ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الملك
و تسمى سورة تبارك , و الواقية , و المنجية , و هي مكية و آياتها ثلاثون آية.
فضلها:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غُفِر له " تبارك الذي بيده الملك ". صححه الألباني.
مجَّد الرب تعالى نفسه و عظمها و أثنى عليها بما هو أهله , و أخبر بأنه هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه , و لا يسأل عما يفعل لقهره و حكمته و عدله. فقال عز و جل:
(تبارك الذي بيده الملك و هو على كلّ شيء قدير) قال ابن جرير: أي تعاظم الذي بيده ملك الدنيا و الآخرة , و سلطانهما , نافذ فيهما أمره و قضاؤه , و هو على ما يشاء فعله ذو قدرة , لا يمنعه مانع , و لا يحول بينه و بينه عجز.
(الذي خلق الموت و الحياة) أي أوجد الموت و الحياة , فكل حيّ هو بالحياة التي خلق الله , و كل ميت هو بالموت الذي خلق الله , و هذا مظهر من مظاهر القدرة , أن يخلق الشيء و ضدّه.
لكن لماذا قدّم ذكر الموت على الحياة؟ قال العلماء: في ذلك سِرَّان – و الله أعلم بأسرار كلامه -: 1 – أن الله سبحانه و تعالى خلق الموت قبل الحياة , فالموت سبق الحياة , و العدم سبق الوجود , قال الله تعالى " كيف تكفرون بالله و كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " , و قال تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدَّهر لم يكن شيئا مذكورا , إنّا خلقنا الإنسان .. ". 2 – أن يُكثر الإنسان من ذكر الموت و أن يكون متعلقا بالموت أكثر من تعلقه بالحياة , و هذه وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم , حيث قال عليه الصلاة و السلام: " أكثروا ذكر هاذم اللذات " , يعني: الموت. قال الألباني: حسن صحيح. و جعل عليه الصلاة و السلام الإكثار من ذكر الموت عنوان العقل. سُئل عليه الصلاة و السلام: أيُّ المؤمنين أَكْيَس؟ قال: " أكثرهم للموت ذكرا , و أحسنهم لما بَعْدَهُ استعدادا , أولئك الأكياس " حسنه الألباني. قاله الشيخ عبد العظيم بدوي.
(ليبلوكم أيّكم أحسن عملا) أي: أحياكم ليختبركم و يمتحنكم أيكم خير عملا. و خير العمل و أحسنه أخلصه و أصوبه , أي أخلصه لله تعالى , و أصوبه أي: أدائه كما شرعه بلا زيادة و لا نقصان.
(و هو العزيز الغفور) و هو العزيز الذي له العزة كلها , التي قهر بها جميع الأشياء , و انقاد له المخلوقات. الغفور عن المسيئين و المقصرين و المذنبين , خصوصا إذا تابوا و أنابوا , فإنه يغفر ذنوبهم , و لو بلغت عنان السماء , و يستر عيوبهم , و لو كانت ملء الدنيا.
يتبع ....
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(الذي خلق سبع سماوات طباقا) أي سماء فوق سماء , لكن من غير مماسة , إذا ما بين كل سماء و أخرى هواء و فراغ مسيرة خمسمائة عام.
(ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوت) أي ليس في خلق الله تعالى نقص أو عيب أو خلل.
(فارجع البصر هل ترى من فُطور) أي: إن شككت , فكرر النظر إلى السماء و تأملها , هل ترى فيها عيبا أو نقصا أو خللا أو شقوق.
(ثم ارجع البصر كرتين) أي مرتين , مرة بعد مرة. و المراد بذلك كثرة التكرار , ابتغاء الخلل و الفساد و العبث.
(ينقلب إليك البصر خاسئا) يرجع إليك البصر ذليلا عاجزا عن أن يرى خللا أو عيبا , و لو حرصت غاية الحرص.
(و هو حسير) أي: كليل تعب , و قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرار , و لا يرى نقصا.
يتبع ...
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 03:53]ـ
جزاك الله خيراً.
(و من يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابا صعدا) أي: من أعرض عن ذكر الله , الذي هو كتابه , فلم يتبعه و ينقذ له , بل غفل عنه و لهي , فإنه سوف يعذب عذابا شاقا شديدا موجعا مؤلما.
للفائدة:
قال ابن عاشور في تفسيره:
والصّعَد: الشاق الغالِبُ، وكأنه جاءٍ من مصدر صَعد، كفرح إذا علا وارتفع، أي صَعِد على مفعوله وغلبه،
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 02:33]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 01:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(و لقد زيّنّا السّماء الدنيا بمصابيح) و لقد جمّلنا السماء التي ترونها – و هي الدانية من الأرض القريبة منها – بالنجوم و الكواكب التي وضعت فيها من السيارات و الثوابت , لأنه لولا ما فيها من النجوم و الكواكب لكان سقفا مظلما , لا حسن فيه و لا جمال. و سميت الكواكب و النجوم بمصابيح لإضاءتها. و كذلك الصبح , إنما قيل له صبح , للضوء الذي يضيء للناس من النهار.
(و جعلناها رجوما للشياطين) أي هذه النجوم و الكواكب جعلناها رجوما للشياطين ترجم بها الملائكة شياطين الجن الذين يريدون استراق السمع من كلام الملائكة – في السماء الدنيا – حتى لا يفتنوا الناس في الأرض عن دين الله عز وجل. و هذه الآية مثل قوله تعالى في سورة الصافات " إنّا زيّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب , و حفظا من كلّ شيطان مّارد , لا يسّمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كلّ جانب , دُحورا و لهم عذاب واصب , إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ".
قال قتادة: إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء , و رجوما للشياطين , و علامات يهتدى بها , فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه و أخطأ حظه , و أضاع نصيبه , و تكلف ما لا علم له به.
هذه الشهب التي ترمى من النجوم , أعدها الله في الدنيا للشياطين , أما في الآخرة فقد قال الله تعالى (و أعتدنا لهم عذاب السعير) أي: و هيأنا للشياطين – لأنهم تمردوا على الله , و أضلوا عباده – عذاب السعير يعذبون به يوم القيامة كسائر الكافرين من الإنس و الجن.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(و للذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم و بئس المصير) إن للذين جحدوا – من الإنس و الجن – ألوهية الله سبحانه و تعالى و لقاءه , فما عبدوه و لا آمنوا به , عذاب جهنم , و بئس المآل و المنقلب.
(إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا) إذا ألقي الكافرون في النار – على وجه الإهانة و الذل – سمعوا لها صوتا عاليا فظيعا مزعجا كصوت الحمار إذا شهق أو نهق.
(و هي تفور) قال الثوري: تغلي بهم كما يغلي الحَبّ القليل في الماء الكثير.
(تكاد تميّز من الغيظ) تكاد جهنم على اجتماعها أن يفارق بعضها بعضا , و تتقطع من شدة غيظها و حنقها على الكفار , فما ظنك ما تفعل بهم , إذا حصلوا فيها؟!!
(كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير , قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذّبنا و قلنا ما نزّل الله من شيء إن أنتم إلاّ في ضلال كبير) كلما ألقي في جهنم جماعة من الكفرة سألهم الملائكة الموكلون بالنار و عذابها – و هم الزبانية و عددهم تسعة عشر ملكا – سؤال توبيخ و تقريع , ألم يأتكم رسول من الله في الدنيا يدعوكم إلى الإيمان و الطاعة , و ينذركم هذا العذاب؟ فأجابوا قائلين: نعم قد جاءنا نذير و لكن كذبنا الرسل و أفرطنا في التكذيب , حتى نفينا الإنزال و الإرسال رأسًا , و بالغنا في نسبتهم إلى الضلال.
(و قالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير) و قالوا معترفين بعدم أهليتهم للهدى و الرشاد: لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو نسمع ما أنزل الله من الحق , لما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله و الإغترار به , و ما كنّا في أصحاب النار , و لكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل , و لا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم.
(فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير) أي: فأقروا بجحدهم الحق , و تكذيبهم الرسل , فبعدا لهم بعدا من رحمة الله. لأنهم سواء اعترفوا بذنبهم أو أنكروه , فإن ذلك لا ينفعهم , و أن مقرهم سيبقى هو هو جهنم و بئس المصير. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لن يهلِك الناس حتى يَعذِروا – أو يُعذِروا – من أنفسهم " رواه أبو داود و صححه الألباني.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
لما ذكر الله تعالى حالة الأشقياء الفجار , ذكر حالة السعداء الأبرار , فقال:
(إن الذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير) إن الذين يخافون الله تعالى في جميع أحوالهم - حتى في الحالة التي لا يطلع عليهم فيها إلا هو سبحانه و تعالى , فإنهم لا يقدمون على معاصيه , و لا يقصرون فيما أمر به - لهم مغفرة لذنوبهم , و إذا غفر الله ذنوبهم , و قاهم شرها , و وقاهم عذاب الجحيم. و لهم أجر كبير و هو ما أعده الله لهم في الجنة , من النعيم المقيم , و الملك الكبير , و اللذات المتواصلات و المشتهيات , و القصور و المنازل العاليات , و الحور الحسان , و الخدم و الولدان. و أعظم من ذلك و أكبر رضا الرحمن , الذي يحله الله على أهل الجنان.
(و أسروا قولكم أو اجهروا به إنّه عليم بذات الصّدور) هذا إخبار من الله تعالى بسعة علمه , و شمول لطفه , فسواء جهرتم بالقول أو أخفيتموه عن الناس أو في الصدور , فإنه سبحانه و تعالى مطلع على ذلك , عالم به , لا يخفى عليه منها شيء. بل إن الجهر و السر عنده سواء.
(و هو اللطيف الخبير) أي: اللطيف بعباده , الخبير بأعمالهم , حتى أدرك السرائر و الضمائر , و الخبايا و الخفايا و الغيوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من معاني اللطيف , أنه الذي يلطف بعبده و وليه , فيسوق إليه البر و الإحسان من حيث لا يشعر , و يعصمه من الشر من حيث لا يحتسب , و يرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال , حتى إنه يذيقه المكاره , ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة , و المقامات النبيلة. قال الغزالي: إنما يستحق اسم اللطيف من يعلم دقائق الأمور و غوامضها , و ما لطف منها , ثم يسلك في إيصال ما يصلحها سبيل الرفق , دون العنف , و الخبير هو الذي لا يعزب عن علمه الأمور الباطنة , فلا تتحرك في الملك و الملكوت ذرة , و لا تسكن أو تضطرب نفس , إلا و عنده خبرها , و هو بمعنى العليم.
يتبع ....
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 08:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
لما ذكر الله تعالى حالة الأشقياء الفجار , ذكر حالة السعداء الأبرار , فقال:
(إن الذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير) إن الذين يخافون الله تعالى في جميع أحوالهم - حتى في الحالة التي لا يطلع عليهم فيها إلا هو سبحانه و تعالى , فإنهم لا يقدمون على معاصيه , و لا يقصرون فيما أمر به - لهم مغفرة لذنوبهم , و إذا غفر الله ذنوبهم , و قاهم شرها , و وقاهم عذاب الجحيم. و لهم أجر كبير و هو ما أعده الله لهم في الجنة , من النعيم المقيم , و الملك الكبير , و اللذات المتواصلات و المشتهيات , و القصور و المنازل العاليات , و الحور الحسان , و الخدم و الولدان. و أعظم من ذلك و أكبر رضا الرحمن , الذي يحله الله على أهل الجنان.
(و أسروا قولكم أو اجهروا به إنّه عليم بذات الصّدور) هذا إخبار من الله تعالى بسعة علمه , و شمول لطفه , فسواء جهرتم بالقول أو أخفيتموه عن الناس أو في الصدور , فإنه سبحانه و تعالى مطلع على ذلك , عالم به , لا يخفى عليه منها شيء. بل إن الجهر و السر عنده سواء.
(ألا يعلم من خلق) أي: كيف لا يعلم سركم كما يعلم جهركم و هو الخالق لكم , فالخالق يعرف مخلوقه.
(و هو اللطيف الخبير) أي: اللطيف بعباده , الخبير بأعمالهم , حتى أدرك السرائر و الضمائر , و الخبايا و الخفايا و الغيوب.
و من معاني اللطيف , أنه الذي يلطف بعبده و وليه , فيسوق إليه البر و الإحسان من حيث لا يشعر , و يعصمه من الشر من حيث لا يحتسب , و يرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال , حتى إنه يذيقه المكاره , ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة , و المقامات النبيلة. قال الغزالي: إنما يستحق اسم اللطيف من يعلم دقائق الأمور و غوامضها , و ما لطف منها , ثم يسلك في إيصال ما يصلحها سبيل الرفق , دون العنف , و الخبير هو الذي لا يعزب عن علمه الأمور الباطنة , فلا تتحرك في الملك و الملكوت ذرة , و لا تسكن أو تضطرب نفس , إلا و عنده خبرها , و هو بمعنى العليم.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 08:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) أي: هو الذي سخر لكم الأرض فجعلها ساكنة لينة سهلة المسالك و سهلة للمشي و السير عليها , و أنبع فيها من العيون , و هيأ فيها من المنافع و مواضع الزروع و الثمار , حتى تدركوا منها كل ما تعلقت به حاجاتكم , من غرس و بناء و حرث , و طرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية و البلدان الشاسعة.
(فامشوا في مناكبها) فامشوا و سافروا حيث شئتم من أقطارها , و ترددوا في أقاليمها و أرجائها - شرقا و غربا - في طلب الرزق و أنواع المكاسب و التجارات.
(و كلوا من رزقه) أي: إلتمسوا من نعمه تعالى و كلوا من رزقه الذي خلق لكم. قال الشهاب: فالأكل و الرزق , أريد به طلب النعم مطلقا , و تحصيلها أكلا و غيره. قال: و أنت إذا تأملت نعيم الدنيا , و ما فيها , لم تجد شيئا منها على المرء غير ما أكله , و ما سواه متمم له , أو دافع للضرر عنه.
(و إليه النشور) أي: إليه سبحانه و تعالى المرجع يوم القيامة , فتبعثون بعد موتكم , و تحشرون إليه عز و جل , ليجازيكم بأعمالكم الحسنة و السيئة.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 07:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض) هذا تهديد و وعيد من الله تعالى لمن استمر في طغيانه و تعدِّيه , و عصيانه الموجب للنكال و حلول العقوبة. و معناه: أأمنتم عذاب من في السماء – و هو الله تعالى العليُّ الأعلى – أن يخسف بكم الأرض لتهلكوا كلكم في جوفها , فيغيبكم إلى أسفل سافلين.
و في هذا الإستفهام ينكر عليهم أمنهم من الخسوف بهم و هم قائمون على معاصي توجب لهم ذلك.
(فإذا هي تمور) أي تضطرب و تهتز هزا شديدا بكم , و ترتفع فوقكم , و تنقلب عليكم حتى تتلفكم و تهلككم.
(أم أمنتم مّن في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) أن يرسل عليكم ريحا عاصفا ترميكم بالحصباء الصغار فتهلككم. قال تعالى " أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البرّ أو يرسل عليكم حاصبا ثمّ لا تجدوا لكم وكيلا ".
و الإستفهام الذي في الآية هو إنكاري تعجبي , ينكر عليهم أمنهم من عذاب الله بإرسال حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط فتهلكهم كما أهلكتهم , إذ هم قائمين على تكذيبهم و شركهم و كفرهم.
(فستعلمون كيف نذير) قال ابن جرير: أي عاقبة نذيري لكم , إذا كذّبتم به , و رددتموه على رسولي.
(و لقد كذب الذين من قبلهم) و لقد كذب أقوام من الأمم السابقة و القرون الخالية – مع كونهم أشد منهم عددا و عُددا – رسلي حينما أنكروا عليهم الشرك و الكفر , فأهلكناهم.
(فكيف كان نكير) فانظروا كيف كان إنكار الله عليهم , عاجلهم بالعقوبة الدنيوية قبل عقوبة الآخرة , فاحذروا أن يصيبكم ما أصابهم. قال القاضي: هو تسلية للرسول صلى الله عليه و سلم , و تهديد لقومه المشركين.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عاصم المصري]ــــــــ[22 - Jan-2010, صباحاً 01:22]ـ
السلام عليكم شيخنا عبد الحي ارجو التعرف عليك مباشرة لطباعة هذا التفسير لعل الله ينفع به المسلمين ممن لا يدخلون شبكة الأنتر نت هذا اميلي asem_sw2007@yahoo.com
asem_sw2007@hotmail.com
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 05:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن) أولم ينظروا إلى الطير الذي سخر الله له الجو و الهواء , تبسط و تقبض أجنحتها للطيران , فما يمسكها عن الوقوع من السماء في حالة البسط أو القبض إلا الرحمن – جل جلاله و عظم سلطانه – بما شاء من السنن و النواميس التي يحكم بها خلقه و يدبر بها ملكوته , قال تعالى: " أولم يروا إلى الطير مُسخَّرات في جو السّماء ما يمسكهن إلاّ الله إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".
و هذا دال على قدرة الله تعالى و علمه و رحمته الموجبة لعبادته وحده , فكيف ينكر المشركون و الكفار ألوهيته و رحمته؟! إنّ هذا لعجب العجاب.
(إنّه بكل شيء بصير) أي: بما يصلح كل شيء من مخلوقاته. قال القاشاني: فيعطيه ما يليق به , و يسوِّيه بحسب مشيئته , و يودع فيه ما يريده بمقتضى حكمته , ثم يهديه إليه بتوفيقه.
(أمّن هذا الذي هو جُندٌ لكم ينصركم مّن دون الرحمن) يقول تعالى للمشركين الذين عبدوا غيره , يبتغون عندهم نصرا و رزقا , مُنكرا عليهم فيما اعتقدوه , و مُخبرا لهم أنه لا يحصل لهم ما أملوه: من هذا الذي يعينكم و ينصركم - من دون الله تعالى – إذا أراد بكم الرحمن – سبحانه و تعالى – سوءًا , فيدفعه عنكم؟ و من الذي ينصركم على أعدائكم غير الرحمن؟ فإنه تعالى هو الناصر المعز المذل , و غيره من الخلق لو اجتمعوا على نصر عبد , لم ينفعوه مثقال ذرة , على أيّ عدوّ كان.
و الإستفهام للتبكيت و التأنيب و الإضراب الإنتقالي إذ تنقل من توبيخهم على عدم التأمل فيما يشاهدونه من أحوال الطير المُنْبئة عن آثار قدرة الله و رحمته إلى التبكيت بضعفهم و قلة الناصر لهم سوى الرحمن الذي يكفرون به.
(إنّ الكافرون إلاّ في غرور) إن استمرار الكافرين على كفرهم , بعد أن علموا أنه لا ينصرهم أحد من دون الرحمن , غرور و سَفَهٌ.
(أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه) من هذا الذي يطعمكم و يسقيكم و يأتي بأقواتكم إن أمسك الله ربكم رزقه عنكم , فلو قطع عليكم المطر ما أتاكم به أحد غير الله , لأن لا أحد يعطي و يمنع و يخلق و يرزق , و ينصر إلا الله عز وجل , وحده لا شريك له.
و أصلا الخلق لا يقدرون على رزق أنفسهم , فكيف بغيرهم؟
(بل لّجّوا في عتُّوٍّ و نفور) بالرغم من علمهم أن الله تعالى هو الناصر الرازق و بالرغم من هذا التبكيت و التأنيب , استمر الكافرون في طغيانهم و إفكهم و ضلالهم , معاندة و استكبارا و نفورا على أدبارهم عن الحق , لا يسمعون له و لا يتبعونه , و أصرّوا على اعتقاد أنهم يُحفظون من النوائب , و يُرزقون ببركة آلهتهم , و أنهم الجند الناصر الرازق , مكابرة و عنادًا.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Mar-2010, مساء 07:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(أفمن يمشي مُكبّا على وجهه أهدى , أمّن يمشي سويّا على صراط مّستقيم) أي: أيّ الرجلين أهدى؟ من كان تائها في الضلال , غارقا في الكفر قد انتكس قلبه , فصار الحق عنده باطلا , و الباطل حقا؟ و من كان عالما بالحق , مؤثرا له , عاملا به , يمشي على الصراط المستقيم في أقواله و أعماله و جميع أحواله؟ فبمجرد النظر إلى حال هذين الرجلين , يعلم الفرق بينهما , و المهتدي و الضال منهما , و الأحوال أكثر شاهد من الأقوال. ثم إن في الآخرة أيضا , المؤمن يحشر يمشي سويا على صراط مستقيم , مُفضى به إلى الجنة الفيحاء , و أما الكافر فإنه يحشر يمشي على وجه إلى نار جهنم.
عن أنس بن مالك قال: قيل يا رسول الله , كيف يحشر الناس على وجوههم؟ فقال: " أليس الذي أمشاهم على أرجلهم قادرا على أن يمشيهم على وجوههم " رواه البخاري و مسلم.
(قُل هو الذي أنشأكم و جعل لكم السّمع و الأبصار و الأفئدة) أي: هو المستحق للعبادة وحده , و سلوك صراطه , لأنه هو الذي أوجدكم من العدم - أي بعد أن لم تكونو شيئا مذكورا - من غير معاون له و لا مُظاهر , و لما خلقكم , كمّل لكم الوجود بالسمع و الأبصار و القلوب , التي هي أنفع أعضاء البدن , و أكمل القوى الجسمانية.
(قليلا ما تشكرون) أي: قلّما تستعملون هذه القوى التي أنعم الله بها عليكم في طاعته و امتثال أوامره و ترك زواجره.
(قل هو الذي ذرأكم في الأرض) هو الذي خلقكم في الأرض و بثكم و نشركم في أقطارها و أرجائها , مع اختلاف ألسنتكم في لغاتكم , و ألوانكم و أشكالكم , لتعبدوه , و تقوموا بالقسط الذي أمر به.
(و إليه تحشرون) أي: تُجمعون بعد هذا التفرق و الشتات - للحساب و الجزاء - , يجمعكم كما فرقكم و يعيدكم كما بدأكم.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلجات ملتاعه]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 02:50]ـ
الله ينفع بيك أخي الكريم ويزيدك علم ورفعة في الدارين ياحي ياقيوم ..
بادرة جدا جدا جدا طيبة الله يقويك يارب وتتمها إلى سورة البقرة ..
متابعين وبشغف ..
جزاك الباري الجنة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم أمين و إياكم
أحسن الله إليكم و بارك فيكم و شكرا لكم جزيلا
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الملك
(و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) أي: و يقول الكافرون لرسول الله صلى الله عليه و سلم و المؤمنين: متى يجيء هذا الوعد الذي تعدوننا به و هو يوم القيامة؟
(قل إنّما العلم عند الله) و هي كقوله تعالى " قل إنما علمها عند ربي " فلا يعلم وقت ذلك على التعيين إلا الله عز و جل , و لكنه أمرني أن أخبركم أن هذا كائن و واقع لا محالة فاحذروه.
(و إنما أنا نذير مبين) و إنما أنا عليَّ البلاغ , و قد أديته إليكم.
(فلمّا رأوه زلفة سيئة وجوه الذين كفروا و قيل هذا الذي كنتم به تدَّعون) لما قامت القيامة و شاهدها الكفار , و رأوا أن الأمر كان قريبا , لأن كل ما هو آتٍ آتٍ و إن طال زمنه , فلما وقع ما كذبوا به ساءهم ذلك و أفظعهم , و قلقل أفئدتهم , فتغيرت وجوههم من الكآبة و الغم و الإنكسار و الحزن. لما يعلمون ما لهم هناك من شر. قال تعالى: " و بدا لهم سيئات ما كسبوا و حاق بهم مّا كانوا به يستهزئون " , و لهذا يقال لهم على وجه التقريع و التوبيخ , هذا الذي كنتم به تكذبون , و هذا الذي كنتم به تطلبون و تستعجلون , متحدّين رسولنا و المؤمنين , فاليوم رأيتموه عيانا , و انجلى لكم الأمر , و تقطعت بكم الأسباب و لم يبق إلا مباشرة العذاب.
(قل أرءيتم إن أهلكني الله و من معيَّ أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) لما كان المكذبون للرسول صلى الله عليه و سلم , الذين يردون رسالته , و ينتظرون هلاكه و موته , تخلصًا من دعوته و انتشارها. أمره الله تعالى أن يقول لهم: خلِّصوا أنفسكم , فإنه لا منقذ لكم من الله إلا التوبة و الإنابة , و الرجوع إلى دينه , و لا ينفعكم وقوع ما تتمنون لنا من العذاب و النَّكال , فسواء عذبنا الله أو رحمنا , فلا مناص لكم من نكاله و عذابه الأليم الواقع بكم.
(قل هو الرَّحمن ءامنَّا به و عليه توكلنا , فستعلمون من هو في ضلال مبين) أي: آمنا برب العالمين الرحمن الرحيم , و عليه اعتمدنا في جميع أمورنا , لا على ما تتكلون عليه من رجالكم و أموالكم , و إنه في يوم ما سوف تعلمون من هو في ضلال ممن هو على صراط مستقيم.
(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بما معين) أي: قل لهؤلاء المشركين يا رسولنا تذكيرا لهم: أخبروني إن أصبح ماؤكم الذي تشربون منه , ذاهبا في الأرض إلى أسفل , فلا يُنال بالفئوس الحداد , و لا السواعد الشداد , فمن يأتيكم بماء نابع سائح جار على وجه الأرض؟ الجواب: لا أحد. لأنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز و جل , إذا فلم لا تؤمنون به و توحدونه في عبادته و تتقربون إليه بالعبادات التي شرع لعباده أن يعبدوه بها؟.
ـ[وحيد فايد]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 02:12]ـ
شكرا علي قبولي عضوا لديكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 02:37]ـ
شكرا علي قبولي عضوا لديكم
أهلا ومرحبا بكم أيها الفاضل ...
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 04:22]ـ
بوركت يا أخي الفاضل .. أسأل الله أن يجزل لكم الثواب على هذا العمل الطيب.
ـ[راحه البال]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 03:02]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
ـ[أبو محمد الشامي]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 10:59]ـ
ما شاء الله، تبارك الله
جزاك الله خيراً، ونفع بك(/)
من الأصوات المتميزة الخلابة في قراءة القرآن الكريم
ـ[عمر سعد الفاروقي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 01:34]ـ
من الأصوات صراحة التي جزبتني جدا في قراءة كلام الله تبارك وتعالى كلا من:
1 - نعمة بن يعقوب الحسان العراقي.
2 - ياسر القرشي الأسيوطي المصري.
3 - عادل بن سالم بن سعيد الكلباني السعودي.(/)
تأملات حول سورة طه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Nov-2007, مساء 02:56]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
لا شك أن تدبر القراّن من أعظم القربات إلى الله عز وجل، ومن أثمن ما تنفق فيه الأوقات، وتفنى فيه الأعمار، ومن إعجاز القراّن العظيم أنه لا تفنى عجائبه فكلما قرأته لاحت لك معانٍ جديدة، وكأنك تقرأ لأول مرة! و لا عجب أن يكون كلام الله عز وجل كذلك.
وهذه بعض الخواطر التي لاحت لي أثناء قراءتي لسورة طه - وهي من أكثر السور التي أحببتُها منذ صغري - أردتُ أن أضعها بين يديكم؛ لعلها تكون فيها فائدة ينتفع بها، أو خطأ فأنبه عليه شاكرا من نبهني، مع التذكير أن معظم ما أذكره - إن لم يكن كله - قد أخذته عن علمائنا إما من قدماء المفسرين، أو من المشايخ الذين أتعلم منهم التفسير كالدكتور محمد إسماعيل المقدم حفظه الله والأستاذ الدكتور عبد البديع أبي هاشم حفظه الله وغيرهما.
وقد وضعت هذه التأملات على هيئة عناصر موضوعية أذكر تحتها الاّيات الكريمة التي وردت في هذا العنصر من هذه السورة المباركة، فالله الموفق.
1 - الجزاء من جنس العمل:
أ -" قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) "
فكما أن السامري مس ما لا يحل له من أثر الرسول جبريل عليه السلام عوقب بأنه لا يَمس أحدا و لا يمسه أحد.
ب - "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) "
فكما أنه تعامى عن اّيات الله في الدنيا حشر يوم القيامة أعمى، وكما أنه ترك اّياتِ الله عز وجل في الدنيا سيترك في النار يوم القيامة.
ج - " قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) "
فكما أنهم أعرضوا عن ذكر الله عز وجل، أعرض الله عن توجيه الكلام لهم مباشرة، بل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ذلك.
2 - من مظاهر حب موسى عليه السلام لربه:
أ -" قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) "
والشاهد منه أنه كان يكفيه أن يقول (هي عصاي) ولكن أراد الإطناب في الكلام؛ حبا لربه وأنسا بحديثه.
ب - " وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) "
فلم يتحمل موسى عليه السلام أن ينتظر قومه، بل سارع إلى ميعاد ربه؛ شوقا إليه، وطمعا في رضاه، وترك أخاه هارون عليه السلام مع بني إسرائل، وطلب منهم أن يلحقوا به.
ج - "فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) "
فلا شك أن الغضب عند انتهاك حرمات الله من علامات حب الله عز وجل.
3 - دعوة المرسلين دعوة واضحة لا خفاء فيها:
* " قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) "
فاختياره موعدا يجتمع فيه الناس، بل وفي وقت الضحى - فلم يختره ليلا - دليل على وضوح دعوة المرسلين، وقد أُمرنا بالاقتداء بهم.
4 - الأم أرحم من الأب غالبا:
* "قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) "
رغم أن موسى عليه السلام شقيق هارون عليه السلام إلا أنه ناداه بأمه، لما في الأمومة من رأفة ورحمة، وكأنها يقول له لقد كنا في رحِم واحد فلتكن بيننا رحمة.
5 - الرجل هو القائم على أهله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - "إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) "
فموسى عليه السلام طلب من زوجه البقاء في مكانها، وهو الذي يذهب للبحث عن النار؛ حتى يحصلوا على الدفء وعلى الإضاءة.
ب - " فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) "
فلم يقل (فتشقيا) لأن الرجل هو الذي يسعى على أهله.
6 - الكفر سبب الفرقة والإيمان سبب للوَحدة:
فالسحرة عندما كانوا كفرة قال الله عز وجل عنهم: " فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) "
أما بعد إسلامهم فاجتمعت كلمتهم.
7 - الأخذ بالأسباب منهج الإسلام:
* "وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) "
فالإسراء هو السير ليلا، وقد كان الله قادرا أن يأمرهم بالغدو من الصباح، ولكن حتى يعلمنا الأخذ بالأسباب.
8 - الداعي حريص على هداية الناس:
أ - " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) "
فموسى وهارون عليهما السلام أرادا لفرعون التذكرة والخشية.
ب - " قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) "
رغم أن الموقف ينبىء عن صعوبة تقبل السحرة لدعوة موسى، إلا أنه عليه السلام دعاهم إلى الله عز وجل، في الوقت الذي يقفون خصوما له، ولقد كانت لدعوته صدى " فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) " ولكن لم يسلموا، حتى إذا ما رأوا الاّيات الباهرات أسلموا لله رب العالمين.
ج - " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) "
فلقد كان سبب خوف موسى عليه السلام هو خوفه أن يغتر الناس بسحر السحرة، فينصدوا عن الإيمان بالله عز وجل.
9 - الداعي يقطع أي احتمال خطأ يمكن أن يدور على ذهن المرء:
* " قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) "
فعندما أخبر موسى عليه السلام فرعون أن كل شيء قد كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ أخبره أنه لا يغيب عن الله شيء، و لا ينسى ربنا شيئا عز وجل، وذلك لأن الهدف الأساسي من كتابة الإنسان هو النسيان (قيدوا العلم بالكتابة) فكأن موسى عليه السلام خشي أن يظن فرعون ذلك برب العالمين، فقطع الشك باليقين.
10 - إذا كنت تناظر أحدا فإياك أن يخرجك عن موضوعك الأصلي:
* "قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) "
فموسى عليه السلام يدعو فرعون إلى التوحيد، فأخرجه فرعون بسؤال ليس من صلب الموضوع، فلم يسترسل موسى في الإجابة، بل اكتفى بأن علم ذلك عند الله.
يتبع إن شاء الله.
ـ[حمدان]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 01:30]ـ
قوله تعالى {ولاتنيا في ذكري} هذه من كنوز القران وهي وصية الله لاولياؤه بعدم التكاسل والضعف عن ذكره الذي هو السلاح الاقوى وسبب النصر ولهذا اوصى به موسى في اصعب مهمة وهي رسالته الى عدو شرس يتشوق للفتك به فلما اخذ موسى بهذه الوصية فاز وانتصر وكذلك جميع الرسل والاولياء وانظر الى ابراهيم علية السلام حين اخذ رجال الطاغية منه سارة اخذ ابراهيم يصلي حتى عادة اليه سالمة ورد كيد الطاغية من الله سبحانه ولهذا قال سبحانه {واستعينوا بالصبر والصلاة} وهذه من اسلحة اولياء الله ايضا وقد جربها حتى الكفرة في الفلك فوجدوا ثمرتها والمحروم من حرمها وفق الله الجميع
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 05:25]ـ
11 - براعة الاستهلال:
"وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) "
ففي استفتاح قصة موسى عليه السلام بهذا السؤال الذي فيه تشويق وإثارة لذهن السامع براعة استهلال.
12 - حسن التخلص:
" كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) "
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعد أن انتهت قصة موسى عليه السلام لم يشعر القارىء بنقلة مفاجئة، بل هناك تدرج في الانتقال وهذا ما يسمى بحسن التخلص، وعلى إخواننا الخطباء والمتحدثون أن يراعوه، فبعض الخطباء يقسمون خطبتهم إلى عناصر، ويكون الانتقال من عنصر إلى اّخر انتقالا مفاجئا متكلفا، لكن المهارة في الانتقال الحسن الذي يشعر المستمع بترابط أجزاء الخطبة.
13 - الصلاة والدعوة إليها سبب للرزق:
" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) "
14 - الدنيا قصيرة جدا:
" وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) "
فتشبيه الحياة بالزهرة فيه دلالة على قصر الدنيا، فهي كالزهرة التي تكون خضراء مزهرة، ثم لا تلبث بعد أن تذبل وتموت.
15 - تكرير الوعيد منهج قراّني:
" وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) "
قال الجلال المحلي رحمه الله في قوله صرفنا:كررنا.
وهذا فيه رد على من ينكر على الدعاة تكريرهم الوعيد والتحذير من عذاب القبر والنار وأهوال القيامة.
16 - نفي المفسدين ومنعهم من نشر فسادهم هو منهج الأنبياء:
" قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) "
فلما كان السامري من المفسدين نفاه موسى عليه السلام، وعاقبه الله تعالى بأنه لا يمس أحد و لا يمسه أحد، وهكذا لا بد أن يكون التعامل مع رءوس الكفر والبدع، فلا بد أن يحول السلطان بينهم وبين الناس؛ حتى لا يفتنوا بهم، وهذا فيه رد على المتشدقين بحرية الفن والإبداع - هكذا دون أي ضوابط! -.
17 - تحطيم التماثيل منهج الأنبياء:
" قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) "
لم يقل موسى عليه السلام هذه من مظاهر حضارات الأمم!
18 - عداء العلم الشرعي صفة الكافرين:
" مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) "
فالقراّن والعلم سبب للرحمة والنور والهداية فيالدارين، وليس سببا للشقاوة كما زعم الكافرون، وهكذا المنافقون في كل عصر تجدهم مبغضين للعلم الشرعي والعلماء.
19 - التعريف بالعدو منهج رباني:
" فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) "
فلا بد أن تعرف أمتنا حقيقة الصهيونية والماسونية والعالمانية والروافض ..... إلخ
20 - من أسلحة الباطل في مواجهة الحق:
أ - الترهيب:
" قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) "
وهذا أسلوب الطواغيت في كل عصر ومصر!
ب - الترغيب:
" فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) "
فقد استخدم إبليس أسلوب الإغراء والشهوات، كما يصنع أرباب القنوات والمواقع الإباحية وغيرهم ممن يفسدون الأمة بالشهوات.
ج- التضليل والتلبيس:
* "فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) "
* " فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
وما أشبه اليوم بالبارحة! ما أكثر الشبهات والتلبيسات والنظريات الكفرية في عصرنا!
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 05:26]ـ
جزاكم الله خيرا أخي حمدان وبارك فيكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 09:06]ـ
وعلى إخواننا الخطباء والمتحدثون
الصواب (المتحدثين)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 09:07]ـ
[ u]11[u]16 - لا يمس أحد
الصواب (أحدا)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 08:44]ـ
21 - أسلحة الحق في مواجهة الباطل:
أ - الدعاء:
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)
ب - ذكر الله عز وجل:
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)
ج - حب الله عز وجل ودينه:
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
وهذا على التفسير بأن (الذي فطرنا) معطوفة على (البينات) بمعنى لن نفضلك يا فرعون على ديننا وربنا.
وللاّية تفسير اّخر أن الواو هنا واو القسم، فيكون المعنى (والي فطرنا لن نفضلك على ديننا).
د - تحقيرالدنيا
] قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) فقد حقر الشهداء البررة (السحرة سابقا) من شأن عذاب فرعون عندما علموا أن الدنيا محله.
ه - تذكر الجنة والنار:
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)
على رأي من قال إن هذا من كلام الشهداء البررة.
و - التعرف إلى الله بأسمائه وصفاته:
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)
فإذا خفتَ من ظالم فتذكر أن الله يرى كل شيء ويسمعه وهو قادر على كل شيء.
ي - الصبر والصلاة
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)
22 - النبوة وهبية وليست كسبية:
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)
23 - سرعة الاستجابة لأمر الله حتى وإن لم ندر العلة من التشريع:
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)
لم يقل موسى ولمَ ألقي عصاي يا رب ومال لحكمة من ذلك؟؟ بل امتثل أمره بسرعة كما دل حرف الفاء على لك.
24 - لا تنتظر إذنا من أحد لكي تؤدي فرض الله:
قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)
25 - الدعاة هم عباد الله المصطفون:
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)
فبعد أن ذكر الله عزوجل لموسى أنه اصطنعه لنفسه أي اصطفاه واجتباه، عقب ذلك في الاّية التي تليها، بالتكليف بالدعوة إلى الله عز وجل، وكأنها إشارة إلى التلازم بين الدعوة والاصطفاء والله أعلم.
26 - التعاون على طاعة الله من أهم سمات الأخوة في الله:
وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)
27 - العقائد وأصول العبادات ثابتة في جميع الشرائع:
] إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)
فهاهي شرعة موسى عليه السلام بها توحيد الله والأمر بعبادته وإقام الصلاة والإيمان باليوم الاّخر.
28 - تبرئة هارون عليه السلام من ترك إنكار المنكر كما يزعم البعض:
وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)
29 - الحرص على حقوق الإنسان الشرعية من سمات دعوة الأنبياء:
فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)
فعلى الدعاة أيضا أن يضعوا نصب أعينهم حقوق الإنسان الشرعية، وأن يقفوا أمام أي اعتداء عليها.
30 - أنت المستفيد بالعبادة يا ابن اّدم وليس ربك:
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)
فأنت الذي سترضى، إذا سرت على شرع الله.
يتبع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 12:05]ـ
31 - الحياة الذليلة لا تسمى حياة ً
(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74))
فحياة الكافر في جهنم لا تستحق أن تسمى حياة!
32 - الأنبياء لا يعلمون الغيب
(وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85))
ظن موسى عليه السلام أن قومه على أثره قادمون، ولم يدر أنهم قد فتنوا من بعده وعبدوا العجل.
33 - العبادة بالخوف والرجاء والحب
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73))
ففي قولهم (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا) عبادة له بالحب على تفسير الواو بأنها عاطفة وليست واو القسم.
وفي قولهم (والله خير) عبادة بالرجاء إذ المعنى خير منك ثوابا فطمعوا في ثواب الله.
وفي قولهم (وأبقى) عبادة بالخوف إذ المعنى والله أبقى منك عذابا، فخافوا من عذاب الله عز وجل.
وهكذا حال المؤمن لا بد أن يجمع في عبادته لله عز وجل بين الحب والرجاء والخوف.
34 - أهم حاجات النفس البشرية:
أ - الأمن من كل ما يخيفها.
ب - نيل ما يحتاجه الجسد.
ج - نيل ما تحتاجه الروح.
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ وَنزلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80))
فقد أمنهم من فرعون وجنوده، ورزقهم المن والسلوي - حاجات الجسد -، وأعطاهم التوراة - حاجات الروح -.
35 - من فطنة هارون عليه السلام:
(وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90))
من فطنته سلام الله عليه اختيار اسم الله الرحمن؛ حتى يغلق أمامهم أبواب القنوط من رحمة الله.
36 - خوارق العادات ليست دليلا على الولاية دائما:
(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96))
37 - التوبة اجتباء من الله عز وجل:
(ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122))
38 - نشر الشائعات حول الدعاة منهج قديم
(قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63))
وما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك، فتارة يتهم الدعاة بالتطرف والرجعية، وتارة بالإرهاب واستخدام العنف، وتارة بمحاولة قلب نظام الحكم، وتارة بالتعاون مع الأجنبي وأخذ الدعم منه!
39 - إذا لم تجد إلا رزقا حراما فاعلم أنك عن ذكر الله معرض!
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124))
فسر الضحاك وعكرمة ومالك بن دينار المعيشة الضنك بالرزق الخبيث، أما المؤمنون فلهم الرزق الطيب كما قال تعالى في سورة النحل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97))
فسر ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة الحياة الطيبة بالرزق الحلال الطيب.
40 - زيارة المقابر وديار الفانين ترقق القلوب:
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأولِي النُّهَى (128))
فالعاقل يتعظ بأنه يمشي في مساكن قوم رحلوا عن هذه الحياة.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 01:17]ـ
جهد مبارك وتأملات تقود النفس الى قراءة القران بتدبر وتمعن
جزاك الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 09:59]ـ
أحسن الله اليكم ,,
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 11:39]ـ
الأخوان الحبيبان: لامية العرب - أبو حاتم
بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا وشرفني مروركما الكريم.(/)
موقع مفيد جدا في تفسير كل اية تختارها على حدة من جملة تفاسير
ـ[حمدان]ــــــــ[10 - Nov-2007, صباحاً 12:06]ـ
واضع لكم رابطة حيث اعجبتني فكرته وقد تعجبكم وتستفيون منه http://ozkorallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=71&sub_id=1687 كما انه يحتوي على تفسير صوتي للشعراوي مفهرس فماعليك الا اختيار الاية فيبدا من موضعها مباشرة ويحتوي على فوائد كثيرة وفق الله القائمين علية
ـ[حمدان]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 12:12]ـ
واضع لكم رابطة حيث اعجبتني فكرته وقد تعجبكم وتستفيون منه http://ozkorallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=71&sub_id=1687 كما انه يحتوي على تفسير صوتي للشعراوي مفهرس فماعليك الا اختيار الاية فيبدا من موضعها مباشرة ويحتوي على فوائد كثيرة وفق الله القائمين علية
اقصد تستفيدون منه(/)
قراءة سورة الملك المانعة من عذاب القبر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 06:21]ـ
قراءة سورة الملك المانعة من عذاب القبر
سؤال
قراءة سورة الملك تحمي المسلم من عذاب القبر، ولكن كم مرة يجب أن يقرأها؟ مرة في اليوم أو أكثر؟
الإجابة:
الحمد لله
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك».
رواه الترمذي (2891) وأبو داود (1400) وابن ماجه (3786).
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (22/ 277)، والشيخ الألباني في " صحيح ابن ماجه " (3053).
والمقصود بهذا: أن يقرأها الإنسان كل ليلة، وأن يعمل بما فيها من أحكام، ويؤمن بما فيها من أخبار.
عن عبد الله بن مسعود قال: من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب.
رواه النسائي (6/ 179) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1475.
وقال علماء اللجنة الدائمة:
وعلى هذا يُرجى لمن آمن بهذه السورة وحافظ على قراءتها، ابتغاء وجه الله، معتبراً بما فيها من العبر والمواعظ، عاملاً بما فيها من أحكام أن تشفع له.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (4/ 334، 335).
المفتي: موقع الإسلام سؤال وجواب والله أعلم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 07:33]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة
اللهم اجرنا ووالدينا واياك والمسلمين من عذاب القبر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 07:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك.
اجارنا الله واياك والمسلمين من عذاب القبر
..
ـ[ابوفهد]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 01:36]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك.
اجارنا الله واياك والمسلمين من عذاب القبر
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:11]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:16]ـ
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام وحتى يقرأ هذه السور وهي الاسراء والزمر والسجدة والملك
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك ().
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك ().
وعن ليث عن طاوس قال: فضلت الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك على سائر القرآن بستين حسنة ().
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الملك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ().
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددت أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده الملك ().
وعن خالد بن معدان قال اقرؤوا المنجية وهي ألم تنزيل فإنه بلغني أن رجلاً كان يقرؤها ما يقرأ شيئاً غيرها وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه وقالت رب اغفر له فإنه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب فيه وقال اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة ().
وعن عبد الله بن ضمرة عن كعب قال من قرأ تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك كتب له سبعون حسنة وحط عنه بها سبعون سيئة ورفع له بها سبعون درجة ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن عساكر بسنده فقال: أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال قرئ على أبو عثمان البحيري وأنا أسمع أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري أنا أبو محمد زنجوية بن محمد بن الحسن بن اللباد نا أحمد بن نصر العابد المقرئ نا خلف بن عبد الحميد أنا الفرات بن السائب عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلاً ممن قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله عز وجل إلا تبارك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها إنك من كتاب الله وإني أكره مساءتك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولا نفعا فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق إلى الرب فتقول أي رب إن فلانا عمد إلي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه فإن كنت فاعلا ذاك به فامحني من كتابك فيقول ألا أراك غضبت فتقول وحق لي أن أغضب قال فيقول اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه قال فتجيء فتزبر الملك فيخرج خاسف البال لم يحل منه بشيء قال فتجيء فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا بهذا الفم فربما تلاني ومرحبا بهذا الصدر فربما وعاني ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه فلما حدث بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد بالمدينة إلا تعلمها وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجية ().
ــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
() صحيح: أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في عدد الآي رقم (1400) 2/ 57، والترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك رقم (2891) 5/ 164 وقال: هذا حديث حسن، وابن ماجه في كتاب الأدب، باب ثواب القرآن رقم (3786) 2/ 1244، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11612) 6/ 496، وأحمد في المسند رقم (7962) 2/ 299، وإسحاق بن راهويه في مسنده رقم (122) 1/ 174، وعبد بن حميد رقم (1445) 1/ 421، وابن حبان رقم (787 – 788) 3/ 67 – 69، والحاكم في المستدرك رقم (2075) 1/ 753، ورقم (3838) 2/ 540 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1766 – 1767) 1/ 438، وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (683) ص632، والبيهقي في السنن الصغرى رقم (1010) 1/ 552، وأخرجه الطبراني في الأوسط رقم (3654) 4/ 76، وفي الصغير رقم (490) 1/ 296 من حديث أنس بن مالك، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (1738 – 1739) 5/ 114 - 115 من حديثه، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 127وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أنس بن مالك ورجاله رجال الصحيح، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (1400) 2/ 57، وصححه في صحيح سنن ابن ماجة رقم (3786) 2/ 1244، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (2891) 5/ 164، وفي صحيح الجامع رقم (2091 – 2092)، ورقم (3644)، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (1474) وفي مشكاة المصابيح رقم (2153).
() صحيح: أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك رقم (2892) 5/ 165 وقال: هذا حديث حسن، وفي كتاب الدعوات، باب منه رقم (3404) 5/ 475وأخرجه النسائي في السنن الكبرى رقم (10542 – 10545) 6/ 178، و أحمد في المسند رقم (14700) 3/ 340، والبخاري في الأدب المفرد رقم (1207، 1209) ص 414، وعبد بن حميد رقم (1040) 1/ 318، والدارمي رقم (3411) 2/ 547، وابن أبي شيبة رقم (29816) 6/ 103، والطبراني في الأوسط رقم (1483) 2/ 132، وفي الصغير رقم (953) 2/ 159، والحاكم في المستدرك رقم (3545) 2/ 446 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والجعد في مسند رقم (2611) 1/ 382، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2892) 5/ 165، ورقم (3404) 5/ 475، وفي السلسلة الصحيحة رقم (585) 2/ 130، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (1207، 1209) ص 414، وفي صحيح الجامع رقم (4873).
() أخرجه ابن أبي شيبة رقم (29817) 6/ 103،
(يُتْبَعُ)
(/)
() ضعيف: أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك رقم (2890) 5/ 164 وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأخرجه الطبراني في الكبير رقم (12801) 12/ 174، وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال رقم (2107) 7/ 205، وأبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 81، وابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ رقم (3445) 3/ 1553، والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 41، والمزي في تهذيب الكمال 31/ 479، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 128 وقال: رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم (2890) 5/ 164، وفي ضعيف الجامع رقم (6101)، وفي مشكاة المصابيح رقم (2154)، وفي ضعيف الترغيب والترهيب رقم (887).
() ضعيف: أخرجه عبد بن حميد رقم (603) 1/ 206، والحاكم في المستدرك رقم (2076) 1/ 753 وقال: هذا إسناد عند اليمانيين صحيح ولم يخرجاه، والبيهقي شعب الإيمان رقم (2507) 2/ 494، والطبراني في الكبير رقم (11616) 11/ 241، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 127، وقال: رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف، وابن حجر في المطالب العالية رقم (3763) 15/ 371، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (888).
() أخرجه الدارمي رقم (3408) 2/ 546،
() أخرجه الدارمي رقم (3409) 2/ 546،
() تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 6/ 46.
وقال الترمذي: حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا حماد بن زيد عن أبي لبابة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام على فراشه حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.
صحيح: أخرجه الترمذي رقم (2920) 5/ 181 وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد رقم (24433) 6/ 68، ورقم (24952) 6/ 122، ورقم (25597) 6/ 189، وإسحاق بن راهويه في مسنده رقم (1372) 3/ 758، وأبو يعلى رقم (4643) 8/ 106، ورقم (4764) 8/ 203، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2920) 5/ 181، وفي صحيح الجامع رقم (4874)، وفي صحيح ابن خزيمة رقم (1163).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 02:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك اخي .. أبو عبد الله محمد مصطفى على الاضافة القيمة و بارك الله فيك ...
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 02:44]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
مجالس القران لشيخنا الدكتور فريد الأنصاري حفظه الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 02:24]ـ
مَجَالِسُ القُرآن
مَدْخَلٌ إلى مَنْهَجِ تَدَارُسِ القرآن العظيم وتَدَبُّرِه
من التَّلَقِّي إلى التَّزْكِيَة
بسم الله الرحمن الرحيم
حق القرآن
(أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ؟ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)؟!
(الحديد:16)
نِعْمَةُ القرآن
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ!)
(آل عمران:164)
بَابُ القرآن
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)؟!
(محمد:24)
مقدمة
الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم (رُوحاً مِن أمِْرهِ) جل عُلاه! وجعله نورا يحيي به موات القلوب! ويفرج به ظلمات الكروب! ويمسح به الخطايا، ويشفي به البلايا!
وصلى الله وسلم وبارك على البشير النذير، والسراج المنير، سيدنا محمد النبي الأمي، الذي أرسله الله رحمةً للعالمين؛ فلم يزل e - مذ أكرمه الله تعالى بالنبوة الخاتمة - كوكباً دُرِّيّاً، متوقدا في سماء البشرية إلى يوم الدين! (يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) (الأحزاب:45 - 46). وإنما أشرق نورُه عليه الصلاة والسلام بما أنعم الله عليه من جلال الوحي وجماله: هذا القرآن العظيم! فكان e بذلك هداية للعالمين. (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:15 - 16).
ذلك هو النور .. ! ولكنْ أين من يرفع بصره إلى السماء .. ؟ (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)!! (الفرقان:30)
أما بعد؛
فإلى العلماء العاملين .. إلى السادة المربِّين .. إلى أهل الفضل والصلاح .. إلى دعاة الخير والفلاح .. إلى الشباب الباحثين عن وَارِدٍ من نور، يخرجهم من ظلمات هذا الزمان! .. إلى جموع التائبين، الآئبين إلى منهج الله وصراطه المستقيم .. إلى المثقلين بجراح الخطايا والذنوب مثلي! الراغبين في التطهر والتزكية .. والعودة إلى صَفِّ الله، تحت رحمة الله .. إلى الذين تفرقت بهم السبُلُ حيرةً واضطرابا، مترددين بين هذا الاجتهاد وذاك، من مقولات الإصلاح!
إليكم أيها الأحباب أبعث رسالة القرآن!
إليكم سادتي أبعث قضية القرآن، والسِّرُّ كلُّ السِّرِّ في القرآن! ولكن كيف السبيل إليه؟
أليس بالقرآن وبحِكْمَةِ القرآن جعل اللهُ - تَقَدَّسَتْ أسماؤُهُ - عَبْدَهُ محمداً بنَ عبدِ الله النبي الأمي - عليه صلوات الله وسلامه - مُعَلِّمَ البشرية وسيد ولد آدم؟ وما كان يقرأ كتابا من قبل ولا كان يخطه بيمينه!
ثم أليس بالقرآن – وبالقرآن فقط! - بَعَثَ اللهُ الحياةَ في عرب الجاهلية فنقلهم من أُمَّةٍ أُمِّية ضالة؛ إلى أُمَّةٍ تمارس الشهادة على الناس كل الناس؟
ألم يكن القرآنُ في جيل القرآن مفتاحا لعالم المُلْكِ والملكوت؟ ألم يكن هو الشفاء وهو الدواء؟ (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا!) (الإسراء:82) ألم يكن هو الماء وهو الهواء؛ لكل (من كان حيا) - على الحقيقة - من الأحياء؟ (إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ. لِتُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ!) (يس:69 - 70)
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم تكن تلاوته - مجرد تلاوته - من رجل قرآني بسيط تُحْدِثُ انقلابا ربانيا عجيبا، وخرقا نورانيا غريبا في أمر المُلْكِ والملكوت؟ ألم تتنزل الملائكة ليلاً مثل مصابيح الثريا لسماع القرآن من رجل منهم، بات يَتَبَتَّلُ في سكون الدُّجَى، يناجي ربه بآيات من بعض سوره؟ () ألم يقرأ رجل آخَرُ سورةَ الفاتحة على لَدِيغٍ من بعض قبائل العرب، اعتقله سم أفعى إلى الأرض، فلبث ينتظر حتفه في بضع دقائق، حتى إذا قُرِئَتْ عليه (الحمد لله رب العالمين) – التي يحفظها اليوم كل الأطفال! - قام كأنْ لم يكن به شيء قط؟ ()
أليس هذا القرآن هو الذي صنع التاريخ والجغرافيا للمسلمين؛ فكان هذا العالم الإسلامي المترامي الأطراف؟ وكان له هذا الرصيد الحضاري العظيم، الموغل في الوجدان الإسلامي؛ بما أعجز كل أشكال الاستعمار القديمة والجديدة عن احتوائه وهضمه! فلم تنل منه معاول الهدم وآلات التدمير بشتى أنواعها وأصنافها المادية والمعنوية، وبقي - رغم الجراح العميقة جدا - متماسك الوعي بذاته وهويته!
وما كانت الأمة الإسلامية قبل نزول الآيات الأولى من (سورة العلق) شيئا مذكورا! وإنما كان هذا القرآن فكانت هذه الأمة! وكانت (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ!) (آل عمران:110)
أليس القرآن الذي نتلوه اليوم هو عينه القرآن الذي تلاه أولئك من قبل؟
فما الذي حدث لنا نحن أهلَ هذا الزمان إذن؟
ذلك هو السؤال! وتلك هي القضية!
لا شك أن السر كامِنٌ في منهج التعامل مع القرآن! وذلك هو سؤال العصر! وقد كتب غير واحد من أهل العلم والفضل حول إشكال: (كيف نتعامل مع القرآن؟) ()
ولقد أجمع السابقون واللاحقون على أن المنهج إنما هو ما كان عليه محمد e وأصحابه من أمر القرآن. فمن ذا اليوم يستطيع الصبر عليه؟ وإنما هو تَلَقٍّ للقرآن آيةً آيةً، وتَلَقٍّ عن القرآن حِكْمَةً حِكْمَةً! على سبيل التخلق الوجداني، والتَّمَثُّلِ التربوي لحقائقه الإيمانية العُمُرَ كلَّه! حتى يصير القرآن في قلب المؤمن نَفَساً طبيعيا، لا يتصرف إلا من خلاله، ولا ينطق إلا بحكمته! فإذا بتلاوته على نفسه وعلى من حوله غَيْرُ تلاوة الناس، وإذا بحركته في التاريخ غير حركة الناس!
وهكذا صنع الرسول e - بما أُنْزِلَ عليه من القرآن آيةً آيةً - نمَاذِجَ حوَّلَتْ مَجْرَى التاريخ! (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء:106) فلم تكن له وسائل ضخمة ولا أجهزة معقدة! وإنما هي شِعَابٌ بين الجبال، أو بيوتٌ بسيطة، ثم مساجدُ آمنة مطمئنة! عُمْرانُهَا: صلاةٌ ومجالسُ للقرآن! وبرامجها: تلاوةٌ وتعلمٌ وتزكية بالقرآن! بدءا بشعاب مكة، ودار الأرقم بن أبي الأرقم، وانتهاءً بمسجد المدينة المنورة، عاصمة الإسلام الأولى، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام! كانت البساطة هي طابع كل شيء، وإنما العظمة كانت في القرآن، ولمن تَشَرَّبَ – بعد ذلك - روحَ القرآن!
هكذا كانت مجالسُه e ثم مجالسُ أصحابه في عهده، ومن بعده، عليه السلام مجالسَ قرآنيةً، انعقدت هنا وهناك، وتناسلت بصورة طبيعية؛ لإقامة الدين في النفس وفي المجتمع معا على السواء، وبناء النسيج الاجتماعي الإسلامي من كل الجوانب، بصورة كلية شمولية؛ بما كان من شمولية هذا القرآن، وإحاطته بكل شيء من عالم الإنسان! وذلك أمر لا يحتاج إلى برهان! واقرأ إن شئت الآية المعجزة! ولكن بشرط! اقرأ وتَدَبَّرْ! تَدَبَّرْهَا طويلا! وقِفْ عليها مَلِيّاً! حتى بعد طَيِّ صفحات هذه الورقات! فيا أيها المؤمن السائر إلى مولاه! الباحث بكل شوق عن نوره وهداه! أبْصِرْ بقلبك – إنْ كنتَ من المبصرين - قولَه تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ!) (آل عمران:164)
ولك أن تشاهد هذه الْمِنَّةَ العظمى من خلال عديلتها، وهي قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) (الجمعة:2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 01:20]ـ
نعم! هذه هي الآية، وإنها لعَلاَمَةٌ وأيُّ علامة! فلا تَنْسَ الشرط!
تلك إذن كانت رسالة القرآن، وتلك كانت رسالة محمد عليه الصلاة والسلام!
فيا أتباع محمد e! يا شباب الإسلام! ويا كهوله وشيوخه! يا رجاله ونساءه! ألم يئن الأوان بعد لتجديد رسالة القرآن؟ ألم يئن الأوان بعد لتجديد عهد القرآن؟ وإنما قضية الأمة كل قضيتها ههنا: تجديد رسالة القرآن! (أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ؟ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)؟! (الحديد:16)
فيا أيها الأحباب! لنعد إلى مدرسة رسول الله e! لنعد إلى مدرسة القرآن! ومجالس القرآن! على منهج القرآن! صافية نقية! كما شهد عليها اللهُ جلَّ جلالُه في جيل القرآن، لا كما تلقيناها مشوهة من عصور الْمَوَاتِ في التاريخ!
من أجل هذا وذاك إذن؛ كانت هذه الورقات القليلة. غايتها بيان منهج الاشتغال بكتاب الله، وكيفية إعادة بناء الأنفس على وِزَانِه، وَوِفْقَ مقاييس تصميمه! فلا تتخذها مَشْغَلَةً لك عن القرآن العظيم! ولا حاجبةً لك عن مكنون دُرِّهِ الكريم! بل خذها آلةَ استبصارٍ فحسب! كسائر آلات فقه الدين، مستقاة من كتاب الله رأساً! فإنما هي آيات تربطك بآيات، على نوع من التدريج إلى خوض بحر القرآن! حتى إذا وصلتَ - أخي الحبيب – إلى الغاية، وحصل لك الإبصار بالآيات مُباشَرَةً، وبدأت تكتسب حقائق الإيمان مُشَاهَدَةً؛ فدع عنك هذه الوريقات وأمثالها جانبا! فما كان ليكون بين الله وعبده مِنْ وسيط! كيف لا؟ وقد قال لمن هو خيرٌ مني ومنك: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ. أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِيَ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ!) (البقرة:186).
وإنما كتبنا ههنا ما كتبنا من كلمات؛ استجابةً لرغبةٍ ملحةٍ من بعض محبي القرآن العظيم، ورواد مجالسه العامرة؛ من بعدما صدر كتيبنا السابق: (بلاغ الرسالة القرآنية)؛ فكان له ما كان – بفضل الله – من الأثر في لفت الانتباه إلى منهج القرآن، ومدرسته الربانية العظيمة؛ فحدثت يقظة لدى بعض أهل الخير، نبهت أرواحهم إلى حياض الروح المتدفقة من شلال القرآن! فرغبوا مني كتابة ورقات قلائل، تشبه أن تكون (دليلا عمليا)؛ لمساعدة من لا خبرة له سابقة في تدارس القرآن وتدبره، وتشرح الخطوات المنهجية بصورة مبسطة، وسهلة؛ حتى يَعِيَها كلُّ قارئ ومستمع؛ رغبةً في تعميم الاشتغال بالقرآن، والرجوع إليه لتربية الفكر والوجدان، وتمتين نسيج المجتمع على مِنْسَجَةِ الإيمان. وكذلك كان، والله المستعان!
ولهذا فهي لا تعدو أن تكون جمعا لفقرات كتبتها من قبل، جمعتها من هنا وهناك (). وإنما الجديد فيها هنا هو أنها رُتِّبَتْ خطواتُها، وفُصِّلَتْ بصورة (تقنية) متدرجة، مع شروح وتوضيحات جديدة، قابلة للتصريف العملي في المجتمع بصورة تلقائية، مع إضافة بعض النصوص من كتاب الله وسنة رسوله e، مما فيه زيادة بيان للمنهج التطبيقي لإقامة (مجالس القرآن). ولذلك جاءت أشبه ما تكون بـ (الدليل المرشد) إلى مجالس القرآن الكريم. تلك هي الفكرة التي انبنت عليها ورقة هذا المشروع، فإن أصبتُ في منهج التدليل على التزود من كتاب الله؛ لتجديد الدين والإيمان فالحمد لله، وإن أخطأتُ فالغاية واضحة! وأستغفر الله! وإنما المقصود هو العودة إلى القرآن! وإنما الاجتهاد في منهج التوظيف والتنزيل! فلا يكن خطئي في منهج التوجيه والبيان صارفا لك عن حق اليقين، الذي هو هذا القرآن العظيم! (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء:9).
تلك غايتنا، والله ولينا، عليه وحده - جَلَّ وعَلا – توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير! (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفُُ رَّحِيم) (الحشر:10).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتَبَهُ - بمكناسة الزيتون - عبدُ ربه، راجي عفوه وغفرانه: فريد بن الحسن الأنصاري الخزرجي عفا الله عنه، وغفر له ولوالديه ولسائر المسلمين! آمين! وكان تمام تصنيفه وتنقيحه بحمد الله يوم: الخميس 18 جمادى الثانية: 1425هـ، الموافق لـ:05/ 08/2004م.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Nov-2007, مساء 10:18]ـ
حاجتنا إلى القرآن العظيم
من أنت؟
أنا، وأنت! .. ذلك هو السؤال الذي قلما ننتبه إليه! والعادة أن الإنسان يحب أن يعرف كل شيء مما يدور حوله في هذه الحياة، فيسأل عن هذه وتلك، إلا سؤالا واحدا لا يخطر بباله إلا نادرا! هو: من أنا؟ نعم، فهل سألت يوما نفسك عن نفسك: من أنت؟
ولعل أهم الأسباب في إبعاد ذلك وإهماله يرجع في الغالب إلى معطى وهمي، إذ نظن أننا نعرف أنفسنا فلا حاجة إلى السؤال! تغرنا إجابات الانتماء إلى الأنساب والألقاب، وتنحرف بنا عن طلب معرفة النفس الكامنة بين أضلعنا، التي هي حقيقة (من أنا؟) و (من أنت؟) ويتم إجهاض السؤال في عالم الخواطر؛ وبذلك يبقى الإنسان أجهل الخلق بنفسه، فليس دون الأرواح إلا الأشباح!
ولو أنك سألت نفسك بعقلك المجرد: من أنتِ؟ سؤالا عن حقيقتها الوجودية الكاملة؛ لما ظفرت بجواب يشفي الغليل! وإذن؛ تدخل في بحر من الحيرة الوجودية!
أنا وأنتَ، تلك قصة الإنسان منذ بدء الخلق إلى يوم الناس هذا .. إلى آخر مشهد من فصول الحياة في رحلة هذه الأرض! وهي قصة مثيرة ومريرة!
ولذلك أساسا كانت رسالةُ القرآن هي رسالة الله إلى الإنسان؛ لتعريفه بنفسه عسى أن يبدأ السير في طريق المعرفة بالله؛ إذْ معرفة النفس هي أول مدارج التعرف إلى الله. وليس صدفة أن يكون أول ما نزل من القرآن: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (العلق:1 - 2). ثم تواتر التعريف بالإنسان – بَعْدُ - في القرآن، في غير ما آية وسورة، من مثل قوله سبحانه: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا. إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا. إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) (الإنسان:1 - 3) وكذلك آيات السيماء الوجودية للإنسان، الضاربة في عمق الغيب، من قوله تعالى: (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ) (السجدة:6 - 9).
ومن هنا أساسا كانت قضية الشيطان - بما هو عدو للإنسان - هي إضلاله عن معالم الطريق، في سيره إلى ربه! بدءا بإتلاف العلامات والخصائص المعرفة بنفسه، والكاشفة له عن حقيقة هويته، وطبيعة وجوده! حتى إذا انقطعت السبل بينه وبين ربه؛ ألَّهَ نفسَه، وتمرد على خالقه!
ولم يزل الإنسان في قصة الحياة يضطرب بين تمرد وخضوع، في صراع أبدي بين الحق والباطل إلى الآن! فكانت لقصته تلك عبر التاريخ مشاهدُ وفصول! وكانت له مع الشيطان ومعسكره معاركُ ضارية، فيها كَرٌّ وفَرٌّ، وإقبالٌ وإدبار!
قال عز وجل حكايةً عن إبليس: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلاً. قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا. وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (الإسراء:62 - 65).
من أجل ذلك كان للإنسان في كل زمان قصةٌ مع القرآن، وقصةٌ مع الشيطان!
فيا حسرة عليك أيها الإنسان! هذا عمرك الفاني يتناثر كل يوم، لحظةً فلحظة، كأوراق الخريف المتهاوية على الثرى تَتْرَى! اُرْقُبْ غروبَ الشمس كل يوم؛ لتدرك كيف أن الأرض تجري بك بسرعة هائلة؛ لتلقيك عن كاهلها بقوة عند محطتك الأخيرة! فإذا بك بعد حياة صاخبة جزءٌ حقير من ترابها وقمامتها! وتمضي الأرض في ركضها لا تبالي .. تمضي جادةً غير لاهية – كما أُمِرَتْ - إلى موعدها الأخير! فكيف تحل لغز الحياة والموت؟ وكيف تفسر طلسم الوجود الذي أنت جزء منه ولكنك تجهله؟ كيف وها قد ضاعت الكتب كلها؟ ولم يبق بين يديك سوى هذا (الكتاب)!
فأين تجد الهداية إذن يا ابن آدم، وأنى تجدها؛ إن لم تجدها في القرآن؟ وأين تدرك السكينة إن لم تدركها في آياته المنصوبة - لكل نفس في نفسها – علامات ومبشرات في الطريق إلى الله؟ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (الإسراء:9 - 10).
.....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Nov-2007, صباحاً 01:52]ـ
نَعَم، بقي القرآن العظيم إعجازا أبديا، يحي الموتى، ويبرئ المرضى، ويقصم قلوب الجبابرة، ويرفع هامات المستضعفين في العالمين، ويحول مجرى التاريخ! وكل ذلك كان - عندما كان - بالقرآن، وبالقرآن فقط! وهو به يكون الآن، وبه يكون كلما حَلَّ الإبَّانُ من موعد التاريخ، ودورة الزمان! على يد أي كان من الناس! بشرط أن يأخذه برسالته، ويتلوه حق تلاوته! وتلك هي القضية!
ماذا حدث لهؤلاء المسلمين؟ أين عقولهم؟ أين قلوبهم؟ أليس ذلك هو القرآن؟ أليس ذلك هو كلام الله؟ أليس الله رب العالمين؟ أليس الخلق - كل الخلق - عبيده طوعا أو كرها؟ ففيم التردد والاضطراب إذن؟ لماذا لا ينطلق المسلم المعاصر يشق الظلمات بنور الوحي الساطع، الخارق للأنفس والآفاق؟
ألم يقل الله في القرآن عن القرآن، بالنص الواضح القاطع: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ! وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)؟ (الحشر:21). فهل هذه خاصية ماتت بموت محمد رسول الله؟ أم أن معجزة القرآن باقية بكل خصائصها إلى يوم القيامة؟ ورغم أن الجواب هو من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة لكل مسلم؛ فإن رسول الله e يلقي البشرى إلى هذه الأمة، نورا من الأمل الساطع الممتد إلى الأبد! فقد دخل عليه الصلاة والسلام المسجدَ يوما على أصحابه ثم قال: (أبشروا .. أبشروا .. ! أليس تشهدون ألا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا القرآن سَبَبٌ، طرفُه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به! فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبداً!) () ومثله أيضا قوله e بصيغة أخرى: (كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض) (). تلك حقيقة القرآن الخالدة، ولكن أين من يمد يده؟
ألم يأن للمسلمين – وأهل الشأن الدعوي منهم خاصة – أن يلتفتوا إلى هذا القرآن؟ عجبا! ما الذي أصم هذا الإنسان عن سماع كلمات الرحمن؟ وما الذي أعماه عن مشاهدة جماله المتجلي عبر هذه الآيات العلامات؟ أليس الله – جل ثناؤه – هو خالق هذا الكون الممتد من عالم الغيب إلى عالم الشهادة؟ أليس هو – جل وعلا – رب كل شيء ومليكه؟ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؟ أوَليس الله هو مالك الملك والملكوت؟ ذو العزة والجبروت؟ لا شيء يكون إلا بأمره! ولا شيء يكون إلا بعلمه وإذنه! أوَليس الخلق كلهم أجمعون مقهورين تحت إرادته وسلطانه؟ فمن ذا قدير على إيقاف دوران الأرض؟ ومن ذا قدير على تغيير نُظُم الأفلاك في السماء؟ من بعد ما سوَّاها الله على قدر موزون، (فَقَالَ لَهَا وَلِلاَرْضِ إيتِيَا طَوْعاً أوْ كَرْهاً قَالَتَا أتَيْنَا طَائِعِينَ)؟ (فصلت:10) ومن ذا مِنَ الشيوخ المعمَّرين قديرٌ على دفع الهرم إذا دب إلى جسده؟ أو منع الوَهَنِ أن ينخر عظمه، ويجعد جلده؟ ويحاول الإنسان أن يصارع الهرم والموت! ولكن هيهات! هيهات!
كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيُوهِنَهَا ... فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ!
الموت والفناء هو اليقينية الكونية المشتركة بين جمع الخلق، كافرهم ومؤمنهم!
يولد الإنسان يوما ما .. وبمجرد التقاط نفَسِه الأول من هواء الدنيا يبدأ عمره في عَدٍّ عَكْسِي نحو موعد الرحيل .. ! فكان البدءُ هو آية الختام! هكذا يولد الإنسان وبعد ومضة من زمن الأرض تكون وفاته! (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالاِكْرَامِ) (الرحمن:24 - 25).
ذلك هو الله رب العالمين، يرسل رسالته إلى هذا الإنسان العبد، فيكلمه وحيا بهذا القرآن! ويأبى أكثرُ الناس إلا تمردا وكفورا! فواأسفاه على هذا الإنسان! ويا عجبا من أمر هؤلاء المسلمين! كأن الكتاب لا يعنيهم، وكأن الرسول لم يكن فيهم! (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ! مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون!) (يس:30)
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا القرآن هو الروح الذي نفخه الله في عرب الجاهلية؛ فأخرج منهم خير أمة أخرجت للناس! وانبعثوا بروح القرآن من رماد الموت الحضاري؛ طيوراً حية تحلق في الآفاق، وخرجوا من ظلمات الجهل ومتاهات العمى أدِلاَّءَ على الله، يُبْصِرون بنور الله ويُبَصِّرون العالم الضال حقائق الحياة! ذلك هو سر القرآن، الروح الرباني العظيم، لا يزال هو هو! روحا ينفخ الحياة في الموتى من النفوس والمجتمعات؛ فتحيا من جديد! وتلك حقيقة من أضخم حقائق القرآن المجيد! قال جل ثناؤه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ. وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا. وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ. أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ) (الشورى:52 - 53).
من أنت؟ تلك قصة النبأ العظيم! نبأ الوجود الضخم الرهيب، من البدء إلى المصير! النبأ الذي جاءت به النُّذُرُ من الآيات: (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا: يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ!) (الأنبياء:97). وقريبا جدا – واحسرتاه! – تنفجر به الأرض والسماوات! (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ! كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء:104).
ذلكم هو النذير القرآني الرهيب! ولقد أعذر من أنذر! وما بقي لمن بلغه النبأ العظيم من محيص؛ إلا أن يتحمل مسؤوليته الوجودية، ويتخذ القرار، قراراً واحدا من بين احتمالين اثنين، لا ثالث لهما: النور أو العَمَى! وما أنزل الله القرآن إذْ أنزله إلا لهذا! ولقد صَرَّفَه على مدى ثلاث وعشرين سنة؛ آيةً آيةً، كل آية في ذاتها هي بصيرة للمستبصرين، الذين شَاقَهُم نورُ الحق فبحثوا عنه رَغَباً ورَهَباً؛ عسى أن يكونوا من المهتدين. وبقي القرآن بهذا التحدي الاستبصاري يخاطب العُمْيَ من كل جيل بشري! قال الحقُّ جل وعلا: (قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ) (الأنعام:104).
من أجل ذلك؛ نرجع آئبين إلى رسالة الله، نقرؤها من جديد، نستغفره تعالى على ما فرطنا وقصرنا! قدوتنا في هذه السبيل رسول الله e بسنته الزكية، التي لم تكن في كل تجلياتها النبوية – قولا وفعلا وتقريرا - إلا تفسيرا للقرآن العظيم! وكفى بكلمة عائشة أم المؤمنين، في وصفه – عليه الصلاة والسلام – لما سئلت عن خُلُقِه e؛ فقالت بعبارتها الجامعة المانعة: (كان خُلُقُه القرآن!) () ولقد ضل وخاب من عزل السنة عن الكتاب!
نرجع إذن إلى القرآن، نحمل رسالته إن شاء الله – كما أمر الله – نخوض بها تحديات العصر، يحدونا اليقين التام بأن لا إصلاح إلا بالصلاح! وأن لا ربانية إلا بالجمع بينهما! وأن لا إمكان لكل ذلك – صلاحاً وإصلاحاً وربانيةً - إلا بالقرآن المجيد! وهو قول الحق - جل ثناؤها – في آية عجيبة، آية ذات علامات – لمن يقرأ العلامات – ولكل علامة هدايات. قال تعالى ذِكْرُه: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف:170) التَّمْسِيكُ بالكتاب، وإقامُ الصلاة: أمران كفيلان برفع المسلم إلى منزلة المصلحين! هكذا: (إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ). وإن تلك لآية! ومثلها قوله تعالى: (وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران:79). وقد قُرِئَتْ: (تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ) و (تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ)؛ للجمع بين وظيفتي التَّعَلُّم والتعليم، والصلاح والإصلاح، إذْ بذلك يكون التدارس لآيات القرآن العظيم، بما هي علامات دالة على الله، وراسمة لطريق التعرف إليه جل وعلا، في الأنفس والآفاق. وتلك هي السبيل الأساس للربانية، كما هو واضح من دلالة الحصر المستفادة من الاستدراك في الآية: (ولكن كونوا ربانيين).
يتبع ......
ـ[هيا]ــــــــ[14 - Dec-2007, صباحاً 01:08]ـ
جزاكم الله خيرآ وبارك فيكم
آمييييين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 07:31]ـ
جزاكم الله خيرآ وبارك فيكم
آمييييين
وجزاك خيرا وفيكم بارك
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 01:46]ـ
بارك الله فيك يا أخي امام الاندلس و للشيخ دروس رائعة بعنوان منازل السائرين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيك يا أخي امام الاندلس و للشيخ دروس رائعة بعنوان منازل السائرين
وفيك بارك اخي الكريم وانا عاكف على سماعها اخي الفاضل(/)
فوائد من تفسير آيات الحج من تفسير ابن كثير
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Nov-2007, مساء 04:40]ـ
فوائد من تفسير آيات الحج من تفسير ابن كثير
هذه فوائد منتقاة من تفسير ابن كثير في الايات المتعلقة بالحج.وهي في سورة البقرة من الآية رقم196إلى الآية رقم203,وهو عمل اجتهادي يستقبل جميع ادوات التصحيح والتعديل ان لزم الامر
,علما بأن في بعض الفوائد أقدمها بسؤال من عندي.ليتضح وجه الفائدة ,واعملت فيها شيئا من التنسيق والترتيب ,وبالله التوفيق
1_اتفق العلماء على ان الشروع في الحج والعمرة ملزم سواء قيل هما واجبة او مستحبة.
2 - النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلها في ذي القعدة
3 - الصحيح ان الحصر في الاية عام يشمل العدو وغيره لحديث"من كسر أووجع او عرج فقد حل وعليه حجة اخرى" رواه احمد وأهل السنن
4 - الصحيح جواز الهدي مما تيسر من بهيمة الانعام وهو مذهب الجمهور لقو ل عائشة رضي الله عنها"أهدى النبي صلى الله عليه وسلم مرة غنما .. "
وقيل:لا يجوز الهدي إلا بالابل والبقر فقط
5 - قوله تعالى "ولاتحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله" هو معطوف على "وأتموا الحج والعمرة .. "وليس معطوف على قوله تعالى" فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي "لأن النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه عام الحديبية لما حصرهم كفار قريش عن الدخول في الحرم حلقوا وذبحوا هديهم خارج الحرم ,فأما في حال الامن والوصول إلى الحرم فلا يجوز الحلق حتى يبلغ الهدي محله
6 - الفدية هي: 1 - ذبح شاة 2 - صوم ثلاثة أيام 3 - إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع ,وهي على التخيير ,وهو مذهب الائمة الاربعة ,وهو الصحيح
7 - قوله تعالى "فإذا امنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي " أي: فإذا تمكنتم من اداء المناسك ,فمن كان منكم متمتعا بالعمرة إلى الحج ,وهو يشمل:
1 - من أحرم بها 2 - أو أحرم بالعمرة أولا فلما فرغ منها أحرم بالحج.
وهذا_أي الثاني_ هو التمتع الخاص , وهو المعروف من كلام الفقهاء ,والتمتع العام يشمل القسمين ,كما دلت عليه الاحاديث الصحاح ,فإن من الرواة من يقول: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
وآخر يقول:قرن .. , ولا خلاف أنه ساق الهدي
8 - قد جاء عن عمررضي الله عنه مصرحا به أنه كان ينهى الناس عن التمتع ويقول: إن نأخذ بكتاب الله يأمر بالتمام ,يعني قوله تعالى"واتموا الحج والعمرة لله " وفي نفس الامر لم يكن عمر رضي الله عنه ينهى عنها محرما لها ,إنما كان ينهى عنهاليكثر قصد الناس للبيت حاجين ومعتمرين ,كما قد صرح به رضي الله عنه
9 - قوله تعالى "فصيام ثلاثة أيام في الحج ... " س: متى يصومها؟ اختلف العلماء في ذلك على أربعة أقوال:
القول الاول: أن يصومها في العشر قبل عرفة ,قاله عطاء
القول الثاني: أن يصومها من حين الاحرام ,قاله ابن عباس رضي الله عنه ,لقوله تعالى " .. في الحج"
القول الثالث: أنه يجوز صيامها من اول شوال, قاله طاوس ومجاهد وغير واحد
القول الرابع:أنه يجوز صيام عرفة ويومين قبله ,قال به جمع من السلف منهم الشعبي ومجاهد وسعيد بن جبير والسدي وعطاء وطاوس والحكم والحسن وحماد وابراهيم وأبو جعفر الباقر والربيع ومقاتل بن حيان وهو مروي عن ابن عباس وابن عمر وعلي رضي الله عنهم
10 - لو لم يصم الثلاث الايام قبل العيد ,فهل يجوز أن يصومها في أيام التشريق؟ على قولين:
القول الاول: ان يجوز له صيامها , وهو مروي عن علي رضي الله عنه ,وهو القول القديم للشافعي ,واستدلوا بدليلين:
الدليل الاول: عموم قول الله تعالى "فصيام ثلاثة أيام في الحج .. "
الدليل الثاني: لقول عائشة وابن عمر رضي الله عنهما في البخاري "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي " واخرجه مالك ,
القول الثاني:لايجوز ,وهومذهب الشافعي في الجديد ,لما رواه مسلم في صحيحه قتيبة الهذلي قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم"أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى"
وللفوائد بقية ...
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 12:45]ـ
بسم الله والحمد لله
بارك الله فيك أخي ابن رشد، وليتك تتبعها بما في سورة الحج.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 04:01]ـ
السلام عليكم
أعتذر عن الانقطاع
ولنا بإذن الله عودة(/)
تفسير سورة يوسف للشيخ أحمد المحلاوي
ـ[نور المصري]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأفاضل
حصلت على تفسير سورة يوسف للشيخ الفاضل أحمد المحلاوي، فأحببت أن أتحفكم به.
والشيخ أحمد المحلاوي، لمن لا يعرف، هو واحد من كبار شيوخ الإسكندرية ومصر.
وفيما يلي شيئ من سيرته.
الشيخ أحمد المحلاوي، أحد مشايخ وعلماء الأزهر المشهورين، والمعروف بجهاده وصدعه بكلمة الحق، تكلم عنه الرئيس السادات في إحدى خطبه بكلام غير لائقٍ؛ بسبب معارضته لمعاهدة كامب ديفيد، وقام باعتقاله، وحينما أراد تعذيبه لم يحمِه إلا تاجر مخدِّرات، وفي عهد الرئيس مبارك رغم عدم التعرض له إلا أنه تم منعه من الخطابة منذ عام 1996م وحتى الآن.
والشيخ المحلاوي وُلد في الأول من يوليو عام 1925م، وتخرج في قسم القضاء الشرعي بكلية الشريعة جامعة الأزهر عام 1957م، وتقلد عدة مناصب، آخرها رئيس لجنة الدفاع عن المقدَّسات ورئيس جبهة علماء الإسكندرية، كما عمل إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف المصرية بمحافظة البحيرة، ثم انتقل إلى الإسكندرية وعمل إمامًا وخطيبًا لمسجد سيدي جابر، ثم نقل ليعمل خطيبًا وإمامً لمسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية، وخلال فترة وجيزة اجتذب الشيخ عددًا كبيرًا من الجماهير عن طريق الدروس والخطب، التي كان لها الأثر الكبير في توعية الجماهير المسلمة والتزام الكثير من الشباب، وصار مسجد القائد إبراهيم من أشهر مساجد الإسكندرية.
سوف تجدوا أيها الأخوة الأفاضل مرفقات ملفًا به روابط دروس الشيخ حفظه الله ونفع به
نرجو المساعدة في نشره
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 11:40]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل، وحفظ الله والد الإسكندرية الشيخ المحلاوي وبارك في عمره وحفظ له صحته.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك و بارك الله فيك ... ليتكم تجددوا الروابط لأنها معطلة و جزاكم الله خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:17]ـ
الروابط لا تعمل!!!(/)
الفوائد المنتقاة من (ترجيح أساليب القرآن) لابن الوزير اليماني
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 06:58]ـ
الفوائد المنتقاة من: (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) لابن الوزير اليماني
.................
11
والعوج بكسر العين يختص المعاني وبفتحها يختص الأجسام
14
العقلاء ما زالوا يستدلون على حسن الكتب وعظم نفعها بمقدار صاحبها
15
ولم يزل العلماء يتداولونه، فهو مع شهرته في شرط أهل الحديث متلقى بالقبول عند علماء الأصول، فصار صحيح المعنى في مقتضى الإجماع والمنقول والمعقول
19
[القاضي عبد الجبار] واتفق فيه أيضا استنباط الأدلة التي توافق العقول وموافقته ما تضمنه لأحكام العقل على وجه يبهر ذوي العقول ويحيرهم فإن الله سبحانه بينه على المعاني التي يستخرجها المتكلمون بمعاناة وجهد بألفاظ سهلة قليلة تحتوي على معان كثيرة كما ذكره عز وجل في نقض مذاهب الطبيعيين في قوله تعالى: {وفي الأرض قطع متجاورات}
20
[الفخر الرازي] بل أقر الكل بأنه لا يمكن أن يزاد في تقرير الدلائل على ما ورد في القرآن
22
[صاحب الوظائف] فأدلة القرآن والسنة مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان، بل كالماء الذي ينتفع به الصبي والرضيع والرجل القوي ولهذا كانت أدلة القرآن سائغة جلية، ألا ترى أن من قدر على الابتداء فهو على الإعادة أقدر، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه، وأن التدبير لا ينتظم في دار واحدة بمدبرين فكيف ينتظم في جميع العالم، وأن من خلق علم ثم خلق كما قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} فهذه أدلة تجري مجرى الماء الذي جعل الله منه كل شيء حيا إلى آخر كلامه
23
وتأوله ابن أبي الحديد بما يستحيى من ذكره: من أن ذلك لعلم علي عليه السلام بقصور ولده الحسن عليه السلام من درك هذا العلم. وكفى شاهدا على بطلان هذه البدعة ما أدت إليه من تفضيل شرار القرون في قواعد الإيمان على ريحانة المصطفى سيد شباب أهل الجنة المجمع على إمامته بعد أبيه عليهما السلام
28
قال محمد [في كتاب الجملة] وكذلك سمعنا عن إبراهيم بن عبد الله أنه سئل عن بعض ما يختلف الناس فيه من المذاهب، فلم يجبه فيه وقال: أعينوني على ما اجتمعنا عليه حتى نتفرغ فيه لما اختلفنا.
29
فمن ذلك قول السيد العلامة يحيى بن منصور بن العفيف بن مفضل رحمه الله تعالى في ذكر المعتزلة:
/
ما باله حتى السواك أتى به ........... وقواعد الإسلام لم تتقرر
...
لا يخدعنك زخرف متصور ........... شتان بين تيقن وتصور
إن الخلاف بكل فن ممكن ........... إلا الأصول فإنه لم يؤثر
فدع الخلاف إلى الوفاق تورعا ........... فطريقه الإجماع غير منكر
كم بين معتمد لقول ظاهر ........... ومقال حق واضح لم ينكر
34
ومما قلت في ذلك وقد سألني بعض الإخوان القراءة علي في بعض كتب المنطق:
/
والعلم عقل ونقل ليس غيرهما ........... والعقل فيك وليس العقل في الصين
أمرت أن أطلب العلم الشريف ولو ........... بالصين إن كان علم الدين في الصين
..........
وقوم عيسى أرادوا منه مائدة ........... ليطمئنوا بها لا وضع قانون
/
فواضح العقل معروف وغامضه ........... مواقف ومجازات لذي الدين
إن البصائر كالأبصار ليس ترى الـ ........... خفي جدا سوى رجم وتظنين
لذا تخالف أهل العقل واضطربوا ........... فيه كعادتهم في كل مظنون
فليت ذا العلم من بعد الرسوخ به ........... واعتضت بالذكر منه غير مغبون
ما فيه إلا عبارات مزخرفة ........... أتى بهن ابن حزم بالتبايين
كم من فتى منطقي الذهن ما خطرت ........... بالبال منه اصطلاحات القوانين
وكم فتى منطقي كافر نجس ........... كالكالب بل هو شر منه في الهون
يرى وساوس أهل الكفر منقبة ........... فهما ويسخر من طه ويس
.....
وربما كان في التدقيق مفسدة ........... للقلب أو لافتراق الناس في الدين
39
ومن الجائز بالإجماع أن ترد هذه الشبهة على دقائق علم الكلام، وتحير المبرز فيه، وتبلد المعجب به، وربما تولدت من تدقيقه على قدره، وكان بالنظر فيه كالباحث عن حتفه بظلفه.
وبيان هذا أن مثل المستعد للشبهة المجهولة بتقديم النظر في الدلائل مثل من يستعد للسموم القاتلة بشرب الأدوية الحادة التي ربما قتلت شاربها حين لا يجد ضدها بدفع طبيعتها ويستحيل تقديم التداوي من داء لم يتعين، ولم يعرف أهو من قبيل الحرارة أو البرودة أو غيرهما من الطبائع أو هو متركب من الطبيعتين وربما ورد داء يعجز عنه الطبيب الماهر باتفاق الأطباء، ولذلك تجد أكثر الضالين في أنفسهم المضلين لغيرهم من أهل النظر، وأكثر أهل السلامة بإقرار أهل النظر من أهل الجمل، ولذا قال أبو القاسم البلخي في مقالته في ذكر العامة: هنيئا لهم السلامة ومن ثم لم يرد عن الرسل عليهم السلام الخوض الكبير في علمي الطب والكلام.
40
ومن جحد آيات الله وبراهين القرآن الجلية، فهو لدقائق الكلام أجحد، ومن قبولها أبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:03]ـ
41
أن في المتكلمين من المعتزلة وغيرهم طوائف لا يوجبون النظر في علم الكلام منهم أهل المعارف الضرورية
........
فإن الإخبار بالمعلومات لا تصح، ودخول المؤكدات على الإخبار بها لا يحسن لولا أنه نزل المخاطبين لشدة غفلتهم عن هذه المعلومات منزلة الجاحدين المنكرين لها، كما ذكره علماء المعاني في قول الشاعر:
جاء شقيق عارضا رمحه ........... إن بني عمك فيهم رماح
42
ولقد صنف الجاحظ وهو ممن يقول إن المعارف ضرورية كتاب (العبر والاعتبار) فأتى فيه بما يقضي له بعلو القدر في العلم وتعمقه في التفكر في عجائب المخلوقات الضرورية، وكذلك النظر في علم التشريح، وعجيب خلق الإنسان والتأمل لما يدرك من ذلك بالعيان.
43
فاحتج [الهدهد] بحدوث هذين الأمرين [الخبء في السموات والأرض يعني المطر والنبات] المعلوم حدوثهما مع تكررهما وحاجة جميع الحيوانات إليهما مع أنه ما قرأ في المنطق ولا عرف علم الكلام
44
فهذا أسلوب الأنبياء والأولياء والأئمة والسلف في النظر، وخالفهم بعض المتكلمين وأنواع المبتدعة، فتكلفوا وتعمقوا وعبروا عن المعاني الجلية بالعبارات الخفية، ورجعوا بعد السفر البعيد إلى الشك والحيرة والتعادي والتكاذب وقد اعترف أكثر المتكلمين بالوقوع في الحيرة والأمور المشكلة المتعارضة.
45
ودفع المضرة المظنونة واجب عقلا
47
وقد حكى الله سبحانه وتعالى مجادلة الأنبياء في كتابه لأنواع الجاحدين فلم يكن فيها شيء يتوقف على معرفة دقائق الكلام والمتكلمين.
49
وتمثلت بقول الزمخشري رحمه الله حيث يقول:
اطلب أبا القاسم الخمول ودع ........... غيرك يطلب أساميا وكنى
شبه ببعض الأموات شخصك لا ........... تبرز إن كنت عاقلا فطنا
علك تطفئ ما أنت موقده ........... إذ أنت في الجهد تخلع الرسنا
إدفنه في البيت قبل ميتته ........... واجعل له من خموله كفنا
50
ولا ريب أن بعض الفنون أحب إلى بعض الناس من بعض، بل بعض كتب الفن الواحد أحب إلى بعض أهله لما فيه من الخواص
.........
وخشيت أن أقطع العمر في الوسائل وما وصلت إلى المتوسل إليه، وتعوقني العوائق والعياذ بالله عما لا يعول إلا عليه، فأكون كمن بالغ في الوضوء وابتدع، حتى خرج وقت الصلاة وضاق عليه ما اتسع.
52
وما زلت في زمن الحداثة وأيام الغرارة أسد سمعي عن كل نصيحة وأرد بطبعي في هذا كل حجة صحيحة، وحبك الشيء يعمي ويصم، ولا ينجو من الهوى إلا من عصم، حتى أسفر لي وجه الخبرة عن أحوال الرجال، فنادى مؤذن التجارب الصلاة في الرحال، وأمر الفصحاء برفع الأصوات بالنذارة من كل منارة، فتارة وعيت فتول عنهم فما أنت بملوم {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا} وتارة أسمع (يوشك أن يكون خير مال الرجل المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن، ائتمروا بينكم بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، واعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذر شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك والزم بيتك وخذ ما تعرف واترك ما تنكر ليسعك بيتك وابك على خطئيتك)
.......... / فعقدت على ذلك اعتقادي وعزمت على لزومه بعد أن همت في كل وادي وقنعت من الغنيمة بالإياب، حتى سلمت في سفري من الذئاب المدلسة بلبس الثياب، وإنها والله بدليلي العقل والحس أخبث نوعي هذا الجنس، لا سيما من كان ظاهره بالزهادة متحليا وباطنه من حلية الإخلاص متخليا
54
وقد قلت في ذلك مجيبا على من لام وعاب من الأهل والأحباب:
لامني الأهل والأحبة طرا ........... في اعتزالي مجالس التدريس
قلت لا تعذلوا فما ذاك مني ........... رغبة عن علوم تلك الدروس
هي رياض الجنان من غير شك ........... وسناها يزري بنور الشموس
غير أن الرياض تأوي الأفاعي ........... وجوار الحيات غير أنيس
حبذا العلم لو أمنت وصاحبـ ........... ـت إماما في العلم كالقاموس
غير أني خبرت كل جليس ........... فوجدت الكتاب خير جليس
ورضيت المروي عن جدي القا ........... سم من جامع علوم الرسوس
(يُتْبَعُ)
(/)
فدعوني فقد رضيت كتابي ........... عوضا لي عن أنس كل أنيس
56
الخلاف بين الخصمين إذا كان في الأمور الخفية لم يحسن من واحد منهما أن يتهم الآخر بالعناد والعصبية ووجب اجتناب ما يدل على ذلك من التلون في العلل وإنكار المعلومات لإقامة الجدل، فإن حصل الاتفاق مع لين الجانب وسهولة الأخلاق وإلا احتاجا إلى حاكم يقطع الشجار غير متهم بشيء من الجهل والهوى والاستكبار، والاغترار بالطبع المجبول على الاحتقار بمن جاء بما فيه أدنى استنكار. ألا ترى أن داود عليه السلام لما أخطأ في التأويل. وكان هو الحاكم والمرجوع إليه في التنزيل علم الرب اللطيف سبحانه وتعالى أنه قد تعذر على خصمه التوسل إلى عتابه والتوصل إلى الانتصاب من عزيز جنابه فأرسل الله تعالى ملائكته فتلطفوا حتى يحكم بالظلم على من فعل مثل فعله وانطلق بالتصريح بذلك مسرعا إليه بمحض عقله وعدله، ولو سئل عن ذنبه بالتصريح ولم يتوسل إليه بذلك التدريب والتلويح، عارضه بما علق بطباعه من تمهيد لعذره بالتأويل المرجح له ما كان من أمره فلم يؤمن أن يبطئ بالإقرار ولا يبادر بالاعتراف حق البدار.
وأصرح من ذلك وأولى بالاعتبار ما قصه الله سبحانه علينا من استنكار كليمه لما فعله الخضر عليهما السلام بعد الأخبار والأعذار على أن المخبر له بتفضيل الخضر عليه السلام هو الصادق الذي لا يجوز عليه الخلف في الأخبار، ما ذلك إلا لغلبة الطبع البشري لما يطرأ عليه من المعارف المخالفة لحيلته البعيدة عن مألفه وعادته، فكيف لا يتهم المصنف نفسه ويوقظ للاحتراز من هذا الطبع القوي حسه، ولا يأنف إن طلبت منه البينة على أقواله والمحاكمة إلى خير أجناسه وأمثاله.
57
فلم يكن في بقاء كل على حجته بعد سماع حجة خصمه ما يدل على عناد، ولا أطالوا الخوض في المراء على جهة اللجاج ولا على جهة الاسترشاد.
أما المراء فإنه لا خير فيه لأنه اسم لما نظن أنه يفيد، وأما الاسترشاد فإنه عبارة عن طلب الرشاد، وهو يحصل في الظنيات بأول أمارة، والإشارة تغني فيه عن تطويل العبارة، والمراد من كل واحد ما قوي في ظنه ورجح في فهمه والنكير عليه بعد إبدائه لمستنده وإبقائه عليه خروج عن منهاج السلف الصالح ومخالفة لإجماعهم العقلي في هذه المسالك، وقد يقوم الود والعدل والتناصف والعقل إذا صفت مواردها عن أكدار المعاوضات، وأشرب الخصمان حب النظافة من رذائل القرائن المنفردات مقام الحاكم العادل الجامع الكامل فلا ينبغي حينئذ أن يكون أحدهما صاحب قطيعة ولا ريبة فضلا عن أن يكون صاحب بغض وغيبة، ولا يكون أحدهما صديقا لعدو ولا عدوا لصديق ولا مجهول الخبرة محتاجا إلى تعديل وتوثيق ولا منقطعا إلى خصوم صاحبه في ليله ونهاره ومحله وقراره وتدريبه في العلم وإنظاره.
58
وقرينة هذا [الميل القلبي بأول عارض] أنك ترى الطائفة العظيمة في الأزمان الطويلة على مذهب بعض المتكلمين في المشكلات الدقيقة والمعضلات العويصة لا يخالفه منهم ناظر مدقق ولا يميل عنه في جميع خفيات مداركه محقق، مع مخالفة من هو أعلم منهم له وأخَصُّ به كوالده الشيخ أبي علي فإنه كثير الخلاف لولده الشيخ أبي هاشم ما ذاك إلا لخروج شائبة التقليد من بينهما، ودخولها من غير شعور على من دوهنهما. ولذلك ترى أكابر العلماء الشيوخ يختلفون كثيرا، وألوف الألوف من الأتباع على منهج رجل واحد لا يخالفونه يسيرا بل يجتمعون على لوم من خالفه وذم من نازعه.
واعلم يا ولدي أني كنت مثلك طالب علم صغير السن كثير الجدل قليل التجارب، وما كنت مثلي طالب سلامة كبير السن قليل الجدل طويل التجارب، وأعني بقولي طالب سلامة أني غير ملتفت إلى غيرها من الفوائد على حد قول القائل: (رضيت من الغنيمة بالإياب) ولذلك قيل (طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم) والمجرب لا يعدل بالسلامة ولا يرتاع من عدوان الظلامة والملامة.
ومن كملت فيه النهى لا يسره ........... نعيم ولا يرتاع للحدثان
فأنت في مناظرتك تطلب مني تجريب المجرب، وما لي داع بعد تقديم تجربتي إلى تجريب لولا محبة الإسعاف لك على سبيل التقرب إلى الله / تعالى والتقريب. وربما انتفع غيري وغيرك بما دار بيني وبينك وقد أحسن من قال في طلب المآرب:
أرى غفلات العيش قبل التجارب
وسوف إن طال بك الزمان وجمعت بين البرهان والقرآن والإخبات إلى الرحمن والزيادة في الإيمان تذكر ما قلته لك من الفرق بين الحالين والتمييز بين المقامين وهذا مقام لا دليل فيه إلا التجربة المنزهة معارفها عن طرو الشبه، وهو مقام الرياضات والتجريبات وهو أحد أقسام العلوم الضروريات والمدارك العقليات، يختص بعضها بمن اختص به من العقلاء كبعض المتواترات والكلام في هذه الأمور وإن طال فهو مناسب لمقتضى الحال
60
فإن للام أربعة معان مشهورة عند أهل العربية والمعاني والبيان وأوضحها وأشهرها وأثبتها وأكثرها (إفادة العهد) الذي قصدته في أبياتي
[يقصد:
أصول ديني كتاب الله لا العرض ........... وليس لي في أصول بعده غرض]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:04]ـ
62
إلا في صورة واحدة وهي إذا تقدم لفظ (كل) مضافا إلى مفرد مثل: كل رجل لم يقم، فإنه يتوجه إلى الإفراد دون الشمول، بخلاف ما لو قدم النفي، فقلنا: لم يقم كل رجل، فإنه ينصرف إلى الشمول، ولا يدل على انتفاء المجيء عن كل فرد، وقد اضطرب صاحب التلخيص في الفرق بينهما، وتوهم بعضهم أن العلة مجرد تقديم المسند إليه وتأخير النفي، وليس كذلك فإنك لو قدمته وجعلته جمعا لانصرف إلى الشمول كقولنا: كل الرجال لم يقوموا، وإنما هو عرف لغوي مقيد بقيدين: أحدهما تقديم المسند إليه وثانيهما إفراده مؤكدا بكل.
وأحسن ما وجه به أنه حينئذ نفي لفعل الكل، أي لفعل كل واحد وقولنا: لم يقم كل أحد نفي الكل عن الفعل، وهذا الثاني هو الذي دل عليه الباب لم يخرج منه إلا تلك الصورة الواحدة وجميع الأمثلة وإن كررت من هذه الصورة كقوله ? كل ذلك لم يكن
وقول أبي النجم:
قد أصبحت أم الخيار تدعي ........... علي ذنبا كله لم أصنع
برفع كل ولو نصب انصرف إلى الشمول كأنه يخص المبتدأ والخبر
وكذلك يجب إفراد الخبر من قولنا كل رجل قائم، ويمتنع قائمون وهو يحتمل زيادة في النظر والله الفتاح ومنه:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ........... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ومنه ما جاء القوم كلهم ولم آخذ كل الدراهم وكل الدراهم لم آخذ، النفي فيه متوجه إلى الشمول خاصة، كما قاله عبد القاهر، وقولنا: ما جاء القوم كلهم مما نص عليه عبد القاهر وهو / نظير قولي (لا العرض) متى كان بمعنى الأعراض كلها إلا أني لم أؤكده بكل، وكل في هذا الموضع للتوكيد لا للتأسيس قطعا وفاقا لأنها متأخرة فلا يخل سقوطها بمعنى ما قبلها ولا يغيره بدخولها.
63
ويوضح ما ذكرت أنك إذا قلت في النفي: ما جاء رجل أفاد العموم، فإذا جعلت الرجال موضع رجل تغير المعنى، فيتغير العموم، وقد ذكره مختار في المجتبى وقال: هو مثل ما جاء عشرة رجال لا يفيد مجيء التسعة فما دونها وأجاب عن قوله {لا تدركه الأبصار} بأن العموم مستفاد من معنى المدح كقولنا: فلان لا يفعل القبائح فإنه يعلم من معنى المدح أنه لا يراد أن يفعل بعضها.
64
فجعلت دليل المعجزات أقرب وأقوى وأجلى وأقطع للحجاج وأولى، كما اعتمدها إن شاء الله تعالى عند القصد إلى إفحام الخصوم / وقطع اللجاج، وكذلك الاستدلال بما في هذا العالم من عجائب المصنوعات وغرائب المخلوقات، وما في جميعها من الإحكام والإتقان المعلوم بالفطر حاجته إلى صانع أحكمه وعليم قدره، وهذان الطريقان صحيحان، أما الاستدلال بالمعجز فلا أعلم فيه خلافا، وأما الاستدلال بالأجسام من جهة الإحكام فكذلك لا أعلم وجها للخلاف فيه، إلا أن في عبارة ابن متويه إشعارا بخلاف أبي هاشم وحده في ذلك وما هو عندي بصحيح عنه إن شاء الله تعالى، كما دل عليه ابن متوية في أوائل المحيط
66
وإذا جاز الخطأ على أبي علي فيما يقطع فيه أنه من المشاهدات وعلى أبي هاشم فيما كان يقطع على أنه من الضروريات فالخطأ عليهما في الاستدلاليات الخفيات أقرب، وحصر الطرق إلى الله تعالى في هذا الأمر الخفي أغرب وأعجب، وليس القصد بهذا خفضي رفيع منزلتهما ولا القدح في عظيم علمهما، وإنما القصد أمران: تهوين أمر المخالفة في هذه الدقائق على السائل، وأن المخالف فيها جدير أن يسلك به مسالك من تقدمه من المختلفين في هذه المسائل في تطلب وجوه المحامل وأن لا يخص بذلك الأوائل، وثانيهما أن لا يرجحا على جميع من خالفهما من الأئمة وعلماء الأمة، ولا تغتر بكثرة مقلديهما في هذه البلاد ممن ادعى أنه لا يقلد في الاعتقاد، وهو لهما أو لأحدهما أو لمن لا يساوي آثارهما أتبع من الظل وأطوع من النعل، بل كيف لنا أن لا نعارض بهما رحمهما الله الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام والبراهين العظام، وما أشد كراهتهما لذلك وللسالكين هذه المسالك، فلو اقتدى بهما مقلدوهما ما قلدوهما، ولو لم يقلدوهما لاختلفوا كما اختلفا، وتحيروا وترددوا كما تحيرا وترددا، على ما جرت به العوائد في أحوال الخائضين في هذه الدقائق، والله أعلم.
74
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يشتمل الكتاب الذي جاء به على أدلة قاصرة ما فيها دليل واحد يشفي ولا يكفي!! وكيف لم يقدح بذلك أحد من أهل عصره لا من أعدائه ولا من أصدقائه مع ما في الفريقين من الأذكياء النبلاء حتى يأتي بعض الشيوخ المتأخرين بعد ثلاثمائة سنة من الهجرة فيستدرك على الله ورسله صلوات الله عليهم أجميعن وجميع العقلاء ما كانوا عنه غافلين.
78
وعندي أن البدع كلها معلوم ابتداعها بالضرورة التي لا يستطيع أحد النزاع فيها، ولكن كل مبتدع يعتذر لبدعته فمن ترك الأعذار سلك الجادة، ألا ترى أن الصوفية لا يستطيعون أن يدعون أن رسول الله ? ولا أصحابه ولا التابعين كانوا يصنعون صنعهم في السماع، لكنهم يعتذرون بأنه يصلح قلوبهم ويقويها، ولا يقوم غيره مقامه مع وجود الاختلاف في جوازه بين أهل العلم وتعارض الأخبار فيه ونحو ذلك، والملوك لا يقدرون على دعوى أن النبي ? والخلفاء بعده كانوا على مثل أحوالهم في الرسوم الملكية والأمور المصلحية لكنهم يعتذرون بفساد أهل الزمان، وقصد التهيب والتوصل إلى المصالح / على حسب الرأي تارة، وعلى حسب الضرورة أخرى، وكذلك أهل الوسوسة في الوضوء من المتعبدين والعارفين، وأهل التدقيق فيما لا يقع غالبا بين الفرضيين والمتفقهين.
وكذلك علماء الكلام والجدليون والمنطقيون لا يستطيعون أن يدعوا على السلف أنهم خاضوا في علمهم ولا مهدوا له قاعدة ولو كان شيء من ذلك لنقلوا نصوصهم في ذلك ولو وافق الجبائيين الصحابة والتابعون في إثبات الأكوان ومن قال بقول الإمام يحيى وأبي الحسين لنقلت أقوالهم في ذلك كما نقلت في الفقه والتفسير، ولما أطبقوا على تغليق هذه الأبواب كما أطبقت الرسل صلوات الله عليهم وخلت عنه كتب الله المنزلة أولها وآخرها، ولم يحسن من المسلم الممعظم لكتب الله ورسله صلوات الله عليهم والسلف الصالح أن يقطع على قبح حال من تشبه بهم في هذه الخصلة، وإن كان مقصرا في غيرها فالسيئة لا تقبح الحسنة لصدورهما عن فاعل واحد، والعاقل يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال. وإنما ذكرتُ الحجة بالكتب والرسل والسلف لأن المخاطب بحمد الله يعرف أنهم على الحق، وأنا كذلك وليس يحسن منا أن نفرض أنفسنا من جملة أهل الجاهلية بعد أن من الله علينا بالإسلام، ولو فرض ذلك جاهل لدلته البراهين الصحيحة على ملازمة من ذكرته للحق ..............
[المؤيد] فإن معرفة احتياج الإحكام إلى محكم من العلوم الضرورية الأولية قال: لأنه يجوز من طريق الاتفاق أن يسقط كوز من علو فينكسر ولا يصح من طريق الاتفاق أن يصير الخشب دواة.
80
ومن جوز في بديع خلق الإنسان أنه من طبع كمن جوز في كتابة المصحف المحكم أنه بمنزلة جمود المداد في الاستناد إلى الطبع فهو معاند موسوس لا يداوى بالنظر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:14]ـ
81
فإن اختصاص جميع العقلاء في ذلك الزمان بأمر لا يوجد في واحد من العقلاء في هذا الزمان من خوارق العادة الممتنعة عقلا، ولم تختلف إلا في اللغة العربية، وقد كانوا في البلادة بحيث عبدوا الجماد الذين هم أشرف منه بالضرورة
83
فكيف يكون ما اشتد اختلافهم فيه وعلمت دقته وغموضه كاشفا وموضحا ومجليا لما أجمعوا على وضوحه وسهولته؟ وقد نص ابن متويه على كثرة الشبه في دليل الأكوان.
85
إلا أنه يلزم من كل نوع خاص حصوص جنسه العام، ويستحيل وجود النوع الخاص مع امتناع جنسه العام، إذ لو استحال وجود جنس الحيوان لاستحال وجود نوع الإنسان، وكذلك لو استحال في مسألتنا وجود جنس الشك في الاستدلالي لاستحال وجود نوع الشك المستقبل.
وهذه طريقة للمتكلمين في الاستدلال، وفيها عندي نظر ليس هذا موضع تحقيقه، وأوضح من ذلك أن تجويز ورود الشبهة لا يختص بوقت معين في البعد والقرب، فلذلك يجوز في كل وقت مستقبل وحاضر، ودخل في ذلك حال العلم وما بعده، وذلك مستلزم تجويزه في الحال وإنما اختص الاستقبال بمعرفة الوارد من الشبه بعينه وتأثيره ومعرفة أثره.
.........
والعلم الحق ما جمع ثلاثة أشياء: الجزم والمطابقة والثبات عند التشكيك، وببطلان واحد منها يبطل العلم فتأمل ذلك وجود فيه النظر
88
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تقي الأئمة العجالي: إن كل من سمع ذلك من العقلاء قبل أن يتلوث خاطره بالاعتقادات التقليدية، فإنه يقطع ببطلان هذه المذاهب، ويتعجب أن يكون في الوجود عاقل تسمح نفسه بمثل هذه الاعتقادات ويلزمهم أن يجوزوا فيما شاهخدوه من الأجسام والأعراض أن تكون كلها معدومة، لأن الوجود غير مدرك عندهم، وإلا لزم أن يرى الله لوجوده، بل إنما يتناوله الإدراك للصفة المقتضاة عندهم وهي صفة التحيز، وهيئة السواد والبياض فيهما، غاية الأمر أن الجوهرية عند بعضهم تقتضي التحيز بشرط الوجود، ولكن الترتيب في الوجود لا يقتضي الترتيب في العلم، كما في صفة الحياة والعلم، فيلزمهم أن يشكوا بعد هذه المشاهدة في وجودها. وكل مذهب يؤدي إلى هذه التمحلات، والخصم مع هذا يريد سفاهة ولجاجا، فالواجب على العاقل الفطن الإعراض عنه والتمسك بقوله تعالى: {فإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام} ومن ذم من السلف الصالح الكلام والمتكلمين، إنما عنوا أمثال هؤلاء ظاهرا والله الموفق انتهى بحروفه. وهذا كلام أئمة الاعتزال بعضهم في بعض، وفيه اعتراف بذم السلف الصالح للكلام والمتكلمين، وتأويل ذلك بالغلو في الكلام، ومن ذلك ما قدمنا عن القاسم والهادي والناصر من ذم الكلام، وما ذكره صاحب الجامع الكافي عن متقدمي العترة من ذلك كزين العابدين وزيد بن علي والصادق والباقر وعبد الله بن موسى وأحمد بن عيسى والحسن بن يحيى وصنف محمد بن المنصور في ذلك كتاب الجملة والألفة، ونقل عن هؤلاء وغيرهم النهي والكراهية للكلام والخوض فيه، وكذا فقهاء الإسلام وأئمة الحديث وجميع السلف المتقدمين كانوا على ترك هذا، وبعضهم ينهى وبعضهم يقرر الناهي وهو من أصح الإجماعات السكوتية والله أعلم.
90
وما صارت السوفسطائية إلى إنكار العلوم، إلا من شدة البحث بدليل أنه ليس في أهل الجمل من ينكر الضرورة، ولا من ألزم إنكارها
91
ومن لم ينفعه الدواء الرباني والنبوي لم ينفعه الدواء الجبائي والمتّوي. لا يقال أبطلتم النظر كله ببعضه، لأنا لم ننف النظر كله، بل أثبتنا النظر في أوائل الأدلة على طريقة السلف، كما نبه عليه القرآن، وإنما منعنا التعمق في إثبات الأمور الجلية في النظر بطرائق أخفى منها، وبينا بالتجارب وغيرها أن شدة التعمق لا تنفع في الوساوس ولا تداويها، بل تزيدها في حق كثير.
92
والمعجز حادث بالضرورة ومخالف للطبع والعوائد بالضرورة.
92
ولم يقل أحد من جميع فرق المسلمين من المتكلمين وغير المتكلمين إن النظر في فعل الله تعالى المعجز ليس بطريق إلى معرفة الله تعالى.
92
وظهر أن الفرق بين النبي والساحر ضروري، لكنه تارة يرجع إلى العلم ببراءة / النبي ? من علم السحر، كما يعلم الإنسان براءة كثير من أهله وصحبه من ذلك، وهذا يحصل لمعاصريه بالخبرة ولنا بالتواتر وإليه الإشارة بقوله تعالى: {أم لم يعلموا رسولهم فهم له منكرون}، وقوله: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون} وذلك لأن السحر ليس من علوم العقل، ولا بد من تعلمه من شيوخه ... وقد ألفت في هذا المعنى مصنفا مفردا سميته (البرهان القاطع في معرفة الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع)
93
وممن جود الكلام في النبوات الجاحظ، فيبحث عن كتابه في ذلك
96
وقد ذكر الغزالي شبه السوفسطائية، وذكر أنه لم يتمكن من دفعها من نفسه إلا بنور قذفه الله تعالى في قلبه، وقد شاهدنا من شك في الضروريات من الموسوسين.
99
وكيف يجوز في العادات أن تنصرم الدهور وكتب الله خالية عن التصريح بأمر لا يعرف الله بسواه، ورسله المبعوثة بالهدى لا تذكره لأحد ممن اتبعها وتعلم الهدى منها، وكذلك من عاصرهم وكلام الله أبلغ الكلام، والبلاغة مشتقة من بلوغ المتكلم بكلامه إلى بيان مراده ووضوح مقصده وتخليصه من نقص الخطأ والتقصير عن إصابة الشواكل ولصق المفاصل
99
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قال الزمخشري رحمه الله في كشافه في رد بعض تأولاتهم مما لا يطابق البلاغة، وما هذا إلا من ضيق الفطر / والمسافرة عن علم البيان مسافة أعوام، وبالجملة فالقوم من علماء الإسلام، ولكل خطأ وصواب، وفي كل كلام قشر ولباب، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا من عصم الله تعالى. ولنا من الخطأ أكثر مما هو لهم، وليس القصد تزكية النفس والإزراء بمن لا نساوي ولا نقارب أدنى مراتبه، وإنما القصد ترك الغلو منهم المخرج لهم في المعنى عن حد البشر، وإن كان المعظم لا يصرح بذلك في لفظه فقد كاد يعاملهم تلك المعاملة أو يخاف من وقوع ذلك من غيره ولو في المستقبل، فإن المحقرات وسائل إلى العظائم.
100
وإنما استكثرت من نسبة الأدلة إلى العلماء، وإن كانت الأدلة كافية بأنفسها لما رأيت في طباع الناس من الاستئناس بالقائلين بالأدلة، وجربت ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:15]ـ
106
قوله: لم قلتم كان هذا الإجماع حجة. قلنا: لأن المتكلمين المعتزلة والسنية والفقهاء يستدلون به وهذا آية كونه حجة.
107
فلا يلزم من ثبوت حكم ما في ألف ألف صورة ثبوته في غيرها فكيف يلزم من ثبوته في صورة واحدة ثبوته في غيرها، ألا ترى أن الحيوانات العنصرية تحرك فكها الأسفل في مضغها، والتمساح وحده يحرك فكه الأعلى في مضغه
108
أما جعل القدرة على التبع علة للقدرة على الأصل فمما تستبعده العقول السليمة والطباع المستقيمة عند تظاهر الأمارات عليه، فكيف إذا لم يكن شبه أمارة، وكان من وساوس النفس الأمارة!
109
لا نسلم بأن الدوران دليل علية المدار للأثر الدائر وليس كذلك، ألا ترى أن الحكم يدور مع الشرط، والعلة المساوية تدور مع المعلول وجودا وعدما، وأحد الحكمين المتلازمين يدور مع الآخر وجودا وعدما، وإن لم يكن شيء من ذلك علة وكذلك التحرك يدور مع الاعتماد وإن لم يكن علة له عندكم.
111
ولقد صدق الشيخ أبو الحسين رحمه الله تعالى في مقالته: أني لو اقتصرت على ذكر أدلتهم وعللهم لكفى الناظر فيها في العلم بأنها لا تثمر ظنا فضلا عن علم، أترى قلوبهم تسكن ونفوسهم تطمئن عندها؟ ثم قال تقي الأئمة العجالي رحمه الله: فإن هذه الحجج التي قنعوا بها في إثبات هذا الأصل العظيم ليس يصلح إيرادها عند ملاعب الصبيان في ترويح الخيال، فكيف بمثل أصل هو أساس الإسلام
118
إن من أحسن من عبر عن هذه المسألة الكبرى شارح (جمع الجوامع) لكن النساخ غيروا بعض ألفاظه، فشككت في بعض ألفاظه مع معرفة مراده، فجعلت العبارة لي وزدت اليسير حيث تصح الزيادة وتجوز وتحسن، ولم أتظنن في موضع لا يحل فيه الظن، ويتوقف فيه على النقل
121
وكلامهم مجرد دعوى والدليل عليهم في هذا المقام، فإن أبدوه وجب علينا نقضه، وإن لم يبدوه لم يلزمنا شيء من مجرد الدعوى بغير حجة ولا هدى ولا كتاب منير.
124
وليس شيء مثل المسميات بأسمائه في الدنيا، فكيف بمعاني أسماء الله وصفاته، لكن الإخبار عن الغائب لا يفهم إن لم يعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد مع الفارق المميز.
125
والإحكام الخاص هو الفصل بينهما بحيث لا يشتبه أحدهما بالآخر، يعني على من عرف هذا الفصل. وهذا التشابه الخاص إنما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما، ثم من الناس من لا يتهدي إلى ذلك الفاصل فيكون مشتبها عليه ومنهم من يهتدي له فيكون محكما في حقه فالتشابه حينئذ يكون من الأمور الإضافية
127
وليس عدم الوجدان عند الطلب في علم الطالب يدل على عدم وجود المطلوب في علم الله تعالى
129
فأما الاحتمال فلا يسمى علما البتة لا حقيقة ولا مجازا، وأما الظن فقد يسمى علما مجازا .... ولا يجوز في اللفظة الواحدة أن يراد بها كلا معنييها على الصحيح، ولا يقوم على خلاف ذلك دليل من اللغة البتة، على أن أبا هاشم قال: إنه محال عقلا، ومجرد احتمال ذلك عقلا أو لغة ليس بدليل قطعا.
131
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يرجع إلى تجويز وجود الجنس مع عدم جميع أنواعه مثل حيوان ليس بناطق ولا أعجمي ولا أرضي ولا بحري ولا سمائي، وذلك محال عند الجميع، ولو قبل مثل ذلك قبل قول ابن عربي الطائي صاحب كتاب (الفصوص) من أن الحروف أمة من الأمم مبعوث إليها رسول منها لدليل جملي ويمتنع صحة الدليل الجملي مع امتناع التعيين، كما يمتنع إثبات الجنس مع امتناع الأنواع كلها وهو المسمى بالوجود المرسل، وهو أحد المحالات والمنصف يجد من الجهل بمعنى هذه الحروف الذي أراده الله على التعيين
131
المتأول بتأويل معين إما أن يقطع على أن تأويله ذلك هو مراد الله تعالى ويقطع ببطلان كل تأويل سواه، فهذه [كذا] لا قائل به، ولو قال به أحد ما ساعده الدليل لأنه من قبيل الاستدلال بعدم الوجدان في نفس الطالب على عدم وجود المطلوب في علم الله تعالى، وقد مر إبطاله
132
أما التجويز فليس من العلم في شيء وهو محض الجهل إذ لا معنى للجهل إلا احتمال أحد النقيضين من غير ترجيح أو نحوه، فاعتقاد أنه علم ولا سيما في تفسير كلام الله تعالى والاطلاع على مراده غاية الغرور
134
قال زيد بن علي عليه السلام في كتاب (المجاز) من رواية أبي عبد الله جعفر بن محمد بن هارون المقري ما لفظه: والقرآن على أربعة أوجه، حلال وحرام لا يتبع الناس جهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وعربية يعرفها المعرب، وتأويله لا يعلمه إلا الله تعالى.
134
وأما من ذهب إلى غير هذا المذهب من الزيدية فلإعراضهم عن كتب أئمتهم الموجودة بين أظهرهم وإقبالهم على كتب غيرهم، فالله المستعان.
136
ولو كان علمهم بتأويله حاصلا كعلمهم بتأويل المحكم لم تقع هذه الجملة هذا الموقع من البلاغة.
136
فكما لم يرد القرآن بأنه لا إله إلا الله ولا نبي إلا من أوحى إليه الله أو نحو ذلك لكثرة الأنبياء وعدم فائدة صيغة القصر أو عدم بلاغتها وفصاحتها حينئذ فكذلك هذا، وذلك أن علماء المعاني والبيان نصوا على أن قصر الصفة على الموصوف لا يخاطب به إلا من يعتقد الشركة، ولذلك سمي قصر إفراد لقطع الشركة / وليس في الوجود مخاطب يعتقد أن العوام العمي يشاركون الله والراسخون في علم تأويل المتشابه حتى يرد اعتقاده بهذا القصر، وإنما الموجود من يعتقد أن الراسخين يشاركون الله تعالى في ذلك، فحسن قصره على الله لقطع اعتقاد من جعل لله فيه شركاء، فافهم ذلك وتأمله فإنه جيد.
138
وقد ثبت جواز حذف (إما) مع إثبات قسيمها مع القرينة الدالة على ذلك بغير الآية الكريمة، وأما حذف القسيم فلم يصح قط إلا مجرد دعوى في هذه الآية، وذلك مجرد احتمال لم يثبت له رجحان البتة فلا يكون له دليل
138
وإن صح نادرا فقواعد البصرية من النحاة وجوب تأويل ما سد [كذا والصواب شذ] عن الأصل بما يلائم الأصل
139
وهذا المثال نص عليه وعلى ما ذكرته فيه ابن هشام أحد كبار النحاة في كتابه (مغني اللبيب)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:15]ـ
140
وإذا كان أصل أما للتفصيل وفاقا لم يصح دليل على خلاف الأصل، لأن المدعي له مستغن عن إقامة الحجة لبقائه على الأصل، ووجبت الحجة على أن [كذا] من ادعى خلاف الأصل.
141
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {ويقول الراسخون في العلم آمنا به كل من عند ربنا} وابن عباس ترجمان القرآن وهذه قراءة لا تفسير، فهي في حكم المرفوع إلى النبي ? وهي ترجح أحد الاحتمالين في الآية كالخبر الآحادي، وإن لم تتواتر قراءته قرآنا، لكن الصحيح وجوب العمل بها لقوة الظن بصدقه، كما هو مقرر في الحجة بخبر الواحد في فطر العقول وشريعة المصطفى وإجماع المسلمين بعده.
141
ومن عادة الزمخشري التقوي بالقراءات العربية [الصواب الغريبة] على المعاني فكيف بالمشهورة المصححة والحمد لله كثيرا.
142
الدليل السادس عشر: وهو ما يبطل دعواهم لذلك بحجة واضحة يعبر عنها بحروف مقطعة من جنس ما فهموه عن الله تعالى، فإن فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، وإن لم يفهموا وضح الحق، فنقول في احتجاجنا عليهم {ألم، وكهيعص}
143
ولم يرد التعبد بالتقليد في غير العمليات، بل ورد النهي عنه وذم من عمل بغير علم
144
وأقل من هذا يكفي المنصف، وأكثر منه لا يكفي المتعسف
144
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجمع الكل من الشيعة والمعتزلة وطوائف الأشعرية الأرقبعة على أن العبد فاعل مختار، وهذا غريب لا يكاد يصدقه الواقف عليه ويبادر إلى تكذيب راويه حتى يبحث البحث التام فيأخذ تحقيق المذاهب من كلام محققي أئمتهم وحوافل مصنفاتهم، ومع غرابته قد نص عليه السيد صاحب (شرح الأصول) في أوائل الفصل الثاني في العدل في الكلام على التحسين والتقبيح، وقال فيه ما لفظه / وبعد فلا خلاف بيننا وبينكم في أن هذه التصرفات محتاجة إلينا ومتعلقة بنا وأنا مختارون فيها وإنما الخلاف في جهة التعلق أكسب أم حدوث، هذا نصه بحروفه، وقد جمعت هذه المسألة ولخصتها في سنين عديدة، وجمعت فيها مصنفا مفردا وبان لي أنه لا يوجد جبري محقق، إلا أن تكون فرقة شاذة كالمطرفية والحسينية من الزيدية ونادرا كالرازي وحده في أحد قوليه، وقد رجع عنه في نهاية العقول، وفي وصيته التي مات عليها، أو عامي لا يدري كالمشبه من عوام الزيدية والمعتزلة
148
الشرط في قرينة المجاز أن تكون متقررة عند من وجه الخطاب إليه معلوما عنده بطلان ظاهر الكلام، كما في قولك في وصف الكريم: إنه بحر عذب أو مزن ثجاج، بحيث لا يرتاب في ذلك السامع، لكن الكلام إذا صدر ممن يعلم ما لا يعلمه، ويقدر على ما لا يقدر عليه، وقد جربنا خرق العادات من جهته، وعقدنا ضمائرنا / على الإيمان بما لا تحتمله عقولنا من أخباره، حتى صدقناه في خروج العالم من العدم وثبوت موجود لا أول لوجوده من القدم وحياة الموتى وثبوت الدار الآخرة فهنا لك تنهد القرينة العقلية ولا تتماسك ضعفا في مقام الآي القرآنية
149
ولو أنا أعددنا هذا وأمثاله من حنين الجذع وتسبيح الحصى وكلام الذراع على المجاز لأدى هذا إلى الاستهزاء برسول الله ? وحاشا مقامه العزيز من ذلك، لأن كلام هذه الأشياء المجازي ممكن حتى مع الكفار
150
وذلك مع إمكانه متعين، لأن المجاز خلاف الأصل الظاهر، ولا يحل المصير إليه مع إمكان الحقيقة وفي ذلك صون جلالة التنزيل من تجرؤ كل فرقة على مستبعد التأويل أدنى شبهة يتوهمون أنها تستحق اسم الدليل، فأين خصائص النبوة وما فائدة الإخبار بالمجاز الذي يمكن كل واحد أن يخبر بمثله؟
151
الوجه الأول: أنه الظاهر، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل مانع منه بإجماع المسلمين، ولو جاز العدول إلى المجاز بمجرد الاستحسان مع جواز الحقيقة لصح مذهب الباطنية، أو أمثالهم، ولم يوثق لله سبحانه وتعالى بخبر البتة ....
فما أعجب ما صنع [الزمخشري] فإن كانت الحقيقة عنده جائزة غير مستحيلة، فما يسوغ له صرف كلام الله عز وجل عن حقائقه، ولا يحل له تقديم رأيه على صوادع القرآن ونواطقه، وإن كان الظاهر عنده من المحالات بالأدلة العقلية القاطعة، فما يحل له أن ينسب إلى رسول الله ? قول المحال الذي نزه عنه نفسه، ثم لا يزيفه لأن القول بوجود ذلك عنده كذب وزور بالأدلة القطعية، وجدير أن لا تسود له تفاسير الكتب الربانية، وهذه طريقة الزمخشري في كثير من تفاسيره وله بالمجاز ولع كبير، حتى إنه ذكر أن خلق الله عز وجل للخلق مجاز، وأن الحقيقة إنما هي في خلق أحدنا الأديم، ونحوه ذكره في أساس البلاغة، وهذا يقتضي أن تسمية الله تعالى بالخالق مجاز يجوز نفيه عنه بغير قرينة، ويكون الحق وصف الله بأنه غير خالق على التحقيق، وإنما الخالق الحق من لا أحب ذكره هنا من صناع الجلود ... فقد صار الخالق يطلق على الله تعالى في الحقيقة العرفية، بل في الحقيقة الشرعية، وهي أقدم الحقائق وكلتاهما مقدم على الحقيقة / اللغوية كما هو مقرر في علم أصول الفقه من الأسماء الحسنى
153
والظاهر أن الوحي لفظة مشتركة بين معان على الحقيقة حيث هي الأصل ولا يثبت المجاز إلا بدليل
154
وقد اعترف [الزمخشري] أن الكلمة الواحدة لا تكون حقيقة ومجازا في حال واحد، وقد التزم بهذا أن تسبيح المكلفين مجاز وماذا أولى من عكسه، ولا يعجز خصمه عن مثل دعواه
156
وقوله في هذه الآية {وكثير من الناس} دليل على الحقيقة لأنا لو حملنا سجود الجمادات على المجاز الذي هو نفوذ مراد الله تعالى من فعله فيها من غير اختيارها لدخل الكفار في ذلك
156
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اشترط علماء هذا اللسان وضوح القرينة ولذلك منعوا تسمية أبخر الفم أسدا، لأجل اشتراكهما في البخر وليس في لغة العرب أن يقول: سجدت لي الأرض إذا كان متمكنا من عمارتها وخرابها وزرعها ونحو ذلك
161
فيا هذا [الزمخشري] إن كان مثل هذا جائزا عندك داخلا في مقدور الله، فما أحل لك تأويل {علمنا منطق الطير} وأوجب عليك الإيمان بكلام النملة، وإن كان هذا الجنس عندك من المحال، فكيف صح عندك الإيمان به في هذه الآية وحدها، وإن كان هذا تفسير المسمى بالعلامة المشهود له في علوم المعاني والبيان بالإمامة، وهو كذلك في هذا الفن، فكلمة الحق لا نجحدها ولا / نحسده عليها، فما ظنك بكثير من المفسرين الذين لم يعضوا على هذا العلم بناجذ قاطع، ولا حظوا من الإتقان له بطرف صالح، فما أحق الناظر في كتاب الله تعالى بعدم الاتكال على تقليد الرجال، أو عتلى الترك لما لا يعرفه والاقتصار على الإيمان به والتلاوة وليتدبر جلالة التعبير وليعلم أنها مرتبة تقارب مرتبة النبوة لأن مرتبة النبوة التبليغ عن الله تعالى لكلامه، ولا شك أن معظم المقصود من كلام الله معناه فالمفسر له كالمبلغ عن الله سبحانه
163
ولم أقصد بالتطويل في هذا نقيصة عالم، وإنما قصدت أن يكون تالي كتاب الله تعالى عارفا بما اشتملت عليه التفاسير من الحشو الكثير حذرا من البدع يقظا فيما يحتاج إلى النظر لا يتبع كل ناعق ولا ينقاد لكل سائق، والله عند لسان كل ناطق وقلبه ونيته
164
فصل في الإشارة إلى ما يعرف به المجاز من الحقيقة
اعلم أن اللغاتبأسرها ما وضعت إلا لبيان المقاصد وإيضاحها، وأن المجاز لو صح على الإطلاق من غير شرط ولا دليل عليه لبطلت الفوائد المأخوذة من الكتاب والسنة، بل لبطل فهم بعضنا من بعض، وإذا أردت أن تعلم أن الأمر في ذلك غير ملتبس لولا الأهواء والعصبيات فانظر إلى أشعار الفصحاء وخطب البلغاء كيف يبين فيها المجاز من الحقيقة من غي لبس، فكيف يقع اللبس الشديد في كلام المعصوم من التلبيس على المخلوقين المبعوث رحمة للعالمين ? بل في كلام الله جل جلاله الذي جعله شفاء لما في الصدور ونورا لا يطفأ إذا طفئ كل نور، فقد وصفه الله أصدق الواصفين بما يجزي الصادين عنه والمتشككين من الأحكام والفصل والفرقان والنور والهدى والتبيين والعقل يدرك هذا لو لم يرد منصوصا في القرآن المبين.
فإذا عرفت هذا فاعلم أن شرط الحسن في المجاز أن يكون معلوما عند السامعين غير ملتبس بمقاصد المتخاطبين، ألا ترى أنه لا يلتبس المجاز في قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} ولا الحقيقة في قوله تعالى: {ولا طائر يطير بجناحيه} وقوله تعالى: {أولي أجنحة} وكذلك لا تخفى عليك في قوله تعالى: {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} وعدم التجوز في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وكذلك لا يخفى التجوز في قوله {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} ولا الحقيقة في / قوله {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} أو أمثال ذلك مما لا حاجة إلى استقصائه من غير تعلم لعلوم المعاني والبيان ولا تقليد لعلماء هذا الشأن، بل لبقاء سامع هذه النصوص على الفطرة، وعدم ثبوت الفهم السليم بما يعمي عن البصيرة ويورث الحيرة، فهذا الأصل هو المعتمد عليه الجملي، ولذلك يفرق العامة بين قولك زيد أسد وبين قولك من غير قرينة: إن الأسد عدا على الناس ومتى قال القائل: دخلت على الملك ورأيت البلاد في يده لم يشك من لم يسمع بعلم المعاني أنه مجاز ومتى قال: دخلت على الملك فرأيت كتابا في يده أو سيفا أو خاتما لم يشك المبرز في علم المعاني أنه عنى الحقيقة، بل الباطنية الغلاة الذين يزعمون أن كل الكلام مجاز مضطرون إلى سلوك الجادة التي عليها العامة، وإلا لما وجدوا إلى فهم كلام أئمتهم ودعاتهم سبيلا البتة، فإذا تطلعت إلى معرفة ما لخصه علماء المعاني في هذا فهو البناء على الحقيقة إلا عند وضوح إحدى القرائن وهي ثلاثة لا رابع لها:
إحداها العقلية، وهي ما يعلم المتخاطبون استحالة ظاهره من غير كلفة مثل قولهم: إن البلاد في أيدي الملوك، وإن الكلام الحسن الترصيف دررا منظوم من الملاحة في سلوك، ومنه تسمية الشجعان بالأسود السود، والكرماء بغيث الوفود، ومنه: واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها أي أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيها: القرينة العرفية، وهي ما جاز في العقل وامتنع في العرف مثل مباشرة الملوك الكبار لبعض الأعمال تقول: عمر الخليفة بنى دارا، أي أمر بذلك، ومنه قوله تعالى حكاية عن فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا} أي مر من يبني.
ثالثها: القرينة اللفظية: كقول الشاعر:
لدى أسد شاكي السلاح مقدف [كذا] ........... له لبد أظفاره لم تقلم
/ فقوله شاكي السلاح قرينة لفظية تدل على أن الممدوح رجل شجاع لا سبع وذلك كثير.
ومنه قوله تعالى: {الله نور السموات والأرض} أي منورهما بدليل قوله تعالى: {مثل نوره} لأن إضافة النور إليه تدل على أنه رب النور وخالقه، وأراد بالنور هنا نور العلم والهدى بدليل قوله {يهدي الله لنوره من يشاء} وقد تكون منفصلة في العموم والخصوص كقوله {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} في بيان المراد من قوله تعالى: {في يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} فهذا في بيان المراد من نفي الخلة وإنه عن غير المتقين، وكذلك قد ورد م يبين أن نفي الشفاعة غير عام، وذلك قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} وغير ذلك، وقد تكون قرينة التخصيص في كلام رسول الله ? كما في تخصيص الحائض بتحريم الصلاة مع عموم الأمر بها في عمومات القرآن والسنة وتخصيص ما لا تجب فيه الزكاة من الأموال مع عموم خذ من أموالهم صدقة وفي الحديث لا يأتي رجل مترف متك على أريكته يقول لا أعرف إلا هذا القرآن فما أحله أحللته وما حرمه حرمته ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا وإن الله حرم كل ذي ناب من السباع ومخلف من الطير، وهذا مخصص ومبين لقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه} الآية فينبغي لحامل كتاب الله تعالى أن يستكمل العلم بمعرفة السنة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين لما أجمل من القرآن قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, مساء 01:16]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس، والحمد لله رب العالمين
[تنبيه]
الكتاب طبعة دار الكتب العلمية بدون تحقيق، وهي طبعة سقيمة، ومليئة بالتصحيف والتحريف، وأكثرها ظاهر للقارئ، والحمد لله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 10:13]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب،
ولمَن أراد المعارضة بين "الفوائد المنتقاة" والأصل، فلينظر هنا:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=23360&postcount=1
ثم إنه قد وقعت عيني على: (ومن عادة الزمخشري التقوي بالقراءات العربية [الصواب الغريبة] على المعاني فكيف بالمشهورة المصححة والحمد لله كثيرا).اهـ
فأردت المقابلة، فوقفت على فائدتين - عَرَضا -:
(من شرط الإيمان وعزائمه: الإيمان بمتشابه القرآن، فمَن علم معناه: آمن به على اليقين، ومَن لم يعلمه: آمن به على الجملة). 141
(الزمخشري .. من محققي خصوم أهل السنة). 145
وفي الحقيقة الكتاب سمين ثمين، ولعلي أضع بين يديكم في وقت ما: "المستدرَك على الفوائد المنتقاة" ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:12]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل
والرابط الذي أحلتنا عليه طبعة أخرى غير التي رجعتُ إليها، ذكرتُ هذا للتنبيه فقط.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:13]ـ
يا شيخنا الفاضل إن أردت أن تفيد إخوانك فعليك بالفوائد المنتقاة من (العواصم والقواصم)؛ لأنني قرأت مختصره (الروض الباسم) فوجدته رائعا، ولكن ليس عندي وقت لقراءة الأصل (ابتسامة)
ـ[وائل النوري]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:28]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا
"العقلاء ما زالوا يستدلون على حسن الكتب وعظم نفعها بمقدار صاحبها"
وكذا الفوائد المنتقاة (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 04:51]ـ
عُلِم شيخنا العزيز .. وستقف إن شاء الله على ما رغبتَ في وقت ما .. (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 05:15]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا
"العقلاء ما زالوا يستدلون على حسن الكتب وعظم نفعها بمقدار صاحبها"
وكذا الفوائد المنتقاة (ابتسامة)
هذا من حسن ظنكم بتلميذكم الضعيف يا شيخنا الفاضل
ونتمنى أن تتحفونا هاهنا بموضوع مماثل لموضوعكم النفيس في أهل الحديث (وهذه فائدة قد تقع ... )، وغيره من موضوعاتكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 02:39]ـ
وستقف إن شاء الله على ما رغبتَ في وقت ما .. (ابتسامة)
يقولون: إن الله عز وجل أعرف المعارف.
فهل (في وقت ما) أنكر النكرات؟ .............. (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Dec-2007, صباحاً 09:24]ـ
أبشر شيخنا
الانتقاء في خطتي الآجلة .. وأنا على إدخال السرور عليكم حريص حريص حريص ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن هزاع]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 01:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
جمالية التعريف القرآني بالله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, صباحاً 02:03]ـ
الله ربًّا هو بدء تدفق الجمال على عقيدة الإسلام، إذ إن جمال الرب عز وجل يفيض من بهاء ذاته تعالى وصفاته. وإنما صفاته تعالى هي صفات الجمال والجلال، إنه النور الخارق الذي لا يطاق. فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القِسْطَ ويرفعه. يُرْفَعُ إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعملُ النهار قبل عَمَلِ الليل، حِجَابُهُ النور، لو كشفه لأحرقتْ سُبُحَاتُ وجْهِهِ ما انتهى إليه بصرُه من خلقه." (رواه ابن ماجه) والسُّبُحَات جمع سُبْحَة: وهي ما يفيض عن الذات الجميلة من لآلئ النور، ونوابض الحسن، وأشعّة الجمال. ومن هنا وصف سبحانه أسماءه -وهي أسماء صفات- بكونها "حسنى". إنها أنوار متدفقة من مشكاة الله ذات البهاء الدرّي، قال تعالى: ?وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا? (الأعراف:180). وقال سبحانه: ?قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى? (الإسراء:110). ومن هنا كانت البداية في قصة المحبة.
النعمة الأولى .. الخلق
الله .. هو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء. سبحانه وتعالى علوا كبيرا. إنما عرفه الإنسان أول ما عرفه "ربا"، فلما عرف منه تعالى ما عرف، ألِهَه قلبه فعبَده. إن أول نعمة إلهية ظاهرة فاضت أنوارها على الإنسان من مشكاة أسماء الله الحسنى "الخالق" و"البارئ" و"المصور"، وما إليها من الأسماء والصفات كانت هي خلق آدم عليه السلام. ثم توالت عليه بعد ذلك النعم تترى مما لا يحصى ثناء وشكرا، رزقا ورعاية وهداية ... إلخ. ولذلك وجب أن يكون أول ما ينطق به الإنسان -أي إنسان- في حق ربه سبحانه وتعالى هو الحمد والشكر أولا وقبل أي شيء. ومن عجيب أمر الله الكوني سبحانه، أن أول كلمة نطق بها آدم عليه السلام بُعَيْدَ ما انبعث فيه الروح هي ?اَلْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (الفاتحة:2) (انظر: ابن حبان والحاكم). ولذلك فإن القرآن الكريم -وهو كتاب الله- افتتح بالحمد لرب العالمين، وتمجيد أسمائه الحسنى، ثم بعد ذلك ثنى بالعبادة التي هي نتيجة للربوبية. فكانت سورة الفاتحة وهي فاتحة القرآن.
الربوبية والعبودية
إن توحيد الربوبية هو اعتراف بسيادة الله على الكون والخلق أجمعين، اعترافا يتضمن الرضى به ربا وسيدا، والإيمان بما له تعالى من صفات الجمال والجلال. فربوبيته سبحانه إنما تعرف من خلال صفاته تعالى؛ ولذلك فقد سمى عز وجل نفسه بأسمائه الحسنى، وطلب منا إحصاءها والدعاء بها؛ أي أن نوحده في إلهيته تعالى بها، وذلك باب العبادة. ومن هنا كان توحيد الإلهية موصولا بتوحيد الربوبية، وهو منطوق القرآن ومفهومه. قال تعالى: ?وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ? (الرعد:30). فأثبت الربوبية أولا من خلال اسمه الرحمن، ثم ثنى بكلمة الإخلاص باب التعبد. والجميل حقا أن ربوبيته تعالى تتجلى في أسمائه الحسنى، ومن هنا كان البدء بها في القرآن، وفي كل أمر ذي بال. إن جمال الربوبية المتجلي في جمال الصنعة، وكمال الخلق، وتدفق الإنعام، والفيض على العالمين بالحياة ... إلخ. هو الذي بهر القلوب المحبة للجمال، فخضعت له عابدة متبتلة في محاريب الإيمان، مقرة أنه "لا إله إلا الله". إن المحب الذي فني في المحبوب إنما حصل له ما حصل لما رآه في محبوبه من خصال الجمال والجلال.
"الله" .. هذا الاسم العظيم، الدال على الذات الإلهية، يثقل وقعه في القلب العارف به تعالى حتى التصدع، قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يَثْقُلُ مع اسم الله تعالى شيء" (رواه الإمام أحمد). إنه ثقل الربوبية الذي ينزل بجلاله وجماله الذي لا يطاق على الصخر فيجعله دكا، ?فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا? (الأعراف:143)، ?لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ? (الحشر:21).
المحبة ثمرة المعرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
من هنا إذن كانت معرفة الربوبية مورثة لمحبة الله، أي لعبادته. ولذلك فقد وردت التوجيهات التربوية النبوية للأمة العابدة المحبة لربها أن تذكره تعبدا بجلال ربوبيته سبحانه. قال صلى الله عليه وسلم: "من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة" (رواه أبو داود). وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السياق قصة طريفة مفادها أن عبدا من عباد الله قال: "يا ربي، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك" فَعَضَلَتْ بالملَكَين فلم يدريا كيف يكتبانها. ( ... ) فقال الله عز وجل: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها" (رواه الإمام أحمد).
إن الإعضال الذي حصل للملائكة الكتبة، إنما هو بسبب أن هذا العبد قد حمد الله حمدا موصوفا بصفة الله المطلقة "كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"، وهو ما لا يمكن أن يحيط به عبد من عباد الله علما، لأنه متعلق بما هو عليه الله "ربا" في ذاته تعالى وصفاته، من جمال وجلال، وبما يفيض عن سلطانه العظيم من تقدير وتدبير على الإطلاق. وعلم ذلك هو عين المستحيل، فكان أن فزع المَلَكان إلى الله من هذا التعبير الذي أربكهما إرباكا. إنها عظمة الربوبية التي توجب الخضوع لله الواحد القهار.
إن هيبة الجمال والجلال في ذات الرب العظيم، تورث العبودية في القلب المؤمن بالله. ومن هنا كان ذلك الفضل الكبير الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحصى أسماء الله الحسنى أو حفظها لما لهذه الأسماء من أنوار لا تفتأ تفيض عن ذات الرب سبحانه وتعالى بمعاني الكمال والجلال. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة،" (متفق عليه). والحفظ المذكور في الحديث لا يدل على المعنى الشكلي للفعل، من عدّ أو استظهار فحسب، وإنما يدل على الحفظ بمعنى الاستيعاب القلبي والاستحضار الشعوري كما في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: ?قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ? (يوسف:55)، مشيرا بالحفظ إلى الأمانة وهي معنى قلبي محض.
إن تَمَثُّلَ مقتضيات أسماء الله الحسنى تمثل المحب المتعلق ببابه الكريم يرجو وصاله والنهل من أنواره، هو الذي يفتح الطريق للعبد السائر إلى الله للحصول على الإذن الملكي العالي إكراما لمحبته والتعلق بأسمائه.
جمال وجلال .. بجانب الطور الأيمن
ومن أطرف المواقف الإلهية، وأكثرها جمالا وجلالا، خطابه تعالى لنبيه موسى عليه السلام، بجانب الطور الأيمن .. إنه حدث وجداني عظيم يهز القلب هزا ... موسى تائه في غسق الليل بين الجبال، يسير بأهله، يبحث عن دفء، حتى إذا تفرّد بين الشعاب باحثا سمع الله يتكلم .. أتدرون ما تقرؤون؟ إنه سمع الله يتكلم ... وتلك حقيقة كونية رهيبة لا تسعها العقول تصورا، ولا القلوب استشعارا. ولكن الأجلَّ في الموقف أنه يتكلم معه "هو" بالذات ... الله الملك العظيم رب الأرضين والسماوات، رب الفضاءات والمدارات ... يكلم هذا العبد الضئيل، بل هذه الذرّة الدقيقة التائهة في الفلَوات ... هل تستطيع أن تتصور نفسك هناك؟ إذن أنصت لكلام الله: ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي? (طه:14).
موسى التائه الباحث يسمع متكلما، فيجده أنه يخاطبه ويعرّفه بنفسه، فكانت هذه الكلمات الجليلة العظيمة: ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا? ... عبارات شارحة لمعنى الإسلام وعقيدة الإسلام، عقيدة المحبة العليا .. فقد سمّى الله نفسه سبحانه باسمه العَلَم معرفا بذاته "الله". وهو الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى والصفات العُلَى .. ثم قرّر ما ينبغي أن يعرفه العبد عن ربه: ?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا?، فلا ينبغي أن يسكن قلبَك يا موسى حُبُّ سواي، ولا أن تجرد وجدانك لغيري، فمقام الإلهية يقتضي من الخلق الانتظام في سلك الخدمة والطاعة لسيد الكون، الربّ الأعلى. وذلك تفريغ القلب من كل المقاصد سوى قصد الله، وتجريده غصنا فقيرا بين يديه تعالى، إلا من أنداء الشوق وخضرة الرضى، تنساب مستجيبة لأنسام المحبة الإلهية أنىَّ هبّتْ، انسيابا لا يجد معه العبد كلفة ولا شقّا، بل هو انسياب الواجد راحته ولذّته في عبوديته لرب العالمين، واهب الألطاف الخفية، والأسرار البهية، الملك الحليم ذي الجمال
(يُتْبَعُ)
(/)
والجلال.
الله .. الاسم الجامع لكل الأسماء
?إِنَّنِي أَنَا اللهُ? .. هذا الاسم العظيم الجامع لكل معاني الربوبية والإلهية، يقتضي تمثله على مستوى القلب شعورا بالرغبة والرهبة، وهما صفتان تفيضان عن القلب الذي وجد لمسة الحب، وهو مخ العبودية. وإنما العباد سالكون بين ضفّتي الرغبة والرهبة، والخوف والرجاء. فأنْعِمْ به مِنْ جمال في السير، وأكْرِمْ به مِنْ بهاءٍ في السُّرَى. ولذلك قال له بَعْدُ ?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا?؛ لأن المتمثل لحقيقة "الله"، ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ? ربوبيةً وألوهيةً، لا يملك إلا أن يخضع لله شاكرا وعابدا. فليكن إذن خضوعا لا يشرك معه فيه أحدًا.
?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا? .. تقرير اعتقاد، نعم، لكنه من العبد شعور .. يحتاج إلى مصداق من الأعمال والفعال. وهل يملك من يجد في قلبه شيئا أن يكتمه؟ خاصة إذا كان هذا الذوق الموجود من الجمال والجلال ما لا يستطيع قلب بشري أن يحتمله سرًّا إلى الأبد. فلا بد إذن من التعبير، وذلك هو أركان الإسلام الخمسة: النطق بالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا. أعمال وأفعال كلُّها تسلك بالعبد مسلك الخدمة والطاعة لله رب العالمين، وتشعر صاحبها بمقدار ما يجده في قلبه من الحب، وما يعترف به من إقرار على نفسه، إذ شهد أنه "لا إله إلا الله". فإلى أي حد هو صادق فيما عبر به عن نفسه؟ إنها شهادة على القلب. أفَتراه كان صادقا كل الصدق أم بعضه؟ ولذلك قال عز وجل لموسى: ?فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?. العبادة إذن هي "التعبير" .. التعبير الظاهر عما وجده المسلم في الباطن، إذ شهد ألا إله إلا الله. إنها تعبير المحب عما وجد من حب، وأيّ محبٍّ يستطيع الكتمان؟
الصلاة .. أمّ العبادات
وبقيت الصلاة في الإسلام كما كانت في الأديان السابقة أم العبادات. ولذلك خصها الله بالذكر هنا رمزا لكل خضوع وخشوع ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي? .. وما كل أركان الإسلام في الجوهر -مهما تعددت أشكالها- وهيآتها إلا "صلاة"! ولذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة" (رواه أحمد). فكأنه عليه الصلاة والسلام يقول الإسلام هو الصلاة، لما في معنى الصلاة من جمع لكل مواجيد التعبد والخضوع لله رب العالمين، وذلك هو المقتضى العملي لكلمة الإخلاص "لا إله إلا الله". والترجمة الفعلية للأمر الملكي: ?فَاعْبُدْنِي? الذي جاء تفسيره وبيانه بعدُ مباشرة ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?. فيا لجمال "الذِّكْرِ" في سياق الصلاة! ذلك التعبير المليء بالإيحاءات الوجدانية، التي تحدو الأحبة بالتراتيل الملتهبة شوقا لديار المحبوب.
وذكر الله هو مقام الأدب مع الله .. فالعبد الحقيقي هو الذي لا يفتأ يذكر سيده فلا ينساه .. وهل ينساه حقا؟ إذن ليس بعبد، وإنما العبد من كان دائم الحضور بباب الخدمة، لا يفتأ واقفا بأدب العبودية إلى جانب الأعتاب العليا .. فأنى ينسى مولاه؟ أن تصلي يعني أن تكون دائم الذكر لله .. ولذلك كانت الصلاة أرقى تعبير عن حضور القلب مع الله: ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?.
تلك معان كلها تفيض عن شهادة أن "لا إله إلا الله". كلمة الإخلاص وعنوان الإسلام لله رب العالمين. وهي الكلمة التي يفزع إليها المؤمن من الغم والكرب، تماما كما يفزع الصبي إلى أمه عندما يلم به مكروه. أتدرون لماذا؟ لأنها ببساطة أقرب الناس إلى وجدانه، ولو لم تكن كذلك لما نادى صبي في الدنيا إذا استغاث "أماه! ". إلا أن العبد الذي سكن قصد الرب الأعلى قلبه، وامتلك عليه وجدانه لا يفزع إلا إليه، بمقتضى "لا إله إلا الله".
هل سمعت يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت فغاص في ظلمات بطنه، وظلمات البحر والليل، ثم ظلمة الغم الشديد الضاربة على تلك الظلمات جميعا، ألم تسمع ماذا قال؟ يقول رب العزة حاكيا عنه: ?فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ? (الأنبياء:87). لقد كان أول التعبير استغاثة وجدانية ?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ? .. لا يملك مواجيدَ القلب إلا أنت! لا محبوب، ولا مرغوب، ولا مرهوب إلا أنت! ثم كان التسبيح والتنزيه فالاستغفار ... يا سلام ... أي جمال هذا وأي كمال؟! وأي أفق كريم فيما يتيحه هذا الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
السماوي للقلب من سياحة وسباحة في عرض الملكوت لاستدرار واردات الأنس والرحَموت؟ يونس هذا العبد العظيم الذي أدرك -وهو في بطن حوت ضخم جدا، يخوض به المجهول، في قاع المحيطات الرهيبة- أن القلب إذا امتلأ بنور الله كان الله معه؛ ومن كان الله معه أمن أمنا كليا، فلا يعدو هول البحرِ والحوتِ حينئذ مقدار حشرة في مستنقع .. الله أكبر!
حقيقة الشرك وجذوره القلبية
إن شهادة ألا إله إلا الله لهي توقيع عقد، وإمضاء التزام، بضمان الهوى لله وحده كما في الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" (فتح الباري، 13/ 289)، وكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم هو "الإسلام". وقد علمتَ ما في هذا العبارة من معاني الخضوع للرب الأعلى. خضوع يفرغ القلب مما سوى الله. وهو أمر في غاية العمق الوجداني، والتحقيق الشعوري، ولذلك صعبت كلمة "لا إله إلا الله" على كفار قريش أن يقولوها، وهو أمر طبيعي، فقد أدركوا بفطرتهم اللغوية السليمة أن هذه الكلمة تعبيد لمشاعرهم، قبل أن تكون تعبيدا لأفعالهم. وهو الأمر الذي لم يقبلوه، إذ كان "الشرك" قد ران على قلوبهم فلم يستطيعوا منه فكاكا. وما حقيقة "الشرك" إلا أهواء ومواجيد، سكنت قلوبهم فلم تصْفُ بذلك لربها الملك الأعلى. إن الشرك بهذا الإدراك معنى قلبي كالتوحيد تماما. أعني من حيث إنهما معا شعور يحدث في القلب، وإن كانا متناقضين، كتناقض الحب والبغض، أو السخط والرضى.
فلم يكن من منطق الأشياء أن تدور معركة، بل معارك مريرة، بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين العرب من أجل أحجار هي الأصنام، التي كانت تعبد من دون الله. بل إن حقيقة المعركة كانت حول ما ترمز إليه تلك الأحجار، من أهواء ساكنة في قلوب العباد. فما كان صمود العرب في وجه الدعوة الإسلامية كل تلك المدة، حتى عام الفتح، حبا في الأوثان لذاتها، وإنما حبا فيما كانت ترمز إليه، وما كان يقع باسمها في قلوبهم من حب لمجموعة من الأهواء، هي الآلهة الحقيقية التي كانت تعبد من دون الله؛ من حب للجاه، وحب للسيادة، وحب للمال، وحب للتسلط على الفقراء والعبيد باسم الآلهة، أو قل باسم الصخور الجامدة. تلك الأهواء إذن هي الآلهة الحقيقية، التي كانت تعبد من دون الله، وما كانت الأحجار إلا تجسيدا لها في عالم المادة، ورمزا لما في عالم الإحساس، ?أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ? (الجاثية:23).
ومن هنا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإطاحة بأوثان الشعور، قبل الإطاحة بأوثان الصخور! وقد ظل بمكة يعبد الله قبل الهجرة ويطوف بالبيت العتيق وقد أحاطته الأصنام من كل الجهات، لأن عمله حينئذ كان هو إزالة أصولها القلبية، وجذورها النفسية؛ حتى إذا أتم مهمته تلك، كانت إزالة الفروع نتيجة تلقائية، لما سلف من إزالة للجذور ليس إلاّ. ولذلك قلتُ: إن الشرك معنى قلبي وجداني، قبل أن يكون تصورا عقليا نظريّا.
إن "لا إله إلا الله" -وقد سُمّيت كلمة الإخلاص- ليست إلا تجريدا قلبيا للهوى حتى يكون خالصا لله وحده. وكل حبّ تفرقت به الأهواء لم يكن إلا كذبا. والشهادة في الإسلام إقرار من صاحبها على نفسه، وما يجد في قلبه بالتصديق. فانظر أي قرار يتخذه الإنسان، حينما "يُسلم" لله رب العالمين، ويشهد "أن لا إله إلا الله"!
__________________
للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 03:49]ـ
الله ربًّا هو بدء تدفق الجمال على عقيدة الإسلام، إذ إن جمال الرب عز وجل يفيض من بهاء ذاته تعالى وصفاته. وإنما صفاته تعالى هي صفات الجمال والجلال، إنه النور الخارق الذي لا يطاق.
...............
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 10:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن هنا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإطاحة بأوثان الشعور، قبل الإطاحة بأوثان الصخور! وقد ظل بمكة يعبد الله قبل الهجرة ويطوف بالبيت العتيق وقد أحاطته الأصنام من كل الجهات، لأن عمله حينئذ كان هو إزالة أصولها القلبية، وجذورها النفسية؛ حتى إذا أتم مهمته تلك، كانت إزالة الفروع نتيجة تلقائية، لما سلف من إزالة للجذور ليس إلاّ. ولذلك قلتُ: إن الشرك معنى قلبي وجداني، قبل أن يكون تصورا عقليا نظريّا.
إن "لا إله إلا الله" -وقد سُمّيت كلمة الإخلاص- ليست إلا تجريدا قلبيا للهوى حتى يكون خالصا لله وحده. وكل حبّ تفرقت به الأهواء لم يكن إلا كذبا. والشهادة في الإسلام إقرار من صاحبها على نفسه، وما يجد في قلبه بالتصديق. فانظر أي قرار يتخذه الإنسان، حينما "يُسلم" لله رب العالمين، ويشهد "أن لا إله إلا الله"!
(لا إله إلا الله)
بارك الله فيك هلى هذا النقل القيم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 08:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(لا إله إلا الله)
بارك الله فيك هلى هذا النقل القيم
وفيك بارك أختي الكريمة أسماء ..
الشيخ فريد الانصاري قلمه سياله ..
أوتي أسلوبا جميلا في تقريره لمسائل السلوك ..
له سلسلة جميلة وضعتها في الالوكة ... منازل السائرين .. جميلة جدا(/)
تساؤل أوجهه لأهل القرآن وخاصة الله.
ـ[مناهل]ــــــــ[26 - Nov-2007, مساء 10:00]ـ
لدي تساؤل يحيرني كثيرا أوجهه لأهل القرآن وخاصتة
هل هناك تعارض في قول الله تعالى
(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت ... )
وقولة (الذين تتوفاهم الملائكة ... )
وقولة (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)
فمرة ذكر الله ومرة الملائكة ومرة ملك الموت في قبض الأرواح!!
أعتقد والله أعلم أن الملائكة تحضر قبض الروح الى أن تصل الى الحلقوم ثم يقبضها ملك الموت وذلك يتم بأمر الله!!
هل هذا صحيح أم أن هناك تفسير آخر لهذة الأيات؟؟ بارك الله فيكم وزادكم من فضلة
ـ[مناهل]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 09:30]ـ
بانتظار الجواب بارك الله في علمكم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 12:10]ـ
وفقكم الله
قد أجاب عن هذا الإشكال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه النفيس (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)
وخلاصة الجواب أن نسبة التوفي إلى الله عز وجل لأنه الآمر بذلك، ونسبته إلى ملك الموت لأنه المباشر لذلك، ونسبته إلى الملائكة لأنهم أعوان ملك الموت في ذلك.
والنسبة تكون لأدنى ملابسة كما هو معروف في العربية.
ولذلك يقال مثلا: (هذه هي المدرسة التي بناها الملك فلان) ويقال أيضا (المدرسة التي بناها الوزير فلان) ويقال أيضا (المدرسة التي بناها المقاول فلان) ويقال أيضا (المدرسة التي بناها البَنَّاء فلان)، ولا تعارض بين هذه الجمل؛ لأن لكل منها محملا غير الآخر.
فالملك هو الذي أمر ببناء المدرسة، والوزير هو الذي أصدر القرار، والمقاول هو الذي أشرف على الأمر، والبَنَّاء هو الذي باشر البناء بنفسه، فالكلام يحمل على ما يناسب سياقه ويناسب ما نسب إليه.
كما لو قلت: (كلمت فلانا) وكان جارك فإنه يحمل على الكلام مشافهة، وإن قلت (كلمت فلانا) وكان بعيدا عنك فإنه يحمل على المكاتبة أو المراسلة، وإن قلت (كلمت فلانا) وكان لا يعرف العربية، فإنه يحمل على الترجمة، وهكذا.
والله أعلم.
ـ[مناهل]ــــــــ[27 - Nov-2007, مساء 10:53]ـ
وخلاصة الجواب أن نسبة التوفي إلى الله عز وجل لأنه الآمر بذلك، ونسبته إلى ملك الموت لأنه المباشر لذلك، ونسبته إلى الملائكة لأنهم أعوان ملك الموت في ذلك.
جزاك الله خيرا وبارك في علمك وأيضا قالها الشيخ المغامسي والله أعلم ..(/)
تفسير جزء تبارك (بالصوت والصورة):: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير جزء تبارك
(11 محاضرة بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=110 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=110)
http://www.rslan.com/images/index/tabaraka.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=110)
نبذة عن السلسلة: فهذا بيان لمعاني مفردات «جزء تبارك» الجزء التاسع والعشرين من كتاب الله العزيز بطريقة ميسرة لعموم المسلمين.
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 سورة الملك
2 سورة القلم
3 سورة الحاقة
4 سورة المعارج
5 سورة نوح
6 سورة الجن
7 سورة المزمل
8 سورة المدثر
9 سورة القيامة
10 سورة الإنسان
11 سورة المرسلات
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=110[/ ... ](/)
كيف تَتَلَقَّى رِسَالاتِ القرآن؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تَتَلَقَّى رِسَالاتِ القرآن؟
وتَكُونُ مِنْ أهلِ اللهِ وخَاصَّتِهِ!
أنت! أيها الفتى الذي تشق الحياة في هذا الزمن العصيب! أنت! يا من تقبض على دينِكَ جمراً لاَهِباً في زمن الفتن والمحن! أنت! يا من تسأل عن مسلك الوصول إلى الله في حيرة النماذج والأشكال!
كيف تُحْيِي قلبَك؟ وتجدد دينَك؟ ثم تنصر أُمَّتَكَ؟
وتحقق عَبْدِيَّتَكَ لله كاملة!
هل سألت نفسك يوما: ماذا يريد الله منك؟
هل سألت نفسك يوما: هل تَلَقَّيْتَ عن الله رسالته إليك؟
ألاَ وإنَّ القرآن هو رسالة الله إلى العالمين، وإلى كل نفس في نفسها!
فهل فعلا تم لك التَّلَقِّي لرسالاتِه؟ أم أنك قرأت القرآن كما يقرأ الناس وكفى؟ وهل كل من قرأ القرآن أو تَلاَهُ قد تَلَقَّاهُ؟
قال جَلَّ جلالُه: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ!) (النمل:6)
تلك هي القضية!
إن النور نوران: نور مستعار ليس لك، تأخذه بفمك، فترسله إلى غيرك، لا يؤثر ولا ينفع؛ لأنه لم ينطلق من ذاتك! بل يخبو قبل الوصول إلى غيرك! وفاقد الشيء لا يعطيه!
ونور توقده بقلبك! وبِحَرِّ إيمانك، وبنار مكابدتك للقرآن! فهو كالسراج المشتعل بوجدانك! أنت أول من يحترق به! وأنت أول من يكابده ويعانيه! حتى إذا اشتعل حَقّاً أنار كل روحك وملأ كل كيانك! فإذا بك ترسل منه الشعاعات إلى الناس بلسانك، وبنظراتك، وبيدك، وبرجلك، وبكل جوارحك! نورا لا تطفئه الأضواء المخادعة أبداً! هكذا أنت بصورة تلقائية حيثما حللت وارتحلت! لا تملك إلا أن تفيض بالنور؛ لأن السراج المشتعل بأعماقك لا طاقة له على حجب أنواره الوهاجة! فهذا نور لا ينطفئ أبدا، ولا يخبو سرمدا!
فكيف تتلقى هذا النور؟
إنه لا نور لمن لمن يكابد جمر القرآن!
إن الداعية الحق هو أول من يخضع للعمليات الجراحية التي يجريها القرآن على القلوب؛ لأن وهج الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل قلوبُ الدعاة بحرارته، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابه! فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عَبَثاً أن يُرْسِلَ – صلى الله عليه وسلم - هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام، قائلا لهم: (شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا!) ()
فأنْ تَتَلَقَّى حقائقَ القرآن يعني أن جِذْوَتَهُ المشتعلة، تتنزل عليكَ بكلماتِ الله فَتَسْكُنُ قَلْبَكَ! ثم تحرق منك أدْرَانَ الأهواءِ والخطايا والآثام! ودون ذلك ما دونه من الْمُجَاهَدَاتِ والآلام! حتى إذا صَفَتْ مرآتُك على شعاع الإخلاص، أرسلت النورَ على أصْفَى وأصْدَقِ ما يكون الإرسال! كَوْكَباً دُرِّياًّ يجري بِفَلَكِ التأسي خَلْفَ سِرَاجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً! وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً! وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ! وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً!) (الأحزاب: 45 - 48).
إن تَلَقِّي رسالاتِ القرآن هو المنهاج الأساس لتلقي نور الله - جلَّ جلالُه - معاناةً حقيقيةً، لا استعارةً ولا تمثيلاً!
بل هي مدرسة قرآنية حية!
برنامجها الدراسي كتابُ الله! وشيخها المعلم سيدنا رسول الله! ومَعَاهِدُهَا بيوتُ الله!
ولها خطوات عملية، نجملها في الكلمات التالية، ولنا فيها تفصيل نحيلك عليه بعدُ إن شاء الله:
- أولا: لابد من استجابة الروح لإحياء القلب! فالقلب الميت أو المريض لا يمكن أن يتلقى شيئا!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال جَلَّ جلالُه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ! وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ! وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ!) (الأنفال: 24 - 26).
- ثانيا: القرآن الكريم هو المادة الوحيدة لإحياء الروح؛ لأنه هو روح الروح! ولا حياةَ للقلوب – أفرادا وجماعات – إلا به! وقد سمى الله القرآن بنص كتابه: "روحاً"! فالروح اسم من أسماء القرآن الكريم. فاقرأ الآيةَ التالية وتَدَبَّرْ!
قال جَلَّ جلالُه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ!) (الشورى: 52 - 53).
- ثالثا: أن التلقي لرسالات القرآن لا يكون إلا بالمنهاج التربوي الذي رسمه القرآنُ نفسُه! حيث يتم التعامل معه بالصورة التي تَنَزَّلَ بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تلاوةً وتزكيةً وتعلماً وتعليماً، والتي عليها تربى أصحابه بين يديه زمنَ الرسالة؛ فكانوا بذلك جيلَ القرآن الأول، مقاماً وزماناً! وبذلك حَوَّلُوا مجرى التاريخ؛ فصنع الله بهم أمة الإسلام العظمى!
ذلك مشروع دعوي شامل، نتعامل فيه مع كتاب الله، رسالةً رسالةً، وكلمةً كلمةً! وإنه بمجرد التلقي للكلمات الأولى من رسالات الله، ينبعث الروح في الوجدان! وتتجدد في القلب الحياة!
فتَدَبَّرْ ما يلي! وانظر إلى نفسك من خلاله؛ واسألها: هل تجد مثلَه؟
قال جَلَّ جلالُه: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً. قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً! وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً! وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً!) (الإسراء: 105 - 109)
تلك صورةٌ من صورِ أهلِ التَّلَقِّي لكلمات الله! وأولئك هم أهل القرآن، الذين هم أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ حَقّاً! كما في الحديث الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ تَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ: أَهْلَ القُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ!) ()
هنا بمدرسة التَّلَقِّي لِكَلِمَاتِ الله، نتعلم - أنا وأنت - مراتبَ الإخلاص! ونَصْحَبُ التَّوَّابِينَ والمتطهرين، ونَسْلُكُ بمدارِجِ الصِّدِّيقِينَ! سيراً إلى الله رب العالمين!
بقي الآن بيان المنهاج العملي التفصيلي للدخول في مدرسة التَّلَقِّي لرسالاتِ القرآن!
ذلك هو ما تجيب عنه - بحول الله وقوته - وَرَقَاتُ الفِطْرِيَّةِ، التي تشرح منهاج التلقي لرسالات الله خطوةً خطوةً!
قال جلَّ جلالُه: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ! وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً!) (الأحزاب: 39).
فَتَجَرَّدْ لله يا صاح، وادْخُلْ مدرسةَ القرآن!
ذلك، وإنما الموفَّق من وفقه الله!
محبكم: فريد الأنصاري
ــــــــــــانتهى.
رواه الترمذي والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
أخرجه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، عن أنس مرفوعا. وصححه الألباني، حديث رقم: 2165. في صحيح الجامع
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 12:58]ـ
جزاك الله خيراً، وأحسن إليك.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 01:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيراً، وأحسن إليك.
وجزاك ...
بارك الله فيك واشكرك على مرورك الطيب ...
ـ[التبريزي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 01:51]ـ
برنامجها الدراسي كتابُ الله! وشيخها المعلم سيدنا رسول الله! ومَعَاهِدُهَا بيوتُ الله!
ولها خطوات عملية، نجملها في الكلمات التالية، ولنا فيها تفصيل نحيلك عليه بعدُ إن شاء الله:
- أولا: لابد من استجابة الروح لإحياء القلب! فالقلب الميت أو المريض لا يمكن أن يتلقى شيئا!
قال جَلَّ جلالُه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ! وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ! وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ!) (الأنفال: 24 - 26).
- ثانيا: القرآن الكريم هو المادة الوحيدة لإحياء الروح؛ لأنه هو روح الروح! ولا حياةَ للقلوب – أفرادا وجماعات – إلا به! وقد سمى الله القرآن بنص كتابه: "روحاً"! فالروح اسم من أسماء القرآن الكريم. فاقرأ الآيةَ التالية وتَدَبَّرْ!
قال جَلَّ جلالُه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ!) (الشورى: 52 - 53).
- ثالثا: أن التلقي لرسالات القرآن لا يكون إلا بالمنهاج التربوي الذي رسمه القرآنُ نفسُه! حيث يتم التعامل معه بالصورة التي تَنَزَّلَ بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تلاوةً وتزكيةً وتعلماً وتعليماً، والتي عليها تربى أصحابه بين يديه زمنَ الرسالة؛ فكانوا بذلك جيلَ القرآن الأول، مقاماً وزماناً! وبذلك حَوَّلُوا مجرى التاريخ؛ فصنع الله بهم أمة الإسلام العظمى!
ذلك مشروع دعوي شامل، نتعامل فيه مع كتاب الله، رسالةً رسالةً، وكلمةً كلمةً! وإنه بمجرد التلقي للكلمات الأولى من رسالات الله، ينبعث الروح في الوجدان! وتتجدد في القلب الحياة!
فتَدَبَّرْ ما يلي! وانظر إلى نفسك من خلاله؛ واسألها: هل تجد مثلَه؟
كلمات من شذرات الذهب يستحق كاتبها الشكر، ومن الغرائب في منتديات الإنترنت وجود مقالات طيبة لا تلقى أدنى اهتمام كهذا الموضوع، بينما بعض المواضيع الغثة تلقى الإهتمام وعشرات الردود ... بارك الله فيك وفي موضوعك الهادف الجميل ...
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 02:34]ـ
كلمات من شذرات الذهب يستحق كاتبها الشكر، ومن الغرائب في منتديات الإنترنت وجود مقالات طيبة لا تلقى أدنى اهتمام كهذا الموضوع، بينما بعض المواضيع الغثة تلقى الإهتمام وعشرات الردود ... بارك الله فيك وفي موضوعك الهادف الجميل ...
اللهم آآآآآآآآآآآآمين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:10]ـ
كلمات من شذرات الذهب يستحق كاتبها الشكر، ومن الغرائب في منتديات الإنترنت وجود مقالات طيبة لا تلقى أدنى اهتمام كهذا الموضوع، بينما بعض المواضيع الغثة تلقى الإهتمام وعشرات الردود ... بارك الله فيك وفي موضوعك الهادف الجميل ...
حفظك الله ورعاك وبارك الله فيك وبك وعليك ..
نسأل الله أن يشفي شيخنا فريد الأنصاري .. ويجعل مايكتبه في ميزان حسناته وحسناتنا ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 01:46]ـ
اللهم آآآآآآآآآآآآمين
بارك الله فيك أختي الفاضلة وشكرا على مرورك وتعقيبك ...(/)
الكليَّات المُطَّرِدة في القرآن الكريم.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[30 - Nov-2007, مساء 11:33]ـ
.كلُّ ما ذكر في القرآن ((أساطير الأولين)) فالمقصود منه قول النضر بن الحارث وهو أول من اختلق هذا البهتان عن القرآن الكريم.
· كلُّ ما ذكر في القرآن بلفظ ((إفك)) فهو: الكذب.
· كلُّ شيء في القرآن ((أليم)) فهو المُوجِع، وكذلك تصاريفها: "تألمون" و "يألمون".
· كلُّ ((أو ... أو)) في باب الكفارات في القرآن فهي للتخيير، فإن كان (فمن لم يجد فكذا) فالأول فالأول.
· كلُّ ((تأويل)) ورد في القرآن فالمقصود به حقيقة الأمر وما يؤول إليه.
· كلُّ شيء في كتاب الله ذكر فيه ((الرجم)) في قصص الأنبياء وأهل الصلاح مع أقوامهم فالمراد به القتل.
· كلُّ ما ذكر في القرآن ((رِزْقٌ كَرِيمٌ)) فالمقصود به الجنة ونعيمها.
· كلُّ ما في القرآن من لفظة ((ريح)) نكرة، فهي في سياق العذاب إلا آية يونس [22] {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} فهي ريح الرحمة الطيبة.
· كلُّ ما ورد في القرآن ((زعم)) فالمراد به الكذب.
· كلُّ ((سلطان)) في القرآن بمعنى: الحجة أو نوع من الحجة كالملك والقهر والسلطة.
· كلُّ ما ذكر في القرآن من ((السياحة)) فهو الصيام.
· كلُّ ((ظنٍ)) ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.
· كلُّ ما ورد في القرآن بلفظ ((عبدُه)) مفرد مضاف إلى ضمير الجلالة فالمقصود به محمد صلى الله عليه وسلم.
· كلُّ ((عسى)) من الله في القرآن متحققة الوقوع وهي منه يقين وليست ظناً.
· كلُّ شيء في القرآن ((فاطر)) فهو بمعنى خالق.
· كلُّ شيء في القرآن ((قَاتَلَهُمُ اللَّهُ)) أو ((قُتِلَ)) فالمعنى: لعنهم الله أو لُعِن.
· كلُّ ما في القرآن من ((القرض الحسن)) فهو صدقة التطوع.
· كلُّ ((قنوتٍ)) في القرآن بمعنى الطاعة.
· كلُّ قولٍ في القرآن مقرون بأفواه وألسنةٍ بهما معاً أو بأحدهما فهو زورٌ وباطل، كقوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} و {َيقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}.
· كلُّ ((كأسٍ)) ذكره الله في القرآن فالمقصود به الخمر.
· كلُّ ما في القرآن ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ)) فمعناه فُرِض ووجب عليكم.
· كلُّ ما في القرآن ((وَمَا يُدْرِيكَ)) لم يُخبر به، وأغلب ((وَمَا أَدْرَاكَ)) أُخبر به وأُعلم.
· كلُّ ما ورد في القرآن ((المطر)) فهو العذاب أو الأذى.
· كلُّ ما ورد في القرآن لفظ ((النجوم)) فالمراد بها الكواكب.
· كلُّ ما جاء في القرآن ((الوصف)) فالمراد به الكذب، كقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} وكقوله {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بتصرف من كتاب: ((كليات الألفاظ في التفسير)) للشيخ بريك بن سعيد القرني (رسالة عالمية).
http://www.dorar.net/weekly_tip.php?tip_id=24
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 12:05]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
والسيوطي في الدر المنثور أشار كثيرا لهذه الكليات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 07:43]ـ
وفقكم الله
ولا يخفى ما في بعضها من الإطلاق من نظر
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:56]ـ
الأخ أبو مالك وفقه الله: بل إطلاق الأخت صحيح، راجع إن شئت كتاب (كليات الألفاظ في التفسير) للأستاذ بريك القرني لتعرف صحة ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 11:20]ـ
وفقكم الله
وأين هذا الكتاب؟
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 11:31]ـ
الأخوة و الأخوات .. جزاكم الله خيراً، و بارك فيكم.
و لستُ إلا مجرد ناقلة للمقال .. من الموقع أعلاه .. هذا للأمانة العلمية ..
*******************
أما عن الكتاب .. فإليكم تعريف عنه، نقلاً عن ملتقى أهل التفسير:
صدر حديثاً كتاب:
كليات الألفاظ في التفسير
دراسة نظرية تطبيقية
للشيخ بريك بن سعيد القرني
http://www.tafsir.net/images/kolyatalfaz.jpg
والكتاب في أصله رسالة ماجستير تقدم بها الباحث لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض، ونوقشت عام 1424هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صدر الكتاب في مجلدين من القطع العادي، وحظيت بعناية فنية بديعة، وورق فاخر. وبلغت صفحات الكتاب بمجلديه 920 صفحة من القطع العادي.
وقد أشار الباحث إلى أن (موضوع الكليات التفسيرية قديم الظهور، أُثر عن الصحابة والتابعين فَمَنْ بعدهم الإطلاقات الوافرة التي تكشف عن اصطلاحات القرآن في ألفاظه وأساليبه، وكثرة الموروث عنهم في ثنايا كتب التفسير خيرُ شاهد، وكذلك عُنِي أئمةُ التفسير بهذا الموضوع، فاستقرؤوا ألفاظ القرآن وأساليبه، وكشفوا عن كثير من طرائق القرآن وعاداته ومن ثَمَّ أودعوا مصنفاتهم نتائج ذلك الاستقراء عند تفسير اللفظة، أو الحديث عن الأسلوب).
كما نبه الباحث إلى أن (من يطالع كتب التفسير والمعاني يمكن أن يخرج بتقسيم للوارد من الكليات إلى أربعة أقسام:
1 - كليات الألفاظ.
2 - كليات الأساليب.
3 - كليات اللغة.
4 - كليات علوم القرآن).
وبين الباحث أسباب اختياره بحث كليات الألفاظ في التفسير، واقتصاره عليها في عدة نقاط فقال:
1) أنه الأكثر وروداً عن أئمة التفسير من الصحابة والتابعين.
2) أن كليات الألفاظ تحتاج إلى جهد طائل وتمحيص وتبيين، فهو يقوم على استقراء أفراد الكليات والكشف عن وجوه تفسيرها لمعرفة مدى مطابقة تلك المواطن لمعاني الكليات.
3) أن هذا القِسمَ هو وحدَه الذي له علاقةٌ بعلم الوجوه والنظائر، وهو ما يستلزم الكشفَ عن هذه العلاقة وتوضيحَ هذا الارتباطِ وبيان الصلةِ بين الكليات والوجوه والنظائر.
4) أن معرفةَ طرائق القرآن وعاداته في أساليبه مما تفنى فيه الأعمار ولا يصل الطالب إلى منتهاه، فإثراء القرآن لا ينقطع وإعجازه لا يبلى.
5) أن كليات علوم القرآن أهمُها ما كان في نوع المكي والمدني، والنسخ، وغيرهما، وهي أنواع قد عرفت كلياتُها في أثناء التآليف في تلك الأنواع وتحريرها، وضمتها مصنفاتٌ ورسائل لا مزيد عليها. والكليات اللغوية في القرآن قد تناولها النحاة وأهل اللغة والبلاغيون كلٌ في موطنه ومجاله.
6) أن كليات الألفاظ أكثر ارتباطاً بالتفسير وأقرب إلى المعاني القرآنية من غيرها.
ولما كان الأصل ألا تطلقَ هذه الكليات إلا بعد بحث وتمعن في جميع مواردها في التنزيل، ومعرفة مدى موافقة تلك المعاني في مواطنها للمعنى الذي أتت به الكلية، حتى يعتمد المعنى ويصح الإطلاق كان الاهتمام بها جمعاً ودراسة وتحقيقاً من الأهمية بمكان في دراسة متوسعة شاملة تغطي هذا الموضوع وتفي بحاجته.
وبين أهمية الموضوع وأسباب اختياره فقال:
1 - أنه موضوعٌ جديد مُبتكر، لم يُسبق إليه – فيما أعلم – يتناول دراسة لونٍ من ألوان التفسير، لم يلق العناية الكافية من الباحثين مع ما فيه من فوائدَ جمةٍ، ومساحةٍ واسعة من البحث الجاد.
2 - أن مدار البحث يتناول كليات مشهورة، وفي كتب التفاسير منثورة، يجمع شتاتها ويلم أطرافها ثم يتناولها بقلم البحث والنقد والتمحيص؛ وصولاً إلى قواعد سليمة، وكليات منضبطة صحيحة.
3 - ورود لفظ أو أسلوب في القرآن على وجه مطرد، من أوجه الترجيح عند اختلاف المفسرين، كما يذكر العلماء، مما يعطي دراسته أهمية بالغة، فهو يقرب المسافات ويضع الكليات بين أيدي القراء مدروسة محققة، قال ابن عاشور: "يحق على المفسر أن يعرف عادات القرآن من نظمه وكلمه".
4 - أن القاريء يجد كثيراً من الكليات دون تمحيص لمعانيها، ولا تأكد من اطرادها في جميع أفرادها مما يتطلب بحثاً مستفيضاً يضع الأمورَ في نصابها.
5 - أن جمع اللفظة القرآنية في كل القرآن، وضم النظير إلى نظيره ثم دراسة تلك الآيات له أكبر الفائدة في معرفة معانيها وترجيح صحيحها، مُدعمةً بأقوال المحققين النقاد.
6 - أن التعرفَ على اصطلاحات القرآن في ألفاظه، واستعمالَ معانٍ خاصةٍ لألفاظ خاصة على نحو مطردٍ يفتحُ للباحث أبواباً من التفكر وآفاقاً من التدبر، بها يغوص على دقائق المعاني ولطائف الأسرار.
7 - هذا البحث يُكسبُ المطلع عليه الوقوفَ على كثير من الآيات والكليات التي هي بحاجة إلى بسط الكلام وتحرير المقام في ظل منهج استقرائي دقيق.
وقد بين الباحث في مقدمته الخطة التي سار عليها في بحثه فقال:
خطة البحث:
قسم البحث إلى مقدمة – وقسمين – وخاتمة، والفهارس اللازمة للبحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقدمة ذكرت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة وخطة البحث، ومنهجي فيه.
القسم الأول: الدراسة، وتشمل خمسة فصول:
الفصل الأول: تعريف الكليات ونشأتها، ويضم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تعريف الكليات لغةً واصطلاحاً.
المبحث الثاني: نشأة الكليات.
المبحث الثالث: صيغ الكليات.
الفصل الثاني: مصادر الكليات وعناية العلماء بها، وتحته ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مصادر الكليات.
المبحث الثاني: عناية العلماء بالكليات.
المبحث الثالث: ثَمَرات الكليات.
الفصل الثالث: بين الكليات والوجوه والنظائر، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: علاقة الكليات بالوجوه والنظائر.
المبحث الثاني: موهم التعارض بين الكليات والوجوه والنظائر.
الفصل الرابع: أنواع الكليات، ويضم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: كليات الأساليب.
المبحث الثاني: كليات اللغة.
المبحث الثالث: كليات علوم القرآن.
الفصل الخامس: كليات الألفاظ، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: ضوابط كليات الألفاظ.
المبحث الثاني: أنواع كليات الألفاظ.
المبحث الثالث: الوارد من الكليات عن مقاتل بن سليمان (150هـ).
المبحث الرابع: رسالة "الأفراد" لابن فارس (395هـ).
المبحث الخامس: بعض الكليات المشكلة وطرق توجيهها.
القسم الثاني: الدراسة التطبيقية عن كليات الألفاظ ويشمل فصلين:
الفصل الأول: الكليات المطردة.
الفصل الثاني: الكليات الأغلبية.
الخاتمة: وتشمل نتائج البحث وتوصيات الباحث.
فهارس البحث).
وأما المنهج الذي سلكه في بحثه فقد بينه في نقاط متتابعة على هذا النحو مع الاختصار لبعضها:
1 - ليُعلم بدايةً أن البحث التطبيقي لكليات الألفاظ لا يهدف إلى استيعاب جميع الوارد المأثور عن السلف وأئمة التفسير ودراسته وتحقيقه، إذ أن هذا غير مقدور عليه، ولا يُظن أنه يُحاط باصطلاحات القرآن في ألفاظه في رسالة واحدة.
وإنما تم اختيار جملة وافرة منها مراعياً في هذا الاختيار أحد المعايير الثلاثة – ما أمكن – بما يكشف النقاب عن هذا النوع من أنواع علوم القرآن، وهي:
1) أبرز ما أُثر عن الصحابة والتابعين.
2) المشتهر والوارد كثيراً في كتب التفاسير والمعاني.
3) ما كان فيه معنى بارزٌ أو اتضح من خلال الإطلاق توظيف الكليات التفسيرية في الترجيح بين الأقوال والاحتجاج للمعاني.
- قسمت الكليات إلى قسمين:
كليات مطردة – كليات أغلبية.
- المعتمد في تحديد دخول واندراج الكليات تحت أيٍ من القسمين هو النظر في إطلاق العلماء له فإن حكوه على أنه مطرد تام في مواضعه وُضِعَ تحت قسم [المطردة]، وإن أُطلق على أنه أغلبي فكذلك تحت قسم [الأغلبية]، حتى وإن تبين أنه بخلافه بعد دراسة أفراده ورصد معاني آياته.
- إن تنوعت إطلاقات المفسرين للكلية، فهي مطردة عند طائفة، وأغلبية الحكم عند آخرين، فالعبرة في مثل هذا بأكثر الإطلاقات عدداً، ولو تساوت فأقدمها إطلاقاً.
- إن كانت الكلية واردة عن ابن فارس، فإنني اعتمدت ألفاظ الكليات التي نشرت في "مجلة العرب" عن مخطوطة رسالة "الأفراد" وهي قد قوبلت على النسخة الأم المنقول منها، ولكن التوثيق للنصوص في الدراسة التطبيقية جُعل من "البرهان" للزركشي، و"الإتقان" للسيوطي، باعتبارهما أقدم المصادر التي نقلت الرسالة.
- في حالة تعدد تقرير المفسرين للقاعدة الكلية، فإنني أُثبت إطلاقاتهم جميعاً، وأُحيلها إلى مصادرها؛ لأن في هذا معرفة شهرة الكلية وكثرة تداولها بين أهل التفسير ويرتب كلُ قولٍ حسب الترتيب الزمني لأصحابها.
- يتم ترتيب الكليات حسب حروف الهجاء.
- عزو الكليات إلى مصادرها.
- حصر أفراد الكلية من الآيات القرآنية، وترتيبها حسب ترتيب السور.
- إن كانت الآية طويلة فإنه يُكتفى بذكر الشاهد منها، ولا تكتب كاملة، ثم تُعزى الآية إلى سورتها ورقمها في المتن.
- تبحث اللفظة من الناحية اللغوية.
- بعد جمع الآيات تتم دراستها، واستقراء معانيها وأقوال المفسرين فيها، لمعرفة مدى مطابقة معانيها للكلية، وتدرس الآيات حسب ترتيب المصحف.
- عندما تتوافق مجموعة من الآيات على معنى متحد، فإنني أقدم بمقدمة هي نتيجة لاستقراء الآيات آية آية، أُثبت فيها أنها قد جاءت على ذلك المعنى والتأويل، ثم أحياناً أعرضُ لشيء من عبارات المفسرين ونصوصهم؛ للتدليل على صحة ما تقرر من معنى، وأذكر في الحاشية مجموعة من المصادر من كتب التفسير، كمرجع توثيقي لكلام أهل التفسير عند مواطن تلك الآيات.
- أما الآيات التي فيها خلاف بين المفسرين، أو هي آيات مستثناة من القاعدة، أو مما يستدركه الباحث أثناء الدراسة، فهذه يتم تفسيرها بتوسع، وبسط الكلام حولها، حتى يُتوصل إلى القول الراجح بدليله.
- أورد بعد الانتهاء من دراسة الآيات ما خص به المفسرون بعض الكليات من نقد وتقييد أو توجيه وتحرير.
- لما للوجوه والنظائر من نوع صلة وارتباط بالكليات، فإنه قد تأتي لفظة جُعل لها قاعدة كلية بينما هي عند أهل الوجوه والنظائر مختلفة الوجوه متنوعة الموارد، لذا فإنني أُثبت ما في كتب الوجوه والنظائر من معانٍ للفظة ثم أقوم – إن أمكن -بالجمع والتوفيق بين إيرادها مطردة أو أغلبية المعنى وكونها متنوعة المعاني.
- وفي ختام الدراسة يأتي الحكم على الكلية والتي هي نتيجة لاستقراء أفرادها ودراسة مواطنها وأقوال أهل العلم في تفسيرها. وقد تتضمن هذه الفقرة الختامية أهم ما تميزت به الكلية وظهر جلياً أثناء دراستها، مما يستحق معه الذكر والتنويه.
- مناقشة القضايا والمسائل العلمية، وإبداء الرأي مدعوماً بالدليل.
- الترتيبُ المعتمد في هذه الدراسة البدء بذكر الكلية، الآيات هي "أفراد الكلية"، المعنى اللغوي، دراسة الآيات، تعقبات العلماء للقاعدة الكلية - إن وجدت -، الحكم على الكلية. لكن هناك بعض الحالات قد يختل فيها هذا التسلسل، فيتقدم المعنى اللغوي على عرض الآيات أو العكس، إن كان هناك موجبٌ مستلزم لهذا.
- أحياناً قد تُتلى الكليات عند عرضها في البداية بتوضيح لمقصود المفسرين بها، أو بشرح مفهومها وتوضيح دلالتها وما تحويه من أفراد، إذ على ضوئه يتم حصر أفرادها ونطاق شمولها من الآيات القرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 12:33]ـ
وإياكم أخي الكريم، الكتاب عظيم النفع، جمُّ الفوائد، جدير بالقراءة، اشتريته من مكتبة العبيكان، وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعته، ويقع في مجلدين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 12:52]ـ
وفقكم الله، هذا مثال على نقض بعض هذه الكليات:
((كلُّ شيء في القرآن ((قَاتَلَهُمُ اللَّهُ)) أو ((قُتِلَ)) فالمعنى: لعنهم الله أو لُعِن.))
قال تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}
وقال تعالى: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه}
وقال تعالى: {قتل أصحاب الأخدود}
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 12:55]ـ
وهذا مثال آخر
((· كلُّ ما ورد في القرآن ((المطر)) فهو العذاب أو الأذى.))
قال تعالى: {إن كان بكم أذى من مطر}، فالمراد هنا المطر المعروف؛ لا مطلق الأذى.
وقال تعالى: {هذا عارض ممطرنا}، فالمراد هنا مطر الخير؛ لأن هذا ظنهم، ولذلك عقبه بـ (بل) المفيدة للإضراب عن السابق.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 03:47]ـ
أخي الكريم وفقك الله، الأستاذ بريك - وفقه الله - أصَّل علم الكليات في كتابه هذا وبيَّن أنه قديم النشأة أصيل الظهور، وكان في أثناء الدراسة التطبيقية لهذه الألفاظ يعرض القاعدة - أو الكلية -، ثم يسرد أفرادها - أي الآيات - التي ورد فيها هذا اللفظ القرآني، ويعقِّب على ذلك بذكر المعنى اللغوي للفظة التفسيرية -إن احتاج الأمر إلى ذلك -، ثم يبدأ بدراسة الكلية باستعراض أقوال العلماء والمفسرين فيها، ومن ثم يختم الدراسة بالحكم على هذه الكلية حكما مطَّرِدا أو أغلبيا.
لكن تبيّن لي بعد المراجعة ثلاثة أمور:
الأول: أنَّه لم يُنقل الحكم الدقيق على بعض هذه الكليات الذي أطلقه الأستاذ بريك بعد الدراسة، ولعل من أتى بأصل الموضوع اكتفى بنقل الكليات المطردة من فهرس الكتاب دون الرجوع إلى الحكم الصائب بعد الدراسة، وفي هذا نسبة كلام إلى غير قائله.
الثاني: أنصح بعدم الإحالة إلى المواقع الالكترونية وعلى من ينقل منها - أية معلومة - أن يتأكد أولا من مصدرها ثم يراجع صحة مانقل من عدمه.
الثالث: من أتى بأصل الموضوع لم يستوعب جميع الكليات المطَّردة بل قد أخذ منها وترك، وخلط بين المطَّردة والأغلبية.
تأمل بارك الله فيك الحكم الذي توصل إليه بعد دراسة اللفظة القرآنية (((قُتل))) وتعارضه مع مانسب إليه أعلاه:
قال: كل شيء في القرآن " قاتلهم الله " أو " قُتل " الواردة في سور المفصَّل فالمراد بها لُعن أو لعنهم الله.
ويمكن أن تقيَّد الكلية بصياغة أخرى فيقال: كل شيء في القرآن " قاتلهم الله " أو " قُتل " في معرض الذم فالمراد بها اللعن.
أيضا لفظة (((المطر))): قال: هذه الكلية أغلبية الحكم، وليست مطَّردة كما أُطلقت.
وما سمَّى الله (المطر) في القرآن إلا عذابا، باستثناء آية النساء " إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى " إذ المطر ههنا بمعنى الغيث، وهو رحمة لا عذاب.
لكن قد يقال: إن آية النساء المتقدمة " إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى " لا تخرج عن القاعدة؛ لأن ما أصابهم من المطر أذى وكونه مما يتأذى منه ليس فيه رحمة، وعليه فهذه الآية تلحق ببقية المواطن الأخرى، ولكن الأظهر أن هذا الموضع يستثنى من الكلية؛ لأنه وإن لحق منه أذىً لكنه ليس مطر عذاب وهلاك، والله أعلم.
المصدر: كليات الألفاظ في التفسير، ص:558،476.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 03:51]ـ
وفقكم الله
لهذا كنت أريد الاطلاع على الكتاب نفسه؛ وعلم الكليات حقا معلوم من قديم، وقد أشار إليه جل من صنف في علوم القرآن، ولذلك كنت أتوقع أن يناقش المؤلف الكليات التي ذكرها القدماء وفي إطلاقها نظر.
لو تيسر لكم تصوير الكتاب أو نسخه فسيكون هذا خيرا كثيرا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 04:04]ـ
لو تيسر لكم تصوير الكتاب أو نسخه فسيكون هذا خيرا كثيرا.
أخي الكريم وفقك الله، حقيقة لا خبرة لي ولا معرفة لي بذلك.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 10:27]ـ
قطرة مسك .. جزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به من بيان ..
و بُورك أيضا بالأخ الفاضل: أبي مالك ..
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 10:34]ـ
وإياك أختي الكريمة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 10:56]ـ
جزيتم خيرا
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 12:57]ـ
وفق الله الجميع.
ـ[بريق الحروف]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 02:39]ـ
السلام عليكم ...
أين يباع هذا الكتاب ..... ؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 10:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيراً جمييييعاً ......... وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 03:52]ـ
السلام عليكم ...
أين يباع هذا الكتاب ..... ؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تجده في دور النشر والمكتبات التجارية.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[بريق الحروف]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:52]ـ
أرجو إفادتي ......
أين يباع هذا الكتاب؟؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:44]ـ
أرجو إفادتي ......
أين يباع هذا الكتاب؟؟
أجبتك سابقا وفقك الله.
ـ[بريق الحروف]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 05:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تجده في دور النشر والمكتبات التجارية.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
أعلم أيتها الفاضلة أن الكتب تباع في المكتبات .... هذا بدهي لكل أحد!!
لكن أعني أي المكتبات تحديدا؟؟ فقد سألت عنه أكثر من مكتبة فلم أجده ...
بارك الله فيك وجزاك خيرا .....(/)
قراءة الصحابة لسورة العصر عند الوداع .. لشيخنا العلامة عبدالله السعد
ـ[العرب]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 02:15]ـ
قال الشيخ عبد الله السعد في شرحه للأصول الثلاثة في الشريط الأول:
جاء عند البيهقي في شعبه والطبراني في الأوسط عن حماد عن ثابت عن عبد الله بن حصن الدارمي أن الصحابة كانوا إذا ودع أحدهم الآخر قرأ سورة العصر ثم ودعه وهذا إسناد صالح غريب لا بأس به.
ـ[العرب]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 02:18]ـ
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان في أحد أشرطته:
(الحديث الوارد أن الصحابة يقرؤون سورة العصر إذا تفرقوا حديث لا يصح فيه نكارة ولم يروه أحد من أصحاب الدواوين المشهورة) ..
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 07:47]ـ
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان في أحد أشرطته:
(الحديث الوارد أن الصحابة يقرؤون سورة العصر إذا تفرقوا حديث لا يصح فيه نكارة ولم يروه أحد من أصحاب الدواوين المشهورة) ..
بارك الله فيك.
هلَّا ذكرتَ المصدر؟
ـ[العرب]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 09:47]ـ
الشيخ الفاضل عبدالله المصدر شريط صوتي لجلسه خاصة للشيخ عندي، ولا أعرف في الحقيقة تنزيله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 10:02]ـ
جزيت خيرا ,, نحن بانتظار الشريط اخانا الحبيب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Dec-2007, صباحاً 10:45]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 05:09]ـ
الشيخ الفاضل عبدالله المصدر شريط صوتي لجلسه خاصة للشيخ عندي، ولا أعرف في الحقيقة تنزيله
/// هل هناك تعليل غير عدم رواية أصحاب الدوواين المشهورة؟
حيث إن الحكم بالنكارة قوي جداً.
/// وماذا يقصد بالدوواين المشهورة؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Dec-2007, مساء 05:43]ـ
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان في أحد أشرطته:
.. لا يصح فيه نكارة و لم يروه أحد من أصحاب الدواوين المشهورة) ..
..
ـ[المسندي]ــــــــ[02 - Dec-2007, صباحاً 01:28]ـ
قال الطبراني في الكبير والاوسط:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، قَالَ: نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: نَا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ"، قَالَ عَلِيُّ بن الْمَدِينِيِّ:"اسْمُ أَبِي مَدِينَةَ عَبْدُ اللَّهِ بن حِصْنٍ". لا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي مَدِينَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: حَمَّادُ بن سَلَمَةَ
ـ[العرب]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 09:35]ـ
جزاكم الله خيرا على تعقيبكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 07:16]ـ
بارك الله فيكم.
الحديث أخرجه أبو داود في الزهد (417) عن موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي،
والطبراني في الأوسط (5124) -ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 216) - من طريق عبيد الله بن عائشة،
والبيهقي في الشعب (9057) من طريق يحيى بن أبي بكير،
ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي مدينة الدارمي، قال: كان الرجلان من أصحاب محمد -صلى الله عليه و سلم- إذا التقيا، ثم أرادا أن يفترقا، قرأ أحدهما: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر) حتى يختمها، ثم يسلم كل واحد منهما على صاحبه. هذا لفظ أبي داود.
قال الطبراني: " لا يُروى هذا الحديث عن أبي مدينة إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد بن سلمة "، وقال الذهبي -في تاريخ الإسلام (6/ 540) -: " هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، ورواتُهُ مشهورون ".
وحماد أوثق الناس في ثابت، حكم بذلك غير واحد من الأئمة.
وقد أشار البيهقي إلى اختلافٍ على حماد، قال: " ورواه غيره عن حماد، عن ثابت، عن عقبة بن عبد الغافر، قال: (كان الرجلان ... )، فذكره "، ووقع (عقبة بن عبد الغافر) في المطبوعة القديمة: عتبة بن الغافر، ولذا لم يعرفه الألباني -رحمه الله- في الصحيحة (6/ 308)، وجاء على الصواب في الطبعة الجديدة للشعب (11/ 349 ط. الرشد).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أنه لم ينفرد به يحيى بن أبي بكير عن حماد بالوجه الأول، فقد تابعه -كما سبق- أبو سلمة التبوذكي وعبيد الله بن عائشة.
ولم يُعرف الذي خالفهم فأبدل أبا مدينة الدارمي بعقبة بن عبد الغافر، ولم يوقَف على هذه الرواية التي أشار إليها البيهقي، فالمعتمد رواية الثلاثة الثقات.
وأما أبو مدينة الدارمي، فقد قال الطبراني في سياق إسناده: " وكانت له صحبة "، وأخرج حديثه فيمن اسمه عبد الله في معجمه الكبير -كما ذكر ابن حجر في تعجيل المنفعة (ص219) -، والمصادر تختلف في اسمه، بين: عبد الله بن حصن، وعبد الله بن حصين، وعبد الله بن محصن، وانظر: تعليق العلامة المعلمي على الجرح والتعديل (5/ 39).
وشابهه تابعي في الاسم والكنية، قال ابن حجر -في الإصابة (4/ 57) -: " وفي التابعين أبو مدينة عبد الله بن حصن السدوسي، يروي عن أبي موسى الأشعري، حديثه في مسند الشافعي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان ".
والذي يظهر أن الرجلين واحد، هو التابعي؛ لأمرين:
- أن رواية الدارمي لهذا الحديث عن الصحابة، والأغلب أن الرواة عن الصحابة تابعون،
- أن احتمال اختلاف النسبة واتحاد الرجل وارد، فقد قال السمعاني -في الأنساب (2/ 440) -: " الدارمي ... ، هذه النسبة إلى بني دارم، وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم "، وقال (3/ 235): " السدوسي ... ، هذه النسبة إلى جماعة قبائل ... قال ابن حبيب: (في تميم سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة) "، فيمكن اعتبار النسبة إلى سدوس في تميم نسبةً إلى دارم، لأن دارمًا أبو سدوس.
إلا أن خليفة عدَّ -في الطبقات (ص209) - أبا مدينة من بني سدوس بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو آخر غير جد التميميين. ويدخل على اختلاف النسبة هذا -إن صح- احتمالُ أن يكون مَنْ دون أبي مدينة السدوسي نسبَهُ دارميًّا، ظنًّا أنه من بني سدوس بن دارم التميمي، وإنما هو من بني سدوس بن ذهل. والله أعلم.
ولورود احتمال كون الرجلين واحدًا؛ أشار ابن حجر إلى شكه في اعتبار الطبراني أبا مدينة الدارمي من الصحابة، قال -في الإصابة (4/ 57) -: " فإن كان الطبراني ضبط أن اسم الصحابي عبد الله بن حصن ولم يلتبس عليه بهذا التابعي ... "، وقال -في تعجيل المنفعة (ص219) -: " فان كان ضبط نسبه فهما اثنان ... ".
وجزم الذهبي بخطأ ذلك، قال -في تاريخ الإسلام (6/ 539) -: " قيل: (له صحبة)، ولم يصح "، ثم ذكر مشايخ التابعي السدوسي، ومن روى عنه، ثم ذكر هذا الحديث مسندًا، فاعتبرهما واحدًا.
وقال ابن الأثير -في أسد الغابة (3/ 216) - بعد أن أسند الحديث عن أبي موسى المديني: " أخرجه أبو موسى، وقال: (أورد ابن منده وغيره أبا مدينة في الكنى من التابعين، وقال: يروي عن عبد الرحمن بن عوف) ".
وفي كون الكنية من الآحاد، ولا يُذكر الرجل في الصحابة في الكتب المعنية بالكنى= ما يشير إلى أن أبا مدينة واحد، هو التابعي.
إذا تقرر ذلك، فلم أجد في أبي مدينة جرحًا ولا تعديلاً، وذكره -كما ذكر ابن حجر- البخاري في التاريخ (5/ 71)، وابن أبي حاتم في الجرح (5/ 39)، وابن حبان في الثقات (5/ 21).
والله أعلم.
وينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128250
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 09:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيب
المهم
نعمل به او لا نعمل؟
تصوروا ان عاميا سمع الحديث و يعمل به
ماذا نقول له؟ بدون استطراد المسائل
تصور انت الان في مقام مفتي ماذا تجوب؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 01:38]ـ
فائدة
قال البيهقي في الشعب: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، قال: أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، قال: نا إبراهيم بن الحارث البغدادي، قال: نا يحيى بن أبي بكير، قال: نا حماد بن سلمة، قال: أنا ثابت البناني، عن الدارمي، قال: «كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا، وأرادا أن يتفرقا، قرأ أحدهم سورة: والعصر إن الإنسان لفي خسر، ثم سلم أحدهما على الآخر أو على صاحبه ثم تفرقا» ورواه غيره عن حماد، عن ثابت، عن عقبة بن عبد الغافر، قال: كان الرجلان.
قلت: عقبة بن عبدالغافر وثقه العجلي والنسائي فهذا متابع للدارمي واما من قال من الاخوة انه ليس للدارمي صحبة فهذا لا يضر فهو لا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بل عن الصحابة فليُنتبه لهذا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 02:13]ـ
قلت: عقبة بن عبدالغافر وثقه العجلي والنسائي فهذا متابع للدارمي
هذا خطأ -وفقك الله-، فرواية عقبة إنما هي خلافٌ على حماد بن سلمة، وقد بيَّنتُ أنه لا يُعرف راوي هذا الوجه عنه، وأن ثلاثة من الثقات الحفاظ يروونه على الوجه الثاني (بذكر أبي مدينة، لا عقبة)، وهذا يبيِّن أنَّ مَنْ ذَكَرَ عقبةَ بن عبد الغافر في الإسناد أخطأ ووهِم، والأخطاء والأوهام لا تفيد في إثبات متابعة ولا غيرها.
واما من قال من الاخوة انه ليس للدارمي صحبة فهذا لا يضر فهو لا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بل عن الصحابة فليُنتبه لهذا.
لم يُذكر هنا أنَّ وجهَ ضررِ كونِهِ تابعيًّا غيرَ صحابي= أنه يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل وجهه: أن الرجل مجهول لا يُعرف حاله، فتنبّه.
وانفراد مثل هذا الرجل بهذا العمل الذي لم يأتِ به غيره، مع أن حال مجالس النبي -صلى الله عليه وسلم- ومجالس أصحابه مشهورة مذكورة= محل نظر، ولو كانوا يقرؤون ما ذُكر فيها لما انفرد بروايته هذا المجهول.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:22]ـ
جزى الله الشيخ محمد عبدالله على المداخلة المتممة وبارك في علمك
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 11:59]ـ
السلام عليكم،،
قال الإمام العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة [6/ 307]:
((- " كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى
يقرأ أحدهما على الآخر: * (و العصر إن الإنسان لفي خسر) *، ثم يسلم أحدهما
على الآخر ".
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (2/ 11 / 2/ 5256): حدثنا محمد بن هشام
المستملي: حدثنا عبيد الله بن عائشة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن
أبي مدينة الدارمي - و كانت له صحبة - قال: ... فذكره. و قال: " لا يروى
عن أبي مدينة إلا بهذا الإسناد. قال ابن المديني: اسم أبي مدينة عبد الله بن
حفص ". قلت: و هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هشام
المستملي، و هو أبو جعفر المروزي المعروف بابن أبي الدميك، مستملي الحسن بن
عرفة، توفى سنة (289)، ترجمه الخطيب (3/ 361 - 362) و وثقه. و قال
الدارقطني: لا بأس به. و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (10/ 307) و
قال: " رواه الطبراني في " الأوسط "، و رجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة و هو
ثقة ". ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " (6/ 501 / 9057) من طريق يحيى
ابن أبي بكير قال: أخبرنا حماد بن سلمة به. و قال: " و رواه غيره عن حماد عن
ثابت عن عتبة بن الغافر قال: كان الرجلان ... فذكره ". قلت: لم أجد من وصله
، و لا عرفت عتبة بن الغافر، و المحفوظ رواية الثقتين يحيى بن أبي بكير و ابن
عائشة عن حماد. (تنبيه): سقطت جملة التسليم في آخر الحديث من " مجمع
الزوائد " و " مجمع البحرين " أيضا، و هي ثابتة في أصلهما: " المعجم الأوسط "
كما ترى، و في " شعب الإيمان " أيضا، و في غيره من المصادر التي عزت الحديث
إلى الطبراني، مثل " تفسير ابن كثير " (4/ 547) و " الدر المنثور " (6 /
392). و أما قول المعلق على " مجمع البحرين " (8/ 272) في الحاشية، و قد
ألحقها بآخر الحديث بين معقوفتين []: " ما بين المعكوفتين من طص ". فما أراه
إلا وهما، لأن هذا الرمز (طص) إنما يعني عنده " معجم الطبراني الصغير " كما
نص عليه في المقدمة (ص 28) و لم يخرجه الطبراني في " الصغير "، و هو نفسه لم
يعزه إليه في تخريجه إياه. و الله أعلم. و في هذا الحديث فائدتان مما جرى
عليه عمل سلفنا رضي الله عنهم جميعا: إحداهما: التسليم عند الافتراق، و قد
جاء النص بذلك صريحا من قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا انتهى أحدكم إلى
المجلس فليسلم، و إذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة ".
و هو حديث صحيح مخرج في المجلد الأول من هذه " السلسلة " برقم (183) و هو في
" صحيح الأدب المفرد " برقم (773/ 986) و قد صدر حديثا و في " صحيح زوائد
ابن حبان " ( ... / 1931) و هو تحت الطبع. و في معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء
السلام، و قد تقدم بعضها برقم (184 و 569 و 1493). و الأخرى: نستفيدها من
التزام الصحابة لها. و هي قراءة سورة (العصر) لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس
عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، و لم لا و قد أثنى الله
تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء، فقال: * (و السابقون الأولون من المهاجرين
و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات
تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) * <1>. و قال ابن
مسعود و الحسن البصري: " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها
هديا و أحسنها حالا، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة
دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، و اتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدي
المستقيم " <2>
-----------------------------------------------------------
[1] انظر " إعلام الموقعين " لابن القيم (4/ 159) لتتبين معنى الاتباع، و
أنه واجب.
[2] أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (2/ 97) بإسنادين عنه، و
عزاه ابن القيم (4/ 179) للإمام أحمد - و لعله يعني في " الزهد " - عن ابن
مسعود. و انظر " المشكاة " (193). اهـ.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 02:37]ـ
من ناحية الفقه على فرض صحة الحديث
فليست القراءة على طريقة من يقرأ الفاتحة على الميت للبركة
و إنما للتواصي بالحفاظ على العمل الصالح حال الغيبة، أي مثلما تستشهد بأي آية في مناسبة، و مثلما إذا رأيت شخصاً ينظر إلى صورة امرأة فقرأت عليه قوله تعالى " لا تقربوا الزنا " فهذا استشهاد
هذا إذا ثبت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزدي الحنبلي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 07:34]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني ... فقد أفدتممونا ...
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 01:17]ـ
شكر الله لكل من اعانني في اثراء الموضوع
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 02:07]ـ
ما احد جواب عليّ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 10:29]ـ
إذا صح عندك الحديث اعمل به وإلا فلا
فإن لم تستطع الترجيح فقلد الأعلم ممن حكم على الحديث
ولك أن تقول هو في الفضائل فأعمل به وإن كان فيه ضعف فإن ضعفه ليس بشديد وقد كان جمع من الأئمة يعملون بمثل هذه الأحاديث
ولأن ذكر الله في آخر المجالس حسن مرغوب فيه(/)
أدلة صحيحة لفضائل السور
ـ[أم عاصم]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: توجد كتب كثيرة تستشهد بأدلة ضعيفة أو موضوعة في فضائل السور وخاصة بعض ما فعل الوضاعون بحجة أنهم يكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكذبون عليه، وهو غني عن كذبهم والله تعالى قد أكمل الدين
فهل نجد من يجمع لنا الأدلة الصحيحة التي وردت في فضائل السور بشكل عام (جميع السور التي ورد فيها أو لها فضل معين) لتكون مرجعاً لنا جميعاً في رد الروايات المغلوطة والكاذبة والموضوعة
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 12:30]ـ
وها أنا يا أختاه أبدأ هذا الأمر الطيب وجزاكي الله عنا به خيرا:
روى البخاري بسنده إلى أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه)
وعنده أيضا عن عن انس رضي الله عنه: كان رجل من الانصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح {قل هو الله أحد}. حتى يفرغ منه ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا إنك تفتتح بهذه السورة ثم لاترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى فأما أن تقرأ بها وأما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال (يافلان مايمنعك أن تفعل مايأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذة السورة في كل ركعة). فقال إني أحبها فقال (حبك إياها ادخلك الجنة)
وعنده عن عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ (قل هو الله أحد). فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال (سلوه لأي شيء يصنع ذلك). فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أخبروه أن الله يحبه)
وعنده أيضا عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا سمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد). يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)
وعند مسلم عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟) قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)
وعند مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة.
وعند أبي داوود عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له (تبارك الذي بيده الملك) ". حسّنه العلامة الألباني
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 02:04]ـ
وعند البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). ثم قال لي (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن). قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
وعند مسلم عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
وعند ابي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ " قال قلت الله ورسوله أعلم قال " أبا المنذر أي آية معك من كتاب الله أعظم "؟ قال قلت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال فضرب في صدري وقال " ليهن لك أبا المنذر العلم .. صححه العلامة الألباني
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 02:15]ـ
وعند الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( .......... وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن). صححه العلامة الألباني رحمه الله.
ـ[هند الفيومي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 02:21]ـ
ونرجو من المشاركين في المنتدى العون والمشاركة، وأرجو من إخواني المشرفين إضافة كلمة (والآيات) لعنوان الموضوع لزيادة النفع ..
ـ[أم عاصم]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 03:18]ـ
جزاك الله خيراً أخيتي على مرورك وردك.
وارجو مبادرة الجميع وكل يدلو مشكوراً بدلوه
وبصورة عاجلة أسأل هل مر بكم أدلة صحيحة عن فضائل سورة الدخان وسورة الواقعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 04:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الكتب المفيدة في هذا الموضوع كتابان:
1 - موسوعة فضائل سور وآيات القرآن (القسم الصحيح) للشيخ محمد بن رزق بن طرهوني
ويقع في مجلدين.
2 - الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن الكريم، دراسة ونقد، للدكتور إبراهيم علي السيد علي عيسى.
وبصورة عاجلة أسأل هل مر بكم أدلة صحيحة عن فضائل سورة الدخان وسورة الواقعة
ينظر الرابط الآتي، ففيه جمعٌ مختصر للآثار الواردة في فضل سورة الواقعة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=18(/)
تفسير السبيل في قوله تعالى: (مَنِ استطاع إليه سبيلاً)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 01:32]ـ
قال الله تعالى: {ولله على الناس حِج البيت مَن استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.
ورد تفسير السبيل في قوله تعالى: {مَن استطاع إليه سبيلاً} بأنه الزاد والراحلة مرفوعاً إلى رسول الله (ص) ولكنّ أسانيده فيها مقال؛ فمنها المرسل ومنها المُعَلُّ ومنها ما كان غير ذلك، وحسَّنها بعضهم بمجموع طرقها. والأَجود في هذا المقام أن يقال: السبيلُ كل ما يتحقق به معنى الاستطاعة؛ فيدخل في ذلك الزاد والراحلة وأمن الطريق ووجود مكانٍ صالحٍ للمبيت بالمشاعر وزوال الموانع من أداء الحج أياً كانت، ونحو ذلك.
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره (5/ 616): (وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال بقول ابن الزبير وعطاء: إن ذلك على قدر الطاقة؛ لأن السبيل في كلام العرب الطريقُ. فمن كان واجداً طريقاً إلى الحج لا مانع له منه، من زَمانة، أو عجز، أو عدو، أو قلة ماء في طريقه، أو زادٍ، أو ضعفٍ عن المشي، فعليه فرضُ الحج، لا يجزئه إلا أداؤه) إلى أن قال: (وإنما قلنا: هذه المقالة أولى بالصحة مما خالفها؛ لأن الله عز وجل لم يخصص –إذ ألزم الناسَ فرضَ الحج- بعض مستطيعي السبيل إليه بسقوط فرض ذلك عنه. فذلك على كل مستطيع إليه سبيلاً بعموم الآية. فأما الأخبار التي رُويَت عن رسول الله (ص) في ذلك بأنه الزاد والراحلة فإنها أخبار في أسانيدها نظر، لا يجوز الاحتجاج بمثلها في الدين).
والحمد لله رب العالمين(/)
مسائل في التفسير ..... أيحتج الشيخ الشنقيطي باستقراء ناقص (؟؟!!)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 07:44]ـ
ثم وقفت على قول الشيخ رحمه الله:
وأما الاستقراء الذي ليس بتام وهو المعروف عندهم بإلحاق الفرد بالأغلب فهو حجة ظنية عند جمهورهم
وقوله: وقد تقرر في الأصول أن الاستقراء التام حجة بلا خلاف، وغير التام المعروف. بـ "إلحاق الفرد بالأغلب" حجة ظنية ..
فظهر أنه يحتج بالاستقراء الناقص .... ولكن يعده من باب الحجج الظنية لا القطعية
ويكون هذا هو توجيه كلام الشيخ لا غيره من التوجيهات التي لا تخلو من تكلف ...
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 09:15]ـ
ما ذكر من توجيه في أصل الموضوع الذي أغلق ليس متكلفا وليس الدليل منحصرا في التصريح بذكر القرآن بل المراد ذكر شئ من خصائصه ووجوه إعجازه كما سبق ذكره.
ثم رأيت العلامة العثيمين رحمه الله قد صرح بهذا المعنى في تفسير سورة البقرة عند الكلام على أول آية فيها فهل كان متكلفا هو الآخر ومتمحلا؟!
وكلام العلامة الشنقيطي رحمه الله إنما هو استدلال لقول من سبقه من أهل العلم وليس ماذكره هو الدليل الوحيد على وجاهة هذا القول.
وهناك سورة أخرى يمكن أن تستدرك وهي سورة مريم وتوجيهها كغيرها أنه قد ذكر فيها قصص الأنبياء وهو من خصائص القرآن ووجوه إعجازه.
وعليه فأكرر أن الاستدلال هنا كان باستقراء تام وليس ناقصا والناقص فيما يمكن الاستقراء التام فيه ليس حجة ومعلوم أن التام هنا من أيسر ما يكون والضابط مطرد ولم يختل بحمد الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 09:29]ـ
وليس الدليل منحصرا في التصريح بذكر القرآن بل المراد ذكر شئ من خصائصه ووجوه إعجازه كما سبق ذكره.
.
أما الشيخ الشنقيطي فحصر دليله في ذكر القرآن عقب العروف المقطعة فقال: ((ووجه شهادة استقراء القرآن لهذا القول: أن السور التي افتتحت بالحوف المقطعة يذكر فيها دائماُ عقب الحروف المقطعة الانتصار للقرآن وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه)).
وكل الآيات التي ذكرها كان فيها هذا التعاقب ولم يذكر سورة واحدة مما يكون فيه ذكر القرآن وإعجازه في وسط السورة وآخرها ..... وهو رحمه الله كان أعلم بكلام نفسه ولاشك ...
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 10:15]ـ
ما زلت أكرر أن كلام الشنقيطي رحمه الله ليس من إنشائه بل تبع فيه غيره وبان أن الضابط الذي ذكرته قبلا مطرد تماما ونبه على ذلك العلامة العثيمين رحمه الله فإذا وجدنا كلمة ما توهم شيئا ما وأمكن الجواب عنها وتوجيهها فما فائدة المحاككة في الألفاظ والمماسكة فيها؟!
هل الفائدة توهيم الشنقيطي _وقد بان مراده_بالذات وإن سلمنا صحة القول؟
أم أن القول ليس وجيها فلا يصح تخطئة الشنقيطي وحده وماهو إلا تابع لغيره في هذه القضية؟
وعلى منهجك في المحاككة فالشنقيطي يقول كما نقلت " ((ووجه شهادة استقراء القرآن لهذا القول: أن السور التي افتتحت بالحروف المقطعة يذكر فيها دائماُ عقب الحروف المقطعة الانتصار للقرآن وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه)) ".
وما ذكرته في جواب إشكالك فيه هذا الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وأنه الحق الذي لاشك فيه لأن القصص والإخبار بالغيب وما تضمره القلوب من نفاق وإيمان داخل في ذلك.ولم يقل الرجل إنه لابد من نفي الريبب عنه ورد الطعن لفظا دون ما سواه. وبهذا يزول الإشكال من أصله. والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 11:27]ـ
ولكنه (أي وجه الإعجاز الذي استخرجته من السور التي انخرم فيها الاستقراء) لم يكن عقب الحروف المقطعة ولم يذكر الشيخ مثالاً واحداً يدل على أنه يقصد مالا يكون عقب الحروف المقطعة ...
ولسنا نبحث في صحة مذهبه من عدمه وإنما بحثنا في أمر أدق وه احتجاجه بالاستقراء الناقص ..
وقد ارتفع الإشكال لما بان أنه حجة عنده على سبيل الظن ...
وبالمناسبة: فلا ذكر لوهم الشنقيطي من عدمه في محل البحث أصلاً .. فليتأمل محل البحث ...
والله ولي التوفيق ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 11:39]ـ
وهذا كله مع التسليم لك بأن ذكر بعض وجوه الإعجاز في تضاعيف السورة ينفع هاهنا ...
وأنا لا أسلم بأن تلمس وجوه من وجوه الإعجاز في السور التسع وعشرين ينفع هاهنا بل هو عندي قول مشكل؛لأنه لا تخلو آية من آيات القرآن فضلاً عن سوره من وجه إعجازي ... ولا يرتبط ذلك بأن تصدر السورة بالحروف المقطعة ...
وورود ذكر القرآن وإعجازه عقب الحروف المقطعة مباشرة كما استظهر الشنقيطي هو وحده الذي يفيد في بيان معنى الحروف المقطعة ... لا مجرد ذكر الإعجاز في تضاعيف السورة؛لأنه أمر يوجد دون وجود الحروف فبطل التناسب ... وهذا واضح جداً بحمد الله ...
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 12:49]ـ
ولكنه (أي وجه الإعجاز الذي استخرجته من السور التي انخرم فيها الاستقراء) لم يكن عقب الحروف المقطعة ...
تأمل قبل أن تقرر!
1 - "كهعص.ذكر رحمت ربك عبده زكريا. إذ نادى ربه نداء خفيا ... "
فالقصة هنا عقب الأحرف مباشرة.
2 - "الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
غاية الإعجاز والعلم بما في الصدور وبيان علم الرب جل جلاله السر وأخفى.وهذا عقب الأحرف مباشرة.
3 - "الم.غلبت الروم ... "عقبها مباشرة.
4 - "ن. والقلم وما يسطرون ... وإنك لعلى خلق عظيم"عقبها مباشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 12:51]ـ
الاستقراء الذي حجته ظنية .. لا يعني أنه استقراء ناقص
ولكنه شبيه بالتام فيلحق به .. فلا يوصف بأنه ناقص
وما كان حجته ظنية .. فهو معتد به إجماعا(/)
افتتح الله سبحانه سور كتابه العزيز بعشرة أنواع من الكلام:
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
افتتح الله سبحانه سور كتابه العزيز بعشرة أنواع من الكلام:
الحمد لله تعالى،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال أبو شامة:
افتتح الله سبحانه سور كتابه العزيز بعشرة أنواع من الكلام:
الأول: الثناء في أربع عشرة سورة، إما:
بالإشارة إلى إثبات صفات الكمال في سور سبع، {الْحَمْدُ للّهِ} في خمس سور، و {تَبَارَكَ} في سورتين.
وإما بالإشارة إلى نفي صفات النقص في سبع أخرى:
{سبحان} {سبح} {يسبح} {سبح}.
الثاني: حروف الهجاء في تسع وعشرين سورة.
الثالث: النداء في عشر سور.
الرابع: الجمل الخبرية نحو: {براءة}. {أتى أمر الله} في ثلاث وعشرين.
الخامس: القسم في خمس عشر.
السادس: الشرط {بإذا} في سبع.
السابع: الأمر {بقل} و {اقرأ} في ست.
الثامن: الاستفهام بـ {ما} في (عم)، و {هل}، والهمز في ست.
التاسع: الدعاء بـ {ويل} و {تبت} في ثلاث.
العاشر: التعليل في سورة واحدة وهي (لإيلاف قريش)
ثم نظم أبو شامة هذه الأنواع في بيتين،وهما:
أثنى على نفسه سبحانه بثبوت المدح والسلب لما استفتح السورا
والأمر شرط الندا التعليل أقسم والدعاء حرف الهجا استفهم الخبرا
مستفاد من كتاب: نور المسرى في تفسير آية الإسراء، لشهاب الدين المقدسي أبو شامة.
المصدر: طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 07:32]ـ
فائدة نفيسة، جزيت خيرا
والبيتان من البسيط
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:54]ـ
"تفسير آية الإسراء"، وهو مطبوع بتحقيق د. علي حسين البوّاب، نشرته مكتبة المعارف، الرّياض، عام 1406هـ.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=188&ArticleID=1086
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 07:34]ـ
فائدة جديدة وجليلة
بارك الله فيك
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 02:21]ـ
فائدة نفيسة، جزيت خيرا
والبيتان من البسيط
وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا مالك.
تفسير آية الإسراء"، وهو مطبوع بتحقيق د. علي حسين البوّاب، نشرته مكتبة المعارف، الرّياض، عام 1406هـ.
http://www.alukah.net/Articles/Artic...ArticleID=1086
الشيخ الفاضل أشرف بن محمد جزاك الله خيرا على هذا الخبر السار.
فائدة جديدة وجليلة
بارك الله فيك
وبارك الله فيك أخي الفاضل لامية العرب.(/)
خاص لأهل تلاوة القرآن
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:46]ـ
الوقف والابتداء من أهم أحكام التجويد التي تظهر وتبين عن معاني القرآن، لذلك فقد اهتم العلماء بها وصنفوا فيها التصانيف وأودعوا كتاب الله علامات مختلفة يرجح بها الوقف و الوصل على نهايات الجمل القرآنية
ونظراً لأن ذلك امر اجتهادي بشري فلربما يكون للبعض رأي يخالف ما دون في المصاحف من علامات فيرى وقفاً في موضع وصل أو يرى عكس ذلك، بل تختلف في احيان كثيرة المصاحف بعضها عن بعض.
لذا فأرجو فتح هذا الملف لتبادل الآراء ونشر الافادة في سبيل التعاون على فهم آيات الكتاب.
وحبذا أن تختص المشاركات في مواضع الوقف والوصل التي تخالف ما في معظم المصاحف من علامات وليس مما يوافقها.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:37]ـ
مثال:
قوله تعالى " ولا يضار كاتب ولا شهيد، وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم "
فمعظم المصاحف ترجح الوقف على "شهيد " في حين أن الوصل أولى حيث يتعلق الفعل تفعلوا بمفهوم النهي في الجملة الأولى (إضرار الكاتب او الشهيد)، ولئلا يتوهم أن الفعل " تفعلوا " المقصود به أي فعل من الأفعال السابق ذكرها في الآية مثل " تداينتم، فاكتبوه، وليكتب، واشهدوا، وغير ذلك - والله اعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 09:27]ـ
مثال آخر:
قوله تعالى " واتقوا الله، ويعلمكم الله "
معظم المصاحف ترجح الوصل بين الجملتين بيد أن الوقف على " واتقوا الله " هو الأولى حيث لا صلة بين الجملتين، والفهم الشائع أن المقصود منها أن التقوى تؤدي الى العلم - لا يصح من هذه الآية، حيث أن جملة ويعلمكم الله ليست جواباً للأمر لأن الفعل يعلمكم مرفوع وليس بمجزوم، كما أنه لو كان جواباً للأمر لم يعطف ولكانت " اتقوا الله يعلمكم الله "
فجملة " واتقوا الله " أقرب الى الجملة التي قبلها ومعطوفة عليها ومنفصلة عن جملة " ويعلمكم الله والله بكل شيئ عليم " أي يعلمكم بهذه الأحكام التي سبقت في الآية الكريمة وهي قريبة من قول الله تعالى بعد ذكر أحكام المواريث في آخر النساء " يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيئ عليم " -- والله اعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 01:46]ـ
يبدوا ان الموضوع غير جيد ولا يستثير احداً للمشاركة ولكن سأحاول الا اجعل لليأس علي سبيلا
مثال ثالث:
قوله تعالى " قل اروني الذين الحقتم به شركاء .. كلا "
معظم المصاحف ترجح الوصل بين "شركاء" و " كلا " في حين أن " كلا " رد من الله وإنكار لقولهم والوصل يوهم أن " كلا " من قولهم وليس رد من الله عليهم فترجح الوقف على " شركاء " والبدء بعد ذلك بـ:كلا .. والله اعلم
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:31]ـ
يبدوا ان الموضوع غير جيد ولا يستثير احداً للمشاركة ولكن سأحاول الا اجعل لليأس علي سبيلا
بل موضوعكم من أروع ما رأيت , وأتمنى من الأخوة المشاركة فالموضوع مهم جدا وقلَّ من يجيده.
ولم لا يكون الموضوع أوسع من ذلك فيدخل فيه ما رسم عليه الوقف والأولى وصله؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:42]ـ
الموضوع مهم جدا يا أخي الكريم، ولكنه قد قتل بحثا، وفيه عشرات الكتب المصنفة قديما وحديثا.
ومن أفضل الكتب فيه -فيما رأيت- ما ضمنه العلامة علم الدين السخاوي كتابه الرائع (جمال القراء وكمال الإقراء) وسماه (علم الاهتداء في الوقف والابتداء)
وقد قرأت هذا الكتاب ولله الحمد واستخرجت منه الفوائد، ولعلي أوافيكم بها قريبا إن ساعد النشاط، فادعوا لأخيكم بالبركة في الوقت، والله المستعان.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:56]ـ
صدق أولا تصدق
قبل أن أكتب طلب المشاركة قلت في نفسي: عفا الله عن الشيخ أبي مالك العوضي لم لا يكتب في هذا الموضوع؛ فأهل اللغة هم من يستطيع إفادتنا فيه.
ثم رأيت ما كتب الشيخ ...
ونحن بانتظار الفوائد منكم وأسأل الله أن يزيد وقتكم بركة وينفعنا بكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 10:01]ـ
الموضوع مهم جدا يا أخي الكريم، ولكنه قد قتل بحثا، وفيه عشرات الكتب المصنفة قديما وحديثا.
هو بالفعل كذلك، لكن التطبيق العملي وقراءة الناس للقرآن من المصاحف المطبوعة، وتسجيلات مشايخ القراء المشهورين تستدعي الوقوف - على الأقل - عند المواضع التي تختلف فيها وجهات النظر في الوقف والابتداء ومناقشتها ومدارستها.
ويؤسفني أن أقول أن مراجعي طبعات المصحف من المشايخ - والذين تذكر أسماؤهم آخر المصحف وأنا على صلة ببعضهم - يؤسفني ان أقول أن أكثرهم لا يأخذ أمر مراجعة الوقوف على محمل الجد وأكثرهم ينقل من الطبعات السابقة للمصحف، بل إنهم يقسمون المصحف على أنفسهم أجزاء فيراجع كل واحد منهم جزء من القرآن بمفرده، دون مشاورة غيره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 02:14]ـ
وفقك الله
كلامك له وجه، ولعكسه وجه أيضا، وسأعود للمناقشة قريبا إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 04:31]ـ
لم أفهم - رحمك الله - فلعلك تتفرغ وتفهمني
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 05:23]ـ
وفقك الله
سأعطيك مثالا جوابا عن اعتراضك الأول
(ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم)
إذا وقفنا على (ولا يضار كاتب ولا شهيد) فهل المعنى ناقص؟
الجواب لا
طيب
إذا ابتدأنا بـ (وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم) فهل المعنى ناقص؟
الجواب لا
طيب
الإشكال عندك فقط ليس في نقص المعنى، وإنما في خوفك من توهم القارئ أن (وإن تفعلوا) عائد على كل الأفعال السابقة، وهذا التوهم ليس له وجه، لماذا؟
لأوجه:
- الأول: أن الأصل في الكلام أنه عائد على أقرب مذكور، فإن توهم متوهم غير ذلك فلخطئه في الفهم.
- الثاني: أنه حتى مع الوصل يمكن أن يتوهم متوهم أن الفعل عائد على كل ما ذكر
- الثالث: أنه يلزم على قولك أن يوصل كل ما كان عائدا على أقرب مذكور ويفصل ما كان عائدا على الجميع، وهذا غير صحيح جزما، كما في قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به} فإن العلماء اختلفوا في قوله (فإنه رجس) هل هو عائد على الجميع أو عائد على الخنزير؟ وعلى القولين لا يتأثر حكم الوقف في الآية، فلا علاقة للوقف بالعود على الجميع أو غيره.
وقوله تعالى: {من بعد وصية} الذي تكرر مرارا في سورة النساء، كلها يجوز فيها الوقف والوصل، مع أنها متعلقة في الآية الأولى بكل ما سبق، ومتعلقة في الآية الثانية بما سبقها مباشرة، فلا علاقة لوقف بالعود على الجميع أو غيره.
وقوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم} فإن المصاحف رجحت الوصل هنا، مع أن (فإن تنازعتم) متعلق بجميع ما سبق، فعلى كلامك كان ينبغي أن يرجح الوقف.
فهذا هو مرادي بقولي إن كلامهم له وجه.
والله أعلم.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 07:05]ـ
أين أجد هذا الكتاب فى مصر أيها الفاضل؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 06:58]ـ
وفقك الله
عليك بسؤال (أبي فهر السلفي) فهذا ميدانه.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 10:14]ـ
جزاك الله خيراً 00 أخانا الفاضل
وكلامنا كله على الأولى والأفضل ولم أقل ان المعنى ناقص بالوقف والوصل المعتاد، بل الذي نظن أنه الأقرب الى توضيح المعنى عند سماع القرآن لأن هذا هو الهدف أصلاً وكما قال ابن الجزري " وليس في القرآن من وقف وجب "
وأظن أن وضع قاعدة عامة في الوقف والابتداء يتم تطبيقها على كافة الايات لا يكون جيداً، فلكل آية سياقها وتركيب لجملها يختلف عن غيرها.
ولئن كان عندكم في باقي الأمثلة التي ذكرتُها مثل ما عندكم في المثال الأول، فأستأذنك في ذكره وإفادتنا - مع العلم بأنني أذكر ما أذكر من أمثلة وأنتظر تقريراً لها، أو تصويباً أو حتى تخطئة فهذا هو قصدي والله الموفق.(/)
منهج القرآن في التعامل مع أخطاء المجاهدين
ـ[مكاوي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 04:54]ـ
قرأت في مجلة البيان مقالا حول منهج قرآني في التعامل مع أخطاء المجاهدين. فأحببت كتابته هنا عل الله أن ينفع به.
"بداية نقصد بالمجاهدين هنا أولئك الذين قاموا بأداء فريضة العين، وذلك بجهاد الدفع عن البلاد التي غزاها الكفرة واحتلوها، كما هو الحال في أفغانستان والعراق والشيشان وفلسطين".
إن الفتن العظيمة التي تموج اليوم في واقعنا المعاصر لتفرض على المسلم أن يكون حذرا يقظا متأنيا في أقواله وأفعاله ومواقفه، سائلا ربه عز وجل الهداية للحق والبصيرة في الدين وتدبر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والاستضاءة بهما في خضم هذه الفتن التي تموج كموج البحر.
ومن هذه الفتن التي ظهرت في الآونة الأخيرة تلك المواقف المتباينة إزاء أخطاء بعض المجاهدين في الثغور، ما بين مبرر لها ومدافع عنها، وكأنه يدعي العصمة للمجاهدين، وما بين موقف مستعجلة من بعض الدعاة إزاء هذه الأخطاء لم يراعوا فيها التثبت أو لم يراعوا فيها مآلات أقوالهم وما يترتب عليها من المفاسد، ودون انتباه لما يقوم به العدو المتربص كافرا كان أو منافقا من توظيف لأقوالهم هذه في تبرير ضربهم للمجاهدين أو الشماتة بهم.
ولذا يتعين على كل من أراد لنفسه السلامة من الزلل والسقوط في الفتن أن يترسم القرآن الكريم ويتدبره ويجعله منطلق آيات كريمة عظيمة ترسم لنا المنهج الحق العدل في التعامل مع أخطاء المجاهدين، ووضعها في حجمها الطبيعي دون أن يوظفها العدو في صالحه، ومن هذه الآيات قول الله عز وجل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
وقبل أن نقف عند الدروس من هذه الآية وما فيها من منهج حاسم في التعامل مع أخطاء المجاهدين وأعداء المجاهدين، يحسن بنا أن نقف على سبب نزولها كما جاء في كتب التفسير.
فقد جاء في روايات متعددة أنها نزلت في سرية عبدالله بن جحش رضي الله عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه مع ثمانية من المهاجرين ليس فيهم أحد من الأنصار ومعه كتاب مغلق، وأمره ألا يفتحه حتى يمضي ليلتين، فلما فتحه وجد به: (إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بطن نخلة –بين مكة والطائف- ترصد لنا قريشا وتعلم لنا من أخبارهم، ولا تُكرهنّ أحدا على السير معك من أصحابك). وكان هذا قبل غزوة بدر الكبرى، فلما نظر عبدالله بن جحش في الكتاب قال: سمعا وطاعة. ثم قال لأصحابه: قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى بطن نخلة أرصد قريشا حتى آتيه منها بخبر، وقد نهى أن أستكره أحدا منكم، فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع، فأنا ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمضى ومضى معه أصحابه ولم يتخلف أحد منهم، فسلك الطريق على الحجاز، حتى إذا كان ببعض الطريق ضل بعير لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان رضي الله عنهما، فتخلفا عن رهط عبدالله بن جحش ليبحثا عن البعير ومضى الستة الباقون، حتى إذا كانت السرية ببطن نخلة مرت عير لقريش تحمل تجارة فيها عمرو بن الحضرمي وثلاثة آخرون، فقتلت السرية عمراً بن الحضرمي وأسرت اثنين وفر الرابع وغنمت العير، وكانت تحسب أنها في اليوم الأخير من جمادى الآخرة؛ فإذا هي في الأول من رجب، وقد دخلت الأشهر الحرم التي تعظمها العرب، وقد عظمها الإسلام وأقرر حرمتها، فلما قدمت السرية بالعير والأسيرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام). فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم سُقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا، وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا، وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم، وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال) ا. هـ.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله عند هذه الآية: (ولما كانت هذه الآية نازلة بسبب ما حصل، لسرية عبد الله بن جحش، وقتلهم عمرو بن الحضرمي، وأخذهم أموالهم، وكان ذلك - على ما قيل - في شهر رجب، عيرهم المشركون بالقتال بالأشهر الحرم، وكانوا في تعييرهم ظالمين، إذ فيهم من القبائح ما بعضه أعظم مما عيروا به المسلمين، قال تعالى في بيان ما فيهم: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي: صد المشركين من يريد الإيمان بالله وبرسوله، وفتنتهم من آمن به، وسعيهم في ردهم عن دينهم، وكفرهم الحاصل في الشهر الحرام، والبلد الحرام، الذي هو بمجرده، كاف في الشر، فكيف وقد كان في شهر حرام وبلد حرام؟! {وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ} أي: أهل المسجد الحرام، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنهم أحق به من المشركين، وهم عماره على الحقيقة، فأخرجوهم {مِنْهُ} ولم يمكنوهم من الوصول إليه، مع أن هذا البيت سواء العاكف فيه والباد، فهذه الأمور كل واحد منها {أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} في الشهر الحرام، فكيف وقد اجتمعت فيهم؟! فعلم أنهم فسقة ظلمة، في تعييرهم المؤمنين.
ثم أخبر تعالى أنهم لن يزالوا يقاتلون المؤمنين، وليس غرضهم في أموالهم وقتلهم، وإنما غرضهم أن يرجعوهم عن دينهم، ويكونوا كفارا بعد إيمانهم حتى يكونوا من أصحاب السعير).اهـ. تفسير السعدي. ويقول سيد قطب –رحمه الله-: (نزلت هذه النصوص القرآنية. فقطعت كل قول. وفصلت في الموقف بالحق. فقبض الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأسيرين والغنيمة.
{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه. قل قتال فيه كبير} .. نزلت تقرر حرمة الشهر الحرام، وتقرر أن القتال فيه كبيرة نعم! ولكن: {وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله. والفتنة أكبر من القتل} ..
إن المسلمين لم يبدأوا القتال، ولم يبدأوا العدوان. إنما المشركون هم الذين وقع منهم الصد عن سبيل الله، والكفر به وبالمسجد الحرام، لقد صنعوا كل كبيرة لصد الناس عن سبيل الله. ولقد كفروا بالله وجعلوا الناس يكفرون. ولقد كفروا بالمسجد الحرام. انتهكوا حرمته؛ فآذوا المسلمين فيه، وفتنوهم عن دينهم طوال ثلاثة عشر عاماً قبل الهجرة. وأخرجوا أهله منه وهو الحرم الذي جعله الله آمناً، فلم يأخذوا بحرمته ولم يحترموا قدسيته ..
وإخراج أهله منه أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام .. وفتنة الناس عن دينهم أكبر عند الله من القتل. وقد ارتكب المشركون هاتين الكبيرتين فسقطت حجتهم في التحرز بحرمة البيت الحرام وحرمة الشهر الحرام. ووضح موقف المسلمين في دفع هؤلاء المعتدين على الحرمات؛ الذين يتخذون منها ستاراً حين يريدون، وينتهكون قداستها حين يريدون! وكان على المسلمين أن يقاتلوهم أنى وجدوهم، لأنهم عادون باغون أشرار، لا يرقبون حرمة، ولا يتحرجون أمام قداسة. وكان على المسلمين ألا يدعوهم يحتمون بستار زائف من الحرمات التي لا احترام لها في نفوسهم ولا قداسة!
لقد كانت كلمة حق يراد بها باطل. وكان التلويح بحرمة الشهر الحرام مجرد ستار يحتمون خلفه، لتشويه موقف الجماعة المسلمة، وإظهارها بمظهر المعتدي .. وهم المعتدون ابتداء. وهم الذين انتهكوا حرمة البيت ابتداء ...
هؤلاء قوم طغاة بغاة معتدون. لا يقيمون للمقدسات وزناً، ولا يتحرجون أمام الحرمات، ويدوسون كل ما تواضع المجتمع على احترامه من خلق ودين وعقيدة. يقفون دون الحق فيصدون الناس عنه، ويفتنون المؤمنين ويؤذونهم أشد الإيذاء، ويخرجونهم من البلد الحرام الذي يأمن فيه كل حي حتى الهوام! .. ثم بعد ذلك كله يتسترون وراء الشهر الحرام، ويقيمون الدنيا ويقعدونها باسم الحرمات والمقدسات، ويرفعون أصواتهم: انظروا ها هو ذا محمد ومن معه ينتهكون حرمة الشهر الحرام!). ا. هـ. في ظلال القرآن.
نخلص من سبب نزول الآية والتوجيه الرباني فيها إلى الموقف السليم في التعامل مع أخطاء المجاهدين المتمثل فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: عدم ادعاء العصمة للمجاهدين، بل هم بشر يخطئون ويصيبون، والخطأ لا يدافع عنه بل يقال إنه خطأ ومخالفة، وهذا ما ذكره الله في الآية الكريمة: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ).
فذكر سبحانه أن قتال المجاهدين في الشهر الحرام خطأ كبير، ولكن هذا الخطأ لا يهدر به جهاد المجاهدين وبلاؤهم الحسن ومقصدهم الحسن في جهادهم، وهو ابتغاء مغفرة الله ورحمته، بل يوضع في حجمه الطبيعي، ولذلك ذكر بعض المفسرين أن الله عز وجل طيب قلوب هؤلاء المجاهدين المخطئين بعد ذلك بقوله تعالى: (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يَرجون رحمة الله والله غفور رحيم).
وهكذا يكون التعامل مع أخطاء المجاهدين بحيث ينكر عليهم خطؤهم ولا يقرون عليه، وفي الوقت نفسه لا ينسى لهم بلاؤهم وجهادهم وتنكيلهم في عدوهم، وهجرهم لأهلهم وأوطانهم، وهذا ما يتضح بجلاء في هديه صل الله عليه وسلم في تعامله مع أخطاء بعض الصحابة رضي الله عنهم أثناء جهادهم في سبيل الله.
فهذا أسامة بن زيد عندما قتل المشرك الذي شهد أن لا إله إلا الله بحجة أنه قالها متعوذا وخوفا من السيف، عاتبه النبي عتابا شديدا وأوقف أسامة على خطئه، ومع ذلك بقي هو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقيت مكانته عنده لم تتغير، حتى إنه أمّره قبيل وفاته بالجيش المعروف بجيش أسامة، ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما عنفه النبي صلى الله عليه وسلم وتبرأ من فعله وقتله لمن أظهر الإسلام من بني جذيمة، لم يمنعه ذلك من إبقائه في قيادة العمليات الجهادية المتتالية في عهده وعهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فهل بعد هذا الهدي النبوي في تعامله مع أخطاء المجاهدين من عذر لبعض الدعاة هداهم الله الذين ينسون جهاد المجاهدين وبلاءهم الحسن، ويسعون إلى إقصائه بمجرد أن يصدر منهم خطأ أو مخالفة شرعية في قولهم أو فعلهم، إن هذا ليس العدل.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في تعليقه على قصة عبدالله بن جحش وما نزل فيها من الآيات: (وَالْمَقْصُودُ أَنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ حَكَمَ بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَأَعْدَائِهِ بِالْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ وَلَمْ يُبْرِئْ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ ارْتِكَابِ الْإِثْمِ بِالْقِتَالِ فِي الشّهْرِ الْحَرَامِ بَلْ أَخْبَرَ أَنّهُ كَبِيرٌ و أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مِنْ مُجَرّدِ الْقِتَالِ فِي الشّهْرِ الْحَرَامِ، فَهُمْ أَحَقّ بِالذّمّ وَالْعَيْبِ وَالْعُقُوبَةِ لَا سِيّمَا وَأَوْلِيَاؤُهُ كَانُوا مُتَأَوّلِينَ فِي قِتَالِهِمْ ذَلِكَ أَوْ مُقَصّرِينَ نَوْعَ تَقْصِيرٍ يَغْفِرُهُ اللّهُ لَهُمْ فِي جَنْبِ مَا فَعَلُوهُ مِنْ التّوْحِيدِ وَالطّاعَاتِ وَالْهِجْرَةِ مَعَ رَسُولِهِ وَإِيثَارِ مَا عِنْدَ اللّهِ فَهُمْ كَمَا قِيلَ:
وَإِذَا الْحَبِيبُ أَتَى بِذَنْبٍ وَاحِدٍ ... جَاءَتْ مَحَاسِنُهُ بِأَلْفِ شَفِيعٍ
فَكَيْفَ يُقَاسُ بِبَغِيضٍ عَدُوّ جَاءَ بِكُلّ قَبِيحٍ وَلَمْ يَأْتِ بِشَفِيعٍ وَاحِدٍ مِنْ الْمَحَاسِنِ). زاد المعاد، 3/ 170.
ثانيا: ومن المواقف المهمة المستوحاة من الآية الكريمة في الحديث عن أخطاء المجاهدين: الحذر الشديد من توظيف الكفرة والمنافقين الكلام عن أخطاء المجاهدين في الشماتة بهم وبالمسلمين وبالتنفير من الجهاد وأهله.
ولقطع الطريق أمام الكفرة والمنافقين من توظيف الحديث في صالحهم والتنفير من المجاهدين؛ نرى في الآية الكريمة أن الله تعالى عندما ذكر أن القتال في الشهر الحرام كبيرة، أتبعه في الآية نفسها بالتشنيع على الكفار وما يقومون به من العدوان والصد عن سبيل الله تعالى مما هو في جرمه وشناعته أكبر وأشد من خطأ المجاهدين، ويوضح الله عز وجل ذلك في قوله: (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).
أي أن ما يقوم به الكفار من صد عن سبيل الله وكفر به بالله وإخراج المسلمين من المسجد الحرام والشرك بالله (أكبر عند الله من القتل).
وبهذا يُقطَع الطريق على الكفرة والمنافقين من أن تتم فرحتهم بأخطاء المجاهدين؛ بأن تذكر فضائح الكفار وعدوانهم وصدهم عن سبيل الله عز وجل، وعندئذ لا يستطيعون استغلال الحديث في صالحهم ضد المسلمين.
فيا ليت إخواننا الدعاة الذين يتحدثون اليوم عن أخطاء المجاهدين ينهجون هذا المنهج الرباني، فيقرنون حديثهم ونقدهم لأخطاء المجاهدين بذكر ما هو أكبر وأشنع مما يقوم به اليوم الكفرة الغزاة وأولياؤهم والمنافقون من قتل وتشريد وسجن وتجويع وحصار خانق على المسلمين وصد عن سبيل الله عز وجل، وقبل ذلك كفرهم بالله ومحادّتهم للإسلام وأهله في بلاد العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين والصومال.
هذا هو المنهج القرآني المستوحى من آية البقرة الآنفة الذكر.
أما أن يفرد المجاهدون بالنقد ويترك الكفرة المعتدون والمنافقون الخائنون لا تذكر فضائحهم، ولا يذكر عدوانهم وإرهابهم وصدهم عن سبيل الله فهو من جانب: منهج جائر ينظر بعين واحدة، ومن جانب آخر: يسهل الطريق على الكفرة الغزاة والمنافقين ومن معهم في الشماتة بالمجاهدين ويوظف ذلك في مصالحهم وأهدافهم.
أسأل الله عز وجل أن ينصر المجاهدين في كل مكان، وأن يجنبهم شرور أنفسهم وسيئات أعمالهم، وأن يؤلف بين قلوبهم، ويكبت عدوهم من الكفرة والمنافقين، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 01:46]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[مكاوي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 05:43]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 03:21]ـ
أحسنتَ في النقل، وأحسن الشيخ عبدالعزيز الجليل في الكتابة،
كتب الله أجرك.
ـ[الرامي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 06:24]ـ
مشكووور وجزاك الله كل خير(/)
هل ثبتت هذه القراءة " وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن "؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 05:42]ـ
ذهب جمهور السلف أنه تحرم أم الزوجة بمجرد العقد , وذهب فريق من أهل العلم أن أم الزوجة لا تحرم إلا بالدخول والخلاف في عود القيد " اللاتي دخلتم بهن " على الربائب فقط أم يدخل معها أمهات النساء؟؟
لكن رجح الصنعاني في حاشية ضوء النهار 2/ 696 أن أم الزوجة لا تحرم إلا بالدخول واعتمد على قراءة أحادية عن علي وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وزيد بن ثابت وفيها " وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن "
وأنا لم أعثر على هذه القراءة حتى لم أجدها في تفسير الطبري , فهل يمكن المساعدة على توثيق هذه القراءة الأحادية أم ليس لها أصل أم ماذا؟؟
وهل يصح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في هذا الباب إذ رواه عن عمرو بن شعيب ابن لهيعة والمثنى بن الصباح وحديث عمرو بن شعيب نص في كون أم الزوجة تحرم بمجرد العقد , لكن الصنعاني رجح القراءة الأحادية على حديث عمرو بن شعيب وضعفه
وقد مال الشوكاني في السيل الجرار للقول بالتقييد إن صحت سند هذه القراءة كما في السيل الجرار 2/ 250 , 251 وإن لم تصح سند هذه القراءة فالقول قول الجمهور
وعلى هذا فمدار الأمر على شيئين:
1 - هل صح سند هذه القراءة الأحادية؟؟
2 - هل يصح حديث عمرو بن شعيب بمجموع طرقيه أم لا وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء 1879
وإن لم يصح لا سند القراءة ولا سند الحديث فما الراجح؟؟
لا حظ أن الشوكاني في أول كلامه في وبل الغمام 2/ 4 قدم أن جهة التحريم بالنسبة لأم الزوجة وبالنسبة للربيبة واحدة وهي الزوجة فينبغي أن يكون أي قيد في أحدهما قيد في الآخر
وقد ذكر الشوكاني في وبل الغمام 2/ 5 أن هذه القراءة حكاها الزمخشري في الكشاف لكن لم يتبين له صحة سندها
وجزاكم الله خيرا
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 09:03]ـ
للمشاركة والمدارسة
بارك الله فيكم
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 10:02]ـ
واعتمد على قراءة أحادية عن علي وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وزيد بن ثابت وفيها " وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن "
بالنسبة لرواية قراءة ابن عباس، فقد ذكرها الثعلبي في تفسيره بدون سند، ولعل مَن بعده نقل منه.
والذي يظهر أنه قد رُويت عن ابن عباس هذه القراءة فعلاً، ولكن أنكرها عطاء.
تفسير الطبري ج4/ص322
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثنى حجاج عن بن جريج قال لعطاء: الرجل ينكح المرأة لم يرها ولا يجامعها حتى يطلقها أيحل له أمها؟ قال: لا هي مرسلة.
قلت لعطاء: أكان بن عباس يقرأ (وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن)؟ قال: لا. تبرأ
قال حجاج: قلت لابن جريج: ما تبرأ؟ قال: كأنه قال: لا لا.
والظاهر أخي مجدي أنه لم يتبرأ إلا لأنه متأكد أنه سمع الآية من ابن عباس بغير هذه الجملة.
وإلا لأجاب بـ: لا أدري.
ولو أحببت التعمق زيادة أخي مجدي، لوجدتَ أنّ السائل لعطاء عن القراءة هو ابن جريج وهو يأخذ عن مجروحين أحياناً
فلعله نقل هذه القراءة عن ابن عباس من مجروح.
أما بقية الصحابة الذين ذكرتَهم، فلعل من نسب إليهم القراءة قد وَهِم.
لأنّ المنقول عنهم: أقوال في المسألة، لا قراءة.
تفسير الثعلبي ج3/ص283
وهو قول علي وزيد وجابر وابن عمر وابن الزبير قالوا نكاح أمهات النساء اللواتي لم يدخل بهن حلال
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 11:06]ـ
بارك الله فيك أخي حمد
كلام طيب وتأويل مستساغ خصوصا أنه لم نعثر على سند لهذه القراءة وهو مضمون كلام الشوكاني في ميله لتضعيف هذه القراءة لأن مصدرها بالنسبة له هو كلام الزمخشري في الكشاف
بقي لو قلنا بعدم وجود هذه القراءة الأحادية أصلا ومع تضعيف حديث عمرو بن شعيب , ما الراجح الإطلاق أم النقييد؟؟
أرجو أن نهتم بما ذكره الشوكاني في وبل الغمام 2/ 4: أن جهة التحريم بالنسبة لأم الزوجة وبالنسبة للربيبة واحدة وهي الزوجة فينبغي أن يكون أي قيد في أحدهما قيد في الآخر
نرجو المشاركة والمدارسة
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 03:56]ـ
لا قياس مع النص أخي مجدي
والنص القرآني مطلق.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 04:53]ـ
أخي الفاضل حمد أنا لم أقيس!!
بل أصل المسئلة من الناحية الأصولية هل يعود القيد على أقرب مذكور فقط أم على سائر المذكورات المعطوفة قبله أيضا؟؟
وهذه مسئلة أصولية خلافية
فلا يقال النص القرآني مطلق لأن هذا محل النزاع هل هو مطلق أم مقيد؟؟
على أني لم أرجح شيئا بل أناقش المسئلة ثم أن كلام الشوكاني وهو: أن جهة التحريم بالنسبة لأم الزوجة وبالنسبة للربيبة واحدة وهي الزوجة فينبغي أن يكون أي قيد في أحدهما قيد في الآخر كلام يؤخذ في الاعتبار لترجيح هل النص القرآني مطلق أم مقيد؟؟
بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 11:23]ـ
وجدت توجيها ممتازا لأبي الحسين البصري في المعتمد 1/ 271 على أنه يعود الضمير على الربائب فقط وليس أمهات نسائنا وهو أن القيد الذي ينبغي أن يلحق به الموصوف ليس هو قوله تعالى " اللاتي دخلتم بهن " بل من أول قوله تعالى " اللاتي في حجوركم ..... " وذكر النساء فيها من تمام النعت للربائب ويستحيل أن يكون المراد وأمهات نسائكم اللاتي في حجوركم ... لأن هذا لا معنى له البتة.
وقريب من هذا الكلام كلام ابن حزم في المحلى 9/ 529 والرازي في تفسيره وهو أن الربيبة المحرمة قيدت بقيدين:
1 - اللاتي في حجوركم
2 - من نسائكم اللاتي دخلتم بهن
فعل هذا القيد الثاني يبدأ من قوله تعالى " من نسائكم اللاتي دخلتم بهن " ولا يبدأ من قوله تعالى " اللاتي دخلتم بهن " وعليه يستحيل أيضا أن يكون المراد وأمهات نسائكم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن لأن هذا لا معنى له البتة.
وهذان تأويلان لتأييد مذهب الجمهور واستحالة عود القيد هنا لقرينة خاصة في الأسلوب والسياق لجميع المذكورات السابقة بل يعود هنا فقط لأقرب مذكور ألا وهو الربيبة فقط دون أم الزوجة(/)
اريد ختم القران
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 07:18]ـ
السلام عليكم مشايخي الافاظل جزاكم الله خيرا اريد ختم القران وانا الان في مرحلة صعبة وهي عندما بدات الحفظ بدات من سورة البقرة فاختمتها ثم ال عمران ثم النساء وتوقفت لاني احفظ لوحدي بدون شيخ او قرين والان صعب علي وانا مختلط هل اكمل القران بدون ما اراجع حتى اختمه ام ارجع وابدء من سورة البقرة واظبط كل ما احفظ وهل اشتغل بالقران فقط بدون ما اقرء اي كتاب او متن حتى اختم افدونا جزاكم الله خيرا
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 07:48]ـ
وفقك الله
الأفضل والأسهل حفظ القرآن من البقرة وبعد حفظ كل جزء تبدأ بمراجعته، مع حفظ الجزء الذي يليه، لكن لا تضغط على نفسك، يعني على الأقل تحفظ في اليوم ربع حزب.
والمحفوظ تقرؤه في قيام الليل وهذا أدعى لتثبيته.
وإن يكن لديك همة أكبر فلتقرأ تفسير الآيات المحفوظة.
وفي وقت فراغك، أو إذا كنت في السيارة تستمع للآيات المراد حفظها في ذلك اليوم أو الآيات المحفوظة من قبل.
وقبل كل شيء سل الله من فضله. (الدعاء) وإخلاص النية لله عز وجل.
وفقنا الله وإياك.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 09:42]ـ
السلام عليكم مشايخي الافاظل جزاكم الله خيرا اريد ختم القران وانا الان في مرحلة صعبة وهي عندما بدات الحفظ بدات من سورة البقرة فاختمتها ثم ال عمران ثم النساء وتوقفت لاني احفظ لوحدي بدون شيخ او قرين والان صعب علي وانا مختلط هل اكمل القران بدون ما اراجع حتى اختمه ام ارجع وابدء من سورة البقرة واظبط كل ما احفظ وهل اشتغل بالقران فقط بدون ما اقرء اي كتاب او متن حتى اختم افدونا جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سبق أن طرحت أنت موضوعًا هنا في المجلس الشرعي، وطلبت منك أن تراسلني
والجواب على أسئلتك تجده مبثوثًا في دورة (في رحاب القرآن الكريم)
وهذا رابطها:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7512
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 10:58]ـ
رابط آخر يضاف لما سبق يحتوي على محاضرات دورة في رحاب القرآن
http://www.factway.net/vb/showthread.php?p=21599#post215 99
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 11:21]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
فائدة: ليس في القرآن آية هي الأولى في المصحف وهي ناسخة لآية بعدها إلاّ في موضعين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 07:38]ـ
قال الإمام الشنقيطي – رحمه الله تعالى – في " دفع إيهام الاضطراب " في سورة البقرة:
[قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} , هذه الآية يظهر تعارضها مع قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} والجواب ظاهر وهو: أن الأولى ناسخة لهذه, وإن كانت قبلها في المصحف؛ لأنها متأخرة عنها في النزول, وليس في القرآن آية هي الأولى في المصحف وهي ناسخة لآية بعدها إلاّ في موضعين؛ أحدهما: هذا الموضع, الثاني: آية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} هي الأولى في المصحف, وهي ناسخة لقوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} الآية؛ لأنها تقدمت في المصحف فهي متأخرة في النزول, وهذا على القول بالنسخ، ويأتي إن شاء الله تحرير المقام في سورة الأحزاب].
وقال في " سورة الأحزاب ":
[قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَك} الآية. يظهر تعارضه مع قوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} الآية. والجواب أن قوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ} منسوخ بقوله: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَك} وقد قدمنا في سورة البقرة أنه أحد الموضعين اللّذين في المصحف ناسخهما قبل منسوخهما لتقدمه في ترتيب المصحف مع تأخره في النزول على القول بذلك].
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 09:51]ـ
جزاك الله خيرا
قال الناظم:
وناسخ من بعد منسوخ أتى ................. ترتيبه إلا الذي قد ثبتا
من آية العدة لا يحل ................. لك النساء صح فيه النقلُ(/)
استفسارات عن قوله تعالى " كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده "
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 11:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الآية اختلف فيها أهل العلم هل المراد بالحق هنا الزكاة أم الحق هنا غير الزكاة وإذا كان الحق هنا الزكاة هل هو منسوخ أم لا؟؟ وإذا كان الحق هنا غير الزكاة هل هو على الندب ام على الوجوب؟؟
وهناك بعض الأسئلة أرجو مساعدتي في إجابتها حتى نستطيع تحديد ما هو المراد من الآية وما معنى الحق المطلوب إيتاؤه
1 - هل الضمير في قوله " ثمره " يعود على الرمان فقط الذي هو أقرب مذكور أم يعود على الزيتون والرمان فقط أم يعود على جميع المذكورات السابقة؟؟ ولاحظ ان هذا الضمير قد تكرر في قوله " وآتوا حقه يوم حصاده " فالضمير هو نفسه في ثمره وفي حقه وفي حصاده مع ملاحظة ان سياق الآية للامتنان بنعم الله علينا وهذا يشمل جميع المزروعات والثمار
2 - هل يقال لنتاج الزرع ثمر أيضا كما يقال لنتاج الأشجار ثمر أي هل الثمر يطلق على الزرع أيضا كما يطلق على ثمار النخيل والأشجار مع ملاحظة تفريق أهل العلم في قولهم " باب المزارعة والمغارسة " فهل يصح أن يقال ثمر القمح وثمر الأرز كما يقال ثمر الرمان والنخل وثمر الفواكه؟؟ مع اعتبار الملاحظة السابقة ان سياق الآية للامتنان بنعم الله علينا وهذا يشمل جميع المزروعات والثمار
3 - ما المراد بحصاده هل الجمع واللم فيطلق على جميع الزرع والثمار , أم المراد ما يندرس فقط كالقمح مثلا؟؟
4 - اعترض بعض أهل العلم على أن المراد بهذه الأية الزكاة بأن الزكاة تجب في الزرع بعد الحصد والدرس والكيل وفي الثمار بعد الحصد واليبس والكيل فهل يتصور ان يكون المراد أن تعطيه من القمح شيئا في سنبله قبل الدرس وهل يتصور أن ينتفع الفقير بذلك قبل الدرس؟؟
هذه أسئلة لم أجد لها إجابة شافية , أرجو مساعدتي في إجابتها
بارك الله فيكم(/)
عرض رسالة دكتوراه: " تفسير القرآن بالقرآن " للأستاذ الدكتور محمد قجوي.
ـ[أحمدبزوي الضاوي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير علمي عن موضوع:
تفسير القرآن بالقرآن دراسة تاريخية ونظرية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.وبعد.
هذا تقرير علمي نشرح فيه هذا الموضوع الهام، وننبه على قيمته العلمية، وعلى الأسباب الداعية إلى العناية به، ونَصِف ما أنجز منه في هذه الأطروحة، وما توصلنا إليه من نتائج علمية هامة ومفيدة.
أولا: شرح الموضوع
التفسير في اللغة: الإيضاح والتبيين، ومنه قوله تعالى: ? وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) ?، أي أفصح بيانا وتفصيلا.
أما في الاصطلاح: فقد تعددت عبارات العلماء في تعريفه، إلا أنها في جوهرها لا تخرج عن المعنى الذي ذهب إليه الزركشي بقوله:‘‘ علم يُعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه.‘‘
وتقييد ‘‘ التفسير ‘‘ بعبارة ‘‘ بالقرآن ‘‘ نقصد به التفسير الذي يكون استمداده محصوراً في كتاب الله تعالى وحده، وبذلك تُستثنى بقية المصادر الأخرى، لأنها غير مقصودة بهذه الدراسة، إلا أن تكون هي الأخرى مستدِلة بالقرآن، فالأصل المعتمَد حينئذ هو الأصل الأول القرآن الكريم.
وأما القصد من الدراستين التاريخية والنظرية:
ـ فالمراد من الأولى: تتبع تطور هذا الفن من النشأة إلى يومنا هذا.
ـ والمراد من الثانية: تصنيف مباحث هذا الفن، وبيان ما فيها من وجوه تفسير القرآن بالقرآن، مع بيان منزلة هذه الوجوه وقيمتها في التفسير.
وأما وجه تقديم الدراسة التاريخية على الدراسة النظرية، فلأن موضوع الدراسة الثانية هو حصيلة ما وصل إليه تفسير القرآن بالقرآن من تطور ونضج، بعد تقلبه في مراحل مختلفة، عرف فيها النشأة والتطور المتدرج. فكان لزاما أن تستفيد هذه الدراسة النظرية من كل هذه التجارب التاريخية، وتسجل ما وجد فيها من وجوه تفسير القرآن بالقرآن ..
ثانيا: أهمية البحث في هذا الموضوع
يعتبر هذا الموضوع غاية في الأهمية في الدراسات القرآنية واللغوية أيضاً، نظراً للمباحث الهامة المتعلقة به، ويكفي لبيان أهمية العناية به والبحث فيه أن ننبه على العناصر التالية:
1 ـ قيمة هذا النوع من التفسير
فقد أجمع السلف والخلف على أن أصح طرق التفسير وأجلها تفسير القرآن بالقرآن، فيه البيان الصادق لكثير من مفرداته وتراكيبه، وأحكامه وقصصه، ولا يصح تفسير يتجاوزه أو يخالفه، إذ لا أحد أعلم من الله تعالى بمراده من كلامه، لقوله تعالى:? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ?، وقوله أيضا: ? فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) ?.
2 ـ انعدام تصنيف نظري مستقل جامع لمباحث هذا الفن وقواعده
لقد بذل المصنفون القدماء جهوداً عظيمة في خدمة تفسير القرآن بالقرآن، يتجلى ذلك في وفرة
مادته وتنوع مباحثه ووجوهه في مصنفاتهم، ولكن نلاحظ على هذه الجهود العظيمة انعدام تصنيف مستقل بهذا الفن، جامع لوجوه بيانه، مرتبة حسب مباحثها، مصحوبة بشرح لما فيها العمليات التفسيرية، إلى غير ذلك مما يحتاجه الموضوع. فلم يشتهر بين مصنفاتهم الكثيرة في مجال التفسير على تعددها، وتنوع مطالبها، ومناهجها، مصنف بالشكل الذي ذكرناه. وحسب جهودي المتواضعة في تتبع هذا الفن وتطوره، لم أقف على شيء ينسب إليهم مما ذكرت. ولهذا أقول: لقد اعتنى القدماء بتفسير القرآن بالقرآن، وألفوا في مباحثه المتنوعة، ولكن لم يثبت أن أفردوه بتصنيف مستقل جامع، اللهم إلا ما كان من التفاسير العامة المصنفة حسب ترتيب المصحف، فقد استوعبت نصيبا هاما من مباحثه ووجوهه، ولكنها لم تكن خاصة به، حاملة لاسمه، وإنما كانت عامة جامعة له ولغيره من العلوم والفنون، فصعب الاهتداء إليه بين تلك الأمواج المتلاطمة مما ذكرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما جهود المحدَثين في هذا الباب، فلا يختلف حالها كثيراً عما قيل في تقويم جهود السابقين؛ فقد شاركوا بدورهم في تناول جوانب متنوعة من هذا الفن، بما ألفوه من كتب ومباحث متنوعة، ولكن لا أعلم في حدود جهودي المتواضعة بوجود مصنف مستقل بالصورة التي أشرت إليها سابقاً، على كثرة المصنفات التي سماها أصحابها بهذا الاسم الخاص ‘‘ تفسير القرآن بالقرآن ‘‘، أو ما يشبه ذلك.
وهي تفاسير غلب عليها هذا اللون من التفسير، كما تدل على ذلك عناوينها، ومادة بعضها أيضا. وهي:
ـ إما تفاسير في حاجة إلى فهارس تكشف عن مواضع هذا الفن المنثور بين طياتها، المغمور بين ما تحمله من علوم متنوعة ومسائل متشعبة، كأضواء البيان لمحمد الأمين الشنقيطي رحمه الله.
ـ وإما تفاسير أدبية بسيطة، تسجل تجارب أصحابها في تذوق نصوص القرآن، بعيدة عن الأسلوب العلمي المعروف في تفسير القرآن بالقرآن، كالتفسير القرآني للقرآن، لعبد الكريم محمود الخطيب.
ـ وإما تفاسير منحرفة مضلِّلة، توحي عناوينها بالتخصص والتعمق في هذا الفن، ولكنها بعيدة كل البعد عن هدي القرآن والسنة، ناتجة عن جهل مكين أو عداء دفين، كالهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن، للشيخ أبي زيد محمد، وقد أدرجه محمد حسين الذهبي ضمن ‘‘ اللون الإلحادي للتفسير في عصرنا الحاضر‘‘، والبيان بالقرآن، لمصطفى كمال المهدوي.
3 ـ تفرق عناصر هذا الفن في مصنفات ومباحث متنوعة لا تحمل عنوانه
إن ما يلاحظه المتتبع لهذا اللون من التفسير في مصنفات القدماء والمحدثين أن عناصره ومباحثه تفرقت وانتثرت في مصنفات ومباحث لا تحمل عنوان تفسير القرآن بالقرآن، بل واختلطت في أغلب هذه المصنفات بغيرها من المواد والعلوم. بحيث يجد المهتم بهذا اللون من التفسير ومباحثه وقواعده، مشقة كبيرة؛ أولاً: في الاهتداء إلى مظانه، وثانياً: في الظفر بما يريده من هذه المظان. وهكذا نجد تفسير القرآن بالقرآن قد تفرق في ما ألفوه من كتب الوجوه والنظائر، وكتب مبهمات القرآن، وكتب تأويل المشكل والمتشابه، وكتب توجيه الآيات المتشابهة، أي المتماثلة، وكتب علم المناسبة، وكتب توجيه القراءات، وكتب الناسخ والمنسوخ، وكتب التفسير الموضوعي، والتفاسير المصنفة حسب ترتيب المصحف.
ومن يطلع على كتب علوم القرآن يلاحظ أن أصحابها لم يزيدوا على هذا سوى أن جمعوا هذه العلوم المفردة بالتصنيف في أبواب خاصة، تحدثوا عنها باختصار، فنجد مثلا: بابا في علم الوجوه والنظائر، وبابا في علم المناسبة، وهكذا في بقية العلوم .. ولكن دون بيان محل هذه المباحث من هذا النوع من التفسير، أو ما يمكن أن يستفيده المفسِّر منها في تفسير القرآن بالقرآن.
وما ورد في كتب علوم القرآن وقواعد التفسير من الإشارة إلى قيمة هذا اللون من التفسير، وبيان وجوهه، لا يعدو أن يكون حديثا عابرا غير واف بالموضوع، أو حديثا عن جزئية من جزئياته،
ولكن بدون ربط ينتظم الفروع تحت أصولها في بناء علمي واضح.!
4 ـ الشعور بحاجة الموضوع إلى دراسة عميقة
من كل ما تقدم يأتي الشعور بالحاجة إلى ثلاث دراسات عميقة في هذا الباب:
أولاهن: دراسة تاريخية لنشأة هذا النوع من التفسير وتطوره، تهدف إلى تحقيق أمرين:
1 ـ تتبع هذا الفن من عهد النشأة إلى يومنا هذا، مع بيان وجوه العناية التي حظي بها.
2 ـ الوقوف على أهم المصنفات التي عنيت به، مع بيان الجوانب التي طرقتها منه.
ثانيتهن: دراسة نظرية، تهدف إلى تحقيق أمرين آخرين:
1 ـ جمع جميع وجوه تفسير القرآن بالقرآن ـ قدر الإمكان ـ، وتصنفيها تصنيفا علميا دقيقا، حسب المباحث التي تنتمي إليها.
2 ـ دراسة هذه الوجوه دراسة نظرية، ترمي إلى شرحها، وبيان قيمتها في تحقيق معاني النص القرآني، مع ذكر ما يكفي من الأمثلة الموضحة لكل وجه على حدة.
ثالثتهن: دراسة تصنيفية، تهدف إلى تحقيق أمرين آخرين:
1 ـ جمع جميع النصوص التي فيها تفسير القرآن بالقرآن من أهم مظان هذا العلم.
2 ـ تصنيفها حسب ترتيب المصحف.
فالدراسة الأولى دراسة تاريخية، تمكن المهتمين من معرفة تطور العناية بهذا الفن، عبر مراحله المختلفة، والوقوف على أهم المصنفات التي عنيت به، والجوانب التي طرقتها منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدراسة الثانية دراسة نظرية، تيسر للراغبين في هذا العلم الوقوف على جميع وجوهه ـ قدر الإمكان ـ مصنفة في مؤلَّف واحد جامع، مصحوبة بأمثلة موضِّحة، مع بيان قيمة كل مبحث من هذه المباحث التي تنتظم هذه الوجوه المتنوعة من تفسير القرآن بالقرآن.
والدراسة الثالثة دراسة تطبيقية، تضع أيدي الباحثين على مصنف مستقل بتفسير القرآن بالقرآن، ليس فيه شيء آخر غير هذا الفن. وليس القصد من هذا العمل الاستغناء بهذا النوع من التفسير عن سواه! وإنما المراد به توفير أدلة هذا النوع من التفسير، وجمع مادته، لتيسير الاطلاع عليها عند الحاجة.
ولما كانت هذه الدراسات الثلاث على هذا القدر من السعة، بحيث يصعب الجمع بينها في أطروحة واحدة، بل تحتاج إلى جهود متوالية متضافرة، كل منها تبني وتشيد على ما تقدمها، حتى يكتمل صرح هذا المشروع ويتضح، فقد ارتأيت أن يكون عملي هذا بداية هذا المشروع العلمي الهام وأساسه الأول؛ يلفت الانتباه إليه، وينبه على قيمته العلمية، وينقِّب عن تاريخه، ويعرِّف بمظانه وما
طرقته من جوانبه، ويشرع في الدراسة النظرية لما تيسَّر من مباحثه، وبهذا أكون قد استوفيت الدراستين الأولى ومعظم الثانية على سعتهما أيضا، آملا أن ييسر لي الله تعالى القيام بما تبقى، لتتحقق السعادة باكتمال هذا المشروع.
ثالثا: محتوى البحث
بناء على ما تقدم، يتألف موضوع هذه الدراسة من قسمين رئيسين متضافرين، أفردت كل واحد منهما بباب كامل حتى أوفيهما حقهما من البحث والدراسة، وصدّرتهما بمقدمة: تمهد لهما ببيان خطورة هذا الموضوع، وما يستحقه من العناية والاهتمام، مع شرح لمحتوى هذه الدراسة.
الباب الأول: يعنى بالجانب التاريخي لتفسير القرآن بالقرآن، وبيان وجوه العناية التي حظي بها، ابتداء بتوجيهات القرآن والسنة بهذا الخصوص، وانتهاء ببيان جوانبه التي طرقها كل من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المصنفين.
ولما كان هذا العرض التاريخي يستغرق رقعة واسعة من تاريخ هذا الفن، يحسن تقسيمها، فقد رأيت أن أقسمها إلى ثلاث مراحل بارزة، جعلت كل واحدة منها موضوع فصل مستقل.
الفصل الأول: تناولت فيه عناية القرآن والسنة بتفسير القرآن بالقرآن، وأوضحت فيه أن العناية بهذا الفن كانت متقدمة جدا في تاريخ التفسير، يتجلى ذلك بوضوح في توجيهات هذين المصدرين الهامين، ووصايتهما به عموم المسلمين وخصوصهم.
الفصل الثاني: أوضحت فيه عناية الصحابة والتابعين بتفسير القرآن بالقرآن، وقد كان مناسبة هامة لبيان أن توجيهات القرآن والسنة بخصوص هذا الفن قد أينعت وأثمرت في جهود الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، يتجلى ذلك فيما عرضناه من تفسيراتهم التي تضمنت وجوها متنوعة من تفسير القرآن بالقرآن، كانوا سباقين إليها، وكانت رواياتهم في هذا الباب المصدر الأساس لمن جاء بعدهم من المصنفين، فأفردوا بعض هذه المباحث بالتصنيف المستقل، أو جمعوا بينها في تفاسيرهم الجامعة.
الفصل الثالث: جعلته لبيان عناية المصنفين بتفسير القرآن بالقرآن، وقد كان مناسبة لوقفة متأنية مع هذا الفن في مصنفاتهم المتنوعة، كان القصد منها التنبيه على جملة من المسائل الهامة بخصوص هذا الفن، منها:
1 ـ التنبيه على تنوع وجوه العناية به.
2 ـ الدلالة على مظانه المعتمدة، التي يرجع إليها عند الحاجة.
3 ـ بيان ما يوجد في كل من هذه المظان من مباحثه.
أما الباب الثاني: فيعنى بالجانب النظري لتفسير القرآن بالقرآن، وقد اقتضت طبيعة موضوعه وجهين من العمل:
الوجه الأول: جمع ما كان مفرقا أو مغمورا من وجوه تفسير القرآن بالقرآن من أهم مظان هذا العلم، وتصنيفها في مباحث تتناسب مع طبيعتها ودورها في بيان النص القرآني.
الوجه الثاني: دراسة هذه الوجوه في إطار هذه المباحث التي تنتمي إليها دراسة ضافية، تكشف عن وظيفتها داخل هذه المباحث، وعن دور هذه المباحث بصفة عامة في بيان النص القرآني.
وقد خصصت كل مبحث من هذه المباحث بفصل كامل يستوفي جوانبه، فتم العمل على الشكل التالي:
ـ تمهيد: أثرت فيه جملة من المسائل الهامة المتعلقة بهذا اللون من التفسير، رأيت أن في بسطها ورفع ما يلتبس من إشكالات بعضها تمهيدا علميا لما يُستقبل من المباحث.
وهذه المسائل هي:
أولا: أهمية هذا اللون من التفسير وسعة أطرافه
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: مسألة الفروق، وصحة تفسير القرآن بالقرآن
ثالثا: مسألة الوضوح والخفاء في تفسير القرآن بالقرآن
رابعا: الاختلاف في تفسير القرآن بالقرآن، وأحسنية هذا النوع من التفسير
الفصل الأول: تناولت فيه بيان معاني المفردات، وقسمته إلى مبحثين:
جعلت أولهما: لبيان معاني المفردات التي تحتمل معنى واحدا
وجعلت ثانيهما: لبيان معاني المفردات التي تحتمل أكثر من معنى
وهو على مستويين:
أولا: بيان المعنى بدون ترجيح
ثانيا: بيان المعنى مع الترجيح
الفصل الثاني: تناولت فيه بيان معاني التركيب، وقسمته إلى أربعة مباحث:
بسطت في أولها: جملة من المسائل الهامة المتعلقة بإعراب القرآن وتعدد معاني التركيب.
وهذه المسائل هي:
أولا: منع ما لا يناسب عرف القرآن من وجوه الإعراب
ثانيا: تجنب الأعاريب المحمولة على اللغات الشاذة، لأن القرآن فصيح
ثالثا: تجنب الأعاريب التي هي خلاف ظاهر القرآن
رابعا: تجنب لفظ الزائد في القرآن، لأن القرآن لا حشو فيه
وفصلت في ثانيها: جملة من وجوه بيان أسرار الخطاب القرآني؛ من إرادة العموم أو الخصوص، والفرد أو الجماعة، وعين المخاطب أو غيره، والإطلاق أو التقييد، ونحو ذلك ..
وتناولت في ثالثها: بيان أسرار النظم بالتناسب، وقفت فيه على جانبين هامين:
أولا: تفسير التركيب بالتناسب الصوتي للفواصل
ثانيا: تفسير ما سبق من الكلام بالتناسب المعنوي للفواصل
ودرست في رابعها: بيان مرجع الضمير، وهو على مستويين:
أولا: بيان ما كان تفسيره واضحا
ثانيا: بيان ما كان تفسيره محتملا
الفصل الثالث: جعلته لبيان موضوعات القرآن، وهو على ثلاثة مستويات، أفردت كل واحد منها بمبحث خاص:
فكان المبحث الأول: لبيان الموضوع في القرآن كله
والثاني: لبيان الموضوع في مجموعة من السور
والثالث: لبيان الموضوع في السورة الواحدة
أوضحت في كل منها ما يلي:
أولا: فائدة بيان الموضوع على ذلك المستوى
ثانيا: وجوه تفسير القرآن بالقرآن الموجودة فيه
ـ خاتمة: وأخيرا ذيلت هذا البحث بخاتمة جعلتها محلا لتدوين ما توصلت إليه من نتائج وملاحظات، خلال هذه التجربة في معاشرة الموضوع.
وفيما يلي ذكر بعضها:
لقد حاولت قدر المستطاع أن أعرف بهذا اللون الهام من التفسير، وأن أنبه على قيمته العلمية، وأن أبحث عنه في مظانه الأصيلة؛ كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تفسير السلف الصالح من الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم، ثم ما جاء بعد ذلك من مصنفات متنوعة في علوم القرآن والتفسير.
كما اجتهدت في بيان حجيته، وتوجيه ما التبس بخصوصها من إشكالات وتساؤلات. وسعيت في جمع شتاته، وتصنيف مباحثه، وبيان أهمية كل مبحث في بابه، وبسط الحديث في وجوهه، مع إيراد ما يكفي من نفائس أمثلة كل وجه من وجوهه.
فجاء الباب الأول من هذا البحث في تاريخ هذا الفن، وبيان ما حظي به من وجوه العناية، وكان القصد منه تحقيق الأغراض التالية:
1 ـ بيان ما جاء في الكتاب والسنة بخصوصه من توجيهات هامة.
2 ـ بيان عناية الصحابة والتابعين به، وما طرقوه من مباحثه.
3 ـ بيان عناية المصنفين به، وتقويم هذه العناية.
4 ـ التعريف بمظانه وما فيها من مباحثه.
وجاء الباب الثاني في تصنيف مباحثه، ودراسة وجوهه، وكان القصد منه تحقيق الأغراض التالية:
1 ـ الشروع في جمع ما أمكن من شتات هذا النوع من التفسير.
2 ـ تصنيف ما تمَّ جمعه في مباحث خاصة.
3 ـ التعريف بهذه المباحث وما فيها من وجوه تفسير القرآن بالقرآن، مع بيان قيمتها في تفسير كتاب الله تعالى.
4 ـ التمثيل بما يكفي من الأمثلة الموضحة لكل وجه من الوجوه المذكورة.
وأحسب أن هذا البحث ـ بتوفيق الله تعالى له الحمد والمنة ـ قد حقق هذه الأغراض أو معظمها، مع زيادة فضل يتمثل فيما حققه إلى جانب ذلك من نتائج أخرى، يمكن أن تعتبر جديدة في بابه، وفيما يلي ذكر بعضها:
1 ـ إثارة هذا المشروع العلمي الهام المتعلق بتفسير القرآن بالقرآن تاريخا ونظرا وتصنيفا، والتنبيه على قيمته العلمية، والتعريف بمراحل دراسته وتنفيذه.
2 ـ التأصيل لهذا النوع من التفسير بأدلة هامة جدا من الكتاب والسنة، بأسلوب لم أعثر على نظيره فيما وقفت عليه من مصادر هذا الفن.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ جمع وتصنيف عدد وافر من روايات الصحابة والتابعين في تفسير القرآن بالقرآن، لا توجد بهذا الحجم وهذا التنوع وهذا التصنيف في غير هذا البحث المتواضع.
4 ـ بيان أن كثيرا مما تفرق من علوم القرآن والتفسير وانفرد بالتصنيف المستقل، يوجد كثير من رواياته، أو على الأقل أصوله في تفسيرات الصحابة والتابعين، كعلم الوجوه والنظائر، وعلم كليات القرآن، وعلم مبهمات القرآن، وعلم توجيه القراءات، وعلم توجيه المتعارض، وعلم المناسبة، وعلم الناسخ والمنسوخ ..
5 ـ بيان أن تفسيرات الصحابة والتابعين تضمنت وجوها متنوعة من تفسير القرآن بالقرآن، كالاحتجاج بظواهر القرآن، وبدلالة السياق، وبالمعنى الغالب في القرآن، وبآيات أخرى، وبقراءات أخرى .. وأنهم طرقوا مباحث متنوعة؛ كبيان معاني المفردات، وبيان معاني التركيب، وبيان موضوعات القرآن، وغير ذلك مما أوضحه هذا البحث في مواضعه.
6 ـ إثارة مسائل هامة جدا تتعلق بتفسير القرآن بالقرآن، وبسط أطرافها، وتوجيه مشكلها بأسلوب لم أقف عليه فيما رجعت إليه من مظان هذا الفن. وهذه المسائل هي:
ـ أهمية هذا اللون من التفسير وسعة أطرافه.
ـ مسألة الفروق، وصحة تفسير القرآن بالقرآن.
ـ مسألة الوضوح والخفاء في تفسير القرآن بالقرآن.
ـ الاختلاف في تفسير القرآن بالقرآن، وأحسنية هذا النوع من التفسير.
7 ـ جمع عدد وافر ومتنوع من وجوه وتفسير القرآن بالقرآن، وتصنيفها في مباحث مناسبة، فانتظم بعضها في مباحث المفردات، وبعضها في مباحث التركيب، وبعضها الآخر في مباحث الموضوعات. ولا يوجد هذا النوع من التفسير بهذا الحجم وهذا التصنيف في غير هذا البحث المتواضع.
8 ـ الجدة في تناول هذه المباحث وهذه الوجوه من تفسير القرآن بالقرآن، وبسط ما يكفي من أمثلتها عند السلف والخلف.
وغير ذلك من الجزئيات والتفاصيل الهامة التي تجدها في ثنايا هذا البحث، ولا أزعم مع كل ذلك أنني قد بلغت منتهى الأمل في هذا الموضوع، ولا أنني قد وفيته كامل حقه، واستوعبت جميع وجوهه، بل هو لبنة أولى في هذا الصرح العظيم كما وعدت، وستعقبها لبنات وجهود أخرى إن شاء الله تعالى حتى يكتمل هذا المشروع ويستوي، وحسبي أنني أول الطارقين لهذا الباب، فإن أصبت فمن الله تعالى، وإن أخطأت فمن عجزي وقلة علمي، أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما جهلنا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تم تحريره في يوم الجمعة 19 شتنبر 2001 بالرباط
محمد قجوي
ـ ملحوظات:
1. هذا تقرير عن موضوع أطروحة جامعية، لنيل درجة دكتوراه الدولة، بشعبة الدراسات الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية - ظهر المهراز - فاس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله. بإشراف الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله تعالى، وقد نقوشت في 31 أكتوبر 2001.
2. منذ ذلك التاريخ استمر اشتغالي بهذا الموضوع الهام، وقد يسر الله تعالى لي إنجاز مجموعة من المباحث الهامة تتعلق ببيان أسرار الحذف بالقرآن.
3. وأنا الآن مشتغل بإضافتها للأطروحة لكي تطبع مجموعة إن شاء الله تعالى.
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 08:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير أخ أحمدبزوي الضاوي على هذا الشرح القيم
و أعانك الله
ـ[نسيم المساء]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 02:47]ـ
شكرا لجهودكم المتواصلة
ـ[الحسين الداودي المغربي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:53]ـ
جزاكم الله خيرا لدي بعض الأسئلة المشكلة وارجو ان اجد لديكم اجابات عنها جزاكم الله خيرا
ـــ لماذا لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله؟
ـــ ما علاقة التفسير بالمأثور بتجديد الفقه والتفسير العلمي للقرآن الكريم؟
ــ ماهي آثار التفسير بالمأثور على مسايرة الفكر الإسلامي للواقع؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 02:24]ـ
اخانا الضاوي -سلمك الله- هل هذه الرسالة العلمية للدكتور القجوي مرفوعة على الشبكة الرجاء الافادة؟(/)
إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:13]ـ
حوار مع القراء
علم القراءات عبر التاريخ الإسلامي في الميزان
لقد تأثر علم القراءات منذ نشأته بمنعطفين اثنين:
أولهما تمسك القراء بعد جيل التابعين بلهجات العرب الذين عاصروا نزول القرآن واحتج بهم النبي ? لربه أنهم لا يطيقون القراءة بلغة قريش وحدها، ولا يخفى أن جيل الصحابة فضلا عن التابعين لم يمض حتى لم يعد في الجزيرة قبيلة متقوقعة لا تعرف غير لهجتها إذ وقع الاختلاط ونفر الرجال إلى الجهاد خارج الجزيرة وتأثر العرب بالعجم مما يعني تأثر العرب بعضهم ببعض قبل ذلك.
وبانقراض جيل الصحابة لم يعد من قبائل العرب من لا يستطيع غير تخفيف الهمزة أو غير الإدغام الكبير أو غير قراءة نحو ? حيل ? و ? سيق ? و ? قيل ? بإشمام أوائلها الضم أو غير قراءة ذوات الياء بالإمالة إلخ ... ويعلم كل من درس كتب القراءات أن من القراء والمتعلمين العرب من لا يطيق التفرقة بين قسمي الإمالة ولا النطق ببين بين ولا الروم والإشمام منذ انقراض جيل التابعين إلى يومنا هذا.
قال القاضي أبو العلاء في غايته ومن لم يمل عنه يعني عن أبي عمرو " فعلى " على اختلاف حركة فائها وأواخر الآي في السور اليائيات وما يجاورها من الواويات فإنه يقرأ جميع ذلك بين الفتح والكسر وإلى الفتح أقرب قال ومن صعب عليه اللفظ بذلك عدل إلى التفخيم لأنه الأصل انتهى من النشر (2/ 54).
قلت: يعني بالتفخيم الفتح الخالص وهو صريح في ما يأتي تقريره من ضرورة قراءة القرآن باللسان العربي الفصيح الخالي من اللهجات.
وأما ثاني المنعطفين فقد بدأ مع نهاية القرن الثاني عقب قرّاء الأمصار إذ خلفتهم أجيال قال عنها ابن الجزري في النشر (1/ 9) فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية ومنهم المقصّر على وصف من هذه الأوصاف وكثر بينهم لذلك الاختلاف وقلّ الضبط واتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق اهـ بلفظه وخلص بعد ذلك ابن الجزري إلى أنه سبب تأصيل أصول وأركان القراءات التي هي صحة السند وموافقة وجه من النحو والرسم، واعتبار خلو القراءة من أحد هذه الأركان الثلاثة عند أئمة التدوين منذ القرن الثالث دليلا قويا لوصفها بالشذوذ أي عن أداء المصاحف العثمانية.
قلت: وإنما كانت هذه الأركان ميزانا وضعه المصنفون الأوائل الذين كانوا يجمعون ما وصل إليهم من القراءات ولقد كانت هذه الأركان لحفظ القراءات والروايات وضابطا لقبول انشطارها وتعدّدها إذ كانوا يكتفون بصحة السند إلى أحد المصنفين أو أئمة القراءات ولا يستطيع أحد رفع كل خلاف من قبيل اللهجات في القراءات إلى النبي ?.
أما القرءان فهو متواتر حرفا حرفا وفي كل كلمة منه وحتى في تفردات القراء والرواة مثل تفرد حفص في تحريك همزة ? دأبا ? يوسف 47 وفي تنوين ? من كل ? في هود 40 والفلاح 27 وتفرد ابن عامر الشامي في قراءته قوله ? وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ? الأنعام 137 ونحوه إذ أن جميع تفردات القراء والرواة في الفرش وفي ما ليس من قبيل اللهجات هي تفردات لهم من طرق طيبة النشر أو أقل منها إذ وافقهم كثير من معاصريهم وممن قبلهم في قراءتها كذلك من طرق أخرى.
وظن التراث الإسلامي وعلى رأسه القرّاء أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي لهجات العرب المأذون بقراءة القرآن بها للرعيل الأول الذي لا يستطيع العدول عن لسانه الذي تربى عليه وهو تصور يحتاج على نقاش ومراجعة كما سيأتي تقريره.
ولقد كان نسخ هذه الأركان الثلاثة إحدى نتائج تحقيقاتي منذ سنة 2000 م بل يلزم عوضها الأداء المتصل بشرطه وتحريره من القياس، ذلك أن القراءات ورواياتها منذ عصور التدوين في القرن الثالث الهجري إلى يومنا هذا ليست كل واحدة منها هكذا أنزلت من عند الله إذ ليست كل رواية منها قرأ بها النبي ? أو قرأ بها أحد من الصحابة وإذن فلماذا لم ينسبها جميعها المصنفون إليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القراءات التي بين أيدينا هي اختيارات لمن نسبت إليهم من بين سيل من الروايات تلقوها عن شيوخهم من تابعي التابعين أو التابعين عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين عن النبي ? ولتقريب ذلك إلى العوام فإن قراءة نافع هي اختياراته من بين ما تلقى من الروايات عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر القارئ وعبد الرحمن ابن هرمز وشيبة ابن النصاح ويزيد ابن رومان ومسلم ابن جندب وابن شهاب الزهري وصالح ابن خوات ويعني هذا أن نافعا قد اختار التسهيل من قراءته على أحد شيوخه واختار التقليل من قراءته على شيخ ثان والفتح على شيخ ثالث وهكذا في كل حرف من أحرف الخلاف اختار من بين مروياته اختياره وهكذا كل قارئ من السبعة والعشرة وغيرهم بل هكذا كل راو من رواة القراء أنفسهم بل هكذا المصنفون عن الطرق والرواة والقراء كانت لهم اختياراتهم للرواة والقراء وما علمنا في اختيارات القراء والرواة ما يخالف الرواية جملة لا تفصيلا والله أعلم وإن كان منها ما ينسب إليهم وفي تلك النسبة ضعف أو وهم أو وضع ولقد علمنا يقينا أن من اختيارات المصنفين منذ القرن الرابع ما يدعو إلى التعجب وأن منها ما يدعو إلى الاستغراب ولولا أنهم لم يدلسوا ولم يخلطوا القياس والاختيار بالرواية بل أعلنوا الرواية وأعلنوا القياس في ما انعدمت فيه الرواية لكانوا أخطر من واضعي الحديث على النبي ? لكن لهم صفاء فجزاهم الله خيرا على أمانتهم العلمية، ومن أمثلة اختيارات المصنفين التي تدعو إلى التعجب منها ما اختاره الداني رحمه الله في القرن الخامس للهجرة في كتابه التيسير للأزرق عن ورش عن نافع إذ ضمّنه هذه الطريق من قراءته على شيخه خلف ابن خاقان على أحمد ابن أسامة على النحاس على الأزرق لكنه في كتابه التيسير قد اختار للأزرق في بعض حروف الخلاف غير هذا الأداء كاختياره له الفتح في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء وتلك قراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون واختيار الداني المذكور ومذهبه المؤلف يدعو إلى العجب لأنه وافق الرواية وهي الفتح الخالص كما هي طريق الأصبهاني عن ورش ورواية قالون وقراءة المكي والشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب ووجه العجب أنه يبين لنا كيفية انشطار الروايات وتعددها وهو ما يسمى بتركيب الطرق وهو رغم ما فيه من العيوب قد لا يعترض عليه مادام دورانه في فلك الرواية وإنما يعترض عليه من حيث إمكانية تعدده حتى تصبح الروايات بالآلاف مما يقلب الأمر من السهولة إلى التكلف ومن اليسر إلى العسر ويشغل الناس عما كلفوا به من تدبر القرآن وتعقله وفقهه.
وأما اختيارات المصنفين التي تدعو إلى الاستغراب فمنها اختيار ابن مجاهد في بداية القرن الرابع إمالة ? البارئ ? الحشر24 لدوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة ? بارئكم ? فهذا الاختيار مبك حقا لأنه قراءة حرف من كتاب الله بأداء لم ينزل به جبريل من عند الله على النبي الأمي ? إذ قرأ جميع القراء والرواة حرف الحشر بالفتح الخالص وإنما ألحقه ابن مجاهد بأحرف اختص الدوري عن الكسائي وتفرد بإمالتها قال في النشر (2/ 39) وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن ? البارئ ? نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما سمعت أبا الفتح يقول ذلك اهـ.
ومن اختياراتهم التي تدعو إلى الاستغراب بحثهم في أصل ألف ? تترا ? الفلاح 44 وألف ? كلتا ? الكهف 33 لمعرفة صحة إمالتهما لغة لإقحامها في القراءات، ومنها ما سيأتي ذكره في القياس ووالذي بعث محمدا ? بالحق إن القرءان لمتواتر حرفا حرفا كلمة كلمة جملة وتفصيلا دون الحاجة والضرورة إلى القياس.
إن الذي أدخل القياس هو محاولة المصنفين منذ القرن الرابع للهجرة فصل كل رواية وقراءة عن الأخرى وتتبع ما لها في أداء كل كلمة وكل حرف من القراءات حتى أصبحت المحافظة على رواية البزي أو هشام مثلا غاية لا يصح تواتر القرءان ولا حفظه دونها.
إن عملية إفراد الروايات هي التي جعلت المصنفين يتتبعون كل قاعدة في لسان العرب أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرءان رواية فيقرأون بها سائر نظائرها كما ستأتي أمثلته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعتبر العدول إلى صحيح الروايات بدل رواية عسر أو شق أو خفي أداؤها من القياس بل هو الرواية والنص والأداء الواجب اتباعه.
إن القياس ثمرة لتجذير المغايرة بين الروايات والقراءات حتى أصبحت بتعددها كأنها كلها منزلة من عند الله وهو قول في منتهى السقوط والافتراء لأن القرءان غير القراءات ولأن القرءان متواتر جملة وتفصيلا والقراءات ليست كذلك إذ تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس.
وأخلص إلى إعلان حقائق مرة هي إثبات الشذوذ والضعف والوهم في القراءات وتضمنها القياس الذي هو قراءة القرآن بما لم ينزل به جبريل على رسول الله بالقرآن وخاتم النبيين ?.
قال في النشر (1/ 17ـ18) "أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو عن أصل يعتمد فيصير إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء فإنه مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمس الحاجة مما يقوّي وجه الترجيح ويعين على قوة التصحيح بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كمثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها لبعض القراء ونقل ? كتابيه إني ? وإدغام ? ماليه هلك ? قياسا عليه وكذلك قياس ? قال رجلان ? و ? وقال رجل ? على ? قال رب ? في الإدغام كما ذكره الداني وغيره ونحو ذلك مما لا يخالف نصا ولا يرد إجماعا ولا أصلا مع أنه قليل جدا كما ستراه مبينا بعد إن شاء الله تعالى وإلى ذلك أشار مكي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة حيث قال فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه وهو كذلك في التبصرة.
قلت: وأعجب العجب أن هذا القياس قد تم اعتماده منذ القرن الثالث للهجرة بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك كالذي قاله ابن الجزري حينما أعلن أن مبرر القياس المقيد هو غموض وجه الأداء ويعني به يقينا أداء تفرد به راو أو قارئ عن سائر القراء وإلا فإن رواية الجماعة وأداءها أقرب إلى الاعتبار والتمسك به من راو تفرد عنهم بقاعدة من القواعد حافظت على لهجة عربية ألا ترى ابن الجزري رحمه الله مثل بإدغام ? قال رجلان ? و ? قال رجل ? قياسا على إدغام ? قال رب ? المنصوص أي في كتب القراءات المروي أي عن أبي عمرو فلماذا لم يعتمد المصنفون لأبي عمرو الإظهار فيهما؟ موافقة لسائر القراء العشرة وغيرهم وهو الرواية والنص عن الجميع ومنهم أبو عمرو نفسه، ومتى كانت المحافظة على هذه اللهجة أو القاعدة مما تدعو إليه الضرورة وتمسّ إليه الحاجة وأي ضرورة تؤدي إلى قراءة أحرف من القرآن بصيغة هي من إنشاء البشر رغم توفر الأداء المضبوط الذي نزل به جبريل على قلب رسول الله خاتم النبيين ?، هل من ضرورة في نقل ? كتابيه إني ? لورش محافظة على قاعدة عليها مدار روايته وهي نقل حركة الهمز المحقق إلى الساكن قبلها؟ إن الأمانة العلمية لتلزم بقراءة هذا الحرف لورش بالسكت والقطع موافقة لجميع القراء والرواة الذين رووها أداء كذلك.
ومن القياس الذي تضمنته كتب أئمة القراءات قول ابن الجزري في النشر (2/ 122) وشذ مكي فأجاز الروم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه وهو قياس غير صحيح اهـ وهو في التبصرة لمكي ص171، ومنه: أكثر ما حواه باب المد من الإشباع لجميع القراء ومن الإشباع والتوسط للأزرق خاصة فيه ومنه كثير من الإدغام الكبير لأبي عمرو ومنه إمالة الدوري عن الكسائي ? البارئ ? في الحشر قياسا على حرفي البقرة قاسه ابن مجاهد ومنه ما حواه بابا الوقف على الهمز وعلى هاء التأنيث ومنه الوقف بالروم والإشمام بدل السكون ومنه ترقيق الراء في ? وزر أخرى ? ? وزرك ? ? ذكرك ? ? حذركم ? ? الإشراق ? للأزرق ومنه أكثر ما جاء في هذا الباب كما قال مكي في التبصرة "أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعا" اهـ ومنه الوقف بهاء السكت على ? العالمين ? ? والموفون ? ? والذين ? وشبهه
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعقوب وهو في مئات الكلمات ومنه الإخفاء أو الاختلاس في ? فنعما هي ? في البقرة وكذا حرف النساء لقالون وأبي عمرو وشعبة ومنه القياس على القياس مثل قولهم بتحرير الأوجه كحالات ? ءالآن ? المستفهم بها الخمس للأزرق وأن له في الحالة الأولى سبعة أوجه وفي الثانية تسعة أوجه وفي الثالثة والخامسة ثلاثة عشر وجها وفي الرابعة سبعة وعشرون وجها وهذا القياس يتوفر في مئات الكلمات من القرآن في كل رواية والعجيب أن هذه الأوجه وتحصيلها من الضرب يكثر في باب المد والإمالة وكل ما فيه الوجهان لأحد الرواة في كلمات القرآن.
وترتب على منعطف الإكثار من الروايات عند المصنفين منذ القرن الثالث وإلى عصر ابن الجزري في القرن التاسع أن قلّ الضبط والتحرير وكثر التلفيق والتركيب بل إن المجمع عليه كالشاطبية والتيسير والدرة والتحبير والطيبة والنشر لا تزال تغصّ بالكثير من الروايات الخارجة عن طرقها وبحاجة إلى التحقيق والتصفية من القياس.
قلت: إنني مع تتبع مواضع هذا القياس الذي أبرأ منه لم أجده إلا فيما توفر الأداء بغيره لدى جماعة القراء والرواة.
إن القياس الذي وصفه مكي وابن الجزري بالقلة ليتوفر في مئات الكلمات من القرآن.
ووقع المصنفون في علم القراءات في ثلاث متناقضات:
أولاها أنهم منعوا أو عابوا خلط الروايات الصحيحة الثابتة في القراءة وهو تركيب الطرق وعدم التحرير ويجيزون في نفس الوقت القراءة بالقياس الذي هو قراءة القرآن بأداء لم ينزل به جبريل من عند الله على النبي الأمي ?.
وأما ثاني المتناقضات فهي قضية ابن مقسم المقرئ النحوي في القرن الرابع الذي أجمع القراء والفقهاء على منعه من القراءة بما يوافق اللغة والرسم دون التقيد بالأداء والنقل وحوكم فتاب ورجع عن رأيه وقال ابن الجزري تعليقا على قضيته في النشر (1/ 18) ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه اهـ، لكن الذي حاوله ابن مقسم هو نفسه ما يسمونه بالقياس المقيد سواء بسواء إذ هو موافق اللغة والرسم فاقد شرط الأداء والنقل لا ينقصه من وجه التشبيه اعتماد القراء على قاعدة أو لهجة عربية اعتمدها أحد الرواة في بعض الأحرف دون سائر نظائره فقاس القراء والمصنفون سائر النظائر على بعض الأحرف المروية وأعجب العجب أن ابن الجزري نفسه قد قال في كتابه منجد المقرئين (ص 17) وأما ما وافق المعنى والرسم أو أحدهما من غير نقل فلا تسمى شاذة بل مكذوبة يكفر متعمدها اهـ وقال في النشر (1/ 293) إن القراءة ليست بالقياس دون الأثر وقال أيضا (2/ 263) وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتابة من غير نقل اهـ، وقال الشاطبي "وما لقياس في القراءة مدخل" اهـ ولقد قرر مكي وابن الجزري وغيرهما من المصنفين أن ما صحّ نقله عن الآحاد وصحّ وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف أنه يقبل ولا يقرأ به، ولا يخفى أن هذا القسم أقوى من القياس الذي يجب رده وعدم قبوله وحرمة القراءة به لأنه أضعف مما صحّ نقله عن الآحاد.
وأتساءل هل تعني الرواية عن أبي عمرو بإدغام ? ولتأت طائفة ? ضرورة ومبررا لإدغام ? وآت ذا القربى ? قياسا عليها كما في النشر (1/ 279) مع انعدام الرواية بإدغامها وتوفر الرواية لدى أبي عمرو نفسه كجميع القراء بإظهارها.
وأما ثالث المتناقضات فهي قضية ابن شنبوذ المتوفى سنة 328 هجرية الذي كان يرى جواز القراءة بما صحّ سنده وإن خالف الرسم فعدّ معاصروه ـ ومنهم ابن مجاهد المتوفى 324 هجرية الذي اشترك مع الوزير في محاكمته ـ ذلك من الشذوذ وأعجب من ذلك أن ابن مجاهد في سبعته قد اعتمد القياس.
إن علم القراءات لا يزال بحاجة إلى مزيد من التحرير كما لا يخفى من الأمثلة التالية وقد حررتها في سنة 1411 هـ.
قال في النشر (2/ 301) واختلفوا عن رويس في ? وعيون ادخلوها ? فروى القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس وهو وأبو الطيب والشنبوذي ثلاثتهم عن التمار عن رويس بضم التنوين وكسر الخاء على ما لم يسم فاعله فهي همزة قطع نقلت حركتها إلى التنوين وروى السعيدي والحمامي كلاهما عن النخاس وهبة الله كلاهما عن التمار عنه بضم الخاء على أنه فعل أمر والهمزة للوصل وكذا قرأ الباقون اهـ بلفظه وتبعه الشيخ البنا في إتحافه على القراءات الأربعة عشر ص 275.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: ولا يخفى ما في النشر من الخلط والصواب أن ضم التنوين والتجهيل لرويس من طرق القاضي أبي العلاء وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس عن التمار عنه ومن طريقي أبي الطيب والجوهري كلاهما عن التمار عنه، وأنه قرأ بكسر التنوين وهمزة الوصل وضم الخاء من طريقي السعيدي والحمامي كلاهما عن النخاس عن التمار عنه ومن طريق ابن مقسم عن التمار عنه وذلك أن الشنبوذي وهبة الله كلاهما عن التمار ليسا من طرق النشر والطيبة ولقد وفقت للصواب بعون الله وتوفيقه لأن الجوهري عن التمار كذلك قرأ لأنه هو طريق تذكرة ابن غلبون لرويس التي جاء فيها (ص 395) وقرأ رويس ? وعيون ادخلوها ? بضم التنوين من ? وعيون ? لأنه ألقى عليه حركة الهمزة من ? أدخلوها ? وكسر الخاء اهـ بلفظه، وانظر النشر (1/ 182) في بيان طرق تذكرة طاهر ابن غلبون ضمن طرق رويس، والصواب كذلك أن رويسا قرأ بكسر التنوين وضم الخاء من طريق السعيدي والحمامي كلاهما عن النخاس عن التمار عنه ومن طريق ابن مقسم عن التمار عنه وذلك أن هبة الله عن التمار ليس من طرق النشر والطيبة ولقد وفقت للصواب لأن ابن مقسم عن التمار كذلك قرأ بكسر التنوين على أن ? ادخلوها ? فعل أمر لأنه طريق ابن مهران في غايته التي لم تجعل هذا الحرف من أحرف الخلاف لموافقة ابن مقسم فيه الجماعة، نعم إن هبة الله وابن مقسم كلاهما عن التمار هما طريقا ابن مهران في غايته ص 70 - 71 وليس لهبة الله إلا موافقة الجماعة كما تقدم لكنه ليس من طرق النشر والطيبة لرويس والله الموفق وله الحمد، ولعل القارئ أدرك أن قول ابن الجزري في النشر (2/ 301) "والشنبوذي" وهم أو خطأ من الناسخ وصوابه "والجوهري" وأن قوله "وهبة الله" وهم أو خطأ من النسخ القديمة وصوابه "وابن مقسم" كما في النشر 1/ 182 لبيان طرق رويس من طريق غاية ابن مهران وغيرها.
وكما لا يخفى من النموذج التالي:
قال في النشر (2/ 97) "خامسها ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبوعبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال وأقرأنيه غيره بالاٍمالة قياسا على نظائره انتهى ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات والشاطبية سابعها ? وزرك ? و? ذكرك ? في ألم نشرح اهـ بلفظه.
قلت: وأعجب كيف لم ينتبه مصححه والذين ألفوا بعده إٍلى ما فيه من الخلط والغلط، فالقراءة المتأملة للنص الذي أوردت آنفا تعطي النتائج التالية:
1 - سقوط الكلمة السادسة وهي? حيران ? من الألفاظ المخصوصة الثلاثة عشر التي بدأ ذكرها في الصفحة الماضية (2/ 96).
2 - أننا لو اعتبرنا قوله " خامسها وعشيرتكم في التوبة " كلاما متصلا اٍلى قوله " سابعها " لظهر الاختلاف والتناقض إذ قال عن ? وعشيرتكم ? في التوبة " فخمها أبو العباس المهدوي" ثم قال بعد " والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية " ولا يخفى أن الهداية للمهدوي.
3 - أننا عند الرجوع إلى تقريب النشر لابن الجزري (ص 72) نجده يقول " ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها المهدوي وابن سفيان والصقلي ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح و? حيران ? فخمها صاحب التجريد وخلف ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه وقرأ على غيره بالترقيق وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة والوجهان في الكافي والهداية والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والشاطبي وجامع البيان " اهـ محل الغرض منه والذي بعده هو حرفا ألم نشرح المرقمين في النشر بسابعها.
4 - أننا عند الرجوع إلى إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للبنا الذي يعتمد النشر في الطرق نجده يقول (ص94) " وأما ? وعشيرتكم ? بالتوبة ففخمها المهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد ورققها الآخرون وأما ? حيران ? بالأنعام ففخمها ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه ورققها صاحب العنوان و التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج بذلك عن طريقه فيه وهما في الشاطبية كجامع البيان " اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وعند الرجوع إلي تذكرة طاهر ابن غلبون (ص220) نجده يرقق ? حيران ? و? وعشيرتكم ? التوبة وهو الذي يتفق مع ما في التقريب والإتحاف " ورققها الآخرون ".
6 - وعند الرجوع إلي شرح ابن الناظم لطيبة أبيه (ص135) نجده يقول " منها ? حيران ? فخمه ابن الفحام وخلف ابن خاقان وكذا رواه عامة أصحاب ابن هلال ونص عليه إسماعيل النحاس " اهـ محل الغرض منه ولا يخفى أن ابن الناظم يأخذ الطرق من النشر بخط والده.
7 - أننا بعد هذا كله نستطيع أن نصوب ما في النشر (2/ 97) من أخطاء الناسخ وليعود كلامه إلى ما سطره من قبل كالتالي: " خامسها ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبو عبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد (ابن الفحام الصقلي) ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح، سادسها ? حيران ? في الأنعام فخمها صاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس (بالحاء المهملة لا المعجمة) قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال (الداني) وأقرأنيه غيره (يعني فارس وطاهر) بالاٍمالة (الترقيق) قياسا على نظائره انتهى (كلام الداني) ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات (لابن بليمة) والشاطبية " اهـ وقد جعلت ما بين المعكوفتين وهو من كلامي للتوضيح والبيان والشرح وما تحته خط هو السقط من النشر والله الموفق وله الحمد والمنة.
قلت: هكذا أعلن ضرورة مراجعة علم القراءات وضرورة تحريره من القياس وضرورة تخليصه من اللهجات في القراءات التي تفرض على المتعلمين إصر تعلم لهجات قبائل من العرب انقرضت منذ جيل التابعين، وفرض القرّاء والمصنفون منهم تقليدهم في لهجاتهم على كل مسلم ولو كان غير عربي لينشغل سنين عددا في دراية تلك اللهجات وتقليدها عن تدبر القرآن وموعوداته في الدنيا لينجو من العذاب الموعود في الدنيا ولينجو من عذاب جهنم في اليوم الآخر.
وهكذا ابتعد القراء والمصنفون عن تفصيل الكتاب المفصل وعن بيان القرآن.
إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
إن القرءان غير القراءات إذ القرآن متواتر جملة وتفصيلا كما يأتي تقريره بل أكثر، والقراءات ليست كذلك إذ تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس ولإثبات ذلك فإن أئمة القراءات أنفسهم يعترفون بهذه الحقيقة كاملة قال أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز " فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ انتهى من النشر 1/ 10 وقال عمرو ابن الحاجب والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه اهـ من النشر 1/ 13.
وقال أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي " ... وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا " اهـ من النشر 1/ 44.
وفي غاية النهاية لابن الجزري أن مصطلح القراءة الشاذة وقع في القرن الثاني وأن أبا حاتم السجستاني روى أن هارون الأعور العتكي البصري ت170 هجرية هو أول من تتبع الشاذ من القراءات وبحث عن أسانيدها.
قلت: إن مدلول الشذوذ في القراءات يشمل الشذوذ عن المصاحف العثمانية والشذوذ عن القياس في لسان العرب والشذوذ عن الأداء والطريق الواحدة.
واتسع الخرق بإكثار المدونين من الروايات والقراءات إذ جمع الداني عن القراءات السبع أكثر من خمسمائة طريق وجمع الأهوازي كثيرا من المشهور والشاذ وجمع الهذلي في الكامل خمسين قراءة وألفا وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريقا ومثله الطبري بمكة وجمع الأسكندري سبعة آلاف رواية وطريق قال ابن الجزري في النشر 1/ 35 ولا زال الناس يؤلفون في كثير القراءات وقليلها ويروون شاذها وصحيحها بحسب ما وصل إليهم أو صح لديهم ولا ينكر أحد عليهم بل هم في ذلك متبعون سبيل السلف حيث قالوا القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول وما علمنا أحدا أنكر شيئا قرأ به الآخر إلا ما قدّمنا عن ابن شنبوذ لكنه خرج عن المصحف العثماني وللناس في ذلك خلاف كما قدمناه وكذا ما أنكر على ابن مقسم من كونه أجاز القراءة بما وافق المصحف من غير أثر كما قدّمنا وأما من قرأ بالكامل للهذلي أو سوق العروس
(يُتْبَعُ)
(/)
للطبري أو إقناع الأهوازي أو كفاية أبي العز أو مبهج سبط الخياط أو روضة المالكي ونحو ذلك على ما فيه من ضعيف وشاذ عن السبعة والعشرة وغيرهم فلا نعلم أحدا أنكر ذلك ولا زعم أنه مخالف لشيء من الأحرف السبعة بل ما زالت علماء الأمة وقضاة المسلمين يكتبون خطوطهم ويثبتون شهاداتهم في إجازاتنا بمثل هذه الكتب والقراءات اهـ بلفظه.
ولعلنا على مضض تجرعنا اعتراف أئمة القراءات والمصنفين منهم بتسرب الشذوذ والوهم والضعف إلى القراءات عموما دونما استثناء للسبع والعشر وغيرهما.
قلت: ولا يعني تضمن القراءات الشذوذ أنها متواترة فيما لا شذوذ فيه فهيهات أن يكون الأمر كذلك إذ اعترف أئمة القراءات بعدم تواترها ودافعوا عن هذه الحقيقة بدافع الدفاع عن تعدد الروايات والقراءات لا غير.
قال ابن الجزري في النشر1/ 13 وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ولم يكتف فيه بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن وهذا مما لا يخفى ما فيه فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترا عن النبي وجب قبوله وقطع بكونه قرآنا سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم" اهـ ثم قال نقلا عن أبي شامة في مرشده "وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها كلها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع وذاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها" اهـ ثم نقل عن الجعبري قوله "الشرط واحد وهو صحة النقل ويلزم الآخران فهذا ضابط يعرف ما هو من الأحرف السبعة وغيرها"، ثم ذكر موافقة مكي له في الكشف.
ولا يخفى أن تخلي ابن الجزري ومن معه عن شرط التواتر إنما هو بسبب حرصهم على تعدد القراءات والروايات لا غير.
قلت: اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك كيف فات على أئمة القراءات والمصنفين أن القرآن متواتر جملة وتفصيلا حرفا حرفا وكلمة كلمة دون الحاجة إلى تعدد الروايات والقراءات ودون ضرورة التمسك بالروايات ظنا منهم أن القرآن لا يصح حفظه ولا تواتره دونها.
إن القرآن متواتر جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام والتسهيل بأنواعه ونوعي الإمالة والإشمام والروم ...
وتواتر القرآن جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى الخلاف الأدائي الذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها ومثل الفتح والإسكان في ياءات الإضافة المختلف فيهن والحذف والإثبات في الزوائد المختلف فيهن ومثل وجهي ? الملئكة اسجدوا ? والتأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد ومثل وجهي ? القدس ? و? أكل ? و? خطوات ? ومثل تعدد الأداء في قوله ? وجبريل وميكال ?.
وتواتر القرآن جملة وتفصيلا في كل خلاف معنوي وفي كل زيادات في المبنى وتركها كل على حدة مثل وجهي ? ووصى ? و? فتنوا ? النحل و? وأرجلكم ? و? يطهرن ? و? ترجعون ? بمعنى البعث ومثل زيادة ? هو ? قبل ? الغني ? في الحديد وكقراءات ? وأن يظهر في الأرض الفساد ? وشبهه.
قلت: لو تركنا جميع اللهجات في القسم الأول واكتفينا بالأصل كما سيأتي قريبا إثبات تواتره وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف الأدائي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرآن الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة.
إن القضاء على اللهجات في القسم الأول إنما يصير الأصل المتواتر من نوع حروف القرآن المتفق عليها من طرق الطيبة مثل قوله ? الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن القضاء على أحد وجهي القسم الثاني لاسيما وجه التخفيف وعلى غير قياس إنما يصير القسم الثاني كذلك متفقا عليه وحينئذ لا يبقى من أحرف الخلاف إلا أكثر كلمات الفرش وهو كل خلاف يدل على معنى وكل زيادة في المبنى وتركها سواء كانت تلك الزيادة بالتضعيف أو بزيادة حرف فأكثر كما هو مقرر ومفصل في فرش الحروف إلا ما سيأتي استثناؤه منه.
ولإثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات فإليكم الدليل:
ـ البسملة بين السورتين عند الابتداء بأول كل سورة سوى براءة لجميع القراء وهي بين السورتين إلا أن تكون الثانية براءة لقالون والمكي وعاصم والكسائي وأبي جعفر
هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى السكت والصلة بين السورتين ولا يخفى انتفاء الرواية في تخصيص الأربع الزهر.
ـ ? الصراط ? كيف وقع بالصاد للمدنيين والبزي وأبي عمرو والشامي وعاصم والكسائي وخلف وروح وبالسين لقنبل ورويس هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى إشمام حمزة بل دون الحاجة إلى السين أيضا.
ـ صلة ميم الجمع قبل متحرك تركها للبصريين والشامي والكوفيين وترك صلتها قبل همزة القطع خاصة للعشرة إلا ورشا.
ـ وتواتر كسر الهاء قبل ميم الجمع أكثر من ضمه عند حمزة ويعقوب في ? عليهم ? و ? إليهم ? و ? لديهم ? وأكثر من ضمه في مذهب يعقوب في ضمير الجمع والمثنى الغائب وفي مذهب رويس وغيره، وتواتر ضم الميم في ضمير الجمع الغائب قبل السكون عند أهل الحرمين والشامي وعاصم كما في قوله ? في قلوبهم العجل ? وقوله ? وتقطعت بهم الأسباب ? أي بعد كسر الهاء كما تقدم عنهم.
ـ ? أصدق ? ? تصديق ? ? يصدفون ? ? فاصدع ? ? قصد ? ? يصدر ? بالصاد الخالصة لأهل الحرمين وأبي عمرو والشامي وعاصم وروح.
ـ ? المصيطرون ? ? مصيطر ? بترك الإشمام للعشرة إلا حمزة ولا فرق بين قراءتي السين والصاد المتواترتين.
ـ الإدغام الكبير في أكثر من ألف وثلاثمائة كلمة إظهاره للعشرة إلا وجها عن أبي عمرو.
ـ ? تأمنا ? تواترت بالإدغام الكبير " المحض " عند أبي جعفر.
ـ تواتر توسط المد للساكن اللازم وللمتصل أو إشباعهما من غير إفراط وتواتر قصر الساكن العارض ولا حاجة إلى غيره وتواتر قصر المنفصل عند المكي وأبي جعفر وفي وجه لكل من قالون وحفص وهشام والبصريين ولا حاجة إلى إشباعه أو توسيطه وتواتر قصر مد البدل عند العشرة ولم يحتج التواتر إلى وجه عن الأزرق بالتوسط والإشباع كما جزم طاهر بن غلبون على أن غير القصر متقوّل عليه به أي على القياس على مذهبه وذلك قول الشاطبي "وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال وقولا" اهـ وكذلك قرر أبو شامة وغيره.
ـ وتواتر قصر حرف اللين قبل الهمزة عند العشرة إلا الأزرق لم يحتج التواتر إلى مذهب الأزرق وتواتر قصر شيء عند الجماعة ولا حاجة إلى مدها لحمزة والأزرق
ـ هاء الضمير بعد ساكن وقبل متحرك قصره للعشرة إلا المكي.
ـ الهمزتان من كلمة تحقيق الثانية لابن عامر والكوفيين وروح وترك ألف الإدخال قبل الفتح والكسر لورش والمكي وابن ذكوان والكوفيين ويعقوب ولهشام في وجه وترك ألف الإدخال قبل الضم لورش والمكي وابن ذكوان والكوفيين ويعقوب وافقهم قالون وهشام وأبو عمرو في وجه عنهم.
ـ ? أن يؤتى أحد ? تواتر فيها الخبر عند العشرة إلا المكي ولم يحتج التواتر إلى استفهام المكي وتسهيله.
ـ ? أن كان ? في القلم تواتر فيها الخبر لنافع والمكي وأبي عمرو وحفص والكسائي وخلف وتواتر فيها الاستفهام والتحقيق عند شعبة وحمزة وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند الشامي وأبي جعفر ورويس ولا إلى فصل ابن ذكوان.
ـ ? أأعجمي ? بالاستفهام والتحقيق لشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح وبالخبر لقنبل وهشام ورويس في وجه عنهم ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل والفصل.
ـ ? أذهبتم ? بالخبر لنافع وأبي عمرو والكوفيين وبالاستفهام والتحقيق للشامي وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند المكي وأبي جعفر ورويس.
ـ ? إنك لأنت ? بالخبر للمكي وأبي جعفر وبالاستفهام والتحقيق للشامي والكوفيين وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل لنافع وأبي عمرو ورويس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? أئذا ما مت ? بالخبر لابن ذكوان في وجه وبالاستفهام والتحقيق وترك الفصل للكوفيين وروح وابن ذكوان في وجه ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل أو التحقيق مع الفصل.
ـ ? إنا لمغرمون ? بالخبر للعشرة إلا شعبة ولا مانع من استفهامه وتحقيقه.
ـ ? أئنكم لتأتون الرجال ? في الأعراف بالخبر لحفص والمدنيين وبالاستفهام والتحقيق للشامي وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح ولم يحتج التواتر إلى تسهيل المكي وأبي عمرو ورويس.
ـ ? أئن لنا لأجرا ? في الأعراف بالخبر لأهل الحرمين وحفص وبالاستفهام والتحقيق للشامي وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام عند أبي عمرو ورويس.
ـ ? أشهدوا خلقهم ? تواترت عند غير المدنيين بالإخبار ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند المدنيين ولا إلى الفصل.
ـ ? أئمة ? حيث وقعت بالتحقيق فقط تواتر عند ابن ذكوان والكوفيين وروح ولم يحتج التواتر إلى تسهيلها ولا إلى ألف الفصل ولا إلى البدل.
ـ ? آمنتم ? في الأعراف وطه والشعراء بالإخبار عن حفص ورويس والأصبهاني عن ورش وبالاستفهام والتحقيق لشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند غيرهم ولا إلى مذهب قنبل في موضع الأعراف والملك.
ـ ? ءأالهتنا خير ? بالاستفهام والتحقيق للكوفيين وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند غيرهم.
ـ وأما الاستفهام المكرر وهو في اثنين وعشرين حرفا فقد تواتر الاستفهام والتحقيق في الأول والثاني في مواقعهما الأحد عشر في سوره التسع عند شعبة وحمزة وخلف ووافقهم حفص إلا في الأول من العنكبوت إذ قرأه بالخبر ووافقهم غيره في أكثر من موضع ولم يحتج التواتر إلى تسهيل المستفهمين وفصلهم.
ـ الهمزتان من كلمتين: المتفقتان والمختلفتان حققهما الشامي والكوفيون وروح ولم يحتج التواتر إلى إسقاط الأولى أو الثانية أو تسهيل الأولى أو إبدال أو تسهيل الثانية ولا إلى مذاهب الأزرق في هذا الباب.
ـ الهمز المفرد الساكن حققه المكي وهشام وحفص وحمزة ويعقوب وافقهم غيرهم في بعض الكلمات.
ـ المفتوحة بعد ضم حققها مطلقا غير أهل الحرمين ووافقهم من أهل الحرمين قالون وقنبل.
ـ ? أرأيت ? حيث وكيف وقعت تواترت عند المكي والبصريين والشامي وعاصم وحمزة وخلف بتحقيق الهمزة الثانية المفتوحة وعند الكسائي بحذفها ولم يحتج التواتر إلى تسهيل المدنيين ولا إلى إبدال الأزرق منهم بل ولا إلى مذهب الكسائي.
ـ ? هاأنتم ? بإثبات الألف وتحقيق الهمزة بعده للبزي والشامي والكوفيين ويعقوب ولم يحتج التواتر إلى مذاهب غيرهم.
ـ ? اللائي ? بهمزة مكسورة محققة ممدودة بياء للشامي والكوفيين ولم يحتج التواتر إلى مذاهب غيرهم ولا مانع من القراءة بمذهب قالون وقنبل ويعقوب بتحقيق الهمزة المكسورة وحذف الياء بعدها.
ـ باب ? ييأس ? في يوسف والرعد تواتر عند العشرة بياء لينة قبل الهمزة المفتوحة ولم يحتج التواتر إلى وجه البزي بالقلب والإبدال.
ـ ? بريء ? ? بريئون ? ? هنيئا ? ? مريئا ? ? كهيئة ? تواتر المد قبل الهمزة المحققة أي الإظهار للعشرة إلا أبا جعفر.
ـ ? النسيء ? بالتحقيق للعشرة إلا أبا جعفر والأزرق.
ـ ? جزءا ? في البقرة والحجر والزخرف بالتحقيق وترك الإدغام للعشرة إلا أبا جعفر ولم يحتج التواتر إلى حذفه الهمزة وتشديده الزاي.
ـ ? رؤيا ? بالتحقيق للعشرة إلا أبا جعفر.
ـ ? رئيا ? بالتحقيق للعشرة إلا أبا جعفر وقالون وابن ذكوان ولا حاجة إلى الإدغام في الجميع
ـ نقل حركة الهمز للساكن قبلها تركه للشامي وعاصم وحمزة وافقهم غيرهم إلا في أحرف يسيرة.
ـ السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره تركه لأهل الحرمين والبصريين وهشام وشعبة والكسائي.
ـ وقف حمزة وهشام على الهمز تركه لغيرهما أي تحقيق الهمز فيه.
ـ الإدغام الصغير:
ـ ذال "إذ" إظهاره لأهل الحرمين وعاصم ويعقوب.
ـ دال "قد" إظهاره لقالون والمكي وعاصم ويعقوب وأبي جعفر.
ـ تاء التأنيث إظهاره لقالون والأصبهاني عن ورش والمكي وعاصم وخلف وأبي جعفر ويعقوب.
ـ لام "بل" و"هل" إظهاره للأهل الحرمين وابن ذكوان وعاصم وخلف ويعقوب.
ـ الباء الساكنة قبل الفاء نحو ? أو يغلب فسوف ? إظهارها لأهل الحرمين وابن ذكوان وعاصم وخلف في روايته واختياره ويعقوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ? في آخر البقرة برفع الراء والباء في الفعلين للشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وبإظهار الراء قبل اللام للجازمين إلا أبا عمرو وبإظهار الباء قبل الميم لورش ووافقه قالون والمكي وحمزة في وجه عنهم.
ـ الراء الساكنة قبل اللام نحو ? أن اشكر لي ? إظهاره للعشرة إلا أبا عمرو.
ـ ? يفعل ذلك ? إظهارها للعشرة إلا أبا الحارث عن الكسائي.
ـ ? نخسف بهم ? في سبأ إظهارها للعشرة إلا الكسائي.
ـ ? اركب معنا ? إظهارها لورش والشامي وخلف في روايته واختياره وأبي جعفر ووافقهم قالون والمكي وعاصم وخلاد في وجه عنهم.
ـ ? عذت بربي ? في غافر والدخان إظهار الذال قبل التاء لنافع والمكي وعاصم ويعقوب والشامي إلا وجها عن هشام.
ـ ? كهيعص ذكر ? ? يرد ثواب ? إظهار الدال الساكنة قبل الذال وقبل الثاء لأهل الحرمين وعاصم ويعقوب.
ـ ? فنبذتها ? في طه بإظهار الذال قبل التاء لأهل الحرمين وعاصم ويعقوب والشامي إلا وجها لهشام.
ـ ? أورثتموها ? في الأعراف والزخرف بإظهار الثاء قبل التاء لأهل الحرمين وعاصم وخلف والشامي إلا وجها لهشام.
ـ ? لبثتم ? ? لبثت ? كيف جاء بإظهار الثاء قبل التاء لنافع والمكي وعاصم وخلف ويعقوب.
ـ ? يس والقرآن ? بإظهار النون الساكنة قبل الواو وصلا قريبا من سكت أبي جعفر لقنبل وأبي عمرو وحمزة وافقهم نافع والبزي وعاصم وابن ذكوان في وجه عنهم.
ـ ? ن والقلم ? بإظهار النون الساكنة قبل الواو وصلا قريبا من سكت أبي جعفر لقالون وقنبل وأبي عمرو وحمزة وافقهم ورش والبزي وعاصم وابن ذكوان في وجه عنهم.
ـ ? يلهث ذلك ? بإظهار الثاء قبل الذال لأهل الحرمين وهشام وعاصم في وجه عنهم.
ـ ? أخذت ? و? اتخذت ? كيف جاء بإظهار الذال قبل التاء لحفص والمكي وافقهما رويس في وجه عنه.
ـ ? طسم ? أول الشعراء والقصص بإظهار النون الساكنة قبل الميم لحمزة وأبي جعفر.
ولم يحتج التواتر إلى إدغام المسكوت عنهم في هذا الباب.
ـ باب الإمالة:
ـ تواتر كل حرف في القرآن تجوز إمالته لغة بالفتح فقط عند المكي وأبي جعفر وافقهما الأصبهاني عن ورش إلا في التوراة ووافقهما حفص إلا في مجراها في هود ووافقهما رويس إلا في الكافرين مطلقا ووافقهما روح إلا في كافرين النمل وياء يس ووافقهما قالون إلا في أربعة أحرف.
ـ وتواتر القرآن بالفتح في هاء التأنيث وما قبلها عند العشرة إلا الكسائي وحمزة.
ـ وتواتر القرآن عند العشرة إلا الأزرق عن ورش بفتح جميع الراءات التي اختص الأزرق بترقيقها وكذلك بترقيق اللامات التي اختص الأزرق بتغليظها.
ـ الوقف بالسكون وترك الروم والإشمام للعشرة ولا رواية في غير السكون عند أهل الحرمين والشامي ويعقوب.
ـ الوقف حسب مرسوم الخط لنافع وعاصم وافقهما حمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر إلا في أحرف معلومة.
ـ ياءات الزوائد تركها في الحالين لشعبة وخلف وافقهما ابن ذكوان إلا في حرف الكهف ? تسألن ?.
ـ الفرش:
ـ ? قيل ? ? غيض ? ? جيء ? بالكسر الخاص وترك الإشمام للأهل الحرمين وأبي عمرو وابن ذكوان وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ ? حيل ? ? سيق ? بالكسر الخالص للأهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ ? سيء ? ? سيئت ? بالكسر الخالص للمكي وأبي عمرو وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ لا إشمام في الكلمات السبع للمكي وأبي عمرو وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ ? وهو ? ? وهي ? المسبوقة بواو أو فاء أو لام وكذلك ? ثم هو ? ? يمل هو ? بالضم لورش والمكي والشامي وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب.
ـ ? الملائكة اسجدوا ? بالكسر الخالص للعشرة إلا أبا جعفر.
ـ ? بارئكم ? ? يأمركم ? ? ينصركم ? ? يأمرهم ? ? تأمرهم ? ? يشعركم ? بترك الإسكان وترك الاختلاس للعشرة إلا أبا عمرو.
ـ ? أرنا ? ? أرني ? بالكسر الخالص للمدنيين وحفص وحمزة والكسائي وخلف.
ـ ? بيوت ? كيف وقعت ? عيون ? كيف وقعت ? الغيوب ? ? شيوخا ? ? جيوبهن ?بالضم لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقوب.
ـ تاءات البزي إظهارها لغيره و? نارا تلظى ? إظهارها لغير البزي ورويس و? لا تناصرون ? إظهارها لغير البزي وأبي جعفر.
ـ ? فنعما هي ? ? نعما ? بكسر النون والعين لورش والمكي وحفص ويعقوب وبفتح النون وكسر العين للشامي وحمزة والكسائي وخلف ولا حاجة إلى إسكان العين أو اختلاسها لغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? لأمه ? ? في أم الكتاب ? ? في أمها ? بالضم للعشرة إلا حمزة والكسائي ولا حاجة إلى كسر الهمزة لهما ولا إلى إتباع حمزة في الزمر والنحل والنور والنجم.
ـ ? واللذان ? ? هذان ? ? اللذين أضلانا ? ? هتين ? بالتخفيف لغير المكي.
ـ ? فذانك ? بالتخفيف لغير المكي وأبي عمرو ورويس.
ـ ? لا تعدوا ? بالتخفيف أي إسكان العين وتخفيف ضمة الدال لغير المدنيين.
ـ ? لا يهدي إلا ? يونس تواترت عند حمزة والكسائي وخلف بالتخفيف أي فتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف كسر الدال وتواترت عند حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد كسر الدال ولا حاجة إلى الاختلاس والجمع بين الساكنين فيهما.
ـ ? من لدنه ? الكهف تواترت عند العشرة إلا شعبة بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء ولا حاجة إلى إشمام شعبة فيها ولا إلى صلته هو والمكي.
ـ ? من لدني ? الكهف تواترت عند غير المدنيين وشعبة بضم الدال وثقل كسر النون وتواترت عند المدنيين بضم الدال وتخفيف كسر النون ولا حاجة إلى إشمام أو روم شعبة للدال.
ـ ? يخصمون ? تواترت عند حمزة بإسكان الخاء وتخفيف كسر الصاد وتواترت عند عاصم والكسائي وخلف ويعقوب والشامي إلا وجها لهشام بكسر الخاء وتشديد كسر الصاد وتواترت عند ورش والمكي وهشام في وجه عنه بفتح الخاء وتشديد كسر الصاد ولا حاجة إلى كسر ياء شعبة ولا إلى اختلاس فتح الخاء أو إسكانه مع ثقل الصاد لغيرهم.
ـ ? عن ساقيها ? ? بالسوق ? ? على سوقه ? بحرف المد خالصا من غير همز بدله أو قبله في غير النمل للعشرة إلا قنبلا ولا حاجة إلى مذهب قنبل.
ـ ? ءاسن ? بالألف بعد الهمزة للعشرة إلا المكي.
ـ ? ءانفا ? بالألف بعد الهمزة للعشرة إلا البزي.
ـ ? أن رءاه ? بالألف بعد الهمزة للعشرة إلا وجها عن قنبل ولا حاجة إلى القصر فيهن.
ـ ? بما حفظ الله ? في النساء تواترت عند العشرة إلا أبا جعفر برفع الهاء في لفظ الجلالة ولا يحتاج تواترها إلى قراءة أبي جعفر بنصب الهاء ولا إلى تأويل معناها.
قلت: هكذا فرغت من تقرير تواتر القرآن جملة وتفصيلا حرفا حرفا كلمة كلمة من القسم الأول دون الحاجة إلى اللهجات ولا يخفى أن ما لم يأت ذكره من حروف الخلاف هو من نوع القسم الثالث المتقدم بيانه الذي يجب التمسك بخلافه المعنوي وأن تتعدد المصاحف بحسبه أو من نوع القسم الثاني الذي تقدم الكلام عليه.
إن بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات ليعني أن رواية حفص هي أكثر الروايات سلامة من اللهجات والقياس إذ لم تتضمن والله أعلم شيئا من القياس البتة ولم تتضمن سوى حرفين من اللهجات هما روايته حرف فصلت ? أأعجمي ? بتسهيل الهمزة الثانية بين بين وحرف هود ? مجريها ? بإمالة الراء ولا يخفى أن قد تواتر حرف فصلت بتحقيق الهمزة الثانية كما هي قراءة حمزة والكسائي وخلف ورواية شعبة وروح وكذلك تواترت بالخبر أي بهمزة واحدة محققة لقنبل وهشام ورويس في وجه عنهم ولم يحتج تواترها إلى قراءة أهل الاستفهام مع التسهيل والإدخال، ولا يعني هذا الطعن في هذه القراءة أو تلك وإنما هو إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات.
ولا يخفى أن قد تواتر حرف هود ? ومجريها ? بضم الميم وترك الإمالة بقسميها كما هي قراءة ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب ورواية قالون وهشام وشعبة وطريق الأصبهاني عن ورش.
وأردت من خلال تتبع الأحرف التي وقع فيها التسهيل بأنواعه كالنقل وبيين بين والإمالة بأنواعها ومنها ترقيق الراءات في مذهب الأزرق والإدغام بنوعيه أن القياس إنما ورد في هذه الفصول وأن القرآن متواتر دون الحاجة إلى فصول الأصول ولهجاتها.
وسيأتي بيان الأحرف السبعة في حوار مع المفسرين.
يتواصل
الحسن ولد ماديك
باحث أكاديمي في علوم القرآن
متخصص منذ 1981 في الحركات السرية عبر التاريخ
متخصص منذ 1981 في الجماعات الإسلامية
متخصص منذ 1989 في القراءات العشر الكبرى
متفرغ منذ 2001 لتفسير القرآن قيد الإنجاز
انواكشوط ـ موريتانيا
الجوال: 002226728040
المكتب: 002225210953
EMAIL : elhacenmadick@gmail.com
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 02:13]ـ
الحقيقة موضوع مميز .. والذي يقرأ البحث يعلم بأن الكاتب ليس باحث فحسب بل عالم وأعجب من عدم الردود
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 02:12]ـ
ـ تواتر توسط المد للساكن اللازم وللمتصل أو إشباعهما من غير إفراط وتواتر قصر الساكن العارض ولا حاجة إلى غيره وتواتر قصر المنفصل عند المكي وأبي جعفر وفي وجه لكل من قالون وحفص وهشام والبصريين ولا حاجة إلى إشباعه أو توسيطه وتواتر قصر مد البدل عند العشرة ولم يحتج التواتر إلى وجه عن الأزرق بالتوسط والإشباع كما جزم طاهر بن غلبون على أن غير القصر متقوّل عليه به أي على القياس على مذهبه وذلك قول الشاطبي "وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال وقولا" اهـ وكذلك قرر أبو شامة وغيره.
وأثبت الثلاثة جميعا أبو القاسم الصفراوي في إعلانه والشاطبي في قصيدته وضعف المد الطويل، والحق في ذلك أنه شاع وذاع وتلقته الأمة بالقبول فلا وجه لرده وإن كان غيره أولى منه والله أعلم.
منقول من (النشر في القراءات العشر).(/)
أريد رابطاً عن الأحاديث الضعيفة في فضائل سور القرآن
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 09:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان هناك موضوع في المجلس العلمي عن الأحاديث الضعيفة في فضائل سور القرآن فأتحفونا به.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 03:53]ـ
للتذكير
وجزاكم الله خيرا(/)
لماذا؟
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:31]ـ
السلام عليكم مشايخنا الكرام،
سؤالان لو تكرمتم بالإجابة:
الأول: في سورة الأنبياء لما أخبر الله _سبحانه وتعالي _ عن إجابته دعوة كل نبي قال _ تعالي_ {فاستجبنا له}، بذكر (نا) الفاعلين، وفي سورة يوسف، في إجابته دعوة يوسف _ عليه السلام _ {فاستجاب له ربه} فما الفرق أكرمكم الله؟
الثاني:لماذا خُصَّ نبي الله إبراهيم (ص) {وإنه في الآخرة من الصالحين} في أكثر من موضع في القرآن الكريم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 03:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأول: في سورة الأنبياء لما أخبر الله _سبحانه وتعالي _ عن إجابته دعوة كل نبي قال _ تعالي_ {فاستجبنا له}، بذكر (نا) الفاعلين، وفي سورة يوسف، في إجابته دعوة يوسف _ عليه السلام _ {فاستجاب له ربه} فما الفرق أكرمكم الله؟
لو تلاحظ في سورة الأنبياء أنّ (نا) الفاعلين المعظِّمة قد بدأت في السورة من الآية: ((ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها)) ثم استمرت كثيراً، فقوله سبحانه (فاستجبنا) هو امتداد لذلك.
والسورة مليئة بآيات عظمته بأنه قد أهلك القرى الظالمة وأرسل الرسل وصدقهم الوعد وقصم القرى الظالمة وأنه فتق رتق السماوات والأرض وأنه استجاب لأنبيائه في أحلك ظروفهم .... إلخ
أما سورة يوسف فجاء الخبر بالإفراد على الأصل.
الثاني:لماذا خُصَّ نبي الله إبراهيم (ص) {وإنه في الآخرة من الصالحين} في أكثر من موضع في القرآن الكريم؟
وجزاكم الله خيرا
لو نستقرئ القرآن الكريم فإننا نجد أنّ الله قد أمر وأوحى ورغّب كثيراً في اتباع ملة إبراهيم وذكر بأنه في الآخرة من الصالحين / وهذا حث على اتباع ملته لنكون تبعاً له في الآخرة لاحقين بالصالحين
لا بالسفهاء الذين رغبوا عن ملته(/)
((مالك يوم الدين))
ـ[حمد]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 04:05]ـ
http://www.islamiyyat.com/fatiha.htm
كلمة الدين: قد يقول قائل لماذا لم يقل مالك يوم القيامة؟ أو يوم الحساب أو يوم الحشر؟ قلنا إن كلمة الدين تضم كل هذه المعاني فالدين الحساب، الدين الجزاء، الدين المِلك ومنه سُميت المدينة أي المملوكة لأن عموم الأرض عادة غير مملوكة فلما تملك هذه الأرض وتبني ويثير فيها ملك فسميت مدينته أي القطعة المملوكة التي يملكها الناس. ومنه الدين الإعتقاد أو العقيدة لو وضع أي كلمة أخرى لا تسد مسد كلمة الدين لأن الدين شاملة لكل هذه الأمور فهو يوم الحساب وهو يوم الجزاء وهو يوم الدين نفسه يوم العقيدة يوم بروز وظهور وانتصار الإعتقاد وكل هذه المعاني. لذلك نقول ليس هناك شيء يسد مسد لفظة الدين. وهو العادة والشأن (يقولون دينه وديدنه) كل هذه المعاني تجمع في هذا اليوم.
http://www.islamiyyat.com/al-fateha.htm
لم قال يوم الدين ولم يقل يوم القيامة؟ الدين بمعنى الجزاء وهو يشمل جميع أنواع القيامة من أولها إلى آخرها ويشمل الجزاء والحساب والطاعة والقهر وكلها من معاني الدين، وكلمة الدين أنسب للفظ رب العالمين وأنسب للمكلفين (الدين يكون لهؤلاء المكلفين) فهو أنسب من يوم القيامة؛ لأن القيامة فيها أشياء لا تتعلق بالجزاء أما الدين فمعناه الجزاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين؛ لأن الكلام من أوله لآخره عن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عن القيامة.
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 01:50]ـ
لم أفهم الموضوع جيدا فهل من شرح آخر. وبارك الله فيك
ـ[جمانة انس]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 04:50]ـ
لم أفهم الموضوع جيدا فهل من شرح آخر. وبارك الله فيك
المو ضوع قيم جدا
والبحث في اسرار اختيار لفظ الدين مهم لاننا نكرر تلاوتها في كل ركعة
ومن ذلك
كي يتذكر المؤمن يوم الحساب دائما
فيراقب الله و يحاسب ونفسه و يدينها بالمراقبة في الدنيا قبل يوم الدين
ـ[حمد]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 08:12]ـ
http://www.google.com.sa/search?hl=ar&safe=active&rlz=1R2GGLL_en-GB&q=%22%D8%A3%D9%86%D9%87+%D8%A3 %D8%B7%D8%A7%D8%B9%D9%87%D8%8C +%D9%88%D8%AE%D8%B6%D8%B9+%D9% 84%D9%87%22&****=&aq=f&oq=
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[19 - Jan-2010, صباحاً 10:47]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعلك خادما للإسلام.
ـ[أبويوسف فارس]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 12:17]ـ
جزاك الله خيرا(/)
قاعدة:القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا (هل هي على إطلاقها؟)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 06:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قاعدة:القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا (هل هي على إطلاقها؟)
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
كثير من العلماء الأجلاء يتخذون قاعدة مهمة في تفسير القرآن آلا وهي: " القرآن يفسر بعضه بعضا"، وهذا لا إشكال فيه، لكن هل هذه القاعدة على إطلاقها!، أم أن لها قيودا معتبرة.!؟
وفيما يلي سأعرض بعض كلام أهل العلم عن هذه القاعدة:
///قال ابن كثير:
"والقرآن يفسر بعضه بعضا. وهو أولى ما يفسر به، ثم الأحاديث الصحيحة، ثم الآثار.
وقال:
إن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، وقال تعالى: {وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: "بم تحكم؟ ". قال: بكتاب الله. قال: "فإن لم تجد؟ ". قال: بسنة رسول الله. قال: "فإن لم تجد؟ ". قال: أجتهد برأيى. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: "الحمد لله الذي وفَّق رَسُولَ رسولِ الله لما يرضى رسول الله"، وهذا الحديث في المساند والسنن بإسناد جيد، كما هو مقرر في موضعه.
وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه."
///وقال القرطبي:
"والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا."
///وقال الآلوسي:
"والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا."
///وورد في الدر المنثور للسيوطي:
"وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {مثاني} قال: القرآن يشبه بعضه بعضاً، ويرد بعضه إلى بعض.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {كتاباً متشابهاً} حلاله وحرامه لا يختلف شيء منه. الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف {مثاني} قال: يثني الله فيه الفرائض، والحدود، والقضاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {كتاباً متشابهاً} قال: القرآن كله مثاني. قال: من ثناء الله إلى عبده.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {متشابهاً} قال: يفسر بعضه بعضاً، ويدل بعضه على بعض.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: سألت الحسن رضي الله عنه عن قول الله تعالى {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً} قال: ثنى الله فيه القضاء. تكون في هذه السورة الآية، وفي السورة الآية الأخرى تشبه بها."
///وقال صاحب أضواء البيان:
"والقرآن يفسر بعضه بعضاً، فالمذكور هناك كأنه مذكور هنا، لأن كلام الله يصدق بعضه بعضاً."
///وقال الزرقاني في مناهل العرفان:
" وقد قالوا إن القرآن يفسر بعضه بعضا، وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى، وائتلافه مع المقصد الذي جاء له الكتاب بجملته "
وفي ما قاله الزرقاني كما أعتقد قواعد يجب أن نلتفت إليها عند تفسير القرآن بالقرآن، وهي:
1 - اتفاق التفسير مع جملة المعنى، ويبدو لي أنه يقصد المعنى الذي تتحدث عنه الآيات.، وكما قال صاحب أضواء البيان " القرآن يصدق بعضه بعضا "، فلا يتناسب أن تفسر الآية بتفسير يخالف السياق، لتتناسب مع تفسير آية أخرى وضعت في سياق آخر يخالف سياقها.
2 - وائتلافه مع المقصد الذي جاء له الكتاب بجملته.
ياترى هل ما فهمته صحيح، وهل هناك ضوابط أخرى لهذه القاعدة المهمة؟
و أرجو من اخواني الأفاضل أن لا يبخلوا بعلمهم ولا توجيههم، جزاهم الله تعالى كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 05:48]ـ
للفائدة:
طرحت هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير، وحصلت على فوائد:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10955(/)
التفسير المقاصدي؟
ـ[البريك]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم .. مشايخي الكرام.
كثر الحديث عن المنهج المقاصدي .. والمناهج المقاصدية في تفسير النص ... ألخ .. حتى من الذين لا هم لهم سوى مقاصدهم الشخصية وو ..
فهل من كتب للسلف ولأهل الحديث ـ خاصة ـ سلكت مسلك المقاصد في تفسير كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
لاشك أن المنهج المقاصدي كان حاضرا عند السلف .. ولا شك أنهم كانوا هم الأقرب والأقدر على فهم مقاصد الشريعة لقربهم من عهد الرسالة ...
غير أني أقصد من تميز في ذلك .. خاصة الذين اعتنوا بشرح الحديث.
فهل من مرشد؟ بارك الله فيكم.
ـ[البريك]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:46]ـ
مساعدة ... !!
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 05:23]ـ
ممن اشتهر مِن العلماء بتفسير النصوص مع مراعاة مقاصد الشريعة:
(1) الإمام أبو المعالي الجويني: في كتابه غياث الأمم في التياث الظلم؛ حيث عُنِيَ فيه ببيان مرتبة الحاجيات من مراتب الطلب الشرعي، في دائرة السياسة الشرعية.
(2) الإمام أبو بكر ابن العربي: وذلك في شروحاته الحديثية كالمسالك والقبس كلاهما على الموطأ، وكذا في عارضة الأحوذي في شرح جامع الترمذي، وكذلك في أحكام القرآن.
(3) الإمام عز الدين ابن عبد السلام: في قواعد الأحكام في مصالح الأنام، المعروف ب: القواعد الكيرى، وقد أبدع في هذا الكتاب وأشبع الكلام عن مقاصد الشارع وأثرها في تفسير النصوص.
(4) الإمام القرافي: في الفروق والذخيرة.
(5) شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا واضح في مواضع كثيرة من مجموع الفتاوى ومن الفتاوى الكبرى، على ما بينهما من تداخل أحيانا، لا سيما في الرسالة الماردينية، وفي القواعد الكبرى وغيرها.
(6) الإمام ابن القيم: لا سيما في كتابه الفذ أعلام الموقعين عند الكلام على رفع الحرج وسد الذرائع ومنع الحيل الشرعية.
(7) الإمام الشاطبي: في الموافقات.
(8) الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور: فأصل لموضوع المقاصد في كتابه الماتع "مقاصد الشريعة الإسلامية" وطبق هذه الأصول في كتابه: "أصول النظام الاجتماعي في الإسلام".
ـ[البريك]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 12:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي مصطفى حسنين ... لقد أفدت وأجدت بارك الله فيك ..
واصل توجيهاتك وصلك الله ..(/)
يا أهل تلاوة القرآن أفيدونا عن صلة هذه الآية بما قبلها
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:36]ـ
طيلة السنوات الماضية كنت أتساءل عن مناسبة الآيتين من آخر سورة التوبة بما قبلها:
" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "
وبالأمس فقط بدا لي فيها شيء ولكني سأذكره لكم لتقيموه بعدما أنتظر المشاركة منكم تفضلاً.
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 10:35]ـ
الحمد لله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Feb-2008, صباحاً 10:42]ـ
قد أيست من انتظار الرد 0000 فسأقول ما عندي، وأرجو ألا يكون حظي من التعليقات على ما سأذكره كحظي منه في أصل الموضوع.
الله عز وجل حرم على المؤمنين أن يتخلفوا عن رسول الله في غزو أو أن يبخلوا بأنفسهم في سبيل حمايته والحفاظ عليه فقال:
" مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة 120).
ثم بين تعالى ما يختص باحكام النفر والأمر بقتال الكفار وموقف المنافقين من ذلك وبيان لبعض سلوكياتهم.
ولما كان الأمر الالهي بتحريم التخلف عن الرسول ووجوب فدائه ولو بالنفس أمراً عظيماً شديداً على النفس البشرية - ذكر الله تعالى بعد ذلك قدر الرسول العظيم وفضله على المؤمنين وحرصه علي هدايتهم ورحمته بهم ما يجعل تحريم التخلف عنه ووجوب فدائه بكل شيء أمراً ليس فقط مبرراً بل وواجباً مفهوماً ومعقولاً ومنطقياً ----- والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 12:52]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
قال البقاعي في نظم الدرر:
ولما أمر صلى الله عليه وسلم أن يبلغ هذه الأشياء الشاقة جداً من أمر هذه السورة، وكان من المعلوم أنه لا يحمل ذلك إلا من وفقه الله تعالى، وأما المنافقون فيكرهون ذلك وكان انصرافهم دالاً على الكراهة، عرفهم أن الأمر كان يقتضي توفر دواعيهم على محبة هذا الداعي لهم المقتضي لملازمته والبعد عما يفعلونه به من الانصراف عنه، وأن أحواله الداعية لهم إلى محبته أعظم من أحوال آبائهم التي أوجبت لهم منهم من المحبة وعليهم من الحقوق ما هم مفتخرون بالتلبس به والمغالاة فيه، وأن كل ما يحصل بهذا القرآن من العز والشرف في الدنيا فهو لكل من آمن به فقال: {لقد جاءكم رسول}.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 01:16]ـ
جزاك الله خيراً - والحمد لله رب العالمين.(/)
توجيهات العلامة العثيمين في اختيار التفاسير.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 04:49]ـ
آراء الشيخ العلامة ابن عثيمين وتوجيهاته في اختيار التفاسير:
السؤال:
تعلمون حفظكم الله أن الإجازة الصيفية قادمة، فحبذا لو دللتمونا على بعض كتب التفسير تنصحونا بقراءتها، وتكون خالية من الإسرائيليات والموضوعات، وما تعليقكم على تفسير الجلالين من حيث الإسرائيليات و بعض الملاحظات جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: تريد أن تقرأها للعامة أم لنفسك؟
السائل: للشباب.
الجواب:
[أنا أرى أن من خير التفاسير تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - على ما فيه من بعض الآيات التي يختصر فيها اختصاراً مخلاً، أو ربما يطويها ولا يتكلم عليها، لكن هذا قليل، إنما فيه فوائد ما تكاد تجدها في غيره، فهو صالح لطالب العلم، والنقص الذي فيه يمكن للإنسان أن يتلافاه بمراجعة تفسير ابن كثير، أو غيره كفتح القدير للشوكاني، وإن كان فيه ما فيه لكنه طيب.
السائل: يصلح للعوام؟
الشيخ: الذي يصلح للعوام تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي؛ لأنه ليس فيه إسرائيليات، ولا أسانيد ولا شيء أبدا.
السائل: تفسير الجلالين؟
تفسير الجلالين لطالب العلم جيد، لأنه في الحقيقة زبدة، وكما تعلم أنه يتمشى في مسألة الصفات على مذهب الأشاعرة، فلا يوثق به بل يرد قوله في ذلك، لكن في غير ذلك جيد جداً من حيث سبكه للقرآن، وتنبيهه في كلمات وجيزة على أمور تخفى على من يطالعه من أهل العلم!، فإذا اجتمع الفتوحات الإلهية وهو ما يعرف بحاشية الجمل مع الجلالين كان طيباً].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (32) ب.
السؤال:
ماذا يستحسن أن يقرأ المبتدئ من كتب التفسير؟
الجواب:
[أحسن شيء إما تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي، لأنه واضح وليس فيه تكلف ولا شيء، أو تفسير ابن كثير، والباقي من التفاسير كلها طيبة إن شاء الله، لكن بعضهم غلب عليه مذهب الأشاعرة].
" لقاء الباب المفتوح ". شريط (220) وجه أ.
السؤال:
كيف يتمكن طالب العلم من علم التفسير وما هي الطريقة المناسبة للتمكن من فن التفسير؟
الجواب:
[على كل حال الله عز وجل يعين من شاء من عباده، لكن الطرق أن يعرف الإنسان معنى كلام الله من المفسرين الموثوقين في علمهم، وفي دينهم وأمانتهم، لأن بعض المفسرين عنده علم، وجيد في التفسير لكنه لا يُؤمن من جهة العقيدة، فأحسن ما أرى من التفاسير فيما اطلعت عليه تفسير ابن كثير - رحمه الله -، وتفسير ابن سعدي، و تفسير القرطبي على أن فيه بعض الشيء، و تفسير الشوكاني أيضاً لا بأس به، ولكن أظنه لا يخلو من الملاحظات، والمسألة فهم يؤتيه الله من يشاء، ولهذا لما قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: [هل خصكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشيء؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (221) وجه ب.
السؤال:
طيب هذا السائل من الدمام فضيلة الشيخ له سؤال ثاني يقول: ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها، وخصوصاً لطلبة العلم مأجورين؟
الجواب:
[كتب التفسير الحقيقة تختلف مشاربها فتفسير ابن كثير من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك وتفسير ابن جرير وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول وفي الآثار الواردة فيه ما هو غثٍ وسمين فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كتفسير الزمخشري فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ويكون قد استسلم لها فيضل ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه وقد يكون في تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها لكن هذا ما اطلعت عليه ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب فليراجع كل ما تيسر من التفاسير].
" نور على الدرب " شريط (269) وجه أ
السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ بماذا توجهون المستمعين من كتب التفسير في قراءتها يا شيخ؟
الجواب:
[كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة، والعلماء - رحمهم الله - كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم، فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني، بقطع النظر عن الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك، ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك، ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية، فهم يختلفون.
لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي، لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها، وهذا قليل عنده؛ ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري لكن احذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به].
(نور على الدرب) (329) وجه أ
السؤال:
ما رأيكم يا شيخ في تفسير البغوي؟
الجواب:
[تفسير البغوي جيد و لا بأس به، لكن أحث إخواني السامعين على مراجعة " مقدمة التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تكلم عن التفاسير التي مرت به كلاماً جيداً فلتراجع].
(نور على الدرب) شريط (347) وجه ب.
السؤال:
حفظكم الله وسدد خطاكم طالب العلم الذي يريد أن يقرأ في التفسير ما هي أشهر كتب التفسير التي يقتنيها طالب العلم؟
الجواب:
[أرى أن يقتني تفسير ابن كثير - رحمه الله -، وتفسير شيخنا عبد الرحمن ابن سعدي، لأنهما خير ما اطلعت عليه من كتب التفاسير، وهناك تفسيرات أخرى لطالب العلم الراقي كتفسير القرطبي وتفسير الشوكاني].
" نور على الدرب " شريط (360) وجه أ.
السؤال:
جزاكم الله خيرا، كتب التفسير تحدثت فضيلة الشيخ عن تأويل بعض هذه الصفات، طالب العلم الذي يريد أن يقرأ التفسير بماذا ترشدونه يا شيخ؟
الجواب:
[أرشده إلى أن يتجنب جميع الكتب التي فيها التحريف، ثم إذا ترعرع فيما بعد وأحب أن يطلع ويرى ما ابتلي به بعض الناس من التحريف فلا حرج، أما في بداية الأمر فأخشى عليه الضلال إذا طالع الكتب التي فيها التحريف، كتحريف استوى بمعنى استولى، {وجاء ربك} بمعنى جاء أمر ربك، و {بل يداه مبسوطتان} أي نعمتاه، وما أشبه ذلك من التحريف الباطل، هذا لا يمكن أن يقرأه المبتدئ، لأنه يضل ويهلك.
ونحن نؤمن بأن الله يجيء نفسه، لأن الله أضاف الفعل إلى نفسه، {جاء ربك} وأنه استوى على عرشه حقا، وبأن له يدين حقيقتين قال الله عز وجل: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)، فالأمر واضح ولله الحمد، الأمر مثل الشمس في رابعة النهار، لكني أقول من لم يجعل الله له نورا فما له من نور].
"نور على الدرب" شريط (372) وجه ب
السؤال:
هل يثاب الإنسان الذي يقرأ القرآن ولو لم يفهم معانيه؟
الجواب:
[القرآن الكريم مبارك، كما قال الله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالإنسان مأجور على قراءته، سواء فهم معناه أم لم يفهم، ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يقرأ قرآناً مكلَّفاً بالعمل به بدون أن يفهم معناه، فالإنسان لو أراد أن يتعلم الطب مثلاً، ودرس كتب الطب، فإنه لا يمكن أن يستفيد منها حتى يعرف معناها، وتشرَح له، بل هو يحرص كل الحرص على أن يفهم معناها من أجل أن يطبقها، فما بالك بكتاب الله سبحانه وتعالى، الذي هو شفاء لما في الصدور، وموعظة للناس أن يقرأه الإنسان بدون تدبر وبدون فهم لمعناه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوزن عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً، فالإنسان مثاب ومأجور على قراءة القرآن، سواء فهم معناه أم لم يفهم، ولكن ينبغي له أن يحرص كل الحرص على فهم معناه، وأن يتلقى هذا المعنى من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم، فإن لم يتيسر له عالم يُفهّمه المعنى فليرجع إلى كتب التفسير الموثوقة، مثل تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وغيرهما من التفاسير التي تعتني بالتفسير الأثري المروي عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم].
(نور على الدرب) شريط (85) وجه أ.
[ننصح جميع إخواننا المسلمين أن يعتنوا أولاً بكتاب الله عز وجل، بفهمه والعناية بتفسيره، وتلقي ذلك من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم، ومن الكتب كتب التفسير الموثوقة تفسير ابن كثير وتفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله، وغيرها من التفاسير التي يوثق بمؤلفيها في عقيدتهم وعلمهم، لأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا لا يتجاوزون عشر آياتٍ من القرآن، حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، ولأن ارتباط الإنسان بكلام الله عز وجل ارتباطٌ بالله سبحانه وتعالى، فإن القرآن كلام الله لفظه ومعناه، ولأن الإنسان إذا كان لا يفهم القرآن إلا قراءةً فقط فهو أمي، وإن كان يقرأ القرآن!، قال الله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) أي: إلا قراءة، فوصفهم بأنهم أميون، ولكن لا يعني ذلك ألا نهتم بقراءة القرآن، لأن قراءة القرآن عبادة، وقارئ القرآن له في كل حرفٍ عشر حسنات، قارئ القرآن له في كل حرف عشر حسنات، فهذا أول ما ينبغي للمسلم أن يبتدئ به، وهو فهم كتاب الله عز وجل؛ ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبدأ بالكتب المختصرة مثل "عمدة الأحكام"، لعبد الغني المقدسي، فإنها أحاديث مختصرة من الصحيحين، وغالب ما يحتاج إليه الإنسان من الأحكام موجودٌ فيه، وكذلك الأربعون النووية للنووي -رحمه الله- وتتمتها لابن رجب -رحمه الله- ثم يرتقي إلى بلوغ المرام، ثم إلى المنتقى، وهكذا يبدأ شيئاً فشيئاً، أما في كتب العقيدة فمن أحسن ما كُتب وأجمعه وأنفعه "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فإنها زبدة عقيدة أهل السنة والجماعة، وأما في الفقه فمن أحسن الكتب المؤلفة "زاد المستقنع في اختصار المقنع" على المذهب الحنبلي].
" نور على الدرب " شريط (183) وجه ب.
السؤال:
فضيلة الشيخ: ما هي الكتب التي يتدرج بها طالب العلم في التفسير من بداية أمره حتى يبلغ الذروة، وما رأيك في تفسير زبدة التفاسير هل هو مناسب للمبتدئ أم لا؟ وكذلك تفسير الجلالين وكذلك غيره؟
الجواب:
على كل حال، فيما أرى أن من أسهل ما يكون على طالب العلم المبتدئ هو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي؛ لأن كلماته واضحة، وأسلوبه يفهمه العامي وطالب العلم، وفيه فوائد في بعض الآيات لا تجدها في غيره، فهو خير كتاب فيما أرى يبتدئ به الإنسان في التفسير. أما تفسير الجلالين فنعم مختصر، لكن تفسير الجلالين يحتاج إلى فحل من الرجال .. إلى عالم؛ لأن فيه رموزاً لا يحلها إلا طالب علم قوي، وأما زبدة التفاسير فأنا ما قرأته ولا أدري من مؤلفه].
(اللقاء الشهري).
[اعتنِ يا أخي بالقرآن الكريم .. تفهم معناه، إما من كتب التفسير المعتمدة الموثوق بمؤلفيها كتفسير ابن كثير، وتفسير القرطبي، وتفسير عبد الرحمن بن سعدي، وتفسير الشيخ أبو بكر الجزائري، وتفسير الشوكاني، وغيرها من التفاسير الموثوق بها، وكذلك تفسير البغوي، طالعها، وانتفع بها، وإذا أشكل عليك شيء فعندك العلماء والحمد لله، والاتصال بالعلماء الآن أسهل من ذي قبل ... ].
من (اللقاء الشهري).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:04]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 08:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وإياكم أخي ابن رشد.
ـ[أبو عبد الرحمن السلفي]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 02:23]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي العزيز علي الفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 11:40]ـ
أنا أستغرب توصية العلماء للمبتدئ بالقراءة فى تفسير السعدى مع ان الشيخ السعد يقول فى اخر تفسير الاسراء
وقد تكرر عليّ السؤال من كثير من الأصحاب في نشر تفسيرنا هذا جميعه وألحوا لما يرونه من الفائدة الكبيرة، فاعتذرت بأن ذلك يصعب جدا لأنه مبسوط، وأيضا في هذه الأوقات قلت رغبات الناس في الكتب المطولة
وأيضا الشيخ عبد الرحمن الشهرى يوصى الدعاة بقراءة الشعدى كل سنة فى رمضان مرة لتستقر معانيه فى القلوب 0
وفعلا انت تجد السعدى تفسير صعب جدا اذ كلامه ينطوى على معانى لا يغرفها الا من عنده علم
فما رأيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 11:54]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
أنا أستغرب توصية العلماء للمبتدئ بالقراءة فى تفسير السعدى مع ان الشيخ السعد يقول فى اخر تفسير الاسراء
وقد تكرر عليّ السؤال من كثير من الأصحاب في نشر تفسيرنا هذا جميعه وألحوا لما يرونه من الفائدة الكبيرة، فاعتذرت بأن ذلك يصعب جدا لأنه مبسوط، وأيضا في هذه الأوقات قلت رغبات الناس في الكتب المطولة
وأيضا الشيخ عبد الرحمن الشهرى يوصى الدعاة بقراءة الشعدى كل سنة فى رمضان مرة لتستقر معانيه فى القلوب 0
وفعلا انت تجد السعدى تفسير صعب جدا اذ كلامه ينطوى على معانى لا يغرفها الا من عنده علم
فما رأيكم
أخي خالدا: أنا أخالفك الرأي، بل تفسير الشيخ سهل العبارة، واضح المعاني، لا أظنه يشكل على عامة الناس.
أبا عبد الرحمن، أبا عبيدة، أبا علي: بارك الله فيكم على مروركم.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 06:59]ـ
آراء الشيخ العلامة ابن عثيمين وتوجيهاته في اختيار التفاسير:
السؤال:
تعلمون حفظكم الله أن الإجازة الصيفية قادمة، فحبذا لو دللتمونا على بعض كتب التفسير تنصحونا بقراءتها، وتكون خالية من الإسرائيليات والموضوعات، وما تعليقكم على تفسير الجلالين من حيث الإسرائيليات و بعض الملاحظات جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: تريد أن تقرأها للعامة أم لنفسك؟
السائل: للشباب.
الجواب:
[أنا أرى أن من خير التفاسير تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - على ما فيه من بعض الآيات التي يختصر فيها اختصاراً مخلاً، أو ربما يطويها ولا يتكلم عليها، لكن هذا قليل، إنما فيه فوائد ما تكاد تجدها في غيره، فهو صالح لطالب العلم، والنقص الذي فيه يمكن للإنسان أن يتلافاه بمراجعة تفسير ابن كثير، أو غيره كفتح القدير للشوكاني، وإن كان فيه ما فيه لكنه طيب.
السائل: يصلح للعوام؟
الشيخ: الذي يصلح للعوام تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي؛ لأنه ليس فيه إسرائيليات، ولا أسانيد ولا شيء أبدا.
السائل: تفسير الجلالين؟
تفسير الجلالين لطالب العلم جيد، لأنه في الحقيقة زبدة، وكما تعلم أنه يتمشى في مسألة الصفات على مذهب الأشاعرة، فلا يوثق به بل يرد قوله في ذلك، لكن في غير ذلك جيد جداً من حيث سبكه للقرآن، وتنبيهه في كلمات وجيزة على أمور تخفى على من يطالعه من أهل العلم!، فإذا اجتمع الفتوحات الإلهية وهو ما يعرف بحاشية الجمل مع الجلالين كان طيباً].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (32) ب.
السؤال:
ماذا يستحسن أن يقرأ المبتدئ من كتب التفسير؟
الجواب:
[أحسن شيء إما تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي، لأنه واضح وليس فيه تكلف ولا شيء، أو تفسير ابن كثير، والباقي من التفاسير كلها طيبة إن شاء الله، لكن بعضهم غلب عليه مذهب الأشاعرة].
" لقاء الباب المفتوح ". شريط (220) وجه أ.
السؤال:
كيف يتمكن طالب العلم من علم التفسير وما هي الطريقة المناسبة للتمكن من فن التفسير؟
الجواب:
[على كل حال الله عز وجل يعين من شاء من عباده، لكن الطرق أن يعرف الإنسان معنى كلام الله من المفسرين الموثوقين في علمهم، وفي دينهم وأمانتهم، لأن بعض المفسرين عنده علم، وجيد في التفسير لكنه لا يُؤمن من جهة العقيدة، فأحسن ما أرى من التفاسير فيما اطلعت عليه تفسير ابن كثير - رحمه الله -، وتفسير ابن سعدي، و تفسير القرطبي على أن فيه بعض الشيء، و تفسير الشوكاني أيضاً لا بأس به، ولكن أظنه لا يخلو من الملاحظات، والمسألة فهم يؤتيه الله من يشاء، ولهذا لما قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: [هل خصكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشيء؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه].
" لقاء الباب المفتوح " شريط (221) وجه ب.
السؤال:
طيب هذا السائل من الدمام فضيلة الشيخ له سؤال ثاني يقول: ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها، وخصوصاً لطلبة العلم مأجورين؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
[كتب التفسير الحقيقة تختلف مشاربها فتفسير ابن كثير من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك وتفسير ابن جرير وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول وفي الآثار الواردة فيه ما هو غثٍ وسمين فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كتفسير الزمخشري فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ويكون قد استسلم لها فيضل ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه وقد يكون في تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها لكن هذا ما اطلعت عليه ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب فليراجع كل ما تيسر من التفاسير].
" نور على الدرب " شريط (269) وجه أ
السؤال:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ بماذا توجهون المستمعين من كتب التفسير في قراءتها يا شيخ؟
الجواب:
[كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة، والعلماء - رحمهم الله - كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم، فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني، بقطع النظر عن الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك، ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك، ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية، فهم يختلفون.
لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي، لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها، وهذا قليل عنده؛ ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري لكن احذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به].
(نور على الدرب) (329) وجه أ
السؤال:
ما رأيكم يا شيخ في تفسير البغوي؟
الجواب:
[تفسير البغوي جيد و لا بأس به، لكن أحث إخواني السامعين على مراجعة " مقدمة التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تكلم عن التفاسير التي مرت به كلاماً جيداً فلتراجع].
(نور على الدرب) شريط (347) وجه ب.
السؤال:
حفظكم الله وسدد خطاكم طالب العلم الذي يريد أن يقرأ في التفسير ما هي أشهر كتب التفسير التي يقتنيها طالب العلم؟
الجواب:
[أرى أن يقتني تفسير ابن كثير - رحمه الله -، وتفسير شيخنا عبد الرحمن ابن سعدي، لأنهما خير ما اطلعت عليه من كتب التفاسير، وهناك تفسيرات أخرى لطالب العلم الراقي كتفسير القرطبي وتفسير الشوكاني].
" نور على الدرب " شريط (360) وجه أ.
السؤال:
جزاكم الله خيرا، كتب التفسير تحدثت فضيلة الشيخ عن تأويل بعض هذه الصفات، طالب العلم الذي يريد أن يقرأ التفسير بماذا ترشدونه يا شيخ؟
الجواب:
[أرشده إلى أن يتجنب جميع الكتب التي فيها التحريف، ثم إذا ترعرع فيما بعد وأحب أن يطلع ويرى ما ابتلي به بعض الناس من التحريف فلا حرج، أما في بداية الأمر فأخشى عليه الضلال إذا طالع الكتب التي فيها التحريف، كتحريف استوى بمعنى استولى، {وجاء ربك} بمعنى جاء أمر ربك، و {بل يداه مبسوطتان} أي نعمتاه، وما أشبه ذلك من التحريف الباطل، هذا لا يمكن أن يقرأه المبتدئ، لأنه يضل ويهلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نؤمن بأن الله يجيء نفسه، لأن الله أضاف الفعل إلى نفسه، {جاء ربك} وأنه استوى على عرشه حقا، وبأن له يدين حقيقتين قال الله عز وجل: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)، فالأمر واضح ولله الحمد، الأمر مثل الشمس في رابعة النهار، لكني أقول من لم يجعل الله له نورا فما له من نور].
"نور على الدرب" شريط (372) وجه ب
السؤال:
هل يثاب الإنسان الذي يقرأ القرآن ولو لم يفهم معانيه؟
الجواب:
[القرآن الكريم مبارك، كما قال الله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالإنسان مأجور على قراءته، سواء فهم معناه أم لم يفهم، ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يقرأ قرآناً مكلَّفاً بالعمل به بدون أن يفهم معناه، فالإنسان لو أراد أن يتعلم الطب مثلاً، ودرس كتب الطب، فإنه لا يمكن أن يستفيد منها حتى يعرف معناها، وتشرَح له، بل هو يحرص كل الحرص على أن يفهم معناها من أجل أن يطبقها، فما بالك بكتاب الله سبحانه وتعالى، الذي هو شفاء لما في الصدور، وموعظة للناس أن يقرأه الإنسان بدون تدبر وبدون فهم لمعناه؟!
ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوزن عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً، فالإنسان مثاب ومأجور على قراءة القرآن، سواء فهم معناه أم لم يفهم، ولكن ينبغي له أن يحرص كل الحرص على فهم معناه، وأن يتلقى هذا المعنى من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم، فإن لم يتيسر له عالم يُفهّمه المعنى فليرجع إلى كتب التفسير الموثوقة، مثل تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وغيرهما من التفاسير التي تعتني بالتفسير الأثري المروي عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم].
(نور على الدرب) شريط (85) وجه أ.
[ننصح جميع إخواننا المسلمين أن يعتنوا أولاً بكتاب الله عز وجل، بفهمه والعناية بتفسيره، وتلقي ذلك من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم، ومن الكتب كتب التفسير الموثوقة تفسير ابن كثير وتفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله، وغيرها من التفاسير التي يوثق بمؤلفيها في عقيدتهم وعلمهم، لأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا لا يتجاوزون عشر آياتٍ من القرآن، حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، ولأن ارتباط الإنسان بكلام الله عز وجل ارتباطٌ بالله سبحانه وتعالى، فإن القرآن كلام الله لفظه ومعناه، ولأن الإنسان إذا كان لا يفهم القرآن إلا قراءةً فقط فهو أمي، وإن كان يقرأ القرآن!، قال الله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) أي: إلا قراءة، فوصفهم بأنهم أميون، ولكن لا يعني ذلك ألا نهتم بقراءة القرآن، لأن قراءة القرآن عبادة، وقارئ القرآن له في كل حرفٍ عشر حسنات، قارئ القرآن له في كل حرف عشر حسنات، فهذا أول ما ينبغي للمسلم أن يبتدئ به، وهو فهم كتاب الله عز وجل؛ ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبدأ بالكتب المختصرة مثل "عمدة الأحكام"، لعبد الغني المقدسي، فإنها أحاديث مختصرة من الصحيحين، وغالب ما يحتاج إليه الإنسان من الأحكام موجودٌ فيه، وكذلك الأربعون النووية للنووي -رحمه الله- وتتمتها لابن رجب -رحمه الله- ثم يرتقي إلى بلوغ المرام، ثم إلى المنتقى، وهكذا يبدأ شيئاً فشيئاً، أما في كتب العقيدة فمن أحسن ما كُتب وأجمعه وأنفعه "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فإنها زبدة عقيدة أهل السنة والجماعة، وأما في الفقه فمن أحسن الكتب المؤلفة "زاد المستقنع في اختصار المقنع" على المذهب الحنبلي].
" نور على الدرب " شريط (183) وجه ب.
السؤال:
فضيلة الشيخ: ما هي الكتب التي يتدرج بها طالب العلم في التفسير من بداية أمره حتى يبلغ الذروة، وما رأيك في تفسير زبدة التفاسير هل هو مناسب للمبتدئ أم لا؟ وكذلك تفسير الجلالين وكذلك غيره؟
الجواب:
على كل حال، فيما أرى أن من أسهل ما يكون على طالب العلم المبتدئ هو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي؛ لأن كلماته واضحة، وأسلوبه يفهمه العامي وطالب العلم، وفيه فوائد في بعض الآيات لا تجدها في غيره، فهو خير كتاب فيما أرى يبتدئ به الإنسان في التفسير. أما تفسير الجلالين فنعم مختصر، لكن تفسير الجلالين يحتاج إلى فحل من الرجال .. إلى عالم؛ لأن فيه رموزاً لا يحلها إلا طالب علم قوي، وأما زبدة التفاسير فأنا ما قرأته ولا أدري من مؤلفه].
(اللقاء الشهري).
[اعتنِ يا أخي بالقرآن الكريم .. تفهم معناه، إما من كتب التفسير المعتمدة الموثوق بمؤلفيها كتفسير ابن كثير، وتفسير القرطبي، وتفسير عبد الرحمن بن سعدي، وتفسير الشيخ أبو بكر الجزائري، وتفسير الشوكاني، وغيرها من التفاسير الموثوق بها، وكذلك تفسير البغوي، طالعها، وانتفع بها، وإذا أشكل عليك شيء فعندك العلماء والحمد لله، والاتصال بالعلماء الآن أسهل من ذي قبل ... ].
من (اللقاء الشهري).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان من الحري للسائل تعريف الشيخ رحمه الله بمؤلف كتاب زبدة التفسير، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وللفائدة هذا رابط تحميل زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كل قارئ، والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553)
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم تميم]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 07:38]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[29 - Jan-2010, صباحاً 07:03]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[أم أبي التراب]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا
ونفعكم ونفع بكم
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 08:30]ـ
ويمكننا ان نضيف تفسير القاسمى مهم ايضا هناك بعض لمواضع فى تفسير السعدى قد لا يفهمها الا طلبة العلم(/)
أسباب انتشار رواية حفص عن عاصم
ـ[يسري حسين سعد]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 01:04]ـ
الحمد لله الكريم المنان, سابغ النعم والإحسان, رحيم بأوليائه, يخرجهم من الظلمات إلى النور, ويهديهم إلى سواء السبيل. وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, وعمل بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:
فلقد اشتهر في كل طبقة من طبقات الأمة جماعة عنيت بحفظ القرآن الكريم وإقرائه، ولما وقع الخلاف على ما يحتمله رسم المصحف العثماني - من التشكيل والإمالة والإدغام والهمز والنقل, وغيرها من القراءات, وتمسك القراء بما أخذوه بالتلقي - أجمع أهل العلم على اختيار قارئ مشهور بالثقة والأمانة في النقل من كل مصر للأخذ عنه, بشرط التواتر، وموافقة رسم المصحف العثماني، وموافقة اللغة العربية ولو بوجه.
وكانت قراءات الأئمة السبعة قد اشتهرت على رأس المائتين في الأمصار, وفي أوائل المائة الثالثة من الهجرة في بغداد جمع ابن مجاهد قراءات أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة؛ على قراءة القراء السبعة، ثم أضيفت القراءات الثلاث؛ قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف, واختير أربعة قراءات من الشواذ، وأُلفت الكتب الكثيرة في القراءات, حتى وصل الحال إلى اختيار قراءات الأئمة العشرة ورواتهم المشهورة, وجرى العمل على ذلك إلى يومنا هذا، وأصبحت الآن تؤخذ بالتلقي والإقراء بموجب متن الشاطبية، والدرة, وطيبة النشر.
وثمة أسباب لانتشار رواية حفص عن عاصم الكوفي منها:
1 – عدم وجوب القراءة بكل القراءات؛ قال تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}. وجاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا منه ما تَيَسَّرَ". وعند مسلم قال جِبْرِيلُ عليه السَّلام للنبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ, فَأَيُّمَا حَرْفٍ قرأوا عليه فَقَدْ أَصَابُوا". وهذا يفيد اختيار الأيسر, ويفيد عدم وجوب القراءة بكل الروايات, ولو كان واجبًا لوقع الاهتمام الشديد بكل الروايات, وكان لها الانتشار كرواية حفص أو أشد.
فهذا سبب قوي يفضي إلى ترك القراءة التي فيها أعمال كثيرة للغالبية من الناس؛ إلا من كانت عنده الهمة والرغبة في تعلم القراءات والقراءة والإقراء بها, وهم كُثر ولله الحمد والمنة, حتى زاد في هذا العصر الاهتمام بهذا العلم الجليل, وإني لأذكر أنه كان في كل أرض مصر معهد واحد لتدريس القراءات, والآن في كل محافظة معهد لتعليم القراءات.
ولما كانت قراءة حفص من السهولة واليسر بمكان – كما سيأتي تفصيله في السبب الرابع – لا جرم كَثُر إقبال الناس عليها تلاوة وحفظًا وتعليمًا.
2 - اشتهرت روايته عن عاصم بن أبي النجود في الكوفة، وكانت دار الخلافة حينئذ, يفد إليها العلماء وطلاب العلم, وكان حفص متفرغًا للإقراء عن غيره من القراء, ولما انتقلت الخلافة إلى بغداد انتقل حفص إليها, وأيضًا جاور بمكة وأقرأ بها, ومكة محل التقاء لعلماء العالم الإسلامي. ودار الخلافة بغداد كانت محط العلماء والمتعلمين, وكَثُر فيها الناس لوفرة العيش فيها؛ فاشتهرت روايته في بغداد أيضًا, وكثر عدد الآخذين لرواية حفص, ومن ثم انتشرت في سائر البلدان, وخاصة بلاد المشرق, وكان السائد في بلاد المغرب قراءة ورش وأبي عمرو.
3 – إتقان حفص لروايته عن عاصم, وقوة سنده من الأسباب المهمة في انتشار روايته؛ إذ يقول الشاطبي:
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ
وذلك أن حفصًا – وكنيته: أبو بكر - كان ابن زوجة شيخه عاصم بن أبي النجود, وكان معه في دار واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمرو الداني: "وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة, ونزل بغداد فأقرأ بها, وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا". وقال ابن المنادي: "وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر ابن عياش – يعني: شعبة – ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم, وأقرأ الناس دهرًا, وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه؛ يعني: سندًا".
فثناء الفقهاء والعلماء على إتقانه وضبط قراءته؛ زاد الإقبال الشديد على روايته.
4 - تمتاز قراءة حفص بأنها يسيرة سهلة الأداء, والنفس ترغب في التيسير, والرواية ليس فيها عمل كثير إضافي كغيرها من قراءة الكوفيين؛ فضلاً عن غيرهم, كالإمالة الكثيرة في قراءة حمزة والكسائي وخلف - وهم قراء الكوفة - وأيضًا المد المشبع في المنفصل والمتصل, والسكت المتكرر على الهمز الذي قبله ساكن موصولاً كان أم مفصولاً, والوقف على الهمز في قراءة حمزة وهشام, وإمالة هاء التأنيث حال الوقف عند الكسائي, والمدود أيضًا في قراءة ورش عن نافع, أو صلة ميم الجمع وسكونها واختلاف المد المنفصل في قراءة قالون عن نافع أيضًا, والصلة المتكررة أيضًا في قراءة ابن كثير المكي وأبي جعفر المدني, أو الإدغام الكثير للمثلين الكبير والمتقاربين في رواية السوسي عن أبي عمرو, أو العمل في الهمز المتتالي سواء كان في كلمة أو كلمتين, عند نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر؛ وهذا يعد عاملاً آخر للإقبال على رواية حفص.
5 – وفي هذا العصر زاد انتشار قراءة حفص واشتهارها؛ بسبب طباعة المصاحف برسم قراءته؛ فلا تكاد تجد أرضًا إلا وغالب المصاحف المطبوعة فيها برواية حفص عن عاصم، اللهم إلا النزر اليسير من بلاد المغرب وإفريقيا؛ ومع هذا فقد بدأ الانتشار الواسع لمطبوعات المصاحف الجديدة يدبُّ إليها, وذلك بشهادة من التقيت بهم من حفَّاظ بلاد المغرب, وخاصة موروتنانيا.
6 – وسائل الإعلام المسموعة والمرئيَّة؛ من إذاعة وتلفاز وأشرطة وحاسب آلي؛ القراءة في معظمها برواية حفص، وهذا شيء ملحوظ ومشاهد. وكان أول تسجيل صوتي للقرآن الكريم في العالم الإسلامي بصوت الشيخ محمود خليل الحصري برواية حفص.
7 – تدريس القرآن برواية حفص في المدارس والمعاهد والجامعات والكتاتيب في أغلب الأقطار؛ حتى في معاهد القراءات أول ما يدرس الطلاب القرآن برواية حفص؛ تلاوة وحفظًا وتجويدًا, ثم يُبنى عليها بقية القراءات العشر المتواترة, والأربعة من الشواذ.
7 – وثمة سبب لعله هو أقوى الأسباب وأهمها: أن الله عزَّ جلَّ قد وضع لهذه الرواية القبول والإقبال, لأسباب قد لا نعلمها؛ وهي مع ذلك لا تنفي القراءات الأخرى وأهميتها, ولا تحط من شأنها، فكلٌّ كلام رب العالمين, وتنزيل من حكيم حميد. والله تعالى أعلى وأعلم.
كما نحث أهل الاختصاص في هذا العلم, بالعمل على نشر القراءات وتداولها بين المسلمين, وتسجيل القراءات وإذاعتها على الناس؛ تلاوة وتعليمًا, وترغيبهم فيها, واتخاذ الطرق التي تيسرها لهم؛ ليتعرفوا على كلام الله بحلاوته وطلاوته.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعمل الصالح.
يوم عاشوراء عام 1428 هـ, الموافق 29/ 2/2007م.
ـ[ابو رميساء]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مكاوي]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 02:03]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[الطاهر عمر الطاهر]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 03:17]ـ
أشكرك أخي في البداية على الموضوع
ولكن هناك تساؤلات كثيرة حول دعوى الانتشار الكبير لرواية حفص
فأولا: مقياس هذا الانتشار هل هو بحسب الإنتاج المقروء والمسموع والمبصر أو بحسب عدد الحفظة؟
وثانيا: ينبغي الاعتماد على إحصاء دقيق لتوزيع القراءات في العالم الإسلامي، والذي أعرفه أن كل الدول المتبعة لمذهب المالكية تقرأ بحرف نافع إن ورشا أو قالونا، وهذه الدول تمثل إفريقيا كلها ما عدا مصر والسودان وربما كينيا
لذا أرجو مزيدا من البحث في الموضوع، وهو هام جدا(/)
القرآن الكريم؛ تعريفه وعلومه ...
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 07:19]ـ
كثير منا يسمع بعلوم القرآن فما هي علوم القرآن؟ وقبل هذا ما هو تعريف القرآن؟
سوف نتعرف على تعريف القرآن وعلومه في هذا الموضوع إن شاء الله تعالى , ومرجعنا بإذن الله كتاب ((التِّبيَان في علوم القرآن)) للشيخ محمد علي الصابوني , نسأل الله تعالى الإخلاص والقبول , و صلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
تعريف القرآن:
هو كلام الله المعجز , المنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) , بواسطة الأمين جبريل عليه السلام , المكتوب في المصاحف , المنقول إلينا بالتواتر , المتعبد بتلاوته , المبدوء بسورة الفاتحة , المختتم بسورة الناس.
ما المقصود بعلوم القرآن:
يقصد بعلوم القرآن الأبحاث التي تتعلق بهذا الكتاب المجيد الخالد , من حيث النزول , والجمع , والترتيب , والتدوين , ومعرفة أسباب النزول , والمكي منه والمدني , ومعرفة الناسخ والمنسوخ , والمحكم والمتشابه , وغير ذلك من الأبحاث الكثيرة التي تتعلق بالقرآن العظيم أو لها صلة به .. والغرض من هذه الدراسة فهم كلام الله عز و جل على ضوء ما جاء عن الرسول (ص) من توضيح وبيان وما نقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين , حول تفسيرهم لآيات القرآن , ومعرفة طريقة المفسرين و أساليبهم في التفسير , مع بيان مشاهيرهم ومعرفة خصائص كلٍ من المفسرين , وشروط التفسير وغير ذلك من دقائق هذا العلم.
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 10:42]ـ
أسماء القرآن:
للقرآن الكريم أسماء عديدة كلها تدل على رفعة شأنه , و علو مكانته , وعلى أنه أشرف كتاب سماوي على الإطلاق , فيسمى (القرآن) و (الفرقان) و (التنزيل) و (الذكر) و (الكتاب) الخ , كما وصفه الله تبارك وتعالى بأوصاف جليله عديدة منها (نور) و (هدى) و (رحمة) و (شفاء) و (موعظة) و (عزيز) و (مبارك) و (بشير) و (نذير) إلى غير ذلك من الأوصاف التي تشعر بعظمته وقدسيته.
وجه التسمية:
أ - اما تسميته (بالقرآن) فقد جاء في آيات كثيرة منها قوله تعالى {ق وَالقُرآن المجيدِ} 1 وقوله تعالى {إنّ هَذَا القُرآن يَهْدي لِلَّتي هِيَ أقْوَمُ} 2
ب - وأما تسميته (بالفرقان) فقد جاء في قوله تعالى {تَبَاركَ الّذي نَزَّل الفُرْقانَ على عَبْدِهِ لِيَكونَ لِلْعالمِينَ نَذِيراً} 3
جـ - وأما تسميته (بالتنزيل) ففي قوله تعالى {وإنّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَل بِهِ الرُّوحُ الأمينُ} 4
د - وأما تسميته (بالذكر) ففي قوله تعالى {إنّا نَحْنُ نَزَلْنا الذِّكْرَ وإنّا لَهُ لَحافِظُون} 5
هـ - وأما تسميته (بالكتاب) ففي قوله تعالى {حم * والكِتابِ المُبين * إنّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكة} 6
ــــــــــــــــــــ
[1] سورة ق الآية 1
[2] سورة الإسراء الآية 9
[3] سورة الفرقان الآية 1
[4] سورة الشعراء الآيتان 192 , 193
[5] سورة الحجر الآية 9
[6] سورة الدخان الآيات 1_3
ـ[الخزرجي]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 11:11]ـ
هل هذه أوجه التسمية أو مواضع ورود التسمية؟!
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 01:01]ـ
هل هذه أوجه التسمية أو مواضع ورود التسمية؟!
كما جاء الكتاب المذكور أعلاه ((أوجه التسميه)) والمقصود هو ألأدلة التي تدل على هذه الأسماء(/)
المقرأة البريطانية
ـ[رفيع]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 02:36]ـ
المقرأة البريطانية
الجزء الأول
يومان لقراء ما اتفق عليه الشيخان
مدخل:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد،
بشرى لجميع الإخوة حيث تم البدء في مشروع المقرأة البريطانية، والتي هي جزء من برنامج تقوم به المؤسسة الإسلامية للبحوث والتطوير في لندن
MRDF www.mrdf.co.uk ،
لتأهيل عدد من طلبة العلم البريطانيين ليكونوا علماء عاملين في الغرب، بإشراف الشيخ هيثم بن جواد الحداد المشرف العام على المؤسسة.
الجزء الأول من المشروع يهدف لقراءة متون الكتب السنة في زمن قصير جدا، وبدئ بقراءة ما اتفق عليه الشيخان من خلال كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، حيث اجتمع لذلك عدد من طلبة العلم في بريطانيا من مختلف مناطقها في مسجد المنتدى الإسلامي بلندن الذي استضاف الجلسة الأولى من هذا المشروع، وتمت قراءة الكتاب بفضل الله تبارك وتعالى كاملا في يومين اثنين خلال عطلة ما يسمى بنهاية الأسبوع، حيث بدأت القراءة من مساء يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر صفر لعام 1428 الموافق للتاسع والعشرين من شهر فبراير لعام 2008، واستمرت حتى الساعة السابعة من مساء يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر صفر، الموافق للثاني من شهر مارس لعام 2008، حيث تم الانتهاء من الكتاب بتوفيق من الله.
ومما لطائف ما يذكر أن المشاركين اتفقوا في يوم السبت على أن يخلدوا إلى النوم الساعة الثانية عشر ليلا، على أن يستيقظوا الساعة الثانية ليلا لاستئناف القراءة، من أجل التمكن من إنهاء الكتاب، وفعلا تم ذلك بتوفيق الله تبارك وتعالى.
والجدير بالذكر أن الشيخ هيثم الحداد المشرف على المشروع على الرغم من أنه من أوائل من قرأ على الشيخ عبدالله بن عقيل، ولازمه مدة من الزمن وأجيز منه، إضافة إلى دراسته لمدة أكثر من عشر سنوات على الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، والشيخ عبدالله بن جبرين وغيرهم، إلا أنه رأي خاص في الإجازات التي تمنح هذه الأيام، ولذلك لم يحرص على الإعلان عنها، ولا جذب طلبة العلم للمشاركة في هذا المشروع من خلالها، ويمكن الاتصال به لمعرفة المزيد عن هذا المشروع أو المساهمة فيه من خلال بريده الألكتروني
haitham1234@hotmail.com(/)
آية وتفسير
ـ[الرفق]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهذه آية وتفسير للعلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى أرجو أن ينفع الله بها:-
) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
التفسير:
قوله تعالى: {إياك نعبد}؛ {إياك}: مفعول به مقدم؛ وعامله: {نعبد}؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و {نعبد} أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب. كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده ..
و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: {وإياك نستعين} أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و "الاستعانة" طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: {إياك نعبد}؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول ..
.2 ومنها: إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإياك نستعين}، حيث قدم المفعول ..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟ (54) ..
فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2)
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك ..
فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك ..
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 01:48]ـ
بارك الله فيك ورحم الله الشيخ(/)
تفسير سورة النصر لشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 10:42]ـ
تفسير سورة النصر لشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
النصر
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
{إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِبَا}.
البسملة تقدم الكلام عليها.
{إذا جاء نصر الله والفتح} الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، {نصر الله} النصر هو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكن منه ويخذله ويكبته، والنصر أعظم سرور يحصل للعبد في أعماله، لأن المنتصر يجد نشوة عظيمة، وفرحاً وطرباً، لكنه إذا كان بحق فهو خير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» (234) أي أن عدوه مرعوب منه إذا كان بينه وبينه مسافة شهر، والرعب أشد شيء يفتك بالعدو، لأن من حصل في قلبه الرعب لا يمكن أن يثبت أبداً، بل سيطير طيران الريح فقوله: {إذا جاء نصر الله} أي نصر الله إياك على عدوك {والفتح} معطوف على النصر، وعطفه على النصر مع أن الفتح من النصر تنويه بشأنه، وهو من باب عطف الخاص على العام، كقوله تعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها} [القدر: 4]. أي في ليلة القدر فجبريل من الملائكة وخصه لشرفه، و (ال) في الفتح للعهد الذهني، أي: الفتح المعهود المعروف في أذهانكم، وهو فتح مكة، وكان فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة، وسببه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما صالح قريشاً في الحديبية في السنة السادسة ـ الصلح المشهور ـ نقضت قريش العهد فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلّم وخرج إليهم من المدينة بنحو عشرة آلاف مقاتل خرج مختفياً وقال: «اللهم عمي أخبارنا عنهم» (235) فلم يفاجأهم إلا وهو محيط بهم ودخل مكة في العشرين من رمضان، من السنة الثامنة للهجرة، مظفراً منصوراً مؤيداً، حتى إنه في النهاية اجتمع إليه كفار قريش حول الكعبة فوقف على الباب وقريش تحته ينتظرون ما يفعل، فأخذ بعضادتي الباب وقال: يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ وهو الذي كان قبل ثمان سنوات هارباً منهم وصاروا الآن في قبضته وتحت تصرفه، قال: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم} [يوسف: 92]. اذهبوا فأنتم الطلقاء (236)، فعفى عنهم عليه الصلاة والسلام، هذا الفتح سماه الله فتحاً مبيناً، فقال تعالى: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح: 1] أي بيناً عظيماً واضحاً، ولما حصل عرف الناس جميعاً أن العاقبة لمحمد صلى الله عليه وسلّم وأن دور قريش واتباعها قد انقضى فصار الناس {يدخلون في دين الله أفواجاً} أي جماعات بعد أن كانوا يدخلون فيه أفراداً، ولا يدخل فيه الإنسان في بعض الأحوال إلا مختفياً، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجاً، وصارت الوفود ترد على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة من كل جانب حتى سمي العام التاسع (عام الوفود) يقول الله عز وجل إذا رأيت هذه العلامة {فسبح بحمد ربك واستغفره} كان المتوقع أن يكون الجواب فاشكر الله على هذه النعمة واحمد الله عليها ولكن {فسبح بحمد ربك واستغفره} وهذا نظير قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً. فاصبر لحكم ربك} [الإنسان: 23، 24]. كان المتوقع فاشكر ربك على هذا التنزيل وقم بحقه، ولكن قال: {فاصبر لحكم ربك} إيذاناً بأنه سوف ينال أذىً بواسطة إبلاغ هذا القرآن ونشره بين الأمة {فسبح بحمد ربك واستغفره} عند التأمل تتبين الحكمة فالمعنى أنه إذا جاء نصر الله والفتح فقد قرب أجلك وما بقي عليك إلا التسبيح بحمد ربك والاستغفار {فسبح بحمد ربك} أي سبحه تسبيحاً مقروناً بالحمد. والتسبيح: تنزيه الله تعالى عما لا يليق بجلاله. والحمد: هو الثناء عليه بالكمال مع المحبة والتعظيم. اجمع بين التنزيه وبين الحمد {واستغفره} يعني اسأله المغفرة. فأمره الله تعالى بأمرين:
الأمر الأول: التسبيح المقرون بالحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: الاستغفار. والاستغفار هو طلب المغفرة. والمغفرة ستر الله تعالى على عبده ذنوبه مع محوها والتجاوز عنها. وهذا غاية ما يريد العبد، لأن العبد كثير الذنب يحتاج إلى مغفرة إن لم يتغمده الله برحمته هلك، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته» (237). لأن عملك هذا لو أردت أن تجعله في مقابلة نعمة من النعم، نعمة واحدة لأحاطت به النعم، فكيف يكون عوضاً تدخل به الجنة؟ ولهذا قال بعض العارفين في نظم له:
إذا كان بشكري نعمة الله نعمة
علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمر
{إنه كان تواباً} أي: لم يزل عز وجل تواباً على عباده، فإذا استغفرته تاب عليك، هذا هو معنى السورة.
لكن السورة لها مغزى عظيم لا يتفطن له إلا الأذكياء، ولهذا لما سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن الناس انتقدوه في كونه يُدني عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مع صغر سنه ولا يدني أمثاله من شباب المسلمين، وعمر ـ رضي الله عنه ـ من أعدل الخلفاء أراد أن يبين للناس أنه لم يحابِ ابن عباس في شيء، فجمع كبار المهاجرين والأنصار في يوم من الأيام ومعهم عبدالله بن عباس وقال لهم: ما تقولون في هذه السورة {إذاجاء نصر الله والفتح} حتى ختم السورة ففسروها بحسب ما يظهر فقط، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً. فقال: ما تقول ياابن عباس قال: يا أمير المؤمنين هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أعلمه الله له: {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة فذاك علامة أجلك، {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} فقال عمر: «والله ما أعلم منها إلا ما تعلم» (238). فتبين بذلك فضل ابن عباس وتميزه، وأن عنده من الذكاء والمعرفة بمراد الله عز وجل.
لما نزلت هذه السورة جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي هو أشد الناس عبادة لله وأتقاهم لله جعل يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» (239). فنقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
--------------------------------------------------------------------------------
(234) تقدم تخريجه (332).
(235) أخرجه الطبراني في " الكبير" 23/ (1052) وفي " الصغير " (68).
(236) تقدم تخريجه ص (155).
(237) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب القصد والمداومة على العمل (6463) ومسلم كتاب صفات المنافقين باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله (2816) (72).
(238) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب (52) (4294).
(239) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب سورة:) إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (4968) ومسلم كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود (484) (217).(/)
تنبيهات العلامة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله على تفسير في ظلال القران
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 07:46]ـ
قال العلامة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية
لسيد قطب – المقتول ظلما – رحمه الله تعالى –
كتاب في تفسير القرآن العظيم، باسم: ((في ظلال القرآن))،
وهو مع فائدته فيه مواضع تقتضي التنبيه، ومنها عبارات وألفاظ تسمح في إطلاقها – رحمه الله تعالى -. وقد ألف الشيخ / عبدالله بن محمد الدويش، المتوفى سنة 1408 هـ - رحمه الله تعالى- كتابا يتعقبه في ذلك باسم: ((المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال))،
فتعقبه في جملة ألفاظ منها:
1 - التفت: ? في تفسير سورة العلق 6/ 3936، قال: ((إن الله ... قد تكرم في عليائه فالتفت إلى هذه الخليقة)) ونحوه 3/ 3937.
والله سبحانه لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومنه لفظ النظر كما في حديث عياض – رضي الله عنه -: ((إن الله نظر إلى أهل الأرض .... )) الحديث، رواه مسلم.
فلا يطلق الالتفات على الله إلا حيث ورد النص، ولا يعلم وروده، فيترك. والله أعلم.
2 - الحقيقة الكبرى: ? لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، ويأتي في حرف القاف بلفظ: قوة خفية.
3 - قانون: ? إطلاقه على شريعة الإسلام. يأتي في حرف القاف.
4 - ضريبة اجتماعية: ? تسمية الزكاة بذلك.
الأسماء الشرعية بنص القرآن والسنة لا يجوز تغييرها ولا العدول عنها، وإن استبدالها باسم آخر فيه: هجر للاسم الشرعي، واستدراك على الشرع، ومنابذة ظاهرة لما ذكره الله ورسوله، مع ما في ذلك من انفصام بين المسلم وكتب السلف.
وإن لفظ الضريبة، ومثله: المكس، ونحوهما، فيما إجحاف وجور، فلا يجوز أن يطلق ما كان كذلك على الحقائق الشرعية.
5 - العشق: ? يأتي في حرف العين.
6 - لغة موسيقية. إيقاع موسيقي. منظومة موسيقية. إيقاع فيه خشونة:? وصف القرآن العظيم بهذه الألفاظ، ونحوه، وهي أوصاف مرفوضة لثلاثة أمور:
1. أن هذا تشبيه لآيات القرآن بآلات اللهو المحرمة.
(2/ 54)
--------------------------------------------------------------------------------
2. الموسيقى فن يدعو إلى الفسق والفجور،فكيف يشبه به القرآن العظيم كلام رب العالمين، الهادي إلى الإيمان والصراط المستقيم؟
3. أن الله سبحانه نفى كون القرآن قول شاعر، ونزهه عنه، فكيف يشبه بأصوات وموسيقات المتفننين به؟
7 - الكوكب: ? تسمية الأرض كوكبا. هذا إطلاق أجنبي عن نصوص الوحيين الشريفين، فالكواكب في السماء، والأرض في السفل، ولم يطلق على الكواكب اسم: الأرض، ومن لازم هذا الإطلاق أن تكون الأرض زينة للسماء الدنيا، وجعلها رجوما للشياطين، وهذا باطل.
8 - نعيم بدوي: ? عبر عن بعض نعيم أهل الجنة بذلك عند قوله تعالى: {حور مقصورات في الخيام} [الرحمن:72]. وهذا التعبير يحتمل التنقيص، وإن كان غير مراد من سيد قطب – رحمه الله تعالى -، لكن البعد عن الألفاظ المحتملة هو الحق.
9 - الأمة البدوية: ? إطلاقه على الجزيرة العربية، واختيار الله لهم لحمل الدين. وهذا تعبير خاطئ، فإن الله سبحانه لم يبعث نبيا: بدويا، ولا جنيا، ولا امرأة، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} [يوسف: من الآية109].
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - وشيوخ الصحابة – رضي الله عنهم – من أهل القرى أي من المدن: مكة، والمدينة ... فهم حاضرة وليسوا بادية، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن زاهرا باديتنا ونحن حاضره)).
10 - أناشيده: ? أطلقها على ترتيل داود – عليه السلام – للزبور.
وهذا إطلاق فاسد، فالمتعين تنزيه كلام الله تعالى عن الأناشيد، والشعر، وقد قال الله تعالى عن القرآن العظيم: {وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون}.
هذا ما اقتضى التنبيه عليه. والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 01:35]ـ
جزيت خيرا أبا محمد ..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:22]ـ
رحم الله الشيخ العلامة بكر أبو زيد وعفا عنا وعنه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
فقد ترفق بسيد قطب - رحمه الله - غاية الترفق وهو من قبيل إحسان الظن المطلوب من المسلم تجاه أخيه المسلم.
ولكن لكل مقام مقال والله المستعان.
ويقابل طريقة الشيخ بكر رحمه الله , طريقة امام السنة في هذا العصر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وجزاه عنا خيرا , فقد قال عن سيد قطب - رحمه الله -: مسكين ضائع في التفسير.
وقال الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله وجزاه عنا خيرا عن سيد - رحمه الله -: هو جاهل بإصول الإسلام وفروعه.
والفيصل منهج أهل السنة والجماعة لمعرفة الطريقة الصحيحة من الباطلة عند نقد المقالات في الدين , والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:28]ـ
أخي أبو عمر, لا أظن العلامة ابن باز رحمه الله يقول مثل هذا الكلام, فهل لك إثبات ذلك؟؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 03:07]ـ
قرأ أحدهم على سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله فقال:
قال سيد قطب ـ عفا الله عنه ـ في "ظلال القرآن " في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى): " أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق ".
فأجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن بازـ رحمه الله ـ: " هذا كله كلام فاسدٌ، هذا معناه الهيمنة، ما أثبت الاستواء: معناه إنكار الاستواء المعروف، وهو العلو على العرش، وهذا باطلٌ يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير ".
ولما قال لسماحته أحد الحاضرين بأن البعض يوصي بقراءة هذا الكتاب دائماً، قال سماحة الشيخ ابن باز:" الذي يقوله غلط ـ لا .. غلط ـ الذي يقوله غلط سوف نكتب عليه إن شاء الله".
المرجع: (درس لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413 ـ تسجيلات منهاج السنة بالرياض).
ومن هنا فتوى للعلامة الغديان حفظه الله في المنهج الصحيح عند رد المقالات الفاسدة ومتى تكون الموازنة.
http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/naqd/ged_mowaznat.rm
ومن هنا فتوى للعلامة العثيمين رحمه الله في متى يُحب المخالف ومتى يكره.
http://fatwa1.com/anti-erhab/Salafiyah/naqd/oth_hobmokhalf.rm
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 03:31]ـ
شكرا لكم.و بارك الله فيكم ...(/)
سؤال عاجل في سبب النزول
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 05:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زعم بعض الجهال الأغمار في القناة الثانية المغربية (2 m) أن لكل آية سبب نزول، وطعن في الحجاب، وخلط بين سبب النزول والعلة في الحكم.
والسؤال: ما هو الفرق بين سبب النزول وبين العلة في الحكم؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 05:23]ـ
اليك جوابا على سؤالك
مقال للشيخ. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه قال فيه
- قال الله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".
ذكر في سبب نزول هذه الآية، آية الحجاب، بعض الآثار المفسرة:
- منها ما روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده: عن أنس قال: " قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب". [التفسير، باب قوله تعالى: "لا تدخلوا بيوت النبي"].
- وروى عنه قال: "أنا أعلم الناس بهذه الآية: آية الحجاب. لما أهديت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معه في البيت، صنع طعاما ودعا القوم، فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج، ثم يرجع، وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه" إلى قوله: "من وراء حجاب"، فضرب الحجاب، وقام القوم". [المصدر السابق].
هذه الآية تضمنت أربعة أمور، هي:
1. مسألة، هي: الحجاب.
2. خطابا متجها إلى الأزواج (= أزواج النبي صلى الله عليه وسلم).
3. وحكما، هو: وجوب الحجاب الكامل (= سائر البدن مع غطاء الوجه والكف).
4. وعلة للحكم، هي: تحصيل طهارة القلب.
فأما الثلاثة الأولى فلا يختلف قول عالم فيها .. لكن الخلاف في الرابعة:
- فمنهم من اعتبرها (= العلة)، فبنى عليها عموم الحكم لجميع النساء، بما فيهن الأزواج، لحاجة الجميع إلى طهارة القلب، وهم الموجبون تغطية الوجه على الجميع.
- ومنهم من أهملها (= العلة)، فجعل الحكم خاصا بمن خوطب بها، وهم الأزواج، وهم المبيحون كشف الوجه لسائر النساء، سوى الأزواج، وحجتهم أمران:
الأول: توجه الخطاب إليهن (= الأزواج).
الثاني: نصوص وآثار متشابهة، توهم جواز الكشف.
وأما القائلون بوجوب الغطاء للجميع، فكانت حجتهم الأوجه الخمسة التالية:
* * *
الوجه الأول: عموم العلة يلزم عنه عموم الحكم، وتأكد العلة يلزم عنه تأكد الحكم.
إذا ثبت أن الحكم في الآية معلل، فمتى وجدت العلة، فثم الحكم .. وهذا هو القياس المستعمل في الفقه.
والقياس هو: حمل فرع على أصل، في حكم، بجامع بينهما. فلا بد في كل قياس من: أصل، وفرع، وعلة، وحكم. وهذه أركان القياس [انظر: مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص243]
وأركان القياس موجودة في هذه الآية:
فالأصل: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حيث الخطاب متجه إليهن.
والحكم: الحجاب الكامل عن الرجال.
والعلة: تحصيل طهارة القلب مطلوب لهن، وللرجال.
والفرع هو: سائر نساء المؤمنين.
فهل العلة موجودة فيهن؟. الجواب: نعم. تحصيل طهارة القلب مطلوب لهن، وللرجال.
إذن فالعلة واحدة في الجميع، وعليه فالحكم واحد للجميع)) انتهى كلام الشيخ. لطف الله
قلت ويضاف اليه مايلي
هذا الدليل وهو لعموم المسلمات وهو قوله تعالى ((يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما
تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
في قصة الافك عن صفوان رضي الله عنه فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني،
وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي
الحديث في صحيح البخاري
وقد اخذالعلماء فائدتين من حديث عائشة رضي الله عنها
الفائدة الاولى: ان تغطية الوحه بالجلباب هو الحجاب هكذا فهم الصحابة ومنهم ام المؤمنين رضي الله عنهم اجمعين من قوله تعالى ((يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما))
وهي من ايات الحجاب باتفاق العلماء
الفائدة الثانية: ان المراة بعد نزول اية الحجاب والتزام امهات المؤمنين والصحابيات به
اصبح الرجل لايستطيع ان يميز هل هذه فلانه اوفلانه لانهن يسترن وجوههن بالجلباب
.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 06:12]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد وبارك فيك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 11:55]ـ
وانت اخي ناصر السوهاجي جزاك الله خيراً وبارك فيك(/)
بعض أقوال الصحابة عن القرآن الكريم وقارئه
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 03:00]ـ
1) قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخضوعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون ... ).
2) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن) وروي عنه أنه حفظ سورة البقرة في تسع سنين وذلك ليس للانشغال عن الحفظ أو رداءة الفهم ولكن بسبب التدقيق والتطبيق ..
3) قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (إنّا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به، وإنّ من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به).
4) قال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: (لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن ... ).
5) قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين).
6) قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه).
7) قال عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (لقد عشنا دهرا طويلا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين الفاتحة إلى خاتمته لا يدري ما أمره ولا زجره وما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدقل!!).
8) قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل - أي التمر الرديء وفي رواية الرمل - قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة).(/)
من أين جئت بهذه الآية أيها الأحمق؟
ـ[أبومروة]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 11:54]ـ
تفضل واستمع
http://www.dhr12.com/?mi330
الله المستعان
ـ[أبو السها]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 11:53]ـ
لعل أوردها بقصد التفسير والشرح، لأن المقطع منزوع من سياقه يصعب الحكم عليه بالتحريف، حتى لو قالها تلاوة فلا يثبت عليه التحريف حتى يُراجع، إذ كثيرا ما يخطئ من يقرأ من حفطه.
أقول هذا حتى يعلم الروافض أننا لا نسوق التهم ونلصقها بالناس جزافا كما هو ديدنهم معنا.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 10:33]ـ
أوردها مستدلاً بها على موضوعه، ثم هل الشحيح هو الذي يدخل النار؟
هل صار الشح من موجبات النار؟
يحتاج الكلام إلى تفصيل.
والمتكلم شيعي، والتحريف عنده عادي.
ـ ذكرني بشنودة بتاع النصارى، يقرأ كتابهم خطأ يضع فيه بعض الكلمات من أم رأسه ثم يقولون أنتم لم تفهموا، له مقصد، وله مراد أسمى وأنبل.
. القراءة فيها تحريف، والقارئ مدين كونه شيعة تلحقه التهمة.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:36]ـ
سمعتها شقو وليس شحو(/)
تفسير الإمام أبي عمرو بن الصلاح من فتاويه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 10:49]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
يُعد الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله (ت 643) واحدًا من أئمة الإسلام العظام الذين كان لهم باع كبير في خدمة الإسلام والمسلمين؛ لا سيما في علوم مصطلح الحديث؛ فكل من أتى بعده قد استفاد من مقدمته في المصطلح إما بالإضافة أو الشرح أو الاختصار أو النظم ... إلخ
وذاعت مقدمته هذه ذيوعًا منقطع النظير ولله الحمد والمنة، إلا أن ذيوع علم ابن الصلاح في العلوم الأخرى لم يكن على القدر المطلوب؛ لذلك أردتُ أن أجمع طائفة من تفسيره للقراّن الكريم من خلال فتاواه في التفسير والحديث والأصول والفقه، والتي جمعها تلميذه كمال الدين إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي (ت 650) ..
وقد اعتمدت على طبعة دار الوعى بحلب بتحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي.
وسوف أقسم التفسيرات على حلقات؛ حتى يسهل المتابعة، ووضعت لكل حلقة عنونًا من عندي فالله الموفق ...
الحلقة الأولى:
تفسير الاّية الثانية والأربعين من سورة الزمر و الاّية الرابعة والأربعين من سورة يوسف وكلام حول الروح وقبضها في المنام وعن الرويا الصالحة والرؤيا الفاسدة وأمارة كل واحدة منهما:
مسألة في قوله تبارك وتعالى: (الله يتوفى الأنفس في موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ... إلى اّخر الاّية.
قال المستفتي يريد تفسيرها على الوجه الصحيح بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحاح، أو بما أجمع أهل الحق على صحته، وقوله تتبارك وتعالى: (قالوا أضغاث أحلام) وما معنى أضغاث أحلام؟ ومن أين يفهم المنام الصالح من المنام الفاسد؟
* أجاب - رضي الله عنه - أما قوله تبارك وتعالى: (الله يتوفى الأنفس ... الاّية) فتفسيره:
الله يقبض الأنفس حين انقضاء أجلها بموت أجسادها، والتي يقبضها أيضًا عند نومها، فيمسك التي قضى عليها الموت بموت أجسادها فلا يردها إلى أجسادها، ويرسل الأخرى التي لم تقبض بموت أجسادها حتى تعود إلى أجسادها إلى أن يأتي أجلها المسمى لموتها ..
* قوله تعالى - هذه مني للتوضيح-: (إن في ذلك لاّيات لقوم يتفكرون) لدلالات المتفكرين على عظيم قدرة الله سبحانه، وعلى أمر البعث فإن الاستيقاظ بعد النوم شبيه له ودليل عليه ..
نُقل أن في التوراة: (يا ابن اّدم كلما تنام تموت، وكلما تستيقظ تبعث) ...
* فهذا واضح والذي يُشكل في ذلك أن النفس المتوفاة في المنام أهي الروح المتوفاة عند الموت أم هي غيرها؟ فإن كانت هي الروح فتوفيها في النوم يكون بمفارقتها الجسد أم لا؟
وقد أعوز الحديث الصحيح والنص الصريح والإجماع أيضًا لوقوع الخلاف فيه بين العلماء ..
* فمنهم من يرى أن للإنسا نفسًا تتوفى عند منامه غير النفس التي هي الروح، والروح لا تفارق الجسد عند النوم، وتلك النفس الموتفاة في النوم هي التي يكون بها التمييز والفهم، وأما الروح فبها تكون الحياة و لا تقبض إلا عند الموت، ويُروى معنى هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ..
* ومنهم من ذهب إلى أن النفس التي تتوفى عند النوم هي الروح نفسها، واختلف هؤلاء في توفيها:
*فمنهم من يذهب إلى أن معنى وفاة الروح بالنوم قبضها عن التصرفات مع بقائها في الجسد، وهذا موافق للأول من وجه وخالف من وجه وهو قول بعض أهل النظر من المعتزلة ..
*ومنهم من ذهب إلى أن الروح تتوفى عند النوم بقبضها من الجسد ومفارقتها له، وهذا الذي نجيب به وهو الأشبه بظاهر الكتاب والسنة.
* وقد أخبرنا الشيخ أبو الحسن بن أبي الفرج النيسابوري بها قال:
أنا جدي أبو محمد العباس بن محمد الطوسي عن القاضي أبي سعيد الفرخزاذي عن الإمام أبي إسحق أحمد بن محمد الثعلبي - رحمه الله تعالى - قال: قال المفسرون: (إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله، فإذا أرادت جميعها الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده، وحبسها، وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
* ولفظ هذا الإمام في هذا الشأن يعطي أن قول أكثر أهل العلم بهذا الفن، وعند هذا، فيكون الفرق بين القبضتين والوفاتين أن الروح في حالة النوم تفارق الجسد على أ، ها تعود إليه فلا تخرج خروجًا ينقطع به العلاقة بينها وبين الجسد، بل يبقى أثرها الذي هو حياة الجسد باقيًا فيه، فأما في حالة الموت فالروح تخرج من الجسد مفارقة له بالكلية فى تخلف فيه شيئًا من أثرها، فلذلك تذهب الحياة معها عند الموت دون النوم، ثم إن إدراك كيفية ذلك والوقوف على حقيقته متعذرفإنه من أمر الروح، وقد استأثر بعلمه الجليل - تبارك وتعالى - فقال سبحانه: (قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا) ..
* وأما قوله تبارك وتعالى: (قالوا أضغاث أحلام) فإن الأضغاث جمع ضِغْث وهو الحزمة التي تقبض بالكف من الحشيش ونحوه، والأحلام جمع حُلم وهي للرؤيا مطلقًا، وقد تختص بالرؤيا التي تكون من الشيطان، ولما روي في حديث: (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان) فمعنى الاّية أنهم قالوا للملك: إن الذي رأيته أحلام مختلطة و لا يصح تأويلها ..
* وقد أفرد بعض أهل التعبير اصطلاحًا لأضغاث أحلام فذكر أن من شأنها أنها:
1 - (الترقيم من عندي) لا تدل على الأمور المستقبلية وإنما تدل على الأمور الحاضرة والماضية.
2 - ونجد معها أن يكون الراوي خائفًا من شيء، أو راجيًا لشيء، وفي معنى الخوف والرجاء الحزن على شيء والسرور بشيء، فإذا نام من اتصف بذلك رأى في نومه ذلك الشيء بعينه ..
3 - أن يكون خاليًا من شيء هو محتاج إليه الجائع والعطشان يرى في نومه كأنه يأكل ويشرب.
4 - أو يكون ممتلئًا من شيء فيرى كأنه يتجنبه، كالممتلىء من الطعام يرى كأنه يقذف.
وذكر أن هذه الأمور الأربعة مهما سلم الرائي منها في رؤياه لا تكون من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها، وهذا الذي ذكره ضابط حسن لو سلم في طرفيه، لكن الحصر شديد وما ذكره فعنده من المنامات الفاسدة شاركته في الاندراج في قبيل الأضغاث ..
* وأما سؤاله: من أين يفهم المنام الصالح من المنام الفاسد؟
فإن للرؤيا الفاسدة أمارات يستدل بها عليها، وما تقدم حكايته في شرح أضغاث أحلام طرف منها ..
1 - (الترقيم من عندي أيضًا) فمنها أن يرى ما لا يكون كالمحالات وغيرها مما يعلم أنه لا يوجد، بأن الله - سبحانه وتعالى - على صفة مستحيلة عليه، أو يرى نبيًا يعمل عمل الفراعنة، أو يرى قولًا لا يحل التفوه به، ومن هذا القبيل ما جاء في الحديث الصحيح من أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت رأسي قطع وأنا أتبعه) الحديث المعروف، وهذه هي الرؤيا الشيطانية التي ورد الحديث بأنه تحزين من الشيطان أو تلعب منه بالإنسان ..
2 - ومن هذا النوع الاحتلام فإنه من الشيطان؛ ولذلك لا تحتلم الأنبياء عليهم السلام ..
3 - ومن أمارات الرؤيا الفاسدة أن يكون ما راّه في النوم قد راّه في اليقظة وأدركه حسه بعهد قريب قبل نومه وصورته باقية في خياله فيراه بعينها في نومه ..
ومنها أن يرى ما قد حدثته به نفسه في اليقظة ويكون مما قد تفكر فيه قبل النوم بمدة قريبة: إما مما قد مضى، أو من الحالي، أو مما ينتظر في المستقبل ..
ومنها أن يكون ما راّه مناسبًا لما هو عليه من تغيير المزاج بأن تغلب عليه الحرارة من الصفراء فيرى في نومه النيران والشمس المحرقة، أو يغلب عليه البرودة فيرى الثلوج، أو يغلب عليه الرطوبة فيرى الأمطار والمياه، أو يغلب عليه اليبوسة والسوداء فيرى الأشياء المظلمة والأهوال، فالرؤيا السوداوية، فجميع هذه الأنواع فاسدة لا تعبير لها ..
* فإذا سلم الإنسان في رؤياه من هذه الأمور وغلب على الظن سلامة رؤياه من الفساد، ووقعت العناية بتعبيرها، وإذا انضم إلى ذلك كونه من أهل الصدق والصلاح قوى الظن بكونها صادقة صالحة، وفي الحديث الثابت عنه صلى الله عليه وسلم: (أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا) ..
* ومن أمارات صدقها من حيث الزمان كونها في الأسحار لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: (أصدق الرؤيا بالأسحار) (الحديث ضعيف) - التنبيه مني - ..
وكونها عند اقتراب الزمان لقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (إذا اقترب الزمان لم تكد رويا المسلم تكذب) ..
واقتراب الزمان قيل:
* هو اعتداله وقت استواء الليل والنهار، ويزعم المعبرون أن أصدق الرؤيا ما كان أيام الربيع ..
* وقيل: اقتراب الزمان وقت قيام الساعة ..
* ومن أمارات صلاحها أن يكون تبشير بالثواب على الطاعة، أو تحذير من المعصية ...
* ثم إن القطع على الرؤيا بكونها صالحة لا سبيل إليه إنما هو غلبة الظن، ونظير ذلك من حال اليقظة الخواطر، ومعلوم أن إدراك ما هو حق منها مما هو باطل وعر الطريق، إن نظن إلا ظنًا وما نحن بمستيقنين ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 03:27]ـ
الحلقة الثانية
بين الاّية الثانية بعد المئة من سورة اّل عمران والاّية السادسة عشرة من سورة التغابن وحديث عن التقوى
قول الله عزو وجل: " اتقوا الله حق تقاته " ما هي الخصال التي إذا فعلها الإنسان كان متقيًا لله عز وجل حق تقاته؟ وهل نسخت هذه الاّية بقول الله - عز وجل -: " فاتقوا الله ما استطعتم " أم لا؟
أجاب - رضي الله عنه - لم تنسخها بل فسرتها، وحقُّ تقاته أن يُطاعَ فلا يُعصى، غير أنه إذا تجنب الكبائر ولم يصر على صغيرة، وإذا عمل صغيرة يعقبها بالاستغفار كان من جملة المتقين والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 05:54]ـ
الحلقة الثالثة:
حول الاّية الحادية والثلاثين من سورة النساء وكلام عن تعريف الكبيرة
قوله - عز وجل -: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " إلى اّخر الاّية.
ما الكبائر وما الصغائر؟ وكم المتفق عليه من الكبائر وما الفرق بين الصغائر والكبائر؟ وهل تحتاج الصغائر إلى توبة أم لا؟ وهل تذهب الصغائر بالصلوات كما جاء في الحديث؟ أم لا بد من ذلك من التوبة وإن احتاجت فما الفرق بينها وبين الكبائر؟ وبماذا يعد المصر على الصغيرة مصرًا؟ بفعل الصغيرة مرة واحدة أم مرارًا أم بالعزم والنية؟ فإن قلنا بالفعل مرارًا فما عدد تلك المرات؟
أجاب - رضي الله عنه -: قد اختلف الناس في الصغائر والكبائر في وجوه.
(والذين أثبتوا الفرق وهم الجماهير) اضطربت أقوالهم في تحديد الكبائر وتعديدها.
وقد قلت في ذلك قولًا رجوت أنه صواب وهو أن الكبيرة ذنب كبير وعظم عظمًا يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبير، ووصف بكونه عظيمًا يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبير ووصف بكونه عظيمًا على الإطلاق ..
فهذا فاصل لها عن الصغيرة التي وإن كانت كبيرة بالإضافة إلى ما دونها فليست كبيرة يطلق عليها الوصف بالكبر والعظم إطلاقًا، ثم إن لكبر الكبيرة وعظمها أمارات معروفة بها منها:
1 - (الترقيم من عندي) إيجاب الحد.
2 - ومنها ألا يعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب والسنة.
3 - ومنها وصف فاعلها بالفسق نصًا.
4 - ومنها اللعن كما في قوله: (لعن الله من غير منار الأرض).
في أشباه لذلك لا نحصيها، وعند هذا يعلم أن عدد الكبائر غير محصور والله أعلم.
والصغائر قد تمحى من غير توبة بالصلوات وغيرها كما جاء به الكتاب والسنة، وذلك أن فاعل الصغيرة لو أتبعها حسنة أو حسنات وهو غافل عن التندم والعزم على عدم العود المشترطين في صحة التوبة لكان ذلك ماحيًا لصغيرته ومكفرًا لها كما ورد به النص وإن لم توجد منه التوبة لعدم ركنها لا لتلبسه بأضدادها، والمصر على الصغيرة من تلبس من أضداد التوبة باستمرار العزم على المعاودة أو باستدامة الفعل بحيث يدخل به ذنبه في حيز ما يطلق عليه الوصف بصيرورته كبيرًا وعظيمًا، وليس لزمان ذلك وعدده حصر، والله أعلم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 09:52]ـ
أحسنت ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 05:26]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم يا أبا حاتم ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 02:11]ـ
الحلقة الرابعة:
الاّية التاسعة والثلاثون من سورة النجم وكلام حول هبة ثواب الأعمال للأموات
مسألة: في قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وقد ثبت أن أعمال الأبدان لا تنتقل، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن اّدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وقد اختُلِف في القراّن هل يصل إلى الميت أم لا؟ كيف يكون الدعاء يصل إليه والقراّن أفضل؟
أجاب - رضي الله عنه - هذا قد اختلف فيه، وأهل الخير وجدوا البركة في مواصلة الأموات بالقراّن وليس الاختلاف في هذه المسألة كالاختلاف في الأصول بل هي من مسائل الفروع، وليس نص الاّية المذكورة دالًا على بطلان قول من قال: إنه يصل، فإن المراد أنه لا حق و لا جزاء إلا فيما سعى فلا يدخل فيما يتبرع عليه الغير من قراءة أو دعاء، فإنه لا حق له في ذلك و لا مجازاة وإنما أعطاه إياه الغير تبرعًا، وكذلك الحديث لا يدل على بطلان قوله فإنه في عمله وهذا من عمل غيره ..
ـ[أبومروة]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 03:04]ـ
مشكور أخي
جزاك الله خيرا(/)
اللطائف التفسيرية للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء .. (2)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 12:33]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وبعد:
هذا هو الجزء الثاني من فهرستي لكتاب ظاهرة الإرجاء للشيخ الدكتور سفر الحوالي عافاه الله ...
وهي خاصة باللطائف التفسيرية التي وردت في الكتاب، وهي كالتالي:
اللطيفة الأولى في التعبير عن الرسالات بأنها كتاب واحد ص 27:
ولمناسبة كون المعركة – من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم - واحدة، وقضيتها واحدة، جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها " كتاب "واحد – في الآيات السابقة -? وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? {البقرة: 213} ? وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه? {الحديد: 25} وقوله ? الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ? {الشورى: 17} ونحوها.
كما جاء التعبير عن رفض دعوة الرسل وعبادة غير الله مهما تباعدت الأجيال وتنوعت المعبودات بأنه عبادة للشيطان ? ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ? {يس: 61}.
وكذلك جاء وصف أعداء الرسالات من البشر موحدا كذلك وهو " الملأ " المستكبرون عن أصحاب السلطان والمال وذلك في آي كثير.
اللطيفة الثانية في اقتران الحديد بالقرآن في القرآن ص 30:
إن اقتران الحديد بالقرآن (في آية الحديد) من أجل إقامة دين الله في الأرض، ليكشف عن سنة ربانية عظمى في طبيعة هذا الدين، وطبيعة الجاهلية المقابلة، وهي أن هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد ? لا يتحقق في الأرض بمجرد إبلاغه للناس وبيانه، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية، إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر، تؤمن به إيمانا كاملا، وتستقيم عليه بقدر طاقتها، وتجعله وظيفة حياتها، وغاية آمالها، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين، وفي حياتهم العملية كذلك، وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهد ولا طاقة، تجاهد الضعف البشري، والهوى البشري، والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل، للوقوف في وجه هذا المنهج، وتبلغ بعد ذلك كله من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى، الذي تطيقه فطرة البشر.
اللطيفة الثالثة في بداية سورة المزمل بقيام الليل ص 46:
وهذه السورة ـ المزمل ـ تعطي أبرز ما تعطي الزاد الأصيل الذي لا بد منه لمن يريد حمل هذه الدعوة، ومقارعة العالمين بها، ذلك هو زاد الصلة القوية بالله، والتزكية الروحية بالتقرب إليه، ومناجاته في أرجى ساعات المناجاة وأصفاها.
اللطيفة الرابعة في أن التحذير من شرك الدعاء في القرآن أكثر من غيره ص 175:
والمتأمل لكتاب الله تعالى، ولحال الخليقة، يجد أن من أكبر أسباب الشرك ودواعيه، توهم المشركين أن غير الله مصدر خير لهم، وأن عبادته سبب لحصول ما ينفعهم، ودفعه ما يضرهم، وأقل من ذلك من يتخذ من دون لله إلها بمعنى أن يجعله قرة عينه، وغاية قلبه، ومتعلق إرادته، أي أن شرك الدعاء أكثر من شرك المحبة، وذلك لأن حقيقة الافتقار في الأول ـ شرك الدعاء ـ أظهر وأعم، ولهذا جاء الخطاب به في القرآن أكثر، وأبطل الله عز وجل أن يكون لغيره نفع أو ضر أو ولاية أو شفاعة أو ملك أو شرك في ملك، أو يكون بيد غيره رحمة أو رزق، أو فضل أو شفاء، أو موت أو حياة، أو نصر أو إغاثة.
اللطيفة الخامسة ص 226:
قوله تعالى ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ? في التعبير بالنفس لفتة عجيبة، فإن يقين النفس تصديق ومعرفة، أما يقين القلب فهو يقين.
اللطيفة السادسة في ختم الآيات الدالة على التحاكم لشرع الله باليقين ص598:
ولهذا جاءت الآيات المحكمات الدالة على اتباع شريعة الله والتحاكم إليها وحدها مذيلة بوصف اليقين لمن امتثل، فدل على شك من خالف وارتيابه، قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا .... ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .... هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون ".
فكما سبق بيانه من أن تحكيم شرع الله هو الإسلام، فإذا بلغ من العبد إلى حد انتفاء الحرج والمعارضة بالرضا الكامل فهو الإحسان، فكذلك اعتقاد بطلان ما عداه، وأنه وحده الحق الذي لا أحسن منه ولا أهدى هو درجة الإسلام، فإذا رسخ هذا حتى لا تزعزعه شبهة ولا يعتريه شك فهو اليقين.
اللطيفة السابعة في اليقين في القرآن ص 596:
فاليقين في الجملة متعلقه الاعتقاد، وذلك أن مجمل الإيمان القلبي هو الإيمان بالغيب، فإذا رسخ هذا الإيمان وارتقى عن الشكوك حتى يصبح كالمعاينة فهو اليقين، ولهذا جاء أعظم الغيبيات بعد الإيمان بالله، وهو الإيمان بالآخرة مقرونا باليقين أكثر مما سواه، فقال تعالى " وبالآخرة هم يوقنون " في أو ل البقرة والنمل ولقمان، فإن الإيمان بالآخرة مع دلالة الفطرة السوية والعقل السليم عليه ليس في قوة الإيمان الفطري بالله، كما أن تفصيلاته مصدرها الوحي وحده.
اللطيفة الثامنة في ذكر الصدق والإخلاص في القرآن ص605:
ولهذا جاء الحديث عن الصدق في السور التي تعرضت للنفاق وأهله؛ كسورة براءة والأحزاب والمنافقون والقتال (محمد) والحجرات والحشر.
وجاء الحديث عن الإخلاص في السور التي تحدثت عن الشرك والمشركين؛ كسورة الأعراف والزمر وغافر والبينة والكافرون، بل في سورة الأنعام وإن لم يذكر فيها صريحا.
اللطيفة التاسعة في تقديم الإيمان على الأعمال الصالحة في الآيات ص674:
وإنما كثر تقديم الإيمان؛ لأن المراد به قول القلب وعمله، وهو الأصل، فالباطن أصل للظاهر كما سبق، لكن ورود بعض مواضع يتقدم فيها ذكر العمل عليه، يدل على التلازم، وعلى أهمية المقدم من بين أعمال الإيمان في ذلك السياق، ومن ذلك " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن " ثم قال المؤلف أيضا: ومنها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فلا يقال: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ليسا من الإيمان، أو يصحان بدونه، وتقديمها عليه، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيء، إذ لا يقبل شيء بدونه.
بل المقصود التنبيه على أهمية هذه الميزة الإسلامية، بإفرادها عن سائر أعمال الإيمان، وتقديمها عليه، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيئ، إذ لا يقبل شيئ بدونه.
اللطيفة العاشرة ص676:
" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
ووجه الأهمية أن الله تعالى ذكر ضمن الرد على دعوى الإيمان بالتسمي والقول، دون إصلاح العمل ورد على من يزعم هذه الدعوى سواء أكان كتابيا أم حنيفيا، فقال قبلها:
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " وقال بعدها " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا ".
فبين أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأنه لا أحد أحسن دينا ممن أسلم، أي انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة، وهذه هي ملة إبراهيم، التي لا يقبل الله دينا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوي.
اللطيفة الحادية عشرة في عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ص767:
إن أعمال الجوارح في الأصل ليست من الإيمان؛ بل الإيمان أصله ما في القلب، والأعمال هي من لوازمه التي لا تنفك بحال، لكن جاء الشرع فأدخلها فيه، وأصبح اسم الإيمان شاملا لها على الحقيقة شرعا، فكثر في كلامه عطفها عليه توكيدا لذلك لكيلا يظن ظان أن الإيمان المطلوب هو ما في الإيمان فقط، بل يعلم أن لازمه العمل ضروري كضرورته، فها هو ذا قد أُدخل في اسمه وحقيقته، في مواضع الانفراد، وقُرن في مواضع العطف، وبمراجعة ما سبق قوله عن الحقيقة المركبة، يتضح هذا جليا بإذن الله، فإن الشيء المركب من جزأين لا يمتنع عطف أحدهما على الآخر , وإن كان أحدهما إذا أطلق يشملهما اسمه معا , لا سيما وأن المعطوف عليه هو الأصل الذي إذا أطلق شمل العمل , والمعطوف فرع ولازم له، فيأتي العطف لبيان وجوب وجودها مجتمعة , إذ انتقاء أحد جزءيها انتقاءٌ لذات الحقيقة، ومن هنا يظهر سر تكرار ذلك العطف في القرآن والله أعلم، فانه مطابق لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل، أي اعتقاد وانقياد كما سبق وهو المطابق للأحاديث التي سبق إيرادها في مبحث الحقيقة المركبة، ولا سيما حديث جبريل الذي فسر ? فيه الإسلام، وفسر الإيمان بالجزء الباطن، ومعلوم قطعا أن أحدهما لا يغني عن الآخر منفردا، بل منهما معا تتكون حقيقة واحدة هي الدين كما جاء في آخره " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وإن كان الإيمان أعلى درجة ومرتبة من الإسلام، باعتبار أنه الأصل، كما أن الإحسان أعلى منه، لكن اسمه المطلق يشملهما، والإسلام الذي هو أدنى منه لا يصح إلا به، أو بجزء منه.أ. هـ
وهذا هو الجزء الخاص باللطائف التفسيرية في كتاب ظاهرة الإرجاء ... وبعد ذلك سأنتقل إلى
الجزء الثالث من الفهرسة ... أسأل الله التوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 01:24]ـ
بارك الله فيك أخي عقيل
وماشاء الله يظهر أنك حفظت الكتاب:)
ـ[مكاوي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 04:37]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وسيكون بين يدي الشيخ اليوم بحول الله ..
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 11:05]ـ
الأخ ضياء السلك ... جزالك الله خيرا ....
" لا تعذل المشتاق في أشواقه ... " مع العذر للمشتاق ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 11:07]ـ
أهلا بالأخ .. مكاوي .... وأحسن الله إليك ...
ياليت تعجل بعرضها ... وتعطيني توجيهات الشيخ ...
وقد وعدتني ... في المقال الأول ... ولا زالت حرارة العرض تسري في دمي ...
" فداويتها بالتي هي الداء " ... مع " البجاحة " .. للتي هي الداء
أخوك /
عقيل الشمري
ـ[مكاوي]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 01:02]ـ
أنا اكتفيت بطباعتها ومناولتها للشيخ، وهو جالس يقرأ فيها طيلة وقت الزيارة وقت العصر.
وعند انتهاء وقت الزيارة يأخذها معه للبيت لاستكمال القراءة، ولا أدري بم وجه الشيخ.
الله يكتب لك الأجر أخي الكريم.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:08]ـ
وفقك الله, ونفع بك يا شيخ عقيل,,,(/)
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي؟؟
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 02:12]ـ
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله في شريط "التفقه في الدين" لما سئل:
س/ هل حفظ القرآن الكريم مقدم على طلب العلم الشرعي؟
ج/ إذا آنس من نفسه استعدادا لحفظ القرآن ومقبل فيحفظ القرآن الكريم كاملا هذا أفضل في حقه، وهو الذي كان عليه عمل العلماء في مضى، لا يقبلون من يقرأ عليهم إلا بعد حفظ القرآن.
وقد حدثني أحد مشايخنا حفظهم يقول -رحم الله الميت وحفظ الله الحي- يقول أتيت للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فقلت له أريد أن أقرأ عليك، فقال: حفظت القرآن؟ قلت لا. فقال: اذهب احفظ القرآن ثم إيتِ لتقرأ قال فغبت عليه ستة أشهر معي همة وعزيمة حفظت فيها القرآن، ثم أتيت بعد هذا فقلت: يا شيخ أنا حفظت القرآن أحسن الله إليك قال: إقرأ قال فاختبرني في مواضع ثم قال: بارك الله فيك. قال اقرأ في كتاب كذا دخل في الحلقة.
الذي عنده قوة في الحفظ وإقبال يحفظ القرآن، ثم بعد ذلك يلتحق بحلق العلم وإذا كان عنده من الوقت ما يحفظ فيه بعض من القرآن ليحضر في بعضه حلق العلم.
لكن حفظ القرآن هو العلم؛ لأنه بما تحتج؟ من لا سلاح عنده وحجة وبرهان بالقرآن فبما يحتج؟ نحتج بمفاهيم أو بآراء إنما الحجة في الكتاب وفي سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلقد أحسن ابن القيم رحمه الله إذ يقول في نونيته:
والجهلُ داء قاتلٌ وشفاؤه أمران في التركيب متفقانِ
نص من القرآن أو من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني
والعلم أقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيانِ
علم بأوصاف الإله وفعله وكذلك الأسماء للديانِ
والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكلُّ في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان
وقال في موضع آخر
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
فإذن لابد من حفظ القرآن لتكون الحجة قوية.
الذي لا يحفظ القرآن كيف يحتج؟ الذي ما يحفظ من السنة بما قدر له بما يحتج وما يستدل؟ هذا عجب.
الطحاوية الدرس 17
س6/ منَّ الله عليّ بحب القراءة حتى أني أقرا في اليوم ست إلى سبع ساعات؛ ولكني لا حول ولا قوة إلا بالله لا أجد حماسا لقراءة القرآن ومراجعته مع أني حفظته؟
ج/ القرآن هو أهم المهمات، فإذا كان طالب العلم منَّ الله عليه بحفظ كتابه لا يفرطنَّ فيما حفظ بأيّ علم آخر؛ بل يتمسّك بما حفظ ويترك العلوم إذا كان طلبه للعلم سيؤثر على حفظه للقرآن بما يعلم من نفسه أنه لا يستطيع، فإنه يترك تلك العلوم لحفظ كتاب الله جل جلاله؛ لأن القرآن أعظم ما يُحفظ في الصدور، وبه يهتدي المرء، وإذا كان عنده رغبة فيمكن أن يجمع بين هذا وهذا فيما يسر الله له.
وقال:
ولذلك أنا أعتب على كثير من الإخوة ممن لهم مدة طويلة في طلب العلم أنهم لم يحفظوا القرآن، إلى متى؛ لأن الشباب عمر سيذهب والزمن ينقضي، وقوة الذهن وقوة الحافظة والفراغ أسباب تعينك على حفظ كتاب الله جل وعلا، والقرآن ميسر ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ? [القمر:17].
وطالب العلم إذا لم يحفظ القرآن فلن تأتيه الاستدلالات، إذا سمع استدلالات أهل العلم فلن يحفظ، هل يحفظ كل آية تمر به؟ العلم ما هو؟ العلم دليل من الكتاب أو من السنة أو من كلام الصحابة أو كلام أهل العلم، هذا هو العلم، فإذا لم يحفظ القرآن ولم يحفظ السنة؛ يعني يحفظ كثيرا من السنة. تأتي مواضع الاستدلال فتفوته، لذلك تأتي كلمات يعوزها الحجة، يعوزها الدليل، الدليل نور كلام الله جل وعلا نور في صدرك وأيضا نور في الحجة والاستدلال.
إذن طالب العلم لا يليق به أن يكون غير حافظ لكتاب الله جل وعلا، فمن منَّ الله جل وعلا عليه بحفظ كتابه فليشكر الله جل وعلا على هذه النعمة التي وصفها الله جل وعلا في سورة العنكبوت بقوله ?بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ? [العنكبوت:49]؛ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، وهو نور كتاب الله جل وعلا الذي فيه الحجة فيه العظة وفيه العبرة، وأُنس العبد المؤمن أنس طالب العلم وحجته بلا كتاب كيف يحتج وبم يحتج؟ يكون دائما من أهل الرأي أو ممن يقل استدلالهم بالقرآن، إذا خطب خطبة إما أن تكون فيها آية أو لا تكون
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تكلم فيقل استدلاله بكتاب الله جل وعلا، هذا ضعف، لذلك طالب العلم كلما قوي حفظه لكتاب الله، وكأنه هو يتلو مواقع الاستدلال فإنه سيكون عنده وبينة حتى يحتج للناس على نور؛ لأن كتاب الله جل وعلا معه.
إذن فلا بد له من العناية بكلام الله جل وعلا حفظا ثم تلاوة وتعاهدا، ثم فقها، لابد من فقه القرآن الأحكام، يمر علي التفسير يمر على كتاب في أحكام القرآن ونحو ذلك فيعرف ما اشتمل عليه هذا الكتاب.
ثم العناية بسنة النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وسنة النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ -ولله الحمد- محفوظة في الكتب والعلماء المأمونون على نشر السنة وعلى بيانه وبيان أحكامها وما اشتملت عليه ولله الحمد موجودون، فطالب العلم إذا حفظ منها ما تيسر فإنه يسهل عليه حينئذ أن يفهم معاني الأحاديث؛ يعني يحفظ الأربعين النووية، يحفظ في الأحكام: عمدة الأحكام، بلوغ المرام، يكرر ذلك كثيرا، يحفظه مرة واحدة، ثم إذا مثلا ما تعاهد وتفلت منه يكرر ذلك يمر عليه مثلا كم شهر مرة على البلوغ، يكون معه الأحاديث تكون معه، سنة النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، كذاك يكون مبتدئا إلى أحاديث الجوامع التي أوردها مثلا النووي في رياض الصالحين يحفظ من الأبواب، النووي في كل باب تجد أنه يذكر الآيات من كتاب الله جل وعلا التي تدل على ما بوب له ثم يذكر الأحاديث، يتأمل طالب العلم يحفظ هذه الآيات ويحفظ الأحاديث أو شيئا، ويوطن نفسه بعد ذلك على ما معرفة العناوين، معرفة الأقوال؛ يعني يعرف الموضوعات؛ يعني يُصغي إلى موضوع تدبر القرآن، ثم يضع في ذهنه كل ما مر على آية فيها التدبر وضعها في مكانها المناسب، إذا حفظ القرآن يسهل عليه، يبقى المسألة لطالب العلم ترتيب فقط؛ يعني تجد أنه يستدل بخمس آيات ست آيات في الموضوع الواحد، ما يعوزه التذكر ولا الحفظ في ذلك، كذلك إذا كانت معه أحاديث كثيرة، فإنه ينتبه ففي الموضوع الواحد يجري عدة أحاديث في ذهنه حتى تجتمع تحت الأبواب ثمان آيات والأحاديث ثم مع بعد ذلك كلام أهل العلم في بيان ذلك، فإذا رغب أن يتكلم في أي زمان وفي أي مكان لم يعوزه التحضير ولا يعوزه الجهد في الاستعداد ويبدأ والله جل وعلا يفتح عليه لم؟ لأن الآلات معه، معه القرآن ومعه السنة؛ يعني ما شاء الله جل وعلا من القرآن وما شاء من السنة، معه الموضوعات والعناوين، ثم يبين، والعلم ما هو النافع للناس؟ هو كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم بيان أهل العلم لمعانيهما".
وقال:
س1/ أيهما أولى لطالب العلم المبتدئ حفظ القرآن وتفسيره أو الاهتمام باللغة العربية دراسة وحفظا وغير ذلك؟
ج/ هذا لا يمنع من هذا، حفظ القرآن ومعرفة تفسيره هذا هو الواجب، فأن تحفظ القرآن إذا كنت طالب علم، لا يمكن أن تكون طالب علم إلا بحفظ والعلم بما فيه؛ لأن الحجة هي كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن لم تحفظ ولم تعرف معناها، فكيف تكون حجتك قائمة، وكيف تدلي بها وكيف تكون أنت مقتنعا أصلا بما سلكت، ولهذا الاعتناء بالقرآن هذا من الضروريات.
وقد كان عدد من المشايخ المتقدمين رحمهم الله تعالى لا يأذنون للطالب أن يحضر عليهم في الدرس حتى يحفظ القرآن، فإذا حفظ القرآن فإنه حينئذ يحضر الدرس ويحفظ بقية المتون أو يسمع الشرح ونحو ذلك لأنه يكون أمتن لعوده.
فإذن القرآن في حفظه ومعرفة تفسيره أولى من تعلم اللغة العربية على ما هو معروف في درس النحو؛ لكن يعمل هذا وهذا، المرء لن يستغرق القرآن منه وقته كله وإنما سيأخذ منه شيئا، فالوقت الباقي أن يمضيه في غير ذلك.
القرآن لا يقدم عليه غيره بل يقدم القرآن على غيره.
وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يحفظوهن ويتعلموهن ويعملوا بما فيهن. قال: فأخذنا العلم والعمل جميعا. وهذا بإعانة الله جل وعلا وتوفيقه يحصل.
وقال في "شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام:
الثالث: أنه إذا قرأ القرآن حفظا في صلاته، أو حفظا في مصلاه، أو قرأه تلاوة في أي مكان يقرأ فيه ينبغي له أن يتأمل مواضع الاستدلال، وكثيرا ما تمر معنا في الدروس آيات يستدل بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرآن كله دليل على مسائل العلم، إما دليل على مسألة عقدية، أو في التوحيد، أو في الفقه، أو في الآداب، أو في التاريخ، أو في مسألة نحوية، أو في مسألة أصولية، أو دليل على معنى لغة .. إلى أخره.
فكلما زاد علم طالب العلم كلما علم أن كل آية دليل -ولا شك- ينزل في موقعه من مواقع الاستدلال في العلوم المختلفة: علوم الشريعة الأصلية، والصناعية المساعدة.
لهذا إذا قرأت القرآن فلتكن القراءة مع كونها للتعبد، أن تضع قلبك، وأن تفتح قلبك وذهنك إلى مواضع الاستدلال، هذه الآية فيها دليل على مسألة كذا، قد لا يكون عندك علم أنها دليل من قبل، لكن لما تأملت وجدتها أنها تصلح دليلا لهذه المسألة، فتذهب تراجع في التفسير، تراجع كتب العقيدة مثلا إذا كانت الآية في العقيدة، تراجع كتب الفقه إذا كانت الآية في الأحكام، وتنظر هل هذا الفهم منك صحيح أم لا؟
ولهذا من حفظ القرآن وهو كبير، يعني ليس في حالة الصغر، يعني مثلا بعد أن عرف العلم، وعرف طلب العلم، فإنه يستفيد من هذه الطريقة أكثر ممن حفظه صغيرا.
وهذا أمر مجرب في أن طالب العلم إذا ابتدأ حفظ القرآن وعنده معلومات، عنده بعض المسائل في التوحيد، بعض المسائل في العقيدة، بعض المسائل في الفقه، وعلم من هذا وهذا وهذا أشياء، فإنه وهو يحفظ سيتأمل الآية، فسيجد أنها دليل على المسألة الفلانية، والأخرى دليل على المسألة الفلانية، وهذه دليل على أن اللغة هذه فصيحة -يعني- في استعمال كلمة، وهكذا.
لهذا من مقاصد تلاوة القرآن، وحفظه لطالب العلم، وكثرة تلاوته أن يكون على ذكر منه دائما، بعد التعبد والتقرب إلى الله جل وعلا بما خرج منه -سبحانه وتعالى-، أن يكون على ذكر دائما بمواضع الاستدلال، وهذه منكم ينبغي لكم العناية بها كثيرا.
كذلك إذا قرأتم في كتب السنة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ربما في كلمة مثل هذه، كيف يستفاد من كتب السنة في التدبر والاستذكار؟ فإذن إذا قرأت القرآن لا تكن القراءة قراءة هذٍّ، لا تعلم المعاني، ولا تعلم أوجه الاستدلال، يعني لا تدبرت في المعنى فعلمت التفسير، ولا تدبرت في أوجه الاستدلال فاستفدت منه.
ولهذا نقول: إن أعظم ما ينبغي لك أن تعتني به أن تكون قراءتك للقرآن قراءة استدلال على مسائل العلم، وهذا يتنوع فيه الناس بحسب قدرتهم على انتزاع الأدلة، أو معرفتهم بكلام العلماء في الاستدلال.
وقال في "مسائل الجاهلية":
6/ هل يستطيع المسلم فهم العقيدة وشرحها دون حفظ القرآن الكريم وما هو السبيل إلى ذلك؟ يمكن أن يفهم العقيدة سواءً العقيدة الإجمالية يعني مجمل الاعتقاد أو توحيد العبادة بخصوصه، يمكن أن يفهمه بدون أن يحفظ القرآن، لكن إذا حفظ القرآن استقامت عنده الحجة ووضح له البراهين التي يأتي بها أهل السنة في تلك المسائل
****** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (23/ 54)
لما سئل:" *******
أيهما طلب القرآن أو العلم أفضل
فأجاب أما العلم الذي يجب على الإنسان عينا كعلم ما أمر الله به وما نهى الله عنه فهو مقدَّم على حفظ ما لا يجب من القرآن فإن طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب والواجب مقدم على المستحب، وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علما وهو إما باطل أو قليل النفع وهو أيضا مقدم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدال والخلاف أو الفروع النادرة أو التقليد الذي لا يحتاج إليه أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها وكثير من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة ويترك حفظ القرآن الذى هو أهم من ذلك كله فلابد فى مثل هذه المسألة من التفصيل، والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فان لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين والله سبحانه أعلم.
وسئل عن تكرار القرآن والفقه أيهما أفضل وأكثر أجرا
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب الحمد لله خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد وكلام الله لا يقاس به كلام الخلق فان فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه وأما الأفضل فى حق الشخص فهو بحسب حاجته ومنفعته فان كان يحفظ القرآن وهو محتاج الى تعلم غيره فتعلمه ما يحتاج اليه أفضل من تكرار التلاوة التى لا يحتاج الى تكرارها وكذلك ان كان حفظ من القرآن ما يكفيه وهو محتاج الى علم آخر وكذلك ان كان قد حفظ القرآن أو بعضه وهو لا يفهم معانيه فتعلمه لما لما يفهمه من معانى القرآن أفضل من تلاوة ما لا يفهم معانيه وأما من تعبد بتلاوة الفقه فتعبده بتلاوة القرآن أفضل وتدبره لمعانى القرآن أفضل من تدبره لكلام لا يحتاج لتدبره والله أعلم".
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شريط "كن داعيا":
س3/ هل يجب على الشاب الملتزم أن يترك طلب العلم من أجل حفظ القرآن الكريم؟
ج/ أولا حفظ القرآن من الأعمال الصالحة والقربات العظيمة؛ لأن قارئ القرآن له بكل حرف يقرؤه عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وكثرة القراءة تتهيأ مع الحفظ، ولذلك هو عمل صالح عظيم، وعبادة كبيرة لله جل جلاله فأحث نفسي والجميع أن نستزيد من القرآن تلاوة وحفظا وتدارسا، فهو النور الهدى وهو حجة الله على الأولين والآخرين.
أما مسألة طلب العلم والحفظ، فحفظ القرآن مستحب وطلب العلم نوعان: منه واجب، ومنه مستحب.
فأما العلم الواجب الذي لا يصح العمل إلا به، فإن هذا مقدّم على المستحب، فيقدم العلم الواجب على الأمور المستحبّة أو العلم الواجب تارة يكون في العقيدة تارة يكون في العبادات، تارة يكون في المعاملات بحسب حاله، عامة المسلمين لابد أن يتعلموا العلم الواجب في تصحيح قلوبهم وتوحيدهم لله جل وعلا حتى تكون شهادتهم بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله على علم، ?إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ? [الزخرف:86]، ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ? [محمد:19].
العبادات الصلاة الزكاة لابد فيها أيضا من العلم حتى يصلي على بينة وعلى علم، حتى يزكي على بينة، يصوم على بينة وهكذا.
كذلك إذا كان من أصحاب البيع والشراء لابد أن يتعلم بعض الأحكام الضرورية المتعلقة بذلك.
فإذن إذا كان العلم مما لا يجوز تركه أو لا يسعه جهله لطلبه من المكلّف، فإن هذا يقدم على جميع النوافل باتفاق العلماء.
العلماء اختلفوا في ذلك:
فمنهم من قال يقدم حفظ القرآن.
ومنهم من قال يقدم العلم؛ لأن تعلم العلم أثره متعد وحفظ القرآن أثره من جهة العبادة غير متعد، فنقدم العبادة المتعدية على العبادة اللازمة.
والصحيح في ذلك هو التفصيل وهو أن الناس يختلفون:
فمنهم من يكون عنده ماكة في الحفظ قوية وعنده رغبة جازمة في العلم فهذا يوجه لحفظ القرآن ومعه أو بعده يتعلم.
وأما من كان لا يمكنه إلا أن يتعلم وليس عنده استعداد للحفظ ولو حفظ فإنه سيمضي سنوات طويلة يَمضي فيها فهمه وفترة شبابه ونحو ذلك وهو يحفظ.
أنا أعرف من مكث يحفظ ولم يثبت القرآن اثنا عشرة سنة وأربعة عشرة سنة لأجل ضعف الاستعداد وعدم القدرة على الحفظ، فهذا في حقه يكون تعلّم العلم والحضور عند العلماء أولى.
فإذن المسألة الصواب فيها التفصيل في الحال الثانية.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 04:26]ـ
جزاكَ الله خيرا،، ومسألة الجمع بين حفظ القرآن وطلب العلم، ترجع للشخص نفسه ومدى قدرته على ذلك.
ومعلوم أن حفظَ القرآن غالبا يتم خلال سنة فقط - أو ربما أقل للمجتهدين -، مع التنظيم الدقيق لأوقات الحفظ، وعدم التفريط أو التهاون بها، وتضييع الأوقات فيما لا ينفع، ثم تكون المراجعة سهلة يسيرة بقراءة جزء أو نصف جزء يوميا أو أكثر. باستثناء (أيام العشر من ذي الحجة، وشهر رمضان) فهذه أيام فضيلة ينبغي أن يشتغل فيها بتلاوة القرآن بزيادة الورد اليومي منه، وبهذه الطريقة يستطيع حافظ القرآن مراجعة حفظه، مع طلب العلم.
وفق الله الجميع.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 02:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو ياسر الجهني]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدم الإستعجال في حفظ القرآن ولايخفى عليكم كم حفظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ونقل لي أحد طلبة الشيخ ابن عثيمين أنه كان يحفظ في اليوم ثلاث أسطر.
وفقك الله ياسلفي.
وللفائدة هذا رقم الشيخ الفاضل عبدالله البخاري لمن أر أن يسأله /0505326997
ـ[قلب طيب]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 07:58]ـ
جزيتم خيراً على الافادة
ـ[أسامة]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 08:50]ـ
جزاكم الله خيرًا
يستثنى مما سبق طلب العلم للمطلوب علمه من الدين بالضرورة.
فهذا ... يطلب قبل حفظ القرآن وقبل أي شيء ...
لأن تعلمه فرض على المعين ... وأما حفظ القرآن والتوسع في العلم الشرعي كليهما فرض كفاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خير
ـ[المقدسى]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 10:31]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبوعمر الكويتي]ــــــــ[12 - Feb-2010, صباحاً 01:56]ـ
قمت بتجربة حفظ 3 أسطر في اليوم من كتاب الله، وجدتها رائعة جدا ومثبته للحفظ وتنفع لمن هوكثير الانشغال وكثير الارتباط
ـ[التائب]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 09:24]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكـ
السلام عليكم
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيكم(/)
بحثٌ قيمٌ في الاستعاذة
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 01:21]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وبعد،
فقد وجدت بحثًا قيمًا به فوائد كثيرة تتعلق بالاستعاذة، فقلت في نفسي لو نشرته لتعم الفائدة فكان هذا؛ لذا فأرجو من الله تعالى أن تعم به الفائدة، والله المستعان، وبه التوفيق.
أولا: معاني المفردات:
* تأويل قوله: (أَعُوذُ).
(عوذ) [العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على .... الالتجاء إلى الشَّيء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شيء لصق بشيءٍ أو لازَمَه.] 1
[فقوله: "أعوذ" مشتق من العَوْذ، وله معنيان] 2:
• أحدهما: [الالتجاء والاستجارة] 3، و [التحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه] 4
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى:
1 - [يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه، وهو عياذي؛ أي ملجئي] 5.
2 - وفي حديث حذيفة: [تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً، عُوداً] 6 بالدال، قال ابن الأَثير: وروي [بالذال المعجمة] 7 كأَنه استعاذ من الفتن8.
• والثاني: [الالتصاق] 9.
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى:
1 - [يقال: "أطيب اللحم عوذه" وهو ما التصق منه بالعظم] 10، [قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه] 11.
2 - ويقولون لكلِّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام، وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولِدها إيّاها، أو ملازمتها إيّاه12.
3 - وناقة عائذ: عاذ بها ولدها 13.
4 - ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة 14.
* تأويل قوله: مِنَ الشَّيْطَانِ
الشيطان واحد الشياطين
وله ثلاثة معان:
• أولها وهو أصحها: البعيد.
مُشْتَقّ مِنْ شَطَنَ إِذَا بَعُدَ فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاع الْبَشَر وَبَعِيد بِفِسْقِهِ عَنْ كُلّ خَيْر 15.
ومما يدل على ذلك من كلام العرب
1 - شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت.
2 - ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان16:
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ
فبانَت, والفؤادُ بها رَهِينُ
3 - وبئر شطون. أي: بعيدة القعر17.
4 - والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده18.
• الثاني: المتمرد، وهو قريب من الأول، بل إن البعض يقرن بينهما
قال الطبري: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء، وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير19.
ومما يستدل به على هذا المعنى:
1 - قول الله تَعَالَى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (الأنعام: من الآية112)، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلُ الذي جعل من الجنّ20.
2 - وَفِي مُسْنَد الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَا أَبَا ذَرّ تَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ " فَقُلْت أَوَلِلْإِنْسِ شَيَاطِين؟ قَالَ " نَعَمْ] 21.
3 - وعن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [أنه رَكِبَ بِرْذَوْنًا فَجَعَلَ يَتَبَخْتَر بِهِ فَجَعَلَ يَضْرِبهُ فَلَا يَزْدَاد إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَان مَا نَزَلْت عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْت نَفْسِي] إِسْنَاده صَحِيح 22.
[فقولك "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه] 23.
• الثالث: من الاحتراق
مُشْتَقّ مِنْ شَاطَ لِأَنَّهُ مَخْلُوق مِنْ نَار 24.
أو مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، وشاط إذا احترق، وشيطت اللحم إذا دخنت ولم تنضج، واشتاط الرجل إذا احتد غضبا، واشتاط إذا هلك؛ قال الأعشى:
قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط25 على أرماحنا البطل.
الرد على من قال أنه من الاحتراق:
1 - قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
أَيُّما شاطِن عَصَاه26 عَكاهُ
ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ
ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن"27.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وَقَالَ سِيبَوَيْهِ الْعَرَب: تَقُول تَشَيْطَنَ فُلَان إِذَا فَعَلَ فِعْل الشَّيَاطِين وَلَوْ كَانَ مِنْ شَاطَ لَقَالُوا تَشَيَّطَ. 28
فَالشَّيْطَان مُشْتَقّ مِنْ الْبُعْد عَلَى الصَّحِيح وَلِهَذَا يُسَمُّونَ كُلّ مَنْ تَمَرَّدَ مِنْ جِنِّيّ وَإِنْسِيّ وَحَيَوَان شَيْطَانًا 29.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول أن الكل صَحِيح فِي الْمَعْنَى 30.
* تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
الرجيم: فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كَفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون31.
وله ثلاثة معان
• الأول: الرمي، وهو أصحها، ف-[أصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه وسلامه: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ) (مريم: 46)] 32، ومن الرجم بالفعل قول قوم نوح قوله تعالى: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء: من الآية116) 33
• الثاني: الملعون والمشتوم: [وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم] 34.
• الثالث: الطرد: فـ[الرجيم: أي: المطرود من رحمة الله] 35، و [عَنْ الْخَيْر كُلّه] 36، [لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب] 37 .. [كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ) (الملك: من الآية5) وَقَالَ تَعَالَى (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ) * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ) (الصافات:6 - 9) وَقَالَ تَعَالَى (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) (الحجر:16 - 17)، إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات] 38. وقريب منه ما ذكره القرطبي في المعنى الرابع [وَالْأَوَّل أَشْهَر وَأَصَحّ] 39.
ثانيا: معنى قول القائل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
[قَالَ اللَّه تَعَالَى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأعراف:199 - 200).
وَقَالَ تَعَالَى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (المؤمنون: 96 - 98)
وَقَالَ تَعَالَى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:34 - 36).
فَهَذِهِ ثَلَاث آيَات لَيْسَ لَهُنَّ رَابِعَة فِي مَعْنَاهَا وَهُوَ:
أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَأْمُر بِمُصَانَعَةِ الْعَدُوّ الْإِنْسِيّ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ عَنْهُ إلى طَبْعه الطَّيِّب الْأَصْل إِلَى الْمُوَالَاة وَالْمُصَافَاة.
وَيَأْمُر بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ الْعَدُوّ الشَّيْطَانِيّ لَا مَحَالَة إِذْ لَا يَقْبَل مُصَانَعَة وَلَا إِحْسَانًا وَلَا يَبْتَغِي غَيْر هَلَاك اِبْن آدَم لِشِدَّةِ الْعَدَاوَة بَيْنه وَبَيْن أَبِيهِ آدَم مِنْ قَبْل كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) (الأعراف: من الآية27)، وَقَالَ تَعَالَى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6)، وَقَالَ (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف: من الآية50)، وَقَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَقْسَمَ لِلْوَالِدِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ لَهُ لَمِنْ النَّاصِحِينَ وَكَذَبَ فَكَيْف مُعَامَلَته لَنَا وَقَدْ قَالَ (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (صّ:82 - 83)] 40.
فـ[مَعْنَى أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَيْ أَسْتَجِير بِجَنَابِ اللَّه - دون غيره من سائر خلقه - 41مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَنْ يَضُرّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ أَوْ يَصُدّنِي عَنْ فِعْل مَا أُمِرْت بِهِ أَوْ يَحُثّنِي عَلَى فِعْل مَا نُهِيت عَنْهُ فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَكُفّهُ عَنْ الْإِنْسَان إِلَّا اللَّه وَلِهَذَا أَمَرَ تَعَالَى بِمُصَانَعَةِ شَيْطَان الْإِنْس وَمُدَارَاته بِإِسْدَاءِ الْجَمِيل إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ طَبْعه عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ الْأَذَى وَأَمَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ شَيْطَان الْجِنّ لِأَنَّهُ لَا يَقْبَل رِشْوَة وَلَا يُؤَثِّر فِيهِ جَمِيل لِأَنَّهُ شِرِّير بِالطَّبْعِ وَلَا يَكُفّهُ عَنْك إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ] 42.
الفرق بينها وبين اللياذة
وَالْعِيَاذَةُ تَكُون لِدَفْعِ الشَّرّ وَاللِّيَاذ يَكُون لِطَلَبِ جَلْب الْخَيْر كَمَا قَالَهُ الْمُتَنَبِّي:
يَا مَنْ أَلُوذ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلهُ وَمَنْ أَعُوذ بِهِ مِمَّنْ أُحَاذِرهُ
لَا يَجْبُر النَّاس عَظْمًا أَنْتَ كَاسِره…وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِره 43.
ثالثا: الفوائد والعبر من الاستعاذة 44
1 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تمهيد للجو الذي يتلى فيه كتاب الله وتطهير له من الوسوسة واتجاه بالمشاعر إلى الله خالصة لا يشغلها شاغل من عالم الرجس والشر الذي يمثله الشيطان.
2 - الرد على مذهب الجبرية والقدرية، فلو كان الإنسان مجبورا ما أمر بالاستعاذة، ولو كان هو الذي يخلق أفعاله لأعاذ نفسه بدون مستعيذ، لكن الإنسان له إرادة ومشيئة لا تنفذ إلا بإرادة الله ومشيئته سبحانه
وتعالى 45.
3 - وجود والشياطين وأن لهم حقيقة، فلولا أن للشياطين حقيقة ما أمر الله بالستعاذة منهم.
4 - تسلط الجن على الإنس، وأنهم ممكنون من ذلك ولكن (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة: من الآية102)
5 - توثيق الصلة بالله: فالذين يتوجهون إلى الله وحده ويخلصون قلوبهم لله لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه وينقادوا إليه وقد يخطئون لكنهم لا يستسلمون فيطردون الشيطان عنهم ويثوبون إلى ربهم من قريب.
6 - حاجتنا التامة إلى الله، فلولا الاحتياج غليه لما كان في الاستعاذة فائدة.
7 - الإقرار بالفقر التام للعبد، والغنى التام لله سبحانه وتعالى، فقولك: (بالله) إشارة إلى الغني التام للحق، وقول العبد (أعوذ) إقرار على نفسه بالفقر والحاجة.
8 - الإقرار بقدرة الحق سبحانه وتعالى على جلب النفع وتحصيل الخير ودفع الضر، فقولك: (بالله) إقرار بأن الحق قادر على تحصيل كل الخيرات ودفع كل الآفات.
9 - أن غير الله غير موصوف بهذه الصفة فلا دافع للحاجات إلا هو، ولا معطي للخيرات إلا هو، فعند مشاهدة هذه الحالة يفر العبد من نفسه ومن كل شيء سوى الحق فيشاهد في هذا الفرار سر قوله: {فَفِرُّواْ إِلَى ?للَّهِ} [الذاريات: 50].
10 - أن قوله: (أعوذ بالله) اعتراف بعجز النفس وبقدرة الرب.
11 - لا وسيلة إلى القرب من الله إلا بالعجز والانكسار.
12 - أن الإقدام على الطاعات لا يتيسر إلا بعد الفرار من الشيطان، وذلك هو الاستعاذة بالله.
13 - أن أجل الأمور التي يلقي الشيطان وسوسته فيها قراءة القرآن، والصلاة، لأن من قرأ القرآن ونوى به عبادة الرحمن وتفكر في وعده ووعيده وآياته وبيناته ازدادت رغبته في الطاعات ورهبته من المحرمات، ومن خشع في صلاته فقد أفلح في الدنيا والآخرة، فلهذا السبب صارت قراءة القرآن، والصلاة من أعظم الطاعات، فلا جرم كان سعى الشيطان في الصد عنهما أبلغ، وكان احتياج العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد.
14 - الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى: {إِنَّ ?لشَّيْطَ-?نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَ?تَّخِذُوهُ عَدُوّاً}.
15 - الرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - قال تعالى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ?لْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] فالقلب إذا تعلق بغير الله، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من استعمال الطهور، فلما قال: {أَعُوذُ بِ?للَّهِ} حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: {بِسْمِ اللَّهِ}.
17 - لك عدوان أحدهما ظاهر والآخر باطن، وأنت مأمور بمحاربتهما قال تعالى في العدو الظاهر: {قَ-?تِلُواْ ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ} [التوبة: 29] وقال في العدو الباطن: {إِنَّ ?لشَّيْطَ-?نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَ?تَّخِذُوهُ عَدُوّاً} [فاطر: 6] فكأنه تعالى قال: إذا حاربت عدوك الظاهر كان مددك المَلك، كما قال تعالى: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ?لْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ} [آل عمران: 125] وإذا حاربت عدوك الباطن كان مددك الملِك كما قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلِيهم سُلْطَ-?نٍ}.
18 - محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛ لأن العدو الظاهر إن وجد فرصة ففي متاع الدنيا، والعدو الباطن إن وجد فرصة ففي الدين واليقين، وأيضاً فالعدو الظاهر إن غلبنا كنا مأجورين، والعدو الباطن إن غلبنا كنا مفتونين، وأيضاً فمن قتله العدو الظاهر كان شهيداً، ومن قتله العدو الباطن كان طريداً، فكان الاحتراز عن شر العدو الباطن أولى، وذلك لا يكون إلا بأن يقول الرجل بقلبه ولسانه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
19 - كأنه تعالى يقول يا عبدي، ما أنصفتني، أتدري لأي شيء تَكَدَّرَ ما بيني وبين الشيطان؟ إنه كان يعبدني مثل عبادة الملائكة، وكان في الظاهر مقراً بألوهيتي، وإنما تكدر ما بيني وبينه لأني أمرته بالسجود لأبيك آدم فامتنع، فلما تكبر نفيته عن خدمتي، فعادى أباك، وامتنع من خدمتي، ثم إنه يعاديك منذ زمن وأنت تحبه، وهو يخالفك في كل الخيرات وأنت توافقه في كل المرادات، فأترك هذه الطريقة المذمومة وأظهر عداوته فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
20 - إن نظرت إلى قصة الشيطان مع أبيك آدم، فإنه أقسم بأنه له من الناصحين، ثم كان عاقبة ذلك الأمر أنه سعى في إخراجه من الجنة، وأما في حقك فإنه أقسم بأنه يضلك ويغويك فقال: {فبعزتك لأَغويتهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82، 83] فإذا كانت هذه معاملته مع من أقسم أنه ناصحه فكيف تكون معاملته مع من أقسم أنه يضله ويغويه.
21 - إنما قال: (أعوذ بالله) ولم يذكر اسماً آخر، بل ذكر قوله (الله) لأن هذا الاسم أبلغ في كونه زاجراً عن المعاصي من سائر الأسماء والصفات لأن الإله هو المستحق للعبادة، ولا يكون كذلك إلا إذا كان قادراً عليماً حكيماً فقوله: (أعوذ بالله) جار مجرى أن يقول أعوذ بالقادر العليم الحكيم، وهذه الصفات هي النهاية في الزجر، وذلك لأن السارق يعلم قدرة السلطان وقد يسرق ماله، لأن السارق عالم بأن ذلك السلطان وإن كان قادراً إلا أنه غير عالم، فالقدرة وحدها غير كافية في الزجر، بل لا بدّ معها من العلم، وأيضاً فالقدرة والعلم لا يكفيان في حصول الزجر، لأن الملك إذا رأى منكراً إلا أنه لا ينهى عن المنكر لم يكن حضوره مانعاً منه، أما إذا حصلت القدرة وحصل العلم وحصلت الحكمة المانعة من القبائح فههنا يحصل الزجر الكامل؛ فإذا قال العبد (أعوذ بالله) فكأنه قال: أعوذ بالقادر العليم الحكيم الذي لا يرضى بشيء من المنكرات فلا جرم يحصل الزجر التام.
22 - لما قال العبد (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دل ذلك على أنه لا يرضى بأن يجاور الشيطان، وإنما لم يرض بذلك لأن الشيطان عاصٍ، وعصيانه لا يضر هذا المسلم في الحقيقة، فإذا كان العبد لا يرضى بجوار العاصي فبأن لا يرضى بجوار عين المعصية أولى.
23 - الشيطان اسم، والرجيم صفة، ثم إنه تعالى لم يقتصر على الاسم بل ذكر الصفة فكأنه تعالى يقول إن هذا الشيطان بقي في الخدمة ألوفاً من السنين فهل سمعت أنه ضرنا أو فعل ما يسوءنا؟ ثم إنا مع ذلك رجمناه حتى طردناه، وأما أنت فلو جلس هذا الشيطان معك لحظة واحدة لألقاك في النار الخالدة فكيف لا تشتغل بطرده ولعنه فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
(يُتْبَعُ)
(/)
24 - لقائل أن يقول: لم لم يقل: "أعوذ بالملائكة" مع أن أدون ملك من الملائكة يكفي في دفع الشيطان؟ فما السبب في أن جعل ذكر هذا الكلب في مقابلة ذكر الله تعالى؟ وجوابه كأنه تعالى يقول: عبدي إنه يراك وأنت لا تراه، بدليل قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27] وإنما نفذ كيده فيكم لأنه يراكم وأنتم لا ترونه، فتمسكوا بمن يرى الشيطان ولا يراه الشيطان، وهو الله سبحانه وتعالى فقولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
25 - أدخل الألف واللام في الشيطان ليكون تعريفاً للجنس؛ لأن الشياطين كثيرة مرئية وغير مرئية، بل المرئي ربما كان أشد.
26 - الشيطان مأخوذ من "شطن" إذا بعد فحكم عليه بكونه بعيداً، وأما المطيع فقريب قال الله تعالى: {وَسْجُدْ وَقْتَرِب} [العلق: 19] والله قريب منك قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186] وأما الرجيم فهو المرجوم بمعنى كونه مرمياً بسهم اللعن والشقاوة وأما أنت فموصول بحبل السعادة قال الله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ?لتَّقْوَى?} [الفتح:26] فدل هذا على أنه جعل الشيطان بعيداً مرجوماً، وجعلك قريباً موصولاً، ثم إنه تعالى أخبر أنه لا يجعل الشيطان الذي هو بعيد قريباً لأنه تعالى قال: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ?للَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر: 43] فاعرف أنه لما جعلك قريباً فإنه لا يطردك ولا يبعدك عن فضله ورحمته.
27 - كأنه تعالى يقول: إنه شيطان رجيم، وأنا رحمن رحيم، فابعد عن الشيطان الرجيم لتصل إلى الرحمن الرحيم.
28 - الشيطان عدوك، وأنت عنه غافل غائب، قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاتَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27]. فعلى هذا لك عدو غائب ولك حبيب غالب، لقوله تعالى: {وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} [يوسف: 21] فإذا قصدك العدو الغائب فافزع إلى الحبيب الغالب، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.
29 - فرق بين أن يقال: "أعوذ بالله" وبين أن يقال: (بالله أعوذ) فإن الأول لا يفيد الحصر، والثاني: يفيده، فلم ورد الأمر بالأول دون الثاني مع أن الثاني أكمل وأيضاً جاء قوله: "الحمد لله" وجاء قوله: "لله الحمد" وأما هنا فقد جاء "أعوذ بالله" وما جاء قوله "بالله أعوذ" فما الفرق؟.
قوله: (أعوذ بالله) لفظه الخبر ومعناه الدعاء، والتقدير: اللهم أعذني، ألا ترى أنه قال: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} كقوله: "أستغفر الله" أي اللهم أغفر لي، والدليل عليه أن قوله: {أعوذ بالله} إخبار عن فعل العبد، وهذا القدر لا فائدة فيه إنما الفائدة في أن يعيذه الله، فما السبب في أنه قال: "أعوذ بالله" ولم يقل أعذني؟ والجواب أن بين الرب وبين العبد عهداً كما قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ?للَّهِ إِذَا عَ-?هَدتُّمْ} [النحل:91] وقال: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة:40] فكأن العبد يقول أنا مع لؤم الإنسانية ونقص البشرية وفيت بعهد عبوديتي حيث قلت: "أعوذ بالله" فأنت مع نهاية الكرم وغاية الفضل والرحمة أولى بأن تفي بعهد الربوبية فتقول: إني أعيذك من الشيطان الرجيم.
رابعا: الأحكام الفقهية المتعلقة بالاستعاذة
وهي ثلاثة عشر مسألة
المسألة الأولى: مشروعية الاستعاذة عند قراءة القرآن داخل الصلاة وخارجها.
لقول الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98)
قال الشوكاني:
فلَا شَكَّ أَنَّ الْآيَةَ تَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَهِيَ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ خَارِجَ الصَّلَاةِ أَوْ دَاخِلَهَا. 46
المسألة الثانية: حكم الاستعاذة (هل هي واجبة أم مستحبة؟)
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
القول الأول، وهو الراجح إن شاء الله.
[أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ - وغيرها- سُنَّةٌ] 47، و [لَيْسَتْ بِفَرْضٍ] 48.
[وهو ما ذَهَبَ إليه جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ] 49، وَبِذَلِكَ [قال أَبُو حَنِيفَةَ] 50، وَ [الشَّافِعِيُّ] 51.
قال الشافعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
[وَلَا آمُرُ بِهِا فِي شَيْءٍ مِنْ الصَّلَاةِ .... وَإِنْ تَرَكَها نَاسِيًا، أَوْ جَاهِلًا، أَوْ عَامِدًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةٌ وَلَا سُجُودُ سَهْوٍ، وَأَكْرَهُ لَهُ تَرْكَها عَامِدًا، وَأُحِبُّ إذَا تَرَكَها فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ أَنْ يَقُولَها فِي غَيْرِهَا] اه-52.
والدليل على ذلك:
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُعَلِّمْهَا الْأَعْرَابِيَّ حِينَ عَلَّمَهُ الصَّلَاةَ , وَلَوْ كَانَتْ فَرْضًا لَمْ يُخْلِهِ مِنْ تَعْلِيمِهَا53.
قال الشافعي:
وَإِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ آمُرَهُ أَنْ يُعِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَ رَجُلًا مَا يَكْفِيهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: [كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ] 54 (قَالَ) وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِتَعَوُّذٍ وَلَا افْتِتَاحٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ افْتِتَاحَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اخْتِيَارٌ وَأَنَّ التَّعَوُّذَ مِمَّا لَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ إنْ تَرَكَهُ55.
القول الثاني:
أنَّ الِاسْتِعَاذَةُ تَجِبُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا 56.
وبذلك قال ابن حزم:
وَفَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُصَلٍّ أَنْ يَقُولَ إذَا قَرَأَ " أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " لَا بُدَّ لَهُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ اه-57.
دليلهم.
الدليل الأول: أَخْذًا بِظَاهِرِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) وهي عامة.
الرد
أن هذا العام مخصوص بحديث الأعرابي كما تقدم، من كلام الشافعي.
الدليل الثاني: مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على الاستعاذة في الصلاة بعد الاستفتاح وهو ثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين58.
الرد
أنَّ كل هذه الآثار دليل على مشروعيتها، والمشروع يكون مستحبا ويكون واجبا.
والاستدلال به على الوجوب [مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ السَّلَفِ، فَقَدْ كَانُوا مُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّهُ سُنَّةٌ] 59.
القول الثالث، ومن قال به:
قَالَ الإمام مَالِكٌ: لَا يَتَعَوَّذُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْفَرِيضَةِ , وَلَا التَّطَوُّعِ إلَّا فِي صَلَاةِ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ بِالتَّعَوُّذِ فَقَطْ ثُمَّ لَا يَعُودَ60.
الرد عليه:
قَالَ ابن حزم: وَهَذِهِ قَوْلَةٌ لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهَا , لَا مِنْ قُرْآنٍ , وَلَا مِنْ سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ وَلَا سَقِيمَةٍ ; وَلَا أَثَرٍ أَلْبَتَّةَ ; وَلَا مِنْ دَلِيلِ إجْمَاعٍ , وَلَا مِنْ قَوْلِ صَاحِبٍ , وَلَا مِنْ قِيَاسٍ ; وَلَا مِنْ رَأْيٍ لَهُ وَجْهٌ اه- 61.
المسألة الثالثة: صيغ الاستعاذة وصفة التعوذ.
للاستعاذة أربع صيغ:
أولاها وأفضلها: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ 62، وَالشَّافِعِيِّ 63، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل: من الآية98) وهو اخْتِيَارُ أَبِي عَمْرٍو، وَعَاصِمٍ وَابْنِ كَثِيرٍ رحمهم الله64.
قال الشافعي: وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 65.
ثانيا: أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وهي رواية عن أَحْمَدَ66، وهي قراءة حَفْصٌ مِنْ طَرِيقِ هُبَيْرَةَ67، لِـ[خَبَرِ أَبِي سَعِيد] 68 وَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت: من الآية36) وَهَذَا مُتَضَمِّنٌ لَزِيَادَةٍ.
ثالثا: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
وهي رواية أيضا عن أحمد69، وَاخْتِيَارُ نَافِعٍ، وَابْنِ عَامِرٍ، وَالْكِسَائِيِّ70، لقوله تعالى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت: من الآية36)
رابعا: أَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وهو وَاخْتِيَارُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ71، لظاهر قوله (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) (النحل: من الآية98)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن قدامه: وَهَذَا كُلُّهُ وَاسِعٌ , وَكَيْفَمَا اسْتَعَاذَ فَهُوَ حَسَنٌ اه- 72.
قال الشافعي: وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَأَيُّ كَلَامٍ اسْتَعَاذَ بِهِ أَجْزَأَهُ ا. هـ 73.
المسألة الرابعة: هل يستعذ قبل القراءة أم بعدها؟ (زمن الاستعاذة)
لِلْقُرَّاءِ وَالْفُقَهَاءِ فِي مَحَلِّ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْقِرَاءَةِ ثَلَاثَةُ أقوال:
أصحها: أَنَّهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ , وَذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ , وَنَفَى صِحَّةَ الْقَوْلِ بِخِلَافِهِ.
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِـ:
بمَا رَوَاهُ أَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ مُسْنَدًا عَنْ نَافِعٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ [أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ] 74. وقد دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ التَّقْدِيمَ هُوَ السُّنَّةُ.
فقد ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ السَّلَفِ ... الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ.
واَلَّذِينَ نَقَلُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ذَكَرُوا تَعَوُّذَهُ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ قَبْلَ الْقِرَاءَة ِ 75.
والِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِنَفْيِ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج:52)
فَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ بِتَقْدِيمِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ 76.
أما [قَوْلُ مَنْ قَالَ: الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ شَاذٌّ] 77وهذا القول مَنْسُوبٌ إلَى مَالِكٍ 78.
واستدلوا بِظَاهِرِ الْآيَةِ {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , وَالْفَاءُ هُنَا لِلتَّعْقِيبِ.
قال ابن العربي: انْتَهَى الْعِيُّ بِقَوْمٍ إلَى أَنْ قَالُوا: إنَّ الْقَارِئَ إذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ حِينَئِذٍ يَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .... 79
وَمِنْ أَغْرَبِ مَا وَجَدْنَاهُ قَوْلُ مَالِكٍ فِي الْمَجْمُوعَةِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} الْآيَةَ قَالَ: ذَلِكَ بَعْدَ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ لِمَنْ قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ , وَهَذَا قَوْلٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ أَثَرٌ , وَلَا يُعَضِّدُهُ نَظَرٌ ..... وَلَوْ كَانَ هَذَا كَمَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ لَكَانَ تَخْصِيصُ ذَلِكَ بِقِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ دَعْوَى عَرِيضَةً لَا تُشْبِهُ أُصُولَ مَالِكٍ , وَلَا فَهْمَهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِسِرِّ هَذِهِ الرِّوَايَةِ 80.
قَالَ الجصاص: قَوْلُهُ: {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ} يَقْتَضِي ظَاهِرُهُ أَنْ تَكُونَ الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , كَقَوْلِهِ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا} ا. هـ81.
لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ، وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْفَاءَ ... لِلْحَالِ كَمَا يُقَالُ:
إذَا دَخَلْتَ عَلَى السُّلْطَانِ فَتَأَهَّبْ. أَيْ: إذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ فَتَأَهَّبْ 82.
وَقَدْ جَرَتْ الْعَادَةُ بِإِطْلَاقِ مِثْلِهِ، وَالْمُرَادُ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}.
وَقَوْلِهِ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ تَسْأَلَهَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ بَعْدَ سُؤَالٍ مُتَقَدِّمٍ.
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} 83.
(يُتْبَعُ)
(/)
كَمَا قَالَ: {إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ} مَعْنَاهُ , إذَا أَرَدْتُمْ الْقِيَامَ إلَى الصَّلَاةِ , وَكَقَوْلِهِ: إذَا أَكَلْت فَسَمِّ اللَّهَ ; مَعْنَاهُ: إذَا أَرَدْت الْأَكْلَ 84.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ} مَعْنَاهُ: إذَا قَرَأْت فَقَدِّمْ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ: إذَا أَرَدْت الْقِرَاءَةَ فَاسْتَعِذْ.
وَكَقَوْلِ الْقَائِلِ: إذَا قُلْت فَاصْدُقْ وَإِذَا أَحْرَمْت فَاغْتَسِلْ يَعْنِي قَبْلَ الْإِحْرَامِ , وَالْمَعْنَى فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ كَذَلِكَ.
قَوْلُهُ: {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ} مَعْنَاهُ: إذَا أَرَدْت قِرَاءَتَهُ 85.
وهناك قول ثالث وهو:
أن الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَبَعْدَهَا , ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الرَّازِيَّ 86، وَنَفَى ابْنُ الْجَزَرِيِّ الصِّحَّةَ عَمَّنْ نُقِلَ عَنْهُ أَيْضًا 87.
المسألة الخامسة: التعوذ بعد الاستفتاح وليس قبله
قد جاءت النصوص مصرحة بأن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ (هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ) 88] 89.
وَقَالَ الْأَسْوَدُ: رَأَيْت عُمَرَ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَقُولُ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك , وَتَبَارَكَ اسْمُك , وَتَعَالَى جَدُّك , وَلَا إلَه غَيْرُك , ثُمَّ يَتَعَوَّذُ 90.
المسألة السادسة: هل يتعوذ في الركعة الأولى فقط، أم يتعوذ في كل ركعة؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول وهو الأرجح:
[أن التَّعَوُّذُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ خَاصَّةً] 91، [وأَنَّهَا تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى] 92.
وهو رواية عن أحمد 93، وهو قول ابن حزم 94، وهو ما رجحه ابن القيم، وابن حجر والشوكاني، كما سيأتي.
وهو ما رجحه الزيلعي في نصب الراية 95.
وعَلَى هَذا، فإذَا تَرَكَ الِاسْتِعَاذَةَ فِي الْأُولَى لِنِسْيَانٍ أَوْ غَيْرِهِ , أَتَى بِهَا فِي الثَّانِيَةِ 96.
والدليل على ذلك:
ما رواه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا نَهَضَ مِنْ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَلَمْ يَسْكُتْ] 97. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ 98.
ولأَنَّ الصَّلَاةَ جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَالْقِرَاءَةُ فِيهَا كُلِّهَا كَالْقِرَاءَةِ الْوَاحِدَةِ 99.
قال الشوكاني: وَالْحَدِيثُ100 يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ السَّكْتَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ , وَكَذَلِكَ عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ التَّعَوُّذِ فِيهَا وَحُكْمُ مَا بَعْدَهَا مِنْ الرَّكَعَاتِ حُكْمُهَا , فَتَكُونُ السَّكْتَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ مُخْتَصَّةً بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَكَذَلِكَ التَّعَوُّذُ قَبْلَهَا 101، وَقَدْ رَجَّحَ صَاحِبُ الْهَدْيِ102 الِاقْتِصَارَ عَلَى التَّعَوُّذِ فِي الْأَوَّلِ لِهَذَا الْحَدِيثِ ا. هـ103
القول الثاني: يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
وهذا هو قول، أبي حنيفة 104، والشَّافِعِيِّ 105، والرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عن أحمد 106.
دليلهم
الدليل الأول: قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. فَيَقْتَضِي ذَلِكَ تَكْرِيرَ الِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ تَكْرِيرِ الْقِرَاءَةِ.
الرد عليه
قال ابن حجر في التلخيص107:
(يُتْبَعُ)
(/)
اُشْتُهِرَ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّعَوُّذُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَلَمْ يَشْتَهِرْ فِي سَائِرِ الرَّكَعَاتِ، أَمَّا اشْتِهَارُهُ فِي الْأُولَى فَمُسْتَفَادٌ مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَأَمَّا عَدَمُ شُهْرَةِ تَعَوُّذِهِ فِي بَاقِي الرَّكَعَاتِ فَإِنَّمَا لَمْ يُذْكَرْ فِي الْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ، لِأَنَّهَا سِيقَتْ فِي دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ.
وَعُمُومُ قَوْلِهِ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ} يَقْتَضِي الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ فِي ابْتِدَاءِ الْقِرَاءَةِ 108.
قال الشوكاني: الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي التَّعَوُّذِ لَيْسَ فِيهَا إلَّا أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى ا. هـ109.
الدليل الثاني: وَلِأَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ لِلْقِرَاءَةِ , فَتُكَرَّرُ بِتَكَرُّرِهَا , كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي صَلَاتَيْنِ 110.
الرد عليه
قال السرخسي:
وَهَذَا فَاسِدٌ فَإِنَّ الصَّلَاةَ وَاحِدَةٌ فَكَمَا لَا يُؤْتِي لَهَا إلَّا بِتَحْرِيمَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَذَا التَّعَوُّذُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ا. هـ111.
المسألة السابعة: هل يتعوذ للسورة التي بعد الفاتحة؟
قال ابن حزم 112:
وَلَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ وَالْمُنْفَرِدِ أَنْ يَتَعَوَّذَا لِلسُّورَةِ الَّتِي مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّهُمَا قَدْ تَعَوَّذَا إذْ قَرَآ. وَمَنْ اتَّصَلَتْ قِرَاءَتُهُ فَقَدْ تَعَوَّذَ كَمَا أُمِرَ , وَلَوْ لَزِمَهُ تَكْرَارُ التَّعَوُّذِ لَمَا كَانَ لِذَلِكَ غَايَةٌ إلَّا بِدَعْوَى كَاذِبَةٍ , فَإِنْ قَطَعَ الْقِرَاءَةَ قَطْعَ تَرْكٍ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْتَدِئَ قِرَاءَةً فِي رَكْعَةٍ أُخْرَى تَعَوَّذَ - كَمَا أُمِرَ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ ا. هـ113.
المسألة الثامنة: هل يسر بالاستعاذة أم يجهر؟
قال السرخسي:
يَتَعَوَّذُ الْمُصَلِّي فِي نَفْسِهِ إمَامًا كَانَ أَوْ مُنْفَرِدًا ; لِأَنَّ الْجَهْرَ بِالتَّعَوُّذِ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ يَجْهَرُ بِهِ لَنُقِلَ نَقْلًا مُسْتَفِيضًا.
وَاَلَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله تعالى عنه - أَنَّهُ جَهَرَ بِالتَّعَوُّذِ تَأْوِيلُهُ أَنَّهُ كَانَ وَقَعَ اتِّفَاقًا لَا قَصْدًا أَوْ قَصَدَ تَعْلِيمَ السَّامِعِينَ أَنَّ الْمُصَلِّيَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَوَّذَ كَمَا نُقِلَ عَنْهُ الْجَهْرُ بِثَنَاءِ الِافْتِتَاحِ اهـ114.
قال ابن قدامة:
وَيُسِرُّ الِاسْتِعَاذَةَ , وَلَا يَجْهَرُ بِهَا , لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا اهـ 115.
قال ابن تيمية:
فِي رَجُلٍ يَؤُمُّ النَّاسَ , وَبَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ يَجْهَرُ بِالتَّعَوُّذِ , ثُمَّ يُسَمِّي وَيَقْرَأُ , وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ؟
الْجَوَابُ: إذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَحْيَانًا لِلتَّعْلِيمِ وَنَحْوِهِ , فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ , كَمَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْهَرُ بِدُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ مُدَّةً , وَكَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَجْهَرَانِ بِالِاسْتِعَاذَةِ أَحْيَانًا.
وَأَمَّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْجَهْرِ بِذَلِكَ فَبِدْعَةٌ , مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَجْهَرُونَ بِذَلِكَ دَائِمًا , بَلْ لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جَهَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ116.
المسألة التاسعة: هل يتعوذ المأموم؟
قال ابن قدامة:
إنْ كَانَ فِي حَقِّهِ قِرَاءَةٌ مَسْنُونَةٌ , وَهُوَ فِي الصَّلَوَاتِ الَّتِي يُسِرُّ فِيهَا الْإِمَامُ , أَوْ الَّتِي فِيهَا سَكَتَاتٌ يُمْكِنُ فِيهَا الْقِرَاءَةُ , اسْتَفْتَحَ الْمَأْمُومُ وَاسْتَعَاذَ , وَإِنْ لَمْ يَسْكُتْ أَصْلًا , فَلَا يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ , وَإِنْ سَكَتَ قَدْرًا يَتَّسِعُ لِلِافْتِتَاحِ فَحَسْبُ , اسْتَفْتَحَ وَلَمْ يَسْتَعِذْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ: قُلْت لِأَحْمَدَ: سُئِلَ سُفْيَانُ أَيَسْتَعِيذُ الْإِنْسَانُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: إنَّمَا يَسْتَعِيذُ مَنْ يَقْرَأُ. قَالَ أَحْمَدُ: صَدَقَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: إنْ كَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.
وَذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ فِيهِ رِوَايَاتٌ أُخْرَى , أَنَّهُ يَسْتَفْتِحُ وَيَسْتَعِيذُ فِي حَالِ جَهْرِ الْإِمَامِ ; لِأَنَّ سَمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ قَامَ مَقَامَ قِرَاءَتِهِ , بِخِلَافِ الِاسْتِفْتَاحِ وَالِاسْتِعَاذَةِ. وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَاه اهـ117.
المسألة العاشرة: هل يستعيذ المسبوق؟
قال ابن قدامة:
وَالْمَسْبُوقُ إذَا أَدْرَكَ الْإِمَامَ فِيمَا بَعْدَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لَمْ يَسْتَفْتِحْ , وَأَمَّا الِاسْتِعَاذَةُ , فَإِنْ قُلْنَا: تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى. لَمْ يَسْتَعِذْ .... نَصَّ عَلَى هَذَا أَحْمَدُ.
وَإِنْ قُلْنَا: يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. اسْتَعَاذَ ; لِأَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةِ كُلِّ رَكْعَةٍ , فَإِذَا أَرَادَ الْمَأْمُومُ الْقِرَاءَةَ اسْتَعَاذَ ; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} اهـ 118.
المسألة الحادية عشر: إِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ.
قال ابن قدامة:
وَإِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ , لَمْ يَأْتِ بِهَا فِي تِلْكَ الرَّكْعَةِ ; لِأَنَّهَا سُنَّةٌ فَاتَ مَحِلُّهَا اهـ 119.
المسألة الثانية عشر: هل يتعوذ إذا قطع القراءة؟
قال ابن مفلح:
إِنْ قَطَعَهَا قَطْعُ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ عَلَى أَنَّهُ لَا يَعُودُ إلَيْهَا أَعَادَ التَّعَوُّذَ إذَا رَجَعَ إلَيْهَا , وَإِنْ قَطَعَهَا بِعُذْرٍ عَازِمًا عَلَى إتْمَامِهَا إذَا زَالَ عُذْرُهُ كَفَاهُ التَّعَوُّذُ الْأَوَّلُ , وَإِنْ تَرَكَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فَيَتَوَجَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا ثُمَّ يَقْرَأُ ; لِأَنَّ وَقْتَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِلِاسْتِحْبَابِ فَلَا يَسْقُطُ بِتَرْكِهَا إذَنْ ; وَلِأَنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , أَمَّا لَوْ تَرَكَهَا حَتَّى فَرَغَ سَقَطَتْ لِعَدَمِ الْقِرَاءَةِ اهـ120.
وفي الموسوعة الفقهية:
إذَا قَطَعَ الْقَارِئُ الْقِرَاءَةَ لِعُذْرٍ , مِنْ سُؤَالٍ أَوْ كَلَامٍ يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَةِ , لَمْ يُعِدْ التَّعَوُّذَ لِأَنَّهَا قِرَاءَةٌ وَاحِدَةٌ. وَفِي
(مَطَالِبِ أُولِي النُّهَى): الْعَزْمُ عَلَى الْإِتْمَامِ بَعْدَ زَوَالِ الْعُذْرِ شَرْطٌ لِعَدَمِ الِاسْتِعَاذَةِ، أَمَّا إذَا كَانَ الْكَلَامُ أَجْنَبِيًّا , أَوْ كَانَ الْقَطْعُ قَطْعَ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ فَإِنَّهُ يُعِيدُ التَّعَوُّذَ , قَالَ النَّوَوِيُّ: يُعْتَبَرُ السُّكُوتُ وَالْكَلَامُ الطَّوِيلُ سَبَبًا لِلْإِعَادَةِ اهـ 121.
المسألة الثالثة عشر:
خطأ قول القائل: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لأن الله لم يقل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) إنما قال الآية، وأمر بالاستعاذة. والله تعالى أعلم.
خاتمة
هذا آخر ما فتح الوهاب به من الكلام على الاستعاذة، وأسأل الله أن يفتح علينا بفهم كتابة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فرغ من كتابته الفقير إلى عفو ربه ومغفرته وفضله
إسلام منصور عبد الحميد
عند السحر قبل صلاة الفجر ليلة الجمعة
19 / شوال / 1425 هـ.
3/ 12 / 2004 مـ
مصر / القاهرة
EMAIL: ima778@hotmail.com
1 ( مقاييس ابن فارس / (باب العين والواو وما يثلثهما) / (عوذ)).
2 (مفاتيح الغيب للرازي).
3 (مفاتيح الغيب للرازي).
4 (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
5 (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
6 [متفق عليه] أخرجه (البخاري / 525)، و (مسلم / 144) من حديث حذيفة.
7 قال النووي في (شرح مسلم / ح 144):
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ اِبْن سَرَّاج: وَمَنْ رَوَاهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة فَمَعْنَاهُ سُؤَال الِاسْتِعَاذَة مِنْهَا كَمَا يُقَال غُفْرًا غُفْرًا , وَغُفْرَانك أَيْ نَسْأَلك أَنْ تُعِيذنَا مِنْ ذَلِكَ , وَأَنْ تَغْفِر لَنَا ..... وَاَللَّه أَعْلَم اهـ.
8 (لسان العرب / ع و ذ).
9 (مفاتيح الغيب للرازي).
10 (مفاتيح الغيب للرازي).
11 (لسان العرب / ع و ذ).
12 (مقاييس ابن فارس / (باب العين والواو وما يثلثهما) / (عوذ)).
13 (لسان العرب / ع و ذ).
14 (لسان العرب / ع و ذ).
15 (تفسير ابن كثير).
16 (تفسير الطبري).
والنوى: الوجه الذي نَوَتْه وقصَدتْه. والشَّطونُ: البعيد. فكأن الشيطان - على هذا التأويل - فَيعَال من شَطَن.
17 (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
18 (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
19 (تفسير الطبري).
20 (تفسير الطبري).
21 [ضعيف] أخرجه أحمد في (المسند / 21785) من حديث أبي ذر.
قلت:
فيه القاسم أبو عبد الرحمن، قال العجلي: ثقة يكتب حديثه وليس بالقوي.
وفيه علي بن زيد، ضعفه الإمام أحمد، ويحيي بن معين، والبخاري وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي.
وفيه معان بن رفاعة، ضعفه بن معين.
وأخرجه النسائي في (الاستعاذة / بـ الاستعاذة من شر شياطين الإنس) من حديث أبي ذر.
قلت:
وفيه عبيد بن خشخاش، ضعفه الدارقطني.
وفيه أبو عمر الدمشقي، قال الدارقطني: متروك، وقال الذهبي: واه.
وفيه عبد الرحمن المسعودي، اخنلط بآخره، كما قال ذلك الإمام أحمد، وابن نمير، وابن عمار، ومحمد بن سعد.
وقد ضعفه الشيخ الألباني في (ضعيف النسائي / ح 424).
قلت: وكذلك مما يدل على ضعفة نكارة متنه، إذ كيف يجهل حذيفة - رضي الله عنه - أنَّ للإنس شياطين، وقد جاء القرآن مصرحا بذلك، وكان حذيفة يحرص على تعلم الشر مخافة أن يدركه. والله تعالى أعلم.
ومع ضع هذا الحديث فالأدلة على أن للإنس شياطين من السنة الصحيحة كثيرة جداً، ولكني أقتصر على الآية، والتبيه على ضعف الحديث لشهرته.
22 (تفسير ابن كثير).
23 (التفسير الميسر).
24 (تفسير ابن كثير).
25 أي: يهلك.
26 يعني: عصى سليمان عليه السلام.
27 (تفسير الطبري).
28 (تفسير ابن كثير).
29 (تفسير ابن كثير).
30 (تفسير ابن كثير).
31 (تفسير الطبري)، و (تفسير ابن كثير).
قال ابن كثير: وَقِيل رَجِيم بِمَعْنَى رَاجِم لِأَنَّهُ يَرْجُم النَّاس بِالْوَسَاوِسِ وَالْخَبَائِث اهـ.
32 (تفسير الطبري).
33 قال القرطبي: والرجم: القتل واللعن والطرد والشتم، وقد قيل هذا كله في قوله تعالى: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء: من الآية116) اهـ.
34 (تفسير الطبري).
35 (التفسير الميسر).
36 (تفسير ابن كثير).
37 (تفسير الطبري).
38 (تفسير ابن كثير).
39 (تفسير ابن كثير).
40 (تفسير ابن كثير).
41 (تفسير الطبري).
42 (تفسير ابن كثير).
43 (تفسير ابن كثير).
44 استفدت ما في هذا الفصل من تفسير الرازي بداية، ولكني حذفت منه ما يتعارض مع عقيدة أهل السنة، واختصرت الكلام بما يتاسب مع المقام، ثم أضفت إليه ما فتح الله عز وجل علي به. والله المستعان.
45 وسيأتي تفصيل الكلام على القدر في مكانه إن شاء الله سبحانه وتعالى.
46 (نيل الأوطار / 2/ 312).
47 (الآداب الشرعية لابن مفلح / 2/ 326 - حنبلي).
48 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
49 الموسوعة الفقهية (ج 4/ ص6).
50 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
51 (الأم / 1/ 129 - شافعي).
52 (الأم / 1/ 129 - شافعي).
53 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي)، (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
54 [صحيح] وهو ثابت في كتب السنة، وقد تواطأ العلماء على تصحيحه، وهذه اللفظة عند النسائي.
55 (الأم / 1/ 129 - شافعي).
56 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي) وَبِظَاهِرِ الْآيَةِ قَالَ عَطَاءٌ، والثوري.
57 (المحلى / 2/ 279 - 286 - ظاهري).
58 انظر بعض هذه الآثار في (المحلى / 2/ 279 - 286 - ظاهري).
59 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
60 (المحلى / 2/ 279 - 286 - ظاهري).
61 (المحلى / 2/ 279 - 286 - ظاهري).
62 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
63 (الأم / 1/ 129 - شافعي).
64 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
65 (الأم / 1/ 129 - شافعي).
66 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
(يُتْبَعُ)
(/)
67 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
68 [ضعيف] رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ كَبَّرَ , ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ , وَلَا إلَهَ غَيْرُكَ , ثُمَّ يَقُولُ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , ثَلَاثًا , ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ , ثَلَاثًا , ثُمَّ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفَخِهِ وَنَفْثِهِ].
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَشْهَرُ حَدِيثٍ فِي الْبَابِ , وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي إسْنَادِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لَا نَعْلَمُ فِي الِافْتِتَاحِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ خَبَرًا ثَابِتًا عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ , وَأَحْسَنُ أَسَانِيدِهِ حَدِيثُ أَبِي سَعِيد , ثُمَّ قَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا وَلَا سَمِعْنَا بِهِ اسْتَعْمَلَ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ نَحْوَهُ وَفِيهِ: {أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} , وَفِي إسْنَادِهِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ. (انتهى من التلخيص الحبير لاين حجر / 1/ 413 - شافعي).
ولكن حسنه الشيخ الألباني في (الإرواء / ح342) وكانت حجته في ذلك أن رواته كلهم ثقات، ولكن كلام المتقدمين أسلم والله أعلم.
69 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
70 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
71 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
72 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
73 (الأم / 1/ 129 - شافعي).
74 [صحيح] وانظر التلخيص الحبير لابن حجر (1/ 413 - شافعي).
75 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
76 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
77 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
78 وينسب أيضا إلَى حَمْزَةَ , وَأَبِي حَاتِمٍ , وَنُقِلَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَابْنِ سِيرِينَ , وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
79 (أحكام القرآن لابن عربي / 3/ 158 - مالكي).
80 (أحكام القرآن لابن عربي / 3/ 158 - مالكي).
81 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
82 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
83 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
84 (أحكام القرآن لابن عربي / 3/ 158 - مالكي).
85 (أحكام القرآن للجصاص / 3/ 282 - حنفي).
86 (تفسير الرازي).
87 الموسوعة الفقهية (ج4/ ص6).
88 قَوْلُهُ: (مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ) قَدْ ذَكَرَ ابْنُ مَاجَهْ تَفْسِيرَ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْمِيمِ فَقَالَ: نَفْثُهُ الشِّعْرُ وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ وَهَمْزُهُ الْمَوْتَةُ بِسُكُونِ الْوَاوِ بِدُونِ هَمْزٍ وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا الْجُنُونُ وَكَذَا فَسَّرَهُ بِهَذَا أَبُو دَاوُد فِي سُنَنِهِ. وَإِنَّمَا كَانَ الشِّعْرُ مِنْ نَفْثَةِ الشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ يَدْعُو الشُّعَرَاءَ الْمَدَّاحِينَ الْهَجَّائِينَ الْمُعَظِّمِينَ الْمُحَقِّرِينَ إلَى ذَلِكَ , وَقِيلَ الْمُرَادُ شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَهُمْ الشُّعَرَاءُ الَّذِينَ يَخْتَلِقُونَ كَلَامًا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَالنَّفْثُ فِي اللُّغَةِ: قَذْفُ الرِّيقِ وَهُوَ أَقَلُّ مِنْ التَّفْلِ وَالنَّفْخُ فِي اللُّغَةِ أَيْضًا: نَفْخُ الرِّيحِ فِي الشَّيْءِ وَإِنَّمَا فُسِّرَ بِالْكِبْرِ لِأَنَّ الْمُتَكَبِّرَ يَتَعَاظَمُ لَا سِيَّمَا إذَا مُدِحَ , وَالْهَمْزُ فِي اللُّغَةِ أَيْضًا: الْعَصْرُ يُقَالُ هَمَزْت الشَّيْءَ فِي كَفِّي: أَيْ عَصَرْته. وَهَمَزَ الْإِنْسَانُ: اغْتَابَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
89 [حسن بشواهده] رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ , حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَخْرَجَهُ أَيْضًا أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَلَفْظُ التِّرْمِذِيِّ: {كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وَتَبَارَكَ اسْمُك وَتَعَالَى جَدُّك وَلَا إلَه غَيْرُك ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ , ثُمَّ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ}.
وَلَفْظُ أَبِي دَاوُد كَلَفْظِ التِّرْمِذِيِّ إلَّا أَنَّهُ قَالَ: {ثُمَّ يَقُولُ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ثَلَاثًا ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ثَلَاثًا أَعُوذُ بِاَللَّهِ} إلَى آخِرِهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَهَذَا الْحَدِيثُ يَقُولُونَ: هُوَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ يَعْنِي الرِّفَاعِيَّ عَنْ الْحَسَنِ , الْوَهْمُ مِنْ جَعْفَرٍ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ أَشْهَرُ حَدِيثٍ فِي هَذَا الْبَابِ.
وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي إسْنَادِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَتَكَلَّمُ فِي عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ انْتَهَى كَلَامُ التِّرْمِذِيِّ.
وَعَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ هُوَ ابْنُ نِجَادِ بْنِ رِفَاعَةَ الْبَصْرِيُّ وَرَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ , وَوَثَّقَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَعَفَّانُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَالِحٌ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ وَكَانَ يُشَبِّهُ عَيْنَاهُ بِعَيْنَيْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا مَا أَرَى أَنْ يَكُونَ لَهُ عِشْرُونَ حَدِيثًا , قِيلَ لَهُ: أَكَانَ ثِقَةً؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ: قَدِمَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ فَقَالَ اذْهَبُوا بِنَا إلَى سَيِّدِنَا وَابْنِ سَيِّدِنَا عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ الْمَقَالُ الْمُتَقَدِّمُ فَقَدْ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا مِنْهَا:
مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِلَفْظِ: {اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ}، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا الْبَيْهَقِيُّ.
وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مَطْعَمٍ: أَنَّهُ {رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةً فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ثَلَاثًا أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ}.
وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بِنَحْوِ حَدِيثِ جُبَيْرٍ.
وَمِنْهَا عَنْ سَمُرَةَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ.
وَمِنْهَا عَنْ عُمَرَ مَوْقُوفًا عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ، وَهُوَ أَيْضًا عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ.
هَذَا مَعَ مَا يُؤَيِّدُ ثُبُوتَ هَذِهِ السُّنَّةِ مِنْ عُمُومِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مُصَرِّحٌ بِأَنَّ التَّعَوُّذَ الْمَذْكُورَ يَكُونُ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ بِالدُّعَاءِ الْمَذْكُورِ فِي الْحَدِيثِ.
90 [صحيح] رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وقد تقدمت الإشارة إليه.
91 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
92 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
93 وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ , وَالْحَسَنِ , وَالنَّخَعِيِّ , وَالثَّوْرِيِّ.
94 (المحلى / 2/ 279 - 286 - ظاهري).
95 (نصب الراية / 1/ 441 - شافعي) هذا مع أنه الزيلعي شافعي، والإمام الشافعي - رحمة الله - يقول بخلافه، كما سيأتي في القول الثاني.
96 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
97 [صحيح] أخرجه مسلم في (المساجد / ب- ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة / 599) من حديث أبي هريرة.
98 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
99 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
100 يعني: حديث أبي هريرة.
101 (نيل الأوطار / 2/ 312).
102 يعني ابن القيم في زاد المعاد.
103 (نيل الأوطار / 2/ 312).
104 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
105 (نصب الراية / 1/ 441 - شافعي).
106 وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ سِيرِينَ.
107 هذا مع أنه أيضا شافعي.
108 (التلخيص / 1/ 413 - شافعي).
109 (نيل الأوطار / 2/ 312).
110 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
111 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
112 مع أنه يقول بوجوب التعوذ في كل ركعة.
113 (المحلى / 2/ 279 - 286 - ظاهري).
114 (المبسوط للسرخسي / 1/ 14 - حنفي).
115 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
116 (الفتاوى الكبري / 2/ 167 - حنبلي).
117 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
118 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
119 (المغني / 1/ 284 - حنبلي).
120 (الآداب الشرعية لابن مفلح / 2/ 326 - حنبلي).
121 الموسوعة الفقهية (ج4 / ص6).
صفحة 13 من 31
فتح الوهاب بمعان وفوائد وأحكام كلام رب العباد (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 01:54]ـ
ما شاء الله تبارك الله بحث قيّم ... وإن شاء الله سنقرأه ونفهمه بكل حذافيره .... جزى الله خيرا الكاتب والناقل
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 12:23]ـ
جزاكم الله خيرا فعلا بحث طيب ..
أسأل الله أن ينفع به ...
(ابتسامة)
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[14 - Apr-2009, صباحاً 12:32]ـ
جزاكم الله خيرا، فعلا بحث طيب ..
أسأل الله أن ينفع به ...
(ابتسامة)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:03]ـ
وهذا هو رابط البحث على موقع صيد الفوائد بصيغة ورد
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=101&book=1449(/)
في ظلال اية ((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 01:01]ـ
قال صاحب الظلال رحمه الله في تفسير هذه الاية
((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم}. .
في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الآية الأولى. وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعاً.
إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله. وتيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض وتفتح أمامه باب الله. وتغلق في وجهه كل طريق في السماوات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله.
ورحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد؛ ويعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وتكوينه، وتكريمه بما كرمه؛ وفيما سخر له من حوله ومن فوقه ومن تحته؛ وفيما أنعم به عليه مما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير.
ورحمة الله تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح. ويجدها من يفتحها الله له في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حال، وفي كل مكان. . يجدها في نفسه، وفي مشاعره؛ ويجدها فيما حوله، وحيثما كان، وكيفما كان. ولو فقد كل شيء مما يعد الناس فقده هو الحرمان. . ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حالة، وفي كل مكان. ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان!
وما من نعمة يمسك الله معها رحمته حتى تنقلب هي بذاتها نقمة. وما من محنة تحفها رحمة الله حتى تكون هي بذاتها نعمة. . ينام الإنسان على الشوك مع رحمة الله فإذا هو مهاد. وينام على الحرير -وقد أمسكت عنه فإذا هو شوك القتاد. ويعالج أعسر الأمور برحمة الله فإذا هي هوادة ويسر. ويعالج أيسر الأمور وقد تخلت رحمة الله فإذا هي مشقة وعسرويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي أمن وسلام. ويعبر بدونها المناهج والمسالك فإذا هي مهلكة وبوار!
ولا ضيق مع رحمة الله. إنما الضيق في إمساكها دون سواه. لا ضيق ولو كان صاحبها في غياهب السجن، أو في جحيم العذاب أو في شعاب الهلاك. ولا وسعة مع إمساكها ولو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم، وفي مراتع الرخاء. فمن داخل النفس برحمة الله تتفجَّر ينابيع السعادة والرضا والطمأنينة. ومن داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق والتعب والنصب والكد والمعاناة!
هذا الباب وحده يفتح وتغلق جميع الأبواب، وتوصد جميع النوافذ، وتسد جميع المسالك. . فلا عليك. فهو الفرج والفسحة واليسر والرخاء. . وهذا الباب وحده يغلق وتفتح جميع الأبواب والنوافذ والمسالك فما هو بنافع. وهو الضيق والكرب والشدة والقلق والعناء!
هذا الفيض يفتح، ثم يضيق الرزق. ويضيق السكن. ويضيق العيش، وتخشن الحياة، ويشوك المضجع. . فلا عليك. فهو الرخاء والراحة والطمأنينة والسعادة. وهذا الفيض يمسك. ثم يفيض الرزق ويقبل كل شيء. فلا جدوى. وإنما هو الضنك والحرج والشقاوة والبلاء!
المال والولد، والصحة والقوة، والجاه والسلطان. . تصبح مصادر قلق وتعب ونكد وجهد إذا أمسكت عنها رحمة الله. فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والاطمئنان.
يبسط الله الرزق مع رحمته فإذا هو متاع طيب ورخاء؛ وإذا هو رغد في الدنيا وزاد إلى الآخرة. ويمسك رحمته، فإذا هو مثار قلق وخوف، وإذا هو مثار حسد وبغض، وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض، وقد يكون معه التلف بإفراط أو استهتار.
ويمنح الله الذرية مع رحمته فإذا هي زينة في الحياة ومصدر فرح واستمتاع، ومضاعفة للأجر في الآخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله. ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء، وسهر بالليل وتعب بالنهار!
ويهب الله الصحة والقوة مع رحمته فإذا هي نعمة وحياة طيبة، والتذاذ بالحياة. ويمسك نعمته فإذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي، فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح، ويدخر السوء ليوم الحساب!
ويعطي الله السلطان والجاه مع رحمته فإذا هي أداة إصلاح، ومصدر أمن، ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والأثر. ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على فوتهما، ومصدر طغيان وبغي بهما، ومثار حقد وموجدة على صاحبهما لا يقر له معهما قرار، ولا يستمتع بجاه ولا سلطان، ويدخر بهما للآخرة رصيداً ضخماً من النار!
والعلم الغزير. والعمر الطويل. والمقام الطيب. كلها تتغير وتتبدل من حال إلى حال. . مع الإمساك ومع الإرسال. . وقليل من المعرفة يثمر وينفع، وقليل من العمر يبارك الله فيه. وزهيد من المتاع يجعل الله فيه السعادة.
والجماعات كالآحاد. والأمم كالأفراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 05:20]ـ
ترفع للفائدة
ـ[أبومنصور]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 01:38]ـ
رحم الله الاستاذ سيدا رحمة واسعة .. وادخله فسيح جناته ... وجزاك الله خيرا اخي الكريم ابومحمد على هذا النقل الطيب الذي نحن بامس الحاجة الى قراءته من فترة اى اخرى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 10:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 05:18]ـ
بارك الله فيك على الاختيار الجميل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 05:35]ـ
,وانت بارك الله فيك على مشاركتك الجميلة (ابتسامة)(/)
حفظ القرآن
ـ[بلكاتب نبيل]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 04:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من إخوتي ان يدلوني على كيفية حفظ القرآن؟
ـ[ابوثابت]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 11:49]ـ
يمكنك ان تذهب الى موقع الشيخ د يحيي الغوثاني
فهو موقع متخصص لهذا الموضوع
http://montada.gawthany.com/vb/index.php
وشكرا
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[16 - Apr-2008, صباحاً 12:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على منتدى شبكة الشريعة الاسلامية موضوع ممتاز بخصوص حفظ كتاب الله عزوجل، وطرق الحفظ المتنوعة، وطرق المراجعة
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[16 - Apr-2008, صباحاً 12:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الرابط
http://www.sharee3a.com/vb/showthread.php?t=3725
ـ[أبوهناء]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 03:29]ـ
وفقك الله وبارك الله فيك على حسن نواياك ... كم عمرك تقريبا؟؟
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 02:06]ـ
هذه دورة تتعلق بالموضوع، وهذا رابطها من المجلس العلمي
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7513
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 02:11]ـ
الحمد لله
حياك الله أخي الكريم
عليك بهذا الدواء
......
...
...
..
..
.
..
.
أولا التوبة و الاستغفار وتفريغ القلب من الذنوب و المعاصي بلا استثناء.
.
..
..
ثم
..
.
..
الدعاء و الضراعة والبراءة من الحول و القوة
وسيلهمك الله و ييسر لك الاقدار حتى تحفظه
إن الله كريم
إن الله على كل شيء قدير(/)
عضو جديد وفائدة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 11:35]ـ
السلام عليكم
أخوكم عضو جديد، يروق له التواصل معكم، والتواجد بينكم.
من بين الإخوة الأفاضل الأعضاء أعرف جيدا الأستاذ فريد البيدق، فله مني سلام خاص، ولعله يذكر (أبا ورش).
وليته يدل على هذا المجلس العلمي إخواننا القدامى في شركة حرف، كلهم أفاضل لكن للذكرى أذكِّره بـ عماد غزير - غزير الفوائد، وعلي حجازي، فهما من نجوم المجالس العلمية.
وتحياتي للإخوة في هذا المجلس، وإن شاء الله أتعرف على أفاضل جدد بينهم.
الفائدة المتواضعة
بينما أعمل اليوم في كتاب قديم في القراءات، عرض المصنف لأحكام الراء [من التفخيم والترقيق] فذكر (قرطاس، إرصادا، فرقة، مرصادا، لبالمرصاد) مما تفخم فيه الراء، وهذا ليس بخاف عليكم.
وذكر أن (كل فرق) فيه خلاف عن القراء جميعًا؛ "فمن فخم أجراه مجرى فرقة ومن رقق اعتد بكسر القاف" وهذا أيضا ليس بخاف عليكم.
لكن تذكرت أنا عند هذا أمرين:
الأول: أحد المتعاطين لعلم القراءات أنشدت أمامه (والخُلفُ في فِرقٍ لكسر يوجد) قديما، فأراد أن يزيدني علمًا فقال: وكذا هناك خلاف في (فرقة) قياسا على فرق، فتعجبت، فأكد لي أن ذلك عن ابن الجزري، ولما وفق الله ووقفت على كلام ابن الجزري وهو «وَالقِيَاسُ [ص104] إِجْرَاءُ الوَجْهَيْنِ فِي (فِرْقَةٍ) حَالَةَ الوَقْفِ لِمَنْ أَمَالَ هَاءَ التَّأْنِيثِ، وَلا أَعْلَمُ فِيهَا نَصًّا» علمت أن صاحبي اقتطع بعض كلام ابن الجزري رحمه الله، أو لم يفهمه، أو أنه نقل عمن فعل ذلك: [اقتطع - لم يفهم].
فابن الجزري هنا لم يقس فرقة على فرق بجامع اشتراكهما في المادة الصوتية، ولا أخبر أن فرقة يجري فيها الخلاف للقراء كما يجري في فرق، وإنما جره الاستطراد إلى أن فرقة (حَالَةَ الوَقْفِ لِمَنْ أَمَالَ هَاءَ التَّأْنِيثِ) يجري فيها الوجهان، وهذا لا يتأتى إلا لمن يميل هاء التأنيث بل فقط لمن يميل في المذهب العام، فهنا ينكسر ما في القاف من تفخيم.
فلا علاقة هنا بين فرقة وفرق من حيث مادة (ف ر ق)، ولا قال ابن الجزري أن فرقة تنماز عن أخواتها: (قرطاس، إرصادا، مرصادا، لبالمرصاد) إلا حالة الوقف لمن يميل هاء التأنيث في المذهب العام، والله أعلم، ويعلم الله أني لم أتجنَّ على صاحبي فما نفيته هنا هو عين ما كان يتوهمه.
الأمر الثاني: رأيت الذين يختارون القراءة بقصر المنفصل لحفص يوجبون تفخيم راء فرق من طريق روضة المعدل ومصباح الشهرزوري، على أن هذا الخلاف من أوجه الرواية، وحتى لا يحدث التركيب الذي يكرهونه.
والذي أراه بحسب النصوص التي بين يديَّ في النشر وغيره أنَّ الخلاف هنا يسير لا يدخل في الرواية، بل هو خلاف مما يخير فيه القارئ، كمد العارض للسكون وقصره وتوسطه،، والله أعلم.
وإنما أردت بهذا الكلام التفاعل معكم، والاستفادة من تعليقاتكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 12:28]ـ
بوركت أخي الجليل المليجي!
كعادتك، مثر ومفيد أينما كنت!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 09:43]ـ
ويظل صاحب الموضوع الأصلي هو الأكثر اهتماما به وحدبًا عليه، مع أن هذا الموضوع يمس تجويد القرآن الكريم، ويُعلَم قدر ذلك عند كل مسلم سيَّما اللغويين.
وبين يديَّ كتاب "الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء" للدكتور الفاضل: علي محمد توفيق النحاس ومراجعة الشيخ عبد الرازق السيد البكري رحمه الله، الناشر مكتبة الآداب. وهو كتاب أستفيد منه كثيرًا.
يقول (ص12): فصل تعريف الخلاف الواجب والخلاف الجائز
.. ما نسب إلى الإمام: قراءة
. ما نسب إلى الآخذين عنه ولو بواسطة: رواية.
. ما نسب إلى من أخذ عن الرواة وإن سفل: طريق
أما خلاف الأوجه الذي يخير فيه القارئ كالوقف على عارض السكون بالطول أو التوسط أو القصر ونحوه فهو خلاف جائز.
أقول: وآية هذا الخلاف الجائز أنه لا ينسبه المصنفون إلى بعض الرواة دون بعض، بل بعض المصنفين يختار مثلا توسط العارض للسكون لجميع القراء، وبعضهم يختار القصر للجميع أيضا دون نظر إلى تفصيل الرواية عن الرواة، بل النظر إلى الاعتداد بالساكن العارض وعدم الاعتداد.
وبالنسبة لكلمة (فرق) و (فرقة) فلولا النصيحة ما ذكرت الآن هنا ما وقع فيه الشيخ حفظه الله، بل أذكره للفائدة فللشيخ محبون متابعون لكتبه التي صارت تصدر من دار الصحابة فأقول:
في (ص56) يقول عن التفخيم والترقيق في (فرق): فالوجهان جيدان، وبهما نأخذ. إلا أن التفخيم في (فرقة) بالتوبة أرجح؛ لانفتاح القاف بعد الراء. [وانتهى كلام الشيخ على ذلك عند هذا الموضع].
أقول: سامح الله الشيخ، وهل قال أحد إن فرقة يجوز فيها الترقيق حتى تقول: التفخيم أرجح!
بل الذي ذكره ابن الجزري استطرادا في [[حالة الوقف على فرقة بإمالة هاء التأنيث، لمن يميلها مع القاف، وهو المذهب الأقل شهرة وصحة]] فالكلام على هذا يلتحق بالكلام على إمالة هاء التأنيث عند الكسائي، ولا تقاس فرقة على فرق مع انفتاح القاف كما أشار.
أنتظر من الأفاضل إفاداتهم لأخيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 11:02]ـ
الأخ الفاضل / القارئ المليجي أو (أبو ورش).
بداية نوَّرت المجلس العلمي، يا مولانا.
وجزاك الله خيرًا على هذه الفائدة الجليلة، لكن يا مولانا أهمية الموضوع تقاس بكثرة زياراته وليس بعدد المشاركات فيه، وقراء هذا الموضوع قاربوا المئة، وهذا فضل من الله وهم في تزايد، بارك الله فيك ونفع بك، وأملنا أن تكثر من فوائدك الطيبة أبا ورش، بارك الله فيك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 10:56]ـ
الأستاذ الفاضل علي عبد الباقي والإخوة الأفاضل
الفوائد الكبرى أنا أكثر طمعًا في تحصيلها وما دخلت هنا إلا لأمتاحها من حضراتكم؟
ومن الفوائد الكبار أني تحدثت مع زميل فاضل لكم في هذا الموضوع، فأفادني بأن كلمة ((فرق)) في سورة الشعراء ليس فيها الخلاف [تفخيما وترقيقا] إلا حالة الوصل؛ حيث يظهر الكسر في القاف، أما عند الوقف بالسكون على القاف فلا وجه للترقيق،!!!!!!!!!!!!
ولا زلت أتعجب من هذا القول مع وجاهته؛ فلم أجد فيما مر بي من كتب التجويد والقراءات من نص على الوصل شرطا لإجراء الخلاف.
وحين يقال كتب التجويد والقراءات فالمقصود هرم كبير قمته كتاب النشر في القراءات وهداية القاري في التجويد.
لم أجد بدا من البحث في الموسوعات، فوقفت في بعض ما وضع المتأخرون من كتب التجويد على هذه الإضافة، وقد ساورني الشك أنها إضافة من بعض المتأخرين [منهم الشيخ صفوت محمود سالم] لا استناد لها، ولا يزال هذا الشك يساورني؛ لأن من طالع كتب القراءات والتجويد علم أن المصنفين لا يتركون التنبيه على مثل هذه الأمور، والعلم عند الله.
المرجو من الأفاضل هنا نصرة أخيهم إن ظالما أو مظلوما، أي إما تصويب ما ذهب إليه أو رده عن التوقف في قبول هذه المعلومة.
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:46]ـ
أبا ورش - حفظك الله في الدنيا والآخرة - يعلم الله أنني أحبك في الله، كما أعلم أنك رجل على علم، ورجل تقدر العلم وتهتم به.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:44]ـ
جزاك الله خيراً وشكرا لك وبارك الله فينا وفيك.
يا أبا ورش كثر الله أمثالك ونفع بك، إني والله أحبك في الله، وأقرأ ما تكتبُ وأستفيد منه على قدري.
ادعُ الله لي ولأهل بيتي دعوة خالصة أن يجعلنا الله من أهل القرآن ويوفقنا لتلاوته وحفظه والعمل به. جزاك الله خيراً
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:21]ـ
يا أخي في الله
رفع الله قدرك، وبلَّغك ما تريد.
أخوك ممن يصدق فيه:
يظن الناس بي خيرا وإني **** لشر الناس إن لم تعف عني
يمكنك يا أخي الاطلاع على الروابط التالية:
1 -
تقليل رؤوس الآي في السور الإحدى عشرة ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=215)
2-
كيف يقرأ القراء العشرة هذه الآيات من سورة سبأ ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=194)
أخوك:
أحمد محمد سليمان
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 03:57]ـ
يا أخي في الله
رفع الله قدرك، وبلَّغك ما تريد.
آمين، نحنُ وأنتم. جزاكم الله خير الجزاء.
أسأل الله لنا ولكم التوفيق لفعل الخيرات ومنفعةِ المسلمين وقبولَ الصالحات وحسنَ الخاتِمة.
وسأطالع الرابطين لأستفيد منهما كما اعتدتُ الاستفادة من غيرها من مشاركاتكم المباركة. جعلها الله خالصة لوجهه وتقبل جهدكم فيها بأحسن القَبول ..
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 02:15]ـ
للفائدة:
و أما المد للسكون العارض بقسميه ففيه لجميع القراء ثلاثة أوجه: الإشباع والتوسط والقصر.
اختار كل واحد جماعة وأكثرهم على اختيار التوسط وهو المختار عندي؛ إذ فيه مراعاة اجتماع الساكنين و لكون الساكن عارضا نزلنا به عن رتبة الساكن اللازم ولا يكاد تسمع من يتقن القراءة غيره كأنهم جبلوا عليه.
http://www.islamport.com/b/5/adab/%DF%CA%C8%20%C7%E1%C3%CF%C8/%CA%E4%C8%ED%E5%20%C7%E1%DB%C7 %DD%E1%ED%E4%20%E6%C5%D1%D4%C7 %CF%20%C7%E1%CC%C7%E5%E1%ED%E4/%CA%E4%C8%ED%E5%20%C7%E1%DB%C7 %DD%E1%ED%E4%20%E6%C5%D1%D4%C7 %CF%20%C7%E1%CC%C7%E5%E1%ED%E4 %20002.html
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 10:11]ـ
جزى الله الجميع خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
هاهنا فوائد جليلة بخصوص كلمة (فِرقٍ) وقفتُ عليها قريبًا من مشاركة لأحد الفضلاء في ملتقى أهل التفسي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=115478#post11 5478) ر، وأود نقلها هنا بنصها دون تغيير شيء:
من المثير للانتباه صعوبة تحديد موقف الإمام الداني من المقدم أداء في (فرق) إذا قورن بين أقواله في كتبه المختلفة، وقد جمع الإمام المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع أقوال الإمام الداني في هذه المسألة، فقال عند قول ابن بري: "والخلف في فرق لفرق سهل" (شرح المنتوري على الدرر اللوامع: 2/ 590 – 591):
"قال الداني في جامع البيان: "وقد اختلف أهل الأداء في قوله تعالى: (كل فرق) في الشعراء؛ فمنهم من يفخم الراء فيه لأجل حرف الاستعلاء، ومنهم من يرققها لوقوعها بين حرفين مكسورين" قال: "والأول أقيس على مذهب ورش في (الصراط) و (الاشراق) ". وقال في إيجاز البيان: "فإن كان الحرف المستعلي مكسورا نحو قوله تعالى: (كل فرق) فالراء رقيقة لوقوعها بين كسرتين، وقد فخمها بعض أهل الأداء لأجل حرف الاستعلاء" قال: "والوجهان فيها جيدان". وذكر في التلخيص الترقيق خاصة، وقال في الإبانة: "فإن أهل الأداء من أصحاب ابن خيرون وغيرهم، مختلفون في ترقيقها وتفخيمها فيه" قال: "والاختيار في ذلك عندي التفخيم، كما أجمع عليه في قوله تعالى: (الاشراق) و (إلى صراط العزيز) و (إلى صراط مستقيم صراط الله) وشبهه لذلك، ولا أمنع من الترقيق لوقوع الراء في ذلك بين كسرتين، لا حائل بينها ويبنهما". قال: "والنص في كلا الوجهين معدوم، ومثله يضبط أداء عن من يوثق بنقله وفهمه، وقليل ما هم، على أن الوجهين من التفخيم والترقيق في ذلك إنما يكونان في حال الوصل لا غير، فأما إذا وقف على ذلك ولم يشر إلى جرة القاف ولا قدرت، وسكنت وعومل سكونها [كذا بالأصل، ولعل الصواب: "وكُمِّل سكونها"] – وهو الاختيار في مذهب نافع – فخمت الراء ولم ترقق رأسا كما فخمت ولم ترقق في قوله تعالى: (فرقة) و (فطرت الله) لانفتاح حرف الاستعلاء، كذلك حكمه إذا سكن سواء، يوجب التفخيم ويمنع من الترقيق". وظاهر الاقتصاد والتيسير والتمهيد وإرشاد المتمسكين والموجز والموضح التفخيم في (فرق) ".
فالإمام الداني - حسب ما نقله المنتوري عنه - في جامع البيان رجح التفخيم، ولم يصرح بتفريق بين وصل ولا وقف. وذلك ظاهر الاقتصاد والتيسير والتمهيد وإرشاد المتمسكين والموجز والموضح.
وفي إيجاز البيان نص على أن الوجهين جيدان، ولم يصرح بتفريق بين وصل ولا وقف ولم يصرح بترجيح، لكن يفهم من كلامه أن الجمهور على الترقيق.
وفي الإبانة رجح التفخيم وصلا، وجعله في الوقف وجها واحدا إذا وقف القارئ بالسكون الخالص ولم يقدر الكسر.
وفي التلخيص اقتصر على الترقيق ولم يفرق بين وصل ولا وقف.
ومن الملاحظ أن الداني في الإبانة جعل التفخيم وجها واحدا في الوقف، لكنه قيده بقوله: "فأما إذا وقف على ذلك ولم يشر إلى جرة القاف ولا قدرت"؛ فإذا وقف القارئ بالروم كان الوجهان في الكلمة كالوصل، وكذلك يكون الوجهان في الكلمة أيضا إذا وقف بالسكون الخالص وقدر وجود الكسر الموجود وصلا؛ فرجع إذن حكم المسألة إلى حكم الاعتداد بالعارض وعدمه، كما في (فَصَلَ) لورش؛ فمن قدر وقفا وجود الكسر الموجود وصلا (أي: لم يعتد بالعارض) كان له الوجهان، ومن لم يقدره (أي: اعتد بالعارض) كان له التفخيم فقط.
ولعل صعوبة تحديد موقف الإمام الداني من المقدم أداء في هذه الكلمة، هو الذي سبب الخلاف فيها بين مقرئي الغرب الإسلامي؛ فمن المعروف أن المقدم أداء عندهم هو ما جرى به العمل، وقد أخذ المتأخرون منهم بطريقة الإمام ابن القاضي، لكن ابن القاضي لما بحث عن ما جرى به العمل عند الفاسيين في هذه المسألة لم يجد جوابا شافيا، لكنه استظهر أنه الترقيق وصلا ووقفا، كما قال في كتابه بيان الخلاف والتشهير (مخطوط): " (فرق): الأخذ بترقيق الراء للجميع" ثم قال: "تنبيه: والوقف بالتفخيم لأجل سكون القاف، قاله الداني في الإبانة، وجرى الأخذ بالترقيق، وإلى حكمه أشرنا:
والوصل في (فرق) بترقيق شهر = والوقف بالتفخيم للكل ذكر
ذكره الداني في الإبانه = حجته السكون خذ برهانه
ولم أجد نصا لأهل فاس = كيف رووا لنا بلا التباس
والظاهر الترقيق عندهم جرى = كذا حكاه بعض من تأخرا"
وقد أخذ أتباع ابن القاضي بالترقيق في الحالين.
وإذا كان متأخرو مقرئي الغرب الإسلامي مجمعين على الأخذ بطريقة ابن القاضي، فإن الشناقطة لم يخالفوه إلا في الوقف على هذه الكلمة، فقد أخذوا بتفخيمها وقفا، وفاقا لمذهب الداني في الإبانة، كما يقول الشيخ الإيدوعيشي في نظم ما به الأخذ:
والأخذ بالترقيق في الوصل فقط = والوقف بالتفخيم دونما شطط
ويقول الشيخ الإيدوعيشي أيضا (إرشاد القارئ والسامع لكتاب الدرر اللوامع: 72 - 73): "قلت: ما رأيت في كتاب الخلاف والتشهير لابن القاضي ولا في كتاب الإرداف أخذا بخلاف ما كنت أسمعه من مشايخنا إلا في هذا الموضع، مع أن ابن القاضي إمام، وأيضا طرق القرآن بأرضنا تجتمع عند الشيخ سيدي، وهو أخذ عن الشيخ سيدي أحمد الحبيب الفلالي، عن سيدي إبراهيم الأسكوري، عن ابن القاضي، فلا أدري من أين لنا مخالفته". ويقول (إرشاد القارئ والسامع لكتاب الدرر اللوامع: 189): "وليعلم الواقف عليه أني كلما قلت في هذا التعليق: "والمأخوذ به عندنا كذا" أو "الذي جرى به العمل كذا" وشبه ذلك، فإنما أقوله تقليدا لابن القاضي أو لصاحب كتاب الإرداف أو لهما معا، وليعلم الواقف عليه أيضا أني لم أجد في الكتابين المذكورين عملا بخلاف ما كنا نسمعه من أشياخنا إلا في قوله تعالى: (فكان كل فرق)، كما بينته في محله فانظره",
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 02:15]ـ
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم.(/)
أريد تفسيرا لهذه الآية يروي غليلي ألا وهي " وإن كنتم مرضى أو على سفر .... "
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 02:44]ـ
هذه الآية من المشكلات جدا في التفسير حتى أن ابن تيمية رحمه الله أقر أن هناك من أشكل عليه تفسير هذه الآية إلا أنه رحمه الله لما شرع في تفسيرها لم يزل الإشكال عندي
الآية " وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "
فيها أمور:
1 - هل الآية تدل على جواز التيمم للحاضر الصحيح بالإضافة للمريض والمسافر أم المريض والمسافر فقط؟؟
2 - هل " أو " على ظاهرها في التقسيم أم هي بمعنى " و" في الموضعين الأخيرين , على أني أستبعد جدا أن تكون بمعنى " و" في الموضعين الأخيرين لأن سياق الآية يدل على التقسيم والتنوع , وإذا كانت على ظاهرها فما معناها؟؟
3 - هل يصح الاستدلال بهذه الآية - كما قال بعض أهل العلم لكنهم قليل- على جواز التيمم للمسافر والمريض حتى مع وجود الماء؟؟ راجع نفسير المنار للشيخ رشيد رضا
عموما تفسير الآية يحتاج إلى مزيد عناية - فإنها عندي من المعضلات - فهل عند احد من الإخوة الأفاضل تفسيرا قيما يزل كل الإشكالات الفقهية واللغوية لهذه الآية؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:06]ـ
للمدارسة، وإلا فأنا أقل علماً
[ QUOTE= مجدي فياض;105145] 1 - هل الآية تدل على جواز التيمم للحاضر الصحيح بالإضافة للمريض والمسافر أم المريض والمسافر فقط؟؟
تدل على جواز التيمم لغير المسافر المحدث إن لم يجد ماء. أي: بحث ولم يجد
2 - هل " أو " على ظاهرها في التقسيم أم هي بمعنى " و" في الموضعين الأخيرين , على أني أستبعد جدا أن تكون بمعنى " و" في الموضعين الأخيرين لأن سياق الآية يدل على التقسيم والتنوع , وإذا كانت على ظاهرها فما معناها؟؟
هي على ظاهرها. بشرط: ((فلم تجدوا ماء)).
تفسير القرطبي ج5/ص219
قلت: ومن الدليل على جواز التيمم في الحضر إذا خاف فوات الصلاة إن ذهب إلى الماء: الكتاب والسنة
أما الكتاب، فقوله سبحانه: ((أو جاء أحد منكم من الغائط)) يعني المقيم إذا عدم الماء تيمم. نص عليه القشيري عبد الرحيم
3 - هل يصح الاستدلال بهذه الآية - كما قال بعض أهل العلم لكنهم قليل- على جواز التيمم للمسافر والمريض حتى مع وجود الماء؟؟ راجع نفسير المنار للشيخ رشيد رضا
أما المريض فنعم. إن كان يتضرر بالماء
أما المسافر فلا بد من انعدام وجود الماء؛ للشرط المذكور في الآية.
فإن قيل: والمريض؛ لِمَ لا يدخل في الشرط؟
فيقال: لا تأثير للمرض في اختفاء الماء ووجوده، مثله مثل الصحيح في ذلك،
بخلاف السفر فإنه مظنة عدم وجود الماء.
وهذا جائز في اللغة، أعني تعليق الشرط على بعض المعطوفات،
مثل: إن بررت بوالدتك أو سقت السيارة أو سقت الدرّاجة فلم تسرع فلك جائزة.
اشتراط عدم الإسراع هنا متعلق ببعض المعطوفات.(/)
التَّعقبات الجياد على تفسير الإمام السعدي لبعض الآيات
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 11:23]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه بعض التعقبات كتبها فضيلة الشيخ الدكتور / علي رضا _ حفظه الله تعالى _ على تفسير الإمام السعدي _ رحمح الله تعالى _ رأيت نقلها لهذا المجلس للفائدة والله المستعان O"]
[SIZE="5"] قال الشيخ الدكتور / علي رضا:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد فهذه بعض التعقبات التي قيدتها عند قراءتي لتفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى - قبل سنوات؛ وقد طلب مني أخونا الشيخ الفاضل علي الحلبي أن أنشرها لتعم الفائدة لجميع القراء؛ لأن الكتاب متداول بصورة كبيرة في أوساط الناس على مختلف مستوياتهم العلمية.
فأقول وبالله أستعين:
1 - ذكر رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم، قالوا الحق وهو العلي الكبير) ص679 – أولي النهى للإنتاج الإعلامي -: (يحتمل أن الضمير في هذا الموضع يعود إلى المشركين؛ لأنهم مذكورون في اللفظ، والقاعدة في الضمائر: أن تعود إلى أقرب مذكور، ويكون المعنى: إذا كان
يوم القيامة، وفزع عن قلوب المشركين، أي: زال الفزع، وسئلوا
حين رجعت إليهم عقولهم، عن حالهم في الدنيا، وتكذيبهم للحق الذي
جاءت به الرسل، أنهم يقرون أن ما هم عليه من الكفر والشرك باطل، وأن ما قال الله وأخبرت به الرسل هو الحق فبدا لهم ما كانوا يخفون من
قبل وعلموا أن الحق لله، واعترفوا بذنوبهم).
ثم قال بعذلك بقليل: (وهذا المعنى أظهر، وهو الذي يدل عليه السياق، ويحتمل أن الضمير يعود إلى الملائكة، وذلك أن الله تعالى إذا تكلم بالوحي سمعته الملائكة، فصعقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل ..... ).
قلت: ما استظهره الشيخ رحمه الله تعالى ليس بوارد؛ بل هو غير صحيح بلا شك؛ لأنه قد صح تفسير الآية في (صحيح البخاري) – الفتح – 7481، 4701، 4800)، وفي (سنن أبي داود) برقم 3989،
وفي (سنن الترمذي) برقم 3223، وفي (سنن ابن ماجة) برقم 194، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ... ) الحديث.
فالقرآن يفسر بعضه بعضاً، والحديث يشرح ويبين معاني القرآن؛ ومادام أنه قد صح عنه عليه الصلاة والسلام تفسير الآية على القول الثاني الذي لم يستظهره السعدي؛ فإننا نقول كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى في
(تفسيره) 6/ 502: (وقد اختار ابن جرير القول الأول: أن الضمير عائد على الملائكة؛ وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه؛ لصحة الأحاديث فيه والآثار .... ) ثم ذكرها رحمه الله تعالى.
2 - قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم): (وهن - على الصحيح -: السور السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، مع التوبة ......
وعلى القول بأن (الفاتحة) هي السبع المثاني معناه: أنها سبع آيات .... )
قلت: هذا الأخير هو المعتمد لتفسير رسول الله عليه الصلاة والسلام به معنى (المثاني)؛ فقد: أخرج البخاري في (صحيحه) برقم 4474، 4647، 5006، والنسائي (2/ 139)، وابن ماجة (3785)، وأحمد في (المسند) 3/ 450، 4/ 211، وغيرهم
من حديث أبي سعيد بن المعلى مرفوعاً: (الحمد لله رب العالمين: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى) 14/ 5: (وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم .... ).
3 - في قوله تعالى: (وما فعلته عن أمري) في سورة الكهف ص484 من تفسيره ذهب الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما ذهب إليه الصوفية – وحاشاه أن يكون منهم – في كون الخضر عليه السلام ليس بنبي فقال:
(فإنه لا يدل على أنه – الخضر – نبي؛ وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغيره من الأنبياء ......... )!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان قبل ذلك قد قال: (ومنها أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبياً، بل عبداً صالحاً؛ لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منّة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبياً لذكر ذلك كما
ذكر غيره)!
قلت: هذا قول مجانب ٌ للصواب؛ فالذي عليه السلف الصالح من العلماء أن الخضر عليه السلام نبي، بل قال بعض أكابر العلماء – كما في (الإصابة) لابن حجر (2/ 288) _:
(أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم مقام النبوة في برزخ
فويق الرسول ودون الولي)!
وهذا المشار إليه (كما قال قائلهم): هو ابن عربي الملحد القائل بوحدة الوجود!!
4 - ذكر في تفسير الآية (فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) في سورة التوبة ص340 حديثاً ضعيفاً جزم بأنه من قوله عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)!
قلت: هو ضعيف الإسناد، والتفصيل في (السنة) لابن أبي عاصم بتخريج وتحقيق شيخنا الألباني رحمه الله تعالى برقم (15).
5 - ذكر في تفسير قوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني)
ص339: (في الخروج؛ فإني إذا خرجت فرأيت نساء بني الأصفر لا أصبر عنهن، كما قال ذلك: الجد بن قيس، ومقصود – قبحه الله- الرياء والنفاق بأن مقصودي حسن؛ فإن في خروجي فتنة وتعرضاً للشر .... )!
قلت: لم يصح سبب نزول الآية في الجد بن قيس؛ بل هو من الأحاديث الضعيفة؛ فإن السند مرسل كما هو في (تفسير ابن كثير) 4/ 101 - 102؛ ولهذا جزم بضعفه الألباني في (فقه السيرة) ص426 - 427.
6 - في تفسير قوله تعالى: (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب) ص713 قال رحمه الله: (والقينا على كرسيه جسداً: أي شيطاناً قضى الله وقدر أن يجلس على كرسي ملكه، ويتصرف في الملك في مدة فتنة سليمان).
قلت: هذا باطل! وفيه مساسٌ بعصمة نبي الله سليمان؛ فقد روي عن ابن عباس بسند قال عنه ابن كثير رحمه الله: (قوي)!
والصواب أنه ضعيف؛ فإن فيه عنعنة الأعمش، وهو مدلس.
فالسند ضعيف والمتن باطل؛ ولهذا قال ابن كثير: (ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس – إن صح عنه – من أهل الكتاب، وفيهم من لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه؛ ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر نساء سليمان؛ فإن المشهور أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان، بل عصمهن الله منه؛ تشريفاً وتكريماً لنبيه صلى الله عليه وسلم .... ثم قال: وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب، والله أعلم بالصواب)! (تفسير ابن كثير) 7/ 60
قلت: التفسير والتأويل فرع التصحيح؛ فإذ لم يثبت هذا الأثر فقد كفينا تفسيره وتأويله بحمد الله تعالى.
أما من قال بأن هذا الشيطان جلس على كرسيه أربعين يوماً فهو إسماعيل السدي: أخرجه ابن جرير في (تفسير) 23/ 158 موقوفاً عليه بإسناد فيه: أسباط بن نصر وهو ممن يخطيء كثيراً كما هو في (التقريب).
ورواية ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه القصة لا تثبت أيضاً؛ فابن أبي نجيح يدلس، وقد عنعنه! ولو لم يكن مدلساً فهناك احتمال الانقطاع بينه وبين مجاهد كما جزم بعدم سماعه منه يحيى بن القطان.
(جامع التحصيل) ص265 للعلائي.
وعلى أي حالٍ فالمتن باطل؛ وليس هو من الأمور التي لا نكذب ولا نصدق فيها بني إسرائيل؛ بل هذا مما نجزم بكذبه وبطلانه؛ لما فيه من مساس بعصمة الأنبياء.
7 - في تفسير قوله تعالى: (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة) من سورة ص في كتاب السعدي رحمه الله ص 711 قال: (له تسع وتسعون نعجة: أي زوجة .... ).
ثم قال رحمه الله ص712: (وهذا الذنب الذي صدر من داود عليه السلام، لم يذكره الله لعدم الحاجة إلى ذكره، فالتعرض له من باب التكلف، وإنما الفائدة ما قصه الله علينا من لطفه به وتوبته وإنابته ... )
قلت: لم ينبه رحمه الله على القصة المشهورة في كتب التفسير من أن ذنب داود كان من النظر أو أن خطيئته كانت من النظر!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنها قصة موضوعة مكذوبة؛ فإن الذي روي في ذلك عند ابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير – بإسناد لا يصح؛ بل جزم ببطلانه شيخنا الألباني في (الضعيفة) برقم 313 لما فيه من مساس بعصمة الأنبياء من كون سليمان حاول أن يعرض زوج امرأة الجندي للقتل ليتزوجها من بعده!!
فكان من الواجب التنبيه على بطلان ذلك في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولو بكلمة منه رحمه الله تبين للقاريء فحش وكذب
تلك القصة!
8 - في ص75 - طبعة مؤسسة الرسالة – عند تفسير
قوله تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون):
ذكر رحمه الله حديث: (أرواح الشهداء في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلق بالعرش)!
قلت: لم يثبت بهذا اللفظ؛ بل بلفظ: (أرواحهم في جوف طير خضر،
لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى
تلك القناديل .... ): رواه مسلم برقم (1887)، والترمذي
برقم (3011)، وابن ماجة برقم (2801)، وغيرهم.
9 - ذكر في تفسير قوله تعالى: (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن ... ) من سورة البقرة حديث: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)!
وهذا حديث ضعيف بالرغم من شهرته وتداوله على ألسنة الناس؛ بل وعلى ألسنة كثير من أهل العلم!
وهو حديث معلول كما بينه شيخنا في (إرواء الغليل) برقم 2040
فراجعه هناك إن شئت.10 - ذكر في ص 955 من طبعة الرسالة قصة النمروذ البابلي!
وهي قصة لم تصح مرفوعة أو موقوفة؛ وغاية ما هنالك آثار عن التابعين بعضها صحيح السند، وبعضها ضعيف: ذكر ذلك
الطبري في (تفسيره) 3/ 24 27.
11 - ذكر في ص 949 من طبعة الرسالة: أن من أسماء الله الحسنى:
(الهادي، الرشيد).
وذكر قبل ذلك ص948: (الواسع)، (المغني)،
(المعطي)، (المانع)، (الجواد).
قلت: لم يصح الحديث الذي روي في ذلك مرفوعاً، وقد بين ذلك بالتفصيل الألباني رحمه الله في:
(المشكاة) – التحقيق الثاني – 2/ 429 - 430 برقم 2228.
12 - ذكر رحمه الله تعالى في ص158 – طبعة الرسالة – عند تفسير قوله تعالى: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) حديثاً لا أصل له باللفظ الذي أورده وهو:
(إن البخيل يمثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع، له زبيبتان ....
الحديث)!
بل جزم بصحته!!
قلت: هو في (صحيح البخاري) برقم 1403، 4565، 4659 6957 بلفظ: (من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع .... )، ورواه مسلم (990) بلفظ: (والذي نفسي بيده .... ما من رجل تكون له إبل أو بقر .... ).
13 - ذكر في ص 166 - مؤسسة الرسالة - عند تفسير قوله تعالى
: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين .... ) من سورة النساء حديث المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة في ميراث الجدة فقال: (لكنه قد ثبت في السنن، عن المغيرة بن شعبة، ومحمد بن مسلمة
أن النبي الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس)!!
قلت: هو حديث ضعيف؛ لأن فيه انقطاعاً وإرسالاً على ما بينه شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في (الإرواء) برقم 1680، فراجعه هناك إن شئت.
ثم إن هذا الحديث من رواية قبيصة بن ذؤيب، وليس هو من مسند المغيرة بن شعبة، ومحمد بن مسلمة!
14 - ذكر في ص201 – الرسالة – عند تفسير قوله تعالى
: (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك)
فذكر حديث: (أن أهل بيت سرقوا في المدينة، فلما اطلع على سرقتهم خافوا الفضيحة، وأخذوا سرقتهم فرموها ببيت من هو بريء من ذلك، واستعان السارق بقومه .... ) الحديث.
قلت: رواه ابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير 2/ 364 – بإسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس.
وشيخ ابن أبي حاتم: صدوق تغير.
15 – أورد في تفسير قوله تعالى: (ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء) ص258 حديثاً فيه: أسباط بن نصر، وهو كثير الخطأ كما في (التقريب).
وفيه: أبو سعد الأزدي وهو مقبول عند ابن حجر.
16 – أورد كغيره من المفسرين قصة ثعلبة بن حاطب المكذوبة (!)
متناً، والواهية سنداً عند تفسير قوله تعالى: (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه .... ) ص345.
ولبيان ذلك بالتفصيل انظر مقالي التالي – لزاماً – للدفاع عن صحابي بدري رضي الله عنه:
فانظر بيان القصة على الرابط التالي: http://oba1.net/vb/showthread.php?p=252#post252
17 – ذكر رحمه الله في ص351 عند تفسير قوله تعالى
: (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين .... ).
أنها نزلت في أبي عامر الراهب فذكر القصة مطولة في شأن كفره وتنصره وذهابه إلى قيصر و ....
وهذه القصة بهذا التفصيل لم تثبت سنداً؛ بل أسانيدها ضعيفة أو مقطوعة كما هو عند الطبري في:
(التفسير) 11/ 24 - 26
لكن صح عن عائشة رضي الله عنها مختصراً بلفظ: (أبو عامر الراهب انطلق إلى الشام، فقال الذين بنوا مسجد الضرار: إنما بنيناه ليصلي فيه أبو عامر). رواه الطبري بإسناد صحيح
(11/ 25).
18 - ذكر في ص 829 عند تفسير قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) من سورة الرحمن فقال:
(وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فما مر بقوله: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد).
قلت: هذا الحديث روي من طريقين ذكرهما الحافظ ابن كثير في (تفسيره) 7/ 463 فهو حسن بمجموعهما؛ وكأنه لذلك حسنه شيخنا في (صحيح الترمذي) برقم3291.
هذا ما تيسر لي تعقبه على هذا التفسير القيم للعلامة السعدي رحمه الله تعالى؛ وأسأل الله تعالى أن يتقبل عملي هذا ويجعله خالصاً لوجهه، ولا يجعل لأحد فيه نصيباً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا.
أستاذ القراءات والحديث الشريف
بالمسجد النبوي على صاحبه
أفضل الصلاة والتسليم
جزى الله العلامة السعدي عنا خبر الجزاء، وجزى الله المحدث علي رضا عنا خير الجزاء ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 01:58]ـ
3 - في قوله تعالى: (وما فعلته عن أمري) في سورة الكهف ص484 من تفسيره ذهب الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما ذهب إليه الصوفية – وحاشاه أن يكون منهم – في كون الخضر عليه السلام ليس بنبي فقال:
(فإنه لا يدل على أنه – الخضر – نبي؛ وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغيره من الأنبياء ......... )!
وكان قبل ذلك قد قال: (ومنها أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبياً، بل عبداً صالحاً؛ لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منّة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبياً لذكر ذلك كما
ذكر غيره)!
قلت: هذا قول مجانب ٌ للصواب؛ فالذي عليه السلف الصالح من العلماء أن الخضر عليه السلام نبي. سبحان الله!
مَن قال: إن القول بعدم نبوة الخضر من خصائص الصوفية، وأن مَن قال به فقد شابههم؟
قال شيخ الإسلام في جواب سؤال عن التفضيل بين أبي بكر الصديق والخضر:
(وأما أبو بكر والخضر فهذا يبنى على نبوةالخضر وأكثر العلماء على أنه ليس بنبي وهو اختيار أبي علي بن أبي موسى وغيره من العلماء فعلى هذا أبو بكر وعمر أفضل منه. والقول الثاني: أنه نبي. واختاره أبو الفرج ابن الجوزي وغيره؛ فعلى هذا هو أفضل من أبي بكر)
فالشيخ سعدي رحمه الله وافق قوله قول أكثر العلماء وليس قول الصوفية!
وفي الدرر السنية في الأجوبة النجدية:
(وفي قصة موسى والخضر عليهما السلام مسائل: ....
الثانية: إثبات كرامات الأولياء، على القول بعدم نبوةالخضر.
الثالثة: أنه قد يكون عند غير النبي من العلم ما ليس عند النبي.)
فهل كل هؤلاء صوفية؟
فقول من يستحق أن يوصف بأنه: قول مجانب ٌ للصوابهداكم الله.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 07:33]ـ
الأخ عيد فهمي وفقك الله ما رأيك فيما يلي:
/// من كتاب: أضواء البيان (3/ 326)
وعزا الفخر الرازي في تفسيره القول بنبوته للأكثرين
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=21793&ln=ara
/// س2: هل الخضر نبي أو رجل صالح؟
ج2: الصحيح: أن الخضر عليه السلام نبي لما ذكره الله تعالى في سورة الكهف من قصته مع موسى عليهما السلام فإن فيها أنه خرق سفينة كانت لمساكين يعملون في البحر، وقتل غلاما لم يرتكب جريمة، وأقام جدارا ليتيمين بلا أجر في قرية أبى أهلها إطعامهما، وأنكر موسى كل ذلك عليه فبين له السبب أخيراً، ثم ختمت القصة بأن كل ذلك كان منه بوحي من الله وذلك فيما أخبر الله عنه من قوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} (1).
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: عبد الله بن قعود
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد الثالث ص (286و287).
http://www.aqsasalafi.com/vb/showthread.php?t=3071
/// و الشيخ علي رضا لم يقل بأنّ عدم القول بنبوة الخضر هو من خصائص الصوفية.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 08:20]ـ
جاء في مجموع الفتاوى (4/ 338):
(سئل الشيخ رحمه الله:
هل كان الخضر عليه السلام نبيا أو وليا
وهل هو حى الى الآن
وان كان حيا فما تقولون فيما روى عن النبى أنه قال لو كان حيا لزارنى هل هذا الحديث صحيح أم لا
فأجاب:
أما نبوته فمن بعد مبعث رسول الله لم يوح اليه ولا الى غيره من الناس وأما قبل مبعث النبى فقد اختلف فى نبوته ومن قال انه نبى لم يقل إنه سلب النبوة بل يقول هو كإلياس نبىء لكنه لم يوح اليه فى هذه الأوقات وترك الوحى اليه فى مدة معينة ليس نفيا لحقيقة النبوة كما لو فتر الوحى عن النبى فى أثناء مدة رسالته، وأكثر العلماء على أنه لم يكن نبيا)
فهل ما زال الشيخ السعدي موافقا عندكم للصوفية -وحاشاه أن يكون منهم - كما قلتم؟!!!
أم نقل الرازي أوثق عندكم من نقل ابن تيمية؟
وعزا الفخر الرازي في تفسيره القول بنبوته للأكثرين.
وكيف تقول:/// و الشيخ علي رضا لم يقل بأنّ عدم القول بنبوة الخضر هو من خصائص الصوفية. ألم تقرأ قوله: ذهب الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما ذهب إليه الصوفية – وحاشاه أن يكون منهم – في كون الخضر عليه السلام ليس بنبي
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 09:05]ـ
/// نقل الرازي و كذا ابن تيمية عندي هنا في نفس المرتبة و لا أدري أيٌهما أقدّم؟ و المسألة تحتاج إلى دراسة؛ لمعرفة أي القولين هما أقرب للصواب.
/// لا شك أنّ الشيخ السعدي قد وافق في هاته المسألة من قال بعدم نبوة الخضر من المتصوفة، و الشيخ السعدي و من وافقه في هاته المسألة من المتصوفة قد وافقوا علماء سواء أكانوا الأكثر أو الأقل، و في الحقيقة لا أدري لماذا أفرد الشيخ علي رضا الصوفية بالذكر؟ ربما لأنّه أراد تبين قلّة من قال هذا من علماء السّنة في هذا العصر حسب رأيه مقابل ما اشتهر به المتصوفة من نفي لنبوة الخضر في هذا العصر و استخدامهم لهذا للإستدلال على: "حدني قلبي عن ربي" حسب زعمهم (يعني غلاة من المتصوّفة و ليس الشيخ السعدي)؟ فإفراد الشيخ علي رضا المتصوّفة بالذكر لا يعني بالضرورة أنّه يجعل هذا القول من خصائص المتصوّفة و الله أعلم
/// و هذا لا يعني أني أوافق الشيخ علي رضا على إفراده للصوفية بالذكر
/// وفقني الله و إياك أخي الكريم عيد الفهمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:31]ـ
الأخوين / (عيد فهمي) (سراج الجزائري) جزاكما الله خيراً.
والمسألة تريد مزيد بحث ......... .
وفقك الله الجميع.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 04:26]ـ
قلت: لم ينبه رحمه الله على القصة المشهورة في كتب التفسير من أن ذنب داود كان من النظر أو أن خطيئته كانت من النظر!
لكنها قصة موضوعة مكذوبة؛ فإن الذي روي في ذلك عند ابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير – بإسناد لا يصح؛ بل جزم ببطلانه شيخنا الألباني في (الضعيفة) برقم 313 لما فيه من مساس بعصمة الأنبياء من كون سليمان حاول أن يعرض زوج امرأة الجندي للقتل ليتزوجها من بعده!!
الصواب داود واظن انها نتجت نتيجة الكتابة السريعة كما يحدث معي كثيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:13]ـ
نقل الرازي و كذا ابن تيمية عندي هنا في نفس المرتبة و لا أدري أيٌهما أقدّم؟ و المسألة تحتاج إلى دراسة؛ لمعرفة أي القولين هما أقرب للصواب. بل ليسوا سواء
فالرازي يحكي عن الأكثرين عنده وهم الجهمية والمتكلمون
وابن تيمية يحكي عن أكثر العلماء وهم علماء أهل السنة والجماعة
فكلاهما صادق في نقله، لكن منذ متى كان الأكثرين من المتكلمين يقاسون بأكثر العلماء؟ لا شك أنّ الشيخ السعدي قد وافق في هاته المسألة من قال بعدم نبوة الخضر من المتصوفة، و الشيخ السعدي و من وافقه في هاته المسألة من المتصوفة قد وافقوا علماء سواء أكانوا الأكثر أو الأقل، و في الحقيقة لا أدري لماذا أفرد الشيخ علي رضا الصوفية بالذكر؟ ربما لأنّه أراد تبين قلّة من قال هذا من علماء السّنة في هذا العصر حسب رأيه مقابل ما اشتهر به المتصوفة من نفي لنبوة الخضر في هذا العصربل أكثر علماء السنة في هذا العصر يقولون: الخضر عبد صالح وليس بنبي
والفتوى المنقولة عن اللجنة الدائمة مجرد قول من الأقوال ولا تعبر عن إجماع ولا أكثرية، وهو قول للشيخ ابن باز رحمه الله ومن وقّع معه، وغيرهم من أهل العلم يقولون بما قال به شيخ الإسلام وابن القيم والسعدي كما هو منقول عنه
واقرأ كلام الشيخ ابن عثيمين في تفسير هذه الآيات، فهو مثل كلام السعدي سواء بسواء، قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره: (قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} وهو الخضر كما صحَّ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} هل هو عبدٌ من عباد الله الصالحين ومن الأولياء الذين لهم كرامات أم من الأنبياء الموحى إليهم؟ كل ذلك ممكن، لكن النصوص تدل على أنه ليس برسول ولا نبي، إنما هو عبد صالح أعطاه الله تعالى كرامات؛ ليبين الله بذلك أن موسى لا يحيط بكل شيء علماً وأنه يفوته من العلم شيء كثير.
{آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} أي: أن الله جلَّ وعلا جعله من أوليائه برحمته إياه.
{وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} يعني علماً لا يطَّلِع عليه الناس، وهو علم الغيب في هذه القصة المعينة وليس علم نبوة ولكنه علم خاص؛ لأن هذا العلم الذي اطَّلع عليه الخضر لا يمكن إدراكه وليس شيئاً مبنياً على المحسوس، فيبنى المستقبل على الحاضر، بل شيء من الغائب، فأطلعه الله تعالى على معلومات لا يطَّلع عليها البشر.) وهذا جواب للشيخ أيضا حول هذه المسألة:
(السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو القول الراجح في الخضر عليه السلام هل هو نبي أو رسول؟ وما صحة ما القول بأنه حي إلى اليوم، ويظهر لبعض الناس أحياناً، فكثير من الناس قد اغتر بهذه القصة على أن الأولياء لهم مقام فوق مقام النبوة حتى قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
أفتونا مشكورين؟
الجواب: قولك في السؤال عن الخضر هل هو نبي أو رسول هذا ليس هو الخلاف، الخلاف هل هو نبي أو ولي أي: ليس بنبي، والصحيح أنه ليس بنبي، وأن الله تعالى أعطاه علماً لا يعرفه موسى؛ من أجل الامتحان والاختبار؛ لأن موسى عليه الصلاة والسلام قال: لا أعلم أحداً على وجه الأرض أعلم مني، فأراد الله تعالى أن يبين له أن من أهل الأرض من هو أعلم منه، وهو أعلم من موسى بما علمه الله من قصة السفينة، والجدار، والنفس التي قتلهافقط، وليس أعلم منه بشريعة الله. ثم إن القول الراجح أنه ليس بحي، بل هو ميت في وقته كغيره من الناس، ولو كان حياً للزمه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويؤمن به، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرسل إلى جميع الناس، ومن المعلوم أنه لم يأت إلى الرسول، ولم يقل أحد من الصحابة أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد) فلو قدر أنه موجود فإنه يكون قد مات. وعلى كل حال إن الصواب الذي لا شك فيه عندي أن الخضر قد مات، وأن موته كان مثلما يموت الناس في ذلك الوقت. وأيضاً الصحيح أنه ليس بنبي إنما هو رجل أعطاه الله علماً في أشياء معينة، ليتبين لموسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في الأرض من هو أعلم منه في بعض الأمور. أما من زعم أن الولي أفضل من النبي فإنه كافر، لأن النبيين هم أعلى طبقة من طبقات بني آدم، ثم إن النبي جامع بين النبوة والولاية، والرسول جامع بين الرسالة والنبوة والولاية، والقائلون بأن مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي كاذبون في ذلك، فأفضل طبقات بني آدم هم النبيون وعلى رأسهم الرسل، وعلى رأس الرسل أولو العزم الخمسة، ثم بعد ذلك الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون ....... ) وأكتفي بهذه المشاركة في هذه المسألة ولن أزيد عليها وعلى صاحب الموضوع مراجعة صاحب الكتاب إن أمكنه حتى لا يرمي علم من أعلام السنة بمشابهة الصوفية بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 02:16]ـ
بل أكثر علماء السنة في هذا العصر يقولون: الخضر عبد صالح وليس بنبي
والفتوى المنقولة عن اللجنة الدائمة مجرد قول من الأقوال ولا تعبر عن إجماع ولا أكثرية، وهو قول للشيخ ابن باز رحمه الله ومن وقّع معه، وغيرهم من أهل العلم يقولون بما قال به شيخ الإسلام وابن القيم والسعدي كما هو منقول عنه
القول بنبوة الخضر ـ عليه السلام ـ هو قول جمهور أهل السنة، وقال بخلافه جماعة من أهل العلم، والراجح أنه نبي. فإن كان الأمر يحتاج إلى حشد أقوال أهل العلم في ذلك فحبذا لو تصدى له بعض أخواننا الباحثين في هذا المنتدى المبارك.
وأنا أبتدئ ذلك بالإشارة إلى كتاب ((الخضر بين الواقع والتهويل ـ دراسة تحليلية مقارنة على ضوء القرآن والسنة والتاريخ)) للأستاذ محمد خير رمضان يوسف، أجاد فيها، إلا أنه لم يستوعب أقوال القائلين بنبوته عليه السلام.
ثم الإشارة إلى كلام متين محرّر للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى في ((التحذير من مختصرات الصابوني)) وهو في كتاب ((الردود)) ص 356 ـ 358، إذ قال:
(ومنها: في: ((صفوة التفاسير)): (2/ 198) صَحَّح أَن الخضر ولي وليس بنبي. فتعقبه صاحب ((التنبيهات)): (ص / 30, 37) مدللاً على أَنه نبي. فرد عليه الكاتب (ص / 41, 49) من ((كشف الافتراءات)) لما يلي:
أَن الخضر - عليه السلام - ولي, وأَن هذا قول الأَكثرية, وأَنه في كل مسأَلة خلافية يلتزم مذهب الجمهور لأَنه الأَقوى, وأَن ابن تيمية في ((فتاويه)) ذهب إِلى القول بولاية الخضر, ورجح أَنه حي ولما ساق صاحب ((التنبيهات)) ستة أَدلة من كتاب الله تعالى على نبوة الخضر قال هذا الكاتب (ص / 41): (واستدل بأَدلة غريبة فيها سذاجة وبلاهة) اهـ.
في رده عظائم:
الأُولى: أَنه نسب القول بأَن الخضر ولي وليس بنبي إِلى الأَكثرية وهذا خلاف التحقيق, فإِن في حال الخضر أَقولاً ثلاثة:
1 - أَنه ملك من الملائكة, وهذا قول مهجور, قال عنه النووي في ((شرح مسلم)): (15/ 136) غريب باطل, وقال ابن كثير في: ((تاريخه)) (1/ 328): (هذا غريب جداً).
2 - أَنه ولي, وعلى هذا عامة الصوفية, قال الحافظ ابن حجر في ((الزهر النضر)): (ص / 69): (وذهب إِلى أَنه كان ولياً جماعة من الصوفية, قال به أَبو يعلى, وابن أَبي موسى من الحنابلة, وأَبو بكر بن الأَنباري في كتابه ((الزاهر)).) انتهى. ولبعضهم في ولايته عظائم يصل بعضها إِلى الكفر كما نبه عليه جمع من العلماء منهم: شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في ((الفتاوى)): (11/ 422) , (13/ 267) و ((مختصر الفتاوى المصرية)) (ص / 560, 561).
3 - أَنه نبي وهو قول الجمهور, حكاه أَبو حيان في ((البحر المحيط)): (6/ 147) , وحكاه الرازي في ((تفسيره)) , وعنه الشنقيطي في ((أَضواء البيان)): (3/ 162) , وعزاه القرطبي أَيضاً للجمهور كما في ((تفسيره)): (11/ 16, 28) , والآلوسي في ((روح المعاني)): (15/ 19) , بل قال الثعلبي: هو نبي في جميع الأَقوال, كما نقله من أَبي حيان في ((البحر المحيط)): (6/ 147) , والنووي في ((شرح مسلم)): (15/ 136) , والقرطبي في ((تفسيره)): (6/ 147) , والحافظ ابن حجر في ((الزهر النضر)): (ص / 67) , وقال: (وكان بعض أَكابر العلماء يقول: أَول عقدة تحل من الزندقة, اعتقاد كون الخضر نبياً, لأَن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إَلى أَن الولي أَفضل من النبي كما قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ ....................... فويق الرسول ودون الولي
أَمَّا هذا الكاتب: فقد قال: إِن القول بأَن الخضر ولي هو قول ((الأَكثرين) , وعزا حكايته إِلى ابن تيمية, وابن كثير, والسيوطي. وفي هذا من التخون, والتغالط في النقل ما ستراه: ذلك أَن هذا النقل عن شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - عن ((مجموع الفتاوى)): (4/ 338) الذي أَفاد أَن الخضر ولي, وأَن هذا قول الأَكثرين, وأَنه مازال حياً.
وهذه الفتوى لم نَرَ من نقلها عن شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - قبل الشيخ ابن قاسم - رحمه الله تعالى -, جامع الفتاوى, وقد علق عليها بقوله (4/ 338): (هكذا وجدت هذه الرسالة) اهـ. ومعلوم أَن الشيخ ابن قاسم - رحمه الله تعالى - لا يعلق على الفتاوى بمثل ذلك, فلولا أَنه في شك من هذه الفتوى لما علق عليها لأَنها تخالف سائر فتاويه وأَقواله في الخضر, وما ينقله عنه الكافة, وبخاصة أَخص تلامذته به ابن القيم - رحمه الله تعالى- ويأْتي مزيد لهذا. ثم إِذا سلمنا أَن هذه الفتوى لابن تيمية, أَلا يلزم العالم المحقق أَن يقف على جميع كلامه, هل له في المسأَلة رأْيان, أَم ماذا؟ وأَما الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فقال في ((تفسيره)) (3/ 99):
(وذهب كثيرون إِلى أَنه لم يكن نبياً بل كان ولياً) اهـ.
ولم يقل: وذهب الأَكثرون فتنبه؟ والكاتب لا يفرق بين الصفتين فقال (ص / 43): (كما صرح الحافظ ابن كثير بأَن هذا قول الأَكثرين -ثم ذكره) اهـ. وهذا تغالط عليه فسقط التحجج به.
وأَما المحلِّي - رحمه الله تعالى - في كلامه إِجمال مانع من فهم المراد بالعلماء هل هم علماء الصوفية فنعم, أَو العلماء المحققون فلا؟
فالحال كما ترى: ابن كثير لم يعزه للجمهور (الأَكثرين) , والمحلِّي ناقل فعن مَنْ؟ وابن تيمية فتواه هذه تناقضها فتاواه الأُخرى, وأُصوله السنية التي درج عليها, فهذه الفتوى - إِن كانت له - فهي مهجورة لم يحصل عزوها إِليه قبل ولا حكاية مضمونها عنه من معتبر. فكل هذه سياقات من متشابه القول, وضعف التحقيق, لدى هذا الكاتب فنعوذ بالله من الهوى) أهـ كلام العلامة بكر رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 05:36]ـ
جزى الله خيرًا جميع الأخوة خير الجزاء
وأقول للأخ الفاضل (عيد فهمي):
إن الموضوع لا يحتمل كل هذه الحدة!؛ خصوصًا أن الشيخ رضا لم يكذب في كلامه، أو يشبه الشيخ بالصوفية؛ فإنه قال: "ذهب الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما ذهب إليه الصوفية –وحاشاه أن يكون منهم -"اهـ.
وهذا حق؛ فلقد قال بذلك الصوفية، بل وزادوا على ذلك اعتقاد أفعال الخضر -عليه السلام- في سائر الأولياء؛ بل وتعدوا ذلك بمراحل!!.
ولا يعنى ذهاب الأكثرين من أهل العلم -إن صح أصلاً!! - إلى ولاية الخضر دون نبوته؛ لا يعني ذلك أن مذهبهم صحيح!، أو أن المسألة في حيز الاختلاف المعتبر!؛ فليس كل خلاف لقول جماهير العلماء معتبراً حتى يكون للمخالف ((دليل)) له حظ من النظر، كما قال أهل الأصول:
______________وليس كل خلاف جاء معتبراً **** إلا خلاف له حظ من النظر
فبارك الله فيك أخي فهمي، وأرجو أن تتقبل كلامي بصدر رحب؛ فذلك ظننا بك -إن شاء الله-.
وأقول للأخ الفاضل (أبي عبد الرحمن الطائي):
بوركت أخي على ما نقلت لنا من درر فقيد الأمة -رحمه الله-؛ وقد أحسنت -والله- إذ نقلت عنه؛ فلقد كان الشيخ بكر علامة بحق؛ فاللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها.
وأقول للأخ الفاضل (محمود الغزي):
جزاك الله خيرًا على فوائدك -وإن كنت لم أراجعها جميعًا! -، ونرجو المزيد من ذلك، وزادك الله من فضله وعلمه.
محبكم في الله
أبو رقية الذهبي
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 09:43]ـ
يا حبيبنا (عيد فهمي) _وفقنا الله وإياك _ مَنْ رمى الإمام السعدي _رحمه الله _ بالصوفية بغير علم ولا كتاب منير _ وحاشاه ذلك _ وأقد أوضح الأمر الأخ (أبو رقية الذهبي) في المشاركة أعلاه ............ .
وهذا لا يمنع أن تُرفع ملاحظات (القيمة) للشيخ _ حفظه الله _ ......... .
الأخ الفاضل / (أبو رقية) طبت وطاب وممشاك (!) ..........
وجزى الله خيراً من أدلي بدلوه _ بالخير_ في هذه الموضوع .......... والله الموفق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه، أما بعد:
لقد توهم الشيخ علي رضا - عفا الله عنه - أن وصف الشيخ السعدي – رحمه الله تعالى - للخضر بالعبودية ونفيه النبوة هو مذهب الصوفية وهذا خطأ منه ووهم .. يظهر ذلك في تحرير قول الصوفية في المسألة، فهم يقولون بأنه ولي أعطاه الله علم الباطن، وأن الولي قد يطلع على حقيقة الأمر دون أرباب الشرع الظاهر .. الخ. والشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله تعالى - لم يُرد هذا قطعا ولا يفهم من كلامه، بل وافق قوله قول بعض علماء السنة كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه ومن نقل قولهم في (الدرر السنية). وقد وجدت بحثا بعنوان: (الخضر صاحب موسى عليه السلام) للشيخ: يوسف عبد الرحمن البرقاوي، أنقل لكم منه ما يلي:
" جاء في الإصابة في تمييز الصحابة ص 430 ج1 قال ابن حجر العسقلاني: (وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفية وقال به أبو علي بن موسى من الحنابلة وأبو بكر ابن الأنباري في كتابه الزاهر بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا).
وقال أبو القاسم القشيري في رسالته المسماة (بالرسالة القشيرية) وهي من كتب الصوفية، قال (لم يكن الخضر نبيا وإنما كان وليا).
أقول: وهذا القول معلوم لدى الصوفية وذلك لتقوية مذهبهم ودعم أساطيرهم في ترويج القصص الخرافية والحكايات الخيالية التي روجوها بين العوام في أمر الخضر. وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة ص 430 ج 1.
(وحكى الماوردي قولا ثالثا أنه ملك من الملائكة يتصور بصورة الآدميين).
وقال أبو الخطاب بن دحية.
(لا ندري هل هو ملك أو نبي أو عبد صالح).
تعقيب ابن كثير على قول من قال بأن الخضر ملك أو ولي:
وقد عقب ابن كثير ونعى قول من قال بأنه ملك من الملائكة وقول من قال بأنه ولي من الأولياء كان عنده علم الباطن.
فقد جاء في البداية والنهاية ص 328 ج1 قال ابن كثير: وأما كونه ملكا من الملائكة فغريب جدا وإذا ثبتت نبوته كما ذكرناه لم يبق لمن قال بولايته وأن الولي قد يطلع على حقيقة الأمور دون أرباب الشرع الظاهر مستند يستندون إليه ولا معتمد يعتمدون عليه.
بمعنى ليس للصوفية دليل صحيح يرتكزون عليه ولا مستند يعتمدون عليه بأن الخضر كان وليا وإنما ثبتت نبوته بالأدلة الصحيحة كما تقدم.
وقال في خلاصة القول: ((ولا دليل على وجود الخضر وحياته إلى يوم القيامة كما تدعيه الصوفية وأثبتته بالحكايات الغريبة وبالمنامات والأوهام كل ذلك من نسيج الخيال لبس عليهم الشيطان فأوقعهم في شباكه وحباله. فالخضر عليه السلام مات كسائر الأنبياء والمرسلين فرحمه الله رحمة واسعة وذلك للأدلة التي أوردها علماء الإسلام)) ".انتهى
وبهذا يُعلم الاختلاف الجوهري بين كلام الشيخ السلفي عبد الرحمن السعدي – رحمه الله تعالى – وكلام الصوفية في الخضر -عليه السلام - وإن كان كلام الشيخ السعدي خلاف الراجح لكن ما كان ينبغي من الشيخ علي - عفا الله عنه - أن يقول:"ذهب الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما ذهب إليه الصوفية –وحاشاه أن يكون منهم -"اهـ لأن الصوفية مذهبها معروف في المسألة فيرجى - منه بارك الله فيه - أن يُعدل عبارته ..
وبهذا يظهر خطأ الشيخ علي رضا – عفا الله عنه - فيما قاله توهما. وجزاكم الله جميعا خيرا على إفادتكم في الموضوع ويشكر الشيخ على تعقيباته وحبذا لو تعمم على التفاسير العصرية الأخرى مثل تفسير الشيخ "جابر الجزائري" و الشيخ " شريفي الجزائري" والشيخ " وهبة الزحيلي" .. وغيرها، والتركيز على الجانب العقدي منها كآيات الأسماء و الصفات، وآيات الإيمان و الكفر، و آيات الوعد و الوعيد، .. الخ
والله ولي التوفيق.
وكتبه أخوك/ عبد الحق آل أحمد الجلفاوي غفر الله له ولوالديه وأهله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوحذيفةالجزائري]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 12:20]ـ
الأخ الفاضل عبد الحق آل أحمد
جزاك الله خيرا
و الله لقد سررت برؤية إسمك هنا على الملتقى -و لعلك تذكر أين تعودت أن ألقاك- ثم قرأت مساهمتك الطيبة هنا في هذا الموضع فزادتني سرورا على سروري بك
زادك الله علما و توفيقا و أقول كما قلت: كم سيكون جميلا و نافعا من الدكتور علي رضا وفقه الله لو يتعقب تلك التفاسير المعاصرة و غيرها فإنه حينذاك سيكون حصل -بتوفيق الله - خيرا كثيرا
و السلام عليكم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 04:47]ـ
الأخ الفاضل عبد الحق آل أحمد
جزاك الله خيرا
و الله لقد سررت برؤية إسمك هنا على الملتقى -و لعلك تذكر أين تعودت أن ألقاك- ثم قرأت مساهمتك الطيبة هنا في هذا الموضع فزادتني سرورا على سروري بك
زادك الله علما و توفيقا و أقول كما قلت: كم سيكون جميلا و نافعا من الدكتور علي رضا وفقه الله لو يتعقب تلك التفاسير المعاصرة و غيرها فإنه حينذاك سيكون حصل -بتوفيق الله - خيرا كثيرا
و السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا و أثابكم على دعائكم ..
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:41]ـ
ما الداعي لإقحام الصوفية في الموضوع من الأساس؟!(/)
معنى اللام في قوله تعالى: ((فطلقوهن لعدتهن))
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:59]ـ
زاد المعاد ج5/ص630
وها هنا نكتة حسنة وهي أنهم يقولون: فعلته لثلاث ليال خلون أو بقين من الشهر وفعلته في الثاني أو الثالث من الشهر أو في ثانية أو ثالثة، فمتى أرادوا مضي الزمان أو استقباله أتوا باللام ومتى أرادوا وقوع الفعل فيه أتوا بفي
وسر ذلك: أنهم إذا أرادوا مضي زمن الفعل أو استقباله أتوا بالعلامة الدالة على اختصاص العدد الذي يلفظون به بما مضى أو بما يستقبل
وإذا أرادوا وقوع الفعل في ذلك الزمان أتوا بالأداة المعينة له وهي أداة (في) وهذا خير من قول كثير من النحاة إن اللام تكون بمعنى قبل في قولهم: كتبته لثلاث بقين، وقوله ((فطلقوهن لعدتهن)) الطلاق 1 وبمعنى بعد كقولهم: لثلاث خلون وبمعنى (في) كقوله تعالى ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)) الأنبياء 47 وقوله ((فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه)) آل عمران 25
والتحقيق أن اللام على بابها للاختصاص بالوقت المذكور كأنهم جعلوا الفعل للزمان المذكور اتساعاً لاختصاصه به فكأنه له فتأمله.
وفرق آخر: وهو أنك إذا أتيت باللام لم يكن الزمان المذكور بعده إلا ماضيا أو منتظرا ومتى أتيت بفي لم يكن الزمان المجرور بها إلا مقارنا للفعل وإذا تقرر هذا من قواعد العربية فقوله تعالى ((فطلقوهن لعدتهن)) الطلاق 1 معناه لاستقبال عدتهن لا فيها(/)
في رحاب آية .. !!
ـ[أبو عمر]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 01:17]ـ
"أفحكم الجاهلية يبغون ? ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " ..
إن معنى الجاهلية يتحدد بهذا النص. فالجاهلية - كما يصفها الله ويحددها قرآنه - هي حكم البشر للبشر , لأنها هي عبودية البشر للبشر , والخروج من عبودية الله , ورفض ألوهية الله , والاعتراف في مقابل هذا الرفض بألوهية بعض البشر وبالعبودية لهم من دون الله. .
إن الجاهلية - في ضوء هذا النص - ليست فترة من الزمان ; ولكنها وضع من الأوضاع. هذا الوضع يوجد بالأمس , ويوجد اليوم , ويوجد غدا , فيأخذ صفة الجاهلية , المقابلة للإسلام , والمناقضة للإسلام.
والناس - في أي زمان وفي أي مكان - إما أنهم يحكمون بشريعة الله - دون فتنة عن بعض منها - ويقبلونها ويسلمون بها تسليما , فهم إذن في دين الله. وإما إنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر - في أي صورة من الصور - ويقبلونها فهم إذن في جاهلية ; وهم في دين من يحكمون بشريعته , وليسوا بحال في دين الله. والذي لا يبتغى حكم الله يبتغي حكم الجاهلية ; والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية , ويعيش في الجاهلية.
وهذا مفرق الطريق , يقف الله الناس عليه. وهم بعد ذلك بالخيار!
ثم يسألهم سؤال استنكار لابتغائهم حكم الجاهلية ; وسؤال تقرير لأفضلية حكم الله.
(ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ?). .
وأجل! فمن أحسن من الله حكما ?
ومن ذا الذي يجرؤ على ادعاء أنه يشرع للناس , ويحكم فيهم , خيرا مما يشرع الله لهم ويحكم فيهم ? وأية حجة يملك أن يسوقها بين يدي هذا الادعاء العريض ?
أيستطيع أن يقول: إنه أعلم بالناس من خالق الناس ? أيستطيع أن يقول: إنه أرحم بالناس من رب الناس ? أيستطيع أن يقول: إنه أعرف بمصالح الناس من إله الناس ? أيستطيع أن يقول: إن الله - سبحانه - وهو يشرع شريعته الأخيرة , ويرسل رسوله الأخير ; ويجعل رسوله خاتم النبيين , ويجعل رسالته خاتمة الرسالات , ويجعل شريعته شريعة الأبد. . كان - سبحانه - يجهل أن أحوالًا ستطرأ , وأن حاجات ستستجد , وأن ملابسات ستقع ; فلم يحسب حسابها في شريعته لأنها كانت خافية عليه , حتى انكشفت للناس في آخر الزمان ?!
ما الذي يستطيع أن يقوله من ينحي شريعة الله عن حكم الحياة , ويستبدل بها شريعة الجاهلية , وحكم الجاهلية ; ويجعل هواه هو أو هوى شعب من الشعوب , أو هوى جيب من أجيال البشر , فوق حكم الله , وفوق شريعة الله ?
ما الذي يستطيع أن يقوله. . وبخاصة إذا كان يدعي أنه من المسلمين ?!
الظروف ? الملابسات ? عدم رغبة الناس ? الخوف من الأعداء ?. . ألم يكن هذا كله في علم الله ; وهو يأمر المسلمين أن يقيموا بينهم شريعته , وأن يسيروا على منهجه , وألا يفتنوا عن بعض ما أنزله ?
قصور شريعة الله عن استيعاب الحاجات الطارئة , والأوضاع المتجددة , والاحوال المتغلبة ? ألم يكن ذلك في علم الله ; وهو يشدد هذا التشديد , ويحذر هذا التحذير ?
يستطيع غير المسلم أن يقول مايشاء. . ولكن المسلم. . أو من يدعون الإسلام. . ما الذي يقولونه من هذا كله , ثم يبقون على شيء من الإسلام ? أو يبقى لهم شيء من الإسلام ?
إنه مفرق الطريق , الذي لا معدى عنده من الاختيار ; ولا فائدة في المماحكة عنده ولا الجدال. .
إما إسلام وإما جاهلية. إما إيمان وإما كفر. إما حكم الله وإما حكم الجاهلية. .
والذين لا يحكمون بما أنزل الله هم الكافرون الظالمون الفاسقون. والذين لا يقبلون حكم الله من المحكومين ما هم بمؤمنين. .
إن هذه القضية يجب أن تكون واضحة وحاسمة في ضمير المسلم ; وألا يتردد في تطبيقها على واقع الناس في زمانه ; والتسليم بمقتضى هذه الحقيقة ونتيجة هذا التطبيق على الأعداء والأصدقاء!
وما لم يحسم ضمير المسلم في هذه القضية , فلن يستقيم له ميزان ; ولن يتضح له منهج , ولن يفرق في ضميره بين الحق والباطل ; ولن يخطو خطوة واحدة في الطريق الصحيح. . وإذا جاز أن تبقى هذه القضية غامضة أو مائعة في نفوس الجماهير من الناس ; فما يجوز أن تبقى غامضة ولا مائعة في نفوس من يريدون أن يكونوا "المسلمين" وأن يحققوا لأنفسهم هذا الوصف العظيم. .
سيد قطب / في ظلال القرآن .. تفسير الآية 50 من سورة المائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
قَوْله تَعَالَى " أَفَحُكْم الْجَاهِلِيَّةَ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّه حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" يُنْكِر تَعَالَى عَلَى مَنْ خَرَجَ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ الْمُحْكَم الْمُشْتَمِلِ عَلَى كُلِّ خَيْرِ النَّاهِي عَنْ كُلّ شَرٍّ وَعَدَلَ إِلَى مَا سِوَاهُ مِنْ الْآرَاء وَالْأَهْوَاء وَالِاصْطِلَاحَات الَّتِي وَضَعَهَا الرِّجَال بِلَا مُسْتَنَد مِنْ شَرِيعَة اللَّه كَمَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَحْكُمُونَ بِهِ مِنْ الضَّلَالَات وَالْجَهَالَات مِمَّا يَضَعُونَهَا بِآرَائِهِمْ وَأَهْوَائِهِمْ وَكَمَا يَحْكُم بِهِ الشَّارِع مِنْ السِّيَاسَات الْمَلَكِيَّة الْمَأْخُوذَة عَنْ مَلِكِهِمْ جنكزخان الَّذِي وَضَعَ لَهُمْ الياسق وَهُوَ عِبَارَة عَنْ كِتَاب مَجْمُوع مِنْ أَحْكَام قَدْ اِقْتَبَسَهَا عَنْ شَرَائِع شَتَّى: مِنْ الْيَهُودِيَّة وَالنَّصْرَانِيَّة وَالْمِلَّة الْإِسْلَامِيَّة وَغَيْرهَا وَفِيهَا كَثِير مِنْ الْأَحْكَام أَخَذَهَا مِنْ مُجَرَّد نَظَره وَهَوَاهُ فَصَارَتْ فِي بَنِيهِ شَرْعًا مُتَّبَعًا يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الْحُكْم بِكِتَابِ اللَّه وَسُنَّة رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَافِر يَجِب قِتَاله حَتَّى يَرْجِع إِلَى حُكْم اللَّه وَرَسُوله فَلَا يُحَكِّم سِوَاهُ فِي قَلِيل وَلَا كَثِير قَالَ تَعَالَى " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ " أَيْ يَبْتَغُونَ وَيُرِيدُونَ وَعَنْ حُكْم اللَّه يَعْدِلُونَ " مَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّه حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " أَيْ وَمَنْ أَعْدَلُ مِنْ اللَّه فِي حُكْمه لِمَنْ عَقَلَ عَنْ اللَّه شَرْعه وَآمَنَ بِهِ وَأَيْقَنَ وَعَلِمَ أَنَّ اللَّه أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وَأَرْحَمُ بِخَلْقِهِ مِنْ الْوَالِدَة بِوَلَدِهَا فَإِنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْعَالِم بِكُلِّ شَيْء الْقَادِر عَلَى كُلّ شَيْء الْعَادِل فِي كُلّ شَيْء وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِلَال بْن فَيَّاض حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة النَّاجِي قَالَ: سَمِعْت الْحَكَم يَقُول: مَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ حُكْم اللَّه فَحُكْم الْجَاهِلِيَّة. وَأَخْبَرَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى قِرَاءَة حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح قَالَ: كَانَ طَاوُس إِذَا سَأَلَهُ رَجُل: أَفْضُلُ بَيْن وَلَدِي فِي النِّحَل؟ قَرَأَ " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ " الْآيَة. وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الْوَهَّاب بْن نَجْدَة الْحَوْطِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان الْحَكَم بْن نَافِع أَنَا شُعَيْب بْن أَبِي حَمْزَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حُسَيْن عَنْ نَافِع بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَبْغَضُ النَّاس إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يَبْتَغِي فِي الْإِسْلَام سُنَّة الْجَاهِلِيَّة وَطَالِبُ دَمِ اِمْرِئٍ بِغَيْرِ حَقّ لِيُرِيقَ دَمه " وَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي الْيَمَان بِإِسْنَادِهِ نَحْوه بِزِيَادَةٍ.
تفسير ابن كثير للآية 50 من سورة المائدة
فجميع الحكومات اليوم تحكم بحكم الجاهلية ... فالعجب كل العجب ممن يسميها بالاسلامية ... والعجب كل العجب ممن يسمي من يُحكم بها ويتحاكم اليها بالمسلمين ... وحكم الله واضح فيمن يحكم بغير ما أنزل الله وفيمن تحاكم للطاغوت (هذه الدساتير الوضعية الجاهلية) ...
حكم الله واضح بين ... فلا تلتمسوا الاعذار .. فلن تكونوا أرحم بربهم عليهم .. فمن سماه الله مؤمن فهو المؤمن ومن سماه الله كافر فهو كافر ... وإلا فأنت بذلك ترد حكم الله فيهم ...
اللهم اهدنا فيمن هديت
اللهم يا مقلب القلوب ثبت فلوبنا على دينك
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Apr-2009, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
قال الله - عزوجل -الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا {سورة الكهف. الآية 104}
وَقَوْله: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} يَقُول: هُمْ الَّذِينَ لَمْ يَكُنْ عَمَلهمْ الَّذِي عَمِلُوهُ فِي حَيَاتهمْ الدُّنْيَا عَلَى هُدًى وَاسْتِقَامَة , بَلْ كَانَ عَلَى جَوْر وَضَلَالَة , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ عَمِلُوا بِغَيْرِ مَا أَمَرَهُمْ اللَّه بِهِ بَلْ عَلَى كُفْر مِنْهُمْ بِهِ , {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} يَقُول: وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ لِلَّهِ مُطِيعُونَ , وَفِيمَا نَدَبَ عِبَاده إِلَيْهِ مُجْتَهِدُونَ , وَهَذَا مِنْ أَدِلَّة الدَّلَائِل عَلَى خَطَأ قَوْل مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَكْفُر بِاَللَّهِ أَحَد إِلَّا مِنْ حَيْثُ يَقْصِد إِلَى الْكُفْر بَعْد الْعِلْم بِوَحْدَانِيِّتِهِ , وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ فِي هَذِهِ الْآيَة , أَنَّ سَعْيهمْ الَّذِي سَعَوْا فِي الدُّنْيَا ذَهَبَ ضَلَالًا , وَقَدْ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُحْسِنُونَ فِي صُنْعهمْ ذَلِكَ , وَأَخْبَرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبّهمْ. وَلَوْ كَانَ الْقَوْل كَمَا قَالَ الَّذِي زَعَمُوا أَنَّهُ لَا يَكْفُر بِاَللَّهِ أَحَد إِلَّا مِنْ حَيْثُ يَعْلَم , لَوَجَبَ أَنْ يَكُون هَؤُلَاءِ الْقَوْم فِي عَمَلهمْ الَّذِي أَخْبَرَ أَنَّهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْسَبُونَ فِيهِ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعه , كَانُوا مُثَابِينَ مَأْجُورِينَ عَلَيْهَا , وَلَكِنَّ الْقَوْل بِخِلَافِ مَا قَالُوا , فَأَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ بِاَللَّهِ كَفَرَة , وَأَنَّ أَعْمَالهمْ حَابِطَة.
تفسير الطبري-سورة الكهف(/)
منهج القراءة العلمية للتفاسير.
ـ[أحمدبزوي الضاوي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 03:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
? سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ?
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود. ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين: ابن كثير و القرطبي، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا.
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط.
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية:
1 - المستوى الوصفي.
2 - المستوى التحليلي.
3 - المستوى المقارن.
المستوى الأول: الدراسة الوصفية: هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى.
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف.
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره. ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبه لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك.
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في:
1 - اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره. والمصطلحات، والأعلام.مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية.
2 - ترتيب المكونات: أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير.
3 - العلاقات التي تقوم بين المكونات: إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختارها المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة. وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء.
المستوى الثاني: الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته: لماذا؟ و كيف؟ و متى؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية.
المستوى الثالث: الدراسة المقارنة: وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز.
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه.
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية. في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمدبزوي الضاوي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 10:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني لاحظت من خلال اللقاءات المخصصة لمتابعة أعمال الطلبة الباحثين،الذين أشرف على أبحاثهم، و أخص بالذكر مستوى الإجازة، أنه يستعصي عليهم في كثير من الأحيان استيعاب ما تضمنته هذه الورقة من خطوات نظرية لدراسة التفاسير دراسة علمية، كما تعترضهم مشكلات عند التزامها و محاولة تطبيقها على التفاسير التي يقومون بدراستها. و من ثم فإننا نعقد معهم جلسات نبين من خلالها عمليا كيف يمكننا الإستفادة من هذه الطريقة العلمية والعملية في دراسة التفاسير، ملحين على الأمور التالية:
1 - قراءة التفسير موضوع الدراسة قراءة متأنية و متعددة، بقصد تمتين العلاقة معه، فالخطاب التفسيري مجهود بشري، و ليد معاناة و لا يمكن البوح بأسراره لمن يعامله بجفاء.
2 - الدراسة الوصفية دراسة محايدة، و دقيقة، و شاملة، ينبغي أن يتوفر فيها حد المناطقة بأن تكون جامعة مانعة، جامعة بأن تذكر كل ما هو موجود في النص موضوع الدراسة، مانعة بحيث لا تقحم ماليس فيه، حتى لا تستحيل الدراسة إلى إسقاط.
و كثيرا ما يلاحظ الطالب الباحث أنه يكرر النص المدروس. نقول له استمر في عملك باعتماد الترقيم، والانتقال إلى ترقيم جديد كلما تعرضت لقضية أو مسألة جديدة، و العبرة ليست بالطول أو القصر، و إنما بالفكرة والموضوع، فهي العمدة في تفكيك النص موضوع الدراسة. فأنت تعيد تدوين النص بطريقة أخرى " خطاطة "، بغية تفكيك النص إلى أضغر جزئياته. بهدف تحقيق أمرين اثنين:
أ ـ الهدف الأول: تحديد مكونات الخطاب التفسيري، أو ما يمكننا الاصطلاح عليه بعوامل استخراج المعنى، أي الأدوات التي وظفها المفسر لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني ..
ب ـ الهدف الثاني: إدرك الطريقة العامة التي سلكها المفسر في تفسيره، حيث ترتيب المكونات، ورصد العلاقات التي تقوم بينها.
ومما نلح عليه كثيرا عدم الاستعجال في إصدار الأحكام، و إعطاء معطيات و بيانات هي وليدة انطباعات خلفتها القراءة المسترسلة للنص موضوع الدراسة، و ليست نتاج المعطيات المادية المستفادة من الدراسة الوصفية. فبعض الطلبة الباحثين يعمدون إلى إعطاء عنوان للنص موضوع الدراسة، و تحديد أفكاره الأساسية فالثانوية، دون التفريق بين مستويين في البحث:
1 - مستوى جمع المادة العلمية، وحصر المعطيات والبيانات.
2 - تحرير المادة العلمية.
إننا عندما نكون بصدد جمع المادة العلمية، و حصر المعطيات " الدراسة الوصفية " بالنسبة لدارس الخطاب التفسيري، فإننا نعمل على تفكيك النص إلى مكوناته الأساسية، مع محاولة اكتشاف جزئياته، و تفاصيله الدقيقة. و من خلال الأفكار الثانوية يمكننا دمج ما ينتظم منها في موضوع واحد، أو قضية واحدة، أو مسألة واحدة ضمن فكرة رئيسية ونعطيها بعد ذلك عنوانا مناسبا، و مجموع الأفكار الرئيسية هو الذي يمكننا من اكتشاف عنوان مناسب للنص موضوع الدراسة.
إن المسألة تأخذ منحى مخالفا لما يتبعه أغلب طلبتنا، من و ضع عنوان للنص، ثم تحديد الأفكار الأساسية، فالأفكار الثانوية، بحيث يعتمدون منهجا استنباطيا: الانتقال من الكل إلى الجزء. في الوقت الذي تعتمد فيه الدراسة العلمية المنهج الاستقرائي: الانتقال من الجزء إلى الكل، وهذا الأمر يتم على مستوى الدراسة الوصفية التي هي بمتابة جمع المادة العلمية التي سيتشكل منها البحث:
1 - الأفكار الثانوية.
2 - الأفكار الرئيسية.
3 - عنوان النص.
أما تحرير المادة العلمية " تحرير البحث " فإنه يعتمد ترتيبا منطقيا للقضايا:
1 - عنوان النص.
2 - الأفكار الأساسية.
3 - الأفكار الثانوية.
و من ثم يتعين مراعاة هذا الأمر حتى لا تستحيل بحوثنا إلى إسقاط.
و للموضوع بقية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا،
ـ[أحمدبزوي الضاوي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 02:35]ـ
أنتم أهل الجزاء و الإحسان.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[11 - Nov-2009, صباحاً 10:33]ـ
بارك الله فيكم أيها الأستاذ الفاضل ونفع بكم
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 04:38]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 10:16]ـ
بور كت على ماقدمت
هل لك ان تكرمنا وتتحفنا بمثال حي
يقرب المفهوم ويكشف الغطاء ..............(/)
القراءات في صحيح مسلم بشرح النووي , الدكتور / أحمد شوكة الكبيسي
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 08:46]ـ
http://www.ibbunv.com.ye/mysite2/files/Baheth-12/arbic/3-Kobeesi-51-82.pdf
الاشتقاق والتصريف .. وأثرهما في الترجيح بين المعاني في التفسير
د. فراس يحيى عبد الجليل الهيتي
http://www.ibbunv.com.ye/mysite2/files/Baheth-12/arbic/2-Hetee-35-50.pdf
البناء الإبداعي في القرآن الكريم .. أساسه ومكوناته
د. يحيى محمد عامر راشد
http://www.ibbunv.com.ye/mysite2/files/Baheth-12/arbic/1-Yahea-1-34.pdf
من مجلة الباحث الجامعي - جامعة إب اليمينة
ـ[عبد المجيد الشريف]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 02:56]ـ
الرابط لا يعمل.(/)
تفسير عجيب لاية (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 06:56]ـ
تفسير عجيب للامام ابن تيمية رحمه الله
لاية (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ))
قال رحمه الله ودل قوله: {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ} [النساء: 107]، أنه لا يجوز الجدال عن الخائن، ولا يجوز للإنسان أن يجادل عن نفسه إذا كانت خائنة؛ لها فى السر أهواء وأفعال باطنة تخفى على الناس، فلا يجوز المجادلة عنها، قال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]، وقال تعالى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: 33]، وقد قال تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14، 15]، فإنه يعتذر عن نفسه بأعذار ويجادل عنها، وهو يبصرها بخلاف ذلك، وقال تعالى: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14]
وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة: 402].
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (أبْغَضُ الرجال إلى اللّه الألَدُّ الخَصِمُ)، فهو يجادل عن نفسه بالباطل، وفيه لدد. أي: ميل واعوجاج عن الحق، وهذا على نوعين:
أحدهما: أن تكون مجادلته وذبه عن نفسه مع الناس،
والثانى: فيما بينه وبين ربه، بحيث يقيم أعذار نفسه ويظنها محقة وقصدها حسناً، وهي خائنة ظالمة، لها أهواء خفية قد كتمتها حتى لا يعرف بها الرجل حتى يرى وينظر،
قال شداد بن أوس: إن أخوف ما أخاف عليكم الشهوة الخفية، قال أبو داود: هى حب الرياسة.
وهذا من شأن النفس، حتى إنه يوم القيامة يريد أن يدفع عن نفسه ويجادل الله بالباطل، قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَاللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 18، 19]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 22ـ 24].
وقد جاءت الأحاديث بأن الإنسان يجحد أعماله يوم القيامة، حتى يشهد عليه سمعه وبصره وجوارحه، وقال تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22].
ومن عادة المنافقين المجادلة عن أنفسهم بالكذب والأيمان الفاجرة، وصفهم اللّه بذلك فى غير موضع. وفى قصة تبوك لما رجع النبى صلى الله عليه وسلم، وجاء المنافقون يعتذرون إليه، فجعل يقبل علانيتهم، ويَكِل سرائرهم إلى الله، فلما جاء كعب قال: والله يا رسول اللّه لو قعدت بين يدي ملك من ملوك الأرض لقدرت أن أخرج من سخطه؛ إنى أوتيت جدلاً، ولكن أخاف إن حدثتك حديث كذب ترضى به عنى ليوشكن اللّه أن يسخطك علىّ، ولئن حدثتك حديث صدق تَجِد [أى: تغضب. انظر: المصباح المنير، مادة: وجد] علىّ فيه إنى لأرجو فيه عفو الله. لا والله ما كان لي من عذر، واللّه ما كنت أقوى قط ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (أما هذا فقد صدق) يعني: والباقي يكذبون ثم إنه هجره مدة، ثم تاب اللّه عليه ببركة صدقه.
فالاعتذار عن النفس بالباطل والجدال عنها لا يجوز، بل إن أذنب سراً بينه و بين الله اعترف لربه بذنبه، وخضع له بقلبه، وسأله مغفرته وتاب إليه؛ فإنه غفور رحيم تواب، وإن كانت السيئة ظاهرة تاب ظاهرًا، وإن أظهر جميلاً وأبطن قبيحاً تاب فى الباطن من القبيح، فمن أساء سراً أحسن سراً، ومن أساء علانية أحسن علانية فإن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 07:59]ـ
والله تفسير عظيم
وتامل من إمام كبير
ونقل من عضو قدير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 01:04]ـ
جزاك الله خيرا و. بارك الله فيك اخي الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 04:03]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 04:32]ـ
جزاك الله خيرا و. بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[الحافظة]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 12:05]ـ
تفسير رائع
.. رحم الله الإمام ابن تيمية ورفع ربي قدره ..
آمِنًا مِنْ قَبِيحِ الْفِعْلِ مِنْهُ أَهَلْ ... أَتَاكَ تَوْقِيعُ أَمْنٍ أَنْتَ تَمْلِكُهُ
جَمَعْتَ شَيْئَيْنِ أَمْنًا وَاتِّبَاعَ هَوًى ... هَذَا وَإِحْدَاهُمَا فِي الْمَرْءِ تُهْلِكُهُ
وَالْمُحْسِنُونَ عَلَى دَرْبِ الْمَخَاوِفِ قَدْ ... سَارُوا وَذَلِكَ دَرْبٌ لَسْتَ تَسْلُكُهُ
فَرَّطْتَ فِي الزَّرْعِ وَقْتَ الْبَذْرِ مِنْ سَفَهٍ ... فَكَيْفَ عِنْدَ حَصَادِ النَّاسِ تُدْرِكُهُ
هَذَا وَأَعْجَبُ شَيْءٍ مِنْكَ زُهْدُكَ فِي ... دَارِ الْبَقَاءِ بِعَيْشٍ سَوْفَ تَتْرُكُهُ
مَنِ السَّفِيهُ إِذًا بِاللَّهِ أَنْتَ أَمِ الْ ... مَغْبُونُ فِي الْبَيْعِ غَبْنًا سَوْفَ يُدْرِكُهُ
.. جزاكم الله خيراا ووفقكم لمرضاته ..
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 12:20]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 05:54]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 12:07]ـ
جزاكم الله خير على هذا النقل بارك الله فيك ونفعنا بما وضعته لنا اللهم آمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 07:23]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم(/)
مامدى مشروعية هذه العبارة (يقول الله على لسان فلان)
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:48]ـ
السلام عليكم
اسمع واقرأ وأردد كثيرا قولا شائعا واحب ان اعرف مدى مشروعيته وان كان مشروعا فاين وجه البلاغة فيه وهو قولهم (يقول الله تعالى على لسان نبيه او على لسان قارون او فرعون او الهدهد او النملة وسائر الشخصيات القرآنية)
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 06:04]ـ
اخي الكريم الاولى ان يقال ذكر الله في كتابه عن نبيه عليه السلام انه قال والله اعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 01:36]ـ
وماذا لو قيل: قال الله تعالى حاكيا عن نبيه أو حكاية عن نبيه
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[25 - Sep-2009, صباحاً 08:16]ـ
رفع ..
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 11:16]ـ
قال شيخنا عبدالكريم الخضير -حفظه الله- في شرح كتاب التوحيد:
"وقال الخليل -عليه السلام-: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [(35) سورة إبراهيم] ": طيب من القائل: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}؟
طالب: .......
يعني إبراهيم يقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} بهذا اللفظ، بهذه اللغة، إبراهيم ينطق بالعربية؟
طالب: .......
لأنه يقول: وقال الخليل -عليه السلام-، يعني لو قال: قال الله -جل وعلا- عن خليله -عليه السلام- أنه قال .. ، نعم؟
طالب: .......
ويش هو؟
طالب: .......
وإذا قلنا: حكاية أو عبارة عن قول الخليل ندخل في قول الأشعرية والماتريدية في .. ؟ هاه؟
طالب: .......
نعم؟
طالب: .......
أولاً: الكلام من القرآن، يعني ما أحد يشك فيه أنه من القرآن، من كلام الله -جل وعلا-، نعم؟
طالب: .......
((ألم تسمعوا لقول العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [(13) سورة لقمان]))، هذا كلام صحيح، فأضافه إليه وإن كان في القرآن ولم يضفه إلى الله؛ لأن الله -جل وعلا- قاله على لسان من نسب إليه، نعم؟
طالب: .......
ما في خلاف في هذا، الخلاف هل ننسب إلى القائل الذي نسب إليه في القرآن مباشرة أو نقول: إن الله -جل وعلا- قال -لأنه في القرآن- عن خليله -عليه السلام-، أو نقول ابتداءً: قال الخليل -عليه السلام-؟ لا سيما وأن الخليل ما قاله بهذه الحروف، ما قاله بهذه الحروف، نعم؟
طالب: .......
هذا ما فيه إشكال إذا صرحنا بأن القائل هو الله -جل وعلا- ما فيه أدنى إشكال، لكن إذا قلنا مباشرة، عكسه إذا قلنا قال الله تعالى: ((إني حرمت الظلم على نفسي))، عكسه، نعم، حذف القائل المباشر، وترقي إلى القائل بدون واسطة، يعني حذفت الواسطة، لذلك لما وقف بعض الجهال من الذين يزعمون التحقيق للكتب، قال الله تعالى: ((إني حرمت الظلم على نفسي))، قال: لم أجد هذه الآية في المصحف الشريف، نعم!! يعني يصل إلى هذا الحد، ويش المقصود من كلامي هذا؟ أن هذا الدعاء في القرآن، فهل نقول: قال الله تعالى على لسان خليله -عليه السلام-؟ أو نقول: حكاية عن إبراهيم؟ وإذا قلنا حكاية عن كذا، عن إبراهيم، عن موسى، عن فرعون، عن إبليس، عن كذا، كما هو موجود في القرآن من أقوالهم إذا قلنا: حكاية، هل ندخل في قول من يقول: إن القرآن حكاية عن كلام الله، أو عبارة عن كلام الله؟ يعني المشابهة في اللفظ موجودة، المشابهة في اللفظ موجودة، لكن المقصود غير متحقق، مقصود أولئك غير مقصود من يقول هذا الكلام.
وقال -حفظه الله- في شرح الواسطية:
وثالثها: أنه معنىً واحد، قائمٌ بذات الله، هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار، إن عبر عليه بالعربية كان قرآناً، وأن عبر عنه بالعبرانية كان توراةً، إلى آخره، وهذا قول: ابن كلاّب ومن وافقه كالأشعري وغيره. ويقولون حينئذٍ: القرآن عبارة عن المعنى، وابن كلاب يقول: حكاية، والأشاعرة يقولون: عبارة، القرآن عبارة عن كلام الله، وابن كلاب يقول: حكاية عن كلام الله. ويكثر في كلام المتعلمين الآن فيما يقوله الله -جل وعلا- حكاية عن كذا، حكاية عن موسى، يعني أن الله -جل وعلا- قاله على لسان فلان، فهذه الجملة هذه الكلمة تجتنب؛ لئلا نوافق المبتدعة.
الأمر الثاني: كلمة عبارة ابتذلها الناس، واستعملوها في غير موضعها، يقول لك مثلاً: هذا القلم عبارة أو هذا عبارة عن قلم، كيف عبارة؟! هذا قلم، كيف عبارة عن قلم؟ هذا عبارة عن كتاب، وهذه عبارة عن سيارة، وهذه عبارة عن كذا، يعني إقحام للشيء في غير موضعه.(/)
كلمة مختصرة نفيسة في نشأة علم التجويد
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 01:35]ـ
لفضيلة الشيخ الدكتور حازم سعيد حيدر ـ حفظه الله ـ كلمة نفيسة تحدث فيها عن نشأة علم التجويد، ضمّنها تقريظه لكتاب (الفوائد التجويدية في شرح الجزرية) لفضية الشيخ عبد الرازق موسى ـ حفظه الله ـ، وسأورد مقدمة الشيخ حازم كاملة بحروفها فإليكموها.
قال ـ نفع الله بعلمه ـ: ((إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وصلى الله وسلم على سيد الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن الناظر في معظم كتب علم التجويد المتداولة بين أيدي عامة المتعلمين اليوم يلمس فيها ظاهرة غريبة عن هذا العلم الجليل، توحي إليه بأن قواعد التلاوة ما هي إلا أسس وضعها علماء هذا الفن اجتهادا واستحسانا دون رواية وأثر؛ وذلك لأن كثيرا من المباحث اصطبغت بتلك الوجهة في عرضها وتقريرها، دون التركيز على ركنية التلقي والمشافهة والإسناد.
وقد بدأ هذا العلم أخيا ملازما لعلم القراءات، ووجدنا مباحثه وأصوله متداخلة في ثنايا كتب اختلاف القراء.
وظهرت أول محاولة وليدة ـ فيما أعلم ـ لفصل بعض أقسام علم التجويد عن القراءات على يد الإمام أبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني ـ رحمه الله ـ (ت:325هـ) في منظومته في "حسن الأداء" المعروفة بـ"الخاقانية أو الرائية".
وتتابع التأليف في علم التلاوة بصورة أبسط وأوسع مما حوته أبيات الخاقانية، نحو: كتاب " التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي" لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي الحذاء (ت نحو: 410هـ)، وكتاب "بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء وإيضاح الأدوات التي بني عليها الإقراء" لأبي علي الحسن بن أحمد المعروف بابن البناء الحنبلي (ت:471هـ)، وكتاب "التمهيد في التجويد" للحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار الحنبلي (ت:569هـ).
وكان لعلماء الأندلس القدح المعلى في وضع جمهرة من تصانيف علم التجويد، نحو كتاب "الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة" لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت:437هـ)، وكتاب "التحديد في الإتقان والتجويد" للحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت:444هـ)، وغيرهما.
وأظن أن منظومة الحافظ الإمام أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري (ت:833هـ) المعروفة بـ"المقدمة الجزرية" تمثل واسطة العقد في مؤلفات هذا العلم، وبخاصة إذا اتضح لنا أنه ألفها في فترة متأخرة من عمره، وتزامنت مع تصنيفه أهم كتابين وضعهما في بيان حروف القراءة، وهما: "النشر في القراءات العشر" ونظمه "طيبة النشر في القراءات العشر".
وقد ضمن هذه الأخيرة أربعة وثلاثين بيتا من أبيات "المقدمة الجزرية" على وجه التقريب.
فالمقدمة الجزرية ليست ككتابه "التمهيد في علم التجويد" الذي ألفه في سن الرشد وعمره تسعة عشر عاما.
ويترجح لدي أن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ وضع مقدمته بين عامي (798ــ 800هـ)، وذلك في رحلته إلى بلاد الروم (وهي تركيا الآن)؛ لأن ابنه أبا بكر أحمد حضر سماعا إجازة أبيه لأبي الحسن علي باشا بقراء الأخير "المقدمة" عليه عام (800هـ) كما هو مثبت بخط ابن الجزري في نهاية نسخة مكتبة [لاله لي].
وأيضا فإن ابنه الآخر أبا الخير محمد لحق بأبيه إلى تركيا عام (801هـ)، وفيه حفظ "المقدمة الجزرية"، فلو كان ابن الجزري نظمها قبل ذلك في الشام أو مصر لسبق لابنه المذكور حفظها.
وقد أرست مقدمة ابن الجزري قواعد علم التجويد، وحددت معالمه وأطره في أربع حلقات، وهي: مخارج الحروف، وصفاتها، والمسائل التجويدية، والوقف والابتداء.
لهذا لاقت احتفاء كبيرا من أهل العلم، ووصلت شروحها ـ التي علمنا من خبرها ـ قرابة خمسين شرحا بين مخطوط ومطبوع.
وأول من تناول شرحها ـ فيما أعلم ـ هو ابن الناظم: أبو بكر أحمد بن محمد بن الجزري (ت نحو:835هـ) في شرحه المسمى "الحواشي المفهمة لشرح المقدمة"، وهو مطبوع.
وقد وفق الله تعالى أستاذي وشيخي فضيلة الشيخ المقرئ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى لشرح هذه المنظومة شرحا وسيطا سماه "الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية"، أبان فيه خفاياها، وأوضح مسائلها، وفصل مجملها، ونبه على بعض قضايا طال الجدال حولها، فحسم الخلاف وأظهر الراجح لديه ببينة وبرهان.
وقد استبطن في شرح جملة من شرح العلامة عمر بن إبراهيم السعدي أو المُسْعَدي المعروف بابن كاشوحة (ت:1017هـ) المسمى "الفوائد المسعدية" (خ) كما ذكر في مقدمته.
وبجانب إسهامات المؤلف العلمية ـ وفقه الله ـ تأليفا وتدريسا وإقراء وتدقيقا ومراجعة ـ تلحظ فيه الحرص الدؤوب، والهمة العالية لتحصيل العلم ومدارسته مع تواضع وبشاشة وسجاحة خلق.
فأسأل الله تعالى أن يوفق المؤلف للمزيد بتحر وإتقان، وأن ينفع بهذا الشرح كما نفع بأصله والحمد لله رب العالمين.))
وكتبه:
حازم بن سعيد حيدر الكرمي
المدينة الشريفة
28/ 8/1417هـ
تميز هذا التقريظ بما يلي:
1) اللغة العلمية العالية من غير تكلف.
2) أنه منصب على الجانب العلمي، ولم يطغ فيه أسلوب المدح والثناء المتعارف عليه.
3) تحقيق بعض المسائل العلمية.
4) الدقة العلمية المتمثلة في عدم الجزم ببعض الأمور المحتملة.
5) سعة الاطلاع.
6) التأدب مع أهل العلم والمشايخ وتنزيلهم منزلتهم اللائقة بهم
7) تواضع فضيلة الشيخ عبد الرازق إبراهيم ـ حفظه الله ـ في طلبه التقديم للكتاب من أحد طلابه.
حفظ الله الشيخين وغفر لهما وجزاهما خير الجزاء وأوفاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 11:02]ـ
بارك الله فيك(/)
مراحل تطور علم التفسير
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 05:14]ـ
دعوة من الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه (فرع المدينة المنورة)
لحضور الجزء الثاني من محاضرة فضيلة الشيخ الدكتور / حكمت بن بشير بن ياسين (حفظه الله) عن
مراحل تطور علم التفسير
وذلك في هذا اليوم السبت 12/ 5 / 1429 بعد صلاة العشاء , في قاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وأن يجزي القائمين على الجمعية خير الجزاء
لمتابعة مايستجد بشأن المحاضرة، وكذلك الجزء الأول فإليكم هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=55063&posted=1#post55063
ـ[أسماء]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 08:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[العرب]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 01:10]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكر لكِ، وبارك فيكِ.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:39]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك.
ـ[سلمان]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 10:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شمس التركي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 02:06]ـ
الموقع مغلق
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 02:10]ـ
الموقع مغلق
الموقع يعمل، لكن به عدة مشاكل مع المتصفحات، ويتابع هذا الأمر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1243066(/)
ما الموقف من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 05:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلاة وسلاماً على رسول الله وبعد ..
فإن القرآن الكريم معجزة رسول الله صلى الله عيه وسلم الخالدة الدائمة .. أنزله الله على رسوله بلسان عربي مبين .. وأمر الناس بتدبره وتأمله .. وعلمه والعمل بما فيه ..
وقد قام علماء السلف رحمهم الله بذلك خير قيام وأتمه ..
وظهر في الآونة الأخيرة أناس يتكلمون عن (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم) .. يفسرون القرآن على ضوء المكتشفات الحديثة .. والعلوم الجديدة .. وهي ظاهرة مشهورة معروفة .. لها أهلها وروادها ..
فما الموقف تجاهها؟
هل هو الرد المطلق؟
أو القبول المطلق؟
أو توسط بين هذا وذاك؟
فيقبل ما وافق السابقين كما يعبر عنه (اختلاف التنوع)، ويرد منه ما كان من اختلاف التضاد؟
أو: يقبل ما كان من قبيل الحقائق، ويرد ما كان من قبيل النظريات التطبيقية؟
وهل للعلماء المعاصرين وأهل الشأن كلام حول هذه الظاهرة؟
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 04:54]ـ
جزاكم الله خيرا
..
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 01:42]ـ
يوجد مؤلفات كثيرة جدا لبحث هذا الأمر جمعها الدكتور عادل الشدي في مذكرة له بهذا العنوان
للحصول عليها راسله على صفحته في جامعة الملك سعود
وأظنه سيفيدك كثيرا لأنه مهتم ومتابع لهذا الأمر
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد وقفت على كلام لبعض أهل العلم بهذا الصدد أنقله لكم لتعم الفائدة:
اللجنة الدائمة:
السؤال:
ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل؟؟
الجواب:
إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها. وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات. وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم.
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة: 4\ 145.
====
49 ـ سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله: هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله:
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها. ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى:: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام) (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن الايات 26 - 28 فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟ الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض).
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟ والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز
.
المرجع: كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
.
====
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله: ((حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة.)).
.. تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة
[العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23،
وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير:
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القرآن بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة، وأنه تفسيرٌ باطلٌ .. .. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم .. أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن .. إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز .. قال صلى الله عليه وسلّم: (من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار.) .. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله و صحبه
====
وقال الشيخ / سعد الحصين - حفظه الله:
ولعل أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن هو: الغزالي (ت 505 هـ) في (إحيائه) إذ أدعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات بإدعائه أن لكل كلمة ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا، وفي كتابه (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم والفنون الدنيوية.
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بله ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (655) فاستخرج الهندسة من قوله تعالى (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلا.
======
والله أعلم
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 01:50]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء على هذه الإضافات القيمة ..
وقد اتصلت هاتفياً ببعض أهل العلم من أهل الاختصاص .. وكانت مناقشات استفدت منها كثيراً ..
وكانوا يثنون على بحث الشيخ: ((د. مساعد الطيار)) في هذا الشأن .. فليراجعه من أراد الاستزادة ..
وفق الله الجميع لمرضاته ..(/)
دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب / الشيخ صالح الفوزان.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 07:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب / الشيخ صالح الفوزان.
رقم الفتوى 1562
عنوان الفتوى
تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [النجم: 39] وقوله: (وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الطور: 21]
نص السؤال
ما معنى الآيتين الكريمتين في قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) وهل بينهما نسخ أو تعارض وماذا نستفيد منهما؟
نص الإجابة ليس بين الآيتين إشكال ذلك أن الآية الأولى فيها أن الإنسان لا يملك إلا سعيه ولا يملك سعي غيره، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فملكيته محصورة في سعيه لا ينفعه إلا سعيه، بينما الآية الأخرى فيها أن الذرية إذا آمنت فإنها تلحق بآبائها في الجنة وتكون معهم في درجتهم وإن لم تكن عملت عملهم، فالذرية إذن استفادت من عمل غيرها قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الطور: 22] الآية الكريمة تدل على أن الذرية يلحقون بآبائهم في درجاتهم ويرفعون في درجاتهم وإن لم يكن عملهم كعمل آبائهم، فظاهر الآية أنهم انتفعوا بعمل غيرهم وسعي غيرهم بينما الآية الأخرى تفيد أن الإنسان لا ينفعه إلا سعيه وقد أجاب العلماء عن هذا الإشكال بعدة أجوبة: الجواب الأول: أن الآية الأولى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) مطلقة والآية الثانية (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) مقيدة، والمطلق يحمل على المقيد كما هو مقرر في علم الأصول، والقول الثاني: أن الآية الأولى تخبر أن الإنسان لا يملك إلا سعيه ولا ينفعه إلا سعيه، ولكنها لم تنف أن الإنسان ينتفع بعمل غيره من غير تملك له، فالآية الأولى في الملكية والآية الثانية في الانتفاع، إن الإنسان قد ينتفع بعمل غيره وإن لم يكن ملكه ولهذا ينفعه إذا تصدق عنه وينفعه إذا استغفر له ودعا له، فالإنسان يستفيد من دعاء غيره، ومن عمل غيره وهو ميت، والانتفاع غير الملكية، فالآية الأولى في نوع والآية الثانية في نوع آخر، ولا تعارض بينهما وهذا الجواب أحسن من الأول، وهناك جواب ثالث: هو أن الآية الأولى منسوخة؛ لأنها في شرع من قبلنا؛ لأن الله تعالى يقول: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [النجم: 36 - 39] فهذه تحكي ما كان في صحف موسى وصحف إبراهيم عليهما السلام، لكن جاءت شريعتنا بأن الإنسان ينتفع بعمل غيره فيكون ذلك نسخًا وهذا الجواب ضعيف، والجواب الذي قبله أرجح في نظري.
رقم الفتوى 1703
عنوان الفتوى
الجمع بين قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) [النساء: 48] وقوله: (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) [الزمر: 53]
نص السؤال
ما تفسير هاتين الآيتين وما أوجه الاختلاف والتشابه بينهما؟ الآية الأولى قال الله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53] الآية الثانية يقول تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء: 48] أفيدوني بارك الله فيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نص الإجابة لا اختلاف بين الآيتين؛ لأن الآية الأولى فيمن تاب إلى الله عز وجل من الذنوب فإن الله يتوب عليه مهما كانت ذنوبه الكفر والشرك وقتل النفس وسائر الذنوب إذا تاب منها العبد تاب الله عليه قال تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغَفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) [الأنفال: 38] وقال تعالى (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) [التوبة: 5] وفي الآية الأخرى (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) [التوبة: 11] فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها ويُكَفِّرُ الله بها الذنوب مهما بلغت من الكفر والشرك وغير ذلك. هذا مدلول قوله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) [الزمر: 53] أي بالذنوب والمعاصي مهما بلغت (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) [الزمر: 53] يعني إذا تبتم إليه فإنه يغفر لكم ذنوبكم جميعًا، ولا يحملكم القنوط على أن تتركوا التوبة بل توبوا إلى الله مهما كانت ذنوبكم فإن الله جل وعلا يغفر لكم كما في قوله تعالى (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة: 74] أما الآية الثانية وهي قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48] فالمراد بهذه الآية الذنوب مع عدم التوبة فمع عدم التوبة الشرك لا يغفر أبدًا، لَمَّا مات عليه ولم يتب ويكون خالدًا مخلدًا في النار كما قال تعالى (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [المائدة: 72] وفي هذه الآية (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) [النساء: 48] فمن مات على الشرك ولم يتب منه قبل وفاته فإنه يكون خالدًا مخلدًا في النار، أما من مات على غير الشرك من المعاصي الكبائر التي هي دون الشرك كالزنا والسرقة وشرب الخمر إذا لم يتب منها ومات على ذلك فهو تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يخرجه من النار بعد ذلك؛ لأنه لا يخلد في النار من كان في قلبه شيء من الإيمان، ولو قلَّ بأن كان من أهل التوحيد وسلم من الشرك فإنه لا يخلد في النار، ولو كان عنده شيء من الكبائر فإنه تحت المشيئة إن شاء الله غفرها له وإن شاء عذبه؛ كما قال تعالى (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ) [النساء: 48] يعني ما دون الشرك (لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48] فالحاصل أن التوبة تمحو جميع الذنوب الشرك وغيره، أما إذا لم يتب المذنب فإن كان ذنبه شركًا بالله عز وجل فهذا لا يغفر له ولا مطمع له في دخول الجنة، أما إذا كان ذنبه دون الشرك فهذا قابل للمغفرة إذا شاء الله سبحانه وتعالى، وهذا مدلول الآية الأخرى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48]
رقم الفتوى 1656
عنوان الفتوى
الجمع بين قوله تعالى: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة: 15] وحديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
نص السؤال
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) نريد الجمع بين هذه الآية وبين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث الأمر بالمعروف: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده» [رواه الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].
نص الإجابة السائل يطلب الجواب عن الجمع بين الآية والحديث فنقول: ليس بين الآية والحديث تعارض؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بأنفسنا إلى طريق الحق وأن نلتزمه وألا ننظر إلى فعل الآخرين وانحراف الآخرين ولا نكون مع الناس إن أساءوا أسأنا وإن أحسنوا أحسنا بل نلزم طريق الإحسان دائمًا وأبدًا مع أننا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعتنا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» [رواه الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه] وهذا تشير إليه الآية الكريمة حيث قال: (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105] قيد سبحانه انتفاء الضرر بالاهتداء، ومن الاهتداء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حسب استطاعتنا بعد إصلاح أنفسنا بأن نكون أول من يتمثل الخير ويتجنب الشر، وصدِّيق هذه الأمة وأفضلها بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه تنبه لهذا وقال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105] وإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر» [رواه أبو داود في " سننه " وهو جزء من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه] فهو يبين بهذا أنه لا تعارض بين الآية والحديث وأن من ظن أن معنى الآية ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أخطأ في فهمه للآية. http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=3430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوزيت خيرا اخي الفاضل
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوزيت خيرا اخي الفاضل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله تعالى كل خير أخي الفاضل.
ـ[أبو زرعة الرازي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 04:07]ـ
جزى الله العلامة الشيخ صالح الفوزان خير الجزاء وجوزيت خيرا يا أخي الكريم على هذا النقل الطيب
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 10:31]ـ
جزى الله العلامة الشيخ صالح الفوزان خير الجزاء وجوزيت خيرا يا أخي الكريم على هذا النقل الطيب
وجزاك الله تعالى كل خير أخي الفاضل.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:28]ـ
للرفع(/)
من اعلام القران/1
ـ[ابو صابر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:31]ـ
هذه اولى مشاركاتي على درب العلم و التربية / بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
*أبو محمد القاسم بن فيره الشاطبي"
- هو الشيخ الإمام، العالم العامل، القدوة، ولي الله و سيد الاعلام القراء أبو محمد، وأبو القاسم القاسم بن فيرّه بن خلف بن أحمد الرعيني، الأندلسي، الشاطبي، الضرير، ناظم "الشاطبية" و"الرائية".
من كنّاه أبا القاسم -كالسخاوي وغيره- لم يجعل له اسما سواها. والأكثرون على أنه أبو محمد القاسم.
وذكره أبو عمرو بن الصلاح في "طبقات الشافعية".
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
وتلا ببلده بالسبع على أبي عبد الله بن أبي العاص النفري، ورحل إلى بلنسية، فقرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل، وعرض، عليه "التيسير"، وسمع منه الكتب، ومن أبي الحسن ابن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وعليم بن عبد العزيز. وارتحل للحج، فسمع من أبي طاهر السلفي، وغيره.
وكان يتوقد ذكاء. له الباع الأطول في فن القراءات والرسم والنحو والفقه والحديث، وله النظم الرائق، مع الورع والتقوى والتأله والوقار.
استوطن مصر، وتصدر، وشاع ذكره.
حدث عنه: أبو الحسن بن خيرة، ومحمد بن يحيى الجنجالي، وأبو بكر بن وضاح، وأبو الحسن علي بن الجميزي، وأبو محمد بن عبد الوارث قارئ مصحف الذهب.
وقرأ عليه بالسبع: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وعبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، وأبو الحسن السخاوي، والزين أبو عبد الله الكردي، والسديد عيسى بن مكي، والكمال علي بن شجاع، وآخرون.
قال أبو شامة أخبرنا السخاوي: أن سبب انتقال الشاطبي من بلده أنه أريد على الخطابة، فاحتج بالحج، وترك بلده، ولم يعد إليه تورعا مما كانوا يلزمون الخطباء من ذكرهم الأمراء بأوصاف لم يرها سائغة، وصبر على فقر شديد، وسمع من السلفي، فطلبه القاضي الفاضل للإقراء بمدرسته، فأجاب على شروط، وزار بيت المقدس سنة سبع وثمانين وخمس مائة.
قال السخاوي: أقطع بأنه كان مكاشفا، وأنه سأل الله كف حاله.
قال الأبار تصدر بمصر، فعظم شأنه، وبعد صيته، انتهت إليه رياسة الإقراء، وتوفي بمصر في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمس مائة.
قلت: وله أولاد روَوا عنه منهم أبو عبد الله محمد.
أخبرنا أبو الحسين الحافظ ببعلبك، أخبرنا علي بن هبة الله، أخبرنا الشاطبي، أخبرنا ابن هذيل بحديث ذكرته في "التاريخ الكبير".
وجاء عنه قال: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله، لأنني نظمتها لله.
وله قصيدة دالية نحو خمس مائة بيت، من قرأها أحاط علما بـ "التمهيد" لابن عبد البر.
وكان إذا قُرئ عليه "الموطأ" و"الصحيحان"، يصحح النسخ من حفظه، حتى كان يقال: إنه يحفظ وَقْر بعيرٍ من العلوم.
قال ابن خلكان قيل: اسمه وكنيته واحد، ولكن وجدت إجازات أشياخه له: أبو محمد القاسم. وكان نزيل القاضي الفاضل فرتبه بمدرسته لإقراء القرآن، ولإقراء النحو واللغة، وكان يتجنب فضول الكلام، ولا ينطق إلا لضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:41]ـ
بارك الله فيك(/)
من اعلام القران/2
ـ[ابو صابر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:34]ـ
*شيخ قراء طيبة الطيبة:
هو إمام المدينة المنورة ومقرؤها.
-اسمه: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي.
-كنيته: أبو رويم– وقيل أبو الحسن و على قول أبو عبد الرحمن.
-مولده: في حدود سنة سبعين للهجرة.
-وفاته: سنة تسع وستين ومائة على الصحيح.
-نسبه: من أصبهان فهو عجمي الأصل جذرا.
-وصفه و صفاته: كان رحمه الله أسود اللون حالكا، طيب النفس مهذبا،
طيب الأخلاق ذا حياء ومروءة، صاحب نكتة لطيفا ودعابة حديث بها مليحا.
روي أنه كان صاحب هيبة وحياء اذا ما راه المبصر لمح على محياه جلال الولاية
لا يخشى أحدا ويصدع بالحق والنصح فلا يخاف لومة لائم.
-كراماته: كان إذا تكلم يُشم من فِيه رائحة المسك.
قيل له: أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس؟ فقال: إني لا أقرب الطيب ولا أمسه.
ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلّى الله عليه وسلم يقرأ فِي فِيَّ فمن ذلك الوقت يُشم من فمي هذه الرائحة.
وقيل له: ما أصبح وجهك وأحسن خلقك.
فقال: كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن الكريم في النوم.
- طلبه للعلم ودراسته على مشايخ اهل القرءان والحديث:
قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة وكان أسود اللون حالكا،وأصله من أصبهان.قال أبو قرة موسى بن طارق: سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين. قال أبو عمر الداني:قرأ على الأعرج، وأبي جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، و مسلم بن جندب،ويزيد بن رومان، وصالح بن خوات، قال إسحاق المسيي: قال نافع: قرأت على هؤلاء، فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنانمنهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة.
انتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها و تمسكوا بها.وأقرأ الناس دهرا طويلا، فقرأ عليه من القدماء:مالك،واسماعيل بن جعفر، وعيسى بن رودان الحذاء، وسليمان بنمسلم بنجماز، وممن بعدهم:إسحاق المسيي،والواقدي، ويعقوب بن ابراهيم بن سعد، و قالون، وورش،
وإسماعيل بن أبي أويس، وهو آخر من قرأ عليه موتا.
-وظائف اشتغاله بالمدينة: انتهت إليه رياسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، أقرأ بها أكثر من سبعين.
-شهادات لاهل العلم فيه:
قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة.
قيل له: قراءة نافع.
قال: نعم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أيُّ القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة.
قلت: فإن لم تكن.
قال: فقراءة عاصم.
و قال الإمام مالك: نافع إمام الناس في القراءة. و قال أحمد بن هلال الصري: قال لي الشيباني: قال لي رجل ممن قرأ على نافع: إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك. فقلت له: يا أبا عبد الله،-أو يا أبا رويم- أتتطيبكلما قعدت تقرئ؟ قال: ماأمس طيبا،ولكني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في، فمن ذالك الوقت أشم من في هذه الرائحة.
وقال إسحاق المسيي: قال نافع: قرأت على هؤلاء،فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنانمنهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة.
قال تلميذه وملازمه قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقا، ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهدا جوادا صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة. وثقه يحيى بن معين، ولينه أحمدبن حنبل. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم:صدوق.
قلت: لم يخرجوا له شيئا في الكتب الستة.
روي عن محمد بن إسحق، عن أبيه، قال: لما حضرت نافعا الوفاة، قال له أبناؤه: أوصنا، قال: {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله و رسوله إن كنتم مومنين}.قال ومات سنة تسع و ستين مئة،رحمه الله تعالى.
وقد نظم شعرا الإمام المقرئ الشاطبي مشيدا بفضائل خصاله ومذكرا بعلمه وسجاياه:
فأما الكريم السر في الطيب نافعٌ ... فذاك الذي اختار المدينة منزلا
وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم ... بصحبته المجد الرفيع تأثَّلا
والكريم السر أي الشريف الباطن والمجد هو المكانة والشرف.
والتأثل الارتقاء إلى أعلى الشيء.
وقالون وعثمان المراد بهما تلاميذه المستفيدين منه والرواة عنه عثمان
-شجرة إسناده في الاقراء: قرأ على سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع.وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
وقرأ أبو جعفر على عبد الله بن عياش، وعلى عبد الله بن عباس، وعلى أبي هريرة، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب، وقرأ أبو هريرة وابن عباس على زيد بن ثابت وقرأ زيد وأُبي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وقرأ شيبة ومسلم وابن رومان على عبد الله بن عياش.
وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقرأ عمر وزيد وأُبيّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ولي بحمد الله تعالى اتصال به عبر اسانيدي للقراءات السبع عن طريق مشائخ اعلام تمر سلاسل اسانيد رواياتهم بجل كبار قراء العالم الاسلامي. وللمزيد يرجى الاتصال لمن رغب بالاستفاد.
رواته:
وروى القراءة عنه طوائف لا يحصى عددهم، وممن تلقوا عنه فقيه المدينة ومفتيه الإمام المعلم العلم: مالك بن أنس و الامام المحقق الحاذق الليث بن سعد ومن اشهر الاخذين عن رواية ممن اتصلت اسانيدهم بالقراءة إلينا والى اليوم الامامان ورش وقالون ولتراجمهم وقفة. يتابع .... .(/)
من اعلام القران/3
ـ[ابو صابر]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:35]ـ
*رواة الإمام نافع
1 - قالون
اسمه: عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي مولى بني زهرة.
كنيته: أبا موسى.
لقبه: قالون.
يقال إنه ربيب نافع «ابن زوجته» وقد لازم نافعاً كثيراً، وهو الذي لقبه بقالون، لجودة قراءته، فإن قالون بلغة الرومية: جيد.
مولده: ولد سنة مائة وعشرين في أيام هشام بن عبد الملك.
وفاته: توفي سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون.
أخذ عن نافع القراءة التي تلقاها نافع من أبي جعفر، والقراءة التي اختارها نافع وعرض القراءة أيضاً على عيسى بن وردان.
قال: قرأت على نافع قراءته غير مرة.
قيل له: كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أُحصيه كثرة إلا إني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة.
وقال: قال لي نافع: كم تقرأ عليّ؟ أجلس إلى اصطوانه حتى أُرسل لك من يقرأ عليك.
وروى القراءة عنه أُناس كثيرون سردهم واحداً واحداً الإمام ابن الجزري في طبقات القرّاء.
قال أبو محمد البغدادي: كان قالون أصم شديد الصمم، لا يسمع البوق، فإذا قرئ عليه القرآن سمعه.
وكان يقرئ القراء، ويفهم خطأهم، ولحنهم بالشفة، ويردهم إلى الصواب.
2 - ورش
اسمه: عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم.
كنيته: أبو سعيد، عثمان بن سعيد المصري.
لقبه: ورش، لقبه شيخه نافع بورش لشدة بياضه، وقيل إن نافعاً لقبه بالورشان «طائر يشبه الحمامة» لخفة حركته، وكان على قصره يلبس ثياباً قصاراً، فإذا مشى بدت رجلاه.
وكان نافع يقول: هات يا ورشان، اقرأ يا ورشان، أين الورشان؟، ثم خفف فقيل «ورش»، وقيل إن ورش: شيء يصنع من اللبن، لقبه به لبياضه.
وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به، ولم يكن شيء أحب منه فيقول: أستاذي سماني به.
مولده: ولد سنة عشر ومائة بقفط بلد من بلاد صعيد مصر.
وأصله من القيروان.
وفاته: توفي بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة.
انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، لا ينازعه فيها منازع، كان حسن الصوت، جيد القراءة لا يمله سامع، مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد، رحل إلى نافع بالمدينة فقرأ عليه عدة ختمات ثم رجع إلى مصر وأقرأ الناس مدة طويلة.
ُوقد نظم الإمام ابو القاسم الشاطبي مشيرا لهما بالفضل والنبل:
وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم ... بصحبته المجد الرفيع تأثلا(/)
فائدة عظيمة للمهتمين بالقراءات وخصوصا بكتاب النشر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 03:22]ـ
مشايخي الكرام:
تعلمون أنَّ صاحب القراءة العاشرة - بحسب ترتيب كتاب النشر وغيره - هو خلف بن هشام البزَّار، ولذا يُسمَّى: خلف العاشر، وهو آخِر العشرة موتًا توفي 229 هـ.
- أخذ القراءة عن سُليم صاحب حمزة.
- وعن يعقوب الأعشى وأبي زيد الأنصاري، وهما من أصحاب تلاميذ عاصم.
- وروى الحروف عن الكسائي، ولم يقرأ عليه.
فهذه روايته لقراءات الكوفيين قبله.
[أيضًا روى الحروف عن المسيبي عن نافع، وهذا لا يعنينا هنا]
وقراءة خلفٍ العاشر يُسمُّونَها: اختيار خلف، ولا شيء في هذه التسمية؛ فهذا شأن القراءات أنَّها اختيارات لأصحابِها من مَجموع ما رَوَوْا؛ كقِراءة نافع، وأبي عمرو مِمن عُرفوا بكثرة مشايخهم.
أمَّا موضوعُنا الآن فهو ما ذكره ابن الجزري وتُنوقل بعده: أنَّ اختيارَ خلف لا يخرُج عن قراءة حَمزة والكسائي ورواية أبي بكر (شعبة) إلا في حرف واحد.
قال ابن الجزري [النشر: ص191]: "تتبَّعْتُ اخْتِيارهُ فلمْ أرَهُ يخْرُجُ عنْ قِراءةِ الكُوفِيِّين فِي حَرْفٍ واحِدٍ، بلْ ولا عنْ حمْزةَ والكِسائِيِّ وأبي بكْرٍ إِلا في حَرْفٍ واحِدٍ، وهُو قوْلُهُ تعالى فِي الأنْبِياءِ: ((وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ)) قرأها كحَفْصٍ والجَماعةِ بِألِفٍ، ورَوى عنْهُ أبُو العِزِّ القلانِسِيُّ فِي إِرْشادِهِ السَّكْتَ بَيْنَ السُّورتَيْنِ فخالَفَ الكُوفِيِّين"
أقول: أي أنَّ خلفًا - رحمه الله - في اختياره، يتابع ما رواه عن هؤلاء [حمزة والكسائي وأبي بكر] أو أحدهم، ولم يُخالفهم ولو حتَّى إلى حفص الكوفي إلا في هذا الموضع المذكور من سورة الأنبياء؛ حيث يقرءون: (وحِرْمٌ).
وهذا التتبع من ابن الجزري - رحمه الله - حقيق أن يؤخذ ويتناقل بالتسليم؛ لمكانة ابن الجزري رحمه الله، وفيه دليل على أنَّ خلفًا لم يتصرَّف في اختياره إلا في حدود ضيقة جدًّا.
لكن لا بأس أن يكون على هذا التتبع استدراك لا يغير مضمونه ومحتواه.
وأنا لستُ جديرًا بهذا التتبع ولا قصدته، ولكن انتبهتُ مصادفةً إلى موضع خالف فيه خلفٌ حمزةَ والكسائيَّ وأبا بكر، وهذا الموضع هو قوله تعالى: ((كَوْكَبٌ دُرِّيّ))
فقرأ الكسائي: ((دِرِّيءٌ)) بكسر الدال وبهمزة بعد الياء المخففة، كأبي عمرو البصري.
وقرأ حمزة وأبو بكر كذلك إلا أن الدال مضمومة ((دُرِّيءٌ)).
ولم يقرأ خلف بهذه ولا تلك، وإنما قرأ كحفص والباقين: ((كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)).
الإخوة الأفاضل
كتاب النشر الذي معي هو طبعة الشيخ الضباع، وكذلك الطبعة المأخوذة منها ومكتوب عليها اسم جمال الدين شرف (طبعة دار الصحابة)
ومعي أيضًا الجزء الذي حقَّقه الفاضل (محمد بن محفوظ الشنقيطي) كرسالة ماجستير، ولم أجد مَن نبَّه على ما نبهت إليه.
المرجوّ مِمَّن اطَّلع على تَحقيق الدكتور (السالم بن محمد محمود الشنقيطي) للقسم الأول أن يُتْحِفنا بتنبيهاته هنا إن وُجِدَتْ، فظني الجميل بالمحقّق الفاضل أن يكون نبه على مثل ذلك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 11:36]ـ
لا أدري بأيتهما أُسَرّ
- كنت أتلهف على الوقوف على النسخة المحققة من كتاب النشر، حين سمعت بصنيع الفاضل الدكتور السالم الجكني الشنقيطي حفظه الله، حتى وجدته أمس الأربعاء.
- وكنت متخوّفا من التنبيه الذي ذكرتُه بخصوص اختيار خلف، أن يكون أمرًا معلومًا مشهورا، أو أكون واهمًا في ذكره، فثبت لديَّ أنَّ هناك من تنبَّه إليه بل ونبَّه الإمامَ ابنَ الجزريّ فأقرَّه.
الحمد لله ...
وأشكر الدكتورين اللَّذين حقَّقا كتاب النشر، وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن ينتشر الكتاب بتحقيقهما، فينتفع به طلاب علم القراءات.
وأنقل للإخوة هنا ما فعله المحقق وما علق به في الهامش للفائدة:
غيَّر محقق الكتاب في النص في المتن فأصبح: "بلْ ولا عنْ حمْزةَ والكِسائِيِّ وأبي بكْرٍ إِلا في حَرْفين، وهُما: قوْلُهُ تعالى في الأنْبِياءِ: ((وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ)) وفي سورة النور: «دري» قرأهما كحَفْصٍ والجَماعةِ.
[[لاستكمال الفائدة أنَّ الجماعة في كلمة (دري) يُستَثْنى منهم أبو عمرو البصري]]
ثم ذكر الدكتور في الهامش أن التصويب من النسخة (س) وكذلك حاشية النسخة (ز) أمَّا في باقي النسخ فكالمطبوع، لم يذكر (دري).
ثم قال:
وأمانةً للعِلْم وإرجاعِ الحقّ لصاحِبِه أقول: إنَّ ما انفردتْ به (س) وكتب في حاشية (ز) هو من تنبيه أحد تلاميذ المؤلّف للمؤلِّف، حيثُ ذكر السخاوي في ترجمة: عبد العليم بن عبد الله الخزرجي الأنصاري اليماني وهو مِمَّن تلا بالعشر على المؤلّف، أنَّه نبَّه المؤلف على إغفال لفظة «دري» فاستدركها عليه، قال: لأنَّ خلفًا خالف المذكورِين فيها أيضًا: قال السخاوي: ووَقَفَ عليْهِ المؤلّف - الجزري - فأمر به واستحسنه اهـ.
ثم إني وقد صار في يدي كتاب النشر بثلاث طبعات: [طبعة الشيخ الضباع، وطبعة دار الصحابة المأخوذة منها، ورسالتا الدكتورين اللذين حققا الكتاب]
أوصي إخواني بعدم اللجوء أبدًا إلى نسخة دار الصحابة، فقد كُنْتُ تتبَّعْتُها كثيرًا، فوجدتُ فيها أخطاءً زائدةً على ما في الطبعة القديمة من أخطاء، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 12:03]ـ
لا أدري بأيتهما أُسَرّ
- كنت أتلهف على الوقوف على النسخة المحققة من كتاب النشر، حين سمعت بصنيع الفاضل الدكتور السالم الجكني الشنقيطي حفظه الله، حتى وجدته أمس الأربعاء.
المرجوّ مِمَّن اطَّلع على تَحقيق الدكتور (السالم بن محمد محمود الشنقيطي) للقسم الأول أن يُتْحِفنا بتنبيهاته هنا إن وُجِدَتْ، فظني الجميل بالمحقّق الفاضل أن يكون نبه على مثل ذلك. [/ SIZE][/COLOR][/COLOR]
بارك الله فيكم وعليكم ونفع بكم، وجعلنا وإياكم من أهل القرآن - آمين -
أخي الكريم فهمت من كلامكم أن الكتاب عندكم فأخبرنا عنه هل هو مطبوع أو مصور؟
والقسم الثاني حسب علمي أنه موجود على الشبكة مصورا
ننتظر منكم ردًا عاجلا بشأن الكتاب، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 01:15]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور على الموضوع
أخي الكريم
الذي وقفت عليه حتى الآن هو كتاب النشر محققًا في رسالتين
قسم الأصول بتحقيق السالم الجكني الشنقيطي (رسالة دكتوراه)
ومن قسم فرش الحروف بتحقيق محمد بن محفوظ الشنقيطي (رسالة ماجستير)
كلا القسمين مصور من الرسالتين، وليس كتابًا مطبوعًا.
ويبدو أنه هو هو الذي لديكم. فإن ظهر شيء جديد - مع علمي أن المساعي لا تتوقف - فالمرجو أن يخبر أحدنا أخاه.
أخي الفاضل،،
لاحظت أن المحققين الفاضلين ذكرا أن الكتاب طبع قبل ذلك طبعتين:
طبعة باعتناء الشيخ الضباع [شيخ المقارئ المصرية]
وطبعة باعتناء الشيخ محمد أحمد خالد دهمان.
ولم يعرجا على طبعات أخرى كطبعة الدكتور محيسن، فيبدو أنهما لم يجدا لها قيمة.
بل الأعجب من ذلك، لم أر في تحقيقهما ما يدل على وقوفهما على طبعة دهمان، لا في مقدمة التحقيق ولا في مراجع التحقيق،، والله أعلم.
والمرجوّ إفادتكم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 01:58]ـ
وجزاكم، وبارك فيكم وعليكم على هذا الموضوع الهام جدًا
وأما الذي لم أقف عليه فهو الجزء الأول من الرسالة وهي: قسم الأصول بتحقيق السالم الجكني الشنقيطي (رسالة دكتوراه)
بينما القسم الثاني وهو: قسم فرش الحروف بتحقيق محمد بن محفوظ الشنقيطي (رسالة ماجستير) عندي، ولله الحمد ...
فليتك تساعدني في الحصول على القسم الأول مصورًا - كرمًا لا أمرًا -
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 02:05]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 05:23]ـ
جزاكم الله خيرًا
فضلاً راجع الرسائل الخاصة لديكم.
أيضًا يمكن لمن يهمه هذا الموضوع المرور على موضوع آخر لي بعنوان
"لا يفوتنكم ..... وقفات مع الدكتور السالم الجكني محقق كتاب النشر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17017
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 01:43]ـ
لا أدري بأيتهما أُسَرّ
- وكنت متخوّفا من التنبيه الذي ذكرتُه بخصوص اختيار خلف، أن يكون أمرًا معلومًا مشهورا، أو أكون واهمًا في ذكره، فثبت لديَّ أنَّ هناك من تنبَّه إليه بل ونبَّه الإمامَ ابنَ الجزريّ فأقرَّه.
يبدو رغم الوقت الطويل الذي مر على هذا الموضوع أنه لا أحد يريد أن يفيدنا.
هذه الفائدة بخصوص اختيار خلف مذكورة أيضا في شرح ابن الإمام ابن الجزري لمنظومة أبيه، أعني طيبة النشر.
وذلك عند قول الناظم:
... ... ولا رمز يرد ... عن خلف لأنه لم ينفرد
فراجعوه تجدوه هناك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 10:34]ـ
مشايخي الكرام:
تعلمون أنَّ صاحب القراءة العاشرة - بحسب ترتيب كتاب النشر وغيره - هو خلف بن هشام البزَّار، ولذا يُسمَّى: خلف العاشر، وهو آخِر العشرة موتًا توفي 229 هـ.
- أخذ القراءة عن سُليم صاحب حمزة.
- وعن يعقوب الأعشى وأبي زيد الأنصاري، وهما من أصحاب تلاميذ عاصم.
- وروى الحروف عن الكسائي، ولم يقرأ عليه.
فهذه روايته لقراءات الكوفيين قبله.
[أيضًا روى الحروف عن المسيبي عن نافع، وهذا لا يعنينا هنا]
وقراءة خلفٍ العاشر يُسمُّونَها: اختيار خلف، ولا شيء في هذه التسمية؛ فهذا شأن القراءات أنَّها اختيارات لأصحابِها من مَجموع ما رَوَوْا؛ كقِراءة نافع، وأبي عمرو مِمن عُرفوا بكثرة مشايخهم.
الحمد لله.
بعد مرور هذا الوقت الطويل على هذا الموضوع ...... أعود إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك أني رأيت كلامًا عن مصطلحي القراءة والاختيار في الاقتباس التالي، فأحببت إضافته لهذه الصفحة.
وهذا الاقتباس من مشاركة للدكتور/ أنمار في ملتقى أهل التفسير، على هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=27840#post278 40
عنوان الموضوع: ملحوظات على تحقيق كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي.
الملاحظة الثانية هي في تمييزه بين القراءة والاختيار ص 28
قال: والقراءة تعني أن يكون للمقرئ قراءة مجردة على حرف واحد من أول القرآن إلى آخره
أما الاختيار فهو أن يأخذ القارئ من مجموع القراءات التي رواها حروفا يفضلها لسبب يذكره أو لا يذكره قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة أخرى وهكذا إلى آخر القرآن الكريم
اهـ
ولا اعتراض عندي على تعريف الاختيار أما القراءة فتعريفها المذكور فيه ما فيه من قصور لا يناسب ما سيق لأجله، بل تعريف الاختيار عندي ينطبق على القراءة أيضا، فما من قراءة تنسب لقارئ من العشرة أو غيرهم إلا وكان له أكثر من شيخ. وإلا -أقصد لو لم يكن له إلا شيخ واحد- لنسبت تلك القراءة لشيخه لا له، فأنت ترى أنها لم تنسب له إلا لاختياره من قراءة شيوخه وقراءة أهل بلده ما اشتهر بالإحالة والنسبة إليه لا إلى من سبقه من الشيوخ.
وعندي أن التقريق بين القراءة والاختيار هو مصطلح يذكرونه للتمييز.
فمن اشتهر كراو يروي عمن سبقه كخلف راوي حمزة وعاشر العشرة واليزيدي راوي أبي عمرو وأحد الأربعة عشر أو اشتهر بالتدوين ونقل قراءات من سبقه كأبي عبيد والسجستاني، ثم صار لهم اجتهاد في انتقاء القراءة مما رووه ثم جعلوه على نسق نسبوه لأنفسهم سمى العلماء ذلك اختيارا تمييزا له عما هو نقل محض منسوب لقراء سابقين.
فيبدو أن كلامي القديم عن مصطلح الاختيار والقراءة يتفق مع كلام الدكتور أنمار، والحمد لله.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 02:49]ـ
وأنقل للإخوة هنا ما فعله المحقق وما علق به في الهامش للفائدة:
غيَّر محقق الكتاب في النص في المتن فأصبح: "بلْ ولا عنْ حمْزةَ والكِسائِيِّ وأبي بكْرٍ إِلا في حَرْفين، وهُما: قوْلُهُ تعالى في الأنْبِياءِ: ((وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ)) وفي سورة النور: «دري» قرأهما كحَفْصٍ والجَماعةِ.
[[لاستكمال الفائدة أنَّ الجماعة في كلمة (دري) يُستَثْنى منهم أبو عمرو البصري]]
ثم ذكر الدكتور في الهامش أن التصويب من النسخة (س) وكذلك حاشية النسخة (ز) أمَّا في باقي النسخ فكالمطبوع، لم يذكر (دري).
ثم قال:
وأمانةً للعِلْم وإرجاعِ الحقّ لصاحِبِه أقول: إنَّ ما انفردتْ به (س) وكتب في حاشية (ز) هو من تنبيه أحد تلاميذ المؤلّف للمؤلِّف، حيثُ ذكر السخاوي في ترجمة: عبد العليم بن عبد الله الخزرجي الأنصاري اليماني وهو مِمَّن تلا بالعشر على المؤلّف، أنَّه نبَّه المؤلف على إغفال لفظة «دري» فاستدركها عليه، قال: لأنَّ خلفًا خالف المذكورِين فيها أيضًا: قال السخاوي: ووَقَفَ عليْهِ المؤلّف - الجزري - فأمر به واستحسنه اهـ.
السلام عليكم.
قد بدا لي الآن - والله أعلم بالصواب - أنَّ تغيير المحقق في صلب كتاب النشر ليس عملا مسلَّمًا.
فإن الإمام القسطلاني - وهو تلميذ السخاوي - قد نقل نص ابن الجزري الذي في النشر على خطئه، وذلك في:
(لطائف الإشارات) ... ص 75 - تحقيق أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين، والشيخ عامر عثمان.
قال: بل قال في النشر:
"تتبَّعْتُ اخْتِيار خلف فلمْ أرَهُ يخْرُجُ عنْ قِراءةِ الكُوفِيِّين فِي حَرْفٍ واحِدٍ، بلْ ولا عنْ حمْزةَ والكِسائِيِّ وأبي بكْرٍ إِلا في حَرْفٍ واحِدٍ، وهُو في قوْله تعالى فِي الأنْبِياءِ: ((وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا))؛ قرأها كحَفْصٍ والجَماعةِ بِألِفٍ، ورَوى عنْهُ القلانِسِيُّ فِي إِرْشادِهِ السَّكْتَ بَيْنَ السُّورتَيْنِ فخالَفَ الكُوفِيِّين"
ملاحظات:
في الأصل لكتاب (لطائف الإشارات): تتبعت قراءة خلف ...... وغيَّرها المحققان.
"فخالف الكوفيين" جاءت في مطبوع اللطائف: مخالف الكوفيين، ... وأحسبها خطأً.
الشاهد:
أنَّ كتاب "النشر" كما تداوله العلماء - مثل القسطلاني - بقي على هذا الخطأ الذي سها فيه ابن الجزري، فلا حاجة إلى تصحيحه في صلب الكتاب، بل يكتفى بالتنبيه في الهامش.
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 03:35]ـ
وأعاد الإمام القسطلاني هذا الكلام أيضًا ص (98).(/)
قراءة القرآن على صوت واحد لتعلم هل منع أحد من أهل العلم؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 07:15]ـ
قراءة القرآن على صوت واحد لتعلم هل منع أحد من أهل العلم؟
فكثير من المعاصرين يرون جواز هذا العمل لكن أتردد لعمل بهذه الفتاوى لأن
القراءة عبادة ولو من باب الحفظ فالطالب العلم لم يخرج عن وصف أنه في عبادة
ثانيا لم أجد أحد من السلف يحفظ بهذه الطريقة
بل وجدت إنكار الإمام مالك لهذه صفة مطلقا!!
فسؤالي: هل فهمي صحيح هل أحد من أهل العلم منع من قراءة القرآن بصوت واحد حتى من باب الحفظ؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 07:21]ـ
؟؟ ........
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 08:33]ـ
/// بارك الله فيك .. يا أخي .. هل لك أن تضع لنا كلام الإمام مالك رحمه الله قبل الجواب عن سؤالك.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ:بن حنفية عابدين
الإجتماع على قراءة القرآن , بحيث يقرأ واحد وينصت غيره من خير ما يفعله المسلمون , فإن قراءة القرآن أفضل أنواع الذكر , إذ خير الكلام كلام الله تعالى , فهو أفضل الذكر , وفي سنن الترمذي من حديث أبي أمامة مرفوعاً , وهو ضعيف:" وماتقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه " , وترك تلاوة القرآن والاستماع إليه من جملة هجرانه الذي شكا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه في قوله:" وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ".
ولما كانت عادة الناس قد جرت في بلادنا وغيرها من بعض بلدان المغرب الإسلامي على قراءة جماعة منذ قرون , ومن جملة قراءة ذلك قراءة الحزب الراتب في المساجد , وقد جعله الحاكم من جملة وظائف معلمي القرآن والأئمة , وكذا قراءة القرآن في الجنائز وغيرها من المناسبات , وقراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي في بعض المساجد أدبار الصلوات , وحيث إن بعض الناس انبرى للكتابة في هذا الموضوع , يلتمسون له الأدلة , ويؤصلون له المشروعية , ويبعثون ما قال أهل العلم فيه منذ القدم بعثاً جديداً , ويعتبرون المنكر لذلك قد اتى إفكاً , وقال زرواً , وهم لا يعلمون أن إنكار القراءة جماعة هو مذهب مالك , وهم يزعمون أنهم يتبعونه , ويلومون من خرج عن مذهبه , ويصفون ما خالفه بالوافد ,,,
1 - السنة الفعلية
وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الفعلية على أن القراءة إنما تكون من واحد , فإذا كان معه غيره واحداً كان أو أكثر استمع إليه , ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه , فقال له: أقرأ عليك وعليك نزل؟ فقال:" إني أحب أن أسمعه من غيري " , فقرأ عليه حتى إذا بلغ قوله تعالى:" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً , قال حسبك , فالتفت فإذا عيناه تذرفان ", دل قوله: إني أحب أن أسمعه من غيري " , على فضيلة الاستماع للقرآن , ودل قوله أقرأ وعليك نزل , على أن الحاضر يستمع ولو كان حافظاً أوأقرأ من التالي , لا كما عليه الأمر عندنا , فإنه يعاب الساكت الحافظ , كما دل الحديث على اختيار من يقرأ على الناس , بحيث يكون من الحفاظ المتقنين , فإن عبد الله بن مسعود كان من كبار حفاظ القرآن الكريم , وقد قال أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة , وهو في صحيح البخاري , وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل , فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد " , رواه ابن ماجة في المقدمة , كما دل الحديث على أن الأصل استماع ماعدا الواحد , إذ القراءة متوفرة.
كما استمع النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى وهويقرأ القرآن , وقد قال له:" يا أبا موسى أوتيت مزماراً من مزامير آل داود " وهو في صحيح البخاري عنه ,,
2 - السنة التركية
وكما دل فعله صلى الله عليه وسلم على قراءة الواحد وإنصات ماعداه , فإنه لم يرد أنه قرأ مع جماعة , أو قرأ جماعة بمحضره فأقرهم , فاجتمع على ترك القراءة جماعة سنته الفعلية وسنته التركية وهي حجة , فإن الأمر إذا قام مقتضيه وانتفى مانعه ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم كان تركه له حجة , ومن فعله دخل في جملة المخالفين عن أمره ,وقد قال تعالى:" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ".
وقراءة الفرد مع انصات غيره هم ماكان عليه الصحابة الكرام , ومن أتى بعدهم في الزمان الأول ,,
القراءة جماعة من المحدثات
وليعلم أن القراءة عبادة , والأصل في العبادة المنع إلا ما دل الدليل على جوازه , بخلاف المعاملة فإن الأصل فيها الجواز ,إلا ما دل الدليل على منعه , والقراءة الجماعية التقى فيها المشروع , وهو أصل القراءة , وهي كما تقدم من أعظم القربات , وغير المشروع وهو الوصف الذي ألحق بها , أعني قراءة الجماعة بصوت واحد , فهذا الزائد الذي ألحق بها محتاج إلى دليل , ولا دليل , والذي أراه أنه من البدع الإضافية , وكثير من الأمور التي هي مشروعة في الأصل ألحق بها وصف دون حجة من كتاب وسنة , وهذا الضرب من المخالفات يخفى على معظم الناس , ويتساهل فيه بعضهم , وكثيراً ما يستحسنونه , بل ربما أدخله بعض أهل العلم فيما سموه بالبدعة الحسنة , وما هو بها , ولا هي موجودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 12:09]ـ
لا مناص من الخلل في القراءة
ثم إني لا أرى إمكان قراءة الناس جماعة مع ماهو معلوم بالضرورة من تفاوت سعة أنفاس القارئين , واختلافهم في تطويل المدود وتقصيرها , وفي مواضع الوقف , مما لا يمكن معه القراءة جماعة إلا بأحد أمرين: فإما أن يقرأ الواحد منهم مع غيره حتى إذا انقطع نفسه وقف , ثم أدرك غيره فيما هو فيه من التلاوة , فيفوته بعض القرآن: كلمة أو بعضها , أو كلمات , وفي هذه الحال قد يقف وقفاً قبيحاً , ويبتدئ ابتداء قبيحاً , وهذا هو الذي راعاه مالك فيما نقل عنه من كراهته للقراءة جماعة خشية تقطيع الكلام , فهذا الذي ذكرته من تعذر التوافق في القراءة الجماعية بين القارئين يكفي للتزهيد فيها , فكيف إذا كانت غير مشروعة في نفسها لكونها عبادة لم تفعل على هذا النحو المخترع ,,,
ثم إن الذين قالوا بجواز القراءة جماعة يذكرون شرطاً لذلك وهو أن تكون القراءة صحيحة خالية من اللحن , وذكرنا بعضه فيما تقدم يتعذر معه تلك الشروط , فمن تحدث عن الشروط التي ينبغي أن تتوفر في القراءة الجماعية حتى تجوز فعليه أن يستحضر هذا الذي قلت , فإنه لا يمكن التفصي منه.
والعجب من الإمام النووي رحمه الله كيف ذكر أن قراءة الجماعة جميعاً مستحبة , ونسبها إلى السلف والخلف , وأنكر قول مالك ومن نحا نحوه في عيبها , ثم ذكر عن القراءة بالدارة , وهي قراءة المجتمعين واحداً بعد واحد , إما من حيث انتهى من تقدمه , أو من غير ذلك , ووصفها بأنها جائزة حسنة , واستصوب راي مالك فيها , مع أنها قراءة مشروعة , أو أقل إنها تقع في المرتبة الوسطى , فإن قراءة الواحد وإنصات الباقين هي المتفق على مشروعيتها , وقراءة الدارة في معناها , والقراءة الجماعية هي التي الكلام فيها , بل إن مالكاً رحمه الله نقل عنه في قراءة الجماعة على الواحد قولان الأول بالكرالهة , والثاني بالجواز , وقد نقل الشيخ الدسوقي عن بعض شيوخه قوله: والظاهر من الروايتين الكراهة , لأن كلام الله ينبغي مزيد الاحتياط فيه , ومحل الخلاف إذا كان في إفراد كل قارئ بالقراءة مشقة , فإن انتفت المشقة فالكراهة اتفاقاً " , فتأمل كلام أهل المذهب في القراءة جماعة على الوجه التعليم , فكيف بغيرها مما نراه؟.
انتهى ,من رسالة منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم ,, للشيخ بن حنفية عابدين
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 12:13]ـ
هناك رسالة للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله يبين فيها بدعية هذا العمل المخترع في الدين،و لتلميذه الشيخ العلامة بوخبزة رسالة رد فيها على من قال بجواز هذه الهيأة في قراءة القرآن.
وكما تكلم عن هذه الهيئة المحُْدَثة في الدين الإمام الشاطبي في (الإعتصام) ونقل أقوال الإمام مالك رحمه الله، فليراجع.
وأما بالنسبة للذين يجوزون هذه الهيأة في القراءة -للأسف- من بعض الدعاة السلفيين الموجودين بالسعودية كمحمد موسى الشريف وعبدالله المصلح بدعوى أنها تعين على الحفظ، فيقال لهم حفظ القرآن في حد ذاته عبادة، ولا يجب أن نتعبد الله بما لم يأذن به هو -سبحانه وتعالى- ولا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والقراءة الجماعية أمر محدث في الدين.
ولقد أعجبني قول الشيخ بوخبزة عندما قلت له أن هناك بعض الدعاة السلفيين يجوزون هذه الهيأة،فقال لي - حفظه الله تعالى - مجيبا: اسألهم هل كان هذا الأمر في عهد الصحابة وتابعيهم،اعرف الحق تعرف أهله.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 01:09]ـ
هل هذه القراءة مما تعمر به المساجد؟
فإن قيل: إن القراءة جماعة فيها من التشجيع على الحفظ والتنافس في التلاوة وعمارة المساجد بقراءة القرآن فيها باستمرار ما يدعو إلى إقرارها , لما يترتب عليها من المصلحة , فالجواب هو قول الله تعالى:" وماكان ربّك نسيا " , والشريعة قد تكفلت بمصالح العباد , ودلت عليها بما فيها من الأوامر , ودفعت عنهم المفاسد بما فيها من النواهي , فهما عنوانان على المصالح والمفاسد , ومايراه الناس من المصالح المرتبة على الوسائل غير المشروعة ليس مصلحة حقيقية , بل هي موهومة , وإن بدت للناس كذلك , وأي مصلحة في تجاوز الشرع ومخالفته , ولا سيما في العبادات والقراءة من
(يُتْبَعُ)
(/)
جملتها , ولو ذهبنا نتتبع المعاني لقلنا إن التشجيع والتنافس يكون أكبر إذا ما قرأ الواحد وأنصت الباقون , أو تداولوا على القراءة , وماذا يقال عن الدول التي لا يقرأ فيها جماعة كموريتانيا مثلاً , وحفاظها أكثر من حفاظنا نسبة؟.
أما أن قراءة القرآن على هذا النحو هي مما تعمر به المساجد , فالجواب أنها إنما تعمر بما يشرع فيها من الأعمال , من الصلاة , والذكر , والمدارسة , والاعتكاف , ومن جملتها قراءة القرآن على النحو المشروع , وليس من جملة ذلك القراءة جماعة , نعم إنها عمارو مظهرية شكلية , وما أشد الناس عناية بالمظاهر!!
التكرير وتلقين الجماعة
فإن قيل: فالتلقين والتكرير جماعة؟ , قيل: مالحاجة إليه؟ , وأي فرق بين التكرير وغيره ,؟ , ثم إن التلقين للمجموع بصوت واحد إم كانوا صغاراً مبتدئين فقد علمنا بالتجربة طوال سنوات عملنا أنهم يرتكبون من الأخطاء مالا يمكن للمعلم أن يتفطن له بسبب اختلاط الأصوات , ويعسر عليه أن يصلحه بعد أن يتعود عليه القارئ المبتدئ ويتمرن عليه لسانه إن طلع عليه , لذلك كنا نوجه المعلمين إلى التلقين الفردي , حتى إذا استقامت ألسنة الصغار على كلام الله تعالى لقنوهم جماعة , أما الكبار فما الحاجة إلى ذلك معهم غير العناية بالمظاهر كما يفعل في بعض القنوات الفضائية التي تعني بتعليم ترتيل القرآن الكريم , ولا ننسى أن من تعود التكرير الجماعي وألفه فإنه يعسر عليه تركه , فضلاً عن كونه لا حاجة إليه ,فلم لا يقرأ كل واحد لنفسه؟.
فإن قيل إن التلقين والتكرير لا يقصد بهما التعبد , بل الغرض الحفظ والاتقان والتشجيع , فالجواب أن الإتقان لا يحصل بالقراءة الجماعية , والتشجيع يكون بغيرها كما تقدم , أما انه لا يقصد به التعبد فغير ممكن , إذ لايصح للمسلم أن يفعل عبادة , ويقول أنا لا أقصد التعبد بها , إلا على وجه التعليم , والأمر في القراءة جماعة وفي التلقين والتكرير ليس كذلك ,,.
" منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم ", للشيخ بن حنفية عابدين
ـ[ابوطيب]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 03:54]ـ
/// بارك الله فيك .. يا أخي .. هل لك أن تضع لنا كلام الإمام مالك رحمه الله قبل الجواب عن سؤالك.
أ - يقول محمد العتبي الأندلسي المالكي (المتوفى سنة 255هـ) في العتبية 1/ 298: قال ابن القاسم: قال مالك في القوم يجتمعون جميعا فيقرؤن في السورة الواحدة مثل ما يفعل أهل الإسكندرية، فكره ذلك و أنكر أن يكون من فعل الناس.
ب - وقال العتبي كذلك في العتبية 1/ 242: وسئل عن القراءة في المسجد فقال لم يكن بالأمر القديم و إنما هو شيء أحدث، و لم يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها. والقرآن حسن.
ج- وسئل العتبي كذلك في 2/ 17 عن دراسة القرآن بعد صلاة الصبح في المسجد يجتمع عليه نفر فيقرؤون في سورة واحدة فقال: كرهها مالك و نهى عنها و رأى أنها بدعة.
د –قال ابن رشد (الفقيه المالكي طبعا و ليس الفيلسوف الهالك) في البيان و التحصيل (1/ 298): إنماكرهه (يقصد الإمام مالكا) لأنه أمر مبتدع ليس من فعل السلف، و لأنهم يبتغون به الألحان و تحسين الأصوات بموافقة بعضهم بعضا و زيادة بعضهم في صوت بعض على نحو ما يفعل في الغناء،فوجه المكروه في ذلك بين، و الله أعلم.
م ن ق و ل(/)
ما السُنّة في تلاوة كتاب الله الكريم؟
ـ[شذور الذهب]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 10:39]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.
لاحظتُ منذ مدة أن بعض القرّاء _ حفظهم الله _ يُلوّن في طريقة تلاوته لكتاب الله الكريم، و قد ذُكر لي أن هذا ما يُعرف بالمقامات كالمقامة الحجازية مثلاً _ لستُ أدري ما مدى صحة ما سمعت _ و قد قيل إن من أهداف ذلك: تنشيط ذهن السامع خاصة في قراءة صلاة التهجد على سبيل المثال ..
* السؤال: ما رأي الشرع في هذا؟ و ما هي السنة في تلاوة كتاب الله الكريم؟
* كما يندرج تحت ما ذكرت الدعاء باستخدام نفس الطريقة الآنفة الذكر .. فيُخيل للسامع أول وهلة وكأنه يستمع لأنشودة .. فإذ بالكلمات .. دعاء لله .. تعالى عمّا لا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه ..(/)
اللهم وفّق قرَّاءنا الكبار الذين نتعلَّم منهم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 12:59]ـ
السلام عليكم
هذا موضوع يأتيكم - إن شاء الله - مسلسلاً بعد أن حضرت منه مجموعة حلقات، أرجو المشاركة: إضافة أو تعقيبًا أو نصيحة
لشيخنا الحبيب مشاري بن راشد العفاسي تسجيل لبعض السور برواية الدوري عن الكسائي؛ وهي سور: الفاتحة وإبراهيم والفرقان والأعلى والقدر والزلزلة.
وقد أُعْطِي الشيخُ من حسن الأداء ما أنتم أعلم به مني، فلا تفوتنكم تسجيلاته.
ومظان ذلك: موقع مشاري بن راشد، وطريق الإسلام، والشبكة الإسلامية.
لكن بِحسب ما سمعتُ في سورة إبراهيم من "طريق الإسلام" وقع للشيخ سهو نرجو تدارُكه في أسرع وقت إن شاء الله، مع دعائنا الصادق لشيخنا بالسداد والتوفيق.
قال تعالى في سورة إبراهيم آية 19: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ))
قَرَأَ الكِسَائِيُّ: (خَالِقُ) [بِأَلِفٍ وَبِكَسْرِ اللامِ وَرَفْعِ القَافِ] اسم فاعل، وبعده "السمواتِ" بالجر مضاف إليه، وبعده (والأرضِ) بالجرّ معطوفة على السموات. وكذلك قرأ حمزة وخلف.
لكن الذي سمعتُه بوضوح من الشيخ: (والأرضَ) بالفتح. فيُرجى تعديله.
وجزى الله القائمين على تسجيلات الشيخ خير الجزاء.
أمَّا قول الله تعالى في سورة الأنعام: ((وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا))
حيثُ يقرأ غيرُ الكوفيين: ((وجاعِلُ الليلِ سكنًا)) فليْسَتْ مثل الآية التي معنا
لأنَّ جميعَ العشرة يقرؤون: ((والشمسَ والقمرَ حُسبانًا)) بالنصب.
قال أبو جعفر النحاس: نصب الشمس والقمر عطفًا على المعنى أي (وجَعَلَ) والخفضُ بعيدٌ لضعْفِ الخافض وأنَّك قد فرَّقت.
وقال الدمياطي في إتحاف الفضلاء: والجمهور بالنصب عطفا على مَحَلّ ((الليل)) حَملاً على معنى المعطوف عليه والأحسن نصبها بـ (جعل) مُقَدَّرًا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 01:02]ـ
الشيخ الفاضل الجليل عبد الرشيد بن علي صوفي أحيا الله - عزَّ وجلَّ - به سُننًا وفضائلَ كانت مهجورة زمنًا، فما سمِعنا بِمَن قام بتسجيل الرّوايات بعد الشيخ الحصري كقيامِه بذلك مع الاقتدار وحسن الأداء،، حفظه الله ووفَّقه وأبناءه لكل خير.
للشيخ تسجيل على موقع طريق الإسلام برواية قالون عن نافع لسورة الأعراف [طولى الطوليين].
والمشهور عن قالون قصر المنفصل، لكن الشيخ اختار توسط المنفصل في قراءته،،
وقد نتج عن ذلك سهوٌ تكرَّر في موضعين:
قال تعالى: ((وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ)).
وقال: ((فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً))
يقرأ قالون [تلقاء أصحاب، وجاء أجلهم] بإسقاط إحدى الهمزتين.
- فإذا كانت الهمزة المحذوفة الثانية كان المد متصلاً فلا يجوز القصر.
- وإذا كانت الهمزة المحذوفة الأولى كان المد منفصلاً فننظر: هل القارئ يقصر المنفصل أم يمدّه، وبحسب ذلك يمد أو يقصر.
والشيخ صوفي - حفظه الله - كان يقرأ بتوسط المنفصل لكنه في هذين الموضعين قرأ: [تلقا أصحاب، وجا أجلهم] بالقصر بدون مد، مع أنَّ حكمهما التوسط كالمنفصل عنده تمامًا.
والشيخ - حفظه الله - له عنايةٌ برواية السوسي فهو يقرأ [تلقا أصحاب، وجا أجلهم] وأشباههما بالقصر بدون مد في رواية السوسي.
ولا بأس بذلك في رواية قالون أيضًا ما دام يقرأ بقَصْرِ المنفصل أمَّا مع مد المنفصل فهاتان الكلمتان وأمثالهما تتْبعان مد المنفصل.
ومَن اعتبر الهمزة المحذوفة هي الثانية فليس له القصر حتى مع قصر المنفصل، والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 12:36]ـ
الأستاذ الشيخ محمد يحيى شريف الجزائري - حفظه الله - استفاد طلاب علم القراءات من مداخلاته في موقع أهل التفسير كثيرًا، وأنا منهم.
وكثيرًا ما تَمنَّيت أن أسمع له تسجيلاتٍ أو أصلي خلفه أو نحو ذلك، حتى وجدتُ له على الشبكة بعْضَ تسجيلات بِرواية ورش من طريق الأصبهاني: من الأعراف، وطه، وغيرهِما.
ومرادي هنا سورة طه؛ حيث فوجئت بسهوٍ وقع فيه الشيخ ومع ذلك نُشِرَ التسجيل على الشبكة دون إصلاح.
وذلك في قول الله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي اليَمِّ فَلْيُلْقِهِ اليَمُّ بِالسَّاحِلِ يَاخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ}.
فقرأ الشيخ محمد يحيى شريف في التسجيل الذي على بعض المواقع: {فَلْيُلْقِهِ اليَمُّ بِالسَّاحِلِ فَلْيَاخُذْهُ عَدُوٌّ} بزيادة الفاء واللام.
ورجائي أن لا تنشر تسجيلات شيوخنا إلا بعد المراجعة، وهذا الرجاء هو الغرض من كتابة هذا الموضوع من أوله، والله المستعان.
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 01:11]ـ
سأراجع الشريط إن شاء الله وأعدك ببحث فيه، فربما يكون هذا الكلام صحيحًا، ولكن إن كنت متأكدا فيمكنك أن تدخل على موقع مشاري نفسه وترسل له رسالة بالأمر، وكذلك الأمر مع غيره.
والله الموفق لما فيه الخير، وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 02:03]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الملاحظات القيمة
وللعلم ايضا ان هناك خمس مواطن وقع فيها الخطأ في سورة يوسف برواية ورش بصوت الشيخ مشاري العفاسي
وتم مراسلة الشيخ مشاري من خلال موقعه وما تغير شئ لذا أؤكد على كلام شيخنا في أن لا تنشر تسجيلات شيوخنا إلا بعد المراجعة، والله المستعان.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 01:29]ـ
جزى الله الأخ الكريم الشيخ إبراهيم الجوريشي خيرًا على المرور والتعليق.
أمَّا عن سورة يوسف عليه السلام برواية ورش، فقد سمعت منها نسختين أو ثلاثًا، وظهر لي أنَّ هناك تعديلاً قد تم.
ففي النسخة القديمة قرأ الشيخ مشاري قول الله تعالى: ((ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ)) بدون النقل في (لم أخنه) وكرَّرها، وكذلك حدث توقُّف طويل بعد قوله تعالى: ((حفيظٌ عليم)).
ثم حدث تعديل لهذا في النسخ بعد ذلك.
وبقي خطأ - بحسب تتبُّعي - لم يتداركوه؛ وهو أنه تَرَكَ مدَّ البدل في كلمة (الان) في قول الله تعالى: ((قَالَتِ امْرَأَةُ العَزِيزِ الانَ حَصْحَصَ).
ولا علم لي بباقي الأخطاء التي تشير إليها، فلو تكرمت تذكرها لنا لتُستفاد،، وجزاك الله خيرا ثانيًا.
وأواصل هنا الموضوع الذي بدأته فأقول:
الشيخ الفاضل عبد الرشيد بن علي صوفي - حفظه الله - له أيضًا تسجيل برواية حفص عن عاصم لسورة الرعد، وفيها: ((وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ))
و (يوقِدُون) يقرؤها الكوفيّون إلا شعبة بالياء للغيب، والباقون بالتاء للخطاب.
لكن الشيخ سها فقرأ لحفص بالتاء.
وقد مرَّ عليَّ زمن كنتُ - ولا أزال - مفتونًا بصوت الشيخ، حتَّى إنَّه من كثرة سماعي سورة النساء برواية خلف عن حمزة - بصوت الشيخ - سهوتُ في القراءة في صلاة التراويح فقرأت: ((لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كُرْهًا)) قرأتُها بضم الكاف كما أسمع الشيخ كثيرًا.
وتَهيَّب أحد المأمومين ردي ثم أخبرني بعد الصلاة؟؟ ...... (أرجو الإفادة بحكم هذا التهيب من المأموم لأني أحيانًا أقع فيه فأتهيب).
بل والأكثر من ذلك قوله تعالى: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) مع أنه لا حاجة بي إلى وصل [وَالأَرْحَامَ إِنَّ] ومع شهرة هذا الموضع لكلام النحويين عليه، إلاَّ أنّي مع نشوة سماع الشيخ ومع التلذذ بقراءته سهوتُ فقرأت [وَالأَرْحَامِ] بالجرّ مع أني لم أكن أتلو إلا برواية حفص.
وفقني الله وإياكم إلى القراءة في الصلاة وخارجَها بالروايات الصحيحة جميعًا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 03:54]ـ
ومن الأخطاء في شريط سورة يوسف أيضًا وتم تعديلها تلاوته لقوله تعالى: ((فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا)) حيث ترك المد في (استيئسوا) مع أنه مد أخوات هذه الكلمة في باقي السورة
ولا أزال أنتظر إفادة الشيخ الجوريشي، لكني هنا كالمتعجل.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 08:29]ـ
موضوع قيم جداً
ينبغي لأهل العلم تتبع القراء المشهورين والإشارة إلى أخطائهم لأنهم معلمون موثوقون يقتدي بهم الناس
أنا أشير إلى أحدهم، فهو في نظري يحتاج إلى تتبع لكثرة تنقله بين القراءات
أعني ذا الصوت الندي الشيخ عمر القزابري حفظه الله
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 09:38]ـ
جزاكم الله خيرًا على المرور
التلاوات التي كتبتُ تعليقات عليها كنت أستمع إليها كثيرًا مستجيدًا لها محبّا لأصحابها وإنما علق بأذني هذه المواضع القليلة التي لاحظت فيها خروجًا على الجادة، فأحببت تعميم الفائدة.
أمّا أن يُطلب إلي ما طلبتَه فأنا ألزم قدري ولا أنبري له، فلعلَّ الله يقيّض لي ولك من يقوم بذلك.
ـ[تلميذ المنيسي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 05:11]ـ
للرفع، رفع الله أقداركم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 10:07]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم
تنبيهات قيمة سدد الله خطاكم لكل خير.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 01:25]ـ
للرفع
رفع الله قدر أهل القرآن
ـ[التبريزي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 02:24]ـ
من العجائب أن أكثر سورة في القرآن الكريم يخطيء فيها أئمة المساجد ما بين لحن جلي ولحن خفي هي سورة الفاتحة أم الكتاب .. حتى أئمة الحرمين الشريفين أكثرهم يلحن لحنا خفيا في المدود خاصة المد الطبيعي الذي يمد مدا زائدا عن حده ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله في الجميع ... موضوع قيم.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 10:28]ـ
موضوع مهم فيه علم وأدب
زادكم الله من فضله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 01:28]ـ
السلام عليكم:
يرجى مطالعة هذا الرابط:
سؤال عن ابتداء في سورة هود ..
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15718 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15718)
ـ[أبو المعتصم]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:10]ـ
حبذا لو تكررت هنا مثل هذه الموضوعات.
وكذلك المحاورات مثل التي في رابط ملتقى أهل التفسير المحال عليه(/)
باب ُ آداب تلاوة القرآن " من كتاب الآداب "
ـ[عبدالله سمير]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 02:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل ُ إليكم جُزء من باب ِ آداب تلاوة القرآن من كتاب الآداب للدكتور " فؤاد بن عبدالعزيز الشلهوب "
ووهو على شفا رُؤياكم:
-باب آداب تلاوة القرآن وما يتعلق به.
- قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
- وقال تعالى: {أ فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}
- وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
-وقال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً}
- وقال صلى الله عليه وسلم: ( ... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده .. ) ().
-وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ().
-وقال صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران) ().
* الآداب *
1 - تحري الإخلاص عند تعلم القرآن وتلاوته. لأن قراءة القرآن عبادة يبتغى بها وجه الله، وكل عمل يتقرب به إلى الله لا يتحقق فيه شرطا قبول العمل -الإخلاص والمتابعة- فهو مردود على صاحبه. قال النووي: فأول ما يؤمر به [أي القاريء]: الإخلاص في قراءته، وأن يريد بها وجه الله سبحانه وتعالى، وأن لا يقصد بها توصلاً إلى شيء سوى ذلك (). وهذا الذي قاله النووي صحيح، فإن من القراء من يبتغي بقراءته صرف أنظار الناس إليه، والاقبال على مجلسه وتبجيله وتوقيره-نسأل الله السلامة والعافية-. وكفى القاريء زجراً أن يعلم عقوبة من تعلم القرآن لكي يقال: قاريء!. فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد. فأُتي به فعرفه نِعمهُ فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت. ولكنك قاتلت لأن يقال جريءٌ. فقد قيل. ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأُتي به. فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قاريءٌ. فقد قيل. ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار .. الحديث) ().
2 - العمل بالقرآن. بتحليل حلاله، وتحريم حرامه، والوقوف عند نهيه، والائتمار بأمره، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، وإقامة حدوده وحروفه. ولقد جاء نهي شديد فيمن آتاه الله القرآن ثم لم يعمل به. ففي صحيح البخاري من حديث رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم -الطويل- (قالا: انطلق. فانطلقنا حتى أتينا على رجلٍ مضطجع على قفاه، ورجل قائمٌ على رأسه بفهر أو صخرة، فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الهجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، قلت: من هذا؟ قالا: انطلق. [ثم فسر له ذلك صلى الله عليه وسلم فقال:] والذي رأيته يُشدخ رأسه فرجلٌ علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يُفعل به إلى يوم القيامة) ().
3 - الحث على استذكار القرآن وتعاهده. استذكار القرآن أي: المواظبة على التلاوة وطلب ذكره. والمعاهدة، أي: تجديد العهد به بملازمته وتلاوته (). فالمشتغل بحفظ كتاب الله العزيز، والحافظ له، إن لم يتعاهده بالمدارسة والاستذكار، فإن حفظه سيتعرض للنسيان، فالقرآن سريع التفلت من الصدور، ولذا وجب العناية به وكثرة مدارسته وتلاوته، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً يبين لنا حال صاحب القرآن المعتني به والمفرط فيه. روى ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقَّلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت) (). ومن حديث أبي موسى-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعاهدوا القرآن، فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عُقلها) (). قال الحافظ ابن حجر -مبيناً المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم-: شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير مادام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ. وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة ().
4 - لا تقل نسيت؛ ولكن قل: أُنسيت، أو أُسقطت، أو نُسيت. ودليل ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله، لقد أذكرني آية كذا وكذا كنتُ أُنسيتها من سورة كذا وكذا) وفي رواية عند مسلم: ( ... لقد أذكرني آية كنت أُسقطتها من سورة كذا وكذا) ().
وفي حديث ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئس مالأحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسي) ().
قال النووي: وفيه [أي الحديث] كراهية قول نسي آية كذا وهي كراهة تنزيه وأنه لا يكره قول أُنسيتها وإنما نهي عن نسيتها لأنه يتضمن التساهل فيها والتغافل عنها، وقد قال الله تعالى: {أتتك آياتنا فنسيتها} وقال القاضي عياض: أولى ما يتأول عليه الحديث أن معناه ذم الحال لا ذم القول، أي نسيت الحالة حالة من حفظ القرآن فغفل عنه حتى نسيه ().
وأكتفي بهذا القدر ..
وشكراً لكم ... على أن يُتبع َ لاحقا(/)
التفسير اللفظي والتفسير المعنوي الذي يراد
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 04:43]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه لمقدمة أصول التفسير:
وذلك لأن فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه أمور متقاربة، وإن كان فهم القرآن يتضمن فهم معناه، وفهم حكمه وأسراره، لأن القرآن له معاني، ولهذا المعاني والأحكام حكم واسرار، ثم قد يقال: إن التفسير غير المعنى، فالتفسير تفسير اللفظ، والمعنى هو ما يراد بالكلام، وسيأتي من ذلك أمثلة إن شاء الله.
فالتفسير هو تفسير اللفظ فقط، كأن يفسر هذه الكلمة كما فسرها صاحب القاموس، فمثلاً قوله تعالي: (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا) (الأنعام: 158)، تفسيرها اللفظي أن تقول: يوم يأتي شيء من آيات الله الدالة على قدرته مثلا والمراد بها طلوع الشمس من مغربها، فهنا صار فرق بين المعني اللفظي، أي: التفسير اللفظي والتفسير المعنوي الذي يراد، ولهذا فالقرآن يفسر على الناحيتين تفسيراً لفظياً مطابقاً للفظ فقط، وتفسيراً معنوياً، وهو ما يراد به، ثم قد يتوافقان وقد يختلفان.
فالمهم أننا إذا أردنا أن نجعل العطف في كلام المؤلف على التأسيس لا التوكيد والترداف، فنقول: إن فهم القرآن يريد به الحكم والأسرار التي يتضمنها، ومعرفة تفسيره، يعني اللفظ فقط، ومعانيه، أي: معرفة المراد به.
وقال في القول المفيد شرح كتاب التوحيد:
وقال ابن عباس في الآية: (الأنداد هو الشرك، أخفي من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول: والله وحياتك يا
ــــــــــــــــــــ
****
قوله: (وقال ابن عباس في الآية). أي: في تفسيرها.
قوله: (هو الشرك). هذا تفسير بالمراد، لأن التفسير تفسيران:
تفسير بالمراد، وهو المقصود بسياق الجملة بقطع النظر عن مفرداتها.
تفسير بالمعنى،وهو الذي يسمى تفسير الكلمات، فعندنا الآن وجهان للتفسير:
أحدهما: التفسير اللفظي وهو تفسير الكلمات، وهذا يقال فيه: معناه كذا وكذا.
الثاني: التفسير بالمراد، فيقال: المراد بكذا وكذا، والأخير هنا هو المراد.
فإذا قلنا: الأنداد الأشباه والنظراء، فهو تفسير بالمعنى، وإذا قلنا: الأنداد الشركاء أو الشرك، فهو تفسير بالمراد، يقول رضى الله عنه (الأنداد هو الشرك)، فإذا الند الشريك المشارك لله - سبحانه وتعالى - فيما يختص به.)
هل من أمثلة أخرى (آيات)؟(/)
كيف يُمكنْ أنْ أتدبَّر القرآن؟
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 11:38]ـ
قال الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله:
لا شكَّ أنَّ القراءة على الوجه المأمور به هي القراءة التي تُورث القلب من العلم والإيمان والطمأنينة؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، والهدى كما قال ابن القيم:
فتدبَّر القرآن إنْ رُمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ
وجاء الأمرُ بالتَّدبر في آيات، في النِّساء، وفي المؤمنين، وفي ص، وفي محمد، في أربع آيات جاء الأمر بالتدبر، وجاء الأمرُ بالتَّرتيل، فقراءة القرآن مع التدبر و الترتيل هذا هو الوجه المأمُور به، المُشار إليه في كلام شيخ الإسلام.
كيف يتدبَّر القرآن؟ وليت مثل هذا السؤال يُلقى على أهل القُرآن، الذين هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ، الذين يتعاملون مع القُرآن، وهو بالنِّسبة لهم ديدنهم وهجيراهم، أما غيرهم مثلي أصحاب تخليط، مرة تفسير، ومرة تاريخ، ومرة حديث، ومرة أدب، ومرة ثقافة عامَّة؛ لكن يُحسن مثل هذا الجواب مع مثل هذا السُّؤال أهل القرآن، وإنْ كان ابن القيم -رحمه الله تعالى- لهُ نظر و رأي في أهل القرآن، وأنَّ أهل القرآن هُم المُعتنون به قراءةً وإقراءً وفهماً وعملاً، وإنْ لم يحفظُوه، يقول: لكنْ من عُرف بأنَّهُ من أهل القرآن و شاع وعُرف بين النَّاس أنَّهُ من أهلهِ هو الطَّبيب المُداوي في مثل هذا الدَّاء، كثير من النَّاس يشكُو أنَّهُ قد يقرأ القُرآن ولا يستحضر شيء، ويحصل معنا ومع غيرنا وإلى المُشتكى أنَّ الإنسان يستفتح سورة يونس فما يُفيق إلا وهو في يوسف مُتجاوزاً سُورة هًود ما كأنَّهُ قرأ منها حرف، وجاء في الحديث أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال لهُ أبو بكر: أراكَ شِبْتَ يا رسُول الله، قال: ((شيَّبتني هُود وأخواتها)) والكلام ليس من فراغ، هذا الكلام له واقع، يدخل الإنسان في الصَّلاة ويخرج وما كأنَّهُ صلَّى، ويفتح المُصحف ولا يدري هُو في الصَّفحة اليُمنى أو في اليُسرى، هذا لا شكَّ أنَّهُ خلل يحتاج إلى علاج، يحتاج إلى عناية، هذا كلام الله، نقرأ بقلُوبٍ مُنصرفة، ونحنُ لو جاءنا تعميم من المسؤول الأرفع إلى المُدير؛ لابدَّ أنْ يُجمع لهُ الوُكلاء، ويُجمع لهُ رُؤساء الأقسام وينظرُون في منطُوقِهِ، ومفهُومِهِ، ووش يُستنبط منه؟ وماذا يُستفاد منه؟ يجتمعُون عليه اللَّيالي والأيَّام، لو صدر نظام جديد يفعلون به هكذا، وإذا أشكل عليهم شيء استفسرُوا، وجاءت المُذكَّرات التَّفسيريَّة، وهذا كلامُ ربِّنا يقرأ الإنسان وكأنَّهُ يقرأ جريدة، ولا شكَّ أنَّ القُلُوب مُنصرِفَة، تجد الإنسان في صلاتِهِ لا يُدْرِك منها شيء، في تلاوتِهِ لا يُدرك شيء، في ذِكرِهِ باللِّسان فقط.
والحسن البصري -رحمه الله- يقول: تفقَّد قلبك في ثلاثة مواطنْ؛ فإنْ وجدته و إلاَّ فاعلم أنَّ الباب مُغلق: في الصَّلاة، في قراءة القرآن، في الذِكر، كثير من طُلاَّب العلم لو قُلتَ لهُ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [(8) سورة المدثر] في أي سُورة؟ هو حافِظ للقُرآن، أخذ يستذكِر ويسترجع وكم آية بعدها وقبلها، فضلاً عنها هل تُؤثِّر فيه أو لا تُؤثِّر؟ أحياناً لا تُحرِّك شعرة، في كثير من طُلاب العلم مع الأسف، وزُرارة بن أوفى سمعها من الإمام في صلاة الصُّبح ومات، وبعض النَّاس يُشكِّك في مثل هذهِ القصص؛ لأنَّهُ ما أدْرك حقيقة الأمر، و لا يعرف معناها، وهذا كُلُّهُ سبَبُهُ البُعد والإعراض عنْ النَّظر فيما يُعينُ على فهم كلام الله -جل وعلا-، والطَّريقة التي ذكرناها في منهجيَّة القراءة في كُتب التَّفسير تُعينهُ -بإذن الله تعالى- على التَّدبُّر. أهـ.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:05]ـ
قال الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله:
.....
كيف يتدبَّر القرآن؟ وليت مثل هذا السؤال يُلقى على أهل القُرآن، الذين هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ، الذين يتعاملون مع القُرآن، وهو بالنِّسبة لهم ديدنهم وهجيراهم، أما غيرهم مثلي أصحاب تخليط، مرة تفسير، ومرة تاريخ، ومرة حديث، ومرة أدب، ومرة ثقافة عامَّة؛ لكن يُحسن مثل هذا الجواب مع مثل هذا السُّؤال أهل القرآن
شكر الله لكم نقلكم ...
وهكذا هم العلماء الكبار ...
قمّة في التواضع؛ بالرغم من غزارة علمهم وتمكّنهم!!
وفي هذا الكلام النفيس درس وعبرة لطلاب العلم!! وياله من درس وعبرة!!
حفظ الله الشيخ عبد الكريم الخضير، وبارك فيه وعليه -آمين-
وهذا مصدر كلام الشيخ:
http://www.khudheir.com/ref/136(/)
لا يفوتنكم ... وقفات مع الدكتور السالم الجكني محقق كتاب النشر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 06:26]ـ
... أبو السَّمَّال
هو قعنب بن أبي قعنب العدوي، له اختيار في القراءة معدود في الشواذ، رواه عنه أبو زيد الأنصاري النحوي [سعيد بن أوس].
ورد أبو السمّال في كتاب النشر أربع مرات، مرتان منها في الجزء الأول ومرتان في الجزء الثاني بحسب المطبوع [طبعة الضباع]:
(1) ص 16 عند ذكر القراءة الشاذة كـ (ننحيك ببدنك) بالحاء.
(2) ص 249 عند ذكر الاستعاذة.
(3) ج 2 ص 268 في سورة الأعراف.
(4) ج 2 ص 404 في سورة الفلق.
ووقع خطأ في المطبوع في الموضعين 2، 3 (السماك) بالكاف.
وكذلك سها الدكتور السالم الجكني - حفظه الله - في الجزء الذي حققه في الموضع 2.
فورد في ص 835 من الجزء المحقق: وحكى أيضا [يعني الهذلي] عن أبي زيد عن أبي السماك "أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي"
ولم يعلق الدكتور على أبي السماك هذا بشيء، مع شهرة أبي زيد عن أبي السمال، واكتفى بالإحالة على الكامل والإقناع وقرة عين القراء.
أما في الموضع الأول وهو ص 377 من المحقَّق، وقد ورد على الصواب في المطبوع وفي جميع النسخ الخطية إلا "س" فماذا فعل الدكتور؟؟!
ترجم لأبي السمال فقال: بفتح السين وتشديد الميم وباللام، وقيل بالكاف بدل اللام كما في "س".
والسؤال الآن: من الذي قال: السماك بالكاف؟ هل وجوده هكذا في نسخة خطية من ست نسخ يقضي بأن للرجل كنيتين: السمال والسماك؟
أقول: لقد نصَّ العلماء على اسم الرجل وكنيته في كتبهم، فليراجع من شاء
الإكمال لابن ماكولا، وتبصير المنتبه لابن حجر، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين، وغاية النهاية لابن الجزري.
أما الدكتور محمد بن محفوظ - حفظه الله - فقد نبه في سورة الأعراف على الخطأ الموجود في المطبوع وبعض النسخ الخطية وقام بالتصويب،،،
وللموضوع بقايا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 09:43]ـ
أين أنتم يا شيوخ القراءات؟؟
ما قدَّرت أنَّ موضوعًا يكون في عنوانه اسم "كتاب النشر" ومحققه الشيخ السالم - حفظه الله - ثم لا يحظى بمروركم الكريم!!!!!!
عمومًا أنا سأنتظر قليلاً لعلي أجد من يناقشني في الوقفة الأولى (أبو السمّال)، لأني كنت أعددت نفسي لنقاش طويل حوله. ثم أتابع سرد باقي الوقفات.
فأنا الآن أرحب وأدعو للحوار من يظن أو يحاول أن يوهمنا أن صاحب الاختيار يكنى أبا السمال وأبا السمَّاك في آن واحد.
أيضا من أراد أن يضحك بملء فيه ويسري عن نفسه فليقرأ ما ورد عن أبي السماك = أبي السمال في كتاب معرفة القراء الكبار بتحقيق د. طيار آلتي قولاج؛
* حيث وردت ترجمته ثلاث مرات، كل مرة يأخذ رقم ترجمة جديدًا [مع أن المحقق يقول إن التراجم في طبعته تزيد عن التراجم في طبعة بشار عواد معروف بحوالي 500 ترجمة يعني الأرقام عنده لها تقدير وليست تكثّرًا].
* في كل مرة ينبه أن الترجمة تكررت؟
*في كل مرة يؤثر الكنية (أبا السماك) كأنما لم يصادفه في غير هذا الكتاب.
* لم يراجع القاموس المحيط ولا تاج العروس ولا كتب شواذ القراءات كالمحتسب ولا كتب مشتبهات الأعلام ليتأكد أنه عندهم أبو السمال باللام.
* في كل مرة يقول الذهبي كلاما [أو ينسب له] أعجب مما قبله: فمرة لا يدري على من قرأ، ومرة قال عنه: مجهول، ومرة يطلب ممن لديه معرفة بالرجل أن يزيد في الترجمة!!!!!!
ما زلت أقول: هناك صاحب اختيار تُنسب إليه أحرف شاذة في القراءة يسمَّى قعنبا العدوي ويكنى أبا السمال، روى عنه أبو زيد الأنصاري النحوي.
وأقول: ورد في كتاب النشر المحقق ص 835: السماك بالكاف، ولم يصوبه الدكتور المحقق أو يعلق عليه.
وورد في ص 377 فترجمه الدكتور وقال: باللام وقيل بالكاف.
أليس هذا يستحق الوقفة (1) عنده؟؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 03:52]ـ
أخي الكريم:
جزاك الله خيراً على الحرص على الحق وإظهاره وهذه صنعة الغيويرين على العلم والعلماء , سيما ما اتصل منه ومن اتصل منهم بكتاب الله تعالى , ولكنك لم توفق في طرح الموضوع نا في اللوكة ,وأنا أعيذك بالله أن تكون ممن يتوارى عن عيني فضيلة الدكتور المحقق السالم الجكني ليخلو له الجو في المواقع الغير المتخصصة كالألوكة مثلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبإمكانك طرح هذه التعقبات والوقفات في الملتقيات العلمية المتخصصة التي يشرف عليها ويشارك فيها فضيلته كملتقى التفسير - إن لم أهم- ومنتدى البحوث القرآنية ومنتديات القراءات العشر, وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 06:59]ـ
أخي الكريم، جزاك الله خيرًا على المرور والتعليق.
لعل ما نسبتني فيه إلى عدم التوفيق [طرح الموضوع في الألوكة] مقصود؛
** ألا ترى أن ما يسمى المجلس الشرعي يسعه أن يضم الكلام في القراءات وكتبها وقضاياها، أم أن علوم الشريعة عند الإطلاق تعني: علم الحديث والفقه والجرح والتعديل ... ولا يدخلها علوم القرآن وعلى رأسها قراءته [قراءاته]!!
** أَمَن يناقش قضايا في علم الحديث أو الكلام تفسح له المجالس وتفتح صدرها ومن يتكلم في علم القراءات عليه أن يبحث عنه في زواياه؟!
** ألا يسرُّ الدكتورَ السالم الجكني - حفظه الله - أن يجد لكلامه في القراءات وغيرها من يقرؤه ويسهر على مطالعته، ويتدارسه في المنتديات والمجالس ممتدحًا صنيعه معقبًا على هفوات قلائل [لزوم التدليل على صحة دعوى القراءة واستصحابًا للأصل أنَّه لم يكمل إلا كتاب الله تعالى] أم أن الأفضل له أن يظل الكلام على كتاب النشر وتحقيقه وقفًا على تلاميذه وبين عينيه في منتداه؟!
** وهل الذي يكتب في المجلس العلمي بموقع الألوكة الآن - بعد أن قطع هذا الموقع أشواطًا - يعد متواريًا؟
** وهل اطلاع الدكتور السالم - حفظه الله - على هذا الموضوع مما يُخاف أو يتهيب حتى أتوارى؟
أنا بصنيعي هذا - لو اطلع عليه الدكتور - بين أمرين كلاهما حلو:
إما أن أكون واهمًا فيقوّمني فأستفيد برفع الوهم والغشاوة عن عيني، ولن أعدم بعدها أن أكون تلميذًا أثيرًا لديه.
وإما أن أكون مصيبًا فلن أعدم أن أجد منه أستاذًا جليلا شاكرًا لي صنيعي، وهذا هو الظن به في فضله ودماثة أخلاقه.
فالرجاء من الإخوة الكرام إذا عقب أحدهم على موضوع، أن يدع الظن جانبًا،، وفلان سيغضب،، وفلان أبو اعرفوني،، وأشباه ذلك،
وعليه أن يدخل في الموضوع الذي نتناقش فيه مباشرةً.
قال لي أستاذي عبد الوالي غنيم رحمه الله [عمه الشاعر الكبير محمود غنيم] حين شكوت له شيئًا مما يسمونه زغل العلم:
(((العلم ينفي خبثه)))
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 09:13]ـ
أما وقد حظيت بردٍّ لأحد الفضلاء فإليكم الوقفة الثانية مع محقق كتاب النشر:
في ص 413 من الكتاب المحقَّق صوَّب الدكتور السالم – حفظه الله – كلمة (ذقية) بالذال إلى (زقية) بالزاي فجزاه الله خيرًا، ولكنه في الفقرة التي بعدها:
* جاء عند كلمة (لنثوينهم) وهي أخت (لنبوئنهم) ولعله لم يدر مراد المصنف، فأوردها هكذا: (ولنثوينهم) (ولنثوبنهم).
* وضبط كلمة (كذبوا) يوسف 110 ضبطا خاطئا هكذا: و (كُذِّبوا) و (كَذَبوا).
* وترك كلمة (يخدعون) وأختها بدون ضبط أو تخريج
أمَّا باقي كلمات الفقرة فقد حرص على تخريجها.
وإليكم الفقرة كلها مضبوطة كما كان ينبغي أن يوردها محقق كتاب النشر:
(وَالثَّانِي) ما اخْتَلَفَ لَفْظُهُ ومَعْنَاهُ نحو (قَالَ رَبِّ) و (قُل رَّبِّ)، و (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) و (لَنُثْوِيَنَّهُمْ)، و (يَخْدَعُونَ) و (يُخَادِعُونَ)، و (يَكْذِبُونَ) و (يُكَذِّبُونَ)، (وَاتَّخَذُوا) (وَاتَّخِذُوا)، و (كُذِبُوا) و (كُذِّبُوا)، و (لِتَزُولَ) و (لَتَزُولُ). [ص 30 من المطبوع]
- فكلمة (لنبوئنهم) هي التي في سورة العنكبوت 58 دون التي في سورة النحل 41، وليس فيها واو عطف، فيجب إخراج الواو خارج قوسَي الآيات كما نبه المحقق في حاشية ص 377.
- وليس في القرآن (ولنثوبنهم) بالباء، ولذلك ساغ لي أن أقول: لعله لم يدر مراد المصنف.
وكلمة (كذبوا) في سورة يوسف لا يصح ضبطها بفتح الكاف والذال كما فعل الدكتور السالم،، والله أعلم.
** وأنا حين كنت أقرأ هذا الموضع في كتاب النشر قديمًا كنت أتذكّر الخلاف في كلمة (يُكذبونك) في سورة الأنعام 33؛ حيث تُقرأ بالتخفيف [لنافع والكسائي] وبالتشديد للباقين، فكنت أودّ لو قد عناه ابن الجزري، كما ذكر (يكذبون) و (كذبوا).
وللموضوع بقايا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:33]ـ
الوقفة الثالثة
** قال ابن الجزري رحمه الله [ص 375 من المحقّق = ص 15 من المطبوع]:
(يُتْبَعُ)
(/)
يبتني [لعلّ الصواب ينبني كما في الفتاوى (القارئ المليجي)] على أصل وهو: أن ما لم يثبت كونه من الحروف السبعة فهل يجب القطع بكونه ليس منها؟
فالذي عليه الجمهور أنه لا يجب القطع بذلك؛ إذ ليس ذلك مما وجب علينا أن يكون العلم به في النفي والإثبات قطعيًّا، وهذا هو الصحيح عندنا، وإليه أشار مكّيّ بقوله: "ولبئس ما صنع إذ جحده".
وذهب بعض أهل الكلام إلى وجوب القطع بنفيه، حتى قطع بعضهم (حاشية 3) بخطأ مَن (حاشية 4) لم يُثبت البسملة من القرآن في غير سورة النمل.
وعكس بعضهم فقطع بخطأ من أثبتها لزعمهم أن ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن فإنه يجب القطع بنفيه. اهـ
وهذا كلام مستقيم موافق لما في الفتاوى لابن تيمية رحمه الله.
وتوقفت أنا عند الحاشيتين 3، 4 من صنيع الدكتور السالم؛
حيث قال في (3): هو القاضي أبو بكر الباقلاني ------- يشير إلى الذي قطع بخطأ مَن لم يثبت البسملة من القرآن في غير سورة النمل.
وقال في (4): هو الإمام الشافعي، المصدر السابق ------------- يشير إلى مَن لم يُثبت البسملة من القرآن في غير سورة النمل!!!! تخيلوا.
ورجعت إلى المصدر المشار إليه (الفتاوى لابن تيمية) فوجدت فيه:
[وذهب فريق من أهل الكلام إلى وجوب القطع بنفيه، حتى قطع بعض هؤلاء – كالقاضي أبي بكر – بخطأ الشافعي وغيره ممن أثبت البسملة آية من القرآن في غير سورة النمل؛ لزعمهم أنَّ ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن فإنه يجب القطع بنفيه] اهـ.
فالشافعيُّ - رحمه الله - هو الذي يثبت البسملة كما يعرفه العوامّ، والقاضي الباقلاني (بحسب ابن تيمية) ينكر إثبات البسملة في غير سورة النمل لا عدم الإثبات.
فكيف يصنع الدكتور السالم ما صنع ويصير السياق عنده:
[حتى قطع بعضهم (هو القاضي أبو بكر الباقلاني) بخطأ مَن لم يُثبت البسملة من القرآن في غير سورة النمل (وهو الإمام الشافعي)].
فالدكتور السالم لم يشعر أنَّ ابن الجزري حين نقل كلام ابن تيمية – رحمهما الله – تصرَّف فيه تقديمًا وتأخيرًا دون أن يغير فحواه .....
وتحصل لديَّ أن كلا السياقين صحيح – سياق ابن تيمية وسياق ابن الجزري – وأن الواهم هو من دخل بينهما بتعليقاته؛ أعني [[الدكتور السالم الجكني]].
وللموضوع بقايا
ـ[تلميذ المنيسي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 01:33]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا ورش
استرسل في فوائدك
ولكن أوصيك بتقوى الله، ولا تقلق فكلما صدقت نيتك أبلغ الله عز وجل كلامك لمن تريد.
وعذرًا
ليس لدي رسالة الدكتور الجكني التي حقق فيها قسم الأصول من كتاب النشر، وأنت إن شاء الله مؤتمن فيما تنقل منه.
لن تعدم جنكيّا أو شنقيطيّا يذود عن أخيه السالم فهم جيش من العلماء.
ويا ليت من يدخل على هذا الموضوع منهم يفيدني في هذا السؤال:
ما قرابة الدكتور السالم بصاحب كتاب (الفارق بين رواية ورش وحفص) ابن اعمر الجكني، وشارحه ابن أيدا؟
وجزى الله الجميع خيًرا
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 12:42]ـ
السلام عليكم
هذه الموضوعات مع تنوعها تثري مجلسنا الحبيب،
فرجاء لا يبخل علينا من لديه فائدة أو إضافة، ويحتسب أجر نشر العلم عند الله.
وأيضا من أراد أن يذود عن أخ له فلا يتردد
ـ[تلميذ المنيسي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 01:03]ـ
إلى الإخوة الشناقطة الكرام
هناك سؤال في فتاوى الشبكة الإسلامية [أنا الذي كنت أرسلته] عنوانه: منزلة كتاب (الفارق بين رواية ورش وحفص)
هل يفيدنا أحد عن صلة الدكتور السالم بهذا الكتاب وصاحبيه: الناظم والشارح؟
وهل (أبو زيد الشنقيطي) هنا له صلة بالدكتور السالم .... فماذا عليه لو أفادنا بردود الدكتور السالم بما أثاره الأخ القارئ المليجي هنا؟
أليس كتاب النشر حين يحقق حقيقًا بأن يكون تحقيقه مُرضيًا لجميع المتشوقين إليه؟
وهل عجزت الطبعة المشهورة للشيخ الضباع عن الوفاء بحاجة العلماء القراء حتى نزحَم السوق بطبعة أخرى بها أخطاء؟؟؟
نريد إجابات------------
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:21]ـ
ومع الوقفة الرابعة
وهذه جملةٌ من أخطاءٍ وقعت في رسالة الدكتور السالم ما كان يقع فيها مصحّحٌ صغير من مصححي "الأميرية" أو "الحلبي" أو "المليجية" الذين مضوا في صمت تتبعهم دعواتُ المنصفين بالرحمة والمغفرة، وانتقاد المتعالمين، مع أنهم ما خلفوا بعدهم خيرًا منهم؛
(يُتْبَعُ)
(/)
=== ففي ص 412 من رسالته علَّق الدكتور السالم على هذا الشطر:
(وألمست كفّي كفَّه طَلَبَ الغِنَى)
قال: كذا في النشر "وألمست" وهو عجُز بيت من بيتين على النحو التالي:
لمستُ بكفّي كفَّه أبتغي الغنى **** ولم أدْرِ أنَّ الجودَ من كفِّه يُعْدِي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى **** أفدت وأعداني فأتلفت ما عندي
أقول [المليجي]: الشطر هنا إذًا صدر البيت وليس عجُزه، بل من العَجْزِ عدُّه عجُزًا، والله أعلم.
=== وفي ص 1039 ويقابل في المطبوع ص 359 ورد هذان البيتان:
للازْرَقِ في (آلانَ) ستَّةُ أوْجُهٍ **** على وَجْهِ إِبْدَالٍ لَدَى وَصْلِهِ تَجْرِي
فَمُدَّ وَثَلِّثْ ثَانِيًا ثُمَّ وَسِّطَنْ **** بِهِ وَبِقَصْرٍ ثُمَّ بِالقَصْرِ مَعْ قَصْرِ
فماذا يضير الدكتور لو طلب من مصحح صغير مثلي أن يكتبهما له مضبوطين؟ [[وهما من بحر الطويل]]، ولكنه آثر أن يرِدا في كتاب النشر المحقق هكذا:
للأزرق في آلآن ستة أوجه **** على وجه إبدال لدى وصله تجري
فمدّ وثلّث ثانياً ثم وسّطن **** به وبقصر ثمّ بالقصر مع قصر
=== وفي ص 365 عند الحاشية (4) عنَّ للدكتور السالم أن يسوق بيتًا من الخلاصة [ألفية ابن مالك] فذكره هكذا:
ومدّاً أبدل ثاني الهمزتين من **** كِلمة إن يَسْكُن كآثر وائتمن
هكذا [بتحقيق همزة: أبدل - إن]، وكذا [الهمزتين]
لكن الذي يعرفه صغار الطلبة عندنا أن البيت هكذا:
ومدًّا ابدِلْ ثانيَ الهمزيْنِ من **** كِلمةٍ ان يَسْكُن كآثِرْ وائتمن
=== وفي ص 349 - كصنيع صغار المحققين - يقوم الدكتور بالترجمة لكبار الصحابة [كأبي بكر وعمر، وطلحة وسعد، وحذيفة وسالم، وعمرو بن العاص وابنه] الذين يعرفهم جيّدًا من ينبري لقراءة (تحفة الأطفال)، لا من يذهب لقراءة (النشر في القراءات العشر)؛
المهم يقول عن أبي بكر رضي الله عنه: خليفة رسول الله وصدّيق أمته، وأفضل من طعلت [كذا] عليه الشمس بعد النبيين.
وفي ترجمة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ص 350 حرص على أن يعرفنا أن أباها: من كرام أهل الجاهلية الذين كانوا يطعمون رفقتهم في السفر، لكن لا أدري هل يسلم له أويستقيم أن يقول: بنت أبي أمية المعروف بزاد الركب.
يعني هل (زاد الرّكْب) يوصف به أبو أمية وحده أم أن أزواد الركب ثلاثة؟
وهل - لو صح أنه الموصوف بذلك وحده - يمكن أن يقال: أم سلمة بنت زاد الركب؟
وللموضوع بقايا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 10:38]ـ
السلام عليكم
أخي تلميذ المنيسي والإخوة الكرام،،
جزاكم الله خيرا على المرور،
لا أعرف صلة الدكتور السالم بصاحبي كتاب: الفارق - وشرحه إتمام الفارق - بين رواية ورش وحفص، وهو كتاب جيد في بابه كما أجابوك في فتاوى الشبكة الإسلامية.
أسأل الله عز وجل أن يمنَّ عليَّ وعليك بجكني نحرير يزيل الإبهام، ويكشف عن تساؤلاتنا اللثام، ويحتسب الأجر عند الملك العلام،،،، والسلام
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 12:20]ـ
أخي الكريم، جزاك الله خيرًا على المرور والتعليق.
لعل ما نسبتني فيه إلى عدم التوفيق [طرح الموضوع في الألوكة] مقصود؛
** ألا ترى أن ما يسمى المجلس الشرعي يسعه أن يضم الكلام في القراءات وكتبها وقضاياها، أم أن علوم الشريعة عند الإطلاق تعني: علم الحديث والفقه والجرح والتعديل ... ولا يدخلها علوم القرآن وعلى رأسها قراءته [قراءاته]!!
** أَمَن يناقش قضايا في علم الحديث أو الكلام تفسح له المجالس وتفتح صدرها ومن يتكلم في علم القراءات عليه أن يبحث عنه في زواياه؟!
** ألا يسرُّ الدكتورَ السالم الجكني - حفظه الله - أن يجد لكلامه في القراءات وغيرها من يقرؤه ويسهر على مطالعته، ويتدارسه في المنتديات والمجالس ممتدحًا صنيعه معقبًا على هفوات قلائل [لزوم التدليل على صحة دعوى القراءة واستصحابًا للأصل أنَّه لم يكمل إلا كتاب الله تعالى] أم أن الأفضل له أن يظل الكلام على كتاب النشر وتحقيقه وقفًا على تلاميذه وبين عينيه في منتداه؟!
** وهل الذي يكتب في المجلس العلمي بموقع الألوكة الآن - بعد أن قطع هذا الموقع أشواطًا - يعد متواريًا؟
** وهل اطلاع الدكتور السالم - حفظه الله - على هذا الموضوع مما يُخاف أو يتهيب حتى أتوارى؟
أنا بصنيعي هذا - لو اطلع عليه الدكتور - بين أمرين كلاهما حلو:
(يُتْبَعُ)
(/)
إما أن أكون واهمًا فيقوّمني فأستفيد برفع الوهم والغشاوة عن عيني، ولن أعدم بعدها أن أكون تلميذًا أثيرًا لديه.
وإما أن أكون مصيبًا فلن أعدم أن أجد منه أستاذًا جليلا شاكرًا لي صنيعي، وهذا هو الظن به في فضله ودماثة أخلاقه.
فالرجاء من الإخوة الكرام إذا عقب أحدهم على موضوع، أن يدع الظن جانبًا،، وفلان سيغضب،، وفلان أبو اعرفوني،، وأشباه ذلك،
وعليه أن يدخل في الموضوع الذي نتناقش فيه مباشرةً.
قال لي أستاذي عبد الوالي غنيم رحمه الله [عمه الشاعر الكبير محمود غنيم] حين شكوت له شيئًا مما يسمونه زغل العلم:
(((العلم ينفي خبثه)))
أيها الفاضل:
يبدو أنك أخذت بالموضوع مأخذا غير الذي أردته له , فأنا لا أخالفك في اتساع كلمة الشرع لعلوم الشريعة جمعاء حتى تجتهد في إثبات ذلك.
ثانياً: لا أدري مرادك بقول إن من يناقش القراءات عليه أن يبحث عنه في زواياه؟!
لأنك بطرح هذا الموضوع هنا تقع فيما تتساءل عنه بإنكار , ولو استجبت لداعيك إلى طرحه لوجدتَّ ذلك أنفع وأولى , أمّا طرحك هنا فهو البحث في الزوايا بعينه.
ثالثاً: الدكتور السالم الجكني - حفظه الله - يسره أن يجد لكلامه في القراءات وغيرها من يقرؤه ويسهر على مطالعته، ويتدارسه في المنتديات والمجالس ممتدحًا صنيعه معقبًا على هفوات قلائل أو كثائر , لكنّه يحب أن يطرحها من يميز الخطأ والهفوة من الصواب (شرواك) لزوم كونها عند من يدرك ذلك , لأن إتحاف غير المتخصص بها لن يفيده غير إعطاء فكرة عن شخصكم الكريم بأنه بحاثة مدقق يكشف ما استعصى على أربعة أو خمسة متخصصين متميزين في علم القراءات (الباحث ومشرفه والمناقشون) فأفاد الناس به وجلاّه بعد طول غموض ولن يميز قارئها ما يتعلق منها بالقراءات وما يتعلق منها بسبق القلم والأخطاء المطبعية التي لا يخلو منها غر القرآن, بخلاف ما لو كان ذلك بين ثلة من المتخصصين فسيحصل النقاش المولد للفائدة العلمية الذي يتميز به الحق من الوهم أو ينجلي به سقط الشيخ وخطأه في بحثه.
ولا يعني ذلك ما ظننته من أن يظل الكلام على كتاب النشر وتحقيقه وقفًا على تلاميذه وبين عينيه في منتداه؟!
مع أنّ من ملاحظاتك ما لا صلة له بالنشر بتاتاً كاستدراكك المدهش وردك - العلمي المتقاطر علماً لا ينفي الخبث -الذي تقول فيه:
وهذه جملةٌ من أخطاءٍ وقعت في رسالة الدكتور السالم ما كان يقع فيها مصحّحٌ صغير من مصححي "الأميرية" أو "الحلبي" أو "المليجية" الذين مضوا في صمت تتبعهم دعواتُ المنصفين بالرحمة والمغفرة، وانتقاد المتعالمين، مع أنهم ما خلفوا بعدهم خيرًا منهم؛ إلى أن تقول:
=== ففي ص 412 من رسالته علَّق الدكتور السالم على هذا الشطر: أقول [المليجي]: الشطر هنا إذًا صدر البيت وليس عجُزه، بل من العَجْزِ عدُّه عجُزًا، والله أعلم.
فليس للشيخ منتدى حتى تتوهم أنّ المراد ما أشرت إليه فهو لا يعدو كونه مشاركاً ومصوبا وراداً آخذاً ومردوداً عليه مأخوذا منه.
رابعاً:** قولك: هل الذي يكتب في المجلس العلمي بموقع الألوكة الآن - بعد أن قطع هذا الموقع أشواطًا - يعد متواريًا؟
أجيب عنه بنعم.
لأنّ موقع الألوكة المباركَ لا يوجد به قسمٌ يختص بمباحث القراءات التي تطرح أنت مسائل في أشمل وأوسع مراجع أسانيدها ومتونها, وإن كان من الأعضاء من هم من أهل القراءات العارفين بها فلا يعني ذلك تخصص الألوكة بالقراءات , خلافا لموقع أهل التفسير والبحوق القرآنية ومتدى القراءات العشر وغيرها فهي منتديات لم يرَد لها أن تبحث في غير القراءات ومسائلها وبحوثها ورجالاتها فأي المنتديات أحق بنشر كلامك هذا أيها الفاضل.؟
خامساً: قولك: وهل اطلاع الدكتور السالم - حفظه الله - على هذا الموضوع مما يُخاف أو يتهيب حتى أتوارى؟
هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وأنت , وليس هو محل بحث ولا أريده بكلامي الأل فليتك جنبْتَنَاهُ.
سادساً: قلت رعاك الله:
أنا بصنيعي هذا - لو اطلع عليه الدكتور - بين أمرين كلاهما حلو:
إما أن أكون واهمًا فيقوّمني فأستفيد برفع الوهم والغشاوة عن عيني، ولن أعدم بعدها أن أكون تلميذًا أثيرًا لديه.
وإما أن أكون مصيبًا فلن أعدم أن أجد منه أستاذًا جليلا شاكرًا لي صنيعي، وهذا هو الظن به في فضله ودماثة أخلاقه.
ولو تذكّرت معنى وإعراب (لو) لأدركت أنّا متفقان والشاهد على ذلك كلامك هذا , فقل بربك لم لا تستعجل حلاوة هذين الأمرين بالكتابة في مواقع يدخلها ويتابع جديدها ويسامر كتابها بدل النأي عن ذلك هُنا , فأنا أجزمُ أنه لم يتفح الألوكة قطُّ , وليت ردك أيها المبارك اقتصر على هذه الجملة المفيدة الدالة على اتفاقنا وإن تباينت العبارات والمقاصد والأفهام.
أمّا آخر كلامك القائل فيه:
فالرجاء من الإخوة الكرام إذا عقب أحدهم على موضوع، أن يدع الظن جانبًا،، وفلان سيغضب،، وفلان أبو اعرفوني،، وأشباه ذلك،
فقد عجبت له.
وهل وجدت أخاك كذلك رحمك الله , وبما أنك أحد الإخوان فأنا أعيد إليك رجاءك هذا بالجملة والتفصيل.
ورحم الله شيخك غنيم فقد صدق فيما قال أعاذنا الله وإياك منه واعلم أنّ الحكمة وسداد القول والعقلَ والتوفيق شركاؤه في نفي الخبث أجارك الله وإياي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 12:33]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا ورش
استرسل في فوائدك
ولكن أوصيك بتقوى الله، ولا تقلق فكلما صدقت نيتك أبلغ الله عز وجل كلامك لمن تريد.
وعذرًا
ليس لدي رسالة الدكتور الجكني التي حقق فيها قسم الأصول من كتاب النشر، وأنت إن شاء الله مؤتمن فيما تنقل منه.
لن تعدم جنكيّا أو شنقيطيّا يذود عن أخيه السالم فهم جيش من العلماء.
ويا ليت من يدخل على هذا الموضوع منهم يفيدني في هذا السؤال:
ما قرابة الدكتور السالم بصاحب كتاب (الفارق بين رواية ورش وحفص) ابن اعمر الجكني، وشارحه ابن أيدا؟
وجزى الله الجميع خيًرا
وجزاك أنت خير الجزاء.
أمّا ما سألت عنه فهاك جوابَه:
الدكتور حفظه الله وسابقاه المؤلف والشارح أبناء عمومة تجمعهم قبيلة العلماء (بني جاكان) فثلاثتهم جكنيون وربما تكون بينهم صلات خوالات وغيرها تقربهم لبعضهم لا أعلمها.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 03:58]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكم
ـ كتاب النشر بتحقيق الدكتور السالم لم يطبع بعد فلا حاجة لتتبع أخطاء التحقيق أو هفواته، والتي لا يسلم منها كتاب بشري.
ـ من خلال قراءتي لملاحظات الأخ المليجي لم أرها ملاحظات ذات بال، بل هي غالبا أخطاء مطبعية.
ـ فضيلة الدكتور السالم الجكني ـ حفظه الله ـ من أهل القراءات المتقنين العارفين بالبحث والتحقيق، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا.
ـ الدكتور الجكني ـ وفقه الله ـ أكمل تحقيق الكتاب كاملا بجهده الخاص، وسيطبع الكتاب ـ بإذن الله ـ في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وسيراجعه علماء القراءات الذين يزخر بهم المجمع، وسيخرج ـ بإذن الله ـ في أبهى حلة.
ـ غفر الله لي ولكم، ووفقنا جميعا لما يحب ويرضى.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 01:29]ـ
جزاكما الله خير الجزاء
= أما كون [[الدكتور السالم الجكني ـ حفظه الله ـ من أهل القراءات المتقنين العارفين بالبحث والتحقيق]] فهذا ما نتفق فيه ولا نختلف عليه، وما كان ينبغي أن يُظنّ بي خلافٌ في ذلك.
= وأمَّا أنَّ الدكتور السالم [[أكمل تحقيق الكتاب كاملا بجهده الخاص، وسيطبع الكتاب ـ بإذن الله ـ في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وسيراجعه علماء القراءات الذين يزخر بهم المجمع، وسيخرج ـ بإذن الله ـ في أبهى حلة.]] فهذا ما يوجب على من له أدنى معرفة (مثلي) أن يشارك ويسهم فيه (بدون أجر) بمثل هذه الوقفات، وهذا بعض ما يستحقه كتاب النشر.
ألا ترى أن كتبًا أقل قدرًا من كتاب النشر قد حظيت بتحقيقات وردود وإعادة تحقيق،،، وغير ذلك ولم يكن في ذلك إلا الخير والفائدة؟؟ أحيلك على تتبع تحقيقات كتاب معرفة القراء الكبار للذهبي، مع أن من تحقيقاته تحقيقًا للدكتور بشار عواد معروف وزميليه.
= الفاضل أبا زيد الشنقيطي، دعنا من مسألة طرح الموضوع في "الألوكة" فأنا وأنت الآن ضيوف عليها، ويتولى إن شاء الله أحد المضيفين ""مشرف"" الرد على ما يخص هذا الموقع.
مع أن أكثر ما استفدته من كلام في المنتديات يخص القراءات كان في "ملتقى أهل الحديث"، وليس الشأن باسم المنتدى، الشأن بمن يكتب فيه.
والمحكّ أن يقال: هذا صواب وهذا خطأ، وأصحاب العقول "سواء كانوا لغويين أو شرعيين" سيميزون إن شاء الله.
وأما الجملة التي أزعجتك فعلقت عليها تعليقًا لاذعًا بقولك: [[كاستدراكك المدهش وردك - العلمي المتقاطر علماً لا ينفي الخبث -]]
فأقول: عفا الله عنك، هذه كلمة عامة أذكرها، ربما تحور على صاحبها (أنا) فلا تقلق منها إن شاء الله.
وقد كنت أعددت الوقفة الخامسة، سأكتبها قريبًا، وهي في أسانيد كتاب النشر، فلعل من يقف عليها يعلم أن هذه الوقفات ليست [[غالبا أخطاء مطبعية]] ولا مما [[يتعلق منها بسبق القلم والأخطاء المطبعية التي لا يخلو منها غر القرآن,]] تقصد: غير القرآن؟؟؟
ـ[تلميذ المنيسي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 01:25]ـ
جزى الله أخانا أبا زيد خيرًا،،
أجاب عن سؤالي ولسان حاله يقول: حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
أما الأخ القارئ المليجي ومن يتداخل معه فقد شوقتمونا لمتابعتكم.
لن أنكر على أحد الحدة في التناول، فكما أن بعض الحجا داعٍ إلى الجبن والبخل، فكذا بعض طلب العلم داعٍ إلى الصبر والحدة.
جزاكم الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
وأما الأسانيد في كتاب النشر، فقد حرَص الدكتور السالم - حفظه الله - أن يجعلنا على ثقة تامة من أنه راجعها مراجعة الناقد البصير، الذي لا تفوته خبايا الإسناد؛؛
فتراه ينتبه لتدليس المدلسين، وتصحيف المصحفين، وتراه يعيّن الأعلام تعيينًا، ويرد وهم المصنف إن كان، وكذا من تبعه كالأزميري والمتولي، وغيرهما. راجع مثلا ص 716.
غير أنَّ العبد الفقير [[القارئ المليجي]] كانت له وقفات مع بعض أسانيد كتاب النشر قبل أن يشرع الدكتور في تحقيقه، سجَّلها وادَّخرها لمثل هذا اليوم، فلما وقف على تحقيق الدكتور السالم بحث عن هذه الوقفات: ما فعل فيها الدكتور؟
فإليكم منها هذه:
** في ص 182 من المطبوع، والمؤلف يسوق طرق التمّار عن رويس عن يعقوب، قال:
(ومن طَرِيقِ أبي الحسنِ محمَّدِ بنِ مِقْسَمٍ عن التَّمَّارِ) من "غَايةِ أبي بكْرِ بنِ مِهْرَانَ، ومن الكَاملِ ....... ....... ............. ...... ....... وقرآ بها أعْني: العرَاقِيَّ وابنَ مِهْرَانَ على أبي الحسنِ أحمدَ بنِ أبي بَكْرٍ محمَّدِ بنِ الحسنِ بنِ يَعْقُوبَ بنِ مِقْسَمٍ العَطَّارِ البَغْدَادِيِّ وغَيْرِه، فَهَذِه ثَلاثُ طُرُقٍ لابنِ مِقْسَمٍ.
وهذا النص في المحقق ص 715، 716 ولم يعلق الدكتور على أبي الحسنِ محمَّدِ بنِ مقسم بشيء. مع أن الواضح أنه [أحمد بن محمد].
ومعروف أن أبا الحسن أحمد المقصود هنا هو ابن أبي بكر محمد.
وأبو بكر الوالد هو تلميذ ثعلب، وهو صاحب القصة المشهورة في جواز القراءة بما وافق العربية والرسم - وإن لم ينقل روايةً.
[وعندي كتاب غاية ابن مهران - أخذته دار الصحابة بطنطا من تحقيق الجنباز]، والدكتور أحمد علم الدين الجندي درَّس لي النحو بدار العلوم - القاهرة.
** في ص 111 من المطبوع = 564، 565 من المحقق قال ابن الجزري:
وَأَمَّا أَصْحَابُ أَصْحَابِ وَرْشٍ فَأَبُو القَاسِمِ مَوَّاسُ بْنُ سَهْلٍ المَعَافِرِيُّ المِصْرِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ زِيَادٍ الحَمْرَاوِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بْنُ الجُنَيْدِ المَكْفُوفُ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَيُقَالُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ المِصْرِيُّ.
أقول [[القارئ المليجي]]: أَبُو القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ - وَيُقَالُ سُلَيْمَانُ - بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ المِصْرِيُّ [[في المؤتلف والمختلف للدارقطني والإكمال وتوابعه: أبو قسيم مصغّرًا]]
والمحقق لم يره مذكورا إلا في غاية ابن الجزري ومعرفة الذهبي.
** في ص 173 من المطبوع = 700 من المحقق قال ابن الجزري:
وَتَقَدَّمَتْ وَفَاةُ أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ فِي رِوَايَةِ حَفْصٍ، وَتَقَدَّمَتْ وَفَاةُ الشَّذَائِيِّ فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ.
أحال المحقق وفاة ابن أبي هاشم على ص 578 وهي ليست فيها، وليست في رواية حفص وتراجم كبار رواتها .... بل في ص 587
وتسألني: ماذا يترتب على هذا يا شيخ؟؟
فأقول: يترتب على هذا أن ذلك في رواية البزي عن ابن كثير وليس في رواية حفص عن عاصم، فهنا سهو من ابن الجزري لو وقف عليه الدكتور لاهتبله ولعلّق عليه، لكنه ترك ذلك لي وآثرني به.
وللموضوع بقايا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 03:27]ـ
ومع الوقفة السادسة مع الدكتور السالم
في ص 290 من المطبوع = 921 من المحقق قال ابن الجزري:
نعم قال الدَّانيُّ: وإدغام الجِيمِ في التَّاءِ قَبيحٌ؛ لِتباعدِ ما بَينَهما في المخرَجِ، إلا أَنَّ ذَلكَ جائِزٌ لِكَونِها من مَخرَجِ الشِّينِ، والشِّينُ لِتفشِّيها تَتَّصل بمخرَجِ التَّاءِ، فأُجرِيَ لها حكمُها وأدغِمَت في التَّاءِ لِذَلِكَ. قال: وجاءَ بِذَلِكَ نَصًّا عَنِ اليَزِيدِيِّ ابنُه عبد الرَّحمَنِ وسائِر أَصحابِهِ، فَقالوا عَنه: كان يُدغِمُ الجِيمَ فِي التَّاءِ، والتَّاءَ فِي الجِيمِ. اهـ.
وأقول [المليجي] لمن يريد أن يقرأ النشر محقَّقا: انتبهوا، فهذه العبارة [وجاء بذلك نصًّا عنِ اليَزِيدِيِّ ابنه عبد الرَّحمَنِ وسائِر أصحابِه] فيها خطأ
وصوابها: وجاء بذلك نصًّا عنِ اليَزِيدِيِّ ابنه أبو عبد الرَّحمَنِ وسائِر أصحابِه
وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي.
وقد ذكروا [سير الأعلام - غاية النهاية وغيرها] من روى عن اليزيدي من أبنائه، وليس فيهم: عبد الرحمن.
[[وجاء النص المحقق كالمطبوع تماما ولم يعلق الدكتور بشيء]]
وللموضوع بقايا
ـ[أبو المعتصم]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 06:06]ـ
ـ كتاب النشر بتحقيق الدكتور السالم لم يطبع بعد فلا حاجة لتتبع أخطاء التحقيق أو هفواته، والتي لا يسلم منها كتاب بشري.
ـ من خلال قراءتي لملاحظات الأخ المليجي لم أرها ملاحظات ذات بال، بل هي غالبا أخطاء مطبعية.
حيا الله أخانا الفاضل،،
ولكن لي سؤال بسيط؛ ماذا يقصد بكلمة أخطاء طباعية؟
وهل "النشر" يحتمل أخطاء من هذا النوع؟
فما الفرق إذا بين المحقق والمطبوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 07:47]ـ
وقفات رائعة وجميلة جزاكم الله كل خير
متابعون معكم شيخنا الكريم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 05:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين القائل:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين:
وبعد:
أخبرني مساء يوم الإثنين:4/ 7/1429 هـ وأنا في سفر خارج المدينة المنورة وبعيد عن " النت " وهمومه أحدُ الإخوة الكرام بأن بعض الباحثين وهو من يكتب باسم " القارئ المليجي" في موقع " الألوكة " كتب مقالات بعنوان:
" لا يفوتنكم ... وقفات مع الدكتور السالم الجكني محقق كتاب النشر"
ويعلم الله تعالى أني سعدت بذلك أيما سعادة، ودعوت الله أن يوفق كاتب المقال قبل أن آتي المدينة وأطلع على ما كتب وبغض النظر عن ما كتب، لأنه بكتابته يسدي معروفاً لكتاب " النشر في القراءات العشر " الذي هو دَين في أعناق جميع أهل القراءات، وليس حكراً لأحد دون أحد وسيان فيه صغار الطلاب وكبارهم، ومن ظن في نفسه أن ابن الجزري كتب النشر له وحده وأعطاه الأحقية بأن يفسره حسب فهمه، أو أنه لايحق لغيره أن يقول شيئاً فيه فهو مخطئ مخطئ،.
والحق يقال:
كنت أتمنى أن أرى بياناً لأخطائي العلمية وأوهامي التي وقعت فيها أثناء كتابة الرسالة – وهذا شيء لا ينفك عنه ولا منه أي بحث وباحث – يضيف على ما بيّنه لي أساتذتي ومشايخي سواء أثناء مناقشة البحث أو أثناء تحكيمه مرة أخرى عند اللجنة العلمية في مجمع الملك فهد – رحمه الله – لطباعة المصحف الشريف -، ولكني وجدت أخي " القارئ المليجي " وقف مع البحث ست وقفات كنت أتمنى عليه لو أنزلها هنا في ملتقى التفسير أو في " منتديات القراءات العشر" أو في " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " إذ هي المواقع والمنتديات التي أدخلها وأطالعها ليس تقليلاً لغيرها من المنتديات، وإنما لتخصصها من ناحية ولتفاعل القراء فيها وإثراء البحث العلمي والاعتراضات العلمية التي ليس فوقها أحد مهما كان ولو بلغ من العلم عتيا.
إن (بعض) ملحوظات أخي المليجي في محلها ولا أدعي التبرؤ منها أو المكابرة – حاشا وكلا – فإن المنهج الذي تربيت عليه وأخذته عن مشايخي هو: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الشريف صلوات الله وسلامه عليه " وأنه: لا خير في من لم يطلعنا على هفواتنا وأخطائنا العلمية ولا خير فينا ولا فائدة إذا لم نسمعها منه ونتقبلها بصدر رحب ا ".
وقبل أن أبين للأخ الكريم وجهة نظري فيما قال أقول:
أولاً:
اسمح لي أن أسألك وغيرك ممن يقرأ هذا الكلام: كيف تحصلت على نسخة من رسالتي؟
هذه النسخة التي يتداولها الطلاب هي نسخة " هُرّبت " دون إذن مني، ليس ضناً بها يعلم الله، وإنما لإعادة النظر فيها قبل إخراجها للناس، إذ طبيعة الرسائل العلمية تختلف عن غيرها،.
وأزيدكم بيتاً من الشعر كما يقال:
لم يكتف من " هرّب " الرسالة بأخذ صورة منها لنفسه، وإنما – على حسب ما بلغني ممن أثق فيه ووقفت على شيء منه – أنها أصبحت تصوّر وتباع ب 200ريال سعودي؟؟؟؟؟؟ وأعرف شخصاً ممن اشتراها بهذا السعر؟؟؟
خلاصة القول أخي الكريم:؟
النسخة التي اعتمد عليها فضيلتكم - جزاك الله خيراً – هي ليست النسخة الأساس ولا النهائية التي سيظهر فيها كتاب النشر إن شاء الله، بل هذه النسخة هي النسخة التي " لم تصحح " والتي ذكرت لك وللقراء بعض حيثياتها.
أما الرد على وقفاتكم فأقول:
1 - قلتم: وكذلك سها الدكتور السالم الجكني - حفظه الله - في الجزء الذي حققه في الموضع 2.
فورد في ص 835 من الجزء المحقق: وحكى أيضا [يعني الهذلي] عن أبي زيد عن أبي السماك "أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي"
ولم يعلق الدكتور على أبي السماك هذا بشيء، مع شهرة أبي زيد عن أبي السمال، واكتفى بالإحالة على الكامل والإقناع وقرة عين القراء.
أما في الموضع الأول وهو ص 377 من المحقَّق، وقد ورد على الصواب في المطبوع وفي جميع النسخ الخطية إلا "س" فماذا فعل الدكتور؟؟!
ترجم لأبي السمال فقال: بفتح السين وتشديد الميم وباللام، وقيل بالكاف بدل اللام كما في "س". اهـ كلامكم بنصه.
وأقول: جلّ من لايغفل ولايسهو:
أين حفظك الله هذا السهو المدّعَى؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مافعله كاتب هذه الحروف هو المنهج العلمي والمنطقي، في الموضع الأول ص 377 ترجمت لأبي السمال باللام ثم ذكرت فائدة ليست في كتب التراجم وهي (قيل بالكاف) وذكرت مصدر المعلومة وهو إحدى النسخ الخطية التي هي عندي أقوى نسخ النشر التي اطلعت عليها واشتغلت بها، ويكفي من أهميتها أنها النسخة الوحيدة – حسب علمي – التي سجل فيها (50) مجلساً قرئ النشر فيها على المؤلف ابن الجزري، وكل من هو (صغير) في العلم فضلاً عن أن يكون كبيراً يعرف دلائل الأسلوب الذي قدمتُ فيه المعلومة، وهي صيغة " التمريض " والتضعيف: قيل ".
وأيضاً أخي الكريم:
إن النسخة التي اعتمدتها من نسخ " معرفة القراء " للذهبي هي النسخة التركية، وقد وقفت أنت بنفسك على أن التراجم الثلاث فيها لأبي السمال هي كلها بالكاف، دون الإشارة إلى أنها في إحدى نسخها " السمال " باللام.
وأما استخفافك الذي كنت أتمنى منك عدم توجيهه لمحقق الكتاب؛ وأعني د/طيار آلتي قولاج، فهو لايعدو كونه استهتار منك واستخفاف بعمل غيرك وذلك عندما قلت بالحرف الواحد:
" أيضا من أراد أن يضحك بملء فيه ويسري عن نفسه فليقرأ ما ورد عن أبي السماك = أبي السمال في كتاب معرفة القراء الكبار بتحقيق د. طيار آلتي قولاج؛
* حيث وردت ترجمته ثلاث مرات، كل مرة يأخذ رقم ترجمة جديدًا [مع أن المحقق يقول إن التراجم في طبعته تزيد عن التراجم في طبعة بشار عواد معروف بحوالي 500 ترجمة يعني الأرقام عنده لها تقدير وليست تكثّرًا].
* في كل مرة ينبه أن الترجمة تكررت؟
*في كل مرة يؤثر الكنية (أبا السماك) كأنما لم يصادفه في غير هذا الكتاب.
* لم يراجع القاموس المحيط ولا تاج العروس ولا كتب شواذ القراءات كالمحتسب ولا كتب مشتبهات الأعلام ليتأكد أنه عندهم أبو السمال باللام.
* في كل مرة يقول الذهبي كلاما [أو ينسب له] أعجب مما قبله: فمرة لا يدري على من قرأ، ومرة قال عنه: مجهول، ومرة يطلب ممن لديه معرفة بالرجل أن يزيد في الترجمة!!!!!! انتهى كلامك بنصه؟؟؟؟
الدكتورطيار لم يقل ماقولته عنه من كيسه وإنما اكتفى بما في النسخة الخطية التي لديه وهي لاشك أنها أفضل من طبعة الدكتور بشار بكثير، فليس ذنب الطيار أن يكون هذا الاختلاف في الترجمات الثلاث لشخص واحد، وإنما هذا فعل صاحب الكتاب الأصلي وهو الإمام الذهبي رحمه الله الذي كان يزيد في كتابه وينقح وعلى هذا يحمل مافي الترجمات الثىث لمن يريد التحقيق.
وأيضاً د/طيار لم يقل إن نسخته تزيد (500) (ترجمة؟؟ بل قال: بالحرف الواحد: " وبالتالي فإنها – النسخ الأخرى – تخلو من حوالي 500 (سيرة ذاتية جديدة) أضافها المؤلف الذهبي ... اهـ
وفرق بين ط الترجمة والسيرة الذاتية الجديدة عند المتأمل.
ثم قلت بالحرف الواحد:
" في ص 173 من المطبوع = 700 من المحقق قال ابن الجزري:
وَتَقَدَّمَتْ وَفَاةُ أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ فِي رِوَايَةِ حَفْصٍ، وَتَقَدَّمَتْ وَفَاةُ الشَّذَائِيِّ فِي رِوَايَةِ السُّوسِيِّ.
أحال المحقق وفاة ابن أبي هاشم على ص 578 وهي ليست فيها، وليست في رواية حفص وتراجم كبار رواتها .... بل في ص 587
وتسألني: ماذا يترتب على هذا يا شيخ؟؟
فأقول: يترتب على هذا أن ذلك في رواية البزي عن ابن كثير وليس في رواية حفص عن عاصم، فهنا سهو من ابن الجزري لو وقف عليه الدكتور لاهتبله ولعلّق عليه، لكنه ترك ذلك لي وآثرني به. اهـ كلامك بنصه وحرفه.
وأقول:
أخي الكريم: وهل ترى أن الخطأ في مثل (587) و (578) مما ينشغل به طالب العلم فيقوم الدنيا ويقعدها ويعتبرها " وقفات "؟؟؟
لنفرض أنك قلت نعم واعتللت بما ذكرته، وأقول:
إنك هنا تنسب " السهو " لابن الجزري رحمه الله وهو مما لايجرؤ عليه " صغار " تلاميذكم، وأراك أخي الكريم أنك متحامل على ابن الجزري هنا، فليس عند ابن الجزري سهو أو غفلة بدليل أنك لو رجعت إلى ص:667 من المحقق وهو عندك لاشك فستجد ابن الجزري يقول:" وتقدمت وفاة أبي طاهر في رواية البزي "اهـ بنصه، وهذا في رواية حفص وستجد العبد الضعيف أحال على الصفحة بالصواب (587) وأسألك بعد هذا: أي غضاضة على ابن الجزري هنا حتى تحكم عليه ب " السهو "؟؟؟
وأما قولك في نفس الفقرة:
" والمحقق لم يره مذكورا إلا في غاية ابن الجزري ومعرفة الذهبي " اهـ بنصه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: هذا تحكم وادعاء للغيب، ألا يحتمل أني رأيته في غيره ولم أنقله، إذ ليس من منهجي في البحث؟؟؟
وأما ماذكره فضيلتكم في الفقرة السادسة حول عبارة:
"وجاءَ بِذَلِكَ نَصًّا عَنِ اليَزِيدِيِّ ابنُه عبد الرَّحمَنِ وسائِر أَصحابِهِ " اهـ بنصه
فأتشرف أن أتحمل عهدة الخطأ مع ابن الجزري رحمه الله، وسبب ذلك اعتماده هو رحمه الله على النسخة التي بين يديه من " جامع البيان " للداني رحمه الله، وهذه عاقبة التقليد الأعمى حفظك الله.
هذا ما أحببت أن أذكره هنا مع احترامي للأخ " القارئ المليجي"، ولولا أنه أشار إلى رغبته في الرد من أي أحد لكنت سكت عن ذلك حتى يخرج الكتاب إن شاء الله تعالى وسيجد أنه سيكون بإذن الله تعالى قريباً مما أراده مؤلفه ويريده أهل القراءات.
واخيراً:
أرى من الأمانة العلمية أن أذكر للقراء هنا المسائل التي أخذها القارئ المليجي ولم أعلق عليها هنا فأقول لمن لم يطلع على " وقفات أخي القارئ المليجي على تحقيق النشر " في موقع " الألوكة " أنه ذكر التالي:
1 - الاعتراض على قولي في ترجمة أبي السمال باللام:" وقيل بالكاف "؟
2 - عدم ضبط بعض الكلمات التي يرى أن ضبطها ضروري.
3 - تصحيفي بالحركات وليس بالحروف لبعض الكلمات وأهمها ضبطي لكلمة " كذبوا " في سورة يوسف بفتح الكاف والذال؟؟
4 - الوهم مني لما دخلت بين ابن تيمية وابن الجزري رحمهما الله.
5 - لما ذكر ابن الجزري شطر بيت قلت أنه " عجز " وأتيت بالبيت كاملاً والشطر المذكور هو " صدره " لاعجزه " وكأني أضحكت أخي القارئ المليجي حتى قال بالحرف الواحد:" بل من العَجْزِ عدُّه عجُزًا"؟؟؟؟ وكذلك كتابة بيتي ابن الجزري وبيت ألفية ابن مالك خطأً.
6 - ثم أشار بطرف خفي من الاستهتار – وما أكثر ذلك في كلامه – إلى تصحيفي كلمة " طلعت " بطعلت " فقدمت العين على اللام.
7 - ثم أخذ علي أني لم أقف عند ذكر أبي الحسن محمد بن مقسم "؟؟؟
د. السالم الجكني
أستاذ القراءات المشارك بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.
الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12342
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 12:11]ـ
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:
شكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور السالم الجكني -وفقه الله- هذا التعقيب المهمّ، والذي جاء في وقته ...
والذي نقله عنه أخونا الشيخ الفاضل ضيف الله الشمراني -وفقه الله-
وشكر الله لفضيلته أيضًا أدبه الرفيع، وهذا هو الأدب الذي يميّز أهل القرآن عن غيرهم ...
وأقول: يكفي الشيخ الجكني شرفًا وفخرًا أن وفقه الله لتحقيق هذا الكتاب العظيم لشيخ الإسلام في القراءات (العلامة ابن الجزري) عليه رحمة الله، والذي أجزم أنه لم يؤلف مثل هذا الكتاب في بابه ...
-ووالله الذي لا إله إلا هو- أنني أنتظر بشوقٍ بالغٍ لخروج هذا الكتاب؛ والسبب معروف ولا يخفى على القارئ الفطن!!
ولابأس بذكره، وهو أن محقق الكتاب هو فضيلة الشيخ الدكتور (السالم الجكني) المتخصص والمتبحر في علم القراءات ...
ولا أنسى أن أشكر أخي الشيخ القارئ المليجي الذي أهدى إليَّ نسخةً مصوّرةً من رسالة فضيلة الشيخ الجكني (التي لم تطبع بعد!!)
وكنت أتمنى كما ذكر بعض الإخوة الأفاضل أن تجمع الملحوظات التي تعنُّ على القلائل الذين استطاعوا أن يظفروا بتلك الرسالة
فترسل مباشرة إلى أخينا الشيخ الجكني للاستفادة مما قد فاته إن كان هناك شيء صالح لاستدراكه، لعدم انفكاك النقص عن النفس البشرية- كما لا يخفى-
،كما أنه معروف حال تلك الرسائل العلمية أنها لا تكون صالحة للطباعة وهي على تلك الحالة التي نوقشت عليها؛ لأنه لا بد من حذف كثيرٍ من الحشو والإطناب الزائد، أو إضافة الملاحظات والاقتراحات الخاصة بلجنة المناقشة مع ما قد يجدُّ بعد ذلك في عالم التحقيق ...
؛ وحيث إن الكتاب كما هو معروف لم يخرج لحيّز الطباعة بعدُ فلم يكن من المناسب نشره في أي موقع!!
سواءً في موقع الألوكة، ولا في المواقع الأخرى؛ وموقع الألوكة الماتع يعد رغم حداثته من أفضل المواقع الشرعية؛ لأن الألوكة لم تتخصص في القرآن فحسب، بل شملت سائر العلوم الشرعية تقريبًا، بيد أن المواقع الآنفة الذكر تخصصت بالقرآن وعلومه فحسب تقريبًا!!
وأختم بشكري ودعائي ورجائي لصاحب الموضوع ولغيره من إخواني الغيورين، بإرسال الملاحظات المهمة التي تكون صالحة للاستدراك إلى فضيلة الشيخ الجكني بأسرع وقت ممكن؛ وذلك قبل طبع الكتاب في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية ...
وأجدني مضطرًا لشكر فضيلة الشيخ الجكني مرة أخرى لتحقيقه لكتاب الإمام ابن الجزري، ولذبِّه عنه أيضًا، كما أشكر جميع الإخوة الأفاضل الذين قاموا بالذبِّ عن أخينا الشيخ الجكني، وأبشرهم بقول النبي (ص): «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» حسن لغيره؛ أخرجه أحمد والترمذي وحسنه.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 01:11]ـ
السلام عليكم
هذا هو الظن الجميل من البداية بالدكتور الفاضل، ووالله - إني لأشد أسفًا من سواي على كل كلمة تجاوزت فيها أو تعديت، وقدر الدكتور لدينا ولدى من قرأ كلامنا محفوظ موفور؛ فلا ضير إن شاء الله.
وأرجو الإخوة الكرام أن لا يشغبوا بدعوى الذب عن أخيهم، فليس هذا محلها، مع الاعتذار لأخينا الشيخ المزروع: [كما أشكر جميع الإخوة الأفاضل الذين قاموا بالذبِّ عن أخينا الشيخ الجكني،] ودعونا فلابد للمصدور من أن ينفث.
ولولا أني أعرف قدر الدكتور وقدر من رد عليَّ وقدر نفسي لقلت للأخوين الشنقيطي والشمراني من البداية: لن أكلمكما حتى يأتي صاحبكما .................. لكني لست سيبويه.
ومع الوقفة السابعة
** هل وقف الدكتور السالم - حفظه الله - على هذا النص العجيب في "الروض النضير" للمتولي وهو من مراجعه المخطوطة، وهو في ص 150 بتحقيق أبي الجود:
[وأيضًا التوسط الذي ذكره ليس لخلاد المعروف، الذي هو خلاد بن خالد، بل هو لخلاد بن جبيرة، ونصه - كما في النشر -: قَرَأْتُ بِهِ [أَدَاءً] مِنْ طَرِيقِ خَلَفٍ، وَابْنِ سَعْدَانَ، وَخَلاد بْن جُبَيْرة، وَرُوَيْمِ بْنِ يَزِيدَ، كُلُّهُمْ عَنْ حَمْزَةَ اهـ.
فاشتبه عليه الأمر فجعل ما لخلاد ابن جبيرة لخلاد بن خالد] انتهى كلام الشيخ المتولي.
وهذا النص الذي ساقه المتولي - رحمه الله - من كتاب النشر يقع في المطبوع ص 345 = 1021 من المحقَّق.
أظن أن الدكتور الفاضل لو وقف على هذا النص لنبَّهنا أن [وَخَلاد بْن جُبَيْرة] خطأ وأن الصواب: [وَخَلاد، وَابْن جُبَيْرٍ]، كما في المطبوع والمحقق. وأنّ ابن جبير هو: أحمد بن جبير، وأن خلادًا هو ابن خالد فعلاً لا كما ورد عند المتولي.
أو لعل الدكتور كان نبّهنا أن بعض النسخ المخطوطة فيها: [وَخَلاد بْن جُبَيْرة].
ولكنه لم يفعل.
وللموضوع بقايا
ـ[تلميذ المنيسي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 06:50]ـ
إن (بعض) ملحوظات أخي المليجي في محلها ولا أدعي التبرؤ منها أو المكابرة – حاشا وكلا – فإن المنهج الذي تربيت عليه وأخذته عن مشايخي هو: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الشريف صلوات الله وسلامه عليه " وأنه: لا خير في من لم يطلعنا على هفواتنا وأخطائنا العلمية ولا خير فينا ولا فائدة إذا لم نسمعها منه ونتقبلها بصدر رحب ا "
........................ ..........
أما الرد على وقفاتكم فأقول:
1 - قلتم: ....
................. ...................
أرى من الأمانة العلمية أن أذكر للقراء هنا المسائل التي أخذها القارئ المليجي ولم أعلق عليها هنا فأقول لمن لم يطلع على " وقفات أخي القارئ المليجي على تحقيق النشر " في موقع " الألوكة " أنه ذكر التالي:
1 - الاعتراض على قولي في ترجمة أبي السمال باللام:" وقيل بالكاف "؟
2 - عدم ضبط بعض الكلمات التي يرى أن ضبطها ضروري.
3 - تصحيفي بالحركات وليس بالحروف لبعض الكلمات وأهمها ضبطي لكلمة " كذبوا " في سورة يوسف بفتح الكاف والذال؟؟
4 - الوهم مني لما دخلت بين ابن تيمية وابن الجزري رحمهما الله.
5 - لما ذكر ابن الجزري شطر بيت قلت أنه " عجز " وأتيت بالبيت كاملاً والشطر المذكور هو " صدره " لاعجزه " وكأني أضحكت أخي القارئ المليجي حتى قال بالحرف الواحد:" بل من العَجْزِ عدُّه عجُزًا"؟؟؟؟ وكذلك كتابة بيتي ابن الجزري وبيت ألفية ابن مالك خطأً.
6 - ثم أشار بطرف خفي من الاستهتار – وما أكثر ذلك في كلامه – إلى تصحيفي كلمة " طلعت " بطعلت " فقدمت العين على اللام.
7 - ثم أخذ علي أني لم أقف عند ذكر أبي الحسن محمد بن مقسم "؟؟؟
د. السالم الجكني
أستاذ القراءات المشارك بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.
الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12342
السلام عليكم
نرحب بفضيلة الدكتور السالم - حفظه الله - زائرا للموقع الشاب: الألوكة.
ونشكر له شكرا جزيلا رده العلمي المتقاطر أدبًا ووقارًا.
ونشكر الأساتذة الذين شغلهم الموضوع فلم يهدأ لهم بال حتى ساروا به في طريقه الصحيح.
ووالله - إني لأراه أنصف أخانا وشيخنا القارئ المليجي، أو أخجله برده الذي جاء في وقته.
وقد تابعت الموضوع من البداية، فلاحظت أن الردود تسير على منوال: [[أخطاء ليست ذات بال --- أخطاء مطبعية --- تتوارى عن عيني الدكتور ---الدكتور لا يطلع على موقع الألوكة]] وأعتذر لمن كتب هذا، مع أن القارئ المليجي أول ما بدأ هذا الموضوع عنونه بـ وقفات وليس اعتراضات أو نقدات.
لا بأس قد انجلت غماؤها، وخبت نارها، وأسفرت إن شاء الله عن ود للجميع.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 12:00]ـ
الأخ الفاضل تلميذ المنيسي، والأخ الحبيب المليجي وجميع الإخوة بارك الله فيهم: ليس بيننا إلا الود والمحبة في الله ـ عز وجل ـ، واختلافنا في الرأي شيء طبيعي، لا يفسد للود قضية، ولكن المهم أن نعرف كيف نختلف، بحيث يكون اختلافنا وسيلة للتواصل العلمي البناء، لا مجال فيه للتجريح أو تحكيم الهوى والتعامي عن الأدلة والحقائق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 01:17]ـ
السلام عليكم
ومع الوقفة الثامنة
قال ابن الجزري رحمه الله [ص 123، 124 من المطبوع]:
$ القِسْمُ الثَّالِثُ: مَا يَجُوزُ الوَقْفُ عَلَيْهِ بِالسُّكُونِ، وبِالرَّوْمِ، وبِالإِشْمَامِ،
وَهُوَ مَا كان فِي الوَصْلِ مُتَحَرِّكًا بِالضَّمِّ، مَا لَمْ تَكُنِ الضَّمَّةُ مَنْقُولَةً مِنْ كَلِمَةٍ أُخْرَى، أَوْ لالتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وهَذَا يَسْتَوْعِبُ حَرَكَةَ الإِعْرَابِ وحَرَكَةَ البِنَاءِ والحَرَكَةَ المَنْقُولَةَ مِنْ حَرْفٍ حُذِفَ مِنْ نَفْسِ الكَلِمَةِ.
فَمِثَالُ حَرَكَةِ الإِعْرَابِ: ((اللَّهُ الصَّمَدُ))، و ((يَخْلُقُ))، و ((عَذَابٌ عَظِيمٌ)).
ومِثَالُ حَرَكَةِ البِنَاءِ: ((مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ))، وَ ((يَا صَالِحُ)).
ومِثَالُ الحَرَكَةِ المَنْقُولَةِ مِنْ حَرْفٍ حُذِفَ مِنْ نَفْسِ الكَلِمَةِ: (دِفْءٌ)، وَ (المَرْءُ) كَمَا تَقَدَّمَ فِي وَقْفِ حَمْزَةَ.
وَمِثَالُ الحَرَكَةِ المَنْقُولَةِ مِنْ كَلِمَةٍ أُخْرَى: ضَمَّةُ اللامِ فِي (قُلُ اوحِيَ)، وَضَمَّةُ النُّونِ فِي (مَنُ اوتِيَ).
وَمِثَالُ حَرَكَةِ التِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ: ضَمَّةُ التَّاءِ فِي (وَقَالَتُ اخْرُجْ)، وَضَمَّةُ الدَّالِ فِي (وَلَقَدُ اسْتُهْزِئَ) فِي قِرَاءَةِ مَنْ ضَمَّ [[هنا تعليق للدكتور السالم]].
وَكَذَلِكَ المِيم مِنْ ((عَلَيْهِمُ القِتَالُ))، و ((بِهِمُ الأَسْبَابُ)) عِنْدَ مَنْ ضَمَّهَا، وَكَذَلِكَ نَحْوُ [[سقطت من المحقق]] ((وَمِنْهُمُ الَّذِينَ))، ((وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ))، وهُوَ المُقَدَّمُ فِي الصِّنْفِ الخَامِسِ مِمَّا لا يَجُوزُ فِيهِ وَقْفًا سِوَى السُّكُونِ. اهـ
في هذه الفقرة:
* علق الدكتور - حفظه الله -[ص 1467] عند قول ابن الجزري: [في قراءة من ضم] فقال: أي ضم الدال؛ وهي قراءة غير عاصم وحمزة وأبي عمرو ويعقوب. اهـ
أقول [المليجي]: بل مراد ابن الجزري: من ضم التاء ومن ضم الدال؛ وهم من ذكرهم الدكتور أيضًا، ولو أراد ابن الجزري الدال فقط لما عجز أن يقول: في قراءة من ضم الدال.
ولو أراد الدكتور إيضاح كلام ابن الجزري - وهو واضح - لعلق بعد قول ابن الجزري: [ضَمَّةُ اللامِ فِي (قُلُ اوحِيَ)، وَضَمَّةُ النُّونِ فِي (مَنُ اوتِيَ)] قائلاً في قراءة مَن نقل،،
وبقي أن أشير أن الدكتور لم يكتب (قُلُ اوحِيَ)، (مَنُ اوتِيَ) كما كتبتُهما، بل كتبهما بتحقيق الهمزة وبلا تشكيل، ولم يشأ أيضًا أن يرسم الكلمتين: (دِفْءٌ)، و (المَرْءُ) بشكل يبين مراد المصنف في وقف حمزة، أو يُحيلَهم إلى [ص 1172] من المحقَّق حيث يقول ابن الجزري: وأمَّا إن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فتسهيله أن تُنقل حركة الهمزة إلى ذلك الساكن، ويحرك بها ثم تحذف هي.
وأما أنا فأحيل قراءنا الأفاضل إلى ص 432 من المطبوع.
وأما كلمة (نحو) والواو بعدها من (ومنهم الذين) فهما في المطبوع وليسا في المحقق.
ولمن لم يطلع على تعليقات التحقيق أقول: إن المحقق يتعقب المطبوع في أقل من كلمة (نحو) والواو، وغير ذلك، ولولا أن هذه فاتته سهوًا، لعلق بأنها: زادت في المطبوع، وأُقْحِمتْ، ونحو ذلك،،،،، ولكنه لم يفعل.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 01:06]ـ
ما كان أغنى الدكتور الفاضل عن ذكر أبي السَّمَّال!! فالحديث عنه ذو شجون.
أما لفتَ انتباهه أني قلتُ في المشاركة الثانية: عمومًا أنا سأنتظر قليلاً لعلي أجد من يناقشني في الوقفة الأولى (أبو السمّال)، لأني كنت أعددت نفسي لنقاش طويل حوله. ثم أتابع سرد باقي الوقفات.
فأنا الآن أرحب وأدعو للحوار من يظن أو يحاول أن يوهمنا أن صاحب الاختيار يكنى أبا السمال وأبا السمَّاك في آن واحد.
ثم يجيء الدكتور - بطيبة نفس - فيقول: في الموضع الأول ص 377 ترجمت لأبي السمال باللام ثم ذكرت فائدة ليست في كتب التراجم وهي (قيل بالكاف) وذكرت مصدر المعلومة وهو إحدى النسخ الخطية التي هي عندي أقوى نسخ النشر التي اطلعت عليها واشتغلت بها،
أيُّ فائدة هذه يا دكتور؟؟ وهل زدتَها على كتب التراجم أم استدركتها على الكتب التي قيدت الأسماء وحررتها وضبطتها؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا لم أُحِل القراء إلى كتبٍ ترجَمت لأبي السَّمَّال، وإنما أحلتُ إلى كتب ضبطت اسمه وقيدته وأزالت الالتباس والوهم، وأعيدها عليك ثانية:
كتاب الإكمال لابن ماكولا، وتبصير المنتبه لابن حجر، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين.
وأقوى من ذلك عندي: القاموس المحيط وتاج العروس.
وبهذا ترجمه الأفاضل الذين حقَّقوا كتاب المحتسب لابن جني ص 54.
هل سهوتَ إذًا - يا دكتور - أم قصدت أن تستدرك على القاموس، وتاج العروس، ورجل الطاوس والجاسوس، والناموس،،،، وعلي النجدي ناصف، وعبد الفتاح شلبي، .....
ثم بماذا تعتضد - يا دكتور - حتى تقف في وجه هذا السيل العرمرم؟ بإحدى النسخ الخطية التي هي عندك أقوى نسخ النشر!!
أتريدني أن آتيك بنسخ خطية مصححة ومقروءة على مؤلفيها، وفيها أن شارح الشاطبية: الفارسي وليس الفاسي.
أتريدني أن آتيك بنسخ خطية مصححة ومقروءة على مؤلفيها، وفيها أن شيخ محيي السنة البغوي وراوي صحيح البخاري: المليجي وليس المليحي.
وآتيك بنسخ خطية مصححة ومقروءة على مؤلفيها، وفيها أن شيخ أبي حيان وآخر من روى عن أبي الجود: المليحي وليس المليجي.
ووجدتك في ص: 661 عند ذكر حفص بن سليمان تقول في كنيته: كذا في جميع النسخ بإثبات واو (عمرو) وفي مصادر ترجمته: أبو عمر ........ لماذا لم تزد في ترجمة حفص أن كنيته أبو عمرو أيضًا وتستدرك على ابن قتيبة في المعارف،، ومن قبله ومن بعده؟
ونعود إلى النسخة المحترمة (س) هل التزم ناسخها المدقق النحرير - الذي يُدفَع بكتابته أقوال العلماء - هل التزم بكتابة السمال بالكاف في جميع المواضع؟
ليراجع من شاء ص 255 من القسم الثاني بتحقيق محمد بن محفوظ، ونسخه المخطوطة هي نسخ الدكتور السالم.
ثم إن الناسخ قرأ كتاب النشر على ابن الجزري، وابن الجزري يتبرَّأ من هذه الكاف فينص في غاية النهاية أنَّ أبا السمال باللام،، فماذا يقول الدكتور؟؟؟
فالحاصل أنَّ هذه الحجَّة التي جاء بها الدكتور أوهى من بيت العنكبوت.
ولا أخفي القراء سرًّا أني كنت أكتب هذا الرد، وكأنَّ قارئا يردد على سمعي قول الله تعالى:
((مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ))
وقول الله تعالى:
((وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ))
فاعذرني - يا دكتور - وسامحني فلم أهلّل لفضيلتك وأنت تقول: وذكرت مصدر المعلومة وهو إحدى النسخ الخطية التي هي عندي أقوى نسخ النشر التي اطلعت عليها واشتغلت بها.
بل تراءت لي صور أولئك الأعلام [ابن ماكولا، وابن حجر، وابن ناصر الدين، والفيروزابادي ...... ] وكأنهم يقفون أمام الدكتورين: السالم والطيار ويهتفون:
لا تَحسبنْ أنَّ بالكُتـ **** ـب مثلنا ستصيرُ
فللدجاجة ريشٌ **** لكنَّها لا تطير
[ابن الدهان]
وكذا لم أهلل حين أتحفتني ببيان أنّ ما زاده الدكتور الطيار هل هو 500 ترجمة أو سيرة ذاتية أو C. V أو ما شئت من مسمّيات.
أما من أراد ترجمة وافية لأبي السمال ودراسة لقراءته فأحيله على: مجلة معهد الإمام الشاطبي ـ العدد الثاني ذو الحجة 1427هـ ديسمبر 2006م.
وللموضوع بقايا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 01:04]ـ
الإخوة الأفاضل
لعلَّ منكم من يعتب علي، أو يلومني على الردّ السابق وعلى ما أنتويه من الردود على تعقيب الدكتور السالم.
ولعل منكم من يقول: أما يكفي هذا المليجي أن الدكتور تنزَّل وكتب له ردّا شافيًا ملتزما الأدب الجميل!!
ولكم الحق كاملا في ذلك، فأنتم معذورون ... ليست النائحة كالثكلى.
ومن أين تعرفون أن الدكتور يستغفلني.
ومن أين يعرف الذين يصفقون للدكتور - ويعرضون بي - في ملتقى التفسير أنه استخف بي وبهم،،
وأنَّ ردَّه العلمي قد حشد قدرًا كبيرا من التناقضات،،،
والمغالطات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ترونه - أيها الإخوة - يقول في تعقيبه التاريخي: وأيضاً د/طيار لم يقل إن نسخته تزيد (500) (ترجمة؟؟ بل قال: بالحرف الواحد: " وبالتالي فإنها – النسخ الأخرى – تخلو من حوالي 500 (سيرة ذاتية جديدة) أضافها المؤلف الذهبي ... اهـ
وفرق بين ط الترجمة والسيرة الذاتية الجديدة عند المتأمل.
ولعلكم قلتم: هذا هو الفارق بين عالم محقق - يعرف ما بين الترجمة والسيرة الذاتية - وآخر أحمق لا يفرق بينهما، كمن لا يفرق بين الكوع والبوع.
ولعل منكم من تشوف لمعرفة الفرق فأخذ يبحث في كتب الفروق اللغوية، أو أحس قصورًا في علمِه فرجع إلى مرجعٍ في الموضوع ككتاب "الترجمة الشخصية" للدكتور الكبير شوقي ضيف رحمه الله.
ولا أخفيكم فأنا أيضا ظللت أبخع نفسي طوال هذه الأيام، وأقول: يا نفس كيف لا تعرفين ما بين الترجمة والسيرة الذاتية؟؟
ووقعت في حيص بيص، وضربت أخماسا في أسداس .....
ثم ...
إذا بالدكتور كان عابثًا هازلاً،، وإذا به لم يرد إلا التشويش ..... وإطلاق طلقات في الهواء ...
لماذا؟؟
لأني حين قلتُ إن نسخة الدكتور الطيار تزيد حوالي 500 ترجمة لم أزد على ما قاله الدكتور السالم نفسه في كتابه!!!!!
فأذكّر الدكتور أن يراجع ما كتبه ص 302 في مقدمة التحقيق؛ حيث يقول بالحرف الواحد:
وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات، أتقنُها وأكملُها - بزيادة (500) ترجمة عن غيرها - حسب علمي هي طبعة: مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة، التركي، بتحقيق د/ طيار آلتي قولاج، في استنبول سنة 1416 هـ وهي التي أعتمد عليها في هذه الرسالة.
انتهى كلام الدكتور ص 302 من رسالته بحروفه.
== ثم ألا ترونه يقول أيضًا في تعقيبه الذي يستغفلني فيه: فليس عند ابن الجزري سهو أو غفلة بدليل أنك لو رجعت إلى ص:667 من المحقق وهو عندك لاشك فستجد ابن الجزري يقول:" وتقدمت وفاة أبي طاهر في رواية البزي "اهـ بنصه، وهذا في رواية حفص وستجد العبد الضعيف أحال على الصفحة بالصواب (587) وأسألك بعد هذا: أي غضاضة على ابن الجزري هنا حتى تحكم عليه ب " السهو "؟؟؟
وأُوضّح الأمر للقراء فأقول:
أبو طاهر ابن أبي هاشم: اسمه عبد الواحد بن عمر البغدادي
له ذِكرٌ في أسانيد النشر؛
فمن ذلك: في رواية البزي؛ حيث قرأ على أبي الحسن بن الحباب وقرأ ابن الحباب على البزي ص 117 من المطبوع.
وذكر ابن الجزري وفاتَه ص 122 = 587 مع تراجم كبار الرواة لقراءة ابن كثير.
ومنه: في رواية الدوري عن أبي عمرو؛ قرأ أبو طاهر - ضمن سبعة وعشرين - على ابن مجاهد وقرأ ابن مجاهد على أبي الزعراء.
ومنه: في رواية هشام عن ابن عامر؛ قرأ أبو طاهر على أبي بكر النقاش، وقرأ النقاش على الأزرق الجمال، وقرأ الجمال على الحلواني.
ومنه: في رواية حفص عن عاصم؛ قرأ أبو طاهر على أبي العباس الأشناني، وقرأ الأشناني على عبيد بن الصباح.
وقال ص 157 = 667: وتقدَّمت وفاة أبي طاهرٍ في رواية البزِّيِّ.
= ثم في رواية الدوري عن الكسائي، قرأ أبو طاهر على أبي عثمان الضرير، وقرأ أبو عثمان على الدوري.
وقال ابن الجزري هنا: وتقدَّمت وفاة أبي طاهرِ بْنِ أبي هاشمٍ في روايةِ حَفْصٍ.
فأحالنا الدكتور على ص 578 وهو يقصد 587 وهذه الإحالة صحيحة ذُكرَت فيها وفاة أبي طاهر ..... لكنها ليست في رواية حفص بل في رواية البزي.
وأنا قلت: إن ابن الجزري سها فأراد أن يقول تقدمت وفاته في رواية البزي فقال في رواية حفص.
والدكتور السالم يصرّ أن يستغفلني، فيقول: ابن الجزري ما سها وما غفل، بل قصد أن يحيلك إلى تراجم الرواة عند حفص ص 157 = 667 لتفاجئك هذه الجملة: تقدَّمت وفاة أبي طاهرٍ في رواية البزِّيِّ،،،
أي أن ابن الجزري لم يسهُ ولم يغفل لكنه يعبث بنا ويمازحنا.
فلماذا أحالنا الدكتور إذن على ص 587 في رواية البزي حيث ذُكرَت وفاة أبي طاهر، ولم يمازحنا أيضًا كما فعل ابن الجزري!!
هذا بعض ما فاجأني به الدكتور في تعقيبه، وما لزمني إيضاحه لمن يزور هذا الموقع الماتع من محبي الدكتور المتابعين للموضوع هنا وهناك.
مع أني كنت أطمع من محبي الدكتور في مناقشة علمية لا مزايدة على الحب!!
أما وقوفي على نسخة من رسالة الدكتور، فقد جاء بعد كتابتي موضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16242
كمكافأة من أحد قرائه، فليراجعه أوّلا من شاء.
وأما اعتذار الدكتور عما في هذه النسخة فلا نجد له إلا قولهم:
قد قيل ما قيل إن صدقًا وإن كذِبًا **** فما اعتذارُك من قول وقد قيلا
مع أن هذا القول [الرسالة] قاله دكتور فاضل جليل نحبه في الله.
وأشرف عليه أستاذ جليل، وناقشه أساتذة أجلاء.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:44]ـ
أخي الكريم/ إن كنت تريد النقد الهادف والتصحيح البناء فليس هذا بأسلوب لذلك.
وإن كنت تريد التعيير والهمز واللمز فاستغفر الله وألق القلم جانبا.
حاولنا التحبب إليك ونراك تتمادى تبغضا إلينا، أردنا أن تخفف من حدة انتقاداتك ونراك تزيدها إضراما.
قلنا لك: لا يملك نسخة النشر بتحقيق د/ السالم إلا أناس لا يتجاوزون أصابع اليد، والبقية لا يعرفون هذا التحقيق ولا العيوب التي تزعمها، فكان الأولى أن تحتفظ بملاحظاتك أو ترسلها إلى الدكتور السالم شخصيا، والذي أعرفه منصفا متجردا للحق، فإن وجد في نقدك فائدة سيحيلها إليك ولن ينسبها لنفسه.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: ما ناظرت أحدا إلا وأحببت أن يظهر الله الحق على لسانه.
فالزم بارك الله فيك نهج أهل العلم وأدبهم، ودعك من القيل والقال، وكثرة الكلام، والانشغال بالردود، لأن ذلك يفضي إلى كثير من المحاذير الشرعية التي تعلمها.
وفقك الله لما يرضيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 12:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً:
أتقدم بكل الشكر والتقدير لجميع الإخوة الذين شاركوا بآرائهم وأثرَوا الموضوع.
ثانياً: أعتذر مقدماً لإدارة هذا المجلس العلمي المحترم عما سأكتبه، إذ ماكنت أتمنى أن تكون أول مشاركة لي معهم هي في باب الجدال والنقاش العلمي الخارج عن أصوله وضوابطه وآدابه، ولكن:" مكره أخوك " .. ورحمة الله على الشافعي عندما قال: " من استغضب فلم يغضب فهو حمار "
أقول:
أشرت في مقال سابق نشرته في موقع " ملتقى التفسير" وقام أحد الإخوة الكرام بنشره هنا – ونعم مافعل - إلى ماكتبه المزكّي لنفسه المتسمّي ب " القارئ المليجي"، البعيد قلمُه عن الأدب في جل ماكتب وطرح.
وقد رأيته الآن ولايزال " يرقص" و " يدندن " على " أطلال ": أبي السمال " و" أبي السماك " وكأن شخصاً حرّف كتاب الله وسنة رسوله، وعلى قول المصريين:" وكأن الخطأ في البخاري "؟؟
فأقول مخاطباً إياه:
يا هذا:
هب أني قلت أنه " السماك " بالكاف " ولم أشر ألبتة إلى أنه " السمال " باللام؟ فكان ماذا؟؟
وهب أني رجعت إلى مصادرك ولم أنقل ما فيها اكتفاء بما ذكرته عن غاية النهاية: أيعطيك هذا الحق في أن تتمادى في سخريتك واستهزائك ثم يطغى بك سوء الفهم وتلاعب الشيطان بك لتحرّف كلام الله تعالى وتنزّله غير محله،؟؟؟ أءآيات نزلت في المشركين تتمثل بها على من يقول لاإله إلا الله محمد رسول الله، ويخدم كتاب الله قدر جهده وعلمه؟؟ ويعلم أبناء المسلمين تلاوة كتاب الله تعالى؟؟؟ أين عقلك يا هذا؟؟
هب أني صحّفت كل الأسماء والأعلام أمخوّل لك ذلك سوء الأدب في النقد والانتقاد؟؟
يا هذا:
أمثلنا يستدل عليه ويستشهد ويتمثل بقوله تعالى:
"مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
وأمثلي ومثل د/طيارومن وقف ضدك في ملاحظاتك " السطحية " يقال فيه قول الله تعالى:
"وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ"؟؟
ولكن لاغرو فلست " الممثل " الوحيد ولن تكون الأخير الذي يدعى " المليجي "؟ وما أراك إلا أنك تلوت هذه الآيات الكريمة وأنت " يخيل" إليك أن تسمع قارئاً يتلوها كما شهدت على ذلك بنفسك؟؟؟؟
أبلغ بك الجهل بآيات الله والاستهتار بها إلى هذا الحد؟؟
ولاأشك أنك فهمت ردي عليك بأدب وحسن خلق وإعراضي عن " استهتارك واستهزائك أولاً إلا خوفاً منك، وللأسف جعلتَ ذلك سبباً إلى سوء القول منك، ورحم الله من قال وقد صدق:
- فإن دواء الجهل أن تُضرَبَ الطُّلى ... وأن يغمس العرّيض حتى يغرقا
ثم يا هذا:
من قال لك أني أردت الاستدراك على القاموس وتاج العروس أو غيره من كتب العلماء؟ وأي حرف أو كلمة في كلامي يدل على ذلك أو يشير إليه؟؟
إن ماكتبتُه في " المسودة " التي تتغنى بها وبالملاحظات فيها لا يعدو كونه ذكر معلومة ذكرت بصيغة التضعيف موجودة على " حاشية " إحدى النسخ الخطية للكتاب المراد تحقيقه، ولايعني ذكرها تصحيحاً لها أومقارنتها بغيرها؟؟ فارجع إلى من شئت من " صغار " طلابك فلعلهم يشرحون لك هذا الباب ويفهّمونه لك؟؟؟
وأيضاً:
هل وجدتَ عندك في " المسودة " التي بين يديك أني قلت: وقيل بالكاف (وهو الصواب)؟؟
يا هذا:
لك كل الحق كما لغيرك ممن هو أعلم منك في أن تبدي ملاحظاتك وتصويباتك،ولستُ ممن " يصادر " آراء الآخرين، ولست ممن يجعل نفسه فوق المناقشة، يعرف هذا عني من يعرفني من صغار الطلبة إلى كبار مشايخي وهذه نعمة أحمدالله عليها، ولكن:
ليس لك ولاأقبل منك ولا ممن هو دونك أ هو فوقك أن يتعدى ذلك إلى سوء الأدب في الطرح والتنكيت.
ثم يا هذا:
اتهمتني كذباً وزوراً وبهتاناً أني " استغفلتك "؟؟؟؟
فيا هذا:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أنت حتى أستغفلك؟؟ ومابيني وبينك حتى أسنغفلك؟ ولماذا أستغفلك؟ وهل أنت إلا نكرة " تستعير " اسماً لاتستطيع المحافظة على شرفه والتقيد بشروطه؟ أي " قارئ" يهزأ بحملة كتاب الله تعالى المدافعين عنه حتى وإن أخطأ اجتهادهم؟
أم لأنك وجدت ملاحظات أراك تطير بها وترقص وتدندن، وياليت ذاك فحسب بل أراك تتهم وترعد وتزبد؟؟
والأدهى من ذلك وأخطر وهي جريمة لاتغتفر:
أنك " تنزّل آيات الله تعالى عليّ وعلى رجل نشهد أنه يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وخدم تراث القراءات خدمة لم نسمع " مليجياً" لاقارئاً ولا " ممثلاً" أداها لها؟؟؟
يا هذا:
كنت أودّ أن ترقى بردودك هذه إلى درجة عالية من الأدب العلمي في الخلاف والتصحيح لا أن تجيّره" حسب " أوهامك " ووساوس الشيطان وتلاعبه بك حتى أراك المؤمن الموحد مشركاً، والمؤمن الداعي الله وحده وكأنه يدعوا آلهة وأصناماً أخرى ...
وبما أنك أدخلت الشعر والشواهد فهاك نصيبك منها:
فرضي الله عن حسان حينما قال:
1 - ما أبالي أنبّ بالحزن تيس ... أم لحاني بظهر غيب لئيم
2 - هل يضر البحر أمسى زاخراً ... أن رمى فيه غلام بحجر
ورحم الله الفرزدق عندما قال:
3 - ما ضرّ تغلب وائلٍ أهجوتها ... أم بُلتَ حيث تناطح البحران
4 - ومن دعا الناس إلى ذمّه ... ذموه بالحق وبالباطل
5 - مقالة السوء إلى أهلها ... أسرع من منحدرالسائل
وأما ما ختمت به ترّهاتك و" مسلسلك " وهو قولك:
" قاله دكتور فاضل جليل نحبه في الله" اهـ
فهو " الكذب بعينه؟ فكيف تحب في الله من تتمثل فيه بآيات الشرك والوثنية؟؟
أم ترى أنك لم تصحُ من سكرة " غيّك وسوء أدبك عند كتابة هذا الكلام.
وأخيراً:
إن كانت نيتك " خالصة " لوجه الله تعالى في ماتكتبه وتلاحظه فهاتِ ماوجدته من مسائل علمية تستحق الوقوف عندها لتتميز مكانتك العلمية ومكانة ملاحظاتك، ودعك من هذه الملحوظات " السطحية " التي يعرفها كل من أعاد النظر فيها، وعلى قولك: يعرفها " صغار الطلبة عندك " ز
والعذر مرة أخرى للمنتدى المبارك ورواده.
السالم الجكني
المدينة المنورة
11/ 7/1429
ـ[الجكني]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الكريم الشيخ ضيف الله وبارك الله فيك ونفع بك وبعلمك ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر الإخوة والمشايخ الأفاضل الذين شاركوا في هذا الموضوع.
ولا يفوتنا أن نرحب بأخينا الشيخ الدكتور السالم الجكني، جعل الله عمله في ميزان حسناته.
وكذلك الشكر موصول لأخينا الشيخ ضيف الله الشمراني.
ثم أخينا القارئ المليجي الذي أحسبه - والله حسيبه - ما أراد إلا الخير والنفع.
ولأخينا الذي قلل من شأن الألوكة .. سامحك الله وعليك بالدعاء والنصح والمساعدة حتى يكبر الصغير، وبتعاونك وإخوانك نفرد لك مجلسًا في الألوكة ((مجلس القراءات وعلوم القرآن)) وكل ذلك بالإضافة إلى المواقع النافعة التي ذكرت ما هو إلا وسيلة دعوية يحتسب بها الأجر عند الله عز وجل، كتب الله لنا ولكم القبول.
ونستأذن إخواننا في إغلاق هذا الموضوع، لأن أخانا المليجي صاحب الموضوع بناه على نقد رسالة علمية لما ينتهي الدكتور بعد من إعادة مراجعتها وتحريرها وفي هذا ظلم للعمل، بارك الله فيكم ونفع بكم.(/)
استحباب قراءة سورة القلم (العلق) عشاء أول ليلة من رمضان. فليحرَّر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 03:19]ـ
قال الشيخ الجليل بكر بن عبد الله أبو زَيد بن بكر بن غَيهب القُضاعِيّ (رحمه الله) (ت: 28 محرَّم 1429)، في "تصحيح الدُّعاء" ص421:
تنبيه: في "طبقات ابن أبي يعلى: 1/ 96" و"الفروع: 1/ 548" و"الاختيارات للبعلي ص/64" أنَّ الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - استحبّ قراءة سورة القلم عشاء أول ليلة من رمضان، وعلَّل ذلك: بأنَّها أول سورة نزلت من القرآن في رمضان، ووافقه شيخ الإسلام ابن تيميّة على ذلك، ولم أر لهذا الاستحباب دليلًا، فليُحرَّر. انتهى
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 07:06]ـ
أنتم أهل للتحرير أبا محمد، بانتظار فوائدكم.
هل وقفتم على استحباب تقي الدين لذلك؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 08:59]ـ
أنتم أهل للتحرير أبا محمد، بانتظار فوائدكم.
هل وقفتم على استحباب تقي الدين لذلك؟
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى الكبرى" (5/ 342):
"ويقرأ أول ليلة من رمضان في العشاء الآخرة سورة القلم؛ لأنها أول ما نزل، ونقله إبراهيم بن محمد الحارث عن الإمام أحمد، وهو أحسنُ مما نقله غيرُه أنَّه يبتدئُ بها التراويح". اهـ.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 03:10]ـ
أخي الحبيب رمضان، ما سأل عنه أخونا الحبيب أبو حازم البصري تجده في قول الشيخ بكر رحمه الله: (و"الاختيارات للبعلي ص/64"). فمن المعلوم أن "الاختيارات" قد طُبِعَ ضمن "الفتاوى الكبرى"، وله طبعة أخرى مفردا ...
ثم تجده أيضًا في قول الشيخ: (و"الفروع: 1/ 548").
قال ابن مفلح في "الفروع": (والذي نقله إبراهيم بن محمد بن الحارث: يقرأ بها في عشاء الآخرة. قال شيخنا (يعني: ابن تيميّة): وهو أحسن). والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:53]ـ
بارك الله فيكم
وقول أبي العباس مشهور في كتب الحنابلة غير ما ذكر
وعلّل الحنابلة قول إمامهم بقولهم:
"والظاهر أنه قد بلغه في ذلك أثر"
وهذا من فقههم لمعرفتهم بأصول إمامهم وأنه لا يستحب عبادة إلا بأثر ويشعر أيضا بعدم وقوفهم على هذا الأثر
وهنا بحث هل يقال رأيهم أحب إلينا من أراءنا فنقلدهم في ذلك وإن لم نقف على هذا الأثر أم لا؟
فإن قيل لعل الأثر يكون ضعيفا قيل هو أجل من أن يستحب عبادة بأثر ضعيف فإن قيل من أصوله العمل بالضعيف قيل هو حق إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه
فإن قيل لعله أثر عن تابعي لا عن صاحب ولا نبي قيل رأيهم أحب إلينا من رأينا
فإن قيل لم يذكر استحبابه عن أحد غيره من الأئمة ومن أقرنه قيل هو أعلمهم بالآثار فاحتمال أن يكون عنده زيادة علم وارد
أو يقال عدم النقل عنهم لا يستلزم العدم ولو استلزم لم يستلزم عدمه عن جميعهم
فإن قيل الدين محفوظ فلا يعقل أن لا ينقل إلينا هذا الأثر قيل لعله نقل ولم تطلع عليه واطلع عليه غيرك ولذلك قلنا رأيهم أحب إلينا من رأينا
فإن قيل العبرة بعدم اطلاع جميع علماء عصر من العصور عليه قيل إثبات هذا يحتاج إلى دليل
فهذا كله فيه بحث والله أعلم بالصواب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:29]ـ
أخي الحبيب أمجد
لا أدري ما وجه إيراد قولك: (غير ما ذكر)؟! فنحن لم نشترط الاستقصاء (ابتسامة)
ثم التعليل المنقول مردود بما ورد في ترجمة إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني في (طبقات ابن أبي يعلى: 1/ 249 عثيمين)، قال: سمعت أحمد يقول: (أستحب للإمام أن يقرأ أول ليلة من شهر رمضان في عشاء الآخرة: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"؛ لأنها أول سورة نزلت من القرآن). فعلّة الاستحباب هنا منصوص عليها .. وبهذا يبطل قول البهوتي (كشاف: 1/ 403 عالم الكتب): "الظاهر أنه قد بلغه في ذلك أثر".اهـ. والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك
إنما أردت الإشارة إلى شهرته بعد أن سئل عنه لا الاستدراك (ابتسامة محب)
أما التعليل المذكور فهو مخرج على أصول الإمام كأنهم نظروا إلى ضعف التعليل الأول
فلمعرفتهم بإمامهم وأقواله وأصوله ظهر لهم أن ثمت تعليل آخر غير ما ذَكر
ثم إما أن يكون ترك ذكره اختصارا أو لحال المُخاطب _ لفهمه ذلك عن إمامه_ أو لعدم استحضاره وقتئذ والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:43]ـ
رحمهم الله ورفع درجاتهم
وبارك الله في الإخوة جميعاً، وأخص أخانا الشيخ أشرف على هذا الموضوع
والأصل عدم استحباب ما ذكر حتى يثبت الدليل
وما أشار إليه الشيخ أمجد وارد، لكننا لسنا متعبدون باحتمال وقوف هؤلاء الأئمة الكبار على الدليل
إلا عند من يلتزم تقليدهم ومتابعتهم، ونحن هنا في موضع مباحثة، وقد علمنا الإمام أحمد ألا نقلد الثوريَّ ولا مالكاً
ولا الشافعي، وأن نأخذ من حيث أخذوا
وإلا فلاشك أنهم أئمة هدى، رحمهم الله وجزاهم عن المسلمين خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:45]ـ
كلامك محل نظر أخي الحبيب أمجد .. (جزاك الله خيرا وبارك فيك).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:48]ـ
شيخنا أبا محمد .. (جزاك الله خيرا وبارك فيك).
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:59]ـ
بارك الله فيكما
وإنما ذكرته مباحثة ...
وفي ذهني منذ مدة موضوع عن الاحتجاج بأقوال كبار التابعين إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه
ويلحق به الاحتجاج بأقوال أئمة القرون الأولى إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه
وتحقيق معتى قول بعضهم "رأيهم أحب إلينا من رأينا" هل هو على سبيل الاحتجاج أم على سبيل احتقار النفس وكونهم أقرب لإصابة الحق منا
وكان سبب إثارة هذا الموضوع في ذهني ما ذكر عن أحمد وغيره من احتجاجه أحيانا بأقوال التابعين
ومنها قصة أحمد مع كراهة طاوس للأنين
وهو موضوع يحتاج إلى تحرير والله أعلم
*******
هل يمكن أن يقال: أين أصحاب أحمد المختصين به كأبناءه والمرُّوذي وغيرهم عن هذا النقل؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 09:30]ـ
أخي الحبيب أمجدقولك: (هل يمكن أن يقال: أين أصحاب أحمد المختصين به كأبناءه والمرُّوذي وغيرهم عن هذا النقل؟؟).اهـ. أقول: في قولك هذا إشارة إلى إعلال الرواية المنقولة عن الإمام، وهذا بعيد - في المسألة محل المباحثة -؛ لما يلي:1 - إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني، قال ابن أبي يعلى: (نقل عن إمامنا أشياء). وقال: (ذكره أبو محمد الخلال من جملة الأصحاب). فلم يذكرا إغرابا ولا نكارة ... 2 - "أبناء أحمد والمرُّوذي" لم يستوعبا جميع مسائل الإمام، هذا هو الأصل، ومَن ادَّعى غير ذلك، يلتزم بالدليل. ثم: هنا يُقال: هل وصلنا جميع مسائل أحمد من طريق "أبنائه والمرُّوذي"؛ لكَي نطعن في رواية إبراهيم ابن الحارث عن الإمام أحمد بدعوى "التفرّد"؟! 3 - هذه الرواية ذكرها أهل البصيرة والنَّقد من أئمة المذهب .. فمنهم من استحسنها على غيرها كشيخ الإسلام .. ومنهم من أشار إلى ضعفها في مقابل رواية أخرى (فلم نذهب بعيدا) في استحباب ابتداء تراويح أول ليلة بسورة القلم - يعني: العلق - وتناقلوا علة ذلك: أنها أول سورة نزلت. أما تعليل البهوتي فبعيد .. (والله أعلم).ونعتذر إلى شيخنا أبي محمد أن تقدَّمنا بالجواب بين يديه (غفر الله لنا وله وللجميع).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 03:38]ـ
(تنبيه)
ما ورد في (كشّاف القناع: 1/ 403/س18 عالم الكتب)، من قول البُهوتي (ت: 1051): (نصّ عليه): إنما يعود على قول الحجّاوي (ت: 968): (ويختم آخر ركعة من التّروايح قبل ركوعه ويدعو).
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 12:31]ـ
أحببت أن أنبه على أمر واضح، ولكن قد يخفى على بعض من يطالع هذا الموضوع، وهو أن مراد أحمد http://majles.alukah.net/images/icons/radia.gif بسورة القلم سورة العلق فقد كان كثير من السلف يسميها القلم لقوله تعالى فيها (الذي علم بالقلم)
وذلك لأن سورة نون والقلم لم يقل أحد إنها أول ما نزل وإنما اختلفوا في أول ما نزل على ثلاثة أقوال ذكرها السيوطي في الإتقان أولها: العلق وهو الصحيح، وثانيها: المدثر، وثالثها: الفاتحة، والصواب حمل ما ورد في أوليتهما على أنها أولية إضافية، وأما الأولية المطلقة فلسورة العلق.
وأما أصل الموضوع فكون السورة أول ما نزل لا يعني أن تقرأ في أول عشاء، لأنها لم تنزل في أول عشاء، ولا في أول ليلة، وحتى لو فرض ذلك فالمداومة على تلاوة سورة معينة في وقت مخصوص بلا توقيف من النبي http://majles.alukah.net/images/icons/sallah.gif لا يجوز، ويعتذر عن إمامنا أحمد بأنه ربما تكون بلغته آثار لم تبلغنا فتمسك بها، وإلا فكلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي
منقول http://majles.alukah.net/images/icons/sallah.gif
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 07:27]ـ
أخي جهاد هاني،
أود منك قبل التعليق قراءة الموضوع بدءا من العنوان إلى منتهاه، فإن رأيتَ في جعبتك جديدا فهاته ..
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 12:00]ـ
قال الشيخ الجليل بكر بن عبد الله أبو زَيد بن بكر بن غَيهب القُضاعِيّ (رحمه الله) (ت: 28 محرَّم 1429)، في "تصحيح الدُّعاء" ص421:
تنبيه: في "طبقات ابن أبي يعلى: 1/ 96" و"الفروع: 1/ 548" و"الاختيارات للبعلي ص/64" أنَّ الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - استحبّ قراءة سورة القلم عشاء أول ليلة من رمضان، وعلَّل ذلك: بأنَّها أول سورة نزلت من القرآن في رمضان، ووافقه شيخ الإسلام ابن تيميّة على ذلك، ولم أر لهذا الاستحباب دليلًا، فليُحرَّر. انتهى
فائدة لم أسمع بها قبل الآن، جزاكم الله خيراً يا أخي الكريم(/)
ماذا بعد القرآن
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ماذا بعد حفظ القرآن هل أقرأ تفسير القرآن وأضبطه مع مهمات متون العقيدة؟
أم أبدأ في حفظ المتون وأترك التفسير؟
أشيروا علي جزاكم الله خيرا
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:50]ـ
الرجاْ الرد ياإخوان أريد حلاً والسلام(/)
أقسام الاستفهام في القرآن الكريم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 11:35]ـ
أقسام الاستفهام في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد فهذه رسالة مختصرة في أقسام الاستفهام في القرآن قال السيوطي رحمه الله: قال بعض الأئمة: وما جاء في القرآن على لفظ الاستفهام فإنما يقع في خطاب الله على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفي حاصل، وقد تستعمل صيغة الاستفهام في غيره مجازاً وألف في ذلك العلامة شمس الدين ابن الصائغ كتابا سماه روض الأفهام في أقسام الاستفهام قال فيه قد توسعت العرب فأخرجت الاستفهام عن حقيقته لمعان أو أشربته تلك المعاني ولا يختص التجوز في ذلك بالهمزة خلافاً للصفار:
الأول الإنكار والمعنى فيه على النفي وما بعده منفي ولذلك تصحبه إلا كقوله فهل يهلك إلا القوم الفاسقون وهل نجازي إلا الكفور وعطف عليه المنفي في قوله فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين أي لا يهدي ومنه أنؤمن لك واتبعك الأرذلون أنؤمن لبشرين مثلنا أي لا نؤمن أم له البنات ولكم البنون ألكم الذكر وله الأنثى أي لا يكون هذا أشهدوا خلقهم أي ما شهدوا ذلك وكثيراً ما يصحبه التكذيب وهو في الماضي بمعنى لم يكن وفي المستقبل بمعنى لا يكون نحو أفأصفاكم ربكم بالبنين الآية أي لم يفعل ذلك أنلزمكموها وأنتم لها كارهون أي لا يكون هذا الإلزام
الثاني التوبيخ وجعله بعضهم من قبيل الإنكار إلا أن الأول إنكار
إبطال وهذا إنكار توبيخ والمعنى على أن ما بعده واقع جدير بأن ينفي فالنفي هنا غير قصدي والإثبات قصدي عكس ما تقدم
ويعبر عن ذلك بالتقريع أيضا نحو أفعصيت أمري أتعبدون ما تنحتون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين، وأكثر ما يقع التوبيخ في أمر ثابت ووبخ على فعله كما ذكر ويقع على ترك فعل كان ينبغي أن يقع كقوله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها
الثالث وهو حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده قال ابن جني ولا يستعمل ذلك بهل كما يستعمل بغيرها من أدوات الاستفهام وقال الكندي ذهب كثير من العلماء في قوله هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم إلى أن هل تشارك الهمزة في معنى التقرير والتوبيخ إلا أني رأيت أبا علي أبى ذلك وهو معذور لأن ذلك من قبيل الإنكار ونقل أبو حيان عن سيبويه أن استفهام التقرير لا يكون بهل إنما يستعمل فيه الهمزة ثم نقل عن بعضهم أن هل تأتي تقريرا كما في قوله تعالى هل في ذلك قسم لذي حجر
والكلام مع التقرير موجب ولذلك يعطف عليه صريح الموجب ويعطف على صريح الموجب فالأول كقوله تعالى ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل والثاني نحو أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما على ما قرره الجرجاني من جعلها مثل وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً وحقيقة استفهام التقرير أنه استفهام إنكار والإنكار نفي وقد دخل على النفي ونفي النفي إثبات ومن أمثلته أليس الله بكاف عبده ألست بربكم وجعل منه الزمخشري ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير
الرابع التعجب أو التعجيب نحو كيف تكفرون بالله ما لي لا أرى الهدهد
وقد اجتمع هذا القسم وسابقاه في قوله أتأمرون الناس بالبر قال الزمخشري الهمزة للتقرير مع التوبيخ والتعجب من حالهم ويحتمل التعجب والاستفهام الحقيقي ما ولاهم عن قبلتهم
الخامس العتاب كقوله ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله قال ابن مسعود ما كان بين إسلامهم وبين أن عوتبوا بهذه الآية إلا أربع سنين أخرجه الحاكم ومن ألطفه ما عاتب الله به خير خلقه بقوله عفا الله عنك لم أذنت لهم ولم يتأدب الزمخشري بأدب الله في هذه الآية على عادته في سوء الأدب
السادس التذكير وفيه نوع اختصار كقوله ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه
السابع الافتخار نحو أليس لي ملك مصر
الثامن التفخيم نحو ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
التاسع التهويل والتخويف نحو الحاقة ما الحاقة القارعة ما القارعة
العاشر عكسه وهو التسهيل والتخفيف نحو وماذا عليهم لو آمنوا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي عشر التهديد والوعيد نحو ألم نهلك الأولين
الثاني عشر التكثير نحو وكم من قرية أهلكناها
الثالث عشر التسوية وهو الاستفهام الداخل على جملة يصح حلول المصدر محلها نحو سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم
الرابع عشر الأمر نحو أأسلمتم أي أسلموا فهل أنتم منتهون أي انتهوا أتصبرون أي اصبروا
الخامس عشر التنبيه وهو من أقسام الأمر نحو ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أي انظر ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ذكره صاحب الكشاف عن سيبوبه ولذلك رفع الفعل في جوابه وجعل منه قوله فأين تذهبون للتنبيه على الضلال وكذا ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه
السادس عشر الترغيب نحو من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا هل أدلكم على تجارة تنجيكم.
السابع عشر النهي نحو أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه بدليل فلا تخشوا الناس واخشون ما غرك بربك الكريم أي لا تغتر.
الثامن عشر الدعاء وهو كالنهي إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى نحو أتهلكنا بما فعل السفهاء أي لا تهلكنا.
التاسع عشر الاسترشاد نحو أتجعل فيها من يفسد فيها
العشرون التمني نحو فهل لنا من شفعاء
الحادي والعشرون الاستبطاء نحو متى نصر الله
الثاني والعشرون العرض نحو ألا تحبون أن يغفر الله لكم
الثالث والعشرون التحضيض نحو ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم
الرابع والعشرون التجاهل نحو أأنزل عليه الذكر من بيننا
الخامس والعشرون التعظيم نحو من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه
السادس والعشرون التحقير نحو أهذا الذي يذكر آلهتكم أهذا الذي بعث الله رسولا ويحتمله وما قبله قراءة من فرعون
السابع والعشرون الاكتفاء نحو أليس في جهنم مثوى للمتكبرين
الثامن والعشرون الاستبعاد نحو وأنى له الذكرى
التاسع والعشرون الإيناس نحو وما تلك بيمينك يا موسى
الثلاثون التهكم والاستهزاء نحو أصلاتك تأمرك ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون
الحادي والثلاثون التأكيد لما سبق من معنى أداة الاستفهام قبله كقوله أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار قال الموفق عبد اللطيف البغدادي أي من حق عليه كلمة العذاب فإنك لا تنقذه فمن للشرط والفاء جواب الشرط والهمزة في أفأنت دخلت معادة مؤكدة لطول الكلام وهذا نوع من أنواعها وقال الزمخشري الهمزة الثانية هي الأولى كررت لتوكيد معنى الإنكار والاستبعاد
الثاني والثلاثون الإخبار نحو أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا هل أتى على الإنسان
تنبيهات
الأول
هل يقال إن معنى الاستفهام في هذه الأشياء موجود وانضم إليه معنى آخر أو تجرد عن الاستفهام بالكلية قال في عروس الأفراح محل نظر قال والذي يظهر الأول قال ويساعده قول التنوخي في الأقصى القريب إن لعل تكون للاستفهام مع بقاء الترجي قال ومما يرجحه أن الاستبطاء في قولك كم أدعوك معناه أن الدعاء وصل إلى حد لا أعلم عدده فأنا أطلب أن أعلم عدده والعادة تقضي بأن الشخص إنما يستفهم عن عدد ما صدر منه إذا كثر فلم يعلمه وفي طلب فهم عدده ما يشعر بالاستبطاء، وأما التعجب فالاستفهام معه مستمر فمن تعجب من شيء فهو بلسان الحال سائل عن سببه فكأنه يقول أي شيء عرض لي في حال عدم رؤية الهدهد وقد صرح في الكشاف ببقاء الاستفهام في هذه الآية، وأما التنبيه على الضلال فالاستفهام فيه حقيقي لأن معنى أين تذهب أخبرني إلى أي مكان تذهب فإني لا أعرف ذلك وغاية الضلال لا يشعر بها إلى أين تنتهي، وأما التقرير فإن قلنا المراد به الحكم بثبوته فهو خبر بأن المذكور عقيب الأداة واقع أو طلب إقرار المخاطب به من كون السائل يعلم فهو استفهام يقرر المخاطب أي يطلب منه أن يكون مقرا به وفي كلام أهل الفن ما يقتضي الاحتمالين والثاني أظهر وفي الإيضاح تصريح به ولا بدع في صدور الاستفهام ممن يعلم المستفهم عنه لأنه طلب الفهم أما طلب فهم المستفهم أو وقوع فهم لمن لم يفهم كائنا من كان وبهذا تنحل إشكالات كثيرة في مواضع الاستفهام ويظهر بالتأمل بقاء معنى الاستفهام مع كل أمر من الأمور المذكورة انتهى ملخصاً.
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 212 – 215.(/)
الراء في كلمة درهم .. مفخمة أم مرققة؟؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 11:09]ـ
الإخوة الكرام
اسمحوا لي أزعجكم بهذا السؤال،،
وأطمع أن يشارك أهل التجويد، والصوتيات، واللغويات:
هل الراء في كلمة درهم مفخمة أم مرققة؟ بحسب ما تسمعون
لاحظوا أنها ساكنة وقبلها حرف مكسور
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:25]ـ
ورا دِرْهمٍ رقِّقْ بعكس دَراهمٍ ... وفي الكلِّ بالتفخيم يقرأُ ذو اللحنِ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 01:04]ـ
جزاكم الله خيرا
ونصَّ الحديثَ إلى أهله **** فإنَّ الوثيقةَ في نصِّه
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 01:20]ـ
هذا من نظم الفقير
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 06:35]ـ
أخي الفاضل صاحب القول الفاصل
ما ظننت إلاَّ أن هذا البيت الجميل من كيسك ............ [[من الظن الجميل]].
وإنما طلبت ما طلبت كيما يطمئن قلبي، ويُعرف الفضل لأهل الفضل.
بقي أخي الفاضل ذا القول الفاصل استطرادًا في محادثتك، واستماحة لفوائدك أن أقول:
أما وقد أشرت إلى أن هناك من يفخم راء الدرهم - وهذا مشاهد معلوم - غير أنك وصمته باللحن ....
أقول: أليس هناك وجه مقبول لتفخيم راء الدرهم،
وجه مقبول يرضي أهل التجويد وصاحب اللحن عندك معًا؟؟؟
جزى الله من يوقفنا على هذا الوجه خيرًا، ولعل الله يصلح به بين طائفتين،،،،، والصلح خير.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 09:47]ـ
أقول: أليس هناك وجه مقبول لتفخيم راء الدرهم،
وجه مقبول يرضي أهل التجويد وصاحب اللحن عندك معًا؟؟؟
. [/ SIZE]
لا أعرف وجها يسمح بتفخيم الراء هنا، والنظرُ إلى ما بعد الراء حال سكونها ضعيفٌ جدا لم يفعله القراء إلا في حال كون ما بعدها حرفا قويا كحرف الإستعلاء في نحو {مرصادا} وأما درهم فبعيد جدا النظر إلى الهاء؛ إذ راء فرعون أولى منه وأجمعوا على ترقيقه، فإذا نظرت إلى الهاء فانظر إلى العين فهي أقوى من الهاء وأولى وستكون بذلك قد خالفت الإجماع.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 05:44]ـ
أخي الفاضل - الفاصل
جزاك الله خيرًا.
لم أرد النظر إلى ما بعد الراء، فأنا أعرف أن هذا ضعيف،، ولذا ضعفوا الترقيق في مريم وقرية والمرءِ.
إنما نظرت إلى وجه ضعيف آخر، لكنه أحسن حالا من السابق،،،،
وهو أن كلمة درهم ...... ليست عربية الأصل بل معرَّبة،،
واستحضرت أن في رواية ورش عن نافع يقرأ [إبراهيم - إسرائيل - عمران] بتفخيم الراء وجها واحدًا ................ مع أن قبلها ساكنًا بعد كسر. النشر 2/ 93، 94.
ويقرأ إرم بالوجهين، والتفخيم هو طريق الشاطبية.
وعللوا تفخيم هذه الكلمات بعجمتها.
فلعل في النطق بتفخيم راء درهم تلميحًا إلى عجمتها وأنها منقولة هكذا،، والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 06:28]ـ
مثل هذه الفوائد دائما ما يقتنصها أذكياء القراء، فبارك اللهم في القارئ المليجي وزده علما وعملا
ـ[توبة]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 02:11]ـ
أخي الفاضل - الفاصل
جزاك الله خيرًا.
لم أرد النظر إلى ما بعد الراء، فأنا أعرف أن هذا ضعيف،، ولذا ضعفوا الترقيق في مريم وقرية والمرءِ.
إنما نظرت إلى وجه ضعيف آخر، لكنه أحسن حالا من السابق،،،،
وهو أن كلمة درهم ...... ليست عربية الأصل بل معرَّبة،،
واستحضرت أن في رواية ورش عن نافع يقرأ [إبراهيم - إسرائيل - عمران] بتفخيم الراء وجها واحدًا ................ مع أن قبلها ساكنًا بعد كسر. النشر 2/ 93، 94.
ويقرأ إرم بالوجهين، والتفخيم هو طريق الشاطبية.
وعللوا تفخيم هذه الكلمات بعجمتها.
فلعل في النطق بتفخيم راء درهم تلميحًا إلى عجمتها وأنها منقولة هكذا،، والله أعلم
بارك الله فيكما
اسمحوا لي بطرح سؤال حتى يتضح الأمر عندي جيدا،
هل تفخيم الراء عند ورش في (ابراهيم،اسرائيل و عمران) لعجمتها أم لأنها أسماء علم أعجمية؟
وهل يمكننا القول بناء على ما تفضلتم به أن هناك من يرى وجها جائزا في تفخيم راء (فرعون) لأنها أعجمية أيضا (اسم علم)؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 03:14]ـ
أخي الكريم القارئ المليجي، لو راجعت الرسائل الخاصة وأجبتني.
بارك الله فيكما
(يُتْبَعُ)
(/)
اسمحوا لي بطرح سؤال حتى يتضح الأمر عندي جيدا،
هل تفخيم الراء عند ورش في (ابراهيم،اسرائيل و عمران) لعجمتها أم لأنها أسماء علم أعجمية؟
وهل يمكننا القول بناء على ما تفضلتم به أن هناك من يرى وجها جائزا في تفخيم راء (فرعون) لأنها أعجمية أيضا (اسم علم)؟
سؤال الأخت وجيه وجدا، فكلمة ((درهم)) على ضرب ((فرعون)) المجمع على ترقيقها، وليست على ضرب ((إبراهيم)) فهذه الأخيرة بينها وبين الكسرة فاصل بخلاف كلمتنا، فما رأيك؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 01:21]ـ
السلام عليكم.
يقول الشاطبي - رحمه الله - عن حكم الراء عند الأزرق عن ورش:
وَفَخَّمَهَا في الأَعْجَمِيِّ وَفِي إِرَمْ ... وَتَكْرِيرِهَا حَتَّى يُرى مُتَعَدِّلا
ويقول الشارح [أبو شامة] في "إبراز المعاني":
ذكر في هذا البيت ما خالف فيه ورشٌ أصلَهُ فلم يرققه مما كان يلزم ترقيقه على قياس ما تقدم ..... أي وفخم ورشٌ الراء في الاسم الأعجمي أي الذي أصله العُجمة وتكلَّمتِ العربُ به ومنعتْه الصَّرف بسببه، والذي منه في القرآن ثلاثة: (إبراهيم وإسرائيل وعمران)، كان يلزمه ترقيق رائها لأن قبلها ساكنًا بعد كسرة، وليس الساكن حرف استعلاء.
ثم قال وفي إرم أي وفخَّم الراء في (إرم ذات العماد)، وكان يلزمه ترقيقُها لأنَّها بعد كسرة وإرم أيضًا اسم أعجمي وقيل عربي فلأجل الخلاف فيه أفرده بالذكر، ووجه تفخيم ذلك كله التنبيه على العجمة ورقق أبو الحسن بن غلبون (إرم)، لأنَّ الكسرة ولِيتِ الرَّاء بِخلاف البواقي.
وأما (عُزيرُ) [يقرأ ورش بغير تنوين] فلم يتعرَّضوا له وهو أعجمي وقيل عربي على ما يبيَّن في سورته فيتجه فيه خلاف مبني على ذلك.
ونص ابن الجزري
(والشَّرْطُ الرَّابِعُ): أَنْ لا تَكُونَ الكَلِمَةُ أَعْجَمِيَّةً، وَالَّذِي فِي القُرْآنِ مِنْ [ص 94] ذَلِكَ: إِبْرَاهِيمُ وعِمْرَانُ و إِسْرَائِيلُ، وَلَمْ يُخْتَلَفْ في تَفْخِيمِ الرَّاءِ من هَذِهِ الأَلْفَاظِ المَذْكُورَةِ.
أقول [المليجي]: لا شك أن استشكال الأخوين في محله.
ولكن رأيتهم ينصون على العجمة كمبرر للخروج على الأصل، فعلمت أنها مبررٌ - وإن كان ضعيفًا إلا أنه قد يفسّر أمرًا واقعًا - فقلت: إنما نظرت إلى وجه ضعيف آخر، لكنه أحسن حالا من السابق،،،،.
وقلت: فلعل في النطق بتفخيم راء درهم تلميحًا إلى عجمتها وأنها منقولة هكذا،،.
فهذا يقال عند تفسير أمر واقع، لا يقال على سبيل تصحيحه، أو الاحتجاج له.
وقولك يا أخي: فكلمة ((درهم)) على ضرب ((فرعون)) المجمع على ترقيقها، وليست على ضرب ((إبراهيم)) فهذه الأخيرة بينها وبين الكسرة فاصل بخلاف كلمتنا، فما رأيك؟
أقول: حكم الراء عند الأزرق عن ورش يشمل الضربين فلا تقلق.
والله أعلم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 10:36]ـ
سبحان الله ...
على هذا فترقيق راء الدرهم هو الأقوى؟!
شكر الله لكما، ما زلتُ مذ عرفتُ الدرهم مفخماً راءَه، وأرجو أن لا يكون ذلك لشدة حبي له:)
وفقكما الله، فائدة جليلة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 01:36]ـ
شكر الله لكما، ما زلتُ مذ عرفتُ الدرهم مفخماً راءَه، وأرجو أن لا يكون ذلك لشدة حبي له:)
وفقكما الله، فائدة جليلة
جزاكم الله خيرا على المرور
كلنا أيضا نفخم أمره:).
لكن يبدو أن أهل القرآن ليسوا كذلك.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:07]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور
كلنا أيضا نفخم أمره:)
أضحك الله سنك
لكن يبدو أن أهل القرآن ليسوا كذلك
جعلنا الله وإياكَ وأحبابنا من أهل القرآن أهلِ الله وخاصّتِه، آمين
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 02:21]ـ
ما أقربها من (إربة)!
ولا يفخمها إلا العوام ....
ـ[أبو المعتصم]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 01:17]ـ
ما أقربها من (إربة)!
السلام عليكم
صحيح أخي أن الراء في (درهم) والراء في (إربة) يتشابهان
الراء ساكنة وما قبلها مكسور
إلا أنهما غير متلازمين، فعندنا في مصر يقولون: العين بصيرة والإيد أصيرة:)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 07:32]ـ
سؤال على استحياء:): وهل يوجد في القرآن لفظ (درهم)
فقد حاولت أن أتذكر فعزب عني تذكر موضعها
بارك الله فيكم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:05]ـ
سؤال على استحياء:): وهل يوجد في القرآن لفظ (درهم)
فقد حاولت أن أتذكر فعزب عني تذكر موضعها
بارك الله فيكم
لا، ليس في القرآن كلمة درهم بالإفراد، إنما فيه:
? وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَ?هِمَ مَعْدُودَةٍ ?
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 05:56]ـ
قلتُ: سؤال على استحياء: وهل يوجد في القرآن لفظ (درهم)
فقد حاولت أن أتذكر فعزب عني تذكر موضعها
بارك الله فيكم
لا، ليس في القرآن كلمة درهم بالإفراد، إنما فيه:
? وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَ?هِمَ مَعْدُودَةٍ ?
جزاك الله خيراً وبارك فيك
فليس للكلام على راء (درهم) ثمرة في قراءة القرآن بل فائدة المباحثة حول تفخيمها وترقيقها في كلام الناس ... أليس كذلك؟:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعيد أمين]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 03:02]ـ
لبعض شيوخنا القراء اللغويين أبيات في الموضوع وإن وجدتها سأتحفكم بها وفي الذاكرة منها قوله:
لا تقل درهم بتفخيم راء**** فهو لحن فيما يرى كل راء
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 01:17]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادات
أنا أتابع تعليقاتكم عن كثب.
يبدو أن الكلام على الدرهم شائق ومحبوب.
الأخ أبا سعيد أمين
الرجاء إسعادنا باسم صاحب البيت المذكور
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 10:32]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادات أنا أتابع تعليقاتكم عن كثب.
يبدو أن الكلام على الدرهم شائق ومحبوب.
:):):):)
أضحك الله سنك يا أخي الحبيب
الأخ أبا سعيد أمين
الرجاء إسعادنا باسم صاحب البيت المذكور
وتكملة الأبيات .... جزاك الله خيراً
ـ[أبو سعيد أمين]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 01:48]ـ
صاحب الأبيات شيخنا الشيخ: محمد عبدالله بن الصديق الجكني الشنقيطي من مواليد 1340تقريبا لا تحديدا
وهو من الشيوخ اللغوين البارزين وخبير بالقرءات العشرة والأربعة الشاذة وله شرح على الدرة مازال مخطوطا
وقدرأيت له حواش على لسان العرب والقاموس وما أظنه أفردها بل كتبها في شكل هوامش على نسخته من الكتابين
وأخبرني أنه لقي الشيخ الأمين صاحب أضواء البيان في حجته وجلس معه قرابة ثمانين يوما بالمدينة المنورة
أعاد عليه فيها مسالك العلة وبعض الأمور الأخرى وكان الأمين يحيل له طلبة العربية خلالها وذلك سنة 1951ميلادية
وشيوخه أغلبهم من بلده عدا من لقيهم بالقاهرة وأم درمان في رحلته للحج
والأبيات هي:
لا تقل درهم بتفخيم راء**** فهو لحن فيما يرى كل راء
واكسر الهاء منه والفتح أعلا** إذهما في السماع غير سواء
واجتنب فتح داله فهو مما**** تتحاماه ألْسُنُ الفصحاء
وكسربال قله وهو قليل**** وارض نصحي إني من النصحاء
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 02:14]ـ
صاحب الأبيات شيخنا الشيخ: محمد عبدالله بن الصديق الجكني الشنقيطي من مواليد 1340 تقريبا لا تحديدا
وهو من الشيوخ اللغوين البارزين وخبير بالقرءات العشرة والأربعة الشاذة وله شرح على الدرة مازال مخطوطا
وقدرأيت له حواش على لسان العرب والقاموس وما أظنه أفردها بل كتبها في شكل هوامش على نسخته من الكتابين
وأخبرني أنه لقي الشيخ الأمين صاحب أضواء البيان في حجته وجلس معه قرابة ثمانين يوما بالمدينة المنورة
أعاد عليه فيها مسالك العلة وبعض الأمور الأخرى وكان الأمين يحيل له طلبة العربية خلالها وذلك سنة 1951 ميلادية
وشيوخه أغلبهم من بلده عدا من لقيهم بالقاهرة وأم درمان في رحلته للحج
والأبيات هي:
لا تقل درهم بتفخيم راء ** فهْوَ لَحن فيما يرى كلُّ راءِ
واكسرِ الْهاءَ منه والفتحُ أعلى ** إذ هما في السماع غير سواء
واجتنِبْ فتحَ داله فهْو مِما ** تتحاماه ألْسُنُ الفصحاء
وكـ (سربال) قله وهو قليل ** وَارْضَ نصحي إنِّي من النُّصَحَاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك ربك أبا سعيد
شكراً لك أخي الحبيب، هذه الأبيات الجميلة المفيدة من الخفيف، أليس كذلك؟
وقوله: (إذ هما في السماع غير سواء): يعني التغاير بين الفتح والكسر على ظاهره؟، أم فيه غير ذلك؟.
جزاك الله خيراً(/)
فقه الضرب فى حلقات تحفيظ القرءان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:45]ـ
سمعت عن شكاوى عن استعمال المحفظين عندنا الضرب بافراط فلو يعلم احد مقالات تتكلم فى فقه استخدام ضرب الاطفال يحضر لنا الروابط ليتم اختيار المناسب منها للطبع والتوزيع على الاخوة المحفظين
ـ[أبومنصور]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 01:19]ـ
حقا موضوع مهم .. فقبل يومين فقط طلبت من محفظ القران عندنا التوقف عن تدريس الطلبة لافراطه في الضرب خشية كره الطلبة للقران الكريم ... فياليت لو يكون مقالات هادفة في هذا الموضوع.
وبارك الله فيك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 02:47]ـ
اعتنى علماء المسلمين منذ وقت مبكر بهذا الموضوع وصنفوا كتبا فيه من أقدمها: كتاب آداب
المعلمين لمحمد بن سحنون {ت256هـ}
قال في:"ما جاء في الأدب وما يجوز في ذلك وما لايجوز ":
" ... وأما على قراءة القرآن فلا يجاوز أدبه ثلاثا ... وكذلك سمعت مالكا يقول: وقد قال رسول الله (ص):" لا يضرب أحدكم أكثر من عشرة أسواط إلا في حد " [رواه الشيخان وغيرهما]
يتبع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 08:52]ـ
بانتظار التابع وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 09:09]ـ
المفروض أن يمنع الضرب بتاتاً ويعاقب الضارب إلا في أضيق الحدود وأن يثبت الضارب أنه استخدم هذا كعلاج لحالة معينة تستوجبه. أما أن يكون الضرب مبدأ في التربية, والله إن هذا لكل العجب.
الحقيقة أن هناك فئة تستمتع بالضرب وغالباً ما تكون وسيلة العاجز عن التربية.
سواءً كانوا في مدرسة تحفيظ أو مدرسة حكومية أو مركز أو نادي أو في مكان فليس لهولاء الحق في ممارسة هوايات كهذه بحجة التأديب فهلا أدبت تفسك ياهذا. ولكن نلمس لكم العذر إذا رأيت آباء يقولون لهولاء لكل اللحم ولنا العظم.
أصلح الله أمور المسلمين
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 12:03]ـ
الحقيقة أن هناك فئة تستمتع بالضرب وغالباً ما تكون وسيلة العاجز عن التربية.
بالفعل ......
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 05:48]ـ
حوار تربوي عن عقاب الطفل
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1240/
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 09:49]ـ
لا يجوز الضرب إلا بحد شرعي يقرره القاضي الذي ينيبه ولي أمر المسلمين .... وأما الذين يضربون الضعفاء والأطفال أو النساء فيجب إبلاغ الجهات المختصه عنهم لتأديبهم. والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 11:43]ـ
ما علاقة الحد الشرعى بموضوعنا؟
ـ[بنت الخير]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:06]ـ
الضرب وسيلة تعليمية ناجحة لكن ان زاد عن حده انقلب الى ضده
وكيف تطلب أخي هشيم التبيلغ وايذاء من يعلمون اولاك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل هذا جزاء المعلمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا حول ولا قوة الا بالله
ـ[مسك خير]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 11:42]ـ
أنا مع الأخت بنت الخير
الضرب نافع فى أوقات ولكن لايزيد عن حده
فطالما رأيت سلوك الأبناء وعدم احترامهم للكبير ولا للمعلم
فهناك من تكفيه النظرة وهناك من يكفيه الزجر وهناك من لاينفع معه إلا العصا حقا بلا مبالغة
أما التدليل الدائم فمرفوض وجعل الطفل متجرئا مستهزئا بالكبير
وهذا من ضمن الأسباب التى أدت لتدهور كرامة المعلم ومهانته للأسف
فالضرب يفيد أحيانا ولكن بلا مبالغة
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 01:57]ـ
المدارس المنحرفة تستعمل أرقى الأساليب لتلقين الأطفال: الصور، المكافئات، الخرجات، الحفلات، مراكز الإستماع للأطفال، تسخير علماء النفس والإجتماع ... الخ
عندنا نحن: لا يخلو كتاب يحفظ نور الله من ظلمة العقاب وسواد المربي الذي لا يضع عصاه إلا عندما ينام ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولدينا الكثير من الذين نفروا من القرآن إلى الأبد وارتبط لديهم بالعقاب ولا شئ غيره.
ما هناك حب لشئ بالقسر أبدا ولا بد أن تكون أجمل الذكريات في ذهن الطفل مرتبطة بكتاب الله حتى ولو لم يحفظ ما رسمناه له نحن، هذا رأيي الذي اقتنعت به من خلال الواقع و الله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 03:21]ـ
من خلال تجربة لا بأس بها في التدريس وباستعمال الطرق الحديثة والقديمة =فإنَّ الضرب قد يكون ضرورة أحيانًا لمن ضبط طلابه بشخصيته وأسلوبه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 03:36]ـ
بارك الله فيكم. ينبغي التفريق بين الضرب حدا أو تعزيرا للبالغين من قبل ولي الأمر أو من ينوب عنه، أو الضرب ظلما وعدوانا بين المسلمين: وهو من الكبائر، وداخل في قوله عليه السلام "وقتاله كفر" (وهذا كله خارج عن دائرة هذا الموضوع)، وبين ضرب الصغار لتربيتهم، وهذا مشروع حينما تدعو الحاجة إليه، ولا يبقى سبيل للتقويم سواه، بل قد يجب على المربي أحيانا، بدليل حديث "واضربوهم لعشر" فيمن بلغ تلك السن من الأطفال وهو يتهاون في الصلاة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 04:05]ـ
افضل الضرب
الوقوف حتى يتعب رجليه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 09:48]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الذي أراه الأقوى في تأويل قول الله تعالى: ((غير باغٍ ولا عادٍ)).
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 08:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
يقول تعالى: ((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَة َ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
اختلف أهل العلم في معنى الاستثناءين في الآية، أعني قوله تعالى: ((غير باغٍ ولا عادٍ)).
ما معنى كلّ منهما؟
الذي ترجّح لي، أنّ معنى (باغٍ): أي / باغٍ تناولها - للتلذّذ -
يقال: فلان يبغي حاجة. أي: يطلبها.
أمّا إن تناولها بنيّة الاضطرار فليس بباغٍ لها.
وإلى ذلك ذهب السدي، ورجّحه النحاس.
والعادي: هو من يتجاوز ما يسدّ به رمقه.
والذي يجعلني أميل إلى هذا التأويل، أمور:
1 - ترجيح أحد أئمة اللغة المتقدمين له.
2 - الاعتراضات عليه ليست بقوة الاعتراضات التي على التأويلات الأخرى.
للفائدة: وردت آية أخرى فيها استثناءٌ بتعبير آخر: ((فمن اضطر في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثم ... ))
التجانف: هو الميل عن الاستواء والصواب للإثم.
والتأويل السابق للباغي والعادي يُدخِلهما في هذه الآية.
فالباغي للتلذذ وهو مضطر: متجانف لإثم / والعادي ما يسد به الرمق: متجانف لإثم.
* من كان له تعليق أو ملاحظة فليفدنا.
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 10:08]ـ
بارك الله فيك أخ حمد أوافقك في ما ذهبت إليه وجزاك الله ألف خير مجهود أكثر من رائع
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 12:37]ـ
وبارك الله فيك أخي
هل اطلعت أبا رزان على الأقوال الأخرى في تفسير الآية.
أحتاج إلى من يعترض عليّ بشيء؛ لتكون مدارسة.
والعلم يثبت بالتدارس.
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 05:13]ـ
خطر على بالي سؤال:
كيف نفرّق -إذا ما ورد- بين البغي الذي بمعنى: الطلب، وبين البغي الذي بمعنى: الفساد والظلم؟
لعل الجواب، هو:
أنّ أصل لفظ البغي: (الطلب).
فيُحمَل إذا ما ورد: على أصل اللفظ.
إلا بقرينة تدلّ على المعنى الآخر.
فيكون هذا الجواب مرجّحاً لتأويل الآية المذكور على تأويل الزمخشري حين قال:
((غير باغ)): على مضطر آخر بالاستيثار عليه.(/)
فائدة قرآنية بخصوص اليهود والنصارى
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 02:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا قال الله عزوجل (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) ولم يقل لن ترضى عن اليهود والنصارى
والجواب ذلك أن الله عزوجل قال اليهود ولا النصارى ليبين أن عدم رضاهم عن المسلمين لا يعني أنهم متفقين مع بعضهم البعض بل مختلفين فيما بينهم.
فتقول لم يأت محمد وخالد أي أنهم غير مشتركين في المجيء مع أنهم بعضهم البعض. ولكن عندما تقول لم يأت محمد ولا خالد أي أنهم مع كونهم لم يأتوا إلا أنهم غير مشتركين مع بعضهم فكل واحد منفصل عن الآخر.
أتمنى أتكون فائدة جديدة ومن لديه أي إضافة أو تعليق فيشرفني مروركم
أبو رزان العربي
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 03:34]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يخبر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن اليهود انه لا يمكن أن يحصل منهم الرضا عنه نظراً لجحودهم وكفرهم وظاهر عداوتهم له ولدينه، وربما يظن البعض ان النصارى و هم أقل عداوة وكرها يمكن ان يحدث منهم الرضا عنه، فجاءت لفظة " ولا " للدلالة على اشتراكهم في ذلك بالرغم من كونهم اقرب للمسلمين.كأنه بقول " ولا حتى النصارى الذين هم أقل عداوة وبغضا يمكن ان يرضوا عنك "
والله اعلم
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 06:43]ـ
جميلة
جزاك الله خيراً
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 09:17]ـ
شرف شلبي إضافة نافعة بارك الله فيك
أبو علاء المصري يشرفني مرورك وفقك الله
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 05:30]ـ
فائدة جميلة يا أبا رزان فلا تقطعنا من هنيهاتك الممتعة.(/)
المراحل الثمان لفهم القرآن
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:21]ـ
المراحل الثمان لفهم القرآن
للشيخ عصام بن صالح العويد
درس علمي ضمن الدورة العلمية الصيفية الثانية بجامع البواردي بالرياض 1429هـ
الرياض.:: جامع البواردي - حي العزيزية::.
الثلاثاء 27 - 6 - 1429 هـ الساعة 8:50 مساءً
الأربعاء 28 - 6 - 1429 هـ الساعة 8:50 مساءً
الخميس 29 - 6 - 1429 هـ الساعة 8:50 مساءً
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=8862&action=listen&sid=
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:25]ـ
للمزيد حول الدروس العلمية الصيفة الثانية في جامع البواردي
الرياض ـ حي العزيزية في الفترة 24/ 6 ـ 7/ 7/ 1429 هـ
للتواصل هاتف 4958888/ 01 تحويله (24) (19) جوال 0559064662 mbk.2@hotmail.com
وللتواصل من خارج المملكة جوال / 00966559727187
أنظر للتفاصيل من خلال موضوع الأخ// جامع البواردي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16795
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:15]ـ
الحلقات المسجلة:
24 - 6 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51501
25-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51589
26-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51676
27-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51763
28-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51844
29-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51910(/)
قاعدة في التفسير: (احمل اللفظ على العموم ما لم يرد مخصص)
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 06:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كنت أبحث عن تفسير قوله تعالى: ((وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقرّ ومستودع)) الأنعام
فاختلفت عليّ آراء السلف في تأويل: المستقرّ والمستودع، حتى أنّ ابن الجوزي نقل تسعة أقوال فيها.
حتى هداني الله إلى تفسير الطبري الذي أعطانا قاعدة في أصول التفسير.
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه عمّ بقوله:"فمستقر ومستودع" كلَّ خلقه الذي أنشأ من نفس واحدة، مستقرًّا ومستودعًا، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى. ولا شك أنّ من بني آدم مستقرًّا في الرحم، ومستودعًا في الصلب، ومنهم من هو مستقر على ظهر الأرض أو بطنها، ومستودع في أصلاب الرجال، ومنهم مستقر في القبر، مستودع على ظهر الأرض. فكلٌّ"مستقر" أو"مستودع" بمعنى من هذه المعاني، فداخل في عموم قوله:"فمستقر ومستودع" ومراد به، إلا أن يأتي خبرٌ يجب التسليم له بأنه معنيٌّ به معنى دون معنى، وخاص دون عام.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:28]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كنت أبحث عن تفسير قوله تعالى: ((وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقرّ ومستودع)) الأنعام
فاختلفت عليّ آراء السلف في تأويل: المستقرّ والمستودع، حتى أنّ ابن الجوزي نقل تسعة أقوال فيها.
حتى هداني الله إلى تفسير الطبري الذي أعطانا قاعدة في أصول التفسير.
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه عمّ بقوله:"فمستقر ومستودع" كلَّ خلقه الذي أنشأ من نفس واحدة، مستقرًّا ومستودعًا، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى. ولا شك أنّ من بني آدم مستقرًّا في الرحم، ومستودعًا في الصلب، ومنهم من هو مستقر على ظهر الأرض أو بطنها، ومستودع في أصلاب الرجال، ومنهم مستقر في القبر، مستودع على ظهر الأرض. فكلٌّ"مستقر" أو"مستودع" بمعنى من هذه المعاني، فداخل في عموم قوله:"فمستقر ومستودع" ومراد به، إلا أن يأتي خبرٌ يجب التسليم له بأنه معنيٌّ به معنى دون معنى، وخاص دون عام.
أليس هذا هو (اختلاف التنوع) الذي أشار إليه ابن تيمية في أصوله؟
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 03:23]ـ
بلى، أحسنت
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:23]ـ
بلى، أحسنت
أحسن الله إليك أخي الفاضل.(/)
تغليظ اللام في كلمة [الله]-[اللهم]
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 05:32]ـ
معلوم أيّها الإخوة أنَّ [القُرَّاء وَأَئِمَّة أَهْلِ الأَدَاءِ أجمعوا على تَغْلِيظِ اللامِ مِن لفظ الجلالة "الله" إِذَا كان بَعْدَ فَتْحَةٍ أَوْ ضَمَّةٍ، سَوَاءٌ كان في حَالَةِ الوَصْلِ، أَوْ مَبْدُوءًا بِهِ] ويراجع النشر (2/ 115).
ومثَّل ابن الجزري - رحمه الله - لذلك بـ:
(شَهِدَ اللَّهُ) وَ (إِذْ أَخَذَ اللَّهُ) وَ (قَالَ اللَّهُ) وَ (رَبُّنَا اللَّهُ) وَ (عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ).
وبـ:
(رُسُلُ اللَّهِ) وَ (كَذَبُوا اللَّهَ) و (وَيُشْهِدُ اللَّهَ) و (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ).
سؤالي - بارك الله فيكم - عن كلمة اللهم إذا جاءت بغير ال، هل اللام فيها تنطق بالترقيق أم بالتغليظ؟
كما في:
قول عبد المطلب:
لاهُمَّ إنَّ المرْءَ يَمـ **** ـنع رحْلَه فامنعْ حِلالَك
[ويروى العبد بدل المرء]
ومثل:
لاهُمَّ إنَّ العيش عيش الآخره **** فارحم الأنصار والمهاجره
ومثل:
لاهُمَّ إنَّ عَامِرَ بْنَ جَهْمِ **** أوْذَمَ حَجًّا فِي ثِيَابٍ دُسْمِ
[أَوْذَمَ الْحَجَّ: أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ]
ومثل:
لاهُمَّ إنَّ جُرْهُمًا عِبَادُكَا **** النَّاسُ طرْفٌ وَهُمُ تلادُكَا
بهم قديمًا عمرت بلادكا
ومثل:
لاَهُمَّ إِنَّ آلَ بَكْرٍ دُونَكَا **** يَبرُّكَ النَّاسُ وَيَفْجُرُونَكَا
ومثل:
لاهمَّ إنَّ العامريَّ المعتَمِر * لم آت فيه عذرة لِلمعتذر
وقال آخر - وهو جاهليٌّ -:
لاهُمَّ إنْ كان أبو عمروٍ ظلم **** وخانني في علمه وقد علم
فابعثْ له في بعض أعراض اللّمم **** لميمةً من حنَشٍ أعمى أصمّ
أسمر زحَّافًا من الرقط العرم **** قد عاش حتى هو لا يمشي بدم
فكلَّما أقصد منه الجوع شم **** حتى إذا أمسى أبو عمروٍ ولم
يمس منه مضضٌ ولا سقم **** قام وودَّ بعدها أن لم يقم
ومثل:
لاهُمَّ إنَّ الحارث بن جبلة **** زنَّى على أبيه ثم قتله
وركب الشادخة المحجلة **** فأي شيء سيئ لا فعله
وأنشد الفراء:
لاهُمَّ إنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حجتِج **** فلا يزالُ شاحجٌ يأتيك بِج
أقمر نَهَّات ينزي وفرتِج
[يريد: حجتي ويأتيك بي وينزي وفرتي]
وأَنْشدَ:
لاهُمَّ إِنْ كانَ بَنُو عَمِيرَه **** رَهْطُ التِّلبِّ هؤُلاَ مَقْصُورَه
قَدْ أَجْمَعُوا لغَدرْةٍ مَشْهُورَه **** فابْعَثْ علَيْهِم سَنَةً قاشُورَه
تَحْتَلِقُ المالَ احِتْلاقَ النُّورَه
[مَقْصُورَة، أي: خَلصُوا فلَمْ يُخالِظْهُم غيرُهم من قَوْمِهِم ... هَجَا رَهْطَ التِّلِبِّ بسَبَبِه]
= والتّلبُّ (كفلزّ): رَجُلٌ من بَنِي العَنْبَرِ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 05:40]ـ
لتوضيح السؤال وإظهاره، بارك الله فيكم:
سؤالي - بارك الله فيكم - عن كلمة اللهم إذا جاءت بغير ال، هل اللام فيها تنطق بالترقيق أم بالتغليظ؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 11:38]ـ
الحذفُ هنا في جميع ما أوردته إنما كان لأمرين:
1 - لأجل الوزن العروضي إذْ لا يمكن استقامة وزنِ بيتٍ من الأبيات أعلاه إن أضيفت (ألـ) التعريف له.
2 - لأجل أنّ حذفها هو القياسُ عند من يقول إنّ أصل لفظ الجلالة (لاه) فعلى قول أولئك تحذفُ (ألـ) التعريف عند النداء لأنهما لا يجتمعان لغةً.
أمّا ما يتعلق بالترقيق والتفخيم , فالتفخيم للفظ الجلالة كما تفضلت به مختصٌّ بما سُبق بفتح أو ضمٍ , خلافاً للمسبوق بالكسر كـ بسم الله و من عندِ الله وغيره.
وما دامَ تغليظ اللام هنا خارجاً عن القواعد بمعنى أنه سماعي لا قياسي , ويشترط له وجود لام التعريف مع فتحٍ أو ضمٍّ قبلها, فلا شكّ أن ترك التفخيم أولى وأجدر عند حذف لام التعريف من تركه عند وجودها مع كسرٍ سابق لها, والعلم عند الله تعالى, وبانتظار إضافات الإخوة الكحرام لإثراء المسألة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 01:58]ـ
إذا قلنا إن الحذف في مثل هذا ضرورة شعرية وليس لغة، فالوجه فيما أرى هو التفخيم؛ لأنه هو الواجب في (اللهم) فكذلك في فرعه (لاهم) لأنه هو المراد وإن لم ينطق به للضرورة.
كما أن الترقيق قد يوهم معنى آخر للكلام كما لو قلت (لا هم كذا وكذا) كأنها (لا) التي للنفي بعدها الضمير (هم).
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 01:17]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مالك.
لكني أميل إلى الترقيق لقول أخينا أبي زيد المذكور.
وأظن أن العامل اللفظي يقدم على العامل المعنوي.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 01:22]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لم أفهم قصدك في العامل اللفظي والعامل المعنوي
أما كلام الأخ الفاضل أبي زيد الشنقيطي فهو مبني على أن (لاهم) لغة في (اللاهم) وهو ما لم يثبت.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 01:31]ـ
العامل المعنوي أنك راعيت أن (لاهم) معناها (اللهم) وحذفت (ال) لسبب.
والعامل اللفظي أن الذي نصوا على تفخيم لامه (الله) و (اللهم) بهذا اللفظ بشرط تقدم فتح أو ضم.
فتغير اللفظ يؤدي إلى تغير الحكم دون النظر للمعنى، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 01:43]ـ
هذا غير صحيح يا أخي الفاضل
وإنما يكون كلامك صحيحا لو كان (لاهم) و (اللاهم) لفظين متغايرين عند العلماء، فإذا حكمت أنا مع هذا التغاير بالتفخيم بناء على توافقهما في المعنى، فيكون هذا تعليلا معنويا، وهو ضعيف جدا عند العلماء.
ولكن هذا ما لم يحصل أصلا، بل أنا أقول إن (لاهم) هي بعينها (اللاهم) ولكن تغير لفظها للضرورة الشعرية كما تقطع همزة الوصل مثلا للضرورة الشعرية ويخفف الحرف المشدد للضرورة الشعرية، فحينئذ لا يكون اللفظان متغايرين، ومن ثم يصح إجراء الأحكام المعروفة للفظ عليه.
وهذا الكلام الذي أقوله لا ينقض إلا بإثبات أن (لاهم) لفظ مغاير لـ (اللاهم) وليست مختصة بالضرورة.
والعلماء نصوا على أن اللام في لفظ الجلالة تفخم إذا سبقها فتح أو ضم، وبعضهم لم يذكر (اللهم) بناء على أنها فرع عن لفظ الجلالة، فلو كان كلامك صحيحا لاستدللنا بتركهم ذكرها في بعض المواضع على عدم تفخيم (اللهم) وهو غير صحيح اتفاقا.
فالحاصل أن حجتك إما تطردها في كل موضع، وبناء على ذلك يجب أن تنسب لهؤلاء العلماء عدم تفخيم (اللهم)
وإما أن تجعلها شاملة لكل فروع لفظ الجلالة وبناء على ذلك يجب تفخيم (لاهم).
فما قولكم دام فضلكم؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 01:42]ـ
أخي الكريم
هما مختلفان لفظا دون أدنى شك.
وإذا شككت في هذا فارجع إلى مفهوم اللفظ.
هل لفظُك بـ (لاهُمَّ) مثل لفظك بـ (اللَّهُمَّ)؟؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 01:50]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
يا أخي الفاضل المقصود أن اختلاف اللفظ العارض لا تأثير له؛ فمثلا إذا قال القائل: (استثنا) بدلا من (استثناء) أو (دابَة) بدلا من (دابّة) أو (المصريْ) بدلا من (المصريّ)، أو غير ذلك من الضرورات الشعرية، فكل هذه اختلافات في النطق لكنها لا تؤثر في أحكام اللفظ نفسه؛ لأنها اختلافات عارضة كما سبق ذكره.
والخلاصة أنه لم يقل أحد فيما أعلم إن (لاهم) كلمة أخرى غير (اللاهم)، بناء على أنها ضرورة شعرية لا يجوز استعمالها نثرا، وحاصل كلامك أنه يجوز استعمال (لاهم) لغة من غير ضرورة كما يجوز (اللاهم) سواء بسواء، فهل تعلم أحدا من العلماء قال بذلك؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 01:38]ـ
يا أخي الفاضل المقصود أن اختلاف اللفظ العارض لا تأثير له؛ فمثلا إذا قال القائل: (استثنا) بدلا من (استثناء) أو (دابَة) بدلا من (دابّة)
أخالفك أخي الكريم فيما قلت.
بل اختلاف اللفظ العارض له تأثير أكيد.
فمثلا (استثنا) بدلا من (استثناء) تؤثر في مد الألف
وكذلك (دابَة) بدلا من (دابّة).
وكلامنا هنا عن تغليظ اللام وترقيقها لا يختلف عن المد والإمالة وهذه الظواهر التي لا تؤثر في المعنى، ولا تتأثر به كثيرًا، بل تتأثر باللفظ، مثل: حرف مد بعده همز أو بعده حرف مشدد دون النظر للمعاني.
وإليك قول الشاعر [ضرورة]:
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة .....
هل يقال فيه سوى أنه قطع الهمزة؟!
مع أنه في الحقيقة أظهر المد من (أرى) بعد أن كان مختفيا في (أرى اثنين).
لكن لا أحد يذكر هذا المد لأنه ظهر ضرورة بعد قطع الهمزة، وإن كان قطع الهمزة عارضًا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 01:48]ـ
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية يا أخي الفاضل، والمسألة يسيرة.
ونعم أوافقك فيما قلت من ظواهر، ولكن أخالفك في أن لها تأثيرا في مسألتنا هنا؛ لأن هذه الاختلافات من باب أثر التركيب، أما خصائص اللفظ نفسه فلا تتغير بالتركيب؛ فمثلا لا يقول أحد إن ترقيق اللام في (التقاء) مثلا يختلف عن ترقيق اللام في (التقا) بسبب حذف الهمزة.
فالتغير بسبب التركيب يختلف تمام الاختلاف عن التغير في اللفظ المفرد نفسه، فلا يصح الاحتجاج بأحدهما على الآخر.
فقولك (استثناء) تختلف عن (استثنا) في مد الألف، فهذا معلوم بسبب أن العلماء ذكروا أن المد له سبب وهو وجود الهمزة بعد الألف، فإذا حذفت الهمزة سقط المد، أما تفخيم اللام وترقيقها فلم يقل أحد إن ذلك بسبب آخر.
وكذلك إظهار المد في (أرى) هذا اختلاف في التركيب لا في الإفراد، فلم يقل أحد إن قطع همز (إثنين) مثلا قد غير صفة ذاتية من صفات الهمزة أو من صفات باقي حروف (إثنين).
والله أعلم.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 09:31]ـ
جزاكما الله خيرًا على هذه المناقشة الجميلة، ولكن الأمر واضح أخي أبا مالك، فلام (لاهم) مرققة؛ لأن التفخيم والترقيق من الصفات العارضية وليست ذاتية، كذلك إذا أردت أن تنطق: لا إله إلا الله، فانطق اللام الأولى من (لا) ولام (إلا)، ولام (الله) وفرق بينها وسترى، هل تنطق لام (لا) مفخمة أم مرققة؟!
وقولك أخي الكريم: فالوجه فيما أرى هو التفخيم؛ لأنه هو الواجب في (اللهم) فكذلك في فرعه (لاهم) لأنه هو المراد وإن لم ينطق به للضرورة ..
أخالفك فيه بشدة، لأن التفخيم في كلمة (اللهم) واجب، أما هنا فالترقيق، وليس الكلمة فرعا عن أختها، بل مستقلة بنفسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 09:41]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
والأمر ليس واضحا كما تقول، بل إني أرى عكسه واضحا، والحجة التي ذكرتها سبق ذكرها من الشيخ القارئ المليجي، وهي ليست حجة بل مجرد دعوى تحتاج إلى إثبات، وإثباتها يكون بورود الكلمة خارج الضرورة الشعرية، أو على الأقل بنص لواحد من أهل العلم على أنها لغة مستقلة عن العرب، وهو ما لم يحدث.
وكثير من العلماء ذكر أن (لاهم) ليست أصلا، وإنما هي (اللاهم) ثم حذفت منها (ال) لكثرة الدوران في أشعارهم: منهم الأزهري في تهذيب اللغة، والثعلبي في تفسيره، والسمين الحلبي في الدر المصون، وغيرهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 09:45]ـ
أخالفك فيه بشدة
ولماذا الشدة يا أخي الحبيب (ابتسامة)؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - Apr-2010, مساء 01:52]ـ
الأخ الكريم المكنى بـ (أبي مالك)
ألا ترى أن الكلام قد انجرَّ إلى أنَّ التفخيم والترقيق صفة غير لازمة للحرف؟!
[ولا حتى هو لازم في لفظ الجلالة؛ ولذا ترقق اللام إذا كان قبل لفظ الجلالة كسر]
وأنا كنت أستطيع حسم الموضوع لو تشبثت بهذا من أول الأمر، لكني أحب الاسترسال في محاورتك لأستفيد.
يا أخي الكريم:
لقد ذكروا التفخيم والترقيق ضمن الصفات غير الذاتية.
يعني: التفخيم في أحرف (خص ضغط قظ) صفة غير ذاتية.
[ولذا تكلموا في درجات للتفخيم في بعض تلك الأحرف].
والتفخيم في الراء أبعد من أن يكون صفة ذاتية - حالة تفخيمها.
[ولذا وُجد الاختلاف في كثير من أحوال الراء تفخيمًا وترقيقًا]
وتغليظ اللام - أو تفخيمها - أبعد وأبعد وأبعد.
قال ابن الجزري:
وقَوْلُهُم: الأصْلُ في اللامِ التَّرْقِيقُ أَبْيَنُ مِنْ قَوْلِهِم في الرَّاءِ إنَّ أَصْلَهَا التَّفْخِيمُ؛ وَذَلِكَ أنَّ اللامَ لا تُغَلَّظُ إِلا لِسَبَبٍ، وهُوَ مُجَاوَرَتُهَا حَرْفَ الاسْتِعْلاءِ وَلَيْسَ تَغْلِيظُهَا إِذْ ذَاكَ بِلازِمٍ، بَلْ تَرْقِيقُهَا إِذَا لَمْ تُجَاوِرْ حَرْفَ الاسْتِعْلاءِ لازِمٌ.
[أقول بل لتغليظ اللام - حالة تعليظها - شروط مضاعفة؛ يعني لا يكتفى بشرط واحد.
خذ مثلا تغليظ اللام في رواية ورش، تجد أن هناك شرطا في اللام وشرطا في الحرف الذي قبلها.
قال ابن الجزري:
تَغْلِيظ اللامِ إِذَا تَقَدَّمَهَا صَادٌ، أوْ طَاءٌ، أوْ ظَاءٌ، بِشُرُوطٍ ثَلاثةٍ، وَهِيَ: أَنْ تَكُونَ اللامُ مَفْتُوحَةً وأنْ يَكُونَ أَحَدُ هَذِهِ الحُرُوفِ الثَّلَاثَةِ مَفْتُوحًا، أوْ سَاكِنًا.
وفي لفظ الجلالة هناك شروط، إذا اختل شرط [لسبب عارض أو لضرورة أو لغيرها] فإننا نرجع للأصل.
أنتظر إفادتكم، وقضية الود ثابتة إن شاء الله على الدوام.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Apr-2010, مساء 01:15]ـ
أوافقك فيما قلت من ظواهر، ولكن أخالفك في أن لها تأثيرا في مسألتنا هنا؛ لأن هذه الاختلافات من باب أثر التركيب، أما خصائص اللفظ نفسه فلا تتغير بالتركيب؛ فمثلا لا يقول أحد إن ترقيق اللام في (التقاء) مثلا يختلف عن ترقيق اللام في (التقا) بسبب حذف الهمزة.
فالتغير بسبب التركيب يختلف تمام الاختلاف عن التغير في اللفظ المفرد نفسه، فلا يصح الاحتجاج بأحدهما على الآخر.
قولكم - بارك الله فيكم -: [[أما خصائص اللفظ نفسه فلا تتغير بالتركيب]]
أقول: إن تغليظ اللام في لفظ الجلالة ليس من خصائص اللفظ بل هي صفة عارضة؛ ولهذا ترقق اللام إذا سُبق لفظ الجلالة بكسر [أصلي أو عارض] نحو: من مالِ الله، ومن يلعنِ اللهُ.
و ... ألا ترى - يا أخي - أنك تقرأ: (عذاب النار) فتقف عليها بتفخيم الراء، وإذا وصلت رققت الراء!
وقولكم: [[فالتغير بسبب التركيب يختلف تمام الاختلاف عن التغير في اللفظ المفرد نفسه]].
أقول: قد حدث تغير في اللفظ نفسه، فبعد أن كان ((اللَّهمَّ)) صار (لاهمَّ) ففقد تشديد اللام.
وأنا أرى - إن كان يحق لي - أن تشديد اللام (مع الفتح أو الضم ومع خصوصية لفظ الجلالة) قد تآزرت هذه جميعًا لتغليظ اللام.
وإذا كنت لا ترى للتشديد دخلا في مسألتنا، فأدعوك لقراءة كلام ابن الجزري عن الطاء، قال:
[[والطَّاءُ: أقْوى الحُروفِ تَفْخيمًا؛ فلْتُوَفَّ حَقَّها ولاسيَّما إذا كانتْ مُشَدَّدَةً نَحْوَ: اطَّيَّرْنَا، وَأَنْ يَطَّوَّفَ]].
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 10:55]ـ
وهذا موضوع عن لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة - بورك في كاتبه - على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/t20484.html(/)
التيسير لدراسة التفسير (مراحل تساعد على الإلمام بالتفسير)
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل علم تعريفات وتقسيمات تُسهل الإلمام به وتعين علي فهمه ,ولكل علم متونه مابين منظوم ومنثور مما يُعين
علي حفظه وحصره في الذهن ..
وعلم التفسير من أهم العلوم لتعلقه بأشرف معلوم .. وهو القرآن الكريم ..
ولأن موضوع علم التفسير طويل لتناوله القرآن كله ..
فإن البعض قد يشتكي من عدم القدرة علي الإلمام به .. والسبب
في ذلك ـ بل وفي كل علم ـ عدم المنهجية في الطلب ,
فإليك طريقة مقترحة تساعد علي الإلمام بتفسير القرآن:
المرحلة الأولي: احفظ كتاباً يشتمل علي معاني الكلمات الغريبة في القرآن , مثل كتاب
(كلمات القرآن تفسير وبيان) لحسنين مخلوف ,أوكتاب (المفردات في غريب القرآن) للأ صفهاني
المرحلة الثانية: ادرس كتاباً يركز علي المعني الإجمالي للآيات من غير توسع ,
مثل:
(زبدة التفسير) للأ شقر ,أو تفسيرالسعدي ولكنه أوسع من سابقه وهو أحب إلي قلبي لما فيه من فوائد عظيمة ,
أو أيسر التفاسير للجزائري
المرحلة الثالثة: مرحلة التوسع فيما ورد في الآية من أقوال وفوائد عقدية وفقهية ولغوية وأسباب نزول ... إلخ
ويُقترح في هذه المرحلة
البداية بابن كثير ثم القرطبي .... إلي أن تصل لابن جرير ـ رحم الله الجميع ـ
ولابد أن يُفهم أن هذا لمن كان مبتدئاً .. أما من قطع شوطاً فلا يرجع للوراء ..
لأن هذا يُضيع الوقت ويُثبط الهمة
وينبغي أن تُجعل دراسة التفسير في كل مرحلة مقسمة علي أجزاء القرآن
حتي يسهل علي النفس الاستمرار
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضي
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 01:35]ـ
أحسنت عزيزي الفاضل، وهناك كتاب في غريب القرءان: للدكتور محمد الخضيري: السراج في بيان غريب القرءان، مفيد في بابه.
وأنا أحث على القراءة في تفسير ابن القيم رحمه الله المجموع من كتبه، أو القراءة في غيره ممن يهتم بالنكت البلاغية في القرءان، فهي تزيد وقود الإنسان للنظر في التفسير؛ لما يرى من عظمة هذا القرءان المعجز!
ولا بأس أن يجعلها وجبات سريعة أثناء سيره على منهج.
ويا ليتنا نتفكر في هذا القرءان المعجز، فلله ما أعظمه، وأين ولى عنه أهله؟
والله المستعان.
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 06:09]ـ
جزاك الله خيراً أباالوليد
وأين يوجد كتاب ((السراج في غريب القرآن))
وأين يوجد تفسير ابن القيم وماهي أفضل طباعته
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 08:29]ـ
كتاب: السراج موجود في المكتبات، وهو من إصدارات مجلة البيان.
وتفسير ابن القيم جُمع في عدة كتب:
1.الضوء المنير على التفسير؛ جمعه: الشيخ علي الصالحي، ويقع في ست مجلدات.
2.بدائع التفسير جمعه: يسري السيد محمد، ويقع في ثلاث في مجلدات.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 02:27]ـ
أعطوني رأيكم:
انا بدأت بقراءة الجلالين إلى سورة النساء تقريبا,
ثم توقفت وانتقلت لتفسير ابن كثير ... تفسير سورة الكهف ...
ثم قرأت من سورة ق إلى مدري وين وصلت
ثم قرأت السعدي جزء عم كامل
ثم قرأت تفسير ابن عثيمين جزء عم كامل
أبي توجيهكم لي تراي متشتت نوعاما .. ولاتحرموني من نصيحتكم؟
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 08:46]ـ
كتاب: السراج موجود في المكتبات، وهو من إصدارات مجلة البيان.
وتفسير ابن القيم جُمع في عدة كتب:
1.الضوء المنير على التفسير؛ جمعه: الشيخ علي الصالحي، ويقع في ست مجلدات.
2.بدائع التفسير جمعه: يسري السيد محمد، ويقع في ثلاث في مجلدات.
جزاك االله خيراً أباالوليد
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 09:38]ـ
أعطوني رأيكم:
انا بدأت بقراءة الجلالين إلى سورة النساء تقريبا,
ثم توقفت وانتقلت لتفسير ابن كثير ... تفسير سورة الكهف ...
ثم قرأت من سورة ق إلى مدري وين وصلت
ثم قرأت السعدي جزء عم كامل
ثم قرأت تفسير ابن عثيمين جزء عم كامل
أبي توجيهكم لي تراي متشتت نوعاما .. ولاتحرموني من نصيحتكم؟
أنصحك أخي الفاضل
بأن تلزم نفسك بكتاب واحد مختصر محبب إلى نفسك
ولا تحد عنه إلى غيره إلا بعد الانتهاء منه
وقسمه على مراحل حتى لاتمل
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابنا في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رابط تحميل زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كل قارئ، والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553)
لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله الجزائرية]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:35]ـ
قال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله:
وإني أرى أن التفسير من أصعب العلوم في رسم منهجٍ لدراسته، لما عُلِم من طرائق المفسرين في كتبهم حيث جعلوها مجالاً لتطبيقات علومٍ أخرى أبعدتها في هذه المسائل عن علم التفسير.
ويمكن أن أرتِّب الموضع في أحد أنظاري فيه إلى النظر إلى معلومات كتب التفسير، ثم إلى ذكر طريقة قراءة التفسير بإيجاز، وتفصيل ذلك كالآتي:
إن معرفة العلوم التي استبطنتها كتب التفسير، والاجتهاد في تقسيمها تقسيمًا فنيًّا ـ ولو في الذهن ـ طريقٌ مهمٌّ من طرق تعلم التفسير، فما هي تلك الأقسام:
القسم الأول: بيان المعنى، وهو صلب التفسير، والمراد الأول من الكلام في بيان مراد الله تعالى.
القسم الثاني: علوم السورة والآية.
القسم الثالث: الاستنباط والفوائد.
وهذا التقسيم الثلاثي يمكن أن يكون ثنائيًّا بإدخال الاستنباط في علوم الآية، وإنما أفردته لأهميته، ولحرص طالبي علم التفسير عليه.
كما يمكن ملاحظة أن تفسير الآية من علوم الآية، لكن التقسيم ـ كما قلت ـ فنيٌّ يراد به الوقف على جملة المعلومات التي في كتب التفسير، ثمَّ ترتيب تلك المعلومات عند الباحث، وكل باحث يختار من هذه المعلومات ويرتبها عنده بحسب حاجته إليها.
أعود إلى التقسيم، وأفصِّل فيه فأقول:
القسم الأول: التفسير:
التفسير من جهة اللغة:
فإنه يدل على الكشف والبيان. فأي كشف أو وبيان فإنه يُعَبَّر عنه بأنه تفسير، ولهذا يقولون مثلاً: كَشَف عن ذراعيه إذا أَبَدانها وأظهرها، وكذلك يقولون: كشف عن المعنى الغامض إذا أَبانه وأظهره. فهو يُستخدم في القضايا المحسوسة وكذلك في القضايا المعنوية التي تُخرَج من طريق الفكر سواء أكان كَشف شيئًا محسوسًا أم كَشف شيئًا من خلال التفكير فإنه يُقال عنه فَسَّر الأمر.
وأما التفسير من جهة الاصطلاح:
فالعلماء لهم من جهة الاصطلاح تعريفات كثيرة، وكثيرٌ منها مبني على جملة العلوم التي تستبطنها كتب التفسير، وليس هذا مقام الخوض في هذه التعريفات ونقدها، لذا فإننا إذا نظرنا إلى المعنى اللُّغوي وهو البيان والإيضاح أو الكشف فإننا نقول: إن التفسير في الحقيقة هو عملية (بيان معاني القرآن) ومما يدخل في بيان معاني القرآن من جملة المعلومات: بيان معاني الكلمات، وبيان المنسوخ ـ على إطلاقه عند السلف ـ، وبيان أسباب النُّزول، وغيرها مما يقوم عليه البيان، بحيثُ لو فُقِد لما تمَّ بيان المعنى.
وقد ذكرت هذا بشيء من الإيضاح بالأمثلة في كتاب (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر).
وبيان معاني كلام الله هي المقصد الأساس في التفسير، وعلى صحَّتها يُبنى غيرها من الفوائد العلمية والاستنباطات والفوائد؛ إذ التفسير الخطأ لا ينتج عنه إلا خطأٌ في الفوائد والاستنباطات.
ولبيان المعنى أصول يقوم عليها، ومن أهمِّها معرفة كلام العرب، إذ به تُدرك كثيرٌ من أمور الشريعة وأقوال السلف، ولغة العرب رافد مهمٌّ للغاية لطالب علوم الشريعة، لا يمكنه أن يستغني عنها بحال، وبقدر تقصيره في تحصيلها يظهر ضعفه في تحصيله في تخصصه، هذا في الغالب في العلوم الشرعية، والله أعلم.
ومنها معرفة الأوجه الجائزة في التفسير المؤتلف منها والمختلف اختلاف تغاير، وهو باب مهمٌّ جدًّا من أبواب أصول فهم المعنى.
ولعل لهذه الأصول مقامًا آخر أذكر فيه هذه الأصول بشيء من التفصيل؛ إن شاء الله.
والمقصود أنَّ طلب معنى كلام الله هو أول ما يحسن بطالب علم التفسير البحث عنه، هو أول المعلومات التي يقصدها من يريد تفسير القرآن الكريم.
القسم الثاني: علوم السورة والآية:
هناك علوم خاصة بالسورة تتعلق بها، ولا تتعلق بآياتها، وهناك علوم تتعلق بالسورة، ولها وجه تعلق بالآية، أما علوم الآية فهي خاصة بها، ويمكن تفريعها إلى فروع كثيرة حسب نظر الناظر لها، وإليك التفصيل:
أولاً: علوم السورة:
من العلوم المتعلقة بالسورة ما يأتي:
1 ـ اسم السورة، أو أسماؤها إن كان لها أكثر من اسم.
2 ـ مكان نزول السورة، وزمان نزولها (المكي والمدني).
3 ـ عدد آي السورة، وعدد كلماتها وحروفها.
4 ـ فضائلها، إن كان لها فضائل ثابتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ مناسبة السورة لما قبلها، ومناسبة فاتحتها لخاتمتها، ومناسبات موضوعاتها بعضها مع بعضٍ.
6 ـ موضوعات السورة.
هذا من أكثر ما يذكره المفسرون، وقد يذكرون غيرها من العلوم المتعلقة بالسورة، كالمستثنى من النُّزول المكي، وعكسه، وكالناسخ والمنسوخ فيها، وغير ذلك.
تنبيه:
اعلم أن الأصل في علوم السورة أنها من علوم القرآن لا التفسير؛ لأن لا يترتب على معرفتها أي أثر في فهم معاني الآيات، سوى ما يكون من حاجة في بعض الأحيان إلى مكي السورة ومدنيها للترجيح بين أقوال المفسرين، والله أعلم.
ثانيًا: علوم الآية:
ويُقصد به: كل المعلومات التي نسبها المفسرون للآية، سواءً أكانت معلومات مباشرة أم كانت معلومات غير مباشرة.
ويمكن تقسيم المعلومات المتعلقة بالآية إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: ما يتعلق بالآية من جهة القرآن فحسب.
الصنف الثاني: ما يتعلق بالآية من جهة العلوم الإسلامية.
الصنف الثالث: ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات.
وأما مجمل علوم الآية فأذكر منها:
1 ـ تفسيرها، وذلك ما مضى في القسم الأول.
2 ـ فضلها، إن وُجِدَ.
3 ـ اسمها، إن وُجِدَ.
4 ـ مكان نزولها وزمانه.
5 ـ قراءاتها، إن وُجد فيها اختلاف قراءات.
6 ـ إعرابها.
7 ـ أحكامها التشريعية (من الأحكام الفقهية الآداب والسلوك)
8 ـ أحكامها العقدية.
8 ـ ناسخها ومنسوخها (على اصطلاح السلف).
9 ـ وقوفها.
10 ـ أسباب نزولها.
11 ـ إعجازها ووجوه بلاغتها.
وقد يرد في تفسير الآية استطرادات أدبية أو شعرية أو قصصية أو أحوال مرَّ بها المفسر أو غير ذلك، وهي لا تخلو من أن تكون داخلة ضمن هذا القسم.
الصنف الثالث: ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات.
ومن ذلك ما تجده في تفسير الرازي (ت: 606)، وتفسير طنطاوي جوهري (ت: 1358) وغيرهما ممن أراد أن يستوعب في التفسير، فذكر علومًا متنوعة من العلوم غير الإسلامية؛ من علم الفلسفة وعلم المنطق وغيرها من العلوم المظنون بها.
ويمكن أن يُلحق بها ما أدخله الباطنيون من تفاسير لا تعتمد على العلم الصحيح، وذلك ما يدعون أنهم حصلوا عليه بكشف خاصٍّ، أو إنه من طريق أئمتهم، وتجد بعض هذه التفسيرات في روح المعاني للآلوسي (ت: 1270).
تنبيه:
هذا القسم هو الذي طغى على كتب التفسير، وهو الذي شكَّل (مناهج المفسرين)، وصارت التفسير تكبر بسببه.
القسم الثالث: الاستنباط:
وهذا القسم ـ مع أهميته ـ إلا أنك تجده قليل في التفاسير بالنسبة للمعلومات الأخرى، وقلَّ أن تجد مفسِّرًا وضع هذا الأمر نصب عينيه وهو يفسِّر، وقصد أن يستنبط من الآيات فوائد وأحكامًا عامَّة،، وإنما قد يمرُّ بآية فيذكر استنباطًا منها، وذلك عارضٌ على طريقته في تفسيره، وليست مقصدًا له.
ولست أقصد بالاستنباط الاستنباطات الفقهية الملية فقط مما يتعلق بالعبادات والمعاملات، بل عموم ما يمكن استنباطه من الآيات من جملة الفوائد، ومن أشهر المفسرين المعاصرين في هذا الباب ـ حسب علمي ـ الشيخ محمد بن عثيمين، حيث كان الاستنباط أصلاً في دروسه في التفسير.
وتجد كذلك بعض من ألف في الاستنباط قصدًّا كما فعل السيوطي في (الإكليل في استنباط التنْزيل).
وبعد، فالذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أنَّ هذه الأقسام يدخل فيها جميع المعلومات التي ترد في كتب التفسير.
وبعد هذا التنبيه عن جملة معلومات كتب التفسير أذكر طريقة عملية مختصرًا في ذكرها، ولعلها تفيد من يطَّلع عليها، فأقول:
أولاً: يخصِّص القارئ كتابًا من كتب التفسير يكون أصلاً له يقرؤه مرة بعد مرة، حتى يستظهر هذا التفسير استظهارًا بالغًا لا يكاد ينِدُّ عنه منه شيء (1).
عود إلى المختصرات:
ويحسن أن يكون هذا التفسير مختصرَا، فإن لم يكن فيكون متوسطًا؛ ليتمكن من قراءته وترداده، فإن الطويل قد يُمِلُّ، كما قد ينقطع عنه العزم.
ومن المختصرات ما يأتي:
1 ـ التفسير الميسر، الذي طُبِع في وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
2 ـ الوجيز في التفسير للواحدي.
3 ـ مراح لبيد للجاوي النووي، وهو تفسير مختصر غير مشهور، ولعل من له خِبرة بالكتاب أن يكتب عن منهجه ليفيد في هذا الباب.
4 ـ جامع البيان للأيجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن التفاسير المتوسطة:
1 ـ تفسير الوسيط للواحدي.
2 ـ تفسير أبي المظفر السمعاني.
3 ـ تفسير البغوي.
4 ـ تفسير ابن جزي الكلبي.
5 ـ تفسير السعدي.
وقد عدلت عن ذكر كتابين مشهورين، وهما تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين؛ لأنهما متنان يحتاجان إلى قراءةِ فكٍّ، ولا يصلحان للمبتدئ، وغيرهما أوضح منهما، وهما لطلاب العلم أكثر منهما لعامة القراء.
وإنما لقيا العناية بالشرح والتحشية لأنهما كانا منهجين دراسيين، فالبيضاوي كان منهجًا عند علماء الدولة العثمانية، والجلالين كان منهجًا عند علماء الأزهر، فكثرت بذاك شروحهما، والعلم عند الله.
ثانيًا: أن يختار له كتابًا من كتب غريب القرآن يجعله أصلاً يرجع إليه لمعرفة المراد باللفظة في لغة العرب، وكتب غريب القرآن كثيرة، ويمكن تقسيمها إلى الآتي:
1 ـ كتب مختصرة؛ كتحفة الأريب لأبي حيان، ونزهة القلوب للسجستاني، والترجمان عن غريب القرآن لعبد الباقي اليماني، وغيرها.
2 ـ كتب فيها طول وتحرير علمي للألفاظ؛ كمفردات الراغب الأصفهاني، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي، وتفسير غريب القرآن لأبي بكر الرازي (صاحب مختار الصحاح)، وهو كتاب نفيس للغاية.
3 ـ كتب متقدمة، فيها أسلوب علماء اللغة المتقدمين من أئمة اللغة، فتجد فيها ذلك النَّفس المتقدِّم الذي يحرص على الشاهد العربي من الشعر؛ كمجاز القرآني لأبي عبيد معمر بن المثنى، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة.
ثالثًا: يحدِّد القارئ ميوله العلمي من اتجاهات المفسرين العلمية؛ كالبلاغية والنحوية والفقهية وغيرها، وذلك لأمرين:
الأول: أن يتعرف على التفاسير والكتب المتعلقة بهذا الاتجاه التي تفيده في المجال الذي يرغبه.
الثاني: أن يعلِّق على التفسير الذي اختاره ما يجده من هذه المعلومات التي تلائم ميوله العلمي.
واختم هذا بفقرتين ابتسرتهما من محاضرة كنت ألقيتها بعنوان (كيف نستفيد من القراءة في كتب التفسير)
طريقة القراءة:
1 ـ بدء القراءة، والحرص على ختمه وتفهُّمه، والمداومة على قراءة هذا الكتاب مرة بعد مرة، حتى يستظهر المتعلم التفسير من خلال هذا الكتاب.
2 ـ ترك الإشكالات التي تعيق عن تمامه، وتقييدها لحلها في المستقبل.
3 ـ معرفة القضايا التي يحرص عليها قارئ التفسير أو الباحث فيه، وترك ما لا ثمرة فيه.
4 ـ التعليق على الكتاب بما يلزم من الفوائد والتعقبات، وعدم الاشتغال بها عن الأصل، وهو استظهار التفسير من خلال هذا الكتاب.
5 ـ لابد من معرفة أنَّ بعض الإشكالات ستبقى عند طالب العلم وقد لا يجد لها حلاًّ، والمراد أنها لا تكون عائقًا عن تعلم التفسير، كما أنها ليست دليلا على الفشل في طلبه.
أمثلة للإشكالات التي وقعت للعلماء:
قال الطبري:» وقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لا أدري ما الحنان حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أدري ما حنانا «().
قال الطبري:» حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ?يوم تمور السماء مورا?، قال: هذا يوم القيامة، وأما المور فلا علم لنا به «().
فوائد يحسن مراعاتها عند القراءة في كتب التفسير
1 ـ العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على منهجهم من خلال التطبيقات العملية التي يقومون بها في تفاسيرهم.
2 ـ العناية بتطبيق أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
3 ـ العناية بالمؤثرات التي تؤثر على المفسر في تفسيره، ومن ذلك: مذهبه العقدي والفقهي والنحوي.
4 ـ العناية بمنهج المفسر في التعامل مع روايات السلف من جهة تحقيق الأخبار ونقد المتون.
5 ـ معرفة المنهج العام للمفسر، والربط بين معلومات الكتاب، وهذا مما يعين في فهم ما يستغلق من كلام المفسر.
6 ـ الرجوع إلى موارد المفسر الأصلية إن أمكن، فقد يتبين من خلال ذلك خطأ في فهم المفسر لمن نقل عنه، كما أن بعض المفسرين يختصر بعض الأخبار والآثار مما قد ينبهم على من يقرأ كلامه،ة فإذا عاد إلى أصوله التي نقل منها توضح هذا الانبهام.
7 ـ التركيز على كلام المفسر في تفسير الآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به ذلك المفسر؛ كالعقيدة والفقه والوعظ والأخبار والنحو والبلاغة.
8 ـ الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها من التفاسير.
وبعد هذا، فالموضوع بحاجة إلى عناية أكثر، وما كتبته هنا يحتاج إلى إعادة ترتيب، وزيادة أفكار، وإنما استعجلت كتابته إكرامًا لابن الشجري الذي تشكو مقالته من الاغتراب، ولعله يعذرنا بعذره لنفسه في انقطاعه عن الملتقى بما شغله، وكم يتمنى المرء منا لو استطاع أن يكتب ما في ذهنه من معلومات، وإني لأغبط أولئك الكتبة الذين يسيل قلمهم ولا يجدون مشقة، فإني أجد مشقة في إعداد مقالة، وتحريرها التحرير الذي أرتضيه، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وقبول العلم، فهذا ما عنَّ في الخاطر الحاضر، ولا أشكُّ أن في النفس شيئًا بقي لعل الله أن ييسر لي إعادة النظر فيه، وتريب أفكاره والزيادة عليه بالأمثلة الموضحة من كتب أهل العلم، بل من تجاربهم إن وُجِدَ.
............
(1) فائدة: وجدت لهذا أصلا في طريقة أهل العلم، وذلك في مسلكين:
الأول: أنَّ بعضهم ـ حينما يؤلف ـ يعتمدُ كتابًا يجعله نصب عينيه ينتقي منه ويختصر، ثم يضيف عليه، وقد يعتمد اكثر من كتاب.
الثاني: أن بعضهم تراه يستشهد في مناقشاته العلمية بمجموعة معينة من التفاسير تدل على أنه استظهرها وجعلها أصلاً له يرجع إليها مرارًا، ومن أمثلة ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث تراه كثيرًا ما يذكر البغوي وابن عطية وابن الجوزي.
(2) لمناسبة الحديث عن المختصرات: أودُّ من الإخوة الكرام في الدول الإسلامية أن يذكروا لنا إن كان قد عَمِل أحد من علمائنا في دولهم تفاسير مختصرة؛ لنستفيد منها في مثل هذا المقام، وإن كان سيتبع ذلك تقويم ممن يذكرها فذلك حسن جدًّا.
المصدر: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1477 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1477)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 06:28]ـ
إليكم أمثل طريقة لدراسة التفسير بإذن الله وهى التى قررها ونصح بها الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله في محاضرة الكيفية لدراسة التفسير:
1.المرتبة الأولى
أما الأولى فأن يعلم المفردات التي يكثر ورودها في القرآن، هناك ألفاظ يكثر مجيئها في القرآن، تتردد كثيرا، فهذه المرتبة الأولى يعلم معاني هذه المفردات.
وهذه المفردات كتبت فيها كتب، منها الكتب التي تسمى الوجوه والنظائر أو النظائر في التفسير، والوجوه والنظائر راجعة إلى الأسماء المشتركة والأسماء المتواطئة المعروفة في أصول الفقه.
فمثلا يقول في كلمة (السماء) جاءت في القرآن معناها في اللغة كذا.
السماء في اللغة معناها العلو، لقوله تعالى ?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء? [إبراهيم:24]، ولقول الشاعر في وصف فرس:
وأحمر كالديباج أما سماؤه فَرَيَّا وأما أرضه فَمُحُول
يعني أن ظهره وهو ما علا منه مليان يعني امتلأ واكتنز باللحم ليكون أثبت لمعتليه وأما أرضه وهي قوائمه فمحول يعني دقيقة لتكون أمضى في الجري.
فإذا أصلها من جهة اللغة قال: ولقد وردت السماء في القرآن بكذا معنى أما الأول فهو كذا والثاني فهو كذا والثالث إلى آخره.
وأتت مجموعة (السماوات) ومعناها في القرآن واحد وهي هذه السماوات المعروفة.
هذه الكلمات التي يكثر ورودها الأرض السماء الماء الكفر الإيمان النفاق إلى آخره، إذا ضبط تفسيرها من كتب الوجوه والنظائر.
ومن أَمْثَلِها كتاب ابن الجوزي الوجوه والنظائر، وهو مطبوع في دار الرسالة طبعة جيّدة وهي أجود من الطبعة الهندية، الطبعة الهندية فيها أغلاط كثيرة، هذا يعطيك التلخيص، وهناك كتب كثيرة في هذا الموضوع يهتم بها طالب العلم.
هذه المرتبة الأولى في طلب العلم أن تدور مع الكلمات التي يكثر ورودها في القرآن.
فإذا ضبطت هذه الكلمات التي يكثر ورودها ومعانيها فإنّك قد علمت شيئا من التفسير كمرتبة أولى.
ثم تنتقل إلى الكلمات هذه شيئا فشيئا، منها ما ورد في القرآن وله خمسة عشر تفسيرا، وهي قليلة، ومنها ما له اثنا عشرة وجها، ومنها ما له عشرة، ومنها ما له ثمانية حتى تأتي في النهاية ما له وجه واحد.
فإذا أمضيت في هذه المرتبة أدركت أن هذه الكلمات التي جاء تردادها أو كَثُر ورودها في القرآن ضبطت تفسيرها فقد أحكمت جزءا من علم التفسير.
2.المرتبة الثانية متصلة أيضا بالمفردات، ولكنها ليست من جهة الوجوه والنظائر؛ وإنما من جهة الأصول والاشتقاق.
وهذه ينفعك فيها كتابان:
الكتاب الأول معجم مقاييس اللغة لابن فارس، فهو إن كان معجما في اللغة؛ لكن من جهة الأصل أصل المعنى الذي تدور عليه الكلمة قد أجاد فيه وأفاد.
فتبحث معنى الكلمة في معجم مقاييس اللغة، لذلك فالقرطبي مثلا أكثر من الرجوع إلى معجم مقاييس اللغة مما يؤصله من المعاني في التفسير.
والكتاب الثاني كتاب المفردات للراغب الأصفهاني، والمفردات مرتب وطُبع في مجلد واحد طبعة جيدة؛ بل طبعة ممتازة جدا، ولكن الراغب الأصفهاني متكلم أشعري، وله تفسير كبير هو لم يطبع منه إلا بعض مقدمة أو بعض السور؛ لكن من جهة معاني الكلمات واستعمالاتها في القرآن فإن فيه فوائد كثيرة، وخاصة في لطائف استخدام الألفاظ، كتاب الراغب تنتبه إلى أشعريته في التعريفات، إذا أتى يعرّف شيئا يعرّف كلمة يحد حدا، فهنا الحد تبع للتصور، وما حد إلا بعد التصور، ولهذا تقف عند حدوده وتعريفاته فلا تأخذ بها، ولكن إن فسر من جهة اللغة واستدل هذا مأمون عليه، وذلك راجع إلى لغوية بحتة.
الكتاب الثالث عمدة الحفاظ للسَّنين الحلبي وقد طبع سابقا في مجلدة واحدة، وطبع أخيرا مع شيء من التحقيق طبعة لا بأس بها في أربعة أجزاء لطيفة.
هذا في المفردات من حيث هِيه.
إذا انتهيت من هذه الكتب، هناك كتب معاصرة تفيد في هذا، ومن أمثلها من جهة الكليات -كليات المعاني والاستعمال- كتاب معجم ألفاظ القرآن الكريم الذي أصدرته أظنّ الهيئة العامة للكتاب في مصر أو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر أو ما أشبه ذلك، المهم معجم ألفاظ القرآن الكريم طبع في مجلدين.
3.المرتبة الثالثة
(يُتْبَعُ)
(/)
المرتبة الثالثة في معرفة التفاسير أو الدخول في علم التفسير: أن ترتِّب مراجعتك في التفسير لمعرفة معنى الآية، وهذا ينبني على فهم التفاسير.
وكان لي محاضرة بعنوان مناهج المفسرين ربّما بعضكم سمعها، لا نطيل بتفصيل مدارس المفسرين ومناهج المفسرين وخصائص كل كتاب في التفسير تدخلها داخل هذه المرتبة؛ لأنك قبل أن تُطالع كتاب التفسير لابد أن تعرف منهجه، وهل مثلا من مدرسة التفسير بالرأي أم من مدرسة التفسير بالأثر؟ ما خصائصه؟ مميزاته؟ منهجه؟ قبل الدخول في التفسير إذا عرفته أحسنت استعماله.
لأن كتب التفسير جميعا لا تخلو من حالين: حال إجادة وحال ضعف، يأتي في آيات يجوّد الكلام، وفي آيات تبحث تفسيرها لا تجد، تجد أنه أسرع فلم يذكر شيئا.
وهذه راجعة إلى ضعف الإنسان من جهة، وإلى أن القرآن غالب لا مغلوب، على كثرة التفاسير لا يُغني تفسير عن تفسير، إلا أن يكون تفسير قد أختصر من تفسير آخر حرفيا؛ لكن الكتب التي ألفت على استقلال لا يغني بعضها عن بعض؛ لأن المفسر نجد أنه نشِط في موضع الآخر لم ينشط فيه، وهذه أنا جريته كثيرا وتعدد التفاسير يخدم في هذا.
ابن جرير وابن كثير، تجد ابن جرير في مواضع تكلم بكلام تستغرب كيف يميل إلى هذا الضعيف أو يقول به أو يرجحه، تجد أن ابن كثير يأتي فيردّ عليه في هذا الموضع ويطيل. أو هناك تجد أن كلامه في التفسير قليل على آية وتجد أن ابن كثير أطال النفس فيها.
وهكذا، إذا دخلت مدرسة التفسير الرأي يعني بالاجتهاد والاستنباط، وقد فصلنا بين الرأي المحمود والرأي المذموم وأن ما كان بالرأي المحمود يعني بالاجتهاد والاستنباط مع اكتمال الآلات فإنه لا بأس بذلك، تجد أن المفسرين بالرأي؛ يعني بالاجتهاد والاستنباط بعضهم يجيد في مكان ويَقل في مكان.
هنا في هذه المرتبة إذا عرفت مناهج المفسرين فأول ما ترجع إليه في كتب التفسير التفاسير الأُوَل يعني تتسلسل مع التفسير في المراجعة فيما أشكل على حَسَب الزمان، على حسب وفيّات المؤلفين.
فإذا أمكن أولا أن تطالع صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أمثل ما يكون أول ما تراجع.
تراجع معلقات البخاري في التفسير عن ابن عباس وعن مجاهد وعن أصحاب ابن عباس أو عن ابن مسعود إلى آخر المشتهرين بالتفسير من الصحابة والتابعين فهذا أمثل.
ثم تنتقل إلى التفاسير المسندة تفسير عبد الرزاق، تفسير ابن أبي حاتم فيما وجد منه، تفسير ابن جرير ثم تسلسل مع الزمن.
هذا التسلل ليس الغرض منه أن تأخذ النتيجة، وإنما الغرض منه أن تتدرب على معرفة التفسير؛ لأن المفسِّر الذي أخذ عن من قبله وأورد كلام من قبله مع شيء من التصرّف أو أخذه وعبّر عنه، فأنت بمطالعتك لكلام الأول تعرف كيف تصرّف العالم المتأخر من علماء السلف -كابن جرير مثلا في عمله مع من قبله أو ابن كثير في عمله مع من قبله- كيف تصرفوا في كلام من قبلهم وصاغوه، فيُقيم لطالب العلم دُربة عملية في معرفة كيف يصوغ التفسير بصياغة أهل العلم.
لأننا وجدنا أن التفسير خَاضَ فيه الناس بما يُسمى المِزَاج، يعني هكذا هو خطر في باله هذا معنى الآية، هذا ظاهر الآية ولم يتدرب على هذا وليس من أهله، ولم يعانِ التفسير ويعانِ كاب التفسير حتى يكون عنده ما يقربه من فهم المعاني، وهذا لاشك أنّه يدخل في قوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ وإنْ أصاب» حتى ولو أصاب فإنه لم يصب عن علم وإنما أصاب اتفاقا، فقد أخطأ إذْ تجرأ على التفسير دون علم، وإن أصاب فلم يصب عن علم وبينة وحجة، ليس عنده ملكة في العلوم الشرعية العقيدة والفقه والحديث إلى آخره، ليس عنده ملكة في العربية، فمن أين أتاه الصواب؟ يكون أتاه الصواب اتفاقا، فإنه أخطأ وإن أصاب، حتى لا يتجرأ على ذلك ترتيب التفاسير في المراجعة كتعلم، هذا الآن منهج تعلم التفسير ليس منهج مراجعة لتفسير آية، تريد ترجع لتفسير آية أشكلت عليك راجع أحد التفاسير وينحلّ المعنى، ولكن تتعلم التفسير يكون بهذه الطريقة.
تمشي مع كتب التفسير بالأثر حتى تقف عند نهايتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
تأتي إلى مدرسة التفسير بالاجتهاد بالرأي، ابتدأ هذه المدرسة من علماء الأثر ابن جرير، وأورد في تفسيره ما تفق في كتب من قبله مما يتعلق بتفسير القرآن؛ لذلك ابن جرير رحمه الله يُعدّ أول من خلط بين علوم التفسير بالأثر وعلوم التفسير بالرأي والاستنباط، تجد في تفسيره الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين، وتجد فيها مباحث اللغة العربية، مباحث العقيدة، الرد على المخالفين، الرد على الملحدين، الرد على المبتدعة في الصفات، تجد فيه ما يخلط هذا وهذا، بخلاف ما لو رأيت: تفسير مثلا عبد الرزاق، تفسير الإمام أحمد في القطع التي نقلها ابن القيم وغيره عنه، تفسيره ابن أبي حاتم، تفسير ابن عبد بن حميد فيما وجد منه، إلى آخر التفاسير بالأثر، تجد أنها تفاسير أثرية محضة لم تخلط بالأثر اجتهادا؛ لكن ابن جرير خلط هذا وهذا.
فمنه تنطلق إلى رؤية عالم إمام سني سلفي في إدخال علوم الاجتهاد وعلوم العربية وعلوم الفقه والرد على المخالفين في التفسير كيف انضبط وكيف رد وما تفرع بعده.
هنا تأتي إلى من بعده وترى كيف توسعوا في تفسير الآية، فإذا رأيت علمه كيف أدخل علوما أخر لا صلة لها بالآية في تفسير الآية، تعرف مواطن الإجادة ومواطن الزلل، فيكون عندك علم بالتفسير بمدرستيه مدرسة التفسير بالأثر ومدرسة التفسير بالرأي.
4.المرتبة الرابعة
التفسير -وهذه المرتبة الرابعة- فيه مواضع مشكلة أشكلت على كثير من العلماء بل على أكثر العلماء؛ بل قال فيها شيخ الإسلام ابن تيمية لا تكاد تجد في التفاسير منها قولا صحيحا، وهذه مضايق لطالب العلم كبيرة، ولا زالت مضايق إلى الآن.
شيخ الإسلام ابن تيمية كتب مجلدة في ذلك طُبعت في مجموع فتاوى ابن تيمية، وهي موجودة في نسخة خطية، عندي منها صورة في بعض المكاتب أوربا كانت بعنوان: تفسير آي من القرآن أشكلت. وهذا العنوان منتزع من مقدمة شيخ الإسلام، وذكر فيها شيخ الإسلام بالمقدمة أن هناك آيات في القرآن أشكلت على أهل العلم فلا تجد فيها قولا صحيحا. طبعا هذا تفهمه مع فهمك لقواعد أو لأصول التفسير، لا تجد فيها قولا صحيحا لأن السلف ما تكلموا فيها مثلا، لو كان للسلف لو كان لهم كلام فيها لكان حجة في هذا الباب -نعني بالسلف الصحابة- أما التابعون فقولهم ليس حجة يجب المصير إليها في التفسير؛ ولكن يحسن المصير إليها فيما كان من جهة فهم القرآن والاستنباط، هذه المواضع التي أشكلت تدرك الصواب فيها بعد مراجعة التفاسير.
إذا أدركت الخطوات السابقة عرفتها عرفت الصواب، عرفت كيف أشكلت ولم؟ وحجة شيخ الإسلام حينما دخل في هذه المضايق ورجح ما رجح في تلك الآيات
ـ[نايف المعمر]ــــــــ[30 - Jan-2010, صباحاً 06:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاحبة من المفيد جدا عند البدء في أي فن الاستفادة من المتخصصين في ذلك الفن
لذا هذه بعض النقولات من متخصصين في علوم القران:
بالنسبة لكتاب زبدة التفسير فهو كتاب ممتاز لكن قال عنه الشيخ خالد السبت: احيانا يذكر يقتصر على قول من اقوال السلف فيكون مثلا قول السلف في هذه الاية من باب التفسير بالمثال لذا قد لا يكون التفسير شاملا لللآية)
وأما تفسير الجلالين فاذكر ان الدكتور مساعد الطيار قال انه لا يصلح للمبتدأ
وبالنسبة لمراحل طلب علم التفسير فهناك الكثير من المواضيع التي تشابهذ هذا الموضوع في ملتقى اهل التفسير ان وعلى من هو مهتم بالقراءة في هذا الفن ان يراجع الملتقى.
وهناك محاضرة بعنوان منهجية دراسة علم التفسير للدكتور مساعد الطيار وهذا تفريغها في المرفقات(/)
وقفات مع المشكل في آيات القرآن
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 09:27]ـ
ضمن الدروس العلمية
للدورة العلمية الرابعة عشرة بجامع الملك عبدالعزيز بالمعابدة - 1429هـ
مكة المكرمة.:: جامع الملك عبدالعزيز::.
وقفات مع المشكل في آيات القرآن
للشيخ محمد بن عبدالله عقالا
وصف الدرس العلمي:
يأخذ الشيخ كل يوم آية أو آيتان ما أشكل على المفسرين تفسيرها ثم يرجح الشيخ التفسير الراجح (المشكل في التفسير)
الأربعاء 6/ 7/1429 هـ الساعة 1:00 مساءً
الخميس 7/ 7/1429 هـ الساعة 1:00 مساءً
للاستماع المباشر للدرس:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9151&action=listen&sid=
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:58]ـ
للتذكير ...
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:00]ـ
الحلقات المسجلة:
3/ 7/1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52119
4/7/1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52192
5/7/1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52266
يتبع ...(/)
استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 03:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت للعلامة ابن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسيره لسورة البقرة أن الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل .... إنما هو مجرد تخييل!! ...
والعجيب! أنه يثبت الرفع في سورة الأعراف ...
فأردت من الإخوة ـ بارك الله فيهم ـ التوضيح ...
هل فهمي للمسالة كان صوابا؟! أم أنه لم تتحرر لي المسألة بشكل واضح ... ؟!
وهل كان الإمام ابن عاشور متناقضا؟! أم أن اللاحق من كلامه قد نسخ السابق؟! لكون ابن عاشور قد استمر في تأليف التفسير مدة طويلة ...
وهذان هما النصان:
الأول: في تفسير سورة البقرة:
ولذلك وصف في آية الأعراف بقوله (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) " نتقه زعزعه ونقضه " حتى يخيل إليهم أنه يهتز وهذا نظير قولهم استطارة إذا أزعجه فاضطرب فأعطوا العهد وامتثلوا لجميع ما أمرهم الله تعالى وقالوا " كل ما تكلم الله به نفعله فقال الله لموسى فليؤمنوا بك إلى الأبد " وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه فوقهم وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير.
والثاني في تفسير سورة الأعراف:
(وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون [171]) عاد الكلام إلى العبرة بقصص بني إسرائيل مع موسى عليه السلام لأن قصة رفع الطور عليهم من أمهات قصصهم وليست مثل قصة القرية الذين اعتدوا في السبت ولا مثل خبر إيذانهم بمن يسومهم سوء العذاب. فضمائر الجمع كلها هنا مراد بها بنو إسرائيل الذين كانوا مع موسى بقرينة المقام
والجملة معطوفة على الجمل قبلها
و (إذ) متعلقة بمحذوف تقديره: واذكر إذ نتقنا الجبل فوقهم
والنتق الفصل والقلع. والجبل الطور
صلى الله عليه و سلم عليه الصلاة و السلام {!!!!!}
وهذه آية أظهرها الله لهم تخويفا لهم لتكون مذكرة لهم فيعقب ذلك أخذ العهد عليهم بعزيمة العمل بالتوراة فكان رفع الطور معجزة لموسى عليه السلام تصديقا له فيما سيبلغهم عن الله من أخذ أحكام التوراة بعزيمة ومداومة والقصة تقدمت في سورة البقرة عند قوله تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور)
والظلة السحابة وجملة (خذوا ما آتيناكم) مقولة لقول محذوف يدل عليه نظم الكلام وحذف القول في مثله شائع كثير وتقدم نظيرها في سورة البقرة
وعدي (واقع) بالباء: للدلالة على أنهم كانوا مستقرين في الجبل فهو إذا ارتفع وقع ملابسا لهم ففتتهم فهم يرون أعلاه فوقهم وهم في سفحه وهذا وجه الجمع بين قوله (فوقهم) وبين باء الملابسة وجعل بعض المفسرين الباء بمعنى (على)
ملحوظة: النصوص مأخوذة من الشبكة!!
فليتاكد الإخوة إذا كان فيها تصحيف أو نحوه ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 03:38]ـ
/// بارك الله فيك أخي الكريم .. لم أرَ في النصِّ الأول الذي في تفسير آية البقرة ما ذكرته من نفيه رحمه الله رفع الطور، بل الوارد في ذلك النص: نفي ورود شيءٍ ثابت في ذلك من الأحاديث ولهذا أعرض عنها.
/// أما ما وصفه من التخيُّل فهو في الاهتزاز لا الرفع، وفرق بينهما.
/// ملحوظة: قمت بتغيير عنوان الموضوع إلى استشكال.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 05:40]ـ
أظن أن العنوان الآن أصبح واضح الدلالة ...
فجزاكم الله خيرا ـ شيخنا العزيز ـ.
أما ما وصفه من التخيُّل فهو في الاهتزاز لا الرفع، وفرق بينهما.
يعني أنهم تخيلوا الاهتزاز فقط! أما الرفع فقد حصل حقيقة؟!.
لعلي أذكر النص الأول كاملا ... فقد يدل على ما قلتُ:
(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماء آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون [63] ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته ولكنتم من الخاسرين [64]) صلى الله عليه و سلم عليه الصلاة و السلام
تذكير بقصة أخرى أرى الله تعالى أسلافهم فيها بطشه ورحمته فلم يرتدعوا ولم يشكروا وهي أن أخذ الميثاق عليهم بواسطة موسى عليه السلام أن يعملوا بالشريعة وذلك حينما تجلى الله لموسى عليه السلام في الطور تجليا خاصا للجبل فتزعزع الجبل وتزلزل وارتجف وأحاط به دخان وضباب ورعود وبرق كما ورد في صفة ذلك في الفصل التاسع عشر من سفر الخروج وفي الفصل الخامس من سفر التثنية فلعل الجبل من شدة الزلازل مما ظهر حوله من الأسحبة والدخان والرعود صار يلوح كأنه سحابة ولذلك وصف في آية الأعراف بقوله (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) " نتقه زعزعه ونقضه " حتى يخيل إليهم أنه يهتز وهذا نظير قولهم استطارة إذا أزعجه فاضطرب فأعطوا العهد وامتثلوا لجميع ما أمرهم الله تعالى وقالوا " كل ما تكلم الله به نفعله فقال الله لموسى فليؤمنوا بك إلى الأبد " وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه فوقهم وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير.
قال ابن عاشور: "وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير "
الا تدل هذه العبارة على نفيه لرفع الطور؟ فقوله:" لم نعتمده في التفسير" ... أليس مقصوده {القول برفع الطور} لم نعتمده في التفسير؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 06:13]ـ
/// جزاك الله خيرًا أخي الكريم ..
الآن صار الكلام تامًّا تقريبًا .. ولاحتمالك وجهٌ .. لكنِّي أتأمَّله زيادة.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:01]ـ
أعانكم الله ... وسدد خطاكم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:17]ـ
ابن عاشور رحمه الله تعالى يرى أن نتق الجبل إنما هو من قبيل التخييل أو المجاز وليس رفعا على الحقيقة واحتج بعدم ورود أثر صحيح دال على أن الرفع حقيقي.
ولعل النقل الأول يكون أوضح هكذا:
" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذالِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ.
تذكير بقصة أخرى أرى الله تعالى أسلافهم فيها بطشه ورحمته فلم يرتدعوا ولم يشكروا وهي أن أخذ الميثاق عليهم بواسطة موسى عليه السلام أن يعملوا بالشريعة وذلك حينما تجلى الله لموسى عليه السلام في الطور تجلياً خاصاً للجبل فتزعزع الجبل وتزلزل وارتجف وأحاط به دخان وضباب ورعود وبرق كما ورد في صفة ذلك في الفصل التاسع عشر من سفر الخروج وفي الفصل الخامس من سفر التثنية فلعل الجبل من شدة الزلازل وما ظهر حوله من الأسحبة والدخان والرعود صار يلوح كأنه سحابة.
ولذلك وصف في آية الأعراف (171) بقوله: (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ((نتقه: زعزعه ونقضه) حتى يخيل إليهم أنه يهتز وهذا نظير قولهم استطاره إذا أزعجه فاضطرب فأعطوا العهد وامتثلوا لجميع ما أمرهم الله تعالى وقالوا: (كل ما تكلم الله به نفعله فقال الله لموسى فليؤمنوا بك إلى الأبد) وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه فوقهم وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير." اهـ التحرير والتنوير ط. دار سحنون للنشر والتوزيع (1/ 541).
وقد أحال عليه عند كلامه على انشقاق القمر فقال:
" ... وإذ قد حمل معظم السلف من المفسرين ومن خلفهم هذه الآية على أن انشقاق القمر حصل قبل نزولها أو بقرب نزولها فبنا أن نبين إمكان حصول هذا الانشقاق مسايرين للاحتمالات الناشئة عن روايات الخبر عن الانشقاق إبطالاً لجحد الملحدين، وتقريباً لفهم المصدقين.
فيجوز أن يكون قد حدث خسف عظيم في كرة القمر أحدث في وجهه هوة لاحت للناظرين في صورة شقه إلى نصفين بينهما سواد حتى يخيل أنه منشق إلى قمرين، فالتعبير عنه بالانشقاق مطابق للواقع لأن الهوة انشقاق وموافق لمرأى الناس لأنهم رأوه كأنه مشقوق.
ويجوز أن يكون قد حصل في الأفق بين سمت القمر وسمت الشمس مرور جسم سماوي من نحو بعض المذنبات حجب ضوء الشمس عن وجه القمر بمقدار ظل ذلك الجسم على نحو ما يسمى بالخسوف الجُزئيّ، وليس في لفظ أحاديث أنس بن مالك عند مسلم والترمذي، وابن مسعود وابن عباس عند البخاري ما يناكد هذا.
ومن الممكن أن يكون هذا الانشقاق حدثاً مركباً من خسوف نصفي في القمر على عادة الخسوف فحجب نصف القمر، والقمر على سمت أحد الجبلين وقد حصل في الجو ساعتئذٍ سحاب مائي انعكس في بريق مائه صورة القمر مخسُوفاً بحيث يخاله الناظر نصفاً آخر من القمر دون كسوف طالعاً على جهة ذلك الجبل، وهذا من غرائب حوادث الجوّ. وقد عُرفت حوادث من هذا القبيل بالنسبة لأشعة الشمس، ويجوز أن يحدث مثلها بالنسبة لضوء القمر على أنه نادر جداً وقد ذكرنا ذلك عند قوله تعالى: (وإذ نتقنا الجبل فوقهم) في سورة الأعراف. اهـ المقصود التحرير و التنوير (27/ 169 - 170).
مع ملاحظة أن ابن عاشور رحمه الله تعالى يتوسع في القول بالمجاز.
وهذه هي الأخبار التي ساقها ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره – فلينظر في أسانيدها -:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: لما رجع موسى من عند ربه بالألواح. قال لقومه بني إسرائيل: إن هذه الألواح فيها كتاب الله، فيه أمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطلع الله إلينا فيقول: هذا كتابي فخذوه! فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى، فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ قال: فجاءت غضبة من الله، فجاءتهم صاعقة فصعقتهم، فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله بعد موتهم، فقال لهم موسى: خذوا كتاب الله. فقالوا: لا. قال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: متنا ثم حيينا! قال: خذوا كتاب الله. قالوا: لا. فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم، فقيل لهم: أتعرفون هذا؟ قالوا: نعم، هذا الطور، قال: خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم. قال: فأخذوه بالميثاق، وقرأ قول الله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) حتى بلغ: (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) قال: ولو كانوا أخذوه أول مرة، لأخذوه بغير ميثاق.
2 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا:"حطة" وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا، فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم، وقالوا حنطة. فنتق فوقهم الجبل - يقول: أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة = و"الطور"، بالسريانية، الجبل = تخويفا، أو خوفا، شك أبو عاصم، فدخلوا سجدا على خوف، وأعينهم إلى الجبل. هو الجبل الذي تجلى له ربه.
3 - وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: رفع الجبل فوقهم كالسحابة، فقيل لهم: لتؤمنن أو ليقعن عليكم. فآمنوا. والجبل بالسريانية:"الطور".
4 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور) قال: الطور الجبل؛ كانوا بأصله، فرفع عليهم فوق رؤوسهم، فقال: لتأخذن أمري، أو لأرمينكم به.
5 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة: (ورفعنا فوقكم الطور)، قال: الطور الجبل. اقتلعه الله فرفعه فوقهم، فقال: (خذوا ما آتيناكم بقوة) فأقروا بذلك.
6 - وحدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: (ورفعنا فوقكم الطور) قال: رفع فوقهم الجبل، يخوفهم به.
7 - وحدثنا موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: لما قال الله لهم: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة. فأبوا أن يسجدوا، أمر الله الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجدا على شق، ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم الله فكشفه عنهم فذلك قوله: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ)
8 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: الطور، الجبل الذي أنزلت عليه التوراة - يعني على موسى - وكانت بنو إسرائيل أسفل منه. قال ابن جريج: وقال لي عطاء: رفع الجبل على بني إسرائيل، فقال: لتؤمنن به أو ليقعن عليكم. فذلك قوله: (كأنه ظلة).
انظر (2/ 156 – 159). ولعله أورد أخبارا أخرى في تفسير آية الأعراف لم أنقلها لضيق الوقت.
مع العلم أن ابن جرير يذهب إلى أن الرفع كان على الحقيقة كما هو ظاهر كلامه:
" يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر، يا محمد، إذ اقتلعنا الجبل فرفعناه فوق بني إسرائيل، كأنه ظلة غمام من الظلال " (13/ 217).
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:50]ـ
ابن عاشور رحمه الله تعالى يرى أن نتق الجبل إنما هو من قبيل التخييل أو المجاز وليس رفعا على الحقيقة واحتج بعدم ورود أثر صحيح دال على أن الرفع حقيقي.
أخي الفاضل أبا جهاد:
إذن أنت توافقني على أنه يرى أن نتق الجبل إنما هو من قبيل التخييل ... ثم عللت ذلك أنه لتوسع ابن عاشور في المجاز ...
والحق أن نقلك لموضوع (إنشقاق القمر) يدلنا على هذا الفهم لكلام ابن عاشور ...
ومع اعترافنا بفائدة كلام ابن عاشور (في موضوع إنشقاق القمر) في الرد على الملحدين غير أنني أرى أنه مخالف لظاهر النص و لأقوال المفسرين في الآية ... هذا إن قصد ابن عاشور حقيقة ما ذكره ... إلا إذا كان لمجرد الرد ....
لكن، ألا توفقني بأن النص الآخر الذي نقلتُه يدل على أن ابن عاشور يقول برفع الطور؟!!.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:06]ـ
على أي حال كان الأمر فابن عاشور لم يتناقض:
وهذه آية أظهرها الله لهم تخويفا لهم لتكون مذكرة لهم فيعقب ذلك أخذ العهد عليهم بعزيمة العمل بالتوراة فكان رفع الطور معجزة لموسى عليه السلام تصديقا له فيما سيبلغهم عن الله من أخذ أحكام التوراة بعزيمة ومداومة والقصة تقدمت في سورة البقرة عند قوله تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور)
والظلة السحابة وجملة (خذوا ما آتيناكم) مقولة لقول محذوف يدل عليه نظم الكلام وحذف القول في مثله شائع كثير وتقدم نظيرها في سورة البقرة
وعدي (واقع) بالباء: للدلالة على أنهم كانوا مستقرين في الجبل فهو إذا ارتفع وقع ملابسا لهم ففتتهم فهم يرون أعلاه فوقهم وهم في سفحه وهذا وجه الجمع بين قوله (فوقهم) وبين باء الملابسة وجعل بعض المفسرين الباء بمعنى (على)
فهو لا ينكر رفع الطور وما ينبغي لمثله ... لكنه لا يرى أن الرفع على الحقيقة وقع.
وإنما هم رأوه كذلك ... على نحو ما فسر به بعضهم قوله تعالى " وترى الشمس إذا طلعت ".
هذا ما يظهر لي أنه الأقرب من كلامه رحمه الله .. والله تعالى اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:58]ـ
مما يدل على التعارض هاتان العبارتان:
من النص الأول:
" نتقه زعزعه ونقضه "
ومن النص الثاني:
والنتق الفصل والقلع
والله أعلم.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 09:07]ـ
ليس فيما ذكرت تعارض بارك الله تعالى فيك
فالنتق يطلق على ذلك كله وانظر المعجم.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 09:21]ـ
أعلم ذلك بارك الله فيك أخي الفاضل:
لكن أقصد لماذا فسر ابن عاشور (نتقنا) في النص الأول بالزعزعة؟
وفسرها في النص الثاني بالقلع والفصل؟.
ألا يدل ذلك على أنه في النص الثاني يقصد القلع من مكانه؟ وهو الرفع.
أشكرك على حوارك الذي يزيدني فهما للنص ...
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 02:31]ـ
أخي الكريم أحسن الله إليك:
آية البقرة جاء فيها لفظ الرفع .. قال تعالى: "وإذ أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور "
وأما آية الأعراف ... قال الله تعالى: " وإذ نتقنا الجبل فوقهم "
والنتق هو الزعزعة و الفصل و القلع، ولفظة الرفع لا تبين هذا المعنى فناسب المقام في سورة البقرة ربطها بآية الأعراف، لأنه يبين معنى غائبا هناك وهو الزعزعة.
" نتق البعير الرحل: زعزعه. ونتقت الزبد: أخرجته بالمخض. ونتق الله الجبل رفعه مزعزعاً فوقهم. ويأتي السائل فتقول: انتقوا له ما قدرتم من نتق الجراب إذا نفضه وأخرج ما فيه." أساس البلاغة (1/ 461).
"النَتْقُ: الزَعزعةُ والنَفْضُ. وقد نَتَقْتُهُ أنْتُقُهُ بالضم نَتْقاً. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: " وإذ نَتَقْنا الجَبَلَ "، أي زعزعناه. وفرسٌ ناتقٌ، إذا كان ينفُض راكبه. ونَتَقْتُ الغَرْب من البئر، أي جذبتُه. والبعير إذا تزعزع حِمله نَتَقَ حبالَه، وذلك جذبه إياها فتسترخي. ونَتَقْتُ الجلد، أي سلختُه. ونَتَقَتِ المرأةُ، أي كثر ولدها فهي ناتِقٌ ومِنْتاقٌ. وناقةٌ ناتقٌ، إذا أسرعت الحملَ. وزندٌ ناتِقٌ، أي وارٍ." الصحاح في اللغة للجوهري (2/ 192).
" نتق: النَّتْقُ الزعزعة والهز والجَذْب والنَّفْض ونَتَقَ الشيءَ يَنْتِقُه ويَنْتُقُه بالضم نَتْقاً جذبه واقتلعه " لسان العرب (10/ 351).
وأما في آية الأعراف فأضاف معنى الرفع الذي قد يعزب في ذلك الموطن.
فأنت ترى أن الأمر لا يعدو مجرد ربط للآيات ببعضها لزيادة البيان.
وأظن أن من قال من اللغويين أن النتق من معانيه الرفع إنما استدل بآية الأعراف كما في لسان العرب.
ولعل أحد إخواننا من أهل اللغة يفيدنا في هذا.
فعلى كل حال ما زلت لست أرى تناقضا البتة في كلام ابن عاشور.
ولعله ظهر لك ما لم يظهر لي.
و الله تعالى أعلم.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 11:25]ـ
أخي الكريم:
لعله لم يتبين لي كلامك الأخير بشكل واضح:
فأكرر سؤالي:
لماذا فسر ابن عاشور (نتقنا) في النص الثاني بالقلع والفصل؟ ألا يدل ذلك على أنه في النص الثاني يقصد القلع من مكانه؟ وهو الرفع.
أرجو الإجابة المحددة على ما تحته خط.
و معذرة على عدم فهمي ...(/)
وصايا لحامل القرآن
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:51]ـ
محاضرة شرعية هامة بعنوان
وصايا لحامل القرآن
للشيخ
عبدالله بن عبدالعزيز الحكمة
للاستماع أو الحفظ:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52272
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 10:10]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 10:38]ـ
آمين، وإياكم ...(/)
تاريخ القرآن الكريم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 12:27]ـ
تاريخ القرآن الكريم
للشيخ
مساعد بن سليمان الطيار
درس علمي ضمن الدورة العلمية الرابعة عشرة بجامع الملك عبدالعزيز بالمعابدة - 1429هـ
مكة المكرمة.:: جامع الملك عبدالعزيز::.
الحلقات المسجلة:
24 - 6 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51541
25-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51628
26-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51714
27-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51800
28-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51875
29-6-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51936(/)
أخلاق حملة القرآن للإمام الآجري بتعليق الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 10:11]ـ
أخلاق حملة القرآن للإمام الآجري
بتعليق الشيخ
عبدالله بن عبدالرحمن الشثري
درس علمي ضمن الدورة العلمية الخامسة عشرة بجامع شيخ الاسلام ابن تيمية - 1429
الرياض.:: جامع شيخ الإسلام ابن تيمية::.
الحلقات المسجلة:
2 - 7 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52033
3-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52101
4-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52173
5-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52245
6-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52308
7-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52358
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 05:20]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 10:59]ـ
وجزاكم، وبارك فيكم ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 11:37]ـ
/// رزقنا الله الأدب والتأدُّب بآداب كتابه، معه، ومع النفس، ومع الناس عمومًا، والعمل بالعلم.
ـ[عبوش عوض]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 05:46]ـ
بوركت يا مزروع ونفعك المولى بكتابه ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 06:47]ـ
/// قبل الله منكما الدعاء -آمين-
ـ[صبر الرمال]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 06:50]ـ
/// رزقنا الله الأدب والتأدُّب بآداب كتابه، معه، ومع النفس، ومع الناس عمومًا، والعمل بالعلم.
آمين
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 09:37]ـ
ما شاء الله .. جزيت خيرا شيخنا
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 09:38]ـ
ما شاء الله .. جزيت خيرا شيخنا
وإياك ...
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 05:06]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
فضلا ... أرسلت لفضيلتكم رسالة خاصة.
وفقكم الله لكل خير
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 08:20]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
فضلا ... أرسلت لفضيلتكم رسالة خاصة.
وفقكم الله لكل خير
وجزاكم، ووفقكم لكل خير - آمين -
لم يصلني شيء؛ حيث قمت بإيقاف خاصية استقبال الرسائل الخاصة من قبل ...
فيمكنكم مراسلتي على البريد الإلكتروني، والله يحفظكم ويرعاكم ...
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
جزاكم الله خيرا
قد أعدت المحاولة لأهمية الموضوع،، وأظن الرسالة وصلتكم الآن على ياهو.
وفقكم الله تعالى في مساعيكم،،
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 08:28]ـ
جزاكم الله خيرا
قد أعدت المحاولة لأهمية الموضوع،، وأظن الرسالة وصلتكم الآن على ياهو.
وفقكم الله تعالى في مساعيكم،،
أخي الشيخ (القارئ المليجي) وفقه الله
وجزاكم ...
نعم وصلتني الرسالة أخيرًا، وسررت بما جاء فيها؛ وهذا هو الظن بكم، وبأهل القرآن ...
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن -آمين-
وانتظر ردّي قريبًا إن شاء الله ...
وفقكم ربي لما يحبه ويرضاه ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 12:41]ـ
هل هو الشيخ الشترى الذى كان لنا معه لقاء منذ فترة؟
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 05:20]ـ
هل هو الشيخ الشترى الذى كان لنا معه لقاء منذ فترة؟
/// كلا -أخي الكريم-
فاللقاء الذي تقصده أنت كان مع معالي الشيخ الدكتور (سعد بن ناصر الشثري)
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ...
/// وأما الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري فتمت ترقيته أخيرًا وكيلًا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ...
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 01:16]ـ
وانتظر ردّي قريبًا إن شاء الله ...
وفقكم ربي لما يحبه ويرضاه ...
الشيخ غالب
رمضان على الأبواب
ماذا فعلتم،،،؟(/)
أقسام التفاسير
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 11:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ينقسم التفسير باعتبار طرق الوصول إليه إلى قسمين: التفسير بالمأثور وهو ما أثر عن النبي عليه السلام إة أحد من الصحابة والتابعين .. أما التفسير بالرأي فهو التفسير الذي يعتمد على العقل والاجتهاد ..
ـ 1ـ التفسير بالمأثور:
وهو تفسير القرآن بما أثر ونقل عن رسول الله، ثم عن الصحابة وعن التابعين، أي أن الأثر المروي عن رسول الله أو الصحابة أو التابعين هو الوسيلة الموصلة إلى تفسير القرآن وبيان معناه. وهو أعلى طرق التفسير منزلة لأن الرسول هو الذي كلفه الله - عز وجل - ببيان هذا القرآن ومعانيه، وهو أعلم الأمة بتفسير القرآن. أما الصحابة فلأنهم تلقوا عن النبي عليه السلام مباشرة ومعايشتهم لأحوال التنزيل ومعرفتهم بأسباب نزول القرآن، ولأنهم أهل اللغة والفصاحة والدراية. لهذه الاعتبارات عد التفسير بالمأثور لدى العلماء من أهم وآكد التفاسير التي يحتاج إليها المسلم؛ لأنها ترجع إلى أصول راسخة يعتمد عليها.
- أهم المؤلفات في التفسير بالمأثور:
ومن أشهر ما كتب في التفسير بالمأثور:
- "جامع البيان في تفسير القرآن" لابن جرير الطبري (تـ 310 هـ): ويقع تفسير ابن جرير الطبري في 30 جزءا من الحجم الكبير، ويعتبر أقدم مصنف في التفسير، وما سبقه من محاولات التصنيف. لم يصل منها شيء، اللهم ما هو مبثوث في ثنايا الكتب.
تميز هذا التفسير بكونه جامعا لروايات متعددة في هذا الشأن، وأنه مسند بالأسانيد فتعرف الصحيح من الضعيف. ثم إنه جال بعلمه ونظره فاستنبط ورجح في بعض المواضع ..
- معالم التنزيل للإمام البغوي (تـ 516 هـ): هذا التفسير متوسط الحجم، ويتناول التفسير بأسلوب سهل، مقتصرا على ما يفيده من الروايات في إيضاح المعنى. وينقل ما جاء عن السلف في تفسير الآية الواحدة. كما أنه عقد فصولا في بعض المسائل مثل "الإسراء والمعراج"، ويتحرى في انتقاء الروايات فتجده يعرض عن رواية المناكير. وتحاشى في تفسيره ما ولع به كثير من المفسرين من مباحث الإعراب ونكت البلاغة ...
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية الأندلسي (تـ 546 هـ). يقع هذا التفسير في 16جزء، وقد طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب. وهو قد انتخب تفسيره من التفاسير التي سبقته - وخاصة ابن جرير - وكان يورد الآثار ويكثر من الاستشهاد بالشعر، كثير الاهتمام بالصناعة النحوية .. ويغلب على تفسيره العبارة السهلة المرنة .. وله صياغة أدبية رائعة.
- زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن الجوزي: ومن مزايا هذا التفسير أنه كان يفرع في المعاني ويقول في هذه الآية عدة معانٍ منها، وكان يذكر الاشتقاقات اللغوية والمسائل الفقهية، ولا يرجح في غالب الأحوال بين الأقوال على غير عادته في كتبه الأخرى ..
- تفسير القرآن العظيم: للحافظ ابن كثير (تـ 774 هـ): هذا التفسير من أشهر التفاسير وذلك لمزايا التفسير العلمية؛ إذ أكثر ابن كثير من ذكر الأحاديث وأوردها بالأسانيد المختصرة إلى أصحاب الكتب المعروفة، وعلق على كثير من تلك الأحاديث بالنقد تصحيحاً وتضعيفاً.
كما خلا تفسيره من ذكر الروايات الإسرائيليات التي كثرت في كثير من كتب التفسير، كما أنه قلل من الإكثار من التفريعات في العلوم الأخرى من علوم اللغة والخلافات الفقهية.
هذا المنهج سهل على المطلع على هذا التفسير الوقوف على المعنى الإجمالي للآية مع معرفة ما يتعلق بها من بعض الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين وعلماء السلف.
وقد أكثر ابن كثير من النقل عن كل من الإمام الطبري وابن أبي حاتم.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للإمام السيوطي: (تـ 911 هـ): وفي هذا يورد السيوطي الآية التي بصدد تفسيرها ثم يقول أخرج البخاري وغيره في هذه الآية كذا وكذا، ويذكر كل ما ذكر في هذه الآية من الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين. لذلك قيل إن هذا الكتاب دون فيه صاحبه نحو بضعة عشر ألف حديث مرفوع وموقوف فيما يتعلق بتفسير القرآن ..
إلى غيرها من التفاسير بالمأثور.
2 - معنى التفسير بالرأي:
(يُتْبَعُ)
(/)
تفسير القرآن بالرأي هو إعمال العقل والاجتهاد في تفسير القرآن الكريم والوقوف على دلالته ومقاصده. أي بالاجتهاد من خلال معرفة المفسر من كلام العرب ومعرفة دلالات الألفاظ والاستعانة بالشعر واللغة ومعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وما يتعلق أيضاً أصول الفقه ودلالاته ..
ولهذا النوع من التفسير شروط وضوابط علمية وضعها علماء هذا الشأن لمن يتصدى لهذا النوع من التفسير.
3ـ التفسير بالرأي بين القبول والرفض:
اختلف العلماء في التفسير بالرأي على أقوال أهمها:
-الرافضون لتفسير القرآن بالرأي معتبرين ذلك نوعا من القول على الله بغير علم، وأنه مهما ما بلغ إليه من نتائج يبقى ذلك في حدود الظن، والظن لا يغني عن الحق شيئا، وهو منهي عنه في الكتاب والسنة. واستدلوا بقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) سورة الإسراء الآية 36. وقوله عز وجل: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) سورة البقرة، الآية 169 ذ
أما السنة فقد استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" (1).
كما استدلوا بمسلك الصحابة والتابعين في تعاملهم مع القرآن الكريم، حيث عرف عنهم تمسكهم الشديد بمنهج التحري والتثبت في إحجامهم القول في القرآن بغير علم .. وقد ساقوا عدة مرويات عن الصحابة والتابعين تدعم موقفهم هذا، من ذلك ما يروى عن أبي بكر الصديق عندما سئل عن حرف من القرآن فقال: "أي سماء تظلني وأي أرض تقلني، وأين أذهب وكيف أصنع إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم؟ ".
ثم ما ورد عن سعيد بن المسيب: "أنه كان إذا سئل عن الحلال والحرام تكلم، وإذا سئل عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع شيئا" (2) إلى غيرها من الحجج التي استند عليها هؤلاء.
وقد رد المجيزون لهذا النوع من التفسير على هذه الأدلة. واستدل على جواز التفسير بالرأي من القرآن والسنة.
المجوزون للتفسير بالرأي بما ورد في القرآن من آيات كريمات تحث على التدبر وإعمال الرأي كقوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟) سورة محمد، الآية 24
وقوله عز وجل: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) سورة ص، الآية 29.
ثم إن الاجتهاد بالرأي هو الطريق الذي يفسح المجال لتحقق استمرارية الأحكام القرآنية، ويمنحها نوعا من المرونة والتكيف مع مختلف المستجدات والنوازل.
كما استدلوا باجتهادات الصحابة في التعامل مع القرآن الكريم، والدليل على ذلك ما أثر عنهم من اختلاف في بيان المسألة الواحدة.
ويبقى أن من التفسير بالمأثور ما هو مقبول وهو الذي توفرت فيه الضوابط العلمية. أما المرفوض فهو المبني عن مجرد الرأي والهوى ..
4 - الضوابط العلمية للتفسير بالرأي:
لقد وضع العلماء ضوابط وشروطا لمن يتصدى للتفسير بالرأي، ومن تلك الشروط والضوابط أن يكون ملما بجملة من العلوم: كعلوم اللغة العربية (كعلم النحو والصرف والبلاغة .. ) وقد قال مجاهد: "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب" لأن اللغة هي الوسيلة الوحيدة لتفسير مفردات الألفاظ ومدلولاتها، وعلم أسباب النزول، وعلم القصص، وعلم القراءات، وعلم الكلام، وعلم أصول الفقه، وعلم الناسخ والمنسوخ، والمعرفة بالأحاديث المبينة لمجمل القرآن، والعلم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ويبقى التفسير بالرأي كغيره من أقسام التفاسير الأخرى، بحاجة إلى من يجلي فيه حدوده وأبعاده ..
5 - نماذج من التفاسير بالرأي:
- "مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي (ت 606هـ): وهو كتاب ضخم كبير، قال بعض أهل العلم: أن فيه كل شيء إلا التفسير؛ لأنه طوّل النفس في كل علم يمر به، فإذا جاء في اللغة طول فيها وسرد أيضاً حتى في مسائل علم الكلام كثيراً وذكر بعض العلوم الرياضية والفلكية، وتكلم مقرراً لمذهب الأشاعرة ويرد على الفرق المخالفة كالمعتزلة وغيرها ..
- "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لناصر الدين البيضاوي (ت 691 هـ): وهو يعتبر التفسير الزمخشري، لكنه ترك ما فيه من الاعتزال في أكثر المواضع، وتابعه مع ذلك في ذكر للأحاديث الموضوعة في فضائل سور القرآن وأضاف إليه مزيجاً من الرازي والراغب الأصفهاني وبعض آثار السلف. ويتميز هذا التفسير بعباراته الموجزة والمحكمة، وذلك راجع إلى أن البيضاوي كان أصولياً غلبت عليه أصوليته وميله إلى الدقة والاختصار مع الجمع الجيد والمحكم ...
- "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" لنجم الدين النسفي (ت 691هـ): يتميز هذا التفسير بوضوح معانيه وشموليتها. وانتصاره للمذهب الحنفي واضح، وكان يستشهد ببعض الإسرائيليات وبعض الروايات الموضوعة.
- "تفسير الجلالين" لجلال الدين المحلي (ت864هـ) وجلال الدين السيوطي (ت911هـ): يركز هذا التفسير على المعاني الإجمالية، ويذكر أسباب النزول، وبعض الإعراب والقراءات، ويذكر مرجع الضمائر إلى المذكورات. ومن خصائص هذا التفسير سهولة معانيه .. إلى غيرها من أنواع التفاسير ..
الهوامش:
(1) - سنن الترمذي، ج2/ ص 157
(2) - التفسير والمفسرون:ج1 ص:260(/)
حفظة القرآن الكريم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ نزول الوحي على النبِى صلى الله عليه و سلم وهو فِى غاية من الإهتمام بتحفيظ القرآن وكل ما نزل إليه وهو القائل صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القراءن وعلمه ".
وأقبل الصحابة على حفظه والذي كان يقوم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (وقرءانًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) [سورة الإسراء.
وحفظ القرآن الكريم منهم عدد كبير كما في القراء السبعين فعَنْ أَنَسِ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالُوا: أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْماءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ.
وروي أنه قتل في وقعة اليمامة كثير من القراء، ويدل على ذلك قول عُمَرَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْموَاطِنِ.
قال الحافظ في الفتح: وهذا يدل على أن كثيرًا مِمَّن قتل في وقعة اليمامة كان قد حفظ القرآن، لكن يمكن أن يكون الْمراد أن مجموعهم جَمَعَهُ، لا أن كل فرد جَمَعَهُ.
وكان الصحابة بدورهم يحفظون القرآن الكريم كما تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
1ـ عبادة بن الصامت " وكان يعلم أهل الصفة القرآن"
ـ 2أبان بن سعيد بن العاص دفع اليه النبي صلى الله عليه أبا ثعلبةالخشني.
3ـ مصعب بن عمير أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة ليقرأ الناس القرآن.
4ـ معاذ بن جبل خلفه رسول الله بعد فتح مكة بها مع عتاب ابن اسيد يعلم الناس القرآن.
5ـ عمرو بن حزم الخزرجي النجاري استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران يعلمهم القرآن.
6ـ أبو الدرداء رضي الله عنه كان إذا صلى الغداة في جامع دمشق، اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة، ويجعل على كل عشرة عريفاً، ويقف هو في المحراب، يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك، وكان ابن عامر عريفاً على عشرة.
وغيرهم من القراء كثير نمنهم الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وأبو زيد الأنصاري، وسالْم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الأنصاري، ومُجَمِّع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد، وأُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارثِ الأَنْصَارِيِّ، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب بن أبي السائب الْمخزومي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 11:27]ـ
أحسنت، وعمرو بن سلمة كذلك ..
ولكن كيف نستطيع التأكد من كونهم حفظوا القرآن أو بعضه؟
ـ[سلمان]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 01:03]ـ
موضوع مهم وليتك تحيلنا على مراجعه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 02:17]ـ
بارك الله فيكم،ولحرصكم على معرفة المصدر.
فمعرفة هؤلاء الصحابة أنهم حفظو القرآن أوبعضه هو أن المذكورين كانت القراءة تِؤخذ عنهم، وحفلت بذكرهم كتب علوم القرآن وطبقات القراء.
أما المصادر التي أخذت منها واعتمدتها فهي:
1ـ التراتيب 1/ 43
2ـ تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 31
3ـ المستدرك على الصحيحين لابي عبد الله الحاكم 1/ 43
4ـ صحيح البخاري بشرح فتح الباري لابن حجر 10/ 328(/)
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 02:35]ـ
من تفسير الشيخ محمد اسماعيل للاية رقم 22 من سورة محمد المفرغ بالشبكة الاسلامية
-----------------
قال عز وجل في آخر الآية: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ، فلم يقل الله سبحانه وتعالى: فأصم آذانهم وأعماهم، وإنما قال: ((فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ))، والحكمة في ذلك أنه لا يلزم من ذهاب الأذن ذهاب الاستماع، ويلزم من ذهاب الأعين ذهاب الإبصار، فلو أن إنساناً قطعت أذنه فإنه لا يفقد حاسة السمع تماماً، لكن لا شك أنه سيتأثر؛ لأن الأذن لها فائدة عظيمة، لكن يبقى له السمع؛ فلذلك قال: ((فَأَصَمَّهُمْ))، فلو قال: فقطع آذانهم، أو ذهب بآذانهم لما دل ذلك على انتفاء السمع؛ لأنه لا يلزم من ذهاب الأذن ذهاب السمع، ثم قال: ((وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ))، ولم يقل: (وأعماهم) لأن الأعين يلزم من ذهابها ذهاب الإبصار. وقد جعل الله سبحانه وتعالى العينين مقدمتين، وجعل الأذنين في الجانبين، والحكمة في ذلك: أن العينين بمنزلة الكاشف والرائد الذي يتقدم القوم ليكشف لهم، وبمنزلة السراج الذي يضيء للسالك ما أمامه، أما الأذنان فيدركان المعاني الغائبة التي ترد على العقل من أمامه ومن خلفه وعن جانبيه، فكان جعلهما في الجانبين أعدل الأمور، فسبحان من بهرت حكمته العقول! وكذلك جعل للعينين غطاء؛ لأن الأذن تجلب الأصوات، والأصوات عبارة عن طاقة لا بقاء لها، فلو جعل على الأذنين غطاء لذهب الصوت قبل ارتفاع الغطاء. فتزول المنفعة المقصودة، وأما نظرة العين فأمر فائت، فالعين محتاجة إلى غطاء يقيها، وحصول الغطاء لا يؤثر في الرؤية قال بعض أهل العلم: عينا الإنسان هاديان، وأذناه رسولان إلى قلبه، ولسانه ترجمانه، ويداه جناحان، ورجلاه بريدان، والقلب ملك، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث خبثت جنوده. وقد جعل الله سبحانه وتعالى بين السمع والبصر والفؤاد علاقة وارتباطاً ونفوذاً يقوم به بعضها مقام بعض؛ ولهذا يقرن بينهما سبحانه كثيراً في كتابه، فقال عز وجل: ِإنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36]، وقال تعالى: وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً [الأحقاف:26]، وقال تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا [الأعراف:179]، وقال أيضاً: َفإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46]، إذاً: فالعبرة ببصيرة القلب لا بالعين الباصرة؛ ولذلك جاء في حديث جابر رضي الله عنه مرفوعاً: (انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده)، وكان رجلاً أعمى، ونجد العلماء يقولون عند وصف العالم الضرير: الشيخ فلان بن فلان البصير بقلبه، وهذه إشارة إلى أنه لا يرى بعينه، لكنه بصير بقلبه، كيف لا وقد آتاه الله كتابه! فهذا تأدُّبٌ بأدب النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (انطقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده)، وكان رجلاً أعمى(/)
ذكر لفظ (السجن) ومشتقاته في القرآن الكريم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 01:56]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم السجن في مواضع من كتابه،
إلا أنها كلها في سورة يوسف، إلا موضعا واحدا في سورة الشعراء:
وإليكم البيان:
1 - (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يُسجن أو عذاب أليم) يوسف 25
2 - (ولئن لم يفعل ما آمره ليُسجنَنَّ وليكونا من الصاغرين) يوسف 32
3 - (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) يوسف 33
4 - (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجُنُنَّه حتى حين) يوسف 35
5 - (ودخل معه السجن فتيان) يوسف 36
6 - (يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) يوسف 39
7 - (يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) يوسف 41
8 - (فلبث في السجن بضع سنين) يوسف 42
9 - (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو) يوسف 100
10 - (قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنَّك من المسجونين) الشعراء29
ويبدو لي أن الله تعالى لم يذكر السجن في كتابه إلا بمصر،
والله تعالى أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 03:41]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك
وما ذكرته دليل على أن لنا السبق والشهرة - كمصريين - في تشريع السجن كعقوبة وسيفاً يشهر في وجوه المخالفين.
وقد ذكر أيضاً - إتماماً للفائدة وتخفيفاً عنا كمصريين - السجن عن غيرنا ولكن ليس بلفظ السجن، فقد قال تعالى: " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك "(/)
رسالة أصول التفسير للسيوطي شرح الشيخ عبدالرحمن بن معاضة الشهري
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:22]ـ
رسالة أصول التفسير للسيوطي
بشرح الشيخ
عبدالرحمن بن معاضة الشهري
درس علمي ضمن الدورة العلمية الرابعة عشرة بجامع الملك عبدالعزيز بالمعابدة - 1429هـ
مكة المكرمة.:: جامع الملك عبدالعزيز::.
وصف المحتوى:
يشرح الشيخ: علم التفسير المقدمة الأنواع (المكي والمدني والحضري والسفري والنهاري والليلي والصيفي والشتائي والفراشي) أسباب النزول - أول ما نزل- آخر مانزل - ما يرجع إلى السند - ما يرجع إلى الأداء - ما يرجع إلى الالفاظ - ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالأحكام -ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالألفاظ- المبهمات
الحلقات المسجلة:
9 - 7 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52453
10-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52505
11-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52559
12-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52619
13-7-1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52672
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 12:18]ـ
هل يمكن تفريغها على هيئة ملف وورد للأهمية وجزاكم الله خيرا.(/)
هذه منظومة جميلة تجمع أسماء سور القرآن جمعا جميلا - ما طالعتها قبلا -
ـ[المعتز بالله الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 03:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في كلّ فاتحة للقول معتبرة ** حق الثناء على المبعوث بالبقرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للناس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه
به توسل إذ نادى بتوبته ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه
هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم ** في كل قطر فسبحان الذي فطرَهْ
بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ
وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
سباهم فاطر الشبع العلا كرما ** لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََهْ
لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ
محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
كفٌّ يسبّح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ
تحريمه الحبّ للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا ** مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
مدثرا شافعا يوم القيامة هل ** أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجرَهْ
وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات له ** أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ
له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصر فويل للذي كفرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
أرأيت أن إله العرش كرمه ** بكوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ
أسأل الله أن ينفع بها فقد حفظتها من شدة إعجابي بها في 20 دقيقة ولحفظي الركيك أعتبر هذا الوقت قياسيا فهي ممتعة في سردها تهون كثيرا على حفظة كتاب الله أسأل الله من فضله
_ المعتز بالله الفلسطيني _
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 09:39]ـ
منـ ــقول
============================== ======
القصيدة خطيرة وليست رائعة ففيها شركيات وبدع وغلو محرم
(يُتْبَعُ)
(/)
والغرض من المشاركة التنبيه لما في هذه القصيدة من البلايا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خليل الله محمد سيد المرسلين والأخرين وعلى آله وأصحابه الموحدين
قال عليه الصلاة والسلام: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ".صحيح البخاري
ولما جاء وفد بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذوا يطرونه بما يليق به صلوات ربي وسلامه عليه.
فَقَالَ بأبي هو وأمي: " قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ ".سنن أبودواد وهو صحيح
ولما سمع صلوات ربي وسلامه عليه بعض الجواري ينشدن: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ!!
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ ".صحيح البخاري
وكان عليه الصلاة والسلام يكره أن يقوم أحد على رأسه أو يقوم له أحد من أصحابه إذا دخل المجلس وهذا وأمثاله متواتر في سيرته.
فالواجب على المحب أن يلبي رغبات محبوبه فكيف باوامره؟!!
فمما سبق يعلم المؤمن المتبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن الغلو في مدحه حرام ولا يجوز بحال فكيف إن رافق هذا الغلو الكذب في مدحه وهو ليس في حاجة لأن يُكذب له حتى يُمدح صلوات ربي وسلامه عليه فقد جمع أكمل الصفات البشرية وكان خلقه القرآن كما وصفه ربه جل في علاه.
فهدى الله أصحاب الجهل والهوى!!
وقد وقفت على قصيدة جمع فيها صاحبها اسماء القرآن ودس فيها من الكذب والبهتان والغلو في مدح النبي الكريم ما هو مخالف لأمره بل لو أطلع عليها صلوات ربي وسلامه عليه لأبغض صاحبها وتبرأ منه.
وإليك أيها القارئ الكريم بعض المخالفات في هذه القصيدة:
1 - قوله: (به توسل إذ نادى بتوبته ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه)
قلت: لم يأتي حديث صحيح ولا حتى ضعيف بأن يونس عليه السلام توسل بنبينا عليه الصلاة والسلام كما يكذب هذا القائل, بل وجمع مع الكذب البدعة وهي التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنما المشروع هو التوسل بإتباعه وطاعته واحتناب نهيه وزجره صلوات ربي وسلامه عليه.
2 - قوله: (بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهرة)
قلت: معنى لاذا الورى: أي لجأ إليه واستتر وأستغات به؟!!
وهذا الشطر من البيت شبيه بقول صاحب البردة (يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ** سواك عند حلول الحادث العمم)
فهذا إلتجاء وإستغاثة فإن كان الضمير في (رحماه) يعود على النبي عليه الصلاة والسلام فهذا شرك أكبر مخرج من الملة نعوذ بالله من ذلك
وهذا المعنى الظاهر ويبينه الشطر الثاني من البيت والله المستعان.
3 - قوله: (سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ)
قلت: وفي الشطر الثاني من هذا البيت كذب وغلو مذموم يبغضه نبينا صلى عليه الله وعلى آله وسلم
فلم يخبرنا عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى جعل بيته الحرام في مكة وأمر الناس بحجه من أجله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولو اُخبرنا بهذا لآمنا وصدقنا وصدعنا به في الآفاق والله المستعان على الكذب والبهتان.
4 - قوله: (في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ)
قلت: كذب وغلو!! يقول أن موسى عليه السلام وهو في الطور في أول مبعثه علم أن محمداً صلى الله عليه وسلم سيخلق ويبعث نبي لقومه وهذا هو الكذب والغلو اعتقاد أن القمر إنما أنشق إجلالاً له عليه الصلاة والسلام وليس هذا بصحيح فإنشقاق القمر معجزة أكرم الله سبحانه بها نبيه عليه الصلاة والسلام وليحاج بها وليس الأفق هو من شق القمر إجلالا عليه الصلاة والسلام نعوذ بالله من هذا الغلو المؤدي للشرك الأكبر بجعل الأفق له فعل مستقل عن خالقه جل في علاه.
5 - قوله: (بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ)
قلت: وهذا كذب مقرون بتقرير الإبتداع في الدين, فأين الخبر الذي يقول أن نوح عليه السلام توسل بنبيا صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟
وكما قلت سابقاً لا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بجاهه والمشروع هو التوسل بإتباعه وطاعة اوامره واجتناب نواهيه
ولا شك أن له عليه الصلاة والسلام جاه عظيم عند الله وشفاعة عظمى في العرصات ولكنها لا تطلب إلا من الله وحده جل في علاه
قال عليه الصلاة والسلام: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا " فداك روحي يا رسول الله فأنت تعلق شفاعتك بمشيئة الله وتقول هي للموحدين فقط وبعض الجهال من أمتك يطلبونه منك من دون الله والله المستعان.
هذا ما تيسر بيانه فالحذر الحذر من الإغترار بالعناوين البراقة والأساليب المشوقة وترك التدبر والنظر في المعنى والمضمون
فكم من كتابة ظاهره نصر الدين وفيها الكفر برب العالمين
أسال الله أن يهدي ضال المسلمين ويبصرنا بالحق المبين ويختم لنا بالتوحيد الذي يرضا به رب العبيد سبحانه
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بالله الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه التنبيهات المهمة والتى أسئل الله أن ينفعك بها وإيانا وعندي حبيبي في الله بعض الملحوظات على ما أكثرت سالفا راجيا الله بقاء الود والإحترام
أولا: لمحت من كلامك ظنا فيّ لأنى أنزلت هذه المشاركة وأراك ما جعلتنى إلا أحد إثنين ضالّ أو جاهل إلا أننى أطمئنك حبيبي أنني ولله الحمد لست بهذا ولا ذاك بل أنا راج للخير طالب للعلم
ثانيا: إعلم يا حبيب أنني ما نظرت فيها نظرة متفحص حتى عند حفظها والسبب أنني وجدتها في مكان يشذ فيه المخالف لنصوص الشرعية إلا أنني أقر بأن هذا خطأ
ثالثا: مع شكري لك على نصيحتي القاسية إلا أنني أراك قد حجرت واسعا فمع ما قلت من صواب لا أجد فيها ما قد حملته على صاحبها مع أنها حاوية كما أسلفت على أصناف من البدع والخرافات وأنا أرتجي أنّى قد حفظتها مرضاة لله وطلبا لعلمه إلا أنني بحوله سأدع شرها وآخذ خيرها
رابعا: أسألك يا عزيز أنك لو وقعت عينك على واحدة مثلها ضامّة لما ضمتّ أى منظومة في ترتيب سور القرآن فأسعفني بها فبذلك تكون قد حققت الخيرين
وأخيرا أسأل الله عز وجل أن ينفع بك وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يجعل علمنا خدمة لدينه ونصرة لشريعته إنه ولى ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين 00
**: ملاحظة أرجو من مشرفينا الأعزاء حذف هذه المشاركة لما فيها من شبه اعترض عليها الإخوة راجين لكم دوام الخدمة لدين الله والسلام مسك الختام
والحمد لله 000
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:39]ـ
بارك الله فيك والمشاركة منقولة
سددنا الله وإياك للخير والثبات على الدين
ـ[أبوهناء]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:13]ـ
بالحمد نبدأ كل فعلٍ طيِّبٍ ثمّ ........... الصلاة على ابن عبد مناف
بقرٌ لعمران و بعض نسائه ............ و موائد الأنعام بالأعراف
يارب أنفلني توبة يونس هودٌ ........... و يوسف طاهرَ الأسلاف
بالرعد إبراهيم خاف بِعِجله ......... والنحل أسرى بالكهوف واف
و بمريم العذرا و طه بعدها .......... أكرِم بكل الأنبيا الأشراف
للحج يدنو المؤمنون بنوره .......... والذكر و الأشعار في إلحاف
والنمل تقصص والعناكب حولها ........ والرومُ يا لقمان رهن تلاف
لم يسد الأحزاب من سبأ و لمْ .......... يحنوا الجباه لفاطر الأسلاف
ياسين و الصافاتُ صادٌ و الزمر ....... يا غافراً فصّلت لي أوصاف
و تشاوروا في زينةٍ من زخرفٍ ...... بدخانهم و جثَوْا على الأحقاف
و محمدٌ بالفتح جاء مبشّراً ............ . من حجرةٍ و ألقى عليه بقاف
بالذاريات الطور أشرق نجمه ........... قمراً من الرحمن ليس بخاف
وقع الحديد ببأسهم فتسمّعوا ............ . بالحشر يمتحن الأنام مكاف
بالصف صُفَّ المسلمون لجمعةٍ .......... و أخو النفاق لغبنه متخاف
قد طلّق الأخرى فحرّم ربُّه ............ مُلْكُ الجِنان و ذلك قدر كاف
فلم يحقُّ له العروج إلى العلا ........... يا نوحُ إنّ الجنّ رهن تلاف
و تزمّلت و تدثّرت لقيامةٍ .......... والإنس أرسل صيحة إستعطاف
نباٌ عظيمٌ زاد فيه نزاعهم ............ ... عبسوا له متكوِّر الأعطاف
و تفطَّرت أجسامكم من هَوْلِهِ .......... قد طفّفوا المكيالَ في إسراف
و انشقّت الأبراج بعد طوارقٍ ............ . سبِّح فإنَّ الغاشياتُ تُواف
والفجر أشرق في البلاد و شمسه .... حلَّت فذهب الليل ذو الأطياف
أضحى الضحى فاشرح فؤادك .... دائماً بالتين و اقرأ ذاك قدرٌ كاف
بالبيِّناتِ تزلزلت عاديَّةٌ ............ ...... بقوارعٍ ألهت عن الإسعاف
والعصر جاء و هو يهمز في فيلُهُ .. لقريشٍ في صخبٍ و في إسفاف
من يمنع الماعون ينحر نفسه .......... و الكفرُ ولَّى بعد نصرٍ شاف
تبَّت يدا من لا يوحِّد ربهُ ............ .. فَلَقَ الصباحَ و جاد بالإلطاف
عُذْ بالإلهِ من الوساوسِ و ادْعُهُ ........ وانهض لناظمِ هذهِ الأصداف
ثمَّ الصلاة على النبيّ المصطفى .... و الآلِ و الأصحابِ و الأشراف
ـ[المعتز بالله الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجزاك، أخي الكريم _ القضاعي _
وأما بالنسبة للأخ أبو هناء فأسأل الله لك يا حبيب أن يجعلك من أهل الهناء وأسئله تبارك وتعالى أن يبارك فيك فقد أفدتني ولبيت ما طلبت سريعا فأسله لك ختاما مشرفا تغيظ به الكافرين وتفرح به المؤمنين 0
والحمد لله رب العالمين 000
ـ[أبوهناء]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:51]ـ
لا شكر على واجب أخي معتز ولك بمثل دعوتك الكريم لي ... وقد أكون أنا أكبر المستفيدين إن حصل الأجر إن شاء الله ...
اللهم أعز فلسطين بنصر من عندك يا ألله .. آمين
ـ[فلاح الأحمد]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:01]ـ
القصيدة الأولى أروع بكثير(/)
آية في هود ...... أريد فهمها!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 08:53]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال تعالى في هود " فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك "
ما المقصود بقوله تعالى " بعض " أو ما هو هذا البعض من القرآن الذي حذر الله نبيه من تركه خوفاً أن يطالبه المشركون - حين يتلوه عليهم - بآية حسية (إنزال كنز أو إتيان الملائكة)
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 10:26]ـ
قال تعالى (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا)
المراد بهذا البعض ما يمكن أن يفتح للكافر باب الجدل بالباطل فيسأل إن كان الله يستطيع إنزال ملائكة فلم لا ينزلهم إلينا فنؤمن؟
وإن كان هو الغني فلم لا ينزل علينا كنزا حتى نؤمن؟
كقوله تعالى: (قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا)
وقوله (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون)
وقوله (ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)
وقوله (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)
ونحو ذلك
والله أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 03:01]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل حسن 0000جزاك الله خيراً وشكراً لمشاركتك
ولكني أريد أن أفهم 00 هل تقصد بمشاركتك أن الحديث عن صفات الله عز وجل مثلا هو من البعض المقصود؟
فإني أظن أنهم لم يشكوا في قدرة الله عز وجل " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله "، وحتى لو شكوا في ذلك فإن إنزال الملائكة بعيد أن يطلبوه برهاناً لذلك.
وسياق الآية - برأيي - يفهم منه أنه بعض مخصوص معين، أما ما يفتح للكافرين باباً للجدل بالباطل فكل القرآن يمكن ان يجادل فيه ما دامت المجادلة بالباطل
وقد انقدح في ذهني معنى أريد رأيك فيه - وهو أن المقصود بهذا البعض هو الحديث عن الكتاب العزيز وما وصفه الله به من إحكام آياته وتفصيلها وكونه معجزة النبي وآية الله الكبرى الذي جعله الله نوراً وهداية ورحمة وبرهاناً - لأن هذا ما يستثيرهم ويدعوهم الى طلب معجزة حسية من إنزال الملائكة أو الاتيان بكنز " فليأتنا بآية كما أرسل الأولون " " وقالو لن نؤمن لك حتى 00000 " فهل هذا - من وجهة نظرك - بعيد أم قريب؟؟!!
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:04]ـ
قال تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)
وما دام الرشد قد تبين فالحجة قامت على هؤلاء المجادلين، ومن كان في قلبه ريب فإنه يرتفع بهذا التحدي: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)
وليس كل الكفار سواء، فمنهم من يشكك في النبوة وحدها و منهم من يشكك في توحيد الله .. ولابد لهم من وضع حجج باطلة للجدال ليخدعوا بها أتباعهم من الأميين ..
والمعنى الذي تراه أحسبه بعيدا، فبيان الإعجاز القرآني ومطالبتهم أن يأتوا بمثله هو الرد عليهم عندما يطالبون بآية حسية، فيظهر عجزهم و تبطل حجتهم .. ولولا ذلك لكان لحجتهم وجها للقبول عند أتباعهم وتأمل:
(فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل، أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 08:42]ـ
التوقع المستفاد من (لعل) مستعمل في التحذير هنا.
ويجوز أن يقدّر استفهام حذفت أداته. والتقدير: ألَعَلّكَ تارك. ويكون الاستفهام مستعملاً في النفي للتحذير، وذلك نظير قوله تعالى: لعلّك باخع نفسك ألاّ يكونوا مؤمنين.
والاستفهام كناية عن بلوغ الحالة حداً يوجِبُ توقع الأمر المستفهَم عنه حتى أنّ المتكلّم يستفهم عن حصوله. وهذا أسلوب يقصد به رفع همة المخاطب وإلهابُ حماسته لدفع الفتور عنه، فليس في هذا تجويز ترك النبي (صلى الله عليه وسلم) تبليغ بعض ما يوحى إليه
وأما ذلك البعض فهو ما فيه دعوتهم إلى الإيمان وإنذارهم بالعذاب وإعلامهم بالبعث كما يدل عليه قوله تعالى في آية أخرى: وإذا لم تأتهم بِآية قالوا لولا اجتبيتها.
والمعنى تحذيره من التأثّر بعنادهم وتكذيبهم واستهزائهم، ويستتبع ذلك تأييسَ المشركين من تركه ذكر البعث والإنذار بالعذاب.
و الكلام كله تفريع على قوله: ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ... إلى قوله: يستهزئون.
و يشير هذا التفريع إلى أن مضمون الكلام المفرع عليه سبب لتوجيه هذا التوقع.
لأن من شأن المفرع عليه اليأس من رجوعهم إلى الحق وارعوائهم .. لتكرر التكذيب والاستهزاء، يأسا قد يبعث على ترك دعائهم،.
وهذا كله يستفاد من فاء التفريع في قوله: فلعلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 09:58]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ العزيز / أبو جهاد الأثري
إن كان كلامك منقولاً - ولو بتصرف يسير - فينبغي أن تسنده الى قائله.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 12:05]ـ
هذا كلام ابن عاشور في تفسير الآية .. لكن مع تصرف قليل.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 12:06]ـ
جزاك الله خيراً
ولكن قول ابن عاشور: " فليس في هذا تجويز ترك النبي (صلى الله عليه وسلم) تبليغ بعض ما يوحى إليه " قد كنت مقتنعاً به حتى رأيت ما يعارضه وأظنه أقوى منه قال صاحبه:
" ويوضح كون الارشاد في الأية مبنياً على بيان الواقع في تلك الوقائع، قوله تعالى " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلاً " أ. هـ تفسير القرآن الحكيم للشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى رحمة واسعة(/)
لماذا أربع عشرة قراءة للقرآن؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
كنت في إحدى المكتبات فوجدت كتاباً يشرح القراءات الأربعة عشر للقرآن .. وبعضها يشرح القرآت العشر.
سؤالي هو .. القرآن نزل على سبعة أحرف، فكيف كانت القرآت أكثر من ذلك؟
وما شأن القرآت الشاذة كذلك؟ هل هي معتد بها؟ أم أنها مرفوضة؟ .. وإن كانت مرفوضة، فكيف للسلف أن يأتوا بقراءة شاذة لم تصلهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:49]ـ
http://74.125.39.104/search?q=cache:-XtMEKYETbwJ:www.theislamnet.co m/sceinces/qiraat_start.htm+%22%D8%A3%D8% B1%D8%A8%D8%B9+%D8%B9%D8%B4%D8 %B1%D8%A9+%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%A1%D8%A9%22&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa
واشتهر سبعة قُرَّاء في سبع قراءات، وظهر معها ثلاث قراءات أقل شهرة، فصارت القراءات عشرة، ونتيجة الحصر التام للوجوه النادرة والشاذة عُرفت أربع قراءات، فصار المجموع أربع عشرة قراءة.
وهذه فوائد القراءات الشاذة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?threadid=208
الوقفة الرابعة: القراءات الشاذة لها فوائد متعددة:
منها: أنه يحتج بها، ويعمل بما يقتضيه معناها إذا لم يكن هناك ما يعارضها أو يدفعها، وهي في الاحتجاج بها في حكم خبر الواحد.
وهذا هو رأي جمهور العلماء كما ذكر ذلك ابن عبدالبر - رحمه الله - بقوله: ( ... وهذا جائز عند جمهور العلماء، وهو عندهم يجري مجرى خبر الواحد في الاحتجاج به للعمل بما يقتضيه معناه ... ). [الاستذكار 10/ 190. وانظر: كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي للدكتور صبري عبدالرؤوف ص 331 - 347 حيث عقد فصلاً بيّن فيه موقف الفقهاء من الاحتجاج بالقراءة الشاذة.]
ومن أمثلة ذلك: قول الله تعالى في كفارة اليمين: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} [المائدة: 89] جاء في قراءة ابن مسعود وأبيّ بن كعب - رضي الله عنهما -: {ثلاثة أيام متتابعات}، وعلى هذا استند جماعة من العلماء فقالوا: إنه يلزم التتابع في صيام كفارة اليمين.
قال أبو بكر الجصاص: (روى مجاهد عن عبدالله بن مسعود، وأبو العالية عن أبيّ: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}، وقال إبراهيم النخعي في قراءتنا: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}، وقال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم وقتادة وطاووس: هن متتابعات لايجزي فيها التفريق.
فثبت التتابع بقول هؤلاء، ولم تثبت التلاوة لجواز كون التلاوة منسوخة والحكم ثابتاً، وهو قول أصحابنا، وقال مالك والشافعي: يجزيء فيها التفريق) ا هـ. [أحكام القرآن للجصاص 2/ 577.]
قال ابن كثير - رحمه الله - بعد ذكره للآثار التي تؤيد القائلين بالتتابع: (وهذه إذا لم يثبت كونها قرآناً متواتراً فلا أقل أن يكون خبر واحد أو تفسيراً من الصحابة، وهو في حكم المرفوع) ا هـ. [تفسير ابن كثير 2/ 86.]
ومن فوائد القراءة الشاذة أنها تفسر القراءة المتواترة وتُبيّن معناها، ويُسْتعان بها على فهم مراد الله تعالى.
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: (إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها، وذلك كقراءة عائشة وحفصة: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر} [البقرة: 538]، وكقراءة ابن معسود: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما} [المائدة: 38] ... وكما قرأ ابن عباس: {لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج} [البقرة: 198] ... فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روى عن كبار الصحابة، ثُمَّ صار في نفس القراءة! فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى؛ فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل) ا هـ[من البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 486، 487 باختصار.]
.
ويتعلق بالقراءة الشاذة بعض القواعد التفسيرية التي يستفاد منها عند تفسير كلام الله، ومن هذه القواعد: [انظر هذه القواعد في كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 1/ 90 - 93]
1 - قاعدة: القراءات يُبَيّن بعضها بعضاً، ويدخل في هذه القاعدة أن القراءة الشاذة تفسِّر القراءة المتواترة.
2 - قاعدة: يعمل بالقراءة الشاذة - إذا صح سندها - تنزيلاً لها منزلة خبر الآحاد.
3 - القراءة الشاذة إن خالفت القراءة المتواترة المجمع عليها ولم يمكن الجمع فهي باطلة. وهذا معنى قول ابن عبدالبر: (وفيه جواز الاحتجاج بالقراءة التي ليست في مصحف عثمان إذا لم يكن في مصحف عثمان ما يدفعها). [بتصرف يسير من الاستذكار 10/ 190.]
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 03:03]ـ
جزاك الله خيراً .. لكن ما أشكل عليّ هو قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه} ..
فمن أين أتى هؤلاء بالقراءات السبع الزائدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 03:11]ـ
تأمل الاقتباس الأول في مشاركتي أخي.
على فرض أن المقصود بالأحرف السبعة هو: قراءات القراء السبع. فلا يعني هذا عدم فائدة البقية كما هو مبيّن في الاقتباس الثاني بالمشاركة السابقة.
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 03:22]ـ
انصحك أن تعرض سؤالك على الشيخ هنا
http://www.alamralawal.com
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 04:49]ـ
هل المراد بالأحرف السبعة: القراءات السبع؟
"هذه شبهة تعرض كثيرا للعامة ومن في حكمهم ممن لم يأخذوا من علوم لقرآن والحديث بخط ولا نصيب. فإن ذلك المعنى الذي زعموه غير صحيح من وجهين:
أحدهما: أن الأحرف التي نزل بها القرآن أعم من تلك القراءات المنسوبة إلى الأئمة السبعة القراء عموما مطلقا وأن هذه القراءات أخص من تلك الأحرف السبعة النازلة خصوصا مطلقا. ذلك لأن الوجوه التي أنزل الله عليها كتابه تنتظم كل وجه قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأه أصحابه وذلك ينتظم القراءات السبع المنسوبة إلى هؤلاء الأئمة السبعة القراء كما ينتظم ما فوقها إلى العشرة وما بعد العشرة وما كان قرآنا ثم نسخ ولم يصل إلى هؤلاء القراء جميعا ولهذا نصوا في المذهب المختار على أنه يشمل كل وجوه القراءات صحيحها وشاذها ومنكرها كما سبق.
ثانيهما: أن السبعة لم يكونوا قد خلقوا ولا وجدوا حين نطق الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الشريف. ومحال أن يفرض الرسول على نفسه وعلى أصحابه ألا يقرؤوا بهذه الأحرف السبعة النازلة إلا إذا علموا أن هؤلاء القراء السبعة قد اختاروا القراءة بها على حين أن بين العهدين بضعة قرون وعلى حين أن هؤلاء القراء وسواهم إنما أخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أصحابه ومن أخذ عنهم إلى أن وصلوا إليهم. فهذه الشبهة تستلزم الدور الباطل فهي باطلة.
وتستلزم أيضا أن يبقى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" عاريا عن الفائدة غير نافذ الأثر حتى يولد القراء السبعة المعروفون وتؤخذ القراءة عنهم. وذلك باطل أيضا يكذبه الواقع من قراءة النبي صلوات الله وسلامه عليه وقراءة أصحابه وتابعيه بالأحرف السبعة من قبل أن يولد القراء السبعة المعروفون.
قال المحقق ابن الجزري: فلو كان الحديث منصرفا إلى قراءات السبعة المشهورين أو سبعة غيرهم من القراء الذين ولدوا بعد التابعين لأدى ذلك إلى أن يكون الخبر عاريا عن الفائدة إلى أن يولد هؤلاء السبعة فتؤخذ عنهم القراءة وأدى أيضا إلى أنه لا يجوز لأحد من الصحابة أن يقرأ إلا بما يعلم أن هؤلاء السبعة من القراء إذا ولدوا وتعلموا اختاروا القراءة به. وهذا باطل؟ إذ طريق أخذ القراءة أن تؤخذ عن إمام ثقة لفظا عن لفظ إماما عن إمام. إلى أن يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم ا. هـ.
وأما معنى الأحرف السبعة
الأحرف جمع حرف، قال صاحب القاموس: " الحرف من كل شيء طرفه وشفيره وحده ومن الجبل أعلاه المحدد وواحد حروف التهجي والناقة الضامرة أو المهزولة أو العظيمة ومسيل الماء وآرام سود ببلاد سليم. وعند النحاة ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل. {ومن الناس من يعْبد اللهَ على حرف} أي وجه واحد وهو أن يعبده على السراء لا على الضراء أو على شك أو على غير طمأنينة من أمره أي لا يدخل في الدين متمكنا. ونزل القرآن على سبعة أحرف: سبع لغات من لغات العرب. وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه وإن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر ولكن معناه أن هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن "ا هـ بتصرف قليل.
وهذه الإطلاقات الكثيرة تدل على أن لفظ الحرف من قبيل المشترك اللفظي والمشترك اللفظي يراد به أحد معانيه التي تعينها القرائن وتناسب المقام.
وأنسب المعاني بالمقام هنا في إطلاقات لفظ الحرف أنه الوجه بالمعنى الذي سنقصه عليك لا بالمعنى الذي ذهب إليه صاحب القاموس وغيره من أنه اللغة أو غيرها.
وأما السبعة فالمراد بها العدد المعروف في الآحاد بين الستة والثمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن كلمة (على) في قوله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" تشير إلى أن المسألة على هذا الشرط من التوسعة والتيسير أي أنزل القرآن موسعا فيه على القارىء أن يقرأه على سبعة أوجه يقرأ بأي حرف أراد منها على البدل من صاحبه كأنه قال: أنزل على هذا الشرط وعلى هذه التوسعة.
وليس المراد أن كل كلمة من القرآن تقرأ على سبعة أوجه إذا لقال صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن أنزل سبعة أحرف بحذف لفظ (على).
بل المراد: أن هذا القرآن أنزل على هذا الشرط وهذه التوسعة بحيث لا تتجاوز وجوه الاختلاف سبعة أوجه مهما كثر ذلك التعدد والتنوع في أداء اللفظ الواحد ومهما تعددت القراءات وطرقها في الكلمة الواحدة. فكلمة {مالك يوم الدين} التي ورد أنها تقرأ بطرق تبلغ السبعة أو العشرة وكلمة {وعبد الطاغوت} التي ورد أنها تقرأ باثنتين وعشرين قراءة وكلمة {أف} التي أوصل الرماني لغاتها إلى سبع وثلاثين لغة وكل أولئك وأشباه أولئك لا يخرج التغاير فيه على كثرته عن وجوه سبعة.
بقي علينا أن نتساءل: ما هي تلك الوجوه السبعة التي لا تخرج القراءات عنها مهما كثرت وتنوعت في الكلمة الواحدة؟.
وهو من أشكل مباحث علوم القرآن.
والأقرب من بين تلك المذاهب والآراء هو ما ذهب إليه الإمام أبو الفضل الرازي في اللوائح إذ يقول:
الكلام لا يخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف:
الأول: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث.
الثاني: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
الثالث: اختلاف وجوه الإعراب.
الرابع: الاختلاف بالنقص والزيادة.
الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير.
السادس: الاختلاف بالإبدال.
السابع: اختلاف اللغات يريد اللهجات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإظهار والإدغام ونحو ذلك ا هـ.
ويمكن التمثيل للوجه الأول منه وهو اختلاف الأسماء. بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} قرئ هكذا: {لِأَمَانَاتِهِمْ} جمعا وقرئ {لأِمَانَتِهِم} بالإفراد.
ويمكن التمثيل للوجه الثاني وهو اختلاف تصريف الأفعال بقوله سبحانه: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} قرئ هكذا بنصب لفظ {رَبَّنَا} على أنه منادى وبلفظ {بَاعِدْ} فعل أمر وبعبارة أنسب بالمقام فعل دعاء
وقرئ هكذا: {رَبَّنَا بَاعِدْ} برفع رب على أنه مبتدأ وبلفظ بعد فعلا ماضيا مضعف العين جملته خبر.
ويمكن التمثيل للوجه الثالث وهو اختلاف وجوه الإعراب بقوله سبحانه: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} قرئ بفتح الراء وضمها فالفتح على أن لا ناهية فالفعل مجزوم بعدها والفتحة الملحوظة في الراء هي فتحة إدغام المثلين. أما الضم فعلى أن لا نافية فالفعل مرفوع بعدها.
ومثل هذا المثال قوله سبحانه: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} قرئ برفع لفظ المجيد وجره. فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو والجر على أنه نعت لكلمة العرش. فلا فرق في هذا الوجه بين أن يكون اختلاف وجوه الإعراب في اسم أو فعل كما رأيت.
ويمكن التمثيل للوجه الرابع: وهو الاختلاف بالنقص والزيادة. بقوله سبحانه: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}
قرئ بهذا اللفظ. وقرئ أيضا والذكر والأنثى بنقص كلمة ما خلق.
ويمكن التمثيل للوجه الخامس- وهو الاختلاف بالتقديم والتأخير- بقوله سبحانه: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} وقرئ: وجاءت سكرة الحق بالموت.
ويمكن التمثيل للوجه السادس- وهو الاختلاف بالإبدال- بقوله سبحانه: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} بالزاي وقرئ {نُنْشِزُهَا} بالراء وكذلك قوله سبحانه {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} بالحاء وقرئ وطلع بالعين.
فلا فرق في هذا الوجه أيضا بين الاسم والفعل.
ويمكن التمثيل للوجه السابع- وهو اختلاف اللهجات- بقوله سبحانه: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} تقرأ بالفتح والإمالة في أتى ولفظ موسى فلا فرق في هذا الوجه أيضا بين الاسم والفعل. والحرف مثلهما نحو بلى قدرين القيامة قرئ بالفتح والإمالة في لفظ بلى. "
فهذا باختصار وإن شئت التوسع فانظر البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي والأحرف السبعة لأبي عمرو الداني وغيرها ...
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 08:08]ـ
الأخ (حمد)،
جزاك الله خيراً .. قرأت مشاركتك وقد أشكلت عليّ في أصل الموضوع .. ولكنني وجدت جواباً للسؤال الآخر، فجزاك الله خيراً .. وتحققت من حجيّة القراءات الشاذة.
بارك الله فيك.
-----------------
الأخ (ابن إبراهيم)،
جزاك الله خيراً.
-----------------
الأخ (أبو جهاد الأثري)،
لقد أجدت وأفدت .. فجزاك الله خيراً .. وتم حل الإشكال وإيضاح المسألة.(/)
حَمِّل شرح كتاب ((التحديد في الإتقان والتجويد))
ـ[أبو عبد الحكم]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
.
هذا شرح صوتي لكتاب (التحديد في الإتقان والتجويد) للإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ
شرحه فضيلة الشيخ الدكتور / إبراهيم بن سعيد الدوسري حفظه الله
.
وهذا الشرح يقع في ألبوم مكون من 5 أشرطة وقد أخذنا الإذن من الشيخ حفظه الله في رفعه على الإنترنت فأذن لنا.
.
وقد شرح الشيخ ما تسير له من الكتاب ولم يشرحه كله، وقد قمنا بتقسيم ملفات الشرح إلى 10 ملفات كل شريط في ملفين
ولم يتم تقسيم الملفات حسب الدروس.
.
.
.
الروابط
الملف الأول
http://www.halqat.com/Recording-165.html
الملف الثاني
http://www.halqat.com/Recording-164.html
الملف الثالث
http://www.halqat.com/Recording-163.html
الملف الرابع
http://www.halqat.com/Recording-162.html
الملف الخامس
http://www.halqat.com/Recording-161.html
الملف السادس
http://www.halqat.com/Recording-160.html
الملف السابع
http://www.halqat.com/Recording-159.html
الملف الثامن
http://www.halqat.com/Recording-158.html
الملف التاسع
http://www.halqat.com/Recording-157.html
الملف العاشر
http://www.halqat.com/Recording-156.html
.
.
.(/)
إشراقات قرآنية للشيخ مساعد بن سليمان الطيار (وفقه الله)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 08:08]ـ
إشراقات قرآنية
للشيخ الدكتور
مساعد بن سليمان الطيار
وهي محاضرة شرعية
ضمن ملتقى الطائف الصيفي 1429هـ بمخطط الوسام
وكانت قد أقيمت بتاريخ 29 - 7 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53190(/)
وقفات أخرى لتحقيق الأسماء في كتب القراءات
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:41]ـ
الحمد لله الذي جعلني من جملة طلبة العلم، وأخرجني بذلك من الموسومين بالجهل الراضين به.
والحمد الذي جعلني ممن يقنع بأن يُدعى " القارئ " ووفقني أن أسعى في مشاركاتي إلى الإفادة والاستفادة، ولم يجعل همي وسدمي كمن يهتف في كل مناسبة: هو من وابن من ... وأجيز ممن ... وحاز من الشهادات كيت وكيت.
(والقارئ): - قارئ القرآن - من أشرف ما يتسمى به طالب العلم، وتلك القراءة هي من أوكد ما يثاب عليها فاعلها إن شاء الله.
ومع هذا ترون الهمم مصروفةً عن كتاب الله عز وجل وقراءته وقراءاته، متوجِّهةً إلى غير ذلك من العلوم، حيث يكثر اللغط والغلط، والدعاوى، والتهم ... .... ..
ويغيب عند الاختلاف من يفصل بإنصاف، ويتكلم بعلم، ويحكم بحق ولا يشطط.
ويكون الدفع بالصدر حينًا وبالتمويه أحيانًا.
ويا ليت من يحبون شن الغارات في المنتديات والمجالس قد لبسوا للحروب لبوسها، وتقنَّعوا بمغفرها.
ويا ليتهم إذ جرحوا بتخطئة أهل العلم والفضل قد داوَوا بإتيانهم بالصواب والفوائد.
ويا ليت من يتكلم في النحو والإعراب لا يلحن.
ويا ليت من يحاور في التحقيق أو اللغة لا يصحِّف.
ويا ليت من يقيِّم العلماء الكبار يبدي لنا في كلامه ومنطقه ما يجعلنا نذعن له.
والغبن في العلم أشجى محنة علمت **** وأبرح الناس شجوًا عالم هضما
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
قد أثقلت عليكم يا إخوان.
لكن عذرا .... عذرا.
سأوافيكم بما دخلت هنا لأكتبه في المشاركة التالية إن شاء الله
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:25]ـ
توكلت على الله
أمامي قائمة من الوقفات حول تحقيق الأسماء في كتب القراءات، لا أدري بأيتها أبدأ!
فدعوني أبدأ بوقفة منقولة من ملتقى أهل التفسير، وصاحبها: الدكتور السالم الجكني
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6267
يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
وأيضاً: ها نحن أمام كتاب وقع مؤلفه في وهم فاحش لا يقع فيه أي طالب مبتدئ في علم القراءات ورجالها 0
الكتاب هو:كشف الضياء في تاريخ القراءات والقراء
المؤلف هو: (حرر ــــــ المشرف ـــــــــ)
"مدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين –قسم القرآن وعلومه "
هكذا كتب على غلاف الكتاب
الناشر: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع – الرياض
الطبعة الأولى:1416 - 1995
والحقيقة:إن هذا الكتاب جيد لأن جميع ما فيه منقول حرفياً من مصادره،ولم أر- حسب جهدي - أي تحرير يعتبر للمؤلف،ولا نحاسب أي مؤلف يتبع هذا الأسلوب في تأليفه غير أن نقول له: هناك فرق شاسع وكبير بين "التأليف "وبين "النسخ"0
المهم:أن مؤلف هذا الكتاب وقع في وهم وهو:
ظنه "ابنَ جرير " المذكورَ في طرق "السوسي " عن أبي عمرو،هو "ابن جرير" الطبري شيخ المفسرين،فأخذ يترجم له وقال:طريق أبي جعفر الطبري عن السوسي هو:محمد بن جرير الطبري الإمام صاحب التفسير والتاريخ 000الخ ونقل ترجمته كما هي في غاية النهاية 0
وهذا كله غلط فاحش،سببه والله أعلم أن المؤلف رأى ابن الجزري رحمه الله قال عند حديثه عن طرق السوسي:رواية السوسي:طريق ابن جرير (النشر:1/ 131) فظن أنه ابن جرير المفسر،ولو أنه أكمل قراءة المبحث كله لرأى ابن الجزري يقول: أبي عمران موسى بن جرير الرقي الضرير 0 (النشر:1/ 132)
والعجب أني رأيت بأم عيني رسالة ماجستير (دراسة وتحقيق) لكتاب مهم من كتب القراءات وقع صاحبها في نفس هذا الوهم نقلاً عنه ولا أستغرب عدم الانتباه منه إليه وإنما عدم انتباه لجنة المناقشة،أو أن اللجنة انتبهت إليه ولكن الطالب لم يأخذ بتصحيحها،وهذه طامة أكبر من أختها0
وأخيراً أقول:
انتبهوا يا أهل القراءات-حفظكم الله- من كثير من الأوهام التي وقع فيها كثير من (المحققين) لكتبكم؟؟؟
انتهى النقل من موقع ملتقى أهل التفسير
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:34]ـ
الأخ الفاضل / القارئ المليجي
جزاك الله خيرًا على النقل، وبارك الله في الشيخ الدكتور السالم الجكني ونفع به.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 01:12]ـ
وجزاكم
وهذه الوقفة الثانية
أبو محمد سلمة بن عاصم النحوي صاحب الفرَّاء
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الأنباري: كتاب سلمة في "معاني القرآن" للفراء أجود الكتب؛ لأن سلمة كان عالمًا وكان يُراجع الفراء فيما عليه ويرجع عنه.
وكان ثعلب يقول: كان سلمة حافظًا لتأدية ما في الكتب والطوال [كذا] حاذقاً بالعربية، وابن قادمٍ حسن النظر في العلل.
وفي الوافي بالوفيات:
قال الكسائيُّ: كَانَ في أبي محمد سلمة دعابة، سألته يومًا عن شيء فقال لي: عَلَى السقيط خبرتَ، يريد: عَلَى الخبير سقطتَ! اهـ.
[المقصود: الكسائي الصغير محمد بن يحيى]
... *****
قرأ سلمة بن عاصم على أبي الحارث الليث بن خالد، وقرأ عليه أبو العباس ثعلب النحوي وغيره.
وليس سلمة بن عاصم ((ضَبِّيًّا)) يعرف هذا كل من يقرأ تراجم الرجل في كتب التراجم كتاريخ بغداد، ومعجم الأدباء رقم 559، وغاية النهاية، وبغية الوعاة رقم 1260 [ولا أدري لم ترك ابن الجزري في كتاب النشر ذكر وفاتِه وشيءٍ من خبره في رواة قراءة الكسائي].
وفي تاريخ بغداد: عن إدريس بن عبدالكريم قال: قال لي سلمة بن عاصم: أريد أن أسمع كتاب العدد من (خلف) فقلتُ لخلف، فقال: فليجئْ، فلمَّا دخل رفعه لأن يجلس في الصدر، فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، وقال: هذا حق التعليم.
أما في كتاب معجم الأدباء ت د/ إحسان عباس فقد ورد هذا الخبر كذا:
"وأخذ عن خلف الأحمر وسمع منه كتاب العدد". كذا الأحمر
مع أن المقصود هو خلف بن هشام البزار وليس خلفًا الأحمر.
فخلف الأحمر هذا قديم ومشهور برواية الأشعار.
وخلف بن هشام - رحمه الله - هو الذي كان يملي هذه الفوائد من [اختلاف العدد واختلاف الرسم]؛ ففي زاد المسير لابن الجوزي، والبحر المحيط لأبي حيان:
ابن الأنباري قال: أخبرنا ثعلب قال: أملى عليَّ خلف بن هشام البزار قال: اختلف مصحفا أهل المدينة وأهل العراق في اثني عشر حرفا " ... وذكرهم.
وأنتم تحفظون:
وإسحاق مع إدريس عن خلف تلا
نعود
ليس سلمة بن عاصم منسوبا إلى ضبة.
يعرف هذا أيضًا من قرأ ترجمة ابنه "المفضل بن سلمة" في مقدمة كتاب الفاخر - وقد قرأناه ونحن طلبة في دار العلوم - وأذكر أنَّ المحقّق نبَّه على أنَّ "الضبي" في اسمه خطأ.
ومصدر الخطأ هنا أن اسم المفضل بن سلمة يذكر بالمفضل بن محمد الضبي صاحب المفضليات.
ومع هذا فأنتم ترون كثيرا من المحققين حين يرد ذكر سلمة بن عاصم، وابنه المفضل، وحفيده محمد بن المفضل يقولون: الضبي
يراجع مثلاً:
سير أعلام النبلاء ج 14 الطبقة السابعة عشر رقم 211، 212. ت أكرم البوشي
وفيات الأعيان ت: د/ إحسان عباس رقم 579
وفي وفيات الأعيان أيضًا:
وكان المفضل المذكور متَّصلاً بالوزير إسماعيل بن بلبل فقيل له (حاشية 3): إن ابن الرومي الشاعر - قد هجاه، فشق ذلك على الوزير، وحرم ابن الرومي عطاياه، فعمل ابن الرومي في المفضل أبياتًا وهي:
لو تلففت في كساء الكسائي **** وتفريت فروة الفراء
وتخللت بالخليل وأضحى **** سيبويه لديك رهن سباء
وتكونت من سواد أبي الأسـ **** ـود شخصًا يكنى أبا السوداء
لأبَى الله أن يعدك أهل الـ **** ـعلم إلا من جملة الأغبياء
[أقول: قال المحقق في حاشية 3: ر ن: فنقل إليه .... ..... لا أدري لم عدل عنها المحقق، وهي الأقرب للصواب، وذلك أن ابن الرومي مدح إسماعيل بن بلبل أبا الصقر فلم يفهم أمدحه أم هجاه، وراجِعوا هذه القصة في تاريخ الأدب العربي - العصر العباسي الثاني لشوقي ضيف ومراجعه، وراجِعوا قصيدة دار البطيخ، وفيها:
قالوا أبو الصَّقرِ من شَيبانَ قلتُ لهمْ **** كلاَّ لَعَمْرِي ولكنْ منهُ شَيبانُ
فلعل المفضل بن سلمة - رحمه الله - ممن لم ينصر ابن الرومي عند الوزير، وظن أنه هجاه،، والعلم عند الله]
ما بين المعقوفات في النقول من كلامي ... المليجي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 01:12]ـ
السلام عليكم،،
وهذه إضافة جديدة للموضوع، أكتبها بإيجاز لكثرة الشواغل فقد أحظى بعدها برد من أحد الكرام:
مسلمة بن مخلد الذي جرى له ذكر في كتاب النشر عند الحديث عن طلب علو الإسناد
ضَبْطُ اسمه الصحيح: مَسلمة بن مُخَلَّد الزُّرَقي وهو أمير مصر، مختلف في صحبته؛ لكونه أدرك سنوات من آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
والجديد الذي أضيفه هنا - مع أن المستشارين في موقع أفق لم يوافقوني عليه منذ سنوات - أن هناك مسلمة بن مخلد آخر أقدم منه وهو خال الصحابي الشاعر حسان بن ثابت، وهو المذكور في مستدرك الإمام الحاكم
أتمنى أن أجد من يوافقني على هذه المعلومة القديمة.
فمَن لي بهذه الموافقة من المحققين!
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:01]ـ
بارك الله فيك أبا ورش
أرجو مراسلتي على الخاص
أخوك: السعداوي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 01:28]ـ
جزاكم الله خيرًا يا أبا نور
وعذرا لقد تأخرت في قراءة الرسالة لقلة دخولي على الشبكة(/)
سؤال عن أقسام القرءان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 02:53]ـ
قال العلماء أن الله لا يقسم الا بشئ عظيم فأشكل على قولهم فى قوله تعالى (فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) أنه أقسم بكل الموجودات والاشكال هو ان فيها الجليل والحقير؟ فما جوابه(/)
هكذا ربى القران امهات المؤمنين
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 04:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ/ خالد بن عثمان السبت
ما أحوجنا في هذه الأيام إلى التربية القرآنية، ما أحوجنا أن نرجع إلى القرآن في وقت أصبحت تتقاذفنا كثير من الدعوات المضللة لا سيما فيما يتعلق بالمرأة المسلمة، ذلك أننا في زمان أصبحت المرأة فيه سلعةً رخيصة توضع على أغلفة المجلات بأوضاع فاتنة، وألبسة غير محتشمة.
لقد صارت المرأة يروج بها السلع المختلفة، وصارت توضع طعماً لربما في مواضع الاستقبال هنا وهناك؛ من أجل أن تنجذب النفوس الضعيفة، فيحصل الاتجار بالفضيلة والشرف والعفاف.
إننا في زمان تعالت فيه الأصوات التي تنادي وتطالب بخروج المرأة التي هي نصف المجتمع كما يزعمون، وأن المجتمع كالطير لا يحلق إلا بجناحين، وأننا لا يمكن أن نتقدم أو نتطور أو نزاحم الأمم المتحضرة بحال من الأحوال، إلا إذا أخرجنا المرأة من قرارها وبيتها، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [(5) سورة الكهف].
لقد وجد من يقول بأن ما نقرره في دروسنا ومحاضراتنا وفي فتاوانا لا يبنى إلا على أوهام لا على أدلة واضحة صحيحة صريحة يوقَف عندها، بل إن بعض المنتسبين للدين أو العلم أو الدعوة صار يردد كلاماً ما كنا نسمعه قبل ذلك؛ ذلك أنه صار يطرح طرحاً نشازاً، طرحاً غير مألوف في وقت الهزيمة.
يقولون: إن قاعدة سد الذرائع وإن وصورة الحجاب التي عليها المرأة المسلمة في بلادنا كل ذلك ليس ثمة دليل صريح عليه، وأن عمل المرأة مع الرجل جنباً إلى جنب ليس ثمة ما يمنع منه شرعاً، وأن علينا أن نطرح ما دلت عليه الأدلة الصريحة الواضحة من الكتاب والسنة فحسب! وهؤلاء لا شك أنهم مغالطون؛ ذلك أنهم يتكلمون بغير علم، أو أنهم يعلمون ويضللون الناس.
إننا في زمن أصيبت فيه كثير من النفوس بما أصيبت من الضعف والتراجع، وصرنا نرى من يطالب بمراجعة المواقف، فماذا نراجع؟ نراجع ديننا؟ نراجع كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- أم نراجع ماذا؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ما أحوجنا في مثل هذه الأيام إلى أن نرفع رؤوسنا، ونقول بملء أفواهنا: إن المنهج الذي رسمه القرآن هو المنهج، وإن الفهم الذي ينبغي أن يفهم به هذا القرآن إنما هو فهم السلف الصالح -رضي الله عنهم-.
ما أحوجنا إلى تكثيف الخطب والمقالات والكتابات والمحاضرات وألوان المدارسات في مثل هذه الأيام؛ فنحن -والحمد لله- كثير، وقد خرَّجت الجامعات الشرعية التي تحمل المنهج الأصيل منذ عشرات السنين أجيالاً متتابعة ممن يحملون العلوم الشرعية، فهذا أوانهم، فينبغي أن يظهر صوتهم دون تلك الأصوات النشاز التي ليست من العلم في قليل ولا كثير غالباً، حتى صار يتكلم أهل الصحافة وغيرهم، يتكلمون ويفتون بالمسائل الكبار من غير تورع، ومن غير تقىً لله -عز وجل-.
لقد أنزل الله -عز وجل- هذه الآيات التي يربى بها بيوت الأشراف، حيث قال الله -عز وجل-: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [(32) سورة الأحزاب].
{لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء}: إن نفي المماثلة هنا يدل على رفيع المنزلة وعلو الشرف.
{لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}: أي أنكن أشرف من غيركن من النساء، وأعلى مقاماً، وأرفع درجة، فهذا الذي دل عليه نفي المماثلة.
{لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}: دل ذلك على أن بيوت الأشراف، والبيوت الرفيعة، والبيوت الكريمة يصلح لها من التربية ما لا يصلح لغيرها، وأنهم ينبغي أن يكونوا في مقامات وأفعال وأقوال وأحوال تليق بمنازلهم الشريفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظر هذا التعليق، حيث قال الله -عز وجل-: {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [(32) سورة الأحزاب]: وهذا هو الأرجح من أقوال المفسرين -والله تعالى أعلم- في موضع الوقف في هذه الآية؛ لأن الوقف فيها يحتمل موضعين؛ {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء}: أي أنتن أشرف من غيركن من النساء، ثم يكون الكلام: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [(32) سورة الأحزاب]، والأحسن أن يكون هكذا -والله تعالى أعلم- {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}: لإن نفي المماثلة لأحد من النساء إذا كان ذلك مع تقوى الله -عز وجل-.
ثم قال بعده: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}: إن كنتن أشرف من غيركن مع تحصيل التقوى، أو في حال تحصيل التقوى، فينبغي ألا تخضعن بالقول فيؤدي ذلك إلى أمور لا تليق.
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}: لستن كغيركن إن كنتن متقيات، وهذه التقوى تتطلب أخلاقاً من الأفعال والأقوال والأحوال، ينبغي أن تكون الواحدة منكن متحلية بها.
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، ولاحظ هذا التعبير {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}: المتبادر أن يقال: فلا تُخْضِعْنَ القول؛ لأن الإخضاع إنما يكون للقول –للكلام- يكون الكلام خاضعاً، تَخضَع في قولها، تُخضِع قولها، هذا هو المراد، والله تعالى أعلم.
لكن لماذا نسب الله -عز وجل- الخضوع إليهن، وأضافه إلى ذواتهن فقال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} [(32) سورة الأحزاب] لماذا لم يقل: (فلا تخضعن القول) كما هو المتبادر؟
يقال: لما للظاهر من الملازمة مع الباطن، فالظاهر ملازم للباطن؛ وذلك أن المرأة إذا تغنجت وتكسرت في كلامها ورققته، وأظهرت التأنث للرجال في قولها ومنطقها، فإن ذلك يورثها خنوعاً في ذاتها وتكسراً، وانكساراً أمام الرجال، وخضوعاً ببدنها؛ وذلك للملازمة بين الأمرين.
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}؛ لأن إخضاع القول يورث خضوع البدن، يورث التكسر في البدن، يورث إخضاعه للرجال، فلا تخضعن بالقول.
وخضوع المرأة بقولها يكون بصور شتى: يكون حينما تختار المرأة الألفاظ والعبارات التي لا تصلح إلا لزوجها، فتتكلم بها، سواء في الهاتف، أو عبر الإنترنت، أو تتكلم بها مباشرة مع البائعين مع الطبيب، ومع غيرهم، فتتكلم وتتخير من الألفاظ ما لا يصلح إلا مع الزوج، فهذا من الخضوع بالقول.
ويكون الخضوع بالقول أيضاً حينما تتكلم بألفاظ لا عيب فيها، ولكنها تنطق وتؤدي هذه الألفاظ وتعبر بها بشيء من الغنج، وبشيء من الرخاوة، وبشيء من تمييع القول وتليينه للرجال الأجانب، ثم تحصل بعد ذلك النتيجة المتوقعة التي ذكرها الله -عز وجل- في هذه الآية.
قال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}: الفاء هنا تدل على التعليل، وهي مشعرة به، وهي تدل أيضاً على التعقيب.
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}: الطمع هو انجذاب النفس، وميلها إلى الشيء الذي تشعر أنه قريب المأخذ والمنال؛ فالمرأة إذا تغنجت وزينت الكلام مع الرجال ولينته ورققته امتدت إليها النفوس الضعيفة، وطمع بها الذئاب، وصاروا يرون أنها قريبة المأخذ، وأنها في متناولهم، وأنها ممكنة لمن طلبها {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}.
من هو الذي في قلبه مرض:
غالباً يعبر في كتاب الله -عز وجل- بهذا التعبير، ويراد به النفاق، وقد يراد به ضعف الإيمان، إلا في هذا الموضع، فالمراد بهذا الوصف هنا هو من كان فيه ميل محرم إلى النساء، قلبه ينجذب انجذاباً محرماً إلى النساء، يلتفت قلبه إلى النساء؛ ليقارف معهن ما لا يليق مما حرمه الله -عز وجل- كالزنا ونحوه، هذا الذي في قلبه مرض.
وبهذا نعلم أن أولئك الرجال الذين يضعون الشباك ليصطادوا النساء تارة عند المدارس -مدارس البنات- وتارة في أسواق النساء، وتارة عبر شبكة الإنترنت، أو غير ذلك، هؤلاء بنص كتاب الله -عز وجل- من الذين في قلوبهم مرض، {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان ذلك مقولاً لأمهات المؤمنين -رضي الله تعالى عنهن- فغيرهن من باب أولى؛ ولكن قد يفهم من هذا النهي عن الخضوع بالقول أنها ترد على الرجال، وتكلم الرجال برد غليظ، وبكلام جاف مع غلظة وشدة، فبين الله -عز وجل- أن ذلك غير مراد، فقال: {وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [(32) سورة الأحزاب]، فالقول المعروف لا يكون فيه فضاضة وغلظة ترد على الرجل كأنها مغضبة، والقول المعروف لا تخضع فيه المرأة وتتغنج وتنعم كلامها وترققه مع الرجال الأجانب، والقول المعروف لا تتخير فيه المرأة الألفاظ التي لا تصلح إلا مع زوجها، أو لربما محارمها، هذا هو القول المعروف، يشمل هذه الأوصاف الثلاثة.
ثم لما أدبهن الله –جل وعلا- بالقول والكلام كيف تتكلم الواحدة منهن مع الرجال الأجانب، علمهن أدباً آخر فقال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [(33) سورة الأحزاب].
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}: فيه قراءتان متواترتان، الأولى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وهي قراءة عاصم ونافع، والقراءة الثانية: (وقِرْن في بيوتكن) بكسر القاف، وبعض أهل العلم يقولون: إن معنى القراءتين واحد، فهو من القرار، وبعض أهل العلم يفرق بينهما وهذا التفريق ليس بين القولين فيه منافاة؛ {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} من القرار، من قرَّ الماء في الحوض، أي استقر، فتكون مستقرة، باقية غير خراجة ولا ولاجة، لأن المرأة التي تكثر الخروج في أول نهارها وفي آخره، لا يقال إنها قارة في البيت.
والقراءة الأخرى، (وقِرن في بيوتكن) فسرها جمع من الأئمة -أئمة التفسير- بمعنى الوقار، وقرن من الوقار، والمعنيان متلازمان؛ إذ أن وقار المرأة المسلمة يكمن في قرارها في بيتها، وذلك أن المرأة إذا كانت خراجة ولاجة فإن ذلك يكون على حساب وقارها ولا بد، وهذا أمر مشاهد، فإن المرأة الخراجة الولاجة يكون فيها من الجرأة ما لا يكون في غيرها عند النساء القارَّات في البيوت.
والمرأة إنما تمدح -حتى في كلام العرب وأشعارهم، ولربما وصفت بالقاصرة: أي التي تعكف في بيتها فلا تخرج منه ولا تراها الشمس- يمدحونها في أشعارهم، ومن أراد أن يقف على شيء جيد من ذلك فليراجع كتاب: الرحلة إلى حج بيت الله الحرام للشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- فله كلام جيد وأشعار جميلة في مثل هذا المعنى.
فالمقصود أن الوقار مقترن بالقرار، المرأة يكون وقارها على قدر قرارها، أما إذا كان خروجها لعمل تختلط فيه بالرجال الأجانب، فإن ذلك يمسح ماء وجهها، سواء كانت تعمل بائعة، أو كانت تعمل مسوِّقة، أو كانت تعمل في مكان تطبب فيه الرجال، أو تخالط الرجال بأي صورة من الصور، فإنها مهما كانت محافظة، أو تحاول أن تحافظ على حشمتها فإن وقارها يتناقص ولا بد.
وقَرْن، وقِرْن في بيوتكن، ثم قال بعده {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [(33) سورة الأحزاب]: فالمرأة المتبرجة كيف تكون كذلك؟
يقال: بكثرة الخروج أن تكون خراجة ولاجة، ويكون ذلك أيضاً بالتكشف والتهتك باللباس والتعري أمام الرجال، ويكون ذلك بمزاحمة الرجال بالأسواق ومخالطتهم في أماكن العمل، يكون إذا كانت بائعة في الأسواق، إذا كانت هذه المرأة تعمل في كل مجال يتاح لها من غير حياء ولا حشمة ولا مراعاة للآداب الإسلامية؛ كل ذلك يكون من تبرجها.
ومن تبرج المرأة أن تسير في وسط الطريق، وقد نهى النبي –صلى الله عليه وسلم النساء عن السير في وسط الطريق، فقال –عليه الصلاة والسلام-: ((ليس للنساء وسط الطريق)) [1]، ولقد أدركنا النساء في بعض النواحي يتشقق جانب عباءتها؛ لأنها إذا رأت رجلاً في الطرق التصقت بالحائط، وكانت الحوائط يومئذ مبنية من الطين ويخالطه -أعزكم الله– التبن من أجل أن يتماسك الطين، فلكثرة ما تلتصق المرأة بالجدار يتمزق جوانب عباءتها، وقد رأيت ذلك بعيني.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله -عز وجل-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [(33) سورة الأحزاب]: الجاهلية هي حالة نفسية وواقعية وشعورية بعيدة عن الله -عز وجل- لا تهتدي بالوحي، هي حياة منسوبة إلى الجهل، هي فكر منحرف شاذ بعيد عن هدى الله -عز وجل- الذي بعث به أنبياءه ورسله -عليهم الصلاة والسلام- هذه هي الجاهلية، وانظر وتأمل كيف أضاف الله -عز وجل- التبرج إلى الجاهلية.
حدثني عدد من القريبات بقولهن: المرأة التي تضع عباءتها فوق رأسها، وتلبس القفاز، وتضع الخمار الكامل على وجهها من غير تلاعب بنقاب ونحوه يصفونها بأنها قديمة، وأنها متخلفة، وأنها رجعية، وأنها مقبورة، وأنها لا تعيش عصرها وزمانها، وأنها قد دفنت شبابها وجمالها، وأنها صارت في عالم غير العصر الذي تعيش فيه!!
أقول: الله -عز وجل- أضاف التبرج إلى الجاهلية، فهو من أعمال الجاهلية، فمن هي المرأة الجاهلية، أو التي فيها خصلة من خصال الجاهلية؟ من هي المرأة المتخلفة؟ من هي المرأة الرجعية؟
هي المرأة التي تكون متبذلة، متبرجة متهتكة أمام الرجال الأجانب، وأما اللباس والحشمة والنقاء والطهر والعفاف فليس ذلك من أمر الجاهلية في شيء، فالتهتك والعري ليس شيئاً إلا من عمل الشيطان؛ هو الذي يدعو إليه، ويحض عليه، ويأمر به، فكل امرأة متهتكة -في عصرنا هذا وفي غيره من الأعصار- هي مستجيبة لأمر الشيطان؛ قد جعلت أمر الله -عز وجل- وراءها ظهرياً.
{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}: وكفى بذلك قبحاً أن ينسب إلى الجهل وإلى الجاهلية، {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}: كيف كانت المرأة تتبرج في ذلك الزمان؟
غاية ما ذكره المفسرون أنها لربما وضعت خمارها على رأسها، ثم جعلته من خلفها فيبدو موضع القلادة، ولربما بدا موضع المقدم من شعرها، هذا هو تبرج الجاهلية الأولى، فأين التبرج الذي يفعله اليوم عارضات الأزياء؟! أين التبرج الذي يفعل في مشارق الأرض ومغاربها على شواطئ البحار، وفي البرك وفي غيرها من أماكن القذر والتبذل والاستخفاف بكل ألوان الشرف والعفة والطهارة؟! أين هذا مما يفعله كثير من بنات المسلمين -هدى الله الجميع وردهن إلى دينه رداً جميلاً- في صالات الأفراح، وفي المناسبات من إبداء الأجساد والتعري بصور مغرية تغري النساء الحاضرات؟! هذا كله من عمل الشيطان.
{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}: وكعادة القرآن إذا نهى عن شيء أمر بما يعمر القلوب، وبما تشغل به الأوقات بما ينفع، {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ} [(33) سورة الأحزاب].
ليست القضية أن ننهى الناس، لا تفعلوا كذا، هذا لا يجوز، هذا يحرم، هذا بدعة، هذا منكر .. الخ، هذا أمر مقصود لغيره كما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله- ليس مقصوداً لذاته، وإنما المقصود لذاته هو أن تعمر القلوب بطاعة الملك المعبود -جل جلاله- أن نعمر قلوب الناس بالإيمان، وبمحبة الله -عز وجل- والقرب منه، ونعمر القلوب بألوان الأعمال القلبية التي يكون المؤمن بها على الحال اللائقة التي تصلح للعبودية، أو لتحقيق العبودية مع الله جل جلاله.
قال الله -عز وجل-: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [(33) سورة الأحزاب]: نحن نقول للنساء: وقرن في بيوتكن؛ لكن المشكلة في عصرنا هذا إذا بقيت المرأة في بيتها ماذا تصنع؟
تبقى أمام شاشة، أو أمام كاميرا تتعرى فيها تعرياً كاملاً أمام ذئاب قد اصطفوا واجتمعوا ينظرون إليها بخبث وغدر، وهي تتبذل أمامهم بكل مهانة عبر الإنترنت؟! تبقى في بيتها تقلب طرفها بين تلك القنوات التي تسلبها دينها وعقيدتها وإيمانها وعفافها! تبقى في بيتها تقلب المجلات الهابطة! تبقى في بيتها تعبث بسماعة الهاتف فيصطادها ذئاب البشر!
ولهذا يقال في هذا الزمان: ينبغي على المرأة التي لا يوجد في بيتها ما يشغلها، وليس لها رصيد من تقوى الله -عز وجل- يردعها ويمنعها، ينبغي لها أن تذهب فتخرج لتلتقي بأخوات عبر المراكز الصيفية النسائية، وعبر حلق التحفيظ، وجمعيات تحفيظ القرآن، والأنشطة الطيبة الموثوقة التي يقوم عليها الخيرات من الداعيات إلى الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
تخرج المرأة التي لا تجد الكفاية في هذا الجانب في بيتها، وتخرج المرأة التي لا يوجد لدى الداعيات من يعوض مكانها إذا غابت، فتجتهد وتتقِّ الله في خروجها وتقلل منه ما استطاعت، فتخرج لتنفع الأخوات، وتعلم ما تحتاج إليه المسلمات، أما من وجدت كفايتها وما احتاج أخواتها إليها فإنها تبقى في بيتها.
هذا هو أمر الله -عز وجل- فأين أولئك الذين يدعون إلى فتح المجال أمام المرأة لتعمل في المصنع والمتجر وأماكن التجميل النسائية والصيدليات وغيرها من ألوان الأعمال التي تكون فيها أجيرة عند الآخرين؟
يقولون: إن نصف المجتمع معطل!
الله يقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، وأنتم تقولون: نصف المجتمع معطل؟! ما هي حقيقة العمل في نظر هؤلاء المخادعين الذين يكذبون على الناس؟
حقيقة العمل عندهم أن تكون أجيرة عند غيرها، وأما التي تعمل في عملها الأصيل فترضع الصغير وتمرض المريض وتقوم على شؤون الدار، وتقوم على شؤون الزوج، وتقرأ كتاب الله –جل وعلا- وتشتغل بطاعته، فهذه عاطلة عندهم، وعندئذ يخدعونها ويستغفلونها ويستجرون قدمها حتى تخرج، فإذا خرجت حصلوا بغيتهم ومقصودهم بإفسادها، وإذا فسدت المرأة فسد المجتمع، نعم، ثقوا أنه إذا فسد النساء فسد الرجال، إلا من رحم الله وعصم، وهذا أمر مشاهد في العالم.
وأمر آخر مشاهد يرد به على هؤلاء الأفاكين الكذابين، وهو أن بلاد المسلمين قد مرت بمثل ما تمر به بلادنا هذه قبل أكثر من مائة سنة، مروا بنفس الخطوات، وقام دعاة إلى أبواب جهنم، يرددون نفس الكلام، الذي يردده بعض الكُتَّاب في أيامنا هذه، فخرجت المرأة من قرارها وعفتها وحشمتها، وصارت تعمل في كل مكان صارت تعمل في كل مكان بلا استثناء، فهل تحضرت تلك الشعوب الإسلامية؟ هل صارت تلك الدول العربية في مصاف الدول المتقدمة؟
لقد أظهرت الإحصائيات ما يندى له الجبين حيث إن مستوى الاقتصاد لهذه الدول مجتمعة لا يعادل دولة أوربية واحدة ليست من الدول الكبرى وهي أسبانيا، الإنتاج المحلي لا يعادل دولة واحدة من دول أوربا، دول مجتمعة، يجمعها لغة واحدة ودين واحد، وعقيدة واحدة، لا تعادل دولة من دول أوربا، وليست الدول الكبرى.
النساء خرجن في الدول العربية منذ أكثر من مائة سنة، وأصبحن جدات -أعني أولئك المتبرجات- وصارت الواحدة تعمل في كل عمل مهين مشين، فهل صاروا في مصاف الدول المتقدمة؟ أبداً، هل انتهت مشكلة البطالة عندهم؟ أبداً، إنما يجمعهم وصف واحد في نظر عدوهم، بل هم يرددون هذه العبارة: العالم الثالث، العالم المتخلف.
الله -عز وجل- يقول: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [(33) سورة الأحزاب]: أمرهن بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، لماذا خص الصلاة والزكاة؟
يمكن أن يقال -والله تعالى أعلم-: إن الصلاة هي رأس العبادات البدنية، والزكاة هي رأس العبادات المالية، ويمكن أن يقال: إن سعادة العبد دائرة بين أمرين: الأول: حسن الصلة بالله -عز وجل- والثاني: الإحسان إلى الخلق، ورأس الصلة بالله، وحسن الصلة بالله هو الصلاة، ورأس الصلة بالخلق والإحسان إلى الخلق هو الزكاة، أن يحسن الإنسان إليهم بماله.
{وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ}: انظر كيف عبر الله -عز وجل- كما هي العادة في القرآن-: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ}، ما قال: (وأدين الصلاة)، وهذا فيه جواب كبير لسؤال يطرح دائماً، ولربما نسمع إجابات بعيدة، لربما نسمع من يقول: بأن الصلوات كالدواء إذا أخذت في أوقاتها أدت الثمرة ولو بعد حين.
نقول: لا حاجة لهذا الكلام؛ الله قال: {وَأَقِمْنَ}، والحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه، الحكم في قول لله -عز وجل-: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [(45) سورة العنكبوت]، أي: لأن الصلاة تنهى؛ لأن (إنَّ) تدل على التعليل، أقم الصلاة؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، الحكم أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والوصف إقام الصلاة، والحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه، معنى هذا الكلام أنه على قدر أداء الصلاة -على قدر إقامة الصلاة- يكون تأثيرها في نفس المصلي، هذا هو الجواب، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا الله -عز وجل- قال: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ} [(33) سورة الأحزاب]: فإذا أقامت المرأة الصلاة ما الذي يحصل؟ صار بقاؤها في بيتها خيراً لها؛ لأن إقامة الصلاة تنهاها عن الفحشاء والمنكر، فلا تدخل في حال أو تلابس أمراً لا يليق، لا تمتد يدها إلى الهاتف فتحادث محادثة محرمة، لا تخضع بالقول في الرد على الهاتف، لا تستخدم هذه الشبكة استخداماً غير لائق، لا تغتاب أحداً في بيتها، لا تكذب، لا تخون زوجها، لا تفعل شيئاً يشينها مما حرمه الله -عز وجل- عليها، كل ذلك يحصل إن تحقق إقامة الصلاة.
{وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ}: {وَآتِينَ الزَّكَاةَ}: هذا فيه وعد، وفيه بشرى لهن في ذلك الوقت؛ لأنهن فقيرات آنذاك يطالبن بزيادة النفقة، فأي زكاة تؤدى؟! فهذا يدل على أن الله سيوسع عليهن حتى يخرجن الزكاة.
ثم بعدما خص إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهي من طاعة الله ورسوله، عمم بالأمر بطاعة الله ورسوله فقال: {وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [(33) سورة الأحزاب]: بالقرار في البيت، بالحشمة، بحفظ حدود الله -عز وجل- بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحفظ شرائع الإسلام، كل هذا داخل في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم علل تلك التوجيهات فقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [(33) سورة الأحزاب]: كل ذلك، كل هذه التوجيهات، حصرها بهذه العلة، والحصر بـ (إنما) يعد من أقوى صيغ الحصر، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ}: والرجس: هو كل قذر ودنس وأذى من القذر المعنوي والقذر الحسي، كل دنس أراد الله -عز وجل- أن ينزه بيت نبيه -صلى الله عليه وسلم- عنه، كل ما يدنس الفضيلة، كل ما يدنس الشرف، كل ما يدنس الدين، كل ما يدنس الأخلاق أراد الله أن يذهبه عن أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أرفع البيوت.
فمن أراد أن يعرف الحصانة التي يمكن أن تحصن بها المجتمعات الإسلامية، من أراد أن يعرف السياج الحقيقي المتين الذي يمكن أن تحفظ به المرأة المسلمة والأسرة المسلمة، فهو فيما ذكر الله -عز وجل وهو اللطيف الخبير- يكون بذلك، بقرار النساء في البيوت، واشتغالهن بطاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا احتاجت إلى خروج أو إلى محادثة للرجال، فإن ذلك يكون على قدر الحاجة، بأقصر عبارة، وبأحسن أداء مما لا يعيبها ولا يقدح في حيائها وحشمتها وعرضها وشرفها.
هذه زوج إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- ماذا قالت حينما بشرها الملائكة بالولد؟ عبرت بلفظتين اثنتين قالت: {عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [(29) سورة الذاريات]: ذكرت علتين الواحدة منهن تكفي لمنع الإنجاب، الأولى الكبر حيث ينقطع رجاء المرأة من الإنجاب، والثانية العقم، {قَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}، فما تكلمت بكلام طويل كثير، وهكذا أدب المرأة المسلمة، تختصر في الكلام، لا تطيل إذا استفتت في الهاتف، لا تطيل إذا تكلمت مع البائع، لا تطيل إذا احتاجت إلى أن ترد على الهاتف، وإنما تتكلم بالكلام الوجيز المختصر الذي تختار فيه العبارة اللائقة من غير خضوع بالقول.
{لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [(33) سورة الأحزاب]: فإذا حققت المرأة المسلمة هذا المعنى ذهب عنها الرجس والدنس مما يقذر الفضيلة وما يقذر الشرف والطهر، كل ذلك يذهب عنها إذا تخلقت بأخلاق القرآن، وتحلت بهذه الآداب التي أدبها الله -تبارك وتعالى- بها.
هذا أمر مقرر في كتاب الله -عز وجل- لا مرية فيه، فليس من بنات أفكار البشر، وليس من اجتهاداتهم، ولا قول لأحد مع الله -عز وجل- {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [(51) سورة النور]، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [(36) سورة الأحزاب]. فلا تثبت قدم الإسلام إلا على قاعدة التسليم لأحكام الله عز وجل. من تأمل النصوص في كتاب الله -عز وجل- وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإنه يخرج بنتيجة لا شك فيها أن من مقاصد الشارع في تربية المرأة المسلمة أن تبتعد عن مواطن الرجال أعظم ابتعاد؛ لأنه كلما
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت المرأة أبعد عن مواطن الرجال فهو خير لها.
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 04:40]ـ
ما هي أشرف البقاع وما هي أحب البقاع إلى الله -عز وجل- وما هي أبغض البقاع إلى الله التي يغرز الشيطان فيها رايته؟
أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق [2]، وهي التي يغرز الشيطان فيها رايته، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم [3]، ولذلك فإن الشارع قصد إبعاد المرأة المسلمة عن مواطن الرجال حتى ولو كانت تلك الأماكن مساجد الله، فضلاً عن أن تكون أسواقاً يجتمع فيها الناس لأمورهم الدنيوية، ومن النصوص الدالة على ذلك ما أخرج الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان بإسناد حسن من حديث أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي -رضي الله عنها- أنها جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: "يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك"، امرأة أبي حميد في زمن الصحابة كيف تتخيل -يا عبد الله- أن تخرج هذه المرأة وغيرها من نساء الصحابة للصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوي؟ ما ذلك اللباس الذي تلبسه؟ ما مقدار الحشمة التي تتحلى بها مثل تلك الصحابية -رضي الله تعالى عنها؟
قالت: "إني أحب الصلاة معك"، تريد أن تخرج لأحب البقاع إلى الله -عز وجل- فماذا كان الجواب؟ قال: ((قد علمت أنك تحبين الصلاة معي))، إنها ما خرجت لتتلذذ بصوت الإمام الجميل، وما خرجت لتتعرض للرجال، وما خرجت للفرجة لترى الزحام، وما خرجت لتخرج مما تسميه كثير من النساء اليوم كبتاً في البيت.
قال: ((قد علمت أنك تحبين الصلاة معي)) لكن قال لها -صلى الله عليه وسلم-: ((وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي)) [4].
صلاتها في البيت أفضل من الصلاة في مسجد الحي، وصلاتها في مسجد الحي أفضل من صلاتها في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو في المسجد الحرام خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الزمان، فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه، حتى لقيت الله عز وجل [5].
وأخرج أحمد والطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه والحاكم من حديث أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((خير مساجد النساء قعر بيوتهن)) [6].
وأخرج عنها الطبراني في الأوسط بإسناد حسن أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها خير من صلاتها خارج)) [7].
وعند أبي داود بإسناد صحيح من حديث ابن عمر مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن)) [8].
وعند الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((المرأة عورة)) [9]: المرأة عورة ولو خرجت متحجبة، فأين الذين يقولون: ما المانع أن تخرج الداعيات عبر القنوات الفضائية لتقدم بعض البرامج الدعوية؟ أين الذين يقولون: ما المانع أن نوجد قناة للمرأة تخرج فيها المرأة الداعية وتوصل صوتها ليسمعها العالم، بدلاً من أن يتكلم أولئك المضلات الفاتنات المفتونات؟!
نقول: المرأة عورة، وينبغي أن نفقه هنا معنى كلمة عورة، العورة كل شيء يحتاط له، ويحترز له، ويتخوف من ناحيته.
فالعورة تطلق بإطلاقات متعددة يجمعها هذا المعنى، فالمرأة يتخوف عليها ويحتاط لها، والشارع قصد الاحتراز للمرأة وحفظها وصيانتها، فكيف يقال: تخرج في القنوات الفضائية بحجة أن صوت المرأة ليس بعورة؟
نقول: ماذا تقصد بقولك أن صوت المرأة ليس بعورة؟ هل تقصد أنه يحرم أن يسمعها الرجل، لا يحرم أن يسمعها الرجل بدليل هذه الآيات: {وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [(32) سورة الأحزاب]، لكن إذا قيل: صوت المرأة عورة بمعنى أنه يحتاط له، فهذا صحيح، فكيف يطالب أن تلقي محاضرات يسمعها الرجال؟ والرجل إذا سمع صوت المرأة تحركت نفسه؛ لأنها -ولا بد- محلٌ ركبها الله -عز وجل- تركيباً يميل الرجل إليه ميلاً طبيعياً، والعكس صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) [10]: ما معنى استشرفها الشيطان؟: هل المعنى أنه هم بها، وأغرى بها؟ أم أنه حرك النفوس المريضة لأولئك الذين تمتد أنظارهم إلى النساء الذين إذا رأوا امرأة أو سواداً من بعيد التفتوا يغريهم الشيطان، فينظرون إليها ولو كانت محجبة، لذلك ليس للمرأة أفضل من دارها حيث لا ينظر إليها الرجال ولا تمتد إليها نفوسهم.
يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها)) [11].
وفي حديث ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ما صلت امرأة صلاة أحب إلى الله من أشد بيتها ظلمة)) [12]، فكيف بخروجها تبيع في الأسواق؟
الصلاة في أكثر مكان في بيتها ظلمة، كيف تكون بائعة؟ كيف تشتغل في الشركة؟ كيف تشتغل في المستشفى؟ كيف تكون مقدمة برامج؟.
وقال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أيضاً: "النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضاً، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد، وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها" [13] وإسناده حسن عند الطبراني.
وثبت عنه مرفوعاً كما عند أبي داود وابن خزيمة: ((صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها)) [14]. صلاتها في مَخدعها ويقال: مُخدَعها، ما المراد به؟
البيوت قديماً كانت غرفة المرأة فيها غرفة صغيرة يوضع فيها نفيس المتاع، فهذا هو مخدعها، بمعنى أنها تصلي في غرفة بداخل غرفتها، فهذا أفضل من صلاتها في بيتها، والمراد بـ (بيتها) في هذا الحديث -والله أعلم- أي في غرفتها -ما نسميه اليوم غرفة المرأة- فصلاتها في ذلك المكان في داخل الغرفة أفضل من صلاتها في الغرفة التي في بيتها.
((وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها)): والمراد بالحجرة في الحديث -والله تعالى أعلم- ما نسميه اليوم بالصالة، وهو المكان الذي تطل عليه الأبواب أي أبواب الغرف.
فالمقصود أن المراتب بهذا الشكل، صلاتها في تلك الغرفة التي داخل غرفتها، أفضل من صلاتها في غرفتها -التي هي بيتها هنا- وصلاتها في غرفتها -أي في بيتها- أفضل من صلاتها في حجرتها –أي في الصالة- ((وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في دارها)): والمقصود بدارها يعني في البيت والذي نسميه الآن المنزل فنائه وبنائه، كل ذلك يقال له: دار، فانظر هذا التقسيم داخل المنزل، كم هي مراتبه؟
مخدعها وبيتها وحجرتها ودراها، أربع مراتب في المنزل، ثم يلي ذلك مسجد الحي، ثم يلي ذلك جامع الحي، ثم يلي ذلك الصلاة في المسجد الحرام أو مع النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا في عبادة، فكيف إذا كان الخروج للأسواق أو للمنتزهات التي فيها الاختلاط والسفور وألوان الردى تتبعها أنظار من لا يخافون الله -عز وجل- ولا يتقونه يتمتعون بالنظر إليها، وهذا الذي قصده الشارع في تربية المرأة المسلمة.
وقد رأى ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- النساء في المسجد الجامع، فكان يخرجهن من المسجد يوم الجمعة، ويقول: "اخرجن إلى بيوتكن خير لكن" [15] وعلى كل حال فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن منع النساء من شهود الصلاة في المساجد.
وفي زماننا قد تحتاج المرأة المسلمة فيه إلى حضور مجالس الخير والذكر والعلم، وألوان من الأنشطة الموثوقة الطيبة، ولا بأس إذا كانت المرأة فقيرة أو محتاجة أن تعمل، وإلا فالأصل أن تعطى من بيت مال المسلمين ما يكفيها، وخاصة إذا كانت أرملة فقيرة فينبغي أن تكفى فلا تحتاج إلى الخروج؛ لكن ما هي نسبة هؤلاء بالنسبة إلى عموم النساء؟
لا شك أنهن قلة، لذلك لا داعي لأن تخرج الغنية والفقيرة من النساء للبحث عن الأعمال بطريقة مسعورة، حتى صارت النظرة إلى المرأة التي لا تعمل نظرة انتقاص؛ وهذا انتكاس في المفاهيم والعياذ بالله.
إن المرأة التي تحتاج إلى العمل لا مانع أن تعمل بحشمة فيما يلائمها، فتكتسب إن لم يوجد من يعولها؛ لكن للأسف الشديد من الذي أصبح يتنافس على الوظائف من النساء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الأغنياء منهن ذلك أنك تجد المرأة غنية، وأهلها أغنياء، وتجد أنها تذهب إلى عملها ربما مئات الأميال أحياناً عن بيتها مع سائق، ولربما في أماكن داخل الصحراء تتعرض للأخطار والحوادث وهي غنية، بل لربما كان أهلها من الأثرياء، ومع ذلك فهي تحتج أنها درست سبع عشرة سنة، ثم تبقى في بيتها، وهذا لا يليق ولا يصح من وجهة نظرها!
لا بأس إن كان لديها فضل وقت فتذهب مع الأخوات الصالحات في أنشطة تبني ولا تهدم، فهكذا علمنا القرآن، وهكذا أدبنا القرآن، ونحن يجب علينا أن نستجيب لأمر الله عز وجل؛ لأن هذا هو مقتضى الإيمان. والنبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا قال لأزواجه في حجته -حجة الوداع- قال: ((هذه ثم ظهور الحصر)) [16]: ما معنى هذه ثم ظهور الحصر؟ المعنى أي والزمن الحصير ملازمة، بمعنى أنها لا تخرج لا لحج ولا لعمرة، ولا لغيره.
وقد قيل لسودة -رضي الله عنها- لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت: "قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي، فو الله لا أخرج من بيتي حتى أموت"، يقول الراوي: "فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها": هؤلاء أمهات المؤمنين المستجيبات لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ليس على النساء غضاضة في أن تكون مكفية، بل هذا هو منتهى الإكرام للمرأة، والعرب في أشعارهم يمدحون المرأة التي يسمونها نؤوم الضحى؛ لأنها امرأة مترفة في نظرهم، ويوصفون المرأة بأنها لم ترها الشمس، ويضربون المثل للحياء الشديد بالعذراء في خدرها، ما رآها رجل، وما رأت رجلاً، وما كلمت رجلاً أجنبياً، تكون درة مصونة محفوظة لا يتمتع بالنظر إليها كل آسر وكاسر.
إن العاقل من وعظ بغيره، انظروا إلى العالم من حولكم، الذين يكتبون في الصحف ويطالبون ويقولون: إن قيادة المرأة للسيارة يغنيها عن مآسٍ كثيرة، فلا تحتاج إلى السائق، وهذا له تكاليف باهظة .. الخ، وهذا كذب؛ ففي البلاد التي من حولنا صار النساء يقدن السيارات أليس كذلك؟ هل استغنوا عن السائقين؟
أبداً، وإنما كانت النتائج عكسية، حينما يقولون: إن خروج المرأة ينعش الاقتصاد، إذا خرجت للعمل، والحقيقة أن الإحصاءات العالمية التي أخرجتها الأمم المتحدة أثبتوا أن المجتمعات التي تعمل فيها النساء أجيرات يكلف اقتصاد تلك البلاد ما يقارب ثلاثين بالمائة يكون عبئاً على الاقتصاد.
الذين يقولون: إن التقدم لا يمكن إلا بخروج المرأة تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل، وخرجت تلك النساء، هل صاروا في مصاف الدول المتقدمة؟ هل صاروا من الأمم المتحضرة؟ أبداً.
النساء التي خرجن وزاحمن الرجال في كل مكان، هل حصلن الرفعة والشرف والمكانة، أم أن الواحدة منهن تقول: ارجعوني إلى أنوثتي، ارجعوني إلى بيتي، أريد أن أكون ملكة كملكات الشرق -تعني المرأة المسلمة- أليس كذلك؟
ألم تصبح المرأة في مجتمعاتهم سلعة يعبث بها الرجال، وتشعر أنها مهددة في كل لحظة ولا تشعر بالأمان، وتبحث عن رجل يأخذ عفتها وشرفها ويستمتع بها، ثم يلفظها ثم يكون ملجؤها إذا ذهب جمالها وشبابها إلى دور العجزة، أليس هذا هو واقع النساء هناك؟
المرأة عندنا يقوم على شؤونها أبوها وأخوها ووليها ومحرمها، وينفق عليها وجوباً ويحفظها، ويوفر لها ما تحتاج إليه بكل احترام وتقدير؛ فهي أمنا أو أختنا أو زوجتنا أو قريبتنا، هكذا تمثل المرأة، فنحن نحترمها غاية الاحترام؛ لأنها تمثل لنا هذه الوشيجة، وهذا أمر ينبغي أن نفهمه جيداً؛ لئلا نخدع، لئلا تستزل قدم بعد ثبوتها، ثم نندم، ولا ينفع الندم عندئذ.
ثم يقول الله -عز وجل-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}: هذا ما تشتغل به المرأة المسلمة في بيتها، إقام الصلاة إيتاء الزكاة، طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى}: اذكرن بقلوبكن، واذكرن بألسنتكن بالتلاوة، واذكرن –أيضاً- بالحال والفعل والعمل بالقيام بوظائف العبودية، فكل هذا من الذكر.
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}: ولم يقل: ما يتلوه جبريل -صلى الله عليه وسلم- أو ما تتلوه الواحدة منكن، أو ما يتلوه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ليعم ذلك جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَا يُتْلَىَ}: وما قال: ما ينزل؛ لأن بعض القرآن نزل في غير بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-. {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}: من القرآن والسنة فتشتغل بذلك تعلماً وتفهماً وتدبراً وتلاوة وحفظاً وعملاً.
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}: اللطيف: هو الذي يعلم دقائق الأشياء، فيعلم خلجات النفوس، وما تنطوي عليه القلوب، ويعلم المرأة التي تخضع لأمر الله وتستجيب، والمرأة التي تتمرد وتقول: لماذا تكون المرأة محكومة بهذه الأحكام؟ ويعلم ما تفعله المرأة وهي داخل دارها -في بيتها- من حلال وحرام.
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}: والمعنى الآخر للطيف من اللطف، أي أن هذه الأحكام من لطف الله -عز وجل- ورأفته ورحمته بالمرأة المسلمة؛ لئلا يلحقها العنت، لئلا تشقى.
والخبير: هو الذي يعلم بواطن الأشياء، فالله -عز وجل- يعلم دقائق الأشياء، ويعلم بواطنها ولا يخفى عليه شيء، فلا يجوز لأحد أن يستدرك على الله -عز وجل- ويقول: إن هذه الأحكام لا تصلح لهذا القرن في هذا الزمان، أو الزمان قد تغير، أو المرأة ينبغي أن تقتحم جميع المجالات، وتثبت جدارتها ووجودها، والحقيقة والصواب أن تثبت المرأة جدارتها ووجودها بتربية الأجيال.
ثم قال –جل وعلا-: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} [(35) سورة الأحزاب]: بدأ بالتدرج من الأدنى إلى الأعلى، الإسلام هو إسلام الظاهر، تلتزم المرأة بالحجاب، تلتزم بالحشمة، تلتزم بشرائع الدين الظاهرة.
{وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}: فيكون ذلك مع خضوع الباطن، وانقياد القلب وتسليمه وإقراره واعتقاده، تكون مقتنعة منقادة بقلبها، لا لأن أباها أو أن زوجها يفرض عليها هذه الأمور، فلا تستطيع أن تتهتك وتلبس عباءة مخصرة، أو تتعرى بصورة من الصور، بل عن قناعة وإيمان تعتز بهذه الأمور.
{وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} القنوت بجميع استعمالاته ومعانيه -كما قرر الشيخ تقي الدين ابن تيمية في رسالة مستقلة في معنى القنوت- أن القنوت هو دوام الطاعة، فلا تلتزم بالقفازات والحجاب وأحكام الإسلام أسابيع ثم ترجع عن ذلك، يكون ذلك طفرة، ثم بعد ذلك يحصل لها الضعف والتراجع والانتكاس، بل القنوت هو دوام الطاعة حتى تلقى الله -عز وجل-، أن تبقى بالحشمة والحجاب والعمل الصالح والإيمان والكف عما لا يليق مما حرمه الله -عز وجل- وتدوم على ذلك حتى تلقى ربها.
{وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}: الصدق في الاعتقاد، الصدق صدق الباطن بأن يكون الإنسان على حال مرضية في باطنه، يعتقد الحق ويؤمن به وينقاد له، ويكون الصدق أيضاً بالقول فيتكلم بالحق وينطق به ولا يتكلم بالباطل ويلبس على الناس، أو يعترض على أحكام الله -عز وجل- بل تلتزم الصدق.
{وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}: ويكون الصدق أيضاً بالعمل والظاهر، فلا تظهر عملاً باطنها يخالفه، ويكون الصدق بالحال فلا تكون في حال غير متوافقة مع مكنونات نفسها.
{وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}: صدق الحال، وصدق المقال، وصدق العمل، وصدق الظاهر، وصدق الباطن، كل هذا من الصدق.
{وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ}: هذه الأمور تحتاج إلى صبر، تحتاج إلى صبر في سماعها؛ لأن النفوس قد مزجت فيها الأهواء وركبت معها تركيباً يمازجها.
والشريعة كما قال الشاطبي -رحمه الله-: "قد وضعت على خلاف وزان داعية الهوى"، فالهوى يجلبك من جهة، والشريعة تريد أن ترفعك من الهوى، فسماع الحق أحياناً يتأذى منه الإنسان، المرأة التي عندها هوى حينما تسمع هذه القضايا والأحكام تتأذى وتتألم كأنها سهام توجه إليها.
إن الإنسان يحتاج إلى صبر لتفهم هذه الأمور، ويحتاج إلى صبر في العمل والتطبيق؛ لأنه يعاب وينتقد وينتقص ويذم ويجد من يحرضه إلى الباطل والمنكر، والنفس تدعوه إلى الإخلاد إلى الشهوات والراحة والدعة، فيحتاج إلى صبر على طاعة الله -عز وجل- ويحتاج إلى صبر عن معصيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ}: والخشوع يكون بالتذلل والخضوع والاستكانة لله رب العالمين، كل هذا بالتدرج، والإنسان لا يصل إلى مرتبة الخشوع إلا إذا ارتاض باطنه بالإيمان، وأصبح مطوعاً لنفسه بألوان المجاهدات، كما قال بعض السلف: "كابدت الصلاة عشرين سنة، وتلذذت بها عشرين سنة"، وآخر يقول: "كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي"، فالقضية تحتاج إلى مزيد من بذل الجهد، فكلما تزداد مجاهدة كلما تتمكن من النفس، فإذا استقامت النفس وخضعت حصل الخشوع، فإذا رأيته ذكرت الله -عز وجل- وإذا وقعت عينك عليه أحببته، وهذه مراتب عالية في الإيمان.
ثم بعد ذلك يبرهن على إيمانه، {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ}: كلمة صدق تدل على قوة وثبوت في الشيء، الصداق -صداق المرأة- لماذا قيل له صداق؟ لأنه حق ثابت لها، الصدقة لماذا قيل لها: صدقة؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((والصدقة برهان)) [17]: أي تبرهن على صدق دعوى الإيمان، كما أن بذل النفس في سبيل الله -عز وجل- يقال له: شهادة، المال حبيب إلى النفوس، وإخراجه يحتاج إلى مجاهدة:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتالُ
{وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ}: والصوم والصبر متلازمان، وهو عبادة لا يطلع عليها أحد، فلا يدخلها الرياء، إلا إذا تصنع أمراً ظاهراً صحبه، ولذلك كان من شرف الصوم أنه لا يدخله الريا، وهكذا الأعمال القلبية أيضاً، لا يدخلها الريا؛ لأن الريا متعلق بالنظر والرؤية، لكن يدخله السمعة، يتحدث أنه صام.
والله يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [(10) سورة الزمر]: والله يعطي الصائم أجره غير منقوص كما في الحديث القدسي: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)) [18].
{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ}: انظر إلى هذا الترتيب كيف ذكر الصوم والصبر والخشوع، ثم ذكر حفظ الفرج، من كان بهذه المثابة فهل يقارف ما لا يليق؟ أبداً.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) [19]: فالصوم والمقصود إكثاره وإدمانه -كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله- يورث كسر الشهوة، وهو كسر مؤقت، يورث كسر الشهوة إذا داوم الإنسان عليه وأكثر منه، وأدمن على الصيام، لا من يصوم يوم ويفطر أسبوع، هذا قد لا يؤثر فيه كسر هذه الشهوة.
{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}: يحفظ فرجه عن مقارفة ما لا يليق، كما قال الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [(5 - 7) سورة المؤمنون]: كل مقارفة ببذل الشهوة في غير الزوجة وملك اليمين فهي محرمة، سواء كانت بالزنا أو ما دونه بنص كتاب الله -عز وجل-.
وحفظ الفرج يشمل حفظ العورات، فلا تبدى أمام الناظرين، كما قال الله -عز وجل- في سورة النور: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [(30) سورة النور]: والذي عليه عامة المفسرين، وهو قول كبير المفسرين -ابن جرير الطبري -رحمه الله- والآية تشمل المعنيين والله أعلم- أن قوله في سورة النور: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}: أي عن إبدائها للأنظار، يغضوا من أبصارهم فلا ينظرون إلى عورات الآخرين، ويحفظوا فروجهم فلا يبدونها للناظرين، ويشمل حفظها أيضاً عما لا يليق من مقارفة ما لا يحل. {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}: حفظها بسترها وحفظها عن المقارفة المحرمة.
{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}: لا توجد عبادة في كتاب الله -عز وجل- قرنت بالكثرة كالذكر، {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [(41 - 42) سورة الأحزاب] {فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [(103) سورة النساء]، لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن الذكر خفيف على اللسان، لا يحتاج إلى هيئة معينة أن تذكر وأنت قائم أو مستقبل القبلة أو قاعد، وأنت قائم وأنت على جنب بل في كل الأحوال، ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحواله -صلى الله عليه وسلم-[20].
فذكر الله لا يتطلب مشقة، وله أجر عظيم عند الله -عز وجل- ولهذا إذا أمر الله به غالباً يقرنه بالكثرة، فهنا قال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا}: ووصف المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، وذكر الله الكثير يشمل ذكره باللسان، وذكره بالقلب بطرح الغفلة، فلا يكون غافلاً مضيعاً مفرطاً، ويشمل ذكره أيضاً بالعمل، وهو من أجلِّ الذكر بالقيام والقعود في طاعة الله -عز وجل- والمشي إلى المساجد وما إلى ذلك، ويشمل ذكره بالحال، كل هذا من ذكره تبارك وتعالى.
{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ}: هذه اللفظة {أَعَدَّ} تدل على عناية بالمعَدّ، أعد الله لهم ماذا؟
{مغفرة}: ونكَّرها هنا، تعظيماً لها، فإن التنكير يأتي في كثير من الأحيان للتعظيم، {مغفرة}: أي عظيمة، وإذا قلت: رب اغفر لي فا المراد؟
هذا يشمل شيئين اثنين الأول: الستر، والثاني: الوقاية، ومنه المغفر الذي يضعه المقاتل من الحديد فوق رأسه كالقبعة؛ لأنه يقيه ضرب الحديد ويستر رأسه، أي يغطيه، فأنت إذا قلت: يا رب اغفر لي، اللهم اغفر لي، فأنت تسأل شيئين اثنين: الأول: أن تستر فلا تفتضح، أي يسترك الله في الدنيا والآخرة، والأمر الثاني: وهو أن يقيك الله -عز وجل- التبعة -تبعة الذنب والمعصية- فلا تؤاخذ بها، فالستر والوقاية، أن توقى شؤم الذنوب وتبعات المعاصي والمخالفات.
والأجر العظيم كما أخبر الله -عز وجل- أنه يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد دل على ذلك نصوص كثيرة من كتاب الله عز وجل.
والكلام في هذه الآيات كلام يطول به المجلس، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وكان المقصود هو المذاكرة والعيش مع كتاب الله -عز وجل- في هذا الوقت الذي نحتاج فيه إلى مثل هذه الذكرى، فأسأل الله -عز وجل- أن يغفر لي ولكم أجمعين ...
_____________________
1 - رواه ابن حبان في صحيحه برفم (5601) (12/ 415) والبيهقي في شعب الإيمان برقم (7823) (6/ 174) وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (5425).
2 - ثبت ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلفظ: ((أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)) انظر صحيح مسلم رقم (671) باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد (1/ 463).
3 - صحيح مسلم (2451) باب من فضائل أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها (4/ 1906)
4 - أخرجه أحمد (27135) (6/ 371) وابن خزيمة (1689) (3/ 95) ابن حبان (2217) (5/ 595) وقال الألباني: "حسن لغيره" انظر صحيح الترغيب والترهيب (340) (1/ 82).
5 - المصدر السابق نفسه
6 - أخرجه أحمد (26584) (6/ 297) وابن خزيمة (1683) (3/ 92) والحاكم (756) (1/ 327) والطبراني في الكبير (709) (23/ 313) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: (3327).
7 - أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (9101) (9/ 48) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (342) إلا أنه قال في آخره: (وصلاتها في دراها خير من صلاتها في مسجد قومها).
8 - أخرجه أبو داود في باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد (567) (1/ 210) وصححه الألباني في تحقيق سنن أبي داود (530).
9 - أخرجه الترمذي (1173) باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات (3/ 473) والطبراني في الأوسط (8096) (8/ 101) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6690).
10 - المصدر السابق نفسه.
11 - أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط بهذا اللفظ (8096) (8/ 101) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (2688).
12 - أخرجه البيهقي في الكبرى (5145) (3/ 131) وذكره الألباني في ضعيف الجامع برقم (11872).
13 - أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8914) (9/ 185) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (ج 1 / ص 84) صحيح موقوف.
14 - أخرجه أبو داود (570) باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد - باب التشديد في ذلك (1/ 211) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3833).
15 - أخرجه الطبراني في الكبير برقم (9475) (9/ 294) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (349) (1/ 84): صحيح لغيره موقوف".
16 - أخرجه أبو داود (1722) في كتاب المناسك باب فرض الحج (1/ 538) وأحمد (9764) (2/ 446) وابن حبان (3706) (9/ 20) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم: (7008).
17 - أخرجه مسلم (223) في كتاب الطهارة باب فضل الوضوء (1/ 203)
18 - أخرجه البخاري (1805) في كتاب الصوم باب: هل يقول إني صائم إذا شتم (2/ 673) ومسلم (1151) في كتاب الصيام باب فضل الصيام (2/ 806).
19 - أخرجه البخاري (4779) في كتاب النكاح باب باب من لم يستطغ الباءة فليصم (4/ 1929) ومسلم (1400) في كتاب النكاح باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنه واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم (2/ 1016).
20 - رواه البخاري معلقاً في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- كتاب الأذان -باب هل يتبع المؤذن فاه ههنا وههنا وهل يلتفت في الأذان (1/ 227).
هذه المادة لم تراجع من قبل الشيخ(/)
قال بعض العلماء القرآن كله في التوحيد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 09:28]ـ
القرآن كله في التوحيد
،قال الامام ابن القيم رحمه الله:"فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته و أفعاله وأقواله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه فهو حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن إكرام أهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال و ما يحل بهم في العقبى من العذاب فهم جزاء من خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه"
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 10:36]ـ
رحم الله ابن القيم، وصدق والله .. ما أبدعه من كلام!
ولو أننا قلنا مثل ذلك بالضبط في السنة أيضا ما كذبنا ..
فهما لا ينفصلان، الكتاب والسنة، وهما الاسلام، والاسلام هو التوحيد، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين ..
شكر الله لك النقل المبارك.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:41]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 05:46]ـ
الاخوة أبو الفداء والحُميدي
شكرا لكما و. بارك الله فيكما ...
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 04:15]ـ
القرآن كله في التوحيد
،قال الامام ابن القيم رحمه الله:"فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته و أفعاله وأقواله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته وأمره ونهيه فهو حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن إكرام أهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال و ما يحل بهم في العقبى من العذاب فهم جزاء من خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه"
بارك الله فيك لقد أتحفتنا بهذا النقل القيم وحبذا إن كانت هناك أقوال علماء آخرين أن تنقلها لنا ولك الأجر والمثوبة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 02:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... واليك هذه الفائدة
قال ابن القيم في كتابه: مدارج السالكين. فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لرسوله معاذ بن جبل رضي الله عنه: - وقد بعثه إلى اليمن - إنك تأتي قوما أهل كتاب. فليكن أول ما تدعوهم إليه: عبادة الله وحده. فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله. وأن محمدا رسول الله. فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة - وذكر الحديث وقال صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. ولهذا كان الصحيح: أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله. لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك - كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم. فالتوحيد: أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله: دخل الجنة. فهو أول واجب، وآخر واجب، فالتوحيد: أول الأمر وآخره.انتهى
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 06:18]ـ
جزاكم الله خيرا جميعاً.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 02:15]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 01:41]ـ
يرفع للفائدة(/)
حول قول الشافعي"لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 12:38]ـ
أحسن الله إليكم
قول الشافعي خرجه البيهقي في مناقبه تحت باب ما يدل على معرفته بصحيح الحديث
الإشكال: ما مدى صحة هذا القول من أبي عبد الله الشافعي عليه رضوان الله وما تفسيره وعلى أي وجه يحمل؟؟
ابتداءً:
/// إذا جرينا على مذهب أئمة النقد والعلل المتقدمين _والشافعي منهم_ كالقطان وأحمد وغيرهما
فجزأنا حال الراوي المتكلم فيه فقبلنا روايته في التفسير ولم نقبلها في غيره كالأحكام ونحوها
كليث بن أبي سليم وغيره ممن سيأتي
/// وقبلنا أيضا باقي الصحف التفسيرية عن ابن عباس
فقبلنا رواية ليث وابن أبي نَجِيح والحكم وابن جريج وابن عيينة وغيرهم ممن أحذ كتاب القاسم بن أبي بَزَّة عن مجاهد
وصحيفة علي بن أبي طلحة عنه
وصحيفة ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن ابن جبير عنه
ورواية عطاء بن السائب عن مجاهد وسعيد عنه
وكتاب العوفي عنه
وقد نصص الأئمة على صحة هذه الصحف والرواة لها وإن كان فيها انقطاع وبسط كلامهم مع الاستدلال عليه له موضع آخر
وعلمنا أن صحيفة ابن أبي طلحة وحدها دون باقي الصحف أكثر من هذا العدد المذكور في كلام الشافعي رحمه الله
/// وقبلنا بعض الروايات كرواية ابن جريج عن ابن أبي رباح عنه في البقرة وآل عمران دون غيرها
وما يروى عن عكرمة عنه في التفسير من طريق ابن سيرين وابن جريج وغيرهما
وقد نُصص على صحتها
/// وأخذنا بالاعتبار ما ذكره الشيخ عبد العزيز الطريفي عن تفسير مجاهد حيث قال: أَنَّ مجاهد بن جبر، وإن كان مختصًا بعبد الله بن عباس وعرض عليه التفسير مراراً، إلا أن كثيراً من تفسيره لا ينقله عن ابن عباس، بل هو أقل أصحابه روايةً عنه، يفسر القرآن ولا يعزوه؛ ومع وَفْرة تفسير ابن عباس، إلا أن ما يرويه عنه مجاهد لا يزيد عن المائتين، والعلة في ذلك - فيما يظهر - أن التفسيرَ علم تحصَّل لديه وفَهِمَه على وجهه، فكان من الاحتياط والورع ألا ينسُبَه بلفظه إليه، فربما غايَرَ في اللفظ، ولذلك حينما يعرض الإنسان شيئًا من الألفاظ والمعاني على عالمٍ أكثر من مرةٍ، ويُكثر الأخذ عن عالم من العلماء يخلط قوله بعضه ببعض، وإن كانت المعاني حقيقةً على وجهها، لكن في نسبة اللفظ شيءٌ.
وقال أيضا: وقد رُوي عن مجاهد بن جبر في التفسير ما يقرب من ستة آلاف مروية، إلا أنه ما روى عن ابن عباس إلا نحو مائتي رواية، وهذا قليلٌ جدًا، وذلك لكثرة عرضه عليه؛ فربما في العَرْضة الأولى غاير في اللفظ واتفق في المعنى، وفي العرضة الثانية غاير في اللفظ واتفق في المعنى؛ فلم ينسُب القول إليه لتَحَقُّق اللفظ والمعنى في نفسه أكثر من تحقُّق اللفظ والمعنى عند عبد الله بن عباس؛ فنسب إليه ما تيقن منه ولم ينسب إليه ما لم يتيقن، وهذا من باب الاحتياط.
ثم إن ما أخذه عن ابن عباس أصله لغة العرب، وما أخذه عنه كثير، فنسبة كلِّ قول إلى ابن عباس، ثقيل على السامع والمتكلم.
/// إذا تقرر ما تقدم فما وجه قول الشافعي وتفسيره؟!
1_ هل يحمل على ما رفعه ابن عباس عن النبي (ص)؟
لكن يشكل عليه أن المرفوع لا يبلغ هذا العدد فكيف إذا كان عن ابن عباس وحده
ومعلوم هنا قول الإمام أحمد وغيره ثلاثة ليس لها أصل ... الخ أي ليس لها إسناد معتمد إذا حملنا كلام الإمام أحمد على المرفوع
2_ أم يحمل على مخالفة الشافعي لباقي الأئمة فيقال: الشافعي يضعف أغلب تلك الصحف والطرق والروايات؟؟
لكن هذا فيه بعد فالشافعي كان يرجع إلى أحمد وغيره من أهل الحديث في تعليل الروايات ونقدها
3_ أم يحمل على أن مراده من ذلك: ما صح سماعا دون ما صح كتابا وصحيفة وإن كان الثاني عنده مقبولا ويحتج به؟؟
4_ أم يحمل على تفسير آيات الأحكام والعقائد دون غيرها؟؟
5_ أم يحمل على أن عبارته مختصرة، اختصرها أحد الراوة فأخلّ بمعناها، فيمكن أن يكون أصل كلام الشافعي عن طريق معين عن ابن عباس في التفسير فعممه بعضهم؟؟
6_ أم يحمل على أن مراده: أنه لم يصح عنه إذا طبقنا قواعد أهل الحديث على أحاديث الأحكام دون غيرها لكن هذا ما لا أقول به؟؟
وفي كلٍ بعد
والظاهر من كلام العلماء عن طرق التفسير إلى ابن عباس وقبولها خلاف ما ذكره الشافعي
فهذا مسلك لمعرفة مدى صحة قول الشافعي
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسلك الثاني الاستقراء
فتحصر روايته ويحكم عليها وفق مناهج أئمة النقد المتقدمين ويقارن بين النتائج وبين قول الشافعي
وهو قريب وممكن ولعل بعضهم قام بهذا الاستقراء فمن كان عنده علم به فليتفضل بنقله هنا
هذا تقرير إشكالي حول هذه العبارة
فما هو حل هذا الإشكال؟؟
أدام الله فضلكم
ـ[أبو محمد بن سعيد]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 06:06]ـ
لإثراء الموضوع لينظر مافي هذا الرابط:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm
وانا انقله اليكم هنا للنظر فيه:
((
**تفسير ابن عباس**
فضله:
ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله r قال عنه: «اللهم عَلِّمهُ الحكمة»، وقال r: « اللهم علّمه الكتاب». وهناك حديث أخرجه أحمد أن رسول الله r قال لابن عباس: «اللهم فقّههُ في الدِّينِ، وعلِّمهُ التأويل». قلت: «إسناده فيه مقال». وقال ابن مسعود: «لو أدرَكَ ابن عباس أسناننا، ما عاشره منا رجُل». وكان يقول: «نِعمَ ترجمان القرآن ابن عباس». صحّحه ابن حجر في فتح الباري (7|100). وقال أبو هريرة لما مات زيد بن ثابت: «مات اليوم حِبرُ الأُمّة. ولعلَّ الله أن يجعل في ابن عباس منه خَلَفاً». صححه ابن حجر في تهذيب التهذيب (5|244). وقال عكرمة: «كان ابنُ عباسٍ أعلَمَ بالقرآن من علي، وكان عليٌّ أعلمَ بالمبهمات من ابن عباس»، أخرجه ابن سعد (2|367) بإسناد صحيح.
والملاحظ أن ابن مسعود كان ينحى كثيراً إلى التفسير بأسباب النزول وبالقراءات. أما ابن عباس فكان ينحى إلى التفسير بالسنة وباللغة العربية وبالشعر وبالاجتهاد. وكلا المنهجين قويٌّ معتمد. وقد اختلف اهتمام كل تلميذ لابن عباس في نقل التفسير. فاعتنى مجاهد بن جبر بالمفردات وغريب القرآن وأشعار العرب. واعتنى عِكْرِمَة مولى ابن عباس بأسباب النزول. واعتنى سعيد بن جبير بالأحكام والغيبيات وأكثر من الرواية في الإسرائيليات. واعتنى عطاء بالمسائل الفقهية.
الطرق التي روي عنها أكثر تفسيره:
1 - طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الأندلس)، عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب:
أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. قال الخليلي (ت 446هـ) في الإرشاد (1|394): «وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه (أي التفسير) من ابن عباس». أما زعم البعض أنه أخذه من ابن جبير أو من مجاهد أو عكرمة أو غيرهم (على اضطرابهم في هذا الأمر) فليس عليه دليل. لذلك قال الألباني في تعليقه على "التنكيل": «ولكن أين السند بذلك؟» (أي بتحديد الواسطة). ولم يُسمّ أحدٌ من العلماء المعاصرين لابن أبي طلحة هذه الواسطة. ومن سماه ممن تأخر عنه، إنما يخرص بظنه. إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ. عدا أن هذا التفسير قد يخالف تفسير مجاهد وابن جبير وعكرمة وغيرهم من تلاميذ ابن عباس. قال المعلمي في "التنكيل" –بعد أن قال بالانقطاع بينه وبين ابن عباس–: «ولا دليل على أنه لا يروي عنه بواسطة غيرهما. والثابت عنهما (مجاهد وسعيد بن جبير) في تفسير الصمد، خلاف هذا».
بل ثبت عن أحد أئمة الجرح والتعديل نفيه لأخذ ابن أبي طلحة التفسير عن أحد (من أصحاب ابن عباس الثقات). فقد أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (11\ 428) بسنده الصحيح أن صالح بن محمد (جزرة) قد سُئِل عن علي بن أبي طلحة: ممن سمع التفسير؟ قال: «من لا أحد». وقال عنه أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني (ت 428هـ) في كتابه "رجال مسلم": «تفسيره غير معتمَد»، أي بسبب الانقطاع. وابن منجويه قال عنه شيخ الإسلام إسماعيل الأنصاري: «أحفظ من رأيت من البشر». و هذه الصحيفة قد أعلها بالانقطاع عدد من المحققين مثل ابن تيمية وابن كثير وابن القيم، وعدد من المعاصرين مثل المعلمي وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزعم البعض أن الإمام أحمد قد صححها (مع أنه قد ضعف ابن أبي طلحة نفسه!). قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3|280 ط. الرسالة): حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن فهم عن أبيه (ضعيف) قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: «لولا أن رجلا رحل إلى مصر فانصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح، ما رأيت رحلته ذهبت باطلة». ورواه أيضا أبو جعفر النحاس في كتاب "الناسخ والمنسوخ" (ص75) قال: وقد حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال: سمعت علي بن الحسين يقول: سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم يقول: سمعت أحمد بن حنبل –رحمه الله– يقول: «بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح، لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به، ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا». وأجيب عن هذا بأنه لا يثبت عن الإمام أحمد. فالراوي مجهول، وأبوه ضعفه الدراقطني وهو الصواب فيه، وانظر المغني في الضعفاء وميزان الاعتدال ولسان الميزان. ولو ثبت مثل هذا عن الإمام أحمد، فليس فيه البتة إثبات سماع ابن أبي طلحة من أحد من تلامذة بن عباس.
ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». انظر تهذيب التهذيب (5|227).
هذا وقد شَغِبَ البعض علينا، فقال إن هذه صحيفة مكتوبة فلا يؤثر بها سوء حفظ عبد الله بن صالح إذا روى عنه إمام ثقة. أقول: كلامنا واضح أنه عن الدس في كتب عبد الله بن صالح، وليس عن سوء حفظه. وإذا كان الخط الذي يزوّره جار ابن صالح من الإتقان بحيث أن ابن صالح نفسه لا يستطيع تمييزه عن خطه، فمن الأجدر أن الرواة عن ابن صالح كذلك لا يميزونه.
ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو علي بن سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه، فوثقه بعضهم وضعفه بعضهم الآخر. قال عنه أحمد بن حنبل: «له أشياء منكرات». ونقل ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص75) عن أحمد أنه قال: «علي بن أبي طلحة ضعيف». وقال عنه يعقوب بن سفيان: «هو ضعيف الحديث، منكَر، ليس بمحمود المذهب». وفيه تشيّع، وكان يرى السيف على المسلمين.
رابعاً: معاوية بن صالح الحضرمي، فيه خلاف طويل كذلك. قال يعقوب بن شيبة: «قد حمل الناس عنه، و منهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت و لا بالضعيف، و منهم من يضعفه». قلت: من وثقه أكثر، لكن انتقدوا عليه إفرادات. والخلاف فيه تجده في ترجمته في التهذيب. وممن ضعفه –وليس قوله في التهذيب– ابن حزم في المحلّى (5|70). ولخّص ابن حجر حاله في التقريب بقوله: «صدوقٌ له أوهام».
ولذلك تجد في هذه الصحيفة بعض المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس. وإجمالاً فهي تفسير قيّم جميل، ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس لكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس. وقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام في "نقض التأسيس" (3|41): «وهذا إنما هو مأخوذ من تفسير الوالبي علي بن أبي طلحة الذي رواه عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ... ». إلى أن قال: «وأما ثبوت ألفاظه عن ابن عباس، ففيها نظر. لأن الوالبي لم يسمعه من ابن عباس ولم يدركه، بل هو منقطع. وإنما أخذ عن أصحابه. كما أن السّدّي أيضا يذكر تفسيره عن ابن مسعود وعن ابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي r وليست تلك ألفاظهم بعينها. بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسِّيَر. وهو مما يُستشهدُ به ويُعتبَرُ به، وبضم بعضه إلى بعض يصير حجة. وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات».
وقد روي من هذا الطريق العديد من الآثار المنكرة عن ابن عباس. مثل القول بأن الحروف المقطعة في القرآن هي من أسماء الله عز وجل، وتأويل قوله تعالى يوم يكشف عن ساق، والقول بموت عيسى -عليه السلام-، والقول بعدم إبداء المرأة شعرها لأحد ولا حتى لمحارمها إلا لزوجها، والقول بالإشهاد عند الطلاق، وغير ذلك الكثير. ويروى أيضاً من هذا الطريق عن ابن عباس ما يخالف الثابت عنه من طرق أخرى صحيحة، مثل تفسير قوله تعالى {إلا اللمم}، وغير ذلك أيضاً. ويروى أيضاً من هذا الطريق ما يخالف الثابت عن مجاهد وسعيد بن جبير (وهذا يرد على من زعم أنهما الواسطة).
قال الشيخ الطريفي في كتابه "التحجيل": «وقد نظرت في حديثه، فرأيت له ما يُنْكَر، وما يتفرد بمعناه عن سائر أصحاب ابن عباس، منها ما أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (81) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2|201) من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ ... } [النور: 35] يقول: "الله سبحانه وتعالى هادي أهل السماوات والأرض، {مَثَلُ نُورِهِ} مثل هداه في قلب المؤمن، كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار، فإذا مسته ازداد ضوءاً على ضوءٍ". وهذا خبر منكر. ومنها ما أخرجه الطبري في مواضع من "تفسيره": (8|115) (19|58، 131) (22|48) (23|117) (26|147) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (94) بهذا الإسناد مرفوعاً في قوله تعالى: {المص} {كهيعص} {طه} {يس} {ص} {طس} {حم} {ق} {ن} ونحو ذلك قال: "قَسَمٌ أقسمه الله تعالى، وهو من أسماء الله عزّ وجلّ". وهذا خبر منكر بمرة. ويُروي هذا الطريق من حديث عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف ... ». اهـ.
ومن المنكرات الموضوعة التي رواها الوالبي هذا، ما أخرجه ابن جرير في تفسيره (6|257): حدثني المثنى قال ثنا عبد الله بن صالح قال ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: «من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق». وهذا كذبٌ على ابن عباس، مخالفٌ لإجماع الصحابة. بل ومخالف أيضاً لابن عباس نفسه! إذ أخرج عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سُئِلَ ابن عباس عن قوله {ومن لم يحكم ... }، قال: «هي به كفر»! وهذا إسنادٌ غاية في الصحة كما ترى.
ومن المنكرات أيضاً: ما أخرجه الطبري (#21861): حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة». وكأن الله خلق المرأة لتكون عوراء! وهو مخالف لما روي عن عكرمة أيضاً الذي يزعمون أنه الواسطة. فقد قال عكرمة: «تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها». وقول عكرمة هو الموافق لما رواه العوفي عن ابن عباس، قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} .... إلى قوله: {وكان الله غفورا رحيما} قال: «كانت الحرة تلبس لباس الأمة، فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها». ثم هو مخالف لما رواه الوالبي نفسه عن ابن عباس! (#19655): حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: «الزينة الظاهرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه، وكحل العين، وخضاب الكف، والخاتم».
ومن الطوام التي تضمنتها تلك الصحيفة (#19669): حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قال {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} ... إلى قوله: {عورات النساء} قال: «الزينة التي يبدينها لهؤلاء: قرطاها وقلادتها وسوارها. فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها». ومعناها أنه لا يجوز للمرأة أن تبدي شعر رأسها أمام أولادها، وهذه طامة.
وقد احتج بعضهم على صحة هذا الطريق باعتماد البخاري عليه في التعليق عن ابن عباس في قسم التفسير من صحيحه. وبرواية ابن جرير وابن أبي حاتم من هذا الطريق في تفسيريهما. أما البخاري فقد علق له ما شهدت به لغة العرب من المعاني، وهذا لا يشترط فيه الصدق، بل تجد المفسرين يكثرون النقل عن مقاتل وعن السدي وأمثالهما، كما أوضحنا في آخر المقال عن فائدة التفسير الموضوع. وأما عن الطبري وابن أبي حاتم، فقد أجاب عن ذلك الألباني في تعليقه على "التنكيل"، فقال: «ليس من السهل إثبات أن الإمامين المذكورين اعتمدا هذه الرواية في كل متونها، الله إلا إن كان المقصود بالاعتماد المذكور إنما هو إخراجهما لها، و عدم الطعن فيها، و حينئذ، فلا حجة، لثبوت إخراجهما لكثير من الروايات بالأسانيد الضعيفة، و قد ذكرت بعض الأمثلة على ذلك من رواية ابن أبي حاتم في بعض تأليفي، منها قصة نظر داود -عليه السلام- إلى المرأة و افتتانه بها و قصة هاروت وماروت». وتباكى بعضهم فقال: هل يعقل أن نضعف هذا الطريق وقد روي منه الكثير من الآثار (1500 مرة عند الطبري)؟ فكيف نقول عن هذا كله ضعيف هكذا بكل بساطة؟ فيقال: قد روي عن ابن عباس من طريق العوفيين العدد الكبير من الآثار في كتب التفسير، جاوزت الألف وخمسئة عند ابن جرير الطبري. ومع ذلك فهذا الطريق مجمع على ضعفه.
2 - طريق قيس بن مسلم الجدلي الكوفي (ثقة ثبت) (ت120هـ) عن عطاء بن السائب بن مالك الكوفي (ثقة، اختلط. ت136هـ) عن سعيد بن جبير (ت95هـ) ومجاهد (ت101هـ) وعكرمة (ت104هـ) عن ابن عباس. وهذا صحيح لأن الراجح أن سماع قيس بن عطاء قديم قبل اختلاطه.
3 - طريق ابن إسحاق (صاحب السير، حسن الحديث مدلّس) عن محمد بن أبي محمد (مدني مولى آل زيد بن ثابت، وهو مجهول كما ذكر ابن حجر والذهبي) عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس.
4 - طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السُدِّي الكبير (شيعي متهم بالكذب) عن أبي مالك (غزوان الغفاري الكوفي، ثقة) أو أبي صالح (باذان مولى أم هانئ، متروك اتهموه بالكذب، واعترف بذلك، ولم يسمع من ابن عباس) عن ابن عباس. وما رواه عنه أسباط فهو ضعيف، كما سيأتي.
5 - طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن ابن عباس. وهو ثقة مدلس عن الضعفاء. ولم يسمع من مجاهد ولا من ابن عباس. لكنه يروي عن عطاء. فإن كان يقصد عطاء بن أبي رباح، فالتفسير صحيح متصل الإسناد. وإن قصد عطاء الخرساني (كما في تفسير البقرة وآل عمران) يكون منقطعاً بين عطاء (وفيه لين أصلاً) وابن عباس، عدا أن رواية ابن جريج عن عطاء هي صحيفة عن ابن عطاء (متروك).
6 - طريق الضحاك بن مزاحم الهلالي (حسن الحديث) مرسلاً عن ابن عباس. وعنه جويبر بن سعيد (ضعيف جداً)، وهو أكثر من روى عنه على ضعفه الشديد حتى قال ابن حبان: يروي عن الضحاك أشياء مقلوبة. و روى عنه كذلك أبو روق عطية بن الحارث (صدوق)، و علي بن الحكم البناني (ثقة)، و بشر بن عمارة (ضعيف)، و عبيد الله بن سليمان الباهلي (صدوق على الراجح).
7 - طريق عطية العوفي عن ابن عباس. وعطية بن سعيد بن جنادة الكوفي هذا: شيعي ضعيف مدلس. وأشهر إسناد لهذا الطريق هو طريق محمد بن سعد العوفي (لين الحديث)، قال: ثني أبي (سعد بن محمد بن الحسن، جهمي ضعيف)، قال: ثني عمي (هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، ضعيف)، قال: ثني أبي (متفق على ضعفه)، عن أبيه (شيعي ضعيف مدلّس)، عن ابن عباس. وقد أكثر الطبري كثيراً من هذا الطريق حتى بلغ 1560 موضعاً. وهو مُسَلسَلٌ بالضعفاء. وقيل (والله أعلم) أن هذا الطريق فيه نحو ربع ما يُروى عن ابن عباس في باب التفسير (والربع الثاني هو صحيفة الوالبي). قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار": «هو إسناد ضعيف».
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - طريق مقاتل بن سليمان الأزدي الخرساني، وهو كذاب رديء المذهب. يروي عن مجاهد والضحاك وغيرهما.
9 - طريق محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي كافر، قد اعترف بأنه يكذب، وبأنه من أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي. ويروي السدي الصغير (كذاب) عنه، عن أبي صالح (كذاب)، وهي سلسلة الكذب. قال عبد الصمد بن الفضل: «سُئِلَ أحمد عن تفسير الكلبي، فقال: "كَذِب". فقيل له: أفيحل النظر فيه؟ قال: "لا"». وَسُئِلَ يحيى بن معين عنه فقال: «حقُّه أن يُدفن». وقد نقل الدارمي في "نقضه على المريسي" (2|644) إجماع أهل العلم على ترك هذا الإسناد.
10 - طريق شبل بن عباد المكي (ثقة قدري) عن عبد الله بن أبي نجيح (ثقة مدلس، قدري معتزلي داعية) عن مجاهد عن ابن عباس. قال يحيى القطان: «لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم بن أبي بزة (ثقة)». ويأتي تفصيل هذا الطريق عند ذكر تفسير مجاهد.
11 - طريق عطاء بن دينار (ثقة) عن صحيفة كتبها سعيد بن جبير. وعنه ابن لهيعة (ضعيف) وابن جريج (مدلس). وما رواه عن ابن عباس بلا واسطة لا يصح. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|331) عن صحف تلك الأيام: «وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولا سيما في ذلك العصر، لم يكن حدث في الخط بعد شكل ولا نقط».
12 - طريق موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني (كذاب) عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وهو تفسير موضوع.
13 - طريق عثمان بن عطاء (متروك) عن أبيه عطاء الخرساني (جيد) مرسلاً عن ابن عباس.
14 - طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني (متروك) عن أبيه (ثقة) عن عكرمة (ثقة) عن ابن عباس.
15 - طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي (كذاب يضع الحديث).
16 - طريق أبي معاوية عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وهو صحيح.
17 - طريق عطاء بن أبي رباح. وعنه ابن جريج (وقد سبق) وابن أبي نجيح وعمرو بن دينار (ثقة ثبت).
تلاميذه: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير، وطاووس.
ومن الملاحظ أن عامة ما يُروى عن ابن عباس في التفسير ضعيف، كما ترى. وما صح عنه غالبه عن تلامذته المشهورين. قال الإمام ابن تيمية في تفسير آيات أشكلت (1|460): «وما أكثر ما يُحَرّفُ قول ابن عباس و يُغلط عليه!». روى البيهقي بإسناده في "مناقب الشافعي" في باب "ما يستدل به على معرفته بصحة الحديث" عن الشافعي قال: «لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث». رواه عن الشافعي تلميذه المصري عبد الحكم، وهو ثقة مجمع عليه. والبيهقي من أعرف الناس بكلام إمامه الشافعي، ومن أقدرهم على تتبع كلامه. وكذلك أخرج الأثر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شاكر القطان (ت407هـ) في "فضائل الإمام الشافعي".
وقد أشار الدكتور الذهبي في "التفسير والمفسرون" (1|56) إلى سببِ كثرةِ الوضعِ على ابنِ عباس t في التفسيرِ بقوله: «ويبدو أن السر في كثرة الوضع على ابن عباس هو: أنه كان في بيت النبوة، والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقةً وقوةً أكثر مما وُضِعَ على غيره. أضف إلى ذلك أن ابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون، وكان من الناس من يتزلف إليهم ويتقرب منهم بما يرويه لهم عن جدهم».
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:45]ـ
تطبيق قواعد المحدثين في تعاملهم مع أحاديث الأحكام والعقائد على أسانيد التفسير خطا ظاهر ليس من مذهب الأمة النقاد
والتعامل مع الصحف التفسيرية يختلف عن غيرها من الطرق التفسيرية وأحاديث الأحكام
ولذلك اشرت في بداية المقال إلى هذا عند قولي:
إذا جرينا على على مذهب أئمة النقد والعلل المتقدمين .......... الخ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:48]ـ
هل هناك رسالة عن منهج الشافعي في التفسير يمكن أن يكون في مظانها فائدة فيما نحن بصدده
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 04:49]ـ
الحبيب أمجد،
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
الإمام الشافعي رضي الله عنه له شروط -نصّ عليها- في الحكم على الأحاديث تكاد تكون هي الشروط التي استقرّ عليها المحدثون من اتصال السند وعدالة الرواة وضبطهم إلى آخره ..
وهو عندما يحكم لحديث بالثبوت أو الوهن والضعف، فإنما يحكم عليه وفقًا للقواعد التي ارتضاها ..
وهو للعلم كان غالبًا يستخدم كلمة: "ثابت" وهي تفيد عنده غلبة الظن على أن هذا القول قد صدر عن قائله ..
وهو عندما يقول: لا يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث .. فإنه قد طبق عليها شروطه!
...
طيب ..
هنا إشكال، تفضلت بطرحه:
"تطبيق قواعد المحدثين في تعاملهم مع أحاديث الأحكام والعقائد على أسانيد التفسير خطا ظاهر ليس من مذهب الأمة النقاد"
الإمام الشافعي بدعوى عدم ثبوت باقي ما يروى عن ابن عباس في التفسير لا يسقطه بالكلية، ولا يجعله هباء منثورا ..
إنما هو حكم يتعلق بنسبة القول إلى القائل .. لا بالتعامل مع النص نفسه ..
....
حتى بخصوص التعامل مع النص ..
أنت تعلم أن مجال الإمام الشافعي الأكبر هو الفقه، وأنه من خلاله ولج إلى علوم القرآن والسنة، وغالبا ما تتعلق جهوده في القرآن والسنة بالفقه بل لعله دائما ..
لذلك فإن الشافعي غالبا يكون يتحدث عن تفسير آيات الأحكام -لا أعني أنه يقصر قوله على آيات الأحكام وما ورد فيها- وإنما أعني أنه يتعامل مع النص التفسيري عن ابن عباس تعامل أحاديث الأحكام لا التفسير، وأنت تعلم قيمة تفسير الصحابي وخاصة ابن عباس في الأحكام، وبالتالي كان حكمه وفق ضوابط أحاديث الأحكام الشديدة ..
تحيتي لك يا طيب ..
ودمت لأخيك ..
(ضُمِّةْ وَرِدْ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 04:52]ـ
إضافة توضيحية:
قد يكون الإمام الشافعي قال مقولته في معرض الاستدلال الفقهي أو الرد على مخالف (وهذا مجاله كما تعلمون)، وتفسير الصحابي للقرآن له ما له من المكانة عند الفقهاء، فلعل أحدهم احتجّ بتفسير لا يصح عن ابن عباس في مسألة فقهية، فأفاده الإمام الشافعي بهذه الفائدة ..
تحيتي مرة أخرى ..
و (ضُمِّةْ وَرِدْ) جديدة ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 02:18]ـ
أحسن الله إليكم
قول الشافعي خرجه البيهقي في مناقبه تحت باب ما يدل على معرفته بصحيح الحديث
الإشكال: ما مدى صحة هذا القول من أبي عبد الله الشافعي عليه رضوان الله وما تفسيره وعلى أي وجه يحمل؟؟
وأحسن الله إليك أيضا
في الحقيقة هذا القول من الإمام الشافعي مما تفرد بروايته الإمام البيهقي رحمه الله، وقد نقله عنه الإمام النووي في كتابه (تهذيب الأسماء) عند ترجمته لابن عباس رضي الله عنهما.
ولم يعلق عليه أو يعقب رحمه الله ولا بكلمة واحدة.
والذي يظهر والله أعلم أن تبويب الإمام البيهقي في (مناقبه) لهذه الرواية فيها مغزى وملحظ عميق، وكأن المراد من الكلام: أن الثابت من الأحاديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في التفسير؛ والقائمة روايتها على أصول الحديث الصحيح المحتج به والذي لا يقبل طعنا؛ هو ما يقارب مائة حديث.
وقد يكون هذا ما بلغه رحمه الله من عدد من روايات التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولا يلزم من كلامه أن المراد هو الحكم على كل الروايات، فيحتمل أنه لم يطلع عليها جميعها رحمه الله.
والله تعالى اعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 03:01]ـ
تطبيق قواعد المحدثين في تعاملهم مع أحاديث الأحكام والعقائد على أسانيد التفسير خطا ظاهر ليس من مذهب الأمة النقاد
والتعامل مع الصحف التفسيرية يختلف عن غيرها من الطرق التفسيرية وأحاديث الأحكام
ولذلك اشرت في بداية المقال إلى هذا عند قولي:
إذا جرينا على على مذهب أئمة النقد والعلل المتقدمين .......... الخ
بارك الله فيكم وللشيخ مساعد الطيار مقال في ذلك ومن فوائده ما نقله عن الخطيب البغدادي من كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) قول الخطيب (وهذا كله يدل أن التفسير يتضمن أحكاما طريقها النقل فيلزم كتبه ويجب حفظه 0 إلا أن العلماء قد احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الأحاديث المتعلقة بالأحكام وذلك لسوء حفظهم الحديث وشغلهم بالتفسير فهم بمثابة عاصم بن أبي النجود حيث احتج به في القراءات دون الأحاديث المسندات لغلبة علم القرآن عليه فصرف عنايته إليه)
وقال الخطيب (قال يحيى بن سعيد تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سلم وجويبر بن سعيد والضحاك ومحمد بن السائب وقال هؤلاء لا يحمد أمرهم ويكتب التفسير عنهم)
ظاهر كلام الخطيب البغدادي أنه تقبل رواية من اشتهرت عنايته بالتفسير وإن كان ضعيفا في الحديث، بخلاف الرواة الضعفاء الذين لم يشتهر أمرهم في التفسير فهم على الضعف، وظاهر عبارته أن ذلك يدخل فيه حتى لو كان الأمر خاصا بتفسير الحلال والحرام من كتاب الله(/)
وسائل تقريب معاني القرآن للطلاب (محاضرة صوتية)
ـ[أبو عبد الحكم]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 05:50]ـ
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
يسر موقع حلقات أن يقدم لكم هذه المحاضرة الصوتية والتي هي بعنوان
.
(وسائل تقريب معاني القرآن الكريم للطلاب)
لفضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبد العزيز الخضيري
وقد تحدث الشيخ فيها عن (12) وسيلة لتقريب معاني القرآن الكريم إلى أذهان الطلاب، وخاصة طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
.
ونحن بهذه المناسبة نتقدم بالشكر الجزيل للشيخ حفظه الله على ما قدم
.
نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
.
.
رابط تحميل المحاضرة
http://www.halqat.com/Recording-167.html
.
.
http://www.halqat.com/wsael-tqreb-q.jpg
.
.(/)
هل يمتنع مد الهمزة الثانية من (أألد) للأزرق أم لا؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 01:07]ـ
السلام عليكم
نص ابن الجزري رحمه الله على أنه:
لا يجوز لدى الأزرق مد الهمزة الثانية من (أَأَلِدُ) حالة إبدالها ألفًا، أي يكتفى فيها بالمد الطبيعي.
وخالفه غيره .... فذكر فيها التوسط.
فماذا ترون؟؟؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 01:23]ـ
إليكم - للفائدة - الجديد في هذا الموضوع:
هل يمتنع مد الهمزة الثانية ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=109)(/)
المراحل العشر لحفظ القرآن الكريم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 12:41]ـ
هذه المراحل بينها الشيخ عبد الله بن غديان:
طالب العلم في حاجة إلى هذه المراحل العشرة فإذا انتهى منها يبدأ في حفظ الآيات التي درسها على هذا الوجه وهي:
1 - تحديد آيات الموضوع و يستعان فيه ببعض المصاحف الهندية التي تحدد الموضوع
2 - معاني المفردات يستعان بكتب معاني المفردات
3 - معرفة سبب النزول يستعان بكتب أسباب النزول
4 - معرفة الناسخ والمنسوخ يستعان بكتب الناسخ و المنسوخ
5 - معرفة المتشابه اللفظي يستعان بكتب المتشابه اللفظي
6 - معرفة المتشابه المعنوي يستعان بكتب المتشابه المعنوي مثل دفع إيهام الإضطراب
7 - معرفة معاني الجمل حسب علامات الوقف هناك علامات في المصحف و بتفسير ابن جرير
8 - معرف العلاقة بين هذا الجمل يستعان بكتب المناسبة مثل نظم الدرر
9 - معرفة المعنى العام لآيات الموضوع يستعان ببعض التفاسير مثل تفسير السعدي
10 - معرفة الأحكام التي تؤخذ من هذه الآيات يستعان ببعض التفاسير مثل أحكام القرآن لابن العربي و القرطبي
بعد هذه المراحل العشر يبدأ في حفظ الآيات ولو أنه سلك هذا الطريق سيكون قد جمع بين فهم القرآن، وعلى المرء إن حفظ القرآن أن يهتم بقراءة ما حفظه غيبا باستمرار وبشكل يومي، كأن يتابع قراءة ما حفظه في الصلوات السرية، وصلاة النوافل، لأن ذلك يساعده على تثبيت حفظه للقرآن. انتهى
ملاحظة اعتمدت من الكتب التي لم يذكر ها الشيخ ما يلي:
1 - في معاني المفردات تذكرة الأريب لابن الجوزي
2 - في الناسخ و المنسوخ المصفى بأكف أهل الرسوخ في علم الناسخ و المنسوخ لابن الجوزي
3 - في المتشابه اللفظي أسرار التكرار في القرآن للكرماني
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 12:47]ـ
سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
معاني المفردات:
قوله تعالى (الم) كان جماعه من العلماء يرون هذا من المتشابه الذى انفرد الله تعالى بعلمه وفسره اخرون فقالو ا هى حروف من اسماء الله تعالى
و (ريب) الشك
سبب النزول:
لم يذكر السيوطي للموضع سبباً في لباب النقول
الناسخ و المنسوخ:
الآية الأولى قوله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون) قال مجاهد هي نفقة النقل وقال آخرون هي الزكاة وتحتمل العموم فالآية محكمة وزعم بعضهم أنها نفقة كانت واجبة قبل الزكاة وزعم أنه كان فرض أن يمسك مما في يده قدر كفاية يومه وليلته ويفرق الباقي على الفقراء ثم نسخ ذلك بآية الزكاة وهو بعيد
المتشابه اللفظي:
قوله تعالى: (ألم) هذه الآية تتكرر في أوائل ست سور، فهي من المتشابه لفظاً، و ذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله (و أخر متشابهات) هي هذه الحروف الواقعة في أوائل السور، فهي أيضاً من المتشابه لفظاً و معنى، و الموجب لذكره أول البقرة من القسم و غيره، و هو بعينه الموجب لذكره في أوائل السور المبدوءة به، و زاد ف يالأعراف صاداً بعده: (فلا يكن في صدرك حرج منه) و لهذا قال بعض المفسرين: معنى (ألمص) ألم نشرح لك صدرك. و قيل معناه المصور. و زاد في الرعد راء لقوله بعده (الله الذي رفع السماوات)
المتشابه المعنوي:
قوله تعالى: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} أشار الله تعالى إلى القرآن في هذه الآية إشارة البعيد وقد أشار له في آيات أخر إشارة القريب كقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} وكقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ} الآية وكقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ} , وكقوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} , إلى غير ذلك من الآيات, وللجمع بين هذه الآيات
(يُتْبَعُ)
(/)
أوجه: -الأول-ما حرره بعض علماء البلاغة من أن وجه الإشارة إليه بإشارة الحاضر القريب أن هذا القرآن قريب حاضر في لأسماع والألسنة والقلوب, ووجه الإشارة إليه بإشارة البعيد هو بعد مكانته ومنزلته عن مشابهة كلام الخلق وعما يزعمه الكفار من أنه سحر أو شعر أو كهانة أو أساطير الأولين.
الوجه الثاني: هو ما اختاره ابن جرير الطبري في تفسيره من أن ذلك إشارة إلى ما تضمنه قوله: {الم} وأنه إشارة إليه إشارة البعيد لأن الكلام المشار إليه منقض ومعناه في الحقيقة القرب لقرب انقضائه وضرب له مثلا بالرجل يحدث الرجل فيقول له مرة: والله إن ذلك لكما قلت, ومرة يقول: والله إن هذا لكما قلت, فإشارة البعيد نظرا إلى أن الكلام مضى وانقضى وإشارة القريب نظرا إلى قرب انقضائه.
الوجه الثالث: أن العرب ربما أشارت إلى القريب إشارة البعيد فتكون الآية على أسلوب من أساليب اللغة العربية ونظيره قول خفاف ابن ندبة السلمي لما قتل مالك بن حرملة الفزارى:
فإن تك خيلى قد أصيب صميمها **** فعمدا على عيني تيممت مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه **** تأمل خفافا إنني أنا ذلكا
يعني أنا هذا وهذا القول الأخير حكاه البخارى عن معمر بن المثنى أبي عبيدة قاله ابن كثير. وعلى كل حال فعامة المفسرين على أن ذلك الكتاب بمعنى هذا الكتاب.
قوله تعالى: {لا رَيْبَ فِيهِ} هذه نكرة في سياق النفي ركبت مع لا فبنيت على الفتح. والنكرة إذا كانت كذلك فهي نص في العموم كما تقرر في علم الأصول, و {لا} هذه التي هي نص في العموم هي المعروفة عند النحويين بـ (لا) التي لنفى الجنس, أما (لا) العاملة عمل ليس فهي ظاهرة في العموم لا نص فيه, وعليه فالآية نص في نفي كل فرد من أفراد الريب عن هذا القرآن العظيم, وقد جاء في آيات أخر ما يدل على وجود الريب فيه لبعض من الناس كالكفار الشاكين كقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} , وكقوله: {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} , وكقوله: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ}. ووجه الجمع في ذلك أن القرآن بالغ من وضوح الأدلة وظهور المعجزة ما ينفي تطرق أي ريب إليه, وريب الكفار فيه إنما هو لعمى بصائرهم, كما بينه بقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} فصرح بأن من لا يعلم أنه الحق أن ذلك إنما جاءه من قِبل عَماه ومعلوم أن عدم رؤية الأعمى للشمس لا ينافي كونها لا ريب فيها لظهورها:
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة **** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
وأجاب بعض العلماء بأن قوله لا ريب فيه خبر أريد به الإنشاء أي لا ترتابوا فيه وعليه فلا إشكال.
قوله تعالى: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}. خصص في هدى هذا الكتاب بالمتقين, وقد جاء في آية أخرى ما يدل على أن هداه عام لجميع الناس, و هي قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ} الآية. ووجه الجمع بينهما أن الهدى يستعمل في القرآن استعمالين أحدهما عام والثاني خاص. أما الهدى العام فمعناه إبانة طريق الحق وإيضاح المحجة سواء سلكها المبين له أم لا ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} أي بينا لهم طريق الحق على لسان نبينا صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام مع أنهم لم يسلكوها بدليل قوله عز وجل: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} , ومنه أيضا قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} , أي بينا له طريق الخير والشر بدليل قوله: {إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}. وأما الهدى الخاص فهو تفضل الله بالتوفيق على العبد ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} الآية. وقوله: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} , فإذا علمت ذلك فاعلم أن الهدى الخاص بالمتقين هو الهدى الخاص وهو التفضل بالتوفيق عليهم والهدى العام للناس هو الهدى العام, وهو إبانة الطريق وإيضاح المحجة, وبهذا يرتفع الإشكال أيضا بين قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} مع قوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} , لأن الهدى المنفي عنه صلى الله عليه وسلم هو الهدى الخاص لأن
(يُتْبَعُ)
(/)
التوفيق بيد الله وحده ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا, والهدى المثبت له هو الهدى العام الذي هو إبانة الطريق وقد بينها صلى الله عليه وسلم حتى تركها محجة بيضاء ليلها كنهارها, والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
معاني الجمل:
قال أبو جعفر اختلفت تراجمة القران في تأويل قول الله تعالى ذكره الم فقال بعضهم هو اسم من أسماء القران، وقال بعضهم هو فواتح يفتح الله بها القرآن، وقال بعضهم هو اسم للسورة، وقال بعضهم هو اسم الله الأعظم، وقال بعضهم هو قسم أقسم الله به وهي من أسمائه، وقال بعضهم هو حروف مقطعة من أسماء وأفعال كل حرف من ذلك لمعنى غير معنى الحرف الآخر، وقال بعضهم هي حروف هجاء موضوع، وقال بعضهم هي حروف يشتمل كل حرف منها على معان شتى مختلفة، وقال بعضهم هي حروف من حساب الجمل، وقال بعضهم لكل كتاب سر وسر القرآن فواتحه
ذلك الكتاب لا. . . . . قال عامة المفسرين تأويل قول الله تعالى ذلك الكتاب هذا الكتاب
وتأويل قوله لا ريب فيه لا شك فيه
والهدى في هذا الموضع مصدر من قولك هديت فلانا الطريق إذا أرشدته إليه ودللته عليه وبينته له أهديه هدى وهداية
وأولى التأويلات بقول الله جل ثناؤه هدى للمتقين تأويل من وصف القوم بأنهم الذين اتقوا الله تبارك وتعالى في ركوب ما نهاهم عن ركوبه فتجنبوا معاصيه واتقوه فيما أمرهم به من فرائضه فأطاعوه بأدائها
والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل
... وأولى القولين عندي بالصواب وأشبههما بتأويل الكتاب القول الأول وهو أن الذين وصفهم الله تعالى ذكره بالإيمان بالغيب وما وصفهم به جل ثناؤه في الآيتين الأولتين غير الذين وصفهم بالإيمان بالذي أنزل على محمد والذي أنزل إلى من قبله من الرسل
القول في تأويل قوله تعالى (ويقيمون) إقامتها أداؤها بحدودها وفروضها والواجب فيها على ما فرضت عليه
وأما الصلاة في كلام العرب فإنها الدعاء كما قال الأعشى لها حارس لا يبرح الدهر بيتها وإن ذبحت صلى عليها وزمزما يعني بذلك دعا لها وكقول الآخر أيضا وقابلها الريح في دنها وصلى على دنها وارتسم وأرى أن الصلاة المفروضة سميت صلاة لأن المصلي متعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله بعمله مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته تعرض الداعي بدعائه ربه استنجاح حاجاته وسؤله
القول في تأويل قوله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون) وأولى التأويلات بالآية وأحقها بصفة القوم أن يكونوا كانوا لجميع اللازم لهم في أموالهم مؤدين زكاة كان ذلك أو نفقة من لزمته نفقته من أهل وعيال وغيرهم ممن تجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك لأن الله جل ثناؤه عم وصفهم إذ وصفهم بالإنفاق مما رزقهم فمدحهم بذلك من صفتهم فكان معلوما أنه إذ لم يخصص مدحهم ووصفهم بنوع من النفقات المحمود عليها صاحبها دون نوع
القول في تأويل قوله تعالى (وبالآخرة هم يوقنون)
قال أبو جعفر أما الآخرة فإنها صفة للدار كما قال جل ثناؤه وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون وإنما وصفت بذلك لمصيرها آخرة لأولى كانت قبلها كما تقول للرجل أنعمت عليك مرة بعد أخرى فلم تشكر لي الأولى ولا الآخرة
وإنما صارت الآخرة آخرة للأولى لتقدم الأولى أمامها فكذلك الدار الآخرة سميت آخرة لتقدم الدار الأولى أمامها فصارت التالية لها آخرة وقد يجوز أن تكون سميت آخرة لتأخرها عن الخلق كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق
وأما الذي وصف الله جل ثناؤه به المؤمنين بما أنزل إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل إلى من قبله من المرسلين من إيقانهم به من أمر الآخرة فهو إيقانهم بما كان المشركون به جاحدين من البعث والنشر والثواب والعقاب والحساب والميزان وغير ذلك مما أعد الله لخلقه يوم القيامة
وأولى التأويلات عندي بقوله أولئك على هدى من ربهم ما ذكرت من قول بن مسعود وبن عباس وأن تكون أولئك إشارة إلى الفريقين أعني المتقين والذين يؤمنون بما أنزل إليك
وأما معنى قوله أولئك على هدى من ربهم فإن معنى ذلك أنهم على نور من ربهم وبرهان واستقامة وسداد بتسديد الله إياهم وتوفيقه لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأويل قوله وأولئك هم المفلحون أي أولئك هم المنجحون المدركون ما طلبوا عند الله تعالى ذكره بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله من الفوز بالثواب والخلود في الجنان والنجاة مما أعد الله تبارك وتعالى لأعدائه من العقاب
العلاقة بين الجمل:
ولما كان المعنى (آلم) هذا كتاب من جنس حروفكم التي قد وفقتم في التكلم بها سائر الخلق فما عجزتم عن الإتيان بسورة من مثله لأنه كلام الله انتج ذلك كماله , فأشير إليه بأداة البعد ولام الكمال
في قوله (ذلك الكتب) لعلو مقدار بجلالة آثاره وبعد رتبته عن نيل المطرودين.
ولما علم كماله أشار إلى تعظيمه بالتصريح بما ينتجه ويسلتزمه ذلك التعظيم فقال (لاريب فيه) أي في شيء من معناه ولا نظمه في نفس الأمر عند من تحقق بالنظر فالمنفي كونه متعلقاً للريب ومظنة له , ولم يقد الظرف لأنه كان يفيد الاختصاص فيهم أن غيره من الكتب محل الريب وأصله قلق النفس واضراربه , ومنه ريب الزمان لنوائبه المقلقة
ولما كان ذلك يستلزم الهدى قال: (هدى) وخص المنتفعين لن الألد لادواء له والتعنت لايرده شىء
فقال: (للمتقين) أي الذين جلبوا في أصل الخلقة على التقوى؛ فافهم ذلك أن غيرهم لا يهتدي به بل يرتاب وإن كان ليس موضعا للريب أصلا
ثم وصفهم بمجامع الأعمال تعريفا لهم فقال (الذين يؤمنون بالغيب) أي الأمر الغائب الذي لا نافع في الإيمان غيره , وعبر بالمصدر للمبالغة.
(ويقيمون الصلاة) أي التي هى حضرة المراقبة وأفضل أعمال البدن بالمحافظة عليها وبحفظها في ذاتها وجميع أحوالها.
ولما ذكر وصلة الخلق بالخالق وكانت النفقة مع أنها من أعظم دعائم الدين صلة بين الخلائق أتبعها بها فقال مقدما للجار ناهيا عن الإسراف ومنبها بالتبغيض على طيب النفقة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وآمرا بالورع وزاجرا عما فيه شبهة [لأن الرزق يشمل الحلال والحرام والمشتبه (مما رزقناهم) أي مكناهم من الانتفاع به على عظمة خزائننا وهو لنا دونهم (ينفقون) أي في مرضاتنا مما يلزمهم من الزكاة والحج والغزو وغيرها ومما يتطوعون به من الصدقات وغيرها , والمراد بهذه الأفعال هنا إيجاد حقائقها على الدوام.
المعنى العام:
تقدم الكلام على البسملة وأما الحروف المقطعة في أوائل السور فالأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها [من غير مستند شرعي] مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها
وقوله: (ذلك الكتاب) أي: هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم والحق المبين ف (لا ريب فيه) ولا شك بوجه من الوجوه ونفي الريب عنه يستلزم ضده إذ ضد الريب والشك اليقين فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب وهذه قاعدة مفيدة أن النفي المقصود به المدح لا بد أن يكون متضمنا لضده وهو الكمال لأن النفي عدم والعدم المحض لا مدح فيه
فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين قال: (هدى للمتقين) والهدى: ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة وقال: (هدى) وحذف المعمول فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية ولا للشيء الفلاني لإرادة العموم وأنه هدى لجميع مصالح الدارين فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية ومبين للحق من الباطل والصحيح من الضعيف ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم في دنياهم وأخراهم
وقال في موضع آخر: (هدى للناس) فعمم وفي هذا الموضع وغيره (هدى للمتقين) لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا ولم يقبلوا هدى الله فقامت عليهم به الحجة ولم ينتفعوا به لشقائهم وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر لحصول الهداية وهو التقوى التي حقيقتها: اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فاهتدوا به وانتفعوا غاية الانتفاع قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية
ولأن الهداية نوعان: هداية البيان وهداية التوفيق فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية [تامة]
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة لتضمن التقوى لذلك فقال: (الذين يؤمنون بالغيب) حقيقة الإيمان: هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل المتضمن لانقياد الجوارح وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر إنما الشأن في الإيمان بالغيب الذي لم نره ولم نشاهده وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر لأنه تصديق مجرد لله ورسله فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به أو أخبر به رسوله سواء شاهده أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله أو لم يهتد إليه عقله وفهمه بخلاف الزنادقة المكذبين للأمور الغيبية؛ لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم ومرجت أحلامهم وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله
ويدخل في الإيمان بالغيب [الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة وأحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله وكيفيتها [وما أخبرت به الرسل ذلك] فيؤمنون بصفات الله ووجودها ويتيقنونها وإن لم يفهموا كيفيتها
ثم قال: (ويقيمون الصلاة) لم يقل: يفعلون الصلاة أو يأتون بالصلاة لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة فإقامة الصلاة إقامتها ظاهرا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها وإقامتها باطنا بإقامة روحها وهو حضور القلب فيها وتدبر ما يقوله ويفعله منها فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وهي التي يترتب عليها الثواب فلا ثواب للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها
ثم قال: (ومما رزقناهم ينفقون) يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة والنفقة على الزوجات والأقارب والمماليك ونحو ذلك والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير ولم يذكر المنفق عليه لكثرة أسبابه وتنوع أهله ولأن النفقة من حيث هي قربة إلى الله وأتى ب من الدالة على التبعيض لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءا يسيرا من أموالهم غير ضار لهم ولا مثقل بل ينتفعون هم بإنفاقه وينتفع به إخوانهم
وفي قوله: (رزقناهم) إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم ليست حاصلة بقوتكم وملككم وإنما هي رزق الله الذي خولكم وأنعم به عليكم فكما أنعم به عليكم وفضلكم على كثير من عباده فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم وواسوا إخوانكم المعدمين
وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان
ثم قال: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) وهو القرآن والسنة قال تعالى: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة) فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه فيؤمنون ببعضه ولا يؤمنون ببعضه إما بجحده أو تأويله على غير مراد الله ورسوله كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم بما حاصله عدم التصديق بمعناها وإن صدقوا بلفظها فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا
وقوله (وما أنزل من قبلك) يشمل الإيمان بجميع الكتب السابقة ويتضمن الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه خصوصا التوراة والإنجيل والزبور وهذه خاصية المؤمنين يؤمنون بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل فلا يفرقون بين أحد منهم
ثم قال: (وبالآخرة هم يوقنون) والآخرة: اسم لما يكون بعد الموت وخصه [بالذكر] بعد العموم لأن الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان؛ ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل واليقين: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل
(أولئك) أي: الموصوفون بتلك الصفات الحميدة (على هدى من ربهم) أي: على هدى عظيم لأن التنكير للتعظيم وأي هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة وهل الهداية [الحقيقة] إلا هدايتهم وما سواها [مما خالفها] فهو ضلالة
(يُتْبَعُ)
(/)
وأتى ب على في هذا الموضع الدالة على الاستعلاء وفي الضلالة يأتي ب في كما في قوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى مرتفع به وصاحب الضلال منغمس فيه محتقر
ثم قال: (وأولئك هم المفلحون) والفلاح [هو] الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب حصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم وما عدا تلك السبيل فهي سبل الشقاء والهلاك والخسارة التي تفضي بسالكها إلى الهلاك فلهذا لما ذكر صفات المؤمنين حقا ذكر صفات الكفار المظهرين لكفرهم المعاندين للرسول
الأحكام:
1 - حقيقة الغيب واختلاف العلماء فيه قوله (بالغيب) وحقيقته ما غاب عن الحواس مما لا يوصل إليه إلا بالخبر دون النظر فافهموه
وقد اختلف العلماء فيه على أربعة أقوال:
الأول ما ذكرناه كوجوب البعث ووجود الجنة ونعيمها وعذابها والحساب
الثاني بالقدر
الثالث بالله تعالى
الرابع يؤمنون بقلوبهم الغائبة عن الخلق لا بألسنتهم التي يشاهدها الناس معناه ليسوا بمنافقين
وكلها قوية إلا الثاني والثالث فإنه يدرك بصحيح النظر فلا يكون غيبا حقيقة وهذا الأوسط وإن كان عاما فإن مخرجه على الخصوص، والأقوى هو الأول أنه الغيب الذي أخبر به الرسول عليه السلام مما لا تهتدي إليه العقول والإيمان بالقلوب الغائبة عن الخلق ويكون موضع المجرور على هذا رفعا وعلى التقدير الأول يكون نصبا كقولك مررت بزيد، ويجوز أن يكون الأول مقدرا نصبا كأنه يقول جعلت قلبي محلا للإيمان وذلك الإيمان بالغيب عن الخلق وكل هذه المعاني صحيحة لا يحكم له بالإيمان ولا بحمى الذمار ولا يوجب له الاحترام إلا باجتماع هذه الثلاث فإن أخل بشيء منها لم يكن له حرمة ولا يستحق عصمة
2 - قال علماؤنا في ذكر الصلاة في هذه الآية قولان:
أحدهما أنها مجملة وأن الصلاة لم تكن معروفة عندهم حتى بينها النبي صلى الله عليه وسلم
الثاني أنها عامة في متناول الصلاة حتى خصها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله المعلوم في الشريعة
وقد استوفينا القول في ذلك عند ذكر أصول الفقه و الصحيح عندي أن كل لفظ عربي يرد مورد التكليف في كتاب الله عز وجل مجمل موقوف بيانه على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون معناه محدودا لا يتطرق إليه اشتراك فإن تطرق إليه اشتراك واستأثر الله عز وجل برسوله صلى الله عليه وسلم قبل بيانه فإنه يجب طلب ذلك في الشريعة على مجمله فلا بد أن يوجد ولو فرضنا عدمه لارتفع التكليف به وذلك تحقق في موضعه
وقد قال عمر رضي الله عنه في دون هذا أو مثله ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد إلينا فيها عهدا ننتهي إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا
فتبين من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به وفرض عليه الصلاة ونزل سحرا جاءه جبريل عليه السلام عند صلاة الظهر فصلى به وعلمه ثم وردت الآيات بالأمر بها والحث عليها فكانت واردة بمعلوم على معلوم وسقط ما ظنه هؤلاء من الموهوم
3 - (ويقيمون) فيه قولان:
الأول يديمون فعلها في أوقاتها من قولك شيء قائم أي دائم
والثاني معناه يقيمونها بإتمام أركانها واستيفاء أقوالها وأفعالها وإلى هذا المعنى أشار عمر بقوله من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع
4 - (ومما رزقناهم ينفقون) في اشتقاق النفقة:
وهي عبارة عن الإتلاف ولتأليف نفق في لسان العرب معان أصحها الإتلاف وهو المراد هاهنا يقال نفق الزاد ينفق إذا فني وأنفقه صاحبه أفناه وأنفق القوم فني زادهم ومنه قوله تعالى (إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) [الإسراء 1]
5 - في وجه هذا الإتلاف: وذلك يختلف إلا أنه لما اتصل بالمدح تخصص من إجماله جملة، وبعد ذلك التخصيص
اختلف العلماء فيه على خمسة أقوال:
الأول أنه الزكاة المفروضة عن ابن عباس
الثاني أنه نفقة الرجل على أهله قاله ابن مسعود
الثالث صدقة التطوع قاله الضحاك
الرابع إنه وفاء الحقوق الواجبة العارضة في المال باختلاف الأحوال ماعدا الزكاة
الخامس إن ذلك منسوخ بالزكاة
التوجيه
أما وجه من قال إنه الزكاة فنظر إلى أنه قرن بالصلاة والنفقة المقترنة [في كتاب الله تعالى] بالصلاة هي الزكاة
وأما من قال إنه النفقة على عياله فلأنه أفضل النفقة روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل عندي دينار قال أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على أهلك وذكر الحديث فبدأ بالأهل بعد النفس وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصدقة على القرابة صدقة وصلة
وأما من قال إنه صدقة التطوع فنظر إلى أن الزكاة لا تأتي إلا بلفظها المختص بها وهو الزكاة فإذا جاءت بلفظ الصدقة احتملت الفرض والتطوع وإذا جاءت بلفظ الإنفاق لم يكن إلا التطوع
وأما من قال إنه في الحقوق العارضة في الأموال ما عدا الزكاة فنظر إلى أن الله تعالى لما قرنه بالصلاة كان فرضا ولما عدل عن لفظها كان فرضا سواها
وأما من قال إنه منسوخ فنظر إلى أنه لما كان بهذا الوجه فرضا سوى الزكاة وجاءت الزكاة المفروضة فنسخت كل صدقة جاءت في القرآن كما نسخ صوم رمضان كل صوم ونسخت الصلاة كل صلاة ونحو هذا جاء في الأثر
التنقيح: إذا تأمل اللبيب المنصف هذه التوجيهات تحقق أن الصحيح المراد بقوله (يؤمنون بالغيب) كل غيب أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كائن وقوله (ويقيمون الصلاة) عام في كل صلاة فرضا كانت أو نفلا وقوله (ومما رزقناهم ينفقون) عام في كل نفقة وليس في قوة هذا الكلام القضاء بفرضية ذلك كله وإنما علمنا الفرضية في الإيمان والصلاة والنفقة من دليل آخر وهذا القول بمطلقه يقتضي مدح ذلك كله خاصة كيفما كانت صفته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 04:56]ـ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
معاني المفردات:
لم يذكر ابن الجوزي شيئاً
سبب النزول:
وأخرج ابن جرير من طريق ابن إسحق عن محمد بن أبي عكرمة عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله (إن الذين كفروا) الآيتين أنهما نزلتا في يهود المدينة (ك) وأخرج عن الربيع بن أنس قال آيتان نزلتا في قتال الأحزاب (إن الذين كفروا سواء عليهم) إلى قوله (ولهم عذاب عظيم)
الناسخ و المنسوخ:
لم يذكر ابن الجوزي شيئاً
المتشابه اللفظي:
قوله (سواء عليهم) و في يس (و سواء) بزيادة واو، لأن مافي البقرة خبر عن اسم إن، و ما في يس جملة عطفت بالواو على جملة
المتشابه المعنوي:
قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} الآية. هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم مجبورون لأن من ختم على قلبه وجعلت الغشاوة على بصره سلبت منه القدرة على الإيمان. وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن كفرهم واقع بمشيئتهم وإرادتهم كقوله تعالى: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} , وكقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ} , وكقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الآية, وكقوله: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُم} الآية, وكقوله: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُم} الآية.
والجواب: أن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم, كل ذلك عقاب من الله لهم على مبادرتهم للكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ومشيئتهم, فعاقبهم الله بعدم التوفيق جزاء وفاقا. كما بينه تعالى بقوله: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وبقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقوله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} الآية وقوله: {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} , إلى غير ذلك من الآيات.
معاني الجمل:
القول في تأويل قوله تعالى (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن بن عباس إن الذين كفروا أي بما أنزل إليك من ربك وإن قالوا إنا قد آمنا بما قد جاءنا من قبلك وكان بن عباس يرى أن هذه الآية نزلت في اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم توبيخا لهم في جحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به مع علمهم به ومعرفتهم بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وإلى الناس كافة
... عن بن عباس قوله ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبره الله جل ثناؤه أنه لا يؤمن إلا من سبق من الله السعادة في الذكر الاول ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الاول
... عن الربيع بن أنس قال آيتان في قادة الاحزاب ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إلى قوله ولهم عذاب عظيم قال وهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار قال فهم الذين قتلوا يوم بدر وأولى هذه التأويلات بالآية تأويل بن عباس الذي ذكره محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عنه
القول في تأويل قوله تعالى (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
وتأويل سواء معتدل مأخوذ من التساوي كقولك متساو هذان الامران عندي وهما عندي سواء أي هما متعادلان عندي
القول في تأويل قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل الختم الطبع والخاتم هو الطابع يقال منه ختمت الكتاب إذا طبعته فإن قال لنا قائل وكيف يختم على القلوب وإنما الختم طبع على الأوعية والظروف والغلف قيل فإن قلوب العباد أوعية لما أودعت من العلوم وظروف لما جعل فيها من المعارف بالأمور فمعنى الختم عليها وعلى الاسماع التي بها تدرك المسموعات ومن قبلها يوصل إلى معرفة حقائق الأنباء عن المغيبات نظير معنى الختم على سائر الأوعية والظروف
القول في تأويل قوله تعالى (وعلى أبصارهم غشاوة) وقوله وعلى أبصارهم غشاوة خبر مبتدأ بعد تمام الخبر عما ختم الله جل ثناؤه عليه من جوارح الكفار الذين مضت قصصهم
القول في تأويل قوله تعالى (ولهم عذاب عظيم) وتأويل ذلك عندي كما قاله بن عباس وتأوله ... ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم قال فهذا في الأحبار من يهود فيما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك بعد معرفتهم
العلاقة بين الجمل:
ولما أردف البيان لأوصاف المؤمنين التعريف بأحوال الكافرين وكانوا قد انقسموا على مصارحين ومنافقين وكان المنافقين قسمين جهالا من مشركي العرب وعلماء من كفار بني إسرائيل كان الأنسب ليفرغ من قسم برأسة على عجل البداءة أولا بالمصارحين فذكر ما أراد من أمرهم في ايتين , لأن أمرهم أهون وشأنهم أيسر لقصدهم بما يوهنهم بالكلام أو بالسيف على ان ذكرهم على وجه يعم جميع الأقسام فقال مخاطبا لأعظم المنعم عليهم على وجه التسلية والإعجاز عل في معرض الجواب لسؤال من كأنه قال: هذا حال الكتاب للمؤمنين فما حاله للكافرين؟ (إن الذين كفروا) أي حكم , بكفرهم دائما حكما نفذ ومضى فستروا ما أقيم من الأدلة على الوحدانية عن العقول التى هيئت لإدراكه والفطر الأولى التي خلصت عن مانع يعوقها عن الانقياد له وداموا على ذلك بما دل عليه السابق بالتغير عن أضدادهم بما يدل على تجديد الإيمان على الدوام واللحاق بالختم والعذاب , ولعله عبر بالماضي والموضع للوصف تنفيرا من مجرد إيقاع الكفر ولو للنعمة وليشمل المنافقين وغيرهم ولما دل هذا الحال على أنهم عملوا ضد المؤمنون من الانقياد المعنى (سواء عليهم أأنذرتهم) أي إنذار في هذا الوقت بهذا الكتاب (أم لم تنذرهم) أي وعدم إنذار فيه وبعده وقد انسلخ عن أم والهمزة معنى الاستفهام , قال سيبوية: جرى هذا على حرف الاستفهام كما جرى على حرف النداء في قولك: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة. انتهى ولعله عبر بصورة الاستفهام وقد سلخت عن معناه إفهاما لأنهم توغلوا في الكفر توغل من وصل في الحمق إلى أنه لو شاهد الملك يستفهمك عنه ما آمن.
ولما كان كأنه قيل في أي شيء استوت حالتهم قبل في أنهم (لا يؤمنون) وهي دليل على خصوص كونه هدى للمتقين وعلى وقوع التكليف بالممتنع لغيره فإنه سبحانه كلفهم الإيمان وأراد منهم الكفران , فصار ممتنعا لإرادته عدم وقوعه , والتكليف به جار على سنن الحكمة فإن إرادة عدم إيمانهم لم تخرج إيمانهم عن حيز الممكن فيما يظهر , لعدم العلم بما أراد الله من كل شخص بعينه , فهو على سنن الابتلاء ليظهر في عالم الشهادة المطيع من غيره لإقامة الحجة
وكل موضع ذكر فيه الكفر فإنما عبر به إشارة إلى أن الأدلة الأصلية في الوضوح بحيث لا تخفى على أحد ولا يخالفها إلا من ستر مرآة عقله إما عنادا وإما بإهمال النظر لا سديد والركون إلى نوع تقليد.
ولما كان من أعجب العجب كون شيء واحد يكون هدى لناس دون ناس علل ذلك بقوله: (ختم الله) اي (على قلوبهم) أي ختما مستعليا عليها فهي لا تعي حق الوعي , لأن الختم على الشيء يمنع الدخول إليه والخروج منه , وأكد المعنى بإعادة الجار فقال: (وعلى سمعهم) فهم لا يسمعون حق السمع , وأفراده لأن التفاوت فيه نادر , قال الحرالي: وشركة في الختم مع القلب لأن أحدا لا يسمع إلا ما عقل. انتهى.
(وعلى أبصارهم غشاوة) فهم لا ينظرون بالكامل. ولما سوى هنا بين الإنذار وعدمه كانت البداءة بالقلوب أنسب تسوية لهم بالبهائم , ولما كان الغبي قد يسمع أو يبصر فيهتدي وكان إلى السمع أضر لعمومه وخصوص البصر بأحوال الضياء نفي السمع ثم البصر تسفيلاً لهم عن حال الهائم , بخلاف ما في الجاثية فإنه لما أخبر فيها بالإضلال وكان الضال أحوج شيء إلى سماع الهادي نفاه , ولما كان الأصم إذا كان افهم أو بصر أمكنت هدايته و لكن الفهم أشرف نفاهما على ذلك الترتيب.
ولما وصفهم بذلك أخبر بمآلهم فقال: (ولهم عذاب عظيم) قال الحرالي: وفي وقوله: (ولهم) إعلام بقوة تداعي حالهم لذلك العذاب واستحقاقهم له وتنشؤ ذواتهم إليه حتى يشهد عيان المعرفة به أي العذاب وبهم أنه لهم وكان عذابهم عظيما آخذا في عموم ذواتهم لكونهم لم تلتبس أبدانهم ولا نفوسهم ولا أرواحهم بما يصد عنهم شيئنا من عذابها كما يكون للمعاقبين من مذنبي مؤمني المم حيث يتنكب العذاب عن وجوههم ومواضع وضوئهم ونحو ذلك. انتهى
المعنى العام:
يخبر تعالى أن الذين كفروا أي: اتصفوا بالكفر وانصبغوا به وصار وصفا لهم لازما لا يردعهم عنه رادع ولا ينجع فيهم وعظ إنهم مستمرون على كفرهم فسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون وحقيقة الكفر: هو الجحود لما جاء به الرسول أو جحد بعضه فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة إلا إقامة الحجة عليهم وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول صلى الله عليه وسلم في إيمانهم وأنك لا تأس عليهم ولا تذهب نفسك عليهم حسرات
ثم ذكر الموانع المانعة لهم من الإيمان فقال: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) أي: طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان ولا ينفذ فيها فلا يعون ما ينفعهم ولا يسمعون ما يفيدهم
(وعلى أبصارهم غشاوة) أي: غشاء وغطاء وأكنه تمنعها عن النظر الذي ينفعهم وهذه طرق العلم والخير قد سدت عليهم فلا مطمع فيهم ولا خير يرجى عندهم وإنما منعوا ذلك وسدت عنهم أبواب الإيمان بسبب كفرهم وجحودهم ومعاندتهم بعدما تبين لهم الحق كما قال تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) وهذا عقاب عاجل
ثم ذكر العقاب الآجل فقال: (ولهم عذاب عظيم) وهو عذاب النار وسخط الجبار المستمر الدائم
الأحكام:
لم يذكر ابن العربي أحكاماً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 11:12]ـ
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
معاني المفردات:
(مرض) الشك
(إلى شياطينهم) رؤوسهم فى الكفر
(يستهزئ بهم) اى يجازيهم على استهزائهم
(ويمدهم) اى يملي لهم
(يعمهون) يتحيرون
(اشتروا الضلالة) استبدلوا الكفر بالايمان
(بكم) الخرس
(كصيب) المطر
سبب النزول: قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا) أخرج الوحداي والثعلبي من طريق محمد بن مروان والسدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبدالله بن أبي وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبدالله ابن أبي انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء فذهب فأخذ بيد أبي بكر فقال مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد عمر فقال مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد علي فقال مرحبا بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله ثم افترقوا فقال عبدالله لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فنزلت هذه الآية هذا الإسناد واه جدا فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي وأبو صالح ضعيف
قوله تعالى (أو كصيب) الآية ك أخرج ابن جرير من طريق السدي الكبير عن أبي مالك وأبى صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله فيه رعد شديد وصواعق وبرق فجعلا كلما أصابهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذانهما من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما فتقتلهما وإذا لمع البرق مشيا إلى ضوئه وإذا لم يلمع لم يبصرا فأتيا مكانهما يمشيان فجعلا يقولان ليتنا قد أصبحنا فنأتي محمدا فنضع أيدينا في يده فأتياه فأسلما ووضعا أيديهما في يده وحسن إسلامهما فضرب الله شأن هذين المنافقين الخارجين مثلا للمنافقين الذين بالمدينة وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل فيهم شيء أو يذكروا بشيء فيقتلوا كما كان ذانك المنافقان
(يُتْبَعُ)
(/)
الخارجان يجعلان أصابعهما في آذانهما وإذا أضاء لهم مشوا فيه فإذا كثرت أموالهم وولدهم وأصابوا غنيمة أو فتحا مشوا فيه وقالوا إن دين محمد حينئذ صدق واستقاموا عليه كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء لهما البرق وإذا أظلم عليهم قاموا وكانوا إذا هلكت أموإلهم وولدهم وأصابهم البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد وارتدوا كفارا كما قال ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما
الناسخ و المنسوخ: لم يذكر ابن الجوزي شيئاً
المتشابه اللفظي:
قوله (آمنا بالله و اليوم الآخر) ليس في القرآن غيره تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إلا للتأكيد، و هذه حكاية كلام المنافقين، و هم أكدوا كلامهم نفياً للريبة، و إبعاداً للتهمة، فكانوا في ذلك كما قيل (يكاد المريب يقول خذوني) فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال
(و ما هم بمؤمنين) و يكثر مع النفي، و قد جاء في القرآن في موضعين: في النساء (و لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر) و في التوبة (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر)
المتشابه المعنوي: قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً} الآية. أفرد في هذه الآية الضمير في قوله استوقد وفي قوله ما حوله وجمع الضمير في قوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} , مع أن مرجع كل هذه الضمائر شيء واحد وهو لفظة الذي من قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي} , والجواب عن هذا أن لفظة الذي مفرد ومعناها عام لكل ما تشمله صلتها, وقد تقرر في علم الأصول أن الأسماء الموصولة كلها من صيغ العموم, فإذا حققت ذلك فاعلم أن إفراد الضمير باعتبار لفظة الذي وجمعه باعتبار معناها, ولهذا المعنى جرى على ألسنة العلماء أن الذي تأتي بمعنى الذين ومن أمثلة ذلك في القرآن هذه الآية الكريمة, فقوله كمثل الذي استوقد أي كمثل الذين استوقدوا بدليل قوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ} الآية. وقوله: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} وقوله: {لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} أي كالذين ينفقون بدليل قوله: {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا} وقوله: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} بناء على الصحيح من أن الذي فيها موصولة لا مصدرية ونظير هذا من كلام العرب قول الراجز:
يا رب عبس لا تبارك في أحد **** في قائم منهم ولا في من قعد****إلا الذي قاموا بأطراف المسد
وقول الشاعر وهو أشهب بن رميلة وأنشده سيبويه لإطلاق الذي وإرادة الذين:
وأن الذي حانت بفلج دماؤهم **** هم القوم كل القوم يا أم خالد
وزعم ابن الأنبارى أن لفظة الذي في بيت أشهب جمع الذ بالسكون وأن الذي في الآية مفرد أريد به الجمع وكلام سيبويه يرد عليه وقول هديل بن الفرخ العجلى:
وبت أساقى القوم إخوتي الذي **** غوايتهم غيي ورشدهم رشدي
وقال بعضهم المستوقد واحد لجماعة معه ولا يخفى ضعفه.
قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} الآية هذه الآية يدل ظاهرها على أن المنافقين لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يبصرون, وقد جاء في آيات أخر ما يدل على خلاف ذلك كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} وكقوله: {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِم} الآية, أي لفصاحتهم وحلاوة ألسنتهم, وقوله: {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَاد} إلى غير ذلك من الآيات, ووجه الجمع ظاهر, وهو أنهم بكم عن النطق بالحق وإن رأوا غيره, وقد بين تعالى هذا الجمع بقوله: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً} الآية, لأن مالا يغني شيئا فهو كالمعدوم والعرب ربما أطلقت الصمم على السماع الذي لا أثر له ومنه قول قعنب بن أم صاحب:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به **** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
وقول الشاعر:
أصم عن الأمر الذي لا أريده ****وأسمع خلق الله حين أريد
فأصممت عمرا وأعميته **** عن الجود والفخر يوم الفخار
وكذلك الكلام الذي لا فائدة فيه فهو كالعدم.
قال هبيرة بن أبي وهب المخزومى:
وإن كلام المرء في غير كنهه **** لك النبل تهوي ليس فيها نصالها
(يُتْبَعُ)
(/)
معاني الجمل: ومن الناس من. . . . . أجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق وأن هذه الصفة صفتهم
يخادعون الله والذين. . . . . قال أبو جعفر وخداع المنافق ربه والمؤمنين إظهاره بلسانه من القول والتصديق خلاف الذي في قلبه من الشك والتكذيب ليدرأ عن نفسه بما أظهر بلسانه حكم الله عز وجل اللازم من كان بمثل حاله من التكذيب لو لم يظهر بلسانه ما أظهر من التصديق والإقرار من القتل والسباء فذلك خداعه ربه وأهل الإيمان بالله
القول في تأويل قوله تعالى (وما يخدعون إلا أنفسهم)
إن قال لنا قائل أو ليس المنافقون قد خدعوا المؤمنين بما أظهروا بألسنتهم من قيل الحق عن أنفسهم وأموالهم وذراريهم حتى سلمت لهم دنياهم وإن كانوا قد كانوا مخدوعين في أمر آخرتهم قيل خطأ أن يقال إنهم خدعوا المؤمنين لأنا إذا قلنا ذلك أوجبنا لهم حقيقة خدعة جاءت لهم على المؤمنين كما أنا لو قلنا قتل فلان فلانا أوجبنا له حقيقة قتل كان منه لفلان ولكنا نقول خادع المنافقون ربهم والمؤمنين ولم يخدعوهم بل خدعوا أنفسهم كما قال جل ثناؤه دون غيرها نظير ما تقول في رجل قاتل آخر فقتل نفسه ولم يقتل صاحبه قاتل فلان فلانا ولم يقتل إلا نفسه فتوجب له مقاتلة صاحبه وتنفي عنه قتله صاحبه وتوجب له قتل نفسه فكذلك تقول خادع المنافق ربه والمؤمنين ولم يخدع إلا نفسه فتثبت منه مخادعة ربه والمؤمنين وتنفي عنه أن يكون خدع غير نفسه لأن الخادع هو الذي قد صحت له الخديعة ووقع منه فعلها
القول في تأويل قوله تعالى (وما يشعرون) يعني بقوله جل ثناؤه وما يشعرون وما يدرون
في قلوبهم مرض. . . . . وأصل المرض السقم ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضا وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الإعتقاد ولكن لما كان معلوما بالخبر عن مرض القلب أنه معنى به مرض ما هم معتقدوه من الإعتقاد استغنى بالخبر عن القلب بذلك والكناية عن تصريح الخبر عن ضمائرهم واعتقاداتهم
القول في تأويل قوله تعالى (فزادهم الله مرضا)
قد دللنا آنفا على أن تأويل المرض الذي وصف الله جل ثناؤه أنه في قلوب المنافقين هو الشك في اعتقادات قلوبهم وأديانهم وما هم عليه في أمر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر نبوته وما جاء به مقيمون فالمرض الذي أخبر الله جل ثناؤه عنهم أنه زادهم على مرضهم هو نظير ما كان في قلوبهم من الشك والحيرة قبل الزيادة فزادهم الله بما أحدث من حدوده وفرائضه التي لم يكن فرضها قبل الزيادة التي زادها المنافقين من الشك والحيرة إذ شكوا وارتابوا في الذي أحدث لهم من ذلك إلى المرض والشك الذي كان في قلوبهم في السالف من حدوده وفرائضه التي كان فرضها قبل ذلك كما زاد المؤمنين به إلى إيمانهم الذي كانوا عليه قبل ذلك بالذي أحدث لهم من الفرائض والحدود إذ آمنوا به إلى إيمانهم بالسالف من حدوده وفرائضه إيمانا
القول في تأويل قوله تعالى (ولهم عذاب أليم) قال أبو جعفر والأليم هو الموجع ومعناه ولهم عذاب مؤلم
القول في تأويل قوله تعالى (بما كانو يكذبون) اختلفت القراءة في قراءة ذلك فقرأه بعضهم بما كانوا يكذبون ... وذلك أن الله عز وجل أنبأ عن المنافقين في أول النبأ عنهم في هذه السورة بأنهم يكذبون بدعواهم الإيمان وإظهارهم ذلك بألسنتهم خداعا لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين
وإذا قيل لهم. . . . . اختلف أهل التأويل في تأويل هذه الآية فروي عن سلمان الفارسي أنه كان يقول لم يجيء هؤلاء بعد
وقال آخرون ... وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون هم المنافقون
وأولى التأويلين بالآية تأويل من قال إن قول الله تبارك اسمه وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون نزلت في المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان معنيا بها كل من كان بمثل صفتهم من المنافقين بعدهم إلى يوم القيامة
والإفساد في الأرض العمل فيها بما نهى الله جل ثناؤه عنه وتضييع ما أمر الله بحفظه
القول في تأويل قوله تعالى (قالوا إنما نحن مصلحون)
وتأويل ذلك كالذي قاله بن عباس ... إنما نحن مصلحون أي قالوا إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالفه في ذلك غيره ... عن مجاهد وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قال إذا ركبوا معصية الله فقيل لهم لا تفعلوا كذا وكذا قالوا إنما نحن على الهدى مصلحون
قال أبو جعفر وأي الأمرين كان منهم في ذلك أعنى في دعواهم أنهم مصلحون فهم لا شك أنهم كانوا يحسبون أنهم فيما أتوا من ذلك مصلحون مستبطنون لأنهم كانوا في جميع ذلك من أمرهم عند أنفسهم محسنين وهم عند الله مسيئون ولأمر الله مخالفون
ألا إنهم هم. . . . . وهذا القول من الله جل ثناؤه تكذيب للمنافقين في دعواهم إذا أمروا بطاعة الله فيما أمرهم الله به ونهوا عن معصية الله فيما نهاهم الله عنه قالوا إنما نحن مصلحون لا مفسدون ونحن على رشد وهدى فيما أنكرتموه علينا دونكم لا ضالون
وإذا قيل لهم. . . . . قال أبو جعفر وتأويل قوله وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس يعني وإذا قيل لهؤلاء الذين وصفهم الله ونعتهم بأنهم يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين صدقوا بمحمد وبما جاء به من عند الله كما صدق به الناس ويعني بالناس المؤمنين الذين آمنوا بمحمد ونبوته وما جاء به من عند الله
القول في تأويل قوله تعالى (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء) قال أبو جعفر والسفهاء جمع سفيه كالعلماء جمع عليم والحكماء جمع حكيم والسفيه الجاهل الضعيف الرأي القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ولذلك سمى الله عز وجل النساء والصبيان سفهاء
القول في تأويل قوله تعالى (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) قال أبو جعفر وهذا خبر من الله تعالى عن المنافقين الذين تقدم نعته لهم ووصفه إياهم بما وصفهم به من الشك والتكذيب أنهم هم الجهال في أديانهم الضعفاء الآراء في اعتقاداتهم واختياراتهم التي اختاروها لأنفسهم من الشك والريب في أمر الله وأمر رسوله وأمر نبوته وفيما جاء به من عند الله وأمر البعث لإساءتهم إلى أنفسهم بما أتوا من ذلك وهم يحسبون أنهم إليها يحسنون
وإذا لقوا الذين. . . . . قال أبو جعفر وهذه الآية نظير الآية الأخرى التي أخبر الله جل ثناؤه فيها عن المنافقين بخداعهم الله ورسوله والمؤمنين فقال ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر ثم أكذبهم تعالى ذكره بقوله وما هم بمؤمنين وأنهم بقيلهم ذلك يخادعون الله والذين آمنوا
وكذلك أخبر عنهم في هذه الآية أنهم يقولون للمؤمنين المصدقين بالله وكتابه ورسوله بألسنتهم آمنا وصدقنا بمحمد وبما جاء به من عند الله خداعا عن دمائهم وأموالهم وذراريهم ودرءا لهم عنها وأنهم إذا خلوا إلى مردتهم وأهل العتو والشر والخبث منهم ومن سائر أهل الشرك الذين هم على مثل الذي هم عليه من الكفر بالله وبكتابه ورسوله وهم شياطينهم
القول في تأويل قوله تعالى (إنما نحن مستهزء ون) أجمع أهل التأويل جميعا لا خلاف بينهم على أن معنى قوله إنما نحن مستهزءون إنما نحن ساخرون
الله يستهزئ بهم. . . . . قال أبو جعفر اختلف في صفة استهزاء الله جل جلاله الذي ذكر أنه فاعله بالمنافقين الذين وصف صفتهم
فقال بعضهم استهزاؤه بهم كالذي أخبرنا تبارك اسمه أنه فاعل بهم يوم القيامة في قوله تعالى (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى) فهذا وما أشبهه من استهزاء الله جل وعز وسخريته ومكره وخديعته للمنافقين وأهل الشرك به
وقال آخرون بل استهزاؤه بهم توبيخه إياهم ولومه لهم على ما ركبوا من معاصي الله والكفر به كما يقال إن فلانا ليهزأ منه اليوم ويسخر منه يراد به توبيخ الناس إياه ولومهم له أو إهلاكه إياهم وتدميره
وقال آخرون قوله (إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم) وقوله (يخادعون الله وهو خادعهم) وما أشبه ذلك إخبار من الله أنه مجازيهم جزاء الاستهزاء ومعاقبهم عقوبة الخداع
القول في تأويل قوله تعالى (ويمدهم)
قال أبو جعفر اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ويمدهم فقال بعضهم ... عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن بن عباس وعن مرة عن بن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمدهم يملي لهم
وقال آخرون بقراءة عن مجاهد يمدهم قال يزيدهم
(يُتْبَعُ)
(/)
القول في تأويل قوله تعالى (في طغيانهم) قال أبو جعفر والطغيان الفعلان من قولك طغى فلان يطغى طغيانا إذا تجاوز في الأمر حده فبغى
القول في تأويل قوله تعالى (يعمهون) قال أبو جعفر والعمه نفسه الضلال يقال منه عمه فلان يعمه عمهانا وعموها إذا ضل
أولئك الذين اشتروا. . . . . قال أبو جعفر والذي هو أولى عندي بتأويل الآية ما روينا عن بن عباس وبن مسعود من تأويلهم قوله اشتروا الضلالة بالهدى أخذوا الضلالة وتركوا الهدى وذلك أن كل كافر بالله فإنه مستبدل بالإيمان كفرا باكتسابه الكفر الذي وجد منه بدلا من الإيمان الذي أمر به
القول في تأويل قوله تعالى فما (ربحت تجارتهم)
قال أبو جعفر وتأويل ذلك أن المنافقين بشرائهم الضلالة بالهدى خسروا ولم يربحوا لأن الرابح من التجار المستبدل من سلعته المملوكة عليه بدلا هو أنفس من سلعته أو أفضل من ثمنها الذي يبتاعها به
القول في تأويل قوله تعالى (وما كانوا مهتدين) يعني بقوله جل ثناؤه وما كانوا مهتدين ما كانوا رشداء في اختيارهم الضلالة على الهدى واستبدالهم الكفر بالإيمان واشترائهم النفاق بالتصديق والإقرار
مثلهم كمثل الذي. . . . . وتأويل ذلك مثل استضاءة المنافقين بما أظهروه من الإقرار بالله وبمحمد وبما جاء به قولا وهم به مكذبون اعتقادا كمثل استضاءة الموقد نارا
... عن بن عباس مثلهم كمثل الذي استوقد نارا إلى آخر الآية هذا مثل ضربه الله للمنافقين أنهم كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز كما سلب صاحب النار ضوءه وتركهم في ظلمات يقول في عذاب
... وأولى التأويلات بالآية ما قاله قتادة والضحاك وما رواه علي بن أبي طلحة عن بن عباس وذلك أن الله جل ثناؤه إنما ضرب هذا المثل للمنافقين الذين وصف صفتهم وقص قصصهم من لدن ابتدأ بذكرهم بقوله ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنينأي لا المعلنين بالكفر المجاهدين بالشرك
صم بكم عمي. . . . . قال أبو جعفر وإذ كان تأويل قول الله جل ثناؤه ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون هو ما وصفنا من أن ذلك خبر من الله جل ثناؤه عما هو فاعل بالمنافقين في الآخرة عند هتك أستارهم وإظهاره فضائح أسرارهم وسلبه ضياء أنوارهم من تركهم في ظلم أهوال يوم القيامة يترددون وفي حنادسها لا يبصرون فبين أن قوله جل ثناؤه صم بكم عمي فهم لا يرجعون من المؤخر الذي معناه التقديم وأن معنى الكلام أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين صم بكم عمي فهم لا يرجعون مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون أو كمثل صيب من السماء
القول في تأويل قوله تعالى (فهم لا يرجعون)
قال أبو جعفر وقوله فهم لا يرجعون إخبار من الله جل ثناؤه عن هؤلاء المنافقين الذين نعتهم الله باشترائهم الضلالة بالهدى وصممهم عن سماع الخير والحق وبكمهم عن القيل بهما وعماهم عن إبصارهما أنهم لا يرجعون إلى الإقلاع عن ضلالتهم ولا يتوبون إلى الإنابة من نفاقهم فآيس المؤمنين من أن يبصر هؤلاء رشدا ويقولوا حقا أو يسمعوا داعيا إلى الهدى أو أن يذكروا فيتوبوا من ضلالتهم كما آيس من توبة قادة كفار أهل الكتاب والمشركين وأحبارهم الذين وصفهم بأنه قد ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وغشى على أبصارهم
أو كصيب من. . . . . قال أبو جعفر والصيب الفيعل من قولك صاب المطر يصوب صوبا إذا انحدر ونزل ... قال أبو جعفر وتأويل ذلك مثل استضاءة المنافقين بضوء إقرارهم بالإسلام مع استسرارهم الكفر مثل إضاءة موقد النار بضوء ناره على ما وصف جل ثناؤه من صفته أو كمثل مطر مظلم ودقه تحدر من السماء تحمله مزنة ظلماء في ليلة مظلمة وذلك هو الظلمات التي أخبر الله جل ثناؤه أنها فيه
القول في تأويل قوله تعالى (فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا) قال أبو جعفر فأما الظلمات فجمع واحدها ظلمة وأما الرعد فإن أهل العلم اختلفوا فيه فقال بعضهم هو ملك يزجر السحاب ... وقال آخرون إن الرعد ريح تختنق تحت السحاب فتصاعد فيكون منه ذلك الصوت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد علم إذ كان الأمر على ما وصفنا من قول بن عباس إن معنى الآية أو كمثل غيث تحدر من السماء فيه ظلمات وصوت رعد إن كان الرعد هو ما قاله بن عباس وأنه استغنى بدلالة ذكر الرعد باسمه على المراد في الكلام من ذكر صوته وإن كان الرعد ما قاله أبو الخلد فلا شيء في قوله فيه ظلمات ورعد متروك لأن معنى الكلام حينئذ فيه ظلمات ورعد الذي هو وما وصفنا صفته
وأما البرق فإن أهل العلم اختلفوا فيه فقال بعضهم البرق مخاريق الملائكة ... وقال آخرون هو سوط من نور يزجر به الملك السحاب ... وقال آخرون هو ماء ... وقال آخرون هو مصع ملك
... قال أبو جعفر وقد يحتمل أن يكون ما قاله علي بن أبي طالب وبن عباس ومجاهد بمعنى واحد وذلك أن تكون المخاريق التي ذكر علي رضي الله عنه أنها هي البرق هي السياط التي هي من نور التي يزجي بها الملك السحاب كما قال بن عباس ويكون إزجاء الملك السحاب مصعه إياه بها وذاك أن المصاع عند العرب أصله المجالدة بالسيوف
وأما تأويل الآية فإن أهل التأويل مختلفون فيه ... وهذه الأقوال التي ذكرنا عمن رويناها عنه فإنها وإن اختلفت فيها ألفاظ قائليها متقاربات المعاني لأنها جميعا تنبئ عن أن الله ضرب الصيب لظاهر إيمان المنافق مثلا ومثل ما فيه من ظلمات بضلالته وما فيه من ضياء برق بنور إيمانه واتقاءه من الصواعق بتصيير أصابعه في أذنيه بضعف جنانه وتحير فؤاده من حلول عقوبة الله بساحته ومشيه في ضوء البرق باستقامته على نور إيمانه وقيامه في الظلام بحيرته في ضلالته وارتكاسه في عمهه
وذلك تأويل قوله جل ثناؤه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت يعني بذلك يتقون وعيد الله الذي أنزله في كتابه على لسان رسوله بما يبدونه بألسنتهم من ظاهر الإقرار كما يتقي الخائف أصوات الصواعق بتغطية أذنيه وتصيير أصابعه فيها حذرا على نفسه منها
يكاد البرق يخطف. . . . .
ثم عاد جل ذكره إلى نعت إقرار المنافقين بألسنتهم والخبر عنه وعنهم وعن نفاقهم وإتمام المثل الذي ابتدأ ضربه لهم ولشكهم ومرض قلوبهم فقال يكاد البرق يعني بالبرق الإقرار الذي أظهروه بألسنتهم بالله وبرسوله وما جاء به من عند ربهم فجعل البرق له مثلا على ما قدمنا صفته يخطف أبصارهم يعني يذهب بها ويستلبها ويلتمعها من شدة ضيائه ونور شعاعه
القول في تأويل قوله تعالى (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم)
قال أبو جعفر وإنما خص جل ذكره السمع والأبصار بأنه لو شاء أذهبها من المنافقين دون سائر أعضاء أجسامهم للذي جرى من ذكرها في الآيتين أعني قوله يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق وقوله يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه فجرى ذكرها في الآيتين على وجه المثل
ثم عقب جل ثناؤه ذكر ذلك بأنه لو شاء أذهبه من المنافقين عقوبة لهم على نفاقهم وكفرهم وعيدا من الله لهم كما توعدهم في الآية التي قبلها بقوله والله محيط بالكافرين واصفا بذلك جل ذكره نفسه أنه المقتدر عليهم وعلى جمعهم لإحلال سخطه بهم وإنزال نقمته عليهم ومحذرهم بذلك سطوته ومخوفهم به عقوبته ليتقوا بأسه ويسارعوا إليه بالتوبة
القول في تأويل قوله تعالى (إن الله على كل شي قدير)
قال أبو جعفر وإنما وصف الله نفسه جل ذكره بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنه بهم محيط وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير ثم قال فاتقوني أيها المنافقون واحذروا خداعي وخداع رسولي وأهل الإيمان بي لا أحل بكم نقمتي فإني على ذلك وعلى غيره من الأشياء قدير ومعنى قدير قادر كما معنى عليم عالم على ما وصفت فيما تقدم من نظائره من زيادة معنى فعيل على فاعل في المدح والذم
العلاقة بين الجمل: فقال تعالى: (ومن الناس من يقول) أي لما أرسلنا رسولنا انقسم الناس إلى قسمين: مؤمن وكافر وانقسم الكافر قسمين: فمنهم من جاهر وقال: لا نؤمن أبدا , ومنهم من يقول , ولعله أظهر ولم يضمر لا نفرادهم عن المجاهرين ببعض الأحكام , أو لأنه سبحانه لما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر طرفي الإيمان والكفر وأحوال المؤمنين وأحوال الذين كفروا ذكر المنافقين المترددين بين الاتصاف بالطرفين بلفظ الناس لظهور معنى النوس فيهم لاضطرابهم بين الحالين , لأن النوس هو حركة الشيء اللطيف المعلق في الهواء كالخيط المعلق الذي ليس في طرفه الأسفل ما يثقله فلا يزال مضطربين جهتين , ولم يظهر هذا المعنى في الفريقين لتحيزهم إلى جهة واحده ... فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات وابتدائت قصتهم بالتنبيه على قلة عقولهم وخفة حلومهم من حيث أن محط حالهم أنهم يخادعون من لا يجوز عليه الخداع وان الذي حملهم على ذلك أنهم ليس لهم نوع شعور ولا شيء من إدراك بقوله تعالى جوابا لسؤال من كأنه قال: فما قصدهم بإظهار الإيمان والإخبار عن أنفسهم بغير ما هي متصفة به مع معرفتهم بقبح الكذب وشناعته وفظاعته وبشاعته؟ (يخادعونا الله) أي يبالغون في معاملته هذه المعاملة بإبطان غير ما يظهرون مع ما له من الإحاطة بكل شيء , والخداع أصله الإخفاء والمفاعلة في أصلها للمبالغة لن الفعل متى غولب فيه فاعله جاء أبلغ وأحكم منه إذا زاوله وحده (والذين آمنوا) أي يعاملونهم تلك المعاملة , وأمر تعالى بإجراء أحكام الإسلام عليهم في الدنيا صورته صورة الخدع وكذا امتثال المؤمنين أمره تعالى فيهم.
(وما يخدعون) أي بما يغرون به المؤمنين (إلا أنفسهم) يعني أن عقولهم لخباثتها تسمى نفوسا وقراءة الحذف هذه لا تنافي قراءة يخادعون لن المطلق لا يخالف المقيد بالمبالغة , وعبر هنا بصيغة المفاعلة لشعورهم
(وما يشعرون) أي نوع شعور لإفراط جهلهم بأنهم لايضرون غير أنفسهم لأن الله يعلم سرهم كما يعلم جهرهم. وحذف متعلق للتعميم والشعور
ثم بين سبحان أن سبب الغفلة عن هذا الظاهر كون آلة إدراكهم مريضة , شغلها المرض عن إدراك ما ينفعها فهي لاتجنح الإ إلى ما يؤذيها , كالمريض لا تميل نفسه إلى غير مضارها فقال جوابا لمن كأنه قال: ما سبب فعلهم هذا من الخداع وعدم الشعور؟ (في قلوبهم مرض) أي من اصل الخلقة يوهن قوى الإيمان فيها ويوجب ضعف أفعالهم الإسلامية وخللها , لأن المرض كما قال الحرالي: ضعف في القوى يترتب عليه خلل في الأفعال (فزادهم الله) أي بما له من صفات الجلال والإكرام لمخادعتهم بما يون من عدم تأثيرها (مرضا) أي سوء اعتقاد بما يزيد من خداعهم وألما في قلوبهم بما يرون من خيبة مطلوبهم , فانسدعليهم باب الفهم والسداد جملة
(ولهم) أي مع ضرر الغباوة في الدنيا المحلقة بالبهائم (عذاب أليم) في الآخرة اي شديد الألم وهو الوجع اللازم. قاله الحرالي (وبما كانوا) قال الحرالي: من كان الشيء وكان الشيء كذا إذا ظهر وجوده وتمت صورته أو ظهر ذلك الكذا من ذات نفسه. انتهى.
(يكذبون) أي يوقعون الكذب وهو الإخبار عن أنفسهم بالإيمان مع تلبسهم بلكفران , والمعنى على قراءة التشديد يبالغون في الكذب , أو ينسون الصادق إلى الكذب , وذلك أشنع الكذب ولما أخبر تعلى عن بواطنهم أتبعه من الظاهر ما يدل عليه فبين أنهم إذا نهوا عن الفساد العام ادعوا الصلاح العام بقوله: (وذا قيل لهم) وبناؤه للمجهول إشارة إلى عصيانهم لكل قائل كائنا من كان (ولاتفسدوا في الأرض) أي بما نرى لكم من الأعمال الخبيثة والفساد انتقاض صورة الشيء. قال الحرالي (قالوا) قاصرين فعلهم على الصلاح نافين عنه كل فساد مباهتين غير مكترثين (إنما نحن مصلحون) والإصلاح تلاقي خلل الشيء. قال الحرالي ولما كان حالهم مبينا على الخداع بإظهار الخير وإبطان الشر وكانوا يرون لإسادهم لما لهم من عكس الإدراك إصلاحا فكانوا يناظرون عليه بأنواع الشبه كان قولهم ربما عر من سمعه من المؤمنين لأن المؤمن غركريم والكافر خب لئيم فقال تعالى محذرا من حالهم مثبتا لهم ما نفوه عن أنفسهم من الفساد وقاصرا له عليهم (ألانهم هم) أي خاصة (المفسدون) أي الكاملون الإفساد البالغون من العراقة فيه ما يجعل إفساد غيرهم بالنسبة إلى إفساد عدما لما في ذلك من خراب ذات البين وأخذ المؤمن منة المأمن وقال الحرالي: ولما كان حال الطمأنينة بالإيمان إصلاحا وجب أن يكون اضرارهم فيه إفسادا لاسيما مع ظنهم أن كونهم مع هؤلاء تارة ومع هؤلاء تارة من الحكمة والإصلاح وهو عين الإفساد لاسيما مع ظنهم أن كونهم مع هؤلاء تارة من الحكمة والإصلاح
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قيل: ما يصلح المنافق , لأنه لا حبيب مصاف ولا عدو مبائن , فلا يعتقد منه على شيء. انتهى.
وبما كان هذا الوصف موجبا لعظيم الرهبة اتبعه ما يخففه بقوله: (ولكن لا يشعرون) أي هم في غاية الجلافة حتى لا شعور لهم يحسون به الصرف فيما يحاولونه من الفساد الآن بما دلت عليه ما في الآية السابقة الدالة على أن المضارع للحال ولا فيما يستقبل من الزمان لأن لا لا تقارنه إلا وهو بمعنى الاستقبال , فلأجل ذلك لا يؤثر إفساد إلا في أذى أنفسهم , فلا تخافوهم فإني كافيكموهم.
ولما بين حالهم إذا أمروا بالصلاح العام بين أنهم إذا دعوا إلى الصلاح الخاص الذي هو أس كل صلاح سموه سفها فقال: (وإذا قيل) أي من أي قائل كان (لهم آمنوا) أي ظاهرا وباطنا (كما آمن الناس) أي الذين هم الناس ليظهر عليكم ثمرة ذلك من الزوم الصلاح واجتناب الفساد والإيمان المضاف إلى الناس أدنى مراتب الإيمان قاله الحرالي , وهومفهم لما صرح به قوله: وما هم بمؤمنين (قالوا أنؤمن) أي ذلك الإيمان (كما آمن السفهاء) أي الذين استدرجتهم إلى استدراجهم ما دخلوا فيه بعد ترك ما كان عليه آباؤهم خفة نشأت عن ضعف العقل , ثم رد سبحانه قولهم بحصر السفه فيهم فقال: (ألانهم هم السفهاء) لا غير لجمودهم على رأيهم مع أن بطلانه أظهر من الشمس ليس فيه لبس (ولكن لا يعلمون) أي ليس لهم علم أصلا لا بذلك ولا بغيره , ولا يتصور لهم علم لأن جهلهم مركب وهو أسوأ الجهل والعلم.
ولما كان الفساد يكفي في معرفته والسد غنه أدنى تأمل والسفه لا يكفي في إدراكه والنهي عنه إلا رزانة العلم ختمت كل آية بما يناسب ذلك من الشعور والعلم ولما كان العام جزء الخاص قدم عليه ولما نفاقهم وعلته وسيرتهم عند دعاء الداعي إلي الحق بهذة الآيات بين سيرتهم في أقوالهم في أقوالهم في خداعهم دليلا على إفسادهم بقوله: (وإذا لقوا) وللقاء اجتماع بإقبال (الذين آمنوا) أي حقا ظاهرا وباطنا , ولكن إيمانهم
(قالوا) خداعا (آمنا) معبرين بالجملة الفعلية الماضية التي يكفي في إفادتها لما سقيت له أدنى الحدوث.
(وإذا خلوا) منتهين (إلى شياطينهم) الذين هم رؤوسهم من غير أن يكون معهم مؤمن , والشيطان هو الذي الشديد البعد عن محل الخير. قال الحرالي (قالوا إنا معكم) معبرين بالأسمة الدالة على الثبات مؤكدين لها دالالة على نشاطهم لهذا الإخبار لمزيد حبهم لما أفاده ودفعالما قد يتوهم من تبدلهم من رأى نفاقهم للمؤمنين ثم استأنفوا في موضع الجواب لمن قال: ما بالكم تلينون للمؤمنين قولهم؟ (إنما نحن مسهزئون) أي طالبون للهزء ثابتون عليه فيما نظهر من الإيمان والهزء إظهار الجد وإخفاء الهزل فيه قاله الحرالي.
فأجيب من كأنه قال: بماذا جوزوا؟ بقوله: (الله يستهزىء بهم) أي يجازهم على فعلهم بالاستداج بأن يظهر لهم من أمره المرذي لهم ما لا يدركون وجهة فهو يجري عليهم في الدنيا في الدنيا أحكام أهل الإيمان ويذيقهم في الدارين أعلى هوان مجددالهم ذلك بحسب استهزائهم , وذلك أنكمأ من شيء دائم توطن النفس فلذلك عبر بالفعليه دون الاسمية.
مع أنها تفيد صجحة التوبة لمن تاب دون الاسمية (ويمدهم) من المد بما يلبس عليهم.
(في طغيانهم) أي تجاوزهم الحد في الفساد ...
وهذا المد بالإملاء لهم حال كونهم (يعمهون) أي يخبطون خبط الذي لا بصيرة له أصلا.
فلما تقرر ذلك كله كانت فذلكته من غير توقف (أولئك) أي الشديد و البعد من الصواب (الذين اشتروا) أي لجوا في هواهم فكلفوا أنفسهم ضد ما فطرها الله عليه مع ما نصب من الأدلة ختى اخذوا (الضلالة) أي التي هي أقبح الأشياء (بالهدى) الذي هو حيز الأشياء ومدار كل ذي شعور عليه (فما) أي فتسبب عن فعلهم هذا أنه ما (ربحت تجارتهم) مع ادعائهم أنهم أبصر الناس بها (وما كانوا) في نفس جبلاتهم (مهتدين) لأنهم مع أنهم لم يربحوا أضاعوا رأس المال , لأنه لم يبق في أيدهم غير الضلال الذي صاحبة في دون رتبة البهائم مع زعمائم أنه لا ميل لهم في الهداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما علم ذلك كله وكانت الأمثال ألصق بالبال وأكشف للأحوال مثل حالهم في هداهم الذي باعوه بالضلالة بالأمور المحسوسة , لأن للتمثيل بها شأنا عظيما في إيصال المعاني حتى إلى الأذهان الجامدة وتقريرها فيها بقوله تعالى (مثلهم) اي في حالهم هذه التي طلبوا أن يعيشوا بها (كمثل الذي استوقد نارا) أي طلب أن توقد له وهي هداه ليسير في نورها , وأصلها من نار إذا نفر لتحركها واضطرابها , فأوقدت وأنارت.
(فلما أضاءت) أي النار , وأفراد الضمير باعتبار لفظ (الذي) فقال: (ما حوله) وأراد أن ينتفع بها في إبصار ما يريد , وهوكناية عما حصل لهم من الأمنة بما قالوه من كلمة الإسلام من غير اعتقاد (ذهب الله) الذي له كمال العلم والقدرة , وجمع الضمير نظرا إلى المعنى لئلا يتوهم أن بعضهم انتفع دون بعض بعد ان أفراد تقليلا للنور وإن كان قويا في أوله لانطفائه في آخر فقال: (بنورهم) أي الذي نشأ من تلك النار بإطفائه لها ولا نور لهم سواه؛ ولم يقل: بضوئهم , لئلا يتوهم أن المذهوب به الزيادة فقط , لأن الضوء أعظم من مطلق النور، فذهب نورهم وبقيت نارهم ليجتمع عليهم حرها مع حر الفقد لما ينفعهم من النور , وعبر بالإضاءة أو لا إشارة إلى قوة أولهم و انحماق آخرهم لأن محط حالهم الباطل والباطل له صولة ثم تضمحل عند من ثبت لها ليتبين الصادق من الكاذب نوع بر بالذهاب به دون إذهابه ليدل نصفا على أنه سبحانه ليس معهم وحقق ذلك بالتعبير عن صيرتك فقال: (وتركهم في ظلمات) أي بالضلالة من قلوبهم وإبصارهم وليهم أي ظلمات لاينفذ فيها بصر , فلذا كانت نتيجة (لايبصرون) أي لا إبصار لهم أصلا ببصره ولا بصيرة.
ولما فرغ من المثل كشف المراد بظلماتهم بأنها ما في آذانهم من الثقل المانع من الانتفاع بالسماع , وما في ألسنتهم من الخرس عن كلام الخير الناشىء عن عدم الإدراك الناشىء عن عمى البصائر وفساد الضمائر والسرائر , وما على أبصارهم من الغشاوة المانعة من الاعتبار وعلى بصارئهم من الأغطية المنافية للادكار فقال: (صم) أي عن السماع النافع (بكم) عن النطق المفيد لأن قلوبهم مختوم عليها فلا ينبعث منها خير تقذفة إلى الألسنة (عمي) في البصر والبصيرة عن الإبصار المرشد لما تقدم من الختم على مشاعرهم , ولما مان في اكن في مقام إجابة الداعي إلي إلى الإيمان قدم السمع لأنه العمدة في ذلك وثنى بالقول لأنه يمكن الأصم الإفصاح عن المراد , وختم بالبصر لإمكان الاهتداء به بالإشارة؛ وكذا ما يأتي في هذه السورة سواء بخلاف ما في الإسراء (فهم) أي فتسبب عن ذلك أنهم (لا) ولما كان المراد التعميم في كل رجوع لم يذكر المرجوع عنه فقال: (يرجعون) أي عن طغيانهم وضلالهم إلى الهدى الذي باعوه ولا إلى حالهم الذي كانوا عليه ولا ينتقلون عن حالهم الذي عليه ولا ينتقلون عن حالهم هذا أصلا , لأنهم كمن هذا حاله ومن هذا حاله لا يقدر على مفارقة موضعه بتقدم ولا تأخر.
(أو) مثلهم في سماع القرآن الذي فيه التشابه والوعيد والوعد (كصيب) أي أصحاب صيب اي مطر عظيم , ومثل القرآن بهذا لمواترة نزوله وعلوه وإحيائه القلوب كما أن الصيب يحي الأرض , ثم أخبر عن حاله بقوله: (فيه ظلمات) أي لكثافة السحاب واسوداده (ورعد) أي صوت مرعب يرعد سماعه (وبرق) أي نور مبهت للمعانه وسرعته قال الحرالي , والظلمات مثل مالم يفهموه , والرعد ما ما ينادي عليهم بالفضيحة والتهديد والبرق ما لم يلوح لهم معناه ويداخلهم رأي في استحسانه.
ولما تم مثل القرآن استأنف الخبر عن حال ممثل لهم والممثل بهم حقيقة ومجازا فقال: (يجعلون أصابعهم) أي بعضها ولو قدروا لحشوا الكل لشدة خوفهم (في أذانهم من الصواعق) أي من أجل قوتها , لأن هولها يكاد أن يصم , ثم علل هذا بقوله: (حذر الموت والله) أي والحال أن المحيط بكل شيء قدرة وعلما (محيط بالكافرين) فلا يغنيهم من قدره حذر , وأظهر موضع الإضمار لإعراضهم عن القرآن وسترهم لأنواره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم استأنف الحديث عن بقية حالهم فقال: (يكاد البرق) أي من قوة لمعه وشعاعه وشدة حركته وإسراعه (يخطف أبصارهم) فهم يغضونها عند لمعه وخفضه في ترائبه ورفعه , ولما كان من المعلوم أن البرق ينقضي لمعانه بسرعة كان كأنه قيل: ماذا يصنعون عند ذلك؟ فقال: (كلما) وعبر بها دون إذا دلالة على شدة حرصهم على إيجاد المشي عند الإضاءة (أضاء لهم مشوا فيه) مبادرين إلى ذلك حراصا عليه لا يقترون عنه في وقت من أوقات الإضاءة مع أنهم يغضون أبصارهم ولا يمدونها غاية المد خوفا عليهم ووقوفا مع الأسباب ووثوقا بها واعتمادا عليها وغفلة عن رب الأرباب , وهو مثل لما وجدوا من القرآن موافقا لآرائهم , وعطف بإذن لتحقق خفوته بعد خفوته قوله: (وإذا أظلم عليهم قاموا) أي أول حين الإظلام لايقدرون على التقدم خطوة واحده إشارة إلى أنه ليست لهم بصائر بها فيما كشف البرق لأبصارهم من الأرض قبل الإظلام بل حال انقطاع اللمعان يقفون لعمى بصائرهم ووحشتهم وجنبهم وغربتهم وشدة جزعهم وحيرتهم , وهكذا حال هؤلاء لا يقسمون ما أشكل عليهم من القرآن على ما فهموه.
(ولو شاء الله) الذي له العظمة الباهة مع شدة حرصهم وتناهي جزعهم , ودل على مفعول شاء بقوله: (لذهب بسمعهم) اي بقاصف الرعد ولم يغنهم سدآذانهم (وأبصارهم) بخاطف البرق ولم يمنعه غضهم لها , ثم علل ذلك بقوله: (إن الله) أي الذي له جميع صفات الكمال (على كل شىء) أي مشيء أي يصح أن تقع عليه المشيئة هذا المراد وإن كان الشيء كما قال سيبوية يقع على كل ما أخبر عنه , وهوأعلم العام كما أناالله أخص الخاص , يجري على الجسم والعرض والقديم والمعدوم والمحال , وقول الأشاعرة: إن المعدوم ليس بشيء , بمعنى أنه ليس بثابت في الأعيان متميز فيها (قدير) إعلاما بأن قدرته لا تتقيد بالأسباب
ولعله سبحانه قدم المثل الأول لأنه مالجزء من الثاني , أولأنه مثل النافقين , جعلت مدة صباهم بنموهم وازدياد عقولهم استيقاد مع جعل الله إياهم على الفطرة القويمة وزمان بلوغهم بتمام العقل الغزيزي إضاءة؛ والثاني مثل النافقين وهوأبلغ. لأن الضلال فيه أشنع وأفظع. فالصيب القرآن الذي انقادوا له ظاهرا , والضلمات متشابهه , والصواعق وعيده , والبرق وعده , كلما أنذروا بوعيد انقطعت قلوبهم خوفا
المعنى العام: واعلم أن النفاق هو: إظهار الخير وإبطان الشر ويدخل في هذا التعريف النفاق الاعتقادي والنفاق العملي فالنفاق العملي كالذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وفي رواية: وإذا خاصم فجر
وأما النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام فهو الذي وصف الله به المنافقين في هذه السورة وغيرها ولم يكن النفاق موجودا قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم [من مكة] إلى المدينة وبعد أن هاجر فلما كانت وقعة بدر وأظهر الله المؤمنين وأعزهم ذل من في المدينة ممن لم يسلم فأظهر بعضهم الإسلام خوفا ومخادعة ولتحقن دماؤهم وتسلم أموالهم فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم منهم وفي الحقيقة ليسوا منهم فمن لطف الله بالمؤمنين أن جلا أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها لئلا يغتر بهم المؤمنون ولينقمعوا أيضا عن كثير من فجورهم
الأحكام:
قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)
المراد بهذه الآية وما بعدها المنافقون الذين أظهروا الإيمان وأسروا الكفر واعتقدوا أنهم يخدعون الله تعالى وهو منزه عن ذلك فإنه لا يخفى عليه شيء وهذا دليل على أنهم لم يعرفوه ولو عرفوه لعرفوا أنه لا يخدع وقد تكلمنا عليه في موضعه والحكم المستفاد هاهنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين مع علمه بهم وقيام الشهادة عليهم أو على أكثرهم
اختلاف العلماء في سبب عدم قتل المنافقين واختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال
الأول أنه لم يقتلهم لأنه لم يعلم حالهم سواه وقد اتفق العلماء عن بكرة أبيهم على أن القاضي لا يقتل بعلمه وإن اختلفوا في سائر الأحكام هل يحكم بعلمه أم لا
الثاني أنه لم يقتلهم لمصلحة وتألف القلوب عليه لئلا تنفر عنه وقد أشار هو صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى فقال أخاف أن يتحدث الناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه
الثالث قال أصحاب الشافعي إنما لم يقتلهم لأن الزنديق وهو الذي يسر الكفر ويظهر الإيمان يستتاب ولا يقتل وهذا وهم من علماء أصحابه فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستتبهم ولا يقول أحد إن استتابة الزنديق غير واجبة وكان النبي صلى الله عليه وسلم معرضا عنهم مع علمه بهم فهذا المتأخر من أصحاب الشافعي الذي قال إن استتابة الزنديق جائزة قال ما لم يصح قولا واحدا
وأما قول من قال إنه لم يقتلهم لأن الحاكم لا يقضي بعلمه في الحدود فقد قتل بالمجذر بن زياد بعلمه الحارث بن سويد بن الصامت لأن المجذر قتل أباه سويدا يوم بعاث فأسلم الحارث وأغفله يوم أحد الحارث فقتله فأخبر به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقتله به لأن قتله كان غيلة وقتل الغيلة حد من حدود الله عز وجل
والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعرض عنهم تألفا ومخافة من سوء المقالة الموجبة للتنفير كما سبق من قوله وهذا كما كان يعطي الصدقة للمؤلفة قلوبهم مع علمه بسوء اعتقادهم تألفا لهم أجرى الله سبحانه أحكامه على الفائدة التي سنها إمضاء لقضاياه بالسنة التي لا تبديل لها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 01:02]ـ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
معاني المفردات:
(أندادا) الامثال الاشكال وهى الاصنام
(وادعوا شهداءكم) اى استعينوا بالهتكم وسموا شهداء لانهم يشهدونهم ويحضرونهم
(الوقود بفتح) الواو الحطب
(تجري من تحتها الأنهار) اى من تحت شجرها
(هذا الذي رزقنا من قبل) اى رزق الغداة كرزق العشى فهو متشابه المنظر مختلف الطعم
(مطهرة) اى نقيه من الاذى
سبب النزول: لم يذكر السيوطي شيئاً
الناسخ و المنسوخ:لم يذكر ابن الجوزي شيئاً
المتشابه اللفظي:قوله (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) ليس في القرآ، غيره لأن العبادة في الآية التوحيد، و التوحيد أول ما يلزم العبد من المعارف، فكان هذا أول خطاب خاطب الله به الناس في القرآن، فخاطبهم بما ألزمهم أولاً، ثم ذكر سائر المعارف، و بنى عليها العبادات فيما بعدها من السور و الآيات.
المتشابه المعنوي:
لم يذكر الشنقيطي شيئاً
معاني الجمل: البقرة: (21) يا أيها الناس. . . . .
قال أبو جعفر فأمر جل ثناؤه الفريقين اللذين أخبر الله عن أحدهما أنه سواء عليهم أأنذروا أم لم ينذروا أنهم لا يؤمنون لطبعه على قلوبهم وعلى سمعهم وأبصارهم وعن الآخر أنه يخادع الله والذين آمنوا بما يبدي بلسانه من قيله آمنا بالله واليوم الآخر مع استبطانه خلاف ذلك ومرض قلبه وشكه في حقيقة ما يبدي من ذلك وغيرهم من سائر خلقه المكلفين بالاستكانة والخضوع له بالطاعة وإفراد الربوبية له والعبادة دون الأوثان والأصنام والآلهة لأنه جل ذكره هو خالقهم وخالق من قبلهم من آبائهم وأجدادهم وخالق أصنامهم وأوثانهم وآلهتهم فقال لهم جل ذكره فالذي خلقكم وخلق آباءكم وأجدادكم وسائر الخلق غيركم وهو يقدر على ضركم ونفعكم أولى بالطاعة ممن لا يقدر لكم على نفع ولا ضر
القول في تأويل قوله تعالى (لعلكم تتقون)
قال أبو جعفر وتأويل ذلك لعلكم تتقون بعبادتكم ربكم الذي خلقكم وطاعتكم إياه فيما أمركم به ونهاكم عنه وإفرادكم له العبادة لتتقوا سخطه وغضبه أن يحل عليكم وتكونوا من المتقين الذين رضي عنهم ربهم
الذي جعل لكم. . . . . يعني بذلك أنه جعل لكم الأرض مهادا وموطئا وقرارا يستقر عليها
القول في تأويل قوله تعالى (والسماء بناء)
قال أبو جعفر وإنما سميت السماء سماء لعلوها على الأرض وعلى سكانها من خلقه وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماء
القول في تأويل قوله تعالى (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم)
يعني بذلك أنه أنزل من السماء مطرا فأخرج بذلك المطر مما أنبتوه في الأرض من زرعهم وغرسهم ثمرات رزقا لهم غذاء و أقواتا
القول في تأويل قوله تعالى (فلا تجعلوا لله أندادا)
قال أبو جعفر والأنداد جمع ند والند العدل والمثل كما قال حسان بن ثابت أتهجوه ولست له بند فشركما لخيركما الفداء يعني بقوله ولست له بند لست له بمثل ولا عدل وكل شيء كان نظيرا لشيء وشبيها فهو له ند
القول في تأويل قوله تعالى (وأنتم تعلمون)
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بهذه الآية فقال بعضهم عني بها جميع المشركين من مشركي العرب وأهل الكتاب وقال بعضهم عني بذلك أهل الكتابين التوراة والإنجيل
وإن كنتم في. . . . . قال أبو جعفر وهذا من الله عز وجل احتجاج لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي قومه من العرب ومنافقيهم وكفار أهل الكتاب وضلالهم الذين افتتح بقصصهم قوله جل ثناؤه إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم وإياهم يخاطب بهذه الآيات وأخبر بأهم نعوتها قال الله جل ثناؤه وإن كنتم أيها المشركون من العرب والكفار من أهل الكتابين في شك وهو الريب مما نزلنا على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي وأني الذي أنزلته إليه فلم تؤمنوا به ولم تصدقوه فيما يقول فأتوا بحجة تدفع حجته لأنكم تعلمون أن حجة كل ذي نبوة على صدقه في دعواه النبوة أن يأتي ببرهان يعجز عن أن يأتي بمثله جميع الخلق ومن حجة محمد صلى الله عليه وسلم على صدقه وبرهانه على نبوته وأن ما جاء به من عندي عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم عن أن تأتوا بسورة من مثله وإذا عجزتم عن ذلك وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة والدراية فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز كما كان برهان من سلف من رسلي وأنبيائي على صدقه وحجته على نبوته من الآيات ما يعجز عن الإتيان بمثله جميع خلقي فيتقرر حينئذ عندكم أن محمدا لم يتقوله ولم يختلقه لأن ذلك لو كان منه اختلافا وتقولا لم يعجزوا وجميع خلقه عن الإتيان بمثله لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يعد أن يكون بشرا مثلكم وفي مثل حالكم في الجسم وبسطة الخلق وذرابة اللسان فيمكن أن يظن به اقتدار على ما عجزتم عنه أو يتوهم منكم عجز عما اقتدر عليه
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله فأتوا بسورة من مثله
قول مجاهد وقتادة اللذين ذكرنا عنهما أن الله جل ذكره قال لمن حاجه في نبيه صلى الله عليه وسلم من الكفار فأتوا بسورة من مثل هذا القرآن من كلامكم أيتها العرب كما أتى به محمد بلغاتكم ومعاني منطقكم
وقد قال قوم آخرون إن معنى قوله فأتوا بسورة من مثله من مثل محمد من البشر لأنه محمدا بشر مثلكم
قال أبو جعفر والتأويل الأول الذي قاله مجاهد وقتادة هو التأويل الصحيح لأن الله جل ثناؤه قال في سورة أخرى أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله ومعلوم أن السورة ليست لمحمد بنظير ولا شبيه فيجوز أن يقال فأتوا بسورة مثل محمد
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فقال بن عباس وادعوا شهداءكم من دون الله يعني أعوانكم على ما أنتم عليه إن كنتم صادقين
... عن مجاهد وادعوا شهداءكم ناس يشهدون
فأولى وجهيه بتأويل الآية ما قاله بن عباس وهو أن يكون معناه واستنصروا على أن تأتوا بسورة من مثله أعوانكم وشهداءكم الذين يشاهدونكم ويعاونونكم على تكذيبكم الله ورسوله
فإن لم تفعلوا. . . . . قال أبو جعفر يعني تعالى بقوله فإن لم تفعلوا إن لم تأتوا بسورة من مثله وقد تظاهرتم أنتم وشركاؤكم عليه وأعوانكم فتبين لكم بامتحانكم واختباركم عجزكم وعجز جميع خلقي عنه وعلمتم أنه من عندي ثم أقمتم على التكذيب به وقوله ولن تفعلوا أي لن تأتوا بسورة من مثله أبدا
القول في تأويل قوله تعالى (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة)
قال أبو جعفر يعني جل ثناؤه بقوله فاتقوا النار يقول فاتقوا أن تصلوا النار بتكذيبكم رسولي بما جاءكم به من عندي أنه من وحيي وتنزيلي بعد تبينكم أنه كتابي ومن عندي وقيام الحجة عليكم بأنه كلامي ووحيي بعجزكم وعجز جميع خلقي عن أن يأتوا بمثله
ثم وصف جل ثناؤه النار التي حذرهم صليها فأخبرهم أن الناس وقودها وأن الحجارة وقودها فقال التي وقودها الناس والحجارة يعني بقوله وقودها حطبها والعرب تجعله مصدرا وهو اسم إذا فتحت الواو بمنزلة الحطب فإذا ضمت الواو من الوقود كان مصدرا من قول القائل وقدت النار فهي تقد وقودا وقدة ووقدانا ووقدا يراد بذلك أنها التهبت
القول في تأويل قوله تعالى (أعدت للكافرين)
(يُتْبَعُ)
(/)
قد دللنا فيما مضى من كتابنا هذا على أن الكافر في كلام العرب هو الساتر شيئا بغطاء وأن الله جل ثناؤه إنما سمى الكافر كافرا لجحوده آلاءه عنده وتغطيته نعماءه قبله فمعنى قوله إذا أعدت للكافرين أعدت النار للجاحدين أن الله ربهم المتوحد بخلقهم وخلق الذين من قبلهم الذي جعل لهم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لهم المشركين معه في عبادته الأنداد والآلهة وهو المتفرد لهم بالإنشاء والمتوحد بالأقوات والأرزاق
قال أبو جعفر: أما قوله تعالى (وبشر) فإنه يعني أخبرهم والبشارة أصلها الخبر بما يسر المخبر به إذا كان سابقا به كل مخبر سواه وهذا أمر من الله نبيه محمدا بإبلاغ بشارته خلقه الذين آمنوا
والجنات جمع جنة والجنة البستان
وإنما عنى جل ذكره بذكر الجنة ما في الجنة من أشجارها وثمارها وغروسها دون أرضها فلذلك قال عز ذكره تجري من تحتها الأنهار لأنه معلوم أنه إنما أراد جل ثناؤه الخبر عن ماء أنهارها أنه جار تحت أشجارها وغروسها وثمارها لا أنه جار تحت أرضها لأن الماء إذا كان جاريا تحت الأرض فلا حظ فيها لعيون من فوقها إلا بكشف الساتر بينها وبينه على أن الذي توصف به أنهار الجنة أنها جارية في غير أخاديد
القول في تأويل قوله تعالى (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها)
قال أبو جعفر يعني بقوله كلما رزقوا منها من الجنات والهاء راجعة على الجنات وإنما المعني أشجارها فكأنه قال كلما رزقوا من أشجار البساتين التي أعدها الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات في جناته من ثمرة من ثمارها رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله هذا الذي رزقنا من قبل فقال بعضهم تأويل ذلك هذا الذي رزقنا من قبل هذا في الدنيا
قال أبو جعفر وقال آخرون بل تأويل ذلك هذا الذي رزقنا من ثمار الجنة من قبل هذا لشدة مشابهة بعض ذلك في اللون والطعم بعضا ومن علة قائل هذا القول إن ثمار الجنة كلما نزع منها شيء عاد مكانه آخر مثله
وقال بعضهم بل قالوا هذا الذي رزقنا من قبل لمشابهته الذي قبله في اللون وإن خالفه في الطعم
والذي يدل على صحته ظاهر الآية ويحقق صحته قول القائلين إن معنى ذلك هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا ولم يخصص بأن ذلك من قيلهم في بعض ذلك دون بعض فإذ كان قد أخبر جل ذكره عنهم أن ذلك من قيلهم في كل ما رزقوا من ثمرها فلا شك أن ذلك من قيلهم في أول رزق رزقوه من ثمارها أتوا به بعد دخولهم الجنة واستقرارهم فيها الذي لم يتقدمه عندهم من ثمارها ثمرة
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل المتشابه في ذلك فقال بعضهم تشابهه أن كله خيار لا رذل فيه
وقال بعضهم تشابهه في اللون وهو مختلف في الطعم وقال بعضهم تشابهه في اللون والطعم
وقال بعضهم تشابهه تشابه ثمر الجنة وثمر الدنيا في اللون وإن اختلف طعومهما
وقال بعضهم لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء
وتأويل ذلك وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات فيها أزواج مطهرة
والأزواج جمع زوج وهي امرأة الرجل يقال فلانة زوج فلان وزوجته
وأما قوله مطهرة فإن تأويله أنهن طهرن من كل أذى وقذى وريبة مما يكون في نساء أهل الدنيا من الحيض والنفاس والغائط والبول والمخاط والبصاق والمني وما أشبه ذلك من الأذى والأدناس والريب والمكاره
القول في تأويل قوله تعالى (وهم فيها خالدون)
قال أبو جعفر يعني تعالى ذكره بذلك والذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنات خالدون فالهاء والميم من قوله وهم عائدة على الذين آمنوا وعملوا الصالحات والهاء والألف في فيها على الجنات وخلودهم فيها دوام بقائهم فيها على ما أعطاهم الله فيها من الحبرة والنعيم المقيم
العلاقة بين الجمل:كان أول ما افتتح له كتابه أن عرفه معنى ما تضمنته (الم) ثم فصل من ذلك ثلاثة أحوال المدعوين بهذا الكتاب , وحينئذ شرع في تلقينه الدعوة العامة للناس , فافتتح بعد ذلك الدعوة والنداء والدعوة إلى العبادة يعني بهذه الآية , وتولى الله سبحانه دعوة الخلق في هذه الدعوة العامة التي هي جامعة لكل دعوة في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
.. ولما كانت العبادة المختلة بشرك أو غيره ساقطة والازدياد من الصحيحة والاستمرار عليها عبادة جديدة يحسن الأمر بها خاطب الفريقين فقال: (اعبدوا ربكم) أي الذي لا رب لكم غيره عبادة هي بحيث يقبلها الغني.
ثم وصفه بما أشارت إليه صفة الرب من الإحسان تنبيها على وجوده ووجوب العبادة له بوجوب شكر المنعم فقال: (الذي خلقكم) , قال الحرالي: (الذي) اسم مبهم مدلوله ذات موصوف بوصف يعقب به وهي الصلة اللازمة له , والخلق تقدير أمشاج ما يراد إظهاره بعد الامتزاج والتركيب صورة (والذين من قبلكم) القبل ما إذا عاد المتوجه إلى مبدأ وجهته أقبل عليه - انتهى.
ثم بين نتيجتها بقوله: (لعلكم تتقون) أي لتكون حالكم بعبادته لأنها كلها محاسن ولا حسن في غيرها حال من ترجى له التقوى
وما أحسن الأمر بالعبادة حال الاستدلال على استحقاقها بخلق الأولين والآخرين وما بعده عقب إثبات قدرة الداعي المشيرة إلى الترهيب من سطواته ولقد بدع هذا الاستدلال على التفرد بالاستحقاق عقب أحوال من قرب أنهم في غاية الجمود بأمور مشاهدة يصل إليها كل عاقل بأول وهلة من دحو الأرض وما بعده مما به قوام بقائهم من السكن والرزق في سياق منبه على النعمة محذر من سلبها دال على الإله بعد الدلالة بالأنفس من حيث إن كل أحد يعرف ضرورة أنه وجد بعد أن لم يكن , فلا بد له من موجد غير الناس , لما يشاهد من أن حال الكل كحاله بالدلالة بالآفاق من حيث إنها متغيرة , فهي مفتقرة إلى مغير هو الذي أحدثها ليس بمتغير , لأنه ليس بجسم ولا جسماني في سياق مذكر بالنعم الجسام الموجبة لمحبة المنعم وترك المنازعة وحصول الانقياد
(فراشا) وهي بساط سقفه السماء وهي مستقر الحيوان من الأحياء والأموات , وأصله كما قال الحرالي: بساط يضطجع عليه للراحة ونحو ذلك (والسماء بناء) أي خيمة تحيط بصلاح موضع السكن وهو لعمري بناء جليل القدر , محكم الأمر , بهي المنظر , عظيم المخبر.
ورتبت هذه النعم الدالة على الخالق الداعية إلى شكره أحكم ترتيب , قدم الإنسان لأنه أعرف بنفسه والنعمة عليه أدعى إلى الشكر , وثنى بمن قبله لأنه أعرف بنوعه , وثلث بالأرض لأنها مسكنه الذي لا بد له منه , وربع بالسماء لأنها سقفه , وخمس بالماء لأنه كالأثر والمنفعة الخارجة منها وما يخرج بسببه من الرزق كالنسل المتولد بينهما فقال: (وأنزل) قال الحرالي: من الإنزال وهو الإهواء بالأمر من علو إلى سفل - انتهى.
(من السماء) أي بإثارتها الرياح المثيرة للسحاب الحامل للماء (ماء) أي جسما لطيفا يبرد غلة العطش , به حياة كل نام.
وأتي بجمع القلة في الثمر ونكر الرزق مع المشاهدة لأنهما بالغان في الكثرة إلى حد لا يحصى تحقيرا لهما في جنب قدرته إجلالا له فقال: (به من الثمرات رزقا) وإخراج الأشياء في حجاب الأسباب أوفق بالتكليف بالإيمان بالغيب , لأنه كما قيل: لولا الأسباب لما ارتاب المرتاب , والثمر كما قال الحرالي: مطعومات النجم والشجر وهي عليها , وعبر بمن لأن ليس كل الثمرات رزقا لما يكون عليه وفيه من العصف والقشر والنوى , وليس أيضا من كل الثمرات رزق فمنه ما هو للمداواة ومنه سموم وغير ذلك.
وفي قوله: (لكم) إشعار بأن في الرزق تكملة لذواتهم ومصيرا إلى أن يعود بالجزاء منهم.
وقد وصف الرب في هذه الآية بموصولين ذكر صلة الثاني بلفظ الجعل , لأن حال القوام مرتب على حال الخلق ومصير منه , فلا يشك ذو عقل في استحقاق الانقياد لمن تولى خلقه وأقام تركيبه؛ ولا يشك ذو حس إذا تيقظ من نوم أو غفلة فوجد بساطا قد فرش له وخيمة قد ضربت عليه وعولج له طعام وشراب قدم له أن نفسه تنبعث بذاتها لتعظيم من فعل ذلك بها ولتقلد نعمته وإكباره؛ فلتنزيل هذه الدعوة إلى هذا البيان الذي يضطر النفس إلى الإذعان ويدخل العلم بمقتضاها في رتبة الضرورة والوجدان كانت هذه الدعوة دعوة عربية جارية على مقتضى أحوال العرب , لأن العرب لا تعدو بأنفسها العلم الضروري وليس من شأنها تكلف الأفكار والتسبب إلى تواني العلوم النظرية المأخوذة من مقتضى الإمارات والأدلة , فعوملت بما جبلت عليه فتنزل لها لتكون نقلتها من فطرة إلى فطرة ومن علم وجداني إلى علم وجداني علي لتحفظ عليها رتبة الإعراب والبيان بأن لا يتسبب لها إلى دخول ريب في علومها , لأن كل علم مكتسب
(يُتْبَعُ)
(/)
يتكلف التسبب له بآيات وعلامات ودلائل تبعد من الحس وأوائل هجوم العقل تتعارض عليه الأدلة ويعتاده الريب , فحفظت هذه الدعوة العربية عن التكلف وأجريت على ما أحكمه صدر السورة في قوله تعالى: (لا ريب فيه).
واعلم أن حال المخلوق في رزقه محاذي به حاله في كونه , فيعلم بالاعتبار والتناسب الذي شأنه أن تتعلم من جهته المجهولات أن الماء بزر كون الإنسان كما أن الماء أصل رزقه , ولذلك قال عليه السلام لمن سأله ممن هو فلم يرد أن يعين له نفسه: (نحن من ماء) ويعلم كذلك ايضا أن للأرض والسماء مدخلا في أمشاج الإنسان رتب عليه مدخلها في كون رزقه , وفي ذكر الأرض معرفة أخذ للأرض إلى نهايتها وكمالها.
ولذلك قال عليه السلام: (من اغتصب شبرا من أرض طوقه من سبع أرضين) وكذلك ذكر السماء أخذ لها إلى نهايتها وكمالها؛ وقدم الأرض لأن نظر النفوس إلى ما تحتها أسبق لها من نظرها إلى ما علا عليها.
ثم قال: ولوضوح آية الربوبية تقلدها الأكثر وإنما توقفوا في الرسالة ولذلك وصل ذكر الرسالة بالتهديد - انتهى.
ولما أمر بعبادته وذكرهم سبحانه بما يعلمون أنه فاعله وحده حسن النهي عن أن يشرك به ما لا أثر له في شيء من ذلك بفاء التسبب عن الأمرين كليهما قال معبرا بالجلالة على ما هو الأليق بالتوبيخ على تأله الغير (فلا تجعلوا لله) أي ما إحاطته بصفات الكمال.
ويجوز أن يكون مسببا عن التقوى المرتجاة فتكون لا نافية والفعل منصوب (أندادا) أي على حسب زعمكم أنها تفعل ما تريدون.
قال الحرالي: جمع ند وهو المقاوم في صفة القيام والدوام , وعبر بالجعل لأن بالجعل والمصير من حال إلى حال أدنى منها ترين الغفلة على القلوب , حتى لا تشهد في النعم والنقم إلا الخلق من ملك أو ذي إمرة أو من أي ذي يد عليا كان , ولما شهدوا ذلك منهم تعلق بهم رجاؤهم وخوفهم وعاقبهم ربهم على ذلك بأيديهم فاشتد داعي رجائهم لهم وسائق خوفهم منهم فتذللوا لهم وخضعوا , فصاروا بذلك عبدة الطاغوت وجعلوهم لله أندادا - انتهى.
وما أحسن قوله في تأنيبهم وتنبيههم على ما أزروا بأنفسهم (وأنتم تعلمون) أي والحال أنكم ذوو علم على ما تزعمون فإنه يلوح إلى أن من أشرك به مع قيام هذه الأدلة لم يكن ممن يصح منه العلم فكان في عداد البهائم.
وفيه كما قال الحرالي: إعلام بظهور آيات ما يمنع جعل الند لما يشاهد أن جميع الخلق أدناهم وأعلاهم مقامون من السماء وفي الأرض ومن الماء , فمن جعل لله ندا مما حوته السماء والأرض واستمد من الماء فقد خالف العلم الضروري الذي به تقلد التذلل للربوبية في نفسه فإن يحكم بذلك على غيره مما حاله كحاله أحق في العلم - انتهى.
وفي تعقيبها لما قبلها غاية التبكيت على من ترك هذا القادر على كل شيء وعبد ما لا يقدر على شيء.
وهذه الآية من المحكم الذي اتفقت عليه الشرائع واجتمعت عليه الكتب , وهو عمود الخشوع , وعليه مدار الذل والخضوع.
ولما ثبتت هذه الأدلة فوجب امتثال ما دعت إليه ولم يبق لمتعنت شبهة
(وإن كنتم في ريب) أي شك محيط بكم من الكتاب الذي قلت - ومن أصدق مني قيلا - إنه (لا ريب فيه).
وأشار هنا أيضا إلى عظمته وعظمة المنزل عليه بالنون التفاتا من الغيبة إلى التكلم فقال: (مما نزلنا) قال الحرالي: من التنزيل وهو التقريب للفهم بتفصيل وترجمة ونحو ذلك - انتهى.
و (على عبدنا) أي الخالص لنا الذي لم يتعبد لغيرنا قط , فلذلك استحق الاختصاص دون عظماء القريتين وغيرهم , فارتبتم في أنه كلامنا نزل بأمرنا وزعمتم أن عبدنا محمدا أتى به من عنده لتوهمكم أن فيما سمعتم من الكلام شيئا مثله لأجل الإتيان به منجما أو غير ذلك من أحواله.
(فأتوا) أي على سبيل التنجيم أو غيره , قال الحرالي: الآتي بالأمر يكون عن مكنة وقوة (بسورة) أي نجم واحد.
قال الحرالي: السورة تمام جملة من المسموع يحيط بمعنى تام بمنزلة إحاطة السور بالمدينة - انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتفصيل القرآن إلى سور وآيات , لأن الشيء إذا كان جنسا وجعلت له أنواع واشتملت أنواعه على أصناف كان أحسن وأفخم لشأنه وأنبل ولا سيما إذا تلاحقت الأشكال بغرابة الانتظام , وتجاوبت النظائر بحسن الالتيام , وتعانقت الأمثال بالتشابه في تمام الأحكام وجمال الأحكام , وذلك أيضا أنشط للقارش وأعظم عنده لما يأخذه منه مسمى بآيات معدودة أو سورة معلومة وغير ذلك (من مثله) أي من الكلام الذي يمكنكم أن تدعوا أنه مثل ما نزلنا
ولما كانوا يستقبحون الكذب قال: (وادعوا شهداءكم) أي من تقدرون على دعائه من الموجودين بحضرتكم في بلدتكم أو ما قاربها , والشهيد كما قال الحرالي من يكثر الحضور لديه واستبصاره فيما حضره - انتهى.
(من دون الله) أي لينظروا بين الكلامين فيشهدوا بما تؤديهم إليه معرفتهم من المماثلة أو المباينة فيزول الريب ويظهر إلى الشهادة الغيب أو ليعينوكم على الإتيان بمثل القطعة المحيطة التي تريدون معارضتها.
قال الحرالي: والدون منزلة القريب فالقريب من جهة سفل , وقد عقلت العرب أن اسم الله لا يطلق على ما ناله إدراك العقل فكيف بالحس فقد تحققوا أن كل ما أدركته حواسهم ونالته عقولهم فإنه من دون الله - انتهى.
ففي التعبير به توبيخ لهم بأنهم لم يرضوا بشهادته سبحانه.
وحكمة الإتيان بمن التبعيضية في هذه السورة دون بقية القرآن أنه سبحانه لما فرض لهم فيها الريب الذي يلزم منه زعمهم أن يكونوا اطلعوا له على مثيل أو سمعوا أن أحدا عثر له على شبيه اقتضى الحال الإتيان بها ليفيد أن المطلوب منهم في التحدي قطعة من ذلك المثل الذي ادعوه حكيمة المعاني متلائمة المباني منتظم أولها بآخرها كسور المدينة في صحة الانتظام وحسن الالتيام والإحاطة بالمباني التي هي كالمعاني والتقاء الطرفين حتى صار بحيث لا يدرى أوله من آخره سواء كانت القطعة المأتي بها تباري آية أو ما فوقها لأن آيات القرآن كسورة يعرف من ابتدائها ختامها ويهدي إلى افتتاحها تمامها , فالتحدي هنا منصرف إلى الآية بالنظر الأول وإلى ما فوقها بالنظر الثاني.
والمراد بالسورة هنا مفهومها اللغوي , لأنها من المثل المفروض وهو لا وجود له في الخارج حتى يكون لقطعة اصطلاح في الأسماء معروف , ولأن معرفة المعنى الاصطلاحي كانت مخصوصا بالمصدقين ولو أريد التحدي بسورة من القرآن لقيل: فائتوا بمثل سورة منه , ولما كان هذا هو المراد قصرهم في الدعاء على من بحضرتهم من الشهداء وسيأتي إن شاء الله تعالى في سورة يونس عليه السلام وبقية السور المذكورة فيها هذا المعنى ما يتم به هذا الكلام.
وفي قوله: (إن كنتم صادقين) إيماء إلى كذبهم في دعوى الشك فيه , قال الحرالي: والصادق الذي يكون قول لسانه وعمل جوارحه مطابقا لما احتوى عليه قلبه مما له حقيقة ثابتة بحسبه , وقال: اتسقت آية تنزيل الوحي بآية إنزال الرزق لما كان نزول ما نزل على الرسول المخصص بذلك ينبغي اعتباره بمقابلة نزول الرزق , لأنهما رزقان: أحدهما ظاهر يعم الكافر في نزوله , والآخر وهو الوحي رزق باطن يخص الخاصة بنزوله ويتعين له أيهم أتمهم فطرة وأكملهم ذاتا؛ ولم يصلح ن يعم بنزول هذا الرزق الباطن كعموم الظاهر , فتبطل حكمة الاختصاص في الرزقين , فإن نازعهم ريب في الاختصاص فيفرضون أنه عام فيحاولون معارضته , وكما أنهم يشهدون بتمكنهم من الحس عند محاولته عمومه فكذلك يجب أن يشهدوا بعجزهم عن سورة من مثله تحقق اختصاص من نزل عليه به وأجرى ذكره باسم العبودية إعلاما المماثلة أو المباينة فيزول الريب ويظهر إلى الشهادة الغيب أو ليعينوكم على الإتيان بمثل القطعة المحيطة التي تريدون معارضتها.
وانتظم النون في (نزلنا) من يتنزل بالوحي من روح القدس والروح الأمين ونحو ذلك , لأنها تقتضي الاستتباع , واقتضت النون في لفظ (عبدنا) ما يظهره النبي صلى الله عليه وسلم لهم من الانقياد والاتباع وما اقتضاه خلقه العظيم من خفض الجناح , حتى أنه يوافق من وقع على وجه من الصواب من أمته صلى الله عليه وسلم , وحتى أنه يتصف بأوصاف العبد في أكله كما قال: (آكل كما يأكل العبد) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أنه لما كان في آيات المنافقين ذكر الأمثال وكانوا قد استغربوا بعض أمثال القرآن وجعلوها موضعا للشك من حيث كانت موضعا لليقين فقالوا: لو كان هذا من عند الله لما ذكر فيه أمثال هذه الأمثال , لأنه أعظم من أن يذكر ما دعاهم إلى المعارضة في هذه السورة المدنية بكل طريق يمكنهم , وأخبرهم بأنهم عاجزون عنها وأن عجزهم دائم تحقيقا لأنهم في ذلك الحال معاندون لا شاكون.
ولما كان سبحانه عالما بأن الأنفس الأبية والأنوف الشامخة الحمية التي قد لزمتشيئا فمرنت عليه حتى صار لها خلقا يصعب عليها انفكاكها عنه ويعسر خلاصها منه عبر عن هذا الإخبار بالعجز مهددا في سياق ملجئ إلى الإنصاف بالاعتراف أو تفطر القلوب بالعجز عن المطلوب بقوله تعالى: (فإن لم تفعلوا) فأتى بأداة الشك تنفيسا لهم وتهكما في نفس الأمر بهم واستجهالا لهم , ثم لم يتمم ذلك التنفيس حتى ضربهم ضربة فضمت ظهورهم وقطعت قلوبهم فقال لتكون الآية كافلة لصحة نسبة النظم والمعنى آيد وآكد لادعائهم المقدرة بقوله تعالى: (ولن تفعلوا) فألزمهم الخزي بما حكم عليهم به من العجز , فلم يكن لهم فعل إلا المبادرة إلى تصديقه بالكف , فكانوا كمن ألقم الحجر فلم يسعه إلا السكوت , واستمر ذلك التصديق لهم ولأمثالهم على وجه الدهر في كل عصر ينادي مناديه فتخضع له الرقاب ويصدح مؤذنه فتنكسر الرؤوس , والتعبير بالفعل الأعم من الإتيان أبلغ لأن نفيه نفي الأخص وزيادة.
فثبت بهذا عجزهم وخرس قطعا إفصاحهم ورمزهم وطأطأ ذلا كبرهم وعزهم , وكيف يمكن المخلوق مع تمكنه في سمات النقص ودركات الافتقار والضعف معارضة من اختص بصفات الكمال وتعالى عن الأنداد والأشباه والأشكال.
وسيأتي إن شاء الله تعالى في أواخر العنكبوت ما ينفع ها هنا وأشار سبحانه في تهديدهم بقوله: (فاتقوا النار) كذا قال الحرالي , وهي جوهر لطيف يفرط لشدة لطافته في تفريط المتجمد بالحر المفرط وفي تجميد المتمتع بالبرد المفرط.
وقال غيره: جسم لطيف مضيء حار من شأنه الإحراق (التي وقودها) أي الشيء الذي يتوقد ويتأجج به (الناس والحجارة) التي هي أعم من أصنامهم التي قرنوا بها أنفسهم في الدنيا إلى أنهم لم يقدروا على المعارضة واستمروا على التكذيب , كانوا معاندين ومن عاند استحق النار , وإلى أنهم إذا أحرقوا فيها أوقد عليهم بأصنامهم تعريضا بأنها وإن كانت في الدنيا لا ضرر فيها ولا نفع باعتبار ذواتها فهي في الآخرة ضرر لهم بلا نفع بشفاعة ولا غيرها؛ وتعريف النار وصلة الموصول لأن أخبار القرآن بعد ثبوت أنه من عند الله معلومة مقطوع بها فهو من باب تنزيل الجاهل منزلة العالم تنبيها على أن ما جهله لم يجهله أحد.
... الحرالي ... وقال: (وقودها) لأن النار أشد فعلها في وقودها لأن بتوسطه تفعل فيما سواه , فإذا كان وقودها محرقها كانت فيه أشد عملا لتقويها به عليه , ويفهم اعتبارها بنار الدنيا انقداحها من أعمال المجزيين بها ومن كونهم , فهم منها مخلوقون وبها مغتذون إلا أنها منطفية الظاهر في الدنيا متأججة في يوم الجزاء ومثال كل مجزي منها بمقدار ما في كونه من جوهرها.
ولما تم ذلك وكان (الناس) عاما للكافر وغيره كان كأنه قيل: هذه النار لمن؟ فقيل: (أعدت) أي هيئت وأكملت قبل زمن استعمالها وتقاد للمجهول لأن المشتكي إذا جهل فاعله كان أنكأ (للكافرين) فبين أنها موجودة مهيأة لهم ولكل من اتصف بوصفهم وهو ستر ما ظهر من آيات الله.
قال الحرالي: وهي عدة الملك الديان لهم بمنزلة سيف الملك من ملوك الدنيا - انتهى.
ولما ذكر ما لهم ترهيبا اتبعه ما للمؤمنين ترغيبا فقال صارفا وجه الخطاب بالرحمة إلى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عاطفا على ما تقديره: فأنذرهم بذلك , ولكنه طواه لأن السياق للاستعطاف (وبشر) والبشرى قال الحرالي إظهار غيب المسرة بالقول: (الذين آمنوا) أي صدقوا الرسل (وعملوا) قال الحرالي: من العمل وهو فعل بني على علم أو زعمه (الصالحات) من الأقوال والأفعال , قال الحرالي: جمع صالحة , وهو العمل المتحفظ به من مداخل الخلل فيه , وإذا كانت البشرى لهؤلاء فالمؤمنون أحق بما فوق البشرى , وإنما يبشر من يكون على خطر , والمؤمن مطمئن فكيف بما فوق ذلك من رتبة الإحسان إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت , وما لا يناله علم نفس
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا خطر على قلب بشر.
ولما ذكر المبشر اتبعه المبشر به فقال: (أن لهم جنات) أي متعددة , قال الحرالي: لتعدد رتب أفعالهم التي يطابق الجزاء ترتبها وتعددها كما قال عليه الصلاة والسلام للتي سألت عن ابنها: (إنها جنان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) وفي التعبير بلهم إشعار بأن ذلك الذي لهم ينبغي لحاقه بذواتهم ليحصل به من كمال أمرهم وصلاح حالهم نحو مما يحصل بكمال خلقهم وتسويتهم.
والجنات مبتهجات للنفوس تجمع ملاذ جميع حواسها , تجن المتصرف فيها أي تخفيه وتجن وراء نعيمها مزيدا دائما - انتهى.
ثم وصفها بأنها (تجري) قال الحرالي: من الجري وهو إسراع حركة الشيء ودوامها , و (من تحتها) أي من تحت غرفها , والتحت ما دون المستوى , (الأنهار) جمع نهر , وهو المجرى الواسع للماء - انتهى.
فإسناد الجري إليها مجاز , والتعريف لما عهده السامع من الجنس ويحتمل أن يكون المعنى أن أرضها منبع الأنهار , فتحت كل شجرة وغرفة منبع نهر , فهي لا تزال غضة يانعة متصلة الزهر والثمر لا كما يجلب إليه الماء وربما انقطع في وقت فاختل بعض أمره.
قال الحرالي: وإذا تعرف حال العامل من وصف جزائه علم أن أعمالهم كانت مبنية على الإخلاص الذي هو حظ العاملين من التوليد الذي الماء آيته - انتهى.
فلما كانت الجنان معروفة بالثمار ساق وصفها بذلك مساق ما لا شك فيه بخلاف جري الأنهار فقال: (كلما) وهي كلمة تفهم تكرر الأمر في عموم الأوقات (رزقوا منها من ثمرة) أي ثمرة كانت رزقا (قالوا) لكونه على صورة ما في الدنيا (هذا) أي الجنس لاستحكام الشبه (الذي رزقنا من قبل) أي في الدنيا , ولما كان الرزق معلوما ولم يتعلق غرض بمعرفة الآتي بالرزق بنيا للمجهول فقال تعالى عاطفا على ما تقديره لأنا خلقناه على شكل ما كان ليكونوا به أغبط ولمزيته أعرف وله أقبل وإليه أميل موحدا للضمير إشارة إلى أنه لاستحكام الشبه كأنه واحد (وأتوا به) أي جيء لهم بهذا الجنس المرزوق لهم في الدارين في الجنة من غير تطلب وتشوق (متشابها) في مطلق اللون والجنس ليظن أنه متشابه في الطعم , فيصير فضله في ذلك لاذوق نعمة أخرى والتشابه المراد هنا اشتراك في ظاهر الصورة , والإتيان بأداة التكرار يدل على أن الشبه يزداد عظمة في كل مرة فيزداد العجب وجعل الحرالي هذا خاصا بثمار الجنة فقال: من قبل إعلام بأن أشخاص ثمر الجنة وآحادها لا تتمايز لأنها على أعلى صورتها لا تتفاوت بأعلى وأدنى ولا يتراخى زمان عودها , فهي تتخلف لآن قطفها ولا تتمايز صور المقطوف من الخالف حتى يظن القاطف أن المتخلف عين الأول؛ فحال ثمر الجنة كحال الماء الذي هو أصله , وبسرعة الخلف من ثمر الجنة وأنه متصل جرية الوجود قال عليه السلام في عنقود من ثمرها: (لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا) ويشعر ذلك عند اعتبار العمل به بأن نياتهم في الأعمال صالحة ثابتة مرابطة حتى جروا بها هذا الاتصال وكمال الصورة في الرزق ومنه حديث مرفوع أخرجه الطبراني عن سهل بن سعد: (نية المؤمن خير من عمله) (وأتوا به متشابها) أظهر عذرهم في توهم اتحاد الثمر وعرف بأمنتهم من العنا , لأنه لو تفاوت تبعه الكراهة للأدنى وتكلف للانتقاء للأعلى وذلك إنما هو لائق بكيد الدنيا لا بنعيم الجنة , وقد ذكر بعض العلماء اطراد هذا التشابه في ثمر الجنة وإن اختلفت أصنافه.
ولما ذكر المسكين الذي هو محل اللذة وأتبعه المطعم المقصود بالذات وكانت لذة الدار لا تكمل إلا بأنس الجار لا سيما المستمتع به قال: (ولهم فيها) أي مع ذلك (أزواج) ولما كن على خلق واحد لا نقص فيه أشار إليه بتوحيد الصفة , وأكد ذلك بالتعبير بالتفعيل إلماما بأنه عمل فيه عمل ما يبالغ فيه بحيث لا مطمع في الزيادة فقال: (مطهرة).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحرالي: والزوج ما لا يكمل المقصود من الشيء إلا معه على نحو من الاشتراك والتعاون , والتطهير تكرار إذهاب مجتنب بعد مجتنب عن الشيء؛ ولما ذكر تعالى الرزق المستثمر من أعمال الذين آمنوا وصل به ذكر الأزواج المستثمرة من حال نفوسهم من حسن أخلاقها وجمال صورتها الباطنة في الدنيا , وكانت المرأة زوج الرجل لما كان لا يستقل أمره في النسل والسكن إلا بها - انتهى. ولما كان خوف الزوال أو الانتقال إلى أدنى منغصا فلا تروق اللذة إلا مع الاستقرار وكان هذا الوصف عاما في جميع الجنان العلى وغيرها قال مقدما للجار إشارة إلى أنهم لا يكونون في جنة إلا وهذه صفتها وأن نعيمهم لا آخر له (وهم فيها) ولما أفاد تقديم الظرف تخصيص الكون بها وعدم الكون في غيرها وكان ذلك معنى الخلود وكان قد يطلق على الإقامة بلا نهاية على طول الإقامة وإن كان له آخر صرح به بيانا بأن المراد ما لا آخر له وإلا لم يفد شيئا جديدا فقال: (خالدون) والخلود طول الإقامة بالقرار , وسياق الامتنان أغنى عن تقييده بالتأبيد والدوام.
المعنى العام:
يا أيها الناس. . . . .هذا أمر لكل الناس بأمر عام وهو العبادة الجامعة لامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه وتصديق خبره فأمرهم تعالى بما خلقهم له
وإن كنتم في. . . . .وهذا دليل عقلي على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به
وفي قوله:) أعدت للكافرين (ونحوها من الآيات دليل لمذهب أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار مخلوقتان خلافا للمعتزلة وفيها أيضا أن الموحدين وإن ارتكبوا بعض الكبائر لا يخلدون في النار لأنه قال:) أعدت للكافرين (فلو كان [عصاة الموحدين] يخلدون فيها لم تكن معدة للكافرين وحدهم خلافا للخوارج والمعتزلة وفيه دلالة على أن العذاب مستحق بأسبابه وهو الكفر وأنواع المعاصي على اختلافها
وبشر الذين آمنوا. . . . .لما ذكر جزاء الكافرين ذكر جزاء المؤمنين أهل الأعمال الصالحات على طريقته تعالى في القرآن يجمع بين الترغيب والترهيب ليكون العبد راغبا راهبا خائفا راجيا
الأحكام:
قوله تعالى (الذي جعل لكم الأرض فراشا)
قال أصحاب الشافعي لو حلف رجل لا يبيت على فراش ولا يستسرج سراجا فبات على الأرض وجلس في الشمس لم يحنث لأن اللفظ لا يرجع إليهما عرفا
وأما علماؤنا فبنوه على أصلهم في الإيمان أنها محمولة على النية أو السبب أو البساط التي جرت عليه اليمين فإن عدم ذلك فالعرف وبعد أن لم يكن ذلك على مطلق اللفظ في اللغة و ذلك محقق في مسائل الخلاف
والأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى وهذا عام في العبادات والمعاملات وهذا حديث غريب اجتمعت فيه فائدتان
إحداهما تأسيس القاعدة والثانية عموم اللفظ في كل حكم منوي
والذي يقول إنه إن حلف ألا يفترش فراشا وقصد بيمينه الاضطجاع أو حلف ألا يستصبح ونوى ألا ينضاف إلى نور عينيه نور يعضده فإنه يحنث بافتراش الأرض والتنور بالشمس وهذا حكم جار على الأصل
قوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا)
لم تزل هذه الآية مخبوءة تحت أستار المعرفة حتى هتكها الله عز وجل بفضله لنا وقد تعلق كثير من الناس بها في أن أصل الأشياء الإباحة إلا ما قام عليه دليل بالحظر واغتر به بعض المحققين وتابعهم عليه وقد حققناها في أصول الفقه بما الإشارة إليه أن الناس اختلفوا في هذه الآية على ثلاثة أقوال:
الأول أن الأشياء كلها على الحظر حتى يأتي دليل الإباحة
الثاني أنها كلها على الإباحة حتى يأتي دليل الحظر
الثالث أن لا حكم لها حتى يأتي الدليل بأي حكم اقتضى فيها
والذي يقول بأن أصلها إباحة أو حظر اختلف منزعه في دليل ذلك فبعضهم تعلق فيه بدليل العقل ومنهم من تعلق بالشرع والذي يقول إن طريق ذلك الشرع قال الدليل على الحكم بالإباحة قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) فهذا سياق القول في المسألة إلى الآية
فأما سائر الأقسام المقدمة فقد أوضحناها في أصول الفقه وبينا أنه لا حكم للعقل وأن الحكم للشرع ولكن ليس لهذه الآية في الإباحة ودليلها مدخل ولا يتعلق بها محصل
وتحقيق ذلك أن الله تعالى إنما ذكر هذه الآية في معرض الدلالة والتنبيه على طريق العلم والقدرة وتصريف المخلوقات بمقتضى التقدير والإتقان بالعلم وجريانها في التقديم والتأخير بحكم الإرداة.
قوله تعالى (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
قال علماؤنا البشارة هي الإخبار عن المحبوب والنذارة هي الإخبار بالمكروه وذلك في البشارة يقتضي أول مخبر بالمحبوب ويقتضي في النذارة كل مخبر وترتب على هذا مسألة من الأحكام وذلك كقول المكلف من بشرني من عبيدي بكذا فهو حر
فاتفق العلماء على أن أول مخبر له به يكون عتيقا دون الثاني
ولو قال من أخبرني من عبيدي بكذا فهو حر فهل يكون الثاني مثل الأول أم لا
اختلف الناس فيه فقال أصحاب الشافعي يكون حرا لأن كل واحد منهم مخبر وعند علمائنا لا يكون به حرا لأن الحالف إنما قصد خبرا يكون بشارة وذلك يختص بالأول وهذا معلوم عرفا فوجب صرف اللفظ إليه
فإن قيل فقد قال الله تعالى (فبشرهم بعذاب أليم) فاستعمل البشارة في المكروه
فالجواب أنهم كانوا يعتقدون أنهم يحسنون وبحسب ذلك كان نظرهم للبشرى فقيل لهم بشارتكم على مقتضى اعتقادكم عذاب أليم فخرج اللفظ على ما كانوا يعتقدون أنهم محسنون وبحسب ذلك كان نظر له على الحقيقة كقوله تعالى (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 07:21]ـ
سؤال للإخوة هل أحد استفاد من هذا الجمع؟ أو نتوقف عنه(/)
التباكي أثناء التلاوة .. للعلامه عبدالرحمن البراك-حفظه الله-
ـ[ابن خالد]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 11:17]ـ
كثر في الآونة الأخيرة القراء الذين يتلون القرآن بطريقة بكائية (تشبه البكاء)، مما يفقد التلاوة حلاوتها، وتتحول إلى ما يشبه العويل، فما رأيكم في ذلك؟ وجزاكم الله كل خيراً.
الإجابة
الحمد لله:
تلاوة القرآن من أفضل القربات؛ بل هي أفضل القربات المطلقة، ولتلاوة القرآن آداب منها الترتيل كما قال تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا" [المزمل:4]. لكن بغير إفراط، فليس من الترتيل المشروع التقعر في تلاوة القرآن، وهو ما يسمى بالتجويد الذي فيه تشديد وتكلف، فإنه ينبغي أن تكون القراءة قراءةً سهلة ليس فيها تكلف، ومما يتأكد على تالي القرآن أن يتدبر ما يقرأ، ويكون اهتمامه بفهم معاني القرآن، ومما يستحب له أن يحسن صوته؛ بل ينبغي له ويتأكد عليه أن يحسِّن صوته بالقرآن دون تكلف، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه البخاري (7527)، ومسلم (792)، من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، وأما من يخترع طريقة تخرج التلاوة عن حد الاعتدال كتصنع البكاء، وتكييف القراءة على هذا الوجه -كما جاء في السؤال أن هذه الطريقة تصيِّر التلاوة إلى نوع من العويل والصياح- وأنا لا أعرف هذه الصفة، لكن متى ما كانت قائمة على المبالغة والتكلف فهي مذمومة، فخير الأمور أوساطها، والله أعلم.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=27746&catid=&Itemid=35(/)
كيف تواردوا على هذا السهو في كلمة قرآنية؟!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم.
من أشهر الكلمات القرآنية التي هي من مواضع الخلاف بين القراء:
يا بُنيّ
وهي في ستة مواضع في القرآن الكريم؛
في هود: يَا بُنَيّ ارْكَب معنا
وفي يوسف: يَا بُنَيّ لا تَقْصُصْ رُؤيَاكَ
وفي لقمان: يَا بُنَيّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
يَا بُنَيّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة منْ خَرْدَلٍ
يَا بُنَيّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ
وفي الصافات: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
فقرأ حفص بفتح الياء في المواضع الستة ..... ....... وهذا لا يخفى على كل من يقرأ برواية حفص.
وكذلك روى أبو بكر بن عياش في موضع هود - بفتح الياء مشددة.
أما مواضع لقمان الثلاثة فابن كثير له فيها الآتي:
قرأ ابن كثير بروايتيه: يَا بُنَيْ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ - - بسكون ياء (بني)
وقرأ أيضًا بروايتيه: يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة - - بكسر الياء مشددة.
وقرأ البزِّي عن ابن كثير: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ -- بفتح الياء مشددة كحفص.
وقرأها قنبل: يَا بُنَيْ أَقِمِ الصَّلاةَ -- بسكون الياء.
وفي باقي المواضع ولباقي القراء بكسر الياء مشددة.
لكن هناك سهو عجبت لتوارد عدد من الأكابر عليه:
ففي كتاب النشر المطبوع، وفي موضع يوسف ورد:
وتقدم كسر (يا بني) لحفص في هود
وفي "البدور الزاهرة" للشيخ عبد الفتاح القاضي ورد في الموضع نفسه:
(يا بني) قرأ حفص بكسر الياء والباقون بفتحها. وقد نبه الشيخ أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي على هذا السهو في تصويباته للكتاب.
الغريب أن الجزء الذي حققه "محمد بن محفوظ الشنقيطي" كرسالة ماجستير - وتم نشره في غير موقعٍ على الشبكة - لم يسلم أيضًا من هذا السهو، فورد في الموضع نفسه كالمطبوع:
وتقدم كسر (يا بني) لحفص في هود
أقول: فصواب ذلك أن حفصًا روى بفتح الياء لا بكسرها،، والله أعلم.
ـ[بنت الخير]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:10]ـ
فائدة لا بأس بها
بوركت(/)
تنبيهات على تفسير العلامة السعدي (رحمه الله تعالى) كتبها الشيخ [محمد بن جميل زينو] ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات على تفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
–رحمه الله تعالى –
كتبها فضيلة الشيخ / محمد بن جميل زينو
- المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة حرسها الله –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أما بعد:
فهذه بعض التنبيهات على تفسير الإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله-نصحاً لدين الله تعالى ورداً لبعض حق هذا الإمام السلفي الجليل وتنزيهاً لكتاب الله تعالى أن يفسر ببعض الأكاذيب والإسرائيليات الواهية الموضوعة المخالفة لما علم من دين الله بالضرورة كعصمة نبينا وإخوانه الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, وتصفية لكتابه المسمى: (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) أن يقع فيه مثل هذا, ولقد ذكر كثير من المفسرين تلك الإسرائيليات – التي علم كذبها بطرق كثيرة- في تفاسيرهم وأحيانا تجدها هي العمدة في تفسير الآية عندهم (؟) فهذه التنبيهات تتجه إليهم كذلك نسأل الله الكريم المنان أن يمن علينا ببركة في الأوقات فنبين ما فيها من الزلل والخطأ نصيحة لديه وكتابه تبارك وتعالى, لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) -رواه مسلم-.
و لقول جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-:"بايعت النبي-صلى الله عليه وسلم-على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم"رواه مسلم.
وتخصيص هذا الكتاب المبارك للإمام السعدي- عليه من الله الرحمات - بالتنبيهات قبل غيره لأمور عدة منها:
1 - لأنه تفسير معروف جرى فيه مؤلفه على طريقة السلف في التفسير-إلا ما ند من قلمه أو لم ينتبه - رحمه الله - إلى الرواية المشهورة في الآية من كتب التفسير هي من الإسرائيليات المخالفة لشرع الله تعالى - فلما كان الكتاب بهذه المنزلة العالية المذكورة كان توجيه التصويب والتنبيه إليه - قبل غيره - أولى وأولى فالأقربون أولى بالمعروف.
2 - لما وضع الله جل وعلا له من القبول في الأرض فلا أعلم في الدنيا تفسيراً مختصرا ًميسراً أكثر انتشاراً من هذا التفسير العجاب.
3 - لأنه تأتينا من هذا السفر القيم مجموعات بين الحين والآخر لتوزيعها على طلبة العلم وأئمة المساجد فهم يأتوننا من شتى أنحاء العالم فوجب البيان.
هذا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- في تفسير قوله تعالى:
1 - {ردوها عليَّ فطفق مسحا بالسوق والأعناق (33)} [سورة ص]
قال-رحمه الله-:" أي جعل يعقرها بسيفه في سوقها وأعناقها ".اهـ.
قلت: هذا التفسير من الإسرائيليات (!) و الصحيح ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس- رضي الله عنه -:"أي يمسح سوقها وأعناقها حباً لها".
2 - {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه, جسداً ثم أناب} [سورة ص-34] قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:" أي ابتليناه واختبرناه بذهاب ملكه وانفصاله عنه بسبب خلل اقتضته الطبيعة البشرية!!
{وألقينا على كرسيه, جسداً}:أي شيطاناً قضى الله وقدر أن يجلس على كرسي ملكه ويتصرف في الملك في مدة فتنة سليمان".اهـ كلامه (!!).
قلت: وهذه من الإسرائيليات المكذوبة (!) بل ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: (قال سليمان بن داود-عليهما السلام-:لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون).
وهو واضح أن الله - جل وعلا - ابتلاه بشق الولد وهو الجسد المذكور في الآية الكريمة وإلى هذا ذهب جمع من المفسرين أخذاً بالحديث وطرحاً للروايات المكذوبة.
3 - {إن هذا أخي له, تسع وتسعون نعجةً ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب (23)} [سورة ص].
قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"نعجة: أي زوجة .. "!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الصحيح أنها على ظاهرها نعاج من الغنم, وما ورد من ذكر النساء في فتنة داود - عليه السلام - مما يتنافى مع عصمة الأنبياء-صلوات الله عليهم جميعاً-كله من أكاذيب اليهود.
4 - {ولقد همت به, وهم بها لولا أن رءا برهن ربه, كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين (24)} [يوسف]
-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:" .. لأنه قد هم فيها هماً (!!) تركه لله وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء (!!!) ... ".اهـ
قلت: الصحيح من أقوال المفسرين أنه-عليه السلام-لم يهم بها أصلاً, فلولا أنه - صلى الله عليه وسلم- رأى برهان ربه لهم بها وهذا الموافق لعصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, كيف وقد ذكره ربه تبارك وتعالى مادحاً له ومثنياً عليه بأعلى صفات النفوس التقية النقية المطمئنة فقال سبحانه: {إنه من عبادنا المخلصين} وقد ذكره خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم- بذكرٍ عطرٍ فواحٍ مادحاً له مثنياُ عليه بأعلى صفات النفوس المطمئنة فقال: (إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام) -رواه البخاري (3210) -
وإذا كانت نفوس أفضل الخلق الأصفياء الخيار أمارة بالسوء - ولو في وقتٍ دون وقت!! - فأي محل للعصمة بقي؟!! وهل أحد بعدهم- صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً - تكون نفسه مطمئنة؟؟!! والله أعلم.
-وانظر لزاماً: (الإسرائيليات في كتب التفسير) لأبي شهبة فإنه قد أجاد وأفاد-.
5 - {ولما جآء موسى لميقتنا وكلمه, ربه, قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترنى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه, فسوف ترنى فلما تجلى ربه, للجبل جعله, دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (143)} [الأعراف]
-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-: {سبحانك تبت إليك}:من جميع الذنوب وسوء الأدب معك!!
قلت: عفا الله عن الشيخ - رحمه الله - والعبارة غير صحيحة, بل هي عظيمة (!) لا تخفى على ذي عينين.
قلت: والشيخ نفسه يقر بأن موسى- صلى الله عليه وسلم- كان لا يعلم حكم طلبه الرؤيا من الله تعالى فقال مفسراً آخر الآية {وأنا أول المؤمنين}:"أي جدد عليه الصلاة والسلام إيمانه بما كمل الله مما كان يجهله قبل ذلك فلما منعه الله من رؤيته بعدما كان متشوقاً إليها أعطاه الله خيراً كثيراً ".اهـ كلام الشيخ.
قلت: فأي سوء للأدب في طلب ما كان لا يعلم - صلى الله عليه وسلم- أنه لا يمكن أن يراه [الله تعالى وتقدس] في هذه الحياة الدنيا؟! أي سوء أدب في هذا؟؟! إنما كان الأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليهم - يتعوذون بالله أن يسألوه ما ليس لهم به علم وهذا من عظم حسن أدبهم وأخلاقهم مع ربهم - جل وعلا - كما ورد في قصة نبي الله نوح - صلى الله عليه وسلم - مع ابنه حيث قال الله له:
{فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود46] فأجاب نوح - عليه السلام - ربه جل وعلا - كما فعل موسى - عليه السلام - بأدب رفيع: {قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود47]
وما أحسن ما فسر به الإمام السعدي - رحمه الله - هذه الآيات من سورة هود فقال:" ... فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يكون من الخاسرين, ودل هذا على أن نوحاً - عليه السلام – لم يكن عنده علم بأن سؤاله لربه في نجاة ابنه محرم ... "اهـ.
قلت: سبحان من أدبهم فأحسن تأديبهم, فلهذه الحكمة البالغة والسر العظيم قال كليم الله موسى- عليه السلام -: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين}:أنظر إلى هذا الأدب العالي الرفيع: تنزيه لله وتقديس لربنا تبارك وتعالى ثم إعلان لتوبته مما بدر منه من طلب الرؤيا وإعلان لإيمانه وأنه أول المؤمنين- والله أعلم -.
6 - {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سموت وهو بكل شيء عليم (29)} [البقرة]
-قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:" .. أي لما خلق تعالى الأرض قصد (!) إلى خلق السموات .. ".اهـ
قلت: جاء في صحيح البخاري في تفسير هذه الآية بعينها عن مجاهد وأبي العالية من التابعين:"استوى"أي"علا وارتفع", وهو القول الموافق لتفسير السلف لمعنى الاستواء في سائر آي الكتاب الكريم كلها- والله أعلم -.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - {وقالت اليهود والنصرى نحن أبنؤا الله وأحبؤه, قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير (18)} [المائدة]
- قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"والابن في لغتهم هو الحبيب ولم يريدوا البنوة الحقيقية فإن هذا لي من مذهبهم (!) إلا مذهب النصارى في المسيح".اهـ
قلت:1 - لو قلنا هذا المعنى لأصبحت الآية هكذا: نحن أحباء الله وأحباؤه! ولا يخفى ما فيها من التكرار!
2 - ثم استثناؤه - رحمه الله - لمذهب النصارى دون اليهود-والاستثناء دليل التناول- والله تعالى يقول: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قتلهم الله أنى يؤفكون (20)} [التوبة].
8 - {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمةٍ من الله وسيداً و حصوراً ونبياً من الصلحين (39)} [آل عمران]
- قال الشيخ السعدي - رحمه الله -:"أي ممنوعاً من إتيان النساء فليس في قلبه لهن شهوة اشتغالاً بخدمة ربه وطاعته .. اهـ-هذا التفسير ورد في الطبعة التي حققها الأستاذ اللويحق [المجلد الواحد]
- أما الطبعة التي حققها الأستاذ النجار [الخمس مجلدات] وكذا طبعة دار ابن الجوزي ففيها تفسير معارض لهذا وأحسن منه (!!) - والسؤال المطروح: أي التفسيرين للآية قاله الإمام السعدي-رحمه الله-؟!
قلت: والذي يليق بجناب كمال الأنبياء وتنزيههم من النقائص وبدرجة الشيخ السعدي - رحمه الله - في العلم العالية ومكانته الرفيعة الغالية هو التفسير الذي نقله المحقق النجار وكذا دار ابن الجوزي ففيه ذكر للأقوال ثم الترجيح الأولى بالقبول./ والله أعلم بالصواب.
9 - {وجاءه, قومه, يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد (78)} [هود]
قال الشيخ السعدي - رحمه الله - في قول لوط - عليه السلام -: {يقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}:"من أضيافي [وهذا كما عرض لسليمان - عليه السلام - على المرأتين أن يشق الولد المختصم فيه لاستخراج الحق ولعلمه أن بناته ممتنع منالهن ولا حق لهم فيهن والمقصود الأعظم دفع هذه الفاحشة الكبرى] اهـ.
وقال الشيخ في الموضع الآخر من [سورة الحجر]:"قال لهم لوط من شدة الأمر الذي أصابه: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فعلين (71)} فلم يبالوا بقوله ... ".اهـ
قلت: والصحيح في تفسيرها أنه دعاهم للنكاح الحلال والزواج الشرعي وهو اللائق بمقام الأتقياء فضلاَ عن الأنبياء صفوة الأتقياء.
10 - {فوجدا عبداً من عبادنا ءاتينه رحمةً من عندنا وعلمنه من لدنا علماً (65)} [الكهف]
في تفسير هذه الآية ينفي الشيخ - رحمه الله - نبوة الخضر- عليه السلام - (!!) متبعاً في ذلك بعض المفسرين الذين ذهبوا باجتهادهم إلى المذهب- رحم الله الجميع -.
والصحيح أنه نبي والأدلة على ذلك كثيرة نبسطها في موضع آخر- إن شاء الله- إنما أردت التنبيه فقط.
11 - الحروف المقطعة في أوائل السور مثل:
{الم (1) [البقرة]} , {كهيعص (1) [مريم]} , {طه (1) [طه]} ...
- قال الشيخ - رحمه الله -:"الأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها [من غير مسند شرعي] مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثاً بل لحكمة لا نعلمها ".اهـ[تفسيره لبداية سورة البقرة].
قلت: والصحيح أنها الإعجاز والتحدي, فقد تحدى الله تعالى جميع الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وأعجزهم بأقل من ذلك: بعشر سور, بسورة, بحديث مثله - وأقله آية - فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً (!!) و أبلغ من ذلك في التحدي والإعجاز أن الله جل وعلا يصف لهم - في بداية كثير من السور- الحروف العربية السهلة التي يتألف منها الكتاب العزيز المبارك وأنه مكون من مثل: أ- ل- م – ص - ر- ك – هـ-ي -ع- ص- ط- س-ح- ق- ن- ... فهذه حروفه أمامكم ولن تستطيعوا أن تأتوا بحديث مثله!! هل هناك أعظم من هذا التحدي وذاك الإعجاز؟؟! وقد جمعها بعضهم في جملة: [نص حكيم قاطع له سر]!!
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال الإمام ابن كثير- رحمه الله - في تفسيره [لأول سورة البقرة]- بعد ما ذكر الأقوال المختلفة في هذه المسألة -:"وقال آخرون بل إنما ذكرت هذه الحروف قي أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله, هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن القراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن ابن تيميه. قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن قال وجاء منها على حرف واحد كقوله:-ص ن ق-وحرفين مثل"حم"وثلاثة مثل"الم"وأربعة مثل"المر"و"المص"وخمسة مثل " كهيعص- و- حمعسق- "لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك"قلت"ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا يقول تعالى"الم ذلك الكتاب لا ريب فيه""الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه""المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه""الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم""الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين""حم تنزيل من الرحمن الرحيم""حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم"وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله أعلم".اهـ كلامه بحروفه- رحمه الله تعالى-.
هذا ما من الله علينا في هذه العجالة وهناك ملاحظات أخرى لعلها تخرج في طبعة جديدة للكتاب أو في رسالة خاصة - إن شاء الله تعالى-.وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزي القائمين على تحقيق وطبع وتوزيع هذا الكتاب العجاب خير الجزاء في الدنيا والآخرة, وأخص بالذكر فضيلة الشيخ عبد الرحمن اللويحق- جزاه ربي كل خير- على الجهد الذي بذله لإخراج هذه الطبعة العجيبة في مثل هذه الحلة القشيبة كما أسأله جل وعلا أن يجعل أعمالنا وأعمالهم خالصة لوجهه الكريم وموافقة لسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم-,وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: راجي عفو ربه: (المبايع على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم)
محمد بن زينو- المدرس بدار الحديث الخيرية- مكة حرسها الله-25/ 10/1423هـ.
ـ[العرب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:07]ـ
تعقبات لطيفة مفيدة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 06:40]ـ
بارك الله فيكم و لكن يبدو أن التعليقات المتعلقة بعصمة الأنبياء قول الشيخ السعدي فيها هو الأظهر و كذلك في معنى البنوة عند اليهود و هو المعروف من كتبهم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 07:34]ـ
/// أحسنتم .. ما اختاره الشيخ السعدي لا إشكال فيه في كون الهمِّ همًّا طبيعيًّا، يهمُّ الإنسان بالوقوع في المرأة لكنه لا يسترسل في ذلك الهم لبرهان ربِّه، فضلًا أن يعزم عليه. والصواب أنَّ الأنبياء ليسوا معصومين من الصغائر ونحوها، ودلائل الكتاب والسُّنَّة على ذلك كثيرة.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 11:26]ـ
و كل التعليقات تقريباً في عصمة الأنبياء
و الإسرائيليات التي يؤيدها السياق أخذ بها بعض العلماء و قال أن في القصةضرب مثل لداود عليه السلام
وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ
أما الإستواء فهو معدى بإلى مضمن معنى القصد كما قال ابن كثير
ـ[حبيب المؤمن]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 04:15]ـ
نقل مفيد
لكن لا نوافق الشيخ محمد بن جميل على قوله:
قلت: عفا الله عن الشيخ - رحمه الله - والعبارة غير صحيحة, بل هي عظيمة (!) لا تخفى على ذي عينين.
فإن فيها تعريضا غير مقصود
كما أن هذه التعليقات هي وجهة نظر الشيخ محمد بن جميل زينو حفظه الله، وإن كانت أرجح عند الأكثر إلا أن المفسرون لم يتفقوا عليها
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:26]ـ
بارك الله في الجميع ..(/)
قراءة القرآن بالألحان للشيخ عبد الرحمن الحجي
ـ[القضاعي]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 12:35]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فنظراً لانتشار التكلف في أحكام التجويد في عصرنا انتشاراً مخيفاً، حتى صرفت فيه جهود خيرة أبناء المسلمين وأوقاتهم، وحتى آل الأمر إلى التطريب والتلحين والتشبه بالفساق في ألحانهم وفسقهم، وحتى اقترب الأمر من اتخاذ آيات الله هزوا، وأصابنا ما أصاب أهل الكتابين قبلنا الذين قال الله فيهم (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون) وقال عنهم (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)؛ لذا وجب التنبيه على سنة السابقين الأولين في ذلك حتى نتبعهم بإحسان. وخلاصة القول في طريقة تلاوة القرآن هي أن نقول:
إن من المتيقن أن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، فإذا صرف قلبه للتنطع في إقامة اللفظ كان ذلك على حساب التدبر للمعاني الذي من أجله أنزل القرآن،قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) وقد أدركنا وسمعنا أقواماً من حذاق أهل التجويد قد اعترفوا بأنهم لا يستطيعون التدبر إن أرادوا القيام بكل القواعد المتكلفة في التجويد.
وإن الذي لا نشك فيه أن الصحابة كانوا يقرأون القرآن على سجيتهم وطبيعتهم دون لحن ولا تكلف، كما هي قراءة العلماء الراسخين الذين أدركناهم، وكما تواترت عليه أمة محمد عليه الصلاة والسلام جيلاً إثر جيل، وتواترها هذا أقوى من الصفات التي يأخذها القراء ويزعمون أنها متواترة. وقد أنكر الشافعي والإمام أحمد قراءة حمزة لما فيها من الإمالة وغيرها،قال ابن هانئ في مسائله برقم (1953 - 1954) سألت أبا عبدالله-يعني الإمام أحمد- قلت: نصلي خلف من يقرأ قراءة حمزة؟ قال إن كان رجلاً يقبل منك فانهه، قال أبو عبدالله: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: لو صليت خلف من يقرأ قراءة حمزة أعدت الصلاة.
وأنكر العلماء في كل العصور صرف الأوقات في المبالغة في التجويد وعدوه من تأثير الأعاجم على المسلمين، ومن ذلك ما يلي:
قال ابن قتيبة: "قد كان الناس يقرءون القرآن بلغاتهم دون تكلف، ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء الأعاجم فهفوا وضلوا وأضلوا، وأما ما اقتضته طبيعة القارئ من غير تكلف فهو الذي كان السلف يفعلونه، وهوالتغني الممدوح".
وقال النووي: "إن لم يكن القارئ حسن الصوت حسّنه ما استطاع، ولا يخرج بتحسينه عن حد القراءة، وإلى التمطيط المخرج له عن حدوده". وقال ابن رشد: "الواجب أن ينزه القرآن عما يؤدي إلى هيئة تنافي الخشوع، ولا يقرأ إلا على الوجه الذي يخشع منه القلب، ويزيد في الإيمان، ويشوق فيما عند الله"
والتغني الممدوح هو ما تقتضيه الطبيعة، وتسمح به القريحة، من غير تكلف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خلي وطبعه استرسلت طبيعته بفضل تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى رضي الله عنه: لحبرته لك تحبيرا. وقال شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما -في تزيين الصوت بالقرآن- هو التحسين والترنم بخشوع وحضور قلب، لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وشغله بالوصل والفصل، والإضجاع والإرجاع والتطريب، وغير ذلك، مما هو مفض إلى تغيير كتاب الله، والتلاعب به، حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته.
ولابن ماجه عن جابر مرفوعًا: «إن من أحسن الناس صوتاً الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله»، ولأبي داود عن جابر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال: «اقرءوا فكلٌ حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القِدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه»، أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة للرياء والمباهاة والشهرة والتأكل، ويذهب الخشوع.
وقال الذهبي: "القراء المُجوّدة فيهم تنطع وتحرير زائد، يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذُكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله بعين المقت."
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحافظ: "ما كان طبيعة وسجية كان محموداً، وما كان تكلفاً وتصنعاً فهو مذموم، وهو الذي كرهه السلف وعابوه، ومن تأمل أحوالهم علم أنهم بريئون من التصنع، والقراءة بالألحان المخترعة، بخلاف التحسين الطبيعي فقد ندب إليه صلى الله عليه وسلم" (انظر: حاشية ابن قاسم على الروض المربع فقد جمع كثيراً من هذه النقول،2/ 208).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية 13/ 414: "وأما في باب فهم القرآن فهذا دائم التفكر في معانيه والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه، عن غيره من كلام الناس؛ وإذا سمع شيئاً من كلام الناس، وعلومهم عرضه على القرآن، فإن شهد له بالتزكية والعدالة قبله، وإلا رده؛ وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه. وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه، ولا يجعل همته وقصده في تحصيل ما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن بالوسوسة في خروج الحروف، وترقيقها وتفخيمها وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك; فإن هذا حائل للقلوب، وقاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ {أءنذرتهم} ووجوهها، وضم الميم من {عليهم}، ووصلها بالوصل، وكسر الهاء وضمها ونحو ذلك، من شغل الزمان بتنقية النطق وصفاته، معرضاً عن المقصود، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت، وكذلك تتبع أوجه الإعراب، واستخراج التأويلات المستكرهة، التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان، وكذلك صرف الذهن إلى حكاية أقوال الناس، ونتائج أفكارهم.
وكذلك تنزيل القرآن على قول من قلده في دينه أو مذهبه، فهو يتعسف بكل طريق، حتى يجعل القرآن تبعا لمذهبهم، وتقوية لقول إمامه، وكل محجوبون بما لديهم عن فهم مراد الله من كلامه، في كثير من ذلك أو أكثره".
وإن كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام "فضائل القرآن" من أهم الكتب التي يجب أن يتدارسها أهل القرآن حتى يعرفوا فضائل القرآن وآداب قراءته ومعالمه وسننه، وحتى يعرفوا معنى كلام حذيفة بن اليمان (وروي مرفوعا) قال " اقرَءوا القُرآنَ بِلُحونِ العَرَبِ وَأصواتِها، وإيَّاكُم وَلُحُونَ أهلِ الكِتابِ، وَأهلِ الفِسقِ، فإنَّهُ سَيجيءُ مِنْ بَعدِي قَومٌ يُرجِّعوُنَ بِالقرآنِ تَرجِيعَ الرَّهبانِيةِ، وَالنَّوْحِ وَالغِناءِ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُم، مَفتونَةٌ قُلوبُهُم، وَقُلُوبُ الذينَ يُعجِبُهُمْ شَأنُهُمْ "، وحتى يسلكوا سبيل السلف الصالح ويقتصوا آثارهم فإن الفلاح كله في ذلك، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.alamralawal.com/#detailOfMizan::7
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Sep-2008, صباحاً 01:08]ـ
و بعض أصحاب المقامات الغنائية التي يتلون بها القرآن و يحثون على تعلمها، يظن أنها لحون العرب التي أجازها بعض العلماء و ربما نسبها للشافعي و أبي حنيفة أنهم يجيزونها و يظن أنها التي يجيزها ابن الجزري
و صاروا يعلمون الناس في القنوات الداخلية للأسف كيف تلحن القرآن على الصبا و الحجازي و النهاوند
و يقول بعضهم إن الشيخ السديس يقرأ بمقام الصبا!
و صار حفظ القرآن يتطلب شيخين حافظ للتجويد و شيخ ملحن! للأداء
و من السذاجة أن يقال هذا أدعى للخشوع، فلماذا لا يقرؤون على مقام الراب و الروك و الهيب هوب
فربما يسلم أهل شيكاجو كلهم
و العجيب أن هذه تعتبر هي الحياة مع القرآن، صارت الحياة مع القرآن هي تلحينه على مقامات الغناء، و للأسف لم نر بياناً من العلماء لإستنكار هذا بالقدر الكافي لأنه قد يفتتن به الناس ما دام لم يمنع
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 12:09]ـ
جزى الله الشيخ عبد الرحمن الحجي، وبارك الله في الناقل ...
حكم قراءة القرآن بالمقامات
أجاب عنه: عبد الحليم توميات / إمام خطيب مسجد عمر بن الخطاب – الجزائر العاصمة
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما هو حكم تعلّم المقامات الصوتية لتحسين الصوت في تلاوة القرآن الكريم، مع العلم أنّ كبار القرّاء كالمنشاوي وغيره كانوا يقرؤون بهذه المقامات، وجزاكم الله كلّ خير، والسّلام عليكم.
الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّه قبل الجواب عن هذا السّؤال فإنّه لا بدّ من بيان ما جاء في السّؤال نفسه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوّلا: المقامات اسم يُطلق على التّقطيعات والأوزان الموسيقيّة المستحدثة، ولها قوانينها وضوابطها، وإطلاق المقامات على التّغنّي بالقرآن فيه نظر، فإنّ القرآن لا يمكن ولا يحلّ أن يتشبّه بالغناء في أيّ وجه من الوجوه.
ثانيا: قولك: " مع العلم أنّ كبار القرّاء كالمنشاوي وغيره كانوا يقرؤون بهذه المقامات "، فهذا لا يَرِد، لأنّ الحقّ قد يخفى على الفاضل، وكما هو مقرّر لدى أهل العلم: أنّ نؤمن بجلالة الفضلاء، ولا نؤمن بعصمتهم، ومن أوسع أودية الباطل الغلوّ في الأفاضل. هذا إذا سلّمنا أنّ قراءة أمثال الشّيخ المنشاوي كانت على ذلك النّمط الّذي عُرِف به بعض القرّاء حتّى أخرجوا القرآن عن صيغته فضلا عن مهمّته وحكمة نزوله.
أمّا هل يجوز قراءة القرآن على ذلك النّمط الّذي ظهر به منذ أمد بمصر وسورية، وطفا اليوم على مجتمعنا، فإنّنا نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل! فإنّه من التّلاعب بكلام الله الّذي قال فيه المولى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) [الإسراء: 82] .. إنّه إهدار لحكمة نزول كلام الله تعالى الّذي وصفه قائلا: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء: 9] ..
وقع القرآن بأيدي هؤلاء المتلاعبين، وأقبل كثير من النّاس عليهم لاهثين، فلا جرم أنّه قد قلّ في الأمّة الخير، وكثر فيها الشرّ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
قال النّووي في " الرّوضة ": والصّحيح أنّ الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم، قال: وهذا مراد الشّافعي بالكراهة ".
فالّذي أمرنا وندبنا إلى تحسين الصّوت عند قراءة القرآن جعل لذلك التّحسين علامة، فقد روى ابن ماجه بسند صحيح عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ».
وإنّ مخالفات هؤلاء القرّاء أضحت لا تحصى ولا تعدّ .. منها:
- إنزال القرآن على هذه المقامات!!
- تحريك بعضهم ليده بطريقة تضحِك الثّكلى فيضعها عن يمين فمه أو مقابله حتّى يتحكّم في سير الصّوت!!
- الإفراط في المدّ وفي إشباع الحركات، حتّى يتولّد من الفتحة ألف، ومن الضمّة واو، ومن الكسرة ياء، والإدغام في غير موضع الإدغام، وغير ذلك.
- صرف النّاس عن الاهتمام بالمقصود عند التّلاوة، ألا وهو التدبّر والفهم والتأمّل، فصاروا لا ينتظرون إلاّ مغامرة من المغامرات الصّوتية!!
- قول النّاس عند سماعه انظر إلى هذه: الطّلعة!! والحبْطة!! وكأنّ القرآن صار من الأغاني وما يسمّونه بالأناشيد ..
- تقديم ما أخّره الله وتأخير ما قدّمه الله، فإنّ الإنسان يُعظّم بتقواه وعمله بالقرآن وإقامته لحدوده، لا بمجرّد حسن صوته، وتأمّل ما رواه الإمام مالك رحمه الله وغيره أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ لِأحدهم: (إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ .. وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ).
ولذلك نجد أنّ الصّحابة رضي الله عنهم كانوا يحرصون كلّ الحرص على الجمع بين حفظ القرآن وفهمه، روى أحمد عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ زيد بن خالد الجهنيّ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم عَشْرَ آيَاتٍ، فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، قَالُوا: فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ.
وروى الإمام مالك في " الموطّأ " - لكن بلاغا - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه مَكَثَ عَلَى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ يَتَعَلَّمُهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن صحّ ذلك، فإنّما لفقهها، فلا يجاوز آية إلى غيرها دون فقه وفهم.
وأخرج الآجرّي في " حملة القرآن " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " لا تنثروه نثر الدّقل، ولا تهذّوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم آخر السّورة ".
وذمّ الله الخوارج بسبب أنّهم يتلون كلام الله دون أن يصل إلى قلوبهم فيعقلوه، كما في الحديث المتّفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ».
ولذلك أكّد العلماء على أنّ قراءة القرآن ينبغي أن تكون بالتدبّر والتفهّم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهمّ، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه) [ص: 29].
، قال النّووي في " شرح المهذّب ": " وصفة ذلك، أن يشغل قلبه بالتّفكير في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كلّ آية ويتأمّل الأوامر والنّواهي، ويعتقد قبول ذلك، فإن كان ممّا قصّر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوّذ، أو تنزيه نزّه وعظّم، أو دعاء تضرّع وطلب، أخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: " صلّيت مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقرأها، ثم النّساء فقرأها، ثمّ آل عمران فقرأها، يقرأ مترسّلا، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (13/ 332): " ومن المعلوم أنّ كلّ كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرّد ألفاظه، فالقرآن أولى بذلك، وأيضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فنّ من العلم كالطبّ والحساب ولا يستشرحوه، فكيف بكلام الله الّذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم؟ .. ".
هذا ما تيسّر قوله في الإجابة عن هذا السّؤال، والله أعلم.
(منار الجزائر): http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=413&Itemid=6
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 05:12]ـ
قال في حاشية المشايخ 3/ 48: القراءة بالألحان، ولها حالتان:
الأولى: أن يكون التلحين مفرطاً يؤدي إلى إخراج القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراجها أو قلب الحركات إلى حروف. فقد حرم ذلك المالكية والشافعية. (الشرح الكبير للدردير 1/ 308، وروضة الطالبين 11/ 227)، لقوله تعالى: ? قرأنا عربيا غير زي عوج ? ومثل ذلك عدول عن نهج القرآن القويم إلى الأعوجاج.
الثانية: أن يكون التلحين غير مفرط بحيث لا يخرج القرآن عن صيغته. فعند الحنفية والشافعية والحنابلة: إباحة ذلك. (المصادر السابقة). لعموم أدلة استحباب تحسين الصوت بالقرآن. وعند الإمام مالك: كراهة ذلك. (المدونة 4/ 421). لحديث حذيفة مرفوعاً: " اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم ... " عزاه الهيثمي في المجمع 7/ 169 للطبراني في الأوسط وقال: " فيه راو لم يسم، وبقية أيضاً ".
والأقرب: كما ذكر شيخ الإسلام وابن القيم: أن تزيين الصوت بالقرآن وتحسينه مع المحافظة على الخشوع والتدبر مطلوب، أما صرف الهمة إلى اللفظ والتنطع في إخراج الحرف والمبالغة في الترقيق والتفخيم والنطق وشغل القلب بذلك فليس من سنته صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 11:23]ـ
مع احترامي للشيخ إلا أنه لم يوفق في نقاطٍ من كلامه أعلاه , وبالنسبة لمن يتذرع بلحون العرب , هل يستطيع إسماعنا لحنا واحداً منها نميز به القرآن عن لحون غيرهم.
علماً أنَّ غالب من ينكر المقامات وإعمالها في التلاوة يجهل حقيقتها ولو كان فقيهاً أو عالماً محدثاً , فالحكم على الشيئ فرع عن تصوره.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم هنالك مبالغات وتجاوزات خطيرة جداً في بعض أقاليم المسلمين تبعث النَّاشئة على تعلم التقطيع الموسيقي للنغم , ويكون ذلك على حساب الإخلال بأحكام التجويد , وهذا أمرٌ قبيحٌ مرفوضٌ , كرفضِ وصف بعض الإخوة الكرام لكل من حسَّن صوته بالقرآن بلحنٍ لم تألفه آذانهم - عملاً بمطلق النصوص النبوية - بأنه متنطعٌ.
ولي عودة إن شاء الله تعالى
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 11:36]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فنظراً لانتشار التكلف في أحكام التجويد في عصرنا انتشاراً مخيفاً، حتى صرفت فيه جهود خيرة أبناء المسلمين وأوقاتهم، وحتى آل الأمر إلى التطريب والتلحين والتشبه بالفساق في ألحانهم وفسقهم، وحتى اقترب الأمر من اتخاذ آيات الله هزوا، وأصابنا ما أصاب أهل الكتابين قبلنا الذين قال الله فيهم (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون) وقال عنهم (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)؛ لذا وجب التنبيه على سنة السابقين الأولين في ذلك حتى نتبعهم بإحسان. وخلاصة القول في طريقة تلاوة القرآن هي أن نقول:
إن من المتيقن أن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه، فإذا صرف قلبه للتنطع في إقامة اللفظ كان ذلك على حساب التدبر للمعاني الذي من أجله أنزل القرآن،قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) وقد أدركنا وسمعنا أقواماً من حذاق أهل التجويد قد اعترفوا بأنهم لا يستطيعون التدبر إن أرادوا القيام بكل القواعد المتكلفة في التجويد.
قلتُ:
ليس في التجويد قواعد متكلَّفةٌ كما يفيده كلامُ الشيخ فهو علمٌ نبويٌ شريفٌ , وهو أجل علوم الإسلام لاتصاله بأعظم كلامٍ وفضله على العلوم كفضل القرآن عليها , وليس التنطع والمبالغة في التجويد من التجويد في شيئ , والمتكلف المتنطع في التجويد شأنه شأن الجاهل به في نسبتهما إليه ,وأنا أعجب من قول الشيخ " القواعد المتكلفة في التجويد" وليته مثل لها ولو بمثال واحد.
وإن الذي لا نشك فيه أن الصحابة كانوا يقرأون القرآن على سجيتهم وطبيعتهم دون لحن ولا تكلف، كما هي قراءة العلماء الراسخين الذين أدركناهم، وكما تواترت عليه أمة محمد عليه الصلاة والسلام جيلاً إثر جيل، وتواترها هذا أقوى من الصفات التي يأخذها القراء ويزعمون أنها متواترة.
وقد أنكر الشافعي والإمام أحمد قراءة حمزة لما فيها من الإمالة وغيرها،قال ابن هانئ في مسائله برقم (1953 - 1954) سألت أبا عبدالله-يعني الإمام أحمد- قلت: نصلي خلف من يقرأ قراءة حمزة؟ قال إن كان رجلاً يقبل منك فانهه، قال أبو عبدالله: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: لو صليت خلف من يقرأ قراءة حمزة أعدت الصلاة.
قلتُ:
عجبي للشيخ حفظه الله الذي لا يشك في موافقة قراءة من أدركهم لقراءة الصحابة وهذه النتيجة هي من علم الغيب الذي تفرد الله به , فكيف قارن بين الجيلين وقراءتهما حتى ثبت لديه بلا شك أن قراءة من أدركهم هي القراءة التي كان الصحابة يقرؤون بهاو وأنّ غيرها تنطعٌ وتكلفٌ.
وليت شعري ما هو التواتر الذي ثبت عند الشيخ به هذا التشابه ثبوتاً أقوى من ثبوت الصفات التي يأخذها القراء ويزعمون أنها متواترة , وما هي هذه الصفات التي يعنيها الشيخ.؟
بقي دليل الشيخ الذي ساقه ظنا منه أن فيه إسعافاً له في الحكم على ما لم يألفه بالخروج عن الجادة والفطرة إلى التكلف والمبالغة ,وهو أثر الإمامين الجليلين الشافعي وأحمد رحمهما الله تعالى وقدس روحيهما.
وليته استفاض في قراءة التوجيهات التي اعتذر لهم بها أهل العلم رحمهم الله تعالى , فكلاهما كما هو معروفٌ في ترجمتهما لم يكن ذا دراية وعلمٍ متخصص في القراءات , وقد علمنا أن نأخذ من آثارهما ما وافق الحق ونطَّرح ما سواه.
وقد اعتُذر لهما عن ذلك بأنهما يعنيان بذلك ما سمعاه من تكلف بعض القراء في زمنيهما فظنا هذا التكلف هو الثابت عن حمزة والكسائي رحمهما الله فأنكراه وكرهاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما انتقداه هما وغيرهما رحمه الله موجود في سائر القراءات العشر المتواترة التي يقرأ بها المسلمون اليوم متوارثينها جيلاً عن جيلٍ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا أنه اجتمع في قراءة حمزة ما لم يجتمع في غيرها, وهو ثابتٌ عندهما بالسند المتصل , وقد أقرا بأن شيئاً من ذلك لم يكن اجتهادا من أنفسهم , قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.
وقد يعتذر لهما بعدم بلوغ التواتر أو القراءة لهم , وهذا ليس قدحاً فيهم , وقد حصل قبل انقطاع الوحي إنكارٌ من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقراءة هشام بن حكيم رضي الله عنه , وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أنها ثابتة من عند الله ,ولا أدل على احتمال ثبوت ذلك من أنَّ الإمام أحمد رحمه الله يقول في موضع آخر - أغفل الشيخ إيراده مع أنه أصرح في الدلالة على ما يريد -: (هي قراءة مُحدَثَةٌ، ما قرأ بها أحد. إنما هي إيه)
وهذا ليس كلامَ من بلغه تواترها وإجماع القرأَة على اتصال أسانيدها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولو بلغه ذلك لقال كما قال غيره من جمهور الأمة أنها قد قرأ بها أكرمُ أحدٍ على الله وهو المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز لمسلمٍ أن يعتقد أنها ناقصة أو متكلفةٌ وقد استقر الإجماع بين المسلمين على صحتها وثبوتها , مع أن المثبت في عصرنا متسلح بالسند والتواتر والإجماع , والنافي ليس لديه غير التضعيف والاتهام.
وليس الموضوع عن قراءة حمزة رضي الله عنه لنطيل فيه أكثر من اللازم.
وأنكر العلماء في كل العصور صرف الأوقات في المبالغة في التجويد وعدوه من تأثير الأعاجم على المسلمين، ومن ذلك ما يلي:
قال ابن قتيبة: "قد كان الناس يقرءون القرآن بلغاتهم دون تكلف، ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء الأعاجم فهفوا وضلوا وأضلوا، وأما ما اقتضته طبيعة القارئ من غير تكلف فهو الذي كان السلف يفعلونه، وهوالتغني الممدوح".
وقال النووي: "إن لم يكن القارئ حسن الصوت حسّنه ما استطاع، ولا يخرج بتحسينه عن حد القراءة، وإلى التمطيط المخرج له عن حدوده". وقال ابن رشد: "الواجب أن ينزه القرآن عما يؤدي إلى هيئة تنافي الخشوع، ولا يقرأ إلا على الوجه الذي يخشع منه القلب، ويزيد في الإيمان، ويشوق فيما عند الله"
قلتُ:
هذا موضعُ إجماع لا اختلاف فيه , اللهم إن ظن البعضُ أنّ محاربة هذِّ القرآن وإنكاره على الناس هي التنطع والتكلف.
والتغني الممدوح هو ما تقتضيه الطبيعة، وتسمح به القريحة، من غير تكلف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خلي وطبعه استرسلت طبيعته بفضل تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى رضي الله عنه: لحبرته لك تحبيرا.
قلتُ:
وكيف تسترسل الطبيعةُ ويُستَحسنُ استرسالها والنصوص التي نقلها الشيخ أعلاه تثبت ضرورة الالتزام بتحسين القرآن بحيث لا يخرج عن حد القراءة , وهذا التساهل هو ما أخرج لنا مئات الأشرطة اليوم التي يحتاجُ مصدرها المتصدرون إلى الرجوع للكتاتيب لتعلم قراءة القرآن.
وقال شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما -في تزيين الصوت بالقرآن- هو التحسين والترنم بخشوع وحضور قلب، لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وشغله بالوصل والفصل، والإضجاع والإرجاع والتطريب، وغير ذلك، مما هو مفض إلى تغيير كتاب الله، والتلاعب به، حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته.
وهنا أقول كما قلتُ سابقا: هذا موضعُ إجماع لا اختلاف فيه , اللهم إن ظن البعضُ أنّ محاربة هذِّ القرآن وإنكاره على الناس هي التنطع والتكلف.
ولابن ماجه عن جابر مرفوعًا: «إن من أحسن الناس صوتاً الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله»، ولأبي داود عن جابر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال: «اقرءوا فكلٌ حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القِدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه»، أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة للرياء والمباهاة والشهرة والتأكل، ويذهب الخشوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الذهبي: "القراء المُجوّدة فيهم تنطع وتحرير زائد، يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذُكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله بعين المقت."
وقال الحافظ: "ما كان طبيعة وسجية كان محموداً، وما كان تكلفاً وتصنعاً فهو مذموم، وهو الذي كرهه السلف وعابوه، ومن تأمل أحوالهم علم أنهم بريئون من التصنع، والقراءة بالألحان المخترعة، بخلاف التحسين الطبيعي فقد ندب إليه صلى الله عليه وسلم" (انظر: حاشية ابن قاسم على الروض المربع فقد جمع كثيراً من هذه النقول،2/ 208).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية 13/ 414: "وأما في باب فهم القرآن فهذا دائم التفكر في معانيه والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه، عن غيره من كلام الناس؛ وإذا سمع شيئاً من كلام الناس، وعلومهم عرضه على القرآن، فإن شهد له بالتزكية والعدالة قبله، وإلا رده؛ وإن لم يشهد له بقبول ولا رد وقفه. وهمته عاكفة على مراد ربه من كلامه، ولا يجعل همته وقصده في تحصيل ما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن بالوسوسة في خروج الحروف، وترقيقها وتفخيمها وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك; فإن هذا حائل للقلوب، وقاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ {أءنذرتهم} ووجوهها، وضم الميم من {عليهم}، ووصلها بالوصل، وكسر الهاء وضمها ونحو ذلك، من شغل الزمان بتنقية النطق وصفاته، معرضاً عن المقصود، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت، وكذلك تتبع أوجه الإعراب، واستخراج التأويلات المستكرهة، التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان، وكذلك صرف الذهن إلى حكاية أقوال الناس، ونتائج أفكارهم.
وكذلك تنزيل القرآن على قول من قلده في دينه أو مذهبه، فهو يتعسف بكل طريق، حتى يجعل القرآن تبعا لمذهبهم، وتقوية لقول إمامه، وكل محجوبون بما لديهم عن فهم مراد الله من كلامه، في كثير من ذلك أو أكثره".
قلتُ:
الشيخ رحمه الله لم يعرف في ترجمته اشتغاله بالتجويد والقراءات وإن كان حفظ القرآن صغيراً , ويعتذر له بما اعتذر به لعمر والشافعي وابن حنبل رحم الله الجميع , وإلا فالتفخيم والترقيق والتوسط والقصر والطول أوجه أداء شرعيةٌ لا يجوز تركها اعتماداً على كلام الشيخ رحمه الله.
وإن كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام "فضائل القرآن" من أهم الكتب التي يجب أن يتدارسها أهل القرآن حتى يعرفوا فضائل القرآن وآداب قراءته ومعالمه وسننه، وحتى يعرفوا معنى كلام حذيفة بن اليمان (وروي مرفوعا) قال " اقرَءوا القُرآنَ بِلُحونِ العَرَبِ وَأصواتِها، وإيَّاكُم وَلُحُونَ أهلِ الكِتابِ، وَأهلِ الفِسقِ، فإنَّهُ سَيجيءُ مِنْ بَعدِي قَومٌ يُرجِّعوُنَ بِالقرآنِ تَرجِيعَ الرَّهبانِيةِ، وَالنَّوْحِ وَالغِناءِ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُم، مَفتونَةٌ قُلوبُهُم، وَقُلُوبُ الذينَ يُعجِبُهُمْ شَأنُهُمْ "، وحتى يسلكوا سبيل السلف الصالح ويقتصوا آثارهم فإن الفلاح كله في ذلك، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 01:10]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا زيد على ذبكم عن هذا العلم الجليل المنقول بالتواتر القطعي الذي لا يحتمل أدنى (تفكير) في الشك.
ـ القرآن الكريم كلام الله سبحانه، وجبريل الأمين سمع القرآن من الله جل وعلا، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم تلقى القرآن عن جبريل عليه السلام، والصحابة الكرام رضي الله عنهم تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا تستمر سلسلة الإسناد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ـ إن القرآن العظيم جمع معاني الإعجاز كلها ومن أبرز تلك المعاني طريقة أدائه، كيف يريد بعض الناس شعر أو لم يشعر أن يميت هذا المعنى.
ـ إذا كان بعض الناس يرى أن التجويد تكلف ما أنزل الله به من سلطان، أو بدعة، أو نحو ذلك، فليستعذ بالله من الشيطان، وليقرأ: (ورتل القرآن ترتيلا) مامعنى هذا الكلام العربي المبين، والله لو تأملنا هذا الدليل لكفانا حجة.
ـ من أخطأ في تطبيق التجويد هو الملوم، وهو المتكلف.
ـ من الطبيعي أن يعتري الإنسان في بداية تعلمه للتجويد شيء من التكلف، ومع رياضة اللسان يصبح الأمر سجية.
ـ الإمام الذهبي رحمه الله جمع القراءات العشر في صباه، وكان أول أمره كلفا بهذا العلم الجليل الذي لا يولج إليه إلا من باب التجويد، وهو تحدث عن المجودين المبالغين، وهو كلام رجل عرف العلم حقا، وتكلم عن علم، وقد تكلم أيضا في زغل العلم عن أهل الفنون الأخرى بأشد من كلامه على القراء، فلماذا لم نسمع أحدا يتكلم عن مبالغات أهل الحديث أو الفقه أو النحو، لماذا يركز دائما على التجويد؟؟!
هداني الله وإياكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرابية]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 02:05]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا زيد وبارك الله فيك
ورزقني الله وإياك وجميع المسلمين الفقه في الدين
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 03:05]ـ
الأخ أبو زيد الشنقيطي حفظه الله مرحبا و سهل
ليس الإعتراض على التجويد و لكن على الألحان المحدثة التي تشابه آلات المعازف
انظر تمثيل الداني للحون العرب:
قال الداني الفتح والإمالة لغتان مشهورتان فاشيتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم فالفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس قال والأصل فيها حديث حذيفة مرفوعا إقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل الكتابين قال فالإمالة لا شك من الأحرف السبعة ومن لحون العرب وأصواتها
فلحون العرب عنده من اللغة و الأصوات البشرية العربية
قال السفاريني في غذاء الألباب:
ولأن الغناء إنما هو عبارة عن الأصوات الحسنة والنغمات المطربة يصدر عنها كلام موزون مفهوم. فالوصف الأعم إنما هو الصوت الحسن والنغمة الطيبة، وهو مقسوم إلى قسمين، مفهوم كالأشعار، وغير مفهوم كأصوات الجمادات وهي المزامير كالشبابة والأوتار والثاني لا شك في حرمته على المذهب المعتمد، والأول لا تظهر حرمته لأنه صوت طيب بشعر موزون مفهوم وقد صحت الأخبار وتواترت الآثار، بإنشاد الأشعار، بين يدي النبي المختار صلى الله عليه وسلم ما تعاقب الليل والنهار، والله الموفق.
فالمقامات من أي نوع؟ هل هي مشابهة للأصوات البشرية أو للآلات
أنظر هذا الموضوع:
المقامات الموسيقيّه في أربعة مجموعات:
المجموعه الأولى هي المقامات المشابهة للموسيقى الغربيّه بمدارجها وعلاماتها, ومن الممكن إستعمال الألآت الغربيّه لعزفها.
وهذه المجموعه تحتوي على المقامات المرادفه لمقام الماجور الغربي أو السلّم الكبير وهي مقام الماهور ومقام الجهار كاه ومقام العجم. وكما تحتوي على المقامات المرادفه لمقام المانور الغربي أو السلّم الصغير وهي المقامات الآتيه:
نهوند, بوسليك, محيّر سيكاه, فرح فزا, سلطان يكاه.
آخر نوع من المقامات في هذه المجموعه هي المقامات المرادفه للسلّم الدياتونيكي ويمكن إستعمال الألآت الغربيّه لعزفها وهي المقامات الآتيه: كرد, سجاه, المقام العراقي, حجاز كار كردي, أثر كردي, صبا كردي, نوآثر, نكريز, حجاو كار, شد عربان
المجموعه الثانيه هي المقامات الشرقيّه, وهي التي تحتوي على المسافات الصوتيّه الصغيره, أي ثلآثة أرباع الدرجه الصوتيّه وهي المقامات الآتيه
مقام الراست وفروعه كمقام السوزناك, مقام ساز كار, مقام نيروز, مقام رهاوي, مقام الدرنيشين, مقام محيّر عراق, مقام راست الذيل, ومقام المايه
مقام البياتي وفروعه كمقام العشّاق التركي, مقام الحسيني, مقام المحيّر, مقام بياتي شوري ومقام الصبا. ويوجد مقام في شمال إفريقيا يدعى مقام الحسين وهو مرادف لمقام البياتي وله المشتقّات الآتيه: مقام الحسين نيريز, ومقام الحسين أصل, ومقام الحسين عشيران, ومقام الحسين صبا, ومقام الحسين عجم
مقام الحجاز ومشتقّاته كمقام الهمايون ومقام الشاهناز
المقامات ذو الأصل الأندلسي كمقام رمل الميّه ومقام الرمل
مقام السيكاه وفروعه كمقام الهزام, ومقام عراق ومقام البستنيكار
المجموعه الثالثه من المقامات هي المقامات المرادفه للسلّم الخماسي وهي مقامات ذو أصل إفريقي والسلّم يحتوي على خمسة علامات فقط. هناك مقامين من هذا النوع وهما مقام راست عبيدي ومقام راست كتاوي
المجموعه الرابعه من المقامات هي التي تمزج السلّم الخماسي والمقامات الشرقيّه
هذا النوع من المقامات يستعمل ومنتشر في مرّاكش والجزيره العربيّه واليمن ودول الخليج. مقام الذيل يعتبر المقام الرئيسي في هذه المجموعه ومن ميّزاته خفض الدرجتين الثالثه والسابعه بمقدار %20
من فروع هذا المقام ما يسمّى بمقام مجنّب الذيل حيث تخفض درجته الثالثه نصف درجه صوتيّه. هذا المقام يشبه مقام السوزناك
المقامات الأخرى في هذه المجموعه ما يعرف في تونس و ليبيا بمقام عراق ويسمّى إصفهان في مرّاكش, ومقام النوى, ورمل الذيل, والمزموم, ومقام عشّاق المراكشي
انتهى الموضوع
و انظر الموضوع الآخر:
تعريف المقام:
(يُتْبَعُ)
(/)