هو عبارة عن مجموعة من نغمات (أصوات) مرتبة مبنية بعضها فوق بعض , أساسه (أو?تاف) ?امل ذو ثمانية اصوات. إن المقام هو الأساس الذي تبني عليه الألحان.
تعريف الأو?تاف:
إن الأو?تاف (الديوان) يؤلف من ثمانية أصوات و هذا الصوت الثامن المضاف ي?ون جواباً للصوت الأول الذي هو القرار. الأصوات: ( Do – Re – Mi – Fa – Sol – La – Si - Do )
تعريف الدرجة (الإستقرار أو الر?وز):
إن المقام يمتل? مستقراً له , يعرف به و يدل به و ينتهي به و مثال ذل? مقام الراست الدرجة الأولي من سلمه و هي نغمة (صوت) Do التي تميزه عن المقامات الأخري.
الدرجات الأ?تاف الأساسي و أسمائها:
Do – تسمي در جة ال?ردان
Si – تسمي درجة الأوج
La – تسمي درجة الحسيني
Sol – تسمي درجة النوا
Fa – تسمي درجة الجهار?اه
Mi – تسمي درجة السي?اه
Re – تسمي درجة الدو?اه
Do – تسمي درجة الراست
ر?وز المقامات في هذه الدرجات:
Do – در جة ال?ردان: راست – نهاوند ....
Si – درجة الأوج: عجم – شوق افزا ...
La – درجة الحسيني: سوزدل - شيراز – شهرناز – بزم آرا ...
Sol – درجة النوا: فرخفزا – شدعربان – سي?اه بلدي – ي?اه – دلربا – شوق دل ....
Fa – درجة الجهار?اه: جهار?اه مصري ....
Mi – درجة السي?اه: سي?اه – هزام – مستعار – مايه .....
Re – درجة الدو?اه: بياتي – صبا – حجاز – ?رد – حسيني – بياتين – نهفت – زنجران – سبهر – شاهناز – شوري .....
Do – درجة الراست: راست - نهاوند – نواأثر – حجاز?ار – سوزنا? – ماهور – ن?ريز – نهاوند مرصع – أثر?رد – دل نشين – رهاوي – نوروز ....
أنواع المقامات:
1 – المقامات الأساسية (الرئيسية): مثل (راست – نهاوند)
2 – المقامات الفرعية (نغمات): مثل (جهاركاه مصري)
3 – المقامات الفرعية المر?بة (نغمات مر?بة): مثل (بسته ن?ار – شوق أفزا)
4 – المقامات الفرعية المصورة (المقام الذي يصور أو يحول من درجته الأصلية إلي درجة الأخري و بذل? يمتل? لوناً لحنياً متميزاً) مثل (سوزدل – نيشابور?)
وجوه المتميزة في المقامات (وجوه التي تتميز مقاماً من مقام آخر):
1 – المسافات الواقعة بين أصوات ديوان المقام: هو البعد الصوتي الحاصل بين الصوتين مثل Do – Re
2 – إ ستقرار المقام: أشرنا به
3 – شخصية المقام: ماهية تر?يب الأجناس علي درجات الديوان
4 – أجناس المقام: (جنس): أربعة أصوات تنحصر بينها ثلاث مسافات مثل:
: Do – Re – Mi – Fa : ( الأدني)
: Mi – Fa – Sol - La : ( الآعلي)
و المقام يتكون من جنسين الأدني و الأعلي.
تجميع النظريات حول عدد المقامات الأساسية:
(عجم - نهاوند - راست - بيات - حجاز - صبا - سيكاه)
تقسيم المقامات إلي تسعة مجموعات حسب فصيلة المقام:
راست: سوزنا? – نوروز – ي?اه – راست مرصع – ماهور - رهاوي - ساز?ار - سوزدلارا - دلنشين - حيان ...
بياتي: حسيني – شوري – بياتين – نهفت – مصري – ابراهيمي – محير - طاهر - عربان ...
سي?اه: هزام – سي?اه بلدي – راحة الأرواح – ماية - مستعار – عراق - بسته ن?ار ...
حجاز: زنجران - حجاز?ار - شاهناز - شدعربان - سوزدل - حجاز زمزمه ...
عجم: عجم عشيران – جهار?اه مصري – شوق أفزا – عجم هندي - طرز جديد - عجم ?بير - شوق دل - شوق آور - ...
نهاوند: فرخفزا – عشاق – عشاق مصري – نهاوند مرصع - نهاوند ?بير - سلطاني ي?اه - ...
نواأثر: أثر?رد – ن?ريز - بسنديدة ...
?رد: حجاز?ار?رد - لامي - طرز نوين - محير?رد ...
صبا: صبا زمزم – صبا مرا?ب – ?وج? - بزر? ...
أجناس المقامات الأساسية التي أشرنا بها:
1 – اجناس مقام الراست: راست علي درجة الراست – راست علي درجة النوا
2 - اجناس مقام البياتي: بياتي علي درجة الدو?اه – نهاوند علي درجة النوا
3 - اجناس مقام السيكاه: سي?اه علي درجة مي نصف بيمول – راست علي درجة النوا
4 - اجناس مقام الحجاز: حجاز علي درجة الدو?اه – راست علي درجة النوا
5 - اجناس مقام العجم: عجم علي در جة الأوج (سي بمول) – عجم علي درجة الجهار?اه
6 - اجناس مقام النهاوند: نهاوند علي درجة الراست – حجاز علي درجة النوا
7 - اجناس مقام النواأثر: نواأثر علي درجة الراست – حجاز علي درجة النوا
8 - اجناس مقام ال?رد: ?رد علي درجة الدو?اه – نهاوند علي درجة النوا
9 - اجناس مقام الصبا: صبا علي درجة الدو?اه – عجم علي درجة الأوج (سي بمول)
بس عندي بعض التصحيحات البسيطة:
1 - الديوان يتكون من 7 طبقات و ليس 8 و الدو كردان ماهي الا تصوير للدو راست لكن درج الموسيقيون ادخالها تيسيرا على المبتدئين و العازفين من حيت اخراج مقام المنير الغربي من أخله في الأكتاف و الا فهو بالأصل يتكون من 7 درجات و الله أعلم.
2 - ميزت بين المقامات القرعية المركبة و النغمات مع أنها شئ واحد فالبستنكار مركب و أيضاالعشاق فلا فرق بينهما و الا فماهو ضابط الفرق, أما هن المقامات المصورة و النغمات فهي أيضا شئ واحد قالحسيني هو نفسه
بياتي مصور على درجة الحسيني -لا-.فاذن ما هو الضابط في عذا التفريق و الله أعلم ...
3 - أما بخصوص تجميع النظريات حول الأصول من المقامات فأرجو أن تعيد النظر فيه:النوا|أثر و (الحجاز كار)
4 - أما عن مقام الآمي عهو أقرب الى النهاوند و هو من فصيلته و هو يشبه الكرد أيضا كم قال الأخ الشايجي ما عدا إن كان مقام اللامي عندكم في ايران غير الذي نعرفه فقد تتشابه الأسماء و تختلف المسميات و الله أعلم
5 - كل المقامات الفرعية معروفة عندي غير العجم الهندي و الأبراهيمي و لعله مقام عراقي
يا إخوة هل هذا مذهب الشافعي و أبي حنيفة و ابن الجزري؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 03:33]ـ
قال في الموسوعة الكويتية:
تَجْوِيدٌ
التَّعْرِيفُ:
1 - التَّجْوِيدُ لُغَةً: تَصْيِيرُ الشَّيْءِ جَيِّدًا. وَالْجَيِّدُ: ضِدُّ الرَّدِيءِ، يُقَال: جَوَّدَ فُلاَنٌ كَذَا: أَيْ فَعَلَهُ جَيِّدًا، وَجَوَّدَ الْقِرَاءَةَ: أَيْ أَتَى بِهَا بَرِيئَةً مِنَ الرَّدَاءَةِ فِي النُّطْقِ.
وَاصْطِلاَحًا: إِعْطَاءُ كُل حَرْفٍ حَقَّهُ وَمُسْتَحَقَّهُ. وَالْمُرَادُ بِحَقِّ الْحَرْفِ: الصِّفَةُ الذَّاتِيَّةُ الثَّابِتَةُ لَهُ كَالشِّدَّةِ وَالاِسْتِعْلاَءِ، وَالْمُرَادُ بِمُسْتَحَقِّ الْحَرْفِ: مَا يَنْشَأُ عَنْ تِلْكَ الصِّفَاتِ الذَّاتِيَّةِ اللاَّزِمَةِ كَالتَّفْخِيمِ، فَإِنَّهُ نَاشِئٌ عَنْ كُلٍّ مِنَ الاِسْتِعْلاَءِ وَالتَّكْرِيرِ؛ لأَِنَّهُ يَكُونُ فِي الْحَرْفِ حَال سُكُونِهِ وَتَحْرِيكِهِ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ فَقَطْ، وَلاَ يَكُونُ فِي حَال الْكَسْرِ. وَهَذَا كُلُّهُ بَعْدَ إِخْرَاجِ كُل حَرْفٍ مِنْ مَخْرَجِهِ. وَاعْتَبَرَهُ بَعْضُهُمْ غَيْرَ دَاخِلٍ فِي تَعْرِيفِ التَّجْوِيدِ، لأَِنَّهُ مَطْلُوبٌ لِحُصُول أَصْل الْقِرَاءَةِ، لَكِنْ قَال الشَّيْخُ عَلِيٌّ الْقَارِيُّ: وَلاَ يَخْفَى أَنَّ إِخْرَاجَ الْحَرْفِ مِنْ مَخْرَجِهِ أَيْضًا دَاخِلٌ فِي تَعْرِيفِ التَّجْوِيدِ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، أَيْ لأَِنَّ الْمُعَرَّفَ هُوَ الْقِرَاءَةُ الْمُجَوَّدَةُ، وَلَيْسَ مُطْلَقَ الْقِرَاءَةِ، وَتَجْوِيدُ الْقِرَاءَةِ لاَ يَكُونُ إِلاَّ بِإِخْرَاجِ كُل حَرْفٍ مِنْ مَخْرَجِهِ.
قَال ابْنُ الْجَزَرِيِّ: التَّجْوِيدُ: إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حُقُوقَهَا وَتَرْتِيبَهَا مَرَاتِبَهَا، وَرَدُّ الْحَرْفِ إِلَى مَخْرَجِهِ وَأَصْلِهِ وَإِلْحَاقُهُ بِنَظِيرِهِ، وَتَصْحِيحُ لَفْظِهِ وَتَلْطِيفُ النُّطْقِ بِهِ عَلَى حَال صِيغَتِهِ وَكَمَال هَيْئَتِهِ، مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ تَعَسُّفٍ وَلاَ إِفْرَاطٍ وَلاَ تَكَلُّفٍ.
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ - التِّلاَوَةُ، وَالأَْدَاءُ، وَالْقِرَاءَةُ:
2 - التِّلاَوَةُ اصْطِلاَحًا: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مُتَتَابِعًا كَالأَْجْزَاءِ وَالأَْسْدَاسِ. أَمَّا الأَْدَاءُ فَهُوَ: الأَْخْذُ عَنِ الشُّيُوخِ بِالسَّمَاعِ مِنْهُمْ أَوِ الْقِرَاءَةِ بِحَضْرَتِهِمْ.
وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ فَهِيَ أَعَمُّ مِنَ التِّلاَوَةِ وَالأَْدَاءِ. وَلاَ يَخْفَى أَنَّ التَّجْوِيدَ أَمْرٌ زَائِدٌ عَلَى هَذِهِ الأَْلْفَاظِ الثَّلاَثَةِ، فَهُوَ أَخَصُّ مِنْهَا جَمِيعِهَا.
ب - التَّرْتِيل:
3 - التَّرْتِيل لُغَةً: مَصْدَرُ رَتَّل، يُقَال: رَتَّل فُلاَنٌ كَلاَمَهُ: إِذَا أَتْبَعَ بَعْضَهُ بَعْضًا عَلَى مُكْثٍ وَتَفَهُّمٍ مِنْ غَيْرِ عَجَلٍ.
وَاصْطِلاَحًا: هُوَ رِعَايَةُ مَخَارِجِ الْحُرُوفِ وَحِفْظُ الْوُقُوفِ. وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَال: التَّرْتِيل تَجْوِيدُ الْحُرُوفِ وَمَعْرِفَةُ الْوُقُوفِ.
فَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّجْوِيدِ: أَنَّ التَّرْتِيل وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِل التَّجْوِيدِ، وَأَنَّ التَّجْوِيدَ يَشْمَل مَا يَتَّصِل بِالصِّفَاتِ الذَّاتِيَّةِ لِلْحُرُوفِ، وَمَا يَلْزَمُ عَنْ تِلْكَ الصِّفَاتِ، أَمَّا التَّرْتِيل فَيَقْتَصِرُ عَلَى رِعَايَةِ مَخَارِجِ الْحُرُوفِ وَضَبْطِ الْوُقُوفِ لِعَدَمِ الْخَلْطِ بَيْنَ الْحُرُوفِ فِي الْقِرَاءَةِ السَّرِيعَةِ، وَلِذَلِكَ أَطْلَقَ الْعُلَمَاءُ (التَّرْتِيل) عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ مَرَاتِبِ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ إِتْمَامُ الْمَخَارِجِ وَالْمُدُودِ، وَهُوَ يَأْتِي بَعْدَ مَرْتَبَةِ (التَّحْقِيقِ) وَأَدْنَى مِنْهُمَا مَرْتَبَةٌ وُسْطَى تُسَمَّى (التَّدْوِيرَ) ثُمَّ (الْحَدْرَ) وَهُوَ الْمَرْتَبَةُ الأَْخِيرَةُ.
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
4 - لاَ خِلاَفَ فِي أَنَّ الاِشْتِغَال بِعِلْمِ التَّجْوِيدِ فَرْضُ كِفَايَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا الْعَمَل بِهِ، فَقَدْ ذَهَبَ الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ عُلَمَاءِ الْقِرَاءَاتِ وَالتَّجْوِيدِ إِلَى أَنَّ الأَْخْذَ بِجَمِيعِ أُصُول التَّجْوِيدِ وَاجِبٌ يَأْثَمُ تَارِكُهُ، سَوَاءٌ أَكَانَ مُتَعَلِّقًا بِحِفْظِ الْحُرُوفِ - مِمَّا يُغَيِّرُ مَبْنَاهَا أَوْ يُفْسِدُ مَعْنَاهَا - أَمْ تَعَلَّقَ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَوْرَدَهُ الْعُلَمَاءُ فِي كُتُبِ التَّجْوِيدِ، كَالإِْدْغَامِ وَنَحْوِهِ. قَال مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ فِي النَّشْرِ نَقْلاً عَنِ الإِْمَامِ نَصْرٍ الشِّيرَازِيِّ: حُسْنُ الأَْدَاءِ فَرْضٌ فِي الْقِرَاءَةِ، وَيَجِبُ عَلَى الْقَارِئِ أَنْ يَتْلُوَ الْقُرْآنَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ.
وَذَهَبَ الْمُتَأَخِّرُونَ إِلَى التَّفْصِيل بَيْنَ مَا هُوَ (وَاجِبٌ شَرْعِيٌّ) مِنْ مَسَائِل التَّجْوِيدِ، وَهُوَ مَا يُؤَدِّي تَرْكُهُ إِلَى تَغْيِيرِ الْمَبْنَى أَوْ فَسَادِ الْمَعْنَى، وَبَيْنَ مَا هُوَ (وَاجِبٌ صِنَاعِيٌّ) أَيْ أَوْجَبَهُ أَهْل ذَلِكَ الْعِلْمِ لِتَمَامِ إِتْقَانِ الْقِرَاءَةِ، وَهُوَ مَا ذَكَرَهُ الْعُلَمَاءُ فِي كُتُبِ التَّجْوِيدِ مِنْ مَسَائِل لَيْسَتْ كَذَلِكَ، كَالإِْدْغَامِ وَالإِْخْفَاءِ إِلَخْ. فَهَذَا النَّوْعُ لاَ يَأْثَمُ تَارِكُهُ عِنْدَهُمْ.
قَال الشَّيْخُ عَلِيٌّ الْقَارِيُّ بَعْدَ بَيَانِهِ أَنَّ مَخَارِجَ الْحُرُوفِ وَصِفَاتِهَا، وَمُتَعَلِّقَاتِهَا مُعْتَبَرَةٌ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: فَيَنْبَغِي أَنْ تُرَاعَى جَمِيعُ قَوَاعِدِهِمْ وُجُوبًا فِيمَا يَتَغَيَّرُ بِهِ الْمَبْنَى وَيَفْسُدُ الْمَعْنَى، وَاسْتِحْبَابًا فِيمَا يَحْسُنُ بِهِ اللَّفْظُ وَيُسْتَحْسَنُ بِهِ النُّطْقُ حَال الأَْدَاءِ. ثُمَّ قَال عَنِ اللَّحْنِ الْخَفِيِّ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ إِلاَّ مَهَرَةُ الْقُرَّاءِ: لاَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكُونَ فَرْضَ عَيْنٍ يَتَرَتَّبُ الْعِقَابُ عَلَى قَارِئِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ حَرَجٍ عَظِيمٍ. وَلَمَّا قَال مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ فِي مَنْظُومَتِهِ فِي التَّجْوِيدِ، وَفِي الطَّيِّبَةِ أَيْضًا:
وَالأَْخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لاَزِمُ
مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ الْقُرْآنَ آثِمُ
قَال ابْنُهُ أَحْمَدُ فِي شَرْحِهَا:
ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَال: لأَِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَل بِهِ كِتَابَهُ الْمَجِيدَ، وَوَصَل مِنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاتِرًا بِالتَّجْوِيدِ.
وَكَرَّرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَزَرِيِّ هَذَا التَّقْيِيدَ بِالْقُدْرَةِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. وَيَدُل لِذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيُتَعْتِعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ
وَقَدِ اعْتَبَرَ ابْنُ غَازِيٍّ فِي شَرْحِهِ لِلْجَزَرِيَّةِ مِنَ الْوَاجِبِ الصِّنَاعِيِّ: كُل مَا كَانَ مِنْ مَسَائِل الْخِلاَفِ مِنَ الْوُجُوهِ الْمُخْتَارَةِ لِكُل قَارِئٍ مِنَ الْقُرَّاءِ الْمَشْهُورِينَ، حَيْثُ يَرَى بَعْضُهُمُ التَّفْخِيمَ وَيَرَى غَيْرُهُ التَّرْقِيقَ فِي مَوْطِنٍ وَاحِدٍ، فَهَذَا لاَ يَأْثَمُ تَارِكُهُ، وَلاَ يَتَّصِفُ بِالْفِسْقِ. وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ جِهَةِ الْوَقْفِ، فَإِنَّهُ لاَ يَجِبُ عَلَى الْقَارِئِ الْوَقْفُ عَلَى مَحَلٍّ مُعَيَّنٍ بِحَيْثُ لَوْ تَرَكَهُ يَأْثَمُ، وَلاَ يَحْرُمُ الْوَقْفُ عَلَى كَلِمَةٍ بِعَيْنِهَا إِلاَّ إِذَا كَانَتْ مُوهِمَةً وَقَصَدَهَا، فَإِنِ اعْتَقَدَ الْمَعْنَى الْمُوهِمَ لِلْكُفْرِ كَفَرَ - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ - كَأَنْ وَقَفَ عَلَى قَوْله تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِ) دُونَ قَوْلِهِ: (أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا)، أَوْ عَلَى قَوْلِهِ: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ) دُونَ (إِلاَّ اللَّهُ).
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا قَوْل عُلَمَاءِ الْقِرَاءَةِ: الْوَقْفُ عَلَى هَذَا وَاجِبٌ، أَوْ لاَزِمٌ، أَوْ حَرَامٌ، أَوْ لاَ يَحِل، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الأَْلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى الْوُجُوبِ أَوِ التَّحْرِيمِ فَلاَ يُرَادُ مِنْهُ مَا هُوَ مُقَرَّرٌ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ، مِمَّا يُثَابُ عَلَى فِعْلِهِ، وَيُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ، أَوْ عَكْسُهُ، بَل الْمُرَادُ: أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْقَارِئِ أَنْ يَقِفَ عَلَيْهِ لِمَعْنًى يُسْتَفَادُ مِنَ الْوَقْفِ عَلَيْهِ، أَوْ لِئَلاَّ يُتَوَهَّمَ مِنَ الْوَصْل تَغْيِيرُ الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ، أَوْ لاَ يَنْبَغِي الْوَقْفُ عَلَيْهِ وَلاَ الاِبْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ، لِمَا يُتَوَهَّمُ مِنْ تَغْيِيرِ الْمَعْنَى أَوْ رَدَاءَةِ التَّلَفُّظِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُمْ: لاَ يُوقَفُ عَلَى كَذَا، مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لاَ يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَيْهِ صِنَاعَةً، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْوَقْفَ عَلَيْهِ حَرَامٌ أَوْ مَكْرُوهٌ، بَل خِلاَفُ الأَْوْلَى، إِلاَّ إِنْ تَعَمَّدَ قَاصِدًا الْمَعْنَى الْمُوهِمَ.
ثُمَّ تَطَرَّقَ ابْنُ غَازِيٍّ إِلَى حُكْمِ تَعَلُّمِ التَّجْوِيدِ بِالنِّسْبَةِ لِمُرِيدِ الْقِرَاءَةِ، فَقَرَّرَ عَدَمَ وُجُوبِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَلَى شَيْخٍ مُتْقِنٍ، وَلَمْ يَتَطَرَّقِ اللَّحْنُ إِلَيْهِ، مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ عِلْمِيَّةٍ بِمَسَائِلِهِ، وَكَذَلِكَ عَدَمُ وُجُوبِ تَعَلُّمِهِ عَلَى الْعَرَبِيِّ الْفَصِيحِ الَّذِي لاَ يَتَطَرَّقُ اللَّحْنُ إِلَيْهِ، بِأَنْ كَانَ طَبْعُهُ عَلَى الْقِرَاءَةِ بِالتَّجْوِيدِ، فَإِنَّ تَعَلُّمَ هَذَيْنِ لِلأَْحْكَامِ أَمْرٌ صِنَاعِيٌّ. أَمَّا مَنْ أَخَل بِشَيْءٍ مِنَ الأَْحْكَامِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا، أَوْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا فَصِيحًا، فَلاَ بُدَّ فِي حَقِّهِ مِنْ تَعَلُّمِ الأَْحْكَامِ وَالأَْخْذِ بِمُقْتَضَاهَا مِنْ أَفْوَاهِ الْمَشَايِخِ.
قَال الإِْمَامُ الْجَزَرِيُّ فِي النَّشْرِ: وَلاَ شَكَّ أَنَّ الأُْمَّةَ كَمَا هُمْ مُتَعَبَّدُونَ بِفَهْمِ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَإِقَامَةِ حُدُودِهِ، كَذَلِكَ هُمْ مُتَعَبِّدُونَ بِتَصْحِيحِ أَلْفَاظِهِ وَإِقَامَةِ حُرُوفِهِ عَلَى الصِّفَةِ الْمُتَلَقَّاةِ مِنْ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ وَالْمُتَّصِلَةِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَا يَتَنَاوَلُهُ التَّجْوِيدُ مِنْ أُمُورٍ:
5 - التَّجْوِيدُ عِلْمٌ مِنْ عُلُومِ الْقُرْآنِ، وَلَكِنَّهُ يَتَمَيَّزُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ تِلْكَ الْعُلُومِ الْمُتَّصِلَةِ بِالْقُرْآنِ بِأَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْخَاصَّةُ وَالْعَامَّةُ، لِحَاجَتِهِمْ إِلَى تِلاَوَةِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا أُنْزِل، حَسْبَمَا نُقِل عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ إِمَّا أَنْ يُحَصَّل بِالتَّعَلُّمِ لِمَسَائِلِهِ، أَوْ يُؤْخَذَ بِالتَّلَقِّي مِنْ أَفْوَاهِ الْعُلَمَاءِ، وَلاَ بُدَّ فِي الْحَالَيْنِ مِنَ التَّمْرِينِ وَالتَّكْرَارِ.
قَال أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: لَيْسَ بَيْنَ التَّجْوِيدِ وَتَرْكِهِ إِلاَّ رِيَاضَةٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ بِفَكَهٍ. وَقَال أَحْمَدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ: لاَ أَعْلَمُ سَبَبًا لِبُلُوغِ نِهَايَةِ الإِْتْقَانِ وَالتَّجْوِيدِ وَوُصُول غَايَةِ التَّصْحِيحِ وَالتَّسْدِيدِ مِثْل رِيَاضَةِ الأَْلْسُنِ وَالتَّكْرَارِ عَلَى اللَّفْظِ الْمُتَلَقَّى مِنْ فَمِ الْمُحْسِنِ.
وَيَشْتَمِل عِلْمُ التَّجْوِيدِ عَلَى أَبْحَاثٍ كَثِيرَةٍ أَهَمُّهَا:
أ - مَخَارِجُ الْحُرُوفِ، لِلتَّوَصُّل إِلَى إِخْرَاجِ كُل حَرْفٍ مِنْ مَخْرَجِهِ الصَّحِيحِ.
ب - صِفَاتُ الْحُرُوفِ، مِنْ جَهْرٍ وَهَمْسٍ مَعَ مَعْرِفَةِ الْحُرُوفِ الْمُشْتَرَكَةِ فِي الصِّفَةِ.
ج - التَّفْخِيمُ وَالتَّرْقِيقُ وَمَا يَتَّصِل بِذَلِكَ مِنْ أَحْكَامٍ لِبَعْضِ الْحُرُوفِ كَالرَّاءِ وَاللاَّمِ.
د - أَحْوَال النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ وَالْمِيمِ السَّاكِنَةِ.
هـ - الْمَدُّ وَالْقَصْرُ وَأَنْوَاعُ الْمَدِّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و - الْوَقْفُ وَالاِبْتِدَاءُ وَالْقَطْعُ وَمَا يَتَّصِل بِذَلِكَ مِنْ أَحْكَامٍ.
ز - أَحْكَامُ الاِبْتِدَاءِ بِالْقِرَاءَةِ، مِنْ تَعَوُّذٍ وَبَسْمَلَةٍ وَأَحْكَامِ خَتْمِ الْقُرْآنِ وَآدَابِ التِّلاَوَةِ.
وَمَوْطِنُ تَفْصِيل ذَلِكَ هُوَ كُتُبُ عِلْمِ التَّجْوِيدِ، وَكَذَلِكَ كُتُبُ الْقِرَاءَاتِ فِي آخِرِ أَبْحَاثِهَا كَمَا فِي مَنْظُومَةِ حِرْزِ الأَْمَانِي لِلشَّاطِبِيِّ، أَوْ فِي أَوَائِلِهَا كَمَا فِي " الطَّيِّبَةِ " لِمُحَمَّدِ بْنِ الْجَزَرِيِّ، وَفِي بَعْضِ الْمُطَوَّلاَتِ مِنْ كُتُبِ عُلُومِ الْقُرْآنِ كَالْبُرْهَانِ لِلزَّرْكَشِيِّ، وَالإِْتْقَانِ لِلسُّيُوطِيِّ.
مَا يُخِل بِالتَّجْوِيدِ، وَحُكْمُهُ:
6 - يَقَعُ الإِْخْلاَل بِالتَّجْوِيدِ إِمَّا فِي أَدَاءِ الْحُرُوفِ، وَإِمَّا فِيمَا يُلاَبِسُ الْقِرَاءَةَ مِنَ التَّغْيِيرَاتِ الصَّوْتِيَّةِ الْمُخَالِفَةِ لِكَيْفِيَّةِ النُّطْقِ الْمَأْثُورَةِ.
فَالنَّوْعُ الأَْوَّل يُسَمَّى (اللَّحْنَ) أَيِ الْخَطَأَ وَالْمَيْل عَنِ الصَّوَابِ، وَهُوَ نَوْعَانِ: جَلِيٌّ وَخَفِيٌّ.
وَاللَّحْنُ الْجَلِيُّ: خَطَأٌ يَطْرَأُ عَلَى الأَْلْفَاظِ فَيُخِل بِعُرْفِ الْقِرَاءَةِ، سَوَاءٌ أَخَل بِالْمَعْنَى أَمْ لَمْ يُخِل. وَسُمِّيَ جَلِيًّا لأَِنَّهُ يُخِل إِخْلاَلاً ظَاهِرًا يَشْتَرِكُ فِي مَعْرِفَتِهِ عُلَمَاءُ الْقُرْآنِ وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ يَكُونُ فِي مَبْنَى الْكَلِمَةِ كَتَبْدِيل حَرْفٍ بِآخَرَ، أَوْ فِي حَرَكَتِهَا بِتَبْدِيلِهَا إِلَى حَرَكَةٍ أُخْرَى أَوْ سُكُونٍ، سَوَاءٌ أَتَغَيَّرَ الْمَعْنَى بِالْخَطَأِ فِيهَا أَمْ لَمْ يَتَغَيَّرْ.
وَهَذَا النَّوْعُ يَحْرُمُ عَلَى مَنْ هُوَ قَادِرٌ عَلَى تَلاَفِيهِ، سَوَاءٌ أَوْهَمَ خَلَل الْمَعْنَى أَوِ اقْتَضَى تَغْيِيرَ الإِْعْرَابِ.
وَأَمَّا اللَّحْنُ الْخَفِيُّ: فَهُوَ خَطَأٌ يَطْرَأُ عَلَى اللَّفْظِ، فَيُخِل بِعُرْفِ الْقِرَاءَةِ وَلاَ يُخِل بِالْمَعْنَى. وَسُمِّيَ خَفِيًّا لأَِنَّهُ يَخْتَصُّ بِمَعْرِفَتِهِ عُلَمَاءُ الْقُرْآنِ وَأَهْل التَّجْوِيدِ. وَهُوَ يَكُونُ فِي صِفَاتِ الْحُرُوفِ، وَهَذَا اللَّحْنُ الْخَفِيُّ قِسْمَانِ:
أَحَدُهُمَا: لاَ يَعْرِفُهُ إِلاَّ عُلَمَاءُ الْقِرَاءَةِ كَتَرْكِ الإِْخْفَاءِ، وَهُوَ لَيْسَ بِفَرْضِ عَيْنٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ عِقَابٌ كَمَا سَبَقَ، بَل فِيهِ خَوْفُ الْعِتَابِ وَالتَّهْدِيدِ (2).
وَالثَّانِي: لاَ يَعْرِفُهُ إِلاَّ مَهَرَةُ الْقُرَّاءِ كَتَكْرِيرِ الرَّاءَاتِ وَتَغْلِيظِ اللاَّمَاتِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا، وَمُرَاعَاةُ مِثْل هَذَا مُسْتَحَبَّةٌ تَحْسُنُ فِي حَال الأَْدَاءِ.
وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي مِنَ الإِْخْلاَل فَهُوَ مَا يَحْصُل مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ عَنِ الْحَدِّ الْمَنْقُول مِنْ أَوْضَاعِ التِّلاَوَةِ، سَوَاءٌ فِي أَدَاءِ الْحَرْفِ أَوِ الْحَرَكَةِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ، وَسَبَبُ الإِْخْلاَل الْقِرَاءَةُ بِالأَْلْحَانِ الْمُطْرِبَةِ الْمُرَجِّعَةِ كَتَرْجِيعِ الْغِنَاءِ، وَهُوَ مَمْنُوعٌ لِمَا فِيهِ مِنْ إِخْرَاجِ التِّلاَوَةِ عَنْ أَوْضَاعِهَا الصَّحِيحَةِ، وَتَشْبِيهِ الْقُرْآنِ بِالأَْغَانِي الَّتِي يُقْصَدُ بِهَا الطَّرَبُ.
وَاسْتَدَلُّوا لِمَنْعِ ذَلِكَ بِحَدِيثِ عَابِسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا: إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْئًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَل مِنْهُمْ فِقْهًا.
قَال الشَّيْخُ زَكَرِيَّا الأَْنْصَارِيُّ: وَالْمُرَادُ بِلُحُونِ الْعَرَبِ: الْقِرَاءَةُ بِالطَّبْعِ وَالسَّلِيقَةِ كَمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَلاَ نَقْصٍ، وَالْمُرَادُ بِلُحُونِ أَهْل الْفِسْقِ وَالْكَبَائِرِ: الأَْنْغَامُ الْمُسْتَفَادَةُ مِنْ عِلْمِ الْمُوسِيقَى، وَالأَْمْرُ فِي الْخَبَرِ مَحْمُولٌ عَلَى النَّدْبِ، وَالنَّهْيُ عَلَى الْكَرَاهَةِ إِنْ حَصَلَتِ الْمُحَافَظَةُ عَلَى صِحَّةِ أَلْفَاظِ الْحُرُوفِ، وَإِلاَّ فَعَلَى التَّحْرِيمِ.
قَال الرَّافِعِيُّ: الْمَكْرُوهُ أَنْ يُفَرِّطَ فِي الْمَدِّ وَفِي إِشْبَاعِ الْحَرَكَاتِ، حَتَّى يَتَوَلَّدَ مِنَ الْفَتْحَةِ أَلِفٌ وَمِنَ الضَّمَّةِ وَاوٌ. . . إِلَخْ قَال النَّوَوِيُّ: الصَّحِيحُ أَنَّ الإِْفْرَاطَ عَلَى الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ حَرَامٌ يَفْسُقُ بِهِ الْقَارِئُ وَيَأْثَمُ بِهِ الْمُسْتَمِعُ، لأَِنَّهُ عَدَل بِهِ عَنْ مَنْهَجِهِ الْقَوِيمِ، وَهَذَا مُرَادُ الشَّافِعِيِّ بِالْكَرَاهَةِ.
وَقَدْ أَوْرَدَ عُلَمَاءُ التَّجْوِيدِ نَمَاذِجَ مِنْ ذَلِكَ، فَمِنْهَا مَا يُسَمَّى بِالتَّرْقِيصِ، وَالتَّحْزِينِ، وَالتَّرْعِيدِ، وَالتَّحْرِيفِ، وَالْقِرَاءَةِ بِاللِّينِ وَالرَّخَاوَةِ فِي الْحُرُوفِ، وَالنَّقْرِ بِالْحُرُوفِ وَتَقْطِيعِهَا. . . إِلَخْ.
وَتَفْصِيل الْمُرَادِ بِذَلِكَ فِي مَرَاجِعِهِ، وَمِنْهَا شُرُوحُ الْجَزَرِيَّةِ، وَنِهَايَةُ الْقَوْل الْمُفِيدِ، وَقَدْ أَوْرَدَ أَبْيَاتًا فِي ذَلِكَ مِنْ مَنْظُومَةٍ لِلإِْمَامِ عَلَمِ الدِّينِ السَّخَاوِيِّ، ثُمَّ نَقَل عَنْ شَرْحِهَا قَوْلَهُ: فَكُل حَرْفٍ لَهُ مِيزَانٌ يُعْرَفُ بِهِ مِقْدَارُ حَقِيقَتِهِ، وَذَلِكَ الْمِيزَانُ هُوَ مَخْرَجُهُ وَصِفَتُهُ، وَإِذَا خَرَجَ عَنْ مَخْرَجِهِ مُعْطًى مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ عَلَى وَجْهِ الْعَدْل فِي ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ إِفْرَاطٍ وَلاَ تَفْرِيطٍ فَقَدْ وُزِنَ بِمِيزَانِهِ، وَهَذَا هُوَ حَقِيقَةُ التَّجْوِيدِ. وَسَبِيل ذَلِكَ التَّلَقِّي مِنْ أَفْوَاهِ الْقُرَّاءِ الْمُتْقِنِينَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 05:22]ـ
جزى الله الأخ بندر الطائي و الأخ أبو زيد
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 09:36]ـ
قال السفاريني في غذاء الألباب:
أول من وضع علم الموسيقى وأصول الألحان فيثاغوث الهرمس , أدركه بقوة الذهن وحركات الأفلاك , فاستمع الأصوات ورتب الألحان الثمانية بحسب الأدوار الفلكية وأصواتها كما في تاريخ الحكماء.
قلت يعني أن الألحان فيما يسمى علم الموسيقى مأخوذة من أصوات الجمادات و ليست من الأصوات البشرية، و هذا فرق بينها و بين الألحان المأخوذة من الأصوات البشرية
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 02:47]ـ
ياصاحب النقب وفقك الله
كلام الشيخ الحجي حفظه الله تناول التجويد، وأن العناية به تكون على حساب التدبر لأن الله ماجعل لرجل من قلبين في جوفه.
وهذا هو المنتقد
أما مسألة الألحان والمقامات وقراءة القرآن على ضوئها فيرجع في تفصيلها لكتاب (سنن القراء ومناهج المجودين) للشيخ المحرر عبد العزيز قاري حفظه الله.
وفقني الله واياك وجميع الإخوة لما يحب ويرضى.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 03:04]ـ
الأخ ضيف الله جزاك الله خيراً
أعرف أنك تتحدث عن التجويد و ليس عن الألحان في مشاركتك السابقة و كذلك كثير من مشاركات الأخوة
و حتى الأئمة الذين نقل عنهم الكاتب لا ينكرون التجويد و إنما ينكرون مغالاة بعض الناس فيه و الأمثلة التي ذكروها تدل على ذلك
وفق الله الجميع
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 04:31]ـ
زاد المعاد لابن القيم ج 1 ص 492
وفصل النزاع أن يقال التطريب والتغني على وجهين أحدهما ما اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم بل إذا خلي وطبعه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين فذلك جائز وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا والحزين ومن هاجه الطرب والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع وعدم التكلف والتصنع فيه فهو مطبوع لا متطبع وكلف لا متكلف فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه وهو التغني الممدوح المحمود وهو الذي يتأثر به التالي والسامع وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها
الوجه الثاني ما كان من ذلك صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به بل لا يحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلم والتكلف فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها ومنعوا القراءة بها وأنكروا على من قرأ بها وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه وبهذا التفصيل يزول الإشتباه ويتبين الصواب من غيره وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوغوها ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ويحسنون أصواتهم بالقرآن ويقرؤونه بشجى تارة وبطرب تارة وبشوق تارة وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له بل أرشد إليه وندب إليه وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به وقال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وفيه وجهان أحدهما أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله والثاني أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم
ـ[بندر العنزي]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 05:45]ـ
هل صحيح أن اول من قال بتحريم قراءة القران بالالحان هو ابن القيم وأن اقوال الفقهاء قبله في هذه المسألة دائرة بين الكراهة والاباحة؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 06:14]ـ
هو في الكلام السابق لم يحرم جميع الألحان
بل حرم الألحان المأخوذة من علم الموسيقى، أما الألحان التي هي التحزين و التطريب فقد إختلف فيها الفقهاء الذين سبقوه فبعضهم منعها و بعضهم قاس أداء الصوت على أداء الحروف، و هناك فرق في الأصوات بين الأصوات البشرية و أصوات الجمادات
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا قيل به حتى في الشعر: فاللحن بالطبع يسمى إنشاداً، و اللحن المأخوذ من علم الموسيقى يسمى غناء حتى لو لم يكن معه آله، و هو ما يحصل اليوم في تلحين الشعر بالمقامات الغنائية
و هو السبب الذي حرم بعض العلماء لأجله الإستماع إلى قناة شدا و من مشايخنا الذين أفتوا بأن الشعر الملحن حرام الشيخ ابن جبرين حفظه الله
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 06:47]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ في جامع المسائل: (الحمد لله. الناس مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع، كما كان يقرأه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول.
وقد تنازع الناس في قراءة الألحان، منهم من كرهها مطلقا بل حرمها، ومنهم من رخص فيها، وأعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة، وإن كانت من البدع المذمومة نهي عنها، والسلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء، مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقد أوتى هذا مزمارا من مزامير آل داود). وقال لأبي موسى الأشعري: (مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك)، فقال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا. أي لحسنته تحسينا. وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم). وقال: (لله أشد أذنا إلى رجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته). وقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن).
وتفسيره عن الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسين الصوت به. وقد فسره ابن عيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به. فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان يفعل السلف _ مثل أبي موسى الأشعري وغيره_ فهذا حسن.
وأما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء، لأنه بدعة، ولأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفا إلى وزن اللفظ بميزان الغناء، لا يتدبره ولا يعقله، وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغي إلى الغناء، لا لأجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به ... )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ في مجموعة الفتاوى (وحيث أطلق الفقهاء اسم [الكلام] على حرفين فصاعدًا في [باب الصلاة]، فإنما غرضهم ما يبطل الصلاة، سواء كان مفيدًا أو غير مفيد، وموضوعا، أو مهملا، حتى لو صوت تصويتًا طويلا، ولحن لحون الغناء أبطل الصلاة، وإن لم يكن ذلك في اللغة كلامًا.)
وقال أيضا في مجموعة الفتاوى (وعن الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن القراءة: فقال يحسنه بصوته من غير تكلف. وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن القراءة بالألحان؟ فقال: كل شيء محدث؛ فإنه لا يعجبني، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه ... (
وقال ابن القيم _رحمه الله_ في زاد المعاد (فقالت طائفة: تكره قراءة الالحان، وممن نص على ذلك احمد ومالكٌ وغيرهما، فقال احمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الالحان: ما تعجبُني وهو محْدَث. وقال في رواية المروَزي: القراءةُ بالالحان بدعة لا تسمع، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب: قراءةُ الالحان بدعة، وقال في رواية ابنه عبد اللّه، ويوسف بن موسى، ويعقوب بن بختان، والاثرم، وابراهيم بن الحارث: القراءةُ بالالحان لا تُعجبني الا ان يكون ذلك حُزناً، فيقرا بحزن مثلَ صوت ابي موسى، وقال في رواية صالح: (زَيِّنُوا القُرْاَنَ بِاصْوَاتِكُم)، معناه: ان يُحسِّنه، وقال في رواية المروَزي: (ما اذِن اللّه لشيء كاذَنِهِ لنبي حسن الصوت ان يتغنَّى بالقران) وفي رواية قوله: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْانِ)، فقال: كان ابنُ عيينة يقول: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته، وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها، فانكر ابو عبد اللّه ان يكون على معنى الالحان، وانكر الاحاديثَ التي يُحتج بها في الرخصة في الالحان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى ابن القاسم، عن مالك، انه سئل عن الالحان في الصلاة، فقال: لا تُعجبني، وقال: انما هو غناءٌ يتغنَّون به، لياخذوا عليه الدراهم، وممن رُويت عنه الكراهةُ، انس بن مالك، وسعيد بن المسيِّب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن، وابن سيرين، وابراهيم النخعي. وقال عبد اللّه بن يزيد العكبري: سمعت رجلاً يسال احمد، ما تقولُ في القراءة بالالحان؟ فقال ما اسمك؟ قال محمد: قال: ايسرك ان يقال لك: يا موحمد ممدوداً، قال القاضي ابو يعلى: هذه مبالغة في الكراهة. وقال الحسن بنُ عبد العزيز الجَرَوي: اوصى اليَّ رجل بوصية، وكان فيما خلَّف جارية تقرا بالالحان، وكانت اكثَر تَرِكته او عامتها، فسالتُ احمد بن حنبل والحارث بن مسكين، وابا عُبيد، كيف ابيعُها؟ فقالوا: بعها ساذجةً، فاخبرتُهم بما في بيعها من النقصان، فقالوا: بعها ساذَجة، قال القاضي: وانما قالوا ذلك، لان سماع ذلك منها مكروه، فلا يجوز ان يُعاوض عليه كالغناء.
قال ابن بطَّال: وقالت طائفة: التغنِّي بالقران، هو تحسينُ الصوت به، والترجعُ بقراءته، قال: والتغني بما شاء مِن الاصوات واللحون هو قول ابن المبارك، والنضرِ بن شُميل، قال: وممن اجاز الالحان في القران: ذكر الطبري، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، انه كان يقول لابي موسى: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرا ابو موسى ويتلاحن، وقال: من استطاع ان يتغنى بالقران غِناء ابي موسى، فليفعل، وكان عقبة بن عامر من احسن الناس صوتاً بالقراَن، فقال له عمر: اعرض عليَّ سورة كذا، فعَرض عليه، فبكى عمر، وقال: ما كنتُ اظن انها نزلت، قال: واجازه ابن عباس، وابن مسعود، وروي عن عطاء بن ابي رباح، قال: وكان عبد الرحمن بن الاسود بن يزيد، يتتبَع الصوتَ الحسن في المساجد في شهر رمضان. وذكر الطحاوي عن ابي حنيفة واصحابه: انهم كانوا يستمعون القران بالالحان. وقال محمد بن عبد الحكم: رايت ابي والشافعي ويوسف بن عمر يستمعون القران بالالحان، وهذا اختيارُ ابن جرير الطبرى.
قال المجوِّزون - واللفظ لابن جرير-: الدليلُ: على ان معنى الحديث تحسينُ الصوت، والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامعَ قراءته، كما ان الغناء بالشعر هو الغناءُ المعقولُ الذي يُطرب سامعه -: ما روى سفيان، عن الزهري، عن ابي سلمة، عن ابي هريرة، ان النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَا اذنَ اللَّهُ لشيء مَا اذنَ لنبيٍّ حسن التَّرنُّم بالقُرْان) ومعقول عند ذوي الحِجا، انَ الترنُّم لاَ يكًون الا بالَصوت اذا حسَّنه المترنم وطرَّب به. وروي في هذا الحديث (ما اذِنَ اللّه لشيء ما اذن لنبي حسنِ الصوت يتغنى بالقراَن يجهرُ به). قال الطبري: وهذا الحديث من ابين البيان ان ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابنُ عيينة، يعني: يستغني به عن غيره، لم يكن لذكر حُسن الصوت والجهر به معنى، والمعروف في كلام العرب ان التغني انما هو الغناء الذي هو حسنُ الصوت بالترجيع، قال الشاعر:
تَغَنَ بِالشِّعْرِ امَّا كُنْتَ قَائِلَه ** انَّ الغِنَاءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضْمَارُ
قال: واما ادعاء الزاعم، ان تغنّيتَ بمعنى استغنيت فاشٍ في كلام العرب، فلم نعلم احداً قال به من اهل العلم بكلام العرب. واما احتجاجُه لتصحيح قوله بقولِ الاعشى:
وكُنْتُ امْرَءاً زَمَناً بالعِرَاق ** عَفِيفَ المُنَاخِ طويلَ التَّغَنْ
وزعم انه اراد بقوله: طويل التغني: طويل الاستغناء، فانه غلط منه، وانما عنى الاعشى بالتغني في هذا الموضع: الاِقامة من قول العرب: غني فلان بمكان كذا اذا اقام به، ومنه قوله تعالى: {كاَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الاعراف: 92] واستشهاده بقول الاخر:
كِلاَنا غَنِيُّ عَنْ اخِيهِ حَيَاتَهُ وَنَحْنُ اذا مِتْنا اَشَدُ تَغَانِيا
(يُتْبَعُ)
(/)
فانه اغفال منه، وذلك لان التغاني تفاعل من تغنَّى: اذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه، كما يقال: تضارب الرجلان، اذا ضرب كل واحد منهما صاحبه، وتشاتما، وتقاتلا. ومن قال: هذا في فعل اثنين، لم يجز ان يقول مثله في فعل الواحد، فيقول: تغانى زيد، وتضارب عمرو، وذلك غيرُ جائز ان يتول: تغنى زيد بمعنى استغنى، الا ان يريد به قائله انه اظهر الاستغناء، وهو غير مستغن، كما يقال: تجلَّد فلان: اذا اظهر جَلَدا من نفسه، وهو غير جليد، وتشجَّع، وتكرَّم، فان وجَّه موجِّه التغنِّي بالقران الى هذا المعنى على بُعده من مفهوم كلام العرب، كانت المُصيبة في خطئه في ذلك اعظمَ، لانه يُوجب على من تاوله ان يكون اللّه تعالى ذِكرُه لم ياذن لنبيه ان يستغني بالقران، وانما اذِنَ له ان يُظهر من نفسه لنفسه خلافَ ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فسادُه. قال: ومما يُبين فسادَ تاويل ابن عُيينة ايضاً ان الاستغناء عن الناس بالقران مِن المحال ان يُوصف احد به انه تؤذن له فيه او لا يؤذن، الا ان يكون الاذن غد ابن عيينة بمعنى الاِذن الذي هو اطلاق واباحة، وان كان كذلك، فهو غلط من وجهين، احدهما: من اللغة، والثاني: من احالة المعنى عن وجهه. اما اللغة، فان الاذن مصدر قوله: اذن فلان لكلام فلان، فهو ياذَن له: اذا استمع له وانصت، كما قال تعالى: {واَذِنَت لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق. 2]، بمعنى سمِعت لربها وحُقَّ لها ذلك، كما قال عدى بن زيد:
* انَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ واذَن *
بمعنى، في سماع واستماع. فمعنى قوله: ما اذن اللّه لشيء، انما هو: ما استمع اللّه لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقران. واما الاِحالة في المعنى، فلان الاستغناء بالقُرْان عن الناس غيرُ جائز وصفه بانه مسموع وماذون له، انتهى كلام الطبري.
قال ابو الحسن بن بطال: وقد وقع الاِشكال في هذه المسالة ايضاً، بما رواه ابن ابي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن ابيه، عن عُقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (تَعَلَّموا القُرْانَ وتَغَنَّوا بِهِ، واكتبوه، فَوالذي نَفسي بِيَدِهِ، لَهوَ اَشَدُّ تَفَصِّياَ مِنَ المَخَاضِ مِنَ العقُلِ). قال: وذكر عمر بن شَبَّة، قال: ذكر لابي عاصم النبيل تاويلُ ابن عيينة في قوله (يتغنّىَ بالقران) يستغني به، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئاً، حدثنا ابنُ جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عُمير، قال: كانت لداود نبيِّ اللّه صلى الله عليه وسلم مِعزَفَةٌ يتغنَّى عليها يَبكي ويُبكي. وقال ابن عباس: انه كان يقرا الزبور بسبعين لحناً، تكون فيهن، ويقرا قراءة يَطْرَبُ منها الجموعُ. وسئل الشافعي رحمه اللّه، عن تاويل ابن عيينة فقال: نحن اعلمُ بهذا، لو اراد به الاستغناء، لقال: (من لم يستغن بالقُران)، ولكن لما قال: (يتغنَّى بالقران)، علمنا انه اراد به التغنِّي.
قالوا: ولان تزيينه، وتحسين الصوت به، والتطريب بقراءته اوقعُ في النفوس، وادعى الى الاستماع والاِصغاء اليه، ففيه تنفيذ للفظه الى الاسماع، ومعانيه الى القلوب، وذلك عونٌ على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفذه الى موضع الداء، وبمنزلة الافاويه والطِّيب الذي يُجعل في الطعام، لتكون الطبيعة ادعى له قبولاً، وبمنزلة الطِّيب والتحكِّي، وتجمُّل المراة لبعلها، ليكون ادعى الى مقاصد النكاح. قالوا: ولا بد للنفس من طرب واشتياق الى الغناء، فعُوِّضت عن طرب الغناء بطرب القران، كما عُوِّضت عن كل محرَّم ومكروه بما هو خيرٌ لها منه، وكما عوِّضت عن الاستقسام بالازلام بالاستخارة التي هي محضُ التوحيد والتوكل، وعن السِّفاح بالنكاح، وعن القِمار بالمُراهنة بالنِّصال وسباق الخيل، وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القراني، ونظائره كثيرة جداً.
قالوا: والمحرَّم، لا بد ان يشتمِل على مفسدة راجحة، او خالصة، وقراءة التطريب والالحان لا تتضمن شيئاً مِن ذلك، فانها لا تُخرِجُ الكلام عن وضعه، ولا تَحولُ بين السامع وبين فهمه، ولو كانت متضمِّنة لزيادة الحروف كما ظن المانع منها، لاخرجت الكلمة عن موضعها، وحالت بين السامع وبين فهمها، ولم يدر ما معناها، والواقعُ بخلاف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: وهذا التطريب والتلحين، امر راجع الى كيفية الاداء، وتارة يكون سليقة وطبيعة، وتارة يكون تكلُّفاً وتعقُلاً، وكيفيات الاداء لا تخرِجُ الكلام عن وضع مفرداته، بل هي صِفات لصوت المؤدِّي، جارية مجرى ترقيقه وتفخيمه وامالته، وجارية مجرى مدود القرَّاء الطويلة والمتوسطة، لكن تلك الكيفيات متعلقة بالحروف، وكيفيات الالحان والتطريب، متعلقة بالاصوات، والاثار في هذه الكيفيات، لا يمكن نقلُها، بخلاف كيفيات اداء الحروف، فلهذا نُقلت تلك بالفاظها، ولم يمكن نقل هذه بالفاظها، بل نقل منها ما امكن نقله، كترجيع النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح بقوله: (ا ا ا). قالوا: والتطريب والتلحين راجع الى امرين: مدٍ وترجيع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه كان يمد صوته بالقراءة يمد (الرحمن) ويمد (الرَّحيم)، وثبت عنه الترجيع كما تقدم.
قال المانعون من ذلك: الحجة لنا من وجوه. احدها: ما رواه حُذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القُرْان بِلحُونِ العَرَبِ واصْوَاتِها، وايَاكُم وَلُحُونَ اَهْلِ الكِتَابِ وَالفِسْق، فانَّهُ سَيَجيء في مِنْ بَعْدِي اَقوَامٌ يُرَجِّعُونَ بِالقُرْانِ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَالنَّوْحِ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، مَفتُونَةً قُلُوبُهُم، وَقُلُوبُ الَذِينَ يُعْجِبُهُم شَاْنُهُم) رواه ابو الحسن رَزِينّ في (تجريد الصحاح) ورواه ابو عبد اللّه الحكيم الترمذي في (نوادر الاصول). واحتج به القاضي ابو يعلى في (الجامع)، واحتج معه بحديث اخر، انه صلى الله عليه وسلم ذكر شرائطَ الساعة، وذكر اشياء، منها: (ان يُتخذ القرانُ مَزاميرَ، يُقدِّمونَ اَحَدَهُم لَيْسَ بِاَقْرَئِهِم وَلا اَفْضَلِهِم ما يُقَدِّمُونَهُ الا لِيُغَنِّيَهُم غِنَاءً).
قالوا: وقد جاء زياد النهدي الى انس رضي اللّه عنه مع القراء، فقيل له: اقرا، فرفع صوته وطرَّب، وكان رفيعَ الصوت، فكشف انس عن وجهه، وكان على وجهه خِرقة سوداء، وقال: يا هذا! ما هكذا كانوا يفعلون، وكان اذا راى شيئاً يُنكره، رفع الخِرقة عن وجهه. قالوا: وقد منع النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤذِّن المُطَرِّبَ في اذانه من التطريب، كما روى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم مؤذِّن يطرِّب، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (انَّ الاذان سَهْلِّ سمح.، فان كان اَذَانُكَ سَهْلا سَمْحاً، والاَّ فَلا تُؤذِّن) رواه الدارقطني وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة، عن عبد الرحمن بن ابي بكر، عن ابيه، قال: كانت قراءةُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدَّ، ليس فيها ترجيع. قالوا: والترجيع والتطريب يتضمن همزَ ما ليس بمهموز، ومدَّ ما ليس بممدود، وترجيعَ الالف الواحد الفات، والواوَ واوات، والياء ياءاتٍ، فيؤدِّي ذلك الى زيادة في القران، وذلك غير جائز، قالوا: ولا حدَّ لما يجوز من ذلك، وما لا يجوز منه، فان حُدَّ بحدٍّ معيَّنٍ، كان تحكُّماً في كتاب اللّه تعالى ودِينه، وان لم يُحَدَّ بحدٍّ، افض الى ان يُطلق لفاعله ترديدُ الاصوات، وكثرةُ الترجيعات، والتنويعُ في اصناف الاِيقاعات والالحان المشبِهة للغناء، كما يفعل اهلُ الغناء بالابيات، وكما يفعله كثير من القُرَّاء امام الجنائز، ويفعلُه كثيرٌ مِن قراء الاصوات، مما يتضمن تغييرَ كتاب الله والغِناء به على نحو الحان الشعر والغناء، ويُوقعون الاِيقاعات عليه مثل الغناء سواء، اجتراءً على اللّه وكتابه، وتلاعباً بالقران، وركوناً الى تزيين الشيطان، ولا يجيز ذلك احدٌ من علماء الاِسلام، ومعلوم: ان التطريبَ والتلحين ذريعةٌ مُفضية الى هذا افضاءً قريباً، فالمنع منه، كالمنع من الذرائع الموصلة الى الحرام، فهذا نهايةُ اقدام الفريقين، ومنتهى احتجاج الطائفتين.
وفصل النزاع، ان يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، احدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل اذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وان اعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال ابو موسى الاشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: (لَو علمتُ انّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتاثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل ادلة ارباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل الا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم اصوات الغِناء بانواع الالحان البسيطة، والمركبة على ايقاعات مخصوصة، واوزانٍ مخترعة، لا تحصل الا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وانكروا على من قرا بها، وادلة ارباب هذا القول انما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم باحوال السلف، يعلم قطعاً انهم بُراء من القراءة بالحان الموسيقى المتكلفة، التي هي ايقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وانهم اتقى للّه من ان يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً انهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون اصواتَهم بالقران، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا امر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل ارشد اليه وندب اليه، واخبر عن استماع اللّه لمن قرا به، وقال: (لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرانِ) وفيه وجهان: احدهما: انه اخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: انه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.)
والله أعلم ..
والحمدلله رب العالمين ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 01:19]ـ
الشيخ حفظه الله يحذر من التكلف في علم التجويد الذي يؤول بصاحبه إلى التلحين والتشبه بالفساق
فنظراً لانتشار التكلف في أحكام التجويد في عصرنا انتشاراً مخيفاً، حتى صرفت فيه جهود خيرة أبناء المسلمين وأوقاتهم، وحتى آل الأمر إلى التطريب والتلحين والتشبه بالفساق في ألحانهم وفسقهم، وحتى اقترب الأمر من اتخاذ آيات الله هزوا، وأصابنا ما أصاب أهل الكتابين قبلنا
لذا أحب التنبيه على سنة السابقين الأولين ومن تبعهم بإحسان
لذا وجب التنبيه على سنة السابقين الأولين في ذلك حتى نتبعهم بإحسان.
يؤكد الشيخ وفقه الله ان التكلف في علم التجويد يكون على حساب التدبر ولاشك في ذلك لمن صدق مع نفسه ومع الناس.
إن من المتيقن أن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، فإذا صرف قلبه للتنطع في إقامة اللفظ كان ذلك على حساب التدبر للمعاني الذي من أجله أنزل القرآن
وقد أدركنا وسمعنا أقواماً من حذاق أهل التجويد قد اعترفوا بأنهم لا يستطيعون التدبر إن أرادوا القيام بكل القواعد المتكلفة في التجويد.
يبين الشيخ طريقة السلف غير المتكلفة ويؤكد حصول التواتر وينفي التواتر عن القراءات المحدثة وان نسبتها لأئمة القراءات لا تصح وقد بيّن ذلك الأخ (من صاحب النقب) جزاه الله خيراً.
وإن الذي لا نشك فيه أن الصحابة كانوا يقرأون القرآن على سجيتهم وطبيعتهم دون لحن ولا تكلف، كما هي قراءة العلماء الراسخين الذين أدركناهم، وكما تواترت عليه أمة محمد عليه الصلاة والسلام جيلاً إثر جيل، وتواترها هذا أقوى من الصفات التي يأخذها القراء ويزعمون أنها متواترة.
انكار الأئمة ليس على القراءات وإنما على ما فيها من باطل فهم أئمة حق ولا يسكتون على الباطل فرحمهم الله وجزاهم عنا خيراً.
وقد أنكر الشافعي والإمام أحمد قراءة حمزة لما فيها من الإمالة وغيرها،قال ابن هانئ في مسائله برقم (1953 - 1954) سألت أبا عبدالله-يعني الإمام أحمد- قلت: نصلي خلف من يقرأ قراءة حمزة؟ قال إن كان رجلاً يقبل منك فانهه، قال أبو عبدالله: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: لو صليت خلف من يقرأ قراءة حمزة أعدت الصلاة.
وهذا تأكيد لموضوع الشيخ من كلام ابن قتيبة فهل سيقول هذا الأخ أو ذاك أن ابن قتيبة يحارب علم التجويد؟!
وأنكر العلماء في كل العصور صرف الأوقات في المبالغة في التجويد وعدوه من تأثير الأعاجم على المسلمين، ومن ذلك ما يلي:
قال ابن قتيبة: "قد كان الناس يقرءون القرآن بلغاتهم دون تكلف، ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء الأعاجم فهفوا وضلوا وأضلوا، وأما ما اقتضته طبيعة القارئ من غير تكلف فهو الذي كان السلف يفعلونه، وهوالتغني الممدوح".
وهذه نصيحة لمن أراد الحق وترك الغلو
والتغني الممدوح هو ما تقتضيه الطبيعة، وتسمح به القريحة، من غير تكلف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خلي وطبعه استرسلت طبيعته بفضل تزيين وتحسين، ............. ، لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وشغله بالوصل والفصل، والإضجاع والإرجاع والتطريب، وغير ذلك، مما هو مفض إلى تغيير كتاب الله، والتلاعب به، حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته.
وهذه أقوال أهل العلم فلله درهم وعلى الله أجرهم
وقال الذهبي: "القراء المُجوّدة فيهم تنطع وتحرير زائد، يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذُكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله بعين المقت."
وقال الحافظ: "ما كان طبيعة وسجية كان محموداً، وما كان تكلفاً وتصنعاً فهو مذموم، وهو الذي كرهه السلف وعابوه، ومن تأمل أحوالهم علم أنهم بريئون من التصنع، والقراءة بالألحان المخترعة، بخلاف التحسين الطبيعي فقد ندب إليه صلى الله عليه وسلم" (انظر: حاشية ابن قاسم على الروض المربع فقد جمع كثيراً من هذه النقول،2/ 208).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية 13/ 414: "وأما في باب فهم القرآن فهذا دائم التفكر في معانيه والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه، عن غيره من كلام الناس؛ وإذا سمع شيئاً من كلام الناس، وعلومهم عرضه على القرآن، فإن شهد له بالتزكية والعدالة قبله، وإلا رده؛ وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه. وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه، ولا يجعل همته وقصده في تحصيل ما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن بالوسوسة في خروج الحروف، وترقيقها وتفخيمها وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك; فإن هذا حائل للقلوب، وقاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ {أءنذرتهم} ووجوهها، وضم الميم من {عليهم}، ووصلها بالوصل، وكسر الهاء وضمها ونحو ذلك، من شغل الزمان بتنقية النطق وصفاته، معرضاً عن المقصود، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت، وكذلك تتبع أوجه الإعراب، واستخراج التأويلات المستكرهة، التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان، وكذلك صرف الذهن إلى حكاية أقوال الناس، ونتائج أفكارهم.
وكذلك تنزيل القرآن على قول من قلده في دينه أو مذهبه، فهو يتعسف بكل طريق، حتى يجعل القرآن تبعا لمذهبهم، وتقوية لقول إمامه، وكل محجوبون بما لديهم عن فهم مراد الله من كلامه، في كثير من ذلك أو أكثره".
وإن كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام "فضائل القرآن" من أهم الكتب التي يجب أن يتدارسها أهل القرآن حتى يعرفوا فضائل القرآن وآداب قراءته ومعالمه وسننه، وحتى يعرفوا معنى كلام حذيفة بن اليمان (وروي مرفوعا) قال " اقرَءوا القُرآنَ بِلُحونِ العَرَبِ وَأصواتِها، وإيَّاكُم وَلُحُونَ أهلِ الكِتابِ، وَأهلِ الفِسقِ، فإنَّهُ سَيجيءُ مِنْ بَعدِي قَومٌ يُرجِّعوُنَ بِالقرآنِ تَرجِيعَ الرَّهبانِيةِ، وَالنَّوْحِ وَالغِناءِ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُم، مَفتونَةٌ قُلوبُهُم، وَقُلُوبُ الذينَ يُعجِبُهُمْ شَأنُهُمْ "، وحتى يسلكوا سبيل السلف الصالح ويقتصوا آثارهم فإن الفلاح كله في ذلك، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.alamralawal.com/#detailOfMizan::7
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[14 - Oct-2009, مساء 07:18]ـ
بارك الله فيكم
لمزيد من الفائدة:
جمع لأقوال العلماء حول حكم قراءة القرآن بالمقامات الموسيقية ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38124)
ـ[القضاعي]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 03:23]ـ
وفيكم الله يبارك(/)
قاعدة في التفسير: (السياق يحكم للتأويل بالرجحان)
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه قاعدة جميلة نستفيدها من الإمام ابن جرير الطبري عند ترجيحه لأحد التأويلات في قوله سبحانه: ((سأوريكم دار الفاسقين)).
هذه الجملة اختتم الله بها الآية 145 في قصة موسى من سورة الأعراف:
((وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظةً وتفصيلاً لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها، سأوريكم دار الفاسقين))
حيث ذكر تأويلات واردة عن السلف في معنى هذه الجملة الكريمة:
1 - دار الفاسقين: جهنم
2 - دار الفاسقين: أرض الشام فأريكم منازل الكافرين الذين هم سكانها من الجبابرة والعمالقة
3 - دار الفاسقين: سأريكم دار قوم فرعون وهي مصر
فرجّح القول الأول - أعني: جهنم -، ثم قال:
تفسير الطبري ج9/ص59
وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك؛ لأن الذي قبْل قوله جل ثناؤه: ((سأريكم دار الفاسقين)) أمرٌ من الله لموسى وقومه بالعمل بما في التوراة، فأولى الأمور بحكمة الله تعالى أن يختم ذلك بالوعيد على من ضيعه وفرط في العمل لله وحاد عن سبيله دون الخبر عما قد انقطع الخبر عنه أو عما لم يجر له ذكر.
نلاحظ هنا أنه استدل بالسياق على اختياره.(/)
قول المنافقين (أنؤمن كما آمن السفهاء) بلسان الحال ام المقال؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 08:36]ـ
يقول الله تعالى حاكيا حال المنافقين وجوابهم على ناصحيهم من المؤمنين
(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء) 00 الآية سورة البقرة
استشكل هذه الآية كثير من العلماء بأنه اذا كان جواب المنافقين هكذا يلزم ان يكونوا مظهرين للكفر فيكونوا كفرة لا منافقين
واجيب بأن هذا الجواب كان فيما بينهم وحكاه الله تعالى عنهم ورده عليهم
وقيل (إذا) بمعنى لو تحقيقا لابطانهم الكفر اى انهم على حال تقتضى انهم لو قيل لهم كذا قالوا كذا فيكون تقدير الآية (ولو قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء)
وقيل ان قولهم كان بحضرة المسلمين ولكن مسارّة بينهم واظهره عالم السر والنجوى
وقيل كان قولهم عند من لم يفش سرهم من المسلمين لمصلحة بينهم او قرابة
انظر تفسير روح المعانى للعلامة الالوسى رحمه الله بتصرف بسيط
قال الفقير لمولاه كاتب هذه السطور
ذهب بعض المعاصرين الى ان قولهم أنؤمن كما آمن السفهاء بلسان الحال لانه لو كان مقالا لعدوا من الكفار وعوملوا على هذا الاساس وقد سبق رد العلامة الالوسى
واضيف ان قولهم لو كان بلسان الحال لربما انكروا هذا وجحدوا وقالوا ماقلنا والذى يقوى انه بلسان المقال ان القرآن حين يحكى مايخفونه يعلن ذلك من باب التحدى كقوله تعالى (ويقولون فى أنفسهم) ومثلها ولكن هنا نسب لهم قولا ورد عليهم مما يقوى انه بلسان المقال
والله تعالى اعلم
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 11:54]ـ
يا بارك الله فيك ..
لعل في الآيات الأخرى ما يفيدك
من مثل قوله تعالى:
"وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا
وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون"
وغيرها من التي تبين أنهم ما كانوا يصرحون بهذا إلا ما يعرف في لحن القول من جهة
وأنهم كانوا يتحدثون بألسنتهم مقالا فيما بينهم من جهة أخرى
والله يعلم إسرارهم ...
دمت في حفظ الله
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 10:02]ـ
اخى ابا الديم نشكركم للمرور والاضافة نفع الله بكم
ـ[حرملة]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 03:55]ـ
يستفاد من الاستفهام الإنكاري في قولهم (أنؤمن كما آمن السفهاء) أنّهم يرفضون أن يؤمنوا كإيمان من يعتبرونهم سفهاء، لا أصل الترائي بالإيمان، فهم كإخوانهم من العلمانيين في ديار الإسلام الذين يستهزئون كثيرا من الله و رسوله والأحكام الإسلامية، و من العلماء الربانيين، ثم إذا سُئلوا: آنتم مسلمون؟ قالوا: نعم، ألا ترون كيف نظهر للعالم سماحة الإسلام وننكر على الذين يفهمون الدين بعقلية العصور الوسطى.
ما أكثرهم اليوم، لعنهم الله(/)
اللحن الخفي واللحن الجلي في سورة الفاتحة، وأخطاء أئمة المساجد المشهورين!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 05:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل البدأ:
س/ من هو القاريء المتقن؟
ج/ القاريء المتقن هو:
1/ من إذا قرأ القرآن لا تعرف جنسيته الجغرافية من نطقه بسبب إتقانه مخارج الحروف!
2/ يمد المد الطبيعي حركتين فقط ولا يتجاوزها إلى ثلاث حركات وأربع ٍ وربما خمس حركات!
س/ ما هي أشهر سورة يخطيء فيها الناس؟
ج/ أشهر سورة هي سورة الفاتحة، حتى أئمة المساجد الكبيرة يخطئون فيها، ومنهم بعض أئمة الحرمين الشريفين خاصة في باب المد الطبيعي وعند الفراغ من القراءة بعد الفاتحة والشروع في الركوع!
صليت العشاء في أحد المساجد الكبيرة خلف إمام عرفت لا حقا أنه قاريء مشهور، ولم أدرك معه قراءة الفاتحة في الركعة الأولى، ولكني أدركت قراءته لإحدى السور بعد الفاتحة، فذكرني بقراءة وإتقان شيخ القراء محمود خليل الحصري رحمه الله، ولما قرأ الفاتحة في الركعة الثانية، قرأها بصورة لا توحي بإجادته للفاتحة، بل وتشعر بالضيق لنطقه بعض الكلمات نطقا مغايرا لنطقها الصحيح، ولما استفتح بعد الفاتحة سورة أخرى، قرأها بإتقان تام، فتأكدت لي قناعة منذ سنين، وهي أن الفاتحة يخطيء في تلاوتها كثير من أئمة المساجد، بل وحتى بعض أئمة الحرمين الشريفين ..
سلمت عليه بعد الصلاة، وامتدحت قراءته، وقلت له: ما شاء الله، قراءتك متقنة، غير أنها لا تكمل إلا بإتقان فاتحة الكتاب، وتصحيح الأخطاء، فشكرني وقال:
"أعرف أخطائي الثلاثة كذا وكذا وكذا، ولكني عجزت والله عن تصحيحها، فقد حاولت وحاولت، ولستَ الوحيد الذي نبهني ...
قلت: لماذا يعجز البعض عن تصحيح قراءته للفاتحة؟
هل هو اللسان الذي تعود عليها منذ الصغر؟
أم أن هناك أسباب أخرى؟
هناك أحد المشائخ يمد حرف الألف في كلمة العالمين مدا زائدا، فنُبِّه إلى هذا الخطأ، وحاول أن يعدل من قراته فترة وجيزة ثم رجع إلى قراءته القديمة واستمر عليها .. ويشاهد مثل هذا في القنوات الفضائية التي تعرض صلاة التراويح مثل الفضائية الليبية على رواية قالون وغيرها من القنوات، فتجد المد الطبيعي يُمد مدا يتجاوز الحركتين إلى الثلاث والأربع، وربما يصل أكثر من ذلك خاصة عند الفراغ من القراءة والشروع في الركوع كما أسلفت ذكره.
----------------------------------
أخطاء القراءة:
أخطاء القراءة نوعان:
نوع يغير النطق أو المعنى أو يغيرهما جميعا، ويسمى اللحن الجلي .. وهو لحن مذموم ومحرم يجب تصحيحه.
ونوع يغير النطق ولكنه لا يغير المعنى، ويسمى اللحن الخفي، كزيادة المد الطبيعي زيادة شاذة، أو قصر المد العارض تارة ومده تارة أخرى، أو اختلاس بعض الحركات، وهذا النوع هو الذي يقع فيه أئمة المساجد وطلبة العلم، وحتى يعرف أهمية تجنب اللحن الخفي، أذكركم أن شيخ القراءة المعتبر لا يعطي أجازة لتلميذه في القراءة مالم يتجنب التلميذ هذا النوع من اللحن .. وحكمه عند علماء القراءات الحرمة على العالم، والجواز للجاهل ..
----------------------------------
هل التجويد واجب أم مستحب؟
عند علماء التجويد والقراءات: التجويد واجب لوجود النص بالأمر بالقراءة كما أقرأها جبريل الرسولَ صلى الله عليه وسلم وكما أقرأها الرسولُ لأصحابه ..
عند العلماء الآخرين: فيه خلاف، لكن المتعارف عليه أن كل أهل فن إذا أجمعوا على شيء، كان هو المقدم، فلو أجمع الفقهاء على مسألة فقهية واعترض عليه غير الفقهاء لم يؤخذ بقولهم ..
----------------------------------
اللحن الخفي، واللحن الجلي في الفاتحة:
الحمد:
* لحمد= هناك من لا ينطق حرف الألف، ويختلس الحركة اختلاسا تظن أنه يقرأ: حمد بدون الألف واللام.
*الحمدو= إشباع الضم على الدال حتى يصبح واوا.
*الحمْـ~ـد=مد الميم مدا شاذا قبل نطق الدال.
*إلحمد=نطق الألف همزا مكسورا ...
لله:
*لِلْ لاه= هناك من يقف على اللام الثانية وقفة غريبة.
*للآ ه= مد االألف الطبيعي بعد اللام الثانية مدا غير جائز.
*لله ي= إشباع الكسر بعد الهاء حتى يصبح ياءا، ومثلها الكاف في "مالك"، والصاد في "صراط".
العالمين:
*العآآآلمين= مد الألف الثانية مدا يخرجها من الطبيعي إلى ماهو أكثر من 3 حركات، وهو خطأ شائع ومنتشر بسبب التقليد لبعض أئمة المساجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثلها في حروف العلة:
الرحمان (ا)، .. الرحيم (ي)، .. مالك (ا)، .. يوم (و)، .. إياك-وإياك (ي، ا)، .. الصراط-صراط (ا)، .. عليهم-عليهم (ي)، .. غير (ي)، .. المغضوب (و) ..
إياك، وإياك:
*اياك= بدو تحقيق الهمز،.
*إيـ~ـــاك= مد الياء مدا زائدا
*إياآآك= مد الألف كما أسلفت، وهو خطأ منتشر ..
*إياكا= إشباع الفتح على الكاف حتى يصير ألفا.
*إياك= بدون تشديد الياء لحن جلي يخرج المعنى، فتصبح العبادة متوجهة لغير الله.
نعبد:
*نعبد= فتح الباء عند العامة وهو خطأ شائع
*نعبدْ= اختلاس نطق الضم على الدال فتسمع القراءة على نحو:" نعبدْوإياك"، فيلزم تحقيق نطق الضم على الدال.
نستعين:
*نستاعين= مد الفتح على التاء حتى يخيل للمستمع أن بعد التاء ألفا، ومثلها: التاء في "المستقيم"، والتاء في "أنعمت".
إهدنا:
*هدنا: اختلاس حركة الهمز عند القراءة بالإبتداء ..
*إهدنا: قلقلة الهاء الساكنة بحركة غريبة نحو الكسر.
الصراط:
*السراط: كثير من الذين يقرأونها يستبدلون الصاد سينا، وعند كثير من القراء يزيدون المد الطبيعي في الألف مدا زائدا ..
الذين أنعمت:
*الذينَنْعمت= نقل حركة الهمز وكأن على النون الأولى سكون، أو: إلغاء همزة أنعمت ..
*أنعمت= كثير من الذين يقرأونها يغنون النون الساكنة بينما إظهارها واجب لوجود حرف العين بعدها.
*أنعمتُ= بضم التاء وهو لحن جلي.
عليهم غير:
*القراءة الصحيحة المتبعة هي عدم الوقف على "عليهم"، وإنما الوصل إذا قرأ برواية حفص، لأن الوقف لغير حفص، وعلماء القراءات والتجويد لا يجيزون التنقل بين الروايات في القراءة الواحدة إلا من باب التعليم ..
المغضوب:
*المقضوب= نطق الغين نطقا هو أقرب لحرف القاف خاصة في بعض الأقاليم ..
*المغظوب= نطق الضاد ظاءا أو زاءا وربما يجتمع مع ذلك نطق الغين قافا فيصبح اللحن لحنا جليا ..
الضالين:
*الظالين= نطق الضاد ظاءا، وهو مشهور عند العامة وحتى أئمة المساجد، وفي بعض الأقاليم لا يفرقون بين الحرفين نطقا،
*الـ ـضالـ ـين= السكت الزائد على اللام الشمسية عند الشروع في نطق الضاد، ومثلها اللام سكتا أو مدا ..
*الضالين= مد العارض للسكون مدا مشبعا بسبب الإنتهاء من قراءة الفاتحة، والصحيح، الإلتزام بالقراءة والرواية، فلحفص القصر والتوسط والإشباع، فبأي الطرق الثلاثة قُرِأ المد العارض للسكون في "العالمين"، وجب التقيد بهذه الطريقة في "الرحيم"،"الدين"، "نستعين"، "المستقيم"، "الضالين".
----------------------------------
ملحوظة:
1:ماذكرت آنفا لاحظته بأذني، فإن أصبت، فمن الله التوفيق، وإن أخطأت في بعضها لزم التصحيح، وكل ابن آدم خطاء.
2:أغلب قراءات التراويح لا يعتد بها في تعلم القراءة الصحيحة إلا من بعض المشائخ القليلين مثل المشائخ: عبدالله الجهني، والحذيفي، ومحمد أيوب، والأخضر لو يتحرر من تشديد النطق، والعفاسي والقاريء مصطفى غربي برواية ورش عن نافع ... وإن كان بعضهم لا يسلم من الخطأ بسبب قراءة الحدر، أو لسبب آخر ..
3:بالنسبة للقراء المعتبرين في القراءات والذين لديهم تسجيلات، فالقاريء الأول بلا منازع هو شيخ القراء محمود خليل الحصري برواية حفص وورش والدوري، ثم الشيخ محمد صديق المنشاوي، وبقية القراء يخضع ترتيبهم لاعتبارات منها حسن الصوت والترتيل .. والقاريء الماهر هو القاريء الذي لا تستطيع أن تكتشف جنسيته الجغرافية من نطقه لمخارج الحروف ..
ـ[علي سليم]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 06:04]ـ
بارك الله في قلمكم ... و الى المزيد من ذا العطاء ... يرعاكم الله تعالى
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض المميز.
وأرجو أن تسمح لي بإضافة بعض الملحوظات.
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 12:51]ـ
بارك الله في قلمكم ... و الى المزيد من ذا العطاء ... يرعاكم الله تعالى
وفيك أخي الكريم ... رعاك الله وحفظك من كل شر ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 12:59]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض المميز.
وأرجو أن تسمح لي بإضافة بعض الملحوظات.
وجزاك خيرا ..
لا شك أن هناك زيادات يلاحظها البعض، أو تعديلات وتنقيحات ..
أضف ملحوظاتك أخي الكريم ولنُخْرج الموضوع في صورة متكاملة لنشرها لتعم الفائدة ...
بارك الله فيك ...
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 02:12]ـ
من الملاحظات العامة في قراءة بعض الأئمة أن القراءة كلها تكون من الخيشوم، بمعنى أنها مشربة بنوع غنة
وكذلك تجد بعضهم مولعا بأكل الحروف، وخصوصا الهمزة
وبعضهم لا يحقق المد الطبيعي، ذكرت ـ وفقك الله ـ أنت من يزيده عن حركته، وأنا سمعت كثيرا من ينقصه ولا يوفيه حقه.
وبعضهم يقرأ بتراخ وتكاسل، فلا تخرج الحروف كما ينبغي.
(يتبع)
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 03:31]ـ
بوركت اخي الكريم على هذا التفصيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:30]ـ
من الملاحظات العامة في قراءة بعض الأئمة أن القراءة كلها تكون من الخيشوم، بمعنى أنها مشربة بنوع غنة
وكذلك تجد بعضهم مولعا بأكل الحروف، وخصوصا الهمزة
وبعضهم لا يحقق المد الطبيعي، ذكرت ـ وفقك الله ـ أنت من يزيده عن حركته، وأنا سمعت كثيرا من ينقصه ولا يوفيه حقه.
وبعضهم يقرأ بتراخ وتكاسل، فلا تخرج الحروف كما ينبغي.
(يتبع)
بارك الله فيك أخي الكريم، وإضافاتك موفقة وننتظر المزيد، وكلامك في المد الطبيعي أيضا في محله، فإذا كان هناك من يزيده عن 3 حركات، فهناك من ينقصه عن حركتين ... وقد نسيتُ حكم البسملة وسأضعها لاحقا ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:31]ـ
بوركت اخي الكريم على هذا التفصيل
وبارك الله فيك أيضا أخي الكريم ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 05:36]ـ
وهنا بعض الفوائد القابلة للنقاش:
الفائدة الأولى
البسملة قبل الفاتحة:
البسملة قبل الفاتحة واجبة بغض النظر عن القول بأنها جزء من الفاتحة أو غير جزء منها، والخلاف إنما هو في الجهر بها، والمشكلة أن البعض يشرع في قراة الفاتحة بدون البسملة ظانا أن ذلك ليس بواجب!!.
-------------------------
الفائدة الثانية
التلفيق في الروايات والقراءات:
هناك بعض المشائخ تجده عبقريا في الفقه لكنه لا يعرف من أحكام التجويد والقراءات إلا قليلا ...
صليت المغرب في مسجد آخر، وكان الإمام مغربيا، يقرأ لحفص ويخلط معها لورش، وبعد الفراغ، سألته ... لمن تقرأ ياشيخ؟
قال: لحفص؟
قلت: هل أنت متأكد؟
قال: أخلط معها شيئا لورش من باب النسيان بحكم أنها الرواية المعمول بها عندنا في المغرب.
قلت: هل تدري أن الخلط بين الروايات غير جائز؟
قال: شعرت بنوع من الإثم، لكني استفتيت عالما كبيرا، فأفتاني بصحة القراءة بحجة أن الشرط في الصحة هو التواتر؟
قلت: وهل هو عالم قراءات؟
قال: لا
قلت: كل علماء القراءات والتجويد لا يجيزون ذلك إلا عند التعليم بحيث تقرأ الآية كلها برواية واحدة، ثم تقرأ برواية أخرى، أما التنقل بين الرويات بحجة التواتر في الصلاة فهو عمل غير مقبول ...
-------------------------
الفائدة الثالثة
قصر المنفصل:
في الحرم المكي قبل مدة، وصل الشيخ عبدالله الجهني في قراءته إلى سورة القيامة، وقرأ: "وقيل من راق"، فقرأها بالإدغام ولم يسكت، فقال أحد المصلين: لماذا لم يسكت الشيخ على "من"؟، بينما يسكت عليها بقية أئمة الحرم؟ أليس مخطئا؟
قلت: بل هو مخطيء لو وقف، وقراءته هي القراءة الصحيحة لأنه يقرأ بقصر المنفصل ...
قال: وما هو قصر المنفصل؟ المشائخ دائما يسكتون على "من"!!
قلت: المسألة أكبر من جلسة، اسأل من هو عالم بالقراءات، ولا تسأل غيره ... وسيشرح لك الأمر ...
----------------------
الفائدة الرابعة ....
يتبع ...
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 12:26]ـ
أخي الكريم التبريزي وفقك الله وجزاك خيرا
هذا استدراك على الفائدة الثالثة: نعم يلاحظ على كثير من الأئمة الذين يقرؤون بقصر المنفصل لحفص أنهم يخلطون بين الطرق، أما بالنسبة لمسألة السكت في المواضع المعروفة ففيها تفصيل، فإن طريق المصباح بالقصر فيه السكت، أما طريق الروضة فلا سكت فيه.
ـ[التبريزي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 01:40]ـ
أخي الكريم التبريزي وفقك الله وجزاك خيرا
هذا استدراك على الفائدة الثالثة: نعم يلاحظ على كثير من الأئمة الذين يقرؤون بقصر المنفصل لحفص أنهم يخلطون بين الطرق، أما بالنسبة لمسألة السكت في المواضع المعروفة ففيها تفصيل، فإن طريق المصباح بالقصر فيه السكت، أما طريق الروضة فلا سكت فيه.
بارك الله فيك أخي ضيف الله، وأشكرك على ملحوظاتك ....
إذا استوى طريق المصباح مع الروضة إلا في باب السكت، وكان القاريء مخيرٌ، ألا ترى أن السكت إذن أولى خصوصا في الحرمين لعدم الإرباك؟ أم أن من يسكت ويصر على السكت له حجة أخرى؟
عموما، موضوعي قصدت به اجتناب اللحن الجلي عند العامة خصوصا في سورة الفاتحة، والتنبيه إلى أخطاء أئمة المساجد مابين لحن جلي ولحن خفي ...
سأضيف ملحوظة سمعتها من إمام مسجد قبل أمس:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقرأ الفاتحة كلها بنفسين، يقف في النفس الأول على "المستقيم"، ويقرأ نهاية كل آية بالسكون ولا يحرك الحرف الأخير!! فيدغم ميم "الرحيم" في ميم "مالك" ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 01:50]ـ
للنقاش
الفائدة الرابعة:
هناك من يفاضل بين القراءات أو الروايات، فهل يصح هذا؟
هل يصح أن اسأل: أيهما أفضل؟ رواية حفص عن عاصم؟ أم رواية ورش عن نافع؟
الفائدة الخامسة:
أي القراءات أو الروايات أسهل؟
ولماذا انتشرت رواية حفص أكثر من غيرها؟
ولماذا تراجعت بعض الروايات التي كانت منتشرة كرواية الدوري عن أبي عمرو؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - Sep-2008, صباحاً 03:50]ـ
ينبغي على المسلم العناية بكتاب الله حفظا وتلاوة وترتيلا وإن من آكد الواجبات الصلاة ولا تصح صلاة المصلي ما لم يقرأ بفاتحة الكتاب كما قال نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ولعل من معاني الحديث من لم يحسن قراءة الفاتحة التي تعتبر ركنا من أركان الصلاة ولأهمية الفاتحة فقد نظم فيها عدد من علماء الأداء ما يبلغ القارئ حسن أدائها ومن هؤلاء الشيخ الجعبري رحمه الله فقد نظم منظومة سماها الواضحة في تجويد الفاتحة وهي من أجود ما نظم في هذا الموضوع وإليكم المنظومة:
بحمدك ربي أولَ النظم أبتدي*-*-*-*-*-*-*-*وأهدي صلاتي للنبي محمد
وبعد فخذ تجويد أم الكتاب كي*-*-*-*-*-*-*-*تفوزَ بتصحيح الصلاة فتهتدي
ففي باءِ باسم الله خَفِفْ وسينَها*-*-*-*-*-*-*-*فصَفِ ولامَ اللهِ رقِِِِِقْ وشَدِدي
وفخِم لِرَ الرحمنِ ثم الرجيمِ واشْ*-*-*-*-*-*-* دُدَنْ واحذرِ التَكرارَ والحاءَ فَاجهَدي
ومالكِ خَفْ من يا ويومِ اقصُرَنَه*-*-*-*-*-*-* وفي الدينِ صُنْ دالاً عن التاءِ واشدُدي
وإياكَ فاهْمِزْ واشدُدِ الياءَ مخلِصاً *-*-*-*-*-*-عنِ الجيمِ ثم الكافَ صِلْهُ وقََيِِدي
وفي نستعينُ النونَ فافتحْ وعينَهُ اكسِـ *-*-*-*-*-* رَنْ كَقافِ المستقيمِ المُجوَدي
وهاءَ اهدِنا بَيِنْ عن الهمزِ والصرا *-*-*-*-*-*- طَ فخِمْ وَمِزْ في حَرفِهِ المُتَعَدِدي
وأنعمتَ لا تلبَثْ بِنون وَعَيْنَها*-*-*-*-*-*-*-* فنَعِمْ عليهِمْ بيِنِ الهاءَ واقصِدي
ولا تمدُدَنْ ياهُ كغيرِ وغَينَهُ*-*-*-*-*-*-*-* فَخَفْ خاهُ كالمغضوبِ واسكِنْهُ تَرشُدي
ولِلضادِ كالضلالِ جوِدْهُ فارِقا*-*-*-*-*-*-*-* لِمَخرَجِهِ وَوَصفِهِ المُتَعَدِدي
ولا تكسُهُ لاماً وظاءً وجُوِزَتْ*-*-*-*-*-*-*-*- لِعاجِز حالٍ ضِمْنَ وجهٍ مُبَعَدي
ويُجزِئُ وجهٌ مِن وجوهِ خلافِها*-*-*-*-*-*-*-*-تواتَرَ نَقْلُهُ فالإطلاقَ قَيِدي
وسُنَ بِبَدءٍ عَمَ سِرُ تَعَوُدٍ*-*-*-*-*-*-*-*-*وآمينَ ناسِبْ بعدُ خَفَ اقْصُرَ امْدُدي
وشداتُها أربَعْ عَشْرَةََ الوقفُ كامِلٌ*-*-*-*-*-*-*-*-بِبَدْءِ الرحيمِ الدينِ والتِلْوَ وازْدُدي
وأولُ نِصفَيْها لِتظيمِ ربِنا*-*-*-*-*-*-*-*-*وثانٍ دعاءُ العبدِ للهِ فاسْنُدي
فإنْ أنت حققتَ الذي قد ذكرتَهُ*-*-*-*-*-*-*-*-تَبَرّ بِفرضٍ للقراءةِ مُسنَدي
ولا ربَ إلا اللهُ فاعبُدْهُ مخْلِصاً*-*-*-*-*-*-*-*-وصلِ على خير الهُداةِ محمدِ
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=5940
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 03:47]ـ
وفخِم لِرَ الرحمنِ ثم الرجيمِ
وفي الدينِ صُنْ دالاً عن التاءِ واشدُدي
بارك الله فيك، حبذا تصحيح التصحيف في كلمة الرجيم إلى الرحيم ...
المنظومة تشرح طريقة قراءة الفاتحة على الأداء المطلوب، لكن من لا يعرف التجويد يحتاج إلى تلقين لتطبيق القراءة ...
التنبيه إلى الأخطاء يكمل التنبيه إلى حسن الأداء، والفاتحة شأنها عظيم، لذلك يرى بعض أهل العلم أن اللحن الجلي في سورة الفاتحة المخل بالمعنى يبطل الصلاة، فإذا لم يغير المعنى لم تبطل مع بقاء الإثم، وفي غير سورة الفاتحة لا تبطل الصلاة مع اللحن الجلي إلا إذا كان القاريء متعمدا ..
استفدت من المنظومة ذكر خطأ قلب الدال تاءا أو قريبا منها في كلمة الدين ..
بارك الله فيك ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 03:56]ـ
منقحة
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل البدأ:
س/ من هو القاريء المتقن؟
ج/ القاريء المتقن هو:
1/ من إذا قرأ القرآن لا تعرف جنسيته الجغرافية من نطقه بسبب إتقانه مخارج الحروف!
(يُتْبَعُ)
(/)
2/ يمد المد الطبيعي حركتين فقط ولا يتجاوزها إلى ثلاث حركات وأربع ٍ وربما خمس حركات!
س/ ما هي أشهر سورة يخطيء فيها الناس؟
ج/ أشهر سورة هي سورة الفاتحة، حتى أئمة المساجد الكبيرة يخطئون فيها، ومنهم بعض أئمة الحرمين الشريفين خاصة في باب المد الطبيعي وعند الفراغ من القراءة بعد الفاتحة والشروع في الركوع!
صليت العشاء في أحد المساجد الكبيرة خلف إمام عرفت لا حقا أنه قاريء مشهور، ولم أدرك معه قراءة الفاتحة في الركعة الأولى، ولكني أدركت قراءته لإحدى السور بعد الفاتحة، فذكرني بقراءة وإتقان شيخ القراء محمود خليل الحصري رحمه الله، ولما قرأ الفاتحة في الركعة الثانية، قرأها بصورة لا توحي بإجادته للفاتحة، بل وتشعر بالضيق لنطقه بعض الكلمات نطقا مغايرا لنطقها الصحيح، ولما استفتح بعد الفاتحة سورة أخرى، قرأها بإتقان تام، فتأكدت لي قناعة منذ سنين، وهي أن الفاتحة يخطيء في تلاوتها كثير من أئمة المساجد، بل وحتى بعض أئمة الحرمين الشريفين ..
سلمت عليه بعد الصلاة، وامتدحت قراءته، وقلت له: ما شاء الله، قراءتك متقنة، غير أنها لا تكمل إلا بإتقان فاتحة الكتاب، وتصحيح الأخطاء، فشكرني وقال:
"أعرف أخطائي الثلاثة كذا وكذا وكذا، ولكني عجزت والله عن تصحيحها، فقد حاولت وحاولت، ولستَ الوحيد الذي نبهني ...
قلت: لماذا يعجز البعض عن تصحيح قراءته للفاتحة؟
هل هو اللسان الذي تعود عليها منذ الصغر؟
أم أن هناك أسباب أخرى؟
هناك أحد المشائخ يمد حرف الألف في كلمة العالمين مدا زائدا، فنُبِّه إلى هذا الخطأ، وحاول أن يعدل من قراته فترة وجيزة ثم رجع إلى قراءته القديمة واستمر عليها .. ويشاهد مثل هذا في القنوات الفضائية التي تعرض صلاة التراويح مثل الفضائية الليبية على رواية قالون وغيرها من القنوات، فتجد المد الطبيعي يُمد مدا يتجاوز الحركتين إلى الثلاث والأربع، وربما يصل أكثر من ذلك خاصة عند الفراغ من القراءة والشروع في الركوع كما أسلفت ذكره.
----------------------------------
أخطاء القراءة:
أخطاء القراءة نوعان:
نوع يغير النطق أو المعنى أو يغيرهما جميعا، ويسمى اللحن الجلي .. وهو لحن مذموم ومحرم يجب تصحيحه.
ونوع يغير النطق ولكنه لا يغير المعنى، ويسمى اللحن الخفي، كزيادة المد الطبيعي زيادة شاذة، أو قصر المد العارض تارة ومده تارة أخرى، أو اختلاس بعض الحركات، وهذا النوع هو الذي يقع فيه أئمة المساجد وطلبة العلم، وحتى يعرف أهمية تجنب اللحن الخفي، أذكركم أن شيخ القراءة المعتبر لا يعطي أجازة لتلميذه في القراءة مالم يتجنب التلميذ هذا النوع من اللحن .. وحكمه عند علماء القراءات الحرمة على العالم، والجواز للجاهل ..
----------------------------------
هل التجويد واجب أم مستحب؟
عند علماء التجويد والقراءات: التجويد واجب لوجود النص بالأمر بالقراءة كما أقرأها جبريل الرسولَ صلى الله عليه وسلم وكما أقرأها الرسولُ لأصحابه ..
عند العلماء الآخرين: فيه خلاف، لكن المتعارف عليه أن كل أهل فن إذا أجمعوا على شيء، كان هو المقدم، فلو أجمع الفقهاء على مسألة فقهية واعترض عليه غير الفقهاء لم يؤخذ بقولهم ..
----------------------------------
اللحن الخفي، واللحن الجلي في الفاتحة
أولا- أخطاء عامة:
1 - البسملة قبل الفاتحة:
البسملة قبل الفاتحة واجبة بغض النظر عن القول بأنها جزء من الفاتحة أو غير جزء منها، والخلاف إنما هو في الجهر بها، والخطأ أن البعض يشرع في قراة الفاتحة بدون البسملة ظانا أن ذلك ليس بواجب ..
2 - مد العارض وقصره:
المد العارض للسكون فيه القصر والتوسط والإشباع، فبأي الطرق الثلاثة قُرِأ المد العارض للسكون في "العالمين" وجب التقيد بهذه الطريقة في "الرحيم"، "الدين"، "نستعين"، "المستقيم"، "الضالين"، فالبعض يقصر المد، فإذا وصل إلى الضالين مد العارض مدا مشبعا،، وهناك أيضا من يختلس المد فيمد العارض أقل من حركتين ..
3 - المد الطبيعي:
ومثل المد العارض، هناك من يمد المد الطبيعي أكثر من حركتين ربما تصل إلى أربع، وهو خطأ شائع حتى بين القراء الكبار، ويلاحظ ذلك في قراءة صلاة التراويح بشكل واضح، وعلى النقيض هناك من يختلس المد ويقصره إلى أقل من حركتين، والصحيح أن المد الطبيعي يُمد حركتين فقط ..
4 - الوصل مع التسكين:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك من يقرأ الفاتحة كلها بنفسين أو ثلاثة، ويقرأ نهاية كل آية بالسكون ولا يحرك الحرف الأخير!! فيدغم ميم "الرحيم" في ميم "مالك"، والصحيح إعطاء كل حرف حركته الصحيحة وعدم التسكين عند الوصل ..
****************************** *******
ثانيا- التفصيل:
الحمد:
* لحمد= هناك من لا ينطق حرف الألف، ويختلس الحركة اختلاسا تظن أنه يقرأ: حمد بدون الألف واللام.
*الحمدو= إشباع الضم على الدال حتى يصبح واوا.
*الحمْـ~ـد=مد الميم مدا شاذا قبل نطق الدال.
*إلحمد=نطق الألف همزا مكسورا ...
لله:
*لِلْ لاه= هناك من يقف على اللام الثانية وقفة غريبة.
*للآ ه= مد االألف الطبيعي بعد اللام الثانية مدا غير جائز.
*لله ي= إشباع الكسر بعد الهاء حتى يصبح ياءا، ومثلها الكاف في "مالك"، والصاد في "صراط".
العالمين:
*العآآآلمين= مد الألف الثانية مدا يخرجها من الطبيعي إلى ماهو أكثر من 3 حركات، وهو خطأ شائع ومنتشر بسبب التقليد لبعض أئمة المساجد.
ومثلها في حروف العلة:
الرحمان (ا)، .. الرحيم (ي)، .. مالك (ا)، .. يوم (و)، .. إياك-وإياك (ي، ا)، .. الصراط-صراط (ا)، .. عليهم-عليهم (ي)، .. غير (ي)، .. المغضوب (و) ..
الرحمن الرحيم:
*الرحمن= تحريك النون بحركة غريبة عند الوصل بين الضم والكسر ..
*الراء=هناك من ينطق الراء راءا أعجمية، وهناك من يكرر حرف الراء ويجعل لسانه ترتعد بها، والصحيح إخراج الراء مرة واحدة بلصق ظهر اللسان أعلى الحنك ..
الدين:
*التين= وذلك بعدم إخراج حرف الدال من مخرجه، ونطقه قريبا من حرف التاء مع عدم التشديد ..
إياك، وإياك:
*اياك= بدون تحقيق الهمز،.
*إيـ~ـــاك= مد الياء مدا زائدا
*إياآآك= مد الألف كما أسلفت، وهو خطأ منتشر ..
*إياكا= إشباع الفتح على الكاف حتى يصير ألفا.
*إياك= بدون تشديد الياء لحن جلي يخرج المعنى، فتصبح العبادة متوجهة لغير الله.
نعبد:
*نعبد= فتح الباء عند العامة وهو خطأ شائع
*نعبدْ= اختلاس نطق الضم على الدال فتسمع القراءة على نحو:" نعبدْوإياك"، فيلزم تحقيق نطق الضم على الدال.
نستعين:
*نستاعين= مد الفتح على التاء حتى يخيل للمستمع أن بعد التاء ألفا، ومثلها: التاء في "المستقيم"، والتاء في "أنعمت".
إهدنا:
*هدنا: اختلاس حركة الهمز عند القراءة بالإبتداء ..
*إهدنا: قلقلة الهاء الساكنة بحركة غريبة نحو الكسر.
الصراط:
*السراط: كثير من الذين يقرأونها يستبدلون الصاد سينا، وعند كثير من القراء يزيدون المد الطبيعي في الألف مدا زائدا ..
الذين أنعمت:
*الذينَنْعمت= نقل حركة الهمز وكأن على النون الأولى سكون، أو: إلغاء همزة أنعمت ..
*أنعمت= كثير من الذين يقرأونها يغنون النون الساكنة بينما إظهارها واجب لوجود حرف العين بعدها.
*أنعمتُ= بضم التاء وهو لحن جلي.
عليهم غير:
*القراءة الصحيحة المتبعة هي عدم الوقف على "عليهم"، وإنما الوصل إذا قرأ برواية حفص، لأن الوقف لغير حفص، وعلماء القراءات والتجويد لا يجيزون التنقل بين الروايات في القراءة الواحدة إلا من باب التعليم ..
المغضوب:
*المقضوب= نطق الغين نطقا هو أقرب لحرف القاف خاصة في بعض الأقاليم ..
*المغظوب= نطق الضاد ظاءا أو زاءا وربما يجتمع مع ذلك نطق الغين قافا فيصبح اللحن لحنا جليا ..
الضالين:
*الظالين= نطق الضاد ظاءا، وهو مشهور عند العامة وحتى أئمة المساجد، وفي بعض الأقاليم لا يفرقون بين الحرفين نطقا،
*الـ ـضالـ ـين= السكت الزائد على اللام الشمسية عند الشروع في نطق الضاد، ومثلها اللام سكتا أو مدا ..
*الضالين= مد العارض للسكون مدا مشبعا بسبب الإنتهاء من قراءة الفاتحة، والصحيح، الإلتزام بالقراءة والرواية، فلحفص القصر والتوسط والإشباع، فبأي الطرق الثلاثة قُرِأ المد العارض للسكون في "العالمين"، وجب التقيد بهذه الطريقة في "الرحيم"،"الدين"، "نستعين"، "المستقيم"، "الضالين".
----------------------------------
ملحوظة:
1:ماذكرت آنفا لاحظته بأذني، فإن أصبت، فمن الله التوفيق، وإن أخطأت في بعضها لزم التصحيح، وكل ابن آدم خطاء.
2:أغلب قراءات التراويح لا يعتد بها في تعلم القراءة الصحيحة إلا من بعض المشائخ القليلين مثل المشائخ: عبدالله الجهني، والحذيفي، ومحمد أيوب، والأخضر لو يتحرر من تشديد النطق، والعفاسي والقاريء مصطفى غربي برواية ورش عن نافع ... وإن كان بعضهم لا يسلم من الخطأ بسبب قراءة الحدر، أو لسبب آخر ..
3:بالنسبة للقراء المعتبرين في القراءات والذين لديهم تسجيلات، فالقاريء الأول بلا منازع هو شيخ القراء محمود خليل الحصري برواية حفص وورش والدوري، ثم الشيخ محمد صديق المنشاوي، وبقية القراء يخضع ترتيبهم لاعتبارات منها حسن الصوت والترتيل .. والقاريء الماهر هو القاريء الذي لا تستطيع أن تكتشف جنسيته الجغرافية من نطقه لمخارج الحروف ..
...
ـ[أبوهناء]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 01:31]ـ
(ويشاهد مثل هذا في القنوات الفضائية التي تعرض صلاة التراويح مثل الفضائية الليبية على رواية قالون وغيرها من القنوات،) بارك الله فيك أخي على موضوعك القيم .. وبعد أرجو كم سيادتكم اعطاء بعض الامثلة عن الاخطاء التي ذكرتها أعلاه كوني من ليبيا وتهمني جدا ملاحظاتك على مشائخنا الكرام .. أنتظر ردك بفارغ الصبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 03:06]ـ
(ويشاهد مثل هذا في القنوات الفضائية التي تعرض صلاة التراويح مثل الفضائية الليبية على رواية قالون وغيرها من القنوات،) بارك الله فيك أخي على موضوعك القيم .. وبعد أرجو كم سيادتكم اعطاء بعض الامثلة عن الاخطاء التي ذكرتها أعلاه كوني من ليبيا وتهمني جدا ملاحظاتك على مشائخنا الكرام .. أنتظر ردك بفارغ الصبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أبا هناء ... وحيا الله أرض قالون ... فليبيا مع تونس هما حسب علمي البلدان الوحيدان اللذان يقرآن بقراءة قالون عن نافع ..
ونحن في الرياض كنا نخرج من التراويح ونجتمع في خيمة أحد الأصدقاء وكان يقوم بتسجيل قراءة الشيخ الدوكالي كل ليلة لحبه قراءة الشيخ وحسن ترتيله وصوته الخاشع ..
كنت أنصت له، ... صوته بالفعل شجي، طريقته في القراءة تجلب لك الخشوع، لكن عيبه الكبير مد الطبيعي مدا زائدا, فمثلا يقرأ:
"الذي هم فيه مختلفون" يقرأها "الذي ~ هم فيه مختلفو~ن، كلا سيعلمون" مع الوصل، أي مد الياء والواو أكثر من حركتين إلى ثلاث أو أربع .. وليس ذلك في كل قراءته لكن ذلك هو الغالب ....
مشكلة مد المد الطبيعي زائدا عن حده مشكلة عامة، ومثل ذلك مد ما لا يجوز مده بسبب الفراغ من القراءة مثل:
"في عمد ممددة" يقرأها البعض " في عمد ممدد~ة" وذلك بمد الدال لشروعه في الركوع!!
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 02:40]ـ
عليهم غير:
*القراءة الصحيحة المتبعة هي عدم الوقف على "عليهم"، وإنما الوصل إذا قرأ برواية حفص، لأن الوقف لغير حفص، وعلماء القراءات والتجويد لا يجيزون التنقل بين الروايات في القراءة الواحدة إلا من باب التعليم ..
المغضوب:
الوقف والابتداء مذاهب للقراء وغيرهم -حسب التفسير- وليست قراءات
ـ[أبوهناء]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 11:51]ـ
حياك وبياك أخي التبريزي:
أرجو أن تستمر في موضوعك القيم هذا من باب الاستفادة طبعا وليس من باب التشهير والتصيد لاخطاء القراء فكلنا نقع فيها إلا من رحم ربك وخاصة عند الامامة فالوقت حينها ضيق والتدارك أحيانا صعبا أو قل مستحيلا كونك مضطر للاستمرار في الصلاة ...
وعلى فكرة: ما رأيك في الخطأ الشائع الآخر في قراءة الفاتحة ألا وهو تفخيم نون (نعبد)؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 03:53]ـ
الوقف والابتداء مذاهب للقراء وغيرهم -حسب التفسير- وليست قراءات
بارك الله فيك، هي مذاهب، فتجد مثلا المصحف المخطوط على رواية حفص من غير وقف، بينما على رواية ورش بالوقف ...
مذهب القائلين بعدم الوقف يرون أن بدء التلاوة بـ (غير المغضوب) قبيح لتعلقه لفظاً بما قبله لأن في إعراب غير وجهان:
الوجه الأول: صفة (الذين)،
والوجه الثاني: بدل من (الذين)، والصفة أو البدل تابع لما قبله، فكلمة (غير) هنا مرتبطة بما قبلها ارتباطا كاملا ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 04:09]ـ
حياك وبياك أخي التبريزي:
أرجو أن تستمر في موضوعك القيم هذا من باب الاستفادة طبعا وليس من باب التشهير والتصيد لاخطاء القراء فكلنا نقع فيها إلا من رحم ربك وخاصة عند الامامة فالوقت حينها ضيق والتدارك أحيانا صعبا أو قل مستحيلا كونك مضطر للاستمرار في الصلاة ...
وعلى فكرة: ما رأيك في الخطأ الشائع الآخر في قراءة الفاتحة ألا وهو تفخيم نون (نعبد)؟
أخي أبو هناء .. شكرا على اهتمامك ...
الموضوع وضعته للإستفادة وتدارك الأخطاء، وأكثر القراء في صلاة التراويح لديهم أخطاء، ولذالك فقراءة التراويح عموما ليست لتعليم القراءة الصحيحة المجازة، ففي أكثرها تلفيق بين الروايات والطرق، وبعض المشائخ الذين يقرأون في صلاة التراويح لديهم لحن خفي خاصة في أحكام المدود، ويلاحظ على بعضهم القراءة بقصر المنفصل من غير الإلتزام بشروط القصر مما أوقعهم في التلفيق بين الطرق والروايات ...
أخي الكريم:
من ناحية تفخيم النون في "نعبد"، فهناك من يرققها مع العين على العكس، وهذا يعود إلى اللهجات العامية في كل قطر والتي طغت على اللغة الفصحى، ففي بعض بلاد المغرب العربي تسمع بعض من يقرأ بالترعيد في القراءة فهو يأتي بالصوت مضطرباً كأنه يرتعد من برد أو ألم ... وفي مناطق السعودية بعضهم يفخم اللام، وبعضهم يرقق الراء المفخمة، وبعضهم يعطش الجيم كأنها جيما فرنسية، وفي مصر يقلب الجيم والضاد ويفخم ويرقق بعض الحروف، وفي السودان والكويت يلفظون القاف قريبة من الغين، والغين قريبة من القاف، وفي اليمن يشددون بعض الحروف، فينطقون الدال قريبا من الطاء، وفي كل إقليم وقُطر مثل ذلك ...
الحاصل، في كل بلد أخطاء، والقاريء الماهر هو القاريء الذي لا تستطيع أن تكتشف جنسيته الجغرافية من نطقه لمخارج الحروف عند قراءة القرآن ..
ـ[الطحاوي الأزدي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 01:12]ـ
مذهب القائلين بعدم الوقف يرون أن بدء التلاوة بـ (غير المغضوب) قبيح لتعلقه لفظاً بما قبله لأن في إعراب غير وجهان:
الوجه الأول: صفة (الذين)،
والوجه الثاني: بدل من (الذين)، والصفة أو البدل تابع لما قبله، فكلمة (غير) هنا مرتبطة بما قبلها ارتباطا كاملا ..
معلومة جديدة بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 03:29]ـ
معلومة جديدة بارك الله فيك.
وبارك فيك أيضا
ـ[التبريزي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 03:30]ـ
ملحوظة، ووجهة نظر:
قبل مدة من الزمان، كان في الحرمين الشريفين مصاحف على رواية ورش وقالون وربما الدوري وذلك ليقرأ الحججاج والمعتمرون بالرواية المعمول عندهم بها، فأهل المغرب والجزائر وموريتانيا يقرأون في المصاحف المطبوعة برواية ورش، وأهل ليبيا وتونس يقرأون في المصاحف المطبوعة برواية قالون، وأهل السودان وبعض دول إفريقيا على رواية الدوري .. وقد سألت في الحرم المكي قبل أيام بعض الإخوة المغاربة المعتمرين الذين يقرأون بورش في المصحف المطبوع برواية حفص وفيه تكثر أخطاؤهم بأن يقرأوا في المصاحف المطبوعة برواية ورش الموجودة في الحرم، فقالوا: كانت قديما موجودة والأن لم نجدها وقد حاولنا البحث عنها ويبدو أن المصاحف كلها برواية حفص ..
مطبعة المصحف الشريف بالمدينة تطبع المصاحف من سنوات على الروايات الأربع الحية، حفص وورش وقالون والدوري ... ونتمنى أن يزود المسجد الحرام والمسجد النبوي بهذه المصاحف الأربعة لخدمة مئات الألوف من الحجاج والمعتمرين القادمين من بلاد المغرب العربي والسودان وبقية إفريقيا، ونتمنى أيضا عند توزيع المصاحف هدايا للحجاج والمعتمرين كما يحدث عند سفرهم أن يعطى المهدى إليه المصحف الذي يقرأ به، فيعطى المغربي مصحف ورش ولا يعطى مصحف حفص، والسوداني يعطى مصحف الدوري والليبي مصحف قالون .. وبهذا تعم الفائدة للمهدي والمهدى إليه ..
وجهة نظر، وملحوظة أحببت توصيلها، فلعل مبلَّغا ً أوعى من مبلِّغ ..
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 11:38]ـ
موضوع مهم ومفيد
جزاكم الله خيرا
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:07]ـ
3:بالنسبة للقراء المعتبرين في القراءات والذين لديهم تسجيلات، فالقاريء الأول بلا منازع هو شيخ القراء محمود خليل الحصري برواية حفص وورش والدوري، ثم الشيخ محمد صديق المنشاوي، وبقية القراء يخضع ترتيبهم لاعتبارات منها حسن الصوت والترتيل .. والقاريء الماهر هو القاريء الذي لا تستطيع أن تكتشف جنسيته الجغرافية من نطقه لمخارج الحروف ..
[/ FONT][/SIZE]
لعلكم نسيتم الشيخ:
محمود علي البنا
فهو متقن للغاية
وربما يفوق الكثيرين!
ـ[أبومنصور]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 01:11]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 04:28]ـ
جزيت خيرا أيها التبريزي ..
موضوع قيم حقا.
"*الضالين= مد العارض للسكون مدا مشبعا بسبب الإنتهاء من قراءة الفاتحة، والصحيح، الإلتزام بالقراءة والرواية، فلحفص القصر والتوسط والإشباع، فبأي الطرق الثلاثة قُرِأ المد العارض للسكون في "العالمين"، وجب التقيد بهذه الطريقة في "الرحيم"،"الدين"، "نستعين"، "المستقيم"، "الضالين"."
ملاحظة نفيسة .. وأقول إضافة إلى ذلك أن هذا التمطيط الذي اعتاده بعض أئمة المساجد في الآية الأخيرة، تراه أكثر وضوحا في نهاية القراءة مما يسبق الركوع مباشرة، بل أكثر من ذلك أنك تجد الإمام يحرص على أن يمشي في التلاوة على نغمة معينة حتى إذا ما وصل الى الآية الأخيرة رأيته يغير تلك النغمة ويمد ذلك المد الطويل وكأنه يقول للناس هذه هي الآية الأخيرة وسأركع الآن!! وهذا أمر ما أنزل الله به من سلطان! ثم ماذا تكون ثمرته (من الوجهة الفقهية)؟ تجد الكثيرين من المصلين - مع فشو الجهل بحكم مسابقة الإمام - يرسلون أيديهم من على صدورهم استعدادا للركوع من قبل أن يكبر الإمام تكبيرة الركوع بل ومن قبل أن ينهي الإمام تلاوته!!
والذي أظنه والله أعلم أن مصدر هذه العادة والتي تناقلها بعض القراء تقليدا، إنما هو التأثر بمسموعات الغناء واعتياد كثير من المسلمين عليها، وكون تلك المسموعات يكثر فيها التمييز في اللحن والنغم بين نهاية الأغنية وبين بقية أجزائها بصورة واضحة حتى لا يكون ختامها مفاجئا دون إعداد وتمهيد لأذن السامع! فالله نسأل أن يعلم المسلمين أحكام الصلاة والقرءان وأن ينقي تلاوتنا من تلك الشوائب والأدران .. آمين.
وأضيف الى ملاحظاتك أيها الفاضل على أخطاء الأئمة ميل بعض القراء - لا سيما في مصر - إلى الميل بحرف الهاء حتى يصبح قريبا من حرف (غ) الغين (المعجمة) .. فلا يخرج الهواء فيها من الصدر كما ينبغي ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 02:27]ـ
موضوع مهم ومفيد
جزاكم الله خيراوجزاك خيرا، وبارك الله فيك ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 02:29]ـ
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك .. وجزاك خيرا ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 02:36]ـ
لعلكم نسيتم الشيخ:
محمود علي البنا
فهو متقن للغاية
وربما يفوق الكثيرين!
بارك الله فيك ..
محمود البنا من كبار القراء بلا منازع، وكذلك عبد الباسط عبدالصمد في المصحف المسجل برواية حفص (خلافا لمصحفه في ورش)، ومصطفى إسماعيل متقن، وترتيب هؤلاء متقارب مع الشيخ المنشاوي، لكن المرتبة الأولى تبقى بلا منازع لشيخ القراء محمود خليل الحصري ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 03:02]ـ
ملاحظة نفيسة .. وأقول اضافة الى ذلك أن هذا التمطيط الذي اعتاده بعض أئمة المساجد في الآية الأخيرة، تراه أكثر وضوحا في نهاية القراءة مما يسبق الركوع مباشرة، بل أكثر من ذلك أنك تجد الامام يحرص على أن يمشي في التلاوة على نغمة معينة حتى اذا وصل الى الآية الأخيرة رأيته يغير تلك النغمة ويمد ذلك المد الطويل وكأنه يقول للناس هذه هي الآية الأخيرة وسأركع الآن!! وهذا أمر ما أنزل الله به من سلطان! ثم ماذا تكون ثمرته (من الوجهة الفقهية)؟ تجد الكثيرين من المصلين - مع فشو الجهل بحكم مسابقة الامام - يرسلون أيديهم من على صدورهم استعدادا للركوع من قبل أن يكبر الامام تكبيرة الركوع بل ومن قبل أن ينهي الامام تلاوته!!
بارك الله فيك، وما قلتَه أيضا ملحوظة نفيسة، ومثل ذلك مد ما لا يجوز مده بسبب الفراغ من القراءة والشروع في الركوع مثل:
"في عمد ممددة" يقرأها البعض " في عمد مومدآدآة" وذلك بإشباع الضم على العين وإبدال الفتح على الدالين ألفا استعدادا للركوع!!
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 02:43]ـ
السلام عليك أخي الكريم ورحمة الله وبركاته
استفدتُ من هذه الزاوية فوائد جليلة كثيرة، فجزاك الله خيراً
منقحة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخطاء القراءة:
أخطاء القراءة نوعان:
أولا- أخطاء عامة:
1 - البسملة قبل الفاتحة:
البسملة قبل الفاتحة واجبة بغض النظر عن القول بأنها جزء من الفاتحة أو غير جزء منها، والخلاف إنما هو في الجهر بها، والخطأ أن البعض يشرع في قراة الفاتحة بدون البسملة ظانا أن ذلك ليس بواجب ..
...
لَم أفهم هذا الجزء من الأخطاء، فكيف يصنع من قلد مالكاً وترك البسملة في الفاتحة؟، أتُراه مخطئاً؟.
ـ[أبوحذيفة-الانصاري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 05:55]ـ
أفدت واجدت بارك الله فيك شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 06:28]ـ
منقحة
بسم الله الرحمن الرحيمأخطاء القراءة: أخطاء القراءة نوعان:
أولا- أخطاء عامة:
1 - البسملة قبل الفاتحة: البسملة قبل الفاتحة واجبة بغض النظر عن القول بأنها جزء من الفاتحة أو غير جزء منها، والخلاف إنما هو في الجهر بها، والخطأ أن البعض يشرع في قراة الفاتحة بدون البسملة ظانا أن ذلك ليس بواجب .....
لَم أفهم هذا الجزء من الأخطاء، فكيف يصنع من قلد مالكاً وترك البسملة في الفاتحة؟، أتُراه مخطئاً؟.
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 02:02]ـ
من افضل من رتل القرآن صاحب الفضيلة المتقن الشيخ الحصري وبعده ياتى فى نظري الشيخ الخاشع المنشاوى وللعلم الشيخ المنشاوى هو الوحيد الذي لم يختبر من الاذاعة بل العجيب ان الاذاعة ذهبت اليه فى احدى حفلاته واخبرته انها اعتمدته فى الاذاعة المصرية والشيخ البنا متقن ايضا وعبد الفتاح الشعشاعى وغيرهم واستمع اخي للمصحف المجمع للمشاهير الاربعة.
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 12:33]ـ
هذا من التنطع الزائد ..
والتجويد ليس بواجب لقول عامة الفقهاء ..
الأهم أن لايلحن ويغير المعنى ..
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 01:02]ـ
قال شيخ الإسلام في حاشية مقدمة التفسير:
[ويسن تحسين الصوت (1) والترنم: بخشوع، وحضور قلب، وتفكر وتفهم.
ينفذ اللفظ إلى الأسماع، والمعاني إلى القلوب قال الشيخ في زينوا القرآن بأصواتكم هو التحسين، والترنم بخشوع، وحضور قلب. لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس، من الوسوسة، في خروج الحروف (2) وترقيقها وتفخيمها وإمالتها (3) والنطق بالمد الطويل، والقصير، والمتوسط (4) وشغله بالوصل والفصل (5).
والإضجاع والإرجاع (6) والتطريب وغير ذلك، مما هو مفض إلى تغيير كتاب الله (7) والتلاعب به (8).
حائل للقلوب (9)]
قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه (10) ومن تأمل هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (11) وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم (12) تبين له: أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته (13).
وقال: يكره التلحين الذي يشبه الغناء (14)]
-----------
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «زينوا القرآن بأصواتكم»، وقوله: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»، وغير ذلك، قال النووي: والذي يتحصل من الأدلة، أن حسن الصوت بالقراءة مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع، ولا يخرج بتحسينه عن حد القراءة، إلى التمطيط المخرج له عن حدوده، وتحسينه من غير مراعاة قوانين النغم مطلوب بلا نزاع، وقال الحافظ: ما كان طبيعة وسجية، كان محمودا، وما كان تكلفا وتصنعا، كان مذمومًا، وهو الذي كرهه السلف.
(2) أي: من مواضعها وظهورها وتميزها.
(3) الترقيق: ضد التفخيم، والتفخيم: فتح الشخص فاه بالحرف وتحريك أوساط الكلم بالضم، والكسر، في المواضع المختلف فيها دون إسكانها، والغالب على أهل الحجاز تفخيم الكلام، والإمالة، أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء.
(4) أي: ولا صرف الهمة بالنطق، بالمد الطويل، وهو عبارة عن زيادة مط في حرف المد، على المد الطبيعي، ولا النطق بالمد القصير، وهو ترك تلك الزيادة ولا صرف الهمة بالمد المتوسط، وحرف المد: الألف مطلقا، والواو الساكنة، المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها.
(5) الذي قد جعله طوائف أصلا كبيرا في الوقف، وذكروا: أن الوقف على ثلاثة أوجه، تام وحسن وقبيح وأن التام: الذي يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، وأن الحسن هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، واستغرب بعضهم هذه التسمية، وأما الوقف على رءوس الآي فسنة لخبر أم سلمة: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطع آية آية.
(6) الإضجاع في الحركات كالإمالة، والإرجاع، الإعادة والترديد.
(7) أي: وشغل القارئ باله، بالتطريب، وهو الترجيع، والتمديد ونحو ذلك، مما هو مفض إلى تغيير نظم كتاب الله، الذي أمرنا بتدبره، ولأبي داود، عن جابر رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: اقرءوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح ويتعجلونه ولا يتأجلونه» أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة للرياء، والمباهاة، الشهرة والتأكل ويذهب الخشوع قال الذهبي: القراءة المجودة فيها تنطع وتحرير زائد يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة، إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك، عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله، بعين المقت.
(8) أي: وشغله بذلك، مفض إلى التلاعب بكتاب الله، والتنطع والوسوسة المستكرهة.
(9) عن مراد الرب من كتابه، وقال ابن رشد: الواجب أن ينزه القرآن عما يؤدي إلى هيئة تنافي الخشوع، ولا يقرأ إلا على الوجه الذي يخشع منه القلب، ويزيد في الإيمان، ويشوق فيما عند الله.
…وقال الشيخ: الثواب، ورفع الدرجات، والأقدار، على قدر معاملة القلوب، وما يحصل عند تلاوته، من وجل القلب، ودمع العين، واقشعرار الجسم، هو أفضل ذلك.
(10) فينزه كلام الله عن ذلك، وأما التغني بما تقتضيه الطبيعة وتسمح به القريحة، من غير تكلف، ولا تمرين، فممدوح بل إذا خلي وطبعه، واسترسلت طبيعته بفضل تزيين، وتحسين حسن، كما قال أبو موسى، لحبرته لك تحبيرا فإن من هاجه الطرب، والحب والشوق، لا يملك من نفسه، دفع التحزين، والتطريب في القراءة، والنفوس تقبله، وتستحليه.
(11) في تلاوة كتاب الله.
(12) مع تباين نطقهم بالأحرف.
(13) قاله: شيخ الإسلام، وغيره.
(14) وكرهها أحمد، وقال: هي بدعة وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر في أشراط الساعة: أن يتخذ القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم، ولا أفضلهم، إلا ليغنيهم غناء.
وقال الشيخ: الألحان التي كره العلماء قراءة القرآن بها، هي التي تتضمن قصر الحرف الممدود، ومد المقصور، وتحريك الساكن، وتسكين المتحرك ونحو ذلك، يفعلون ذلك، لموافقة نغمات الأغاني المطربة، فإن حصل مع ذلك تغيير نظم القرآن، وجعل الحركات حروفا، فهو حرام.(/)
يامن تخرج الألحان إلى الغناء في القرآن و الشعر إسمع لكلام ابن الجوزي فيك
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القدوة أبي الفرج ابن الجوزي
تاملت أشياء تجري في مجالس الوعظ، يعتقدها العوام وجهال العلماء قربة، وهي منكر وبعد، وذلك أن المقرىء يطرب ويخرج الألحان إلى الغناء، و الواعظ ينشد بتطريب أشعار المجون وليلى، فيصفق هذا، ويخرق ثوبه هذا، ويعتقد أن ذلك قربة، ومعلوم أن هذه الألحان كالمسيقا، يوجب طربا للنفس، فالتعرض بما يوجب الفساد غلط عظيم، ويبغي الإحتساب على الوعاظ في هذا. انتهى
صيد الخاطر ص 70
الإمام أبي الفرج ابن الجوزي
تحقيق وتعليق: خالد العواد
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة الأولى:1425ه. 2004م
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 05:16]ـ
ومن نتائج الألحان في القرآن عند بعض أئمة المساجد التلفيق في القراءة والخروج عن التجويد كمد الطبيعي مدا غير جائز ليساير اللحن، أو قصر الواجب ونحو ذلك!!
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 01:40]ـ
من باب الفائدة قال شيخنا العلامة بكر بن أبي زيد - رحمه الله تعالى - في بعض البدع التي يرتكبها المقرؤن للقرآن {- التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر. وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة, قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي. ومن أغلظ البدع في هذا, تلكم الدعوة الإِلحادية إلى قراءة القرآن, على إيقاعات الأغاني, مصحوبة بالآلات والمزامير. () قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? [فصلت: 40, 42].} انتهى كلامه
وقال في موضوع آخر من نفس الكتاب {
قراءة التطريب بترديد الأصوات, وكثرة الترجيعات. وقد بحث ابن القيم رحمه الله تعالى هذه المسألة بحثاً مستفيضاً, وبعد أن ذكر أدلة الفريقين المانعين والمجيزين, قال رحمه الله تعالى) (وفصل النزاع, أن يقال: التطريبُ والتغنَّي على وجهين, أحدهما: ما اقتضته الطبيعة, وسمحت به من غير تكلُّف ولا تمرين ولا تعليم, بل إذا خُلّي وطبعه, واسترسلت طبيعتُه, جاءت بذلك التطريب والتلحين, فذلك جائز. وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين, كما قال أبو موسى الأشعري للنبي ?: ((لو علمتُ أنَّك تَسْمَعُ لحَبَّرتهُ لكَ تَحبِيراً)). والحزين ومن هاجه الطربُ, والحبُّ والشوقُ لا يملك من نفسه دفعَ التَحزين والتطريب في القراءة, ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع, وعدم التكلف والتصنع فيه, فهو مطبوع لا متطبَّع, وكَلفٌ لا متكلَّف, فهذا هو الذي يتأثر به التالي والسامعُ, وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان مِن ذلك صناعةً من الصنائع, وليس في الطبع السماحةُ به, بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن, كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة, والمركبة على إيقاعات مخصوصة, وأوزانٍ مخترعة, لا تحصل إلا بالتعلُّم والتكلف, فهذه هي التي كرهها السلفُ, وعابوها, وذمُّوها, ومنعوا القراءَة بها, وأنكروا على من قرأ بها. وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه, وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ, ويتبين الصوابُ من غيره وكلُّ من له علم بأحوال السلف, يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة, التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة, وأنهم أتقى لله من أن يقرأوا بها, ويُسوِّغوها, ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب, ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن, ويقرأونه بِشجَىً تارة, وبِطَربٍ تارة, وبِشوق تارة, وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه, ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له, بل أرشد إليه وندب إليه, وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به, وقال: ((لَيسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغنَّ بِالقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله, والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته ?). انتهى.
وتأمل قوله: ((من غير تكليف ولا تمرين ولا تعليم)) فإنه فقه عظيم له دلالاته, فرحم الله ابن القيم ما أدق نظره وفقهه.} راجع كتاب بدع القراء القديمة و المعاصرة ص 5 وما بعدها.
رحم الله الشيخر بكر و أسكنه فسيحة جناته
قولوا آآآآآآآآمين.(/)
معنى قوله تعالى عن النار: ((إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة))
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 06:02]ـ
حادي الأرواح ج1/ص39
وهي مؤصدة في عمد ممددة قد جعلت العمد ممسكة للأبواب من خلفها كالحجر العظيم الذي يجعل خلف الباب.(/)
دعاء ختم القرآن
ـ[محمد الخليل]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 06:19]ـ
اليوم نختم القرآن في التراويح إن شاء الله
فهل أدعو بدعاء ختم القرآن داخل الصلاة
أم أدعو به بعد السلام من ركعة الوتر وقبل انصراف الناس
أو لا أدعو
أفيدونا جزاكم الله خيرا(/)
سند قراءة الشافعى عن ابن كثير المكي
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 09:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يستطيع أن يأتينى بسند قراءة الامام الشافعى عن الامام ابن كثير المكى
وله الدعاء بظهر الغيب
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 11:14]ـ
الأخ الكريم، أرجو منك الدعاء بظهر الغيب.
سند الإمام الشافعي - رحمه الله - في القراءة إلى الإمام ابن كثير المكي سندٌ مثل الشمس.
فقد قرأ على إسماعيل القسط (أبي إسحاق إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين) وقرأ إسماعيل على أبي داود شبل بن عباد المكي، وقرأ شبل على الإمام ابن كثير، وهو أجلُّ أصحابه.
ملاحظات:
1 - وقرأ إسماعيل القسط أيضا على ابن كثير. قال الذهبي: هو آخر من قرأ على ابن كثير.
وقرأ القسط أيضًا على معروف بن مشكان، وهو على ابن كثير.
2 - روى القراءة عن الإمام الشافعي تلميذه: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
3 - واتصلت روايته إلى أن أسندها الإمام أبو طاهر بن سوار في كتابه (المستنير) وهو مطبوع محقق. وكذلك رواها الهذلي في (الكامل)، وقرأ بها الإمام ابن الجزري بسنده إليهما.
4 - قال الإمام الشافعي: القران اسم ليس بمهموز، ولم يؤخذ من "قرأت".
[يتبع بفائدة عظيمة]
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 11:37]ـ
الفائدة العظيمة من "تاج العروس".
قال الزَّبيدي:
قال الله تعالى: "وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ"؛ قرأ ابنُ كثير، وأبو عمْرٍو، وأبو بكْرٍ عن عاصم، وحمزةُ: "وأرجُلِكم" خفضًا، والأعشى عن أبي بكر بالنَّصب مثل حفص، وقرأ يعقوبُ، والكِسائي، ونافعٌ، وابنُ عامر: "وأرجُلَكم" نصبًا، وهي قراءة ابن عباس.
وكان الشَّافعي يقرأ: "وأرجُلَكم".
= = = =
كتاب المستنير عندي طبعة دار الصحابة، لكنه لا يحضرني الآن.(/)
فتوى في بدعة قراءة القرآن بألحان الغناء
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 02:17]ـ
فتوى في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته لشيخ الإسلام ابن تيمية من جامع الرسائل
الحمد لله الناس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع كما كان يقرأه السلف من الصحابة و التابعين لهم بإحسان فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول
و قد تنازع الناس في قراءة الألحان منهم من كرهها مطلقاً بل حرمها و منهم من رخص فيها، و أعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة و إن كانت من البدع المذمومة نهي عنها و السلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء مثل ما كان أبو موسى الأشعري يقعل فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: " لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود " و قال لأبي موسى: " مررت بك البارحة و أنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك " فقال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً. أي لحسنته لك تحسيناً و كان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى و هم يستمعون لقراءته
و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم " و قال " لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته "
و قال " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " و تفسيره عند الأكثرين كالشافعي و أحمد بن حنبل و غيرهما هو تحسين الصوت به و قد فسره ابن عيينة و وكيع و أبو عبيد على الاستغناء به
فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان السلف يفعلونه – مثل أبي موسى الأشعري و غيره – فهذا حسن
و أما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء لأنه بدعة و لأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء و لأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفاً إلى وزن اللفظ بميزان الغناء لا يتدبره و لا يعقله و أن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغى إلى الغناء لا لأجل استماع القرآن و فهمه و تدبره و الله سبحانه أعلم
قلت: ينبغي الحذر من الموسيقيين المسمون بالمقرئين و المشايخ الذين يعطون الدورات في المقامات و الطريف أنهم استخدموا الحيلة التي أخبر النبي صلى اله عليه و سلم فغيروا اسمها إلى الأصوات لما حرم بعض المشايخ تعلم المقامات و غيروا اسم النهاوند و الصبا لكن الحجازي لم يغيروه لأن القرآن نزل في الحجاز! فهل نزل على المقام الحجازي؟!
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 01:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 01:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القدوة أبي الفرج ابن الجوزي
تاملت أشياء تجري في مجالس الوعظ، يعتقدها العوام وجهال العلماء قربة، وهي منكر وبعد، وذلك أن المقرىء يطرب ويخرج الألحان إلى الغناء، و الواعظ ينشد بتطريب أشعار المجون وليلى، فيصفق هذا، ويخرق ثوبه هذا، ويعتقد أن ذلك قربة، ومعلوم أن هذه الألحان كالمسيقا، يوجب طربا للنفس، فالتعرض بما يوجب الفساد غلط عظيم، ويبغي الإحتساب على الوعاظ في هذا. انتهى
صيد الخاطر ص 70
الإمام أبي الفرج ابن الجوزي
تحقيق وتعليق: خالد العواد
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة الأولى:1425ه. 2004م(/)
الإمام المقرئ المحدث الجوال أبو القاسم الهذلي البسكري.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام المقرئ المحدث الراوية الرحال الجوال أبو القاسم الهذلي البسكري.
هذه ترجمة لعالم مقرئ محدث مجود من أبناء مدينة بسكرة عروس الزيبان الجزائري، وهبه الله همة عالية، تَبَزُّ الجبالَ مطاولتُها في الرحلة و التجوال والبحث والتنقيب وطلب العلم، أحرز قصب السبق في أشياء ثلاثة لم يسبق اليها سابق، ولم يلحقه بها لاحق، شهد له بها علماء ومشايخ الإسلام وعلى رأسهم علامة الرجال الإمام شمس الدين الذهبي، وعلامة القراءات الحافظ ابن الجزري و المحدث الحافظ ابن حجر العسقلاني وهي:
- رحلته الطويلة و العجيبة في طلب العلم.
- كثرة الشيوخ والعلماء الذين أخذ عنهم.
- شمولية وغزارة مادة كتابه الكامل الذي هو ثمرة رحلته، ونتاج عمره.
وكل من يطالع سيرة هذا الرجل، أو يقرأ كتابه " الكامل في القراءات"، يتأكد أن ذلك كله توفيق كبير من الله عز وجل لصدق الرجل وحسن نيته وشغفه بطلب العلم وحفظه وتدوينه، وكيف جد وأجتهد وثابر، وما كل و لا مل من طول المسافات وصعوبة وبعد المسالك و الممالك، حتى انه لما وصل إلى أقصى مشرق تركستان بعد أن سمع والتقى بأكثر من 365 شيخا وعالما، قال:" " ... ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته"
إنها الروح العالية الطموحة، والعزيمة الصادقة في حب خدمة كتاب الله عز وجل وسنة رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتأمل أخي الكريم هذا الكلام الجميل الذي ينافح فيه عن كتاب الله العزيز، ويدحض بالدليل و البرهان أقوال الرافضة الذين يزعمون أن الصحابة كتموا شيئا من القرآن الكريم ولم يظهروه يقول في مقدمة كتاب العدد الذي هو جزء من كتابه ((الكامل في القراءات)): " ولا خلاف في سِتَةِ الآلافِ ومئتين [6200: عدد آيات القرآن الكريم] ... و لا عبرة بقول الروافضة و العامة ستة آلاف وستُ مئة وستٌ وستون [يزعم الشيعة الرافضة أن عدد آيات القرآن الكريم هو 6666، والناقص حسب قولهم، هي آيات حذفها الصحابة رضي الله عنهم لأنها نزلت في ولاية ووصاية الإمام علي رضي الله عنه وأهل البيت]، وزعموا أن آيات نزلت في أهل البيت وفي علي كتمها الصحابة، وقد ضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا، إذ لو كتموا بعضه لجاز أن يكتموا الكل، أو يحرفوه، وأيضا علي كان آخر الخلفاء، ومصحفه معلوم ولو تُرك منه شيء لأظهره في مصحفه ولذكره في وقت خلافته، ألا ترى ما روي كميل بن زياد قال خرج علي عليه السلام يوم توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل البيت بشيء؟ قال: لا. إلا ما في قراب سيفي هذا، وأخرج كتابا فيه الديات و الزكاة أو علما أعطاه الله رجلا، وقيل: أوفَهْمًا.
يحققه قوله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] وحفظه من الزيادة و النقصان في التحريف و التبديل، ولو كان كذلك لما خص بستة الآلاف.وستة مئة وست وستين ولجاز الزيادة عليها زلا النقصان أو ذكره بعض أهل العلم كيف؟؟ ومن أهل العلم الحسن و الحسين وجعفر بن محمد وغيرهم، وابن عباس حبر القرآن الكريم وترجمانه، ولم يأت عن هؤلاء الأكابر، وهم فحول الأمة وعلماؤها شيء يخالف ما رويناه، أو يزيد على ما نقلناه، فكيف يُرى كتمُ أربع مئة آية، وعشر آيات أو ثلاثين آية؟
دل على أن الزيادة على ما روينا محال، ومن زاد فيه أو نقص منه، على ما روينا، فقد كفر بالله العظيم، وخرق الإجماع، و لا حكم للاشتغال بكلام أهل البدع وإيراده .. "
فجزاه الله كل خير ورحمه رحمة واسعة.
- والله أعلم -
إسمه وكنيته ونسبه:
(يُتْبَعُ)
(/)
يوسف بن على بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس بن هديد بن جمخ بن خبا بن مستلمخ بن عكرمة بن خالد - وهو أبو ذؤَيب الهذَلي الذي توفي أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه – فالهذلي، نسبة إلى قبيلة هذيل التي ينحدر منها أصله، فقبيلة هذيل أستوطن بعض بطونها منطقة الزاب بعد الفتح الإسلامي للمغرب العربي كما قال ابن خلدون في تاريخه: (( ... فأما هذيل فهم بنو هذيل بن مدركة، وقد افترقوا في الاسلام على الممالك ولم يبق لهم حى بطرف وبافريقية منهم قبيلة بنواحي باجة يعسكرون مع جند السلطان ويؤدون المغرم)) ثم يضيف قائلا: ((ومواطنهم ما بين تبسة إلى صامتة إلى جبل الزنجار إلى إطار على ساحل تونس وبسائطها ويجاورهم متساحلين إلى ضواحي باجة قبيلة أخرى من هوار يعرفون ببنى سليم ومعهم بطن من عرب نصر من هذيل من مدركة بن الياس جاؤا من مواطنهم بالحجاز مع العرب الهلاليين غد دخولهم إلى المغرب وأوطنوا بهذه الناحية من افريقية واختلطوا بهوارة وحملوا في عدادهم)). (تاريخ ابن خلدون: 6/ 142).
يكنى: أبو الحجاج و أبو القاسم، والبسكري نسبة إلى مدينة بسكرة عروس الزيبان وهي مدينة بالجنوب الجزائري وتعتبر بوابة الصحراء الكبرى من إقليم الزاب الصغير.
مولده ورحلته العجيبة في طلب العلم:
ولد في رمضان سنة ثلاث وأربعمائة (403 هـ) على أصح الأقوال، و لم أجد في كل المصادر التي ترجمت له وطالعتها رغم كثرتها ذكرا لطلبه العلم في صغره، وإنما اتفقت كلها على أنه سافر بعد أن حفظ القرآن الكريم وتعلم العربية و بعض متون الفقه و التوحيد، سنة خمس وعشرين وأربع مائة (425 هـ) في رحلة تعتبر من أشهر و أوسع و أعجب الرحلات التي سُمِعَ بها في طلب القراءات و الحديث الشريف و الرواية فزار ونزل في أكثر من سبعين مدينة لقي فيها ما يربو على الثلاثمائة وستين شيخا، وقد قال عنها و عنه الحافظ ابن الجزري (غاية النهاية في طبقات القراء) صفحة 397 - 398 ترجمة رقم 3929: "وطاف البلاد في طلب القراءات، فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولا لقي من لقي من الشيوخ"
وهذه الرحلة الطويلة العجيبة بدأها سنة سنة خمس وعشرين وأربع مائة (425 هـ) و عمره لم بتجاوز الإثنين و عشرين سنة من بسكرة، عاقدا العزم على أن يبلغ بذلك مبلغا لم يسبق اليه، فقدر الله له ذلك وكتب له فكان مما قاله بعد أن بلغ به المطاف أقصى الشرق: " ... ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته".
وقد جمعت الأقاليم و المناطق و المدن التي شملتها هذه الرحلة المباركة فهاكموها:
إفريقية:
- كانت الإنطلاقة من مدينته بسكرة إلى مدينة فاس.
- ومن مدينة فاس إلى القيروان.
- ومن مدينة القيروان إلى طرابلس.
- ومن مدينة طرابلس اتجه الى:
- مصر وقد نزل و زار مدنها التالية:
الاسكندرية، تنيس [جزيرة في بحر مصر قريبة من البر، معجم البلدان 2/ 51، وهو المصدر الذي أعتمدته لتحديد ومعرفة مواقع هذه المدن و الأماكن]، دمياط، القاهرة.
ثم انتقل الى:
الحجاز:
حيث قرأ و أخذ عن علماء مكة المكرمة و المدينة المنورة.
ومنها انتقل إلى:
الشام:
- الشام وهي تضم الأقطار العربية المعروفة اليوم (فلسطين لبنان الأردن و سوريا) فنزل المدن التالية حسب الاقطار العربية:
1 - فلسطين: عسقلان، أرسوف، بيت المقدس، الرملة.
2 - لبنان: صيدا، صور، بيروت.
3 - سوريا: اللاذقية، دمشق، المعرة، قنسرين، حلب، حران، الرقة، الخانوقة، الرحبة.
ثم انتقل الى:
العراق:
عانة، هيت الانبار بغداد، الموصل، آمد، ميافارقين، جزيرة ابن عمر، دير العاكول، جرجرايا، الكوفة، البصرة، واسط، الاهواز، الأبلة.
ومنها اتجه الى بلاد:
فارس وما وراء النهرين:
- فارس (ايران و ما جاورها) فنزل وزار المدن التالية:
كازرون، وفا، شيراز، كرمان، اصبهان، همذان، نيسابور، بخارى، سمرقند، بست.
ثم اتجه الى:
- تركستان [على الحدود الروسية اليوم] وزار من مدنه فرغانة.
بعد هذه الرحلة الطويلة الفريدة من نوعها عاد مترجمنا ليستقر في نيسابور بطلب من الأمير نظام الملك، معلما للقراءات و العلل في المدرسة النظامية، وتلميذا بين يدي علمائها الى وفاته رحمه الله.
شيوخه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ان المتتبع لسيرة مترجمنا يتعجب من تلك الهمة العالية و الإصرار الكبير على طلب العلم، فقد أنعم الله عليه بفضل حب العلم و ملاقاة الشيوخ، وقد رأينا كيف طاف البلدان في مشارق الأرض و مغاربها التقى خلالها و أخذ عن 365 شيخا، ولو أنه سمع بآخرين لقصدهم، وقد ذكر عدتهم في مقدمة كتابه " الكامل في القراءات " فقال ما نصه: " فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخاً من آخر المغرب إلى باب فرغانة يميناً وشمالاً وجبلاً وبحراً ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته "
لم يسم أبو القاسم جميع شيوخه في كتابه، ولم ينسب كل من ذكره نسبة تامة، بل اقتصر على ذكر أسماء جملة منهم بشكل مختصر قد تصل إلى ذكر اسم الشهرة أو الكنية أو النسبة، مما جعل أمر نسبتهم و التعرف عليهم ليس بالأمر الهين.
وهو أمر أقر به الإمام الحافظ الذهبي إذ قال حين ذكر شيوخه: " إنما ذكرت شيوخه، وإن كان أكثرهم مجهولين، ليعلم كيف كانت همة الفضلاء في طلب العلم ".
وقد أورد الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري في كتابه ((النشر في القراءات العشر)) 122 شيخا بأسمائهم مع ذكر المدن و الأماكن التي أخذ فيها عنهم مع تعاليق له وفوائد -
وقد أحصى د. مصطفى عدنان الدليمي ود. عمار أمين الددو – حفظهما الله – لما حققا كتاب " العدد" وهو أحد الكتب التي اشتمل عليها كتاب: "الكامل في القراءات الخمسين". مائة و إثنين واربعين (142) شيخا أوردوهم كلهم مع ترجمة مختصرة لكل واحد مهم.
علمه وجلوسه للتدريس:
أشتهر أبو القاسم الهذلي في علم القراءات، وسماعها وبرع فيها حتى أصبح مرجعا لا يستغنى عنه فيها، غير أن علمه لم يقتصر على القراءات فقط بل عرف عنه بأنه كان محدثا بارعا و إن لم يبلغ مبلغ الحفاظ الكبار، فقد سمع الحديث الشريف رواية ودراية أيضا من كبار حفاظه كالحافظ أبي نعيم الاصبهاني، وأبي بكر احمد بن منصور بن خلف.
كما كان مقدما في علمي النحو و الصرف، يدرس النحو ويفهم الكلام والفقه، عارفا بالعلل مواظبا على حضور دروس ابي القاسم القشيري في النحو ويأخذ منه الأصول وكان القشيري يراجعه في مسائل النحو والقراءات ويستفيد منه.
ونظرا للمكانة التي بلغها بين العلماء بما اكتسبه من سعة العلم و علو الكعب في علم القراءات فقد عينه الأمير نظام الملك في المدرسة النظامية بنيسابور التي بقي مدرسا بها للقراءات و العلل ثماني سنوات (من سنة 458 هـ إلى ان توفي سنة 564 هـ).
جاء في (كتاب تكملة الكمال لابن نقطة: 2/ 23):" ذكر عبد الغفار الفارسي أن نظام الملك أرسله [أبو القاسم الهذلي البسكري] إلى مدرسة نيسابور فقعد سنين وأفاد وكان مقدما في النحو والصرف وعلل القراءات .. ". وانظر أيضا هامش (الكمال لابن ماكولا 2/ 45 تحقيق المعلمي).
وهذه الثقافة الموسوعية، و قوة الحجة و سعة العلم هي التي جعلت العلماء يأخذون ويقتبسون من علمه ويستفيدون من كتبه، فقد اعتمد عليه الحافظ ابن الجزري في كتابيه (غاية النهاية في طبقات القراء) و (النشر في القراءات العشر) اعتمادا كبيرا ونقل عنه الكثير، ونصوصه موجودة في الكامل.
كما اعتمد عليه الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه (طبقات القراء)، ونقل من كتابه الكامل الكثير من تراجم وأسماء الشيوخ.
تلاميذه:
لقد أستفاد من ثقافة وعلم هذا الإمام المقرئ المجود المحدث النحوي الأديب خلق لا يعد و لا يحصى سواء أثناء رحلاته أو أثناء جلوسه للتدريس في المدرسة النظامية، لذا لا سبيل لحصر تلامذته لكثرتهم وهذا ذكر لأربعة من أشهرهم مع ترجمة مختصرة لهم:
- سهل بن محمد بن أحمد بن حسين بن طاهر أبو علي الإصبهاني الحاجي (ت 543 هـ): " شيخ كبير، فاضل، مُكثر من الحديث، أديب، خيّر، مبارَك.
سمع: أبا القاسم يوسف بن جُبارة الهُذَلي، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، ونظام المُلك الوزير، وأبا المظفّر منصور بن محمد السمعاني، ومحمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، وسليمان بن ابراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الثقفي.
وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقيل: ولد بعد سنة خمسين وختم خلقاً كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان شيخ القراء بإصبهان. وهو آخر من حدّث عن الهُذلي، مصنّف الكامل في القراءات. [الامام الذهبي تاريخ الاسلام: 8/ 270]
- اسماعيل ابن الأخشيد (ت 524 هـ): " الشيخ الأمين المسند الكبير أبو سعد إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن محمد بن علي بن الأخشيذ الأصبهاني التاجر ويعرف بالسراج سمع أبا القاسم عبدالرحمن بن أبي بكر الذكواني وأبا طاهر بن عبدالرحيم الكاتب وعلي بن القاسم المقرئ وأبا العباس بن النعمان الصائغ وأبا الفضل الرازي المقرئ وأحمد بن الفضل الباطرقاني وعدة من أصحاب ابن المقرئ وغيره وكناه بأبي سعد أبو طاهر السلفي ووثقه وحدث عنه هو وأبو موسى المديني ويحيى بن محمود الثقفي وناصر الويرج وخلف بن أحمد الفراء وأسعد بن أحمد الثقفي وأبو جعفر الصيدلاني وجمع كثير ... كان سديد السيرة قرأ بروايات ونسخ أجزاء كثيرة وكان واسع الرواية موثوقا .... قلت توفي في شعبان وقيل في رمضان سنة أربع وعشرين وخمس مئة". [الإمام الذهبي، سير أعلام النبلاء 5/ 553،الترجمة رقم 322].
- محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي (ت 521): " القلانسي الإمام الكبير شيخ القراء أبو العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي صاحب التصانيف في القراءات،ولد سنة خمس وثلاثين وأربع مئة وتلا بالعشر على أبي علي غلام الهراس وأخذ عن أبي القاسم الهذلي صاحب الكامل ... قال خميس الحوزي هو أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن برع في القراءات قلت تلا عليه سبط الخياط وأبو الفتح بن زريق الحداد وأبو بكر بن الباقلاني وعلي بن عساكر البطائحي وعدد كثير واشتهر ذكره مات في شوال سنة إحدى وعشرين وخمس مئة" [الامام الذهبي سيرأعلام النبلاء 3/ 498، ترجمة رقم 286].
- أبو المظفر السكري المعروف بشيدة (ت 524 هـ): "
عبد الواحد بن حمد بن شيدة بكسر المعجمة وياء ساكنة آخر الحروف وذال معجمة أبو المظفر السكري الأصبهاني، أخذ القراءات عرضاً عن أبي نصر محمد بن عمر البقال وروى كتاب الكامل للهذلي عنه، حدث به عنه الحافظ الإمام أبو العلاء الهمذاني ومحمود بن محمد الشحامي ومحمد بن أبي القاسم المعلم ومحمود بن أبي الرجاء وقرأ عليه بعض القرآن النقاش ومحمد بن الحسن بن إسماعيل الهروي. [غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 474، الترجمة رقم 1922]
" أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن عبد الله المقرئ السكري المعروف بشيدة من أهل أصبهان، شيخ صالح سديد من أهل القرآن ... كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين وأربعمئة وتوفي في سنة أربع وعشرين وخمسمئة [الامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني التميمي: التجبير في المعجم الكبير 1/ 497].
آثاره و مؤلفاته:
لقد رأينا سويا كيف أن مترجمنا رحمه الله كان منشغلا بالرحلة وطلب العلم، ثم كيف عين للتدريس في المدرسة النظامية، ولعل هذا ما شغله عن التأليف و الكتابة، ورغم هذا فقد ترك ثلاث مؤلفات جليلة ذكرها في مقدمة كتابه الكامل في القراءات وهي:
الوجيز في القراءات (مفقود).
الهادي في القراءات (مفقود).
الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها: وهو أجل كتبه و أشهرها و سأتعرض له بتعليق مختصر.
وفاته:
لقد أضرت به كثرة القراءة و المطالعة فعمي في كبره، وتوفي بنيسابور سنة خمس وستين وأربع مائة (465 هـ) غريبا عن بلده، رحمه الله وشهد جنازته الأمير ومن دونه.
أقوال وثناء العلماء عليه:
كان ابو القاسم الهذلي البسكري رحمه الله موضع تقدير العلماء و الشيوخ الذين أثنوا عليه في حفظه وفي علمه وتبحره وبصره في علم القراءات و عللها وعلم العدد و النحو، وكانت رحلته الطويلة الواسعة وهمته العالية في طلب العلم موضع إعجاب كل من عرفه و تحدث عنه أو كتب عنه، فلم يدع في كتب التراجم إلا بالإمام المقرئ الجوال الرحال الراويه:
- قال عنه الإمام شمس الدين الذهبي:" أحد الجوالين في الدنيا في طلب القراءات، لا اعلم احدا رحل في طلب القراءات، بل و لا الحديث أوسع من رحلته ".
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال عنه الحافظ ابن الجزري في غاية النهاية " الأستاذ الكبير الرحال والعلم الشهير الجوال، ... طاف البلاد في طلب القراءات فلا أعلم أحداً في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ولا لقي من لقي من الشيوخ، ... قلت كذا ترى همم السادات في الطلب".
- قال عنه عبد الغفار الفارسي: " من وجوه القراء ورؤوس الأفاضل، عالم بالقراءات".
كتاب الكامل في القراءات الخمسين:
ويسمى ب:
- " الكامل في القراءات " وهو ما يذكره المؤلف نفسه في بداية كل جزء.
- " الكامل في القراءات المشهورة و الشواذ " (تاريخ الإسلام للذهبي حوادث 451 – 461 هـ، ص 514).
- " الكامل في القراءات العشر و الاربعين الزائدة عليها". (ينظر النشر في القراءات العشر للامام الحافظ ابن الجزري ص 191).
- " الكامل المحكم على كتاب أهل العصر في القراءات" (كما في مشيخة القزويني ص123).
وهو كتاب ألفه صاحبه جامعا فيه القراءات العشر المشهورة و الزائدة ورواياتها وطرق تلاوتها وقد ذكر ذلك في المقدمة فقال: " ألفت هذه الكتاب فجعلته جامعاً للطرق المتلوة والقراءات المعروفة ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي ".
ويؤكد محتوى وموضوع الكتاب الحافظ الجزري الذي قرأه و أطلع عليه و استفاد منه قائلا في كتابه " النشر في القراءات العشر" لما ترجم لأبي القاسم الهذلي قائلا: " ألف كتابه الكامل جمع فيه خمسين قراءة عن الأئمة وألفاً وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريقاً".
وهذا الكتاب يعد من أوسع وأغزر كتب القراءات رواية، فهوأشمل كتاب عرف في القراءات، جمع بين دفتيه القراءات العشر المشهورة و الاربعين الزائدة عليها، من خمسين رواية و أكثر من ألف طريق، بالاضافة الى باب واسع في الأسانيد، كما أشتمل على أسماء عدد كبير من القراء لا ذكر لهم في غيره، وفي كل ورقة من ورقات كتاب (غاية النهاية في طبقات القراء) للإمام الحافظ ابن الجزري دليل على ذلك، فهو أصل من أصوله، وركن اساسي من أركانه، وأصل من اصول كتابه (النشر في القراءات العشر)، وأثره واضح في كتب الإمام الحافظ الذهبي و غيره من كتب طبقات القراء و رجال القراءات.
وقد احتوى على كنوز من المعرفة المتعلقة بالقراءات والتجويد و فضائل سور القرآن الكريم وفضل قارئ القرآن الكريم، وفضائل المقرئين السبعة و الأخبار الواردة في الأحرف السبعة التي نزل بها، و بعضا من حوادث أسباب النزول، وذِكْرُ عَدَدِ آيات القرآن الكريم وما ورد فيها من المجمل و البسط، وذكر ما نَزلَ بمكة المكرمة و بالمدينة المنورة، و ما نَزَل مرتين، والوقف و الإبتداء، وغيرها من الكنوز و الفوائد.
كما أشتمل الكتاب على قراءات لا تجدها في أي كتاب آخر إلا عنده.
وحفظ لنا الكتاب جانبا من الحديث الشريف برواية مؤلفه، فقد عرف عنه انه كان محدًثا، ولم يصل لنا شيئ من روايته إلا ما كان في صدر الكتاب.
كلمة عن طبعات الكتاب وتحقيقه:
كنت أتمنى – وهذا ليس من باب العصبية حاشا و الله – أن تقوم المؤسسات الدينية و الجامعات الجزائرية أو أحد علمائها بتحقيق هذا الكتاب الجليل، وأن يخرج هذا المصنف الى النور بعد أن مضى على تأليفه أكثر من ألف سنة، وقد رأينا كيف تعب المؤلف وأفنى عمره يجول و يصول في حواضر العالم الإسلامي طلبا لجمع القراءات وملاقاة الشيوخ ليضمها بين دفتي هذا الكتاب القيم، و الحمد لله فلم يضع جهده سدى، فقد تنبه إلى أهمية تحقيق ونشر هذا الكتاب علماء الاسلام في أقطارنا الشقيقة و قاموا بهذه المهمة خير قيام، فجزاهم الله خيرا و جعل هذا المجهود في ميزان حسناتهم آمين.
- قد صدر الكتاب والحمد لله في هذه السنة بتحقيق الشيخ جمال بن السيد رفاعي الشايب، طبعة. مؤسسة سما للنشر والتوزيع، هاتف: (0122822133) مصر، إلا أن هذه الطبعة تحتوي على تصحيفات ظاهرة في النص، في مواضع كثيرة - كما ذكر ذلك فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد،حفظه الله - نرجو أن يتمكن الأخوة المحققون الذين يعملون في تحقيق الكتاب تحقيقا جديدا من تداركها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما جاء في مقدمة التحقيق: " إن كتاب "الكامل فى القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها" من الكتب التى توسعت فى علم القراءات المتواترة والشاذة، اهتم به مؤلفه الإمام الهذلي رحمه الله اهتماماً كبيراً، وضع فيه الكثير من العلم، ووضع فيه أيضاً كثير من كتبه الأخرى، ولا شك أن الاستفادة من هذا الكتاب موضع نقول العلماء، كالحافظ الجعبرى، والذهبي، وابن الجزري، رحمهم الله جميعاً.
الذى اختاره الإمام الهذلي غالبه من القراءات المتواترة سواء كانت فى السبعة أو العشرة والقليل جدا من اختيارته من الشاذ أربعة فى المائة بالنسبة لاختياره للمتواتر."
- قام د. مصطفى عدنان الدليمي ود. عمار أمين الددو – حفظهما الله - بتحقيق كتاب " العدد" وهو أحد الكتب التي اشتمل عليها كتاب: الكامل في القراءات الخمسين.
نشرته مجلة الشريعة و القانون جامعة الامارات العربية المتحدة – السنة:20، العدد:25، ذو الحجة 1426 هـ/ يناير 2006م.
- قام د. عمار أمين الددو – حفظه الله - بتحقيق كتاب الوقف [و الإبتداء في كتاب الله] وهو أحد الكتب التي اشتمل عليها كتاب: " الكامل في القراءات الخمسين". نشرته مجلة الشريعة و القانون – السنة:22، العدد:34، ربيع الثاني 1429 هـ/ أفريل 2008م.
- كماقرأت أن الأخ الشيخ أيمن سويد يعمل على تحقيقه.
- كما قرأت أن الباحث عبد الحفيظ محمد نور يشتغل على بحث بعنوان منهج الهذلى فى كتابه الكامل فى جامعة أم القرى.
- كما قرأت أن هناك جماعة من الباحثين بكلية القرآن للقراءات وعلومها بكلية القرآن الكريم بطنطا جامعة الأزهر يقومون بتحقيق كتاب " الكامل في القراءات الخمسين للهذلي".
- ذكر الدكتور عمر حمدان أنه يقوم بتحقيق هذا الكتاب وبأنه أعتمد في تحقيق كتاب الكامل في القراءات الخمسين للإمام الهذليّ على نسخة يتيمة، هي نسخة المكتبة الأزهريّة (رواق المغاربة)، مبتورة البداية ببعض الأوراق، عدد أوراقها 250 ورقة، رقمها 369.
وقد وقع الفراغ من نسخها عصر يوم الأحد الموافق الحادي عشر من صفر سنة 524 هـ على يد كاتبه عليّ بن محمّد الفرغانيّ المَرْغُينانيّ.
يُراجَع بهذا الصدد مقالة محمّد عميرة عليّ بعنوان "من نوادر المخطوطات في مكتبة الأزهر: الكامل في القراءات" [مجلة الأزهر العدد 22 (السنة 1404هـ /1984م): 2142 - 2146].
وقد نقل لنا هذه التفاصيل التي نوردها هنا، قال - حفظه الله- " كتاب الكامل مجزّأ تجزئة داخليّة، جملتها أربعة عشر جزءًا كالتالي:
- من الجزء الأوّل الى الجزء الثالث عشر من كتاب الكامل في القراءات.
- الجزء الرابع عشر من كتاب الكامل: هو عبارة عن إثني عشر كتابًا كالتالي:
1. كتاب فضائل القرآن والقرّاء. [عنوان مولّد]
2. كتاب التجويد.
3. كتاب العدد.
4. كتاب الوقف.
5. كتاب الأسانيد.
6. كتاب الإمالة.
7. كتاب الإدغام [الادّغام وما يتعلّق به].
8. كتاب الهمزة.
9. كتاب الياءات.
10. كتاب الهاءات.
11. كتاب التعوّذ والتسمية والتهليل والتكبير.
12. كتاب الفرش.
وقد قام أخوكم أبو مريم بالتفتيش والسؤال عن النسخ الموجودة لهذا الكتاب فلم أعثر إلا على المخطوطة اليتيمة التي ذكرها الدكتور حمدان، ووجدت أنه - توجد نسخ مصورة له [حسب قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل عام 1427هـ] في:
1 - مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية - السعودية. رقم الحفظ (0405 - ف).
2 - نسخة أخرى برقم (1197 - 1 - ف).
3 - مركز البحث العلمي واحياء التراث الاسلامي - جامعة أم القرى بمكة المكرمة - رقم الحفظ (640 (عن الازهريه 200)).
4 - مكتبه المصغرات الفيلميه بقسم المخطوطات بالجامعه الاسلاميه - المدينة النبوية - رقم الحفظ (656).
المصادر و المراجع:
- سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، دار النشر: مؤسسة الرسالة لبنان، الطبعة 9، 1413هـ.
- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام،- الإمام الذهبي، تحقيق عمرو عبد السلام تدمري - دار الكتاب العربي - بيروت - الطبعة الأولى 1411هـ 1990م.
- معرفة القراء الكبار على الطبقات و الأعصار للإمام الذهبي، تحقيق د. بشار عواد معروف و شعيب الارناؤوط و د. صالح مهدي عباس، الطبعة الأولى، مؤسسة الرسالة لبنان 1984 م.
- غاية النهاية في طبقات القراء، ابن الجزري، دار الكتب العلمية الطبعة الثالثة 3، 1982م.
- النشر في القراءات العشر، ابن الجزري - راجعه الشيخ علي محمد الضباع- دار الكتاب العربي - بدون تاريخ.
- لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
الطبعة الثالثة، 1406 – 1986، تحقيق و مراجعة: دائرة المعارف النظامية – الهند.
- التجبير في المعجم الكبير، الامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تحقيق منيرة ناجي سالم، الناشر رئاسة ديوان الأوقاف، بغداد العراق. سنة النشر 1395هـ- 1975م.
- معجم البلدان، ياقوت الحموي، مكان النشر: دار صادر، بيروت لبنان الطبعة الثانية سنة 1995 م.
- الصلة، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوال، الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة 1966م.
- الاعلام لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين لبنان، الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980.
- الاكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الاسماء والكنى والانساب تأليف الامير الحافظ ابن ماكولا، دار الكتاب الاسلامي الفارق الحديثة للطباعة والنشر، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمى.
- تكملة الإكمال لمحمد بن عبد الغني البغدادي ابن نقطة، تحقيق: د. عبد القيوم عبد رب النبى، دار النشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة – 1410هـ الطبعة: الأولى.
- كتاب العدد لأبي القاسم الهذلي البسكري، تحقيق د. مصطفى عدنان الدليمي ود. عمار أمين الددو – حفظهما الله - مجلة الشريعة و القانون جامعة الامارات العربية المتحدة – السنة:20، العدد:25، ذو الحجة 1426 هـ/ يناير 2006م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 03:29]ـ
جزاك الله خيرًا أبا مريم ونفع بك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 01:12]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وللفائدة يمكن الدخول على هذه الصفحة لتحميل كتاب العدد للهذلي
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?p=502#post502
والله الموفق.(/)
دعاء ختم القران في ركعة الشفع دراسة تأصيلية / د. سعد القويعي
ـ[أوان الشد]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:07]ـ
ختمة في شفع .. بين الاتباع والـ ... !
د. سعد بن عبد القادر القويعي
كلما أرخى الليل ستاره, وزاد ظلامه, كانت صلاة التراويح ألذ, ومناجاة الرب أكمل, احتساباً للأجر والثواب.
وكلما مر على الأكوان هلال رمضان, عاد إلى الناس حنينها إلى صلاة التراويح. فصلاة التراويح من السنن المؤكدة. كما في الحديث المتفق عليه, عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً, غفر له ما تقدم من ذنبه). وكما في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذات ليلة من جوف الليل, فصلى في المسجد, فصلى رجال بصلاته, فأصبح الناس فتحدثوا, فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه, فأصبح الناس فتحدثوا, فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة, فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, فصلوا بصلاته, فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله, حتى خرج لصلاة الصبح, فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد, ثم قال: (أما بعد, فإنه لم يخف علي مكانكم, لكني خشيت أن تفرض عليكم, فتعجزوا عنها).
وإلى هذا المعنى يشير ابن عبد البر- رحمه الله - في التمهيد (8/ 108 - 109): (قيام رمضان سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-, مندوب إليها مرغوب فيها. ولم يسن منها عمر- رضي الله عنه - إذ أحياها إلا ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبه ويرضاه. ولم يمنع من المواظبة عليه إلا خشية أن يفرض على أمته, وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما -صلى الله عليه وسلم-، فلما علم ذلك عمر- رضي الله عنه - من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص منها بعد موته -صلى الله عليه وسلم-, أقامها للناس وأحياها وأمر بها. وذلك سنة أربع عشرة من الهجرة, وذلك شيء ادخره الله له وفضله به).
وقد كان جبريل عليه السلام يدارس القرآن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان كل ليلة, يسمعه ويتدبره ويتلوه, ويتأمل مواعظه وعبره ومعانيه ودلالاته, كما في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن, فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة. وفي العام الذي توفي فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين. فاستنبط أهل العلم من تلك المدارسة والمعارضة بين جبريل عليه السلام والنبي -صلى الله عليه وسلم- مشروعية ختم القرآن في رمضان. فختم القرآن في رمضان وغيره, والدعاء عند ختمه, أمر محمود لصاحبه. وهذا لا إشكال فيه عند أهل العلم, بل هو مستحب, لحديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ القرآن فليسأل الله - تبارك وتعالى - به). رواه أحمد والطبراني. وكما في سنن الدارمي - بسند جيد - أن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - (كان إذا ختم القرآن الكريم جمع أهل بيته فدعا بهم).
وإنما وقع الإشكال بين أهل العلم في مسألة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح والقيام. فهناك من أجازه بإطلاق, وهناك من لم يشدد فيه, وهناك من منعه, وقال: لا أصل للدعاء بعد ختم القرآن في الصلاة. فممن أجازه ابن قدامة - رحمه الله - في المغني (2 - 171) حيث قال: (فصل في ختم القرآن. قال الفضيل بن زياد: سألت أبا عبدالله, فقلت: أختم القرآن, أجعله في الوتر أو في التراويح؟. قال: اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟. قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع, وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام. قلت: بم أدعو؟. قال: بما شئت. قال: ففعلت بما أمرني, وهو خلفي يدعو قائما ويرفع يديه. قال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: (إذا فرغت من قراءة (قل أعوذ برب الناس) فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. قلت: إلى أي شيء تذهب في هذا؟. قال: رأيت أهل مكة يفعلونه, وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة. قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة. ويروي أهل المدينة في هذا شيئا, وذكر عن
(يُتْبَعُ)
(/)
عثمان .. ). قال الشيخ عطية محمد سالم تعقيباً على ما سبق: (يدل أنه كان عملا عاما في تلك الأمصار, مكة والبصرة والمدينة. ويشير إلى أنه لم يكن قبل زمن عثمان, كما يدل على أنه من عمل عثمان إن صحت عبارته, ويروي أهل المدينة في هذا شيئا .. إلخ. وعلى كل فقد فعله أحمد - رحمه الله - مستدلا بفعل أهل الثلاثة المذكورة, مستأنسا بما يروي أهل المدينة في هذا عن عثمان. مما يدل على أنه كان موجودا بالمدينة عمل دعاء الختم الذي يعمل اليوم في التراويح مع طول القيام).
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (11 - 333 - 334) أن كثيرا من الأئمة يحرصون على ختم القرآن في التراويح والتهجد لإسماع الجماعة جميع القرآن. فهل في ذلك حرج؟. فأجاب - رحمه الله -: (هذا عمل حسن, فيقرأ الإمام كل ليلة جزءا أو أقل, لكن في العشر الأخيرة يزيد حتى يختم القرآن ويكمله, هذا إذا تيسر بدون مشقة. وهكذا دعاء الختم فعله الكثير من السلف الصالح, وثبت عن أنس - رضي الله عنه - خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله, وفي ذلك خير كثير. والمشروع للجماعة أن يؤمنوا على دعاء الإمام, رجاء أن يتقبل الله منهم).
ويرى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - أنه لا أصل للدعاء بعد الختم من الصلاة. ففي فتاوى الشيخ (14 - 226) يقول: (والدعاء بعد ختم القرآن إما أن يكون بعد ختمة في الصلاة, أو خارجها. ولا أصل للدعاء بعد الختمة في الصلاة. وأما خارجها فقد ورد فعله عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -). وعندما سئل - رحمه الله - في فتاوى أركان الإسلام (354) عن حكم دعاء ختم القرآن في قيام الليل في شهر رمضان؟. أجاب: (لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا عن أصحابه أيضا. وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا, وهذا في غير الصلاة).
بل إن الشيخ بكر بن زيد - رحمه الله - لم يتردد في تأصيل هذه المسألة تأصيلا شرعيا, وتحريرها بأسلوب علمي في كتابه (الأجزاء الحديثية) المتسم بالمنهجية والمرجعية. ومما جاء في خاتمتها من مجموع السياقات في الفصلين السالفين, نأتي إلى الخاتمة في مقامين. المقام الأول: في مطلق الدعاء لختم القرآن - والمتحصل في هذا ما يلي:
أولاً: أن ما تقدم مرفوعاً وهو في مطلق الدعاء لختم القرآن لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم, بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر. ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعا, لأن العلماء الجامعين الذين كتبوا في علوم القرآن وأذكاره, أمثال: النووي و ابن كثير و القرطبي و السيوطي لم تخرج سياقاتهم عن بعض ما ذكر, فلو كان لديهم في ذلك ما هو أعلى إسنادا لذكروه.
ثانياً: أنه قد صح من فعل أنس بن مالك - رضي الله عنه - الدعاء عند ختم القرآن, وجمع أهله وولده لذلك. وأنه قد قفا, أي: (تابعه) على ذلك جماعة من التابعين, كما في أثر مجاهد بن جبر- رحمهم الله تعالى - أجمعين.
ثالثاً: أنه لم يتحصل الوقوف على شيء في مشروعية ذلك في منصوص الإمامين أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله تعالى -وأن المروي عن الإمام مالك - رحمه الله - أنه ليس من عمل الناس, وأن الختم ليس سنة للقيام في رمضان.
رابعاً: أن استحباب الدعاء عقب الختم هو في المروي عن الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - كما ينقله علماؤنا الحنابلة, وقرره بعض متأخري المذاهب الثلاثة.
المقام الثاني:
في دعاء الختم في الصلاة - وخلاصته فيما يلي:
أولاً: أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عن أحد من صحابته - رضي الله عنهم - يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع, أو بعده لإمام أو منفرد.
ثانياً: أن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - في رواية حنبل والفضل والحربي عنه - والتي لم نقف على أسانيدها - من جعل دعاء الختم في صلاة التراويح قبل الركوع.
وفي رواية عنه لا يعرف مخرجها, أنه سهل فيه في دعاء الوتر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يخلص الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - إلى أمرين, الأول: أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة, وحضور الدعاء في ذلك أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة. كما تقدم من فعل أنس - رضي الله عنه - وقفاه جماعة من التابعين, والإمام أحمد في رواية: حرب وأبي الحارث ويوسف بن موسى - رحمهم الله - أجمعين, ولأنه من جنس الدعاء المشروع.
وتقدم قول ابن القيم - رحمه الله -: (وهو من آكد مواطن الدعاء ومواطن الإجابة).
الثاني: أن دعاء ختم القرآن في الصلاة من إمام أو منفرد, قبل الركوع أو بعده, في التراويح أو غيرها: لا يعرف ورود شيء فيه أصلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته مسنداً.
يتبين مما سبق من أقوال الأئمة والعلماء - رحمهم الله تعالى - أن مشروعية دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح, أي: في صلاة الوتر أمر فيه سعة, ينبغي عدم التشديد فيه. إلا أن الإشكال هو ما يحدث منذ سنوات عديدة في الحرمين - المكي والمدني - وهو دعاء ختم القرآن في شفع, أي: في صلاة ثنائية من التراويح وليس في صلاة الوتر. حيث لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية ولا يوجد نص يفيد مشروعية دعاء ختم القرآن في هذا الموضع, لأن الوتر هو مكان الدعاء كما هو ثابت في الشرع. فالعبادات مبناها على النص والتوقيف, وهذه قاعدة فقهية عظيمة.
يقول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - في فتاوى أركان الإسلام (355): (ولو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل, وجعلها مكان القنوت من الوتر, وقنت لم يكن في هذا بأس, لأن القنوت مشروع). ويؤيد ذلك, ما ذهب إليه الشيخ سلمان بن فهد العودة, في كتابه - دروس رمضان وقفات للصائمين - (41 - 42): (هذا الدعاء الذي يقال عند ختم القرآن إن كان في صلاة فينبغي أن يكون في صلاة الوتر, سواء في التراويح أو في القيام, وذلك لأن الوتر هو الموضع الذي ثبت شرعا أنه مكان الدعاء, فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقنت في وتره, وعلم الحسن كما في سنن الترمذي - بسند حسن - أن يقول في الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت, وعافني فيمن عافيت, وتولني فيمن توليت, وبارك لي فيما أعطيت, وقني شر ما قضيت, فإنك تقضي ولا يقضى عليك, وإنه لا يذل من واليت, تباركت ربنا وتعاليت). فالسنة أن يكون الدعاء في الوتر إذن, وسواء كان ذلك قبل الركوع أو بعده, فكلاهما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-, وإن كان أكثر دعائه بعد الركوع).
بكل عزم في الطلب, ورجاء في الاستجابة, أكتب ما تقدم إلى معالي الشيخ: صالح بن عبد الرحمن الحصين - الرئيس العام لشؤون مسجد الحرام والمسجد النبوي - فهو نموذج العالم بما أفاء الله عليه من علم غزير, وبصيرة نافذة, وتأصيل معرفي. وهو جامعة مستقلة, وقامة شرعية وفكرية. إذا عد أناس من أهل العلم والفضل والزهد والتقوى في العالم الإسلامي على الأصابع, عد الشيخ في مقدمهم. أن يعاد النظر في موضوع دعاء ختم القرآن في صلاة ثنائية, وأن تؤصل المسألة تأصيلا شرعيا, وحتى لا يحتج أحد علينا بقوله: في الوقت الذي تحاربون فيه البدع, تبتدعون ما لم يأت به الدين. فما المانع يا معالي الشيخ, أن يقرأ في كل ليلة جزء كامل من القرآن, فإذا كانت ليلة التاسع والعشرين, يُقرأ في القيام الأول الجزء التاسع والعشرون, وفي القيام الثاني من الليلة نفسها يقرأ الجزء الثلاثون, وبعدها يقرأ الدعاء في صلاة الوتر, لأن الوتر هو مكان الدعاء كما سبق؟.
بقي أن أشير إلى أنه ليس في السنة النبوية دعاء خاص بعد ختم القرآن الكريم, ولا حتى عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-, ولا عن الأئمة المشهورين. أما ما ينسب في هذا الباب من دعاء ختم القرآن, والموجود في آخر كثير من المصاحف منسوبا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لا يصح ولا أصل له, بل إن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله - لم ينسب هذا الدعاء إلى فتاويه, لعدم صحته.
drsasq@gmail.com
ــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة الجزيرة
الاربعاء 02 شوال 1429 العدد 13152
http://www.al-jazirah.com.sa/2491446/rj8d.htm
ـ[أوان الشد]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 06:15]ـ
تعقيب ومناقشة أدعو الأخوة للنظر فيه وإبداء الرأي حوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن مناقشة مسألة دعاء ختم القرآن وما يتبعها من مسائل أمر ضروري، ومداولة الرأي و إعادة النظر فيها أمر من الأهمية بمكان.
و رغم أن المسألة الأولي التي طرحها الكاتب و هي مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قد رجح عدم مشروعية ذلك إلا أنه أشار - مشكوراً ـ أن " الأمر فيه سعه و ينبغي عدم التشدد فيه " , ذلك لأن فيه خلاف معتبر بين العلماء.
و مع ذلك فإنه ينبغي على الأئمة عموماً أن يكونوا أبعد عن الكيفيات التعبدية التي لم يرد عليها دليل ثابت.
ولئن كانت المسألة خلافية فلماذا لم يعمل بعضهم ـ ولو القليل منهم ـ بما رجحه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة وحضور الدعاء في ذلك أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة).
وإن كان في فعل ذلك صعوبة بادي الأمر؛ فليفعلوا مثل ما فعل غيرهم ممن أحيا سنناً أميتت، أو صوراً للتعبد مشروعة نسيت، بأن يتدرجوا ببيان مشروعية ذلك للمصلين، و يبدأ بذلك الأئمة العلماء الذين يثق فيهم المأمومون، و أيضاً يبدأ ذلك من كانت جماعته أقرب للعلم الشرعي و هكذا شيئاً فشيئاً حتى تتسع الدائرة ويكثر المقتدين و تصبح صورة مألوفة.
أما المسألة الأخيرة التي ذكرها الكاتب وهي دعاء الختمة في ركعة الشفع فهي مما يكاد ينفرد بها الحرمان الشريفان، و السبب أن الختمة مقتصرة على صلاة التراويح بينما القيام يستأنف فيها من أول القرآن، والمعروف في غالبية المساجد أنهم يؤخرون دعاء الختم إلى وتر القيام،وهو الموافق لما أشار إليه الشيخان ابن عثيمين و سلمان العودة ـ كما أشار الكاتب ـ.
و المؤسف أنه ليس الأمر الوحيد الذي يخالف فيه أئمة الحرمين الأقرب للسنة أو الصفة المشروعة؛ بل هناك: الإصرار على إحدى وعشرين ركعة بينما الأقرب للسنة إحدى عشر ركعة، وكذلك التوسع في صيغ الدعاء غير المأثور، وكذلك رفع الصوت بالدعاء .. و غيرها.
فليت أنهم يبادرون بخطوة جريئة نحو التصحيح ـ كما ناشدهم الكاتب ـ وليحذوا حذوا سماحة الإمام عبدا لعزيز بن باز حينما وجههم إلى تأخير دعاء ختم القرآن إلى ليلة التاسع و العشرين بدل السابع والعشرين لكي لا يظن الناس أن ليلة السابع و العشرين هي ليلة القدر يقيناً، ولكي لا يحصل الزحام الشديد.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 08:38]ـ
جزى الله الكاتب والناقل خيرا.
رحم الله الشيخ ابن عثيمين: فبكلمة حق شجاعة منه أُبطلت مخالفة صلاة الوتر مرتين في الحرم، وذهبت البدعة كأن لم تكن.
وعقبا للمخالفة الثانية، التي هي مزيج مركب من المخالفات الشرعية من أجلاها البدعية والاعتداء في الدعاء، والله أعلم.
وتزداد المصيبة عندما يُعتقَد أن هذا الأمر سنّة ثابتة، وينقلب الخطأ إلى صواب، ويصير الصواب خطأ، ولهذا تجد بعض العوام يثور على إمام المسجد إذا لم يدعُ دعاء ختم القرآن في رمضان، وحصل لي ذلك من نحو عشر سنوات عندما أممت في أحد المساجد نيابة عن الإمام المريض في رمضان، ووجهّني شيخنا سعد الحميد -جزاه الله خيرا- لكثير من التنبيهات من مخالفة عوائد الناس للسنّة، فتحمل بعض الجماعة (التعديلات)، لكنهم لم يحتملوا أنني فوتُّ عليهم (أجر) دعاء الختم في الصلاة.
ومرة تركها شيخنا عادل الكلباني في إحدى السنوات في جامع الملك خالد، ولا تسل عن سخط الكثيرين ممن لم يعجبهم هذا (المقلب) وتحسروا على أنه فوّت عليهم غيره ممن يختم تلك الليلة، إن لم يتحسر بعضهم أنه بكر وزاحم (بلا فائدة).
وبعضهم لاعتقاد الأجر فيها يتتبع الختمات في بعض المساجد، ويقول: فلان يختم ليلة 25، وفلان 27 في التراويح، وآخر في التهجد (وبعضهم يظن أن كلا صلاة مختلفة عن الأخرى، وتلك خاصة مشروعة في ليالي العشر الأخير)! وهذا يختم ليلة 29، ويحصل من الاعتداء والمخالفة في الدعاء والتخشع بغير القرآن ما يحصل.
وسبق أن زرت أحد المشايخ السلفيين الُعبّاد، وهو الشيخ المعمر محمد بن عبد الوهاب البنّا، برفقة شيخنا الفقيه عبد العزيز بن قاسم.
فكان مما انجر له الكلام أن عاتب الشيخ حفظه الله وقال: نحن كنا نحارب البدع في مصر، وجاءت قضية الختمة وانتشرت هذه البدعة بين السلفيين بسبب العمل بها في الحرم! ولم تكن معروفة عندنا قبل.
وكان أحد زملائنا ممن درس على الشيخ ابن عثيمين يريد جمع رسالة في مخالفات الأئمة ولا سيما في رمضان، وليته يفعل!
القضية تحتاج لتبنٍّ وتوجيه من أهل العلم الكبار، كما فعل سماحة الشيخ ابن باز، عندما أحيا السنة في صلاة 11 ركعة في التروايح، ولم يبالِ مخالفة السائد عندالمشايخ والعوام، بل كان الدليل رائده، وما هي إلا برهة من الدهر لما علم طلبة العلم والأئمة قوة المسألة واتضحت لهم اتجهوا لها وصارت هي السائدة، وما كان سائدا هو الغريب.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 06:05]ـ
الأخ محمد زياد التكلة أشكرك على مرورك وتعليقك
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 08:06]ـ
ادعاء أن صلاة إحدى عشرة ركعة بالقيام سنةٌ محل نظر.
والسخط على دعاء الختم في الصلاة جملة وتفصيلاً شطط ..
بل كون الدعاء عندئذ موطن إجابة، بل من آكد أوقات الإجابة قول له وجاهته.
ويبقى أن يعلَّم الناس، وأن يبتعد المقتدَى بهم عن التزام بعض ما لا يجوز من دعاء معين، أو صفة دخيلة على الشرع المطهر، أو اعتياد ما من شأنه الإفضاء إلى غلو الناس في بعض الأمور والوقوع في عدد من المحاذير، وبالله التوفيق.
ـ[احمد بللو دوغراوا]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 08:33]ـ
هل من الممكن أن يساعدنى أحد بتصوير كتاب اختلاف المفتين والموقف المطلوب تجاهه من عموم المسلمين للشيخ الفاضل الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، وكتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع للشيخ عبد الرءوف محمد عثمان، وكتاب آداب استقبال المولود فى الإسلام للشيخ يوسف عبد الله العريفى؟ أنا فى غاية الإحتياج إليها. جزاكم الله خيرا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 06:29]ـ
الأخ أحمد أكتب هذا الطلب في مكتبة المجلس و ليس هنا لعل أحداً يلبيه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 04:40]ـ
الأخ أبويوسف التواب بارك الله فيه.
الأخ كاتب المقال أورد أدلته في بحث علمي، فهلا أجبت عما قاله بالدليل الخاص؟
فما أكثر المخالفات والبدع التي تنطلق من دليل عام وتنزّل في محلٍّ خاص خطأً.
وفقنا الله وإياك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 05:37]ـ
الأخ محمد التكلة وفقه الله وسدده
بارك الله فيك
أما الزيادة على إحدى عشرة ركعة فقد تواتر نقله عن المسلمين دون نكير على مدار قرونٍ عدة ولم يعهَد عن أحد من أهل العلم وصمه بمخالفة السنة، ويشهد لذلك أن آي القرآن العظيم أشارت إلى فضيلة طول القيام – زمناً – ولم تشِر إلى تكثير لعدد الركعات أو تقليل، فالفضل لمن شغل الوقت أكثر بالصلاة والقيام، ولا يجوز أن يقال بأن من صلى إحدى عشرة ركعة في نصف ساعة قد أتى بالسنة، وأن من صلى أكثر من ذلك في ساعتين مخالف للسنة!!
ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة) متفق عليه. وقد قال إمام أهل السنة (الإمام أحمد): [لا بأس بالزيادة على عشرين ركعة] .. وكون النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على إحدى عشرة لا يمنع من الزيادة، لاسيما وأنه ثبت عنه الصلاة بسبع، وبثلاث عشرة ركعة. والله أعلم.
والتبديع والتخطئة لمن زاد على إحدى عشرة ركعة قول شاذ، وعمل المسلمين على خلافه سلفاً وخلفاً، وقد حكى الحافظ ابن عبد البَر في "الاستذكار" الإجماع على جواز الزيادة. وبالله التوفيق.
وأما قولي: (والسخط على دعاء الختم في الصلاة جملة وتفصيلاً شطط .. ) فليتك لم تبتدرني بقولك: (فما أكثر المخالفات والبدع التي تنطلق من دليل عام وتنزّل في محلٍّ خاص خطأً) قبل أن تسمع مني أخي الكريم ..
وأقصد بما قلتُه أن مجرد أن يدعو المسلم بعد ختم القرآن في صلاته جائز .. وهذا ما يتفق مع ما ذكره الشيخ العثيمين من أنه لا بأس به إن كان في محل قنوت الوتر، بخلاف من رفضه جملة.
وكون ذلك في شفعٍ أيضاً لا يمكن الجزم ببدعيته أو إبطاله الصلاة؛ إذ دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثانية من الفجر، وما ثبت في الفرض جاز في النفل عند جمع غفير من أهل العلم، إن لم يكن عند الجميع، وهذا منا جواب عن قول الباحث: (حيث لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية ولا يوجد نص يفيد مشروعية دعاء ختم القرآن في هذا الموضع, لأن الوتر هو مكان الدعاء كما هو ثابت في الشرع. فالعبادات مبناها على النص والتوقيف, وهذه قاعدة فقهية عظيمة).
فإن قلت: إنما قنت لنازلة
قلنا: لو قنت لغير نازلة مجتهداً متأولاً لم يكن مبتدعاً .. وقد قال الإمام أحمد: (لا أعنف من يقنت) .. ولا ينبغي أن يكون في هذا خلاف وإن كان قد قيل به.
قلت: والكلام المنقول آنفاً من مغني ابن قدامة -رحمه الله- ظاهر في تجويز أحمد -رحمه الله- لهذا؛ حيث جاء فيه: (فصل في ختم القرآن. قال الفضيل بن زياد: سألت أبا عبدالله, فقلت: أختم القرآن, أجعله في الوتر أو في التراويح؟. قال: اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟. قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع, وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام. قلت: بم أدعو؟. قال: بما شئت. قال: ففعلت بما أمرني, وهو خلفي يدعو قائما ويرفع يديه. قال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: (إذا فرغت من قراءة (قل أعوذ برب الناس) فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. قلت: إلى أي شيء تذهب في هذا؟. قال: رأيت أهل مكة يفعلونه, وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة. قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة. ويروي أهل المدينة في هذا شيئا, وذكر عن عثمان .. ).
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:53]ـ
الأخ الفاضل أبو يوسف بارك الله فيه:
فقط للتوضيح: أنا لمن أقل إن الصلاة فوق 11 ركعة بدعة أو غير مشروعة.
ولكن لا نختلف أنها الأولى والأقرب للسنة.
وأما الباقي فلا أعتقد أننا دخلنا في محل النزاع الأصلي: وهو وجود دليل خاص مرفوع صحيح أو ثابت من فعل الصحابة في قضية دعاء ختم القرآن وجعله في الصلاة، مع وجود الدواعي لنقله لو كان.
وما بعده فرع عن هذه المسألة، بارك الله فيك.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:00]ـ
الأخ: أبو يوسف التواب
تمنيت أن لو ركزت على مقال الكاتب الذي نقلته؛ بدل تركيزك على جزئية يسيرة في تعقيبي عليه , وشأن الخلاف فيها يسير , فأنا قررت في تعقيبي – من خلال ما نقل الكاتب – أن الإحدى عشرة ركعة هي الأقرب للسنة وليس معنى ذلك أن الزيادة غير مشروعة أو غير مأثورة.
وأما قولك:
وكون ذلك في شفعٍ أيضاً لا يمكن الجزم ببدعيته أو إبطاله الصلاة؛ QUOTE]
فلم يرد في كلام العلماء الذين استشهد بهم الكاتب أي عبارة صريحة تدل على البدعية وبطلان الصلاة , فهم دقيقي العبارة , وكانت العبارة التي انتقوها مثل:
- ابن عثيمين: (لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا عن أصحابه أيضا .. )
- بكر أبو زيد: (في مطلق الدعاء لختم القرآن لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم, بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر. ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعا .. )
- في دعاء الختم في الصلاة: (أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عن أحد من صحابته - رضي الله عنهم - يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع, أو بعده لإمام أو منفرد).
(أن دعاء ختم القرآن في الصلاة من إمام أو منفرد, قبل الركوع أو بعده, في التراويح أو غيرها: لا يعرف ورود شيء فيه أصلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته مسنداً. (
فإذا قارنا ذلك بما أثبتَّه أنت بعد عبارتك السابقة
[ QUOTE= أبو يوسف التواب;151512]
وكون ذلك في شفعٍ أيضاً لا يمكن الجزم ببدعيته أو إبطاله الصلاة؛ QUOTE]
فأي منها يا ترى أقرب للسنة؟!
ومع ذلك فقد قلت في تعقيبي السابق:
[ QUOTE= أوان الشد;148808] [ولئن كانت المسألة خلافية فلماذا لم يعمل بعضهم ـ ولو القليل منهم ـ بما رجحه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (أن دعاء القارئ لختم القرآن خارج الصلاة وحضور الدعاء في ذلك أمر مأثور من عمل السلف الصالح من صدر هذه الأمة).
.
فإذا كانت المسألة خلافية وفيها سعة فلماذا لا نكون أقرب إلى ما هو أقرب للسنة؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:36]ـ
أخي الكريم أوان الشد
الخطاب في مشاركتي ليس موجهاً لك -وفقك الله- بل كان للأخ محمد التكلة حفظه الله
وأما تعليقي على مقال الكاتب فكان كالآتي: (ادعاء أن صلاة إحدى عشرة ركعة بالقيام سنةٌ محل نظر.
والسخط على دعاء الختم في الصلاة جملة وتفصيلاً شطط ..
بل كون الدعاء عندئذ موطن إجابة، بل من آكد أوقات الإجابة قول له وجاهته.
ويبقى أن يعلَّم الناس، وأن يبتعد المقتدَى بهم عن التزام بعض ما لا يجوز من دعاء معين، أو صفة دخيلة على الشرع المطهر، أو اعتياد ما من شأنه الإفضاء إلى غلو الناس في بعض الأمور والوقوع في عدد من المحاذير، وبالله التوفيق) ..
ودعوى التزام السنة المدعاة تتطلب منكم المطالبة أيضاً بإطالة القيام، وإطالة الركوع والسجود، وعدم تجزئة صلاة الليل آخر رمضان، وعدم الزيادة على قنوت الذي عُلِّمَه الحسن، وترك القنوت في كثير من الأحيان. والحمد لله رب العالمين.
ـ[أوان الشد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
هذه رسالة جائتني على الإيميل من شخص سمى نفسه بأبي عبدالله؛ يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبا يوسف التواب. . قولك:" دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الثنائية من الفجر". أقول:"إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر ".كما ثبت ذلك عنه مرات , بل ثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر:في الظهر , والعصر ,والمغرب , والعشاء, في أحاديث عديدة. لكن لايمكن أن يقال:هذا من هذا. أي: ماثبت في الفرض جاز في النفل , هكذا على إطلاقه. فاالعبادات ليس فيها مجال للقياس،وإنما مبناها على النص والتوقيف.ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية في غير الفرض.
وقولك عن الإمام أحمد: "لا أعنف من يقنت "أي:في صلاة التراويح قبل الركوع.وليس في صلاة ثنائية.وقد قرأت رأي الشيخ بكرأبو زيد رحمه الله،فقال:إن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه.والتي لم نقف على أسانيدها من جعل دعاء الختم في صلاة التروايح قبل الركوع.وفي رواية عنه: لا يعرف مخرجها أنه سهل فيه في دعاء الوتر.
وقولك:" لو قنت لغير نازلة مجتهدا متأولا لم يكن مبتدعا ". على التسليم بصحة العبارة: فلو قنت مرة وترك أخرى لكان أهون , لكن ما رأيك بمن يقنت في هذا الموضع، أي في صلاة ثنائية كل عام ويداوم عليه ولا يتركه أبدا ,وهو ما يفعل في الحرمين؟
أليس هذا من البدع.والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وقوله صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلماذا لا تجعل
تلك الختمة في وتر في ليلة التاسع والعشرين.وما أجمل عبارة الباحث حين قال "وحتى لا يحتج أحد علينا بقوله: في الوقت الذي تحاربون فيه البدع تبتدعون مالم يأت به الدين ". فالتفصيل في أمر الختمة أمر جيد والقول الوسط بين المانعين بإطلاق أو المجيز ين بإطلاق هو جعل دعاء القنوت في الوتر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:21]ـ
هذه رسالة جائتني على الإيميل من شخص سمى نفسه بأبي عبدالله؛ يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبا يوسف التواب. . قولك:" دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الثنائية من الفجر". أقول:"إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر ".كما ثبت ذلك عنه مرات , بل ثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر:في الظهر , والعصر ,والمغرب , والعشاء, في أحاديث عديدة. لكن لايمكن أن يقال:هذا من هذا. أي: ماثبت في الفرض جاز في النفل , هكذا على إطلاقه. فاالعبادات ليس فيها مجال للقياس،وإنما مبناها على النص والتوقيف.ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية في غير الفرض.
وقولك عن الإمام أحمد: "لا أعنف من يقنت "أي:في صلاة التراويح قبل الركوع.وليس في صلاة ثنائية.وقد قرأت رأي الشيخ بكرأبو زيد رحمه الله،فقال:إن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه.والتي لم نقف على أسانيدها من جعل دعاء الختم في صلاة التروايح قبل الركوع.وفي رواية عنه: لا يعرف مخرجها أنه سهل فيه في دعاء الوتر.
وقولك:" لو قنت لغير نازلة مجتهدا متأولا لم يكن مبتدعا ". على التسليم بصحة العبارة: فلو قنت مرة وترك أخرى لكان أهون , لكن ما رأيك بمن يقنت في هذا الموضع، أي في صلاة ثنائية كل عام ويداوم عليه ولا يتركه أبدا ,وهو ما يفعل في الحرمين؟
أليس هذا من البدع.والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وقوله صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلماذا لا تجعل
تلك الختمة في وتر في ليلة التاسع والعشرين.وما أجمل عبارة الباحث حين قال "وحتى لا يحتج أحد علينا بقوله: في الوقت الذي تحاربون فيه البدع تبتدعون مالم يأت به الدين ". فالتفصيل في أمر الختمة أمر جيد والقول الوسط بين المانعين بإطلاق أو المجيز ين بإطلاق هو جعل دعاء القنوت في الوتر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
فجزى اللهُ أبا عبد الله خيراً .. وأجيب عما أورده من إيرادات لعل الله تعالى أن يهدينا ويسددنا ..
قولك: (قولك:" دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الثنائية من الفجر". أقول:"إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر ".كما ثبت ذلك عنه مرات , بل ثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر:في الظهر , والعصر ,والمغرب , والعشاء, في أحاديث عديدة)
قلت: لا أظنه يخفاك أني عالم بهذا، ولكني أوردت مثالاً يقرِّب الأمر للذهن، وأمراً مشتهراً في السنة أكثر من غيره عند جميع المذاهب.
قولك أخي: (لكن لايمكن أن يقال:هذا من هذا. أي: ماثبت في الفرض جاز في النفل , هكذا على إطلاقه. فاالعبادات ليس فيها مجال للقياس،وإنما مبناها على النص والتوقيف.ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية في غير الفرض)
جمود عجيب وظاهرية غريبة .. فأيهما أولى أن يشدد فيه: النفل أم في الفرض؟!
ثم إنني أنبه الإخوة لخطأ يتكرر في اعتماد هذه القاعدة: (العبادات ليس فيها مجال للقياس)، أو (العبادات مبناها على التوقيف) .. ولكننا مع ذلك نجد في العبادات مجالاً رحباً للأقيسة، بل جاء في السنة القياسُ في العبادات كما لا يخفى. فما معنى هذا؟!
معناه: أن الأصل في العبادة أن لا تشرع إلا بتوقيف، ولكنَّ "ما لا يعقل معناه" أي ما كان تعبدياً محضاً لا تُعلَم له علة فإنه لا يدخله القياس.
فأين هذا مما نحن فيه؟!
وقولك أخي الكريم: (وقولك عن الإمام أحمد: "لا أعنف من يقنت "أي:في صلاة التراويح قبل الركوع.وليس في صلاة ثنائية.وقد قرأت رأي الشيخ بكرأبو زيد رحمه الله،فقال:إن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه.والتي لم نقف على أسانيدها من جعل دعاء الختم في صلاة التروايح قبل الركوع.وفي رواية عنه: لا يعرف مخرجها أنه سهل فيه في دعاء الوتر).
قلت: كفانا هذا استفاضةً عن الإمام أحمد.
قولك أخي الفاضل: (وقولك:" لو قنت لغير نازلة مجتهدا متأولا لم يكن مبتدعا ". على التسليم بصحة العبارة: فلو قنت مرة وترك أخرى لكان أهون , لكن ما رأيك بمن يقنت في هذا الموضع، أي في صلاة ثنائية كل عام ويداوم عليه ولا يتركه أبدا ,وهو ما يفعل في الحرمين؟ أليس هذا من البدع.والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وقوله صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلماذا لا تجعل
تلك الختمة في وتر في ليلة التاسع والعشرين)
جوابه: أن ابن القيم -رحمه الله- لم يعنف من التزم قنوت الفجر، ونبه على أنه لا يعد مبتدعاً، مع اعتقادنا أن التزامه غير مشروع.
وفي نظري أن القائمين على شؤون الحرمين لو تركوا هذا الأمر لكان أحسن؛ درءاً للبلبلة وخروجاً من الخلاف .. إلا أن يُظَن أن تركه قد يؤدي لمفسدة أكبر.
وكونه يُفعَل من متأول مجتهد لا نعده ابتداعاً ولو التزمه-أخي الفاضل- لأمرين:
الأول: أن له أصلاً في الشرع كما قدمنا.
الثاني: أن صاحبه متأول، وله سلف في المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أوان الشد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:51]ـ
وهذا أحد الردود على المقال في صحيفة الجزيرة:
لا (وتران) في ليلة
في التحقيق العلمي الذي نشرته جريدة الجزيرة في عددها رقم 13152 الصادر بتاريخ 2 - 10 - 1429ه حول موضوع: ختمة في شفع .. بين الاتباع وال .. لكاتبه الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي.
حيث إنني لا أعتبره مقالاً، بل تحقيقاً علمياً مميزاً ودراسة تأصيلية متزنة، إذ إن تعدد الرؤى وتنوّعها وطرحها بهكذا منهج عامل مهم في تقدم الأمة وتميّزها عن طريق تقديم الأفكار والرؤى المنضبطة بالأصول الشرعية والعلمية. ولا شك أن موضوعاً كهذا يحتاج إلى تأمّل وعناية وتأصيل شرعي للنظر في هذا الموضوع من القائمين على شؤون الحرمين الشريفين ليحصل مَن قصد الحرمين الشريفين على أتم الأجر وأكمله ولتسلم من الوقوع فيما فيه إشكال ولاسيما أن الكاتب استدل بجملة من أقوال هيئة كبار العلماء ومن بينهم سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - الذي قال: (ولو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل وجعلها مكان القنوات من الوتر وقنت لم يكن في هذا بأس). وقد كنا فيما سبق منذ سنوات ماضية نقع في إشكالية تعدد الوتر في الحرمين الشريفين في العشر الأواخر من رمضان وهذا خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (لا وتران في ليلة) رواه أحمد وأبي داود. وقد طالب كثيرٌ من أهل العلم وطلابه وقتها بأن يقتصر أئمة الحرمين الشريفين على وتر واحد لئلا يقع الناس فيما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة وترين في ليلة أو يقعوا فيما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مخالفة الإمام؛ وذلك بزيادة ركعة بعد سلام الإمام من وتر التراويح وإن كان فيه خلاف إلا أن الأولى الخروج من الخلاف بناءً على القاعدة الفقهية المعروفة (الخروج من الخلاف مستحب). وقد أشار إلى تلك المسألة الدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي في أحد مؤلفاته إلا أن وفّق الله القائمين على شؤون الحرمين الشريفين بترك الوتر الأول والبقاء على الوتر الثاني. وبما أن المقام مقام نصح وإرشاد فإني أرجو من إخواننا القائمين على شؤون الحرمين الشريفين أن يبارك الله فيهم وأن يسدد خطاهم على معرفة الحق مدعماً بدليله في مثل تلك المسائل ومنها المسألة التي أشار إليها الكاتب في مقاله ليكون علاجاً مفيداً لمن أراد التمسك بالسنة النبوية المطهرة عن طريق الفهم الصحيح للنصوص الشرعية والله من وراء القصد.
سعود بن عبد الرحمن الرشيد – الرياض
http://www.al-jazirah.com.sa/208751/rv2d.htm
ـ[أوان الشد]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 12:04]ـ
وهذا تعقيب آخر من أبي عبدالله على الموضوع الأخير [لا وتران ي ليلة]
أخي سعود , اطلعت على تعليقك: (لا وتران في ليلة). و اتفق معك تماماً حينما تدارك الأخوة في الحرمين الشريفين هذه المسألة و تركوا الوتر الأول و أبقوا الوتر الثاني و هو ما كان محل إشكال في تلك الفترة. و أذكر أن بعض الأئمة فعل ما كان يفعل في الحرمين الشريفين. ففي العشر الأواخر من رمضان عام 1408 هـ صنع إمامان متعاونان بحي من أحياء مدينة الرياض , فصلوا بمن خلفهم وترين في ليلة واحدة. أما المسألة الأخرى فأتفق مع كاتب البحث الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي بأن يجعل ختم القرآن في وتر و ليس في ركعة ثنائية , لا سيما و أني قد سئلت بعضاً من القضاة و طلبة العلم و اتفقوا على أنها ليس لها أصل. و العجيب لو سئل أهل العلم عن قول: " صدق الله العظيم ". بعد قراءة القرآن و هو يداوم عليها؟ لقالوا: بدعة , مع أن لها أصلاً من القرآن الكريم في سورة النساء في قوله تعالى: " و من أصدق من الله حديثاً ". و قوله تعالى: " و من أصدق من الله قيلاً ". و المسألة التي ذكرها الباحث ليس لها أصلاً و يداوم عليها باستمرار كل عام. أؤكد مرة أخرى أن طرح هذا الموضوع يحرك المياه الراكدة , و أسئل الله أن نكون موفقين لاتباع السنة و العمل بها.(/)
الآن درس مباشر في تفسير القرآن الكريم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن درس مباشر في تفسير القرآن الكريم
للشيخ أبي أنس الجزائري - حفظه الله -
في غرفة طالب الجنان
يعني في الساعة العاشرة بتوقيت مصر ساعدونا على نشر الخير بارك الله فيكم جميعا http://r60032529.foxarab.com.roomsser ver.net/?j=0 (http://r60032529.foxarab.com.roomsser ver.net/?j=0)(/)
اللطائف التفسيرية والفروق اللغوية - متجدد والمشاركة للجميع
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون أي مقدمات
اللاطائف التفسيرية والفروق اللغوية
من ذلك قول الله عز وجل ( ... وألقوه في غيبت الجب ... )
ولم يقل البئر
لأن الفرق بين البئر والجب أن البئر يكون الماء فيه مرتفعا اما الجب فالماء فيه منخفضا
قول الله عز وجل (كبرت كلمة تخرج من افواههم)
لماذا نص الله تبارك وتعالى على ان الكلمة تخرج من افواههم ونحن نعلم ذلك وما علمنا أن احد يتكلم من غير فمه ومن المعلوم ان القرآن منزه عن اللغو والحشو
فلماذا نص الله على ذلك؟
قال شيخنا حسن عبد الستير النعماني
هذا دليل على ان الكلمة لم تمر بعقولهم ولم تخرج منها فلو أنها مرت بعقلهم لما خرجت من افواههم
لأن العقل لا يخرج مثل هذا الكلام
قول الله عز وجل
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
فقال وكلمةُ - بالضم - ولم يقل ولكمةَ - بالفتح -
لأن هذه الواو ليست للعطف إنما هي واو إستإنافية
فكلمة الله على من الأصل فإنه لو قال وكلمةَ - بالفتح - إذن فهي ليست عليا من الاصل ولكنها من الاصل عليا
فلذلك جائت مضمومة
نرجوا المشاركة من الجميع فليس لأحد عذر في عدم المشاركة فالقرآن مليء بالفوائد واللطائف
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
أين أنتم يا إخوة؟!!!!
الله المستعان
أقول:
قول الله عز وجل في الانعام (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
وفي هود (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)
وفيها ايضا (وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ)
وفي الزمر (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِل فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)
فلو تأملنا في الأيات الكريمات لوجدنا ما يلي:
قوله: (مكانتكم) وهو الذي استعمله عند ذكر المشركين والكافرين لأن المشرك لا يرتقي في عمله بل يثبت على درجة واحده لا يجاوزها
بينما لما تكلم عن المؤمنين لم يقل: (إني عامل على مكانتي) لأن المؤمن لا يثبت على درجة واحده بل يرتقي في عمله ويزداد من الصالحات ولا يرضى أن يثبت في مكانة واحده
ويأكد ذلك قوله: (عامل) وهو اسم مصدر يفيد الإستغراق في العمل
والله تعالى أعلم وبالله التوفيق
وإلى الله المشتكى
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 12:11]ـ
ننتظر مشاركات الإخوة وهذا رابط الموضوع في بعض المنتدايات للتواصل والفائدة
مجالس الطريق إلى الجنة
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=509
ملتقى أهل الأثر
http://www.ahlalathr.net/vb/showthread.php?t=63
ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149922
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:06]ـ
هل من مشمر
? فأردت – فأردنا – فأراد ربك ?
قال الله تعالى على لسان العبد الصالح:? أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ? (الكهف:97 - 82).
السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما السر في استعمال صيغة المتكلم المفرد في الحديث عن السفينة ? فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ?، ثم صيغة المتكلم الجمع في الحديث عن الغلام ? فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ?، ثم ربط قضية الجدار والغلامين بالإرادة الإلهية مباشرة ? فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ?؟
الجواب:
أولاً- أما قوله في الآية الأولى:? فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ? فأسند فعل إرادة تعييب السفينة إلى نفسه؛ لأنه في الظاهر إفساد؛ إذ فيه ذكر إرادة العيب، وهو مما لا يليق إسناده إلى الله جل وعلا، فأسنده إلى نفسه خاصة تأدبًا مع الله جل وعلا؛ كما تأدب إبراهيم عليه السلام مع ربه جل وعلا في قوله:? وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ? (الشعراء: 80)، فأسند فعل الشفاء إلى الله تبارك وتعالى، في حين أسند فعل المرض إلى نفسه؛ إذ هو معنى نقص، فلا يضاف إليه سبحانه وتعالى من الأفعال إلا ما يستحسن منها، دون ما يستقبح، وهذا كما قال تعالى:? بِيَدِكَ الْخَيْرُ ? (آل عمران: 26)، فاقتصر على ذكر الخير دون الشر، مع أن المراد: بيدك الخير والشر. ولله تعالى أن يسند إلى نفسه ما يشاء، ويطلق عليها ما يريد، ولا نطلق نحن إلا ما أذن لنا فيه من الأوصاف الجميلة، والأفعال الشريفة، جل وتعالى عن النقائص والآفات، وعلا علوًا كبيرًا.
ثانيًا- وأما قوله في الآية الثانية:? فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ? فأسند فعل الإرادة إلى ضمير الجمع؛ لأنه في الظاهر إفساد من حيث القتل، وإنعام من حيث التأويل، فأسند إرادة القتل إلى نفسه، وإرادة تبديل الغلام بخير منه زكاة وأقرب رحمًا إلى الله عز وجل. قيل: قتل الغلام كان منه وبيده، وإبداله بخير منه كان من الله سبحانه، وقد أبدل الله الأبوين المؤمنين ابنة، تزوجها نبي، فولدت له اثنا عشر غلامًا، كلهم أنبياء .. فسبحان الله!
ثالثًا- وأما قوله في الآية الثالثة:? فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ? فأسند فعل إرادة بلوغ الغلامين أشدهما، واستخراج كنزهما إلى الله عز وجل؛ لأنه إنعام محض، وهو لا يكون إلا من الله عز وجل؛ ولأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، فأسنده إلى الرب جل وعلا؛ لأنه علام الغيوب، وأنه المنعم على عباده وحده، ولا منعم سواه .. والله تعالى أعلم!
بقلم: محمد إسماعيل عتوك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الأفعال الثلاثة التي ذكر السائل لا تعود كلها إلى الرجل الصالح،
وإنما يعود عليه منها اثنان فقط، وهما "أردت" و" فخشينا"،
بينما يعود الفعل الثالث الذي هو "أراد" على الله عز وجل، وهذا ظاهر،
و ليس فيه إشكال؛ ولكنه من البلاغة بمكان، ووجه ذلك أن الفعل الأخير -أراد ربك-
أسندت فيه الإرادة لله تعالى، لأن بلوغ الأشد لا يقدر عليه إلا الله عز وجل،
وأما في السفينة فأسند الفعل إلى الرجل الصالح، لأن إحداث العيب بمقدور الإنسان،
كما أن الأدب يقتضي إسناد الخير إلى الله تعالى، والشر إلى العباد،
وهنالك أمر آخر في عود الضمير على الرجل الصالح مرة مفرداً، ومرة بنون العظمة،
قال الشوكاني في الفتح الرباني: (اعلم أنه قد وجد في الخضر عليه السلام المقتضي للمجيء
بنون العظمة، لما تفضل الله به عليه من العطايا العظيمة، والمواهب الجسيمة،
التي من جملتها العلم الذي فضله الله به… إلى أن يقول: فكان هذا مسوغاً صحيحاً
للمجيء بنون العظمة تارة، وعدم المجيء بها أخرى، فقال " فأردت أن أعيبها" وقال " فأردنا"
ملاحظاً في أحد الموضعين لما يستحقه من التعظيم، تحدثاً بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه،
وفي الموضع الآخر قاصداً للتواضع، وأنه فرد من أفراد البشر، غير ناظر إلى تلك المزايا التي
اختصه الله تعالى بها، مع كون ذلك هو الصيغة التي هي الأصل في تكلم الفرد)
انتهى كلام الشوكاني بتصرف.
والله أعلم
منقول(/)
هل للشافعي قراءة عن ابن كثير غير التي كانت عند البزي وقنبل
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:15]ـ
هل للشافعي قراءة عن ابن كثير غير التي كانت عند البزي وقنبل
جاء في السير أن الشافعي قرأ القرآن على عبد الله بن قسطنطين وعلى شبل وكلاهما من تلاميذ عبد الله بن كثير المقرئ المشهور ولكن الروايتان المشهورتان عن ابن كثير هما روايه البزي وقنبل
فهل للشافعي روايه عن ابن كثير من طريق شبل أو عبد الله بن قسطنطين عن ابن كثير؟
وهل هي تلك الني يورد بها الآيات التي يستشهد بها في كتيه كالرسالة ونحوها؟
علما بأن طبعة الرسالة المتداولة بالأسواق والتي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر الآيات التي فيها مكتوبة بقراءة حفص
الشافعي سبق البزي وقنبلا في القراءة وتقدم عليهما في السند؛ لأن البزي وقنبلا أتوا بعده، وكلهم لم يلتقوا بابن كثير وإنما رووا عنه بواسطة وأعلاهم سندا الشافعي ثم البزي ثم قنبل.
فقرأ البزي على عكرمة بن سليمان وقرأ عكرمة على شبل والقسط وهما على ابن كثير.
وقرأ قنبل على القواس عن أبي الأخريط وهب بن واضح عن شبل والقسط وهما على ابن كثير.
وقرأ أيضا قنبل على البزي.
منقول لنفس الغرض
بارك الله فى الجميع(/)
تأملات فى آيات الله للمسلمين وغير المسلمين -1 -
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اّيات قرءانية ولكن!
تحتاج شرح لنقف على معناها الحقيقى بعد أن وجدت أن عدم شرحها يسبب وجود شبهة لدى بعض من المسلمين.
وشرحها أيضا مفيد للباحثين عن الحق من غير المسلمين
طبعاً شرح الاّيات سهل الوصول إليه من مواقع التفسير ولكن بعض القرّاء والزوار يحتاج جمع مبسط لذا فكرت فى جمع مجموعة اّيات وتفنيدها بطريقتين أولاً شرح مبسط منى للاّية يفيد صغار السن وصاحب أى منهج فكرى مهما كان سنه أى بأسلوب جداً مبسط وقد أستخدم أحاديث نبوية تحمل معانى فى القراّن أتناولها بشرح مبسط يفيد الموضع الذى استشهد بها فيه.ثانياً الطريقة الثانية وضع خلاصة تفاسير موثوقة لكبار العلماء - ابن كثير،الطبرى،القرطبى وغيرهم -بذكر المصدر لمن يريد الزيادة
وسأقوم بذلك على هيئة فقرات أجمع فى كل فقرة الاّيات المتشابهة من حيث المعنى التى ذُكرت فى أكثر من موضع.
نبدأ؟
هيا
:**المجموعة الأولى**
سأضع لها مقدمة بقول الله تعالى:
"ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
خلاصة القول أن اتباع الهوى من المهلكات لأنه يؤدى إلى ضلالة ..
ولأنه أحد صور إعجاب المرء بشخصه وفكره وقناعاته مما يؤدى إلى ضلال فكرى وقناعة عقيمة لم تأتى بعد مشاركة المخالف أو نصح الثقات ..
*********************
سأستخدم تقسيم أعجنى لشيخ حول اتباع الهوى بين فئات مسلمة سأستخدمه فى الفكر عامة بوجهة نظر خاصة وشرح شخصى
حيث أعجبنى تقسيمه مستخدماً شرح معنى الهوى ونتائجه وسبل التخلص منه
سأستخدم فقط التقسيم بأسلوبى الخاص جداً
بما يخدم موضوع النقاش
*********************
مامعنى اتباع الهوى؟
ببساطة
اتباع الهوى هو غلق العقل عن إستيعاب المخالف،وصد النفس عن استدراك الأمور وتفنيدها،وإحكام الجدل فى كل مايخالف قناعة الشخص بدون تفنيد للرأى المخالف وبدون بحث جدى عن حقيقة وصدق القناعات الشخصية،كل ذلك فى سبيل إرضاء شهوات أو إيماناً بقناعة موروثة دون أدنى محاولة شك وبحث ..
أماالمعنى العام لاتباع الهوى فى الإسلام أى لشخص مسلم .. فهو اتباع شهوات النفس وتتبع الملذات والأخذ بالشبهات والمتشابهات وابتداع محدثات لإرضاء حاجة نفسية دون استماع لنصح، وبتكبر عن اتباع إمام وبجدل حول نهج السلف دون وجود أى مقابل بحجة وبرهان بسند من السنة والقرءان رغم اتباعه للإسلام!
**********************
مانتائج اتباع الهوى؟
ببساطة:
اتباع الهوى سبب تردى الأخلاق واتباع الشهوات واعتياد المنكرات،هو سبب أخذ الأديان والأفكار والقناعات من أشخاص سبقوا الفرد كإرث أخذه اكتفى بماوصلوا إليه وعدَّ إقتناعهم أكبر دليل على صدق ماأخذه منهم والحافز فى الدفاع عنه وصد كل ماهو مخالف إما بجدل عقيم أو هجوم مرير،
اتباع الهوى يعمى القلوب والأبصار والأسماع
والنتيجة الأشد والأكبر المد فى الطغيان
ويمدهم فى طغيانهم يعمهون
لذا من سمات المؤمن الصالح بوصف القرءان الكريم
نهى نفسه عن اتباع هواها
ونهى النفس عن الهوى
*************************
ماوسائل التخلص من اتباع الهوى؟
أولا: أول وسيلة للتخلص من اتباع الهوى هى مقاومته و مخالفته بالشك فيه والنظرة لقناعات الفرد على أنها قناعات ظنية لا بديهية ويقينية
ثانياً: البحث والقراءة حول كل صوت يخالف قناعاتى مثلا كسنية أجد أصوات تخالف مذهبى صوت الشيعة صوت الأباضية صوت المعتزلة أضع نفسى فى موقف محايد وأبحث عن الحق فيما يخالف فكرى حتى أصل لقناعة تامة بعد
حوار
بحث
قراءة
جمع بين القناعة الشخصية والقناعات المخالفة وتفنيد حجج كل جانب
بعدها اسمع الصوت المخالف الأوسع كمسلم مقابل ملحد أو نصرانى أو يهودى وبالمثل
حوار
بحث
قراءة "من موثوق"
تفنيد
وعدم اعتبار قناعاتى مسلمة إلا بعد اليقين والإيمان التام
ثالثاً:الأخذ من موثوق كل جانب
فمثلاً لتقتنع بالإسلام لابد أن تقرأ فى أمهات كتب وكتب لعلماء موثوق بعلمهم لا رجل كفلان مثلاً نجد حول بعض أفكاره شبهات عدة دون ذكر أسماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لتحاور كمسلم شخص نصرانى لابد أن تكون ملماً بنقطة الحوار تاريخياً ولغويا وتفسيراً وبياناً إن كانت اّية أو رواية أو حديث نبوى وملماً بما يقابلها من معنى فى أوثق مالدى الجانب الاّخر -الكتاب المقدس- ومعنى الإلمام الإحاطة والبحث والوصول للمعنى الحقيقى لنقطة الحوار أى تصل (لقناعة الاّخر).هذا مهم جداً.
وتصل إلى ماقد يخفيه هو لتجنب الدفاع واستخدام الهجود بغرض أى شىء إلا الوصول للحق
هذا مهم أيضاً -الإحاطة التامة -
إذا حدث ذلك من كلا الجانبين لن نرى حوارات مهمة تنتهى بسب ولعن .. -وهذا للأسف يحدث فى الغالب .. -
المهم
...
قد يقول البعض الاّن:
حديثك يحمل نبرة إرثك للدين الإسلامى وكأنه الصحيح وغيره باطل عكس ماترمين إليه!
كما قلت
حوار
بحث
قراءة الموثوق
تفنيد
وعدم اعتبار قناعاتى مسلمة إلا ... > بعد اليقين والإيمان التام
فالإنسان لن يشك طوال عمره بل لابد أن يصل إلى قناعة ونهج معين ولكن
بعد
أؤكد
بعد
قراءة وبحث وحوار وتفنيد فيتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً وفطرةً ومنهجاً
...
نأتى لتفصيل اّيات قراءنية بعد تلك المقدمة البسيطة رأيت ضرورة تفسيرها لنا كمسلمين قبل غير المسلمين
** المجموعة الأولى **
رأيت الجمع بين تلك الاّيات للتدرج بعد ذلك فى المجموعات القادمة بإذن الله
سأستخدم طريقة شرح اّيات باّيات طريقة جداً جداً مفيدة
أنت
ركز معى الله يكرمك http://www.alsonaa.com/vb/images/smilies/smile.gif
هيا
****
مثلاً قوله تعالى
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
كلمة المغضوب عليهم تثير شبهة
اشرحها ببساطة ثم أضع شرح لابن كثير
اللهم اهدنا إلى اتباع صراطك المستقيم صراط كل من اتبع رسلك وأنبياءك صراط كل من سمع وعقل ووعى لا صراط من جاءتنا أخبار عنهم أن جاءت إليهم الأخبار وجاءهم (البلاغ المبين) فقابلوه بالتكذيب (تماروا بالنذر) فغضبت عليهم بكفرهم وجحدهم اّياتك.
يقول ابن كثير:
اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ هُمْ الْمَذْكُورُونَ فِي سُورَة النِّسَاء حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: " وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُول فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْل مِنْ اللَّه وَكَفَى بِاَللَّهِ عَلِيمًا"
أقول أى
طاعة جاءت بعد بيان الاّيات وظهور البلاغ المبين
غَيْر صِرَاط الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَهُمْ الَّذِينَ فَسَدَتْ إِرَادَتهمْ فَعَلِمُوا الْحَقّ وَعَدَلُوا عَنْهُ وَلَا صِرَاط الضَّالِّينَ وَهُمْ الَّذِينَ فَقَدُوا الْعِلْم فَهُمْ هَائِمُونَ فِي الضَّلَالَة لَا يَهْتَدُونَ إِلَى الْحَقّ.
هائمون فى الضلالة باتباعهم الهوى كما سبق وشرحت معناه بالأعلى
نتدرج معاً فى الشرح بسرد اّيات أخرى:
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِين}
يقول ابن كثير:
وقوله " فإن تولوا " أي بعد هذا البيان وهذا الامتنان فلا عليك منهم " فإنما عليك البلاغ المبين " وقد أديته إليهم
قول اّخر لله تعالى أظهر لنا نوره
بشرحه أيضا باّيات قرءانية أخرى
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
فلم إذا الرسالة والإنذار ماداموا فى كل الحالات لن يؤمنوا؟؟
ببساطة:
حتمية العذاب جاءت بمعرفة وعلم الله لمن يكذب الرسالات أظهر الله البعض للرسول صلى الله عليه وسلم وكما حدث مع نوح عليه السلام قبله ان أوحى الله إليه أنه لن يؤمن إلا من قد اّمن (علم من الله لا اجبار على الكفر)
فحتمية العذاب تبشير بجهنم لمن كذَّب
وهذا النوع من الاّيات فى حد ذاته إنذار ونوع من أنواع التبليغ فالرسول صلى الله عليه وسلم بشير ونذير
يأتى السؤال لم خلقهم وهو يعلم بكفرهم؟ هل ليعذبهم؟
الأصل فى الخلق التوحيد والعبادة
الله يعلم ماسنفعله ولكن هب أنه أدخلك الجنة بسابق علمه ستعترض؟ أقصد دون حياة وموت؟
لا طبعا لن تعترض وجه الإعتراض سيكون لمن سيدخل النار وقتها
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}
لذا فمن العدل ومن حكمة الله خلق الدنيا وخلق الإنس وأنزل التكليف بالرسالات
{فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ}
جاء فى تفسير ابن كثير
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد
ويتشدق الكثير بكلمة تهديد ووعيد التى جاءت فى التفسير دون تدبر للقراّن الكريم فدعونى أشرح بتبسيط كالعادة.
أنزل الله رسالات وبين باّيات ووضع الحجة والبرهان فى كتبه السماوية
فمن شاء الله جعله مؤمناً ومشيئته بتثبيته على يقينه بما جاءه واّمن به
ومن شاء الله جعله كافراً باتباعه هواه وتكذيبه للبلاغ المبين فيمده الله فى طغيانه
انظر باقى الاّية
{إِنَّا أَعْتَدْنَا للظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
هنا يظهر معنى الوعيد فى التفسير فمن اتبع هواه وضل عن السبيل شاء الله بعلمه المسبق أنه سيكفر شاء له وقدر له نار بالوصف الذى جاء فى الاّية
ودليل ذلك الشرح كلمة (للظالمين) فهم ظلموا فاستحقوا العذاب
{اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين}
لمن تبعك منهم
بالتوفيق بين الاّيات تظهر أن مشيئة الله مشيئة علم
ومشيئة الكافر مشيئة إختيار
جاء فى تفسير ابن كثير
عن ابن عباس" إن الذين كفروا " أي بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " أي إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
ويحتمل أن يكون لا يؤمنون خبرا لأن تقديره إن الذين كفروا لا يؤمنون ويكون قوله تعالى " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم" جملة معترضة والله أعلم.
وفى تفسير الجلالين جملة جدا مفيدة
وقيل: خبر " إن " " سواء " وما بعده يقوم مقام الصلة , قاله ابن كيسان. وقال محمد بن يزيد: " سواء " رفع بالابتداء , " أأنذرتهم أم لم تنذرهم " الخبر , والجملة خبر " إن ". قال النحاس: أي إنهم تبالهوا فلم تغن فيهم النذارة شيئا
تبالهوا أيضا تظهر معنى اتباع الهوى ودحض الحجج بالسفيه لا بالبرهان والدليل مجرد تكذيب لاتباع شهوات وتمسك بإرث الأباء والأجداد
فى المقدمة تحدثت عن اتباع الهوى فهم اتبعوا هواهم فضلوا عن السبيل رغم النذر والاّيات ووقع هذا فى علم الله فحق عليهم العذاب واطلعنا الله على جزء من غيبه وهو دخولهم النار بتلك الاّيات
وقوله تعالى " لقد حق القول على أكثرهم " قال ابن جرير لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله.
أقول
حتم عليهم أنهم لايؤمنون حتمية علم. فحق عليهم عذابه والدليل قوله لايؤمنون بالله ولايصدقون أى يكذبون رساله اختياراً لا إجباراً.
سيأتى فى المجموعات القادمة شرح مفصل لمعنى المشيئة الإلهية فى القراّن
أضع اّية تنهى هذه المجموعة.
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}
جاء فى تفسير ابن كثير ماينهى هذا اللبس الخاص بالمشيئة ويقتلعه من جذوره
أي كذبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم وقوله " وكل أمر مستقر " قال قتادة معناه أن الخير واقع بأهل الخير والشر واقع بأهل الشر
انتهى.
يأتى
**البلاغ المبين
والحجة الساطعة ببرهان واّيات
وما المقابل من الكافر بتلك الاّيات؟
تطير، تكذيب،قتل، بدون حجة وبرهان وسماع
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
{قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا}
النتيجة
*
طبع الله على قلوبهم بسبب كفرهم
والمد فى الطغيان
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
أى يتركهم ولا يمنعهم رغم قدرته}
طغيانهم أى نتائج اتباع هواهم.
بإذن الله للحديث بقية أستودعكم الله.
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
ماذا يا إيمان؟؟
هل الله يقلب القلوب أى يقلب قلبى من الإيمان للكفر؟؟
كنت قد أنتهيت من الفقرة ولكن هذا الفتى استوقفنى بسؤاله
دعونى أشرح له قبل الخروج من الصفحة
كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك. فقالت أم سلمة يا رسول الله، أوإنَّ القلوب لتتقلب؟ قال: نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه.
!!!
وفى رواية
يقلبها كيف يشاء.
...
شرح مبسط:
اللهم يامالك القلوب وتعلم سرى وجهرى يامقلب القلوب فأنت تعلم إيمان قلبى وفعلى وتعلم هوى نفسى ونقاط قوتى وضعفى فثبت قلبى على اتباع مايكبح جماح هوى نفسى بما فى قلبى من يقين بك وايمان تحققت منه بنفسى اللوامة" حتى لا اتبع هوى نفسى "الأمارة بالسوء" فيذبل يقينى وينقص إيمانى فتغضب علىّ وتمدنى فى طغيانى وتتركنى لهوى نفسى فانقلب من إيمان وطاعة لمعصية وهوان
(بسبب اتباعى لهوى بعد علم ويقين بالحق فتمدنى بعد اصرار فى المعصية أى تتركنى لنفسى الأمارة بالسوء باختيارى لفعل مالايرضيك)
فيامقلب القلوب اجعل ظاهرى وباطنى قلبى وقالبى على دينك فلا اتردى ابداً
واجعل نفسى "مطمئنة بالإيمان
واسألك أن تثبت قلبى على الإيمان وصد كل مايثير هوى نفسى من شهوات وملذات وبدع ومتِّعه بالإيمان وبحلال الدنيا ولا تجعلنى بباطنى أخالف ظاهرى فأسقط فى الطغيان
فنقى قلبى لأن أول اتباع الهوى حديث نفس فيفسد الباطن ويليه الظاهر فاسألك الثبات على الإيمان قلبا حتى ينصلح ويثبت العمل على مايرضيك.
.
لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم دوما يقول: "اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولاتجعل الدنيا أكبر همنا
"اللهم لاتجعل مصيبتنا في ديننا" (رواه الترمذي\3502)
الله أكبر
أعيد وضع شرح سابق لتلك العبارة النور
****معنى اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا
اى لو ان المصيبة فى الدنيا لهانت ولو فى الدين لعظمت
مصائب الدنيا
المرض الإبتلاء فى الجسد التشوه الإعاقات الفقر فقدان حبيب
تابع معنى الإبتلاء ونعم فى المصائب من ملفى قريباً او على الجوجل
اما التعوذ من الابتلاء فى الدين تعوذ من أمراض القلوب
من الابتداع فى الدين
من السقوط فى الشهوات ولذة الدنيا الزائفة
من هجر السنن
من سوء فهم نصوص الدين
من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر وتعليم حديث مكذوب او ضعيف
من ترك الفرائض
من الغفلة عن مراقبة الله
من طلب متع لا ترضى الله
من الشرك بالله بالخوف من غيره او التوسل ممن سواه
من الشك والسقوط فى ظلمات الشبهات بسبب البعد عن الكتاب والسنة وهدى الصالحين
من السخط عند البلاء
بإختصار التعوذ من كل مايؤدى إلى غضب الله وعقابه
...
وتستشعر فى كلمة أكبر همنا معنى اتباع الهوى المنهى عنه فى الإسلام
والذى يتعوذ منه الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو من هو حتى نتعلم منه نحن اللهم صلى وسلم وبارك عليه بقدر حبك فيه.
الشرح
دوما أقول نحتاج للجمع بين اّيات قراّنية وأحاديث نبوية بشرح مبسط لنقف على جمال الإسلام
{يثبت الله الذين اّمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاّخرةويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء}
اّمنوا ثم استقاموا وتركو الهوى واتبعوا الحق يثبتهم الله.
أما من اتبع هواه "ظلم نفسه"وطغى واستكبر عن الحق بجدل عقيم بدون حجة وبحث فيضله الله أى يقلب قلبه إلى ماغلب فى نفسه وفعله من اتباع هوى وضلال وشهوات بل واستهزاء بالصالحين كاّخر سلاح له بعد أن فشل حوارياً ومنهجياً هذا إن حاول أصلاً الحوار فيضله الله بتركه على الطريق الذى اختاره لنفسه سواء كان مسلم بالإسم فقط أو على غير الإسلام.
...
نصيحة:
اقرأ وابحث وفنِّد
جاهد هوى النفس
اتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً
ولإن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير}
جاءك من العلم
أى رأيت الحق ظاهرا فاتبعه واترك كل هين كبيت العنكبوت وتمسّك بالحق ولاتتردد فى إعلان قناعتك به وبعدها أكثر من القراءة وسماع محاضرات لأعلام الجانب الذى اتخذته لتزداد يقيناً وإيماناً وعلماً وتواضعاً
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
إلى اللقاء فى مقتطفات إيمانية جديدة.
فى القادم بإذن الله نجد شرح مبسط حول المعنى الكريم فى
ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى
والاّيات التى تحمل نفس المعنى
ونجد أيضا ومن يضلل الله فما له من هاد
ومثيلاتها فى المعنى فى القرءان الكريم
وغيرها بإذن الله
وكل مجموعة سأضع قبلها مقدمة بسيطة تساعد فى فهمها.
*****************
كتبته أختكم في الله:
إيمان عبد الفتاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
نصيحة:
اقرأ وابحث وفنِّد
جاهد هوى النفس
اتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً
................
..............
فى القادم بإذن الله نجد شرح مبسط حول المعنى الكريم فى
ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى
والاّيات التى تحمل نفس المعنى
ونجد أيضا ومن يضلل الله فما له من هاد
ومثيلاتها فى المعنى فى القرءان الكريم
وغيرها بإذن الله
وكل مجموعة سأضع قبلها مقدمة بسيطة تساعد فى فهمها.
جهد مشكور مبرور ... و مسائل هامة!
بارك الله فيكم أختنا المحترمة.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنى خيرا أخى الكريم
بارك الله فيك ورفع قدرك فى الدارين.(/)
سؤال في مبادئ التجويد؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم،،
إن مبادئ كل علم عشرة ... الحد والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونسبة والواضع ... والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى ... ومن درى الجميع حاز الشرفا
أتمنى من الإخوة ذكر هذه المبادئ العشرة في التجويد، وهي:
1) الحد
2) الموضوع
3) الثمرة
4) فضله
6) نسبته
6) الواضع
7) الاسم
8) الاستمداد
9) حكم الشارع
10) مسائله
وبالنسبة لحكمه فلقد قرأت في كلام أهل التجويد
أن التطبيق العلمي فرض كفاية، ولا إشكال فيه
وأن التطبيق العملي فرض عين، وهذا ما أشكل علي
هل يعني ذلك أن تطبيق التجويد في تلاوة القرآن فرض عين
وأن من لم يجود بالقرآن فهو آثم كما قال الإمام الجزري - رحمه الله -؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 05:12]ـ
مبادئ علم التجويد تجدها أخي عموما في الكتب الخاصة بذلك و لكن تسهيلا لك سأذكرهم
-حده
لغة: التحسين
اصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه ومستحَقه من الصفات {اللازمة و العارضة}.
-موضوعه
كلمات القرآن من حيث إعطاء حروفها حقها ومستحقها
-ثمرته
صون اللسان عن اللحن فى لفظ القرآن الكريم حال الأداء
-فضله
من أشرف العلوم وأفضلها لتعلقه بكلام الله تعالى
-نسبته
أحد العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم
-واضعه
من الجانب العلمي لواضع له النبي صلى الله عليه و سلم حيث تلقاه مجودا من عند الروح الأمين جبريل و كذلك تلقته الصحابة عن النبي صلى الله عليه و سلم و هكذا ..
أما من جانب القواعد و الأحكام منهم من قال أبو القاسم عبيد بن سلام ومنهم من قال الخليل أحمد ومنهم من قال غير ذلك و كان أول من ألف فيه الإمام الخاقاني أما الخليل فقد ذكر بعض الأحكام و لكنه لم يجعلهم قواعد و أحكام منفردة في نصنف.
-اسمه
علم التجويد
استمداده
جاء من كيفية قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرءان، و أخذه عنه الصحابة و أخذ التابعين عن الصحابة و هكذا إلى أن وصل إلينا عن طريق الشيوخ
حكمه
فرض عين على كل مسلم و مسلمة
-مسائله
وهي قواعده كأن تقول إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء تقلب النون الساكنة أو التنوين ميما و غير ذلك من القواعد.
أما عن تطبيق التجويد أخي الكريم فهو فرض عين على كل مسلم و مسلمة قادر على ذلك و دل على ذلك الكتاب و السنة و الإجماع,
و بعض أهل العلم من أهل السنة قد زهدوا في هذا العلم و قللوا من أهمية حيث جعلوه سنة و مستحبا.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو إسحاق أريج]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 09:29]ـ
بالنسبة لحكمه هناك رسالة جيدة للشيخ سليم الهلالي عنوانها القول المفيد في وجوب التجويد(/)
تيسير علم التجويد .. درس أنموذجي، للشيخ / محمود راغب
ـ[أبو عبد الحكم]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 04:22]ـ
http://www.halqat.com/images/teser-elm.jpg
رابط تحميل الدرس
http://www.halqat.com/Recording-170.html
ـ[أبومنصور]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:20]ـ
بارك الله فيك(/)
تأملات فى آيات الله للمسلمين وغير المسلمين -2 -
ـ[ايمان نور]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
**المجموعة الثانية **
نضع مقدمة لتلك المجموعة بالاّية الكريمة
" وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
خلاصة القول أن مشيئة العبد تأتى تبعاً لمشيئة الله أى أراد الله أن يكون للعبد مشيئة فلا يُحدث ولا يفعل إلا ماأراده الله أى ما شاء الله له أن يكون له فيه إختيار وقدرة.
أى أن مشيئة الله تسبق مشيئة العبد
********************
ما معنى مشيئة الله؟
يتضح معنى المشيئة فى قوله تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
و قولهِ "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "
أى إذا أراد الملك يقول كن فيكون مايريد كما أراده مكاناً وزماناً وهيئةً.
يفعل مايريد ولا يُسأل عمّا يفعل بل يكشف لعباده إن أراد عن جزء من علمه وفعله وحكمته "وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ "
فهو خالق قادر مالك أحد لا شريك له
أراد أن يكون هناك سماء وأرض ففعل
أراد أن يكون هناك إنس وجن وملائكة وهوام وخلق كثير نعلم ولا نعلم ففعل
أراد أن يكون الملائكة مكرهين على الطاعة والإيمان لا يعصون الله ماأمرهم ففعل
أراد أن يترك للإنسان حرية إختيار فى كل ماسيحاسبه عليه ففعل
قَدَره على عباده إنساً وجناً كيف يكون ومامعناه؟؟
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
القدر معناه **
علم أزلى، خلق أفعال "أى قدرة وإرادة "،حرية بعد إرادة إلهية " وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "، اللوح المحفوظ كتب فيه كل ماعلمه بكماله عن عباده قبل أن يخلقهم
فهو خالق القدرة والإرادة ولا يجبر عباده على طاعة أو معصية " لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "
فسرى يا إيمان ببساطة
نعم
أقول
شاء الله أن يكون له عباداً يعبدونه إنساً وجناً فخلقهم
من كماله يعرف ماهم فاعلون مسبقاً فكتب أفعالهم واختياراتهم فى كتابٍ عنده "اللوح المحفوظ" " مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ "
لم كتب؟
لأنه أراد وشاء وهذا لا يؤثر فى فعل العباد لأنه سر مكتوم و علم مسبق منه تعالى.
(أراد) أى (شاء) أن يجعل لهم مشيئة فى كل ماسيحاسبهم عليه و (شاء) أن يكونوا مجبورين فى بعض قدره عليهم وهو كل قدر يخصهم ولا يحاسبون عليه من شكل وجنس وصحة ومرض بأى أرض يموت الواحد منهم ولا ننسى،
- فى نطاق مشيئة العبد يقع اختياره لأفعال قد تؤدى به لمرض كالتدخين والزنا فيحاسب وقد تؤدى به لبركة وزيادة فى العمر كصلة الأرحام وهو مايسمى بالقدر المعلق أى معلق على إختيار العبد وتصرفاته -وهذا هو المراد بقوله تعالى: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "
* ملاحظة الإنتحار مثلاً يؤدى إلى الموت ولكن الإنتحار فعل بوسيلة يختارها العبد لذا يحاسب عليه ومعلوم مسبقاً عند الله أين وكيف سيموت ولو شاء الله ألا يموت بوسيلة الإنتحار لفعل لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت أى لا تعلو مشيئة العبد على مشيئة الله ولكن مع ذلك سيحاسب على محاولة الإنتحار -إختيار الفعل -
" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلً "
بإذنه أى علمه المسبق ومشيئته.
يقول الطبرى:
القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا} يعني تعالى ذكره بذلك: وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه , فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له وأذن له بالموت فحينئذ يموت , فأما قبل ذلك فلن تموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال.
نعود لمعنى قدر الله على العباد فى التفاسير ..
يقول ابن كثير:
وقوله تعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر " كقوله " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " وكقوله تعالى " سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " أي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على إثبات قدر الله السابق لخلقه وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها.
تدبر قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
تجمع بين مشيئة الله ومشيئة العبد
فالله لا يغير مابعباده من نعم وكذلك نقم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من طاعة لمعصية أو العكس
يقول الطبرى:
القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} يقول تعالى ذكره: وأخذنا هؤلاء الذين كفروا بآياتنا من مشركي قريش ببدر بذنوبهم وفعلنا ذلك بهم , بأنهم غيروا ما أنعم الله عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم , بإخراجهم إياه من بينهم وتكذيبهم له وحربهم إياه ; فغيرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إياهم ,
تذكر **
" ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبا "
روايات مهمة **
حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية
" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ "
فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار
ببساطة
من كلمة خلقت نستشعر بمشيئة الله
ومن كلمة يعملون نستشعر بمشيئة العبد
من الشرح الأول فى بداية المجموعة نقول:
من الناس من قدّر الله أن يكونوا مؤمنين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بمشيئتهم عمل أهل الجنة فدخلوها
ومن الناس من شاء الله أن يكونوا كافرين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بشميئتهم عمل أهل النار فدخلوها
لا يوجد عبد مجبور على فعل معين بل مشيئته خاضعة لمشيئة الله من علم وخلق القدرة والإختيار أى السماح بالقدرة فى الإختيار (أى االتكليف).
الاّن تفهم معى معنى
" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ "
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
وأخرج البخارى ومسلم:
" إن العبد ليعمل عمل أهل النار، وإنه من أهل الجنة. ويعمل عمل أهل الجنة، وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم "
ييسر تلك الرواية فهمنا لتلك
581 - إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فإذا كان قبل موته بحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته بحول فيعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها.
نأتى الاّن لمعنى خلق العبد للجنة
قلنا أن الله تعالى شاء أن يكون له عباد وشاء أن يكون لهم - أرجو التركيز جيداً -قدرة وإختيار، القدرة والإختيار من خلق الله لا العبد بمثابة أدوات يستخدمها حيث شاء لذا إذا خلق الله عبدا فاختار بالأدوات التى وهبها الله له الخير استعمله الله للخير ليكون من أهل الجنة. لذا يقال خلق فلان للجنة.
وإذا خلقه الله واستعمل أدوات الفعل فى الشر فهو من أهل النار فيتركه يعمل بعمل أهل النار لا يوقفه ولا يهديه جبراً لأنه تعالى شاء من البداية أن يكون عباده مخيرين فى أفعال الخير والشر
نأتى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
لم يفهم البعض أن الأمر جبرى هنا؟؟؟
من كلمة يختم له يا إيمان!
كيف هذا يا أهل الخير؟!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى المعنى إن العبد فلان له من العمر ستون عاماً عاش بين عبادة وصوم وزلات تغفر برحمة الله لأن الله يغفر الذنوب جميعا كل ذلك باختياره اختار فعل الخيرات واستعمله الله للخير والصدقات رأى امرأة فحدثته نفسه الأمارة بالسوء فوقع عليها باختيارٍ منهما ومات قبل أن يتوب وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا وهو لم يتب ومات فكان من أهل النار - مع الإشارة أن الخلود هنا دون الخلود أى غير خلود الكافر -
وهذا فلان سكيراً عاصياً لم يصلى أبداً ولم يصم ولم يأمر ببر ولم ينهى عن منكر فى مرة حدث موقف جعله يتوقف عند حياته تذكر الحساب بكى استغفر تاب وقرر أن يحج البيت ويتصدق ومات بعد شهر أو أكثر كما أراد الله له من عمر وهو على حاله بعد أن عاش خمسين عاماً مابين معصية ونشر للفحش فكتب من أهل الجنة فما كان الله ليظلم عبدا أناب إليه واستغفر.
فالله -يعلم أنه من أهل الجنة - لذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يختم له أى يعرف له الخير فى اّخر عمره لأنه سيتوب ويرجع
قلنا الله يعلم أفعال العباد وكتبها عنده لذا فى الرواية فلان من أهل الجنة فلان من أهل النار
لان الله علم منه فعل أفعال اهل الجنة أو النار لذا نجد مبشرين بالجنة واّخرون بالنار
*****************
"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا "
اى ما علمه عنا وعرفه ومكتوب فى الصحف وما كتبه علينا من صحة ومرض وذرية وعقم ووو
*****************
َ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك
لأنه حدث ومعلوم لذا جاءت بالفعل الماضى أصابك واخطأك أى وقع مافى اللوح المحفوظ ..
((إنَّ أحدكم يُجمع خلقُهُ في بطن أُمِّه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات تكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إنَّ أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) وهذا لفظ مسلم.
و لذلك لم يميز لنا سبحانه من اهل الجنة او النار الا اعمالهم، فقال (يعملون بعمل اهل الجنة) او (يعملون بعمل اهل النار)
أى فعلهم واختيارهم
وسبق وشرحنا معنى يكتب وكذلك يسبق عليه الكتاب أى يحدث ماهو معلوم منه عند الله مسبقاً ..
لذلك ليس السؤال الحقيقي هنا، لما العمل؟؟ بل السؤال .. ماذا اعمل لاكون ممن يعلم الله تعالى عنهم انهم من اهل الجنة؟
نربطه بالحديث **
وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول نعم. فيقول قد أردت منك ما هو أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي".
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إل وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة)) قالوا: يا رسول الله أفنتكل على كتابنا وندع العمل، قال: ((اعملوا فكل ميسر لا خلق له – وأما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة))
وغيرها من روايات عديدة تحمل نفس المعنى الذى أشرنا إليه.
كل ميسر لما خلق له أى لما عُلم وكتب له بعلم الله الأزلى
نربط تلك الجملة بقوله تعالى
" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى "
يقول الطبرى:
وقوله: {فسنيسره لليسرى} يقول: فسنهيئه للخلة اليسرى , وهي العمل بما يرضاه الله منه في الدنيا , ليوجب له به في الآخرة الجنة.
هل يُفهم من هذا ياإيمان أن الله لم يجعل له إختيار بدليل قول الطبرى يوجب؟؟
لا بل يجب علينا أن ننظر للاّيات قبلها
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
(يُتْبَعُ)
(/)
أعطى واجباته واتقى نواهيه وصدق بخلة الله فيسره الله للخير بإختيار منه لفعل الخيرات وترك المنكرات طاعة لله.
**************
تدبر **
(لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ" وقوله تعالى: " ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا"
لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك
فكله تحت إحاطة علمك ومشيئتك فتركت العبد يختار.
رواية مهمة **
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟)) قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).
فى اى باب تجدها؟؟؟
فى كتاب القدر شرح صحيح البخارى
وجاء فيه
وقال الخطابي في معالم السنن يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وفهر العبد ويتوهم ان غلبة ادم كانت من هذا الوجه وليس كذلك وانما معناه الاخبار عن اثبات علم الله بما يكون من افعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه فإن القدر اسم لما صدر عن فعل القادر ..
-----------
ومعنى قوله فحج آدم موسى دفع حجته التي الزمه اللوم بها قال ولم يقع من آدم إنكار لما صدر منه بل عارضه بأمر دفع به عنه اللوم قلت ولم يتلخص من كلامه مع تطويله في الموضعين دفع للشبهة الا في دعواه انه ليس للآدمي ان يلوم مثله على ما فعل ما قدره الله عليه وانما يكون ذلك لله تعالى لأنه هو الذي امره ونهاه
======
وقال القرطبي:انما غلبه بالحجة لأنه علم من التوراة ان الله تاب عليه فكان لومه له على ذلك نوع جفاء كما يقال ذكر الجفاء بعد حصول الصفاء جفاء ولأن اثر المخالفة بعد الصفح ينمحي حتى كأنه لم يكن فلا يصادف اللوم من اللائم حينئذ محلا انتهى
والا مامعنى قول الله تعالى أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ؟
ومعنى وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى؟
****************
" قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
هذه نزلت فيمن يعبدون الله على حرف إذا زوجدوا مطر وخير وذرية يقولون هذه من عند الله وإذا أصابهم جدب وموت وهزيمة يقولون هذه من عند محمد لاتباعنا دينه فأنزل الله قل كل من عند الله أى الابتلاء بالأخذ والعطاء يسير فى البر والفاجر والمسلم والكافر ..
" وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
فى تفسير الجلالين:
والنصر من عند الله يكون بالسيف ويكون بالحجة.
ولكن يا إيمان أحياناً وكثيراً ينتصر الظلم والشر فى الحروب!!
هذا للمؤمنين ابتلاء "إن تنصروا الله ينصركم" ليعودوا إليه وللكافرين مد فى الطغيان" ويمدهم فى طغيانهم"
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
فلو شاء الله لجعلنا مجبورين مكروهين على الطاعة بلا قدرة ولا إختيار
يقول الطبرى:
يقول: فلو شاء ربكم لوفقكم أجمعين للإجماع على إفراده بالعبادة والبراءة من الأنداد والآلهة والدينونة , بتحريم ما حرم الله وتحليل ما حلله الله , وترك اتباع خطوات الشيطان , وغير ذلك من طاعاته. ولكنه لم يشأ ذلك , فخالف بين خلقه فيما شاء منهم.
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا
أى اختار طريق الحق والصواب
يقول الطبرى:
وقوله: {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا} يقول: فمن شاء من عباده اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق , والاستعداد له , والعمل بما فيه النجاة له من أهواله {مآبا} , يعني: مرجعا.
بعد ماسبق من شرح لمشيئة الله ومشيئة العبد والقدر وما عرفناه من شرع وواقع يتأكد لدينا إثبات المشيئة للعبد بها يختار فعل الخيرات أو المنكرات
*********
أخيراً
أنت مخير فى كل ماستحاسب عليه
فلا يوجد عبد مجبور على طاعة أو معصية
فالله عدل لا يعذب بما أكره عليه العباد
" إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"
فكل ما بيدك أن تفعله أو لا ستحاسب عليه يحسنة تتضاعف كرما ً أو سيئة تتوب إلى الله منها فتمحى وتبدل بحسنة أو لا تتوب فتأخذ عقابك عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تتكل على علم الله بأفعالك وتقول مكتوب فهو مكتوب معلوم لا إجبار عليك مافيه بل اختيار منك لابد أن يتحقق.
" قد أفلح من زكّها وقد خاب من دسّاها "
*****************
كتبته أختكم في الله:
إيمان عبد الفتاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ايمان نور]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 12:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ذكرت فى المقال خلود الزناة فى النار بدون تفصيل وحتى لا أترك الصفحة بشىء غير واضح أضيف هذا المقال لى أو مجرد ترتيب لفكرة حق العباد وواجبهم وكتبته لأنشره فى منتدى التوحيد على وجه الخصوص لوجود ملاحدة به >
بعنوان
فى رحاب السنة حق العباد على الله
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا مايتسائل العباد عن حقهم على الله سبحانه وتعالى
وهو أمر مُسلسل او دعنا نقول أن حق العباد على الله هو نتيجة منطقية لأداء واجبهم أمام الله أو حقه تعالى عليهم
...
حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل قال
كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا فى كتاب الإيمان صحيح مسلم
ومن الشرح:
قال صاحب التحرير اعلم أن الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة
فحق الله تعالى على العباد معناه ما يستحقه عليهم متحتما عليهم وحق العباد على الله تعالى معناه أنه متحقق لا محالة. هذا كلام صاحب التحرير وقال غيره: إنما قال حقهم على الله تعالى على جهة المقابلة لحقه عليهم ...
...
بإختصار ألزم الله نفسه بالعدل والرحمة وعدم تعذيب من حقق حق الله عليه ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً والظلم هنا مرادف للشرك تماماً كقول الله تعالى: الَّذِينَ آمنوا وَلمْ يَلْبسُوا إِيمَانَهمْ بظُلْمِ أولَئكَ لَهُم الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدونَ، أى لم يختلط بتوحيدهم شرك بالله تعالى وهم فى ذلك صنفان إما مؤمن لم يقع فى الكبائر أو تاب منها فله بذلك الأمن من عذاب النار أو وقع فى كبائر وذنوب فله بذلك الأمن من الخلود فى النار أى خلود دون الخلود وهو معنى قول الله تعالى وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وقوله: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً
فكما نرى حتى المؤمن صاحب الكبيرة ينجيه الله من عذاب الخلود فى النار.
لأن الذنوب والمعاصى مهما عظمت ووصلت إلى الكبائر لا تُعدم صاحبها توحيده وإيمانه الذى به _ أى إنعدام التوحيد _ يستحق الفرد الخلود فى النار ..
وهذا معنى الرواية بين أيدينا:
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق.
باب ذكر الملائكة كتاب بدء الخلق .. صحيح البخاري ..
وعدم الدخول هنا أى عدم الخلود فيها خلود الكافر ..
السؤال وإن لم يتب؟!
نعم وإن لم يتب
فقال الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني -رحمه الله تعالى-:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر، فإنه لا يُكَفَّرُ بها، وإن خرج عن الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص، فإن أمره إلى الله -عز وجل- إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقَب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار.
أى يقع فى خطر المشيئة إما عفو بغير عذاب وإما عقاب بعده الجنة ...
إذا الفيصل فى ذلك التوحيد ...
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
إذاً:
حق الله على عباده: الإيمان به وبصفاته وأسمائه وتوحيده وعدم الشرك به وحبه واتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان برسله بإختصار بعد توحيده > إتباع ما جاء به رسول كل أمة وهذا ملمح فى قوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة إلى جانب ملامح أخرى منها تكفير تارك الصلاة.
نأتى لقوله (ص):
أن لا يعذبهم
والمراد هنا عذاب الخلود فى النار ويتضح هذا من اسم الباب
الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا
أسئلة عديدة يطرحها الغير مسلم
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
هل من قال كلمة التوحيد فى آخر عمره يدخل الجنة على ماكان منه من كفر وجحد وعلى ما سيكون من إيمان بغير عمل؟
هل يكفى إيمان القلب وعدم نطق الشهادة؟
الجواب:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن إسمعيل بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة
باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا كتاب الإيمان صحيح مسلم
من الشرح:
ومذهب أهل السنة أن المعرقة مرتبطة بالشهادتين لا تنفع إحداهما ولا تنجي من النار دون الأخرى إلا لمن لم يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها , بل اخترمته المنية
إذا مذهب السنة أن التوحيد يتحقق بالقلب ويصدقه القول والعمل بالجوارح ولا يكفى القلب وحده ..
لكن هب أن كافراً أسلم وقت الإحتضار ولم يعمل بأى عمل؟!
تقبل توبته مالم يغرغر
الله أكبر
ويثبت هذا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبى طالب عند موته قبل (الغرغرة)
يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله. رواه البخاري ومسلم.
إذا المحك فى >>> التوحيد والعمل بحسب مايقدره الله فهذا أسلم ومات وهذا أسلم وقال الشهادة بقلبه ولم يسعفه لسانه ومرضه.
وهذا نجده فى رواية أقتطف منها:
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
لا إله إلا الله
ونأتى للسؤال:
هل الخلود فى النار مكافىء لذنب الكفر؟
وأى تكافؤ وأى عدل أكثر من هذا
هذا العذاب والخلود غضب بعد رحمة وإمهال
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب
سنن الترمذى، وفى البخارى
أن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه أن رحمتى سبقت غضبى.
رحمة الله بالكافر وصور إمهاله له:
فألزم الله نفسه بإمهال الكافر والمذنب وهذه رحمة،
وألزم نفسه بقبول التوبة والإسلام ولو قبل الغرغرة وهذه رحمة،
وألزم نفسه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين وهذه رحمة،
ومن مظاهر رحمته أيضاً ماألزمنا به نحن كمن قال كلمة التوحيد وصدق بها لمن كفر بها
من حسن المعاشرة وصلة رحم الأهل والإحسان إليهم ولو كفروا
عن أسماء بنت أبي بكررضي الله عنهما، قالت: قدمت عليَّ أمي، وهي مشركة في عهد قريشٍ إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنّ أمي قدمت عليَّ وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: " نعم، صليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من الرحمة ونشر كلمة التوحيد بمقتضاها أى بما أدت إليه من حسن العمل والعشرة ومن نفس الباب حسن جوار الكافر والدفاع عن المظلوم وكل صور المعاملة بالمعروف للتأليف والدعوة إلى الكلمة السواء، وهى التوحيد.
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َ.
ومن رحمته التى وضعها فينا وألزمنا بها إجارة المشرك - حتى يسمع كلام الله.
أيضاً من رحمته تأكيد ماجاء به رسله بإشارات فردية أى للكافر بعينه إن شاء الله منها إجابة دعاء المضطر
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّو?ءَ
الله
ففى تلك اللحظة المضطر يخلص ولكن ينتكس بعدها على عقبيه كما قال الله تعالى: فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ
لذا فى الآخرة لا يُستجاب لهم وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ لأن الفرصة مرّت والإمهال إنتهى ولم يحقق الكافر واجبه (التوحيد) فليس له عند الله حق.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ولو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة: لم ييأس من الجنة. ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب: لم يأمن من النار).
ولكن الكافر يأس من الجنة والنار والبعث والحساب.
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم من اليهود قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور
وكذلك الإيمان درجات كلما زاد فى القلب زاد الوجل من عقاب الله مع الرجاء فتكثر الأعمال الصالحة.
وهذا معنى قوله: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ محمَّداً عبده ورسُولُه وَأنَ عِيسى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وكلمتُه ألقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه والجَنَّةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ أدخله الله الجَنة على ما كان من العمل "
لذا فالكافر لم يؤمن بكلمة التوحيد ولا بالجنة والنار والبعث والحساب فحُرمت عليه الجنة فكيف يكفر بها وبمن خلقها ومن بشّر بها ويأمل فى العيش فيها!
لذا رحمته تعالى غلبت وسبقت غضبه ,
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
إيمان عبد الفتاح(/)
المقرئ عبدالغفار الدروبي حفظه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 05:00]ـ
صليت بالامس باحدمساجد مدينة جدة المغرب والتقيت بشيخنا العلامة المقرئ عبدالغفار الدروبي حفظه الله
وهو من العلماء المعمرين ولد بحمص عام 1338هوهو ممن أخذوا عن العلامة المقرئ عبدالعزيز عيون السود رحمه الله
وقد كان العلامة المقرئ الدروبي حفظه الله ممن درسنا القران الكريم عليه في جامعة ام القرى بمكة قبل اكثرمن عشرين عاما ومنذ فترة اقام بمدينة جدة
والعجيب ومما ذكره بعض الاخوة في ملتقى اهل الحديث عن الشيخ الدروبي حفظه الله أن سمعه الآن ضعيف جداً ولا يكاد يسمع شيئاً سوى القرآن
وذكر لي حفيده عبد الغفار انه على الرغم من كبر سنه وان عمره قريبا من واحد وتسعين عاما وعجزه الا انه حريص على صلا ة الجماعة في المسجد
نسال الله لنا وله حسن الختام
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:25]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ وأحسن له الختام
وهكذا كان شيخه العلامة عيون السود ـ رحمه الله ـ حريصا على صلاة الجماعة غاية الحرص.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فائدة مستخرجه من آية (ويسألونك عن الجبال , فقل ينسفها ربي نسفا)
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 08:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
عندما تسمع القرآن الكريم فلا عجب أن تتفكر في الآيات وتستخرج الفوائد وتستفيد وتفيد غيرك
سأستعرض اليوم آية من آيات الله عز وجل في سورة طه وهي:
((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا))
تفسير ابن كثير يقول:
يقول تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْجِبَالِ} أي: هل تبقى يوم القيامة، أو تزول؟ {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفاً} أي: يذهبها عن أماكنها، ويمحقها ويسيرها تسييراً {فَيَذَرُهَا} أي: الأرض {قَاعاً صَفْصَفاً} أي: بساطاً واحداً، والقاع هو المستوي من الأرض، والصفصف تأكيد لمعنى ذلك، وقيل: الذي لا نبات فيه، والأول أولى، وإن كان الآخر مراداً أيضاً باللازم، ولهذا قال: {لاَّ تَرَى? فِيهَا عِوَجاً وَلا? أَمْتاً} أي: لا ترى في الأرض يومئذ وادياً ولا رابية، ولا مكاناً منخفضاً ولا مرتفعاً، كذا قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن البصري والضحاك وقتادة وغير واحد من السلف،
::::::::::::::::::::::
الفائدة التي إستخرجتها هي:
أن معلوم من الكفار والعصاة التكبر والتجبر فهم قالوا هذه الجبال العاليه الشامخه هل تبقى يا محمد!!
في محاولة تكذيب للنبي الصادق المصدوق عليه صلوات ربي وسلامه عليه
وهذا هو حالهم الى يوم القيامة فهم يبحثون عن أكبر معلم لهم في حياتهم فكان للكفار في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم الجبال ولنا في عهدنا هذا نطحات السحاب والابراج العالية.
فلو إفترضنا احد الكفار في يومنا هذا قال مكذباً ليوم القيامه: وهذه الابراج العالية وناطحات السحاب هل يستطيع ربكم إسقاطها؟
http://www.designbuild-network.com/projects/freedom-tower/images/5-freedom_tower.jpg
فتكون هذه الآية الرد على هذه السؤال:
أنه سوف ينسفها نسفاً ويذرها ارضاً مستويه يوم القيامة
وسوف يسقطها فهو الذي خلقها وعلمكم كيف تعمرونها
وقد أثبت العلم الحديث أن الجبال التي في اسفل الارض يكون حجمها أكبر من التي في الاعلى
أي مثل الوتد أي أقوى من قاعدة الناطحات العالية كما قال الله عز وجل: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 6 - 7].
حقائق علمية:
- الجبل يشبه الوتد شكلاً إذ إن قسماً منه يغرق في طبقة القشرة الأرضية.
- الجبل يشبه الوتد من حيث الدور والوظيفة إذ إنه يعمل على تثبيت القشرة الأرضية ويمنعها من الاضطراب والميلان.
- كشف الجيولوجيون أن طبقة القشرة الأرضية (السيال) هي التي تشكل القارات وتحتضن المحيطات.
- في سنة 1889 وضع الجيولوجي الأمريكي "داتون" " Dutton" نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض.
- في عام 1969 تم الكشف على أن القشرة الأرضية عبارة عن ألواح أرضية تفصل بينها حدود وأن الجبال عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن تلك الألواح الأرضية أثناء حركتها.
من الآية السالفة الذكر يتضح لنا معنيان؛ الأول: أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً؛ إذ إن قسماً من مادة الجبال يغرق في طبقة القشرة الأرضية. والثاني: أن الجبال تشبه الأوتاد دوراً؛ أي أنها تعمل على تثبيت القشرة الأرضية وتمنعها من أن تميد وتضطرب!!.
فإذا كانت هذه الجبال بهذه المهمه العظيمه من حفظ التوازن والعلو والشموخ
فمن باب أولى أن من ادناها لا يتحمل أهوال يوم القيامة بل لو كان هناك أعظم من الجبال
يوم القيامة لنسفها ربي نسفاً وستكون يوم القيامة ارضاً مستويه
نسأل الله ان يخفف علينا اهوال يوم القيامة
ويدخلنا الفردوس الاعلى.
ـ[رياض الجنان]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 05:46]ـ
جزاك الله خيراً , أسأل الله تعالى أن يتوفاك مسلماً وأن يرفقك بالصالحين.(/)
هل النبى صلى الله عليه وسلم فسر القرءان كله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 09:35]ـ
قال الشيخ خالد السبت ان فيها خلاف يرى بن تيمية ومن وافقه ان النبى فسر القرءان كله ويرى غيره انه لم يفسره كله ووجهوا قوله تعالى () نسيت الاية على ان المراد ان النبى كان يقرأ القرءان والمستمعون كانوا عرب اقحاح يفهمون
والسؤال على قول بن تيمية فهل ذكر بن تيمية شئ عن المرويات المنقولة لنا عن النبى صلى الله عليه وسلم فى تفسير القرءان كله شئ؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:24]ـ
اخي الكريم هنا سؤال وجه للامام ابن تيميه رحمه الله فاجاب بمايفهم منه ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرءان كله
نص السؤال
فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
الجواب للامام ابن تيميه رحمه الله:
إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِلَ في مكان فإنه قد فُسِّرَ في موضع آخر، وما اخْتُصِر من مكان فقد بُسِطَ في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال اللّه تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، وقال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64]، ولهذا قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) يعني السنة.
والسنة ـ أيضًا ـ تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن، لا أنها تتلى كما يتلى، وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنة، كما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: (بم تحكم؟) قال: بكتاب اللّه. قال: (فإن لم تجد؟) قال: بسنة رسول اللّه. قال: (فإن لم تجد؟) قال: أجتهد رأيي. قال: فضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: (الحمد لله الذي وفق رسولَ رَسُولِ اللّه لما يرضى رسولَ اللّه)، وهذا الحديث في المساند والسنن بإسناد جيد.
وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين؛ مثل عبد اللّه بن مسعود. قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا أبو كُرَيْب، قال: أنبأنا جابر بن نوح، أنبأنا الأعمش، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق؛ قال: قال عبد اللّه ـ يعني ابن مسعود: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب اللّه إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، ولو أعلمُ مكان أحد أعلمَ بكتاب اللّه مني تناوله المطايا لأتيته. وقال الأعمش أيضًا عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:26]ـ
جزاك الله خيرا
جارى البحث
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 05:42]ـ
الشيخ المقدم ذكر فى شريط بن تيمية المفسر ان له موقف حاسم جدا فى هذه المسألة ويدافع عنها بكل قوة
ثم الشيخ المقدم بعد ثوان ذكر كلامه فى طرق وعرفى تفسير القرءان مما يدل ان بن تيمية يرى ان النبى صلى الله عليه وسلم فسر القرءان كله
فما الرد
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 11:34]ـ
بسم الله والحمد لله
يقول الشيخ محمد با زمول في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام في أصول التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
((فإن قيل: هذه دواوين السنة بين أيدينا لا يأتي فيها تفسير القرآن آية آية، فكيف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ما مات حتى بين للصحابة جميع القرآن؟
فالجواب: ما مات صلى الله عليه وسلم حتى بين للصحابة جميع القرآن، ولكن البيان يكون على طرق؛
فالطريق الأول: البيان المباشر، كأن يقول صلى الله عليه وسلم: (الكوثر: نهر أعطاني الله إياه في الجنة) [الترمذي:2542]، فهذا تفسير مباشر عن الرسول صلى الله عليه وسلم لكلمة (الكوثر): (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (الكوثر:1)، ومنه تفسير الظلم في قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) (الأنعام: من الآية82)، حيث جاء جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية، وقالوا: يا رسول الله وأينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ ما منا إلا وقد ظلم، من الذي لم يلبس إيمانه بظلم؟ ففسر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم الظلم المراد في الآية فقال عليه الصلاة والسلام: (ألم تقرأوا قول الرجل الصالح: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان: من الآية13)) [البخاري ومسلم]، فبين صلى الله عليه وسلم أن المراد بالظلم هو: الشرك، فمعنى الآية: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بشرك، هذا هو المقصود. هذا النوع الأول من البيان، وهو قليل في الأحاديث.
والطريق الثاني: بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم، بالتطبيق العملي في حياة المسلمين في زمنه، فهو صلى الله عليه وسلم وحينما علَّم الناس الصلاة؛ فسر لهم معنى قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) (البقرة: من الآية43)، هو صلى الله عليه وسلم حينما بين للناس أحكام الزكاة؛ فسر لهم عملياً أحكام الزكاة، وحينما صلى بالناس في مواقيت الصلوات الخمس؛ بين لهم معنى قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) (هود: من الآية114) ومعنى قوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) (الاسراء:78)، وحينما أقام حد الزنى؛ بين تطبيقاً معنى هذا الزنى، وحينما أقام حد السرقة؛ بين تطبيقاً معنى حد السرقة الوارد في القرآن.
ومن اقتصر على الطريق الأول في بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن يفوته شيء كثير، إذ إن هذا النوع الثاني أكثر من النوع الأول.
الطريق الثالث من طرق بيان الرسول وتفسيره للقرآن الكريم: هو ما كان يتخلق به صلى الله عليه وسلم في نفسه، وقد قالت عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم: (كان خلقه القرآن). فالرسول صلى الله عليه وسلم كان في خلقه في معاملته في نفسه عليه الصلاة والسلام مفسراً ومطبقاً للقرآن الكريم.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر جميع القرآن بقوله وفعله وتقريره))
ثم ذكر أدلة شيخ الإسلام ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[13 - Oct-2009, صباحاً 09:22]ـ
الحمد لله، والله أعلم
فيما فهمت أن كلام شيخ الإسلام - قدس الله روحه - معناه أن النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - ما مات إلا وقد فسر لأصحابه البررة - رضوان الله عليهم - كل ما يحتاجون إليه من معاني القرآن قولا وفعلا.
وليس مراده - شيخ الإسلام - أن النبي فعل كما يفعل المفسرون في كتبهم من تتبع ألفاظ القرآن ومعانيه وبيان دلالتها؛
فلا يختلف كلامه مع ما رآه الإمام السيوطي وغيره من كونه صلى الله عليه وسلم إنما فسر بعض القرآن لا كله لأن مقصود السيوطي رحمه الله تفسير كلمات وألفاظ القرآن كلها، وهو صحيح لا ريب.
والمشاركتان للأخوين الفاضلين أبي محمد وأبي خالد تؤكدان هذا المعنى، ولله الحمد.
ومن هنا يظهر - لي - خطأ من وضع هذا التقسيم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 02:18]ـ
لو فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن تفسيراً تفصيلياً لما كان لأحد قول بعد النبي ولانتفى الغرض من التدبر والتفقه والتفكر الذي هو من الأهداف الاساسية لإنزال القرآن والذي تظهر به المعجزات والبراهين المتكررة والمتتابعة وغير المنتهية في كل عصر على أن هذا الكلام ليس بكلام بشر بل كلام رب العالمين.(/)
هل فسر النبي صلى الله عليه و سلم القرآن بأكمله تفسيرا قوليا؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام،
هل فسر النبي صلى الله عليه و سلم القرآن بأكمله تفسيرا قوليا؟
و إن كان لا، فما الحكمة من وراءه؟
أفيدونا أفادكم الله
أخوكم و محبكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 05:06]ـ
الحمد لله ..
لم يفسره صلى الله عليه وسلم .. كما وصفت
بل ما صح مما فسره عليه الصلاة والسلام آيات معدودة يمكن أن تجمع في بحث صغير
وذلك لأن القرآن في غالبه لا يحتاج تفسيرا لوضوحه وقد نزل بلغتهم
وهم العرب الأقحاح"إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "
وقد فهم بعض المعاصرين أن ابن تيمية يقول بهذا القول-أعني تفسيره كله-
وهو وهم منهم في فهم عباراته
هذا عن التفسير المباشر بأن يذكر الاآية بإزاء المعنى فهو قليل جدا كما سبق
أما تفسيره إياه بأحاديث أخرى تصب في المعنى وتعضده فكثير جدا
وأماتفسيره القرآن بسلوكه العملي فكان خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين
والله أعلم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 02:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 02:41]ـ
أرجو توثيق هذا الكلام
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21647
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 - Jan-2010, صباحاً 09:10]ـ
الحمد لله، وبعد ..
إي وربي، لقد فسَّر النبي صلى (ص) القرآن كلَّه قولاً وعملاً.
وهو الفهم الصحيح لقول شيخ الإسلام رحمه الله وقد استدل له بأدلة، وزادها تلميذه ابن القيم، ثم زدتها وأوصلتها قرابة الثلاثين.
وأعدُّ الان بحثاً خاصة في هذه المسألة وسمته بـ: (جزء في بيان تفسير النبي (ص) للقرآن الكريم)
ومن الخطأ في النسبة إلى شيخ الإسلام أن نقول لا يقول بهذا، والإستدلال بما جاء في آخر مقدمته في السؤال عن أحسن طرق التفسير، فهذا عجيب والله، إذ مراد الشيخ الإمام رحمه الله أن من لم يبلغه حديث رسول الله في التفسير فهو يتنقل في التفسير وفق هذه الدرجات لا أن هذا نفياً للتفسير النبوي.
والله أعلم
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 10:41]ـ
بارك الله فيكم جميعا ,,,
يا أبا العالية أرجو أن تزودنا ببحثك حال انتهاءه ...
أعانك الله وسددك.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[20 - Jan-2010, صباحاً 06:21]ـ
من الضروري الانتباه الى اننا الان نكتب التفسير قوليا وكتابيا
لكنه لا يمكن تفسيره زمن النزول قوليا فقط
انما يفسر بصور متنوعة
فمثلا الامر بالصلاة والحج فسره النبي صلى الله عليه وسلم عمليا
ونحن سجلنا قوليا سنته العملية وهكذا
--
انه عليه الصلاة و السلام صاحب البيان عن القران
(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم)
وقد بين عليه الصلاة والسلام القران بيانا تاما بسنته المطهرة با نواعها
و اكمل الله به الدين وتمم النعمة
--
لكن نجد بعض الايات كان الصحابة العرب يفهمونها بسليقتهم و قربهم من نور النبوة
و معايشة اجواء تطبيق القران فقد كان هديهم واخلاقهم وحياتهم القران و السنة
مثل هذا تمت الحاجة في العصور اللاحقة لتفصيل التفسير له
لكن التفسير التشريعي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي الله تعالى كاملا غير ناقص
لانه من تمام تبليغ الرسالة و الدعوة
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Jan-2010, صباحاً 07:48]ـ
أعتقد ـ والله أعلم ـ أن حياة الصحابة هي أكبر ترجمة لكتاب الله.(/)
كلام أهل التفسير على هذه الآية ..
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 11:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا نقل لكلام أهل التفسير في قول الله عز وجل (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
يقول الطبري رحمه الله:
قول تعالى ذكره: والله الذي ينزل المطر من السماء فيغيثكم به أيها الناس (مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا) يقول: من بعد ما يئس من نزوله ومجيئه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أجدبت الأرض، وقنط الناس، قال: مطروا إذن.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا) قال: يئسوا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين قحط المطر، وقنط الناس قال: مطرتم (وَهُوَ الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ).
وقوله: (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) يقول: وهو الذي يليكم بإحسانه وفضله، الحميد بأياديه عندكم، ونعمه عليكم في خلقه.
ويقول البغوي رحمه الله:
قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ} المطر، {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} يعني: من بعد ما يئس الناس منه، وذلك أدعى لهم إلى الشكر، قال مقاتل: حبس الله المطر عن أهل مكة سبع سنين حتى قنطوا، ثم أنزل الله المطر فذكرهم الله نعمته، {وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} يبسط مطره، كما قال: "وهو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته". (الأعراف-75) {وَهُوَ الْوَلِيُّ} لأهل طاعته، {الْحَمِيدُ} عند خلقه.
ويقول ابن كثير رحمه الله:
وقوله: {وَهُوَ الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} أي: من بعد إياس الناس من نزول المطر، ينزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه، كقوله: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنزلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} [الروم:49].
وقوله: {وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} أي: يعم بها الوجود على أهل ذلك القُطْر وتلك الناحية.
قال قتادة: ذكر لنا أن رجلا قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، قُحط المطر وقنط الناس؟ فقال عمر، رضي الله عنه: مطرتم، ثم قرأ: {وَهُوَ الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (1).
{وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} أي: هو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله.
ويقول ابن عاشور رحمه الله:
عطف على جملة {ولكن ينزل بقدر ما يشاء} [الشورى: 27] فإن الغيث سبب رزق عظيم وهو ما ينزله الله بقدر هوَ أعلم به، وفيه تذكير بهذه النعمة العظيمة على الناس التي منها معظم رزقهم الحقيقي لهم ولأنعامهم. وخصها بالذكر دون غيرها من النعم الدنيوية لأنها نعمة لا يختلف الناس فيها لأنها أصل دوام الحياة بإيجاد الغذاء الصالح للناس والدواب، وبهذا يظهر وقع قوله: {ومن آياته خَلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة} [الشورى: 29] عقب قوله هنا وهو الذي ينزل الغيث}.
واختيار المضارع في {ينزل} لإفادة تكرر التنزيل وتجديده. والتعبير بالماضي في قوله: {من بعد ما قنطوا} للإشارة إلى حصول القنوط وتقرره بمضي زمان عليه.
والغيث: المطر الآتي بعد الجفاف، سمي غيْثاً بالمصدر لأن به غيث الناس المضطرين، وتقدم عنه قوله {فيه يغاث الناس} في سورة يوسف (49).
والقنوط: اليأس، وتقدم عند قوله تعالى: {فلا تكن من القانطين} في سورة الحجر (55). والمراد: من بعدما قنطوا من الغيث بانقطاع إمارات الغيث المعتادة وضيق الوقت عن الزرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصيغة القصر في قوله: {وهو الذي ينزل الغيث} تفيد قصر القلب لأن في السامعين مشركين يظنون نزول الغيث من تصرف الكواكب وفيهم المسلمون الغافلون، نزلوا منزلة من يظن نزول الغيث مَنُوطاً بالأسباب المعتادة لنزول الغيث لأنهم كانوا في الجاهلية يعتقدون أن المطر من تصرف أنواء الكواكب.
وفي حديث زيد بن خالد الجُهني قال: «خطبنا رسول الله على إثْر سماء كانت من الليل فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنَوْء كذا ونَوْء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب». فهذا القصر بالنسبة للمشركين قصر قلب أصْلي وهو بالنسبة للمسلمين قصر قلب تنزيلي.
والنشر: ضد الطَّيّ، وتقدم عند قوله تعالى: {يلقاه منشوراً} في سورة الإسراء (13). واستعير هنا للتوسيع والامتداد. والرحمةُ هنا: رحمته بالماء، وقيل: بالشمس بعد المطر. وضمير {من بعد ما قنطوا} عائد إلى {عباده من قوله: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} [الشورى: 25].
وقد قيل: إن الآية نزلت بسبب رفع القحط عن قريش بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم بهم بذلك بعد أن دام عليهم القحط سبع سنين أكلوا فيها الجِيَف والعِظامَ وهو المشار إليه بقوله في سورة الدخان (15) {إنَّا كاشِفُوا العذاب قليلاً إنكم عائدون} في «الصحيح» عن عبد الله بن مسعود " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشاً كذّبوه واستعصوا عليه فقال: اللهم أعنّي عليهم بسبع كسبع يوسف. فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد إن قومك قد هلكوا فادعُ الله أن يكشف عنهم فدعا. ثم قال: تعودون بعد ".وقد كان هذا في المدينة ويؤيده ما روي أن هذه الآية نزلت في استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله الأعرابي وهو في خطبة الجمعة. وفي رواية أن الذي كلمه هو كعب بن مرة وفي بعض الروايات في «الصحيح» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم عليك بقريش اللهم اشدُدْ وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر {ينزِّل} بفتح النون وتشديد الزاي. وقرأه الباقون بسكون النون وتخفيف الزاي.
وذكر صفتي {الولي الحميد} دون غيرهما لمناسبتهما للإغاثة لأن الوليَّ يحسن إلى مواليه والحميد يعطي ما يُحمد عليه. ووصف حميد فعيل بمعنى مفعول. وذكر المهدوي تفسير {ينشر رحمته} بطلوع الشمس بعد المطر.
وقال ابن سعدي رحمه الله:
{وَهُوَ الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ} أي: المطر الغزير الذي به يغيث البلاد والعباد، {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} وانقطع عنهم مدة ظنوا أنه لا يأتيهم، وأيسوا وعملوا لذلك الجدب أعمالا فينزل الله الغيث {وَيَنْشُرُ} به {رَحْمَتَهُ} من إخراج الأقوات للآدميين وبهائمهم، فيقع عندهم موقعا عظيما، ويستبشرون بذلك ويفرحون. {وَهُوَ الْوَلِيُّ} الذي يتولى عباده بأنواع التدبير، ويتولى القيام بمصالح دينهم ودنياهم. {الْحَمِيدُ} في ولايته وتدبيره، الحميد على ما له من الكمال، وما أوصله إلى خلقه من أنواع الإفضال.
ويقول سيد قطب رحمه الله:
وهذه لمسة أخرى كذلك تذكرهم بجانب من فضل الله على عباده في الأرض. وقد غاب عنهم الغيث، وانقطع عنهم المطر، ووقفوا عاجزين عن سبب الحياة الأول. . الماء. . وأدركهم اليأس والقنوط. ثم ينزل الله الغيث، ويسعفهم بالمطر، وينشر رحمته، فتحيا الأرض، ويخضر اليابس، وينبت البذر، ويترعرع النبات، ويلطف الجو، وتنطلق الحياة، ويدب النشاط، وتنفرج الأسارير، وتتفتح القلوب، وينبض الأمل، ويفيض الرجاء. . وما بين القنوط والرحمة إلا لحظات. تتفتح فيها أبواب الرحمة. فتتفتح أبواب السماء بالماء. . {وهو الولي الحميد}. . وهو النصير والكافل المحمود الذات والصفات. .
واللفظ القرآني المختار للمطر في هذه المناسبة. . {الغيث}. . يلقي ظل الغوث والنجدة، وتلبية المضطر في الضيق والكربة. كما أن تعبيره عن آثار الغيث. . {وينشر رحمته}. . يلقي ظلال النداوة والخضرة والرجاء والفرح، التي تنشأ فعلاً عن تفتح النبات في الأرض وارتقاب الثمار. وما من مشهد يريح الحس والأعصاب، ويندّي القلب والمشاعر، كمشهد الغيث بعد الجفاف. وما من مشهد ينفض هموم القلب وتعب النفس كمشهد الأرض تتفتح بالنبت بعد الغيث، وتنتشي بالخضرة بعد الموات.
وجاء في التفسير الميسر:
والله وحده هو الذي ينزل المطر من السماء، فيغيثهم به من بعد ما يئسوا من نزوله، وينشر رحمته في خلقه، فيعمهم بالغيث، وهو الوليُّ الذي يتولى عباده بإحسانه وفضله، الحميد في ولايته وتدبيره.
والله أعلم ..
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ونفع بك ونرجو المزيد من تفسير ايات الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[11 - Nov-2008, صباحاً 12:49]ـ
ابواسحاق
ابن رشد
أهلاً بكما وشرفتماني بمروركما العاطر
وما من مشهد يريح الحس والأعصاب، ويندّي القلب والمشاعر، كمشهد الغيث بعد الجفاف. وما من مشهد ينفض هموم القلب وتعب النفس كمشهد الأرض تتفتح بالنبت بعد الغيث، وتنتشي بالخضرة بعد الموات.(/)
هل الميم المشددة إدغام صغير؟؟؟
ـ[أبو الحسن النجدي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 05:42]ـ
لماذا لم يجعل علماء التجويد الميم المشددة من باب الإدغام الصغيرة إذ هي جميعا ميمان التقيا ساكنة و متحركة؟؟؟؟؟(/)
شرحُ مُقدّمة في أُصول التَّفسير للإمام ابن تيميّةَ، شرح العلّامة عبد الرّحمن البرّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:24]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّهِ وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكُم بكلّ خير:
«شَرْحُ مُقَدِّمَة فِي أُصُولِ التَّفْسِيْرِ لِلإِمَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ،
شَرْحُ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ نَاصِرٍ البَرَّاك
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ»
وصلة الشَّرْح:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5234&scholar_id=166
أَخُوكُم المحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.(/)
استنباط عجيب للعلامة الشنقيطي رحمه الله من هذه الاية؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 01:16]ـ
استنبط العلامة الشنقيطي رحمه الله ان الجهاد فرض كفاية من هذه الاية
يؤخذ من قوله في هذه الآية الكريمة: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}، أن الجهاد فرض كفاية لا فرض عين؛ لأن القاعدين لو كانوا تاركين فرضًا لما ناسب ذلك وعده لهم الصادق بالحسنى؛ وهي الجنة والثواب الجزيل.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيكم
هو من جنس استدلال العلماء على أن صلاة الجماعة في المسجد ليست بفرض عين بحديث صلاة الرجل في جماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
فلو كانت فرض عين لما رتب على تركه فضلا
ـ[جذيل]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 09:47]ـ
اخي ابو محمد الغامدي /
هذه الاية تتكلم عن الجهاد غير الواجب , ولذلك ذكر اولي الضرر من أهل الاعذار ليبين ان هؤلاء مكتوب لهم الاجر ولو لم يحضروا , اما ترك الجهاد الواجب فلابد ان يقترن معه تهديد او وعيد , ولهذا قال ابن جرير رحمه الله: (ولو كان القاعدون مضيِّعين فرضًا لكان لهم السُّوأى لا الحسنى) أهـ .. يعني انهم ضيعوا نفلا ..
الاخ امجد الفلسطيني /
الصلاة في المسجد فرض عين الا لأهل الاعذار لحديث تحريق البيوت , وأثر ابن مسعود في المتخلفين , وغيرها , اما حديث صلاة الفذ فهذه للمصلي في البيت من غير عذر , فصلاته صحيحة لكنه ترك واجبا .. والعقاب المترتب لامرين: الاول لصلاته لوحده. الثاني لصلاته في بيته.
إذن الصلاة حكمها صحيح واجرها ثابت , اما العقاب فلامر خارج عن ماهية الصلاة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 01:01]ـ
استنبط العلامة الشنقيطي رحمه الله ان الجهاد فرض كفاية من هذه الاية
يؤخذ من قوله في هذه الآية الكريمة: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}، أن الجهاد فرض كفاية لا فرض عين؛ لأن القاعدين لو كانوا تاركين فرضًا لما ناسب ذلك وعده لهم الصادق بالحسنى؛ وهي الجنة والثواب الجزيل.
للفائدة الشيخ مسبوق بهذا الاستنباط
رأيته في كتب الشافعية ولعله موجود في غيرها فلم أبحث
ولا شك أن الشيخ رحمه الله غير مدفوع عن مثل هذه الاستنباطات البديعة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 01:26]ـ
الاخ امجد الفلسطيني /
الصلاة في المسجد فرض عين الا لأهل الاعذار لحديث تحريق البيوت , وأثر ابن مسعود في المتخلفين , وغيرها , اما حديث صلاة الفذ فهذه للمصلي في البيت من غير عذر , فصلاته صحيحة لكنه ترك واجبا .. والعقاب المترتب لامرين: الاول لصلاته لوحده. الثاني لصلاته في بيته.
إذن الصلاة حكمها صحيح واجرها ثابت , اما العقاب فلامر خارج عن ماهية الصلاة.
بارك الله فيك أخي الكريم
هذا يسمى دفع بالصدر أو استدلال في محل النزاع
فالمخالف لا يرى أن ما ذكرت من حديث التحريق وغيره دليلا على الوجوب العيني
من أجل حديث الفذ
وأما تخصيصك لحديث الفذ بأهل الأعذار فتخصيص من غير مخصص
والأصل فيه العموم
وأدلة المسألة مبسوطة في مظانها
والراجح فيها لا يؤثر هنا
لأن المراد التنبيه على المشابهة في وجه الاستدلال بين آية الجهاد وحديث الفذ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 01:30]ـ
للفائدة الشيخ مسبوق بهذا الاستنباط
رأيته في كتب الشافعية ولعله موجود في غيرها فلم أبحث
ولا شك أن الشيخ رحمه الله غير مدفوع عن مثل هذه الاستنباطات البديعة
قال الشافعي في الأم:
"فدل كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على أن فرض الجهاد إنما هو على أن يقوم به من فيه كفاية للقيام به حتى يجتمع أمران أحدهما أن يكون بإزاء العدو المخوف على المسلمين من يمنعه والآخر أن يجاهد من المسلمين من في جهاده كفاية حتى يسلم أهل الأوثان أو يعطى أهل الكتاب الجزية قل فإذا قام بهذا من المسلمين من فيه الكفاية به خرج المتخلف منهم من المأثم في ترك الجهاد وكان الفضل للذين ولوا الجهاد على المتخلفين عنه قال الله عز وجل {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة} الآية (قال الشافعي) وبين إذ وعد الله عز وجل القاعدين غير أولي الضرر الحسنى أنهم لا يأثمون بالتخلف ويوعدون الحسنى بالتخلف بل وعدهم لما وسع عليهم من التخلف الحسنى إن كانوا مؤمنين لم يتخلفوا شكا ولا سوء نية وإن تركوا الفضل في الغزو وأبان الله عز وجل في قوله في النفير حين أمرنا بالنفير {انفروا خفافا وثقالا} وقال عز وجل {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} وقال تبارك وتعالى {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين} الآية فأعلمهم أن فرض الجهاد على الكفاية من المجاهدين (قال الشافعي) ولم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة علمتها إلا تخلف عنه فيها بشر فغزا بدرا وتخلف عنه رجال معروفون وكذلك تخلف عنه عام الفتح وغيره من غزواته صلى الله عليه وسلم وقال في غزوة تبوك وفي تجهزه للجمع للروم (ليخرج من كل رجلين رجل فيخلف الباقي الغازي في أهله وماله) (قال الشافعي) وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيوشا وسرايا تخلف عنها بنفسه مع حرصه على الجهاد على ما ذكرت (قال الشافعي) وأبان أن لو تخلفوا معا أثموا معا بالتخلف بقوله عز وجل {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} يعني والله تعالى أعلم إلا إن تركتم النفير كلكم عذبتكم قال ففرض الجهاد على ما وصفت يخرج المتخلفين من المأثم القائم بالكفاية فيه ويأثمون معا إذا تخلفوا معا".ا. هـ
/// وجه الدلالة من الآية أن يقال:
أنها دلت على أن القاعد بلا ضرر غير آثم مع جهاد غيره وهذا معنى فرض الكفاية
وهذا مذهب عامة أهل العلم واستدلوا بهذه الآية وغيرها من الأحاديث والسنن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 11:08]ـ
بارك الله فيكم على الفائدة حفظكم الله(/)
هل تجويد القرآن الكريم في الخطب والمحاضرات بدعة؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم، هل تجويد القرآن الكريم على نحو [غنن ـ ومدود، إلخ .. ] في الوعظ، والخطب والمحاضرات الشرعية بدعة؟ ولماذا؟
أرجوا التكرم بالإجابة ممن له علم بهذه المسألة، وفقكم الله تعالى لكل خير.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 10:14]ـ
[فائدة]
قال شيخُنا العلَّامة الشَّيخ المحقق بكر بن عبد اللَّه أبو زَيْدٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالى ـ:
«مما أحدثه الوعَّاظُ وبعضُ الخطباء،في عصرنا،مغايرة الصوت عند تلاوة الآيات من القُرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة.
وهذا لم يعرف عن السّالفين،لا الأئمَّة المتبوعين،ولا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا،بل يتنكبونه،وكثير من السَّامعين لا يرتضونه،والأمزجة مختلفة،ولا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمّة وسلفها،واللَّهُ أعلمُ».
(تصحيح الدُّعاء)، (المبحث الخامس في مغايرة الصوت أثناء الخطبة) ص 320.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 04:02]ـ
بارك الله فيك يا أخي.
وجزاك الله كل خير على هذه الفائدة.
ورحم الله تعالى الشيخ بكر وأسكنه فسيح جناته.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 05:21]ـ
وما توجيه قوله تعالى " ورتل القرآن ترتيلا " حينئذ؟
وقوله صلى الله عليه و سلم: زينوا القرآن بأصواتكم وقوله عليه الصلاة و السلام: ليس منا من لم يتغن بالقرآن
علما وأن سؤال الأخ هو عن التجويد وما جاء في كلام الشيخ بكر رحمه الله تعالى عن مغايرة النغمة لا التجويد .. وليس التجويد هو النغمة.
والصواب أن الأولى ألا يقرأ القرآن إلا مجودا لما سبق من أدلة.
ولا يُمنع تغيير النغمة والحكم بأنه لم يرد عن السلف فيه نظر، لأن قولهم:ثم قرأ، لا ينبئك عن: كيف قرأ.
والأمر فيه سعة
والله تعالى أعلم.
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 12:09]ـ
لكن لماذا لا نقول: إن الأصل أن يقرأ القرآن بالتجويد. ولا يختلف عليه.
ويجوز أن يقرأ في مثل المواعظ, والخطب, والدروس, ونحوها - مما يقصد به الاستدلال, والتضمين لا التلاوة - بدون تجويد.
وهناك فرق نبه عليه أخي أبوجهاد وهو بين تغيير الصوت, وبين التجويد. والكلام على التجويد.
والله أعلم.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 09:55]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، وجزاكم الله كل خير على مشاركاتكم الطيبة.
ووجدت مقال لأحد الإخوة واسمه: [ماهر بن ظافر القحطاني] وفقه الله تعالى لكل خير.
وأحب أن أنقله هنا لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى:
------------------
احذروا بدعة ترتيل القران اثناء المواعظ والخطب
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اما بعد فقد انتشرت بدعة منكرة بين الخطباء و الوعاظ و القصاصين من اهل هذا الزمان مخالفة لهدى النبى "صلى الله عليه وسلم" وما كان عليه الصحابة الكرام وهى ان احدهم اذا ذكراية فى وعظه يستشهد بها رتلها وتغنى بها كانه فى تلاوة للقران فى غير خطبة او موعظة او بيان للاحكام بل واستعاذ قبل ترتيله من الشيطان مستدلا بعمومات قد وقع فى مثلها اهل البدع فى ضلال الشيطان مثل قول النبى: ليس منا من لم يتغنى بالقران وقول الله تعالى: فاسعذ بالله من الشيطان الرجيم وكلاهما بدعة منكرة وذلك من عدة اوجه:
الوجه الاول/ ان قوله" عليه الصلاة والسلام"ليس منا من لم يتغنى بالقران انما هو فى التلاوة وليس فى الاستشهاد وفرق بينهما والنص العام كما اشار الشاطبى رحمه الله يعتبر فى افراده بما عمل به السلف وعلى راسهم الرسول عليه الصلاة والسلام ولم ينقل انهم رتلوا اذا استشهدوا فى خطبهم او مواعظهم او مناظراتهم الا فى اثناء تلاوتهم كما قال النبى عليه الصلاة والسلام لابى موسى الاشعرى لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داود وكان يقرا القران لا يستشهد به وكذلك يقال فى الاستعاذة عند ذكر اية استشهادا لا تلاوة0
الوجه الثانى/ ما رواه البخارى فى صحيحه قال حدثنا محمد بن كثير اخبرنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال حدثنى سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله عنهما عن النبى قال انكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرا " كما بدانا اول خلق نعيده وعا علينا انا كنا فاعلين " واول من يكسى يوم القيامة ابراهيم وان اناسا من اصحابى يؤخذ بهم ذات الشمال فاقول اصحابى اصحابى فيقول انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم فاقول كما قال العبد الصالح " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم"الى قوله الحكيم فذكر تلك الاية واستشهد بها ولم يرتلها ولم يستعذ من الشيطان الرجيم (جهرا) ولو فعل لنقله الينا الصحابة لدقة نقلهم الينا كما نقل انه مد سبوح قدوس اخر مرة بعد مرتين بعد قيام الليل0
الوجه الثالث/ / أنه يلزم من استدل على مشروعية تلك البدعتين بالعموم القول بمشروعية صلاة الضحى جماعة أخذا من عموم قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين أزكى من صلاة الرجل00000 ولاقائل بذلك بل أن أحد التفسيرات للعلماء في قول ابن عمر صلاة الضحى بدعة لأنه رآهم يصلونها جماعة فلا يستدل بالعموم فيما ترك السلف العمل به وواظبوا على الترك
الوجه الرابع / قال شيخ الإسلام ابن تيمية الترك الراتب سنة قلت كتركه مواظبة التأذين للعيدين مع دخول الأذان ضمن عموم قوله أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة قال كما أن الفعل الراتب سنة قلت كركعتي الضحى فتركه ترتيل القرآن أثناء الخطب والإستشهاد ومواظبته هو وأصحابه على ذلك الترك وكذلك الإستعاذة سنة كما أن الترتيل ومواظبته على أثناء القراءة المجردة سنة أيضا 0
الوجه الخامس / أن يقال للمصر على التلاوة على ذلك الوجه أخذا بالعموم هل ترتل أثاء المناظرة والمناقشة مع العلماء فإذا قال لا فقل لما فإذا قال لأنه لم يرد فقل الله أكبر رجعت عن قولك وإذا قال غير منا سب فقل المناسبات العقلية ليست أدلة شرعية والله أعلم0
وقد ذكر شيخنا صالح الفوزان خطأ ترتيل القرآن أثناء الخطب والمواعظ لأن ذلك إستشهاد لاتلاوة فرفع الله قدره
ماهر بن ظافر القحطاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 10:45]ـ
أحسن الله تعالى إليكم وبارك فيكم،،
هل هذا الكلام يصلح لجواز ترتيل القرآن الكريم في مواضع الإستشهاد والخطب وغير ذلك؟
إن لفظ: (القراءة) تأتي للقراءة وتأتي للترتيل وهي أعم من لفظ: (التلاوة)، وإن التلاوة لا تأتي إلا بالهيئة المعروفة من ترتيل القرآن الكريم، المتعبد بتلاوته، قال الله عز وجل: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}، وقول الله عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ}، وقول الله عز وجل: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ}، وقول الله عز وجل: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ}.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة بأنه كان يتلوا القرآن الكريم عند استشهاده صلى الله عليه وسلم بالآيات منها:
(1) قال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها. وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها. وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس لا يعلمهن إلا الله " ثم تلا صلى الله عليه وسلم: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير. [31 - سورة لقمان، آية 34]. البخاري.
(2) خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقرأ ص، فلما مر بالسجدة، نزل فسجد، وسجدنا، وقرأ بها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود، فلما رآنا، قال: إنما هي توبة نبي ولكن أراكم قد استعددتم للسجود، فنزل فسجد وسجدنا. (صحيح ابن خزيمة).
(3) ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم. يخطب بها كل جمعة. قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا. (صحيح مسلم)
وفي الأحاديث التالية إن شاء الله تعالى: بيان استخدام لفظ: (تلا) عند ترتيل القرآن الكريم:
* بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها ثم توضأ فأتى مصلاه فصلى ركعتين ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ثم أوتر (صححه الألباني).
*أن ابن عباس حدثه؛ أنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل. فخرج فنظر في السماء. ثم تلا هذه الآية من آل عمران: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، حتى بلغ، فقنا عذاب النار} [3 / آل عمران / الآيتان 190 و 191] ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ. ثم قام فصلى. ثم اضطجع. ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية. ثم رجع فتسوك فتوضأ. ثم قام فصلى. (صحيح مسلم)
وعن الصحابة رضي الله عنهم:
(1) عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد، وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة، قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: يا أيها الناس، إنا نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر رضي الله عنه. وزاد نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. (البخاري)
(2) أنه سأل ابن عباس: أفي {ص} سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: {ووهبنا له إسحق ويعقوب - إلى قوله - فبهداهم اقتده}. (البخاري).
(3) أن مروان قال: اذهب. يا رافع! (لبوابه) إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى، وأحب أن يحمد بما لم يفعل، معذبا، لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب. ثم تلا ابن عباس: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا يكتمونه} [3 / آل عمران / 187] هذه الآية. وتلا ابن عباس: {لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} [3 / آل عمران / 188]. وقال ابن عباس: سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه. وأخبروه بغيره. فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه. واستحمدوا بذلك إليه. وفرحوا بما أتوا، من كتمانهم إياه، ما سألهم عنه. (صحيح مسلم)
فهل من هذه الأحاديث: يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتل القرآن الكريم في مواضع الإستشهاد بالآيات البينات؟ وأن الصحابة رضي الله عنهم فعلوا ذلك أيضًا؟
أرجوا من الأخوة الأفاضل الأكارم ممن آتاه الله عز وجل علم أو اطلاع على هذا الأمر، أن يحتسب الأجر عند الله عز وجل بتبيين وتوضيح هذا الأمر لنا، ونسأل الله العظيم لي ولكم التوفيق والسداد، وجزاكم الله عنا كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 12:20]ـ
في النفس من إطلاق وصف البدعية بإطلاق على من يرتل القرآن مع التغني فيه:شيءٌ ..
إلا أن يقيّد باعتقاد الفاعل أن ذلك مستحب أو يكون له عادة توهم الناس أنه مسنون , فلو أنه فعل ذلك أحياناً لظنه كونه أوقع تأثيراً في نفوس العامة لاسيما إذا كان صاحب صوت رخيم فهي أشبه بالوسيلة الدعوية لتحصيل المقصود النبيل ,وتركه أولى والله أعلم, أما ما تفضل به الأستاذ الفاضل أخي صدى المكرم -وفقه الله لما يحب ويرضى وأخذ بناصيته إلى البر والتقوى-من شواهد قد يفهم منها أن التلاوة ماكان منغماً مرتلاً ,فلا أراه يصح دليلاً ,إذ أصل التلو في اللسان العربي ما دل على متابعة, قالوا: أتلت الناقة إذا تلاها ولدها أي تبعها ,وتِلوها ولدها لأنه يتلوها وأوضح منه قول الله عز وجل"والقمر إذا تلاها"
وقال الله تعالى "واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان" ولا يلزم أن يكون ما تتلوه الشياطين منغماً ..
وعن قول الله تعالى"الذين آتينهم الكتاب يتلونه حق تلاوته" فالصحيح أن معناه يتبعونه بإعمال ما فيه من تعاليم ربانية وتصديق ما فيه من أمور إخبارية, وقد قال الله تعالى"فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" قال ابن عباس: فاستمع له وأنصت, ومعلوم أن جبريل عليه السلام كان يلقيه على النبي مرتلاً مجوداً لأنه في مقام التعليم
ويظهر لي حتى الساعة أن الفرق بينهما والعلم عند الله: التلاوة تاتي في سياق الإشارة إلى العمل بالمقروء, والقراءة تأتي في سياق الفهم والتدبر, ولما كان الفهم مقدماً جعل اسم القرآن علماً على كتاب الله عز وجل
والله تعالى أعلم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - Nov-2010, صباحاً 12:55]ـ
/// ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "ق" في الخطبة , وللعلماء قديماً وحديثاً كلامٌ في كيفية ذلك , وبيانه ...
وسؤالي لمن يجيز ذلك: هل نحمل قولك الذي ملت إليه على خطبة النبي صلى الله عليه وسلم؟! وأنه قرأها مرتلة منغمة؟!
مع أن مقام الخطبة يخالف ذلك ..
- وقد قيل: إن الأصل عدم ذلك! لماذا؟!
لأن هذه صفة للعبادة , ولا بد من وجود دليل يبينها قولاً أو فعلاً أو تقريراً ..
فالقول في ذلك عامُّ لا يبين عن مقصد , والفعل كما عرف وتواتر إلى الفترة الأخيرة عدم ذلك , والتقرير لم أره مذكوراً ..
فما رأيكم؟!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 08:23]ـ
في النفس من إطلاق وصف البدعية بإطلاق على من يرتل القرآن مع التغني فيه:شيءٌ ..
إلا أن يقيّد باعتقاد الفاعل أن ذلك مستحب أو يكون له عادة توهم الناس أنه مسنون , فلو أنه فعل ذلك أحياناً لظنه كونه أوقع تأثيراً في نفوس العامة لاسيما إذا كان صاحب صوت رخيم فهي أشبه بالوسيلة الدعوية لتحصيل المقصود النبيل ,وتركه أولى والله أعلم, أما ما تفضل به الأستاذ الفاضل أخي صدى المكرم -وفقه الله لما يحب ويرضى وأخذ بناصيته إلى البر والتقوى-من شواهد قد يفهم منها أن التلاوة ماكان منغماً مرتلاً ,فلا أراه يصح دليلاً ,إذ أصل التلو في اللسان العربي ما دل على متابعة, قالوا: أتلت الناقة إذا تلاها ولدها أي تبعها ,وتِلوها ولدها لأنه يتلوها وأوضح منه قول الله عز وجل"والقمر إذا تلاها"
وقال الله تعالى "واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان" ولا يلزم أن يكون ما تتلوه الشياطين منغماً ..
وعن قول الله تعالى"الذين آتينهم الكتاب يتلونه حق تلاوته" فالصحيح أن معناه يتبعونه بإعمال ما فيه من تعاليم ربانية وتصديق ما فيه من أمور إخبارية, وقد قال الله تعالى"فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" قال ابن عباس: فاستمع له وأنصت, ومعلوم أن جبريل عليه السلام كان يلقيه على النبي مرتلاً مجوداً لأنه في مقام التعليم
ويظهر لي حتى الساعة أن الفرق بينهما والعلم عند الله: التلاوة تاتي في سياق الإشارة إلى العمل بالمقروء, والقراءة تأتي في سياق الفهم والتدبر, ولما كان الفهم مقدماً جعل اسم القرآن علماً على كتاب الله عز وجل
والله تعالى أعلم
أحسن الله تعالى إليك وسددك ووفقك لكل خير، وجزاك الله عنا كل خير لحسن توجيهك الكريم يا أخي.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 08:59]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "ق" في الخطبة , وللعلماء قديماً وحديثاً كلامٌ في كيفية ذلك , وبيانه ...
وسؤالي لمن يجيز ذلك: هل نحمل قولك الذي ملت إليه على خطبة النبي صلى الله عليه وسلم؟! وأنه قرأها مرتلة منغمة؟!
مع أن مقام الخطبة يخالف ذلك ..
- وقد قيل: إن الأصل عدم ذلك! لماذا؟!
لأن هذه صفة للعبادة , ولا بد من وجود دليل يبينها قولاً أو فعلاً أو تقريراً ..
فالقول في ذلك عامُّ لا يبين عن مقصد , والفعل كما عرف وتواتر إلى الفترة الأخيرة عدم ذلك , والتقرير لم أره مذكوراً ..
فما رأيكم؟!
أحسن الله تعالى إليك يا أخي وبارك فيك
أنا سأنقل لك ما أعرفه في الأمر وإن شاء الله تعالى نلقى منك التوجيه الكريم
إن كان يقصد بالترتيل هو تلاوة القرآن الكريم بأحكام التجويد المعروفة
فهدا لا يصطدم مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول «صبحكم ومساكم).
لأنه من الممكن أن يتلوا القرآن الكريم بأحكام التجويد المعروفة وكأنه منذر جيش مثال: " التلاوة على الممسوس من الجن ". فكثير من المقرئين يتلون القرآن الكريم بأحكام التجويد على الممسوس وكأنهم فعلاً ينذرون جيش.
أما بخصوص: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن الكريم في الخطبة؟ هل كان بأحكام التجويد المعروفة؟ أو من غيرها، فهذه لا أدري كيفيتها، ومن الصعب الحكم على هذه الطريقة بما يفعله الخطباء اليوم، لأنه يوجد منهم من يجود القرآن الكريم في الخطبة، ومن لا يجوده.
لكن الذي لم أوفق لفهمه هو: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سور بأكملها في الخطبة مثل: (ص - ق)، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بسورة النحل وتكون قراءة عادية كقراءة الأحاديث مثلا؟
كما في الأحاديث:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقرأ ص، فلما مر بالسجدة، نزل فسجد، وسجدنا، وقرأ بها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود، فلما رآنا، قال: إنما هي توبة نبي ولكن أراكم قد استعددتم للسجود، فنزل فسجد وسجدنا - صحيح ابن خزيمة
وهذا فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أنه حضر عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَرَأَ يوم الْجُمُعَةِ على الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ حتى إذا جاء السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ الناس حتى إذا كانت الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بها حتى إذا جاء السَّجْدَةَ قال: يا أَيُّهَا الناس إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ وَمَنْ لم يَسْجُدْ فلا إِثْمَ عليه ولم يَسْجُدْ عُمَرُ رضي الله عنه.البخاري.
ومعلوم أن سورة النحل من السور الطويلة،
هل كانت هذه السور تقرأ بأحكام التجويد، أم تقرأ كقراءة الأحاديث؟(/)
سؤال عن تعدّد قراءات (روايات) القرآن الكريم.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 05:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤالين بارك الله فيكم.
1 - لماذا توجد عدّة قراءات للقرآن الكريم (روايات)؟
2 - و ماهي العلاقة بين هاته القراءات (الروايات) و بين الوحي المنزّل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم؟
ملاحظة: بالنسبة للسؤال الأول فانني أعرف بأن كلّ الروايات متواترة عن النبي صلى الله عليه و سلّم.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 10:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتبيين مرادي من السّؤالين و لتوضيح الصورة. أقول:
بالنسبة للسّؤال الأوّل أعني به ما هو سبب تعدد القراءات أو ما هي الحكمة من ذلك. (قال لي بعض الفضلاء أنّ تعدّد الروايات كان على اثر اختلاف لهجات و ألسنة القبائل العربية). لكنني أبيت الا أن أسألكم مشايخي الكرام حتى تكون المسألة محرّرة عندي.
أما بالنسبة للسؤال الثاني القصد منه هو هل لما كان ينزل الوحي على محمد صلى الله عليه و سلّم كان ينزل بكلّ صيغ الروايات أم أنها صيغة واحدة؟
أظنني قرّبت المسألة الى أذهانكم. و أستسمحكم على لغتي الضّعيفة.
وضّحو لنا المسألة بارك الله فيكم. لأني في أمسّ الحاجة لمعرفة هذه الأمور.
دمتم بودّ.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 11:18]ـ
للرفع وللفائدة
ـ[أبوهناء]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هاك أخي الكريم اسم كتاب قيم فيه ما تبحث، حملته سابقا من النت ويمكنك البحث عنه وتحميله أو زودني ببريدك إن عجزت:
المدخل إلى علم القراءات
محمد بن محمود حوا
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هاك أخي الكريم اسم كتاب قيم فيه ما تبحث، حملته سابقا من النت ويمكنك البحث عنه وتحميله أو زودني ببريدك إن عجزت:
المدخل إلى علم القراءات
محمد بن محمود حوا
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
جزاكم الله خيرا على الإحالة. بعد وضعه في محرك بحث google حصلت عليه في أول نتيجة. أتمنى كما قلتم أن أجد فيه بغيتي. و ظاهر من الفهرس اللهمّ بارك أنه كتاب جدّ قيّم و يتناول عدّة نقاط.
فبارك الله فيكم و أحسن اليكم.
دمتم بودّ.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 08:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكنني أبيت الا أن أسألكم مشايخي الكرام حتى تكون المسألة محرّرة عندي
تحرّرت المسألة, و الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات.
دمتم بودّ.
ـ[خالد بن عبد الله بن ناصر]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 05:00]ـ
الشيعة يقولون (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين) يحرفون القرآن
فهل هناك رد عليهم
http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?t=45613
هنا في موقع الأحبة في الله محاولة؟؟؟؟ نرجو المشاركة لتزيد الفائدة
ولسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[جابر الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 06:46]ـ
للرفع وللفائدة
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 10:54]ـ
تحرّرت المسألة, و الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات.
دمتم بودّ.
انفع بما نِلته إخوانك إن تيسر لك.(/)
من هو حامل القرآن ?
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما سمعنا ونسمع عبارة: فلان حامل للقرآن .. فلان حامل لكتاب الله.
أتريد أن تعرف ماذا يعني العلماء إذا أطلقوا هذه العبارة ?
اسمعها إذا من الإمام أبي عبد الله القرطبي: "وقال أبو عمر: وحملة القرآن هم العالمون بأحكامه , وحلاله , وحرامه , والعاملون بما فيه "
(الجامع لأحكام القرآن 1/ 22)
هل هذه فائدة جميلة ? انتظر ...
فقبلنا مر بهذه الفائدة الشيخ الأديب الخلوق محمدن بن العلامة أحمدو بن أحمذي الشنقيطي فنظمها بقوله:
وحامل القران ليس يطلق .... إلا على ذي أربع تحقق
علم بالاحكام وبالحلال .... مع الحرام منه ثم التالي
عملنا بكلما فيه اقتدا .... ء بالذي عليه أنزل الهدى
ومن يرد نصا لذا في الكتب .... جامع أحكام القران القرطبي
بارك الله فيكم
ـ[ابوثابت]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 11:47]ـ
جزاك الله خير
ـ[القاموس]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:32]ـ
جزاك الله خيراً؟ وبارك الله فيك، والله إنها الفائدة اسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
طرفة: قيل: إن أحد أئمة النحو مرض، فعاده أحد تلامذته، فلما أراد أن ينصرف التلميذ، قال للشيخ: أتوصي بشيئاً! فقال الشيخ: تقوى الله، وإسقاط ألف شيئاً!!
وأقول لأخي أبي ثابت: اتق الله ولا تحذف ألف (خيراً). (مجرد مداعبة لأخي فقط لا غير).
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:06]ـ
فائدة جميلة جداً، جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن.
أخي الكريم هل طبع كتابُ مراقي الأواه لابن أحمذي رحمه الله.
وأقول لأخي أبي ثابت: اتق الله ولا تحذف ألف (خيراً). (مجرد مداعبة لأخي فقط لا غير).
أضحك الله سنك، أخي الحبيب، لعل أخانا أبا ثابت وفقه الله من ربيعة أو يحب لغتهم ويقفُ الرَّبَعِيَّة:).
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 01:27]ـ
نفع الله بكم وزادكم من فضله .. إنها فائدة قيمة في زمن كثر فيه الحافظون للقران وقل فيه الحاملون للقران
فما أشد اللوم على من يتقن تلاوة القران ويتجاوز عن أوامره يقيم الحرف ولايقيم الحد اعتنا ببيان حروفه وفرط في العمل بأحكامه .. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " سيخرج في أخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية. يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية .... )
جعلنا الله وأياكم من أهل القران وخاصته ممن
علم بالاحكام وبالحلال .... مع الحرام منه ثم التالي
عملنا بكلما فيه اقتدا .... ء بالذي عليه أنزل الهدى
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 01:38]ـ
بارك الله فيكم
أخي مسلم مراقي الأواه في طريقه إلى الطبع إن شاء الله مع تحقيق أحد أحفاد المؤلف وهو يقوم بمراجعته هذه الأيام ورفعه على الحاسوب قبل إرساله إلى دار النشر
ـ[أبومروة]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 05:29]ـ
بارك الله فيك(/)
ما الحكمة من تكرار قصة موسى عليه السلام في القرآن أكثر من غيره؟
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:10]ـ
لقد تناول القرآن الكريم قصص الأنبياء صلوات الله وتسليمه عليهم وأخبار الأمم السابقة، لكن كانت قصة موسى عليه السلام مع فرعون أكثر القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم فما الحكمة من ذلك؟
أفيدوني رحمني الله وإياكم.
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 06:18]ـ
http://209.85.129.132/search?q=cache:7iKlssmShFoJ:ww w.ejabh.com/arabic_article_50697.html+%22% D8%B3%D8%A8%D8%A8+%D8%AA%D9%83 %D8%B1%D8%A7%D8%B1+%D9%82%D8%B 5%D8%A9+%D9%85%D9%88%D8%B3%D9% 89%22&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa
ـ[ابن ابي زيد القيرواني]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 10:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبب ذكر قصة سيدنا موسى عليه السلام بهذه الكثافة اللافتة ان سيدنا موسى عليه السلام جمع بين نمطين من الاصلاح الاصلاح العقائدي و اصلاح السياسي بما يعنيه من مغالبة الفرعون و دولته و الذي يقرا المقدمة لابن خلدون يدرك صعوبة ذلك وكما نرى من كتاب الله العزيز قلة الانبياء الذين جمعوا بين الاصلاحين
اضافة الى ان قصة موسى مع بني اسرائيل هي اقرب الى حركة تحرر و بالرجوع الى مقالات الفرعون و مطالب سيدنا موسى من ارسال بني اسرائيل و تحريرهم من هيمنة فرعون تعد محاولات سيدنا يوسف عليه السلام و عمله العظيم الذي مهد لسيدنا موسى و للطائفة التي امنت بي رضي الله عنهم و تقبلهم في الصالحين
و من ذلك نلاحظ لفظ الخوف الذي يتواتر ذكره في قصة موسى اكثر من اي قصة اخرى و غير ذلك من المعاني و الخصائص
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 08:30]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 07:57]ـ
مشكور اخوي طيب ابي اسأل سؤال اخر اذكرالحكمة من ذكرالله قصة الامم السابقة
ـ[أسامة]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 10:35]ـ
ذكر نبي الله ورسوله موسى كثيرًا في القرآن نظرًا لاجتماع وتشابه كبير في المحن والبلاء بين رسول الله موسى ورسولنا الكريم، في تكذيب قومه. والهجرة وغير ذلك كثير.
وأيضًا غيره من الأنبياء ... كمثل تكذيب الأب لإبراهيم -صلى الله عليه وسلم- .. فنحوه قريب من تكذيب العم لنبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
فهذا من قبيل تسلية القلوب والعبر والنظر في الأمم السابقة مما يزيد الثبات ومعرفة الوعيد وأسبابه لاجتناب ما قد وقعوا فيه.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 09:29]ـ
أقول مستعينا بالله ـ والعلم عند الله ـ أن هناك تشابه بين حياة الفراعنة وحياة فراعنة وقوارين هذا الزمان ...
فحياة الملوكية الفرعونية هي هي مكررة في كل زمان ومكان ... وحياة القارونية المالية التي تقول:" إنما أوتيته على علم عندي " مكررة في كل زمان ومكان ...
على عكس عبادة الأصنام عند الأقوام الأخرى كقوم سيدنا نوح وهود وصالح وإبراهيم عليهم السلام فهي ليست مكررة .. !!!!!
هذا اجتهاد شخصي من هذا العبد الفقير بحكم تجواله في دول العالم مع المجتهدين والمضحين لدين الله ...
وبالله التوفيق ... ،،،،
ـ[كمال سليمان]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 09:50]ـ
جزاكم الله خيرا
لو امكن اضافات لبعض العلماء بهذا الخصوص(/)
بينَ حفظ القرآن وطلبِ العلمِ
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 03:47]ـ
قال الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله في
الإجابة المختصرة في التنبيه على حفظ المتون المختصرة
حفظ القرآن
فأقول ومن الله استمد العون والصواب: الأولى في حق طالب العلم تقديم تعلم القرآن وحفظه، فإن ذلك أفضلُ ما أُتي العبدُ، فالقرآنُ شفيعٌ يومَ القيامةِ، ودليلٌ إلى الجنةِ، وأهلُهُ هُم أهلُ الله ? وخاصته.
وقد جاءتِ الأخبارُ الصحاح في فضل قارئِ القرآنِ ومُعَلِّمِهِ، ففي صحيح البخاري من طريق: أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ ?، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنَّهُ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ().
وفي صحيح الإمام مسلم من طريق: عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنْ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي. فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى. قَالَ: وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى. قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى. قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» ().
وجاء عند أبي داود () والترمذي () بِسَنَدٍ حَسَنٍ من طريقِ: سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّjقَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا».
وعلى طالب العلم: أنْ يحرصَ كلَّ الحرص على قراءة القرآن بالتَّدبّرِ والتَّفهّم لمعانيه، فالعلمُ كله في القرآن. وحفظُ القليل من القرآن مع التدبر والتفكر والعمل به؛ خيرٌ من حفظ الكثير بغير تدبر ولا تفهم ولا عمل. وقوله ? - فيما تقدم -: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» هذا إذا عَمِلَ بِمُحكَمِهِ وآمَنَ بِمُتَشابِهِهِ ()، وأحل حلاله وحرم حرامه ()، أما إذا ضَيَّعَ أَوامره وارْتَكَبَ نواهيه؛ فليس له حظ مما دل عليه الحديث.
وقد روى ابن حبان () بسند حسن من طريق: الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «القرآنُ شافعٌ مُشَفَّعٌ، وماحِلٌ مُصَدَّقٌ، مَن جعلهُ إِمامَهُ قادَهُ إِلى الجنةِ، ومَن جعلَهُ خلفَ ظهرِهِ ساقَهُ إِلى النَّارِ».
فإن حفظ القرآن كله فقد نال أفضل الأعمال وأسنى المقامات، فإن عسر عليه حِفظُ القرآن كله فليحفظ ما يقدر عليه بعد حفظ الواجب، وليحرص كل الحرص على حفظ ما يمكن حفظه.
وليكن اعتناؤه بالسور التي جاءت فيها فضائل كسُورَتَي: البقرة وآل عمران، وقد جاء فيهما خبر عظيم، ففي صحيح الإمام مسلم () من طريق: مُعَاوِيَةُ بْنَ سَلاَّمٍ، عَنْ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ) ().
بينَ حفظ القرآن وطلبِ العلمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وحفظ ما يجب من القرآن - والواجب الفاتحة، واختلف فيما زاد - مُقَدَّمٌ على طلبِ العلم، وطلبُ علم ما يجب على المسلم عيناً مقدم على حفظ ما لا يجب من القرآن.
وقد سئل أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ: أيهما طلب القرآن أو العلم أفضل؟.
فأجاب: (أما العلمُ الذي يجبُ على الإنسانِ عيناً * كعلم ما أمرَ الله بهِ وما نهى الله عنهُ * فهو مقدمٌ على حفظِ ما لا يجبُ من القرآنِ، فإنَّ طلبَ العلمِ الأول واجبٌ، وطلبَ الثَّاني مستحبٌ، والواجبُ مُقدمٌ على المستحبِّ.
وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علماً، وهو إما باطلٌ أو قليلُ النَّفعِ، وهو * أيضاً * مُقدَّمٌ في التَّعلمِ في حقِّ من يريدُ أن يتعلمَ علم الدينِ من الأصولِ والفروعِ، فإنَّ المشروعَ في حقِّ مثل هذا في هذه الأوقات أنْ يبدأ بحفظِ القرآنِ؛ فإنه أصلُ علومِ الدِّين، بخلاف ما يفعله كثير من أهلِ البدعِ من الأعاجم وغيرُهم؛ حيث يشتغلُ أحدهم بشيءٍ من: فُضول العلمِ من الكلام، أو الجدال والخلاف، أو الفروع النَّادرة ()، أو التَّقليد الذي لا يُحتاج إليه، أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا يُنتفع بها، أو كثيرٌ من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة، ويتركَ حفظ القرآن الذي هو أهمُّ من ذلك كله. فلا بد في مثل هذه المسألة من التَّفصيل. واعلم بأنَّ المطلوبَ من القرآنِ هو: فَهْمُ معانيه، والعمل به. فإن لم تكن هذه هِمَّةُ حافظِهِ؛ لم يكن من أهل العلم والدين، والله سبحانه أعلم) ه ().
فإذا فرغ من حفظ القرآن أو حفظ ما تيسَّر؛ فليشتغل بالعلوم الشرعية () مبتدئاً بالأهم فالأهم، فالعِلْمُ كَثيرٌ والعُمُرُ قَصيرٌ، فليأخذ المسلم من العلم أنفعه، وقد قال بعضهم:
ما أكثر العلمَ وما أوسعُهُ! مَنْ ذا الذي يَقْدِرُ أنْ يَجْمَعَهُ
إنْ كُنتَ لا بُدَّ له طالباً مُحاوِلاً فَالتَمِسْ أَنْفَعَهُ ()
وقال ابن معطي في مقدمة ألفيته:
وبَعدُ فالعلمُ جليلُ القدْرِ وفي قليلهِ نفاذُ العُمْرِ
فابدأ بما هو الأَهمُ فالأهم فالحازمُ البادي فيما يُستتم
فإنَّ مَنْ يُتقن بعضَ الفنِ يُضْطَرُ للباقي ولا يَستغْني
? ويُقدَّمُ (أُصولُ المسائلِ) التي يَحتاج إليها العبدُ في عباداته، وتتكرر على غيرها؛ مما لا يتكرر ولا يحتاج إلى أدائه.
ـ[أشجعي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 01:39]ـ
للرفع,
خاصة وانني واقع في مثل هذا, وكأنني سوف أسأل يوم القيامة عن المسألة الفلانية او العلنتانية,
حِفظ القرآن يرفع الدرجات -كما في الحديث-, فلماذا لا أجد همة عالية للحفظ كما اجد للطلب,
ربما لأنني اعلم أن في المجالس لا يسأل أحد أن يُسَمع ما يحفظ, انما يتناقشون في مسائل أخرى,
ربما لأنني من جيل هذا اليوم, "جيل السرعة" الذي يريد ان يصبح عالما محقِقا في يومين أو بعد قراءة متن او متنين,
أو ربما لأن عندي فوضى "ولا منهجية" في الطلب
او بكل بساطة ربما لأني رجل أحمق لا اعرف ان ازن الأمور بمعايير صحيحة,
وربما هو الكبرياء المزيف, الذي يدفع بالشخص أن يضع رأي الناس في المراتب الأولى من أولوياته! , فلا يحب ان يكون جاهلاً امامهم.
مهما كان السبب, اسأل الله ان يعينني,
ونسأله الاخلاص في القول والعمل.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 10:34]ـ
جزاك الله خيرا أيها الكريم الأشجعي ..
فنعمَ النقل الذي نقلته ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 09:45]ـ
عفوا: أحسب المشاركة للأخ (أشجعي) فإذا هي (لأبي مروان) ..
جزى الله الناقل والرافع خير الجزاء ..(/)
سؤال لأهل الخبرة في تفسير القرآن الكريم
ـ[مشتاقة لحلقة فقه]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ربط بين تفسير المفسرون لقوله تعالى: (وقرن في بيوتكن .... الآية) والواقع المعاصر
من خروج المرأة للعمل والسفر للدراسة وما شابه ذلك؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 09:31]ـ
بإختصار شديد أخيتي:
الأصل للمرأة هو جلوسها في بيتها وقعودها، حفظا لها هي أولا، وخوفا منها على فتنة الرجال بغض النظر عن سلامة نية المرأة، فأعظم فتنة على الرجال النساء.
إلا أن هذا الأصل قد يتجاوز عنه إذا دعت الحاجة والضرورة إلى الخروج؛ على إختلاف أغراضه كما ذكرتي.
لكن هذا الخروج مشروط بشروط لا بد أن تتبعها المرأة المسلمة السوية الخائفة على نفسها وعرضها، ولا أعتقد أنكن حفظك الله تجهلن هذه الشروط.
أذكر منها فقط قوله تعالى: {غير متبرجات بزينة} وهكذا مما لا يخفى.
والله تعالى أعلم(/)
كتاب مسموعه: فضائل القرآن -الرعاية لتجويد القراءة) وغيرهم
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 01:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتب مسموعة:
1 - فضائل القرآن للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25847.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25848.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25849.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25850.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25851.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25852.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25853.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25854.rm
..............
2- كتاب الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي.
http://www.blindarab.net/Library/sou...ks/RAAIAH/1.rm
http://www.blindarab.net/Library/sou...ks/RAAIAH/2.rm
http://www.blindarab.net/Library/sou...ks/RAAIAH/3.rm
http://www.blindarab.net/Library/sou...ks/RAAIAH/4.rm
http://www.blindarab.net/Library/sou...ks/RAAIAH/5.rm
http://www.blindarab.net/Library/sou...ks/RAAIAH/6.rm
أو
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25933.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25934.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25935.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25936.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25937.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25938.rm
..............
3- نهاية القول المفيد في علم التجويد من تأليف محمد مكي نصر رحمه الله
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25941.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25942.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25943.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25944.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25945.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25946.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25947.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25948.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25949.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25950.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25951.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25952.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25953.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25954.rm
..............
4- الملخص المفيد في علم التجويد لمحمد أحمد معبد
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...ams/54601a.ram
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...rams/54802a.rm
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...ams/54701b.ram
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...rams/55103.ram
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...ams/54902b.ram
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...ams/55204b.ram
http://m.elshabab.com/docs/mydownloa...ams/55004a.ram
..............
5- إرشاد المريد الى مقصود القصيد في شرح متن الشاطبية لعلي الضباع بن محمد بن حسن بن ابراهيم
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32020.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32021.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32022.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32023.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32024.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32025.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32026.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32027.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32028.rm
..............
6- متن الشاطبية المسمى حرز الاماني ووجه التهاني في القراءات السبع
(يُتْبَعُ)
(/)
تأليف: القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأتدلسي
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25929.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25930.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25931.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25932.rm
..............
7- طيبة النشر في القراءات العشر لإمام الحفاظ أحمد ابن الجزري الدمشقي ت:660 هـ
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25843.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25844.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25845.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/25846.rm
..............
8- كتاب التسهيل لعلوم التنزيل للعالم العلامة الحافظ المفسر محمد بن أحمد بن جزي الغرناطي
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32455.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32456.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32457.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32458.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32459.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32460.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32461.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32462.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32463.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32464.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32465.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32466.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32467.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32468.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32469.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32470.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32471.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32472.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32473.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32474.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32475.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32476.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32477.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32478.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32479.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32480.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32481.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32482.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32483.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32484.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32485.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32486.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32487.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32488.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32489.rm
http://live.islam ... .net/Lecturs/fayez_al_zour/32490.rm
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:26]ـ
جزاك الله خيرا يا أخى وجزى الله من أعان إخواننا من فاقدى نعمة البصر على طلب العلم.
ويا ليتنا نهتم بهذا الأمر فهو باب واسع وعظيم من أبواب الخير ولو أن كل واحد منا سجل بصوته كتابا واحدا أو فصلا من كتاب يخصص لذلك يوما من إجازته لكان له بذلك أجر عظيم إن شاء الله تعالى ويكفيه أن يبارك الله له فى نعمة البصر ويحفظها ناهيك عن دعاء المستفيد بظهر الغيب وثواب نشر العلم ... فهل من مشمرين؟؟؟(/)
بماذا يفسر المستدلون على عذاب القبر بهذه الآية، قوله تعالى فيها: (لعلهم يرجعون)؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت في كتب التفسير, ولكن مكتبتي صغيرة, وما وجدت شيئا, ولكنني أعلم ان بعض المفسرين
فسر قوله تعالى ((وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))
{السجدة:21} , بأن المقصود بالعذاب الأدنى هو عذاب القبر,
أدلة عذاب القبر من الكتاب والسنة معروفة ولله الحمد كالآية التي في سورة غافر, والأحاديث التي قالها رسول الله (ص) ,
اريد فقط ان اعرف بماذا فسر القائلين بهذا القول (لعلهم يرجعون)
يعني كيف يرجع وهو في القبر! هل مثلاً يعذب بقدر سيئاته فتزول سيئاته أم ماذا؟
وبارك الله فيكم.
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 07:45]ـ
نفع الله بكم
وجدت هذا في تفسير القرطبي ... حيث قال
قال مجاهد: الْعَذَاب الْأَدْنَى عَذَاب الْقَبْر
وَقَالَهُ الْبَرَاء بْن عَازِب. قَالُوا: وَالْأَكْبَر عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة
ثم قال ..
(لعلهم يرجعون)
عَلَى قَوْل مُجَاهِد وَالْبَرَاء: أَيْ لَعَلَّهُمْ يُرِيدُونَ الرُّجُوع وَيَطْلُبُونَهُ كَقَوْلِهِ: " فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالِحًا "
وَسُمِّيَتْ إِرَادَة الرُّجُوع رُجُوعًا كَمَا سُمِّيَتْ إِرَادَة الْقِيَام قِيَامًا فِي قَوْله تَعَالَى: " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاة " [الْمَائِدَة: 6]. وَيَدُلّ عَلَيْهِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ: " يُرْجَعُونَ " عَلَى الْبِنَاء لِلْمَفْعُولِ ; ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 11:56]ـ
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى دُونَ العذاب الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
(العذاب الأدنى)
قال العلامة أبو بكر الجزائري: {من العذاب الأدنى} أي عذاب الدنيا من مصاب القحط والجدب والقتل والأسر.
قال عبد الله بن مسعود: (العذاب الأدنى) ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر. وكذا قال مالك، عن زيد بن أسلم.
قال ابن عباس: يعني (بالعذاب الأدنى) مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه.
ووجدت أكثر المفسرين يقولون بالعذاب الأدنى بالمصائب في الدنيا , وبعضهم فسّرها بعذاب القبر وبتفاسير اخرى.
(العذاب الأكبر) قال العلامة أبو بكر الجزائري: العذاب الأكبر: هو عذاب الآخرة في نار جهنم.
قال مجاهد: (دونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم القيامة في الآخرة.
قال ابن زيد: في قوله (دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: عذاب الآخرة.
(لعلهم يرجعون)
قال العلامة أبو بكر الجزائري: {لعلهم يرجعون} أي يصيبهم بالمصائب في الدنيا رجاء أن يؤمنوا ويوحدوا.
قال عبد الله بن مسعود: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لعلهم يتوبون. قاله أبو العالية وقتادة.
قال ابن عباس: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: عن كفرهم فيتوبوا.
قال البغوي: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: إلى الإيمان، يعني من بقي منهم بعد بدر وبعد القحط.
(المعنى الإجمالي)
قال نخبة من العلماء: ولنذيقن هؤلاء الفاسقين المكذبين من العذاب الأدنى من البلاء والمحن والمصائب في الدنيا قبل العذاب الأكبر يوم القيامة، حيث يُعذَّبون في نار جهنم؛ لعلهم يرجعون ويتوبون من ذنوبهم.
قال العلامة السعدي _ رحمه الله _: ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا، قد لا يتصل بها الموت، فأخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم كما قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
قال الشيخ ابراهيم القطّان: ان الله تعالى لا يحب ان يعذب عباده اذا لم يستحقوا العذاب، وهو يقسِم هنا بأنه سوف يعذّبهم في الدنيا لعلهم يتوبون وتستيقظ فطرتهم، أما اذا أصرّوا على الكفر والعناد فإن العذاب الاكبر ينتظرهم يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المراجع: (تفسير ابن كثير) (تفسير الطبري) (تفسير البغوي) (أيسر التفاسير) (تفسير الكريم المنان) وغيرها من التفاسير هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أشجعي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:44]ـ
نفع الله بكم
وجدت هذا في تفسير القرطبي ... حيث قال
قال مجاهد: الْعَذَاب الْأَدْنَى عَذَاب الْقَبْر
وَقَالَهُ الْبَرَاء بْن عَازِب. قَالُوا: وَالْأَكْبَر عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة
ثم قال ..
(لعلهم يرجعون)
عَلَى قَوْل مُجَاهِد وَالْبَرَاء: أَيْ لَعَلَّهُمْ يُرِيدُونَ الرُّجُوع وَيَطْلُبُونَهُ كَقَوْلِهِ: " فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالِحًا "
وَسُمِّيَتْ إِرَادَة الرُّجُوع رُجُوعًا كَمَا سُمِّيَتْ إِرَادَة الْقِيَام قِيَامًا فِي قَوْله تَعَالَى: " إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاة " [الْمَائِدَة: 6]. وَيَدُلّ عَلَيْهِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ: " يُرْجَعُونَ " عَلَى الْبِنَاء لِلْمَفْعُولِ ; ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.
جزاكم الله خيرا وكتبه الله في موازين حسناتكم,
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى دُونَ العذاب الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
(العذاب الأدنى)
قال العلامة أبو بكر الجزائري: {من العذاب الأدنى} أي عذاب الدنيا من مصاب القحط والجدب والقتل والأسر.
قال عبد الله بن مسعود: (العذاب الأدنى) ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر. وكذا قال مالك، عن زيد بن أسلم.
قال ابن عباس: يعني (بالعذاب الأدنى) مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه.
ووجدت أكثر المفسرين يقولون بالعذاب الأدنى بالمصائب في الدنيا , وبعضهم فسّرها بعذاب القبر وبتفاسير اخرى.
(العذاب الأكبر) قال العلامة أبو بكر الجزائري: العذاب الأكبر: هو عذاب الآخرة في نار جهنم.
قال مجاهد: (دونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم القيامة في الآخرة.
قال ابن زيد: في قوله (دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: عذاب الآخرة.
(لعلهم يرجعون)
قال العلامة أبو بكر الجزائري: {لعلهم يرجعون} أي يصيبهم بالمصائب في الدنيا رجاء أن يؤمنوا ويوحدوا.
قال عبد الله بن مسعود: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لعلهم يتوبون. قاله أبو العالية وقتادة.
قال ابن عباس: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: عن كفرهم فيتوبوا.
قال البغوي: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي: إلى الإيمان، يعني من بقي منهم بعد بدر وبعد القحط.
(المعنى الإجمالي)
قال نخبة من العلماء: ولنذيقن هؤلاء الفاسقين المكذبين من العذاب الأدنى من البلاء والمحن والمصائب في الدنيا قبل العذاب الأكبر يوم القيامة، حيث يُعذَّبون في نار جهنم؛ لعلهم يرجعون ويتوبون من ذنوبهم.
قال العلامة السعدي _ رحمه الله _: ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا، قد لا يتصل بها الموت، فأخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم كما قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
قال الشيخ ابراهيم القطّان: ان الله تعالى لا يحب ان يعذب عباده اذا لم يستحقوا العذاب، وهو يقسِم هنا بأنه سوف يعذّبهم في الدنيا لعلهم يتوبون وتستيقظ فطرتهم، أما اذا أصرّوا على الكفر والعناد فإن العذاب الاكبر ينتظرهم يوم القيامة.
المراجع: (تفسير ابن كثير) (تفسير الطبري) (تفسير البغوي) (أيسر التفاسير) (تفسير الكريم المنان) وغيرها من التفاسير هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بارك الله فيك أخي,
وشكرا على اثراء الموضوع, ومع جهدك الطيب هذا فلم اجد بُغيتي فيه,
فأنا كنت أبحث عن تفسير (لعلهم يرجعون) عند المفسرين المستدلين بهذه الآية على عذاب القبر,
إذ ما هي كيفية الرجوع إذا كانوا أصلا بالقبر؟
فأقتبس من كلامك:
ووجدت أكثر المفسرين يقولون بالعذاب الأدنى بالمصائب في الدنيا , وبعضهم فسّرها بعذاب القبر وبتفاسير اخرى
هذا المفسر بماذا فسر الرجوع؟
هذا كان صُلب السؤال,
وبارك الله فيك وفي الأخية,
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 11:57]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الباري فيك أخي ولكن أنا احببت أن اضع المفسّرين للآية فقط ولكن سأضع الان الكلام تحت 3 محاور:
1: من قال (بعذاب القبر): قاله البراء بن عازب ومجاهد و أبو عبيدة وبه قال أقلّة.
2: من أنكر قول من قال بعذاب القبر:
قال ابن الجزري: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى} يعني الجوع ومصائب الدنيا وقيل: القتل يوم بدر، وقيل: عذاب القبر وهذا بعيد لقوله {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
قال الواحدي: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} قيل: المصيبات في الدنيا وقيل: القتل ببدر وقيل: عذاب القبر وقيل: الجوع سبع سنين والأولى المصيبات والجوع لقوله: {لعلهم يرجعون}
قال القشيري: وقيل عذاب القبر وفيه نظر لقوله: لعلهم يرجعون.
3: بماذا يفسّرون من يقولون بعذاب القبر:
قال ابن مسعود: وصرح بما هو آكد في التخويف {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي لعل من بقي منهم يتوب.
قال الزمخشري: أو لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه كقوله تعالى: {فارجعنا نَعْمَلْ صالحا} [السجدة: 2 1] وسميت إرادة الرجوع رجوعاً كما سميت إرادة القيام قياماً.
قال الطبري: وقد قيل: إن معنى قوله: لعلهم يرجعون على قول مجاهد والبراء: أي لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه كقوله: فارجعنا نعمل صالحا وسميت إرادة الرجوع رجوعا كما سميت إرادة القيام قياما في قوله تعالى: إذا قمتم إلى الصلاة ويدل عليه قراءة من قرأ: يرجعون على البناء للمفعول ذكره الزمخشري.
قال برهان الدين البقاعي: ولما كان المؤمنون الآن يتمنون إصابتهم بشيء من الهوان في هذه الدار، لأن نفوس البشر مطبوعة على العجلة، بشرهم بذلك على وجه يشمل عذاب القبر، فقال مؤكداً له لما عندهم من الإنكار لعذاب ما بعد الموت وللإصابة في الدنيا بما هم من الكثرة والقوة: (ولنذيقنهم) أي أجمعين بالمباشرة والتسبيب، بما لنا من العظمة التي تتلاشى عندها كثرتهم وقوتهم) من العذاب الأدنى) أي قبل يوم القيامة، بأيديكم وغيرها، وقد صدق الله قوله، وقد كانوا عند نزول هذه السورة بمكة المشرفة في غاية الكثرة والنعمة، فأذاقهم الجدب سنين متوالية، وفرق شملهم وقتلهم وأسرهم بأيدي المؤمنين إلى غير ذلك بما أراد سبحانه؛ ثم أكد الإرادة لما قبل الآخرة وحققها بقوله، معبراً بما يصلح للغيرية والسفول: (دون العذاب الأكبر) أي الذي مر ذكره في الآخرة) لعلهم برجمون) أي ليكون حالهم حال من يرجى رجوعه عن فسقه عند من ينتظره، وقد كان ذلك، رجع كثير منهم خوفاً من السيف، فلما رأوا محاسن الإسلام كانوا من أشد الناس فيه رغبة وله حباً.
قال الشوكاني:
{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى} وهو عذاب الدنيا قال الحسن وأبو العالية والضحاك والنخعي: هو مصائب الدنيا وأسقامها وقيل الحدود وقيل القتل بالسيف يوم بدر وقيل سنين الجوع بمكة وقيل عذاب القبر ولا مانع من الحمل على الجميع.
وبهذا تبيّن بماذا يفسّر من يقول (بعذاب القبر) والله أعلم بالصواب.
ـ[أشجعي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 05:48]ـ
جزاك الله خير الجزاء
هل انت بن الشيخ احسان العتيبي الذي يشارك في ملتقى أهل الحديث؟(/)
سؤال بخصوص الأحرف السبعة؟؟
ـ[سليمة الجزائرية]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبعة .... كيف نفسر اختلاف قراءة الإمام
ورش رحمه الله عن قراءة قالون رحمه الله؟؟ مع أنهما أخذا من نفس الإمام نافع المدني رحمه الله
لماذا اختلفوا بما أن القرآن الكريم نزل بسبعة أحرف للتسهيل على الأمة الاسلامية عند مسلم من حديث أُبيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إليَّ أن اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف).
أتمنى أن أجد التوضيح لديكم ... في رعاية الله.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:47]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
هاك أخي الكريم اسم كتاب قيم فيه ما تبحث، حملته سابقا من النت ويمكنك البحث عنه وتحميله أو زودني ببريدك إن عجزت:
المدخل إلى علم القراءات
محمد بن محمود حوا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
لفظ (الأحرف) أو (الحرف) يأتي في اللغة بمعنى: الوجه والطريقة، ومنه قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي: على وجه واحد.
وفي الاصطلاح: فقد اتفق العلماء على أن القرآن نزل على سبعة أحرف؛ لأن هذا ما صرحت به الأحاديث. ولكنهم اختلفوا في المفهوم أو المعنى المراد منها على مذاهب متعددة، ويمكن أن تصنف أقوالهم تحت مذهبين:
المذهب الأول: ويرى أصحابه أن المراد بالسبعة حقيقة العدد، ولكنهم اختلفوا في تحديد هذه الأحرف:
(1) فمنهم: من ذهب إلى أن الأحرف هي اللغات أو اللهجات التي نزل بها القرآن، وهي لغة قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن. أو هي: لغة قريش، وهذيل، وتميم، وأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر. (على اختلاف)
وممن قال بهذا الرأي: سفيان بن عيينة، وأبو عبيد بن سلام، وابن جرير، وأبو شامة، والقرطبي، ومصطفى الرفاعي، ومحمد أبو شهبة، ومناع القطان، ومحمد الصباغ، وحسن عتر.
(2) ومنهم: من ذهب إلى أن الأحرف هي الأوجه اللفظية التي نزل بها القرآن، ولكنهم اختلفوا في تعيينها وحصرها.
ومن أصحاب هذا الرأي: ابن قتيبة، وأبو الفضل الرازي، والزركشي، وابن الجزري، والزرقاني، ومحمد المطيعي، وشعبان إسماعيل، وأحمد البيلي، ومحمد اللبدي، وعبد العزيز القارئ، ومحمد الصابوني. (مع اختلافهم اليسير في بعض النقاط وتوافقهم في كثير منها)
(3) ومنهم: من ذهب إلى أن الأحرف الأوجه المعنوية التي نزل بها القرآن؛ ولكنهم اختلفوا في تعيينها وحصرها:
* فمنهم من قال بأنها: الحلال والحرام، الأمر والزجر، المحكم والمتشابه، الأمثال.
* ومنهم من قال بأنها: الوعد، والوعيد، والحلال، والحرام، والمواعظ، والأمثال، والاحتجاج.
* ومنهم من قال بأنها: المحكم، والمتشابه، والناسخ، والمنسوخ، والخصوص، والعموم، والقصص. وهذا الرأي لم ينسب صراحة إلى أحد ممن نقل رأيهم.
المذهب الثاني: ويرى أصحابه أن المراد بالسبعة ليس حقيقة العدد؛ وإنما المراد التعدد والكثرة من أجل التيسير والتسهيل والتوسعة.
فهم يرون أن القرآن نزل بلغات العرب بأوجه متعددة.
وممن ذهب إلى هذا القول: علي ابن أبي طالب، وابن عباس، والقاضي عياض، وسعيد الأفغاني، ومحمد سالم محيسن، وعبد الصبور شاهين، وشوكت عليان، وغانم قدوري، ورزق الطويل.
والذي يترجح حقيقة هو ما عليه المحققون من أن حقيقة العدد مراده، وذلك لأنه ورد في الحديث بلفظ السبعة في كل طرقه؛ مما يوضح أنه مراد، ولأن عادة العرب أن تستعمل السبعة لتدل على التعدد في الآحاد.
كما أن الصحيح أيضا بإذن الله تعالى أن الأحرف السبعة هي اللغات أو اللهجات التي نزل بها القرآن، ويدل على هذا ما قاله الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه للنفر القرشيين الثلاثة: (إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء فاكتبوه بلغة قريش فإنه نزل بلغتهم).
وقد وهم بعض الناس في فهم المراد بالأحرف الواردة في أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف، وظن أنها قراءات الأئمة السبعة المعروفة، وكان مبدأ هذا التوهم أنه لما صنف ابن مجاهد كتاب (السبعة في القراءات) واقتصر على سبع قراءات عفوا من غير تعمد منه لعدد السبعة، فقد اشترط على نفسه ألا يروي إلا عمن اشتهر بالضبط والأمانة وطول العمر وملازمة القراءة واتفاق الآراء على الأخذ عنه والتلقي منه.
فالقراءات السبعة اختيرت حسب شروط معينة، لا على أن كلا منها حرف من الأحرف السبعة، ولا على أنها وحدها القراءة المتواترة، فالعشر متواترة أيضا.
فتكون القراءات السبعة المشهورة هي جزء من الأحرف السبعة، وليست هي الأحرف السبعة.
والله تعالى أعلم
بتصرف مما أفاده الشيخ الدكتور/ نبيل إسماعيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 04:34]ـ
أخي هناك تفصيل قيم للحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري انقله اليك:
قَوْله: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآن أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَة أَحْرُف)
هَذَا أَوْرَدَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطْيِيبًا لِعُمَر لِئَلَّا يُنْكِر تَصْوِيب الشَّيْئَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ، وَقَدْ وَقَعَ عِنْد الطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيق إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ " قَرَأَ رَجُل فَغَيَّرَ عَلَيْهِ عُمَر، فَاخْتَصَمَا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُل: أَلَمْ تُقْرِئنِي يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ فَوَقَعَ فِي صَدْر عُمَر شَيْء عَرَفَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهه، قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْره وَقَالَ: أَبْعِدْ شَيْطَانًا. قَالَهَا ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَر، الْقُرْآن كُلّه صَوَاب، مَا لَمْ تَجْعَل رَحْمَة عَذَابًا أَوْ عَذَابًا رَحْمَة " وَمِنْ طَرِيق اِبْن عُمَر " سَمِعَ عُمَر رَجُلًا يَقْرَأ " فَذَكَرَ نَحْوه وَلَمْ يَذْكُر " فَوَقَعَ فِي صَدْر عُمَر " لَكِنْ قَالَ فِي آخِره " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف كُلّهَا كَافٍ شَافٍ ". وَوَقَعَ لِجَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَة نَظِير مَا وَقَعَ لِعُمَر مَعَ هِشَام، مِنْهَا لِأُبَيّ بْنِ كَعْب مَعَ اِبْن مَسْعُود فِي سُورَة النَّحْل كَمَا تَقَدَّمَ، وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد عَنْ أَبِي قَيْس مَوْلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ عَنْ عَمْرو " أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ آيَة مِنْ الْقُرْآن، فَقَالَ لَهُ عَمْرو إِنَّمَا هِيَ كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآن أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَة أَحْرُف فَأَيّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ أَصَبْتُمْ، فَلَا تُمَارُوا فِيهِ " إِسْنَاده حَسَن، وَلِأَحْمَد أَيْضًا وَأَبِي عُبَيْد وَالطَّبَرِيِّ مِنْ حَدِيث أَبِي جَهْم بْن الصِّمَّة " أَنَّ رَجُلَيْنِ اِخْتَلَفَا فِي آيَة مِنْ الْقُرْآن كِلَاهُمَا يَزْعُم أَنَّهُ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَ نَحْو حَدِيث عَمْرو بْن الْعَاصِ. وَلِلطَّبَرِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ عَنْ زَيْد بْن أَرْقَم قَالَ " جَاءَ رَجُل إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَقْرَأَنِي اِبْن مَسْعُود سُورَة أَقْرَأَنِيهَا زَيْد وَأَقْرَأَنِيهَا أُبَيّ بْن كَعْب، فَاخْتَلَفَتْ قِرَاءَتهمْ، فَبِقِرَاءَةِ أَيّهمْ آخُذ؟ فَسَكَتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلِيّ إِلَى جَنْبه - فَقَالَ عَلِيّ: لِيَقْرَأ كُلّ إِنْسَان مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ فَإِنَّهُ حَسَن جَمِيل " وَلِابْنِ حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود " أَقْرَأَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَة مِنْ آلِ حم، فَرُحْت إِلَى الْمَسْجِد فَقُلْت لِرَجُلٍ: اِقْرَأْهَا، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأ حُرُوفًا مَا أَقْرَؤُهَا، فَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهه وَقَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ الِاخْتِلَاف، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَى عَلِيّ شَيْئًا، فَقَالَ عَلِيّ: إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُركُمْ أَنْ يَقْرَأ كُلّ رَجُل مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ. قَالَ فَانْطَلَقْنَا وَكُلّ رَجُل مِنَّا يَقْرَأ حُرُوفًا لَا يَقْرَؤُهَا صَاحِبه " وَأَصْل هَذَا سَيَأْتِي فِي آخِر حَدِيث فِي كِتَاب فَضَائِل الْقُرْآن. وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُرَاد بِالْأَحْرُفِ السَّبْعَة عَلَى أَقْوَال كَثِيرَة بَلَّغَهَا أَبُو حَاتِم بْن حِبَّان إِلَى خَمْسَة وَثَلَاثِينَ قَوْلًا. وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: أَكْثَرهَا غَيْر مُخْتَار.
قَوْله: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيْ مِنْ الْمُنْزَل. وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى الْحِكْمَة فِي التَّعَدُّد الْمَذْكُور، وَأَنَّهُ لِلتَّيْسِيرِ عَلَى الْقَارِئ، وَهَذَا يُقَوِّي قَوْل مَنْ قَالَ: الْمُرَاد بِالْأَحْرُفِ تَأْدِيَة الْمَعْنَى بِاللَّفْظِ الْمُرَادِف وَلَوْ كَانَ مِنْ لُغَة وَاحِدَة، لِأَنَّ لُغَة هِشَام بِلِسَانِ قُرَيْش وَكَذَلِكَ عُمَر، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ اِخْتَلَفَتْ قِرَاءَتهمَا. نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ اِبْن عَبْد الْبَرّ، وَنُقِلَ عَنْ أَكْثَر أَهْل الْعِلْم أَنَّ هَذَا هُوَ الْمُرَاد بِالْأَحْرُفِ السَّبْعَة. وَذَهَبَ أَبُو عُبَيْد وَآخَرُونَ إِلَى أَنَّ الْمُرَاد، اِخْتِلَاف اللُّغَات، وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن عَطِيَّة، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ لُغَات الْعَرَب أَكْثَر مِنْ سَبْعَة، وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَاد أَفْصَحهَا، فَجَاءَ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْع لُغَات. مِنْهَا خَمْس بِلُغَةِ الْعَجُز مِنْ هَوَازِن قَالَ: وَالْعَجُز سَعْد بْنُ بَكْر وَجُشَم بْنُ بَكْر وَنَصْر بْن مُعَاوِيَة وَثَقِيف، وَهَؤُلَاءِ كُلّهمْ مِنْ هَوَازِن، وَقَالَ لَهُمْ عُلْيَا هَوَازِن، وَلِهَذَا قَالَ أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء: أَفْصَح الْعَرَب عُلْيَا هَوَازِن وَسُفْلَى تَمِيم يَعْنِي بَنِي دَارِم. وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآن بِلُغَةِ الْكَعْبَيْنِ كَعْب قُرَيْش، وَكَعْب خُزَاعَة قِيلَ وَكَيْف ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الدَّار وَاحِدَة يَعْنِي أَنَّ خُزَاعَة كَانُوا جِيرَان قُرَيْش فَسَهُلَتْ عَلَيْهِمْ لُغَتهمْ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ: نَزَلَ بِلُغَةِ قُرَيْش وَهُذَيْل وَتَيْم الرَّبَاب وَالْأَزْد وَرَبِيعَة وَهَوَازِن وَسَعْد بْن بَكْر وَاسْتَنْكَرَهُ اِبْن قُتَيْبَة وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ) فَعَلَى هَذَا فَتَكُون اللُّغَات السَّبْع فِي بُطُون قُرَيْش، وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو عَلِيّ الْأَهْوَازِيّ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: لَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ كُلّ كَلِمَة تُقْرَأ عَلَى سَبْع لُغَات، بَلْ اللُّغَات السَّبْع مُفَرَّقَة فِيهِ، فَبَعْضه بِلُغَةِ قُرَيْش وَبَعْضه بِلُغَةِ هُذَيْل وَبَعْضه بِلُغَةِ هَوَازِن وَبَعْضه بِلُغَةِ الْيَمَن وَغَيْرهمْ. قَالَ: وَبَعْض اللُّغَات أَسْعَد بِهَا مِنْ بَعْض وَأَكْثَر نَصِيبًا وَقِيلَ: نَزَلَ بِلُغَةِ مُضَر خَاصَّة لِقَوْلِ عُمَر نَزَلَ الْقُرْآن بِلُغَةِ مُضَر. وَعَيَّنَ بَعْضهمْ فِيمَا حَكَاهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ السَّبْع مِنْ مُضَر أَنَّهُمْ هُذَيْل وَكِنَانَة وَقَيْس وَضَبَّة وَتَيْم الرَّبَاب وَأَسَد بْن خُزَيْمَةَ وَقُرَيْش فَهَذِهِ قَبَائِل مُضَر تَسْتَوْعِب سَبْع لُغَات. وَنَقَلَ أَبُو شَامَة عَنْ بَعْض الشُّيُوخ أَنَّهُ قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآن أَوَّلًا بِلِسَانِ قُرَيْش وَمَنْ جَاوَرَهُمْ مِنْ الْعَرَب الْفُصَحَاء ثُمَّ أُبِيحَ لِلْعَرَبِ أَنْ يَقْرَءُوهُ بِلُغَاتِهِمْ الَّتِي جَرَتْ عَادَتْهُمْ بِاسْتِعْمَالِهَا عَلَى اِخْتِلَافهمْ فِي الْأَلْفَاظ وَالْإِعْرَاب، وَلَمْ يُكَلَّف أَحَد مِنْهُمْ الِانْتِقَال مِنْ لُغَته إِلَى لُغَة أُخْرَى لِلْمَشَقَّةِ وَلِمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ الْحَمِيَّة وَلِطَلَبِ تَسْهِيل فَهْم الْمُرَاد كُلّ ذَلِكَ مَعَ اِتِّفَاق الْمَعْنَى. وَعَلَى هَذَا يَتَنَزَّل اِخْتِلَافهمْ فِي الْقِرَاءَة كَمَا تَقَدَّمَ، وَتَصْوِيب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلًّا مِنْهُمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْت: وَتَتِمَّة ذَلِكَ أَنْ يُقَال: إِنَّ الْإِبَاحَة الْمَذْكُورَة لَمْ تَقَع بِالتَّشَهِّي، أَيْ إِنَّ كُلّ أَحَد يُغَيِّر الْكَلِمَة بِمُرَادِفِهَا فِي لُغَته، بَلْ الْمُرَاعَى فِي ذَلِكَ السَّمَاع مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُشِير إِلَى ذَلِكَ قَوْل كُلّ مِنْ عُمَر وَهِشَام فِي حَدِيث الْبَاب أَقْرَأَنِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَكِنْ ثَبَتَ عَنْ غَيْر وَاحِد مِنْ الصَّحَابَة أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ بِالْمُرَادِفِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَسْمُوعًا لَهُ، وَمِنْ ثَمَّ أَنْكَرَ عُمَر عَلَى اِبْن مَسْعُود قِرَاءَته " عَتَّى حِين " أَيْ " حَتَّى حِين " وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ الْقُرْآن لَمْ يَنْزِل بِلُغَةِ هُذَيْل فَأَقْرِئْ النَّاس بِلُغَةِ قُرَيْش وَلَا تُقْرِئهُمْ بِلُغَةِ هُذَيْل. وَكَانَ ذَلِكَ قَبْل أَنْ يَجْمَع عُثْمَان النَّاس عَلَى قِرَاءَة وَاحِدَة. قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ بَعْد أَنْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق أَبِي دَاوُدَ بِسَنَدِهِ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون هَذَا مِنْ عُمَر عَلَى سَبِيل الِاخْتِيَار، لَا أَنَّ الَّذِي قَرَأَ بِهِ اِبْن مَسْعُود لَا يَجُوز. قَالَ: وَإِذَا أُبِيحَتْ قِرَاءَته عَلَى سَبْعَة أَوْجُه أُنْزِلَتْ جَازَ الِاخْتِيَار فِيمَا أُنْزِلَ، قَالَ أَبُو شَامَة: وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُرَاد عُمَر ثُمَّ عُثْمَان بِقَوْلِهِمَا " نَزَلَ بِلِسَانِ قُرَيْش " أَنَّ ذَلِكَ كَانَ أَوَّل نُزُوله، ثُمَّ إِنَّ اللَّه تَعَالَى سَهَّلَهُ عَلَى النَّاس فَجَوَّزَ لَهُمْ أَنْ يَقْرَءُوهُ عَلَى لُغَاتهمْ عَلَى أَنْ لَا يَخْرُج ذَلِكَ عَنْ لُغَات الْعَرَب لِكَوْنِهِ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين. فَأَمَّا مَنْ أَرَادَ قِرَاءَته مِنْ غَيْر الْعَرَب فَالِاخْتِيَار لَهُ أَنْ يَقْرَأهُ بِلِسَانِ قُرَيْش لِأَنَّهُ الْأَوْلَى، وَعَلَى هَذَا يُحْمَل مَا كَتَبَ بِهِ عُمَر إِلَى اِبْن مَسْعُود لِأَنَّ جَمِيع اللُّغَات بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ الْعَرَبِيّ مُسْتَوِيَة فِي التَّعْبِير، فَإِذًا لَا بُدّ مِنْ وَاحِدَة، فَلْتَكُنْ بِلُغَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الْعَرَبِيّ الْمَجْبُول عَلَى لُغَته فَلَوْ كُلِّفَ قِرَاءَته بِلُغَةِ قُرَيْش لَعَثَرَ عَلَيْهِ التَّحَوُّل مَعَ إِبَاحَة اللَّه لَهُ أَنْ يَقْرَأهُ بِلُغَتِهِ، وَيُشِير إِلَى هَذَا قَوْله فِي حَدِيث أُبَيٍّ كَمَا تَقَدَّمَ " هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي " وَقَوْله " إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيق ذَلِكَ "، وَكَأَنَّهُ اِنْتَهَى عِنْد السَّبْع لِعِلْمِهِ أَنَّهُ لَا تَحْتَاج لَفْظَة مِنْ أَلْفَاظه إِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ الْعَدَد غَالِبًا، وَلَيْسَ الْمُرَاد كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّ كُلّ لَفْظَة مِنْهُ تُقْرَأ عَلَى سَبْعَة أَوْجُه قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ غَيْر مُمْكِن بَلْ لَا يُوجَد فِي الْقُرْآن كَلِمَة تُقْرَأ عَلَى سَبْعَة أَوْجُه إِلَّا الشَّيْء الْقَلِيل مِثْل " عَبَدَ الطَّاغُوت ". وَقَدْ أَنْكَرَ اِبْن قُتَيْبَة أَنْ يَكُون فِي الْقُرْآن كَلِمَة تُقْرَأ عَلَى سَبْعَة أَوْجُه، وَرَدَّ عَلَيْهِ اِبْن الْأَنْبَارِيّ بِمِثْلِ " عَبَدَ الطَّاغُوت، وَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ، وَجِبْرِيل " وَيَدُلّ عَلَى مَا قَرَّرَهُ أَنَّهُ أُنْزِلَ أَوَّلًا بِلِسَانِ قُرَيْش ثُمَّ سَهَّلَ عَلَى الْأُمَّة أَنْ يَقْرَءُوهُ بِغَيْرِ لِسَان قُرَيْش وَذَلِكَ بَعْد أَنْ كَثُرَ دُخُول الْعَرَب فِي الْإِسْلَام، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ وُرُود التَّخْفِيف بِذَلِكَ كَانَ بَعْد الْهِجْرَة كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيث أُبَيِّ بْن كَعْب " أَنَّ جِبْرِيل لَقِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْد أَضَاة بَنِي غِفَار فَقَالَ: إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تُقْرِئ أُمَّتك الْقُرْآن عَلَى حَرْف، فَقَالَ: أَسْأَل اللَّه مُعَافَاته وَمَغْفِرَته، فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيق ذَلِكَ " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم، وَأَضَاة بَنِي غِفَار هِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَالضَّاد
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُعْجَمَة بِغَيْرِ هَمْز وَآخِره تَاء تَأْنِيث، هُوَ مُسْتَنْقَع الْمَاء كَالْغَدِيرِ، وَجَمْعه أَضًا كَعَصًا، وَقِيلَ بِالْمَدِّ وَالْهَمْز مِثْل إِنَاء، وَهُوَ مَوْضِع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة يُنْسَب إِلَى بَنِي غِفَار بِكَسْرِ الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْفَاء لِأَنَّهُمْ نَزَلُوا عِنْده. وَحَاصِل مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " أَيْ أُنْزِلَ مُوَسَّعًا عَلَى الْقَارِئ أَنْ يَقْرَأهُ عَلَى سَبْعَة أَوْجُه، أَيْ يَقْرَأ بِأَيِّ حَرْف أَرَادَ مِنْهَا عَلَى الْبَدَل مِنْ صَاحِبه، كَأَنَّهُ قَالَ أُنْزِلَ عَلَى هَذَا الشَّرْط أَوْ عَلَى هَذِهِ التَّوْسِعَة وَذَلِكَ لِتَسْهِيلِ قِرَاءَته، إِذْ لَوْ أَخَذُوا بِأَنْ يَقْرَءُوهُ عَلَى حَرْف وَاحِد لَشَقَّ عَلَيْهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ اِبْن قُتَيْبَة فِي أَوَّل " تَفْسِير الْمُشْكِل " لَهُ: كَانَ مِنْ تَيْسِير اللَّه أَنْ أَمَرَ نَبِيّه أَنْ يَقْرَأ كُلّ قَوْم بِلُغَتِهِمْ، فَالْهُذَلِيّ يَقْرَأ عَتَّى حِين يُرِيد " حَتَّى حِين " وَالْأَسَدِيّ يَقْرَأ تِعْلِمُونَ بِكَسْرِ أَوَّله، وَالتَّمِيمِيّ يَهْمِز وَالْقُرَشِيّ لَا يَهْمِز، قَالَ وَلَوْ أَرَادَ كُلّ فَرِيق مِنْهُمْ أَنْ يَزُول عَنْ لُغَته وَمَا جَرَى عَلَيْهِ لِسَانه طِفْلًا وَنَاشِئًا وَكَهْلًا لَشَقَّ عَلَيْهِ غَايَة الْمَشَقَّة، فَيَسَّرَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بِمَنِّهِ، وَلَوْ كَانَ الْمُرَاد أَنَّ كُلّ كَلِمَة مِنْهُ تُقْرَأ عَلَى سَبْعَة أَوْجُه لَقَالَ مَثَلًا أُنْزِلَ سَبْعَة أَحْرُف، وَإِنَّمَا الْمُرَاد أَنْ يَأْتِي فِي الْكَلِمَة وَجْه أَوْ وَجْهَانِ أَوْ ثَلَاثَة أَوْ أَكْثَر إِلَى سَبْعَة. وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: أَنْكَرَ أَكْثَر أَهْل الْعِلْم أَنْ يَكُون مَعْنَى الْأَحْرُف اللُّغَات، لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ اِخْتِلَاف هِشَام وَعُمَر وَلُغَتهمَا وَاحِدَة، قَالُوا: وَإِنَّمَا الْمَعْنَى سَبْعَة أَوْجُه مِنْ الْمَعَانِي الْمُتَّفِقَة بِالْأَلْفَاظِ الْمُخْتَلِفَة، نَحْو أَقْبِلْ وَتَعَالَ وَهَلُمَّ. ثُمَّ سَاقَ الْأَحَادِيث الْمَاضِيَة الدَّالَّة عَلَى ذَلِكَ.
قُلْت: وَيُمْكِن الْجَمْع بَيْن الْقَوْلَيْنِ بِأَنْ يَكُونَ الْمُرَاد بِالْأَحْرُفِ تَغَايُر الْأَلْفَاظ مَعَ اِتِّفَاق الْمَعْنَى مَعَ اِنْحِصَار ذَلِكَ فِي سَبْع لُغَات، لَكِنْ لِاخْتِلَافِ الْقَوْلَيْنِ فَائِدَة أُخْرَى، وَهِيَ مَا نَبَّهَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الدَّانِيّ أَنَّ الْأَحْرُف السَّبْعَة لَيْسَتْ مُتَفَرِّقَة فِي الْقُرْآن كُلّهَا وَلَا مَوْجُودَة فِيهِ فِي خَتْمَة وَاحِدَة، فَإِذَا قَرَأَ الْقَارِئ بِرِوَايَةٍ وَاحِدَة فَإِنَّمَا قَرَأَ بِبَعْضِ الْأَحْرُف السَّبْعَة لَا بِكُلِّهَا، وَهَذَا إِنَّمَا يَتَأَتَّى عَلَى الْقَوْل بِأَنَّ الْمُرَاد بِالْأَحْرُفِ اللُّغَات، وَأَمَّا قَوْل مَنْ يَقُول بِالْقَوْلِ الْآخَر فَيَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي خَتْمَة وَاحِدَة بِلَا رَيْب، بَلْ يُمْكِن عَلَى ذَلِكَ الْقَوْل أَنْ تَصِل الْأَوْجُه السَّبْعَة فِي بَعْض الْقُرْآن كَمَا تَقَدَّمَ.
وَقَدْ حَمَلَ اِبْن قُتَيْبَة وَغَيْره الْعَدَد الْمَذْكُور عَلَى الْوُجُوه الَّتِي يَقَع بِهَا التَّغَايُر فِي سَبْعَة أَشْيَاء:
الْأَوَّل مَا تَتَغَيَّر حَرَكَته وَلَا يَزُول مَعْنَاهُ وَلَا صُورَته، مِثْل (وَلَا يُضَارّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيد) بِنَصْبِ الرَّاء وَرَفْعهَا.
الثَّانِي مَا يَتَغَيَّر بِتَغَيُّرِ الْفِعْل مِثْل " بَعُدَ بَيْن أَسْفَارنَا " وَ " بَاعِدْ بَيْن أَسْفَارنَا " بِصِيغَةِ الطَّلَب وَالْفِعْل الْمَاضِي.
الثَّالِث مَا يَتَغَيَّر بِنَقْطِ بَعْض الْحُرُوف الْمُهْمَلَة مِثْل " ثُمَّ نُنْشِرُهَا بِالرَّاءِ وَالزَّاي ".
الرَّابِع مَا يَتَغَيَّر بِإِبْدَالِ حَرْف قَرِيب مِنْ مَخْرَج الْآخَر مِثْل " طَلْح مَنْضُود " فِي قِرَاءَة عَلِيٍّ وَطَلْع مَنْضُود.
(يُتْبَعُ)
(/)
الْخَامِس مَا يَتَغَيَّر بِالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِير مِثْل " وَجَاءَتْ سَكْرَة الْمَوْت بِالْحَقِّ " فِي قِرَاءَة أَبِي بَكْر الصَّدِيق وَطَلْحَة بْن مُصَرِّف وَزَيْن الْعَابِدِينَ " وَجَاءَتْ سَكْرَة الْحَقّ بِالْمَوْتِ ".
السَّادِس مَا يَتَغَيَّر بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَان كَمَا تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِير عَنْ اِبْنِ مَسْعُود وَأَبِي الدَّرْدَاء " وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَار إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَر وَالْأُنْثَى " هَذَا فِي النُّقْصَان، وَأَمَّا فِي الزِّيَادَة فَكَمَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب " فِي حَدِيث اِبْنِ عَبَّاس " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتك الْأَقْرَبِينَ، وَرَهْطك مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ".
السَّابِع مَا يَتَغَيَّر بِإِبْدَالِ كَلِمَة بِكَلِمَةٍ تَرَادُفهَا مِثْل " الْعِهْن الْمَنْفُوش " فِي قِرَاءَة اِبْنِ مَسْعُود وَسَعِيد بْن جُبَيْر كَالصُّوفِ الْمَنْفُوش، وَهَذَا وَجْه حَسَن لَكِنْ اِسْتَبْعَدَهُ قَاسِمِ بْن ثَابِت فِي " الدَّلَائِل " لِكَوْنِ الرُّخْصَة فِي الْقِرَاءَات إِنَّمَا وَقَعَتْ وَأَكْثَرهمْ يَوْمَئِذٍ لَا يَكْتُب وَلَا يَعْرِف الرَّسْم، وَإِنَّمَا كَانُوا يَعْرِفُونَ الْحُرُوف بِمَخَارِجِهَا. قَالَ: وَأَمَّا مَا وُجِدَ مِنْ الْحُرُوف الْمُتَبَايِنَة الْمَخْرَج الْمُتَّفِقَة الصُّورَة مِثْل " نُنْشِرُهَا وَنُنْشِرُهَا " فَإِنَّ السَّبَب فِي ذَلِكَ تَقَارُب مَعَانِيهَا، وَاتَّفَقَ تَشَابُه صُورَتهَا فِي الْخَطّ.
قُلْت: وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ تَوْهِين مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ اِبْنُ قُتَيْبَة، لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الِانْحِصَار الْمَذْكُور فِي ذَلِكَ وَقَعَ اِتِّفَاقًا، وَإِنَّمَا اِطَّلَعَ عَلَيْهِ بِالِاسْتِقْرَاءِ، وَفِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَة الْبَالِغَة مَا لَا يَخْفَى. وَقَالَ أَبُو الْفَضْل الرَّازِيَُّ: الْكَلَام لَا يَخْرُج عَنْ سَبْعَة أَوْجُهٍ فِي الِاخْتِلَاف: الْأَوَّل اِخْتِلَاف الْأَسْمَاء مِنْ إِفْرَاد وَتَثْنِيَة وَجَمْع أَوْ تَذْكِير وَتَأْنِيث. الثَّانِي اِخْتِلَاف تَصْرِيف الْأَفْعَال مِنْ مَاضٍ وَمُضَارِع وَأَمْر، الثَّالِث وُجُوه الْإِعْرَاب، الرَّابِع النَّقْص وَالزِّيَادَة، الْخَامِس التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير، السَّادِس الْإِبْدَال، السَّابِع اِخْتِلَاف اللُّغَات كَالْفَتْحِ وَالْإِمَالَة وَالتَّرْقِيق وَالتَّفْخِيم وَالْإِدْغَام وَالْإِظْهَار وَنَحْوِ ذَلِكَ.
قُلْت: وَقَدْ أَخَذَ كَلَامِ اِبْنِ قُتَيْبَة وَنَقَّحَهُ. وَذَهَبَ قَوْم إِلَى أَنَّ السَّبْعَة الْأَحْرُف سَبْعَة أَصْنَاف مِنْ الْكَلَام، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ اِبْنِ مَسْعُود عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " كَانَ الْكِتَاب الْأَوَّل يَنْزِل مِنْ بَابِ وَاحِد عَلَى حَرْف وَاحِد، وَنَزَلَ الْقُرْآن مِنْ سَبْعَة أَبْوَاب عَلَى سَبْعَة أَحْرُف: زَاجِر وَآمِر وَحَلَال وَحَرَام وَمُحْكَم وَمُتَشَابِه وَأَمْثَال، فَأَحِلُّوا حَلَاله وَحَرِّمُوا حَرَامه، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ، وَآمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَقُولُوا آمَنَّا بِهِ كُلّ مِنْ عِنْد رَبِّنَا " أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْد وَغَيْره، قَالَ اِبْنِ عَبْد الْبَرّ: هَذَا حَدِيث لَا يَثْبُت، لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَة أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ اِبْنِ مَسْعُود وَلَمْ يَلْقَ اِبْن مَسْعُود، وَقَدْ رَدَّهُ قَوْم مِنْ أَهْل النَّظَر مِنْهُمْ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن أَبِي، عِمْرَان.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْت: وَمِمَّا يُوَضِّح أَنَّ قَوْله زَاجِر وَآمِر إِلَخْ لَيْسَ تَفْسِيرًا لِلْأَحْرُفِ السَّبْعَة مَا وَقَعَ فِي مُسْلِم مِنْ طَرِيق يُونُس عَنْ اِبْنِ شِهَاب عَقِبِ حَدِيث اِبْنِ عَبَّاس الْأَوَّل مِنْ حَدِيثَيْ هَذَا الْبَاب: قَالَ اِبْنُ شِهَاب بَلَغَنِي أَنَّ تِلْكَ الْأَحْرُف السَّبْعَة إِنَّمَا هِيَ فِي الْأَمْر الَّذِي يَكُونُ وَاحِدًا لَا يَخْتَلِف فِي حَلَال وَلَا حَرَام، قَالَ أَبُو شَامَة: وَقَدْ اِخْتَلَفَ السَّلَف فِي الْأَحْرُف السَّبْعَة الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآن هَلْ هِيَ مَجْمُوعَة فِي الْمُصْحَف الَّذِي بِأَيْدِي النَّاس الْيَوْم أَوْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا حَرْف وَاحِد مِنْهَا، مَالَ اِبْنُ الْبَاقِلَّانِيّ إِلَى الْأَوَّل، وَصَرَّحَ الطَّبَرِيُّ وَجَمَاعَة بِالثَّانِي وَهُوَ الْمُعْتَمَد. وَقَدْ أَخْرَجَ اِبْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي " الْمَصَاحِف " عَنْ أَبِي الطَّاهِر بْن أَبِي السَّرْح قَالَ: سَأَلْت اِبْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ اِخْتِلَاف قِرَاءَة الْمَدَنِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ هَلْ هِيَ الْأَحْرُف السَّبْعَة؟ قَالَ: لَا، وَإِنَّمَا الْأَحْرُف السَّبْعَة مِثْل هَلُمَّ وَتَعَالَ وَأَقْبِلْ، أَيّ ذَلِكَ قُلْت أَجْزَأَك. قَالَ وَقَالَ لِي اِبْنُ وَهْب مِثْله. وَالْحَقّ أَنَّ الَّذِي جُمِعَ فِي الْمُصْحَف هُوَ الْمُتَّفَق عَلَى إِنْزَاله الْمَقْطُوع بِهِ الْمَكْتُوب بِأَمْرِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ بَعْض مَا اِخْتَلَفَ فِيهِ الْأَحْرُف السَّبْعَة لَا جَمِيعهَا، كَمَا وَقَعَ فِي الْمُصْحَف الْمَكِّيّ " تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار " فِي آخَرِ بَرَاءَة وَفِي غَيْره بِحَذْفِ " مِنْ " وَكَذَا مَا وَقَعَ مِنْ اِخْتِلَاف مَصَاحِف الْأَمْصَار مِنْ عِدَّة وَاوَات ثَابِتَة بَعْضهَا دُونَ بَعْض، وَعِدَّة هَاءَات وَعِدَّة لَامَات وَنَحْو ذَلِكَ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ نَزَلَ بِالْأَمْرَيْنِ مَعًا، وَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابَتِهِ لِشَخْصَيْنِ أَوْ أَعْلَمَ بِذَلِكَ شَخْصًا وَاحِدًا وَأَمَرَهُ بِإِثْبَاتِهِمَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِنْ الْقِرَاءَات مِمَّا لَا يُوَافِق الرَّسْم فَهُوَ مِمَّا كَانَتْ الْقِرَاءَة جُوِّزَتْ بِهِ تَوْسِعَة عَلَى النَّاس وَتَسْهِيلًا؛ فَلَمَّا آلَ الْحَال إِلَى مَا وَقَعَ مِنْ الِاخْتِلَاف فِي زَمَن عُثْمَان وَكَفَّرَ بَعْضهمْ بَعْضًا اِخْتَارُوا الِاقْتِصَار عَلَى اللَّفْظ الْمَأْذُون فِي كِتَابَته وَتَرَكُوا الْبَاقِي. قَالَ الطَّبَرِيُّ: وَصَارَ مَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ الصَّحَابَة مِنْ الِاقْتِصَار كَمَنْ اِقْتَصَرَ مِمَّا خُيِّرَ فِيهِ عَلَى خَصْلَة وَاحِدَة، لِأَنَّ أَمْرهمْ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْأَوْجُه الْمَذْكُورَة لَمْ يَكُنْ عَلَى سَبِيل الْإِيجَاب بَلْ عَلَى سَبِيل الرُّخْصَة.
قُلْت: وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث الْبَاب " فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " وَقَدْ قَرَّرَ الطَّبَرِيُّ ذَلِكَ تَقْرِيرًا أَطْنَبَ فِيهِ وَوَهَى مَنْ قَالَ بِخِلَافِهِ، وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَة مِنْهُمْ أَبُو الْعَبَّاس بْن عَمَّار فِي " شَرْح الْهِدَايَة " وَقَالَ: أَصَحُّ مَا عَلَيْهِ الْحُذَّاق أَنَّ الَّذِي يَقْرَأ الْآن بَعْض الْحُرُوف السَّبْعَة الْمَأْذُون فِي قِرَاءَتهَا لَا كُلّهَا، وَضَابِطه مَا وَافَقَ رَسْم الْمُصْحَف، فَأَمَّا مَا خَالَفَهُ مِثْل " أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِم الْحَجّ " وَمِثْل " إِذَا جَاءَ فَتْح اللَّه وَالنَّصْر " فَهُوَ مِنْ تِلْكَ الْقِرَاءَات الَّتِي تُرِكَتْ إِنْ صَحَّ السَّنَد بِهَا، وَلَا يَكْفِي صِحَّة سَنَدهَا فِي إِثْبَات كَوْنهَا قُرْآنًا، وَلَا سِيَّمَا وَالْكَثِير مِنْهَا مِمَّا يَحْتَمِل أَنْ يَكُونَ مِنْ التَّأْوِيل الَّذِي قُرِنَ إِلَى التَّنْزِيل فَصَارَ يُظَنّ أَنَّهُ مِنْهُ. وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي " شَرْح السُّنَّة ": الْمُصْحَف الَّذِي اِسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الْأَمْر
(يُتْبَعُ)
(/)
هُوَ آخَرُ الْعَرْضَات عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ عُثْمَان بِنَسْخِهِ فِي الْمَصَاحِف وَجَمَعَ النَّاس عَلَيْهِ، وَأَذْهَبَ مَا سِوَى ذَلِكَ قَطْعًا لِمَادَّةِ الْخِلَاف، فَصَارَ مَا يُخَالِف خَطّ الْمُصْحَف فِي حُكْم الْمَنْسُوخ وَالْمَرْفُوع كَسَائِرِ مَا نُسِخَ وَرُفِعَ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْدُو فِي اللَّفْظ إِلَى مَا هُوَ خَارِجِ عَنْ الرَّسْم وَقَالَ أَبُو شَامَة: ظَنَّ قَوْم أَنَّ الْقِرَاءَات السَّبْع الْمَوْجُودَة الْآن هِيَ الَّتِي أُرِيدَتْ فِي الْحَدِيث وَهُوَ خِلَاف إِجْمَاع أَهْل الْعِلْم قَاطِبَة، وَإِنَّمَا يَظُنّ ذَلِكَ بَعْض أَهْل الْجَهْل. وَقَالَ اِبْنُ عَمَّار أَيْضًا: لَقَدْ فَعَلَ مُسَبِّع هَذِهِ السَّبْعَة مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ، وَأَشْكَلَ الْأَمْر عَلَى الْعَامَّة بِإِيهَامِهِ كُلّ مَنْ قَلَّ نَظَره أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَات هِيَ الْمَذْكُورَة فِي الْخَبَر، وَلَيْتَهُ إِذْ اِقْتَصَرَ نَقَصَ عَنْ السَّبْعَة أَوْ زَادَ لِيُزِيلَ الشُّبْهَة، وَوَقَعَ لَهُ أَيْضًا فِي اِقْتِصَاره عَنْ كُلّ إِمَام عَلَى رَاوِيَيْنِ أَنَّهُ صَارَ مَنْ سَمِعَ قِرَاءَة رَاوٍ ثَالِث غَيْرهمَا أَبْطَلَهَا وَقَدْ تَكُونُ هِيَ أَشْهَر وَأَصَحَّ وَأَظْهَر وَرُبَّمَا بَالَغَ مَنْ لَا يَفْهَم فَخَطَّأَ أَوْ كَفَّرَ. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ: لَيْسَتْ هَذِهِ السَّبْعَة مُتَعَيِّنَة لِلْجَوَازِ حَتَّى لَا يَجُوز غَيْرهَا كَقِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَر وَشَيْبَة وَالْأَعْمَش وَنَحْوهمْ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِثْلهمْ أَوْ فَوْقهمْ. وَكَذَا قَالَ غَيْر وَاحِد مِنْهُمْ مَكِّيّ بْن أَبِي طَالِبِ وَأَبُو الْعَلَاء الْهَمْدَانِيُّ وَغَيْرهمْ مِنْ أَئِمَّة الْقُرَّاء. وَقَالَ أَبُو حَيَّان: لَيْسَ فِي كِتَاب اِبْنِ مُجَاهِد وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ الْقِرَاءَات الْمَشْهُورَة إِلَّا النَّزْر الْيَسِير، فَهَذَا أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء اُشْتُهِرَ عَنْهُ سَبْعَة عَشَر رَاوِيًا، ثُمَّ سَاقَ أَسْمَاءَهُمْ. وَاقْتَصَرَ فِي كِتَاب اِبْنِ مُجَاهِد عَلَى الْيَزِيدِيّ، وَاشْتُهِرَ عَنْ الْيَزِيدِيّ عَشَرَة أَنْفُس فَكَيْف يَقْتَصِر عَلَى السُّوسِيّ وَالدُّورِيّ وَلَيْسَ لَهُمَا مَزِيَّة عَلَى غَيْرهمَا لِأَنَّ الْجَمِيع مُشْتَرِكُونَ فِي الضَّبْط وَالْإِتْقَان وَالِاشْتِرَاك فِي الْأَخْذ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفْ لِهَذَا سَبَبًا إِلَّا مَا قَضَى مِنْ نَقْص الْعِلْم فَاقْتَصَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى السَّبْعَة ثُمَّ اِقْتَصَرَ مَنْ بَعْدهمْ مِنْ السَّبْعَة عَلَى النَّزْر الْيَسِير. وَقَالَ أَبُو شَامَة: لَمْ يُرِدْ اِبْنُ مُجَاهِد مَا نُسِبَ إِلَيْهِ، بَلْ أَخْطَأَ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذَلِكَ، وَقَدْ بَالَغَ أَبُو طَاهِر بْن أَبِي هَاشِم صَاحِبُهُ فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ أَنَّ مُرَاده بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْع الْأَحْرُف السَّبْعَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث، قَالَ اِبْنُ أَبِي هِشَام: إِنَّ السَّبَب فِي اِخْتِلَاف الْقِرَاءَات السَّبْع وَغَيْرهَا أَنَّ الْجِهَات الَّتِي وُجِّهَتْ إِلَيْهَا الْمَصَاحِف كَانَ بِهَا مِنْ الصَّحَابَة مَنْ حَمَلَ عَنْهُ أَهْل تِلْكَ الْجِهَة، وَكَانَتْ الْمَصَاحِف خَالِيَة مِنْ النُّقَط وَالشَّكْل، قَالَ فَثَبَتَ أَهْل كُلّ نَاحِيَة عَلَى مَا كَانُوا تَلَقَّوْهُ سَمَاعًا عَنْ الصَّحَابَة بِشَرْطِ مُوَافَقَة الْخَطّ، وَتَرَكُوا مَا يُخَالِف الْخَطّ، اِمْتِثَالًا لِأَمْرِ عُثْمَان الَّذِي وَافَقَهُ عَلَيْهِ الصَّحَابَة لِمَا رَأَوْا فِي ذَلِكَ مِنْ الِاحْتِيَاط لِلْقُرْآنِ، فَمِنْ ثَمَّ نَشَأَ الِاخْتِلَاف بَيْن قُرَّاء الْأَمْصَار مَعَ كَوْنهمْ مُتَمَسِّكِينَ بِحَرْفٍ وَاحِد مِنْ السَّبْعَة. وَقَالَ مَكِّيّ بْن أَبِي طَالِبٍ: هَذِهِ الْقِرَاءَات الَّتِي يُقْرَأ بِهَا الْيَوْم وَصَحَّتْ رِوَايَاتهَا عَنْ الْأَئِمَّة جُزْء مِنْ الْأَحْرُف السَّبْعَة الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآن. ثُمَّ سَاقَ نَحْو مَا تَقَدَّمَ قَالَ: وَأَمَّا مَنْ ظَنَّ أَنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
قِرَاءَة هَؤُلَاءِ الْقُرَّاء كَنَافِعٍ وَعَاصِم هِيَ الْأَحْرُف السَّبْعَة الَّتِي فِي الْحَدِيث فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا عَظِيمًا، قَالَ: وَيَلْزَم مِنْ هَذَا أَنَّ مَا خَرَجَ عَنْ قِرَاءَة هَؤُلَاءِ السَّبْعَة مِمَّا ثَبَتَ عَنْ الْأَئِمَّة غَيْرهمْ وَوَافَقَ خَطّ الْمُصْحَف أَنْ لَا يَكُونَ قُرْآنًا، وَهَذَا غَلَط عَظِيم، فَإِنَّ الَّذِينَ صَنَّفُوا الْقِرَاءَات مِنْ الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمِينَ - كَأَبِي عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّامٍ، وَأَبِي حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ، وَأَبِي، جَعْفَر الطَّبَرِيِّ، وَإِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، وَالْقَاضِي - قَدْ ذَكَرُوا أَضْعَاف هَؤُلَاءِ قُلْت: اِقْتَصَرَ أَبُو عُبَيْدَة فِي كِتَابه عَلَى خَمْسَة عَشَر رَجُلًا مِنْ كُلّ مِصْر ثَلَاثَة أَنْفُس فَذَكَرَ مِنْ مَكَّة اِبْنَ كَثِير وَابْنَ مُحَيْصِن، وَحُمَيْدًا الْأَعْرَج وَمِنْ أَهْل الْمَدِينَة: أَبَا جَعْفَر وَشَيْبَة وَنَافِعًا وَمِنْ أَهْل الْبَصْرَة، أَبَا عَمْرو، وَعِيسَى بْن عُمَر، وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق، وَمِنْ أَهْل الْكُوفَة: يَحْيَى بْن وَثَّاب، وَعَاصِمًا، وَالْأَعْمَش وَمِنْ أَهْل الشَّام: عَبْد اللَّه بْن عَامِر، وَيَحْيَى بْن الْحَارِث. قَالَ وَذَهَبَ عَنِّي اِسْمُ الثَّالِث وَلَمْ يَذْكُر فِي الْكُوفِيِّينَ حَمْزَة، وَلَا الْكِسَائِيّ بَلْ قَالَ: إِنَّ جُمْهُور أَهْل الْكُوفَة بَعْد الثَّلَاثَة صَارُوا إِلَى قِرَاءَة حَمْزَة وَلَمْ يَجْتَمِع عَلَيْهِ جَمَاعَتهمْ قَالَ: وَأَمَّا الْكِسَائِيّ فَكَانَ يَتَخَيَّر الْقِرَاءَات. فَأَخَذَ مِنْ قِرَاءَة الْكُوفِيِّينَ بَعْضًا وَتَرَكَ بَعْضًا وَقَالَ بَعْد أَنْ سَاقَ أَسْمَاء مَنْ نُقِلَتْ عَنْهُ الْقِرَاءَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ. فَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ يُحْكَى عَنْهُمْ عِظَم الْقِرَاءَة وَإِنْ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِمْ الْفِقْه وَالْحَدِيث، قَالَ: ثُمَّ قَامَ بَعْدهمْ بِالْقِرَاءَاتِ قَوْم لَيْسَتْ لَهُمْ أَسْنَانهمْ وَلَا تَقَدُّمهمْ غَيْر أَنَّهُمْ تَجَرَّدُوا لِلْقِرَاءَةِ وَاشْتَدَّتْ عِنَايَتهمْ بِهَا وَطَلَبهمْ لَهَا حَتَّى صَارُوا بِذَلِكَ أَئِمَّة يَقْتَدِي النَّاس بِهِمْ فِيهَا فَذَكَرَهُمْ، وَذَكَرَ أَبُو حَاتِم زِيَادَة عَلَى عِشْرِينَ رَجُلًا وَلَمْ يَذْكُر فِيهِمْ اِبْنَ عَامِر وَلَا حَمْزَة وَلَا الْكِسَائِيّ، وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ فِي كِتَابه اِثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَجُلًا، قَالَ مَكِّيّ: وَكَانَ النَّاس عَلَى رَأْس الْمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ عَلَى قِرَاءَة أَبِي عَمْرو وَيَعْقُوب، وَبِالْكُوفَةِ عَلَى قِرَاءَة حَمْزَة وَعَاصِم وَبِالشَّامِ عَلَى قِرَاءَة اِبْن عَامِر، وَبِمَكَّة عَلَى قِرَاءَة اِبْنِ كَثِير، وَبِالْمَدِينَةِ عَلَى قِرَاءَة نَافِع، وَاسْتَمَرُّوا عَلَى ذَلِكَ. فَلَمَّا كَانَ عَلَى رَأْس الثَّلَاثمِائَةِ أَثْبَتَ اِبْنُ مُجَاهِد اِسْم الْكِسَائِيّ وَحَذَفَ يَعْقُوب، قَالَ: وَالسَّبَب فِي الِاقْتِصَار عَلَى السَّبْعَة مَعَ أَنَّ فِي أَئِمَّة الْقُرَّاء مَنْ هُوَ أَجَلّ مِنْهُمْ قَدْرًا وَمِثْلهمْ أَكْثَر مِنْ عَدَدهمْ أَنَّ الرُّوَاة عَنْ الْأَئِمَّة كَانُوا كَثِيرًا جِدًّا، فَلَمَّا تَقَاصَرَتْ الْهِمَم اِقْتَصَرُوا - مِمَّا يُوَافِق خَطّ الْمُصْحَف - عَلَى مَا يَسْهُل حِفْظه وَتَنْضَبِط الْقِرَاءَة بِهِ، فَنَظَرُوا إِلَى مَنْ اُشْتُهِرَ بِالثِّقَةِ وَالْأَمَانَة وَطُول الْعُمُر فِي مُلَازَمَة الْقِرَاءَة وَالِاتِّفَاق عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فَأَفْرَدُوا مِنْ كُلّ مِصْر إِمَامًا وَاحِدًا، وَلَمْ يَتْرُكُوا مَعَ ذَلِكَ نَقْل مَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّة غَيْر هَؤُلَاءِ مِنْ الْقِرَاءَات وَلَا الْقِرَاءَة بِهِ كَقِرَاءَةِ يَعْقُوب وَعَاصِم الْجَحْدَرِيِّ وَأَبِي جَعْفَر وَشَيْبَة وَغَيْرهمْ، قَالَ وَمِمَّنْ اِخْتَارَ مِنْ الْقِرَاءَات كَمَا اِخْتَارَ الْكِسَائِيّ أَبُو عُبَيْد وَأَبُو حَاتِم وَالْمُفَضَّل وَأَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيُّ وَغَيْرهمْ وَذَلِكَ وَاضِح فِي تَصَانِيفهمْ فِي ذَلِكَ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ صَنَّفَ اِبْنُ جُبَيْر الْمَكِّيّ وَكَانَ قَبْل اِبْنِ مُجَاهِد كِتَابًا فِي الْقِرَاءَات فَاقْتَصَرَ عَلَى خَمْسَة اِخْتَارَ مِنْ كُلّ مِصْر إِمَامًا، وَإِنَّمَا اِقْتَصَرَ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَصَاحِف الَّتِي أَرْسَلَهَا عُثْمَان كَانَتْ خَمْسَة إِلَى هَذِهِ الْأَمْصَار، وَيُقَال إِنَّهُ وُجِّهَ بِسَبْعَةٍ هَذِهِ الْخَمْسَة وَمُصْحَفًا إِلَى الْيَمَن وَمُصْحَفًا إِلَى الْبَحْرَيْنِ لَكِنْ لَمْ نَسْمَع لِهَذَيْنِ الْمُصْحَفَيْنِ خَبَرًا، وَأَرَادَ اِبْنُ مُجَاهِد وَغَيْره مُرَاعَاة عَدَد الْمَصَاحِف فَاسْتَبْدَلُوا مِنْ غَيْر الْبَحْرَيْنِ وَالْيَمَن قَارِئِينَ يَكْمُل بِهِمَا الْعَدَد فَصَادَفَ ذَلِكَ مُوَافَقَة الْعَدَد الَّذِي وَرَدَ الْخَبَر بِهَا وَهُوَ أَنَّ الْقُرْآن أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَة أَحْرُف، فَوَقَعَ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَعْرِف أَصْل الْمَسْأَلَة وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِطْنَة فَظَنَّ أَنَّ الْمُرَاد بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْع الْأَحْرُف السَّبْعَة، وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ كَثُرَ اِسْتِعْمَالهمْ الْحَرْف فِي مَوْضِع الْقِرَاءَة فَقَالُوا: قَرَأَ بِحَرْفِ نَافِع بِحَرْفِ اِبْنِ كَثِير، فَتَأَكَّدَ الظَّنّ بِذَلِكَ، وَلَيْسَ الْأَمْر كَمَا ظَنَّهُ، وَالْأَصْل الْمُعْتَمَد عَلَيْهِ عِنْد الْأَئِمَّة فِي ذَلِكَ أَنَّهُ الَّذِي يَصِحّ سَنَده فِي السَّمَاع وَيَسْتَقِيم وَجْهه فِي الْعَرَبِيَّة وَيُوَافِق خَطّ الْمُصْحَف، وَرُبَّمَا زَادَ بَعْضهمْ الِاتِّفَاق عَلَيْهِ وَنَعْنِي بِالِاتِّفَاقِ كَمَا قَالَ مَكِّيّ بْن أَبِي طَالِبِ مَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْكُوفَة وَلَا سِيَّمَا إِذَا اِتَّفَقَ نَافِع وَعَاصِم، قَالَ وَرُبَّمَا أَرَادُوا بِالِاتِّفَاقِ مَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْل الْحَرَمَيْنِ، قَالَ: وَأَصَحُّ الْقِرَاءَات سَنَدًا نَافِع وَعَاصِم، وَأَفْصَحهَا أَبُو عَمْرو وَالْكِسَائِيّ، وَقَالَ اِبْنِ السَّمْعَانِيّ فِي " الشَّافِي ": التَّمَسُّك بِقِرَاءَةِ سَبْعَة مِنْ الْقُرَّاء دُونَ غَيْرهمْ لَيْسَ فِيهِ أَثَرٌ وَلَا سُنَّة، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جَمْع بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ فَانْتَشَرَ رَأْيهمْ أَنَّهُ لَا تَجُوز الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ قَالَ: وَقَدْ صَنَّفَ غَيْره فِي السَّبْع أَيْضًا فَذَكَرَ شَيْئًا كَثِيرًا مِنْ الرِّوَايَات عَنْهُمْ غَيْر مَا فِي كِتَابه، فَلَمْ يَقُلْ أَحَد إِنَّهُ لَا تَجُوز الْقِرَاءَة بِذَلِكَ لِخُلُوِّ ذَلِكَ الْمُصْحَف عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو الْفَضْل الرَّازِيَُّ فِي " اللَّوَائِح " بَعْد أَنْ ذَكَرَ الشُّبْهَة الَّتِي مِنْ أَجْلهَا ظَنَّ الْأَغْبِيَاء أَنَّ أَحْرُف الْأَئِمَّة السَّبْعَة هِيَ الْمُشَار إِلَيْهَا فِي الْحَدِيث وَأَنَّ الْأَئِمَّة بَعْد اِبْنِ مُجَاهِد جَعَلُوا الْقِرَاءَات ثَمَانِيَة أَوْ عَشَرَة لِأَجْلِ ذَلِكَ قَالَ: وَاقْتَفَيْت أَثَرهمْ لِأَجْلِ ذَلِكَ وَأَقُول: لَوْ اِخْتَارَ إِمَام مِنْ أَئِمَّة الْقُرَّاء حُرُوفًا وَجَرَّدَ طَرِيقًا فِي الْقِرَاءَة بِشَرْطِ الِاخْتِيَار لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ خَارِجًا عَنْ الْأَحْرُف السَّبْعَة. وَقَالَ الْكَوَاشِيّ: كُلّ مَا صَحَّ سَنَده وَاسْتَقَامَ وَجْهه فِي الْعَرَبِيَّة وَوَافَقَ لَفْظه خَطّ الْمُصْحَف الْإِمَام فَهُوَ مِنْ السَّبْعَة الْمَنْصُوصَة فَعَلَى هَذَا الْأَصْل بُنِيَ قَبُول الْقِرَاءَات عَنْ سَبْعَة كَانُوا أَوْ سَبْعَة آلَافٍ، وَمَتَى فُقِدَ شَرْط مِنْ الثَّلَاثَة فَهُوَ الشَّاذّ قُلْت: وَإِنَّمَا أَوْسَعْت الْقَوْل فِي هَذَا لِمَا تَجَدَّدَ فِي الْأَعْصَار الْمُتَأَخِّرَة مِنْ تَوَهُّم أَنَّ الْقِرَاءَات الْمَشْهُورَة مُنْحَصِرَة فِي مِثْل " التَّيْسِير " وَالشَّاطِبِيَّة، وَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن عَلَى مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ كَأَبِي شَامَة وَأَبِي حَيَّان، وَآخِر مَنْ صَرَّحَ بِذَلِكَ السُّبْكِيُّ فَقَالَ فِي " شَرْح الْمِنْهَاج " عِنْد الْكَلَام عَلَى الْقِرَاءَة بِالشَّاذِّ صَرَّحَ كَثِير مِنْ الْفُقَهَاء بِأَنَّ مَا عَدَا السَّبْعَة شَاذّ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَوَهُّمًا مِنْهُ اِنْحِصَار الْمَشْهُور فِيهَا، وَالْحَقّ أَنَّ الْخَارِج عَنْ السَّبْعَة عَلَى قِسْمَيْنِ: الْأَوَّل مَا يُخَالِف رَسْم الْمُصْحَف فَلَا شَكّ فِي أَنَّهُ لَيْسَ بِقُرْآنٍ، وَالثَّانِي مَا لَا يُخَالِف رَسْم الْمُصْحَف وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ أَيْضًا: الْأَوَّل مَا وَرَدَ مِنْ طَرِيق غَرِيبَة فَهَذَا مُلْحَق بِالْأَوَّلِ، وَالثَّانِي مَا اُشْتُهِرَ عِنْد أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن الْقِرَاءَة بِهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فَهَذَا لَا وَجْه لِلْمَنْعِ مِنْهُ كَقِرَاءَةِ يَعْقُوب وَأَبِي جَعْفَر وَغَيْرهمَا. ثُمَّ نَقَلَ كَلَامَ الْبَغَوِيِّ وَقَالَ: هُوَ أَوْلَى مَنْ يُعْتَمَد عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّهُ فَقِيه مُحَدِّث مُقْرِئ. ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا التَّفْصِيل بِعَيْنِهِ وَارِدٌ فِي الرِّوَايَات عَنْ السَّبْعَة، فَإِنَّ عَنْهُمْ شَيْئًا كَثِيرًا مِنْ الشَّوَاذّ وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَأْتِ إِلَّا مِنْ طَرِيق غَرِيبَة وَإِنْ اِشْتَهَرَتْ الْقِرَاءَة مِنْ ذَلِكَ الْمُنْفَرِد. وَكَذَا قَالَ أَبُو شَامَة. وَنَحْنُ وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ الْقِرَاءَات الصَّحِيحَة إِلَيْهِمْ نُسِبَتْ وَعَنْهُمْ نُقِلَتْ فَلَا يَلْزَم أَنَّ جَمِيع مَا نُقِلَ عَنْهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَة، بَلْ فِيهِ الضَّعِيف لِخُرُوجِهِ عَنْ الْأَرْكَان الثَّلَاثَة: وَلِهَذَا تَرَى كُتُب الْمُصَنِّفِينَ مُخْتَلِفَة فِي ذَلِكَ، فَالِاعْتِمَاد فِي غَيْر ذَلِكَ عَلَى الضَّابِط الْمُتَّفَق عَلَيْهِ.
(فَصْل)
لَمْ أَقِف فِي شَيْء مِنْ طُرُق حَدِيث عُمَر عَلَى تَعْيِين الْأَحْرُف الَّتِي اِخْتَلَفَ فِيهَا عُمَر وَهِشَام مِنْ سُورَة الْفُرْقَان. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضهمْ فِيمَا حَكَاهُ اِبْنُ التِّين أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذِهِ السُّورَة عِنْد الْقُرَّاء خِلَاف فِيمَا يَنْقُص مِنْ خَطِّ الْمُصْحَف سِوَى قَوْله: (وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا) وَقُرِئَ " سُرُجًا " جَمْع سِرَاج، قَالَ: وَبَاقِي مَا فِيهَا مِنْ الْخِلَاف لَا يُخَالِف خَطَّ الْمُصَنِّف.
قُلْت: وَقَدْ تَتَبَّعَ أَبُو عُمَر بْن عَبْد الْبَرّ مَا اِخْتَلَفَ فِيهِ الْقُرَّاء مِنْ ذَلِكَ مِنْ لَدُنْ الصَّحَابَة وَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ هَذِهِ السُّورَة، فَأَوْرَدْته مُلَخَّصًا وَزِدْت عَلَيْهِ قَدْر مَا ذَكَرَهُ وَزِيَادَة عَلَى ذَلِكَ، وَفِيهِ تَعَقُّب عَلَى مَا حَكَاهُ اِبْنِ التِّين فِي سَبْعَة مَوَاضِع أَوْ أَكْثَرَ.
قَوْله: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَان) قَرَأَ أَبُو الْجَوْزَاء وَأَبُو السِّوَار " أَنْزَلَ " بِأَلِفٍ.
قَوْله: (عَلَى عَبْده) قَرَأَ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر وَعَاصِم الْجَحْدَرِيُّ " عَلَى عِبَاده " وَمُعَاذ أَبُو حَلِيمَة وَأَبُو نَهِيك " عَلَى عَبِيده ".
قَوْله: (وَقَالُوا أَسَاطِير الْأَوَّلِينَ اِكْتَتَبَهَا) قَرَأَ طَلْحَة بْن مُصَرِّف وَرُوِيَتْ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ بِضَمِّ الْمُثَنَّاة الْأُولَى وَكَسْر الثَّانِيَة مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وَإِذَا اِبْتَدَأَ ضَمَّ أَوَّله.
قَوْله: (مَلَكَ فَيَكُون) قَرَأَ عَاصِم الْجَحْدَرِيُّ وَأَبُو الْمُتَوَكِّل وَيَحْيَى بْن يَعْمُر " فَيَكُونُ " بِضَمِّ النُّون.
قَوْله: (أَوْ تَكُون لَهُ جَنَّة) قَرَأَ الْأَعْمَش وَأَبُو حُصَيْنٍ " يَكُون " بِالتَّحْتَانِيَّةِ.
قَوْله: (يَأْكُل مِنْهَا) قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سِوَى عَاصِم " نَأْكُل " بِالنُّونِ وَنَقَلَهُ فِي الْكَامِل عَنْ الْقَاسِم وَابْنِ سَعْد وَابْنِ مِقْسَم.
قَوْله: (وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه) قَرَأَ اِبْنِ مَسْعُود وَأَبُو نَهِيك وَعُمَر بْن ذَرّ " وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُوننَا ".
قَوْله: (حِجْرًا مَحْجُورًا) قَرَأَ الْحَسَنُ وَالضَّحَّاك وَقَتَادَةُ وَأَبُو رَجَاء وَالْأَعْمَش " حِجْرًا " بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَهِيَ لُغَة، وَحَكَى أَبُو الْبَقَاء الْفَتْح عَنْ بَعْض الْمِصْرِيِّينَ وَلَمْ أَرَ مَنْ نَقَلَهَا قِرَاءَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَوْله: (لِنُثَبِّت) قَرَأَ اِبْنُ مَسْعُود بِالتَّحْتَانِيَّةِ بَدَل النُّون، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ حُمَيْدٍ بْنِ قَيْس وَأَبِي حُصَيْنٍ وَأَبِي عِمْرَان الْجَوْنِيّ.
قَوْله: (فَدَمَّرْنَاهُمْ) قَرَأَ عَلِيّ وَمَسْلَمَة بْن مُحَارِب " فدمرناهم " بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الرَّاء وَكَسْر النُّون الثَّقِيلَة بَيْنهمَا أَلِف تَثْنِيَة، وَعَنْ عَلِيّ بِغَيْرِ نُون، وَالْخِطَاب لِمُوسَى وَهَارُون.
قَوْله: (أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّه) قَرَأَ اِبْنِ مَسْعُود وَأَبِي بْن كَعْب " اِخْتَارَهُ اللَّه مِنْ بَيْننَا ".
قَوْله: (أَوْ يَعْقِلُونَ) قَرَأَ اِبْنُ مَسْعُود " أَوْ يُبْصِرُونَ ".
قَوْله: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ) قَرَأَ اِبْنُ مَسْعُود " جَعَلَ ".
قَوْله: (الرِّيَاح) قَرَأَ اِبْنُ كَثِير وَابْنُ مُحَيْصِن وَالْحَسَنُ " الرِّيح ".
قَوْله: (لِنُحْيِيَ بِهِ) قَرَأَ اِبْنُ مَسْعُود " لِنَنْشُر بِهِ ".
قَوْله: (مَيْتًا) قَرَأَ أَبُو جَعْفَر بِالتَّشْدِيدِ.
قَوْله: (لِيَذَّكَّرُوا) قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سِوَى عَاصِم بِسُكُونِ الذَّال مُخَفَّفًا.
قَوْله: (سُجَّدًا) قَرَأَ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيُّ " سُجُودًا ".
قَوْله: (وَمُقَامًا) قَرَأَ أَبُو زَيْد بِفَتْحِ الْمِيم.
قَوْله (قَوَامًا) قَرَأَ حَسَّان بْن عَبْد الرَّحْمَن صَاحِبِ عَائِشَة بِكَسْرِ الْقَاف، وَأَبُو حُصَيْنٍ وَعِيسَى بْن عُمَر بِتَشْدِيدِ الْوَاو مَعَ فَتْح الْقَاف.
قَوْله: (يَلْقَ، أَثَامًا) قَرَأَ اِبْنُ مَسْعُود وَأَبُو رَجَاء " يَلْقَى " بِإِشْبَاعِ الْقَاف، وَقَرَأَ عُمَر بْن ذَرّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْح اللَّام وَتَشْدِيد الْقَاف بِغَيْرِ إِشْبَاع.
قَوْله: (يُضَاعَف) قَرَأَ أَبُو بَكْر عَنْ عَاصِم بِرَفْعِ الْفَاء، وَقَرَأَ اِبْنُ كَثِير وَابْنُ عَامِر وَأَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة وَيَعْقُوب يُضَعَّف بِالتَّشْدِيدِ. وَقَرَأَ طَلْحَة بْن سُلَيْمَان بِالنُّونِ، " الْعَذَاب " بِالنَّصْبِ.
قَوْله: (قُرَّة أَعْيُن) قَرَأَ أَبُو الدَّرْدَاء وَابْنُ مَسْعُود وَأَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو الْمُتَوَكِّل وَأَبُو نَهِيك وَحُمَيْد بْن قَيْس وَعُمَر بْن ذَرّ " قُرَّات " بِصِيغَةِ الْجَمْع.
قَوْله: (يُجْزَوْنَ الْغُرْفَة) قَرَأَ اِبْنُ مَسْعُود " يُجْزَوْنَ الْجَنَّة ".
قَوْله: (وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا) قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سِوَى حَفْص وَابْن مَعْدَان بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُون اللَّام، وَكَذَا قَرَأَ النُّمَيْرِيّ عَنْ الْمُفَضَّل.
قَوْله: (فَسَوْفَ يَكُون) قَرَأَ أَبُو السَّمَال وَأَبُو الْمُتَوَكِّل وَعِيسَى بْن عُمَر وَأَبَان بْن تَغْلِب بِالْفَوْقَانِيَّةِ.
قَوْله: (لِزَامًا) قَرَأَ أَبُو السَّمَّال بِفَتْحِ اللَّام أَسْنَدَهُ أَبُو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ عَنْ أَبِي زَيْد عَنْهُ وَنَقَلَهَا الْهُذَلِيّ عَنْ أَبَان بْن تَغْلِب. قَالَ أَبُو عُمَر بْن عَبْد الْبَرّ بَعْد أَنْ أَوْرَدَ بَعْض مَا أَوْرَدْته: هَذَا مَا فِي سُورَة الْفُرْقَان مِنْ الْحُرُوف الَّتِي بِأَيْدِي أَهْل الْعِلْم بِالْقُرْآنِ. وَاَللَّه أَعْلَمْ بِمَا أَنْكَرَ مِنْهَا عُمَر عَلَى هِشَام وَمَا قَرَأَ بِهِ عُمَر، فَقَدْ يُمْكِن أَنْ يَكُونُ هُنَاكَ حُرُوف أُخْرَى لَمْ تَصِل إِلَيَّ، وَلَيْسَ كُلّ مَنْ قَرَأَ بِشَيْءٍ نُقِلَ ذَلِكَ عَنْهُ، وَلَكِنْ إِنْ فَاتَ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ فَهُوَ النَّزْر الْيَسِير. كَذَا قَالَ، وَاَلَّذِي ذَكَرْنَاهُ يَزِيد عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِثْله أَوْ أَكْثَرِ، وَلَكِنَّا لَا نَتَقَلَّد عُهْدَة ذَلِكَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَنَقُول يُحْتَمَل أَنْ تَكُونُ بَقِيَتْ أَشْيَاء لَمْ يُطَّلَع عَلَيْهَا، عَلَى أَنِّي تَرَكْت أَشْيَاء مِمَّا يَتَعَلَّق بِصِفَةِ الْأَدَاء مِنْ الْهَمْز وَالْمَدّ وَالرَّوْم وَالْإِشْمَام وَنَحْو ذَلِكَ. ثُمَّ بَعْد كِتَابَتِي هَذَا وَإِسْمَاعه وَقَفْت عَلَى الْكِتَاب الْكَبِير الْمُسَمَّى " بِالْجَامِعِ الْأَكْبَر وَالْبَحْر الْأَزْخَر " تَأْلِيف شَيْخ شُيُوخنَا أَبِي الْقَاسِم عِيسَى
(يُتْبَعُ)
(/)
بْن عَبْد الْعَزِيز اللَّخْمِيّ الَّذِي ذَكَرَ أَنَّهُ جَمَعَ فِيهِ سَبْعَة آلَاف رِوَايَة مِنْ طَرِيق غَيْر مَا لَا يَلِيق. وَهُوَ فِي نَحْوِ ثَلَاثِينَ مُجَلَّدَة، فَالْتَقَطْت مِنْهُ مَا لَمْ يَتَقَدَّم ذِكْره مِنْ الِاخْتِلَاف فَقَارَبَ قَدْر مَا كُنْت ذَكَرْته أَوَّلًا وَقَدْ أَوْرَدْته عَلَى تَرْتِيب السُّورَة.
قَوْله: (عَلَى الْأَرْض هَوْنًا) قَرَأَ اِبْنُ السُّمَيْفِع بِضَمِّ الْهَاء.
قَوْله: (قَالُوا سَلَامًا) قَرَأَ حَمْزَة بْن عُرْوَة سِلْمًا بِكَسْرِ السِّين وَسُكُون اللَّام.
قَوْله: (بَيْن ذَلِكَ) قَرَأَ جَعْفَر بْن إِلْيَاس بِضَمِّ النُّون وَقَالَ: هُوَ اِسْم كَانَ.
قَوْله: (لَا يَدْعُونَ) قَرَأَ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بِتَشْدِيدِ الدَّال.
قَوْله: (أَثَامًا) قَرَأَ عَبْد اللَّه بْن صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ حَمْزَة " إِثْمًا " بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُون ثَانِيه بِغَيْرِ أَلِف قَبْل الْمِيم، وَرُوِيَ عَنْ اِبْنِ مَسْعُود بِصِيغَةِ الْجَمْع " آثَامًا ".
قَوْله: (لَا يَشْهَدُونَ الزُّور) قَرَأَ أَبُو الْمُظَفَّر بِنُونٍ بَدَل الرَّاء.
قَوْله: (ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ) قَرَأَ تَمِيم بْن زِيَاد بِفَتْحِ الذَّال وَالْكَاف.
قَوْله: (بِآيَاتِ رَبِّهِمْ) قَرَأَ سُلَيْمَان بْن يَزِيد " بِآيَةِ " بِالْإِفْرَادِ.
قَوْله: (الْغُرْفَة) قَرَأَ أَبُو حَامِد " الْغُرُفَات ".
قَوْله (تَحِيَّة) قَرَأَ اِبْنُ عُمَيْر " تَحِيَّات " بِالْجَمْعِ.
قَوْله " وَسَلَامًا " قَرَأَ الْحَارِث " وَسِلْمًا " فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
قَوْله: (مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) قَرَأَ عُمَيْر بْن عِمْرَان " وَمَقَامًا " بِفَتْحِ الْمِيم.
قَوْله: (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) قَرَأَ عَبْد رَبِّهِ بْن سَعِيد بِتَخْفِيفِ الذَّال. فَهَذِهِ سِتَّة وَخَمْسُونَ مَوْضِعًا لَيْسَ فِيهَا مِنْ الْمَشْهُور شَيْء، فَلْيُضَفْ إِلَى مَا ذَكَرْته أَوَّلًا فَتَكُونُ جُمْلَتهَا نَحْوًا مِنْ مِائَة وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا، وَاَللَّه أَعْلَمُ وَاسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) عَلَى جَوَاز الْقِرَاءَة بِكُلِّ مَا ثَبَتَ مِنْ الْقُرْآن بِالشُّرُوطِ الْمُتَقَدِّمَة، وَهِيَ شُرُوط لَا بُدَّ مِنْ اِعْتِبَارهَا، فَمَتَى اِخْتَلَّ شَرْط مِنْهَا لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْقِرَاءَة مُعْتَمَدَة، وَقَدْ قَرَّرَ ذَلِكَ أَبُو شَامَة فِي " الْوَجِيز " تَقْرِيرًا بَلِيغًا وَقَالَ: لَا يُقْطَع بِالْقِرَاءَةِ بِأَنَّهَا مُنَزَّلَة مِنْ عِنْد اللَّه إِلَّا إِذَا اِتَّفَقَتْ الطُّرُق عَنْ ذَلِكَ الْإِمَام الَّذِي قَامَ بِإِمَامَةِ الْمِصْر بِالْقِرَاءَةِ وَأَجْمَعَ أَهْل عَصْره وَمَنْ بَعْدهمْ عَلَى إِمَامَته فِي ذَلِكَ، قَالَ: أَمَّا إِذَا اِخْتَلَفَتْ الطُّرُق عَنْهُ فَلَا، فَلَوْ اِشْتَمَلَتْ الْآيَة الْوَاحِدَة عَلَى قِرَاءَات مُخْتَلِفَة مَعَ وُجُود الشَّرْط الْمَذْكُور جَازَتْ الْقِرَاءَة بِهَا بِشَرْطِ أَنْ لَا يَخْتَلّ الْمَعْنَى وَلَا يَتَغَيَّر الْإِعْرَاب. وَذَكَرَ أَبُو شَامَة فِي " الْوَجِيز " أَنَّ فَتْوَى وَرَدَتْ مِنْ الْعَجَم لِدِمَشْق سَأَلُوا عَنْ قَارِئٍ يَقْرَأ عَشْرًا مِنْ الْقُرْآن فَيَخْلِط الْقِرَاءَات، فَأَجَابَ اِبْنُ الْحَاجِب وَابْنُ الصَّلَاح وَغَيْر وَاحِد مِنْ أَئِمَّة ذَلِكَ الْعَصْر بِالْجَوَازِ بِالشُّرُوطِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا كَمَنْ يَقْرَأ مَثَلًا (فَتَلَقَّى آدَم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات) فَلَا يُقْرَأ لِابْنِ كَثِير بِنَصْبِ آدَم وَلِأَبِي عَمْرو بِنَصْبِ كَلِمَات، وَكَمَنْ يَقْرَأ " نَغْفِر لَكُمْ " بِالنُّونِ " خَطَايَاتُكُمْ " بِالرَّفْعِ، قَالَ أَبُو شَامَة: لَا شَكّ فِي مَنْع مِثْل هَذَا، وَمَا عَدَاهُ فَجَائِز وَاَللَّه أَعْلَمُ. وَقَدْ شَاعَ فِي زَمَاننَا مِنْ طَائِفَة مِنْ الْقُرَّاء إِنْكَار ذَلِكَ حَتَّى صَرَّحَ بَعْضهمْ بِتَحْرِيمِهِ فَظَنَّ كَثِير مِنْ الْفُقَهَاء أَنَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مُعْتَمَدًا فَتَابَعُوهُمْ وَقَالُوا: أَهْل كُلّ فَنٍّ أَدْرَى بِفَنِّهِمْ، وَهَذَا ذُهُول مِمَّنْ قَالَهُ، فَإِنَّ عِلْم الْحَلَال وَالْحَرَام إِنَّمَا يُتَلَقَّى مِنْ الْفُقَهَاء، وَاَلَّذِي مَنَعَ ذَلِكَ مِنْ الْقُرَّاء إِنَّمَا هُوَ مَحْمُول عَلَى مَا إِذَا قَرَأَ بِرِوَايَةٍ خَاصَّة فَإِنَّهُ مَتَى خَلَطَهَا كَانَ كَاذِبًا عَلَى ذَلِكَ الْقَارِئ الْخَاصّ الَّذِي شَرَعَ فِي إِقْرَاء رِوَايَته، فَمَنْ أَقْرَأَ رِوَايَة لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَنْتَقِل عَنْهَا إِلَى رِوَايَة أُخْرَى كَمَا قَالَهُ الشَّيْخ مُحْيِي الدِّين، وَذَلِكَ مِنْ الْأَوْلَوِيَّة لَا عَلَى الْحَتْم، أَمَّا الْمَنْع عَلَى الْإِطْلَاق فَلَا، وَاَللَّه أَعْلَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:08]ـ
فائدة لإثراء الموضوع:
قال أبو محمد ابن حزم: ولقد وقفت على هذا مكي بن أبي طالب المقرئ رحمه الله، فمرة سلك هذه السبيل الفاسدة فلما وقفته على ما فيها رجع، ومرة قال بالحق في ذلك كما تقول، ومرة قال لي: ما كان من الاحرف السبعة موافقا لخط المصحف فهو
باق، وما كان منها مخالفا لخط المصحف فقد رفع، فقلت له: إن البلية التي فررت منها في رفع السبعة الاحرف باقية بحسبها، في إجازتك رفع حركة واحدة من حركات جميع الاحرف السبعة أكثر من ذلك، فمن أين وجب أن يراعى خط المصحف، وليس هو من تعليم رسول الله لانه كاأميا لا يقرأ ولا يكتب واتباع عمل من دونه من غير توقيف منه عليه السلام لا حجة فيه، ولا يجب قبوله، وقد صححت القراءة من طريق أبي عمرو بن العلاء التميمي مسنده إلى رسول الله (ص): * (إن هذان لساحران) * وهو خلاف خط المصحف وما أنكرها مسلم قط فاضطرب وتلجلج.
أما عن مذهب ابن حزم في المسألة فأنقله هنا:
((وأما الاحرف السبعة، فباقية كما كانت إلى يوم القيامة، مثبوتة في القراءات المشهورة من المشرق إلى المغرب، ومن الجنوب إلى الشمال، فما بين ذلك، لانها من الذكر المنزل الذي تكفل الله تعالى بحفظه، وضمان الله تعالى لا يخيس أصلا، وكفالته تعالى لا يمكن أن تضيع.
ومن البرهان على كذب أهل الجهل وأهل الافك على عثمان رضي الله عنه في هذا أنبأناه عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني، نا إبراهيم بن أحمد البلخي، نا الفربري، نا البخاري نا أمية - هو ابن بسطام - نا يزيد بن ربيع عن حبيب بن
الشهيد عن ابن مليكة عن ابن الزبير قال: قلت لعثمان: * (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) * قال قد نسختها الآية الاخرى، فلم تكتبها أو تدعها؟ قال: يا ابن أخي: لا أغير شيئا منه من مكانه.
وبه إلى البخاري، نا موسى بن إسماعيل، نا إبراهيم، حدثنا أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق.
فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الامة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أم المؤمنين، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بهما إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.
وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
فهذان الخبران عن عثمان، إذا جمعا صححا قولنا وهو: أنه لم يحل شيئا من القرآن عن مكانه الذي أنزله الله تعالى عليه، وأنه أحرق ما سوى ذلك مما وهم فيه واهم، أو تعمد تبديله متعمد.
نا عبد الله بن الربيع التميمي، نا عمر بن عبد الملك الخولاني، نا أبو سعيد الاعرابي العزي، نا سليمان بن الاشعث، نا محمد بن المثنى، نا محمد بن جعفر، نا
شعبة عن الحكم عن مجاهد، عن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أن النبي (ص) كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل عليه السلام فقال له: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على حرف.
فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، إن أمتي لا تطيق على ذلك، ثم أتاه
الثانية فذكر نحو هذا حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على سبعة أحرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
وبه إلى سليمان بن الاشعث، نا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله (ص) أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لففته بردائه فجئت به رسول الله (ص) فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله (ص): اقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله (ص): هكذا أنزلت، ثم قال لي: اقرأ فقرأت، فقال: هكذا نزلت، ثم قال (ص): إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه.
قال أبو محمد: فحرام على كل أحد أن يظن أن شيئا أخبر رسول الله (ص) أن أمته لا تطيق ذلك، أتى عثمان فحمل الناس عليه فأطاقوه، ومن أجاز هذا فقد كذب رسول الله (ص) في قوله لله تعالى: إن أمته لا تطيق على ذلك ولم ينكر الله تعالى عليه ذلك، ولا جبريل عليه السلام وقال هؤلاء المجرمون إنهم يطيقون ذلك، وقد أطاقوه فيا لله ويا للمسلمين أليس هذا اعتراضا مجردا على الله عز وجل مع التكذيب لرسوله (ص)؟ فهل الكفر إلا هذا؟ نعوذ بالله العظيم أن يمر بأوهامنا فكيف أن نعتقده.
وأيضا فإن الله تعالى آتانا تلك الاحرف فضيلة لنا، فيقول من لا يحصل ما يقول: إن تلك الفضيلة بطلت فالبلية إذا قد نزلت، حاشا لله من هذا.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 08:36]ـ
الجواب عن هذا الإشكال باختصار:
الأحرف السبعة عبارة عن أوجه نزل بها القرآن لأجل تسهيل القراءة وانتشار القرآن بصورة أوسع بين المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
كتب أبو بكر رضي الله عنه القرآن على ضوء ما أجمع عليه الصحابة من هذه الأوجه وما يوافق العرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام بحضور بعض الصحابة.
وحّد عثمان بن عفان رضي الله عنه القراءة مرة أخرى معتمداً على جمع أبي بكر والعرضة الأخيرة وما وافق لغة قريش من الأوجه حال الاختلاف ووزع المصاحف في الأمصار على اختلاف يسير فيما بينها نظراً لنزول القرآن على سبعة أحرف، وأمر بحرق جميع المصاحف المخالفة لذلك حتى لو كان فيها أوجه صحيحة نزل بها القرآن.
وهكذا كان يقرأ المسلمون من رسم المصاحف التي اعتمدت في زمن عثمان رضي الله عنه .. ومنها المصحف الذي كان في المدينة المنورة ..
تلقى نافع رحمه الله القراءة عن أكثر من 70 من التابعين واختار منها قراءته ..
أجمع القراء والمقرؤون على حسن قراءة نافع وموافقتها لما سمعوه من غيره .. وهكذا جميع القراءات العشر ..
أما بالنسبة للروايات فإنها تخضع أيضاً للاختيار .. حيث يقرئ هذا بما سمعه عن الشيخ فلان .. وهذا بما سمعه عن شيخ آخر ..
فالاختلاف الحاصل بين القراءات الآن في الألفاظ والتشكيل والأحكام التجويدية إنما هو بسبب نزول القرآن على سبعة أحرف .. وقد يكون في القراءة الواحدة أو الرواية الواحدة نماذج من جميع الأحرف السبعة.
ـ[سليمة الجزائرية]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 08:37]ـ
بارك الله فيكم مع أن الصورة لم تتضح بشكل كافي
لأني أريد إجابة مختصرة وفي نفس الوقت مقنعة:)
بانتظار إجابة شافية
ما سبب إختلاف القراءات المتواترة؟
هل كانت المصاحف التي أرسلها عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - متطابقة الكتابة {الرسم؟؟؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 11:43]ـ
الإشكال في الموضوع عندي هو هذا:
إذا كانت الأحرف هي القراءات (من حيث الجملة) فقد استبان معنى الأحرف وأصل القراءات
وإذا لم تكن هناك علاقة فيصعب جداً تفسير الأحرف، كما يصعب جداً تأصيل القراءات.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 07:31]ـ
بارك الله فيكم مع أن الصورة لم تتضح بشكل كافي
لأني أريد إجابة مختصرة وفي نفس الوقت مقنعة:)
بانتظار إجابة شافية
ما سبب إختلاف القراءات المتواترة؟
هل كانت المصاحف التي أرسلها عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - متطابقة الكتابة {الرسم؟؟؟
أختي الكريمة
جواب هذه المسألة باختصار
أنّ الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ليست هذه القراءات السبع
بل الأحرف السبعة نزل بها القرآن على لغات سبع للعرب منها لغة قريش
واللغات الأخرى إختلفوا في تعيينها ولا أهمية لمعرفة تعيينها
وفي عهد عثمان رضي الله عنه رأى الصحابة أنّ الحكمة من هذه الأحرف السبعة
قد تمّت وأنّ بقاءها أصبح يورث خلافا بين القرّاء
فاجتمع الصحابة على الإقتصار على حرف واحد من الأحرف السبعة وهو حرف قريش
لأنهم أفصح العرب والنبي عليه الصلاة والسلام منهم
فهذا إجماع من الصحابة وهو حجة
وأما هذه القراءات السبع أو العشر فهي ألفاظ ولهجات في هذا الحرف الذي
إجتمع الصحابة على إبقائه دون الست التي أحرقوها في عهد عثمان
هذا ما اختاره شيخ الإسلام إبن تيمية
وهو الذي لا ينبغي القول بخلافه
وسبب إختلاف القراءات السبع مع أنها من حرف واحد حرف قريش هو أنّ هذا الحرف نزل هكذا
بهذه الألفاظ وبها أقرأ النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه هذا الحرف
والمصاحف التي أرسلها عثمان كانت على رسم واحد هو رسم مصاحفنا اليوم
والله أعلم(/)
ضبط كلمة في حرز الأماني
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 01:49]ـ
يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله -:
وأخلق به إذ ليس يخلق جدة * * * جديدا مواليه على الجد مقبلا
كلمة ((يخلق)) ضبطها الشيخ محمد تميم الزعبي بفتح الياء، وعلى اللام ضمة وفتحة معًا.
فهي عنده فعل ثلاثي، وعينه مضمومة أو مفتوحة.
وفي طبعات أخرى يكتفون بضم اللام (عين الفعل)، وهكذا قرأها الشيخ مشاري.
وهي بهذا الضبط مقلقة - خصوصا عندي -.
لكني وجدت في طبعة قديمة للشيخ الضباع هكذا:
يُخلِق
فالفعل رباعي.
وبحثت في الشروح، فوجدت في شرح شعلة أنه قدَّم الرباعي أولا، وكذا الشيخ أبو شامة.
فهذا الذي أختاره وأرتضيه في ضبط هذا الكلمة، والله أعلم.
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:00]ـ
أظنها يُخْلَقُ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:10]ـ
يا أخي الكريم.
الواضح لديَّ - من خلال الشروح - أنه فعل رباعي مبني للفاعل.
يُخلِق
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:21]ـ
أرجو المعذرة أنا أجبتك بسرعة فكان يجب علي التفكر قبل الجواب
والله أعلم من حيث النحو لا فرق بين ما كان رباعي أو ثلاثي أي خلق بمعنى وجد , وأخلق بمعنى أوجد ولهذا بعض المشايخ يظمها ويفتحها معا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:26]ـ
بارك الله فيك يا أخي.
نعم، الثلاثي والرباعي بمعنى [واحد].
لكن معناهما: بَلِي
وليس (وجد) كما ذكرت.
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:31]ـ
بارك الله فيك وبك ومعك
أنا قصدت خلق بمعناها العام مثل خلقنا الله من عدم أي أوجدنا ولم أقصد البيت تحديدا وجزيت خيرا على ملاحظتك الدقيقة ويبدو أنك طالب علم متميز.وفقك الله وإياي
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 02:51]ـ
جاء في كتاب "تحفة الأحوذي " للعلامة المباركفوري عند شرحه لهذا الحديث الضعيف:
"عَنْ الْحَارِثِ بن الأعور قَالَ:
مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا
{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}
مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ وَفِي الْحَارِثِ مَقَالٌ"
قال الشيخ المباركفوري:
(وَلَا يَخْلُقُ)
بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ اللَّامِ، وَبِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ مِنْ خَلُقَ الثَّوْبُ إِذَا بَلِيَ، وَكَذَلِكَ أَخْلَقَ ....
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 04:39]ـ
جُزيتَ خيرًا يا أبا العُمرَين.
لكنَّ هذا ما خفي على أخيك، فالوجهانِ جائزانِ لا شكَّ.
لكن الإمام السيوطي - رحمه الله - قال: وفي "أَخلِق" و "يُخلِق" جناس مطابق، وفي "حَبْل" و "حِبْل" جناس محرَّف.
راجع هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59600
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 05:33]ـ
يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله -:
وأخلق به إذ ليس يخلق جدة * * * جديدا مواليه على الجد مقبلا
كلمة ((يخلق)) ضبطها الشيخ محمد تميم الزعبي بفتح الياء، وعلى اللام ضمة وفتحة معًا.
فهي عنده فعل ثلاثي، وعينه مضمومة أو مفتوحة.
وفي طبعات أخرى يكتفون بضم اللام (عين الفعل)، وهكذا قرأها الشيخ مشاري.
وهي بهذا الضبط مقلقة - خصوصا عندي -.
لكني وجدت في طبعة قديمة للشيخ الضباع هكذا:
يُخلِق
فالفعل رباعي.
وبحثت في الشروح، فوجدت في شرح شعلة أنه قدَّم الرباعي أولا، وكذا الشيخ أبو شامة.
فهذا الذي أختاره وأرتضيه في ضبط هذا الكلمة، والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن جبارة المقدسي (ت 728هـ):
" ويُروى (يُخْلِقُ) بضم الياء وكسر اللام, مضارع أَخْلَقَ, وبفتح الياء وضم اللام, مضارع خَلَقَ, وهما لغتان بمعنى واحد, يقال: أخْلَقَ الثوب وخَلَقَ إذا بلي ".
(المفيد في شرح القصيد, 1/ 118).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد محمد محمد الشويمي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 11:22]ـ
قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في شرحه على الشاطبية (الوافي) ويخلق بفتح الياء وضم اللام بمعنى يبلى.
وهذا الراجح والله أعلم بعد المقارنة ببعض الشروح الأخرى.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 09:49]ـ
قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في شرحه على الشاطبية (الوافي) ويخلق بفتح الياء وضم اللام بمعنى يبلى.
وهذا الراجح والله أعلم بعد المقارنة ببعض الشروح الأخرى.
لا يا أخي الكريم ....
بل هذا الذي ينبغي أن يكون ثانيا لا مُقدَّمًا كما هو في شروح المتقدمين، وفيما سبق وذكرته، وما ذكره الشيخ محمد أحمد الأهدل كفاية، فلا تستخف به .. رعاك الله.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 06:50]ـ
لا يا أخي الكريم ....
بل هذا الذي ينبغي أن يكون ثانيا لا مُقدَّمًا كما هو في شروح المتقدمين، وفيما سبق وذكرته، وما ذكره الشيخ محمد أحمد الأهدل كفاية، فلا تستخف به .. رعاك الله.
في رأيي أن تقديم وجه على وجه في مثل هذه المسألة ينبغي أن يكون مبنياً على كلام أهل اللغة، فما دام أن علماء اللغة وكذلك شراح الشاطبية لم ينصوا على تقديم ضبط على آخر، فنحن كذلك لا يسعنا إلا أن نصنع مثلهم.
وأما تقديم وجه في الذكر فهو ليس صريحاً في تقديمه من حيث اللغة بحيث يكون المذكور أولاً أولى من الآخر، وخاصة إن علم أن العلماء بينهم اختلاف في تقديم ذكر أحد الوجهين على الآخر.
فإذا كان شعلة والفاسي مثلاً قدما ذكر الصيغة الرباعية، فإن الجعبري واالسنباطي مثلاً قدما ذكر الصيغة الثلاثية، وعامة أهل اللغة من أصحاب المعاجم يقدمون في الذكر الفعل الثلاثي ثم يردفونه بذكر الرباعي.
فالمسألة سهلة، وكلا الضبطين صحيح، وأرى أنه لا يقدم أحدهما على الآخر إلا بأحد أمرين: إما بنص من علماء اللغة، أو بنص من الشراح بما يفيد أن الضبط الذي أراده الناظم هو كذا، والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 09:41]ـ
الأخ أبا عبد الله المليباري
جزاك الله خيرًا على المرور.
قولكم:
في رأيي أن تقديم وجه على وجه في مثل هذه المسألة ينبغي أن يكون مبنياً على كلام أهل اللغة
ــ
أقول: يبدو أن أكثر الأفاضل هنا لم ينظر جيِّدًا إلى نص الإمام السيوطي .... وهو إمام في اللغة بلا منازع، وفي الحديث ... وشارح للشاطبية.
والذي ذكرته عنه أعده نصا صريحًا في ضبط الكلمة من الرباعي.
وكذلك الإمام السخاوي تلميذ الشاطبي لم يذكر في شرحه الذي اطلعت عليه إلا الرباعي ...
والرجاء مطالعة ما في الرابط الذي أشرت إليه قبلُ، وهو:
متن الشاطبية (هنا كل ما يتعلق بتقويم النظم المبارك) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59600)
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 05:15]ـ
أقول: يبدو أن أكثر الأفاضل هنا لم ينظر جيِّدًا إلى نص الإمام السيوطي .... وهو إمام في اللغة بلا منازع، وفي الحديث ... وشارح للشاطبية.
الأخ الفاضل القارئ المليجي:
الإمام السيوطي لم يكن بصدد المقارنة بين الضبطين حتى يقال إنه قدم الرباعي على الثلاثي، بل هو بصدد ذكر الفائدة البلاغية في كلام الشاطبي.
ثم إن السيوطي لم يتلق المتن ولا علم القراءات عن علمائها وإنما درسها من خلال الكتب، ولذا أرى أنه لا يعتمد على شرحه في حل ألفاظ القصيدة كمرجع أساس.
والصحيح الذي توصلت إليه: أن الكلمة فيها ضبطان (يَخلُق) و (يُخلِق) وكلاهما صحيح، وهما لغتان بمعنى واحد كما أفاد الفاسي وابن جبارة.
ولا أعرف أحداً من الشراح رجح ضبطاً معيناً، ولكن يذكر بعضهم أولاً الصيغة الثلاثية وبعضهم يذكر الصيغة الرباعية، وليس في ذلك دلالة واضحة على الترجيح، فإذا كان شعلة والفاسي وأبو شامة ذكروا أولاً الفعل الرباعي، فإننا نجد في المقابل الجعبري والسنباطي وملا علي القاري قدموا في الذكر الفعل الثلاثي.
وكذلك الإمام السخاوي تلميذ الشاطبي لم يذكر في شرحه الذي اطلعت عليه إلا الرباعي
هذا ليس صحيحاً، فالسخاوي ذكر الرباعي والثلاثي معاً فقال رحمه الله (1/ 74) تحقيق د. مولاي: (ويقال: أخلق الشيء يُخلق، وخلق يَخلق إذا بلي).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالخلاصة يا أخي الكريم: أن العلماء لم يقدموا وجهاً على وجه، بل هما لغتان بمعنى واحد، وقد اقتصر على الفعل الثلاثي بعض العلماء، منهم الشيخ القاضي في الوافي، وكذلك د. أيمن سويد في تحقيقه للشاطبية، والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 09:10]ـ
الأخ الفاضل المليباري
مرحبًا بك وأهلا، وكلَّ عام أنت بخير.
لم أطَّلع على مشاركتك القيمة إلا مؤخَّرًا، فاعذرني على تأخير الرَّد.
قولكم:
الإمام السيوطي لم يكن بصدد المقارنة بين الضبطين حتى يقال إنه قدم الرباعي على الثلاثي، بل هو بصدد ذكر الفائدة البلاغية في كلام الشاطبي.
ثم إن السيوطي لم يتلق المتن ولا علم القراءات عن علمائها وإنما درسها من خلال الكتب، ولذا أرى أنه لا يعتمد على شرحه في حل ألفاظ القصيدة كمرجع أساس.
أقول: الإمام السيوطي - رحمه الله - قال كلاما محدَّدًا مفاده أن قراءته للكلمة (يُخلِق) رباعيًّا.
وهذا هو المأخوذ من قوله: وفي "أَخلِق" و "يُخلِق" جناس مطابق، وفي "حَبْل" و "حِبْل" جناس محرَّف.
أما إن السيوطي لم يتلق المتن ولا علم القراءات عن علمائها وإنما درسها من خلال الكتب، ولذا أرى أنه لا يعتمد على شرحه في حل ألفاظ القصيدة ... فهذا ما كان ينبغي أن نتعرض له في هذا السياق؛ أولا: نحن نتكلم في ضبط كلمة واحدة من مقدمة أبيات الشاطبية، ولا تعلُّق لها بدقائق علم القراءات، وثانيًا: الرَّجل تصدَّى لشرح الشاطبية كاملة، وذكر في أول شرحه "أخبرنا شيخنا ... علم الدين ... البلقيني، وأم الفضل بنت أبي الفضل محمد ... إجازة منهما" فهل تظنه لم يتوفر على الرجوع في شرحه إلى ما يمكنه من كلام العلماء، وهو مع هذا لغوي قدير على ضبط مثل هذا.
والصحيح الذي توصلت إليه: أن الكلمة فيها ضبطان (يَخلُق) و (يُخلِق) وكلاهما صحيح، وهما لغتان بمعنى واحد كما أفاد الفاسي وابن جبارة.
نحن متفقان وجميع مَن كتب في هذه الصفحة في هذا .... الضبطان كلاهما صحيح، وهما بمعنًى، مع التحفظ على كلمة "لغتان" فإنها تقال في غير هذا.
ولا أعرف أحداً من الشراح رجح ضبطاً معيناً، ولكن يذكر بعضهم أولاً الصيغة الثلاثية وبعضهم يذكر الصيغة الرباعية، وليس في ذلك دلالة واضحة على الترجيح، فإذا كان شعلة والفاسي وأبو شامة ذكروا أولاً الفعل الرباعي، فإننا نجد في المقابل الجعبري والسنباطي وملا علي القاري قدموا في الذكر الفعل الثلاثي.
أقول: ليس هناك إشكال في تقديم الثلاثي؛ إذ هو الأصل؛ لأنه مجرَّد والرباعي هو الثلاثي زِيدَ فيه همزة الإفعال، فلا دلالة في تقديم الثلاثي مع ذكر الرباعي.
إنما الدلالة في تقديم الرباعي مع وجود الثلاثي.
وأرجو أن ينشرح الصدر لمثل هذا ولا يُعدّ من القول المستثقل.
وأما تعليقكم على ما نقلته عن الإمام السخاوي:
هذا ليس صحيحاً، فالسخاوي ذكر الرباعي والثلاثي معاً فقال رحمه الله (1/ 74) تحقيق د. مولاي: (ويقال: أخلق الشيء يُخلق، وخلق يَخلق إذا بلي).
فأرجو أن يكون ما نقلتموه أنتم هو الصواب، لكن هذا ما لديَّ، وهو تحقيق د. أحمد عدنان بن ياسين سعيد الزعبي، وقد نقلت نص الإمام السخاوي في الرابط الذي أشرتُ إليه ... قال: [أي: فجاهد به حِبْل العدا وما أوْلاه، كما تقول: اجعل زيدًا لمهمَّاتك وما أخلقه.
وللتعجُّب لفظان: أَفْعِلْ به، وما أفعله، فلفظه في أحدِهما لفظ الأمر، والفرق بينه وبين الأمْر لزوم الباء له في كلّ أحواله، وبقاء لفظه على حاله والمخاطَب جمع ومؤنث، فهو إذًا خبرٌ بلفظ الأمر، وجاز ذلك كما جاء [لعلها: جاز] الدعاء بلفظ الخبر، وقد قيل في الفرق بينه وبين "ما أفعل" أنَّه تعجَّب هاهنا ودعا غيرَه إلى التعجُّب، وثَمَّ تعجّب فقط.
((إذ ليس يخلق جدَّة)).
أي: لا تبلى جِدَّته كما جاء في الحديث.
ويقال: أخْلَقَ الشَّيء يُخلِقُ إذا بَلِي، وما لا تبْلى جدَّته خليق أن يُجعل عدَّةً في مجاهدة العدا.
و ((جديدًا)) فعيل من الجدّ]
والله - عزَّ وجلَّ - أعلى وأعلم، وله الحمد في الأولى والآخرة.
ـ[أبو تميم الأهدل]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 12:08]ـ
وثَلَّثْتُ أَنَّ الحَمْدَ لله دَائِمًا ... ................... .
قال ابن جبارة المقدسي ـ رحمه الله ـ (المفيد في شرح القصيد 1/ 111ـ112):
"ويجوز فتح إنَّ في البيت وكسرها، وكلاهما مَرْوِيٌّ،
فالكسر على تقدير: فقلت: إنَّ الحمد لله ...
وفَتح أنَّ على تقدير حرف الجر، أي: بأنَّ الحمد لله". اهـ باختصار.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 11:42]ـ
أشكر الشيخ أبا تميم الأهدل على المبادرة بتوسيع دائرة الموضوع، وأوافقه على ذلك.
وَإِضْجَاعُ رَا كُلِّ الفَوَاتِحِ ذِكْرُهُ /// /// /// حِمًى غَيْرَ حَفْصٍ طَا وَيَا صُحْبَةٌ وَلا
قال الإمام أبو شامة:
و (وِلا) في آخر البيت بكسْر الواو في شرح الشيخ [أي السخاوي] ورأيتُه في بعض النسخ من القصيدة بفتْحها، وهو أحسن؛ لأنَّ قبله: (وبنيانه وِلا) بالكسر وهو قريبٌ منْه.
فالكسر بمعنى متابعةً أي: أمال صحبة "طا" و "يا" متابعةً للنَّقل، فهو مفعول من أجله.
والفتح على تقدير "ذا وَلا" أي نصْر للإمالة ومحبَّةٍ لها، فهو حال من صحبة، أي أمالوهما ذوي وَلا.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 12:17]ـ
وَمَعْ رَسْمِهِ زَجَّ القَلُوصَ أَبِي مَزَا /// /// /// دَةَ الأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَ مُجْمِلا
وقول الناظم - رحمه الله -: "أبي مزادة الأخفش" بفتح الهاء من "مزادة"، أراد أن يأتي بلفظ الشاعر فأبقى الهاء ساكنة، فلقيها سكون اللام في الأخفش فلزم تحريكُها، ففتَحَها على حدِّ قوله سبحانه: (الم الله) في أول آل عمران.
ولو أبدل الهاء تاءً على الأصل وفتحَها لكان له وجه؛ لأنَّه واصلٌ، وشاعرها أبدلها هاءً للوقف، ولكن كان يفوت لفظ الحكاية.
وكان بعض الشيوخ يُجيزون قراءتَه بالتاء، ولم نسمعْه من الشيخ أبي الحسن - رحمه الله - إلا بالهاء.
واتَّفق أني رأيت الشَّيخ الشاطبي - رحمه الله - في المنام وسألته عنْه: أهو بالتاء أو بالهاء، فقال بالهاء،، والله أعلم.
فعلى رأي أبي شامة يكون الصواب:
وَمَعْ رَسْمِهِ زَجَّ القَلُوصَ أَبِي مَزَا /// /// /// دَهَ الأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَ مُجْمِلا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 03:47]ـ
قال الإمام:
وَلا يَمْنَعُ الإِدْغامُ إِذْ هُوَ عَارِضٌ * * * إِمَالَةَ كَالأَبْرَارِ وَالنَّارِ أُثْقِلا
قال الإمام أبو شامة:
و (إمالةَ) مفعولُ (يمنعُ)، وسقط التنوينُ منه لإضافتِه إلى (كالأبرار)، وهو مُشكِلٌ؛ فإنّه ليس في القرآن (كالأبرار) بالكاف، فالوجه أن يقال هو مضاف إلى الكاف وحدَها، وهي هنا اسم بمعنى "مثل" كقول الراجز: يضحكن عن كالبرد المثهم
أي: "إمالةَ مثلِ الأبرارِ".
ويجوز أن تكون الكاف ضميرَ المخاطَب و "الأبرارَ" مفعولُ إمالةَ؛ أي: "إمالتَكَ الأبرارَ" فهو مثل قوله: وإِضجاعُك التَّوراةَ ...
والناظم - رحمه الله - كان ضريرًا فأمْلى هذا اللَّفظ، فسبق إلى ذِهن الكاتب السَّامع منه أنَّها كاف التشبيه، فكتبها متَّصلة بالأبرار،، والله أعلم.
فيكون البيت على هذا الاحتمال:
وَلا يَمْنَعُ الإِدْغامُ إِذْ هُوَ عَارِضٌ * * * إِمَالَتَكَ "الأَبْرَار" وَالنَّارِ أُثْقِلا
وتكون الأبرار محتملة للجر على الحكاية أو النصب مفعول إمالتك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 03:51]ـ
قال الإمام:
فَمَا ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ * * * أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلا
قال الإمام أبو شامة:
والأهلُ اسم جمعٍ كالرهط والركب، وقد جُمع في الحديث جمعَ السَّلامة، ومثله في القرآن العزيز: (شغلتْنا أموالنا وأهلونا)، (إلى أهليهم أبدًا)، فيجوز أن يكون في بيت الشاطبي - رحمه الله تعالى - أيضا مجموعًا وسقطت النون للإضافة، والواو لالتقاء الساكنين، واللفظ بالمفرد والجمع في مثل هذا واحد وإنما يفترقان في الخط، فتُزاد واو في الجمع.
والمصنف لم يكتب ما نظمه لأنَّه كان ضريرًا وإنما أملاه، ولا يظهر في اللفظ جمعٌ فكتبه السامع مفردًا.
فيكتب البيت على هذا الاحتمال:
فَمَا ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ * * * أُولئِكَ أَهْلُو اللهِ والصَّفَوَةُ المَلا(/)
دعوة لحضور محاضرة (الإعجاز البلاغي في القراءات)
ـ[عبد الرحمن أبو المثنى]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 07:19]ـ
الإخوة الأفاضل ..
أزف إليكم بشرى افتتاح الغرفة الصوتية (مقرأة أهل القراءات) التابعة لملتقى أهل القراءات
وبإذن الله ستكون أول المحاضرات يوم الأحد18/ 3/1430هـ
في تمام الساعة: السابعة مساء ..
وهي بعنوان ((الإعجاز البلاغي في القراءات))
يلقيها فضيلة الدكتور: محمود شمس.
رابط الغرفة:
ببرنامج الجافا
http://alq10com.s.roomsserver.net/
من غير جافا
http://alq10com.s.roomsserver.net/?j=0
الدخول يكون بأيّ اسم
وبدون كلمة مرور
وفق الله الجميع(/)
من الآيات القرآنية ما لها أكثر من سبب
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 04:09]ـ
من الآيات القرآنية ما لها أكثر من سبب واحد في نزولها لكنها كتبت مرة واحدة كآية الحجاب مثلا
و منها ما كتب أكثر من مرة
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تُنَزَّلَ عَلَيْهِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) "
فيه دليل على أن البسملة نزلت 114 مع إدخال سورة التوبة.
وهناك آيات كثيرة كررت في القرآن تعد كذلك في ما نزل أكثر من مرة و أكثر من سبب.
و من أمثلتها كذلك/
"سبح لله ما في السماوات و ما في الأرض و هو العزيز الحكيم" في سورة الحشر (1) و سورة الصف (1)
"تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم" سورة الجاثية (2) و سورة الأحقاف (2)
"و الكتاب المبين" سورة الزخرف (2) و الدخان (2)
"فسبح باسم ربك العظيم" سورة الوقعة (74) و (96) و سورة الحاقة (52)(/)
برنامج نافع لتحفيظ القران
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الرابط
http://www.quran.almksb.com/?quran_%C7%E1%E3%CD%DD%D9,26
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 02:09]ـ
عليك السلام ورحمة الله وركاته
جميل ونافع باذن الله .. جزاك الله خيرا(/)
حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:38]ـ
((حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال)) لفضيلة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله تعالى -:
رقم الفتوى: 1543
عنوان الفتوى: استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال.
نص السؤال: نسمع كثيرًا من الإخوان يستخدمون الآيات القرآنية لضرب أمثلة كقوله تعالى: (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) [الغاشية: 7] وقوله: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) [طه: 55] فهل هذا جائز أم لا؟ وإذا كان جائزًا ففي أي الحالات يمكن ذكرها وترديدها جزاكم الله خيرًا؟
نص الإجابة: لا بأس بالتمثل بالقرآن الكريم إذا كان لغرض صحيح كأن يقول: (هذا الشيء لا يسمن ولا يغني من جوع) أو يقول: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) [طه: 55] إذا أراد التذكير بحالة الإنسان مع الأرض وأنه خلق منها ويعود إليها بعد الموت ثم يبعثه الله منها، فالتمثل بالقرآن الكريم إذا لم يكن على وجه السخرية والاستهزاء لا بأس به، أما إذا كان على وجه السخرية والاستهزاء فهذا يعتبر ردة عن الإسلام؛ لأن من استهزأ بالقرآن الكريم أو بشيء من ذكر الله - عز وجل - وهزل بشيء من ذلك فإنه يرتد عن دين الإسلام كما قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65 - 66] فيجب تعظيم القرآن واحترامه.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=1543
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 12:41]ـ
(حكم ضرب الأمثال بالقرآن):
وسئل الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله - عن حكم ذلك:
السؤال: بالنسبة لضرب الأمثال بالقرآن, مثلاً: يقول أحدهم لرجل احتال عليه: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:30] أو يقول: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142]؟
الجواب: ((إذا صح أن تنطبق الآية على هذا المعنى فلا بأس, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استشهد بالقرآن حينما خرج الحسن و الحسين يعثران في ثيابهما ثم نزل من المنبر, وأخذهما وجعلهما بين يديه, ثم قال: (صدق الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن:15]). لكن المهم أن تنطبق, أما أن تقول لرجل: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142] وهو مؤمن، فهذا لا يجوز, لأن هذه الآية في المنافقين)) انتهى.
المصدر: سلسلة (لقاء الباب المفتوح) شريط 111، الأسئلة.
منقول من موقع إسلام ويب (تسجيلات الشبكة الإسلامية) ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2009, مساء 09:48]ـ
ومن عنده علم في كلام أهل العلم بخصوص هذه المسألة فلا يبخل علينا ..
بوركتم أينما كنتم ..
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 08:20]ـ
احد الاخوه من طلبه شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى
سافر عن الشيخ مكان بعيدا وطال سفره
ولما قدم الى شيخنا وسلم عليه قال شيخنا رحمه له (هذه بضاعتنا ردة الينا)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 08:24]ـ
مفيد ما ذكرته ..
جزاك الله خيرا ..
ورحم شيخك برحمته الواسعة، آمين ..
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 09:24]ـ
جاء في شرح قو له صلى الله عليه وآله وسلم: (خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُنذَرين ... الحديث) رواه البخاري.
قال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله: (وفيه جواز الإستشهاد بالقرآن في الأمور المححقة، ويُكره ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات، ولغو الحديث، تعظيماً لكتاب الله تعالى) إهـ عمدة القارئ شرح صحيح البخاري (5/ 116).
قلت: وقد يصل الأمر إلى الردة إذا كان بقصد السخرية والإستهزاء بكلام الله عزوجل، كما ذكر ذلك الفقيه ابن حجر الهيتمي في كتابه (الإعلام بقواطع الإسلام) والملا علي القارئ في كتابه (منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر).
والله أعلم وأحكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Apr-2009, مساء 03:16]ـ
ذكرت في مشاركتي السابقة أن استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال قد يصل إلى الردة والخروج من الإسلام إذا كان بقصد السخرية والإستهزاء، وهذ ه بعض أقوال العلماء في ذلك:
جاء في الفتاوى الظهيرية: (من قرأ آية من القرآن على وجه الهزل كفر ... قال الملا علي القاري رحمه الله تعليقاً: لأنه تعالى قال: " إنه لقول فصل وما هو بالهزل "، وفي الفتاوى البزارية: إدخال القرآن في المزاح والدعابة كفر، لأنه استخفاف به) إهـ شرح الفقه الأكبر (168).
ونقل الملا علي القارى - رحمه الله تعالى - جملة مما كفّر به الحنفية من تلاعب بآيات الله واستخف بها فقال: " وفي فوز النجاة: من قال لأخر: اجعل بيته مثل: " والسماء والطارق " يكفر لأنه يلعب بالقرآن، وفي الظهيرة لو قال: فلان أقصر من " إنا أعطيناك الكوثر " كفر أي لاستهزائه به، وفي المحيط: من قال لمن يقرأ القرآن ولا يتذكر كلمة: " والتفت الساق بالساق " أو ملأ قدحاً وجاء به وقال: " وكأساً دهاقاً " أو قال: " فكانت سراباً " بطريق المزاح، أو قال عند الكيل أو الوزن: " وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " يريد به المزاح فهذا كله كفر، أي لأن المزاح بالقرآن كفر كما سبق، وفي الخلاصة: من قرأ القرآن على ضرب الدف والقضيب يكفر) إهـ شرح الفقه الأكبر (168).
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Apr-2009, صباحاً 12:46]ـ
نقولات مُباركة مُشرقة ..
نفع الله بك، وجزاك خير الجزاء، آمين ..
قال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله: (وفيه جواز الإستشهاد بالقرآن في الأمور المححقة، ويُكره ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات، ولغو الحديث، تعظيماً لكتاب الله تعالى) إهـ عمدة القارئ شرح صحيح البخاري (5/ 116).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Apr-2009, صباحاً 08:24]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14061
المشاركة الـ4 وما بعدها، (22، 26، 27).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Apr-2009, مساء 02:44]ـ
سأنقل المشاركات إلى هنا، بوضع روابطها ..
وبارك الله في الأخ الكريم: (عدنان البخاري) ..
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=102505&postcount=22
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=103103&postcount=26
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=103108&postcount=27
وافر الشكر والامتنان ..(/)
سلسلة شرف حملة القرآن: الخطبة الثالثة مع مقطع منها " عار عليك: للشيخ رسلان
ـ[مصطفى بن حسين السلفي]ــــــــ[03 - Apr-2009, صباحاً 11:42]ـ
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/0148.gif
يسر اخوانكم فى منتديات
أنصار الدعوة السلفية
ان يقدموا لكم
" سلسلة شرف حملة القرآن"
الخطبة الثالثة
التمسك بالكتاب
لفضيلة الشيخ
أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان
حفظه الله
سائلين الله عز و جل أن يبارك في شيخنا و يجزيه عنا خيرا
http://save.muslmh.com/09/fasl8.gif
وهذا مقطع " عار عليك " من الخطبة 3 دقائق
رابط wmv (http://ia310817.us.archive.org/0/items/3aron3alik_rslan.wmv/wmv)
http://save.muslmh.com/09/fasl8.gif
و للتحميل هذه الروابط::
wmv
http://img22.imageshack.us/img22/9200/downloadiconbig.jpg (http://ia331413.us.archive.org/0/items/sharaf_quran3-www.4salaf.com/c.wmv)
mp4
http://img22.imageshack.us/img22/9200/downloadiconbig.jpg (http://ia331413.us.archive.org/0/items/sharaf_quran3-www.4salaf.com/c_512kb.mp4)
ogg
http://img22.imageshack.us/img22/9200/downloadiconbig.jpg (http://ia331413.us.archive.org/0/items/sharaf_quran3-www.4salaf.com/c.ogv)(/)
الإدغام في قراءة الكسائي (علي بن حمزة)
ـ[الدكتور / فتحي خطاب]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 08:41]ـ
الإدغام في قراءة الكسائي
تعريف القراءات القرآنية
القراءات في اللغة جمع، مفردها: قراءة ومادة " قرأ " تدور حول الجمع والاجتماع وكل شئ جمعته فقد قرأته، ومعنى قراءة القرآن على هذا: لفظتَ به مجموعاً. (1)
والقراءات اصطلاحاً هي علم بكيفية أداء كلمات القرآن، واختلافها منسوبة لقائلها (2).
شروط القراءة الصحيحة:-
1 - موافقة اللغة العربية، ولو بوجه فلا بد أن توافق القراءة وجهاً مشهوراً ومعتداً به عند النحاة، سواء أكان أفصح أم فصيحاً، مجمعاً عليه أم مختلفاً فيه اختلافاً لايضر مثله إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقته الأئمة بالإسناد الصحيح، وذلك لأن القراءة سنة متبعة. (3)
2 - موافقة رسم أحد المصاحف العثمانية، ولو احتمالاً:- ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض.
3 - صحة السند بنقلها عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.والقراءات التي صحت أسانيدها ويقرأها اليوم، وقد وصلتنا متواترة محصورة في عدة كتب هي (4)
1.كتاب السبعة في القراءات، لابن مجاهد.
2.منظومة حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع المعروفة بالشاطبية للإمام القاسم بن فيره الشاطبي.
3.منظومة الدرة المُضيّة في القراءات الثلاث المَرضيّة للإمام بن الجزري.
4.كتاب (النشر في القراءات العشر) للإمام بن الجزري.
نشأة القراءات القرآنية:-
بُدئ نزول القرآن العظيم بقول الله تبارك وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (1)
وقد أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالبلاغ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (2)
وكان القرآن العظيم أعظم ما أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بتبليغه، قال تعالى: {وقرءانا فرقنه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنه تنزيلا} (3)
فأقرأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الوجه الذي أقرأه به جبريل ـ عليه السلام ـ كل عام في رمضان.
عن فاطمة بنت الرسول _صلى الله عليه وسلم لـ قالت: " أسر إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي. (4)
وأشفق الرسول _صلى الله عليه وسلم_ على أمته أن تقرأ القرآن العظيم على حرف واحد فيشق عليه، فسأل الله أن يخفف عنها فأنزل الله تبارك وتعالى القرآن على سبعة أحرف (كلها شافٍ كافٍ) فقرأ رسول الله القرآن على أصحابه، وحذق فيه جماعة منهم كانوا يتدارسونه، فأرسلهم المصطفى ليعلموه للناس، فكان يُقال لهم القرّاء.
وقد حفظ القرآن في زمن رسول الله جَمعٌ من الصحابة، اتصلت أسانيد القراءات ببعضهم، منهم: عثمان بن عفان وأبي كعب وعبد الله ابن مسعود وزيد بن ثابت، فقرأ أصحاب رسول الله القرآن العظيم وأقرؤوه، وحفظه جملة منهم، وهذا الحفظ من خصائص هذا الكتاب دون سائر الكتب السماوية (5).
وتفرق الصحابة، رضوان الله عليهم، في الأمصار إبّان الفتوحات الإسلامية واختلفت أوجه القراءات، وكثر الاختلاف حتى أحس الغير من الصحابة أن هذا الاختلاف يحتاج إلى ضبط، فرفعوا الأمر للخليفة عثمان رضي الله عنه فكتب مصاحفه التي وزعت على الأمصار، وأجمع الصحابة على عدم الاعتداد بما سواها (6).
ــــــــــــ
(1) العلق1: 1 ـ 5
(2) المدثر: 1 ـ 5
(3) الإسراء: 106
(4) صحيح البخاري، محمد إسماعيل البخاري، راجعه جمال عبيدة (د. ط) بيروت، 1991، 3/ 1327، كتاب المناقب، باب علامة النبوة. وينظر القراءات وأثرها في تفسيرا لأحكام، د. محمد بن عمر بازمول، دار الهجرة، 1417هـ، 1/ 79
(5). النشر في القراءات العشر، لابن الجزري، 1/ 6
(6) في علوم القراءات، د. رزق الطويل، مكتبة الفيصيلية، مكة المكرمة، ص 31
(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أهمية القراءات:-
للقراءات القرآنية أهمية كبيرة وقيمة لغوية خاصة، وتتمثل أهميتها في:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ التسهيل والتخفيف على الأمة ورفع الحرج عنهم، وهذه من أجل الحكم في إنزال القرآن الكريم على سبعة أحرف، ولعلها هي علة ذلك ظاهر بجلاء من خوف رسول الله _صلى الله عليه وسلم ـ المشقة على أمته، وشفقته عليهم.
2 ـ إنها من أكبر الدلائل على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تبليغه القرآن الكريم كما أنزل إليه، إذ إنها مع كثرة الاختلافات بينها لم تتضاد ولم تتناقض ولم تتعارض، بل بعضها يُصدق بعضاً، ويوضح مشكل بعض، وهذا أمر لايقدر عليه بشر، قال تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا} ً (1)
3ـ إن في تعددها كمال الإعجاز مع غاية الاختصار وجمال الإيجاز، إذ كل قراءة بالنسبة إلى الأخرى بمنزلة آية مستقلة، ولا يخفى أن تنوع المعاني تابع لتنوع الألفاظ.
إن القراءات القرآنية كانت سبباً كبيراً ـ ولازالت ـ لإعظام أجور هذه الأمة من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ (2)
4 ـ إن في القراءات القرآنية وتعددها وتنوعها علامة بارزة على فضل هذه الأمة وتقدمها على سائر الأمم، يتجلى ذلك من خلال عنايتهم الفائقة بهذا الكتاب العظيم والتنقيب عنه لفظةً لفظة وحركة حركة، ونقلهم ذلك مسنداً عن الثقات إلى رسول الله، فحموا كتاب الله من أي خلل أو تحريف أو تغيير أو تبديل.
5ـ إنها حفظت كثيراً من لغات العرب ولهجاتهم من الضياع والاندثار لأنها استعملت أفصح ماعندهم، وبذلك خلدت لغتهم وذكرهم.
إن تنوعها يفيد أهل العلم أثناء تفسيرهم لكتاب الله تعالى ومحاولة الفهم عن الله عز وجل (3).
ــــــــــــ
(1) النساء: 82
(2) ينظر النشر في القراءات العشر، لابن الجزري 1/ 52ـ 53، وينظر القراءات وأثرها في علوم العربية محمد سالم محيسن، مكتبة الكليات الأزهرية، ط 1406 هـ، 1986 م، 1/ 37ـ 39، وينظر مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، دار احياء الثراث، بيروت، لبنان 1، ص 139،142.
(3) النشر، 1/ 53
(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
تعريف الإدغام لغة واصطلاحاً الإدغام لغة هو من دَغَمَ: دغم الغيث الأرض يدغمها وأدغمها إذا غشيها وقهرها والدَّغْمُ: كَسْرُ الأنف إلى باطنه هَشْماً.
والدُّغْمةُ والدُّغمُ: من ألوان الخيل أن يضرب وجهه وجَحافله إلى السواد مخالفاً للون سائر جسده، ويكون وجهه ما يلي جحافله أشد سواداً من سائر جسده، ويقال فرس أَدغم، والأنثى دغماءُ بينة الدَّغم وهو الذي يسميه الأعاجم (دِيزَجْ).
والأدْغَمُ: الأسود الأنف وجمعه الدُّغمان.
والدَّغْمانُ: بالضم الأسود مع عِظَم ورجل داغمُ داغم: إتباع وقد أرغمه الله وأدغمه وقيل أرغمه الله أسخطه وأدغمه: سود وجهه.، ودُغْمان ودُغَيمٌ اسمان (1).
والإدغام في الاصطلاح هو: " أن يلتقي حرفان من جنس واحد فتسكن الأول منهما وتدغمه في الثاني أي تدخله فيه فيصير حرفاً واحداً مشدداً ينبو اللسان عنه نبوة واحدة " (2).
أو يلتقي حرفان متقاربان في المخرج فتبدل الأول من جنس الثاني وتدغمه فيه وإنما تفعل ذلك تخفيفاً والذي يتضح من هذا أن الإدغام هو:
1 ـ إدخال صوت في آخر.
2 ـ الإدغام: أن يكون بين متجانسين أو متقاربين وهناك أمر ثالث لم يذكر هنا وهو وقوعه بين متماثلين.
3ـ الناتج من الإدخال هو حرف واحد مشدد بدل الحرفين والغرض من هذا الإدخال هو التخفيف أي تيسير صعوبة نطق صوتين متماثلين أو متقاربين ومنهم من عبر عنه " تقريب صوت من صوت (3).
وظاهرة الإدغام قديمة لحظها علماء العربية منذ وقت مبكر فقد أشار إليها الخليل بن أحمد بقوله "أعلم أن الراء في اقشعر واسبكر راءان أدغمت واحدة في الأخرى والتشديد علامة الإدغام (4).
وجاء بعده تلميذه سيبوية وكان الرائد إلى تخصيص مبحث مستقل كبير للإدغام تناول فيه كل مناحي هذه الظاهرة وقسمها على أقسام هي: (5)
1 ـ الإدغام في الحرفين اللذين تضع لسانك لهما موضعاً واحداً وهو إدغام المثلين.
2 ـ الإدغام في الحروف المتقاربة التي هي من مخرج واحد.
ــــــــــــ
(1) لسان العرب، ابن منظور، 4/ 366.
(2) الجمل، الزجاجي، تحقيق ابن أبي شنب، باريس، 1957 م، ص 378
(3) الخصائص، ابن جني، تح محمد علي النجار، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1952 م، 2/ 139
(يُتْبَعُ)
(/)
وينظر ارتشاف الضرب من لسان العرب، أبو حيان الأندلسي، تحقيق د. رجب عثمان محمد و د. رمضان
عبد التواب، ط1، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1998، 4/ 1698
(4) العين، الخليل الفراهيدي، تحقيق د. إبراهيم السامرائي و د. مهدي المخزومي، بغداد، 1980 1/ 49
(5) الكتاب، سيبوية، ط/1، المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق 1316هـ، مطبعة الهيئة العامة، تح عبد السلام
هارون 1979م، 2/ 400 - 430.
(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
3 ـ الإدغام في حروف طرف اللسان والثنايا.
4 ـ الإدغام في بعض الحروف المتقاربة في المخرج وأخرى غير متقاربة.
5 ـ الإدغام في بعض الألفاظ الشاذة.
وهي في عمومها تدور حول قطب واحد هو التخلص من ثقل النطق الذي يحدث نتيجة حركات اللسان حركات متماثلة في نطق أصوات متماثلة أو متقاربة إذ يقول " لأنهم إن بينوا ثقل عليهم لقرب المخرجين (1).
ــــــــــــ
(1) الكتاب، سيبوية، 2/ 430
(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الكسائي: اسمه ولقبه
هو أبو الحسن علي بن حمزة عبد الله بهمن بن فيروز الأسدي بالولاء، الكوفي المعروف بالكسائي، أحد القراء السبعة، وهو فارسي الأصل لقب بالكسائي، وهذا اللقب فيه عدة روايات منها (1)
1 ـ إنه جاء إلى حمزة الزيات ملتفاً بكساء. فقال حمزة من يقرأ. فقيل له صاحب الكساء فسماه بذلك.
2 ـ إنه سئل عن سبب هذه التسمية فقال: (إنني أحرمت في الكساء).
3 ـ إنه كان يحضر بكساء متميز عن الناس.
4 ــ إنه من قرية (باكسايا) بضم الكاف وهي: بين بغداد وواسط من الوسط الشرقي في أقصى النهروان (2).
ومن خلال دراستنا لهذه الألقاب نجد أن تسميته بالكسائي نسبة إلى قرية باكسيا ولو أنه من باكتسايا لنسب إليها (بالباكسائي)، وليس بالكسائي، وتذكر بعض المصادر أنه من قرية (باخمشا) (3).
وهناك من القراء من لقب بالباكسائي وليس الكسائي واحداً من هؤلاء أما نسبته إلى حرفته صناعة الكسائي فقد جاءت به مصادر جديدة ولم تذكره المصادر القديمة وكان الكسائي يرتدي زياً متميزاً عن أهل الكوفة، وكان يحضر به مجلس معاذ الهراء ولما أعجب به الخليل، قال له: من أين أخذت علمك هذا؟ قال له: من بوادي الحجاز (4).
وكان يحضر مجلس حمزة الزيات، كما أنه حج وهو يرتدي نفس الزي المتميز عن بقية الناس في الإحرام فسمي بالكسائي، وكان حمزة الزيات إماماً في النحو واللغة والقراءات ولم يكن له في التهذيب حتى قيل: ((ليس في العلماء أجهل من الكسائي بالشعر) وكان مؤدباً للأمين والمأمون أبناء هارون الرشيد يعلمهم الأدب وتعلم الكسائي النحو على كبر)) (5).
فتلقى النحو عن عيسى بن عمرو والخليل بن أحمد الفراهيدي (6).
طفولته ونشأته من المعروف أن للبيئة تأثيراً كبيراً في حياة بعض العلماء وذلك في حياتهم العلمية والعملية ولكن نحن لانعرف شيئاً عن طفولته إذا لم تتحدث المصادر عن طفولته ولكن بعضها يشير إلى أنه من أهل قرية (باخشما) فهل نفهم من ذلك أن أسرته كانت تعيش بها، وأنه ولد هناك (7).
ــــــــــــ
(1) وفيات الأعيان، ابن خلكان، تح إحسان عباس، دار الثقافة بيروت، لبنان سنة 1970م، 3/ 295
(2) معجم البلدان، الإمام شهاب الدين بن عبد الله ياقوت الحموي البغدادي، ط2 دار صادر بيروت، 1/ 37
(3) ماتلحن فيه العامة، الكسائي، تح د. رمضان عبد التواب ط1 دار الرفاعي، ص189
(4) بغية الوعاة، جلال الدين السيوطي، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة المصرية، بيروت، لبنان 1964م، 1/ 179
(5) المصدر نفسه، 1/ 179
(6) إعراب القراءات السبع وعللها، ابن خالوية، ط1 مكتبة الخانجي القاهرة، ص25
(7) باخشما: قرية بين أوانا والحضيرة. كانت به واقعة للمطلب بن عبد الله الخزاعي أيام، ينظر معجم البلدان، ياقوت الحموي1/ 37
(5)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
هذا شئ لاتستطيع أن تقطع به، ومهما يكن من شئ فقد دخل الكسائي الكوفة وهو غلام، وهناك حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، دون فهم لمعناه، كما فعل الملايين من صبيان المسلمين، حتى الوقت الحاضر (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقلها مشافهة عن قراء الكوفة المعروفين في عهده، وأشهرهم: حمزة بن حبيب الزيات (2). الذي استخدم الكثير من عناصر قرأته، وقد كان من الممكن بعد ذلك أن يظل الكسائي مجهولاً لايسمع به أحد، وألا يشتهر كقارئ من القراء السبعة المعروفين، وقد جلس يوماً مع جماعة من الناس، وكان قد مشى حتى تعب من المشي فقال: (قد عييت) (3) فعابوا عليه هذه الكلمة وقالوا له: أتجالسنا وأنت تلحن؟ فسألهم: أعييت وإن كنت قد أردت من انقطاع الحيلة: والتحير في الأمر. فقال: عييت مخففة، فأنف من هذه الكلمة. ثم قام من فوره ذلك. فسأل عمن يعلم النحو. فأرشد إلى معاذ الهراء. فلزمه حتى أنفذ ما عنده، ثم خرج إلى البصرة. فلقي الخليل. وجلس في حلقته، فقال له رجل من الأعراب: تركت أسدا وتميما وعندها الفصاحة، وجئت إلى البصرة (4) فقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: من أين أخذت علمك هذا. فقال له: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة فخرج الكسائي إلى البادية وأخذ يسأل البدو عن لغتهم ويكتب عنهم ما يرونه.
وتذكر المصادر بأنه أنفذ خمس عشرة قنينة من الحبر في الكتابة عن العرب سوى ماحفظ، وبعد أن دون عن العرب ما دونه وحفظ عنهم ما حفظ، رجع مرة أخرى إلى البصرة، يجلس في حلقة الخليل بن أحمد الفراهيدي فوجده قد مات وجلس في موضعه يونس بن حبيب، فجرت بينهما مسائل ومناظرات ظهر فيها علم الكسائي فأقر له يونس فيها، وصدره موضعه، وذاع صيته بعد ذلك واشتهر أمره، وكان هذا سبباً في انتقاله إلى بغداد واتصاله بالخلفاء العباسين (5).
فقد روي أن المهدي الخليفة العباسي كان عنده مؤدباً يؤدب الرشيد فدعاه وهو يستاك، فقال كيف تأمر من السواك؟ فقال: استك يا أمير المؤمنين. فقال المهدي: إنا لله وإنا إليه لراجعون (6).
ثم قال التمسوا لنا من هو أفهم من ذا. فقالوا: رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة، قدم من البادية قريباً فأمر بإحضاره من الكوفة فلما دخل عليه، قال المهدي: يا علي بن حمزة قال: لبيك يا أمير المؤمنين فقال كيف تأمر من السواك؟ فقال سك، يا أمير المؤمنين، قال أحسنت وأصبت. فأمر له بعشرة آلاف درهم ومنذ ذلك الحين صار الكسائي مؤدب لأولاد الرشيد (7).
ويروي الأزهري سبباً آخر لاتصال الكسائي بالخليفة المهدي فيقول: ((دخل الكسائي بغداد أيام المهدي، وطلب في شهر رمضان. قارئاً يقرأ في دار أمير المؤمنين في التراويح فذكر له الكسائي، فصلى بمن في الدار، ثم اقعد مؤدباً لابني أمير المؤمنين
ــــــــــــ
(1) ما تلحن فيه العامة، الكسائي، ص11
(2) المصدر نفسه، ص18.
(3) عييت: أي انقطاع الحيلة والحيرة في الأمر
(4) المصدر نفسه، ص13، 14.
(5) المصدر نفسه، ص 14.
(6) نفس المصدر، ص20.
(7) نفس المصدر، ص20.
(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وأمر له بعشرة آلاف درهم وكسوة وبر ودار وبرذون)) (1)، وكيفما كان السبب فقد اتصل الكسائي بقصور العباسيين، وأصبح من طائفة المؤدبين لأبناء الخلفاء، وكان إلى جانب عمله هذا، يقرئ الناس القرآن الكريم، ويعلمهم النحو واللغة في بغداد وقد أدى فريضة الحج في صحبة المهدي، وعندئذ قدم الكسائي ليصلي بالمدينة فهمز، فأنكر أهل المدينة عليه، وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن (2).
ولما ولى الرشيد الخلافة، وأحضر إليه الكسائي في سنة 182هـ في السنة الثالثة عشرة لخلافته وأخرج إليه، تأديب ابني الرشيد محمد وعبد الله فقال فكنت أشدد عليهما في الأدب، أخذهما به أخذاً شديداً، فأتتني ذات يوم خالصة أم جعفر فقالت: ياكسائي، إن السيدة تقرأ عليك السلام، وتقول لك: حاجني إليك أن ترفق بابني محمد، فإنه ثمرة فؤادي وقرة عيني، وأنا أرق عليه رقة شديدة فقلت لخالصة: إن محمد مرشح للخلافة بعد أبيه، والرشيد حريص على أن يتعلم أولاده الصواب في اللغة والأدب، فكان يجب أن يطمئن إلى أن ما يلقنهم إياه الكسائي هو الصواب (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد روى المفضل الضبي، فقال: وجه إلى الرشيد، فما علمت إلا وقد جاءتني الرسل ليلاً، فقالوا: أجب أمير المؤمنين، فخرجت حتى صرت إليه، وذلك في يوم خميس، وإذا هي متكئ ومحمد بن زبيدة عن يساره، والمأمون عن يمينه، فسلمت فأومأ إلي فجلست، فقال لي، يا مفضل قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: كم اسم في (فسيكفيكهم) قلت: ثلاثة أسماء، ياأمير المؤمين. فقال وماهي، قلت: الكاف لرسول الله، والهاء والميم هي الكفار. والياء هي لله عز وجل قال: صدقت هكذا أفادنا هذا الشيخ، يعني الكسائي (4).
ــــــــــــ
(1) ما تلحن فيه العامة، الكسائي، ص20.
(2) المصدر نفسه، ص20.
(3) المصدر نفسه، ص20.
(4) المصدر نفسه، ص20.
(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
شيوخه
تلقى الكسائي العلم على يد مجموعة كبيرة من شيوخ عصره في النحو واللغة والقرآن وقراءاته وهم:
1 ـ إسماعيل بن جعفر أبو كثير الأنصاري مولاهم أبو إسحاق (ت 180هـ) (1)
2 ـ الأعمش سليمان بن مهران الأسدى بالولاء أبو محمد الأعمش (ت 148هـ) (2)
3 ـ جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسن سبط النبي صلى الله عليه وسلم (ت 148هـ) (3)
4 ـ حماد بن عمرو الأسدى الكوفي (4).
5 ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي أبو عبد الرحمن الأزدى البصرة (ت 175هـ) (5)
6 ـ حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة الزيات (ت 156هـ) (6)
7 ـ زائدة بن قدامة أبو الصلت الثقفي (ت 161هـ) (7)
8 ـ سفيان بن عيينة بن أبي عمران الكوفي (ت 198هـ) (8)
9 ـ سعيد بن مسعدة الأخفش (ت 215هـ) (9)
10 ـ سليمان بن أرقم أبو معاد البصري (10)
11 ـ شريح بن يزيد أبو حيوة الحضرمي (ت 203هـ) (11)
12 ـ شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر الأسدى (ت 154هـ) (12)
13 ـ عبد الرحمن بن سكين أبو محمد بن أبي حماد الكوفي (13)
14 ـ أبو عمرو بن العلاء زبان بن العلاء بن عمار (ت 154هـ) (14)
15 ـ عيسى بن عمر الأسدى أبو عمر الهمذاني الكوفي (ت 156هـ) (15)
16 ـ عيسى بن عمر الثقفي (ت 154هـ) (16)
ــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد، البغدادي، تح مصطفى عبد القادر، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان سنة 1997، 6/ 218
(2) المصدر نفسه، 9/ 3
(3) المصدر نفسه، 1/ 327
(4) المصدر نفسه، 4/ 259
(5) المصدر نفسه، 2/ 216
(6) مرآة الجنان، الأمام أبو محمد عبد الله اليافعي، منشورات الاعلمي للمطبوعات بيروت، لبنان، 1970م 4/ 422
(7) المصدر نفسه، 1/ 288
(8) المصدر نفسه، 1/ 298
(9) المصدر نفسه، 1/ 29
(10) بغية الوعاة، جلال الدين السيوطي، تح/محمد أبو الفضل إبراهيم، ط/1 مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة (1383هـ - 1964م)، 1/ 126
(11) المصدر نفسه، 1/ 422
(12) المصدر نفسه، 1/ 325
(13) طبقات النحويين واللغويين، الزبيدي، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف القاهرة، 1973 ص28
(14) المصدر نفسه، ص35
(15) المصدر نفسه، 1/ 536
(16) المصدر نفسه، 1/ 536
(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
17 ـ قتيبة بن مهران أبو عبد الرحمن الأزاداني (مجهول الوفاة) (1)
18 ـ محمد بن عبد الله بن ميسرة أبو عبد الرحمن العزومي الكوفي (ت 155 هـ) (2).
ثانياً: تلاميذه
إن الكسائي من أسعد الشيوخ بتلاميذه كما لم يسعد شيخ من قبل بتلاميذه وهم:
1 ـ أحمد بن حسن مقرئ الشام (3).
2 ـ أحمد بن الصباح بن أبي سريح (ت 230هـ) (4).
3 ـ إسحاق الدغوي (5).
4 ـ إسحاق بن أبي اسرائيل (6).
5 ـ أيوب بن المتوكل الأنصاري البصري (ت 200هـ) (7).
6 ـ الصبى بن أبي تراب أبو حمدان (ت 26هـ) (8).
7 ـ الفضل بن إبراهيم بن عبد الله أبو عباس النحوي (9).
8 ـ القاسم بن سلام أبو عبيد الخراساني البغدادي (10).
9 ـ جودي بن عثمان النحوي المغربي الأندلسي (11).
10 ـ أبو الحسن الأعز (12).
11 ـ خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف (ت 229هـ) (13) ..
12 ـ سلموية النحوي الكوفي (14).
13 ـ قتيبة بن مهران أبو عبد الرحمن النحوي (15).
14 ـ عبد الله بن سعيد أبو محمد الأموي (16).
15 ـ علي بن حازم أبو الحسن اللحياتي (17).
16 ـ علي بن المبارك أبو الحسن الأحمر المروزي (ت 194هـ) (18).
17 ـ صالح بن عاصم الناقط الكوفي (19).
ــــــــــــ
(1) المصدر نفسه، ص26
(2) الفهرست، ابن النديم، تح يوسف علي الطويل، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان 1996م، ص97
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) غاية النهاية، ابن الجزري، تح براحستراسر، ط1، دار التراث القاهرة، سنة 1923، 1/ 539.
(4) المصدر نفسه، ص1/ 241
(5) طبقات النحويين واللغويين، الزبيدي، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1973م، ص484
(6) المصدر نفسه، 3/ 45
(7) المصدر نفسه، 3/ 27
(8) المصدر نفسه، 1/ 343
(9) المصدر نفسه، 1/ 34
(10) بغية الوعاة، السيوطي، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، 3/ 353
(11) المصدر نفسه، 1/ 534
(12) المصدر نفسه، 3/ 127
(13) المصدر نفسه، 3/ 353
(14) المصدر نفسه، 3/ 353
(15) المصدر نفسه، 3/ 354
(16) مراتب النحويين واللغويين، أبو الطيب اللغوي، تح محمد أبو الفضل، 1993م، 1/ 91
(17) المزهر في علوم اللغة، السيوطي، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة 2/ 240
(18) المصدر نفسه، 2/ 140.
(19) المصدر نفسه، 1/ 388
(8)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
كتبه
ترك الكسائي وراءه ثروة كبيرة من مؤلفاته هي
1 ـ أجزاء القرآن (1)
2 ـ اختلاف مصاحف أهل المدينة (2)
3 ـ أشعار المعايات وطرائفها ويسمى (أشعار المعايات فقط) (3)
4 ـ الحدود في النحو (4)
5 ـ الحروف (5)
6 ـ الهجاءات المكنى (6)
7 ـ القراءات (7)
8 ـ قصص الأنبياء (8)
9 ـ ماتلحن فيه العامة (9)
10 ـ مختصر في النحو (10)
11 ـ المصادر (11)
12 ـ معاني القرآن (12)
13 ـ الهجاء (13)
14 ـ النوادر الأصغر (14)
15 ـ النوادر الأوسط (15)
16 ـ النوادر الكبير (16)
17 ـ مقطوع القرآن وموصوله (17).
ــــــــــــ
(1) ما تلحن فيه العامة، ص55
(2) المصدر نفسه، 2/ 328
(3) المصدر نفسه، ص98
(4) المصدر نفسه، ص98
(5) كشف الظنون، حاجب خليفة، منشورات مكتبة المثنى، بغداد 1920 - 1339، 1/ 328
(6) المصدر نفسه، 1/ 98
(7) المصدر نفسه، 1/ 98
(8) المصدر نفسه، 1/ 98
(9) المصدر نفسه، 1/ 58
(10) ينظر تاريخ بغداد، البغدادي، 11/ 403
(11) المصدر نفسه، 11/ 403
(12) المصدر نفسه، 11/ 55
(13) المصدر نفسه، 11/ 207\
(14) المصدر نفسه، 11/ 98
(15) المصدر نفسه، 11/ 98
(16) المصدر نفسه، 11/ 403
(17) المصدر نفسه، 11/ 403
(8)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ثقافته وآراء العلماء فيه
شهد بفضل الكسائي وعظيم قدره وعلو كعبه في اللغة والنحو والقراءات، عدد كبير ممن يعتد بقولهم من المعاصرين له ومن جاء بعدهم: فالإمام الشافعي رضي الله عنه يقول: (من أراد أن يتبحر في النحو، فهو عالة على الكسائي (1).
ويقول فيه الأعرابي: (كان أعلم الناس وكان ضابطاً قارئاً عالماً بالعربية صدوقاً) (2)
ويقول كذلك: (كان الكسائي أعلم من أبي زيد بكثير بالعربية واللغات والنوادر. ولو كان نظر في الأشعار، ما سبقه أحد، ولا أدركه أحد بعده (3)
ويقول فيه إسحاق الموصلي: ((ما رأيت أحداً أعلم بالنحو قط منه ولا أحسن تفسيراً، ولا أحذق بالمسائل)) (4)، كما يقول أيضاً: ((ما رأيت في الصنعة أحذق من أربعة: الأصمعي في شعره، والكسائي في النحو، ومنصور زلزل يضرب العود بالزمر، قيل له: وما مبلغ حذقهم؟ قال: كنت إذا رأيت كتاب إنسان منهم في صناعته لم تنازعك نفسك إلا أن تكون في الصناعة على أكثر ما سمعت)) (5).
ويقول يحي بن معين: ((ما رأيت بعيني هاتين، أصدق لهجة من الكسائي)) (6).
وتمنى الفراء أن لو يبقى الكسائي حياً، ليستفيد من علمه، ويستوضحه ما أشكل عليه من المسائل فقد سأله ابن قادم ((هل بقى في نفسك شئ من النحو؟ فأجاب: أشياء كثيرة، قال: فمن تحب أن تلقى فيها؟ قال: كنت أحب لو بقى الكسائي، وكان قد مات رحمه الله)) (7).
وقال ابن مجاهد: (كان الكسائي إمام الناس في القراءة في عصره، وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم (8).
وقال أبو زيد الأنصاري: (لما ورد نعي الكسائي من الري يرحمه الله! مات بموته علم كثير (9).
ويقول ابن الأنباري: (ولو لم يكن لأهل بغداد والكوفة، من علماء العربية إلا الكسائي والفراء، لكن لهم بهما الافتخار على جميع الناس إذ انتهت العلوم إليهما (10).
ويصفه الخطيب البغدادي بأنه ((كان عظيم القدر في دينه وفضله)) (11). وهو في نظر أبي الطيب اللغوي: ((عالم أهل الكوفة وإمامهم غير مدافع)) (12)
ــــــــــــ
(1) غاية النهاية في طبقات القراء، ابن الجرزي، 1/ 538
(2) بغية الوعاة، السيوطي، 1/ 179
(3) المصدر نفسه، 1/ 179
(4) المصدر نفسه، 1/ 180
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) طبقات القراء، ابن الجزري، 1/ 537
(6) المصدر نفسه، 1/ 537
(7) تاريخ بغداد، 14/ 152
(8) المصدر نفسه، 14/ 152
(9) المصدر نفسه، 14/ 152
(10) المصدر نفسه، 14/ 152
(11) مراتب النحويين، ص74
(12) وفيات الأعيان، ابن خلكان، 3/ 240
(9)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وعند ابن خلكان: ((إمام في النحو واللغة والقراءات)) (1).
وعند الأزهري هو ((ثقه مأمون ومختاراته في حروف القرآن حسنة)) (2).
وعند ياقوت الحموي، فهو أحد الأئمة في القراءة والنحو، وسأله يوماً أحد الأعراب فقال: أنت الكسائي؟ قال: نعم. قال: (كوكب) ماذا؟ قال: (دُرِّىَ) و (دَرِّىَ) و (دِرِّيٌ) فالدُرَّى يشبه الدّر، والدًّرًّىّ جارٍ، والدِّرِّئُ يلمع. قال: مافي العرب أعلم منك (3).
ويقول الجاحظ أيضاً: ((والمعلمون عندي ضربان: منهم رجال ارتفعوا عن تعليم أولاد العامة، إلى تعليم أولاد الخاصة، ومنهم رجال)) (4)
ويقول عنه طاش كبرى زادة: ((وما ظنك برجل غلامه الفراء؟!)) (5).
ويرى الجاحظ أن الكسائي تعلم النحو بعد الكبر فلم يمنعه ذلك من أن برع فيه ولقى أعراب الحطمة، وكثر سماعه منهم، قرأ القرآن وبرع فيه، حتى قوى عليه وعرف إعرابه، واختار حرف فقرأ به (6).
ويصفه أبو عبد الرحمن المقرئ، فيقول: ((كان الكسائي فصيح اللسان، لايفطن لكماله، ولايخيل إليه أنه يعرب وهو يعرب)) (7).
وفيه قال ثعلب: ((أجمعوا على أن أكثر الناس كلهم رواية وأوسعهم علماً الكسائي)) (8)، ويتحدث عنه أبو بكر الأنباري، فيقول: ((اجتمعت للكسائي أمور لم تجتمع لغيره، واحد الناس في القرآن)) (9).
ــــــــــــ
(1) وفيات الأعيان، ابن خلكان، 3/ 240
(2) معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/ 176
(3) معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/ 176
(4) البيان والتبيين، الجاحظ، تح عبد السلام هارون 1948، القاهرة 1/ 250
(5) مفتاح السعادة، طاش كبرى زادة، تح كامل بكري، 1969، القاهرة، 1/ 130
(6) البيان والتبيين، الجاحظ، تح عبد السلام هارون 1948، القاهرة 1/ 250
(7) طبقات اللغويين والنحويين، الزبيدي، ص141
(8) ما تلحن فيه العامة، الكسائي، ص52
(9) المصدر نفسه، ص52
(10)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وفاته
اختلفت الآراء في السنة التي توفي فيها الكسائي فقد رأى الرشيد أن الكسائي توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة أو ثلاث وثمانين ومائة وللمهدي رأي آخر في السنة التي توفي فيها الكسائي فقد قال: (مات الكسائي سنة اثنتين وتسعين ومائة هو محمد بن الحسن الفقيه صاحب أبي حنيفة، فقال الرشيد: اليوم ذهب الفقه والعربية (1)
قال الخطيب البغدادي: ((إن عمر الكسائي بلغ سبعين سنة)) (2)، وهناك مصادر أخرى ذكرت أن السنة التي توفي فسها الكسائي هي سنة تسع وثمانين ومائة في بلاد الري وكان قد خرج إليها صحبة هارون الرشيد. قال السمعاني: ((وفي ذلك اليوم توفي محمد بن الحسن المذكور بالرى حيث قال: دفنت الفقه والعربية بالري)) (3).
لقد وجدنا في المصادر التي وقفنا عليها عدداً من الأقوال في تاريخ وفاة الكسائي وهي أحد عشر قولاً تحدد تاريخ وفاته وهي:
(179 - 180 - 181 - 183 - 185 - 189 - 192 - 193 - 197) هـ
ويجب مناقشة هذه الأقوال لكي نصل إلى أقرب سنة يمكن أن تكون هي السنة التي توفي بها الكسائي (4).
إن جميع المصادر كلها تقريباً تذكر على أن سنة 189هـ. السنة التي توفي فيها الكسائي والأغلب أيضاً يرجعون إلى سنتي (182 - 183) هـ (5).
أما عن باقي السنوات فقد ينفرد به مصدر أو مصدران أو ثلاثة ولا يتعدون ذلك في بغداد سنة 182هـ. هذا إلى أن معظم المصادر تذكر أن الذي مات مع الكسائي هو محمد بن الجن الشيباني، وقد ذكر ابن النديم في موضع آخر سنة 179هـ أن الكسائي توفي فيها ويرجع ذلك إلى سهولة الخلط الكتابي بين عبارتي (سبع وتسعين) و (تسع وسبعين) (6)
أما سنة 180هـ. فقد انفرد بذكرها القفطي، فقال: (مات الكسائي رحمه الله في صحبة الرشيد ببلد الري في سنة ثمانين ومائة وقيل في سنة ثلاث وثمانين ومائة) (7).
أما سنة 181هـ. فقد انفرد بذكرها ابن الجزري، كما انفرد بذكر سنة 185هـ. وشارك الزبيدي في سنة 193هـ تاريخاً لوفاة الكسائي دون إسناد
(يُتْبَعُ)
(/)
أما سنة 188هـ. فقد انفرد بذكرها أبو فرج الأصفهاني، إذ يقول: (مات إبراهيم الموصلي سنة ثمان وثمانين ومائة، ومات في ذلك اليوم الكسائي النحوي) (8). أما سنة 192هـ. فأول من ذكرها هو ياقوت_وليس عند أحد ممن تقدمه ولكنها ذكرت عند المتأخرين منهم السيوطي والداودي، وطاش كبرى زاده ويبقى أمامنا بعد ذلك السنوات (182 - 183 - 189) هـ وإن الباحث يقف حائراً تمام الحيرة، أمام هذه
ــــــــــــ
(1) معجم الأدباء، ياقوت الحموي، ص13/ 176.
(2) ماتلحن فيه العامة، ص295
(3) المصدر نفسه، ص295
(4) المصدر نفسه، ص295
(5) المصدر نفسه، ص52
(6) المصدر نفسه، ص52.
(7) المصدر نفسه، ص52.
(8) المصدر نفسه، ص52.
(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
السنوات وأيهما يرجح، إلا أن كل المصادر التي بين أيدينا تقريباً، تذكر سنتي 182هـ - 183هـ (1).
أقدم المصادر التي ذكرت سنتي 182 - 183هـ هو تاريخ بغداد، وهناك مصادر أقدم منه ذكرت سنة 189هـ، ولم تشير إلى سنتي 182 - 183هـ أن الكسائي مات في طوس، وأن الرشيد خرج إلى طوس في أول رحلته، وأقام بها زمن يسيراً ثم خرج منها إلى الري، فقالت بعض المصادر أنه مات هناك (9).
ــــــــــــ
(1) ما تلحن فيه العامة، ص25
(12)
الإدغام عند الكسائي لقد تفرد الكسائي في إدغام بعض الحروف في بعضها، وهو قليل ونادر عند اللغويين والنحويين، واعتبروه ضعيفا، وكره البصريون القراءة به، ولكن الكسائي تفرد به في القراءة ومن ذلك:
1ـ إدغام الفاء في الباء
تفرد الكسائي وحده بإدغام الفاء في الباء وذلك في قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} (1)
لأن أقرب المخارج إلى مخرج الباء هو حرف الفاء، والإدغام فيهما ضعيف وتقرأ بعد الإدغام (نخسبِّهم)، ولم يدغم أبو عمرو بن العلاء ذلك.
وذكر السيرافي ((أن ما روي عن الكسائي من إدغامها في الباء ضعيف وشاذ وهو شيء تفرد به الكسائي)) (2). والعلة في الإدغام عند الكسائي ما أشار إليه ابن خالويه بقوله: ((واتفق على إظهار الفاء عند الباء في قوله: (نَخْسِفْ بِهِمُ)، إلا ما قرأه الكسائي، وحجته أن مخرج الباء من الشفتين، ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، فاتفقا في المخرج للمقاربة، إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام، أما إدغام الباء في الفاء فصواب)) (3).
إدغام لام هل وبل عند الكسائي تعرضت كتب القراءات القرآنية للحديث عن إدغام لام (هل) ولام (بل) في حروف الهجاء، وقد أدغم القراء لام هل وبل في بعض الحروف، وانفرد الكسائي في إدغام اللام من هل وبل في بعض الحروف ومن ذلك: إدغام لام (هل) و (بل) في: التاء والثاء والسين في جميع القرآن (4).
1 ـ إدغام لام هل وبل في التاء انفرد الكسائي بإدغام لام (هل) و (بل) في التاء، وهذا جائز، لأن العلاقة واضحة بين اللام والتاء، لأن مخرج اللام قريب من مخرجها، ومن ذلك قوله تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (5). وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} (6)
فقد قرأ الكسائي (بتُّؤثرون)، (هتّنقمون) بإدغام لا هل في التاء.
ومن الواضح أن الذين أدعموا ذلك هما حمزة (7) والكسائي، وهما كوفيان والكوفة متأثرة بالقبائل التي سكنت شرق الجزيرة العربية وهي: تميم وأسد، ثم إن الكسائي كان مولى لبني أسد، تلك القبيلة التي آثرت الإدغام، وقد ورد الإدغام فيما
ــــــــــــ
(1) سبأ: 9
(2) إدغام القراء، السيرافي، ص9
(3) الحجة في القراءات السبع، ابن خالويه، تح د. عبدالعال سالم مكرم، ط4، دار الشروق، بيروت، لبنان 1981، ص 292
(4) إدغام القراء، السيرافي، ص9
(5) الأعلى: 16
(6) المائدة: 59.
(7) هو حمزة بن حبيب الزيات، أحد القراء السبعة، وقاريء أهل الكوفة، وشيخ الكسائي. ينظر غاية النهاية ابن الجزري، 1/ 123
(13)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
أنشده سيبويه لمزاحم العقيلي: فَدَعْ ذا ولكن هتُّعين متيَّما على ضوء برق آخر الليل ناصب (1).
فاصل الكلمة (هل تعين) لكن الشاعر نطقها بالإدغام، وهذا البيت لشاعر من بني عقيل، وهم ةمكن القبائل البدوية الضاربة في صحراء نجد، والتي كانت على صلة قوية بالقبائل المدغمة كتميم وأسد، اللتان تؤثران الإدغام.
2 ـ إدغام لام هل وبل في الثاء قرأ الكسائي قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (2) بإدغام لام هل في الثاء (هل ثوب)، وتقرأ بعد الإدغام (هثَّوب). وهذه القراءة تفرد بها الكسائي، قال السيرافي ((واتفق حمزة والكسائي على إدغام لام هل وبل في التاء والثاء والسين في جميع القرآن)) (3).
3 ـ إدغام لام هل وبل في السين قرأ الكسائي قوله تعالى: {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (4). بإدغام لام بل في السين، لأن اللام والسين متقاربان في المخرج، ففي اللام ينحرف اللسان مع الصوت، وفي السين يعتمد طرف اللسان على اللثة، ويرتفع وسط اللسان نحو الحنك الأعلى، حيث لا يتذبذب الوتران الصوتيان، ومن هنا هنا حدث إدغام اللام في السين (5)، وتقرأ بعد الإدغام (بسَّولت).
4 ـ إدغام لام هل وبل في الطاء والضاد والزاي والظاء والنون
قرأ الكسائي بإدغام لام هل وبل في الطاء والضاد والزاي والظاء والنون، وهو ما تفرد به وحده على ما ذكره السيرافي (6).
أ ـ إدغام لام بل في الطاء قرأ الكسائي وحده قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (7). بإدغام اللام في الطاء (بَلْ طَبَعَ)، وذلك لقرب مخرج اللام من مخرج الطاء. وتقرأ بعد الإدغام (بطَّبع).
ب ـ إدغام لام بل في الضاد أدغم الكسائي لام بل في الضاد في قوله تعالى: {فلولا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن
ــــــــــــ
(1) ورد هذا البيت في كتاب سيبويه 4/ 459، وهو لمزاحم العقيلي.
(2) المطففين: 36
(3) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(4) يوسف: 18
(5) علم اللغة، السعران، ص175
(6) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(7) النساء: 155.
(13)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (1). بإدغام اللام في الضاد (بَلْ ضَلُّوا) (2). لقرب المخرجين، وتقرأ بعد الإدغام (بضَّلوا).
جـ ـ إدغام لام بل في الزاي قرأ الكسائي قول الله عز وجل: {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (3)
أدغم الكسائي لام بل في الزاي في قوله تعالى: (بَلْ زُيِّنَ)، والزاي هو ((النظير المجهور للسين، فهو صامت مجهور لثوي احتكاكي)) (4). فاللام والزاي من الأصوات المتقاربه في المخرج، وهذا يوجب إدغامهما في بعضهما، وهو مذهب الكسائي، وذلك للاقتصاد في الجهد العضلي. وتقرأ بعد الإدغام (بزَّين للذين كفروا).
د ـ إدغام للام بل في الظاء قرأ الكسائي قوله تعالى: {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُورا} (5). بإدغام اللام في الظاء (6)، فاللام والظاء متقاربان في المخرج، وهذا يجيز إدغامهما وتقرأ بعد الإدغام (بظَّننتم)، وهو مذهب الكسائي.
هـ ـ إدغام لام بل في النون قرأ الكسائي قوله تعالى: ? بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ? (7). بإدغام اللام في النون وتقرأ بعد الإدغام (بنَّتبع). وهما متقاربان في المخرج، وهذا يجيز إدغامهما، وهو مذهب الكسائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ إدغام لام بل في الذال روي عن الكسائي قراءته لقوله تعالى: ? لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ? (8).بإدغام اللام في الذال في هذا الحرف أينما وقع من القرآن. ويقرأ بعد الإدغام، وتقرأ بعد الإدغام (ومن يفعذَّلك).
هذا ما انفرد الكسائي في إدغامه، وقد وافق أبا عمرو بن العلاء في كل ما قرأه بالإدغام، ولكنه خالفه في ورد من إدغام تفرد به وحده، ولا داعي لتكرار ما وافق فيه أبا عمرو بن العلاء.
ــــــــــــ
(1) الأحقاف: 28.
(2) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(3) الرعد: 33 ..
(4) علم اللغة، السعران، ص155.
(5) الفتح: 12.
(6) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(7) القلم: 27.
(8) آل عمران: 28
(13)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ومما لا شك فيه أن الصوت الذي يكثر استعماله وتداوله، يكون أكثر تطورا من غيره من الحروف، وقد نادى بهذه النظرية: vilhelm thomsen ( طمسون) (1).
وهو ما ذهب إليه الفراء الذي سبقه في ذلك بعدة قرون عديدة، حيث يرى أن الكلمة قد يحذف بعض حروفها في الرسم، ونسب الفراء هذا الحذف ألى كثر استعمال الكلمة وتداولها وذلك في قوله ((ألا ترى أنك تقول (بسم الله الرحمن الرحيم) عند ابتداء كل فعل تأخذ فيه)) (2).
فالفراء يعلل لحذف الألف من (بسم الله الرحمن الرحيم) وعدم حذفها من (باسم ربك) لأنها لا تلزم هذا الاسم ولا تكثر معه، ككثرتها مع لفظ الجلالة (الله) عزوجل.
ــــــــــــ
(1) ينظر الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس ط6، القاهرة، 1981، ص172
(2) معاني القرآن، الفراء، ط2، عالم الكتب، بيروت،لبنان، 1980، 1/ 2
تبيين لام المعرفة
ينتج صوت اللام نتيجة ارتكاز ذلق اللسان على اللثة بحيث يسمح بتسرب الهواء من احد جانبي الفم مصحوبا بدوي في الحنجرة بسبب اضطراب الحبليين الصوتيين فهو صوت جانبي منحرف (1). وقد أبان الكسائي لام المعرفة عند جميع الحروف إلا عند اللام والراء والنون.
وورد عن السيرافي أن الفراء حكى عن الكسائي أنه ((سمع العرب تبين لام المعرفة عند كل الحروف إلا عند اللام مثلها أو الراء أو النون)) (2).
وقد مثل الكسائي لذلك بقوله: ((قال بعضهم الصامت)) (3). وقد نفى الفراء صحة هذا القول، حيث قال ((ولم أسمعها عن العرب)) (4).
ويرى السيرافي أن الذي حكاه سيبويه، لم يحكه أيضا البصريون، ويوضح السيرافي رأيه في هذه العبارة بقوله: ((إذا كان اللام غير لام المعرفة، لم يلزم إدغامها في الحروف التي تدغم فيها لام المعرفة)) (5).
ولام المعرفة تدغم في ثلاثة عشر حرفا هي: (النون والراء والدال والتاء والصاد والطاء والزاي والسين والظاء والثاء والذال والضاد والشين) (6).
وقد أدغم الكسائي اللام في اللام ومن ذلك:
1 ـ إدغام اللام في اللام يعتبر صوت اللام من الصوامت " المنحرفة " وتتكون هذه الصوامت بوضع عقبة في وسط المجرى الهوائي مع ترك منفذ للهواء عن طريق أحد جانبي العقبة أو عن جانبيها، ومن هنا كانت تسميتها بالمنحرفة أو الجانبية (7).
وقد قرأ الكسائي قوله تعالى: ?وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ? (8) بإدغام اللام في اللام، وتقرأ بعد الإدغام (قِيْلَّهُم).
وذكر السيرافي أن ((أبا عمرو كان يدغمها في مثلها ساكنا ما قبلها أو متحركا)) (9)
وقد قرأ الكسائي بإدغام اللام في اللام في قوله تعالى: ? فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا? (10). وتقرأ بعد الإدغام: (فقالَّهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: ? وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ
ــــــــــــ
(1) علم اللغة، السعران، ص169
(2) ما ذكره الكوفيون من الإدغام، السيرافي، تح د. صبيح التميمي، ص69
(3) المصدر نفسه، ص 69. والصامت هو تبيين اللام على الصاد
(4)) المصدر نفسه، ص 69
(5) المصدر نفسه، ص 69
(6) الكتاب، سيبويه، 4/ 457
(7) علم اللغة، السعران، ص169.
(8) الأعراف: 161
(9) إدغام القراء، السيرافي، ص50
(10) الشمس: 13
(14)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ? (1).
وتقرأ بعد الإدغام: (إذ تقولَّذي).
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ ? (2).
وتقرأ بعد الإدغام: (والله جعلَّكُم).
واللام ((من الأصوات الصامتة المجهورة، وهو جانبي منحرف، ينتج عن اعتماد طرف اللسان على أصول الثنايا العليا)) (3).
وقد ادغم الكسائي اللام الأولى في اللام الثانية، لأنهما من الأصوات المتماثلة وهذا الإدغام ((ثقيل في اللفظ، ولكنه جائز في القياس، لأن الحرفين من جنس واحد)) (4).
ويتضح لنا أن الكسائي كان يدغم الحروف المتماثلة، رغم أنها ثقيلة في النطق ولكنه أجاز الإدغام فيها قياسا على كلام العرب (5).
فمذهب الكسائي قائم على القياس والسماع، ولهذا تفرد وحده بقراءات لم يقرأ بها غيره من القراء.
2 ـ إدغام اللام في الراء وقد قرأ الكسائي بإدغام اللام في الراء في قوله تعالى: ? فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً? (6). وتقرأ بعد الإدغام: (قد جعرَّبُّك).
وقوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ? (7).
وتقرأ بعد الإدغام: (فَعَرّبك).
ويتضح من ذلك أن الحروف التي يكون الإدغام فيها أقوى هي الأقرب إلى اللام وأقواها الراء , وهي أقرب إلى اللام من سائر أخواتها , وأشبهها بها , فضارعتا الحرفين اللذين يكونان من مخرج واحد , إذ هي من طرف اللسان , فإن لم تدغم جاز وهي لغة لأهل الحجاز عربية جيدة (8).
وصوت اللام , صامت مجهور ينتج من اعتماد طرف اللسان على أصول الثنايا والراء صوت صامت , مجهور لثوى مكرر، ينتج من تتابع طرقات اللسان على اللثة تتابعا سريعا، ولذا سُمي بالمكرر، ولا يجوز ترك إدغام لام المعرفة في الراء وسائر أخواتها للأسباب الآتية (9):
ــــــــــــ
(1) الأحزاب: 37
(2) النحل: 80
(3) علم اللغة، السعران، 170
(4) معاني القرآن وإعرابه، أبو إسحاق الزجاج، تح د. عبد الجليل شلبي، ط1، عالم الكتب، بيروت 1988 1/ 70
(5)) ينظر المصدر نفسه، 1/ 170
(6) مريم: 24
(7) الفجر: 6
(8) ينظر الكتاب، سيبويه، 4/ 458. وسائر أخوات الراء هي: (النون والدال والتاء والصاد والطاء والزاي والسين والظاء والثالء والذال)
(9) شرح المفصل، ابن يعيش، 10/ 141
(15)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
1 ـ لأنها من حروف طرف اللسان.
2 ـ كثرة لام المعرفة في الكلام.
3 ـ إنها تتصل بالاسم اتصال بعض حروفه، لأنه لا يوقف عليها، فلهذا لزم الإدغام فيها.
وما عدا لام المعرفة، فيجوز إدغامها في هذه الأحرف، ولا يلزم (1)
ــــــــــــ
(1) شرح المفصل، ابن يعيش، 10/ 141
(16)(/)
ما رأي الأخوة بمن يضع المصحف (للزينة!)
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 03:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
تدخل الى بيت أحدهم فتجد بالزاوية مصحفاً مزخرفاً, أو صندوقاً زجاجياً مُذهباً ,وعند آخر علبة كرستالية وبداخل هذه الصناديق او العلب تجد مصحفا ولعل عليه كتابات باللون الذهبي, وآخر قد علق المصحف بقطعة قماش, نُقش عليها بالزخرفة البدوية,,, او كتب عليها "لم أجد أفضل من كلام الله ليحفظك" .... الخ الخ الخ,,,مما شاهدتم وعاينتم.
فهل ينكر على مثل هذا الفعل؟
أنا أقصى ما أقول للاخوة ان القرآن ليس لهذا جاءنا وليس لهذا أتانا.
ولكن عندهم حجج باردة وأقوال غبية.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 03:12]ـ
قال تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا. الفرقان 30
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 07:14]ـ
قلتَ: (ما رأي الأخوة بمن يضع المصحف (للزينة!)) ..
فأقول: هو عابث بكلام الله - جل في علاه -، فالقرآن الكريم إنما أنزله الله - تعالى - علينا لتدبر معانيه لا لنتزيّن به ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 01:29]ـ
جزاكم الله خيرا,
هل تكلم بالمسألة -نفسها-احد من المشايخ؟
أم انها تقاس على نفس مسألة المحلات التجارية؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 02:14]ـ
ما قيل في تعليق الآيات على الجدران يقال في هذه المسألة وهو التحريم و الله أعلم.
و الشيخ ابن باز ذهب إلى جواز تعليق الآيات على الجدران.
أبو معاذ.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيك اخي أبو معاذ,
مسألة تعليق الآيات القرآنية اختلف بها العلماء كما أشرت أنت وتفضلت, وأظن انه لا بأس بها اذا كانت للتذكير او للردع او حتى للتأثر بها, شرط ان لا تتعرض للامتهان, ولكن في تعليق الآيات أنت تقرأ الآية امامك, أما تغليف المصحف وتزيينه وتذهيبه ووضعه بالزجاج وتعليقه للزينة هذا اظنه يختلف عن رفع الآيات, والله أعلم, فأنت هناك تقرأ وهنا لا تقرأ.
ولعل احد الأخوة يفيدنا بفتوى أو نقل لأهل العلم في الحكم.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 07:03]ـ
للرفع
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 06:59]ـ
للرفع
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:24]ـ
اذكر كلام للشيخ البراك تقريبا عن زخرفة المصحف والورق الجميل فقال اذا كان للقراءة فلا بأس فأحق كتاب ان يزين
ويطبع باجمل الاشكال كتاب الله ولعلي اسئله اليوم وانقل جوابه
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 10:42]ـ
ما شاء الله عليك يا أبا ابراهيم,
أولا جزاك الله خير الجزاء
وثانيا اني اغبطك على وجود العلماء من حولك,
بارك الله لنا فيهم وفيك.
ـ[أشجعي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 12:30]ـ
للرفع,,,
هل سألت الشيخ يا أبا ابراهيم؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 04:32]ـ
في نظري الجواب كما هو:
-القرآن أعظم كتاب يربي البشرية في التاريخ
وأبلغ إعجاز أعجز الفصحاء
أن يأتوا ولو بآية على نظيره
-وجرت فطرة البشر على حب التجمل والتزين
وفي ذلك يقول الصحابي للرسول (ص)
إن الرجل يحب ان يكون ثوبه حسن ونعله حسن
وتعلمون رده (ص)
-أقول فإن الإنسان كلما ازداد إعجابه بشئ
اهتم به وحسنه
ولاتخفى مكانة كتابنا المقدس في نفوس المسلمين
فالإهتمام بالمصحف وتزيينه
دلالة على التعظيم
والتقديس
فلابأس في نظري من تزيينه
والإهتمام به
على ألا تكون زخرفته غايتنا.
ـ[أشجعي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 03:56]ـ
بارك الله فيك أخي,
القضية ليست بتزيين المصحف, القضية بجعل المصحف هو زينة بنفسه كما هو بالمشاركة الاولى,
يعني,
البعض يضع على طاولته مزهرية او ورد او (فازه)
او يعلق منظر او شكل من الاشكال بقصد الزينة,
هذا في أكثر البيوت,,,,
تمام,
أصحابنا يضعون المصحف للزينة, او يعلقونه على الحائط بقصد الزينة أيضا.
فجعلوا المصحف في بيتهم زينة ومنظرا,
والسؤال كان ما حكم هذا الفعل؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 04:57]ـ
لعلي لم افهم
هل تقصد مزهرية فيها آيا منقوشة
او وردة وهكذا
يعني زجاج منقوش ايات فيه.
شكرالك.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 03:25]ـ
فتوى ذات صلة:
السؤال:
فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمته وبركاته
انتشر في مواقع الانترنت والجوالات مثل هذه البطاقات تحتوي على آيات بشكل جميل والبعض يجعلها توقيعا له والبعض تكون له نيك نيم في الماسنجر.
فهل هذا يتعارض مع قدسية القرآن؟
وهل يجوز لنا تصمم مثل هذه البطاقات كخلفية والكتابة عليها، وتكون الآية في الخلف قد لا تكون واضحة وإنما زينه؟
أرجو أن توضحوا لي الأمر.
وجزاكم الله خير
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .. وشكر لك حرصك على السؤال.
هذا أقْرَب إلى العَبَث!
وهل أُنْزِل القرآن لِتُزيَّن به المجالس، وخَلفيات التصاميم، ويُجعل في التواقيع على أنه زينة وليس للعبرة والتأمل والتَّدبُّر؟
الجواب: لا
إنما أُنْزِل القرآن لِيُعْمَل به، ولِتِلاوته، وتدبّره.
قال تبارك وتعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا)
وقال عزّ وَجَلّ: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)
فلا يَجوز أن تُجعل مثل هذه التصاميم خلفيات ولا شِعارات، سَواء للجوال أو للمواقع، أو في التواقيع والأسماء.
ويُمكن أن يُجْعَل بدل ذلك عبارات مُؤثِّرة، أو أبيات شِعر، أو كلمات مِن مأثور الْحِكَم، ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم
الشيخ عبدالرحمن السحيم ( http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=8647)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 07:41]ـ
( .. تدخل الى بيت أحدهم فتجد بالزاوية مصحفاً مزخرفاً, أو صندوقاً زجاجياً مُذهباً ,وعند آخر علبة كرستالية وبداخل هذه الصناديق او العلب تجد مصحفا ولعل عليه كتابات باللون الذهبي, وآخر قد علق المصحف بقطعة قماش, نُقش عليها بالزخرفة البدوية,,, او كتب عليها "لم أجد أفضل من كلام الله ليحفظك" .... الخ الخ الخ,,,مما شاهدتم وعاينتم .. )
--- في تقد يري يعتبر مثل هذا دا خلا تحت مظهر من مظاهر تعظيم المصحف
و من يعظم شعا ئر الله فا نها من تقوى القلوب
---لكن ان ترك هذا المصحف و لم يقرا به فهذا الترك ايضا صورة من صور هجر القران
===لا ن القران
امرنا الله
-بتعظيمه
-و تلاوته
-و تطبيقه
==و القيام باحد هذه الا مور لا يكفي عن الا خر
ـ[أبو القاسم القرشي]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 08:32]ـ
وضع المصحف للزينة تعظيم على طريقة النصارى .. وليس على طريقة أهل الإسلام ..
وليس هو كتعليق الآيات .. فالصورتان مختلفتان .. فالقرآن أنزل للعمل به والتدبر والتعبد بتلاوته وتحكيمه
وليس للزينة والزخرفة والمباهاة .. فتعليق الآية يحصل به مقصود التذكير والاعتبار .. بخلاف وضع مصحف للزينة فهو إلى المبتدعات أقرب ..
والله الموفق
ـ[جمانة انس]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:43]ـ
وضع المصحف للزينة تعظيم على طريقة النصارى .. وليس على طريقة أهل الإسلام ..
وليس هو كتعليق الآيات .. فالصورتان مختلفتان .. فالقرآن أنزل للعمل به والتدبر والتعبد بتلاوته وتحكيمه
وليس للزينة والزخرفة والمباهاة .. فتعليق الآية يحصل به مقصود التذكير والاعتبار .. بخلاف وضع مصحف للزينة فهو إلى المبتدعات أقرب ..
والله الموفق
الاقتصارعلى وضع المصحف للز ينة
هو تقصير بالمطلوب من المسلم نحو
القران من تلاوة وتدبر و تطبيق
اما مجرد تزيين المصحف فهو من مظاهر تعظيمه
لكن الا قتصار على ذلك هو التقصير
وان كان غير المسلمين زينوا و جملوا وطبعوا طباعات انيقة و ...
فهل يحرم علينا ذلك
لا لا يا اخي
الدقة في الفتوى مهمة
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:05]ـ
بارك الله في الأخوة جميعاً,
ولكن لنترك (التقدير) للعلماء, فهم أفهم وأعلم و (أقدر)
وهذه فتوى أخرى لها صلة بالموضوع:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ عبدالرحمن وفقه الله:
أحد الشباب يشتغل في شركة تسويق ومن ضمن المبيعات مصحف جديد نزل عبر هذه الشركة.
المصحف من نوعية فاخرة جداً ومكتوب على روق فاخر جداً .. ويبلغ ثمنه تقريباً (800 ريال) سعودي.
غالب المبيعات التي تمت كانت من قبل اصحاب الشركات وبكميات كبيرة وهي عبارة عن أهداءت تتم لكبار الموظفين وكبار العملاء ..
طبعاً مع نسخة المصحف قاعدة حديدية من أجل وضع المصحف بشكل تزييني ..
وتجد المسوق للمصحف او مندوب المبيعات يتكلم عن المصحف كشكل فقط وكمادة مصنوعه من أجل ترغيب الزبون في الشراء.
فهل هذا يجوز في حق المصحف ..
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا أخي
أُنزِل الكتاب للتدبر والقراءة فجعلوه للزينة والتجارة!
منع بعض العلماء من الاتجار بالمصاحف ومنع بيعها.
والصحيح أنه يجوز بيعها لأنها لو لم مُنع بيعها لانقطعت المصاحف وانقطع الانتفاع بها
لكن أن تكون بهذا الشكل المذكور في السؤال فلا شك أن هذا من الاتجار بها، وهو مذموم.
والله تعالى أعلى وأعلم.
الشيخ عبدالرحمن سحيم ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=18479)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:20]ـ
المسألة يا أخوة كما بين الأعضاء ليست في تزيين نفس المصحف,
(وحتى هذه المسألة ليست من السنة في شيء ولم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي صحابته رضوان الله عليهم)
المسألة هنا في اعتبار المصحف كنوع من أنواع الزينة التي تُزين بها الغُرف والبيوت,
يعني بمعنى آخر وضع أو عُلق للزينة فقط , ولم يوضع للقراءة.
ولا شك بعدم جواز هذا.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:33]ـ
الأدهى والأمر من هذا هو وضع المصاحف في المساجد خلف المصلين على أرفف شبه أرضية أو في مستوى نصف قامة المصلي
كنا قد رأينا آباءنا يضعون المصاحف على أرفف تعلو الرؤوس .... والآن تغير الحال، وإذا ناصحت أحدهم أزبد وأرعد وقال ليس في الأمر شئ ... ؟؟ أهكذا هو احترام كتاب الله ...
كان عكرمة رضي الله عنه يُقبل المصحف ويقول:كتاب ربي .. كتاب ربي ...
ـ[جمانة انس]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:35]ـ
المسألة يا أخوة كما بين الأعضاء ليست في تزيين نفس المصحف,
(وحتى هذه المسألة ليست من السنة في شيء ولم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي صحابته رضوان الله عليهم)
المسألة هنا في اعتبار المصحف كنوع من أنواع الزينة التي تُزين بها الغُرف والبيوت,
يعني بمعنى آخر وضع أو عُلق للزينة فقط , ولم يوضع للقراءة.
ولا شك بعدم جواز هذا.
لنصحح الخطأ بحدوده
و لا نتطرف في الامور
فليس من المعقول ان نقول ما يبذله مجمع الملك فهد في طبع المصحف طباعات انيقة مز ينة
هو خلا ف هدي النبي صلى الله عليه وسلم و صحا بته الكرام
هل تعلم انه تجاوز عدد النسخ التي طبعها المجمع الكريم
تجاوزر ما ئة مليون و لله الحمد
فهل كل هذه النسخ فيها بد عة التزيين
اين علماء الا مة لماذا لم ينكروا
يا اخي القران بر كة ورحمة وزينة و كل خير
لكن انزله الله اساسا نورا وهدى و لتلاوته وتد بره وتطبيقه
و الا قتصار على جعله زينة خطا كبير
و ظلم للنفس بحر مانها نوره وهداه وبر كة و ثواب تلاوته
اللهم ارزقنا حبه
و اتباعه
و اجعله روح ارواحنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:42]ـ
بارك الله فيك الأخية,
أنا ما أتكلم في قضية طباعة المصحف (بطبعات أنيقة) كما تفضلتم,
أنا أتكلم -في المشاركة المقتبسة المعلق عليها- عن التزيين,
والتزيين مفهومه واسع,
وتعليقي موجه لتزيين المصاحف بالذهب والفضة والزجاج والكرستال وما شابه,
وهذا أنكره العلماء فعلاً,
أما المصاحف التي بين أيدينا فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء ورفع الله لهم قدرهم وكتب لهم أجرهم,
وبارك الله فيكم وفي حرصكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:44]ـ
اذكر كلام للشيخ البراك تقريبا عن زخرفة المصحف والورق الجميل فقال اذا كان للقراءة فلا بأس فأحق كتاب ان يزين
ويطبع باجمل الاشكال كتاب الله ولعلي اسئله اليوم وانقل جوابه
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك:
سؤالي يخص المصاحف المغلفة أو المجلدة بقماش بدلاً من التجليد الورقي (قماش ملون، ويكون أحياناً مطرزاً أو تكون عليه قطع فضية أو مذهبة) وهي للاستخدام والقراءة منها وليست لغير ذلك.
فهل تجوز المتاجرة بها؟
وهل هذا يعد من التبرك الجائز أم العكس أنه يفتح باباً من البدع التي لا تجوز؟
وجزاكم الله خيراً
فأجاب:
جـ/ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: المصحف أفضل كتاب وأعظم كتاب وأحق كتاب بالاحترام والعناية به في طباعته وورقه ومظهره؛ لأن فيه كلامَ الله القرآن أفضل كتاب أنزله الله كما قال _تعالى_: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ ... " الآية (الزمر: من الآية23). ولكن لا ينبغي الإسراف والمبالغة في مظهر المصحف فلا حرج في تزيين غلاف المصحف دون مبالغة وإسراف ولا تجوز طباعته وزخرفته ليتخذ زينةً تزين به المجالس كبعض الأثاث كالمصاحف الضخمة التي توضع في صنادق مخملة ومزينة ولا تقصد للتلاوة ويغالى في ثمنها وتتهادى. وأما تغليف المصحف من كسوة الكعبة فليس فيه فضيلة وليس لكسوة الكعبة بعد نزعها عنها شيء من الفضل؛ لعدم الدليل على ذلك، والتبرك بكسوة الكعبة بدعة حتى ولو كانت عليها فلا يستحب التمسح بها والمغالاة في ثمن المصحف المغلف بشيء من كسوة الكعبة هو من الإسراف وهو مبني على اعتقاد فضيلة الكسوة، وقد علمت أنه ليس لها فضيلة عملية، وكذلك ما يستبعد من أحجار الكعبة وترابها عند ترميمها والماء الذي تغسل به فليس لشيء من ذلك فضيلة، فلا يتبرك بشيء منه ولا يستشفى به؛ لعدم ما يدل على ذلك من سنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وسيرة أصحابه _رضي الله عنهم_، والله أعلم.
راجع الفتوى هنا ( http://almoslim.net/node/58827)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:51]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب عبدالله ورفع الله لك قدرك.
إجابة كافية شافية وافية.
أظن أن الأخ أشجعي قد أجيب على سؤاله الآن.
بارك الله في الجميع.
ـ[أشجعي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 05:55]ـ
بارك الله في الجميع وشكرا لكم ولمشاركاتكم,
وأخص بالذكر المشايخ أحمد شبيب وعبدالله الحمراني لارفاقهم كلام أهل العلم بالمسألة.(/)
وجهات نظر الشيخ عبد الكريم الخضير- حفظه الله تعالى- في بعض كتب التفسير ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[وجهات نظر الشيخ عبد الكريم الخضير- حفظه الله تعالى- في بعض كتب التفسير]
قال فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله تعالى - كما في شرحه على رسالة السيوطي في أصول التفسير:
(طبعة الشيخ مقبل الوادعي لتفسير ابن كثير - وهو الشيخ المعروف بتجرده وتحقيقه - لا تناسب مستواه وليس فيها شيء يذكر) ..
وقال عن كتاب ((أحكام القران)) للجصاص: (الجصاص من كبار الحنفية، و أطال النفس في أوله كثيراً، ويشم منه شوب الاعتزال، فيقرأ منه طالب العلم ويفيد على حذر، وأفضل طبعاته الطبعة التركية في ثلاثة أسفار) ..
وقال: (كتاب " في ظلال القران " تفسير معاصر، والمفسر ليس من أهل العلم فلا يطمع من يقرأ هذا التفسير أن يعرف مراد الله من كلامه. إنما هو تفسير توضيحي إجمالي مقرون بالواقع، إن قراه الطالب استفاد فائدة مناسبة كما يقرأ في غيره من التفاسير) ..
والله ولي التوفيق.
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 08:07]ـ
جزاك الله خيرا شيخي,
وبارك الله لنا في شيخنا عبد الكريم الخضير
وأزيد أن كتاب الظلال ليس كتاب تفسير أصلا -كما أشار مؤلفه نفسه-
وكتاب تفسير بن كثير للصابوني فيه احاديث ضعيفة عديدة -بخلاف ما ادعى وزعم- ومن يقرأ في تفسيره يعرف أن هذا الشخص قد فضح نفسه بنفسه وكشف مقدار جهله -المطقع- في علم الحديث اضافة لأنه أشعري العقيدة.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 08:41]ـ
كلام جميل من شيخنا عبدالكريم نفع الله بعلومه. آمين.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب التفسير السعدي مناسب جدا لطالب العلم والعامي لانه من اسلوب هذا العصر والله اعلم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 10:28]ـ
بارك الله في جميع الإخوة وو فقنا للعلم النافع و العمل الصالح ..
ـ[بوعلام بن علي]ــــــــ[20 - Apr-2009, مساء 01:42]ـ
ماذا عن كتب اعراب القرآن، فقد ذكر الشيخ في شرحه لتفسير الجلالين (الشريط2) واثنى على كتاب اعراب القرآن للدرويش ولا أدري هل هو نفسه إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين الدرويش، لأن الشيخ ذكر محمود الدرويش؟(/)
فائدة في معنى آية: (فارقو دينهم) والقراءة الأخرى (فرّقوا دينهم) للشيخ محمد بازمول ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة في معنى آية: (فارقو دينهم) والقراءة الأخرى (فرّقوا دينهم) للشيخ محمد بازمول - حفظه الله تعالى - ..
ـ قال الشيخ محمد بازمول في كتابه (القراءات و أثرها في التفسير و الأحكام) (2/ 553): " بينت الآية بالقراءتين أن حال من فارق دينه أو فرّق في دينه، فآمن ببعض وكفر ببعض أنه حال واحد، ومآل واحد، وفي الآية بالقراءتين إشعار بأن مآل من فرق في دينه إلى المفارقة لدينه، نسأل الله العفو و العافية ".اهـ فائدة بالواسطة وأتمنى قراءة الكتاب والحصول عليه.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 10:32]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
وجدت الكتاب مصورا في أحد المواقع العنكبوتية، بارك الله فيمن أرشد و أفاد ..(/)
اليكم اسطوانات التجويد للدكتور ايمن رشدي سويد مرئية بروابط رائعة
ـ[ابومسلمة]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 09:54]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/6756/bismellah46kast7rv9jr0.gif
http://img144.imageshack.us/img144/1238/28791529cv3.gif
قم بتنزيل الملفات من هذه الروابط
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/001_ayman.rar معنى التجويد
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/002_ayman.rar مقدمة القراءة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/003_ayman.rar علم التجويد
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/004_ayman.rar تدوين القران الحزء الاول
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/005_ayman.rar جزء ثانى
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/006_ayman.rar جزء ثالث
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/007_ayman.rar جزء رابع
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/008_ayman.rar القراء العشر
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/009_ayman.rar النقل الصوتى للقران
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/010_ayman.rar احكام الميم الساكنه
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/011_ayman.rar احكام النون الساكنه الاظهار
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/012_ayman.rar الاخفاء
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/013_ayman.rar الاقلاب
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/014_ayman.rar الادغام
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/015_ayman.rar الادغام الناقص
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/016_ayman.rar ادغام المتجانسين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/017_ayman.rar ادغام متماثلين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/018_ayman.rar النون والميم الشددتين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/019_ayman.rar انواع المد
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/020_ayman.rar المد الطبيعى
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/021_ayman.rar مد البدل
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/022_ayman.rar مد العوض
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/023_ayman.rar المد المتصل
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/024_ayman.rar مد المنفصل
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/025_ayman.rar تعريف مد الصلة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/026_ayman.rar مد الصلة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/027_ayman.rar المد اللازم
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/028_ayman.rar المد العارض للسكون
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/029_ayman.rar مد اللين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/030_ayman.rar علاقة المد اللين بالمد العارض للسكون
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/031_ayman.rar ياء المد
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/032_ayman.rar تركيب المدين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/033_ayman.rar التعوذ والبسمله
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/034_ayman.rar حكم الاستعاذة والبسمله
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/035_ayman.rar اللحن
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/036_ayman.rar الابتداء
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/037_ayman.rar انواع الوقف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/038_ayman.rar الوقف والابتداء
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/039_ayman.rar تابع الوقف والابتداء
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/040_ayman.rar بعض حالات الوقف والابتداء
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/041_ayman.rar الفرق بين الوقف والقطع والسكت
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/042_ayman.rar السكت
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/043_ayman.rar تابع السكت
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/044_ayman.rar السكتات
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/045_ayman.rar تعربف صلى وقلى
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/046_ayman.rar تعريف وضع ميم صغيرة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/047_ayman.rar الالفات السبعة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/048_ayman.rar الاماله
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/049_ayman.rar التقاء الساكنين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/050_ayman.rar الحالات الناشئه عن تجاور حرفين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/051_ayman.rar الحرف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/052_ayman.rar الحرفان المتقاربان
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/053_ayman.rar الحروف المقطعة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/054_ayman.rar السين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/055_ayman.rar الام الشمسية والقمريه
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/056_ayman.rar المخارج الرئيسية للحروف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/057_ayman.rar لام التعريف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/058_ayman.rar مخارج الحروف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/059_ayman.rar مخارج اللسان
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/060_ayman.rar مخارج اللسان 2
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/061_ayman.rar مخرج الجوف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/062_ayman.rar مخرج ق ك ج ى ش
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/063_ayman.rar مخرج ط د ت ز س ص ظ ث
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/064_ayman.rar مخرج ض ل
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/065_ayman.rar مخرج ن ر
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/066_ayman.rar هاء الضمير
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/067_ayman.rar الاستطاله والغنه
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/068_ayman.rar الاستعلاء والاستفال
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/069_ayman.rar الاشمام
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/070_ayman.rar التفشى
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/071_ayman.rar التكرير
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/072_ayman.rar الثمرة الملية للشدة والرخاوه والبينية
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/073_ayman.rar الشدة والبينية والرخاوه
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/074_ayman.rar الصفير والتفشى
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/075_ayman.rar المتماثلان والمتجانسان
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/076_ayman.rar النبر
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/077_ayman.rar الهمس والجهر
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/078_ayman.rar صفات الالف والياء
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/079_ayman.rar صفات التاء والجيم
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/080_ayman.rar صفات الحروف
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/081_ayman.rar صفات الخاء والدال والذال
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/082_ayman.rar صفات الراء والزاى والسين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/083_ayman.rar صفات الطاء والظاء والعين
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/084_ayman.rar صفات الغين والفاء والقاف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/085_ayman.rar صفات النون والهاء والواو
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/086_ayman.rar صفات الشين والصاد والضاد
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/087_ayman.rar صفات الاطباق والانفتاح
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/088_ayman.rar القلقلة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/089_ayman.rar تابع القلقة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/090_ayman.rar حروف القلقة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/091_ayman.rar اخطاء تقع عند نطق القلقة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/092_ayman.rar همزة الوصل
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/093_ayman.rar همزة الوصل فى الاسماء والحروف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/094_ayman.rar هموة القطع
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/095_ayman.rar دخول همزة القطع على همزة الوصل
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/096_ayman.rar تسهيل الهمزة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/103_ayman.rar التفخيم والترقيق
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/104_ayman.rar درجات التفخيم والترقيق
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/105_ayman.rar مراتب التفخيم
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/106_ayman.rar حكم الراء
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/107_ayman.rar ازمنة الحروف المتحركة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/108_ayman.rar ازمنة الغنن
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/109_ayman.rar تطبيق على الازمنة
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/110_ayman.rar اتمام الحركات
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/111_ayman.rar السكت والاستعلاء والاستفال
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/112_ayman.rar السكت والاستعلاء والاستفال
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/113_ayman.rar تطبيق من المصحف
http://www.moslim.se/download/html/ayman/ayman_vuxen/114_ayman.rar تطبيق من المصحف
الملفات من رفع أخ فاضل جزاه الله كل خير
الملفات من 1 الى 114
قم بتغيير اسم الملفات الى
001
002
003
004
005
006
007
008
009
010
011
012
..
.
.
.
.
.
.
099
100
101
102
103
104
105
.
.
.
.
ثم ضع في الاسطوانة الاولى الملفات من
رقم 001
الى رقم 040
والاسطوانة الثانية ضع الملفات من
041
الى 080
والاسطوانة الثالثة ضع الملفات من
081
الى 114
جميع الملفات تقوم بوضعها في مجلد اوديو
رابط الاسطوانة الاولى مفرغة
http://img25.imageshack.us/img25/4984/37780370.png
اضغط هنا ولا تنسى ذكر الله ( http://rapidshare.com/files/214245196/Bahgat_1.rar)
رابط الاسطوانة الثانية مفرغة
http://img25.imageshack.us/img25/3980/18060587.png
اضغط هنا ولا تنسى ذكر الله ( http://rapidshare.com/files/214248402/Bahgat_2.rar)
رابط الاسطوانة الثالثة مفرغة
http://img25.imageshack.us/img25/9346/78940714.png
اضغط هنا ولا تنسى ذكر الله ( http://rapidshare.com/files/214251699/Bahgat_3.rar)
واليكم ايضا صور للشرح
http://img18.imageshack.us/img18/2143/62292566.jpg
http://img18.imageshack.us/img18/2981/71684146.jpg
http://img18.imageshack.us/img18/2165/22186959.jpg
http://img18.imageshack.us/img18/2917/99631472.jpg
http://img20.imageshack.us/img20/8721/m0d189zv.gif
الاسطوانات والروابط و الصور من تصميم ورفع العبد لله
من يريد نقل هذا الموضوع فلا يوجد مانع
كما انه يوجد ملف تكست في المرفقات يقوم بتحميله وأخذ نسخة منه ثم لصقها
في اي منتدى اسلامي يريده
روابط الملفات من رفع أخ فاضل جزاه الله كل خير
http://img20.imageshack.us/img20/8721/m0d189zv.gif
http://img98.imageshack.us/img98/2541/23jp5.gif
http://img151.imageshack.us/img151/1337/165id7.gif
http://img101.imageshack.us/img101/8740/56ft0.gif
http://img504.imageshack.us/img504/4963/redakayr4720qc7.gif
http://upload.islam2all.com/download.php?id=3462
http://upload.islam2all.com/download.php?id=3463
http://upload.islam2all.com/download.php?id=3464
http://upload.islam2all.com/download.php?id=3462
http://upload.islam2all.com/download.php?id=3463
http://upload.islam2all.com/download.php?id=3464(/)
هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 08:02]ـ
القرآن الذي بأيدينا ليس طبق أصل ما نزل ببيت العزة
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن اقتغى وبعد:
يدور بحثي هذا في نقاط ثلاث
أولا: القرآن المنزل في بيت العزة.
ثانيا: مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
ثالثا: مصحف عثمان رضي الله عنه. أولا أنا طالب علم -ولعل مبتدئ- وأحاول تلخيص بعض الكتب التي أقرؤها، عملا بنصيحة العلماء، وفي موضوع علم القرآن جمعت ما يلي، وأرجو من الأخ الفاضل أبي فهر السلفي أو من على دربه، إذ قرأت حواره ونقاشه مع (ربيع أحمد السلفي) في موضوعه (إعلام أولي الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو والنسيان) فأعجبني جدا جدا نهجه في دحض حجج ربيع بكل وضوح، إلا أن ربيعا انتصر للرأي –سامحنا الله جميعا- غير أن أسلوب أبي فهر السلفي، كان يحمل في طياته شيئا من القسوة تجاه ربيع، فأرجوه إن تيسر له الأمر لمحاورتي وأخذي بيدي للصواب إن كان في بحثي هذا، مخالفة منهجية، التخفيف والليونة معي، إذ إنني لا أبتغي إلا الصواب وأعوذ بالله من الإنتصار للذات، فهذا البحث كتبته منذ فترة، وأربي بعده الوقوف على زلاتي فيه، وقد اخترت ألوكة لمكانتهاالعلمية، منبرا لذلك.والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ...
عند البحث والتنقيب، وتتبع الأحداث والنصوص، يظهر لي –لعل لقلة معرفتي- أن القرآن المنزل إلى السماء الدنيا، ليس هو بالتمام والكمال، المصحف الذي أمر عمر أبابكر رضي الله عنهما بجمعة، ففعل بعد أن اطمئن قلبه لاقتراحه، وكذا المصحف الذي بأيدينا ليس هو طبق أصل ما جمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه ..
وإن كنت في الواقع لم أقلد أحدا فيما أقول، إلا أنني أعرف أن الرافضة قاتلهم الله، يقولون بتحريف القرآن، ولكن الذي أقوله وأعني به خلاف ذلك، فأنا كلي إيمان أن القرآن غير مخلوق وأنه كامل متكامل غير محرف في أي جهة من جهاته .... لكن بحثي بل –إشكالي- حول:
أولا: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر؟
ثانيا: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف الإمام الذي بأيدينا اليوم؟
ثالثا: هل مصحف أبي بكر هو نفس مصحف عثمان رضي الله عنهما؟ *عند قراءتي –المتواضعة- للقرآن الكريم والنصوص النبوية الصحيحة، أجد أن القرآن الكريم، نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة، وهذا الذي لا يختلف فيه أهل الحق قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين.) وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر .. )
قال ابن كثير رحمه الله: قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله.
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) يقول تعالى ذكره إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر وهي ليلة الحكم التي يقضي الله فيها قضاء السنة ..
وقال: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن المثنى قال: ثنى عبد الأعلى قال: ثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
عن الشعبي: في قوله (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا. عن سعيد بن جبير أنزل القرآن جملة واحدة ثم أنزل ربنا في ليلة القدر ..
وفي تفسير القرطبي: قال: قيل بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة في للة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة.
(عن مقاتل بن حيان حكاية الإجماع على نزول القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا. ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات نقلا عن مباحث علوم القرآن للقطان 104
وبهذا تبين لي أن كل ما نزل على الرسول من القرآن، ساسخه ومنسوخه محكمه ومتشابهه كان في المنزل في بيت العزة، وهذا يعني أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه ومصحف عثمان جلّ ما أنزل في بيت العزة وليس كله، والدليل هو:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.
وقد تقرر عندنا في الأصول أن النسخ ثلاثة أنواع:
1 - نسخ الحكم مع بقاء التلاوة (ولا إشكال في ذلك عندي)
2 - نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، كقوله تعالى: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله .... )
3 - نسخ التلاوة والحكم معا، ففي البخاري: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحرمن، فنسخن بخمس معلومات) عن عائشة رضي الله عنها. وهما محل الإشكال عندي.
فإذا كان القرآن نزل جملة واحدة في بيت العزة، ثم نز منجما حسب الحوادث عللى الرسول، ثم نسخت بعض آياته قراءة وحكما أو قراءة فقط، فهذا يعني عندي، أن تلك الآيات المنسوخة، ثابتة فيما أنزل في بيت العزة، إلا إذا قلنا، إن النسخ كلما وقع في القرآن بعد نزوله على الرسول، وقع أيضا فيما أنزل في بيت العزة، وهذا باعتقادي غير صحيح لأن حكمة النسخ في القرآن كما أهل العلم-فيما أعلم-
أولا: مراعاة مصالح العباد.
ثانيا: تطور التشريع إلى مرتبة الكمال ....
ثالثا: ابتلاء المكلف واختباره بالإمتثال وعدمه.
رابعا: إرادة الخير والتيسير للأمة ...... إلخ
كلها تعود إلى مصالح المكلفين عملا أو تركا والمكلفون هم الثقلان (الإنس والجن)
وهذا ما يسفر لي، أن القرآن المنزل في بيت العزة، ثابت على حاله من دون نسخ، إذ هو ليس بيد مكلفين، فالملائكة جبلوا على طاعة الله، فأية فائدة إذن في نسخ ما أنزل ببيت العزة!!!؟
ومن خلال هذا تبين أن ما نسخت تلاوته وحكمه، أو تلاوته فقط، إنما هو منسوخ من القرآن الذي بأيدينا، لا في الذي ببيت العزة.
والخلاصة: كل ما في المصحف الذي بأيدينا من آيات موجودة في الذي أنزل في بيت العزة، وليس كل ما أنزل في بيت العزة من آيات موجودة فيما بأيدينا، وهذا ماستقر عندي ....
فهل أنا على الصواب؟
هذا ما أريد مدارسته مع الإخوة الفضلاء وخاصة الأخ الفاضل أبي فهر السلفي.
.............................. ...
والطرف الثاني من البحث:
هل المصحف الذي بأيدينا مطابق لما جمعه أبوبكر رضي الله عنه؟
وأنتظر مساعدة وملاحظات الإخوة لي ريثما أنهي كتابة الطرف الثاني.
والحمدلله رب العالمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 08:22]ـ
سؤال بسيط اخي هل طرح مثل هذه الاشكالية احد قبلك اي اعني الفرق بين القرآن الذي بين ايدينا و ما هو منزل في السماء الدنيا؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 11:09]ـ
الأخ مسجِّل هذا اليوم!
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 07:56]ـ
الأخ مسجِّل هذا اليوم!
هو كذلك = متابع عتيق ومسجل حديث ..
فما عجبك؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 08:01]ـ
سؤال بسيط اخي هل طرح مثل هذه الاشكالية احد قبلك اي اعني الفرق بين القرآن الذي بين ايدينا و ما هو منزل في السماء الدنيا؟
لا أدري يا أخي ..
فهل هي حالة تحتاج إلى إسعاف ... إن نعم، فبادر بتفحيصي يا دكتور .. فلست أدري موضع ألمي ...
وشكرالله لك ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - Apr-2009, مساء 08:10]ـ
لا أدري يا أخي ..
فهل هي حالة تحتاج إلى إسعاف ... إن نعم، فبادر بتفحيصي يا دكتور .. فلست أدري موضع ألمي ...
وشكرالله لك ..
نعم اخي القاء كلام ان لم يكن سبقك له احد نجيب عليه بقولنا فليسعك ما وسع السلف.
بيت العزة من الامور الغيبية فلا مجال لعد الايات هناك و مقارنتها مع ما بين ايدينا. لان العد عقلي و لا دخل للعقل في الغيب بل ان لم يتكلم في المسألة الصحابة و التابعين و السلف لماذا نتكلم فيها نحن! و هل ينبني عليها عمل ام هو احداث ما لاحاجة لنا به؟
انصحك اخي بترك مثل هذه الامور، اني اخاف عليك ان تحدث بدعة في الدين لم يسبقك لها احد فتكتب عليك إلى يوم القيامة و السلام عليكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 12:08]ـ
[ quote= رياض النضرة;214162والطرف الثاني من البحث:
هل المصحف الذي بأيدينا مطابق لما جمعه أبوبكر رضي الله عنه؟ [/ quote]
قبل أن تطرح هذا الطرف الثاني؛ أجبني:
وهل تشك أنت في أن المصحف الذي بأدينا مطابق لما جمعه خليفة رسول الله؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 12:53]ـ
يا أخي العزيز تصنف نفسك على أنك (طويلب علم مبتدئ) ومن ثم تتكلم في موضوع حساس عن القرآن؟!
ثم إني أظنك ومعذرة من كلمتي: لم تقرأ القرآن أصلا، أو لم تحط علما بالآيات التي فيه.
ألم تقرأ قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها}؟!.
ألم تقرأ قول الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}؟!.
أخي المحترم؛ نعم أنزل إلى بيت العزة جملة واحدة، ومن ثم أوحي به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كله بلا نقص، لكن قد يستجد أمر على القرآن الذي سبق وأن أنزل في فترة سابقة، فيغيره الله بقرآن آخر هو مما أنزل أصلا في بيت العزة، وذلك لعلم الله سحانه وتعالى للغيب.
ومعنى الحديث رحمك الله: أن الله سبحانه قد أنزل القرآن جملة واحدة ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فوضعه في بيت العزة وأملاه جبريل عليه السلام على السفرة، ثم كان ينزله جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجوما، فكان بين أوله إلى آخره ثلاثة وعشرون سنة.
فكأني بك أخي تعلق هذه التعليقات التي ذكرت في مشاركتك بعيدا عمن يوجهك ويصحح لك، وهذه مشكلة أخي الحبيب فما هكذا يورد العلم.
أعد النظر أخي فإن هذا باب لم يطرقه من قبلك إلا أهل البدع والضلال، وإن شاء الله ننزهك عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 01:45]ـ
نعم اخي القاء كلام ان لم يكن سبقك له احد نجيب عليه بقولنا فليسعك ما وسع السلف.
بيت العزة من الامور الغيبية فلا مجال لعد الايات هناك و مقارنتها مع ما بين ايدينا. لان العد عقلي و لا دخل للعقل في الغيب بل ان لم يتكلم في المسألة الصحابة و التابعين و السلف لماذا نتكلم فيها نحن! و هل ينبني عليها عمل ام هو احداث ما لاحاجة لنا به؟
انصحك اخي بترك مثل هذه الامور، اني اخاف عليك ان تحدث بدعة في الدين لم يسبقك لها احد فتكتب عليك إلى يوم القيامة و السلام عليكم
.......................
أعوذ بالله .... أسأل الله السلامة والعافية ..
والله هذه المسألة مقلقة لضميري، ولما لم أجد لها سابق كلام، قلت لعل هو لقلة بضاعتي من العلم، وهذا ما دعاني لطرحها هنا، لعلني أقف بإذن الله تعالى على رشاد منكم ..
وشكرا لنصيحتك أخي وإن كنت لا أدري كيف أترك التفكير فيها ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 01:52]ـ
.......................
أعوذ بالله .... أسأل الله السلامة والعافية ..
والله هذه المسألة مقلقة لضميري، ولما لم أجد لها سابق كلام، قلت لعل هو لقلة بضاعتي من العلم، وهذا ما دعاني لطرحها هنا، لعلني أقف بإذن الله تعالى على رشاد منكم ..
وشكرا لنصيحتك أخي وإن كنت لا أدري كيف أترك التفكير فيها ..
العقل قاصر مهما فعلت و الغيبيات لا تقاس بالعقل فما يدريك ما هو بيت العزة و الذي فيها؟ ستقيسها بعقلك؟ ستضل اذا كما ضل من خاض في صفات الله بعقله.
فانسى مثل هذه الامور التي لا ينبني عليها عمل هذا من عمل الشيطان
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 01:59]ـ
يا أخي العزيز تصنف نفسك على أنك (طويلب علم مبتدئ) ومن ثم تتكلم في موضوع حساس عن القرآن؟!
ثم إني أظنك ومعذرة من كلمتي: لم تقرأ القرآن أصلا، أو لم تحط علما بالآيات التي فيه.
ألم تقرأ قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها}؟!.
ألم تقرأ قول الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}؟!.
أخي المحترم؛ نعم أنزل إلى بيت العزة جملة واحدة، ومن ثم أوحي به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كله بلا نقص، لكن قد يستجد أمر على القرآن الذي سبق وأن أنزل في فترة سابقة، فيغيره الله بقرآن آخر هو مما أنزل أصلا في بيت العزة، وذلك لعلم الله سحانه وتعالى للغيب.
ومعنى الحديث رحمك الله: أن الله سبحانه قد أنزل القرآن جملة واحدة ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فوضعه في بيت العزة وأملاه جبريل عليه السلام على السفرة، ثم كان ينزله جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجوما، فكان بين أوله إلى آخره ثلاثة وعشرون سنة.
فكأني بك أخي تعلق هذه التعليقات التي ذكرت في مشاركتك بعيدا عمن يوجهك ويصحح لك، وهذه مشكلة أخي الحبيب فما هكذا يورد العلم.
أعد النظر أخي فإن هذا باب لم يطرقه من قبلك إلا أهل البدع والضلال، وإن شاء الله ننزهك عنهم.
..................
أخي الكريم!
أشهد الله تعالى أني أريد مرشدا في هذه المسألة، لا جرم .. فأنا لولا طويلبيتي، لما أتيت إليكم مسترشدا ..
وأما الآية التي سطرتها، نعم قرأتها، ولا أشك في النسخ في القرآن، وقد بينت ذلك في صلب أصل مقالي ....
فأربي منكم، هو نقض ما في كلامي من غلط،فقرة فقرة بحجج قوية كما فعله الأخ (أبو فهر السلفي) مع صاحبه (ربيع السلفي) ...
واعلموا أن هذا الموضوع، هو عندي منذ فترة بعيدة ولكني أريد الوقوف، على ما كتبت من أخطاء ...
...............
وأما سؤالك عن الطرف الثاني، فلعلك تجد جوابي بعدما أنهي كتابته فأمهل ..
..........
أنقذوني
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 03:05]ـ
أخي الفاضل بإختصار شديد جامع مانع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن الذي أنزله الله جملة واحدة إلى السماء الدنيا والذي تصفه ببيت العزة، قد أنزل كاملا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم لم يمت عليه الصلاة والسلام حتى كمل نظم القرآن وآياته وسوره على ما أراده الله سبحانه وتعالى وكتبه في الوح المحفوظ، ثم بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن القرآن مكتوبا بل كان في صدور الرجال وبعضه مكتوب، ولما أتت حروب الردة وموت القراء فيها أشار عمر رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن من صدور القرآء المتبقين خشية ذهابه، إذ لم يكن الكل يحفظه، ولم يكن كله مكتوبا، ففتح الله عليه وقبل المشورة، ومن ثم شرع في جمعه؛ فجمعه كاملا على ما مات عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
واستمر الحال إلى أن أتت خلافة عثمان رضي الله عنه، فأحس بأن الصحابة الكبار يختلفون في قراءة بعض ألفاظ الآيات ولكل صحابي تابع له على قراءته، فخشي رضي الله عنه أن يتلاعب بكتاب الله تعالى بالتصديق والتكذيب والعبث فيه وعدم احترامه، فأمر بجمع جميع القرآن المكتوب عند الناس، ومن ثم أعاد كتابته على مصحف واحد وهو الذي كان عليه عمل الخلفاء من قبله، بدليل أنه رضي الله عنه، قد أخذ المصحف (الأم) من عند أم المؤمنين حفصة، فيما وضعه عندها أبيها رضي الله عنه لأنها كانت وصيته رضي الله عنه.
فهنا تعرف أن مصحف عثمان رضي الله عنه، هو بعينه مصحف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قبله.
قال تعالى: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}.
وقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
فبان لك أخي أنه هو هو منذ أن أنزله الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أما ما قلته من مسألة نسخ التلاوة والحكم، فلا إشكال أخي ولا تعارض، كيف هذا؟ أقول لك:
لما أن كان القرآن كلام الله لا كلام غيره، كان هو سبحانه الوحيد الذي يقدر على تبديله وتغييره، كما في الآيات القرآنية الكثيرة التي تبين هذا الأمر وقد سبق أن ذكرت لك بعضها، ثم لتعلم أن هذا المبدل أو المغير هو قرآن أيضا، فكان قرآن محل قرآن والفاعل للتغير صاحب القرآن نفسه المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى، لكن في هذه المسألة وهي نسخ الحكم والتلاوة هذا المنسوخ الذي ألغي في هذه الحالة لا يسمى قرآنا لذهاب هذه الخاصية عنه، فلذلك لا يجوز لنا أن نقرأ مثل هذه الآيات المنسوخة لا في صلاة ولا في غيرها على وجه التعبد.
وبهذا يسقط قول من يقول: أليس هي مما أنزل من جملة القرآن في بيت العزة، وهي الآن ليست موجودة في المصحف، إذا ليس هذا القرآن هو نفس الذي أنزل ببيت العزة.
ووجه سقوطه: أنها أيضا كانت مما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فليس أنها لم تنزل أصلا؛ بل نزلت، لكن أراد الله سبحانه وتعالى لحكمة يعلمها هو سبحانه أن ينسخها ويبدلها بآية أخرى فيها حكم مغاير.
فالآيتين كلتاهما مما أنزل جملة واحدة، ومما أنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ثم أخي لتعلم أن من مستلزمات هذا القول؛ القول بإبطال النسخ، وهذا ممنوع لا يقول به عاقل.
ويعلم الله أخي الأمر أوضح من أن يعلق بنفسك أصلا، لكنك قد بدأت بداية غير مناسبة، فطريقتك هذه هي التي قد تسببت لك بهذا الفهم، وأنا أخشى عليك إذا استمريت على هذه الطريقة أن يتجدد تشكيك في أمر مسلم آخر لم يقل به أحد إلا من خالف المنهج الحق. فتنبه
أسأل الله أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، وأن يفتح على قلبك آمين
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 03:09]ـ
هو كذلك = متابع عتيق ومسجل حديث ..
فما عجبك؟
قد ازداد عجبي لأنك تصور نفسك على أنك مبتدئ وضعيف الاطلاع ومريض لا يدري ممَّ يشكو ويحتاج إلى إسعاف، وتشكك في القرآن!
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 03:28]ـ
أخي الفاضل بإختصار شديد جامع مانع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن الذي أنزله الله جملة واحدة إلى السماء الدنيا والذي تصفه ببيت العزة، قد أنزل كاملا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم لم يمت عليه الصلاة والسلام حتى كمل نظم القرآن وآياته وسوره على ما أراده الله سبحانه وتعالى وكتبه في الوح المحفوظ، ثم بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن القرآن مكتوبا بل كان في صدور الرجال وبعضه مكتوب، ولما أتت حروب الردة وموت القراء فيها أشار عمر رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن من صدور القرآء المتبقين خشية ذهابه، إذ لم يكن الكل يحفظه، ولم يكن كله مكتوبا، ففتح الله عليه وقبل المشورة، ومن ثم شرع في جمعه؛ فجمعه كاملا على ما مات عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
واستمر الحال إلى أن أتت خلافة عثمان رضي الله عنه، فأحس بأن الصحابة الكبار يختلفون في قراءة بعض ألفاظ الآيات ولكل صحابي تابع له على قراءته، فخشي رضي الله عنه أن يتلاعب بكتاب الله تعالى بالتصديق والتكذيب والعبث فيه وعدم احترامه، فأمر بجمع جميع القرآن المكتوب عند الناس، ومن ثم أعاد كتابته على مصحف واحد وهو الذي كان عليه عمل الخلفاء من قبله، بدليل أنه رضي الله عنه، قد أخذ المصحف (الأم) من عند أم المؤمنين حفصة، فيما وضعه عندها أبيها رضي الله عنه لأنها كانت وصيته رضي الله عنه.
فهنا تعرف أن مصحف عثمان رضي الله عنه، هو بعينه مصحف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قبله.
قال تعالى: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}.
وقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
فبان لك أخي أنه هو هو منذ أن أنزله الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أما ما قلته من مسألة نسخ التلاوة والحكم، فلا إشكال أخي ولا تعارض، كيف هذا؟ أقول لك:
لما أن كان القرآن كلام الله لا كلام غيره، كان هو سبحانه الوحيد الذي يقدر على تبديله وتغييره، كما في الآيات القرآنية الكثيرة التي تبين هذا الأمر وقد سبق أن ذكرت لك بعضها، ثم لتعلم أن هذا المبدل أو المغير هو قرآن أيضا، فكان قرآن محل قرآن والفاعل للتغير صاحب القرآن نفسه المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى، لكن في هذه المسألة وهي نسخ الحكم والتلاوة هذا المنسوخ الذي ألغي في هذه الحالة لا يسمى قرآنا لذهاب هذه الخاصية عنه، فلذلك لا يجوز لنا أن نقرأ مثل هذه الآيات المنسوخة لا في صلاة ولا في غيرها على وجه التعبد.
وبهذا يسقط قول من يقول: أليس هي مما أنزل من جملة القرآن في بيت العزة، وهي الآن ليست موجودة في المصحف، إذا ليس هذا القرآن هو نفس الذي أنزل ببيت العزة.
ووجه سقوطه: أنها أيضا كانت مما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فليس أنها لم تنزل أصلا؛ بل نزلت، لكن أراد الله سبحانه وتعالى لأمر من الأور التي راءها هو سبحانه أن ينسخها ويبدلها بآية أخرى فيها حكم مغاير.
فالآيتين كلتاهما مما أنزل جملة واحدة، ومما أنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ثم أخي لتعلم أن من مستلزمات هذا القول؛ القول بإبطال النسخ، وهذا ممنوع لا يقول به عاقل.
ويعلم الله أخي الأمر أوضح من أن يعلق بنفسك أصلا، لكنك قد بدأت بداية غير مناسبة، فطريقتك هذه هي التي قد تسببت لك بهذا الفهم، وأنا أخشى عليك إذا استمريت على هذه الطريقة أن يتجدد تشكيك في أمر مسلم آخر لم يقل به أحد إلا من خالف المنهج الحق. فتنبه
أسأل الله أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، وأن يفتح على قلبك آمين
........................
أخي الكريم!
لم أكتب بعد في الطرف الثاني، أرجو منك أن تتناول ذات الأسلوب= الطرح بخصوص ما كتبته بارك الله فيك ..
وأجو علمية الحوار فستجدني إن شاء الله عاضا على السلطان المبين بنواجذي .. ولن أتوانى كلما بان ..
وأما هذا الذي كتبته فهو مفيد جدا وأدخره ليومه حتى لا تختلط الأوراق بين يدي ولي معه إستفسارات ....
بانتظار حوارك العلمي لأخذي بحجزي نحو السلطان المبين ..
.............
وآمين على دعواتك (اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:40]ـ
الفاضل رياض النضرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
مسألة الجمع الأول وعلاقته بالمصحف الإمام بل وعلاقة كل ذلك بالعرضة الأخيرة والدليل على أن هذه العرضة كانت ناسخة و .... و ..... و .....
هذه المسألة من المشكلات التي لم أجد لها بياناً شافياً من جميع أطرافها ... ولا بأس على المسلم إن اشتبه عليه شيء منها مادام قد آمن بالمحكمات في هذا الباب ..
لكن البأس كل البأس .. أن يعجل بطرح هذا المشكل ... وهذا بأس من جهات شتى:
1 - أن هذا الباب دقيق عظيم جليل مهيب، وهو لائق بأن يُشكل على الإنسان منه شيء،لكنه لائق أيضاً أن يزول هذا الإشكال بدوام الطلب والمذاكرة وسؤال أهل العلم ومفاتشة الكتب والتدبر والتفكر وسؤال الله التوفيق.
2 - وإذا كان ذلك كذلك: فإني أرى أنه لا ينبغي لطالب العلم أن يعجل فيطرح مثل هذا الجنس من الإشكالات في مثل هذه المنتديات؛ فإنه لايجني من وراء ذلك غالباً ما يريح باله ويُزيل إشكاله، بل لا يكاد يلقى سوى التهمة وسوء الظنة. فالمفسدة الحاصلة من طرحها بينة والمصلحة المرجوة من بثها لا تكاد تُبين ..
3 - ثم إنك لن تعدم من أهل الباطل ومتلقفي الشبه من يلقف ذلك من على لسانك فيُشيع قالة السوء ويُزيغ قلوب المؤمنين، ولِشَبه من هذا المعنى فعل عمر بصبيغ ما فعل ..
الفاضل الحبيب ...
في العلم أبواب لو أودعها الإنسان قلبه حتى يأذن الله بالفرج من عنده = لأحسن بذلك أيما إحسان ...
وفي العلم أبواب يموت المرء ولم يُشف قلبه منها ..
وفي العلم أبواب يكون من سعادة العبد أن يُعرض عن بحثها وأن يستودعها مغيبات قلبه إلى يوم تنال كل نفس شهوتها فتكون شهوته في كشف قناع أبواب العلم تلك،ويومها يفرح فرحاً لا يوازيه فرح الرجل بخليلته من الحور ..
وفي العلم أبواب هي كلذيذ الطعام يقتل إن طُعم قبل الفطام ..
وأخيراً ..
فإن من أبواب الإشكال ما هو نصف العلم ومفتاح النظر .. وإن منها ما هو نصف الشر ومفتاح البدعة والكفر .. فالرفق الرفق فيما تأتي وفيما تذر ..
الفاضل الحبيب ..
لا أفرض وصاية عليك ولا على نظرك .. ولا أسيء بك الظن ولا بغرضك .. ولكن ثق بي أني إنما محضتك النصح وأردتُ لك الخير .. وإن الله جعل على الخير أعواناً .. وباب القرآن عظيم
والسلام ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:44]ـ
الفاضل رياض النضرة ...
مسألة الجمع الأول وعلاقته بالمصحف الإمام بل وعلاقة كل ذلك بالعرضة الأخيرة والدليل على أن هذه العرضة كانت ناسخة و .... و ..... و .....
هذه المسألة من المشكلات التي لم أجد لها بياناً شافياً من جميع أطرافها ... ولا بأس على المسلم إن اشتبه عليه شيء منها مادام قد آمن بالمحكمات في هذا الباب ..
لكن البأس كل البأس .. أن يعجل بطرح هذا المشكل ... وهتىذا بأس من جهات شتى:
1 - أن هذا الباب دقيق عظيم جليل مهيب، وهو لائق بأن يُشكل على الإنسان منه شيء،لكنه لائق أيضاً أن يزول هذا الإشكال بدوام الطلب والمذاكرة وسؤال أهل العلم ومفاتشة الكتب والتدبر والتفكر وسؤال الله التوفيق.
2 - وإذا كان ذلك كذلك: فإني أرى أنه لا ينبغي لطالب العلم أن يعجل فيطرح مثل هذا الجنس من الإشكالات في مثل هذه المنتديات؛ فإنه لايجني من وراء ذلك غالباً ما يريح باله ويُزيل إشكاله، بل لا يكاد يلقى سوى التهمة وسوء الظنة.
3 - ثم إنك لن تعدم من أهل الباطل ومتلقفي الشبه من يلقف ذلك من على لسانك فيُشيع قالة السوء ويُزيغ قلوب المؤمنين، ولشبه من ذلك فعل عمر بصبيغ ما فعل ..
الفاضل الحبيب ...
في العلم أبواب لو أودعها الإنسان قلبه حتى يأذن الله بالفرج من عنده = لأحسن بذلك أيما إحسان ...
وفي العلم أبواب يموت المرء ولم يُشف قلبه منها ..
وفي العلم أبواب يكون من سعادة العبد أن يُعرض عن بحثها وأن يستودعها مغيبات قلبه إلى يوم تنال كل نفس شهوتها فتكون شهوته في كشف قناع أبواب العلم تلك،ويومها يفرح فرحاً لا يوازيه فرح الرجل بخليلته من الحور ..
وفي العلم أبواب هي كلذيذ الطعام يقتل إن طُعم قبل الفطام ..
وأخيراً ..
فإن من أبواب الإشكال ما هو نصف العلم ومفتاح النظر .. وإن منها ما هو نصف الشر ومفتاح البدعة والكفر .. فالرفق الرفق فيما تأتي وفيما تذر ..
الفاضل الحبيب ..
لا أفرض وصاية عليك ولا على نظرك .. ولا أسيء بك الظن ولا بغرضك .. ولكن ثق بي أني إنما محضتك النصح وأردتُ لك الخير .. وإن الله جعل على الخير أعواناً ..
والسلام ..
انا وجدت لها جوابا شافيا اخي في قوله تعالى:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:49]ـ
الفاضل رياض النضرة ...
مسألة الجمع الأول وعلاقته بالمصحف الإمام بل وعلاقة كل ذلك بالعرضة الأخيرة والدليل على أن هذه العرضة كانت ناسخة و .... و ..... و .....
هذه المسألة من المشكلات التي لم أجد لها بياناً شافياً من جميع أطرافها ... ولا بأس على المسلم إن اشتبه عليه شيء منها مادام قد آمن بالمحكمات في هذا الباب ..
[/ color][/size][/center]
لا حول ولا قوة إلا بالله (ما المسئول بأعلم من السائل)
ما هذا الكلام يا أخ (أبا فهر)؟!
كنا في مشكك واحد؛ والآن أصبحنا في اثنين!!
هنيئا لأمة الإسلام تشككها وتشكيكها في قرآنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:52]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله (ما المسئول بأعلم من السائل)
ما هذا الكلام يا أخ (أبا فهر)؟!
كنا في مشكك واحد؛ والآن أصبحنا في اثنين!!
هنيئا لأمة الإسلام تشككها وتشكيكها في قرآنهم
ارأيت اخي التميمي الم اقل للأخ انه سيفتح بابا عظيما على مصراعيه الآن سيتهاطل المشككون و تعيث الشياطين بقلوب الناس
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:57]ـ
والمصلحة المرجوة من بثها لا تكاد تُبين
يعلم الله كنت أظن أن الأخ لما استنصر بك بأنك محل لهذه النصرة، وأهل لها، فلما أن رأيت كلامك عرفت أنك أنت من يجب أن تنصر ويؤخذ على يدك.
حدثوا الناس بما يعقلون، أفي مثل هذا التشكيك بكتاب الله تعالى مصلحة مرجوة؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل، والله المستعان على ما تصفون
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 12:58]ـ
عياذاً بالله من الضلالة ....
الأخوان الفاضلان ...
مسألة الجمع الأول والجمع الثاني والعرضة الأخيرة وعلاقة كل هذا بما يُعد من القراآت قرآناً ومالايُعد = كل ذلك لا علاقة له بالقرآن المحفوظ ولا بالتشكيك المتوهم ... فأربعا على نفسيكما؛ فهذه مسائل علمية معروفة ويتخوفها كثير من الباحثين ومصدر تخوفهم ليس أنهم يشككون أو سيشككون فهذا لا يتوهمه إلا من لا معرفة له بهذا الباب .. وإنما هم يخشون الكلام بغير علم وأدوات تلك المسائل قليلة وهي تحتاج إلى نظر عميق حتى إن الشيخ مساعد الطيار اشتكى مرة من أنه لا يوجد حتى الآن رد متخصص على كتاب تاريخ القرآن على ما فيه من الضلال والتشكيك والطعن ..
فرجاء الهدوء والترفق وحسن الظن بالمسلمين ووضع الأمور مواضعها ...
أما كلام الأخ عن علاقة القرآن المنزل في بيت العزة بالقرآن الذي بين أيدينا فهو من جنس الشبه والإشكالات لا من جنس مسائل النظر والخلاف .. ولذا أشرتُ عليه أن يستودعها قلبه إلى أن يهديه الله لجوابها .. فأين التشكيك (؟؟)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:01]ـ
عياذاً بالله من الضلالة ....
الأخوان الفاضلان ...
مسألة الجمع الأول والجمع الثاني والعرضة الأخيرة وعلاقة كل هذا بما يُعد من القراآت قرآناً ومالايُعد = كل ذلك لا علاقة له بالقرآن المحفوظ ولا بالتشكيك المتوهم ... فأربعا على نفسيكما؛ فهذه مسائل علمية معروفة ويتخوفها كثير من الباحثين ومصدر تخوفهم ليس أنهم يشككون أو سيشككون فهذا لا يتوهمه إلا من لا معرفة له بهذا الباب .. وإنما هم يخشون الكلام بغير علم وأدوات تلك المسائل قليلة وهي تحتاج إلى نظر عميق حتى إن الشيخ مساعد الطيار اشتكى مرة من أنه لا يوجد حتى الآن رد متخصص على كتاب تاريخ القرآن على ما فيه من الضلال والتشكيك والطعن ..
فرجاء الهدوء والترفق وحسن الظن بالمسلمين ووضع الأمور مواضعها ...
قد جعلناها لك أيها العالم؛ فاهرف بما لا تعرف، هيا فالباب مفتوح أمامك
لكن عتبي على إدارة المنتدى إن سكتت على هذيانك هذا
الآن عرفت لم اختارك الأخ أنت بالذات
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:03]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ووفقنا الله وإياك لما فيه سعادة الدارين وعلمنا الله وإياك مالم نكن نعلم ...
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:04]ـ
عياذاً بالله من الضلالة ....
الأخوان الفاضلان ...
مسألة الجمع الأول والجمع الثاني والعرضة الأخيرة وعلاقة كل هذا بما يُعد من القراآت قرآناً ومالايُعد = كل ذلك لا علاقة له بالقرآن المحفوظ ولا بالتشكيك المتوهم ... فأربعا على نفسيكما؛ فهذه مسائل علمية معروفة ويتخوفها كثير من الباحثين ومصدر تخوفهم ليس أنهم يشككون أو سيشككون فهذا لا يتوهمه إلا من لا معرفة له بهذا الباب .. وإنما هم يخشون الكلام بغير علم وأدوات تلك المسائل قليلة وهي تحتاج إلى نظر عميق حتى إن الشيخ مساعد الطيار اشتكى مرة من أنه لا يوجد حتى الآن رد متخصص على كتاب تاريخ القرآن على ما فيه من الضلال والتشكيك والطعن ..
فرجاء الهدوء والترفق وحسن الظن بالمسلمين ووضع الأمور مواضعها ...
أما كلام الأخ عن علاقة القرآن المنزل في بيت العزة بالقرآن الذي بين أيدينا فهو من جنس الشبه والإشكالات لا من جنس مسائل النظر والخلاف .. ولذا أشرتُ عليه أن يستودعها قلبه إلى أن يهديه الله لجوابها .. فأين التشكيك (؟؟)
الم انصح اخي ابا فهر قبل اليوم ان تترك الكلام بالرأي؟ دعك من هذا فمسألة جمع القرآن لا يشك فيها مؤمن اما بيت العزة فقد اجبت الاخ بما يكفي بل لا شبهة فيها اصلا لمن قرأ قوله تعالى الذين يومنون بالغيب.
قدم النقل على العقل اخي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:07]ـ
وفقك الله للخير كله ... وهدانا الله وإياك إلى الحق الفصيح ولم يجعله سبحانه علينا ملتبساً فنضل ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:10]ـ
سألت بالله الذي ستقف أمامه وحيدا
أعطني صحابيا واحدا فقط، أو تابعيا واحدا فقط، أو تابعا لهم بإحسان واحد فقط قال مثلك مقولتك هذه أو طرح مثل طرحك التشكيكي هذا.
أعيد حلفي عليك: سألتك بالله أعطني كلام واحد منهم فقط وأنه تكلم بمثل ما تقول.
أخي هذه الأمور لا تخفانا ويعلم الله تعالى بإذنه أننا نعلم فيها أكثر مما تعلم، وليس المقام مقام تمدح حاشانا. وما همني من ذكرت من أشخاص ولا كتب، فالمخطئ مخطئ والمتكلف متكلف.
أرجو إجابة على سؤالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:22]ـ
يا أخي هدى الله قلبي وقلبك ..
ما هو قولي أصلاً الذي قرأتَه لي هاهنا وتطلب مني أن أدلل عليه؟؟
وهل زدتُ هل أن طلبتُ من الأخ أن يؤمن بالمحكم وأن ينحي هذا المتشابه جانباً إلى أن يهدي الله قلبه ..
وهل زدتُ على أن ذكرت له أن في كلامه ما هو من جنس الشبه لا من جنس العلمالذي يبحث فيه .. كمسألة النزول الجملي ..
وأن في كلامه ما هو من جنس مسائل العلم والنظر ويجوز أن تشكل على العبد ولا عيب في ذلك بعد إيمانه بالمحكم .. ثم طلبت منه ألا يطرح هذه المسائل للبحث والنظر في المنتديات ..
بأي عين يقرأ الناس في أيام الناس هذا؟؟
والله يعلم أني أعامل كثير من الإخوة بالمدارة والتأدب الشرعي المطلوب وأحسن الدعاء لهم غلقاً لباب الجدل المذموم .. وكي لا أكون عوناً للبعض على الدخول فيما لا يحسن ..
يا أخي: هل تستطيع أن تصوغ أنت بعبارتك القول الذي قلتُه أنا وتنكره أنت علي مع التدليل عليه من كلامي (؟؟)
شوف يا مولانا .. لا حاجة لي بمن يكدر نفسي ويغبش روحي بعجلته وقلة تأمله ... هدانا الله وإياك .. احرص على ما ينفعك ولا تنشغل بأمثالي ممن ترى فيهم ما ترى ...
والسلام عليك متى حللتَ وأينما ارتحلتَ ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:29]ـ
الآن تقول هذا الكلام؟!
لن أناقشك حوله، لكن هل الكلمات التي اقتبسناها من ((كلامك)) تعني لك شيئا، أم أنك تقول ما لا تعلم؟! أم أننا تبلينا عليك؟!
آآآآه على أمة الإسلام حين تفعل بقرآنها هذا
ـ[التقرتي]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 01:33]ـ
هذه المسألة من المشكلات التي لم أجد لها بياناً شافياً من جميع أطرافها ... ولا بأس على المسلم إن اشتبه عليه شيء منها مادام قد آمن بالمحكمات في هذا الباب ..
اجمع لي قولك هذا مع ايمانك بقوله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 02:03]ـ
الحمد لله وحده
أما بعد ..
أخي رياض النضرة، قد طالعت موضوعك، وسأحاول ما وسعني بفضل ربي أن أجيبك على استشكالاتك فيه، واضعا في ثنايا الرد شيئا من النصيحة التي أرى أنه يدعو المقام إليها، إضافة إلى ما تفضل به الفضلاء أبو فهر والتقرتي والتميمي، جزاهم الله الجنة. وهو رد تفصيلي شمل مادة البحث وجوانب أخرى عامة تتعلق بالعنونة والتصنيف وتحرير الاستدلالات ونحو ذلك .. فأسأل الله ألا يثقل عليك،
وتذكر هذا أخي الكريم (وهو أول ما أنصحك به): ما أنا ولا أنت إلا طلبة صغار نتطفل على موائد أعلام الأمة وأئمتها رحمة الله عليهم .. فمن أُغلق عليه فهم مسألة ما، فلا يسارع إلى القول فيها بما لم يقله أي من هؤلاء الأكابر عبر قرون الأمة، وإنما ليَتَّهِم فهمه هو، وليخلص في الدعاء والتبتل إلى الله أن يفتح عليه فيها فهما كما فتح عليهم، وكما كان صنيعهم هم أنفسهم، فما من الله عليهم بحسن الفهم إلا لما علم فيهم الإخلاص والصدق، نسأل الله أن نكون على سبيلهم.
بداية أخي الكريم، دعني أعقب على عنوان المقال .. فأنت تقول "القرآن الذي بأيدينا ليس طبق أصل ما نزل ببيت العزة"
فأقول في نقاط:
/// هذا العنوان فيه جرأة لا تليق بطالب علم، بل لا يجسر عليها إمام من أئمة علوم القرءان، وفيه رجم بالغيب وقول على الله بغير علم، كما يأتيك تفصيل ذلك بحول الله تعالى وقوته ..
/// فيه تلبيس على الجهال وذريعة لأهل الإلحاد والضلال، يتخذون منه مطية يركبونها لإيراد الشبهات على الموحدين، وهذا أمر أربأ بمثلك عن أن يقع فيه! ولا تقل أن عذرك أنك وضعته هنا ليوجهك ويصوبك فيه طلبة العلم، فطلبة العلم هؤلاء قد لا يكون أعلمهم على ما يلزم من التأصيل العلمي للنظر في هذه المسألة وتتبع الحق فيها! وما دمت قد وضعته في منتدً عام من منتديات الانترنت فأنت ناشر، والناشر يضع كلامه في مكان يطالعه فيه أخلاط من الناس كثير، هو لا يضبط لهم حالا، منهم العالم ومنهم الجاهل، ومنهم المفتون، ومنهم الزائغ الضال، نسأل الله العافية! فالصواب لمن يكتب بحثا كهذا في مسألة دقيقة كهذه، وهو يعلم أنه متذبذب في أمره غير مستقرة نفسه، بل يقف في ريبة فيه إزاء أمر يتعلق بصحة وسلامة أصل أصول هذا الدين وركنه الركين: كتاب رب العالمين، أن يحمله – أولا – إلى أهل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
الموثوقين عنده، فيما بينه وبينهم، يعرضه عليهم ويسمع منهم رأيهم ويفيد من تعليقاتهم، دون أن يفتن به أحدا من الناس، فإن لم يرتو من أحدهم، أخذه إلى الآخر، وهكذا، ولن يعدم الفائدة من ذلك إن شاء الله! أما أن يأتي به إلى منتدً عام وهو مكتوب على هذه الهيئة، وينشره طالبا من عضو فاضل من الأعضاء – أو من بعضهم – أن يعقب عليه، من بعد ما نشره في العامة هكذا، فهذا خطأ يا أحي الكريم، حتى وإن كنت تحسن الظن بعلم ذلك العضو الذي تخصه بالسؤال! ولو كنت مكانك لراسلت العضو الذي أريده بعينه على الخاص ولسألته، هذا بعد ما أقضي ما علي مما هو أولى في مثل حالي من سؤال علماء بلدي ممن أثق بعلمهم كما تقدم!!
ولو كنت مكانك وعزمت نشر ما انتهى إليه بحثي بعد النظر والسؤال والتدقيق، لعنونت له بمثل هذا: "العلاقة بين المصحف المنزل في بيت العزة والمصحف الذي بين أيدينا" حرصا – على الأقل – على ألا يقذف العنوان بادي الرأي ظن سوء أو شبهة في نفس القارئ من قبل أن يقرأ .. فحتى وإن كان هذا المعنى الذي عنونت به هو ما انتهى إليه نظرك وبحثك (بغض النظر أحق هو أم باطل) فلا يطلق على هذا النحو!
تقول وفقك الله:
عند البحث والتنقيب، وتتبع الأحداث والنصوص، يظهر لي –لعل لقلة معرفتي- أن القرآن المنزل إلى السماء الدنيا، ليس هو بالتمام والكمال، المصحف الذي أمر عمر أبابكر رضي الله عنهما بجمعة، ففعل بعد أن اطمئن قلبه لاقتراحه، وكذا المصحف الذي بأيدينا ليس هو طبق أصل ما جمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه ......
قلت:
/// لا يليق بطالب العلم أن يقدم لكلام هو مرتاب فيه وما وضعه إلا ليستفهم عن صحته، بأنه توصل إليه بعد البحث والتنقيب وتتبع النصوص وكذا .. سيما وهو كلام لم ير له سلفا فيه ولم يقل به أحد ممن قرأ لهم في تلك البابة الدقيقة في علوم القرءان! هذا ينافي مقام المسترشد يا أخي الكريم، ولا يشفع لك فيه قولك (لعله لقلة معرفتي)! بارك الله فيك وهداك وإياي والمسلمين إلى الصواب ..
/// قولك (ليس هو بالتمام والكمال) يفهم منه – وهو لازم الكلام والظن بك أنك لا تلتزمه – وقوع النقص في المصحف الذي بين أيدينا، عما جمعه أبو بكر عما عليه الذي نزل في بيت العزة!! ومعنى النقص أو التحريف مردود مدفوع عن القرءان لا يخالف فيه مسلم، ولا يحتاج في هذا المقام إلى بيان! فلا يوجد الآن في المصحف الذي بين أيدينا إلا ما أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أنه كلام الله المنزل على نبيه عليه السلام الموافق للعرضة الأخيرة! ولإن قال قائل أثبتوا لنا أنه موافق للعرضة الأخيرة لألحقناه بالمشككين في إجماع الأمة وتواتر النقل بهذا الذي بين دفتي المصحف الذي بين أيدينا! فما هي العرضة الأخيرة وما قيمتها أصلا إن لم تكن توثيقا لنص القرءان على هيئته النهائية التي يجب أن يقرأ بها المسلمون إلى قيام الساعة؟؟ (وهو ما يلزم منه تبعا، تمام النسخ لما قضى الله نسخه تلاوة وحكما أو تلاوة فقط، فلا يبقى النص المنسوخ تلاوة في مسمى وحكم القرءان المتعبد بتلاوته، وإن كان فيما قبل النسخ قرءانا) .. فيقينا لم يقع إجماع الصحابة إلا على تلك العرضة ولا تواترت القراءات في الأمة إلا بما يوافقها، فتأمل بارك الله فيك!
وتقول:
عند قراءتي –المتواضعة- للقرآن الكريم والنصوص النبوية الصحيحة، أجد أن القرآن الكريم، نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة، وهذا الذي لا يختلف فيه أهل الحق قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين.) وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ...
قلت، بارك الله فيك، قولك أن النزول جملة واحدة لا يختلف فيه أهل الحق فيه سوء تحرير لهذه المسألة، بل فيها أقوال! أعني مسألة طبيعة هذا النزول وما الذي نزل فيه، على أربعة أقوال:
/// فأما أولها فقول جماهير أهل العلم – وقد حُكي فيه إجماع كما ذكر ذلك القرطبي في تفسيره، حكاه عن مقاتل. – وهو ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر تشريفا وتكريما، ثم نُزل من عند الله منجما بعد ذلك، وهو الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وأما ثانيها فقول منسوب إلى الشعبي ومحمد بن اسحاق رحمهما الله، حاصله أن القرءان نزل نزولا واحدا لا نزولين، فأما ما أنزل في الليلة المباركة ليلة القدر في شهر رمضان، فلم يكن القرءان كاملا وإنما كان مبدأ الوحي به، في قوله تعالى ((اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)) فهذه الآيات على هذا القول، هي القرءان المراد من النصوص التي تفيد نزوله في ليلة القدر وفي ليلة مباركة وفي شهر رمضان، وهو قول وجيه لولا مخالفته لكلام ابن عباس الذي له حكم الرفع.
/// وأما ثالث الأقوال فقول ضعيف يقول به بعض العلماء مفاده أن للقرءان نزولين، كلاهما منجمان على ثلاث وعشرين سنة، أحدهما ينزل إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة والآخر إلى النبي عليه السلام، وهذا كلام لا دليل عليه
/// وأما الرابع فكسابقه لا دليل عليه كذلك، بل هو أضعف منه، وهو قول بعضهم بأنه نزل القرآنُ في رمضان وفي ليلة القدر في ليلة مباركة جملةً واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل في عشرين سنة، ونجمه جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- في عشرين سنة.
هذا وقد رأيت أن أبين هذا البيان تحريرا لهذه المسألة – مع أنها ليست محل بحثك هنا – لأن دقة العبارة ودقة تحرير المسائل عند عرضها من ضروريات العلم التي يجب ألا يتساهل فيها طلبة العلم طرفة عين، بارك الله فيك ووفقك!
أما قولك:
بهذا تبين لي أن كل ما نزل على الرسول من القرآن، ناسخه ومنسوخه محكمه ومتشابهه كان في المنزل في بيت العزة، وهذا يعني أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه ومصحف عثمان جلّ ما أنزل في بيت العزة وليس كله،
والدليل هو:
أولا: وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.
وقد تقرر عندنا في الأصول أن النسخ ثلاثة أنواع:
1 - نسخ الحكم مع بقاء التلاوة (ولا إشكال في ذلك عندي)
2 - نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، كقوله تعالى: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله .... )
3 - نسخ التلاوة والحكم معا، ففي البخاري: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحرمن، فنسخن بخمس معلومات) عن عائشة رضي الله عنها. وهما محل الإشكال عندي.
قلت قولك هذا " وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما " غير محرر، من جهة الدلالة التي تريدها أنت منه ..
والصواب أن تقول – حتى يستقيم لك المعنى الذي تريده – " وجود آيات منسوخة لم تُثبت في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما" لأن قولك " وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما" لا يتجه إلا على ما هو باق مثبت في المصحف من آيات منسوخة، فلا يفهم منه إلا ما نسخ حكمه دون تلاوته، وهذا أنبهك إليه أيضا من باب دقة تحرير وجه الاستدلال، بارك الله فيك ..
وأما الدلالة فيأتي الجواب عليها فيما بعد إن شاء الله.
أما قولك:
فإذا كان القرآن نزل جملة واحدة في بيت العزة، ثم نزل منجما حسب الحوادث على الرسول، ثم نسخت بعض آياته قراءة وحكما أو قراءة فقط، فهذا يعني عندي، أن تلك الآيات المنسوخة، ثابتة فيما أنزل في بيت العزة، إلا إذا قلنا، إن النسخ كلما وقع في القرآن بعد نزوله على الرسول، وقع أيضا فيما أنزل في بيت العزة، وهذا باعتقادي غير صحيح لأن حكمة النسخ في القرآن كما أهل العلم-فيما أعلم-
أولا: مراعاة مصالح العباد.
ثانيا: تطور التشريع إلى مرتبة الكمال ....
ثالثا: ابتلاء المكلف واختباره بالإمتثال وعدمه.
رابعا: إرادة الخير والتيسير للأمة ...... إلخ
كلها تعود إلى مصالح المكلفين عملا أو تركا والمكلفون هم الثقلان (الإنس والجن)
وهذا ما يسفر لي، أن القرآن المنزل في بيت العزة، ثابت على حاله من دون نسخ، إذ هو ليس بيد مكلفين، فالملائكة جبلوا على طاعة الله، فأية فائدة إذن في نسخ ما أنزل ببيت العزة!!!؟
ومن خلال هذا تبين أن ما نسخت تلاوته وحكمه، أو تلاوته فقط، إنما هو منسوخ من القرآن الذي بأيدينا، لا في الذي ببيت العزة.
والخلاصة: كل ما في المصحف الذي بأيدينا من آيات موجودة في الذي أنزل في بيت العزة، وليس كل ما أنزل في بيت العزة من آيات موجودة فيما بأيدينا، وهذا ماستقر عندي ....
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل أنا على الصواب؟
أقول: بارك الله فيك، دعني أقدم هنا أولا بالموعظة:
/// اعلم أخي الكريم أن الخوض في أمر الغيبيات لا يكون بالعقل، وإنما بالنقل وفقط، فما ثبت بالنص أوقفنا عنده علمنا، وما عدا ذلك لم يجز لنا تكلف النظر فيه، وإلا دخلنا في قوله تعالى: ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) [الإسراء: 36]
فأنا أعظك أن تكون من الذين يقفون ما ليس لهم به علم ولا جعل الله لبشر به من سلطان، عفا الله عنك .. كما لا يفوتني أن أنبهك إلى أن هذه المسألة مما لا ينبني عليه عمل أصلا، أعني أن نعرف ما هيئة القرءان المكتوب في اللوح المحفوظ، وفي بيت العزة، وكيف يكون ثبوت الآيات المنسوخة فيه مع كونها لا تثبت في المصحف الذي بين أيدينا وما إلى ذلك! ولو كان في معرفتها فائدة للمسلمين لجاءنا بها نص معصوم، ولاعتنى أهل العلم بالكلام فيها على أثر ذلك النص، ولكن ليس عندنا مثل ذلك النص، فلا نخوض فيما لا علم لنا به ولا سلف!
/// قولك وفقك الله: "تطور التشريع إلى مرتبة الكمال" غير محرر
فلا يجوز أن نقول أن التشريع "تطور إلى منزلة الكمال" لأنه يفهم من ذلك بمفهوم المخالفة أنه كان قبل النسخ على منزلة دون مرتبة الكمال، وهذا باطل ولا شك! بل هو في كل أحواله على مرتبة الكمال التام، وآية ذلك النظر في ملاءمة النصوص لأحوال المكلفين بها في زمان التكليف ومكانه، وكونها هي الخير لهم والأحسن والأنفع والأصلح! وهذا حال نصوص الإسلام ناسخها ومنسوخها سواء ولا فرق! فالمنسوخ كان هو الأكمل والأحسن لمن كلفوا به في زمانهم ومكانهم، وأما الناسخ فهو الأكمل والأحسن للذين كلفوا به كذلك في زمانهم ومكانهم .. فلو خوطب أهل التكليف الأول بالتكليف الناسخ بدلا من المنسوخ لما ناسبهم ولربما عنتوا به، والعكس كذلك صحيح .. وهذا لا يمنع من وجود التفاضل بين نصوص القرءان من حيث النفع والفائدة للمسلمين، فهذا مطرد بصرف النظر عما كان منها ناسخا وما كان منسوخا! فأنت الآن عندما تقرأ نصوصا في التوحيد أو الوعد والوعيد، لا يستوي تأثيرها فيك ونفعها الذي تصيبه منها بالنفع الذي تحصله من سماع بعض نصوص القصص مثلا، وفي كل خير عميم ونفع عظيم، ولكن المراد وجود التفاضل، والله تعالى يقول في نصوص كانت كلها منزلة من عنده سبحانه: ((وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ)) [الأعراف: 145] فبين أنها تتفاضل .. وعلى أي حال هذه مسألة أخرى يرجع إلى بسطها في مظانه في كتب أهل العلم ولا أريد الإطالة .. ولكن القصد أن هذا التفاضل ليس على صورة أن الناسخ يلزم أن يكون أفضل من المنسوخ مطلقا، فلا يصح أن نقول أنه من "تطور الشريعة" .. ولكنه قطعا أحسن من المنسوخ بالنسبة للمكلفين به تحديدا (وفي حالتنا، هم جميع الثقلين إلى يوم القيامة من بعد النسخ)، وقد قال تعالى: ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [البقرة: 106] فلا يلزم أن يكون الناسخ أحسن من المنسوخ بإطلاق، والله أعلم.
/// ومع أنه لا ثمرة من النظر في هذه المسألة كما أسلفت، إلا أني أقول بعون الله تعالى أن ما توصلتَ إليه ليس بلازم ولا تؤدي إليه المقدمات التي أسسته عليها.
فأولا، أقول – حتى تزول الشبهة عن نفسك – أن ما بين دفتي المصحف الذي بين يديك الآن – والذي هو ما كتبه عثمان رضي الله عنه موافقا لما جُمع على زمان أبي بكر وبقي في بيت حفصة، موافقا للعرضة الأخيرة، مجمعا عليه متواترا – هو ما وجب على سائر البشر من بعد العرضة الأخيرة التعبد بتلاوته من القرءان، وهو – على اختلاف قراءاته المتواترة الصحيحة – ما لا يحل التعبد بغيره مما شذ أو ما نسخ من القراءات أو من النصوص التي كانت فيما قبل العرضة الأخيرة قرءانا متلوا ثم نسخت تلاوته، وليس في ذلك إشكال من جهة كون النص المنسوخة تلاوته قرءانا ولا من جهة كونه له أصلا في اللوح المحفوظ وفي بيت العزة كما هو الحال مع ما لم ينسخ واستقرت عليه العرضة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخيرة وتواتر الإجماع عليه .. فهذا قرءان وذاك قرءان، وكلاهما كلام الله تعالى، وكلاهما تلاه الناس وتعبدوا به، إلا أن الأول نسخت تلاوته فرفعت عنه أحكام النص القرءاني بعدما تحققت الحكمة والغاية من تنزيله واقتضت الحكمة الإلهية نسخ تلاوته، بينما بقي الثاني واستقر! فلا ترتفع عنه صفة أنه من كلام الله ولا يلزم من نسخه أن يرتفع عنه التشريف والتكريم! وهذا أقوله إعمالا للعموم والأصل الذي لا دليل على تخصيصه أو التفريق فيه بين قرءان ناسخ وقرءان منسوخ من هذه الحيثية! وأنت – رعاك الله - إنما جاءك الإشكال من تصورك أن ما في اللوح المحفوظ يجب أن يكون مصحفا على هيئة مصاحفنا، مرتبا على ما عليه ترتيب المصحف عندنا، وهذا تصور عقلي عندك لا يقوم على دليل من نص أو أثر! فنحن لا نعلم أصلا ما هيئة اللوح المحفوظ ولا ما كيفية كتابة القرءان فيه!
ومن هنا فقد يكون النص المنسوخ موجودا فيما نزل إلى بيت العزة ..
بل أزيدك أن العلماء قرروا أن من حِكم هذا التنزيل المجمل إلى بيت العزة، تعظيم أمر القرءان عند أهل الملأ الأعلى والملائكة في السماء الدنيا، حيث يرون النصوص التي نزلها الله فيه تمضي بأمره منجمة في وقتها، كل منها في سبب نزولها في حينه المعلوم، فمما يزيد هذه الحكمة تحققا أن يقال أن ما كان مقضيا من نصوص القرءان أن تنسخ تلاوته، كانت الملائكة تعرف كذلك مما يرونه في اللوح المحفوظ ومما يرونه في بيت العزة أنه سينسخ، فلا يزيدهم ذلك إلا تعظيما لأمر الله تعالى ولأمر القرءان، ناسخه ومنسوخه سواء، والله تعالى يقول ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)) فالتفاضل في الخيرية فضلا عن التساوي في المنزلة ((أو مثلها)) لا يجعل المنسوخ في منزلة دون الناسخ بحال من الأحوال كما تقدم بيانه في الجزئية السابقة، فالكل كلام الله جل وعلا والكل في المنزلة العليا والمكان الأسمى والأرفع، والكل تحققت الغاية من تنزيله على العباد في وقته وحينه، ولكن بعضه كان من تمام حكمة المولى جل وعلا أن ينسخ فلا يتعبد الناس به بعد.
ومن هنا فلا إشكال نقلا ولا عقلا في إمكان أن يكون النص المنوسخ من جملة ما أنزل على بيت العزة لجملة الحكم التي أرادها الله من ذلك، والتي هو سبحانه أعلم بها ..
غير أنه قد يقال من جهة أخرى بالتفريق بين ما في بيت العزة وما في اللوح المحفوظ، فما في اللوح المحفوظ فيه الناسخ والمنسوخ وكل ما أوحى به جبريل إلى النبي عليهما السلام على أنه قرءان، لقوله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)) أما ما في بيت العزة فلم ينزل إلا بما في العرضة الأخيرة التي بين أيدينا الآن .. وهذا القول وإن كان لا دليل عليه – كما أنه لا دليل على سابقه سواءا بسواء ولا سلف به - إلا أن العقل لا يمنعه تماما كما لا يمنع سابقه! فقد علمت أن العلماء اختلفوا في مقدار ما نزل من القرءان في بيت العزة، وقول الجماهير من العلماء على قول ابن عباس بأنه نزل بجملته يحتمل أن يكون المنسوخ مشتملا عليه في تلك الجملة المعنية ويحتمل ألا يكون داخلا فيها، ولا نعلم دليلا على هذا!
فخلاصة الكلام أن قولك: " كل ما في المصحف الذي بأيدينا من آيات موجودة في الذي أنزل في بيت العزة، وليس كل ما أنزل في بيت العزة من آيات موجودة فيما بأيدينا، وهذا ما استقر عندي" هذا رجم بالغيب وقول لا نملك دليلا عليه ولا على غيره، ولا ثمرة من الخوض فيه إلا التعرض لقفو ما ليس لنا به علم، فدع عنك هذا، بارك الله فيك، واشتغل بما ينفعك،
أقول ما قرأتَ وأستغفر الله لي ولك، فما أصبت فيما كتبت فمن فضل ربي وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، أسأل الله العفو والمغفرة ..
والحمد لله رب العالمين.
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 06:44]ـ
اتفق المشرفون على إغلاق الموضوع .. ويرجى من الإخوة الأفاضل الكرام إحسان الظن ببعضهم البعض، وحمل الكلام على أحسن المحامل، وفقنا الله وإياكم إلى كل خير.(/)
مذاكرة مع الأخوة الأفاضل في الفرق بين (المنير والوهاج)؟ وعلى من قِيلت؟
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 10:00]ـ
ما رأيكم يا أحبة أن تأتوا لنا بالفرق بين (المنير والوهاج)؟ وعلى من قِيلت؟
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 12:13]ـ
للرفع
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 03:38]ـ
الجواب:
قال شيخ الإسلام العلامة أبو عبد الله ابن القيم الجوزية - رحمه الله - في كتابه (زاد المعاد في هدي خير العباء) (1/ 97):
وسمّاه اللّه - اي محمد - سِراجاً منيراً، وسمى الشمس سراجاً وهاجاً , والمنير هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج، فإن فيه نوعَ إحراق وَتَوَهُج.(/)
قال إنه صرح ممرد من قوارير *قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت ... !!!
ـ[أقدار]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 08:24]ـ
{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ /// فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا /// قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ /// قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
...
جئ بالعرش ونظرت إليه ولم تهتدي ...
فياتُرى لماذا اسلمت حينما وضعت قدميها على الصرح .. ؟؟؟؟
فمنذ أن قال لها سيدنا سليمان عليه السلام إنه صرح ممرد من قوارير قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت ...
فيا أحبة من يأتي لنا بالجواب الشافي الكافي ...
ننتظر ردودكم، وسنبين ماعندنا .. وبالله التوفيق ... ،،،،،
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[15 - Apr-2009, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعتقد أخي الفاضل النجيب المفضال!
أنه من الأفضل أن تسرد ما عندك سردا ثم تنتظر مداخلة الإخوة، فليس المقام مقام امتحان واختبار، ولكنه مقام إفادة أواستفادة أو هما جميعا، بارك الله فيك ...
...........
بانتظار دررك:)
ـ[التقرتي]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 12:01]ـ
لكل علم اصحابه و للتفسير نرجع لكبار المفسرين:
قال القرطبي:
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُد مِنْ دُون اللَّه " الْوَقْف عَلَى " مِنْ دُون اللَّه " حَسَن؛ وَالْمَعْنَى: مَنَعَهَا مِنْ أَنْ تَعْبُد اللَّه مَا كَانَتْ تَعْبُد مِنْ الشَّمْس وَالْقَمَر فَ " مَا " فِي مَوْضِع رَفْع. النَّحَّاس: الْمَعْنَى؛ أَيْ صَدَّهَا عِبَادَتهَا مِنْ دُون اللَّه وَعِبَادَتهَا إِيَّاهَا عَنْ أَنْ تَعْلَم مَا عَلِمْنَاهُ عَنْ أَنَّ تُسْلِم. وَيَجُوز أَنْ يَكُون " مَا " فِي مَوْضِع نَصْب، وَيَكُون التَّقْدِير: وَصَدَّهَا سُلَيْمَان عَمَّا كَانَتْ تَعْبُد مِنْ دُون اللَّه؛ أَيْ حَال بَيْنهَا وَبَيْنه. وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمَعْنَى: وَصَدَّهَا اللَّه؛ أَيْ مَنَعَهَا اللَّه عَنْ عِبَادَتهَا غَيْره فَحُذِفَتْ " عَنْ " وَتَعَدَّى الْفِعْل. نَظِيره: " وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمه " [الْأَعْرَاف: 155] أَيْ مِنْ قَوْمه. وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ: وَنُبِّئْت عَبْد اللَّه بِالْجَوِّ أَصْبَحَتْ كِرَامًا مَوَالِيهَا لَئِيمًا صَمِيمهَا وَزَعَمَ أَنَّ الْمَعْنَى عِنْده نُبِّئْت عَنْ عَبْد اللَّه.
و قال
قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
نَفْسِي " أَيْ بِالشِّرْكِ الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَهُ اِبْن شَجَرَة. وَقَالَ سُفْيَان: أَيْ بِالظَّنِّ الَّذِي تَوَهَّمَتْهُ فِي سُلَيْمَان؛ لِأَنَّهَا لَمَّا أُمِرَتْ بِدُخُولِ الصَّرْح حَسِبَتْهُ لُجَّة، وَأَنَّ سُلَيْمَان يُرِيد تَغْرِيقهَا فِيهِ. فَلَمَّا بَانَ لَهَا أَنَّهُ صَرْح مُمَرَّد مِنْ قَوَارِير عَلِمَتْ أَنَّهَا ظَلَمَتْ نَفْسهَا بِذَلِكَ الظَّنّ. وَكُسِرَتْ " إِنَّ " لِأَنَّهَا مُبْتَدَأَة بَعْد الْقَوْل. وَمِنْ الْعَرَب مَنْ يَفْتَحهَا فَيُعْمِل فِيهَا الْقَوْل
و قال الطبري
قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَقَوْله: {قَالَتْ رَبّ إِنِّي ظَلَمْت نَفْسِي وَأَسْلَمْت مَعَ سُلَيْمَان} الْآيَة، يَقُول تَعَالَى ذِكْره: قَالَتْ الْمَرْأَة صَاحِبَة سَبَإ: رَبّ إِنِّي ظَلَمْت نَفْسِي فِي عِبَادَتِي الشَّمْس، وَسُجُودِي لِمَا دُونك {وَأَسْلَمْت مَعَ سُلَيْمَان لِلَّهِ} تَقُول: وَانْقَدْت مَعَ سُلَيْمَان مُذْعِنَة لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، مُفْرِدَة لَهُ بِالْأُلُوهَةِ وَالرُّبُوبِيَّة دُون كُلّ مَنْ سِوَاهُ. وَكَانَ اِبْن زَيْد يَقُول فِي ذَلِكَ مَا: 20578 ء حَدَّثني يُونُس، قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب، قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد فِي: {حَسِبَتْهُ لُجَّة} قَالَ: {إِنَّهُ صَرْح مُمَرَّد مِنْ قَوَارِير} فَعَرَفَتْ أَنَّهَا قَدْ غُلِبَتْ {قَالَتْ رَبّ إِنِّي ظَلَمَتْ نَفْسِي، وَأَسْلَمْت مَعَ سُلَيْمَان لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ}
و قال بن كثير
وَالْغَرَض أَنَّ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام اِتَّخَذَ قَصْرًا عَظِيمًا مُنِيفًا مِنْ زُجَاج لِهَذِهِ الْمَلِكَة لِيُرِيَهَا عَظَمَة سُلْطَانه وَتَمَكُّنه فَمَا رَأَتْ مَا آتَاهُ اللَّه وَجَلَالَة مَا هُوَ فِيهِ وَتَبَصَّرَتْ فِي أَمْره اِنْقَادَتْ لِأَمْرِ اللَّه تَعَالَى وَعَرَفَتْ أَنَّهُ نَبِيّ كَرِيم وَمَلِك عَظِيم وَأَسْلَمَتْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَتْ " رَبّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي " أَيْ بِمَا سَلَفَ مِنْ كُفْرهَا وَشِرْكهَا وَعِبَادَتهَا وَقَوْمهَا لِلشَّمْسِ مِنْ دُون اللَّه " وَأَسْلَمْت مَعَ سُلَيْمَان لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ " أَيْ مُتَابِعَة لِدِينِ سُلَيْمَان فِي عِبَادَته لِلَّهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ الَّذِي خَلَقَ كُلّ شَيْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا.
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 12:17]ـ
أحسنت أخي العزيز (أبا الأمين)
هنا كلمة يسيرة فقط أعقب بها على ما تفضلتم به؛ فأقول:
الأخ الفاضل (أقدار): إعلم رحمني الله وإياك أنه لا يستلزم من إعترافها بالخطأ وإيمانها ومزامنة ذلك صعودها الصرح أن يكون الصرح هو سبب إيمانها.
فهنا أمور:
1) أن بلقيس لم تأت إلى نبي الله سليمان إلا بعد أن عرفت أنها لن تقدر على مواجهته إطلاقا، فهي قد أتت مسلِّمَةً طائعة منقادة، فكان عندها نسبة قبول لما قد طرحه عليها مسبقا في رسالته التي أرسلها مع الهدد، زيادة على فقد عرشها فجأة من أمامها ومن ثم رؤيته عند نبي الله سليمان، كل هذه الأحداث مجتمعة كانت مهيئة لقبول دعوة سليمان عليه السلام.
2) أن ني الله سليمان كان قاعدا أصلا على الصرح، ومن عادة الزوار أن يقدموا للعظماء إلى أماكن جلوسهم ومن ثم الحصول على شرف السلام عليهم، وعليه أخي الفاضل كان كل شيء كما ذكرت لك قبلا مهيئا لها لأن تعلن ما كان يدور في خاطرها مسبقا، وليس لأنها رأت الصرح فقط، فليس الصرح أصلا بأعظم مما رأته قبل وروده ومحاولة الصعود عليه.
هذا باختصار ما قد يزيح إن شاء الله إشكالك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 02:50]ـ
و لكن و ان كان رؤية الصرح هو القطرة التي أفاضت الكأس لكن يبقى السؤال مطروحا ... لماذا؟ .. و العلاقة بين الأمرين تبدو غامضة فعلا و الله أعلم فقد يأتينا تأويلها يوما
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 02:52]ـ
و لكن و ان كان رؤية الصرح هو القطرة التي أفاضت الكأس لكن يبقى السؤال مطروحا ... لماذا؟ .. و العلاقة بين الأمرين تبدو غامضة فعلا و الله أعلم فقد يأتينا تأويلها يوما
راجع حفظك الله ما قلناه بدقة، فالإجابة في ثناياه.
ـ[أقدار]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 05:59]ـ
و لكن و ان كان رؤية الصرح هو القطرة التي أفاضت الكأس لكن يبقى السؤال مطروحا ... لماذا؟ .. و العلاقة بين الأمرين تبدو غامضة فعلا و الله أعلم فقد يأتينا تأويلها يوما
نعم هذا هو الصحيح ... مذ أن رأت الصرح الممرد من قوارير قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .... !!!!!!!!
السؤال:ماهي العلاقة بين رؤية الصرح وإعلان إسلامها ... ؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 01:21]ـ
يوضح ما ذكرته أيضا غفر الله للجميع، ما يلي:
أن الحسن البصري رحمه الله قال: لما انتهت إلى الصرح عرفت والله العلجة أن قد رأت ملكا أعظم من ملكها. انتهى
قلت: وهذا يؤيد ما ذكرت لكم، وأن العلة ما رأته من عظم ملك سليمان لا أنه الصرح. فالصرح ما هو إلا جزء في ملك سليمان العظيم.
وإلا فهل يعقل أن ترى سليمان يكلم الطير والبهائم والجن ولا تؤمن؛ ومن ثم ترى الصرح فتؤمن؟!
فلذلك روى ابن أبي حاتم في (تفسيره ج9/ص2895) قال:
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان: ثم قال: {ادخلي الصرح} ليريها ملكا هو أعز من ملكها، وسلطانا هو أعظم من سلطانها، {فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها} لا تشك إلا أنه ماء تخوضه، فقيل لها: {إنه صرح ممرد من قوارير} فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله وعاتبها في عبادة الشيطان دون الله.
وقال: حدثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: {قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة} فقالت في نفسها: إنما أراد سليمان أن يغرقني في البحر كان غير هذا أحسن من هذا، فلما قيل لها: إنه صرح ممرد من قوارير، قالت: رب إني ظلمت نفسي، تعني الظن الذي ظنت بسليمان عليه السلام.
وقال ابن كثير في (تفسيره ج3/ص367):
والغرض أن سليمان عليه السلام اتخذ قصرا عظيما منيفا من زجاج لهذه الملكة ليريها عظمة سلطانه وتمكنه، فلما رأت ما أتاه الله وجلالة ما هو فيه وتبصرت في أمره انقادت لأمر الله تعالى وعرفت أنه نبي كريم وملك عظيم وأسلمت لله عز وجل، وقالت: {رب إني ظلمت نفسي} أي: بما سلف من كفرها وشركها وعبادتها وقومها للشمس من دون الله، {وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} أي: متابعة لدين سليمان في عبادته لله وحده لا شريك له الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا.
وروى الطبري في (تفسيره ج19/ص168) قال:
حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه قال: أمر سليمان بالصرح وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء بياضا، ثم أرسل الماء تحته، ثم وضع له فيه سريره فجلس عليه وعكفت عليه الطير والجن والإنس ثم قال: ادخلي الصرح ليريها ملكا هو أعز من ملكها وسلطانا هو أعظم من سلطانها، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها لا تشك أنه ماء تخوضه قيل لها: ادخلي إنه صرح ممرد من قوارير، فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله وعاتبها في عبادتها الشمس دون الله فقالت بقول الزنادقة، فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت، وسجد معه الناس، وسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع، فلما رفع سليمان رأسه قال: ويحك ماذا قلت؟ قال: وأنسيت ما قالت، فقالت: رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وأسلمت فحسن إسلامها.
وحقيقة هداك الله لم أر من صرّح وجزم وعين أن سبب إيمانها هو دخولها الصرح. فتنبه
فإن رأيت أنت فأخبرنا، ولا أظنك ستجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 02:21]ـ
و شهد شاهد من أهلها
وإليك الدليل .. أنتم أمة لاتقبلون إلا بالدليل ...
الأمة نحن لكن المخاطب اليس من هذه الامة؟(/)
ترتيب الآيات في السور
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[17 - Apr-2009, صباحاً 12:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من توضيح حول ترتيب الآيات في السور حتى كونت سورة البقرة مثلا أو سورة آل عمران فالآيات قد نزلت وفق حوادث معينة فهل من توضيح؟
وهل سميت تلك السور بأسمائها الموجودة في القرآن الكريم من خلال الوحي أم أن رسول الله هو من سماها؟
أفيدوني بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 08:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من مجيب بارك الله فيكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[18 - Apr-2009, صباحاً 08:39]ـ
آيات القرآن نزلت منجمة خلال فترة النبوة حسب المناسبات والأحداث، ومراحل التشريع.
ورتبت الآيات في السور لا بحسب نزولها، وإنما بحسب ما كان يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم كتّاب الوحي أن يضعوا الآية أو الآيات أو السورة عند نزولها في الموضع الذي يحدده لها.
فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة الأنفال وهي من المثاني وإلى سورة براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا أنزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآيات قال: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآية قال: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت سورة الانفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت سورة براءة من أواخر ما أنزل من القرآن قال: فكانت قصتها شبيها بقصتها فظننا أنها منها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال.
وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن ترتيب الآيات في السوركان توقيفياا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلاف بين العلماء في ذلك.
قال السيوطي في الإتقان: الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك.
اما ترتيب السور فالارجح انه من الصحابة رضوان الله عليهم كما دل عليه الحديث السابق
اما اسماء السور فالكثير منها توقيفي و قد وردت العديد من الاحاديث فيها اسماء سور كالبقرة و آل عمران و غيرها و ربما بعضها كان من تسمية الصحابة و الله اعلم
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 05:06]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم التقرتي وجزاك الله خيرا(/)
سؤال يتعلق بأضواء البيان ..... من يجيبني وله مني الدعاء
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[20 - Apr-2009, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام
سلام عليكم
من يدلني على تسجيل قراءة الشيخ عبد العزيز المقحم لأضواء البيان الذي يذاع في إذاعة القرآن؟؟
وفقكم الله
ـ[محمد علي الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 08:15]ـ
بارك الله فيك
أنا أضم صوتي لصوتك وقد طلبت طلبك هذا في مشاركة لي سابقة في قراءة أبي شهبة للبخاري ....
نرجو من الإخوة المساهمة والدال على الخير كفاعله ...(/)
حمل قراءة أضواء البيان بصوت الشيخ عبد العزيز المقحم
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دلني أحد الأخوة جزاه الله خيرا على موقع قراءة أضواء البيان للشيخ عبد العزيز المقحم حفظه الله فأحببت وضعه هنا لتعم الفائدة.
لا تنسوا أخاكم من الدعاء بظهر الغيب
حمل من هنا:
قراءة من تفسير أضواء البيان
عام1429
http://www.muslimat.net/index.php?action=sec&id=233 (http://www.muslimat.net/index.php?action=sec&id=233)
عام 1430
http://www.muslimat.net/index.php?action=sec&id=243 (http://www.muslimat.net/index.php?action=sec&id=243)(/)
آية فيها عشرون خطبة
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 04:29]ـ
آية فيها عشرون خطبة
إنّ كثيراً من الخطباء اليوم يعانون البحث طويلاً عن موضوع الخطبة هنا وهناك ولا يكاد يستقر أحدهم على موضوع بينما لو غاص الخطيب في كتاب الله لوجد كل ما يشفي فؤاده فهو البحر الذي لا ينضب ولا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه فهذه آية واحدة من كتاب الله لو تأملها الخطيب والداعية وعاش في ضلالها وتدبر معانيها لضل يخطب منها سنة كاملة.
وهذه الآية هي قول الله - جل وعلا -
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) المائدة54
1 - يا ايها الذين امنوا:
عناصر الموضوع
ماهية الإيمان - أركان الإيمان - مظاهر ضعف الإيمان - أسباب تقوية الإيمان - صفات المؤمنين في القرآن
2 - من يرتد:
عناصر الموضوع
أساب الردة - حكم الشرع في الردة - مظاهر الردة
من يحبهم الله
3 - إن الله يحب المتقين:
عناصر الموضوع
ماهية التقوى - صفات المتقين - ثمرات التقوى - طرق الوصول إلى التقوى
4 - إن الله يحب المحسنين:
ماهية الإحسان - صفات المحسنين - مجالات الإحسان (الإحسان إلى الجار والوالدين وأولي القربى - الإحسان في القول - الإحسان في العمل - الإحسان في المعاملة) - ثمرات الإحسان
5 - أن الله يحب الذين يقاتلوا في سبيله صفاً:
عناصر الموضوع
أهمية الوحدة - أضرار الفرقة - الاعتصام بالله
6 - إن الله يحب التوابين:
عناصر الموضوع
ماهية التوبة - شروط التوبة - ثمرات التوبة - نماذج التائبين
7 - الصابرين:
عناصر الموضوع
ماهية الصبر - أنواع الصبر- ثمرات الصبر - نماذج الصابرين
8 - إن الله يحب المتوكلين:
عناصر الموضوع
ماهية التوكل - ثمرات التوكل - نماذج المتوكلين(/)
سلسلة: الأحاديث المشكلة لآيات القرآن (للشيخ القصير) [متتابع]
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 08:37]ـ
(1)
هل ينشئ الله تعالى للنار خلقا فيعذبهم فيها؟
المبحث الأول
ذكر الآيات الواردة في المسألة
قال الله تعالى: [إن الله لا يظلم مثقال ذرة].
وقال تعالى: [ولا يظلم ربك أحدا].
وقال تعالى: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا].
المبحث الثاني
ذكر الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآيات
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة: يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ وقالت النار: يعني أوثرت بالمتكبرين. فقال الله تعالى للجنة: أنت رحمتي. وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. قال: فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا، وإنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثا، حتى يضع فيها قدمه، فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط قط" (صحيح البخاري)
المبحث الثالث
بيان وجه التعارض بين الآيات والحديث
ظاهر الآيات الكريمة نفي الظلم عن الله تعالى، وأنه سبحانه لا يعذب أحدا من خلقه إلا بعد الإعذار إليه، وقيام الحجة عليه، وهذا الذي دلت عليه الآيات هو محل إجماع بين العلماء، من تنزيهه سبحانه عن الظلم، أو أن يعذب أحدا بغير ذنب ولا حجة.
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والحديث
للعلماء في دفع التعارض بين الآيات والحديث مسلكان:
الأول: مسلك تضعيف الحديث بهذا اللفظ، والجزم بوقوع الغلط فيه:
حيث ذهب جماعة من الأئمة إلى أن الحديث لا يصح بهذا اللفظ، وأنه مما وقع فيه الغلط من بعض الرواة، حيث انقلب عليه الحديث، فجعل الإنشاء للنار، والصواب أن الإنشاء للجنة، بدليل ما أخرجاه في الصحيحين _ واللفظ للبخاري _ من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحاجت الجنة والنار .. " فذكر الحديث إلى أن قال: " .. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا".
نقل الحافظ ابن حجر هذا المذهب: عن أبي الحسن القابسي، وشيخه البلقيني.
وممن جزم بوقوع الغلط في الحديث: شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والحافظ ابن كثير، وابن الوزير اليماني.
قال أبو الحسن القابسي: (المعروف في هذا الموضع أن الله ينشئ للجنة خلقا؛ وأما النار فيضع فيها قدمه. قال: ولا أعلم في شيء من الأحاديث أنه ينشئ للنار إلا هذا) أهـ.
وقال ابن القيم: (وأما اللفظ الذي وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة: "وإنه ينشئ للنار من يشاء، فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد"، فغلط من بعض الرواة، انقلب عبه لفظه، والروايات الصحيحة ونص القرآن يرده، فإن الله أخبر أنه يملأ جهنم من إبليس وأتباعه، وأنه لا يعذب إلا من قامت عليه حجته، وكذّب رسله، قال تعالى: [كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير]، ولا يظلم الله أحدا من خلقه). أهـ.
وقال الحافظ ابن كثير: (طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت معجمة في صحيح البخاري ... )، ثم ذكر الحديث وقال: (فهذا إنما جاء في الجنة؛ لأنها دار فضل، وأما النار فإنها دار عدل، لا يدخلها أحد إلا بعد الإعذار إليه، وقيام الحجة عليه، وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا: لعله انقلب على الراوي ... ) أهـ.
الثاني: مسلك قبول الحديث، والجمع بينه وبين الآيات:
وقد اختلف أصحاب هذا المسلك في الجمع على مذهبين:
الأول: من ذهب قبول الرواية مع توجيهها وصرفها عن ظاهرها:
وهذا رأي الحافظ ابن حجر، حيث قال: (ويمكن التزام أن يكونوا من ذوي الأرواح، ولكن لا يعذبون؛ كما في الخزنة، ويحتمل أن يراد بالإنشاء ابتداء إدخال الكفار النار، وعبر عن ابتداء الإدخال بالإنشاء، فهو إنشاء الإدخال، لا الإنشاء بمعنى ابتداء الخلق؛ بدليل قوله: "فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد" وأعادها ثلاث مرات ثم قال: "حتى يضع فيها قدمه فحينئذ تمتلئ"، فالذي يملؤها حتى تقول حسبي هو القدم، كما هو صريح الخبر ... ) أهـ.
الثاني: مذهب قبول الرواية مطلقا:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا رأي المهلب، حيث يرى أن هذه الرواية حجة لأهل السنة في قولهم: إن لله أن يعذب من لم يكلفه لعبادته في الدنيا؛ لأن كل شيء ملكه، فلو عذبهم لكان غير ظالم لهم.
وتعقب: بأن أهل السنة إنما تمسكوا في ذلك بقوله تعالى: [لا يسئل عما يفعل ويفعل وهم يسئلون]، وبقوله: [ويفعل الله ما يشاء]، وغير ذلك، وهو عندهم من جهة الجواز، وأما الوقوع ففيه نظر.
وممن ذهب إلى قبول الرواية مطلقا: القاضي عياض، والكرماني.
قال القاضي عياض في تعليقه على الرواية: (قال بعض المتعقبين: هذا وهم، والمعروف في الإنشاء إنما هو للجنة. قال القاضي رحمه الله: لا ينكر هذا، وأحد التأويلات التي قدمنا في القدم _ أنهم هم قوم تقدم في علم الله أنه يخلقهم لها _ مطابق للإنشاء، وموافق لمعناه ... ، ولا فرق بين الإنشاء للجنة أو النار، لكن ذكر القدم بعد ذكر الإنشاء هنا يرجح أني يكون تأويل القدم بخلافه، بمعنى القهر والسطوة، أو قدم جبار وكافر من أهلها كانت النار تنتظر إدخاله إياها بإعلام الله لها، أو الملائكة الموكلين بما أمرهم ... ) أهـ.
وقال الكرماني في تعليقه على الرواية: (قيل: وهذا وهم من الراوي؛ إذ تعذيب غير العاصي لا يليق بكرم الله تعالى، بخلاف الإنعام على غير المطيع. قال: ولا محذوراً في تعذيب الله من لا ذنب له؛ إذا القاعدة القائلة بالحسن والقبح العقليين باطلة، فلو عذبه لكان عدلاً، والإنشاء للجنة لا ينافي الإنشاء للنار، والله يفعل ما يشاء، فلا حاجة إلى الحمل على الوهم) أهـ.
المبحث الخامس
الترجيح
الذي يظهر صوابه _ والله تعالى أعلم _ هو القول بضعف الحديث بهذا اللفظ، والجزم بوقوع الغلط فيه.
ويدل على وقوع الغلط فيه وجوه:
الأول: أن الحديث رواه ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي عنهم من طرق متعددة على الوجه الصحيح، وليس في هذه الطرق ذكر لهذا اللفظ المشكل، مع اتحاد لفظ الحديث في أغلب هذه الأحاديث والطرق، وفيما يلي تفصيل هذه الطرق وبيان ألفاظها:
الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
وقد روي عنه من ثلاثة طرق:
الأول: طريق الأعرج (عبد الرحمن بن هرمز)، عن أبي هريرة، به.
وقد روي عن الأعرج من طريقين:
1 - طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.
وهذه الطريق هي التي وقع فيها اللفظ المشكل، وقد تقدم ذكر لفظها في أول المسألة.
2 - طريق أبي الزناد (عبد الله بن ذكوان)، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحاجت النار والجنة فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم؟ فقال الله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكم ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ، فيضع قدمه عليها فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض". (صحيح مسلم)
الثاني: طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احتجت الجنة والنار فقالت الجنة: يا رب ما لي لا يدخلني إلا فقراء الناس وسقطهم؟ وقالت النار: ما لي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون؟ فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء. وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما الجنة فإن الله ينشئ لها ما يشاء، وأما النار فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد؛ حتى يضع قدمه فيها، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط" (صحيح مسلم، مسند أحمد)
الثالث: طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا" (صحيح البخاري)
الثاني: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "افتخرت الجنة والنار فقالت النار: أي رب يدخلني الجبابرة والملوك والعظماء والأشراف. وقالت الجنة: أي رب يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين. فقال تبارك وتعالى للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء. وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما النار فيلقى فيها أهلها وتقول: هل من مزيد، حتى يأتيها تبارك وتعالى فيضع قدمه عليها فتزوى وتقول: قدني قدني. وأما الجنة فتبقى ما شاء الله أن تبقى ثم ينشئ الله لها خلقا بما يشاء".
الثالث: حديث أنس رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها رب العالمين قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول: قد قد بعزتك وكرمك. ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة". (متفق عليه)
ويتلخص من مجموع هذه الطرق أن حديث صالح بن كيسان، عن الأعرج حديث منقلب لم يتابع عليه، فأما أبو هريرة فقد تخلص من الوهم برواية الثقات للحديث عنه على الصواب، وكذلك الأعرج فقد رواه عنه أبو الزناد بغير ذكره لتلك الزيادة المنكرة.
الوجه الثاني _ من أدلة وقوع الغلط في الحديث _: أن راوي هذا الحديث المقلوب جعل تنزيه الله تعالى من الظلم عند ذكره الجنة، فأوهم بذلك أن من أدخله الله تعالى الجنة بغير عمل كان ظالما، وهذا من أفحش الخطأ؛ فإن الحور العين والأطفال في الجنة بغير عمل، وهذا هو الموضع الذي لا يسمى ظلما عند أحد من المسلمين، ولا من العقلاء أجمعين، ولا أشار إلى ذلك شيء من القرآن، ولا من السنة، ولا من اللغة، ولا من العرف، وإنما ذكر هذا في النار إشارة إلى التعذيب بغير ذنب هو شأن الظالمين من الخلق، والله تعالى حرم الظلم على نفسه، وجعله بين خلقه محرما.
الوجه الثالث: أن الراوي قد قصر في سياقه للمتن فقال: وقالت النار. ولم يذكر ما قالت، ولا سكت من قوله قالت. قال ابن بطال: (وهو كذلك في جميع النسخ). وذكر هذا الراوي قول الله تعالى للجنة: أنت رحمتي. ولم يتمم قوله لها: أرحم بك من أشاء من عبادي. والنقص في الحفظ والركاكة في الرواية بين على حديثه.
الوجه الرابع: تجنب المحدثين لإخراج هذه الرواية، مثل مسلم والنسائي، مع روايتهما للحديث، ومثل أحمد بن حنبل في مسنده، مع توسعه فيه، وكذلك ابن الجوزي في جمعه أحاديث البخاري ومسلم ومسند أحمد، وكذلك ابن الأثير في جامع الأصول، وهو يعتمد الجمع بين الصحيحين للحميدي، والحميدي إنما يترك ما ليس على شرط البخاري مما ذكره في صحيحه
الوجه الخامس: أنه قد ثبت بالنصوص والإجماع أن سنة الله تعالى أنه لا يعذب أحدا بغير ذنب ولا حجة، كما قال تعالى: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا]، وقال: [رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل]، وفي الحديث: "ليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب، وأرسل الرسل"، ومن جحد أن هذه سنة الله فقد جحد الضرورة، وإذا تقرر أنها سنة الله تعالى فقد قال تعالى: [فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا]، وقال تعالى: [واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم]، وأحسن ما أنزل الله إلينا هو الثناء عليه، وتسبيحه، وتنزيه أفعاله وأقواله، من جميع صفات النقص، فكيف يعدل عن هذا كله _ مع موافقة الرواية الصحيحة له _ إلى رواية ساقطة مغلوطة مقلوبة، زل بها لسان بعض الرواة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 08:40]ـ
(2)
في ولد الزنا، وهل عليه من وزر أبويه شيء؟
المبحث الأول
ذكر الآية الواردة في المسألة
قال الله تعالى: [ولا تزر وزر أخرى].
المبحث الثاني
ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا شر ثلاثة".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا منان، ولا ولد زنية".
وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سئل رسول الله صلى الله عله وسلم عن ولد الزنا فقال: "لا خير فيه، نعلان أجاهد بهما في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد زنا".
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثالث
بيان وجه التعارض بين الآية والحديث
ظاهر الأحاديث أن ولد الزنا ملوم بفعل أبويه، وأنه بسبب زناهما صار شر الثلاثة، وأنه لا يدخل الجنة، وأنه لا خير فيه، وهذا الظاهر يوهم معارضة الآية؛ التي فيها أن أحدا لا يحمل من إثم غيره شيئا، إلا أن يكون له فيه تسبب، وولد الزنا لا ذنب له في زنا أبويه، ولم يتسبب في زناهما، فكيف جاز أن يلام ويعاقب على فعل ليس له فيه تسبب؟.
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآية والأحاديث
أولا: مسالك العلماء في حديث: "ولد الزنا شر الثلاثة":
للعلماء في دفع التعارض بينه وبين الآية مسلكان:
الأول: مسلك قبول الحديث، وتأويله على معنىً لا يعارض الآية:
وعلى هذا المسلك الجمهور من العلماء، وقد اختلفوا في تأويل الحديث على مذاهب:
الأول: أن هذا الشر _ الذي يلحق ولد الزنا _ إنما هو في حال إذا عمل الولد بعمل أبويه.
وهذا التأويل روي من قول سفيان الثوري عند روايته للحديث، وهو اختيار المناوي، والألباني.
وأيد الألباني هذا التأويل بما روي عن عائشة، وابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولد الزنا شر الثلاثة، إذا عمل بعمل أبويه".
قال: (وهذا التفسير، وإن لم يثبت رفعه، فالأخذ به لا مناص منه؛ كي لا يتعارض الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب والسنة أن الإنسان لا يؤاخذ بجرم غيره). أهـ
المذهب الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قصد بكلامه هذا إنسانا بعينه، كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مع أذيته له ولد زنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هو شر الثلاثة"، باعتبار أذاه.
وهذا التأويل جاء مرفوعا من حديث عائشة رضي الله عنها، فعن عروة قال: بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا شر الثلاثة"، فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعا، فأساء إجابة، لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجل يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه مع ما به ولد زنا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو شر الثلاثة".
واختار هذا التأويل: أبو جعفر الطحاوي، وأبو محمد ابن حزم.
ولأبي جعفر تأول آخر في معنى الحديث حيث قال: (يحتمل أن يكون المراد بالحديث هو من تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه، فيكون بذلك شرا ممن سواه، ممن ليس كذلك). أهـ
وهذا التأويل ذكره أيضا في الجواب على حديث: "لن يدخل الجنة ولد زنية" وسيأتي.
المذهب الثالث: أن شر الأبوين عارض، وولد الزنا نطفة خبيثة، فشره في أصله، وشر الأبوين من فعلهما.
وهذا التأويل قاله ابن القيم؛ فإنه ذكر حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنا"، ثم حكى قول ابن الجوزي: إنه معارض لآية: [ولا تزر وازرة وزر أخرى] ثم قال ابن القيم: (ليست معارضة بها إن صحت فإنه لم يحرم الجنة بفعل والديه، بل لأن النطفة الخبيثة لا يتخلق منها طيب في الغالب، ولا يدخل الجنة إلا نفس طيبة، فإن كانت في هذا الجنس طيبة دخلت الجنة، وكان الحديث من العام المخصوص.
وقد ورد في ذمه أنه شر الثلاثة، وهو حديث حسن، ومعناه صحيح بهذا الاعتبار، فإن شر الأبوين عارض، وهذا نطفة خبيثة، فشره في أصله، وشر الأبوين من فعلهما). أهـ
ويرد على هذا القول: أن النطفة إنما خبثت بفعل الأبوين، والولد المتخلق منها لا ذنب له في خبثها، فكيف يكون خبيثا وهو لم يقصد الخبث، ولم يتسبب فيه؟! وعليه فالإشكال باق ولم يتم دفعه.
المذهب الرابع: أن معنى الحديث أن ولد الزنا شر الثلاثة نسبا.
وهذا تأويل السرخسي حيث قال: (وتأويل الحديث: "شر الثلاثة نسبا" فإنه لا نسب له، أو قال ذلك في ولد زنا بعينه نشأ مريدا، فكان أخبث من أبويه.
قال: وذلك لأن لأولاد الزنا من الحرمة ما لسائر بني آدم، ولا ذنب لهم، وإنما الذنب لآبائهم، كما ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تتأول في أولاد الزنا: [ولا تزر وازرة وزر أخرى]. أهـ
المذهب الخامس: أن ولد الزنا إنما يذم لأنه مظنة أن يعمل عملا خبيثا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا تأويل شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: (وولد الزنا إن آمن وعمل صالحا دخل الجنة، وإلا جوزي بعمله كما يجازى غيره، والجزاء على الأعمال لا على النسب، وإنما يذم ولد الزنا لأنه مظنة أن يعمل عملا خبيثا، كما يقع كثيرا، كما تحمد الأنساب الفاضلة لأنها مظنة عمل الخير، فأما إذا ظهر العمل فالجزاء عليه، وأكرم الخلق عند الله أتقاهم) أهـ
المسلك الثاني: مسلك تضعيف الحديث وعدم قبوله:
وهذا المسلك حكاه ابن عبد البر عن الإمام مالك.
وإليه ذهب أبو بكر الجصاص في كتابه (أحكام القرآن)؛ فإنه حكم على الحديث بالضعف، لشذوذه، ومخالفته للأصول، لكنه في كتابه (الفصول في الأصول) ذهب إلى قبول الحديث مع تأويله، على نحو ما جاء في المذهب الثاني، حيث قال: (وأما حديث أبي هريرة _ في ولد الزنا أنه شر الثلاثة _ فإنما معناه عندنا أنه أشار به إلى أشخاص بأعيانهم، فحكم فيهم بهذا الحكم؛ لعلمه صلى الله عليه وسلم بأحوالهم التي يستحقون بها ذلك). أهـ
وممن ذهب إلى تضعيف الحديث: ابن الجوزي؛ فإنه أورده في (العلل المتناهية)، وقال: لا يصح.
وقد جاء عن عائشة، وابن عباس، وابن عمر، ما يدل على معارضتهم للحديث: فعن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت إذا قيل لها في ولد الزنا: هو شر الثلاثة، عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله: [ولا تزر وازرة وزر أخرى]. (سنده صحيح)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال في ولد الزنا: لو كان شر الثلاثة لم يتأن بأمه أن ترجم حتى تضعه. (سنده صحيح)
وعن ميمون بن مهران، أنه شهد ابن عمر صلى على ولد زنا فقيل له: إن أبا هريرة لم يصل عليه، وقال: هو شر الثلاثة. فقال ابن عمر: هو خير الثلاثة. (سنده ضعيف)
وروي نحو ذلك عن عكرمة، والشعبي.
ثانيا: مسلك العلماء في حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنية":
للعلماء في دفع التعارض بينه وبين الآية مسلكان:
الأول: مسلك قبول الحديث، وتأويله على معنىً لا يعارض الآية:
وقد اختلف أصحاب هذا المسلك في تأويل الحديث على مذاهب:
الأول: أن المراد بالحديث هو من تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه:
وهذا التأويل قال به أبو جعفر الطحاوي، وهو اختيار الألباني.
قال الطحاوي بعد أن ساق الحديث: (هذا الحديث أريد به من تحقق بالزنا وكثر منه حتى صار غالبا عليه، فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه، فيقال: هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا، لعملهم لها، وتحققه بها، وتركهم ما سواها، وكما قد قيل للمتحقق بالحذر: ابن أحذار، وللمتحقق بالكلام: ابن الأقوال، وكما قيل للمسافر: ابن سبيل، وكما قيل للمقطوعين عن أموالهم، لبعد المسافة بينهم وبينها: أبناء السبيل، كما قال الله تعالى في أصناف أهل الزكاة: [إنما الصدقت للفقراء]، حتى ذكر فيهم ابن السبيل ... ، ومثل ذلك ابن زنية، قيل لمن قد تحقق بالزنا حتى صار بتحققه به منسوبا إليه، وصار الزنا غالبا عليه، أنه لا يدخل الجنة بهذه المكانة التي فيه، ولم يرد به من كان ليس من ذوي الزنا الذي هو مولود من الزنا) أهـ
المذهب الثاني: أن الحديث محمول على الغالب؛ فإن ولد الزنا في الغالب لخباثة نطفته يكون خبيثا لا خير فيه، فلا يعمل عملا يدخل به الجنة.
وهذا التأويل قال به ابن حبان، وهو اختيار الآلوسي.
قال ابن حبان: (معنى نفي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ولد الزنية دخول الجنة _ وولد الزنية ليس عليهم من أوزار آبائهم وأمهاتهم شيء _ أن ولد الزنية على الأغلب يكون أجسر على ارتكاب المزجورات، أراد صلى الله عليه وسلم أن ولد الزنية لا يدخل الجنة، جنة يدخلها غير ذي الزنية، ممن لم تكثر جسارته على ارتكاب المزجورات) أهـ
المذهب الثالث: أن المراد بالحديث: أن ولد الزنا لا يدخل الجنة إذا عمل بعمل أبويه.
وهذا التأويل قال به البيهقي، والحافظ ابن حجر، فيما نقله عنه السخاوي.
المذهب الرابع: أن المراد بالحديث: أنه لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين.
وهذا التأويل قال به المناوي، قال: (وذلك لأنه يتعثر عليه اكتساب الفضائل الحسنة، ويتيسر له رذائل الأخلاق). أهـ
المذهب الخامس: أن المراد بالحديث: أنه لا يدخل الجنة بعمل أصليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
بخلاف ولد الرشد؛ فإنه إذا مات طفلا وأبواه مؤمنان ألحق بهما، وبلغ درجتهما بصلاحهما، على ما قال الله تعالى: [والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمن ألحقنا بهم ذريتهم]، وولد الزنا لا يدخل بعمل أصليه، أما الزاني فنسبه منقطع، وأما الزانية فشؤم زناها _ وإن صلحت _ يمنع من وصول بركة صلاحها إليه.
وهذا التأويل قال به الطالقاني.
المذهب السادس: أن الحديث في تغليظ وتشديد على ولد الزنية، تعريضا بالزاني؛ لئلا يورطه في السفاح، فيكون سببا لشقاوة نسمة بريئة.
وهذا التأويل قال به الطيبي، قال: (ومما يؤذن أنه تغليظ وتشديد: سلوك ولد الزنية في قرن العاق والمنان ومدمن الخمر، ولا ارتياب أنهم ليسوا من زمرة من لا يدخل الجنة أبدا). أهـ
المسلك الثاني: مسلك تضعيف الحديث:
حيث ذهب جمع من العلماء إلى أن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فوصفه بالإضراب الدارقطنيـ، وضعفه ابن حجر، وحكم عليه بالوضع: ابن الجوزي، والسيوطي، وابن عراق، وابن طاهر، والعجلوني، والشوكاني.
ثالثا: مسالك العلماء في حديث: "نعلان أجاهد بهما في سبيل الله أحب إلي من أعتق ولد زنا":
هذا الحديث لم يصححه أحد من العلماء حسب ما وقفت عليه، وقد تأوله الطحاوي بعد روايته له: بأنه محمول على من تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه.
وتأوله السندي: بأن المراد أن أجر إعتاقه قليل، وذلك لأن الغالب عليه الشر عادة، فالإحسان إليه قليل الأجر، كالإحسان إلى غير أهله.
المبحث الخامس
الترجيح
التحقيق أنه لا يصح في المسألة إلا حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولد الزنا شر الثلاثة"، وأما بقية الأحاديث فلا يصح منها شيء.
والذي يظهر لي في معنى حديث أبي هريرة: أن ولد الزنا هو شر الثلاثة شؤما بالزنا، وأن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "شر الثلاثة" أي: أشد الثلاثة تضررا بالزنا، وذلك لأن الأبوين إذا تابا وسترا على نفسيهما فقد اندفعت عنهما معرة الزنا، فلا يعلم أحد بحالهما، وأما الابن فلا يزال شؤم الزنا يلاحقه طيلة حياته، فهو معروف بين الناس بأنه ولد زنا، ولا يستطيع بحال أن يتخلص من ذلك، ومن هذا الباب أصبح شر الثلاثة، أي: شر الثلاثة شؤما بالزنا، وهذا لمعنى لا يلزم منه أن يكون ابن الزنا ملوما بزنا أبويه، أو أنه يعاقب على ذلك، بل هو بريء كل البراءة من إثم أبويه، وإذا كان صالحا لم يلحقه من شؤم الزنا إلا وصفه به، ولا يلحقه من إثم أبويه شيء.
وقد جاء في السنة إطلاق الشر على الضرر، وإن لم يكن الموصوف به آثما أو ملاما عليه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، وقد أنزلت عليه: [والمرسلات عرفا] فنحن نأخذها من فيه رطبة، إذ خرجت علينا حية فقال: اقتلوها، فابتدرناها لنقتلها، فسبقتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقاها الله شركم كما وقاكم شرها".
ففي هذا الحديث تسمية النبي صلى الله عليه وسلم مبادرة الصحابة لقتل الحية شرا، وليس في وصفه صلى الله عليه وسلم لفعلهم بالشر ما يدل على كراهته له أو تحريمه، وإنما سماه النبي صلى الله عليه وسلم شرا باعتبار الضرر الذي يلحق بالحية؛ لا باعتبار أن الفعل شؤم، أو أن فاعله آثم. والله تعالى أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 12:03]ـ
(3)
في رؤية الإنس للجن
المبحث الأول
ذكر الآية الواردة في المسألة
قال الله تعالى: [يبني آدم لا يفتننكم الشيطن كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشيطين أولياء للذين لا يؤمنون].
المبحث الثاني
ذكر الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن عفريتا من الجن تفلت عليّ البارحة؛ ليقطع علي الصلاة؛ فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: [رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي].
المبحث الثالث
بيان وجه التعارض بين الآية والحديث
ظاهر الآية الكريمة نفي رؤية الإنس للجن، وأما الحديث ففيه إثبات الرؤية، وهذا يوهم خلاف الآية.
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآية والحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف العلماء في إمكان رؤية الإنس للجن على مذهبين:
الأول: إمكان رؤية الإنس للجن.
وهذا مذهب أهل السنة، إلا أنهم اختلفوا في تأويل الآية، والجمع بينها وبين الحديث، على أقوال:
الأول: أن الآية محمولة على الأعم الأغلب، وليس المراد نفي رؤيتهم مطلقا؛ حيث إن الغالب هو عدم رؤيتهم من قِبَل الإنس، ولكن لا مانع من رؤيتهم في بعض الأحيان، كما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا رأي: الخطابي، والبغوي، والقاضي عياض، وأبي العباس القرطبي، والنووي، وابن رجب، والآلوسي.
القول الثاني: أن المراد في الآية نفي رؤيتنا لهم في الحال التي يروننا فيها، وليس في الآية ما يفيد نفي رؤيتنا لهم مطلقا؛ إذ المستفاد منها أن رؤيتهم إيانا مقيدة من هذه الحيثية، فلا نراهم في وقت رؤيتهم لنا فقط، ويجوز رؤيتنا لهم في غير ذلك الوقت.
وهذا رأي: شيخ الإسلام ابن تيمية، والكرماني، وابن حجر، والهيتمي، والشوكاني.
قال الشوكاني: (وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة، وليس في الآية ما يدل على ذلك، وغاية ما فيها: أنه يرانا من حيث لا نراه، وليس فيها أنا لا نراه أبدا؛ فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم انتفاءها مطلقا).
واعترض: بأن في حديث أبي هريرة رؤية الاثنين، بعضهم لبعض، في آن واحد، وليس فيه ما ذكر من التفصيل.
القول الثالث: أن رؤيتهم على طبيعتهم وصورهم الأصلية التي خلقوا عليها ممتنعة؛ لظاهر الآية، لكن إذا تشكلوا في غير صورهم أمكن رؤيتهم، وعليه تحمل الأحاديث والآثار الواردة في المسألة.
ذكر هذا القول: القاضي عياض.
وهو اختيار: الحافظ ابن حجر، والعيني.
واعترض عليه النووي قائلا: (هذه دعوى مجردة؛ فإن لم يصح لها مستند؛ فهي مردودة).
القول الرابع: أن رؤيتهم على صورهم التي خلقوا عليها هو مما اختص به الأنبياء عليهم السلام، وهو من معجزاتهم، وعليه تحمل الآية، وأما سائر الناس فلا يمكنهم رؤيتهم إلا إذا تشكلوا في غير صورهم التي خلقوا عليها.
وهذا رأي: ابن بطال، والنحاس، وابن عاشور.
قال ابن بطال: (رؤيته صلى الله عليه وسلم للعفريت هو مما خص به، كما خص برؤية الملائكة، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الشيطان في هذه الليلة، وأقدره الله عليه لتجسمه؛ لأن الأجسام ممكن القدرة عليها، ولكنه ألقى في روعه ما وُهِبَ سليمان عليه السلام فلم ينفذ ما قوي عليه من حبسه رغبة عما أراد سليمان الانفراد به، وحرصاً على إجابة الله تعالى دعوته، وأما غير النبي من الناس فلا يمكن منه، ولا يرى أحد الشيطان على صورته غيره صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: [إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم]، لكنه يراه سائر الناس إذا تشكل في غير شكله، كما تشكل الذي طعنه الأنصاري حين وجده في بيته على صورة حية فقتله فمات الرجل به، فبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: "إن بالمدينة جناً قد أسلموا، فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئاً فآذنوه ثلاثاً؛ فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان".
القول الخامس: أن رؤية الجن ممتنعة مطلقا إلا لنبي، أو في زمن نبي.
وهذا رأي: ابن حزم، حيث قال: (وهم يروننا ولا نراهم، قال الله تعالى: [إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم] ... ، وإذا أخبرنا الله عز وجل أننا لا نراهم، فمن ادعى أنه يراهم أو رآهم فهو كاذب، إلا أن يكون من الأنبياء عليهم السلام فذلك معجزة لهم، كما نص رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تفلت عليه الشيطان ليقطع عليه صلاته قال: "فأخذته فذكرت دعوة أخي سليمان، ولولا ذلك لأصبح موثقا يراه أهل المدينة" أو كما قال عليه السلام، وكذلك في رواية عن أبي هريرة للذي رأى؛ إنما هي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سبيل إلى وجود خبر يصح برؤية جن بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هي منقطعات، أو عمن لا خير فيه) أهـ.
ونقل عن الإمام الشافعي أنه قال: (من زعم من أهل العدالة أنه يرى الجن أبطلت شهادته؛ لأن الله عز وجل يقول: [إنه يركم هو وقبيله من حيث لا ترونهم]، إلا أن يكون نبيا).
القول السادس: أن الآية خارجة مخرج التمثيل لدقيق مكر الشيطان وخفي حيله، وليس المقصود منها نفي الرؤية حقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكره الآلوسي في تفسيره احتمالا آخر في الجمع، ولا يخفى بعده، بل هو من التفسير الإشاري المخالف لظاهر القرآن الكريم.
أدلة هذا المذهب:
استدل القائلون بإمكان الرؤية _ وهم أهل السنة _ بأدلة منها:
الدليل الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه الوارد في المسألة.
الدليل الثاني: قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان، وقد رآه أبو هريرة في صورة مسكين على هيئة إنسان، وهذا يدل على أن الشياطين والجن يتشكلون في غير صورهم.
الدليل الثالث: أن الله تعالى نص في كتابه على عمل الجن لسليمان عليه السلام ومخاطبتهم له، في قوله تعالى: [قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين]، ومثل هذا لا ينكر مع تصريح القرآن بذلك، وثبوت الأحاديث الصحيحة.
المذهب الثاني: نفي إمكان رؤية الجن مطلقا، لا لنبي، ولا لغيره.
وهذا مذهب المعتزلة، وبعض الأشاعرة.
وبه قال الزمخشري، والفخر الرازي.
قال الزمخشري بعد أن أورد الآية: (وفيه دليل بين أن الجن لا يرون، ولا يظهرون للإنس، وأن إظهارهم أنفسهم ليس في استطاعتهم، وأن زعم من يدعي رؤيتهم زور ومخرقة) أهـ.
وقال الفخر الرازي: (قوله تعالى: [من حيث لا ترونهم] يدل على أن الإنس لا يرون الجن؛ لأن قوله: [من حيث لا ترونهم] يتناول أوقات الاستقبال من غير تخصيص، قال بعض العلماء: ولو قدر الجن على تغيير صور أنفسهم بأي صورة شاءوا وأرادوا لوجب أن ترتفع الثقة عن معرفة الناس، فلعل هذا الذي أشاهده واحكم عليه بأنه ولدي أو زوجتي جني صور نفسه بصورة ولدي أو زوجتي، وعلى هذا التقدير يرتفع الوثوق عن معرفة الأشخاص) أهـ.
المبحث الخامس
الترجيح
الذي يظهر صوابه والله تعالى أعلم؛ هو إمكان رؤية الإنس للجن، وأن الآية محمولة على نفي رؤيتهم على الهيئة التي خلقوا عليها، لكن إذا تشكلوا في صور أخرى من إنسان أو حيوان أمكن رؤيتهم، وعليه فتكون الآية مقيدة بمنع رؤيتهم في حال دون حال، وتلك الحال هي هيئتهم التي خلقوا عليها.
يدل على هذا الاختيار:
1 - ما ذكر في المسألة من الأحاديث، والتي فيها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
2 - وما ورد من رؤية بعض الصحابة لهم على صورة إنسان، أو حيوان، وهذا يدل على أنهم لا يرون على هيئتهم التي خلقوا عليها، لكن إذا تشكلوا في صور أخرى أمكن رؤيتهم.
3 - أنه لم ينقل أن أحدا رآهم على هيئتهم التي خلقوا عليها، لا في حديث، ولا في أثر، على حين تعددت الوقائع برؤيتهم في صور أخرى، فدل على صحة ما قلناه.
4 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما رؤية كثير من الناس للجن حال الصرع وغير الصرع؛ فهذا أكثر وأشهر من أن يذكر ... ، وقد اتفق أئمة الإسلام على وجود الجن، وقد رآهم غير واحد من الناس، وخاطبوهم ... ) أهـ.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 11:29]ـ
(4)
في مستقر أرواح الكفار
المبحث الأول
ذكر الآية الواردة في المسألة
قال الله تعالى: [إن الذين كذبوا بأياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين].
المبحث الثاني
ذكر الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو ذر رضي الله عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ... ، فذكر حديث الإسراء بطوله، ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد صلى الله عليه وسلم. فقال: أرسل إليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا؛ فإذا رجل قاعد، على يمينه أسودة، وعلى يساره أسودة؛ إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه؛ فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى ... ".
المبحث الثالث
بيان وجه التعارض بين الآية والحديث
ظاهر الآية الكريمة أن أرواح الكفار لا تفتح لها أبواب السماء، وأما الحديث الشريف ففيه أن أرواح الكفار على يسار أدم عليه السلام، وهذا يوهم كونها في السماء الدنيا، وهو خلاف الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء في السنة ما يؤكد معنى الآية، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه؛ فيقول: أيتها النفس الخبيثة، أخرجي إلى سخط من الله وغضب. قال: فتفرق في جسده؛ فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها؛ فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط] فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين، في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحا، ثم قرأ: [ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق].
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآية والحديث
لم يتجاوز العلماء في هذه المسألة مسلك الجمع بين الآية والحديث، وقد اختلفوا في الجمع على مذهبين:
الأول: أن آدم عليه السلام كان ينظر إلى نسم بنيه عن يمينه وشماله، ونسم بنيه مستقرة في مستقرها، فنسم المؤمنين في الجنة، في عليين، ونسم الكافرين في سجين، في الأرض السفلى، وليس معنى الحديث أنها عند آدم في السماء الدنيا.
وهذا مذهب: القاضي عياض، وابن رجب، وابن القيم، والحافظ ابن حجر، والعيني، والمناوي، والآلوسي.
واستدلوا له:
1 - بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة والنار في صلاة الكسوف، وهو في الأرض، وليست الجنة في الأرض.
2 - ورآهما ليلة الإسراء في السماء، وليست النار في السماء.
3 - وبأن حديث الإسراء قد روي بلفظ آخر، وفيه ما يؤيد هذا القول، ويزيل الإشكال عن الحديث؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... ، فذكر حديث الإسراء بطوله، وفيه: "فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا بشيخ جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق البشر، عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن، فقال: يا جبريل، من هذا الشيخ؟ وما هذان البابان؟ قال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي يمينه باب الجنة، إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، وإذا نظر لإلى الباب الذي عن شماله _ باب جهنم من يدخله من ذريته _ بكى وحزن".
المذهب الثاني: أن الأرواح التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم عن يمين آدم وشماله إنما هي أرواح بنيه التي لم تخلق أجسادهم بعد.
ذكره الحافظ ابن حجر وجها آخر في الجمع. ثم رجع عنه واستقر رأيه على القول الأول.
المبحث الخامس
الترجيح
الذي يظهر صوابه والله أعلم هو القول الأول، وأن معنى الحديث: أن آدم عليه السلام كان ينظر إلى نسم بنيه وهم في منازلهم من الجنة أو النار، وهذا القول لا يلزم منه أن يكون النار في السماء، إذ من الممكن رؤيتها وهي في الأرض، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم نهر النيل والفرات ليلة أسري به، وهو في السماء، وقد ذكر أصحاب هذا القول رؤيته صلى الله عليه وسلم للنار وهو في السماء، ورؤيته للجنة وهو في الأرض، وهذا كله يدل على أن رؤية الشيء في مكان ما لا يستلزم أن يكون ذلك المكان ظرفا للمرئي، ومن ذلك رؤية آدم عليه السلام لنسم بنيه وهو في السماء، فإنه لا يلزم منه أن تكون السماء ظرفا لما رآه، والله تعالى أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:55]ـ
(5)
في قصة هاروت وماروت
المبحث الأول
ذكر الآية الواردة في المسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: [واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون].
المبحث الثاني
ذكر الحديث المشكل الوارد في تفسير الآية
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون. قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم. قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة، حتى نهبطهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان؟ قالوا: ربنا هاروت وماروت. فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة، امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك. فقالا: والله لا نشرك بالله شيئا أبدا. فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله، حتى تقتلا هذا الصبي. فقالا: لا والله لا نقتله أبدا. فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر. فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي، فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة؛ فاختارا عذاب الدنيا".
المبحث الثالث
بيان وجه الإشكال في الحديث
ظاهر الحديث الوارد في تفسير الآية أن الله تعالى أنزل إلى الأرض ملكين، وهما (هاروت) و (ماروت)، وأنهما عصيا الله تعالى، فشرا الخمر، وحكما بالزور، وقتلا النفس المحرمة، وزنيا، وهذا الظاهر مشكل، لما فيه من القدح بعصمة الملائكة عليهم السلام والتي قررها القرآن الكريم في غير ما آية؛ كقوله تعالى: [ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون]، وقوله تعالى: [لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون].
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع الإشكال الوارد في الحديث
للعلماء في دفع الإشكال الوارد في الحديث مسلكان:
الأول: مسلك تضعيف الحديث:
ويرى أصحاب هذا المسلك أن الحديث المروي في قصة هاروت وماروت هو من الإسرائيليات المتلقفة عن مسلمة أهل الكتاب، وأن رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم خطأ من قبل بعض الرواة، إذ الصواب وقفه على كعب الأحبار، وهو مما أخذه من كتب بني إسرائيل.
وعلى هذا المسلك عامة العلماء، من مفسرين ومحدثين، وممن قال به:
ابن أبي حاتم، وابن حزم، والبيهقي، وابن العربي، والقاضي عياض، والقاضي ابن عطية، وابن الجوزي، والفخر الرازي، والخازن، وأبو عبد الله القرطبي، والبيضاوي، وأبو حيان، والحافظ ابن كثير، وابن رجب، وأبو السعود، والثعالبي، والآلوسي، والقاسمي، وابن عاشور، والألباني.
قال القاضي عياض: (اعلم أكرمك الله أن هذه الأخبار لم يرو منها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هو شيئا يؤخذ بقياس، والذي منه في القرآن اختلف المفسرون في معناه، وأنكر ما قال بعضهم فيه كثير من السلف، وهذه الأخبار من كتب اليهود وافترائهم، كما نص الله أول الآيات، من افترائهم بذلك على سليمان، وتكفيرهم إياه). أهـ
وقال أبو عبد الله القرطبي بعد أن أورد القصة من طريق ابن عمر: (هذا كله ضعيف، وبعيد عن البن عمر وغيره، لا يصح منه شيء؛ فإنه قول تدفعه الأصول في الملائكة، الذين هم أمناء الله على وحيه، وسفراؤه إلى رسله). أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحافظ ابن كثير: (وقد روي في قصة هاروت وماروت، عن جماعة من التابعين، كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين، من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل؛ إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم، الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن، على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال). أهـ
واستدل أصحاب هذا المسلك على بطلان القصة بأدلة؛ منها:
1 - قول الله تعالى: [ما ننزل الملائكة إلا بالحق]، حيث قطع الله عز وجل أن الملائكة لا تنزل إلا بالحق، وليس شرب الخمر، ولا الزنا، ولا قتل النفس المحرمة من الحق، بل كل ذلك من الباطل.
2 - قوله تعالى: [وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون]، حيث أبطل الله عز وجل أنه يمكن ظهور ملك إلى الناس إلا إلى الأنبياء.
3 - قوله تعالى: [وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا * يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين]، حيث قرن عز وجل نزول الملائكة في الدنيا برؤيته عز وجل فيها، فدل على أن نزولهم في الدنيا إلى غير الأنبياء ممتنع البتة لا يجوز، وأن من قال ذلك فقد قال حجرا محجورا].
4 - قوله تعالى: [لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون]، وقوله تعالى: [وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون]، وهذا صريح في براءتهم عن المعاصي، وكونهم متوقفين في كل الأمور، إلا بمقتضى الأمر والوحي.
5 - أنه تعالى حكى عنهم أنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ومن كان كذلك امتنع صدور المعصية منه.
المسلك الثاني: مسلك قبول الحديث وتصحيحه:
حيث ذهب بعض العلماء إلى تصحيح الحديث وقبوله، إلا أنهم لم يجيبوا عن الإشكال الوارد فيه، ومن هؤلاء:
ابن حبان، وأبو بكر الهيثمي، والحافظ ابن حجر، والسيوطي، وابن حجر الهيتمي، والمناوي.
قال الحافظ ابن حجر: (وقصة هاروت وماروت جاءت بسند حسن، من حديث ابن عمر، في مسند أحمد، وأطنب الطبري في إيراد طرقها، بحيث يقضي بمجموعها على أن للقصة أصلا، خلافا لمن زعم بطلانها). أهـ
وقال: (له طرق كثيرة، جمعتها في جزء يكاد الواقف عليه يقطع بوقوع هذه القصة، لكثرة طقه الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها). أهـ
وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة: (وقد وقفت على الجزء الذي جمعه فوجدته أورد فيه بضعة عشر طريقا، أكثرها موقوفا، وأكثرها من تفسير ابن جرير، وقد جمعت أنا طرقها في التفسير المسند وفي التفسير المأثور فجاءت نيفا وعشرين طريقا، ما بين مرفوع وموقوف). أهـ
المبحث الخامس
الترجيح
الذي يظهر صوابه والله تعالى أعلم أن الحديث لا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن رفعه خطأ من بعض الرواة، والأصح أنه مما أخذه الصحابة عن مسلمة أهل الكتاب، ككعب الأحبار، وغيره، ومما يؤكد ذلك:
1 - أنه قد ورد في بعض طرق حديث ابن عمر وقف القصة على كعب الأحبار، وهذا مما يؤكد وقوع الوهم من بعض الرواة في رفعها للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن مدار الحديث راجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل.
2 - أن الطرق التي جاء الحديث فيها مرفوعا كلها ضعيفة، ولا يصح منها شيء.
3 - أن الحديث رواه عدد من الصحابة غير ابن عمر ولم يصرح أحد منهم برفعه للنبي صلى الله عليه وسلم.
4 - أن في القصة من الغرابة ما يؤكد كونها من قصص بني إسرائيل، وبيان ذلك من وجوه:
الأول: أن الملكين خيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وذلك فاسد؛ لأن الله تعالى لا يخير من أشرك به، ولأنهما إن كانت قد صحت توبتهما فلا عقوبة عليهما.
الوجه الثاني: أنه جاء في بعض طرق الحديث أن المرأة لما فجرت صعدت إلى السماء وصارت كوكبا، فكيف يعقل أنها تصعد إلى السماء وتصير كوكبا لمجرد أنها فجرت.
فبان بهذه الوجوه ضعف الحديث وبطلانه، وأنه لا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 04:00]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكم الله خيرا، وأعانكم وسددكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 11:14]ـ
(6)
في خراب ذي السويقتين للكعبة
المبحث الأول
ذكر الآيات الواردة في المسألة
قال الله تعالى: [أولم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون].
وقال تعالى: [أولم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون].
المبحث الثاني
ذكر الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآيات
عن أي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة".
المبحث الثالث
بيان وجه التعارض بين الآيات والحديث
ظاهر الآيات الكريمة أن الله تعالى جعل بيته وحرمه آمنا من تسلط الأعداء عليه، وهذا الأمن ظاهره استغراق الأزمنة كلها؛ فلا يستطيع أحد الاعتداء عليه على مر العصور والدهور، وأما الحديث الشريف ففيه تخريب ذي السويقتين للبيت، وهذا يوهم معارضة الآيات.
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والحديث
لم يتجاوز العلماء في هذه المسألة مسلك الجمع بين الآيات والحديث، وقد اختلفوا في الجمع على مذاهب:
الأول: أن الله تعالى جعل الحرم آمنا باعتبار غالب الأوقات، ووعده تعالى بالأمن لا يلزم منه أن يكون دائما في كل الأوقات، بل إذا حصلت له حرمة وأمن في وقت ما صدق عليه هذا اللفظ، وصح المعنى، ولا يعارضه ارتفاع ذلك المعنى في وقت آخر.
وهذا مذهب أبي العباس القرطبي، والعيني، والملا علي القاري.
المذهب الثاني: أن المراد بالآيات جعله آمنا إلى قرب قيام الساعة وخراب الدنيا؛ حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله"، فإذا كان قرب قيام الساعة سلط ذو السويقتين على الكعبة، والذي يكون بخرابه لها خراب العالم، وهذا الوقت الذي يكون فيه خراب العالم ليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن فيه.
وهذا مذهب القاضي عياض، والنووي، والخازن، والحافظ ابن حجر، والمناوي، والسفاريني.
ويؤيد هذا المذهب ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البيت بعد هدم ذي السويقتين له لا يعمر بعده أبدا.
المذهب الثالث: أن وعده تعالى بأمن بيته مقيد بعدم استحلال أهله له، فإذا وقع الاستحلال ارتفع هذا الوعد، فيكون عندئذ خراب ذي السويقتين له.
وهذا القيد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب، ثن تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا".
أشار لهذا المذهب الحافظ ابن حجر، وجعله وجها في الجمع بين الآيات والحديث، وهو اختيار محمد بن عبد الرسول البرزنجي.
المذهب الرابع: أن عموم الآيات مخصوص بقصة ذي السويقتين، فلا تعارض بين النصين.
وهذا مذهب ابن بطال، وأشار إليه القاضي عياض، والنووي.
المذهب الخامس: أن المراد بالآيات أمن أهل البيت لا أمن ذات البيت، وعليه فلا تعارض بين الآيات والحديث؛ لأن الحديث إنما فيه خراب البيت لا هلاك أهله.
أشار لهذا المذهب الخازن في تفسيره، ولا يخفى أن هذا القيد لم يأت به دليل حتى يصار إليه.
المبحث الخامس
الترجيح
الذي يظهر صوابه والله تعالى أعلم أن المراد بالآيات جعل الحرم آمنا إلى قرب قيام الساعة وخراب الدنيا، ذلك أن خراب البيت كائن لا محالة عند خراب العالم بأجمعه، إلا أن الله تعالى جعل خرابه على يد ذي السويقتين لحكمة أرادها سبحانه، وهو وقت خرابه لا حاجة للأمن فيه، إذ ليس هناك عامر للبيت من المؤمنين حتى يكون هناك حاجة للمن، وعليه فإن الأمن الموعود في الآيات إنما هو في حال عمارة البيت بأهله من المؤمنين، فإذا اندرس المؤمنون في آخر الزمان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ أصبح البيت مهجورا لا عامر له، وحينئذ يقع خراب ذي السويقتين له، والذي يكون مؤذنا بنهاية هذا العالم، والله تعالى أعلم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 11:26]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 11:42]ـ
وإياك يا (أبا الحسين) ورحم أحياءك وأمواتك آمين
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 10:49]ـ
بارك الله فيك ونفع بجهدك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 03:35]ـ
(7)
(في مصير أهل الفترة، ومن في حمكهم)
تجد البحث في المرفقات؛ وذلك لضخامته
(نفيس جدا)
[لا تنسوا الدعاء بوركتم]
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 06:37]ـ
بارك الله فيك جهد رائع .. حكاية المذاهب فيها بعض التطويل ذلك ان بعضها يرجع الى بعض ... و كذلك أحب ان اسأل هل اعتمدت كتب تأويل الحديث و مختلفه في البحث؟؟؟ و أسجل اعجابي مرة أخرى بالمجهود المنظم و الأنيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 07:38]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل (ابن الرومية)، وأشكرك على ما تفضلت به رعاك الله.
وبالنسبة لحكاية الأقوال؛ فهي وإن بدى فيها تداخل من الوهلة الأولى لكنها عند التدقيق مختلفة فيما بينها، ومما أدى إلى توهم التداخل؛ هو الردود على الأدلة، فقد يستفيد أهل قول من رد أصحاب القول الآخر، وهكذا.
وأما بالنسبة للمراجع؛ فقد حرص الشيخ (أحمد القصير) على إمكان الرجوع إلى كل مصدر تكلم عن هذا الأمر قدر الوسع والطاقة. فجزاه الله عنا جميعا خير الجزاء.
وأكرر شكري لك وللإخوة الرواد الكرام.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 08:15]ـ
بارك الله فيك
موضوع في غاية الأهمية والذي لايعرف قيمته حقا سوى من يحاور أهل الكفر
وقد أجدت فيه جعله الله في ميزان حسناتك
ياشيخ ثمت ملاحظة لعل لها وجهة نظر لديكم
بالنسبة لحديث شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم (إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}. فرددته خاسئا)
هل في هذا الحديث تصريح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم للعفريت؟؟
صحيح أن (حتى تنظروا إليه كلكم) فيه إشارة إلى أنه رآه ولكنها ليست قطعية
ألا يحتمل أنه أتاه في صلا ته بوسوسته ليقطع عليه صلاته حتى أراد النبي صلى الله عليه وسلم من شدة وسوسته أن يسأل الله أن يجسده فيربطه في سارية من سواري المسجد فيراه الناس وما منعه من ذلك غير دعاء نبي الله سليمان عليه السلام ... أليس هذا الإحتمال وارد جدا .....
ألا يحتمل أيضا أنه من تعامل معه صلى الله عليه وسلم هو روح ذلك العفريت فقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أرواح الأنبياء عليهم السلام ليلة الإسراء والمعراج وصلى بهم في بيت المقدس وقابلهم في السماء ومن ذلك ماحدث له مع سيدنا موسى عليه السلام وتخفيف الصلاة تلك الليلة.
ملاحظة:
أليس مارواه البخاري معلقا من حديث
عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان ...... الحديث
ضعف سنده واضح فلاحجة فيه لصرف آية من كتاب الله عن ظاهرها.
وملاحظة أخرى
هل في قوله الله تعالى (قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين)
تصريح برؤية نبي الله سليمان للعفريت؟؟
ولا أنسى أن أكرر شكري لك لفتح هذا الموضوع الهام والقيم والذي يحتاجه كثيرا من يناظر أهل الكفروالإلحاد.
أسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعا
وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 10:26]ـ
ولعل قائلا يقول ولماذا لم يقل صلى الله عليه وسلم ولولا أن الله قال (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم)
لربطته بسارية المسجد حتى تروه؟؟
فيجاب عنه أن الله قادر على أن يري البشر الجن ويغير ناموس الكون استجابة لطلبه صلى الله عليه وسلم ولكن النبي منعه من ذلك دعوة سليمان عليه السلام فقط
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 07:55]ـ
(7)
(في مصير أهل الفترة، ومن في حمكهم)
تجد البحث في المرفقات؛ وذلك لضخامته
(نفيس جدا)
[لا تنسوا الدعاء بوركتم]
جزاك الله خيراً .. بحثٌ نفيسٌ ودقيقٌ .. ولي تعليق على ما خلُص إليه الشيخ حفظه الله. يقول: ((الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف، لأن إعمال الدليلين أولى من إلغاء احدهما، ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول، بالعذر والامتحان)). اهـ
قلتُ: حديثا مسلم لا يخلوان مِن مقال، وقد تركهما البخاريّ، وتكلّم فيهما أهل العلم. وقد قال شيخ الإسلام: إنّ ما تفرّد به مسلم ونازعه في صحّته أهل العلم ((فهذا لا يُجزَم بصِدقه إلا بدليل)). اهـ والسؤال: كيف يُجمَع بين الأدلّة إذا كان أحدُها نفسُه مُحتاجاً إلى دليل؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:39]ـ
عفى الله عنك أخي أحمد .. فما هكذا تورد الإبل .. قد أوردتها سراباً ورب البيت فما أرويتها!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:48]ـ
(7)
(يُتْبَعُ)
(/)
في مصير أهل الفترة، ومن في حمكهم
المبحث الأول
ذكر الآيات الواردة في المسألة
قال الله تعالى: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا]
المبحث الثاني
ذكر الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآيات
· عن أنس رضي الله عنه: ان رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: "في النار". فلما قفي دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار".
· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه؛ فبكى وأبكى من حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
· وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم يقول: يا رسول الله مالك؟ قال: "انى سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار".
· وعن أبي رزين رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أين أمي؟ قال: "أمك في النار" قال: قلت: فأين من مضى من أهلك؟ قال: "أما ترضى ان تكون أمك مع أمي".
· وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: إن أمنا كانت تكرم الزوج، وتعطف على الولد، قال: وذكر الضيف، غير أنها كانت وأدت في الجاهلية. قال: "أمكما في النار". فأدبرا والشر يرى في وجوههما، فأمر بهما فردا، فرجعا والسرور يرى في وجوههما رجيا أن يكون قد حدث شيء، فقال: "أمي مع أمكما .. ".
· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه يعنى الأمعاء في النار، وهو أول من سيب السوائب".
· وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: "لا ينفعه، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين".
· وعن جابر رضي الله عنه قال: انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعد صلاته للكسوف فقال: "ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه؛ فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به .. ".
· وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه رأى فاطمة ابنته فقال لها: "من أين أقبلت"؟ قالت: أقبلت من وراء جنازة هذا الرجل. قال: "فهل بلغت معهم الكدى"؟ قالت: لا، وكيف أبلغها وقد سمعت منك ما سمعت؟! قال: "والذي نفسي بيده لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك".
· وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة لبني النجار فسمع صوتا من قبر فسأل عنه: "متى دفن هذا"؟ فقالوا: يا رسول الله دفن هذا في الجاهلية، فأعجبه ذلك وقال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم عذاب القبر".
المبحث الثالث
بيان وجه التعارض بين الآيات والأحاديث
ظاهر الآيات الكريمة أن الله جل وعلا لا يعذب أحدا من خلقه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، حتى يبعث إليه رسولا ينذره ويحذره، فيعصي ذلك الرسول ويتمادى في الكفر حتى يوافي الله على ذلك، وهذا الظاهر يشمل أهل الجاهلية الذين كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأيات قد صرحت بانهم لم ينذروا، ولم يبعث فيهم رسول، وأما الأحاديث فظاهرها تعذيب من مات قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أهل الفترة، وهذا يوهم معارضة الآيات.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:53]ـ
المبحث الرابع
مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والأحاديث
للعلماء في دفع التعارض بين الآيات والأحاديث ثلاثة مسالك:
الأول: مسلك إعمال الآيات دون الأحاديث:
ويرى أصحاب هذا المسلك أن أهل الفترة ناجون مطلقا، وأنه لا عذاب عليهم في الآخرة.
وعلى هذا المسلك عامة الأشاعرة من أهل الكلام والأصول، والشافعية من الفقهاء، كما حكاه السيوطي وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبه قال: أبو حامد الغزالي، وأبو العباس القرطبي، وأبو عبد الله القرطبي، وتاج الدين السبكي، ومحمد خليفة الأبي، وشرف الدين المناوي.
وقال به من المعاصرين: عبد الرحمن الجزري، ومحمد الغزالي، ويوسف القرضاوي.
أدلة هذا المسلك:
من أقوى ما استدل به أصحاب هذا المسلك قوله تعالى: [وما كنا نمعذبين حتى نبعث رسولا].
وهذه الآية صريحة بأن الله تعالى لا يعذب أحدا من خلقه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، حتى يبعث إليه رسولا ينذره ويحذره، فيعصي ذلك الرسول ويتمادى في كفره حتى يموت.
وقد حكى السيوطي إطباق أئمة السنة على الاستدلال بالآية في أنه لا تعذيب قبل البعثة.
وهذا المعنى الوارد في الآية قد اوضحه الله جل وعلا في آيات كثيرة، كقوله تعالى: [رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما]، فصرح في هذه الآية الكريمة بأن لا بد أن يقطع حجة كل أحد بإرسال الرسل، مبشرين من أطاعهم بالجنة، ومنذرين من عصاهم بالنار، وهذه الحجة التي أوضح هنا قطعها بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين؛ بينها في آخر سورة طه بقوله: [ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك من قبل أن نذل ونخزى]، وأشار لها في سورة القصص بقوله: [ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيدهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك ونكون من المؤمنين]، و قوله جل وعلا: [ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون]، وقوله: [يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير واللهعلى كل شيء قدير]، وكقوله: [هذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون * أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين * أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة].، إلى غير ذلك من الآيات.
ويوضح ما دلت عليه هذه الآيات المذكورة وأمثالها في القرآن العظيم من أن الله جلَّ وعلا لا يعذب أحداً إلا بعد الإنذار والإعذار على ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ تصريحه جلَّ وعلا في آيات كثيرة بأنه لم يُدخل أحداً النار إلا بعد الإعذار والإنذار على ألسنة الرسل، فمن ذلك قوله جلَّ وعلا: [تكاد تنيز من الغيظ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُواْ بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ إن أنتم إلا في ضلال كبير]، فقوله: [كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ] يعم جميع الأفواج الملقين في النار.
ومن ذلك قوله جلَّ وعلا: [وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ]، فقوله: [وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ] عام لجميع الكفار، وهو ظاهر في أن جميع أهل النار قد أنذرتهم الرسل في دار الدنيا، فعصوا أمر ربهم كما هو واضح، ونظيره أيضا قوله تعالى: [وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنكم يوما من العذاب * قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاؤا الكافرين إلا في ضلال]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن جميع أهل النار أنذرتهم الرسل في دار الدنيا.
وهذه الآيات المذكورة وأمثالها في القرآن تدل على عذر أهل الفترة، وأنه لا عذاب عليهم في الآخرة، وإن كانوا ماتوا على الشرك؛ لأنهم لم يأتهم رسل ينذرونهم في الدنيا فتقوم عليهم الحجة.
ومن الأدلة التي استدل بها أصحاب هذا المسلك في عذر أهل الفترة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو العباس القرطبي: (فيه دليل على أن من لم تبلغه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أمره لا عقاب عليه ولا مؤاخذة، وهذا كما قال تعالى: [وما كنا نعذبين حتى نبعث رسولا]، ومن لم تبلغه دعوة الرسول ولا معجزته فكأنه لم يبعث إليه رسول).
وسيأتي ذكر أجوبة أصحاب هذا المسلك عن الأحاديث الواردة في المسألة؛ التي تفيد بظاهرها تعذيب أهل الفترة، وذلك عند ذكر أجوبة أصحاب المسلك الثالث إن شاء الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:54]ـ
المسلك الثاني: مسلك إعمال الأحاديث دون الآيات:
ويرى أصحاب هذا المسلك أن أهل الفترة في النار، وأنهم يعذبون بسبب شركهم.
وعلى هذا المسلك الإمام أبو حنيفة.
وحكى القرافي في (شرح تنقيح الفصول) الإجماع عليه فقال: (انعقد الإجماع على أن موتى الجاهلية في النار، يعذبون على كفرهم). أهـ
وحكاه الآلوسي عن أبي مصور الماتريدي، ومتبعيه.
وبه قال: النووي، وابن عطية، والحليمي، والفخر الرازي، والخازن، ومحمد بن إسماعيل الصنعاني، والآلوسي، وابن عاشور.
قال الحليمي: (إن العاقل المميز إذا سمع آية دعوة كانت إلى الله تعالى فترك الاستدلال بعقله على صحتها وهو من أهل الاستدلال والنظر كان بذلك معرضاً عن الدعوة فيكفر، ويبعد أن يوجد شخص لم يبلغه خبر أحد من الرسل، على كثرتهم، وتطاول أزمان دعوتهم، ووفور عدد الذين آمنوا بهم واتبعوهم، والذين كفروا بهم وخالفوهم، فإن الخبر قد يبلغ على لسان المخالف كما يبلغ على لسان الموافق ... ، فلا تغتر بقول كثير من الناس بنجاة أهل الفترة مع إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بان آباءهم الذين مضوا في الجاهلية في النار). أهـ
أدلة هذا المسلك:
استدل أصحاب هذا المسلك بظواهر آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: [وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليما]، وقوله: [إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين]، وقوله: [إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين]، وقوله: [إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء]، وقوله: [ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق]، وقوله: [إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار].
وظاهر جميع هذه الآيات العموم؛ لأنها لم تخصص كافراً دون كافر، بل ظاهرها شمل جميع الكفار.
واستدلوا: بالأحاديث الواردة في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدمت في أول المسألة.
واستدلوا: بأن معرفة الله واجبة عقلاً، فلا عذر بالفترة؛ لأن الحجة قد قامت عليهم بما معهم من أدلة العقل الموصلة على معرفة الله وتوحيده.
وأجاب أصحاب هذا المسلك عن الآيات الواردة في المسألة من أربعة أوجه:
الأول: أن التعذيب المنفي في قوله تعالى: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً] وأمثالها من الآيات، إنما هو التعذيب الدنيوي، أي: أن الله لا يهلك أمة بعذاب في الدنيا إلا بعد الإعذار والإنذار إليهم، وهذا لا ينافي التعذيب في الآخرة.
وهذا الجواب حكاه الآلوسي عن أبي منصور الماتريدي.
وأما تفسير الآية فقد حكاه مذهباً للجمهور: أبو عبد الله القرطبي، وتبعه أبو حيان، والشوكاني.
الوجه الثاني: أن محل العذر بالفترة المنصوص في قوله: [وما كنا معذبين] وأمثالها إنما هو في غير الواضح، وأما الواضح الذي لا يخفى على من عنده عقل، كعبادة الأوثان، فلا يعذر فيه أحد؛ لأن الكفار يقرّون بأن الله هو ربهم، الخالق الرازق النافع الضار، ويتحققون كل التحقق ان الأوثان لا تقدر على جلب نفع، ولا على دفع ضر.
الوجه الثالث: أن مشركي العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم عندهم بقية إنذار مما جاءت به الرسل الذين أرسلوا قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كإبراهيم وغيره، وأن الحجة قائمة عليهم بذلك.
وهذا جواب: ابن عطية، والحليمي، والنووي، ومحمد بن إسماعيل الصنعاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن عطية: (صاحب الفترة ليس ككافر قريش قبل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن كفار قريش وغيرهم ممن علم وسمع عن نبوة ورسالة في أقطار الأرض ليس بصاحب فترة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: "أبي وأبوك في النار"، ورأى عمرو بن لحي في النار، إلى غير هذا مما يطول ذكره، وأما صاحب الفترة فيفترض أنه آدمي لم يطرأ عليه أن الله تعالى بعث رسولاً، ولا دعا إلى دين، وهذا قليل الوجود، اللهم إلا أن يُشَذَّ في أطراف الأرض، والمواضع المنقطعة عن العمران). أهـ
وقال النووي: (قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أبي وأباك في النار"، فيه أن من مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين، وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء، صلوات الله تعالى وسلامه عليهم). أهـ
الوجه الرابع: ما جاء من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على أن بعض أهل الفترة في النار، وقد تقدمت.
وأجاب القائلون بعذرهم بالفترة عن هذه الأوجه الأربعة:
فأجابوا عن الوجه الأول؛ وهو كون التعذيب في قوله: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا] إنما هو التعذيب الدنيوي دون الأخروي؛ من وجهين:
الأول: أنه خلاف ظاهر القرآن؛ لأن ظاهر القرآن انتفاء التعذيب مطلقاً، فهو أعم من كونه في الدنيا، وصرف القرآن عن ظاهره ممنوع، إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
الوجه الثاني: أن القرآن دل في آيات كثيرة على شمول التعذيب المنفى في الآية للتعذيب في الآخرة، كقوله: [كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلال كبير]، وهو دليل على أن جميع أفواج أهل النار ما عذبوا في الآخرة إلا بعد إنذار الرسل.
وأجابوا عن الوجه الثاني؛ وهو أن محل العذر بالفترة في غير الواضح الذي لا يخفى على أحد: بالجوابين المذكورين آنفاً نفسيهما؛ لأن الفرق بين الواضح وغيره مخالف لظاهر القرآن، فلابد له من دليل يجب الرجوع إليه، ولأن الله نص على أن أهل النار ماعذبوا بها حتى كذبوا الرسل في دار الدنيا، بعد إنذارهم من ذلك الكفر الواضح.
وأجابوا عن الوجه الثالث؛ وهو قيام الحجة عليهم بإنذار الرسل الذين أرسلوا قبله صلى الله عليه وسلم: بأنه قول باطل بلا شك؛ لكثرة الآيات القرآنية المصرحة ببطلانه، لأن مقتضاه أنهم أنذروا على ألسنة بعض الرسل، والقرآن ينفي هذا نفياً باتاً في آيات كثيرة، كقوله: [لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون]، وكقوله: [لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون]، وكقوله: [وما أتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير]، وكقوله: [لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون]، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما قول النووي: (من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة؛ فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره).
فإن قوله هذا فيه تناقض؛ لأن من بلغتهم الدعوة فليسوا بأهل فترة، وقد أشار إلى ما في كلام النووي من التناقض الأبي عند شرحه للحديث.
وأجابوا عن الوجه الرابع: بأن تلك الأحاديث الواردة في المسألة أخبار آحاد يقدم عليها القاطع وهي الآيات الواردة في المسألة.
وأجاب القائلون بالعذر بالفترة أيضاً عن الآيات التي استدل بها مخالفوهم كقوله: [وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليما]، إلى آخر ما تقدم من الآيات؛ بأن محل ذلك فيما إذا أرسلت إليهم الرسل فكذبوهم، بدليل قوله: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً].
وأجاب القائلون بتعذيب عبدة الأوثان من أهل الفترة عن قول مخالفيهم؛ إن القاطع الذي هو قوله تعالى: [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً]، يجب تقديمه على أخبار الآحاد الدالة على تعذيب بعض أهل الفترة، كحديثي مسلم في صحيحه المتقدمين، وأجابوا: بأن الآية عامة والحديثين كلاهما خاص في شخص معين، والمعروف في الأصول أنه لا يتعارض عام وخاص؛ لأن الخاص يقضي على العام، كما هو مذهب الجمهور، فما أخرجه دليل خاص خرج من العموم، وما لم يخرجه دليل خاص بقي داخلاً في العموم.
وأجاب المانعون: بأن هذا التخصيص يبطل حكمة العام؛ لأن الله جل وعلا تمدح بكمال الإنصاف، وأنه لا يعذب حتى يقطع حجة المعذب بإنذار الرسل في دار الدنيا، وأشار لأن ذلك الإنصاف الكامل والإعذار الذي هو قطع العذر علة لعدم التعذيب، فلو عذب إنساناً واحداً من غير إنذار لاختلت تلك الحكمة التي تمدح الله بها، ولثبتت لذلك الإنسان الحجة التي أرسل الله الرسل لقطعها، كما بينه بقوله: [رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل]، وقوله: [ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:55]ـ
المسلك الثالث: مسلك الجمع بين الآيات والاحاديث:
ويرى أصحاب هذا المسلك أن أهل الفترة معذورون بالفترة في الدنيا، كما هو صريح الآيات، إلا أن الله يمتحنهم يوم القيامة بنارٍ يأمرهم باقتحامها، فمن اقتحمها دخل الجنة، وهو الذي كان يصدق الرسل لو جاءته في الدنيا، ومن امتنع دخل النار وعذب فيها، وهو الذي كان يكذب الرسل لو جاءته في الدنيا؛ لأن الله يعلم ما كانوا عاملين لو جاءتهم الرسل.
وقد اختار هذا المسلك جمع من المحققين، كابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن حجر، ومحمد الأمين الشنقيطي.
وهو اختيار الشيخين الجليلين ابن باز، وابن عثيمين.
وظاهر تقرير السيوطي لهذه المسألة يوحي باختياره لهذا المسلك.
قال ابن حزم: (وأما المجانين، ومن مات في الفترة ولم تبلغه دعوة نبي، ومن أدركه الإسلام وقد هرم، أو أصم لا يسمع، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تبعث لهم يوم القيامة نار موقدة، ويؤمرون بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً ودخل الجنة ... ، ونحن نؤمن بهذا ونقر به، ولا علم لنا إلا ما علمنا الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم). أهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من لم تبلغه الدعوة في الدنيا امتحن في الآخرة .. ، ولا يعذب الله بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولاً، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه، كالصغير والمجنون والميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة، كما جاءت بذلك الآثار). أهـ
أدلة هذا المسلك:
للقائلين بهذا المسلك حجتان:
الأولى: ما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بامتحان أهل الفترة في الآخرة، وهي مروية عن ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه سلم:
الأول: عن الأسود بن سريع رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة يوم القيامة، (يعني يدلون على الله بحجة)، رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة؛ فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم إن ادخلوا النار. قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً".
الثاني: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلاً، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيراً، فيقول الممسوخ عقلاً: يا رب لو آتيتني عقلاً ما كان من آتيته عقلاً بأسعد بعقله مني. ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهده مني. ويقول الهالك صغيراً: لو آتيتني عمراً ما كان من آتيته عمراً بأسعد بعمره مني، فيقول الرب تبارك وتعالى: إني آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم، وعزتك. فيقول: اذهبوا فادخلوا النار. ولو دخلوها ما ضرتهم، قال: فتخرج عليهم قوابص يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شئ، فيرجعون سراعاً قال: يقولون: خرجنا يا رب وعزتك نريد دخلوها، فخرجت علينا قوابص ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من شئ. فيأمرهم الثانية، فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم، فيقول الله تبارك وتعالى: قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون، وعلى علمي خلقتكم، وإلى علمي تصيرون، فتأخذهم النار".
الثالث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى يوم القيامة: بالمولود، وبالمعتوه، وبمن مات في الفترة، والشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار: ابرز. فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلاً من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه. فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب، أين ندخلها ومنها كنا نفر؟ قال: ومن كتبت عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً، قال: فيقول تبارك وتعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة، وهؤلاء النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه سلم قال: "يحتج على الله يوم القيامة ثلاثة: الهالك في الفترة، والمغلوب على عقله، والصبي الصغير، فيقول المغلوب على عقله: لم تجعل لي عقلاً أنتفع به، ويقول الهالك في الفترة: لم يأتني رسول ولا نبي، ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك لك وقرأ: [لولا أرسلت إلينا رسولاً]، ويقول الصبي الصغير: كنت صغيراً لا أعقل. قال: فترفع لهم نار ويقال لهم: ردوها قال: فيردها من كان في علم الله أنه سعيد، ويتلكأ عنها من كان في علم الله أنه شقي، فيقول: إياي عصيتم، فكيف برسلي لو أتتكم"؟.
الخامس: عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيسألهم ربهم ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: ربنا لم ترسل إلينا رسولاً، ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أطع عبادك لك. فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم تطيعونني؟ فيقولون: نعم. فيؤمرون أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها، فينطلقون، حتى إذا رأوها فإذا لها تغيظ وزفير، فيرجعون إلى ربهم فيقولون: يا ربنا فرقنا منها. فيقول ربهم تبارك وتعالى: تزعمون أنكم إن أمرتكم بأمر أطعتموني، فيأخذ مواثيقهم فيقول: اعمدوا إليها فادخلوها. فينطلقون، حتى إذا رأوها فرقوا ورجعوا إلى ربهم، فقالوا: ربنا فرقنا منها. فيقول: ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعوني؟ اعمدوا إليها فادخلوها. فينطلقون، حتى إذا رأوها فزعوا ورجعوا، فقالوا: فرقنا يا رب، ولا نستطيع أن ندخلها. فيقول: ادخلوها داخرين. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً".
السادس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعة كلهم يدلي على الله يوم القيامة بحجة وعذر: رجل مات في الفترة، ورجل أدركه الإسلام هرماً، ورجل أصم أبكم، ورجل معتوه، فيبعث الله إليهم ملكاً رسولاً فيقول: اتبعوه، فيأتيهم الرسول فيؤجج لهم ناراً ثم يقول: اقتحموها، فمن اقتحمها كانت برداً وسلاماً، ومن لا حَقَّت عليه كلمة العذاب.
قال ابن القيم –بعد أن أورد هذه الأحاديث: (فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضاً، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونها هو مذهب السلف والسنة، نقله عنهم الأشعري – رحمه الله – في المقالات وغيرها). أهـ
الحجة الثانية: أن الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف، لأن إعمال الدليلين أولى من إلغاء احدهما، ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول، بالعذر والامتحان، فمن دخل النار فهو الذي لم يمتثل ما أمر به عند ذلك الامتحان، وتتفق بذلك جميع الأدلة.
الإيرادات والاعتراضات على هذه الأدلة:
أورد على هذه الأحاديث؛ أعني أحاديث الامتحان، بأنها ضعيفة، وبأنها مخالفة لكتاب الله عز وجل، ولقواعد الشريعة، لأن الآخرة ليست دار تكليف، وإنما هي دار جزاء، ودار التكليف هي دار الدنيا، فلو كانت الآخرة دار تكليف لكان ثم دار جزاء غيرها.
أورد هذا الاعتراض: ابن عبد البر، وابن عطية، وأبو عبدالله القرطبي، والآلوسي.
قال ابن عبد البر؛ وقد ذكر بعض هذه الأحاديث: (وهذه الأحاديث كلها ليست بالقوية، ولا تقوم بها حجة، وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب؛ لأن الآخرة دار جزاء، وليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفساًَ إلا وسعها، ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون مات كافراً أو غير كافر، فإن مات كافراً جاحداً فإن الله حرم الجنة على الكافرين، فكيف يمتحنون؟ وإن كان معذوراً بأنه لم يأته نذير ولا رسول فكيف يؤمر أن يقتحم النار وهي أشد العذاب؟). أهـ
وأجيب عن هذه الاعتراضات من وجوه:
الأول: أن أحاديث هذا الباب قد تضافرت وكثرت بحيث يشد بعضها بعضاً، وقد صحح الحفاظ بعضها، كما صحح البيهقي وعبد الحق وغيرهما حديث الأسود بن سريع. وحديث أبي هريرة إسناده صحيح متصل، ورواية معمر له، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، موقوفاً، لا تضره؛ فإنا إن سلكنا طريق الفقهاء والأصوليين في الأخذ بالزيادة من الثقة؛ فظاهر، وإن سلكنا طريق الترجيح، وهي طريقة المحدثين؛ فليس من رفعه بدون من وقفه في الحفظ والإتقان.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني: أن غاية ما يقدر فيه أنه موقوف على الصحابي، ومثل هذا لا يقدم عليه الصحابي بالرأي والاجتهاد، بل يجزم بأن ذلك توقيف لا عن رأي.
الوجه الثالث: أن هذه الأحاديث بشد بعضها بعضاً، فإنها قد تعددت طرقها، واختلفت مخارجها، فيبعد كل البعد أن تكون باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بها، وقد رواها أئمة الإسلام ودونوها ولم يطعنوا فيها.
الوجه الرابع: أنها هي الموافقة للقرآن وقواعد الشرع، فهي تفصيل لما أخبر به القرآن أنه لا يعذب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه، وهؤلاء لم تقم عليهم حجة الله في الدنيا، فلابد أن يقيم حجته عليهم، وأحق المواطن أن تقام فيه الحجة يوم يقوم الأشهاد، وتسمع الدعاوى، وتقام البينات، ويختصم الناس بين يدي الرب، وينطق كل أحد بحجته ومعذرته، فلا تنفع الظالمين معذرتهم وتنفع غيرهم.
الوجه الخامس: أن القول بموجبها هو قول أهل السنة والحديث، كما حكاه الأشعري عنهم في المقالات، وحكى اتفاقهم عليه.
الوجه السادس: وهو قول ابن عبد البر: (وأهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب). جوابه:
أنه وإن أنكرها بعضهم فقد قبلها الأكثرون، والذين قبلوها أكثر من الذين أنكروها، وأعلم بالسنة والحديث، وقد حكى فيه الأشعري اتفاق أهل السنة والحديث، وقد بينا أنه مقتضى قواعد الشرع.
الوجه السابع: أنه قد نص جماعة من الأئمة على وقوع الامتحان في الدار الآخرة، وقالوا لا ينقطع التكليف إلا بدخول دار القرار، ذكره البيهقي عن غير واحد من السلف.
الوجه الثامن: ما ثبت في الصحيحين، من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله عنهما، في الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً إليها، أن الله تعالى يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأله غير الذي يعطيه، وأنه يخالفه ويسأله غيره، فيقول الله له: "ما أغدرك"، وهذا الغدر منه لمخالفته العهد الذي عاهد ربه عليه، وهذه معصية منه.
الوجه التاسع: قد ثبت أن سبحانه يأمرهم في القيامة بالسجود، ويحول بين المخالفين وبينه، وهذا تكليف بما ليس في الوسع قطعاً، فكيف ينكر التكليف بدخول النار اختياراً؟
الوجه العاشر: أنه قد ثبت امتحانهم في القبور، وسؤالهم وتكليفهم الجواب، وهذا تكليف بعد الموت برد الجواب.
الوجه الحادي عشر: أن أمرهم بدخول النار ليس عقوبة لهم، وكيف يعاقبهم على غير ذنب؟ وإنما هو امتحان واختبار لهم، هل يطيعونه أو يعصونه؟ فلو أطاعوه ودخلوها لم تضرهم، وكانت عليهم برداً وسلاماً، فلما عصوه وامتنعوا من دخولها استوجبوا عقوبة مخالفة أمره، والملوك قد تمتحن من يُظهر طاعتهم، هل هو منطوٍ عليها بباطنه؟ فيأمرونه بأمر شاق عليه في الظاهر، هل يوطن نفسه عليه أم لا؟ فإن أقدم عليه ووطن نفسه على فعله أعفوه منه، وإن امتنع وعصى ألزموه به، أو عاقبوه بما هو أشد منه.
وقد أمر الله سبحانه الخليل بذبح ولده، ولم يكن مراده سوى توطين نفسه على الامتثال والتسليم، وتقديم محبة الله على محبة الولد، فلما فعل ذلك رفع عنه الأمر بالذبح.
وقد ثبت أن الدجال يأتي معه بمثال الجنة والنار، وهي نار في رأي العين، ولكنها لا تحرق، فمن دخلها لم تضره، فلو أن هؤلاء يوطنون أنفسهم على دخول النار التي أمروا بدخولها طاعة لله ومحبة له، وإيثاراً لمرضاته، وتقرباً إليه بتحمل ما يؤلمهم؛ لكان هذا الإقدام والقصد منهم لمرضاته ومحبته يقلب تلك النار برداً وسلاماً، كما قلب قصد الخليل التقرب إلى ربه وإيثار محبته ومرضاته وبذل نفسه وإيثاره إياه على نفسه تلك النار بأمر الله برداً وسلاماً، فليس أمره سبحانه إياهم بدخول النار عقوبة ولا تكليفاً بالممتنع، وإنما هو امتحان واختبار لهم هل يوطنون أنفسهم على طاعته أم ينطوون على معصيته ومخالفته، وقد علم سبحانه ما يقع منهم، ولكنه لا يجازيهم على مدرد علمه فيهم ما لم يحصل معلومه الذي يترتب عليهم به الحجة، فلا أحسن من هذا يفعله بهم، وهو محض العدل والحكمة.
الوجه الثاني عشر: أن هذا مطابق لتكليفه عباده في الدنيا؛ فإنه سبحانه لم يستفد بتكليفهم منفعة تعود إليه، ولا هو محتاج إليهم، وإنما امتحنهم وابتلاهم ليتبين من يؤثر رضاه ومحبته ويشكره، ممن يكفر به ويؤثر سخطه، قد علم منهم من يفعل هذا وهذا، ولكنه بالابتلاء ظهر ملعومه الذي يترتب عليه الثواب والعقاب، وتقوم عليهم به الحجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من الأوامر التي أمرهم بها في الدنيا نظير الأمر بدخول النار؛ فإن الأمر بإلقاء نفوسهم بين سويف أعدائهم ورماحهم، وتعريضهم لأسرهم لهم، وتعذيبهم واسترقاقهم، لعله أعظم من الأمر بدخول النار، وقد كلف الله بني إسرائيل قتل أنفسهم وأولادهم وأرواحهم وإخوانهم لما عبدوا العجل، لما لهم في ذلك من المصلحة، وهذا قريب من التكليف بدخول النار، وكلف على لسان رسوله المؤمنين إذا رأوا نار الدجال أن يقعوا فيها، لما لهم في ذلك من المصحلة، وليست في الحقيقة ناراً، وإن كانت في رأي العين ناراً، وكذلك النار التي أمروا بدخولها في الآخرة إنما هي برد وسلام على من دخلها، فلو لم يأت بذلك أثر لكان هذا هو مقتضى حكمته وعدله، وموجب أسمائه وصفاته.
الوجه الثالث عشر: قول ابن عبد البر: (وليس ذلك في وسع المخلوقين). جوابه من وجهين:
أحدهما: أنه في وسعهم، وإن كان يشق عليهم، وهؤلاء عباد النار يتهافتون فيها ويلقون أنفسهم فيها طاعة للشيطان، ولم يقولوا ليس في وسعنا، مع تألمهم بها غاية الألم، فعباد الرحمن إذا أمرهم أرحم الراحمين بطاعته باقتحامهم النار كيف لا يكون في وسعهم، وهو إنما يأمرهم بذلك لصلحتهم ومنفعتهم؟
الثاني: أنهم لو وطنوا أنفسهم على اتباع طاعته ومرضاته لكانت عين نعيمهم، ولم تضرهم شيئاً.
الوجه الرابع عشر: أن أمرهم باقتحام النار، المفضية بهم إلى النجاة منها، بمنزلة الكي الذي يحسم الداء، وبمنزلة تناول الداء الكريه الذي يعقب العافية، وليس من باب العقوبة في شئ، فإن الله سبحانه اقتضت حكمته وحمده، وغناه ورحمته، ألا يعذب من لا ذنب له، بل يتعالى ويتقدس عن ذلك، كما يتعالى عما يناقض صفات كماله، فالأمر باقتحام النار للخالص منها هو عين الحكمة والرحمة والمصلحة، حتى لو أنهم بادروا إليها طوعاً واختياراً ورضى، حيث علموا أن مرضاته في ذلك قبل أن يأمرهم به لكان ذلك عين صلاحهم، وسبب نجاتهم، فلم يفعلوا ذلك ولم يمتثلوا أمره، وقد تيقنوا وعلموا أن فيه رضاه وصلاحهم، بل هان عليهم أمره وعزت عليهم أنفسهم أن يبذلوا له منها هذا القدر الذي أمرهم به، رحمة وإحساناً، لا عقوبة.
الوجه الخامس عشر: أن أمرهم باقتحام النار كأمر المؤمنين بركوب الصراط، لذي هو أدق من الشعرة، وأحد من السيف، ولا ريب أن ركوبه من أشق الأمور وأصعبها، حتى إن الرسل لتشفق منه، وكل منهم يسأل الله السلامة، فركوب هذا الجسر الذي هو في غابة المشقة كاقتحام النار، وكلاهما طريق إلى النجاة.
الوجه السادس عشر: قول ابن عبد البر: (ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافراً أو غير كافر، فإن كان كافراً فإن الله حرم الجنة على الكافرين، وإن كان معذوراً بأنه لم يأته رسول فكيف يؤتمر باقتحام النار؟) جوابه من وجوه:
أحدها: أن يقال هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان؛ فإن الكفر هو جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة، والإيمان هو تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، وهذا أيضاً مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه، فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفاراً ولا مؤمنين، كان لهم في الآخرة حكماً آخر غير حكم الفريقين.
الوجه الثاني: سلمنا أنهم كفار، لكن انتفاء العذاب عنهم لانتفاء شرطه، وهو قيام الحجة عليهم، فإن الله تعالى لا يعذب إلا من قامت عليه حجته.
الوجه الثالث: قوله: وإن كان معذوراً فكيف يؤمر أن يقتحم النار، وهي أشد العذاب؟، فالذي قال هذا يوهم أن هذا الأمر عقوبة لهم، وهذا غلط، وإنما هو تكليف واختبار، فإن بادروا إلى الامتثال لم تضرهم النار شيئاً. انتهى كلام ابن القيم.
أجوبة أصحاب المسلك الأول والثالث – وهم القائلون بنجاة أهل الفترة، والقائلون بامتحانهم في الآخرة – عن الأحاديث الواردة في المسألة، والتي تفيد بظاهرها تعذيب أهل الفترة:
اختلف أصحاب هذين المسلكين في الجواب عن الأحاديث الواردة في المسألة، وخاصة الأحاديث الواردة في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، وسأذكر أولاً أجوبتهم عن الأحاديث بعامة، ثم أذكر مذاهب العلماء في مصير والدي النبي صلى الله عليه وسلم، يلي ذلك أجوبة أصحاب هذين المسلكين عن الأحاديث الواردة في تعذيب أبوي النبي صلى الله عليه وسلم:
أولاً: أجوبتهم عن أحاديث تعذيب أهل الفترة بعامة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما القائلون بامتحانهم في الآخرة فلا إشكال عندهم في تلك الأحاديث؛ لأنها محمولة على أن هؤلاء ممن لا يجيب يوم القيامة؛ فلا منافاة بينها وبين الآيات.
وأجاب بعضهم باحتمال أن يكون هؤلاء الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم من أهل النار، ومنهم أبوي النبي صلى الله عليه وسلم؛ بلغتهم دعوة نبي من الأنبياء، قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يؤمنوا بها، وإنما رضوا بدين قريش، من الشرك عبادة الأوثان، فخرجوا بفعلهم هذا أن يكونوا من أهل الفترة، واستحقوا العذاب في الآخرة، لقيام الحجة عليهم.
وأما القائلون بنجاتهم مطلقاً فذكروا ثلاث أجوبة:
الأول: أنها أخبار آحاد فلا تعارض القاطع، وهي نصوص القرآن الكريم.
الثاني: قصر التعذيب على هؤلاء، والله أعلم بالسبب.
الثالث: قصر التعذيب المذكور في هذه الأحاديث على من بدل وغير من أهل الفترة بما لا يعذر به من الضلال، كعبادة الأوثان، وتغيير الشرائع، وشرع الأحكام.
وقد ذكر محمد بن خليفة الأبي أن أهل الفترة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
الأول: من أدرك التوحيد ببصيرته، وهؤلاء على نوعين:
الأول: لم يدخل في شريعة؛ كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل.
الثاني: من دخل في شريعة حق قائمة، كتبع وقومه.
القسم الثاني: من بدل وغير وأشرك ولم يوحد، وشرع لنفسه فحلل وحرم، وهم الأكثر، كعمرو بن لحي، فإنه أول من سن للعرب عبادة الأصنام، وشرع الأحكام، فبحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي.
القسم الثالث: من لم يشرك ولم يوحد، ولا دخل في شريعة نبي، ولا ابتكر لنفسه شريعة، ولا اخترع ديناً، بل بقى عمره على حال غفلة عن هذا كله، وفي الجاهلية من هذا القسم كثير.
قال الأبي: (فإذا انقسم أهل الفترة إلى الثلاثة أقسام؛ فيحمل من صح تعذيبه على أهل القسم الثاني؛ بكفرهم بما يعذبون به من الخبائث، والله سبحانه قد سمى جميع هذا القسم كفاراًُ ومشركين، وأما القسم الأول، كزيد بن عمرو، وورقة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في كل منهما: "إنه يبعث أمة وحده"، فحكمهم حكم الدين الذي دخلوا فيه ما لم يلحق أحداً منهم الإسلام الناسخ لكل دين.
وأما القسم الثالث: فهم أهل الفترة حقيقة، وهم غير معذبين، لقطع القرآن بنجاتهم).
ثانياً: مذاهب العلماء في مصير والدي النبي صلى الله عليه وسلم:
اختلف العلماء في مصير والدي النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة مذاهب:
الأول: أنهما في النار.
وهذا مذهب أبي حنيفة، والبيهقي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ ابن كثير، والألباني، وغيرهم.
وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين: إبراهيم بن محمد الحلبي، في رسالة بعنوان: (رسالة في حق أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم)، والملا علي بن سلطان القاري في رسالة بعنوان: (أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام).
ومن أظهر ما استدل به أصحاب هذا المذهب: حديث أنس رضي الله عنه، والذي فيه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن أباه في النار، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، والذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الاستغفار لأمه، وكلاهما عند مسلم، وكذا إخباره صلى الله عليه وسلم بأن أمه في النار، وقد تقدمت جميعها في أول المسألة.
وادعى الإجماع على عدم نجاتهما الملا علي بن سلطان القاري فقال: (وأما الإجماع؛ فقد اتفق السف والخلف من الصحافة والتابعين، والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين –على ذلك، من غير إظهار خلاف لما هنالك، والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق). أهـ
ويرى هؤلاء أن إخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه بأنهما من أهل النار، لا ينافي الأحاديث الواردة بامتحان أهل الفترة، لأن أهل الفترة منهم من يجيب يوم القيامة، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب، فلا منافاة.
المذهب الثاني: التوقف فيهما، فلا يحكم لهما بجنة ولا نار.
قال تاج الدين الفاكهاني: (والله أعلم بحال أبويه).
وقال السخاوي بعد أن أورد حديث إحياء والدي النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي أراه الكف عن التعرض لهذا إثباتاً ونفياً).
وحكى هذا المذهب شمس الحق العظيم آبادي ومال إليه واستحسنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإليه نحا الدكتور يوسف القرضاوي؛ فإن أورد حديث "إن أبي وأباك في النار" وقال: (أتوقف في الحديث حتى يظهر لي شئ يشفي الصدر).
المذهب الثالث: أنهما في الجنة.
ولأصحاب هذا المذهب في سبب نجاتهما ثلاثة مسالك:
الأول: أنهما لم تبلغهما الدعوة، ولا عذاب على من لم تبلغه الدعوة:
أشار لهذا المسلك: السيوطي، والسندي، واختاره من المعاصرين: محمد الغزالي.
المسلك الثاني: أنهما كانا على التوحيد، ملة إبراهيم عليه السلام:
وهذا المسلك قال به الطاهر بن عاشور، ومحمد الجزيري.
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره لقوله تعالى: [وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين] قال: (ولعل ممن تحقق فيه رجاء إبراهيم عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كانوا يكتمون دينهم تقية من قومهم). أهـ
المسلك الثالث: إن الله تعالى أحياهما لنبيه صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، فآمنا به واتبعاه:
وهذا المسلك مال إليه طائفة من حفاظ المحديثن وغيرهم، منهم ابن شاهين، والخطيب البغدادي، والسهيلي، وأبوعبد الله القرطبي، والمحب الطبري، وناصر الدين بن المنير، والأبي، وابن حجر الهيثمي، والعجلوني، وغيرهم.
وانتصر له السيوطي فألف فيه عدة مؤلفات من أشهرها: كتابه (مسالك الحنفا في والدي المصطفى)، وقد أطال في تقرير نجاة الأبوين، وحشد العديد من الأدلة التي تؤيد ما ذهب إليه، حتى قال: (وإذا كان قد صح في أبي طالب أنه أهون أهل النار عذاباً؛ لقرابته منه صلى الله عليه وسلم وبره به، مع إدراكه الدعوة وامتناعه من الإجابة، وطول عمره، فما ظنك بأبويه، اللذين هما أشد منه قرباً، وآكد حباً، وأبسط عذراً، وأقصر عمراً، فمعاذ الله أن يظن بهما أنهما في طبقة الجحيم، وأن يشدد عليهما العذاب العظيم، هذا لا يفهمه من له أدنى ذوق سليم). أهـ
ومن أظهر ما استدل به أصحاب هذا المسلك: ما روى عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل إلى الحجون كئيباً حزيناً، فأقام به ما شاء ربه عز وجل، ثم رجع مسروراً، فقالت: يا رسول الله، نزلت إلى الحجون كئيباً حزيناً فأقمت به ما شاء الله، ثم رجعت مسروراُ، قال: "سألت ربي عزل وجل فأحيا لي أمي فآمنت به، ثم ردها".
وأورد السهلي في الروض الأنف بسند قال: إن فيه مجهولين، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه، فأحياهما له، فآمنا به، ثم أماتهما.
قال السهيلي بعد إيراده للحديث: (الله قادر على كل شيء، وليس تعجز رحمته وقدرته عن شيء، ونبيه صلى الله عليه وسلم أهل أن يختص بما شاء من فضله، وينعم عليه بما شاء من كرامته). أهـ
وقال العلامة ناصر الدين بن المنير المالكي في كتاب (المقتفى في شرف المصطفى): (قد وقع لنبينا صلى الله عليه وسلم إحياء الموتى، نظير ما وقع لعيسى ابن مريم .... ، وجاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما منع من الاستغفار للكفار دعا الله أن يحيي له أبويه فأحياهما له فآمنا به وصدقا وماتا مؤمنين). أهـ
وقال أبوعبد الله القرطبي: (فضائل النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل تتوالى وتتابع إلى حين مماته، فيكون هذا مما فضله الله به وأكرمه، وليس إحياؤهما وإيمانهما به يمتنع عقلاً ولا شرعاً، فقد ورد في القرآن إحياء قتيل بني إسرائيل، وإخباره بقاتله، وكان عيسى عليه السلام يحيي الموتى، وكذلك نبينا عليه الصلاة والسلام أحيا الله على يديه جماعة من الموتى ... ، وإذا ثبت هذا فما يمتنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة كرامة في فضيلته). أهـ
وقال ابن سيد الناس بعد أن ذكر قصة الإحياء، والأحاديث الواردة في التعذيب: (وذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الورايات ما حاصله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل راقيا في المقامات السنية، صاعداً في الدرجات العلية، إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه، وأزلفه بما خصه به لديه من الكرامة حين القدوم عليه، فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له صلى الله عليه وسلم بعد أن لم تكن، وأن يكون الإحياء والإيمان متأخراً عن تلك الأحاديث فلا تعارض). أهـ
وأجاب أصحاب هذا المسلك عن أحاديث تعذيب أبوي النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أجوبة:
الأول: أنها منسوخة بحديث إحياء والديه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبد الله القرطبي: (لا تعارض بين حديث الإحياء، وحديث النهي عن الاستغفار؛ فإن إحياءهما متأخر عن الاستغفار لهما، بدليل حديث عائشة أن ذل كان في حجة الوداع، ولذلك جعله ابن شاهين ناسخاُ لما ذكر من الأخبار). أهـ
الثاني: أن قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أبي وأباك في النار" المراد عمه أبوطالب؛ لأن اسم الأب يطلق على العم، وقد كان أبوطالب ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحق إطلاق اسم الأب من تلك الجهة.
ذكره السيوطي.
وذهب الجزيري إلى أن المراد عمه أبو لهب، حيث قال: (وحديث مسلم هذا يمكن تأويله، وهو أن المراد بأبي النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب؛ فإن الله تعالى قد أخبر أنه في النار قطعاً، والأب يطلق في اللغة على العم). أهـ
الثالث: أنها ضعيفة.
قال السيوطي: (فإن قلت: فما تصنع بالأحاديث الدالة على كفرهما وأنهما في النار، وهي: حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ليت شعري، ما فعل أبواي؟ فنزلت: [ولا تسأل عن أصحاب الجحيم]، وحديث أنه استغفر لأمه فضرب جبريل في صدره وقال: لا تستغفر لمن مات مشركاً، وحديث أنه نزل فيها: [ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين]، وحديث أنه قال لابني مليكة: "أمكما في النار". فشق عليهما، فدعاهما فقال: "إن أمي مع أمكما".
قلت: الجواب أن غالب ما يروى من ذلك ضعيف، ولم يصح في أم النبي صلى الله عليه وسلم سوى حديث أنه استأذن في الاستغفار لها فلم يؤذن له، ولم يصح أيضاً في أبيه إلا حديث مسلم خاصة، وسيأتي الجواب عنهما.
قال: وأما الأحاديث التي ذكرت؛ فحديث: "ليت شعري ما فعل أبواي؛ فنزلت الآية" لم يخرج في شئ من الكتب المعتمدة، وإنما ذكر في بعض التفاسير بسند منقطع لا يحتج به، ولا يعول عليه.
أما حديث أن جبريل ضرب في صدره وقال: لا تستغفر لمن مات مشركاً، فإن البزار أخرجه بسند فيه من لا يعرف. وأما نزول الآية في ذلك فضعيف أيضاً، والثابت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب.
وأما حديث: "أمي مع أمكما"، فأخرجه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح. وشأن المستدرك في تساهله في التصحيح معروف، وقد تقرر في علوم الحديث أنه لا يقبل تفرده بالتصحيح، ثم إن الذهبي في مختصر المستدرك لما أورد هذا الحديث ونقل قول الحاكم صحيح قال عقبة: قلت: لا والله، فعثمان بن عمير ضعفه الدار قطني. فبين الذهبي ضعف الحديث، وحلف عليه يميناً شرعياً).
قال السيوطي: (فإن قلت: بقيت عقدة واحدة، وهي ما رواه مسلم عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: "في النار. فلما قفى دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار"، وحديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يؤذن له، فاحلل هذه العقدة.
قلت: على الرأس والعين. والجواب:
أن هذه اللفظة وهي قوله: "إن أبي وأباك في النار"، لم يتفق على ذكرها الرواة، وإنما ذكرها حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، وهي الطريق التي رواه مسلم منها، وقد خالفه معمر، عن ثابت، فلم يذكر: "إن أبي وأباك في النار"، ولكن قال له: "إذا مررت قبر كافر فبشره بالنار". وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمر البتة، وهو أثبت من حيث الرواية؛ فإن معمراً أثبت من حماد، فإن حماداً تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير، ذكروا أن ربيبه دسها في كتبه، وكان حماد لا يحفظ، فحدث بها فوهم فيها، ومن ثم لم يخرج له البخاري شيئاً، ولا خرج له مسلم في الأصول إلا من روايته عن ثابت، قال الحاكم في (المدخل): ما خرج مسلم لحماد في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وقد خرج له في الشواهد عن طائفة).
قال السيوطي: (وأما معمر فلم يتكلم في حفظه، ولا استنكر شئ من حديثه، واتفق على التخريج له الشيخان، فكان لفظه أثبت، ثم وجدنا الحديث ورد من حديث سعد بن أبي وقاص، بمثل لفظ رواية معمر، عن ثابت، عن أنس؛ فأخرج البزار، والطبراني، والبيهقي، من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أبي؟ قال: "في النار". قال: فأين أبوك؟ قال: "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار". وهذا إسناد على شرط الشيخين، فتعين الاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه ابن ماجة، من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، وكان؛ فأين هو؟ قال: "في النار". قال: فكأنه وجد من ذلك فقال: يا رسول الله، فأين أبوك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حيث مررت بقبر مشرك فبشره بالنار". قال: فأسلم الأعرابي بعد وقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعباً، ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار").
قال السيوطي: (فهذه الزيادة أوضحت بلا شك أن هذا اللفظ العام هو الذي صدر منه صلى الله عليه وسلم، ورآه الأعرابي بعد إسلامه أمراً مقتضياً للامتثال، فلم يسعه إلا امتثاله، ولو كان الجواب باللفظ الأول لم يكن فيه أمر بشئ البتة، فعلم أن هذا اللفظ الأول من تصرف الراوي، رواه بالمعنى على حسب فهمه).
أجوبة القائلين بتعذيب أبوي النبي صلى الله عليه وسلم على أدلة القائلين بنجاتهما:
أولاً: أجوبتهم عن حديث الإحياء:
أجاب القائلون بتعذيب أبوي النبي صلى الله عليه وسلم عن حديث الإحياء بأنه حديث باطل وموضوع.
وممن قال ببطلانه: الدار قطني، والحافظ ابن دحية الكلبي، وابن الجوزي، وابن عساكر، والذهبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن سيد الناس، والحافظ بن كثير، والحافظ ابن حجر، والجوزقاني، ومحمد شمس الحق العظيم آبادي، والألباني، وغيرهم.
قال ابن الجوزي بعد روايته للحديث: (هذا حديث موضوع بلا شك، والذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم، إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافراً لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة، لا بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع، ويكفي في رد هذا الحديث وقوله تعالى: [فيمت وهو كافر]، وقوله في الصحيح: "استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي"). أهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل: هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله تبارك وتعالى أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه ثم ماتا بعد ذلك؟ فأجاب:
(لم يصح ذلك عن أحد من أهل الحديث؛ بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق، وإن كان قدر روى في ذلك أبوبكر – يعني الخطيب – في كتابه (السابق واللاحق) وذكره أبو القاسم السهيلي في (شرح السيرة) بإسناد فيه مجاهيل، وذكره أبو عبد الله القرطبي في (التذكرة)، وأمثال هذه المواضع لا نزاع بين أهل المعرفة وأنه من أظهر الموضوعات كذباً كما نص عليه أهل العلم، وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث؛ لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد، ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة، ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا يرون الضعيف مع الصحيح، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين، فإن مثل هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، فإنه من أعظم الأمور خرقاً للعادة من وجهين: من جهة إحياء الموتى، ومن جهة الإيمان بعد الموت. فكان نقل مثل هذا أولى من نقل غيره، فلما لم يروه أحد من الثقات علم أنه كذب). أهـ
وقال الألباني: (كثيراً ما تجمح المحبة ببعض الناس، فيتخطى الحجة ويحاربها، ومن وفق علم أن ذلك مناف للمحبة الشرعية، وممن جمحت به المحبة السيوطي – عفا الله عنه – فإنه مال إلى تصحيح حديث الإحياء الباطل عند كبار العلماء، وحاول في كتابه (اللاليء) التوفيق بينه وبين حديث الاستئذان وما في معناه بأنه منسوخ، وهو يعلم من علم الأصول أن النسخ لا يقع في الأخبار وإنما في الأحكام! وذلك أنه لا يعقل أن يخبر الصادق المصدوق عن شخص أنه في النار ثم ينسخ ذلك بقوله: إنه في الجنة! كما هو ظاهر معروف لدى العلماء). أهـ
ثانياً: أجوبتهم عن دعوى ضعف حديث مسلم: "إن أبي وأباك في النار":
ما ادعاه السيوطي من ضعف حديث: "إن أبي وأباك في النار"، وتفرد حماد بن سلمة بلفظه؛ أجاب عنه بعض المتأخرين كالألباني وتلميذه أبي إسحاق الحويني، وقد أطال الأخير في الرد على السيوطي، وسأنقل مناقشته كاملة نظراً لأهميتها وتناولها لجميع ما أورده السيوطي:
قال أبو اسحاق الحويني: الجواب عما ادعاه السيوطي من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن السيوطي ضعَّف حديث مسلمٍ، وبنى تضعيفه على مقدمةٍ، وهي: أن معمر بن راشد خالف حماد بن سلمة في لفظه، ومعمر بن راشد أوثق من حماد بن سلمة، وهذه المقارنةُ حيدةٌ مكشوفة، فإن الأمر لا يخفى على أحدٍ من المشتغلين بالحديث، ومنهم السيوطي نفسه، فإن أهل العلم بالحديث قالوا: أثبت الناس في ثابت البناني هو حمادُ بن سلمة، ومهما خالفه من أحدٍ فالقولُ قولُ حمادٍ.
قال أبو حاتم الرازي: (حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابتٍ وفي علي بن زيد). وقال أحمد بن حنبل: (حماد بن سلمة أثبت في ثابتٍ من معمر). وقال يحيى بن معينٍ: (من خالف حماد بن سلمة فالقول قول حمادٍ. قيل: فسليمانُ بن المغيرة عن ثابت؟ قال: سليمانُ ثبتٌ، وحماد أعلم الناس بثابت). وقال ابنُ معينٍ مرة: (أثبت الناس في ثابت: حماد بن سلمة). وقال العقيلي في (الضعفاء): (أصح الناس حديثًا عن ثابت: حماد بن سلمة).
قال الحويني: وقد أكثر مسلمٌ من التخريج لحماد بن سلمة عن ثابت في الأصول، أما معمر بن راشد فإنه وإن كان ثقةً في نفسه إلاَّ أن أهل العلم بالحديث كانوا يضعفون روايته عن ثابت البناني، ولم يخرج له مسلمٌ شيئًا في (صحيحه) عن ثابت إلا حديثًا واحدًا في المتابعات، ومقرونًا بعاصم الأحول، وهذا يدلك على مدى ضعف رواية معمر عن ثابت. ولذلك قال ابنُ معين: (معمر عن ثابت: ضعيفٌ). وقال مرَّةً: (وحديث معمر عن ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطربٌ كثيرُ الأوهام). وقال العقلي: (أنكرُ الناس حديثًا عن ثابت: معمر بن راشد).
قال الحويني: وبعد هذا البيان فما هي قيمة المفاضلة التي عقدها السيوطي بين الرجلين، فالصوابُ: رواية حماد بن سلمة، ورواية معمر بن راشد منكرة.
الثاني: قولُ السيوطي: (إن ربيب حماد بن سلمة دسَّ في كتبه أحاديث مناكير وانطلى أمرها على حمادٍ لسوء حفظه). وهذه تهمة فاجرةٌ، كما قال الشيخ المعلمي رحمه اللَّه، ومستند كل من تكلَّم بهذه التهمة ما ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) من طريق الدولابي قال: (حدثنا محمد بن شجاع بن الثلجي، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث - يعني أحاديث الصفات - حتى خرج مرة إلى عبادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطانًا خرج إليه من البحر فألقاها إليه. قال ابن الثلجي: فسمعتُ عباد بن صهيب يقول: إن حمادًا كان لا يحفظ، وكانوا يقولون: إنها دُسَّت في كتبه. وقد قيل: إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه، وعلَّق الذهبي على هذه الحكاية بقوله: ابن الثلجي ليس بمصدق على حمادٍ وأمثاله، وقد اتُهم. نسأل اللَّه السلامة). أهـ.
قال الحويني: وابن الثلجي هذا كان جهميًا عدوًا للسنة، وقد اتهمه ابنُ عدي بوضع الأحاديث وينسبها لأهل الحديث يثلبهم بذلك، فالحكاية كلُّها كذب، فكيف يُثلب حماد بن سلمة بمثل هذا.
الوجه الثالث: قولُهُ: (ولم يخرج له البخاري شيئًا). وقد تقرر عند أهل العلم أن ترك البخاري التخريج لراوٍ لا يعني أنه ضعيفٌ، وقد عاب ابنُ حبان على البخاري أنه ترك حماد بن سلمة وخرَّج لمن هو أدنى منه حفظًا وفضلاً، فقال: (ولم ينصف من جانب حديث حماد بن سلمة، واحتج بأبي بكر بن عياش، وبابن أخى الزهري، وبعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، فإن كان تركُه إياه لما كان يخطئُ، فغيرُهُ من أقرانه مثل الثوري وشعبة وذويهما كانوا يخطئون، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه، فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودًا، وأنَّى يبلغُ أبو بكر حماد بن سلمة في إتقانه، أم في جمعه؟ أم في عمله؟ أم في ضبطه). أهـ.
الوجه الرابع: في ذكر الشاهد الذي احتج به السيوطي لتقوية لفظ معمر بن راشد، فهذا الحديث أخرجه البزار، وابن السني، والطبراني، والبيهقي، وأبو نعيم، والضياء المقدسي، من طريق زيد بن أخزم، ثنا يزيد بن هارون، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن أعرابيًّا قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أين أبي؟ قال: "في النار". قال: فأين أبوك؟ قال: "حيثما مررت بقبر كافرٍ فبشره بالنار".
قال السيوطي: (وهذا إسنادٌ على شرط الشيخين).
قال الحويني: وليس كما قال لما يأتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابنُ كثير هذا الحديث في (البداية والنهاية)، وقال: (غريبٌ). وقد خولف زيد بن أخزم في إسناده؛ فخالفه محمد بن إسماعيل بن البختري الواسطيُّ، فرواه عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن سالم، عن أبيه. فذكره.
قال الحويني: ولا شك في تقديم رواية زيد بن أخزم لأمرين:
الأول: أنه أثبت من محمد بن إسماعيل بن البختري.
الثاني: أنه توبع عليه، كما في رواية البزار، والذي تابعه هو محمد بن عثمان بن مخلد، وقد سُئل عنه أبو حاتم فقال: (شيخ)، وقال ابنُ أبي حاتم: (صدوق)، ووثقه ابنُ حبان، وقد ذكر البزار أن يزيد بن هارون تفرّد به، وليس كما قال، فقد تابعه محمد بن أبي نعيم الواسطي، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه. أخرجه الطبراني في (الكبير) قال: حدثنا عليُّ بن عبد العزيز، نا محمد بن أبي نعيم. وهذه متابعةٌ جيدة، وابن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وابن حبان، وكذا صدَّقه أحمد بن سنان القطان. وكذبه ابنُ معينٍ وأبعد في ذلك. وقد أعلَّ أبو حاتم هذا الحديث بقوله: (كذا رواه يزيد وابن أبي نعيم، ولا أعلمُ أحدًا يجاوز به الزهري غيرهما، إنما يروونه عن الزهري، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... ، والمرسل أشبه). ذكره ولده في (العلل).
قال الحويني: وقولُ أبي حاتم متعقَّبٌ أيضًا بأنه قد رواه اثنان آخران متصلاً وهما: الوليد بن عطاء بن الأغر، عن إبراهيم بن سعد، به. ذكره الدارقطنيُّ في (العلل). والوليد صدوق.
والثاني: الفضل بن دكين، عن إبراهيم بن سعد. أخرجه البيهقيُّ في (الدلائل)، وسنده صحيحٌ. وقد رجح الضياء المقدسي الرواية المتصلة، بينما رجح أبو حاتم الرواية المرسلة، وقول أبي حاتم هو الصواب، وهذه الرواية المرسلة أخرجها عبد الرزاق في (المصنف) عن معمر بن راشد، عن الزهري قال: جاء أعرابي ... ، وساق الحديث. فهكذا اختلف إبراهيمُ بن سعد ومعمر بن راشد، ولا شك عندنا في تقديم رواية معمر المرسلة؛ لأن معمرًا ثبتًا في الزهري، وأما إبراهيم بن سعد فقال قال صالح بن محمد الحافظ: (سماعه من الزهري ليس بذاك؛ لأنه كان صغيرًا حين سمع من الزهري). وقال ابن معين؛ وسئل: إبراهيم بن سعد أحب إليك في الزهري أو ليث بن سعد؟ قال: (كلاهما ثقتان). فإذا تدبرت قول يعقوب بن شيبة في الليث: (ثقة وهو دونهم في الزهري - يعني: دون مالك ومعمر وابن عيينة - وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب)، علمت أن قول ابن معين لا يفيد أنه ثبت في الزهري مثل معمر.
قال الحويني: فالذي يتحرر من هذا البحث أن الرواية المرسلة هي المحفوظة، وهي التي رجحها أبو حاتم الرازي والدارقطني، فلا معنى للقول أنه على شرط الشيخين بعد ثبوت هذه المخالفة.
قال الحويني: وأما حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، في (صحيح مسلم)، والذي فيه: أن اللَّه نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لأمه، فلم يتعرض له السيوطي إلا بجوابٍ مجملٍ، وهذا الحديث صريح في عدم إيمانها؛ لأن اللَّه عز وجل قال: [مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ]، وقد نزلت هذه الآية في أبي طالبٍ.
وبهذا الجواب - على اختصاره – يتبين أن الحديثين صحيحان لا مطعن فيهما، والحمد للَّه رب العالمين. أهـ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:56]ـ
المبحث الخامس
الترجيح
الذي يظهر صوابه – والله تعالى أعلم – هو مسلك الجمع بين الآيات والأحاديث، فيحكم لأهل الفترة في الدنيا بالعذر عند الله تعالى يوم القيامة، إلا أنه من باب العدل فإن الله يمتحنهم في دار الجزاء بنار يأمرهم باقتحامها؛ فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى عذب فيها، وهذا الامتحان هو لقيام الحجة عليهم، وليظهر معلوم الله فيهم، وهم في ذاك الامتحان على فريقين: منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، وما ورد من أحاديث في تعذيب أهل الفترة محمول على الذين لا يجيبون، وهذا المسلك هو الذي تجتمع به الأدلة، ويزول به التعارض بين الآيات والأحاديث، إن شاء الله تعالى.
يدل على هذا الاختيار:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) أن إعمال الأدلة جميعا أولى من إعمال بعضها وترك الآخر، وعند النظر في المسالك الواردة في المسألة نجد أن هذا المسلك هو الذي تنطبق عليه القاعدة، دون بقية المسالك؛ إذ المسلك الأول فيه إعمال للآيات دون الأحاديث، والثالث فيه إعمال لبعض الأحاديث دون الآيات.
2) أن القول بنجاتهم أو تعذيبهم مطلقا فيه إهدار للأحاديث الواردة بامتحانهم يوم القيامة، وقد تقدم أن هذه الأحاديث - اعني أحاديث الامتحان- قد رويت عن ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي بمجموعها تدل على أن للحديث أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3) أن سنة الله في خلقة قد مضت بأنه لا يعذب أحدا حتى تقوم عليه الحجة، والقول بتعذيبهم مطلقا مخالف لهذه السنة.
4) أن الآيات الواردة في أهل الفترة ليس فيها ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون مطلقا، بل غاية ما فيها الإخبار بأن هؤلاء لم ينذروا ولم يبعث فيهم رسول، وبقي مصيرهم في الآخرة مجهولا حتى بينت السنة النبوية وأخبرت بأنهم يمتحنون يوم القيامة.
5) أن الأحاديث الواردة في تعذيب أهل الفترة إنما وردت بخصوص أشخاص بأعيانهم، ولم يأتي فيها ما يفيد تعذيب أهل الفترة مطلقا، على حين جاءت الآيات الواردة بعذرهم بصيغة العموم والإطلاق، ولم تنص على نجاة شخص بعينه، فتبقى الآيات على عمومها ويخص منها أولئك الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بتعذيبهم، لسبب ما أوجب عذابهم، وأما الباقون من أهل الفترة فيبقى مصيرهم مجهولا حتى يظهر معلوم الله فيهم عندما يمتحنون يوم القيامة.
وأما أحاديث تعذيب أبويه صلى الله عليه وسلم فالحق أنه لم يثبت في تعذيبهما حديث سالم من المعارضة، إن في الدلالة، وإن في الثبوت؛ فيجب التوقف فيهما، وعدم القطع لهما بجنة أو نار.
أما حديث أبيه صلى الله عليه وسلم فقد علمت ما فيه من اختلاف الرواة في لفظه، وهذا الاختلاف موجب للتوقف فيه وعدم القطع بمضمونه.
وأما أحاديث أمه صلى الله عليه وسلم فلم يأت منها حديث صحيح صريح بأنها من أهل النار، والثابت هو النهي عن الاستغفار لها، وهذا النهي لا يلزم منه أن تكون من أهل النار.
فإن قلت: فما معنى نهي الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لها؟
فجوابه: أن الله تعالى لم يأذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه لأنها ماتت في الفترة، ومصير أهل الفترة مجهول، فلا يدرى ما يصيرون إليه، وقد شاء سبحانه أن يكون مصير أمه صلى الله عليه وسلم مخفيا عنه لحكم يريدها سبحانه، وقد يكون من هذه الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو أذن له بالاستغفار لأمه لفهم منه جواز الاستغفار لأهل الفترة عموما، ومعلوم أن من أهل الفترة من قضى الله تعالى بأنهم لا يجيبون، ولا يجوز الاستغفار لمن قضى الله تعالى بأنهم لا يجيبون، لأن حكم هؤلاء هو حكم أهل الكفر والشرك، والذين منع الله من الاستغفار لهم.
كما أن الاستغفار فرع تصوير الذنب، وذلك في أوان التكليف، ولا يعقل ذلك فيمن لم تبلغه الدعوة، فلا حاجة إلى الاستغفار لهم، فيمكن انه ما شرع الاستغفار إلا لأهل الدعوة، لا لغيرهم، وان كانوا ناجين.
ويمكن أن يقال: أن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في الدنيا فلا يدعى لهم ولا يستغفر لهم، لأنهم يعملون أعمال الكفرة فيعاملون معاملتهم، وأمرهم إلى الله في الآخرة.
فإن قلت: فما معنى بكاءه صلى الله عليه وسلم عند قبرها؟
فجوابه: أن بكاءه صلى الله عليه وسلم عند قبرها لا يلزم منه كونها تعذب، أو أنها ماتت على الكفر؛ والظاهر أن بكاءه إنما هو لعدم علمه صلى الله عليه وسلم بمصيرها، ولشفقته عليها، لا لأنها تعذب.
فإن قلت: هذا التعليل يعارضه ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن ربه في الاستغفار لامه نزل قوله تعالى: [ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم]، وهذا الحديث يفيد بأن العلة من النهي عن الاستغفار كونها ماتت على الشرك.
والجواب: أن هذا السبب المذكور في نزول الآية لا يصح، والثابت أن هذه الآية نزلت في أبي طالب، وقد تقدم.
فإن قلت: فما جوابك عن الإجماع الذي حكاه القرافي في تعذيب أهل الفترة عموما، وما حكاه الملا علي القاري من تعذيب الأبوين خصوصا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن دعوى الإجماع على تعذيب أهل الفترة عموما معارض بما ورد في القرآن الكريم من عذرهم بالفترة، وهي نصوص قطعية لا تحتمل التأويل، ومعارض بما جاء في السنة النبوية من أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ودعوى الإجماع لابد وأن يكون لها مستند من كتاب أو سنة، وأن لا تخالف شيئا من النصوص، وغالبا ما يحكى الإجماع ولا تجد له أصلا، أو يكون أصله مختلف في حجيته، وتحقق ثبوت الإجماع عزيز قل أن يثبت.
وأما دعوى الملا علي بن سلطان القاري- الإجماع على أن الأبوين ماتا على الكفر- فهي دعوى عارية عن الصحة، فكيف يحكى الإجماع في زمن متأخر جدا، فوفاته كانت سنة (1014هـ)، ولا اعلم أحدا ادعى الإجماع قبله، على أن دعوى الإجماع تحتاج إلى تحقيق كما قلت سابقا، فليس كل ما يحكى في الإجماع يجب التسليم له.
والمتأمل في كتابات الملا علي القاري حول حكم الأبوين يجد عنده تناقضا وترددا في مصيرهما، فهو في كتابه (أدلة معتقد أبي حنيفة) يذكر لنا أنهما ماتا على الكفر، ومصيرهما إلى النار، على حين نراه في كتابه (شرح الشفا) للقاضي عياض؛ يقول: (وأما إسلام أبويه ففيه أقوال: والأصح إسلامهما، على ما اتفق عليه الأجلة من الأئمة، كما بينه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة). أهـ.
وقال في الكتاب نفسه: (وأما ما ذكروه من إحيائه عليه الصلاة والسلام أبويه فالأصح أنه وقع، على ما عليه الجمهور الثقات، كما قال السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة). أهـ.
وفي كتابه (مرقاة المفاتيح) يذكر لنا أن مذهب الجمهور على أن والديه صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر.
وهذا التناقض من القاري يوجب التوقف في دعواه الإجماع، إذ لو كان ثمة إجماع لما تردد في مصيرهما.
وعلى التسليم بثبوت الإجماع فهو محمول على أن حكمهما في الدنيا حكم من مات على الشرك، من عدم جواز الاستغفار لهما ونحو ذلك، ولا يجوز حمله على القطع بأنهما من أهل النار، لما علمت من أن هذا القطع لم يثبت به دليل صحيح صريح حتى يصار إليه.
فإن قلت: فهذا ورقة بن نوفل مات في الفترة وقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان أهل الفترة يجب التوقف فيهم لما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم؟
والجواب: أن أهل الفترة كما ذكر محمد بن خليفة الأبي على أقسام: قسم عندهم بقية إنذار من الأمم السابقة، كمن سافر أو سمع شيئا عن الأديان السابقة، وهؤلاء قد بلغتهم الدعوة وقامت عليهم الحجة، وليسوا بأهل فترة؛ لأن أهل الفترة هم الغافلون، كما سيأتي.
وأصحاب هذا القسم منهم من التزم بالدين الذي سمع به فتحققت له النجاة، كورقة بن نوفل، ومنهم من رفض أو غير وبدل فاستحق الهلاك؛ كابن جدعان، وعمرو بن لحي.
وأما القسم الثاني من أهل الفترة: فهم الغافلون، الذين لم يسمعوا بشيء من تلك الأديان، ولم يبعث فيهم رسول ينذرهم ويحذرهم، وهؤلاء معذورون بجهلهم وغفلتهم، وقد نص تعالى على عذرهم بسبب غفلتهم حيث قال: [لتنذر قوما ما انذر آباءهم فهم غافلون]، وأبان في آية أخرى أن الغفلة موجبة لرفع العذاب في الدنيا فقال: [ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون]، فإذا كان تعالى لا يهلكهم في الدنيا إلا بعد الإنذار والإعذار، فمن باب أولى أن لا يعذبهم في الآخرة إلا بعد إنذارهم، والله تعالى أعلم.
ـ[قطرة]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم، لكن لدي سؤال هل هذا البحث مطبوع في كتاب، وأرجو أن تدلوني على كتب أخرى تخدم هذا الموضوع.(/)
فائدة في التفسير
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 06:06]ـ
قال بعض العلماء على آية: http://shrajhi.com/images/B2.gif قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=33)http://shrajhi.com/images/B1.gif .
الآية عطف بعضها على بعض، وإن كان المعطوف داخلا في المعطوف عليه، فبعضها داخل في بعض، إذ الإثم والبغي والشرك داخل في الفواحش وعمومها؛ لأن مظالم العباد بعضهم مع بعض والاعتداء عليهم يكون في ستة أشياء في البدن وفي النسب وفي الدين وفي العرض وفي العقل وفي المال، فالاعتداء على الإنسان يكون:
- في البدن.
- وفي النسب.
- وفي الدين.
- وفي العرض.
- وفي العقل.
ففي قوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=33)http://shrajhi.com/images/B1.gif المراد بذلك: الزنا ظاهرًا وباطنًا، وهذا اعتداء على الأنساب، وقوله: "الإثم" المراد بها: الخمر وهي اعتداء على العقول، وقوله: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=33)http://shrajhi.com/images/B1.gif المراد بها: الاعتداء على الأبدان وعلى الأعراض وعلى الأموال، وقوله: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=33)http://shrajhi.com/images/B1.gif المراد بها: الاعتداء على الدين، وعليه فانتظمت الآية بذلك مظالم العباد الستة.
http://shrajhi.com/images/bollet.gif قال تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=34)http://shrajhi.com/images/B1.gif فالأمة لها أربعة إطلاقات في القرآن.
1 - تطلق على الجماعة الكثيرين المجتمعين على ملة ودين وشريعة وطريقة، وهذا أشهر إطلاقاتها كهذه الآية: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7&nAya=34)http://shrajhi.com/images/B1.gif وكقوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=35&nAya=24)http://shrajhi.com/images/B1.gif وكقوله: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=16&nAya=36)http://shrajhi.com/images/B1.gif وكقوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2&nAya=143)http://shrajhi.com/images/B1.gif .
2- تطلق على الدين والملة والطريقة والشريعة، كقوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=43&nAya=22)http://shrajhi.com/images/B1.gif وقوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=21&nAya=92)http://shrajhi.com/images/B1.gif.
3- تطلق على البرهة من الزمان والقطعة من الوقت، كقوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=11&nAya=8)http://shrajhi.com/images/B1.gif وقوله: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=12&nAya=45)http://shrajhi.com/images/B1.gif .
4- تطلق على الإمام الذي يقتدى به في الخير، كقوله -تعالى- عن إبراهيم عليه السلام: http://shrajhi.com/images/B2.gif إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=16&nAya=120)http://shrajhi.com/images/B1.gif لأنه إمام يقتدى به في الخير والدين، كما قال تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2&nAya=124)http://shrajhi.com/images/B1.gif الشنقيطي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 09:49]ـ
1 - "الفواحش" --- اعتداء على النسب.
2 - "الإثم" --- اعتداء على العقل.
3 - "البغي بغير الحق" --- اعتداء على البدن والمال والعرض.
4 - "أن تشركوا" --- اعتداء على الدين.
فائدة جميلة، جزاك الله خيرًا.
وأيضًا في هذه الآية صفتان كاشفتان:
1 - في قوله "والبغي بغير الحق" فالقيد أو الصفة هنا (بغير الحق) ليست مقيِّدة فهناك بغي بحق وبغي بغير حق، بل هي كاشفة، لتبين أن كل بغي فهو بعير حق.
2 - في قوله "وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا" فكل من أشرك بالله، فليس له سلطان بشركه.
مستفادة من شرح الواسطية لابن عثيمين - رحمه الله -.(/)
حكم تشغيل القران في اماكن العمل
ـ[علي الزيود]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 09:36]ـ
ما حكم تشغيل القران في اماكن العمل او في المنزل مع الانشغال عنه بأمور اخرى؟ للبحث
وجزاكم الله خيرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:16]ـ
قال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}
اذا شغلت القرآن فقد الزمت نفسك و من معك بالإستماع له، فلا يصح ان تنشغل عنه بإمور اخرى
قال د. خالد المصلح:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول:
تلاوة القرآن سواء أكانت مباشرة أم عن طريق التسجيل في الأماكن التي يكثر فيها اللغط، ولا يستمع فيها للتلاوة، عَدَّّهُ جماعة من أهل العلم من امتهان القرآن، قال حنبل ـ وهو من تلاميذ الإمام أحمد ـ: (كثير من أقوال وأفعال يخرج مخرج الطاعات عند العامة، وهي مآثم عند العلماء، مثل القراءة في الأسواق، يصيح فيها أهل الأسواق بالنداء والبيع، ولا أهل الأسواق لا يمكنهم الاستماع، وذلك امتهان) ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك مكروه. فالذي ينبغي ترك مثل هذا؛ لما يترتب عليه من امتهان للقرآن، وإلحاق الحرج بالناس، حيث لا يمكنهم الاستماع في مثل هذه الحال، وإن استمعوا انقطعوا عن عملهم، والله أعلم.
أخوكم/ د. خالد المصلح
28/ 1/1429هـ
ـ[علي الزيود]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:41]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: أقضي بعض الأوقات الساعات الطوال في المطبخ، وذلك لإعداد الطعام لزوجي، وحرصًا مني على الاستفادة من وقتي؛ فإنني أستمع إلى القرآن الكريم، سواء كان من الإذاعة، أو من المسجل؛ فهل عملي هذا صحيح أم أنه لا ينبغي لي فعل ذلك؛ لأن الله تعالى يقول: (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)؟
فأجاب: "لا بأس باستماع القرآن الكريم من المذياع أو من المسجل والإنسان يشتغل، ولا يتعارض هذا مع قوله: (فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ)؛ لأن الإنصات مطلوب حسب الإمكان، والذي يشتغل ينصت للقرآن حسب استطاعته " انتهى من "المنتقى من فتاوى الفوزان" (ج3 سؤال رقم 437).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بعض الناس يسمع القرآن قبل النوم، أو مثلاً وقت مذاكرة أو انشغال بالأشغال فهل هذا من الآداب وما حكمه؟
فأجاب: "هذا ليس من الآداب، ليس من الآداب أن يتلى كتاب الله ولو بواسطة الشريط وأنت متغافل عنه، لقول الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) الأعراف/20، فلذلك نقول: إن كنت متفرغاً لاستماعه فاستمع، وإن كنت مشغولاً فلا تفتحه ... بعض الناس يقول لي: لا ينام إلا على سماع القرآن، إذا كان كذلك فلا بأس، إذا كان مضطجعاً ينتظر النوم ما عنده شغل، فيستمع هذا لا بأس به، ومن استعان بسماع كلام الله، على ما يريد من الأمور المباحة، لا بأس ليس هناك مانع " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (146/ 14).
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:48]ـ
الحذر فقط في اماكن العمل و الأماكن التي فيها غيرك فلا تلزم الناس بالقرآن , ربما هم منشغلون عنه فتوقعهم في الإثم و الله اعلم
ـ[علي الزيود]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 03:14]ـ
هل هذا يعني اني لو كنت وحدي وليس عندي احد, يجوز لي تشغيل التسجيل ولو شغلت عنه؟
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 04:29]ـ
الاخ علي نعم
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 08:11]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
سمعت من الشيخ عطية صقر الشيخ الازهري المعروف رحمه الله ان سماع القران الواجب هو فى الصلاة فقط وان غيره مستحب وكان ذلك اجابة لمثل هذا السؤال عن امراة تشغل المذياع فى المطبخ فالله اعلم
والسؤال الذي يلح على الان هو هل يجوز تشغيل المذياع او المسجل بالقران طوال الليل بجوار النائم بدون سماع منه؟
ـ[أبوندى شاذلى محمد الصعيدى]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 03:16]ـ
والسؤال الذي يلح على الان هو هل يجوز تشغيل المذياع او المسجل بالقران طوال الليل بجوار النائم بدون سماع منه؟
للرفع
ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 09:32]ـ
فما بالكم بما يحدث في الاسواق اليوم بائع اشرطة و اقراص القران بجانب بائع اقراص الغناء والمجون و كلاهما يشغل منتوجه لتسويقه و كلما رفع احدهما صوت الشريط بادر الثاني برفع الصوت هو الاخر فاختلط كلام الله بكلام الفساق و لا حول و لا قوة الا بالله.
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 12:46]ـ
الاخوة الاعزاء بارك الله فيكم من كان عنده كلام للسادة العلماء فى مسألة تشغيل القرآن والانسان نائم فاليخبرنا به بارك الله فيكم(/)
كيف نجمع بين هذه الآيات؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في القرآن الكريم آيات كثيرة تبدأ ب:" فمن أظلم"و منها:
1 - في البقرة: " فمن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها"
2 - في الأنعام: "ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً"
3 - في الكهف: "ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها"، إلى غير ذلك من الآيات.
فكيف الجمع بينهن، إذ يسبق إلى الذهن من ظواهرها التناقض فيها؟
ذلك لأن هذا الاستفهام معناه النفي، ولما كان نفياً أصبح خبراً. فكأن قائلاً قال: "لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً، ولا أحد أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها"
الجواب الأول: خُص كل واحد بمعنى صلته، فكأنه قال: " لا أحد من المانعين أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الله كذباً ولا أحد من المذكَرين أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها."
الجواب الثاني: التخصيص يكون بالنسبة إلى السبق لما لم يَسبق أحد إلى مثله، أي ليس أحد أظلم من السابق إلى هذه الأفعال، فإنهم أظلم ممن جاء بعدهم وسلك طريقهم.
وهذان الجوابان لم يرضهما أبو حيان في البحر.
وذهب إلى أن هذا النفي للأظلمية، ونفي الأظلمية لا يستدعي نفي الظالمية، لأن نفي المقيد لا يدل على نفي المطلق.
وضرب لذلك مثالاً فقال: لو قلت ما في الدار رجل ظريف لم يدل ذلك على نفي مطلق رجل.
وإذا لم يدل على نفي الظالمية لم يكن تناقضاً، لأن فيها إثبات التسوية في الأظلمية .... ولا إشكال في تساوي هؤلاء في الأظلمية. كما إذا قلت:" لا أحد أفقه من زيد وعمرو وخالد" لا يدل على أن أحدهم أفقه من الآخر بل نفى أن يكون أحد أفقه منهم.
وكأنما شعر أبو حيان باعتراض من يقول: إن من منع مساجد الله ولم يفتر على الله كذباً أقل ظلماً ممن افترى على الله كذباً. فأجاب بأن هذه الآيات في الكفار فهم متساوون في الأظلمية، وإن اختلفت طرق الأظلمية، فهي صائرة كلها إلى الكفر.
فمن عنده توجيه آخر اطلع عليه، فليتفضل به علينا والله يوفقه ويصلح حاله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 04:11]ـ
قد ذكر أهل التفسير أن هذه الآيات قد أتت لسبب خاص، والمقصود بالكلام هنا هم أناس محددون، أو طائفة معينة، وحينئذ لا تعارض بين الآيات حفظك الله تعالى.
ولعلي أعود مرة إخرى هنا إن وفق الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 06:18]ـ
الأولى والله أعلم دون هذه التكلفات
أن يقال إن هذا تعبير بلاغي أو أسلوب عربي يدل على الاستعظام ..
كقول القائل: وإذا لم يكن الطعن في أم المؤمنين هو الكفر فما الكفر؟
ومعلوم أن هناك ما هو أكفر من ذلك ..
وكقوله صلى الله عليه وسلم "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر"
-على القول بصحته- .. ومعلوم أن أبا بكر الصديق أصدق لهجة منه
فيكون المعنى أي هو في عداد كبار الصادقين لهجة
والله أعلم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 07:46]ـ
بارك الله فيكم.
قال العلامة العثيمين في (القول المفيد):
(فإن قيل: كيف يجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله} [البقرة: 114]، وقوله: {ومن أظلم ممن افتري على الله كذباً} [الأنعام: 21] وغير ذلك من النصوص؟
فالجواب من وجهين:
الأول: أن المعني أنها مشتركة في الأظلمية، أي أنها في مستوي واحد في كونها في قمة الظلم.
الثاني: أن الأظلمية نسبية، أي أنه لا أحد أظلم من هذا في نوع هذا العمل لا في كل شيء، فيقال مثلاً: من أظلم في مشابهة أحد في صنعه ممن ذهب يخلق كخلق الله، ومن أظلم في منع حق ممن منع مساجد الله، ومن أظلم في افتراء الكذب ممن افتري على الله كذباً) اهـ.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 09:08]ـ
بارك الله فيكم ...
ذكر وجه الجمع بين هذه الآيات الشيخ الشنقيطي رحمه الله في " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" فلم يزد على إيراد الأوجه الثلاثة التي ذكرها أبو حيان رحمه الله في البحر المحيط.
ثم قال وهو الوجه الرابع: " وما ذكره بعض المتأخرين من أن الاستفهام في قوله " ومن أظلم" المقصود منه التهويل و التفظيع من غير قصد إثبات الأظلمية للمذكور حقيقة ولانفيها عن غيره، كما ذكره صاحب الإتقان، يظهر ضعفه لأنه خلاف ظاهر القرآن."
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 12:39]ـ
هي الأقوال في الجملة مقبولة كلها .. وقريبة .. وليست متعارضة
ولكن لا أدري لماذا جنح الشنقيطي لتضعيف القول الرابع فهو القول الوحيد السالم من الاعتراض
فقول الله مثلا "ومن أظلم ممن منع مساجد الله" .. قد يقال فيه .. أظلم منه من يمنع رسول الله من دخول مكة
ولكن يُرد عليه .. بأن منع الرسول يندرج تحت هذا الباب أعني منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
وقوله تعالى "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة" .. قد يقال أضل منه من يدعو الله لا بأسمائه الحسنى .. ولكن بأسماء قبيحة يسب الله تعالى بها .. فيكون وقع في السب والشرك معا ..
ولكن في وجود هذا النوع من الناس نظر ..
فتكون الأقوال كلها صحيحة إن شاء الله تعالى وقريبة
والله أعلم(/)
من روائع البيان في نظم القرآن
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 04:37]ـ
من روائع البيان في نظم القرآن
إعداد الأستاذ هشام طلبة
كاتب إسلامي متخصص بالبشارات الدالة على
النبي صلى الله عليه وسلم محمد في التوراة والإنجيل
تختلف سور القرآن عن كتب التوراة الحالية في أنها لم ترتب مثلها ترتيبًا تاريخيًّا، تبدأ بقصة خلق الكون ثم خلق الإنسان ثم قصص أبناء آدم ثم الأنبياء وهكذا .. على العكس من ذلك ترتب سور القرآن ترتيبًا موضوعيًّا، فالقرآن ليس كتاب تاريخ، فكل سورة إذاً لها موضوعها.
* الترتيب المعجز للسور
ترتيب السور خلف بعضها البعض ترتيبٌ معجزٌ، فالسور لم ترتب حسب تاريخ نزول كلٍّ منها، بل هذا ترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد نزلت كل فقرة في مناسبة فيما عُرف بأسباب النزول، ويعجب المتدبر حين يجد كل سورة ترتبط بسابقتها خاصةً في أوائلها، وترتبط كذلك بلاحقتها خاصةً في أواخرها كحلق السلسلة الواحدة.
* إعجاز المناسبة في القرآن الكريم:
فالقرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية .. ، وقد رُتِّبَ ترتيبًا موضوعيًّا كما أسلفنا مثل لآلئ العقد الواحد .. سورة بعد سورة، وآية بعد آية، بل ولفظ بعد لفظ.
ومن العجيب أن نجد هذه العظمة في ترتيب الآيات والسور مع أن القرآن لم يرتب حسب تاريخ نزول كل آية أو سورة وعلى مدى نيف وعشرين سنة نزل فيها، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول كل آية يأمر الصحابة أن يضعوا كل فقرة في موضع يحدده بنفسه صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا.
للمزيد من المعلومات نأمل مراجعة الرابط التالى
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1788&select_page=9 (http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1788&select_page=9)
ـ[علي الزيود]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:20]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 11:43]ـ
جزاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا على مشاركتكم معنا .. ومروركم الكريم
.. وشكرا لكم ..(/)
هل التزام أحكام التجويد من خصائص تلاوة القرآن أم يجوز التزامها في غيره؟
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 09:05]ـ
السلام عليكم إخواني
لدي سؤال أرجو أن أجد إجابته لديكم وهو:
هل التزام أحكام التجويد من خصائص تلاوة القرآن أم يجوز التزامها في غيره باعتبار أنها قواعد صوتيات اللغة العربية، مع ذكر الدليل ونسبة الرأي إلى العالم الذي تكلم به؟
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 04:19]ـ
للرفع
ـ[التقرتي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 06:40]ـ
هل تجود الحديث؟
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 02:59]ـ
هل تجود الحديث؟
لا أفهم ما تعنيه!!!
ـ[التقرتي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 03:24]ـ
الذي قصدته انه لو كان التجويد من صوتيات العرب لجود الحديث كما يجود القرآن فهو عربي و وصل إلينا بالتواتر.
قد ثبت ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يعلم الصحابة القرآن بأحكامه و هذا يدل على أنهم لم يكونوا يتكلموا بالأحكام
وعن عبد الله بن مغفل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجّع في قراءته
وقال ابن عباس رضي الله عنه "لأن أقرأ سورة وأرتلها، أحبّ إليَّ من أن أقرأ القرآن كله" (البيهقي)
فثبت ان عبد الله بن العباس رضي الله عنه يفرق بين الترتيل و كلام العرب
و الذي امرنا بتجويد القرآن هو الله سبحانه و تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل:4]
و قال صلى الله عليه وسلم: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به" رواه البخاري
وروى أحمد في المسند عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم"
و لا شك ان علم الجويد فيه ما هو من صوتيات العرب لكن كلام العرب لم يكن بالتجويد حتما و قد نقل إلينا العلماء صفة كلامهم و لم يقل احد من علماء اللغة ان التجويد منه بل الف في التجويد علماء القراآت
و قد نهى الالباني رحمه الله ان يجود الحديث و الآذان كالقرآن و الله اعلم
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 03:52]ـ
أخي التقرتي
التجويد أمره قديم قِدَم القرآن، ألم يتعرض أحد من العلماء قبل الألباني لحكم تجويد غير القرآن؟
والكلام الذي ذكرته ليس فيه دليل على منع تجويد غير القرآن.
وورد في الحديث ما يفيد بأن داود عليه السلام كان حسن الصوت بالزبور مجودا له، وهذا يعني أن التجويد إجمالا قديم ومعناه التحسين في الأداء الصوتي، فلا اختصاص إذن للقرآن.
ـ[التقرتي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 04:12]ـ
الأصل ان العربية ليست مجودة (و هذا ما نسميه لاستصحاب فكما ترى هي ليست مجودة اليوم بعكس القرآن) حتى تأتي بدليل تجويدها و ما اتيتك يفيد عدمه و هو ظاهر لقول بن عباس رضي الله عنه لأن أقرأ سورة وأرتلها، أحبّ إليَّ من أن أقرأ القرآن كله.
فلو كان كلام بن عباس رضي الله عنه عربيا لماذا يفصل
و لو كان كلام العرب تجويدا لماذا يأمر الله سبحانه و تعالى نبيه بترتيله؟ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً
ما اوردته كاف في اثبات الامر و ان ثبت ذلك فتجويد غير القرآن يحتاج دليلا و ما ذكرته انت عن داود عليه السلام هو دليل ضدك لأنه يدل على ان داود عليه السلام كان يرتل الزابور و ليس الكلام العادي
فعلى هذا من اراد ان يجود غير القرآن فليأت بالدليل لأنه ثبت علاقة التجويد بالقرآن
و الله أعلم(/)
ما هو حكم قراءة القرأن بالمقامات؟؟؟
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[17 - May-2009, صباحاً 03:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندنا في البلدة في مسجد قريب عقد شيخ درسا عن كيفية تعلم المقامات لبعض الناس الذين سيكونون أئمة في رمضان!!!
فما حكم ذلك؟؟؟؟
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 05:17]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ في جامع المسائل: (الحمد لله. الناس مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع، كما كان يقرأه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول.
وقد تنازع الناس في قراءة الألحان، منهم من كرهها مطلقا بل حرمها، ومنهم من رخص فيها، وأعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة، وإن كانت من البدع المذمومة نهي عنها، والسلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء، مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقد أوتى هذا مزمارا من مزامير آل داود). وقال لأبي موسى الأشعري: (مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك)، فقال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا. أي لحسنته تحسينا. وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم). وقال: (لله أشد أذنا إلى رجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته). وقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن).
وتفسيره عن الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسين الصوت به. وقد فسره ابن عيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به. فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان يفعل السلف _ مثل أبي موسى الأشعري وغيره_ فهذا حسن.
وأما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء، لأنه بدعة، ولأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفا إلى وزن اللفظ بميزان الغناء، لا يتدبره ولا يعقله، وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغي إلى الغناء، لا لأجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به ... )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ في مجموعة الفتاوى (وحيث أطلق الفقهاء اسم [الكلام] على حرفين فصاعدًا في [باب الصلاة]، فإنما غرضهم ما يبطل الصلاة، سواء كان مفيدًا أو غير مفيد، وموضوعا، أو مهملا، حتى لو صوت تصويتًا طويلا، ولحن لحون الغناء أبطل الصلاة، وإن لم يكن ذلك في اللغة كلامًا.)
وقال أيضا في مجموعة الفتاوى (وعن الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن القراءة: فقال يحسنه بصوته من غير تكلف. وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن القراءة بالألحان؟ فقال: كل شيء محدث؛ فإنه لا يعجبني، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه ... (
وقال ابن القيم _رحمه الله_ في زاد المعاد (فقالت طائفة: تكره قراءة الالحان، وممن نص على ذلك احمد ومالكٌ وغيرهما، فقال احمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الالحان: ما تعجبُني وهو محْدَث. وقال في رواية المروَزي: القراءةُ بالالحان بدعة لا تسمع، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب: قراءةُ الالحان بدعة، وقال في رواية ابنه عبد اللّه، ويوسف بن موسى، ويعقوب بن بختان، والاثرم، وابراهيم بن الحارث: القراءةُ بالالحان لا تُعجبني الا ان يكون ذلك حُزناً، فيقرا بحزن مثلَ صوت ابي موسى، وقال في رواية صالح: (زَيِّنُوا القُرْاَنَ بِاصْوَاتِكُم)، معناه: ان يُحسِّنه، وقال في رواية المروَزي: (ما اذِن اللّه لشيء كاذَنِهِ لنبي حسن الصوت ان يتغنَّى بالقران) وفي رواية قوله: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْانِ)، فقال: كان ابنُ عيينة يقول: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته، وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها، فانكر ابو عبد اللّه ان يكون على معنى الالحان، وانكر الاحاديثَ التي يُحتج بها في الرخصة في الالحان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى ابن القاسم، عن مالك، انه سئل عن الالحان في الصلاة، فقال: لا تُعجبني، وقال: انما هو غناءٌ يتغنَّون به، لياخذوا عليه الدراهم، وممن رُويت عنه الكراهةُ، انس بن مالك، وسعيد بن المسيِّب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن، وابن سيرين، وابراهيم النخعي. وقال عبد اللّه بن يزيد العكبري: سمعت رجلاً يسال احمد، ما تقولُ في القراءة بالالحان؟ فقال ما اسمك؟ قال محمد: قال: ايسرك ان يقال لك: يا موحمد ممدوداً، قال القاضي ابو يعلى: هذه مبالغة في الكراهة. وقال الحسن بنُ عبد العزيز الجَرَوي: اوصى اليَّ رجل بوصية، وكان فيما خلَّف جارية تقرا بالالحان، وكانت اكثَر تَرِكته او عامتها، فسالتُ احمد بن حنبل والحارث بن مسكين، وابا عُبيد، كيف ابيعُها؟ فقالوا: بعها ساذجةً، فاخبرتُهم بما في بيعها من النقصان، فقالوا: بعها ساذَجة، قال القاضي: وانما قالوا ذلك، لان سماع ذلك منها مكروه، فلا يجوز ان يُعاوض عليه كالغناء.
قال ابن بطَّال: وقالت طائفة: التغنِّي بالقران، هو تحسينُ الصوت به، والترجعُ بقراءته، قال: والتغني بما شاء مِن الاصوات واللحون هو قول ابن المبارك، والنضرِ بن شُميل، قال: وممن اجاز الالحان في القران: ذكر الطبري، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، انه كان يقول لابي موسى: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرا ابو موسى ويتلاحن، وقال: من استطاع ان يتغنى بالقران غِناء ابي موسى، فليفعل، وكان عقبة بن عامر من احسن الناس صوتاً بالقراَن، فقال له عمر: اعرض عليَّ سورة كذا، فعَرض عليه، فبكى عمر، وقال: ما كنتُ اظن انها نزلت، قال: واجازه ابن عباس، وابن مسعود، وروي عن عطاء بن ابي رباح، قال: وكان عبد الرحمن بن الاسود بن يزيد، يتتبَع الصوتَ الحسن في المساجد في شهر رمضان. وذكر الطحاوي عن ابي حنيفة واصحابه: انهم كانوا يستمعون القران بالالحان. وقال محمد بن عبد الحكم: رايت ابي والشافعي ويوسف بن عمر يستمعون القران بالالحان، وهذا اختيارُ ابن جرير الطبرى.
قال المجوِّزون - واللفظ لابن جرير-: الدليلُ: على ان معنى الحديث تحسينُ الصوت، والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامعَ قراءته، كما ان الغناء بالشعر هو الغناءُ المعقولُ الذي يُطرب سامعه -: ما روى سفيان، عن الزهري، عن ابي سلمة، عن ابي هريرة، ان النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَا اذنَ اللَّهُ لشيء مَا اذنَ لنبيٍّ حسن التَّرنُّم بالقُرْان) ومعقول عند ذوي الحِجا، انَ الترنُّم لاَ يكًون الا بالَصوت اذا حسَّنه المترنم وطرَّب به. وروي في هذا الحديث (ما اذِنَ اللّه لشيء ما اذن لنبي حسنِ الصوت يتغنى بالقراَن يجهرُ به). قال الطبري: وهذا الحديث من ابين البيان ان ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابنُ عيينة، يعني: يستغني به عن غيره، لم يكن لذكر حُسن الصوت والجهر به معنى، والمعروف في كلام العرب ان التغني انما هو الغناء الذي هو حسنُ الصوت بالترجيع، قال الشاعر:
تَغَنَ بِالشِّعْرِ امَّا كُنْتَ قَائِلَه ** انَّ الغِنَاءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضْمَارُ
قال: واما ادعاء الزاعم، ان تغنّيتَ بمعنى استغنيت فاشٍ في كلام العرب، فلم نعلم احداً قال به من اهل العلم بكلام العرب. واما احتجاجُه لتصحيح قوله بقولِ الاعشى:
وكُنْتُ امْرَءاً زَمَناً بالعِرَاق ** عَفِيفَ المُنَاخِ طويلَ التَّغَنْ
وزعم انه اراد بقوله: طويل التغني: طويل الاستغناء، فانه غلط منه، وانما عنى الاعشى بالتغني في هذا الموضع: الاِقامة من قول العرب: غني فلان بمكان كذا اذا اقام به، ومنه قوله تعالى: {كاَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الاعراف: 92] واستشهاده بقول الاخر:
كِلاَنا غَنِيُّ عَنْ اخِيهِ حَيَاتَهُ وَنَحْنُ اذا مِتْنا اَشَدُ تَغَانِيا
(يُتْبَعُ)
(/)
فانه اغفال منه، وذلك لان التغاني تفاعل من تغنَّى: اذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه، كما يقال: تضارب الرجلان، اذا ضرب كل واحد منهما صاحبه، وتشاتما، وتقاتلا. ومن قال: هذا في فعل اثنين، لم يجز ان يقول مثله في فعل الواحد، فيقول: تغانى زيد، وتضارب عمرو، وذلك غيرُ جائز ان يتول: تغنى زيد بمعنى استغنى، الا ان يريد به قائله انه اظهر الاستغناء، وهو غير مستغن، كما يقال: تجلَّد فلان: اذا اظهر جَلَدا من نفسه، وهو غير جليد، وتشجَّع، وتكرَّم، فان وجَّه موجِّه التغنِّي بالقران الى هذا المعنى على بُعده من مفهوم كلام العرب، كانت المُصيبة في خطئه في ذلك اعظمَ، لانه يُوجب على من تاوله ان يكون اللّه تعالى ذِكرُه لم ياذن لنبيه ان يستغني بالقران، وانما اذِنَ له ان يُظهر من نفسه لنفسه خلافَ ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فسادُه. قال: ومما يُبين فسادَ تاويل ابن عُيينة ايضاً ان الاستغناء عن الناس بالقران مِن المحال ان يُوصف احد به انه تؤذن له فيه او لا يؤذن، الا ان يكون الاذن غد ابن عيينة بمعنى الاِذن الذي هو اطلاق واباحة، وان كان كذلك، فهو غلط من وجهين، احدهما: من اللغة، والثاني: من احالة المعنى عن وجهه. اما اللغة، فان الاذن مصدر قوله: اذن فلان لكلام فلان، فهو ياذَن له: اذا استمع له وانصت، كما قال تعالى: {واَذِنَت لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق. 2]، بمعنى سمِعت لربها وحُقَّ لها ذلك، كما قال عدى بن زيد:
* انَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ واذَن *
بمعنى، في سماع واستماع. فمعنى قوله: ما اذن اللّه لشيء، انما هو: ما استمع اللّه لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقران. واما الاِحالة في المعنى، فلان الاستغناء بالقُرْان عن الناس غيرُ جائز وصفه بانه مسموع وماذون له، انتهى كلام الطبري.
قال ابو الحسن بن بطال: وقد وقع الاِشكال في هذه المسالة ايضاً، بما رواه ابن ابي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن ابيه، عن عُقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (تَعَلَّموا القُرْانَ وتَغَنَّوا بِهِ، واكتبوه، فَوالذي نَفسي بِيَدِهِ، لَهوَ اَشَدُّ تَفَصِّياَ مِنَ المَخَاضِ مِنَ العقُلِ). قال: وذكر عمر بن شَبَّة، قال: ذكر لابي عاصم النبيل تاويلُ ابن عيينة في قوله (يتغنّىَ بالقران) يستغني به، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئاً، حدثنا ابنُ جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عُمير، قال: كانت لداود نبيِّ اللّه صلى الله عليه وسلم مِعزَفَةٌ يتغنَّى عليها يَبكي ويُبكي. وقال ابن عباس: انه كان يقرا الزبور بسبعين لحناً، تكون فيهن، ويقرا قراءة يَطْرَبُ منها الجموعُ. وسئل الشافعي رحمه اللّه، عن تاويل ابن عيينة فقال: نحن اعلمُ بهذا، لو اراد به الاستغناء، لقال: (من لم يستغن بالقُران)، ولكن لما قال: (يتغنَّى بالقران)، علمنا انه اراد به التغنِّي.
قالوا: ولان تزيينه، وتحسين الصوت به، والتطريب بقراءته اوقعُ في النفوس، وادعى الى الاستماع والاِصغاء اليه، ففيه تنفيذ للفظه الى الاسماع، ومعانيه الى القلوب، وذلك عونٌ على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفذه الى موضع الداء، وبمنزلة الافاويه والطِّيب الذي يُجعل في الطعام، لتكون الطبيعة ادعى له قبولاً، وبمنزلة الطِّيب والتحكِّي، وتجمُّل المراة لبعلها، ليكون ادعى الى مقاصد النكاح. قالوا: ولا بد للنفس من طرب واشتياق الى الغناء، فعُوِّضت عن طرب الغناء بطرب القران، كما عُوِّضت عن كل محرَّم ومكروه بما هو خيرٌ لها منه، وكما عوِّضت عن الاستقسام بالازلام بالاستخارة التي هي محضُ التوحيد والتوكل، وعن السِّفاح بالنكاح، وعن القِمار بالمُراهنة بالنِّصال وسباق الخيل، وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القراني، ونظائره كثيرة جداً.
قالوا: والمحرَّم، لا بد ان يشتمِل على مفسدة راجحة، او خالصة، وقراءة التطريب والالحان لا تتضمن شيئاً مِن ذلك، فانها لا تُخرِجُ الكلام عن وضعه، ولا تَحولُ بين السامع وبين فهمه، ولو كانت متضمِّنة لزيادة الحروف كما ظن المانع منها، لاخرجت الكلمة عن موضعها، وحالت بين السامع وبين فهمها، ولم يدر ما معناها، والواقعُ بخلاف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: وهذا التطريب والتلحين، امر راجع الى كيفية الاداء، وتارة يكون سليقة وطبيعة، وتارة يكون تكلُّفاً وتعقُلاً، وكيفيات الاداء لا تخرِجُ الكلام عن وضع مفرداته، بل هي صِفات لصوت المؤدِّي، جارية مجرى ترقيقه وتفخيمه وامالته، وجارية مجرى مدود القرَّاء الطويلة والمتوسطة، لكن تلك الكيفيات متعلقة بالحروف، وكيفيات الالحان والتطريب، متعلقة بالاصوات، والاثار في هذه الكيفيات، لا يمكن نقلُها، بخلاف كيفيات اداء الحروف، فلهذا نُقلت تلك بالفاظها، ولم يمكن نقل هذه بالفاظها، بل نقل منها ما امكن نقله، كترجيع النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح بقوله: (ا ا ا). قالوا: والتطريب والتلحين راجع الى امرين: مدٍ وترجيع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه كان يمد صوته بالقراءة يمد (الرحمن) ويمد (الرَّحيم)، وثبت عنه الترجيع كما تقدم.
قال المانعون من ذلك: الحجة لنا من وجوه. احدها: ما رواه حُذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القُرْان بِلحُونِ العَرَبِ واصْوَاتِها، وايَاكُم وَلُحُونَ اَهْلِ الكِتَابِ وَالفِسْق، فانَّهُ سَيَجيء في مِنْ بَعْدِي اَقوَامٌ يُرَجِّعُونَ بِالقُرْانِ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَالنَّوْحِ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، مَفتُونَةً قُلُوبُهُم، وَقُلُوبُ الَذِينَ يُعْجِبُهُم شَاْنُهُم) رواه ابو الحسن رَزِينّ في (تجريد الصحاح) ورواه ابو عبد اللّه الحكيم الترمذي في (نوادر الاصول). واحتج به القاضي ابو يعلى في (الجامع)، واحتج معه بحديث اخر، انه صلى الله عليه وسلم ذكر شرائطَ الساعة، وذكر اشياء، منها: (ان يُتخذ القرانُ مَزاميرَ، يُقدِّمونَ اَحَدَهُم لَيْسَ بِاَقْرَئِهِم وَلا اَفْضَلِهِم ما يُقَدِّمُونَهُ الا لِيُغَنِّيَهُم غِنَاءً).
قالوا: وقد جاء زياد النهدي الى انس رضي اللّه عنه مع القراء، فقيل له: اقرا، فرفع صوته وطرَّب، وكان رفيعَ الصوت، فكشف انس عن وجهه، وكان على وجهه خِرقة سوداء، وقال: يا هذا! ما هكذا كانوا يفعلون، وكان اذا راى شيئاً يُنكره، رفع الخِرقة عن وجهه. قالوا: وقد منع النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤذِّن المُطَرِّبَ في اذانه من التطريب، كما روى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم مؤذِّن يطرِّب، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (انَّ الاذان سَهْلِّ سمح.، فان كان اَذَانُكَ سَهْلا سَمْحاً، والاَّ فَلا تُؤذِّن) رواه الدارقطني وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة، عن عبد الرحمن بن ابي بكر، عن ابيه، قال: كانت قراءةُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدَّ، ليس فيها ترجيع. قالوا: والترجيع والتطريب يتضمن همزَ ما ليس بمهموز، ومدَّ ما ليس بممدود، وترجيعَ الالف الواحد الفات، والواوَ واوات، والياء ياءاتٍ، فيؤدِّي ذلك الى زيادة في القران، وذلك غير جائز، قالوا: ولا حدَّ لما يجوز من ذلك، وما لا يجوز منه، فان حُدَّ بحدٍّ معيَّنٍ، كان تحكُّماً في كتاب اللّه تعالى ودِينه، وان لم يُحَدَّ بحدٍّ، افض الى ان يُطلق لفاعله ترديدُ الاصوات، وكثرةُ الترجيعات، والتنويعُ في اصناف الاِيقاعات والالحان المشبِهة للغناء، كما يفعل اهلُ الغناء بالابيات، وكما يفعله كثير من القُرَّاء امام الجنائز، ويفعلُه كثيرٌ مِن قراء الاصوات، مما يتضمن تغييرَ كتاب الله والغِناء به على نحو الحان الشعر والغناء، ويُوقعون الاِيقاعات عليه مثل الغناء سواء، اجتراءً على اللّه وكتابه، وتلاعباً بالقران، وركوناً الى تزيين الشيطان، ولا يجيز ذلك احدٌ من علماء الاِسلام، ومعلوم: ان التطريبَ والتلحين ذريعةٌ مُفضية الى هذا افضاءً قريباً، فالمنع منه، كالمنع من الذرائع الموصلة الى الحرام، فهذا نهايةُ اقدام الفريقين، ومنتهى احتجاج الطائفتين.
وفصل النزاع، ان يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، احدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل اذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وان اعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال ابو موسى الاشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: (لَو علمتُ انّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتاثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل ادلة ارباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل الا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم اصوات الغِناء بانواع الالحان البسيطة، والمركبة على ايقاعات مخصوصة، واوزانٍ مخترعة، لا تحصل الا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وانكروا على من قرا بها، وادلة ارباب هذا القول انما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم باحوال السلف، يعلم قطعاً انهم بُراء من القراءة بالحان الموسيقى المتكلفة، التي هي ايقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وانهم اتقى للّه من ان يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً انهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون اصواتَهم بالقران، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا امر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل ارشد اليه وندب اليه، واخبر عن استماع اللّه لمن قرا به، وقال: (لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرانِ) وفيه وجهان: احدهما: انه اخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: انه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.)
والله أعلم ..
والحمدلله رب العالمين ....(/)
بدعة الانشغال بالإعجاز الظني عن التدبر اليقيني من كلام الشيخ سعد الحصين
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 02:30]ـ
كتب رئيس تحرير جريدة الرياض مقالاً بعنوان: (القرآن بلغة العلم) في العددين 12607 و12608 عام 1423هـ حول فرحته بمنهاج جديد في الدّين دلّه عليه د. (زغلول النجار)، فرأيت تنبيهه وقرّاء جريدته إلى ما يلي:
1 ـ الواجب في مثل هذا الأمر الرجوع إلى وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وفقه أئمة القرون المفضلة فيه، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [النساء: 115].
2ـ د. زغلول هدانا الله وإياه ليس بأوّل من قال على الله بغير عِلْم فقد سبقه (رشاد خليفة) الذي بَهَرَ عقول أشباه العوامّ من المثقفين بادّعائه أنَّ كلَّ سور القرآن تنقسم على رقم19 أو مضاعفاته، وشجّعه ذلك على التّنبّؤ بيوم القيامة، ثم اتُّهم بادّعاء النبوة والانتماء إلى فرقةٍ ضالّة تقدّس الرقم (19) واغتيل.
وقبل ذلك سبقه (الكواكبي ت1320هـ) للابتداع في التأويل.
ثم تبعه الشيخ (طنطاوي جوهري ت1358هـ) في تفسيره (الجواهر).
وكلّ من وَلَغ في تفسير كلام الله اليقيني بالظن في هذا العصر من (الكواكبي) إلى (زغلول النجار) ليس لهم من الإحاطة بشرع الله وبالعلوم الطبيعية ما يعذرهم في القول على الله والانحراف عن منهاج النبوة وفقه القرون المفضلة فيه.
ولكن اثنان من العلماء سبقوا متأخري المفكّرين تجاوز الله عنَّا وعنهم جميعًا؛ فكما فتح (الغزالي ـ ت505هـ) الباب للخلط بين التّصوف والإسلام، فتح الباب للخلط بين الفقه والفكر في فهم نصوص الوحي في كتابه: (إحياء علوم الدين) وكتابه (جواهر القرآن) وتبعه (الفخر الرازي ـ ت 606هـ) في تفسيره (مفاتح الغيب)، والاثنان من أئمة الانحراف في الاعتقاد والتأويل.
3 ـ يُظْلَم العلم الشرعي بدعواكم: أن زغلول النجار: (متمكِّن من العلوم الشرعيّة)؛ فلم يُعْرَف عنه تمكُّن ـ بل ـ ولا اهتمام بالعلم الشرعي ولا دعوة إلى إفراد الله بالعبادة ونفيها عن أوثان المقامات والمزارات والمشاهد التي أحاط بها وأحاطت به أكثر سنوات عمره خلافًا لمناهج كل رسل الله وكل رسالاته، ولا حاول قطّ نشر السنة ولا التحذير من البدع.
أما لقب الدكتوراه في الجيولوجيا فلا يجيز له وأمثاله الاعتداء على تأويل كلام الله تعالى الذي أَسْقَطَ عن مِثْله صفة العلم اليقيني الشرعي وإن كان له نصيب من العلم الظنّي الدنيوي: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 6 - 7].
4ـ دعواه: (خَطَأَ حَصْر التّعليم الديني بعلوم فقهيّة محدودة) ودليله: (أن علماء الدين الأوائل فيهم الطبيب والفيزيائي والفلكي) ناتجة عن انحرافه عن منهاج العلم الشرعي وبُعده عن الفقه في دين الله، وبالتالي: وجوب إبعاده عن منابر الإعلام الديني والدعوة إلى الله وبخاصة في بلاد الدعوة إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة، فليس بين علماء الأمة المعتدّ بهم في القرون المفضلة طبيب ولا فيزيائي ولا فلكي ولا فيلسوف، وكانوا يحصرون العلم والتعليم الديني في الاعتقاد والعبادات والمعاملات من الوحي في الكتاب والسنة وفقه السلف في نصوصهما، ولم يلتفت المسلمون إلى المهن والفنون التي ذكرها إلا بعد مرحلة الضعف والانبهار بالفكر اليوناني والاهتمام بترجمته ثم النّسج على منواله في الفكر المنسوب إلى الدين.
وما مَثَلُه إلا كَمَثَل سيد قطب تجاوز الله عنا وعنهم جميعًا عندما خُيِّل له (نقص مناهج التفسير في القرون المفضلة لانشغال المفسرين بالأهداف الدينية التي تناولها عن إظهار الجمال الفني في القرآن التصوير الفني في القرآن) ص27، 31، 239، ط9 دار الشروق؛ فاستدرك سيّد قطب النّقص الذي تخيّله في القرون المفضلة؛ فوصف آيات الله وكلماته بالسحر (ص17، و25)، وبالعرض العسكري الذي تشترك فيه جهنم بموسيقاها العسكرية (ص97)، وبما يشبه الشعر (ص102 ـ 105)، وبالفن والتصوير والرسم، وبالتعويذة وما فيها من خفاء وهينمة وغموض وإبهام، وبالمشاهد المسرحية والسينمائية
(يُتْبَعُ)
(/)
(ص114، 115)، واستعان بموسيقيّ (ص102) ورسّام (ص114) لضبط المصطلحات الفنّيّة في وصفه كتاب الله بِلُغَة اللهو.
5 ـ (الاجتهاد السلفي الواحد) الذي أبدى الكاتب (أسفه لاكتفائنا به) هو وحده الحق، لقول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، وخطّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا مستقيمًا وخطوطًا خارجة عنه، مبيّنًا أن على المسلم اتباع الخطّ (الواحد) وتَجَنُّب الخطوط الأخرى، وقال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [النساء: 115]، وهؤلاء هم السّلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وهم وحدهم الذين يؤخذ عنهم حتى تتّحد الأمة على منهاج النبوة فلا تتفرَّق بهم سُبُل الفكر عن سبيل الله، وهم الأقرب إلى عصر النبوة وهم أعْرَف باللغة التي نزل بها كتاب الله قبل أن تفرِّق لغة وسائل الإعلام ـ في هذا العصر ـ المسلمين عنها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".
6 ـ آيات الكتاب المبين: إمّا محكمة، عرف السلف الصالح معانيها وعملوا بها، ولن يأتي عالم ـ فضلاً عن جيولوجي أو كاتب أو طبيب ـ بخير مما هداهم الله له، وإما متشابهة، فلا يجوز البحث عن معانيها، قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7].
7 ـ لقد سبق النصارى إلى مثل هذا الانحراف ـ كالعادة ـ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:"لتتبعن سنن من كان قبلكم" متفق عليه، فحاولوا الاستدلال على صحة الإنجيل بموافقته للنّظريّات الكونية، ولما تغيرت النّظريّات سُقِط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلّوا، وأصيب التّديّن النصراني المحرّف بنكسة لم يُفِق منها إلا اليوم إذ قدَّر الله حدوث ما يُسَمّى بالصحوة الدينية لسبب وغاية لا يعلمها إلا الله.
وآخر ما أطّلعت عليه في هذا الطريق المعْوَجّ استدلال اليهود على صحة التوراة بما ظهر من التنقيب في وادي الأردن مبيّنًا أن ثمن الرّقيق في عهد موسى موافق لما نُصّ عليه في التوراة المحرّفة.
والظن بأن اليهودي الذي ذكره الكاتب (سيغيّر من ثوابته العدائية للإسلام) إذا ادّعى زغلول النجار أن رقم سورة الحديد في المصحف 57 هو الوزن الذري للحديد، وأن آخِرَ آيةٍ في السورة مع البسملة هي العدد الذّرّي للحديد ـ كما ذُكِر في المجلّة العربيّة عدد 296 ـ إنّما هو الوهم والإثم، ولكن قد يُرضي اليهود والنصارى متابعة المسلم لهم في تحريف كتاب الله بتأويله بما يخالف سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيه رضي الله عنهم؛ قال الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].
وتأويل زغلول النجار قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88]، مجرّد ترديد لما قاله مصطفى محمود وأمثاله لا يقوله عالم بكتاب الله، ولو قرأ الآية قبلها لَعَلِمَ أن ذلك في الآخرة: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [النمل: 87]. والآية: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [الطور: 9 - 10]، والآية: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} [الكهف: 47].
وقبل أن (يشيع أن الأرض كرويّة) اتضح لعلماء التفسير واللغة المعتدّ بهم بل لطلاب العلم: أن للشمس كل يوم مطلع ومغرب، وفسروا به ذكر المشارق والمغارب جَمْعًا وتثنيةً وإفرادًا، فكلّ ما يقوله (زغلول) إنَّما هو مِنْ زخرف القول وغروره، إضافة إلى ادّعاءاته التي تبهر الصحفيين والعوام وأشباههم فينشرونها دون تثبّت عن (عدد الذين أسلموا) لمَّا سمعوا تفسيرًا يهجر يقين الوحي ويأخذ بظن الفكر العلماني، وعن العالم الأوروبي المجهول في (ذكر الشواهد القرآنية عن علم الأجنّة).
وكفى بالمسلم ضلالاً تفسير اليقين الإلهي بالظّنّ البشري من غير مسلم أو من مسلم جاهل بشرع الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أشكّ ولا أشكّك في نيّته وأمثاله، ولكن من الواضح أن الشيطان يركبهم مطايا في الصدّ عن التدبرّ الذي أُنزل كتاب الله لأجله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} [ص: 29].
8 ـ لا يجوز المساواة بين الشيخ (علي الطنطاوي) رحمه الله وبين (د. زغلول النجار)، فالأول ـ خلافًا للثاني ـ عالمٌ بشرع الله وداعٍ إلى الله على بصيرة ومعروف بصحة المعتقد وصحة العبادة، ومهنته القضاء الشرعي والدعوة، وهوايته الأدبية لم تخرج به عن منهاج النبوة في الدين والدعوة فيما يتعلق بأصول الدين، ولم يأت بجديد في المنهاج ولا في الوسيلة، ولكن الله وهبه لسانًا وقلمًا يذكّر بمزامير آل داود يجذب القارئ والمستمع إليه.
ولا جديد في الدين منذ انقطع الوحي بموت محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنّتي" وقال: "عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنّواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة".
وقبول الفكر الجديد المنحرف في التأويل استدراك على الله وعلى شرعه واتّهام لرسوله بالتّقصير في البيان واتّهام لخيار أمته بالتّقصير في الفقه.
9 ـ هذا الفكر المنحرف في التأويل ـ مع افتراض حسن النية ـ تسويل من النفس ووسوسة من الشيطان لصرف الناس بالفكر عن الوحي وبالظن عن اليقين وبالفنون الدنيوية عن علوم الشريعة وعلمائها، وصرف للناس عن الإيمان بالغيب إلى الإيمان بالشهادة والله أعلم بما يُصْلح عباده قال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59]، وقال الله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4].
10 ـ ظنّ (أحمد ديدات) قبل (زغلول النجار) تجاوز الله عنهما أن إحاطته بالإنجيل تغنيه عن الإحاطة بشرع الله ومنهاج نبيه في تبليغه، وظنّ كثيرٌ من الصّحفيّين والعوامّ، وظن أشباههم من طلاب العلم أنّه آتٍ بما لم تستطعه الأوائل، ولم يسألوا عن اعتقاده ولا عن مدى التزامه بالسنة في الدين والدعوة ومخالفته لأعدائها، وخالف نصوص كتاب الله وأوامره تجاوز الله عنه في مجادلة أهل الكتاب خاصة: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46]، وغيرهم عامة: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]، وكانت النتيجة أن تحرّك مناظروه من النّصارى للردّ عليه وعلى دين الإسلام فاتّهموا كتاب الله بالتناقض والرّكاكة وألّفوا سُوَرًا يدّعون أنها مثله ردًّا على اتهامه الإنجيل بمثل ذلك.
لم يقع (زغلول النجار) في المجادلة بالأسوأ ولم يقع (أحمد ديدات) في التأويل المنحرف فيما أعلم، ولكنَّ كلاًّ منهما خالف ما يسمّيه تركي السديري (الاجتهاد السلفي الواحد) ويسميه أهل العلم: صراط الله المستقيم: نصوص الوحي بفهم أئمة السلف، وهو وحده الذي يتّحد به المسلمون وبدونه يتفرق المسلمون على دين الله ووحيه وكلماته بِتَفَرُّق وتعدّد واختلاف المعايير الفكرية: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53].
والله ولي التوفيق.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 02:09]ـ
جزاه الله خيراً
فكم نحن بحاجة إلى أن يساهم كل طالب علم في الذب عن دين الله عز وجل
خصوصا في الصحف التي عم فيها البلاء وطم
ولاحول ولاقوة إلا بالله
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 02:01]ـ
قلت جزى الله خيرا الدكتور زغلول النجار فقد باتت كتبه و ابحاثه ذخائر لأخواننا الذين يناظرون الملاحدة الذي لا يعرفون سلفا و لا خلفا
و عفا الله عن سعدا الحصين ان كل من هؤلاء على ثغر فنسي ان قبل دعوة الناس للتوحيد التي هي فرض كفاية هناك من بجب ان يدعو من انكروا الله و وجوده باطلاق
صحيح ان هناك بعض الاخطاء و لكن هذا ديدن من اجتهد فيما يعرفه و يستطيعه فلا كمال الا لله
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 02:38]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبعد من المعلوم ان القران غني بالادلة العقلية الدامغة التي ردت على الباطل مهما اختلفت مشاربه والالحاد منها واعلم ان شبهات الملحدين المعاصرين هي نفسها شبهات اسلافهم فتغنينا ادلة القران عن هذه المناهج المحدث خاصة اذا خالفت منهج السلف او مست قداسة القران فانا نرى من تفسيرهم القران العجب حيث يحملنا الايات ما لا تحتمله حتى صار القران حقل تجارب كل من هب ودب تكلم في تفسيره بما يحلو له والخير في اتباع من سلف وما هكذا يا سعد توردوا الابل واعلم انا الاخطأ التي وقع فيها هؤلاء لا يستهانوا بها ورحم الله عرف قدر نفسه وقديما قيل لكل مقام مقال ولكل فن رجال(/)
هل وهم ابن عاشور في نسبت هذا القول إلى المفسرين؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 02:33]ـ
قال ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى (و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر)
وفسر جمع من المفسرين الزينة بالجسد كله وفسر ما ظهر بالوجه والكفين قيل والقدمين والشعر. انتهى
من قال أن شعر المرأة من الزينة الظاهرة؟
سواء من الفقهاء أو المفسرين؟
الذي أعرفه لم يقل بهذا القول أحد.
و الله أعلم
أبو معاذ.(/)
قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 01:30]ـ
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ( java******:)، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ( java******:)، عَنْ حَمَّادٍ ( java******:)، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ( java******:): " قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ "
الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى لِابْنِ سَعْدٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=61551) >> طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْأَنْصَارِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=66132) >> الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّنْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=72038) >> سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=72098) >>
لعله قرأ قل هو الله أحد ثلاث في ركعة
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 04:40]ـ
الحمد لله وحده ...
تأويلك بعيد.
والأثر لا يستحق إفراده بموضوع.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 04:54]ـ
بارك الله فيكم.
ورد أنه قرأ القرآن في ركعة، وقرأ في الثانية بـ (قل هو الله أحد)،
وورد أنه قرأ القرآن في ركعتين.
قال الذهبي معلقًا على هذا وعلى أثرٍ آخر عن سعيد -في سير أعلام النبلاء (4/ 325) -: (هذا خلاف السنة، وقد صح النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث).
---
ملحوظة: هل لحقت يزيد بن هارون فأخبرك الخبر -أخي أبا عبدالبر-؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 07:20]ـ
وقرأت في ديوان الإمام الشافعي منذ أكثر من عشر سنوات، ترجمته أنه -أي الشافعي -كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة وكلها -أي كل ختمة- في الصلاة ...
فياسبحان الله .. إنه لأمر عجاب ..
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 02:30]ـ
أخبرنا أبو الغنائم بن محاسن، أخبرنا جدي عبد الله بن أبي نصر القاضي، أخبرنا عيسى بن أحمد، حدثنا الحسين بن علي، أخبرنا عبد الله بن يحيى، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن تميم الداري أنه قرأ القرآن في ركعة.(/)
ما احسن هذا الصوت لو كان بالقران؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 06:35]ـ
زاذان وسبب هدايته
ومن التابعين: زاذان رحمه الله
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=book&id=4000014&spid=35) : زاذان أبو عمر الكندي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001919&spid=35) مولاه الكوفي البزاز الضرير ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001997&spid=35) أحد العلماء الكبار،
قال ابن عدي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001994&spid=35) : تاب على يد ابن مسعود ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000020&spid=35)
وعن أبي هاشم ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001995&spid=35) قال: قال زاذان ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001919&spid=35) : كنتُ غلاماً حسن الصمت جيد الضرب على الطمبور -وهو آلة من آلات العزف- فكنت مع صاحبٍ لنا وعندنا نبيذ -خمر- وأنا أغنيهم فمر ابن مسعود ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000020&spid=35) فدخل وضرب الباطية -يعني: إناء الخمر- فبددها وكسر الطمبور، ثم قال: [لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنتَ أنت أنت]
-أي: لو كنت بدلاً من أن تصرف هذه الطاقة الصوتية الجميلة بهذا الغناء المحرم جعلته في القرآن كنتَ أنتَ أنتْ- ثم مضى فقلت لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مسعود ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000020&spid=35) ، فألقي في نفسي التوبة فسعيت أبكي وأخذت بثوبه فأقبل علي فاعتنقني وبكى وقال: [مرحباً بمن أحبه الله، اجلس ثم دخل وأخرج تمراً]
وكثير من الأسانيد تجد فيها هذا الرجل زاذان ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001919&spid=35) رحمه الله
.حيث اصبح من كبار العلماء رواة الحديث
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 06:45]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع.
مَلْحَظ: روابط الإحالات في الموضوع غير فعالة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
اقبلوا هذه الهدية: شرح كتاب النشر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 01:19]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
معلوم أيها الإخوة أنَّ لكل فن أصولا، وأنَّ لكل عِلم رجالَه.
وإنَّ ناسًا من أهل الفضل كثيرين قد نظروا في العلوم، وتنقلوا بين أفنانها، وأخذوا من كل فن بطرف، ثم تفكَّروا وتدبَّروا، فوجدوا أنَّ أشرف العلوم وأولاها بصرف الهمم إليه: علم كتاب الله - عزَّ وجلَّ - بجمعه أوَّلا على رجاله المجودين، ثم بمعرفة وجوه قراءاته الصحيحة المتواترة، ومعرفة تفسيره، وغير ذلك.
وعلى هذا وقف كثيرٌ من العلماء في القديم حياتَهم على هذا المطلب الجليل، ثم اقتفى أثرهم في هذا الزمان مِن خيرة علمائه مَن اصطفاه الله تعالى فأورثه كتابه العظيم.
وإنَّ ممَّن نصَّبه الله - عز وجل - لهذه الغاية - فيما نعلم - أستاذنا وشيخنا الدكتور/ السالم بن محمد بن محمود الجكني الشنقيطي.
فكان من علائم توفيق الله له، واستخدامه في خدمة كتابه أن قام:
أولا: بـ دراسة وتحقيق كتاب "التتمة في قراءات الثلاثة الأئمة" لصدقة بن سلامة المسحرائي (825) في مرحلة الماجستير سنة 1411 هـ.
ثانيًا: إعداد رسالته لنيل الدكتوراه بعنوان:- "منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول".
ثم قام بفضل الله وتوفيقه بتحقيق ما تبقى من الكتاب، وتقدم به إلى "مجمع الملك فهد" ليراجع، ويطبع بالشكل اللائق بهذا الكتاب.
ثم إنه لم تزل جهوده تتوالى، وإنجازاته تتابع حول كتاب النشر، يسر الله إخراجه على الوجه المُرْضي.
وهذه صفحة لزيادة التعريف بالشيخ:
http://www.qiraatt.net/mktba/pageother-402.html (http://www.qiraatt.net/mktba/pageother-402.html)
وإن مما انبرى له الشيخ وتصدَّى الآن: هو "شرح كتاب النشر في القراءات العشر" عبر الغرفة الصوتية بموقع "شبكة القراءات القرآنية" الذي يشرف عليه.
وإنَّ أقلَّ واجب علينا تجاه كتاب النشر، الذي هو أجل ما صنف في علم القراءات، أن لا نفوِّت هذه الفرصة، بل نغتنمها، ونستمع إلى المحقق الذي عايش ذلك الكتاب الضخْم الجليل سنوات، وحقَّقه على ست نسخ خطية، وناظر وناقش وحاور الكثيرين في مسائل هذا الكتاب.
فإلى التسجيل في الغرفة الصوتية بالموقع المذكور، للاستفادة من شرح الشيخ السالم على كتاب النشر:
http://qiraatt.com/vb/index.php (http://qiraatt.com/vb/index.php)
والله من وراء القصد.
ـ[عبد الدايم]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 01:06]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 01:16]ـ
بارك الله في الاخ
هل الدروس مسجلة في اشرطة يمكن تحميلها؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 12:49]ـ
بارك الله في الاخ
هل الدروس مسجلة في اشرطة يمكن تحميلها؟
تفضل هنا أخي الكريم:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=646
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 04:44]ـ
شكرا لك ..
ـ[ابو محمد الشمالي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 06:55]ـ
جزاك الله خيراً اخي ونفع بك(/)
اتلوا القران بروايته المختلفة جمعا و افرادا
ـ[منى العبادي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 09:16]ـ
هل تريد تلاوة القران الكريم برواياته المختلفة؟
تتشرف شبكة القراءات القرآنية بأن تقدم للمسلمين في شتى بقاع الأرض
حلقات لتعليم و تلاوة القرآن الكريم كاملاً من أوله إلى آخره بقراءاته و رواياته المختلفة إفراداً و جمعاً من طريق الشاطبية و الدرة و الطيبة
من خلال شيوخ مجازين و شيخات مجازات.
سائلين الله عز و جل أن ينفع بهذا العمل المسلمين في كل مكان و أن يتقبله الله منا و أن يجعله خالصاً لوجه الكريم.
هنا الرابط
http://qiraatt.com/vb/index.php (http://qiraatt.com/vb/index.php)
سارع بالتسجيل
انشر تؤجر بإذن الله تعالى
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 02:20]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[منى العبادي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:02]ـ
و جزاكم اخى و بارك اله فيك
ـ[منى العبادي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:03]ـ
ان شاء الله تعالى اليوم امتحان التلاوة الثاني للاخوات للقبول بالحلقات
سارعن ....(/)
تفسير ابن القيم لقوله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 02:31]ـ
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
وقال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 78]
قال الامام بن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد:
وأمرهم أن يُجاهدوا فيه حقَّ جهاده، كما أمرهم أن يتَّقوه حقَّ تُقاته، وكما أن حقَّ تُقاته أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكَرَ فلا يُنسى، ويُشكَر فلا يُكفر، فحقُّ جهاده أن يُجاهِدَ العبد نفسَه لِيُسْلِم قلبه ولِسانه وجوارِحه للهِ فيكون كُلُّه لله، وباللهِ، لا لنفسِه، ولا بنفسه، ويُجاهدَ شيطانه بتكذِيبِ وعدِهِ، ومعصيةِ أمرهِ، وارتكابِ نهيه، فإنه يَعِدُ الأمانِىَّ، ويُمَنِّى الغُرورَ، ويَعِدُ الفقَر، ويأمرُ بالفحشاء، وينهى عن التُّقى والهُدى، والعِفة والصبرِ، وأخلاقِ الإيمان كُلِّهَا، فجاهده بتكذِيبِ وعده، ومعصيةِ أمره، فينشأُ له من هذين الجهادين قوةٌ وسلطان، وعُدَّة يُجاهد بها أعداءَ اللهِ في الخارج بقلبه ولسانه ويده ومالِه، لتِكونَ كلمةُ الله هي العليا.
واختلفت عباراتُ السَلَف في حقِّ الجهاد:
فقال ابن عباس: (هو استفراغُ الطاقة فيه، وألا يَخافَ في اللهِ لومةَ لائم). وقال مقاتل: (اعملوا للهِ حقَّ عمله، واعبدُوه حقَّ عِبادته). وقال عبد الله بنُ المبارك: (هو مجاهدةُ النفس والهوى). ولم يُصِبْ مَن قال: إن الآيتين منسوختان لظنه أنهما تضمنتا الأمر بما لا يُطاق، وحقّ تُقاته وحقّ جهاده: هو ما يُطيقه كلُّ عبد في نفسه، وذلك يختِلف باختلافِ أحوال المكلَّفين في القُدرةِ، والعجزِ، والعلمِ، والجهلِ. فحقُّ التقوى، وحقُّ الجهاد بالنسبة إلى القادر المتمكن العالِم شىء، وبالنسبة إلى العاجز الجاهل الضعيف شىء.
وتأمل كيف عقَّب الأمر بذلك بقوله: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] والحَرَج: الضِّيقُ، بل جعله واسعاً يسَعُ كُلّ أحد، كما جعل رِزقه يسع كُلّ حى، وكلَّف العبدَ بما يسعه العبدُ، ورزق العَبدَ ما يسعُ العبد، فهو يسعُ تكليفَه، ويسعه رزقُهُ، وما جعل على عبده في الدين من حَرَج بوجه ما، قال النبىُّ صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ) أى: بالمِلَّة، فهى حنيفيَّة في التوحيد، سمحَةٌ في العمل.
وقد وسَّع الله سبحانه وتعالى على عباده غايةَ التَّوسِعة في دينه، ورِزقْه، وعفوه، ومغفرتِهِ، وبسط عليهم التوبةَ ما دامت الروحُ في الجسد، وفتح لهم باباً لها لا يُغْلِقُهُ عنهم إلى أن تَطْلُعَ الشمسُ مِن مَغربها، وجعلَ لكلِّ سيئة كفارةً تُكفرها من توبة، أو صدقة، أو حسنة ماحية، أو مُصيبة مُكَفِّرة، وجَعل بكل ما حرَّم عليهم عِوضاً مِن الحلال أنفعَ لهم منه، وأطيَبَ، وألذَّ، فيقومُ مقامه لِيستغنى العبدُ عن الحرام، ويسعه الحلال، فلا يَضيقُ عنه، وجعل لِكل عُسْرٍ يمتحنُهم به يُسراً قبله، ويُسراً بعده، (فلن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسرَيْنِ) فإذَا كان هذا شأنه سبحانه مع عباده، فكيف يُكلِّفُهم ما لا يسعهم فضلاً عما لا يُطيقونه ولا يقدِرُونَ عليه. أ هـ(/)
تفسير ((يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 05:53]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
فإننا نبدأ بتفسير سور المفصل التي تبتدىء من سورة (ق) عند بعض العلماء، أو من سورة الحجرات عند آخرين.
وسنتكلم على سورة الحجرات لما فيها من الآداب العظيمة النافعة التي ابتدأها الله بقوله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم}. اعلم أن الله تعالى إذا ابتدأ الخطاب بقوله: {يا أيها الذين آمنوا} فإنه كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إما خير تُؤمر به، وإما شر تنهى عنه، فأرعه سمعك، واستمع إليه لما فيه من الخير، وإذا صدَّر الله الخطاب بـ {يا أيها الذين آمنوا} دل ذلك على أن التزام ما خوطب به من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته نقص في الإيمان، يقول الله عز وجل: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} قيل: معنى {لا تقدموا} أي: لا تتقدموا بين يدي الله ورسوله، والمراد: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ أو بفعل. وقيل: المعنى لا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله. وكلاهما يصبان في مصب واحد، والمعنى: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ ولا فعلٍ، وقد وقع لذلك أمثلة، فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين» (1) لأن الذي يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين كأنه تقدم بين يدي الله ورسوله، فبدأ بالصوم قبل أن يحين وقته، ولهذا قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما: «من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم» (2). ومن التقدُّم بين يدي الله ورسوله البدع بجميع أنواعها، فإنها تقدم بين يدي الله ورسوله؛ بل هي أشد التقدم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور». وأخبر بأن «كل بدعة ضلالة» (3). وصدق - عليه الصلاة والسلام - فإن حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات، مما يدعي أنه شرع، كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل، وأنه كملها بما أتى به من البدعة، وهذا معارض تماماً لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}. فيقال لهذا الرجل الذي ابتدع: أهذا الذي فعلته كمال في الدين؟ إن قال: نعم، فإن قوله هذا يتضمن أو يستلزم تكذيب قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}، وإن قال: ليس كمالاً في الدين، قلنا: إذن هو نقص؛ لأن الله يقول: {فماذا بعد الحق إلا الضلال} فالبدعة كما أنها ضلالة في نفسها فهي في الحقيقة تتضمن الطعن في دين الله، وأنه ناقص، وأن هذا المبتدع كمله بما ادعى أنه من شريعة الله - عز وجل - فالمبتدعون كلهم تقدموا بين يدي الله ورسوله، ولم يبالوا بهذا النهي حتى وإن حسن قصدهم؛ فإن فعلهم ضلالة، وقد يُثاب على حسن قصده، ولكنه يؤزر على سوء فعله، ولهذا يجب على كل مبتدع علم أنه على بدعة أن يتوب منها، ويرجع إلى الله - عز وجل - ويلتزم سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، والبدعة أنواع كثيرة: بدع في العقيدة، وبدع في الأقوال، وبدع في الأفعال.(/)
لماذا لم تغرق سفينة موسى والخضر؟
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 10:06]ـ
{فَ?نْطَلَقَا حَتَّى? إِذَا رَكِبَا فِي ?لسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً}.سؤال ذكر المفسرون ان الخضر لم يخرق السفينة الا لما دخلت في اللجة لجة البحر ذكر هذا ابن كثير رحمه الله لماذا لم تغرق السفينة؟؟.الجواب. بالاضافة للسبب الظاهر اراد الخضر ان يعلمهم ان الله هو الحامل الحقيقى لهم فى البر والبحرلا السفينة. السفينة سبب فقط فسواء وجودها او عدمها عند اهل اليقين سواء لانهم مع المسبب لا السبب. فلو كانت هى الحاملة لغرقت حين خرقها ومن هنا ياتى خرق العادات والكرامات للاولياء فلم تغرق السفينة ليقين الخضر الهم اجعلنا من اهل اليقين.هذه دعوة لتدبر الكتاب والسنة
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 10:32]ـ
الداعي همه الآخرين ...
عجيب أمر موسى عليه السلام .. لم يقل لتغرقنا ... قال:"لتغرق أهلها "
هذا جزء من العلم الذي تعلمه موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 10:35]ـ
والأعجب من هذا أن موسى نسي أن أم موسى ألقته في اليم وهو طفل رضيع ..
فقال ماقال للخضر عليه السلام.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 02:18]ـ
/// لا دليل على ولاية الخضر، ونفي النبوَّة عنه؛ بل ظواهر الآيات في سورة الكهف تدلُّ على نبوَّته.
{فَ?نْطَلَقَا حَتَّى? إِذَا رَكِبَا فِي ?لسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً}.سؤال ذكر المفسرون ان الخضر لم يخرق السفينة الا لما دخلت في اللجة لجة البحر ذكر هذا ابن كثير رحمه الله لماذا لم تغرق السفينة؟؟
الجواب. بالاضافة للسبب الظاهر اراد الخضر ان يعلمهم ان الله هو الحامل الحقيقى لهم فى البر والبحرلا السفينة. السفينة سبب فقط فسواء وجودها او عدمها عند اهل اليقين سواء لانهم مع المسبب لا السبب. فلو كانت هى الحاملة لغرقت حين خرقها ومن هنا ياتى خرق العادات والكرامات للاولياء فلم تغرق السفينة ليقين الخضر الهم اجعلنا من اهل اليقين.هذه دعوة لتدبر الكتاب والسنة
/// لا بأس أن تقع كرامةٌ عند امتناع غرق سفينةٍ مع تحقُّق ذلك لا مظنَّته، للخضر -إن قيل إنَّه وليٌّ لا نبيٌّ- أو غيره.
ولكن لا دليل ههنا أنَّ السَّينة لم تغرق مع تحقِّق غرقها.
/// فليس كل سفينة تخرق يلزم غرقها .. ويظهر ذلك جليًّا من أنَّ الخضر قد علم أنَّها لا تغرق، بل تعاب حسبُ؛ لذا قال لموسى: (فأردُّت أن أعيبها)، ولم يقل أن أغرقها.
الداعي همه الآخرين ...
عجيب أمر موسى عليه السلام .. لم يقل لتغرقنا ... قال:"لتغرق أهلها "
هذا جزء من العلم الذي تعلمه موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام.
/// لا دليل على أنَّ هذا جزءُ من العلم الذي تعلَّمه موسى من الخضر؛ إذ لم لا يكون هذا ممَّا علمه موسى وهو النَّبي المكرَّم.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 11:20]ـ
/// لا دليل على ولاية الخضر، ونفي النبوَّة عنه؛ بل ظواهر الآيات في سورة الكهف تدلُّ على نبوَّته.
الخضر عليه السلام ولي فقط، وليس بنبي عند الجمهور.
قال الشيخ زروق رضي الله عنه وقد حكى قول بعض العلماء قال ذلك العالم: أنّ الخضر عليه السلام رسول من رسل الله أرسل إلى طائفة من البحر، فمن لم يقل برسالته فقد كفر.
قال الشيخ زروق مجيبا عن هذا القول: سلمنا صحة ما يدعيه، ولا نسلم القول بكفر من لم يعتقده لأنّ تلك زيادة عقيدة في الإيمان وإلزام لها، وهي لم تجمع الأمة عليها، ودليل عدم نبوته قول سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام له حيث قال له في خرق السفينة:
قد جئت شيئاً إمرا، وفي قتل الغلام لقد جئت شيئاَ نكرا، إذ لو كان نبيا ما جهله موسى عليه الصلاة والسلام لانَه تام العلم فكيف يجهل قدر نبي حاضر معه يظنه ليس بنبي هذا يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لوجوب الإيمان به علينا لو كان نبياً، ويستحيل أنْ يكون جاهلاً بمرتبة في الإيمان واجبة مع كونه يعلم أنّ لو كان نبيا لعلم أنّ النبوة معصومة يستحيل عليها متابعة الهوى، والسير في الأمور بمخالفة أمر الله تعالى، فهذا مستحيل على النبوة، فلو علم موسى أنّه نبي ما تجرأ عليه بقوله: لقد جئت شيئاً امراً وشيئاَ نكرأ، لأنه يعلم أنّ هذا مستحيل على النبوة لا يتاًتى ولا يتصور منها لثبوت العصمة، فهذا أكبر دليل على أنه ليس بنبي. انتهى
يضاف إلى ذلك أن الخضر لوكان نبيا لأعلم الله موسى بنبوته لأجل أن لا ينكر عليه لأنّ الإنكار على صاحب النبوة تضليل له، والمضلل للنبي كافر وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام معصوم، فما تجرأ عليه بقوله: (لقد جئت شيئاَ نكرا) إلاّ لعلمه أنه ليس بنبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:43]ـ
لا دليل على نبوة الخضر
و لا ولايته و لا ملائكيته
الدليل الوحيد أنه عبد من عباد الله
هل ينكر ذلك أحد؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 09:34]ـ
يمكن أن يكون الملك الغاصب لا يأخذ السفن الغير سليمة، فلذا خرقها الخضر عليه السلام، و أظن الخرق كان فى حوائط السفينة المطلة على البحر، و ليس فى القاع، اذ لو كان فى القاع لغرقوا أجمعين.
بالنسبة لقول موسى عليه السلام فيما حكاه الله عنه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا) فأنه لا يعنى أصحاب السفينة -الأصليين - و لكن يعنى جميع من على السفينة بما فيهم موسى و الخضر عليهم السلام، فوجودهم على السفينة صيرهم من اهلها.
كل ذلك جواب العقل، و أنا لا أمن من خلاله من الزلل و العثار. و جزاكم الله خيرا.
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:36]ـ
اسامة محمد خيرى
ومن هنا ياتى خرق العادات والكرامات للاولياء فلم تغرق السفينة ليقين الخضر
لماذا جعلتها من خرق العادة للخضر والولاية له مختلف فيها مع ان نسبة هذا الخرق ظني , ولم تجعله من قِبل موسى عليه السلام والنبوة ثابتة له بالاجماع , وهو اولى من الخضر والخوارق ثابتة له .. !!!(/)
جواهر العطف والضمائر فى كتاب الله
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:57]ـ
{وَ?تَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ?لشَّيَـ?طِينُ عَلَى? مُلْكِ سُلَيْمَـ?نَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـ?نُ وَلَـ?كِنَّ ?لشَّيَـ?طِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ?لنَّاسَ ?لسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ?لْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـ?رُوتَ وَمَـ?رُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى? يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ?لْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ?للَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ?شْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ?لآخِرَةِ مِنْ خَلَ?ـقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}.تامل اخى الحبيب جيدا هذة الاية واقراءها عدة مرات. سؤالما انزل على الملكين عطف على ماذا؟؟؟.اعلم اخى الحبيب اختلف اهل التفسير فى هذا اختلافا كبيراوتفرقوا الى قسمين. الاول. قال ان ما نافية وانها عطف على وما كفر سليمانوان فى الاية تقديم وتاخير اى وماكفر سليمان وما انزل على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت.ومن ذهب الى هذا الراى مثل الامام القرطبى فى تفسيره قال ان الملكين هما جبريل وميكائيل. الثانىقال اصحاب هذا الراى ان ماموصولة ومنهم الامام الطبرى. وقالوا ان الملكين هاروت وماروت وليس فى الاية تقديم وتاخير. واختلفواما الموصولة معطوفة على ماذا. فمنهمقال معطوفة علىالسحر. ومنهمقال على ملك سليمان. ومنهم قال على ما تتلوا الشياطين. يالكى من مامحيرة. وانتظروا الجوهرة الثانية ان شاء الله
__________________
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 08:57]ـ
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ?للَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ?ثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ?لْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ?للَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ ?لسُّفْلَى? وَكَلِمَةُ ?للَّهِ هِيَ ?لْعُلْيَا وَ?للَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.اعلم اخى الحبيب ان من ذهب ان الذى انزل الله سكينه عليه هو الحبيب صلى الله عليه وسلم ظن ان ايده بجنود معطوف على انزل الله سكينته وهو الظاهر ومادام ايد الحبيب بالجنود اذن انزل سكينته على الحبيب لان المعطوف والمعطوف عليه يجب ان يكونوا واحد.ولكن اخى الحبيب ان تدبرت الاية جيدا وجدت ان ايده بجنودعطف على نصره الله وهو الحبيب وليس عطف على فانزل الله سكينته. اذن اخى الحبيب الذى انزل الله سكينته عليه هو الصديق. وان الذى جاء بعد نصره الله هو شرح لهذا النصر وقت الهجرة. ثم ذكرهم الله بموقف اخر وهو واقعة بدر فقال وايده بجنود لم تروها. يالها من درة لاهل التدبر. وانتظروا الجوهرة الثالثة باذن الله.(/)
الجمع بين النصوص التي فيها {ومَن أظلمُ .. } (ابن عثيمين)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:42]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في تفسيره لسورة الكهف (ص102):
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:57)
قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ} أي ذكره الواعظ بآيات ربه الكونية، كأخذه الأمم المكذبين، أو الشرعية كالقرآن.
(فَأَعْرَضَ عَنْهَا) ولم يقبلها، أي لا أ حد أظلم منه، فإن قيل: ما الجمع بين هذه الآية، وبين الآية التي في أول السورة وهي قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) ونحوها؟
فالجواب: بأحد وجهين:
الأول: أن الأفضلية باعتبار ما شاركه في أصل المعنى، فقوله تعالى: {) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} يعني من أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها من الذين يُذَكَّرون فيُعرِضون، قد يذكر الإنسان فيعرض، لكن أشد ما يكون أن يذكر بآيات الله ثم يعرض عنها، وفي افتراء الكذب قد يفتري الإنسان الكذب على فلان وفلان، وأعظم ما يكون الافتراء عليه هو الله، وأنت إذا أخذت بهذه القاعدة سلمت من إشكال كبير.
الثاني: وقيل: إن "أظلم" و"أظلم" يشتركان في الأظلمية ويتساويان فيها بالنسبة لغيرهما، وفيه نظر لأنه لا يمكن أن نقول: إنّ من ذكر بآيات ربه فأعرض عنها أنه يساوي من افترى على الله كذباً، أو من منع مساجد الله أن يُذْكر فيها اسمه يساوي من كذب على الله، ونحو ذلك.
=======================
وقال - رحمه الله - في القول المفيد شرح كتاب التوحيد، عند باب (ما جاء في المصورين) (صـ 435، 436) عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة " أخرجاه
قال:
فإن قيل: كيف يجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: ? ومن أظلم ممن منع مساجد الله ? [البقرة: 114]، وقوله: ? ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ? [الأنعام: 21] وغير ذلك من النصوص؟
فالجواب من وجهين:
الأول: أن المعني أنها مشتركة في الأظلمية، أي أنها في مستوي واحد في كونها في قمة الظلم.
الثاني: أن الأظلمية نسبية، أي أنه لا أحد أظلم من هذا في نوع هذا العمل لا في كل شيء، فيقال مثلاً: من أظلم في مشابهة أحد في صنعه ممن ذهب يخلق كخلق الله، ومن أظلم في منع حق ممن منع مساجد الله، ومن أظلم في أفتراء الكذب ممن افتري على الله كذباً.(/)
علم كتاب الله لا يقدر أحد أن يبلغ نهايته, إذ فوق كل علم عليم.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 05:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
/// قال الإمام: أبو محمد مكي بن طالب القيسي (ت:437):
_ بعدما ذكر منهجه في تفسيره , وما اعتمد عليه من العلوم_:
{وسميت هذا الكتاب: " الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره, وأحكامه, وجمل من فنون علومه" ..
أعني بقولي" بلوغ النهاية": أي إلى ما وصل إلي من ذلك , لأن علم كتاب الله لا يقدر أحد أن يبلغ نهايته, إذ فوق كل علم عليم.} [الهداية 1/ 73]
///وهذا التفسير ظل مخطوطا مدة 10 قرون , حتى طبع حديثا عن جامعة الشارقة في13 مجلدا.
///وهذا التفسير من مصادر تفسير ابن عطية وكذا تفسير القرطبي.
/// ومقولة الإمام مكي تذكرني بأقوال للشيخ محمد الأمين:
/// يقول الشيخ رحمه الله عن نفسه: " لا توجد آية في القرآن إلا درستها على حدة".
/// وقال رحمه الله: "كل آية قال فيها الأقدمون شيئاً فهو عندي".
/// ولما قال له أحد الأشخاص: "إن سليمان الجمل – صاحب حاشية الجمل على الجلالين- لم يقل هذا"، قال: " أحلف لك بالله أني أعلم بكتاب الله من سليمان الجمل بكذا، لأني أخذت المصحف من أوله إلى آخره، ولم تبق آية إلا تتبعت أقوال العلماء فيها، وعرفت ما قالوا"
وفق الله الجميع لتدبر كتابه , والعمل بما فيه.
ـ[محمد أحمد المصري]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 11:50]ـ
نريده مطروحا على النت(/)
التفسير (الإشاري) في الميزان. [بحث]
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 12:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله الذي أنزل القرآن وحماه، وأحكم آياته وأوضح مبناه، وأصلي وأسلم على إمام المفسرين، الناهي عن مزلات الأقدام في أمور الدين، ثم أما بعد ..
فلقد حداني إلى كتابة هذا البحث الموسع ما رأيته من تجرؤ بعض المسلمين هداهم الله على كتاب الله تعالى، ومحاولة صرف معانيه وآياته عن ظاهرها الصحيح، ومحاولة تمييع كتاب الله بخواطر وخيالات ما أنزل الله بها من سلطان، حاشا كتاب ربنا هذا العبث.
فقمت بتتبع ما كتبه أهل العلم المعتبرون الموثوقين في هذا الباب، مع زيادة توضيح وبيان، فخرج ما تراه بإذن الله سارً لك، ومجلي عنك. فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: تعريف التفسير الإشاري:
هو تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة تظهر لأرباب الصفاء، مع عدم إبطال الظاهر, قال الزرقاني: (التفسير الإشاري: هو تأويل القرآن بغيرظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف ويمكن الجمع بينها وبين الظاهرالمراد أيضا) أهـ[مناهل العرفان للزرقاني 2/ 56].
وقال الصابوني: (التفسيرالإشاري: هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره، لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم، أوتظهر للعارفين بالله من أرباب السلوك والمجاهدة للنفس، ممن نور الله بصائرهمفأدركوا أسرار القرآن العظيم، أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة، بواسطةالإلهام الإلهي أو الفتح الرباني، مع إمكان الجمع بينهما وبين الظاهر المراد منالآيات الكريمة) أهـ[التبيان في علوم القرآن للصابوني ص191].
عرف التفسير الصوفي بالتفسير الإشاري، ويتمثل على زعمهم في أن يرى المفسر معنى آخر غير المعنى الظاهر، ربما تحتمله الآية الكريمة ولكنه لا يظهر للعامة من الناس، وإنما يظهر لخاصتهم ومن فتح الله قلبه وأنار بصيرته وسلكه ضمن عباده الصالحين، الذين منحهم الله الفهم والإدراك، وهذا النوع من العلم ليس من العلم الكسبى الذي ينال بالبحث والمذاكرة وإنما هو من العلم الوهبى الذي هو أثر التقى والاستقامة والصلاح، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
والتفسير الصوفي يعتمد أساسا على أن للقرآن ظاهرا وباطنا، ويقصد بالظاهر الشريعة وبالباطن الحقيقة، وعلم الشريعة علم المجاهدة، وعلم الحقيقة علم الهداية، وعلم الشريعة علم الآداب وعلم الحقيقة علم الأحوال، وعلم الشريعة يعلمه علماء الشريعة وعلم الحقيقة يعلمه العلماء بالله، يقول السلمى في مقدمة تفسيره عن الباعث لإقدامه على كتابة تفسير القرآن:
(لما رأيت المتوسمين بعلوم الظاهر قد سبقوا في أنواع فرائد القرآن، من قراءات وتفاسير ومشكلات وأحكام وإعراب ولغة ومجمل ومفصل وناسخ ومنسوخ، ولم يشتغل أحد منهم بفهم الخطاب على لسان أهل الحقيقة إلا آيات متفرقة، أحببت أن أجمع حروفا أستحسنها من ذلك وأضم أقوال مشايخ أهل الحقيقة إلى ذلك وأرتبه على السور حسب وسعى وطاقتى) أهـ.
ويقول سهل بن عبد الله التسترى في تفسيره، وهو أول ما ظهر للصوفية من تفسير للقرآن:
(ما من آية في القرآن إلا ولها أربعة معان، ظاهر وباطن وحد ومطلع، فالظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحد حلالها وحرامها، والمطلع إشراف القلب على المراد بها فقها من الله عز وجل، فالعلم الظاهر علم عام، والفهم لباطنه والمراد به خاص) أهـ.
وقد ظهر أيضا تفسير ثالث لعبد الكريم القشيرى سلك فيه مسلك الصوفية في إدراك الإشارات التي يراها الصوفي خلف آيات القرآن، وسماه لطائف الإشارات، قال عن الباعث لتأليفه:
(وكتابنا هذا يأتى على طرف من إشارات القرآن على لسان أهل المعرفة إما من معاني قولهم أو قضايا أصولهم، سلكنا فيه طريق الإقلال خشية الملال مستمدين من الله تعالى عوائد المنة، متبرئين من الحول والمنة مستعصمين من الخطأ والخلل، مستوثقين لأصوب القول والعمل) أهـ.
ولم يظهر في تاريخ التفسير الإشاري حتى القرن الخامس، أهم من حقائق التفسير للسلمى، ولطائف الإشارات للقشيري وإن كان القشيري قد استفاد
من السلمى فائدة كبرى واقتبس منه كثيرا من آرائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ظهر تفسير القرآن المنسوب لابن عربي، ولكنه في الحقيقة للكاشاني السمرقندي، ويعد هذا التفسير أهم تفسير إشارى بعد اللطائف، قال مؤلفه في مقدمته:
(ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع، فالظهر هو التفسير، والبطن هو التأويل، والحد هو ما تتناهي إليه الفهوم من معنى الكلام، والمطلع ما يصعد إليه منه فيطلع على شهود الملك العلام) أهـ.
ويمكن القول باستقراء التفسيرات الصوفية السابقة أن السمة الغالبة في التفسير الإشاري لدى الصوفية تتمثل فيما يلى:
1 - أن للقرآن ظاهرا وباطنا، وأن الظاهر للعوام والباطن لا يدركه إلا الخواص وإدراك الخواص مستمد من فيض إلهي ينير بصائرهم، ويكشف لهم على زعمهم عن معارف لدنية مباشرة.
2 - أن العلم بالقرآن على هذا النحو يفترق عن العلوم القرآنية الأخرى في بدايته وفى طرائقه وفي غاياته، فضلا عن أنه يفترق عن سائر العلوم بضرورة العمل، فالعالم لابد أن يكون عاملا وعمله هو جهاده ورياضاته التي تؤدى إلى صقل إرادته وشحذ همته وتنقية مرآته الباطنية من كل شائبة، فالتفسير عموما ليس تفسيرا مباشرا، بل يسلك تزكية النفوس وتطهير القلوب والحث على التحلى بالأخلاق الفاضلة.
3 - أن التفسير الإشاري وإن كان يعتمد على ما وراء العبارة الظاهرية إلا أنه لم تخل من بعض ما نقل من الآثار على النحو المذكور في التفسير بالمأثور أو التفسير بالرأي بالطريقة الاستنباطية، أو تفسيرات تعتمد على معاني الألفاظ والتفسيرات البلاغية.
4 - تتعرض هذه التفسيرات لكثير من المعاني والمصطلحات الصوفية التي تكشف عن طريقتهم وتجربتهم، لا سيما أنهم يوجهون الآيات كشواهد لهذه الرموز والمصطلحات.
5 - ومع ما فيها من معاني تقبل بصعوبة، أو يلتمس لها وجها تحمل عليه بمشقة، إلا أن هناك معان مشكلة تصل في بعض الأحيان إلى الكفر والزندقة.
6 - لم تسلم هذه التفسيرات من الإسرائيليات، والاستشهاد بغير القرآن والسنة، ولم تتبع الدقة في تحري ثبوت الحديث، أو مراعاة التعليق على الأسانيد، وكذلك لم تخل من فكر باطني.
ثانيا: أمثله للتفسير الإشاري (جلّ كلام الله عنه):
· قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ... } فالآية في نفقة الزوجة, لكن أرباب السلوك يرون فيها إشارة إلى أن الواصل يرشد إلىالله على قدر ما وهبه الله من المعرفة, والسالك يرشد أيضا لكن على قدره, قال ابنعطاء الله في الحكم:
({لينفق ذو سعة من سعته ... } الواصلون إليه {ومن قدر عليهرزقه ... } السائرون إليه) أهـ[ص 47 مع شرح ابن عجيبة].
· قوله تعالى: {إنماالصدقات للفقراء والمساكين} فالآية في مصارف الزكاة, لكن أرباب السلوك يرون فيهاإشارة إلى أن مواهب الله على القلوب لا تكون إلا بتحقيق الفقر والمسكنة لله تعالىقال ابن عجيبة في شرح الحكم ص 48:
(إقطع عنك المادة وافتقر إلى الله تفيض عليكالمواهب من الله {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} إن أردت بسط المواهب عليك صححالفقر والفاقة لديك) أهـ
وقد استدل الصوفية لإباحة هذا النوع من التفسير بأدلة واهية؛ إما ضعيفة أو ساقطة أو موضوعة، لا يمكن أن يؤخذ منها ولو إلماحة لتجويز مثل هذه الشطحات مع كتاب الله تعالى.
وسياتي إن شاء الله أن بعض أهل العلم وضع شروطا صارمة لقبول مثل هذا النوع، وإن كنت أرى أنه باطل جملة وتفصيلا.
ثالثا: آراء العلماء في التفسير الإشاري:
اختلف العلماء في التفسير الإشاري، وتباينت فيه أراؤهم فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، ومنهم من عده من كمال الإيمان ومحض العرفان، ومنهم من اعتبره زيغا وضلالا وانحرافا عن دين الله تبارك وتعالى.
والواقع أن الموضوع دقيق يحتاج إلى بصيرة وروية ونظرة إلى أعماق الحقيقة ليظهر ما إذا كان الغرض من هذا النوع من التفسير هو اتباع الهوى والتلاعب في آيات الله كما فعل الباطنية والشيعة، فيكون ذلك من قبيل الزندقة والإلحاد، أو الغرض منه الإشارة إلى أن كلام الله تعالى يعز أن يحيط به بشر إحاطة تامة، وأن كلامه تعالى وضعت فيه مفاهيم وأسرار ودقائق وعجائب لا تنقضي على مدار الأزمان، ويتوالى إعجازه مرة بعد أخرى، فيكون ذلك من محض العرفان وكمال الإيمان.
ويمكن أن نعرض أهم آراء العلماء التي نسترشد بها في تحديد شروط قبول التفسير الإشاري، فمن ذلك:
1 - رأى ابن الصلاح: في [فتاوى ابنالصلاح 1/ 196]:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مسألة: سأل سائل في كلام الصوفية في القرآن كالجنيد وغيره وكانالسائل عن هذا ينكر ما سمع من ذلك وكان يجالس شيخا من المفتين فجرى ذلك في مجلسهفابتدأ الشيخ وقال كالمستحسن لكلام الصوفية: هم لا يريدون به تفسير القرآن وإنماهي معاني يجدونها عند التلاوة.
وقال أيضا يقولون: {يا أيها الذين آمنوا قاتلواالذين يلونكم من الكفار} قالوا: هي النفس، وكان الشيخ المفتي يشرح ذلك ويقول: أمرنا بقتال من يلينا لأنهم أقرب شرا إلينا وأقرب شرا إلى الإنسان نفسه.
وقالالشيخ أيضا: يقولون: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه} يقول نوح العقل والغرض أنهم يلقيالله عندهم في كلامه ما ينتفعون به وهذا قد صدر عن أكابرهم والجم الغفير وأنتم بذلكأعلم والسائل لهذا ليس بجاهل وليس غرضه إلا الاعتضاد بما يسمع من الشيخ تقي الدينرضي الله عنه واحد لا يجهل أن قوله تعالى: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار} ليسالمراد به النفس وإن المراد ظاهر ومن قال غير ذاك فهو مخطئ.
فأجاب رضي الله عنه:
وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر رحمه الله أنه قال: صنف أبو عبدالرحمن السلمي حقائق التفسير فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
وأنا أقول: الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكر تفسيرا ولا ذهببه مذهب الشرح للكلمة المذكورة في القرآن العظيم، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوامسالك الباطنية.
وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن، فإن النظير يذكر بالنظير، فمن ذكر قتال النفس في الآية المذكورة فكأنه قال: أمرنا بقتال النفس ومنيلينا من الكفار, ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك لما فيه من الإيهاموالالتباس والله أعلم) أهـ.
2 - رأى الشاطبى:
يقسم الشاطبى الاعتبارات القرآنية الواردة على القلوب الطاهرة وأصحاب البصائر إذا صحت على كمال شروطها على ضربين:
· ما يكون أصل انفجاره من القرآن ويتبعه سائر الموجودات، فإن الاعتبار الصحيح في الجملة هو الذي يخرق من البصيرة في حجب الأكوان من غير توقف، فإن توقف فهو غير صحيح حسبما بينه أهل التحقيق بالسلوك.
· ما يكون انفجاره من الموجودات كليا أو جزئيا ويتبعه الاعتبار في القرآن.
فإن كان الأول فهذا الاعتبار صحيح وهو معتمد على فهم باطن القرآن من غير إشكال، وإن كان الثاني فالتوقف على اعتباره في فهم باطن القرآن لازم وأخذه على إطلاقه ممتنع لأنه بخلاف الأول.
قال في الموافقاتوقد ذكر نماذج من التفسير الإشاري عن سهل التستري 3/ 398:
(ولكن له وجه جار علىالصحة وذلك أنه لم يقل إن هذا هو تفسير الآية ولكن أتى بما هو ند في الاعتبارالشرعي الذي شهد له القرآن من جهتين:
أحداهما: أن الناظر قد يأخذ من معنىالآية معنى من باب الاعتبار فيجريه فيما لم تنزل فيه لأنه يجامعه في القصد أو يقاربه ... ) أهـ.
ثم قال 3/ 403: ( ... وإنما احتيج إلى هذا كله لجلالة من نقلعنهم ذلك [أي التفسير الإشاري] من الفضلاء وربما ألمّ الغزالي بشيء منه فيالإحياء وغيره وهو مزلة قدم لمن لم يعرف مقاصد القوم فإن الناس في أمثال هذهالأشياء بين قائِلَينِ:
منهم: من يصدق به ويأخذه على ظاهره ويعتقد أن ذلك هومراد الله تعالى من كتابه وإذا عارضه ما ينقل في كتب التفسير على خلافة فربما كذببه أو أشكل عليه.
ومنهم: من يكذب به على الإطلاق ويرى أنه تقوّل وبهتان مثل ماتقدم من تفسير الباطنية ومن حذا حذوهم وكلا الطريقين فيه ميل عن الإنصاف). أهـ.
ثم قال 3/ 404 – 406: (فنقول: إن تلك الأنظار الباطنة في الآيات المذكورة إذالم يظهر جريانها على مقتضى الشروط المتقدمة [شروط قبول التفسير] فهي راجعة إلىالاعتبار غير القرآني وهو الوجودي ويصح تنزيله على معاني القرآن لأنه وجودي أيضافهو مشترك من تلك الجهة غير خاص فلا يطالب فيه المعتبر بشاهد موافق إلا ما يطالبهالمربي وهو أمر خاص وعلم منفرد بنفسه لا يختص بهذا الموضع فلذلك يوقف على محله، فكون القلب جارا ذا قربى والجار الجنب هو النفس الطبيعي، إلى سائر ما ذكر [التستري]؛ يصح تنزيله اعتباريا مطلقا، فإن مقابلة الوجود بعضه ببعض في هذا النمطصحيح وسهل جدا عند أربابه غير أنه مغرر بمن ليس براسخ أو داخل تحت إيالةراسخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا فإن من ذكر عنه مثل ذلك من المعتبرين لم يصرح بأنه المعنى المقصودالمخاطب به الخلق بل أجراه مجراه وسكت عن كونه هو المراد
وإن جاء شيء من ذلكوصرح صاحبه أنه هو المراد فهو من أرباب الأحوال الذين لا يفرقون بين الاعتبارالقرآني والوجودي وأكثر ما يطرأ هذا لمن هو بعد في السلوك سائر على الطريق لم يتحققبمطلوبه, ولا اعتبار بقول من لم يثبت اعتبار قوله من الباطنية وغيرهم.
وللغزاليفي (مشكاة الأنوار) وفي (كتاب الشكر من الإحياء) وفي (كتاب جواهر القرآن) في الاعتبارالقرآني وغيره ما يتبين به لهذا الموضع أمثلة فتأملها هناك والله الموفق، ولا فائدة فيالتكرار إذا وضح طريق الوصول إلى الحق والصواب) أهـ.
3 - رأي الأستاذ محمد عبد العظيم الرزقانى:
يرى الزرقانى أن بعض الناس قد فتنوا بالإقبال على دراسة تلك الإشارات والخواطر، فدخل في روعهم أن الكتاب والسنة بل والإسلام كله ما هو إلا سوانح وواردات على هذا النحو من التأويلات والتوجيهات، وزعموا أن الأمر ما هو إلا تخييلات، وأن المطلوب منهم هو الشطح مع الخيال أينما شطح، فلم يتقيدوا بتكاليف الشريعة، ولم يحترموا قوانين اللغة العربية في فهم أبلغ النصوص العربية، كتاب الله وسنة رسوله والأدهي من ذلك أنهم يتخيلون ويخيلون للناس أنهم هم أهل الحقيقة، الذين أدركوا الغاية واتصلوا بالله اتصالا أسقط عنهم التكليف، وسما بهم عن حضيض الأخذ بالأسباب ما دموا في زعمهم مع رب الأرباب، وهذا لعمر الله هو المصاب العظيم الذي عمل له الباطنية، كيما يهدموا التشريع من أصوله ويأتوا بنيانه من قواعده، فواجب النصح لإخواننا المسلمين يقتضينا أن نحذرهم الوقوع في هذه الشباك، ونشير عليهم أن ينفضوا من أمثال تلك التفاسير الإشارية الملتوية، لإنها كلها أذواق ومواجيد خارجة عن حدود الضبط والتقييد، وكثيرا ما يختلط فيها الخيال بالحقيقة والحق بالباطل فالأحرى بالفطن العاقل أن ينأى بنفسه عن هذه المزالق وأن يفر بدينه من هذه الشبهات، وأمامه في الكتاب والسنة وشروحهما على قوانين الشريعة واللغة رياض وجنات).
4 - رأي الأستاذ محمد حسين الذهبي:
يقرر الذهبي أن الأدلة مجتمعة تعطينا أن القرآن الكريم له ظهر وبطن، ظهر يفهمه كل من يعرف اللسان العربي، وبطن يفهمه أصحاب الموهبة وأرباب البصائر، غير أن المعاني الباطنية للقرآن، لا تقف عند الحد الذي تصل إليه مداركنا القاصرة بل هي أمر فوق ما نظن وأعظم مما نتصور.
يقول: (أما المعنى الباطن فلا يقف على جريانه على اللسان وحده بل لا بد فيه مع ذلك إلى نور يقذفه الله تعالى في قلب الإنسان، يصير به نافذ البصيرة سليم التفكير، ومعنى هذا أن التفسير الباطن ليس أمرا خارجا عن مدلول اللفظ القرآنى).
ويقول أيضا: (أما الصوفية أهل الحقيقة وأصحاب الإشارة فقد اعترفوا بظاهر القرآن ولم يجحدوه كما اعترفوا بباطنه ولكنهم حين فسروا المعاني الباطنية خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فبينما تجد لهم أفهاما مقبولة تجد لهم بجوارها أفهاما لا يمكن أن يقبلها العقل أو يرضى بها الشرع).
والخلاصة في رأي الذهبي: أن مثل هذه التفاسير الغريبة للقرآن مزلة قدم لمن يعرف مقاصد القوم، وليتهم احتفظوا بها عند أنفسهم ولم يذيعوها على الناس فيوقعهم في حيرة واختلاف، منهم من يأخذها على ظاهرها ويعتقد أن ذلك هو مراد الله من كلامه، وإذا عارضه ما ينقل في كتب التفسير على خلافها ربما كذب بها أو أشكل عليه ومنهم من يكذبها على الإطلاق ويرى أنها تقول على الله وبهتان، إذن ليتهم ما فعلوا ذلك، إذن لأراحونا من هذه الحيرة وأراحوا أنفسهم من كلام الناس فيهم وقذف البعض لهم بالكفر والإلحاد في آيات الله.
5 - رأي الدكتور محمد كمال جعفر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى الدكتور جعفر أنه يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أنه من الطبيعي أن لا يقف الصوفي عند المعاني التقليدية في أي من القرآن أو السنة قولا وعملا، لأنه ليس كالفقيه أو العالم الذي يعتمد على النظر العقلى فحسب، لأن ذلك لا يشبع رغبته ولا يمد روحه بالزاد الضروري، بل إنه يتعمق إلى معان وراء المعنى الظاهر المباشر، وإن لم يكن من الضرورى أن تكون هذه المعاني العميقة متناقضة مع تلك المعاني الظاهرية، ويشير الدكتور جعفر إلى نقطة هامة، وهي أن القرآن بالنسبة للصوفى يحمل حقيقتين متساويتين في الأهمية، فهو من جهة وحى تاريخى اتخذ وضعه في الزمان والمكان المحددين، وهو من جهة أخرى النبع الفياض الذي لا تنفد حقائقه الإلهية الصادرة عن الله جل جلاله، وهو لا متناه لأنه كلام الموجود الذي لا يتناهي، والمعاني الباطنية لكلماته غير متناهية كذلك أيضا.
كما أن الصوفي المتأمل قد يصل إلى مرحلة يدرك فيها أعمق المعاني الروحية في القرآن، وهذه الفكرة في حد ذاتها بصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى قد تثير صعوبات، بحيث أنها تؤدى إلى أن يكون تفسير القرآن مختلفا باختلاف الذوات المشتركة فيها أي أن يكون الموقف موقفا ذاتيا مما ينتج بدوره تفسيرات متعارضة ويؤدى إلى اضطراب كبير، ولكن الحقيقة أن الصوفية فعلا يرون أن تعدد التفسيرات أمر حتمي، لأن معاني القرآن لا نهائية وتتكشف لكل صوفى حسب طاقته الروحية وحسب فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس في ذلك أي ضير ما دام هذا متصلا بالمعاني الكمالية التي لا تتجاوز حدود المعاني المباشرة المتفق عليها.
6 - الشيخ بن عاشور:
قال ابن عاشور في (تفسيره 1/ 16):
(أما ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية في بعض آيات القرآن من معان لاتجري على ألفاظ القرآن ولكن بتأويل ونحوه فينبغي أن تعلموا أنهم ما كانوا يدعون أنكلامهم في ذلك تفسير للقرآن بل يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلمفيه وحسبكم في ذلك أنهم سموها إشارات ولم يسموها معاني ... ) أهـ.
وقال أيضا في (تفسيره 1/ 17):
(فنسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية لأنها إنما تشير لمن استعدتعقولهم وتدبرهم في حال من الأحوال الثلاثة ولا ينتفع بها غير أولئك فلما كانت آياتالقرآن قد أنارت تدبرهم وأثارت اعتبارهم نسبوا تلك الإشارة للآية.
فليست تلكالإشارة هي حق الدلالة اللفظية والاستعمالية حتى تكون من لوازم اللفظ وتوابعه كماقد تبين). أهـ.
7 - الإمام الزركشي:
قال الزركشي في (البرهان فيعلوم القرآن 2/ 215):
(فأما كلامالصوفية في تفسير القرآن؛ فقيل: ليس تفسيرا، وإنما هي معان ومواجيد يجدونها عندالتلاوة كقول بعضهم في: {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}: إنالمراد النفس، فأمرنا بقتال من يلينا، لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنساننفسه). أهـ.
ثم ذكر كلام ابن الصلاح السابق مقرا مستدلا به.
8 - شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال في (مجموع الفتاوي 6/ 376):
(فإن إشارات المشايخ الصوفية التييشيرون بها تنقسم إلى:
إشارة حالية: وهى إشارتهم بالقلوب وذلك هو الذيامتازوا به وليس هذا موضعه.
وتنقسم إلى الإشارات المتعقلة بالأقوال: مثل مايأخذونها من القرآن ونحوه فتلك الإشارات هي من باب الاعتبار والقياس وإلحاق ما ليسبمنصوص بالمنصوص مثل الاعتبار والقياس الذي يستعمله الفقهاء في الأحكام، لكن هذايستعمل في الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال ودرجات الرجال ونحو ذلك.
فإن كانتالإشارة اعتبارية من جنس القياس الصحيح كانت حسنة مقبولة، وإن كانت كالقياس الضعيفكان لها حكمه، وإن كان تحريفا للكلام عن مواضعه وتأويلا للكلام على غير تأويله كانتمن جنس كلام القرامطة والباطنية والجهمية فتدبر هذا فإني قد أوضحت هذا في قاعدةالإشارات) أهـ.
وقال أيضا كما في (مجموع الفتاوي 2/ 28):
(وأما أرباب الإشاراتالذين يثبتون ما دل اللفظ عليه ويجعلون المعنى المشار إليه مفهوما من جهة القياسوالاعتبار فحالهم كحال الفقهاء العالمين بالقياس والاعتبار، وهذا حق إذا كان قياساصحيحا لا فاسدا واعتبارا مستقيما لا منحرفا) أهـ.
وقال أيضا في (13/ 240):
(يُتْبَعُ)
(/)
(والثاني: ما كان في نفسه حقا لكن يستدلون عليه من القرآن والحديث بألفاظ لم يُرَد بها ذلكفهذا الذي يسمونه إشارات، و حقائق التفسير لأبى عبد الرحمن فيه من هذا الباب شيءكثير ... ، وهو الذي يشتبه كثيرا على بعض الناس فان المعنى يكون صحيحا لدلالةالكتاب والسنة عليه ولكن الشأن في كون اللفظ الذي يذكرونه دل عليه, وهذان قسمان:
أحدهما: أن يقال إن ذلك المعنى مراد باللفظ فهذا افتراء على الله ... .
القسم الثاني: أن يجعل ذلك من باب الاعتبار والقياس لا من باب دلالة اللفظ، فهذا مننوع القياس فالذي تسميه الفقهاء قياسا هو الذي تسميه الصوفية إشارة، وهذا ينقسم إلىصحيح وباطل كانقسام القياس إلى ذلك
فمن سمع قول الله تعالى: {لا يمسه إلاالمطهرون} وقال: إنه اللوح المحفوظ أو المصحف, فقال: كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوبالطاهرة وهى قلوب المتقين كان هذا معنى صحيحا واعتبارا صحيحا ... ، وكذلك من قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا جنب، فاعتبر بذلك أن القلب لا يدخله حقائقالإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد فقد أصاب) أهـ.
قال السيوطي في (الإتقان 4/ 377):
(وسئل شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني عن رجل قال في قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} إن معناه: من ذلّ؛ أي: من الذل. ذي: إشارة إلى النفس، يشفَ: من الشفا جواب (مَنْ). عُ: أمر من الوعي، فأفتى بأنه ملحد.
وقد قال تعالى: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا} قال ابن عباس: هو أن يوضع الكلام على غير موضعه. أخرجه ابن أبي حاتم) أهـ.
رابعا: شروط قبول التفسير الصوفي الإشاري:
قال ابن القيم في كتاب (التبيان في إيمان القرآن ص 123):
(وهذه الأقوال إن أريد أن اللفظ دل عليها وأنها هيالمراد = فغلط، وإن أريد أنها أخذت من طريق الإشارة والقياس؛ فأمرها قريب.
وتفسيرالناس يدور على ثلاثة أصول:
1 - تفسير على اللفظ؛ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون.
2 - وتفسير على المعنى؛ وهو الذي يذكره السلف.
3 - وتفسير على الإشارة والقياس؛ وهو الذيينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم. وهذا لا بأس به بأربعة شرائط:
1) أن لايناقض معنى الآية.
2) وأن يكون معنىً صحيحا في نفسه.
3) وأن يكون في اللفظإشعار به.
4) وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم.
فإذا اجتمعتهذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا) أهـ.
وقال الزرقاني في (مناهل العرفان 2/ 58):
(مما تقدم يعلم أن التفسير الإشاري لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهي:
1 - ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم.
2 - ألا يدعى أنه المراد وحدهدون الظاهر.
3 - ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى: {وإنالله لمع المحسنين} بجعل كلمة (لمع) فعلا ماضيا، وكلمة المحسنين مفعوله.
4 - ألايكون له معارض شرعي أو عقلي.
5 - أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.
كذلك اشترطوا، بيدأن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث، وبالخامس عن الرابع، ويحسنملاحظة شرطين بدلهما:
أحدهما: بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا.
ثانيهما: ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشاري تشويش على المفسَّر له.
ثمإن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به, ذلكلأنه لا يتنافى وظاهر القرآن، ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لايرفض, وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيلالإلهامات التي تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين) أهـ.
ويرى الدكتور محمد كمال جعفر: أنه لا بد قبل تقرير شروط قبول التفسير الصوفي التنبه إلى أن التفسير الصوفي يرتبط بنوعية اعتقاد المفسر، ويمكن إجمال تفسيراتهم في نوعين:
1) التفسير النظرى: وهو التفسير المبني على نزعة فلسفية حيث تتوجه الآيات القرانية لديهم وفق نظرياتهم وتتفق مع تعاليمهم.
2) التفسير الإشاري: هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ولا يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين التفسير النظرى و التفسير الإشاري في أثرهما على تفسير القرآن؛ أن التفسير النظرى يبنى على مقدمة علمية تنقدح في ذهن الصوفي أولا ثم ينزل القرآن عليها بعد ذلك، أما التفسير الإشاري فلا يرتكز على مقدمات علمية بل يرتكز على مجاهدات رياضية، يأخذ الصوفي نفسه بها حتى يصل إلى درجة إيمانية تنكشف له فيها من سبل العبارات هذه الإشارات، وتتوالى على قلبه تحليل الآيات من المعاني الربانية.
كما أن التفسير الصوفي النظري يرى صاحبه أنه كل ما تحتمله الآية من معاني وليس وراءه معنى آخر يمكن أن تحمل عليه إلا هذا، على حسب طاقته أما التفسير الإشاري فلا يرى الصوفي أن كل ما يراد من الآية بل يرى أن هناك معنى آخر تحتمله الآية ويراد منها أولا وقبل كل شيء ذلك المعنى الظاهر الذي ينساق إليه الذهن قبل غيره.
ويرى الدكتور جعفر في شرطه لقبول التفسير الصوفي أن تأويل الصوفية للقرآن أو الفهم الخاص له إذا خلا من أي هدف سياسي أو اجتماعي، سواء كان لرد اعتبار أو كوثيقة أمن أو بسط سلطان أو كسب ثروة أو احتفاظ بمراكز نفوذ تتعلق بأشخاص أو بجماعات، إذا لم يكن له مثل هذا الهدف وإذا كان لا يعارض نصا قرآنيا آخر، ولا يعارض الاستعمال العربي، ولا يؤدى إلى تحريف أو انحراف، وإذا كان وجوده يضيف ثروة روحية أو عقلية، وإذا كان لا يدعى من السلطة ما يجعله أمرا ملزما، بفرض واحديته في الأحقية، إذ كان كذلك فهو تأويل مقبول، ليست له غاية إلا تعميق الفهم عن الله الذي ما زال كتابه منبعا لا يغيض ومعينا لا ينضب للحقائق والأسرار.
ومن ثم وبناء على ما سبق من الآراء يمكن تقرير الشروط التي يقبل بها التفسير الصوفي في العناصر الآتية:
1 - ألا يكون التفسير الصوفي منافيا للظاهر من النظم القرآنى الكريم.
2 - أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.
3 - ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي.
4 - ألا يدعي أن التفسير الصوفي هو المراد وحده من الظاهر.
5 - ألا يكون التأويل بعيدا لا يحتمله اللفظ فيه تلبيس على أفهام الناس.
فإذا توفرت هذه الشروط، وليس للتفسير ما ينافيه أو يعارضه من الأدلة الشرعية، جاز الأخذ به أو تركه، لأنه من قبيل الوجدانيات، والوجدانيات لا تقوم على دليل نظري، وإنما هو أمر يبعث على تنمية المشاعر وتحصيل مكارم الأخلاق، فيجده الصوفي من نفسه ويسره بينه وبين ربه، فله أن يأخذ به أو يعمل بمقتضاه دون أن يلزم به أحدا من الناس، والأحرى ألا يسمى هذا اللون من الفهم تفسيرا وإنما يسمى ذكر النظير بالنظير الذي يعتبر صحيحا.
هذا آخر ما أردت بحثه وجمعه وكتابته حول هذا الموضوع المهم الخطير والذي يمس أعظم معلم من معالم الإسلام؛ ألا وهو كتاب الله تعالى وكلامه.
فالحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 09:08]ـ
أحسنت أيها التميمي رائع ووالله لو لم تقم بفعل هذا والله لفعلت
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيكم وزادكم
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:03]ـ
بارك الله فيك أخي السكران .............................. .... ولكن ألا يتشابه ما يقوله الصوفية عن باطن الآيات مع ما يحاول النصارى به أن يفسروا الفجاجة في بعض نصوصهم كنشيد الأنشاد مثلا من أن الألفاظ لها معنى آخر حتى وإن كان ظاهرها يأباه؟ ................. وهل يعد الانطلاق من الآية في الحديث عن أمور ثابتة شرعا ولكن قد لا يتنبه البعض إلى استنباطها من الآية وليس فيها نقل من السنة ولا من أقوال العلماء ولكن ظاهر الآية لا يأباه هل يعد هذا من قبيل التفسير الإشاري؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 11:13]ـ
وفيك بارك أخي العزيز ..
أما هذا:
ولكن ألا يتشابه ما يقوله الصوفية عن باطن الآيات مع ما يحاول النصارى به أن يفسروا الفجاجة في بعض نصوصهم كنشيد الأنشاد مثلا من أن الألفاظ لها معنى آخر حتى وإن كان ظاهرها يأباه؟
فلا أعلم .. ولا أدري عن خرافات النصارى شيئا؛ لا فجاجة ولا نشيد إنشاد.
وأما هذا:
وهل يعد الانطلاق من الآية في الحديث عن أمور ثابتة شرعا ولكن قد لا يتنبه البعض إلى استنباطها من الآية وليس فيها نقل من السنة ولا من أقوال العلماء ولكن ظاهر الآية لا يأباه هل يعد هذا من قبيل التفسير الإشاري؟
فإن كانت هذه الأمور الثابتة شرعاً لا تخالف دلالات ألفاظ الآية وسياقها، والمعنى يحتملها ولا ينافيها، وهو يعتبر تفسير ظاهر الآية، ولم يأت ما يفسرها من نص قرآني آخر، أو نص نبويٍ، أو تفسير صحابيٍ، أو رأي أحد السلف الصالح المعتبر رأيهم = فلا يعد هذا من قبيل التفسير الإشاري أخي الكريم.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 12:08]ـ
بحث رائع لم يدع لقائل مقال واحيل اليك اخي التميمي - نفع الله بك -سؤال بعض المحبين للمنتدى وقد سئل هل يندرج التفسير الاشاري ضمن الموضوعي وقد اجبته بجواب مقتضب نرجو منك التفصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 02:28]ـ
جزى الله الجميع عني خير الجزاء؛ وأسأل الله أن يجعل ما نقدمه للجميع لوجه الكريم تعالى.
وقبل الجواب على ما تفضلتم به أخي العزيز (المرشدي) يحسن الوقوف على ماهية [التفسير الموضوعي] حتى نرى هل يمكن أن يكون من قيبل التفسير الإشاري أم لا؟
فبالنسبة للنشوء والغايات هو يختلف عن التفسير الإشاري؛ فالمراد غير المراد، والغرض غير الغرض، وإن كان التفسير الموضوعي في مرحلة من المراحل الشاطحة قد يتحول ويتحور إلى تفسير إشاري لخروجه عن غرض السورة الأصلي.
فمصطلح التفسير الموضوعي لم يظهر عَلَمَاً على علم معين إلا في القرن الرابع عشر الهجري، عندما قُرِّرت هذه المادة ضمن مواد قسم التفسير بكلية أصول الدين بالجامع الأزهر، إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير كانت موجودة منذ عهد النبوة وما بعده، ويمكن إجمال مظاهر وجود هذا التفسير في الأمور التالية:
1 - تفسير القرآن بالقرآن: لا ريب أن تفسير القرآن بالقرآن هو لب التفسير الموضوعي وأعلى ثمراته .. وجميع الآيات التي تناولت قضية واحدة والجمع بين دلالاتها والتنسيق بينها كان أبرز ألوان التفسير التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه عليها، فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر مفاتح الغيب في قوله تعالى: ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ)) فقال: مفاتح الغيب خمسة: ((إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ومَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)).
ومن هذا القبيل ما كان يلجأ إليه الصحابة رضوان الله عليهم من الجمع بين الآيات القرآنية التي يُظنُّ بينها تعارضٌ.
وقد وضع العلماء بعده قاعدة في أصول التفسير تقتضي بأن أول ما يرجع إليه المفسر القرآن الكريم، إذ ما أجمل في مكان قد فصل في آخر، وما أطلق في آية إلا قد قيد في أخرى، وما ورد عاماً في سورة جاء ما يخصصه في سورة أخرى، وهذا اللون من التفسير هو أعلى مراتب التفسير وأصدقها إذ لا أحد أعلم بكلام الله من الله.
2 - آيات الأحكام: قام الفقهاء بجمع آيات كل باب من أبواب الفقه على حدة، وأخذوا في دراستها واستنباط الأحكام منها، والجمع بين ما يظهر التعارض، وذكروا ما نص عليه وما استنبط من القرآن بطريق الإشارة والدلالة الخفية، ونحو ذلك، وكله داخل تحت مسمى التفسير الموضوعي.
3 - الأشباه والنظائر: وهو اتجاه نحاه بعض العلماء في تتبع اللفظة القرآنية، ومحاولة معرفة دلالاتها المختلفة، مثال ذلك: كلمة (خير) وردت في القرآن على ثمانية أوجه حسبما ذكره الدامغاني في كتابه (إصلاح الوجوه والنظائر)، وهذا كما ترى لون من التفسير الموضوعي، وهو أول وسيلة يلجأ إليها الباحثون في البحث عن موضوعات القرآن حيث يجمعون ألفاظ ذلك الموضوع من سور القرآن ثم يتعرفون على دلالة اللفظ في أماكن وروده.
4 - الدراسات في علوم القرآن: اهتم العلماء بموضوعات علوم القرآن فأشبعوها، ومن بين هذه الموضوعات والدراسات؛ لون ينصبُّ على دراسة وجمع الآيات التي لها رابطة واحدة، كآيات النسخ والقسم والمشكل والجدل والأمثال وغير ذلك، ومؤلفاتهم في ذلك يعز على الباحث حصرها وهي أشهر من أن تذكر.
كل هذه الأمور والحقائق تدلنا على أن التفسير الموضوعي ليس بدعاً من العلوم أفرزته عقول المتأخرين، وغفلت عن الاهتمام به أفهام الأولين.
لكن بروزه لوناً من التفسير له كيانه وطريقته لم يوجد إلا في العُصُر الأخيرة تلبية لحاجات أهلها التى وجد فيها من المذاهب والأفكار كما وجد فيها من الآراء والموضوعات ما اضطر علماء الشريعة إلى بحثها من وجهة النظر القرآنية ليقينهم بأنه الكتاب الذي يحوي دراسة وعلاج كل موضوع يطرأ في حياة الناس، علمه من علمه وجهله من جهله، ((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ)).
ومن ثم كثرت الدراسات القرآنية، وأصبحت المكتبة القرآنية تستقبل كل يوم مواداً جديدة من عالم المطبوعات، ونظرة خاطفة إلى فهارس المكتبة تنبيك بكثرة ما كتب في هذا المجال، وإن كان في الحقيقة قليلاً على مادة القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن تعريف (التفسير الموضوعي) بكونه علماً على فن معين بأنه: علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر.
فهو عبارة عن ألوان متعددة الأغراض والمواضيع يختار منها المفسر أو الباحث ما يخدم المجال الذي أراد الكتابة حوله.
ويمكن إجمال هذه الألوان للتفسير الموضوعي في الآتي:
الأول: أن يتتبع الباحث لفظة من كلمات القرآن الكريم، ثم يجمع الآيات التي ترد فيها اللفظة أو مشتقاتها من مادتها اللغوية.
وبعد جمع الآيات والإحاطة بتفسيرها يحاول استنباط دلالات الكلمة من خلال استعمال القرآن الكريم لها .. وقد أصبح كثير من الكلمات القرآنية مصطلحات قرآنية كـ (الأمة، والجهاد، والذين في قلوبهم مرض، والخلافة .. ).
وهذا اللون كما ترى قد اهتمت به كتب الأشباه والنظائر إلا أنها بقيت في دائرة الكلمة في موضوعها، ولكن يحاول مؤلفوها أن يربطوا بينها في مختلف السور، مما أبقى تفسيرهم للكلمة في دائرة الدلالة اللفظية .. أما المعاصرون فقد تتبعوا الكلمة وحاولوا الربط بين دلالاتها في مختلف المواطن، وأظهروا بذلك لوناً من البلاغة والإعجاز القرآني، وقد كان من نتائجها استنباط دلالات قرآنية بالغة الدقة، لم يكن بمقدورهم العثور عليها لولا انتهاجهم هذا السبيل.
الثاني: تحديد موضوع ما، يلحظ الباحث تعرض القرآن المجيد له بأساليب متنوعة في العرض والتحليل والمناقشة والتعليق، أو تطرأ مشكلة أو تطرح قضية فيراد بحثها من وجهة نظر قرآنية.
وهنا نشير إلى عجيبة من عجائب القرآن الكريم المعجزة، تدلنا على أن القرآن دستور حياة، ومنهج عمل، فيه الشمول والعموم والكمال والبيان .. خلاصتها: أنه ليس بمستغرب أن يجد باحث اهتمام القرآن صريحاً بموضوع معين فيرى جوانب معالجة الموضوع ودراسته في القرآن كافية وافية، ولكن الغريب حقاً أن تقترح موضوعاً فتلج إلى عالم القرآن كأنما أنزل فيه فيدهشك أن الموضوع قد استوفيت جوانب دراسته في القرآن كأنما أنزل القرآن من أجله.
وطريقة الكتابة في هذا اللون تتم باستخراج الآيات التي تناولت الموضوع، وبعد جمعها والإحاطة بها تفسيراً وتأملاً يحاول الباحث استنباط عناصر الموضوع من خلال ما بين يديه من آيات، ثم ينسق بين تلك العناصر بحيث يقسمها إلى أبواب وفصول حسب حاجة الموضوع ويقدم لذلك بمقدمة حول أسلوب القرآن في عرض أفكار الموضوع.
ويكون منطلق العرض والاستدلال والدراسة هو آيات القرآن الكريم لا غير، مع ربط كل ذلك بواقع الناس ومشكلاتهم، وإن ذكر شيء من غير القرآن في الموضوع فيذكر من باب الاعتضاد لا الاعتماد.
وعلى الباحث أن يتجنب خلال بحثه التعرض للأمور الجزئية في تفسير الآيات، فلا يذكر القراءات، ووجوه الإعراب ونحو ذلك إلا بمقدار ما يخدم الموضوع ويتصل به اتصالاً أساسياً مباشراً.
والباحث في كل ذلك يهتم بأسلوب العرض لتوضيح مرامي القرآن وأهدافه ومقاصده، ليتمكن القارئ من فهم الموضوع وإدراك أسراره من خلال القرآن بجاذبية العرض الشائق وجودة السبك والحبك ورصانة الأسلوب ودقة التعبيرات، وبيان الإشارات بأوضح العبارات.
وهذا اللون من التفسير الموضوعي هو المشهور في عرف أهل الاختصاص، وحتى أن اسم (التفسير الموضوعي) لا يكاد ينصرف إلا إليه، والمتتبع لهذا يجده جلياً، وسبب ذلك يتلخص في أمرين:
1 - غزارة الموضوعات التي طرقها القرآن وأشبعها دراسة وبحثاً.
2 - تجدد الموضوعات والمشكلات التي تحتاج إلى بحث من وجهة نظر قرآنية، فالأولون صدروا من القرآن، والآخرون وردوا إلى القرآن .. وكلاهما بحر و لا ساحل له، لا تكاد تنتهي موضوعاته أو تقف عند حد.
3 - البحث عن موضوع من خلال سورة من القرآن بتحديد الهدف الأساسي للسورة أو غيره من الأهداف ودراسته من خلال تلك السورة.
وهذا اللون شبيه بسابقه إلا أن دائرته أضيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطريقة البحث فيه: أن يحدد الباحث الهدف أو الأهداف الأساسية للسورة ثم يختاره أو يختار إحداها إن كانت ثمة أهداف متعددة ثم يحاول إبراز عناصر بحث هذه السورة للموضوع وتقسيمها وتبويبها، ثم يدرس علاقة كل المقاطع بهذا الهدف بدءاً بمقدمة السورة، وانتهاءً بخاتمتها، مع التعرف على أسباب نزولها، ومكان نزولها، وترتيبها من بين سور القرآن ويبين علاقة كل ذلك بهدف السورة عنوان البحث، وسيجد الباحث الصلة بينه وبين الرابطة جلية عند إحالة النظر وإمعان الفكر، وسيعلم أن للسورة هدفاً واضحاً ترمي إلى إيضاحه وبيانه والاستدلال له وبه، وتفصيل جوانبه وأبعاده، وكل سورة من القرآن لها شخصية مستقلة تعلم عند البحث فيها، بل ويمكن أن يكون للسورة أهداف متعددة بينها من الترابط والتعاضد والتداخل شيء يصعب معه التفريق بينهما أو إفراد إحداهما بالبحث مع إغفال البواقي.
وليعلم أنه ينبغي عند البحث في هذا اللون ألا ينطلق الباحث في دراسة موضوع السورة من آيات لم ترد فيها، بل يكون منطلقه آيات ومباحث ومقاطع السورة وأما غيرها فتذكر استئناساً لا تأسيساً، وتوكيداً لا تأصيلاً، واستشهاداً لا استناداً.
وهذا اللون ظفر بعناية القدماء بل جاءت في ثنايا تفاسيرهم الإشارات إلى بعض أهداف السورة ومحاولة الانطلاق منها لبيان تفسيرها، كالذي فعله البقاعي في كتابه (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور). وأما في العصر الحديث فقد أولع به سيد قطب في تفسيره (الظلال) حيث يقدم لكل سورة ببيان أهدافها الرئيسية أو هدفها الوحيد، وينطلق في باقي تفسير السورة من خلال هذا المحور الذي تتحدث السورة عنه، وقد أفردت بحوث كثيرة في هذا اللون من التفسير الموضوعي.
يقول الشيخ مساعد الطيار وفقه الله؛ وهو كلام مهم جداً حول هذا الموضوع وأنه لابد فيه من ضوابط:
(إن التفسير الموضوعي يدخل في باب الفوائد والاستنباطات، وليس من التفسير الذي هو بيان معني القرآن.
وبتأمُّلِ هذه الإضافة يظهر أن أمامك تفسير جديد، أي بيان معانٍ جديدة للقرآن من طريق موضوعاته .. لكن حينما تكشف عن ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي ستجدُ أنها ترجِع إلى فوائد واستنباطات، وليس فيها بيان معني جديدة لآيات القرآن، وعلى هذا فنسبتها للتفسير غير دقيقة .. بل الصحيح أنها (موضوعات قرآنية)، وهذا العنوان أدق من تسمية هذا اللون بالتفسير الموضوعي.
وما ذكرته لك هنا أرجو أن لا تتعجَّل بردِّه قبل أن تحدِّدَ معنى التفسير، وأن تطَّلِع على الإضافة التي أضافها من كتب في موضوع من الموضوعات باسم التفسير الموضوعي، ولك أن تتأمل إضافته هل هي من باب التفسير، أو من باب الفوائد والاستنباطات؟
وحقيقة التفسير الموضوعي كما يأتي:
1 - جمع متفرق من الآيات التي تتحدث عن موضوعٍ أو لفظة أو جملة (يخرج عن هذا دراسة موضوع من خلال سورة).
2 - دراسة هذا المجموع بعد تبويبه.
3 - استنتاج الفوائد، واستخلاص الهدايات والعِبَر من هذا المجموع.
إن التفسير الموضوعي (بأنواعه الثلاثة) يُدرس من خلال القرآن، فهو بحث قرآني بحت، ولكن الملاحظ في دراسة الموضوع من خلال القرآن أن كثيرًا من الموضوعات لا يمكن بحثها من خلال القرآن فقط؛ لأنَّ صورة الموضوع لا تتمُّ بالنظر إلى القرآن فقط، بل لابدَّ من إضافة السنة وآثار السلف لبيان هذا الموضوع.
وعند تأمُّلِ بعض الموضوعات تجد أنها على ثلاثة أقسام:
الأول: قسم يمكن بحثه من خلال القرآن؛ لغزارة مادته، كإهلاك الأمم الكافرة من خلال القرآن.
الثاني: قسم لا يمكن بحثه من خلال القرآن لقلة مادته في القرآن؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو الأسر وأحكامه، إذ الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن الأسير في القرآن قليل، وهو في السنة أكثر.
الثالث: قسم تكثر مادته في القرآن وفي السنة، ويكون في تخصيص دراسته في القرآن فقط قصور في تصوُّرِ الموضوع بشمولية، كموضوع العلم، وموضوع الجهاد، وغيرها كثير.
وقد يقول قائل: إن الغرض من دراسة الموضوع من خلال القرآن طرح طريقة القرآن فقط؟
فالجواب: ثُمَّ ماذا؟! أليس الباحث سيبني أحكامًا وفوائد؟
فإذا كان كذلك فلابدَّ أن يحتاج إلى مصادر أخرى في بحثه، ومن أهمها السنة النبوية، وإلا كان بحثًا ناقصًا بلا ريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد ساق الاقتصار على دراسة الموضوع من خلال القرآن إلى خلل في التعبير يظهر من لوازمه أن الاعتماد على القرآن وحده يكفي في تصور موضوع من الموضوعات الإسلامية، يقول أحدهم: (إننا إذا أردنا أن نبني المجتمع المسلم، فيجب أن نقيمه على الأسس والأصول القرآنية. وأكثر الشعوب قد انحرفت من حيث لا تدري عن هذه الأسس والأصول في أكثر مجالات الحياة. ولن تتحقق لها السعادة إلا برجوعها إلى تلك الأسس والأصول التي بات الناس في غفلة عنها بقصد أو بغير قصد.
فلغياب كثير من أسس القرآن وأصوله عن فهم الناس وسلوكهم آثرنا أن يكون البحث في التفسير الموضوعي مقتصرًا على القرآن الكريم فحسب، فإنه الوسيلة الوحيدة التي تصحح المواقف والمفاهيم المتعلقة بالوجود ودور الإنسان فيه، وما يتصل بذلك من حقائق ومبادئ) انتهى.
إذا كان يستطيع أخذ هذه الأمور من القرآن مباشرة فأين دور السنة؟
وهل يعني قوله هذا أن الناس قد فهموا أسس وأصول السنة، فلم يحتاجوا إلى بين ذلك لهم، وبقي عليهم بيان أسس وأصول القرآن فقط؟!
ألا يمكن أن يرد على هذا الكلام: ما الفرق بين القرآنيين الذي لا يرون الأخذ بالسنة لاعتقادهم باكتفاء القرآن ببيان كل شيء؟
إنني أقول بكل ثقة: إن من سلك في دراسة بعض الموضوعات الإسلامية الكبيرة أسلوب التفسير الموضوعي قد ألزم نفسه بما لا يلزم، وأدخلها في مضايق هو في غنى عنها، فلماذا هذا التجزئة لمتلازمين لا ينفكان: الكتاب والسنة؟!
أما أقوال السلف (الصحابة والتابعون وأتباع التابعين) عندهم فهي كالسنة من جهة عدم إضافة عنوان بسبب قول من أقوالهم.
لكن الموضوع الذي لم يبينه أحد ممن اطلعت على كلامه في التفسير الموضوعي هو:
كيف سيفهم معنى الآيات؟ هل سيعتمد على مصادر التفسير المعروفة، أو سيجتهد اجتهادًا خاصًّا خارج إطار هذه المصادر؟
لقد جاء الحديث عن الإفادة من تفسير السلف عند أصحاب التفسير الموضوعي كلامًا مبهمًا مجملاً لا يدلُّ على الأسلوب الذي سيتعامل به هؤلاء مع أقوالهم التي لا يمكن لمفسِّر جاء بعدهم أن ينفك عنها البتة.
وهناك مسألة أخرى في تفسير السلف لم يبيِّنها أصحاب التفسير الموضوعي، وهي:
كيف يتعامل مع اختلاف السلف في تفسير لفظة أو جملة من آية؟
هل سيُعرضُ عن الاختلاف ويختار ما يراه متوجِّهًا مع بحثه؟
هل سيناقش الاختلاف، ثمَّ يرجِّح ما يظهر له؟
وهل سيكون ترجيحه هذا موضوعيًا بحيث لا يكون للموضوع الذي اختاره تأثيرٌ على ترجيحه؟
وإذا كان الاختلاف من باب اختلاف التنوع الذي تحتمل الآية فيه الأقوال هل سيستدلُّ بها في مواضع متعدِّدة بحسب ما قيل في معناها من أقوال صحيحة؟
كل ذلك لم يُحرِّره أصحاب التفسير الموضوعي مع أنه لا يمكنهم أن ينفكَّوا عنه، وإنما اكتفوا من تفسير السلف بأن لا يضع عنوانًا مأخوذًا من تفسيرهم.
إن من يقرأ ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي من جهتيه التنظيرية والتطبيقية سيجد عدم الاتفاق في كثيرٍ منه، فهذا يستدرك على هذا في التنظيرات، وذاك لا يرضى طريقة هذا في التطبيقات.
ولاشكَّ أن هذه الاستدراكات نابعة من جدَّةِ الموضوع، وعدم وضوحه منذ بداياته في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، وهذا يعني أنَّ مجال الاستدراك لازال مستمرًّا.
إن طريقة كتابة التفسير الموضوعي سواء أكان موضوعًا من خلال القرآن أم كان موضوعًا من خلال سورة غير متفقٍ عليها.
فبعضهم ينحى في الكتابة إلى الأسلوب الأدبي والخطابي، فتراه يقلِّب عبارته، ويبدي ويعيد في ألفاظ ينتقيها، ويطيل الكلام في موضوع يمكن إجماله في سطر ونصف السطر.
وبعضهم ينحى إلى تقرير المسألة تقريرًا علميًا مباشرًا بلا حشو عبارات لا داعي لها، وهذا هو السبيل الأمثل في العلم، لأن الأساليب الخطابية والأدبية لا مدخل لها في إثبات المسائل العلمية، وإنما قد توجد فيها كوجود الملح في الطعام، فإذا زادت فسد الكلام كما يفسد بزيادة الملح الطعام). انتهى
هذه خلاصة ما يمكن أن يكتب في هذا الموضوع، وعند النظر فيها يتضح بإذن الله الجواب.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 03:40]ـ
فبالنسبة للنشوء والغايات هو يختلف عن التفسير الإشاري؛ فالمراد غير المراد، والغرض غير الغرض، وإن كان التفسير الموضوعي في مرحلة من المراحل الشاطحة قد يتحول ويتحور إلى تفسير إشاري لخروجه عن غرض السورة الأصلي.
هذا الذي تبين لي من البحث القيم وبقيته دراسة وتحليل للتفسير الموضوعي وجوابي المقتضب هو:
حسب دراستي في الشريعة ومعلوماتي المتواضعة بينهما فرق من وجه ويلتقيان في وجه اخر فالتفسير الموضوعي هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر فهو يتناول سور القران بناء وموضوعا ومحاولة جمع الايات التي تتناول قضية ما والجمع بن دلالاتها والتسيق بينها اما التفسير الاشاري عند القائلين به فهو اعتقاد ان لكتاب الله ظاهرا يعلمه العلماء وغيرهم وباطنا لايعلمه الا الخواص اصحاب العلم اللدني الوهبي الذين رزقهم الله الفهم والادراك من خلال الاستقامة والطهر علما ان علماء اهل السنة اشاروا الى قبوله في العموم والجملة بشروطه وهي موجودة في مضانها.
اما اندراج الاشاري ضمن الموضوعي فالذي اعلمه -والله اعلم بالصواب -اذا قلنا ان كتاب الله وحدة متكاملة في موضوعاته ومفرداته وان السور تتضمن موضوعا او اكثر وان مقاطع السور تددن وتدور حوله وتشير اليه - هدف السورة - وتنطلق منه فيمكن ان يندرج اذا وجدت شروطه - ومنها ان لايخالف باطنه ظاهره بلا يلازمه ويؤيده - وهوباب واسع يفتح الله به على من يشاء من عباده وممن اوتي علما وفقها ومن ذلك تفسير البقاعي في نظم الدرر فقد نبه الى اشارات تستبط من بدايات السور ونهاياتها تدور حول مقاصداها وغاياتها والله اعلم.(/)
علاج الفتور في مراجعة القرآن
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 05:40]ـ
السؤال:
أحفظ شيئاً من القرآن؛ ولكني لاأراجعه، كلما بدأت في المراجعة فما أنتهي من جزءٍ حتى أنشغل ويصيبني الفتور فيالمراجعة، وهكذا كلما بدأت، فأعطني علاجاً بارك الله فيك؟! ا
لجواب:
أكثر من الاستغفار، فهذا سببهذنب، فمن وجد أنه في طلب العلم يحال بينه وبين العلم ,فليعلم أن هناك ذنباً حالبينه وبين العلم. فأكثِر من الاستغفار حتى يرحمك الله عز وجل، ولذلك قالتعالى: (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النمل:46].
والأمر الثاني: أن تأخذ جدولاً مرتباً للمراجعة، فترتب ختمك للقرآن كل ثلاثة أيام أو عشرة أيام، كل ليلة ثلاثة أجزاء، أو كل يوم ثلاثة أجزاء، ثم تحافظ على هذا ولو بلغ الأمر مبلغه، فلو أنك كل يوم تقرأ جزءاً ولو حدث ما حدث فلا تترك هذا الجزء، وبإذن الله بعد فترة يقوى حفظك، ويسهل عليك القرآن، هذا مِن تَعاهُدِ القرآن، أقل شيء: أن تجعل لك في اليوم جزءاً، ولو حدث ما حدث لا تترك هذا الجزء، واللهِ إن الأمر يسير، فالآن لوخرجتَ من هذا المكان إلى البيت، جرِّب وابتدئ بجزء، فما تصل إلى نصف الطريق إلاوأنت خاتِمُه؛ لكن مَن يعمل؟! الأمر يسير؛ لكن مَن الذي يعمل؟! فلذلك ,الإنسان يجاهد، يجعل له برنامجاً أو يرتب له وقتاً معيناً لمراجعة القرآن، ويكون ترتيبه للمراجعة على قدْرٍ يتناسب مع ظروفه.
هذا بالنسبة للمراجعة، أمْثَلُ طريقة: أن يحدد له جزءاً أو قدراً معيناً من القرآن يراجعه خلال شهر أو خلال عشرة أيام أو خلال ثلاثة أيام، وهذا أكمل.
ولذلك الإمام الشافعي لما جاءته امرأة وسألته عن حجية السنة، قال: أنظريني ثلاثة أيام،
لماذا؟! لأنه كان يختم القرآن كل ثلاث ليال، فلما كانت الليلة الثالثة كَبَّر في السحر؛ لأنه بلغ قول الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر:7] وهذا إنما يكون في الثلث الأخيرمن القرآن.
فهكذا كان السلف، ولذلك لما تقرأ كتب السلف تجد عندهم شواهد عجيبة من القرآن، أحياناً يأتيك بآية يستنبط منها معنىً لطيفاً، تستعجب كيف استحضروا هذه المسألة! لماذا؟! لأنهم قوامون الليل بالقرآن، فيختم أحدهم كل ثلاثة أيام، فالمسائل التي تنزل به خلال الثلاثة أيام وهو مشغول بتلاوة القرآن تمر عليه الحجج، وكل شيءكان عندهم يعرضونه على كلام الله، وكان الإمام الشافعي يقول في كلامٍ معناه: أنه مامن معضلة إلا وقد جعل الله حلها في القرآن، فكانوا مع هذا القرآن.
فالإنسان يجعل له برنامجاً معيناً يختم فيه القرآن، وبإذن الله يعينه على ذلك.
والله تعالى أعلم
الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 07:42]ـ
جزاك الله خيرآ على هذه النصيحة الثمينة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 11:16]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 11:38]ـ
بارك الله فيكم ..
أيضا الاستماع إلى القرآن يعين على الحفظ أو مراجعة المحفوظ منه، وكذلك قراءة وجه واحد من المحفوظ في صلاة القيام. . وهذا مجرب .. وأتذكر أن هناك طرقا أخرى لحفظ القرآن ومراجعته ذكرها الشيخ عبدالعزيز السدحان وفقه الله في كتابه: معالم في طريق طلب العلم.
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 01:10]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب
الأمل الراحل وفيك بارك الله واشكر حضرتك على الإضافة
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 03:03]ـ
بارك الله فيك وزادك من فضله على هذا النقل الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 04:01]ـ
جزاكم الله خيرآ على نقلكم الجميل، ونسأل الله من فضله "(/)
سلسلة (حديث القرآن عن القرآن)
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 05:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأقدم لكم إن شاء الله سلسلة حديث القرآن عن القرآن لفضيلة الشيخ / د. محمد الراوي
إن شاء الله نستفيد منها ... تابعوني
حديث القرآن عن القرآن (1)
فضيلة الشيخ / د. محمد الراوي
الأول
إن حديث القرآن عن القرآن فيه بيان لهدايته ومقاصده، ودعوة إلى حسن تدبره والعمل به، وهو حق يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
ومن حديث القرآن عن القرآن ما جاء في قوله تعالى من سورة البقرة.
? الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ? [البقرة:1،2] وفي البدء بهذه الأحرف " الم " إعلام للمخاطبين بأن هذا القرآن الكريم منتظم من جنس ما تنظمون منه كلامكم من الحروف المعهودة للناطقين بهذه اللغة لم يخرج عنها أو يزد عليها. ومن غير المستطاع لإنسٍ أو جنٍّ أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
وفي ذلك ما فيه من توجيه القلوب إليه وهي تري تَفَرُّدَهُ، مع أن الحروف التي انتظم منها هى الأحرف التي يعرفها الناس وينطقون بها.
ولكن رفعة شأنه وبعد مكانته لا تجعل للخلق مطمعاً في الإتيان بمثله أو بسورة من مثله. ولذا جاءت الإشارة إليه بقوله ? ذلك الكتاب ? للدلالة على بعد المشار إليه. فإن ما في الإشارة من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان بعلو مكانته وكونه في الغاية القاصية من الفضل والشرف.
وكذلك القرآن المجيد بعيد في شرفه وعلو مكانته قريب في تبصرته وهدايته.
? ذلك الكتاب ? إشارة دالة على التعظيم.
والكتاب في الأصل مصدر. وقد يراد به المكتوب.
وأصل هذه المادة الدلالة على الجمع ومنه كتيبة الجيش. والكتاب عُرفاً ضم بعض حروف الهجاء إلى بعض. وتسمية القرآن بالكتاب هكذا بالتعريف فيه أيضاً تنويه بمكانته، وأنه الجدير بأن يُخَصَّ بإطلاق هذا الاسم عليه من بين الكتب المنزلة؛ لأنه المهيمن الحافظ لمقاصدها وهدايتها، الشاهدُ المؤتمن على ما جاء فيها، وبه ينقطع كل ادّعاءٍ على الكتب المنزلة قبله، ويبطل كل باطل ينسب زوراً إليها ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ?
(سورة المائدة: 48)
فلا سبيل مع هذا الكتاب لتَقَوُّل على الله أو ادعاء على رسله. ونور الحق الذي جاء به ساطعٌ يبطل كل باطل ? وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? (سورة فصلت: 41، 42) وقد حفظه الله وأبقاه.
وفي حفظ الله له مخاطبة للخلق بكلمة الحق التي بعث بها الأنبياء جميعاً وجاء خاتَمُهم صلى الله عليه وسلم ليبلغها للناس أجمعين ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ? (سورة الأعراف: 158)
فقد نُزِّل الكتاب المحفوظ بحفظ الله على النبي الأمي خاتم النبيين بلاغاً للعالمين فليس بعد هذا الكتاب كتاب ولا بعد الرسول المنزل عليه رسول. ? تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ? (سورة الفرقان: 1)
? ذلك الكتاب لا ريب فيه ?
فإن قيل قد وجد الريب من كثير من الناس في القرآن، وقوله ? لا ريب فيه ? ينفي ذلك.
فالجواب أن المنفي كونه متعلَّقاً للريب ومَحلاًّ له. بمعنى أن معه من الأدلة ما لو تأمله المنصف المحق لم يَرْتَب فيه، ولا اعتبار بريب يكون من مرتاب لم ينظر حق النظر ومعرض لم يرد أن يتدبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
? هدي للمتقين ? أي رشاد وبيان. وتخصيص الهدى بالمتقين يدعونا إلى وقفة متأنية نرى فيها لماذا خصهم مع أن هداية القرآن عامة شاملة وقد جاءت الهداية مطلقة في قوله تعالى: ? شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ ? [البقرة: الآية185] فلماذا خَصَّ وعَمَّ وأطلق وقيد؟ لماذا خَصَّ في موضع وعَمَّ في آخر؟
إن القرآن من حيث هو نور وهدى للناس أجمعين. ومن حيث الانتفاع به والفوز بهدايته لا يكون إلا لمن اتبعه وأخضع هواه لما جاء به ? فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ? [طه 123 – 127]
فتخصيص الهدى بالمتقين لما أنهم المقتبسون من أنواره المنتفعون بهدايته، وإن كانت هدايته شاملة لكل ناظر من مؤمن أو كافر ولكن لا يظفر بنتائجه إلا من اتبعه واهتدى بهداه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
والآثار التي تترتب على التقوى في حياة الناس لا تخفى.
فإن من اتقى كف شرّه عن غيره وقدَّم خيره. وردّته تقواه عن ظلمه لنفسه في الإعراض عن الذكر أو الإساءة لغيره.
وأما في الآخرة فالدار دارهم ونعم دار المتقين ? وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ? (سورة النحل: 30، 31)
ومن رحمة الله بالخلق أن جعل للتقوى شرعة ومنهاجا.
ومنهاج المتقين قرآن وسنة. وأهل التقوى في جميع أحوالهم متبعون لا مبتدعون، يخضعون أنفسهم للحق ولا يتبعون الأهواء. فإن اتباع الهوى جهل وضلال واتباع الهدى هدى ونور ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ * هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ? (سورة الجاثية: 18 ـ 20)
إن موقف الناس من الحق الذي أنزل هو الذي يحدد مصائرهم.
والقرآن الكريم يبين الجزاء ويذكر النتائج ? لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ? (لأنفال: الآية42) فلا يدع الناس يتيهون دون تحديد للمعالم والصفات، بل يبين صفات الناجين المفلحين ليتبع الناس سبيلهم، ويذكر صفات الهالكين الخاسرين ليجتنب الناس سبلهم، ويفيض في ذلك إفاضة بالغة حتى لا تبقى لأحد من الناس حجة أو معذرة.
القرآن هدى للمتقين لأنهم المنتفعون بنوره. فمن هم المتقون الذين خصهم القرآن بهدايته وشملهم الرحمن برحمته؟
نقرأ في القرآن المجيد تحديداً لصفاتهم وبيانا لأعمالهم.
وإذا تدبرنا آثار هذه الأعمال وتلك الصفات رأيناها أمنا لدنيا الناس وسلاما لحياتهم وتراحما فيما بينهم والراحمون يرحمهم الرحمن، ومن لا يرحم لا يرحم.
? ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) ? (سورة البقرة: 2 ـ4)
هؤلاء هم الذين انتفعوا بهداية القرآن فعَلموا وعمِلوا وبَّروا وصدقوا وآمنوا برسل الله جميعا ولم يفرقوا وأيقنوا بلقاء الله فسارعوا إلى الخيرات وكفوا عن السيئات. أرأيت أخي المسلم أن هداية القرآن رحمة للناس في دنياهم وأخراهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن اهتدى بالقرآن استقام وأصلح وأفلح، ومن أعرض عنه ضل وشقي وأفسد وندم على التفريط فيه يوم لا ينفع الندم. وفي القرآن إنذار لهؤلاء وبشرى لأولئك ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ? [سورة الإسراء: 9، 10]
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 05:43]ـ
حديث القرآن عن القرآن (2) فضيلة الشيخ / د. محمد الراوي ( http://www.quranway.net/index.aspx?function=Author&id=759&lang=) الثاني
ومن حديث القرآن عن القرآن ما جاء في قوله تعالى من سورة البقرة ? وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ? [سورة البقرة: 23، 24]
ولعلنا نستحضر ما ذكرناه من قبل من حديث القرآن عن القرآن في قوله تعالى: ? الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ? [البقرة:1،2] وقلنا إن المنفي في قوله ? لا رَيْبَ فِيهِ ? كون القرآن متعلقاً للريب ومَحلاّ له. فالريب يتعلق بالنفوس لعللٍ فيها أو بشيء ما لأنه محل للشك والريب.
والقرآن الكريم ـ وقد نفي الريب عنه ـ ليس محلا للشك لأنه الحق. وللحق حجته وسلطانه، وللريب علله وأوهامه وظنونه، وهو مُدْحَضٌ بالحق زاهقٌ ذاهب. والكتاب الذي يخاطب العالمين بأنه إنذار من رب العالمين يضيف إلى إعجازه في ذاته إعجازاً في مخاطبة الجاحدين المعاندين ـ في كل زمان ومكان ـ أن يأتوا بسورة من مثله مع حرصهم على إزهاقه وإطفاء نوره بل وتدمير أهله.
وتراهم في كل زمان ـ مع بغيهم وتسلطهم على أهله ـ عاجزين صاغرين أمام بلاغته وعزته وسلطانه.
وتراه ينتصر على النفوس الباغية، وأهله مستضعفون.
وكثيراً ما رأينا القرآن في عزته يُخضِع الأعداء فيؤمنون به، وينفذون أمره ويقومون بحقه.
ومن تدبر تاريخ أمتنا الإسلامية عرف ما للقرآن من أثر وتأثير، وما له من حجة وهدى وسلطان. إن تاريخ هذه الأمة ـ بين مَدٍّ وجَزْرِ ـ يتصل به ولا ينفك عنه.
فهى في مدٍّ حين تقبل عليه وتستنير به وتعتصم به ولا تتفرق.
وهى في جَزْرٍ حين تُشْغَل عنه وتعرض عن ذكره. وهو في منعته وعزته يظل يذكر وينذر ويبشر ويهدي في كل شأن للتي هى أقوم. يظل يوجه نداءه إلى القلوب لتخشى وتخشع، وإلى من شُغِل عنه أن يئوب إليه وأن يتبع هداه حتى لا تتفرق بهم السبل أو ينتهي بهم الإعراض والبعد إلى الضلال وسوء المصير. وهذا التذكير من جانب القرآن يخاطب به من نزل فيهم. وتخاطب به الأجيال من بعدُ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , وكأنه نزل لساعته، وحمله جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم لوقته لا يختلف مع اختلاف الزمان ولا يتباين مع تباين الأجيال. ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً.
? وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ ?. يخاطب به كل معاند مكابر في أي زمان كما خوطب به الأولون من المكذبين الجاحدين، وهم جميعاً في العجز سواء، وهم جميعا مَدْعُوّون لاتباعه والاهتداء بهداه. ? فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ? واتقاء النار يكون بالاعتصام به، والاحتراز من جحوده والإعراض عنه. كأنه قيل: فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله ـ كما هو واقع ومقرر ـ فاحترزوا من إنكار كونه منزلا من عند الله سبحانه فإن ذلك يدفعكم إلى الإعراض عنه والصد عن سبيله. ومن أعرض عنه أو كذب بآياته فالنار موعده.
والخطاب على هذا النحو خطاب عزيز واثق لا يهين، ولا يضعف، ولا يأتيه أو يقترب من ساحته باطل.
? وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) ? [سورة يونس: 37، 38]
ذاك حديث القرآن عن القرآن في بيان إعجازه، وتحدى المعاندين الجاحدين في كل زمان أو مكان أن يأتوا بسورة مثله. تراه في بيانه يصدع بالحق، وينطق بالصدق، ويعلن في عزة وثقة أنه تنزيل رب العالمين؛ ليعتصم الناس جميعاً به، ويهتدوا بهداه، ويجدوا أنفسهم في ساحته في أمن وتراحم وتعاون وتآزر وبر وسلام ? فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) ? (سورة الواقعة: 75 ـ 80)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 05:44]ـ
حديث القرآن عن القرآن (3) فضيلة الشيخ / د. محمد الراوي ( http://www.quranway.net/index.aspx?function=Author&id=759&lang=)
الثالث
ومن حديث القرآن عن القرآن ما تضمنه قوله تعالى في سورة البقرة ?قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ?
[سورة البقرة: 38 ـ 39]
والقرآن الكريم قد أنزله الله هدى للناس. وهو بهذا ليس بمعزل عن قوة تحقق وعده ووعيده. إنه الحق من ربك، وللحق نور ونار فمن أبى النور فالنار موعده. وذاك بيان وبلاغ من الله بذكر النتائج والعواقب لمن تبع هدى الله ومن جحد وأعرض ? فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ?
إن في اتباع هدى الله أمن وأمان. أمن لا خوف معه ولا حزن ? فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ? والخوف غم يلحق بالإنسان من توقع أمر في المستقبل. والحزن غم يلحقه من فوات أمر في الماضي. والمتبعون هدى الله مبشرون بذلك عندما يفزع الناس و يخافون. وذاك وعد الله لهم ـ ولن يخلف الله وعده ـ ? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) ? [سورة فصلت: 30 ـ 32]
ذاك ما يكون لمن اتبع آيات الله فآمن واستقام، وأما من أعرض وكذب وكفر وأصر على كفره وجحوده ـ من بعد ما تبين له الهدى ـ فتلك عاقبته وذاك مصيره ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) ?.
وفي إسناد الآيات إلى نون العظمة في قوله ? وكذبوا بآياتنا ? دلالة لا تغيب على أن هدى الله ليس بمعزل عن قوة تحقق الوعد والوعيد، وأن المعرضين عن هدى الله مؤاخذون، وترى نون العظمة هذه في تنزيل الذكر وحفظه ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [سورة الحجر: 9] وفي مؤاخذة المكذبين بآياته المعرضين عن ذكره ? وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً (12) وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً (13) ? [سورة المزمل: 11 ـ13]
ومن عرف أن القوة لله جميعا، وأن الله شديد العذاب أيقن أن حديث القرآن عن وعد الله ووعيده لمن اتبع هدى الله ولمن كذب بآياته سيأتي تأويله وعندئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.? وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53) ? [سورة الأعراف: 52، 53]
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 05:45]ـ
حديث القرآن عن القرآن (4)
فضيلة الشيخ / د. محمد الراوي ( http://www.quranway.net/index.aspx?function=Author&id=759&lang=) الرابع
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حديث القرآن عن القرآن ما تضمنه قوله تعالى في مواجهة بني إسرائيل أولئك الذين واجهوا الدعوة الإسلامية في المدينة مواجهة نكرة وقاوموها مقاومة خفية وظاهرة ـ ? وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) ? [سورة البقرة: 41]
لقد كان المنتظر أن يكون اليهود في المدينة هم أول من يؤمن بالرسالة، ويؤمن للرسول صلى الله عليه وسلم، والقرآن يصدق ما جاء في التوراة، وهم يتوقعون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندهم أوصافه في البشارات التي تتضمنها التوراة. وهم كانوا يستفتحون على العرب المشركين ? فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) ?
إن الله يأمرهم أن يؤمنوا بما أنزل من القرآن لأن الإيمان به إيمان بما معهم والكفر به كفر بما معهم من التوراة، بل بالكتب والرسل جميعا، وهم دعاة إلى دين واحد. وقد أخذ الله عليهم الميثاق أن يؤمن بعضهم ببعض، وأن ينصر بعضهم بعضا، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي»
? وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ?
إن من الواجب أن يكونوا أول من آمن به لا أول من كفر.
لأنهم أهل النظر في معجزاته، والعلم بشأنه، وقد كانوا من قبل يستفتحون به على الذين كفروا ويبشرون ? وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ? أي لا تستبدلوا بآياتي التي في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم ثمنا قليلا والدنيا كلها ثمن قليل.
لقد كان كعب بن الأشرف ورؤساء اليهود وعلماؤهم يصيبون المآكل من سفلتهم وجهالتهم، وكانوا يأخذون منهم في كل سنة شيئا معلوما من زرعهم وثمارهم ونقودهم، فخافوا أنهم إن بينوا صفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتبعوه تفوتهم تلك الفوائد، فغيروا نعته بالكتابة فكتبوا في التوراة بدل أوصافه أضدادها. وكانوا إذا سئلوا عن أوصافه كتموها ولم يذكروها. وقد أشار القرآن الكريم إلى التعبير بالكتابة بقوله ? وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ? وقوله ? وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ? وأشار إلى الكتمان بقوله ? وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ?. وقد جمعوا بين الفعلين التغيير والكتمان. وهم يعلمون أنهم ينكرون الحق ويؤثرون الباطل. وقد فصّل القرآن ذلك في مواطن كثيرة.
هذا ما كان من رؤساء اليهود وعلمائهم و «لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود*» كما جاء فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن حين نقرأ حديث القرآن عنهم، ونتدبر ما جاء في شأنهم نعرف حقيقتهم، وما يريدون، فما كان اليهود يجهلون بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أو يمتارون في معرفته، وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة.
لقد تواترت الأخبار باقتراب زمانه، وغدا الناس يرقبون مبعثه، كما يرقب من أظلم عليه الطريق مطلع الفجر وانطواء الليل ليمضي إلى قصده ويصل إلى مأمنه على نور وبصيرة، ولا يلتبس الفجر على من كان ذا بصر و بصيرة، ولا يختلط إشراق الشمس بظلام الليل، ولا يستوي الهدى والضلال، كما لا تستوي الظلمات والنور.
إن القوم قد عرفوا ولكنهم جحدوا، وهدوا ولكنهم استحبوا العمى على الهدى، وجاءتهم الآيات البينات فضلوا وأضلوا من بعد ما جاءهم البينات.
ولكن لا يخلو زمان من أهل إنصاف و عدل، فمن اليهود ناس عرفوا فلزموا وهدوا فأسلموا، وحفظوا ما في التوراة فشهدوا بما علموا، ووجدوا في الرسول صلى الله عليه وسلم مصداق ما حفظوا ? أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ? [القصص: 54].
ولقد تناقل الربانيون والأحبار والقسيسون والرهبان ما وجدوه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، وبُلِّغوه من أنبيائهم وكانوا عليه شهداء.
وظلت البشرى بمبعثه صلى الله عليه وسلم تنتقل من جيل إلى جيل ومن قبيل إلى قبيل، والنبأ العظيم يتردد بين الناس، والزمن يقترب حتى رأينا شابَّاً كسلمان الفارسي يدع ما هو فيه من رغد العيش، ويتنقل من دار إلى دار، ومن حال إلى حال، ويلاقي ما يلاقي طلبا للحق الذي دخل زمانه واقترب فجره، وهو يحفظ من الرهبان الذين انتقل بينهم، وعاش معهم، وكان في خدمتهم، ويحفظ عنهم موطن هجرته صلى الله عليه وسلم وصفات خَلْقِه وخُلُقه، ويحدث حين أسلم بكل ما جرى معه.
فالأمر لم يكن خافيا، وأكثر الناس عِلماً به هم علماء أهل الكتاب من الربانيين والأحبار والقسيسين والرهبان الذين كانوا يبشرون باقتراب زمانه ويستفتحون. فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه الكتاب أنكر علماؤهم ما عرفوا، وكتموا ما أنزل الله من البينات والهدى ? فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ?
ذاك حديث القرآن عنهم، وفيه عبر وعظات لمن اتعظ واعتبر.
وسيظل حديث القرآن عن القرآن، وبيان موقف الناس منه حجة على من كذب وأعرض، وهداية لمن اهتدى وصدّق. مخاطبا بذلك الأجيال كلها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ? لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 05:46]ـ
حديث القرآن عن القرآن (5)
( http://www.quranway.net/index.aspx?function=Author&id=759&lang=) الخامس
ومن حديث القرآن عن القرآن ما تضمنه قوله تعالى ـ بياناً لمن عاداه وكتم ما جاء من عند الله ـ ? وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ? [سورة البقرة: 89]
? وَلَمَّا جَاءَهُمْ ? أي جاء اليهودَ المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب من عند الله تعالى هو القرآن ? مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ ? كذبوا وكانوا من قبل مجيئه يستفتحون بمن أنزل عليه ذلك الكتاب، فلما جاءهم ذلكم النبي الذي عرفوه ويجدونه مكتوباً عندهم في التوراة كفروا به وصدوا عنه. يستفتحون به قبل مجيئه وعند مجيئه يكفرون.
وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون. وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين: قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عادٍ وإرم.
فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم تنكروا لما علموا، ونبذ فريق منهم كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ? وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ
(101) ? [سورة البقرة: 101]
نبذوا كتابهم الذي كانوا قد قبلوه من قبل، وزعموا تمسكهم به، نبذوا التوراة لموافقة القرآن لها كأنهم لا يعلمون أنه كتاب الله، ولا يداخلهم فيها شك فيما جاء فيه. ولكنه العناد والكفر والحسد من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق.
وهم بما علموا كانوا أولى الناس بالإيمان به، والدعوة إلى اتباعه ? وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ? [سورة المائدة: 41]
ومنكر الحق في حاضر كمنكره في ماض لأن الحق من عند الله واحد لا اختلاف فيه، وبه أرسل الله المرسلين، وأمرهم أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه.
فمن كذب واحداً منهم فقد كذب جميع الرسل، وحق عليه ما حقّ على المكذبين الضالين. إنهم جميعا دعاة إلى دين واحد أقاموه كما أمرهم الله ولم يتفرقوا فيه.
والفرقة بين الخلق في أمر الدين حملتها الأهواء، ولم تكن في رسالة الأنبياء.
وقد يعرف إنسان الحق ولا يستجيب له فحسب. وقد يعلم آخر أنه الحق ثم لا يكتفي بالإعراض عنه بل يعمل على تشكيك الناس فيه، وصدهم عنه، وحملهم على محاربته والكيد له. وعمل اليهود من هذا اللون المفرط المغالي في الكيد والصد والعداوة والإفساد وقد قال الله فيهم: ? وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرا ? [سورة المائدة: 64] وقال مخاطبا أهل الكتاب من النصارى محذرا لهم من اتباع أهوائهم ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) ?
[سورة المائدة: 77]
إن وصف الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بأنه من عند الله، وأنه مصدق لما معهم فيه ما فيه من إدانة للقوم، وتسجيل لمواقفهم، ودعوة للأجيال من بعد أن تثوب، وأن تزن الأمور بميزان الحق لا بموازين الأهواء. وأن تعلم علم اليقين أن كل إنسان مؤاخذ عند الله بعمله. وأن الحق الذي أنزله الله وحفظه هداية للخلق وحجة عليهم. ولا أضر من إعراضٍ عن الحق من بعد علم به، واتباع للهوى من بعد ما تبين الهدى، وكتمان للحق من بعد عهد وميثاق.
إن الحق الذي جاء به موسى من عبادة الله وعدم الإشراك به هو الذي جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم وهو الحق من ربهم. فمن كفر بهذا كفر بذاك. ولا بقاء لادّعاء أنهم يؤمنون بما أنزل عليهم لأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق مصدقا لما معهم. فالكفر بما جاء به كفر بما معهم وهم يعرفون ذلك ? فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ?
وسيظل نداء القرآن الكريم يبصر كل جيل، ويحذر من سوء العاقبة والمصير. والكل عائد إلى الله ومحاسب بين يديه، ومن رغب عن الحق حوسب عليه. ولا حجة بعد بيان ولا عذر بعد إعذار وإنذار ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) ? [سورة المائدة: 15، 16]
يتبع إن شاء الله(/)
عن قوله تعالى " ولتجدن أقربهم مودة "
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 02:58]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله
وبعد، فآية المائدة المشار اليها يستدل بها فريقان:
... البعض على وجود فارق كبير بين اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وبين النصارى الذين هم أقرب الناس مودة للمسلمين، ويقفون عند هذا الحد ولا يكملون الآيات ولا يقفون عندها.
... البعض الآخر يقول إن المقصود بالنصارى في الآية هم من آمن منهم بالاسلام بدليل قوله تعالى " وإذا سمعوا "
فآفة القول الأول - على الأقل عندي - إهمال الأوصاف التى أضفاها الله على النصارى وبتر جزء الآية الأول عن آخرها وما تلاها من آيات.
وآفة الثاني - أيضاً عندي على الأقل - أنه لو كان المقصود بالاية من آمن فقط من النصارى ودخل الاسلام، فكيف حال اليهود الذين آمنوا أيضاً ودخلوا في الاسلام؟؟ وكيف يكونون أقربهم مودة للذين آمنوا وهم أصلاً قد أسلموا فأصبحوامن الذين آمنوا، أفيكون المقصود أقربهم مودة لأنفسهم؟؟؟؟
وكيف يستقيم السياق القرآني في المقارنة بين اليهود الذين لم يدخلوا الاسلام من جهة، والنصارى الذين دخلوا الاسلام من جهة أخرى، فإن الأصل عند المقارنة أن يكون هناك اتحاد في الحال بين المتقارنين فإما ان تكون المقارنة بين اليهود وهم على حالهم والنصارى وهم على حالهم، أو تكون بين اليهود الذين دخلوا الاسلام والنصارى الذين ماثلوهم في الدخول الى الاسلام.
وما المقصود من قوله تعالى " منهم قسيسين "، وعلام يعود الضمير في قوله تعالى " وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا 0000 الآية " هلى على مجموع النصارى أم على القسيسين والرهبان؟؟
أرجو التوضيح مع الايجاز والاختصار في النقولات فهو أنشط للقراءة والفهم، وجزاكم الله خيراً.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 02:39]ـ
استعجال رقم (1)
الى الأفاضل - أرجو المشاركة ولكم جزيل الشكر
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 03:02]ـ
ثم قال تعالى:
((وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق))
فهؤلاء الذين مدحهم بالإيمان ووعدهم بثواب الآخرة والضمير وإن عاد إلى المتقدمين فالمراد جنس المتقدمين لا كل واحد منهم كقوله تعالى
http://209.85.229.132/search?q=cache:6Hdq5KNwQKsJ:ar .wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7 %D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A D%D9%8A%D8%AD_%D9%84%D9%85%D9% 86_%D8%A8%D8%AF%D9%84_%D8%AF%D 9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85% D8%B3%D9%8A%D8%AD/19+%D8%A3%D9%82%D8%B1%D8%A8%D9 %87%D9%85+%D9%85%D9%88%D8%AF%D 8%A9+%D8%AC%D9%86%D8%B3&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=sa(/)
كلام ربي .. كلام ربي؟!! مقال رائع جدا
ـ[ابو الحسن العلوان]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 05:37]ـ
لا شلت يمينك
ولا فض فوك
ولله درك
مقال للدكتور صنهات بدر العتيبي
كلام ربي .. كلام ربي؟!!
يُذكر أن عكرمة ابن أبي جهل (رضي الله عنه) كان إذا جاء يقرأ القرآن يبكي ويقول "كلام ربي .. كلام ربي"!! هذا وهو الفتي الذي تسري في شرايينه جينات أكبر أعداء الله في تاريخ الإسلام (المدعو أبو جهل)؟! فما بال أبناء الشيوخ المؤمنين يخوضون في علوم القرآن أو يهملون القرآن أو يستهزؤون بمن يدرس القرآن أو يقللون من شأن من يحفظ كلام ربه لعل ربه يحفظه؟! يا لهذا الزمن الغريب الذي ظهر في آتونه من يقول أن تحفيظ القرآن أو تدريس العلوم الشرعية "سر" تخلفنا عن الأمم، هكذا بدون رتوش وبدون مواربة؟! يا للجراءة على القرآن في ارض القرآن؟!
الغريب حقاً في زمن الغربة هذا أن التقليل من شأن القرآن لم يعد "فعلا" منقطعا أو "صدفة" حادثة ولكنه فعل ضمن سلسلة مخطط لها من الأفعال والأقوال والتصريحات المتلفزة لتتوافق مع "شنشنة" أعرفها من جوقة الليبراليين الفاسدة؟! فقد ترددت الدعوات لمنع "ميكروفونات" الأذان لأنها قد تزعج بني رغال؟! ويطرح الآن استفتاء وراء استفتاء في صحف صفراء حول موضوع إغلاق المحلات وقت الصلاة (هل ضيقت عليهم ربع ساعة من ذكر الله)؟! ومازال الهجوم مستمرا على خطبة الجمعة وزيارة القبور ومدارس التحفيظ والدعوة إلى الله وبطبيعة الحال ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! هناك من يقول أن كل ذلك يأتي من باب "جس النبض"؟! ولكن اعتقد أنها تأتي من منطلق "تسجيل أهداف" واستغلال فرصة الغوغاء التي حدثت في خضم الحرب العالمية على الإرهاب؟! إنها محاولات لتكسير "المقدس" تدريجياً ونزع القيم الإسلامية عروة عروة وفي ذلك مصداقا لحديث المصطفى صلى الله علية وسلم حول تغريب الإسلام حيث قال (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) وزاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس (وفي لفظ آخر (الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي) وفي لفظ آخر (هم النزاع من القبائل) وفي لفظ آخر (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير) رواه مسلم.
هذا القران هو "الحياة" لنا والفخر لأجيالنا وقد وصفه من لا ينطق عن الهوى فقال صلى الله عليه وسلم (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم .. ) إلى أن قال (هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) أخرجه الدارمي. القرآن هو معجزة الإسلام الأولى وسلاحه الأشد في الحرب والسلم به يُطلب العدو وبه تدفع الغزاة وفي باطنه جل ثقافة الإسلام وتعاليمه. لذلك كان القرآن دائما المستهدف الأول في المعركة الأزلية بين الحق والباطل فهذا كذاب اليمامة حاول تقليد القرآن والتقليل منه ثم تولى القساوسة زمام المبادرة في التهجم على القرآن بدءً من يوحنا الدمشقي والقس البيزنطي نيكيتاس الذي فرغ حياته الكسيفه للطعن في القرآن فخاب وخسر وسقطت بيزنطة في يد الأتراك العثمانيين لأنهم كانوا يحملون القرآن وعندما بدلوه تبدلت حياتهم إلى فقر وتشرذم وتواضع في ميزان القوة الدولي وهاهي أوروبا تضن عليهم من الدخول في الاتحاد الأوروبي؟! وعمل المستشرقون عملتهم بالتشويش والتقليل من القرآن وعملت استخبارات الانجليز النون وما يعملون من اجل السيطرة على الهند المغولية المسلمة بفصل القرآن عن حياة الناس وتفكيرهم فغدوا مثل الهندوس لا يهشون ولا ينشون؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل اكبر هجوم على القرآن نشاهده الآن من الهولندي البغيض فيدلر والأمريكي المتعصب مايكل سافدج ثم في صحف الفئة التغريبية الضالة حيث يتم التسويق لمفهوم "العقلانية" وهي بلا شك تمثل المسمار الأول في نعش كل المفاهيم الإيمانية التي يحفل بها القرآن ويدعو إليها؟! العقلانية منهج فاسد ينفي أول ما ينفي الوحي وفي ذلك هلاك الأول والتالي من قيمنا ومنهجنا الفكري فكيف يصعد مناصرو هذه الفلسفة الخائبة على المنابر الإعلامية ويحتلوا مساحة كان من الأفضل أن تُنشر فيها إعلانات الوفيات؟! اليوم كما نرى في صحف الوطن المعطاء، شحذ كتّاب المارينز أقلامهم ورموا عن قوس واحدة يسعون لإبدال القرآن بالفلسفة والهرطقة و"كلام نواعم"؟! وتقديم أقوال كانط وسارتر وروسو وغيرهم من حثالة الغرب على قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟! وقد تجرأ دكتور اللسانيات (قطع الله لسانه) ليقلل من شأن الإعجاز العلمي في القرآن في حين اعترف الباحثون والمتخصصون في الطب والعلوم والفلك بالإعجاز الرهيب والتحدي الكبير الموجود في كتاب الله؟! ثم جاءت الطامة بمستوى متطور عندما كتب أحدهم يدعو إلي التخفيف من حصص أو دروس القرآن والعلوم الدينية على طلاب المدارس؟! عندها تذكرت "كذاب اليمامة"؟! وعروسته الحمقاء سجاح التي امهرها بالتخفيف على الناس من الصلاة؟!
كما تهتز الأرض تحت العيص لابد وأن تهتز مشاعر المسلم وهو يستمع لمن يقترح التخفيف من تدريس القرآن للأجيال الصغيرة؟! ليت شعري، ماذا ندرسهم غير القرآن؟! إذا كانت الاقتراحات مقبولة وتأتي من أي كان؟ والصبيان باتوا يتحدثون عن مجتمعنا ومشاكله (وحتى شواذ الإعلام اللبناني يناقشون حجابنا وقيمنا ومناهجنا التعليمية على الفزاء مباشرة؟!)، فأنا احمل دكتوراة الفلسفة في الإدارة الإستراتيجية من جامعة أمريكية معروفه لذا اقترح أن نعود اليوم وليس غدا إلى "عصر الكتاتيب" ونركز على تحفيظ القرآن للأجيال الصغيرة فذلك لهم شرف ولأمتهم رفعة ولن يأتي لهم إلا بالعزة والتمكين (هيا بنا نقرأ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون")؟! على الأقل إذا لم يستفيدوا من النفط في بلاد الذهب الأسود فليغادروا هذه الدنيا وفي قلوبهم آيات بينات من كتاب عظيم؟!
في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر وأدهشنا العالم بالخوارزميات وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"؟! في عصر الكتاتيب أسر المصريون ملك فرنسا ولم يطلقوا سراحه إلا بفدية ثمينة وليتهم والله علقوه كما عُلق صدام؟! في عصر الكتاتيب دفع الروس الجزية لبيت مال المسلمين غصب (ن) عليهم وبقي الفرنسيون على وجل لأن جيوش الحافظين تعسكر على بعد 20 كيلومتر فقط من عاصمة النور؟! ولم ينم الناس في روما قرونا عدة لأن جيوش التوحيد تسيطر على صقلية ويفصلهم معبر مائي صغير عن ارض الطليان؟! وفي عصر الكتاتيب كتب زعيمنا هارون الرشيد لزعيم الروم يقول "من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم: الجواب ما تراه لا ما تسمعه"؟! أما اليوم فقد ولغت كلاب الروم في دماء أهل عاصمة الرشيد كما لم يفعل المغول من قبل؟! في عصر الكتاتيب إذا صفعت امرأة عربية في أي بلدة من المعمورة أصبحت بلدة مطمورة حيث تستنفر الجيوش وتتحرك الكتائب فتدك القلاع والحصون (بلا أمم متحدة بلا هم)؟! أما اليوم فقد بحت أفواه الصبايا اليتم في بلداتنا العربية ذاتها والمعتصم يتمشى في الشانزيليزية؟!
إذا أهملنا القرآن وآياته البينات أين سنذهب؟ وماذا سنحقق؟ هل سنصل إلى المريخ (لا نريده)؟! هل سنصنع صواريخ (لا نريدها)؟ هل سندخل نادي القوى النووية (لا نريدها)؟ نحن لا نريد إلا القرآن فهو يوصلك إلى ما هو أبعد من المريخ (الله عز وجل يذكرك فيمن عنده)؟! قال صلى الله عليه وسلم (إن القوم الذين يجتمعون يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم تنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده)، وأي شرف أكبر من هذا الشرف!! هذه الحمر المستنفرة كأنها فرت من قسورة هل تضن علينا أن لا يذكرنا ربنا فيمن عنده؟! وقد اثبت القران انه أقوى من الصواريخ والقنابل النووية؟! فكل ما في مفاعل ديمونة من صواريخ وقنابل توازنت في الرعب والأثر مع شاب فلسطيني حافظ للقران على صدره يتجه إلى مطعم إسرائيلي يحمل لهم "هدية صغيرة" مربوطة على صدره؟ فأنسحب يهود شارون من غزة وهم صاغرون؟! والقران أقوى من الحواسيب والتقنية فاليوم مثلا قد لا تستطيع أكثر نظم مساندة القرارات تطورا حساب قسمة الميراث ولكن القرآن حسمها في آيات معدودات تتلى منذ أربعة عشر قرنا إلى يوم يبعثون؟!
سنظل نسمع كلامهم ونرفع اكفنا ونقول "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".(/)
مصر المذكورة في القرأن
ـ[أبوجعفر المنصور]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 08:36]ـ
مصرائيم
مصر المذكورة في القرأن هي مصرائيم أو مملكة مصرائيم التي تقع في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وكانت تحكم من قبل سلالة من الملوك في زمن النبي يعقوب وأبنه يوسف عليهما السلام ثم تقع هذه المنطقة في قبضة فراعنه بلاد النيل فالأمبراطورية الفرعونية أتسعت وأخذت تحتل المناطق المحيطة بها فمصرائيم التي تقع في جنوب غرب شبه الجزيرة وبالتحديد في عسير أصبحت في يد الفراعنه ومعنى كلمة مصر هو المدينة التي تقع داخل الحصن فمصرائيم ضلت مدة طويلة مستعمرة فرعونية في جنوب غرب شبه الجزيرة وكانوا الفراعنه هناك يظلمون ويستضعفون أهل المنطقة ومن بينهم بني أسرائيل الى وهب الله لبني أسرائيل النبي موسى عليه السلام كقائد ورسول لهم فأستطاعوا بفضل من الله التخلص من الفراعنه ففضت الساحة لهم لكي يسيطروا على هذه المنطقة ولكن الله حرمهم من مكة أربعين سنه لأنهم رفضوا القتال مع نبيهم موسى وأخراج القوم الظالمين الذين كانوا يستولون على مكة ثم في زمن نبي الله داود عليه السلام بسطوا سيطرتهم على المنطقة وأستطاعوا أمتلاك مساحة بطول 600 كيلومتر وبعرض 200 كيلومتر وهي تقريبا المساحة الكلية في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية تبدأ من مكة وتنتهي في اليمن ووصلت أمبراطورية بنوأسرائيل الى ذروتها كواحدة من أكبر الأمبراطوريات في ذلك الزمان زمن نبي الله سليمان عليه السلام
بنوأسرائيل هم من ذرية يعقوب بن أسحاق بن أبراهيم عليهم السلام ومعنى كلمة أسرائيل هو عبدالله فعندما نقسم الكلمة نحصل على كلمة أسرى وهي تعني عبد وكلمة أيل وهي تعني الله سبحانه وتعالى وقد أسماهم الناس بتلك التسمية لأنهم كانوا أبناء سلاله أمنت بالله وحده وهم بالتحديد أبناء يعقوب عليه السلام وأطلقت عليهم هذه التسمية عندما عثر النبي يعقوب على أبنه يوسف وأرتحل لكي يعيش في مصرائيم القريبة من مكة فعرفهم أهل تلك المنطقة بأبناء أسرائيل أي الشخص الذي يعبد الله
بنوأسرائيل أو بنويعقوب أو بنوعبدالله الذين عاشوا في جنوب غرب شبه الجزيرة كانوا يتحدثون اللغة العبرية ثم وبعد أن سيطروا على جنوب غرب شبه الجزيرة وأندمجوا مع بقية الأقوام التي كانت تعيش في جنوب غرب شبه الجزيرة تطورت اللغة العبرية وتمحورت وعلى مر السنين أنتجت لنا اللغة العربية التي وصلت لذروتها في زمن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد أبن عبدالله صلى الله عليه وسلم فاللغة العربية أصلها عبري فمعظم الكلام الذي نتكلمه نحن اليوم أصله يعود للغة العبرية وجميع مسميات مناطق جنوب غرب شبه الجزيرة العربية يعود أصلها للغة العبرية فمصطلح العرب العاربة والمستعربة أو قحطان وعدنان غير صحيح والسبب هو أن الأقوام القديمة التي كانت تعيش قي اليمن لا تتحدث اللغة العربية ولا واحده منها بل هناك تقريبا أكثر من عشرين لغة من لغات اليمن القديمة ولا واحده منها كانت عربية ولكن الصحيح هو أن تطور وتمحور اللحة العبرية بأختلاطها ببعض المصطلحات الأخرى الخاصة بالأقوام التي كانت تعيش في جنوب غرب شبه الجزيرة أنتج لنا اللغة العربية عندما كانوا بنوأسرائيل يمتدون من اليمن الى مكة ولكن بعدها تتدهور مملكة بنوأسرائيل ويسلط الله عليهم بقية الأقوام لغضب الله عليهم بسبب كفرهم وفجورهم فتتمزق أمبراطورية بنوأسرائيل فيهاجر منهم الكثير ويعيش بعظمهم كقبائل كانت تسكن في جنوب غرب شبه الجزيرة وعند بزوغ فجر الأسلام بقيادة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم يهاجر بعض بنوأسرائيل الى مناطق أخرى ويدخل بعضهم في الأسلام ويبقى بعظهم على الدين اليهودي ويعيشون مسالمين مع المسلمين في الجزيرة العربية فأقدم اليهود في العالم الذين هم على صلة ببنوأسرائيل هم يهود ومسيح اليمن وأذا بقي منهم القليل في السعودية أما اليهود الذين يحتلون فلسطين فلا علاقة لهم ببنوأسرائيل أو صلتهم ضئيلة ببنوأسرائيل والسبب هو عندما هاجر بعض بنوأسرائيل قبل وبعد ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم أندمجوا في بقية المجتمعات الأخرى وأنصهروا وضاعوا في هذا العالم أما بنوأسرائيل أو القبائل العربية التي تنحدر من سلالة بنوأسرائيل الذين بقوا في شبه الجزيرة العربية فمنهم من دخل في الأسلام ومنهم من هاجر والقليل منهم ظل
(يُتْبَعُ)
(/)
على دينه وعاش بسلام مع المسلمين ونفس المثال بالنسبة للمسيحين الذين لا ينحدرون من سلالة بنوأسرائيل ولكنهم من أصول أخرى دخلت الدين المسيحي وعاشت على هذا الدين فالمسيحين الأصليين هم بنو أسرائيل أيضا والمسيح عيسى أبن مريم عليه السلام كان رسول الله لبني أسرائيل وعاش ومات كهلا في جنوب غرب شبه الجزيرة
في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم القبائل التي تنحدر لبنوأسرائيل كانوا يعيشون بالقرب منه في الطائف وفي يثرب وفي بيشة وفي اليمن وفي العديد من مناطق جنوب غرب شبه الجزيرة العربية التي لم تكن تعبد الأصنام وكانت تدين بالدين اليهودي أو المسيحي
فلسطين التي سميت بهذا الأسم بعدما هاجر اليها قوم فلستيون الذين كانوا أيضا يعيشون في جنوب غرب شبه الجزيرة قبل هجرتهم الى فلسطين التي أحتلها الرومان أما بالنسبة للمصلوب في فلسطين فهو أحد أبناء بنوأسرائيل الذين هاجروا لتلك المنطقة في القرن الأول الميلادي وأراد أن يكون دولة لبنوأسرائيل هناك وهو يسوع بن يوسف النجار وكان له أثناعشر تلميذا يعدهم لمحاولة الأنقلاب وجم المؤيدين فقد صلب من قبل قبل الرومان وبعد مرور تقريبا أكثر من عشر سنوات أستطاع أحد اليهود الذين يسكنون سوريا وهو لا ينحدر من سلالة بنوأسرائيل بغضا وحسدا لليهود الذين ينتسبون لبنوأسرائيل ولكي لا تقوم لهم دولة في فلسطين وأسمه حناينا بأقناع أحد قواد الرومان لكي تضيع أطماع بنوأسرائيل لأيجاد أمبراطورية أخرى خلفا لأمبراطوريتهم الضائعة في جنوب غرب شبه الجزيرة فأستطاع حناينا أن يقنع أحد قواد الرومان وهو شاؤول الذي تحول لاحقا للقس بولس بعدما أقتنع بكلام حناينا أن يسوع هو المسيح أبن مريم وانه صلب ليغفر ذنوب البشر فقد البس حناينا شخصية المسيح أبن مريم للمصلوب يسوع بن يوسف النجار وصدقة شاؤول الذي تحول للقس بولس وأخذ ينشر المسيحية المفبركة في روما الوثنية وبعدما دخل الأمبراطور الروماني قسطنطين الى المسيحية اليسوعية أخذ ينشرها في أوروبا كلها التي كانت وثنية ثم بني القسطنطينية عاصمة الروم سابقا وأصبح لفلسطين قدسية دينية عند المسيحين هناك أن المصلوب هو عيسى أبن مريم وعتدما تجادل مع الأمبراطور الروماني بعض رجال بنوأسرائيل وأوضحوا له أن المسيح أبن مريم ليس يسوع غضب منهم الأمبراطور الروماني وأعتقد أنهم لازالت لديهم أطماع في فلسطين فقتلهم وقصة بنوأسرائيل طويلة ولكننا شرحناها بأختصار بسيط لكي لا يمل القارئ من قراءة هذا المقال والأن سنوضح فقط بعض الأمور العلمية وهي تاريخ جنوب غرب شبه الجزيرة له علاقة ببنوأسرائيل وجغرافية المنطقة لها علاقة ببنوأسرائيل وأسماء المناطق كلها لها علاقوة ببنوأسرائيل وهي موجودة كلها في التوراة فأرشوليم ليست فلسطين ولكن هي الشريم في جنوب غرب شبه الجزيرة وتهامة هي تهوم وكذلك الحال بالنسبة لجميع هذه المناطق بأستثناء المدن الجديدة في السعودية وأيضا اللغة العربية أصلها يعود للغة العبرية وعلماء اللغة شهود على هذا الكلام وبالنسبة للأثار فبعض قلاع الفراعنه والأثار الفرعونية لازالت موجودة في جنوب غرب شبه الجزيرة أضافتا الى أثار بنوأسرائيل وهيكل سليمان وبعض الأعمدة الكبيرة التي كتب عليها الملك سليمان وغيرها العديد من الأثار التي لا تخرج للنور لأسباب سياسية وبالنسبة لبلاد النيل فلا يوجد أي ذكر لبنوأسرائيل هناك ولا للفرعون الذي غرق ولكن في جنوب غرب شبه الجزيرة وفي العراق حصلوا على رسائل بين أحد ملوك العراق وفرعون مصرائيم ففرعون مصرائيم كان تابع للفرعون الكبير في بلاد النيل وأيضا نهر الأردن كان في السابق يمتد من الأردن الى اليمن أضافة الى بعض الأنهار التي أختفت بسبب تغير جغرافية الأرض ولكن السيول والأمطار لازالت تهطل في جنوب غرب شبه الجزيرة أضافة الى العديد من البراهين والأثباتات القاطعة التي تؤكد أن بنوأسرائيل كانوا في شبه الجزيرة العربية زمن النبي موسى الى زمن النبي محمد
قال تعالى
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فألله دمر ما كان يصنع فرعون وقومه في مصرائيم فلا يعقل أن يهلك فرعون وجنودة في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية ويرث بنو أسرئيل منطقة أخرى وحتى لو كانت مصرائيم هي بلاد النيل فكان على بنوأسرائيل أن يحكموا بلاد النيل وهذا لم يحدث لأن الفرعون الذي غرق لم يكن في بلاد النيل ولم يهاجر بنوأسرائيل الى فلسطين في تلك الحقبة ولم يحكموا فلسطين أبدا فبنوأسرائيل كانوا في السابق ملوك وحكام جنوب غرب شبه الجزيرة عندما هلك فرعون وسيطروا عليها تماما في زمن داود وسليمان والدليل عندما هلك فرعون وجنوده في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية فضت الساحة لبنو أسرائيل لكي يسيطروا على هذه المنطقة
أقرأ كلام موسى لقومه قبل أن يهلك فرعون وجنودة وبماذا رد بنوأسرائيل على موسى قال تعالى
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
فبنو أسرائيل لم يحكموا أبدا بلاد النيل أو فلسطين ولكنهم كانوا حكام جنوب غرب شبه الجزيرة العربية أقرأ ماذا حدث لفرعون وقومه وماذا تركوا لبنوأسرائيل عندما ورث بنو أسرائيل المنطقة قال تعالى
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
وَأَنْ لّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ
وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ
فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ
وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ
كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ
مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ
وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاء مُّبِينٌ
بعد أن قضى الله على الفراعنه وورث بنوأسرائيل المنطقة أصبحت أمامهم عقبة واحدة فقط وهي دخول مكة والقضاء على قوم طاغون أخرين كانوا يسكنون مكة قال تعالى
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ
قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
فغضب الله على بنوأسرائيل وبعدما كانوا ملوك في المنطقة تاهوا بدون وطن أربعين سنة بعدما سلط الله عليهم الأمم الأخرى بأستثناء موسى وأخوه وكان السبب لدخول مكة هو أن ينظفها بنوأسرائيل من الشركيات وتكون الأرض المقدسة خالصة لله عزوجل وتكون بمثابة العاصمة لجنوب غرب شبه الجزيرة بدلا من مصرائيم التي تقع أسفلها
أخواني أخواتي هذه المعلومة بأختصار شديد جدا وللأستزادة أسمحوا لي أن أرشدكم للقليل من البراهين وأولها السفر الى اليمن وجنوب غرب شبه الجزيرة وأيضا التحدث الى علماء الأثار والجغرافية وعلماء اللغة العبرية وأيضا قراءة هذان الكتابان للدكتور كمال الصليبي وهما التوراة جاءت من شبه جزرة العرب والكتاب الثاني وهو خفايا التوراة وأسرار بنوأسرائيل
ما تبقى من بعض العرب الأصليين المسلمين والقليل من اليهود والمسيحين في جنوب غرب شبه الجزيرة واليمن ماهم الا بقايا سلالة بنوأسرائيل الذين أصبحوا من العرب البائدة الذين ضاع معظمهم في هذا العالم واللغة العربية جاءت من اللغة العبرية أضافتا الى أن القرأن كان يدور حول بني أسرائيل فهذه الديانات وهي اليهودية والمسيحية والأسلام خرجت للنور من شبه الجزيرة العربية
لو كان بنوأسرائيل لا يعيشون عربا في شبه الجزيرة العربية أو كقبائل عربية لما قال الله لهم على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
فالأحداث كانت في جنوب غرب شبه الجزيرة والدليل أن الله قال للنبي محمد
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
فألله يقول للنبي محمد أن لا دخل لكم بالأمم التي سبقتكم بالأسلام تلك المنطقة أو مكة أو جنوب غرب شبه الجزيرة حيث أن العرب في ذلك الوقت كانوا يعلمون أن هذه الأحداث دارت في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص مثلها قال تعالى
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
الم يكن جميع هؤلاء في مكة أو بالقرب منها في أقليم جنوب غرب شبه الجزيرة فالأيات توضح ذلك قال تعالى
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
ومثلها قال تعالى
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
البيت الحرام في مكة فهي الأرض الوحيدة التي بارك الله فيها للعالمين بشهادة الله في القرأن الكريم قال تعالى
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
الم يكن نبي الله سليمان بالقرب من مكة قال تعالى
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
الم يمت النبي سليمان في سبأ والرجاء التركيز في كلام الله عندما وصف القرى القريبة من مكة على أنها مباركة ووصف القرى التي تجاورها وهذا دليل أن الأحداث في نفس المنطقة قال تعالى
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ
ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ
فألله قال في القرأن أن مصر كانت تحكم من قبل ملك في زمن نبي الله يعقوب عليه السلام وفي زمن موسى عليه السلام كانوا الفراعنه يحكمون مصر
قال تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ
فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ
قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ
قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ
قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ
قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ
قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ
قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ
فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ
في زمن النبي موسى عندما يحتل الفراعنه مصرائيم قال تعالى
نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
قال تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ
يجب علينا أن نتفكر
هل هناك دليل واحد أن بنوأسرائيل حكموا بلاد النيل؟
هل هناك دليل واحد أن بنوأسرائيل حكموا فلسطين؟
هل كانت بلاد النيل تحكم من قبل سلالة من الملوك قبل ظهور الفراعنه؟
الم يهاجر يعقوب وبنيه الى مصر لكي يعيشون حياة كريمة زمن النبي يوسف عندما أصبح النبي يوسف على خزائن الأرض زمن الملك؟
لماذا بنوأسرائيل كانوا يعيشون مستضعفين قبل وبعد ولادة النبي موسى عندما كان يحكم مصر الفراعنه؟
الم يقل الله في القرأن أن مصر كانت تحكم من قبل ملك ثم قال أن الفراعنه حكموا مصر وأستضعفوا أهلها؟
معنى اليم هو البحر الذي تستطيع مشاهدة بدايته ونهايته وهومتسع أكثر من النهر وهو بحر داخلي وليس كالبحار العملاقة كالبحر الأحمر أو بحر الروم أو بحر العرب فمعنى اليم مختلف عن النهر لأن اليم مالح والنهر عذب سمعنا بهذا الكلام ولكنه غير صحيح ولا يوجد أي أثبات علمي بهذا الخصوص فعندما كنا في بلاد النيل شاهدنا وقيل لنا أن هذا البئر هو بئر النبي يوسف ولكن الحقيقة أثبتت أن هذا البئر ليس بالبئر الذي وقع فيه يوسف عليه السلام
طور سيناء في شبه الجزيرة وهذا النوع من الأشجار موجود فقط في غرب شبه الجزيرة ولا وجود لهذا النوع من الشجر في بلاد النيل
قال تعالى
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ
لا يوجد أي شئ في بلاد النيل أو سيناء المصرية فطور سيناء في شبه الجزيرة وهي ليست بتلك الصحراء القاحلة كطور سيناء المصرية الأيجبتية بالنسبة لقوله تعالى
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
هذه الأيات تتكلم عن تسلسل بني أسرائيل عندما ورثوا مشارق الأرض ومغاربها التي بارك الله فيها وهي مكة تحركوا مع نبيهم موسى لمنطقة أخرى ولكنهم لم يصبروا على طعام واحد فغضب منهم موسى فقال لهم أي شخص لا يستطيع أن يصبر معي فليرجع الى مصر فالنبي موسى كان في حركة لتوحيد غرب شبه الجزيرة تحت راية الأسلام ولكن بنوأسرائيل لم يستطيعوا الصبر طويلا فأخذوا يتذمرون
وللأيضاح عن فرعون موسى
فلم يؤكد أي أحد من أي سلطة حكومية أو مسؤول رسمي في الحكومة ولا حتى أي وزير ولا حتى أي عالم من علماء الأثار أو علماء الجنس البشري أو علماء التاريخ المعتمدين لا الأجانب ولا العرب أن فرعون رمسيس الثاني هو الفرعون الذي غرق في بلاد النيل فهناك تضارب في الأقوال ولا يوجد أي أثبات لذلك فالكثير لا يعرف من هو الفرعون الذي غرق ولا يوجد أي أثر لبنوأسرائيل في بلاد النيل ولكن الفراعنه في زمن من الأزمان أحتلوا جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وقد دونوا ذلك في بعض المخطوطات القديمة لهم
فقصة أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى كلام خاطئ وليس أكيد الحدوث فمنهم من قال أنه رمسيس الثاني ومنهم من قال أنه الفرعون مرنبتاح فكل الكلام الذي قال عن فراعنه بلاد النيل هو فرضيات وليس أكيد الحدوث بينما في بلاد النيل حصلوا على مخطوطة واحدة تقول أن الفراعنه أحتلوا بلاد أسرائيل وكنعان في جنوب غرب شبه الجزيرة وليس في بلاد النيل ولا أعرف لماذا لا تخرج هذه الأشياء للعلن ولماذا يتم التعتيم على هذه الأمور
اليك هذا الكلام من الوكيبيديا وتضارب الأقوال عن رمسيس الثاني والفرعون مرنتباح
فرعون الخروج
ظن الكثيرون ان رمسيس الثاني هو نفسه فرعون خروج اليهود من مصر ومن أصحاب هذه النظرية: أولبرايت - إيسفلت - روكسي - أونجر – الأب دي?و R.P. de Vaux ولمن يرون ذلك عدة آراء يحاولون بها اثبات هذه الفرضية، فذهب البعض إلى القول انه إذا كان رمسيس الثانى قد اعتلى العرش عام 1279 ق. م فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق. م وبناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27، ولكن ينقض نظرية الأعتماد على التورايخ ان هناك تضارب كبير بين التاريخ المذكور في التوراة والمذكور في الأنجيل، ومن الجدير بالذكر ان أول من نادى بهذه النظرية يوسيبيوس القيصاري الذي عاش في الفترة من 275 حتى 339 ميلادية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما شكك معظم علماء المصريات في فرضية ان يكون رمسيس الثانى هو فروعون الخروج وذلك لأن فحص مومياؤه أثبتت انه لم يمت غرقا على عكس ما يشاع انه وجد آثار ملح في مومياؤه اكتشافها العالم موريس بوكاي فقد ذكر في كتابه (الإنجيل والقرآن والعلم الحديث) انه يظن ان مرنبتاح ابن رمسيس الثانى هو فرعون الخروج، كما ان التوراة والأنجيل تؤكد وجود فرعونين عاصرا فترة النبى موسى عليه السلام أحدهما قام بتربيته والآخر هو من عرف بفرعون الخروج الذى طارد اليهود، كذلك لم يعثر على اى أثر ينتمى إلى فترة حكم رمسيس الثانى ذكر فيه بنى اسرائيل أو أثر يشير إلى الأوبئة التى عاقب الله بها مصر في قترة خروج اليهود منها، كما ان فرعون موسى ادعى الألوهية لنفسه بينما رمسيس الثانى كان يؤمن بأربعة آلهة هم آمون ورع ويتاح وسوتخ وسمى فرق جيشه الأربعة بأسمائهم.
ومن الأعتراضات التى واجهت هذه النظرية ان فرعون موسى كان عقيما كما ذكر في القرآن الكريم في حين ان رمسيس الثانى كان له ما يقارب المائة من الذكور والأناث، ولكن يرد البعض على هذا الأعتراض بأن فرعون لم يكن عقيما ولكن كان يموت ابناءه صغارا، ويستشهدون بأن رمسيس الثانى كان ابناؤه يموتون صغارا فى العشر سنوات الأولى من زواجه.
ومن الجدير بالذكر ايضا ان أول ذكر لبنى اسرائيل فى الآثار المصرية القديمة كان فى عهد الفرعون مرنبتاحعلى اللوحة التى تم اكتشافها وتعرف باسم لوحة اسرائيل وفيها يسجل مرنبتاح انتصاراته على ارض كنعان واسرائيل، مما ادى الى ظهور نظريات ترى ان رمسيس الثاني هو فرعون التسخير وان مرنبتاح هو فرعون الخروج
أنتهى الأقتباس.
واليكم هذا الرابط بخصوص الفرعون رمسيس الثاني
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B3 _%D8%A7%D9%84%D8%AB% D8%A7%D9%86%D9%8A
وهذا الرابط بخصوص الفراعون مرنبتاح
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D9%86%D8%A8%D8%AA %D8%A7%D8%AD
ولا أحد مات غرقا ولا يوجد أي تأكيد ولا حتى أثبات قطعي على أن فراعنه بلاد النيل هم فراعنه موسى
نحن نتفق على مصر في القرأن ولكننا نختلف في الموقع فبلاد النيل سميت بمصر في العصر العباسي الثاني لأن في زمن الفراعنه كان أسم بلاد النيل طاوي ثم كيمي وفي زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان أسمها بلاد القبط وهي نفس التسمية اليوم باللغة الأنجليزية أيجبت
علماء الأثار اليهود بعدما حفروا القدس الفلسطينية ولم يحصلوا على أثار لهم في حقبة موسى والأنبياء من بعده ولم يعثروا على هيكل سليمان أعترفوا أن لا أثر لهم في فلسطين ولكن اليوم لاجدوى من الخروج من فلسطين لأنه لا يوجد وطن بديل لهم
أما بالنسبة لهذه المجازر التي تحصل في فلسطين فحرام والله سبحانه وتعالى لن يغفر لمرتكبيها أو الساكتين عنها لأن النفس البشرية عند الله أغلى وأهم من الحجارة
مثال أخر على الخزعبلات التي تم أدخالها في عقول الناس
الله سبحانه يقول في القرأن:
#
وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ
#
إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
#
إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ
#
ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ
#
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ
#
وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
الأيات تشير الى أن المكان الذي دمر الله به قوم لوط كان قريب من مكة والدليل قوله تعالى وأنكم لتمرون عليهم مصبحين أي تمرون على قرية لوط في النهار وبالليل أفلا تعقلون وكان هذا تنبيه من الله عزوجل لقريش لكي تأخذ العبرة من التاريخ وتعتبر مما أصاب قوم لوط فكفار قريش كانوا يوميا يمرون على قرية لوط ويشاهدونها مدمرة خاوية فكيف يقال لنا اليوم أن قوم لوط كانوا في الأردن؟ وأن البحر الميت هو مكان هلاكهم؟!!!!!!!!!!!!!! هل يعقل أن كفار قريش كانوا تقريبا يقطعون مسافة 1000 كيلومتر يوميا لتجارتهم أو لأي غرض أخر لكي يشاهدوا قرية لوط خاوية؟!!!!!!!!!!!!
لا يا مسلمين فالنبي لوط وقومه كانوا يسكنون قريبا جدا من مكة لدرجة أن قريش يوميا كانت تشاهد قريتهم مدمرة خاوية وهذا دليل أخر قال تعالى
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ
كما قال تعالى للنبي محمد عن الأقوام التي أهلكها في جنوب غرب شبه الجزيرة:
#
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا
#
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا
[ LIST=1]
الله يذكر النبي محمد بما حدث لأقوام جنوب غرب شبه الجزيرة
لتكن هذه البداية للتفكر في مصرائيم وبقية الأقوام التي سكنت جنوب غرب شبه الجزيرة
تستطيعون التأكد من هذا الكلام بالأستعانه بعلماء الأثار وعلماء الجغرافية وعلماء التاريخ المعتمدين وعلماء اللغات لقراءة العبرية والفرعونية والأستعانه بالقرأن ولا تنسون التوراة التي بها جميع مناطق جنوب غرب شبه الجزيرة لتعرفوا الحقيقة الدامغة ثم تقبلوها بأنصاف وحسن نية وبدون التمسك بالموروثات والخزعبلات التي تم أدخالها في عقول الناس
كتاب التوراة جاءت من شبه جزيرة العرب للدكتور كمال الصليبي وكتاب خفايا التوراة ووأسرار شعب بنوأسرائيل للدكتور كمال الصليبي وكتاب البحث عن يسوع للدكتور كمال الصليبي سوف تستفيدون جدا من قراءة هذه الكتب وهناك أيضا العديد من الدكاترة والعلماء والمفكرين العرب المسلمين والمسيحيين الذين وضحوا هذه الحقيقة ولكننا سنكتفي بكتب كمال الصليبي لأنه من الأوائل في هذا الحقل
سوف تحصلون على أجابات لجميع تساؤولاتكم أو معضمها بنسبة 90% فلا تفوتوها فغيركم سئل نفس الأسئلة وغيرها وكانت الأجابات موجودة في كتب الدكتور كمال الصليبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوجعفر المنصور]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 08:38]ـ
أخواني الكرام اليست هذه الصور ترمز لأثار الفراعنه والحقبات التي تليها
لم يتم التصريح علنا عن خصوصية هذه الأثار وعلاقتها بالأمبراطورية الفرعونية
منقول اليكم من جريدة الوطن
أساسات جرش الأثرية تضاهي أحجار أهرامات مصر
بعض أعضاء الفريق السعودي الأمريكي للتنقيب عن الآثار في جرش يتجولون في مركز آل زلفة الثقافي
أحد رفيدة: محمد آل عطيف
كشفت التنقيبات الأثرية التي قام بها الفريق السعودي الأمريكي المشترك خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة جرش الأثرية التابعة لمحافظة أحد رفيدة (غرب أبها) عن معالم لحضارات متعاقبة, أسست إحداها مدينة مبنية بأحجار تضاهي في ضخامتها أهرامات الجيزة في مصر بحسب ما نقله عضو مجلس الشورى المؤرخ الدكتور محمد آل زلفة عن الفريق.
ووصف آل زلفة ما توصل إليه الفريق حتى الآن بالمطمئن والمشجع لمعرفة كنوز تلك المنطقة التي عايشت حقباً تاريخية مختلفة, حيث وجدت ـ والحديث لـ"آل زلفة ـ فخاريات نبطية ولا يستبعد أن تكشف التنقيبات المقبلة عن نقوش تدل على التعاون بين جرش والنبطيين لا سيما أن جرش تقع على طريق التجارة القديم.
من جهته قال عضو الفريق العلمي الدكتور سالم طيران: إن التنقيب سيكشف الدور الذي لعبته جرش في فترة ما قبل الإسلام بحكم وجودها بالقرب من طريق التجارة القديم، والذي كان يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها.
كشفت التنقيبات الأثرية التي قام بها الفريق السعودي الأمريكي المشترك خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة جرش الأثرية التابعة لمحافظة أحد رفيدة (غرب أبها) عن معالم لحضارات متعاقبة, أسست إحداها مدينة مبنية بأحجار تضاهي في ضخامتها أهرامات الجيزة في مصر بحسب ما نقله عضو مجلس الشورى المؤرخ الدكتور محمد آل زلفة عن الفريق الذي قام نهاية الأسبوع المنصرم بزيارة لمركز آل زلفة الثقافي والحضاري بقرية المراغة في محافظة أحد رفيدة.
وبنهاية الأسبوع المنصرم أنهى فريق التنقيب في هذا المكان الأثري الذي ما زال يحمل الكثير من الأسرار، موسمه الأول الذي استمر 20 يوماً نهاية هذه الأسبوع, على أن يعاود العمل العام المقبل بمدة زمنية لا تقل عن 6 أسابيع.
وتوقع آل زلفة أن يفتح التنقيب عن الآثار في مدينة جرش التاريخية باباً جديداً للسياحة الثقافية في السعودية عموماً وعسير على وجه الخصوص.
ووصف ما توصل إليه الفريق حتى الآن بالمطمئن والمشجع لمعرفة كنوز تلك المنطقة التي عايشت حقباً تاريخية مختلفة.
وقال: أشارت الأدلة الأولية إلى أن المدينة تعود إلى ثلاث حقب تاريخية هي ما قبل الإسلام والإسلام المبكر والإسلام في القرنين الخامس والسادس الهجري.
وأضاف: يبدو أن العصر الأخير شهد تطورات سياسية، وظروفا طبيعية، أدت إلى اختفاء جرش عن المسرح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الثقافي والحضاري.
وبين آل زلفة أن الفريق أبلغه أن المؤشرات الأولية أشارت إلى أهمية استمرار عمليات التنقيب، للكشف عن كامل المدينة. وتوقع أن يستمر التنقيب مواسم كثيرة لما قد يكون مطموراً تحت الأنقاض وتلال الأتربة، وأن تكون قبلة الباحثين والمهتمين بالآثار.
وأشار آل زلفة إلى أن فريق التنقيب أخبره عن دلائل لوجود المركز الرئيس للمدينة تحت التل الأكبر وبه صخور مبنية تضاهي في حجمها الأحجار التي بنيت بها أهرامات الجيزة المصرية، وتم تشكيلها بطريقة تدل على التقدم المعماري في تلك العصور، وفي مكان آخر توصل الفريق إلى ما يُعتقد أنه أساسات وقواعد لمسجد جامع تعرض للهدم، ويحاول الفريق معرفة العوامل التي أدت إلى انهياره.
من جهته قال عضو الفريق العلمي "عضو هيئة التدريس بقسم الآثار في جامعة الملك سعود بالرياض" الدكتور سالم طيران: إن التنقيب سيكشف الدور الذي لعبته جرش في فترة ما قبل الإسلام بحكم وجودها بالقرب من طريق التجارة القديم، والذي كان يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها.
وأشار إلى أن معلومات "قيمة" عن جرش وردت في نقوش بمعبد سبأ في مدينة مأرب اليمنية.
وأضاف: بالنسبة لعمل الفريق فهو يتم باستخدام مجسات وأجهزة حديثة في التنقيب الأثري مع الحرص على اتباع المنهج العلمي في مثل هذه المواقع.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...7865&groupID=0 (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2890&id=67865&groupID=0)
وأيضا اليكم
هذا كتاب كمال الصليبي الذي قمت بذكره كي يكون الكل على إطلاع
التوراة جاءت من جزيرة العرب
http://www.4shared.com/file/26356557/fec8b13d (http://www.4shared.com/file/26356557/fec8b13d)
وثقوا تماما أن الفكر الحر لا يرد إلا بمثله وليس بردة الفعل والإنجراف خلف العاطفة وإن لم يوجد له قرين يقارعه فالصمت خير وأبقى
####
اليهودية والمسيحية والأسلام خرجت للنور من جنوب غرب شبه جزيرة العرب
دائما هناك حقيقة في هذه الحياة فأبحثوا عنها
تقبلوا تحياتي ودمتم في حفظ ورعاية الرحمن(/)
سبب الاختلاف بين القراءات.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 01:18]ـ
الاختلاف بين القراءات جاء على عدة أنواع، صنفها ابن الجزري إلى أصناف سبعة: هي:
1 - تغيُّر الرحركات للكلمة، من غير تغيُّر لمعناها وصورتها، مثل: أيحسَب و أيحسِب.
2 - تغير في الحركات مع تغيُّر المعنى: مثل: وادَّكَر بَعْدَ أمَّةٍ، وادَّكَرَ بعد أمَّهٍ.
3 - تغيُّر في الحروف مع تغيُّر المعني، دون تغيُّر صورة كتابة الكلمة: مثل: ننجِّيك ببدنك، وننحِّيك ببدنك.
4 - تغيُّر صورة الكتابة دون المعني: مثل: الصراط والسراط ..
5 - تغير الصورة والمعنى معًا، مثل: يأتل، يتأل.
6 - في التقديم والتأخير: مثل: سكرة الموت بالحق، وسكرة الحق بالموت.
7 - في الزيادة والنقص، مثل: وصى وأوصى.(/)
أحكام القران لابن العربي
ـ[محب المواريث]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعزاء: أسأل عن كتاب أحكام القران لابن العربي هل قام أحد من العلماء المعاصرين
بالتعليق عليه وعلى بعض مسائله وماأفضل تحقيق للكتاب؟ وشكرا(/)
{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} بتأمل الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 11:53]ـ
قال تعالى {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات21]
لمَّا كان أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسهُ؛ دعاهُ خالقه وبارئه ومصوره وفاطِره من قَطْرة ماءٍ إلى التبصُّرِ والتفكُّر في نفسه.
فإذا تفكر الإنسان في نفسه استَنَارت له آياتُ الربوبية، وسَطَعَت له أنوار اليقين، واضمحلت عنه غمرات الشك والرَّيب، وانقشعت عنه ظلمات الجهل.
فإنه إذا نظر إلى نفسه وجد آثار التدبير فيه قائمة، وأدلة التوحيد على ربه ناطِقة شاهدة لمُدبره، دالة عليه، مرشِدةً إليه؛ إذ يَجدُهُ مُكونا من قطرة ماءِ: لحوما منضدة، وعظاما مركبة، وأوصالاً متعددة، مأسورةً مشدوةً بحبال العروق والأعصاب، قد قُمِطَت وشُدَّت، وجُمِعَت بجلدٍ متينٍ، مشتمل على ثلاثمائة وستين مَفصلاً، مابين كبير وصغير، وثَخين ودقيق، ومستطيل ومستدير، ومستقيم ومُنحنٍ، وشُدت هذه الأوصال بثلاثمائة وستين عِرقاً، للاتصال والانفصال، والقبض والبسط، والمد والضم، والصنائع والكتابة.
من كتاب
[التبيان في أيمان القرآن](/)
عرض رسالة ماجستير - تَفْسِيرُ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَصِرِ بِاللهِ الْكَتَّانِي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 05:26]ـ
العنوان:
تَفْسِيرُ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَصِرِ بِاللهِ الْكَتَّانِيِّ
الْجُزْءُ الْأَوَّلُ – دِرَاسَةٌ وَتَحْقِيقٌ
نوعها:
ماجستير.
اسم الباحث:
زكرياء توناني
بكالوريوس في اللغة والدراسات القرآنية.
ماجستير في اللغة والدراسات القرآنية.
العمل: معيد بقسم اللغة العربية بجامعة البليدة (الجزائر).
حجم الرسالة، وطباعتها:
760 صفحة، لم تطبع.
معلومات المناقشة:
تمت المناقشة يوم الاثنين 14 رجب 1430 هـ، الموافق لـ 6 جويلية 2009 م، بقاعة الثعالبي، كلية العلوم الإسلامية – جامعة الجزائر.
أعضاء لجنة المناقشة:
أ. د. محمد عبد النبي / رئيسا.
أ. د. مصطفى أكرور / مقررا.
د. طاهر عامر / عضوا.
د. محمود مغراوي / عضوا.
ملخص الرسالة:
قمت بتقسيم الرسالة إلى قسمين – كما يأتي تفصيله في خطة البحث -، قسم الدراسة وقسم التحقيق.
أما قسم الدراسة، فقد جعلته في خمسة فصول:
الفصل الأول: في دراسة حياة المؤلف، ترجمتُ فيه للمؤلف ترجمةً متوسِّطةً.
الفصل الثاني: التعريف بالكتاب؛ حقَّقتُ فيه عنوانَ الكتاب، وأَثْبَتُّ صحةَ نسبتِه إلى المؤلف.
الفصل الثالث: دراسة تحليلية للكتاب؛ استخرجتُ المصادر التي اعتمد عليها الكتاني في تفسيره، وذكرتُ محاسن هذا التفسير، ثم ذكرتُ بعض ما يُنتقَدُ على التفسير وعبَّرتُ عنه بـ: الملاحظات حول الكتاب، من باب الأدب مع صاحب التفسير.
أما الفصل الرابع؛ فذكرتُ فيه منهجَ الكتاني في تفسيره، وقد كان هذا مبحثًا في الأصل (في الفصل الثالث)، ثم لما جمعتُ المادَّةَ العلمية، استشرتُ الأستاذ المشرف في ذلك، فأشار علي بأن أجعله في فصلٍ مستقلٍ.
ثم جاء الفصل الخامس، وفصلتُ فيه منهجي الذي سرتُ عليه في تحقيق الكتاب.
أمَّا قسمُ التَّحقيق، فقد قمتُ فيه بالأعمال الآتية:
أَوَّلًا: قمتُ بِنَسْخِ الْمخطوطِ، ثُمَّ إعادةِ مُقَابلتِه، وضبطِ نَصِّهِ.
ثَانِيًا: ضبطُ الأحاديثِ النبويَّةِ والآثارِ بالشَّكلِ التَّام، وكذا أقوالِ أهْلِ الْعِلْمِ غالبًا.
ثَالِثًا: كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني، عَلَى ما يُوافِقُ مصحفَ المدينة النبوية.
رَابِعًا: عزوتُ الآياتِ القرآنيةَ داخلَ النصِّ، حتى لا تأخذَ من الهامشِ قدرًا كبيرا لكثرة الآيات.
خَامِسًا: عزوتُ القراءاتِ القرآنيةَ إلى كتب القراءات.
سَادِسًا: خرَّجْتُ جميعَ الأحاديثِ النبويةِ الواردةِ في هذا الجزء من التفسير، وذلك بالرجوع إلى مصادر السنة المسندة؛ إلا عددا قليلا جدًّا من الأحاديث التي لَمْ أقف عليها.
وإذا ذكر المصنفُ رحمه الله تعالى الحديثَ من طريق صحابيٍّ معيَّنٍ، فإنني اجتهدتُ في تخريجه من طريق ذلك الصحابيِّ، إلا ما لم أقف عليه فأخرِّجه من طريق غيره.
سَابِعًا: خرَّجتُ جميعَ ما وقفتُ عليه من الآثار، إمَّا من كتب السنة المسندة أو من كتب التفسير المسندة، وما لم أقف عليه فيهما فإنني أعزوه إلى كتب التفسير الأخرى.
ثَامِنًا: ذكرتُ عقبَ كلِّ حديثٍ مرفوعٍ خرَّجتُه درجتَه من صحَّةٍ وضعفٍ وغيرهما بنقل كلام أهل الشأنِ المتقدمين أو المتأخرين، إلا قليلًا مما لم يتيسَّر لي الاطلاع على كلام أهل العلم في بيان درجته؛ هذا إذا كان الحديثُ مخرجًا في غير الصحيحين، أمَّا إذا كان في الصحيحين أو أحدهما فأكتفي بالعزو إليهما، وكفى بذلك صحةً للحديث.
تَاسِعًا: خرَّجتُ الأشعارَ الواردةَ في التفسير من دواوين أصحابها أو من كتب الأدب واللغة أو من مصادر كتب السيرة، وضَبَطْتُها بالشَّكلِ التَّامِّ.
عَاشِرًا: خرَّجتُ الأمثالَ التي ذكرها المصنف، وهي قليلة جدًّا.
الحادِي عَشَر: ترجمتُ للأعلام الذين لهم ذكرٌ في التفسير، سواءٌ المشهورون منهم أو غيرهم، لأنَّ الشُّهرةَ وعدمَها نِسبيَّةٌ، وقد بلغ عددُ الأعلامِ المترجَمِ لهم أربعَةً وستين ومائةَ عَلَمٍ.
الثَّانِي عَشَرَ: عَرَّفْتُ بالمدن والبلدان الواردةِ في الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثَّالِث عَشَر: إذا ذكر المصنفُ رحمه الله تعالى مسألة فقهية، فإنني أعزوها إلى مظانِّها من كتب الفقه، إمَّا من كتب المذاهب أو من كتب الخلاف أو كتب الآثار.
الرَّابِع عَشَرَ: شرح بعض الألفاظ التي تحتاج إلى كشف وبيانٍ، إمَّا ببيان حقيقتها اللغوية أو حقيقتها الشَّرعيَّة، أو ببيان معناها الاصطلاحيِّ عند أهل ذلك الفَنِّ.
الْخَامِس عَشَر: قوَّمتُ ما ظهر لي أنَّه تصحيف أو تحريف وبيَّنتُ ذلك في الهامش؛ فإن كان الخطأ واضحًا اكتفيتُ بالإشارة إليه فقط، وإن كان غامضًا فإنني أبيِّنُ ذلك، وأُدَلِّلُ على أن الواقع في كلام المصنف هو سبق قلم، وأن الصوابَ ما أثْبَتُّهُ.
السَّادِس عَشَر: قد يكون ظاهرُ كلام المصنف في بعض المواضع خطأً، فإنني أعتذرُ له وأحمله على أحسن المحامل والتخريجات - ما استطعتُ إلى ذلك سبيلًا -.
خطة البحث:
اقْتَضَتْ طبيعةُ موضوعِ الرِّسَالَةِ أنْ تَنْتَظِمَ في قِسْمَيْنِ:
قِسْمُ الدِّرَاسَةِ؛ وقِسْمُ التَّحْقِيقِ.
أمَّا قِسْمُ الدِّرَاسَةِ، فقد اشتمَلَ على خمسَةِ فُصُولٍ وهي:
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ: فِي دِرَاسَةِ حَيَاةِ الْمُؤَلِّفِ
وَفِيهِ سَبْعَةُ مَبَاحِثَ:
الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: اسْمُ الْمُؤَلِّفِ وَنَسَبُهُ وَلَقَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وَمَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ.
الْمَبْحَثُ الثَّانِي: الْحَالَةُ السِّيَاسِيَّةُ وَالْحَرَكَةُ الْعِلْمِيَّةُ فِي عَصْرِ الْمُؤَلِّفِ.
وفيه مطلبان:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الْحَالَةُ السِّيَاسِيَّةُ فِي عَصْرِ الْمُؤَلِّفِ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: الْحَرَكَةُ الْعِلْمِيَّةُ فِي عَصْرِ الْمُؤَلِّفِ.
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: طَلَبُهُ لِلْعِلْمِ وَرَحَلَاتُهُ فِيهِ.
الْمَبْحَثُ الرَّابِعُ: شُيُوخُهُ وَتَلَامِيذُهُ.
وفيه مطلبان:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: فيِ شُيُوخِهِ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: فيِ تَلَامِيذِهِ.
الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ: أَخْلَاقُهُ وَشَمَائِلُهُ.
الْمَبْحَثُ السَّادِسُ: نَشَاطَاتُهُ.
وفيه ثلاثةُ مطالبَ:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: نَشَاطَاتُهُ السِّيَاسِيَّةُ وَالِاقْتِصَادِيَّةُ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: وَظَائِفُهُ.
الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: مُصَنَّفَاتُهُ.
الْمَبْحَثُ السَّابِعُ: وَفَاتُهُ.
الْفَصْلُ الثَّانِي: التَّعْرِيفُ بِالْكِتَابِ
وفيه مبحثان:
الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: تَحْقِيقُ عُنْوَانِ الْكِتَابِ وَنِسْبَتِهِ إِلَى الْمُؤَلِّفِ.
وفيه مطلبان:
المَطْلَبُ الْأَوَّلُ: تَحْقِيقُ عُنْوَانِ الْكِتَابِ.
المَطْلَبُ الثَّانِي: تَحْقِيقُ نِسْبَةِ الْكِتَابِ إِلَى الْمُؤَلِّفِ.
الْمَبْحَثُ الثَّانِي: وَصْفُ مَخْطُوطِ الْكِتَابِ
وفيه ثلاثةُ مطالبَ:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: نُسَخُ الْمَخْطُوطِ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: مَوْضُوعُ الْمَخْطُوطِ.
الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: تَقْسِيمُ الْمَخْطُوطِ.
الْفَصْلُ الثَّالِثُ: دِرَاسَةٌ تَحْلِيلِيَّةٌ لِلْكِتَابِ
وفيه ثلاثةُ مباحثَ:
الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: الْمَصَادِرُ التِي اعْتَمَدَ عَلَيْهَا الْمُؤَلِّفُ فِي الْكِتَابِ.
الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مُلَاحَظَاتٌ حَوْلَ الْكِتَابِ.
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: أَهَمِيَّةُ الْكِتَابِ وَمَحَاسِنُهُ.
الْفَصْلُ الرَّابِعُ: مَنْهَجِيَّةُ الْمُؤَلِّفِ فِي التَّفْسِيرِ
وفيه خمسةُ مباحثَ:
الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: مَنْهَجُهُ فِي التَّفْسِيرِ بِالْمَأْثُورِ.
وفيه سبعةُ مطالبَ:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِالسُّنَّةِ.
الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ.
الْمَطْلَبُ الرَّابِعُ: تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِأَقْوَالِ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
الْمَطْلَبُ الْخَامِسُ: الْعِنَايَةُ بِأَسْبَابِ النُّزُولِ.
الْمَطْلَبُ السَّادِسُ: الِاسْتِشْهَادُ بِالْقِرَاءَاتِ.
الْمَطْلَبُ السَّابِعُ: مَوْقِفُهُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ.
الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَنْهَجُهُ فِي التَّفْسِيرِ بِالرَّأْيِ.
وفيه أربعةُ مطالبَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الِاتِّجَاهُ اللُّغَوِيُّ.
وفيه أربعةُ فروعٍ:
الْفَرْعُ الْأَوَّلُ: غَرِيبُ الْقُرْآنِ.
الْفَرْعُ الثَّانِي: الْفُرُوقُ اللُّغَوِيَّةُ.
الْفَرْعُ الثَّالِثُ: الْإِعْرَابُ.
الْفَرْعُ الرَّابِعُ: الْبَلَاغَةُ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: الِاتِّجَاهُ الْأُصُولِيُّ.
الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: الِاتِّجَاهُ الْفِقْهِيُّ.
الْمَطْلَبُ الرَّابِعُ: الِاهْتِمَامُ بِالضَّوَابِطِ وَالْقَوَاعِدِ.
الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: آرَاؤُهُ فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ.
وفيه خمسةُ مطالبَ:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: الْمَكِيُّ وَالْمَدَنِيُّ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: فِي نُزُولِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ.
الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: النَّسْخُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ.
الْمَطْلَبُ الرَّابِعُ: الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ.
الْمَطْلَبُ الْخَامِسُ: الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ.
الْمَبْحَثُ الرَّابِعُ: آرَاؤُهُ فِي الِاعْتِقَادِ.
وفيه ثلاثةُ مطالبَ:
الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: فِي أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ.
الْمَطْلَبُ الثَّانِي: فِي حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ.
الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ: اسْتِدْرَاكَاتُ الْمُصَنِّفِ عَلَى الْأَقْوَالِ.
الْفَصْلُ الْخَامِسُ: مَنْهَجِي فِي التَّحْقِيقِ
أمَّا قِسْمُ التَّحْقِيقِ، فهو الجزءُ الأوَّلُ من تَفْسِيرِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَصَرِ بِاللهِ الْكَتَّانِيِّ مع تَحْقِيقِي وَتَعْلِيقِي عَلَيْهِ.
ثُمَّ قُمْتُ بِعَمَلِ الْفَهَارِسِ الْعِلْمِيَّةِ لِلْكِتَابِ، وَهِيَ:
1 – فَهْرَسُ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ.
2 – فَهْرَسُ الْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ.
3 – فَهْرَسُ الْآثَارِ.
4 – فَهْرَسُ الْأَشْعَارِ.
5 – فَهْرَسُ الْأَعْلَامِ الْمُتَرْجَمِ لَهُمْ.
6 – فَهْرَسُ الْمَصَادِرِ وَالْمَرَاجِعِ.
7 – فَهْرَسُ الْمَوْضُوعَاتِ.
نتائج البحث:
من خلال معايشتي للجزء الأول من تفسير الإمام الكتاني رحمه الله تعالى، تبيَّن لي أنه اشتمل على مميزات عدة، منها:
1 - بُعْدُه عن الْحَشْوِ فِي الكلامِ وكثرةِ استعراضِ الأقوالِ التي لا طَائِلَ تَحْتَهَا، إلا نادرًا.
2 - الاهتمام البالغ في تفسير الآياتِ بنظائرِها.
3 - غزارةُ الاستشهادِ بالأحاديثِ النَّبَوِيَّةِ، والعنايةُ بِعَزْوِهَا غَالِبًا.
4 - البُعْدُ عن ذكر الإسْرَائِيلِيَّاتِ غالبًا؛ وقد يُشيرُ المصنِّفُ - رحمه الله تعالى - إلى بعضِ ما اشْتَهَر عند الْمُفَسِّرِينَ منها ويُنَبِّهُ عليه، مما يدلُّ على عنايته بهذا التفسير وتحريره له.
5 - يَذْكُرُ المفسِّرُ - رحمه الله - في آياتِ الْأَحْكَامِ أهَمَّ المسائلِ المتعلقةِ بالآية، ويذكر مذاهبَ العلماءِ فيها، وقد يُنَبِّهُ على الأقوالِ الشاذَّةِ، بأسلوبٍ مختصرٍ دقيقٍ.
6 - يَذْكُرُ - رحمةُ اللهِ عليه - بعضَ ما يُسْتَنْبَطُ من الآياتِ عند اسْتِيعَاب تفسيرها، فتكون هذه الاستنباطاتُ كالْخَاتِمَةِ للآياتِ الْمُفَسَّرَةِ.
التوصيات:
أَوَّلًا: ضرورةُ الاعتناءِ بتراثنا الإسلاميِّ، وتكثيفِ الْجُهُودِ لإخراج هذا الكَمِّ الْهَائِلِ منه من عالَمِ الْمَخْطُوطَاتِ إلَى عالَمِ الْمَطْبُوعَاتِ؛ مع الحرص على تحقيقها تحقيقًا علميًّا رصِينًا.
ثَانِيًا: الاعتناءُ بشخصيةِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَصِرِ بِاللهِ الْكَتَّانِيِّ فِي دراسةٍ خاصَّة، تبيِّن جهودَه في الفقهِ والتفسيرِ والحديثِ والسياسةِ والاقتصادِ ... الخ.
وصلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 08:08]ـ
بشرى طيبة
مبارك عليك أخي زكريا
أرسلت إليك رسالة الى بريدك الالكتروني وأنتظر منك الرد
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 08:19]ـ
لقد أجبتكم على البريد الإلكتروني.
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 03:14]ـ
معذرة أخي زكريا
بريدي الالكتروني الذي راسلتني عبره سرق مني
لذا أرجوا منك اعادة ارسال الرد عبر الخاص هنا
جزاك الله خيرا اخي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 10:16]ـ
تم الإرسال.
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 08:13]ـ
جزاك الله خيرا
وأرسلت لك رسالة أخرى
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 03:27]ـ
تم الجواب.(/)
هل يؤيد العلم الحديث معنى آية: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد)
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 12:25]ـ
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} 8الرعد
قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: الله يعلم ما تحمل كل أنثى من ذكر أو أنثى سوى الخلق أو ناقص الخلق , واحدا أو إثنين أو أكثر
وما تغيض الأرحام وماتنقص وما تزداد
قال أهل التفسير: غيض الأرحام الحيض على الحمل , فإذا حاضت الحامل كان نقصانا فى الولد لأن دم الحيض غذاء الولد فى الرحم فإذا أهرقت ا لدم ينقض الغذاء فينقص الولد , وإذا لم تحض يزداد الولد ويتم
فالنقصان نقصان خلقه الولد بخروج الدم , والزيادة تمام خلقه باستمساك الدم
وقيل: إذا حاضت ينتقص مدة الغذاء وتزداد مدة الحمل حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا
فإن ر أت خمسة أيام دما وضعت لتسعة أشهر وخمسة أيام فالنقصان فى الغذاء والزيادة فى المدة
السؤال هو: هل هذا التفسير صدقه العلم الحديث
أو بعبارة أخري هل هذا التفسير له حظ من الصحة أو لا
بارك الله فى الجميع(/)
اختلاف الأئمة المشهورين غير السبعة في سورة الفاتحة مما يخالف خط المصحف فلا نقرأ به.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:21]ـ
قرأ أبو هريرة: "مليك يوم الدين"، بياء، وهو معنى حسن لأنه مبالغة، فهو أبلغ من ملك، ومالك.
قرأ ابن السوار الغنوي: "هياك تعبد وهياك نستعين": وهي لغة قليلة، وتقع كثيرا في الشعر.
قرأ الحسن البصري: اهدنا صراطا مستقيما، وهو جائز في العربية كدار الآخرة.
قرأ عمر بن الخطاب: صراط مَنْ أنْعَمْتَ عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين. فجعل مَن موضع الذين، وغير في موضع لا. هو مروي عن أبي بكر كذلك.
قرأ ابن مسعود: "ارشدنا الصراط المستقيم". والمعنى واحد.
قرأ ثابت البناني: بصرنا الصراط.
قرأ ابن الزبير: صراط من أنعمت عليهم، مثل قراءة عمر في هذا الحرف وحده.
قال العلامة مكي: وهذه الاختلافات التي تخالف خط المصحف وما جاء منه مما هو زيادة أو نقص، وتبديل - هو الذي سمع حذيفة في المغازي، وسمع رد الناس بعضهم على بعض، ونكير بعضهم على بعض، وهو الذي حدا عثمان على جمع الناس على مصحف واحد، ليزول ذلك الاختلاف، فافهمه.
وهذا لا يجوز اليوم لأحد أن يقرأ به، لأنه نقل إلينا بخبر الواحد عن الواحد، ولا يقطع بصحة ذلك، وهو مخالف لخط المصحف الذي عليه الإجماع.
وللمشاركة بقية .... والله المستعان.(/)
لماذا أتي السمع مفردا و الابصار جمعا في القرآن؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 07:31]ـ
لِمَاذَا أَتَى السَّمْع مُفْرَداً وَالأَبْصَار جَمْعاً فِي القُرْآن؟
الشيخ عصام بن صالح العويد -حفظه الله تعالى-
السؤال:
أسأل عن الآية: {أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ .... }، كلمة السمع مفردة مع أننا نسمع بأذنين اثنتين، كلمتا الأبصار (وكذلك الأفئدة، في آيات أخرى) جمع مع أننا نرى بعينين اثنتين؟
الإجابة:
بدءاً؛
أشكرك على هذا السؤال الجميل، والآية في سورة يونس (31): {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} ...
أما الجواب: فلأمرين اثنين:
الأول: لأن السمع لا يمكن أن يدرك عدداً من المسموعات ــ إدراكاً معه فهم وضبط ـ في وقت واحد أبداً، فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين في وقت واحد ويفهمهما جميعاً فهماً واضحاً كما هو معلوم ظاهر، ومن أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتين وليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً.
أما البصر؛ فيمكن أن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين في الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء.
أما الفؤاد ـ وهو العقل القلبي الذي له ارتباط بالعقل في الدماغ ـ؛ فكذلك أيضاً، بدليل أن الإنسان يؤدي عدداً من الأعمال في وقت واحد، فيتكلم ويتحرك وينظر ويسمع ونحو ذلك في وقت واحد دون تداخل، فسبحان من أتقن كل شيء خلقه تعالى.
ولعل هذا كاف في إيضاح الفارق بينهما، ولمن أراد التوسع أذكر الأمر الثاني.
الثاني ـ من جهة اللغة ـ: فلأن السمع مصدر، والمصدر لا يجمع، أما الأبصار والأفئدة فأسماء مجموعة، ولعل هذا التغاير بينهما من جهة اللغة في التعبير عن السمع بالمصدر وعن البصر والفؤاد بالاسم؛ إشارة إلى التغاير بينهما من جهة الخلق، فإن حاسة البصر والفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار في الأحوال الاعتيادية، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا ويترك التفكير في ذاك غالباً.
أما السمع فهي حاسة لا إرادية، فالإنسان لا يستطيع أن يُصِّم سمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لا اختياراً، والله أعلم.
للاستزادة ينظر:
إعراب القرآن للدرويش (1/ 29)، وتفسير الرازي لسورة السجدة، وغيرها كثير.
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 11:56]ـ
نكتة جميلة جدآ جزاك الله خير أخي الغالي "
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 02:03]ـ
بارك الله فيك
والسلام عليكم
ـ[الجارحي]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 06:26]ـ
أرجو ألا تعتبروه تفسيرا ولكن اقبلوا مني هذه الخاطرة
لو تكلم محاضر وسجل الجميع الصوت والصورة بصرف النظر عن حكم التصوير
ثم جمعت مسجلات الصوت لوجدت نفس الصوت
لكن لو جمعت الصور لوجدت كل عين رأت المحاضر من زاوية مختلفة فتختلف الصور
فالسمع واحد والأبصار مختلفة والله أعلم
ـ[الزهره الفارسيه]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 09:19]ـ
شكرا(/)
فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد الطيار .. [استفسارات-استدراكات-اقتراحات] ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 08:24]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
فهذه ورقات قديمة غير مرتبة أنقلها على حالها من أضابير مذاكراتي؛طمعاً في إفادة أبي عبد الملك في طبعته التي ستكون للكتاب -إن شاء الله -خاصة والكتاب على جدته يحتاج لإعادة كتابة تُناسب ما استجد على الساحة العلمية وما استجد من حال كاتبه زاده الله علماً ونفع به ..
(1)
في أنواع الاختلاف .. لعل القسمة الثلاثية التي نقلها المؤلف عن ابن عثيمين = هي أوفق وأدق وهي التي سار عليها شيخ الإسلام في غالب مواضعه وهي أن يُقسم الخلاف لثلاثة أقسام:
القسم الأول: الخلاف اللفظي ويُعرفه شيخ الإسلام بأنه: ((أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا هو معنى اللفظ الذي لا يقوله هذا وإن اختلف اللفظان فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غير معنى اللفظ في اصطلاح الآخر وهذا كثير)).
القسم الثاني: اختلاف التنوع (ولم يعرفه الشيخ مساعد وإنما تكلم في موضع التعريف عن طريقة التعامل معه فليُستدرك) وتعريفه عند شيخ الإسلام: ((أن يكون هؤلاء يثبتون شيئا لا ينفيه هؤلاء وهؤلاء ينفون شيئا لا يثبته هؤلاء)).
القسم الثالث: اختلاف التضاد: ((أن يكون مقتضى القول الأول هو تخطئة القول الثاني))
وهذه الطريقة أحسن من إدماج الخلاف اللفظي تحت خلاف التنوع وإنما أدمج أبو عبد الملك النوعين معاً تبعاً لشيخ الإسلام في مقدمة التفسير .. وشيخ الإسلام في غير ذلك الموضوع = يُفرق بينهما مثل قوله في: ((درء التعارض)): ((وكثير من نزاع الناس يكون نزاعا لفظيا أو نزاع تنوع)) ومثله في: ((بيان تلبيس الجهمية))
(2)
عند كلام الشيخ عن ضوابط تفسير القرآن باللغة = تكلم عن خطورة تفسير القرآن بالمصطلحات الحادثة .. والأولى أن يقول: بالألسنة الحادثة. والموضوع ثري جداً وبحثه في الرسالة قاصر جداً فليُستدرك.
(3)
عند كلام الشيخ عن مسألة هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم في الآية ..
ذكر أن هذه المسألة الأصولية ليس لها علاقة بأصول التفسير لأن الحكم الشرعي راجع إلى افعل ولا تفعل .. أما في التفسير فالمسألة مرتبطة بالمعنى والمعنى متعدد ..
قلتُ: وهذا الكلام –عندي – غير محرر ولا عبارته محررة.
أما تحرير العبارة: فالمؤلف كأنه يريد الكلام عن أن قدرتنا على تفسير القرآن بمعنى صحيح يحتمله النص ولا يتناقض مع قول السلف = أوسع وأظهر وأكثر وقوعاً من قدرتنا على التكلم بحكم شرعي يحتمله النص ولا يتناقض؛لأن التناقض مع قول السلف أسرع دخولاً على الأحكام الشرعية لأنها افعل أو لا تفعل.
أما كون الكلام غير محرر فلأن كون الحكم الشرعي راجع إلى افعل ولا تفعل = لا علاقة له بما نحن فيه. لأن كلامنا عن الحكم الشرعي إنما هو تفسير لمراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو راجع إلى معرفة معاني كلام الوحي .. والمعاني التي يحتملها .. والانتهاء لحكم افعل أو لا تفعل إنما مقدماته تعيين تلك المعاني التي يحتملها النص. فإذا كان في الإحكام افعل أو لا تفعل ففي التفسير القرء (الحيض أو الطهر أو المدة الحولية) ولا رابع .. والذي أراه أن مرجع القضية ليس إلى كون هذه أحكام وهذه معاني .. فمرجع الأحكام للمعاني = وإنما مرجع الفرق هو إلى أن الغالب على الأحكام الفقهية هو خلاف التضاد .. والغالب على تفسير المفردات هو خلاف التنوع .. فالفرق الصحيح هو بين الأحكام وبين تفسير المفردات ووجه الفرق الصحيح هو في قلة خلاف التنوع في الأول وكثرته في الثاني.
(4)
عند كلام الشيخ عن مسألة هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم في الآية ..
ذكر أن ذلك جائز بشروط ثلاثة:
الشرط الأول: أن يكون المعنى الجديد صحيحاً في نفسه.
الشرط الثاني: أن يكون المعنى الجديد مما تحتمله الآية.
الشرط الثالث: ألا ينقض هذا المعنى الجديد = المعنى الذي قاله السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أراه –والله أعلم- أن الشرط الأول حشو لا فائدة منه. وأن المرجع هو إلا الشرطين الثاني والثالث؛لأن المعنى إذا احتملته الآية يُصبح الحكم عليه بأنه غير صحيح = مصادرة على المطلوب لأنه سيزعم أنه معنى صحيح بدلالة الآية. وإذا لم تحتمله الآية فإنه سيمتنع تفسير الآية به ولو كان معنى صحيحاً.
وتأمل المثالين اللذين أوردهما الشيخ وهما:
1 - تفسير استوى باستولى.
2 - وتفسير خلقكم أطواراً بالأطوار الدنيوية.
وقد ردهما الشيخ لأنهما معنيين غير صحيحين وأنت ترى أن للمخالف أن يقول بل هما صحيحان بدليل الآية فالأطوار الدارونية صحيحة بدلائل طبيعية وبدلالة الآية .. ودخولنا معه في الأدلة الطبيعية تطويل ليس من عمل المفسر وإبطالنا لدلالة الآية لا يكون إلا بمنع احتمال الآية لهذا المعنى؛لحوث اللسان المتكلم بها.
وكذا في الاستواء.فكون تفسير الاستواء بالاستيلاء غير صحيح؛لأنه غير وارد في كلام العرب هو نفسه استدلال بأن الآية لا تحتمله .. فلو كان وارداً في كلام العرب لاحتملته الآية.
فالذي يظهر لي: أن شرط احتمال الآية هو أوسع الشروط وأتمها ويغني عن غيره؛لأنك ترد به المعنى الحادث ولو كان صحيحاً؛ولذا نرد من أتى بمعنى للذرة جديد (المعنى الفيزيائي) فإنه معنى صحيح في نفسه لكنه يُرد بأن الآية لا تحتمله لحدوث اللسان المتكلم به.
(5)
تعرض الشيخ أبو عبد الملك لنفس قضية حكم إحداث معنى جديد في كتابه: ((مفهوم التفسير والتأويل ... )) ولكنه عبر هناك عن الضوابط بقوله: ((أن يكون المعنى صحيحاً وارداً في اللغة وأن يكون غير مناقض [أي: مبطل] لقول السلف، وأن لا يعتقد المفسر بطلان قولهم وصحة قوله فقط)).
وأرى والله أعلم أن عبارة كتاب الفصول أكثر تحريراً؛ فشرط أن لا يعتقد المفسر بطلان قولهم داخل تحت أن يكون غير مناقض لقول السلف، وقوله: وارداً في اللغة= يغني عنه وهو أصح: شرط احتمال الآية .. ووجه ذلك: أن كون المعنى ورد في اللغة لا يكفي ليجيز إحداثه بل لابد من احتمال الآية له .. وأنت ترى أن النسيان بمعنى السهو وارد في اللغة ومع ذلك لا يجوز أن نفسر به قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} لأن الآية لا تحتمله لأنها تتكلم عن نسيان الحفيظ الخبيرجل وعلا
(6)
[اقتراح]
أرى أن الأوفق والأتم هو دمج كتاب: ((مفهوم التفسير والتأويل .. )) مع كتاب فصول في أصول التفسير مع حذف المكرر وسبكه سبكاً حسناً ...
(7)
وضع الشيخ حاشية عند كلامه عن خلاف التضاد قال فيها: ((لأمثلة التضاد يمكن الاستفادة من كتاب: التضاد في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق لمحمد نور الدين المنجد، نشر دار الفكر المعاصر)).
قلت: وهذا غريب جداً!
والكتاب المذكور هو في بحث ظاهرة الأضداد في اللغة وتطبيقها على ألفاظ الأضداد في القرآن الكريم.ولا علاقة له بمبحث خلاف التضاد، فليُحرر ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 06:08]ـ
(8)
بحث الدكتور خبر الزاملتين المنسوب لعبد الله بن عمرو بحثاً حسناً معجباً لم أجده عند غيره ...
غير أنه ذكر في تضاعيف بحثه وجهاً ضعيفاً ناقش به حمل الحافظ ابن كثير بعض الأخبار على أنها من الزاملتين .. فكان صنيع الشيخ أن يقول: ((هذا من خبر العرب .. أو هذا من خبر الكعبة .. ولا ذكر لهذه الأخبار في كتب أهل الكتاب كما هو ظاهر بين أيدينا)) أو كما قال ..
وهذا وجه غير محقق فكتب أهل الكتاب لو قيل إنها تُحرف كل يوم=لما كان بعيداً،واحتمال وجود تلك الأخبار في الزاملتين ثم تحريفهما بعدُ فلا تصلان إلينا = احتمال قوي يمنع المصادرة عليه .. وآية بينة: أن يطلبَ الدكتور شيئاً مما هو من أخبار أهل الكتاب بيقين في كتبهم الآن = ولن يجدَ من ذلك أشياء كثيرة .. والكتب التي كانت زمن الصحابة كانت أقل تحريفاً بكثير من الكتب الموجودة الآن .. بل ليطلب الدكتور بعد شواهد رحمت الله الهندي في كتابه إظهار الحق وسيجدها قد محيت من سائر الأناجيل المطبوعة وكذلك يفعلون ..
فمجرد خلو تلك الكتب الموجودة الآن من أخبار العرب وغيرهم مما روي عنهم بواسطة الصحابة والتابعين وغيرهم = لا يمنع وجود تلك الأخبار في الكتب التي كانت بين أيدي السلف ..
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 10:07]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ أحمد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 07:54]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نقل الشيخ عن ابن عطية كلامه في كفر الجحود ورده إلى معتقد المرجئة والأشاعرة في الإيمان،وفهم من عبارة ابن عطية: ((وأنا أستبعد العناد مع المعرفة التامة)) = ما عبر عنه الشيخ مساعد بقوله: ((فانظر كيف سلب ابن عطية ما دل عليه القرآن مع أن نص القرآن وظاهره يدل على أنهم علموا علماً يقينياً ولكنهم لم يؤمنوا))
وأخطأ الشيخ على ابن عطية في ذلك، وأبعد النجعة كذلك فأثر الإرجاء على التفاسير أوسع من أن يستدل عليه بهذا المضيق ..
ولا علاقة لهذا الموضع بإرجاء ابن عطية أبداً .. والأشاعرة جميعاً يثبتون كفر الجحود والعناد وليس هذا موطن نزاع بينهم وبين أهل السنة ..
ويكفي لتقرير ذلك أن إثبات كفر العناد ظاهر جداً في كلام ابن عطية وأمثل عليه بمثال واحد من أمثلة متكررة
يقول ابن عطية: ((وروي أن قريظة والنضير وجميع يهود الحجاز في ذلك الوقت كانوا يستفتحون على سائر العرب، وبسبب خروج النبي المنتظر كانت نقلتهم إلى الحجاز وسكناهم به، فإنهم كانوا علموا صقع المبعث، وما عرفوا أنه محمد عليه السلام وشرعه، ويظهر من هذه الآيات العناد منهم، وان كفرهم كان مع معرفة ومعاندة)).
فإن قلتَ: فما وجه كلامه هاهنا؟؟
قلنا: أصل ذلك أنه يرد على من قال: ((المعرفة تقتضي الإيمان والجحد يقتضي الكفر، ولا سبيل إلى اجتماعهما)).
وليس هذا قول الأشاعرة بل هذا مقتضى قول الجهمية الخلص ... والأشاعرة يردون عليهم بإثبات الشرع لكفر الجحود ..
لكن نظر ابن عطية نظراً في الجمع بين الأدلة فقاده إلى أن الجحود إنما يكون مع المعرفة الناقصة واليقين غير التام ولا يكون مع المعرفة التامة المستلزمة للتصديق ..
وإذاً: فليس هناك نزاع في أن ابن عطية مرجيء،وإنما الكلام في مسألتين:
الأولى: خطأ استفادة الدكتور من هذا الموضع أن ابن عطية لا يثبت كفر الجحود والعناد.
الثانية: أن كلام ابن عطية في ضبط كفر الجحود ومتى يكون وهل يقع مع المعرفة التامة أم لا يقع إلا مع معرفة ناقصة مقترنة بالحسد وهل هو بعيد وقوعاً= كل ذلك إنما هو من البحث في الأدلة وفقهها وفقه أحوال الناس وتصور ما يقع منهم ولا شك أن لنفسيتهم الإرجائية أثر في هذا البحث لكن لا يُعد ذلك الإرجاء أصلاً للبحث،بل يتصور وقوع نفس قول ابن عطية من رجل من أهل السنة؛ فهو لا ينفي وقوع كفر الجحود والعناد ولكنه يستبعد وقوعه مع المعرفة التامة بالله والرسول تلك المعرفة التي تُخضع القلب لسلطان الحجة.
=====
تطرق الشيخ في شرحه على: ((أصول في التفسير)) لابن عثيمين للتفريق بين علوم القرآن وعلوم التفسير وأصول التفسير،واستوفى ذلك بأمثلة حسنة ..
وحبذا لو ضم هذا لكتابه حيث إنه لم يتطرق فيه للفرق بين علوم التفسير وأصول التفسير، وهذه الفكرة مهمة،ولم يعرض لها حتى في كلامه عن الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن ..
فليستدرك ..
======
ذكر الشيخ التواطؤ والاشتراك ولم يُحقق الفرق بينهما تحقيقاً حسناً، بل ذكر كلاماً ملتبساً لا يُحقق الفرق بينهما ..
وتحقيق الفرق بينهما: أن الاشتراك هو من مباحث علاقة اللفظ بمعانيه المتعددة، وفيه لا تشترك هذه المعاني مع اللفظ في معنى واحد مشترك ولا يجمع بين هذه المعاني (العين الباصرة-عين الماء) إلا مجرد الاشتراك في اللفظ ..
أما في التواطؤ: فالذي يذكر تحت هذا اللفظ (الإنسان مثلاً) هي في الحقيقة أجزاء مشتركة في معنى اللفظ الكلي يتحقق في كل منها المعنى الواحد للفظ الكلي وليست هي معاني متعددة له وإنما يجمعها جميعاً نسيج معنوي واحد تشترك فيه مثل (زيد -عمرو) فإن اندراجها تحت (الإنسان) هو اندراج بالتواطؤ فالعلاقة بين زيد وعمرو وبين الإنسان فيها اشتراك معنوي وليس مجرد اشتراك لفظي فهي أفراد لمعنى الإنسانية وليست معاني للفظ الإنسانية ..
فالمشترك اللفظي: هو لفظ اتحد ومعنى تعدد.
والمتواطئ: يتحد فيه اللفظ والمعنى ولكن تتصور الشركة في المعنى على وجه تستوي فيه الأجزاء في نسبتها للمعنى الواحد المشترك.
قال في ((جمع الجوامع)): ((اللَّفْظ وَالْمَعْنَى إنْ اتَّحَدَا، فَإِنْ مَنَعَ تَصَوُّرُ مَعْنَاهُ الشَّرِكَةَ فَجُزْئِيٌّ، وَإِلَّا فَكُلِّيٌّ، مُتَوَاطِئٌ إنْ اسْتَوَى، مُشَكِّكٌ إنْ تَفَاوَتَ. وَإِنْ تَعَدَّدَا فَمُتَبَايِنٌ، وَإِنْ اتَّحَدَ الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ فمترادف وَعَكْسُهُ إنْ كَانَ حَقِيقَةً فِيهِمَا فَمُشْتَرَكٌ، وَإِلَّا فَحَقِيقَةٌ وَمَجَازٌ)).
=====
ذكر الشيخُ حديث عبد الله بن مسعود عن النبي «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا».
وعزاه الشيخ لسنن الترمذي، وهو فيها، إلا أن الحديث أيضاً في مسلم (7343) وعزوه لمسلم أولى.(/)
حكم الإقلاب
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 09:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض كتب التجويد تعرف الاقلاب على انه اقلاب النون الساكنة او التنوين ميما ثم اخفاؤها مع مراعات الغنة فيها. و اخفاء الميم يكون بترك فرجة خفيفة بين الشفتين.
سؤالي ما فائدة الاقلاب الى ميم اذا كنا نخفيها. اليس الاقلاب بهذه الطريقة اخفاءا يلحق باقي حروف الاخفاء؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 09:52]ـ
=================
تعديل
وجدت الجواب ... الفرجة الخفيفة تجعل حال الميم ما بين الاظهار و الادغام
اسمع بعض القراءينطق الباء بعد الغنة مع المحافظة على الفرجة فاسمعها كانها اخفاء تام. و لكن ما اعرفه ان القاريء ينتقل من الفرجة الى اطباق الشفتين ميما ثم يفتحهما على الباء. و لذلك اخفاء الميم هو ما بين الاظهار و الادغام.
هل المشكلة اذا في سمعي ام فهمي للاقلاب ام انكم تلاحظونها على بعض القراء
و جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 05:37]ـ
جزاك أخي الكريم كل الجزاء لإهتمامك بالقرءان الكريم وأحكام تجويده إذ أنه من اهم العلوم وأجلها ولا أدري إن كنت قرأت أحكام التجويد على شيخ أم لا والضاهر أنك لم تفعل وعلم أن القرآن لا يأخذ إلا مشافهة على شيخ متقن وليس عن طريق الكتب أو السماع من القراء نعم ذالك يفيد ولاكن بعد المشافهة على الشيخ المتقن أما النسبت للجواب الذي أجبت به عن نفسك فهو جواب عن سبب الفرجة وليس عن سبب الإقلاب لأن بعض القراء يرون بإطباق الميم تماما بدون وجود فرجه والأقرب إلى الصواب والأجدر بالحق والذي أقره معضم القراء الاكابر أن تكون هناك فرجه خفيفه جدا ورجع إلى كتاب لحن القراءة ففيه هذا الإجماع الذي ذكرته
وأعلم أخي الفاضل أن هناك شيء إسمه إقلاب وشئ إسمه إخفاء شفوي
والنبدء بالإقلاب الذي هو موضوعنا
تعريفه لغة:تحويل الشيء عن وجهه
اصطلاحا: قلب النون الساكنة أوالتنوين ميما وإخفائها مع الغنه
حروفه:الباء فقط
مثل أنبئهم تجد في المصحف ميما صغيرة فوق النون الساكنه بدلا من السكون أو في التنوين
كيفيته
1قلب النون الساكنة أو التنوين ميما خالصة لفضا لا خطا وإنما الميم الصغير للإشارة فقط
2 إخفاء الميم عند الباء مع عدم إطباق لكي لا تتشبه بالميم المدغمه في مثلها
3إضهار الغنه مصاحبة للإخفاء لأنها صفة للميم مع فرجه بين الشفتين ثم إطباق الشفتين بقوة للنطق بالباء
سبب الإقلاب بسبب اختلاف المخرج بين النون والباء فلم يحسن الإضهار لما فيه من الكلفه والثقل ولم يحسن الإدغام لاختلاف نوع المخرج والصفة حيث النون حرف متوسط مغن والباء غير أغن وشديد وعندما لم يحسن الإظهار والإدغام كذالك لم يحسن الإخفاء وهو بينهما فلذالك وجب إبدال النون والتنوين حرفا يؤاخيهما في الغنه والجهر ويؤاخي الباء في المخرج والجهر وهذا الحرف هو الميم إذ أنه فيه صفت الغنه وهي موجودة في النون وهو أيظا قريب من مخرج الباء فهما من الشفة وبهذا أمنت الكلفة الحاصلة من إضهار النون قبل الباء
بقي لنا بعض التنبيهات
1يجب عدم إطباق الشفتين فتكون كالميم المشددة
2 عدم توسعة المسافة بين الشفتين فتظهر الغنه بعيدة عن مخرج الميم
3يجب تأدية الغنه في وضع سكون الميم
أما بانسبت لأخفاء الشفوي سنتناقش فيه في وقت اخر
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 06:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض كتب التجويد تعرف الاقلاب على انه اقلاب النون الساكنة او التنوين ميما ثم اخفاؤها مع مراعات الغنة فيها. و اخفاء الميم يكون بترك فرجة خفيفة بين الشفتين.
سؤالي ما فائدة الاقلاب الى ميم اذا كنا نخفيها. اليس الاقلاب بهذه الطريقة اخفاءا يلحق باقي حروف الاخفاء؟
و جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 تنبيه
الاقلاب من حيث الوزن اللغوي خطأ فالأصل أن يقال قلب ولا يقال اقلاب وانما وجدنا الكثير ممن كتبوا في علم القراءات والتجويد يسميه كذلك أي اقلابا تبعا في الوزن لأحكام النون الساكنة والتنوين فنقول
اظهار اخفاء ادغام واقلاب على وزن افعال
2 الجواب على الاشكال الذي طرحت
ليتبين لك ما قد نص عليه العلماء في هذه الباب ينبغي تقسيم قولهم الى جزئين
أ قلب النون الى ميم
ب اخفاء الميم
وبالتالي تبين الفرق بين القلب والاخفاء حيث أن القلب انقلبت فيه النون الى ميم ثم أخفيت بغنة
بخلاف الاخفاء فلم يحدث لنا الا الخطوة الثانية وهي اخفاؤها بغنة
وبالتالي فالقول الأقرب
قلب النون الى ميم يشترك في النطق مع اخفاء الميم لا اخفاء النون والتنوين
لأن النون بعد أن تقلب الى ميم تقرأ مثل الميم حال الاخفاء
إلا أنه اعترض على هذا القول فكان لنا مدرستان
الاولى القاضية بالقول السابق فقالوا أن لا يترك القارئ فرجة عند قلب الميم وعللوا بما قد مضى
والثانية وهو الذي عليه التحقيق
فقد فرقوا بين قلب النون الى ميم اذا وجد بعد النون باء وبين اخفاء الميم اذا وجد بعدها باء
فقالوا أنه حال قلب النون ينغي ترك فرجة صغيرة تضطرب معها الشفتان
وحال اخفاء الميم لا يشترط ترك الفرجة وهذا هو وجه التفريق والذي اجتمع عليه القراء المعاصرون
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 07:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا. افادكم الله كما استفدت منكم.
الأخ أسامة. لم يكن قصدي نقد علماء القراءة أو القراء المتقنين أو أي عالم شرعي على وجه الاطلاق. فشتان بيني و بينهم في العلم و التقوى. وانما اطرح اسئلتي في المنتدى للتعلم, لا للنقاش و الجدال و ابداء الرأي.
بارك الله فيكم
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 01:09]ـ
أخي الكريم إن كلامك عن الإقلاب والقلب لاينفع لأن هذا اصطلاح اصطلحه علماء القراءات وعلم أنه لامشاحة في الإصطلاح.
أما بنسبة لماقلت والثانية وهو الذي عليه التحقيق
فقد فرقوا بين قلب النون الى ميم اذا وجد بعد النون باء وبين اخفاء الميم اذا وجد بعدها باء
فقالوا أنه حال قلب النون ينغي ترك فرجة صغيرة تضطرب معها الشفتان
وحال اخفاء الميم لا يشترط ترك الفرجة وهذا هو وجه التفريق والذي اجتمع عليه القراء المعاصرون
أنت الأن تتكلم عن الخفاء الشفوي وهو عندما يلحق بعد حرف الميم باب وليس الفرق بين الٌلاب والإخفاء الشفوي هو الفرجه إذكلا الحكمين فيه الفرجه أمابنسبه للإقلاب فنحن متفقان وأمابنسبه للإخفاء الشفوي فليس الذي قلت بصحيح إذ أنه إذا اطبقت الميم فكانما أبد لت الحكم من إخفاء شفوي إلى إظهار شفوي بغنه لأنك إذا أطبقت الميم أظهرت الميم كاملة من دون إخفائها وجعلت معها غنه وقارن ذالك بالنون الساكنه في الإخفاء فإذا ألصقت الثنايا العليا فكأنما أسكنت النون وجعلت معها غنه والله أعلم
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 07:32]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
بعد قراءة الردود و قراءة عدد من الكتب, أصبح الاشكال أوضح. خطئي أنني كنت أجمع بين الفرجة و الاطباق. أنتقل من الفرجة الى الاطباق. و لكن حسب فهمي الان اما ابقاء الفرجة على مدار الغنة, أو الاطباق على ميم على مدار الغنة حيث أن الغنة مطولة لتخفي الميم. هذان هما الرأيان السائدان.
اذا صح فهمي و لا حول و لا قوة الا بالله كم أخطىء في استيعاب النصوص. تقلب النون ميما ساكنة بعدها باء, فتأخذ حكم الاخفاء الشفوي للميم الساكنة. و الاخفاء الشفوي اما بالاطباق أو بالفرجة.
اذا صح فهمي, و لو فرضنا الفرجة لاخفاء الميم, فما الفرق بين حكم القلب و حكم الاخفاء للنون الساكنة و التنوين؟ أي اذا قلت لشخص الباء من حروف الاخفاء و طلبت منه أن يجود, فما الذي يميز تجويده من التجويد باستخدام القلب؟
وجدت نقاش حاد بين متخصصين في علم التجويد في منتدى أهل التفسير بخصوص الفرجة و الاطباق, يمكن مراجعته للاستفادة
و جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 11:40]ـ
أخي الكريم أعجب منك لطرحك هذا السؤال بعد تلك الردود والمناقشات وعلم أنه في حالة الإخفاء الحقيقي مع النون الساكنة فإنه يتحقق إعدام لجسم النون وإبقاء صفتها وهي الغنه ولكن في حالالإخفاء الشفوي والإقلاب لا يعدم جسم الميم تمما وذلك لقربها من الباء مخرجا
الإخفاء الخقيقي لم يختلف فيه ولاكن الإخفاء الشفوي أختلف فيه فبعضهم قال بالإخفاء مع الغنه وقال آخرون بالإظهار.
وعالم أخي أن سبب الفرجه لكيلا تشتبه بالميم المدغمه في مثلها لإننا عندما نطبق الشفتين للنطق بالباء نطبق ايضا للميم فتظهر كالميم المشددة ولذالك توجد الفرجه البسيطه
وتأمل أخي قول المرعشي (الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بل إضعافها وستر ذاتهابتقليل الإعتماد على مخرجها.
ولذالك نعمل فرجه ليخفى مخرج النون أما إذا أطبقنى فنصبح قد أخرجنا ميما أصليه من مخرجهاولم نخفها والله أعلم ولو تكرمت وأتيتنا برابط أهل التفسير وبارك الله فيك على حرصك
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي العزيز. و لكن صبرا علي. فقوانا العقلية تتفاوت و أنا تخصصي علمي و لذلك أجد صعوبة في فهم النصوص الأدبية أو الشرعية. و جزاك الله خيرا على ردودك. يبدوا ما ناقشناه كافي و لكن ربما أعود و أكرر السؤال بصيغة أخرى اذا اشكل علي الامر مرة اخرى لضعف استيعابي.
اما بالنسبة للنقاش حول الاطباق و الفرجة فهو في ملتقى اهل التفسير في اكثر من ادراج
http://www.google.com/custom?hl=ar&inlang=ar&client=google-coop-np&cof=FORID%3A13%3BAH%3Aright%3B S%3Ahttp%3A%2F%2Ftafsir.org%3B CX%3A%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8 %25AD%25D8%25AB%2520%25D9%2581 %25D9%258A%2520%25D9%2585%25D9 %2584%25D8%25AA%25D9%2582%25D9 %2589%2520%25D8%25A3%25D9%2587 %25D9%2584%2520%25D8%25A7%25D9 %2584%25D8%25AA%25D9%2581%25D8 %25B3%25D9%258A%25D8%25B1%3BL% 3Ahttp%3A%2F%2Ftafsir.org%2Fvb %2Fimages%2Ftafsir_google_logo .gif%3BLH%3A80%3BLP%3A1%3BBGC% 3A%23ffffe6%3BT%3A%23993366%3B LC%3A%23006600%3BVLC%3A%23551A 8B%3BGALT%3A%230033FF%3BGFNT%3 A%23000000%3BGIMP%3A%23000000% 3BDIV%3A%23CCCCCC%3B&adkw=AELymgXN5SDimy5ODx1F1NA0V zPELZ_Io9SYrf7vyTKHk8d_CkTuJaD UeP4Dmw6DRvyMIG9EpNTKkqpdMaJ3j PFzbtkZpxGhwPH9f-OQLm1eRnPr0f7qH7v7PTlh3xDvzJkk P0jzmheA6GKYhWtackKqrHvDRHZP6L plA_vRVJWx10Ye7KhM8IInpNyk4vaK oFVh9Jn7gtw9YiipUfKRDysRyc-Y0U24sA&boostcse=0&ie=windows-1256&oe=windows-1256&q=%C7%E1%DD%D1%CC%C9&btnG=%C8%CD%CB%21&cx=014463976183754796194%3Aujx m9_b6ptq
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 12:29]ـ
اخي الحبيب إذا ستعص عليك أمر فلا تتردد بطرح سؤالك ولا تحسبن اني أرد عليك من علمي لاوربي بل إني قد أكون أقل استيعابا منك وإنما أنقل لك كلام العلماء بل إن الذي تعاني منه أنا ايضا أعاني منه ولاكن علم التجويد اخذته عن أهله وما أوردوه في كتبهم وإن ستعصى علي وعليك سألنا أخر أفقه منا وفوق كل ذي علم عليم وبارك الله فيك
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 06:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على ردك الطيب و تواضعك. و أنا أوافقك على أن التجويد يؤخذ بالتلقين و هكذا وصلنا القرآن بالتواتر. و أنا أسلم عقلي لهذا عندما أفشل في فهم الأحكام لأن الخوض في أمور استقر عليها العلماء من قرون مضيعة للوقت. و فعلا الردود في هذا الادراج اوضحت لي التفرقة بين الفرجة و الانطباق لانني قرأت كتب في القراءات و لم استوعب نصوصها بشكل سليم. جعله الله في ميزان حسناتك.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 02:53]ـ
[ quote= أسامة شبل السنة;255680]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لي اليك أخي بعض التنبيهات عل الله ينفعني بها واياك فاعمل بها وأخلص في ذلك النية له عز وجل
1 قولك أخي الكريم إن كلامك عن الإقلاب والقلب لاينفع لأن هذا اصطلاح اصطلحه علماء القراءات وعلم أنه لامشاحة في الإصطلاح.
بينت التوجيه اللغوي لما قد ذكر وارجع الى المظان تجد ما قد وقته لك هنا
أما القاعدة لامشاحة في الإصطلاح
ف أولا اختلف العلماء فيها وهي غير مسلمة عند الكل
ثانيا أوردتها في غير محلها فالعلماء يذكرونها حال سلامة المصطلحات لغة ومعنى واختلاف المباني والتراكيب وأرى بين هذا وذاك فوارق
ثم كونه لا ينفع فان لم ينفعك أنت فقد نفع من هم أعلم منك فانتبه للاطلاقات
2قولك أنت الأن تتكلم عن الخفاء الشفوي وهو عندما يلحق بعد حرف الميم باب وليس الفرق بين الٌلاب والإخفاء الشفوي هو الفرجه إذكلا الحكمين فيه الفرجه
أظنك لم تقرأ مقالي جيدا واعلم أنه لا يجوز البتر بل ينبغي أن تكون النظرة أفقية ثم النقد فانتبه رعاك الله
واليك ما قد ذكرته من الفرق بين الاقلاب والاخفاء الشفوي كما قد ذكرته
... أ قلب النون الى ميم
ب اخفاء الميم
وبالتالي تبين الفرق بين القلب والاخفاء حيث أن القلب انقلبت فيه النون الى ميم ثم أخفيت بغنة
بخلاف الاخفاء فلم يحدث لنا الا الخطوة الثانية وهي اخفاؤها بغنة
3 قولك أمابنسبه للإقلاب فنحن متفقان وأمابنسبه للإخفاء الشفوي فليس الذي قلت بصحيح إذ أنه إذا اطبقت الميم فكانما أبد لت الحكم من إخفاء شفوي إلى إظهار شفوي بغنه لأنك إذا أطبقت الميم أظهرت الميم كاملة من دون إخفائها وجعلت معها غنه وقارن ذالك بالنون الساكنه في الإخفاء فإذا ألصقت الثنايا العليا فكأنما أسكنت النون وجعلت معها غنه والله أعلم
سبحان الله
من قد سبقك الى هذا التأصيل
وتحكم على كلامي بنفي الصحة فنسأل الله التوفيق والهداية والثبات على ذلك
4 قولك إذا اطبقت الميم فكانما أبد لت الحكم من إخفاء شفوي إلى إظهار شفوي بغنه لأنك إذا أطبقت الميم أظهرت الميم كاملة من دون إخفائها وجعلت معها غنه
إظهار شفوي بغنة!! لم يعلم هذا القول لا عند المتقدمين ولا عند المتأخرين
كما أنه كلام متناقض فلا يتصور الاظهار مع الغنة لأن الاظهار اظهار للحرف والغنة تمنعه
كما أن الاخفاء في الميم هو اطباق مع الغنة كما بين القراء فلا أدري من اين لك ما أتيت به ومن قد سبقك اليه
5 قولك وقارن ذالك بالنون الساكنه في الإخفاء فإذا ألصقت الثنايا العليا فكأنما أسكنت النون وجعلت معها غنه والله أعلم
وهذا ما زاد من تعجبي
فلا علاقة بين النون والميم فالمخرج غير واحد لذلك لم يجز لك الالحاق
أي أنه لم يجز لك أن تسوي في الحكم بين النون والميم وتجعله تبريرا لك
ولزيادة التوضيح
ذكرت لك في المقال الأول أن هذا هو وجه التفريق بين اقلاب النون واخفاء الميم
كم أعيد القول لا تقس النون على الميم ولا العكس
أخيرا أقول لك أخي
لتعلم أن الاصل في القراءات السماع لا القياس ومنه يؤخذ الحكم
فالسماع دليل والقياس فقط يستأنس به فاذا تعارض السماع مع القياس قدم السماع وهذا مما نبه عليه القراء
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا قد قرأت على شيخي ختمة كاملة وأجازني بأن اقرأ وأقرئ وأخذت منه سماعا ما قد بينته فاذكر لنا من من المقرئين يوافقك فيما ذهبت اليه
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 02:55]ـ
[ quote= أسامة شبل السنة;255680]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لي اليك أخي بعض التنبيهات عل الله ينفعني بها واياك فاعمل بها وأخلص في ذلك النية له عز وجل
1 قولك أخي الكريم إن كلامك عن الإقلاب والقلب لاينفع لأن هذا اصطلاح اصطلحه علماء القراءات وعلم أنه لامشاحة في الإصطلاح.
بينت التوجيه اللغوي لما قد ذكر وارجع الى المظان تجد ما قد وقته لك هنا
أما القاعدة لامشاحة في الإصطلاح
ف أولا اختلف العلماء فيها وهي غير مسلمة عند الكل
ثانيا أوردتها في غير محلها فالعلماء يذكرونها حال سلامة المصطلحات لغة ومعنى واختلاف المباني والتراكيب وأرى بين هذا وذاك فوارق
ثم كونه لا ينفع فان لم ينفعك أنت فقد نفع من هم أعلم منك فانتبه للاطلاقات
2قولك أنت الأن تتكلم عن الخفاء الشفوي وهو عندما يلحق بعد حرف الميم باب وليس الفرق بين الٌلاب والإخفاء الشفوي هو الفرجه إذكلا الحكمين فيه الفرجه
أظنك لم تقرأ مقالي جيدا واعلم أنه لا يجوز البتر بل ينبغي أن تكون النظرة أفقية ثم النقد فانتبه رعاك الله
واليك ما قد ذكرته من الفرق بين الاقلاب والاخفاء الشفوي كما قد ذكرته
... أ قلب النون الى ميم
ب اخفاء الميم
وبالتالي تبين الفرق بين القلب والاخفاء حيث أن القلب انقلبت فيه النون الى ميم ثم أخفيت بغنة
بخلاف الاخفاء فلم يحدث لنا الا الخطوة الثانية وهي اخفاؤها بغنة
3 قولك أمابنسبه للإقلاب فنحن متفقان وأمابنسبه للإخفاء الشفوي فليس الذي قلت بصحيح إذ أنه إذا اطبقت الميم فكانما أبد لت الحكم من إخفاء شفوي إلى إظهار شفوي بغنه لأنك إذا أطبقت الميم أظهرت الميم كاملة من دون إخفائها وجعلت معها غنه وقارن ذالك بالنون الساكنه في الإخفاء فإذا ألصقت الثنايا العليا فكأنما أسكنت النون وجعلت معها غنه والله أعلم
سبحان الله
من قد سبقك الى هذا التأصيل
وتحكم على كلامي بنفي الصحة فنسأل الله التوفيق والهداية والثبات على ذلك
4 قولك إذا اطبقت الميم فكانما أبد لت الحكم من إخفاء شفوي إلى إظهار شفوي بغنه لأنك إذا أطبقت الميم أظهرت الميم كاملة من دون إخفائها وجعلت معها غنه
إظهار شفوي بغنة!! لم يعلم هذا القول لا عند المتقدمين ولا عند المتأخرين
كما أنه كلام متناقض فلا يتصور الاظهار مع الغنة لأن الاظهار اظهار للحرف والغنة تمنعه
كما أن الاخفاء في الميم هو اطباق مع الغنة كما بين القراء فلا أدري من اين لك ما أتيت به ومن قد سبقك اليه
5 قولك وقارن ذالك بالنون الساكنه في الإخفاء فإذا ألصقت الثنايا العليا فكأنما أسكنت النون وجعلت معها غنه والله أعلم
وهذا ما زاد من تعجبي
فلا علاقة بين النون والميم فالمخرج غير واحد لذلك لم يجز لك الالحاق
أي أنه لم يجز لك أن تسوي في الحكم بين النون والميم وتجعله تبريرا لك
ولزيادة التوضيح
ذكرت لك في المقال الأول أن هذا هو وجه التفريق بين اقلاب النون واخفاء الميم
كم أعيد القول لا تقس النون على الميم ولا العكس
أخيرا أقول لك أخي
لتعلم أن الاصل في القراءات السماع لا القياس ومنه يؤخذ الحكم
فالسماع دليل والقياس فقط يستأنس به فاذا تعارض السماع مع القياس قدم السماع وهذا مما نبه عليه القراء
وأنا قد قرأت على شيخي ختمة كاملة وأجازني بأن اقرأ وأقرئ وأخذت منه سماعا ما قد بينته فاذكر لنا من من المقرئين يوافقك فيما ذهبت اليه
وأعتذر عن التأخر في الرد لأنني كنت في سفر
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 04:08]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
أولا أخي الكريم حمدا لله على سلامتك
ثانيا الإقلاب عندما يعرفوه اصطلاحا هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميما وإخفائها مع الغنه
ألا ترى أنهم اصطلحوا الإقلاب ثم عرفوه بأنه قلب ألا ترى أن الشيخ الجمزوري قال في التحفة والثالث الإقلاب عند الباء ميما بغنة مع الإخفاء
فمن أين جئت بمصطلح القلب وأنا لا أعلم أحدا من أهل العلم بالقراءات جعل مصطلح الإقلاب وأبدله بالقلب على حسب علمي وكأني فهمت من مقالتك أن علماء القراءة لا يعرفون أن يصطلحوا لعلمهم وإن كنت تعلم احدا قال بذالك فنورني وأما بنسبة لكتاب المظان فأرجوا أن تنقل لي النص الذي ذكرته
أماما ذكرته لك في قولي قولك أمابنسبه للإقلاب فنحن متفقان وأمابنسبه للإخفاء الشفوي فليس الذي قلت بصحيح إلى أخر الحديث فهذا تفصيله
فأما نفي الصحة عنك فأنا مخطء كل الخطء معترف بخطئي فهي زلت من جاهل وقد ذكرت فيما سبق أن هناك من يرى برأيك وهم من أكابر القراء
أما قولي إذا اطبقت الميم فكانما أبد لت الحكم من إخفاء شفوي إلى إظهار شفوي بغنه نعم هذا القول بنصه لم يقله عالم وإنما أوردته لأحاول أن أوضح قول المرعشي الذي يقول (الضاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بل إضعافها وستر ذاتها بتقليل الإعتماد على مخرجها) فهذالا يصح إلا بوجود الفرجة بقد ماتمر الورقة فهذا مقصدي من ذالك القول ورجع إلى كتاب لحن القراءة سترى من قال بهذ القول أي الفرجه من القراء الأكارم
وتركت الباقي إما اني لم أفهم مقصدك أو لم تفهم مقصدي ولاداعي لكثرة الجدال
وأما بنسبة للسماع فأنا أيضا سمعت من شيخي وأخذت عنه إلا أني لم آخذ عليه الإجازة عسى ربي ان يكرمني بها وعلم أن شيخي متقن للقراءة عالم بأصولها متقن لعلوم تجويد القرآن أحسبه والله حسيبه وعسى أإن يهدينا الله إلى مختلف من الحق بإذنه (كلامي صحيح يحتمل الخطء وكلام غيري خطء يحتمل الصواب) رحم الله قائلها والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 05:09]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أخي الفاضل أسامة
لتعلم أن نقاشنا ما هو الا وسيلة لاتباع الحق فما نناقش الا لنفيد أو نستفيد فأسأل الله أن يهديني واياك الى سواء السبيل
1 قلت ألا ترى أنهم اصطلحوا الإقلاب ثم ...
نعم قد اصطلح علماء القراءة على الاقلاب لكن ليسوا كلهم وأنا لم أنكر ذلك انما كان المقصود من كلامي كما هو ظاهر ابتداء أن ذلك مخالف للقياس اللغوي
واليك كلام لعلماء القراءة لم يصطلحوا على ما ذكرت
.يقول محمد مكي نصر: (واتفق العلماء على أن الغنة مع الواو والياء غنة المدغم ومع النون غنة المدغم فيه واختلفوا مع الميم والمحققون على أن الغنة هنا هي غنة الميم لأن النون ذهبت بالقلب ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8 %B5%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%82%D 9%84%D8%A8+%D9%88%D9%84%D9%8A% D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82 %D9%84%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) . أ. هـ وغيره كثير
2 كذلك ذكرت بقولك فمن أين جئت بمصطلح القلب وأنا لا أعلم أحدا ...
فاعلم أن كثيرا من أهل العلم قد نص على ذلك وطلبة العلم يدركون ولتوكيد ما قد حكمت به اليك من قال به مثالا لا حصرا
فاليك كلام الشيخ محمود آمين العاطون
فائدة:هل الصواب التعريف (بالإقلاب) أم (بالقلب ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8 %B5%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%82%D 9%84%D8%A8+%D9%88%D9%84%D9%8A% D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82 %D9%84%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ) ؟ الصواب في المسالة أن يقال حكم القلب ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8 %B5%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%82%D 9%84%D8%A8+%D9%88%D9%84%D9%8A% D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82 %D9%84%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وليس ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8 %B5%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%82%D 9%84%D8%A8+%D9%88%D9%84%D9%8A% D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82 %D9%84%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإقلاب لأن هذا الفعل لم يرد به المصدر إقلاب بل ورد المصدر القلب ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8 %B5%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%82%D 9%84%D8%A8+%D9%88%D9%84%D9%8A% D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82 %D9%84%D8%A7%D8%A8&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وإذا قلنا حكم الانقلاب لكان ـ أيضا ـ جائزا. أ. هـ
وارجع كذلك الى كتاب شرح تحفة الاطفال للشيخ الضباع تجد ما قد بينته لك
اذن استقراؤك ناقص واستقرائي تام
أما قولك على حسب علمي وكأني فهمت من مقالتك أن علماء القراءة لا يعرفون أن يصطلحوا لعلمهم
فما قد بينه الأصوليون ترجيحا
أن لازم المذهب ليس بمذهب الا ان نص عليه صاحبه فلم تخاطبني باللازم البعيد الذي لم أنص عليه
كما أن ما ذكرتَ ليس قدرا مشتركا بين كل علماء القراءة وقد بينت لك أن منهم من لم يصطلح على ذلك
وقد ذكرت في المقال الأول لماذا اصطلح من اصطلح على ذلك
أما قولك وأما بنسبة لكتاب المظان فأرجوا أن تنقل لي النص الذي ذكرته
أخي لتعلم أن معنى المظان الكتب التي توجد فيها المسائل العلمية كما اصطلح على ذلك أهل العلم وليس معنى ذلك أنه يوجد كتاب اسمه المظان
أضحك الله سنك أخي الكريم
أما ما ذكرت تدليلا على قولك منقول المرعشي الذي يقول (الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بل إضعافها وستر ذاتها بتقليل الإعتماد على مخرجها) ...
فليس شرحه كما بينتَ
وانما يحمل كلامه على الآتي
ليس اعدام ذاتها بمعنى ليس اعدامها واخفاؤها الاخفاء الكلي حيث لا يبقى لها أثر
وهذا بيان من الشيخ أن المعنى الاصطلاحي ليس هو المعنى اللغوي نفسه
.بل إضعافها وستر ذاتها بتقليل الإعتماد على مخرجها
ومعنى ذلك أن تجمع بين الاضعاف والستر الذي هو الاخفاء فتحصِلُ الوسط بينهما وهو تقليل الاعتماد على مخرجها
ويكون ذلك باطباق الشفتين مع ادراج الغنة وحينئذ لا يكون الاعتماد على المخرج مثل الاعتماد عليه حال الاظهار بل يكون الاعتماد مقللا وذلك لتدخل الغنة والله أعلم
أما قولك وارجع إلى كتاب لحن القراءة سترى من قال بهذ القول أي الفرجه من القراء الأكارم
فأنا أنتظر النص بحذافيره فائتني به جزاك الله خيرا
أما قولك وتركت الباقي إما اني لم أفهم مقصدك أو لم تفهم مقصدي ولاداعي لكثرة الجدال
فاني أبشرك أنني قد فهمت مقصدي ومقصدك أخي الحبيب
وما بدر منا ليس جدالا ولا مراء فاني احتسب أجره على الله وأسأل الله أن يرفعني به في الدرجات لأنه كما نصحنا علماؤنا أن من أقوى ما يحصل المرء به العلم ويتبين من أخطائه مذاكرة اخوانه
.كلامي صواب يحتمل الخطء وكلام غيري خطء يحتمل الصواب
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 02:02]ـ
لو نظرت إلى وجهي حين علمة ان المظان هي الكتب التي شتملت على المسائل وليس اسم كتاب لتفرقعت من الضحك وهذا إن دل على شيئ فهو يدل على قصر نظري وقلة فهمي أما بانسبة للفرجة التي في الميم فهكذا اخذتها عن شيخي الذي أخذها عن شيخه الحذيفي وعن شيخه الذي في السلسلة إلى رسول الله فأنا متعصب لها والمسئلة يبدو أنها خلافية وأما بنسبة لكتاب لحن القراء فامنحني بعضت من الوقت حتى أحضره وأنقل للك كلام الشيخ الحذيفي وأئمة العلم وبارك الله فيك وأحسن إليك ونفعنا بك وهناك ملاحظة أن مخرج الميم هو إطباق الشفتين وهو نفس مخرج الباب ولأكن الباء أقوى فكيف نقلل من مخرجها وفي نفس الوقت نطبقها مع العلم أن الغنة تعتبر صفة ومخرجا ثانيا للميم ولذالك قلت يلزم من الفرجة لكي تضعف الميم والله أعلم
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 02:41]ـ
[ quote= أسامة شبل السنة;258405]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أخي الفاضل أسامة
1 ابتداء أحييك على قمة التواضع التي بدرت منك
2 أما أنا فأخذتها عن شيخي حوالف عكاشة حفظه الله ونفع به الذي قرأ على الشيخ عمر ريحان رحمه الله وقرأ شيخي عكاشة كذلك على الشيخ محمد سكر رحمه الله شيخ المقارئ بسوريا وهو عن شيخه وهكذا الى النبي صلى الله عليه وسلم الذي أقرأه جبريل عليه السلام عن رب العزة جل في علاه
3 وفيك بارك الله أخي وأحسن اليك وأسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
4.أما بالنسبة لملاحظتك من
أن مخرج الميم هو إطباق الشفتين وهو نفسه مخرج الباء ولكن الباء أقوى فكيف نقلل من مخرجها وفي الوقت نفسه نطبقها مع العلم أن الغنة تعتبر صفة ومخرجا ثانيا للميم ولذالك قلت يلزم من الفرجة لكي تضعف الميم
أقول وبالله التوفيق
أ ـ أخي التقليل في الميم لا في الباء ولا دخل للباء في ذلك انما هي سبب لادراج الغنة في حرف الميم
ب ـ أما من كون الغنة صفة ومخرج ثاني للميم فهذا عين التضعيف بمعنى أنه
يجمع بين المخرج الأول وهو اطباق الشفتين وبين المخرج الثاني وهو الخيشوم ـ الغنة ـ
وبالتالي نكون قد حصلنا عملية التضعيف التي تنتج لنا تقليل العتماد على المخرج الأصلي وذاك بادراج الغنة لا بجعل فرجة وأظن أن كلامي واضح أخي الكريم
.
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد(/)
كيف تقرأ كتب التفسير (تفسير ابن كثير أنموذجاً) - محاضرة للشيخ مساعد الطيار
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 06:34]ـ
كيف تقرأ كتب التفسير (تفسير ابن كثير أنموذجاً) - محاضرة للشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63143
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 05:20]ـ
يرفع.
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 11:05]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 05:15]ـ
درس رائع جدا
جزاك الله خير أخي الفاضل
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 06:53]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[22 - Jan-2010, صباحاً 12:06]ـ
هل للدرس بقية؟(/)
ما حكم استخدام الفاصلة والاستفهام والتعجب في القرآن
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 06:13]ـ
ما حكم استخدام الفاصلة والاستفهام والتعجب في القرآن و بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 07:30]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152048
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 11:07]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
حبذا لو كانت هناك دراسة تأصيلية و فيها أقوال السلف في الزيادة عن الكتابة العثمانية
بارك الله فيكم(/)
شارك في مسابقة مركز تفسير للدراسات القرآنية (أفكار لخدمة القرآن)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رغبة من مركز تفسير للدراسات القرآنية في تنشيط الأفكار الإبداعية والمشروعات النوعية في خدمة القرآن الكريم من كل الجوانب، فقد رأى مجلس الإدارة الإعلان عن مسابقة لتنشيط المشاركين.
وسوف تسلم الجوائز بإذن الله تعالى مساء الثلاثاء الأول من شهر رمضان الموافق 4 رمضان 1430هـ خلال اللقاء الثالث لملتقى أهل التفسير بالرياض بإذن الله في قاعة مركز البابطين الخيري للثقافة والتراث القريب من مقر مركز تفسير للدراسات القرآنية على طريق العليا. والذي سينظم فيه ندوة علمية تخدم موضوع المسابقة.
وفق الله الجميع لكل خير.
1 شعبان 1430هـ
تفاصيل المسابقة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=83712)(/)
عدد آيات كل سورة في القرآن الكريم
ـ[محمد أبو زياد]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 09:51]ـ
فهرس سور القرآن الكريم وعدد آيات كل سورة
رقم السورة
اسم السورة
عدد آياتها
البيان
رقم السورة
اسم السورة
عدد آياتها
البيان
1
الفَاتِحَة
7
مَكيّة
20
طه
135
مَكيّة
2
البَقَرَة
286
مَدَنيّة
21
الأَنبيَاء
112
مَكيّة
3
آل عِمْران
200
مَدَنيّة
22
الحَجّ
78
مَدَنيّة
4
النِّساء
176
مَدَنيّة
23
المؤمِنُون
118
مَكيّة
5
المائِدَة
120
مَدَنيّة
24
النّور
64
مَدَنيّة
6
الأَنعَام
165
مَكيّة
25
الفُرقَان
77
مَكيّة
7
الأَعْرَاف
206
مَكيّة
26
الشّعَرَاء
227
مَكيّة
8
الأَنفَال
75
مَدَنيّة
27
النَمْل
93
مَكيّة
9
التَّوبَة
129
مَدَنيّة
28
القَصَص
88
مَكيّة
10
يُونُس
109
مَكيّة
29
العَنكبوُت
69
مَكيّة
11
هُود
123
مَكيّة
30
الرُّوم
60
مَكيّة
12
يُوسُف
111
مَكيّة
31
لُقْمَان
34
مَكيّة
13
الرَّعْد
43
مَدَنيّة
32
السَّجْدَة
30
مَكيّة
14
إبرَاهِيم
52
مَكيّة
33
الأَحْزاب
73
مَدَنيّة
15
الحِجْر
99
مَكيّة
34
سَبَإ
54
مَدَنيّة
16
النَّحْل
128
مَكيّة
35
فَاطِر
45
مَكيّة
17
الإِسْرَاء
111
مَكيّة
36
يس
83
مَكيّة
18
الكَهْف
110
مَكيّة
37
الصَّافّات
182
مَكيّة
19
مَرْيَم
98
مَكيّة
38
ص
88
مَكيّة
39
الزُّمَر
75
مَكيّة
58
المجَادلة
22
مَدَنيّة
40
غَافِر
85
مَكيّة
59
الحَشْر
24
مَدَنيّة
41
فُصِّلَت
54
مَكيّة
60
الممُتَحنَة
13
مَدَنيّة
42
الشّورى
53
مَكيّة
61
الصَّفّ
14
مَدَنيّة
43
الزُّخرُف
89
مَكيّة
62
الجُمعَة
11
مَدَنيّة
44
الدّخَان
59
مَكيّة
63
المنَافِقُون
11
مَدَنيّة
45
الجَاثِيَة
37
مَكيّة
64
التّغَابُن
18
مَدَنيّة
46
الأَحْقَاف
35
مَكيّة
65
الطَّلَاق
12
مَدَنيّة
47
مُحَمَّد
38
مَدَنيّة
66
التّحْريم
12
مَدَنيّة
48
الفَتْح
29
مَدَنيّة
67
المُلْك
30
مَكيّة
49
الحُجُرات
18
مَدَنيّة
68
القَلَم
52
مَكيّة
50
ق
45
مَكيّة
69
الحَاقّة
52
مَكيّة
51
الذّاريَات
60
مَكيّة
70
المَعَارج
44
مَكيّة
52
الطُّور
49
مَكيّة
71
نُوح
28
مَكيّة
53
النَّجْم
62
مَكيّة
72
الجِنّ
28
مَكيّة
54
القَمَر
55
مَكيّة
73
المزّمِّل
20
مَكيّة
55
الرَّحْمَن
78
مَدَنيّة
74
المدَّثِّر
56
مَكيّة
56
الوَاقِعَة
96
مَكيّة
75
القيَامة
40
مَكيّة
57
الحَديد
29
مَدَنيّة
76
الإِنسَان
31
مَدَنيّة
77
المرسَلَات
50
مَكيّة
96
العَلَق
19
مَكيّة
78
النَّبَإ
40
مَكيّة
97
القَدْر
5
مَكيّة
79
النّازعَات
46
مَكيّة
98
البَيّنَة
8
مَدَنيّة
80
عَبَسَ
42
مَكيّة
99
الزّلْزَلة
8
مَدَنيّة
81
التَّكوير
29
مَكيّة
100
العَاديَات
11
مَكيّة
82
الانفِطَار
19
مَكيّة
101
القَارعَة
11
مَكيّة
83
المطفِّفِين
36
مَكيّة
102
التّكَاثر
8
مَكيّة
84
الانِشقَاق
25
مَكيّة
103
العَصْر
3
مَكيّة
85
البُرُوج
22
مَكيّة
104
الهُمَزَة
9
مَكيّة
86
الطّارق
17
مَكيّة
105
الفِيل
5
مَكيّة
87
الأَعْلى
19
مَكيّة
106
قُرَيش
4
مَكيّة
88
الغَاشِيَة
26
مَكيّة
107
المَاعُون
7
مَكيّة
89
الفَجْر
30
مَكيّة
108
الكَوْثر
3
مَكيّة
90
البَلَد
20
مَكيّة
109
الكافِرون
6
مَكيّة
91
الشّمْس
15
مَكيّة
110
النَّصْر
3
مَدَنيّة
92
اللّيْل
21
مَكيّة
111
المَسَد
5
مَكيّة
93
الضّحَى
11
مَكيّة
112
الإِخْلَاص
4
مَكيّة
94
الشّرْح
8
مَكيّة
113
الفَلَق
5
مَكيّة
95
التِّين
8
مَكيّة
114
النَّاس
6
مَكيّة
3878
2358
العمود الأول 3878
العمود الثاني 2358
الإجمالي 6236
ـ[محمد أبو زياد]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 09:56]ـ
إليكم فهرس سور القرآن الكريم
والذي يشتمل على عدد آيات كل سورة بالإضافة إلى التنزيل بمعنى أنها مدنية أم مكية
برجاء فتح المرفقات
أخوكم
أبو زياد
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 01:43]ـ
أحسنت - بارك الله فيك.
ويجب التنبيه على أنَّ هذا العدَّ هو الموافق للعدد الكوفي، وعليه تطبع المصاحف التي برواية حفص عن عاصم الكوفي.
وهناك عدود أخرى معتمدة، منها: المدني الأول، والأخير، والعدد المكي، والعدد البصري، والعدد الشامي، ثم الحمصي عند البعض.
ويحسن لمن ينشر المصحف بإحدى الروايتين عن أبي عمرو البصري أن يكون موافقا للمصحف البصري،
ولمن ينشره برواية ورش عن نافع أن يكون موافقًا للعدد المدني الأخير، وهكذا ..
ـ[مسلمه محمد]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 10:40]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد بدوى محمد]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 02:57]ـ
شكراً أخى العزيز على المجهود الطيب و لكن كان من الأفضل وضعه فى شكل جدول للتسهيل(/)
سنة يغفل عنها جمهور الأئمة في زماننا
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 10:24]ـ
الحمد لله والصلا ة والسلام على آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
فالغالب على كثيرمن الأئمة بل وبعض من يشار إليهم بالبنان أنهم يقرأون من خواتيم السور أو أوساطهافي الفريضة، ولا شك أن هذا مع شيوعه وانتشاره خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلمحيث كان يقرأ- في الفريضة- السورة من أولها فإما جعلها في ركعة أو فرقها علىالركعتين، المهم أنه كان يفتتح قراءته من أول السورة لا بآيات من وسط السورة أوآخرها كما هو سائد بين الأئمة إلا من رحم الله تعالى. ولهذا أحببت التنيه على هذهالمسألة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد - (1/ 207)
وكانمن هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما قرأ أول السورة. وأماقراءة أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه. وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعلهفي النافلة وأما في الفرض فلم يحفظ عنه
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرحالممتع 3/ 261
" ... أمَّا في الفريضة، فلم يُنقل عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّمأنه قرأ مِن أوساط السُّور، لكن قرأ من أوائلها، وأواخرها، كما فَرَّقَ سورة «الأعراف» في ركعتين.
وكما فَرَّقَ سورة «المؤمنون» في ركعتين لمَّا أصابتهسَعْلة (. وأمَّا أن يقرأ مِن وَسَطِ السُّورة فهذا لم يَرِدْ عن النبيِّ صلّى اللهعليه وسلّم في الفَرْضِ، ولهذا كرهه بعضُ أهل العلم بالنسبة للفرائض، ولكن الصحيح: أنه مباح.
وعلى هذا فنقول: يجوز أن يقرأ أواخر السُّور، وأواسطها، وأوائلهافي الفرض والنَّفْلِ.
والدليل على ذلك:
أولاً: عموم قوله تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20]
وقول النبيِّ صلّىالله عليه وسلّم: «اقرأ ما تيسر معك من القرآن».
ثانياً: أن النبيَّ صلّىالله عليه وسلّم قرأ في النَّفْلِ من أواسط السُّور، وما ثَبَتَ في النَّفْلِثَبَتَ في الفرض؛ إلا بدليل.
ولكن القول بالإباحة لا يساوي أن يقرأ الإنسانسورة كاملة في كلِّ ركعة؛ لأن هذا هو الأصل. ولهذا قال الرَّسولُ عليه الصَّلاةوالسَّلام لمعاذ: «فلولا صليت بهم بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *}» (3) مما يدل على أنالأكمل والأفضل أن يقرأ بسورة كاملة، والأفضل شيء والمباح شيء آخر." انتهى
وفي فتاوى نور على الدرب - (19/ 114
السؤال
حفظكم الله يقولالسائل هل يجب على الإمام أن يقرأ سورة من منتصف الصور الطويلة بعد الفاتحة عند كلصلاة أم الأفضل أن يقرأ السور القصيرة من أولها؟
الجواب
الشيخ: الأفضل أنيقرأ السور القصيرة ولتكن قراءته في المفصل من سورة (ق) إلى آخر سورة (الناس) ويكونقراءته في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصار المفصل وفي الباقي من أوساطالمفصل قال أهل العلم المفصل طواله من سورة (ق) إلى سورة (عم) وقصاره من سورة (الضحى) إلى آخر القرآن وأوساطه ما بين ذلك وسمي مفصلا لقصر صوره وكثرة فواصله ومنالحكمة في الاستمرار بقراءة المفصل أن المأمومين كلما تكررت عليهم السور حفظوهاوسهل عليهم قراءتها بخلاف ما إذا كان يقرأ من كل سورة آيتين أو ثلاثا فإنه يبعد أنيحفظها العوام ثم أن ابن القيم رحمه الله قال في زاد المعاد ليس من هدي النبي صلىالله عليه وعلى آله وسلم يعني في الفريضة أنه يقرأ من أواسط السور وأظنه قال أوأواخرها فلا ينبغي العدول عما ذكره أهل العلم واستدلوا له بالآثار النبوية وأما كونبعض الناس لا يقرأ إلا من أواسط السور دائما فينبغي أن يراجع نفسه ويراجع ما قالهأهل العلم في هذا الباب ثم إن في قراءة الإنسان من أوساط السور ولا سيما إذا كانتالسورة طويلة تشويشا على المصلين الذين يحفظون القرآن لأنه إذا قرأ من أوسط السورةالطويلة سيبقى هذا متشوشا هل سيقرأ إلى آخر السورة هل سيقرأ آيتين أو ثلاثا ثم يكونفي نفسه نوع من الاضطراب أما إذا قرأ من السور القصيرة عرف المبتدى والمنتهىفاطمأن.
السؤال
في الآية يا شيخ (فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) ما ينطبق هذا على منتصف السور؟
الجواب
فأجاب فضيلة الشيخ: نعم تنطبق ونحن لانقول هذا حرام لكن الأفضل.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 01:28]ـ
بل ذِكْر مثل هذه المسائل هو الذي يشوش على الإمام القارئ، ويفتح الباب لبعض قليلي العلم ضيقي الصدر بالتعليق عليهم.
فيا ليت من يهتم بهذه المسألة يصلي بالناس (المغرب) بسورة الأعراف في الركعتين حتى يُرِي أنه حريص على اتباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في القراءة.
وإلا فالمحصلة، أن لا يقرأ الأئمة بأكثر السور الطوال أخذا بالأفضل.
والذي أعرف أنَّه القريب من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ما ترك شيئا من كتاب الله - عزَّ وجلَّ - إلا قرأ به في الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 03:13]ـ
جزاك الله خيرا يا قارئ المليجي على هذا التعليق الرائع أعجبني جداً
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 03:22]ـ
السلام عليكم هناك مشاكل كثيرة تقع في بلدي حاليا بين قبائل هوسا فلاني (وأغلبيتهم من المسلمين) وقبائل أخرى (والأكثرية منهم كفار) وكثير من الأحيايين يختلط على بعض الناس حول هذا التقاتل الشنيع فما ذا يكون موقفنا نحن طلبة العلم حول هذه المشاكل أفيدوني أيها المشائخ والزملاء في الملتقى المبارك وشكرا لكم.(/)
سنة مهجورة: الذكر بعد الانتهاء من تلاوة القرآن
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 06:14]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟
قَالَ: ((نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ [اللَّهُمَّ] وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)).
تخريج الحديث:
إسناده صحيح:
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9/ 123/10067)، والسمعاني "أدب الإملاء والاستملاء" (ص75)، وابن ناصر الدين الدمشقي في خاتمة "توضيح المشتبه" (9/ 282).
والزيادة بين معقوفين للسمعاني وابن ناصر.
قال الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/ 733): [إسناده صحيح].
وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (7/ 495): [هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم].
وقال الشيخ مُقْبِل الوادعي في "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين" (2/ 128): [هذا حديثٌ صحيحٌ].
وقد بَوَّبَ الإمام النسائي على هذا الحديث بقوله: [ما تُختم به تلاوةُ القرآن].
قلتُ: ولقد شاع في زماننا هذا ختم تلاوة القرآن بقول: "صدق الله العظيم"، وهذا الذكر ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، وقد عدَّه أهل العلم من البدع.
وأقول لإخواني: أحيوا هذه السنة، وأميتوا هذه البدعة.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 04:24]ـ
هذا هو الموضوع السابق مع بعض التعديلات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فإنَّ إحياء السنن النبوية من أعظم القربات إلى الله، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/frown.gif، قَالَ: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)). [رواه مسلم].
فإليكم أحبتي في الله، هذه السُّنة التي غفل عنها كثيرٌ من الناس:
يُسْتَحَبُّ بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أن يُقال:
((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)).
الدليل: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/frown.gif مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ [اللَّهُمَّ] وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)) ([1] ( http://www.ahlalathr.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=29#_ftn1)).
وقد بَوَّبَ الإمام النسائي على هذا الحديث بقوله: [ما تُختم به تلاوة القرآن].
ــــــــــ
([1]) إسناده صحيح: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9/ 123/10067)، والطبراني في "الدعاء" (رقم1912)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص75)، وابن ناصر الدين في "خاتمة توضيح المشتبه" (9/ 282).
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/ 733): [إسناده صحيح]، وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (7/ 495): [هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم]، وقال الشيخ مُقْبِل الوادعي في "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين" (2/ 128): [هذا حديثٌ صحيحٌ].
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 09:09]ـ
جزاكم الله خيرًا على الفائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أني أرى أن هذا الموضوع - بهذه الصورة - كان أولى به أن يطرح في مجلس "الحديث وعلومه" للتباحث في طرق الحديث وتغاير ألفاظه، ومن ثم الحكم على جميع جُمله.
وذلك أن جملة "وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا" ليست في جميع روايات هذا الحديث.
بل هي زيادة في بعضها.
أما إن أردت الأدعية التي تقال بعد ختم القرآن، فالأمر فيها أوسع من ذلك، والأدعية التي يمكن أن تقال كثيرة، وقد عقد ابن الجزري في آخر كتاب "النشر" بابًا حافلا في الأمور المتعلقة بالختم، ختمه بقوله:
(وأما ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - من الأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ... )
وذكر قرابةَ خَمسة عشر حديثًا.
وهنا رابط فيه الكلام على مثل موضوعكم:
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=744
وقد رددت على الأخ في حينه بهذه المشاركة:
في الحقيقة، أنا راجعت أصل الحديث (كفارة المجلس) في السلسلة الصحيحة، ثم راجعت كلام الإمام ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصلاح، وتخريج الإمام العراقي لهذا الحديث عن ثمانية من الصحابة، وراجعت "عمل اليوم والليلة للنسائي" ووجدت:
- أصل الحديث له طرق كثيرة جدا ومتابعات.
- زيادة (تلاوة القرآن) في رواية هذا الحديث أندر من الكبريت الأحمر.
- في حديث ابن مسعود الذي في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: حسبك.
ففي نظر البعض أن المسنون أن تقول: (حسبك) - وهذه يعني فيها أخذ بالظاهر جدا دون مراعاة ملابسات الموقف.
وأنت ترى أن المسنون بعد التلاوة: دعاء كفارة المجلس، وهذا لم تثبت - عند العبد الضعيف - صحته لمخالفته لطرق الحديث الأخرى.
وأظن أنه يمكن لمن يقرأ القرآن أن يقول ما يعبر به عن استحسانه لهذا الكلام المعجز، أو الدعاء لقارئه، هذا في الأصل لا شيء فيه.
يعني كأن هناك من قرأ أو سمع فقال: ما شاء الله - ما أحسن هذا الكلام - صدق ربنا عز وجل - صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم.
ثم انتقى الناس واستحسنوا قول القائل: صدق الله العظيم.
فما ذنب القائل الأول؟
وما ذنب من قلده باعتبار أنه استحسن قولته، ووجدها أنسب مما يمكن أن يأتي به؟
وماذا في مضمون الجملة أصلا من مخالفات؟
ونحن في كثير من المواقف والمناسبات نلزم أقوالا منتقاة ونستحسنها، مثل: بورك في الموهوب، أعظم الله أجرك.
وهل جملة: جزاك الله خيرا - كانت متداولة بين الصحابة وشائعة شيوعها بين الشباب الآن؟!
وأما الكلام على "صدق الله العظيم" فقد فُتِح هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير، وتتابعت عليه المشاركات حتى بلغت إلى هذا الوقت (110) بدون المحذوف.
على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1332
والكلام فيها - بحق - لا يكاد يصل إلى غاية.
وفقك الله.
ـ[أم سلمة هويدي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 03:32]ـ
وفقكم الله لما يحب ويرضى(/)
أحفظ من القرآن مع مراجعة حفظي السابق أم أختم القرآن تلاوة؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أيها الإخوة الأكارم:
أختكم محتارة في أمرها، فأيهما أقدّم:
- هل أكثّف الحفظ في شهر رمضان المبارك، وأنهي على الأقل ثلاثة أجزاء، مع مراجعة حفظي للأجزاء السابقة؟
- أم أجتهد في ختم القرآن تلاوة، مرات عدة؟
وإني ناظرة بمَ يقول الفضلاء ..
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 04:06]ـ
لوكنت مكانكم:
لراجعت حفظي للقرآن
وانشغلت بقراءة القرآن
والله الموفق
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 05:10]ـ
تكرار ومراجعة المحفوظ والتلاوة بالمصحف بعد كل صلاة ..
وفقك الله ..
ـ[الصامت]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيكم.
في السنة الآنفة قرأت استشارة للشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله-، يقرر فيها أن الحفظ في رمضان مقدم على القراءة، وذكر أسباب منها:
1 - أنك خلال الحفظ والمراجعة ستقرأ من القرآن.
2 - أنك ستكرر الآية أكثر من مرة، وقد يتعدى عشرات المرات.
3 - أنك تحفظ في رمضان بأجر كبير لما لرمضان من منزلة ومضاعفة للأجر!
وأقول: قد يجمع الانسان بين الاثنين، ولا ضير في ذلك، وقد جربته في السنة الماضية، ولكن لم أكن أتجاوز الجزء يومياً.
وإن تيسر لي أن آتيكم بفتواه، فلن أقصر.
ـ[التوحيد]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 06:43]ـ
الأولى ما ترين نفسك نشطت له وهمتك علت رغبة فيه, فإن وجدت في نفسك رغبة في الحفظ وقوة له, فسارعي إليه, والحفظ به من تكرار الآيات وكثرة الترديد ما تكسبين به أجر التلاوة أو الختم إن شاء الله, ولا مانع أن يرفق الحفظ ختمة واحدة خلال الشهر لتكن في صلاة القيام مثلا حتى تجمعي بين الأمرين, والله أسأل لي ولك الإخلاص والقبول.
السؤال:
أيهما أفضل في رمضان حفظ القرآن الكريم أم التلاوة؟
الجواب:
الأفضل حفظ القران لأن حفظ القران, حفظ وتلاوة وكثير من الناس إذ دخل رمضانِِ نشط على الحفظ وحفظ كثيرا فيكون هذا أفضل لأن أجر التلاوة لا يفوت إذ أنّ له بكل حرف عشر حسنات سواء عن ظهر قلب أو بالمصحف.
من شريط فتاوى رمضانية للشيخ ابن عثيمين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 07:59]ـ
أختي الكريمة .. أرى أن تحفظي 3 أجزاء على الأكثر (لأني أفضل شخصيا الانشغال بتلاوة القرآن عن حفظه في رمضان) .. وتقرئي المحفوظ في صلاة القيام. (أرى أنه من الأفضل ألا تحملي المصحف وأنت في الصلاة)، وإن خفتِ نسيان آية أو الخطأ فيها فتوقفي عن القراءة وكبري للركوع واقرئي في الركعة التي تليها من قصار السور (الأعلى، الليل، الفجر، ق،) .. ثم راجعيها بعد الفراغ من الصلاة حتى تثبت في ذاكرتك.
واستمري في تلاوة القرآن وسوف تتمكني بحول الله من ختمه تلاوة مرتين في الشهر.
وحفظ القرآن يسير، ويحتاج فقط إلى عزيمة وإخلاص وجدية وتأني.
والحقيقة أرى ان الحفظ لا يعين على تدبر الآيات، فالذهن ينصرف إلى حفظ الحروف فقط وخاصة في بدايته وقبل الاتقان.
لذا أرى عدم الاستعجال على حفظ القرآن في رمضان، والاقتصار على التلاوة بتدبر وتأمل وخشوع.
وفقكِ الله وبلغك مرادك.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 01:59]ـ
أحسن الله إليكم (الصامت , الأمل الراحل)
جمعا بين الأقوال " لو اقتصرت مدة الحفظ اليومي بنسبة 60 % عن اليوم العادي , وتكون مراجعة ما حُفظ في الصلاة كصلاة القيام في جوف الليل أو الصلوات المفروضة والنافلة , ويكون عن غيب.
وتكون هناك تلاوة للقرآن بتدبّرٍ وتفكّر ويكون - جزئين فقط - فهذا خير كبيرٌ جدّا. والله أعلم.
(تكميل) ولا بأس أن تكون تلاوة القرآن ما حفظ سابقا فهذا أنفع وأوفق بإذن الله.
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 04:39]ـ
أنصحك أختي الفاضلة بحفظ القرآن والإنشغال بضبط المحفوظ فهذا فيه خير كثير والمسألة ليست مسألة ختم أو هكذا القضية أكبر قضية تدبر وفهم وحفظ "
نفع الله بكم، وزادكم حرصآ "
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 12:45]ـ
الإخوة الفضلاء:
(أبا حاتم بن عاشور، أبا مجاهد الحنبلي، الصامت، معاذ بن إحسان العتيبي، محب الشيخين)
والأخوات الكريمات:
(التوحيد، الأمل الراحل)
جزاكم الله خيرا على النصائح البهية والتوجيهات الندية والتنبيهات الزكية ..
وأخص بالشكر الجزيل، للأخ: (الصامت) والأخت (التوحيد) والأخت (الأمل الراحل) ..
لا حرمكم الكريم الوهاب جميعا الأجر والثواب ..(/)
هل هناك محاولة لترتيب الآيات؟
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 06:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحبتي: هل هناك محاولات لترتيب آيات القرآن بحسب النزول؟
أرجو من عنده علم أن يدلني على كيفية الحصول عليها.
وفقكم الله(/)
هل هذا ترتيلٌ لغير القرآن من الشيخ محمد المختار الشنقيطي؟!
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[17 - Aug-2009, صباحاً 07:55]ـ
الشيخ يتكلم عن الامام مالك ...
ولكن هل يُرَتل؟؟
وإن لم يكن ترتيلا فما هو؟
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=128
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[17 - Aug-2009, صباحاً 08:56]ـ
هذه طريقة لبعض الشناقطة يستخدمونها في شروحاتهم، وهكذا الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان فلو قُدِّر لك سماع بعض دروسه تجده يستخدم نفس الطريقة واستمع هنا
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3012&scholar_id=83&series_id=113
والشيخ محمد المختار حفظه الله تعالى استخدم هذه الطريقة أثناء شرحه لعمدة الأحكام بمدينة جدة، وأظنه استخدمها كذلك في شرحه على زاد المستقنع في مكة.
ـ[قسامي]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 03:50]ـ
الله يحفظ الشيخ ويجازيه بما يقدم للإسلام والمسلمين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 02:54]ـ
يقول الحافظ العراقي في ألفيته و للحديث رتل و قد سمعت للشيخ دروساً على هذا المنوال - مع أن المقطع لم يعمل عندي - و كان أهل نجد يخطبون الجمعة كذا و هناك خطبة لابن إبراهيم مسجلة و الله أعلم
فراجع شروح ألفية العراقي عند قوله و للحديث رتل إن شئت(/)
هل من يلزم في قوله: "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون" .. ?
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Aug-2009, صباحاً 12:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الكرام وأحسن إليكم وأسبغ ..
قال الله تعالى في كتابه الكريم [فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون].
فلازم هذا القول من الله سبحانه أمرين:
أولهما: حياة يونس والحوت وبقاءهما على قيد الحياة حتى يبعث الله الخلق إليه يوم القيامة.
ثانيهما: موتهما مع بقاء أجسادهما سليمة لا تتحلل _ وهذا معروف في حق الأنبياء، لكن ليس معروفاً في حق غيرهم إلا كرامة وحكمة _.
ولن أتكلم عن لازم الأول لأن أكثرها فرضيات بحته.
أما لازم الثاني فثلاثة:
1) أن يكونان في قعر البحر.
2) أن يكونان طافيان على السطح.
3) أن يعمّى أمرهما ولا يعرف مكانهما.
ولازم الأول سلامة أجسادهما من أن تكون عرضة للأكل.
أما الثاني فبعيد لأنه سيعرف أمرهما ومن ثم قد يحصل ما لا يحمد عقباه من أمور منهي عنها.
أما الثالث فهو كثير في الوقوع؛ وقد وقع مثله.
في الواقع لم أر من تطرق إلى هذا المعنى ممن فسر الآية أو تكلم عليها _ إلا ما أشار إليه بعض المفسرين كالنسفي في تفسيره حيث قال: (الظاهر لبثه حياً إلى يوم القيامة) وغيره من المفسرين _، فحقيقة وقع هذا في خلدي فأحببت الأحبة أن يطلعوا عليه، ويشاركوني فيه.
على أنه أتى في بعض الآثار قولهم: أنه يكون بطن الحوت قبراً له إلى يوم القيامة، لكن لم يشيروا إلى أنه هل وهو ميت أم وهو حي؟
بغض النظر عن لفظة (قبر) وأن معناها المفهوم هو الموت، بل غاية ما في التعبير هو تشبيه بطن الحوت بظلمته ونحوها بالقبر.
والذي يظهر لي أنهما يبعثان أحياً يوم القيامة؛ مسجوناً في بطنها _ طبعاً على فرض أنه لم يكن من المسبحين _.
والله تعالى أعلم(/)
حفظ القران
ـ[متيم الشافعي]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 12:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا الحين ولله الحمد احاول احفظ القران
لكن هنا مشكلة تؤرقني كثيرا مثلا اذا حفظت وجه اليوم استطيع ان اسمع الوجه الذي قد حفظته بالأمس لكن لايخلو من الاخطاء
فا اتوقف عن الحفظ اشهرا عديدة بسبب تذكري اخطائي ونسياني للأوجه السابقه
وخطرت لي فكرة اني اذا حفظت وجه اليوم لا ألتفت الى الأوجه التي حفظتها بالسابق
حتى انهي القران كامل ومن ثم ارجع لها
فهل طريقتي هذي سليمة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 12:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
للوقوف على محل المشكلة ينبغي عليك أن تنظر إلى أمرين:
1 - الكَمِّ المحفوظ وطريقته حفظه.
2 - كَم المراجعة وطريقتها.
فعليك أخي الكريم بتقليل "الكَمّ" الذي تقوم بحفظه، حتى تصل إلى مقدار يكون فيه الإتقان في الحفظ في أعلى درجاته، ولا تنشغل بطول المدة، أهم شيء هو الإتقان.
وبالنسبة لمداومة المراجعة فأمر لا بد منه، ليتحقق الإتقان المطلوب في الجملة، ولا يخلو طالب من أخطاء في حفظه تزيلها مداومة المراجعة.
وأفضل شيء هو المزاوجة بين الأمرين: الحفظ والمراجعة.
فعيِّن لنفسك مقدارا تستطيع حفظه وإتقانه ومقدارا آخر تقوم بمراجعته في نفس اليوم.
أما طريقتك المذكورة فستنسى محفوظك ولا شك، إذ ليس هناك تعاهد لما تم حفظه، ومقياس المحفوظ المخزون عندكم لا تستطيع تحديده إلا بتكرار المحفوظ، فعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ((إنما مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن عاهد صاحبها على عقلها أمسكها و إن أطلقها ذهبت. إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، و إذا لم يقرأ نسيه)). رواه مسلم
وللفائدة ينظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38608
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37364
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22023
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3455
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26997
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31203
ـ[متيم الشافعي]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 01:13]ـ
شكرا اخي عبدالله
هل تعلم اني حاولت ان احفظ القران حوالي 3 او 4 مرات كلها باءت بالفشل
وانا الان مقبل على السنة الاخيرة من الثانوية محتار من ان اقوم بتأجيل الحفظ الى مابعد الثانوية
او الاستمرار
لكن اعلم ان التأجيل افة خطيرة اذا ادمن على فعلها الشخص
وفق الله الجميع واعاننا على حفظ كتابه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 01:27]ـ
أوصيك بقاعدة ذهبية في المحفوظات: الكيف أبقى للكم.
بمعنى أنَّك لو حفظت القرآن ولو بقدر أقل من الخمس الذي تقدر على حفظه مع مراجعته كل يومٍ بإتقان =فهو أبقى لهذا الكم الذي حفظته ولو كان قليلًا .. كما قيل: بطيء لكن أكيد المفعول.
احفظ وجهًا بإتقان دون تردد خير من حفظ عشرة أوجهٍ ليست كذلك.
وأساس الحفظ التكرار، فكرِّر الآية مائة مرَّة أومائتين أو أكثر حتى ترسخ في ذهنك رسوخًا لا يتزحزح، وكرِّر التي بعدها معها بنفس المقدار وهكذا ..
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 02:24]ـ
أخي الحبيب هذا الشعور بأنك لم تحفظ شيء يخالج جميع من يبديء في الحفظ؛ فلذا أنصحك بهذه النصائح وانظر للنتائح:
بعد الإعتناء بالإخلاص وعقد العزم على أنك ما تحفظ القرأن إلا لكي يكون جليسك في قبرك عليك بالتالي:
1 - لا ب من شيخ تحفط عليه، ولو 3 أيام في الأسبوع لابد منه، لان وجود الشيخ سيجعلك تهتم بما تريد أن تحفظه.
2 - القراءن أخي العزيز يحتاج لشخص شبه متفرغ للقرأن، فلا هم له - في فترة الحفظ - ليلا ونهاراً سوى الحفظ والمراجعة، وعليك بترتيب وقتك.
3 - ابدأ في الحفظ من الأجزاء الأخيره، وبمجرد الوصول لسورة يس الربع أو الثلث عند سورةة الروم بالطريقة هذه ستجد في نفسك شعوراً غريباً وثقة كبيرة في نفسك، ويبقى مجرد اتمام الحفظ ابقية المصحف مسألة وقت.
4 - عليك بالكتابة في كراس للثمن أو الربع الذي تقوم بحفظه، وإن استطعت أن تفعل مثل طريقة الحفظ في ليبيا والتي تعتمد في الحفظ بالكتابة على اللوح فذاك جيد، وإلا فعليك بالكتابة والإعتناء بالرسم القراني كل ثمن تحفظه اكتبه مباشرة.
5 - عليك بالاهتمام بمراجعة الحفظ الجديد، وللأسف الكثير يظن أن الحفظ الجديد ولأنه جديد فإنه لن ينسى بسهوله، بينما الأمر بالعكس الحفظ الجديد هو ما يُنسى سريعاً لأنه لم يرسخ في الذهن بعد، بخلاف القديم فإنك تراجعه فلذا لا تجد صعوبة في استحضاره بخلاف الجديد، ول تركته اسبوعاً بعد حفظك له، سيذهب و تضطر لحفظه مرة اخرى.
6 - الله الله في المعاصي؛ فوالله ما أوتينا إلا من هذا الباب خاصة الصغائر وذنوب الخلوات .. القراءن يأبي أن يحل في قلبٍ لا يخشى الله بالغيب.
واجتهد قليلاً فقط .. وسترى النتائج العظيمة في فترة وجيزة.
ولا تجعل الشيطان يثبطك أو يهبط معنويات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصامت]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 02:14]ـ
هل تعلم اني حاولت ان احفظ القران حوالي 3 او 4 مرات كلها باءت بالفشل
لا تعجز أخي الكريم.
فهذا أخوك، له صولات وجولات مع حفظ القرآن، وهو الآن صاحب حصيلة قليلة بالنسبة لما فعله في الحفظ!
أنا إلى الآن حاولت الحفظ أكثر من عشر مرات، و لم يدخل العجز واليأس أبداً إليّ، ولله الحمد والمنّة.
وأزيد بيتاً من الشعر: أنني جربت العديد من طرق الحفظ.
وهذه النصيحة لكَ من تجربتي الخاصة: خذ بطريقة الشناقطة في الحفظ، فهي أخفها على الدماغ، وأثلقها على البدن، وتريد صبر ومجالدة.
وقد نصحكَ بالطريقة الأخ الفاضل: عدنان البخاري، حيث قال: (وأساس الحفظ التكرار، فكرِّر الآية مائة مرَّة أومائتين أو أكثر حتى ترسخ في ذهنك رسوخًا لا يتزحزح).
هذا ما أحببت أن اساعدكَ فيهِ، من خلال تجربتي التي تقدر بـ10 سنوات مع حفظ القرآن.
والحديث ذو شجون، والله المستعان.(/)
استفسار عن تلاوة خلوة الخرسي
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم وجعل الفردوس الأعلى مثواكم
اخواني الغاليين
اود ان استفسر عن تلاوة لاول مرة اسمع بها وهي منتشرة عند السودانيين
واسمها "خلوة خرسي" ويقرا بها شيخ معروف عندهم باسم الزين وهذا الشيخ بحثت عنه ووجدت له تلاوة تشبه الغناء الافريقي.
أرجو الإطلاع عليها من الرابط التالي
http://www.alzain.sd/
واستفساري هو هل هذه التلاوة معتمدة عند أهل السنة والجماعة؟ وما رأي الإخوة بتلاوة هذا القارئ بعد الإستماع لها في الرابط أعلاه
جزاكم الله خيرا ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 05:19]ـ
يرفع رفع الله قدر أهل السنة والجماعة
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 01:12]ـ
سمعت من الموقع الذي أحلت عليه قراءة لسورة العصر وقراءة لبعض سورة الأنبياء
ولم ألحظ شيئا مخالفا حسب علمي, وفي انتظار آراء الإخوة الفضلاء
ـ[الجعلي]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 06:58]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم الشيخ لا يغني بالقران و لكن هذه تلاوة أهل السودان منذ القدم
هناك دائما رابط قوي بين طريقة قراءة أهل القطر و الغناء المتواجد فيه و أظن السبب التشابه في القامات
لذلك تجد تشابه بين غناء محمد عبده و التلاوةالحجازية مثلا و بين الطرب المصري القديم و تلاوة مشايخهم و كذلك في الهند
و لكن لقلة المعرقة بقراءة أهل السودان قد لا تألفه الناس
و لا يظن ظان إني أساوي بين الغناء و تلاوة القرآن الكريم أعوذ بالله من ذلك ..... أنا فقط أتحدث عن المقامات و الأداء الصوتي
و لذلك إن كان في كلامي سوء تعبير أترك المجال لإخواني المتخصصين في القراءات أن يوضحوا أكثر
و شكرا(/)
أسعفوني بأمثالٍ في القرآنِ للأصنام سوى ما أذكره
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 05:37]ـ
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
ساعدوني بمعرفةِ الأمثالِ التي ضربَها اللهُ عزوجل في القرآنِ للأصنامِ سوى هذه الأمثالِ:
1 - ((له دعوةُ الحقِّ والذينَ يدعونَ من دونِه لا يستجيبونَ لهم بشيءٍ إلا كباسطِ كفيه إلى الماءِ ليبلغَ فاهُ وما هو ببالغهِ .. الآية)) الرعد 14
2 - ((يا أيها الناسُ ضُرِبَ مثلٌ فاستمعوا له إن الذينَ تدعونَ من دونِ اللهِ لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له ... الآية)) الحج 73
3 - ((مثلُ الذينَ اتخذوا من دونِ اللهِ أولياءَ كمثلِ العنكبوتِ اتخذتْ بيتاً وإنّ أوهنَ البيوتِ لبيتُ العنكبوتِ .. )) العنكبوت 41
وجزاكمُ اللهُ خيراً
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 05:50]ـ
/// قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) الأنعام
/// إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) الأعراف
لا أدري أهذا ما تبحث عنه أم لا؟؟
وفقك الله(/)
القران المجمل والقران المفصل
ـ[القريب الرقيب]ــــــــ[06 - Sep-2009, صباحاً 12:40]ـ
القران المجمل والقران المفصل
كلنا يعلم ان الله تعالى انزل القران في ليلة القدر وهي الليلة المباركة من شهر رمضان، قال ابن عباس وغيره: انزل الله القران جملة واحدة الى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا حسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ......... قال تعالى (حم * والكتاب المبين * انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين * فيها يفرق كل امر حكيم) 1 – 4 الدخان وقال تعالى (وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث وانزلناه تنزيلا) 106 الاسراء. وقال تعالى (الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) 1 هود. وقال تعالى (ولقد جاناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة) 52 الاعراف. وقال تعالى هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا) 114 الانعام. ....... كل هذه الايات وغيرها تدل على ان للقران حقيقتين: قران مجمل في الملا الاعلى (عالم الارواح)، وقران مفصل في الارض (عالم الاجساد) ..... قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (وقرانا فرقناه على الناس ......... ): فالقران اشرف كتاب انزله الله، ومحمد صلى الله عليه واله وسلم اعظم نبي ارسله الله تعالى، وقد جمع الله للقران الصفتين معا، ففي الملا الاعلى انزل جملة واحدة الى بيت العزة في السماء الدنيا ثم انزل بعد ذلك الى الارض منجما بحسب الوقائع والحوادث. انتهى قول ابن كثير.
وقد اتصف هذا القران المجمل بجملة صفات واسماء وقد ذكرها القران من تلك الاسماء:
اولا: سمي (القران).
قال تعالى (شهر رمضان الذي انزل فيه القران) 185 البقرة. وقالى تعالى (وقرانا فرقناه على الناس على مكث) 106 السراء.
ثانيا: سمي (الكتاب).
قال تعالى (وهذا كتاب انزلناه مباركا فاتبعوه) 155 الانعام. وقال (هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا) 114 الانعام. وقال (المر تلك ايات الكتاب) 1 الرعد. وقال (الر كتاب انزلناه اليك) 1 ابراهيم. وقال تعالى (كتاب فصلت اياته) 3 فصلت.
وجاءت تسميته (القران و الكتاب) مجتمعتين في قوله تعالى (الر تلك ايات الكتاب وقران مبين) 1 الحجر. وقوله (طس تلك ايات القران وكتاب مبين) 1 النمل.
ثالثا: سمي (الكتاب المبين).
قال تعالى (الر تلك ايات الكتاب المبين) 1 يوسف. وقال تعالى (طسم * تلك ايات الكتاب المبين) 1 - 2 القصص. وقال تعالى (حم * والكتاب المبين) 1 - 2 الزخرف. وقال تعالى (طسم * تلك ايات الكتاب المبين) 1 - 2 الشعراء.
رابعا: وسمي (بالكتاب الحكيم).
قال تعالى (الر تلك ايات الكتاب الحكيم) 1 يونس. وقال (الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) 1 هود. وقال تعالى (الم * تلك ايات الكتاب الحكيم) 1 - 2 لقمان. وقال (يس * والقران الحكيم) 1 - 2 يس. وهو نفس قوله تعالى (حم * والكتاب المبين) 1 - 2 الزخرف
خامسا: وسمي (لا ريب فيه).
قال تعالى (الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) 1 - 2 السجدة. وقال تعالى (الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه) 1 - 2 البقرة. وقال تعالى (ما كان هذا القران ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) 37 يونس. ومعناه ان القران الموحى بواسطة جبريل عليه السلام لا يستطيع احد من البشر ان ياتوا بمثله لانه بفصاحته وبلاغته لا يكون الا من عند الله، فهو يصدق وجود الكتب التي سبقته ومهيمن عليها ومبينا الزيف الذي وقع فيها من تحريف وتاويل وتبديل وهو في نفس الوقت تفصيل لكتاب مجمل لا ريب فيه ... فهو محكم دامغ الحجة مبين.
سادسا: سمي (القران المجيد).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (ق والقران المجيد) 1 ق. ذكر الله تعالى (ق) وهي من حروف اوائل السور ثم ذكر اسم وصفة الكتاب الحاوي على تلك الايات (القران المجيد) وهو نفس قوله تعالى (يس والقران الحكيم) وقوله (ص والقران ذي الذكر) وقوله (ن والقلم وما يسطرون) وقوله (حم والكتاب المبين) وقوله (طور وكتاب مسطور) ......... وسنبين ذلك ان شاء الله. وقوله تعالى (بل هو قران مجيد * في لوح محفوظ) 21 - 22 البروج. قال الحسن البصري ان هذا القران المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه .... وروى الطبراني عن عبد الملك ابن سعيد ابن جبير عن ابيه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال (ان الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله في كل يوم ستون وثلاثماية لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء) معناه انه كتاب الاقدار الذي بها اقدار الخلائق. وجاء في احد الاقوال من تفسير (ن والقلم وما يسطرون): القلم من نوروالكتاب من نور في لوح محفوظ. فالقران المجيد هو نفس اللوح المحفوظ فالاية تقول ان القران المجيد مكتوب في لوح وهذا اللوح محفوظ عند الله، قال تعالى (قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ) 4 ق. اي ان هذا الكتاب المحفوظ عند الله، فيه مقدرات الخلائق ومنها الموت والحياة التي ذكرتها الاية.فهذا الكتاب (الحفيظ) هو نفس اللوح المحفوظ وقال تعالى ايضا (انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون) 9 الحجر. والذكر هو القران المجمل بدليل قوله (ص والقران ذي الذكر)، وقوله (وهذا ذكر مبارك انزلناه) 50 الانبياء. وقوله تعالى (ان هو الا ذكر وقران مبين) 69 يس. وقد وضح القران هذا الحفظ عند نزول هذا القران المجمل الى السماء الدنيا في قوله تعالى (وانا لمسنا السماء فوجناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا) 8 - 9 الجن. وكان هذا حين بعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وانزل القران المجمل الى السماء الدنيا فارسل الله تعالى الى السماء حرسا شديدا لطرد الشياطين من مقاعدها التي كانت تقعد فيها من قبل ذلك لئلا يسترقوا شيئا من القران فيلقوه على السنة الكهنة فيلتبس الامر ويختلط، فحفظ الله هذا الكتاب والى يومنا هذا فهو محفوظ لمن يروم ان يسترق السمع فسيجد له شهابا مرصدا له لا يتخطاه ولا يتعداه بل يمحقه ويهلكه ....
فاللوح المحفوظ هو الكتاب الذي فيه مقدرات الخلائق وان الله تعالى في ليلة القدر يفتحه فيمحو ما يشاء فيه وثبت من تلك المقدرات كالموت والحياة والسعادة والشقاء والغنى والفقر ...... الخ وهذا هو نفس الكتاب الذي انزله الله تعالى في ليلة القدرالكتاب، وهو القران المجمل المجيد المحفوظ في لوح عند الله تعالى. وجاء في صحيح البخاري: باب قول الله تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ والطور وكتاب مسطور قال قتادة مكتوب يسطرون يخطون في ام الكتاب جملة الكتاب واصله ما يلفظ من قول ما يتكلم من شئ الا كتب عليه.
سابعا: سمي (الذكر)
قال تعالى (ص والقران ذي الذكر) 1 ص. وقال تعالى (ان هو الا ذكر وقران مبين) 69 يس. وقال تعالى (وهذا ذكر مبارك انزلناه) 50 الانبياء. وقال تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافضون) 9 الحجر.
ثامنا: سمي (كتاب مسطور).
قال تعالى (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور) 1 - 3 الطور. وقال تعالى (كان ذلك في الكتاب مسطورا) 58 الاسراء. وقال (ن والقلم وما يسطرون) 1 ن. وقال تعالى (وكل صغيرة وكبيرة مستطر) 53 القمر. وهو نفس قوله (ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتلب مبين) 3 سبا. اي مجموع عليهم ومسطر في صحائفهم لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ..... وقيل ان الكتاب المسطور هو اللوح المحفوظ وقلنا ان اللوح المحفوظ هو القران المجمل المنزل.
تاسعا: سمي (الامام المبين)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وكل شيء احصيناه في امام مبين) 12 يس. قال تعالى (وكل شيء احصيناه كتابا) 29 النبا. والامام المبين هونفسه الكتاب المبين.وقال تعالى (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجد ما عملو حاضرا ولا يظلم ربك احدا) 49 الكهف. هذا الكتاب هو نفس الكتاب الذي اشير اليه في قوله تعالى (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين) 61 يونس. وهذا تعبير عما في اللوح المحفوظ ايضا ...
عاشرا: سمي (ام الكتاب)
قال تعالى (هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب) 7 ال عمران. وقوله (ايات محكمات) هو نفس قوله (ايات الكتاب الحكيم)، وقوله (كتاب احكمت اياته) وقد ذكرنا ذلك سلفا في الفقرة الرابعة ... وقال تعالى (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) 4 الزخرف. اي ان هناك كتابا مبينا جعله مقروا عربيا، وإنما ألبس لباس القراءة والعربية ليعقله الناس وإلا فإنه (وهو في أم الكتاب) عند الله، علي لا تصعد إليه العقول ........
والمقصود: ان القران المجمل هو القران الذي انزله الله تعالى في ليلة القدر الى السماء الدنيا، اما تفصيله وتفريقه هو الذي تنزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في غار حراء والذي ابتدأ بقوله (اقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق. وقوله تعالى (والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) 3 الدخان. وقوله (إنا أنزلناه في ليلة القدر) 1 القدر. فإن ظاهر هذه الآيات لا يلائم كون المراد من إنزال القرآن أول إنزاله أو إنزال أول بعض من أبعاضه ولا قرينة في الكلام تدل على ذلك. والذي يعطيه التدبر في آيات الكتاب أمر آخر فإن الآيات الناطقة بنزول القرآن في شهر رمضان أو في ليلة منه إنما عبرت عن ذلك بلفظ الانزال الدال على الدفعة دون التنزيل كقوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) 185 البقرة. وقوله تعالى (حم. والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة) 3 الدخان. وقوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) 1 القدر. والفرق بين الانزال والتنزيل أن الانزال دفعي والتنزيل تدريجي قال تعالى: (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا،) 106 الاسراء. وهو ظاهر في نزوله تدريجا في مجموع مدة الدعوة وهي ثلاث وعشرون سنة تقريبا نزل دفعة الى السماء الدنيا في شهر رمضان ثم نزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نجوما وعلى مكث في مدة ثلاث وعشرين سنة. ثم ان يوم بعثته صلى الله عليه واله وسلم وهو في غار حراء وتنزيل قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق) معلوم لدى جميع الناس وليس على معرفته غبار، واذا كان هذا اليوم هو نفس يوم ليلة القدر، فلماذا الاشكال الواقع عند جميع المسلمين في تحديد تلك الليلة ويومها، وقد رجحت في العشر الاواخر من شهر رمضان .......... ؟. كل هذا يدل على ان القران المجمل هوغير القران المفصل.
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Sep-2009, مساء 02:44]ـ
بارك الله فيك ... موضوع طيب، لكن حبذا لو سلمت الكلمات من التلاصق عند الكتابة خصوصا في الآيات الكريمات ... مثل:
(أمالكتاب، اياتالكتاب، الكتابمسطورا، ..... ، ..... ) ..
ـ[القريب الرقيب]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 04:26]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ... وشكرا على ملاحظتكم القيمة ...
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 05:21]ـ
السلام عليكم ورحمة االله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[القريب الرقيب]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 11:59]ـ
اشكرك على مرورك الجميل .. جمعنا الله واياكم الجنة(/)
شاركونا في ذكر آية وحكمها (من أحكام القرآن)
ـ[ابو ربا]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 12:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من احكام القران:
قال الله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم}
العرضة: النصبة.قاله الجوهري
فعلى هذا يكون اسما لما تعرضه دون الشيء: اي لا تجعلوا الله حاجزا ومانعا لما حلفتم عليه كأن يحلف الرجل على بعض الخير الا يفعله ثم يمتنع من فعله معلِّلا لذلك الأمتناع بأنه قد حلف ان لا يفعله.
وهذا المعنى هو الذي ذكره الجمهور
سمّيّ المحلوف عليه (الخير) يمينا (لأيمانكم) لتلبسه باليمين.
وعلى هذا يكون قوله تعالى: {أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس} لا تمتنعوا من فعل ذلك:من البر ونحوه اذا حلفتم عليه بل ائتوه وكفروا، لأن سبب نزولها الامتناع من ذلك.
ويقال في معنى عرضة: فلان عرضة للناس لا يزالون يقعون فيه.
فعلى هذا يكون معنى الاية: لا تجعلوا الله معرضا لأيمانكم فتبتذلونه بكثرة الحلف به. ومنه {وحفظوا أيمانكم} وقد كانت العرب تتمادح بقلة الأيمان.
وعلى هذا فيكون قوله تعالى: {أن تبروا} علة للنهي
اي: لا تجعلوا الله معرضا لأيمانكم ارادة أن تبروا وتتقوا وتصلحوا؛ لأن من يكثر الحلف بالله يجترئ على الحِنث ويفجر في يمينه.
المراجع:
نيل المرام من تفسير ايات الاحكام للقنوجي البخاري رحمه الله ت (1307) هجري
تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى
ـ[ابو ربا]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 05:27]ـ
اخواني أرجو الاختصار ما استطعت الى ذلك سبيلا وان يكون من جمعك لا من نسخك ولصقك ولا ما نع من هذا اذا كان مختصرا ومستقصيا
ـ[ابو ربا]ــــــــ[08 - Sep-2009, مساء 10:13]ـ
قال الله تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولمن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم)
اللغو: مصدر لغا يلغو لغوا ولغى يلغو لغيا: إذا أتى بما لا يحتاج إليه في الكلام أو بما لا خير فيه وهو الساقط الذي لا يعتد به.
فمعنى الآية:
لا يعاقبكم الله بالساقط من إيمانكم ولكن يعاقبكم بما كسبت قلوبكم: أي اقترفته بالقصد إليه وهي اليمين المعقودة قال الله تعالى: (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان)
ما تفسير اللغو؟ فيه أقوال:
ق1: قول الرجل لا والله وبلى والله في حديثه وكلامه غير معتقد لليمين ولا مريدا لها
ذهب إلى هذا ابن عباس وعائشة رضي الله عنها وجمهور العلماء.
قال المروزي: هذا معنى لغو اليمين الذي اتفق علية عامة العلماء.
وهذا أرجح الأقوال لمطابقته للمعنى اللغوي ولدلالته على الأدلة. قاله صديق القنوجي.
ق2:لغو اليمين أنت تحلف وأنت غضبان هذا القول مروي عن ابن عباس ومالك
ق3:هو يحلف الرجل على الشيء لا يظن إلا انه أتاه فإذا ليس هو ما ظنه. مروي عن أبي هريرة ذهب إليه الحنفية وبه قال مالك في الموطأ.
ق4: هو يمين المعصية. قال ابن المسيب وابن الزبير وأخوه عروة: كالذي يقسم ليشربن الخمر أو ليقطعن الرحم.
ق5: هو دعاء الرجل على نفسه كأن يقول: أعمى الله بصره؛ أذهب الله ماله , هو يهودي هو مشرك. قاله زيد بن أسلم
ق6: إذا كفرت سقطت وصارت لغوا.قاله الضحاك
المرجع:
نيل المرام ... لصديق القنوجي رحمه الله تعالى ت (1307) هجري(/)
القران المجمل والقران المفصل (2)
ـ[القريب الرقيب]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 04:40]ـ
فصل: ايات القران المجمل حروف اوائل السور ...
قال تعالى (الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) 1 هود. وقال تعالى (حم * والكتاب المبين) 1 - 2 الدخان. وقال تعالى (ق والقران المجيد) 1 ق. وقال (يس * والقران الحكيم) 1 - 2 يس. وغيرها من الايات التي تخص حروف اوئل السور تشير الى ان تلك الحروف هي ايات القران المجمل ....... قال ابن كثير في تفسيره: مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي - ال م ص ر ك ه ي ع ط س ح ق ن - يجمعها قولك: نص حكيم قاطع له سر. وهي نصف الحروف عددا والمذكور منها أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف. قال الزمخشري وهذه الحروف الاربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة، ومن الرخوة والشديدة، ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة، ومن حروف القلقلة. وقد سردها مفصلة ثم قال: فسبحان الذي دقت في كل شئ حكمته.
وان عدد تلك الحروف بتكرارها في القران سبع وثمانون حرف – 87 – ومن المصادف ان هذا الرقم يمثل القيمة العددية بحساب الجمل لاسمه – الحكيم – وهي ايضا ايات الكتاب الحكيم.
وقيل في تلك الحروف هي اسماء الله الحسنى وصفاته العلى وقيل هي اسم الله الاعظم ... قال القرطبي في تفسيره: هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحذفت بقيتها، كقول ابن عباس وغيره: الالف من الله، واللام من جبريل، والميم من محمد صلى الله عليه واله وسلم. وقيل: الالف مفتاح اسمه الله، واللام مفتاح اسمه لطيف، والميم مفتاح اسمه مجيد. وروى أبو الضحى عن ابن عباس في قوله (الم) قال: أنا الله أعلم، (الر) أنا الله أرى، (المص) أنا الله أفصل. فالالف تؤدي عن معنى أنا، واللام تؤدي عن اسم الله، والميم تؤدي عن معنى أعلم. واختار هذا القول الزجاج وقال: أن كل حرف منها يؤدي عن معنى، وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها، كقوله: فقلت لها قفي فقالت قاف أراد: قالت وقفت. وقال زهير: بالخير خيرات وإن شرا فا ولا أريد الشر إلا أن تا.وذكر ايضا ابن كثير فقال: هي اسم من أسماء الله تعالى، وقال هي من أسماء الله تعالى وكذلك قال سالم بن عبد الله وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير وقال شعبة عن السدي بلغني أن ابن عباس قال (ألم) اسم من أسماء الله الاعظم. هكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شعبة ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن شعبة قال سألت السدي عن (حم وطس والم) فقال، قال ابن عباس هي اسم الله الاعظم، وقال ابن جرير وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمذاني قال: قال عبد الله فذكر نحوه.
وقد رجحنا تلك الاقوال، في معنى ان حروف اوائل السور انها اسماء صفات الله، والاسم الاعظم.
واسماء الصفات تلك هي ليس ذات الله الذي ليس كمثله شيء انما هي صفة الذات اي تشبه الذات او (مثل الذات) وما دامت هي ليست الذات اذا هي خلق من خلق الذات وما دامت هي خلق من خلق الذات اذا هي اول خلق الله، لقربها من الذات، فالصفات ملازمة للذات، واذا اردنا معرفة الذات فعلينا بالصفات، ولهذا كثير ما نجد في القران ذكر الذات ثم الصفات مثل قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) وقوله (الله لا اله الا هو الحي القيوم) ومثيلاتها كثيرة .. وقوله تعالى (ولله الاسماء الحسنى فدعوه بها) ذكر الذات (الله) ثم الصفات (الاسماء الحسنى) فيعلمنا القران الدعاء والاتصال بالذات عن طريق الصفات. فالصفات هي المراة التي بالنظر اليها نطلع على حقيقة الذات (ولا ننسى ان صورة المراة تكون عكس الحقيقة) ........ ؟ وكذلك يمكننا وصف المخاليق بتلك الصفات (صفات الذات) ولكننا لايمكن ان نصفهم بحقيقة الذات (اسماء الذات) لانها تختص بالاله وحده دون خلقه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وان لتلك الاسماء والصفات اسما جامعا لها اي جامعا لحروف اوائل السور التي هي اول الخلق وحقيقة الحق، يسمى هذا الاسم (الاسم الاعظم) فهو اول اسم تكلم به الله تعالى فكان اول خلقه ومنه كانت الصفات، ومن الصفات تكونت الافعال .....
والمقصود: ان القران المجمل هو حروف اوائل السور وهو اسماء الصفات وهو الاسم الاعظم، وهو اول كلام الله واول خلقه وهو صفته ومثله والمراة التي تطلع الخلائق بها لمعرفته .... وعندما نقول اول كلام الله تعالى نعني به اول خلقه، وكلام الله صفة من صفات الله، وصفاته هي خلقه وليس ذاته كما اسلفنا.قال تعالى (انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون) 40 النحل. وقوله (انما امره اذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون) 82 يس.
فصل: القران المجمل هو اول خلق الله ..
قلنا سلفا ان هذا القران المجمل هو القران المبين والحكيم والمسطور والمجيد وهو في لوح محفوظ ... وجاءت الروايات لتصرح باول ما خلق الله القلم وقيل النور ايضا وقيل العقل وقيل الروح ... والحقيقة ان كل هذه الصفات تنطبق على هذا المخلوق الاول الواحد وهو اللوح المحفوظ او القران المجمل، فقد عبر عنه بالقلم كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اول ما خلق الله القلم، وقال تعالى (ن والقلم وما يسطرون) وقال (علم بالقلم) وغير ذلك من التعبيرات كالامر والمشيئة والكلمة التامة .. وعبر عنه بالعقل من حيث انه اللب والباطن للعالم في المعرفة والدراية والعلم به تعالى .. وعبر عنه بالنور من حيث انه روحانية الخاتم ومقامه، اضافة الى نفسه في قوله صلى الله عليه واله وسلم اول ما خلق الله نوري او روحي ... والذي سياتي شرحه ان شاء الله. وعبر عنه بالروح من حيث ظاهر بذاته مظهر لغيره ممن دونه ...
بمعنى اخر ان اول ما تكلم الله تكلم باسمهُ الاعظم فكان اول خلقه فكانت الصفات (القران المجمل) والصفات حقيقة عالم الارواح او عالم الذر، ومن الصفات ولدة الافعال المتمثلة بعالمنا عالم الاجساد ...... وعلى هذا الاساس يمكننا القول وبالله التوفيق ان هناك ثلاث حقائق:
1 - (ذات) وهي حقيقة الله تعالى التي ليس كمثلها شيء.
2 - (صفات) وهي حقيقة عالم الارواح، وهو دار بقاء وكتابه القران المجمل.
3 - (افعال) وهو حقيقة عالم الجساد وهو دار فناء وكتابه قرأننا المفصل.
ولولا الذات ما كانت الصفات، ولولا الصفات لما ولدة الافعال فالصفات ظاهر وباطنها الذات {ولهذا قلنا سلفا انه لا يمكن رؤية الذات الا من الصفات}، والافعال ظاهر وباطنها الصفات {ولهذا نجد ان ارواحنا التي هي من عالم الصفات في باطن اجسادنا الظاهرة من عالم الاجساد، وقد نرى ايات القران المجمل الذي هو من عالم الارواح في قرأننا المفصل والمنزل في عالم الافعال} ... وعلى هذا الاساس كانت الخليقة، ظاهر وباطن، اب وابن او ام وابن. وعندما اراد الله اثبات وحدانيته بتنزيه نفسه عن الخلائق قال (لم يلد ولم يولد) 3 الاخلاص. وقيل في الفاتحة هي ام الكتاب اي انها اولدة كل سور القران، وسمي ايضا لهذا المعنى القران المجمل بام الكتاب.
فصل: القران المجمل صفة نبوته صلى الله عليه واله وسلم ...
ولما كان القران المفصل المنزل على رسول الله في عالم الاجساد عالمنا الذي نعيشه، هو صفة نور وهدى ورساله ونبوة له صلى الله عليه واله وسلم ... فمن البديه ان يكون القران المجمل الذي هو اصل الكتاب المفصل وامه صفة نبوة ورسالة ونور لشخصه صلى الله عليه واله وسلم في العالم الذي وجد فيه القران المجمل وهو عالم الروح ... ولهذا السبب جاء القران والاحاديث لتوضح تلك الحقيقة: قال تعالى (ولا تعجل بالقران من قبل ان ينقضي اليك وحيه وقل ربي زدني علما) 114 طه. وقوله (لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرانه فاذا قراناه فاتبع قرانه ثم ان علينا بيانه) 19 القيامة.
اي ولا تعجل بقراءة القران المجمل الذي عندك، واصبر الى ان ينقضي اليك القران المفصل من قبل الوحي جبريل عليه السلام، وقل ربي زدني علما اي بعلم التفصيل ... فالآيات ظاهره في إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان له علم اصل الكتاب فنهى عن الاستعجال بقراءته قبل قضاء وحي التنزيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى (واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالو بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين) 172 الاعراف. وقوله تعالى (واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا) 7 الاحزاب. أخرج الفريابى وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله (واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) قال: في ظهر آدم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا قال أغلظ مما أخذه من الناس ليسأل الصادقين عن صدقهم قال المبلغين من الرسل المؤدين. وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضى الله عنه في قوله (واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) الآية قال: أخذ الله على النبيين خصوصا ان يصدق بعضهم بعضا وان يتبع بعضهم بعضا. وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبى مريم الغساني رضى الله عنه ان اعرابيا قال يا رسول الله، ما أول نبوتك قال أخذ الله منى الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا {والميثاق الغليظ هو الذي اعطاهم تسمية اولي العزم} ودعوة أبى ابراهيم قال وابعث فيهم رسولا منهم وبشارة المسيح بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في منامها انه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل يا رسول الله، متى أخذ ميثاقك قال: وآدم بين الروح والجسد {اي قبل خلق ادم}. وأخرج ابن سعد رضى الله عنه قال قال رجل للنبى صلى الله عليه واله وسلم متى استنبئت قال: وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق. وأخرج البزار والطبراني في الاوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا، قال: وآدم بين الروح والجسد. واخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا، قال: وآدم بين الروح والجسد. وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قيل للنبى صلى الله عليه واله وسلم متى وجبت لك النبوة، قال: بين خلق آدم ونفخ الروح فيه. وأخرج أبو نعيم عن الصنابحى قال قال عمر رضى الله عنه متى جعلت نبيا، قال: وآدم منجدل في الطين. وأخرج ابن سعد عن ابن أبى الجدعاء رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا، قال: وآدم بين الروح والجسد. وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضى الله عنه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم متى كنت نبيا، قال: وآدم بين الروح والطين. وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة رضى الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه واله وسلم إذا قرأ واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال بدئ بى في الخير وكنت آخرهم في البعث.
وفي الدر المنثور للسيوطي عن العرباض بن سارية رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول انى عبد الله وخاتم النبيين وأبى منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبى ابراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التى رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور الشام ثم تلا يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا إلى قوله منيرا.
وقال صلى الله عليه واله وسلم كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث. قال في المقاصد رواه أبو نعيم في الدلائل وابن أبي حاتم في تفسيره وابن لال، ومن طريقة الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا، وله شاهد من حديث ميسرة الفخر. أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه والبغوي وابن السكن وأبو نعيم في الحلية وصححه الحاكم بلفظ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد. وفي الترمذي وغيره عن أبي هريرة أنه قال للنبي صلى الله عليه واله وسلم متى كنت أو كتبت نبيا، قال: كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد. وقال الترمذي حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضا. وفي لفظ وآدم منجدل {أي ملقى على الجدالة وهي الأرض} في طينته. وفي صحيحي ابن حبان والحاكم عن العرباض بن سارية مرفوعا إني عند
(يُتْبَعُ)
(/)
الله لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وكذا أخرجه أحمد والدارمي وأبو نعيم، ورواه الطبراني عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا، قال: وآدم بين الروح والجسد، ثم قال السخاوي كغيره وأما الذي يجري على الألسنة بلفظ كنت نبيا وآدم بين الماء والطين فلم نقف عليه بهذا اللفظ فضلا عن زيادة وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين، وقال الحافظ ابن حجر في بعض أجوبته عن الزيادة أنها ضعيفة والذي قبلها أقوى، وقال الزركشي لا أصل له بهذا اللفظ، قال السيوطي في الدرر وزاد العوام ولا آدم ولا ماء ولا طين، لا أصل له أيضا، وقال القاري يعني يحسب مبناه، وإلا فهو صحيح باعتبار معناه، وروى الترمذي أيضا عن أبي هريرة أنهم قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة، قال: وآدم بين الروح والجسد، وفي لفظ متى كتبت نبيا، قال: كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد، وعن الشعبي قال رجل يا رسول الله متى استنبئت: قال: وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق وقال التقي السبكي: فإن قلت النبوة وصف لا بد أن يكون الموصوف به موجودا وإنما يكون بعد أربعين سنة فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله؟ قلت جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد فقد تكون الإشارة بقوله كنت نبيا إلى روحه الشريفة أو حقيقته والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها وإنما يعرفها خالقها ومن أمده بنور إلهي انتهى. وكلام تقي السبكي فيه من الدلالة الدامغة لحقيقة النبوة في عالم الارواح قبل عالم الاجساد ....
فصل: عالم الارواح وعالم الاجساد ...
الله تعالى خلق عالمان احدهما متعلق بالاخر
اولهما: عالم الارواح وقلنا سلفا انه عالم الصفات ويسمى بعالم البقاء لبقاء ارواحه حيتا لا تموت والى ان تدخل تلك الارواح الى الجنة ان كانت من اهل الجنة او النار ان كانت من اهل النار والعياذ بالله.
وهذا العالم خلقه الله من غير زمن على قول: كن فيكون، اى الزمن فيه صفر او نقطة ولهذا قيل ان كوننا هذا (عالم الاجساد) كان في الاساس نقطة ثم انفجرت، فخرج كوننا هذا، قال تعالى (اولم يرالذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون) 30 الانبياء. اي كانتا ملتحمتين ببعضهما البعض .. وهو دليل على ولادة عالم الاجساد منه فهو باطنه ولبه، وكما اسلفنا ان باطن الافعال الصفات.
والثاني: عالم الاجساد وهو عالمنا الذي نعيشه نحن اليوم وهو عالم الافعال ويسمى بعالم الفناء قال تعالى (كل من عليها فان) 26 الرحمن. (فان) وليس (سيفنا) وهو الظاهر من عالم الارواح وبمجرد بدأ ولادته من عالم الارواح بدأ زمان هذا الكون بالعدد والمتمثل بدوران هذا الكون حول محوره او نواته المتمثلة بالنقطة (عالم الارواح) التي انفجر منها هذا الكون معلننا ولادته .. فاصبح عالم الارواح هو الروح التي احيت بها عالم الاجساد. لنضرب مثالا لابينا ادم عليه السلام كان في عالم الاجساد ميتا ولولا روحه التي جاءت من عالم الارواح لتدخل فيه لما قام وعاش ما عاش. وهكذا جميع الخلائق الحية في عالمنا هذا تعيش على اساس وجود الارواح في لبها وما ان تموت تلك الاجساد يعود كل ذي عالم الى عالمه.بمعنى اخر: ان عالم الاجساد ولد من عالم الارواح فكان هذا الاخير لبه وقلبه والذي به كانت حياة الاجساد وتحركها ودورانها ... فالظاهر من عالمنا هذا الاجساد، والباطن الذي لا نراه هو الارواح.
واروع مثال يضرب لهذه الحقيقة هو الحج {طريقة الطواف حول الكعبة} ... لو نضرت اخي العزيز الى عملية الطواف حول الكعبة ذلك الشكل المربع او المعين والذي يشبه الرقم {صفر} فهو بمثابة القلب {عالم الارواح} الذي يعطي حركة الدوران {الاشواط السبعة} لاجساد ميتة فانية، عبر عنها الحجيج بلباس اكفانهم البيضاء، معلينين بداية ولادة عالمهم عالم الاجساد ... وكدوران الافلاك حول محورها والكواكب حول الارض، ودوران الالكترونات حول النواة في الذرة، ودوران ثمرة التمر حول نواتها لتكبر وتنضج، وكذلك بقية الثمار. ودوران جذع الشجرة حول نفسه ليزداد عرضه ويكبر، ودوران جوارح الانسان حول قلبه الذي هو لبه ومكان تمركز روحه التي بها كانت حياته، ولهذا قيل للحاج انه يعود من الحج كيوم ولدته امه خاليا من الذنوب .. ولو نظرت في كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون لوجدت تلك الحقيقة حقيقة بدأ خلق عالم الاجساد على اساس الحياة والموت او البقاء والفناء ولهذا تجد تلك الحقيقة في متضادات القران اي عندما يذكر الجنة بعدها يذكر النار او الترهيب والترغيب كقوله (واياي فرهبون) (واياي فاتقون) والنفي والاثبات في قول (لا اله الا الله) وقيل السر في هذا القول هو عملية النفي والاثبات، وكذلك عملية المحو والاثبات في قوله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) .... وغيرها.(/)
تفسير الشيخ المغامسي
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[29 - Sep-2009, صباحاً 11:03]ـ
اعتمدنا في شهر رمضان تفسير الشيخ المغامسي خصوصا مطلع سورة طه، ولمست في طريقته تناولا فريدا، لا نعرف هل لهذا الشيخ تفسيرا للقرآن للإطلاع عليه؟ ومن هو هذا الرجل؟
قيل لي أنه يشاهد في إحدى القنوات وأنا لا أشاهد البرامج إلا لماما، جزاكم الله خيرا من يعرف عن برامجه أو كتب تفسيره شيئا أن يمدنا به، وإذا لم يكن فحبذا لو دعاه من يعرفه ليتفرغ لتفسير كتاب الله كما كان يفعل الأولون لأن الله فتح عليه في ربطه بين الواقع ومكامن اللغة والمعنى وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 02:27]ـ
هو الشيخ: صالح بن عواد المغامسي، من سكان طيبة الطيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطيب جامع قباء، من أهل العلم والفضل والديانة -نحسبه- له اهتمام واضح بيّن في التفسير، ليس له تفسيراً مكتوباً وعلمنا من بعض مقربيه أنه في طور إعداد تفسيرا للقرآن ولكن ربما تطول المدة.
له دروس أسبوعية في مسجد قباء، وله جهود كبيرة في نشر العلم، وله ألبومات صوتية في تفسير القرآن بعنوان (تأملات قرآنية)، وأخرى في السيرة النبوية بعنوان (الأيام النضرة) وأشرطة وعظية كثيرة.
له موقع على الشبكة العنكبوتية باسم (الراسخون في العلم):
http://www.alrasekhoon.com/
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 02:41]ـ
برامجه التي تظهر في القنوات الفضائية ترفع على منتداه.
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 10:14]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّحْزِينِ
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[08 - Oct-2009, مساء 08:44]ـ
أقوال العلماء في قراءة القرآن بالتحزين:
أولا: الأم للإمام الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (ج 6 / ص 210)
(قال الشَّافِعِيُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَا بَأْسَ بِالْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ وَتَحْسِينِ الصَّوْتِ بها بِأَيِّ وَجْهٍ ما كان وَأَحَبُّ ما يُقْرَأُ إلَيَّ حَدْرًا وَتَحْزِينًا.
ثانيا: التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (ص 89)
قال العلماء رحمهم الله فيستحب تحسين الصوت بالقراءة ترتيبها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام.
وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع أكرهها قال أصحابنا ليست على قولين بل فيه تفصيل إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه ...
قال الشافعي في مختصر المزني ويحسن صوته بأي وجه كان قال وأحب ما يقرأ حدرا وتحزينا. قال أهل اللغة يقال حدرت بالقراءة إذا أدرجتها ولم تمططها ويقال فلان يقرأ بالتحزين إذا رقق صوته.
وقد روى ابن أبي داود بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قرأ إذا الشمس كورت يحزنها شبه الرثاء. وفي سنن أبي داود قيل لابن أبي مليكة أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت فقال يحسنه ما استطاع في استحباب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت.
اعلم أن جماعات من السلف كانوا يطلبون من أصحاب القراءة بالأصوات الحسنة أن يقرؤوا وهم يستمعون. وهذا متفق على استحبابه وهو عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين وهى سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان رواه البخاري ومسلم. وروى الدارمي وغيره بأسانيدهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي موسى الأشعري ذكرنا ربنا فيقرأ عنده القرآن.
والآثار في هذا كثيرة معروفة وقد مات جماعات من الصالحين بسبب قراءة من سألوه القراءة. والله أعلم.
وقد استحب العلماء أن يستفتح مجلس حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ويختم بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر من القرآن. ثم إنه ينبغي للقارئ في هذه المواطن أن يقرأ ما يليق بالمجلس ويناسبه وأن تكون قراءته في آيات الرجاء والخوف والمواعظ والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والتأهيب لها وقصر الأمل ومكارم الأخلاق.
ثالثا: أخلاق حملة القرآن للإمام الآجري رَحِمَهُ اللهُ: (ص 77)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ: وَأَكْرَهُ الْقِرَاءَةَ بِالأَلْحَانِ وَالأَصْوَاتِ الْمَعْمُولَةِ الْمُطَرِّبَةِ، فَإِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ، مِثْلِ: يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَالأَصْمَعِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وَأبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرِ وَاحَدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ، يَأْمُرُونَ الْقَارِئَ إِذَا قَرَأَ أَنْ يَتَحَزَّنَ، وَيَتَبَاكَى، وَيَخْشَعَ بِقَلْبِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ: فَأُحِبُّ لِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أنْ يَتَحَزَّنَ عِنْدَ قِرَاءَتِهِ، وَيَتَبَاكَى، وَيَخْشَعَ قَلْبُهُ، وَيَتَفَكَّرَ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، لِيَسْتَجْلِبَ بِذَلِكَ الْحُزْنَ. أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا نَعَتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ هُوَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَأَخْبَرَ بِفَضْلِهِمْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله» الآيَةَ (الزُّمَرُ 39/ 23)، ثُمَّ ذَمَّ قَوْمَاً اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ، فَلَمْ تَخْشَعْ لَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلُوبُهُمْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ «أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ. وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ» (النَّجْمُ 53/ 59)؛ يَعْنِي: لاهِينَ.
رابعا: المغني للإمام ابن قدامة رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (ج 10 / ص 178)
وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ تُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّحْزِينِ وَالتَّرْتِيلِ وَالتَّحْسِينِ.
وَرَوَى بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِالْحُزْنِ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِالْحُزْنِ}.
وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لِرَجُلٍ: لَوْ قَرَأْت. وَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا تَغَرْغَرَتْ عَيْنُهُ.
وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ، فَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: اقْرَأْ. فَقَرَأَ، فَغُشِيَ عَلَى يَحْيَى حَتَّى حُمِلَ فَأُدْخِلَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِيُّ: قَرَأْت عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى فَاتَهُ خَمْسُ صَلَوَاتٍ.
خامسا: سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (ج 8 / ص 46)
صالح المري الزاهد الخاشع، واعظ أهل البصرة، أبو بشير بن بشير القاص.
قال ابن الاعرابي: كان الغالب على صالح كثرة الذكر، والقراءة بالتحزين (*)، ويقال: هو أول من قرأ بالبصرة بالتحزين.
ويقال: مات جماعة سمعوا قراءته.
توفي سنة اثنتين وسبعين ومئة.
ويقال: بقي إلى سنة ست وسبعين ومئة.
(*) في " تهذيب التهذيب ": كان من أحزن أهل البصرة صوتا، وفي " الحلية ": صاحب قراءة وشجن ومخافة وحزن.
سادسا: زاد المعاد للإمام ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (ج 1 / ص 493)
وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوغوها ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ويحسنون أصواتهم بالقرآن ويقرؤونه بشجى تارة وبطرب تارة وبشوق تارة وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له بل أرشد إليه وندب إليه وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به وقال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وفيه وجهان أحدهما أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله والثاني أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
سابعا: فضائل القرآن للإمام ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (ص 90 - 94)
وقول سفيان بن عيينة أن المراد بالتغنى به فان أراد أنه يستغنى به عن الدنيا وهو الظاهر من كلامه الذي تابعه عليه أبوعبيد القاسم بن سلام وغيره فخلاف الظاهر من مراد الحديث لأنه قد فسر بعض رواته بالجهر وهو تحسين القراءة والتحزين بها قال حرملة سمعت ابن عيينة يقول معناه يستغنى به فقال لى الشافعى ليس هو هكذا ولو كان هكذا لكان يتغانى إنما هو يتحزن ويترنم به قال حرملة وسمعت ابن وهب يقول: يترنم به وهكذا نقل المزنى والربيع عن الشافعى رحمه الله ...
فقد فهم من هذا أن السلف رضى الله عنهم إنما فهموا من التغنى بالقرآن إنما هو تحسين الصوت به وتحزينه كما قال الأئمة رحمهم الله ...
والمراد تحسين الصوت بالقرآن تطريبه وتحزينه والتخشع به ...
ولهذا كان أحسن القراءات ما كان عن خشوع القلب كما قال قال أبو عبيد: ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن طاوس قال: أحسن الناس صوتا بالقرآن أخشاهم لله وحدثنا قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه وعن الحسن بن مسلم عن طاوس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: الذى إذا سمعته رأيته يخشى الله]
وقد روى هذا متصلا من وجه آخر فقال ابن ماجه حدثنا بشر بن معاذ الضرير ثنا عبدالله بن جعفر المدينى ثنا ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع عن الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [ان من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذى إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله] ولكن عبدالله بن جعفر هذا - وهو والد على بن المدينى - وشيخه ضعيفان والله أعلم
والغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والإنقياد للطاعة.
والله تعالى أعلم
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[09 - Oct-2009, مساء 05:31]ـ
ثامنا: جمال القراء وكمال الإقراء لعلم الدين السخاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى (ت 643 هـ) (ص 641 - 642:
... ونوع آخر يسمى التحزين، وهو أن بترك طباعه، وعادته في التلاوة، فيأتي بالتلاوة على وجه آخر، كأنه حزين يكاد يبكي، مع خشوع وخضوع، ولا يأخذ بذلك الشيوخ لما فيه من الرياء". اهـ
وفي الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية (ص 16) نقل زكريا الأنصاري - رحمه الله - هذا القول فقال في آخره: "وإنما نهي عنه لما فيه من الرياء".
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 12:59]ـ
تاسعا: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (م/9 ص 290):
لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقرأه مرتلاً متحزناً متخشعاً حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك.(/)
فوائد غالية من آية (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة .... ).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Oct-2009, مساء 04:05]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة المائدة / آية (6).
هذه آية عظيمة قد اشتملت على أحكام كثيرة، نذكر منها ما يسره الله وسهله.
أحدها: أن هذه المذكورات فيها امتثالها والعمل بها من لوازم الإيمان الذي لا يتم إلا به، لأنه صدرها بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلى آخرها. أي: يا أيها الذين آمنوا، اعملوا بمقتضى إيمانكم بما شرعناه لكم.
الثاني: الأمر بالقيام بالصلاة لقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}.
الثالث: الأمر بالنية للصلاة، لقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} أي: بقصدها ونيتها.
الرابع: اشتراط الطهارة لصحة الصلاة، لأن الله أمر بها عند القيام إليها، والأصل في الأمر الوجوب.
الخامس: أن الطهارة لا تجب بدخول الوقت، وإنما تجب عند إرادة الصلاة.
السادس: أن كل ما يطلق عليه اسم الصلاة، من الفرض والنفل، وفرض الكفاية، وصلاة الجنازة، تشترط له الطهارة، حتى السجود المجرد عند كثير من العلماء، كسجود التلاوة والشكر.
السابع: الأمر بغسل الوجه، وهو: ما تحصل به المواجهة من منابت شعر الرأس المعتاد، إلى ما انحدر من اللحيين والذقن طولا. ومن الأذن إلى الأذن عرضا.
ويدخل فيه المضمضة والاستنشاق، بالسنة، ويدخل فيه الشعور التي فيه. لكن إن كانت خفيفة فلا بد من إيصال الماء إلى البشرة، وإن كانت كثيفة اكتفي بظاهرها.
الثامن: الأمر بغسل اليدين، وأن حدهما إلى المرفقين و " إلى " كما قال جمهور المفسرين بمعنى " مع " كقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} ولأن الواجب لا يتم إلا بغسل جميع المرفق.
التاسع: الأمر بمسح الرأس.
العاشر: أنه يجب مسح جميعه، لأن الباء ليست للتبعيض، وإنما هي للملاصقة، وأنه يعم المسح بجميع الرأس.
الحادي عشر: أنه يكفي المسح كيفما كان، بيديه أو إحداهما، أو خرقة أو خشبة أو نحوهما، لأن الله أطلق المسح ولم يقيده بصفة، فدل ذلك على إطلاقه.
الثاني عشر: أن الواجب المسح. فلو غسل رأسه ولم يمر يده عليه لم يكف، لأنه لم يأت بما أمر الله به.
الثالث عشر: الأمر بغسل الرجلين إلى الكعبين، ويقال فيهما ما يقال في اليدين.
الرابع عشر: فيها الرد على الرافضة، على قراءة الجمهور بالنصب، وأنه لا يجوز مسحهما ما دامتا مكشوفتين.
الخامس عشر: فيه الإشارة إلى مسح الخفين، على قراءة الجر في {وأرجلكم}
وتكون كل من القراءتين، محمولة على معنى، فعلى قراءة النصب فيها، غسلهما إن كانتا مكشوفتين، وعلى قراءة الجر فيها، مسحهما إذا كانتا مستورتين بالخف.
السادس عشر: الأمر بالترتيب في الوضوء، لأن الله تعالى ذكرها مرتبة.
ولأنه أدخل ممسوحًا ـ وهو الرأس ـ بين مغسولين، ولا يعلم لذلك فائدة غير الترتيب.
السابع عشر: أن الترتيب مخصوص بالأعضاء الأربعة المسميات في هذه الآية.
وأما الترتيب بين المضمضة والاستنشاق والوجه، أو بين اليمنى واليسرى من اليدين والرجلين، فإن ذلك غير واجب، بل يستحب تقديم المضمضة والاستنشاق على غسل الوجه، وتقديم اليمنى على اليسرى من اليدين والرجلين، وتقديم مسح الرأس على مسح الأذنين.
الثامن عشر: الأمر بتجديد الوضوء عند كل صلاة، لتوجد صورة المأمور به.
التاسع عشر: الأمر بالغسل من الجنابة.
العشرون: أنه يجب تعميم الغسل للبدن، لأن الله أضاف التطهر للبدن، ولم يخصصه بشيء دون شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي والعشرون: الأمر بغسل ظاهر الشعر وباطنه في الجنابة.
الثاني والعشرون: أنه يندرج الحدث الأصغر في الحدث الأكبر، ويكفي من هما عليه أن ينوي، ثم يعمم بدنه، لأن الله لم يذكر إلا التطهر، ولم يذكر أنه يعيد الوضوء.
الثالث والعشرون: أن الجنب يصدق على من أنزل المني يقظة أو مناما، أو جامع ولو لم ينزل.
الرابع والعشرون: أن من ذكر أنه احتلم ولم يجد بللا، فإنه لا غسل عليه، لأنه لم تتحقق منه الجنابة.
الخامس والعشرون: ذكر مِنَّة الله تعالى على العباد، بمشروعية التيمم.
السادس والعشرون: أن من أسباب جواز التيمم وجود المرض الذي يضره غسله بالماء، فيجوز له التيمم.
السابع والعشرون: أن من جملة أسباب جوازه، السفر والإتيان من البول والغائط إذا عدم الماء، فالمرض يجوز التيمم مع وجود الماء لحصول التضرر به، وباقيها يجوزه العدم للماء ولو كان في الحضر.
الثامن والعشرون: أن الخارج من السبيلين من بول وغائط، ينقض الوضوء.
التاسع والعشرون: استدل بها من قال: لا ينقض الوضوء إلا هذان الأمران، فلا ينتقض بلمس الفرج ولا بغيره.
الثلاثون: استحباب التكنية عما يستقذر التلفظ به لقوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِّنَ الْغَائِطِ}
الحادي والثلاثون: أن لمس المرأة بلذة وشهوة ناقض للوضوء.
الثاني والثلاثون: اشتراط عدم الماء لصحة التيمم.
الثالث والثلاثون: أن مع وجود الماء ولو في الصلاة، يبطل التيمم لأن الله إنما أباحه مع عدم الماء.
الرابع والثلاثون: أنه إذا دخل الوقت وليس معه ماء، فإنه يلزمه طلبه في رحله وفيما قرب منه، لأنه لا يقال " لم يجد " لمن لم يطلب.
الخامس والثلاثون: أن من وجد ماء لا يكفي بعض طهارته، فإنه يلزمه استعماله، ثم يتيمم بعد ذلك.
السادس والثلاثون: أن الماء المتغير بالطاهرات، مقدم على التيمم، أي: يكون طهورا، لأن الماء المتغير ماء، فيدخل في قوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً}
السابع والثلاثون: أنه لا بد من نية التيمم لقوله: {فَتَيَمَّمُوا} أي: اقصدوا.
الثامن والثلاثون: أنه يكفي التيمم بكل ما تصاعد على وجه الأرض من تراب وغيره. فيكون على هذا، قوله: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ} إما من باب التغليب، وأن الغالب أن يكون له غبار يمسح منه ويعلق بالوجه واليدين، وإما أن يكون إرشادا للأفضل، وأنه إذا أمكن التراب الذي فيه غبار فهو أولى.
التاسع والثلاثون: أنه لا يصح التيمم بالتراب النجس، لأنه لا يكون طيبا بل خبيثا.
الأربعون: أنه يمسح في التيمم الوجه واليدان فقط، دون بقية الأعضاء.
الحادي والأربعون: أن قوله: {بِوُجُوهِكُمْ} شامل لجميع الوجه وأنه يعممه بالمسح، إلا أنه معفو عن إدخال التراب في الفم والأنف، وفيما تحت الشعور، ولو خفيفة.
الثاني والأربعون: أن اليدين تمسحان إلى الكوعين فقط، لأن اليدين عند الإطلاق كذلك.
فلو كان يشترط إيصال المسح إلى الذراعين لقيده الله بذلك، كما قيده في الوضوء.
الثالث والأربعون: أن الآية عامة في جواز التيمم، لجميع الأحداث كلها، الحدث الأكبر والأصغر، بل ولنجاسة البدن، لأن الله جعلها بدلا عن طهارة الماء، وأطلق في الآية فلم يقيد [وقد يقال أن نجاسة البدن لا تدخل في حكم التيمم لأن السياق في الأحداث وهو قول جمهور العلماء]
الرابع والأربعون: أن محل التيمم في الحدث الأصغر والأكبر واحد، وهو الوجه واليدان.
الخامس والأربعون: أنه لو نوى مَنْ عليه حدثان التيمم عنهما، فإنه يجزئ أخذا من عموم الآية وإطلاقها.
السادس والأربعون: أنه يكفي المسح بأي شيء كان، بيده أو غيرها، لأن الله قال {فامسحوا} ولم يذكر الممسوح به، فدل على جوازه بكل شيء.
السابع والأربعون: اشتراط الترتيب في طهارة التيمم، كما يشترط ذلك في الوضوء، ولأن الله بدأ بمسح الوجه قبل مسح اليدين.
الثامن والأربعون: أن الله تعالى ـ فيما شرعه لنا من الأحكام ـ لم يجعل علينا في ذلك من حرج ولا مشقة ولا عسر، وإنما هو رحمة منه بعباده ليطهرهم، وليتم نعمته عليهم.
وهذا هو التاسع والأربعون: أن طهارة الظاهر بالماء والتراب، تكميل لطهارة الباطن بالتوحيد، والتوبة النصوح.
الخمسون: أن طهارة التيمم، وإن لم يكن فيها نظافة وطهارة تدرك بالحس والمشاهدة، فإن فيها طهارة معنوية ناشئة عن امتثال أمر الله تعالى.
الحادي والخمسون: أنه ينبغي للعبد أن يتدبر الحِكَم والأسرار في شرائع الله، في الطهارة وغيرها ليزداد معرفة وعلما، ويزداد شكرا لله ومحبة له، على ما شرع من الأحكام التي توصل العبد إلى المنازل العالية الرفيعة.
راجع: تفسير الشيخ (عبد الرحمن السعدي) - رحمه الله -: (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن).
............................
فوائد أعجبتني اطلعتُ عليها من كتاب التفسير الذي عندي، فنقلتُها من المكتبة الإسلامية ..
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=321&CID=29#s1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التوحيد]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 02:19]ـ
أحسن الله إليك أختي الفاضلة
نقل طيب, نفع الله به.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 09:01]ـ
وإليك أحسن، وبك نفع ..
جزيتِ خيرًا أختاه ..
ـ[راحه البال]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 12:00]ـ
جزاك الله خيرا(/)
لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 06:54]ـ
لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم
تأليف:الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام
(157 - 224ه)
تعريف بالمؤلف:
الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون من قيل عنه الناس أربعة ابن عباس في زمانه و الشعبي في زمانه و القاسم بن معن في زمانه و أبو عبيد في زمانه
اسمه: القاسم بن سلام بن عبد الله
كنيته: أبو عبيد
مولده: سنة سبع و خمسين و مئة من الهجرة النبوية الشريفة.
أبوه: كان روميا من أهل هراه.
صفته: كان أحمر الرأس و اللحية بالخضاب و كان مهيبا وقورا.
وظائفه: ولي قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة.
شيوخه:
سمع من إسماعيل بن جعفر، و شريك بن عبد الله، و سفيان بن عيينة، و أبي بكر بن عياش و غيرهم كثير.
قرأ القرآن على علي بن الحسن الكسائي و إسماعيل بن جعفر و غيرهم.
أخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري، و أبي عبيدة معمر بن المثنى، و الأصمعي من البصريين، و ابن الأعرابي، و أبي عمرو الشيباني، و الفراء من الكوفيين.
أخلاقه: كان طيب الخلق حسن المعشر متواضعا، مؤدبا عارفا بالنحو و الفقه و الغريب. يحكى عن علمه و تواضعه أنه مر بدار أسحاق الموصلي فقالوا له: يا أبا عبيد، صاحب هذه الدار يقول: إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ، فقال كتاب فيه أكثر من مئة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، و لعل إسحاق عنده رواية و عندنا رواية فخطأنا و الروايتان صواب و لعله أخطأ في حروف , و أخطأنا في حروف فيبقى الخطأ يسيرا.
روى عنه: أحمد بن يوسف و علي بن عبد العزيز و نصر بن داود و ثابت بن أبي ثابت
عبادته: كان رحمه الله كما يقول ابن الأنباري: " يقسم الليل ثلاثا فيصلي ثلثه و ينام ثلثه و يصنف ثلثه " و كان رحمه الله متبع للسنة متلهف على عبادة ربه.
قال أبو عبيدة: سمعني ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ فقال لي: يا أبا عبيد، مهما فاتك من العلم، فلا يفوتنك من العمل. و في الجملة كان ذا فضل و دين و مذهب حسن.
تصانيفه: - له كتاب الأموال في مجلد كبير مطبوع.
- و كتاب غريب الحديث و هو أهم كتبه طبع بالهند في أربع مجلدات
- كتاب غريب القرآن
- و كتاب معاني القرآن
- و لغات القبائل الواردة في القرآن
- و كتاب النسب
- و كتاب أدب القاضي
- الغريب المصنف منه نسخة بدار الكتب.
- كتاب الأمثال و هو مطبوع
و غير ذلك كثير من الكتب و خاصة في الفقه و الحديث و اللغة.
أقوال العلماء فيه:
قال ابن معين: أبو عبيد ثقة. و قال أحمد بن حنبل: أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا. و قال أبو داود: أبو عبيد ثقة مأمون. و قال الدارقطني: ثقة إمام جبل. وقال الحاكم: إنما الإمام المقبول عن الكل ابو عبيد. قال أبو عمرو الداني أبو عبيد إمام دهره في جميع العلوم ثقة مأمون صاحب سنة.
وفاته: مات سنة أربع و عشرين و مئتين بمكة رحمه الله تعالى.
لللإستزادة عليك بالرجوع إلى المراجع الآتية غير مأمور:
(سير أعلام النبلاء 10/ 506، معجم الأدباء 4/ 562، طبقات ابن سعد 7/ 355تاريخ بغداد 12/ 403 و غير ذلك من كتب الرجال و التاريخ و الجرح و التعديل)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، و صلواته و سلامه على سيدنا محمد و آله و صحبه و جنده.
أخبرنا الشيخ الفقيه الحافظ النبيه شرف الدين أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي – رحمه الله – إجازة. قال: أخبرنا الشيخان الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني، و شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف القونوي، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الخطاب، عن أبي محمد إسماعيل، عن ابن عمر بن إسماعيل المقري بن عبيد، عن الحسن بن محمد عن أحمد بن أبان القرشي عن أبي جعفر محمد بن أيوب عن عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله – عز و جل – (بلسان عربي مبين). قال: بلسان قريش و لو كان غير عربي ما فهموه، و ما أنزل الله كتابا من السماء إلا بالعربية، و كان جبريل – عليه السلام – يترجم لكل نبي بلسان قومه، و ذلك معنى قوله تعالى (و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)، فليس ما وقع من ألسنة الأمم أو سمع من لسان العرب في القرآن ليس فيه إلا لغة العرب؛ و
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما وافقت بعض اللغات أيضا؛ فأما الأصل و الجنس فعربي لا يخالطه شيء.
سورة البقرة:
قوله تعالى: " قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء " السفيه: الجاهل بلغة كنانة.
قوله: " رغدا " يعني الخصب بلغة طيء.
(الصاعقة) الموتة بلغة عمان.
(رجزا) يعني العذاب بلغة طيء.
(خاسئين) يعني صاغرين بلغة كنانة.
(الطور) يعني الجبل، وافقت لغة العرب في هذا الحرف لغة السريانية.
(لا شية) لا وضح بلغ أزد شنوءة.
(بئسما اشتروا) يعني باعوا بلغة هزيل.
(بغيا) حسدا بلغة تميم.
(فباءوا بغضب) يعني استوجبوا بلغة جرهم.
(تلك أمانيهم) يعني أباطيلهم بلغة قريش.
(إلا من سفه نفسه) يعني خسر بلغة طيء.
(وسطا) يعني عدلا بلغة قريش، و كذلك في نون و القلم (قال أوسطهم) أعدلهم.
(شطر المسجد الحرام) يعني تلقاء، و التلقاء النحو بلغة كنانة.
(كمثل الذي ينعق) يعني يصيح بلغة طيء.
(في شقاق بعيد) في ضلال بعيد بلغة جرهم.
(إن ترك خيرا) المال بلغة جرهم. و في سورة النور (إن علمتم فيهم خيرا) أي لهم مالا. و قوله (ما مكني فيه ربي خير) يعني المال.
(جنفا) يعني تعمدا للجنف بلغة قريش. و في المائدة (متجانف لإثم) أي متعمد له.
(فلا رفث) يعني فلا جماع بلغة مذحج.
(أفيضوا) انفروا بلغة خزاعة.
(لأعنتكم) هنا، و (ما عنتم) بآل عمران، و (العنت منكم) بالنساء، (و ما عنتم) بالتوبة، و (لعنتم) بالحجرات: و العنت الإثم بلغة هذيل.
(عزموا الطلاق) حققوا بلغة هذيل.
(تعضلوهن) تحبسوهن بلغة أزد شنوءة.
(صلد) نقيا بلغة هذيل.
سورة آل عمرآن
(كدأب آل فرعون) يعني كأشباه بلغة جرهم.
(سيدا و حصورا) السيد الحكيم بلغة حمير. و الحصور الذي لا حاجة له في النساء بلغة كنانة.
(تدخرون) مثقل بلغة تميم، و (تدخرون) مخفف بلغة كنانة.
(لا خلاق) لا نصيب بلغة كنانة.
(كونوا ربانيين) يعني علماء وافقت لغة السريانية.
(إصري) عهدي وافقت لغة النبطية.
(آناء الليل) ساعات بلغة هزيل، و كذلك في سورة طه (و من آناء الليل فسبح).
(لا يألونكم خبالا) يعني غيا بلغة عمان.
(تفشلا) تجبنا بلغة حمير).
(فورهم) وجوههم بلغة هزيل و قيس عيلان و كنانة.
(تهنوا) تضعفوا بلغة قريس و كنانة، و كذلك في سورة محمد r ( فلا تهنوا و تدعوا إلى السلم و انتم الأعلون).
(قرح) بالفتح لغة الحجاز و بالضم لغة تميم.
(ربيون) رجال بلغة حضر موت.
سورة النساء:
(تعولوا) تميلوا بلغة جرهم.
(نحلة) فريضة بلغة قيس عيلان.
(سبيلا) مخرجا بلغة قريش.
(أفضى) الإفضاء الجماع بلغة خزاعة.
(مسافحين) المسافحة الزنى بلغة قريش.
(تميلوا ميلا عظيما) تخظئوا خطأ بينا بلغة سبأ.
(موالي) عصبية بلغة قريش و كذلك في سورة مريم (و إني خفت الموالي).
(كفل) الكفل النصيب وافقت لغة النبطية.
(مقيتا) يعني مقتدرا بلغة مذحج.
(حصرت) يعني ضاقت بلغة أهل اليمامة.
(السلم) الصلح بلغة قريش.
(مراغما) منفسحا بلغة هذيل.
(أن يفتنكم الذين كفروا) يضللكم بلغة هوازن.
(تغلوا) لا تزيدوا.
(الكلالة) الذي لا ولد و لا والد بلغة قريش.
(أن تضلوا) يعني لا تضلوا بلغة بني حنيفة.
سورة المائدة:
(الكلالة) الذي لا ولد له و لا والد بلغة قريش.
(أن تضلوا) يعني أن لا تضلوا بلغة قريش.
قوله تعالى: (أوفوا بالعقود) يعني بالعهود بلغة بني حنيفة.
(مخمصة) مجاعة بلغة قريش.
(من حرج) يعني من ضيق بلغة قيس غيلان.
(و جعلكم ملوكا) يعني أحرارا بلغة هذيل و كنانة.
(فافرق بيننا) فاقض بلغة مدين.
(فلا تأس) تحزن بلغة قريش.
(فإن عثر) يعني اطلع بلغة قريش، و في الكهف (و كذلك أعثرنا عليهم).
سورة الأنعام:
(مدرارا) متتابعا بلغة هذيل، و كذلك في سورة هود و نوح.
(مبلسون) آيسون بلغة كنانة.
(يصدفون) يعرضون بلغة قريش، و كذلك قوله تعالى (و صدف عنها) أعرض.
(ثمره) بالفتح لغة كنانة بالضم لغة تميم.
(قبلا) عيانا بالضم لغة تميم و بالكسر لغة كنانة.
(ضيقا حرجا) يعني شاكا بلغة قريش.
(الإملاق) الجوع بلغة لخم.
قوله تعالى: (و صدف عنها) أعرض بلغة قريش.
سورة الأعراف:
(يُتْبَعُ)
(/)
(في صدرك حرج) شك بلغة قريش.
(طفقا) عمدا بلغة غسان.
(سفاهة) جنون بلغة حمير.
(يتطهرون) يعني يتنزهون عن أدبار الرجال بلغة قريش.
(كأن لم يغنوا فيها) و قوله في يونس عليه السلام " كأن لم تغن بالأمس " يتمتعوا بلغة جرهم.
(آسى) أحزن بلغة قريش.
(هدنا إليك) تبنا وافقت لغة العبرانية.
(بعذاب بئيس) شديد بلغة غسان.
(ثقلت) خفيت بلغة قريش.
(حفي عنها) عالم بها و كذا (حفيا) بمريم.
(و ما مسني السوء) و في هود بعض آلهتنا بسوء يعني الجنون بلغة هذيل.
(اجتبيتها) أتيتها بلغة ثقيف.
سورة الأنفال:
(فرقانا) مخرجا بلغة هذيل.
(ليثبتوك) يعني لحبسوك بلغة قريش.
(أساطير الأولين) كلام الأولين بلغة جرهم.
(مكاء و تصدية) المكاء: الصفير، و التصدية التصفير بلغة قريش.
(فيركمه) فيجمعه بلغة قريش.
(نكص) رجع بلغة سليم.
(فشرد بهم) فنكل بهم بلغة جرهم.
(لا تحسبن) بكسر السين و هي لغة النبي r ، و بفتح السين لغة جرهم.
(حرض) حض بلغة هذيل.
سورة التوبة:
(غير معجزي الله) كل معجز في القرآن معناه سابق بلغة كنانة.
(و لا ذمة) يعني قرابة بلغة قريش.
(وليجة) بطانة بلغة هذيل.
(يبشرهم) بالتخفيف لغة كنانة و بالتشديد لغة تميم.
(و إن خفتم عيلة) يعني فاقة بلغة هذيل.
(تنفروا) وكذا (انفروا) اغزوا بلغة هذيل.
(السائحون) الصائمون بلغة هذيل، وكذا (سائحات) أي صائمات.
سورة يونس:
(فزيلنا بينهم) فميزنا بلغة حمير.
(و ما يعزب عن ربك) و مايغيب بلغة كنانة.
(لا يكن أمركم عليكم غمة) شبهة بلغة هذيل.
(ببدنك) بدرعك بلغة هذيل.
سورة هود:
(إلى أمة معدودة) سنين بلغة أزد شنوءة.
(أراذلنا) سفلتنا بلغة جرهم.
(فلا تبتئس) تحزن هنا و يوسف بلغة كندة.
(و نادى نوح ابنه) أي ابن امرأته بلغة طيء، و يؤيده قراءة [و نادى نوح ابنها] و هي شاذة.
) و غيض الماء) نقص بلغة الحبشة.
) قد كنت فينا مرجوا) حقيرا بلغة حمير.
) بعجل حنيذ) يعني مشوي بلغة قريش.
) أواه منيب) يعني به الدعاء إلى الله – عز و جل – بلغة توافق النبطية.
) سيء بهم) يعني كرههم بلغة غسان.
) يوم عصيب) يعني شديد بلغة جرهم.
) حجارة من سجيل) يعني من طين وافقت لغة الفرس.
) الحليم الرشيد) ضد الأحمق السفيه بلغة مدين.
) و حصيد) يعني منحدر من الأرض بلغة العمالقة، و ما سوى الأرض بلغة هذيل.
) و ما زادوهم غير تتبيب) يعني تخسير بلغة قريش.
) و لا تركنوا) و لا تميلوا بلغة كنانة.
سورة يوسف:
قوله (إنا إذا لخاسرون) لمضيعون بلغة عيلان.
قوله: (هيت لك) يعني تهيأت لك، بلغة وافقت النبطية.
(و أعتدت لهن متكأ) الأترج بلغة توافق القبط.
(أعصرا خمرا) عنبا بلغة عمان.
(و ادكر بعد أمة) بعد نسيان، بلغة تميم و قيس غيلان.
(السقاية) الإناء بلغة حمير.
(تفندون) تستهزئون، بلغة قيس غيلان.
سورة الرعد:
(أفلم ييئس الذين) يعلموا بلغة هوازن.
(بظاهر من القول) بكذب بلغة مذحج.
سورة إبراهيم:
(دار البوار) يعني دار الهلاك بلغة عمان.
(أفئدة من الناس) يعني ركبانا من الناس بلغة قريش.
(مقنعي رءوسهم) ناكسي رءوسهم بلغة قريش.
سورة الحجر:
(من حمأ مسنون) الحمأ الطين المسنون المنتن بلغة حمير.
(دابر هؤلاء مقطوع) مستأصل بلغة جرهم.
(للمتوسمين) للمتفرسين بلغة قريش.
سورة النحل:
(تسيمون) ترعون بلغة خثعم.
(ظل وجهه) صار بلغة هذيل.
(بنين و حفدة) الحفدة الأختان بلغة سعد العشيرة.
(و هو كل على مولاه) عيال بلغة قريش.
(سرابيل تقيكم الحر) القمص بلغة تميم، و (سرابيل تقيكم بأسكم) يعني الدروع بلغة كنانة.
(قانتا) إماما يقتدون به بلغة قريش.
سورة الإسراء:
(و لتعلن علوا كبيرا) يعني لتقهرن بلغة جذام.
(فجاسوا خلال الديار) فتخللوا الأزقة بلغة جذام.
(و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) أي عمله بلغة أنمار.
(دمرنا) أهلكنا بلغة حضرموت.
(المبذرين) المسرفين بلغة هذيل.
(فتقعد ملوما محسورا) المحسور المنقطع بلغة جرهم.
(فسينغضون) يحركون بلغة حمير.
(مسطورا) مكتوبا بلغة حمير.
(لأحتنكن) لأستأصلن بلغة الأشعريين.
(إمام) كتاب بلغة حمير.
(يُتْبَعُ)
(/)
(دلوك الشمس) زوالها بلغة قريش.
(شاكلته) يعني ناحيته بلغة هذيل.
سورة الكهف:
(باخع نفسك) أي قاتل نفسك بلغة قريش.
(الرقيم) الكتاب بلغة الروم.
(شططا) كذبا بلغة خثعم.
(فجوة) ناحية بلغة كنانة.
(بالوصيد) بالفناء بلغة مذحج.
(رجما بالغيب) يعني ظنا بلغة هذيل.
(ملتحدا) ملجأ بلغة هذيل.
(الإستبرق) الديباج بلغة توافق لغة الفرس.
(حسبانا من السماء) يعني بردا بلغة حمير.
(موئلا) ملجأ بلغة كنانة.
(لا أبرح) لا أزال بلغة كنانة.
(حقبا) دهرا بلغة مذحج.
(إمرا) عجبا بلغة قريش.
(نكرا) منكرا بلغة قريش.
(وراءهم) أمامهم بلغة النبطية.
(الصدفين) الجبلين بلغة تميم.
(فمن كان يرجو لقاء ربه) يعني يخاف بلغة هذيل.
سورة مريم:
(من الكبر عتيا) نحولا بلغة حمير.
(تحتك سريا) يعني جدولا أي نهرا بلغة توافق لغة السريانية.
(حفيا) عالما بلغة قريش مثل قوله في الأعراف.
(أيهم أشد على الرحمن عتيا) يعني أعظم أمرا بلغة قريش.
(ضدا) عدوا و خصما بلغة كنانة.
(إلى جهنم وردا) حفاة مشاة عطاشا بلغة قريش.
(ركزا) صوتا خفيا بلغة قريش.
سورة طه:
(مأرب) حاجات بلغة حمير.
(اليم) البحر بلغة توافق القبط.
(تارة أخرى) مرة أخرى بلغة الأشعريين.
(فلا يخاف ظلما و لا هضما) يعني نقصا بلغة هذيل.
سورة الأنبياء:
(كتابا فيه ذكركم) يعني شرفكم، كقوله تعالى " بل أتيناهم بذكرهم " يعني بشرفهم بلغة قريش.
(لو أردنا أن نتخذ لهوا) اللهو المرأة بلغة اليمن.
(فجاجا) طرقا بلغة كندة.
(و حران على قرية) بلغة هذيل. و حرام على قرية أعني أمة بلغة قريش.
(من كل حدب ينسلون) حدب جانب ينسلون يخرجون بلغة جرهم.
(حصب جهنم) يعني حطب جهنم بلغة قريش.
(لا يسمعون حسيسها) لا يسمعون جلبتها بلغة قريش.
سورة الحج:
(و ترى الأرض هامدة) يعني مغبرة بلغة هذيل.
(أمنيته) فكرته بلغة قريش.
سورة المؤمنون:
(طور سيناء) الطور الجبل بلغة توافق السريانية، و سينا: الحسن بلغة توافق النبطية.
(خرجا) بغير ألف جعلا بلغة حمير خراجا بلغة قريش.
(استكانوا) أي استذلوا بلغة قريش.
(مبلسون) آيسون بلغة كنانة.
(اخسئوا) اخزوا بلغة عذرة.
سورة النور:
(لولا جاؤا عليه) هلا جاؤا بلغة قريش.
(و لا يأتل) لا يحلف بلغة قريش.
(كمشكاة) يعني الكوة بلغة توافق الحبشة.
(الودق) المطر بلغة جرهم.
(خلاله) الخلال السحاب بلغة جرهم.
سورة الفرقان:
(قوما بورا) يعني هلكا بلغة عمان.
(حجرا محجورا) حراما محرما) بلغة قريش.
(الرس) البئر بلغة أزد شنوءة.
(تبرنا) أهلكنا بلغة سبأ.
(غراما) بلاء بلغة حمير.
سورة الشعراء:
(عبدت بني إسرائيل) قتلت بالنبطية.
(شرذمة قليلون) عصابة بلغة جرهم.
(أتبنون بكل ريع) بكل طريق بلغة جرهم.
سورة النمل:
(رب أوزعني) ألهمني بلغة قريش.
(الصرح) البيت بلغة حمير.
سورة القصص:
(واضمم إليك جناحك من الرهب) الجناح اليد، و الرهب الكم بلغة بني حنيفة.
سورة لقمان:
(واقصد في مشيك) اسرع بلغة هذيل.
(أنكر الأصوات) أقبحها بلغة حمير.
سورة السجدة:
(فلا تكن في مرية) في شك بلغة قريش.
سورة الأحزاب:
(أليما) موجعا بلغة العبرانية.
(من صياصيهم) يعني من حصونهم بلغة قيس عيلان.
(فيطمع الذي في قلبه مرض) يعني الزنا بلغة حمير.
سورة سبأ:
(و قدر في السرد) يعني المسمار في الحلقة بلغة كنانة.
(و أسلنا له عين القطر) النحاس بلغة جرهم.
(منسأته) عصاته بلغة حضر موت و أنمار و خثعم.
(التناوش) يعني التناول بلغة قريش.
سورة فاطر:
(تؤفكون) تكذبون بلغة قريش، و كذلك قوله تعالى " ويل لكل أفاك أثيم ".
سورة يس:
قوله تعالى (يس) يعني يا إنسان بلغة الحبشة.
(الأجداث) القبور بلغة هذيل.
(و امتازوا) أعتزلوا بلغة قريش.
سورة الصافات:
(دحورا) طردا بلغة كنانة.
(واصب) دائم بلغة قريش.
(شهاب ثاقب) مضيء بلغة هزيل.
(متنا) بلكسر لغة الحجاز , و متنا بالضم لغة تميم.
(لشوبا من حميم) يعني مزجا بلغة جرهم.
(أتدعون بعلا) يعني ربا بلغة حمير، و قيل بلغة أزد شنوءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) يعني بل يزيدون بلغة كندة.
(إفكهم) كذبهم بلغة قريش.
سورة ص:
(و لات حين مناص) وليس حين فرار بلغة توافق النبطية.
(الأواب) المطيع بلغة كنانة و هذيل و قيس غيلان.
(حيث أصاب) حيث أراد بلغة عمان.
(رجيم) ملعون بلغة قريش عيلان.
(سخريا) بالكسر لغة قريش و بالضم لغة تميم.
سورة الزمر:
(اشمأزت قلوبهم) أي مالت و نفرت بلغة الأشعريين.
(و حاق) يعني وجب بلغة قريش.
سورة محمد:
(يتركم أعمالكم) أي ينقصكم بلغة حمير.
سورة ق:
(و ما مسنا من لغوب) أي من إعياء بلغة حضر موت.
(بجبار) بمسلط بلغة جرهم.
سورة الذاريات:
(الإفك) في جميع القرآن الكذب بلغة قريش.
(الخراصون) الكذابون بلغة كنانة و قيس غيلان.
(ما يهجعون) ما ينامون بلغة هذيل.
(فتولى بركنه) يعني برهطه بلغة كنانة
(اليم) البحر بلغة توافق النبطية.
(ذنوبا) أي نصيبا من العذاب بلغة هذيل.
سورة الطور:
(و البحر المسجور) يعني الممتلئ بلغة عامر بن صعصعة.
(سجرت) جمعت بلغة خثعم.
(يوم تمور السماء) يعني تنشق السماء شقا، و كذلك (فإذا هي تمور) بلغة قريش.
(يوم يدعون) يدفعون بلغة قريش، و كذلك " يدع اليتيم ".
(و ما ألتناهم من عملهم منم شيء) يعني نقصناهم.
سورة النجم:
(ذو مرة فاستوى) ذو قوة بلغة قريش.
سورة القمر:
(سحر مستمر) يعني دائم بلغة قريش.
(ذات ألواح و دسر) الدسر المسامير الواحد دسر بلغة هذيل.
(فهل من مدكر) يعني متفكر بلغة قريش.
(إن المجرمين في ضلال و سعر) يعني في جنون بلغة عمان.
سورة الرحمن:
(الأنام) الخلق بلغة جرهم.
(المرجان) صغار اللؤلؤ بلغة أهل اليمن.
سورة الواقعة:
(بست الجبال بسا) يعني فتتت بلغة كندة.
(مدينين) محاسبين بلغة حمير، مبعوثين بلغة كنانة.
سورة الحديد:
(سور) الحائط.
(فطال عليهم الأمد) يعني الأمل بلغة هذيل.
سورة المجادلة:
(كبتوا) لعنوا بلغة مذحج.
(و أيدهم بروح) قواهم بلغة قريش.
سورة الحشر:
(ما قطعتم من لينة) يعني النخل بلغة الأوس.
(و لا تجعل في قلوبنا غلا) يعني غشا بلغة قريش.
(المهيمن) يعني الشاهد بلغة قيس غيلان.
سورة الصف:
(كبر مقتا عند الله) أي بغضا بلغة قريش.
(فلما زاغوا) مالوا بلغة قريش.
سورة الجمعة:
(أسفارا) كتبا بلغة كنانة.
(انفضوا) ذهبوا بلغة الخزرج.
سورة المنافقون:
(قاتلهم الله) يعني لعنهم الله بلغة قريش.
(حتى ينفضوا) يذهبوا بلغة الخزرج.
سورة التغابن:
(زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا) كل زعم في كتاب الله باطل بلغة حمير.
سورة التحريم:
(صغت قلوبكما) مالت بلغة خثعم.
سورة الملك:
(من تفاوت) يعني من عيب بلغة هذيل.
(تكاد تميز من الغيظ) يعني تمزق بلغة قريش.
سورة ن:
(الخرطوم) الأنف بلغة مذحج.
سورة الحاقة:
(أعجاز نخل) أجذاع الواحد عجز بكسر العين بلغة حمير.
(أخذة رابية) شديدة بلغة حمير.
(أرجائها) نواحيها بلغة هذيل.
(من غسلين) الحار الذي قد انتهى غليانه شدة بلغة أزد شنوءة.
سورة المعارج:
(المهل) عكر الزيت بلغة البربر.
(هلوعا) ضجورا بلغة خثعم.
(مهطعين) مسرعين بلغة قريش.
(إلى نصب يوفضون) إلى علم يسرعون بلغة قريش.
سورة نوح:
(و استغشوا ثيابهم) يعني تغطوا بلغة جرهم.
(أطوارا) ألوانا بلغة هذيل.
سورة الجن:
(فزادوهم رهقا) يعني عيا بلغة قريش.
(فلا يخاف بخسا) يعني ظلما بلغة قريش.
سورة المزمل:
(أخذا وبيلا) يعني شديدا بلغة حمير.
سورة المدثر:
(لواحة للبشر) حراقة بلغة أزد شنوءة.
(من قسورة) من أسماء الأسد بلغة قريش.
سورة القيامة:
(كلا لا وزر) يعني لا حيل و لا ملجأ بلغة توافق النبطية، و قيل الوزر ولد الولد بلغة هذيل، و لا حيل بلغة أهل اليمن.
(و التفت الساق بالساق) يعني الشدة بالشدة بلغة قريش.
سورة المرسلات:
(و إذا الرسل أقتت) جمعت بلغة كنانة.
سورة النبأ:
(المعصرات) السحاب الواحد معصرة بلغة قريش.
(ثجاجا) يعني رشاشا بلغة الأشعريين.
(بردا و لا شرابا) يعني نوما بلغة هذيل.
(كأسا دهاقا) يعني ملآى بلغة هذيل.
سورة النازعات:
(واجفة) خائفة بلغة همدان.
(أغطش ليلها) أظلم بلغة أنمار و همدان.
سورة عبس:
(بأيدي سفرة) كتبة بلغة كنانة.
(حدائق) بساتين بلغة قريش.
(الغلب) الملتفة بلغة قيس غيلان.
سورة التكوير:
(سجرت) جمعت) بلغة خثعم.
(عسعس) أدبر بلغة قريش.
(ضنين) بخيل بلغة قريش.
(ظنين) متهم بلغة هذيل.
سورة المطففين:
(كتاب مرقوم) مختوم بلغة حمير.
سورة البروج:
(فتنوا المؤمنين و المؤمنات) أحرقوا بلغة قريش.
سورة الطارق:
(النجم الثاقب) يعني المضيء بلغة كنانة.
سورة الغاشية:
(آنية) بمعنى حارة بلغة مدين.
(الضريع) الشرق بلغة قريش، و هو نبت له شوك يكون بالبادية.
(و نمارق مصفوفة) يعني الوسائد الواحدة نمرق بلغة قريش.
(و زرابي مبثوثة) الطنافس بلغة هذيل.
سورة الفجر:
(لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي في شدة بلغة قريش.
سورة البلد:
(مسغبة) مجاعة بلغة هذيل.
سورة الليل:
(تردى) مات بلغة قريش.
سورة البينة:
(لم يكن الذين كفروا) يعني لم يزل بلغة قريش.
سورة العاديات:
(لكنود) يعني لكفور للنعم بلغة كنانة.
تمت
و الحمد لله رب العالمين.
منقول من موقع بلغوا عني ولو آية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 08:15]ـ
موضوع جميل ... مفيد ... لا حرمك الله الأجر
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 11:22]ـ
جزاك الله خيرا .. نقل مفيد حقا(/)
ابحث عن كتاب (في رحاب التفسير) للشيخ عبدالحميد كشك
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 11:59]ـ
اخواني الاعزاء ارجو مساعدتي في تحميل كتاب (في رحاب التفسير) للشيخ عبدالحميد كشك (رحمه الله تعالى) سوء نسخة وورد او مصورة ولكم مني جزيل الشكر اخوكم محمد جمعة الحلبوسي
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:48]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17503
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 05:27]ـ
اخي عصام بارك الله فيك وانا اشكرك على مساعدتك لي في الحصول على هذا الرابط، الله اسال ان يجعل عملك في صحائف حسناتك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - Dec-2009, صباحاً 11:43]ـ
وأين أجد هذا التفسير بصيغة الشاملة أو وورد
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم(/)
هل هناك إعجاز علمي في قوله تعالى: (فرجل وامرأتان .. ) في الشهادة؟
ـ[أيوب البرزنجي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 02:37]ـ
السلام عليكم
سؤال: ما هي الإعجاز العلمي القرآني في قوله تعالى: ( .. فرجل وامراتان .. ) في الشهادة سورة البقرة الآية 282 جزاكم الله خيرا
ـ[أفلاطون]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 10:43]ـ
الأخ الكريم .. السلام عليكم ..
هل هناك قائل بوجود إعجاز علمى فى هذه الآية الكريمة؟. أعتقد أنه من الأفضل قصر القول بالإعجاز العلمى فى القرآن الكريم و السنة الشريفة على ما يتعلق بالعلوم الطبيعية فقط (أى علوم الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا و فروعهم العديدة المختلفة) أما عدا هذا فيمكن النظر فى أوجه الإعجاز الأخرى العديدة كالإعجاز المنطقى و اللغوى و البيانى .. الخ التى تتضح فى العديد من آيات القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة الصحيحة و السنة النبوية المؤكدة.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 10:56]ـ
يمكن الاستدلال للنبوة بالعقل كما ذكر شيخ الإسلام فتكون الدراسات التي دلت اختلاف عقل و دماغ و ذاكرة الرجل عن الأثنى دليلاً عقلياً على صحة نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و صدق ما جاء به حيث يظهر بهذا الحكمة من تفضيل الرجل على المرأة بالعقل و جعل شهادته بشهادة امرأتين
ـ[أيوب البرزنجي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:48]ـ
بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً على هذه المعلومات.
ـ[أم هشام بنت نجد]ــــــــ[13 - Feb-2010, صباحاً 05:12]ـ
اذكر كلاما للشيخ الزنداني حول هذا لا اذكر نصه لكن ربما افيدكم بما اتذكر>>> الست امرأة
ذكر بأن العلم الحديث توصلوا الى ان للمرأة مركزين للكلام في كلا فصي دماغها وفي احد الفصين مركز للتذكر فيؤثر مركز الكلام عندها على مركز التذكر.
اما الرجل فمركز الكلام عنده في فص واحد فلا يؤثر على مركز التذكر.
سبحان الله.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 12:52]ـ
اذكر كلاما للشيخ الزنداني حول هذا لا اذكر نصه لكن ربما افيدكم بما اتذكر>>> الست امرأة
ذكر بأن العلم الحديث توصلوا الى ان للمرأة مركزين للكلام في كلا فصي دماغها وفي احد الفصين مركز للتذكر فيؤثر مركز الكلام عندها على مركز التذكر.
اما الرجل فمركز الكلام عنده في فص واحد فلا يؤثر على مركز التذكر.
الاكتشاف كان قد نشر خبره في النيويورك تايمز منذ أعوام(/)
تفسير قوله تعالى: «ألهاكم التكاثر» لابن القيم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 07:34]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه (الفوائد):
قوله تعالى: «ألهاكم التكاثر» الآية الأولى من سورة التكاثر إلى آخرها.
أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتهديد، وكفى بها موعظة لمن عقلها. فقوله تعالى: «ألهاكم» أي شغلكم على وجه لا تعذرون فيه. فإن الإلهاء عن الشيء هو الاشتغال عنه. فإن كان بقصده فيه فهو محل التكليف، وإن كان بغير قصد كقوله صلى الله عليه وسلم في الخميصة: «إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي» رواه الشيخان كان صاحبه معذوراً وهو نوع من النسيان، وفي الحديث «فلها صلى الله عليه وسلم عن الصبي» أي ذهل عنه، ويقال: لَهَا بالشيء: أي اشتغل به، ولها عنه: إذا انصرف عنه.
واللهو للقلب، واللعب للجوارح؛ ولهذا يجمع بينهما، ولهذا كان قوله: «ألهاكم التكاثر» أبلغ في الذم من شغلكم، فإن العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به، فاللهو هو ذهول وإعراض، والتكاثر تفاعل من الكثرة، أي مكاثرة بعضكم لبعض، وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه، وأن كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذه التكاثر.
فالتكاثر كل شيء من مال أو جاه أو رياسة أو نسوة أو حديث أو علم، ولا سيما إذا لم يحتج إليه. والتكاثر في الكتب: التصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها.
والتكاثر: أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره، وهذا مذموم إلا فيما يقرب إلى الله.
فالتكاثر فيه منافسة في الخيرات ومسابقة إليها. وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن الشخير أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: «ألهاكم التكاثر» قال: «يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت».
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 12:00]ـ
.. بارك الله فيكم وزادكم من فضله ..
اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمك القائمين بحقك
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا وتوفنا وأنت راض عنا.(/)
ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟
ـ[ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟ [الأرشيف]- المجلس العلمي المجلس العلمي > مجالس العلوم الشرعية > مجلس التفسير وعلوم القرآن > ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟]ــــــــ[ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟ [الأرشيف]- المجلس العلمي المجلس العلمي > مجالس العلوم الشرعية > مجلس التفسير وعلوم القرآن > ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟]ـ
ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟ [الأرشيف]- المجلس العلمي المجلس العلمي > مجالس العلوم الشرعية > مجلس التفسير وعلوم القرآن > ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟(/)
الصورة البلاغيَّة فى قوله تعالى: (وأخاف أن يأكله الذئب) الآية.
ـ[ناجى]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 09:06]ـ
وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ
لماذا قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام "وأخاف أن يأكله الذئب ... الآية" لماذا عرٌف الذئب ولم يقل أخاف ان يكله ذئب (من الذئاب) لكن قال الذئب وكأنه يعرف الذئب او ان هناك ذئبا واحدا؟؟ أفيدوني جزاكم الله تعالى خيراً.
أجاب عليه فضيلة الأستاذ محمد إسماعيل عتوك المتخصص في إعجاز القرآن البلاغي.
قوله عز وجل:? وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ?
أولاً- الذئب حيوان مفترس من الفصيلة الكلبيَّة، وهو كلب بَرِّيٌّ وحشيٌّ. ومن خلقه الاحتيال والنفورُ والغدر. وهو يفترس الغنم. وإذا قاتل الإنسان فجرحه ورأى عليه الدم، ضَرِيَ به فربما مزَّقه. وفيه لغتان: ذئب، وذيب، والأولى هي الأصل، وهي لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور. ومن الثانية قول الشاعر يخاطب جرو ذئب كان قد رباه، واستأمنه على أغنامه بدلاً من الكلب:
أكلت شُوَيْهَتي وربيتَ فينا .. فمن أدراك أن أباك ذيب
ثانيًا- ومعنى ? أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ?: أن يقتله ويأكل منه. وفعل الأكل يتعلق باسم الشيء، والمراد بعضه. يقال: أكلَه الأسد، إذا أكل منه. قال تعالى:? وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ? (المائدة: 3)، عطفًا على المنهيات عن أن يؤكل منها. أي: بقتلها. ومن كلام عمر- رضي الله عنه- حين طعنه أبو لؤلؤة: «أكلني الكلب». أي: عضَّني.
ثالثا- وخصَّ الذئب بالذكر دون غيره، لأنه أغلب ما يخاف منه من الصحارى. وكانت أرضهم- على ما قيل-: مذئبة. أي: كثيرة الذئاب، ولهذا خصَّه بالذكر. وقيل: إنما خصَّه بالذكر، لأنه سبع ضعيف حقير، فنبَّه عليه السلام بخوفه عليه منه على خوفه عليه مما هو أعظم منه افتراسًا من باب أولى .. ولحقارة الذئب خصَّه الربيع بن ضبع الفزاري في كونه يخشاه، لما بلغ من السن ما بلغ في قوله:
والذئب أخشاه، إن مررت به .. وحدي، وأخشى الرياح والمطرا
رابعًا- والتعريف في (الذئب) يجوز أن يكون تعريف العهد الذهني، مثل تعريف (السفينة) في قوله تعالى:? حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ? (الكهف: 71). قال الكلبي: «رأى في منامه أن الذئب شَدَّ على يوسف، فلذلك خافه عليه». ويجوز أن يكون تعريف الحقيقة، أو الجنس. أي: ذئب من الذئاب. ومثله تعريف (الإنسان) في قوله تعالى:? إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ? (العصر: 2).
ومثل ذلك على القولين تعريف (الكهف) في قوله تعالى:? فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ? (الكهف: 16)، فيجوز أن يكون تعريف العهد، بأن كان الكهف معهودًا عندهم يتعبدون فيه من قبل. ويجوز أن يكون تعريف الحقيقة، أو الجنس. أي: فأووا إلى كهف من الكهوف.
والقول الثاني هو الأرجح والأقوى في التعبير عن المراد، وهو أبلغ من التعبير بلفظ النكرة. فلو قيل: (وأخاف أن يأكله ذئب)، بلفظ النكرة، لما كان له من القوة والبلاغة ما كان لقوله:? وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ?، بلفظ المعرفة، لأن التنكير ينبىء عن ذئب تافه ضعيف لا ينبغي الخوف منه، فالخوف من ذئب كالخوف من لا شيء، وذلك بخلاف التعريف فإنه ينبىء عن خوف عظيم، لأنه يشمل الذئاب كلها ضعيفها، وقويها .. ومثل هذا التعريف في القرآن كثير، كتعريف (الحمار) في قوله تعالى:? كَمَثَلِ الْحِمَارِ ? (الجمعة: 5)، وتعريف (الكلب) في قوله تعالى:? فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ? (الأعراف: 176).
خامسًا- ما وقع من يعقوب- عليه السلام- من هذا القول كان تلقينًا للجواب من غير قصد، وهو على أسلوب قوله سبحانه:? يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (الإنفطار: 6)، والبلاء موكل بالمنطق .. أخرج أبو الشيخ وغيره، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلقنوا الناس، فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا، فقالوا: أكله الذئب».
محمد إسماعيل عتوك
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 01:26]ـ
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلقنوا الناس، فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا، فقالوا: أكله الذئب»
جميلة هذه الأخيرة، شكراً لك ..
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 08:36]ـ
وش الشاهد من حديث ابن عمر لم أفهم المقصد!(/)
سؤال حول تلاوة القرآن
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 08:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أخت تسأل حول تلاوة القرأن وتقول أنها مصابة بمس وأنها عند تلاوتها بعض الآيات لا تستطيع قراءتها بشكل صحيح حيث أنها لا تنطق الحروف بالشكل الصحيح أو تقطع في الكلمات بسبب تحرك فكها وفمها أثناء القراءة فهل يجوز الإستمرار في القراءة أم أنها تكتفي بالإستماع فقط وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 03:15]ـ
???????????????????(/)
تفسير آية الكرسي
ـ[أبو إبراهيم آل شعت]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 08:39]ـ
تفسير آية الكرسي
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف و لكن ألفٌ حرف و لامٌ حرف و ميمٌ حرف " رواه الترمذي و قال حديثٌ حسنٌ صحيح.
و في صحيح البخاري من حديث أُبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في ءاية الكرسي "إنها سيدة ءاي القرءان"، و ذلك لما احتوت عليه من المعاني العظيمة التي فيها توحيد الله تبارك و تعالى و إثبات علم الله المحيط بكل شىء و أنه لا أحد سواه يحيط بكل شىءٍ علماً و إثبات أن الله تعالى لا يعتريه عجز و لا سِنة أي نعاس و لا نوم.
و قد سئل بعض العارفين عن الخالق فقال للسائل: إن سألت عن ذاته فليس كمثله شىء و إن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و إن سألت عن إسمه فهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم و إن سألت عن فعله فكل يومٍ هو في شأن أي أن الله يغير أحوال العباد بمشيئته الأزلية التي لا تتغير.
فما هي هذه المعاني العظيمة التي تحويها ءاية الكرسي {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} أي أنه لا شىء يستحق العبادة سوى الله و العبادة هنا هي نهاية التذلل لله أو بعبارة أخرى غاية الخشوع و الخضوع لله تعالى يقول ربنا تبارك و تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} و يقول أيضاً {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} و وجود العالم دليلٌ على وجود الله فإنك إذا تأملت هذا العالم ببصرك لوجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يُحتاج إليه فالسماء مرفوعة كالسقف و الأرض مبسوطة كالبساط و النجوم منضوضةٌ كالمصابيح و صنوف الدواب مسخرةٌ للراكب مستعملةٌ في المرافق.
{الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وصف الله نفسه بأنه حي و حياة الله أزليةٌ لا بداية لها و أبديةٌ لا نهاية لها ليست حياةً مركبةً من روحٍ و دمٍ و جسد حياة الله ليست كحياة المخلوقات، و وصف نفسه بأنه قيوم أي أنه مستغن عن كل شىء و كل شىءٍ يحتاج إليه فالله لا ينتفع بطاعة الطائعين و لا يتضرر بمعصية العصاة و كفر الكافرين فمن أحسن فلنفسه و من أساء فعليها و لن يضر الله شىء و ما الله بظلامٍ للعبيد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فهذه العوالم بما فيها من ملائكةٍ و إنسٍ و جن لا تستغني عن الله طرفة عين و ليس معنى القيوم كما يظن بعض الجاهلين أن الله قائمٌ فينا يحل في الأجساد تنزه الله عما يقول الكافرون.
{لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْم} أي لا يصيبه نعاسٌ و لا نوم لأنه منزهٌ عن التطور و التغير و الإنفعال فالذي يوصف بالنعاس و النوم يوصف بالتعب و المرض و الموت و من كان كذلك لا يكون خالقاً بل يكون مخلوقاً.
{لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} أي أن الله مالك كل ما في السماوات و الأرض من ذوي العقول كالملائكة و الإنس و الجن و غير ذوي العقول كالبهائم و الجمادات فالله سبحانه و تعالى هو مالك الملك هو المالك الحقيقي لكل هذا العالم و هو الحاكم المطلق و الآمر الناهي الذي لا ءامر له و لا ناهي له.
{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} أي لا أحد يشفع عند الله إلا إذا أذن الله له فيوم القيامة الملائكة يشفعون لبعض عصاة المسلمين و كذلك يشفع الأنبياء و الشهداء و العلماء العاملون قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" شفاعتي لإهل الكبائر من أمتي " رواه أبو داود و غيره، أما الكفار فلا يشفع لهم أحد بدلالة قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} أي لا يشفع الشفعاء إلا لمن مات على الإيمان.
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} أي أن أهل السماوات الملائكة و أهل الأرض جميعهم من إنسٍ و من جنٍ لا يحيطون بشىء ٍ من علم الله إلا بما شاء أي إلا بالقدر الذي علمهم الله تعالى إياه قال تعالى: {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
و معنى قوله تعالى {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} الكرسي هو جرمٌ عظيمٌ خلقه الله تعالى و هو تحت العرش بمثابة ما يضع راكب السرير قدمه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما السماوات السبع بجنب الكرسي إلا كحلقةٍ في أرضٍ فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" و الفلاة هي الأرض البرية أي أن السماوات السبع بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في أرض برية و الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقةٍ ملقاةٍ في أرض برية.
{وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي لا يُتعب الله حفظ السماوات و الأرض لأن كل الأشياء هينةٌ على الله فكما أن خلق الذرة هينٌ على الله فخلق السماوات السبع و الكرسي و العرش هينٌ على الله لا يصعب على الله شىء و لا يصيبه تعب و في ذلك تكذيبٌ لليهود الذين قالوا إن الله تعب بعد خلق السماوات و الأرض فاستلقى ليستريح يوم السبت و العياذ بالله تعالى فرد الله عليهم في القرءان بقوله {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} أي ما مسنا من تعب.
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم} أي أن الله عال القدر و ليس المقصود علو المكان لأن الله تعالى منزهٌ عن الجهة و المكان بل المقصود أنه أعلى من كل شىءٍ قدراً و أقوى من كل قوي و أقدر من كل قادر.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في فضل ءاية الكرسي أنه قال يوماً لأحد الصحابة:" يا أبا المنذر أتدري أي ءاية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. فضرب رسول الله عليه و سلم في صدره و قال:" ليهنأك العلم أبا المنذر" و الحمد لله رب العالمين.(/)
المنهجية العلمية لدراسة علم التفسير للدكتور مساعد الطيار
ـ[نايف المعمر]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 04:18]ـ
المنهجية العلمية لدراسة علم التفسير للدكتور مساعد الطيار محاضرة قيمة وهذا رابطها وأيضا يحتوي على ملخص للمحاضرة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=88984#post889 84
ـ[نايف المعمر]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 05:44]ـ
هذا رابط للمحاضرة مفرغة على ملف pdf(/)
اكثر من عشرين فائدة في اية ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً)) لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 06:18]ـ
ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله اكثر من عشرين فائدة في هذه الاية الكريمة
) كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة:213)
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: أن دين الإسلام هو الفطرة؛ لقوله تعالى: {كان الناس أمة واحدة}؛ فقبل أن يحصل ما يفتنهم كانوا على دين واحد - دين الإسلام -.
2 - ومنها: الحكمة في إرسال الرسل؛ وهي التبشير، والإنذار؛ لقوله تعالى: {فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين}.
3 - ومنها: أن النبوة لا تنال بالكسب؛ وإنما هي فضل من الله؛ لقوله تعالى: {فبعث الله النبيين}.
4 - ومنها: أن من يوصف بالتبشير إنما هم الرسل، وأتباعهم؛ وأما ما تسمى به دعاة النصرانية بكونهم مبشرين فهم بذلك كاذبون؛ إلا أن يراد أنهم مبشرون بالعذاب الأليم، كما قال تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم} [آل عمران: 21]؛ وأحق وصف يوصف به هؤلاء الدعاة أن يوصفوا بالمضللين، أو المنَصِّرين؛ وما نظير ذلك إلا نظير من اغتر بتسمية النصارى بالمسيحيين؛ لأن لازم ذلك أنك أقررت أنهم يتبعون المسيح، كما إذا قلت: «فلان تميمي»؛ إذاً هو من بني تميم؛ والمسيح ابن مريم يتبرأ من دينهم الذي هم عليه الآن كما قال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ... } [المائدة: 116] إلى قوله تعالى: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ... } [المائدة: 117] الآيتين؛ ولأنهم ردوا بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكفروا بها؛ فكيف تصح نسبتهم إليه؟!! والحاصل أنه ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً يقظاً لا يغتر بخداع المخادعين، فيجعل لهم من الأسماء، والألقاب ما لا يستحقون.
5 - ومنها: أن الشرائع التي جاءت بها الرسل تنقسم إلى أوامر، ونواهي؛ لقوله تعالى: {مبشرين ومنذرين}؛ لأن الإنذار: عن الوقوع في المخالفة؛ والبشارة: لمن امتثل، وأطاع.
6 - ومن فوائد الآية: أن الكتب نازلة من عند الله؛ لقوله تعالى: {وأنزل معهم الكتاب}.
7 - ومنها: علو الله سبحانه وتعالى؛ لأنه إذا كانت الكتب نازلة من عنده لزم أن يكون هو عالياً؛ لأن النزول يكون من فوق إلى تحت.
8 - ومنها: أن الواجب الرجوع إلى الكتب السماوية عند النزاع؛ لقوله تعالى: {ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} وإلا لضاعت فائدة الكتب المنزلة؛ ومن المعلوم أن الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم مصدق لما بين يديه من الكتاب، ومهيمن عليه؛ فيجب الرجوع إليه وحده؛ لأن ما سبقه منسوخ به.
9 - ومنها: رحمة الله عزّ وجلّ بالعباد، حيث لم يكلهم إلى عقولهم؛ لأنهم لو وكِلوا إلى عقولهم لفسدت السموات والأرض، كما قال تعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن} [المؤمنون: 71]؛ فكل إنسان يقول: العقل عندي؛ والصواب معي؛ ولكن الله تعالى بعث النبيين، وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
10 - ومنها: أن الناس لو رجعوا إلى الكتاب المنزل عليهم لحصل بينهم الاجتماع، والائتلاف.
11 - ومنها: أن الخلاف بين الناس كائن لا محالة؛ لقوله تعالى: {ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه}؛ ويدل على ذلك قوله تعالى: {ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [هود: 118، 119]، وقوله تعالى: {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} [التغابن: 2]؛ ولولا هذا ما قامت الدنيا؛ ولا الدين؛ ولا قام الجهاد؛ ولا قام الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ ولم يمتحن الصادق من الكاذب.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - ومن فوائد الآية: أن أولئك الذين اختلفوا في الشرع كانوا قد أوتوا الكتاب؛ لقوله تعالى: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم}.
ويتفرع على هذه الفائدة أن الحجة قد قامت عليهم؛ لقوله تعالى: {إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات
13 - ومن فوائد الآية: كمال التوبيخ واللوم على هؤلاء ما هو ظاهر؛ لأنه كان الواجب، والأحرى بهؤلاء الذين أوتوه ألا يختلفوا فيه؛ بل يتفقوا عليه؛ لكنهم اختلفوا فيه مع تفضل الله عليهم بإيتائه؛ لقوله تعالى: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه}.
14 - ومنها: بيان ضعف ما يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة» (12)؛ فالاختلاف ليس برحمة؛ ولهذا قال تعالى: {ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك} [هود: 118، 119]؛ نعم، دخول المختلفين تحت عفو الله رحمة إذا اجتهدوا، حيث إن الله عزّ وجلّ لم يعذب المخطئ؛ فالمختلفون تسعهم الرحمة إذا كانوا مجتهدين؛ لأن من اجتهد فأصاب فله أجران؛ ومن اجتهد فأخطأ فله أجر؛ أما أن نقول: «إن الخلاف بين الأمة رحمة» فلا.
15 - ومنها: أن فعل الذين اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات إنما كان ذلك بغياً منهم؛ لقوله تعالى: {بغياً بينهم}؛ فالذين اختلفوا في محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى إنما كان اختلافهم بغياً وعدواناً؛ لأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم؛ وكذلك الذين اختلفوا في محمد صلى الله عليه وسلم من قريش كان كفرهم بغياً وعدواناً.
16 - ومنها: أن كل مخالف للحق بعد ما تبين له فهو باغٍ ضال - وإن قال: أنا لا أريد البغي، ولا أريد العدوان -.
17 - ومنها: أنه متى تبين الحق وجب اتباعه - ولو كان قد قال بخلافه من قبل -؛ فيدور مع الحق حيث دار.
18 - ومنها: رحمة الله عزّ وجلّ بالمؤمنين؛ لقوله تعالى: {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه}.
19 - ومنها: أن الإيمان سبب للهداية للحق.
20 - ومنها: أنه كلما قوي إيمان العبد كان أقرب إلى إصابة الحق؛ لقوله تعالى: {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا ... }؛ لأن الله علق الهداية على وصف الإيمان؛ وما علق على وصف فإنه يقوى بقوته، ويضعف بضعفه؛ ولهذا كان الصحابة أقرب إلى الحق ممن بعدهم لا في التفسير، ولا في أحكام أفعال المكلفين، ولا في العقائد أيضاً؛ لأن الهداية للحق علقت بالإيمان؛ ولا شك أن الصحابة أقوى الناس إيماناً؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (13)، ولهذا ذهب الإمام أحمد - رحمه الله - إلى أن قول الصحابي حجة ما لم يخالف النص؛ فإن خالف نصاً فليس بحجة؛ أو يخالفه صحابي آخر؛ فإن خالفه صحابي آخر نظر في الترجيح أيهما أقرب إلى الصواب.
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 08:29]ـ
رحم الله الشيخ الرباني ... وجزاك الله خيرًا أيها الفاضل.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 04:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وغفر الله لشيخنا الجليل وأسكنه اعلى علين
ـ[الحافظة]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 05:41]ـ
... فوائد قيمة ...
.. بارك الله فيكم ورزقكم سعادة الداريين ..
.. ورحم الله شيخنا ابن عثيمين ورفع ربي درجته في عليين ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 09:30]ـ
جزاكم الله خير الجزاء و بارك الله فيكم
وغفر الله للشيخ ابن عثيمين ونفعنا بعلمه(/)
اشكال في كلام بعض المعاصرين في هذه الاية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 06:43]ـ
قال بعض علمائنا المعاصرين ان المعاهد في قتله تحرير رقبة مع الدية
وفي ظني ان كلام القاضي هنا يرده لوجود قراءة تخصه بالمؤمن
قال القاضي أبو محمد بن عطية رحمه الله
: وقائل المقالة الأولى يقول: إن قتل المؤمن في بلد المسلمين وقومه حرب ففيه الدية لبيت المال والكفارة، وقوله تعالى: {وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق} المعنى عند الحسن وجابر بن زيد وإبراهيم وغيرهم وإن كان هذا المقتول خطأ مؤمناً من قوم معاهدين لكم، فعهدهم يوجب أنهم أحق بدية صاحبهم، فكفارته التحرير وأداء الدية،
وقرأ الحسن «وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق وهو مؤمن» وقال ابن عباس والشعبي وإبراهيم أيضاً.(/)
اربعون فائدة من اية ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 02:28]ـ
اربعون فائدة من اية ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) لابن عثيمين رحمه الله
نذكر بعضها قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى:
{) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196)
التفسير:
{196} قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} أي ائتوا بهما تامتين؛ وهذا يشمل كمال الأفعال في الزمن المحدد، وكذلك صفة الحج، والعمرة - أن تكون موافقة تمام الموافقة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به واللام في قوله تعالى: {لله} تفيد الإخلاص - يعني مخلصين لله عز وجل ممتثلين لأمره -.
قوله تعالى: {فإن أحصرتم} أي منعتم عن إتمامها {فما استيسر} أي فعليكم ما تيسر من الهدي؛ وزيادة الهمزة، والسين للمبالغة في تيسر الأمر؛ و {من الهدي} أي الهدي الشرعي؛ فـ «أل» فيه للعهد الذهني؛ والهدي الشرعي هو ما كان ثنياً مما سوى الضأن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا إلا مسنَّة إلا إن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن» ()؛ وهذا النهي يشمل كل ما ذبح تقرباً إلى الله عز وجل من هدي، أو أضحية، أو عقيقة.
قوله تعالى: {ولا تحلقوا رؤوسكم} أي لا تزيلوها بالموسى {حتى يبلغ الهدي محله}: «محل» يحتمل أن تكون اسم زمان؛ والمعنى: حتى يصل إلى يوم حلوله - وهو يوم العيد -؛ وثبتت السنة بأن من قدّم الحلق على النحر فلا حرج عليه ()؛ ويحتمل أن المعنى: حتى يذبح الهدي؛ وتكون الآية فيمن ساق الهدي؛ ويؤيد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما بال الناس حلوا ولم تحل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر» ().
قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضاً} أي واحتاج إلى حلق الرأس؛ {أو به أذًى من رأسه} وهو صحيح، كما لو كان الرأس محلاً للأذى، والقمل، وما أشبه ذلك؛ {ففدية} أي فعليه فدية يفدي بها نفسه من العذاب {من صيام أو صدقة أو نسك}؛ {أو} هنا للتخيير؛ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن «الصيام» ثلاثة أيام ()، وأن «الصدقة» إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع (4)؛ وأما «النسك» فهو ذبح شاة (4)؛ وهذه الجملة قد حذف منها ما يدل عليه السياق؛ والتقدير: فمن كان منكم مريضاً، أو به أذًى من رأسه، فحلق رأسه فعليه فدية.
{فإذا أمنتم} أي من العدو - يعني فأتموا الحج والعمرة -.
ثم فصّل الله عز وجل المناسك فقال: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي} أي فمن أتى بالعمرة متمتعاً بحله منها بما أحل الله له من محظورات الإحرام {إلى الحج} أي إلى ابتداء زمن الحج؛ وهو اليوم الثامن من ذي الحجة {فما استيسر من الهدي} أي فعليه ما استيسر من الهدي شكراً لله على نعمة التحلل؛ ويقال في هذه الجملة ما قيل في الجملة التي سبقت في الإحصار.
قوله تعالى: {فمن لم يجد} أي فمن لم يجد الهدي، أو ثمنه {فصيام ثلاثة أيام} أي فعليه صيام ثلاثة أيام {في الحج} أي في أثناء الحج، وفي أشهره.
قوله تعالى: {وسبعة إذا رجعتم} أي إذا رجعتم من الحج بإكمال نسكه، أو إذا رجعتم إلى أهليكم.
قوله تعالى: {تلك عشرة كاملة} للتأكيد على أن هذه الأيام العشرة وإن كانت مفرقة فهي في حكم المتتابعة.
قوله تعالى: {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام}، أي ذلك التمتع الموجب للهدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {أهله}: قيل: المراد به نفسه - أي لمن لم يكن حاضراً المسجد الحرام -؛ وقيل: المراد بـ «الأهل» سكنه الذي يسكن إليه من زوجة، وأب، وأم، وأولاد، وما أشبه ذلك؛ فيكون المعنى: ذلك لمن لم يكن سكنه حاضري المسجد الحرام؛ وهذا أصح؛ لأن التعبير بـ «الأهل» عن النفس بعيد؛ ولكن {أهله} أي الذين يسكن إليهم من زوجة، وأب، وأم، وأولاد هذا هو الواقع.
وقوله تعالى: {حاضري المسجد الحرام} المراد به مسجد مكة؛ و {الحرام} صفة مشبهة بمعنى ذي الحرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس)؛ وحرمة المسجد الحرام معروفة من وجوه كثيرة ليس هذا موضع ذكرها.
واختلف في المراد بـ {حاضري المسجد الحرام} فقيل: هم أهل الحرم - يعني: من كانوا داخل حدود الحرم -؛ فمن كان خارج حدود الحرم فليسوا من حاضري المسجد الحرام؛ وروي هذا عن ابن عباس، وجماعة من السلف، والخلف؛ وقيل: حاضرو المسجد الحرام أهل المواقيت، ومن دونهم؛ وعلى هذا فأهل بدر من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم دون المواقيت؛ وأهل جدة من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم دون المواقيت؛ وقيل: حاضرو المسجد الحرام أهل مكة، ومن بينهم وبين مكة دون مسافة القصر؛ وهي يومان؛ وعلى هذا فأهل جدة، وأهل بدر ليسوا من حاضري المسجد الحرام؛ وأهل بحرة - وهي بلدة دون جدة - على هذا القول يكون أهلها من حاضري المسجد الحرام؛ لأنهم داخل المسافة؛ وأهل الشرائع من حاضري المسجد الحرام؛ والأقرب القول الأول أن حاضري المسجد الحرام هم أهل الحرم؛ وأما من كان من غير أهل الحرم فليسوا من حاضريه؛ بل هم من محل آخر؛ وهذا هو الذي ينضبط.
قوله تعالى: {واتقوا الله} أي الزموا تقوى الله عز وجل؛ وذلك بفعل أوامره، واجتناب نواهيه.
قوله تعالى: {واعلموا أن الله شديد العقاب} أي شديد المؤاخذة، والعقوبة لمن لم يتقه تبارك وتعالى؛ وسميت المؤاخذة عقاباً؛ لأنها تأتي عقب الذنب.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: وجوب إتمام الحج، والعمرة؛ وظاهر الآية أنه لا فرق بين الواجب منهما، وغير الواجب؛ ووجه هذا الظاهر: العموم في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة}؛ فيكون شاملاً للفريضة، والنافلة؛ ويؤيده أن هذه الآية نزلت قبل فرض الحج؛ لأن الحج إنما فرض في السنة التاسعة في قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} [آل عمران: 97]؛ السنة التي يسميها العلماء سنة الوفود.
2 - ومن فوائد الآية: أن العمرة، والحج سواء في وجوب إتمامهما؛ لقوله تعالى: {الحج والعمرة}.
3 - ومنها: أنه لا تجوز الاستنابة في شيء من أفعال الحج، والعمرة؛ فلو أن أحداً استناب شخصاً في أن يطوف عنه، أو أن يسعى عنه، أو أن يقف عنه بعرفة، أو أن يقف عنه بمزدلفة، أو أن يرمي عنه الجمار، أو أن يبيت عنه في منى فإنه حرام؛ لأن الأمر بالإتمام للوجوب؛ فيكون في ذلك رد لقول من قال من أهل العلم: إنه تجوز الاستنابة في نفل الحج، وفي بعضه: أما الاستنابة في نفل الحج - كل النسك - فهذا له موضع آخر؛ وأما في بعضه فالآية تدل على أنها لا تصح.
4 - ومن فوائد الآية: الحذر مما يفعله بعض الناس الآن من التساهل في رمي الجمرات، حيث إنهم يوكلون من يرمي عنهم بدون عذر مخالفة لقوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله}؛ وعليه فلا يصح رمي الوكيل حينئذ؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» (181) أي مردود عليه؛ أما إذا كان لعذر كالمريض، والخائف على نفسه من شدة الزحام إذا لم يكن وقت آخر للرمي يخف فيه الزحام فلا بأس أن يستنيب من يرمي عنه؛ ولولا ورود ذلك عن الصحابة لقلنا: إن العاجز عن الرمي بنفسه يسقط عنه الرمي كسائر الواجبات، حيث تسقط بالعجز؛ ويدل لعدم التهاون بالتوكيل في الرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لسودة بنت زمعة أن توكل؛ بل أمرها أن تخرج من مزدلفة، وترمي قبل حطمة الناس (182)؛ ولو كان التوكيل جائزاً لمشقة الزحام لكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبقيها معه حتى تدرك بقية ليلة المزدلفة، وتدرك صلاة الفجر فيها، وتدرك القيام للدعاء بعد الصلاة؛ ولا تُحْرَم من هذه الأفعال؛ فلما أذن لها في أن تدفع بليل عُلم بأن الاستنابة في الرمي في هذا الأمر لا يجوز؛ وكذلك لو كان جائزاً لأذن للرعاة أن يوكلوا، ولم
(يُتْبَعُ)
(/)
يأذن لهم بأن يرموا يوماً، ويدعوا يوماً.
5 - ومن فوائد الآية: وجوب الإخلاص لله؛ لقوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} يعني أتموها لله لا لغيره؛ لا تراعوا في ذلك جاهاً، ولا رتبة، ولا ثناءً من الناس.
6 - ومنها: أن الحج، والعمرة يخالفان غيرهما في وجوب إتمام نفلهما؛ لقوله تعالى: {وأتموا}؛ والأمر للوجوب؛ ويدل على أنه للوجوب قوله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي}، حيث أوجب الهدي عند الإحصار؛ أما غيرهما من العبادات فإن النفل لا يجب إتمامه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أهله ذات يوم فقال: «هل عندكم شيء؟ قالوا: نعم، حيس؛ قال: أرينيه؛ فلقد أصبحت صائماً؛ فأكل» (183)؛ لكن يكره قطع النفل إلا لغرض صحيح - كحاجة إلى قطعه، أو انتقال لما هو أفضل منه -.
7 - ومن فوائد الآية: أنه إذا أحصر الإنسان عن إتمام الحج والعمرة فله أن يتحلل؛ ولكن عليه الهدي؛ لقوله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى}.
8 - ومنها: أن الله تعالى أطلق الإحصار، ولم يقيده؛ لقوله تعالى: {فإن أحصرتم}؛ لأن الفعل لو بُني للفاعل، وذُكر الفاعل اختص الحكم به؛ فإذا قلت مثلاً: «أقام زيد عمراً» صار المقيم زيداً؛ وإذا قلت: «أقيم عمرٌو» صار عاماً؛ فظاهر الآية شمول الإحصار لكل مانع من إتمام النسك؛ فكل ما يمنع من إتمام النسك فإنه يجوز التحلل به، وعليه الهدي؛ أما الإحصار بالعدو فأظنه محل إجماع فيتحلل بالنص، والإجماع؛ النص: تحلل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية (184)؛ والإجماع: لا نعلم في هذا مخالفاً؛ وأما الحصر بغير عدو، كمرض، أو كسر، أو ضياع نفقة، أو ما أشبه ذلك مما لا يستطيع معه إتمام الحج، والعمرة؛ فإن العلماء اختلفوا في ذلك؛ فمنهم من قال: إنه لا يتحلل، ويبقى محرماً حتى يزول المانع؛ ومنهم من قال: إنه يتحلل، كالحصر بالعدو؛ حجة الأولين: أن الله تعالى قال: {فإن أحصرتم}؛ والآية نزلت في شأن قضية الحديبية؛ وهم قد أحصروا بعدو؛ فيكون الحصر هنا خاصاً بالعدو؛ ودليل آخر: يقولون: ضباعة بنت الزبير لما جاءت تشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنها مريضة، وأنها تريد الحج قال لها: «حجي واشترطي» (185)؛ فلو كان الإحصار بالمرض مبيحاً للتحلل ما احتيج إلى اشتراط؛ فكانت تدخل في النسك، وإذا عجزت تحللت؛ وأجاب القائلون بأن الحصر عام بحصر العدو وغيره بأن الآية مطلقة: {فإن أحصرتم}؛ لم تقيد بحصر العدو؛ والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لأن العلة في جواز التحلل بحصر العدو عدم القدرة على إتمام النسك؛ وهذا حاصل بالحصر بغير العدو؛ والشرع لا يفرق بين متماثلين؛ وأجابوا عن حديث ضباعة بأن يقال: إن الفائدة من حديث ضباعة أنه إذا حصل مرض يمنع من إتمام النسك فإنها تتحلل بلا شيء؛ وأما إذا لم تشترط فإنها لا تتحلل إلا بدم؛ وحينئذ تظهر فائدة اشتراط من خاف أن يعوقه مرض، أو نحوه عن إتمام النسك؛ والفائدة هي أنه لا يجب عليه الهدي لو تحلل بهذا الحصر؛ والصواب القول الثاني: أن الإحصار يكون بالعدو، وبغيره.
فإن قال قائل: إن قوله تعالى في سياق الآية: {فإذا أمنتم} يشير إلى أن الإحصار المذكور بعدو؟
فالجواب: أن ذكر بعض أفراد العام بحكم يوافق العام لا يقتضي التخصيص، كما هو قول المحققين من أهل أصول الفقه، وغيرهم؛ ونظير ذلك حديث جابر رضي الله عنه: «قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل ما لم يقسم؛ فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة» (186)؛ فإن قوله: «فإذا وقعت الحدود ... » الخ لا يستلزم اختصاص الشفعة بما له حدود، وطرق؛ بل الشفعة ثابتة في كل مشترك على القول الراجح.
9 - ومن فوائد الآية: وجوب الهدي على من أحصر؛ لقوله تعالى: {فما استيسر من الهدي}.
10 - ومنها: أن من تعذر، أو تعسر عليه الهدي فلا شيء عليه؛ لقوله تعالى: {فما استيسر من الهدي}؛ ولم يذكر الله بديلاً عند العجز؛ وقال بعض أهل العلم: إنه إذا لم يجد هدياً صام عشرة أيام، ثم حلّ - قياساً على هدي التمتع -؛ ولكن هذا القياس ليس بصحيح من وجهين:
الوجه الأول: أنه مخالف لظاهر الآية؛ لأن الله لم يذكر بديلاً للهدي.
الوجه الثاني: أن تحلل المتمتع تحلل اختياري؛ وأما المحصر فتحلله اضطراري.
11 - ومن فوائد الآية: أنه لا يجب على المحصر الحلق عند التحلل؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يذكره؛ وهو أحد القولين في المسألة؛ والقول الثاني: وجوب الحلق؛ لثبوته بالسنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، وغضب على الصحابة حين تأخروا في تنفيذه (187)؛ ولا يغضب النبي صلى الله عليه وسلم لترك مستحب؛ لا يغضب إلا لترك واجب.
12 - ومنها: أن المحصر لا يجب عليه القضاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يذكره؛ ولو كان القضاء واجباً لذكره الله عز وجل؛ وهذا يشمل من حصر في فريضة؛ ومن حصر في نافلة؛ لكن الفريضة إذا حصر عن إتمامها يلزمه فعلها بالخطاب الأول؛ لا على أنه بدل عن هذه التي أحصر عنها؛ فمثلاً رجلاً شرع في حج الفريضة، ثم أحصر عن إتمامها، فذبح الهدي، وتحلل؛ فيجب الحج عليه بعد ذلك؛ لكن ليس على أنه قضاء؛ لكن على أنه مخاطب به في الأصل؛ وتسمية العمرة التي وقعت بعد صلح الحديبية عمرة القضاء ليست لأنها قضاء عما فات؛ ولكنها من «المقاضاة» - وهي المصالحة -؛ ولذلك لم يأت بها كل من تحلل من عمرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 03:23]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 09:22]ـ
جزاك الله خيرا ً وبارك فيك(/)
سلسلة قصص القرآن الكريم - رمضان 1430 - الشيخ نواف السالم.
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا تقديم بين أيديكم هذه السلسلة من المحاضرات التي ألقاها فضيلة الشيخ نواف السالم
في مسجده أثناء شهر رمضان المبارك سنة 1430 هجري 2009 ميلادي
و التي هي بعنوان: قصص القرآن الكريم
مقدمة صوتية قصيرة
http://www.archive.org/download/stor...30/00-intro.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/00-intro.rm)
الدرس الأول
قصة البقرة
(تنطع بني إسرائيل)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...baqaraaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/01-baqaraaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...qaravideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/01-baqaravideo.rmvb)
الدرس الثاني
قصة هاروت و ماروت
(السحر و بداية نشأته في البشرية)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...amarotaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/02-harotwamarotaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...arotvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/02-harotwamarotvideo.rmvb)
الدرس الثالث
قصة طالوت و جالوت
(النصر للفئة القليلة المقاتلة)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...ajalotaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/03-6alotwajalotaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...alotvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/03-6alotwajalotvideo.rmvb)
الدرس الرابع
قصة عزير عليه السلام
(إحياء الله للموتى)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...3uzieraudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/04-3uzieraudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...ziervideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/04-3uziervideo.rmvb)
الدرس الخامس
قصة هابيل و قابيل
(أول جريمة قتل عرفتها البشرية)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...habeelaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/05-qabelwahabeelaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...beelvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/05-qabelwahabeelvideo.rmvb)
الدرس السادس
قصة أصحاب السبت
(حفظ الله لأهل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...assabtaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/06-a97abassabtaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...sabtvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/06-a97abassabtvideo.rmvb)
الدرس السابع
قصة بلعام بن باعوراء
(علماء السوء)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...a3ora2audio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/07-bl3ambinba3ora2audio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...ora2video.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/07-bl3ambinba3ora2video.rmvb)
الدرس الثامن
قصة أصحاب الكهف
(الفرار من الفتن و العزلة عنها و عن الملك الطاغوت الظالم)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...8-kahfaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/08-kahfaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...kahfvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/08-kahfvideo.rmvb)
الدرس التاسع
قصة صاحب الجنتين
(الطغيان بعد كثرة النعم و الإغترار بها)
صوتية
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.archive.org/download/stor...natainaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/09-9a7baljannatainaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...tainvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/09-9a7baljannatainvideo.rmvb)
الدرس العاشر
قصة صافي بن صياد
(فتنة المسيح الدجال)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...9ayyadaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/10-9afibin9ayyadaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...yyadvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/10-9afibin9ayyadvideo.rmvb)
الدرس الحادي عشر
قصة موسى و الخضر
(الإجتهاد و السفر في طلب العلم)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...khaderaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/11-mousaandkhaderaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...adervideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/11-mousaandkhadervideo.rmvb)
الدرس الثاني عشر
قصة ذو القرنين
(محاصرة يأجوج و مأجوج)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...arnainaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/12-tholqarnainaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...nainvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/12-tholqarnainvideo.rmvb)
الدرس الثالث عشر
قصة يأجوج و مأجوج
(الفساد في الأرض بعد السيطرة عليها)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...amajojaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/13-yajojwamajojaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...ajojvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/13-yajojwamajojvideo.rmvb)
الدرس الرابع عشر
قصة قارون
(الثراء الفاحش)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...qaroonaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/14-qaroonaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...roonvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/14-qaroonvideo.rmvb)
الدرس الخامس عشر
قصة لقمان الحكيم
(التربية الصالحة للأبناء)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...luqmanaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/15-luqmanaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...qmanvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/15-luqmanvideo.rmvb)
الدرس السابع عشر
قصة أصحاب الأخدود
(الثبات و التضحية رغم العذاب و القتل)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...okhdodaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/17-okhdodaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...hdodvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/17-okhdodvideo.rmvb)
الدرس الثامن عشر
قصة أصحاب الفيل
(محاولة هدم الكعبة)
صوتية
http://www.archive.org/download/stor...alfeelaudio.rm (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/18-a97abalfeelaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/stor...feelvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/storiesofquranramadhan1430/18-a97abalfeelvideo.rmvb)
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , جزى الله الشيخ الفاضل نواف السالم خير الجزاء و نسأل الله أن يبارك في جهوده في الدعوة إلى الله , و بارك الله في من أعان على النشر.
أخوكم: بو فوزي.(/)
هل هذا خطأ وتصحيف في احكام القرآن للجصاص أم ماذا؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 07:23]ـ
هل هذا خطأ وتصحيف في احكام القرآن للجصاص أم ماذا؟؟
قال أبو بكر الجصاص في كتاب أحكام القرآن 2/ 112 طبعة دار إحياء الترث العربي:
" قال ابن أبي ليلى النفقة واجبة على كل وارث ذا رحم محرم كان أو غير ذي رحم محرم فيوجبها على ابن العم دون الخال "
والإشكال أن الخال وارث من ذوي الرحم فكيف يكون النفقة واجبة على ابن العم دون الخال؟؟
فهل كلمة " دون " مصحفة؟؟ خصوصا من عنده المخطوط أو طبعة أخرى للكتاب!!!
أم ما الأمر؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 07:43]ـ
لم يتفق العلماء على توريث الخال.
فلا إشكال في كلام الجصاص
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 08:36]ـ
نعم لم يتفق العلماء على توريث الخال
لكن أولا ابن أبي ليلى يرى توريث الخال
وثانيا التقسيم المحكي عن ابن أبى ليلى يقتضي أن هناك نوعان نوع يرث ذو رحم محرم , ونوع يرث غير ذي رحم محرم
فابن العم يرث غير ذي رحم محرم , أما الذي يرث ذو رحم محرم هو الخال!!
فما زال الإشكال باق!!
وجزاكم الله خيرا(/)
هل حفظ القرآن واجب؟
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 08:19]ـ
قرأت أن من الصحابة الذين لم يحفظوا القرآن، فهل لهذا الخبر أصل؟
ومن هم الصحابة الذين لم يتيسر لهم حفظ القرآن كاملا.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 10:57]ـ
قرأت أن من الصحابة الذين لم يحفظوا القرآن، فهل لهذا الخبر أصل؟
ومن هم الصحابة الذين لم يتيسر لهم حفظ القرآن كاملا.
حفظ القرآن من فروض الكفايات ..
وأما السؤال الثاني فالأولى قلبه ..
لأن الذين يحفظون القرآن من الصحابة هم قلة ..
/// عن أنس بن مالك، قال: " مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد " قال: " ونحن ورثناه " (البخاري)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:49]ـ
لقد بلغ الصحابة آلافا مؤلفة
منهم من صحبه يوما، و منهم من جالسه مجلسا
و منهم من لم يسلم إلا يوم مات محمدا صلى الله عليه و سلم
فكيف يحفظ القرءان فى يوم و احد أو جزء من اليوم؟
و عن كلام الأخ عبد العزيز
هل نسى أنس: أبو بكر و عمر وعثمان و على رضى الله عنهم؟
هل نسى خالد بن الوليد و عبد الله بن عباس و عبد الله بن مسعود عليهم رضوان الله؟
و غيرهم كثير ممن جمع القرءان
كان أقصرهم صحبه و آخرهم إسلاما أنس نفسه رضى الله عنه!!!
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 01:11]ـ
لقد بلغ الصحابة آلافا مؤلفة
منهم من صحبه يوما، و منهم من جالسه مجلسا
و منهم من لم يسلم إلا يوم مات محمدا صلى الله عليه و سلم
فكيف يحفظ القرءان فى يوم و احد أو جزء من اليوم؟
و عن كلام الأخ عبد العزيز
هل نسى أنس: أبو بكر و عمر وعثمان و على رضى الله عنهم؟
هل نسى خالد بن الوليد و عبد الله بن عباس و عبد الله بن مسعود عليهم رضوان الله؟
و غيرهم كثير ممن جمع القرءان
كان أقصرهم صحبه و آخرهم إسلاما أنس نفسه رضى الله عنه!!!
الأخ الفاضل ..
/// بعض من ذكرت لم أعرف أنهم جمعوا القرآن .. كخالد وغيره. وكذا قولك: و غيرهم كثير ممن جمع القرءان.
والذين جمعوا القرآن من الصحابة لايكادون يتجاوزون الثلاثين. والله أعلم.
/// الاستشكال الذي ذكرت أجاب عنه جماعة منهم:
أبو بكر الباقلاني:
أحدها: أنه لا مفهوم له، فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعه.
ثانيها: المراد لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك.
ثالثها: لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته وما لم ينسخ إلا أولئك، وهو قريب من الثاني،
رابعها: أن المراد بجمعه تلقيه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بواسطة، بخلاف غيرهم فيحتمل أن يكون تلقى بعضه بالواسطة.
خامسها: أنهم تصدوا لإلقائه وتعليمه فاشتهروا به، وخفي حال غيرهم عمن عرف حالهم فحصر ذلك فيهم بحسب علمه، وليس الأمر في نفس الأمر كذلك، أو يكون السبب في خفائهم أنهم خافوا غائلة الرياء والعجب، وأمن ذلك من أظهره.
سادسها: المراد بالجمع الكتابة، فلا ينفي أن يكون غيرهم جمعه حفظا عن ظهر قلب، وأما هؤلاء فجمعوه كتابة وحفظوه عن ظهر قلب.
سابعها: المراد أن أحدا لم يفصح بأنه جمعه بمعنى أكمل حفظه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أولئك، بخلاف غيرهم فلم يفصح بذلك لأن أحدا منهم لم يكمله إلا عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت آخر آية منه، فلعل هذه الآية الأخيرة وما أشبهها ما حضرها إلا أولئك الأربعة ممن جمع جميع القرآن قبلها، وإن كان قد حضرها من لم يجمع غيرها الجمع البين.
× قال الحافظ:
وفي غالب هذه الاحتمالات تكلف ..
وقد أومأت قبل هذا إلى احتمال آخر، وهو أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط، فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين ومن جاء بعدهم. [الفتح 9/ 51].
والله أعلم.(/)
سؤال حول الملكين (هاروت وماروت)
ـ[دحية الكلبي]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 06:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد جوباً كافياً حول عقيدتنا في الملكين (هاروت وماروت)؟؟
هل هما ملكين عصيا الله تعالى؟؟
هل هما الآن معاقبان في بابل العراق؟؟
هل لكوكب الزهرة علاقة بهما؟؟
ولكم جزيل الشكر أتمنى التوضيح بالإيجاز وبالتفصيل بارك الله فيكم وأعانكم على الخير
ـ[دحية الكلبي]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 06:28]ـ
هذا جواب الدكتور عبدالعزيز الحربي أنقله للفائدة:
ذكرت قصة (هاروت وماروت) في سورة البقرة آية: [102]، وفي عامة مبسوطات التفسير تفصيل لصتهما، وخلاف مطوّل في حقيقتهما وحقيقة ما أنزل إليهما، كتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير الفخر الرازي، وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا، وخلاصة ما قيل فيهما: إنهما ملكان أنزلهما الله، تشكلا للناس؛ ليتعلموا منهما السحر حتى تكشف أسرار السحر التي كان يعملها السحرة، فأراد الله تكذيبهم بواسطتهما.
وقيل: هما رجلان تظاهرا بالصلاح ببابل، كانا يعلمان الناس السحر، وظن الناس أنهما ملكان نزلا من السماء؛ لما رأوه فيهما من التقوى، وبلغ مكر هذين الرجلين حين رأيا حسن اعتقاد الناس بهما أنهما صارا يقولان لكل من أراد أن يتعلم منهما: "إنما نحن فتنة فلا تكفر" [البقرة: 102]، يقولان ذلك لإيهام الناس أن علمهما إلهي، وأنهما لا يقصدان إلا الخير، كما يفعل ذلك كثير من الدجالين في سائر الأزمان، وسميا ملكين (بفتح اللام) لتلقيب الناس لهما بذلك، وفي قراءة الحسن "وما أنزل على الملكين" (بكسر اللام) وهذا القول أوفق من الذي قبله.
وأما ما روي من مسخهما وطردهما بعد وقوعهما في الفاحشة وشربهما الخمر بعد أن كانا من الملائكة، فذلك من أُكذوبات اليهود واختلاقاتهم، أبطلها المحققون وبينوا زيفها، ومن أحسن من لخص أقوال المفسرين وعنى بتصفيتها جمال الدين القاسمي 1332هـ في تفسيره: (محاسن التأويل) (2/ 207 - 215)، فليرجع إليه. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــ
لكن الجواب لم يروي غليلي!!!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 06:31]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44549
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 06:41]ـ
سيدى الفاضل
يكفينا جدا ما ذكره القرءان الكريم نصا نحو تلك القصة
و أما ما ورد فى كتب التفاسير فهو من أهل الديانات الأولى
فعبادة الإلهه فينوس (الزهرة) ديانه معروفة من ديانات الأقدمين
شعارها النجمة الخماسية
و تلك القصة المنقولة فى كتب التفاسير إنما هى قصة الإلهه
و ليس يعنينا آلهة الا الله وحده لا شريك له
و فى القصة مخالفات عقدية لا تخفى
و يمكننى أن آتيك بتلك القصة من كتب السحر اليهودية
و تلك الكتب متوافرة على الإنترنت باللغة الإنجليزية
عفا الله عنا و عنكم أجمعين
و عقيدتنا فيهم باختصار
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}
ـ[دحية الكلبي]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 05:14]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـــــــــــــــــــــ
أخي الكريم أبو حاتم بارك الله فيك لكن أريد عقيدتنا فيهم وليس القصة!! وأنا لم أسمع إلى الآن الشريط، وسأختصره باذن الله في هذه الصفحة
ــــــــــــــــــــــــــ
أبو مسهر نعم ... نعم يكفينا ماجاء في السنة، لكن هو مجرد تساؤل يقع فيه الكثير من الناس ويتخبطون فيها
بمعنى هل هم ملَكين عاصيين لله: االكثير من الناس يؤمن بذلك ولا أعرف ماذا أرد عليهم؟؟!!
لهذا أحببت وجود رد تفصيلي لهذا الإشكال بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
لهذا أفهم من ردك الآتي وأرجو إفادتي إذا كان فهمي خاطئاً:
أنهما بالفعل (ملكين) أمرهما الله بتعليم الناس السحر فتنة واختباراً وليسا عاصيين!!
وأن الأخبار التي وردت عنهم في كتب التفسير لم تثبت وليس لها أصل
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 07:05]ـ
أنهما بالفعل (ملكين) أمرهما الله بتعليم الناس السحر فتنة واختباراً وليسا عاصيين!!
وأن الأخبار التي وردت عنهم في كتب التفسير لم تثبت وليس لها أصل
سيدى
الملائكة غير البشر
الملك مسير
لا يمكنه المعصيه و لو أراد
إقرأ إن شئت
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}
ما يأتى هو رأى شخصى لى لم أنقله عن أحد
أنزل الله عز و جل الملكين هاروت و ماروت عليهما السلام بعلم السحر، ابتلاء للناس و إختبارا لهم،
و لاحظ أنهما قالا "فلا تكفر" و هما يعلمانه
أفنقول أن الملكين كفرا؟ هذا لا يعقله مسلم
و كان موقعهما الذى حدده عز و جل لهم هو مدينة بابل المعروفة، وتاريخها فى الفتن مشهور منذ الأزل ,
فلما طغى علم السحر على البشر و ساد أرسل عز و جل نبيه "سليمان (ص) " بما هو أقوى من السحر، ليثبت للناس بطلان ما يعلمانه.
و ما لبث أن توفى سليمان (ص) حتى إتهمه الناس بالسحر
و لا حول و لا قوة إلا بالله
و ما دامت قوانين البشر لا تنطبق على الملائكة فلا يستبعد أبدا أن يكونا عليهما السلام باقيان الى اليوم فى مكانهما مستمران فى مهمتهما التى كلفهما الله بها.
أما قول من قال أنهما رجلين فمخالف للقرءان
أما عن الأخبار المنقولة فى كتب التفاسير فلو نظرت للراوى الأعلى لوجدته من علماء تلك الديانات القديمة مثله مثل أحبار اليهود الذين أسلموا.
فنحن لا نثق بأخبارهم و لا نعتمدها كما لا نثق بالإسرائيليات و لا نعتمدها(/)
جوابات القرآن (4) .. إبراهيم السكران
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 07:27]ـ
جوابات القرآن (4)
-كلما عظم شأن الرسالة عظم شأن ناقلها، فأي رسالة أعظم من أن يكون المتكلم بها رب العالمين، ونزل بها من السماء سيد الملائكة، واستقبلها على الأرض قلب سيد البشر: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى? قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) [الشعراء:192 - 194]
ولذلك فإن كل من نقل هذه الرسالة القرآنية وبثها في الناس فقد تشرف بارتباطه بهذه السلسله، ألا ترى النبي في الصحيح يقول (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
-إذا كان الله نهى نبيه عن مقاطعة القرآن بالقرآن، فكيف بمن يقاطع القرآن بأمر الدنيا، (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى? إِلَيْكَ وَحْيُهُ) [طه:114]
-تختلف طرائق الدعاة في تذكير الناس، فبعضهم يستعمل القصص والأمثال، وبعضهم بذكر الأهوال، وبعضهم بالأصوات الزاجرة، وأشرف من ذلك كله إيقاظ القلوب بالقرآن، ألا ترى الله يقول عن نبيه (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) [الأنبياء: 45]
-ما قرأت هذه الآية إلا شعرت بالخجل من جنس بني آدم، كيف عبر عن غيرنا بالعموم وعبر عنا بالجزء: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) [الحج: 18]
-حين يكون مع المبدأ شئ من حظ النفس يُقبِل الكثيرون، وحين يكون مع المبدأ شئ من الكلفة يكثر التعلل والتنصل، ألا ترى الله تعالى يقول (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَ?كِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) [التوبة:42] وهذا مايفسر للمراقب: لماذا في وقت نفوذ الدعوات ينتسب لها الرسالي والنفعي، وفي فترات الضعف يتساقط النفعيون؟!
-إذا عمر القلب بإرادة وجه الله والدار الآخرة استكثر أدنى تقدير يبديه من حوله تجاهه، فتراه ممتناً لأبسط اهتمام تبذله زوجته له، وخجولاً من أقل توقير يبديه أقرانه تجاهه، ألا ترى الله يقول عن هذا الصنف (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاشُكُورًا) [الإنسان: 9]
وإذا شحن القلب بحظوظ النفس استقل كل حشمة يحيطه من حوله بها، ويتطلب فيمن حوله أن لاتنقطع إشادتهم وتنويههم بما قام به، لذا تراه دائم التذمر والنقمة ولمز من حوله بجحد فضائله، وينسى أنه يعمل العمل لنفع نفسه أصلاً، ألا ترى الله يقول عن هذا الصنف (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاتَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ) [الحجرات: 17]
-لو فتشت في خفايا كثير من النفوس لوجدت تصورات مطمورة بأن هذه الأمم الغربية قوة لاتقهر، بل لقد صرح بذلك كثير من "أهل الأهواء الفكرية" فرددوا في كتاباتهم مصطلح "المعجزة الغربية" بما يحمله من إيحاءات الاستسلام وتأبيد الهزيمة .. ولأن العليم الخبير سبحانه يعلم مايتسرب إلى النفوس من هذه التصورات فقد نبه سبحانه لذلك مسبقاً فقال (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ) [النور: 57]
-في سورة النور ذكر الله ثمان آيات متصلة كلها في تعظيم "الانقياد للوحي" (الآيات 47 - 54)، ثم أعقبها بآية عن "الاستخلاف والتمكين" (55)، فكأن هذا –والله أعلم- إشارة إلى أن التمكين ثمرة الانقياد.
-يكثر في كتابات أهل الأهواء الفكرية أنهم حين يستعرضون أصحاب المكتشفات العلمية أو الأعمال الإنسانية أن يجزموا بأن هذه الشخصيات في الجنة حتى وإن لم يؤمنوا بنبوة محمد، وتراهم يقولون "كيف يكون هؤلاء في النار وقد نفعوا البشرية جمعاء؟! "، فلست أدري كيف يتجرأ هؤلاء على تحدي حكم الله الذي اشترط الإيمان بنبوة محمد (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) [التوبة:54]
-مروجوا الشهوات لايقتصر ضررهم على أنفسهم كما يتصور البعض، بل يورطون أقوامهم معهم إذا أتاحوا الفرصة لهم، ألا ترى الله يقول (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) [إبراهيم:28]
-مارأيت أحداً من المجادلين في دين الله بلامخزون علمي إلا وأدهشني كيف يلوي عنقه استكباراً إذا واجهته الأدلة التي تحرج جدله، وقد أشار القرآن لهذه العلاقة فقال: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِير، ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [الحج: 8 - 9]
-لايحصل العلم بلقاء عابر، وإنما بملازمة ومتابعة العلماء، ألا ترى موسى يقول للخضر (قَالَ لَهُ مُوسَى? هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى? أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف:66]
-أي بشاعة للتقصير في بر الوالدين أكثر من كون الله جعله جريمة "جبروت" فقال عن عيسى (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) وقال عن يحي (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم: 32، 14]
والله أعلم،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - Jan-2010, صباحاً 11:19]ـ
يرفع للفائدة
ـ[كوير التميمي]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 10:42]ـ
لله در أبي عمر السكران، وشكر الله للناقل!(/)
سؤال للعارفين بالقواعد التجويدية
ـ[العلم حياة]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: هل يوجد إدغامٌ لحرفي الحاء والعين في قوله تعالى: {إنما المسيح عيسى}؟ ومن أي أنواع الإدغام يكون؟
وفي أمان الله
ـ[أم تميم]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 05:35]ـ
إدغام!!
لا إدغامَ في الآية ..
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 06:41]ـ
هذا الذى ذكرته يا أخانا الفاضل هو ما يعرف بإدغام المتقاربين وأكثر من عرف به من القراء هو أبو عمرو بن العلاء البصري والبصرى فى هذه الاية لم يدغم و إنما أدغم الحاء فى العين فى موضع واحد وهو {فمن زحزح عن النار} وقد روى إدغام المسيح عيسى عن الدورى والاصح والاقوى هو الاظهار والله أعلم وأجل وأحكم
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 08:12]ـ
وللتوضيح إليكم بحث الدكتور على العوض عبد الله حول إدغام المتقاربين {الإدغام الصغير}
الإدغام الصغير كما يقول ابن القاصح: "إدغام الحروف السواكن فيما قاربها وهو ما كان الحرف المدغم منه ساكناً. فمذهب أبي عمرو في هذا الباب إدغام حروف لم يدغمها غيره من القُرَّاء. ويتضح ذلك جلياً في الحديث عن إدغام (ذال إذ ودال قد وتاء التأنيث) ويمكننا أن نوضِّح مذهبه في هذا الباب بما ورد في "حرز الأماني" للشاطبي وشارحها ابن القاصح مع الاختصار.
يقول الشاطبي ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftn1)) عن ذلك مقدماً لإدغام هذه الحروف:
سأذكر ألفاظاً تليها حروفها
فدونك إذ في بيتها وحروفها
سأُسمي وبعد الواو تسمو حروف مَنْ في دال قد أيضاً وتاء مؤنث
بالاظهار والإدغام تُروى وتُجتلا
وما بعد بالتقييد قُدهُ مُذللا
تسمّى على سيما تروق مُقّبلا
وفي هل وبل فاحتل بذهنك أحيلا
ثم يبدأ بـ (ذال إذ):
نَعمْ إذ تمشّت زينب صال دَلّها
فإظهارها أجرى دوام نسيمها
سَميَّ جمال واصلاّ من توصلا
وأظهر رَيَّا قوله واصِفٌ جَلا
يقول ابن القاصح بعد توضيحه لمذهب القُرَّاء في إدغام (ذال إذ) هذه: "توضيح، القُرَّاء في فصل ذال إذ على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند حروفها الستة، وهم: نافع، وابن كثير، وعاصم، ومنهم من أدغمها في حروفها الستة، وهما: أبو عمرو وهشام، ومنهم من أظهرها عند بعضها وأدغم في بعضها، وهم: الكسائي، وخلف، وخلاد، وابن ذكوان. فأمّا الكسائي وخلاد فإنّهما أظهراها عند الجيم وأدغماها فيما بقي، وأمّا خلف فإنّه أدغم في التاء والدال وأظهر عندما بقي، وأمَّا ابن ذكوان فإنّه أدغم في الدال وأظهر عندما بقي ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftn2)).
وفي الحديث عن (دال قد) يقول الشاطبي:
وقد سحبت ذيلاّ ضفا ظل زرنب
فاظهرها نجم بدا دلّ واضحاً
((وأدغم (مُـ) ـروٍ واكِفٌ ضَيْرَ (ذ) ابل
وفي حَرفِ زينّا خلافٌ ومظهرٌ
جلته صباه شائقاً ومُعَللاّ
وأدغم في ورش ضر ظمآن وامتلا
(ز) وى (ظِ) لّه وغر تسداه كلكلا))
هشامٌ بصاد حرفه متحمّلا
يقول ابن القاصح ملخصاً لمذهب القُرَّاء في إدغام (دال قد) بعد تفصيله لهذا الباب وتوضيح مذهب كل قارئ: " (توضيح) القُرَّاء في (دال قد) على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند حروفها الثمانية بلا خلاف، وهم: قالون، وابن كثير، وعاصم. ومنهم من أدغمها في حروفها الثمانية، وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي. ومنهم من أظهر عند بعضها وأدغم في بعضها، وهم: ورش، وابن ذكوان، وهشام.
أمّا ورش فإنّه أدغم في الضاد والطاء وأظهرها عند الستة الباقية، وأمّا ابن ذكوان فإنّ الأحرف الثمانية عنده على ثلاث مراتب، منها أربعة أظهر عندها بلا خلاف، وهي: السين، والصاد، والجيم، والشين، ومنها ثلاثة أدغم فيها بلا خلاف، وهي: الضاد والطاء والذال، ومنها حرف واحد اختلف عنه فيه، وهو الزاي. وأمّا هشام فإنّه أظهر (قال لقد ظلمك) وأدغم في السبعة البواقي ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftn3)).
وأمّا عن ذكر تاء التأنيث فيقول الشاطبي:
وأبْدت سَنا ثَغْر صَفَتْ زُرق ظَلْمِهِ
فإظهاره دُرٌّ نمته بدوره
وأظهر كهف وافرٌ سَيبُ جُوده
وأظهر راويه هشام لهُدِّمتْ
جمعن وروداً بارداً عطر الطِلاّ
وأدغم ورش ظافراً ومحوّلا
زكيٌ وفيٌّ عُصْرَةً ومُحَللاّ
وفي وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا
ويلخص ابن القاصح مذاهب القُرَّاء في هذا الباب بعد توضيحه لمذهب كل قارئ بقوله:
توضيح: القُرَّاء في تاء التأنيث على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند جميع حروفها، وهم: عاصم، وقالون، وابن كثير. ومنهم من أدغمها في حروفها الجميع، وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي. ومنهم من أظهرها عند بعضها وأدغمها في بعضها، وهما: ورش وابن عامر ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftn4)).
ومما ذكر في هذا الباب يتضح لنا مذهب أبي عمرو في الإدغام الصغير، فهو قد أدغم كل هذا الباب بلا استثناء بخلاف غيره من القُرَّاء والرواة الذين نجدهم يدغمون أحياناً ويظهرون أحياناً أخرى مما يؤيد لنا القاعدة التي ذكرناها من قبل أنَّ أبا عمرو يدغم من الحروف ما لا يدغمه ويميل في قراءته غالباً إلى التخفيف الذي أصبح سمة بارزة لقراءته.
[/ URL]([1]) الشاطبية بشرح سراج القاري: ابن القاصح (ت 801هـ)، طبعة 1954م، القاهرة، ص 92.
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftnref1)([2]) سراج القاري لابن القاصح، ص 94.
([3]) سراج القرائ لابن القاصح، ص 95.
[ URL="http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftnref4"] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=297947#_ftnref3)([4]) المصدر السابق، ص 96.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلم حياة]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 09:03]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
اخي في الله: أفدت وأجدت(/)
شرح مقدمة التفسير للشيخ / صالحآل الشيخ (صوتي)
ـ[أبوحبيبة المصرى]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 03:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرًا لسعة علم الشيخ حفظه الله، ولعدم إنتشار هذا الشرح على الشبكة، وبحث أحد الإخوة عنه على موقع الملتقى ... أحببت أن أضع رابط الشرح الصوتى هاهنا لمن أراد إقتناءه والإستفادة منه
http://www.archive.org/details/Salih-Tafsir(/)
دورة حفاظ الوحيين ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 08:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد ..
فهذا تعريف بدورات حفظ السنة التي تقام في مواقع عدة من العالم الإسلامي ..
في السعودية في تسع مواقع ..
وفي اليمن ..
وفي مصر ..
في الإمارات.
وغيرها .. بل في بعض الدول الأوربية!
وهي خطوة في سبيل الرجوع إلى السنة وإحيائها من جديد حفظا وتفقها وعملا ..
ولما كان يجهل واقعها كثير من الإخوة أحببت نقل تعريف لها ...
وهذا التعريف خاص بدورات مكة .. وغيرها تبع لها ..
ولا بأس من الاستفسار حولها من بعض الإخوة .. ولعلي أجيب على قدر المستطاع ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 08:16]ـ
دورة حفاظ الوحيين
بالمسجد الحرام
الحمد لله الذي أحيا القلوب بماء الوحيين، لا قيلَ أحسن من قيله، ولا هدي خير من هدي رسوله، وليس للجنة باب إلا من سبيله:
فحيِّهلا إن كنتَ ذا همَّةٍ فقد حدا بك حادي الشوقِ؛ فاطوِ المراحلا
ولا تنتظر في السير رفقةَ قاعدٍ ودعه، فإن الشوقَ يكفيك حاملا!
طفل عمره 11 سنة .. يحفظ القرآن .. ليس ذلك فقط .. بل يحفظ مع ذلك الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم!
دكتور تجاوز عمره الخمسين عاماً .. يجدد نشاطه ليحفظ الصحيحين .. ثم سنن أبي دواد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهكذا ..
شاب يحفظ في اليوم الواحد أكثر من ستين صفحة .. أي أكثر من قريب من ثلاثمائة حديث!
إضافة إلى العشرات من القضاة والدكاترة والمدرسين وطلاب الجامعات .. في نسيج عجيب من الجد اجتمعوا في دورة حفاظ الوحيين بمكة المكرمة ..
أحاديث يرويها الزمان تعجباً وطارت بها الركبان وانتشر العطرُ
وأستكبر الأخبار قبل لقائهم فلما التقينا صغر الخَبَرَ الخُبْرُ!
ولهذا تتابعت كلمات الثناء ورسائل الشكر من أهل العلم والفضل .. وتوج ذلك الإذن بإقامة الدورة رسمياً في رحاب المسجد الحرام والمسجد النبوي.
/// لعلنا نقف وإياك في لقطات موجزة عن هذه الدورة ..
فكرةُ المشروع:
o دورة مكثفة لحفظ أصول الأحاديث النبوية.
o الزمان:- 40 يوماً؛ تبدأ من بدء الإجازة الصيفية ..
o المكان:- في بيت الله الحرام بمكة.
· وجهة المشروع:
· تعتني الدورة بحفظ أصول السنة الحديثية، وتسلك طريقاً متوازناً لحفظ السنة وفهمها.
· o وهي تركز الآن على تحفيظ السنة، ومع ذلك فتحثُّ طلابَها على العنايةِ بباقي أنواعِ العلومِ الشرعيَّةِ ولكنها لمّا تتبن ذلك ببرامج خاصة.
o تشتمل الدورة على عدة مراحل؛ كل مرحلة شاملة لجزء من كتب السنة .. لا يتم دخول مرحلة حتى يتم تجاوز المرحلة السابقة بنجاح.
· يشرف على الدورة فضيلة الشيخ: يحيى بن عبد العزيز اليحيى، مستنداً -بعد عون الله- إلى لفيف من المشايخ في الجانب الاستشاري، وطاقم من طلبة العلم والإداريين في إدارة الدورة.
· أهداف المشروع:
o تفعيل الاهتمام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
o اقتطاع شوط طويل من طريق العلم في مدة وجيزة.
o تربية الطلاب على الجدية في العلم وحفظ الوقت.
· مستويات الدورات:
o 1/ حفاظ المتفق عليه: يحفظ فيها الطالب الذي حفظ القرآن: محصَّل الصحيحين – المتفق عليه (4 أجزاء)، وذلك بحفظ عشرين وجهاً يومياً ..
o 2/ حفاظ المفردات: يراجع فيها الطالب محصل الصحيحين مع ضبط الحاشية الخاصة بألفاظ مسلم وذلك بمراجعة أربعين وجهاً يومياً، ثم يحفظ المفردات (جزآن)، بحفظ عشرين وجهاً يومياً ..
o 3/ حفاظ السنن: يحفظ مَن حفظ الصحيحين: زوائد محصلَ السنن الأربعة ومالك والدارمي (4 أجزاء) وذلك بحفظ عشرين وجهاً يومياً ..
o 4/ حفاظ المسانيد: يراجع فيها محصل السنن، وذلك بمراجعة أربعين وجهاً يومياً، ثم يحفظ محصلَ زوائد المسند (جزأين)، وذلك بحفظ عشرين وجهاً يومياً ..
o والكتب السابقة هي من جمع الشيخ: يحيى بن عبد العزيز اليحيى.
شروط القبول:
· تزكية اثنين من طلبة العلم المعروفين.
· التفوق الدراسي.
· اجتياز المقابلة الشخصية.
· يشترط لحفاظ الصحيحين: حفظ القرآن الكريم، ويشترط لكل مستوى تالٍ: تجاوزُ المستوى السابق باختبار شفوي/ تحريري.
· البرنامجُ الزمنيُّ للدورة:
o الدورة على أربعة مراحل، مدة كل مرحلة عشرة أيام: ثمانية أيام منها للحفظ (أو المراجعة)، ويوم للاختبار، ويوم للبرنامج المفتوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
o في يوم الاختبار: يتم الاختبار الشفوي لكل مرحلة بعد صلاة المغرب في الحرم، ويتم الاختبار التحريري العام لجميع الطلاب في قاعة الاجتماعات العامة بالسكن.
o يوم البرنامج المفتوح: متنوع بين رحلة لكل حلقة، ورحلة عامة، ولقاء خاص، ورحلة ختامية؛ ويتم تحديد طريقة كل برنامج في موعده إن شاء الله تعالى.
· التقسيمات الإدارية:
o وهي منقسمة إلى الإشراف العام، وشؤون الحلقات، واللجان التعليمية، واللجان الإدارية.
o شؤون الحلقات تشمل: الشؤون التربوية، وتقسيم الحلقات، شؤون الطلاب، شؤون المدرسين.
o اللجان التعليمية تشمل: اللجنة العلمية، لجنة الاختبارات، لجنة النشاط، اللجنة الإعلامية.
o اللجان الإدارية تشمل: اللجنة المالية، لجنة الإسكان، لجنة الضيافة والتغذية، لجنة الخدمات، النسخ.
o تم تقسيم الحفاظ إلى خمس حلقات –بحسب الفئة العمرية و المناطقية- لكل حلقة أمين؛ وعلى الحافظ الاتصال بأمين الحلقة لمعرفة مقرئه وزملائه وما يهم الحلقة ..
· برنامج الحفظ:
o يحفظ المشارك في فروع الحفظ: 20 وجهاً، ويتم تسميعه على المقرئ الذي تم تحديده له.
o يراجع المشاركون في مرحلة المراجعة: 40 وجهاً يومياً، يتم اختبارهم شفوياً من قبل لجنة خاصة.
o يمكن للحافظ أن يسمع عشرين وجهاً مرة واحدة أو مرات متفرقة، على ألا يقل عدد الصفحات التي يسمعها الحافظ في المرة الواحدة عن 4 أوجه، ولا يزيد بحيث يتضرر الآخرون.
· حبذا الالتزامُ بالوقت الرسمي لتسميعِ كل فرع؛ وهي على التالي:
o الفجر - 7.30 ص= حلقة الصحيحين-حلقة السنن-حلقة المسانيد.
o 4.00 -6.00 م = حلقة الصحيحين - حلقة السنن– حلقة المسانيد.
o المغرب – العشاء = حلقة إتقان الصحيحين– حلقة إتقان السنن.
o وللمقرئ أن يتفق مع الحافظ على الحضور وقتاً آخر.
o يقتصر التسميع على المقرئ المختص، ويمتنع التسميع على الطلاب الآخرين، وفي حال غياب المقرئ يتم التنسيق مع أمين الحلقة للتسميع مع مقرئ آخر.
· يسجل الحافظ اسمه على المذكرة، ويحفظها من التلف والضياع، ويتابع تسجيل حفظه على سجل الحفظ.
· السَّكَنُ والتغذية:
o تم توزيع المشاركين على الغرف مراعاة لعوامل متعددة.
o الوجبات رسمية ثلاثة: الإفطار: من 7 – 8صباحاً، الغداء 2 - 3 ظهراً، العشاء: 9 - 10 ليلاً.
o يوجد مشروبات ساخنة وباردة على مدار الساعة.
· إرشادات عامة:
· المشارك كما يطالب بحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مطالب بحفظ سمتِه صلى الله عليه وسلم، بسَمْتِ أهلِ العلمِ: في المسجدِ الحرام وداخلَ أروقَةِ الدَّورة، ومن أول ذلك التبكيرُ إلى الصلاة، والإخبات إلى الله، واستعمال الخُلُق مع الخَلْق.
· الدورة خاصة بحفظ السنة، ولهذا فلا يؤذن للحافظ في الاشتغالِ بحضور الدروس أو قراءة الكتب غير المتعلقة بالدورة؛ كما يمنع منعاً باتاً الدخول في أي نقاشات فكرية أو عقدية مع طلاب الدورة الآخرين أو مع المصلين في المسجد الحرام، أو الاشتغال ببرامج دعوية أخرى.
· يمنع منعاً باتاً إدخال أي كتب أو مذكرات أو نشرات غير كتب الدورة.
· يدفع المشارك رسم تأمين قدره (500) ريال، يتم استرجاعه عند نهاية و إتمام الدورة.
http://www.alwahyain.net/site111/
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 08:29]ـ
بارك الله فيك
لا يمكننى دخول الموقع؟
هل لا زال يعمل؟
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 09:25]ـ
هذه الدورة فقط في مكة المكرمة؟ أليس لها فرع في الرياض؟
وهل للنساء نصيب منها؟
وهل فيها مراجعة لكتاب الله؟ أو فقط حفظ للأحاديث؟
تقريبا كم عدد الأحاديث المقررة في اليوم الواحد؟
والتسجيل مفتوح حتى أي يوم؟
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - Dec-2009, صباحاً 12:49]ـ
بارك الله فيك
لا يمكننى دخول الموقع؟
هل لا زال يعمل؟
نعم لازال يعمل ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - Dec-2009, صباحاً 12:58]ـ
...
هذه الدورة فقط في مكة المكرمة؟ أليس لها فرع في الرياض؟
لها فرع في الرياض .. والمدينة .. والشرقية .. والقصيم .. وغيرها
وهل للنساء نصيب منها؟
لعلك تستفسرين عبر جوال الاستفسار عن الدورة الموجود في الرابط
وهل فيها مراجعة لكتاب الله؟ أو فقط حفظ للأحاديث؟
هي مختصة الحديث فقط ..
تقريبا كم عدد الأحاديث المقررة في اليوم الواحد؟
يختلف حسب طول الأحاديث .. لكن معدلها 50 حديثا ..
والتسجيل مفتوح حتى أي يوم؟
يفتح التسجيل كل سنة في شهر جمادى الآخرة .. ولعلي أذكر بهذافي حينه ..
جزاكم الله خيرا
وإياكم ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 12:09]ـ
لايزال التسجيل متاحا
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 05:13]ـ
الدورة في حفظ الحديث .. لافي حفظ القرآن.(/)
قال تَعالى {إنّ رحمتَ اللهِ قريبٌ من المُحْسنينَ} ولم يقل: قريبةٌ؟!؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 09:16]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على أشرفِ خلقِ الله ..
وبعد.
حضرتُ صلاة َ المغرب في مسجدِنَا .. فقلت: سأتفكر - ولو لمرّة - بمَ يقرأ ُ الإمام.؟!.
فأول ما بدأت ُ إذْ به يقرأ {إن رحمت الله قريب من المحسنين} فقلت: لِمَ لمْ يقلْ {قريبة}؟!
فوجدت ُ كلاما ً رائعا ً لبعض المفسّرين .. وإليكم:
قوله تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ولم يقل قريبة.
وفيه سبعة أوجه:
أولها أن الرحمة والرحم واحد، وهي بمعنى العفو الغفران، قاله الزجاج واختاره النحاس. وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر، وحق المصدر التذكير، كقوله:" فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ ". وهذا قريب من قول الزجاج، لأن الموعظة بمعنى الوعظ.
وقيل: أراد بالرحمة الإحسان،
ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره، ذكره الجوهري.
وقيل: أراد بالرحمة هنا المطر، قاله الأخفش. قال: ويجوز أن يذكر كما يذكر بعض المؤنث. وأنشد:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
وقال أبو عبيدة: ذكر" قَرِيبٌ" على تذكير المكان، أي مكانا قريبا.
قال علي بن سليمان: وهذا خطأ، ولو كان كما قال لكان" قَرِيبٌ" منصوبا في القرآن، كما تقول: إن زيدا قريبا منك.
وقيل: ذكر على النسب، كأنه قال: إن رحمة الله ذات قرب،
كما تقول: امرأة طالق وحائض.
وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر مؤنث، إن كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة قريبتي، أي ذات قرابتي، ذكره الجوهري.
وذكره غيره عن الفراء: يقال في النسب قريبة فلان، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث، يقال: دارك منا قريب، وفلانة منا قريب. (1) نفسير القرطبي ج:1 ص:227
قال الله تعالى:" وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً «2» ". وقال من احتج له: كذا كلام العرب، كما قال امرؤ القيس:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم ... قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
قال الزجاج: وهذا خطأ، لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما.
(لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) أي في زمان قريب. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى، خرجه أهل الصحيح.
وقيل: أي ليست الساعة تكون قريبا، فحذف هاء التأنيث ذهابا بالساعة إلى اليوم، كقوله:" إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف: 56] ولم يقل قريبة ذهابا بالرحمة إلى العفو، إذ ليس تأنيثها أصليا. وقد مضى هذا مستوفي «2».
وقيل: إنما أخفى وقت الساعة ليكون العبد مستعدا لها في كل وقت .. (2) تفسير القرطبي: ج: 16: ص:17
..
أخوكم: أبو الهمام البرقاوي ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:45]ـ
الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ حرر هذا ..
شكر الله لك أخي الكريم (تفكّرك) في الصلاة ..
جعلنا الله وإياكم من الخاشعين ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:59]ـ
الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ حرر هذا ..
شكر الله لك أخي الكريم (تفكّرك) في الصلاة ..
جعلنا الله وإياكم من الخاشعين ..
آمين.!
ـ[أم سلمة هويدي]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 09:01]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ـ[عبدالاعلى]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 09:20]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 11:18]ـ
آمين .. آمين.
وبارك فيكم.
ـ[قطرة]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 02:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي على تدبرك فقد فتحت لنا آفاق البحث في كتب التفسير عن هذه الآية فوجدت عجبا، وكيف أن اختلاف اللفظ يؤثر في المعنى، ومن ذلك ما قاله ابن كثير في تفسير الآية:"وقال قريب ولم يقل قريبة؛ لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب، أو لأنها مضافة إلى الله، فلهذ قال قريب من المحسنين"
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية: " {إن رحمت الله قريب من المحسنين} في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله، فكلما كان العبد أكثر إحسانًا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبًا منه برحمته، وفي هذا الحث على الإحسان ما لايخفى"
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 04:51]ـ
أحسنتم قطرة.
أنزل الله عليكم قطرات المطر تترا
ـ[سالم اليمان]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 05:17]ـ
لقد ذكر ابن القيم اثني عشر وجها في هذه المسألة انظره في البدائع.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 02:09]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
تعقيب الشيخ السعدي على قصة صاحب مدين!؟
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 11:15]ـ
في تفسير وتعليق الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- على قصة موسى عندما سقى للفتاتين ومن هو صاحب مدين:
(وهذا الرجل أبو المرأتين ,صاحب مدين ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتهر عند كثير من الناس فإن هذا قول لم يدل عليه دليل وغاية مايكون أن شعيبا ً عليه السلام قد كانت بلده مدين وهذه القضية جرت في مدين فأين الملازمة بين الأمرين.
وأيضاً فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب فكيف بشخصه؟!!
ولو كان ذلك الرجل شعيباً لذكره الله تعالى ولسمته المرأتان وأيضاً فإن شعيباً عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه
بتكذيبهم إياه ولم يبق إلا من آمن به وقد أعاذ الله المؤمنين أن يرضوا لبنتي نبيهم بمنعهما عن الماء وصد ماشيتهما
وماكان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادماً له وهو أفضل منه وأعلى درجة والله أعلم
إلا أن يقال:هذا قبل نبوة موسى فلا منافاة وعلى كل حالٍ لايعتمد على أنه شعيب النبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم).
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Dec-2009, صباحاً 04:02]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وهذا قول جمهور المفسرين ... وكان في هذا الموضوع بحث لأحد الشيوخ الدعاة في معرفة الفترات التاريخية، وبُعد عهدي النبوة لشعيب وموسى عليهما السلام.(/)
هل هناك دعاء مخصوص لحفظ القرآن؟
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[14 - Dec-2009, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
هل هناك دعاء مخصوص ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص حفظ القرآن الكريم؟
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات, والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وبعد
ما هو الدعاء؟
الدعاء هو مخ العبادة, هو مناجاة العبد لخالقه سبحانه وتعالى , وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ الدعاء هو العبادة, وقد استمد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى من قوله تعالى في سورة غافر 60:
وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
أخي / اختي في الله ما أجمل أن يعيش المؤمن بين الدعاء والقرآن؛ فيدعو اللهأن يُيسر له حفظ القرآن وتلاوته، فتلاوة القرآن يشمل الذكر والدعاء معا؛ وهل هناك أجمل من وصف السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها للرسول صلى الله عليهوسلم: أنه عليه الصلاة والسلام كان قرآنا يمشي على الأرض؟
إن المؤمن موصول بالله تعالى؛ فهو يلجأ إلى اللهتعالى بالدعاء في كل أحواله وأموره, في السر والعلن, في السراء والضراء, في الشدة وفي الرخاء, وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء في كل تلك الأحوال, وقد أمرنا الله عزوجل بالدعاء ووعدنا الإجابة ان نحن استجبنا لأمره, وحذرنا من العزوف عن الدعاء بجهنم وبئس المصير, فقال عز وجلفي سورة غافر 60: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَعَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
والدعاء هو أكرم شيء علىالله تبارك وتعالى، تماما كقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي وحسّنه ابن ماجه: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء, ذلك لأن في الدعاء من ذلِّ الحاجة والافتقار لله تبارك وتعالى, والتضرع والخضوع له عزوجل, والانكسار بين يديه سبحانه وتعالى ما يُظهر حقيقة العبودية لله عزوجل.
وإذا كانهدفنا من الدعاء تحقيق عبادة أخرى كحفظ القرآن الكريم, فلا شكّ أنّ هذه العبادة من هي أسمى العبادات وأجلها وأفضلها, ذلك أنّ الغاية تبلغدرجة عالية من السمو والفضل.
والدعاء ثلاثة أنواع: دعاء من القرآن الكريم , ودعاء مأثور وهو ما ورد عن النبيصلى الله عليه وسلم؛ ودعاء غير مأثور وهو ما يدعو به المسلم مولاه بأي لفظ أو صيغة, ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنه سبحانه وتعالى فتح أمامنا الدعاء بأي صيغة وأي لفظ ما لم يتداخله معصية أو قطيعة رحم، ومن رحمته سبحانه وتعالى بنا أنه لم يشترطعلينا ألفاظا مخصوصة للدعاء، اللهم إلا ما ورد من مأثورات عن النبي صلى الله عليه وسلم فيبعض المواقف تيمناً بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباعاً لسنته عليه الصلاة والسلام, من منطلق قوله تعالى في سورة آل عمران 31: قلْ انْ كنتمْ تُحبّونَ اللهَ فاتبعوني يُحببكُمْ الله ... ومن منطلق قوله تعالى في سورة الحشر 7: وما آتاكمْ الرسولَ فخذوهُ
. وما عدا ذلك فليدعُ كل منا بما شاء وكيفما شاء، ففينا المتعلم وفينا الأمي وفينا الجاهل وفينا دون ذلك, والله عزوجل قادر على أن يعلم دعاء كل منا بعلمه الذي لا ينضب, انه سبحانه وتعالى يعلم ما نُسرُّ وما نُعلنُ. وهذه الفروق كانت موجودة بين صحابة رسول الله صلىالله عليه وسلم.
وبالنسبة لما تتناقله الشبكة العنكبوتية من تساؤلات وأطروحات بخصوص دعاء معيّن لحفظ القرآن الكريم , فاننا نقول بأنهلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء معين في حفظ القرآن الكريم، ولمن ينوي حفظ كتاب الله عزوجل عليه أن يدعو بما تيسّر له من الدعاء وبالصورة التي يجيدها ويحفظها, فالله عزوجل يعلم كل شيء في هذا الكون ويعلم ما نُسرُّ ومن نُعلنُ في صدورنا وما ننوي عليه, كقوله تعالى في سورة البقرة 283: وانْ تُبدوا ما في أنفسكُمْ أو تُخفوه يُحاسبكمْ بهِ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك رواية ضعيفة جداً لحديث وردت عن ابن عباس رضيالله عنهما، وهي التي يُوصي فيها النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالبرضي الله عنه حينما شكا اليه صلى الله عليه وسلم أنه يجد صعوبة في حفظه للقرآن؛ فأوصاه عليه الصلاة والسلام: بصلاة أربع ركعات، ثم يدعو بدعاءمعين مذكور في هذا الحديث. الا أنّ بعض علماء الحديث أكدوا أن هذا الحديث موضوعومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
ومن هذا المنطلق ندعوك أخي / اختي في الله بأن ندعو الله عزوجل بما تيسر لنا حفظه من الدعاء بأي لفظ وأي صيغة نجدها شريطة الالتزام الكامل بآداب الدعاء، وأهمها عدم الاعتداء في الدعاء كأن ندعو باثم أو قطيعة رحم , أو أن نسأل الله عزوجل أن يحقق لنا أمراً لم تُهيء له أسبابه أو ونحن ندعو نكون على معصية, فحفظ القرآن الكريم يحتاج منا الى صفاء النية والسريرة في كل أمر من أمور حياتنا, ولنعقد النية بأن نبدأ بحفظ القرآن مع الالتزام ما أمكننا من تطبيق حلال القرآن الكريم وحرامه وحدوده , والالتزام الكامل بأركان الصلاة وأركان الايمان واتباع ما أمكننا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم, مع المواظبة على فعل الخيرات وتجنب المنكرات.
وعلى ما تقدّم نقول أنه علينا أن نبدأ في حفظ القرآن الكريم مراعين الأسباب المادي والمعنويةالتي تعيننا على الحفظ، ثم نسأله الله عز وجل بأن يُيسر لنا هذه الأسباب وأن يساعدنا علىالاستمرار والديمومة على الحفظ، وأن يُهيئ لنا من الظروف ما يُقوينا على بلوغ هذا الهدف السامي والنبيل، وأن يمدنا عزوجل بفضله الكريم من قوة الذاكرة ما يعيننا عليه، وأن يجعلنا من الذين يُقيمون حروف القرآنوحلاله وحرامه وحدوده.
انّ الله تبارك وتعالى القرآن الكريم ما أنزل القرآن الكريم على نبيه صلى الله عليه وسلم مفرقا , الا ليُسهل عليه وعلى صحابته الكرام سهولة حفظه وتمكينه في صدورهم،ولهذا كان جبريل عليه الصلاة والسلام يتدارس القرآن الكريم مع النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين في العام,؛ فاذا كان هذا حال النبي صلى الله عليهوسلم مع القرآن الكريم وهو المعصوم من الخطأ , فحريًّ بنا أن نبدأ بحفظه تباعا مع الأخذ بالأسباب العملية والمعنوية المعينة لنا على تحقيق ذلك.
إذن علينا بالجمع بين الدعاء والأسباب حتى يُيسّر الله عزوجل لنا حفظ كتابه الكريم.
وفي الختام نسأل الله تبارك وتعالى جميعا أن يلهمنا السداد , ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
سبحانك ربك ربّ العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين
الرجاء ممّن يقف على خطأ غير مقصود في نص آية قرآنية أو حديث نبوي أن يشير اليه وأجره على الله.
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 06:37]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل يجوز للمرأة قراءة القرآن في الاذاعة ويسمعها الرجال هنا وهناك .... ؟؟؟
ـ[محب الهدى]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 08:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع للمناقشة والاستفادة الموضوعية
هل يجوز للمرأة المسلمة قراءة القرآن في الاذاعة ويسمعها ملايين الرجال هنا وهناك .... ؟؟؟
نرجوا بحث المسألة من منظور شرعي مع التدعيم بالادلة للفائدة والتوثيق ...
ونظرا لما اشاعه الشيخ ابو العينين شعيشع مؤخرا وبعض من افتاه ....
وذلك حتى نعلم اين الحق في المسألة قدر الاستطاعة ...
ـ[أم تميم]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 10:13]ـ
قال الألباني -رحمه الله - في شريط فتاوى جدة 20 - أ مانصُّه:
أن المقرئ إذا كان يُعَلِّم النساء بواسطة الهاتف ثم هنّ يَقْرَأْنَ ويُسْمِعْنَ صوتهن للمقري فالحكم كما لو سمع صوتهن من وراء ستارة ولا يرى أجسامهنّ فالفتنة حاصلة على الوجهين سمع صوتهن بواسطة الأثير والهواء دون وسيلة الأسلاك هذه أو بواسطة الأسلاك فالصوت هو صوت المرأة عينه.
وصوت المرأة ليس بعورة خلاف ما هو مشهور عند الناس ولكن يشترط في ذلك أن يكون صوتها ذلك الصوت الطبيعي أما وهي تقرأ بالغنة والإقلاب والإظهار و و إلى آخره والمد الطبيعي والمتصل والمنفصل وهذا هو التجويد ..
ويأتي قوله عليه السلام: (من لم يتغن بالقرآن فليس منا) ..
إذن هي ينبغي أن تتغنى بالقرآن ..
فلا ينبغي أن يكون هذا أمام الرجال إطلاقًا سواء كان بواسطة الإذاعة أو بواسطة التلفون ..
للاستماع من هنا ..
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=90202&type=ram
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Dec-2009, صباحاً 01:09]ـ
فتوى: سمعتُ الشيخ أبا إسحق الحويني يستنكر أن تتصل المرأة ببرنامج تلاوة فـ " تحسن صوتها " بالقراءة، واشتد فيه.
لمحة: أعلن الأستاذ الدكتور محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن إذاعة القرآن الكريم تأتي في صدارة الإذاعات التي يفضلها المصريون، وأن رئيستها السابقة الدكتور هاجر سعد الدين هي الصوت المفضل لديهم، وفق ما كشف آخر استطلاع للرأي بين الشباب بالقاهرة والأقاليم. المصدر ( http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22094).
ـ[محب الهدى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 07:49]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبدالرزاق محمدصالح]ــــــــ[26 - Jan-2010, صباحاً 03:09]ـ
ان لم يكن صوت المرأة بعورة لماذالايجوزلهاقرائت القران أوانشدة الاسلامية في الاذاعة أوحتي أمام الرجال؟ ممكن لايحصل قناعة لدي بعض(/)
الاختلاط بين "محكم" الوحي و"متشابهه"
ـ[عبدالله العجيري]ــــــــ[15 - Dec-2009, صباحاً 07:43]ـ
الاختلاط بين "محكم" الوحي و"متشابهه"
عبدالله بن صالح العجيري
(1)
ليكن واضحاً من البداية أن الحديث هنا ليس عن "اختلاطٍ عفويٍ عارضٍ" كالاختلاط في السوق والطرقات فإنه لا خلاف أصلاً في حكم هذه المسألة، وإنما الكلام في "الاختلاط المقنن الممنهج" كالاختلاط الواقع في قاعات الدراسة ودوائر العمل، وهو مما لا خلاف في حكمه أيضاً.
* * *
(2)
لست أشك بأن مسألة "الاختلاط" من المسائل الجلية الظاهرة التي لا لبس فيها على من سلم من داء "الجهل" وداء "الهوى". ولولا كثرة الملبسين فيها من أهل الريب بالباطل لما تردد في حكمها عامة الناس فضلاً عن خاصتهم.
...
في ظني أن من أهم "القواعد الشرعية المحكمة" التي ينبغي الاستمساك بها والصدور عنها مثل هذا الموضوع تلك "القاعدة القرآنية العظيمة" التي بينها الله تعالى في قوله:
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).
فمن تأمل هذه الآية وما تضمنته من "منهجية علمية قرآنية" في التعاطي مع نصوص الوحي فستنزاح عنه "أثقال الشبهات" وتتطاير "هباءً منثوراً"، ومن "غفل" عنها أو "تغافل" فسيظل مضطرباً حائراً أمام سيل الشبهات والإشكالات والانحرافات.
"الوحي" كما أخبر الله؛ فيه "النص المحكم" الذي يجب التزامه، "والنص المتشابه" الذي يلزم رده إلى "المحكم"، فإذا غاب عن الباحث قاعدة "المحكم" و"المتشابه" فلن يتميز له المراد الإلهي، وسيبقى متردداً متذبذباً يقفز مع كل أطروحة، ويربكه كل اعتراض.
واستحضار هذا المدخل -هو في ظني- ضروريٌ لمعرفة "المنهجية الشرعية الصحيحة" في التعامل مع ما يتصل بالقضية المطروحة بين أيدينا –أعني حكم الاختلاط- " بمعرفة "محكمات" هذا الباب و"متشابهاته"، والتعامل مع كلٍّ وفق قاعدة الشريعة في "المحكم" و"المتشابه".
لا يخفى على كل دارسٍ "لنصوص الوحي" و"مقاصد الشريعة" أن دين الإسلام جاء بـ"التحفظ والاحتياط في العلاقة بين الجنسين"، وأنه يؤسس لتصور يراد منه حفظ "عفاف" المجتمع و"نقاؤه" و"طهارته" بتشريع ما يشيعه في المجتمع ويحفظه، وتحريم ما يفضي إلى إضعافه أو إزالته، وتأمل في مسرد "التشريعات" التالي تعلم "صدق" ذلك:
"وجوب ضرب الخُمر على الجيوب وإدناء الجلابيب"، "حرمة إبداء الزينة للأجانب"، "النهي عن الضرب بالأرجل حتى لا تعلم الزينة"، "سؤال المتاع من وراء حجاب"، "منع الخضوع بالقول"، "القرار في البيوت"، "تحريم التبرج"، "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، "منع الخلوة بالأجنبية"، "تحريم وصف المرأة الأجنبية للرجل الأجنبي"، "التحذير من الدخول على النساء، وقوله: الحمو الموت"، "منع التعطر في الطريق"، "بيان أن المرأة عورة وذكر استشراف الشيطان لها إذا خرجت"، "تحريم الزنا وكل ما أفضى إليه الوسائل والأسباب"، "الأمر بحفظ الفروج"، "تحريم مس الأجنبية، وقوله: لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"، "تحريم السفر إلا مع ذي محرم"، "وجوب غض البصر"، "بيان حكم نظر الفجأة"، "تحريم الملابس الشفافة والضيقة المجسمة"، "تطويل ذيول النساء" "الطواف من وراء الرجال" ... إلخ إلخ.
ثم إذا قربت "عدستك" من التشريعات "المماسة" لمسألة "الاختلاط" مباشرةً، فستجدها منسجمة تماماً مع تلك "التشريعات" ومؤسسة لذات خطاب "التحفظ والاحتياط في علاقات الجنسين" بما يحدث في نفس الباحث أن ذاك "الاختلاط المقنن" هو من قبيل الحرام الذي لا ينبغي الاختلاف في حكمه.
تأمل مثلاً في تلك "التشريعات" المتصلة "بخروج المرأة للصلاة في المسجد"، وتفكر في جملة "الاحتياطات" التي سنها الشارع في هذا الباب، لتعلم حرص الشارع على منع "الاختلاط المحرم" وسد ذرائع "تطبيع العلاقة بين الجنسين".
(يُتْبَعُ)
(/)
الشريعة أسقطت عن المرأة واجب الحضور لصلاة الجماعة في المسجد، وجعلت صلاتها في بيتها خيراً لها من صلاتها في المسجد [قال صلى الله عليه وسلم: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها"] فإذا خرجت حرم عليها مس الطيب والتعطر ولبس ما تتزين به [قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً" وقال:"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات"] فإذا أرادت دخول المسجد فلها باب يخصها لا يدخل منه الرجال [قال صلى الله عليه وسلم: "لو تركنا هذا الباب للنساء"] فإذا استقرت في المسجد كان محل صلاتها خلف الرجال، وكلما تأخرت عنهم فهو خيرٌ لها [قال صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"] فإذا انتهت الصلاة مكث الرجال مدةً حتى ينصرف النساء [عن أم سلمة قالت: كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم، قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مقامه يسيراً قبل أن يقوم, قال: "نُرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال"] فإذا كانوا في الطريق مع الرجال فليس لهن أن يزاحمن الرجال ويختلطن بل لهن حافات الطريق [عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه أنه سمع صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، "فاختلط" الرجال مع النساء في الطريق؛ فقال صلى الله عليه وسلم للنساء: "استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحقُقْن الطريق، عليكن بحافات الطريق"، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به].
ولا يغيبن عن ذهنك وأنت تقرأ مثل هذه "الاحتياطات" التشريعية أنها جاءت في حق "أشرف الناس" بعد الأنبياء، وفي "الطريق العابر"، وفي "الوقت القصير"، وفي "وضح النهار"، مع "وجود الحجاب"، حالة الخروج من "أطهر البقاع"، بعد "أشرف العبادات العملية"، فمن باب أولى أن يمنع في أماكن المكث الطويل في أزمان الريب، والبعد عن الحجاب، وضعف الإيمان.
وبالله عليك حين يقرأ المسلم المتجرد الباحث عن الحق كل هذه "المنظومة المتماسكة" من "التشريعات" التي تستهدف سدَّ كل الطرق المفضية "لتطبيع" العلاقات بين الجنسين، فهل يشك أن من مقاصد الشريعة التي يريدها الله ويحبها "التحفظ والاحتياط في العلاقة بين الجنسين"؟! وأن "اختلاط الرجل بالمرأة في دوائر العمل بالساعات الطوال" من الأمر المحرم في دين الإسلام.
والذي أريد أن أفهمه: كيف يستقيم لشخص أن يُحرِّم "خلوة الرجل بالأجنبية" ولو مرةً واحدةً "لدقائق معدودة" مع تقدير انشغاله عنها وهي "محتشمة" "متحفظة" لورود "النص المحرم" ولانعقاد "الإجماع" على تحريم "الخلوة"، كيف يستقيم لهذا أن يبيح "الاختلاط بين الجنسين" "الساعات الطوال" على مدى "أيامٍ وسنواتٍ" في "دوائر العمل" و"قاعات الدراسة"، فأي الأمرين أولى بالتحريم في قياس الشريعة، وأيهما أعظم مظنةً لوقوع المحذور. ومن المعلوم ما تفضي إليه مثل هذه "المخالطة المطولة" من رفع "للكلفة" وإزالة "للحرج"، فلو قُدّر أن "هذا" و"هذه" تحفظا في بداية "اختلاطهما" فإن مآل هذا التواصل الطويل غالباً ارتفاع مثل هذا "التحفظ" وهذه "الكلفة" وتلكم "الحساسية"، والبدء "بعلاقة" يسودها ما يسود العلاقات من "عفويةٍ" "وضحكةٍ" "ونكتةٍ" و"دعابةٍ" وغير ذلك، ليتطور الأمر إلى ما ورائه، والواقع شاهدٌ، والصور حواضر، وفتش في عالم "اليوتيوب" وفضاء "الإنترنت" تعلم حجم الخلل وواقع الإشكال.
وليت شعري هل يصح أن تترك مثل هذه "المحكمات" في تحريم "الاختلاط المقنن" ويتعلل مثلاً بكون المرأة كانت تساعد في الحروب، أو أنهن يختلطن في المطاف، أو أنهن يبعن ويشترين في السوق، أو أنهن كن يستفتين النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة الرجال، أو أن النبي كان يأتيهن ونحو ذلك من النصوص "المجملة" "المحتملة"، بل و"الخارجة" عن سياق مسألتنا أصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)