديثه عن الإخفاء:" ... يحتاج إلي التراخي لما قال في التمهيد:عن الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء، وكذا من مشافهة شيخنا .. وكان يحذرنا عن المبالغة في التراخي"صـ85
وقد أجاد الشيخ محمد علي خلف الحسيني الشهير بالحداد شيخ القراء بالديار المصرية بقوله ( ... وإذ قد علمت أن التجويد واجب وعرفت حقيقته علمت أن معرفة الأداء والنطق بالقرآن على الصفة التي نزل بها متوقفة على التلقي والأخذ بالسماع من أفواه المشايخ الآخذين لها كذلك المتصل سندهم بالحضرة النبوية لأن القارئ لا يمكنه معرفة كيفية الإدغام والإخفاء والتفخيم والترقيق والإمالة المحضة أو المتوسطة والتحقيق والتسهيل والروم والإشمام ونحوها إلا السماع حتى يمكنه أن يحترز عن اللحن والخطأ وتقع القراءة على الصفة المعتبرة شرعا إذا علمت ذلك تبين لك أن التلقي المذكور واجب لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو معلوم ولأن صحة السند عن النبي صلى الله عليه وسلم عن روح القدس عن الله عز وجل بالصفة المتواترة أمر ضروري للكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ليتحقق بذلك دوام ما وعد به تعالى في قوله جل ذكره) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وحينئذ فأخذ القرآن من المصحف بدون موقف لا يكفي بل لا يجوز ولو كان المصحف مضبوطا. قال الإمام السيوطي: (والأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وأحكامه متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية) اهـ فقوله على الصفة المتلقاة من الأئمة ... إلخ صريح في أنه لا يكفي الأخذ من المصاحف بدون تلق من أفواه المشايخ المتقنين .... فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات ما لم يسمعه من فم الشيخ فكيف لا نتعلم القرآن مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا من المشايخ الماهرين في علم التجويد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال فصاحته ونهاية بلاغته تعلم القرآن عن جبريل عليه السلام في جمع من السنين خصوصا في السنة الأخيرة التي توفي فيها ومع أفضليته على جبريل والعجب من بعض علماء زماننا فإنه إذا وجد أهل الأداء في أعلى المراتب تعلم منه وفي أدنى المراتب لا يتعلم منه استكبارا عن الرجوع إليه ... ولذا قيل
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة ... يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف ... فعلمه عند أهل العلم كالعدم " ا. هـ كتاب" القول السديد في بيان حكم التجويد" صـ9:11
وبعد الحديث عن أصالة المشافهة نتحدث عن قضية مهمة وهي: الخلل الذي يطرأ علي المشافهة، وقد تحدث القدامي عن الخلل الذي أصاب قراء زمانهم وكثرة المتصدرين للإقراء وقلة المتقنين البارعين ونذكر بعض أقوالهم، قال أبو عمرو الداني (ت444) في مقدمة كتابه التحديد " ... فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ...... " التحديد ص66.
وقال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى: " ... والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً ... التحديد ص67.
وقال مكي القيسي رحمه الله تعالى: " ... فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً .. " الرعاية ص90
وقال القرطبي (ت461): " ولمّا رأيت من قراء هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا إصلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفيّ وأهملوا تصفيتها من كَدَرِهِ وتخلّصها من دَرَنِهِ ..... " الموضح ص54.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المرعشي رحمه الله تعالى " .... لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء، والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد، بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل هذا الفنّ، ونفيس ما سمعنا من الشيوخ على ما أودع في الكتب، فما وافق فهو الحقّ، وما خالفه فالحق ما في الكتب. اهـ " بيان جهد المقل ص 18 في هامش جهد المقل
وبعد سرد أقوال العلماء في دخول الخلل في قراءة بعض قراء زمانهم ـ وهذا مع قربهم من العصور الفاضلة ـ فلابد أن تتسع دائرة الخلل مع تأخر الأزمنة
إلا أنه من المستحيل أن يجتمع القراء جميعا علي أمر غير صحيح في سائر القطار، وسنحاول التعرف علي هذه الأسباب التي أدت إلي هذا الخلل الذي اشتكي منه القراء في زمانهم وهم المتقنون، فما بالك بأهل زماننا.
أسباب الضعف يرجع إلي نقاط مهمة وهي:
الأولي: إقراء الشيخ لسن متأخرة فقد يعتري الشيخ في هذا السن نسيان في أداء بعض الألفاظ فيقرأها الطالب وهو لا يعرف أنه قد أخطأ، ولذلك امتنع شعبة عن الإقراء قبل موته بسبع سنوات، وحتي في علوم الحديث وغيرها منع أولاد بعض العلماء آباءهم عند كبر سنهم خوفا عليهم من الخلط.
الثاني: كثرة الطلبة عند شيخ معين فيعتريه التعب والإرهاق فينام والطالب يقرأ فلا يدري ما قال الطالب، ولا الطالب يقف حتي يستيقظ شيخه. وبعض الشيوخ يقرئون حتي وقت متأخر من الليل فيعتريه السرحان لإراحة ذهنه من كثرة ما أقرأ.
الثالث: المال: وهناك بعض الشيوخ يتساهلون مع ما يدفع أكثر حتي يختم بسرعة ويتقاضي منه ثمن الإجازة ولربما لم يكمل الختمة ويثني علي قراءته بسبب المال. وأيضا مجاملة بعض الشيوخ لأصحاب الأموال وتساهله معهم لنفس السبب.
الرابع: خدمة الظروف لبعض الشيوخ بأن ينزل مكانا فيصادف خلو المكان من مقرئ فيتصدي بقلة بضاعته فيشتهر أمام الناس فيأتي الخلل من جهته.
الخامس: عدم مذاكرته وقت طلبه فيؤدي إلي النسيان، فيجتهد في ضبط الوجه فيعتريه الخطأ. لأنه وقت طلبه همه أن يحصل علي الإجازة وفقط.
وهناك أسباب أخري نوردها من كلام د/ جبل عند ذكره لشروط حجية التلقي. ذكر د/ جبل في كتابه (تحقيقات في التلقي والأداء) شروط من يؤخذ منهم العلم، وله بعض التعقيبات سنوردها باختصار وتصرف.:
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:49]ـ
متابعون لنستفيد.
وفي كتاب "النشر في القراءات العشر" موضع طريف من طرائف التلقي والمشافهة، وهو قوله:
(واخْتَلَفُوا) في: ((أَمْ مَنْ لا يَهِدِّي)) فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عَامِرٍ ووَرْشٌ بِفَتْحِ اليَاءِ والهَاءِ وتَشْدِيدِ الدَّال، وقَرَأَ أبو جَعْفَرٍ كَذَلِكَ إلاَّ أَنَّهُ أسْكَنَ الهَاءَ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ وخَلَفٌ بِفَتْحِ اليَاءِ وإسْكَانِ الهَاءِ وتَخْفِيفِ الدَّال، وقَرَأَ يَعْقُوبُ وحَفْصٌ بِفَتْحِ اليَاءِ وكَسْرِ الهَاءِ وتَشْدِيدِ الدَّال، ورَوَى أبُو بَكْرٍ كَذَلِكَ إلاَّ أَنَّهُ بِكَسْرِ اليَاءِ.
واخْتُلِفَ في الهَاءِ عَنْ أبي عَمْرٍو وقَالُونَ وابْنِ جَمَّازٍ مَعَ الاتِّفَاقِ عَنْهُمْ على فَتْحِ اليَاءِ وتَشْدِيدِ الدَّال:
فرَوَى المَغَارِبَةُ قَاطِبَةً وَكَثِيرٌ مِنَ العِرَاقِيِّينَ عَن أبي عَمْرٍو اخْتِلاسَ فَتْحَةِ الهَاء، وعَبَّرَ بَعْضُهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِالإخْفَاءِ وبَعْضُهُمْ بِالإِشْمَامِ وبَعْضُهُمْ بِتَضْعِيفِ الصَّوْتِ وبَعْضُهُمْ بِالإِشَارَة، وبِذَلِكَ وَرَدَ النَّصُّ عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ مِنْ رِوَايَةِ اليَزِيدِيِّ وغَيْرِه.
قَالَ ابْنُ رُومِي: قَالَ العَبَّاسُ: قَرَأْتُهُ على أبي عَمْرٍو خَمْسِينَ مَرَّةً فَيَقُولُ: قَارَبْتَ ولَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا، قَالَ ابْنُ رُومِي: فَقُلْتُ لِلعَبَّاس: خُذْهُ [عليَّ] أَنْتَ على لَفْظِ أبي عَمْرٍو، فَقُلْتُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَالَ: أَصَبْتَ؛ هَكَذَا كان أَبُو عَمْرٍو يَقُولُه .. انْتَهَى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 11:37]ـ
قال د/ جبل:" قال ابن مجاهد:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين.
2. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه.
3. قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه .... وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم.فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله.
4. ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46
إن ابن مجاهد حدد شروط العالم الحجة ـ كما في (1) ـ أما الثلاثة فاقدوا الأهلية وصفهم ابن مجاهد بدقة أولهم:
السليقي: (الذي يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك) فهذا ليس إماما ولا يصلح لذلك لأنه يقرأ عن سليقة لا عن علم، فهو لا يعرف دقائق قراءة نفسه معرفة علمية بقواعدها ومصطلحاتها ولذا لا يستطيع أن يعلم غيره ولا أن ينكشف خطأه ويعيّنه ولا أن يقومه، وقصاري ما يستفاد منه أن يقلد.
أما الثاني: المقلد الفاقد للأمرين السليقة والعلم، وهذا أخطرهم ولذلك أطال ابن مجاهد في أمره، لأنه قد يتلقي الصواب ثم ينسي أو يشتبه عليه ما تلقاه أداء أوحفظا، وهو ليس عنده علم يفطن به إلي حاله، فيقرأ أو يلحن ويتوهم أنه علي وصواب ويتمسك به ويكابر ويجادل ناسبا إياه إلي مصدر التلقي.
والثالث: (ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس) والصنف الثالث هم علماء العربية العالمون باللغة والمعاني، ولكنهم لا علم لهم بضوابط مجال القراءات ـ مثل: صحة السند وغيرها من الشروط ـ فمثل هؤلاء قد يبتكر الواحد منهم قراءة لا سند،أو يفضل قراءة علي أخري ناظرا إلي المعني أو التركيب صارفا النظر عن صحة السند وقوته، فهذا أيضا لا يجوز أن يكون إماما ولا أن يُتلقي عنه لأن غفلته عن ضوابط مجال القراءات تؤدي إلي تغييره القرآن.
ونخلص من ذلك كله إلي أن التلقي الذي ينبغي التمسك به والاحتجاج به هو التلقي عن دراسة واعية شاملة توصل إلي دقائق الأمر بأن يكون الدارس عالما بكل جوانب المسألة المدروسة لغة ورواية فاقِهاً لأقوال الأئمة فيها، خبيرا بالكيفيات التي يؤدي بها الصوت المفرد أو النسق الصوتي، وبذلك تكون له أهلية لمراجعة شيخه للتحقق من كيفية أدائه وهنا يكون تلقيه حجة.
أما الذين يتلَّقون بلا دراسة ولا معرفة بجوانب ما تلقَّوه ودقائقه، فلا حجة في تلقيهم ولا في تقليدهم أداء مشايخهم، بل ولا يُؤْمَنون في درجة إحكامهم لهذا التقليد فلا تقبل شهادتهم بالنسبة لأداء مشايخهم."أ. هـ صـ 11: 17 بتصرف واختصار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في موضع آخر:" وما قاله ابن مجاهد ـ شيخ الصنعة ـ ذكر معناه الداني فقال:" وقراء القرآن متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق فمنهم من يعلم ذلك قياسا وتمييزا وهو الحاذق النبيه ومنهم من يعلمه سماعا وتقليدا وهو الغبي الفَهِه " ثم قال د / جبل وأضاف الداني إضافة قيمة فقال:" إن العلم فطنة ودراية آكد منه سماعا ورواية، فللدراية ضبطها ونظمها وللرواية تقلها وتعلمها " والداني محق تماما في إعلاء شأن الدراية لأنها الأرسخ أساسا ويمكن الرجوع إليها كلما احتيج إلي ذلك. ونقل د/ جبل قول مكي وأبي شامة ثم ما تبناه علماء التجويد." صـ19:18
قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية. انتهى كلامه رحمه الله" جهد المقل ص110.
وهذا كلام نفيس ياليت بعض إخواننا يحاولوا أن يحسِّنوا نطقهم ويصرفوا همهم لكيفية النطق الصحيح بدلا من أن يكون همه الحصول علي الإجازة وفقط، ومن ثم يتربَّح بسنده فلا بد أن يأتي اليوم الذي سينكشف فيه علي حقيقته وقد رأينا ذلك بأعيننا في بعض الشيوخ، وقد قال لي الشيخ الجوهري في أثناء قراءتي لرواية حفص وكنت أتعسف في القراءة خشية الخطأ ـ في بداية طلبي قال: في وقت من الأوقات سيتخلي عنك التعسف " وهذا كلام نفيس لم أشعر بقيمته إلا بعد تركي للتكلف، فإن المتكلف في القراءة سيصيبه الإرهاق في وقت ما ومن ثَََمّ ستضعف قراءته وسيظهر أمره أمام الناس، ولذلك ننصح إخواننا بالقراءة علي جمع من الشيوخ، فما يتساهل فيه أحدهم يستدركه الآخر.والله أعلم
وبعد الخوض في شروط حجية التلقي نتحدث عن كيفية التلقي والعرض علي الشيخ ..
قال السيوطي في الإتقان: " فصل في كيفية الأخذ بإفراد القراءات وجمعها الذي كان عليه السلف أخذ كل ختمة برواية لا يجمعون رواية إلى غيرها أثناء المائة الخامسة فظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستقر عليه العمل، ولم يكونوا يسمحون به إلا لمن أفرد القراءات وأتقن طرقها وقرأ لكل قارئ بختمة على حدة، بل إذا كان للشيخ راويان قرءوا لكل راو بختمة ثم يجمعون له وهكذا. وتساهل قوم فسمحوا أن يقرأ لكل قارئ من السبعة بختمة سوى نافع وحمزة، فإنهم كانوا يأخذون ختمة لقالون ثم ختمة لورش ثم ختمة لخلف ثم ختمة لخلاد، ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك. نعم إذا رأوا شخصاً أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجيز وتأهل وأراد أن يجمع القراءات في ختمة لا يكلفونه الإفراد لعلمهم بوصوله إلى حد المعرفة والإتقان."صـ 139
وقال أيضا:" فائدة: أرى على مريد تحقيق القراءات وأحكام تلاوة الحروف أن يحفظ كتاباً كاملاً يستحضر به اختلاف القراء وتمييز الخلاف الواجب من الخلاف الجائز.
فائدة أخرى: قال ابن الصلاح في فتاويه:" قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الإنس."صـ141
قال الشيخ /السيد أحمد في كتابه (أسانيد القراء العشرة ورواتهم البررة):" طريق العرض والتلاوة ويشمل الآتي:
1. السماع من الشيخ ثم العرض عليه ويدخل ضمنه التلقين والترديد.
2. العرض علي الشيخ مباشرة دون سماع منه.
3. الإذن من الشيخ للطالب بعد عرضه علي الشيخ لبعض القرآن
ويكون هذا في الغالب بين أهل التخصص، بأن يعلم الشيخ أن المجاز عالم متقن لما يجاز فيه ويريد بهذا علو السد أو تقويته أو تعدد الطرق."صـ7
وقال الخليجي:" قال ابن الجزري في نشره: كان السلف الصالح رحمهم الله يقرءون ويقرئون القرآن رواية رواية ولا يجمعون رواية إلى أخرى يقصدون بذلك استيعاب الروايات والتثبت منها وإحسان تلقيها واستمر ذلك إلى المائة الخامسة عصر الداني و الأهوازي و الهذلي ومن بعدهم، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا واستقر عليه العمل لفتور الهمم وقصد سرعة الترقي والإنفراد وانتشار تعليم القرآن ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح بالجمع إلا لمن أفرد القراءات واتقن معرفة الطرق و الروايات وقرأ لكل راو بختمة على حدة، وهذا الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ إلا بعد أن يفرد السبعة في في إحدى وعشرين ختمة وللعشرة كذلك اهـ.
مقدار التلقين:
أما مقدار التلقين في الإفراد والجمع فمفوض إلى ما يراه الشيخ وحال القارئ وقدرته علي الاستيعاب، وبعض المشايخ لا يزيد على عشر آيات مطلقا، وبعضهم يأخذ في الإفراد بنصف حزب، وفي الجمع بربع حزب.
قال الصفاقسي في غيث النفع: كان أهل الصدار الأول لا يزيدون القارئ على عشر آيات قال الخاقاني:
وحكمك بالتحقيق إن كنت آخذاً **على أحد أن لا تزيد على عشر
وكان من بعدهم لا يتقيد بذلك بل يعتبر حال القارئ من القوة والضعف واختاره السخاوي واستدل له بأن ابن مسعود رضي الله عنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد من أول سورة النساء حتى بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) وارتضاه ابن الجزري قال: وفعله كثير من سلفنا واعتمد عليه كثير ممن أدركنا من أئمتنا، قال الإمام يعقوب الحضري قرأت القرآن في سنة ونصف على سلام. وقرأت على شهاب الدين بن شريفه في خمسة أيام، وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب في تسعة أيام، ولما رحل ابن مؤمن إلى الصائغ قرأ عليه القراآت جميعاً بعدة كتب في سبعة عشر يوماً وقرأ على شخص ختمة لابن كثير من روايتيه في أربعة ايام وللكسائي كذلك في سبة أيام. ولما رحلت أولاً إلى الديار المصرية وأدركني السفر كنت قد وصلت في ختمة بالجمع إلى سورة الحجر على شيخنا ابن الصائغ فأبتدت عليه من أول الحجر يوم السبت وختمت عليه ليلة الخميس في تلك الجمعة وآخر ما كلن بقي لي من أول الواقعة فقرأته عليه في مجلس واحد ... ثم قال الصفاقسي: و استقر عمل كثير من الشيوخ علي الإقراء بنصف حزب في الإفراد وبربع حزب في الجمع) ا. هـ ص33
.
ويشترط على مريد القراءات ثلاثة شروط:
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة" حل المشكلات صـ 11
سؤال: هل يشترط السند في الإقراء؟
قال السيوطي في الإتقان:" الإجازة من الشيخ غير شرط في جواز التصدي للإقراء والإفادة فمن علم في نفسه الأهلية جاز له ذلك وإن لم يجزه أحد وعلي ذلك السلف الأولون والصدر الصالح،وكذلك في كل علم في الإقراء والإفتاء خلافا لما يتوهمه الأغبياء من اعتقاد كونها شرطا وإنما اصطلح الناس علي ذلك الإجازة لأن أهلية الشخص لا يعلمها غالبا من يريد الأخذ عنه من المبتدئين ونحوهم لقصور مقامهم عن ذلك والبحث عن الأهلية قبل الأخذ شرط فجعلت الإجازة كالشهادة من الشيخ للمجاز بالأهلية."أ. هـ 1/ 140
فقصد السيوطي ـ والله أعلم ـ أن هذا القول نابع منه مما كان في زمانه ممن يمنعون الإجازة بسبب المال وهذا ما صرح به في الفائدة التي تليها حيث قال: " فائدة ثالثة: ما اعتاده كثير من المشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مال في مقابلها، لا يجوز إجماعا بل إن علم أهليته وجب عليه الإجازة ... "صـ 140
والظاهر من القول أن الذي أخذ رواية كاملة عن الشيخ وفرغ من التلقي لا يشترط أن يحصل علي الإجازة .. أو أن الطالب قد قرأ قدرا كبيرا فيسكت الشيخ عن قراءته ولا يكثر عليه في الرد، فهذا قد يكون المقصود من كلام السيوطي، وخاصة المغالاة التي نجدها في أيامنا هذه، أما من قرأ جزءا أو أكثر من ذلك ويظن في نفسه الأهلية فلا أظن أن هذا قصد السيوطي، ثم ما يدريه أنه في الباقي لا تشتبه عليه الأمور؟ وإنما كانوا يجيزون بالاختبار لمن قرأ ختمة علي شيخ، وهي مسألة تختلف من شخص لآخر بلا شك. والله أعلم.
هذا ما من الله به علىّ ولله الحمد والمنة علي ما أنعم به علينا من الفضل والكرم والجود.
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:37]ـ
قال الشيخ /السيد أحمد في كتابه (أسانيد القراء العشرة ورواتهم البررة):" طريق العرض والتلاوة ويشمل الآتي:
1. السماع من الشيخ ثم العرض عليه ويدخل ضمنه التلقين والترديد.
2. العرض علي الشيخ مباشرة دون سماع منه.
3. الإذن من الشيخ للطالب بعد عرضه علي الشيخ لبعض القرآن
ويكون هذا في الغالب بين أهل التخصص، بأن يعلم الشيخ أن المجاز عالم متقن لما يجاز فيه ويريد بهذا علو السد أو تقويته أو تعدد الطرق."صـ7
شيخنا
هل المقصود هو الشيخ السيد أحمد عبد الرحيم صاحب "الحلقات المضيئات"؟
وهل (أسانيد القراء العشرة ورواتهم البررة) كتاب ثان للشيخ السيد؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 06:25]ـ
نعم هو(/)
نداء
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 05:55]ـ
نداء
بسم الله الرحمن الرحيم
الهمني الله تعالى في السنوات الاخيرة ان اقدم على تفسير القران الكريم تفسيرا موضوعيا –والحمد لله- فقد استنبطت منه لحد الان خمسة كتب جاهزة للطبع الا اني غير متمكن ماديا من القيام بطبعها على نفقتي الخاصة ولا يوجد في العراق من يقوم بهذه المهمة لذا خطر الى فكري في هذه الساعة وبعد انتهائي من صلاة الفجر وادعيتها ان اتوجه من خلال المجلس العلمي بالنداء الى الميسورين في العالم الاسلامي واصحاب دور النشر من المؤمنين ان يتبنوا نشرها اوبعض منها على نفقتهم خدمة للاسلام واسال الله تعالى ان يلهمني الاستمرار في في هذا العمل ويحقق طموحي في تفسير القران الكريم واستنباط مواضيع اخرى فيه وان يبقى عملي هذا صدقة جارية من بعدي انه نعم المولى ونعم النصير
1 - اصحاب الجنة في القران الكريم
2 - القران في القران الكريم
3 – الادعية المستجابة في القران الكريم
4 - يوم القيامة في القران الكريم
5 - الانسان ويوم القيامة في القران الكريم
فالح نصيف الحجية
الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز
2\ 10\2010(/)
خطأ ترقيمي في تحقيق ابن عاشور للثعلبي .. يقلب المعنى
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:23]ـ
جاء في الكشف والبيان للثعلبي رحمه الله ([1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) (427 هـ)، بتحقيق ابن عاشور رحمه الله (1970 م) " ثلاثمائة سنين مضاف غير منّون،
قرأها حمزة، والكسائي والباقون بالتنوين " وهذا يدخل الكسائي رحمه الله مع (الباقون)
والخطأ هو في موضع الفاصلة؛ فينبغي أن يكون كذا " مضاف غير منون، قرأها حمزة والكسائي، والباقون بالتنوين " لأن قراءة حمزة والكسائي في هذا الموضع واحدة ([2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2))، على أن احتمال الخطأ الطباعي يبقى واردا.
______________________________ __
(1) 6/ 165
([2]) معجم القراءات القرآنية 3/ 359، معجم القراءات 5/ 186
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 10:43]ـ
نعم .. بارك الله فيك.
قال الإمام الشاطبي:
وحذفُكَ للتَّنوينِ من مائةٍ شَفَا
والشين رمز لحمزة والكسائي.
قال في بيان الرموز:
وذو النقط شين للكسائي وحمزة.(/)
تفسير سورة الفاتحة - فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 11:41]ـ
سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
((الحمد لله رب العالمين *. الرحمن الرحيم *. مالك يوم الدين.* اياك نعبد واياك نستعين.* اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم *. غير المغضوب عليهم ولا الضالين *.))
سورة الفاتحة. سميت الفاتحة لانها فاتحة القرآن الكريم وسميت الشافية لانها تشفي من الامراض وتعالج النفوس والقلوب والافكار المريضة. وسميت السبع المثاني كونها سبع آيات. وسميت. وسميت
ونلاحظ ثلاث محاور رئيسية في هذه السورة المباركة:
الاول / الحمد والثناء لله رب العالمين الراحم بعباده والمنعم عليهم بالحياة والنعم والغذاء والتناسل اذ يحفظ بقاء المخلوقات جميعا احسانا ورحمة منه لانه صاحب القوة في الدنيا ومالك يوم القيامة.
اما المحور الثاني / فهو الاقرار بالعبودية والخضوع لله تعالى لان كل ما على الارض وما في الكون من صنعه وعليم وجبت عبوديته لانعامه عليهم في الخلق والحياة. لذا لايستعان الا به. فأليه نعبده وبه نستعين ومن استعان بغيره
ذل وضل وهلك. فلا تطلب المساعدة والمعونة في وقع الضر وجلب الخير وقضاء الامور كلها الا منه سبحانه وتعالى.
اما المحور الثالث / فهو محور الدعاء وهو الدليل على حب الخير وطريقه القويم. فكل ما خلق الله تعالى وخاصة الانسان يرفع يديه الى الله تعالى لهدايته الى طريق الحق المعتدل. طريق اهل الايمان والصلاح. هم الذين أنعم الله عليهم من الانبياء والشهداء والصالحين ومن اليهم وشملهم ربهم بنعمته وفضلهورحمته وابعدهم عن طريق الغي والضلال الذي سلكه الذين يضلون عن سبيل الله ويحاولون تغيير دينه أو يبدلونه أو يحرفونه عما شرع وثبت به ووضع له وقد ذهب بعض المفسرين ان المغضوب عليهم هم اليهود لان الله غضب عليهم ولعنهم في نص القران الكريم وان الضاليين هم النصارى لضلالتهم وعدم ايمانهم بما نزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو الحق من ربهم. فأذا لم يكن الانسان ممن غضب الله عليهم ولا من الذين أضلهم عن هداه كان من المهتدين المهديين من اصحاب الجنة.
فاللح الحجيةالكيلاني
موقه \اسلام سيفلايزيشن
****************************** ******(/)
تأملات في سورة المسد (لا تكن كحمالة الحطب)
ـ[آمال أبو خديجة]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:41]ـ
تأملات في سورة المسد
بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
سورة تحتوي مشاهد تصويرها للأحداث على الشدة والغلظة والجفاء والإذلال والتحقير لمن نسبت إليهم آياتها وكل من شابههم، ويتناسب ذلك مع سلوكياتهم وبناءهم النفسي فيما انتهجوه في حياتهم ضد كل صوت يخرج لنداء الحق، فالمتأمل لآيات السورة يستشعر فيها ما يشده لرؤية مشاهد اشتعال ألسنة النار الملتهبة المتوهجة لشدة ما ألقي في موقدها، فهذه النار صعرت مواقدها مما أحدثته دوافع النفس الشيطانية الخبيثة والتي أشعلت جوارحها بما يرفع حرارة الغل والحقد والحسد ضد دعوة الحق وأهله لمحاولة إحراقه، ومن أخطر الجوارح التي استخدمها أبا لهب وامرأته لإيذاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت جارحة لسانه والذي لا يتوقع أن يصدر عنه إلا القول المسيء الكاذب الدال على طبيعة هذه الشخصية ومرضها، الكلام الذي أشعل نار الفتن وألهبها ليصد كل من حاول أن يلحق بمركب الحق والإيمان، فقد استخدم أبى لهب بلاغته اللغوية وقدرته على الإقناع والتأثير نظرا لمنصبة ومركزه بين الناس ليؤثر أثرا كبيرا في قلوبهم لعدم التصديق بمحمد عليه الصلاة والسلام والإدعاء عليه أنه مريض أو كاذب حاشه صلى الله عليه وسلم.
تتحدث السورة عن شخصية رجل وامرأه اجتمعا في رباطهما على محاولة هدم بنيان الحق وعدم رفع رايته أينما وجد، كأنهم تعاهدوا على جمع همتهم وجهدهم معا ليحاولوا تقطيع حبل الله الوثيق الذي يريده أن يوصل بين المؤمنين وخالقهم، وأرادوا بالمقابل أن يشدوا حبلهم الزائف الممدود من زخرف الوهم والجهل والشهوات ليُلف حول أعناقهم، فسعوا في الأرض متحركين وطائفيين يجمعون من حطامها وحطبها حزم تُشد بحبل محكم من الشيطان لتصف أعمدة أمام طريق دعوة توحيد لله لتنشر الأذى والشر والفساد وتُشيع الفتن في قلوب الناس، وتكون أحجارا ترصف لتعيق المسير لأي تقدم سيؤدي لتغير وإصلاح المجتمعات والقبائل وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والإيمان، لقد عملوا على جعلها ناراً مسعورة لتكوى بها أجساد المؤمنين الصادقين وسط حرارة الصحراء ولهيبها، ولكن الله ناصر المؤمنين ووكيلهم يأبى لحطبهم أن يشتعل ضد دعوة الحق والثبات بل كان كل ما جمعوه بجهدهم حارقا لهم ولمكرهم ومصعرا ناراً تلظى من تحت أقدامهم مشدودين إليها بحبل متين ملتف حول أعناقهم ومن الصعب فكاكه أو الفرار منه، فكان صاليا لنفوسهم بنيران الذل والخسران في الدنيا والأخره.
ويأبى الحق أن يطفأ نوره فكان سراجا منيرا لكل زاوية من زوايا الدنيا، فأنار سماءها وأرضها ليبقى مشكاة تنير للناس الطريق يحملها كل من أراد أن يسلك للوصول إلى النجاة والفلاح إلى صراط الله المستقيم، بأن يجعل خطوات أقدامه وحركات يديه لا تتبع إلا منهج النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمهما حاول أعداء الله أن يطفئوا نور الله بشدة مكرهم وغلظتهم لن يستطيعوا حتى لو بسطت الأرض كلها بين أيديهم فالله يُمهل ولا يُهمل فيعطي لينتقم بأخذه الشديد فتكون الحسرة والندامة على النفس وألمها أشد وأقوى، فنور الله لا يطفئه شيء ولا يكون له إلا الثبات والزيادة.
قال تعالى (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا) المائدة64 قال تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) الصف8
وحكمة الله أن تسمى تلك السورة قليلة العدد في آياتها شديدة المعاني والمواقف، وعظيمة الفوائد أن تسمى بالمسد له دلالة قوية على ما فيها من معاني مترابطة متناسقة في معناها، ولتدل على طبيعة شخصية هؤلاء الكافرين الذين برزوا وتميزوا بأفعالهم عن غيرهم من الناس لكنها كانت أفعال للشر والأذى فاستحقوا أن يلقبوا بها وأن ينزل بهم وبأفعالهم قرآن يتلى ليوم القيامة يتوعدهم ويتوعد كل من تبع منهج خطواتهم وسننهم
ولو نظرنا لمعنى المسد في اللغة ففي كتاب الصحاح في اللغه قيل أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
" المسد هو الليف. يقال: حبلٌ من مَسَدٍ. والمَسَدُ أيضاً: حبلٌ من ليف أو خوص. وقد يكون من جلود الإبل أو من أوبارها. ومَسَدْتُ الحبل أمْسُدُهُ مَسْداً: أجدت فتله. ورجلٌ مَمْسودٌ، أي مجدولُ الخَلْقِ. وجاريةٌ حَسَنة المَسْدِ، والعَصْبِ، والجَدْلِ، والأَرْمِ. وهي مَمْسودَةٌ، ومعصوبةٌ، ومجدولةٌ، ومأرومةٌ. والمَسْدُ: إدْآبُ السير بالليل "
إنه الحبل المفتول بشدة وهو من الليف الشديد القوة والمتانه والذي من الصعب أن يقطع أو يفك، فها هو أبى لهب وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بيت آل هاشم ومن أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم، يتبع خطوات الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية إعلانه لدعوته لتوحيد لله لكنه لا يتبعه مدافعا وناصرا وحاميا، بل يتبعه مخالفا ومعاندا ومكابرا ومحاربا له ولدعوته، متهما إياه بالجنون وبالكذب والسحر وبغيره من الأوصاف التي لا تليق به عليه الصلاة والسلام وهو من اتصف قبل بعثته في زمن الجاهلية العمياء بأعلى الأخلاق وأعظمها وقد شهدت قريش والدنيا كلها على حسن خلقه وصدقه عليه السلام فكيف به بعد النبوة، أبا لهب يسلط لسانه بالقول الكاذب حول النبي صلى الله عليه وسلم محاولا منع أي نور ممكن أن يشق في قلوب المحيطين به لتصديق دعوته، فكان أول المستهزئين الساخرين به وبما يقول، حيث كان من الأولى له أن يكون أول السبّاقين للتصديق بدعوة محمد عليه السلام فهو عمه الذي انتسب اسمه لعائلة أعظم الناس وأكرمهم عند الله، فكان مستغلا لهذه العمومه ليبعد الناس عن التصديق بما يقول فيقف خلف رسول الله بعد انتهاء رسول الله من إنذار الناس وتحذيرهم ووعدهم بالجنات والنعيم إن أطاعوه وأمنوا به، فكان ينادي بهم أنه ابن أخيه وأعلم الناس به فلا يصدقوه فهو مجنون أو مسحور فلا تتبعوا دعوته ولا تتركوا دين آباءكم فكان يقع كثير من الناس في فتنته ودعوته،
جاء في تفسير الإمام الرازي حول ذلك " تبت خابت، قال ابن عباس: لأنه كان يدفع القوم عنه بقوله: إنه ساحر، فينصرفون عنه قبل لقائه لأنه كان شيخ القبيلة وكان له كالأب فكان لا يتهم، فلما نزلت السورة وسمع بها غضب وأظهر العداوة الشديدة فصار متهماً فلم يقبل قوله في الرسول بعد ذلك، فكأنه خاب سعيه وبطل غرضه "
ولعل الله كناه في كتابه بلقب أبى لهب ليخرجه ويبعده عن نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فاختار له لقبا يليق بما سيلاقيه من مصير جزاءاً لما كسبه، ويكون في الذل والصغار والعار بدل أن يُشرف بقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم.
ادعى أبى لهب أنه أكثر الناس معرفةً بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه ابن أخيه، لكن التاريخ لم يذكر أن أبى لهب شخصية كانت قريبة من الرسول عليه الصلاة والسلام أو أنه كان له تأثيرا عليه أو مشاركة في رعايته أو تربيته إلا ما ورد أنه خطب بنات رسول الله رقية وأم كلثوم لأبنائه بدافع العمومه والعصبية واستغل ذلك بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإساءة للنبي عليه السلام بتطليقهما، ولعل رسول الله ما كان لديه الرغبه في نسبه وكانت نفسه ترفض ذلك الرابط مع ذلك العم لشعوره أنه سيكون له العدو الأول والأكبر في مسيرة الدعوة، فما كان لروحه صلى الله عليه وسلم الطيبة أن تجتمع مع نفس ذلك الخبيث ففرق الله ذلك الرابط بينهما فلا يجتمع الإيمان والكفر أبدا، فكان أبا لهب رافعا شعار العداوة المطلقة مع الله ورسوله متكأً على عصاه الهشة الباطلة واعتقادات وأوهام ورثها عن الآباء، وكان مندفعا بخوفه على مصالحه المادية ومكانته الإجتماعية ليحارب كلام الله وينصر آلهة الشرك التي لا تسمن ولا تغني من جوع، متوهما بقوته الزائلة التي ارتبط بها فشد وثاقها بحبل قوي حول خاصرته لتشده إلى طريق الضلال، فظن أنها القوة التي ستحفظ له عزة البقاء والوجود ورفعة الجاه والمنصب بين الناس، فكان اعتقاده الزائف أن كثرة الأموال والأولاد وتعزيز المكانة والتفاخر بين الناس هما ما يكسب من خلالهما الرضي عن الذات والتفاخر بالنفس وبهما يحقق لذة السعادة في هذا الوجود، و بسطوته المادية سيضمن السيطرة والتبعية له من قبل الكثير من أفراد المجتمع فيفرض نفوذه عليهم ويوقع الإذلال في نفوسهم كيفما شاء دون حساب ولا رقيب، لقد غرته الأماني الزائفة وأخذته الظنون الوهمية وظن أنه يحسن صنعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد سخر أبى لهب ماله وما كسبه لمحاربة الله ورسوله فكان يفتدي آلهته بكل شيء كي يصد المؤمنين عن الدخول واللحاق بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاء في تفسير ابن عاشور أنه " روي عن ابن مسعود أن أبا لهب قال: «إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فأنا أفتدي نفسي يوم القيامة بمالي وولدي» فأنزل الله: {ما أغنى عنه ماله وما كسب} "
هذا الإستهزاء والسخرية والتقليل من قدر الله ورسوله، وطغيان الشك والضلال على قلبه الذي تغلف بجدار الآثام والذنوب يُظهر كم سيصدر منه الطغيان في عداوة الدين وكم سيمكر من مكر محاولا استنزاف طاقته كي يوقف بزوغ ذلك النور.
فعندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة النور التي أراد أن يُخرج بها الناس مما غرقوا به من الضلال والشرك ليدخلوا سفينة النجاة ليبحروا في بحر نور الله وتوحيده، فدعا الناس لإيمان بالله ونبذ الشرك وأهله وأن لا يُتخذ غير الله إلها وربا ولا يُشرك معه أحدا، ووعد كل من آمن وأسلم لله بالجنة والفوز العظيم إن أحسنوا واتقوا، فدعاهم للارتباط بحبل الله المتين والعض عليه بالنواجذ فهو الحبل الذي سيَشُدَ عضد كل من استمسك به ليأخذه إلى طريق الصراط المستقيم، وما سواه سيكون طريقا للهلاك والخسران المبين، فكان أبا لهب وزوجته من السبّاقين المسارعين لقطع ذلك الحبل عن أنفسهم فأبوا أن تربط قلوبهم ويحُكم وثاقها بحبل حب الله وحسن عبادته وطاعته فاتبعوا الهوى والشيطان فقطعوا بأيديهم حبل الوصال والود والقرب من الله ومصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفتلوا حبلا زائفا حول أعناقهم فأحكموا وثاقه ليسحبوا به إلى نار ذات لهب بسبب معاندتهم وطغيانهم وخاصة أن الدعوة كانت في بدايتها للانطلاق وتحتاج لمن يشدها ويؤيدها، ورغم أن أبا لهب وزوجته كانوا أقرب الناس للنبي سواء بجيرته أو قرابته وأعلمهم بصدقه وعلو خلقه ما نفعهم ذلك في شيء بل حرفوا ما عرفوه بالقول الكاذب، وما أشفقوا على أنفسهم فجنبوها مصارعة الحق وبذل الجهد لإيقاف نور الإسلام ولو أنهم انعزلوا مبتعدين بأنفسهم عن إشعال فتيل الفتن في قلوب الناس لعلهم كانوا نجوا مما كتبه الله عليهم، ولو كان حراكهم وجهدهم مؤيدا ومسارعا نحو خدمة الحق وأهله وسخروا أموالهم وأولادهم ومكانتهم لذلك الدين لكان ذلك هو الفلاح العظيم، ولكن الله العالم بأحوال وقلوب عباده المطلع على ما سيكون منهم فعلم أن لن يكون منهم ذرة خير لهذا الدين ولن ينتفع أحد منهم بشيء بل كل ما سيكون منهم هو الفساد وإشاعته بين الناس فكان ذلك الوعد بالتنكيل بهم إلى يوم الدين وهذا من أعظم معجزات القرآن العظيم.
يقول ابن عاشور في تفسيره حول «يصلى ناراً» " يُشوَى بها ويحس بإحراقها. وأصل الفعل: صلاهُ بالنار، إذا شواه "
وقول الله سبحانه وتعالى (تبت يدا أبي لهب وتب)
فمن معنى التباب كما جاء في كتاب الصحاح في اللغة أنه: الخُسْرانُ والهَلاكُ. تقول منه: تَبَّ تَباباً، وتَبَّتْ يداهُ. وتقول: تَبَّاً لفلانٍ، تَنْصِبُهُ على المصدر بإضمار فِعْلٍ، أي ألْزَمَهُ الله هلاكاً وخُسراناً. وتَبَّبوهُمْ تَتْبيباً، أي أهْلَكوهُمْ. واسْتَتَبَّ الأمْرُ، تَهَيَّأَ واستقامَ.
يقول الإمام الرازي في تفسيره حول معنى تبت
" تبت خسرت، والتباب هو الخسران المفضي إلى الهلاك، ومنه قوله تعالى: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101] أي تخسير بدليل أنه قال في موضع آخر: {غير تخسير} "
فالإنسان من الممكن أن يخسر جزء ما من ماله أو مما اكتسبه ولكن لا يؤدي ذلك لهلاكه بل يكون سببا لصحوته من غفلته، أو من الممكن أن يخسر بعض الأشياء المهمة ولكن يكون مقابلها أشياء اكتسبها حفظت توازنه وعدم الهلاك، لكن أبا لهب وزوجه لم يبقيا لهم فرصه واحدة للربح والكسب النافع الذي يوقف الخسارة المستمرة بهما فكانت نتيجتهما الهلاك الماحق لهما والذي لا أمل للنجاة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتخصيص يدا أبا لهب بالهلاك يدل ذلك على عظم ما اكتسبه وفعله في الصد عن الحق والإيمان، فاليدين رمز للكسب والفعل والحركة، فكان يفعل بهما الشيء الكثير الذي يعيق به سير مركب الإيمان، واستخدمهما في شد حبل الضلال والفساد وتحكيم شده على كل من حاول أن يتبع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فجسده كله هالك وليس فقط يديه ولكن رمز اليدين لما تحمل فيهما من معاني الكسب والفعل التي ذكرناها سابقا.وأن يلقب أبا لهب بهذا اللقب المشابه لصفة من صفات النار بالاشتعال والاحتراق فهذا يدل على أن فعله وصفاته كانت تتشابه مع صفات النار ولهبها لما تحرق من الأشياء المحيطة بها إن اقتربت منه فهو كان يحرق كل ما ينفع وما يؤدي للصلاح في الأرض وينشر الفساد والفتن في كل مكان، وأن يُطلق عليه ذلك اللقب يدل أن الألقاب تطلق على ما يظهر من سلوكيات الإنسان وطباعه وصفاته السلبية المأخوذة من صفات النار ولهبها، ولعل شدة حدته وانفعاله وحقده على الدين كان كالنار الحارقة التي اشتعلت لتدمر ما حولها.
وجاء في تفسير الإمام الرازي حول استخدام اليد
" لعله إنما ذكر اليد لأنه كان يضرب بيده على كتف الوافد عليه، فيقول: انصرف راشداً فإنه مجنون، فإن المعتاد أن من يصرف إنساناً عن موضع وضع يده علي كتفه ودفعه عن ذلك الموضع ورابعها: عن عطاء تبت أي غلبت لأنه كان يعتقد أن يده هي العليا وأنه يخرجه من مكة ويذله ويغلب عليه وخامسها: عن ابن وثاب؛ صفرت يداه على كل خير، وإن قيل: ما فائدة ذكر اليد؟ قلنا: فيه وجوه أحدها: ما يروى أنه أخذ حجراً ليرمي به رسول الله، روي عن طارق المحاربي أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، ورجل خلفه يرميه بالحجارة وقد أدمى عقبيه، لا تطيعوه فإنه كذاب، فقلت: من هذا، فقالوا: محمد وعمه أبو لهب» "
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
الجزء الثاني للسورة يمثل المرأة شديدة القسوة التي فرغت قلبها من عواطفها ورقتها الأنثوية لتملئه بمشاعر الحقد والحسد المندفعه من اعتقاداتها الوهمية والخرافية الباطلة والتي ورثتها عن أبائها وجاهليتها، أو اندفعت بها نتيجة خوفها على مكانة زوجها وجاهه بين الناس وكثرة ملكه إن اتبع دعوة الحق وصار وراء هديه صلى الله عليه وسلم، إنها المرأه التي صَلّبت عنقها بغرورها وكبرها وإغوائها لتنشر الفساد من حولها وتعين زوجها على النجاح في دعوته مع الباطل فكانت تقف صفا بصف إلى جواره لتُثبتَ أقدامه بدل أن تكون رقيقة بإحساسها ومشاعرها فتسابق للإيمان وتحث زوجها للحاق بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها النفوس الخبيثة المتناسبة معا قد اجتمعت لتشترك في جريمة الضلال وإعلان الحرب الهوجاء على الإسلام ولتحرق أجسادهما في نار جهنم ولتبقى عشرتهما دائمة ليتحسرا معا على ما كانا عليه في الدنيا ويكون كل منهما من دفع بصاحبه للهلاك فعندها لا ينفع الندم ولا الملامة.
إنها المرأة التي فسدت فطرتها من خلال ما زينت لها نفسها من زهرة الحياة الدنيا، فعميت عن رؤية الحق بنور بصيرتها، وأغلقت مداركها عن التفكر في هذا الوجود الذي لا بد له من زوال وأن الغيب المنتظر عند الله أعظم وأجل أن يطمع ويجاهد فيه، فهي القائدة المدبرة من وراء زوجها من خلال إغوائه بزيادة الشدة والقسوة والظلم والعدوان على محمد صلى الله عليه وسلم بدل أن تكون له كالأم الرحيم ويكون عمه كالأب الحنون، لقد لبست حُليها وزينتها وخرجت لتظهرها للملأ وما حجبت نفسها بالستر والحياء بل كانت تطوف وتتبع خطوات زوجها لتلاحق خطوات الحق أينما ذهبت لتشعل نار الفتنه والصد عن إتباع الإيمان، فقد لعبت امرأة أبى لهب دورا عظيما وقويا في الصد عن دعوة الحق ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال جمالها ومكانتها عند زوجها واعتزازها بنسبها وأهلها فهي أخت أبا سفيان وهو من عظماء وصناديد قريش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووَصفها بحمالة الحطب هذا الوصف العجيب المتناقض مع مقامها وعلو مركزها الدنيوي واعتزازها بحسبها ونسبها لا يدل إلا على شنيع ما كانت تصنعه من أفعال وأقوال تحارب بها دين الله، فاستحقت ذلك الوصف الهابط لحال صورتها وهي تحمل الحطب على ظهرها المنحني لثقل ما تحمله وكثرة التنقل بين الأماكن للبحث عنه، فأحكمت شده بالحبل المتين خوفا من فقدانه وسقوطه بعد شدة العناء في جمعه لإيقاد نيران من اللهب لقضاء منافعها الدنيوية، فهذه المرأة أعلنتها مع زوجها حربا لا هوادة فيها ولا رحمة ضد الإسلام فكانت تطوف على البيوت وفي الطرقات لتؤيد كلام زوجها وتزيد مما عندها من الكذب والبهتان حول رسول الله ودعوته، كما أنها كانت تتحرى الفرص في إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال أهله لتؤذيه في بناته وتلحق به أذى نفسيا ليشغل قلبه صلى الله عليه وسلم بالهم والحزن، فهذا الحطب الذي جمعته هو رمز للذنوب والآثام التي ارتكبتها بحق رسول الله ودعوة الحق حتى أصبحت حملا ثقيلا فوق ظهرها ليكون وزرا عظيما عليها، وهو الحطب الذي جعلته موقدا لها ولزوجها عندما كانت تقنعه وتدفعه لزيادة قسوته على ابن أخيه والمسارعة في الدفاع عن باطلهم وجاهليتهم ومحاربة دين الله،
يقول ابن عاشور حول وصفها بحمالة الحطب " فلما حصل لأبي لهب وعيد مقتبس من كنيته جُعل لامرأته وعيد مقتبَس لفظُه من فِعلها وهو حَمْل الحطب في الدنيا، فأُنذرت بأنها تحمل الحطب في جهنم ليوقَد به على زوجها، وذلك خزي لها ولزوجها إذ جعل شدة عذابه على يد أحب الناس إليه، وجعلها سبباً لعذاب أعز الناس عليها ".
فهل انتفعت امرأته بما اعتقدت أنه الخلود لها والرفعه لمكانتها كما توهم زوجها بما اكتسبه من المال والولد، هذا المال الذي جمعه من خلال مساندة ومناصرة الباطل والخوف على خسارة تجارته أو نقصانها إن اتبعوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ولو علموا أن ما جاء به عليه الصلاة والسلام سيزيد مما عندهم من المال والولد لكانت بركة من الله ستحل عليه، ولو سارعوا للدخول في دين الله لحققوا الربح العظيم لتجارتهم في الدنيا والآخرة، ولكنها النفوس المريضة التي لا تنظر ولا ترى إلا بمنظار الدنيا القصير الممتد بحبل الشهوات والهوى فصدهم عن السبيل، كما أنهم سارعوا لمناصرة أعداء الله وأعداء رسوله وهم من عشيرته وقرابته صلى الله عليه وسلم، حيث أُشتهر في زمانهم ومجتمعاتهم النصرة للعصبية والقبلية والاتحاد معا ضد العدو مهما كانت أسباب الخلاف بينهما، لكن كان بيت أبى لهب أول السَبّاقين للعدوان والمحاربة للرسول صلى الله عليه وسلم، مما كان فيه زيادة في الإيذاء والقسوة على نفس رسول الله وعدم التمهيد لنجاح دعوته، لقد انتفضت أسرة أبى لهب ضد محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته ولم يخرج منهم رجل رشيد يصدهم عن الاستمرار في غيهم وعدوانهم، ولعل أبى لهب وامرأته سيحملان أوزار أبناءهم لدفعهم إياهم على إتباع خطوات الضلال رغم أنهم كانوا قادرين على التمييز والاختيار ولكنها النفوس الموحده على الخبث لا تخرج منها نوازع الإيمان الصادق بل التفت حول نفسها بخبثها فأهلكوا أنفسهم بأيديهم.
جاء في تفسير الرازي حول حمالة الحطب
" كونها حمالة الحطب وجوهاً: أحدها: أنها كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل في طريق رسول الله، فإن قيل: إنها كانت من بيت العز فكيف يقال: إنها حمالة الحطب؟ قلنا: لعلها كانت مع كثرة مالها خسيسة أو كانت لشدة عداوتها تحمل بنفسها الشوك والحطب، لأجل أن تلقيه في طريق رسول الله وثانيها: أنها كانت تمشي بالنميمة يقال: للمشاء بالنمائم المفسد بين الناس: يحمل الحطب بينهم، أي يوقد بينهم النائرة، ويقال للمكثار: هو حاطب ليل وثالثها: قول قتادة: أنها كانت تعير رسول الله بالفقر، فعيرت بأنها كانت تحتطب والرابع: قول أبي مسلم وسعيد بن جبير: أن المراد ما حملت من الآثام في عداوة الرسول، لأنه كالحطب في تصيرها إلى النار، ونظيره أنه تعالى شبه فاعل الإثم بمن يمشي وعلى ظهره حمل، قال تعالى: {فَقَدِ احتملوا بهتانا وَإِثْماً مُّبِيناً} [الأحزاب: 58] وقال تعالى: {يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ} [الأنعام: 31] وقال تعالى: {وَحَمَلَهَا الإنسان} [الأحزاب: 72
(يُتْبَعُ)
(/)
]."
وتصوير امرأة أبى لهب وهي تسحب من جيدها بحبل من مسد حيث جاء في معني الجيد في كتاب الصحاح في اللغة " أنه العُنقُ؛ والجمع أَجْيادُ. والجَيَد بالتحريك: طول العُنُق وحُسْنُه "
أي من عنقها الذي افتخرت به لتلبس الحلي الثمينة وتزين به نفسها بأجمل القلائد والزينة التي تتكبر بها على نساء قريش وغيرها من نساء القبائل، مفتخرة بمكانتها ومكان زوجها وكثرة ماله وعزه ومعتقده أن ذلك المال من صنع زوجها وحنكته وذكاء أبنائه، ولعلها كانت تعتز بين نسائها بمكانتها عند زوجها فتظهر تلك القلائد والزينة أمامهن لتظهر مدى إعجابه وحبه لها ونسيت أن لولا وجود الله ما رأت تلك القلائد ولا تنعمت بتلك الزينة ولكنه الله كامل الربوبية الذي لا يمنع عطاءه عن الكافرين فهو المتكفل بكل ما خلق وتعهد بإعطائهم وإمدادهم بالرزق فزيادة العطاء من الله للإنسان لا يدل أن العبد من المقربين المفضلين عند الله دائما بل لعل ذلك للابتلاء والفتنه والإمهال لهم وعدم الإهمال وستأتي اللحظة التي يأخذ الله ما أعطى ويجعل الحسرة والندامة تلقى على قلوبهم، أما أهل الإيمان فهم من يناقضون اعتقاد أهل الكفر فلا يرزقون بشي إلا انطلقت قلوبهم وألسنتهم بالشكر والحمد لله وما نسبوه إلا إليه فيزيدهم ذلك من كرمه وفضله، فهذه المرأة المتكبرة المعاندة سيلف على عنقها ذلك الحبل المتين شديد القسوة والقوة لتسحب به إلى نار جهنم كما كانت تلف عنقها لتزينه بكبرها، فالآن ستنقاد ذليلة بأعز ما افتخرت به لتلقى مصيرها وقد علمت أن الحبل الذي اعتقدت أنه حبل نجاتها وعزها هو حبل هش ضعيف بل هو سبب هلاكها وهلاك زوجها وأن حبل الله المتين هو من سيبقى ولا يستطيع أن يقطعه شيء في الوجود ما دامت السموات والأرض.
يقول ابن عاشور في تفسيره حول " {في جيدها} للاهتمام بوصف تلك الحالة الفظيعة التي عوضت فيها بحبل في جيدها عن العقد الذي كانت تحلي به جيدها في الدنيا فتربط به إذ قد كانت هي وزوجها من أهل الثراء وسادة أهل البطحاء، وقد ماتت أم جميل على الشرك "
إن الشدة والقسوة التي اتصفت بها شخصية أبا لهب وامرأته وخشونة تصرفاتهما وانتزاع مشاعر الرحمة واللين من قلوبهما، كان ذلك سبب لمجيء الجزاء والوصف لهما من جنس العمل حيث الشدة في العقوبة والغلظه والقسوة في الوصف لهما، كما أن هذه الصورة جعلت منهما نموذجا لمن يصر على الكفر والظلم والعدوان على دعوة دين الله وليكونا المثل الذي يضرب للناس إلى قيام الساعة، إنزال الله قرآن يتلى عنهما ليحذر كل من يفكر في إتباع سنتهما أن سيكون له نفس المصير والوعيد عند الله.
إنها سورة تصيب الجسد بالارتجاف والارتعاش عند التمعن في مشاهدها وأحداثها، وعند تدبر أفعال وخصائص من ُأنزلت بهم ولما هم بالذات اختارهم الله لهذا الذل وتلك المهانة، سورة ترى فيها مشاهد من أهوال يوم القيامة والعذاب الذي سيقع فيها على رؤوس الكافرين، فيجعل القلب يتقي الله ويبتعد عن كل ما يأتي بالشبهة أو الشك باليقين حول وجود الله وتوحيده ويسعى لنصرة هذا الدين ورفع رايته.
أهم الفوائد التربوية من هذه السورة:
- عدم التعلق بزينة الدنيا والانقطاع عن زينة الآخرة.
- عدم الاعتماد على القوة المادية من المال والولد والنسب والحسب فكل ذلك لا يغني عند الله شيئا.
- شدة القسوة تمنع القلب عن رؤية الحق وإنارة بصيرته.
- الخبيثين للخبيثات والطيبون للطيبات.
- لا ينفع الإنسان حسبه ولا نسبه ولا قرابته بل لا ينفع عند الله إلا الإيمان والعمل الصالح.
- المسارعة للاستمساك بحبل الله المتين الذي يبقى ثابتا وقويا ويسحب بصاحبه إلى الفوز والنجاة.
- المرأة المؤمنة الصالحة من تعين زوجها على اتباع الحق وتأخذ بيده وتعينه عن الفرار من الباطل.
- الأم من ترحم بيتها وأسرتها فتدلهم على الخير أينما كان.
آمال ابراهيم أبو خديجة
2010
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 02:43]ـ
جزاكم الله خيرا ..(/)
أريد أسماء كتب في أصول التفسير
ـ[أمد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكتب التي تناولت أصول التفسير بالدراسة:
إما كتب مصدّره باسم أصول التفسير, أو أنّ المفسرين قدّموا لتفاسيرهم بذكر أصول التفسير أو ثمة كتب تناولت هذا الجانب في باب من أبوابها وهي كتب علوم القرآن.
فـ فضلاً لا أمرًا ..
من يسرد لي أسماء الكتب مع مؤلفيها في كل قسم؟؟ مأجورًا مشكورًا.
هذا مثال للتوضيح: في النوع الأول الكتب المصدّره باسم أصول التفسير كتاب: بحوث في أصول التفسير ومناهجه لـ فهد الرومي , وهكذا ..
أريدها ضروري بارك الله فيكم
أختكم.
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 02:33]ـ
مقدمة التفسير لشيخ الإسلام
الإكسير في أصول التفسير للصرصري الطوفي
حاشية أصول التفسير لابن قاسم
القواعد الحسان في تفسير القرآن لابن سعدي
قواعد التفسير للشيخ السبت
كل هذه في أصول التفسير
أما مقدمات التفاسير فأكثرها تشتمل على مقدمات في أصول التفسير
ـ[أمد]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 11:03]ـ
^^
أخي الكريم: جُزيت الحسنى وزيادة.
.............................. ..........
هل من مزيد؟؟
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:09]ـ
هذا برنامج للشيخ ابو عمر العتيبي طيب مبارك ان شاء الله و انا اتبعه منذ مدة.
"التفسير وأصوله"
المستوى الأول:
1 - (التفسير الميسر)، طبع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
2 - (تيسير الكريم الرحمن) للشيخ عبد الرحمن السعدي (مطبوع في مجلد).
المستوى الثاني:
1 - (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير) للشيخ محمد نسيب الرفاعي.
2 - (كيف نفهم القرآن) للشيخ محمد جميل زينو.
3 - (زبدة الإتقان في علوم القرآن) للشيخ محمد عمر با زمول.
المستوى الثالث:
1 - (تفسير البغوي) طبع دار طيبة. الرياض، أو (مختصر تفسير الطبري) اختصار بشار عواد.
2 - (مقدمة في أصول التفسير) لشيخ الإسلام ابن تيمية مع شرحها للشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين.
3 - (القواعد الحسان فى تفسير آى القرآن) للشيخ عبد الرحمن السعدى.
4 - (مباحث في علوم القرآن) لمناع القطان، أو (الإتقان فى علوم القرآن) للسيوطى أو (مناهل العرفان) للزرقاني.
المستوى الرابع:
1 - (أحكام القرآن) للقرطبى.
2 - (قواعد التفسير جمعاً ودراسة) د. خالد بن عثمان السبت.
3 - (أضواء البيان) للإمام محمد الأمين الشنقيطى.
4 - (البرهان فى علوم القرآن) للإمام الزركشى.
للاستزادة والاستفادة مطالعة الكتب التالية:
1 - (تفسير ابن كثير) تحقيق: إبراهيم البنا، (أحكام القرآن) لابن العربى، (أحكام القرآن) للجصاص، (فتح القدير) للشوكانى، (المحرر الوجيز) لابن عطية، (جامع البيان في تأويل آي القرآن) للإمام ابن جرير الطبرى، (بدائع التفسير) لابن القيم جمع يسرى السيد، (زاد المسير فى علم التفسير) لابن الجوزى، (الدر المنثور) للسيوطى
2 - (القراءات وأثرها فى التفسير والأحكام) للشيخ محمد با زمول، (التحرير والتنوير) للطاهر ابن عاشور، (أصول التفسير وقواعده) لخالد العك، (التفسير والمفسرون) لمحمد حسين الذهبى، (دفع إيهام الاضطراب عن آى الكتاب) للشيخ محمد الأمين الشنقيطى.
3 - (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ومعرفة اُصوله واختلاف الناس فيه) لمكى بن أبى طالب القيسى، (نواسخ القرآن) لابن الجوزى.
ـ[أبو عبد الله العصيمي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 12:45]ـ
ومن الكتب في هذا الموضوع أيضاً:
- أصول التفسير وقواعده، لخالد عبد الرحمن العك.
- أصول التفسير ومناهج المفسرين، لزبن عزيز العسافي.
- بحوث في أصول التفسير، لمحمد الصباغ.
- بحوث في أصول التفسير ومناهجه، لفهد الرومي.
- دراسات في أصول التفسير ومناهجه، لعمر يوسف حمزة.
- السفير في أصول التفسير، لعبد الحكيم سرور.
- فصول في أصول التفسير، لمساعد الطيار.
- الفوز الكبير في أصول التفسير، لولي الله الدهلوي.
- مقدمة في أصول التفسير، لصالح آل الشيخ.
- موجز في علوم القرآن وأصول التفسير، لعبد الله سلقيني.
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 01:37]ـ
النظم الحبير في علوم القران واصول التفسير للشيخ سعود الشريم
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:03]ـ
وايضا مؤلفات الدكتور مساعد الطيار و محاضرات على المواقع ((صوتية))(/)
تفسير الكلمة على ظاهرها كما وردت في القرآن
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 11:11]ـ
,,,
إخوتي الكرام ..
ما القاعدة التي يعتمدها علماء التفسير في الأخذ بظاهر الكلمات ..
أريد كلام أهل العلم في ذلك .. لانني أعتقد أنني قرأت لهم كلاماً في ذلك ..
وأعتقد أنهم ذكروا فيه أن الأصل أن تؤخذ الكلمة على ظاهرها المعروف في اللغة
مالم تخصص بمعنى خاص .. ياليتني أجد جواباً شافياً عندكم إخوتي الكرام ..
تحياتي
ـ[عماد البيه]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 08:11]ـ
هناك قسمان في دلالة الألفاظ الواضح الدلالة و الخفي الدلالة
و عند الجمهور - بخلاف الأحناف - فإن الاول ينقسم إلى نص و ظاهر
فالنص ما لا يحمل إلا معنى واحد كقوله تعالى "تلك عشرة كاملة"
يقول الامام الشاطبي في كتابه "الموافقات في أصول الشريعة":
و لسان العرب يعدم فيه النص أو يندر إهـ
فهذا النوع الذي لا يحتمل إلا معنى واحد نادر جدا وروده
النوع الثاني و هو الظاهر هو ما احتمل معنيين أحدهما واضح هو الذي يتبادر إلى الذهن عند سماعه و الاخر بعيد
والأصل هو حمله على المعنى الواضح و هذا هو الغالب فيه إلا إذا استحال ذلك أو جائت قرينه تصرفه عن المعنى الواضح فيحمل على المعنى البعيد
و الأصل في فهم الالفاظ أولا اللغة
قال الامام الشاطبي:
لسان العرب مترجم عن مقاصد الشارع اهـ
و النص و الظاهر عند الجمهور هما المحكم
أما إذا كان اللفظ لغويا يحتمل أكثر من معنى مستويين في الاحتمال فهذا هو المجمل فيحتاج إلى قرينة أو مرجح خارجي من الكتاب أو السنة أو تفسير الصحابة مثال قوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده"، فحقه مجمل لا يدل على شيء بعينه. لكن بينت السنة ذلك
ثم يأتي النوع الثاني من الخفي و هو المتشابه هو ما لا يعلمه إلا العلماء، وقيل: ما استأثر الله تعالى بعلمه، وقيل غير ذلك كثير، كمن جعل المجمل والمشترك من المتشابه.
وعند الحنفية أن المتشابه مما يتعلق بالأمور الغيبية مما لا مدخل للعقل إلى معرفته.
وعلى هذا فالمتشابه عند الحنفية لا علاقة له بالأحكام التكليفية، أما الجمهور فيمكن أن يدخل في الأحكام التكليفية؛ إذ يمكن معرفة العلماء له.(/)
غزارة علم الله تعالى بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 06:39]ـ
تفسير (غزارة علم الله تعالى)
بقلم فالح الحجية
بسم الله الرحمن الرحيم
((ان الذين امنوا وعملو الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا.* خالدين فيها لايبغون عنها حولا * قل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفدالبحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولوجئنما بمثله مددا *قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الاهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فيعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا *)
سورة الكهف الايات 107/ 108
لحمد لله \ ا
. الذين امنوا بالله ورسوله وعملوا الاعمال الصالحة اعد لهم الله الدرجات العالية يوم القيامة وكانت لهم جنات الفردوس نزلا. أي سكنا والفردوس من اسماء الجنة. في مسكنهم الدائم الثابت. فهم في احسن حال واتم نعيم خالدين فيها. لايرجون ولايرغبون في التحول الى مكان اخر. سكنوها بنعمة الله وفضله وجزاء ثواب اعمالهم الصالحة في الدنيا فهم اصحاب الجنة.ومن عظيم مقام الله تعالى وقدرته انه لوكانت البحار والمحيطات وكل الماء الموجود على الكرة الارضية مدادا اي احبارا يكتب بها كلمات الله تعالى وغزير علمه لنفدت هذه البحار والمياه قبل ان تنفد كلمات الله تعالى ولو جييء بمثلها مددا لها اي حتى لوانتهت هذه البحار وجئنا بغيرها مثلها ايضا لنفدت قبل ان تنفد كلمات الله تعالى وعلمه ومن المعلوم ان قنينة الحبرالواحدة الصغيرة يكتب ماشاءالله ان يكتب بها من علم وكلمات وكتب وكميةالحبراوالمداد الموجود فيها لايساوي الا قطرات قليلة من اناء فيه ماء فكيف بالبحار التي تمدها بحار اخرى سبحانك يارب على عظمتك وقدرتك وعلو شانك انما هذا مثل ضربه الله تعالى للانسان لعله يتعظ ويفقه عظمةالله تعالى وهذه الاية تماثلها ايةاخرى في المصحف الشريف وضوحا واكثر ايضاحا اذ يذكر فيها لو اصبحت كل اشجار الارض اقلاما والبحار مدادا مانفدت كلمات الله تعالى وهذه الاية هي (ولوان مافي الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت كلمات الله ان الله غزيز حكيم) سورة لقمان الاية \ وهذه الابحر التي ضربها الله تعالى مثلا ربما تكون هي البحارالتي خلقها الله تعالى في الارض بما فيها المحيطات الخمسة بل تتعداها الى كل قطرة من ماء في الارض وفي هذه الاية توضيح اكثر فلو كان كل ما على الارض من شجرة اقلام يكتب بها والشجرة يقصد بها هنا كل اشجار الارض صغيرها وكبيرها فلوتحولت هذه الاشجار الى اقلام للكتابة والشجرة الواحدة تمثل ملايين الاقلام وكل قلم يكتب به ما شاءالله ان يكتب عندغمسه في قطرة الحبر اوقطرة المداد ثم يبرى القلم ثم يكتب به ثم يبرى ثم يكتب به وهكذا انه لمثل عظيم على غزارة علم الله تعالى ليبين لنا كم هو مقدار علمه سبحانه وتعالى وكم مقدارصغر علم البشرازاء سعة علم الله تعالى.
فقل ايها النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لعبادي اولخلقياوللناس جميعا انما انا بشر مثلما انتم بشر لاخلاف في ذلك وانما الفرق بيننا انما يوحى الي باختيار من الله تعالى وتكليف منه سبحانه وتعالى ولا يوحى الى غيري لذا اقول واثبت انه من كان يرجوا رحمةالله ولقائه في يوم القيامة فيكن من المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وكل ما جاء به القران الكريم والشريعة المحمديةالسمحاء وليعمل الاعمال الصالحة التي تقربه الى الله تعالى من صلاة وصيام وحج وزكاةوجهاد في سبيل الله ويكون داعية للخيبر والصلاح بين الناس وليحكم بالعدل والاحسان والانصاف وليبتعد البعد الشديد عن كل ما يرضى الله تعالى ويغضبه وخاصة الاشراك بالله تعالى وهوان تجعل له اندادا او شركاءفي الملك ا و تعبد غيرالله وتقدس غيره اوتشرك في عبادته غيره من الاوثان والاصنام والبشر وتحببه الى نفسك مثلما تحب الله تعالى فهواشراك بالله تعالى والاية صريحة وواضحة مثل الشمس (ولا يشرك بعبادة ربه احدا) فماذا يقول الذين يعبدون البشر ا والحجر ... ومن يشرك بالله تعالى فقد حرم الله عليه الجنة وهوفي الاخرة اويوم القيامة من الخاسرين اما المؤمنون فهو اصحاب الجنة
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمدوعلى اله وصحبه تجمعين امين
فالح الحجية الكيلاني
****************************** **
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 07:52]ـ
بارك الله فيك
الأولى أن تقول"سعة علم الله" لأنها لفظة شرعية كما أنها أبلغ في الدلالة على المقصود
قال تعالى"والله واسع عليم"
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 06:39]ـ
جزاك الله خير، لكن كما قال أخونا، عليك بالألفاظ المحكمة.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 11:09]ـ
بارك الله فيك
الأولى أن تقول"سعة علم الله" لأنها لفظة شرعية كما أنها أبلغ في الدلالة على المقصود
قال تعالى"والله واسع عليم"
اخي ابوالقاسم المحترم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
جاء في مختار الصحاح للرازي ان الغزارة للكثرة والسعة بمعنى الجدة والطاقة او المقدرة ونحن هنا نتحدث عن الكثرة اي غزارة ماءالبحر وكثرة الاقلام من الشجر واسيتميحكم عذرا ان اخطات وفق كل ذي علم عليم
فالح الحجية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 10:56]ـ
كلمة (سعة علم الله) أفضل.
وكذلك (إحاطة علم الله ... ) على أن تُكمِل بما تتعدى إليه الإحاطة.
والله أعلم.
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 11:34]ـ
جزاك الله خيري الدنيا والاخرة(/)
من صفات المؤمنين واخلاقهم بقلم فالح الحجيةالكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((قد أفلح المؤمنون.* الذين هم في صلاتهم خاشعون.* والذين هم عن اللغو معرضون *. والذين هم للزكاة فاعلون*. والذين هم لفروجهم حافظون *. الا على أزواجهم أو ماملكت ايمانهم فأنهم غير ملومين *. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.* والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون.* والذين هم على صلواتهم يحافظون *. اولئك هم الوارثون *. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.*)))
سورة المؤمنون آيه 1 _ 11
الحمد لله \
قد أفلح المؤمنون والفلاح هو والنجاح والفوز والظفر بالمرام والمراد والمؤمنون هم الذين في صلاتهم خاشعون فكرا وروحا وقلبا وأعضاءا لله تعالى وهذه حاله تعتري كل مؤمن نتيجة للشوق والمحبه لله تعالى وخاصة اثناء اداء الصلاة وقد لاحظت ذلك فعندما يقف المرء في الصلاة خاشعا تغمره محبة الله تعالى يتجرد عن ذاته فلا يشعر وهو قائم بين يدي الله تعالى في صلاته بجسمه ولا اعضائه ولا كيانه المحسوس انما يتحول بكليته الى شعور وحالات شوق ورهبة وخشية وترتبط بالله تعالى. فقد تقيد بنور حاله وتخلص الى نور الحق الذي نور بصيرته فوقف امام ربه تعالى عبدا. فهو واقف امام ربه لا يحجبه حاجب ولا حجاب ويدخل دائرة القرب وأقرب ما يكون العبد من ربه تعالى في سجوده.
كما أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.حيث يحس المرء انه يطوي بسجوده بساط الكون فيسجد على طرف بساط عظمة الله تعالى فيعتريه الخشوع في ظل الايمان فهو في حاله نشوة ولحظة قدسية وهو يقرأ ويرتل ويذكر ويتحرك في صلاته بين قيام وركوع وسجود. فاذا انتهت صلاته أحس ببالسعادة والفرح الغامر والعز الدائم الطاغي يملاء قلبه وروحه فينخرط في ذكر الله وتسبيحه ثم في الدعاء والتوسل اليه تعالى. وهذا هو الخشوع في الصلاة.
والمؤمنون من صفاتهم الحميده انهم عن اللغو وسقط الحديث معرضون مبتعدون لايقولون الا خيرا. وكلاما طيبا تحس فيه رائحة الايمان وقول الصدق.
ومن صفات المؤمنين ايضا قيامهم باخراج زكاة أموالهم وصدقة منها الى الفقراء والمحتاجين من المسلمين كما امرهم ربهم.
ومن صفاتهم حفظ الفروج والتعفف عن الزنا واللواط واعمال السوء الجنسية كالاستمناء والسحاق التي يعتبرها الشرع تجاوزا على الحدود المرسومة. الا مع أزواجهم او ما ملكت أيمانهم. فهي لهم خالصة من دون الناس. كل مع زوجته والاتيان يتم فيما أمر الله به ((انى شئتم)) وانى شئتم ظرف زمان معناه متى شئتم وفي اي وقت اردتم وليست ظرف مكان. فمن جاء بما أمر الله تعالى به فقد اهتدى وهو من المؤمنين ومن تجاوز على حدود الله فأولئك هم العادون الذين تعدت اعمالهم وافعالهم بسيئاتهم حدود ما أمر الله تعالى.
ومن صفات المؤمنين الامانه وحفظ العهد سواء كانت بين العبد وربه كأداء الفروض او بين المرء والاخرين في الاموال المودعة كأمانه والعهود والمواثيق والعقود ومواعيدها ويدخل ضمن هذا الباب عهد الرجل بعائلته وتربيتها ومسؤليته عليها ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) صدق رسول الله.
وكذلك أمانة وعهد الحكام والولاة والملوك والرؤساء على رعيتهم فالغنم امانه في عنق الراعي وهو مسؤول عنها.
ومن صفات المؤمنين أيضا. المحافظة على صلواتهم كل صلاة في وقتها المحدد لها فصلاة الفجر في الفجروقب شروق الشمس والظهر في الظهر عندما تكون الشمسفي كبدالسماء وتميل الى جهة الغروب قليلا وصلاة العصر في وقت العصر ووقتها عندما يكون ظل الشيءبقدره وصلاة المغرب عند غروب الشمس اما صلاةالعشاء فوقتها بعد صلاةالمغرب باكثر من ساعة وربع الساعة في الاغلب وبهذه الساعة تكون السماء ادلهمت واكتست بسوادالليل وهكذا.
فمن وجدت فيه هذه الصفات والمزايا العاليه ومن الله تعالى بها عليه باليمن الايمان أورثه الجنة في الاخرة. فهم الوارثون الذين يرثون الفردوس. والفردوس من اسماء الجنة الذين سيدخلونها كما وعدهم الله تعالى –ووعده الحق - خالدين فيها
فهم حقا اصحاب الجنة.
فالح الحجيةالاكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن(/)
من صفات المؤمنين واخلاقهم \2 بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 06:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما *. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما.* والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما *. انها سائت مستقرا ومقاما *. والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما.* والذين لايدعون مع الله الها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما.* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا *. الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما *. ومن تاب وعمل صالحا فأنه يتوب الى الله متابا *. والذين لا يشهدون الزور واذا مرو بالغو مروا كراما *. والذين أذا ذكروا بأيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا.* والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقين أماما *. أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما *. خالدين فيها حسنت مستقرا
ومقاما.*)) سورة الفرقان آيه 63 _ 76
الحمد لله \
الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي منح عباده الصالحين الرحمه وتفضل عليهم بها وصف عباده المؤمنين في المصحف الشريف في آيات كثيرة وبصفات متعددة وفي هذه الايات الشريفة جاء وصفهم بأعمالهم وصفاتهم مع الاخرين. منهم الذين يمشون على الارض هونا لينا ويسرا وليس المشي هنا بالاقدام وانما سيرهم وخلقهم مع
ا لاخرين من بني البشر وممن خلق لهم ربهم ما يشاء فيتعاملون معهم في حياتهم الدنيا. منهم يتعاملون مع الجميع بالحسنى واليسر والهين من الامور ومنحهم الله تعالى القدرة على الصبر فأذا خاطبهم الجاهلون من المشركين او الكفار او حتى عامة الناس من صنفهم ممن هم اقل منهم ايمانا أذا خاطبوهم بلهجة القوة والعنف والبذائه من الكلام وما اليه فأن ردهم عليهم سيكون بأفضل اللفظ وأجمل المعنى وأحسن التعبير فجأء قوله تعالى ((قالوا سلاما)). فهم العافون عن الناس أساءتهم اليهم بعيدا عن الخوف منهم. ومقابلة الاساءه بالاحسان والشده باللين واللطف وجهل الجاهلين بالحلم لهو من فضل الله تعالى وهدايته لنفس المؤمن الثابت الايمان. فهم لا يرجون من عملهم هذا وعفوهم عن الاخرين الا رضا الله تعالى والشد في عبادته. فاذا جاء الليل تراهم متوجهين في عبادة وصلاة وذكر الله دائما. ومن صفاتهم انهم يصلون الفرائض ويقومون الليل نافلة طلبا لرضى الله تعالى عليهم ومحبته في قلوبهم. وفسجدوا كناية عن الصلاة المفروضة وذكر يبتغون في كل ذلك. انهم يبغون رضا الله تعالى ويدعونه ان يجنبهم عذاب النار في جهنم وان لا يجعلها سكنا لهم ومستقرا لهم ذلك المستقر السيء الذي هم بعيدون عنه بفضل الله ونعمته عليهم. ومن صفات المؤمنين التقتير في الانفاق والصرف بحسب الحاجه فلا يجعلون أيديهم مغلوله الى اعناقهم بخلا وشحا ولا يبسطونها كل البسط فينفضون كل ما لديهم من مال فيبقون معدمين مدينين بل وصفهم الله تعالى بين هذا وذاك تبعا لما لديهم من ثروه ومال وفقر وغنى وخير الامور اوسطها.
ثم وصفهم بصفات ثلاث لا يقومون بها ولا يتصفون بها فهم لا يشركون بالله تعالى ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وحق قتل النفس هو القصاص النفس بالنفس والخروج على الامام العادل او قل الخروج من الاسلام أي من ارتد عن الاسلام فقد حل قتله ولا يزنون وهي معصية ثالثه من فعل أي منها عاقبه الله تعالى بالاثم لانه فيحالة اتيانه احدها اصبحمن الاثمين وضاعف له العذاب يوم القيامة ويبقى في هذا العذاب خالدا مخلدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
اما الذين فعلوا هذه المعاصي من الكفار والقتلة والزناة ثم تركوها وندموا على ما فعلوه وتابوا توبة نصوحا الى الله تعالى ورجعوا الى طريق الحق والصواب فأن الله تعالى يمحو ذنوبهم بالتوبة والتوبة خلاف نسيان الذنب انما جعل الذنب اما م عين المرء ليرجع عنه فيستغفر الله تعالى ويتوب اليه وهي ان يتوب عن كل شئ سوى الله تعالى وافضل ماقيل في التوبه هو التوبة عن كل شي ذمه العلم الى ما مدحه القلم وهذا الوصف يعم الظاهر والباطن لمن كوشف بصريح العلم لانه لا بقاء للجهل مع العلم كما لا بقاء لليل مع النهار وهو يستوجب جميع امور التوبه بالوصف الخاص والعام وهذا العلم يكون على الظاهر والباطن بأخص اوصاف التوبه وأعم اوصافها. ومعناها رجوع العبد عن كل ما يخالف الشرع بالانابة لكل ما يرضى الله تعالى وقيل في تفسيرها انها ترك لتسويف زمان الاويه وهي العودة الى الحق تعالى وقيل فيها ان لاتنسى ذنبك يوما ما دمت حيا فالتوبة اذن الرجوع الى طريق الحق والهدى والابتعاد عن كل عمل منكر كان المرء يعمله بنفس خالصة وروح طيبة وقلب نظيف غسل بماء الايمان عندها يبدل الله سيئات هذا المرء التائب الى حسنات لان الحسنات يذهبن السيئات والحسنه بعشر امثالها غفرانا من الله لذنوب عباده ورحمة بهم. وهذه التوبه يجب ان تكون توبة ثابتة وخالصة لوجهه تعالى مقرونة بالعمل الصالح والطريق القويم.
ومن صفات المؤمنين أنهم لا يشهدون شهادة الزور تلك الشهادة الباطلة الماحقه التي تمحق شاهدها وتلقيه بأمر العذاب بل يؤدون الشهادة على حقيقتها ولا يقولون الا الحق. واذا سمعوا لغوا او كلاما نابيا فحشاً او قبحا او كلاما غير لائق توقفت السنتهم عن النطق به وانفت نفوسهم ان تلفظ مثله واعرضت عنه ترفعا وتجاوزا مؤثرين العفو والصفح لان من خلقهم انهم العافون عن الناس. فهم لا يرضون الا بالقول الطيب والكلام السمح واللفظ المختار الحسن لذلك تراهم اذا ذكروا بايات ربهم يتدبرونها ويتفكرون في معناها ظاهرا وباطنا بقلوب يملؤها الايمان وافئدة واعيه وعيون مفتحة ترى الاشياءعلى حقيقتها واذان صاغيه سامعة ما يقال لها فهم لا يخبطون القول خبط عشواء ولا يصدرون حكما الا عن بصيرة واعيه وحكم قاطع ثابت.
ومن صفات المؤمنين توكيلهم في كل امورهم على الله تعالى والدعاء بصالح الاعمال ومن هذه الامور دعائهم الله تعالى ان يهب لهم من ازواجهم اولادا صالحين ومن اولادهم احفادا صالحين وذرية بعضها من بعض تقر بها عيونهم وتفرح بها قلوبهم مجبولين على الطاعة وعبادة الله تعالى مغروسة قلوبهم ونفوسهم بالايمان وتخلقهم بالخلق الحميدة وصفاتهم الكريمة ومن كانت ذريته صالحة سر بهم وفرح بهم في الدنيا وما أجمل ان يرى المؤمن اولاده واحفاده دائبين على طاعة الله وعبادته مؤدين حقوقه من صوم وصلاة فهم واقفون معه في صف واحد في المسجد على سبيل المثال. واضافة الى هذه الامور الدنيويه فانه ثبات بهم كما جاء في حديث رسول الله عن العمل الذي لاينقطع بعد الموت وجعل الولد الصالح منه فهو له. فهؤلاء الاولاد هم قرة اعين آبائهم وصدقة جارية لهم من بعدهم. وهم ائمة التقى وهداة الاخرين الى طريق الحق والصلاح.
و هؤلاء الذين صفاتهم ما جاء اعلاه هم الذين وفقهم الله لدخول الجنة وغرفاتها وقصورها ينعمون بها. تلك الجنة التي فيها ما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. من الخير والجمال والنعيم الدائم. تحف بهم الملائكة ان سلام عليكم ادخلوها بسلام امنين يحيونهم بتحية الاسلام و تحية الملائكة لهم وتحيتهم فيما بينهم بالسلام والايمان هذه الجنة ذات النعيم المقيم والاستقرار الثابت الخالد والمقام المحمود جعلها الله تعالى لهؤلاء المؤمنين الذين يمشون على الارض هونا ... فهم اصحاب الجنة.
فالح الحجية الكيلاني
موقع \ اسلام سيفلايزيشن
****************************** **(/)
نزهة المريد في رياض التجويد
ـ[توحيد 34]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصل هذه المنظومة أنها موجودة في كتاب الشيخ الماتع روضة الأزهار في رسائل الأخيار فأحببت ان أجعل المنظومة في رسالة مستقلة وقمت ببعض تنسيق الطفيف تغيير الخط ووضع الألوان على العناوين وهذا ولا تنسونا والشيخ من صالح دعائكم وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
نزهة المريد في رياض التجويد
نظمها الشيخ علامة المغرب المحدث عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي
قال فضيلة شيخنا أبي الفضل-فك الله أسره-في كتابه القيم: (الإتحاف) (ص:1104/إلى:1127) في معرض ذكره الكتب والفنون التي ينبغي أن يعتني بها الطالب أثناء الطلب: ( ... ومنه ما يتعلق بأحكام التجويد، ولا بأس أن أذكر هنا الدروس التي لقّنتها وحفظتها لأبنائي يوم زيارتهم لي بالسجن المحلي بتطوان: هذي بعض المقتطفات من المنظومة لأنها كبيرة قليلا لم استطع وضعها كنص كامل والملف مرفق تحت وفقكم الله
الدرس الأول من دروس التجويد التي ألقنها أبنائي
ساعة زيارتهم لي يوم الجمعة بالسجن المحلي بتطوان:
نزهة المريد في رياض التجويد
يَقُولُ مَنْ لَقَبُهُ الحدوشِي * أَصْغِ لِمَا أَقُول فافْهَمْ نَظْمِي
تَجْوِيدُ آياتِ الكِتَابِ يَقْتَضِي * عِلْماً وإدْراكاً وراء الرَّقْمِ
لِكُلِّ حَرْفٍ مَخْرَجٌ خُصَّ بِهِ * بَيْن رَقِيقٍ أوْسَطٍ أو: فَخْمِ
قِرَاءَةُ القُرْآنِ في إتْقَانِهَا * تُنْجِ اللِّسَانَ مِنْ مَسَاوِي العُجْمِ
فَلاَ تَعَسُّفٌ ولا تَكَلُّفٌ * في النُّطْقِ، ذاكَ شأْنُ أُلِي العَزْمِ
فلَيْسَ كُلُّ مَن يَلُوكُ فَمَهُ * أوْ غَيَّر الصَّوْتَ بِصَحْبِ فَهْمِ
فَذِي قِرَاءَةٌ غَدَتْ تَمُجُّهَا * في مَحفِلِ السَّمْعِ قُلُوبُ القَوْمِ
طِبَاعُهُمْ مِنْهَا تَفِرُّ دَائِمَا * تَنْفرُ فِي الصَّحْوِ كذا في النَّوْمِ
فَصُنْ مِنَ الخطَا لِسَانَكَ الذي * يَتْلُو كِتَابَ اللهِ حتَّى الخَتْمِ
العِلْمُ بالتَّجْويدِ فاعْلَمْ صاحِبِي * فَرْضُ كِفَايَةٍ ... وأيُّ حُكْمِ
أَمَّا بِشَأْنِ العَمَلِ السَّاري بِهِ * فَفَرْضُهُ العَيْنُ عَلَى المُهْتَمِّ
مَوْضُوعُهُ القُرآنُ مُنْذُ الإبْتِدَا * فَرَتِّلِ القُرآن. فَرِّجْ هَمِّي
وَقِيلَ تَجْوِيدُ الحديثِ وَاردٌ * فإنَّهُ وَحْيٌ بِغَيْرِ رَسْمِ
وفَضْلُ تَجْوِيدِ كِتَاب الله مِنْ * أسْمَى العُلومِ لارْتِبَاطِ الإسْمِ
مَفَادُهُ الفَوْزُ بِدُنْيَا بَعْدَهَا * أُخْرَى نَعِيماً أبْشِرَنْ بِالغُنْمِ
لعاصمٍ عَفْرا صهيبٌ بعدهم * شْيْمَا رمُيْصا قد نَسَجتُ نَظْمِي
فِيهِ دُرُوس نفْعُهُنّ شامِلٌ * رفعتُ فيها سمعتي وإسمي
في كل جُمْعَةٍٍٍٍ أُزَارُ عندها * ما أطيب ذا الجُمْعَةِ فِي اليَوْمِ
الدرس الحادي عشر:
الحكم الرابع: الإخفاء
في اللُّغَةِ الإخفَاءُ يعني السَّترَا * كذا اصطلاحاً نُطق حرفٍٍ مُجرى
ما بين إدغام وإظهار عري * عن شدَّةٍ بغُنَةٍ للمُضْمَرِ
(صِفْ ذا ثنا كَمْ جاد شخصٌ قَدْ سَمَا * دُمْ طَيِّباً زِدْ فِي تُقىً ضعْ ظالمَا) [5] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftn5)
صف ذا ثوابٍ بالكفاف جُرِّبا * شاقَ سَراةَ القوم حتى أطربا [6] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftn6)
زاد فلاحاً بعد تقوى كالضّيا * يظهرْ لمّاعاً أَصِيخاً وَارَيَا [7] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftn7)
إنْ كَانتِ النُّونُ بِهَذَا ساكِنَهْ * في أحْرُفِ الإخْفَاءِ تَبْقَى كَامِنَهْ
مِنْ كِلْمَةٍ أو: كلمتين فاعقلِ * وكُنْ عن التَّكَاسُلِ بِمَعْزِلِ
أمَّا عَن التَّنوِينِ لاَ يَكُونُ * إلاَّ بِكَلِمَتَيْنِ يَا أمِينُ
وذاكَ إخفاءٌ بَلَى حَقيقي * مُؤَكَّدٌ بحُجَّة التَّصْدِيقِ
الدرس الثاني عشر:
حُكْمُ النُون والميم المشددتين:
والغُّنَّةُ فِي اللُّغةِ التَّرَنُّمُ * إنْ تصطلح صَوْتٌ لذيذٌ مُبْهَمُ
مُرَكَّبٌ في جِسْمِ نونٍ مِيمِ * يُقال في الحال مع التَّنْغِيمِ
مثل النَّبَا عَمَّ كذا النَّهَارُ * ثُمَّ مع تشْدِيدهَا تَكْرارُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثلاثُ أحكامٍ لِميمِ سَاكِنَهْ * مُزَانَةٍ ليْسَتْ أخي بِالشَّائِنَهْ
الحكم الأول: الإخفاء:
أولها إخفا كما قد وردا * بالباء وحدها كذاك انْفرَدا
مثاله: (من يعتصم بالله) * كُن واعياً ولا تَكُنْ بِالسَّاهِي
كذاك (مالهُم بهِ مِنْ علم) * فافقَه من القرآن كلَّ حُكْمِ
وذلك الإخفاء حتْماً شَفَوِي * لأنَّ بَعْدَ الميم جا الباء خفي
الدرس الثالث عشر:
الحكم الثاني: الإدغام:
يليه إدغامٌ على الميم اقتصَرْ * إذا الْتَقَى المِيمانِ أدْغِمْ مَعْ نَبَرْ
مثل (أضاء لهم مشوا فيه) * أضِفْ نظيراً من مثال فيه
الحكم الثالث: الإظهار:
كذا إظهارٌ يَطَال الأحرفا * طُرّاً عَدَا باءً وميماً فاعرِفَا
بِهِ يُقالُ دون إدْغَامٍ ولا * إخفا تراهُ بالشفاهِ يُجْتَلَى
مثل (لنجعلها لكم تذكرهْ) * وربُّنا أحق من أن نشكرهْ
(هم سالمون ينقصوك شيئاً) * تبارك الذي أمَدَّ الفيْئَا
الدرس الرابع عشر:
حكم لام (أل):
ذي لام تعْريفٍ بحالتين * فلا تَكُنْ ذا ريبةٍ ومَيْنِ
الحالة الأولى: الإظهار
أُولاَهُمَا الإظهَارُ يَا نَجِيبُ * يَليهِ إدْغامٌ لَهُ ضُرُوبُ
فِي أحْرُفٍ أربَعَةٍ بعْدَ عَشَرْ * إدراكُها يُغنيك عن سِقْط الفِكَرْ
مجْمُوعةً في عِقدهَا منظومَهْ * في (إبْغِ حجَّكَ وخَفْ عَقِيمَهْ)
فإن أتَتْ ألْ بَعْدَ حَرْفٍ مِنْهَا * تَبْدُو بلفظها ولا تُدْغَمْ بِهَا
وذاكَ إظْهَارٌ يُسَمَّى قَمَرِي * مثاله: (الأبرارُ) و (الباقي) اذْكُرِ
ثم (الغَفُورُ) و (لحكيم) وحْدَهُ * كذا (الجلال) و (الكتاب) بعدهُ
ثُمَّ (الوَدُود) و (الخبير) إذْ تَلاَ * يليه (فتاحٌ) (عليمٌ) قد عَلاَ
زِدْ (القَوِيَّ) و (الملك) و (الهُدَى) * جَلَّ الذي لم يخْلُقِ المَرءَ سُدَى
الدرس الخامس عشر:
الحالة الثانية: الإدغام:
مِنْ بَعْدُ إدْغَامٌ تَيَقَّظْ وانْتَبِهْ * خُذْ خَيْرَ عِلْمٍ جَاء وافْتَخِراً بِهْ
مَنْظومَةً في مُنْتَقَى أسْلاَكِ * مُحْتَاجَةً مِنْكَ إِلَى إدْرَاكِ
(طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ * دَعْ سُوء ظنٍّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرَمْ) [8] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftn8)
طال الثَّوَا صَرْفاً تضرع مُذْنِبُ * دِنْ حِسَّ ظُلمٍ زَادَ شَيْنَ المَكسَبُ
وذاك إدغامٌ يسَمَّى شمْسي * كـ (الطور) و (الثمْرَاتِ) شدّ الجرسِ
و (الصادقين) و (الرحيم) فافطنِ * و (التائبُون) و (الضحى) به اعتنِ
و (الذاريات) و (النهار) (الدين) * و (السابقون) (الظالمون) الدونِ
(زجاجةٍ) و (الشمس) بعد (الليل) * وكُلُّ ذِي الحروف كَنْزُ العقلِ
الدرس السادس عشر:
ينقسم لامُ أل أيضاً إلى قسمين آخرين: التفخيم والترقيق
الحالة الأولى: تفخيم اللام
أضِفْ لِلاَمِ حَالتَيْنِ واجْتهِدْ * (بالله فاستمسك) (هو الله أحَدْ)
فذاك تَرقيقٌ وذا تفْخِيمُ * باسم الجلالةِ الهدى يَقُومُ
إن كان ما قبل اسمه مرفوعاً * أو: مُنْصَباً فَفخِّمِ (البَديعَا)
(تبارك الله)، (أطاع الله) * عليه قِسْ شواهداً أشباها
الحالة الثانية: ترقيق اللام
وإن يكن ما قبلَهُ مَكْسُورَا * وَصْلاً وفَصْلاً ظاهراً تقديرا
أو: كانتِ الكَسْرَةُ ذِي أصْلِيَّهْ * أوْ: وَرَدَتْ عارضَةً سَوِيَّهْ
(منْ يَهْدِه اللهُ) و (بسم اللهِ) * كم ذا (يُنجِّي اللهُ) مِنْ دَوَاهي
الدرس السابع عشر:
حكم لام الفعل، مع حالتيه: الإدغام، والإظهار
يطالُ لاَمَ الأَفْعُلِ التّسْكينُ * في آخِرٍ وَوَسْطَهُ تَبِينُ
وحُكْمُهَا الإْدْغَامُ والإظْهَارُ * في لغةِ الضَّادِ لَهَا أسْرَارُ
الحالة الأولى: الإدغام
فالأول يَكُونُ في حَرْفيْنِ * لاَمٍ وراءٍ جا عَلَى صِنْفَيْنِ
مِثالُهُ: (قُلْ رَبِّ زِدْني عِلمَا) * كَذَاكَ ( ... لا أسألكم) خُذْ فهْمَا
بذا نطقنا الحرْف بالتشديد * دلاَلةَ الإدغَامِ فِي تَرْدِيدِ
الحالة الثانية: الإظهار
وعند إظْهارٍ يُصيبُ الأحْرُفَا * عَدَا إِثنين: اللامِ والراءِ اعْرِفَا
مثال إظهارٍ (حملناهُ) و (قلْ * سُبْحَانَ ربّي) لاَمُ فِعْلٍ قَدْ هُمِلْ
هَذَا أخي الإظْهَارُ إن تَسْتَوْعِبِ * ما كان شادي الحي يَوْماً مُطْرِبِ
الدرس الثامن عشر:
حكم لام (هل وبل):
للامِ هَلْ وَبَلْ حَلْتانِ وهُمَا: * إدْغامُ إظْهَارٍ ألاَ فافْهَمْهُمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحالة الأولى: الإدغام
أولاهُمَا الإدغامُ يَأتِي بَعْدَا * لامٍ لهلْ أو: بلْ تَحرَّا الرُّشْدَا
(فَهَل لَّنَا) (بل ربّكم) فابْتَهِلِ * كذاك (بل لا تكرمون) فاعْقِلِ
فالنُّطْقُ بِالتَّشْدِيد حَتْماً يَقَعُ * ما في اتباعِ ما هناك بِدَعُ
ولم يَقَعْ في المُصحفِ الشَّرِيفِ * رَاءٌ وبَعْدَ لاَم هل مَعْطَوفِ
الحالة الثانية: الإظهار
يَتْبَعُهُ الإظهارُ مِنْه فاحْذِفِ * لاَماً وَرَا واجْنحْ لباقي الأحرفِ
(فهل ترى) (بل علموا) (وهل أتى) * تبدُو بلفظٍ ليْس تُدْغَمْ يا فتى
الدرس التاسع عشر:
حكم الميم الساكنة:
الميم بالتَّسْكِينِ ذي مُنْقَسِمَهْ * نوعين، ميمُ الجَمْعِ ذي مُلْتئِمَهْ
دَلَّتْ على جَمْعٍٍ جَرَى مُذكَّرِ * يَجُورزُ للْمُحِقِّ أو: للمُفْتَرِي
مثاله: (أنتم عليهم) و (لهم) * (الهاكُمُ) و (هَاؤُمُ) و (مِثلَهُمْ)
وقد يَجِي جَمْعٌ على تَنْزِيل * بقصْدِ تعظيمٍ أوِ: التَّهْويلِ
وقال بعضٌ: إنَّ مَعْنَى الجَمْعِ * يأتي بحقِ اللهِ حسْبَ الوُسْعِ
وما خلقنا لِلسماوات كما * في رائِعِ الآياتِ ذَا قَدْ أُحْكِمَا
وفي سِوَاه الجَمْعُ قَدْ جَاء ادِّعَا * يَكُونُ مِنْهُ قَاصِداً تنطُّعَا
الدرس العشرون:
أقسام الميم الساكنة: الميم الأصلية:
أُتْلُ (ألَمْ يَعْلَمْ) كذا (أمْ خُلِقوا * من غير شيء) ذَاكَ حُكْمٌ مُطْلَقُ
للميم أحْكَامٌ ثلاثة وهِيْ * إخْفَا وإدْغامٌ وإظْهَارٌ بَهِي
الحكم الأول: الإخفاء
فالميمُ تَخْفَى قبل حرف الباء * شِفَاهِياً بالغُنَّةِ الحسنَاءِ
فلا تزُمَّ الشَّفتَيْنِ مُطْلقا * فتظْهَرَ الميم مَعَ البا في اللّقَا
أتى بريح الأهل طيبُ الآسِ * (وَلم أكن بعهدهم بناسِ)
وتلك ميمٌ في الكتاب تُرْسَمُ * بغير شكْلٍ واللبيبُ يَفْهَمُ
الحكم الثاني: الإدغام
في مِثْلِها تُدْغَمُ هَذِي الميمُ * بالكُلِّ والإدغَامُ ذَا تَتْمِيمُ
الدرس الحادي والعشرون:
ينقسم الإدغام: إلى تام، وناقص
فَذُو تَمَامٍ مِنْ حُرُوفٍ أرْبَعَهْ * مِيمٌ ونُونٌ وكذا لاَمٌ وَرَهْ
الإدغام الناقص:
ونَاقِصٌ بالباء والواو اقْتَرَنْ * لاَ تشْكُوَنْ فِي العلومِ-مِنْ-وَهَنْ
في الأول فالحرف المدغم اخْتَفَهْ * عند انطلاق الصوت ذاتاً وصفَهْ
وفي الثَّنِي اختفاءُ هذا المُدْغَمِ * ببعض أحكامٍ (لِغُنَّهْ) فافْهَمِ
عند التقا النون بيا والواو * أقبل على دروسنا يا رَاوِي
كذا معَ الإطباق عند الطَّاءِ * لَمَّا تَلاَقَى مَرَّة بالتَّاءِ
كذاك الاستعلاء عند القافِ * في أحدِ الوجهين صُحْبَ الكافِ
الدرس الثاني والعشرون:
أحكام المدّ وأقسامه وتعريفه:
المَدُّ يعني لغةً زيادَهْ * والمَطَّ يا مُريدُ خُذْ إفَادَهْ
مثال: (يُمْدِدْكُمْ) بمالٍ أي: يَزِدْ * كُمْ، فاشْكُر الله على فَضْلٍ ويَدْ
إن تَصْطلحْ أطِلْ زَمَانَ الصَّوْتِ * بحرفِ مُجْهَرٍ كذا أوْ: خَفْتِي
عند اعتراضِ همزةٍ أو: ساكِنِ * فاتْلُ بِلهجِ الخائِفِ والآمِنِ
وعَكْسُهُ القصْرُ أو: التَّقْصيرُ * لاَيَسْتَوِي العاجِزُ والقَدِيرُ
فالقصْرُ حَبْسٌ عند أهْلِ اللّغَةِ * وفي اصطلاحٍ حرفُ مَدٍّ مُثْبَتِ
مِن غير مَا زيَّادَةٍ عليه ... * فَلاَ تَمِلْ عَنْهُ ولاَ إليْهِ
وأحْرُفُ المَدِّ ثَلاَثٌ فاعْلَمِ * (أيُو) تُقَالُ في اتساق مُحْكَمِ
فألفٌ ما قبلها مَفْتُوحُ * مثال: (المال) (قال) ذا تَوْضِيحُ
والياءُ ذِي ما قَبْلَهَا مَكْسُورُ * (حينٌ)، و (قِيلَ)، (الْفِيلُ) ثم (العِيرُ)
والياءُ ذي سَاكِنةٌ مَضْمُومُ * ما قبلها، فَسِرُّهَا مخْتُومُ
نحو (يقولُ)، (الطورُ) و (الرسولُ) * وغيرُها ما قصدُهُ مَأمُولُ
وكُلُّ ذَا يُسْمَى بِمَدٍّ أصلي * أو: الطبيعي فاكتُبَنَّ وامْلِ
الدرس الثالث والعشرون:
والمَدُّ ذَا أقْسَامُهُ إثْنَانِ: * أَصْلِي وفرعِي، فاسْتَمِعْ بَيَانِي
فالأوَّل الذي بلاَ تَوَقُّفِ * بِالهمز والتسكينِ صَاحِ فاعْرفِ
الله نورٌ لِلسماوات [9] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftn9) بلى * سُبْحَانه قد جَلَّ ربّاً في العُلاَ
وثَمَّ كلمتان في القرآن * قد ضمَّتَا محاسِنَ البيانِ
مدُّ الطبيعي في أنا متى يليـ * ـها حرْفُ غير الهمز هَيَّا رَتِّلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أوْ: همزُ مكْسُورٍ بخفض المَخْرَجِ * في رقّةِ الصوتِ بِهَا فلتَلهَج
نحوُ (أنا خيْرٌ) كذا و (إنْ أنَا * إلا نذيرٌ) فافهمنَّ قصْدَنَا
أوْ: إنْ وقفنَا مَرَّةً عليْها * مَدٌّ طبيعيْ فافْطِنَنْ إليْها
فِي حَرْكتينِ ضَمّ أصْبُعَيْنِ * أو بَسْطَهَا مِن دُونَ أَيِّ مَيْنِ
ولفْظُ لكنَّا هُوَ يُزَالُ * ألفُهَا يَطَالُهَا إجْمَالُ
فاقرأهُ لكنَّا وَمُدَّ حَال الوقْفِ * مَدّاً طبيعياً بُعَيْدَ الحذْفِ
الدرس الرابع والعشرون:
أسباب المد:
وقِفْ على أسْبَاب مَدٍّ وهِيَا * ثلاثَةٌ تُفيدُ مِنْهَا شَيَّا
هَمْزٌ سُكونٌ بعْدَ هَذَا شدّةُ * تحلو بها على اللسانِ مَدَّةُ
أحكامه ثلاثة:
أحْكَامُهُ ثَلاَثَةٌ مَعْرُوفَهْ * بمُسْتَحَبٍّ رَمْزُهَا مَوْصُوفَهْ
أولها الوجوبُ فالجوَازُ * ثمُّ اللُّزُومُ لِي به إعزازُ
فَمَدُّ وَاجبٍ لهُ اتِّصَالُ * ولا بهذا المُقْتَضَى أمْثالُ
فَحَرْفُ ذا المَدِّ يجي مَعَ السَّبَبْ * في كِلْمَةٍ واحدةٍ تقْضي الأرَبْ
وذا السَّبَبْ هَمْزٌ فَكُنْ ذَا فِطْنَهْ * تخرجْ مِنَ الدَّرْسِ بأوفَى حِصَّهْ
نَحْوُ (النّبِيْ) (جاء) مع (الملائكهْ) * كذا (تَبُوْأَى) كلُّ نَفْسٍ هَالِكَهْ
هَذَا يُسَمَّى واجِباً لِكَوْنِهِ * مُدَّ بأكْثَرْ حَركتيْنِ فاعْنِهِ
فعندَ أزْرَقٍ تمَامُ مَدِّه * سِتَّةُ حَرْكَاتٍ بأصْلِ حَدِّهِ
وعِنْدَ حفْصٍ خمسَةٌ أو: أربَعَهْ * تَشْرَحُ صَدْرَ المَرْءِ مِن فرْطِ السَّعَهْ
الدرس الخامس والعشرون:
المد الجائز وأقسامه:
ومَدُّ جَائزٍ يجُوزُ مَدُّهُ * أو: قصْرُه إذ يسْتحيلُ رَدُّهُ
أقْسَامُه أربعةٌ: مُنْفَصِلُ * إن ترغبُوا في فَهْمِهِ فلتسألوا
يَكُونُ حَرْف المَدِّ جزماً آخِرِ * الكِلْمَة الاولى جَابِرٍ لِلخاطرِ
والسَّبَبُ الهمزُ بأولى الكِلْمَةِ * والثانيهْ فانْشقْ عَبيرَ النَّسْمَةِ
وعِنْدَ وَرْشٍ رَاوِياً عن أزْرَقِ * مِقدارُهُ حَرْكَاتُ ستٍّ فاحذقِ
مثال: (إنَّا أنزلناهُ) أَنبُهِ * (يا أيُّها) وقِسْ ولا تعبأْ بِهِ
و (هؤُلاءِ) ثُمَّ (في أيَّامِ) * ذُق فكرتي، واستوعِبَنْ كلامِي
ومَدّ عارِضٍ وللسُكونِ * وقبل حَرْفٍ مُحْركٍ ذِي لين
إذْ أنَّنا نقِفْ عَلَيْهِ بالسُّكُنْ * مجتهداً في كلِّ دَرسٍ لِتَكُنْ
مِثالُ قول رَبِّ (العَالمينَ) * أضِفْ إليْه رحمةَ (العالينَ)
يجوزُ فيه الأوجُه الثلاثهْ * لَدَى جَمِيع القُرَّاءِ الثُّبَاتَهْ
قصْرٌ تَوَسُّطٌ كذَا إشبَاعُ * قد فاز مَنْ إلاهَهُمْ أطاعُوا
الدرس السادس والعشرون:
حكم مد البدل:
مدُّ البَدَلْ همزٌ لحرْفِهْ قد سبقْ * يَجوز بِهْ مَا مَرَّ عند الأزْرَقْ
وسائر القُراء مَدٌّ وَاحِدُ * لَدَيّهِمُ هُوْ قَصْرُهُ يا ماجدُ
يُسْمَى بَدَلْ لأَنَّ أصلهْ "أّدركُوا * ذا" همزتان ساكنٌ ومُحْرَكُ
فأبْدِلِ الساكِنَ حَرْفَ مَدِّ * بحَسْبِ حَرْكَةِ الأُلى فاسْتَهدِ
فَنَعْتُهُ مَدُّ بَدَلْ حقيقيْ * فانْزلْ على الإقرار والتَّصْدِيقِ
(آمَنُ) (ءَأْمَنُ) و (أُوتِي) بِذَا * (أُؤْتِي)، (إِيمانًا) (إِئْماناً) كَذَا
كَذَاكَ (الأُولَى) (الاُولَى) (الآخِرهْ) * (الاَخِرَهْ) الآصرهْ الاَصِرَهْ
(اْلآخِرِ) (الاَخِرِ) ثم (اْلآيَةِ) * تخفيفها يُرعى في المَثُلاَتِ
وثَمَّ ما يشبهُ مَدَّ البَدَلِ * فاحْرِصْ على الإخلاص في ذا العَمَلِ
نحْوُ (وَرَاءِيْ) (وَلْيَسُوؤُا) ضِفْ لَهَا * (تَبَوَّءُو) أدْرِكْ بعقلٍ سِرَّهَا
(جآءو)، (رَءُوفٌ) (سَيِّئَاتٌ) جانِبِ * وانْهَضْ إلى الخيْرِ بعزمِ الواثِبِ
إنْ حُقِقَ الهمزُ كذا إن سُهِّلاَ * مَدَّ البَدَلْ يُمَدُّ فَوْراً قل بلى
أو: أُبْدِلَ حَرْفاً هناك آخَرَا * يُضِيفُ للألْبَابِ فِكراً نَيّرَا
نحو: (من السماء •َايَةً) كذا * يَاسَعْد مَن بفهمها تلَذَّذَا
أو: نُقِلتْ حَرْكَتُهُ لِسَاكِنِ * ما قَبلَهُ، ذَا بالإلهِ آمِنِ
نحو: (فمَنُ أُوتِيْ) كذا (الإيمَانُ) * قد جَلَّ في عليَائِهِ الرحْمَانُ
وإن يكن أصلُ البدلْ همزيْن * قد وَرَدَا معاً بحرْكتيْن
مثالُ: (آلِدُ) و (آمنتم به) * آجلهم جا أصْغِينَّ وانْبَهِ
و (جَاءَ آحدْ)، في السما إلهُ * يَراكَ–جزماً-وإن لم تراهُ [10] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftn10)
(يُتْبَعُ)
(/)
ما لم يكن فيه سببْ لِلْمَدِّ * مثل السكون بالرسول فاقتَدِ
مثال: (ءآشْفقتُم) كذاك شدَّةِ * (آمّين) فاقرأ في خشوع المخْبِتِ
فلا يَجُزْ توَسُّطٌ إشباعُ * مَنْ يَمْلِكِ النَّفْسَ فذا شُجَاعُ
وبالتَّوسّطْ أربعي الحرْكاتِ * يَتْلُوا المَغَاربَهْ بِمُسْتَثْنَاةِ
فإنْ أَتَى الهَمْزُ بُعَيْد سَاكِنِ * مُصَحَّحٍ مُتَّصِلٍ وَوَازِنِ
يكون قصرُ ذَا بحرْكتين * يَلُوحُ فيه كلُّ شيءٍ زَيْنِ
مثاله: (القرآنُ) (مسْئولون) * كذلك (الظَّمئَانُ) كُنْ أمينَا
يَاءُ (إسْرَائيل) بهَا قَصْرٌ فقطْ * يا حبَّذَا النَّدى على زَهْر سقطْ
وألفُ التَّنْوِينَ إنْ تُصَدَّرِ * بالهَمْزِ عنها يُوقَفُ بِالقَصْرِ
(شيْئاً) فـ (شيْئاً) او: دعاءً (دُعاءَا) * مَا أجْمَل الإصْبَاحَ والإمْسَاءَا
وما أتى من بعْدِ همز الوَصْلِ * فَنَلْ مِنَ التحصيلِ كلَّ فَضْلِ
(إِيتِ) (إيتُوني) (المَلِكُ إيتوني) * (لقآءنا اَيتِ) أذْهِبَنْ شجُونِي
أمَّا يُؤاخذ وكذا اشِتقاقُهْ * يكون قصرٌ قالهُ نُحَاتُهْ
والقصر في (الآن) يكون ذا وقدْ * فُزْتُمْ فلا تُشْغَلْ بأمْس أو: بِغَدْ
والمَدُّ في الأَوَّل أيْ (ءا) يُمَدّْ * سِتَّة حَرْكَاتٍ عليها المعتَمَدْ
(عادا الاُّولَى) مَدُّهَا في الاُولَى * طبيعيٌّ ربِّ اهدنا السَّبيلاَ
إنْ جَاءَ همزُ الوصل بَعْدَ مَدّْ بَدَلْ * يُحْذَفُ وَصْلاً ثَبَتا وقْفَا حَصَلْ
مثال: (لما ترآءا الجمعانِ) * كَذَا (أسآوا السُّوأى) دون مَيْن
خاتمة:
فنسأل الله بلى توفيقَا * وأن يُرِي الحق لنا طريقَا
فكل سهوٍ أو: خطا في قولنا * غفره الله بفضله لنا
كتبه المحبوس في سبيل عقيدته ودينه أبو عاصم عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي بالسجن المحلي بتطوان بتاريخ: 17 ذي الحجة 1429 هـ
------------------------------
[1] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref1)- يتم تسكين بعض الكلمات داخل الأبيات حفاظاً على سلامة الوزن واتساق الإيقاع مثل قولنا: (طَرَفُهْ).
[2] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref2)- ينبغي إدغام هاء الشفه في السين السفلى كي يستقيم الوزن، وذلك بدون نطق الهاء في الشفه هكذا: (بطن الشَّفَة السُّفْلى).
[3] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref3)- الخشف هو: ولد الغزل.
[4] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref4)- رَيّفِ: أي هيِّناً-وريّف يسيرٌ أو: للمحب المُدْنِفِ- أي: المريض. يقال: فلان دنف، إذا كان مريضاً.
[5] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref5)- هذا البيت-ليس من نظمي-جمع فيه ناظمه: (حروف الإخفاء وهي خمسة عشر): الصاد-والذال-والثاء-والكاف-والجيم-والشين-والقاف-والسين-والدال-والطاء-والزاي-والفاء-والتاء-والضاد-والظاء. انظر: (مرشد المريد إلى علم التجويد) (ص:9).
[6] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref6)- وقلت أيضاً:
صُنْ ذات حُكْمٍ شَخَّصَتْ سَمْتَ القَدَرْ * طِبْ زَيْدُ نفساً وارتقب ضوء الظَّفَرْ
[7] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref7)- أصيخا: أي: اسمعا، (وريا): أي: انظرا. والألف بعد الواو في وريا زيدت للوزن فقط.
وقلت أيضاً:
بَغَت الحبيبة ذات غَنْجٍ بل: خَفَرْ * كوفيةٌ سقت المُتَيمَ فاسْمَهَرْ
[8] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref8)- هذا البيت-ليس من نظمي-ومما ينبغي أن تعلموا يا أولادي أن علماء التجويد ذكروا أن لحرف اللام في التجويد أربعة أحكام، هي: التفخيم، والترقيق، والإظهار، والإدغام ...
ثم ذكروا أن الإدغام: أن ندغم اللام التي قبل الحروف الشمسية فلا نَلفظها في تلك الحروف الأربعة عشرة الباقية من الحروف الهجائية، وهي مجموعة في أوائل كلمات هذين البيتين:
طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ * دَعْ سُوء ظنٍّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرَمْ
[9] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref9)- فيه إشارة إلى الآية: (35) من سورة النور: (الله نور السموات والأرض).
[10] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref10)- الدال في (آحدٌ) ساكنة للوزن، وقولي: في السما إلهُ، قصدت الآية رقم: (84) من سورة الزخرف، وهي قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إلهٌ)، وقولي: (وإن لم تراه) بإثبات ألف بعد الراء مع أن الفعل مجزوم، لضرورة الوزن لا غير.
[11] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref11)- وقولي: (إن حرف مد)، معناه: (إن حَلَّ حرف المد بين همزتين ... ).
[12] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref12)- المراد بالخب هنا: المخادع الذي يخدع الناس.
[13] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref13)- بكسر اللام المخففة.
[14] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref14)- فيه إشارة مني إلى الحروف المقطعة.
[15] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=6#_ftnref15)- إشارة إلى الكلمة الأولى-الحروف المقطعة-من سورة البقرة: (الم ... ).
-------------
من أراد المنظومة منسقة فاليتفضل
http://www.4shared.com/file/_lNODUUH/____.html (http://www.4shared.com/file/_lNODUUH/____.html)
جزا الله خيرا كل من ساهم في نشرها ونشر كتب الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 08:52]ـ
ما شاء الله.
جهد طيب .. بارك الله في فضيلة الشيخ، وفرَّج ما به من كرب، وبارك فيكم توحيد 34.
ـ[توحيد 34]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 08:38]ـ
ما شاء الله.
جهد طيب .. بارك الله في فضيلة الشيخ، وفرَّج ما به من كرب، وبارك فيكم توحيد 34.
وفيك بارك الله أخي الفاضل تشكر حفظك الله.(/)
وجوه الإعجاز في الفاصلة القرآنية
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:28]ـ
وجوه الإعجاز في الفاصلة القرآنية
بقلم/ أحمد زكريا
أثار البعض كثيراً من الشبهات حول الفاصلة القرآنية .. فقد تساءل بعضهم:
ما العلاقة بين الآية القرآنية ونهايتها؟
ويقولون إننا لا نرى كبير ارتباط بينهما .. فقد يكون الحديث في الآية حول فكرة .. وتأتي الفاصلة بفكرة أخرى .. فلا نجد ارتباطاً بين الأولى والثانية .. أو بين المقدمة والنتيجة.
ولذلك نسوق هذا المقال لهذه الفئة المتسائلة .. وكذلك نسوقها لعموم المسلمين ليروا وجها من وجوه الإعجاز في هذا الكتاب الخالد:
(وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
قال د/ فضل عباس:
"الفواصل هي أواخر كلمات الآي كالقافية آخر كلمات البيت .. وكالسجعة في الكلام المسجوع .. وقد أطلقوا على آواخر آي القرآن فواصل أخذاً من قوله تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) [فصلت:3] .. وابتعاداً عن أن تسمى أسجاعاً.
وقد دار خلاف بين العلماء أيجوز أن يقال إن في القرآن سجعاً؟.
فمنعه بعضهم منهم الإمام الرماني المعتزلي .. والقاضي الباقلاني ـ رحمهما الله ـ وأجازه الأكثرون .. وتعريفات القدماء والمحدثين للفاصلة لا تخرج عن هذين التعريفين".
الكلمة القرآنية مقصودة لذاتها:-
إن من مظاهر إعجاز القرآن الكريم أن الكلمة فيه تقع موقعها اللائق بها .. فلا يمكن استبدالها بكلمة أخرى .. وإلا أدى ذلك إلى اضطراب في الكلام.
وإنما كان ذلك كذلك .. لأن القرآن في أعلى طبقات البلاغة .. وعمود البلاغة ـ كما يقول الإمام الخطابي ـ:
"هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به .. الذي إذا بُدّل مكانه غيره جاء منه .. إما تبدّل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام .. وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة.
ذلك أن في الكلام ألفاظاً متقاربة في المعاني .. يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب .. والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك .. ولأن لكل لفظة منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها، وإن كانا قد يشتركان في بعضها".
ويقول القاضي ابن عطية:
"إن كتاب الله لو نزعت منه لفظة .. ثم أُدير لسان العرب على لفظة غيرها لم يوجد .. ونحن يتبيّن لنا البراعة في أكثره، ويخفى علينا وجهه في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب ـ يومئذِ ـ في سلامة الذوق، وجودة القريحة".
ونجد الرافعي عندما يتحدث عن الجمل القرآنية يقول:
"إن كلماتها قد قُدرت لها تقديراً محكماً .. بحيث لا تجد كلمة زائدة أو معنى فيه شيء من النقص".
وكذلك نجد د/ محمد دراز وسيد قطب يوليان الكلمة القرآنية كثيراً من العناية .. ويبيّنان سر اختيارها.
فالفاصلة في الآية عنصر متميز .. وهي ترد محملة بشحنتين في آن واحد:
1 - شحنة من الوقع الموسيقي.
2 - وشحنة من المعنى المتمم للآية.
وظيفة الفواصل:-
لم تأتِ الفواصل عبثاً أو لتتميم السجع .. بل جاءت لتؤدي معنى تتم به الفائدة .. ويطلبه السياق.
وقد عرض الدكتور فضل عباس لهذه القضية في ردّه على دائرة المعارف البريطانية .. حيث قال:
وقد استدلت دائرة المعارف البريطانية على أن القرآن مجرد إنشاء بطريقة عشوائية استدلت على هذه الدعوى بالفواصل القرآنية .. حيث جاء فيها:
"وكان القرآن يعطي للقارئ أنه مجرد إنشاء جاء بطريقة عشوائية .. ويؤكد صحة ذلك طريقة ختم هذه الآيات .. بآيات مثل: (إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ) .. إن الله حكيم (إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) .. وأن هذه الأخيرة لا علاقة لها مع ما قبلها .. وأنها وضعت فقط لتتميم السجع والقافية".
ثم قال:
"الفاصلة القرآنية لم تأتِ لغرض لفظي فحسب .. وهو اتفاق رؤوس الآي بعضها مع بعض .. وهو ما يعبرون عنه بمراعاة الفاصلة.
إنما جاءت الفاصلة في كتاب الله لغرض معنوي يحتمه السياق، وتقتضيه الحكمة، ولا ضير أن يجتمع مع هذا الغرض المعنوي ما يتصل بجمال اللفظ وبديع الإيقاع".
وأثناء ردّه على هذه الشبهة في كتاب آخر .. قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الدقة في الفاصلة القرآنية والترتيب المحكم والنظام البديع لا يقلّ عما في هذا الكون .. فخالق الكون ومنزل القرآن هو الله الذي أتقن كل شيء .. وكان حريّاً بأولئك أن لا يصدروا أحكاماً على ما لا يعلمون .. وهذا ما تقتضيه بديهيات البحث العلمي".
إذن الفاصلة القرآنية لها وظيفتان:
الوظيفة الرئيسة: معنوية يحتمها السياق.
ووظيفة أخرى: لفظية تتصل بجمال الإيقاع .. ولا يجوز أن نقول إن الفاصلة جاءت لتتفق مع رؤوس الآي الأخرى فقط دون الانتباه للغرض المعنوي.
وهذا ما قررته أيضاً د/ عائشة عبد الرحمن في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن)
والغرض المعنوي للقرآن هو المعنى الذي تؤديه الفاصلة .. قال علي الجندي:
"من مزايا معاني الفواصل في القرآن الكريم شدة ارتباطها بما قبلها من الكلام .. وقوة تعطّف الكلام عليها .. كأنهما معاً جملة مفرغة يسري فيها روح واحد، ونغم واحد ينحدر إلى الأسماع انحداراً .. وكأن ما سبقها لم يكن إلا تمهيداً لها لتتمم معناه .. حتى لتبلغ من وقوعها موقعها، واطمئنانها في موضعها أنها لو حذفت لاختل معنى الكلام، واضطرب فهمه، واستغلق بيانه .. ولو سُكت عنها لاستطاع السامع أن يختمه بها انسياقاً مع الطبع الملهم والذوق السليم".
ثم يتابع فيقول ـ:
"بل قد يبلغ من تعيّنها في مكانها وفرض نفسها عليه .. أنها لو بدّل بها غيرها لأدرك السامع الحصيف الثاقب الفطنة أن كلاماً غريباً ينقصه التناسب حلّ محلها، فأنكر ذلك سمعه وضاق به صدره.
من ذلك أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ:
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ) .. قرأها بفتح الكاف.
فقال الأعرابي: لا يكون!! .. فقرأها عليه بضم الكاف وكسر الفاء.
فقال: يكون".
واتصال الفاصلة مع السياق قد يكون ظاهراً لا يحتاج إلى مزيد نظر .. وقد يحتاج إلى تأمل وتفكّر ودراية بمعاني الكلمات الدقيقة .. وهذه الدراية هي التي تبيّن تمكّن الفاصلة من موقعها وتنفي الترادف عن بعض الكلمات.
فلا يُقال حينئذٍ: إن الآية لو خُتمت بـ (الرءوف) بدلاً من (الرحيم) لا بأس .. فالكلمتان تدلان على الرحمة.
وقد قُرر العلماء أن الكلمة أو الفاصلة مختارة ومقصودة دون غيرها من الكلمات التي قد يُظن بها الترادف .. وهذا يعني أنه لا ترادف في القرآن .. كما أنه لا ترادف في العربية بشكل عام.
نفي الترادف:-
لكل لفظة في اللغة العربية معنى خاص به يميّزه عن غيره من الألفاظ .. فهناك فروق بين الكلمات .. هذه الفروق هي التي جعلت لكل كلمة موقعها الذي لا يناسبه غيرها .. وهذا هو نفي الترادف.
وقد تحدث عن هذا العلماء قديماً وحديثاً، يقول د/ محمد المبارك في كتابه (فقه اللغة وخصائص العربية) عن موضوع الترادف تحت عنوان: (آفة الترادف والعموم والغموض) .. أنقل كلامه باختصار .. قال:
"لقد أصاب العربية في عصور الانحطاط المنصرمة مرض العموم والغموض والإبهام .. كما أصابت هذه الآفات التفكير نفسه، فضاعت الفروق الدقيقة بين الألفاظ المتقاربة فغدت مترادفة".
ثم قال:
"وقد كان كتّاب العربية في العصور الزاهرة يحرصون على دقة التعبير ووضع الألفاظ في مواضعها .. ونحن اليوم بحاجة للتحرر من آفات عصور الانحطاط في ميدان اللغة .. والعودة إلى خصائص العربية في استعمال اللفظ الخاص والعام، وكل في موضعه اللائق به، ومكانه المناسب له".
وردّ الإمام محمد عبده بشدة القول بوجود كلمات مترادفة .. حيث قال:
"وأنا لا أجيز لمسلم أن يقول في نفسه أو بلسانه إن في القرآن كلمة تغاير أخرى .. ثم تأتي لمجرد تأكيد غيرها بدون أن يكون لها في نفسها معنى تستقل به.
نعم قد يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى تقريراً أو إيضاحاً .. ولكن الذي لا أجيزه هو أن يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى بدون زيادة، ثم يؤتى بها لمجرد التأكيد لا غير .. بحيث تكون من قبيل ما يُسمى بالمترادف في عرف أهل اللغة .. فإن ذلك لا يقع إلا في كلام من يرمي في لفظه إلى مجرد التنمق والتزويق .. وفي العربية طرق للتأكيد ليس هذا منها".
وعلى هذا .. فلا يقال مثلاً في قوله تعالى: (إن الله كان عفواً غفوراً) إن (عفو) و (غفور) بمعنىً .. وجاء اسم (الغفور) لتوكيد (العفو) دون زيادة معنى، فلا بد من زيادة فائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا في كل الفواصل القرآنية .. بل وكل كلمات القرآن، حيث جاءت كلها في مكانها اللائق بها.
أمثلة عملية:-
ونضرب بعض الأمثلة لبيان الإعجاز والبلاغة في استخدام الفاصلة القرآنية، اقرأ قوله تعالى:
(إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118).
إنك تتساءل سراً:
لماذا لم تنته الآية "فإنك أنت الغفور الرحيم" .. مع أن السياق يوحي بالغفران؟
ولكن إذا ما أمعنت النظر في الآية وجدت أن الذي استحق العذاب لا يستطيع أن يغفر له إلا من كانت سلطته أعلى السلطات .. وقوته أعظم القوى .. وعزته فوق كل عزة.
ومن كان كذلك وجب أن يكون متصفاً بالحكمة التي يرفضها العقل والمنطق السليم .. وينأى عنها الحمق والتسرع والظلم والتهور.
وإذا وجدت الفاصلة جاءت بالعزة مقرونة بالحكمة .. فاعلم أن القادر على العقاب عزيز دائماً .. ولكن ليس كل عزيز عادلاً.
فكم من ملوك وحكام ورؤساء ومن بيدهم سلطان على الناس في هذه الدنيا ملكوا العزة .. إلا أنهم فقدوا الحكمة التي يسندها العدل والعقل والسلوك المستقيم.
أفلا تجد الآن أن ربط الحكمة بالعزة تعبير رائع .. وتصوير جامع .. وبيان قاطع لخالق عزيز حكيم؟
(التعبير الفني في القرآن للدكتور/ بكري شيخ أمين دار الشروق).
وأنا أرى فيها وجها آخر من الإعجاز .. وهو أن عيسى عليه السلام لما غالى النصارى فيه وجعلوه إلها فأراد أن يبرأ ساحته ويعلن أن أمر هؤلاء بيد الله .. فلا شأن له بهم .. ولا عاطفة تجاههم .. فإن شئت يا رب عذبهم أو ارحمهم .. فهم عبادك أنت وحدك وأنا مثلهم لا أملك لأحد ضراً ولا نفعاً .. وهذا يدل على قمة التوحيد والعبودية لله عز وجل.
ولو أردت زيادة بيان فقارن بين دعوة إبراهيم:
(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
وبين دعوة عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -فلما اختلفت المواقف اختلفت العبارة.
فعيسى عليه الصلاة والسلام قالها في موقف الحساب وتبكيت الكفار بذنوبهم وقد علم حكم الله تعالى في من مات على الشرك .. فجاءت عبارته مظهرة الأدب مع الله تعالى ومؤكدة الإرادة المطلقة لله تعالى فكأن المعنى:
"إنك لو غفرت لهؤلاء مع سبق حكمك فيهم فمن يحول بينك وبين ذلك وأنت العزيز الذي لا غالب لك وأنت الحكيم الذي ليس في أفعالك ما هو عبث".
فهو يقول:
أما إبراهيم عليه الصلاة والسلام السلام فكلامه هذا في تقرير حال الدعوة والمدعوين في الحياة الدنيا:
"إن من تبعني على توحيدك وعدم الإشراك بك فهو مني وعلى طريقتي وملتي التي هديتني إليها.
أما من خالفني وعصاني فأمره إليك إن غفرت لهم ورحمتهم فهذه صفتك".
وهذا من النبيين الكريمين في غاية الأدب مع الله تعالى.
ولأن إبراهيم -عليه السلام - لم يغال فيه قومه .. ولم يرفعوه فوق البشر كان مناسباً أن يستمطر لقومه رحمة الله -عز وجل - بخلاف موقف عيسى عليه السلام.
وفي هذا القدر كفاية .. على أمل مواصلة التدبر في بعض الفواصل القرآنية إن قدر الله ذلك .. وأعان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:27]ـ
جزاك الله خيرا(/)
تفسير سورة " الكافرون "
ـ[أم معاذة]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 04:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقال أيضا الشيخ محمد: قال شيخ الإسلام، رحمه الله تعالى، في الكلام على: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [سورة الكافرون آية: 1]: قوله: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [سورة الكافرون آية: 3]: نفى عنهم عبادة معبوده، لأنهم إذا أشركوا لم يكونوا عابدين معبوده.
وأيضا لو عبدوا الله بما ليس هو عبادة، وقصدوا عبادة الله، معتقدين أنه هو كأصحاب العجل، والذين عبدوا عيسى والدجال، ومن عبد من هذه الأمة، فهم عند أنفسهم إنما يعبدون الله، لكن هذا المعبود ليس هو الله، وإن قصد العابد الله. وأيضا إذا وصفوه بما هو بريء منه، كالصاحبة والولد، وعبدوه كذلك، فهو بريء من هذا المعبود، فإنه ليس هو الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ألا ترون كيف يصرف الله عني سب قريش؟ يسبون مذمما"1 كذلك عبادة أمثالهم، واقعة على موصوفهم.
وأيضا من لم يؤمن بما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه، فهو في الحقيقة لم يعبد ما عبده الرسول؛ وقس على هذا، فلتتأمل هذه المعاني وتهذب.
-----------------------------
1 البخاري: المناقب (3533)، والنسائي: الطلاق (3438)، وأحمد (2/ 244، 2/ 369).
الدرر السنية / التفسير صـ 448
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 09:13]ـ
بارك الله فيكِ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 12:08]ـ
وفيك بارك الله.(/)
رجم الشياطين بشهب رب العالمين
ـ[ريشة حبر]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 06:05]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله:
هذا بحث بسيط عن "رجم الشياطين بشهب رب العالمين "اخصه بمنتدانا نسال الله ان ينفع به ويرزقنا الأخلاص في القول والعمل ويعفو عني إن كان هناك اي خطأ
التعريف بمفردات البحث:
معنى الشهب جاء معنى شهاب في المعجم الوسيط:
الشعلة الساطعة من النار و في التنزيل العزيزأو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون (و النجم المضيء اللامع و جرم سماوي يسبح في الفضاء فإذا دخل في جو الأرض اشتعل و صار رمادا (مج) و في التنزيل العزيز فأتبعه شهاب ثاقب (و يقال للماضي الماهر في الأمور أو الحرب هو شهاب علم أو شهاب حرب و نحوهما (ج) شهب و شهبان و أشهب و (الشهب) الدراري من الكواكب لشدة لمعانها.
وأيضا أتي في المعجم الوسيط بمعنى"اللبن مزج بالماء حتى خف بياضه.
البحث يتضمن النقاط التالية:
استراق السمع قبل نزول الوحي.
منع الاستراق بعد نزول الوحي.
هل تحرق الشهب الشياطين.
أولا: استراق السمع قبل نزول الوحي:
منع الجان ومردة الشياطين من استراق السمع حين أنزل القرآن لئلا يختطف أحدهم منه ولو حرفا واحدا فيلقيه على لسان وليه فيلتبس الأمر ويختلط الحق
فكان من رحمة الله وفضله ولطفه بخلقه، أن حجبهم عن السماء كما قال الله تعالى إخبارا عنهم في قوله: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسا شَدِيدا وَشُهُبا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابا رَصَدا * وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدا} [الجن: 8 - 10].
وقال تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} [الشعراء: 210 - 212]
قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد - وهو الطبراني - حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي فإذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعا فأما الكلمة فتكون حقا، وأما ما زادوا فتكون باطلا.
ثانيا: استراق السمع بعد نزول الوحي:
فلما بعث النبي منعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك.
فقال لهم إبليس: هذا لأمر قد حدث في الأرض، فبعث جنوده فوجدوا رسول الله قائما يصلي بين جبلين، فأتوه فأخبروه.
فقال: هذا الأمر الذي قد حدث في الأرض.
وقال أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
قال: ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله، وأصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين، وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم.
فقالوا: ما لكم؟
قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب.
فقالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها.
فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة، وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له.
فقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنا عَجَبا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدا}. [الجن: 2].
فأوحى الله إلى نبيه: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} الآية [الجن: 1]. أخرجاه في الصحيحين).
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
قال: إنه لم تكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع، فإذا نزل الوحي سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا، قال: فإذا سمعت الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رؤسهم حتى ينزل.
فإذا نزل قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فإن كان مما يكون في السماء.
قالوا: الحق وهو العلي الكبير، وإن كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب، أو موت، أو شيء مما يكون في الأرض تكلموا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقالوا: يكون كذا وكذا فتسمعه الشياطين فينزلونه على أوليائهم، فلما بعث النبي محمد دحروا بالنجوم فكان أول من علم بها ثقيف، فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة، وذا الإبل فينحر كل يوم بعيرا، فأسرع الناس في أموالهم، فقال بعضهم لبعض:
لا تفعلوا فإن كانت النجوم التي يهتدون بها وإلا فإنه لأمر حدث، فنظروا فإذا النجوم التي يهتدي بها كما هي لم يزل منها شيء فكفوا وصرف الله الجن فسمعوا القرآن فلما حضروه قالوا: انصتوا وانطلقت الشياطين إلى إبليس فأخبروه.
فقال: هذا حدثٌ حدث في الأرض، فأتوني من كل أرض بتربة، فأتوه بتربة تهامة، فقال: ههنا الحدث.
ورواه البيهقي، والحاكم، من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب.
(البداية والنهاية –الجزء الثالث)
** وثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من أصحابه [من الأنصار] فرمي بنجم عظيم فاستنار قال: (ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟) , قال:كنا نقول:يولد عظيم أو يموت عظيم - قال معمر:قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية؟ قال:نعم ولكن غلظت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم - قال: (فإنه لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذي يلونهم حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا ثم يستخبر أهل السماء الذي يلون حملة العرش فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ويخبر أهل كل سماء سماء حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء ويخطف الجن السمع فيرمون فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون.
[المستدرك]
** عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان [ينفذهم ذلك] فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال:الحق وهو العلي الكبير [سبأ: 23]. فيسمعها مسترق [وا] السمع ومسترق [وا] السمع هكذا: بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد (وفي لفظ: وفرج) بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدرك الشهاب [المستمع] قبل أن يلقيها [إلى صاحبه فيحرق] وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال:أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء).أخرجه البخاري.
** وعن عائشة رضي الله عنها قالت:سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليسوا بشيء) ,قالوا:يا رسول الله فإنهم يحدثون أحيانا الشيء يكون حقا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة.
(أخرجه الشيخان. (انتهى المستدرك).
يقول الطبري في تفسيره لسورة الحجر:
{وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18)
قول تعالى ذكره: وحفظنا السماء الدنيا من كل شيطان لعين قد رجمه الله ولعنه (إلا من استرق السمع) يقول لكن قد يسترق من الشياطين السمع مما يحدث في السماء بعضها، فيتبعه شهاب من النار مبين، يبين أثره فيه، إما بإخباله وإفساده، أو بإحراقه.
السؤال الآن هل بعد أن بدأ الله بعقاب الشياطين وذلك برجمهم بالشهاب توقف الاستراق ام هو باقي الى يوم القيامة؟
الأحاديث الواردة مع الآثار في هذا المعنى عند قوله تعالى إخبارا عن الجن أنهم قالوا: (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا. وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا [الجن: 8 - 10.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب في حديث "يقول: إن النبي الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع - هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بيده - فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء.
وقال الامام احمد عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم [جالسا] في نفر من أصحابه - قال عبد الرزاق: " من الأنصار " - فرمي بنجم فاستنار، [قال]: " ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول يولد عظيم، أو يموت عظيم - قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية؟ قال: نعم، ولكن غلظت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم - قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا، تبارك وتعالى، إذا قضى أمرا سبح حملة العرش [ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح هذه الدنيا، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش]: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهل كل سماء سماء; حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، وتخطف الجن السمع فيرمون، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون.
إذن نستخلص من تلك الآيات والأحاديث النبوية ان مسألة استراق السمع للشياطين موجوده فيصيبهم الشهاب فيحرق من حرق بإذن الله، ويلقي بالكلمة التي يسمعها من لا يصيبه الشهاب،بإرادة الله وذلك كفتنة وابتلاء.والدليل على انهم الى زمننا هذا يسترقون السمع مانراه من الشهب بعض الأحيان فهذا يفيد أنهم مايزالون يستمعون وأن الشهب تضربهم حين يسترقون.
ثالثا: هل تحرق الشهب الشياطين:
· والسؤال الأخر هل يموت ذلك الشيطان الذي رمي بالشهاب؟
الجواب:
قال ابن عباس في تفسير سورة الصافات"فأتبعه شهاب ثاقب" في الشهب: تحرقهم من غير موت. حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله (إلا من استرق السمع) هو كقوله (إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب) كان ابن عباس يقول: إن الشهب لا تقتل ولكن تحرق وتخبل وتجرح من غير أن تقتل.
. ومعنى ذلك أنهم قد يصيبه خبال أو إفساد ولايصل الى مبتغاه.
قال الله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ" [الحجر:16 - 18]
وقال تعالى: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ" [الصافات:6 - 10]
ففي هذه الآيات دلالة على أن السماء محفوظة محروسة من الشياطين، فلا ينفذون منها ولا ينالون منها شيئاً، إلا ما يخطفه مسترق السمع من كلام الملائكة مما أوحى الله به، وتكلم به، فيصيب الملائكة من ذلك الغشي، فإذا أفاقوا تساءلوا عما قال الله، فيخبرون بذلك كما قال تعالى: "حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" [سبأ:23]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومسترق السمع إذا سمع شيئاً من كلام الملائكة ألقاه إلى من تحته، ثم يلقيه الآخر إلى من تحته، إلى أن تبلغ الكاهن، ولابد أن يرمى مسترق السمع بالشهاب المحرق، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقي الكلمة، وربما ألقاها قبل أن يدركه، كما ثبت في صحيح البخاري (4800) عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض -ووصف سفيان (أحد رواة الحديث) بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهابُ قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذبُ معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا: يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فَيُصَدَّقُ بتلك الكلمة التي سمع من السماء".
وأما قوله تعالى: "وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا " [الجن:8 - 9]
فهذا خبر من الله عن الجن أنهم قالوا ذلك، وكلامهم هذا يدل على أنهم كانوا أولاً يتمكنون من الاستماع، ثم حيل بينهم وبين ذلك بسبب تشديد الحراسة على السماء، ومضاعفة الرمي بالشهب، وذلك عندما يوحى إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- حفظاً للوحي من أن تدرك الشياطين شيئاً منه، أو تخطف منه كلمة، وهذا الأمر مختص بوقت نزول القرآن مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلف العلماء في ذلك، فقال بعضهم: إن حجب الشياطين عن استراق السمع مستمر، فهم الآن لا يستطيعون أن يقتربوا من السماء، وأن يسترقوا شيئا من كلام الملائكة.
وقال بعض العلماء: إن عزل الشياطين عن قربان السماء واستراق السمع مختص بوقت نزول الوحي على النبي –صلى الله عليه وسلم- صيانة وحفظا لما كان ينزل على النبي –صلى الله عليه وسلم- من الكتاب والحكمة، ولما انقطع الوحي بوفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- عاد الأمر إلى ما كان عليه. وهذا والله أعلم- أظهر، وهو الذي ذكرته عن الإمام ابن كثير رحمه الله. والله أعلم.
نستخلص من البحث:
1 - أن استراق السمع للشياطين كان على اوجه قبل بعثة النبي صلى الله عله وسلم وبعد بعثته عليه الصلاة والسلام عزل عنهم الاستراق حفاظا على الوحي وقت النزول.
2 - إن استراق الشياطين مازال مستمر والدليل المشاهد في يومنا هذا هو الشهب التي نراه بين فينة وفينة.
3 - الشهب التي ترجم الشياطين مسترقي السمع لاتقتلهم ولكن قد تصيبهم بحرق او خبال.
فائدة:
كيف نزيل الاستشكال في عدم علم الجن بموت سليمان إلا بعد أكل الرمة عصاه ووقوع سليمان علية السلام وكان ميتا أمام أعينهم ولم يعلموا بموته دلنا ذلك على عدم معرفة الجن للغيب.
السؤال هو:مالفرق بين استراق السمع وبين معرفة علم الغيب أليس أستراقهم للسمع معرفة بما يحصل من أمور كونية وشرعيه؟
الجواب:
استراقهم للسمع لس معرفة للغيب لأنه تلصص على الأخبار والأوامر التي تنزل على الملائكة ولم تعد غيبا لأنها أعلنت.
(هذه الفائدة تناقشت فيها مع إحدى الداعيات السلفيات وكان جوابها الذي كتبته فجزاها الله خيرا).
جمع وتنسيق البحث/ام عبدالعزيز الشامسية الأثرية
منقول من منتدى نور اليقين لأن الكاتبة شرطها في نقل البحث العزو وذلك من الأمانة العلمية.
أرجو منكم إثراء هذا البحث بمناقشته ونرى ماالصواب فيه وماجانبته الكاتبه من الخطأ لأني أريد البدء في البحث عن الشهب.
وجزاكم الله خيرا.
وارجو ان يكون النقد علميا مفدا بعيدا عن التعصب.(/)
تصفح القرآن الكريم بالنت عرض مميز راااااااااائع
ـ[من الانصار]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 08:55]ـ
الاخوة الافاضل هذا رابط صفحة فيها كتاب الله بعرض فلاشي مميز فيه دعوة لنشر كتاب الله وحفظه كما تعمل المطابع
http://www.quranflash.com/quranflash.html(/)
ما الفرق بين يتضرعون ويضرعون
ـ[متى ألبس العلم تاج]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم الإجابة على السؤال التالي
مع التفصيل وذكر المرجع ..
جزيتم خيرا وأثابكم المولى ..
لماذا ذكرت كلمة يتضرعون في سورة الأنعام
وفي سورة الأعراف يضرعون
مالفرق؟؟؟؟
..
أريد الأجابة خلال اليوم أو الغد
حتى عصرا
جزيتم خيرا ورفع المولى قدركم
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 02:36]ـ
اخى الفاضل هنا تجد ماتريد
http://www.alhnuf.com/78581.html
ـ[متى ألبس العلم تاج]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 09:31]ـ
جزيتم خيرا(/)
. من هم الاعراف؟؟!!!
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخواني / أخواتي
أرجو التكرم بتفصيل كلمة الاعراف؟ ومن هم؟؟
هل ملائكة بشكل رجال؟؟!!!!
أم هم من تسوات حسناتهم وسيئاتهم؟
وما المقصود بالميزان؟؟
بحاجة لإجابة واضحة .. وجزاكم الله خيرا
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 12:52]ـ
مازلت أنتظر
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 11:23]ـ
للمفسرين ثلاثة أقوال:
الأول: فريق من الملائكة.
الثاني: فريق من المؤمنين.
الثالث: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم.
ولكل قول وجه مقبول ومآخذ عليه - ويختلف فهم السياق القرآني والضمائر تبعاً لكل قول - والله تعالى أعلم.
ـ[ساجده لله]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 12:56]ـ
الارجح انهم قوم استوت حسناتهم بسيئاتهم والدليل طلبهم الدخول للجنه وتعوذهم من النار، والملائكة لا تد خل النار. انظري كتاب" حادي الأرواح الى بلاد الأفراح" للشيخ ابن القيم الجوزيه رحمه الله. والله اعلم
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 02:24]ـ
جزاكم الله خيرا ...
في احدى حلق الذكر ذكرتها إحدى الاخوات أنهم ملائكة بشكل رجال ..
كنت أريد الدليل المقنع لما كيف يكون الاعراف رجالا من الملائكة؟!!
وقرأت بستان الواعظين ووجدت انهم ممن تسوات حسناتهم وسيئاتهم وقرأت كتاب القيامة الكبرى لعمر الاشقر
والتي تحدثنا كانت مقتنعة تمام الاقتناع أن لا ميزان يوم القيامة .. وإنما الناس فريقين إما في النار وإما الجنة مباشرة من القبور إلى الجنة للصالحين ومن القبور إلى النار من غير الصالحين .. بدون وزن للأعمال .. متجاهلة الكثير من علماء السنة وعدم الاخذ من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة نحن نحكم القرآن في ذلك ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:41]ـ
الارجح انهم قوم استوت حسناتهم بسيئاتهم والدليل طلبهم الدخول للجنه وتعوذهم من النار، والملائكة لا تد خل النار. انظري كتاب" حادي الأرواح الى بلاد الأفراح" للشيخ ابن القيم الجوزيه رحمه الله. والله اعلم
يشغب على هذا القول الآتي:
1: لم تذكر الآية أي إشارة الى موضوع الحسنات والسيئات وتساويها لهؤلاء القوم.
2: الأعراف - المكان المرتفع المشرف على فريقي المؤمنين والظالمين - وهو مكان يضفي شرفاً على صاحبه لا يناسبه أهل تساوي الحسنات والسيئات.
3: مخاطبتهم وتوبيخهم لأصحاب النار " قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون " أيضاً لا يليق أن يكون مصدره قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم.
أما الاعتراض على كونهم من الملائكة كونهم سألوا الله الجنة واستعاذوا من النار - فقد ذكر الله عن الملائكة " يخافون ربهم من فوقهم " وقال " ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم " على قول من قال أن المقصود الملائكة.
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:09]ـ
quote][= فَصَبْرٌ جَمِيلْ;415042]
في احدى حلق الذكر ذكرتها إحدى الاخوات أنهم ملائكة بشكل رجال ..
كنت أريد الدليل المقنع لما كيف يكون الاعراف رجالا من الملائكة؟!!
[/ quote]
هذا القول مروي عن أبي مجلز و هو "أن الأعراف ملائكة يرون في صور الرجال" كما في تفسير الماوردي 2/ 226 رواه عنه الامام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فقال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم:حدثنا ابن علية عن سليمان التيمي عن ابي مجلز في قوله تعالى" وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم" قال: "هم رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار" قال الإمام الطبري معقبا عليه 12/ 461: "قول لا معنى له" وقال الامام ابن كثير 3/ 173: "وهذ صحيح الى أبي مجلز لاحق بن حميد أحد التابعين وهو غريب من قوله وخلاف الظاهر من السياق وقول الجمهور (اي أنهم قوم استوت حسناتهم وسيآتهم) مقدم على قوله بدلالة الآية على ما ذهبوا إليه"
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 11:02]ـ
ربي علمنا ما جهلنا ..
إخواني جزاكم الله خيري الدنيا والآخرة ...
وبورك فيكم جميعا ...
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 11:48]ـ
بسم الله الرحجمن الرحيم
الحمد لله\
من المعلوم ان اصحاب الاعراف هم الذين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون في دخولها ورغبتهم العظيمة في دخولها في يوم القيامة لتساوي حسناتهم وسياتهم في الميزان بعد ان ضاعف الله تعالى لهم الحسنات فجعلهم الله تعالى معلقين بين الجنة والنارمرة يلتفتون الى اصحاب الجنة فيطمعون بدخولها لما يشاهدونه من نعيمها ويبقى دخولها حسرات عليهم في قلوبهم ونفوسهم فهم يشاهدون اصحاب الجنة في النعيم رافلين بام اعينهم ولا يستطيعون دخولها حكما عدلا من ربهم فاذا التفتوا الى جهة النار او جهنم وهي تحرق اصحابها وتلحق بهم الويل والثبور رفعوا ايديهم الى الله ضراعة وتوسلا بقلوب خائفة وجلة وعيون دامعة ونفوس حائرة يدعونه – ربنا لاتجعلنا مع القوم الظالمين- والله تعالى اعلم.
فالح الحجية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 02:39]ـ
من المعلوم ان اصحاب الاعراف هم الذين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون في دخولها ورغبتهم العظيمة في دخولها في يوم القيامة لتساوي حسناتهم وسياتهم في الميزان
فالح الحجية.
ليس بمعلوم - وإلا لما اختلف المفسرون على الاقوال السالف ذكرها - وقول الله تعالى " لم يدخلوها وهم يطمعون " لا يشترط أن يكون عائداً اليهم ولكن يمكن أن يعود لأصحاب الجنة للتأكيد على أن هذه الأحداث هي ما قبل دخول الجنة والنار للجميع، ويؤيد ذلك أنهم أقرب مذكور " ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون "
إن الله عز وجل لم يذكر في الآيات أن أهل النار قد دخلوها وأن أهل الجنة قد دخلوها، ويدل على ذلك أيضاً قول الله عز وجل " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم " فأهل الأعراف يعرفون أصحاب الجنة من أصحاب النار بسيماهم ولو كانوا في الجنة والنار لما احتاجوا لأن يميزونهم بسيماهم حيث أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
والله أعلم
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:25]ـ
نسال الله تعالى التوبة والمغفرة(/)
الايمان بالله تعالى بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 06:18]ـ
من سورة السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم
((انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون *. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون *. فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءاً بما كانوا يعلمون *. أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقا. لا يستوون *. اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون.*))
سورة السجده آيه 15_19
الحمد لله \
سبحانك ياعظيم .. ماذا خلقت ومن أي شئ خلقت قلوب المؤمنين. واية بذرة غرست بداخلها. انها بذرة الايمان. من يؤمن بايات الله تعالى .. - انما يؤمن بأياتنا الذين اذا ذكروا بها خر واسجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون.-. اذن المؤمنون قلوبهم رقيقة شفافة ملئت عاطفة وحبا لله بحيث عجزوا عن الوقوف امام ايات ذكر الله تعالى فاذا ذكرت عليهم او على مسامعهم يتأثرون بها وتنفتح لها قلوبهم ونفوسهم فيقعون ساجدين لعظمة الله تعالى محبة له وخشية منه وشوقا اليه سجود تعظيم وتكريم وعبادة. وراحوا في تسبيح وهم ساجدون (سبحانك ربي الاعلى وبحمدك) في تواضع وخشوع فهم لا يعرفون التكبر في حياتهم ولا تتكبر انفسهم عن الخلق او على العباد.
نفوسهم مجبولة على الحب والرافةوالرحمة
والخيرللجميع والتواضع مع الاخرين. في سجودها وعبادتها خشوع تعظيم وتكبير لله تعالى تتجافى اجسامهم واعضاؤهم عن المضاجع وعيونهم لتهجر النوم والكرى. فينهضون في لياليهم ليعبدوا الله تعالى تهجدا فيقضون هزيع الليل الاخر في تسبيح وتهليل وتمجيد وترتيل للقرآن الكريم وأنتظار صلاة الفجر في دعاء تقربا الى لله تعالى وتخوفا من خشيته وهيبته وعظمته وطمعا في محبته ولقائه و رزقه وفي جنته ومنته عليهم في الدنيا والاخرة. واضافة الى اقامة الصلاة فانهم ينفقون ما استطاعوا من اموالهم تقربا لله تعالى. فتقبل الله تعالى منهم عبادتهم لذا فقد وعدهم الله تعالى حسن الثواب ثواب عظيم تقر به العيون وتفرح به القلوب وتسر به النفوس وتتلهف اليه الافئدة وتتثبت به الاعضاء. ثوابا لم تقع على مثله عين ولا سمعت به اذن انسان ولا خطر على قلب بشر كما بشر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وذكر الله تعالى علامته الفلاح وسبيل الرقي والنجاح لذا فهو شعار كل مؤمن ومطمع كل ذي فضلورغبة كل نفس مؤمنة فهوايمان وتحقيق عبادة. تنقشع به الظلمات وتتبدد به الحجب و تصفى به النفوس من اكدارها وتتطهر من أدرانها وهذه هي نفوس المؤمنين فهي لا تستوي ولا تتساوي مع نفوس الفاسقين من الكفرة والمشركين حيث ان الله أفرد للمؤمنين العاملين الصالحات الجنات الخالدة يسكنونها نزلا من عند الله ومنازل رحبة من الله تعالى عليهم بها أبدا فهم في رحاب الله تعالى ينزلهم المنازل الرفيعة والخير العميم والمقام الامين و في الجنة خالدين.
اللهم اجعلنا من اصحاب الجنة
فالح الحجيةالكيلاني
العراق\ ديالى \ بلدروز
*******************
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 05:09]ـ
احسنت وبوركت ياا بتاه وزادك الله ايمانا
جمال الدين الكيلاني(/)
أريد شرحا صوتيا مختصرا وحبذا لو مفرغا لشيخ سلفى متقن على تحفة الأطفال
ـ[عبد فقير]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 03:31]ـ
للجمزورى(/)
فوائد حول سجود التلاوة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 03:41]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
هاهنا فوائد حول سجود التلاوة أنقلها من أوراق قديمة لديَّ، واللهَ أسألُ أن ينفعني ومَن قرأها بها.
سجود التلاوة
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (((إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ - وَفي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي - أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ))).
حَدَّثَني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: (((فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ))).
رواه مسلم، باب بيان إطلاق اسم الكفر على مَن ترك الصلاة.
قال الإمام النووي - رحمه الله - في الشرح:
قدِ احتجَّ أصحابُ أبي حنيفة - رحمه الله وإيَّاهم – بقوله: (أُمِر ابنُ آدم بالسجود) على أنَّ سجود التلاوة واجبٌ، ومذهب مالكٍ والشافعيِّ والكثيرين أنَّه سنَّة.
وأجابوا عن هذا بأجوبةٍ؛ أحدها: أنَّ تسمية هذا أمرًا إنَّما هو من كلام إبليس فلا حجةَ فيها، فإن قالوا: حكاها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يُنكرها، قُلنا: قد حكى غيرَها من أقوال الكفَّار ولم يُبْطلها حال الحكاية، وهي باطلة.
الوجه الثاني: أنَّ المراد أمر ندب لا إيجاب.
الثالث: المراد المشاركة في السجود لا في الوجوب،، والله أعلم.
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 09:10]ـ
جزيت خيراً فضيلة الشيخ أبا ورش على هذه الفوائد القيمة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 09:37]ـ
جزيت خيراً فضيلة الشيخ أبا ورش على هذه الفوائد القيمة.
وإياك يا شيخنا أبا تميم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 10:18]ـ
فائدة:
لا يتعرَّض أكثرُ المصنِّفين في القراءات لسجود التِّلاوة.
وقد فتَّشتُ عن سرِّ ذلك حتَّى أوقفني الله - عزَّ وجلَّ - على قول الإمام مكيّ بن أبي طالب في كتاب التبصرة:
((وأجْمعَ القُرَّاء على ترك السجدة إذا عرضَ القارئ عليهم القرآن، إلا ما ذُكِر عن سُليمٍ أنه كان يأمُر القارئَ أن يحذف موضع السجود، فإذا ختمَ أخذ سُليم بيد القارئ ودخل معه المسجد، فيقرأ القارئ السجدةَ بعد السجدة وسُليم يَسجد، حتَّى يأتي على آخر السجود.
والذي قرأنا به بترك ذلك في القراءة)).
سُليم هو: سليم بن عيسى الحنفي الكوفي، أخصُّ أصحاب حمزة وأضبطهم، وأقومهم بحرف حمزة، وهو الذي خلفه في القراءة، عرض عليه: أبو عمر الدوري، وخلف بن هشام، وخلاد بن خالد، وغيرهم.
توفي سنة ثمان وثمانين ومائة أو بعدها بقليل.
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 05:04]ـ
أشكرك مرةً ثانية شيخنا الكريم المليجي نفع الله بك على هذه الفوائد النفيسة.
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:33]ـ
شكر الله لكم ..
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:54]ـ
مواضع سجدات التلاوة.
ومن سُنَن أبي داودَ وسُنن ابن ماجه وغيرِهما:
عن عمْرو بنِ العاص - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أقْرأهُ خَمسَ عشْرة سجدةً في القُرآن، منها ثلاثٌ في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان.
قال أبو داود: روي عن أبي الدرداء عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إحدى عشرة سجدة.
وإسناده واهٍ.
حديث أبي الدرداء أخرجه الترمذي وقال: حديث غريب.
- - -
حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال فيه الإمام الألباني في "تمام المنة":
قوله [الشيخ سيد سابق]: " ... .... .... رواه أبو داود و ... و ... و ... وحسَّنه المنذريُّ والنَّووي"
قلت [الألباني]: كلاَّ ليس بحسَنٍ؛ لأنَّ فيه مجهولَينِ، فقد قال الحافظ في "التلخيص" بعد أن نقل تَحسين المنذري والنَّووي للحديث: "وضعَّفه عبد الحقِّ وابنُ قطَّان ..... ".
ثم قال الإمام الألباني:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وبالجملة، فالحديثُ مع ضعْفِ إسنادِه قدْ شهِد له اتِّفاقُ الأمَّة على العملِ بغالبِه، ومجيء الأحاديث الصَّحيحة شاهدة لبقيَّته، إلاَّ سجدة الحجِّ الثَّانية فلم يوجد ما يَشهد لها من السُّنَّة والاتِّفاق إلاَّ أنَّ عمل بعض الصَّحابة على السُّجود فيها قد يستأنس بذلك على مشروعيَّتها، ولا سيَّما ولا يعرف لهم مخالف،، والله أعلم".
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 12:09]ـ
بيان مواضع سجدات التلاوة، والخلاف المذكور عن أئمة الفقه:
قال في نيل الأوطار:
(اعلم) أنَّ أوَّل مواضع السجود خاتمة الأعراف.
وثانيَها عند قوله في الرَّعد: {بالغدو والآصال}.
وثالثَها عند قوله في النَّحل: {ويفعلون ما يُؤْمرون}.
ورابعها عند قوله في بني إسرائيل: {ويزيدهم خشوعًا}.
وخامسها عند قوله في مريم: {خروا سجدا وبكيًّا}.
وسادسها عند قوله في الحج: {إنَّ الله يفعل ما يشاء}.
وسابعها عند قوله في الفرقان: {وزادهم نفورًا}.
وثامنها عند قوله في النمل: {رب العرش العظيم}.
وتاسعها عند قوله في الم تنزيل: {وهم لا يستكبرون}.
وعاشرها عند قوله في ص: {وخر راكعًا وأناب}.
والحادي عشر عند قوله في حم السجدة: {إن كنتم إياه تعبدونَ} .... وقال أبو حنيفة والشَّافعي والجمهورُ عند قولِه: {وهم لا يسأمون}.
والثاني عشر والثالث عشر والرَّابع عشر سجَدات المفصَّل وستأتي.
والخامس عشر السجدة الثَّانية في الحجّ.
قوله: (ثلاث في المفصَّل) هي سجدة النَّجم وإذا السَّماء انشقَّت واقرأ باسم ربك".
.....
ثم قال:
قوله: (وفي الحجِّ سجدتان) فيه حُجَّة لِمَن أثبت في سورة الحج سجدَتَين، ويؤيِّد ذلك حديثُ عقبة بن عامر عند أحمدَ وأبي داود، والترمذي وقال: إسناده ليس بالقوي، والدارقطني والبيهقي والحاكم بلفظ: (قلتُ: يا رسول الله، فُضِّلت سورة الحج بأنَّ فيها سجدتَين؟ قال: نعم، ومَن لم يسجدهما فلا يقرأْهما)، وفي إسناده ابن لَهيعة ومشرح بن عاهان، وهما ضعيفان.
وقد ذكر الحاكم أنَّه تفرَّد به وأكَّده بأنَّ الرواية صحَّت فيه من قول عمر وابنِه وابن مسعود وابن عباس وأبي الدَّرداء وأبي موسى وعمَّار، ثم ساقها موقوفة عنهم، وأكَّده البيهقي بما رواه في المعرفة من طريق خالد بن معدان مرسلا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 12:29]ـ
إذا علمت ما سبق فاعلم أنَّ:
عزائم سجود القرآن عند الإمام مالك ... إحدى عشرة سجدة، ليس في المفصَّل منها شيء.
موضع السجدة في سورة فصلت: قال ابن القاسم: وسألتُ مالكًا عن حم تنزيل [فصلت] أين يسجد فيها {إن كنتم إياه تعبدون} [37] أو {يسأمون} [38]؟ لأن القراء اختلفوا فيها ... قال: السجدة في: {إن كنتم إياه تعبدون} [37].
قال ابن القاسم: وسمعتُ الليث بن سعد يقوله، وأخبرني بعض أهل المدينة عن نافعٍ القارئِ مثله.
في الحج سجدة واحدة:
قال: وقد قال ابن عباس والنخعي: ليس في الحج إلا سجدة واحدة.
أي الأولى في الحج ..... تم بيان مذهب الإمام مالك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 12:34]ـ
مذهب الإمام أبي حنيفة.
سجود التلاوة واجب.
وعدد سجدات القرآن أربع عشرة سجدة، ليس فيها السجدة الثانية في الحج.
وموضع سجدة فصلت عند قوله تعالى: {وهُم لا يَسْأمونَ} [38].
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:01]ـ
مذهب الإمام الشافعي.
سجود التلاوة سنة مؤكدة.
وعدد سجدات القرآن أربع عشرة سجدة، ليس فيها سجدة سورة ص؛ فإنَّها سجدة شكر.
وموضع سجدة فصلت عند قوله تعالى: {وهُم لا يَسْأمونَ} [38].
ـــ
قال الإمام النَّوويُّ - رحِمه الله -:
قال المصنِّف - رحمه الله -: وسجَدات التلاوة أربعَ عشرةَ في قوله الجديد.
.....
ثم قال:
قال المصنِّف - رحمه الله -:
(وأمَّا سجدة ص فهى عند قوله تعالى: (وخرَّ راكعًا وأناب) وليستْ من سجدات التلاوة وإنَّما هي سجدة شكر؛ ..... ورَوى ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما - أنَّ النّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (سجدها نبيُّ الله داودُ توبةً وسجدناها شكرًا)، فإن قرأها في الصلاة فسجد فيها ففيه وجهان: (أحدُهما) تبطلُ صلاتُه لأنَّها سجدة شكر فبطلت بها الصلاة كالسجودِ عند تجدُّد نعمة، (والثَّاني) لا تبطل لأنَّها تتعلَّق بالتلاوة فهى كسائر سجدات التلاوة).
إلى آخر ما قال.
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:15]ـ
دامت فوائدك أخي الكريم!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:22]ـ
وأين بيان المذهب الحنبلي، يا أيها القارئ الألمعي؟:)
ـ[رضا العربي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم
أحسن الله إليك وبارك فيك وشكر لك وزادك من فضله أخانا القارئ المليجي الحبيب
ـ[عبد الدايم]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:40]ـ
جزاك الله خيرا أيها "القارئ المليجي" فأنت دائما ما تتحفنا بالفوائد.
بارك الله فيك ونفع بك وزادك الله من علمه وفضله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:35]ـ
جزاكم الله خيرا أيها القارئ المليجي، يا ذا الفوائد الجمة، والعلم الغزير، نفع الله بك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:35]ـ
بارك الله فيكم جميعًا.
.. ... .... .....
وأين بيان المذهب الحنبلي، يا أيها القارئ الألمعي؟:)
الأخ أبا معاذ
قد أنهيتُ ما لديّ، ويُقيِّض الله - عزَّ وجلَّ - فتًى ألمعيًّا يبيِّن لنا مذهب إمام أهل الحديث .. الإمام أحمد بن حنبل.
أما أخوك، فإني لا أسجد في سورة [ص] وأسجد فيما سواها، وموضع السجدة في سورة فصلت الآية [38].
- - -
وننتظر أيضًا مَن يُبيِّن لنا:
= الدعاء في سجود التِّلاوة.
= ما يُشترَط لسجود التلاوة: مِن طهارةٍ، واستقبالِ قِبلة، وستْر العورة، والتَّكبير والتسليم/ التحريم والتحليل.
والله الموفق.
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 01:22]ـ
أما أخوك، فإني لا أسجد في سورة [ص] وأسجد فيما سواها، وموضع السجدة في سورة فصلت الآية [38].
- - -
إذًا تختار مذهب الشافعي، والإمام الشافعي شيخ الإمام أحمد، والتلميذ لا يتقدم بين يدي أستاذه؛ فجُد علينا!(/)
سورة الطارق بصوت خاشع و هاديء للقاريء الشيخ محمد الوادي
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 06:58]ـ
سورة الطارق بصوت خاشع و هاديء للقاريء الشيخ محمد الوادي
http://www.4shared.com/audio/BNjFjGP8/attarique-moamed_alwadi.html
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 08:11]ـ
أحسنت بارك الله فيك أخي وننتظر المزيد منك.(/)
نعَمْ إذ تمشَّت زيْنب
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 12:14]ـ
وقال الإمام الشاطبي - رحمه الله - في الأحرف التي وقع الاختلاف فيها مع (إذ)، من حيث الإظهارُ والإدغام:
نَعَمْ إذْ تَمشَّت زينبٌ صَالَ دَلٌّهَا /// /// /// سَمِيَّ جَمالٍ واصِلاً مَن توصَّلا
= الحروف التي وقع الاختلاف فيها مع (إذ) ستة:
التاء - الزاي - الصاد - الدال - السين - الجيم .... بحسب ترتيب الإمام الشاطبي، وهي أوائل الكلم من (تمشّت) .. إلى (جمال).
ويجمعها أيضًا أحرف [تجد + الصفير]؛ لأن أحرف الصفير (الصاد والزاي والسين).
قال الشاطبي - رحمه الله -: وَصادٌ وسينٌ مُهْملانِ وزايُهَا * * * صفيرٌ وشينٌ بالتفشِّي تَعمَّلا
وقال ابن الجزري: صفيرُها صادٌ وزايٌ سِينُ * * * قلْقلةٌ قُطبُ جَدٍ ....
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 12:44]ـ
وقد أوردَ الإمامُ الشاطبي - رحِمه الله - البيتَ وما بعده في الباب مورد الغزَل.
وفي حين توقَّف الإمام أبو شامة عن إيراد مقترحات أخرى للبيت، واكتفى بأن قال: وحيث تغزَّل عنى واحدة من نساء أهل الجنة على ما هو لائق بحاله، رضي الله عنه.
وكذلك قال الإمام شعلة: ومعناه اللغوي: مشت حوراء مسماة بزينب من صفتها أن غلب جمالها ودلالها رفيع جمال غيرها ...
نَرى الإمام السيوطي - رحمه الله - في شرحه يَقترح بديلا لطريقة الإمام الشاطبي، فيقول: ولو قال المصنِّف بدل الأبيات:
وأحرف (إذ) مجموع [صد تجز] ستة * * * فأدغمها فيها هشام وذو العلا
وفي الدال مز والدال والتاء ضف وفي * * * سوى الجيم خلاد الكسائي أدخلا
لكان أبين وأخصر.
أقول: هكذا ورد بيتَا السيوطي في شرحه في الطبعتين؛ تحقيق مكتب قرطبة ص 106، 107 وفيه: والتاء والدال.
وتحقيق الشثري والعمر ص 123.
ولا أدري هل الشطر الأوَّل هكذا صحيح أم لا؟!
فإنَّ [صد تجز] خمسة أحرف، وينقصها السين، فهل قصد السيوطي إدخال السين من (ستة) معها ليكتمل العدد، ويكون قوله (ستة) قرينة .... أم أنَّ ذلك خطأ منه أو من التحقيق؟! والله أعلم.
وقد جمعت الأحرف الستة في بيتٍ من نظمي، فقلت:
فلا تذكرَنْ يا صاحِ زيْنبَهُ وخُذْ * * * تَجِدْ مع ثلاثيِّ الصفير حروفَ إذْ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 12:15]ـ
وقال الإمام الشاطبي - رحمه الله - في الأحرف التي وقع الاختلاف فيها مع (قد)، من حيث الإظهارُ والإدغام:
وقَد سحَبتْ ذيْلاً ضَفَا ظَلَّ زَرْنَبٌ /// /// /// جلَتْهُ صَبَاهُ شائِقًا ومعلَّلا
وهي ثمانية أحرف:
السين - الذال - الضاد - الظاء - الزاي - الجيم - الصاد - الشين
أو هي حروف الصفير [الزاي والسين والصاد] + الجيم، الذال، الشين، الضاد، الظاء.
وقال السيوطي:
"ولو قال المصنف بدل الأبيات:
وأحرفُ قدْ جيمٌ وذالٌ وزايُها * * * وظاءٌ وشينُ الضَّادُ واثْنانِ أُهْمِلا
فأظهَر قالونٌ ومكٌّ وعاصمٌ * * * وفي ضادِها والظَّا فقطْ ورشٌ ادْخَلا
وفي ذيْنِ والذَّال ابنُ ذكوانَ واخْتُلِفْ * * * بزايٍ وفي صادٍ هشامُهُمُ جَلا
لكان أوضح وأخصر" انتهى.
ثمَّ إنّي أكملتُ على البيت الذي ذكرته في حروف (إذ) فصار البيتان:
فلا تذْكُرَنْ يا صاحِ زيْنبَهُ وخُذْ * * * تَجِدْ مع ثلاثيِّ الصفير حروفَ إذْ
وقيِّدْ بِـ ذَمّ الظُّلم ضِفْ جَائعًا شَهِدْ * * * وتلكَ ثمانٍ بالصَّفير حروفَ قَدْ(/)
فائدة في عادات القرآن
ـ[عبدالله بن الحسن]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 12:40]ـ
قال العلامة الطاهر بن عاشور المالكي في تفسيره التحرير والتنوير:
"عادات القرآن:
يحق على المفسر أن يتعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه. وقد تعرض بعض السلف لشيء منها،
1 - فعن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر. وذكر ذلك الطبري عن الضحاك أيضا.
2 - وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال قال ابن عيينة: ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا، وتسميه العرب الغيث كما قال تعالى: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}.
3 - وعن ابن عباس أن كل ما جاء من يا أيها الناس فالمقصود به أهل مكة المشركون.
4 - وقال الجاحظ في البيان وفي القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس قلت: والنفع والضر، والسماء والأرض.
5 - وذكر صاحب الكشاف وفخر الدين الرازي أن من عادة القرآن أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة. ويكون ذلك بأسلوب الاستطراد والاعتراض لمناسبة التضاد، ورأيت منه قليلا في شعر العرب كقول لبيد: فاقطع لبانا من تعرض وصله ... فلشر واصل خل صرامها
واحب المجامل بالجزيل وصرمه ... باق إذا ظلعت وزاغ قوامها
6 - وفي الكشاف في تفسير قوله تعالى: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين} الآية: جيء به ماضيا على عادة الله في أخباره.
7 - وقال فخر الدين في تفسير قوله تعالى: {يوم يجمع الله الرسل} من سورة العقود: عادة هذا الكتاب الكريم أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع.
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها، ومنها:
8 - أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: {بل متعت هؤلاء وآباءهم} وقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك.
9 - وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ "قال" دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظر قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها (إلى قوله) أنبئهم بأسمائهم} .. [مقدمة التحرير والتنوير- الطبعة التونسية - (ج 1 / ص 125)]
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 02:14]ـ
الله أكبر ... ما شاء الله
جزاك الله الجنة(/)
تأملات قرآنية ..... متجدد بإذن الله
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 02:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
هذا الموضوع دعوة لتدبر القرآن، واستخراج المعانى التى قد تخفى عن البعض، وأرجو من الأخوة إثراء الموضوع بتأملاتهم لكتاب الله جلَّ وعلا، أو بنقل من كلام أهل العلم، ليعم النفع؛ والله ولى التوفيق.
ونبدأ بعون الله بتأملات فى سورة الفاتحة:
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
تضمنت ثلاث الآيات ثلاث مسائل:
الآيةالأولى: فيها المحبة؛ لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر إنعامه ; والمحبة تنقسم إلى أربعة أنواع:
المحبة الأولى: محبة شركية، وهي محبة الذين قال الله فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُمِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} إلى قوله {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.
المحبةالثانية: حب الباطل وأهله، وبغض الحق وأهله ; وهذه صفة المنافقين.
والمحبة الثالثة: طبيعية، وهي محبةالمال والولد، فإذا لم تشغل عن طاعة الله، ولم تعن على محارم الله، فهي مباحة.
والمحبة الرابعة: حب أهل التوحيد، وبغض أهل الشرك، وهي أوثق عرى الإيمان، وأعظم مايعبد بها الإنسان ربه.
الآية الثانية: فيها الرجاء
والآية الثالثة: فيها الخوف.
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي: أعبدك يا رب بما مضى بهذه الثلاث، بمحبتك ورجائك وخوفك; هذه الثلاث أركان العبادة، وصرفها لغير الله شرك.
وفيها من الفوائد: الرد على ثلاث الطوائف التي كل طائفة تعلق بواحدة منها، كمن عبد الله بالمحبة وحدها، وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة، وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج.
وأما {إِيَّاكَ نَعْبُدُوَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ففيها توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فيها توحيد الألوهية، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيها توحيد الربوبية.
وأما الآيتان الأخيرتان، ففيها من الفوائد: ذكر أحوال الناس، قسمهم الله ثلاثة أصناف: منعم عليه، ومغضوب عليه، وضال.
فالمغضوب عليهم أهل علم ليس معه عمل.
والضالين: أهل عبادة ليس معها علم، وإن كان سبب النّزول في اليهود والنصارى، فهي لكل من اتصف بذلك.
والنوع الثالث: من اتصف بالعلم والعمل، وهم المنعم عليهم.
وفيها من الفوائد: التبرؤ من الحول والقوة، لأنه منعم عليك ; وكذلك فيها: معرفة الله على التمام، ونفي النقائص عنه تبارك وتعالى، وفيها: معرفة الإنسان نفسه، ومعرفة ربه، فإنه إذا كان رب فلا بد من مربوب، وإذا كان هنا عبد فلا بد من معبود، وإذا كان هنا هاد فلا بد من مهدي; وإذا كان هنا مُنعَم عليه فلا بد من مُنعِم، وإذا كان هنا مغضوب عليه فلا بد من غاضب; وإذاكان هنا ضال فلا بد من مضل ; فهذه السورة تضمنت الألوهية، والربوبية، ونفي النقائص عن الله، وتضمنت معرفة العبادة وأركانها، والله أعلم.
(الدرر السنية 13/ 73 بتصرف)
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن فاشتملت على التعريف بالمعبود - تبارك وتعالى - بثلاثة أسماء مرجع الأسماءالحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها وهي: الله، والرب، والرحمن وبُنيت السورة على الإلهيه، والربوبية، والرحمة فـ {إياك نعبد} مبني علىالإلهية، و {إياك نستعين} على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة.
والحمد يتضمن الأمور الثلاثة: فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته.
واشتملت سورة الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة التي اتفقت عليها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وهي:
1 - التوحيد العلمي: سمي بذلك لتعلقه بالأخبار والمعرفة ويسمى أيضاً بـ (توحيد الأسماء والصفات).
2 - التوحيد القصدي الإرادي: سُمي بذلك لتعلقه بالقصد والإرادة، وهذا الثاني نوعان: توحيد في الربوبية، وتوحيد في الإلهية.
فأما التوحيدالعلمي (توحيد الأسماء والصفات): فمداره على إثبات صفات الكمال، وعلى نفي التشبيه، والمثال، والتنزيه عن العيوب والنقائص وقد دل على هذا شيئان:
أ-مجمل، ب-مفصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- أما المجمل فإثبات الحمد لله سبحانه.
ب- وأما المفصل فذكر صفة الإلهيه، والربوبية، والرحمة، والملك، وعلى هذه الأربعة مدار الأسماء والصفات.
فأما تضمن الحمد لذلك: فإن الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله، ونعوت جلاله، مع محبته والرضا عنه، والخضوع له.
ولهذا كان الحمد كله لله، حمداً لايحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها، لأجل هذا لا يحصي أحد من خلقه ثناءً عليه لما له من صفات الكمال ونعوت الجلال التي لا يحصيها سواه.
كما قال صلى الله عليه وسلم "لا أحصي ثناءً عليك" فهذه دلالة على توحيد الأسماء والصفات.
وأما دلالة الأسماء الأربعةعليها (أي على الأسماء والصفات) وهي: الله، والرب، والرحمن، والملك، فمبني على أصلين:
الأصل الأول: أسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله، فهي أسماء وهي أوصاف وبذلك كانت حسنى إذ لو كانت ألفاظاً لا معاني فيها لم تكن حسنى، ولا كانت دالة على مدح ولا كمال.
الأصل الثاني: الاسم من أسمائه تبارك وتعالى كما يدل على الذات والصفة التي اشتق منها بالمطابقة، فإنه يدل عليه دلالتين أخريين بالتضمن واللزوم، فيدل على الصفة بمفردها بالتضمن وكذلك على الذات المجردة عن الصفة، ويدل على صفة أخرى باللزوم، فإن اسم (السميع) يدل على ذات الرب وسمعه بالمطابقة، وعلى الذات وحدها وعلى السمع وحده بالتضمن، ويدل على اسم (الحي) وصفة الحياة بالالتزام.
وكذلك سائر أسمائه وصفاته .. ولكن يتفاوت الناس في معرفة اللزوم وعدمه.
إذا تقرر هذان الأصلان فاسم (الله) دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث (المطابقة، والتضمن، واللزو م) ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم كقوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى} ويقال: الرحمن، والرحيم، والقدوس، والسلام، والعزيز، والحكيم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ونحو ذلك.
فَعُلِم أن اسمه (الله) مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، واسم (الله) دال على كونه مألوهاً معبوداً، تألهه الخلائق محبة، وتعظيماً وخضوعاً وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب،وذلك مستلزم لكمال ربوبيته، ورحمته، المتضمنين لكمال الملك والحمد.
وإلهيته، وربوبيته، ورحمانيته، وملكه، مستلزم لجميع صفات كماله.
إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولاسميع، ولا بصير ولا قادر ولا متكلم، ولا فعال لما يريد، ولا حكيم في أفعاله.
وصفات الجلال والجمال: أخص باسم (الله).
وصفات الفعل، والقدرة والتفرد بالضر والنفع، والعطاء والمنع، ونفوذ المشيئة وكمال القوة وتدبير أمر الخليقة أخص باسم (الرب).
وصفات الإحسان والجود والبر والمنة والرأفة واللطف،أخص باسم (الرحمن).
وصفات العدل، والقبض والبسط، والخفض والرفع، والعطاء والمنع، والإعزاز، والإذلال، والقهر، والحكم، ونحوها أخص باسم (الملك).
وفي ذكر هذه الأسماءبعد الحمدفي قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) مالك يوم الدين} وإيقاع الحمد على مضمونها ومقتضاها مايدل على أنهمحمود فيإلهيته، محمود في ربوبيته، محمود في رحمانيته، محمود في ملكه، وأنه إله محمود، ورب محمود، وملك محمود.
فله بذلك جميع أقسام الكمال.
(مدارج السالكين 1/ 24 - 37بتصرف)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أمّ البراء]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 11:31]ـ
بارك الله فيك ..
وبانتظار المزيد ..
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:12]ـ
وفيك بارك؛
الله المستعان.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
وجدت أهم أسباب الإنتكاس فى هذه الأيات:
قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)} [البقرة: 209:208]
(يُتْبَعُ)
(/)
{ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} فأول أسباب الإنتكاس التفريط فى بعض شرائع الإسلام، فالإسلام واجبات ومندوبات (فرائض وسنن) فمن أتى بالفرائض وقصر فى السنن فإنه لم يدخل فى السلم كافة، فيكون هذا أول أسباب الإنتكاس ويكون سريعا.
أما إذا تمسك بشعائر الإسلام كافة من فرائض وسنن، تكون المرحلة الثانية وهى:
{وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} وخطوات الشيطان فى هذه المرحلة تكون بمحاولة التثبيط عن السنن والتقليل من أهميتها، ليسهل عليه بعد ذلك التثبيط عن الفرائض، فالشيطان لن يأتى لمن يقيم الليل ويقل له اترك صلاة الفجر.
وأيضا من خطواته الأز على التوسع فى المباحات، فتكون الخطوة الثانية الوقوع فى المكروهات، والخطوة الثالثة ارتكاب المحرمات.
لذلك قال تعالى {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ولم يقل ولا تتبعوا الشيطان، لأن هذا قد يخفى عن البعض، نسأل الله السلامة.
إذاً السبب الثانى من أسباب الإنتكاس: التوسع فى المباحات وفعل المكروهات.
فإذا تمسك الإنسان بشرائع الإسلام ولم يتوسع فى المباحات ولم يرتكب المكروهات وكان ذو علم وعبادة ولكنه زل وانتكس!!!!!!!
لا يوجد سبب ظاهر للإنتكاس، فيبين الله لنا السبب فى قوله تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)}
فهذا الذى زل شهد الله له بالعلم {مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} وكان متمسك بشرائع الإسلام صوام قوام طالب علم مجتهد، ولكنه زل وانتكس والسبب بينه الله فى تذيل الأية {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فهذا الذى زل لم يعلم أن الله عزيز، لم يعلم العلم المقتضى للعمل، أى لم يعمل بمقتضى الإسم، لم يذل لله عز وجل، إنما رأى عمله فتكبر وأصابه العجب والغرور، فكان مقتضى اسم الله الحكيم أن ينتكس، ليعلم أن توفيقه من الله جل وعلا فيتضرع لله ويذل نفسه له سبحانه وتعالى، فيكون بهذا تعبد باسم العزيز، فالله جل وعلا أزله بمقتضى "الحكيم" ليتعبد بمقتضى "العزيز" لذلك ذيل الله الأية بهذين الإسمين {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
فأسباب الإنتكاس من هذه الآيات:
1 - التفريط فى بعض شرائع الإسلام.
2 - التوسع فى المباحات وارتكاب المكروهات.
3 - العجب والغرور ورؤية النفس.
4 - عدم فقه التعبد بأسماء الله وصفاته.
والله أعلم.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 10:37]ـ
واصل، بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 12:56]ـ
وفيك بارك، وجزاك بالمثل؛
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 06:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
كلنا نعلم أن أية الكرسى هى أعظم أية فى القرآن بنص كلام النبى صلى الله عليه وسلم، وذلك كونها تضمنت أكثر من اثنين وعشرين (اسم، ووصف، وفعل) لله جل وعلا، فأحاول الوقوف عليهم وفهم معانيهم بايجاز، والله المستعان.
1 - اللَّهُ: الاسم العلم على ذات الله جل وعلا، وهو متضمن معانى التوحيد الثلاثة، كما أنه مرجع جميع الأسماء الحسنى.
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ: كلمة التوحيد، وهى نفى الألوهية عن الجميع، واثباتها لله وحده لا شريك له، وهى تضمنت صفتين لله تعالى:
2 - أحدهما: الألوهية.
3 - الثانية: الوحدانية، فالله جل وعلا انفرد بالوحدانية، وتفرد بالكمال المطلق فى كل شئ سبحانه وتعالى.
4 - الْحَيُّ: اسم من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه حى لا يموت، وجميع الأسماء تدل على اسم الله الحى باللزوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - الْحَيُّ: منه صفة الحياة، وحياة الله جل وعلا أولية بلا ابتداء، آخرية بلا انتهاء، لا يعتريها نقص ولا مرض، وهى من الصفات الذاتية اللازمة التى لا تتعدى لمفعول.
6 - الْقَيُّومُ: القائم بنفسه سبحانه، قيم السموات والأرض، القائم على جميع أحوال الخلائق.
7 - الْقَيُّومُ: ومنه صفة القيومية، وهى صفى ذاتية متضمنة لجميع صفات الأفعال.
8 - الْحَيُّ الْقَيُّومُ: قيل أنه اسم الله الأعظم، لأنه بالاقتران أصبح متضمن جميع الصفات الذاتية وجميع الصفات الفعلية لله جل فى علاه.
9 - لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ: هذا من النفى المتضمن كمال الضد، فبعد أن ذكر الله جل وعلا أنه الحى القيوم، أكد كمال الحياة وكمال القيومية، بأنه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم.
10 - لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ: دلالة على اسم الله الغَنى سبحانه وتعالى، وصفة الغِنى.
11 - لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ: مقتضيات اسم الملك والمليك، وصفة الملك.
12 - مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ: لكمال ملكه سبحانه وتعالى.
13 - مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ: دلالة على صفة القهر، واسم الله القاهر والقهار، فكل الخلائق مربوبة مقهورة لله جل وعلا.
14 - مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ: لكمال عزته سبحانه وتعالى، فبها دلالة على صفة العزة واسم الله العزيز.
15 - مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ: من أثار القدرة، واسم الله القادر، والقدير، والمقتدر.
16 - بِإِذْنِهِ: الإذن من أفعال الله جل وعلا، وهو إذن كونى كما فى هذه الأية وأيضا فى قوله تعالى {إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]، وإذن شرعى كقوله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59]
17 - يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ: لكمال علمه سبحانه تعالى، فهى دالة على صفة العلم، واسم الله العليم.
18 - وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ: دلالة على صفة العظمة، واسم الله العظيم، فالله جل وعلا عظيم فى ذاته، عظيم فى صفاته، فلعظم صفاته سبحانه لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته.
19 - إِلاَّ بِمَا شاء: إثبات المشيئة لله جل وعلا، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وإثبات القدرة بدلالة اللزوم.
20 - وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ: قيل أنه موضع القدم، وأى ما كان فهذه دلالة على عظم الله جل وعلا، وإحاطته بخلقه، وأيضا دلالة على اسم الله العظيم، والكبير، والمحيط، والواسع، سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)}، وصح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال " يا أبا ذر ما السموات عند الكرسي إلا كحلقة ملقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة " (قال الألبانى رحمه الله: لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث وأنه أعظم المخلوقات بعد العرش وأنه جرم قائم بنفسه وليس شيئا معنويا) (انظر مختصر العلو 36/ 102).
21 - وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا: أى لا يعجزه سبحانه وتعالى حفظ السموات والأرض، وهذا أيضا من النفى المتضمن كمال الضد، فالله جل وعلا لا يعجزه شئ لكمال عظمته، وكمال قوته، وكمال قدرته، وكمال قهره، وكمال غلبته {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، وهذا من أثار اسم الله العظيم، القادر، المقتدر، القدير، القوى، القاهر، القهار.
22 - الْعَلِيُّ: من أسماء الله الحسنى، ويتضمن اسمه العلي صفة ا العلو بجميع معانيها:
علو الذات: وهو فوقيته تعالى على عرشه فهو سبحانه عال على جميع خلقه بائن منهم، وعلو القهر: فلا مغالب له ولا منازع له بل كل شيء خاضع لعظمته، ذليل لعزته، وعلو القدر: هو التعظيم الذي يكون في قلوب المؤمنين، وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق، وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة لا ينفك معنى منها عن الآخر.
23 - الْعَظِيمُ: الله جل وعلا عظيم فى ذاته، عظيم فى أسمائه، عظيم فى صفاته وأفعاله، له العظمة المطلقة التى لا تحد، والعظمة صفة ذاتية لا تنفك عن ذات الله جل فى علاه، وهى تدل على كثير من الصفات دلالة لزوم مثل، الجلال، القدرة، الغنى، الملك، القهر، وغيرها.
24 - الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ: زيل الله جل وعلا هذه الأية بهذين الاسمين لكون الأية تبين معانى العظمة والعلو فى كل معانيها.
قال الشيخ السعدى رحمه الله بعد تفسيره لهذه الأية:
فآية احتوت على هذه المعاني التي هي أجل المعاني، يحق أن تكون أعظم آيات القرآن، ويحق لمن قرأها، متدبرا متفهما، أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان والإيمان، وأن يكون محفوظا بذلك من شرور الشيطان.
هذا ما ظهر لى من معانى هذه الأية العظيمة بفضل ومنًة من الله الكريم المنان، وما خفى على أكثر.
والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمد]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 07:40]ـ
ما شاء الله .. موضوعكم أيّها المبارك في الصميم.
زدنا زادكم الله من فضله.
فنحن متابعون.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 11:56]ـ
آمين؛
جزاك الله خير
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 08:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} يبين الله جل وعلا أنه لا أحد أظلم وأقبح كذبا ممن يفترى الكذب على الله.
{وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ} وقرأ ابن مسعود {يَدَّعِي إِلَى الإِسْلامِ} أي وهو ينتسب إلى الإسلام مدعياً أنه مسلم وليس بذاك، فيكذب على الله باسم الدين.
{وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الذين لا يزالون على ظلمهم مستقيمين، لا تردهم عنه موعظة، ولا يزجرهم بيان ولا برهان، الذين ظَلموا ثم ظلموا وواصلوا الظلم وداموا قائمين على ظلمهم ولم يسلكوا سبل الهداية فأصبح الظلم طبعاً لهم، فلا يرشدهُم الله جل وعلا إلى ما فيهِ فلاحُهم لعدمِ توجههم إليهِ ولإعراضهم عنه {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} خصوصا هؤلاء الظلمة القائمين بمقابلة الحق ليردوه، ولينصروا الباطل، ولهذا قال الله عنهم:
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} أي يريدون بكذبهم على الله، وبما يصدر منهم من المقالات الفاسدة، تشويه الدعوة الإِسلامية النابعة من القرآن والسنة، ومحاربة أهلها، بزعم أن هذه الدعوة دعوة للإرهاب، ودعوة إلى التخلف والرجعية، وسبب لإثارة الفتنة الطائفية، وأن هذا ليس من الإسلام فى شئ .... إلى غير ذلك من الدعاوى الكاذبة التى يخفون ورائها، الزندقة وحقدهم على الإسلام وأهله القائمين به الداعين إليه، وكل هذه المقالات التي يريدون رد الحق بها لا حقيقة لها، بل تزيد البصير معرفة بما هم عليه من الباطل والضلال المبين، فهؤلاء الظالمون الأفاكون يريدون أن يبطلوا الحق الذي بُعِثَ به محمد صلى الله عليه وسلم بأقوالهم الكاذبة، فصاروا بمنزلة من ينفخ فى الشمس بفيه ليطفئها {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}، وكما أن هذا مستحيل كذلك ذاك مستحيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قال جل فى علاه {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} فقد تكفل الله بنصر دينه، ونشرِه في الآفاقِ وإعلائه، وإتمام الحق الذي أرسل به رسله، ولو كره الكافرون، وبذلوا بسبب كراهتهم كل سبب يتوصلون به إلى إطفاء نور الله فإنهم مغلوبون، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق، فسيفعلون ذلك، ثم تذهب أموالهم، {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} أي: ندامة؛ حيث لم تُجْدِ شيئًا؛ لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهور كلمتهم على كلمة الحق، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وناصر دينه، ومُعْلِن كلمته، ومظهر دينه على كل دين. فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار.
فالدعوة لن تتوقف لأن الله سبحانه {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} فالدين الحق هو ما جاءنا عن النبى صلى الله عليه وسلم القائم على العلم النافع والعمل الصالح، وليس القائم على أهواء الرجال الخادم لمصالحهم، فديننا ودعوتنا قائمة إلى أن تقوم الساعة على شرار الخلق، فلن يغالبها مغالب، أو يخاصمها مخاصم، إلا قسمه الله، فالله ناصر دينه لا محالة {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} فهذا الوصف ملازم لدعوة الحق في كل وقت، أما المنتسبون إلي هذه الدعوة، فإنهم إذا قاموا بها، واستناروا بنورها، واهتدوا بهديها، الذى هو الكتاب والسنة، في مصالح دينهم ودنياهم، فكذلك لا يقوم لهم أحد، ولا بد أن يظهروا على أهل الأرض جميعاً {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} و {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ}، أما إذا ضيعوها، ولم يعملوا بها، واكتفوا منها بمجرد الانتساب إليها، لم ينفعهم ذلك، وصار إهمالهم ل بها لعمل سبب تسليط الأعداء عليهم {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.
فدين الله غالب لا محالة {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} فالله مظهر الحق بإتمام دينه، بنا أو بغيرنا، فعلينا أن نصلح من أنفسنا، لنكون أهلاً لتبليغ دين الله، فهذ الشرف لا يناله إلا من هو أهل له {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}. فإن أردنا أن نكون أحق بها وأهلها، قال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} فالإيمان بالله ورسوله أولاً، فلا نقدم شئ على أمر الله ورسوله، ثم جهاد الهوى وسائرَ العلائق بالأموال والأنفس ثانياً، فالأموال تنفق فى سبيل الدعوة، والأنفس تنفق فى سبيل تعلم العلم وتعليمه للناس، وألا نخشى فى الله أحد {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} إن فعلتم -أيها المؤمنون- ما أمركم الله به يستر عليكم ذنوبكم، ويدخلكم جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار، ومساكن طاهرة زكية في جنات إقامة دائمة لا تنقطع، ذلك هو الفوز الذي لا فوز بعده.
ونعمة أخرى لكم- أيها المؤمنون- تحبونها هي نصر من الله يأتيكم، وفتح عاجل يتم على أيديكم {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
فإن بذلنا أنفسنا وأموالنا لله، كان النصر والفتح في الدنيا، والجنة في الآخرة.
فـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} بالأقوال والأفعال، والقيام بدين الله، والحرص على إقامته على الغير، وجهاد من عانده ونابذه، بالأبدان والأموال، وبتعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والحث على ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرد على الباطل وأهله، وبيان ضلالهم للناس، والتحذير منهم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} انصروا دين الله، انصروا كتاب ربكم وسنة نبيكم، وملة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
عن تميم الداري، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليبلغن هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله هذا الدين، بعِزِّ عزيز، أو بِذُلِّ ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر" [رواه أحمد (4/ 203) والحاكم (4/ 430431) وقال: " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي وإنما هو على شرط مسلم فقط] (انظر: تحذير الساجد 1/ 112).
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله فنهلك ونكن من الخاسرين
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 05:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات:50 - 51].
الفرار: الهرب من شيء إلى شيء، وهو نوعان: فرار السعداء وفرار الأشقياء.
ففرار السعداء: الفرار إلى الله عز وجل.،
أما فرار الأشقياء: الفرار منه لا إليه.
قال ابن عباس في قوله تعالى {ففروا إلى الله}: " فروا منه إليه واعملوا بطاعته "
وقال سهل بن عبدالله " فروا مما سوى الله إلى الله "
وقال آخرون " اهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان والطاعة "
فهو فرار من الله إلى الله سبحانه وتعالى
فإن الفرار اليه سبحانه يتضمن افراده بالطلب والعبودية ولوازمها فهو متضمن لتوحيد الإلهية التي اتفقت عليها دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، فهو فرار بالقلب من محبة غير الله الى محبته، من عبودية غيره الى عبوديته، ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه الى خوف الله ورجائه والتوكل عليه، ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له الى دعائه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له جل وعلا، وهذا بعينه معنى قوله تعال {ففروا إلى الله} وفي هذا الأمر سر عظيم من اسرار التوحيد.
فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله الى الله
والفرار منه اليه متضمن لتوحيد الربوبية واثبات القدر وأن كل ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفر منه العبد فإنما أوجبته مشيئة الله وحده فإنه ما شاء كان بمشيئته وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده لعدم مشيئته، فإذا فر العبد الى الله فإنما يفر من شئ وجد بمشيئة الله الى شئ وجد بمشيئة الله، فهو في الحقيقة فار من الله إليه.
ومن تصور هذا حق تصوره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم " وأعوذ بك منك " وقوله " لاملجأ ولا منجى منك إلا اليك " فانه ليس في الوجود شئ يُفر منه ويُستعاذ منه ويُلتجأ منه الا هو من الله خلقا وتقديرا.
فالفار والمستعيذ: فار مما اوجده قدر الله ومشيئته وخلقه الى ما تقتضيه رحمته وبره ولطفه واحسانه ففي الحقيقة هو هارب من الله إليه ومستعيذ بالله منه.
وتصور هذين الامرين يوجب للعبد انقطاع تعلق قلبه عن غيره بالكلية خوفا ورجاء ومحبة، فانه إذا علم ان الذي يفر منه ويستعيذ منه انما هو بمشيئة الله وقدرته وخلقه؛ لم يبق في قلبه خوف من غير خالقه وموجده فتضمن ذلك افراد الله وحده بالخوف والحب والرجاء، فلا يبقى في القلب التفات الى غيره سبحانه.
ومن تأمل فى قول الملك جل وعلا {فَفِرُّواْ} علم أنه لا مجال للإبطاء في الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فيفزع إلى الله سريعاً ويفر مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا، يفر من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الشكر، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، والسرور والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضاء الله وقدره، إلى قضاء الله وقدره، فكل من خفت منه فررت منه إلا الله سبحانه وتعالى فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه. فجمعت لفظة ففروا بين التحذير والاستدعاء.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر، فزع إلى الصلاة، وهذا فرار إلى الله.
وقوله جل وعلا {إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} تعليل للأمر بالفرار، أى: أسرعوا إلى طاعة الله تعالى إنى لكم من عقابه المعد لمن يصر على معصيته نذير بَيّن الإنذار.
ثم أكد سبحانه هذا الإنذار، ونهى عن التباطؤ فقال: {وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ الله إلها آخَرَ} هذا من الفرار إلى الله، بل هذا أصل الفرار إليه أن يفر العبد من اتخاذ آلهة غير الله، من الأوثان، والأنداد والقبور، وغيرها، مما عبد من دون الله، ويخلص العبد لربه العبادة والخوف، والرجاء والدعاء، والإنابة.
{إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} منذر لكم من عذاب الله، ومخوف بين النذارة.
وكرر جل وعلا {إني لكم منه نذير مبين} عند الأمر بالطاعة والنهي عن الشرك، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل، كما أن العمل لا ينفع إلا مع الإيمان، وأنه لا يفوز عند الله إلا الجامع بينهما.
فالآية الأولى كان التعليل فيها للأمر بالفرار إلى الله تعالى، والثانية كان التعليل فيها للنهى عن الإشراك به سبحانه.
فمن رزقه الله فهماً وبصيرة؛ فر من نفسه إلى ربه واعتصم به.
فمن صح فراره إلى الله صح قراره مع الله
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 06:19]ـ
بوركت ... جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:36]ـ
وجزاك أخى الكريم
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24)} [الأنعام:22 - 24]
هذه الأيات نزلت فى كفار قريش لكن بها معانى عظيمة نريد أن نسقطها على واقعنا، وكأن الله جل وعلا يتكلم عن مشركى زماننا فى هذه الأيات.
قال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}
هذا هو الخطر العظيم أن يكون بداخل الواحد منا شرك خفى وهو لا يدرى، فالله جل وعلا يقول {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ} فشهد جل وعلا أنهم مشركين، وهم يقولون {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين} فهم يقسمون بالله أنهم ما كانوا مشركين، فقد يكون بداخل أحدنا شرك وهو لا يدرى، كحب أى أحد مثل حب الله، أو تعلق القلب بالأسباب، أو خشية أى مخلوق كخشية الله؛ فأى منا إلا من رحم الله حين يوجه إيه هذا الكلام، يقول أنا؟!! لا لا أنا بحب ربنا أكثر من أى حاجة، أنا أخشى الله وأتوكل عليه، وقد يكون فيه كل هذا وهو لا يدرى، ويشهد لهذا قول النبى صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضى الله عنهما " الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا " (صححه الألبانى، صحيح الجامع 3730) فالنبى صلى الله عليه وسلم بَين أن الشرك فى هذه الأمة أخفى من أن يُرى أو يحس به، ومن أخطر أنواع هذا الشرك الخفى الرياء، لأنه مدخل الشيطان على العلماء وطلبة العلم خاصة، وهو أخفى من غيره، فالواحد منا قد يطلب العلم ويجتهد فى تحصيله طلبا للشهرة والرئاسة، أو ليقصده الناس ويستفتونه، ويقال عليه عالم وفقيه إلى آخره، والأخطر أن لا نشعر ولا ندرى ونظن أننا نخلص لله جل وعلا ونقول {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}، ومثله حديث أول ثلاثة يسعر بهم النار، فأولهم العالم الذى علم ليقال عالم، فهو كان يظن أنه مخلص، لذلك حين عرفه الله نعمه عليه وسأله ماذا عملت، قال علَّمت فيك العلم يا رب، نسأل الله السلامة.
ثم قال تعالى {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} هذا فى الدنيا، أى انظر نظر تعجب ممن يزكى نفسه ويقول أنا أعلم من نفسى الإخلاص، أنا عملى خالص لله، ولا أحب غيره، ولا أخشى سواه، أنا لا أريد بعملى إلا الله، أنا أبعد الناس عن الشرك فيقول الله جل وعلا {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} فهو يكذب على نفسه وهو لا يدرى، فإذا كان نبى الله إبراهيم عليه السلام وهو شيخ الموحدين وإليه تنسب ملة الإسلام وخليل الرحمن يقول {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} فهو يخشى على نفسه من الشرك الظاهر، فكيف بى وبك ألا نخشى على أنفسنا من الشرك الخفى الذى أخفى من دبيب النمل.
فعلينا أن نتفقد قلوبنا هل بها تعلق بغير الله، حب لغير الله إلى غير ذلك، وأعمالنا هل هى خالصة لله أم نريد بها ثمنا قليلا، فعلينا أن نتهم أنفسنا، وأن نتحرى الإخلاص فى القول والعمل، والله الموفق.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 07:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سبحان الملك .... !!!
كأن هذه الأيات نزلت لنا فى زمنًا هذا، تسلية لأهل الحق وإعلاما لهم أن ما من نبى إلا وكان له أعداء، وبعد موت النبى صلى الله عليه وسلم أصبحت العداوة لدعوته ولأهل الحق العاملين بها والداعين إليها، يقول تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ} فهذه سنة الله الكونية أن يكون للحق أعداء {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} فهذه هى وظيفتهم زخرفة الباطل وتزينه ليظهر فى صورة الحق، كما فعل ابليس مع آدم عيه السلام قال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} فهو زين لهم الضلال فى أحسن الصور، بل وأقسم أنه ناصح لهم، فكانت النتيجة {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} ولا يزال أتباع إبليس اللعين ينهجون نهجه، فهذا يطعن فى النقاب، ويزين باطله أنه كبت لحرية المرآة وصورة من صور التخلف والرجعية ... إلى آخره، وأخر يطعن فى السنة بحجة أنها غير محفوظة وأن بها أحاديث موضوعة وعلينا أن نكتفى بالقرآن ... وغيرهم يحارب الدعوة ويقول هذه دعوة للإرهاب والرجعية ويجب علين أن نساير التقدم، وهكذا يعرضون باطلهم فى صورة مزينة ومزخرفة، {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} فكل ما يحدث الأن من الحرب على السنة وإثارة الشبهات الواهية، بتقدير الله جل وعلا ولابد من حدوثها لأنها من سنن الله فى كونه، لذلك قال تعالى* {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} لأن هذا كله لحكمة ومن فضل الله جل وعلا علينا أنه بينها لنا فقال: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} أى أن الله قدر هذا ليميز الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب، فبين جل وعلا أن من ضعيف الإيمان هو الذى يستمع ويصغى إلى هذا الباطل المزخرف، فيؤدى به الإستماع إلى ميل القلب لهذا الباطل، لذلك قال جل وعلا {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ} وذلك كله لضعف إيمانه، ثم بعد أن يميل إليه بقلبه يرتضيه ويعجب به فيرى الباطل فى صورة الحق فتكون النتيجة {وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} فيعمل بهذا الباطل الذى مال إليه ثم ارتضاه.
فتكون أسباب النجاة من هذه الشبهات والباطل المزخرف، من مفهوم المخالفة لهذه الأية:
إذا كان ضعيف الإيمان يصغى إلى هذا الباطل: فعلينا أن لا نستمع إليه بداية. فإذا سمعناه لا نرتضيه، فإذا التبس علينا الحق الباطل، ولم نستطع التفريق؟!! بين الله لنا الحل فى الأية التى تليها فقال سبحانه: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} فهذه إشارة للرجوع إلى القرآن فيما التبس علينا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك لأنه تعالى قال: {وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} فمن نعم الله علينا أن فصل لنا القرآن فالحرام بين والحلال بين، وما أُجمل فى القرآن فصلته سنة النبى صلى الله عليه وسلم، ثم قال تعالى {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} وهذه عامة فى كل أهل الأهواء والضلال، يعلمون أن هذه الدعوة هى دعوة الحق، ولكن تأبى نفوسهم المريضة إلا معاداتها اتباعا لشهواتهم، نسأل الله السلامة.*
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} فما وعد الله به أهل الحق من النصر والتمكين قادم لا محالة لذلك قال سبحانه: {لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ} فلا تبديل لكلمات الله الكونية، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ثم ذيل جل وعلا الأية {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} لأن من عمل بمقتضى هذين الإسمين، لن يتكلم إلا بالحق لأن الله يسمعه، وأيضا لن يبطن خلاف ما يظهر، لأن الله جل فى علاه يعلم السر وأخفى، فكثير من الضلالات والبدع تزين وتعرض باسم الدين فمن وحد الله فى اسمه العليم وعلم أنه سبحانه يعلم ما بداخله لن يتجرأ على فعل ذلك.
ثم قال تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} فهذه هى علامة الضالين المضلين يتبعون الظن، لا تجد أحد من أهل البدع والأهواء يتكلم بدليل من كتاب أو سنة، إنما هى أرآء وأهواء وتحكيم للعقل، وهم أكثر أهل الأرض فعلينا ألا نغتر بكثرتهم كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله " اتبع طريق الهدى ولا يهمك قلة السالكين، ولا تتبع طريق الضلال ويغرك كثرة الهالكين "*
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} فإن كان الله جل وعلا يعلم أنك من المهتدين، فهل يضرك أن يقول من فى الأرض جميعا أنك من الضالين؟!!!!
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال جل فى علاه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَالْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2]
وجدت فى تزيل هذه الآية باسمى العزيز الغفور معنى جميل قال تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْأَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ} فالله جل وعلا أتى باسم العزيز بعد أحسن عملا إشارة أن أحسن الأعمال هى التى تقترن بالذل، فأحسن الأعمال هى الخالصة لله تعالى وعلى طريقة النبى صلى الله عليه وسلم المقترنة بالذل التام لأنه سبحانه عزيز، فكأن الله أراد أن يبين لنا أن أحسن الأعمال هى المصاحبة للذل {أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ} فمن عمل بمقتضى هذا الاسم وذل للعزيز، نال حظه من الاسم الذى يليه {الْغَفُورُ} فينال العبد المغفرة بذله لله تعالى، لذلك زيل جل وعلا الأية {وَهُوَالْعَزِيزُ الْغَفُورُ} فمن تعبد بالإسم الأول نال حظه من الثانى، والله أعلم.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 03:25]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 09:43]ـ
وجزاكم بالمثل، بوركتم.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 09:44]ـ
كل عام وأنتم فى أحسن حال؛
تقبل منا ومنكم؛
عيد مبارك عليكم يا أهل الألوكة.
ـ[البراك]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 06:08]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 01:01]ـ
وجزاك أخى الحبيب.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ .... } [آل عمران: 2 - 4]
جاء فى خاطرى فى صلاة الصبح والإمام يقرأ هذه الأية لطيفة فى ذكر اسمى الْحَي الْقَيُّوم قبل ذكر انزال الكتب السماوية، وهى:
لما كانت حياة الناس لا تستقيم ولا تصلح إلا بانزال الكتب والشرائع السماوية لتكون منهج للحياة ذكر الله جل وعلا اسمه تعالى الْحَي، وذكر جل فى علاه اسمه سبحانه الْقَيُّوم قبل انزال الكتب لأن ذلك من مقتضيات هذا الاسم العظيم، فالْقَيُّومُ سبحانه وتعالى هو القائم على كل نفس بما يصلحها، فكان مقتدى ذلك الاسم العظيم أن {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ} فلا تصلح أحوال العباد إلا بم شرعه رب العباد لذلك قال سبحانه {هُدًى لِّلنَّاسِ}.
وأيضا من أسرار ذكر اسمى الْحَي الْقَيُّوم قبل {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ} أن من عمل بمقتضى اسم الْقَيُّوم وقام بما أنزل الله له على الوجه المأمور به، أحيا الله له قلبه فيكون نال حظه من اسم الْحَي.
والله أعلم بالصواب، وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 10:33]ـ
فإذا تمسك الإنسان بشرائع الإسلام ولم يتوسع فى المباحات ولم يرتكب المكروهات وكان ذو علم وعبادة ولكنه زل وانتكس!!!!!!!
لا يوجد سبب ظاهر للإنتكاس، فيبين الله لنا السبب فى قوله تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)}
فهذا الذى زل شهد الله له بالعلم {مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} وكان متمسك بشرائع الإسلام صوام قوام طالب علم مجتهد، ولكنه زل وانتكس والسبب بينه الله فى تذيل الأية {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فهذا الذى زل لم يعلم أن الله عزيز، لم يعلم العلم المقتضى للعمل، أى لم يعمل بمقتضى الإسم، لم يذل لله عز وجل، إنما رأى عمله فتكبر وأصابه العجب والغرور، فكان مقتضى اسم الله الحكيم أن ينتكس، ليعلم أن توفيقه من الله جل وعلا فيتضرع لله ويذل نفسه له سبحانه وتعالى، فيكون بهذا تعبد باسم العزيز، فالله جل وعلا أزله بمقتضى "الحكيم" ليتعبد بمقتضى "العزيز" لذلك ذيل الله الأية بهذين الإسمين {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي أبوسفيان الأثري, لقد وصفت هذا الأنسان بأنه متمسك بالشرائع مبتعدا عن فضول المباحات تاركا للمكروهات صواما قواما طالب علم مجتهد ثم رجعت وقلت عنه لم يعلم العلم المقتضي للعمل انما رأى عمله فأصابه الكبر ألا ترى أخي أن هناك تناقض في هذا الكلام ووقوع الأنسان بالمعصية لايلزم منه أن يكون بما وصفت بل هذه فطرة الأنسان كما بين النبي (ص) (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ثم ان الله سبحانه وتعالى يوقع العبد بحكمته بالزلل لأرادة انكساره أكثر وان كان غير متكبر بل الله يحب بذنب العبد أن يرفعه أكثر في مقام العبودية بعد توبته ورجوعه الى الله ثم ياأخي مافسرت به الآية من قال بمثله من أهل التفسير فقد ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره على سبيل المثال:
وقوله: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} أي: عدلتم عن الحق بعد ما قامت عليكم الحُجَجُ، فاعلموا أن الله عزيز [أي] (4) في انتقامه، لا يفوته هارب، ولا يَغلبه غالب. حكيم في أحكامه ونقضه وإبرامه؛ ولهذا قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس: عزيز في نقمته، حكيم في أمره. وقال محمد بن إسحاق: العزيز في نصره ممن كفر به إذا شاء، الحكيم في عذره وحجته إلى عباده. أه سؤالي أخي الكريم هل ترجع الى كلام المفسرين قبل أن تكتب لأن هذا الأمر مهم حتى نبني كلامنا على أساس صحيح وبارك الله فيك.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 05:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي أبوسفيان الأثري, لقد وصفت هذا الأنسان بأنه متمسك بالشرائع مبتعدا عن فضول المباحات تاركا للمكروهات صواما قواما طالب علم مجتهد ثم رجعت وقلت عنه لم يعلم العلم المقتضي للعمل انما رأى عمله فأصابه الكبر ألا ترى أخي أن هناك تناقض في هذا الكلام.
هذا نقل مبتور!
فإذا تمسك الإنسان بشرائع الإسلام ولم يتوسع فى المباحات ولم يرتكب المكروهات وكان ذو علم وعبادة ولكنه زل وانتكس!!!!!!!
لا يوجد سبب ظاهر للإنتكاس، فيبين الله لنا السبب فى قوله تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)}
فهذا الذى زل شهد الله له بالعلم {مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} وكان متمسك بشرائع الإسلام صوام قوام طالب علم مجتهد، ولكنه زل وانتكس والسبب بينه الله فى تذيل الأية {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فهذا الذى زل لم يعلم أن الله عزيز، لم يعلم العلم المقتضى للعمل، أى لم يعمل بمقتضى الإسم، لم يذل لله عز وجل، إنما رأى عمله فتكبر وأصابه العجب والغرور
هذا ما قلت فأين التناقض إذن، فكم من طالب للعلم بهذه الموصفات، ولم ينفعه ما يطلب، ولم يزدد بعبادته إلا بعداً، وذلك لأنه رآى عمله فتكبر وأصابه العجب والغرور وحب الظهور والشهرة ... إلخ، وهذا مشاهد وبكثرة، نسأل الله السلامة.
ووقوع الأنسان بالمعصية لايلزم منه أن يكون بما وصفت بل هذه فطرة الأنسان كما بين النبي (ص) (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) ثم ان الله سبحانه وتعالى يوقع العبد بحكمته بالزلل لأرادة انكساره أكثر وان كان غير متكبر بل الله يحب بذنب العبد أن يرفعه أكثر في مقام العبودية بعد توبته ورجوعه الى الله
أنا لم أقصر الآية على ما قلت فقط، لم أقل أن المراد من الآية قولى ولا يصح غيره.
ثم ياأخي مافسرت به الآية من قال بمثله من أهل التفسير
أنا لا أفسر فلست أهلاً لذلك، ولو تأملت عنوان الموضوع لعلمت المراد، بارك الله فيك.
ثم أن أكثر مشاركتى فى هذا الموضوع لم يقل بها أحد من أهل التفسير على ما أعلم.
إذ فرق كبير بين التدبر والتفسير!!
فتأمل عفا الله عنك.
سؤالي أخي الكريم هل ترجع الى كلام المفسرين قبل أن تكتب لأن هذا الأمر مهم حتى نبني كلامنا على أساس صحيح وبارك الله فيك.
وفيك بارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 09:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبوسفيان الأثري بارك الله أرجو أن يفهم كلامي أنه ليس للنقد بل هو للمناصحة والمحاورة فأخوة الأيمان توجب علي أن أقف معك حيث أشكل على بارك الله فيك ولكي يكمل بعضنا بعضا كما قال النبي (ص) (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) فأرجو منك أخي الحبيب أن يتسع لي صدرك وأنا أعجبت بكلامك عن آية الكرسي خصوصا وباقي الآيات فالكلام ماشاء الله طيب أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك, ذكرت أخي الحبيب بالنسبة الى الكرسي الحديث المرفوع وقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله للفائدة أن كون الكرسي موضع القدمين قد صح موقوفا على ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , أمر آخر أخي الحبيب ان معرفة معاني الآيات كما يقولون التي خلف السطور أمر عظيم بل هو أعظم من بيان معاني الكلام الظاهر وكما لايخفى عليك كيف أن أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان يدني ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من مجلسه لما رأى منه فهم لكتاب الله واستنباط معانيه, لذا أنا أحببت لك استطلاع كلام أهل التفسير لكي يكون كلامك أكثر عمقا ودقة وأنت كذلك بارك الله فيك, أسأل الله لي ولك والأخوة أن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته وأن يجعلنا من الذين يتدبرون كلامه على الوجه الذي يرضيه عنا ومعذرة على الأطالة وجزاك الله خيرا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 10:43]ـ
أسف إن كنت فهمت الكلام على غير قصدك، فقد يكون سوء فهم منى - وهذا الظاهر - أو سوء عرض للنصح منك.
وأنا لا أكتب هذا إلا طلبا للنصح والتوجيه، والتصويب إن أخطأت، إذ ليس المجال للتقرير، والله المستعان.(/)
تقسيم حروف الهجاء من حيث الإدغام
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 10:28]ـ
تقسيم حروف الهجاء من حيث الإدغام الكبير .... من "شرح روضة التقرير".
قال الإمام الديواني في المتن والشرح جميعًا:
"
ثم قال:
لَمْ يُدْغِمِ الْهَمْزَ إِذْ لَمْ يُلْفَ مُجْتَمِعًا * * * عَلَى قِرَاءَتِهِ مُحَقَّقًا أَبَدَا
قسَّم حروف الهجاء التسعة والعشرين خمسة أقسام؛
الأول: الهمزة والألف؛ فذكر في هذا البيت حكم الهمزة، وهي لا تدغم في القرآن الكريم ولا يدغم فيها شيء؛ فأما امتناع إدغامها فلأنه لم يتَّفق اجتماع همزتين محققتين في مذهب أبي عمرو؛ لأنَّه في المتفقتين من كلمتين يحذف الأولى رأسًا، وفي المختلفتين يسهل الثانية منهما، وسيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى. ثم قال:
وَالْهَاوِ [1] قَدْ أُلْزِمَ الإِسْكَانَ فَامْتَنَعَ الـ * * * إِدْغَامُ وَالْمِثْلُ عِنْدَ الْخَاءِ لَمْ نَجِدَا
وَالزَّايِ وَالطَّا وَظَا وَالصَّادِ الافْقَدِ قُلْ * * * وَلا الْتَقَتْ بِقَرِيبٍ خَمْسُهَا افْتُقِدَا
[[ص 15]] وأمَّا الألف فلا يدغم ولا يدغم فيه شيء؛ فأما امتناع إدغامه فلعدم [2] اجتماعه مع مثله، وأما امتناع الإدغام فيه فللزومه السكون ولا يدغم في ساكن إذ لا حركة له.
القسم الثاني: الذي لم يلق مثله ولا مقاربه ليدغم فيه وهو خمسة أحرف: الخاء؛ لم يلتق في القرآن خاءان من كلمة ولا من كلمتين، ثم قال: والزاي؛ أي لم يلتق أيضا زايان من كلمتين، وكذلك الطاء والظاء والصاد، ومعنى الأفقد أي: من النقط؛ احترازًا من الضاد المعجم المنقوط، لكن من هذه الأحرف ثلاثة التَقَتْ من كلمة، وقاعدة هذا الإدغام المشهورة [3] عن أبي عمرو الإدغام من كلمتين إلا في القاف مع الكاف، والكاف مع الكاف، وسيأتي بيانها في الفصل الرابع آخر القول.
فأما الزاي من كلمة فقوله: فعزَّزنا، واستفْزِزْ، وأمَّا الطاء: فلا تُشْطِطْ، وأما الصاد فاقْصُصِ القصص. ثمَّ شرع في القسم الثالث فقال:
وَخَمْسَةٌ مَا الْتَقَتْ إِلاَّ مُقَارِبَهَا * * * خُذْ أَوَّلَ الْكِلْمِ: جِدْ شِعْ ضَعْهُ دَانَ ذُدَا
هذه الأحرف الخمسة ما التقت بمثلها ولكن بمقاربها، وسيأتي بيانه في فصله إن شاء الله تعالى، وترتيب معنى هذه الكلمات الخمس: جِدْ فهمك وشِعْ هذا المذهبَ وضَعْ جوازه فقد دان له العَرَبُ وذُدْ؛ أي انصرْهُ لأنَّ الذائد عن الشيء ناصر له بحمايته.
ثُمَّ شرع في القسم الرابع فقال:
وَسِتَّةٌ مَا الْتَقَتْ إِلاَّ مُمَاثِلَهَا * * * هَدَى عَلَى غَيْبِ يَوْمٍ فَاضِلٌ [4] وَعَدَا
هذه الأحرف الستة لم تلتق بمقاربها وإنما التقت بأمثالها، وسيأتي بيان ذلك في فصله إن شاء الله تعالى، ومعنى ترتيب هذه الكلمات: هدى أي دلَّ وأرشد على غيب يوم يريد يوم القيامة فاضلٌ أي نبيٌّ فاضل وعد أمته الطائعين بالجنة، وهو محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ثم شرع في القسم الخامس فقال:
وَالْبَاقِ أُدْغِمَ فِي مِثْلٍ وَمُقْتَرِبٍ * * * حَكَى قِوَامَ كَمَالٍ لابِسًا رَشَدَا
نَعَمْ تَلا ثَابِتًا سِفْرًا بِخَيْفِ مِنًى * * * تَمَّتْ إِذَا لَمْ يُشَدَّدْ [5] أَوَّلاً وُجِدَا
وَلَمْ يُنَوَّنْ وَلا تَاءُ الْخِطَابِ وَلا * * * فِي الْمِثْلِ تَا مُخْبِرٍ وَالْحَذْفُ وَاعْتُقِدَا
أراد بالباقي باقيَ الحروف، وحذف ياءه وذلك جائز حسن في الرفع والجر، وهو أحد عشر حرفًا لقيت مثلها ومقاربها فأدغمت فيهما، وسيأتي بيان ذلك في فصله إن شاء الله تعالى، وترتيب معاني هذه الكلمات: أنَّ النَّبيَّ الفاضلَ حكى أي أَخْبَرَ بقوام كمال الدين أي دين [[ص 16]] الإسلام؛ يريد قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} في حال كونه لابسًا ثوب الرشاد، ثم قيل فأين تلا في حال ثبوته ذلك فقيل بخَيْفِ منى، والسِّفْر: الكتاب، والله أعلم.
ـــــ
[1] أي الألف.
[2] سقطت الميم من المخطوط.
[3] لا أدري إن كان بعد الراء تاء مربوطة أم لا لوجود مداد بعد الراء.
[4] بالرفع فاعل هدى، كما في الشرح.
[5] في المخطوط لم ينون وكذا في أول البيت التالي، وهذا خطأ واضح، وفي النسخة التي فيها المنظومة فقط هنا: ينون وفي أول البيت التالي: يشدد وعكس هذا الترتيب هو الصواب كما في الشرح.
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:19]ـ
جزاك الله خيرا أخي القارئ
ـ[ابو حلمي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 12:43]ـ
فهاذا توضيح جميل وجزاك الله خيرا(/)
تلاوة رائعة رائعة رائعة .. ادخل واستمع
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 11:49]ـ
انه الشيخ محمد الوادي من خريبكة .... لكنه امام التهجد بسوس المغرب
http://www.4shared.com/audio/RnT_waV...ed_alwadi.html (http://www.4shared.com/audio/RnT_waV_/hiz3-21-moahamed_alwadi.html)
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 06:29]ـ
رابط افضل ..........
http://www.mazameer-up.com/uploads/12870682631.mp3(/)
11 بحثا في تدبر القرآن الكريم في ملف واحد
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 05:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مجموعة من 11 بحثا في تدبر القرآن الكريم
للتحميل:
http://www.seedfly.com/g38vdv8fvwwo
كيفية التحميل:
http://lh4.ggpht.com/_Ugx0-nRohtU/TK-NBPm8psI/AAAAAAAAABE/kgTVaLg1a3M/s640/1.JPG
ـ[محمد المجلاد]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 08:01]ـ
جزاكم الله كل الخير على ما تبذلوونه لخدمة الاسلام والمسلمين وكتاب الله.
محبكم في الله
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 09:37]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 07:53]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
مؤتمر القرآن لإزالة الغموض حول القرآن
ـ[محمد كالو]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 06:35]ـ
مؤتمر القرآن
لبناء مجتمع أمريكي متماسك
ولإزالة الغموض عن الخرافات حول القرآن
والذي سينعقد في دلاس بتاريخ - 5/ 12/2010م
يمثل (مؤتمر القرآن) هذا حواراً مفتوحاً حيث يُحملُ القرآن الكريم مفتوحاً بين أيدي المتحاورين وهم من رجال علم شرعي (علماء مسلمين) وقساوسة وحاخامات وشماسين ورجال دين وأناس عاديين وشخصيات عامة منتخبة والجمهور العام، وسيتم استكشاف خمسة عشر موضعاً من أشد المواضع صعوبة لفهمها.
ويأتي المؤتمر استجابة إيجابية للمواقف السلبية التي أطلقها بعض الوعاظ من عدة كنائس في منطقة دلاس
كما فعل القس فورث وورث.
أما منظم المؤتمر فهو الدكتور مايك غوس: المفكر والكاتب والمحاضر والناشط في مجال حوار الأديان، والذي يترأس مؤسسة التعددية والمؤتمر الإسلامي العالمي، والذي يقدم حلولاً متعددة لوسائل الإعلام وللجمهور حول قضايا معاصرة
http://www.mikeghouse.net/Aboutus/MikeGhouse_UnityDay2009.jpg
( صورة الدكتور مايك غوس)
وينعكس عمل الدكتور مايك في ثلاثة مواقع و22 مدونة على الرابط التالي:
http://www.mikeghouse.net/
ومن أعماله:
1 ـ دفاعاً عن الإسلام، ومواصلة الحوار المدني
2 ـ حقوق الإنسان في الإسلام
3 ـ المسلمون عادوا إلى السؤال: لماذا يكرهوننا؟
4 ـ الحرية الدينية يحتاج إلى سيادة القانون
5 ـ المسلمون وحرية التعبير
وهذا رابط الإعلان عن المؤتمر:
http://dallasquraanconference.blogsp. ..ence-2010.html (http://dallasquraanconference.blogspo t.com/2010/09/dallas-quraan-conference-2010.html)(/)
نشر العبير في منظومة قواعد التفسير للشيخ عمر الحدوشي حفظه الله
ـ[توحيد 34]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 06:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(نشر العبير في منظومة قواعد التفسير).
وأول نظمه-فك الله أسره-منظومة وأرجوزة في قواعد التفسير طبعت بدار الكتب العلمية لبنان بتاريخ: 10 جمادى الأولى سنة: 1427هـ
تحت عنوان: (نشر العبير في منظومة قواعد التفسير
وهذا مقتطف من المنظومة من أرادها كاملة فهي في المرفقا ت
مقدمة في كيفية الاستنباط وما يتصل به
بِسْمِ الإلَهِ المُسْتَعَانِ الأَكْرَمِ * ذِي العَرْشِ وَالمُلْكِ الكَبِيرِ الأَعْظَمِ
حَمْداً لِرَبِّي بِامْتِنَانٍ قَدْ قَضَى * حُكْماً وَدِيناً قَيّماً ثُمَّ ارْتَضَى
أَتْمِمْ صَلاةً ثُمَّ سَلّمْ خَالِقِي * بَارِكْ عَلَى ذَاكَ النَّبِيِّ الصَّادِقِ
اعْلَمْ أَخِي يَا مَنْ تَعَانَى لِلطَلَبْ * لَلْعِلْمِ وَالْمَعْرُوفِ أَخْذاً بَالسَّبَبْ
وافَهَمْ فَلِلِتَّفْسَيرِ يَا ذاَ قَاعِدَهْ * تَفْضِي إِلَى دَرْكِ الْهُدَى وَالْفَائِدَهْ
فَالْقَوْلُ فِي الأَسْبَابِ مَوْقُوفٌ عَلى * نَقْلٍ سَمَاعٍ فَاطْلُبَنْ شَأْناً عَلاَ
وَالآيُ فِي أَسْبَابِ مَا قَدْ أُنْزِلاَ * بِالرَّفْع ِحُكْماً لاَ اجْتِهَاداً أُوِّلاَ
تَقْرِيرُ حُكْمٍ تَارَةً تَنْزيِلُهُ * يَأْتِي مَعاً إِنْ بَعْدَهُ أَو: ْ قَبْلَهُ
وَالْمَنْعُ للِتَّكْرَارِ أَصْلٌ قَائِمُ * فِيمَا جَرى، وَالْعَكْسُ قَوْلٌ سَالِمُ
إِنْزَالُ آيَاتٍ لأَسْبَابٍ كُثُرْ * ذَا ثَابِتٌ وَ الْعَكْسُ أَيْضاً مُعْتَبَرْ
أَمَّا الرِّوَايَةُ التِّي لَمْ يَنْفَرِدْ * مِنْ كَثْرَةٍ تَعْدَادُهَا فَالْمُعْتَمَدْ
لَحْظُ الثُّبُوتِ السَّالِمِ ثُمَّ اقْتَصِرْ * جَزْماً عَلى مَا صَحَّ فَهْوَ المُعْتَبَرْ
ثُمَّ اعْتَمِدْ بِالضَبْطِ فِي تَعْبيرِها * لَفْظاً صَرِيحَ الحَقِّ فِي تَفْسَيرِها
ثُمَّ التِي تَأْتِي قَرِيباً يُحْمَلُ * حُكْمُ السَّبَبْ فِيهَا جَمِيعاً فَاحْمِلُوا
إِنْ أُبْعِتدَتْ فَالْحُكْمُ بِالتَكْرَارِ أَو * تَرْجِيحُ قَوْلٍ ثَابِتٍ مِنْ غَيْرِ لَوْ
خاتمة في حال الوقت
ظُلْماً مَرِيراً قَدْ رَأَيْنَا فِي سَلا * شَرْعٌ جَدِيدٌ فِي صَلِيبٍ قَدْ جَلاَ
أَمْرُ الصَّلِيبِيْ فِي سُجُونٍ أُرْسِلاَ * إِسْكَاتُ صَوْتِ الْحَقِّ فِيهَا عُطِّلاَ
بِالْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ فِيهَا أُقْفلاَ * عِزٌّ لَنَا فِي دِينِنَا لَنْ يُهْمَلاَ
يَا قَادَةَ الأَصْنَامِ وَالصُّلْبَانِ لاَ * نَحْنِي جِبَاهاً لِلصَّلِيبِ الْمُهْمَلاَ
نَصْراً قَرِيباً يَا شَبَاباً مُقْبِلاَ * وَعْداً جَلِيلاً فِي كِتَابٍ هَلَّلاَ
سِيرُوا عَلَى دَرْبِ الْهُدَى لاَ تَغْفَلاَ * لاَ يَنْقَضي كَيْدُ الْعِدَا يَا مَنْ عَلاَ
قَدْ أَصْبَحَ الْحَقُّ ضَعِيفاً فَاعْقِلاَ * مَجْداً عَزِيزاً بَارِزاً مُؤَثَّلاَ
نُصْحاً أَرَدتُّ يَا أَخي إِنْ تَقْبَلاَ * يَا رَبَّنَا عَجِّلْ بِنَصْرٍ شَامِلاَ
صِيَّاغَةٌ لِلنَّظْمِ فِي حَالِ الْبَلاَ * لاَ يَقْتَضِي إِتْقَانَ نَظْمٍ كَامِلاَ
أَوَّلُ نَظْمِي يَا أَخِي عُذْراً فَلاَ * تُنْزِلْ أَبَا الْفَضْلِ بِشَرٍّ مَنْزِلاَ
أَنْهَيْتُ نَظْمِي فَالدُّعَا أَطْلُبْ مَعَا * أَقْبِلْ عَلَى مَنْ رَامَ نَفْعاً بِالدُّعَا
يَا مَن يُرى حُرّاً طليقاً فَاقْبَلاَ * عُذرَ ابن مَسعود إِذَا الجَهْلُ انجَلَى
بِالدّمْعِ يَكُسو العيْن فِي خَوْفٍ أَلاَ * يَكْفِي بأنَّ البَابَ عَنّي أُقْفِلاَ؟!
وَالخَتْمَ حَقّاً أَبْتَغِي فِيهِ العُلاَ * بِالْحُسْنِ خَتْماً إِنْ يكُنْ فَضْلاً تَلاَ
ثَدْيَ الفَصَاحَةْ وَالبَلاَغَةْ قَدْ رَضَعْ * مَنْ بِالقَوَاعِدْ قَدْ جَنَى مَا قَدْ جُمِعْ
مَنْظُومةٌ بِالْمَرْكَزِيِّ بَدْؤُهَا * تِطْوَانَ جَاءَ بِالْمَحَلِّي خَتْمُهَا
إِنْشَاؤُهَا صَعْبٌ فَحَقِّقْ حِفْظَهَا * قَدْ أُخْرِجَتْ بِالسِّرِّ فَافْهَمْ لُبَّهَا
تَفْتِيشُهُمْ طَالَ الْمَخَابِيْ كُلَّهَا * فِي خُفْيَةٍ قَدْ أُخْرِجَتْ مِنْ سِجْنِهَا
جَاءَتْ كَمِفْتَاحٍ لِتَفْسِيرٍ حَلاَ * أَصْلٌ أُصُولٌ للتَّفاسِيرِ جَلاَ
وَالنَّظْمُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ فِي * حِفْظِ الْعُلُومِ النَّافِعَاتِ الْمُقْتَفِي
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالنَّظْمُ سَهْلٌ حِفْظُهُ لِلَّوْذَ عِي * إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَبْتَغِي نَظْماً فَعِي
وَالنَّظْمُ –قَطْعاً –مِنْ عُلُومِ ٍفُضِّلاَ * إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَنْتَقِي مَا حُصِّلاَ
وَالنَّظْمُ حَبْلٌ إِنْ تَصِلْ يَا عَارِفُ * إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَعْرِفُ لاَ يَهْرِفُ
وَالنَّثْرُ صَعْبٌ عَنْ عُقُولٍ يَشْرُدُ * إِنْ كَانَ حِفْظاً يُهْمَلُ لاَ يَسْرُدُ
أَبْيَاتُهَا نِصْفٌ لأَلْفٍ عُدَّهَا * أَضِفْ إِلَيْهَا مِئَةً مِنْ نَظْمِهَا
زَنْزَانَةٌ فِي سِجْنِ تِطْوَانَ إِنْتَهَا* وَالْعُذْرُ لِلْمَسْجُون –جَزماً- مُنْتَهَا
وَارْحَمْ إِلَهِي مَنْ بِنَظْمِهَا اهْتَدَى * جَا نَظْمُها مِنْ دَاخِلِ الْحَبْسِ اصْمُدَا
ثُمَّ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ المُقْتَفى * إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَقْتَدِي بِالمُصْطَفَى
عَلَى النَّبِي الهَاشمِي أَحْمَدَا * والآل والأصْحَاب أَهْل الاقتدَا
وَالْحَمْدُ لِلَّهْ خِتَاماً وَابْتِدَا * وَالْعَوْنُ وَالتَّوْفِيقُ مِنْهُ مُبْتَدَا
انتهت وبالخير عمت
--------
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1)- الشارع: مبيّن الأحكام الشرعية والطريقة في الدين. والشريعة: ما شرع الله تعالى لعباده.
والمشروع: ما أظهره الشرع، والدين ما ورد الشرع من التعبد، ويطلق على الطاعة والعبادة والجزاء والحساب). انظر: (الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة) (ص:69\ 70) للقاضي زكرياء بن محمد الأنصاري.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2)- فِ: أمر بالوفاء بالوعد والعهد.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref3)- وهذا هو المسمى-عند العلماء-بثمرة علم الحديث: وهو تميز الصحيح من السقيم من الأحاديث.
وإلى هذا أشار شيخنا أبو الفضل بقوله:
مَيْزُ الصحائحْ من سقائِمَ ثَمْرَتُهْ * وأخو النباهةِ حسن ذكرٍِ طِلبتهْ
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref4)- العرف: ما استقرت عليه النفوس بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول. انظر: (الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة) (ص:73) للقاضي زكرياء بن محمد الأنصاري.
المنظومة كاملة في المرفقات
لا تنسوا الشيخ من دعائكم حفظكم الله
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 03:55]ـ
اللهم فك اسر شيخي ابي الفضل و جميع مشايخنا المؤسورين(/)
فائدة في كيفية إقراء الصحابة للقرآن.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 10:03]ـ
فائدة في كيفية إقراء الصحابة للقرآن
ذكر الذهبي ــ رحمه الله ــ؛ ((في ترجمة: عويمر بن زيد بن قيس أبوالدرداء الأنصاري ــ رضي الله عنه ــ))؛
وَقِيْلَ: الَّذِيْنَ فِي حَلْقَةِ إِقْرَاءِ ((أَبِي الدَّرْدَاءِ)) كَانُوا أَزْيَدَ مِنْ
{أَلْفِ رَجُلٍ}، وَلِكُلِّ عَشْرَةٍ مِنْهُم مُلَقِّنٌ، وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ
يَطُوْفُ عَلَيْهِم قَائِماً، فَإِذَا أَحْكَمَ الرَّجُلُ مِنْهُم، تَحَوَّلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ - يَعْنِي: يَعْرِضُ عَلَيْهِ -.
وفي هذا الأثر من الفوائد؛
1 ــ استحباب عمل الحلقات للإقراء.
2 ــ تقسيم الحلقة ــ إن اتسعت علي الشيخ ــ إلي مجموعات، ولكل مجموعة عريف {قائد} ((ملقن)).
3 ــ أن يهتم الشيخ بكون الملقن من الطلاب الموثوقين لديه.
4 ــ ألا يعطي الشيخ الثقة الكاملة للملقن بل يحاسبه إن بدا منه تقصير، ويشعره بالمسئولية، وأنه يراقب عمله، ويطلع عليه.
5 ــ أهمية تقسيم الطلاب إلي مستويات ((مبتدئين، متوسطين، منتهين)) وذلك لإعطاء كل ذي حق حقه، وكما قيل {طعام الكبار سم الصغار}.
6 ــ ضرورة التنظيم الجيد للدروس والحلقات والدورات العلمية وغيرها، وألا يكون العمل الإسلامي مثالا للفوضوية والإهمال.
7 ــ أن يعطي الشيخ وقته لمن يستفيد أكثر؛ أي مراعاة أرجح المصلحتين، فقراءة المبتدئ علي الشيخ فيها فوائد جمة للمبتدئ، ولكن إقراء الضابط أفيد وأصلح للنفع العام، وأحفظ لوقت الشيخ.
8 ــ أنه لا بأس من اتخاذ العالم من طلابه من يساعدونه في مشاريعه العلمية ((كإقراء طلاب، وإتمام بحث ونحوها)) علي ألا ينسي هؤلاء الطلاب .... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ...
9 ــ استحباب عرض القرآن علي الشيخ الكبير، والعالم النحرير، ومن ثم الأخذ عن الأكابر.
10 ــ حرص الناس في هذا الزمن علي أخذ القرآن وتلقيه.
والحمد لله رب العالمين ....
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 10:46]ـ
فوائد جليلة، بارك الله لك.
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 11:23]ـ
جزاك الله خيراً وزادك من فضله. آمين.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 07:29]ـ
جزاكما الله خيرا، وبارك الله فيكما.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 01:40]ـ
تكملة في إقراء الصحابة للقرآن
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، إِنَّ
بَعْضَنَا لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنَ الْعُرْيِ، وَقَارِئٌ لَنَا يَقْرَأُ عَلَيْنَا،
فَنَحْنُ نَسْمَعُ إِلَى كِتَابِ اللهِ، إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدَ فِينَا، لِيَعُدَّ نَفْسَهُ مَعَهُمْ، فَكَفَّ الْقَارِئُ،
فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ قَارِئٌ لَنَا
يَقْرَأُ عَلَيْنَا كِتَابَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِيَدِهِ وَحَلَّقَ بِهَا، يُومِئُ إِلَيْهِمْ: أَنْ تَحَلَّقُوا، فَاسْتَدَارَتِ الْحَلْقَةُ،
فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفَ مِنْهُمْ أَحَدًا
غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الصَّعَالِيكِ، تَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَذَلِكَ خَمْسُ مِئَةِ عَامٍ.
أخرجه أحمد ج 3/ ص 63 حديث رقم: 11622.
فيه من الفوائد؛
** استحباب الاجتماع علي قراءة وإقراء القرآن المجيد.
** استحباب التحلق حال القراءة.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 01:42]ـ
تكملة ((فائدة في إقراء الصحابة)).
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهْوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلاَنٍ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلاَنًا فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ فَلْتَةً فَتَمَّتْ فَغَضِب َعُمَرُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاَءِ
الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ
هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ
فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ
يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ
وَالسُّنَّةِ فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا
فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَقَالَ عُمَرُ أَمَا
وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَة ..................... الحديث.
وفي هذه القصة؛
أن الأكابر من أصحاب النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ علي من هو دونهم سنا لإتقانه وتقدمه.(/)
وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 11:36]ـ
تَفْسِيرُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ >> سُورَةُ الْجَاثِيَةِ >>
2748 نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهِ , قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَأَنِّي أَرَاكُمْ بِالْكَوْمِ جَاثِينَ دُونَ جَهَنَّمَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً *
رواه بن أبي الدنيا في الأهوال و بن المبارك في الزهد و أبو نعيم في الحلية
و الكوم مكان مرتفع(/)
التواتر بين القراء والمحدثين
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 11:46]ـ
التواتر بين القراء والمحدِّثين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
ففي رحاب القرآن تعددت الفنون فهذا مفسر وهذا قارئ وهذا محدث .. وهكذا واصطلح أهل كل فن علي مصطلحات خاصة بهم، ووضع أصحاب كل فن ضوابط خاصة بهم، وكما قيل:" من تكلم في غير فنه أتي بالعجائب " ونحن سنتناول في هذا البحث قضية مهمة جدا وهي قضية التواتر عند القراء والمحدثين مع أنهما يتفقان علي أن التواتر: هو الانتشار والكثرة، وإن اختلفت طريقة الحكم والضوابط كما سنري بإذن الله ـ وسنتحدث عن التواتر عند المحدثين أولا:
التواتر عند المحدثين:
قال د/ محمود الطحان في كتابه " تيسير مصطلح الحديث" في تعريف التواتر:"التواتر لغة:هو اسم فاعل مشتق من التواتر ـ أي التتابع ـ تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله.
اصطلاحا: مارواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب."صـ 19
وقال صاحب كتاب المختصر في علم الحديث:"والخبر المتواتر: ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطأهم على الكذب، ويدوم هذا فيكون أوله كآخره، ووسطه كطرفيه، كالقرآن، وكالصلوات الخمس." صـ1
وشروطه عند المحدثين:
قال الطحان: لا يتحقق الخبرـ أي المتواتر ـ إلا بشروط أربعة وهي:
1.أن يرويه عدد كثير وقد اختلف في أقل الكثرة علي أقوال، المختارة أنه عشرة أشخاص.
2.أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
3.أن تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب.
4.أن يكون مُستَند خبرهم الحِس ـ كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا .. أوان كان مستند خبرهم العقل،كالقول بحدوث العالم مثلا،فلا يسمي الخبر حينئذ متواترا.
حكمه: المتواتر يفيد العلم الضروري أي اليقيني ... لذلك كان المتواتر كله مقبولا ولا حاجة إلي البحث عن أحوال رواته.
أقسامه:
المتواتر اللفظي:أي ما تواتر لفظه ومعناه مثل حديث من كذب عليّ متعمدا ... "
المتواتر المعنوي:هو ما تواتر معناه دون لفظه."ا. هـ صـ20
هذا هو التواتر عند المحدثين باختصار، ومعلوم عدم وجود التواتر المعنوي عند القراء لأن القرآن لا بد أن ينقل بلفظه.
أما التواتر عند القراء:
قال الباحث: أحمد بن محمد البريدي:
اختلف فيه على قولين (التواتر):
القول الأول: يشترطون التواتر حيث نصوا على أن التواتر شرط في ثبوت القرآن، وممن اشترط ذلك الغزالي وابن قدامة وابن الحاجب وصدر الشريعة والنويري , وقالو:عدم اشتراط التواتر في ثبوت القرآن، قول حادث لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي وتبعه بعض المتأخرين، وقالوا لا يقدح في ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة
عند قوم دون قوم.
القول الثاني:أنه لايشترط التواتر وإنما يكتفي بصحة السند.
وإليه ذهب ابن الجزري وأشار إلى أنه مذهب أئمة السلف والخلف وقال راداً على القول الأول: أنه إذا أثبت التواتر لايحتاج فيه إلى الركنين ا لسابقين من الرسم وغيره إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف أنتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم.
وقال الطاهر بن عاشور: وهذه الشروط الثلاثة هي شروط قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح واما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وعند تأمل هذين القولين فإننا لا نجد بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر وإنما اشترط صحة السند لم يكتف به وإنما اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر ولذا قال مكي بن أبي طالب: فإذا اجتمعت هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف وكفر من جحده.
وقال الزرقاني: إن هذه الأركان الثلاثة تكاد تكون مساوية للتواتر في إفادة العلم القاطع بالقراءات المقبولة بيان هذه المساواة أن ما بين دفتي المصحف متواتر ومجمع عليه من هذه الأمة في أفضل عهودها وهو عهد الصحابة فإذا صح سند القراءة ووافقت عليه قواعد اللغة ثم جاء ت موافقة لخط المصحف المتواتر كانت هذه الموافقة قرينة على إفادة هذه الرواية للعلم القاطع وإن كانت آحاداً ..... فكأن التواتر كان يطلب تحصيله في الإسناد قبل أن يقوم المصحف وثيقة متواترة بالقرآن أما بعد وجودهذا المصحف المجمع عليه فيكفي في الرواية صحتها وشهرتها متى ماوافقت رسم هذا المصحف ولسان العرب ........ وهذا التوجيه الذي وجهنا به الضابط السالف يجعل الخلاف كأنه لفظي ويسير بجماعات القراء جدد الطريق في تواتر القرآن.ا. هـ
وقال ابن الجزري:
(وقال) الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له: فإن سأل سائل فقال: فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده.
قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين إحداهما أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد، والعلة الثانية أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده.
قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً." من النشر 1/ 14
ومن أمعن النظر في كلام ومكي وابن الجزري في قضية اشتراط صحة السند يجد أنه يشير أيضا للتواتر. قال الشيخ عبد الفتاح القاضي:" والحاصل أن القراءة إن خالفت العربية أو الرسم فهي مردودة إجماعا ولو كانت منقولة عن ثقة، وإن كان ذلك بعيدا جدا بل لا يكاد يوجد وإن وافقت العربية والرسم ونقلت بالتواتر فهي مقبولة إجماعا،وإن وافقت العربية والرسم ونقلت عن الثقات بطريق الآحاد فقد اختلف فها،فذهب الجمهور إلي ردها وعدم جواز القراءة بها في الصلاة وغيرها سواء اشتهرت واستفاضت أم لا، وذهب مكي بن أبي طالب وابن الجزري إلي قبولها وصحة القراءة بها بشرط اشتهارها واستفاضتها، أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا،ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم والعربية ولو كان منقولة عن الثقات أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة "ا. هـ القراءات الشاذة صـ7
وقال الشيخ /محمود حوا:" وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها. ا.هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السيوطي في الإتقان:" اعلم أن القاضي جلال الدين البلقيني قال: القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ. فالمتواتر القراءات السبعة المشهورة والآحاد قراءات الثلاثة التي هي تمام العشر، ويلحق بها قراءة الصحابة. والشاذ قراءة التابعين كالأعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير ونحوهم، وهذا الكلام فيه نظر يعرف مما سنذكره. وأحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في زمانه شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري قال في أول كتابه النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرن، ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أوشاذة أوباطلة، سواء كنت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم.
هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافة. قال أبو شامة في المرشد الوجيز: لا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها أنزلت هكذا، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذ لا ينفرد بنقلها عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يحرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا على من تنسب إليه، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم.
ثم قال ابن الجزري: فقولنا في الضابط ولوبوجه نريد به وجهاً من وجوه لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ولذا لم يعدوا إثبات ياء الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف وواو وأكون من الصالحين والظاء من بظنين ونحوه من مخالفة الرسم المردودة، فإن الخلاف في ذلك مغتفر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشية صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول، بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة أتباع الرسم ومخالفته. قال: وقولنا وصح إسنادها نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله وهكذا حتى ينتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن غير معدودة عندهم من الغلط أومما شذ بعضهم. قال: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، ولم يكتف بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت في قرآن.
قال: وهذا مما لا يخفى فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم لا، وإذا شرطنا التواتر في كل حرف من حروف الرواة عنهم دون بعض، وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالذي قبله. ومن أشهر ما صنف في ذلك التيسير لداني، وقصيدة الشاطبي وأوعية النشر في القراءات العشر، وتقريب النشر كلاهما لابن الجزري. الثالث: الآحاد، وهوما صح سنده وخالف الرسم أو العربية أولم يشتهر الاشتهار المذكور ولا يقرأ به، وقد عقد الترمذي في جامعه والحاكم في مستدركه لذلك باباً أخرجه فيه شيئاً كثيراً صحيح الإسناد. ومن ذلك ما أخرجه الحاكم مكن طريق عاصم الجحدري عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقريّ حسان. وأخرج من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: أفلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرات أعين. وأخرج عن ابن عباس أنه صلى اله عليه وسلم قرأ: لقد جاءكم رسول من أنفسكم بفتح الفاء. وأخرج عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: فروح وريحان: يعني بضم الراء. الرابع: الشاذ، وهو ما لم يصح سنده، وفيه كتب مؤلفة، من ذلك قراءة ملك يوم الدين بصيغة الماضي، ونصب يوم إياك يعبد بنائه للمفعول. الخامس: الموضوع، كقراءات الخزاعي. وظهر لي سادس يشبه من أنواع الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
المدرج، وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير، تنبيهات: الأول لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه، وأما في محله وضعه وترتيبه فكذلك عند محققي أهل السنة لقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله، لا، هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي علة نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحاداً ولم يتواتر يقطع ليس من القرآن قطعاً. وذهب كثير من الأصوليين إلى أن التواتر شرط في ثبوت ما هو من القرآن بحسب أصله، وليس بشرط في محله ووضعه وترتيبه، بل يكثر فيها نقل الآحاد. قيل وهو الذي يقتضيه صنع الشافي في إثبات البسملة من كل سورة. ورد هذا المذهب بأن الدليل السابق يقتضي التواتر في الجميع، ولأنه لو لم يشترط لجاز سقوط كثير من القرآن المكرر وثبوت كثير مما ليس بقران.
أما الأول: فلأنا لو لم نشترط التواتر في المحل جاز أن لا يتواتر كثير من المكررات الواقعة في القرآن مثل - فبأي آلاء ربكما تكذبان –
وأما الثاني: فلأنه إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز إثبات ذلك البعض في الموضع بنقل الآحاد. وقال: القاضي أبو بكر في الانتصار: ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكماً لا علماً بخبر الواحد دون الاستفاضة، وكره ذلك أهل الحق وامتنعوا منه. وقال قوم من المتكلمين: إنه يسوغ إعمال الرأي والاجتهاد في إثبات قراءة وأوجه وأحرف إذا كانت تلك الأوجه صواباً في العربية، وإن لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها وأبى ذلك أهل الحق وأنكروه وخطئوا من قال به انتهى. وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل، وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور، وما لم يتواتر فليس بقرآن. وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر، فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر. ويكفي في تواترها إثباتها في مصاحف الصحابة فمن بعدهم بخط المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين والأعشار.
فلو لم تكن قرآناً لما استجازوا إثباتها بخطه من غير تمييز، لأن ذلك يحمل على اعتقادها قرآناً فيكونون مغررين بالمسلمين حاملين لهم على اعتقاده ما ليس بقرآن قرآناً، وهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة. فإن قيل: لعلها أثبتت لفصل بين السور؟ أجيب بأن هذا فيه تغرير، ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل، ولوكانت له لكتبت بين براءة والأنفال. ويدل لكونها قرآناً منزلاً ما أخرجه أحمد وأبوداود والحاكم وغيرهم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحديث. وفيه وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم. وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج البيهقي في الشعب وابن مردويه بسند حسن من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج الدارقطني والطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن بريدة قال: قال النبي صلى اله عليه وسلم لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية لم تنزل على نبيّ بعد سليمان غيري، ثم قال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: هي هي. "ا. هـ1/ 102 وما بعدها
وقال الزرقاني:
الثانى استثنى الشيخ أبو عمرو بن الحاجب قولنا إن القراءات السبع متواترة ما ليس من قبيل الأداء ومثله بالمد والإمالة وتخفيف الهمزة يعنى فإنها ليست متواترة وهذا ضعيف والحق أن المد والإمالة لا شك فى تواتر المشترك بينهما وهو المد من حيث هو مد والإمالة من حيث إنها إمالة ولكن اختلف القراء فى تقدير المد فمنهم من رآه طويلا ومنهم من رآه قصيرا ومنهم من بالغ فى القصر ومنهم من تزايد فحمزة وورش بمقدار ست لغات وقيل خمس وقيل أربع وعن عاصم ثلاث وعن الكسائى ألفان ونصف وقالون ألفان والسوسى ألف ونصف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الدانى فى التيسير: أطوالهم مدا فى الضربين جميعا يعنى المتصل والمنفصل ورش وحمزة ودونهما عاصم ودونه ابن عامر والكسائى ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق وقالون من طريق أبى نشيط بخلاف عنه وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم من التحقيق والحدر. انتهى كلامه
فعلم بهذا أن أصل المد متواتر والاختلاف والطرق إنما هو فى كيفية التلفظ به وكان الإمام أبو القاسم الشاطبى يقرأ بمدتين طولى لورش وحمزة ووسطى لمن بقى.
وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه كره قراءة حمزة لما فيها من طول المد وغيره فقال لا تعجبنى ولو كانت متواترة لما كرهها وكذلك ذكر القراء أن الإمالة قسمان إمالة محضة وهى أن ينحى بالألف إلى الياء وتكون الياء أقرب بالفتحة إلى الكسر وتكون الكسرة أقرب وإمالة تسمى بين بين وهى كذلك إلا أن الألف والفتحة أقرب وهذه أصعب الإمالتين وهى المختارة عند الأئمة ولا شك فى تواتر الإمالة أيضا وإنما اختلافهم فى كيفيتها مبالغة وحضورا.
أما تخفيف الهمزة وهو الذى يطلق عليه تخفيف وتليين وتسهيل أسماء مترادفة فإنه يشمل أربعة أنواع من التخفيف وكل منها متواتر بلا شك:
أحدها:النقل وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها نحو (قد أفلح) بنقل حركة الهمزة وهى الفتحة إلى دال قد وتسقط الهمزة فيبقى اللفظ بدال مفتوحة بعدها فاء وهذا النقل قراءة نافع من طريق ورش فى حال الوصل والوقف وقراءة حمزة فى حال الوقف.
الثانى: أن تبدل الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إن كان قبلها فتحة أبدلت ألفها نحو باس وهذا البدل قراءة أبى عمرو بن العلاء ونافع من طريق ورش فى فاء الفعل وحمزة إذا وقف على ذلك.
الثالث: تخفيف الهمز بين بين ومعناه أن تسهل الهمزة بينها وبين الحرف الذى منه حركتها فإن كانت مضمومة سهلت بين الهمزة والواو أو مفتوحة فبين الهمزة والألف أو مكسورة فبين الهمزة والياء وهذا يسمى إشماما وقرأ به كثير من القراء وأجمعوا عليه فى قوله تعالى (قل آلذكرين) ونحوه وذكره النحاة عن لغات العرب قال ابن الحاجب فى تصريفه واغتفر التقاء الساكنين فى نحو آلحسن عندك وآيمن الله يمينك وهو فى كل كلمة أولها همزة وصل مفتوحة ودخلت همزة الاستفهام عليها وذلك ما فيه لام التعريف مطلقا وفى ايمن الله وأيم الله خاصة إذ لا ألف وصل مفتوحة سواها وإنما فعلوا ذلك خوف لبس الخبر بالاستخبار ألا ترى أنهم لو قالوا ألحسن عندك وحذفوا همزة الوصل على القياس فى مثلها لم يعلم استخبار هو أم خبر فأتوا بهذه عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن فصار قبل الساكن مدة فقالوا آلحسن عندك وكذلك آيمن الله يمينك فيما ذكره وبعض العرب يجعل همزة الوصل فيما ذكرنا بين بين ويقول آلحسن عندك وآيمن الله يمينك فيما ذكرنا وقد جاء عن القراء بالوجهين فى مثل ذلك والمشهور الأول وقد أشار الصحابة رضى الله عنهم إلى التسهيل بين بين فى رسم المصاحف العثمانية فكتبوا صورة الهمزة الثانية فى قوله تعالى فى سورة آل عمران (قل أؤنبئكم) واوا على إرادة التسهيل بين بين قاله الدانى وغيره.
الرابع: تخفيف الإسقاط وهو أن تسقط الهمزة رأسا وقد قرأ به أبو عمرو فى الهمزتين من كلمتين إذا اتفقتا فى الحركة فأسقط الأولى منهما على رأى الشاطبى وقيل الثانية فى نحو (جاء أجلهم) ووافقه على ذلك فى المفتوحتين نافع من طريق قالون وابن كثير من طريق البزى وجاء هذا الإسقاط فى كلمة واحدة فى قراءة قنبل عن ابن كثير فى (أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم) بإسقاط همزة (شركائي)
الثالث: أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ورد على حمزة قراءة (والأرحام) بالخفض ومثل ما حكى عن أبى زيد والأصمعى ويعقوب الحضرمى أن خطئوا حمزة فى قراءته (وما أنتم بمصرخي) بكسر الياء المشددة وكذا أنكروا على أبى عمرو إدغامه الراء عند اللام فى < يغفلكم >
وقال الزجاج إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء فى اللام إذا قلت مرلى بكذا لأن الراء حرف مكرر ولا يدغم الزائد فى الناقص للإخلال به فأما اللام فيجوز إدغامه فى الراء ولو أدغمت اللام فى الراء لزم التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين.انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه فى كتابه فى قوله تعالى (ما هذا بشرا) وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هى فى المصحف
وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبى ? ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه قال ابن مجاهد إذا شك القارىء فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض.
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره."ا. هـ
ومما سبق من النقولات يتضح الآتي:
انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مع قبول الناس ـ أي القراء ـ لها، هذا هو التواتر عند القراء وهو يوافق المحدثين من حيث الشهرة والاستفاضة.
رد شبهة أن سند القراء آحاد.
ذكر البعض أن أسانيد القراء مبناها علي الانفراد ـ أي الآحاد ـ ولما وردت هذه الشبهة أجيب عنها بقوله:"
ويجاب عن هذا ونظائره بقول العلامة الدمياطى - رحمه الله -: "
فإن قيل: الأسانيد إلى الأئمة، وأسانيدهم إليه –صلى الله علية وسلم - على ما فى كتب القراء ات آحاد، لا تبلغ عدد التواتر أجيب: إن انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القراء ات عن غيرهم، وإنما نسبت القراءات إليهم لتصديهم لضبط الحروف، وحفظ شيوخهم فيها، ومع كل واحد منهم فى طبقته ما يبلغها عدد التواتر ثم إن التواتر المذكور شامل الأصول والفرش وهذ ا الذى عليه المحققون "اهـ. إتحاف فضلاء البشر بالقراء ات الأربع عشر" ص 7.
وقد نبه الشيخ طاهر الجزائرى إلى خطورة هذا المعتقد فى القراء ات فقال:
". . اعلم أن من قال: إن القراءات كلها لم تنقل إلا بطريق الآحاد المحضة غير سديد، لأنه يؤدى إلى أن يكون القران، فى كثير من المواضع، - وهى المواضع التى اختلفت فيها قراءة القراء- لا يهتدى إلى معرفة قراءته فيها على الوجه الذى ينبغى أن يقرأ به - وهو أمر ينافى ما ثبت عن الأمة من فرط عنايتها بامر القران " اهـ. . انظر "القراء ات القرأنية" للأستاذ عبدالحليم قابة ص 179 وعزاه إلى " التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرأن " للشيخ طاهر الجزائرى ص143.
ويعقب الأستاذ عبدالحليم قابة على قول الشيخ " طاهر الجزائرى " بقوله: " وقد سبق أن هذه الشبهة دخلت على من ذهب هذا المذهب بسبب نظره إلى أسانيد هذه القراءات فى كتب القوم. فلما رآها آحادا قال ما قال، وهذه غفلة عظيمة، أدت إلى قول وخيم العاقبة، وخطير الأثر فيما يتعلق بثبوت النص القرانى، فقد غفل هؤلاء عن أن ما ذكر من أسانيد إنما هو غيض من فيض، وقل من كثر" اهـ. القراءات القرأنية ص180.
وللشيخ كمال الدين بن الزملكانى جواب سديد فى ذلك حيث قال: " انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم، الجم الغفير عن مثلهم، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم. ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم، وهذه الأخبار الواردة فى حجة الوداع هى آحاد. ولم تزل حجة الوداع منقولة عمن يحصل بهم التواترعن مثلهم فى كل عصر فهده كذلك " اهـ. البحر المحيط للزركشى ج 2/ ص 212. نقلا عن "االقراءات القرانية" ص. 18
وللشيخ أبى المعالى شيخ الإمام ابن الجزرى - رحمهما الله - كلام قريب من هذا ذكره ابن الجزرى فى " المنجد " فليراجع منجد المقرئين ومرشد الطالبين ص 49 2: 252 تحقيق الدكتور عبدالحى الفرماوى.
بقى أن يعرف أن المعتقد فى القراءات القرآنية بأنها آحاد، هو الذى اتخذ منه الرافضة ومن لف لفهم من منكرى القراءات ذريعة لإنكار القراءات القرآنية جملة وتفصيلا. ولا يخفى ما فى هذا من ضلال مبين، لي إنكار خادع. ا. هـ انظر "شبهات مزعومة حول القران وردها" للأستاذ محمد الصادق قمحاوى ص 163) من بحث رد وتعقيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنشرح هذا القول: " انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم، الجم الغفير عن مثلهم، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم ".
انظر لهذا السند أوله: النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم ابن مسعود، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم عاصم ثم حفص فتجد في كل طبقة رجلا واحدا،
وليس معني هذا أنهم لم يقرئوا غيرهم، فالتواتر عن النبي ـ صلي الله عله وسلم ـ واضح، وننظر في ترجمة ابن مسعود كم أقرأ من الناس ونكتفي بإيراد عشرة أشخاص لكل منهم، لأن علماء الحديث يشترطون ذلك ـ كما سبق عن الطحان ـ مع اعترافنا أنهم أقرؤوا أكثر من ذلك .. وإليك البيان:
ترجمة مختصرة عن ابن مسعود من كتاب " غاية النهاية " لابن الجزري حيث قال:" هوعبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي المكي ... عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، عرض عليه الأسود وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن حنضلة وعلقمة وعبيدة السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق،"1/ 461
1. الأسود بن يزيد بن قيس بن يزيد أبو عمرو النخعي الكوفي الإمام الجليل، قرأ على عبد الله بن مسعود، " غاية النهاية 1/ 170
2. تميم بن حذلم أبو أسلم الضبي، قرأ على عبد الله بن مسعود فلم يغير عليه شيئاً إلا هذا الحرف يعني وكل آتوه داخرين مده تميم وقصره ابن مسعود وفي يوسف وظنوا أنهم قد كذبوا قرأ ابن مسعود بالتخفيف روينا ذلك عن تميم بإسناد جيد من كتاب الطيراني الكبير." 1/ 186
3. الحارث بن قيس الجعفي الكوفي راوٍ، روى القراءة عن عبد الله بن مسعود." 1/ 199
4. ( .... وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود" 1/ 254
5. الربيع بن خثيم أبو يزيد الكوفي الثوري تابعي جليل وردت عنه الرواية في حروف القرآن، أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود،"1/ 282
6.زيد بن وهب أبو سليمان الجهني الكوفي، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات وهو في الطريق، عرض على عبد الله بن مسعود"1/ 298
7. ج" سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني الكوفي، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، عرض على "ج" عبد الله بن مسعود، عرض عليه يحيى بن وثاب و"ج" عاصم بن أبي النجود، قلت مات سنة ست وتسعين أو نحوها وله مائة وعشرون"1/ 301
8. شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي إمام كبير، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد ذكره ابن الأثير وغيره في الصحابة، وحفظ القرآن في شهرين عرض على عبد الله بن مسعود، روى عنه الأعمش ومنصور، وتوفي زمن الحجاج" 1/ 336
9. " عبيد بن نضلة أبو معاوية الخزاعي الكوفي تابعي ثقة، أخذ القراءة عرضاً عن "ج" عبد الله بن مسعود وعرض أيضاً على علقمة بن قيس"2/ 2
10.مسروق بن الأجدع بن مالك أبو عائشة ويقال أبو هشام الهمداني الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن مسعود وروى عن أبي بكر"2/ 427
وإليك أيضا ترجمة لأبي عبد الرحمن السلمي، قال ابن الجزري:"
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب أبو بكر السلمي الجبني الأطروش شيخ القراء بدمشق، ... أخذ القراءة عنه عرضاً علي بن الحسين الربعي ومحمد بن الحسن الشيرازي وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني ورشاء بن نظيف والكارزيني وأبو علي الأهوازي ... "2/ 213
1.عاصم بن بهدلة أبي النجود ... أخذ القراءة عرضاً عن "ع" زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي" 1/ 344
2. " عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الشعبي الكوفي الإمام الكبير المشهور، عرضا على أبي عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس"1/ 347
3. عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي وموسى بن طلحة،"1/ 443
.
4.عطاء بن السائب أبو زيد الثقفي الكوفي أحد الاعلام، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي"2/ 18
(يُتْبَعُ)
(/)
5. -"ف" عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الإمام الكبير، أخذ القراءة عرضا عن "ج" عاصم بن ضمرة والحارث الهمداني و"ج" علقمة و"ج" الأسود و"ج" أبي عبد الرحمن السلمى .. "2/ 108
6. محمد بن أبي أيوب ويقال ابن أيوب أبو عاصم الثقفي الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي .... "2/ 331
7. محمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عون الثقفي الكوفي الأعور تابعي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي" 2/ 331
8. يحيى بن عقيل الخزاعي ويقال العقيلي البصري، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي" 2/ 9
9. " الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنهما أبو عبد الله سبط النبي صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة، عرض على أبيه وعلى أبي عبد الرحمن السلمي،"1/ 344
وقال الذهبي في كتاب "معرفة القراء الكبار"
10. عبد الرحمن بن أحمد ابن الحسن بن بندار الرازي أبو الفضل العجلي المقرىء أحد الأعلام وشيخ الإسلام ... وبنيسابور من أبي عبد الرحمن السلمي" 1/ 211
وإليك ترجمة عاصم بن أبي النجود قال ابن الجزري:
" عاصم بن بهدلة أبي النجود .... روى القراءة عنه (1) أبان بن تغلب (2) وأبان بن يزيد العطار (3) وإسماعيل بن مخالد (4) والحسن بن صالح (5) وحفص بن سليمان (6) والحكم بن ظهير (7) وحماد بن سلمة في قول (9) وحماد بن زيد (10) وحماد بن أبي زياد (11) وحماد بن عمرو وسليمان بن مهران الأعمش (12) وسلام بن سليمان أبو المنذر (13) وسهل بن شعيب (14) وأبو بكر شعبة بن عياش (15) وشيبان بن معاوية (16) والضحاك بن ميمون (17) وعصمة بن عروة (18) وعمرو بن خالد (19) والمفضل بن محمد (20) والمفضل ابن صدقة فيما ذكره الأهوازي (21) ومحمد بن رزيق ونعيم بن ميسرة (22) ونعيم بن يحيى ... وخلق لا يحصون وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والحارث بن نبهان وحمزة الريات والحمادان والمغيرة الضبي ومحمد بن عبد الله العزرمي وهارون بن موسى،"1/ 344
وبعد ذكر ابن الجزري لأسانيد القراء في النشر وخاصة بعد ذكر عاصم:" فذلك مائة وثمانية وعشرون طريقاً لعاصم "
وهل بعد ذلك يتحدثون ويقولون: الأسانيد آحاد؟؟ وقس علي ذلك لسائر القراء.
ثم زيادة توضيح في قضية السند نقول: .. أولا: تواترت القراءة عن النبي (صلي الله عليه وسلم) وأخذ بها الناس ثم اشتهر ممن اشتهر ابن مسعود وتواتر عند الناس شهرة ابن مسعود أنه قرأ علي النبي (صلي الله عليه وسلم) ثم أقرا ابن مسعود خلقا كثيرا واشتهر منهم أبو عبد الرحمن السلمي وقد تواتر عنه أخذه للقراءة عن ابن مسعود وليس معني هذا أن ابن مسعود لم يقرئ سوي أبي عبد الرحمن السلمي ـ كما سبق ـ وتصدي السلمي للإقراء واشتهر منهم عاصم واشتهر عن عاصم شعبة وحفص .. وهكذا فتجد أن كل فرد في السند تواترت قراءته عند الناس، وكما قرب الضباع المسألة قائلا: هذا كالذي نزل بالكوفة مثلا وسأل عن أبرز طلبة عاصم فدل علي شعبة وحفص،وهذا لا يعني أن عاصما لم يقرئ سواهما.
ولذلك قالوا: ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم "
وأختم هذه الجزئية بقول نفيس للسخاوي ..
قال السخاوي في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد " والقراءة سنة لارأي وهي كلها وإن كانت عن السبعة مروية متواترها لا يقدح في تواترها نقلها عنهم، لأن المتواتر إذا أسند من طريق الآحاد لا يقدح ذلك في تواتره.
كما لوقلت: أخبرني فلان عن فلان مدينة سمرقند، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم منها، ونحن نقول: إن قراءات السبعة كلها متواترة، وقد وقع الوفاق أن المكتوبة في مصاحف الأئمة متواتر الكلمت والحروف.
فإذا نازعنا أحد بعد ذلك في قراءة التواترة المنسوبة للسبع فرضنا الكلام في بعض السور فقلنا: ما تقول في قراءة ابن كثير في سورة التوبة " تجري من تحتها " بزيادة "من" وقراءة غيره " تجري تحتها " وفي قوله تعالي " يقص الحق " و" يقض الحق " أهما متواترتان؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال: نعم فهو الغرض، وإن نفي تواترهما خرج الإجماع المنعقد علي ثبوتهما وباهت فيما هو معلوم منهما، وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبلعة، فأما ما عداها غير ثابت تواترا ولا تجوز القراءة به في الصلاة، ولا في غيرها ولا يكفر جاحده وإن جاء من طريق موثوق به إلتحق بسائر الأحاديث المروية عن الرسول صلي الله عليه وسلم فإن تضمن حكما ثابتا لزم العمل به وإلا فلا وربما كان مما نسخ لفظه لا تجوز القراءة به مع أن الاجتراء علي جحده غير جائز لأن علمه موكول إلي الله عز وجل إذ قد أسند طريق العلم ولا يجوز أن نثبت ما لم يعلم صحته بكونه من عند الله قرأنا لعل ذلك تقول علي الله تعالي وكذب في قوله تعالي:" ويقولون علي الكذب وهم يعلمون " ... )) صـ 279/ 280
وأظن المسألة قد وضحت في قضية السند .. والحمد لله رب العالمين
وإليك أخي جوابا علي بعض الشبهات التي قالها بعض الشيوخ قالوا:
1ـ قالوا: إن القران والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي النازل على محمد صلى الله عليه وسلم، والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور. " ا. هـ
الجواب: هذا القول ذهب إليه الزركشي ومن تبعه مثل السيوطي والقسطلاني في لطائف الإشارات والشيخ أحمد البنا صاحب إتحاف فضلاء البشر ... وذهب الشيخ محمد سالم محيسن بعد ذكر قول الزركشي إلي أنهما حقيقتان بمعني واحد مستندا إلي أن تعريف القرآن مصدر مرادف للقراءة.انظر في رحاب القرآن للشيخ محيسن.ثم عقب د/ شعبان إسماعيل في كتابه ـ القراءات وأحكامها ومصادرها ـ قائلا:" إن كان الزركشي يقصد بالتغاير التغاير التام فلست معه، إذ ليس في بين القرآن والقراءات تغاير،فالقراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ما هي إلا جزء من القرآن الكريم فبينهما ارتباط وثيق ارتباط الكل بالجزء.
ولعل هذا الذي يقصده الزركشي حيث قال: ولست في هذا أنكر تداخل القرآن بالقراءات إذ لا بد أن يكون الارتباط وثيقا،غير أن الاختلاف علي الرغم من هذا ظل موجودا بينهما بمعني أن كلا منهما شئ يختلف عن الآخر لا يقوي التداخل بينهما علي أن يجعلهما شيا واحدا فما القرآن إلا التركيب واللفظ وما القراءات إلا اللفظ ونطقه والفرق بين هذا وذاك واضح بين" صـ21
وتعقب د/ عبد الكريم صالح في كتابه ـ محاضرات في القراءات المتواترة نظريا ـ قائلا:" والذي أراه وأميل إله في هذه المسألة هو الرأي القائل إن القرآن والقراءات حقيقتان متحدتان، ولكن ليس علي إطلاقه بل القراءات المتواترة هي القرآن لتخرج القراءات التي لم يقطع بتواترها، وعليه فنقول: كل قرآن قراءات وليس كل قراءات قرآن ليخرج بذلك القراءات الشاذة ...
ثم قال: ويحسن هنا أن نورد ما ذكره الإمام الشوكاني من الضوابط التي تشخص العلاقة بين القرآن والقراءات حين قال:" والحاصل: أن ما اشتمل عليه المصحف الشريف، واتفق عليه القراء المشهورون فهو قرآن، وما اختلفوا فيه، فإن احتمل رسم المصحف قراءة كل واحد من المختلفين مع مطابقتها للوجه الإعرابي، والمعني العربي فهي قرآن كلها، وإن احتمل بعضها دون البعض، فإن صح إسناده ما لم يحتمله، وكانت موافقة للوجه الإعرابي والمعني العربي فهي شاذة ولها حكم أخبار الآحاد في الدلالة علي مدلولها، وسواء كانت من القراءات السبع أو ممن غيرها. وأما ما لم يصح إسناده مما لم يحتمله الرسم، فليس بقرآن ولا منزل منزلة أخبار الآحاد.
وأما انتفاء كونه قرآنا فظاهر، وأما انتفاء تنزيله منزلة أخبار الآحاد فلعدم صحة إسناده. وإن وافق المعني العربي والوجه الإعرابي فلا اعتبار بمجرد الموافقة علي صحة الإسناد " إرشاد الفحول صـ30/ 31
أضف إلي ذلك: أننا إذا قرأنا ختمة لابن كثير، وختمة ثانية له، وثالثة لنافع، فالذي يترتب علي أي قراءة ختمة هو القرآن الواحد (الشخص) وتكرر الختمة الواحدة عن غيرها جاء من مقارنة الواحد بغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبصرف النظر عن اختلافها هذا لا يتطرق إلي الذهن اختلاف فليس هناك جوهر اختلاف، وسواء صرفنا النظر أو لم نصرف فالنظر لا يري إلا أن القرآن المترتب علي قراءة من تلك واحد، وإن تكرره بتكرارها ـ اختلافها أيضا ـ لم يجعله مختلفا أو متعددا أو لم يجعله شيئا آخر غير الواحد المتشخص، بل هو كما قررناه واحد بالشخص مع كل ذلك.
وختاما أقول: إن التلازم بين القرءان والقراءة ـ أية جمع عليها نجعلنا لا نهتم بالفرق بن القراءة وقرآنها إلا لنقول احترام هذا من ذاك ولا مناص."أ. هـ صـ 20: 22 بتصرف
2ـ قالوا: لا إشكال ولا نزاع بين المسلمين في تواتر القرآن أما القراءات فوقع فيها النزاع والمشهور أنها متواترة." ا. هـ
الجواب: نوافقك في ذلك حيث استفاضت هذه الأوجه وانتشرت وقبلها الناس. وهذه القراءات متواترة في الأقطار، ويكفي ذلك تواترا.
3ـ قالوا: إن بعض من يقرر تواتر القراءات يستدل بما يفيد تواتر القرآن وهو أن القرآن قد انتشر في كل بلد وتلقاه من كل طبقة العدد الكثير عمن فوقهم وهكذا مما يتحقق به شرط التواتر، وفي هذا نظر لا يخفى".ا. هـ
الجواب: نقل ابن الجزري عن أبي شامة قائلا:" (قال) الإمام الكبير أبو شامة في "مرشده": وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها.
(وقال) الشيخ أبو محمد إبراهيم بن عمر الجعبري أقول: الشرط واحد وهو صحة النقل ويلزم الآخران فهذا ضابط يعرف ما هو من الأحرف السبعة وغيرها: فمن أحكم معرفة حال النقلة وأمعن في العربية وأتقن الرسم انحلت له هذه الشبهة.
(وقال) الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له: فإن سأل سائل فقال: فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده، قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين: إحداهما: أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد.
والعلة الثانية: أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده، قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً. 1/ 13،14
وأقول: فما النكير هنا فالكل اجمع علي تواتر القرآن ومنذ عهد النبوة ويجلس البعض للإقراء ويتواتر النقل عنهم وسأنقل لك في الجواب الآتي ما قاله الأئمة في تواتر الأحرف السبعة عن النبي وهذه القراءات العشر من ضمنها.
4ـ قالوا: إن تواتر القراءات عن الأئمة السبعة مسلم، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء السبعة فمحل نظر لأن أسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم نقل آحاد كما هو موثق مدون في كتب القراءات، ولقد كان هذا مما تتوافر الدواعي على نقله وإثباته، فإذا كان النقلة يدونون الطرق الكثيرة في حديث أو أثر في مسألة ليست من أصول العلم وكباره، فما الظن في نقل كلام الله تعالى؟! " ا. هـ
الجواب:
قد بينا في البحث كيفية التواتر عند القراء، ونقل القراءة بطريق الآحاد ـ نظرا للسند ـ لا يدل علي عدم تواترها عن غيرهم قال ابن الجزري
(يُتْبَعُ)
(/)
:" وهذا مما لا يخفى فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم لا وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم"1/ 13.
قال الشيخ عبد الرزاق علي موسي: .... إن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده "0
وقال الشيخ عبد الرزاق في الفتح الرحماني:" ... ولم نسمع قارئا للقرآن يقول بعد قراءته هذه قراءة رويت عن فلان عن فلان إلي النبي ـ صلي الله علييه وسلمـ لإجماع المسلمين علي أن بين دفتي المصحف هو القرآن الكريم الذي أنزله الله من غير تحريف أو تبديل محتملا للقراءات المتواترة سواء كان برواية حفص عن عاصم في بلاد المشرق أو برواية ورش عن نافع في بلاد المغرب أو غيرهما من القراء ولعدم شهرة هذه الأسانيد بين المثقفين نسمع بعض من لا علم له بها يثير التشكيك في صحة القراءات (ومن جهل شيئا عاداه) ولكن الله حفظ القرآن من هؤلاء (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن وسائل هذا الحفظ أن خص الله طائفة من العلماء المتخصصين يُرجع إليهم عند الحاجة إلي معرفة الصحيح من القراءات أو غير صحيح منها وعلي رأسهم الحافظ ابن الجزري يرحمه الله في كتابه النشر وهؤلاء يسميهم القراء بالمحررين " ا. هـ 18
، ثم انظر إلي قول النووي:" وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْبَاقِلَّانِيّ: الصَّحِيح أَنَّ هَذِهِ
الْأَحْرُف السَّبْعَة ظَهَرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة،
وَأَثْبَتَهَا عُثْمَان وَالْجَمَاعَة فِي الْمُصْحَف وَأَخْبَرُوا بِصِحَّتِهَا، وَإِنَّمَا حَذَفُوا مِنْهَا مَا لَمْ يَثْبُت مُتَوَاتِرًا
، وَأَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُف تَخْتَلِف مَعَانِيهَا تَارَة وَأَلْفَاظهَا أُخْرَى وَلَيْسَتْ مُتَضَارِبَة وَلَا مُتَنَافِيَة."3/ 172
وقال أيضا:" قَالَ غَيْره: وَلَا تَكُنْ الْقِرَاءَة بِالسَّبْعِ الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث فِي خِتْمَة وَاحِدَة، وَلَا
يُدْرَى أَيّ هَذِهِ الْقِرَاءَات كَانَ آخِر الْعَرْض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُلّهَا مُسْتَفِيضَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة وَأَضَافَتْ كُلّ حَرْف مِنْهَا إِلَى مَنْ أُضِيفَ إِلَيْهِ مِنْ
الصَّحَابَة، أَيْ أَنَّهُ كَانَ أَكْثَر قِرَاءَة بِهِ، كَمَا أُضِيفَ كُلّ قِرَاءَة مِنْهَا إِلَى مَنْ اِخْتَارَ الْقِرَاءَة بِهَا مِنْ الْقُرَّاء السَّبْعَة وَغَيْرهمْ. قَالَ الْمَازِرِيُّ: وَأَمَّا قَوْل مَنْ قَالَ:
الْمُرَاد سَبْعَة مَعَانٍ مُخْتَلِفَة كَالْأَحْكَامِ وَالْأَمْثَال وَالْقَصَص فَخَطَأ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى جَوَاز الْقِرَاءَة بِكُلِّ وَاحِد مِنْ الْحُرُوف وَإِبْدَال حَرْف بِحَرْفٍ،
وَقَدْ تَقَرَّرَ إِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ يَحْرُم إِبْدَال آيَة أَمْثَال بِآيَةِ أَحْكَام. قَالَ: وَقَوْل مَنْ
قَالَ الْمُرَاد خَوَاتِيم الْآي فَيَجْعَل مَكَان {غَفُور رَحِيم} سَمِيع بَصِير فَاسِد أَيْضًا
لِلْإِجْمَاعِ عَلَى مَنْع تَغْيِير الْقُرْآن لِلنَّاسِ، هَذَا مُخْتَصَر مَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض فِي الْمَسْأَلَة. وَاللَّهُ أَعْلَمُ." 3/ 172
انظر أخي إلي ما قاله:" وَكُلّهَا مُسْتَفِيضَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة " وانظر إلي قول القاضي عياض:": الصَّحِيح أَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُف
السَّبْعَة ظَهَرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَبَطَهَا عَنْهُ
الْأُمَّة، وَأَثْبَتَهَا عُثْمَان وَالْجَمَاعَة فِي الْمُصْحَف وَأَخْبَرُوا بِصِحَّتِهَا، وَإِنَّمَا حَذَفُوا
مِنْهَا مَا لَمْ يَثْبُت مُتَوَاتِرًا " وهذه العشر من الأحرف السبعة بإجماع وهي
(يُتْبَعُ)
(/)
مستفيضة ومتواترة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كما قال القاضي ونقلها
عن طريق الآحاد ـ من الجهة السند ـ يعضدها انتشار القراءة .. ارجع إلي قول الشيخ عبد الفتاح القاضي.
5.قالوا: ومما يشكل على القول بتواتر جميع ما في القراءات السبع ما نقله الشيخ أحمد عن ابن الجزري بقوله: وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم.أ. هـ
الجواب:
اشتهار الأحرف التي قرأ بها نافع في المدينة دل علي تواترها،واشتهار أحرف ابن كثير في مكة دليل علي تواترها وكذا قراءة أبي عمرو ويعقوب في البصرة وابن عامر في الشام والكوفيين الأربع دليل علي تواترها،وكلام ابن الجزري يحمل من جهة السند وقد بينا أن شهرة القراءة وقبول الناس لها هو التواتر في القرآن والقراءات. وابن الجزري يقصد إيراد الأسانيد في كل قراءة، والشهرة والاستفاضة هو الأصل قال ابن الجزري في النشر:"، ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بسطة) الأعراف دون (بسطة) البقرة لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد، على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسئلنى) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته " النشر
6ـ:"فمواضع الاختلاف بين القراء السبعة يعد من المشهور لا المتواتر". ا. هـ
الجواب: وهذا الكلام يجاب عليه بنفس الكلام السابق.ثم إن القراء في اختيارهم كانوا يجنحون إلي ما تواتر عندهم وأجمع عليه أكثر من أقرؤوهم .. قال الإمام نافع:" قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره."ا. هـ
5 ـ من الأدلة على عدم تواتر القراءات في زمنه صلى الله عليه وسلم القصة المشهورة في مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما، ووجه الاستدلال واضح منها.
فهذه بعض المعالم حول هذه المسألة، ووراء ذلك أمر أحق بالتحقيق وهو – فيما يظهر لي – سبب الإشكال ومنبعه وهو: تنزيل المصطلحات الحادثة وتحكيمها في العلوم الشرعية، وأعني بذلك هنا مصطلح (التواتر) فإنه مصطلح كلامي لم يستعمله السلف المتقدمون لكنه صار أصلا لا يكاد يخلو منه كتاب في مصطلح الحديث، وما يتبع ذلك من إفادة المتواتر والآحاد والتفريق بين العلم النظري والضروري .. إلخ."ا. هـ
الجواب:
هذه القصة وغيرها مما جاءت عن الصحابة في إنكار قراءة بعض الصحابة علي بعض ليست فيها دلالة علي ما تقول حيث لا يلزم بمجرد نزول الآيات أن تتواتر في الحين عند جميع الصحابة في وقت واحد،ثم إن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يقرئ الصحابة علي حسب لهجاتهم وبما يستطيعون قال "صاحب المنتقي في شرح الموطأ معلقا علي الحديث ـ أي حديث هشام
:" ... أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ تَيَسُّرًا عَلَى مَنْ أَرَادَ قِرَاءَتَهُ لِيَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ وَبِمَا هُوَ أَخَفُّ عَلَى طَبْعِهِ وَأَقْرَبُ إِلَى
لُغَتِهِ لِمَا يَلْحَقُ مِنْ الْمَشَقَّةِ بِذَلِكَ الْمَأْلُوفِ مِنْ الْعَادَةِ فِي النُّطْقِ وَنَحْنُ الْيَوْمَ مَعَ عُجْمَةِ أَلْسِنَتِنَا وَبُعْدِنَا عَنْ فَصَاحَةِ الْعَرَبِ أَحْوَجُ إِلَى."1/ 480
وقال ابن حجر في شرح نفس الحديث:" قَوْله: (فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا)
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا قَالَهُ عُمَر اِسْتِدْلَالًا عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ تَخْطِئَة هِشَام، وَإِنَّمَا سَاغَ لَهُ ذَلِكَ لِرُسُوخِ قَدَمه فِي الْإِسْلَام وَسَابِقَته، بِخِلَافِ هِشَام فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيب الْعَهْد بِالْإِسْلَامِ فَخَشِيَ عُمَر مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون
أَتْقَنَ الْقِرَاءَة، بِخِلَافِ نَفْسه فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَتْقَنَ مَا سَمِعَ، وَكَانَ سَبَب اِخْتِلَاف قِرَاءَتهمَا أَنَّ عُمَر حَفِظَ هَذِهِ السُّورَة مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا ثُمَّ لَمْ يَسْمَع مَا نَزَلَ فِيهَا بِخِلَافِ مَا حَفِظَهُ وَشَاهَدَهُ، وَلِأَنَّ هِشَامًا مِنْ مُسْلِمَة الْفَتْح فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ عَلَى مَا
نَزَلَ أَخِيرًا فَنَشَأَ اِخْتِلَافهمَا مِنْ ذَلِكَ، وَمُبَادَرَة عُمَر لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيث " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَة .. "14/ 198
هذا كلام واضح لا يحتاج لبيان في سبب تنازع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ في قضية اختلافهم.وانظر إلي قوله:" وَمُبَادَرَة عُمَر لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيث " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَة" وقس عليه سائر الاختلافات.
وكما أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قرئ كلا بحسبه، وقد فعل القراء العشر كذلك، فالواحد منهم قرأ عدة ختمات علي شيخه، وبكثير من الأوجه، ولكنه عند التصدر للإقراء كان يقرئ كل طالب بحسب قدرته، فهذا بالسكت وهذا بالقصر وهذا بالمد ... وهكذا فكل هذه الأوجه متواترة ومستفاضة.
قالوا: كيف تقولون بتواتر القراءات رغم أن الأسانيد كلها منصبة عند ابن الجزري؟؟
إن ابن الجزري لم يكن هو الوحيد الذي يقرئ في زمنه، وبعض الشيوخ الذين قرأ عليهم ابن الجزري كانوا موجودين، ثم ماذا فعل ابن الجزري: قام ابن الجزري بجمع ما مشتهر في زمنه ووضعه ف كتاب النشر، وهذه الطرق هي الطرق المقروءة بها في زمنه، ثم انتقال ابن الجزري في البلاد وإقراء الكثرين من الناس وقوة طلبته قد أدي إلي حفظ ما كتبه، وفي كل علم الطلبة هم السبب في شهرة الشيخ وحفظ علمه، وكما قال الشافعي:" الليث أفقه من مالك " ولكن طلبة الليث لم يحفظوا علم شيخهم إلا القدر اليسير، بعكس طلبة الإمام مالك، فقد تعددت شروح الموطأ، وكثرة النقولات عن مالك من قبل الطلبة أدي إلي حفظ المذهب المالكي، وكذا المذاهب المشهورة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولقد ذكر القراء أن أبا عبيد بن القاسم بن سلام ذكر قرابة ثلاثين قراءة أو تقل قليلا، ولم تكتب الشهرة في القراءة إلا للقراء العشرة.
وإليك نبذة يسيرة عن ابن الجزري ورحلاته في طلب العلم من مقدمة النشر للضباع:" نبذة يسيرة للتنويه بمؤلف هذا الكتاب (يقصد ابن الجزري)
لئن كان الكتاب كما قيل يقرأ من عنوانه ودلائل تباشيره تبدو من جداول بيانه: إن في كتاب النشر في القراءات العشر لأصدق التباشير وأوضح الأدلة على نباهة مؤلفه وعلو شأنه وسمو مرتبته في هذا الفن الجليل حتى لقب بحق إمام المقرئين وخاتمة الحفاظ المحقيين. فهو الإمام الحجة الثبت المحقق المدقق شيخ الإسلام سند مقرئي الأنام: أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجرزي.
ولد رحمه الله بدمشق الشام في ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية. ونشأ بها وأتم حفظ القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمره. ثم أخذ القراءات افراداً على الشيخ أبي محمد عبد الوهاب ابن السلار. والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحان. والشيخ أحمد بن رجب. ثم جمع للسبعة على الشيخ إبراهيم الحموي. ثم جمع القراءات بمضمن كتب علي الشيخ أبي المعالي محمد بن أحمد بن اللبان. ثم في سنة 768 هـ حج وقرأ على إمام المدينة الشريفة وخطيبها أبي عبد الله محمد بن صالح الخطيب بمضمن التيسير والكافي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم رحل في سنة 769 إلى الديار المصرية. فدخل القاهرة المعزية وجمع القراءات للإثني عشر على الشيخ أبي بكر عبد الله بن الجندي. وللسبعة بمضمن العنوان والتيسير والشاطبية على أبي عبد الله محمد بن الصائغ. وأبي محمد عبد الرحمن بن البغدادي. ولما وصل إلى قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) توفى ابن الجندي. وورد عنه رحمه الله تعالى أنه استجازه فأجازه وأشهد عليه قبل وفاته. ولما أكمل على الشيخين المذكورين رجع إلى دمشق. ثم رحل ثانية إلى مصر وجمع ثانياً على ابن الصائغ للعشرة بمضمن الكتب الثلاثة المذكورة والمستنير والتذكرة والإرشادين والتجريد. ثم على ابن البغدادي للأربعة عشر ما عدا اليزيدي ثم عاد إلى دمشق فجمع بها القراءات السبع في ختمه على القاضي أبي يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي. ثم رحل ثالثة إلى الديار المصرية. وقرأ بمضمن الإعلان وغيره على الشيخ عبد الوهاب القروي. وسمع كثيراً من كتب القراءات وأجيز بها.
وقرأ الحديث والفقه والأصول والمعاني والبيان على كثير من شيوخ مصر منهم الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني. وأجازه بالإفتاء شيخ الإسلام المقرئ المحدث المؤرخ أبو الفداء إسماعيل بن كثير قبيل وفاته سنة 774 هـ وكذلك أذن له الشيخ ضياء الدين سنة 779 هـ وكذلك شيخ الإسلام البلقيني سنة 785 هـ.
وجلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي سنين.
وأخذ القراءات عنه كثيرون. فمن كمل عليه القراءات العشر بالشام ومصر ابنه أبو بكر أحمد. والشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي. والشيخ أبو بكر بن مصبح الحموي. والشيخ نجيب الدين عبد الله بن قطب بن الحسن البيهقي. والشيخ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير. والمحب محمد بن أحمد بن الهائم. والشيخ الخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي. والشيخ يوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي. والشيخ علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي. والشيخ علي بن حسين بن علي اليزدي. والشيخ موسى الكردي. والشيخ علي بن محمد بن علي نفيس. والشيخ أحمد بن علي بن إبراهيم الرماني.
وولي قضاء الشام سنة 793 هـ. ثم دخل الروم لما ناله بالديار المصرية من أخذ ماله فنزل مدينة بروسة دار السلطان العادل بايزيد العثماني سنة 798 هـ فأكمل عليه القراءات العشر بها كثيرون: منهم الشيخ أحمد بن رجب. والشيخ سليمان الرومي. والشيخ عوض عبد الله والفاضل علي باشا، والإمام صفر شاه، والولدان الصالحان محمد ومحمود أبناء الشيخ الصالح الزاهد فخر الدين الياس بن عبد الله، والشيخ أبو سعيد بن بشلمش بن منتشا شيخ مدينة العلايا وغيرهم.
ثم لما كانت فتنة تيمورلنك سنة 855 هـ التي انتهت بموت السلطان بايزيد احتشد تيمورلنك المترجم له معه وحمله إلى ما وراء النهر وأنزله بمدينة كش فأقرأ بها القراءات وبسمرقند أيضاً. وممن أكمل عليه القراءات العشر بمدينة كش الشيخ عبد القادر ابن طلة الرومي. والحافظ بايزيد الكشي. والحافظ محمود بن المقري شيخ القراءات بها.
ثم لما توفى تيمورلنك سنة 807 هـ خرج مما وراء النهر فوصل خراسان وأقرأ بمدينة هراة جماعة للعشرة أكمل بها جمال محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن افتخار الهروي.
ثم قفل راجعاً إلى مدينة يزد فأكمل عليه العشر جماعة منهم المقرئ الفاضل شمس الدين بن محمد الدباغ البغدادي. ثم دخل أصبهان فقرأ عليه جماعة أيضاً. ثم وصل إلى شيراز في رمضان سنة 808 هـ فأمسكه بها سلطانها بير محمد بن صاحبها أمير عمر فقرأ عليه بها جماعة كثيرون للعشرة منهم السيد محمد بن حيدر المسبحي. وإمام الدين عبد الرحيم الأصبهاني. ونجم الدين الخلال. وأبو بكر الجنحي. ثم ألزمه صاحبها بير محمد بالقضاء بها وبممالكها وما أضيف إليها كرهاً فبقي فيها مدة وتغيرت عليه الملوك فلم تطب له الإقامة بها فخرج منها متوجهاً إلى البصرة وكان قد رحل إليه المقرئ الفاضل المبرز أبو الحسن طاهر بن عرب الأصبهاني فجمع عليه ختمه بالعشر من الطيبة والنشر ثم شرع في ختمه للكسائي من روايتي قتيبة ونصير عنه ففارقه بالبصرة وتوجه الأستاذ ومعه المولى معين الدين بن عبد الله بن قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة بنجد وتوجها منها قاصدين البيت الحرام فأخذهما أعراب من بني لام بعد مرحلتين فنجاهما الله تعالى ورجعا إلى عنيزة ونظم بها الدرة المضيئة في القراءات الثلاث حسبما تضمنه كتاب تحبير التيسير له، ثم تيسر لهما الحج وأقام بالمدينة مدة قرأ عليه بها شيخ الحرم الطواشي وألف بها في القراءات كتاب نشر القراءات العشر ومختصره التقريب وغيرهما.
وبعد ذلك عاد إلى شيراز وبها كانت وفاته في ضحوة الجمعة لخمس خلون من ربيع الأول سنة 833 هـ ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن 82 سنة رحمه الله وبوأه بحبوحة رضاه وكفى به رحيماً.
وهذا كاف ولعله يكون جوابا شافيا وقد تبين مفهوم التواتر عند القراء وعند المحدثين.
هذا ما من الله به علينا،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة.آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم(/)
متابعة لدورة الاترجة (نرجو المشاركة)
ـ[بنت الرسالة]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 10:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا نود وضع اخر مستجدات دورة الاترجة
كذلك لو يتم الاتفاق على تفريغ الاشرطة و مراجعتها
و جمع الكتب والمراجع التي نحتاج اليها ..
كلمة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير
http://mm11mm.net/Rawae3/ot/1/5.MP3
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام1للشيخ د أحمد بن محمد البريدي
http://mm11mm.net/Rawae3/ot/1/1.MP3
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام2للشيخ د أحمد بن محمد البريدي
http://mm11mm.net/Rawae3/ot/1/2.MP3
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام3.
http://mm11mm.net/Rawae3/ot/1/3.MP3
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام4.
http://mm11mm.net/Rawae3/ot/1/4.MP3
كتاب شرح مقدمة اصول التفسير / لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
http://www.maktaiba.net/Books/digdaw0020.doc
ـ[بنت الرسالة]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 10:39]ـ
تفريغ الكلمة الافتتاحية لمعالي الشيخ عبد الكريم الخضير
منقول من منتديات اهل التفسير
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=38 54&d=1287266010
ـ[بنت الرسالة]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 12:54]ـ
من هنا سنضع ما استشكل من مسائل في الدورة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66362(/)
ما استشكل من مسائل في (دورة الأترجة)
ـ[بنت الرسالة]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 12:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا نضع ما استشكل من مسائل اثناء مذاكرة دروس الدورة
ربما نجد من يجيب على اسئلتنا
و الله الموفق
ـ[بنت الرسالة]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 12:52]ـ
السؤال الأول: بوركتم
ما معنى المواطأة في كلام شيخ الاسلام
ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للأمرين اما لكونه مشتركا فى اللفظ كلفظ قسورة الذى يراد به الرامى ويراد به الأسد ولفظ عسعس الذى يراد به اقبال الليل وادباره
وأما لكونه متواطئا فى الأصل لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين كالضمائر فى قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى وكلفظ الفجر وليال عشر والشفع والوتر وما أشبه ذلكفمثل هذا قد يجوز أن يراد به كل المعانى التى قالها السلف وقد لا يجوز ذلك فالأول اما لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذا تارة وهذا تارة وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه اذ قد جوز ذلك أكثر الفقهاء المالكية والشافعية والحنبلية وكثير من اهل الكلام وإما لكون اللفظ متواطئا فيكون عاما اذا لم يكن لتخصيصه موجب فهذا النوع اذا صح فيه القولان كان من الصنف الثانى
من كتاب مقدمة اصول التفسير لابن تيمية(/)
اصحاب الجنة في القران الكريم بقلم فالج الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 04:42]ـ
من سورة الانسان
بقلم فالح الحجية الكيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
((ان الابرار يشربون من كاس كانه مزاجها كافورا.* عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا *.يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا.* ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا.* انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.* انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا.* فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا.* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا *.متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا *. ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا * يطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قواريرا*.قوارير من فضة قدروها تقديرا.* ويسقون فيها كاسا كان مزاجها زنجبيلا *. عينا فيها تسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رايتهم حسبتهم لؤلوا منثورا*. واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا.*عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلو اساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا *.ان هذا كان لكم جزاءا وكان سعيكم مشكورا.*))
سورة الانسان آية 5 - 22
الحمد لله \
الابرار هم المؤمنون الاخيار الصادقون والمتقون الذين ابرهم الله تعالى بفضله وادخلهم جنته لهم فيها كل النعيم الدائم. فهم يشربون في كؤوس من فضة حسنة شرابها ذو طعم خاص هو اشبه بطعم الكافور -والكافور نبت ذو عطر وشذى رائحته طيبة يستحسنه الناس ويتذوقون شرابه- او ممزوج الكافور بهذا الشراب يخرج من عين من عيون الجنة تتفجر فيجري شرابها ليوافي رغبات اصحاب الجنة
ثم انهم كانوا في حياتهم الدنيا يوفون بكل نذر خير نذروه وتعاهدت نفوسهم على قضائه. والتزموا الوفاء به و فعله والنذر كل فعل اوجبه الانسان على نفسه وتعهد بفعله او قضائه لوجه الله تعالى بما في ذلك ان ينذر المرء صوما او صلاة معينة بركعات معينة او بنذر مال يتصدق به على الفقراء والمساكين او ينذر ذبحا يذبحه قربانا لوجه الله تعالى ويطعمه الفقراء والمحتاجين اوغيرهم مما ينذره الناذر.
. وهم يخشون هول وعظمة يوم القيامة ويخافون يوم الحساب وكانوا يطعمون من طعامهم الى كل مسكين ويتيم واسير ومحتاج اليه. وقيل ان هذه الاية نزلت بحق الامام علي بن ابي طالب عندما مرض ولديه الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا فنذر ان يطعم الطعام اذا شفيا. فشفيا باذن الله تعالى فابر نذره فاطعم في اليوم الاول مسكينا وفي اليوم الثاني يتيما وفي اليوم الثالث اسيرا. وكان اطعامه لهم لوجه الله تعالى وتقربا اليه ووفاءا لنذره
والمؤمنون يخافون من يوم القيامة ذي الهول العظيم فترتجف قلوبهم وترتعد اجسامهم وفرائصهم خوفا وهلعا من رهبة هذا اليوم وخشيةمن الله تعالى فهم يخافون من ربهم.هذا اليوم الذي شره مستطير فهويوم عبوس شديد الظلام فانعم الله عليهم وعلى كل الفاعلين الخير بمثل هذا اليوم من المؤمنين والمسلمين فوقاهم شره المستطير اوالفاشي او المنتشر شره وحفظهم واعطاهم الامان او منحهم الايمان و الخير كله.فالله تعالى احسن اليهم ونور وجوههم فاشرقت بنور الايمان وفاضت بشرا وسرورا وكافاهم الله تعالى على صبرهم على اداء الواجبات من صوم وصلاة وحج وزكاة وغيرها من الواجبات واجتنابهم المحرما ت او بمعنى اخر على امرهم بالمعروف وعمله ونهيهم عن المنكر واجتنابه بان ادخلهم الجنةالتي وعدهم بها في هذا اليوم العظيم يوم البعث والنشور او يوم القيامة يوم الحساب والجزاء فنالوا جزاءهم الافي في الجنة وفيها البسهم ملابس الحرير التي حرموها في الدنيا. وهم يجلسون على المقاعد الوثيرة والاسرة الفاخرة في جو معتدل سجسج لا حر فيه لافح شديد يزعجهم ولا برد قارس يؤذيهم وينعمون بضوء ينير ما حولهم مثل النهار سطوعا يستظلون بظل اشجارها الوارفة الظلال واثمارها المتدلية قطوفها دانية اومتدلية اثمارها سهلةالقطف والتناول
\ويطوف عليهم صبية ملائكيون كانهم في اشراق وجوههم وجمال طلعتهم وصفاء الوانهم وحسن انفسهم لؤلؤا منثورا اومتناثرين بينهم يحملون لهم انواع الطعام والشراب في اوان او صحاف من فضة واكواب شفافة رقيقة تقر بها عيونهم وتطمئن لها نفوسهم وتبتهج فيها افئدتهم. يشربون فيها شراب الزيجبيل الذي ينبع من عيون الجنة وهو نوع من انواع الشراب الجيد ا ويجدون لماء الجنة طعما لذيذا كطعم الزنجبيل.وهؤلاء الاولاد الذين يطعمونهم ويسقونهم ولدان صباح الطلعة مثل اللؤلو الجميل داخل اصدافه واينما يوجهون وجوههم يجدون النعمة والخير والملك الواسع
وهم يلبسون فيها الملابس السندسية المخضرة اللون والاستبرق الزاهي من الحرير الناعم. ويلبسون بايديهم اساور وحلى من فضة تزينهم فيصبحون احسن مظهرا واجمل منظرا وسقاهم الله تعالى شرابا طهورا من حوض الكوثر الذي يجدون الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عنده فيرويهم شربة لايضماؤون بعدها ابدا وكل شراب يشربونه يكون فيه طهورا لهم طاهرا مطهرا او قل انهم يتمتعون بنعيم الجنة بكل انواع المتع من الطعام الهني و الملبس الجيد والشراب المري والراحةالتامة والمرائي التي تسر النفوس وتبهج القلوب
كل هذا الخير العظيم يسره الله تعالى لاصحاب الجنة.
جعلنا الله تعالى من اصحابها انه هو السميع المجيب وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. امين
فالح الحجية الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز
************************(/)
الى اهل التفسير والتحقيق وفقكم الله تعالى
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:49]ـ
اخوتي في الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بحاجة الى اجوبتكم حول بعض الدقائق العلمية ... كوني بحاجة لها ... فهي بين ترجمة وبين تخريج ...
1/ اذا اوقدوا نارا لحرب عدوهم - فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
2/ ابراهيم
3/ ابو صالح
4/ ولا تخنوا عليَّ ولا تخونوا- بقول الهجر ان الهجر حوب
5/الربيع
6/الحضري
7/ضقت بذلك الامرذرعا-وقررت به عينا
8/ابو مالك
9/ عن سعيد بن جبير: واصل السفيه الرقة
التي تقدمت احتاج فيها الى تخريج
10/ كتاب نهاية الارب في معرفة الانساب العرب
وهذا الكتاب بحاجة له
ـ[يراع نهر]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 09:10]ـ
أرجو التوضيح أكثر ..
ماذا تردون من الأبيات؟
والأسماء؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 10:02]ـ
ذكرت ان انتبهتم اخي الحبيب بعد رقم 9
اني احتاج الى تخريج يعني الاعلام ترجمة والاشعار تخريج
و10 كتاب
اخوكم(/)
أريد معرفة الحكم على أسباب النزول
ـ[يراع نهر]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 09:11]ـ
أريد معرفة الحكم على أسباب النزول هذه:
- في قوله تعالى (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين)
قيل: أن هذا نزل في النضر بن الحارث كان يقرأ أخبار العجم على قريش، ويقول: ما يقرأ محمد على أصحابه إلا أساطير الأولين.
-
روي أن رجلاً من المسلمين كان له على رجل من المشركين دين، فاقتضاه منه، فقال له في بعض ما قال: والذي أرجوه بعد الموت، فقال له المشرك: وإنك لتزعم أنك تبعث بعد الموت؟ وأقسم بالله لا يبعث الله من يموت فنزلت (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية.
- في قوله (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)
قال ابن عباس وقتادة: نزلت في عمار بن ياسر أُكره على الكفر فقارف بعض ما أريد منه وقلبه مطمئن بالإيمان. مصنف ابن أبي شيبة (6/ 386) وأخرجه عن أبي مالك وأبي الحكم رقم (32254) و (32256)، تفسير القرآن للصنعاني (2/ 360) ونسبه إلى أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، جامع البيان (14/ 181).
وقال عكرمة: نزلت في قوم أسلموا بمكة ولم يمكنهم الخروج فأخرجهم المشركون يوم بدر كرهاً فقُتلوا.
- وقوله: (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا):
قال قتادة: نزلت في قوم خرجوا مهاجرين إلى المدينة بعد أن فتنهم المشركون وعذبوهم.
وجزاكم الله خيرا.(/)
تعليقات على مواضع في (الحلقات المضيئات)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:21]ـ
كتب الدكتور أنمار على ملتقى أهل التفسير بتاريخ 16 - 5 - 2007، يوافق 29 من ربيع الثاني 1428 تقريبًا:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فإن كتاب:
الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6464c53648ae43.jpg
يعد اليوم من أهل كتب تراجم القراء المتأخرين بعد كتاب ابن الجزري وقد رجعت إليه كثيرا جدا، وله الفضل في سد ثغرة لتراجم العلماء أصحاب السلاسل المتأخرة.
لكن يظل العمل البشري يعتريه النقص ليأتي من يقومه بنصح أو إستدراك لتبقى صفة الكمال لله ولكتابه ووحيه.
ومن أهم الملاحظات التي لفتت نظري أثناء الاستفادة من هذا الكتاب القيم.
1 - صعوبة تتبع التراجم والأرقام:
فقد رتبه المؤلف بترتيب معكوس فرقم 100 قبل رقم 80 وهكذا. وأشد ما يزعج فيه أنك داخل الحلقة الواحدة تنتهي برقم ثم تريد أن تعرف من يليه فتضطر إلى العودة عشرات الصفحات لتوفق في الحصول على المراد.
مثلا ترجمة رقم 1192 ص 374 ج 1 للشيخ إبراهيم الطباطبي قرأ عليه عمر بن قاسم النشار ورقمه 1199 فلمعرفة موضع ترجمته عليك بالرجوع لا التقدم وستجده قبل ذلك بـ 12 صفحة.
وأصعب ما يواجهك عند رغبتك في معرفة مواضع جميع تلامذة القارئ مما يخالف الترتيب المنطقي والتسلسل الرقمي.
ولو عكس ترتيب الطبقات مع بقاء جميع الأرقام كما هي لسهل على الباحث كثيرا من العناء.
2 - سقوط كثير من التراجم المهمة وهي في الكتب التي رجع إليها المؤلف وتتصل بهم الأسانيد بطريقة ما.
وأمثلة ذلك:
1 - ابن يفتح الله
2 - علي بن محمد النور الشرعبي التعزي اليماني المقري.
3 - عمر بن يعقوب بن أحمد أبو حفص الطيبي ثم الدمشقي المقرئ الضرير
4 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح .. الكناني المصري المدني الشافعي
5 - محمد بن محمد بن أحمد الشمس البقاعي الدمشقي.
6 - بشير الحبشي ثم القاهري
وغيرهم كثير في الضوء اللامع ومعظم المصادر التي رجع إليها
وقد أوضحت طرق بعضهم في المقال السابق
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8164
3- - في ترجمة السمديسي ص 338 ج 1 امتنع عن ذكر الأميوطي من مشايخه متحججا أن السخاوي لم يذكره في الضوء وهي حجة غريبة، فكيف يرد تلقيه عنه بالرغم من وقوفه عليه في غير ما كتاب بمثل ذلك فليس له في ذلك حجة إطلاقا.
4 - أطلق الأخذ وأهمل ماهيته هل هو لقراءة ما أو للسبع أو العشر وهل أخذ الكبرى أم الصغرى ...
ولا يخفى أهمية هذا في تحديد اتصال السند من عدمه عند الحديث عن العشر مثلا ولا يكون الآخذ قد تجاوز السبع أو حتى رواية واحدة. أو الكبرى ولا يكون الآخذ قد تجاوز الصغرى.
نعم قد يعترض على ذلك بعدم معرفة كثير منها، لكن قد يستفاد من تدوين ما يوقف عليه وترك ما جهل منها. وفي كثير من المصادر تحديد نوع الأخذ وفي بعضها أنه أخذ الروايات مثلا أو القراءات. وفي تراجم كثيرة أنه حفظ عليه القرآن في صغره فمثل هذا كاف في المراد.
واتضحت أهمية ذلك في مراجعة أسانيد شيخ الإسلام زكريا
5 - - اشترط على نفسه التزام الأخذ للقراءات مع كثرة نقله عن فهرس الفهارس وفي بعضها إجازات لا تدل على تلقي القراءات بالقراءة على الشيخ،
مثاله ما ذكره عن الشيخ الصفاقسي في أخذه عن الشيخ علي بن إبراهيم الخياط ص 299 ج 1
وقد أحال على مصدره فهرس الفهارس ج 2 ص 674
وعند الرجوع للفهارس نجد العبارة التالية في ترجمة الصفاقسي قال ما نصه:
وللمترجم له ثبت أحال عليه شيخ القراءات بتونس الشيخ حمودة بن محمد إدريس الشريف في إجازة له وذكر أن المترجم أخذ القراءات عن الشيخ علي الخياط المغربي الرشيدي فيما كاتبه به عن الشيخ اليمني عن الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي عن يوسف بن القاضي زكريا عن أبيه عن علي النويري عن ابن الجزري بأسانيده.
اهـ
فقوله فيما كاتبه به ظاهرها أن الإجازة كانت مكاتبة.
والله أعلم.
وهناك غيرها، لكن المقصود ضرب الأمثلة.
6 - ذكر استدلالات من عبارات في الإجازات لا تدل على ما ذهب إليه
كقوله عن شحاذة اليمني ص 321 ج 1 أنه دفن في مكة ص 322
مع أن الإجازة فيها (من اختاره الله في حرمه ليكون من الآمنين)
والحرم يحتمل مكة أو المدينة
وهي المدينة كما في انتخاب العوالي لا مكة كما تبادر له ذهن المؤلف.
7 - بعض العبارات الخاطئة المنقولة عن بعض المصادر مع عدم التنبيه عليها كما في ص 324 أن عبد الرحمن بن شحاذة قرأ على عبدالحق السنباطي وهذا خطأ واضح بل قرأ على أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي.
والقصة مشهورة كما في خلاصة الأثر 2/ 358
8 - أهمل بعض الأسانيد المهمة كإسناد الاسكندرية
فلم يذكر علي الحدادي الأزهري من الآخذين عن إبراهيم العبيدي ص 225 ج 1 وفي ذلك قصور شديد
وعليه لم يذكر الشيخ عبد الله عبد العظيم الدسوقي من مشايخ عبد العزيز كحيل شيخ القراء بالاسكندية ص 122 ج 1
9 - لم يترجم لبعض المعاصرين الأئمة المقتدى بهم كالشيخ عبد الغفار الدروبي الجد الآخذ عن الشيخ عبد العزيز عيون السود ص 135 ج 1
مع أنه من أجل الآخذين عنه إن لم يكن أجلهم بل هو من قدم للصلاة على جنازة الشيخ، ولا عذر للمؤلف فقد ذكر الشيخ عبد الغفار في معظم تراجم الشيخ المشهورة والمتداولة. وعدم ذكره قصور شديد.
ومن يجتمع بالشيخ عبد الغفار وينظر إليه يعلم مدى زهده وعلو كعبه حفظه الله وقد توقف عن الإقراء اليوم لشدة ورعه نظرا لكبر سنه وصعوبة متابعة القراءة بسبب ضعف سمعه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:24]ـ
ثم كتبت أنا ردًّا على الموضوع بتاريخ 2 - 5 - 2009
الحمد لله.
كان كتاب "الحلقات المضيئات" للشيخ/ السيد أحمد عبد الرحيم الخطيب معي لمدة طويلة.
والنسخة التي كانت معي هي نسخة الدكتور/ محمد سيد أحمد المسير - رحمه الله - أحد الأفاضل الذين قدموا للكتاب، وقد أعدتها بعد وفاة الدكتور لأبنائه.
المهم.
الكتاب فيه لمن يتتبعه الكثير مما يمكن استدراكه، وقد أخذت على نفسي أن أجمع بعض الملاحظات أيام كان الكتاب معي، واجتمع عندي قائمة.
ثم التقيت أيضا بابن الشيخ السيد أحمد عبد الرحيم، وكلمته فأخبرني أن أباه في طريقه إلى إصدار طبعة أخرى للكتاب أكثر تنقيحا، وبها زيادات.
فتوقفت من وقتها - منذ ثلاثة أعوام - لأني توسمت أن يكون الإصدار الثاني في غنى عن ملاحظاتي.
ومن بعدها لم أسمع بنسخة ثانية للكتاب فلعل العمل عليها قائما لا يزال،، والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:34]ـ
وهنا أود أن أذكر ما كنتُ علقته على كتاب (الحلقات المضيئات) أيام كان معي:
= الجزء الأول ص 106
في ترجمة الشيخ عبد المتعال منصور عرفة - في السطر قبل الأخير
وأخيه ــــ صوابها: وأخوه.
= ص 639 ترجمة رقم (704) أبو داود بن نجاح
أخذ عن
أبي عمر عثمان ــــ صوابها: أبي عمرو عثمان
= الجزء الثاني ص 131 ترجمة رقم (581) الحسين بن سليمان أبو علي الأنطاكي
الصواب: تحذف هذه الترجمة.
لأنه هو رقم (593) الحسن بن سليمان بن الخير أبو علي الأنطاكي.
= ص 285 ترجمة رقم (174) عامر بن سعيد الجرشي
صوابه: الحَرَسي .. قال في النشر: بمهملات.
أقول: وهو الصواب إن شاء الله، قد راجعته في مواضع أخرى.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:36]ـ
= ص 616
التحاير المنتخبة ــــ صوابها: التحارير المنتخبة.
= ص 632
الغاية للحافظ أبي أحمد بن الحسين ــــــــ صوابها: للحافظ أبي بكر أحمد بن
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:46]ـ
الأسانيد
= (407) صالح بن إدريس
(405) علي بن سعيد بن ذؤابة
لم يذكر الأول في تلاميذ الثاني، ولا الثاني في شيوخ الأول .... فهذه حلقة أهملها.
= لم يترجم:
عتيق بن ما شاء الله
من شيوخ أبي الطيب بن غلبون (498)، ومن تلاميذ أحمد بن هلال (345).
= حلقة مفقودة
(526) عمر بن محمد بن عراك
(345) أحمد بن هلال
لم يذكر الأول في تلاميذ الثاني، ولا الثاني في شيوخ الأول .... فهذه حلقة أهملها.
= لم يترجم:
أحمد بن محمد الديباجي
من شيوخ صالح بن إدريس (407)، ومن تلاميذ إدريس بن عبد الكريم (227).
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 11:02]ـ
= لم يترجم:
عبد الله بن أحمد بن الصقر
من شيوخ أبي الطيب بن غلبون (498)، ومن تلاميذ أبي بكر الآدمي (392).
= لم يترجم:
محمد بن علي بن الحسن العطوفي
من شيوخ أبي الطيب بن غلبون (498)، ومن تلاميذ جعفر بن محمد المقرئ (231).
= لم يترجم
ابن خالويه النحوي
من شيوخ صالح بن إدريس (407)، ومن تلاميذ ابن مجاهد (359).
= لم يترجم
أبا علي الحسن بن حبيب الدمشقي من تلاميذ هارون بن موسى الأخفش (194).
وأيضا من تلاميذ أبي بكر القاضي: أحمد بن المعلى [وهذا أيضا لم يترجم].
= لم يترجم
ابن المفسر، وهو: أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله.
= = = = =
وهذا آخرُ ما تيسَّر تعليقه في الوقت الذي كان الكتاب معي، وهو ليس لديَّ الآن، والله أعلم.
ـــــ
كل رقم يعقب اسما لراوٍ ... فهو رقم ترجمته في الكتاب.
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 09:11]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ولعلي أذكر أيضا هنا ما بدا لي من ملاحظات بإذن الله تعالى.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 09:35]ـ
وجزاكم الله خيرًا.
منتظرون إن شاء الله.(/)
اكتسب سليقة لفهم القرآن
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
اكتسب سليقة لفهم القرآن ( http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/170-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B3%D8%A8-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86.html)
ا
نقلا عن مقال ــ (بعنوان: آثار وأخبار) ــ عن مقال لمُحرّري جريدة الصّراط السّوي ـ (رحمهم الله) ـ والذي نشرته الجريدة في عددها الخامس عشر الصّادر يوم الاثنين 8 رمضان 1352 هجريّة المُوافق ل 25 ديسمبر 1933 للميلاد:
<< قد وصف الله كتابه بقوله (<< هُدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان >>) فهو هدى بيّن واضح لا يلتبس على مُريد الحق التماس الهدى منه , وإذا كانت طباعنا العربيّة وسلائقنا في فهم لسان العرب قد حالت وفسدت وصعب علينا أو تعذر فهم كلام ربّنا , فإنّ في تعلّم اللّغة العربيّة وعلُومها ما يجعل لنا سلائق مُكتسبة , وإنّ فيما كتبه أئمّة التّفسير قبلنا ما يجبر نقص السّليقة المُكتسبة عن السّليقة الفطريّة >>.
http://www.nouralhuda.com/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1 %D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B7/170-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B3%D8%A8-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86.html(/)
تلاوات خاشعة للقاريء الشيخ محمد الوادي [موضوع متجدد]
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 11:48]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
تلاوات خاشعة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19782.html) للقاريء ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19782.html) الشيخ ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19782.html) محمد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t19782.html) الوادي من المغرب ..
hz3-22-moamed alwadi.mp3 - 4shared.com - online file sharing and storage - download (http://www.4shared.com/audio/Qn2sejpl/hz3-22-moamed_alwadi.html)
http://www.4shared.com/audio/RnT_waV...ed_alwadi.html (http://www.4shared.com/audio/RnT_waV_/hiz3-21-moahamed_alwadi.html)
http://www.4shared.com/audio/YwF_v0A...ed_alwadi.html (http://www.4shared.com/audio/YwF_v0A_/algachiya-mohamed_alwadi.html)
http://www.4shared.com/audio/DpN4_C5...ed_alwadi.html (http://www.4shared.com/audio/DpN4_C5j/h60-mohamed_alwadi.html)
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 07:33]ـ
.................(/)
الشيخ محمد رفعت ... نجم في سماء القرآن
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 12:40]ـ
الشيخ محمد رفعت .. نجم في سماء القرآن
http://egyptianislamicgroup.com/Public/articles/soft/11/images/525782290.jpg بقلم/ أحمد زكريا
إذا كان القرآن نزل بمكة والمدينة فإن الذين حملوا القرآن وقاموا بأمانته وحفظه هم قراء مصر وعلماؤها في المقام الأول .. فلا حرمك الله يا مصر من أهل القرآن .. ووفق الله ولاة أمرك للحكم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
ونحن مع نجم من نجوم مصر الحقيقيين لا المزيفين .. بل هو من نجوم القرآن وأعظم بها من نجومية .. بل هو نجمهم الكبير .. ودرة العقد - رحمه الله - إنه النجم العلم الشيخ محمد رفعت .. فلنحاول أن نكشف عن شيء يسيرا من حياته العطرة، ونحن في شهر القرآن.
المولد والنشأة:-
ولد الشيخ محمد رفعت في القاهرة سنة 1882م .. وعندما بلغ السنتين من العمر فَقَدَ بصره .. ولمَّا آنس منه والده توجُّهًا لكتاب الله .. دفع به إلى أحد الكُتَّاب ليعلمه تجويد القرآن .. وفرغه لذلك .. فأفلح الطفل .. وحفظ كتاب الله ولمَّا يبلغ العاشرة من عمره.
عند تلك المرحلة أدركت والده الوفاة .. فوقعت مسؤولية الأسرة على عاتقه .. ومع ذلك لم ينقطع عما وهب نفسه له .. بل استمر فيما بدأ به .. حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا في أحد مساجد القاهرة .. وفتح الله عليه ما فتح .. فذاع صيته وانتشر.
ثم إن الشيخ - رحمه الله - لم يكتف بما وهبه الله من صوت شجيٍّ .. بل وجَّه اهتمامه لدراسة علم القراءات القرآنية .. وقراءة أمهات كتب التفسير .. ليكون ذلك عونًا له على قراءة كتاب الله وتجويده.
امتاز الشيخ - علاوة على ما كان عليه من عذوبة صوت - بأنه كان صاحب مبدأ سامٍ وخلق رفيع .. فكان عفيف النفس .. زاهدًا بما في أيدي الناس .. فكان يأبى أن يأخذ أجرًا على قراءة القرآن .. وكان شعاره في ذلك قوله تعالى: " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الشعراء:109)
ومن أقواله المشهورة: " إن قارئ القرآن لا يمكن أبداً أن يهان أو يدان " وكان هذا القول شعاره في الحياة على مر الأيام .. لذلك رفض العديد من العروض التي وُجِّهت إليه للقراءة في العديد من الإذاعات .. وكان يقول: " إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها الإذاعة".
على أن الشيخ - رحمه الله - لم يقبل أن يقرأ في الإذاعة المصرية إلا بعد أن استفتى لجنة الإفتاء في الأزهر الشريف .. فأفتوه بمشروعية ذلك .. فقرأ ما يسر الله له أن يقرأ .. ومنها ذاعت شهرته في الآفاق .. وفتح الله بصوته قلوبًا قد طال عليها الأمد.
السمات الشخصية للشيخ:-
أما عن شخصيته .. فقد كان الشيخ رفعت - رحمه الله - بكَّاء بطبعه .. وعُرِف عنه العطف والرحمة بالآخرين .. فكان يجالس الفقراء والمحتاجين .. ويرعى الصغير .. ويعطف على الكبير .. وهناك العديد من القصص التي رويت عنه في هذا المجال، تدلِّل على هذا الجانب في شخصيته الإنسانية.
وقد شاء الله سبحانه أن يصاب الشيخ محمد رفعت ببعض الأمراض التي ألزمته الفراش .. وحالت بينه وبين تلاوة القرآن .. وبقي ملازمًا لفراشه حتى وافته المنية سنة 1950م .. بعد أن أمضى جُلَّ حياته قارئًا لكتاب ربه .. وحاملاً لراية قرآنه .. متأسيًا بقوله (صلى الله عليه وسلم): "خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
براعة الشيخ في الوقف والابتداء:
ذكر أن الشيخ محمد رفعت رحمه الله كان ممن يقال فيه: إنه من أعلم القراء بمواضع الوقف والابتداء .. واقترحَ اقتراحاً جميلاً وهو أن تكون الأشرطة الصوتية للشيخ محمد رفعت ميداناً للتطبيق والتدريب للطلاب على مواضع الوقف والابتداء .. ومن روائع وقوفه:"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء .. على استحياء قالت".
صوت من الجنة:
ذكر الشيخ الجليل محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله رحمة واسعة أن ضابطاً كندياً من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الثانية تأثر بقراءة الشيخ محمد رفعت رحمه الله .. وكان قد سمعها في الإذاعة.
فسأل عن هذا الشيخ القارئ .. فدل عليه .. فحضر إلى مجلسه .. واستمع لقراءته .. ثم أعلن إسلامه! وهو لم يفهم من القراءة شيئاً .. وإنما دفعه ابتداء جرس التلاوة لكلام الله.
أليس هذا سراً بديعاً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
كان القارئ المشهور الشيخ محمد رفعت يشد الناس جميعا إلى قراءته المغنه.
تقول إحدى المجلات في عهده (مجلة كل شي والدنيا عدد 554 في 27 من ربيع الأول 255 هـ):
" لا تكاد تقرب الساعة التاسعة من مساء يومي الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع .. حتى تغص المقارئ بروادها .. ويجتمع الناس حول جهاز الراديو في البيت والشارع .. والكل مرهف أذنيه في خشوع .. لسماع تلاوة القران الكريم من المقرئ النابغة محمد رفعت"
ذكر الشيخ عبد العزيز القارئ .. في كتابه سنن القراء ومناهج المجودين:
" ومن أحسن من سمعته يتقن نغمة التحزين من قراء الإذاعات المنشاوي- رحمه الله.
وممن يتقن القراءة بالألحان مع المحافظة على الشروط المذكورة الشيخ محمد رفعت - رحمه الله .. ولصوته وقراءته تأثير عجيب على النفس ولعل سر ذلك في إتقانه .. وفي صدقه وخشوعه .. فهو يقرأ من قلبه .. لا من حنجرته كما هو شأن أكثر قراء الإذاعات .. لا يجاوز القران حناجرهم.
ثناء الشيخ الشعراوي على الشيخ:
ونختم هذه النبذة التعريفية بالشيخ محمد رفعت .. بما قاله الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - عندما سئل يومًا عن رأيه في كل من الشيوخ: محمود خليل الحصري .. وعبد الباسط عبد الصمد .. ومصطفى إسماعيل .. ومحمد رفعت .. فأجاب بقوله: إذا أردنا أحكام التلاوة فهو الحصري .. وإن أردنا حلاوة الصوت فهو عبد الباسط عبد الصمد .. وإذا أردنا النَّفَس الطويل مع العذوبة فهو مصطفى إسماعيل .. وإذا أردنا هؤلاء جميعًا فهو الشيخ محمد رفعت .. رحم الله الجميع
وقد سئل بعض الكُتاب عن سر تفرد الشيخ رفعت بين قرَّاء زمانه .. فأجاب:
" كان ممتلئًا تصديقاً وإيماناً بما يقرأ".
هذا ... وقد نعتْه معظم الإذاعات يوم وفاته .. وجاء في نعي الإذاعة المصرية يوم وفاته: " أيها المسلمون .. فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام "
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، والذي أصبح علامة بارزة من علامات رمضان .. فتجيش العواطف كلما سمعنا صوته في مغرب رمضان.
ونسأل الله أن يجزيه عن كتابه خير الجزاء
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 09:57]ـ
رحم الله الشيخ، وجزاكم الله خيرًا.(/)
القول البهي في الرد علي شبه مادة "بري"
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 02:39]ـ
القول البهي في الرد علي شبه كلمة بري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
كلمة "بريئا " اختلف القراء في جواز إبدالها لأبي جعفر ويلزم من هذا الإبدال إدغام الياء في الياء ووجه الإدغام أنكره قوم، ورضيه قوم، وتوقف فيه قوم، وكلٌ يدّعي الحجة والدليل.
فذهب الشيخ الزيات وصاحب فريدة الدهر والشيخ عبد الرزاق علي موسي ود/ أيمن سويد والشيخ الزغبي ـ رحم الله ميتهم وحفظ حيهم ـ إلي منع الإدغام.
وذهب آخرون إلي جواز هذا الوجه منهم الشيخ النشار (ت938) والعلامة الإبياري (كان حيّا عام1250) والشيخ محمد عبد الرحمن البنا (كان حيّا عام 1291) والشيخ أحمد المعصراوي ـ كما في مصحفه " مصحف الكامل المفصل " ـ جمال شرف كما في ـ مصحف الصحابة فى القراءات العشر ـ وكذا الشيخ المقرئ المعمَّر: إسماعيل عبد العال أحمد وغيرهم من مشايخنا الكرام.
تحرير محل النزاع:
المانعون يمنعون الإدغام لأبي جعفر بتمامه، وليس لراوٍ من الرواة، بل وذهبوا إلي عدم ثبوت هذه الكلمة في قراءة أبي جعفر من النشر.
المجيزون يجوزن الإدغام للإمام أبي جعفر ويلحقون كلمة "برئيا" بأخواتها "برئ ـ بريئون ".
قال صاحب فريدة الدهر حيث يقول: "وليس في (بريئاً) إبدال الهمز لأبي جعفر للتقييد بـ (بريء) و (بريئون)، ولم يذكر (بريئاً)، وقد ناقشت المقرئ فقرر ذلك عند القراءة، وهي سنة متبعة، وكذلك في النشر لم يُذكر". وذكر أيضا أن "هنيئا " مقيدة بـ "مريئا" فليس في " هنيئا بما كنتم تعملون" إبدال) اهـ.2/ 492
و سأل بعض الطلبة فضيلة الدكتور أيمن سويد عن الخلف الذى ذكره العلامة الإبيارى فى متنه المذكور آنفًا فبين أن الهمز مذهب أبى جعفر وأن الإبيارى أخطأ و هذا أيضًا رأى فضيلة الشيخ محمد تميم الزعبى حفظه الله.) وهذا مانقل عنهما ـ حفظهما الله ـ
حجة المانعين للإدغام:
قد نقلت سابقا ما قاله صاحب الفريدة من أن ابن الجزري قيد "برئ ـ بريئون " فقط ولم يذكر "بريئا " وكذا استدلوا بما قاله ابن الناظم والنويري والأزميري وغيرهم ـ رحمهم الله ـ كما سيأتي.
وفي الحقيقة هذا الكلام كله من المانعين رجمٌ بالغيب، ونظرة غير صائبة، وفهم عجيب.
وبالنظر لأقوال من استدلوا بهم لا يوجد فيه ما يطلبونه، إذ الخطب بعيد جدا.
قال ابن الجزري في النشر: .... :"وإن كان الساكن قبل الهمزة ياء فقد اختلفوا فى ذلك فى "النسئ" وفى "برئ" وجمعه و"هنيئًا" و "مريئًا" و"كهيئة" و"ييأس" وما جاء من لفظه فأما "النسئ" وهو فى التوبة فقرأ أبو جعفر وورش من طريق الأزرق بإبدال الهمزة منها ياء وإدغام الياء قبلها فيها وقرا الباقون بالهمز وانفرد الهذلى عن الأصبهانى بذلك فخالف سائر الرواة والله اعلم.
وأما (بريء وبريئون) حيث وقع (وهنيئاً ومريئاً) وهو في النساء، فاختلف فيها عن أبي جعفر فروى هبة الله من طرقه والهذلي عن أصحابه عن ابن شبيب كلاهما عن ابن وردان بالإدغام كذلك وكذلك روى الهاشمي من طريق الجوهري والمغازلي والدوري كلاهما عن ابن جماز وروى باقي أصحاب أبي جعفر من الروايتين ذلك بالهمز وبذلك قرأ الباقون) ا. هـ صـ302
وقال ابن الجزري فى تقريب النشر:"وإن كان الساكن ياء فاختلفوا،منه فى "النسئ " فى التوبة فأبو جعفر وورش من طريق الأزرق بالإبدال والإدغام فيصير ياء مشددة.
وانفرد الهذلى بهذا عن الأصبهانى وفى "برئ" و"بريئون" حيث وقعا وفى "هنيئًا"و"مريئًا" فأبو جعفر عنه من الروايتين بالإدغام كذلك
وفى كهيئة فى آل عمران والمائدة فاختلف عن أبى جعفر أيضًا فى إدغامه كذلك وانفرد الحنبلى عن هبة الله عن ابن وردان بمد الياء توسطًا كالأزرق فى أحد وجهيه والباقون بالهمز فى ذلك كله"أ. هـ تقريب النشرصـ66ـ.
وقال الإزميرى رحمه الله فى تحرير النشر:
"424 - وقرأ "هنيئًا مريئًا" بالإدغام من غاية ابن مهران وبالإدغام لابن جماز من المصباح وللحنبلى من الإرشاد.
425 - وقرأ "برئ" و"بريئون" بالإدغام من غاية ابن مهران وللحنبلى من الإرشاد.
426 - وقرأ بالهمز فى "هنيئًا" و"مريئًا" و"برئ" و"كهيئة" من الروضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
427 - وقرأ "كهيئة بالإدغام من غاية ابن مهران والشطوى بالادغام والحنبلى بأدنى مد والنهروانى بالتحقيق من الإرشاد."أ. هـ تحرير النشر صـ272ـــ.
والمتأمل في استدلالهم يعجب كيف أخذوا منع " بريئا " ولم ينص أحد علي منعه، بل غاية ما ذكروه أنهم تمسكوا باختصار ابن الجزري لباب "برئ " واكتفائه بذكر كلمتين فقط "برئ وبريئون" وسكت عن " بريئا ".
ولو تأملنا ما قاله صاحب الفريدة: .. وذكر أيضا أن "هنيئا " مقيدة بـ "مريئا" فليس في " هنيئا بما كنتم تعملون" إبدال) ا. هـ نجد أن هذا القول حجة عليه لا له، لقد قال ابن الجزري: (وهنيئاً ومريئاً) وهو في النساء" أي قيد " هنيئا " بسورة النساء فيخرج غيرها تلقائيا، بينما عبارته الأولي يقول فيها: (بريء وبريئون) حيث وقع) فحيث وقع كلمة مطلقة غير مقيدة، ويوضحها لك أكثر ما قاله ابن الناظم في شرحه للبيت "هيئة أدغم مع بري هني مري .. " حيث قال: أي أدغم هيئة من قوله تعالي " كهيئة الطير " من آل عمران والمائدة مع "بري" حيث أتي، مريئا وهنيئا أبو جعفر بخلاف عنه في الأربعة .. ) ا. هـ 106
انظر كيف أطلق "بري" ولم يذكر جمعا ولا غيره دلالة علي أن مفهومه من كلام أبيه الإطلاق وليس المفرد والجمع فقط.
أما ما قاله الأزميري فإثبات للقائلين بالإدغام وليس كما ظن المانعين وقال الإزميرى رحمه الله فى تحرير النشر: وقرأ "برئ" و"بريئون" بالإدغام من غاية ابن مهران وللحنبلى من الإرشاد.
426 - وقرأ بالهمز فى "هنيئًا" و"مريئًا" و"برئ" و"كهيئة" من الروضة .. "أ. هـ تحرير النشرصـ272ـــ.
فهو يثبت الإدغام من كتاب الغاية لابن مهران، وإليك نص الغاية: وزاد يزيد (يقصد أبا جعفر واسمه يزيد ابن القعقاع المخزومي المدني) ترك المز من قوله " بري، بريا، بريون، هنيا، مريا .... ) ص49
وهذا نص صريح من ابن مهران بزيادة وجه الإدغام مع وجه الإظهار، وما ذكره ابن مهران زيادة بيان عما تركه غيره من الذاكرين لباب "برئ".
قال ابن الجزري: " طريق ابن مهران وهي الخامسة عنه من كتاب الغاية له وقرأ بها ابن مهران والوراق والخبازي وابن العلاف والنهرواني على أبي القاسم زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي بلال البزاز الكوفي وقرأ بها على أبي بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني وقرأ بها على أبي بكر أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازي، فهذه أربع وعشرون طريقاً لابن شبيب.) ا. هـ
أي أن كتاب الغاية مما أسنده ابن الجزري في النشر، وإن تجوَّزنا في القول وقلنا: إن طريق الغاية طريق لابن وردان وليس ابن جماز.
الجواب: أنتم تمنعون الإدغام لأبي جعفر بكماله، ولم تخصصوا راويا من الراويين، وقد جزم ابن الجزري لأبي جعفر بالوجهين. فليس أمامكم إلا التسليم!!.
وقال صاحب كتاب المبسوط: وزاد أبو جعفر ترك الهمز من قوله تعالي "ثم يرم به بريئا " "وأنا بري " "وأنتم بريون" وهنيا مريا " .... ) ا. هـ 52
ما ذكره صاحب المبسوط لا يحتاج إلي كثير نظر ولا إلي طول كلام.
وقد يحتج البعض بأنه ليس من طرق النشر.
الجواب: ما ذكره من باب الأمثلة، ويعضده قول صاحب الغاية، وقد تقدم أن ابن الجزري لم ينف دخول "بريئا" بل أطلق القول في "برئ" وقيده من بعدهم من تلقاء أنفسهم.
فهؤلاء من سبقوا العلامة ابن الجزري، ولم يأت احد منهم بواحد ينفي أن " بريئا " خارج من باب "برئ " فما قول الذين جاؤوا بعد ابن الجزري؟
قال النشار (توفي عام 938 هـ): قوله تعالي " خطيئة " قرأ أبو جعفر بخلاف عنه بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء في الياء وكذا يفعل حمزة في الوقف،والباقون بالهمزة.
قوله تعالي " بريئا": مثل خطيئة.)) ا. هـ ص78 طبعة دار الصحابة.
ومعني قوله " بريئا": مثل خطيئة .. أي قرأ أبو جعفر بخلاف عنه بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء في الياء وكذا يفعل حمزة في الوقف،والباقون بالهمزة.
قال الإبيارى فى متنه منحة مولى البر بما زاده النشر فيما زاده كتاب النشر للقراء العشر على الشاطبية والدرة فقال فى باب الهمز المفرد:
وأدغم هنيئًا وبريئًا ومرى****ثبت وها أنتم بمد زر جرى)) ا. هـ
والشيخ محمد عبد الرحمن البنا (كان حيّا عام 1291) قال في منظومته (الكوكب الدري .. زيادات علي التسير والشاطبية):
هنيئًا مريئا مع بريئًا برئ ادغم **** بريئون ثق خلفا كهيئة في كلا)
ا. هـ من كتاب مجموعة من المتون المهمات للشيخ جمال السيد رفاعي ص 155
وبهذه الأدلة تنجلي هذه الشبهة، ويظهر الحق الذي لا مرية فيه وهو جواز الوجهين في "ثم يرم به بريئا ".
وأقول أيضا: إذا كان المثبت أولي من النافي، فما بالك إذا كان هناك إثبات ولم يكن هناك نفي؟!!!
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من الزلل، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم(/)
من وجوه الإعجاز في الفاصلة القرآنية
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 01:01]ـ
وجوه الإعجاز في الفاصلة القرآنية
http://www.egyig.com/Public/articles/qscience/8/images/858437340.jpg بقلم/ أحمد زكريا
أثار البعض كثيراً من الشبهات حول الفاصلة القرآنية .. فقد تساءل بعضهم:
ما العلاقة بين الآية القرآنية ونهايتها؟
ويقولون إننا لا نرى كبير ارتباط بينهما .. فقد يكون الحديث في الآية حول فكرة .. وتأتي الفاصلة بفكرة أخرى .. فلا نجد ارتباطاً بين الأولى والثانية .. أو بين المقدمة والنتيجة.
ولذلك نسوق هذا المقال لهذه الفئة المتسائلة .. وكذلك نسوقها لعموم المسلمين ليروا وجها من وجوه الإعجاز في هذا الكتاب الخالد:
(وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
قال د/ فضل عباس:
"الفواصل هي أواخر كلمات الآي كالقافية آخر كلمات البيت .. وكالسجعة في الكلام المسجوع .. وقد أطلقوا على آواخر آي القرآن فواصل أخذاً من قوله تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) [فصلت:3] .. وابتعاداً عن أن تسمى أسجاعاً.
وقد دار خلاف بين العلماء أيجوز أن يقال إن في القرآن سجعاً؟.
فمنعه بعضهم منهم الإمام الرماني المعتزلي .. والقاضي الباقلاني ـ رحمهما الله ـ وأجازه الأكثرون .. وتعريفات القدماء والمحدثين للفاصلة لا تخرج عن هذين التعريفين".
الكلمة القرآنية مقصودة لذاتها:-
إن من مظاهر إعجاز القرآن الكريم أن الكلمة فيه تقع موقعها اللائق بها .. فلا يمكن استبدالها بكلمة أخرى .. وإلا أدى ذلك إلى اضطراب في الكلام.
وإنما كان ذلك كذلك .. لأن القرآن في أعلى طبقات البلاغة .. وعمود البلاغة ـ كما يقول الإمام الخطابي ـ:
"هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به .. الذي إذا بُدّل مكانه غيره جاء منه .. إما تبدّل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام .. وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة.
ذلك أن في الكلام ألفاظاً متقاربة في المعاني .. يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب .. والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك .. ولأن لكل لفظة منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها، وإن كانا قد يشتركان في بعضها".
ويقول القاضي ابن عطية:
"إن كتاب الله لو نزعت منه لفظة .. ثم أُدير لسان العرب على لفظة غيرها لم يوجد .. ونحن يتبيّن لنا البراعة في أكثره، ويخفى علينا وجهه في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب ـ يومئذِ ـ في سلامة الذوق، وجودة القريحة".
ونجد الرافعي عندما يتحدث عن الجمل القرآنية يقول:
"إن كلماتها قد قُدرت لها تقديراً محكماً .. بحيث لا تجد كلمة زائدة أو معنى فيه شيء من النقص".
وكذلك نجد د/ محمد دراز وسيد قطب يوليان الكلمة القرآنية كثيراً من العناية .. ويبيّنان سر اختيارها.
فالفاصلة في الآية عنصر متميز .. وهي ترد محملة بشحنتين في آن واحد:
1 - شحنة من الوقع الموسيقي.
2 - وشحنة من المعنى المتمم للآية.
وظيفة الفواصل:-
لم تأتِ الفواصل عبثاً أو لتتميم السجع .. بل جاءت لتؤدي معنى تتم به الفائدة .. ويطلبه السياق.
وقد عرض الدكتور فضل عباس لهذه القضية في ردّه على دائرة المعارف البريطانية .. حيث قال:
وقد استدلت دائرة المعارف البريطانية على أن القرآن مجرد إنشاء بطريقة عشوائية استدلت على هذه الدعوى بالفواصل القرآنية .. حيث جاء فيها:
"وكان القرآن يعطي للقارئ أنه مجرد إنشاء جاء بطريقة عشوائية .. ويؤكد صحة ذلك طريقة ختم هذه الآيات .. بآيات مثل: (إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ) .. إن الله حكيم (إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) .. وأن هذه الأخيرة لا علاقة لها مع ما قبلها .. وأنها وضعت فقط لتتميم السجع والقافية".
ثم قال:
"الفاصلة القرآنية لم تأتِ لغرض لفظي فحسب .. وهو اتفاق رؤوس الآي بعضها مع بعض .. وهو ما يعبرون عنه بمراعاة الفاصلة.
إنما جاءت الفاصلة في كتاب الله لغرض معنوي يحتمه السياق، وتقتضيه الحكمة، ولا ضير أن يجتمع مع هذا الغرض المعنوي ما يتصل بجمال اللفظ وبديع الإيقاع".
وأثناء ردّه على هذه الشبهة في كتاب آخر .. قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الدقة في الفاصلة القرآنية والترتيب المحكم والنظام البديع لا يقلّ عما في هذا الكون .. فخالق الكون ومنزل القرآن هو الله الذي أتقن كل شيء .. وكان حريّاً بأولئك أن لا يصدروا أحكاماً على ما لا يعلمون .. وهذا ما تقتضيه بديهيات البحث العلمي".
إذن الفاصلة القرآنية لها وظيفتان:
الوظيفة الرئيسة: معنوية يحتمها السياق.
ووظيفة أخرى: لفظية تتصل بجمال الإيقاع .. ولا يجوز أن نقول إن الفاصلة جاءت لتتفق مع رؤوس الآي الأخرى فقط دون الانتباه للغرض المعنوي.
وهذا ما قررته أيضاً د/ عائشة عبد الرحمن في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن)
والغرض المعنوي للقرآن هو المعنى الذي تؤديه الفاصلة .. قال علي الجندي:
"من مزايا معاني الفواصل في القرآن الكريم شدة ارتباطها بما قبلها من الكلام .. وقوة تعطّف الكلام عليها .. كأنهما معاً جملة مفرغة يسري فيها روح واحد، ونغم واحد ينحدر إلى الأسماع انحداراً .. وكأن ما سبقها لم يكن إلا تمهيداً لها لتتمم معناه .. حتى لتبلغ من وقوعها موقعها، واطمئنانها في موضعها أنها لو حذفت لاختل معنى الكلام، واضطرب فهمه، واستغلق بيانه .. ولو سُكت عنها لاستطاع السامع أن يختمه بها انسياقاً مع الطبع الملهم والذوق السليم".
ثم يتابع فيقول ـ:
"بل قد يبلغ من تعيّنها في مكانها وفرض نفسها عليه .. أنها لو بدّل بها غيرها لأدرك السامع الحصيف الثاقب الفطنة أن كلاماً غريباً ينقصه التناسب حلّ محلها، فأنكر ذلك سمعه وضاق به صدره.
من ذلك أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ:
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ) .. قرأها بفتح الكاف.
فقال الأعرابي: لا يكون!! .. فقرأها عليه بضم الكاف وكسر الفاء.
فقال: يكون".
واتصال الفاصلة مع السياق قد يكون ظاهراً لا يحتاج إلى مزيد نظر .. وقد يحتاج إلى تأمل وتفكّر ودراية بمعاني الكلمات الدقيقة .. وهذه الدراية هي التي تبيّن تمكّن الفاصلة من موقعها وتنفي الترادف عن بعض الكلمات.
فلا يُقال حينئذٍ: إن الآية لو خُتمت بـ (الرءوف) بدلاً من (الرحيم) لا بأس .. فالكلمتان تدلان على الرحمة.
وقد قُرر العلماء أن الكلمة أو الفاصلة مختارة ومقصودة دون غيرها من الكلمات التي قد يُظن بها الترادف .. وهذا يعني أنه لا ترادف في القرآن .. كما أنه لا ترادف في العربية بشكل عام.
نفي الترادف:-
لكل لفظة في اللغة العربية معنى خاص به يميّزه عن غيره من الألفاظ .. فهناك فروق بين الكلمات .. هذه الفروق هي التي جعلت لكل كلمة موقعها الذي لا يناسبه غيرها .. وهذا هو نفي الترادف.
وقد تحدث عن هذا العلماء قديماً وحديثاً، يقول د/ محمد المبارك في كتابه (فقه اللغة وخصائص العربية) عن موضوع الترادف تحت عنوان: (آفة الترادف والعموم والغموض) .. أنقل كلامه باختصار .. قال:
"لقد أصاب العربية في عصور الانحطاط المنصرمة مرض العموم والغموض والإبهام .. كما أصابت هذه الآفات التفكير نفسه، فضاعت الفروق الدقيقة بين الألفاظ المتقاربة فغدت مترادفة".
ثم قال:
"وقد كان كتّاب العربية في العصور الزاهرة يحرصون على دقة التعبير ووضع الألفاظ في مواضعها .. ونحن اليوم بحاجة للتحرر من آفات عصور الانحطاط في ميدان اللغة .. والعودة إلى خصائص العربية في استعمال اللفظ الخاص والعام، وكل في موضعه اللائق به، ومكانه المناسب له".
وردّ الإمام محمد عبده بشدة القول بوجود كلمات مترادفة .. حيث قال:
"وأنا لا أجيز لمسلم أن يقول في نفسه أو بلسانه إن في القرآن كلمة تغاير أخرى .. ثم تأتي لمجرد تأكيد غيرها بدون أن يكون لها في نفسها معنى تستقل به.
نعم قد يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى تقريراً أو إيضاحاً .. ولكن الذي لا أجيزه هو أن يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى بدون زيادة، ثم يؤتى بها لمجرد التأكيد لا غير .. بحيث تكون من قبيل ما يُسمى بالمترادف في عرف أهل اللغة .. فإن ذلك لا يقع إلا في كلام من يرمي في لفظه إلى مجرد التنمق والتزويق .. وفي العربية طرق للتأكيد ليس هذا منها".
وعلى هذا .. فلا يقال مثلاً في قوله تعالى: (إن الله كان عفواً غفوراً) إن (عفو) و (غفور) بمعنىً .. وجاء اسم (الغفور) لتوكيد (العفو) دون زيادة معنى، فلا بد من زيادة فائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا في كل الفواصل القرآنية .. بل وكل كلمات القرآن، حيث جاءت كلها في مكانها اللائق بها.
أمثلة عملية:-
ونضرب بعض الأمثلة لبيان الإعجاز والبلاغة في استخدام الفاصلة القرآنية، اقرأ قوله تعالى:
(إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118).
إنك تتساءل سراً:
لماذا لم تنته الآية "فإنك أنت الغفور الرحيم" .. مع أن السياق يوحي بالغفران؟
ولكن إذا ما أمعنت النظر في الآية وجدت أن الذي استحق العذاب لا يستطيع أن يغفر له إلا من كانت سلطته أعلى السلطات .. وقوته أعظم القوى .. وعزته فوق كل عزة.
ومن كان كذلك وجب أن يكون متصفاً بالحكمة التي يرفضها العقل والمنطق السليم .. وينأى عنها الحمق والتسرع والظلم والتهور.
وإذا وجدت الفاصلة جاءت بالعزة مقرونة بالحكمة .. فاعلم أن القادر على العقاب عزيز دائماً .. ولكن ليس كل عزيز عادلاً.
فكم من ملوك وحكام ورؤساء ومن بيدهم سلطان على الناس في هذه الدنيا ملكوا العزة .. إلا أنهم فقدوا الحكمة التي يسندها العدل والعقل والسلوك المستقيم.
أفلا تجد الآن أن ربط الحكمة بالعزة تعبير رائع .. وتصوير جامع .. وبيان قاطع لخالق عزيز حكيم؟
(التعبير الفني في القرآن للدكتور/ بكري شيخ أمين دار الشروق).
وأنا أرى فيها وجها آخر من الإعجاز .. وهو أن عيسى عليه السلام لما غالى النصارى فيه وجعلوه إلها فأراد أن يبرأ ساحته ويعلن أن أمر هؤلاء بيد الله .. فلا شأن له بهم .. ولا عاطفة تجاههم .. فإن شئت يا رب عبه أو ارحمهم .. فهم عبادك أنت وحدك وأنا مثلهم لا أملك لأحد ضراً ولا نفعاً .. وهذا يدل على قمة التوحيد والعبودية لله عز وجل.
ولو أردت زيادة بيان فقارن بين دعوة إبراهيم:
(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
وبين دعوة عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -فلما اختلفت المواقف اختلفت العبارة.
فعيسى عليه الصلاة والسلام قالها في موقف الحساب وتبكيت الكفار بذنوبهم وقد علم حكم الله تعالى في من مات على الشرك .. فجاءت عبارته مظهرة الأدب مع الله تعالى ومؤكدة الإرادة المطلقة لله تعالى فكأن المعنى:
"إنك لو غفرت لهؤلاء مع سبق حكمك فيهم فمن يحول بينك وبين ذلك وأنت العزيز الذي لا غالب لك وأنت الحكيم الذي ليس في أفعالك ما هو عبث".
فهو يقول:
أما إبراهيم عليه الصلاة والسلام السلام فكلامه هذا في تقرير حال الدعوة والمدعوين في الحياة الدنيا:
"إن من تبعني على توحيدك وعدم الإشراك بك فهو مني وعلى طريقتي وملتي التي هديتني إليها.
أما من خالفني وعصاني فأمره إليك إن غفرت لهم ورحمتهم فهذه صفتك".
وهذا من النبيين الكريمين في غاية الأدب مع الله تعالى.
ولأن إبراهيم -عليه السلام - لم يغال فيه قومه .. ولم يرفعوه فوق البشر كان مناسباً أن يستمطر لقومه رحمة الله -عز وجل - بخلاف موقف عيسى عليه السلام.
وفي هذا القدر كفاية .. على أمل مواصلة التدبر في بعض الفواصل القرآنية إن قدر الله ذلك .. وأعان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[عبد الكريم حسين]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 05:20]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. شكرا للأخ الفاضل صاحب هذا المقال. وإن الحديث عن إعجاز القرآن البياني والبلاغي واللغوي والدلالي، لحديث ذو شجون، وإني لأقاسمه الرأي إلى أبعد الحدودن فما من شيء في القرآن الكريمن مهما كان بسيطا في نظر البعض، إلا وله دلالته الحاصة. وفعلا، لا ترادف متطابق تماما في المعنى بين ألفاظ النص القرآني، كما يذهب إلى ذلك كثير من الدراسين قديماً وحديثاً، وإنما لكل لفظ مكانه ومعناه، ولا ينوب لفظ عن آخر في الدلالة الدقيقة عن المقصود. والأمثلة التي ضربها الأخ الباحث غيض مما تفيض به نصوص القرآن. واستخدام لفظ دون غيره، إنما لمعنى مخصوص ليس في غيره من الألفاظ. وحتى إن كانت السياق يستدعي نوعاً من السجع، فلأن المعنى يطبله أولاً ويستدعيه، على رأي الجرجاني. ولننظر إلى قوله تعالى في سورة النجم {تلك إذن قسمة ضيزى}، فقد أرجع ابن الأثير ذكر لفظة " ضيزى" دون غيرها من الألفاظ الأخرى ذات الدلالة المقاربة لها، مثل: جائرة، أو ظالمة أو غيرها، إلى ضرورة السجع، لكي تتساوى الألفاظ في فواصلها، فتنتهي كلها بالألف المقصورة. بينما نجد الرافعي يرجعها إلى مغزى دلالي، مفاده أن هذه اللفظة هي أغرب لفظة في القرآن الكريم، وقد جاء بها ليرد على افتراءات الكفار الذين جاءوا بأغرب قسمة، وهي أن جعلوا لله أبناء إناثاً، وجعلوا لأنفسهم ابناء ذكروا، فشاكل بذلك قولهم وموقفهم، فأتاهم بأغرب لفظة لتكون موافقة لأغرب قسمة. علماً بأن هذه السورة مكية، وفي السور المكية نجد جل الألفاظ المعروفة باسم الغريب في الدراسات القديمة. والكلام في هذا الموضوع طويل، يحتاج إلى تفصيل أكثر. وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى.(/)
تاريخ مولد بعض المؤلفين في التفسير
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:23]ـ
السلام عليكم ..
أريد تاريخ مولد كل من:
[الرازي ___ النسفي ___ الخازن ___ أبي حيان ____ البيضاوي ___ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ___ الألوسي ___محمد رشيد رضا صاحب كتاب تفسير المنار __ سيد قطب صاحب كتاب في ظلال القران __ أبي السعود صاحب كتاب إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم]
وجزاكم الله الفردوس الأعلى ..
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:00]ـ
دونكم تاريخ الميلاد والوفاة من الأعلام لخير الدين الزركلي:
* الرازي = (544 - 606 هـ = 1150 - 1210 م)
* النسفي= (000 - 710 هـ = 000 - 1310 م)
* الخازن = (678 - 741 هـ = 1280 - 1341 م)
* أبو حيان = (654 - 745 هـ = 1256 - 1344 م)
* البيضاوي = (000 - 685 هـ = 000 - 1286 م)
* جلال الدين المحلي= (791 - 864 هـ = 1389 - 1459 م)
* جلال الدين السيوطي= (849 - 911 هـ = 1445 - 1505 م)
* الألوسي = (1217 - 1270 هـ = 1802 - 1854 م)
* محمد رشيد رضا = (1282 - 1354 هـ = 1865 - 1935 م)
* سيد قطب= (1324 - 1387 هـ = 1906 - 1967 م)
* أبي السعود= (898 - 982 هـ = 1493 - 1574 م)
ـ[محبة الله ورسوله]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 02:00]ـ
جزاك الله خيراً ..
وجعل مثواكم الجنة ...(/)
نظم في أسماء كتب القراءات والتعليق عليه
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:08]ـ
الحمد لله ذي العزَّة والعلاء، والعظمة والبهاء، والقُدرة والكبرياء [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1).
وبعد؛
فهذا نظمٌ ضمَّنتُه عددًا من أسماءِ كُتُب القِراءات، واقتبستُ فيه جُملاً من قصيدةِ الإمام الشاطبيِّ - رحِمه الله - المسمَّاة: "حِرْز الأماني ووجْه التهاني"، والمشهورة بالشاطبيَّة.
ثم شرحتُ ذلك، معرِّفًا بِهذه الكتُب وأصحابِها بإيجاز، ناقلاً - في أكثر الأحْوال - تعريفَ الإمام ابن الجزري - رحمه الله - لهذه الكتُب في كتاب "النشْر"، وما ليس في كتاب "النشْر" فإنِّي أنقل اسمَ الكتاب وصاحبه ووفاته من الكتُب المطبوعة مباشرة،، وبالله التوفيق، وعليه اعتمادي.
النَّظْم
جَعَلْتُكِ فِي "حِرْزٍ" فَإِنَّكِ "دُرَّةٌ" /// /// وَإِنَّكِ "كَنْزٌ" لابْنِ مَنْ كَانَ مُؤْمِنَا [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2)
حَدِيثُكِ "إِقْنَاعٌ" وَقُرْبُكِ "غَايَةٌ" /// /// وَنُصْحُكِ "إِرْشَادٌ" لِمَنْ قَد تَمَعَّنَا
وَبَيْتُكِ "عُنْوَانٌ" لِطُهْرٍ وَعِفَّةٍ /// /// سَمَاءَ العُلا وَالعَدْلِ فِيهَا تَوَطَّنَا
هَنِيئًا لِمَنْ قَدْ صِرْتِ فِي البَيْتِ حِلَّهُ /// /// يَقِينِيَ: لَمْ يَخْفُقْ [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn3) لأُخْرَى وَلا رَنَا
وِصَالُكِ "كَافِيهِ" وَ "هَادِيهِ" لِلتُّقَى /// /// وَ "تَذْكِرَةٌ" أَنَّ النَّعِيمَ لَهُ هُنَا
وَ "تَبْصِرَةٌ" "لِلْمُسْتَنِيرِ" عُيُونُكُمْ /// /// بِلَيْلٍ إِذَا "المِصْبَاحُ" أُطْفِئَ أَوْ وَنَى
"فَمُفْرَدَةٌ" فِي قَلْبِهِ لَيْسَ "جَامِعًا" /// /// إِلَيْكِ "ثَلاثًا" أَوْ يَكُونُ لَهُ ثِنَى
لَئِنْ كَانَ قَبْلَ الطُّهْرِ وَالعِفَّةِ الَّتِي /// /// مَنَنْتِ عَلَيْهِ ضَاعَ أَشْأَمَ أَيْمَنَا
فَقَدْ نُلْتِهِ [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn4) " رَوْضًا نَضِيرًا" وَ "رَوْضَةً" /// /// مُطَيَّبَةَ الأَعْرَافِ دَانِيَةَ الجَنَى
وَأَنْسَيْتِهِ مَنْ كَانَ قَدْ صَالَ دَلُّهَا /// /// سَمِيَّ جَمَالٍ وَاصِلاً مَنْ تَمَكَّنَا
وَمَنْ سَحَبَتْ ذَيْلاً ضَفَا ذَاتَ زَرْنَبٍ /// /// جَلَتْهُ وَمَنْ أَبْدَتْ لَهُ الثَّغْرَ ذَا السَّنَا
جَلَبْتِ لَهُ "التَّيْسِيرَ" فِي عَيْشِهِ فَلَمْ /// /// يُثَقَّلْ بِأَعْبَاءٍ وَلا ظَهْرُهُ انْحَنَى
وَلَمْ تَنْشُرِي سِرًّا لَهُ عِنْدَ جَارَةٍ /// /// فَقَدْ كَانَ تَرْكُ "النَّشْرِ" لِلسِّرِّ أَحْسَنَا
أُعِيذُ بَنِيكِ السَّبْعَةَ الزُّهْرَ أَنْ أَرَى /// /// صَغِيرَهُمُ فِي رَهْبَةٍ أَنْ يُلَحَّنَا
أُعِيذُهُمُ مِنْ كُلِّ قَارٍ مُلَفِّقٍ /// /// عَيِيٍّ بَعِيمٍ [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn5) مُفْحَمٍ يُكْثِرُ الخَنَا
وَعُذْرًا "لِتَحْبِيرِي" لِنَظْمٍ وَمِدْحَتِي /// /// "عَقِيلَةَ أَتْرَابِ" النِّسَاءِ تَفَنُّنَا
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1) من خطبة كتاب "الكنْز في القراءات العشْر"، لابن عبدالمؤمن الواسطي.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) أي: أنتِ كنزٌ لابن رجُلٍ مؤمنٍ لو كنتِ له أمًّا، هذا الذي يُفْهَم من سياق هذا الشَّطر، وإنَّما تكلَّفت صَوْغَه هكذا لتكونَ فيه إشارةٌ لمؤلِّف كتاب "الكنز".
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref3) خفقان القلبِ أو صاحبِه: اضطرابه وتحرُّكه.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref4) نُلْته وأنَلْته بِمعنى واحد؛ فالفعل يتعدَّى ثلاثيًّا ورباعيًّا.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref5) البعيم: بمعنى المفحَم الذي لا يقول الشعر، وهي كلِمةٌ نادرة أهملتْها بعض المعاجم القديمة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:19]ـ
التعليق
(1) حرز
(يُتْبَعُ)
(/)
"حِرْز الأماني ووجْه التهاني" القصيدة المشْهورة بـ "الشاطبيَّة"، من نظْم الإمام العلامة وليِّ الله أبي القاسمِ القاسم بن فيرُّه بن خلفِ بن أحمدَ الرُّعيني الأندلُسي الشَّاطبي الضرير، توفي في الثَّامن والعشرين من جُمادى الآخرة سنةَ تِسعين وخمسمائةٍ بالقاهرة.
قال فيها - رحمه الله -:
وَسَمَّيْتُهَا حِرْزَ الأَمَانِي تَيَمُّنًا ... وَوَجْهَ التَّهَانِي فَاهْنِهِ مُتَقَبِّلا
وقد شرحها الجمُّ الغفير من العُلماء، منهم:
- العلاَّمة علم الدين أبو الحسن عليُّ بْن مُحمَّد بن عبدالصَّمد الهمْداني السَّخاويُّ، صاحب "جمال القُرَّاء وكمال الإقْراء" ت 643، قال عنها من جُملة أبيات:
هَذِي القَصِيدَةُ بِالمُرَادِ وَفِيَّةٌ ... مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لُقِّبَتْ حِرْزَ المُنَى
قال ابنُ الجزري في "الغاية": هو أوَّل مَن شرحَها، بل هو - واللهُ أعلم - سببُ شهرتِها في الآفاق، وإليه أشار الشاطبيُّ بقوله: "يقيِّض الله لها فتًى يشرحُها"، وقال عنْ أبي القاسِم المعروفِ بابن الحدَّاد في ترجَمتِه: "ويحتمل أن يَكونَ أوَّل مَن شرحَها".
- والحافظُ أبو القاسم عبْدالرَّحْمن بْنُ إسْماعيل الدِّمشْقيُّ المعْروفُ بأبي شامة ت 665.
- والمنْتجب بْنُ أبي العزِّ بْن رشيدٍ الهمدانيُّ [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn1) ت 643.
- وأبو عبْداللَّه مُحمَّدُ بْن الحسن الفاسيُّ ت 656.
- وأبو إسْحاق إبْراهيمُ بْنُ عُمر الجَعْبريُّ ت 732، ونقل الإمامُ الذهبي في "معرِفة القُرَّاء الكِبار" عنْه قولَه:
إِذَا مَا رُمْتَ نَقْلَ السَّبْعَةِ الْزَمْ ... لِتَظْفَرَ بِالمُنَى حِرْزَ الأَمَانِي
جَزَى اللهُ المُصَنِّفَ كُلَّ خَيْرٍ ... بِمَا أَسْدَاهُ فِي وَجْهِ التَّهَانِي
بِأَلْفَاظٍ حَكَتْ دُرًّا نَضِيدًا ... وَقَدْ نَادَتْ فَلَبَّتْهَا المَعَانِي [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn2)
طَمَا آذِيُّهُ عَذْبًا وَأَرْوَتْ ... جَدَاوِلُهُ فَكُلٌّ عَنْهُ ثَانِي
حَلا فِيهِ الطَّوِيلُ [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn3) وَلَذَّ سَمْعًا ... فَعدّ عَنِ المَثَالِثِ وَالمَثَانِي
- والإمامُ العلاَّمةُ أبو عبْدالله مُحمَّدُ بْنُ أحْمدَ بْن مُحمَّدٍ الموْصليُّ المعْرُوفُ بشُعْلة ت 656.
- ومن المتأخِّرين: الشيخ علي محمَّد الضَّباع ت 1380 [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftn4)، والشيخ عبدالفتاح عبدالغني القاضي ت 1403، وغير هؤلاء كثير إلى يومِنا هذا.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref1) أرجِّح أنَّه بالدَّال المهْملة نسبة إلى القبيلةِ – كالسَّخاوي - ولم أرَ مَن صرَّح به، راجعْ أعلام الزركلي.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref2) فيه إشارة إلى بيت الشاطبية:
أهلَّتْ فلبَّتْها المعاني لبابها ... وصُغْتُ بها ما ساغ عذبًا وسلسلا
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref3) في معرفة القرَّاء الكبار: المديد، والمُثْبت هنا من مصدرٍ آخَر.
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418221#_ftnref4) في بعض المصادر – كالحلقات المُضيئات للشَّيخ السيِّد أحمد عبدالرحيم، وإمتاع الفُضلاء لإلياس البرماوي - أنَّ وفاته 1376هـ، وأيضًا من التَّعاجيب أنَّ ترجمته في "الأعلام" للزِّركلي لم تزِدْ عن سطرَيْن، وورد فيها الصبَّاغ بالصَّاد والغين.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:21]ـ
(2) دُرَّة
"الدُّرَّة المضيَّة في القِراءات الثَّلاث المتمِّمة للقِراءات العشْر"، نظمٌ للإمام العلاَّمة محمَّد بن محمَّد بن محمَّد ابن الجزري - رحمه الله - توفي ضحْوةَ يوم الجمُعة، لخمسٍ خلَوْن من أوَّل الرَّبيعَين، سنة ثلاثٍ وثلاثين وثمانمائة.
وقد نظم ابنُ الجزري - رحِمه الله - في "الدُّرَّة" قِراءاتِ الأئمَّة الثَّلاثة كما في كتاب "تحبير التيسير" له، فليس لهذا النَّظْم تعلُّق بالقِراءات السَّبع، قال - رحمه الله -:
وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْمِي حُرُوفَ ثَلاثَةٍ ... تَتِمُّ بِهَا العَشْرُ القِرَاءَاتُ وَانْقُلا
كَمَا هُوَ فِي تَحْبِيرِ تَيْسِيرِ سَبْعِهَا ... فَأَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يَمُنَّ فَتَكْمُلا
وقال في أواخِرها:
وَتَمَّ نِظَامُ الدُّرَّةِ احْسُبْ [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418222#_ftn1) بِعَدِّهَا ... وَعَامَ أَضَا حَجِّي فَأَحْسِنْ تَفَؤُّلا
وهذا النَّظم شرَحَه كثيرٌ من العلماء، من أقدَمِهم الإمام الزَّبِيدي، عثمان بن عمر بن أبي بكر النَّاشري، والشَّيخ النويري، وشيخ الأزهر محمد بن حسن السمنودي ت 1199 هـ، ومن المتأخِّرين: العلاَّمة علي محمَّد الضبَّاع، وغيرهم.
وقد اصطلح المتأخِّرون على تسمِية القِراءات العشْر من طريق الشَّاطبيَّة والدرَّة: العشْر الصُّغرى، وعلى تسْمية القراءات العشْر من طريق "طيِّبة النشْر": العشْر الكبرى.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418222#_ftnref1) مضارع حسب - التي هي من الحساب - بضمِّ العين، فيكون الأمر: احسُب بضمِّ السين، ولكن يبدو أنَّ أكثر المطبوع والمسموع من الدرَّة كسَر هذه السين هنا،، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:25]ـ
(3) كنز
كتاب "الكنْز في القِراءات العشْر"، تأليف الإمام أبي محمدٍ عبدالله بن عبدالمؤمن بن الوجيه الواسطي، توفي في شوَّالٍ سنة أربعين وسبعمائةٍ.
* وفي قول النَّاظِم هُنا (ابن مَن كان مؤمنًا) إشارة لمؤلِّف هذا الكتاب - "الكنز" - وهو ابن عبدالمؤمن بن الوجيه الواسطي.
وقد أحسن ابن الجزري الثناء عليه في أكثرَ من موضع، فقال في كتاب "النشر":
ولمَّا قدِمَ الشَّيخُ أبو محمَّدٍ عبْداللهِ بْنُ عبدالمُؤْمنِ الواسِطِيُّ دِمشْقَ في حُدودِ سنةِ ثلاثين وسَبْعِمائةٍ، وأقْرأَ بِها لِلعشَرةِ بِمُضمَّنِ كِتابَيْهِ "الكَنْزِ" و "الكِفاية" وغَيْرِ ذلِكَ، بلغَنا أنَّ بَعْضَ مُقْرِئي دِمَشْقَ مِمَّنْ كان لا يَعْرِفُ سِوَى "الشَّاطِبِيَّةِ" و "التَّيْسِيرِ" حَسَدَهُ، وقَصَدَ مَنْعَهُ مِنْ بَعْضِ القُضاةِ، فكتبَ عُلماءُ ذَلِكَ العَصْرِ في ذَلِكَ وأئِمَّتُهُ، وَلم يَخْتَلِفُوا في جَوَازِ ذَلِكَ، واتَّفَقُوا على أنَّ قِراءاتِ هَؤُلاءِ العَشَرة وَاحِدَةٌ، وإنَّمَا اخْتَلَفُوا في إطْلاقِ الشَّاذِّ على ما عَدَا هَؤُلاءِ العَشَرةَ، وتَوَقَّفَ بعضُهُم. اهـ.
وأثنى عليه أيضًا وعلى صاحبه الشيخ أبي الحسن الديواني أبلغَ ثناءٍ في كتاب "غاية النهاية"، فقال عنه: اعتنى بِهذا الشَّأْن أتمَّ عناية، وقرأ بِما لم يقرأْ به غيرُه في زمانه، فلو قُرِئَ عليْه بِما قرأَ أو على صاحبِه الشَّيخ علي الدِّيواني الواسطي لاتَّصَلَتْ أكثرُ الكتُب المنقطعة، ولكنَّ قُصُورَ الهِمَم أوْجَبَ العدم، فلا قوَّة إلا بالله.
استطراد:
قال الإمام ابنُ عبد المؤمن في "الكنز" بعد خطبة الكتاب:
"وأتوخَّى الإيجاز الَّذي لا يُخلّ، وأتعمَّد الإيضاح الَّذي لا يملّ، وأجعله ثلاثة أقْسام:
الأول: في المقدّمة؛ إذ بها يعرف ما يُذكَر بعد ويقرَّر.
الثاني: في الأصول الَّتي يكثُر دَورُها ويتكرَّر.
الثالث: في فرْش الحروف المبثوثة على ترْتيب السُّوَر".
وجعل القسم الأول في ثلاثة أبواب؛
- الأول في أسماء الأئمَّة وبلادهم ورواتِهم وأسانيدهم.
- الثَّاني في قواعد الكتاب.
- الثالث في مخارج الحروف وصفاتها.
ثمَّ القِسْم الثَّاني في الأصول؛ وهي عشَرة:
- الأصل الأول: في الإدغام والإظهار.
- الأصل الثاني: في هاء الكناية.
- الأصل الثالث: في الهمز.
- الأصل الرابع: في المدّ والقصْر، والوقْف على السَّاكن.
- الأصل الخامِس: في الإمالة.
- الأصل السادس: في ترْقيق الرَّاءات وتفْخيمِها.
- الأصل السَّابع: في تغليظ اللامات وترقيقها.
- الأصل الثامن: في الوقف، وفيه أربعة أبواب.
- الأصل التاسع: في الياءات.
- الأصل العاشر: في الاستعاذة، والبسملة، والتكبير، والتهليل.
ثم القسم الثالث في فرش الحروف، أوله سورة الحمد.
وأظن هذا الكتاب "كتاب الكنز" من أحسن كتُب القراءات ترتيبًا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:47]ـ
(4) إقْناع
كتاب "الإقْناع في القراءات السبع"، تأليف الإمام الحافظ الخطيب أبي جعفرٍ أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنْصاري الغرناطي، توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين وخمسمائةٍ.
قال أبو حيَّان في مقدِّمة "البحر المحيط": وأحسنُ الموضوعات في القِراءات السَّبع كتاب "الإقناع" لأبي جعفر بن الباذش، وفي القِراءات العشْر كتاب "المصباح" لأبي الكرم الشهرزوري.
(5) غاية
أكثر من كتابٍ في القِراءات بهذا الاسم، منها:
- كتاب "الغاية"، تأليف الأستاذ الإمام أبي بكرٍ أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني، ثم النيسابوري، توفي في شوَّالٍ سنة إحدى وثَمانين وثلاثمائة.
- وكِتابُ "غاية الاختِصار"، للإمامِ الحافِظِ الكبيرِ أبي العَلاءِ الحسنِ بْنِ أحمَدَ بنِ الحسَنِ بنِ أحمَدَ بنِ محمَّدٍ العَطَّارِ الهمَذانيِّ (بالمعجمة)، تُوفِّي في تاسِعَ عَشَرَ جُمادى الأولى سنة تسْعٍ وعشرين وخمْسِمائَةٍ.
- وكتاب "غاية النهاية" في تراجم القرَّاء، للإمام ابن الجزري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان كتاب "الغاية" لابن مِهران عمدةً لكثيرٍ من المُقْرئين من المتقدِّمين، واعتمده الإمام البغويُّ في تفْسيرِه، فقال: "وقد ذكرتُ في الكتابِ قراءاتِ مَنِ اشتهر منهُم بِالقراءة، واختياراتِهم، على ما قرأتُه على الإمام أبي نصرٍ محمَّد بن أحمدَ بن علي المروزي - رحمه الله - تِلاوةً وروايةً، قال: قرأتُ على أبي القاسم طاهرِ بن عليٍّ الصيرفي، قال: قرأتُ على أبي بكرٍ أحمدَ بن الحسين بن مِهران بإسنادِه المذْكور في كتابه المعروف بكتاب "الغاية". اهـ.
(6) إرشاد
كتابان، هما:
- كتاب: "الإرشاد" لأبي الطيِّب عبدالمنعم بن عبيدالله بن غلبون الحلبي نزيل مصر، توفي في جمادى الأولى سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائةٍ.
- والآخر: "الإرشاد في القراءات العشر"، للإمام الأستاذ أبي العزِّ محمد بن الحسين بن بندارٍ القلانسي الواسطي، توفي في شوالٍ سنة إحدى وعشرين وخمسمائةٍ.
وكان كتاب "الإرشاد" لأبي العزِّ القلانسي عمدةَ المُقْرِئين من البغداديِّين وأهْل واسِط، حتَّى بعد شيوع "الشاطبيَّة"، فصنَّفوا في الخُلْف بين الإرْشاد والتَّيْسير، كما عند أبي الحسن الدِّيواني الواسطي ت 743، أو في الجمْع بينهُما كما عنْد أبي عبدالله بن عبدالمؤمن الواسطي.
استطراد:
علق الدكتور السالم الجكني على الموضوع، فقال فيما قال:
استوقفني كلامُكم عن "الإرشاد" وذكرتم أنهما "إرشادان" وفي ذاكرتي أنَّ أبا العزِّ القلانسي له "إرشادان: صغير وكبير" وهذا موجود على حاشية إحدى النسخ الخطية للنَّشر والتي للأسف ليست قربي هذه الأيام وأخاف أن أقول هذين العامين.
في الذاكرة أيضًا أنَّ الشيخ الإزميري - رحمه الله - أشار إلى هذه القضيَّة، ويغلب على ظني أني نقلت كلامه في رسالة الدكتوراه التي هي كحال تلك النسخة الخطيَّة.
قلتُ:
والذي ذكره الدكتور السالم في رسالته هو:
أما البحث فيرى أن عبارة المؤلف [إرشادي أبي العز] سواء في "نشره" أو "منجده" عبارة صحيحة وسليمة، حقيقة لا مجازًا، والدليل على هذا:
1 - أن الشيخ أبا بكر بن أيدغدي، المشهور بابن الجندي، شيخ المؤلف، قد صرح بأن للقلانسي - إضافة للكفاية الكبرى - إرشادين.
2 - قال الأزميري: مراد ابن الجزري بـ "الإرشادين" إرشادا أبي العز، وله الإرشادان: الصغير والكبير ......
ويُمكن الاطلاع على هذا الرابط:
سؤال عن كتاب الإرشاد في القراءات العشر للواسطي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20287)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:57]ـ
(7) عنْوان
كتاب "العنوان" تأليف الإمام أبي الطَّاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الأنصاري الأندلسي الأصل، ثم المصري النحوي المقرئ، توفي سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائةٍ بمصر.
وكان أهلُ مِصْر أكثر ما يَحفظون: "العنوان" لأبي طاهرٍ، مع مُخالفتِه لبعضِ ما في "التَّيسير"، فلمَّا شاعتِ "الشَّاطبيَّة" تركوه، وممَّن كان يعتنِي بالعنوان ويُقْرِئ به المقرئُ الكبير: أبو الجُودِ غِياثُ بنُ فارسِ بْنِ مكِّيٍّ اللَّخْمِيُّ ت 605، ثم صلاحُ الدِّين مُحمَّد بن مُحمَّد بن عمر البلْبيسي ت 792، وهو شيخ ابنِ الجزري وشيْخ أوْلاده: محمد وأحمد وعلي.
ولابن الجزري - رحمه الله -: "تحفة الإخوان في الخُلْف بين الشاطبيَّة والعنوان"، ولغيره في ذلك أيضًا، كـ "البيان في الجَمْع بين القصيدةِ والعُنوان".
(8) سماءَ العُلا والعَدلِ
جزء من بيت في الشاطبيَّة، وتمامه:
فَمِنْهُمْ بُدُورٌ سَبْعَةٌ قَدْ تَوَسَّطَتْ ... سَمَاءَ العُلا وَالعَدْلِ زُهْرًا وَكُمَّلا
وفيهِ يُشير الإمام الشاطبي - رحمه الله - إلى القرَّاء السَّبعة، ويُثْني عليْهِم، ويَمدَحُهم.
والنَّاظم هنا قدَّم (سماءَ العلا) ونصَبَها بـ (توطَّن) في آخر البيت.
(9) كافيه
كتاب "الكافي"، للإمام الأستاذ أبي عبدالله محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريحٍ الرعيني الأشبيلي، توفي في شوالٍ من سنة ست وسبعين وأربعمائةٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمنزلة هذا الكتاب وصاحبِه؛ فقد جعله ابنُ أبي السَّداد المالَقي، في شرحِه لكتاب "التَّيسير" أصلاً مع كتاب "التبصِرة"، قال: فدونك زِيًّا من الدُّر النثير، ورِيًّا من العذْب النمير، في شرْح مشكلات، وقيْد مهملات، وحلِّ معقدات، اشتمل عليها كتاب "التيسير"، متبعًا بالموافقة والمخالفة على الأسلوب الوافي، فيما بيْنه وبين "التبصِرة" والكتاب "الكافي".
(10) هاديه
كتاب "الهادي"، تأليف الإمام الفقيه أبي عبدالله محمد بن سفيان القيرواني المالكي، توفي ليلة مستهل صفرٍ سنة خمس عشرة وأربعمائةٍ بالمدينة.
استطراد:
وقد علق أيضًا الدكتور حسَّان طيَّان وهو ممن حقق كتاب ابن أبي السداد المالقي (الدر النثير والعذب النمير)، فقال:
شكر الله لك وأيدك
وبارك في جهودك
لك مني كل التقدير
د. حسان الطيان
وهذا أنقله تحدثا بنعمة الله - عزَّ وجلَّ.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 12:00]ـ
(11) تذْكِرة
كتاب "التَّذكِرة في القِراءات الثَّمان"، تأليف الإمام الأُستاذ أبي الحسَن طاهر ابن الإمام الأستاذ أبي الطَّيِّب عبدالمنعم بن عبيدالله بن غَلْبون الحلبي نزيل مصر، توفي لعشرٍ مضين من ذي القعدة سنةَ تسعٍ وتسعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن بن غَلْبون - مؤلِّف هذا الكِتاب - هو من أجلِّ شيوخ أبي عمْرو الدَّاني، وعنه أسندَ بعْضَ الرِّوايات في كتاب "التَّيسير"، كرواية حفصٍ عن عاصم - قراءةً وروايةً -.
وأبوه أبو الطَّيِّب بن غَلْبون إمامٌ كبيرٌ أيضًا، وله تصانيفُ، تقدَّم منْها ذِكْرُ كتاب "الإرشاد"، وعلى أبي الطَّيِّب كان أكثر اعتِماد الإمام مكِّي بن أبي طالبٍ في كتاب "التَّبصِرة" فيما نقل من القراءاتِ السَّبْع جميعًا.
(12) تبْصِرة
كتاب "التَّبصِرة" في القِراءات السَّبع، تأليف الإمام الأستاذ العلاَّمة أبي محمَّدٍ مكي بن أبي طالب حمُّوش بن محمَّد بن مختارٍ القيْسي القيرواني ثم الأندلسي، توفي ثانيَ المحرَّم سنة سبعٍ وثلاثين وأربعمائة.
قال المصنِّف مكِّي بن أبي طالب: "فخرَّجتُ في هذا الكتاب أربعَ عشْرَةَ روايةً عن السبعة المشهورين، واعتمدتُ في أكثرِه [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418235#_ftn1) ما قرأتُ به على شيْخِنا أبي الطَّيِّب عبدالمنعم بن عبيدالله بن غَلْبون .... ...... وربَّما ذكرتُ ما قرأتُ به على غيرِه، ونبَّهتُ على قوْل مَن يُخالفه في بعض رواياتِه واختِياراته، وذلك قليل".
ثم ألف بعده كتابًا آخر في علل القراءات التي ذكرها فيه، وهو كتاب "الكشف"، قال في مقدمته: "كنتُ قد ألَّفتُ بالمشرق كتابًا مُختصرًا في القِراءات السَّبع، في سنة إحدى وتِسْعين وثلاثمائة، وسمَّيْتُه كتاب "التَّبصرة" وهو فيما اختلف فيه القرَّاء السبعة المشهورون، ... .... ووعدتُ في صدْرِه أنِّي سأؤلف كتابًا في عِلَل القِراءات التي ذكرْتُها في ذلك الكتاب - كتاب التبصرة - أذكر فيه حُجَج القِراءات ووجوهَها، وأسمِّيه كتاب "الكشْف عن وجوه القِراءات".
وانظر ما سبق عند كِتاب "الكافي" و "التَّذْكِرة".
(13) للمُسْتنير
كتاب "المستنير في القراءات العشر"، تأليف الإمام الأستاذ أبي طاهرٍ أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن سوارٍ البغدادي، توفي سنة ستٍّ وتسعين وأربعمائة.
(14) المِصْباح
كتاب "المصباح في القراءات العشر"، تأليف الإمام الأستاذ أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان الشهرزوري البغدادي، توفي في ذي الحجَّة سنة خمسين وخمسمائة، وقد تقدَّمت كلِمة أبي حيَّان عند كتاب "الإقْناع".
(15) مُفْردة
صنَّف عددٌ من العُلماء كتبًا تُفْرِد قراءةً واحدة، فتُسمَّى مُفْردة فلان - صاحب القراءة - فمن ذلك:
- "مُفْرَدة يعقوب"، للإمام الحافظ الكبير أبي عمرٍو عثمانَ بن سعيدِ بنِ عثمانَ بن سعيدٍ الداني، توفي منتصف شوالٍ سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة.
- و "مفردة يعقوب" أيضًا، لابن الفحَّام: الأستاذِ أبي القاسمِ عبدالرَّحمن بْنِ أبي بكْرٍ عَتيقِ بْنِ خَلَفٍ الصِّقِلِّيِّ، تُوفِّي سَنةَ سِتَّ عَشْرةَ وخَمْسِمِائَة، وهو صاحب كتاب "التجريد"، ولم يُذْكَر هنا مع أهمِّيَّته.
- و "مفْرَدةُ يعقوبَ" أيضًا، لأبي مُحَمَّد بن عبْدالبَارِي بْنِ عبْدالرَّحمنِ بْنِ عبْدالكريمِ الصَّعيديِّ، توفِّيَ بالإسْكَنْدريَّةِ في سنةِ نَيِّفٍ وخَمْسِين وسِتِّمائَةٍ.
- و "مفردة ابن كثير"، لأبي العلاء الهمذاني، المتقدِّم في غاية الاختِصار، ذكرَها ابنُ الجزري في "النَّشر"، وقال عنْه في "غاية النهاية": أفردَ قراءاتِ الأئمَّة أيضًا، كلّ مفردةٍ في مجلَّد.
- و "مفردة ابن عامر"، للشَّريفِ أبي الفضلِ عبدالقاهر بنِ عبدالسَّلامِ العبَّاسيِّ، توفي يوم الجمعة من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418235#_ftn2).
- و "مفردة يعقوب" أيضًا، لابن شريح صاحب الكافي.
- و "إحدى عشرة مفردة" للأهوازي 446.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418235#_ftnref1) في الكتاب - بتحْقيق الدكتور محمد غوث النَّدوي - هنا (من)، وأظنها مقحمة؛ فقد اعتدتُ أن أجِد بعض هفوات كهذه في التَّحقيق، رغم الجهد الكبير المشْكور من المحقِّق.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=418235#_ftnref2) قد ذكر ابنُ الجزري في "النشر" ص 308 مُفردة ابنِ عامر أيضًا فقال: "وقد تتبعتُ رواية الإسكان عن هشامٍ، فلم أجدْها في غير ما ذكرتُ، سوى ما رواهُ الهُذلي عن زيدٍ، وجعفر بن مُحمدٍ البلخي عن الحُلواني، وما رواهُ الأهوازي عن عُبيدالله بن مُحمدٍ عن هشامٍ، وذكرهُ في "مُفردة ابن عامرٍ" عن الأخفش، وعن هبة الله، والداجُوني، عن هشامٍ".
ولا أدْري أهي التي للشريف العباسي أم غيرها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 12:11]ـ
(16) جامعًا
كتاب "الجامع في العشر"، لأبي الحسَين نصْر بن عبدالعزيز بن أحمد الفارسي، توفي بمصر سنة إحدى وستين وأربعمائة.
وذكر ابن الجزري - رحمه الله - عن أبي هشام الرفاعي: وله كتاب الجامع في القراءات.
* والإفْراد والجَمْع أيضًا من اصطِلاحات عِلْم القِراءات، فالإفراد: العرضُ بِروايةٍ واحدةٍ إلى أن يفرُغ من الختمة أو من المجلس، ثُمَّ إن شاءَ بعد ذلك فيبدأ في روايةٍ أخرى، والجمع: عرْض أكثرَ من روايةٍ في ختمةٍ واحدة، وهذا الجمْع له كيفيَّات، ذكرَها ابنُ الجزري في كتاب "النشْر" في "باب بَيانِ إفْرادِ القِراءاتِ وجَمْعِها" وهو - وما اتَّصل به - آخرُ بابٍ عنده في الأصول قبل أن يبدأ في فرْشِ الحُروف، وقال في "طيبة النشر":
وَقَدْ جَرَى مِنْ عَادَةِ الأَئِمَّهْ ... إِفْرَادُ كُلِّ قَارِئٍ بِخَتْمَهْ
حَتَّى يُؤَهَّلُوا لِجَمْعِ الجَمْعِ ... بِالعَشْرِ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ بِالسَّبْعِ
(17) ثلاثًا
يُقْصَد بالثلاث في علْم القراءات: القِراءات الثَّلاث المتمِّمة للعشْر، وهي قراءة أبي جعفر المدني، وقراءة يعقوب الحضرمي البصري، وقراءة خلَف بن هِشامٍ الكوفي.
(18) روْضًا نضيرًا
"الروْض النَّضير في تَحرير أوجُه الكتاب المنير"، للإمام المتولي، محمَّد بن أحمد بن الحسَن بن سُلَيْمان، شيخ القرَّاء والإقْراء بالدِّيار المصريَّة في وقْتِه، توفي سنة 1313.
وهذا الكتاب هو أكبر كتُب الإمام المتولي وأنفسُها؛ قال محقِّقه خالد حسن أبو الجود: جاء الإمام المتولي فألَّف "فتح الكريم في تحرير القُرآن العظيم" و "الفوز العظيم على متْن فتْح الكريم" و "فتْح الكريم في تحرير أوجُه القُرآن الحكيم" و "عزو الطُّرق" و "الدُّرر الحِسان في تحْرير أوجُه القُرآن"، وختمَ هذا الغيْثَ بكتابه العظيم: "الروْض النَّضير في تَحرير أوْجُه الكتاب المنير"، أكبر مؤلَّفات الشيْخ المتولي وأنفسها، وأنضج ثمراتِه وأفضلها.
(19) روْضة
منَ الكتُب التي سُمِّيتْ بِاسم الرَّوضة:
- كتاب "الرَّوضة"، للإمام أبي عُمر أحمد بن عبدالله بن لبّ الطلمنكي الأندلسي نزيل قرطبة، توفي بذي الحجَّة سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة.
- وكتاب "الرَّوْضة في القِراءات الإحْدى عشْرة"، وهي قِراءات العشَرة المشْهورة وقراءة الأعمش، تأليف الإمام الأستاذ أبي علي الحسن بن محمَّد بن إبراهيم البغدادي المالكي نزيل مصر، توفي في شهر رمضان، سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائة.
- وكتاب "الرَّوْضة" للإمام الشَّريف أبي إسماعيل موسى بن الحُسين بن إسماعيل بن موسى المعدَّل.
- وكتاب "روْضة التَّقرير في الخُلْف بين الإرْشاد والتَّيسير" منظومة وشرْحها، كلاهما للإمَامِ المقرِئِ أبي الحسَنِ عَليِّ بن أبي محمَّدِ بْنِ أبي سَعْدٍ الدِّيوانيِّ الواسطيِّ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ، قال ابنُ الجزري في "النشر (ص95) " عن سنة وفاته: "كذا رَأيْتُه بخطِّ الحافظِ الذَّهبيِّ في طبقاتِهِ".
وإلى وقْتٍ ليس ببعيدٍ كان كتابُ "معرفة القُرَّاء الكبار" الذي يتداولُه النَّاس ويتعارفونه - وهو مقصودُ ابن الجزري بطبقاتِ الذهبي - يَخلو تمامًا من ذكْر الدِّيواني صاحب "روْضة التَّقرير" ومن ذِكْر ابن عبدالمؤمن صاحب "الكنز"، وهما من أئمَّة عصرهِما في القِراءات؛ ولذا لا تَجِدُ مَن يترجِمون للأعلام يُحيلون في ترْجمة الديواني إلى معرفة الذَّهبي، كالزِّركْلي في "الأعلام"، وعمر رضا كحالة في "معجم المؤلِّفين"، والشَّيخ السَّيد أحمد عبدالرحيم في "الحلقات المضيئات"، وغيرهم، ثُمَّ لمَّا ظهرت تَحقيقاتٌ أُخرى لكتاب "معرفة القراء الكبار" للذَّهبي، تبدَّت معرفة الإمام الذهبي بالإمامين الواسِطَيين واحتِفاؤه بِهما، فظهر لنا أنَّ الإمام الذهبي لم يعرفْهُما إلا بأخرة، وأنَّ طبقاتِه التي كانتْ بيَدِ ابن الجزري وإن لم تكُنْ على الصورة النِّهائيَّة التي نراها في التَّحقيقات الأخيرة الآن، فهي ليستْ أيضًا على الصورة التي كانت عليْها في تَحقيق الدكتور بشَّار، والطبعة التي قبلها،، والله أعلم.
قال الديواني في منظومتِه، وهي داليَّة من البسيط:
وَبَعْدُ لَمَّا رَأَيْتُ الخُلْفَ مُتَّسِعًا ... بَيْنَ الأَئِمَّةِ فِي القُرْآنِ مُنْعَقِدَا
وَخُضْتُ بَحْرَ المَعَانِي فِي رِوَايَتِهِ ... عَنْ كُلِّ حِبْرٍ إِمَامٍ فِي العُلا صَعِدَا
رَأَيْتُ عِنْدَ العِرَاقِيِّينَ فِي طُرُقٍ ... خِلافَ مَا نَقَلَ الشَّامِيُّ وَاعْتَقَدَا
إلى أن قال:
سَمَّيْتُهَا رَوْضَةَ التَّقْرِيرِ مُخْتَلفُ الـ ... ـإِرْشَادِ فِيهَا مَعَ التَّيْسِيرِ فَارْتَشِدَا
تنبيه
كتاب المعدَّل واسمه "روْضة الحفَّاظ" من مصادر كتاب "النشْر" الأصيلة، إلاَّ أنَّ ابن الجزري - رحمه الله - لم يُسْنِد رواية حفْص في "النشر" من طريقِه، ومع هذا تَجِدُ بعضَ المتأخِّرين قد عوَّلوا على الكِتاب في رواية حفْص، كالأزميري والمتولي والضبَّاع - رحمهم الله - حتى ألَّف كلٌّ من الشَّيْخين الجليلَين: إبراهيم السمنُّودي، وعامر بن السَّيد عثمان - رحِمهُما الله - نظْمًا في رواية حفْص من طريقِه، قال السمنُّودي:
وَبَعْدُ فَهَذَا مَا رَوَاهُ مُعَدَّلٌ * * * بِرَوْضَتِهِ الفَيْحَاءِ مِنْ طَيِّبِ النَّشْرِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَفْصٍ الحبْرِ مَنْ تَلا ... عَلَى عَاصِمٍ وَهْوَ المُكَنَّى أَبَا بَكْرِ
وقال الشَّيخ عامر بن السَّيد عثْمان:
وَبَعْدُ فَخُذْ مَا جَاءَ عَنْ حَفْصِ عَاصِمٍ ... لَدَى رَوْضَةٍ لابْنِ المُعَدَّلِ تُجْتَلا
والصحيح أنَّه: المعدَّل، وأنَّ كتابه "روضة الحفاظ" ليس من طُرُق "طيِّبة النَّشر" في رواية حفْص، فالإسنادُ إليْه الآن في رواية حفْص غيرُ متَّصل،، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 12:17]ـ
(20) صَالَ دَلُّهَا سَمِيَّ جَمَالٍ وَاصِلاً مَنْ
من بيتٍ من أبيات "الشاطبية" في باب "ذكر ذال إذ"، وهو:
نَعَمْ إِذْ تَمَشَّتْ زَيْنَبٌ صَالَ دَلُّهَا ... سَمِيَّ جَمَالٍ وَاصِلاً مَنْ تَوَصَّلا
وفيه وفيما بعده يبيِّن الشاطبي حكم (إذْ) مع التاء والزاي والصاد والدال والسين والجيم - وهي ستة أحرُف: تجد + الصفير - للقرَّاء السبعة، من حيثُ الإدغامُ والإظهار.
(21) سَحَبَتْ ذَيْلاً ضَفَا ذاتَ زَرْنَبٍ جَلَتْهُ
من بيتٍ من أبيات "الشاطبية" أيضًا في باب "ذكر دال قد"، وهو
وَقَدْ سَحَبَتْ ذَيْلاً ضَفَا ظَلَّ زَرْنَبٌ ... جَلَتْهُ صَبَاهُ شَائِقًا وَمُعلَّلا
وفيه وفيما بعده يبيِّن حُكْمَ (قدْ)، مع السين والذال والضاد والظاء والزاي والجيم والصاد والشين - ثمانية أحرف، منها ثلاثة الصَّفير - للقرَّاء السبعة، من حيثُ الإدغامُ والإظهار.
ويلاحَظ أنَّ النَّاظِم هنا وجَّه نظم الكلام على غير توجيه الشاطبي - رحمه الله -.
فتوجيه كلام الإمام الشاطبي - رحمه الله -: أنَّ (ضفا) فعلٌ بمعنى طال، وظلَّ من أخوات كان، اسمها زرْنب - ضرْب من النبات طيِّب الرائحة - وخبرُها (شائقًا)، و (جلتْه) بمعنى كشفته، وفاعله: (صباهُ)، أي ريحه الطيِّبة، والهاء في جلتْه لزرنب وفي صباه للذَّيل، وجملة (جلتْهُ صَباه): نعتٌ لزرْنب.
أمَّا توجيه كلام النَّاظم هنا: فـ (ضفا) بمعنى طال أيضًا، أي الذيل، وذاتَ زرنب: أي صاحبة ريحٍ طيِّبة، وهو حال لسحبَتْ، أي: سحبتْ ذيلاً طويلاً حالة كونِها طيِّبة الرَّائحة، وجلتْه: أي أظهرتْه فاعله هي.
(22) أَبْدَتْ لَهُ الثَّغْرَ ذَا السَّنَا
من بيت من أبْيات "الشاطبيَّة" في باب "ذكر تاء التأنيث"، وهو:
وَأَبْدَتْ سَنَا ثَغْرٍ صَفَتْ زُرْقُ ظَلْمِهِ ... جَمَعْنَ وُرُودًا بَارِدًا عَطِرَ الطِّلا
وفيه وفيما بعدَه يبيِّن حُكْمَ تاء التَّأْنِيثِ، مع السين والثَّاء والصَّاد والزَّاي والظَّاء والجيم - ستة أحرف، منها ثلاثة الصفير - للقُرَّاء السبعة، من حيثُ الإدْغام والإظهار.
ويلاحظ أنَّ النَّاظم لم يأخُذْ بقول بعض شُرَّاح "الشاطبية": "وحيثُ تغزَّل - الشاطبي - عنى واحدة من نساء أهل الجنَّة، على ما هو لائق بحاله - رضي الله عنه -".
ويمكن مراجعة هذا الرابط:
نعم إذ تمشت زينب ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65883)
وفيه يقترح العبد الضعيف هذين البيتين:
فلا تذْكُرَنْ يا صاحِ زيْنبَهُ وخُذْ * * * تَجِدْ مع ثلاثيِّ الصَّفير حروفَ إذْ
وقيِّدْ بِـ ذَمّ الظُّلم ضِفْ جَائعًا شَهِدْ * * * وتلكَ ثمانٍ بالصَّفير حروفَ قَدْ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 12:23]ـ
(23) التَّيسير
كتاب "التَّيسير"، للإمام أبي عمرٍو الداني - رحِمه الله - المذْكورِ عند ذِكْر "مفردة يعقوب"، وكتاب "التيْسير" هو أصْل الشاطبية، الذي رام الشَّاطبي اختِصارَه بها، قال:
وَفِي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ ... فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللَّهِ مِنْهُ مُؤَمَّلا
إلا أنَّ الشَّاطبيَّ خرج في بعْض المواضع عن طرُق التَّيسير فيما يُعْرَفُ بـ "زيادات القَصيد"، وقد نبَّه على ذلك فقال:
وألْفَافُهَا زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ ... فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلا
وقد شرح كتاب "التيسير": الأستاذُ أبو مُحمَّدٍ عبدالواحد بْنُ محمَّد بن عليّ بن أبي السَّداد الباهليُّ الأَنْدلُسيُّ المالَقيُّ ت 705، وقد سبق عند ذِكْر كتاب "الكافي".
(24) النَّشْر
كتاب "النَّشْر في القِراءات العشْر"، للإمام ابن الجزري - رحمه الله - هو أجمعُ كتابٍ للقِراءات العشر بالأسانيد المنتقاة، والمتَّصلة إلى زمانِنا هذا، وقد نظَم الإمامُ ابن الجزري - رحمه الله - منظومة "طيِّبة النشر" ضمَّنها كتاب النشْر، قال - رحمه الله -:
وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ وَجِيزَهْ ... جَمَعْتُ فِيهَا طُرُقًا عَزِيزَهْ
وَلا أَقُولُ إِنَّهَا قَدْ فَضَلَتْ ... حِرْزَ الأَمَانِي بَلْ بِهِ قَدْ كَمَلَتْ
حَوَتْ لِمَا فِيهِ مَعَ التَّيْسِيرِ ... وَضِعْفِ ضِعْفِهِ سِوَى التَّحرِيرِ
ضَمَّنْتُهَا كِتَابَ نَشْرِ العَشْرِ ... فَهْيَ بِهِ طَيِّبَةٌ فِي النَّشْرِ
(25) بَنِيكِ السَّبْعَةَ الزُّهْرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه إشارة إلى البيْت الذي سبق ذِكْرُه هنا، وهو:
فَمِنْهُمْ بُدُورٌ سَبْعَةٌ قَدْ تَوَسَّطَتْ ... سَمَاءَ العُلا وَالعَدْلِ زُهْرًا وَكُمَّلا
أو إلى كتاب "السَّبعة" للإمامِ الحافِظِ الأُسْتاذِ أبي بكْرٍ أحمدَ بْنِ مُوسى بْنِ العبَّاسِ بْنِ مُجاهدٍ التَّميميِّ البغدادِيِّ، توفِّيَ في العشْرينَ من شَعْبانَ سنةَ أرْبَعٍ وعشْرينَ وثلاثمائَةٍ.
(26) في رهبةٍ أن يُلحَّنا
يعني يتردَّد في قراءته أو كلامه خشيةَ أن يتَّهم باللحن، ومن أخطاء القِراءة اللَّحنُ الخفي واللحنُ الجلي - كما هو معروف - ولعلَّ أقدمَ مَن ذكر اللَّحن الخفيَّ ابنُ مُجاهدٍ في كتاب "السبعة".
(27) ملفِّق
التَّلفيق في القِراءة هو ترْكيب الوجوه أو القِراءات بغير تَمييز، كأن يخلط طريقًا أو قراءةً بطريقٍ أو قراءةٍ أُخرَيَين، وقد أكثر المتأخِّرون من أصحاب التحريرات الكلام على التَّلفيق، من حيث الجواز والمنْع، أو الإباحة والحُرْمة، ولا يخلو كلامُ بعضِهم من مُبالغة، والأعدل في ذلك - والله أعلم - كلامُ ابن الجزري، تجده في كتاب "النشر" ص 18، 19.
(28) تحبيري
"تحبير التَّيسير"، كتاب لابن الجزري - رحمه الله - زاد به في كتاب "التَّيسير" للدَّاني قراءاتِ الأئمَّة الثَّلاثة: أبي جعفرٍ، ويعقوبَ، وخلَف، فيصيرُ الكتابُ في صورته تلك أصْلاً لِما في الشاطبيَّة والدُّرَّة معًا، خلا بعضَ المواضع القليلةِ التي خرج فيها كلٌّ من الشَّاطبيِّ وابنِ الجزري في منظومتَيْهِما عن ذلك الأصْل.
(29) عقيلة أتْراب
"عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد" في علوم الرَّسم، قصيدة رائية من نظم الإمام الشاطبي - رحمه الله - قال في أواخرها:
تَمَّتْ عقيلةُ أترابِ القصائدِ في ... أسْنَى المقاصِدِ للرَّسْمِ الذَّي بَهَرَا
والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا.
رابط الموضوع على موقع الألوكة:
http://www.alukah.net/Sharia/0/4344/
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 01:29]ـ
بارك الله فيك أبا ورش الحبيب
قرأت الموضوع قراءة سريعة، ووردت بذهني بعض الأسئلة، فلما أتممتُ استطراداتِكَ وجدت بغيتي، وكأنك - حفظك الله تعالى - كنتَ تقرأ ما يجول بخاطر القارئ لموضوعك أيها القارئ المُجيد.
تقبل تحياتي ومروري المتطفل.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 01:41]ـ
وأيضًا من التَّعاجيب أنَّ ترجمته في "الأعلام" للزِّركلي لم تزِدْ عن سطرَيْن، وورد فيها الصبَّاغ بالصَّاد والغين.
بورك فيك أيها الشيخ الفاضل.
ومن التعاجيب أيضا أن يترجم لأم كلثوم فيما يقارب صفحتين أو أكثر ويقول ـ أعظم مغنية في نص قرن من الزمن، ولعله لم يجئ مثلها! الأعلام (5/ 129)
فلا تتعجب أيها المليجي فالعجائب جمة!:)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 02:03]ـ
جزاك الله خيرًا يا أخي أبا بكر.
لم أطَّلع على الترجمة التي أشرتَ إليها ... سأطالعها قريبًا:)
لكني أذكر من التعاجيب أنه ذكر بلديِّي (محمود غنيم) فقال: إنه وُلد في كوم حماده.
مع أن حماده نفسه ينفي هذا:) بل الشاعر غنيم وُلد في (مليج)، وعمل مدرسًا في كوم حماده.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 06:40]ـ
جزاكم الله خيرا أخي: القارئ المليجي
قال لي بعض الأخوة أن الشيخ: المليجي من مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل
هل هذا الكلام صحيح؟
أسكنك الله الفردوس الأعلى ......
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 10:31]ـ
جزاكم الله خيرا أخي: القارئ المليجي
قال لي بعض الأخوة أن الشيخ: المليجي من مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل
هل هذا الكلام صحيح؟
أسكنك الله الفردوس الأعلى ......
الأخ الفاضل.
إن كنت تقصد الشيخ أحمد مصطفى أبو الحسن المليجي .... فهاك ترجمته على الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13035(/)
منهح الجصاص في تفسيره
ـ[ابو انس الكردي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 07:52]ـ
اخواني واخواتي الاعزاز أريد منهج الجصاص و الكيا الهراسي في تفسيرهما فلا تبخلوا عليّ من يستطيع المساعدة؟
ـ[عبد الله الدهمشي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 03:20]ـ
تفضل اخي الكريم
أضواء على منهج الجصاص في كتابه أحكام القرآن للشيخ د. رياض بن محمد المسيميري ( http://www.islamlight.net/almosimiry/index.php?option=content&task=view&id=5629&Itemid=0)
هذا ما استطعت أن آتيك به وأعذرني إن قصرت
ـ[ابو انس الكردي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 07:56]ـ
شكرا اخي كيف أشكر الكثير اذا قصرت في حق القليل(/)
سؤال: من الناظم؟ وأين؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 01:50]ـ
من الناظم في مراتب المكثرين من الإسرائيليات وأين؟ حينما قال:
فأكثرهم في النقل وهب فكعبهم ... فنجل جريج فابن إسحاق منهلا
كذلك سدي فكن متبصراً ... يليهم في الاكثار قتادة أولا
ومن بعده يأتي سعيد جبيرهم ... محمد كعب ذاك قرضي اعتلا
ودونهم في الرتبة اعلم مجاهد ... ومن بعده يأتي عطاء مقللا
وأما ابن عباس فأكثر نقلهم ... لذلك عنه واهي النسج هلهلا
فكن ناهجاً نهج الكرام مقدماً ... شريعة حق صافي القول مقبلا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 07:48]ـ
هل من يفيد في المسألة؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 04:45]ـ
لماذا لا تعليق؟؟
ولا كلمة!!!
ـ[محمد كالو]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 04:14]ـ
سأداوم على قرع الباب .. حتى يفتح
فتح الله عليكم جميعاً.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 05:20]ـ
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ـ[محمد كالو]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 04:56]ـ
رَبَّنَا اغفر لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحساب(/)
إليكم هذا النظم ... الفارق بين رواية ورش وحفص
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 12:07]ـ
صِلتي بهذا النظم تعود إلى خمس سنين تقريبًا.
النظم: الفارق بين رواية ورش وحفص.
الناظم: أعمر بن محم الأمين بن محم بوبا الجكني الشنقيطي.
شرحَ النَّظمَ وأتَمَّه ببيان رواية قالون: محمد الأمين بن أيدا بن عبد القادر الجكني الشنقيطي.
= = =
وقبل البدء بكتابة النظم ... هذا سؤال من فتاوى الشبكة الإسلامية حول الكتاب:
رقم الفتوى 69601 منزلة كتاب (الفارق بين رواية ورش وحفص)
تاريخ الفتوى: 03 ذو القعدة 1426
السؤال
أشكركم شكرًا جزيلا
لديَّ سؤال عن كتاب "الفارق بين رواية ورش وحفص" نظم أعمر بن محم بوبا الجكني، شرحه محمد الأمين بن أيدا الجكني، ما منزلة هذا الكتاب في هذا العلم؟ وهل للناظم سند في القراءات رغم أنه ليس في كتاب "الحلقات المضيئات في أسانيد القراءات"؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الكتاب المذكور كتاب جيد في بابه ومؤلفه من علماء القرآن، وقد أجاز عدة من القراء في القرآن بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكون صاحب الحلقات المضيئات لم يذكره لا ينقص من قدره لأن مؤلف كتاب الحلقات لم يستوعب ولم يذكر جميع قراء موريتانيا، فإنه ذكر في كتابه من القراء الموريتانيين سلسلة شيوخ الدنبج بن معاوية اعتمادا على كتابه واضح البرهان في معرفة أشياخي في القرآن والدنبج كان في منطقة الجنوب الغربي من موريتانيا وأعمر معاصر له وكان يسكن في المنطقة الوسطى من موريتانيا. فالدنبج لم يذكر أعمر لأنه ليس من شيوخه، وصاحب الحلقات لم يدع أنه استوعب جميع المسندين في العالم فلا ينقص من قدر أحد من القراء أنه لم يذكره.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 12:24]ـ
[ليس لديّ سوى المطبوعة، وهي غير جيدة، فيُرجى المساعدة من أهل الفضل]
قال الشيخ أعمر بن محم الأمين بن محم بوبا الجكني:
الحمْدُ للَّهِ الَّذي قدِ اصطفَى * * * مِن رُسْلِهِ المُكَرَّمينَ المُصْطفى
صلَّى عليْهِ وعليْهِمُ إلَـ * * * ـهُنا وسلَّمَ ومَن لَهُمْ تَلا
وبعدُ لَمَّا في المصاحفِ انْحصَرْ * * * مَرْويُّ ورشٍ والذي حفْصٌ أثَرْ
أردتُ أن أَمِيزَ بيْن ما روَى * * * ورشٌ وما مَرْويُّ حفصٍ قدْ حَوى
أعْنِي مصاحفَ الزَّمانِ هاهُنا * * * وغيرُها لَم يَكُ لِي بهِ اعْتِنا
أُبِينُ ما عليهِ ذانِ ائْتلَفَا * * * فقطْ وما عنِ الأخيرِ قد وفَى
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 12:54]ـ
وما بِهِ انفرَدَ ورْشٌ أُهْمِلُ * * * كذا الَّذي عن غيْرِ ذَينِ يُنقَلُ
ورُبَّما أطلقْتُ ما عليهِ حفْـ * * * ـصُ عاصمٍ مع غيرِهِ قدِ ائْتلفْ
والفِعلُ دُونَ فاعلٍ إذْ يَرِدُ * * * فهْو إلى ضميرِ حفْصٍ مُسنَدُ
وهْو مُفسِّرُ الضَّميرِ حيْثُ لَمْ * * * يَكُ لهُ مفسِّرٌ قبْلُ ارْتسَمْ
أُقدِّمُ الَّذي دعَوْهُ المطَّرِدْ * * * ثُمَّ يَليهِ ما دعَوْهُ المنْفرِدْ
بهِ أُحاذي الحِرزَ فِي التَّبويبِ * * * وما رآهُ الحِرزُ مِن تَصْويبِ
ترَكْتُ الادْغامَ الكبيرَ إذْ لَمْ * * * يرِدْ عنِ الشَّيخَينِ فيهِ مُدْغَمْ
وها أنا أشرَعُ فيما أقصِدُ * * * على إعانةِ العلِي أعْتمِدُ
أرْجو من الله العلِي أن يَكْمُلا * * * سهْلاً كما بِالابتِدا تَفضَّلا
خلَّصَهُ مِن كُلِّ ما يَشينُ * * * مِن غرَضٍ فاسدٍ المُعينُ
سَمَّيْتُه الفارق بيْن ما رَوَى * * * ورشٌ وما مَرْويُّ حفصٍ قد حوَى
ـ[التبريزي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:46]ـ
عندي نسخة من الكتاب،
متنا وشرحا للمتن،
طباعته جيدة،
وتغليفه ممتاز،
وجدته قبل عشر سنوات في مكتبة لبيع الكتب المستعملة، لكن لا أدري أين وضعتُه!!
وهذا لا يعني أنه ضائع ..
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:08]ـ
باب التعوذ والبسملة
وليْس فِي استِعاذةٍ خِلافُ * * * بيْنهُما بل عنهُما ائتِلافُ
بَسْملَ حفصٌ دونَ خُلفٍ قبلَ مَا * * * سِوى براءةٍ وقبلُ حَرَّمَا
أي حرم الإتيان بالبسملة قبل براءة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:14]ـ
سورة الفاتحة
مَلِكِ بالقصْرِ بِمالِكِ أَثَرْ * * * عَنْ عاصمٍ حفصٌ ونِعْمَ مَن قَصَرَ
أي: روى حفصٌ عن عاصمٍ (مالك) بمد بعد الميم بدل القصر، وقد أثنيتُ على القصر بقولي: ونعم من قصر لقول النسفي: (مالك) عاصم وعليّ، (ملك) غيرهما، وهو الاختيار عند البعض ........ .... ....
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:35]ـ
باب ميم الجمع
ومَا ارْتضَى في مِيمِ جَمعٍ عِيسَى * * * علَيْهِ ما فِيها لِحفْصٍ قِيسَا
وَبعْضُهُمْ قالونُ عنْهُ خيَّرَا * * * لكِنَّما الإسكانُ عنْهُ اشْتَهَرَا
باب هاء الكناية
فيهِ مُهانًا مَدَّ حفصٌ فيهِ * * * فَأَلْقِهِ سكَّنَ هاءً فيهِ
مد هاء (فيه مهانًا) وسكَّن هاء (فألقه إليهم).
يتَّقِهِ سَكَّنَ قافَهُ وَقَدْ * * * قَصَرَ مَدَّهُ وذَا بِهِ انْفرَدْ
أي بقصر (يتقه) فيقرؤه (وَيَتَّقْهِ) بسكون القاف.
يَرْضَهُ فيهِ مِثْلُ مَا لِنافِعْ * * * فِي وَصْلِهِ ووقْفِهِ مُتَابِعْ
وأَرْجِهِ سَكَّن هاءَهُ وَوَرْ * * * شٌ مدَّهُ بِاليَاءِ بعدَ مَا كَسَرْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 02:54]ـ
باب المد والقصر
مَدَّ الذِي اتَّصَلَ والمُنفَصِلا * * * ومَدُّ ورْشٍ كانَ منْهُ أطْوَلا
مد حفصٌ وورشٌ المد المتَّصل والمد المنفصِل، ومد ورشٍ أطول من مدّ حفص.
قُبيلَ هَمزٍ مثلَ هؤُلاءِ * * * ومِثلَ ما أَنزَلَ والسَّماءِ
ومَدَّ ما السُّكونُ منْهُ يَقْفو * * * والخُلفُ فيما جرَّ مِنْهُ الوقْفُ
يَمدّ حفصٌ المدَّ الذي يقفوه السكون، وكذلك ورشٌ وقالون، نحو: الدَّواب ومَحياي على رواية الإسكان، والخُلفُ في السكون العارض الّذي جرَّه الوقف لجميع القُرَّاء كما يعلم من الإطلاق نحو: يعلمون والحساب.
ولِسكونِ نحوِ قاف مدُّوا * * * والخُلفُ في المدِّ لـ عَيْن يبْدو
بِالطُّول وَالوسَطِ والمُقدَّمُ * * * على الَّذي وَلِيَهُ المُقدَّمُ
المد ثابت لسكون نحو: قاف، صاد، نون، لام، سين، ميم، كاف، والخلف في المد لـ عين من (كهيعص)، و (حم عسق)، بالمد الطويل والتوسط، والمشهور الأول، وهو لجميع القراء.
وما يَمُدُّ الهمزُ حفصٌ قَصَرَهْ * * * كغيْرِ ورشٍ من كرامٍ بَرَرهْ
حفص يقصر مد البدل؛ كآمنوا ومسؤولا وآلهة، كغير ورش من جميع القراء يقصره.
ومَا كَسَوْء وكَرَيْب إن تقِفْ * * * بالمدِّ والوسَطِ للكُلِّ اختُلِفْ
أي اختلف في الوقف على نحو سوء وريب بالإشباع والتوسط.
لغيْرِ ورشٍ وهْو في ريْبِ اتَّفَقْ * * * في الخُلْفِ حالَ وقْفِهِ معْ مَن سَبقْ
الخلاف في نحو (السوء) تخصيصه في الوقف إنما هو لغير ورش، وأما ورش فالخلاف له مطلقًا في الوقف والوصل، والمشهور التوسط فيهما، والخلف للجميع - - في نحو ريب إنما هو في الوقف فقط.
هذا الَّذي اتَّضحَ مِن كلامِ * * * الشَّاطبيِّ الحبْرِ والهُمامِ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 12:29]ـ
باب الهمزتين من كلمة
سهَّلَ هَمْزَ أَعْجمِيٌ حَذْفَ أو * * * ولِ أآمَنْتُمْ لِحفْصٍ قدْ رَوَوْا
حقَّق هَمزَ الكُلِّ غير ما فَرَطْ * * * ومدُّ الادْخالِ لدَيْهِ قدْ سَقَطْ
حفص يحقق الهمزتين في كلمة واحدة إلا في كلمة (أأعجمي) فيسهل الآخِرة، و (أآمنتم) مطلقًا يحذف همزةة الاستفهام منها، ولا إدخال بين الهمزتين عنه.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 12:36]ـ
باب الكلام على آلآن وبابها
وبابُ آلانَ وأَستغْفرتَ فِيـ * * * ـهِ ما لورْشٍ إن تلوتَهُ يَفِي
أيْ له في (آلآن) وبابِه، و (أَستغفرتَ) وبابه ما لورش، فلا خلاف بينهما في البابين.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:53]ـ
باب الكلام عن الهمزتين من كلمتين
ومَا أتَى منِ اثنتَينِ حَقَّقا * * * حفصٌ منِ اثنَتيْنِ أيضًا مُطلَقَا
حفصٌ يُحقِّق كلَّ همزتَين من كلمتَين، اتَّفقتَا ضمًّا أو كسرًا أو فتحًا أو اختلَفَتَا.
باب الهمز المفرد
أبدلَ ما الكلُّ عليْهِ اتَّفقَا * * * كآمَنوا وما سِواهُ حَقَّقَا
حفصٌ يُبدل الهمزة بعد الهمزة من جنس الحركة قبلها كآمنوا وأوتوا وإيمانا، ويحقق ما سوى ذلك من الهمز المفرد.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 11:10]ـ
جزاكم اله خيرا
ممكن رفع هذا النظم
بارك الله فيكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 03:45]ـ
باب نقل حركة الهمز إلى الساكن
سكَّنَ لامَ عادًا الأولَى كسَرْ * * * تنوينَهُ والنَّقْلَ للاَّمِ يذَرْ
حفصٌ سكَّن لام "الأولى" بعد "عادًا" وكسر تنوين "عادا" ولا ينقل حركة همزة الأولى للاَّم التي قبلها.
رِدًا وآلانَ بِلا نَقْلٍ نَقَلْ * * * فليْسَ من نَقْلٍ لدى حفصٍ حصَلْ
حفصٌ نقل عن عاصم "ردءًا" بلا نقل حركة الهمزة للدال من "ردء" أو اللام من "آلآن" بل لا ينقل أصلاً.(/)
كلمة عن تعلم القراءات
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 01:31]ـ
الحمدُ للَّه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله صلّّى الله عليه وسلَّم، وبعد:
فإنَّ القراءات الصحيحة المتواترة - وهي العشْر على المشهور [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1)، أو السَّبع عند بعضهم [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2) - كُلٌّ منها صحيحٌ شافٍ كافٍ، يُقرأ به في صلاةٍ وغيرِها - فيُجزئ - ويُؤْجر التَّالي بأيِّها.
ومع هذا تَجِدُ الناس زاهدينَ في هذه القِراءات والرِّوايات الصَّحيحة، هاجرين لها، حتَّى صارت غريبةً على الأسماع، نافرةً منها الطباع، اللهمَّ إلاَّ من بعض التسجيلات التي قلَّما تَجد المنصتين لها، وإذا استمعوا إليها فللطرافة لا لسماع القرآن المنزَّل من عند أحكمِ الحاكمين.
وصار مِمَّا يُحزن القلب أنَّ الناس يفزَعون إذا قرأ الإمام بغير رواية حفصٍ المشهورة في كثيرٍ من البلدان، حتى الإمام الذي عهِد النَّاس عليه العلم والصِّدق، ولا يشكّون في أنَّه لم يغشّهم ولم يحرِّف الكلم عن مواضعِه، وحتى أولئك المأمومون من العامَّة الذين لا يُحسِنون القراءة برواية حفص، ولا يحفظون القرآن .. ماذا يَضيرهم إذا قرأ القارئ أو الإمام بغير رواية حفص؟!
ويَستفتون الفقهاءَ في ذلك، فيرى الفقهاء درءَ المفسدة مقدَّمًا، ولا يستحبُّون للإمام أن يقرأ بغير الرواية المشهورة!
ما زلتُ لا أفهم بعدُ ... كيف يسأل إنسانٌ على قدرٍ من العلم: هل يجوز للإمام أن يقرأ برواية ورش في قومٍ المشهورُ فيهم رواية حفص؟
ينبغي أن يكون الجواب: نعم يجوز إذا كان الإمامُ ممَّن عهِد النَّاسُ عليه العلم، والنصح للناس وعدم غشِّهم، وعدم الجرأة على تحريف كلام الله - عزَّ وجلَّ.
أو إذا كان فيمَن وراءه من يُحسن أن يردَّه إذا أخطأ، أو يفتح عليه إذا توقَّف وانقطع.
تمامًا كما يجوز للإمام - بغير نكيرٍ - أن يقرأ بسورة من الطوال مثلاً ليس فيمَن وراءه من يُحسن قراءتها، أو من يحفظها.
لم نسمع بمن يسأل: هل يجوز للإمام أن يقرأ بسورة الأعراف في قومٍ ليس فيهم من يحفظها؟
وماذا يَضير مَن ليس يحفظُ إذا قرأ القارئ برواية قالون مثلاً: ((حقيقٌ عليَّ أن لا أقول على الله إلا الحق)) .. أو أن يقرأ ((وهْو العزيز الحكيم)) ... أي تشويش عليه في ذلك وهو يثق في إمامه ويعلَم أنه مُتقِن مُجيد؟!
أتُرى لو صلَّى إنسانٌ خلف شيخ المقارئ مثلاً فقرأ الشيخ برواية ورشٍ أو شعبةَ أو خلفٍ أو غيرهم ... أكان يُداخل ذلك المأموم شيءٌ من التشويش؟!
أتُرى يحقُّ لأحدٍ من العلماء أن يوصي شيخَ المقارئ إذا صلَّى بالنَّاس أن يدعَ القراءات والرِّوايات جانبًا ويتلو بالرواية المشهورة ... حتى لا يحدث تشويش.
أيها الأفاضل
انهضوا بتعليم القراءات وتخريج من يُتقِنها، وأشيعوا في الناس ذِكرَها، تقضوا على التشويش بإذن الله.
من كان يظنُّ قبل ثلاثين عامًا من الآن أنَّ طلبة العلم سيتَّجهون إلى دراسة الحديث، ويُكثرون من ذكر الصَّحيح والضَّعيف، ويتكلَّمون على العِلل، وعلى رجال الإسناد ... قد كان الشيخ الجليل ذو المنزلة يردِّد الأحاديث في خُطبه ودروسه وهو لا يعرف تخريجَها، ولا إسنادها، ولا درجتها .... ليس شيءٌ على الله بعزيز.
لعلَّ طلبة العلم يتَّجهون إلى الشَّاطبية فيحفظونَها، وإلى القراءات فيتعلَّمونَها، ولله في خلقه شؤون.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1) وهو الذي استقر القول عليه بعد الإمام ابن الجزري، تبعًا له؛ فإنه إمام الفن في عصره وبعده.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) كما عند الإمام النووي وغيره.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
شيخنا الجليل الفاضل القارئ المليجي جزاك الله خيرا وحفظك ونفع بك وبعلمك
كلام طيب والله .. فقد نصحت وبلغت
نعم علم القراءات علم عظيم .. به يقرأ كلام الله العظيم ... اللهم علمنا هذا العلم لنا وللإخوة بالمجلس
شيخنا المليجي .. هل ترون أن يكون هذا الموضوع جامعا لشيوخ القراءات الأحياء في كل بلد من بلدان المسلمين، حتى يتسنى للإخوة الدراسة عليهم ... أم يفتح موضوع مستقل، وذلك حتى نتعرف على أماكن تواجدهم(/)
الرجاء من الإخوة ذكر المجازين في القراءات الأحياء
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 04:23]ـ
السلام عليكم
من المجازون في القراءات العشر الذين تعرفونهم وهم أحياء ليتسنى لكل طالب علم معرفتهم والتعلم عليهم إن أمكنه ذلك
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 04:30]ـ
الدكتور أيمن سويد في جدة المملكة العربية السعودية
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 04:34]ـ
بوركت، اللهم احفظ الشيخ أيمن رشدي سويد
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 05:01]ـ
هذا رابط لموضوع على موقع الألوكة ... سيكون مفيدًا في هذه الصفحة إن شاء الله:
دليل الطالبين إلى معرفة القراء الجزائريين المجازين ( http://www.alukah.net/Sharia/0/23411/)
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 06:10]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المليجي
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 09:53]ـ
المجازون في جزيرة العرب
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=811
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 09:58]ـ
الشيخ:
كريم راجح
شيخ قرَّاء سوريا - حفظه الله تعالى
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 10:07]ـ
مصر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13035
لم أطلع على هذا الموضوع إلا الآن
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
في الحقيقة أنا من "مليج" بلدة الشيخ المقرئ رحمه الله، لكن مكثي فيها لم يطل إلى ما بعد تخرجي في كلية دار العلوم 1418 هـ، حيث ابتلعتني القاهرة في أحشائها، كما تفعل بكثير من القرويين.
وعمومًا أنا من جيل والشيخ - رحمه الله - من جيلٍ قبل الجيل الذي أنا فيه، فليس يجمع بيننا إلا المنشأ.
لكن لدي ما أقوله لمحبي الشيخ رحمه الله
في مليج ترددتُ على كُتَّاب الشيخ السيد سعد رحمه الله.
وفي بيوت الله عز وجل عرفت كثيرا من علماء البلدة:
- الشيخ محمدي الشتيحي رحمه الله (إمام مسجد سيدي نعمة الله - الأسبق)
الشيخ عبدالمنعم الغرابلي، والشيخ محمد يونس، والشيخ عبدالخالق قرطام، والشيخ كامل الجحش [كلهم تتابعوا على إمامة المسجد المذكور، وتركوها]
- الشيخ عبد المنعم مجاهد زغلول [إمام مسجد سيدي علي المليجي (الوصّال)، وهو أكبر مسجد للأوقاف بالبلدة] عالمٌ كفيفٌ بليغٌ إنشاءً وإلقاءً، كنت أقرأ له بعض الكتب والخطب في كثيرين غيري، من النوادر أنَّ له رسالةً عن الشيخ علي المليجي الوصَّال، استطرد فيها للتعريف بمليج وأعلامها، وهي لديَّ، والعجيب الذي لا يعرفه الكثيرون أنه ترجم للشيخ (الأستاذ الكبير محمد أحمد محمود الفحل شيخ مقرأة مسجد المليجي، وهو أستاذ مُقْرِئنا) ترجمةً وافية عجيبة، ولمَّا وقفتُ عليها تمنيتُ لو أنَّ مُقْرِئَنا التزم (أو اكتفى) بسنده القديم عن الفحل، إذن لصار بينه وبين الشيخ يوسف عجور رجلان فقط.
[[وهذان المسجدان - نعمة الله والمليجي - تعلم فيهما الشيخ صاحبُ الترجمة القرآنَ كما هو معروف]].
- الشيخ حامد عليوة - رحمه الله - إمام مسجد سيدي رضوان المغربي.
- الشيخ العلم الفرد محيي السنة بالبلدة: الشيخ مليجي قرطام [مؤسس مسجد الجمعية الشرعية وإمامه طول وجودي بالبلدة وحتى وفاته رحمه الله]، وكان يصلي التراويح بجزء من القرآن كل يوم بدون المصحف، ويُصلي العيد في الخلاء، ويمنع النساء من النياحة عند القبور، وينهى عن زيارة القبور في العيدين، ويحيي سنة زيارة القبور للرجال للعظة وللدعاء، وغير ذلك مما هو مشهور عنه - رحمه الله - من إحياء السنن، مع تتابُع الدروس والخطب، في وقت غُربة هذه الأعمال.
- الشيخ عبد الرازق أبو فاتي [إمام مسجد الأربعين، وهو من أهل القرآن] كفيف، وقد أجاز لي أن أقرئ بعض الإخوان، [أتوا بي إليه وقالوا له: نحن نقرأ على هذا فاختبره، فقرأت عليه فما ردَّ عليَّ إلا زيادة ترقيق اللام في سلطان، وأذِن لي أن أقرئهم].
- الشيخ عبد المرضي قنديل رحمه الله، من مفتشي الأوقاف.
- الشيخ صابر أبو محمود - رحمه الله - والد الأستاذ ياسر، من مفتشي الأوقاف، ولعلَّه قرأ على الشيخ الفحل فهو حفيدُه، وأسمعتُ عليه سورة فاطر وأنا صغير.
- الشيخ خُليفي أحمدي، مقرئ مُجوِّد بمعاهد القراءات، قرأت أمامه، ولديّ كتاب تجويد له.
- الأستاذ محمد سلامة، قرأ بالعشر، أسمعتُ عليه سورة آل عمران فقط في جلسة واحدة.
- الأستاذ كامل الجزار رحمه الله، من موجهي اللغة العربية.
- الأستاذ عبد الوالي شحاتة غنيم رحمه الله، كان مدير عام المدرسة الثانوية، درعمي، وهو شاعر مكثر وأديب متفنّن: له معرفة بالأدب والتاريخ والحديث والخط والإملاء، ما لازمه أحد ملازمتي له، والشاعر المشهور محمود غنيم أستاذه وعمُّه.
- وخاتمة من أعرف من الفضلاء الذين لي معهم ذكريات، [ولم أذكر سواهم وإلا فأهل الفضل في هذه البلدة كثيرون]: الدكتور الفاضل سعيد أحمد جمعة، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بجامعة الأزهر، وله مجموعة أبحاث منشورة في ملتقى أهل الحديث، وهو أيضا من أهل القرآن.
الفائدة لمحبي الشيخ (أحمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد بن محمد أبو الحسن)
أن شيخه محمد الفحل الذي أجازه بالعشر في عشرينات القرن الماضي هو عالم بالقرآن مُسندٌ فاضل، له ترجمة حافلة أملاها الشيخ: عبد المنعم مجاهد زغلول قبل سنة 1400هـ، وقد أجازته لجنة بالجامع الأحمدي من أعضائها الشيخ أحمد يوسف عجور، أجازته اللجنة بالعشر الكبرى.
فكيف يُنسى هذا الشيخ ويشيع أنَّ سند الشيخ هو عن الشيخ الزَّيَّات، رحم الله الجميع.
وللشيخ (أحمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد بن محمد أبو الحسن) ترجمة في بعض المواقع، وله ترجمة في كتاب: (الحلقات المضيئات) تُوهم أنه ما قرأ في الدنيا إلا على الشيخ الزَّيَّات، مع أنَّ الشيخ كان أستاذًا مقرئًا بمصر قبل أن يلقى الشيخ الزيات، بل كان شيخا لفضيلة الشيخ أحمد المعصراوي شيخ المقارئ المصرية قبل أن يعرف الزيات، فهل نقول: قرأ المعصراوي على المليجي على الزيات، هذا خطأ شديد.
أتمنى أن يقف على هذه الموضوع إخوة على صلة بالبلدة أو بأحد المذكورين للفائدة.(/)
الموضع الواحد والثواني والثوالث في القرآن الكريم
ـ[عبيد سالم متولي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجاء من الاخوة الكرام والحفاظ والمحفظين خاصة أن تدلوني على كتاب (ان كان موجودا) أو نتعاون في ايجاده وهو عن (الموضع الواحد والثواني والثوالث في القرآن الكريم)
لأنه كما تعلمون يعين الحفاظ على اتقان وتفادي بعض اشكالات الحفظ لكتاب الله تعالى
وجزاكم الله خيرا(/)
في رحاب القران الكريم بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 05:15]ـ
في رحاب القران الكريم
بقلم فالح الحجية الكيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
(واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد * يتجرعه ولايكاد يسيغه وياتيه الموت من كل مكان وما هوبميت ومن ورائه عذاب غليظ * مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لايقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد * الم تر ان الله خلق السموات والارض بالحق ان يشا يذهبكم ويات بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز * وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا مالنا من محيص * وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم * وادجل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام * الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار * يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياةالدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء* الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله واحلوا قومهم دارالبوار* جهنم يصلونها وبئس القرار* وجعلوا لله انداد ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فان مصيركم الى النار * قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة ومينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يوم لابيع فيه ولا خلال **)
سورة ابراهيم الايات \ 15 - 31
الحمد لله \
المؤمنون استفتحوا بالخير والامان اما الكافرون من المتجبرين والمتكبرين في الارض وكل عنيد بعيد بعناده عن رحمة الله تعالى فيوم القيامة اعد الله تعالى لهم عذابا شديدا يجدونه بعد استمتاعهم في الحياة الدنيا ووراء موتهم يجدون جهنم تنتظرهم وكل واحد منهم قد هييئ له من العذاب ما لايعلمه الاالله تعالى ليدخل فيه ويذيقه جزاء عتوه واستكباره فهو مثلا اذا اراد الماء ليروي ضماه يسقى من ماء فيها الصديد وهو القيح المختلط بالدم ا و قل هو مزيج من الجراحة والدم نتن الرائحة قبيح المنظر كريه المذاق حكم عليه بشربه فيتجرعه ولايكاد يسيغه ومن يستطيع شرب القيح وتاتيه اسباب الموت في كل وقت فترهبه وتفزعه لكنه يبقى بين الموت والحياة في نارجهنم لايموت فيستريح بالموت فيها ولايحيا ولا يخفف عنه من العذاب فهو عذا ب متصل شديد لافتورفيه فهو كما وصفه الله تعالى عذا غليظ أي قوي شديد المتانة والقوة فمثل اعمال هؤلاء وهم اصحاب النار كمثل كومة من الرماد- وهو مايتخلف من حريق الاشجار والقش الخفيف - تهب عليها ريح شديدة وعواصف كثيرة في يوم او وقت تشتد به الريح فتنثرها في السماء وتبعثرها شذر مذر فهم لايقدرون على جمعها بعد التبعثر والانتثار كذلك اعمالهم يوم القيامة فلا يجدون لها ثوابا لما عملوه في الحياةالدنيا الا الخسران والاخفاق 0
او لم يعرفوا قدرةالله وعظمته وهو الذي خلق السموات وما فيها والارض وما عليها وما في داخلها خلقهما بالحق وله القدرة ان يميتهم ويجيء بخلق غيرهم وهذه الامور هينة سهلة على رب العالمين وليس صعبة عليه سبحانه وتعالى
وفي يوم القيامة يجتمع الخلائق كلها بما فيها الانسان فيقول الضعفاء من البشر الذين كانوا تحت سطوة المتجبرين والمستكبرين فيقولون لهم انا كنا تابعين لكم نعمل ما تامروننا به في الحياة الدنيا فهل لكم في تخفيف عذابنا او رفع العذاب عنا من شيء او عندكم نوع من مقدرة على ذلك فاجابوهم انا هنا كلنا في جهنم وفي العذاب مشتركون فلو كنا على الهدى لهديناكم معنا فلو هدانا الله تعالى في الحياةالدنيا لاهتديتم معنا لذا فنحن كلناا في الضلال البعيد والبعيد صفة لسعته وشدته فاليوم نتلقى العذاب جراء اعمالنا وسواء صبرنا على العذاب او لن نصبر فانا فيه ماكثون
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد الحساب ودخولهم جهنم بسوء اعمالهم فيجدون الشيطان فيها فيقول لهم ان الله تعالى وعدكم ووعده الحق ناجز فوفاه لكم وانا وعدتكم كذبا فاطعتموني وما كان لي عليكم من قوة اوسلطان الا القول وتلفيقه وتزينه بالكذب عليكم لاغوائكم فاطعتموني فانتم استجبتم لدعوتي من تلقاء انفسكم فلا تلوموني على شيء انما اللوم يقع عليكم وعلى انفسكم فاليوم لست استطيع استغاثتكم ولا تستطيعون مساعدتي في شيء فكلنا في العذاب مشتركون وان الله قد حكم بين العباد فا لظالمين في عذاب شديد قوي ونحن الظالمون
المؤمنون الذين ادخلهم الله تعالى الجنة بصالح أعمالهم اسكنهم فيها من حيث لم يحتسبوا ولم يخطر على بالهم من نعيم الجنة الوارف ظلالها الجارية من تحتهم انهارها في نعيم دائم خالد ومقيم بأمر من الله تعالى ويحييهم ملائكة الرحمن الموكلون بخدمتهم في الجنة بتحية الاسلام.
اما الكلمة الطيبة التي دعي المؤمنون اليها في لفظها ومعناها في حسن التكلم والتأدب بأداب المجالسة واصلاح الاخرين فما هي الا اشبه بشجرة كبيرة وارفة الظلال تظل الناس من حرارة الشمس في اليوم القائض الشديد الحر. جذورها ثابته في الارض واغصانها منتشرة في جو السماء كأنها ظلة ذات ثمار طيبة ودائمة طيبة دائمة الاخضرار. كل شئ فيها نافع تسر الناظرين. فالكلمة الطيبة شبيهة بهذه الشجرة وفائدتها مثل فائدتها بل أعظم ((كلمة طيبة خير من صدقة يتبعها أذى)). فهي السبيل الى الفهم والتعقل والدرايه والخير بين الناس وسلوكيتهم في حياتهم ومن كانت سلوكيته العمل الصالح والنطق الطيب فهو من أصحاب الجنة.
اما الكلمة القبيحة مثل اثارة الفتن اونشرالمبادى ء السيئة الهدامة او الكلمة التي تلحق الاذى بالاخرين فمثلها كمثل شجرة موصوفة بخبث الرائحة وقبح المنظر ورداءة الثمر فهي لامجال لها في الحياة لذا تقطع لامحالة وكذلك الخلق السيء في البشر والكلام النابي البذيء واشاعات السوء والضلال فانها تؤذي الناس فانها الى الزوال فما لها من بقاء في الارض فالله تعالى يثبت المؤمنين الداعين الى الخير والساعين في النفع وفائدة الناس بالقول الثابت والايمان الصادق في حياتهم الدنيا لانهم لايقولون غير الحق والصدق والايمان ويانفون ا ن يقولون ما لايرضى من القول فالله تعالى يثبتهم على قول الحق في الحياةالدنيا ويثيبهم على اقوالهم في الاخرة فيدخلهم الجنة بفضله وجزاء ما قالوه فخدموا الناس بقولهم ويدخل في هذا المجال كل القول سواءالمشافهة او المكتوب او المنشور من الكتب والصحف والجلات او شبكة الانترنيت او غيره مما يقوله الناس اويفعلونه كل يعامل باقواله وافعاله وهذه من تلك.
فالذين يبدلون نعمةالله تعالى كفرا فلايشكرون الله تعالى عليها وكانوا سببا في ادخال اقوامهم في الهلاك والقتل والتشريد بفعل قولهم او مانشروه من كلام او امروا غيرهم بفعل ذلك فالله تعالى يحاسبهم في يوم القيامة على ما قالوهاو كتبوه فلهم جهنم فهي دارهم وماواهم الاخير والثابت فمثلهم كمثل المشركين او الكافرين الذين يجعلون لله تعالى شركاء سواء من البشر او الموتى او الالهة فهم فيه سواء وان هؤلاء مصيرهم يوم القيامة الى النار
فقل ياحبيبي يارسول الله لعبادي المؤمنين علبيهم باقامةالصلاة ويواظبون على قيامها في اوقاتها وحسن ادائها على افضل وجه ويتصدقوا على الفقراء من خالص اموالهم بالسر والعلانية بالقدرالذي لايؤثر على حياتهم العائلية وبما حدده الشرع او اكثر قبل ان يحل بهم يوم القيامة وهو يوم الفصل بكل الاعمال فعندها فلا تنفع فدية او صداقة انما اعمالهم هي الفصل بينهم 0 والله تعالى اعلم.
فالح الحجية الكيلاني
***************************(/)
دروس القول المنير في علم أصول التفسير للشيخ صالح العصيمي
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:12]ـ
كان من ضمن الكتب المشروحة من قبل الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله السنة الماضية من برنامج التعليم المستمر بعد صلاة العشاء كتاب (القول المنير في علم أصول التفسير مقدمة في علوم القرآن و أصول التفسير) تصنيف الشيخ العلامة إسماعيل بن عثمان الزين المكي المتوفى سنة 1414 و قد جعل كتابه مشتملاً على عشرين درساً وقد تم - والحمدلله - إقراؤه كاملاً من قبل شيخنا في السنة الماضية.
الدرس الأول
17/ 3/1431
شرح الشيخ فيه
مقدمة الكتاب
الدرس الأول: تعريفُ عِلْمِ أُصولِ التفسير - مُوضوعُهُ - اسْتِمْدَادُهُ وَاضِعُهُ - أوَّلُ من أَلَّفَ فيهِ من العُلماءِ الأعلامِ.
الدرس الثاني: أسماءُ القرآنِ , و معنى السورة و الآية.
http://www.4shared.com/file/sEZulG78/__1___.html (http://www.4shared.com/file/sEZulG78/__1___.html)
الدرس الثاني
24/ 3/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس الثالث: معرفةُ فاضل القرآن و مفضوله - قراءته بغير العربية - ترجمته - قراءته بالمعنى - تفسيره بالرأي و الهوى.
الدرس الرابع: في معرفة المكي و المدني.
http://www.4shared.com/file/IKZdaqh6/__2___.html (http://www.4shared.com/file/IKZdaqh6/__2___.html)
الدرس الثالث
1/ 4/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس الخامس: معرفة الحَضري و السفري.
http://www.4shared.com/file/D3lJ9fFz/__3___.html (http://www.4shared.com/file/D3lJ9fFz/__3___.html)
الدرس الرابع
8/ 4/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس السادس: في النهاري و الليلي و الفراشي.
الدرس السابع: معرفة الصيفي و الشتائي في التنزيل.
http://www.4shared.com/file/6ai4zuua/__4___.html (http://www.4shared.com/file/6ai4zuua/__4___.html)
الدرس الخامس
15/ 4/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس الثامن: في أولِ ما نزل , و آخر ما نزل من القرآن الكريم.
الدرس التاسع: معرفة سبب النزول.
http://www.4shared.com/file/9dsoa5jk/__5___.html (http://www.4shared.com/file/9dsoa5jk/__5___.html)
الدرس السادس
22/ 4/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس العاشر: في المتواتر و المشهور و الآحاد و الشاذ من القراءات.
http://www.4shared.com/file/muOx8jmz/__6___.html (http://www.4shared.com/file/muOx8jmz/__6___.html)
الدرس السابع
14/ 5/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس الحادي عشر: في القراءات الواردة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنهُ قرأَ بها.
الدرس الثاني عشر: فيمن اشتهر من الصحابة و التابعين رضوان الله عليهم بحفظ القرآن الكريم و إقرائه.
http://www.4shared.com/file/lpZQC8ab/__7___.html (http://www.4shared.com/file/lpZQC8ab/__7___.html)
الدرس الثامن
28/ 5/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس الثالث عشر: وقوع المعرب و الغريب في القرآن الكريم
الدرس الرابع عشر: المشترك و المترادف.
http://www.4shared.com/file/9e92Y-JM/__8___.html (http://www.4shared.com/file/9e92Y-JM/__8___.html)
الدرس التاسع
5/ 6/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس الخامس عشر: في مباحث المعاني المتعلقة بأحكام القرآن الكريم.
الدرس السادس عشر: ماخُصِّصَ من الكتاب بالسنة و ما خُصَّ من السنة بالكتاب.
http://www.4shared.com/file/Gfxwp17n/__9___.html
الدرس العاشر
19/ 6/1431
شرح الشيخ فيه
الدرس السابع عشر: فيما ورد من الناسخ و المنسوخ في القرآن الكريم.
الدرس الثامن عشر: في المجمل و المبين من القرآن الكريم.
الدرس التاسع عشر: المطلق و المقيد.
الدرس العشرون: آداب تلاوة القرآن الكريم.
وختم الكتاب ولله الحمد.
http://www.4shared.com/file/UUYfbSx6/__10___.html (http://www.4shared.com/file/UUYfbSx6/__10___.html)(/)
لماذا لانجهر بالبسمله في سورة الفاتحة
ـ[محمد الحريصي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 10:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لماذا لانجهر باالبسمله في سورة الفاتحة مع العلم بأنها ايه في القران الكريم ومرقمه خلاف الأيات الأخريات.
وما المقصود باالسبع المثاني
وهل نحن أثمين بعدم الجهر بها
ولماذا لانجهر بها
والله اعلم ارجو افادتي لئن هذا الأمر بنسبه لي امر مهم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:03]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
/// لماذا لانجهر باالبسمله في سورة الفاتحة مع العلم بأنها ايه في القران الكريم ومرقمه خلاف الأيات الأخريات.
لا نجهر بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر بها كما روى ذلك أنس بن مالك رضي الله عنه, وكونها آية في القرآن مختلف فيه, ولكن المتفق عليه أنها بعض آية من القرآن كما في سورة النمل.
/// وما المقصود باالسبع المثاني
المقصود بها فاتحة الكتاب كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
/// وهل نحن أثمين بعدم الجهر بها
لا
/// ولماذا لانجهر بها
سبقت الإجابة, والله تعالى أعلم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:48]ـ
الأخ الكريم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عبارة "السَّبع المثاني" ... وردتْ في قوله تعالى في سورة الحِجر: (((ولقدْ آتيْناكَ سبعًا من المثاني والقرآنَ العظيم))).
والصحيح المشهور - كما في صحيح البخاري - أنَّ السَّبع المثاني: سورة الفاتحة.
وهي سبْعُ آياتٍ بلا خلاف.
أما قولك - بارك الله فيك -:
لماذا لا نجهر بالبسملة في سورة الفاتحة
فاعلم أنه ليس كلُّ الناس يتركون الجهر بالبسملة، وليس كلُّ الناس يَجهرون.
بل يَجهر قوم، ويترُك الجهر قوم.
وهؤلاء لهم أئمَّة وسلفٌ في ترْك الجهْر، وأولئِك لهم أئمَّةٌ وسلف في الجهْر بالبسملة.
قولُك:
مع العلم بأنها آية في القرآن الكريم ومرقمة خلاف الآيات الأخريات.
اعلم أن غالب المصاحف المتداولة بين أيدينا إنما كُتبتْ ورُسِمت على ما يوافق رواية حفص عن عاصم.
واتُّبِعتْ في عدِّ آياتها طريقة الكوفيين.
وهذا مُثبَتٌ في آخِر المصاحف المتداولة.
فإذا تبيَّن لك ذلك سهُل عليك أن تعرف أن هناك أعدادًا أخرى غير العد الكوفي.
فهناك أيضًا العدّ المدني: الأول والأخير، والعد المكي، والعد البصري، والعد الشامي.
راجع هذا الرابط:
إطلالة على علم العدد - أو الفواصل ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60413)
..
فالبسملة في سورة الفاتحة آية في العد الكوفي والعد المكي، وليست آية في غيرها من الأعداد.
وعند غير الكوفي والمكي يكون (الذين أنعمت عليهم) رأس آية، فلا خلاف في الإجمال أن عدد آي الفاتحة سبْع آيات.
فهذا جواب قولك إنها آية ومرقمة ... فليس هذا بإجماع عند علماء العدد؛ لذلك وقع الخلاف .... هذه واحدة.
مع أن مَن يُبسمل بدون أن يجهر لا يُعدُّ مسقِطًا للبسملة.
= = =
بقي أن تعرف مذاهب الأئمة الفُقهاء في الجهر والإخفاء للبسملة.
فالإمام الشافعي ومَن تابعه يَجهرون بالبسملة في الصلاة الجهرية.
ومذهب الإمام مالكٍ أنه لا بسملة في صلاة الفرض، فإن بسمل فلا يَجهر.
ومذهب الإمامين أبي حنيفة وأحمد بن حنبل إخفاء البسملة، أي الإسرار بها.
= = =
والذي يُرجحه العلماءُ في فتاويهم الإسرار بالبسملة.
= = =
واعلم أنَّ كلامَنا بخصوص الجهر إنما هو في الصلاة الجهرية فقط،، والله - عزَّ وجلَّ - أعلى وأعلم.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 02:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رقم الفتوى: 5255عنوان الفتوى:أقوال العلماء في الجهر والإسرار بالبسملة قبل الفاتحة في الصلاةتاريخ الفتوى:الأربعاء 27 - 650 / السؤال بسم الله الرحمن الرحيم جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الطيب، وكثر الله من أمثالكم. بالنسبة للجهر بالبسملة عند الصلاة الجهرية أي قبل قراءة الفاتحة وبعد الفاتحة، جائز أم تقرأ سرا؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجهر بالبسملة قبل قراءة الفاتحة قد وقع فيه الخلاف بين العلماء فمنهم من قال هو سنة، ومنهم من قال السنة الإسرار. قال الإمام ابن قدامة: ولا تختلف الرواية عن أحمد أن الجهر بها غير مسنون. قال الترمذي: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ. وذكره ابن المنذر عن ابن مسعود، وابن الزبير، وعمار، وبه يقول الحكم، وحماد، والأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، وأصحاب الرأي. ويروى عن عطاء، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: الجهر بها وهو مذهب الشافعي .. إلخ. انظر المغني (1/ 521)
والحق أن هذه المسألة قد أطال العلماء فيها الكلام، ومنهم من ألفّ فيها كما قال الصنعاني في سبل السلام وقد أطال العلماء في هذه المسألة الكلام وألف فيها بعض الأعلام وقال أيضاً: واختار جماعة من المحققين أنها مثل سائر آيات القرآن يجهر بها فيما يجهر فيه، ويسر بها فيما يسر فيه .. إلخ (1/ 329).
والراجح -والله أعلم- أن الجهر والإسرار بالبسملة قد وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الإسرار بها كان أكثر، وما أجمل كلام الإمام ابن القيم إذ يقول: وكان يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم وليلة خمس مرات أبداً حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جُمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح، وهذا موضع يستدعي مجلّداً ضخماً. انظر زاد المعاد (1/ 206 - 207).
وبناءً على ما تقدم، فالسنة الإسرار بالبسملة، ولا بأس بالجهر بها في بعض الأحيان جمعاً بين الأدلة.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=5255 (http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=5255)
ـ[محمد الحريصي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 10:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله الذي وفقني بفضله ثم بفضلكم ايه الأخوه والأخوات الأفاضل بتكرمكم بلرد على ولايسعني الا ان اقول جزاكم الله عني وعن جميع المسلمين والمسلمات خير الجزاء واسئل الله عزا وجل ان ينفع بكم والشكر كل الشكر لمن تكرم بلرد علىى سؤالي وهذا ماكنت اشيل همه انا وكثيرين من الناس والشكر موصول للمنتدى والقائمين عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
(لتركبن طبقا عن طبق)!
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله ..
تأملت كثيرا فيما يدور حولي من عجائب الدنيا وحالها وحال أهلها، ومن تلك التأملات؛ مراحل العمر التي يمر بها الإنسان في حياته، فالإنسان يمر بمرحلة الطفولة، وقد احتلَّ محلَّ غيرِه ممن سبقه وانتقل إلى مرحلة الشباب! ثم تجد ذلك الطفل يبلغ مرحلة الشباب، بينما انتقل الذي سبقه إلى مرحلة الكِبَر!! وهكذا كل يحل محل الآخر .. وينتقل الإنسان من طوره إلى طور غيره، فكل يترك مرحلته لمن قبله، وينتقل إلى مرحلة من أمامه!! (لتركبن طبقا عن طبق)!
قد أكون مصيبا في ربط تأملي بهذه الآية، وقد أكون مخطئا ..(/)
أرجو من إخواني توجيهي لعله أخطأ فهمي!
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الأفاضل، حصل لي إشكال في العبارة الآتية:
قال ابن عطية في تفسيره الآية 19 - 20:
وَحَكى النَّقَّاشُ أَنََّ مِنَ العُلَماءِ مَنْ قَرَأَ بِأَسْماعِهِمْ، وقَرَأَ إِبْراهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ: "وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَذْهَبَ أَسْماعَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ".
وقد بحثتُ عن قراءة بأسماعِهم فوجدتُها لابن أبي عبلة هكذا: لأذهب بأسماعهم؛ بإثبات همزة التعدية، والباء الجارة، كما في: الكشاف (1/ 119)، والقرطبي (1/ 224)، والبحر المحيط (1/ 230). وهي قراءة شاذة.
وأما الثانية فنسبها ابن عطية إلى ابن أبي عبلة كذلك، ولم أجد هذه القراءة، أي التي بدون الباء الجارة مع إثبات الهمزة.
فكيف يستقيم ذلك ألا تُنْسَب القراءة التي قرأها له، وتنسب له قراءة ما قرأ بها؟!
فأرجو من إخواني توجيهي لعله أخطأ فهمي!
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 07:53]ـ
ألا يوجد مَن شمر عنْ ساعد الجد لمساعدتي؟!
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 02:13]ـ
أين مشايخ القراءات والتوجيهات؟
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 02:59]ـ
فعلا ليس في معجم القراءات لعبد اللطيف الخطيب (1/ 60) إلا القراءة الثانية، ولو تلاحظ يا أخي الكريم أن في نسخة وزارة الأوقاف القطرية من المحرر الوجيز (1/ 142) وضعوا قول النقاش [بأسماعهم] بين معقوفين، ووضعوا قراءة إبراهيم بن أبي عبلة كذلك بين معقوفين، فلعل الآية من زيادة المحقق إن لم تكن اتضحت له في المخطوط، وعموما، أنا لم أطلع على تفسير أبي بكر النقَّاش المسمى شفاء الصدور، ولعل في الاطلاع عليه حلا لما تريد، وعلى افتراض صحة ما أمامنا في المحرر الوجيز، فلعل ابن عطية نقل عن النقاش قوله، ثم استدرك عليه ببيان أن قراءة ابن أبي عبلة فيها أيضا: لأذهب، وليس فقط: بأسماعهم، وأنه لم يقف على من قرأ: لذهب بأسماعهم!
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 04:00]ـ
وعلى هذا فإما أن تكون الباء من (بأسماعهم) سقطت من مطبوع المحرر الوجيز، أو يكون السقط أكبر، أي يكون أصل الكلام: (وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة ولو شاء الله لأذهب بأسماعهم وأبصارهم، فالباء زائدة التقدير لأذهب أسماعهم وأبصارهم)؛ فيكون انتقال نظر.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:31]ـ
جزاك الله خيرا أخي الباحث النحوي.
ولكن ماذا لو كانت المخطوطات هكذا، كما نقتله فوقُ، فهل يقال: إنه وهم في نقله؟(/)
أريد عناوين رسائل جامعية حول تفسير الألوسي
ـ[عرابي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 11:29]ـ
السلام عليكم
أرجو من كل من يعرف عنوان رسالة جامعية (ماجستير أو دكتوراه) حول تفسير الألوسي في أي تخصص أن يضع هنا عنوانها.
وبارك الله فيكم.
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 01:03]ـ
الاتجاه الفقهي في تفسير الألوسي ((رسالة ماجستير))
ـ[فتى الأندلس]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:14]ـ
نبحث لك بإذن الله
ـ[عرابي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 02:29]ـ
بارك الله فيكم(/)
لم قيل (وعنده مفاتح) ولم يقل (مفاتيح الغيب عنده)؟ وماذا نردد مع اسم الله الرقيب؟
ـ[برق المجلس]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 12:19]ـ
السؤال الاول:: قال الله تعالى (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو) لماذا لم يقل (مفاتيح الغيب عنده)؟ صيغة السؤال كما وردت تماما ..
السؤال الثاني:: ما هو العمل الذي نقوله ونردده مع اسم الله الرقيب؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 02:10]ـ
السؤال الاول:: قال الله تعالى (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو) لماذا لم يقل (مفاتيح الغيب عنده)؟ صيغة السؤال كما وردت تماما ..
الجواب: أن تقديم الخبر لإفادة الحصر والاختصاص.(/)
متى كان القرآن نصاً إفتراضياً؟!
ـ[أبوعبدالله البخاري]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 08:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ..
أما بعد:
أثناء زيارتى للأردن قبل أسبوع, لفت إنتباهي عنوان في واجهة إحدى المكتبات نظراً لاهتمامي بتفاسير القرآن الكريم, وكان هذا العنوان:"تفاسير صوفية غير منشورة",جمع و تحقيق و تعليق الدكتور مختار الفجّاري,
أستاذ تعليم عالي-أستاذ الحضارة بجامعة 7 نوفمبر بقرطاج, المعهد العالي للغات بتونس.
ولمّا كنت معجباً بما يصدره من حين لآخر عدد من أساتذة الجامعة التونسيّة من دراسات و بحوث جدّية, فقد بادرت بإقتناء الكتاب, و لكنني عند قراءته أصبتُ بخيبة أمل كبيرة هذه المرّة و قد رأيت من الواجب عليّ تنبيه القارئ و إشراكه في ما حصل لي من ملاحظات قسمتها إلى ملاحظات شكلية و أخرى في العمق.
الملاحظات الشكلية.
هل من الأخلاق العلمية السطو على جهود الغير؟!
أكد صاحب الكتاب في عنوانه أنه تفاسير صوفية غير منشورة, قام هو بجمعها و تحقيقها, و لكنّ الكتاب يضم في الواقع ثلاثة نصوص: إثنان منها سبق تحقيقها و نشرها, و الثالث فيه نظر.
أما النصّان الأولان فسماهما: أ) تفسير الحلاج
ب) تفسير الجنيد
و الحقيقة أن المادة المضمّنة في هذين التفسيرين منسوخة عن العمل الذي قام به المستشرق لويس ماسينيون في تحقيقه المنشور بخطّ يده ل"حقائق التفسير"للسلمي و "عرائس البيان" لروزبهان البقلي, و كذلك كتاب "زيادات حقائق التفسير" للسلمي أيضاً و الذي حققه و نشره المستشرق جيرارد بورنق. مع العلم أيضاً, أن "حقائق التفسير" سبق تحقيقه و نشره ثانية من قبل سيّد عمران. وهي كلها أعمال معروفة و يتضح جيّداً أن الفجّاري, قد اطلع عليها بل و يعترف هو نفسه, في عمله هذا, بإعتماده إعتماداً مطلقاً, فلماذا و الحال هذه إذأً يدعي في غلاف كتابه أنها غير منشورة؟! و لماذا ينتحل فضل تحقيقها, سالباً أصحاب الفضل الحقيقيين ثمرة جهدهم؟! ألا يتعارض ذلك مع واجب الأمانة العلمية المفروض على كل باحث أكاديمي؟!
أما النص الثالث و الذي فيه نظر, فهو كما سماه "صاحب"الكتاب:"كتاب مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل من أنفاس الشيخ الإمام العالم الأوحد العارف المكاشف تاج العارفين و لسان المحققين: فخرالدين عبدالله أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الحرالّي."
و هو عندنا محل نظر, لأننا أحسسنا إحساساً, و إن كان لا يرقى إلى اليقين, بأن الفجّاري لم يعد مباشرة إلى نص المخطوط, و بدا لنا من خلال عديد القرائن أن نسبة الجمع و التحقيق إليه قد لا تكون مسلمة, و إن كنا في الحقيقة لا نعرف حاليا المصدر الأصلي المحتمل, و لكن ما نحن متيقنون منه وم أن العمل الذي قدمه الفجّاري في "كتابه" هذا لا تتوفر فيه أدنى الشروط العلمية لفعل التحقيق, إضافة إلى ما تضمنه التقديم الذي مهد به لهذا "الكتاب",من أخطاء عجيبة أحيانا. و قد رفعنا عبارة كتاب بين ظفرين, لأنها لا تعني هنا كتابا بالمعنى الإصطلاحي الشايع الذي فهمه الفجّاري ,و إنما تعني "رسالة",كما نقول:"إذا جاءك كتابي هذا" أي رسالتي أو مكتوبي, و حجم هذا "الكتاب" يدل على ذلك, إذ رغم محاولة الفجّاري لتطويله بالإكثار من المساحات الفارغة, حتى أن عدداً من الصفحات لا تحمل كل منها إلا بضعة أسطر, فإنه إجمالا و بعد حذف تلك الفراغات لا يكاد يتجاوز عشرة صفحات من الحجم المتوسط.
هذا من حيث التجاوزات الشكلية أما من حيث الأخطاء و التجاوزات في المحتوى فسوف نجمل بعضها في العنوان التالي:
هل أصبح الإدعاء عندنا علما؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد إنتحال الفجّاري جهد غيره و نسبته إلى نفسه و خاصة جهد المستشرق لويس ماسينيون المعروف بحبه الشديد للحلاج و اهتمامه بالتصوف الإسلامي عموما, صدق نفسه و توهم فعلا أنه بذلك أصبح صاحب مدرسة الحقيقة بصدق, لذلك, لم أقرأ في عمل الفجّاري هذا ,أصدق من إعترافه قائلا:"أما المرحلة الثالثة فهي التي ندعي إنجازها هنا" (ص2) لأن قول المؤلف إنه يمثل " النمو الطبيعي" لمحاولات ماسينيون و تلميذه بول نويا, بل إنه مصوب أخطائهما, و لم يجد الزمان بعدهما إلا به هو ليدرس التصوف الإسلامي و يجمع و يحقق نصوصه, إن قواه هذا ليس إلا مجرد إدعاء, لأنه يجهل أو يتجاهل كما هائلا من الدراسات العلمية الجادة حول التصوف الإسلامي, حفلت بها المكتبات العامة و المكتبات الجامعية في العديد من البلدان العربية بما فيها تونس.
و لكن هذا الإدعاء يهون أمام إدعاء آخر أعظم, يزعم فيه الفجّاري, و أرجو أن يكون ذلك منه سوء تعبير, أن القرآن الكريم نص إفتراضيّ أي موضوع للشك مثله مثل الشعر الجاهلي و خطب الكهان, و ذلك في قوله حرفياً:"إن منطلقنا في الكتابين الأولين نصوص إفتراضية لأنها دونت لاحقا و خضعت للإكراهات نفسها التي خضعت لها خطاباتنا الشفوية القديمة مثل الشعر الجاهلي و الخطابة و القرآن" (ص1).
فإذا تجاوزنا على مخض هذا الإدعاء الخطير بكل ما يترتب عنه من نتائج دينية و معرفية, لا نريد التوقف عندها لأن القرآن الكريم منزه عن كل ريب, فإن ما سماه الفجّاري تحقيقا لا يخضع لأبسط قواعد التحقيق, و هي:
1 - أن لا يكون النص محققاًمن قبل, و قد راينا عكس ذلك أن المؤلف إنما أعاد نشر نصوص محققة و منشورة, و غاية ما فعله أنه, و دون العودة إلى المخطوط الأصلي, إكتفى بالترجيح التخميني لأحد التحقيقين السابقين إذا إختلف في بعض العبارات, و حتى في هذا فقد وقع في خطاء الفهم أحياناً مثل ما ورد في تفسير الحلاج لقوله تعالى (في سورة الحاقة):" فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون" قال الحلاج-حسب تحقيق سيد عمران-:" ... وما أظهر الله من صفات و أراهم من صنعه و أبدى لهم من عمله في جنب ما إختزن عنهم إلا كذرة في جميع الدنيا و الآخرة و لو أظهر الله من حقائق ما إختزن لذابت الخلائق عن آخرهم فضلا عن جملها", و لكن الفجّاري خطّأ المحقق في عبارة جَملها, و عوضها بعبارة " حَملها", و هي عبارة لا معنى لها في هذا السياق, و الصواب ما أورده المحقق أي جَملها (بالجيم لا بالحاء) بمعنى فضلاً عن جمعها و إجمالها: ما ظهر منها و ما خفي.
2 - التعريف بالمخطوط المحقق و مختلف نسخه و تاريخ نسخه و مكانه و خطه و التعريف كذلك بصاحبه و بناسخه, و هو ما غاب تماماً في هذا التحقيق المزعوم سواء في تفاسير الحلاج و الجنيد أم في كتاب الحرالّية "مفتاح الباب" الذي لم نعرف من الفجّاري من يكون هذا الشخص, من أي بلد من بلدان الأندلس هو, على من درس من المشايخ و ما هي مكانته في عالم التصوف و إن كانت له مؤلفات أخرى و اكتفى بالتعريف العام "هو علم من أعلام الصوفية بالأندلس." و قد لاحظ أن الهمزة في هذا النص كثيراً ما ترد مخففة أو مليّنة, و نسب ذلك دون حجة إلى الناسخ, مع العلم أن الميل إلى اللهجات الدارجة كان من الميزات التي وسمت الكتابة الأدبية و غيرها في الأندلس خلال هذه المرحلة المتأخرة أي بداية من القرن السابع الهجري.
و الغريب أن المحقق, و هو يحاول وصف المخطوط, لا يذكر نوعية الخط, و يبدو أنه لا يميز بين نظم الخط العربي المختلفة, و اكتفى بتأكيد غريب و عام جداً يكاد لا يعني شيئا و هو أنه يوجد " شبه جزئي بين هذا الخط و بين بعض القرائن الأسلوبية في مقدمة إبن خلدون مثلا" (هامش ص8) و للقارئ أن يتساءل كيف تجوز المقارنة بين خطّ ما و هو شكل في رسم الحروف و بين الخصائص الأسلوبية في مقدمة إبن خلدون و هي سمات فنية تهم المعنى و البلاغة؟! مع ضرورة التنبيه إلى كثرة الأخطاء اللغوية و أخطاء الطباعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الكسل الذهني و سوء الفهم: يوفر لنا عمل الفجّاري مثالاً صريحاً للكسل الذهني الذي يعتري بعض مثقفينا و كتّابنا, عندما يحاولون الحصول على "أمجاد" رخيصة, لا يقدمون لنيلها إلاّ مجهوداً أدنى لا يكاد يذكر. إن تقديم الفجّاري للنصوص التي أعاد نشرها لا تتجاوز ثلاث و عشرين صفحة, على الإجمال, و لكن إذا حذفنا منها الشواهد المطولة و التي تستغرق ثلثي الصفحة أحياناً, لا يبقى منها إلا بضع صفحات أغلب ما تضمنته هو سلخ لجمل النصوص المقدمة و إعادة صياغتها بتحريرات خفيفة. وعندما غامر "المؤلف" في حالات قليلة بتقديم إجتهاد شخصي في فهم بعض الفقرات و التعابير وقع في أخطاء عجيبة و لعل أغربها, إلى حد الدفع إلى الضحك, فهمه لحديث الحرالّي عن "أسنان الجسم و القلب" و هويقصد بعبارة أسنان جمع "سنّ" أي العمر, فقال " إن أسنان الجسم أرابيع و أسنان القلب أسابيع" بمعنى أن عمر البدن ينقسم إلى أربع مراحل هي: الطفولة و الشباب و الكهولة و الشيخوخة, و قياسا على ذلك جعل للقلب سبع مراحل من العمر, و لكن الفجّاري فهم الأسنان بإعتبارها أسنان الفم فقال:" و لما كان عمر الإنسان مرتبطا بعدد الأسنان فقد جعل للقلب أيضاً أسنانًا على المجاز" (ص13). و الغريب كيف يمكن لشخص بمثل هذه المحدودية في الفهم, أن يزعم لنفسه إنجاز مشروع علميّ يقوم على دراسة التفسير الصوفي القائم أصلاً على الرمزية و الإشارة و التأويل؟!
4 - الأمانة العلمية: تعتبر الأمانة العلمية أول شروط البحث الأكاديمي و لم يخالفها الفجّاري فقط من خلال نسبته أعمال غيره و ادعاء السبق فيما لا سبق له فيه, و إنما تعدى ذلك الى إنتحال صفة.
اقد إستفزتني كل تلك التجاوزات في كتاب الفجّاري فاتصلت بصديق لي مدرس في جامعة 7 نوفمبر بقرطاج بتونس أستوضحه الأمر عن المؤلف, فعلمت منه ما زادني اسفاّ, علمت أن الفجّاري الذي ألحق إسمه في غلاف الكتاب بصفة " أستاذ تعليم عالي" هو في الحقيقة أستاذ مساعد. و هو يشتغل حالياً في جامعة طيبة بالمدينة المنورة برتبة أستاذ مساعد متعاقد و لم يرتق أبداً لا إلى رتبة محاضر (مشارك) و لا رتبة أستاذ, بعد أن خاب في إجتياز إختبار التأهيل الجامعي, و قد بررت اللجنة العلمية قرارها بضعف ملفه العلمي. و هو ما يؤكده كتابه هذا الذي بين أيدينا.
و لكن لا يسعنا, و نحن نختم هذه الملاحظات, إلا أن نتوجه باللوم إلى الناشر و هو دار " عالم الكتب الحديث" بالأردن, لأنه لم يتثبت في مصداقية ما ينشر حتى و إن حاول تبرئة نفسه مسبقا بالقول في الغلاف الداخلي:"يتحمل المؤلف كامل المسؤولية القانونية عن محتوى مصنفه", و لكن من يتحمل المسؤولية الأخلاقية؟!
عماد علي حسين.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:25]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اليس هذا المتعالم من نتائج محاربة الإسلام في تونس عبر سياسة تجفيف المنابع(/)
صليل المهند .. في كيفية نطق المشدد
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 12:13]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد:
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
وبعد:
فهذه رسالة قصيرة أردت أن أوضح فيها كيفية النطق بالحرف المشدد، وذلك بعد ظهور الاختلاف في نطق المشدد ـ المدغم ـ الكامل، وفَصل المشدد بعضه عن بعض، وهذا خطأ محض وقع فيه بعض الأفاضل أخذا منهم بظاهر بعض النصوص، ولذا سوف نحاول توضيح الصواب في المسألة إن شاء الله.والله المستعان.
ولذا أذكر مقدمة يسيرة عن تعريف الإدغام وزمنه وفائدته ثم نشرع في نقاش المسألة ثم نختمها ببعض التنبيهات التي يجب علي القارئ الانتباه لها
تعريف الإدغام:
وأما الإدغام: فهو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرها حرفا واحدا مشددا، وكيفية ذلك أن يصير الحرف الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه، فإذا تصير مثله حصل حينئذ مثلان، وإذا حصل مثلان وجب الإدغام حكما إجماعيا) التمهيد ص 8
ويقسم الإدغام إلي كامل: أي عدم بقاء الحرف وصفته مثل:"قدتَّبين"
وناقص: أي ذهاب الحرف وبقاء صفته مثل "أحطت"
قال ابن جني سر صناعة الإعراب ص56: فأما النون إذا أدغمت بغنة والطاء والصاد والظاء إذا أدغمن بإطباق فقد قلبن إلى لفظ ما أدغمن فيه البتة وما بقي من رائحة الإطباق لا يخرج الحرف من أن يكون قد قلب إلى لفظ ما بعده لأن شرط الإدغام أن يتماثل فيه الحرفان فجرى الإطباق والغنة بعد الإدغام في قلة الاعتداد بهما مجرى الإشمام الذي لا حكم له حتى صار الحرف الذي هو فيه في حكم الساكن البتة وسترى القول فيه والدلالة عليه إن شاء الله)) ا. هـ
زمن الحرف المشدد:
قال المالقي: زمان النطق بالحرف المدغم أطول من زمان النطق بالحرف غير المدغم بقدر ما فيه من التضعيف، كما أن زمان النطق بالحرفين المفككين أطول من زمان النطق بالحرف المدغم) الدر النثيرص172
فائدة التشديد ـ الإدغام ـ:
قال المالقي: تخفيف الكلمة إذ النطق بالحرف مرة واحدة وإن كان مشددا أخف من النطق به مرتين إذا فك ولذا شبه الخليل تكرار الحرف بمشي المقيد إذا رفع رجله ثم وضعها ـ عادت حيث كانت فكذا تكرار النطق بالحرف الواحد، لأن العضو الناطق يعتمد في المرة الثانية علي ما اعتمد عليه في المرة الأولي.) ص173
والتشديد يكون في المثلين "ولا يغتب بعضكم"، أو متقاربين "قد جّعل" عند من أدغم من القراء، أو متجانسين "قد تَّبين".
هذه نبذة يسيرة في الحديث عن المشدد ومن أراد المزيد في باب الإدغام عليه بكتب التجويد المطولة، ولكني ـ في هذه الرسالة ـ أردت الحديث عن الخلاف في طريقة أداء الحرف المشدد، حيث اختلف المتأخرون في طريقة أداء الحرف المشدد، فالبعض ينطقها كالحرف الواحد مع زيادة في زمنه، والبعض يغاير في هذا النطق يأتي بحرفين كما سنري إن شاء الله.
واستفحل الأمر فأصبح البعض يفرق بين لامي لفظ الجلالة ـ أي لام التعريف واللام الأصلية ـ ففي مثل " نعمة الله " يقوم بترقيق لام التعريف ثم تفخيم اللام الأصلية فغاير بين المدغم والمدغم فيه، وكذا فعلوا في الراء من مثل " مضارٍ وصية " في حالة وصل "مضار" فيفخمون الراء الأولي لأن قلبها ساكن وقبل الساكن فتح، ويرققون الثانية لأنها مصحوبة بكسر مع أن الراء مشددة.!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدوا أن السبب في هذا: إنهم قرؤوا نصوصا تصف المشدد بأنه عبارة عن ساكن ومتحرك، فلم ينتبهوا أن هذا الكلام إنما هو عن أصل المشدد لا عن كيفية نطقه، لأن المجمع عليه أن المشدد عبارة عن حرفين ساكن ومتحرك، قال في التمهيد "اعلم أن المشدد في القرآن كثير، وكل حرف مشدد بمنزلة حرفين في الوزن واللفظ، الأول منهما ساكن والثاني متحرك) ا. هـ
ولكن هناك نصوص توهم أن النطق بالمشدد النطق بحرفين.وإليك بعضها من كتاب الدرسات الصوتية عند علماء التجويد" صـ 396/ 397 د/ غانم قدوري
قال طاش كبري زادة: ... وإذا أصغيت إلي لفظ سمعته ساكنا مشددا ينتهي إلي محرك مخفف "
وقال أبو الفتوح الوفائي: الناطق بالحرف المدغم ناطق بحرفين أولهما ساكن والثاني متحرك " ثم قال:"والصحيح أن الحرفين ملفوظ بهما"الجواهر المضية)) ا. هـ
فهذه النصوص جعلت البعض يذهب لمذهب النطق بالمشدد بحرفين.
وهناك نصوص واضحة تؤكد أن المشدد حكمه حكم الحرف الواحد:
قال سيبويه "الكتاب"ص1/ 358 (والإدغام إنما يدخل فيه الأول في الآخر والآخر على حاله، ويقلب الأول فيدخل في الآخر حتى يصير هو والآخر من موضع واحد،) ا. هـ
قال المبرد في كتابه "المقتضب": فإن أردت الإدغام أسكنت الأول، وإنما تفعل ذلك استخفاف، لترفع لسانك رفعةً واحدة.) 1/ 46
قال الداني في التحديد: ( ... وأما المدغم من الحروف فحقه إذا التقي بمثله أو مقاربه وهو ساكن أن يدخل فيه إدخالا شديدا فيرتفع اللسان بالحرفين ارتفاعة واحدة، فيصير بتداخلهما كحرف واحد لا مهلة بين بعضه وبعضه، ويشد الحرف ويلزم اللسان موضعا واحدا غير أن احتباسه في موضع الحرف لما زيد فيه من التضعيف أكثر من احتباسه فيه بالحرف الواحد)) ا. هـ صـ99
فنصوص الأئمة واضحة وجلية في عدم الفصل بين المشدد أي بين بعضه وبعضة كما وضَّح الداني ـ رحمه الله ـ.
وممن رجحوا القول بالفصل في الحرف المشدد فضيلة د/ إيهاب فكري في كتابه "أجوبة القراء الفضلاء " في جوابه علي الوقوف علي كلمة "مرَّة" للكسائي فقال: هو أنني سألت ثلاثة من مشايخي عن هذه المسألة فأجاب اثنان منهم: أن الإمالة تكون في الراء الثانية فقط، أما الراء الأولي فلا يدخلها إمالة ولا ترقيق، وأجاب الثالث: أن الرائين يدخلهما الإمالة وقفا وبالتالي يدخلهما الترقيق وتصبح الراء الأولي مرققة.
والصواب من الرأيين هو: الرأي الأول، لأنه المعروف في الوقف علي كل من حروف الاستعلاء للكسائي وحمزة، فإننا إذا وقفنا علي نحو: "الحاقة" و"الصاخة" حيث القاف والخاء فيهما مشددتان فإننا علي وجه الإمالة نميل القاف والخاء الثانية، ولا تدخل الإمالة علي القاف والخاء الأولي باتفاق، فيكون هذا هو الحكم في الراء المشددة.) ا. هـ ص97
الجواب: بداية لست أدري من أين جاء بكلمة "المعروف" في نحو: الصاخة والحاقة عند قراءته للكسائي؟ فالمعروف عند مشاهير القراء غير ما ذهب إليه، وما قاله مردود نقلا وعقلا.
أما النقل: قد سبق نص الداني في التحديد: ( ... وأما المدغم ..... فيصير بتداخلهما كحرف واحد لا مهلة بين بعضه وبعضه، ويشد الحرف ويلزم اللسان موضعا واحدا غير أن احتباسه في موضع الحرف لما زيد فيه من التضعيف أكثر من احتباسه فيه بالحرف الواحد)) ا. هـ صـ99
فقوله: "كحرف واحد لا مهلة بين بعضه وبعضه، ويشد الحرف" يدل علي عدم الفصل بينهما بحال من الأحوال.
وما قاله ابن الجزري في النشر فيه القول الفصل وهو قول واضح يصعب أن تجد أوضح منه من أقوال القدامي قال: وذهب الجمهور إلى التفصيل فاستثنوا ما كان بعد ساكن صحيح مظهر وهو الكلمات الست (ذكرا وسترا) وأخواته ولم يستثنوا المدغم وهو: سراً ومستقراً. من حيث إن الحرفين في الإدغام كحرف واحد إذ اللسان يرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك وهذا مذهب الحافظ أبي عمرو الداني وشيخيه أبي الفتح والخاقاني وبه قرأ عليهما ... )) ا. هـ 2/ 162
وانظر لقوله " .... فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك " أي أن الساكن المدغم ليس له تأثير بين الحرف المدغم فيه والكسرة السابقة للحرف، ولو كان ذا تأثير لفصل بين الكسرة والحرف المدغم فيه، ووضح خلافه في قول ابن الجزري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمتنع عقلا: لأننا إن أبقينا صفة من الصفات في المشدد وقلنا مثلا: تفخم الأولي وترقق الثانية أو العكس .. فلا فرق حينئذ بين الإدغام الكامل والإدغام الناقص!! لأن الإدغام الناقص بقاء صفة وهم قد أبقوا صفة الحرف المدغم، إذن فلا فرق عندهم بين "أحطت" وبين "قد تبين" ولا قائل بذلك فبطل قولهم .. والله أعلم
وقد قابلت الشيخ إيهاب فكري في الحرم المدني وتحدثتُ معه في هذه النقطة .. فقلتُ له ما ذكره في كتابه، وأخبرته بأن هذا لا يصح.فقال لي: لا نريد أن نأخذ بالرأي الواحد في المسألة فما دام هناك من قرأ بهذا وذاك فلا نرد ما قرأ به المشايخ ... فقلتُ له: فضيلتكم يا شيخ أخذتم بالرأي الواحد في مسألة الضاد الظائية وأطلقت عليهم "المرعشيين" مع أن هناك من قرأ بهذا وذاك.
فقال: الضاد الظائية ضاد مخترعة ولم تكن موجودة فلا يقارن بمسألتنا.
((في حقيقة الأمر لم أرد أن أدخل في قضية الضاد معه مع عدم قناعتي بصحة ما قاله في الضاد الظائية .. وسكتُّ لأني كنت أريد عين مسألة المشدد)) فقال د/ إيهاب: نريد أن نتفق علي أصل حتي لا نتفرع عن هذه النقطة.
فقلتُ: حسنا .. المعلوم أن أي شيخ قد يعتريه عدم التركيز أو النوم أو أي عارض بحيث لا يستطيع أحد أن يجزم أن كل حرف من قراءت قد سمعه الشيخ، لربما كان الشيخ منشغلا بمشكلة والظاهر أنه يستمع للطالب والأمر ليس كذلك .. والطالب لا يسئل شيخه في كل صغيرة وكبيرة لأي عذر كان، ولربما تطرأ عليه البحث في مسألة بعد الانتهاء من قراءته .. فاتفقنا علي هذا.
ثم ذكرت له أقوال الداني وابن الجزري وأقوال مشايخنا في هذه النقطة، ثم ذكرت له: قضية عدم الفرق بين الإدغام الكامل والناقص .. وكل ذلك بعد مداولات ومناقشات ثم توقف عند الكامل والناقص وقال: أنا أسلم لك في هذه النقطة وسأبحث في الموضوع ... ثم افترقنا علي ذلك.
مسألة إدغام الواو والياء في النون الساكنة أو التنوين:
كثير من القراء عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في الواو والياء يجعل معظم الغنة من الخيشوم ويخلُّ بمخرج الياء والواو ـ وخاصة الواو ـ.
فلو أراد القارئ النطق بالغنة مع الواو يجب أن يكون وضع الشفتين في هذه الحالة مثل وضع الشفتين عند نطق الواو من (أو) أي يضم الشفتين قليلا إلي الأمام مثل نطقه بالواو الساكنة. ثم يأتي بالغنة بعد ذلك.وكذا بالياء تأتي بالمخرج ثم الغنة .. وكذا في اللام والراء في حالة القراءة بالغنة فيهما، تأتي بالحرف ثم تغن بعد ذلك.
وذكر د/ إيهاب هذه المسالة فقال في كتابه "أجوبة القراء الفضلاء " في جواب عن طريق أداء الغنة في اللام والراء لمن قرأ بالغنة من طريق الطيبة.هل تسبق الإدغام الحرف أم تكون معه؟؟
فأجاب قائلا: إنها تكون ملازمة معه للإدغام لأن صفة الحرف معه لا قبله والغنة صفة للنون والتنوين ولا تسبق الصفات الحرف، فلا تسبق صفة التفخيم نطق الضاد والصاد مثلا.
فسأله صاحب السؤال: لكن بعض القراء يقولون: إنهم تلقوها ـأي الغنة ـ سابقة للإدغام؟؟
فأجاب بشذوذ قراءتهم لمخالفتها للجمهور) ا. هـ29
فردُّه لقول من قال إن الغنة تسبق الحرف صحيح، أما القول بأن الغنة ملازمة للحرف غير صواب للآتي:
أولا: تشبيه صفة الغنة بالصفات الأخري التي مثل بها د/ إيهاب حيث قال: " والتنوين ولا تسبق الصفات الحرف، فلا تسبق صفة التفخيم نطق الضاد والصاد مثلا ... " لا يصح .. لأن صفة الغنة صفة مغايرة لسائر الصفات الأخري لأن صفة الغنة لها مخرج مخصوص مغاير لمخرج الحرف. فيحدث لها نقل من المخرج للخيشوم
والدليل علي مغايرة الغنة لسائر الصفات أن غنة النون الساكنة والتنوين تفخم إذا كان بعدها بعض أحرف التفخيم، بينما النون مرققة أبدا، فغايرت الصفة ـ الغنة ـ الحرف، وتفخيم الغنة من مذهب د/ إيهاب فقد ذكره في أجوبته فقال: ... والحاصل أن تفخيم قبل حرف الاستعلاء يقتضيه الطبع السليم وذلك حتي يهئ القارئ جهاز النطق لتفخيم الحرف التالي.) صـ 34 أليس ذلك دليلا علي مغايرة صفة الغنة لغيرها؟؟.
ثانيا: النصوص دالة علي أن غنة الإدغام تكون علي الحرف المدغم فيه (أي علي الواو والياء والراء واللام) أي في حالة القراءة بالإدغام في الراء واللام مع الغنة في بعض طرق حفص.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سيبويه: وهي مع الراء واللام والياء والواو إذا أدغمت بغنة فليس مخرجها من الخياشيم، ولكن صوت الفم أشرب غنةً. ولو كان مخرجها من الخياشيم لما جاز أن تدغمها في الواو والياء والراء واللام، حتى تصير مثلهن في كل شيء.)) ا. هـ4/ 454
وقول سيبويه " ... ولكن صوت الفم أشرب غنةً." المقصود بـ (صوت الفم) أي الحرف المدغم فيه أي " الواو والياء والراء واللام " لأن الصوت عند العرب صوتان: صوت حرف، وصوت حركة.
وقوله " أشرب غنة" أي أنك تنطق بالحرف المدغم فيه ثم تأتي بالغنة لأن صوت الفم - المدغم فيه - أشرب غنة، أي أن الغنة دخلت علي الحرف المدغم فيه مثل قولهم:إن صوت الصاد أشرب زايا في نحو "الصراط، وأصدق وبابه " علي قراءة من قرأ بها، وكما وهذا لا يكون إلا بعد الإدغام مع ما قلناه بأن صفة الغنة لا تشبه بقية الصفات،
. ولا يقال: إن صفة الغنة قبل الحرف المدغم فيه .. فكيف تأتي بعد الإدغام؟؟
الجواب: قد سبق مغايرة صفة الغنة لبقية الصفات فهي يُنتقل إليها بعد الحرف ـ النون الساكنة أو التنوين ـ والحرف قد أدغم، وهذا واضح في قول سيبويه: " ولكن صوت الفم أشرب غنةً." والله أعلم.
وهناك قول ثالث في أن الغنة تكون بين الحرفين ولم يلق هذا القول اهتماما، قال ا. د غانم قدوري:" وذكر مكي في كتابه الكشف فقال:" لكن الغنة ظاهرة مع اللفظ بالمشدد لا في نفس الحرف الأول كأنها بين الحرفين المدغمين " ا. هـ1/ 164
وأشار ابن الباذش في " الإقناع " فقال:" إن الغنة بين الحرفين وليست في نفس الحرف الأول " 1/ 253
ويمكن أن يكون هذا الكلام السابق قولا ثالثا في المسألة وقد علل د/ غانم قدوري لهذه الفكرة قائلا: " ولم تنل هذه الفكرة عند علماء التجويد إلا قليلا من الاهتمام، على الرغم من أن بعضهم نص على أن الغنة الظاهرة عند إدغام النون فى الواو والياء هى غنة النون، لكن ذلك لم يكن في معرض الحديث عن الفكرة التي ذكر سيبويه. قال عبد الوهاب القرطبى " فالغنة تقدر باقية من النون، وإن كانت قد انقلبت واوا أو ياء. ومثله (أحطت) و (فرطت) فإن الطاء تدغم بإبقاء شائبة منها مع أنها تنقلب تاء، والإطباق لها لا للتاء.
ويمكن أن نقول أيضا: إن القولين قريبان لأن قول مكي " الغنة ظاهرة مع اللفظ بالمشدد" وهو صحيح من جهة المقارنة هل الغنة في الحرف الأول أم الثاني؟ أما من جهة ظهور الغنة فقد سبق قول سيبويه في أن حروف الفم أشربت الغنة في مخارجها.
وقال السمرقندى " وهذه الغنة التى بقيت مع الواو والياء غنة النون أو التنوين، إذ لا غنة للواو والياء أصلا " وكان الدانى قد قال قولا عاما فى الغنة، وهو " إذ غير ممكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فيه، لأنها مما تختص به النون والميم لا غير " الدراسات الصوتية صـ372
فكلام الداني يتحدث فيه عن أصل الغنة، فغير ممكن أن تخرج الغنة من غير حرف أو أن تكون موجودة في حرف ليست الغنة صفة لها. فالحرف ذهب بالإدغام وبقيت غنتها وهي تظهر بعد الإدغام كما سبق.
أما في حالة الإدغام الكامل فالرواية اقتضت ذهاب الحرف وصفته وهذا لا خلاف فيه فالجمهور علي الإدغام بغنة عند الواو والياء، وانفرد خلف عن حمزة في (الواو) وشاركه الضرير عن الكسائي في (الياء) وأخذا بالإدغام الكامل.
وهناك بعض التنبيهات في أداء الحرف المشدد:
ـ بعض القراء عند نطقهم (همت طائفة) يأتون بتاء خفيفة قبل النطق بالطاء مشددة، وإنْ نطقها صحيحة ـ أي إدغاما كاملا ـ يظن أن الميم من " همت " قد فخمت، والحقيقة غير ذلك لأن أداء الغنة في الميم تعطي الاستعداد الجيد لنطقها مرققة ثم النطق بالطاء مفخمة.
ـ (الضالّين) يبالغ البعض في تشديد اللام حتي تخرج مصاحبة للغنة، فيجب إخراجها سهلة وعدم المبالغة فيها بأن لا يبالغ في إطالة زمن التشديد.
ـ (ضرًّا) يبالغ البعض في تشديد الراء حتي يذهب بالراء كلية فتقترب من اللام وأطلق ابن الجزري علي هذه الفعلة (الحصرمة) فيجب علي القارئ إظهار الراء مع الإتيان بصفة التكرار بدون مبالغة حتي لا تتكرر راءات كثيرة.
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من الرياء والسمعة، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم عبد الرازق فولي(/)
كيف يقرأ القراء العشرة هذه الآيات من سورة سبأ؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 10:30]ـ
الحمد لله الذي أنزل القُرآن كلامَه ويسَّره، وسهَّل نشْرَه لمن رامه وقدَّره [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1)....
والصلاة والسلام على نبيه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - القائل: ((أَقْرَأَني جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - على حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُني حَتَّى انْتَهَى إلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ)) [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2).
وبعد،،
فهذه آياتٌ من كتاب الله - عزَّ وجلَّ - من سورة سبأ، أردتُ أن أذكر ما فيها من القِراءات الصحيحة المتواترة، وأبيِّن قدْرَ الإمكان وُجوه الاختِلاف فيها للقُرَّاء العشرة، وذلك من طريق "الشاطبيَّة" وأصلها "التَّيسير" بالنسبة للقِراءات السَّبع، ثم من طريق "تَحبير التَّيسير" و"الدُّرة" بالنِّسبة للقراءاتِ الثلاث تتمَّة العَشْر، وقدِ اصطَلَح علماءُ هذا الفنِّ على تسمية هذه العشر: العشر الصغرى.
وأعني بذلك القرَّاءَ العشَرة المشهورين في الأمصار الخمسة: المدينة ومكَّة والبصرة ودِمَشْق والكوفة، والمختارُ من قراءة كلِّ قارئٍ من هؤلاء العشَرة رِوايتان على النَّحو التالي:
فمن المدينة:
القارئ: نافع بن أبي نُعيْم، وراوياه: قالونُ المدنيُّ ووَرْشٌ المِصْري.
والقارئ: أبو جعفر يزيد بن القعْقاع، وراوياه: عيسى بن وَرْدان وسُليْمان بن جَمَّاز.
ومن مكة:
القارئ: عبدالله بن كثير الداريُّ، وراوياه: البزِّيُّ وقُنْبُل.
ومن البصرة:
القارئ: أبو عمْرو بن العلاء المازني، وراوياه: أبو عُمر الدُّوري وأبو شُعيْبٍ السُّوسي.
والقارئ: يعقوب الحضرمي، وراوياه: رُوَيْس ورَوْح.
ومن دمشق الشام:
القارئ: عبدالله بن عامر، وراوياه: هشام بن عمَّار وعبدالله بن ذَكْوان.
ومن الكوفة:
القارئ: عاصم بن أبي النَّجود، وراوياه: أبو بكرٍ شعبة بن عيَّاش وحفصُ بن سُليْمان.
والقارئ: حمزة بن حبيبٍ الزيَّات، وراوياه: خلَفُ بن هشام البزَّار وخلاد بن خالد.
والقارئ: الكسائي، وراوياه: أبو الحارث اللَّيْثُ بن خالد وأبو عُمَر الدوري.
والقارئ: خلف بن هشام البزَّار، وراوياه: إسحاق الورَّاق وإدريس الحدَّاد.
والمُخْتار من كلِّ روايةٍ من هذه الرِّوايات طريقٌ واحدةٌ؛ فروايةُ حفْصٍ مثلاً من طريق عُبَيْد بن الصَّبَّاح فقطْ، وروايةُ وَرْشٍ من طريق الأَزْرَق، وروايةُ قالونَ من طريقِ أبي نشيطٍ، وهكذا.
إلا رواية إدْريسَ الحدَّاد (ت 292) لقِراءة خَلَفٍ البزَّار (ت 229) فمِن طريقَي المطوعي (ت 371) والقَطيعي (ت 368) كلاهُما عنْ إدريسَ بنِ عبدالكريم الحدَّاد.
وكلُّ ذلك مفصَّل في كتاب "تحبير التيسير" للإمام ابن الجزري - رحمه الله -.
تنبيه
كتاب "التيسير" في القراءات السَّبع هو للإمام أبي عمرٍو الداني ت 444 هـ.
وقد زاد عليه ابن الجزري - ت 833 هـ - قراءات الأئمَّة الثلاثة: أبي جعفر ويعقوب وخلف، وسَمَّى كتابه "تحبير التيسير" في القِراءات العشْر.
طُبِعَ كتاب "التيسير" بتحْقيق بعْضِ المستَشْرِقين، ثم أُعِيدَ طبعُه مِرارًا، ولا يزال بِحاجةٍ إلى تَحقيق علميٍّ [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn3).
وطُبِعَ "التَّحبير" قديمًا بتحقيق الشَّيخَيْنِ الفاضلَيْنِ: عبدالفتاح القاضي ومحمَّد الصادق قَمحاوي، ثُمَّ حقَّقه تحقيقًا علميًّا الدكتور: أحمد محمد مفلح القضاة.
وأمَّا الشَّاطبيَّة والدُّرَّة، فأكثرُ أهل العِلْم الآن على أنَّ أفضل طبعاتِهما ما حقَّقه الشَّيخ محمد تميم الزُّعْبي [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn4)،، والله أعلم.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1) من خطبة كتاب النشر للإمام ابن الجزري رحمه الله.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) متفق عليه من حديث ابن عباس، رضي الله عنه.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) كذا قلت وقت كتابة هذا المقال، وقد تم تحقيق كتاب التيسير تحقيقًا رائعًا تضلَّع به الدكتور/ حاتم صالح الضامن.
(يُتْبَعُ)
(/)
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) وخصوصًا الطبعة الخامسة من الشاطبية ... إلى هذا الوقْت.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 10:54]ـ
الآيات المختارة لهذا المقال
وقد وقعَ الاختيار هنا على الآيات [10 - 23] من سورة سبأ، وهو رُبْعُ حزبٍ كاملٌ.
ولا خلاف في عدِّ الآيات في سورة سبأ عند عُلماء العدِّ إلا في موضع واحد؛ هو قوله تعالى: {عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ}؛ فهو رأسُ آيةٍ في العدِّ الشامي، وجزءٌ من آيةٍ عند غيْرِهم.
فهي إذًا خمس وخمسون آيةً في العدِّ الشَّامي، وأربعٌ وخمسون آيةً لدى الباقين،، والله أعلم.
قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ *
أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ القِطْرِ وَمِنَ الجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ *
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ *
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ *
لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ *
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ *
ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ *
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ *
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ *
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ *
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ *
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ *
وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} [سبأ: 10 - 23].
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 11:06]ـ
* النون السَّاكنة والتَّنوين مع الواو أو الياء نحو: (منيبٍ ولقد) (فضلاً يا) (سابغاتٍ وقدِّر) (شهرٌ ورواحُها) (ومَن يَزِغْ) (عن يَمينٍ) (مَن يُؤمن) قرأ خلفٌ عن حَمزة بالإدغام بغير غُنَّة، والباقون بالإدْغام مع الغُنَّة.
* (ولقد آتينا) اختصَّ وَرْشٌ بنقْلِ حركةِ الهمزة إلى الساكِنِ قبلَها هكذا: (ولقدَ اتَيْنا) في هذا وشبهِه، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ الساكن آخِرَ كَلِمَةٍ، وأَنْ يَكُونَ غَيرَ حَرْفِ مَدٍّ، وأَنْ تَكُونَ الهَمزَةُ أَوَّلَ الكَلِمَةِ الأُخْرَى، سَوَاءٌ كان ذلك السَّاكنُ تَنْوِينًا، أَو لامَ تَعْرِيفٍ، أَو غَيرَ ذَلِكَ، فَيَتَحَرَّكُ ذَلكَ السَّاكِنُ بِحَرَكَةِ الهَمْزَةِ، وتسقُطُ الهَمْزَةُ من اللَّفْظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِثْلُ ذلك هنا: (صَالِحًا انِّي)، (عَنَ امْرِنَا)، (دَابَّةُ لَرْضِ)، (ذَوَاتَيُ اكْلٍ)، (وَأَيَّامًا امِنِينَ)، (مُمَزَّقٍ انَّ)، (سُلْطَانٍ الاَّ)، (بِالاخِرَةِ)، (فِي لَرْضِ) [1]، (لِمَنَ اذِنَ).
* (ولقدْ آتينا) يسكتُ خلفٌ عن حَمزة على السَّاكن إذا كانَ آخِرَ كلمةٍ، ولم يكُن حَرفَ مدٍّ وأتتِ الهمزةُ بعدَه أوَّلَ الكلِمة التي تليها - سكتةً لطيفةً من غيْر قطْع، وذلك بخلافٍ عنه.
ومِثْلُ ذلك هنا أيضًا: (صَالِحًا إِنِّي)، (عَنْ أمْرِنَا)، (مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ) (ذَوَاتَيْ أُكُلٍ)، (وَأَيَّامًا آمِنِينَ)، (فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ)، (مُمَزَّقٍ إِنَّ)، (عَلَيْهُمْ إِبْلِيسُ) (سُلْطَانٍ إِلاَّ)، (لِمَنْ أُذِنَ).
* (ولقدْ آتينا) وشبهُه من الهَمْز المتحرِّك السَّاكنِ ما قبلَه، وهو منفصِلٌ رسمًا، لخلفٍ فيه ثلاثةُ أوجُهٍ عند الوقْف: السَّكْتُ والنَّقْل وترْكُهما، ولخلادٍ وجْهان؛ إذْ ليسَ له السَّكت، والمقدَّم من هذه الأوْجُه جميعًا التَّحقيقُ بِلا سَكْتٍ من الرِّوايتَيْن.
فإذا كانَ السَّاكنُ ميمَ الجَمع، نَحو: (مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ)، (فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ)، (عَلَيْهُمْ إِبْلِيسُ) امتنع النقل لهما بلا خلاف.
* (آتينا - آل داود - آية - آمنين - لآيات - بالآخرة) تقدَّم فيها الهمزُ على حرف المدِّ، وهو المسمَّى بمدِّ البدَل، ولورشٍ في ذلك ثلاثة أوجُه: القصر والمدُّ المتوسِّط والمدُّ المُشْبَع، سواءٌ كانت الهمزةُ ثابتة أو مُغَيَّرة.
* (والطيرَ وألنَّا - بصيرٌ ولسليمان - السَّيْرَ سيروا - الكبيرُ قُل) اختصَّ ورشٌ بترْقِيقِ هذه الرَّاءات حالةَ الوَصْل، وكذلك يرقِّقها في: (ظاهِرة - سِيروا - بالآخِرة) وصلاً ووقفًا.
* (الرِّيح) روى أبو بكرٍ شُعبةُ بالرَّفع، وقرأ الباقونَ بالنَّصب.
وقرأها أبو جعفر: (الرِّياحَ) بالجمع، والباقون قرؤوا بالإفراد.
* (عينَ القِطْر) في تفْخيم الرَّاء وترْقيقِها - حالةَ الوقْف - وجْهانِ للجَميع، وهِي في الوصْل مُرقَّقةٌ بِلا خِلاف.
* (يديْهِ، نذقْهُ، فاتبعوهُ إِلا) ابنُ كثيرٍ يَصِلُ هاءَ الضمير المكسورةَ بياءٍ، والمضمومةَ بواو وصلاً، وإذا وليَها همزةٌ فليس له إلا قصْر المنفَصِل، والباقون يكسِرون الهاءَ ويضمُّونَها بغير صِلة.
* ميم الجمْع؛ يصِلُها بواوٍ قبل المتحرِّك: ابنُ كثيرٍ وأبو جعفرٍ، ولقالونَ وجْهانِ، نحو: (منهمُ عَن - دَلَّهُمُ عَلَى) ونحو: (وبدَّلناهُمُ بِجنَّتَيْهِم - جزيناهُمُ بِما - عليْهِمُ مِن) فلا إخفاءَ ولا إدْغام، وكذلك: (مساكنهِمُ آية - فجعلناهُمُ أَحَاديث - عليْهِمُ إِبْلِيسُ)، ولا يَمدُّون المنفصِل إلا قالون فلهُ الوجْهان: المدُّ والقَصْر.
وورْشٌ يصِلُها بواو قبل هَمزة القَطْع فقط، نحو (مساكنهِمُ آية - فجعلناهُمُ أَحَاديث - عليْهِمُ إِبْلِيسُ) ويمدُّ المدَّ المنفصِل.
* (كالجوابِ) أثبتَ الياءَ بعد الباء وصْلاً أبو عمرٍو وورْش، وأثبتَها وصلاً ووقفًا ابنُ كثير ويعقوبُ.
* (عبادي الشَّكور) أسكَن الياءَ حَمزةُ وصْلاً - فتسقُط من اللَّفْظ - ووقْفًا، وقرَأَ الباقون بفتْح الياءِ في الوصْل، وسكونِها في الوقْف.
* (دَابَّةُ - آيَةٌ - بَلْدَةٌ - طَيِّبَةٌ - ظَاهِرَةً - بِالآخِرَةِ - ذَرَّةٍ - الشَّفَاعَةُ) يُميلُ الكسائيُّ - عند الوقْف - هاءَ التَّأنيثِ والحرْفَ الذي قبلَها [2]، منَ الكلِمات السِّتِّ الأولى بلا خِلافٍ عنْه، ومن الكلِمتَيْن الأخيرتين بِخِلافٍ.
وبيان ذلك:
- أنَّ الكلمات الأربع الأولى: (دَابَّةُ - آيَةٌ - بَلْدَةٌ - طَيِّبَةٌ) وقعَ قبل هاء التَّأنيث فيها أحرفٌ من: (فجثتْ زينب لذَوْدٍ شُمس)، وهذا القسم يُمال للكسائيِّ بلا شرْطٍ وبلا خِلاف.
- أمَّا الكلمتان: (ظَاهِرَةً - بِالآخِرَةِ) فقبلَ هاءِ التَّأنيث حرفٌ من أحرُف (أكهر)، وهذا القسم يُمال للكسائي إذا سبقَ هذه الأحرفَ ياءٌ ساكنة أو كسرٌ، وإذا فَصَل بيْن الكسرةِ وهاءِ التَّأنيث فاصلٌ لَم يمنعِ الإمالة.
فعلى هذا القول - وهو الأشْهر والمقدَّم في الأداء - تُمال الهاءُ وما قبلَها في الكلِمات السِّتِّ الأولى، ولا تُمال الكلِمتانِ الأخيرتان.
والقول الآخر: هو إمالةُ جميع الحروف الهجائيَّة الواقِعة قبل هاء التَّأنيث إلا الألِف بلا شرْط؛ فعلى هذا القول تُمال الكلمتان الأخيرتان أيضًا؛ فهذَا هو بيان وجه الخلاف.
قال الشاطبي رحمه الله:
وَفِي هَاءِ تَأْنِيثِ الوُقُوفِ وَقَبْلَهَا * * * مُمَالُ الكِسَائِي غَيْرَ عَشْرٍ لِيَعْدِلاَ
وَيَجْمَعُهَا (حَقٌّ ضِغَاطُ عَصٍ خَظَا) * * * وَ (أَكْهَرُ) بَعْدَ اليَاءِ يَسْكُنُ مُيِّلاَ
أَوِ الكَسْرِ وَالإِسْكَانُ لَيْسَ بِحَاجِزٍ * * * وَيَضْعُفُ بَعْدَ الفَتْحِ وَالضَّمِّ أَرْجُلاَ
لَعِبْرَهْ مِائَهْ وِجْهَهْ وَلَيْكَهْ وَبَعْضُهُمْ * * * سِوى أَلِفٍ عِنْدَ الكِسَائِيِّ مَيَّلاَ
ــــــ
[1] آثرنا الكتابة بهذا الرسم لبيان النطق أو تقريبه، وننبِّه أنَّ (في لرض) لا تُنطق الياء حالة الوصل، بل تسقط لفظًا هكذا: (فِلَرض)، برغم تحرُّك لام التَّعريف؛ لأنَّ تحركها عارض، وكتبناها في الأصل منفصِلة للإبْقاء على الكلمتَين منفصلتين.
[2] وقيل: الإمالة في الحرف الذي قبلَها فقط، وهو خلاف لفْظي، كما قال ابن الجزري - رحمه الله -، (النشر 2/ 88).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 11:20]ـ
* (دَابَّةُ الأَرْضِ) يسكتُ خلفٌ عن حَمزةَ بِلا خلاف على (ال) التي للتعريف إذا جاء بعدها همزة قَطْع؛ لأنَّ ذلك بِمنزِلة كلمتَيْن. وعن خلاد كذلك بِخلافٍ والمقدَّم تركُ السَّكت له.
ومِثْلُ ذلك هنا: (بِالآخِرَةِ)، (فِي الأَرْضِ).
ولِحمزة في الوقْف على ذلك وجْهان، قال الشاطبي - رحمه الله -:
وَمَا فِيهِ يُلْفَى وَاسِطًا بِزَوَائِدٍ * * * دَخَلْنَ عَلَيْهِ فِيهِ وَجْهَانِ أُعْمِلا
كَمَا هَا وَيَا وَاللامِ وَالبَا وَنَحْوِهَا * * * وَلامَاتِ تَعْرِيفٍ لِمَنْ قَدْ تَأَمَّلا
والمقدَّم النَّقلُ من رِوايةِ خلاَّد، والتحقيقُ مع السَّكتِ من روايةِ خلَف.
* (تأكل، المؤمنين، يؤمن) أبدل الهمزةَ حرفَ مدٍّ: أبو جعفرٍ وورْش والسُّوسيُّ وقْفًا ووصلاً، وكذلك حَمزةُ في الوَقْفِ فَقَطْ.
* (مِنْسأتَه) قرأ المدنيَّان - نافعٌ وأبو جعفَرٍ - وأبو عمرٍو البصْريُّ بألفٍ بعد السين من غيْر همْز.
وروى ابنُ ذكوان بإسكانِ الهمْزة.
واختُلف عن هشامٍ لكن طريق "التَّيسير" الذي معنا عنْه بفَتْحِ الهَمزة، وكذلك قرأ الباقون، وحَمزةُ عند الوقْف يَجعل همزتَها بيْن بين.
* (تبيّنتِ الجِنُّ) روى رُوَيْس بضمِّ التَّاء والبَاء وكسْر الياء مشدَّدة على بناءِ ما لم يُسَمَّ فاعله (البناء للمجهول)، وقرأ الباقون بفتح التاء والباء والياء المشدَّدة بالبناء للمعلوم.
* (لِسَبَأ) قرأ أبو عمرو والبزِّي بِفتْح الهمزة من غَيْرِ تنوينٍ، وروى قنبلٌ بسكون الهمزة، وقرأ الباقون بالكَسْرِ والتَّنوين.
* (مسكنهم) قرأ حَمزةُ وحفْص: (مَسْكَنِهِم) بسكون السين من غير ألفٍ - على الإفراد - وبفتْح الكاف. وقرأ الكسائيُّ وخلفٌ كذلك ولكِنْ بِكَسْر الكاف (مَسْكِنِهِم)، وقرأ الباقون بألِفٍ بعد السِّين المفتوحة - على الجمع - مع كسر الكاف (مَسَاكِنِهِم).
* (وربٌّ غفور - أُكُلٍ خَمط) قرأ أبو جعْفر بإخْفاء التَّنوين عندَ الخاء والغَيْن مع الغُنَّة، وقرأ الباقون بالإظْهار.
* (بِجنتيْهم - عليهم - فيهما) بضم الهاء: يعقوب، (عليْهم) بضم الهاء: حمزة أيضًا.
والباقون بكسر الهاء.
* (أكل خَمط) قرأ البصريَّان: (أكُلِ) بكسر اللام من غير تنوينٍ (بإضافة أكل إلى خمط)، وقرأ الباقون بالتَّنوين، (وخمطٍ بعدها من التوابع: بدل أو عطف بيان).
* و (أُكل) قرأ نافعٌ وابنُ كثير بإسْكان الكاف، وضمَّها الباقون.
* (وَشَيْءٍ مِنْ سِدْر) كلِمة (شيء) هنا فيها الآتي:
لورْشٍ فيها التوسُّط والمدُّ وصلاً ووقفًا، والمقدَّم التوسُّط.
ولخلفٍ عن حَمزة السَّكتُ بلا خلاف في الوصْل، ولخلادٍ كذلك لكنْ بِخلاف، والمقدَّم ترك السَّكت له.
ولحمزة في الوقْف اضطِرارًا ما ذكره الشاطبي - رحمه الله - وبيَّنه الشُّرَّاح في قوله:
وَحَرِّكْ بِهِ مَا قَبْلَهُ مَتَسَكِّنًا * * * وَأَسْقِطْهُ حَتّى يَرْجِعَ اللَّفْظُ أَسْهَلا
أي نقْلُ حركةِ الهمزة إلى السَّاكن قبلها، ثم حذْف الهمزة تسهيلاً، هذا هو الوجْه المقدَّم من رواية خلَف.
ولهُ فيه أيضًا الإدغام، ذكره الشاطبيُّ فقال:
وَمَا وَاوٌ اصْلِيٌّ تَسَكَّنَ قَبْلَهُ * * * أوِ اليَا فَعَنْ بَعْضٍ بِالادْغَامِ حُمِّلا
وهذا الوجهُ هو المقدَّم من رواية خَلاَّد.
* (وهل نجازي إلا الكفور) قرأ حمزةُ والكسائيُّ وخلفٌ ويعقوبُ وحفصٌ بالنُّون مع كسر الزَّاي و (الكفورَ) بالنَّصب، وقرأ الباقون بالياءِ وفتْحِ الزَّاي على بناءِ ما لم يُسَمَّ فاعله (البناء للمجهول)، ورفْعِ (الكفور).
ووَرْشٌ يُميل (يُجازَى) إمالةً صُغْرى، وتُسمَّى هذه الإمالة: التَّقْليل.
والكسائيُّ يُدْغِم اللام من (هل) في النون.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 11:32]ـ
* (القُرى التي - قُرًى ظاهرة):
في الوصل تسقُط الألف - التي بعد الراء - من اللفظ؛ لسكونِ ما بعدها.
ولكنَّ السَّاكن في (القُرى التي) مُنفصِلٌ وهو ألف (التي)، فيكون للسُّوسيِّ عن أبي عمرٍو فيها وجْهان: الإمالةُ وتَرْكُها، ولا إمالةَ فيها لغَيْرِه.
والسَّاكن في (قُرًى ظاهرة) متَّصلٌ وهو التَّنوين، فليس فيها إمالةٌ لأحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمَّا في الوقف على ((القُرى - قُرًى) فيُميلُ كلٌّ مِن حَمزة والكسائيِّ وخلَفٍ وأبي عَمْرو، ويقلِّل ورْش، لا خِلاف في هذا بالنِّسبة لكلمة (القُرى)، أمَّا (قُرًى) - وهي منصوبة - ففيها خلافٌ للنُّحاة لَم يعتَدّه القُرَّاء؛ والقِراءة سُنَّة متَّبعة.
وبيانُ خِلاف النُّحاة هكذا: مَنَعَ بعضُهم إمالةَ المنوَّن مطلقًا [مرفوعًا كان أو منصوبًا أو مجرورًا]، ومنع آخَرون إمالةَ المنصوبِ فقَطْ من ذلك ككَلِمَتِنا (قُرًى) ويُجيزون الإمالة في الرَّفع والجرِّ، كـ (سِحرٌ مُفترًى) (من قُرًى)، والقولُ الثَّالث الموافقُ للمنقول عن القُرَّاء هو إمالة جميع المنوَّن من ذلك في الوَقْفِ، وهو الصَّحيحُ المقْروءُ به، قال الشاطبي - رحمه الله -:
وَقَدْ فَخَّمُوا التَّنْوِينَ وَقْفًا وَرَقَّقُوا * * * وَتَفْخِيمُهُمْ في النَّصْبِ أَجْمَعُ أَشْمُلا
مُسَمًّى وَمَوْلًى رَفْعُهُ مَعَ جَرِّهِ * * * وَمَنْصُوبُهُ غُزًّى وَتَتْرًا تَزَيَّلا
* (ربنا باعد) قرأ يعقوبُ برَفْعِ الباء (ربُّنا) وفتْحِ العين والدَّال وألفٍ قبل العَيْن (بَاعَدَ)، وقرأ ابنُ كثير وأبو عمرٍو وهشامٌ بنَصْبِ الباء وكسْرِ العَيْنِ مشدَّدة من غيْرِ ألفٍ مع إسكان الدَّال (ربَّنا بَعِّدْ)، وقرأ الباقون كذلك إلا أنَّهم بالألف وتَخفيف العين (ربَّنا بَاعِدْ).
* (أسفارنا - صبار) بالإمالةِ لأبي عَمْرٍو ولِلدُّوريِّ عن الكِسائيِّ، وبالتَّقْلِيل لوَرْش.
* (وَظَلَمُوا) بتفخيم اللام أي تَغْليظها لورش، والباقون بالترقيق.
* (ولقد صدق) بإدغام الدَّال في الصَّاد: أبو عمرٍو وحمزةُ والكسائيُّ وخلفٌ وهشام.
وبالإظهار: نافعٌ وابنُ كثيرٍ وعاصمٌ وأبو جعفرٍ ويعقوبُ وابنُ ذكوان.
* (صدق عليهم) قرأ الكوفيُّون بتشديد الدَّال، وقرأ الباقون بتخفيفها.
* (لنعلم من - أذن له - فزع عن - قال ربكم) بالإدغام الكبير للسوسي.
تنبيه: (داود شكرًا) ليستْ من الإدغام الكبير؛ لِسكونِ ما قبْل الدَّال.
* قرأ عاصمٌ وحمزةُ ويعقوبُ (قلِ ادْعُوا) بكَسْرِ اللام وصلاً، وقرأ الباقون بالضَّمِّ.
* (أذن له) قرأ أبو عمرٍو وحمزةُ والكسائيُّ وخلفٌ بضَمِّ الهمزة، وقرأ الباقون بفتْحِها.
* (إذا فزع) قرأ ابنُ عامر ويعقوبُ بفتْحِ الفاءِ والزَّاي مشدَّدة (فَزَّعَ)، وقرأ الباقون بضَمِّ الفاءِ وكسْرِ الزَّاي مشدَّدة أيضًا (فُزِّعَ).
* قرأ أبو عمرٍو والكسائيُّ وأبو جعفرٍ وقالونُ بإسكان الهاء من (وهو العلي) وقرأ الباقون بالضَّمِّ.
* وقف يعقوب على (هُوَ - وَهُوَ) [عند الاضطرار] بهاء السَّكْتِ، هكذا: (هُوَهْ) بغير خلاف عنه، والباقون بغيْرِ هاء سكْتٍ.
والله أعلم.
وبعد
فلا يُغني هذا العمل قطْعًا - لمن أراد أن يقرأ هذه الآيات وغيرَها بِهذه القِراءات - عن الجلوس بين أيدي عُلماء القراءات والتلقِّي عنهم.
أسأل الله العلي العظيم أن يَجعل هذا العمل خالصًا لوجْهه الكريم، حافزًا لمن يطَّلع عليه لِمحاولة تعلُّم هذا العلم الجليل - علم القِراءات.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 11:37]ـ
وهذا رابط الموضوع على شبكة الألوكة
هنا ( http://www.alukah.net/Sharia/0/3557/)(/)
? برنامج إعراب القرآن الكريم ¦¦
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 12:49]ـ
برنامج إعراب القرآن الكريم
المشاركة الأصلية
هنا ( http://www.pdfbooks.net/vb/thread32743.html)
رابط التحميل المباشر
اضغط على الكتاب فضلا:
http://www.pdfshere.com/up/images/extensions/rar.png (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=2683)
أو
هنا ( http://www.4shared.com/file/65363787/8d3e859b/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 05:22]ـ
أحسن الله اليك, البرنامج لم يتحمل معي أبدا لا من هذا ولا من ذاك.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 05:38]ـ
أحسن الله اليك, البرنامج لم يتحمل معي أبدا لا من هذا ولا من ذاك.
هذا رابط الصفحة دون صورة الكتاب الذي يدل على صفحة التحميل أعلاه:
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=2683
وهذا الرابط المباشر
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=getfile&id=2683
والبرنامج حمل مئات المرات من نفس الرابط
موفق
شكرا(/)
حمل: نظم الأحكام المترتبة لحفص من طريق الشاطبية
ـ[محمد السيد]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 07:32]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل: هذا نظم للأحكام المترتبة لحفص من طريق الشاطبية
الرجاء مراجعته من ناحية اللغة والعروض والأحكام
وجزاكم الله خيرا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 09:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اسمح لي - أخي الكريم - أوَّلا أن أضع الأبيات أمامنا هنا ليسهل النظر فيها:
نَظْمُ الأَحْكَامِ المُتَرَتّبةِ لِحَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ الّشَّاطِبِيَّةِ - لِلْبُحَيْرِي
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللًّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَبَعْدُ. (أُهْدِي هَذَا النَّظْمَ لأَِبي وَأُمِّيَ حَفِظَهُمَا اللهُ وَبارَكَ فِي عُمْرِهِمَا وَزَادَهُمَا مِنْ فَضْلِهِ وَجَمِيعَ المُسْلِمِينَ) آِمينَ
قَالَ النَّاظِمُ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى:
يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَبْدِ المُنْعِمِ * * * بِفَضْلِ رَبِّي خَالِقِي وَمُكْرِمِ
أَبْدَأُ نَظْمِي فِي وُجُوهِ حَفْصِهِم * * * مِنْ شَاطِبِيَّةٍ وَمِنْ تَيْسِيرِهِمْ
بِدُونِ تَكْبِيرٍ وَحُكْمُ المُنْفَصِلْ * * * أَرْبَعٌ اوْ خَمْسٌ أَتَى كَالمُتَّصِلْ
مَعْ لاَمٍ اوْ مَعْ رَاءٍ امْنَعْ غُنَّةً * * * وَالسِّينُ فِي يَبْصُطُ جَا وَبَصْطَةً
وَالصَّادُ فِي مُصَيْطِرٍ وَخُلْفُهُمْ * * * مُصَيْطِرُونَ مَدّ فَرْقٍ خُلْفُهُمْ
إِحْدَاهُمَا إِبْدَالُهَا وَالآَخِرُ * * * تَسْهِيلُهَا فِي هَمْزِ وَصْلٍ مَاهِرُ
وَشِمْ وَرُمْ تَأْمَنُنَا فَمَا ءَاتَا * * * نِ إِنْ تَقِفْ فَبِالْخِلاَفِ قَدْ أَتَى
وَالسَّكْتُ فِي مَنْ رَاقٍ الْكَهْفِ وَبَلْ * * * رَانَ وَيَسَ البَيَانُ قَدْ قُبِلْ
وَافْتَحْ وَضُمْ فِي ضَعْفِ رُومٍ وَضَعْـ * * * فًا الْخِلاَفُ فِي سَلاَسِلاً وَقَعْ
فِي الْوَقْفِ جَا مَدٌّ وَقَصْرٌ قَدْ أُخِذْ * * * وَسِّطْ وَمُدْ يَا بِعَيْنَ عَوْنُ لُذْ
أَدْغِمْ بِيَلْهَثْ أَيْضًا ارْكَبِ اعْلَمَنْ * * * وَالنُّونُ مِنْ يَسَ نُونَ أَظْهِرَنْ
بِدُونِ سَكْتٍ قَبْلَ هَمْزٍ قَدْ وَرَدْ * * * لِلْهَاشِمِي عَنْ حَفْصِهِمْ بِلاَ مَرَدْ
وَجْهَانِ فِي رَاءٍ بِفِرْقٍ وَرَدَا * * * بِحَمْدِ رَبّي جَاءَ نَظْمِي قَدَرَا
أَبْيَاتُهُ (حُبُّ أَبٍ) نَظَمْتُهُ * * * رَجَاءَ عَفْوِ رَبِّنَا أَتْمَمْتُهُ
كتبهُ الفقيرُ إلى عفوِ ربهِ الغفور
إبراهيمُ بنُ عبدِ المنعمِ بنِ البحيرِي
مسير – كفر الشيخ - مصر
ـ[محمد السيد]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 06:31]ـ
[ quote= القارئ المليجي;421921] وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اسمح لي - أخي الكريم - أوَّلا أن أضع الأبيات أمامنا هنا ليسهل النظر فيها:
نَظْمُ الأَحْكَامِ المُتَرَتّبةِ لِحَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ الّشَّاطِبِيَّةِ - لِلْبُحَيْرِي
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللًّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَبَعْدُ. (أُهْدِي هَذَا النَّظْمَ لأَِبي وَأُمِّيَ حَفِظَهُمَا اللهُ وَبارَكَ فِي عُمْرِهِمَا وَزَادَهُمَا مِنْ فَضْلِهِ وَجَمِيعَ المُسْلِمِينَ) آِمينَ
قَالَ النَّاظِمُ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى:
يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَبْدِ المُنْعِمِ * * * بِفَضْلِ رَبِّي خَالِقِي وَمُكْرِمِ
أَبْدَأُ نَظْمِي فِي وُجُوهِ حَفْصِهِم * * * مِنْ شَاطِبِيَّةٍ وَمِنْ تَيْسِيرِهِمْ
بِدُونِ تَكْبِيرٍ وَحُكْمُ المُنْفَصِلْ * * * أَرْبَعٌ اوْ خَمْسٌ أَتَى كَالمُتَّصِلْ
مَعْ لاَمٍ اوْ مَعْ رَاءٍ امْنَعْ غُنَّةً * * * وَالسِّينُ فِي يَبْصُطُ جَا وَبَصْطَةً
وَالصَّادُ فِي مُصَيْطِرٍ وَخُلْفُهُمْ * * * مُصَيْطِرُونَ مَدّ فَرْقٍ خُلْفُهُمْ
إِحْدَاهُمَا إِبْدَالُهَا وَالآَخَرُ * * * تَسْهِيلُهَا فِي هَمْزِ وَصْلٍ مَاهِرُ
أشِمْ وَرُمْ تَأْمَنُنَا فَمَا ءَاتَا * * * نِ إِنْ تَقِفْ فَبِالْخِلاَفِ قَدْ أَتَى
وَالسَّكْتُ فِي مَنْ رَاقٍ الْكَهْفِ وَبَلْ * * * رَانَ وَيَسَ البَيَانُ قَدْ قُبِلْ
وَافْتَحْ وَضُمْ فِي ضَعْفِ رُومٍ وَضَعْـ * * * فًا الْخِلاَفُ فِي سَلاَسِلاً وَقَعْ
فِي الْوَقْفِ جَا مَدٌّ وَقَصْرٌ قَدْ أُخِذْ * * * وَسِّطْ وَمُدَّ يَا بِعَيْنَ عَوْنُ لُذْ
أَدْغِمْ بِيَلْهَثْ أَيْضًا ارْكَبِ اعْلَمَنْ * * * وَالنُّونُ مِنْ يَسَ نُونَ أَظْهِرَنْ
بِدُونِ سَكْتٍ قَبْلَ هَمْزٍ قَدْ وَرَدْ * * * لِلْهَاشِمِي عَنْ حَفْصِهِمْ بِلاَ مَرَدْ
وَجْهَانِ فِي رَاءٍ بِفِرْقٍ ظَهَرَا * * * بِحَمْدِ رَبّي جَاءَ نَظْمِي قَدَرَا
أَبْيَاتُهُ (حُبُّ أَبٍ) نَظَمْتُهُ * * * رَجَاءَ عَفْوِ رَبِّنَا أَتْمَمْتُهُ
كتبهُ الفقيرُ إلى عفوِ ربهِ الغفور
إبراهيمُ بنُ عبدِ المنعمِ بنِ البحيرِي
مسير – كفر الشيخ - مصر
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
قمت بتصحيح بعض أخطاء في التشكيل
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 09:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما إعرابُ كلمةِ (عبد المنعم) في قوله:
يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَبْدِ المُنْعِمِ * * * بِفَضْلِ رَبِّي خَالِقِي وَمُكْرِمِ
والسلام
ـ[محمد السيد]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 11:01]ـ
[ quote= محمود محمد محمود مرسي;422176] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما إعرابُ كلمةِ (عبد المنعم) في قوله:
يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ عَبْدِ المُنْعِمِ * * * بِفَضْلِ رَبِّي خَالِقِي وَمُكْرِمِ
والسلام
مضاف إليه لـ ابن
والتقدير بنُ عبدِ المنعمِ
ويمكن إعرابها (عبدُ) نعت لـ إبراهيم
والله أعلم
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 06:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فأين كلمةُ ابن ـ يا أخي ـ في البيتِ، إن المتعَارفَ عليه أنَّ المضافَ إذا حُذف أقيم المضافُ إليه مَكانَه، وأخذَ حُكْمَه الإعرابيَّ كما قالوا في قولِه تعالى: (واسألِ القريةَ)؛ فالأصلُ: واسْأل أهلَ القريةِ، حُذِفَ المضَافُ، وأُقيمَ المضَافُ إليهِ مكانَه، وأخذَ حُكمهُ، وهكذا هنا ـ يا أخي ـ فالأصْلُ: يقولُ إبراهيمُ بنُ عبدِ المنعم حُذفَ المضافَ الذي يُعرَبُ هنا نعتا، وأقِيمَ المضَافُ إليه مكانه، وهو (عبد المنعم) وأخذَ حُكمَهُ؛ فالمتعينُ هنا ـ يا أخي ـ أنْ تُعربَ كلِمَةُ (عبد المنعم) نعتًا،
هذا والله الموفق، والسلام.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 07:31]ـ
[ quote= محمود محمد محمود مرسي;422309] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فأين كلمةُ ابن ـ يا أخي ـ في البيتِ، إن المتعَارفَ عليه أنَّ المضافَ إذا حُذف أقيم المضافُ إليه مَكانَه، وأخذَ حُكْمَه الإعرابيَّ كما قالوا في قولِه تعالى: (واسألِ القريةَ)؛ فالأصلُ: واسْأل أهلَ القريةِ، حُذِفَ المضَافُ، وأُقيمَ المضَافُ إليهِ مكانَه، وأخذَ حُكمهُ، وهكذا هنا ـ يا أخي ـ فالأصْلُ: يقولُ إبراهيمُ بنُ عبدِ المنعم حُذفَ المضافَ الذي يُعرَبُ هنا نعتا، وأقِيمَ المضَافُ إليه مكانه، وهو (عبد المنعم) وأخذَ حُكمَهُ؛ فالمتعينُ هنا ـ يا أخي ـ أنْ تُعربَ كلِمَةُ (عبد المنعم) نعتًا،
هذا والله الموفق، والسلام.
جزاكم الله خيرا(/)
شرح الشيخ عبدالرافع للجزرية 1
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:17]ـ
اليكم تفريغ شرح الشيخ المقرىء عبدالرافع رضوان الشريط الاول
المطلوب منكم تحويله الى pdf(/)
تلخيص مقدمة تفسير ابن كثير في أصول التفسير
ـ[رشيد الزات]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذا تلخيص مقدمة تفسير الحافظ بن كثير في أصول التفسير لخصتها لتيسير الانتفاع بها، وقد حافظت على نصوص الأصل، مع إضافة بعض العناوين التي اقتضاها المقام، والله تعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه، وأن ينفع به كل من نظر فيه.
أصح طرق التفسير:
1 - تفسير القرآن بالقرآن:
إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر.
2 - تفسير القرآن بالسنة:
فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما). [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1)، وقال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون). 2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2)، وقال تعالى: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون).! [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn3)
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn4) يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
3 - تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح.
أشهر المفسرين من الصحابة:
- علماءهم وكبراءهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين.
- وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، عن مسروق قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته).
وقال الأعمش أيضًا، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
- ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: «اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل» [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn5)
وقال عبد الله -يعني ابن مسعود-: نعْم ترجمان القرآن ابنُ عباس. [فقد صح السند] إلى ابن مسعود: أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة. وقد مات ابن مسعود، رضي الله عنه، في سنة اثنتين وثلاثين على الصحيح، وعُمِّر بعده ابن عباس ستًا وثلاثين سنة، فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟.
الإسرائيليات المنقولة عن الصحابة:
غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره، عن هذين الرجلين: عبد الله بن مسعود وابن عباس. ولكن في بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب، التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «بَلِّغوا عني ولو آية، وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ومن كذب عَلَىَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn6) ولهذا كان عبد الله بن عمرو يوم اليرموك قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.
4 - تفسير القرآن بأقوال التابعين:
إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين.
- أشهر المفسرين من التابعين:
- مجاهد بن جَبْر فإنه كان آية في التفسير، فعنه قال: عَرضْتُ المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها.
وعن ابن أبي مُلَيْكَة قال: رأيت مجاهدًا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، قال: فيقول له ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
- وكسعيد بن جُبَيْر، وعِكْرِمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق ابن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مُزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم، فتذكر أقوالهم في الآية فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ، يحسبها من لا علم عنده اختلافًا فيحكيها أقوالا وليس كذلك، فإن منهم من يعبّر عن الشيء بلازمه أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في كثير من الأماكن، فليتفطن اللبيب لذلك، والله الهادي.
5 - التفسير بالرأي:
فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، لما رواه سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال في القرآن برأيه، أو بما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار».
أخرجه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وعن جُنْدب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ».
وقد روى هذا الحديث أبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث سهيل بن أبي حزم القُطعي، وقال الترمذي: غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل.
وفي لفظ لهم: «من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ». أي: لأنه قد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرمًا ممن أخطأ، والله أعلم، ولهذا تَحَرَّج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به، كما روى شعبة، عن أبي مَعْمَر، قال: قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: (أيّ أرض تقلّني وأي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم).
وعن أنس؛ أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر: (وفاكهة وأبا) [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn7)، فقال: (هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأبّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر) [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn8).
وهذا كله محمول على أنهما، رضي الله عنهما، إنما أرادا استكشاف علم كيفية الأب، وإلا فكونه نبتا من الأرض ظاهر لا يجهل، لقوله: (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا). [& Ccedil;ËÑ[9] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn9) وعن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكَة: أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها. إسناده صحيح.
وعن الوليد بن مسلم، قال: جاء طَلْق بن حبيب إلى جُنْدُب بن عبد الله، فسأله عن آية من القرآن؟ فقال: أحرِّج عليك إن كنت مسلمًا إلا ما قمتَ عني، أو قال: أن تجالسني.
وعن سعيد بن المسيب: إنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئًا.
وعن يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع.
وعن عبيد الله بن عمر، قال: لقد أدركتُ فقهاء المدينة، وإنهم ليعظِّمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعًا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه). [& Ccedil;ÊÑÐÈ[10] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn10)، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: «من سئل عن علم فكتمه، ألْجِم يوم القيامة بلجام من نار» [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn11).
وعن أبي الزناد عن الأعرج قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله. والله أعلم بالصواب.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1) النساء الآية: (105).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) النحل الآية: (44).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref3) النحل الآية: (64).
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref4) أخرجه أحمد (6/ 10) وأبو داود (5/ 12/4605) والترمذي (5/ 36 - 37/ 2663) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه (1/ 6 - 7/ 13) وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref5) أخرجه: أحمد (1/ 328 و335) وابن حبان: الإحسان (15/ 531/7055). والحاكم (3/ 534) وصححه، ووافقه الذهبي. وبنحوه: أحمد (1/ 359) والبخاري (1/ 325/143) ومسلم (4/ 1927/2477) والترمذي (5/ 638/3824) وابن ماجه (1/ 58/166) والنسائي في الكبرى (5/ 52/8177).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref6) أخرجه أحمد (2/ 159 - 202 - 214) والبخاري (6/ 614/3461) والترمذي (5/ 39/2669).
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref7) عبس الآية: (31).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref8) أخرجه: ابن جرير (30/ 60 - 61)، والحاكم (2/ 514). وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، والبيهقي في 'شعب الإيمان' (2/ 424/2281) ونسبه ابن حجر في 'الفتح' (6/ 364) لعبد بن حميد،. وصحح إسناده ابن كثير في تفسيره (8/ 348).
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref9) عبس الآية: (27 - 28).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref10) آل عمران الآية: (187).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref11) أخرجه: أحمد (2/ 263) وأبو داود (4/ 67 - 68/ 3658) والترمذي (5/ 29/2649) وقال: حديث حسن. ابن ماجه (1/ 96/261). وصححه ابن حبان (الاحسان 1/ 297/95) والحاكم (1/ 101) ووافقه الذهبي.(/)
علم أسباب النزول نشأته وتطوره
ـ[رشيد الزات]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:15]ـ
الحمد لله الذي جعل لكل شيء سببا، وأنزل على عبده كتابا عجبا، فيه من كل شيء حكمة ونبا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخليقة عجما وعربا، وأزكاهم حسبا ونسبا، وعلى آله وصحبه السادة النجبا. وبعد
فإن علم أسباب النزول جليل قدره، عظيم نفعه، لارتباطه بفنين عظيمين هما تفسير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقبل الدخول في التفاصيل لابد من تعريف هذا العلم، وبيان أهميته، وإعطاء لمحة عن تاريخه وتدوينه، ثم بيان معنى سبب النزول.
1 - تعريفه علم سبب النزول:
"هو من فروع علم التفسير وهو علم يبحث فيه عن نزول سورة، أو آية، ووقتها، ومكانها، وغير ذلك، ومباديه مقدمات مشهورة، منقولة عن السلف". [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1)
2- أهميته:
قد تواردت كلمات العلماء والباحثين على فائدة هذا العلم وأهميته، وهذه بعض نصوصهم في ذلك.
قال الواحدي: "فآل الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين المتسترين بعلوم الكتاب، إبانة ما أنزل فيه من الأسباب، إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزلها". [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب". [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn3)
وقال الإمام الشاطبي: "معرفة أسباب النزول لازمة لمن أراد علم القرآن .. ومعرفة الأسباب رافعة لكل مشكل من هذا النمط، فهي من المهمات في فهم الكتاب ولا بد .. والجهل بأسباب التنزيل موقع في الشبه والإشكالات، ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف، وذلك مظنة وقوع النزاع". [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn4)
وقال السيوطي: "زعم زاعم أنه لا طائل تحت هذا الفن لجريانه مجرى التاريخ وأخطأ في ذلك بل له فوائد" [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn5). ثم ذكرها.
وعلى هذا درج الزركشي في البرهان، والمتأخرون كابن عاشور في: مقدمة التحرير والتنوير [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn6)، ومحمد بن حسين الذهبي في: التفسير والمفسرون [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn7)، وغيرهم.
إلا ما كان من حجة الله الدهلوي فقد زعم في كتابه (الفوز الكبير في أصول التفسير): "أن أكثر أسباب النزول لا مدخل لها في فهم معاني الآيات اللهم إلا شيء قليل من القصص". [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn8) وقد تقدمت تخطئة السيوطي لمن زعم هذا القول.
3 - تاريخه وتدوينه:
قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لفت الأنظار إلى علم أسباب النزول، ويمكن أن يستأنس لذلك بالرواية التي تقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرم عبد الله بن أم مكتوم الذي نزلت فيه: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى)، ويقول فيه مرحبا بمن عاتبني فيه ربي. وفي هذا اهتمام منه e بمن نزلت فيه الآيات، وتعريف به، وإظهار له, وهذا هو علم أسباب النزول بعينه، على أن لنا في قول النبي e :« بلغوا عني ولو آية»، ما يمكن الاستدلال به على ذلك، إذ كان علم أسباب النزول قائما على النقل المرفوع الصحيح.
وقد ورد عن الصحابة أيضا ما يدل على اهتمامهم بهذا العلم، وحرصهم على تحصيله، والاستنارة بفهمه، فقد أخرج مسلم عن طارق بن شهاب قال: (جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: وأي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات في يوم جمعة. أخرجه البخاري ومسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء من طريق أبي بكر بن عياش، عن نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال: «والله ما نزلت أية إلا وقد علمت فيما أنزلت، وأين أنزلت، وإن ربي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً سؤولاً».
وأخرج الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري عن مسروق قال: قال عبد الله يعني ابن مسعود: «والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله، إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته».
وأما التابعين فقد كان لهم الحظ الأوفر من هذا العلم، وقد جاء عنهم ما يدل على اهتمامهم به، كما ذكر السيوطي في الإتقان عن أيوب قال: سأل رجل عكرمة عن آية من القرآن، فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلع. [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn9)
وروي أبو عبيد في فضائل القرآن عن الحسن البصري أنه قال: «ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيما أنزلت، وما أراد بها».
وقال القرطبي: قال عكرمة في قوله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله". طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته. قال ابن عبد البر: هو ضمرة بن حبيب.
وأما من حيث تدوينه، فقد قال الزركشي في البرهان: " .. وقد اعتنى بذلك المفسرون في كتبهم، وأفردوا فيه تصانيف". [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn10)
قلت: أقدم من صنف فيه الإمام علي بن المديني شيخ البخاري، (ت234).
وقد أشار إلى ذلك السيوطي بقوله: "أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم عليّ بن المديني شيخ البخارى". [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn11)
ومن القدماء الذين صنفوا في هذا العلم أيضا: الشيخ: عبد الرحمن بن محمد المعروف: بمطرف الأندلسي المتوفى: سنة اثنتين وأربعمائة. له كتاب أسباب النزول، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون، وصديق حسن خان في أبجد العلوم، وغيرهما.
ومن أشهر من صنف فيه كذلك: الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي المفسر المتوفى: سنة ثمان وستين وأربعمائة. له كتاب أسباب النزول. وقد بين رحمه الله في مقدمته السبب الذي حدا به إلى تأليفه، حيث قال: "وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئاً، ويختلق إفكاً وكذباً، ملقياً زمامه إلى الجهالة، غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية، وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب، لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن، والمتكلمون في نزول القرآن، فيعرفوا الصدق، ويستغنوا عن التمويه والكذب، ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب". [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn12)
وقد اختصره الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري المتوفى: سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. في كتاب سماه (عجائب النقول في أسباب النزول)، فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا". [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn13)
وقد وصف السيوطي كتاب الواحدي هذا بالإعواز، حيث قال: "ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز". [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn14)
وتعقبه الحافظ بن حجر أيضا في كتابه: العجاب في بيان الأسباب على ما يأتي بيانه.
وممن صنف في هذا العلم كذلك: الشيخ الإمام أبي الفرج: عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البغدادي المتوفى سنة (597) له كتاب أسباب النزول. وهو مذكور في كشف الظنون، وأبجد العلوم، وغيرهما.
ومن المصنفات فيه: العجاب في بيان الأسباب، لأبي الفضل: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفى: سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، رحمه الله. ومنهم من يسميه: (الإعجاب بتبيان الأسباب)، أو (العباب في بيان الأسباب)، كالسخاوي حيث وسمه بالعنوانين الأخيرين معا في كتابه: (الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)، والراجح العنوان الأول. لتصريح مؤلفه بذلك في مقدمته، حيث قال: "وسميت هذا الكتاب: (العجاب في بيان الأسباب)، وعلى الله أعتمد، ومن فيض فضله أستمد، لا إله إلا هو عليه توكلت، و إليه مآب". [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn15)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ألمح السيوطي إلى هذا الكتاب حيث قال: "وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر كتاباً مات عنه مسودة فلم نقف عليه كاملاً". [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn16)
قلت: قد وصل فيه إلى قوله تعالى: ((أينما تكونوا يدركم الموت))، من سورة النساء، حيث قال ناسخه: "إلى هنا انتهى ما وجد من أسباب النزول لشيخ الإسلام العالم العلامة الحافظ الشيخ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بخطه". [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn17)
وهو كتاب قد استدرك به مؤلفه ما فات الواحدي، وتعقبه في إيراده الأخبار الضعيفة والواهية، كما قرر ذلك في مقدمته، حيث قال: "ظاهر كلامه أنه استوعب ما تصدى له، و قد فاته من ذلك شيء كثير، فلما رأيت الناس عكفوا على كتابه، وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه، تتبعت -مع تلخيص كلامه- ما فاته محذوف الأسانيد غالبا، لكن مع بيان حال ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين، وذبا عن حديث سيد المرسلين، ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين". [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn18)
وقال أيضا: "فوجدته –أي الواحدي- رحمه الله قد وقع فيما عاب من إيراد كثير من ذلك بغير إسناد مع تصريحه بالمنع إلا فيما كان بالرواية والسماع، ثم فيما أورده بالرواية والسماع ما لا يثبت لوهاء بعض رواته". [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn19)
ومن أجل من ألف في هذا العلم، الإمام جلال الدين السيوطي فارس هذا الميدن، في كتاب: (لباب النقول في أسباب النزول)، وقد وصف كتابه هذا بقوله: "وقد ألفت فيه- سبب النزول- كتاباً حافلاً موجزاً محرراً لم يؤلف مثله في هذا النوع، سميته لباب النقول في أسباب النزول". [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn20)
وقال في مقدمته: "فهذا كتاب سميته: (لباب النقول في أسباب النزول)، لخصته من جوامع الحديث والأصول، وحررته من تفاسير أهل النقول، وبالله أسأل النفع به فهو أكرم مسؤول، وأعظم مأمول". [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn21)
قال السخاوي: "هو مما اختلسه من تصانيف شيخنا: ابن حجر". [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn22)
والمصنفات فيه كثيرة وقد اقتصرنا منها على المشهور دون المغمور. والله أعلم
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref1) أبجد العلوم: (2/ 53).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref2) أسباب النزول: (ص: 1).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref3) مقدمة في أصول التفسير ضمن مجموع الفتاوى: (13/ 339).
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref4) الموافقات: (3/ 347).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref5) الإتقان: (1/ 31).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref6) المقدمات: (ص:42).
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref7) (1/85).
[8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref8) ( ص:60 - 61).
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref9) الإتقان: (1/ 36).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref10) البرهان في علوم القرآن: (1/ 22).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref11) الإتقان في علوم القرآن: (1/ 30).
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref12) أسباب النزول: (ص:2).
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref13) انظر الإتقان (1/ 28).
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref14) الإتقان في علوم القرآن: (1/ 30).
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref15) العجاب في بيان الأسباب: (1/ 221).
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref16) الإتقان في علوم القرآن: (1/ 30).
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref17) العجاب في بيان الأسباب: (1/ 196).
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref18) المصدر نفسه: (1/ 200).
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref19) المصدر نفسه: (1/ 196).
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref20) الإتقان: (1/ 30).
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref21) لباب النقول في معرفة أسباب النزول: (ص:3).
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftnref22) الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع: (2/ 232).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 10:45]ـ
جزاك الله خيرا(/)
النبر في القرآن الكريم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 12:47]ـ
النبر في القرآن الكريم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
لاشك أن القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود،وأن الإبدال مقصود،وكما أن الأصل مقود، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6، هذا من جهة البلاغة،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:
أولها: مرحلة الشكل (أي التشكيل) كيف يتعلم طريقة نطق الفتحة والضمة والكسرة، والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا للقراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر.
قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) " فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر،
وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" .. وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير، .. وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي::" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب،وكذا قوله تعالي:" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير مراد في الآية.
فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر.
قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض ".
وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق،والنبر:إظهار الهمزة مثل: دارأ في داري" والذي نحن بصدده::"
(يُتْبَعُ)
(/)
النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ:" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي (المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف: " {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ
فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ... ).انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري.
ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر.
وقال د/ جبل في ترجمة: -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد الله التيمي الأصبهاني إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن خلاد بن خالد والحسن بن عطية وداود بن أبي طيبة وخلف وأبي معمر وسليمان ابن داود الهاشمي وسليم بن عيسى ويونس بن عبد الأعلى ونصير بن يوسف النحوي وعبد الرحمن بن أبي حماد وحماد بن بحر ونوح ابن أنس والصباح بن محارب وأشعث بن عطاف وروى الحروف عن عبيد الله ابن موسى وإسحاق بن سليمان، روى القراءة عنه الفضل بن شاذان وهو أكبر أصحابه وأعلمهم، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وجعفر بن عبد الله بن الصباح وأحمد بن يحيى التارمي- والحسين بن إسماعيل الضرير أبو سهل حمدان بن المرزبان وأحمد بن الخليل بن أبي فراس ومحمد بن عصام وإبراهيم بن أحمد بن نوح ومحمد بن أحمد بن الحسن الشعيري ويعقوب بن إبراهيم بن الغزال ومحمد بن الهيثم الأصبهاني والقاسم بن عبد الله الفارسي والحسن بن العباس الرازي وعبد الله بن أحمد اللخمي وموسى بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد الرازي والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني ما أعلم أحداً أعلم منه في وقته في فنه يعني القراءات، وصنف كتاب الجامع في القراءات وكتاباً في العدد وكتاباً في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطبة وكتاباً في الرسم وكان إماماً
في النحو أستاذاً في القراءات، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين.) غاية النهاية 2/ 350.
وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) " {وَإِذَا كَالُوهُمْ} يعني: إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل {أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} يعني: ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني: كالوا ثم قال: هم وكذلك وزنوا ثم قال: هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي: كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587
(يُتْبَعُ)
(/)
ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ (هم) علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم) في حالة تنغيم (هم) مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم) في (هم يخسرون) مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا، وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص) وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر .. تحقيقات في التلقي د/جبل
وقال الزمخشري:" {والذين يَجْتَنِبُونَ} عطف على الذين آمنوا، وكذلك ما بعده. ومعنى {كبائر الإثم} الكبائر من هذا الجنس. وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: كبير الإثم هو الشرك {هُمْ يَغْفِرُونَ} أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ، وإسناد {يَغْفِرُونَ} إليه لهذه الفائدة، ومثله: {هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39].يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم) المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق
ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي (أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ.
والسؤال:ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟
قال د/ جبل:" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع .. مثل: (فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) تنبر القاف، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا) تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها ....
زيادة توضيح:
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل (يقول) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل (أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل (فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل (ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ) وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة.
3.النبر في الحرف المقطعة.
أولا: (إن +ما،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما) التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه:أ ـ ما تنبر فيه (ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134 (َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95 (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر ... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط
ثانيا: (أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ .. (178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ... (41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ... (30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ... ر (43) (وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)
وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ... (49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال.
الخلاصة: أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر (الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20) = لانبر فيه
ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي:" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34) " وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل: ... كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)
رابعا: (بئس +ما) هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
?وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ? وقد رسمت الأوليان باتصال "ما".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي: وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ... (80) "قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ... (150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")
قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة.
فالخلاصة: أن كل (بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
4. (أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (37) الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ... (115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ... (148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112) آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78) النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76) النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31) مريم ُ
"مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ... (7) المجادلة
قال د/غانم قدوري:"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات: فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب.
وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة.
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة. انتهي خلاصة العجالة صـ213 .. ) الدراسات الصوتية 480
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع.
هذا ما من الله به علينا،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة.آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 11:58]ـ
جزيت خيراً شيخنا عبد الحكيم عبد الرازق على هذه الدرر التي تنثرها هنا وهناك، وأريد أن أشارك بالآتي:
كان شيخي إسماعيل عبد العال أحمد حفظه الله تعالى كثيراً ما ينبهنا أثناء قراءتنا عليه القراءات العشر للنبر في بعض الكلمات، مع أن الشيخ كان لا يسمي هذا التغيير اليسير في الصوت بأي اسم، وإنما يلقننا له تلقيناً، وأذكر أنه أوقفني كثيراً في قوله تعالى: (إذا ما غضبوا هم يغفرون)، وكان يقول لي: لا بد أن تبين في قراءتك انفصال (غضبوا) عن (هم)، حتى يكون الصوت مختلفاً عن مثل: (كالوهم).
وكذلك شيخي طاهر عبد الرحمن شيخ النجارين حفظه الله تعالى الذي عرضت عليه ختمتين كاملتين، الأولى بقراءة عاصم براوييه، والأخرى بقراءة ابن عامر براوييه أيضاً، فمن ما أوقفني عنده كثيراً لفظي: (يعدكم)، و (يعظكم).
وهذا العمل جيِّد لما فيه من التوضيح والتبيين، ولكن من وجهة نظري أرى أنه غير لازم، والذي لا يطبقه لا يؤدي إلى معنى مخالفٍ للمعنى المراد؛ إذ إن سياق الآية يفهم من خلاله المعنى الذي يدل عليه اللفظ، والله تعالى أعلم.
مع التنبيه إلى أن بعض القراء ربما يبالغ في النبر إلى أن يسمع له سكتاً واضحاً بين الكلمات حرصاً منه على تأدية المعنى المراد، وهذا لا شك في تخطئته؛ لإتيانه بأحكام في غير موضعها.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 12:59]ـ
جزى الله الشيخين خير الجزاء.
واسمحا لي أن أضع هذا الرابط ... استكمالاً للموضوع:
موضوع للنقاش في علم التجويد ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1018)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 11:23]ـ
وهذا العمل جيِّد لما فيه من التوضيح والتبيين، ولكن من وجهة نظري أرى أنه غير لازم، والذي لا يطبقه لا يؤدي إلى معنى مخالفٍ للمعنى المراد؛ إذ إن سياق الآية يفهم من خلاله المعنى الذي يدل عليه اللفظ، والله تعالى أعلم.
مع التنبيه إلى أن بعض القراء ربما يبالغ في النبر إلى أن يسمع له سكتاً واضحاً بين الكلمات حرصاً منه على تأدية المعنى المراد، وهذا لا شك في تخطئته؛ لإتيانه بأحكام في غير موضعها.
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
في الحقيقة هذا مضرّ للشيوخ .. فمثلا منذ يومين وجدت أخا يقرأ ووقف علي " أحد " فبالغ في القلقلة فكأنه شدد الدال .. فوجدتُ المعني وكأنه يقول " أحدّ " كمن يقول: "أحدُّ من السيف " فصارت من الحدة، فهذه الأشياء لا يطيقه الشيوخ.
وقولكم " إذ إن سياق الآية يفهم من خلاله المعنى الذي يدل عليه اللفظ، والله تعالى أعلم."
شيخنا فهناك من الطلبة يفهم معني الآية إلا أنه يعبر عنها بطريقة خاطئة، ففهمه للمعني لا يواري خطئه.
فلو عكسنا الأمر وقلنا: نطق اللفظ بقواعد سليمة ولا يفهم المعني لا شئ فيه لأنه يبلغه لغيره بلفظ صحيح فقد ينتفع به غيره.
ثم قضية " يعظكم.يعدكم " الخطأ فيه واضح لأنه يختلس حركة الحرف الثاني، والاختلاس لابد معه نص. فهناك فرق بين الحركة الكاملة والحركة الناقصة .. وضحت فكرتي؟
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 10:35]ـ
شيخنا أكرمك الله:
أنا لا أقصد أن الوقوع في الخطأ التجويدي يبرر له بأن المعنى متضح فلا إشكال فيه، فهذا مما لا يمكن أن يوافق عليه أحد.
ثم قضية " يعظكم.يعدكم " الخطأ فيه واضح لأنه يختلس حركة الحرف الثاني، والاختلاس لابد معه نص. فهناك فرق بين الحركة الكاملة والحركة الناقصة .. وضحت فكرتي؟
ايضاً ليس الخلاف في لزوم إتمام الحركات، ويمكن أن تتم الحركة بدون نبر، والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 01:53]ـ
ايضاً ليس الخلاف في لزوم إتمام الحركات، ويمكن أن تتم الحركة بدون نبر، والله أعلم.
السلام عليكم
شيخنا نحن اتفقنا في الأساس والخلاف في التسمية، فالضغط علي الحركة نسميها نبر. لأن هذا الضغط يؤدي إلي إتمام الحركة حتما.
وفضيلتكم لا تضعون لها اسما.
مثلا "فسقي " لو قرئت خطأ وكانت بمعني الفسوق ستنكرها لا شك وستأمره بإتمام الحركة،وأنا سأقول له انبر الحرف. فالنتيجة واحدة.
جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 11:19]ـ
نحن اتفقنا في الأساس والخلاف في التسمية، فالضغط على الحركة نسميها نبر. لأن هذا الضغط يؤدي إلى إتمام الحركة حتما.
- - -
مثلا "فسقى" لو قرئت خطأ وكانت بمعنى الفسوق ستنكرها لا شك وستأمره بإتمام الحركة، وأنا سأقول له انبر الحرف. فالنتيجة واحدة.
شيخنا الفاضل عبد الحكيم.
هل النبر المراد ليس فيه شيء زائد على إتمام الحركة؟
فما المراد بالضَّغط، وتحديد كلمات معينة للتنبيه عليها؟
أسأل للاستفسار.
= = = =
مع أني ألاحظ في هذا الموضوع من المتحمِّسين للنبر كلامًا فيه غرابة وطرافة.
فمَن يذهب وهمه إلى (فَسَقَ) فيمن ترك النبر - لكن أتم الحركات - في (فَسقَى) ... مع وضوح التبايُن.
ومن يذهب وهمه إلى (الفعْص) في قراءة (فعصى فرعون الرسول)، وأيضًا التَّبايُن واضح مع وجود الألف اللينة التي هي لام الفعل.
ونعوذ بالله من مثل هذه الأوهام أثناء تلاوة وسماع القرآن.
لأنَّ من ينشغل بها لن يقف عند حد.
فمن غرائب المعاني المترتبة على الوقوف؛ نحو: (وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله) ... وإصلاحها يكون بِحُسن الوقف والابتداء.
إلى غرائب المعاني الناتجة عن سوء التفسير، نحو: (فأرسل معنا أخانا نكتل)، (وجد عندها رزقًا).
إلى غرائبَ ليْس لها حلّ مطلقًا؛ إلاَّ أن يمضي القارئ والسامع دون التفات لتلك الهواجس والوساوس.
فالأحسن صرف الهم عن مثل هذه المعاني، التي لا تتبادر - عند التحقيق - إلا لقليلين.
ويُكتفى إذا سمَّع عليك واحد ممن لم يُتم الحركات أن تُنبهه إلى النطق الصحيح الذي ليس فيه زيادة على إعطاء كل حرف حقه ومستحقه، دون الإشارة إلى تلك المعاني التي لم تتولَّد عند ذلك الطالب أصلاً.
والله أعلم.(/)
تفسير سورة الفاتحة الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 09:00]ـ
تفسير سورة الفاتحة
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري
? بسم الله الرحمن الرحيم * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ?
الحمد لله ثناء أثنى به الله على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا ? الْحَمْدُ لِلَّهِ?.
فالحمد ثناء عليه بأسمائه وصفاته الحسنى، بما أنعم على عباده من نعم لا يحصيها غيره، وبما بسط لهم من الرزق وسخر لهم جميع الكائنات من غير استحقاق منهم لذلك، والألف واللام في ? الْحَمْدُ? لاستغراق جميع المحامد وصنوفها لله، فما من حمد واقع أو مفروض منذ البداية حتى النهاية يصرفه أحد إلى أحد إلا وينصرف إلى الله، إذ هو أهله؛ لأنه معطي الجميل ومعطف أهل الفضل لفعل الجميل.
ثم إن معنى الحمد في الاصطلاح هو معنى الشكر في اللغة، ومعنى الشكر في الحقيقة هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلقه لأجله، من جميع الجوارح والحواس والآلات والقوى، وكافة النعم والأموال، فيحسن التصرف فيها باستعمالها في طاعة الله، ونشر دينه، وإعلاء كلمته، وقمع المفتري عليه، إذ يتضمن مدلولا الحمد والشكر القيام بجميع أنواع العبودية المرضية لله، ففي قرن الحمد بلفظة الجلالة الكريمة هذه الدلالة العظيمة، فمن لم يقم بذلك لم يكن حامداً ولا شاكراً على الحقيقة، إذ مجرد النطق لا يفيد، ومن قصر في أنواع العبودية كان مقصرا بحمد ? رَبِّ الْعَالَمِينَ? بقدر ذلك، و? الْعَالَمِينَ ? هم مَنْ سوى الله، فكل من سوى الله تعالى فهو عالم (بفتح اللام).
ومن هنا قالوا بعموم مدلولهم جميع أجناس المخلوقات، فمعنى ? رَبِّ الْعَالَمِينَ? سيدهم المربي لهم الذي رباهم بنعمته:
1 - تربية خلقية يكون بها نموهم وكمال إحساسهم وقواهم النفسية والعقلية.
2 - تربية هداية فطرية لكل نفس ما يلائمها من طلب نفع أو مكافحة ضرر.
3 - تربية هداية شرعية لأهل الإدراك منهم لما يسعدهم في دنياهم وأخراهم، وذلك بما يوحيه إلى أفراد منهم بدينه القويم، وتشريعه النافع، ومن هنا قال من قال بقصر معنى (العالمين) على أهل الإدراك من الجن والإنس والملائكة، والتعميم بجميع المخلوقات هو الأولى؛ لورود النصوص القرآنية بتسبيح كل شيء وسجود كل شيء لله ? وَهُمْ دَاخِرُونَ ? [النحل: 48].
4 - رباهم تربية معيشية بتسخيره لهم كل دابة ومادة، وتيسير أرزاقهم حسب تقديره الأزلي، وإنعامه عليهم بالنعم التي لا يمكن لهم البقاء بدونها. ولذلك استحق جميع المحامد بحيث إن أي حمد يتجه إلى محمود ما فهو لله - تعالى - سواء لاحظه الحامد أو لم يلاحظه؛ لأنه مصدر جميع الوجود والفضل والنعمة والمعروف والإحسان، فلهذا ثنى السورة بقوله ? الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? لأن تربيته للعالمين بأنواعها المتقدمة ليست الحاجة به إليهم قطعياً، وإنما هي لعموم رحمته وشمول إحسانه؛ لأن ربوبيته ليست مقصورة على القهر والعزة والجبروت، بل فائضة بالرحمة واللطف والإحسان، فهو الرحمن المنعم بجلائل النعم كالسموات والأرض وما بعث فيهما من دابة ومادة، وما سخره من شمس وقمر وأفلاك، وما وهبه من نعم وصحة وعقل، وهو ? الرحيم ? بدقائق النعم، كسواد العين، وتلاصق شعرات أهدابها المانعة من دخول كل ما يؤذيهما مع كون النور يلمح من خلالها.
وهو ? الرحيم ? الذي اقتضت رحمته وحكمته أن يجعل ماء العينيين مالحاً؛ ليحفظ شحمهما من الذوبان، وجعل ماء الأذن مرَّا؛ ليمنع الذباب وسائر الحشرات من الولوج فيها لصعوبة خروجه منها، ودقة إيذائه إذا بقي فيها، وجعل ماء الأنف لزجاً ومسالكه ملتوية ليتقمع الداخل المؤذي، ويطيب التنفس، وترهف حاسة الشم، وجعل ماء الفم حلواً رائقاً ليطيب للإنسان بما يمضغه من الطعام، كما جعل في اللسان أجهزة دقيقةً كثيرةً جداً لتمييز التذوق، وجعل في الفم نفسه أجهزة لحسن الابتلاع واتقاء الضرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ? الرَّحِيمِ ? الذي جعل الليل والنهار، هذا صالح للسكن، مفيد نومه صحياً، وهذا للعمل واكتساب الرزق، كما يأتي توضيح ذلك في سورة القصص - إن شاء الله -، ثم هو ? الرحمن ? ذو الرحمة العامة الشاملة لجميع الخلق، حتى الكافر والفاسق والمتمرد، وهو ? الرَّحِيمِ? ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين كما نص على ذلك في الآية (157) من سورة الأعراف، كما سنوضحه بحوله تعالى وقوته، وهو ? الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? في خلقه وتكوينه، وحسن تصويره، وقسمته للأرزاق، وتشريعه لخلقه من الدين ما يحرر نفوسهم ويزكيها، وتشريعه لهم من الأحكام ما يحصل به عموم الرحمة والسعادة والرفاهية والأمن والعيشة الراضية في الدارين، فتحليله رحمة، وتحريمه رحمة، وعزيمته رحمة، ورخصته رحمة، وعقوباته رحمة، ومصائبه وبلاياه رحمة ظاهرة، لمن تدبرها، وخافيه لمن عمي أو غفل عنها، فهو ? الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? البالغ في الرحمة غايتها، والذي هو أرحم بخلقه من الوالدة بولدها.
واعلم أنه لا ينافي عموم رحمته ما يجريه على خلقه من النكبات التي هي عقوباته القدرية، ولا ما يفرضه عليهم من العقوبات الشرعية، فإنها كلها رحمة وعدل اقتضته حكمته تأديباً للجناة رحمة بهم، وبمن جنوا عليه، وإيقاظاً للعصاة الذين فرطوا أو أعرضوا عن هديه، وقد يسلط أعداءه على بعض المسلمين المتعبدين ببعض الشعائر، وهم مهملون لبعضها أو للمهم فيها، كالتواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى، الذي من موجباتها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد لإعلاء كلمة الله، وكبت المنكرين له في صحفهم وكتبهم الخبيثة، الطاعنين في دينه، المحادين له ولرسوله، بتحبيب الكفر والفسوق والعصيان، في كتبهم وصحفهم، التي لا يجوز للمسلم أن يسمح بها أو يتسع صدره لانتشارها في بلاده؛ كيلا يحرمه الله من رحمته الواسعة؛ لأنه أقسم بحصول الخسران لمن لم يتصف بذلك من بني الإنسان، فكيف يطمع بدوام رحمة الله وشمولها من لم يغضب لله، ومن لم يتمعر وجهه فيه، ولم يحقق محبته بموالاة أحبابه ومعاداة أعدائه، والبراءة منهم، وممن تنكب عن الهدى، ويعمل على أطره على الحق أطرا.
((هذه الأمور العظيمة)) التي تستلزم لصاحبها العزم على الجهاد، وإعداد المستطاع من كل قوة لازمة ملائمة يتمكن بها من قمع المفتري على الله، والمعرض عن سبيله، أو المتعرض له بالصد عن الحق والإغراء والفتنة، يسد بذلك الفراغ والثغور، التي ينفذ منها المبطلون من الأحزاب المغرضة المنحرفة، وذوي المبادئ الهدامة، التي تفاقم شرها في هذا الزمان، وطم سيلها الوعر والسهل، والتي تلبس في كل زمان زياً خاصاً بسبب تفريط المسلمين في هذه الأصول العظيمة، لما انطفأت جمرة الغيرة من قلوبهم، وعكفوا على خرافات وأوضاع ما أنزل الله بها من سلطان، أو اكتفوا بفعل بعض الشعائر التي يأتون بها خالية من الحب والتعظيم لرب العالمين، فأصبحوا بذلك عرضة للعقوبات القدرية التي سنفصلها في تفسير قوله تعالى:? مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ? [النساء: 123]. وخسروا النصيب الأوفر من رحمة الله التي خصصها في سورة الأعراف للمؤمنين المتبعين القائمين بنصرة دينه، فرحمته الكاملة الشاملة لا تُنال بدون ذلك، ومن طمع بها دون أن يسلك مسالكها من تحقيق التقوى والأخذ بالأسباب الواقية فهو العاجز الذي يتمنى على الله الأماني.
والله كتب على نفسه نصرة المؤمن والدفاع عنه، والانتقام من المخالفين بشتى أنواع العقوبات، وقد ينجي بعض الناس مع ما بهم من البدعة التي تأولوها بنية حسنة، لثباتهم على ما هم فيه احتساباً، وإنفاقهم المال في سبيله لعدم وجود من يوجههم إلى الحق، والله يعامل عباده بحسب نياتهم وقوة غيرتهم نحوه، ومدى اندفاعهم لطاعته وحفظ حدوده، وقد يرى الطبيب الماهر قطع عضو، أو قلع سن؛ فيكون ذلك رحمة لصاحبه وإصلاحاً لحاله. و- لله المثل الأعلى والحجة البالغة -.وسنزيد الموضوع توضيحا عند الكلام على قوله تعالى: ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ ? [البقرة:155] إن شاء الله تعالى، ثم إن ? الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? - جل وعلا -، إذ يعاقب أصحاب المخالفات في الدنيا ويسلط عليهم أعداءهم ولا يبالي بهم في أي وادٍ هلكوا، فإنه لا يضيع من حسناتهم شيئاً في الدار الآخرة، إذا خلصت من نوائب الشرك، وقد يضاعفها لهم بصبرهم أو بأسباب
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرى.
ومن تمام رحمته أن اختص بالملك والحكم وحده في دار الجزاء، فهو ? مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ? إذ لو جعل الأمر هناك إلى سلاطين البشر ورؤسائهم ووزرائهم ومديريهم كما في الدنيا، لحصل الجور والمحاباة، وكثرت الأثرة والأنانية، ولم يدخل الجنة سوى عدد من محسوبيهم، وقذفوا بسائر الخلق في الجحيم، ولكن رب العزة - جل وعلا - اختص بالحكم في ذلك ليحقق رحمته وعدله وجزيل فضله، فلا تظلم أو تهضم نفس شيئاً وإن كان مثقال ذرة، ولاطمئنان المؤمنين بالغيب لأحكامه في الآخرة رخصت عليهم نفوسهم وأموالهم في ذات الله، فاتصفوا بأشرف السجايا وأكرم الخصال، وسارعوا في الخيرات، وأقدموا وتنافسوا على الجهاد، فنالوا النصر والسؤدد في الدنيا حيث حقت عليهم كلمة ربهم الحسنى، ورحمته الواسعة، وسينالون الجزاء الأوفى في الدار الآخرة، ومن عداهم انعكست أحوالهم بتفريطهم في جنب الله وعدم قيامهم بواجبه.
والدين هنا يطلق لغة على المكافأة والجزاء، وقد ورد الأثر: ((كما تدين تدان)) ويطلق على الطاعة والإخضاع والسياسة، ويقال: ((دانه وتولى سياسته)) ويطلق على الشريعة وما يؤاخذ العباد به من التكاليف، وقد قرئ ? ملك يوم الدين ? بوجوه كثيرة، إلا أنها شاذة، وهي على طريقة الاتساع وبها يجري الظرف مجرى المفعول به فيكون معناه على الظرفية أي: الملك في الدين، ويجوز أن يكون المعنى: (ملك الأمور يوم الدين) فيكون فيه حذف، أما على القراءة المشهورة عند عاصم والكسائي وغيره فتقديرها: (مالك الأمر يوم الدين) أو مالك مجيء يوم الدين، وبصفتها تقتضي حذفاً، فإن قراءة (ملك يوم الدين) أبلغ في المعنى، وأرجح من حيث الدلالة اللغوية؛ لأن الملك أعظم من المالك، إذ قد يوصف كل واحد بالمالك لماله دون الملك، فإنه سيد الناس، ولها تأييد ثالث من القرآن وهو قوله: ? وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ? [الأنعام: 73] وعلى كل حال بقراءة مالك تعطي المراد أيضا، وتخصيصه تعالى لنفسه الحكم في الآخرة نعمة عظيمة يشكره عليها العارفون لضبط الجزاء أولا، ثم يشكرونه لمضاعفة الأمر ثانياً كما سيأتي في بحث الشكر، وأيضا فتخصيصه لنفسه الحكم في الآخرة هو المشجع للمؤمنين بالغيب على تحقيق عبوديته والاستعانة به والتفاني في ذلك.
ولذلك أرشدهم في هذه السورة الكريمة إلى حصرها له حيث قال: ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? بتقديم المفعول وتكريره للاهتمام والحصر، أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك، ولا نتوكل إلا عليك، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين وذلك لأمور ...
معاني العبادة والاستعانة:
أحدها: أن العبادة هي كمال الطاعة والانقياد لأوامر الله والانتهاء عن زواجره، والوقوف عند حدوده، وقبول جميع ما ورد عنه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم دون رد شيء من ذلك أو إلحاد فيه.
ثانيها: أن التذلل والخشوع فيها ناشئ عن حب وتعظيم، فمن خضع لأحد مع بغضه له لا يكون عابداً له ومن أحبه ولم يخضع له بالقبول والانقياد لم يكن عابدا له أيضاً كمحبة الإنسان لوالده أو صديقه، إذ لابد أن يقترن الحب بالتعظيم ليحصل الخضوع والانقياد، فلو حصلا بسبب الخوف والإرهاب لا يكون عبادة، ومن هنا وجبت محبة الله ورسوله وتعظيمها وتقديم محبتهما على كل شيء.
ويشهد لذلك حديث عدي بن حاتم المشهور في الصحاح والمسانيد حيث نص الرسول صلى الله عليه وسلم أن موافقة النصارى لأحبارهم ورهبانهم فيما يشرعونه عبادة لهم، وإن كانوا لا يحسبونه ولا يعتقدونه عبادة، والله سبحانه يقول: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ? [البقرة:165].
ثالثها: من ألزم وأعظم أنواع العبودية أخذ القرآن بقوة، وذلك بالعمل بما فيه، وإقامة حدوده، دون الاقتصار على إقامة حروفه، كما هي الحال عليه في هذا الزمان، وألا يُسطى على نصوصه بالتأويل أو التحريف.
رابعها: العبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه، وتعني العمل وفق شريعته سبحانه وتعالى وطبق حدوده. فمن شرع له من الدين ما لم يأذن به الله، أو قلد متبوعاً محبوباً فيما استهواه فليس عابداً لله كما يفيد معنى الحصر في الآية، بل هو عابد للطاغوت المفتئت على حكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسها: من ترك العمل بشعائر الإسلام معتمدا على مجرد لفظ الشهادتين فهو مشرك عابد للهوى والشيطان. قال تعالى: ? أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ? [يس: 60]. وقال سبحانه: ? أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ? [الجاثية:23].
سادسها: جميع أنواع العبادة التي سنفصلها في تفسير ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ? [البقرة: 21] من خوف ودعاء وخشية ورجاء واستعانة واستعاذة لا يجوز شيء منها لغير الله وهو مصادم لمقصود الله في حصره ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? كما أنه شرك مخل بمدلول الشهادتين.
سابعها: إقامة الحدود والحكم بما أنزل الله من لوازم عبوديته سبحانه، وهما من صميم العقيدة؛ لأن من عطل حدود الله، أو لم يحكم بشريعته فقد ابتغى غير الله حكما، فإن ادعى عدم صلاحيتها للعصر، فإنه طاغوت تجب منابذته حتى تكون عبودية الله مرتكزة على أصل صحيح.
ثامنها: لباب العبودية الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة فيه، فلا تجوز محبة شخص إلا في ذات الله، ولأن حاله موافقة لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تاسعها: روح العبودية التواصي بالحق والتواصي بالصبر، ومن مقتضياتهما الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقمع المفتري، فمن تخلى عن ذلك ولم يفعل قدر المستطاع فقد أخل بعبودية رب العالمين.
عاشرها: من تمام عبودية الله - سبحانه - نصرة المظلوم وردع الظالم مهما كان نوع ظلمه وأطره على الحق أطرا.
حادي عشرها: من العبودية الأخذ بالأسباب التي أمر الله بها من النشاط في العمل والسعي لطلب الرزق، وبذل أقصى الجهد في الاستعداد بالقوة، وتسخير كل ما في الكون ليعين المسلمين على التواصي بالحق وقمع المفتري، وإقامة الجهاد، وكما قال ابن تيمية رحمه الله: فالتوكل مقرون بالعبادة كما في قوله تعالى: ? فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ? [هود: 123]. اهـ.
ثاني عشرها: ذروة سنام الدين وعبودية رب العالمين الجهاد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله، إذ لا يمكن الانتصار لله ودحض المفترين إلا به، ومن لم يجاهد ولم يحدث نفسه بالجهاد مات ميتة جاهلية، وحق عليه غضب الله وذلته في الحياة الدنيا.
ثالث عشرها: عبودية رب العالمين لا تسمح للعابد إقرار المفتري على الله ورسوله من كل ملحد أو مبتدع، فضلاً عن موالاتهم والعياذ بالله باسم القومية أو الوطنية ونحوهما.
رابع عشرها: تقتضي عبودية الله على العابد الحقيقي أن يعتبر نفسه خليفة الله في أرضه، مسئول عما يجريه فيها أعداؤه من الفساد والخبث، فيسعى لإزالته ببذل أقصى مجهوده ويستغل جميع الطاقات من أجل ذلك، فمن اقتصر على ركعات يصليها وأدعية يرددها، وسُبحَة يعلقها، لم يقم بواجب العبودية؛ لأنه ترك المشاقين لله ورسوله يسرحون ويمرحون.
خامس عشرها: على عابد الرحمن أن يعرف نفسه حق المعرفة، وأن يعرف دوره وواجبه في هذه الحياة، فلا يعيش في مجتمعه مقلداً ومسايراً، ولا تابعاً مسالماً، بل يكون قائداً متبوعاً آمراً وناهياً، يفرض عقيدته ومبدأه حيث حل.
سادس عشرها: تحقيق عبودية الله والاستعانة به من كافة الوجوه، فتحرر النفوس من رق العبودية لغير الله من كل سلطان وهمي، وتسمو بعقله عن الخضوع لتُرَّهات القبوريين والمشعوذين، وتعصمها من همزات شياطين الجن والإنسان، وتنقذها من مكر الدجاجلة المضللين المهرجين؛ لأنها - بإذن الله - تكسب العبد فرقاناً يميز به بين الحق والباطل، ويعرف به دعاة الرشد من دعاة الغي الذين تفاقم شرهم.
سابع عشرها: عبودية الله المرضية تستلزم الإخلاص له والصدق معه ببذل جميع مجهوده وطاقته في ذات الله، وتكريس جميع أوقاته في النصح له ولرسوله وعباده المؤمنين من آمر ومأمور وسيد ومسود، بلا كسل ولا جبن أو فتور، ليصدق القسم الإلهي في سورة (العصر) وأن يكون مخلصاً في حركاته وسكناته كلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامن عشرها: عبودية الله المرضية تقتضي حسن المعاملة للخالق والمخلوق فيعامل الله ويراقبه حق المراقبة كأنه يراه؛ ليرقى بذلك إلى درجة الإحسان، وينال حظ المحسنين، ويحسن معاملة الخلق أيضاً، بما يجب أن يعاملوه به ليحقق الإيمان، ويكون أسوة صالحة مؤثرة في دعوته، نافعاً لأمته، ويكون كل فرد منها مواطناً صالحاً، فيتحقق لها الوئام والكرامة.
تاسع عشرها: العبودية بمعناها الصحيح تسمو بالذات إلى أشرف الغايات، وتكسب صاحبها عزة معنوية وصلابة في دين الله، بحيث لا يستطيع الولاة أن يشتروه بموائدهم وخلعهم، ولا أن يخضعوه بسياطهم؛ لأنه قوي الإيمان، زكي الجنان، مترفع عن المادة، شعاره شعار الأنبياء: ((اللَّهم لا عيش إلا عيش الآخرة)).
العشرون: القيام بواجب العبودية يحقق لصاحبه الصلة الروحية بالله ورسوله فلا يزحزح عقيدته هديرُ أصحاب القوميات الذين غيروا كلام الله وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم، فبدلوا حب الله ورسوله بحب الوطن، وبدلوا تقديس حدود الله وشعائره بتقديس حدود الوطن ومصالحه، حتى تبجحوا بأكل السحت تكثيراً للثروة القومية، وبمسارح اللَّهو ونوادي الإثم والمنكر وبلاجات الخلاعة، زعماً للحضارة الخاطئة المعكوسة الممجوجة من قيح الاستعمار ودمه وصديده، بل حضارته حضارة صحيحة عجنت مع اسم الله ومراقبته، وقامت على أساس الإيمان والطابع الديني المطهر للأخلاق، الحافظ للأموال، المبارك في الأوقات والأعمال.
الحادي والعشرون: تحقيق عبودية الله عز وجل، يتكون منها شعوب وفصائل، أعزة على الكافرين تجدهم أمامهم أشداء في صلابة الحديد، لا تلين لهم قناة مهما بلغوا عددا وعدة، بينما تجدهم أذلة على إخوانهم المؤمنين رحماء بينهم، متسابقين إلى منفعة بعضهم بعضاً، فَهُمُ في ذات الله للمؤمنين كنعمومة الحرير وكالغيث السح الغدق، وعلى أعداء الله شداد غلاظ لا يقبلون صرفاً ولا عدلاً ممن لا يدين دين الحق، وعلى العكس تجد الذين لم يحققوا عبودية الله وفق شرعه يظاهرون النصارى والملاحدة ويتوددون إليهم، ويسخرون بالمسلمين ويرمونهم بكل نقيصة.
الثاني والعشرون: عبودية الله تحقق لمن قام بها الرشد والصلاح والفلاح والوحدة الصحيحة المشبعة بروح المودة والإخاء التام، ومن استنكف عن عبوديته وتنكب عن شريعته فقد سفه نفسه ووقع في خسران مبين وشقاق بعيد، كما نرى أصحاب المبادئ والنظريات المنحرفة عن شرع الله، وقعوا في ذلك وحق عليهم وعيد الله بقوله: ? فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ? [البقرة: 137]، فحصر أحوالهم بالشقاق تارة، وبالسفاهة تارة، وبالخزي تارة، وبالكبت والذلة مرة، فجميع أنواع الوعيد في القرآن متحقق فيهم، ولكنهم يغالطون ويقلبون الحقائق.
الثالث والعشرون: تحقيق العبودية يكون منه معسكر واحد يقف لإعزاز كلمة الله كأنه بنيان مرصوص، فيمضي بمحبة الله ونصرته وتأييده بجند من عنده لاهتدائه بتحقيق العبودية إلى غض النظر عن الخلافات الجزئية، وطهره من الأثرة والأنانية، فهو أعظم حرمة عند الله من السماء التي زينها بالنجوم وحفظها من كل شيطان رجيم.
الرابع والعشرون: للعبادة الصحيحة المطابقة لهدي الله أثر عظيم في تقويم أخلاق القائم بها، وتطهير نفسه من الإعجاب والكبر والسخرية بالغير واحتقاره، والإفك والغيبة والنميمة، كما تزكيها من جميع أنواع الشرك والانصياع إلى المبادئ الوثنية المادية التي ظهرت علينا بأسماء محببة من قومية ووطنية وشيوعية واشتراكية، كعجل بني إسرائيل المصوغ، ولكنها يبدو زيفها بأدنى نقد، ويظهر فسادها وعدم جدواها بأدنى حادثة؛ لأنها لا تحل مشكلة ولا تحرز نصراً إلا بانضمام غيرها إليها.
الخامس والعشرون: من لوازم العبودية ألا يتقدم المسلم بين يدي الله ورسوله بأي تشريع يخالف الكتاب والسنة، مهما كان وحيث كان، ولا يقبل ذلك من أحد ولا يقر أحداً عليه، بل ينكره بحسب استطاعته ويتقرب إلى الله ببغض صاحبه وتكريس جهوده للرد عليه ومعارضته بشتى الطرق والأساليب، نصرة لله ورسوله دون مبالاة بالدنيا وزينتها، فإن من الإيمان الفرار بالدين من الفتن.
السادس والعشرون: من لوازم العبودية ودلائل إخلاصها القيام بتبليغ الدعوة الإسلامية في سائر الآفاق بحسب استطاعته وتفهيم كتاب الله لأسرته وعشيرته، كي يقوموا بواجبهم معه، وألا يألو جهداً في نشر الإسلام غبر مبالٍ بالمصاعب والتكاليف كي يحسن التصرف بوراثة محمد صلى الله عليه وسلم في حمل رسالته ويكون له أحسن خليفة. ألا ترى أنه بتجميد المسلمين لرسالتهم شغل أعداؤهم الفراغ الذي أحدثوه، فجندوا عشرات الآلاف من المبشرين ومثلهم من الملاحدة لنشر المسيحية الكاذبة والإلحاد، ففتنوا أولاد المسلمين وأشغلوهم بالملذات والأباطيل حتى جعلوهم كالأنعام، وما الذنب إلا ذنب المسلمين الجامدين القاعدين عن رسالتهم، الواثقين بأعدائهم حيث يتسابقون إلى إدخال أولادهم المدارس التي يدرس بها خريجو مدارس فرنسيس وأفراخ الإفرنج، فهل فاقد الشيء يعطيه؟!! وهل يرجون من شجر الحنظل رماناً أو برتقالاً؟! أم أنهم لما نسوا الله أنساهم أنفسهم؟ فعلى عباد الله الانتباه للواقع السيئ من جديد؛ ليصححوا دينهم ويحققوا عبوديتهم لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 08:30]ـ
أحسنت أحسن الله إليك، وبارك اللهم لنا فيكم، أحسنت النقل والاختيار
ـ[عبد الرحمان الافريقي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 08:52]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 11:39]ـ
تابع
اكرمكم الله و بارك فيكم
حب الله ورسوله:
السابع والعشرون: كمال العبودية ولبابها أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما، فلا يفضل على طاعة الله وابتغاء مرضاته أولاداً ولا أباً ولا أماً ولا إخواناً ولا أزواجاً ولا عشيرةً ولا موطناً ولا مالاً ولا عقاراً ولا ضيعة، فتفضيل شيء من ذلك على مرضاة الله ومحبته والجهاد في سبيله مخل بالعبودية وسالب الإيمان أو مضعف له بحبه.
وذلك أن الحب يحرك إرادة القلب، فكلما قويت المحبة في القلب قوي انطلاقه لمرضاة محبوبه، فإذا كانت المحبة لله تامة استلزمت إرادة جازمة في بذل الوسع لتحصيل محبوب الحق تبارك وتعالى، ودفع ما يكرهه والزهد والمعاداة لما يصده عن ذلك، فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد، كان دليلاً على ضعف محبته لله ورسوله في قلبه وإيثاره ما سواهما، مما تقدم، فالحب خير حاجز للقلب، وخير حارس له، إذا احتل قلباً وشغله ومنعه من أن يغزوه، أو يكون كالغصن تميله الأهوية فيكون لعبة للعابثين، وعبدا للأطماع والشهوات؛ لأنه لابد للمرء أن يستعبده شيء من المحبوبات من شهوة حيوانية أو مال أو رئاسة أو عصبية أو مذهب من مبتكرات أهل هذا الزمان، وذلك إذا شغر قلبه من حب الله، قال الشيخ ابن تيمية: ((إن المحبوبات لا تنال غالباً إلا باحتمال المكروهات، سواء كانت محبة صالحة أو فاسدة، فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم إلا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الضرر في الآخرة، فالمحب لله ورسوله إذا لم يتحمل ما يتحمله المحبون لغير الله في حصول مطلوبهم، دل ذلك على ضعف محبة الله، إذا كان ما يسلكه أولئك هو الطريق الذي يشير به العقل، ومن المعلوم أن المؤمن أشد حبا لله .. )).
ومن أضل ممن أشقى نفسه وأفناها في حب غير الله فجعلها عرضة للعقوبات في الدنيا والآخرة، وخسر العزة والثواب؟ ومحبة الله لا تكون إلا بمحبة ما أحب وتحقيقه، وكراهة ما كرهه من متلبس بكفر أو فسوق أو عصيان، ومعاداته والسعي لإزالته، ولا يكتفي فيها بأصل الحب، بل لابد أن يفضل على غيره، ولو حقق المسلمون هذه القاعدة، لما ذلوا بل كانت لهم السيادة وتحققت لهم القيادة.
الثامن والعشرون: ليس بين الحق والباطل طرف ثالث مقبول لله. فقد حصر الله الضلال فيما سوى الحق بقوله: ? فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ? [يونس: 32] فالمعرض عن الله لابد أن ينصرف قلبه إلى غيره، وفاقد الحب الصحيح لابد له من الحب الفاسد المفسد لقلبه المخرب لضميره، المتلف لمهجته، الضار بأسرته وأمته، كما هو مشاهد محسوس، فإن المعرض عن عبادة الله يستعبده ما سواه من مطامع الدنيا وشهواتها، ويفني عمره في اتباع الأذواق والمواجيد المتلونة التي لا يستقر لها قرار، ولا يتحقق فيها أمن ولا راحة، فبخروج الناس من عبودية إله واحد فرد صمد، وقعوا تحت استرقاق آلهة كثيرة، وفرضت عليهم أهواؤهم الإلحادية تضحيات وخسائر لا يكلفهم بها الرحمن الرحيم، فعاشوا ويعيشون في جحيم من الاضطرابات والتخليط، بل في جحيم من الأنانية المستمرة التي تحملوا أهوالها من همزات الرؤساء الماديين وقلاقلهم، مهما حصروا إيمانهم في رئيس أو جماعة أو أمة أو دولة أو مذهب فاشي أو سواه من الفلسفات المؤدية إلى الولاء الجماعي لطاغية يتحكم في الشعوب وباسم الشعوب. فيعرضها للويلات، ويسوقها للمجازر، فقد أثبت الواقع أن الولاء الجماعي كلف الناس مثلما كلفهم الهوى الفردي من شطط، فما أعظم خسارة العالم بانحطاط المسلمين وابتعاد العرب خاصة عن حمل رسالة رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
التاسع والعشرون: من أجل ذلك كانت عبودية الله المرتكزة على وحيه وهداه تستلزم الكفر بالطاغوت، فنص الله نصًا قاطعا على الكفر به، فقال: ? فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ? [البقرة: 256]، ? وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ? [النحل: 36] [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1).
والطاغوت اسم جنس يعم كل ما يُطغي البشر عن الحق من أي مبدأ كان وأي طريقة وأي شخص يرتكز نفسه بفلسفات أو شعارات مناقضة لملة إبراهيم، ومخالفة لحكم الله ورسوله في أي نوع من الأنواع، وسُمي طاغوتاً لإطغائه البشر عن طريق العبودية الصحيحة لله، وتعلقهم بشخصيته هو، وإخضاعهم لإرادته دون هدى الله قهرا، أو دجلًا وتضليلًا كما هو المشاهد في هذا الزمان الذي تفنن فيه تلاميذ الإفرنج ببلورة الأفكار والجناية على العقول، والطغيان في اللغة: مجاوزة الحد، فكل من جاوز حده في المعصية والضلال فهو طاغٍ، يقال: ((طغى السيل وطغى الماء)) فالرجل الذي يطغي الناس عن هدي رب العالمين بما يلقيه عليهم من فتنة الشبهات والشهوات، باسم جنس أو وطن أو مبدأ أو تقدم أو حضارة أو تحرر وما إلى ذلك من الأسماء الفاتنة الخلابة، فهو طاغوت، وإنما قرن الكفر بالطاغوت مع الإيمان بالله، لأن الطاغية بمكره وعظيم دجله يسترق القلب الذي هو الملك في الإنسان، فيجعله مستعبداً متيماً لغير الله، بخلاف الظالم الغشوم الذي يسترق البدن ولا يؤثر في القلب إلا بالامتعاض الجالب للأنقاض، فعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، ولا نجاة اليوم من همزات شياطين الإنس وطواغيتهم إلا بتحقيق ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? بجميع معانيها ومبانيها، لاسيما في هذا العصر، عصر التهريج والتلبيس والمغالطات التي تحملها أمواج الأثير في الإذاعات وتبثها دور الطبع والنشر من كل حدب وصوب، ممن غايتهم العلو في الأرض واللعب بمقدرات الشعوب تحت ستار الأوهام والأباطيل، إذ مهمة الطاغوت في كل زمان ومكان الجناية على عقولهم حتى يسخرهم لأغراضه، وقد وصفه الله بأبشع وصف وأخبثه على جهة العموم، فقال: ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ? [البقرة: 257].
فالطاغوت بجميع أنواعه إذا رأى أتباعه ومقلديه قد لاح لهم شعاع من نور الحق يفهمهم فساد ما هم عليه، بادر إلى صرفهم عنه بما يلقيه دونهم من حجب الشبهات وزخارف الأقاويل، التي يلبس بها الحق بالباطل، ويرمي ورثة الأنبياء والدعاة إلى الله بدائه، هو من عمالة الاستعمار ومهادنة الصهاينة مثلاً، وبالرجعية والانتهازية وأصحاب المؤامرات وما إلى ذلك من الألقاب التي تنفر عنهم العوام والمضبوعين إيغالاً بالصد عن سبيل الله بفلسفته الزائفة، فهنا تُشَان طواغيت الأرض في كل زمان ومكان، فقد حكى الله عن فرعون أنه قال لمن آمن بموسى من السحرة: ? إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ? [الأعراف:123] فسمى انقيادهم للحق مؤامرة على البلاد، وانطلت هذه الفرية على أتباعه ومقلديه مع بعدها عن الواقع بعداً عظيماً، وما ذاك إلا لاسترقاق الطاغية قلوب الناس وتخنيثه أدمغتهم، وهاهو التاريخ يعيد نفسه، ولشدة تأثير الطاغية على العقول، نص الله في كتابه على أن الفتنة أشد من القتل وأكبر.
الثلاثون والحادي والثلاثون: بتحقيق عبودية الله يهون على الإنسان نفسه وماله في سبيل الله، فينجو من الجبن والبخل اللذين استعاذ منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما مصدر الذل والانحطاط الذي وقع فيه المسلمون اليوم لما تلبسوا بهاتين الخلصتين الذميمتين، فلم يحققوا العبودية كما أمرهم الله، إذ بتحقيقها يرتفعون عن البخل والجبن فيقدرون على الوفاء بمبايعة الله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فيتحقق عزهم ويشمل حكمهم بالله جميع الأرض، وما أروع تصوير نبينا صلى الله عليه وسلم لهاتين الخصلتين الممقوتتين بقوله: ((شر ما أوتي العبد شح هالع أو جبن خالع)) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2). فالشح يزرع الهلع والنهمة في القلب بحيث يزداد
(يُتْبَعُ)
(/)
بخله عند زيادة خيره وغناه ويزداد جزعه بأدنى مصيبة، والجبن يزرع فيه الذلة والاستكانة لأي شيء، ويخلع منه العزة والطموح إلى المعالي، وقد أثبتت جميع الوقائع التاريخية أن المقاتل ديناً طلباً للجنة لايهزمه أحد، فلا يصد عن وجه طلبه كما هو موقف المسلمين أمام الفرس والروم الذين كانوا يهزءون من عددهم وعدتهم؛ لأن المحقق لـ ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ?، لا يغلبه أحد بإذن الله، إذ يقاتل وفاء بعهد الله يبغي جنته ورضوانه، ناجياً من الشح والجبن وسواه، غير مدفوع بأجرة أو عصبية - فالفرق عظيم -أما الذي يجتمع فيه الشح والجبن معاً فليس محققاً عبودية الله، وكيف يحققها من بخل بماله ولم يُجد بنفسه، إذ من لم ترخص عليه نفسه في مرضاة محبوبه، لابد أن يرخص عليه ماله، فلم يتأخر المسلمون ولم يغلبهم عدوهم إلا باجتماع هاتين الخصلتين اللتين لا ينجي منهما إلا تحقيق العبودية.
الثاني والثلاثون: عبودية الله توجب على صاحبها القيام بجميع أنواع الصلاح والإصلاح، في كافة المرافق والشئون الفردية والجماعية دون أنانية أو محاباة أو مداهنة، مراعياً حدود الله في التطوير والتنظيم بدون إفراط ولا تفريط، بحيث لا يخرجه ذلك عن اتباع ما أُنزل إليه من ربه إلى إلى اتباع الملاحدة المتحللين أو الطغاة الماكرين.
الثالث والثلاثون: عبودية الله توجب على صاحبها الصدق في القول والعمل بحيث لا يخالف الناس إلى ما ينهاهم عنه أو يأمرهم بما هو منسلخ منه، فيكون أضحوكة ومثلاً سيئاً لعدوه وصديقه.
الرابع والثلاثون: عبودية الله الحقة تخلق وعياً جماهيرياً صادقاً لجميع أمم الأرض، تعي به واجبها نحو خالقها وبارئها ومصورها، المنعم عليها بكل شيء، المسخر لها كل شيء، المنمي إحساسها إلى كل شي، فبهذا الوعي الصحيح تتكاثف قواها، ويجتمع شملها على تقوى من الله ورضوان، فيعيشون في إخاء ورخاء لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد، بل يؤثر أحدهم أخاه على نفسه ويتألم لألمه فينصره ولو مع بعد داره؛ لأن عباد الله المؤمنين حقاً في مشارق الأرض ومغاربها كالجسد الواحد، خلاف ما هم عليه الآن من تفكك لا تقبله عبودية رب العالمين.
الخامس والثلاثون: عبودية الله الحقة توجب العمل على بناء مجتمع إنساني على أساس دين الله ونظمه وفق الدستور الذي شرعه في سورة (الحجرات) خاصة وغيرها مما أوحاه إلى نبيه عامة ليكفل للإنسانية حقوقها، ولا يلعب بمقدراتها وعقولها، إذ من لم يعمل للإنسانية على أساس ما أُنزل إليه من ربه فهو مفترٍ يلعب عليها حتى يسخرها كأنعام أو يمزق وحدتها ويغريها على التناحر كما هو شأن طواغيت الأرض في هذا الزمان: من هدم الأخلاق، والقضاء على الفضيلة وكبت الحريات وشل حركة التجارة والتحجير على الأعمال باسم بناء الوطن والاشتراكية وما إلى ذلك من تسخير الإنسانية والجناية على عقولها.
السادس والثلاثون: القيام بحق العبودية يوجب العمل المتواصل بكل جد ونشاط على تحقيق الوحدة الإنسانية جمعاء تحت إطار الدين وفق قوله تعالى: ? إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ? [الأنبياء: 92] إذ بتحقيق العبودية لا تنشأ العصبيات والقوميات المفرقة بين الأجناس والأقاليم، ولا الحدود المصطنعة، لأن كلمة التوحيد المستكملة لمعانيها يجب أن تشمل جميع الأرض ولا يعلوها أحد ولا تعترف بحدود ولا تجزئة، فلا تحقق أمة القرآن معنى: ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? حتى يعملوا العمل المتواصل لتكون كلمة الله هي العليا في سائر المعمورة، لا يحول بينها حدود ولا سدود، فأهل القرآن هم المسئولون عن التقصير في ذلك، إذ لو ألهبوا حماس الشعوب بواجبهم الديني ودفعوهم إلى الاستعداد بكل قوة وتسخير كل شيء فيها؛ لما استطاع أن يصدهم عن ذلك شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
السابع والثلاثون: على كل من أراد تحقيق ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? أن يعتبر الحرية حقاً من حقوق الله لا يجوز له التفريط فيها، فضلا عن التخلي عنها أو السماح لأحد باستلابها منه؛ لأنه بفقد حريته لا يستطيع عبادة الله على الوجه الأكمل، فكان مفرطاً في جنب الله، ومن هنا وجب عليه أن يكون قوياً آخذاً بجميع وسائل القوة مستعداً للجهاد ومكافحة الأشرار، فإن لم تساعده البيئة على ذلك وجب عليه الهجرة إلى بلد يتمتع فيها بالحرية التي يستطيع معها القيام بحق الله، كما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من أشرف البقاع وأحبها إليه بأمر ربه إلى البلد التي استطاع فيها تحقيق دينه وإظهاره حسبما تقتضيه هذه الآية، ومن لم يتأس بنبيه صلى الله عليه وسلم لم يصدق انتماؤه إليه حقيقة، كالذين ارتبطوا بعجلة أعداء الله، وتقبلوا أفكارهم، واستحسنوا نظمهم، فقعدوا عن واجبهم وهو:
الثامن والثلاثون: الذي هو القيادة العالمية التي هيأتها البعثة المحمدية ونقلتها من بني إسرائيل إلى أمة محمد، فمن تقاعس عن حمل أعبائها وعن السعي الحثيث لنيلها فهو مقصر في عبودية رب العالمين، فجميع الأمة مسئولة عن تفريطها بتلك القيادة التي خسر العالم كله بفقدانها العدل والإحسان، وتورط في جحيم المبادئ والنظريات الكافرة، وتخبط في ظلمات الدجل والتضليل التي يبثها طواغيت الأمم من إذاعاتهم وصحفهم وكان له أكبر نصيب من السوء والفرقة والتجزئة.
التاسع والثلاثون: عبودية الله - تعالى- لا تسمح أبداً لأي مسلم أن يغير شيئاً عن أنظمة الفطرة التي فطر الله الخلق عليها في سائر الميادين، ولا يقر أحداً على ذلك، فضلاً من أن يستحسن اتجاهه، ذلك أن الإنسانية من أقدم العصور إلى أحدثها تتقلب بين نظامين تعتبرهما أساساً للحياة:
أولها: نظام الفترة النابض بحيوية الحق والخير، وهو الذي تؤيده التشريعات السماوية، وتقبله العقول المستقيمة التي لم تتبلور بالأوهام والأضاليل من العبادات القلبية والبدنية والمالية المقومة لروح المجتمع والجالبة له رضا الله، ومن الأخلاق الحسنة الفردية والعمومية الجالبة للصلاح والفلاح، ومن الروابط الأدبية والاجتماعية الماحقة للأثرة والأنانية، ومن حسن المعاملة والتعاون على البر والتقوى في المنازل والأسواق والأندية والمصانع وسائر الميادين، وتشكيل المحاكم والأحكام ونظم السلم والحرب، وفق ما شرعه الله، مما يلائم تلك الفطرة، ولا يجلب ضرراً ولا ضراراً بأحد في سائر التشريعات الاجتماعية والاقتصادية.
ثانيها: ما يعارض هذه الأنظمة من نظم الجاهلية أو مبتكرات أهل هذا الزمان التي هي شر منها بكثير من التفسخ والانحلال الخلقي باسم التقدم والتخنث، والميوعة باسم الحضارة، وكبت الحريات بدعوى صالح الدولة، أو الثورة وتقديس الأشخاص والتماثيل باسم الفكرة أو المبدأ المنتحل، وتعطيل ما أباحه الله من الاكتساب ومحاربة الأغنياء، وتأميم أعمالهم بدعوى محاربة الاستغلال، وتربية الناس على الإيمان بالمادة واستحلال ما لذ وطاب، فهؤلاء كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، فمن استحسن هذا النظام الحيواني المرتكز على المادة بجميع أنواعها فهو مجانب لعبودية الله وعابد لشيطانه وهواه، ومن حمل الأمة على ذلك ودعا إليه فهو محاد لله ورسوله يجب على عباد الله بغضه ومنابذته؛ لأنه يريد أن يركس الناس في جاهلية أفظع من الجاهلية الأولى.
الأربعون: عبودية الله توجب على صاحبها الاستجابة لجميع نداءات الله في كتابه العزيز، على اختلاف أنواعها وأساليبها دون إهمال شي منها أو التراخي فيه، وهي تقرب من مائة وثلاثة وعشرين نداءً، بعضها بـ ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ ?، وبعضها ? يَا بَنِي آدَمَ ? وبعضها ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ? فمن لم يستجب لكل نداء يناديه به ربه فليس محققاً للعبودية المطلوبة في هذه الآية، وكيف يكون عابداً لله من لا يستجيب له وهو يدعوه لما يحييه حياة طيبة في الدنيا، وينجيه في الآخرة من العذاب، لاشك أن من لم يستجب لنداءات ربه عاص له مناقض في سيرته لجميع مدلول سورة الفاتحة من: حبه، وتعظيم أسمائه، والتعلق به، والقيام بشكره وحمده، والإيمان ببعثه وحسابه، ورجاء رحمته، والخوف من عذابه، والقيام بأوامره، واجتناب نواهيه، فأصبح غير محقق لعبوديته المطلوبة فيها، وهذه أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
بلية المسلمين ? نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ? [الحشر: 19] فانصاعوا لنداء من يهلكهم كالشاء تنصاع للجزار.
الحادي والثاني والأربعون: عبودية الله توجب على العابد أن يجعل لقلبه هجرتين:
هجرة إلى الله: بهجر جميع ما نهى الله عنه، والإقدام على ما أمر الله به، رغبة في وعده، ورهبة من وعيده، وتعظيماً لشأنه، وحباً للقائه بإخلاص وصدق غير مشوبين بحاجة صدر أو تحرج أو توجع، وأن يتمسك بكتابه عملاً كاملاً وتبليغاً؛ لأن من لم يعمل بالكتاب لا يكون مقدراً لرسل الكتاب، وأن يغضب لانتهاك محارمه أزيد مما يغضب لنفسه لو أهينت كرامته؛ فيستعد بكل مقدوره لنصرة ربه جل وعلا، والله لا يخذله.
والهجرة الأخرى: إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالتأسي به في كل شي وتقديم سنته على كل شيء، وتحكيمها في كل شيء، وعدم الحكم عليها من أي شيء، فيدور مع قول الله ورسوله نفياً وإثباتاً، ولا يقدم على أمر من الأمور دون التقيد بها، ولا يرضى عن أي نحلة ورائدها أو عقيدة وواضعها، أو مبادئ ومؤسسها، حتى ينظر إلى موافقتها ملة إبراهيم عليه السلام المأمور باتباعها في القرآن، ومطابقتها حكم الإسلام أصلاً وفرعاً، فينبذ ما خالف الملة الإبراهيمية، والشريعة المحمدية، وينابذ من تصدى لمخالفتها من أرباب تلك المبادئ والعقائد العصرية، ويعتبر الداعية إليها والمناصر لها طاغوتاً، لتجاوزه أمر الله وحدوده، لاسيما إذا صد عن سبيل الله بإلقاء الشبهات والأضاليل، أو أخرس الدعاة إلى الله بأي وجه من وجوه، فيكفر به الكفر الذي تستلزمه عبودية رب العالمين، ويتبرأ منه ومن أحبابه ومناصريه، ليكون مهاجراً إلى ربه، متمسكا بالعروة الوثقى، فالهجرة القلبية إلى الله ورسوله بالإخلاص والمتابعة فرض عين على كل شخص وفي كل زمان ومكان، وهي روح الدين وحقيقة الإيمان.
أما الهجرة البدنية: فهي:
الثالث والأربعون: وهذه قد تجب مطلقاً، وقد تجب على شخص دون شخص، وفي وقت دون وقت، وفي مكان دون مكان، بحسب ما يترتب على الانتقال من الفائدة وعلى عدمه من الفتنة، وفي وجوبها على التحتيم ثلاث حالات:
أحدها: أن يكون المسلم في مكان يفتتن فيه عن دينه، أو لا يتمكن فيه من إقامته، كما يعتقد، فيجب عليه الهجرة إلى البلد الذي يعلم أنه يكون فيه أقوم بحق الله وأدوم على عبادته، ويكون حراً في تصرفه وإقامة دينه؛ لأن عدم الهجرة يترتب عليها ما لا يحصى من المعاصي، بحيث يكون غير محقق لـ ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ?.
ثانيها: احتياج المسلم إلى معرفة الدين والفقه فيه، حيث عدم المرشد في مكانه، فيجب عليه الهجرة ليتلقى ويتعلم ما جهله.
ثالثها: إذا كان هناك جماعة أو دولة للمسلمين ضعيفة يخشى عليها من الانصهار في الكتل والمبادئ المخالفة لما أنزل الله، والانجراف في تيار الفسوق والإلحاد، وجب على عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يساعدوها مادياً وأدبياً ومعنوياً، ويشدوا أزرها بكل وسيلة، فإذا توقفت نصرتها على الهجرة وجبت الهجرة إليها حتى على البعيد عنها وجوباً قطعياً لا هوادة فيه، وإلا كان راضياً بضعفها، ومعينًا لأعداء الإسلام على إبطال دعوته، وخفض كلمة الله، لأنه يجب على مجموع المسلمين السعي بكل مجهود لتكوين جماعة أو دولة قوية تنشر دعوة الإسلام، وتقيم أحكامه وحدوده وتحفظ بيضته، وتكون مأوى لأهله ودعاته، يجتمعون بها من البغي والظلم.
فمناصرتها والتهافت إليها بالهجرة من أوجب واجبات الدين؛ لأنها بصدق عزيمتهم وقوة إيمانهم تكون لهم مركزاً ونقطة انطلاق إلى العز والسؤدد وإعلاء كلمة الله، وبدونها يذوبون وينصهرون في المجتمعات الفاسدة، ويكون أولادهم عوناً لأعدائهم عليهم، لما يتلقونه في المدارس من الثقافة الاستعمارية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع والأربعون: العابد لله لا يقدم على أي عمل يُنَحّى به الإسلام عن واقع الحياة، معتقداً أنه عائق للحضارة والتقدم كما يسميه تلامذة الإفرنج من أولاد المسلمين؛ لأن في ذلك استدراكا على الله ورسوله واعتقاداً بعدم كفاية النصين، وتنديداً بحكمة الله وانتقاداً لشريعته، ولا يجوز له - أيضاً - إقرار أحد من الملاحدة العصريين على ذلك، ممن شاقوا الله ورسوله باطراح وحيه وهداه، واتباع أساتذتهم من ملاحدة الشرق والغرب، فكانوا ورثة لمن قال الله فيهم: ? يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا ? [النساء:51] بل يبذل غاية جهده لصدهم وتحطيم آرائهم وتطهير أدمغة الناشئة من سمومهم.
الخامس والأربعون: عبودية الله تحتم على أهلها إسلامية الحكم لا قوميته وفق قوله تعالى: ? إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ? [يوسف: 40]، ? أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ? [الأنعام: 114]، ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ? [المائدة: 50] فالعابد حقاً تهديه بصيرته المستنيرة بالله إلى أن انتحال القوميات فكرة استعمارية كافرة، ركزها الطواغيت والمخدوعون بهم لفصل الدين عن الدولة وإبعاد الإسلام عن ميادين التشريع والتنفيذ ودفعه إلى الوراء لينزوي في مسجد يُقّلُ داخله، ويسمي أهله (ذوو [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) الأفكار المتخلفة) ويقصر تذكاره قراءة كتابه على المآتم، كما عملوا ذلك وساعدهم المتكلمون باسم الإسلام، وهم عبدة المادة والشيطان وليسوا من عبادة الرحمن في شيء.
إن من يريد أو يعمل على إقصاء الإسلام وعزل القرآن عن الحكم ليس عابدا لله ولا مستعيناً به وفق هذه الآية، بل هو معين على نفسه أعداء الإسلام الذين هم أعداؤه، فيكون خادماً لأغراضهم المضادة للوحي من حيث يشعر أو لا يشعر، وصدق الله العظيم إذ يقول: ? وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ? [البقرة: 130]، ? نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ? [التوبة: 67] والعجب أن تلاميذ الإفرنج من أولاد المسلمين أصحاب هذه النزعة لا يبصرون نشاطاً لدول المسيحية التي أغرتهم بإبعاد دينهم عن الحياة في نشر دينها، بل لا يبصرون احتضانها (لإسرائيل) التي هي دين ودولة، ولكنهم لما نسوا الله أنساهم أنفسهم فلا يُعتبرون.
السادس والأربعون: عبودية الله تقضي على العابد ألا يقف بغير معرفة أحاديث المفترين، ولا يخضع لما سطروا في المذكرات أو في التاريخ فيبني عليه حكماً على فرد أو جماعة أو أسرة من الناس؛ لأن التاريخ في كل الأزمان والعصور يسيطر عليه ذوو السلطان والجاه والنفوذ، فيسخرون الأقلام لما يناسبهم، ويشترون الضمائر المقفرة من تقوى الله لصب الشتائم والقذف بكل تهمة على من يعادونه، ولو كان صحابياً، ويسبغون المدح لسيدهم ومحبوبهم مهما كان، فالعابد لله لا يأخذ ما يسمعه أو يجده كقضية مسلمة، بل يمنعه دينه وعقله من قبول الأخبار عن أي شخص من عدوه، فيسلط عليها الأضواء من كل ناحية، ويكون منها في شك مريب، ولا يضفي ثوب القدسية على أحد خوفاً أو طمعاً، بل يحقق عبودية الله فلا يخاف في الله لومة لائم.
السابع والأربعون: العابد لله حقاً يكون معظماً لشعائر دينه، مقدساً لنظمه وتعاليمه، لا يصرفه عنها أو ينفره منها عبث العابثين من حكماء وعلماء يتلاعبون بالنصوص أو يتهاونون في تطبيقها، فيحمل الدين آثامهم، والدين موتور بهم كما وترت بهم شعوب الأرض.
الثامن والأربعون: عبودية الله لا تسمح للعابد بموالاة أي عدو لله، ولو كان أقرب قريب، فضلاً عن موالاة المحادين لله ورسوله، من دول الكفر أو معتنقي المبادئ الإلحادية باسم التقدم في الحضارة أو الاقتصاد، فكل من يلقي إليهم بالمودة أو يتفق معهم في ثقافتهم أو تشريعاتهم فهو خارج من عبودية الله إلى عبودية الطاغوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
التاسع والأربعون: العابد لله لا يعمل على إذابة شخصية الأمة ومحوها بسبب مشيه في ركاب من أغروه أو غرروا به في دعاياتهم ودجلهم بالشغف بهم وتركيز محبتهم وتحبيب خططهم وأفعالهم دون عرضها على ما جاء من عند الله، فيكون عابداً للمادة وشياطين الإنس الذين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب.
الخمسون: عبودية الله تقضي على أهلها ببغض الذين شرعوا ما لم يأذن به الله في سائر النواحي، ممن يترسم خطط الملاحدة والمستعمرين ولا يتلفت إلى هدي الله ورسوله، وكذلك بغض من يعتقد أو يدعو لحصر الدين في نفوس المؤمنين كأفراد دون تدخله في مشاكل الحياة من حرب وسلم وتحرر واستعمار، فبغض هؤلاء من لوازم عبودية رب العالمين، ومنابذتهم وهتك أستارهم وكشف حقيقتهم للناس من الجهاد في سبيل الله، أما موالاتهم وتحبيذ أفعالهم فهي محادة لله ورسوله، صاحبها متجرد من ولاء الله ورسوله، غير محقق للأمر.
الحادي والخمسون: الذي هو أن يجعل العابد غايته لله، وأمره كله لله أولا وآخراً، كما أنه من الله وإلى الله: ? يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ? [الانشقاق: 6]. فمن لم يكرس جميع أوقاته في عبودية الله بشتي أنواعها فهو معاكس لقوله تعالى: ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ? [الذاريات: 56] ولقوله: ? أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ? [المؤمنون: 115]. وهو إذا لم يقدر الله حق قدره فكيف إذا انضم إلى تفريطه اعتقاد شيء من المبادئ العصرية السالفة الذكر، أو اعتقاد عدم جدوى الشريعة في حل المشاكل، ونحو ذلك من الكلمات التي يطلقها تلامذة الإفرنج في وصية دين الله - تعالى -، فإنه خارج عن عبودية ربه إلى عبودية من انصاع إليه وتقبل أفكاره؛ لأن أول فرض على عباد الله كفر بالطاغوت الذي يطغيهم عن أي نوع من أنواع العبادة، ومن هنا استلزمت عبادة الله أموراً كثيرة سبق ذكر بعضها، ونذكر باقيها - إن شاء الله - بإجمال واختصار، فمنها:
الثاني والخمسون: وهو أن عبودية الله لا تسمح لأحد ما بإيمان عقائدي جديد مما ينادي به قوم من أبناء جلدتنا، تربوا في أحضان الاستعمار، وتتلمذوا على طغاته وملاحدته، فانطبعوا بثقافته، وشغفوا بمدنيته، وتنكروا لدينهم وكتاب ربهم، الذي أنزله ذكراً لهم وشرفاً أيما شرف، فعموا وصموا عن ذكرهم وشرفهم وهداهم، وأخذوا يطالبون الأمة بإلحاح أن تسير سير الأوربين، وتسلك طريقهم في الحضارة، خيرها وشرها، دون استثناء لما يكره منها أو يعاب، وأن تهجر إلى غير رجعة شعائر دينها وإيمانها بالغيب، فلا تؤمن إلا بالمادة والعلم التجريبي الذي فضحه مهرة أهله باعترافهم بعجزه عن كشف كثير من الأسرار المحجوبة، وتفاهم الخلاف بين أهله في الماديات، بحيث اعترف بعض أساطينهم أن بعض ما قرروه أصولاً غداً افتراضاً واتفاقاً أو خيالاً، ونادى منهم عدد غير قليل بإيجاب الإيمان بالغيب، والمضبوعون من أبنائنا لا يزالون في طغيانهم يعمهون، وكل مناداة بإيمان بأي فكرة مادية أو عقائدية مخالفة لوحي الله، فهي غي وضلال وظلم وظلمة، لا يسلكها عباد الله الذين يرجون لقاءه.
الثالث والخمسون: إن عباد الله لا يتبعون ما تتلوه شياطين الإنس وطواغيتهم من الولوع بالماديات، وقصر النظر عليها وتجنيد القوى في سبيلها وإشباع الرغبات من نيل الملذات الدنيوية كالأنعام، مما يبعد الإنسان عن رسالته الحقيقية في الحياة، ويجعله في أخس حالة، ويعرضه للاضطرابات وويلات الحروب، لانحطاط أخلاقه بالتسفل إلى المادة، وخراب ضميره بإضاعة ما لله من واجب العبادة.
الرابع والخمسون: عبودية الله توجب على أهلها في مشارق الأرض ومغاربها محاربة المكذبين لله، ومقاطعتهم بكل ما أمكن، والتفريق بينهم وبين الصالح من أهليهم والمسلم من أزواجهم، وأعظم أنواع المكذبين ممن يصرح بأن القرآن كتاب بالٍ رجعي لا يتمشى مع حال العصر، أو أن التمسك به مدعاة للتأخر والرجوع إلى الوراء، أو أنه من تلفيق محمد، كما يقوله الموسومون بالألقاب العظيمة في هذا الزمان، وكذلك القائلون بأن الإسلام دين طائفي لا يجوز بناء الحكم عليه، أو سن الدستور والنظم على أساسه، ونحو ذلك مما يعتقده تلاميذ الإفرنج الذين تبوءوا المناصب وهم من أولاد المسلمين، فجروا على الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهله وبالاً لم يذوقوه من الاستعمار، ووصمات فاجرة لم يجرؤ طغاة الاستعمار على التفوه بها، فعبودية الله توجب على أهلها بغض هؤلاء ومعاملتهم بما تقدم ذكره، باعتبارهم محادين لله ورسوله، ومن يحبهم وينشرح صدره لما يصدر منهم أو يمشي في ركابهم ويخدم أغراضهم، فهو خارج من عبودية الرحمن إلى عبودية الطاغوت، منسلخ من ولاية الله إلى ولايته؛ لأن الله وصف كتابه ودينه بالهدى والنور والشفاء والحق والرحمة والعصمة من الضلال والشقاء، وأنه يهدي للتي هي أقوم، وأن ليس بعده إلا الضلال، فأي محادة لله ورسوله أعظم من عكس هذه الأوصاف الجليلة، والانحراف عن دين الله ونبذ كتابه، والتصريح بعدم صلاحيتهما، بل بضررهما في الحكم والسياسة، كما يتبجح به المثقفون بثقافة استعمارية، فالإسلام وأهله منكوبون بهم نكبة لم يشهدها التاريخ من قبل أبداً، فمن لم يتبرأ منهم ويسعَ لقمعهم وكشف حقائقهم فليس من عبودية الله في شيء فكيف من يركن إليهم ويتقبل ما يصدر عنهم.
الخامس والخمسون: عبودية الله وفق شرعه لا تسمح لأي فرد أو هيئة أو حكومة ما، أن تعمل عملاً مخالفاً لشريعة الله، يبهرج فيه على الناس باسم وطن أو شعب أو قومية أو كيان، أو محاربة استغلال وما إلى ذلك، سواء في التطوير الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي ممايخرج فيه عن حدود الله التي حدها لعباده، فالمعتدي على الله بشيء من ذلك نابذ لهذه الآية وغيرها، وراء ظهره، متأسٍ باليهود والنصارى، الذين هم رؤساء هذه المذاهب، والتصاقه بالعروبة مع مخالفته ما جاء به النبي العربي جناية على العروبة ونزول بها إلى مكان سحيق.
السادس والخمسون: بتحقيق عبودية الله تتحقق المساواة الصحيحة بين أفراد الإنسانية، فيحصل التمييز بين الخبيث والطيب، والمفسد والمصلح، والأمين والخائن، بحيث لا يرقى هذا إلى درجة هذا، ولا ينزل بهذا إلى ذاك، بل يسوي بين الأمين والأمين، وبين الخائن والخائن وبين المصلح والمصلح وبين المفسد والمفسد، وبين المجرم والمجرم، كلٌّ على حسب ما اقترفه وجناه من خير وشر، ومساواة لا تمنع أن يكون فيها صغير وكبير أو فاضل ومفضول في سيرته وعمله، وإنما تمنع انقلاب أوضاع الناس بأن يكون هذا سيداً وهذا عبداً، أو هذا رباً وهذا مربوباً، أو أن تسخر الفوارق المادية لمسخ الطبيعة والقيم الإنسانية، تلك الفوارق التي نقلت الأوغاد أمجاداً، وتهزأ بذوي السؤدد، وتملأ الأرض فسادًا بارتقاء المفسد إلى درجة المصلح والمجرم إلى درجة المحسن، والخبيث إلى رتبة الطيب، كما هي حال من لم يحققوا عبودية الله في هذا الزمان.
السابع والخمسون: بتحقيق عبودية الله يتيسر تحقيق الضمان الاجتماعي والعدالة الاجتماعية في جميع الأحوال والميادين، ويعين على ذلك جريان الأمور على وفق ما ذكرناه سابقاً من المساواة التي لا تتحقق إلا بتقوى الله وانعدام الأنانية والمحسوبية اللتين تفاقم شرهما في هذا الزمان، بحيث لا تحصر الانتخابات للمشورة في أهل الثراء، ولا يفسح المجال في الوظائف والدواوين لأبنائهم من دون أبناء الفقراء، ولا تقتل معلومات قوم ومواهبهم على حساب قوم آخرين، بل تقدر الوجاهات والمناصب بحسب الأعمال والمواهب، ويقمع الجشع وتمحى الأنانية، فتتساوى أقدام الأمة في الأعمال والواجبات، وتتهيأ جميع الوسائل والمعونات لاحتراف العاطلين في طلب الرزق من الأمة فيما بينهما بدافع ديني ابتغاء وجه الله، دون الارتكان على الولاة الذين لو صلحوا لما استطاعوا على الإحاطة بكل شيء والاضطلاع بكل واجب، فالشعور بالمسئولية أمام الله يجب أن يشمل كل أحد تجاه الآخر؛ ليتحقق الضمان الاجتماعي ويكونوا عباد الله إخواناً.
الثامن والخمسون: عبودية الله توجب على أهلها ألا يعيشوا بإيمان أعزل أمام إلحاد مسلح، بل يسعون غاية السعي بكل مجهود؛ ليكونوا أقوياء مسلحين بجميع أنواع الأسلحة الأدبية والمادية والمعنوية؛ ذوي خبرة بفنون الحرب الباردة والكاوية؛ ليدفعوا الإلحاد في أي ثوب ظهر، ويقمعوا أهله باللسان والسنان، ويكسروا أسلحتهم ويفضحوا فريقهم، وإذا برد سلاحهم لسبب من الأسباب وجب ألا تبرد ألسنتهم ولا تجف أقلامهم، وإلا لم يحققوا عبودية الله المنجية لهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وسقطوا وانهزموا أمام كل مبطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
التاسع والخمسون: عبودية الله توجب على أهلها ألا يتخلفوا عن خوض معركة الدين ضد المنادين بانتهاء عصره، والراغبين في حصره داخل إطار ضيق منعزل عن الحياة، وجعله روحانياً صورياً كما فعله أهل الحل والعقد في بعض الدول التي أغفلت في دستورها التنصيص على دينها الرسمي، والذين تخلفوا عن خوض المعركة معهم وتخاذلوا عن مواجهتهم والاستعداد لقهرهم، لم يحققوا عبودية الله كما أمر، لفساد ضمائرهم بالمادة وركونهم إلى الحياة الدنيا واستحبابهم لها على الآخرة، وتلاشي يقينهم بالله بحيث تركوا الاستعانة به والتوكل عليه المشجعين على العمل، والاستعداد بكل قوة للجهاد في سبيله، ومراغمة أعدائه القائلين ما قالوا، والله - جل وعلا- شرع قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة ليعملوا بمدلولها، فيحققوا ابتهالهم إليه. ومخاطبتهم له بـ ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? ولو حققوا ذلك لما نبت هذا الإلحاد، فضلاً عن انتصاره، فجهل العامة بمدلولها، واستكانة علمائهم إلى الدعة ولذة العيش عن نيل وعد الله في الآخرة، هو الذي أنبت في الدنيا كل إلحاد ومكر ورذيلة، فيا ويل من وقف أمام الله كل يوم عشرات الركعات يردد فيها هذه الآية الكريمة دون عمل بمدلولها؛ لأنه بعيد عن الصدق مع الله، ومن لم يصدق مع مولاه فلا خير فيه وكان عرضة للغضب وكل عقوبة. ومن هنا يدرك القارئ السر في سوء حظ المسلمين الذين يقولون ما لا يفعلون بعدم تنفيذهم لقول الله تعالى: ? إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ? [يوسف: 40]، ? وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ? [الشورى: 10]، ? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ? [النساء: 59] أليس تخلفهم وتخاذلهم أمام تلاميذ الإفرنج الذين عزلوا الإسلام عن الحكم دليلاً على ضعف إيمانهم بالله واليوم الآخر؟ إلا أن المؤمن الذي يرجو لقاء ربه لا يرضى بإقصاء دينه وتحكيم غيره، بل يثور على كل نحلة فاجرة حتى يحيا سعيداً ويموت شهيداً، ولا يترك تلاميذ الإفرنج يستوردون قوانين الدخلاء ويبثون عاداتهم وتقاليدهم، فيرتفع رصيدهم على حساب دين الله، هذا شيء لا يقبله من أسلم وجهه لله وأخلص دينه لله ولم يخش أحدا إلا الله، وإنما يقبل ضعيف الإيمان، عديم الإخلاص، من يخشى الناس من دون الله، ويتزلف إلى طواغيتهم الذين شرعوا لهم ما لم يأذن به الله، وهذا غير محقق لـ ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? بل هو مناقض لقوله، ومسلم وجهه لمن تزلف إليه من الحكام، وانشرح صدره لتشريعاته، ولذا خذل الله المنتسبين للإسلام من ذلك الصنف وجعلهم يوصمون بالرجعية وكل منقصة ممن عبدوه وأسلموا وجوههم إليه، ولم يشفع لهم خدماتهم لسياسته وإفتاؤهم العوام ببذل زكاتهم لنصرته تمشياً لرغباته، فها هي الأقلام تجري والإذاعات تعوي من أولئك النابذين للدين بسبب المنتسبين إليه مع مهادنتهم إياهم والمشي في ركابهم؛ لأنهم فرطوا في جنب الله فأذلهم، ولو عبدوه حقاً ونصروه لحقق لهم وعده الذي كتبه على نفسه بقوله: ? إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ? [محمد: 7]، ? وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ? [الروم: 47]، ولكنهم ركنوا إلى الذين ظلموا بتبديلهم قولاً غير الذي قيل لهم، أو جبنوا فانخذلوا أمامهم خشية لهم من دون الله، فسلطهم الله عليهم فزادوهم رهقاً واتخذوهم سخرياً.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) بسطنا الكلام على أنواع الطاغوت في تفسير هذه الآية أكثر مما هنا؛ لأن لكل مقام مقالاً.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) أخرجه أبو داود (2511)، وأحمد (2/ 302) والبيهقي في سننه (9/ 170)، وابن حبان في صحيحه (8/ 42) رقم (3250) كلهم من طرق عن عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة مرفوعاً به.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) مبني على الحكاية في محل نصب مفعول به ثانٍ ليسمى.(/)
استفهام عن قواعد الترجيح
ـ[أم أسيد]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 07:12]ـ
أيها الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الكتب التي عنيت بقواعد الترجيح كتاب:
(قواعد الترجيح عند المفسرين) لـ د. حسن الحربي
وقد بحثت عن كتب أخرى لأستزيد من أحد مباحث الكتاب وهو:
تنازع القواعد المثال الواحد.
والحقيقة أني لم أقف على كتاب يخدمني في هذا
حتى أتمكن من التطبيق على نصوص الكتاب.
فهل منكم من يعينني على هذا؟؟(/)
مسألة مطروحة للنقاش
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 08:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة هي كيف نجمع بين قوله تعالى (ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وبين قوله تعالى (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون) في معرفة معنى دون هل هي أقل أم غير بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
انا طالب دكتوراه ارجو ان تدلوني على موضوع في تخصص التفسير
ـ[ابو شفاء الكردي]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الاعضاء اتشرف ان انضم الى هذا الموقع الرائع المفيد وانه لشرف لي ان اقضي بعض اوقاتي في الاستفادة منكم في موقعكم الجميل، اخوتي لي طلب ارجو مساعدتي حسب الامكان انا طالب دكتوراه ولله الحمد اني اكملت السنة التحضيرية والان على ابواب تقديم الموضوع للكتابة فيه والى الان قدمت حوالى اكثر من 10 - 15 موضوعا ولم يكتب لي نصيب الموافقة لذا ارجو من حضراتكم ان تفيدونني في ان اجد موضوعا واخلص من هذه المشكلة علما ان تخصصي هو تفسير القران الكريم
فبارك الله فيكم ان ساعدتموني وان لم تساعدوا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 11:59]ـ
أخي أبو شفاء الكردي
إليك بعض العناوين التي أرجوا أن تفيدكم في رسالتكم للماجستير:
1 ـ أثر القصص القرآني في غرس العقيدة
2 ـ الجوانب التربوية في قصة نوح، أوإبراهيم عليهما السلام
3 ـ أسلوب التدرج في الدعوة في ضوء القرآن الكريم
4 ـ (كلا وبلى) أو (نعم وبئس) في القصص القرآني
5 ـ تحليل علل الترجيح عند أحد المفسرين كابن عاشور أو ابن كثير أو ابن عطية
6 ـ الأمراض النفسية وعلاجها في ضوء القرآن الكريم
7 ـ الحوار وأسسه في القرآن الكريم
8 ـ حديث القرآن عن التوراة والانجيل والزبور
9 ـ التفسير في كتب البلاغة
10 ـ منهج المودودي في تفسيره (تفهيم القرآن).
11 ـ الإحسان في القرآن دراسة موضوعية.
12 ـ منهج القرآن في علاج الشهوات.
13 ـ (فنقلات) الزمخشري، دراسة وتحليل.
14 ـ عناية النساء بتفسير القرآن
15 ـ حقوق المرأة / أو حقوق الإنسان في القرآن
16 ـ القرآن عند الشيعة بين تحريف النص والتأويل المرفوض
17 ـ منهج القرآن في بناء الحضارة
18 ـ علاقة السور بأسمائها
19 ـ الدراسات القرآنية في مؤلفات الشيخ محمد الغزالي السقا
20 ـ المنهج القرآني في علاج الفساد الأخلاقي.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
ـ[سرمد طه]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 08:19]ـ
اسال الله تبارك وتعالى أن يوفقك أبو شفاء لتجد موضوعاً لأطروحتك يكون خيرا لك في دينك ودنياك وفي معاشك وعاقبة أمرك وجزا الله خير الاخ محمد كالو لمساعدته
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 10:13]ـ
أخي اقترج عليك:
-أقوال أصحاب المغازي والسير في التفسير جمعا ودراسة ((محمد ابن اسحاق, الواقدي , عروة, موسى بن عقبة))
-تساهل السلف في الحكم على مرويات التفسير,
: وبهذه الرسالة تبين أن السلف رحمهم الله كانوا متساهلين في التفسير , اقصد في قبول الاسانيد مع مافيها من ضعف ولذلك (((فأنت تكتشف أسباب تساهلم وقبلها تبين وتؤكد على أنهم كانوا متساهلين))
ولذلك حتى تبين لهؤلاء ((المتأخرين)) أن السلف لو أرادوا ذلك التمحيص ما كان وصل إلينا اثر واحد,,, فلو تركناها عى أهوائهم لفسدت الارض ولا وجدنا تفسيرا واحدا نعمل به.
وأحيلك لوقع ((ملتقى اهل التفسير)) وقد تكلم الشيخ مساعد في هذه النقطة كلام جيدا, واعتقد ان هذه النقطة الهامة لاتخفى على حضرتكم .....
وفقك الله لكل خير وجعلك خادما لدينه
ـ[ابو شفاء الكردي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 02:46]ـ
بارك الله فيكم اخوتي وامدكم الله بمدده واساله تعالى ان لايحرمنا واياكم من لطفه ومنه، كم فرحت عندما رايت الردود والاستجابة على طلبي وايقنت ان لي اخوة اعزاء يهتمون لامر المسلمين وان كنت لااعرفهم، فالاسلام جامعنا ووصل الحبل بيننا الله اسال ان يقوي بيننا حبله المتين وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:49]ـ
الاجتهاد في تفسير آية بربطها بحدث مشابه في القرآن أو السنة، ويظن أن ذلك تفسير للآية
مثاله: (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسية جسدا ثم أناب)
جمهور السلف على أن الجسد شيطان، ولكن ربطه البعض بالقصة المعروفة أن النبي سليمان قال لأطوفن الليلة على مائة امرأة لم يحمل منهم إلا بشق رجل (((أو نحو ذلك)))
فالربط هنا اجتهاد من المفسر وليس تفسيرا بالمأثور وإن كان ورد في السنة، ومثال المأثور تفسير الظلم بالشرك في قوله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) فالرسول صلى الله عليه وسلم هو من فسر الظلم بالشرك بالنص وليس الأمر كذلك في قصة سليمان عليه السلام، وهذه المسألة جديرة بالاهتمام.
وله أمثلة كثيرة جدا، وهو أكثر ما يخطئ فيه من يفسر في هذا الزمن(/)
مغبة هجر القرآن - إعداد الدكتور أمل العلمي
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 12:58]ـ
مغبة هجر القرآن
((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31))) الفرقان: 30 - 31
1. تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت 1376هـ)
{وَقَالَ الرَّسُولُ} مناديا لربه وشاكيا له إعراض قومه عما جاء به، ومتأسفا على ذلك منهم: {يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي} الذي أرسلتني لهدايتهم وتبليغهم، {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه، قال الله مسليا لرسوله ومخبرا أن هؤلاء الخلق لهم سلف صنعوا كصنيعهم فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} أي: من الذين لا يصلحون للخير ولا يزكون عليه يعارضونهم ويردون عليهم ويجادلونهم بالباطل. من بعض فوائد ذلك أن يعلو الحق على الباطل وأن يتبين الحق ويتضح اتضاحا عظيما لأن معارضة الباطل للحق مما تزيده وضوحا وبيانا وكمال استدلال وأن يتبين ما يفعل الله بأهل الحق من الكرامة وبأهل الباطل من العقوبة، فلا تحزن عليهم ولا تذهب نفسك عليهم حسرات {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا} يهديك فيحصل لك المطلوب ومصالح دينك ودنياك. {وَنَصِيرًا} ينصرك على أعدائك ويدفع عنك كل مكروه في أمر الدين والدنيا فاكتف به وتوكل عليه.
2. تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ):
يقول تعالى مخبراً عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ي?رَبِّ إِنَّ قَوْمِى ?تَّخَذُواْ هَـ?ذَا ?لْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً " وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن، ولا يستمعونه؛ كما قال تعالى: {وَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـ?ذَا ?لْقُرْءَانِ وَ?لْغَوْاْ فِيهِ} [فصلت: 26] الآية، فكانوا إذا تلي عليهم القرآن، أكثروا اللغط والكلام في غيره، حتى لا يسمعوه، فهذا من هجرانه وترك الإيمان به، وترك تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره، من هجرانه، فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء، أن يخلصنا مما يسخطه، ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه، إنه كريم وهاب. وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ?لْمُجْرِمِينَ} أي: كما حصل لك يا محمد في قومك من الذين هجروا القرآن، كذلك كان في الأمم الماضين؛ لأن الله جعل لكل نبي عدواً من المجرمين، يدعون الناس إلى ضلالهم وكفرهم؛ كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِىٍّ عَدُوّاً شَيَـ?طِينَ ?لإِنْسِ وَ?لْجِنِّ}
[الأنعام: 112] الآيتين، ولهذا قال تعالى ههنا: {وَكَفَى? بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} أي: لمن اتبع رسوله، وآمن بكتابه وصدقه واتبعه، فإن الله هاديه وناصره في الدنيا والآخرة، وإنما قال: {هَادِياً وَنَصِيراً} لأن المشركين كانوا يصدون الناس عن اتباع القرآن؛ لئلا يهتدي أحد به، ولتغلب طريقتهم طريقة القرآن، فلهذا قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ?لْمُجْرِمِينَ} الآية.
3. تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ):
عطف على أقوال المشركين ومناسبته لقوله: {لقد أضلّني عن الذكر} [الفرقان: 29] أن الذكر هو القرآن فحكيت شكاية الرسول إلى ربّه قومَه من نبذهم القرآن بتسويل زعمائهم وسادتهم الذين أضلوهم عن القرآن، أي عن التأمل فيه بعد أن جاءهم وتمكنوا من النظر، وهذا القول واقع في الدنيا والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو خبر مستعمل في الشكاية. والمقصود من حكاية قول الرسول إنذار قريش بأن الرسول توجه إلى ربّه في هذا الشأن فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ {إنّ} للاهتمام به ليكون التشكّي أقوى. والتعبير عن قريش بـ {قومي}
(يُتْبَعُ)
(/)
لزيادة التذمر من فعلهم معه لأن شأن قوم الرجل أن يوافقوه. وفعل الاتخاذ إذا قيّد بحالة يفيد شدة اعتناء المتَّخذ بتلك الحالة بحيث ارتكب الفعل لأجلها وجعله لها قصداً. فهذا أشد مبالغة في هجرهم القرآن من أن يقال: إن قومي هجروا القرآن. واسم الإشارة في {هذا القرآن} لِتَعظيمه وأن مثله لا يُتّخَذ مهجوراً بل هو جدير بالإقبال عليه والانتفاع به. والمهجور: المتروك والمفارَق. والمراد هنا ترك الاعتناء به وسماعِه.
4. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
القوم: قوْم الرجل: أهله وعشيرته والمقيمون معه ويجمعهم: إما أرض، وإما دين. وسُمُّوا قَوْماً لأنهم هم الذين يقومون على أمر الأشياء، فهم الرجال خاصة؛ لأن النساء المفروض فيهن السكن والقرار في البيوت. والحق ـ تبارك وتعالى ـ يوضح لنا هذا الفرق في قوله تعالى: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى? أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَى? أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ} [الحجرات: 11] إذن: فالقوم هم الرجال خاصة. ومن ذلك أيضاً قول الشاعر:
وَمَا أدري ولَسْتُ إخَالُ أَدْرِي
أَقُوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساءُ
وقوله تعالى: {إِنَّ قَوْمِي ?تَّخَذُواْ هَـ?ذَا ?لْقُرْآنَ مَهْجُوراً [} الفرقان: 30] أضاف القوم إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنه منهم يعرفونه ويعرفون أصْله، وقد شهدوا له بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق قبل أن يُبعثَ، وكان عندهم مؤتمناً على نفائس أموالهم؛ لذلك خاطبهم الحق تبارك وتعالى بقوله: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِ?لْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128]. إذن: فالرسول ليس بعيداً عنكم، ولا مجهولاً لكم، فمَنْ لم يؤمن به كرسول ينبغي أنْ يؤمن به كأسْوة وقدوة سلوك لسابق تاريخه فيكم. لذلك نرى أن سيدنا أبا بكر ما انتظر من رسول الله دعوةً، ولا أنْ يقرأ له قرآناً، أو يُظهِر له معجزة، إنما آمن وصدَّق بمجرد أن قال رسول الله، فما دام قد قال فقد صدق، ليس بمعجزة رآها أبو بكر، إنما برصيده القديم في معرفة رسول الله في سلوكه وخُلُقه، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَدع الكذب على الخَلْق، ويكذب على الخالق. وكذلك السيدة خديجة: هل انتظرت من رسول الله ما يُثبت نبوته؟ إنها بمجرد أن قال رسول الله صدَّقتْ به، ووقفت بجانبه وثبَّتته وهدَّأتْ من روعه، وقالت له: " والله لا يُسلمك الله أبداً، إنك لتصِلُ الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر ".ومعنى: {مَهْجُوراً} [الفرقان: 30] من الهجر وهو قَطْع الصلة، فإنْ كانت من جانب واحد فهي هَجْر، وإن كانت من الجانبين فهي (هاجراً). والمعنى: أنهم هجروا القرآن، وقطعوا الصلة بينهم وبينه، وهذا يعني أنهم انقطعوا عن الألوهية وانقطعوا عن الرسالة المحمدية، فلم يأخذوا أدلة اليقين العقدية، وانقطعوا عن الرسالة المحمدية حينما كذَّبوا بها، وانقطعوا عن الأحكام حينما عَصَوْها، وبذلك اتخذوا هذا القرآن مهجوراً في كل هذه المسائل: العقائد والعبادات والتصديق بالرسول. مع أن العرب لو فهموا قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] لمجّدوا القرآن وتمسَّكوا به، فهو الذي عصمهم وعصم لغتهم، وأعْلَى ذِكْرهم بين الأمم، ولو أن كل أمة من الأمم المعاصرة أخذتْ لهجتها الخاصة الوطنية، وجعلت منها لغةً لتلاشت العربية كلغة. وفي كثير من بلدان الوطن العربي لو حدَّثوك بلهجتهم الخاصة لا تفهم منها شيئاً، ولولا أن الفُصْحى لغة القرآن تربط بين هذه اللهجات لأصبحتْ كلٌّ منها لغةً خاصة، كما حدث في اللغات اللاتينية التي تولدت منها الفرنسية والإيطالية والألمانية والإنجليزية، ولكل منها أسسها وقواعدها الخاصة بها، وكانت في الأصل لغة واحدة، إلا أنها لا رابطَ لها من كتاب مقدس. فالحق ـ تبارك وتعالى ـ يُنبِّههم إلى أن القرآن فيه ذِكْرهم وشرفهم وعزتهم، وفيه شهرتهم وصيتهم، فالقرآن جعل العرب على كل لسان، ولولاه لذابوا بين الأمم كما ذابتْ قبلهم أمم وحضارات لم يسمع عنها أحد. لذلك يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " إنْ تؤمنوا بما جئت به يكُنْ حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوا عليَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
قولي صبرتُ حتى يحكم الله بيني وبينكم ".
5. تفسير في ظلال القرآن/ سيد قطب (ت 1387 هـ):
{وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً. وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين، وكفى بربك هادياً ونصيراً. وقال الذين كفروا: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً. ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً. الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً}.لقد هجروا القرآن الذي نزله الله على عبده لينذرهم. ويبصرهم. هجروه فلم يفتحوا له أسماعهم إذ كانوا يتقون أن يجتذبهم فلا يملكون لقلوبهم عنه رداً. وهجروه فلم يتدبروه ليدركوا الحق من خلاله، ويجدوا الهدي على نوره. وهجروه فلم يجعلوه دستور حياتهم، وقد جاء ليكون منهاج حياة يقودها إلى أقوم طريق: {وقال الرسول: يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} .. وإن ربه ليعلم؛ ولكنه دعاء البث والإنابة، يشهد به ربه على أنه لم يأل جهداً، ولكن قومه لم يستمعوا لهذا القرآن ولم يتدبروه. فيسليه ربه ويعزيه. فتلك هي السنة الجارية قبله في جميع الرسالات. فلكل نبي أعداء يهجرون الهدى الذي يجيئهم به، ويصدون عن سبيل الله. ولكن الله يهدي رسله إلى طريق النصر على أعدائهم المجرمين: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين. وكفى بربك هادياً ونصيراً} .. ولله الحكمة البالغة. فإن بروز المجرمين لحرب الأنبياء والدعوات يقوي عودها؛ ويطبعها بطابع الجد الذي يناسب طبيعتها. وكفاح أصحاب الدعوات للمجرمين الذي يتصدون لها ـ مهما كلفهم من مشقة وكلف الدعوات من تعويق ـ هو الذي يميز الدعوات الحقة من الدعاوى الزائفة؛ وهو الذي يمحص القائمين عليها، ويطرد الزائفين منهم؛ فلا يبقى بجوارها إلا العناصر المؤمنة القوية المتجردة، التي لا تبتغي مغانم قريبة. ولا تريد إلا الدعوة خالصة، تبتغي بها وجه الله تعالى. ولو كانت الدعوات سهلة ميسورة، تسلك طرقاً ممهدة مفروشة بالأزهار، ولا يبرز لها في الطريق خصوم ومعارضون، ولا يتعرض لها المكذبون والمعاندون، لسهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة، ولاختلطت دعوات الحق ودعاوى الباطل، ووقعت البلبة والفتنة. ولكن بروز الخصوم والأعداء للدعوات، هو الذي يجعل الكفاح لانتصارها حتماً مقضياً، ويجعل الآلام والتضحيات لها وقوداً. فلا يكافح ويناضل، ويحتمل الآلام والتضحيات إلا أصحاب دعوة الحق الجادون المؤمنون، الذين يؤثرون دعوتهم على الراحة والمتاع، وأعراض الحياة الدنيا. بل على الحياة نفسها حين تقتضيهم دعوتهم أن يستشهدوا في سبيلها. ولا يثبت على الكفاح المرير إلا أصلبهم عوداً، وأشدهم إيماناً، وأكثرهم تطلعاً إلى ما عند الله واستهانة بما عند الناس .. عندئذ تتميز دعوة الحق من دعاوى الباطل. وعندئذ تمحص الصفوف فيتميز الأقوياء من الضعفاء. وعندئذ تمضي دعوة الحق في طريقها برجالها الذين ثبتوا عليها، واجتازوا امتحانها وبلاءها. أولئك هم الأمناء عليها الذين يحتملون تكاليف النصر وتبعاته. وقد نالوا هذا النصر بثمنه الغالي، وأدوا ضريبته صادقين مؤثرين. وقد علمتهم التجارب والابتلاءات كيف يسيرون بدعوتهم بين الأشواك والصخور. وقد حفزت الشدائد والمخاوف كل طاقاتهم ومقدراتهم، فنما رصيدهم من القوة وذخيرتهم من المعرفة. فيكون هذا كله رصيداً للدعوة التي يحملون رايتها على السراء والضراء. والذي يقع غالباً أن كثرة الناس تقف متفرجة على الصراع بين المجرمين وأصحاب الدعوات؛ حتى إذا تضخم رصيد التضحيات والآلام في صف أصحاب الدعوات، وهم ثابتون على دعوتهم، ماضون في طريقهم، قالت الكثرة المتفرجة أو شعرت أنه لا يمسك أصحاب الدعوة على دعوتهم على الرغم من التضحيات والآلام، إلا أن في هذه الدعوة ما هو أغلى مما يضحون به وأثمن .. وعندئذ تتقدم الكثرة المتفرجة لترى ما هو هذا العنصر الغالي الثمين الذي يرجح كل أعراض الحياة، ويرجح الحياة ذاتها عند أصحاب الدعوة. وعندئذ يدخل المتفرجون أفواجاً في هذه العقيدة بعد طول التفرج بالصراع! من أجل هذا كله جعل الله لكل نبي عدواً من المجرمين؛ وجعل المجرمين يقفون في وجه دعوة الحق، وحملة الدعوة يكافحون المجرمين، فيصيبهم ما يصيبهم وهم ماضون في الطريق، والنهاية مقدرة من قبل، ومعروفة لا يخطئها الواثقون بالله. إنها الهداية إلى الحق، والانتهاء إلى النصر: {وكفى بربك هادياً ونصيراً}.وبروز المجرمين في طريق الأنبياء أمر طبيعي. فدعوة الحق إنما تجيء في أوانها لعلاج فساد واقع في الجماعة أو في البشرية. فساد في القلوب، وفساد في النظم، وفساد في الأوضاع. ووراء هذا الفساد يكمن المجرمون، الذين ينشئون الفساد من ناحية، ويستغلونه من ناحية. والذين تتفق مشاربهم مع هذا الفساد، وتتنفس شهواتهم في جوه الوبيء. والذين يجدون فيه سنداً للقيم الزائفة التي يستندون هم في وجودهم إليها .. فطبيعي إذن أن يبرزوا للأنبياء وللدعوات دفاعاً عن وجودهم، واستبقاء للجو الذي يملكون أن يتنفسوا فيه. وبعض الحشرات يختنق برائحة الأزهار العبقة، ولا يستطيع الحياة إلا في المقاذر، وبعض الديدان يموت في الماء الطاهر الجاري، ولا يستطيع الحياة إلا في المستنقع الآسن. وكذلك المجرمون .. فطبيعي إذن أن يكونوا أعداء لدعوة الحق، يستميتون في كفاحها. وطبيعي أن تنتصر دعوة الحق في النهاية، لأنها تسير مع خط الحياة، وتتجه إلى الأفق الكريم الوضيء الذي تتصل فيه بالله، والذي تبلغ عنده الكمال المقدر لها كما أراد الله .. {وكفى بربك هادياً ونصيراً} ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 02:15]ـ
الدكتور الفاضل العلمي، مرحبًا بك وأهلا في المجلس العلمي وقد شرفنا بمرورك ودخولك للمجلس العلمي.
لكن نأمل الالتزام بشرط المجلس، وعدم النقل عن التفاسير المخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، لما تحتويه من أفكار مخالفة، أحسن الله إليك.
ـ[العلمي أمل]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 02:16]ـ
الدكتور الفاضل العلمي، مرحبًا بك وأهلا في المجلس العلمي وقد شرفنا بمرورك ودخولك للمجلس العلمي.
لكن نأمل الالتزام بشرط المجلس، وعدم النقل عن التفاسير المخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، لما تحتويه من أفكار مخالفة، أحسن الله إليك.
أخي العزيز السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيرا على الملاحظة التي أتقبلها بصدر رحب ... وكان قصدي استعراض التفاسير بمختلف مشاربها لآية واحدة لها أهميتها إذ يخبرنا الله فيها عن سبب تنزيل القرآن وذلك للتدبر وللتذكر ... فصنفت تلك التفاسير في مجموعات مبتدئا بأمهات التفاسير لأهل السنة والجماعة وتجمع لدي 52 تفسيرا من بينها بعض تفاسير الشيعة ... ووقفت منها موقف الرفض بداية، ثم أقحمتها لأرد وأنبه على فسادها ... غير أن السيف سبق الجلاد. هذا وأرجوكم أيها الإخوة المشرفون أن تحددوا لي التفاسير التي يحبذها المجلس العلمي كي أرجع إليها في البحوث المستقبلية ... وإنني شخصيا أميل إلى تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وتفسير محمد الطاهر بن عاشور وتفسير المتولي الشعراوي وأحيانا تفسير سيد قطب ... فهل من مؤاخذة على هذه التفاسير التي ذكرتها؟ ... فإنك تجد أحيانا تكاملا بينها على تنوعها ... إتماما للفائدة ... وهدفي من تناول بعض المواضع هو الشبهات والأخطاء الفادحة في المعتقد والصراع القائم لدينا في المغرب بين الطوائف مما أدى إلى قطيعة الأرحام بين أفراد الأسرة الواحدة وهجر القرآن والشرك بالله بسبب الإنتماء إلى جماعة دون جماعة ... ولله المشتكى ... فرأيت لزاما علي أن أقوم بواجبي نحو أسرتي ومجتمعي من واقع مرير نعيشه في عصر غربة الإسلام بين ذويه ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
دروس التجويد و القران- متن - بصوتي - مرئية
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 05:29]ـ
دروس التجويد و العلوم- متن - بصوتي - مرئية
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس التوحيد ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=143)
المرحلة الأولى
www.saaid.net/mktarat/alalm/61.doc (http://www.saaid.net/mktarat/alalm/61.doc)
متن مشكول
Although this I think is not used with this with this course. It is still useful.
متن تحفة الأطفال
the pdf files & doc
http://www.islamhouse.com/p/2101 (http://www.islamhouse.com/p/2101)
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1270&cat=2 (http://www.saaid.net/book/open.php?book=1270&cat=2)
the is the audio by the recitors of this tajweed poem
http://www.islamhouse.com/p/4439 (http://www.islamhouse.com/p/4439)
رابط لمتن تحفة الأطفال
2.رابط لقراءة القارئ ياسر سلامة3.
رابط لقراءة صلاح الهاشم بجودة
4.رابط لقراءة عبدالحكيم صوفي بجودة
5.رابط لقراءة سعد الغامدي بجودة
مرئية -شروح
http://www.midad.me/books/view/sub/197 (http://www.midad.me/books/view/sub/197)
http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=series&id=3688 (http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=series&id=3688)
http://www.saudizoom.com/f3/t4489.html (http://www.saudizoom.com/f3/t4489.html)
منحة ذي الجلال شرح تحفة الأطفال - للضباع pdf
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32462 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32462)
http://www.4shared.com/get/Vk7Jf92p/__________-___________1_____.html (http://www.4shared.com/get/Vk7Jf92p/__________-___________1_____.html)
التحفة العنبرية في شرح تحفة الأطفال
شرح مطول لمتن تحفة الاطفال للشيخ صلاح سمير مفتاح
http://quran.maktoob.com/vb/quran71990/ (http://quran.maktoob.com/vb/quran71990/)
شرح مختصر لمتن تحفة الاطفال للشيخ صلاح سمير مفتاح
http://quran.maktoob.com/vb/quran71989/ (http://quran.maktoob.com/vb/quran71989/)
الشيخ سيد هارون محمود منظور أبو الدهبشرح تحفة الأطفال فى علم التجويد - السلسلة مكتملة
http://www.archive.org/details/STohfa-Harun (http://www.archive.org/details/STohfa-Harun)
powerpoint
http://forum.moroccovoice.org/t1405.html (http://forum.moroccovoice.org/t1405.html)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 10:35]ـ
الشيخ أيمن سويد
شرح قواعد التجويد _ الجزء الأول 18
شرح قواعد التجويد _ الجزء الثاني 96
http://www.islam2all.com/video/show-tasnef_17.html (http://www.islam2all.com/video/show-tasnef_17.html)
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=AuthorVedio&id=34 (http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=AuthorVedio&id=34)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 11:11]ـ
الشيخ باسم علي شرح تحفة الأطفال
http://www.archive.org/details/BasimAli
تصحيح التلاوة - محمد عصام القضاة:: شرح تحفة الأطفال:: رمضان 1431
http://www.archive.org/details/forsan2010-1253
http://www.archive.org/details/forsan2010-1262
http://www.archive.org/details/forsan2010-1272
http://www.archive.org/details/forsan2010-1274
http://www.archive.org/details/forsan2010-1275
http://www.archive.org/details/forsan2010-1282
http://www.archive.org/details/telawa_almajdtv_s
http://www.archive.org/details/telawa_almajdtv_514
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 01:57]ـ
المصحف المرتل والمصحف المجود و المصحف المعلم للأطفال
http://www.islam-sister.com/showthread.php?p=35509#post355 09 (http://www.islam-sister.com/showthread.php?p=35509#post355 09)
Juz30: Free Program to help memorize the Holy Quran (http://www.al3arabiya.info/2010/01/juz30-v22-beta.html)
http://www.al3arabiya.info/2010/01/juz30-v22-beta.html (http://www.al3arabiya.info/2010/01/juz30-v22-beta.html)
http://www.imaanstar.com/ (http://www.imaanstar.com/)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 12:07]ـ
http://www.tech4c.com/vb/threads/31880- الحفل-التكريمي-الأول-لكبار-شيوخ-القراء-في-بلاد-الشام
الحفل التكريمي الأول لكبار شيوخ القراء في بلاد الشام(/)
التنطع في علم التجويد
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Nov-2010, صباحاً 08:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض المشتغلين بعلم التجويد النظري بالذات يتعمقون بشدة خصوصا في تحديد المخارج ووضع اللسان، حتى سمعت مؤخرا أن للسان طرف أيسر وأيمن وأن حرف النون يخرج من أحد الطرفين!! ومنهم من يطيل الكلام في وضع اللسان فيجعله مقعرا كالملعقة أو متمددا مشدودا كالوتر،
في رأيي أن هذا تنطع وغلو، لأن اللسان كله لا يتعدى طوله عدة سنتيمترات، وأغلب الحروف ينطقها العرب بله الأعاجم صحيحة، والقدماء لم يغالوا هذا الغلو الشديد في تحديد المخارج
في رأيي أن هذا الكلام قد نتحدث به أحيانا في الحلقات لتصحيح مخرج صعب أو معاونة القارئ على تصحيح خطأ فيجرب أن يقدم لسانه أو يؤخره حتى نسمع الصوت الصحيح للحرف
لكن أن يسطر هذا في الكتب ويدرس في الدور والمعاهد على أنه الصح الصحيح والحق المليح؟؟!! فهذا ما أرفضه وأراه تنطعا وغلوا.
فيبدو لي أن هذا أيضا نوع من محاولة حجر الواسع، ففي المثال السابق إذا قلت النون تخرج من الطرف وسكت فيكفيني من القارئ أن ينطقها صحيحة أما تحديد الطرف بالأيمن والأيسر تعسير وتشديد، ويؤدي في رأيي إلى الوسوسة والتكلف وظهور من يقيم الحروف ويتساهل في الحدود، ويشق على المتعلمين ومن ثم ينفر الناس من قراءة القرآن مرتلا مجودا.
هذا رأيي فما رأيكم بارك الله فيكم؟ وهل تراني مخطئة في ذلك؟؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Nov-2010, صباحاً 10:25]ـ
بارك الله فيكم
علوم الإسلام العديدة وتراث أسلافنا وعلمائنا فيها غزير بحمد الله ... ومؤلفاتهم بها الغث وبها السمين
فمثلاً في علوم التفسير وأصول الفقه والنحو والفقه ومصطلح الحديث قواعد كثيرة وأبواب منها الضروري ومنها ما هو من الفضول وكذلك علم التجويد وباقي علوم الشرع تقريباً
والناس في ذلك طرفان ووسط
منهم من لديه غلو وتقديس لما كتبه بعض أهل العلم ولا يخرج عنه أو عن بعض الاتجاهات المذهبية والفكرية في علوم الشرع قيد أنملة ويضفى على تلك المؤلفات هالة من التقديس تمنع من نقدها أو الاستدراك عليها أو مخالفتها.
وعلى الطرف الآخر من يثور على جميعها ويطرحه جملة ويدعي الأخذ من مصادر الشرع مباشرة وإهدار فهم ومؤلفات السابقين
والصحيح أنه لابد من تصفية العلوم مما هو دخيل عليها وغير ضروري وما هو غير صحيح وما هو من باب التكلف وغيرها
ولا يكون ذلك بالهوى أو التشهي بل وفقاً لقواعد الشرع وبراهينيه اليقينية.
فتطبيق ذلك على العلوم كافة يعود بنا إلى القرون الفاضلة وبعدها عن التكلف وتمكنها في نفس الوقت من العلوم.
فهناك محاولات مما ذكرته في علم النحو بتنقيته من الإغراق في التعليلات والمباحث الافتراضة وما شابه
وكذلك أصول الفقه والتفسير وغيرها
وتطبيق هذا على علم التجويد لابد منه ولكن يتم بواسطة المتخصصين من أهل العلم وفقاً للبراهين اليقينية.
ورأيي أن تدريس التجويد لو تم منذ الصغر للأطفال مع التدرج في التعليم والترقي في قواعده فلن يكون صعباً بإذن الله ولنا فيما نراه من قراء صغار متقنين دليل
وأرى أن علم التجويد والصوتيات ينبغي أن تلحق بعلم النحو والصرف لارتباطها ونبدأ في تدريسها للصغار والتدرج فيها وأظن أن د/شوقي ضيف رحمه الله ممن رجح هذا.
أما ما ذكرته الأخت الفاضلة سارة فلا ينبغي أن يدرس إلا في مراحل متقدمة جداً
وفي الإكثارمنه وتعميمه على الناس محاذير:
1 - التعمق والتشاغل بهذه الأمور وتعميمه على طلبة العلم شغل لهم عما هو أهم
قال ابن تيمية رحمه الله فيه: " ولا يجعل همته فيماحجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه، وترقيمها، وتفخيمها، وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه)) ص 50 مجلد 16 من مجموع الفتاوى ابن قاسم
قال ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس (ذكر تلبيسه على القراء فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراآت الشاذة وتحصيلها فيفنى أكثر عمره في جمعها وتصنيفها والإقراء بها ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات فربما رأيت امام مسجد يتصدى للإقراء ولايعرف ما يقسد الصلاة وربما حمله حب التصدر حتى لايرى بعين الجهل على ان يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم ولو تفكروا لعلموا .... ومن الغبن الفاحش تضييع الزمان فيما غيره الاهم قال الحسن البصري انزل القرآن ليعمل به فاتخذالناس قراءته عملا .. )
2 - الخروج عن هدي وطريقة من أنزل عليهم القرآن:
فإقامة التجويد لا تعني التعسف في النطق، ونطق الحرف، فمن المعلمين للتجويد من يظنون للأسف أن التجويد هو أن يجعل القارىء يقوم بفمه بحركات مضحكة متكلفة، ومن أوضح الأمثلة ما يفعله بعض جهلة القراء الذين يأمرون الناس بضم الشفة عند النطق بالحروف المفخمة وقد نص أهل الأداء على أن فاعل ذلك مبتدع ومنهم: الإمام ابن الجزري.
3 - تنفير الناس من الضروري من علم التجويد وتركهم له بالكلية نتيجة لإحباطهم مما يرونه من تكلف في مثل هذه الأمور وهذا حدث بكثرة للأسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 02:35]ـ
أحسن الله تعالى إليك،،
هذا الأمر يظهر عند بعض الناس في بادىء الإستقامة على أمر الله عز وجل، فالإنسان المسلم الذي يتذوق حلاوة الإيمان بعد المعاصي والآثام، نجده يقبل اقبال عظيم على كتاب الله عز وجل، سماعًا وتلاوة ثم يمن الله سبحانه وتعالى عليه بصحبة صالحة تعلمه أحكام التجويد وتلاوة القرآن الكريم، فيكون شغله الشاغل هو التلاوة لكتاب الله عز وجل ولله الحمد، فإن كانت هذه الصحبة الصالحة على علم وفقه لدين الله عز وجل، نشأ هذا المبتدىء نشأة صحيحة إن شاء الله تعالى، وإن كانت غير ذلك فالنتيجة غير ذلك وهنا الخلل، فقد يتعلم من هذه الصحبة الزهد في باقي العلوم الشرعية أمام هذا العلم الشريف، فيترتب عليه ما تفضلتم به من تكلف في تعلم التجويد، فنجد هذا الأخ أو الأخت شغله الشاغل هو التعمق الرهيب في علم التجويد نظريًا، وترك باقي العلوم الأخرى بما فيها التوحيد! ثم يتعمق أكثر بالدراسة في معهد شرعي معين يفرض على الطلاب كتاب معين في علم التجويد، فيجلس الأخ أو الأخت ومنهم كبار السن في دراسة هذا الكتاب المعين ليل نهار والسنين الطوال فيرسب هذا العام وينجح الذي يليه وهكذا! وتكون المحصلة هي إن هذا الأخ أو الأخت قضى سنين طوال في علم نظري بحت وتكون المحصلة هي دراسة كتاب واحد في علم التجويد!، ومنهم من يتفوق ويتوسع في قراءة الكتب قد لا يكون عرفها الشيخ الحصري العالم في التجويد!، وإن كان منهم من لا يحسن القراءة أمام بعض الذين لا يعرفون شيئًا من هذه العلوم النظرية، والأحسن حال منهم هو الذي يتقن التلاوة عمليًا ويعرف القواعد نظريًا، لكن تعال لهذا الشخص، هل يعرف أبجديات الدين؟!، من واقع تجربتي والله تعالى أعلم إن التعمق الرهيب في هذه العلوم النظرية يكون بعض أصحابها لا يعرفون أبجديات الدين ويزهدون في باقي العلوم الشرعية.
وعلينا أن نبيين للناس أن هذا العلم قد وقع اختلاف العلماء في حكمه بين الوجوب والإستحباب، وليست المسالة فيها اجماع على وجوب التجويد في التلاوة كما يخبرونهم شيوخ التجويد وفقهم الله تعالى، وأن هناك علوم أخرى واجبة عليهم قد فرضها الله عز وجل عليهم.
وإنه يقال لهم على فرض إن هذا العلم واجب على كل مسلم، وأن لم يجود القرآن الكريم فهو آثم، فما هو المقدار الذي يخرج به المسلم من الإثم؟ هل هي المرحلة التي وصل لها الحصري؟! يعني كل إنسان لم يصل لمرحلة الحصري يكون آثم؟! إن قال لا: قلنا له: لماذا تريد الوصول لمرحلة الحصري وأنت لا تعرف أبجديات الدين بعد؟! وأنت تعترف أن الذي لم يصل لمرحلة الحصري ليس بآثم! لكن تركك لعلوم أخرى مفروضة علية تأثم من أجل تركها، فأيهما أولى؟ الوصول لمرحلة من مراحل التجويد قد لا يكون وصل لها الحصري نفسه، مع أن هذا الأمر إن لم تفعله لن تأثم عليه؟ أو تركك لعلوم اخرى ستأثم عليها لتركها؟!
يجب أن يبين له ذلك لأن التوجيهات التي أخذها من شيوخ التجويد وفقهم الله تعالى قد استحوذت عليه خاصة إذا كانوا عندهم نظرة زهد لباقي العلوم الاخرى!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:10]ـ
بارك الله فيكم
من من العلماء لم يوجب التجويد _يعني أصل هذا العلم وهو ترتيل القرآن لا دقائقه_ على الناس وأجاز للمسلم أن يموت وهو لا يعرف ترتيل القرآن؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:20]ـ
الأخ أبو محمد المصري، والأخ صدى الذكريات
بارك الله فيكم على التعليقات وأظن أننا تقريبا اتفقنا على نبذ الغلو
الأخ أبو أمجد
كثير من العلماء قالوا بذلك ومنهم الشيخ ابن العثيمين قال باستحباب القراءة بأحكام التجويد من إدغام وإقلاب .. الخ
وإن كان لي رأي معين في المسألة ولكن أخشى أن نخرج عن الموضوع
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:25]ـ
لكن لي تعليق معين
حتى لو كان الإنسان متعمق في علوم الشريعة هل يعني هذا أن نقول له انطلق فتنطع في علم التجويد؟؟
التنطع هو مجاوزة الحد والتعمق الزائد بغير حاجة
مثل ذلك المثال الذي وضعته، وهو مخرج حرف النون، فهل نصل لمرحلة أن نقول أن اللسان له طرف يمين ويسار وأن النون مخرجها أحدهما أو كلاهما، ولو اعترضت يقال لك: لو تأملت ستجد أن الضغط بالناحية اليمنى أو اليسرى يكون أكثر ولن يستوي الضغط بالطرفين!!!!!
ولو نقلت لكم الكلام في سائر المخارج لرأيتم عجبا!
خصوصا أن الأكابر في علوم التجويد لم يفعلوا ذلك
وأنا يمكنني أن أناقش هذا الكلام علميا ولكن أصلا أجد أن ابتداءه خطأ، والرد عليه أشد خطأ وكل ذلك تنطع ومجاوزة للحد
كما أنني أجد أن إدخال علم الصوتيات في علم التجويد أفسد علم التجويد وأدى إلى هذا الغلو المذموم
فهل توافقوني على ذلك؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:51]ـ
من من العلماء؟
أقصد غير المعاصرين
لأن ابن الجزري نقل الإجماع على وجوب تعلمه وليس المقصود تفاصيل هذا العلم ولكن المقصود به بعض هذا العلم مما اصطلح عليه بأنه فرض عين لا فرض كفاية
كما اصطلحوا على وجوب تعلم المسلم بعض العلم وجوب عين كأصول التوحيد وأركان الصلاة وغير ذلك
قالوا: وما عدا ذلك فرض كفاية وبعضه الآخر مستحب
/// وبخصوص مذهب الشيخ ابن عثيمين وغيره كشيخه السعدي
يحتاج أن يحقق ما هو المقدار الذي لا يوجبه الشيخ حتى يتضح الأمر
وأخشى أن يكون قصده التنطع في هذا العلم والوسوسة فيه فإنه في فتواه استدل بقول شيخ الإسلام
وكلام شيخ الإسلام في التنطع لا غير
/// وبخصوص أصل الموضوع فلا شك من وجود وسوسة وتنطع عند أهل التجويد
لكن تمييز هذا التنطع عن علمهم المحمود لا يصح أن ينبه عليه أي أحد
بل يجب أن يكون من أهل الفن
أو من المحققين في العلوم
وأن يكون على دراية بتفاصيل هذا العلم
لأنه يحتاج أن يقول: هذا الفرع وهذه الجزئية تنطع ولا دليل عليها
وهذا الفرع صحيح وعليه دليل من السنة أو الإجماع أو الأصول وقواعد هذا العلم
ولا يصح هذا الأمر إلا ممن ألمّ بأغلب مسائل هذا العلم
حتى لا ينفي وجود الدليل عن جهل لا عن علم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 04:18]ـ
بارك الله فيك
أين نقل ابن الجزري الإجماع؟ فإن غاية علمي أنه قال: والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم
وقد علق أحدهم على هذه الجزئية قائلا أن هذا رأي ابن الجزري ولا دليل عليه من كتاب ولا سنة!!
في الواقع أنا رأيي في علم التجويد أنه واجب لسبب بسيط جدا:
أولا لا يمكن أن يجيز عالم من اعلماء أن يقرأ أحد بتخليط الروايات فيأخذ مثلا تغيظ اللام عند ورش مع أحاكم الهمز عند حفص والمدود من ابن كثير ثم يقرأ كما شاء، بل اطرد القراء على التفريق بين الروايات، ومعلوم أن منهم من يقرأ بالمد ومنهم من يقصر ومنهم من يتوسط، وكذلك في أحكام الإدغام والتفخيم والترقيق والهمزات والفتح والإمالة .. الخ وكل هذا لا شك داخل في أحكام التجويد أيضا فإذا قلنا بالاستحباب فقط فهو فتح باب للتخليط بين الروايات
ثانيا هكذا وصل إلينا القرآن، فلا يمكن أن يكون الحفاظ عليه بهذه الأحكام دون أدنى تفريط عبارة عن حكم بالاستحباب فحسب.
وبالنسبة لمذهب ابن العثيمين فقد قرأت له في كتاب، تصريح بالاستحباب وقال أن الأحكام التجويدية من إدغام وإقلاب هذا ليس واجب على المرء أن يقرأ بها بل هو مستحب فقط،
وقرأت قولا آخر لا أتذكر أهو له أم لغيره رحمه الله تعالى وهو أن قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت مدا يمد بالرحمن ويمد بالرحيم فلماذا نتحكم في المد ليكون للعارض وقبل الهمز متصل ومنفصل .. الخ
فهل غفل ابن العثيمين وغيره من المعاصرين عن هذا الإجماع حتى يقعوا في مخالفته؟
وبالنسبة للموضوع الذي أتحدث فيه فقد ذكرت مثال وقلت أنني أقول أن هذا تنطع يعني هذا رأيي وهو منبني على أن هذا الأسلوب هو عبارة عن دمج علم الصوتيات في علم التجويد فكان الغلو، وإلا فمن يعود لهداية القاري مثلا، أو أي كتاب قديم، يجد أن المخارج لم يتم تناولها بهذا الأسلوب أبدا بل الأمر فيه سعة والإحالة على المشافهة وهذا يعني أن صوت الحرف أهم من التنطع في تحديد مخرجه لأني أرى أن هذا الأسلوب يفسد لسان البعض ويضيع المخرج الصحيح ويغير صوت الحرف الصحيح!!
، والأمر مطروح للنقاش فمن كان يرى أنني مخطئة في اعتباري هذا الأسلوب تنطع (ومنه هذا المثال بالذات) ليوضح لنا وجزاه الله خيرا
وبخصوص أصل الموضوع فلا شك من وجود وسوسة وتنطع عند أهل التجويد
لكن تمييز هذا التنطع عن علمهم المحمود لا يصح أن ينبه عليه أي أحد
أستطيع أن أقول ليس كل أهل التجويد لديهم هذا التنطع
ولهذا بدأت النقاش أيها الأخ الفاضل بطرح رأيي وفي انتظار آراء من له باع في هذا الفن.
ونلاحظ أنني أتحدث عن وضع جديد يختلف عن أسلوب تناول القدماء الراسخين في هذا الفن لهذا الفن.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 06:05]ـ
والأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا
فهموا منه حكاية الإجماع
وهذا وإن كان فيه نظر
لكن القراءة سنة متبعة وهذا العلم نقل إلينا بالإسناد المتواتر من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا
فأين الطاعن به؟ والمرخص فيه؟ وأين من يقول بعدم وجوبه؟
أما التنطع والتمطيط المذموم فلا ينسب إلا لصاحبه ولا يدخل في هذا الإسناد
وقد ذم القراء التنطع كالداني وابن الجزري وغيرهم
وأيضا حكوا الإجماع على حرمة اللحن الجلي
وهم يفسرونه بضد أحكام التجويد الواجبة وجوبا عينيا عندهم
وقد نقل الإجماع غير واحد من المعاصرين
فالله أعلم
/// بخصوص فتوى الشيخ العثيمين أضيف فلينظر هذا النقل فإنه مهم:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=10963&postcount=10
فالله أعلم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 07:21]ـ
أستاذ أمجد
أنا لا أخالفكم في أن التجويد واجب بارك الله فيكم ولكني أقر بأنه فيه خلاف حتى أبحث في ثبوت دعوى الإجماع من عدمها وأصل إلى نتيجة. فإذا ثبت الإجماع فهو خير على خير والحمد لله.
وموضوع بحثي الحالي بارك الله فيك هو التنطع في هذا العلم، والتنطع الذي أعنيه بالذات في الجزء النظري لا العملي.
جزاكم الله خيرا وأشكركم بشدة على الرابط جعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 07:56]ـ
أحسن الله تعالى إليكم،،
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود هو إخبار الناس إن حكم التجويد على نحو الغنن وغيرها لا يوجد فيه إجماع على وجوبه بل وقع خلاف العلماء في حكمه بين الوجوب والإستحباب ومن الذين قالوا إنه مستحب وليس بواجب: الشيخ ابن باز والسعدي وحمود التويجري وابن عثيمين والفوزان وابن الجبرين والراجحي.
وقد وجدت نقل عن الشيخ حمود التويجري رحمه الله تعالى إن شاء الله يكون مفيد لكم:
قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه إتحاف الجماعة (2|122)
باب ما جاء في الذين يتكلفون في قراءة التجويد
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا العجمي والأعرابي. قال: فاستمع، فقال: (اقرؤوا؛ فكل حسن، وسيأتي قوم يقيمونه كما يقام القِدح؛ يتعجلونه ولا يتأجلونه).
رواه: الإمام أحمد ورواته ثقات، وأبو داود وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وفي رواية لأحمد؛ قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد؛ فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن؛ قال: (اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح؛ يتعجلونه ولا يتأجلونه).
إسناده صحيح على شرط مسلم.
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه؛ قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ونحن نقتري، فقال: (الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقوم السهم؛ يتعجل أجره ولا يتأجله).
رواه أبو داود وإسناده حسن.
ورواه الإمام أحمد، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فيكم كتاب الله؛ يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض، تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم، ويقومونه كما يقوم السهم، فيتعجلون أجره ولا يتأجلونه).
وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" بنحو رواية أبي داود.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض؛ إذ خرج علينا رسول الله r، فقال: (أنتم في خير، تقرؤون كتاب الله، وفيكم رسول الله، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها).
رواه الإمام أحمد.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال: (أقرأ الناس لهذا القرآن المنافق؛ لا يذر منه ألفاً ولا واواً، يلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها).
رواه عبد الرزاق، ورجاله كلهم ثقات.
وقد رواه ابن أبي شيبة بنحوه؛ إلا أنه قال: (عن حذيفة)، وزاد في آخره: (لا يجاوز ترقوته)، وإسناده كلهم ثقات.
وفي هذه الأحاديث فوائد:
إحداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب القراءة السلهة.
الثانية: أنه كان يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسله على لسانه.
الثالثة: ثناؤه عليهم بعدم التكلف في القراءة.
الرابعة: أنه لم يكن يعلمهم التجويد ومخارج الحروف، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم لم ينقل عن أحد منهم أنه كان يعلم في التجويد ومخارج الحروف، ولو كان خيراً؛ لسبقوا إليه! ومن المعلوم ما فتح عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وقبط وبربر وغيرهم، وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف، ولو كان التجويد لازماً؛ ما أهملوا تعلمه وتعليمه.
الخامسة: ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف.
السادسة: الرد على من زعم أن قراءة القرآن لا تجوز بغير التجويد، أو أن ترك التجويد يخل بالصلاة، وقد أخبرني بعض من أم في المسجد النبوي أن جماعة من المتكلفين أنكره عليه إذ لم يقرأ في الصلاة بالتجويد، وما علم أولئك المتكلفون الجاهلون أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الأعرابي والعجمي والأحمر والأبيض والأسود على قراءتهم، وقال لهم: (كل حسن)، وأنه صلى الله عليه وسلم ذم المتكلفين الذين يقيمونه كما يقام القدح والسهم ويثقفونه ويتنطعون في قراءته كما هو الغالب على كثير من أهل التجويد في هذه الأزمان.
السابعة: الأمر بقراءة القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل.
الثامنة: ذم من يأخذ على القراءة أجراً كما عليه كثير من القراء الذين يتأكلون بالقراءة في المآتم والمحافل وغيرها، وكذلك من يجعل القراءة وسيلة لسؤال الناس، وقد رأيتهم يفعلون ذلك في المسجد الحرام؛ يجلس أحدهم، فيقرأ قراءة متكلفة يتنطع فيها، ويعالج في أدائها أعظم شدة ومشقة، وتنتفخ أوداجه، ويحمر وجهه، ويكاد يغشى عليه مما يصيبه من الكرب في تكلفه وتنطعه، ويفرش عنده منديلاً أو نحوه؛ ليلقي في المستمعون لقراءته ما يسمحون به من أوساخهم، وهذا مصداق ما في حديث عمران بن حصين وحديث أبي سعيد رضي الله عنهما، وسيأتي في الباب الذي بعد هذا إن شاء الله تعالى.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 08:03]ـ
مجرد سؤال:
هل الإثم عند القائل بوجوب التجويد على نحو غنن وغيرها يكون عند قراءة القرآن الكريم بدون تجويد؟ أو الإثم لعدم تعلم التجويد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 08:18]ـ
لعلكم تطرحون هذه المسائل على أهل الاختصاص في ملتقى أهل التفسير
كالشيخ مساعد الطيار وعبد الرحمن الشهري وغيرهم
فلا شك أن عندهم في هذا ما يثلج الصدر
لكن الذي أعلمه_ قبل أن أترك المجال لغيري من أهل الاختصاص عندنا في المجلس_ أن هذا التهوين من أمر هذا العلم بدعوى أن في تنطعا وأنه غير مهم
والمهم منه هو الجانب النظري فقط
قول خطير عند أهل الاختصاص أهل علوم القرآن والله أعلم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 08:46]ـ
لكن الذي أعلمه_ قبل أن أترك المجال لغيري من أهل الاختصاص عندنا في المجلس_ أن هذا التهوين من أمر هذا العلم بدعوى أن في تنطعا وأنه غير مهم والمهم منه هو الجانب النظري فقط
قول خطير عند أهل الاختصاص أهل علوم القرآن والله أعلم
معذرة
أظن أنه ما قال أحد أن المهم الجانب النظري فقط أم أنني واهمة؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:05]ـ
مذكور في بعض فتاوى أهل العلم المعاصرين ممن سماهم الأخ صدى
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض المشتغلين بعلم التجويد النظري بالذات يتعمقون بشدة خصوصا في تحديد المخارج ووضع اللسان، حتى سمعت مؤخرا أن للسان طرف أيسر وأيمن وأن حرف النون يخرج من أحد الطرفين!! ومنهم من يطيل الكلام في وضع اللسان فيجعله مقعرا كالملعقة أو متمددا مشدودا كالوتر،
في رأيي أن هذا تنطع وغلو، لأن اللسان كله لا يتعدى طوله عدة سنتيمترات، وأغلب الحروف ينطقها العرب بله الأعاجم صحيحة، والقدماء لم يغالوا هذا الغلو الشديد في تحديد المخارج
في رأيي أن هذا الكلام قد نتحدث به أحيانا في الحلقات لتصحيح مخرج صعب أو معاونة القارئ على تصحيح خطأ فيجرب أن يقدم لسانه أو يؤخره حتى نسمع الصوت الصحيح للحرف
لكن أن يسطر هذا في الكتب ويدرس في الدور والمعاهد على أنه الصح الصحيح والحق المليح؟؟!! فهذا ما أرفضه وأراه تنطعا وغلوا.
فيبدو لي أن هذا أيضا نوع من محاولة حجر الواسع، ففي المثال السابق إذا قلت النون تخرج من الطرف وسكت فيكفيني من القارئ أن ينطقها صحيحة أما تحديد الطرف بالأيمن والأيسر تعسير وتشديد، ويؤدي في رأيي إلى الوسوسة والتكلف وظهور من يقيم الحروف ويتساهل في الحدود، ويشق على المتعلمين ومن ثم ينفر الناس من قراءة القرآن مرتلا مجودا.
هذا رأيي فما رأيكم بارك الله فيكم؟ وهل تراني مخطئة في ذلك؟؟
وجدت أيضًا هذا الكلام للإمام ابن القيم:
قال ابن القيم: ((فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم قال أبو الفرج بن الجوزي قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس وقال محمد بن قتيبة في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثة اللهفان (1\ 160).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:18]ـ
عفوا أقصد (الجانب العملي) أي أن المهم الجانب العملي من سلامة القراءة ...
انتبهت له الآن
وعذرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 09:39]ـ
وهذا كلام للإمام القراء الداني عن التنطع وتبرئة أفاضل القراء منه:
" فأمَّا ما يذهب إليه بعضُ أهل الغباوة من أهل الأداء من الإفراط في التمطيط والتعسف في في التفكيك والإسراف في إشباع الحركات وتلخيص السَّواكن إلى ذلك من الألفاظ المستبشعة، والمذاهب المكروهة، فخارج عن مذاهب العلماء وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك، وبكيفيته حقيقته .... ".
وقد نبه غيره من علماء التجويد والقراءات على هذه المخالفات
وهذا رابط يناقش مسألة التنطع:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2235
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 02:29]ـ
من من العلماء؟
أقصد غير المعاصرين
لأن ابن الجزري نقل الإجماع على وجوب تعلمه وليس المقصود تفاصيل هذا العلم ولكن المقصود به بعض هذا العلم مما اصطلح عليه بأنه فرض عين لا فرض كفاية
كما اصطلحوا على وجوب تعلم المسلم بعض العلم وجوب عين كأصول التوحيد وأركان الصلاة وغير ذلك
قالوا: وما عدا ذلك فرض كفاية وبعضه الآخر مستحب
وبخصوص مذهب الشيخ ابن عثيمين وغيره كشيخه السعدي
يحتاج أن يحقق ما هو المقدار الذي لا يوجبه الشيخ حتى يتضح الأمر
وأخشى أن يكون قصده التنطع في هذا العلم والوسوسة فيه فإنه في فتواه استدل بقول شيخ الإسلام
وكلام شيخ الإسلام في التنطع لا غير
وبخصوص أصل الموضوع فلا شك من وجود وسوسة وتنطع عند أهل التجويد
لكن تمييز هذا التنطع عن علمهم المحمود لا يصح أن ينبه عليه أي أحد
بل يجب أن يكون من أهل الفن
أو من المحققين في العلوم
وأن يكون على دراية بتفاصيل هذا العلم
لأنه يحتاج أن يقول: هذا الفرع وهذه الجزئية تنطع ولا دليل عليها
وهذا الفرع صحيح وعليه دليل من السنة أو الإجماع أو الأصول وقواعد هذا العلم
ولا يصح هذا الأمر إلا ممن ألمّ بأغلب مسائل هذا العلم
حتى لا ينفي وجود الدليل عن جهل لا عن علم
والأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا
فهموا منه حكاية الإجماع
وهذا وإن كان فيه نظر
لكن القراءة سنة متبعة وهذا العلم نقل إلينا بالإسناد المتواتر من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا
فأين الطاعن به؟ والمرخص فيه؟ وأين من يقول بعدم وجوبه؟
أما التنطع والتمطيط المذموم فلا ينسب إلا لصاحبه ولا يدخل في هذا الإسناد
وقد ذم القراء التنطع كالداني وابن الجزري وغيرهم
وأيضا حكوا الإجماع على حرمة اللحن الجلي
وهم يفسرونه بضد أحكام التجويد الواجبة وجوبا عينيا عندهم
وقد نقل الإجماع غير واحد من المعاصرين
-----------
أن هذا التهوين من أمر هذا العلم بدعوى أن في تنطعا وأنه غير مهم
والمهم منه هو الجانب النظري فقط
قول خطير عند أهل الاختصاص أهل علوم القرآن والله أعلم
بارك الله فيك، كلامك جميل ولا غبار عليه ..
القول بأن التجويد مستحب وليس بواجب غير صحيح، لأن علماء القراءات مجمعون على ذلك كما قال به العلماء الآخرون، وللعلماء أقوالٌ حول حكم من لا يفرق بين الضاد والظاء في الفاتحة بين التسامح والتشدد خصوصا عند الشافعية، ويقولون إن من يلحن في الفاتحة وخلفه من هو أتقن منه فالصلاة غير جائزة، بل رأى بعض الشافعية أن الجمعة تسقط إذا كان إمام الجامع يلحن لحنا جليا في الفاتحة وفي المأمومين من هو أتقن منه ولكنه لم يقدمه للصلاة!!
هذا هو التجويد الذي يعنيه ابن الجزري رحمه الله وأئمة القراءات، وليس التجويد الذي يؤدي للوسوسة عند بعض طلبة التجويد رغم أنهم قلة قليلة ...
التجويد المقصود به إذن هو التجويد العملي وليس التجويد النظري، والتجويد العملي هو التجويد الذي لا يقبل اللحن الجلي ويحرمه إذا تهاونوا في تعليمه ومن ثم تطبيقه، وكذلك لا يقبل اللحن الخفي عند من يؤم المصلين ويتقدم للتعليم، ولا يقبل كذلك التنطع فيه عند من يصيبه وسواس في مخارج الحروف!!
وقول الأخ أمجد " أن هذا التهوين من أمر هذا العلم بدعوى أن في تنطعا وأنه غير مهم والمهم منه هو الجانب النظري فقط قول خطير عند أهل الاختصاص أهل علوم القرآن والله أعلم " هو كلام صحيح يُشكر عليه، والمفروض هو التنبيه على الضد، وهو انتشار اللحن الجلي بين أئمة المساجد وخصوصا في الفاتحة، وهذا سببه إهمال تعلم التجويد الذي قال عنه ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا
ولمن أراد أن يتأكد من أهمية ذلك، فليراجع ما كتبه الشيخ المقريء الفقيه/ عبدالعزيز القاريء على هذا الرابط:
http://www.alqary.net/publish/article_247.shtml
اللَّحْنُ في مِحْرابِ التَّراويحِ بالحرمينِ الشريفين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 06:06]ـ
جزاكم الله خيرا أخ أمجد على الروابط سأراجعها بتأن عسى أن أجد فيها بغيتي
وجزاكم الله أخ صدى الذكريات على النقل الممتع لابن القيم
الأخ التبريزي بارك الله فيكم على الإضافة القيمة وأنا أوافقكم فيما ذكرتم
ولكن يا إخواني أنا أبحث مسألة أخرى!!
أنا أقول أن التجويد العملي واجب مع التسليم بالخلاف
وأقول أن التجويد النظري فرض كفاية
مسألتي هي مقدار التنطع والغلو في الجانب النظري وبالتالي ما يتسبب فيه من مآسي في الجانب العملي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 09:37]ـ
مسألتي هي مقدار التنطع والغلو في الجانب النظري وبالتالي ما يتسبب فيه من مآسي في الجانب العملي
رأيي أنه يوقف عليه بالتعلم
أي من الشيخ المتقن لهذا الفن
فإذا أخذنا عنه باب المخارج مثلا فإنه ينبهنا أو نسأله عن التنطع وما لا فائدة منه في هذا الباب
وهكذا في كل باب من أبواب هذا العلم
ولا أتصور أن يجمع الكلام في بيان مقدار التنطع في كلمة كلية ولو جمعت فإننا عند التطبيق سنختلف
والله أعلم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 04:50]ـ
أحسن الله تعالى إليكم جميعًا،،
أردت أن أقول شىء فقط بخصوص التهوين من تعلم التجويد،
العلماء الذين قالوا بأن تجويد القرآن الكريم على نحو غنن وإشمام وروم وغير ذلك ليس بواجب ولكنه مستحب لم يهونوا من هذا العلم، بل قالوا إنه مستحب، وقالوا ذلك لأسباب منها:
(1) إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة {بسم الله الرحمن الرحيم} أنه كان يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم، وهذه القراءة لا يقرأ بها أحد من القراء الآن، فمن من القراء الذي يمد {بسم الله} كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري؟!
(2) ثبت إنه كان يوجد من الصحابة من يقرأ القرآن كما أنزل، وهذا تفضيل له عن سائر الصحابة في قراءة القرآن الكريم، فهل كان يأثم باقي صحابة النبي رضي الله عنهم؟!
(3) إن القول بوجوب مثل: (الغنن والإشمام والروم وغير ذلك) يقتضي تأثيم مليار ونصف المليار مسلم، وعلى قول القائل بالوجوب الذي يقول إنه لا تجوز قراءة القرآن الكريم إلا بالتجويد المذكور، فيلزم منه منع مليار ونصف المليار مسلم من قراءة القرآن في الصلاة وغيرها إلا بعد تعلم التجويد بالهيئة المذكورة! والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أصناف القراء، ذكر منها (الماهر بالقرآن)، (والذي يتتعع فيه) وكل صنف له أجور، ولم يذكر الصنف الثالث الذي قال به المخالف الذي يأثم لتركه التجويد المذكور.
فهذه أسباب مهمة جعلت مثل هؤلاء العلماء يقولون بأنه مستحب وليس بواجب،، وليس في أقوالهم أي تهوين من هذا العلم.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 05:32]ـ
بارك الله فيكم لي عودة للرد التفصيلي
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 03:35]ـ
الأخ الفاضل
أرى التوجه لايزال قائما على التحاور حول وجوب واستحباب التجويد وطبعا المقصود هو التجويد العملي ولهذا فهناك مسائل تحتاج لتوضيح:
(1) إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة {بسم الله الرحمن الرحيم} أنه كان يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم، وهذه القراءة لا يقرأ بها أحد من القراء الآن، فمن من القراء الذي يمد {بسم الله} كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري؟!
القراءات المتواترة الموجودة اليوم هي (جزء) من الأحرف السبعة، لأنه لما قام أمير المؤمنين عثمان بالجمع الأخير اعتمد فقط ما كان في العرضة الأخيرة وكتب المصحف الإمام بطريقة تسمح باستيعاب بعض الأوجه وليس كلها وذلك كما هو معلوم لمصلحة راجحة،
ولا يجوز القراءة بأي طريقة إلا ما استوفت ثلاث شروط:
1 - تواتر الأسانيد للقراءة
2 - موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالا
3 - موافقتها لوجه من وجوه العربية ولو اعتبره االبعض ضعيفا.
ويتم اعتبار أي وجه يخالف هذه الشروط قراءة شاذة، ولو كانت نسبتها لصحابي جليل
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالتالي ما ورد في صحيح البخاري مادامت لم تتصل الأسانيد بالأداء فيه فلا يجوز القراءة به أصلا لأن الأصل في القراءة المشافهة والتلقي. فكيف الآن تقرأ المد بالله وبالرحمن والرحيم ما هو كيفيتها؟؟ هل المقصود المد الطبيعي الذي نعرفه فتكون رواية البخاري داخلة في القراءات الحالية؟؟ أم المقصود قدر زائد لا ينضبط في عصرنا الحالي لعدم توافر الأسانيد بالأداء؟
(2) ثبت إنه كان يوجد من الصحابة من يقرأ القرآن كما أنزل، وهذا تفضيل له عن سائر الصحابة في قراءة القرآن الكريم، فهل كان يأثم باقي صحابة النبي رضي الله عنهم؟!
هناك تفاضل حتى بين أهل التجويد أخي الفاضل
وما يقوله أهل التجويد أن هناك لحن جلي ولحن خفي ولحن أخفى من الخفي أيضا يظهر به الضبط الخالص للقارئ وما قال أحد من أهل التجويد أن اللحن الخفي حرام ويأثم فاعله إلا إذا كان قادرا وتعمد الخطأ
ومن اللحن الخفي ضبط أصوات الغنن ومقدار المدود ضبطا
ولكن أي أخي الفاضل اليوم رواية حفص عن عاصم يقرأ فيها الألف بالفتح إلا كلمة واحدة (مجريها) تقرأ بالإمالة
فهل ترى أخي الفاضل جواز قراءتها بالفتح؟
أقول لك لا يجوز
لكن ضبط مقدار الإمالة هذا للمهرة من القراء، ولكن لابد للمسلم أن يقرأها ممالة ولا يقرأها منفتحة وإلا فهو تخليط للرواية وفساد
وفتح هذا الباب يفتح باب فساد لا أول له ولا آخر
فإن فخر أمة الإسلام هو حفظ كتاب الله خاليا من التحريف فكيف نقبل التخليط بين الروايات؟؟
(3) إن القول بوجوب مثل: (الغنن والإشمام والروم وغير ذلك) يقتضي تأثيم مليار ونصف المليار مسلم، وعلى قول القائل بالوجوب الذي يقول إنه لا تجوز قراءة القرآن الكريم إلا بالتجويد المذكور،قال الشيخ ابن العثيمين والشيخ ابن باز، يقرأ القارئ باللفظ العربي
طيب
(كرنب) كيف تقولها يا أخي حتى بالعامية؟؟؟؟
ألا تنطقها كرمب؟؟
إذن أنت أقلبت النون ميما صح؟
هذا حكم الإقلاب وثق أنك لا شعوريا تنطق الميم في العامية مختلسة (لا على الاصطلاح التجويدي) يعني أنت لا تحققها ميما على الحقيقة
والراجح عند أهل الأداء إخفاء الميم عند الباء
إذن اللفظ العربي حتى العامي لايزال محتفظا بأحكام الإدغام والإقلاب والإخفاء .... الخ
وأنا أقول لك لابد من معرفة هذه الأحكام وقراءة القرآن بها لا على طريقة العوام بل على طريقة أهل الأداء
الزائد هنا عن الفرض هو ضبطك لمقدار زمن الغنة ووزنها لتكون مثل نظيرتها في القراءة، كذلك ضبط صوتها بحيث تكون غنة النون المخفاة مثلا عند حرف الكاف غير القاف غير الفاء ... الخ
هذا هو المهارة في القراءة، وما قال لك أحد واجب عليك أن تكون مجيدا متقنا ماهرا، ولكن لابد أن تأتي بالغنة وتدغم أو تخفي .. الخ
كلامك عن الروم والإشمام وأضيف الإختلاس،لا ينبغي أن ينضم إلى الكلام عن الإدغام والإقلاب
لأن الروم: هو الوقف ببعض الحركة
الإشمام: هو ضم الشفتين عند النطق بالحرف أو مزج صوت الحرف بصوت آخر
الإختلاس: هو تبعيض حركة الحرف عند النطق به في وسط الكلمة
كل هذه الأحكام السابقة يا أخي تعد من اللحن عند حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأنت لست مطالبا بها، ولا نطالب المتعلم بها إلا في الاختبار لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا
إلا في كلمة واحدة هي كلمة (تأمنُنا) في سورة يوسف
فيجب عليك أن تقرأها (أمام الناس) بالروم المعبر عنه بالاختلاس (لأنه في وسط الكلمة) أو بالإشمام
أما لو كنت خاليا وأردت القراءة بالإشمام فلك أن تسقطه ويكون الصوت كأنه نون واحدة مشددة (في القراءة خاليا)
لأن المراد من الروم والإشمام هنا، هو إظهار وجود حرف غير منطوق به بصورة مشبعة
وهكذا ترى يا أخي أنه لو لم تتعلم التجويد فلن تميز بين ما يجب عليك وبين ما لا يجب
فيلزم منه منع مليار ونصف المليار مسلم من قراءة القرآن في الصلاة وغيرها إلا بعد تعلم التجويد بالهيئة المذكورة! أي هيئة مذكورة؟
أنا لا أطالب كل مسلم أن يكون الشيخ الحصري أو الشيخ عبد الباسط ولكن هناك حد أدنى فلا يمكنك أن تقرأ الحروف المدغمة مظهرة، ولا أن تقرأ الحروف المفخمة مرققة، وليس لك أن تقرأ مواضع المد بالقصر والعكس لأن هناك رواية والموضوع ليس مفتوحا وتقول أنا أفعل ذلك لأن التجويد ليس واجبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أصناف القراء، ذكر منها (الماهر بالقرآن)، (والذي يتتعع فيه) وكل صنف له أجور، نعم الناس صنفان ماهر أتقن ومتتعتع يتعلم
والثالث معرض جاهل يرفض أن يتعلم أو يقرأ بالصواب وهو ممن شكاه الرسول:" يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"
ولم يذكر الصنف الثالث الذي قال به المخالف الذي يأثم لتركه التجويد المذكور.
المشكلة أن كلمة (المذكور) مبهمة
لكن أقول لك أن السبب الذي يجعل كلام من قال أن التجويد مستحبا، له اعتبار في رأيي وإن كنت أراه مرجوحا هو أنهم قالوا القراءة بالتجويد حكاية فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وحكاية الفعل لا تدل على وجوب ولكن تدل على الاستحباب فقط كما يقول أهل الأصول
والرد على ذلك هو أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بغير الأحرف السبعة وجمع أمير المؤمنين عثمان ابن عفان للقرآن يعد إجماع الصدر الأول على الاستقرار على هذه الأوجه التي يحتويها الرسم العثماني دون غيرها في القراءة، ثم تلقي العلماء بالقبول لروايات القراء العشر المشهورين دون غيرهم يعد إجماعا على قبول الأوجه التي أتوا بها، فلا يجوز لنا اليوم أن نقرأ بغير هذه الأوجه وإلا عد ذلك تحريفا ولا يحل لنا أن نخلط بينها بما نراه ونتذوقه فحسب بغير إسناد
لأن المشكلة أننا إن تركنا هذا الوجه (الإدغام - المد - التفخيم ... الخ) فنحن ننتقل من غير علم إلى وجه أخر من القراءة وندمجه مع الرواية في حين أن هذا التركيب لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا تنضبط مواضع الإجماع في المسألة التي تؤدي في رأيي إلى القول بأن القراءة بالتجويد واجبة وليست مستحبة
وسأضع مثالا أخيرا للتوضيح
ورش عن نافع يقرأ الراء المفتوحة والمضمومة مرققة إذا سبقها كسر
(كبيرا) يقرأها بالترقيق
في حين يقرأ حفص عن عاصم نفس الكلمة بالتفخيم
فكيف يحق لنا أن نقرأ رواية حفص بالترقيق فنوافق رواية ورش، ونحن نقرأ لحفص، بغير إسناد متصل متواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبيح لنا أن نقرأها بهذا الوجه في سياق هذه الرواية؟
أرجو أن يكون الأمر واضح بصورة كافية وإلا فعندي أمثلة كثيرة جدا يمكنني أن أسردها للتوضيح لمن شاء
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 09:38]ـ
أحسن الله تعالى إليك،، قبل أي شىء،،
أريد الإستفسار عن بعض الأمور إن شاء الله تعالى:
(1) الذي أريد أن أعرفه حقيقة: ما هو القدر المعين الذي يخرج به المسلم من الإثم عند قراءة القرآن الكريم وهو يتلوا القرآن الكريم بالإعراب الصحيح،، القدر المعين الذي يبرأ به المسلم من الإثم في أحكام التجويد " كـ: ((الإقلاب - والإخفاء، والإدغام، والإظهار)؟ وما الدليل عليه؟ وما الفرق مثلاً بين حكم كالهمس في التاء والإقلاب من حيث الوجوب والجواز؟
إن كان واجب شرعًا تلاوة القرآن الكريم بمثل: (الإخفاء والإقلاب والإدغام)، لأنها من أحكام التجويد فلماذا لا يكون واجب شرعًا أيضًا تلاوة القرآن الكريم بمثل حروف الهمس،، وأن الذي يترك هذا الفعل آثم شرعًا في كل حرف يتلوه بدون همس هذه الحروف؟
(2) بخصوص القراءات المتواترة، ما الدليل على أنه لا يجوز تلاوة آية بحفص والتي بعدها بورش وهكذا وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة فى القراءات المتواترة وقال" هكذا أنزلت " ثم قال " اقرأوا ما تيسر منه "؟ فاللام مغلظة عند ورش " واللام أصلاً عند حفص مرققة، فلماذا لا يجوز إن أقرأ مرة بتغليظ اللام ومرة بترقيقها؟،كما يفعل كبار المقرئين في العالم الإسلامي كالمنشاوي وعبد الباسط ومصطفى اسماعيل والبنا وغيرهم؟ وقد أنزلت كلها مغلظة ومرققة؟ هل الدليل فقط على تحريم هذا الفعل هو قول العلماء؟ أرجوا بيان اكثر لهذا الأمر.
وما يقوله أهل التجويد أن هناك لحن جلي ولحن خفي ولحن أخفى من الخفي أيضا يظهر به الضبط الخالص للقارئ وما قال أحد من أهل التجويد أن اللحن الخفي حرام ويأثم فاعله إلا إذا كان قادرا وتعمد الخطأ نعم الناس صنفان ماهر أتقن ومتتعتع يتعلم
والثالث معرض جاهل يرفض أن يتعلم أو يقرأ بالصواب وهو ممن شكاه الرسول:" يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"بارك الله فيك وأحسن إليك، هل يفهم من ذلك ان القارىء للقرآن الكريم المتقن لأحكام التجويد، عندما يريد أن يحفظ كتاب الله عز وجل، فيقرأ القرآن الكريم بدون إخفاء أو إدغام مثلا قصدًا منه ليحفظ كتاب الله عز وجل، هل بذلك يحمل إثم بكل حرف لم يطبق فيه الإخفاء والإدغام بدلاً من أن يكون له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها؟ وهل ينطبق حقيقة على كل من لا يطبق أحكام التجويد كالإخفاء والإدغام، لكنه يقرأ القرآن الكريم بالإعراب الصحيح فقط آناء اليل وأطراف النهاء، أنه اتخذ القرآن مهجورا؟
إذن اللفظ العربي حتى العامي لايزال محتفظا بأحكام الإدغام والإقلاب والإخفاء .... الخلو ذكرتم لنا حفظك الله تعالى أمثلة على ذلك سواء من الألفاظ العربية أو أقوال من العامة للإخفاء والإدغام وغير ذلك من أحكام التجويد؟
كن أقول لك أن السبب الذي يجعل كلام من قال أن التجويد مستحبا، له اعتبار في رأيي وإن كنت أراه مرجوحا هو أنهم قالوا القراءة بالتجويد حكاية فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وحكاية الفعل لا تدل على وجوب ولكن تدل على الاستحباب فقط كما يقول أهل الأصوللو ذكرتم لنا حفظك الله تعالى، من من العلماء الذين قالوا إن التجويد مستحب، قال أن لقراءة بالتجويد حكاية فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟
سؤال أخير أحسن الله إليكم، هل قراءة القرآن الكريم في الخطب والمحاضرات والدروس وتفسير القرآن الكريم ومواطن الوعظ، يجب أن تكون بالتجويد؟ أم أن هذه المواضع يستثنى فيها؟ لاننا نجد كثير من علماء المسلمين يقرأ القرآن الكريم ولا يجوده في هذه المواضع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 10:31]ـ
أحسن الله تعالى إليك،، قبل أي شىء،،
وأحسن الله إليك وبارك فيك
أريد الإستفسار عن بعض الأمور إن شاء الله تعالى:
(1) الذي أريد أن أعرفه حقيقة: ما هو القدر المعين الذي يخرج به المسلم من الإثم عند قراءة القرآن الكريم وهو يتلوا القرآن الكريم بالإعراب الصحيح،، القدر المعين الذي يبرأ به المسلم من الإثم في أحكام التجويد " كـ: ((الإقلاب - والإخفاء، والإدغام، والإظهار)؟ وما الدليل عليه؟ وما الفرق مثلاً بين حكم كالهمس في التاء والإقلاب من حيث الوجوب والجواز؟
إن كان واجب شرعًا تلاوة القرآن الكريم بمثل: (الإخفاء والإقلاب والإدغام)، لأنها من أحكام التجويد فلماذا لا يكون واجب شرعًا أيضًا تلاوة القرآن الكريم بمثل حروف الهمس،، وأن الذي يترك هذا الفعل آثم شرعًا في كل حرف يتلوه بدون همس هذه الحروف؟
بارك الله فيك استفسار في محله وهو مهم جدا
أقول لك دون الدخول في التعقيدات النظرية
إذا أنت نطقت حرف التاء من مخرجها مضبوطة سيخرج معك همس
يكاد يكون الخطأ في نطق الهمس زائد وليس في كتمان الهمس يعني كل الناي يقرأ التاء مهموسة
لاحظ أخي أن المخارج والصفات عبارة عن تكييف لما يحدث في الواقع يعني الناس تقرأ التاء تاءا بالهمس أعني بالناس العرب، فقام علماء التجويد وقيدوا ذلك كتابة: التاء مهموسة والدال مجهورة والأداء مشافهة فلا يأتي شخص بعد زمن فيحول التاء دالا والدال تاءا
فإن لو لم تخرج همس في التاء ستنقلب التاء دالا
وإذا أخرجت في الدال همس تنقلب الدال تاءا
فهل يجوز أن تبدل حرفا محل حرف؟
أما القدر الزائد في ضبط الهمس هو إتقانك لإخراج الهمس بعد الشدة وضبط صوت الهمس نفسه. هذا لحن خفي بل أخفى من الخفي لا يدركه إلا المهرة من القراء بل وقد لا يدركه بعضهم
(2) بخصوص القراءات المتواترة، ما الدليل على أنه لا يجوز تلاوة آية بحفص والتي بعدها بورش وهكذا وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة فى القراءات المتواترة وقال" هكذا أنزلت " ثم قال " اقرأوا ما تيسر منه "؟ فاللام مغلظة عند ورش " واللام أصلاً عند حفص مرققة، فلماذا لا يجوز إن أقرأ مرة بتغليظ اللام ومرة بترقيقها؟،كما يفعل كبار المقرئين في العالم الإسلامي كالمنشاوي وعبد الباسط ومصطفى اسماعيل والبنا وغيرهم؟ وقد أنزلت كلها مغلظة ومرققة؟ هل الدليل فقط على تحريم هذا الفعل هو قول العلماء؟ أرجوا بيان اكثر لهذا الأمر.
بارك الله فيك
أولا النبي صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه قبل أن تتواتر القراءات
ثم تواترت القراءات عنهم
واستقرت على هذا الوضع
فإن كان عندنا سند بقراءة نقرأ به وإلا فأي تغيير يعني أننا (نبتدع) قراءة ونخترعها من رءوسنا
فهل هذا جائز؟
وليس معك النبي صلى الله عليه وسلم حاضرا ليقرك على قراءتك فتنبه!
أما يفعله هؤلاء القراء ليس تخليط يا أخي بل هو جمع
ولو قلت أن الجمع علم قائم بذاته لأصبتُ
ولا يجوز القراءة به في الصلاة فتنبه لا يختلف في هذا اثنان، ومن العلماء من ينفر منه ولو في مقام التعليم، وغاية ما نسمح به في الجمع هو الإتيان بختمة كاملة مع شيخ في وقت وجيز فنكون بهذا قد أخذنا عدد من القراءات أو كلها جمعا في عرضة واحدة.
والجمع هو عبارة عن استحضار القارئ لعدد من القراءات أو الروايات ثم يجمع بينها بالطريقة التالية
يبدأ بوجه معين ثم ينظر للأوجه التي تجوز القراءة بها على هذا الوجه فيأتي بها في الآية ثم يعود فيقرأ أول الآية بوجه ثان ثم يكمل الآية بالأوجه التي تجوز على هذا الوجه الثاني ... الخ وكلمة جواز الوجه مع هذا الوجه تعني أنه وردت به الرواية
والمتقن غاية الاتقان من يبدأ بوجه ويأتي بسائر الأوجه ثم ينتقل للآية التالية بآخر وجه في الآية الأولى
أنت ترى يا أخي أن الشرح نفسه صعب فما بالك بالأداء.
فلا تظن أن هؤلاء القراء يخلطون الروايات، فإنهم ما تبوأوا إمامة القراءة بالتخليط بل بضبط الأوجه إفرادا وجمعا
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام متميز في القراءة بالجمع إن شاء الله أنشط لنقلها ومفاده أن هذه القراءة لا تجوز إلا في مقام التعليم والتعلم اختصارا لوقت الختمة وإلا فالقراءة بالجمع لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك وأحسن إليك، هل يفهم من ذلك ان القارىء للقرآن الكريم المتقن لأحكام التجويد، عندما يريد أن يحفظ كتاب الله عز وجل، فيقرأ القرآن الكريم بدون إخفاء أو إدغام مثلا قصدًا منه ليحفظ كتاب الله عز وجل،
بل يخفي ويدغم فذلك أدعى للحفظ وأضبط وإذا لم يحفظه بأحكامه لا يستطيع أن يؤديه بها قد يسرع بها ولكن لا يسقط أصلها
وفي الواقع القراءة بدون إدغام وإخفاء أصعب مرات ومرات فكما قلت لك من قبل الطبيعي أنك تقلب نون (كرنب) ميما وتخفيها هذا في نطقك العادي يا أخي الفاضل، تخيل أن تقرأ كلمة (كنتم) وتحقق حرف النون!! صعب جدا لا يمكنك أن تحقق حرف النون إلا بمشقة وتكلف والطبيعي أنك تخفيها، نعم قد تختصر الزمن أو لا تأتي بالغنة كما يجب لكن تظهر النون في موضع الإخفاء تكلف شديد جدا جدا لأنك اشترطت أن تقرأ باللفظ العربي أليس كذلك؟
وبصفة عامة أظن أنه يغتفر في مقام الترديد للحفظ أمور يعني مثلا إذا حاولت أن تحفظ أطفال قد تضطر للوقف في مواضع غير جائز الوقف فيها ولكن هي وسيلة للحفظ وهي مثلما أجاز العلماء الترديد الجماعي للحفظ ولم يبيحوا ذلك في التلاوة للتعبد والله أعلم
هل بذلك يحمل إثم بكل حرف لم يطبق فيه الإخفاء والإدغام بدلاً من أن يكون له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها؟ وهل ينطبق حقيقة على كل من لا يطبق أحكام التجويد كالإخفاء والأدغام، لكنه يقرأ القرآن الكريم بالإعراب الصحيح فقط آناء اليل وأطراف النهار، أنه اتخذ القرآن مهجورا
أخي صدى الذكريات
مثلك من أهل الاتباع وتعظيم طريق السلف الصالح لا يقول هذا، فإن المبتدع ينصب نفسه في العبادة على غير السنة فهل يأثم للصلاة والذكر أم يأثم لمخالفة السنة؟؟
فأي حرف هو الذي عليه حسنة؟؟ الحرف القرآني أم الحرف المخترع الذي نشأ للعجمة التي أصابتنا؟؟
ثم القارئ بدون أحكام تجويدية سيقع لا محالة في اختراع أحكام متوافقة مع نطقه وسجيته وراحة لسانه وقد أقول لك أيضا باعتبار لهجته
لهذا عوام القاهريين سيقرأون بالجيم القاهرية
وبعض أهل الخليج سيحولون القاف جيما
وعامة العرب سيقرأون الظاء المشالة ظاء عامية
بخلاف طبعا أن الإخلال بأحكام التفخيم والترقيق يخل بالمعاني في كثير من المواضع
وهلم جرا
فالآن نعكس السؤال:
أي قدر ستوجبه عليهم لمنع الإخلال بالمعنى الحرف العربي غير المعجم؟؟ تعلم المخارج للنطق بالحرف العربي والتفخيم والترقيق فقط خشية الإخلال بالمعنى؟؟ وبم فرقنا بينه وبين الإدغام وباقي الأحكام؟
وإن كان هناك أي استفسارات أخرى أو مطالبة بزيادة إيضاح أو حتى اعتراض فنحن في انتظاره لأن مثل هذه المدارسات العلمية الراقية مفيدة جدا، وإذا ظهر لي أنني مخطئة أتراجع عن قولي بلا قيد أو شرط بارك الله فيك
القرآن ((هكذا منه إلينا وصل))
فإذا خالف القارئ ما وصل إلينا واخترع قراءة جديدة، فقد هجر القرآن وأنت تعلم أن هجر القرآن أنواع ودرجات
ونحن لا نتحدث عمن يحاول ويجتهد ولكن نتحدث عمن أعرض واختار أن يقرأ كما يريد على راحته.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 10:43]ـ
لو ذكرتم لنا حفظك الله تعالى أمثلة على ذلك سواء من الألفاظ العربية أو أقوال من العامة للإخفاء والإدغام وغير ذلك من أحكام التجويد؟ أشهر شيء وأوضحه كما قلت لك في مثل كلمة (كرنب) و (أنباء)
ولو راقبت نطقك ستجد أنك تدغم أغلب الحروف المدغمة انطق مثلا: (محدش شاف فلان) ادغمت الشين في الشين
(مين لعب في أوراقي) لا إراديا ستقول (ميلعب في أوراقي)
أنا لا أقول أن الأداء متقن لكن صعب جدا أنك تنطق هذه الحروف مظهرة
لو ذكرتم لنا حفظك الله تعالى، من من العلماء الذين قالوا إن التجويد مستحب، قال أن لقراءة بالتجويد حكاية فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ والله يا أخي لا أتذكر حاليا والله المستعان يعينني على التذكر
سؤال أخير أحسن الله إليكم، هل قراءة القرآن الكريم في الخطب والمحاضرات والدروس وتفسير القرآن الكريم ومواطن الوعظ، يجب أن تكون بالتجويد؟ أم أن هذه المواضع يستثنى فيها؟ لاننا نجد كثير من علماء المسلمين يقرأ القرآن الكريم ولا يجوده في هذه المواضع؟ بل بدع بعض العلماء وأظن منهم الشيخ الألباني الدعاة الذين يقرأون القرآن بالأداء في الخطب والدروس وقالوا أن خطب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته نقلت لنا ولم يكن فيهم من كان يقرأ بالتجويد أثناء الخطب. وأظنهم يعنون قراءته (بصوت وأسلوب مختلف عن طبقة الخطبة نفسها)
وهذا الرأي (أعني الحكم بالبدعة) لا أزعم أنني درست صحته لأجزم فيه بشيء لكن أعود فأقول لك لو أن المرء درس التجويد وقرأ على المنبر سيدغم ويخفي بدون تغيير طبقات الصوت لكن مع المحافظة على الأحكام
يعني سيقرأ مثلا (مجريها) ممالة لن يقرأها بفتح ولا بياء خالصة ولكن هل يضبط درجة الإمالة؟ لا
يعني على الأقل سيعود للحد الأدنى في المحافطة على الأحكام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 11:46]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11992
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 12:39]ـ
بعض المشتغلين بعلم التجويد النظري بالذات يتعمقون بشدة خصوصا في تحديد المخارج ووضع اللسان، حتى سمعت مؤخرا أن للسان طرف أيسر وأيمن وأن حرف النون يخرج من أحد الطرفين!! ومنهم من يطيل الكلام في وضع اللسان فيجعله مقعرا كالملعقة أو متمددا مشدودا كالوتر، في رأيي أن هذا تنطع وغلو، لأن اللسان كله لا يتعدى طوله عدة سنتيمترات، وأغلب الحروف ينطقها العرب بله الأعاجم صحيحة، والقدماء لم يغالوا هذا الغلو الشديد في تحديد المخارج
هذا - في علم الأصوات الحديث - يسمى - بارك الله فيكم - (نظرية الفونيم)
وأول من اكتشف هذا القانون الصوتي هو (ابن جني) في كتابه البديع (سر صناعة الإعراب)
ورغم أنه سطا فيه على بعض نظريات سيبويه، فإنه سبق علمي لغوي في مجال (علم الأصوات) حير علماء هذا الفن حتى الغربيين منهم، وأقروا راغمة أنوفهم للملسمين بالسبق فيه، ورفعوا لنا القبعة على طريقتهم،
بعيدا عن ادعاءات الدكتور أحمد مختار عمر أنهم تأثروا بالهنود، أو إبراهيم أنيس أنهم تأثروا باليونان.
فلست معكم في استنكار مثل هذا، وهذا من الناحية العلمية اللغوية الصرفة
أما من الناحية الشرعية
فسحب قواعد علم الأصوات على تلاوة القرآن الكريم غير سديد،
ولا نحتاج إلى فتوى شرعية لكي نفهم أنه أمر اجتهادي أعلى مراتبه الاستحسان والاستحباب، أشبه ما يكون بالنقاب،
فليس واجبا فضلا عن أن يكون فريضة.
ذلك أن التجويد إنما هو صورة متطورة من علم الأصوات الذي وضع قواعده وأسسه الخليل، وبنى عليه سيبويه واستكمله ابن جني.
وقد نشأ التجويد على أيدي القراء في قرون متأخرة عن العهد النبوي الشريف، فلا يدع أحد أنه كان على عهد الرسول (ص).
وعلى هذا فهو ليس تشريعا نبويا، فلا نحتاج الفتيا فيه؛ لأنه ببساطة وقع بعد زمن النبوة. وكل حادث بعده (ص) إن كان إيجابيا - كإيقاع عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حد الخمر ثمانين، وطلاق الثلاث بائنا بينونة كبرى - فهو قابل للتعديل بحسب الزمان والمكان.
ولاأشك أن الدكتور غانم الحمد حينما انتهى إلى أن صوت الضاد - مع أنه مخالف تماما لوصف سيبويه - ينبغي أن ينطق اليوم كما ينطقه قراء مصر - فهو إنما يقصد المجيدين منهم كـ:مصطفى إسماعيل - عبدالباسط - أيوب - الحصري .. وليس قراء آخر الزمان، الذين إذا سمعت تلاوتهم شعرت أنه يكاد - عفوا للتعبير - يتقيأ، أو يدلق حنجرته عبر جوفه .. ولاأريد أن أسمي، واللبيب بالإشارة يفهم
ولست أجد وصفا معبرا عن تلك الحالة أفضل من وصف المعري شعر ابن هانئ بأنه " رحى تطحن قرونا "
ففي هذا أنا معكم تماما
ـ[التبريزي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 03:00]ـ
القراءات المتواترة الموجودة اليوم هي (جزء) من الأحرف السبعة، لأنه لما قام أمير المؤمنين عثمان بالجمع الأخير اعتمد فقط ما كان في العرضة الأخيرة وكتب المصحف الإمام بطريقة تسمح باستيعاب بعض الأوجه وليس كلها وذلك كما هو معلوم لمصلحة راجحة،
ولا يجوز القراءة بأي طريقة إلا ما استوفت ثلاث شروط:
1 - تواتر الأسانيد للقراءة
2 - موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالا
3 - موافقتها لوجه من وجوه العربية ولو اعتبره االبعض ضعيفا.
الأحرف السبعة غير القراءات السبع المشهورة، فالأحرف السبعة متناثرة في القراءات العشر المتواترة والتي تبلغ عشرين رواية (لكل قراءة روليتان)، وليس صحيحا أن القراءات أو الروايات المتواترة العشرين هي جزءٌ من الأحرف السبعة، فكل القراءات المعتبرة المتواترة لا تخرج عن الأحرف السبعة، كما أن الأحرف السبعة موجودة في هذه القراءات المتواترة العشر، وإسنادها صحيح متصل بالقراء المشهورين من الصحابة عن رسول الله، ومن أشهرهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي موسى الأشعري، وسالم مولى حذيفة وغيرهم، والدليل على أن رواية حفص عن عاصم تحوي أكثر من حرف -وليس حرف قريش فقط- هو أن الرواية فيها تحقيق الهمز الذي هو قراءة الجمهور، بينما قريش لا تهمز كما هو في رواية ورش عن نافع.
أما معنى الأحرف السبعة، فالأقوال فيها كثيرة، وكلُّ قولٍ فيه نظر!! وكثير من علماء القراءات اليوم أيدوا رأي الشيخ عبدالعزيز القاريء لأنه استوعب جميع الأقوال وخلاصته:
(الأحرف السبعة: هي وجوهٌ متعددةٌ متغايرةٌ منزَّلةٌ مِن وجوه القراءة، يمكنك أن تقرأ بأي منها فتكون قد قرأتَ قرآناً منزلاً، والعدد هنا مراد، بمعنى أن أقصى حدّ ٍ يمكن أن تبلغه الوجوهُ القرآنيةُ المُنَزَّلةُ هو سبعةُ أوجه، وذلك في الكلمةِ القرآنيةِ الواحدةِ، ضمن نوعٍ واحدٍ من أنواعِ الإختلافِ والتغايرِ، ولا يلزمُ أن تَبْلُغَ الأوجهُ هذا الحدّ في كل موضعٍ من القرآن) انتهى
وهذا موجود في كتابه الموجود على الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64956
" حديث الأحرف السبعة" للشيخ عبدالعزيز القاريء، القول الراجح في معناها ....... تصفح وتحميل
أما شروط القراءة المقبولة فلها شرطان، (والمتعارف عليه ثلاثة)، و شرط العربية شرط لا معنى له عند تحقق الشرطين الرئيسين:
تواتر السند، وموافقة الرسم العثماني، لأن القرآن حاكم ومهيمن على العربية وقواعدها، وليس العكس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 12:41]ـ
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11992)http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11992
أشكرك بشدة على الرابط
ولكني انتقلت منه إلى هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11832
وأنقل منه قولكم:
وللأسف أيضا هناك من تأثر بطريقة علماء الأصوات وتركوا ما قرؤوا به، فأصبحتَ الآن تنظر في كتاب من كتب التجويد الحديثة، تظن أنه كتاب في مادة الأحياء، وأحيانا تشعر بأنه كتاب في الطب، قد ملئت بصور اللسان الحنجرة والرأس، ثم تقرأ الأقوال فيخبرونك بأن الأوتار تهتز وتقترقب ثم تتباعد ثم يمر الهواء ثم ثم ثم، بينما الأمر أبسط من ذلك، لأن خلاصة الموضوع أن من قرأ للمحدثين بالتفصيلات المملة، أو للقدامي باختصاراتهم السهلة الشاملة، لا بد في نهاية الأمر من سماع الصوت من مجيدي قراءة القرآن الكريم. فلم هذه الأوصاف التي لا نراها ولن تفيدنا في شئ فهو علم لا ينفع وجهل لا يضر؟؟ فالذي يعنينا في المسألة أين نضع ألسنتا أي نريد الأشياء التي نشعر بها فقط.
ولقد قرأت لأحد الإخوة كتب تعريفا في حرف الضاد ثم بالغ في الوصف، ونقل عن أحد علماء الأصوات وصفه للضاد،، فقلت له: يا أخي هذا الأستاذ الذي نقلت وصفه لا يقول بالضاد التي يقول بها الحصري، فهو يصف ضادا أخري لا نقرأ بها. ثم أتيت له بأقوال هذا الأستاذ وهو يصرح بالضاد الظائية. فرأيت الخجل في عينيه فلم أزد عليه.
أكرمك الله وجعلك من أهل القرآن هذا هو رأيي أيضا وهذا ما فتحت النقاش لأجله بارك الله فيك
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 01:31]ـ
هذا - في علم الأصوات الحديث - يسمى - بارك الله فيكم - (نظرية الفونيم)
وأول من اكتشف هذا القانون الصوتي هو (ابن جني) في كتابه البديع (سر صناعة الإعراب)
ورغم أنه سطا فيه على بعض نظريات سيبويه، فإنه سبق علمي لغوي في مجال (علم الأصوات) حير علماء هذا الفن حتى الغربيين منهم، وأقروا راغمة أنوفهم للملسمين بالسبق فيه، ورفعوا لنا القبعة على طريقتهم،
بعيدا عن ادعاءات الدكتور أحمد مختار عمر أنهم تأثروا بالهنود، أو إبراهيم أنيس أنهم تأثروا باليونان.
فلست معكم في استنكار مثل هذا، وهذا من الناحية العلمية اللغوية الصرفة
أحتاج لتحديدك رفض ما أستنكره عليهم أو تحتاج لتحديدي ما أسنكره أنا!
لأن كلامك بعدها يؤيد ما أستنكره في قولكم:
أما من الناحية الشرعية
فسحب قواعد علم الأصوات على تلاوة القرآن الكريم غير سديد،
ولا نحتاج إلى فتوى شرعية لكي نفهم أنه أمر اجتهادي أعلى مراتبه الاستحسان والاستحباب،
نعم ولكن غير سديد = عدم استحبابه واستحسانه
فكيف أستحسنه بعد ذلك إذا كان غير سديد؟؟
أشبه ما يكون بالنقاب،
فليس واجبا فضلا عن أن يكون فريضة.
ما كان لك - أخي الفاضل - أن تتحدث عن هذا الأمر في السياق ولكن توضيع بسيط وأرجو عدم الاستدراك ويمكنك مراجعة الأمر بتأن بعد ذلك
النقاب اختلف العلماء فيه على قولين فقط: استحباب ووجوب (أو فرض)
فلا يقال أعلى مراتبه الاستحسان أو الاستحباب بل أعلى مراتبه الوجوب وأقل ما يقال فيه أنه مستحب فلا وجه للتشبيه
ذلك أن التجويد إنما هو صورة متطورة من علم الأصوات الذي وضع قواعده وأسسه الخليل، وبنى عليه سيبويه واستكمله ابن جني.
معلومة جديدة عن علم الأصوات جزاكم الله خيرا على الإضافة
وقد نشأ التجويد على أيدي القراء في قرون متأخرة عن العهد النبوي الشريف، فلا يدع أحد أنه كان على عهد الرسول (ص).
أما النظري فنعم
ولكن استمداد النظري هو العملي وإلا فكلامك مطرد على كل العلوم الشرعية فهل كان الفقة وعلوم الحديث والعقيدة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بصورته المعروفة؟
ولهذا فعبارتك التالية فيها نظر:
وعلى هذا فهو ليس تشريعا نبويا، فلا نحتاج الفتيا فيه؛ لأنه ببساطة وقع بعد زمن النبوة. وكل حادث بعده (ص) إن كان إيجابيا - كإيقاع عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حد الخمر ثمانين، وطلاق الثلاث بائنا بينونة كبرى - فهو قابل للتعديل بحسب الزمان والمكان.
كما أني لم أفهم معنى لا نحتاج لفتيا فيه؟
وما هو مقدار الإيجابية التي بها نقبل أو لا نقبل (الحادث) بعد عهد النبوة؟ وإن كان الحديث في هذا خارج الموضوع
ولاأشك أن الدكتور غانم الحمد حينما انتهى إلى أن صوت الضاد - مع أنه مخالف تماما لوصف سيبويه - ينبغي أن ينطق اليوم كما ينطقه قراء مصر - فهو إنما يقصد المجيدين منهم كـ:مصطفى إسماعيل - عبدالباسط - أيوب - الحصري .. وليس قراء آخر الزمان، الذين إذا سمعت تلاوتهم شعرت أنه يكاد - عفوا للتعبير - يتقيأ، أو يدلق حنجرته عبر جوفه .. ولاأريد أن أسمي، واللبيب بالإشارة يفهم
ولست أجد وصفا معبرا عن تلك الحالة أفضل من وصف المعري شعر ابن هانئ بأنه " رحى تطحن قرونا "
ففي هذا أنا معكم تماما
أولا الحمد لله لم أفهم من المقصود بالقراءة المذكورة
لكن أنا أرى أن التكلف الذي أسمعه يوافق هذا الوصف بالفعل، وأرى أنه نتيجة لهذا الغلو والتنطع المذموم في التجويد النظري.
بارك الله فيكم وأشكرك على الاهتمام والتعليق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 02:07]ـ
الأحرف السبعة غير القراءات السبع المشهورة، فالأحرف السبعة متناثرة في القراءات العشر المتواترة والتي تبلغ عشرين رواية (لكل قراءة روليتان)، وليس صحيحا أن القراءات أو الروايات المتواترة العشرين هي جزءٌ من الأحرف السبعة، فكل القراءات المعتبرة المتواترة لا تخرج عن الأحرف السبعة، كما أن الأحرف السبعة موجودة في هذه القراءات المتواترة العشر،
بارك الله فيك
قولك أن الأحرف السبعة متناثرة في القراءات العشر لا يخالف القول بأن القراءات العشر جزء من الأحرف السبعة
لأنه لو قلنا أن القراءات هي جزء من الأحرف فمعنى هذا أن القراءات لا تحتوي كل الأحرف ولكن بعضها وأن هذا البعض متناثر في القراءات
مزيد من التوضيح:
"عن أنس: "أن حذيفة بن اليمان قَدِمَ على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان، أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليكِ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق" رواه البخاري
فهذا الأثر فيه نص على أن عثمان عندما قام بالجمع اقتصر على الكتابة بحرف واحد ولكن الرسم العثماني استوعب بعض ما نزل من الأحرف الستة الأخرى ومن هنا نشأت القراءات المتواترة المعروفة وكلها بأسانيد متصلة متواترة
مثال
ضمن ما كان من اختلافات في الأحرف السبعة أن تكون الكلمة مثلا (تعال)، و (هلم)، و (أقبل) فاقتصر عثمان على ما كان بلغة قريش، ثم ما وسعه الرسم من أوجه جائزة صار مقروءا به.
والموضوع بالتفصيل تجده في مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان ونقل فيه عن ابن جرير كلاما نفيسا
ولو راجعت كلام ابن الجزري في النشر أيضا تجد ما يسرك
والدليل على أن رواية حفص عن عاصم تحوي أكثر من حرف -وليس حرف قريش فقط- هو أن الرواية فيها تحقيق الهمز الذي هو قراءة الجمهور، بينما قريش لا تهمز كما هو في رواية ورش عن نافع.
عدم تحقيق الهمز سواء بالإسقاط أو بالتسهيل وخلافه ورد في روايات أخرى غير ورش مثل رواية قالون ومثل قراءة حمزة .. الخ
وكون كل قراءة تحتوي على أكثر من حرف صحيح ولكن مجموع القراءات لا يستوعب السبعة أحرف كلها بل يستوعب جزء منها فقط لأنه في جمع عثمان ترك الكثير من أوجه القراءة ليتم جمع الأمة على المصحف الإمام
وهذا كلام نفيس لابن الجزري في النشر:
"وإنما تنازع الناس من الخلف في المصحف العثماني الإمام الذي اجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان والأمة بعدهم هل هو بما فيه من قراءة السبعة وتمام العشرة وغير ذلك حرف من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها أو هو مجموع الأحرف السبعة؟ على قولين مشهورين، والأول قول أئمة السلف والعلماء والثاني قول طوائف من أهل الكلام والقراء وغيرهم،" اهـ
أما معنى الأحرف السبعة، فالأقوال فيها كثيرة، وكلُّ قولٍ فيه نظر!! وكثير من علماء القراءات اليوم أيدوا رأي الشيخ عبدالعزيز القاريء لأنه استوعب جميع الأقوال وخلاصته:
(الأحرف السبعة: هي وجوهٌ متعددةٌ متغايرةٌ منزَّلةٌ مِن وجوه القراءة، يمكنك أن تقرأ بأي منها فتكون قد قرأتَ قرآناً منزلاً، والعدد هنا مراد، بمعنى أن أقصى حدّ ٍ يمكن أن تبلغه الوجوهُ القرآنيةُ المُنَزَّلةُ هو سبعةُ أوجه، وذلك في الكلمةِ القرآنيةِ الواحدةِ، ضمن نوعٍ واحدٍ من أنواعِ الإختلافِ والتغايرِ، ولا يلزمُ أن تَبْلُغَ الأوجهُ هذا الحدّ في كل موضعٍ من القرآن) انتهى
بارك الله فيك
هذا هو الراجح فعلا وهو قول ابن الجزري في الأصل
ولكن هل القراءات المتواترة الآن احتوت كل ما ورد من وجوه التغاير؟ قلنا بناء على ما قررناه سابقا أن (لا) هناك الأوجه التي لا توافق الرسم العثماني ولكن كان مقروءا بها قبل جمع عثمان وهي من الأحرف السبع قطعا
وأضيف ان الفرق بين مصحف عثمان ومصحف أبي بكر أن مصحف أبي بكر اشتمل على كل الأحرف السبعة في حين اقتصر مصحف عثمان على وجه واحد ورجح لغة قريش على ما عداها (اللغات أحد وجوه الاختلاف والتغاير) وبالتالي جمع الأمة على حرف واحد وبعض الأوجه من الأحرف الباقية
أما شروط القراءة المقبولة فلها شرطان، (والمتعارف عليه ثلاثة)، و شرط العربية شرط لا معنى له عند تحقق الشرطين الرئيسين:
تواتر السند، وموافقة الرسم العثماني، لأن القرآن حاكم ومهيمن على العربية وقواعدها، وليس العكس ..
بارك الله فيك كلامك لا يختلف مع ما ذكرتُ وأنقل لك كلام ابن الجزري في النشر غاية في الامتاع والوضوح:
"كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب وكذلك الإمام أبو العباس أحمد ابن عمار المهدوي وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه" اهـ
ولا تبخل علينا أيها الأخ الفاضل بتعليق أو ملحوظة أو فائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 07:17]ـ
أحتاج لتحديدك رفض ما أستنكره عليهم أو تحتاج لتحديدي ما أسنكره أنا!
لأن كلامك بعدها يؤيد ما أستنكره في قولكم
نعم ولكن غير سديد = عدم استحبابه واستحسانه
فكيف أستحسنه بعد ذلك إذا كان غير سديد؟؟
لست معكم في استنكار تفاصيل علم الأصوات، الذي أبدعه العقل العربي، وحسده عليه العقل الغربي، ووقف احتراما له.
ومعكم في استنكار سحبه على تلاوة القرآن الكريم
ومشكلة هؤلاء أنهم يظنون أنه هكذا كان العرب ينطقون الأصوات، وهذا خطأ محض
ففرق بين تحقيق المخرج كما يفعل كبار القراء ممن ذكرنا، وبين القراء الآخرين الذين تسمع اصطكاك أسنانهم إذا تلوا كلام الله
وللأسف فبعض الدكاترة من اللغويين يظن ما ظن أولئك المخطؤون
النقاب اختلف العلماء فيه على قولين فقط: استحباب ووجوب (أو فرض)
لا أظن أحدا يقول بفرضيته، وأعلى مراتبه هو الوجوب، وهو كان مجرد مثال؛ حتى لا نخرج عن الموضوع
فأعلى مراتب التجويد أن يكون واجبا، وأدناها أن يكون مستحبا، لا يأثم تاركه، إلا إذا كان يحسنه فتعمد
وإلا فكلامك مطرد على كل العلوم الشرعية فهل كان الفقة وعلوم الحديث والعقيدة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بصورته المعروفة؟
ولهذا فعبارتك التالية فيها نظر:
كما أني لم أفهم معنى لا نحتاج لفتيا فيه؟
لا سواء بارك الله فيكم
فالرسول (ص) لم يرو عنه إلا أن تجاد وتحسن وتتقن تلاوة آيات الذكر الحكيم، وكذا التغني بها
فهذا نص عام، والخلاف في تفسيره سائغ
أما الأحكام الشرعية فهي منقولة بالكتاب والسنة الصحيحة بنصوص خاصة قاطعة في معظمها
فلا سواء
ولانحتاج إلى فتيا؛ لأنه أمر حادث بعده (ص) فالاجتهاد فيه متاح وواسع، وليس لطرف أن يلزم آخر بما يراه، إلا على سبيل الاستحباب
وما هو مقدار الإيجابية التي بها نقبل أو لا نقبل (الحادث) بعد عهد النبوة؟ وإن كان الحديث في هذا خارج الموضوع
قد ضربت لكم مثلا باجتهاد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فهو محدود بزمانه ومكانه، وليس بالضرورة صالحا لكل زمان ومكان كما هي النصوص النبوية الصحيحة، فضلا عن آي الذكر الحكيم
وأظن هذا يكفي حتى لا نخرج عن الموضوع
وبارك الله فيكم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 08:03]ـ
بارك الله فيك
أولا النبي صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه قبل أن تتواتر القراءات
ثم تواترت القراءات عنهم
واستقرت على هذا الوضع
فإن كان عندنا سند بقراءة نقرأ به وإلا فأي تغيير يعني أننا (نبتدع) قراءة ونخترعها من رءوسنا
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،،
حتى تتضح لي الصورة كاملة، هل أفهم من كلامك إن القراءات الموجودة الآن مثل حفص وورش، هي التي نزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، يعني لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع جبريل كان من ضمن الدراسة إنه لابد أن يأتي بالغنن حركتين، والمد اللازم للسكون ست حركات، والإدغام والإخفاء المرقق والمفخم والإظهار إلخ،، لغاية ما وصل لنا القرآن الكريم مجود بهذه الصورة؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 06:41]ـ
أخي الباحث اللغوي:
نحن متفقون إذا وأنا لا أنتقد علم الأصوات من حيث أنه علم للأصوات بل أنتقد سحبه على التجويد كما ذكرتم
لهذا فأنا أوافقك في جل ما ذكرت عدا قولك:
لا أظن أحدا يقول بفرضيتهفأقول لك إن بعض الظن إثم، ولعلك لو تراجع كتاب الشيخ محمد إسماعيل المقدم المصري السكندري (عودة الحجاب) تجد فيه ما يسرك من بسط الخلاف والترجيح كذلك.
فالرسول (ص) لم يرو عنه إلا أن تجاد وتحسن وتتقن تلاوة آيات الذكر الحكيم، وكذا التغني بهاوفي هذا أيضا نظر فقولك ((لم يرو عنه إلا))، حصر وكأنكم يا قوم ترون أن القراء الأعلام اخترعوا القراءة باجتهادهم! وانظر مأجورا غير مأمور الرد التالي على أخينا الفاضل صدى الذكريات
الأخ صدى الذكريات
نعكس السؤال: هل ابتدع القراء الأئمة الموثقين المتورعين هذه الأحكام من لدنهم؟
يعني هل تقول أي أخي الفاضل، أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ بهذه الأوجه وأن هؤلاء قرروا أن يفعلوا ذلك من ذات أنفسهم = أن هؤلاء مبتدعة! وأن القرآن محرف!!!!! لأنك لو قلت أنهم ابتدعوا في الغنن والمدود فما يمنع أن يخترعوا في الحروف والحدود؟؟؟؟!!!!!
فلا يمكن أخي أن نشكك في فخر الأمة في الأسانيد والمشافهة والتلقي الذي نفخر أن القراء لم يضيعوا من القرآن لا حرف ولا غنة ولا مد ولا حتى علاقات الحروف
فتنبه
ونعيد الشرح السابق باختصار: نزل القرآن 7 أحرف، أوجه كثيرة تيسيرا على الأمة، وصلنا منها حرف وبعض الستة متناثرة في 20 رواية متواترة (القراءات العشر)، بطريق الشاطبية مع الدرة، وطريق طيبة النشر
والطيبة أوسع من الشاطبية لاشتمالها على أوجه لم تشتملها الشاطبية
والقراء التي نسبت لهم القراءات كانوا أعلام وبدور موثقين من علماء الحديث والجرح والتعديل في غاية التوثيق لم يزيدوا حرف ولا غنة ولا مد ولا مقدار وكل ذلك مشافهة وشعار القراء (البيتين من الذاكرة فسامحونا)
ومن يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يكن من الزيغ والتحريف في حل
ومن يأخذ العلم من صحف ومن ورق فعلمه عند أهل العلم كالعدم
أما المقادير فهي قياس نظري مكتوب، للعملي المقروء به الذي نقول أنه هكذا منه صلوات ربي وسلامه عليه،إلينا وصل، ولهذا أقول لك كلمة (حركتين) لا تنضبط إلا مشافهة
فهناك فرق بين التجويد العملي والتجويد النظري وموضوعي هنا عن النظري، ولكن دخلنا في أحكام العملي ووجوبه واستحبابه، أما النظري فلم يقل أحد من القراء بوجوب تعلمه، فمن تلق القراءة وصح أداؤه لا يهم أن يعرف هذه الغنة إدغام أم إقلاب أم إخفاء المهم انه يدغم عمليا
يعني لو سمعت السورة من الحصري وقرأتها مقلدا له يكفيك هذا، ولو عرضتها على شيخ يكون أفضل وأفضل منعا للخطأ، ولو عرضتها على شيخ متقن تبتغي تصحيح دقائق التجويد فجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 08:36]ـ
الأخ صدى الذكريات
نعكس السؤال: هل ابتدع القراء الأئمة الموثقين المتورعين هذه الأحكام من لدنهم؟
يعني هل تقول أي أخي الفاضل، أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ بهذه الأوجه وأن هؤلاء قرروا أن يفعلوا ذلك من ذات أنفسهم = أن هؤلاء مبتدعة! وأن القرآن محرف!!!!! لأنك لو قلت أنهم ابتدعوا في الغنن والمدود فما يمنع أن يخترعوا في الحروف والحدود؟؟؟؟!!!!!
فلا يمكن أخي أن نشكك في فخر الأمة في الأسانيد والمشافهة والتلقي الذي نفخر أن القراء لم يضيعوا من القرآن لا حرف ولا غنة ولا مد ولا حتى علاقات الحروف
فتنبه
ونعيد الشرح السابق باختصار: نزل القرآن 7 أحرف، أوجه كثيرة تيسيرا على الأمة، وصلنا منها حرف وبعض الستة متناثرة في 20 رواية متواترة (القراءات العشر)، بطريق الشاطبية مع الدرة، وطريق طيبة النشر
والطيبة أوسع من الشاطبية لاشتمالها على أوجه لم تشتملها الشاطبية
والقراء التي نسبت لهم القراءات كانوا أعلام وبدور موثقين من علماء الحديث والجرح والتعديل في غاية التوثيق لم يزيدوا حرف ولا غنة ولا مد ولا مقدار وكل ذلك مشافهة وشعار القراء (البيتين من الذاكرة فسامحونا)
ومن يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يكن من الزيغ والتحريف في حل
ومن يأخذ العلم من صحف ومن ورق فعلمه عند أهل العلم كالعدم
أما المقادير فهي قياس نظري مكتوب، للعملي المقروء به الذي نقول أنه هكذا منه صلوات ربي وسلامه عليه،إلينا وصل، ولهذا أقول لك كلمة (حركتين) لا تنضبط إلا مشافهة
فهناك فرق بين التجويد العملي والتجويد النظري وموضوعي هنا عن النظري، ولكن دخلنا في أحكام العملي ووجوبه واستحبابه، أما النظري فلم يقل أحد من القراء بوجوب تعلمه، فمن تلق القراءة وصح أداؤه لا يهم أن يعرف هذه الغنة إدغام أم إقلاب أم إخفاء المهم انه يدغم عمليا
يعني لو سمعت السورة من الحصري وقرأتها مقلدا له يكفيك هذا، ولو عرضتها على شيخ يكون أفضل وأفضل منعا للخطأ، ولو عرضتها على شيخ متقن تبتغي تصحيح دقائق التجويد فجزاك الله خيرا
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك وسددك لكل خير،،
أنا سألت لأستفسر لم أسأل للتعقيب، لأن هذا الأمر مهم جدًا في المسألة، ولم أقصد النظري، بل قصدت العملي.
السؤال مرة اخرى وفقك الله تعالى:
هل النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يتدارس القرآن الكريم مع جبريل، هل كان يقرأ القرآن الكريم بأحكام التجويد المعروفة عمليًا الآن: من إخفاء وإدغام، ومقدار الحركات في المدود؟
ولما أراد أن يبلغه للناس، هل كان يبلغه لهم بنفس هذه الصورة التي وردت إلينا؟
وهل السبب الرئيسي لحفظ كلام الله عز وجل هو أن القراء السبعة نقولوا لنا القرآن الكريم مجودًا، يعنى ما كان فيه من المسلمين غيرهم يحفظ القرآن الكريم؟ يعنى الذي أفهمه إن المسلمين من قبل القراء يتناقلون القرآن الكريم جيل بعد جيل، فما هو دور القراء السبعة؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 01:02]ـ
هل النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يتدارس القرآن الكريم مع جبريل، هل كان يقرأ القرآن الكريم بأحكام التجويد المعروفة عمليًا الآن: من إخفاء وإدغام، ومقدار الحركات في المدود؟
ولما أراد أن يبلغه للناس، هل كان يبلغه لهم بنفس هذه الصورة التي وردت إلينا؟
نعم، وهناك أوجه أخرى لم تصلنا
وهل السبب الرئيسي لحفظ كلام الله عز وجل هو أن القراء السبعة نقولوا لنا القرآن الكريم مجودًا، يعنى ما كان فيه من المسلمين غيرهم يحفظ القرآن الكريم؟ يعنى الذي أفهمه إن المسلمين من قبل القراء يتناقلون القرآن الكريم جيل بعد جيل، فما هو دور القراء السبعة؟
أولا القراء عشرة وليس سبعة، طريق الشاطبية يتضمن 10 قراء، اقتصر الشاطبي في نظمه على 7 وأكمل ابن الجزري الثلاثة في نظم الدرة، من نفس طريق الشاطبي
وطريق الشاطبية يعتمد على الأوجه التي اختارها صاحب التيسير قال الشاطبي:
وفي يسره التيسير رمت اختصاره .... فأجنت بعون الله منه مؤملا
القراءة نسبت للقارئ لأنه أشهر من أتقنها ونقلها،
قال الشاطبي:
جزى الله بالخيرات عنا أئمة ..... لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
فمنهم بدور سبعة قد توسطت .... سماء العلى والعدل زهرا وكملا
(يُتْبَعُ)
(/)
لها شهب عنها استنارت فنورت ..... سواد الدجى حتى تفرق وانجلا
وسوف تراهم واحدا بعد واحد ...... مع اثنين من أصحابه متمثلا
تخيرهم نقادهم كل بارع ......... وليس على قرآنه متأكلا
فهؤلاء من اختارهم العلماء وأجمعوا على إمامتهم،
والرواية نسبت للراوي لأنه أشهر وأتقن من روى عن القارئ وإلا فكل قارئ أقرأ عشرات غير من اشتهر من الرواة وإن شئت فقل مئات وألوف
ونأخذ مثال:
رواية عاصم:
قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ السلمي على عليّ بن أبي طالب وقرأ علي على النبي صلى الله عليه وسلم
وقرأ عاصم أيضا على زر بن حبيش الأسدي وقرأ زر على عبد الله بن مسعود وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم
وأقرأ عاصم حفصا بقراءة السلمي، وأقرأ شعبة بقراءة زر بن حبيش
لاحظ هنا عاصم القارئ تابعي، حفص وشعبة أخذوا منه مباشرة واشتهرت الرواية عن حفص عن عاصم، عن شعبة عن عاصم، وقال ابن معين: كان حفص أتقن من شعبة (لاحظة أن علماء الجرح والتعديل يتكلمون في رجال أسانيد القرآن ويميزون المتقن والأكثر اتقانا)
لكنّ أبا عمرو البصري، قارئ وراوياه السوسي والدوري أخذا القراءة عنه بواسطة وهو يحي اليزيدي (أبي محمد يحي بن المبارك العدوي المعروف باليزيدي)
فلاحظ هنا لماذا لم تشتهر القراءة عن اليزيدي ولم تنسب له؟
كذلك حمزة القارئ، أخذ راوياه خلف وخلاد الرواية عن أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي الكوفي (المصدر البدور الزاهرة)
لماذا أيضا لم تشتهر عن سُليم؟
لاحظة أن الشاطبي قال:
وأما الإمام المازني صريحهم .... أبو عمرو البصري فوالده العلا
أفاض على يحيى اليزيدي سيبه ..... فأصبح بالعذب الفرات معللا
وقال في حمزة:
وحمزة ما أزكاه من متورع .... إماما صبورا للقرآن مرتلا
روى خلف عنه وخلاد الذي .... رواه سُلَيم متقنا ومحصلا
هذان أخذ الروايان عنهما بواسطة، وذكر الشاطبي اسم الواسطة يعني الواسطة ليس مجهولا بل زعلوم معروف ولكن مع ذلك لم يشتهر الواسطة ولم تنسب له القراء.
أما ابن عامر القارئ، فالراويان عنه أخذا القراءة بإسناد وليس بواسطة واحدة
وذكر ذلك الشاطبي أيضا فقال:
وأما دمشق الشام دار ابن عامر ....... فتلك بعبد الله طابت محللا
هشام وعبد الله وهو انتسابه ........ لذكوان بالإسناد عنه تنقلا
كذلك فمن القراء من هو من التابعين ومنهم من هو دونهم في الطبقة، فهؤلاء هم من أجمع عليهم العلماء
ونلاحظ أن ابن الجزري قال في النشر ما معناه أنه لو صح السند لقارئ أخر سواهم لقرأنا به
وتنبيه أخر، هناك روايات أخرى وصلتنا غير القراءات العشر وتسمى الشواذ (4 تقريبا)، لاختلال شرط من الشروط الثلاثة التي ذكرناها سابقا، والعلماء بالإجماع على حرمة القراءة بها في الصلاة وخارجها ولا يأخذونها إلا للتعلم والتوقي منها، ولها أسانيد إلى اليوم.
وإن كان لأحد الإخوة القراء إضافة فجزاه الله خيرا
وإن كانت الصورة لا تزال غير واضحة نوضح أكثر إن شاء الله
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 01:07]ـ
وهل السبب الرئيسي لحفظ كلام الله عز وجل هو أن القراء السبعة نقولوا لنا القرآن الكريم مجودًا
معلوم أن الله تعالى هو من تكفل بحفظ القرآن، فهو من سخر للأمة هذه الدقة المبهرة في النقل وهؤلاء الأئمة ما هم إلا وسيلة سخرها ربنا سبحانه وتعالى لنقل القرآن محفوظا، كما سخر الله عز وجل أبا بكر ومن بعده عثمان في حفظ القرآن وجمعه
فدقتهم وحفاظهم على الغنة والمد .. وسائر الأحكام دلالة على الحفظ المتقن والنقل الموثق الذي لا يتطرق إليه شك، فإن كان هذا هو دأبهم في الحرف المدغم والمخفي فكيف بالحرف المظهر؟ وكيف بالآية والسورة؟؟ كم قرن مضى والقرآن يتلى كما أنزل بدون زيادة ولا نقصان سبحان الله العظيم
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 02:38]ـ
سؤال ثم نستكمل الحوار
هل كانت أحكام التجويد الأربعة: الإدغام - الإظهار - الإخفاء - الإقلاب .. معروفة على عهد النبوة المبارك؟
وأضيفوا إليه القلقلة، التي يقع فيها التنطع الذي أدرتم عليه الكلام
إن قلتم نعم، فأين الدليل؟
وإن قلتم لا، فمعنى هذا أن التجويد من أوله إلا آخره اجتهاد بشري، وليس تشريعا نبويا
ونعود عندئذ إلى أصل التشريع
فليس تشريع الصحابي - فضلا عمن دونه - بملزم لمن بعده
بل اجتهاده حوار دوار، يؤخذ منه ويرد
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 03:57]ـ
سؤال ثم نستكمل الحوار
هل كانت أحكام التجويد الأربعة: الإدغام - الإظهار - الإخفاء - الإقلاب .. معروفة على عهد النبوة المبارك؟
وأضيفوا إليه القلقلة، التي يقع فيها التنطع الذي أدرتم عليه الكلام
إن قلتم نعم، فأين الدليل؟ بارك الله فيك
هل تعني بأحكام الإخفاء والإقلاب ووو ... الخ أسمائها وتعريفاتها؟
أم تعني تطبيقها؟
بمعنى، أنت كباحث لغوي، هل كانت قواعد النحو من رفع الفاعل ونصب المفعول ... الخ موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هل تقول أن القرآن لم يرفع فيه الفاعل ولم ينصب فيه المفعول؟ فيكون هذا الضبط بالشكل ((مستحبا)) ويجوز لنا أن نخالفه لأنه اجتهادي من فعل البشر؟؟
إذا قلت أنه كان موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيلزمك الدليل
وإن قلت ليس موجودا فالرفع والنصب اجتهادي من تقعيد البشر ويقال فيه مثل ما ذكرتَ
ونعود عندئذ إلى أصل التشريع
فليس تشريع الصحابي - فضلا عمن دونه - بملزم لمن بعده
بل اجتهاده حوار دوار، يؤخذ منه ويردفهل هذا كلام منطقي أو منضبط؟
فالتجويد العملي يا أخي كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والدليل هو عين الرواية المقروء بها وإلا فيلزمك أن تقول أن القراء اخترعوها من لدنهم!! وهذا بهتان عظيم
لكن التجويد النظري الذي هو تقعيد للتجويد العملي = قواعد النحو التي هي تقعيد للنطق العربي السليم
لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثله مثل كل العلوم بصيغتها الحالية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:46]ـ
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،،
عندما نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا الله سبحانه وتعالى أن يخفف عن أمته في قرآة القرآن وأن يجادل جبريل ويقول له: يا جبرئيل، إني بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط، قال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
ونعلم أن هذه الرخصة والتيسير كانت لأمة الإسلام حتى ولو دخل الشك في الإسلام من بعض صحابة النبي رضي الله عنهم كما في كثير من الروايات، ورجعوا للإيمان الكامل بسبب النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا الشك بسبب إختلاف هذه الألفاظ، بل الجمل الكاملة في الأحرف السبعة، فكيف نلزم المسلمين بأمور مثل " إدغام وإقلاب وإخفاء رقيق ومفخم؟ وأن من لم يفعل ذلك من المسلمين فهو آثم؟
المتأمل في الاحاديث الواردة في هذا الباب لعلم حرص الشريعة الأكيد بالتيسير على المسلمين، فلئن كان هذا التجويد بنحو إخفاء وادغام وغير ذلك واجب على كل مسلم!، لكان من باب أولى أن يكون الواجب الكلمات الكاملة بل الجمل الكاملة، إذا تبين من خلال القراءات اختلاف جمل باكملها من ناحية الألفاظ وذلك للتيسير على اهل الإسلام، فكيف يكون الإثم في حركات ليست من اللغة العربية أصلا، بل وبتعلمها الإنسان في شهور كاملة!!
فلو قارنت حفظك الله تعالى بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل:
(يا جبرئيل، إني بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط، قال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف).
وبين قولك أنت حفظك الله وسددك لكل خير:
(والثالث معرض جاهل يرفض أن يتعلم أو يقرأ بالصواب وهو ممن شكاه الرسول:" يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، والذي أنزلتيه على ملايين المسلمين من الذين جادل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام.
لأعدت النظر حفظك الله في تقريراتك لهذا الأمر، وأسأل الله العظيم أن يجزيك عنا كل خير، لصبرك على جهالاتى وقد استفدت كثيرًا جدًا من هذه الردود الطيبة وفتحت لي باب من البحث والإفادة ولله الحمد أولاً وآخراً.
وسوف اكمل باقي استفساراتي إن شاء الله تعالى، والظن فيكم إن شاء الله تعالى هو التوجيه الكريم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 08:57]ـ
بل بدع بعض العلماء وأظن منهم الشيخ الألباني الدعاة الذين يقرأون القرآن بالأداء في الخطب والدروس وقالوا أن خطب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته نقلت لنا ولم يكن فيهم من كان يقرأ بالتجويد أثناء الخطب. وأظنهم يعنون قراءته (بصوت وأسلوب مختلف عن طبقة الخطبة نفسها)
العلماء الذين قالوا إن تجويد القرآن الكريم بدعة في مواضع الخطب والتذكير والدروس والشروح، يعنون قراءة القرآن الكريم بأحكام التجويد المختلف عليها في هذا الموضوع من إخفاء مفخم ومرقق وإدغام ونحو ذلك، وقد علم أن قراءة القرآن في الخطب والدروس والشرح تكون بالإعراب الصحيح الذي لا يختلف عليه،
فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن: القرآن الكريم الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ما هو الأصل في نزوله؟ هل أنزل بالإعراب الصحيح فقط؟ فيكون هذا التجويد المختلف عليه في هذا الموضوع ليس واجب؟
أو نزل بالتجويد، فيكون حكم التجويد واجب؟ ويكون ما يفعله علماء المسلمين من قراءة القرآن في المواضع المذكورة من خطب ودروس وشروح، بدعة؟!
أم أن قراءة القرآن الكريم بالتجويد هذا وجه من أوجه الأحرف السبعة؟ والقراءة بغير أحكام التجويد وجه أخر من الاحرف السبعة؟
القراءات المتواترة الموجودة اليوم هي (جزء) من الأحرف السبعة، لأنه لما قام أمير المؤمنين عثمان بالجمع الأخير اعتمد فقط ما كان في العرضة الأخيرة وكتب المصحف الإمام بطريقة تسمح باستيعاب بعض الأوجه وليس كلها وذلك كما هو معلوم لمصلحة راجحة،
ولا يجوز القراءة بأي طريقة إلا ما استوفت ثلاث شروط:
1 - تواتر الأسانيد للقراءة
2 - موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالا
3 - موافقتها لوجه من وجوه العربية ولو اعتبره االبعض ضعيفا.
ويتم اعتبار أي وجه يخالف هذه الشروط قراءة شاذة، ولو كانت نسبتها لصحابي جليل
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالتالي ما ورد في صحيح البخاري مادامت لم تتصل الأسانيد بالأداء فيه فلا يجوز القراءة به أصلا لأن الأصل في القراءة المشافهة والتلقي. فكيف الآن تقرأ المد بالله وبالرحمن والرحيم ما هو كيفيتها؟؟ هل المقصود المد الطبيعي الذي نعرفه فتكون رواية البخاري داخلة في القراءات الحالية؟؟ أم المقصود قدر زائد لا ينضبط في عصرنا الحالي لعدم توافر الأسانيد بالأداء؟
أرجوا توجيه هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الشَّاذَّةُ الْخَارِجَةُ عَنْ رَسْمِ الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ مِثْلَ قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى) كَمَا قَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَمِثْلَ قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ) وَكَقِرَاءَتِهِ: (إنْ كَانَتْ إلَّا زَقْيَة وَاحِدَةً) وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ إذَا ثَبَتَتْ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْعُلَمَاءِ هُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَرِوَايَتَانِ عَنْ مَالِكٍ. " إحْدَاهُمَا " يَجُوزُ ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ فِي الصَّلَاةِ. " وَالثَّانِيَةُ " لَا يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ.
ولكن أي أخي الفاضل اليوم رواية حفص عن عاصم يقرأ فيها الألف بالفتح إلا كلمة واحدة (مجريها) تقرأ بالإمالة
فهل ترى أخي الفاضل جواز قراءتها بالفتح؟
أقول لك لا يجوز
لكن ضبط مقدار الإمالة هذا للمهرة من القراء، ولكن لابد للمسلم أن يقرأها ممالة ولا يقرأها منفتحة وإلا فهو تخليط للرواية وفساد
وفتح هذا الباب يفتح باب فساد لا أول له ولا آخر
وأرجوا توجيه هذا الكلام أيضًا لشيخ الإسلام:
وَهَذَا الْقَوْلُ يَنْبَنِي عَلَى " أَصْلٍ " وَهُوَ أَنَّ مَا لَمْ يَثْبُتْ كَوْنُهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ فَهَلْ يَجِبُ الْقَطْعُ بِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْهَا؟ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ إذْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا أَوْجَبَ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ بِهِ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ قَطْعِيًّا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
والذي لم أجد له تفسير حقيقة عند كل من يقول إن التجويد بالصورة المختلف عليها هو واجب، هو صفة قرأءة النبي صلى الله عليه وسلم لأشهر آية في كتاب الله عز وجل وجل، والتي لا يوجد مسلم إلا ويعرفها ويحفظها وهي {بسم الله الرحمن الرحيم}.
سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
فهل يعقل أن أنس بن مالك وهو أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كان يحكي كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فيذكر لنا كيفية ذلك في الآية التي يعرفها كل المسلمين، وعندما ننظر في أحاكم التجويد الآن، لا نجد احد ممن أوجب هذه الاحكام على المسلمين يقرأ أبدا أبدا بمثل ما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية التي يعرفها كل مسلم من كتاب الله عز وجل؟!
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 10:47]ـ
سؤال ثم نستكمل الحوار
هل كانت أحكام التجويد الأربعة: الإدغام - الإظهار - الإخفاء - الإقلاب .. معروفة على عهد النبوة المبارك؟
وأضيفوا إليه القلقلة، التي يقع فيها التنطع الذي أدرتم عليه الكلام
إن قلتم نعم، فأين الدليل؟
السلام عليكم
فتوى هامّة للعلاّمة الألباني حول أحكام التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html)
فتوى هامّة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) للعلاّمة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) الألباني ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) حول أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
ألف فتوى للشيخ الألباني رحمه الله - (1/ 19)
فصل في أحكام التجويد
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال: يكثر الكلام في الساحة عن أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) وتطبيق هذه الأحكام، حيث إن هناك بعض العلماء يقولون بوجوبه، مع أن بعض هذه الأحكام مختلف فيها عند أئمّة هذا العلم، فما رأيكم بمشروعيّة هذه الأحكام ومدى ثبوت أدلّتها في الكتاب والسنة؟
فأجاب العلاّمة الألباني ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) رحمه الله: لقد تلقّى الناسُ قراءة القرآن الكريم خلفاً عن سلف بهذه الطريقة المعروفة بـ (أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) )، وأحكام التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) أصلاً هي قواعد للنطق العربي، حيث كان العربي الأصيل ينطق كلامه بهذه الطريقة كلاماً أو قراءة، ومع تقدّم الناس وتطاول عهدهم بأصول العربية واختلاط العرب بالأعاجم ممّا سبّب فشوّ اللحن، واستعجام العرب فضلاً عن العجم، وخُصَّ الاهتمام بتعليم هذه الأحكام في مجال قراءة القرآن الكريم.
أمّا ما ذكره السائل أن الأئمّة اختلفوا في بعض أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) التجويد؛ فهذا صحيح فعلاً،
فمنهم من رأى المدّ المنفصل مطلقاً،
ومنهم من يمدّه ثلاث حركات،
ومنهم أربعاً،
ومنهم من يُشبع مَدَّ هذا النوع كغيره،
ومنهم من أعمل إخفاء النون والتنوين مع الغين والخاء،
ومنهم من أظهرهما مع هذين الحرفين، وهم الأكثرون،
ومنهم من جعل إدغام النون كلّه بغير غنّة، حتى مع الواو والياء، وقَصَرَ إدغام الغنة على التنوين حتى وَسّع إدغام الغنّة مع التنوين حتى مع اللام والراء،
ومنهم من أمال ذوات الياء،
ومنهم من قلّل الإمالة، وهو ما يُسَمّى عندهم بالتقليل؛ وهي مرحلة من الإمالة بين الفتح والإمالة،
ومنهم من أعمل الإشمام فيما عيّنه ياء من المبني للمجهول،
ومنهم من فخّم اللام مع بعض الحروف،
ومنهم من رقّق الراء المفتوحة إذا جاورت الياء أو المكسور،
ومنهم من يمدّ أي يُشبع مد البدل،
... إلى آخر ما هنالك.
وسبب هذه الاختلافات أيضاً هو تابعٌ لأحكام النطق بالعربية، فهذه الأحكام موزّعة في أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) القراءات، ومعلوم أن اختلاف القراءات هو أصلاً من اختلاف طريقة النطق بالكلمة عند العرب، فإنه كان من تيسير الله عزّ وجلّ على هذه الأمّة في كتابه أن أنزله على سبعة أحرف كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة في هذا الباب، منها قوله صلى الله عليه وسلّم: " إن هذا القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف " (متفق عليه)، وغيره من عشرات الأحاديث المبثوثة في جميع كتب السنة؛ كالبخاري ومسلم وأحمد والترمذي وأبي داود وغيرهم، وهذه الأحرف كما وصفها الرسول في حديثٍ آخر حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: " أُنزِل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، كلّها شافٍ كافٍ " (صحيح الجامع 1496)، فهذا الاختلاف الواقع بين الأئمّة في أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) هو من هذا الباب، ولا يضُرُّ هذا الخلاف في شيءٍ أبداً.
وعلى الإنسان أن يقرأ القرآن بأحكام التجويد، لأن الله تعالى يقول: ورتّل القرآن ترتيلاً، فإذا قرأته كما تقرأ أيّ كتابٍ آخر لم تكن ترتّله، فلا بدّ من قراءته بأحكام التجويد، والخطأ في أحكام ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) التجويد ( http://www.maroc-quran.com/vb/t11832.html) يُسَمّيه العلماء باللحن الخفي، فعلى الإنسان أن يعتني بتعلّم كيفيّة قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة، أمّا إذا علم خلافاً ما في حكمٍ ما؛ فعليه أن يلتزم بما تعلّمه من شيوخه لئلاّ يقع في الفوضى، وألاّ يترك الطريقة التي تعلّمها من مشايخه رغبةً عنها لاعتقادٍ منه أن غيرها أصحّ منها، فكلّها صحيحة، وكلّها كما وصف الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " شافٍ كافٍ ".
أمّا أن يُطلَب الدليلُ من الكتاب والسنة على هذه الأحكام؛ فهذا الطلبُ أصلاً خطأ، لأن هذه الأحكام كلّها وصلتنا بالتواتر العملي، فنحن تعلّمنا قراءة القرآن من أشياخنا وآبائنا بهذه الطريقة، وهم تعلّموا بنفس الطريقة من مشايخهم وآبائهم، وهكذا إلى عهد الصحابة الذين أخذوه عن الرسول.
وفي هذا القدر كفاية، والحمد لله أولاً وآخراً.) ا. هـ كلامه رحمه الله
والسلام عليكم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 11:32]ـ
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،، قد نقل الإمام ابن القيم ترك الإمام أحمد بن حنبل للإدغام في حكم التجويد،، وقال: الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب، سأله عبدالله ابنه عنها فقال: أكره الكسر الشديد والإضجاع، وقال في موضع آخر: إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 12:20]ـ
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،، قد نقل الإمام ابن القيم ترك الإمام أحمد بن حنبل للإدغام في حكم التجويد،، وقال: الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب، سأله عبدالله ابنه عنها فقال: أكره الكسر الشديد والإضجاع، وقال في موضع آخر: إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به
السلام عليكم
لعل هذا الرابط يفيدك في هذه المسألة:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1386&page=25
والسلام عليكم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 08:12]ـ
وفقك الله تعالى لكل خير،،
الإمام أحمد قال بصريح العبارة: ((إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به))
وليس الأمر متعلق بقراءة حمزة فقط،،
قال ابن قدامة عن الإمام أحمد بن حنبل: (ولم يكره قراءة أحد من العشرة، إلا قراءة حمزة و الكسائي، لما فيها من الكسر والإدغام والتكلف وزيادة المد)
وذكر أيضًا أن الإمام أحمد أحب بعض الروايات.
فهل إن كان الإدغام والإخفاء وباقي أحكام التجويد هو عندكم يكون مثل حروف القرآن الكريم وكلماته؟! أيكون الإمام أحمد يكرهه؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 10:32]ـ
لمتأمل في الاحاديث الواردة في هذا الباب لعلم حرص الشريعة الأكيد بالتيسير على المسلمين، فلئن كان هذا التجويد بنحو إخفاء وادغام وغير ذلك واجب على كل مسلم!، لكان من باب أولى أن يكون الواجب الكلمات الكاملة بل الجمل الكاملة، إذا تبين من خلال القراءات اختلاف جمل باكملها من ناحية الألفاظ وذلك للتيسير على اهل الإسلام، فكيف يكون الإثم في حركات ليست من اللغة العربية أصلا، بل وبتعلمها الإنسان في شهور كاملة!! أخي الفاضل
هل قرأت المشاركات السابقة بدقة؟ أم فقط مررت عليها سريعا؟؟ أم أنني أسأت توضيح الكلام أم أين الخلل؟؟
هل طالبتك أو نقلت لك مطالبة أحد العلماء بوجوب إتقان علم التجويد ومقادير الغنن وأصواتها ومقادير المدود وضبط الفتحات والإمالات والتفريق بين صوت الغنن في الإخفاء والإدغام وو وو وو؟
فلو قارنت حفظك الله تعالى بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل:
(يا جبرئيل، إني بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط، قال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف).
وبين قولك أنت حفظك الله وسددك لكل خير:
(والثالث معرض جاهل يرفض أن يتعلم أو يقرأ بالصواب وهو ممن شكاه الرسول:" يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، والذي أنزلتيه على ملايين المسلمين من الذين جادل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام.
لأعدت النظر حفظك الله في تقريراتك لهذا الأمر أنا شخصيا لا أرى أي نوع من التعارض بين الحديث المذكور وهو حديث حسنه الألباني في تخريج المشكاة وقال في صحيح الترمذي حسن صحيح،
وبين قوله صلى الله عليه وسلم:" الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران. وفي رواية: والذي يقرأ وهو يشتد عليه له أجران" رواه مسلم
وبين الصنف الثالث الذي لا يدخل في الصنفين المذكورين وهو المعرض الجاهل الذي يرفض التعلم!!
فالواقع لم أكن أعلم أن ملايين المسلمين اليوم معرضين جهلاء رافضين لتعلم قراءة كتاب ربهم في حين أنهم متهافتين على تعلم اللغات الأجنبية وعلوم التنمية البشرية، وعلوم الإنسانية جميعا!
وكلامك هذا يعني أنه هؤلاء الملايين لو كان صعب عليهم قراءته بالتشكيل فهذا دليل كاف في حد ذاته عن إسقاط هذا التكليف عنهم!
خاصة أنني لم أذكر بتاتا أنه واجب عليهم أن يقرأوا القرآن بدقة وإتقان القراء الجهابذة!
وقد طلبت مني من قبل أن أذكر لك من الكلام العامي ما فيه إدغام وإقلاب وكذا وكذا ففلتُ فإذا كانت هذه هي اللغة العامية هل يصعب ذلك في القرآن مع ضبط بسيط ولو بتقليد أحد القراء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
العلماء الذين قالوا إن تجويد القرآن الكريم بدعة في مواضع الخطب والتذكير والدروس والشروح، يعنون قراءة القرآن الكريم بأحكام التجويد المختلف عليها في هذا الموضوع من إخفاء مفخم ومرقق وإدغام ونحو ذلك، وقد علم أن قراءة القرآن في الخطب والدروس والشرح تكون بالإعراب الصحيح الذي لا يختلف عليه،
فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن: القرآن الكريم الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ما هو الأصل في نزوله؟ هل أنزل بالإعراب الصحيح فقط؟ فيكون هذا التجويد المختلف عليه في هذا الموضوع ليس واجب؟
أو نزل بالتجويد، فيكون حكم التجويد واجب؟ ويكون ما يفعله علماء المسلمين من قراءة القرآن في المواضع المذكورة من خطب ودروس وشروح، بدعة؟!
أم أن قراءة القرآن الكريم بالتجويد هذا وجه من أوجه الأحرف السبعة؟ والقراءة بغير أحكام التجويد وجه أخر من الاحرف السبعة؟ بارك الله فيك ذكرت لك أنني لم أدرس المسألة ونقلي لها لا يعني موافقتي عليها
ثم ماذا يعنون أصلا بتبديع الخطيب الذي يقرأ هكذا (لاحظ أن هناك الكثير من العلماء يفعلون ذلك وقد رموهم بالبدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله فتنبه) هل المقصود أن البدعة هي القراءة بصوت مختلف عن أداء الخطبة أم أنهم يقولون نسقط أصول الغنن والمدود من أساسها؟
طبعا أنا لم أقرأ تفصيل لذلك ولم أدرس المسألة فلا أتحدث فيما لا أعلم، ولو عندك زيادة علم في المسألة فأتنا به بارك الله فيك
بالنسبة لما ذكرت من قول ابن تيمية فجواب قولك أخي في باقي الكلام للشيخ أنقله لك فاقرأه بعناية:
فَهَذِهِ إذَا ثَبَتَتْ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْعُلَمَاءِ: هُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَرِوَايَتَانِ عَنْ مَالِكٍ: إحْدَاهُمَا: يَجُوزُ ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ فِي الصَّلَاةِ. وَالثَّانِيَةُ: لَا يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، لِأَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ لَمْ تَثْبُتْ مُتَوَاتِرَةً عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ ثَبَتَ فَإِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِالْعَرْضَةِ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ {أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ}، وَالْعَرْضَةُ الْأَخِيرَةُ هِيَ قِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِ، وَهِيَ الَّتِي أَمَرَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَكَتَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فِي صُحُفٍ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بِكِتَابَتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَإِرْسَالِهَا إلَى الْأَمْصَارِ وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهَا بِاتِّفَاقٍ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ. وَهَذَا النِّزَاعُ لَا بُدَّ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ السَّائِلُ وَهُوَ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هَلْ هِيَ حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ أَمْ لَا، فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَنَّهَا حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ، بَلْ يَقُولُونَ إنَّ مُصْحَفَ عُثْمَانَ هُوَ أَحَدُ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ، وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ لِلْعَرْضَةِ الْآخِرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرِيلَ. وَالْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ الْمَشْهُورَةُ الْمُسْتَفِيضَةُ تَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ. وَذَهَبَ طَوَائِفُ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْكَلَامِ إلَى أَنَّ هَذَا الْمُصْحَفَ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ، وَقَرَّرَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيِّ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَغَيْرِهِ، بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَى الْأَمَةِ أَنْ تُهْمِلَ نَقْلَ شَيْءٍ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ، وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى نَقْلِ هَذَا الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ الْعُثْمَانِيِّ وَتَرْكِ مَا سِوَاهُ، حَيْثُ أَمَرَ عُثْمَانُ بِنَقْلِ الْقُرْآنِ مِنْ الصُّحُفِ الَّتِي كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَتَبَا الْقُرْآنَ فِيهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ عُثْمَانُ بِمُشَاوَرَةِ الصَّحَابَةِ إلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ. بِمُصْحَفٍ وَأَمَرَ بِتَرْكِ مَا سِوَى ذَلِكَ. قَالَ هَؤُلَاءِ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْهَى عَنْ الْقِرَاءَةِ بِبَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ. وَمَنْ نَصَرَ قَوْلَ الْأَوَّلِينَ يُجِيبُ تَارَةً بِمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ لَمْ تَكُنْ وَاجِبَةً عَلَى الْأُمَّةِ، وَإِنْ كَانَ جَائِزًا لَهُمْ، مُرَخَّصًا لَهُمْ فِيهِ، وَقَدْ جُعِلَ إلَيْهِمْ الِاخْتِيَارُ فِي أَيِّ حَرْفٍ اخْتَارُوهُ، كَمَا أَنَّ تَرْتِيبَ السُّوَرِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَيْهِمْ مَنْصُوصًا بَلْ مُفَوَّضًا إلَى اجْتِهَادِهِمْ، وَلِهَذَا كَانَ تَرْتِيبُ مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ تَرْتِيبِ مُصْحَفِ زَيْدٍ، وَكَذَلِكَ مُصْحَفُ غَيْرِهِ. وَأَمَّا تَرْتِيبُ آيَاتِ السُّوَرِ فَهُوَ مُنَزَّلٌ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا آيَةً عَلَى آيَةٍ فِي الرَّسْمِ، كَمَا قَدَّمُوا سُورَةً عَلَى سُورَةٍ، لِأَنَّ تَرْتِيبَ الْآيَاتِ مَأْمُورٌ بِهِ نَصًّا، وَأَمَّا تَرْتِيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلَى اجْتِهَادِهِمْ. قَالُوا: فَكَذَلِكَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ، فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ أَنَّ الْأُمَّةَ تَفْتَرِقُ وَتَخْتَلِفُ وَتَتَقَاتَلُ إذَا لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، اجْتَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ اجْتِمَاعًا سَائِغًا، وَهُمْ مَعْصُومُونَ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ تَرْكٌ لِوَاجِبٍ وَلَا فِعْلٌ لِمَحْظُورٍ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ التَّرْخِيصَ فِي الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ لِمَا فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا، فَلَمَّا تَذَلَّلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، وَكَانَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ يَسِيرًا عَلَيْهِمْ وَهُوَ أَوْفَقُ لَهُمْ، أَجْمَعُوا عَلَى الْحَرْفِ الَّذِي كَانَ فِي الْعَرْضَةِ الْآخِرَةِ، وَيَقُولُونَ إنَّهُ نُسِخَ مَا سِوَى ذَلِكَ. وَهَؤُلَاءِ يُوَافِقُ قَوْلُهُمْ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ إنَّ حُرُوفَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا يُخَالِفُ رَسْمَ هَذَا الْمُصْحَفِ مَنْسُوخَةٌ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ إنَّهُ يَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِالْمَعْنَى فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ إلَى الْقُرَّاءِ فَرَأَيْت قِرَاءَتَهُمْ مُتَقَارِبَةً، وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ أَقْبِلْ، وَهَلُمَّ، وَتَعَالَ، فَاقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ. أَوْ كَمَا قَالَ، فَمَنْ جَوَّزَ الْقِرَاءَةَ بِمَا يَخْرُجُ عَنْ الْمُصْحَفِ مِمَّا ثَبَتَ عَنْ الصَّحَابَةِ قَالَ يَجُوزُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا، وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزْهُ فَلَهُ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ: تَارَةً يَقُولُ لَيْسَ هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ الْمَنْسُوخَةِ، وَتَارَةً يَقُولُ هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ الْمَنْسُوخَةِ، وَتَارَةً يَقُولُ هُوَ مِمَّا انْعَقَدَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ، وَتَارَةً يَقُولُ لَمْ يُنْقَلْ إلَيْنَا نَقْلًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْقُرْآنُ. وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ. وَلِهَذَا كَانَ فِي الْمَسْأَلَةِ: قَوْلٌ ثَالِثٌ وَهُوَ اخْتِيَارُ جَدِّيّ أَبِي الْبَرَكَاتِ، أَنَّهُ إنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فِي الْقِرَاءَةِ الْوَاجِبَةِ وَهِيَ الْفَاتِحَةُ عِنْدَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَدَّى الْوَاجِبَ مِنْ الْقِرَاءَةِ لِعَدَمِ ثُبُوتِ الْقُرْآنِ بِذَلِكَ، وَإِنْ قَرَأَ بِهَا فِيمَا لَا يَجِبُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَتَى فِي الصَّلَاةِ بِمُبْطِلٍ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا. وَهَذَا الْقَوْلُ يَنْبَنِي عَلَى أَصْلٍ، وَهُوَ أَنَّ مَا لَمْ يَثْبُتْ كَوْنُهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ فَهَلْ يَجِبُ الْقَطْعُ بِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْهَا، فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ، إذْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا أُوجِبَ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ بِهِ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ قَطْعِيًّا. وَذَهَبَ فَرِيقٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ إلَى وُجُوبِ الْقَطْعِ بِنَفْيِهِ، حَتَّى قَطَعَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بِخَطَأِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ، مِمَّنْ أَثْبَتَ الْبَسْمَلَةَ مِنْ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ سُورَةِ النَّمْلِ. لِزَعْمِهِمْ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْقَطْعُ بِنَفْيِهِ، وَالصَّوَابُ الْقَطْعُ بِخَطَإِ هَؤُلَاءِ، وَأَنَّ الْبَسْمَلَةَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ فِي الْمُصْحَفِ، إذْ لَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ إلَّا الْقُرْآنَ، وَجَرَّدُوهُ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ كَالتَّخْمِيسِ وَالتَّعْشِيرِ وَأَسْمَاءِ السُّوَرِ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُقَالُ هِيَ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كَمَا لَيْسَتْ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، بَلْ هِيَ كَمَا كُتِبَتْ آيَةً أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ السُّورَةِ، وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. وَسَوَاءٌ قِيلَ بِالْقَطْعِ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ فَذَلِكَ لَا يَمْنَعُ كَوْنَهَا مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي لَا تَكْفِيرَ وَلَا تَفْسِيقَ فِيهَا لِلنَّافِي وَلَا لِلْمُثْبِتِ، بَلْ قَدْ يُقَالُ مَا قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ إنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ، وَإِنَّهَا آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ، وَلَيْسَتْ آيَةً فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَصِلُونَ. لَا يَفْصِلُونَ بِهَا. وَأَمَّا قَوْلُ السَّائِلِ مَا السَّبَبُ الَّذِي أَوْجَبَ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ الْقُرَّاءِ فِيمَا احْتَمَلَهُ خَطُّ الْمُصْحَفِ، فَهَذَا مَرْجِعُهُ إلَى النَّقْلِ وَاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِتَسْوِيغِ الشَّارِعِ لَهُمْ الْقِرَاءَةَ بِذَلِكَ كُلِّهِ إذْ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقْرَأَ بِرَأْيِهِ الْمُجَرَّدِ، بَلْ الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، وَهُمْ إذَا اتَّفَقُوا عَلَى اتِّبَاعِ الْقُرْآنِ الْمَكْتُوبِ فِي الْمُصْحَفِ الْإِمَامِيِّ، وَقَدْ قَرَأَ بَعْضُهُمْ بِالْيَاءِ، وَبَعْضُهُمْ بِالتَّاءِ، لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا خَارِجًا عَنْ الْمُصْحَفِ. وَمِمَّا يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يُتَّفَقُونَ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ عَلَى يَاءٍ أَوْ تَاءٍ، وَيَتَنَوَّعُونَ فِي بَعْضٍ كَمَا اتَّفَقُوا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} فِي مَوْضِعٍ وَتَنَوَّعُوا فِي مَوْضِعَيْنِ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الْقِرَاءَتَيْنِ كَالْآيَتَيْنِ فَزِيَادَةُ الْقِرَاءَاتِ لِزِيَادَةِ الْآيَاتِ، لَكِنْ إذَا كَانَ الْخَطُّ وَاحِدًا وَاللَّفْظُ مُحْتَمِلًا كَانَ ذَلِكَ أَخْصَرَ فِي الرَّسْمِ. وَالِاعْتِمَادُ فِي نَقْلِ الْقُرْآنِ عَلَى حِفْظِ الْقُلُوبِ، لَا عَلَى حِفْظِ الْمَصَاحِفِ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ رَبِّي قَالَ لِي قُمْ فِي قُرَيْشٍ فَأَنْذِرْهُمْ، فَقُلْت أَيْ رَبِّ إذًا يَثْلُغُوا رَأْسِي أَيْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَشْدَخُوا فَقَالَ: إنِّي مُبْتَلِيك وَمُبْتَلٍ بِك وَمُنْزِلٌ عَلَيْك كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَأهُ نَائِمًا وَيَقْظَانًا فَابْعَثْ جُنْدًا أَبْعَثْ مِثْلَيْهِمْ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَك مَنْ عَصَاك، وَأَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْك}. فَأَخْبَرَ أَنَّ كِتَابَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي حِفْظِهِ إلَى صَحِيفَةٍ تُغْسَلُ بِالْمَاءِ، بَلْ يَقْرَؤُهُ فِي كُلِّ حَالٍ كَمَا جَاءَ فِي نَعْتِ أُمَّتِهِ: أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ بِخِلَافِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَا يَحْفَظُونَهُ إلَّا فِي الْكُتُبِ وَلَا يَقْرَءُونَهُ إلَّا نَظَرًا لَا عَنْ ظُهْرِ قَلْبٍ. " اهـ
وأظن أنني نقلت إجماعا على حرمة القراءة بالشواذ في الصلاة وغيرها، وأظن أن ظاهر كلام الشيخ أنه ليس في المسألة إجماع وبالتالي أعتذر عن نقلي الإجماع بدون تثبت لما قيل لي من قبل غفر الله لنا جميعا
وأما نقلت الأخير عن الشيخ ابن تيمية فستجده ضمن النقل السابق وعليه مثال البسملة هل هي من القرأن أم لا، فلا علاقة بالإمالة في كلمة مجراها عند حفص وأمثالها من الأحكام، لأنه ببساطة إن قلت لنا قد يكون هناك وجه يقرأ به بدون إمالة في مجراها مع إثبات سائر أحكام حفص أقول لك أنت تقول (قد) ونحن ثابت لدينا الوجه بالإسناد فلماذا تعدل عن الثابت للشك؟ وبأي حق يجوز لنا ذلك؟
وابن تيمية في هذا الموضع يتحدث عن القطع بأنها ليست من الأحرف ولا يتحدث هنا عن جواز القراءة بها وعدمه إلا فالمثال الذي ضربه وهو كون البسملة في غير سورة النمل من القرآن أو لا
وأسالك هل أنكر أحد أن نقرأ بالبسملة أصلا؟ الخلاف بين الوجوب والاستحباب وهناك مسألة فقهية عن البسملة في الصلاة والإسرار بها أو الجهر في الفاتحة، فأرى كلام ابن تيمية يحتاج مزيد عناية وقراءة مرة بعد مرة ومن بداية السؤال والإجابة فالله المستعان
ولكن يا أخي أكرر، من يعدل عن أحكام التجويد سيخترع غيرها، فإن كان له علم بما يفعل فالله يحاسبه، وإن لم يكن له علم فماذا؟؟
الذي لم أجد له تفسير حقيقة عند كل من يقول إن التجويد بالصورة المختلف عليها هو واجب، هو صفة قرأءة النبي صلى الله عليه وسلم لأشهر آية في كتاب الله عز وجل وجل، والتي لا يوجد مسلم إلا ويعرفها ويحفظها وهي {بسم الله الرحمن الرحيم}.
سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
فهل يعقل أن أنس بن مالك وهو أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما كان يحكي كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فيذكر لنا كيفية ذلك في الآية التي يعرفها كل المسلمين، وعندما ننظر في أحاكم التجويد الآن، لا نجد احد ممن أوجب هذه الاحكام على المسلمين يقرأ أبدا أبدا بمثل ما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية التي يعرفها كل مسلم من كتاب الله عز وجل؟! سؤال
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يمدها؟؟
كيف يمد ببسم الله؟ والرحمن؟؟ والرحيم؟؟
هل يمد كل واحدة مدا طبيبعا يوفيه فلا يجعله مبتورا؟ (هذا يعني أنني نقرأ بهذا الوجه في جمييييييييع القراءات)
هل يمد زيادة عن المد الطبيعي فيمد أربع أو 6 حركات
أم ماذا؟
إذا كان عندك ضبطا شفهيا لهذه الصورة افعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا لم يكن عندك فماذا يمكننا أن نفعل؟ نتكلف صورة غير منقولة لنا مشافهة أم نكتفي بالصور المنقولة لنا؟
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،، قد نقل الإمام ابن القيم ترك الإمام أحمد بن حنبل للإدغام في حكم التجويد،، وقال: الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب، سأله عبدالله ابنه عنها فقال: أكره الكسر الشديد والإضجاع، وقال في موضع آخر: إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به
ولم يكره قراءة أحد من العشرة، إلا قراءة حمزة و الكسائي، لما فيها من الكسر والإدغام والتكلف وزيادة المد
لم أفهم ما المقصود بالاضجاع صراحة، ولكن واضح أن الإمام أنكر الكسر الشديد والتكلف وليس الكسر بحد ذاته، وبالتالي هل إنكاره الادغام يعني الزيادة المتكلفة أم الإدغام العادي
لاحظ أن أكره عند الإمام أحمد ليست كلمة هينة!! فهل ستصل معنا إلى أن أحكام التجويد مكروهة أو محرمة؟؟
كما أننا من البداية سلمنا بالخلاف فلا معنى لإيرادك قول العالم المخالف كاستدلال
فهل إن كان الإدغام والإخفاء وباقي أحكام التجويد هو عندكم يكون مثل حروف القرآن الكريم وكلماته؟! أيكون الإمام أحمد يكرهه؟ وكره أحمد الكسر بناء على نقلك! فلا يجوز لنا أن نكسر الحروف المكسورة وعليك فقط بالفتح والضم!!
ما هكذا يفهم كلام الإمام الذي لم أعثر عليه للأسف فلو تنقل لنا مصدره نراجعه ونراجع السياق والأمثلة والزيادات
وأعود فأقول لك أننا نسلم بالخلاف والعبرة بالدليل.
ويكفينا من هذا النقاش أنه يفتح لنا أبوبا جديدة فأنا لا أطمع في تسليمك لنا بأن الرأي الراجح هو الوجوب أو تسليمنا لكم بأن الرأي الراجح هو الاستحباب لأننا لسنا في مقام مناظرة ولسنا إلا طلبة علم، فليس منا من أحاط علما بكل الأدلة وقرأ كل ما ورد في المسألة بحيث يسهل هكذا التسليم بالرأي الآخر لمجرد تبادل المعلومات أو المذاكرة المفيدة.
ولكن يكفي أننا جميعا استفدنا من هذا النقاش العلمي الموضوعي الراقي والحمد لله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 10:42]ـ
يبقى لدينا أمران
الأول شكر خاص للأخ الفاضل عبد الحكيم عبد الرازق لما تفضل مشكورا بنقله وإفادتنا به ونطالبه إن كان عنده إضافة أن يتحفنا به، وإن كان لديه تعقيب أو تعديل ألا يبخل علينا بالنصح والتوجيه
الأمر الثاني شكر خاص للأخ الفاضل القارئ المليجي فقد تعقب علينا نقطة
أولا القراء عشرة وليس سبعة، طريق الشاطبية يتضمن 10 قراء، اقتصر الشاطبي في نظمه على 7 وأكمل ابن الجزري الثلاثة في نظم الدرة، من نفس طريق الشاطبي
يرجى إعادة النظر في هذه الجملة وخصوصًا ما تحته خط.
وإن كنت أرجو لو يصحح لنا الخطأ ويبين لنا أهو خطأ في التعبير أم خطأ في المعلومة نفسها وجزاه الله عنا خيرا فدائما ما نتعلم منه الفوائد والدرر، ونرجو أن ننتفع بنصحه وتوجيهه فإنني لستُ متخصصة في علم القراءات
فأرجو ممن لديه علم أن يعذرنا ويوجهنا إذا أخطأنا وجزاكم الله خيرا
ورغم أنني لم أحصل على ما أبتغيه من هذه الصفحة وتحول النقاش من الموضوع الذي طرحته لأجله إلى موضوع آخر لكني بالتأكيد استفدت جدا فما كان من خطأ فمني وما كان من صواب فبفضل من الله وكرمه وجوده وإحسانه، وأبرأ إلى الله أن أنسب لعلم من العلوم ما ليس منه بجهل مني والله يغفر لنا
وجزى الله الأخ الفاضل صدى الذكريات خيرا على ما فتح من آفاق في الحوار وعلى الأسلوب الراقي جدا في المدارسة، فقد كان قدوة صالحة لنا يجدر بنا أن نقتدي به في أي نقاش إن شاء الله وأثابه الله خيرا على صبره وحلمه وبحثه وجده واجتهاده
أحسن الله إليكم جميعا
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيك
هل تعني بأحكام الإخفاء والإقلاب ووو ... الخ أسمائها وتعريفاتها؟
أم تعني تطبيقها؟
واضح بارك الله فيكم أني أعني التطبيق
أما المصطلحات والتعريفات - في أي علم إنساني - فقلما تتوافق، فضلا عن أن تتطابق
بمعنى، أنت كباحث لغوي، هل كانت قواعد النحو من رفع الفاعل ونصب المفعول ... الخ موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هل تقول أن القرآن لم يرفع فيه الفاعل ولم ينصب فيه المفعول؟ فيكون هذا الضبط بالشكل ((مستحبا)) ويجوز لنا أن نخالفه لأنه اجتهادي من فعل البشر؟؟
إذا قلت أنه كان موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيلزمك الدليل
وإن قلت ليس موجودا فالرفع والنصب اجتهادي من تقعيد البشر ويقال فيه مثل ما ذكرتَ
الجواب باختصار - لأن التفصيل يقتضي محاضرات - لاشك أن الشعر الجاهلي - فضلا عن القرآن الكريم - كان يقرأ بالإعراب، والأدلة كثيرة، أهمها:
* أن الإعراب لم تتفرد به العربية، بل قد عرف في غيرها من اللغات السامية، وأقدمها الأكدية، التي يظهر فيها الإعراب جليا في قانون حمورابي. وكذا هو معروف - وإن بشكل أقل - في اللغة اليمنية القديمة، التي يسميها المستشرقون (العربية الجنوبية) وتعرفونها أنتم بالحميرية.
* أن أهم عنصر في الشعر هي الموسيقى، وفي القرآن الفاصلة .. ولو قرأنا أحدهما دون إعراب، لكان كلاما ركيكا.
على أن ما ألمحتم إليه قد ردده المستشرقون، وتابعهم عليه شيخ اللغويين في مصر إبراهيم أنيس، وهو أبرز خطأ وقع فيه. وليس خطأ لكنه خطيئة.
ومرة أخرى لا سواء، فأنتم جعلتم النحو الأصيل، كالتجويد المخترع.
فهل هذا كلام منطقي أو منضبط؟
وأين الإشكال فيه؟
فالتجويد العملي يا أخي كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والدليل هو عين الرواية المقروء بها وإلا فيلزمك أن تقول أن القراء اخترعوها من لدنهم!! وهذا بهتان عظيم
لكن التجويد النظري الذي هو تقعيد للتجويد العملي = قواعد النحو التي هي تقعيد للنطق العربي السليم
لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثله مثل كل العلوم بصيغتها الحالية
هذا الكلام غير صحيح البتة
نعم القراءات مسندة إليه (ص) باللفظ حرفيا - وليس كلها كذلك - أما التجويد - بالمعنى الذي نعرفه اليوم - فلم يعرفه الصحابة، فضلا عمن بعدهم.
وأعلى مراتبه أن يكون من وضع الخليل (175هـ)، اتصالا بعلمي الأصوات والعروض.
ونعم القراء اخترعوه، ومن الدليل قول أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - له (ص):
لو علمت مكانك، لحبرته لك تحبيرا.
الخلاصة: الإعراب معروف منذ ما قبل الميلاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التجويد فعلم حديث النشأة، تطور عن علم الأصوات، الذي أسسه الخليل (175هـ)
وجميع العلوم اللغوية - بما فيها علم القراءات - علوم حديثة، لم تكن زمن النبوة
ولذا؛ اختلفوا في تفسير الأحرف السبعة، ولا يستطيع أحد أن يرفع هذا الخلاف مهما زعم
وأنصح بقراءة كتاب (أبحاث في علم التجويد) د. غانم قدوري الحمد
وكذا النظر هنا
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 08:54]ـ
أخي الفاضل
هل قرأت المشاركات السابقة بدقة؟ أم فقط مررت عليها سريعا؟؟ أم أنني أسأت توضيح الكلام أم أين الخلل؟؟
هل طالبتك أو نقلت لك مطالبة أحد العلماء بوجوب إتقان علم التجويد ومقادير الغنن وأصواتها ومقادير المدود وضبط الفتحات والإمالات والتفريق بين صوت الغنن في الإخفاء والإدغام وو وو وو؟ أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،،
نعم قرأت لكني لم اجد الجواب المباشر الذي أطمئن إليه،،
فعلى فرض إني الآن: أقرأ القرآن الكريم بالإعراب الصحيح قراءة متقنة ولله الحمد موافقة لمصحف عثمان رضي الله عنه، لكن: لا أجيد التلاوة بالتجويد بالصورة المختلف عليها، فما هو القدر المعين الذي أخرج منه من إثم عدم القراءة بهذه الأحكام؟ وهذه الاحكام عندكم واجبة، فمن أين نأتي ونقول إن الحكم المجود المعين هذا يأثم والحكم الآخر لا يأثم؟ فهل يقال إن الذي يريد أن يتوضأ إن فعل كذا فقد أتم الواجب الذي عليه، وإن لم يفعل ذلك لم يتم الواجب؟ إلا بدليل من الشرع؟ يعنى إن تعلمت أحكام النون الساكنة والإدغام فقط، أكون آثم؟،، وإن تعلمت الإخفاء لكني أرقق الإخفاء المفخم، وأفخم الإخفاء المرقق فأكون آثم؟ وهكذا،، ثم بعد ذلك: لم أجيد الإدغام فجعلته مقدار حركة واحدة فأكون آثم؟
إذن المحصلة: أن آتي بجميع أحكام التجويد كبيرها وصغيرها حتى أخرج من الإثم، ويكون الإثم واقع علي بقدر تركي لباقي أحكام التجويد، وإلا فلا يوجد دليل من الشرع على التفريق بين الأحكام لأنها كما قلتم قد تدارسها النبي صلى الله عليه وسلم هكذا كلها، فإذا تركت حكم واحد سواء كان صغير أو كبير فأكون خالفت بذلك هدي وأمرالنبي صلى الله عليه وسلم، وتركت الحرف القرآني كما وصفتيه أنت حفظك الله تعالى،وبما أنه حرف قرآني فلا يترك والخلاصة: إني لا بد أن أكون الشيخ الحصري باعتبار إن الشيخ الحصري المرجع عند اختلاف الألفاظ عند أكثر المعلمين.
فكم عام أتعلمه من التجويد حتى أصل لمرحلة الشيخ الحصري؟ إن شاء الله تعالى.
على سبيل المثال قلتم حفظك الله:
فيجب عليك أن تقرأها (أمام الناس) بالروم المعبر عنه بالاختلاس (لأنه في وسط الكلمة) أو بالإشمام
أما لو كنت خاليا وأردت القراءة بالإشمام فلك أن تسقطه ويكون الصوت كأنه نون واحدة مشددة (في القراءة خاليا)
لأن المراد من الروم والإشمام هنا، هو إظهار وجود حرف غير منطوق به بصورة مشبعةهذا الوجوب والإباحة من أين أتينا بهما، وهي أحكام لا تأتي إلا من الشرع؟
أنا لا أطالب كل مسلم أن يكون الشيخ الحصري أو الشيخ عبد الباسط ولكن هناك حد أدنى فلا يمكنك أن تقرأ الحروف المدغمة مظهرة، ولا أن تقرأ الحروف المفخمة مرققة، وليس لك أن تقرأ مواضع المد بالقصر والعكس لأن هناك رواية والموضوع ليس مفتوحا وتقول أنا أفعل ذلك لأن التجويد ليس واجبا. أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،، من الذي يطالب؟، الذي يطالب حفظك الله هو شرع الله عز وجل ـ ولست أنا أو أنت أو أي أحد، ما الدليل عندك على أنني لو أتيت بالحد الأدنى أخرج من الإثم، وأنت قلت أن هذا أمر نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يتدارسونه لكي يبلغه لأمته؟ ليس لك حفظك الله أن تعيني أنت أو غيرك القدر المعين لأن هذا أمر أوجبه الله عندكم على عباده، فلا يكون القدر المعين الذي يخرج به المسلم من الإثم إلا من عند الله عز وجل، والتجويد واجب فيجب الأخذ به كله، أو تعطونا دليل من الكتاب والسنة على ان الحد الأدنى هو ما ذكرت أنت؟ وأنتم قلتم ان القراء لم يخترعوها من عند أنفسهم، هم كانوا ينقلونها، فالتحكم هذا فيما هو واجب على أهل الإسلام وما ليس بواجب من أين نأتي به؟
نعكس السؤال: هل ابتدع القراء الأئمة الموثقين المتورعين هذه الأحكام من لدنهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني هل تقول أي أخي الفاضل، أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ بهذه الأوجه وأن هؤلاء قرروا أن يفعلوا ذلك من ذات أنفسهم = أن هؤلاء مبتدعة! وأن القرآن محرف!!!!! لأنك لو قلت أنهم ابتدعوا في الغنن والمدود فما يمنع أن يخترعوا في الحروف والحدود؟؟؟؟!!!!! الذي أفهمه: كما تقولون إن القراء العشرة قد أخذوها بالسند، يعني مثال حتى أفهم الامر: عن زيد عن عبيد عن الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهل أمة الإسلام كلها من أولها لآخرها ليس فيها نقل لكتاب الله عز وجل إلا بعشرة أسانيد؟، بالتواتر تكون مائة؟ وباقي أهل الإسلام من أول " زيد " لغاية الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا بالملايين، لم ينقل فيهم أحد القرآن الكريم؟! أجيال بعد اجيال، حتى لو نظرنا الآن للمسلمين فكم واحد يحمل إجازة عن هؤلاء القراء؟! لا يوجد مقارنة أصلاً مع أكثر أهل الإسلام، فيكون القرآن الكريم محفوظَا في الصدور بالأحرف السبعة من لدن النبي صلى الله عليه وسلم للآن عن طريق أسانيد مليارات المسلمين باجيال المسلمين المتتابعة، فيكون قراءتهم بالإعراب الصحيح الموافق لرسم المصحف العثماني جائز لهم، أو قد يكون هو أحد الأوجه السبعة؟
انا لا أقرر هنا حفظك الله تعالى، معاذ الله، ولكن أقول ما يأتي في خاطري التي بالتاكيد ستقومي بتوجيهها وتفسريها إن شاء الله تعالى.
المثال البسيط الذي أريد أوضححه ويأتيني الرد عليه إن شاء الله تعالى:
إنه يوجد الآن ناس تحمل إجازات وهم قلة قليلة بل لا مقارنة مع مليارارت المسلمين، بل حتى منهم من قراءته ضعيفة جدا لو طبقنا عليها احكام التجويد!
ويوجد مليارات المسلمين الذين لا يحملون الإجازات لكنهم يقرأون القرآن الكريم كما هو مكتوب فيي مصحف عثمان رضي الله عنه.
لماذا لا يقال إن هذا إجماع عملي منهم على جواز القراءة بالإعراب الصحيح الموافق لمصحف عثمان دون الأحكام المختلف عليها؟
والمليارات من المسلمين يقرأون القرآن الكريم في الصلاة دون هذه الأحكام من التجويد المختلف عليها،
فتكون القراءات العشرة بأحكام التجويد المختلف عليها وجه من القراءة وقراءة اكثر المسلمين بالإعراب الموافق لمصحف عثمان بدون أحكام التجويد المختلف عليها وجه آخر من الأحرف السبعة؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 09:30]ـ
أنا شخصيا لا أرى أي نوع من التعارض بين الحديث المذكور وهو حديث حسنه الألباني في تخريج المشكاة وقال في صحيح الترمذي حسن صحيح،
وبين قوله صلى الله عليه وسلم:" الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران. وفي رواية: والذي يقرأ وهو يشتد عليه له أجران" رواه مسلم
وبين الصنف الثالث الذي لا يدخل في الصنفين المذكورين وهو المعرض الجاهل الذي يرفض التعلم!!
فالواقع لم أكن أعلم أن ملايين المسلمين اليوم معرضين جهلاء رافضين لتعلم قراءة كتاب ربهم في حين أنهم متهافتين على تعلم اللغات الأجنبية وعلوم التنمية البشرية، وعلوم الإنسانية جميعا!
وكلامك هذا يعني أنه هؤلاء الملايين لو كان صعب عليهم قراءته بالتشكيل فهذا دليل كاف في حد ذاته عن إسقاط هذا التكليف عنهم! حفظك الله، والإختلاف في التشكيل واقع أيضًا من اجل التيسير على المسلمين ما لم يغير المعنى، وما هو إختلاف القراءات أصلاً إلا إختلاف: تشكيل وإختلاف كلمات كاملة، واختلاف جمل كاملة؟ ": قال شيخ الإسلام: ((لَا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْحُرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا لَا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهَا مُتَّفِقًا أَوْ مُتَقَارِبًا كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ. وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَى أَحَدِهِمَا لَيْسَ هُوَ مَعْنَى الْآخَرِ؛ لَكِنْ كِلَا الْمَعْنَيَيْنِ حَقٌّ وَهَذَا اخْتِلَافُ تَنَوُّعٍ وَتَغَايُرٍ لَا اخْتِلَافُ تَضَادٍّ وَتَنَاقُضٍ وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا حَدِيثِ: {أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ إنْ قُلْت: غَفُورًا
(يُتْبَعُ)
(/)
رَحِيمًا أَوْ قُلْت: عَزِيزًا حَكِيمًا فَاَللَّهُ كَذَلِكَ مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ})) انتهى.
فلئن كان التيسير جاء للمسلمين حتى على حساب التشكيل والحروف والكلمات والجمل باكملها، فمن باب اولى يتم التيسير في القدر الزائد عن كل ذلك وهو مقدار الحركات في الغنن والإخفاء وغير ذلك.
والحديث يبين مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التيسير والتهوين على أمته،، ففي الروايات أنه صلى الله عليه وسلم دعا الله عز وجل بقوله يارب خفف على أمتى، وفي رواية يارب هون على امتى، فيزداد حرف القراءات ـ فيدعوا النبي صلى الله عليه وسلم رب العالمين، يارب خفف خفف، او هون هون وهكذا، حتى وصلت لسبعة أحرف.
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يمدها؟؟
كيف يمد ببسم الله؟ والرحمن؟؟ والرحيم؟؟
هل يمد كل واحدة مدا طبيبعا يوفيه فلا يجعله مبتورا؟ (هذا يعني أنني نقرأ بهذا الوجه في جمييييييييع القراءات)
هل يمد زيادة عن المد الطبيعي فيمد أربع أو 6 حركات
أم ماذا؟
إذا كان عندك ضبطا شفهيا لهذه الصورة افعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا لم يكن عندك فماذا يمكننا أن نفعل؟ نتكلف صورة غير منقولة لنا مشافهة أم نكتفي بالصور المنقولة لنا؟ الإشكال حفظك الله تعالى، إن جميع القراءات الموجودة الآن متفقة كلها على عدم تغيير أى شىء في {بسم الله الرحمن الرحيم} والله اعلم ..
ولا احد في هذه القراءات يمد في بسم الله، ولا يمد في الرحمن، ولا يمد في الرحيم،
فالسؤال هو بصدق: هذه هي القراءة التي كان يقرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها أقرب الناس وهو الصادق الصدوق أنس رضي الله عنه، فلو كان للنبي صلى الله عليه وسلم طريقة أخرى يقرأ بها البسملة من غير مدود كما في القراءات، لكان ذكرها لنا أنس رضي الله عنه، فكيف يغفل أنس ابن مالك عن نصح المسلمين في هذا الأمر؟
يعني الذي أعرفه لكان قال انس: كان يمد النبي مرة ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم،، وكان احيانا لا يمد بها!
والعجيب إنى صليت مرة خلف رجل لا يجيد التجويد، وكان يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم!
فكيف يكون القراءات الموجودة الآن ليس فيها القراءة التي قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم؟
وهذا الإختلاف في مقدار المدود فقط من ضمن المختلف عليه في هذا الموضوع، وليس فيه مخالفة للرسم العثماني، فعد نقل القراء لذلك لا يقدح فيهم لأنهم لم يتجاوزوا المصحف العثماني، ولكن يوحي لنا أن هذه الأحكام احكام التجويد المختلف عليها، يكون فيها كلام، إذ لو كانت هذه القراءة (مقدار المدود) من النبي صلى الله عليه وسلم تدخل ضمن الحرف القرآني، لما كان غفل عنها القراء والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 09:42]ـ
هذا الكلام غير صحيح البتة
نعم القراءات مسندة إليه (ص) باللفظ حرفيا - وليس كلها كذلك - أما التجويد - بالمعنى الذي نعرفه اليوم - فلم يعرفه الصحابة، فضلا عمن بعدهم.
وأعلى مراتبه أن يكون من وضع الخليل (175هـ)، اتصالا بعلمي الأصوات والعروض.
ونعم القراء اخترعوه، ومن الدليل قول أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - له (ص):
لو علمت مكانك، لحبرته لك تحبيرا.
الخلاصة: الإعراب معروف منذ ما قبل الميلاد.
أما التجويد فعلم حديث النشأة، تطور عن علم الأصوات، الذي أسسه الخليل (175هـ)
وجميع العلوم اللغوية - بما فيها علم القراءات - علوم حديثة، لم تكن زمن النبوة
ولذا؛ اختلفوا في تفسير الأحرف السبعة، ولا يستطيع أحد أن يرفع هذا الخلاف مهما زعم
وأنصح بقراءة كتاب (أبحاث في علم التجويد) د. غانم قدوري الحمد
وكذا النظر هنا
السلام عليكم
أخي الباحث اللغوي .. هل بحثت في هذه المسألة قبل أن تصدر حكما كهذا؟
هل التجويد مخترع؟
دعني أبين لك الأمر بهدوء:
التجويد التطبيقي أساسه في ثلاث:
المخارج والصفات
والغنن
المدود
وهذا الحديث يبين لك أمرا:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما رواه سعيد بن منصور في سننه أن عبد الله بن مسعود كان يُقرئ رجلاً، فقرأ الرجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (التوبة: من الآية60) مرسلة (19) ( http://www.almahajjah.net/%5C%22http://www.m-alnaser.com/Pages/3_ReportS_Pages/3_4_Telauh.htm#_ftn19%5C%22). فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله \"، فقال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرّحمن؟ فقال: {لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} فمدّها (صححه الألباني رحمه الله ( http://www.almahajjah.net/%5C%22http://www.m-alnaser.com/Pages/3_ReportS_Pages/3_4_Telauh.htm#_ftn20%5C%22).
ما رأيك في هذا الحديث؟
قد تقول اجتهاد صحابي .. فماذا تقول في قول الصحابي الجليل ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ما هكذا أقرأنيها رسول الله (ص)) أليس هذا المد أخذه عن رسول الله (ص)؟
ويلحق به سائر الأحكام العملية من إدغام وغيره. لأنه هكذا إلينا وصلا، واختلاف القراء من إثبات أحدهم غنة في "ل ـ ر" مثلا وتركه آخرون يقال فيه ما قيل في اختلاف الصحابة في التلقي عن رسول الله (ص).
أما هذا القول: قال ابن قدامة عن الإمام أحمد بن حنبل: (ولم يكره قراءة أحد من العشرة، إلا قراءة حمزة و الكسائي، لما فيها من الكسر والإدغام والتكلف وزيادة المد) ا. هـ
لاحظ معي قوله "ولم يكره قراءة أحد من العشرة، إلا قراءة حمزة و الكسائي " يعني بقية القراء لا دخل لهم في كراهة الإمام أحمد رحمه الله.
ولو كان الإدغام بعينه مقصودا بالكراهة لكره قراءة أبي عمرو البصري وهو ملك الإدغامات وكذا يعقوب من بعض طرقه وغيرهما ممن ادغموا في بعض الكلمات والأحرف.
والسؤال: ما مقصد الإمام أحمد بكراهته للإدغام؟
لماكان الكراهة متعلقة بحمزة والكسائي كان الجواب يسيرا .. لأن الإمام أحمد كان يكره المد الطويل المفرط لحمزة ـ كما بينته لك في هذا الرابط http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1386&page=25 ـ وهناك في قراءة حمزة تعلق كبير بين الإدغام والمد في نحو:
(والصافات صفا ـ فالزجرات زجرا ـ فالتاليات ذكرا ـ والذاريات ذروا) وغيرها مما يدغم فيه حمزة مع المد المشبع لعلهما سبب الكراهة .. وإلا لم يكره بعض القراءات الأخري التي هي أكثر إدغاما من الإمام حمزة؟
وأختم ببعض النقولات مما كتبه الإخوة ونقلوه في هذا الصدد:
قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في كتابه: (تاريخ الإسلام) *:
" قد كره قراءةَ حمزة ابنُ إدريس الأودي و أحمدُ بن حنبل و جماعة، لفرط المد و الامالة و السكت على الساكن قبل الهمز و غير ذلك؛ حتى إن بعضهم رأى اعادة الصلاة إذا كانت بقراءة حمزة و هذا غلوٌّ.
و الذي استقرَّ عليه الاتفاق و انعقد الاجماع على ثبوت قراءته و صحتها، و إن كان غيرها أفصح منها، إذا القراءات الثابتة فيها الفصيح و الأفصح ".
ـــــــــــ
* بواسطة: (كلمات في العلم و أدب الطلب ... )، مستخرجة من كلام الحافظ الذهبي، تحقيق و تعليق: د. جمال عزون. نشر مكتبة: المعارف
الإنكار على قراءة حمزة هي على ما رأوه من تكلف وزيادة في الهمز والمد وغيرها من بعض من يقرأ بقراءة فزاد وشطح عن الجادة
ولذا ورد عن الإمام حمزة الزيات أنه قيل له: إن أحد تلاميذك همز حتى انحل إزاره فقال:
لم آمره بهذا ألم يعلموا أن ما فوق البياض فهو برص وما فوق الجعودة فهو قطط وما فوق القراءة فليس بقراءة.
وأنقل للأخ السائل كلاما لإمام الحديث في عصرنا وهو الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ حول هذه المسألة.
قال شيخنا ـ رحمه الله ـ في مختصر العلو (ص 198 - 199)
" قلت: انعقد الإجماع بأخرة على تلقي قراءة حمزة بالقبول والإنكار على من تكلم فيها فقد كان لبعض السلف والصدر الأول فيها مقال، وكان يزيد بن هارون نهى عن قراءة حمزة وقال ابن مهدي لو كان لي سلطان على من يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره وكان أحمد بن حنبل يكره قراءة حمزة لما فيها من المد المفرط والسكت وتغيير الهمزات في الوقف والإمالة وغير ذلك.
قلت (الألباني) يكفي حمزة شهادة مثل الإمام سفيان الثوري له فإنه قال {ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر} مات سنة ثمان وخمسين ومائة " ا. هـ كلام الشيخ رحمه الله.
ال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان 1/ 161
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد ماساق جملة من مثل هذه الاقوال (كراهة الإمام احمد لقراءة حمزة)
قال: والمقصود: أن الأئمة كرهوا التنطع والغلو في النطق بالحرف.) ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 10:53]ـ
بخصوص أصل الموضوع:
هذا نقل عن الإمام الذهبي رحمه الله في زغل العلم - نقله الشيخ بكر أبو زيد في كتابه: بدع القراء:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين
اعلم أن في كل طائفة من علماء هذه الأمة ما يذم ويعاب فتجنبه
علم القراءة والتجويد
فالقراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف والتنطع في تجويدها بحيث يشغله ذلك عن تدبر معاني كتاب الله تعالى ويصرفه عن الخشوع في التلاوة لله ويخليه قوي النفس مزدريا بحفاظ كتاب الله تعالى فينظر إليهم بعين المقت وأن المسلمين يلحنون وبأن القراء لا يحفظون إلا شواذ القراءة.
فليت شعري أنت ماذا عرفت وما علمك؟ وأما عملك فغير صالح! وأما تلاوتك فثقيلة عريّة عن الخشية والحزن والخوف!
فالله يوفقك ويبصرك رشدك ويوقظك من رقدة الجهل والرياء
وضدهم قراء النغم والتمطيط وهؤلاء في الجملة من قرأ منهم بقلب وخوف قد ينتفع به في الجملة فقد رأيت من يقرأ صحيحاً ويطرب ويبكي
نعم ورأيت من إذا قرأ قسى القلوب وأبرم النفوس وبدل كلام الله تعالى!
وأسوأهم حالاً الجنائزية والقراء بالروايات وبالجمع فأبعد شيء عن الخشوع وأقدم شيء على التلاوة بما يخرج عن القصد وشعارهم في تكثير وجوه حمزة وتغليظ تلك اللامات وترقيق الراآت
اقرأ يا رجل واعفنا من التغليظ والترقيق وفرط الإمالة والمدود ووقوف حمزة
فإلى كم هذا
وآخر منهم إن حضر في ختمه أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت والتهوع بالتسهيل وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا أبو فلان فاعرفوني! فإني عارف بالسبع!!
إيش يُعمل بك لا صبحك الله بخير؟ إنك حجر منجنيق ورصاص على الأفئدة!!.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلم الأخوة بارك الله فيهم عن (التنطع في علم التجويد) وكل أدلى بدلوه ولكن تكلم أحد الأخوة بكلام أظن أنه جانب الصواب فيه والأخ هو الباحث اللغوي حيث قال:
(وعلى هذا فهو ليس تشريعا نبويا فلا نحتاج الفتيا فيه لأنه ببساطة وقع بعد زمن النبوة وكل حادث بعده (ص) ان كان ايجابيا كأيقاع عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر حد الخمر ثمانين وطلاق الثلاث بائنا بينونة كبرى فهو قابل للتعديل بحسب الزمان والمكان). أقول مذكرا أخي والأخوة الباقين أن أنشغالكم بالكلام عن التجويد لايعني التغافل عما طرحه الأخ لأن هذه المسألة من المسائل المهمة في ديننا أكثر من البحث الذي تتكلمون فيه وهي أن عمر أجتهد بما قاله الأخ نعم اجتهد واجتهاده مقبول لأن النبي (ص) قال (اقتدوا بالذين من بعدي أبوبكر وعمر) ثم اني أذكر أخي أن اجتهاد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد أجمع عليه صحابة النبي (ص) فمن أين لك أن هذا الأجماع يمكن كسره في أي زمان ومكان. وقال
(أما الأحكام الشرعية فهي منقولة بالكتاب والسنة الصحيحة بنصوص خاصة قاطعة في معظمها). أقول من قال هذا الكلام ونحن نسمع ونقرأ من أهل العلم أن النصوص غالبها ظنية الدلالة عامة خصوصا الأحكام الشرعية الا القليل. وقال
(قد ضربت لكم مثلا بأجتهاد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فهو محدود بزمانه ومكانه وليس بالضرورة صالحا لكل زمان ومكان كما هي النصوص النبوية الصحيحة فضلا عن آ الذكر الحكيم). أقول أنك متسرع ياأخي وهل قول النبي (ص) (أقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر) أليس نصا قطعيا كما تزعم وهل لنا أن نتركه لأنه محدود بزمان ومكان. وقال
(يُتْبَعُ)
(/)
(ونعود الى أصل التشريع فليس تشريع الصحابي_ فضلا عمن دونه_ بملزم لمن بعده بل اجتهاده حوار دوار يؤخذ منه ويرد} أقول متى كان الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مشرعين وهل المشرع الا الله (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) والنبي (ص) مبلغ عن الله بل أقول لك كلام أبي بكر وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في غير مخالفة لآية أو حديث للنبي (ص) ملزم بنص حديث رسول الله (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر). أما قول الصحابي فهو حجة اذا لم يخالف آية أو سنة أو خالفه صاحب مثله. أسال الله أن يكون كلام الأخ تسرعا لا قصدا وأسال الله أن يوفقنا للصواب انه سميع قريب والله أعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 04:45]ـ
فمن أين لك أن هذا الأجماع يمكن كسره في أي زمان ومكان
ظلت المحاكم المصرية تقضي بهذا أكثر من ألف سنة، ثم تنبه الشيخ شلتوت رحمه الله إلى أن هذا ليس تشريعا نبويا، ولكنه اجتهاد عمري، ومذهب حنفي
فطالب بتغيير قانون الأحوال الشخصية، ولم يتم هذا إلا منذ سنوات
وفرق بين تفرد الصحابي، وبين إجماعهم
أقول من قال هذا الكلام ونحن نسمع ونقرأ من أهل العلم أن النصوص غالبها ظنية الدلالة عامة خصوصا الأحكام الشرعية الا القليل
بارك الله فيك، لا تناقض بين قولك وقولي لو تأملت، وقصدي هو قطعية الثبوت، لا قطعية الدلالة
أقول أنك متسرع ياأخي وهل قول النبي (ص) (أقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر) أليس نصا قطعيا كما تزعم وهل لنا أن نتركه لأنه محدود بزمان ومكان.
فهل أنت تورث الجدة كما فعل أبوبكر، أم تمنعها كما فعل عمر؟
وهل سنتهما رضي الله عنهما، ملزمة للمسلمين كالتشريع النبوي إلى يوم القيامة؟
متى كان الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مشرعين وهل المشرع الا الله (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) والنبي (ص) مبلغ عن الله بل أقول لك كلام أبي بكر وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في غير مخالفة لآية أو حديث للنبي (ص) ملزم بنص حديث رسول الله (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر). أما قول الصحابي فهو حجة اذا لم يخالف آية أو سنة أو خالفه صاحب مثله
قصدت بالتشريع المصطلح القانوني
أليست البرلمانات تسمى سلطة تشريعية؟
أما قول الصحابي الواحد - وإن كان حجة - فليس ملزما إلى قيام الساعة، بل يخضع للمصلحة والزمان والمكان؛ فليس معصوما، بعكس إجماع الصحابة المعصوم. وقول الصحابي الواحد أدنى من الحديث الضعيف
فهل تأخذ حكما من الحديث الضعيف؟
أرى أنك ستغلو فتجعل قول الصحابي كالحديث الصحيح
وحينئذ تقول ما قال الشيعة: الرسول وعلي واحد
الرسول الأول، وعلي الأول مكرر
انتبه بارك الله فيك
مصدر تشريعنا الوحيد هو رب العزة
ولم يكن لرسوله إلا بوحي، وليس من عند نفسه صلى الله عليه وسلم
فضلا عمن دونه
أرى الناس سيهلكون، أقول لهم قال رسول الله، فيقولون قال أبوبكر وعمر
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 04:57]ـ
بخصوص أصل الموضوع:
هذا نقل عن الإمام الذهبي رحمه الله في زغل العلم - نقله الشيخ بكر أبو زيد في كتابه: بدع القراء:
أحسنت بهذا النقل
بارك الله فيك
فهو خير تعبير عن واقع هؤلاء
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 09:13]ـ
أرى الناس سيهلكون، أقول لهم قال رسول الله، فيقولون قال أبوبكر وعمر
أخي الباحث اللغوي
لماذا تضع لنا هذه العبارات القوية الرنانة؟ فوالله لنحن أحق بها منك
فكلامنا عن علم برواية القرآن وأسانيده وقراءه، وأخذ عن العلماء والقراء المتقنين، وكلامك ليس فيه قال الله ولا قال رسول الله ولا استدلال سليم لك فيه سلف، وتعذرني إن قلت لك أن معظمه خلط وتخبط
فلا قولك في المسائل الفرعية منضبط ولا قولك في قول الصحابي منضبط ولا قولك في التجويد ومسائله منضبط حتى أنني احترت علام أرد وماذا أترك.
فأكتفي بما ذكره الإخوة ردا على كلامك لأن الرد عليك يحتاج وقت وجهد وخروج عن الموضوع ثم جدال وجدال وجدال والنتيجة معروفة مسبقا لا أنت ستقتنع ولا نحن سنقتنع بكلامك فاسترح يا أخي وقل ربي زدني وإخواني علما وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والهمنا رشدنا جميعا وأسأل الله ألا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
أخي صدى الذكريات تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل أمة الإسلام كلها من أولها لآخرها ليس فيها نقل لكتاب الله عز وجل إلا بعشرة أسانيد؟، بالتواتر تكون مائة؟ وباقي أهل الإسلام من أول " زيد " لغاية الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا بالملايين، لم ينقل فيهم أحد القرآن الكريم؟! أجيال بعد اجيال، حتى لو نظرنا الآن للمسلمين فكم واحد يحمل إجازة عن هؤلاء القراء؟! لا يوجد مقارنة أصلاً مع أكثر أهل الإسلام، فيكون القرآن الكريم محفوظَا في الصدور بالأحرف السبعة من لدن النبي صلى الله عليه وسلم للآن عن طريق أسانيد مليارات المسلمين باجيال المسلمين المتتابعة، فيكون قراءتهم بالإعراب الصحيح الموافق لرسم المصحف العثماني جائز لهم، أو قد يكون هو أحد الأوجه السبعة؟
انا لا أقرر هنا حفظك الله تعالى، معاذ الله، ولكن أقول ما يأتي في خاطري التي بالتاكيد ستقومي بتوجيهها وتفسريها إن شاء الله تعالى.
أقول لك الإجازة لها شروط، وكلما كان الشرط أقوى كان الشيخ متقن، فمنهم من يقبل بمجرد العرض قراءة ومنهم من يقبل بعرض سورة وهذا منتهي الضعف، ومنهم من لا يقبل إلا بعرض القرآن كاملا عن ظهر قلب وهذا من أقوى الشروط
والشيوخ والأسانيد معروفة للمهتمين بهذا العلم جدا، بل لايزال هناك جرح وتعديل في أسانيد القرآن إلى اليوم، فعدم علمك بالشيء لا يعني عدمه.
ثانيا
مثلا قارئ يقرأ بحفص وبورش وقالون ويعرف أصول القراء ولا يقرأ بهم
ولكن إجازته في حفص عن عاصم فقط!
رغم أنه يجيد قراءة قالون وورش
لماذا؟
لأنه لم يعرض القرآن عرضة كاملة على شيخ متقن برواية ورش أو قالون ولم يقرأ بالجمع على شيخ متقن فتكون إجازته بالقراءات كلها ويدخل فيها رواية ورش وقالون وغيرها
إذا اتصال الاسناد يعني عرضة كاملة على شيخ متقن بهذه الرواية
وهذا غاية العلم في القراءة فهل تريد أن يكون كل أهل الإسلام غاية الاتقان وغاية العلم بالرواية وحاصلين أجمعين على إجازات وأسانيد؟؟
فمثلا أنت تتقن الوضوء والصلاة وتعرف الخلاف في المسائل، هل تصير بذلك عالم فقه أو مفتي؟؟ ومجاز في الفقه؟؟
فليس معنى أنني أتقن قراءة ورش أنني مجازة فيها! تماما كما لا يعني معرفتك بالوضوء والصلاة وإتقانك للخلاف والترجيح في هذه المسألة لا يعني أنك مفتي!
تقول أن الحد الأدنى في الوضوء معروف كيف عرفته؟؟ من نفسك ولا من الروايات والنقول وتفسير العلماء؟؟
كذلك القراءة الحد الأدنى تعرف بالتلقي عن شيخ متقن أو حتى ربع متقن ولكن هو يقول لك هكذا أنت لم تخل إخلالا يؤدي للإثم
المثال البسيط الذي أريد أوضححه ويأتيني الرد عليه إن شاء الله تعالى:
إنه يوجد الآن ناس تحمل إجازات وهم قلة قليلة بل لا مقارنة مع مليارارت المسلمين، بل حتى منهم من قراءته ضعيفة جدا لو طبقنا عليها احكام التجويد!
ويوجد مليارات المسلمين الذين لا يحملون الإجازات لكنهم يقرأون القرآن الكريم كما هو مكتوب فيي مصحف عثمان رضي الله عنه.
لماذا لا يقال إن هذا إجماع عملي منهم على جواز القراءة بالإعراب الصحيح الموافق لمصحف عثمان دون الأحكام المختلف عليها؟
والمليارات من المسلمين يقرأون القرآن الكريم في الصلاة دون هذه الأحكام من التجويد المختلف عليها،
فتكون القراءات العشرة بأحكام التجويد المختلف عليها وجه من القراءة وقراءة اكثر المسلمين بالإعراب الموافق لمصحف عثمان بدون أحكام التجويد المختلف عليها وجه آخر من الأحرف السبعة؟
أولا:
أين لك هذه الإحصائيات؟؟ توقع من نفسك؟؟ أم دراسة ميدانية؟
ثانيا:
ملايين المسلمين اليوم قبوريين، ومبتدعة، ملايين المسلمات اليوم بدون نقاب وبدون حجاب أيضا ملايين المسلمين اليوم شيعة، ملايين النساء تصلي بدون تغطية القدمين، أهذا إجماع عملي على صحة هذا؟ وما هو ضابط الإجماع العملي أصلا؟؟
قال تعالى:" قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث" فلو كانت الكثرة سببا للترجيح لكانت كارثة، فضلا عن أن تقول إجماع
ومن قال بهذا الإجماع العجيب؟؟
ثالثا:
معلوم أن أهل المغرب العربي يقرأون بورش، وأن الأجانب الداخلين في الإسلام نقرأهم بالرواية التي تعتبر يسيرة على ألسنتهم الأعجمية و .... الخ
فهذا هو التيسير وليس أن يقرأ كل من شاء كيف شاء.
رابعا:
(يُتْبَعُ)
(/)
من قال لك أن هؤلاء المليارات يقرأون القرآن بالإعراب الصحيح؟؟ يا أخي يكون القارئ متقن وحاذق ثم يسقط في الخطأ في التشكيل!! فكيف بمن لم يقرأ على شيخ حاذق من الأساس؟؟
خامسا:
أنت أجزت في ثنايا كلامك الذي سيأتي أن يغير المرء التشكيل، باعتبار أن اختلاف التشكيل من التيسير، فما هو الحد الأدنى عندك في عدم تغيير التشكيل؟؟ وما هو الحد الأدنى بناء على كلامك كله لنقول هذا تحريف لكتاب الله أو هذه قراءة صحيحة؟ من أين ستأتي بالقواعد اللازمة لذلك؟؟ من الذهن؟؟
سادسا:
على أساس ما ذكرت في كلامك السابق والتالي، ما الإشكال في قول الشيعة أن المصحف الحالي ربع المصحف الحقيقي وأن هناك مصحف فاطمة و ... الخ الخزعبلات هذه؟؟ تيسير برضه، ويكون اخفاء باقي المصحف تيسير عشان الناس لما تحفظ تحفظ الربع فقط. ويصلوا به أما الخواص فلهم باقي الثلاث أربع
سابعا:
أين هذا الكلام من كتاب وسنة على نهج السلف الصالح؟؟
وأذكرك أخي الفاضل أن الأساس أننا لا نأخذ القرآن من مصحفي (يعني من رجل يقرأ من المصحف)، وأن الأصل أن العرب أمة أمية لا تقرأ وبالتالي أن الأساس أنك تقلد قارئ وليس الأساس أنك تمسك المصحف بنفسك وتقرأ، فما الذي يفرق لك بأن تقرأ بالتشكيل وتترك الغنن والمدود؟؟ من حعل التشكيل حدا أدنى وجعل التجويد زيادة وخلاص؟
أسألك أخي أنت تقول أنك تقرأ القرآن بالإعراب متقنا ماذا تعني بهذا؟ ما هوالحد الذي قلت به هذا الكلام
يعني على الأقل عندما تقرأ على شيخ ويقول لك هذا حد أدنى فهو أخذه رواية ويعلم عم يتكلم أما كلامك فمن أين؟؟ بعد الرواية لا يبقى إلا الهوى.
أتنطق الضاد من مخرجها؟ ولا تفخم الدال وتقول هي ضاد؟
أتنطق الجيم من مخرجها ولا تنطقها مثل القاهريين؟؟
أتنطق القاف كما يقولها أهل الخليج أم تنطقها قاف سودانية أم همزة مصرية؟؟
إذا كنت تقرأ متقنا فلابد أنك تقرأ الحرف العربي ولا ستنطق القرآن بلهجتك؟ مين أين أخذته؟؟ من الرواية؟؟ فلم تفرق بين المتماثلين؟؟ لو كنت أخذته برأيك وهواك فـ ... لا تعليق.
أسألك تقرأ كلمة مثل (أنباء) بالنون أم بالميم؟؟ لماذا؟ ما الفرق بين تشكيل مبنى الكلمة وبين اقلاب النون ميما في نفس الكلمة؟؟ لماذا لا نقرأها (إنباء؟) بكسر الهمزة
(ألم) أول البقرء و (ألم) في سورة الفيل، من أخبرك أن هذه (الف لام ميم) وأن هذه (ألم) الرواية؟؟ لماذا لم تقرأ الأولى في سورة البقرة (ألم)؟؟ هل ستقول الرواية؟؟ أقول لك ما الفرق بين الرواية في هذه وتلك؟؟ وما الدليل على هذا التفريق ولا تقل لي التيسير لأنها كلمة مطاطة فما هو صعب على زيد يسير جدا على عمرو
الأطفال الصغار الذين تلقوا القرآن من الصغر يقرأون الضاد عربية فصيحة من مخرجها كأتقن قارئ في العالم، بدون أن يتعلموا النظري، فقط بمجرد التقليد والتلقي، وهذا شاهدته بعيني، والناس تصرخ وتقول الضاد صعبة!! فما هو مقياس الصعوبة واليسر؟
هل تقف على مرسوم الخط أم بالزيادات الإعرابية؟؟ مثل كلمة سواءً تقف عليها بهمز ساكنة أم بالألف؟؟ وتسمة عوضا عن التنوين؟؟ من أين تعرف هذا ورسم المصحف ليس فيه هذه الألف؟؟ بالرواية؟ أم تجيز أن تنقص حرف من كتاب الله؟؟
تقف على (نعمت ونعمة) بالتاء ولا بالهاء؟؟
هل تجيز أخي أن يقرأ القارئ موضع فيه واو بغير واو؟؟ يعني مثلا قوله تعالى:" وأنتم الأعلون" يقرأه،أنتم الأعلون وتقول أحرف سبعة؟؟ وتيسير؟؟
هل إذا حفظت سورة وقرأتها غيبا على شخص فردك في تغيير واو العطف بالفاء أو العكس تقول له: أنت مخطئ هذا ليس خطأ الأحرف سبعة وتيسير؟؟
هل ستقول في أنه يجوز القراءة بالمعنى؟؟ ونقرأ في الصلاة بالمعنى؟
إذا سمحت ترد على كل سؤال، وهذه تكاد تكون المرة الثالثة التي أطرح فيها الأسئلة لا مجيب
وسيظل الحوار يدور في حلقة مفرغة لأن أصل هذا العلم المشافهة وقتها عندما أقول لك هات غنة فتأتيني بغنة مشافهة وأنا أوقن أن صوتها خاطئ فأُمِرها لك تعرف قدر هذا الحد الأدنى، وتعرف معنى التيسير.
ولكن الحد الأدنى لا يعني أن تحصل على إجازة بالقراءة والإقراء وأنت تأتي بالحد الأدنى فقط الذي لا ينضبط إلا مشافهة وبعلم لا بهوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
حفظك الله، والإختلاف في التشكيل واقع أيضًا من اجل التيسير على المسلمين ما لم يغير المعنى، وما هو إختلاف القراءات أصلاً إلا إختلاف: تشكيل وإختلاف كلمات كاملة، واختلاف جمل كاملة؟ ":
أخي صدى الذكريات إما أنك لا تدرك لازم قولك وإما أنني لم أفهم عبارتك!! وأتمنى أن يكون العيب في فهمي
الاختلاف في التشكيل واقع نعم بالرواية وليس بالهوى
والاختلاف في الأداء واقع بالرواية وليس بالهوى
وكلامك الآن كأني بك تقول من حق كل مسلم أن يقرأ القرآن بالهوى لا بالرواية سواء في باب التشكيل أو في باب الغنن والمدود
فما رأيك بما أن فيه أحرف سبعة وأوجه تشكيل نقرأ مثلا قوله تعالى: "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " نقرأها قل هلموا أتل ما حرم ربكم عليكم
هكذا بلا رواية متصلة ونقول نزل على سبعة أحرف وليس من حق أحد أن يقول أن هذه ليست من الأحرف السبعة فقد تكون منه وقال ابن مسعود في الاحرف السبعة (هلم أقبل تعال)
وزيد يقرأ كما يشاء،وعمرو يتفنن فيما يريد، وجوزيف وشنودة أيضا يدلو بدلوه!!
ومن أحب أن يعمل غنة في القاف الساكنة لا بأس هذا تيسير
ومن أحب أن يقلقل الخاء وماله عادي تيسير برضه
واللي نفسه يغير كلمة أو آية مثلما يفعل الصوفية ويقرأ " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" يقرأها " من ذلّ ذي يشفع" وأهو نفس الوزن برضه
وهلم جرا .....
فرجاء لا تعيد كلامك وأجب على كلامي مباشرة ماذا تريد؟؟ ما هو الذي تريد أن يكون؟؟ أنت تقول لا أنا ولا أنت نشرع نعم، لكن عندنا روايات وأراء مصدرها الهوى لا المشافهة ولا الرواية، بأيهما تأخذ بالرواية أم بالرأي؟؟
ما هو ضابط حدك الأدنى الذي تقوله؟؟ ومن أين جئت به؟؟
الإشكال حفظك الله تعالى، إن جميع القراءات الموجودة الآن متفقة كلها على عدم تغيير أى شىء في {بسم الله الرحمن الرحيم} والله اعلم ..
ولا أحد في هذه القراءات يمد في بسم الله، ولا يمد في الرحمن، ولا يمد في الرحيم،
فالسؤال هو بصدق: هذه هي القراءة التي كان يقرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها أقرب الناس وهو الصادق الصدوق أنس رضي الله عنه، فلو كان للنبي صلى الله عليه وسلم طريقة أخرى يقرأ بها البسملة من غير مدود كما في القراءات، لكان ذكرها لنا أنس رضي الله عنه، فكيف يغفل أنس ابن مالك عن نصح المسلمين في هذا الأمر؟
ما هو المد يا أخ صدى الذكريات؟
أليس المد الطبيعي يسمى مدا؟؟
فلا تقول اتفقت القراءات على ترك المد لأن القراءات كلها يقرأونها بالمد ... الطبيعي
فقولك هذا قول بلا علم بالقراءات والتجويد
لو كانت بغير مد أصلا تقرأ هكذا: الرحمان =الرحمن (بدون ألف أصلا)
الرحيم = الرحِم بدون ياء
الله بدون الالف بعد اللام الثانية
وأنت تقول كيف يغفل الصحابي عن نقل كذا وكذا أقول لك أن في باب الرواية في الحديث هناك صحابة مقلين ومكثرين فهل المقلين سكتوا عن الرواية غفلة أم عمد أو لظروف أم ماذا؟ أم لعلم وعدم علم؟
ألم يكن هناك منهم متصدرين للفتوى والرواية وهناك غيرهم لم يفعلوا؟
ألا نقدم رأي الصحابي الفقيه على غيره ممن ليس فقيها؟
كذلك هناك منهم قراء مهرة يقرأ الناس عليهم لماذا لم يختر أبو بكر أنسا لنسخ المصحف إن كان عليما بكل شيء في القراءة؟
أعود فأقول لك إذا كانت عندك رواية مسندة شفهية بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم بقدر زائد عن المد الطبيعي فهاتها وإلا فالتزم بما اتصلت به الأسانيد مشافهة، وإلا فتكييفك لقراءة لم تصلك مشافهة هو من قبيل الرأي فأيهما تقدم الرأي أم الرواية؟
وهذا الإختلاف في مقدار المدود فقط من ضمن المختلف عليه في هذا الموضوع، وليس فيه مخالفة للرسم العثماني، فعد نقل القراء لذلك لا يقدح فيهم لأنهم لم يتجاوزوا المصحف العثماني، ولكن يوحي لنا أن هذه الأحكام احكام التجويد المختلف عليها، يكون فيها كلام، إذ لو كانت هذه القراءة (مقدار المدود) من النبي صلى الله عليه وسلم تدخل ضمن الحرف القرآني، لما كان غفل عنها القراء والله أعلم. .
أضحك الله سنك يا أخي
ألا يوحي لك هذا بأنهم إنما قرأوا كما تعلموا؟؟ وعندك أثر ابن مسعود السابق:" فاقرأوا كما علمتم" يعني لم يخترعوه من عندهم لمجرد أنه يوافق الرسم العثماني
(يُتْبَعُ)
(/)
وتشكيكك في القراء غلط فاحش لم أتخيل أن يصدر منك، من من العلماء قال هذا الكلام؟
أنا لا أفهم كيف تواتينا الجرأة أن نقول هذا الكلام الذي لازمه أن القرآن محرف فمن يخترع من عنده غنة يخترع حرف وكلمة و ....... الخ
فمن قال أن القراء اخترعوا التجويد؟؟
يا الله
يجلس الواحد منهم فيقول امممم يا سلام الغنة هنا حلوة عاملة صوت لطيف خلاص نخليها غنة، أما هنا لالالالا خليها إظهار ولا أقولكم إقلاب امممممممم ياسلام على المد هنا أهو برضه أحسن من عدمه، اممممم لالالالا الهمزة هنا صعبة ((نسهلها)) اممممممم ايه ده السكون هنا صعب أوي افتح يا عم الحرف أو ضمه وأهو برضه ينفع
يعني بالله عليك ينفع كدة؟؟
وما هو مستندك؟؟ أين قول العلماء؟؟ وأين النقل؟؟ وكيف هذا التشكيك في الأئمة؟؟ أتقولون على الله ما لا تعلمون؟؟ أهذا استنتاج محض من عندك يا أخي أم لك فيه سلف؟؟ ألست متبعا فكيف تتكلم في مسألة ليس لك فيها سلف؟؟
فلئن كان التيسير جاء للمسلمين حتى على حساب التشكيل والحروف والكلمات والجمل باكملها، فمن باب اولى يتم التيسير في القدر الزائد عن كل ذلك وهو مقدار الحركات في الغنن والإخفاء وغير ذلك.
على حساب التشكيل؟؟؟ صدى الذكريات أنت تتكلم عن ((الله)) وكلام ((الله)) وعلم ((الله))
الذي له مطلق الخلق والإرادة والحكمة!!
ألم تدرك بعد أن الاختلاف في التشكيل له علاقة بالمعنى؟؟ وأن الكلمة التي اختلف فيها التشكيل تحمل المعنيان؟؟ وأن هذا الاختلاف من عند الله وليس من عندنا؟؟
ألم تسمع الأعرابي الذي سمع قوله تعالى:" لا تُنكِحوا المشركين حتى يؤمنوا" قرأها بعضهم هكذا:" ولا تَنكِحوا" بفتح التاء لا بضمها فغضب وقال لا ننكحهم كفارا ولا مؤمنين!
هل فهمت الفرق بين الكلمتين؟؟ والاختلاف في تشكيل حرف!!!!!!!
فهل تظن أن تغيير التشكيل للمبنى أو الإعراب متاح هكذا بلا رواية؟؟؟
صدى الذكريات أنا تعبت حقيقي من الإعادة والكتابة، ولم أكن لأفعل لولا أنني أعرف أن صدى الذكريات يعظم الاتباع. ولكني أرى الآن أن الموضوع سيتحول لجدال عقيم، وكوني أرى الراجح أنه واجب وأنت لا ترى هذا، هذا شأنك، أنا لم أجبرك على تعلم التجويد، وأنا من البداية أقر بالخلاف. ولكن قف عند حد أن التجويد مستحب ولا تشطط فتجعله مخترعا مبتدعا فلا هذا على أصولك المعظمة للسلف، ولا هذا الكلام لك فيه سلف.
فإذا كنت طالب حق واجتهدت ورأيت ما ترى بأدلة ولك في المسألة بكل فروعها سلف فلماذا تريد ممن يقول بالوجوب أن يقول لك اطمئن ليس عليك إثم؟ قوله عليك إثم أو لا لا يضرك مادمت تعلم أنك على الحق بأدلة لا بهوى ورأي.
إذا أردت المزيد من العلم خذ نسخة مطبوعة من كلامك وكلامي وكلام الإخوة الأفاضل واذهب به إلى من شئت من العلماء من أهل السنة اعرضه عليه وخذ عنه العلم وافهم قوله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعذروني لن أضيف كلمة بخصوص هل التجويد مستحب أو واجب ولن أجادل من يقول أنه بدعة مخترعة فقد قلت ما أعلم وكتبته أكثر من مرة ولله الحمد.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 10:56]ـ
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك،،
بما أنك اخترت حفظك الله إنك لن تقومي بالرد على هذه المسألة مرة أخرى،،
فأحب أن أبين لك: إن قولك على الإخفاء والإدغام وغير ذلك هو قرآن منزل (حرق قرآني) في كل القراءات السبعة، فلتعلمي وفقك الله،،
من علماء الإسلام من قال: صاحب السنة هو الذي يترك قراءة حمزة.
والإمام أحمد ابن حنبل كره قراءة حمزة والكسائي والإدغام عند أبي عمرو.
وفسر الإمام الذهبي ذلك بأنهم لم يكرهوا حروف القرآن، ولكن كرهوا الآداء من إدغام وغير ذلك،، ولازم كلامك أن هؤلاء العلماء كفار لأنهم كرهوا ما أنزل الله كرهوا الحروف القرآنية!!
فهذا فهم صحيح لما قلناه من أن " أحكام التجويد بالإدغام والإخفاء بالصورة المعهودة اللآن ليست واجبة وليست هي الحرف القرآني، إذ لو كانت كذلك لكفر هؤلاء العلماء ولكان احمد بن حنبل عندك كافرًا،، وأنت لا تزالين مصرة أن الإخفاء والإدغام وغيره هو قرآن منزل، فأرجوا أن تعيدي تقريراتك في هذه المسألة.
سوف آتي بالنقول إن شاء الله تعالى.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 12:10]ـ
في انتظار نقولك لنستفيد يا أخي ولكن رجاء تنقل لنا مع النقول الصحيحة الموثقة صريح العبارة أن ما كرهه هؤلاء هو الإدغام وأشباهه وليس التكلف في أداء الإدغام
مع إرشادنا بارك الله فيك لفهم العلماء لكلام الأئمة الأفاضل
وزيادة في الإفادة تنقل لنا جرح الأئمة في القراء المبتدعة الذين اخترعوا القراءة من لدنهم ونسبوها زورا إلى الله تعالى.
وبالتأكيد سنستفيد منه جدا من إضافاتك
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 01:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة سارة بنت محمد جزاك الله خيرا:
ألا ترين أختنا أنك بحثت شيئا ووقعت في شئ وهو عدم انكار أمور مهمة مشتبهه طرحت هي أهم من البحث الذي طرحتيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 01:48]ـ
في انتظار نقولك لنستفيد يا أخي ولكن رجاء تنقل لنا مع النقول الصحيحة الموثقة صريح العبارة أن ما كرهه هؤلاء هو الإدغام وأشباهه وليس التكلف في أداء الإدغام
مع إرشادنا بارك الله فيك لفهم العلماء لكلام الأئمة الأفاضل
وزيادة في الإفادة تنقل لنا جرح الأئمة في القراء المبتدعة الذين اخترعوا القراءة من لدنهم ونسبوها زورا إلى الله تعالى.
وبالتأكيد سنستفيد منه جدا من إضافاتك أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك وسددك لكل خير، اسلوب الرد عندك تغير ولا أدري حقيقة لماذا تصميمك على إني أقول إن القراء ابتدعوا القراءات من عندهم! وقد بينت مرادي بنقلي للإمام الذهبي أن من العلماء من كره آدائهم للحروف من إدغام وسكتات وغير ذلك، فعلى سبيل المثال: الإنكار لا يكون على كلمة مثل " هيت وهيئت " وعلى فرض إن العلماء لم تنكر على بعض القراءة إلا التكلف، فهل ستعترفين أن القراء حمزة والكسائي كان عندهم تكلف في القراءة؟! بالطبع لا!!
وعلى العموم قبل النقل الذي يسهل لأي أحد أن يجده إن بحث عن ذلك!
أسألك سؤال واضح صريح إن شاء الله تعالى، لأن النقل فيه مشقة:
هل لو علمتي أن من العلماء ومنهم احمد ابن حنبل كرهوا قراءة حمزة والكسائي، هل ستحكمين على هؤلاء العلماء بأنهم كفار، لأنهم كرهوا ما أنزل الله عندك من أحكام التجويد المختلف عليها،، أم ستتراجعين عن قولك بأن الإدغام والإخفاء من الحروف القرانية، والذي يكرهها فقد كره كلام الله عز وجل؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 02:50]ـ
أسألك سؤال واضح صريح إن شاء الله تعالى، لأن النقل فيه مشقة:
هل لو علمتي أن من العلماء ومنهم احمد ابن حنبل كرهوا قراءة حمزة والكسائي، هل ستحكمين على هؤلاء العلماء بأنهم كفار، لأنهم كرهوا ما أنزل الله عندك من أحكام التجويد المختلف عليها،، أم ستتراجعين عن قولك بأن الإدغام والإخفاء من الحروف القرانية، والذي يكرهها فقد كره كلام الله عز وجل؟
السلام عليكم
أخي الكريم يبدو أنك تتجول في مكان آخر وقولك (لأن النقل فيه مشقة) قول عجيب وحيدة غريبة لو وجدت نصا لأتيت به ويمكنك نسخه من المواقع .. هل في هذه مشقة؟
وقولك: ((هل ستحكمين على هؤلاء العلماء بأنهم كفار)).
لقد نقلت لك كيف فسروا قول الإمام أحمد وأنه كره التكلف والتعسف .. وأنت تخالف هذه النقولات للأئمة الأعلام .. ولا يمكنك أن تأتي بدليل واحد يقول:إن الإمام أحمد كره الإدغام في ذاته وكيف ينكرها وهي لغة العرب؟
والإمام أحمد أثني علي قراءة عاصم وفي قراءة عاصم إدغام وسكت ومد مشبع في المتصل إلا أنه لم يكن يتكلف في هذه الأمور وبهذا يتضح لك الأمر.
والسلام عليكم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 07:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة سارة بنت محمد جزاك الله خيرا:
ألا ترين أختنا أنك بحثت شيئا ووقعت في شئ وهو عدم انكار أمور مهمة مشتبهه طرحت هي أهم من البحث الذي طرحتيه.
نعم يا أخي أرى هذا جدا للأسف لكن الذي كنت أتحدث فيه لا يخص حكم التجويد فحسب بل يخص إثبات الروايات القرآنية متصلة السند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة، وهذا أمر هام جدا يتعلق بكتاب الله وبإثبات صحة نسبته بأسانيده إلى الله عز وجل
وقد نبهتُ لهذه الأمور التي تتحدث عنها أثناء الحوار ووتفضلت أنت بنقل قيم وأجد أن الموضوع يحتاج تفصيل فيكون الأفضل لو فتحنا له صفحة خاصة - بله صفحات والله -لا سيما أنه ليس أمر واحد بل عدة أمور جدا وكلها تحتاج لتأصيل جيد.
الأخ الفاضل صدى الذكريات، قد كفانا الأخ الفاضل عبد الحكيم عبد الرازق مؤنة الرد بأوجز عبارة وأوضحها فجزاه الله خيرا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 10:04]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة: عبد الحكيم عبد الرزاق:
السلام عليكم
أخي الكريم يبدو أنك تتجول في مكان آخر وقولك (لأن النقل فيه مشقة) قول عجيب وحيدة غريبة لو وجدت نصا لأتيت به ويمكنك نسخه من المواقع .. هل في هذه مشقة؟ المشاركة الأصلية بواسطة: سارة بنت محمد:
الأخ الفاضل صدى الذكريات، قد كفانا الأخ الفاضل عبد الحكيم عبد الرازق مؤنة الرد بأوجز عبارة وأوضحها فجزاه الله خيرا. حيدة!!
والأخ الفاضل كفانا مؤنة الرد بوصفي بالحيدة؟!
واستخفاف الأخت الظاهر في كثير من مشاركتها!!
يا عباد الله: هل أنا خاطبتكم مرة بمثل ما تخاطبوني به الآن!!
بعد أن قمت بالبدء في جمع النقولات، لن أنشرها لكم، إن كنتم تريدون الحق بإمكان أي واحد فيكم كتابة: " قراءة حمزة " في الموسوعة الشاملة ستظهر له النتائج هذا إن كنتم تريدون الحق! وأن لا تنفوا قبل أن تبحثوا.
والأخ: عبد الكريم: أقول لك من بادىء مشاركاتك وفيها استعلاء تأتي وترمي بالرابط والفتوى وتمشى، وكأنك أتييت بالفصل في المسألة!!
ولعلمك: لا تفتري مرة أخرى على الإمام أحمد وتقول: ((لو كان الإدغام بعينه مقصودا بالكراهة لكره قراءة أبي عمرو البصري وهو ملك الإدغامات)) لأن تواترت أقوال العلماء بان الإمام أحمد ابن حنبل كره الإدغام الشديد عند أبي عمرو، وفي رواية أنه قال: يحرم لكنك لو بحثت فقط قبل أن تتكلم لعلمت ذلك!
والأخت: سارة بنت محمد: معلوم عنك إن طرق الدعوة ليست توقيفية، فلماذا إذن تنكري استخدام الوسائل النظرية في التجويد؟!! أم أن طرق الدعوة عندك ليست توقيفية، إلا في هذه المسألة فهي توقيفية!!!
ولو بحثتم لعلمتم أن لازم قولكم هو تكفير كلاً من أحمدابن حنبل والإمام أبي ثور، وأبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة، وابن مهدي وغيرهم!!
على العموم: من أراد منكم الحق فليبحث في المكتبة الشاملة، وحسابكما على الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر الإخوة الأفاضل على المشاركات، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يعيننا على اغتنام العشر من ذي الحجة، وأن يجنبنا الجدل والزلل.
وعلى من أراد الاستزادة أن يسأل أهل العلم لاسيما المتخصصون في القراءات
ونرجو من المشرفين إغلاق الموضوع
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 12:31]ـ
وجدت هذا النقل عن الإمام احمد بن حنبل:
((حمد بن الهيثم المقرئ حدث عن إمامنا بأشياء:
منها قال: سألت أحمد ما تكره من قراءة حمزة قال: الكسر والإدغام فقلت: له حدثنا خلف بن تميم قال: كنت أقرأ على حمزة فمر به سفيان الثوري فجلس إليه وسأله عن مسألة فقال: له يا أبا عمارة أما القرآن والفرائض فقد سلمناها لك قال: أحمد أنتم أهل القرآن وأنتم أعلم به.
-------------
وأبرأ إلى الله عز وجل مما قلته واقتحمت القول فيه بجهالاي وجرأتي العظيمة باقتحام الكلام في كلام الله عز وجل بالحماسة التي ضيعتنا والجهل وأنا ما لي شأن يا عباد الله بهذا الموضوع كله، وأعتذر على أي ازعاج والله، وأنا في هذه المسالة مقلد لبعض العلماء: ابن باز وابن عثيمين والفوزان والجبرين، لا أقول حرف من تلقاء نفسي في كلام الله عز وجل، وأعتذر للإخوة الأفاضل على صبرهم على جهالاتي وسخافاتي، والظن فيهم إن شاء الله تعالى أن يسامحونا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
كيف ننطق بالحرف المحرك .. ؟؟؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:40]ـ
كيف ننطق بالحرف المحرك .. ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
أثناء مناقشتي لأحد الإخوان في رسالتي في القلقلة ووجدت طريقة تحليله لمسألة تباعد جزئي المخرج فظننت أن هذه المسألة في القلقلة فقط ولكني فوجئت بالمسألة في بحث للشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في المخارج والصفات،
وقد كنت سمعت قديما أن الشيخ أيمن يفرق بين مخرج الحرف الساكن والمحرك وقد علق أحد الشيوخ قائلا: حتي ده. ولننظر هل هذا الكلام صحيح من الناحية العلمية ـ أي من جهة التحليل العلمي الصحيح،، وأورد لكم ماقاله الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أولا، قال الشيخ:" الحرف المتحرك: يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق
فمثلاً (أ م) عند النطق بالميم الساكنة تصطدم الشفتين أما إذا أردنا النطق بميم (م) فنلاحظ أن الشفتين تلتصقان ثم تبتعدان
ويصاحب ذلك أصل مخرج الفتحة أي الألف فنلاحظ عند نطق (م) أن الشفتين ابتعدتا وكذلك الفكين أيضا ابتعدا يعني انفتحا الفكين.
وكذلك عند النطق بميم مضمومة نلاحظ أن الشفتين ابتعدتا وصاحب ذلك مخرج أصل الضمة وهي الواو مع ضم الشفتين وعند النطق بميم مكسورة نلاحظ أن الشفتين ابتعدا وصاحب ذلك مخرج أصل الكسرة وهي الياء بخفض الفك السفلي (م) " ا. هـ
فالشيخ يقول بخروج الحرف المحرك بتباعد جزئي المخرج.
والقول الصواب خروج الحرف المحرك من مخرجين مستقلين مخرج الحرف ومخرج الحركة وللنظر في هذا الكلام ...
أولا: ماذا تعني الحركات عند القدامي من جهة أصلها؟؟
ذهب جمهور أهل الأداء إلي أن الحركات أبعاض حرف المد ـ أي جزء منها ـ
قلت: والذى رجحه ابن الجزرى تبع فيه الخليل وسيبويه:"في كتاب سيبويه 4/ 441 عن الخليل " فالفتحة من الألف والكسرة من الياء والضمة من الواو " وفيه 4/ 101 " وإنما الحركات (يعنى القصار الفتحة والضمة والكسرة) من الألف والياء والواو " وفيه 4/ 318 ومنهن (يعني من حروف المد كل حركة " وفي 3/ 544 "وبعضها (الضمير لحروف المد الثلاثة) حركاتها.ا. هـ
وفي مقتضب المبرد ط3 جـ 1/ 194 لأن الفتحة من الألف والضمة من الواو والكسرة من الياء "ا. هـ
وعبارة ابن جني ــ في سر الصناعة ــ 1/ 19 " اعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين: الألف والياء والواو .. فالفتحة بعض الألف، والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو " ا. هـ
وقد أورد أ. فرغلي العرباوي أقوالا تثبت ذلك،،والشيخ أيمن أيضا يقول بذلك ..
إذن نحن متفقان في هذه الجزئية ..
•فالسؤال الثاني: هل للحركات مخرج؟
اختلفوا في مخرج الحركات حسب اختلافهم في المخارج العامة فمن قال بمخرج الجوف قال: الحركات تخرج من الجوف لأنها تعد أجزاء منها.
ومن لم يقل بمخرج الجوف جعل الفتحة من مخرج الألف -أقصى الحلق- والكسرة من مخرج الياء -وسط اللسان- والضمة من مخرج الواو -الشفتين-
والشيخ أيمن طالما أنه يقول بمخرج الجوف حيث قال:"
(1) الجوف
الفراغ الممتد وراء الحلق إلي الفم وهو مخرج غير محدد.
(الفراغ الذي يملأ الحلق والفم فمجموعهما يسمي الجوف)
تجويف الحلق + تجويف الفم) وليس الصدر فمن يخرج الحروف من الصدر يفرغ الرئتين من الهواء ولا يأتي بالحروف صحيحه ويخرج منه: الحروف المدية وهي الألف – والواو – والياء " ا. هـ
.. إذن هو يقول بأن الحركات تخرج من الجوف لأنها أبعاضها ..
والسؤال هنا: متى ننطق بالحركة؟
الجواب: اختلفوا في توقيت خروج الحركة هل تخرج مع الحرف؟ أم قبله؟ أم بعده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جني: أما مذهب سيبويه فإن الحركة تحدث بعد الحرف، وقال غيره تحدث معه، وذهب غيرهما إلى أنها تحدث قبله. ثم قال ابن جني: فما يشهد لسيبويه بأن الحركة حادثة بعد الحرف وجودنا إياها فاصلة بين المثلين مانعة من إدغام الأول في الآخر، نحو: الملل، والضفف ــ من معاينه كثرة العيال – كما تفصل الألف بينهما نحو: الملال، الضفاف، وهذا مفهوم، وكذلك شددت ومددت، فلن تخلو حركة الأول من أن تكون قبله أو بعده أو معه، فلو كانت في الرتبة قبله لما حجزت من الإدغام ألا ترى أن الحرف المحرك بها كان يكون على ذلك بعدها حاجزا بينهما وبين ما بعده من الحرف الآخر أ.هـ
فأبطل بهذا الدليل حجة من جعلها قبل الحرف ثم أورد شبهة لأبي علي الفارسي في القول بأن الحركة تخرج مع الحرف حيث قال أبو على:" يقوي قول من قال: إن الحركة تحدث مع الحرف أن النون الساكنة مخرجها مع حروف الفم من الأنف، والمتحركة مخرجها من الفم، فلو كانت حركة ا لحرف تحدث من بعده لوجب أن تكون النون المتحركة أيضا من الأنف وذلك أن الحركة إنما تحدث بعدها، فكان ينبغي ألا تغني عنها شيئا، لسبقها هي لحركتها أ. هـ
ثم تعقبه ابن جني قائلا: وذلك أنه لا ينكر أن يؤثر الشيء فيما قبله من قبل وجوده، لأنه قد علم أن سيرد فيما بعد، وذلك كثير فمنه أن " النون الساكنة " إذا وقعت بعدها الباء قلبت النون ميما في ا للفظ، وذلك نحو" عمبر" في "عنبر" فكما لا يشك في أن الباء في ذلك بعد النون وقد قلبت النون قبلها، فكذلك لا ينكر أن تكون حركة النون الحادثة بعدها تزيلها من الأنف إلى الفم، بل إذا كانت الباء أبعد من النون قبلها من حركة النون فيها وقد أثرت على بعدها ما أثرته، كانت حركة النون التي هي أقرب إليها أشد التباسا بها، أولى بأن تجذبها وتنقلها من الأنف إلى الفم، وهذا كما تراه واضح أ. هـ
والسؤال الثالث: هل الحرف المحرك يخرج من مخرج واحد ـ بتباعد جزئي المخرج ـ؟؟
أم يخرج من مخرجين مستقلين؟؟
أقول: إذا كان القدامي قد أقروا بمخرج الجوف وأقروا بأن الحركات أبعاض حروف المد وأنها تخرج من مخرجها،، فالنتيجة الحتمية أن الحرف يخرج من مخرجه ثم ننتقل إلي مخرج الحركة ـ الجوف ـ وهذا هو التحليل الصحيح لخروج الحرف المحرك، والتباعد الذي يحدث حين نطق الميم المحركة ذلك مخرج الجوف لا مخرج الحرف بتباعد جزئيه .. والله أعلم
واعلم أخي أن هذا لا يترتب عليه اختلاف في اللفظ، إنما يثبت أن القلقلة جزء من الحركة حيث ينفتح الفم عند قلقلة مثل " تب " فهذه الفتحة بعد مخرج الباء ـ بضم الشفتين ـ هي من مخرج الجوف .. وكلما اتسعت فتحة الفم انتقلنا إلي الدرجة التي بعده ـ أي القلقلة ثم الروم ثم الاختلاس ثم الحركة الكاملة ثم حرف المد .. والله أعلم
والسلام عليكم
أبو عمر عبد الحكيم(/)
كم عدد الآيات المتطابقة في القرآن الكريم
ـ[فنر]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 01:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم عدد الآيات المتطابقة في القرآن الكريم؟ (ان صح السؤال)(/)
فأغشيناهم فهم لا يبصرون
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 12:40]ـ
أغشيناهم
الشيخ يسري حسين محمد سعد
تاريخ الإضافة: 1/ 11/2010 ميلادي - 24/ 11/1431 هجري
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في ليلة أمس 22/ 10/2010 كنت أستمع إلى تلاوة القرآن الكريم من إذاعة القرآن الكريم في القاهرة، قدَّم المذيع تسجيلاً نادرًا بصوت المقرئ إبراهيم الشعشاعي، تلا فيه سورة يس؛ لكني دهشت حين قال: "وجعلنا من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا فأعشيناهم" هكذا لفظها بالعين، وأنا أحفظها بالغين منذ طفولتي، كرَّر الآية مرتين وبذات اللفظ، قمتُ إلى نسخ القرآن الكريم لديَّ فوجدت في كل النسخ: ?فَأَغْشَيْنَاهُمْ? [يس: 9]، بحثت في مواقع القرآن الكريم على الإنترنت، ووجدت ?فَأَغْشَيْنَاهُمْ?.
هل نبحث عن أخطاء أخرى في القراءات التي نسمعها عبر المذياع؟ أو أن هنالك الْتباسًا في القراءات؟ أفيدوني أفادكم الله برحمته.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بعد الاطلاع على هذه الاستشارة أصابتني حيرة شديدة متسائلاً: كيف يقرأ هذا القارئ المشهور هذه الكلمة بهذا الحرف من الأحرف الشاذة؟! حيث لم يقرأ أحدٌ من القُرَّاء العشرة قوله - تعالى -: ?فَأَغْشَيْنَاهُمْ? [يس: 9] بالعين المهملة، مع أنَّها قراءة الحسن البصري - رحمه الله - وهي من القراءات الشاذة الأربع، ومن المعلوم أنَّه اتُّفِقَ على أن قراءات الأئمة العشرة متواترة، مقروء بِها، وعلى أنَّ ما خالفها من اختياراتِ غيرهم شاذة، غير مقروء بِها، فأكثرُ العلماء على عدم جواز القراءة بالشاذ حتى ولو صح سنده؛ لعدم الإجماع عليه.
قال ابن الصلاح، كما في "البرهان في علوم القرآن" (ص332)، و "مناهل العرفان في علوم القرآن" (324): "يُشترط أن يكون المقروء به على تواتر نقله عن رَسُول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قرآنًا، واستفاض نقله بذلك، وتلقَّته الأُمَّة بالقبول، كهذه القراءات السبع؛ لأَنَّ المعتبر في ذلك اليقين والقطع ... ويَجب منعُ القارئ بالشواذِّ، وتأثيمه بعد تعريفه".
فمن المستحيل أنْ يقرأ هذا القارئ المشهور هذه الكلمة بالعين المهملة، فكان لا بُدَّ من سماع الآيات بصوته؛ حتى يتبين الأمر، وبتوفيق الله - تعالى - عثرت على المادة الصوتية: سورة فاطر من الآية 38 حتى آخرها، وسورة "يس" من أولها حتى الآية 27، تسجيل عام 1979م.
وبعد سماع الآيات تبيَّن أن الشيخ - رحمه الله - كان عنده عيب خِلقي - والله أعلم - في نطق حرف الغين، فلا يخرج هذا الحرف على الصفة المطلوبة، وفي الحقيقة أن الشيخَ يقرؤها غينًا، ولكنَّها غيرُ واضحة لمن لم يُدقِّق السماع، وتبيَّن ذلك أكثر عندما سمعت الآية التي قبلها في كلمة ? أَغْلاَلاً ? [يس: 8]، فكانت الغين أيضًا غير واضحة، وكانت قريبة من العين المهملة، ومن هنا جاء الالتباس على السامع.
نسأل الله للجميع العفوَ والمغفرة.
وهذا رابط المادة لمن أراد أن يستمع إليها، والآية في مطلع سورة يس.
http://www.4shared.com/file/44188567/d192e8d9/_-__.html
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 12:42]ـ
هذه الاستشارة من موقع الألوكة ... على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/26761/
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 01:15]ـ
سبحان الله
نفع الله بك(/)
لا طلب قبل حفظ القرآن ... منقول.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 03:46]ـ
تعاهُد الطلبة بتعْليم القرآن وحفظِه هو هدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "كان رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُعلِّمُنا التشهُّد كما يُعلِّمُنا السورة من القرآن". {م}.
وهذا دالّ على أنَّ تعْليم القرآن أصلٌ يُشبَّه به ما كان يتعاهد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابَه بالتَّعليم.
قال حذيفة - رضِي الله عنه -: حدَّثنا رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - حديثَين، رأيتُ أحدَهما، وأنا أنتظر الآخر، حدَّثنا ((أنَّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثمَّ علموا من القرآن، ثم علموا من السنة .... )) الحديث .. {خ. 7086}.
* قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:
"قوله ((ثمَّ علموا من القرآن، ثم علموا من السنة)) كذا في هذه الرواية بإعادة (ثم)، وفيه إشارة إلى أنَّهم كانوا يتعلمون القرآن قبل أن يتعلموا السنن، والمراد بالسنن ما يتلقَّونه عن النبي - صلَّى الله عليه و سلَّم - واجبًا كان أو مندوبًا" {الفتح: 13/ 39}. اهـ.
& قال الميموني: "سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إلَيْك، أَبْدَأُ ابْنِي بِالقُرْآنِ أَوْ بِالحَدِيثِ؟
قَالَ: لا، بِالقُرْآنِ، قُلْتُ: أُعَلِّمُهُ كُلَّهُ؟ قَالَ: إلا أَنْ يَعْسُرَ، فَتُعَلِّمَهُ مِنْهُ.
ثُمَّ قَالَ لي: إذَا قَرَأَ أَوَّلاً تَعلَّمَ القِرَاءَةَ، ثُمَّ لَزِمَهَا". اهـ.
قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وعَلَى هَذَا أَتْبَاعُ الإِمَامِ أَحْمَدَ إلَى زَمَانِنَا هَذَا". اهـ. ((الآداب الشرعية 2/ 33)).
* وقال محمد بن الفضل: "سمعتُ جدِّي يقول: استأذنتُ أبي في الخروج إلى قُتيبة فقال: اقرأ القُرآنَ أوَّلاً حتَّى آذنَ لك، فاستظهرْتُ القُرآن، فقال لي: امكثْ حتَّى تصلِّي بالختمة، ففعلت، فلمَّا عيَّدنا أذِن لي فخرجتُ إلى مرو وسمعت بمروالروذ من محمد بن هشام - يعني صاحب هشيم - فنُعي إلينا قتيبة". اهـ. {تذكرة الحفاظ 2/ 722}.
& وقال الإمام أبو عمر بن عبدالبر: "طلب العلم درجات ومناقل ورُتب لا ينبغي تعدِّيها، ومَن تعدَّاها جُملةً فقد تعدَّى سبيل السَّلَف - رحمهم الله - ومن تعدَّى سبيلهم عامدًا ضلَّ، ومَن تعدَّاه مجتهدًا زلّ.
فأوَّل العلم: حفظ كتاب الله - جلَّ وعزَّ - وتفهّمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا أقول: إن حفظه كله فرض، ولكن أقول: إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالمًا ليس من باب الفرض" {جامع بيان العلم وفضله 526 ــ 528}. اهـ.
وقال الخطيب البغدادي: "ذكر ما يجب تقديم حفظه على الحديث.
ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله - عزَّ وجلَّ - إذ كان أجلّ العلوم وأوْلاها بالسَّبق والتقديم". اهـ. {الجامع 1/ 106}.
وقال الحافظ النووي - رحمه الله -: "وأوَّل ما يبتدئ به حفظ القرآن العزيز فهو أهمّ العلوم، وكان السلف لا يعلِّمون الحديث والفقه إلاَّ لِمن حفظ القرآن، وإذا حفِظه فليحذرْ من الاشتِغال عنه بالحديث والفِقه وغيرهما اشتغالاً يؤدِّي إلى نسيان شيءٍ منه أو تعريضه للنسيان.
وبعد حفظ القرآن يَحفظ من كلِّ فنٍّ مختصرًا، ويبدأ بالأهم ومن أهمها الفقه والنحو ثم الحديث والأصول، ثم الباقي على ما تيسَّر". اهـ. {م. المجموع 1/ 38}.
وقال شيخ الإسلام: "وأَمَّا طَلَبُ حِفْظِ القُرْآنِ: فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تُسَمِّيهِ النَّاسُ عِلْمًا وَهُوَ إمَّا بَاطِلٌ، أَوْ قَلِيلُ النَّفْعِ.
وَهُوَ أَيْضًا مُقَدَّمٌ في التَّعَلُّمِ في حَقِّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّينِ مِنْ الأُصُولِ والفُرُوعِ، فَإِنَّ المَشْرُوعَ في حَقِّ مِثْلِ هَذَا في هَذِهِ الأَوْقَاتِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ القُرْآنِ، فَإِنَّهُ أَصْلُ عُلُومِ الدِّينِ، بِخِلافِ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ البِدَعِ مِن الأعَاجِمِ وَغَيْرِهِمْ، حَيْثُ يَشْتَغِلُ أَحَدُهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ فُضُولِ العِلْمِ، مِنْ الكَلَامِ، أَو الجِدَالِ وَالخِلافِ، أَو الفُرُوعِ النَّادِرَةِ، والتَّقْلِيدِ الَّذِي لا يُحْتَاجُ إلَيْهِ، أَوْ غَرَائِبِ الحَدِيثِ الَّتِي لا تَثْبُتُ وَلا يُنْتَفَعُ بِهَا، وَكَثِيرٍ مِن الرِّيَاضِيَّاتِ الَّتي لا تَقُومُ عَلَيْهَا حُجَّةٌ، وَيَتْرُكُ حِفْظَ القُرْآنِ الَّذِي هُوَ أَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ........... وَالمَطْلُوبُ مِن القُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ، وَالعَمَلُ بِهِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ حَافِظِهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالدِّينِ، واللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ". {الفتاوى الكبرى 2/ 235}.
والحمد لله ربِّ العالمين.
(من النبذ في آداب طلب العلم / لحمد العثمان)
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=126925#post12 6925(/)
العرب في القرآن
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 05:25]ـ
العرب في القرآن ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/238-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86.html)
الخطاب الذي ارتجله الأستاذ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين في اجتماعها العام بنادي التّرقي لهذه السّنة , وموضوعه العرب في القرآن , وقد حافظنا على معانيه وعلى الكثير من ألفاظه , وهيهات هيهات لما نودّ من نقله للقرّاء بألفاظه وجُمله , فإنّه خطاب عظيم في موضوع خطير لا يضطلع به غير الأستاذ في علمه بفنون القرآن وغوصه على مغازيه البعيدة ونفاذه في معانيه العالية , وعلى كلّ فإنّنا نرجو أنّنا قدّمنا الموضوع للقرّاء كامل المعاني وحسبُنا هذا.
حق على كلّ من يدين بالإسلام ويهتدي بهدي القرآن أن يعتني بتاريخ العرب ومدنيّتهم وما كان من دولهم وخصائصهم قبل الإسلام ذلك لارتباط تاريخهم بتاريخ الإسلام ولعناية القرآن بهم ولاختيار الله لهم لتبليغ دين الإسلام وما فيه من آداب وحِكم وفضائل إلى أمم الأرض فأمّا إنّهم قد ارتبط تاريخهم بالإسلام فلأنّ العرب هُيّئوا تاريخيا لأجل أن ينهضوا بأعباء هذه الرّسالة الإسلاميّة العالميّة , ولأنّ الله الحكم العدل الذي يضع الأشياء في مواضعها بحكمة ويأمرنا أن نُنزل النّاش منازلهم في شريعته ــ ما كان ليجعل هذه الرّسالة العظيمة لغير أمّة عظيمة , إذ لا ينهض بالجليل من الأعمال إلاّ الجليل من الأمم والرّجال , ولا يقوم بالعظائم إلاّ العظام من النّاس. وأمّا عناية القرآن بالعرب فلأجل تربيتهم لأنّهم هم الذين هُيّئوا لتبليغ هذه الرّسالة فيجب أن يأخذوا حظّهم كاملا من التّربية قبل النّاس كلّهم , ولهذا نجد كثيرا من الآيات القرآنيّة في مراميها البعيدة إصلاحا لحال العرب وتطهيرا لمُجتمعهم وإثارة لمعاني العزّة والشّرف في نُفوسهم , ومن هذا الباب الآيات التي يُذكر بها العرب أنّ القرآن أنزل بلسانهم مثل (<< إنّا جعلناه قرآنا عربيّا >>) (<< إنّا أنزلناه قُرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون >>) والذين يعقلون القرآن قبل النّاس كلّهم هم العرب , ومن أوّل القصد إلى العرب والعناية بلسانهم إلى أنّ القرآن أنزل بلسانهم دون جميع الألسنة ــ جلبا لهم حتّى يعلموا أنّه أنزل لهم وفيهم قبل النّاس كلّهم.
إنّ العرب قوم يعتزّون بقوميتهم وهم ذوُوا عزّة وإباء خصوصا في الجاهليّة فكان من حكمة القرآن أن يجلب نافرهم ويُقرّب بعيدهم بأنّ هذا القرآن أنزل بلسانهم , ومن هذا الباب توسعة الله في قراءة القرآن على سبعة أحرف وهي اللّهجات التي تجتمع على صميم العربيّة وتختلف في غير ذلك , وسّع عليهم في ذلك لتشعر كلّ قبيلة أنّ هذا القرآن قُرآنها , لأنّ اللّسان الذي أنزل به لسانها , وهذا هو ما يقصده القرآن , ومن هذا الباب أيضا إشعارهم بأنّ صاحب الرّسالة منهم (<< لقد جاءكم رسول من أنفسكم >>) الآية.
فمن الطّبيعة العربيّة الخالصة أنّها لا تخضع للأجنبيّ لا في لُغتها ولا في شيء من مُقوّماتها , ولذلك ترى القرآن يذكُرها بالشّرف ويُحدّثها كثيرا عن أمّة اليهود التي لا يُناديها إلاّ بيا بني إسرائيل تذكيرا لها بجدّها الذي هو مناط فخرها كلّ ذلك لأنّها أمّة تحيا بالشّرف والسّموّ والعلوّ ــ ويذكرها بالذكر ــ وهو في لسانها الشّهرة الطّائرة والثناء المُستفيض يقول تعالى لنبيّه وهو يعني القرآن (<< فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مُستقيم ــ ــ وإنّه لذكر لك ولقومك >>) والأنبياء لم يُبعثوا إلاّ في مناسب الشّرف ومنابع القوّة ومنابت العزّة ليُبنى المجد الطّريف من الدّين على المجد التليد من أحساب الأمّة وأنسابها وشرفها وعزّتها , وما كان لها من مناقب تلتئم مع أصول الدّين , فقوله تعالى: (<< وإنّه لذكر لك ولقومك >>) يعني أنّه شرف لكم وقومه هم العرب لا محالة.
ويقول بعد ذلك: (<< وسوف تُسئلون >>) ليُشعرهم أنّ عليهم من الواجبات في مُقابلة هذا الشّرف الذي أعطَوه ما ليس على غيرهم ولا شكّ أنّ ثمن المجد غال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الشّرط الذي ذكره الله وذكّر به العرب هو شرط واجب الاعتبار والتّنفيذ , لأنّ الأمّة التي لا تُؤدّي ثمن المجد لا تُحافظ عليه , ثمّ هي لا يُعتمد عليها في النّهوض بنفسها ولا بغيرها , وإنّما ذكّرهم الله بذلك لينهضوا بالأمم على ذلك الأساس وهو إحياء الشّرف الإنساني في نُفوسها وليُعاملوها على ذلك الأساس بالعدل والرّحمة والتّكريم وما ذكّر القرآن العرب بتكريم بني آدم وخلقهم في أحسن تقويم إلاّ ليُعاملوهم على هذه القاعدة التي وضعها الخالق , وإنّ أعداء البشريّة اليوم وقبل اليوم يعمدون إلى قتل الشّرف من النّفوس ليستذلّوا من هذا النّوع ما أعزّ الله ويُهينوا منه ما كرّم الله.
والخلاصة أنّ عناية القرآن بإحياء الشّرف في نُفوس العرب ضروريّة لأعدائهم لما هُيّئوا له من سياسة البشر , وبهذا نستعين على فهم السّرّ والحكمة في اختيار الله للعرب للنّهوض بهذه الرّسالة الإسلاميّة العالميّة واصطفائه إيّاهم لإنقاذ العالم ممّا كان فيه من شرّ وباطل , وهذا السرّ هو أنّهم ما كانوا عليه من شرف النّفس وعزّتها والاعتداد بها هو الذي هيّأهم لذلك ولو كانوا أذلاّء لما تهيّأوا لذلك العمل العظيم , وانظروا واعتبروا ذلك بحال أمّة هي أقرب أمّة إلى العرب وهي أمّة إسرائيل فإنّها لم تكن مُهيّأة لإنقاذ غيرها , وإنّما هُيّئت لإنقاذ نفسها فقط لأنّ مُقوّماتها النّفسيّة لم تصل بها إلى تلك الدّرجة العُليا , ولذلك عانى مُوسى معها ما عانى ممّا قصّه القرآن علينا لنعتبر به في الحُكم على الأمم. ولا حاجة إلى التّطويل في الحديث عن بني إسرائيل فإنّ القرآن قد فصّل لنا شُؤونهم تفصيلا وإنّما أنبّهكم على هذا الفارق الجوهري بين الأمّتين.
وقد تقولون إنّ بني إسرائيل اختارهم الله وفضّلهم على العالمين , والجواب الذي يشهد له الواقع أنّه اختارهم ليُنقذوا أنفسهم من استعباد فرعون وليكونوا مظهرا للنّبوّة والدّين في أوّل أطوارهما وأضيق أدوارهما وهذا هو الواقع فإنّ الأمّة العربيّة استطاعت أن تنهض بالعالم كلّه وأن تُظهر دين الله على الدّين كلّه , وأمّا بنو إسرائيل فإنّهم ما استطاعوا أن ينهضوا حتّى بأنفسهم وإنّما نهض بهم موسى نهضة قائمة على الخوارق وما نهضوا بأنفسهم إلاّ بعد موسى بزمن مع اتّصال حبل النّبوّة فيهم ومُغاداة الوحي الإلهي ومُراوحته لهم.
فالأمّتان العربيّة والإسرائيليّة مُتمايزتان بالأثر ومُتمايزتان بحديث القرآن عنهما وإذا تلمّسنا الحكمة المقصودة من اختيار الله لبني إسرائيل مع أنّهم غير مُستعدّين للقيام بنهضة عالميّة عامّة وجدنا تلك الحكمة في القرآن مجلوّة في أبلغ بيان , في قوله تعالى: (<< ونُريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ــ ــ ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنودهما منهم ما كانوا يحذرون >>) , فالسّرّ المُتجلّي من هذه الآية هو أنّ الله أراد بما صنع لبني إسرائيل وبما قال لهم أن يُعلّم هذا العالم الإنساني من سُنن الله في كونه ما لم يكن يُعلم وهو إخراج الضّدّ من الضّدّ وإخراج الحيّ من الميّت وإنقاذ الأمّة الضّعيفة التي لا تملك شيئا من وسائل القوّة الرّوحيّة ولا من وسائل القوّة المادّيّة ــ من استعباد الأقوياء المُتألّهين فهو مثلٌ عمليّ ضربه الله لخلاص أضعف الضّعفاء من مخالب أقوى الأقوياء وجعل المُستضعفين أئمّة وارثين وسادة غالبين والتّمكين لهم في الأرض وإراءة الأقوياء المُستعلين في الأرض عاقبة باطلهم لكيلا ييأس المُستضعفون في الأرض من روح الله وقد قال موسى لبني إسرائيل تمكينا لهذا المعنى في نُفوسهم: (<< عسى ربّكم أن يُهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون >>).
وإلى هذا المثل العملي تُشير الآية: (<< ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم إنّ الله لذو فضل على النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون >>)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمّا العرب فإنّهم اختِيروا لوظيفة عالميّة عامّة لما فيهم شرف مُتأصّل واستعداد كامل وصفات مُهيّأة , ولهذا كان منبع الرّسالة بمكّة وشأنها عند العرب هو شأنها فهم مُجمعون على تقديسها ولأنّها في وسط الجزيرة وصميمها ووسط الجزيرة بعيد كلّ البعد عن المُؤثّرات الخارجيّة في الطّباع والألسنة تلك المؤثّرات التي يجلبها الاحتكاك بالأجانب والاختلاط بهم , وكلّ أطراف الجزيرة لم تخلُ من لوثة في الطّباع وعُجمة في الألسنة جاءت من الاختلاط بالأجنبيّ ولا أضرّ على مُقوّمات الأمم من العروق الدّساسة , فاليمن دخلتها الدّخائل الأجنبيّة من الحبشة والفرس على طباع أهلها وألسنتهم , والشّام ومَشارفه كانت مُشرفة على الاستعجام والعراق والجزيرة لم يسلما من التّأثر بالطّباع الفارسيّة , فكانت هذه الأطراف تنطوي على عُروبة مُزعزعة المقوّمات ولم يُحافظ على الطّبع العربي الصّميم إلاّ صميم الجزيرة ومنه مكّة التي ظهر فيها الإسلام وهذا الوسط وإن كان عريقا في الصّفات التي تسَمّى العصر لأجلها جاهليّا , ولكنّه كان بعيدا عن الذل الذي يقتل العزّة والشّرف من النّفوس والجاهل يُمكن أن تُعلّمه والجافي يُمكن أن تُهذبه , ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزّة وإباء وشهامة تُلحقه بالرّجال.
هذا توجيه مُوجز مُقرّب لاختيار الله تعالى العرب للنّهوض بالرّسالة العامّة , وشيء آخر يرتبط بهذا وهو أنّ الله كما اختار العرب للنّهوض بالعالم كذلك اختار لسانهم ليكون لسان هذه الرّسالة وتُرجمان هذه النّهضة ولا عجب في هذا فاللّسان الذي اتّسع للوحي الإلهي لا يضيق أبدا بهذه النّهضة العالميّة مهما اتّسعت آفاقها وزخرت عُلومها , وهذا جانب لا أتحدّث عنه فقد كفانا مُؤنته أخونا الأستاذ محمّد البشير الإبراهيمي في مُحاضرته التي سمعتموها بالأمس.
له بقيّة
http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/238-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86.html(/)
هل صحيح أن الملكة الليبية "فاطمة الشفاء" -غفر الله لها- كانت مجازة بالقراءات العشر؟
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 02:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي أريد أن أعرف مدى صحة خبر أن الملكة "فاطمة الشفاء" زوجة الملك الليبي السابق "إدريس السنوسي" غفر الله لهما ورحمهما أنها كانت مجازة بالقراءات العشر؟ وإن كنت قد سمعت أنها أجازت بعض القراء فهل هذا صحيح؟ ومن يعرفهم بخبر اليقين! -أثابكم الله-
ـ[أم أمامة الليبية]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 07:51]ـ
.......................(/)
الفرار إلى الله
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 02:13]ـ
الكتاب: الفرار إلى الله
(والسّماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون ـ ـوالأرض فرشناها فنعم الماهدون ـ ـ ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكرون ـ ـ ففرّوا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين ـ ـولا تجعلوا مع الله إلها آخر إنّي لكم منه نذير مبين)
تمهيد:المقصود الأساسي من الآيات هو تحذير الخلق من الهلاك وترغيبهم في النّجاة , ولا سبيل إلى ذلك إلاّ بالفرار إلى الله , فمهّد لذلك بالآيات الثلاث الأوَل للتّرغيب فيه , وختم بالخامسة لبيان الفرار الصّحيح المُنجي عند الله.
الآية الأولى:
الألفاظ والتّراكيب:السّماء هي الجرم الأعظم الذي أحاط بالأجرام السابحة في الفضاء كلّها وعلا عليها , بنيناها: ضممنا أجزاءها بعضها إلى بعض بغاية الدّقة والإحكام فكانت كالقبّة فوق الجميع , بأيد: بقوّة , لموسعون: لمُقتدرون ومُطيقون , على احتمال أن يكون من الوسع بمعنى القدرة والطّاقة , أو لموسعون ومُبعدون بين أرجائها على احتمال أن يكون من السّعة , وقدّمت السّماء لأنّها المُشاهد المحسوس الذي تقوم به الحجّة , وليَقع البناء عليها مرّتين على لفظها وعلى ضميرها لأنّ الأصل: وبنينا السّماء بنيناها , لتحقيق أنّها مبنيّة وأنّ بناءها لم يكن إلاّ من الله القادر الحكيم , ولذلك علّق بالفعل على قوله بأيدٍ , والجملة الحاليّة تدلّ على أنّ الإيساع ثابت له عند البناء فذلك البناء العظيم لم يُنقص من قدرته أو لم يمنع من توسيعه.
المعنى:أنّ هذه القبّة التي أحاطت بكم من جميع الأرجاء نحن بنيناها بقُدرتنا ذلك البناء المُحكم المُتقن بنيناها ونحن على قوّتنا وقدرتنا نقدر على بناء أعظم منها لو شئنا , أو نحن على قدرتنا وطاقتنا في إفاضة الخيرات والبركات منها عليكم , ــ هذا على أنّه من الوسع ــ أو بنيناها وقد وسّعنا أديمها حتّى أحاطت بهذه الأجرام السّابحة التي منها ما لا يكون معه جرم الكرة الأرضيّة إلاّ كحمصة فوق مائدة كبيرة , ــ هذا على أنّه من السّعة ــ.
تحقيق آية كونيّة من الآيات القرآنيّة:السّماء في اللّغة هي كلّ ما علاك , فكلّ ما علا الأرض من سُحب وطبقات هواء وكواكب تسبح في الفضاء وما وراء ذلك من القبّة المُحيطة الكبرى هو للأرض سماء وكلّ هذه مُتقنة الصّنع مُحكمة الوضع مُتلاحمة الأجزاء مُرتبط بعضها ببعض ارتباطا مُقدّرا بالمسافات المُدققة التي لا يكون معها تصادم ولا ارتخاء ووضعها على هذه الصّورة المُنظّمة المُحكمة هو البناء وعليها كلّها ينبغي أن يُحمل لفظ السّماء في الآية المُتقدّمة وقد جاء لفظ السّماء في القرآن مُرادا به القبّة المُحيطة في مثل (<< ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح >>) (<< إنّا زيّنا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب >>) وجاء مُرادا به السّحاب في مثل (<< والذي نزّل من السّماء ماء بقدر >>) فإنّ المطر ينزل من السّحاب لقوله تعالى: (<< ألم تر أنّ الله يُزجي سحابا ثمّ يؤلّف بينه ثمّ يجعله رُكاما فترى الودق يخرج من خلاله >>) وجاء مُرادا به طبقات الجوّ في مثل (<< ويُنزّل من السّماء من جبال فيها من برد >>) والبرد يتكوّر في طبقات الجوّ , والمُتتبّع لمواقع لفظة السّماء من الكتاب العزيز يتحقق هذا.
الآية الثانيّة:
الألفاظ والتّراكيب:الأرض هي هذه الكرة التي نعيش عليها , فرشناها: بسطناها بزينتها ومنافعها , الماهدون: من مهّد الشّيء وضعه وسوّاه وهيّأة للنّوم والجلوس والرّاحة , ويجري في تقديم الأرض ما تقدّم في تقديم السّماء , ومن يسير على هذا البساط المفروش ويطّلع على ما هُيّئ فيه من أسباب الحياة لكلّ ما فيه من حيوان لا يتمالك أن ينطق بالمدح والثناء على من هيّأ هذه التّهيئة ومهّد هذا التّمهيد ولذا قرنت الجّملة الأخيرة بالفاء فقيل فنعم الماهدون , ولا يُغني فرش الأرض عن مهدها لأنّ المهد يتضمّن ما حصل فيها من مرافق ومواد وأسباب للعيش على أديمها والتّنعم بخيراتها.
المعنى:إنّ الأرض التي أنتم مُتمكّنون من الوجود على ظهرها والسّير في مناكبها والانتفاع بخيراتها نحن فرشناها لكم وهيّأنا لكم أسباب الحياة والسّعادة فيها على أكمل وجه وأنفعه وأبدعه , ممّا نستحقّ به منكم الحمد والثّناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
دقيقة كونيّة في الآية القرآنيّة:شأن الفراش أن يكون ما تحته لا يصلح للجلوس والنّوم عليه , وما تحت وجه الأرض هو كذلك لا يصلح للحياة فيه فإنّ تحت القشرة العليا من الأرض المواد المصهورة والمياه المعدنيّة والأبخرة الحارّة ممّا تنطق به البراكين المُنتشرة على وجه الأرض في أماكن عديدة فكانت القشرة العليا من الأرض مثل الفراش تماما.
الآية الثالثة:
الألفاظ والتّراكيب:من كلّ شيء: من كلّ جنس من الأجناس , خلقنا: كوّنا , زوجين: فردان مُتباينان يكمّلّ أحدهما الآخر في عالم الحيوان وعالم النّبات وعالم الجماد , تذكرون: تذكرون ما أودع في فطرتكم من المعرفة لما تنظرون بعقولكم في عجائب الخلق فتُدركون ما له جلّ جلاله من الألوهيّة والرّبوبيّة والوحدانيّة , وقدّم ـ من كلّ شيء ـ لأنّ الأشياء هي المُستدلّ بها ولِبعث الهمم على النّظر فيها.
المعنى:إنّا خلقنا الأشياء التّي تُشاهدونها على الزّوجيّة والتّركيب من شيئين مُتضادّين لتكونوا , بحيث يُرجى منكم أن تعلموا أنّ النّقص والعجز عمّ المخلوقات كلّها لحاجة كلّ شيء منها إلى ضدّه , وقصوره بنفسه , فالقدرة والكمال للخالق وحده فلا يستحق العبادة سواه فاعبدوه ووحّدوه.
توسّع في التّذكر: النّظر في الأزواج مُفض للعلم بما ذكرنا وللعلم بأنّ الخلق غير صادر عن طبيعة الأشياء فإنّ النّار ــ مثلا ــ لا يصدر عنها التّبريد والتّسخين لأنّ السّبب لا يُنتج الضّدّين فالمخلوقات كلّها صادرة بطريق الخلق عن فاعل مُختار وللعلم بوجوه كثيرة من إحاطة علمه وشمول حكمته وعموم نعمته.
حقيقة نفسيّة في نُكتة بلاغيّة:إذا نظر العقل في هذه الأزواج وفكّر انكشفت له وُجوه سرّ دلائل الرّبوبيّة والألوهيّة والتّوحيد وإذا حصل الانكشاف الأوّل تبعته انكشافات , فإذا حصل منه التّذكر أفضى به إلى تلك الوجوه الكثيرة ولهذا نزل الفعل منزلة اللاّزم الذي لا يُراد منه إلاّ حصول الحدث.
آية كونيّة في الآية القرآنيّة:من الأزواج ما هو ظاهر مُشاهد معلوم من قديم مثل السّماء والأرض , واللّيل والنّهار والحرّ والبرد والذكر والأنثى في الحيوان وبعض النّبات , ومنها ما كشفه العلم بما مهّد الله له من أسباب كالجُزء الموجب والجُزء السّالب في القوّة الكهربائيّة وفي الذرة التي هي أصل التّكوين فلا فرديّة إلاّ لخالق هذه الأزواج كلّها الذي أنبأنا بها قبل أن تصل إلى تمام معرفتها العقول فكان من مُعجزات القرآن العلميّة التي يُفسّرها الزّمان بتقدّم الإنسان في العلم والعُمران.
بلاغة التّنويع والتّنزيل:لمّا كانت السّماء مُتلاحمة الأجزاء في العلاء ثابتة على حالة مُستمرّة في هذه الدّنيا على البقاء ناسبها لفظ البناء , ولمّا كانت مظهر العظمة والجلال ناسبها لفظ القوّة , ولمّا كانت الأرض يطرأعليها التّبديل والتّغيير بما يُنقص البحر من أطرافها وبما قد يتحوّل من سهولها وجبالها وبما يتعاقب عليها من حرث وغراسة وخصب وجدب ناسبها لفظ الفراش الذي يُبسط ويُطوى ويُبدّل ويُغيّر ولمّا كانت أسباب الانتفاع بها المُيسّرة ضرورية للحياة عليها وكلّها مُهيّأة وكثير منها مُشاهد وغيره مُعدّ يُتوصّل إليه بالبحث والاستنباط ــ ناسب ذكر التّمهيد , ولمّا كانت الأزواج مُكوّنا بعضها من بعض ناسبها لفظ الخلق ولمّا كان النّظر في الزّوجين هو نظر في أساس التّكوين لتلك المذكورات السّابقة وهو مُحصّل للعلم الذي يحصل من النّظر فيها قرن بلفظ التّذكر.
الآية الرّابعة:
الألفاظ والتّراكيب:الفاء للتّرتيب لأنّ ما قبلها على ما فيه من عظمة وكمال وجمال فهي مخلوقة موسومة بسمة العجز والنّقصان فلا يصلح شيء منها للتّعويل عليه فلم يبق إلاّ الخالق القادر ذو الجلال والإكرام فهو الذي يُفرّ إليه دون جميع المخلوقات , فِرّوا: اهربوا , النّذير: المُعلم بما فيه هلاك لتُجتنب الأسباب المٌُؤدّية إليه , المُبين: الذي يُوضّح ما أنذِر منه والأسباب المُؤدّية إليه والوسائل المُنجية منه , مع إقامة الحجّة على صدقه ونُصحه , وقدّم لكم ليُفيد اهتمامه بهم وذلك ليجلبهم إليه فيستمعوا لنُصحه وبُعده منه ليُبيّن مصدر رسالته وذلك ليُبيّن لهم أنّه مأمور فلا يستكبروا عن قبول دعوته , وأكّد الجُملة لأنّهم في مقام التّردّد أو الإنكار.
(يُتْبَعُ)
(/)