ـ[أرشيف منتدى الألوكة - 3]ـ
تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
هذا الجزء يضم:
• مجلس التفسير وعلوم القرآن
• مجلس الحديث وعلومه
• مجلس الفقه وأصوله
• مجلس اللغة العربية وعلومها
• مجلس الأدب الإسلامي
• مجلس السيرة النبوية والتاريخ والتراجم
• مجلس المنهجية في طلب العلم
ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
رابط الموقع: http://majles.alukah.net(/)
مجلس التفسير وعلوم القرآن(/)
فائدة في القراءات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - Dec-2006, مساء 08:30]ـ
الحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد:
ففي جامع المسائل ـ للإمام ابن تيمية رحمه الله ـ المجموعة الأولى ص109
قاعدة شريفة في تفسير وقوله {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص112:
للناس في مثل هذه القراءة [ولا يَطْعَم] وأمثالها مما لم يتواتر قولان:
منهم من يقول: هذه يشهد بأنها كذب، قالوا: وكل ما لم يقطع بأنه قرآن فإنه يقطع بأنه ليس بقرآن.
قالوا: ولا يجوز أن يكون قرآن منقولا بالظن، وأخبار الآحاد، فإنا إن جوزنا ذلك جاز أن يكون ثمَّ قرآن كثير غير هذه لم يتواتر.
قالوا: وهذا مما تحيله العادة، فإن الهمم، والدواعي متوفرة على نقل القرآن، فكما لا يجوز اتفاقهم على نقل كذب = لا يجوز اتفاقهم على كتمان صدق.
فعلى قول هؤلاء: يقطع بأن هذه وأمثالها كذب فيمتنع أن يكون أفضل من القرآن الصدق.
والقول الثاني:
قول من يُجَوِّز أن تكون هذه قرآنا، وإن لم ينقل بالتواتر، وكذلك يقول هؤلاء في كثير من الحروف التي يُقرأ بها في السبعة والعشرة لا يشترط فيها التواتر، وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها، أو ممتنع فيها.
ويقولون: المتواتر الذي لا ريب فيها ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف، وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و (يعملون) وقوله (إلا أن يَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت، وإن لم يكن متواترا، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام، وهو أهم من ضبط الياء والتاء، فإن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عمّا يعمل المخاطبون ولا عمّا يعمل غيرهم، وكلا المعنيين حق قد دل عليه القرآن في مواضع، فلا يضر ألا يتواتر دلالة هذا اللفظ عليه، بخلاف الحلال والحرام الذي لا يعلم إلا بالخبر الذي ليس بمتواتر.
والعادة والشرع أوجب أن ينقل القرآن نقلا متواتر كما نقلت جمل الشريعة نقلا متواترا مثل إيجاب الصلوات الخمس ..
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[24 - Dec-2006, صباحاً 09:21]ـ
شكر الله لكم هذه فائدة في القرآت وفي التجويد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 01:38]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم ...
ـ[راشد بن سالم]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 04:39]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
أسرة قرآنية
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[08 - Jan-2007, صباحاً 08:31]ـ
شَيْبة بن نِصاح وأبوجعفر يزيد بن القعقاع رحمهما الله تعالى، من كبار القراء من التابعين، وكانت أم المؤمنين أم سَلَمة رضي الله عنها قد مَسَحَتْ على رأسهما وهما صغيران، ودعت لهما بالبركة، وكانا يُقرآن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فروى ابن مجاهد في السبعة (59) -ومن طريقه المستغفري في فضائل القرآن (1/ 349 - 350) - عن نافع أنه قال: زوَّج أبو جعفر ابنتَه من شَيْبة بن نِصاح، وكان مُقِلّاً، فقيل لأبي جعفر: زوَّجتَ ابنتَك شَيْبةَ وهو مُقلّ، وقد كان يرغبُ فيها سَرَوات الموالي! فقال أبوجعفر: إن كان شَيْبةُ مُقِلًّا فسَيَمْلأُ بيتَها قرآناً.
قال نافع: لما تزوج شيبةُ بنتَ أبي جعفر قال الناس: يولد بينهما مصحفاً!
ورويا عن نافع أنه قال: لما غُسِّل أبوجعفر القارئ بعد وفاته نظروا ما بين نَحْرِه إلى فؤاده مثلُ وَرَقَة المصحف.
قال: فما شكَّ مَنْ حَضَرَه أنه نُور القرآن.
-------------
* هذه أخبار صححها محقق الفضائل.(/)
تزكية النفس بما في ((سورة يوسف)) من الفرح و البؤس (الاية الاولى والثانية)
ـ[علي سليم]ــــــــ[13 - Feb-2007, صباحاً 08:03]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الانبياء و المرسلين و على من تبعه باحسان الى يوم الدين ...
اما بعد:
سنقوم و بعون الله تعالى بتفسير سورة يوسف تفسيرا يفقهه الصغير و يتقنه الكبير .... يحبّه الجاهل و يتمناه العالم ...
فللاديب فيه مَرْتَع و للمفسّر مَرْجَع و للفقيه مَجْمَع و للغويّ مَضْجَع و للمعبّر مَرْبَع ...
ففي هذه السورة من الدرر ما خفي على اهل الوبر و المدر ... ففي كل آية بحر لجيّ ...
و ان كانت سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن فيوسف تعدل القرآن كله و هذا من حيث القصص و الاوامر النواهي و التوحيد ....
بينمها الاخلاص فيها نص صحيح و يوسف لا نصّ غير ما اوّلناه و قسمناه ....
فمن مشى على سواحلها اكتسب الود و الحنان و من ركب سفنها التقط ادوات المعبر و بقية الاركان ....
ففيها من الفقه الشيئ الكثير و من الادب الحظ الوفير و من المعاملة الخط المنير ....
فتجلب الرقة و الرأفة و البداهة و الفطنة ...
تُبعد عنها الغفلة ...
مدخل:
فكان القرآن كتابا يتقرّب به العبد من ربّه فبه يعرف خالقه و به يرتقي و به يستشفع ....
فنسخ المولى به كتبه السماوية و أتى على وجه بديع و كان الاعجاز به خاصة فعجز فصحاء العرب على ان يأتوا بمثله فضلا ان يأتوا بعشر سور و سورة ....
و تكفّل خالق الانس و الجان بحفظه فضلّ سعي من راودته نفسه و اصبح حسير الرأس و اليمين .... انه كتاب عظيم ....
فكما كان الموحى اليه من افضل خلق الله تعالى و امام الانبياء و المرسلين فكان كتابه هو امام كتب السابقين فلا مواعظ بحتة و لا قصص تترا و انما من هذا و ذاك و توحيد و انشاء ....
و كانت الققص ركنا لتثبيت قلب المصطفى صلى الله عليه و سلم حتى باتت قصة يوسف عليه السلام عنوان كل مبتلى ...
و من تذكّر موت محمد صلى الله عليه و سلم نسي موت اقرب الناس اليه و من قرن مصيبته بيوسف عليه السلام ادرك النعيم الذي هو فيه و احاطته التسلية و السلوان ....
فلا صبر كصبر ايوب عليه السلام على مرضه و لا يعقوب عليه السلام على فلذة قلبه و لا ابراهيم على ذبح ولده ....
و عندما كانت قصة يوسف تحمل معالم امام الدعاة اتت من جانب مفصّل تُدمع العين و ترقّ الفؤاد و لا يفتر السان (واسفاه على يوسف) .....
ففي مطلع هذه السورة العظيمة التي تكوّنت من الحروف العربية كانت تلك الحروف المقطّعة (الر)
و من تأمل كتاب الله تعالى ادرك سرّ تلك الحروف حيث تسبق امرا عظيما انه الكتاب المبين انه كلام الله رب العالمين .....
ففي سورة البقرة:
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
و في سورة ال عمران:
الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)
و في سورة الاعراف:
المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
و في سورة يونس:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)
و في سورة هود:
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)
و في سورة يوسف:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
و في سورة الرعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)
و في سورة ابراهيم:
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)
و في سورة الحجر:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)
و في سورة مريم:
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
و في سورة الشعراء:
طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة النمل:
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
و في سورة القصص:
طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2
و في سورة العنكبوت:
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
و في سورة الروم:
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)
و في سورة لقمان:
الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورةالسجدة:
الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
و في سورة يس:
يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورة ص:
ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)
و في سورة غافر:
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)
و في سورة فصلت:
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)
و في سورة الشورى:
حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
و في سورة الزخرف:
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة الدخان:
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة الجاثية:
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورة الاحقاف:
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورة ق:
ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)
و في سورة القلم:
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)
و بعد هذا العرض يتبن لنا ان الحروف المقطّعة تسبق وصف كتاب الله تعالى باستثناء سورة مريم و العكنبوت و الروم اشارة منه سبحانه و تعالى على انها قرانا عربيا فصيحا ....
و عندها نُدرك سر هذه الكلمات و ليكتمل الاعجاز الالهي ....
فالقرآن تكوّن من هذه الحروف ثم هذا النبيّ الاميّ يقرأ المكتوب و يقطّع حروفه و عادة الاميّ ان لا يحسن التقطيع .... و هذا معلوم بداهة ملموس صراحة ....
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
فهو كتاب واضح و مبين ظاهر و لذا كان عربيّا ...
إِنَّا ... انزله الله على قلب جبريل عليه السلام ثم الى محمد صلى الله عليه و سلم و كان جملة واحدة في سماء الدنيا ثم اتى تترا متفرقا وِفق الاحداث ....
أَنْزَلْنَاهُ ..... و النزول يكون من العلوّ الى الاسفل حيث الله تعالى و من زعم غير هذا فقد ضلّ سوا السبيل ...
فكما نزل القرآن من العلوّ ف (اليه يصعد الكلم الطيّب ... ) و الصعود يكون من الاسفل الى الاعلى ...
و كلتا الكلمتان تلتقيان معا لتشيرا على علوّ جبار السموات و الارض ...
انه في السماء, على السماء, حيث لا مكان مخلوق هناك ....
و نزغت طائفة من الناس فاوّلت المتشابه و حرّفت المُحْكَم فشبّهت الخالق بالمخلوق فعطّلت صفاته و اسماءه!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقالت اولاهما انه في كل مكان حتى _معاذ الله_ في جسم الثقلان و الجماد و ....
و اردفت اخراهما انه ليس بذي مكان حتى_سبحانك اللهم_ ليس هو داخل العالم و لا خارجه!!!!
فلم يسعهم ما وسع الصحابة الكرام حتى وقعوا في حبال ابالسة الجان فخابوا و خسروا و ندموا بعد حين ....
قُرْآَنًا .... من القراءة قال تعالى (فاذا قرأناه فاتّبع قرانه) و سمّي قرانا ليقرأ ثم ليُتبع فلا يُهجر (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان
و هجره يكون بالتلاوة و العمل اي بالترك ....
و هو للاحياء حيث تنفع النذارة و تشدّ من عزيمتهم البشارة فقال تعالى كما في سورة يس: يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
و قال تعالى:
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) الانبياء
و الميّت في حكم الصمّ فلا ينفعه انذار الوحيّ فقد افضى الى دار البرزخ, دار الانتظار, دار النعيم و العذاب ....
و من سلك غير هذا فقد ابعد النجعة و خالف سبيل المؤمنين فهو_ اي القرآن_ نفع للحيّ بما فيه من اجر تلاوته و لو بتّعتعة فله اجران, و من اجر العمل به حيث هو الطريق لموصل الى رحمة الله تعالى و للدخول الى جنان الخلد ....
و بات الكتاب و مع الاسف يُنذر بموت الاخرين فوضعوه موضع الشؤم والدين قائم على الخوف و الطمع فمن خاف من نار الجبار و طمع برضوان الغفار فادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ....
فقال تعالى:
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الانبياء
فهو حجّتك امام الله تعالى لك او عليك و كم من قارئ له يلعن نفسه صباح مساء!!!!!!
و كم من قارئ له لا يجني غير النصب و التعب!!!
فمن قرأه ليُقال عنه قارئ فهنيئا له سعير جهنم مع اول الوافدين برفقة المنفِق و الشهيد ....
عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ... فكان عربيّا بخلاف ما سبقه من الكتب فاراد الله تعالى ان يختم الامة بخير الامم و اوسطها فقال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران
و ختمها بافضل الانبياء عليه و عليهم الصلاة و السلام و بافضل كتبه و بافضل لغة .....
و غاية من هذا كله اعمال العقل و تسخيره وفق شريعة الرحمن فمن عمل بما في الكتاب فهو العاقل و الا فلا عقل له كقوله تعالى ( .... ان هم الا كالانعام بل هم اضلّ سبيلا ... )
ـ[قارئ]ــــــــ[13 - Feb-2007, صباحاً 11:04]ـ
هذه العبارة فيها غموض بالنسبة لي (و ان كانت سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن فيوسف تعدل القرآن كله و هذا من حيث القصص و الاوامر النواهي و التوحيد .... )
هل يمكن توضحيها؟ جزاك الله خيرا
ـ[علي سليم]ــــــــ[13 - Feb-2007, مساء 06:50]ـ
و اياك جزيت خيرا اخي الفاضل ...
فكما هو معلوم ان القرآن يحتوي على اوامر و نواهي و قصص و توحيد و لذا مال شيخ الاسلام الى ان سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن حيث ذكر فيها التوحيد فهي ثلث بهذا المعنى و سورتنا سورة يوسف ذكر فيها الثلاثة معا فكان ما كتباه سابقا ....(/)
من روائع الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله: (أهم شروط المفسّر)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 10:55]ـ
سئل الشيخ عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ عن أهم شروط المفسّر؟!
فأجاب ـ على البديهة ـ: (أن تملأ قلبه الفرحة بالقرآن)!!
فلله دره،ما أحسنه من جواب!
وهذا الجواب من الشيخ ـ بلا شك ـ لا يريد به إهمال بقية الشروط،لكنه أراد أن ينبه على أمرٍ معنوي، له أثره الواضح على من يتصدى لتفسير القرآن الكريم!
وإلا فما قيمة علم الشخص باللغة،والنحو،وأصول الفقه،ثم إذا جاء إلى تفسير القرآن، فسّره تفسيراً بارداً،وكأنه يشرح متناً لواحد من البشر؟!
وقد عبّر عن هذا الشرط الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره، لكن بأسلوب آخر،فقال ـ مبيناً أول طريق يفتح باب الانتفاع بالقرآن ـ[1/ 9 ط. التركي]:
(فأول ذلك أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن: أنه كلام رب العالمين، غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء، وصفة من ليس له شبيه ولا ند، فهو من نور ذاته جل وعز، ... ـ إلى أن قال: ـ
ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله؛ليتدبروه وليعتبروا به، وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته، وأداء حقوقه وفرائضه،لضعفت واندكت بثقله،أو لتضعضعت له، وأنى تطيقه؟! وهو يقول - تعالى جده،وقوله الحق ـ: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله".
فأين قوة القلوب من قوة الجبال؟!
ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم، فضلا منه ورحمة) انتهى كلامه رحمه الله.
اللهم لا تحرمنا بركة كتابك بسبب ذنوبنا.
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[19 - Feb-2007, مساء 11:32]ـ
رحم الله الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمة واسعة فهو عالم مجاهد قل نظيره
ـ[أبو حماد]ــــــــ[20 - Feb-2007, صباحاً 01:31]ـ
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من القرآن.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 12:19]ـ
من أبرز وأظهر ما يلاحظ على من يستمع للشيخ رحمه الله هو امتلاء قلبه بهذا الشعور (الفرحة بالقرآن) عندما يتحدث عن القرآن،وينزله على الوقائع بما أداه إليه اجتهاده،فرحمه الله رحمة واسعة.
ـ[علي أكرم]ــــــــ[15 - Apr-2007, صباحاً 09:37]ـ
بارك الله فيكم وهذه دروس نادرة للشيخ
الأسراء والمعراج
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/001.rm
الأيمان بالقضاء والقدر
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/002.rm
الدين والعلم
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/003.rm
الشباب والتيارات المعاصرة 2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/004.rm
االشباب والتيارات المعاصرة 1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/005.rm
الماسونية
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/006.rm
النهى عن المنكر وحكم الحج
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/007.rm
الهجرة والعقيدة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/008.rm
تصحيح الايمان
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/009.rm
حديث الهجرة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/010.rm
حقيقة المعاداة والموالاة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/011.rm
خطبة الجمعة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/012.rm
دروس في التفسير
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/013.rm
دعائم المجتمع المسلم-2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/014.rm
دعائم المجتمع المسلم -1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/015.rm
طريق السعادة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/016.rm
عناصر القوة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/017.rm
قوة العقيدة
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/018.rm
لصوص القلوب
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/019.rm
سلسلة وقفات في سورة ق1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/020.rm
سلسلة وقفات في سورة ق2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/021.rm
سلسلة وقفات في سورة ق 3
(يُتْبَعُ)
(/)
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/022.rm
المنافقون-1
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/024.rm
المنافقون-2
http://ia331338.us.archive.org/1/items/aldowser/025.rm
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - Apr-2007, صباحاً 07:10]ـ
بوركت أخي (علي) وأكرمك مولاك بما تحب، إضافة قيمة.
ـ[الصراحة صابون القلوب]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 02:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المعلوم إن الشيخ عبد الرحمن الدوسري قد عاش بعض الوقت في فلسطين وقد عايش الإحتلال اليهودي لفلسطين وقد قال رحمه الله هذه القصيدة وأسمها فلسطين دومي لعبة ووسيلة:
نحن سكارى غفلة في كل الميادين جولة ...... بواسطة الماسون والمتمرد
جنوب فرنسا مع شمال إيطاليا ...... واسبان و البلقان غنما لمعتدي
وأفريقيا والهند مع تركمانهم ...... وفرغانيا قوقاز أكرا نيا قد
ممالكنا شرقا وغرب ضحية ...... وداست فلسطينا علوج التهود
بمكر عميق منذ قتل خليفة ...... لغزوا تتار مع صليب مجند
فثورة باريس فمقتل فاتح ...... وأقصاؤهم عبد الحميد المفند
وأوغادنا قد باركوا ذا وما دروا ...... بأنهم خلف الكواليس ترتدى
فلم يغلبونا بالقوى أبدا كذا ...... ونكباتهم الأخرى كذلك فاعدد
فنكبتهم الأولى بفقد عقيدة ...... فلسطين ما ضاعت بقوت معتدى
فلسطين بالتكبير حررها الأولى ...... وقوة إيمان كسائر أبلد
ولوا صدقوا في الدين كبروا ...... بألسنة لا تألف اللغوا و الدد
فلسطين ضاعت إذ ضاعت صلاتهم ...... ومزقوا القرآن تمزيق ملحد
بتعطيلهم أحكامه وأباحة ...... لخمر وفحشاء إذ رضى الردى
فلسطين أدمت قلب مستضعف يرى ...... تلاعب ماسونية اليوم والغد
و كانت شعار كاذبا يرتدى به ...... دجاجلة الغوغاء في كل مشهد
يريدون منها سلعة عاطفية ...... وجرحا ذكيا دائما لم يضمد
يريدونها ذخرا به يحصلوا على ...... مناصب عليا مع مديح لمنشد
فلسطين دومي لعبة و وسيلة ...... لسائر طلاب الكراسي و مقعد
فلسطين دومي متجرا وبضاعة ...... لمتجر من ساسة و معربد
ولا ترتجي منهم قتالا فحربهم ...... لبعضهموا بعضا يروح ويغتدي
فذلك رجعي و هذا تقدمي ...... و ذا ثائر هذا مخلف مرتدى
على بعضهم بعضا أسود أشدة ...... و حولك أقوالهم نعامة فدفد
فلسطين لا ترجين منهم سوى الذي ...... رأيت فذا طبع العصاة بموعد
و لا ترتجى ذكر لأبنائك الذي ...... قضوا نحبهم في خان يونس أربد
وغزة أو ما حول قلقليليا وما ...... قد استشهد في وقعة أو مسجد
وأن يهودا لا تريدك أنما ...... تريد لأشخاص اشتراكية الغد
فقد سلموا أيضا مناصبهم بقت ...... أعز عليهم منك يأرض مسجدي
ولوا إسرائيل تبغى هلاكهم ...... لأردتهموا مثل الوسيط المخلد
ولكنهما تبغى الأرضي مع البقا ...... لأشخاصهم كي يعلموا كل مفسد
فلا ترتجي غوث العصاة لربهم ...... و لكن ترجى بعث دين محمد
عليه الصلاة الله لا بد أن نرى ...... ظهور لدين الله أصدق موعد
فيغسل عارا سودته صحائف ...... لأفراخ كارل مركس من مسود
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 10:58]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله يا شيخ عمر على الموضوع .. وجزاك الله خيرا أخي علي على الصوتيات النافعة ..
الصراحة صابون القلوب .. مقولة للشيخ عبدالرحمن رحمه الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 08:39]ـ
أحسن الله للأخوين الكريمين
عمر المقبل -وفقه الله
علي - وفقه الله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - May-2007, مساء 02:16]ـ
وجزاك الله خيرا
ـ[أم الهزبر]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 12:59]ـ
الحمد لله الذي وفقنا لقراءة كتاب الشيخ " صفوة الآثار "، وكنت أستغرب من الأثر العجيب الذي تتركه قراءة الكتاب على نفوسنا أثر متوافق مع كل من قرأ الكتاب، من ذلك:
* لا نريد أن نترك الكتاب من أيدينا، لدرجة أنا نحمله معنا في كل مكان.
* وجدنا فيه ضالتنا التي أعاننا الله بها على فهم وتدبر كتاب الله.
* نشعر بقرب الشيخ من واقعنا وكأنه يضع الدواء على الجرح.
* سعادة غامرة أثناء القراءة ..
إلى غير ذلك ....
ولما قرأت هذا الموضوع، توصلت للإجابة عن تعجبي وإستغرابي، وعلمت أنه توفيق من الله عز وجل لهذا الشيخ الكريم ـ رحمه الله ـ
أرجو من الجميع أن لا يحرموا أنفسهم من الإبحار في هذا السفر النافع ـ بإذن الله ـ علما أننا مجموعة نقوم بقراءة الكتاب بمعدل (50 صفحة) تقريبا في اليوم، ونلتقي مرة في الأسبوع لنقف على الفوائد المستخلصة من صفوة الآثار والمفاهيم .....(/)
تزكية النفس بما في سورة يوسف من الفرح و البؤس (الاية الثالثة)
ـ[علي سليم]ــــــــ[04 - Mar-2007, صباحاً 07:23]ـ
تزكية النفس بما في سورة يوسف من الفرح و البؤس (الاية الثالثة)!!
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
َنحْنُ ... اي الله سبحانه و تعالى و هنا اتت بصيغة الجمع للتفخيم و له وحده الكبرياء و العظمة سبحانه و تعالى ... و يجوز للانسان ان يأتي بنفس الصيغة بيد انه يقصد عون الله تعالى و و عون العبيد فيقول (نحن) و عندها تكون دلالة على العجز بيد (نحن) الله للدلالة على الكمال و الجمال ....
و القصص في القرآن فيها من العبر ما تعجز الانس و الجان عن المرور امامها و لو وقفوا اربعين لكان خيرا لهم كحال الذي يمر بين يدي المصلي ....
و هي ليست كقصص الاناجيل الاربعة ... لوقا ... و مرقس ... و يوحنا ... و متّى
فتلك من انامل البشر حيث العجز و النقص و قصصنا من الله تعالى حيث القدرة و الكمال ...
و كل القصص في القرآن هي من احسن القصص ... ليس بينها تشابه فتُذكر هنا للتسلية و هناك للترقية و اخرى لامر و نهي و هكذا ....
و من هذه القصص ما هو طويل و دونه في الطول من حيث السرد و بات بعضها يحمل مسمّى صاحب القصة كسورتنا هذه و غيرها ....
ففي سورة البقرة كانت تلك المعجزة الخالدة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) .......
و في سورة ال عمران كانت معجزة اخرى تكشف قدرة الله تعالى للعيان و انَّ ماء الرجل و المرأة ان هما الا سببان بفعل الله تعالى لهما فبه سبحانه و تعالى يكون الانجاب و الولد و به لا يكون ....
فالمسبّب هو الاصل و السبب ليس سببا بنفسه و انما للاصل فالنار سبب الاحراق فتحرق كرها او طاعة لله تعالى فصفة الاحراق مجبولة عليها و هكذا ....
فالى الزوجة العقيم .... و الى الزوج العقيم ... عليكما بالمسبّب مع السبب فان كان الاول موجودا يأتي الاخر تبعا و لكن هذا التبع بحاجة الى عمل قليل كعمل مريم مع جزع النخلة فقال تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) ......
فلا ينفع مع الجزع هزّا و لو كان الهاز من اقوى الرجال فما بالنا و الهازّ امرأة ضعيفة البنية و تعاني من مرض المخاض و لكنه الاخذ بالاسباب .....
عليك المباشرة و على الله تعالى الاتمام فاحفظ هذا فانه عزيز و هام ....
اذا قال تعالى في شأن ال عمران (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) ... الى آخر الايات.
و في سورة المائدة كانت معجزة اخرى طعام و شراب على مائدة من السماء فقال تعالى (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)
و اما في سورة الاعراف كان وصف اهل الجنة و اهل الاعراف فقال تعالى (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) ...
(يُتْبَعُ)
(/)
و في سورة التوبة كان الثلاثة الذي خلّفوا عن غزوة تبوك فقال تعالى (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) ...
و في سورة يونس كان قوله تعالى () فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) ...
و في سورة هود كان قوله تعالى (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) ...
و بعدها يوسف و ما نحن بصدد شرحه بحول الله و قوته ....
و في سورة النحل ذلك الخلق العجيب الذي يعمل ضمن وحيّ رب الارباب فقال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ...
ثم تأتي المعجزة التي ضل بها اقوام و اهتدى آخرين انه معجزة الاسرار ليلا جسدا و روحا يقظة لا مناما ... فقال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) ...
و تردفها معجزة اخرى معجزة اهل الكهف فكانت سورة تحمل اسم كهفهم فقال تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) ...
ثم سورة مريم و التي هي تسلية لكل زوجة تشتاق الى الولد و الى كل زوج يحنّ قلبه للولد فكانت سورة تحمل اسمها فقال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) ...
ثم ذكر الله تعالى سورة بسمّى مخلوق عجيب ذكيّ انه سورة النمل فقال تعالى (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) و لا يقلّ عنها ذكاء ذاك الهدهد فانظر رسالتنا (فلنكن كهدهد سليمان)
و بعدها سورة العنكبوت فقال جل في علاه (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) ...
ثم حديث الروم و نصرهم على المجوس فكان قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) ............
و عقبها لقمان مع ابنه و نصحه و ارشاده فقال تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) ....
و قس على هذا المنوال بقية السور .....
عود على بدء:
و القصص خارج الكتاب و خصوصا تلك الاسرائليات التي تأتينا من اهل الكتاب لا تُكَذّب و لا تُردّ و لا تُؤخذ على انها وحيّ فيتوقف المسلم امامها موقف المسالم و يترك امرها الى الله تعالى و هذه من ارجح الاقوال ....
و من تأمل السنن وجد كما هائلا ممن اسلموا من اهل الكتاب ككعب و غيره اتوا باسرائليات ....
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ ..... فهذا القصص من الوحي و يترتّب على منكرها ردة و كفر ....
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) ... و لولا اخبارنا لك يا محمد صلى الله عليه و سلم عن قصص الاوليين لكنت من الغافلين عنها حيث يموت الخبر مع المُخبر ...
تمّت الاية الثالثة بعون الله وحده ........
ـ[ظاعنة]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 01:01]ـ
لم أجد ما يتعلق بالفرح والبؤس، والذى أشار إليه العنوان
هل من توضيح؟
جزاك الله خيرا
ـ[علي سليم]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 03:09]ـ
هل انتهت السورة!!! .... ما زلنا بالاية الاولى و الثانية ....
و اياك جزاك الباري خيرا ....(/)
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية 4 \
ـ[علي سليم]ــــــــ[10 - Mar-2007, مساء 11:30]ـ
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية 4 \
------------------------------------------------------------ --------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اما بعد:
كلما اقتربنا من شواطئ سورة يوسف كلما وجدنا البؤس و الحزن و تبدأ رحلة الحزن هذه برؤيا ظاهرها العلوّ و الرفعة و باطنها ملك ووزارة ....
و كان حذر الوالد لهذه الرؤيا في غاية الحذر بحيث اعتمد عليها و اتكأ على عصا الصبر الجميل ....
و من هنا بدأت الحكاية المأساوية الحزينة و لتكن سلوى كل مصاب مُبعد عن ارضه ووطنه و اهله ...
و من هنا بدأت الرفعة و التمكين فالعبد لله و الارض لله فيختارسبحانه من يشاء على من يشاء و لمن شاء سبحانه في علاه ...
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
قال الولد لوالده ... و الولد سرّ ابيه ... فهو له اب و صديق و معين, و نِعم الابناء كمثل يوسف و نِعم الاباء كمثل يعقوب ....
فليس هناك حاجزا يمنع الولد ان يحدّث والده بما رآه ليلا او بما ارتكبه نهارا ... كما انه لا حاجز امام الوالد ان يسمع و يرعى نطق ولده .... فلتكن التربية كهذه و الا فلا تربية!!!!
فعندما كان الاباء بمثابة الجبابرة و الملوك و الابناء بمهانة الخدم و العبيد كانت الاسرار تدبّ خارج البيوت و تعود باملاء السّفيه ...
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ .... و الذين قالوا لاباءهم في القرآن نبيّان اثنان و شتان بين القولين و المقول له ....
اولاهما هذه ((إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ... ))
و الاخرى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) ...
الولد ينصح ابيه و الاب في تيه و ضلال بيد يوسف يطلب النصح من ابيه هذا اولا ....
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
يكرر لفظة يا أَبَتِ ليُذَكّره بحق الابوة و عطف البنوة و علم النبوة و لكن لا حياة لمن مات قلبه ...
(يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) لم يعرف اليأس صلوات ربي و سلامه عليه, لم يُخرجه صمّ ابيه عن تكرار دعوته و توجيه سيرته .....
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
لم ينتفع القلب الميّت عندما تُقارعه بالحجة و تبيان العلم, كما انه لا ينفعه عندما تبيّن له عدوّه و مكان قراره, و كذلك لا ينفعه الحنان و العطف و لو كانا في اعلى مقامهما!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) يا لها من قسوة!!! يا لها من معادلة جائرة!!! هذه نهاية الداعية الصبور مع والده السنّور بله السنّور يتميّز عنه بالوفاء و الطّواف لقوله صلى الله عليه و سلم (انها من الطوافين عليكم و الطوفات) الزائرين و الزائرات ...
(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) بعد كل هذا الجفاء يبق الخليل رحيما كريما ... انه امّة لوحده ....
قصة الخليل مع ابيه قصة تحمل البلسم الشافي لمن ابتلي بوالد كوالد ابراهيم, و ظلّت هذه الايات سلوى في وجه الحرمان تدور مع كاتب هذه السطور قراءة و تدبرا حتى هدى الله والدي من وقود النار و انقذه من لهيب جهنم فلله الحمد ....
و عندما كان ابراهيم عليه السلام في اعلى مقامات البرّ مع والده الشقي ابدله الله تعالى باسماعيل ذبيح الرحمن في اعلى مقامات البرّ حيث قال: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) و هل جزاء الاحسان الا الاحسان!!!!
و لما كانت مناداة الاباء لبنيهم على شكلين مختلفين كانت مناداة الابناء على نفس المنوال, فاحداهما نداء اسماعيل لابيه (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) في غاية التسليم و الانصياع ...
و الاخرى (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)
و الفرق بين هذا كله ان يوسف عليه السلام من اهل يعقوب عليه السلام لانه عمل صالح ... و والد ابراهيم ليس من اهله انه عمل غير صالح .... و اسماعيل من اهل ابراهيم انه عمل صالح .... و ولد نوح ليس من اهله انه عمل غير صالح و ذلك قوله تعالى (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)
و فيصل هذا و ذاك انه من عمل عمل اهل الجنة فهو عملٌ صالح ينفعه نسبه و حسبه و الا فلا ....
عود على بدء:
يَا أَبَتِ .... و هذه احد اللغات حول المنادى المضاف و هي عشرة لغات منها الضعيف و منها الصحيح و اليكم سرد لها بعد تلخيصها من كتاب (النحو الوافي لصاحبه عباس حسن):
1 - حذف الياء مع بقاء الكسرة \ يا أبِ\
2 - بقاؤها مع بنائها على السكون في محل جر\يا أبِيْ\
3 - بقاؤها مع بنائها على الفتح في محل جر\ يا أبَتِيَ\
4 - قلب الياء الفا و حذف الالف و ترك الفتحة \يا أبَا \ و تجوه ان تلحقه عند الوقف هاء السكت \ يا أبَاه\
5 - بناؤها على الفتح بعد فتح ما قبلها ثم قلبها الفا و حذف الالف و ترك الفتحة قبلها دليلا عليها \ يا أبَ\
6 - حذف الياء مع ملاخظتها في النية و بناء المنادى على الضم \ يا أبُ\
7 - حذف ياء المتكلم و الاتيان بتاء التأنيث الحرفية عوضا عنها مع بناء هذه التاء على الكسر \يا أبَتِ\
8 - او على الفتح \يا أبَتَ\
9 - او على الضم\ياأبَتُ\
10 - الجمع بين تاء التأنيث و الف بعدها اصلها ياء المتكلم \ياأبَتَا\
11 - و بقيت هذه الصورة الضعيفة جدا و خصها بعضهم للضرورة الشعرية: الجمع بين التاء و ياء المتكلم \ياأبَتَى
إِنِّي رَأَيْتُ .... لم يضف رؤياه الى رؤيا ليليّة, لان مضمون ما رآها لا يكون عيانا فهو فوق عادة البشر و لذا ليس من الداعي ان يقول (رأيت فيما يراه النائم .... ) و الامر يختلف لو كان غير محال في اليقظة فلا بدّ ان يلتزم مقولة _ رأيت فيما يراه النائم ... او ما ينوب عنها ....
أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس في هذا السياق تأكيدا ان الكواكب احد عشر كوكبا, فهو يقصّ ما رآه ساجدا له, و لم يتعبدنا الله تعالى بمعرفة عددها و كنها حتى لا يأتي زمان و يكتشف الباحثون ان هناك كوكبا يحمل رقم اثني عشر و عندها يُكَذّب القرآن بفعل ايدينا ....
و المسلم لا يربط الاحداث التفصلية بايات من القرآن فهذا ليس من نهج الرعيل الاول, و كلما وقعت طامّة او حدثَ حدثٌ استنبطنا من كتاب الله تعالى ما يؤيّد فعلنا و لا دليل عليه غير حبّ الظهور او تبرير المبتور .....
فلو كانت احداث 11 ايلول مما جاء توكيدها في كتاب الله تعالى لكانت من المعجزات الخالدة و لم يسعه عندئذ صلوات ربي و سلامه عليه السكوت عنها حتى يُظهرها للناس كقوله تعالى (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
و غيرها من الايات .....
فحذاري ان ننزل القرآن منزلا غير منزله فَيُتهم عندها بما لا يحتويه ....
و يأتينا الفاتيكان و ربّانه ليَقولوا عن كتاب ربنا ما لا يرضاه مسلم فضلا عن عربيّ ...
و عندما ابتعدنا عن هذا الكتاب ابْتَعَدَ عنا قوله صلى الله عليه و سلم (نصرت بالرّعب من مسيرة شهر .... )
و سَيَخرج علينا من مختلف الطباقات و شتّى الالوان من يتّهم نبيّنا بسلّ السيف و كتابنا بشَرٍ كالسَّيْلِ!!!!
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ....
و السجود كلّ على حسب شكله و بنيته و ذلك قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)
و السجود هنا اما طوعا و اما كرها و السجود الشمس ليس كسجود الشجر و كذلك الدواب و مرورا بالانسان و لعنا نفصّل هذا اكثر ان شاء الله تعالى عندما نصل الى قوله عزّ و جلّ (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
تمّت بفضل الله و بحمده .......
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - Mar-2007, مساء 05:54]ـ
فعندما كان الاباء بمثابة الجبابرة و الملوك و الابناء بمهانة الخدم و العبيد كانت الاسرار تدبّ خارج البيوت و تعود باملاء السّفيه ...
نعم والله وهذا ماجعلهم صيدا سهلا لأهل الشر وأعوانهم.
ـ[علي سليم]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 10:06]ـ
شكرا على المتابعة اخي ال عامر ....(/)
سجدات القرآن
ـ[فتح الرحمن]ــــــــ[11 - Mar-2007, صباحاً 09:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد أثير قريبا عندنا نقاش حول سجدات التلاوة، فمن قائل أن سجدات القرآن ستة فقط لا تزيد والروايات الدالة على أنها إحدى عشرة أو خمس عشرة كلها ضعيفة لا يحتج بها، ولكن نرى العلماء قد نقلوا في كتبهم آثارا تدل على أن الصحابة سجدوا في أربعة عشر موضعا، فهل يصح هذا النقل؟ وهل يعد هذا من إجماع الصحابة؟ ومتى يكون إجماع الصحابة حجة؟
هذا وقد رأينا الحافظ ابن حجر قال في فتح الباري: لَمْ أَرَ فِي شَيْء مِنْ الطُّرُق التَّصْرِيحَ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ لَمَّا قَرَأَ سُورَة تَنْزِيل السَّجْدَة فِي هَذَا الْمَحَلّ إِلَّا فِي كِتَاب الشَّرِيعَة لِابْنِ أَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " غَدَوْت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْجُمُعَة فِي صَلَاة الْفَجْر فَقَرَأَ سُورَة فِيهَا سَجْدَة فَسَجَدَ " الْحَدِيث، وَفِي إِسْنَاده مَنْ يُنْظَر فِي حَاله. ولِلطَّبَرَانِيِّ فِي الصَّغِير مِنْ حَدِيث عَلِيّ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي صَلَاة الصُّبْح فِي تَنْزِيل السَّجْدَة " لَكِنْ فِي إِسْنَاده ضَعْف.
أرجو التوضيح، والله يجزيكم خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2007, صباحاً 01:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اتفق أهل العلم على ثبوت سجدة التلاوة في عشر سور من القرآن؛ وهي:
الأعراف والرعد والنحل والإسراء ومريم والحج -السجدة الأولى- والفرقان والنمل والسجدة وفصلت
واختلفوا في ثبوت سجدة التلاوة فيما بقي:
فأما (الانشقاق والعلق) فقد روى السجدة فيهما مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة
وأما (النجم) فقد روى السجدة فيها البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس وابن مسعود
وأما (ص) فقد روى السجدة فيها البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس
وأما السجدة الثانية في سورة (الحج) فقد وقع فيها خلافٌ بين أهل العلم، والأحاديث المرفوعة فيها كلامٌ، لكن قد ثبت السجود فيها عن جمع من الصحابة، كعمر وابنه وابن عباس وأبي الدرداء(/)
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية الخا
ـ[علي سليم]ــــــــ[14 - Mar-2007, مساء 10:27]ـ
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية الخامسة\
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اما بعد:
قال تعالى (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
و هذا بعد ان قصّ الولد رؤياه على والده فقال (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
و بين الرؤيا و قصّها ليس هناك تعبيرا و تفسيرا لها غيرالنصح و الارشاد!!!
و هذا مما يدلنا ان الرؤيا الحقة الصالحة الصادقة ستقع لا محالة و الاّ لما كانت الرؤيا اصلا ....
و هي على رجل طائر فان عبرت وقعت كما صحّ عنه صلى الله عليه و سلم ...
و الجمع بين هذا و تلك باستنباط رأيته فان كان صوابا فمن الله تعالى و الاّ فهو مني و من الشيطان و الله منه براء ....
ارى تأويلها يأتي عاجلا ان وقع التعبير و الا فسيأتي آجلا لا محالة ....
فرؤيا يوسف و هو صبيّ يلعب و تأويلها و هو في بيت الوزارة ينعم ... (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا .... )
فلم يدرك آنذاك يوسف و هو غلام انها رؤيا صادقة الا بعد موافقتها على نحو ما رآه ليلا ....
بينما ادرك الوالد المعبّر يعقوب عليه السلام انها رؤيا صادقة بدليل قوله (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
و ارجأ تعبيرها لنفسه خشية كيد الاخوة و وسواس الشيطان و لذا كان طول المدة التي قضاها يعقوب عليه السلام ينتظر رؤيا ابنه و تأويلها و لم ييئس من ضياع يوسف فكان قوله (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
و اكّد ذلك في قوله لهم (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)
و قبل المضيّ قدما مع نصائح يعقوب لابنه عليهما السلام استوقفني كلاما تغنّى به رئيس مجلس النواب الشيعي اثناء حديثه من طهران حيث اعتبر الشمس و القمر بعد ان تلا قوله تعالى منقوص الاطراف ..... أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ..... اعتبرهما سوريا و ايران .....
و يا ليت شعري هل كان ( ... أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ... ) هم الائمة المعصومون باستثناء العسكري المنتظر ليكون العدد صحيحا ( ... أَحَدَ عَشَرَ ... )!!!
فان كان ذلك كذلك فليزم على كلا الدولتين السجود ليوسف عليه السلام .... و السجود ليوسف هو اعمال شريعته من توحيد و اعتقاد ....
فاما اولاهما الفارسية سجدت ليوسف عليه السلام بقذف عائشة رضي الله عنها بل بقذف كلام رب السماء و طمس ما هو معلوم من الدين بالضرورة ....
سجدت و اطمئنت و الاطمئانية ركن في السجود و لكنه يفتقر الى الخشوع!!!!
سجدت ليوسف ظنا منها انه يوسف النبيّ و كان حالها كحال اليهود مع مسيح الضلالة ....
و سجدت الاخرى على ينابيع الدماء الطاهرة في شمال لبنان ... على دماء الحبالى و بقر بطونهم!!! دماء الشيوخ و قطع رؤوسهم!!!
فقال صلى الله عليه و سلم (لا تلعنوا الريح فانها مأمورة) و كذلك الشمس و القمر يجريان لمستقر لهما .... و تشبيهما بما يفعله المخلوق هو الكفر بعينه حيث الشمس و القمر لا خيار لهما غير (آينا طائعين) بيد المخلوق غير هذا فهو مخيّر ....
و اعتبار تخييره هو اختيار الله له اختيار الرضى و المحبة و التبريك لهو عين الزندقة!!!
و لم يتركوا لهذه الاية آية الاحد عشر كوكبا الا و امانيّ القوم تشتهيها كل عند مضجعه ... فكما ان الساسة تلفظت بها كذلك اهل الجنون بقميص الفنّ و الفنون انشدوها على وتر و عود ...
فقام المدعو (مرسال خليفة) المغني اللبناني باقتباس هذه الاية الكريمة ليصحبها معه الى المسرح لتكون اغنية من تلحينه و ترنيمه ....
عجزوا على ان يأتوا بمثله .... بعشر سور .... بسورة .... و باتت جوارحهم شاهدة على عجزهم فامتثلوه في كلامهم ... في صنعتهم ...... في حوارهم ....
انه القرآن و المعجزة الخالدة .........
يتبع ان شاء الله ........(/)
ما ثالث ما نزل من القرآن؟
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 05:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ما ثالث ما نزل من القرآن بعد ((اقرأ باسم ربك))، و ((يا أيها المدثر)) يا إخوة؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - Mar-2007, صباحاً 12:37]ـ
الأظهر عندي ـ بعد البحث ـ والتأمل أنها سورة القلم،ثم تليها سورة المزمل.
وبذلك اكتملت أصول الدعوة الناجحة لكل داعٍ إلى الله تعالى
والتي إن فقد واحداً نقصت بركة دعوته بحسبه:
علم (اقرأ)
+
دعوة (المدثر)
+
الخلق الحسن (سورة القلم،التي يقول عنها شيخ الإسلام سورة الخلق)
+
العبادة الخاصة،وبالذات قيام الليل (المزمل).
والله أعلم وأحكم.(/)
الخلاف في تفسير: (قالوا بلى).
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 08:40]ـ
الإخوة الأفاضل:
اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلَى} في آية الميثاق على أقوال، فمنهم من قال أن جميع الذرية قالت بلى طواعية - وهذا ظاهر قول ابن حجر -، ومنهم من قال أن أهل الإيمان فقط هم الذين قالوا ذلك دون أهل الشرك، ومنهم من قال أن أهل الشرك قالوها كرها لا طواعية.
هذا الملخص والتفصيل كتبته على هذا الرابط:
http://forum.turath.com/showthread.php?t=864
فهل من مشارك حول أصح الوجوه في هذا التفسير؟.(/)
النسخ في القرآن
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 02:21]ـ
يعترض قوم ممن ينكرون النسخ في القرآن على الاستدلال بآية " ما ننسخ من آية ... " بأمرين:
1 - لفظ " آية " مفردة في القرآن لم يرد إلا للأية الكونية دون الشرعية بخلاف لفظ " الآيات " مجموعة قد ترد للآية الشرعية وقد ترد للآية الكونية فيقولون أن المراد بالآية هنا هو الآية الكونية فلا دليل على وجود النسخ في القرآن بهذه الآية
2 - قولهم ختم الله عز وجل هذه الآية بقوله " ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " فقالوا هذه الجملة في ختام الأية تدل على أن المراد أيضا الأيات الكونية وليست الشرعية لأن المناسبة في الأمور الكونية والأيات الكونية بأن الله على كل شيء قدير أليق وأنسب منها من الأمور الشرعية
فهل عند أحد جواب عن هذين الاعتراضين
وجزاكم الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 05:56]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ)
فما هو قولهم في مثل هذه الآية
هل يعني أن الخمر حلالا؟!!!!
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Apr-2007, مساء 06:09]ـ
بصراحة لم أفهم قصدك أخي الكريم
وما أجد جوابا عن الاعتراضين في كلامك أخي افاضل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 02:23]ـ
ابتداء ينبغي أن يقال: إن النقاش مع هؤلاء القوم لا فائدة من ورائه؛ لأنهم مخالفون لإجماع السلف، ومن يعتد به من الخلف.
والجواب عن الاعتراض الأول أن يقال: سلمنا أن الآية قد يراد بها الكونية، فما المانع من حمل الآية هنا على عمومها فتشمل الآية الكونية والآية القرآنية؟
وأيضا عندنا قرينة تدل على أن المراد هو الآية القرآنية، وهي قوله (أو ننسها) فإن النسيان في القرآن يتعلق بالآيات القرآنية لا الآيات الكونية، ولم يعهد في الشرع ولا في كلام العرب أن الآية الكونية تنسى.
والجواب عن الاعتراض الثاني: أن باب المناسبات ضعيف، ولا يصلح في المناقشات والمناظرات، بل ينظر فيه بعد التسليم في المطلوب، ولو سألناهم الآن: آلله قادر على أن ينسخ آية قرآنية أو غير قادر؟ فإن قالوا غير قادر، كابروا وطعنوا في القدرة.
وإن قالوا: قادر، قلنا: فهو على كل شيء قدير، وتشمل قدرته نسخ الآية الكونية والقرآنية.
ويمكن أن يقال لهم جوابات أخرى، غير أن الاشتغال بمثل هذا لا فائدة فيه؛ لأن هذه الشبهات من الضعف بالمكان الواضح.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:14]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وأنا معك أن هذا الموضوع المناقشة فيه قليلة الجدوى
لكن عمدة كلامهم أنهم كما قالوا تصفحوا آيات القرآن فما وجدوا آية بصيغة الإفراد تحمل على الآية الشرعية بل الكونية فقالوا في هذا الموضع تحمل هلى الآية الكونية فقط كما هو غالب استعمالات القرآن فهم معترضون على حمل الآية هنا على عمومها فتشمل الآية الكونية والآية القرآنية لغالب استعمال القرآن!!
أما بالنسبة لباب المناسبات فيقولون أن كلام الله عز وجل حكيم ولا بد من ربط أوله بآخره فذكر كون الله على كل شيء قدير في آخر الآية مشعر - كما يقولون - بأن المراد بالآية الكونية لا الشرعية!!
أرجو ألا يكون هذا الموضوع الذي ذكرته أنا من باب إثارة الشبهات بل من باب التعلم والتدبر لا غير
وعموما هناك رسالة قيمة - كما سمعت - عن النسخ في القرآن للدكتور مصطفى أبو زيد وذهب فيها على ما علمت إلى جوازه وأثبت وقوعه بالفعل لكن في نطاق ضيق وهو بلا شك ترجيج في محله أعني حصر نسخ آيات القرآن في آيات معدودة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:18]ـ
وفقك الله
لو فهمنا النسخ على المعنى الذي كان معهودًا عند السلف ظهر لنا أن شبهات منكري النسخ لا محل لها من الإعراب.
فمعنى النسخ عند السلف أعم من النسخ الاصطلاحي عند المتأخرين، فهو يعم التخصيص والتقييد وغير ذلك من أوجه البيان المعروفة في أصول الفقه، ولذلك جعله بعض السلف من أهم ما ينبغي معرفته للمفسر وللفقيه، وهذا إن فهمناه على النسخ الاصطلاحي لم يكن ذا معنى؛ لأن المنسوخ المتفق عليه قليل جدا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:20]ـ
وفقك الله
أما الاعتراض الأول فقد أجبنا عنه بأن الحمل على الغالب إنما يكون عند عدم القرينة، والقرينة هنا موجودة.
وأما ختم الآية بأن الله على كل شيء قدير فليس فيه دلالة على ذلك كما ذكرنا سابقا.
ثم إن استعمال النسخ والنسيان في الآية الكونية غير معروف ولا معهود في كلام العرب، فهلا جاءوا عليه بشاهد؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:24]ـ
لكن أخي الفاضل هم لا ينازعون إلا في النسخ المصطلح عليه لا على مصطلخ السلف فهم لا ينكرون تخصيص عموم القرآن بالقرآن ولا تقييد مطلقه إنما إنكارهم على النسح بمعن رفع الحكم الشرعي بالكلية وهو الذي أثبت الدكتور مصطفى زيد في رسالته وقوعه لكن في نطاق ضيق وكما قلتم " لأن المنسوخ المتفق عليه قليل جدا "
أخي الفاضل
لعلك تشاركني في موضوع أحسبه هاما وله تفاريع فقهية كثيرة " هل الحقوق تورث كالمال أم لا؟؟
من أمثلتها خيار المجلس والشفعة وحقوق الطبع والتأليف والنشر
ومعذرة لذكر هذا الموضوع هنا - إذ ليس له مناسبة - لكن وجدتها فرصة أنك في الملتقى فأستفيد مما عندكم ... ابتسامة
وبارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:25]ـ
وسبب ضلال من ضل من الفرق الضالة الاعتماد على مثل هذه الشبهات في فهم النصوص بغير الرجوع إلى فهم السلف.
وبيان ذلك أن كل نص يستطيع أن يفهم منه الإنسان ما يريد؛ لأن فهم الكلام يعتمد على ما عند الإنسان من علم، كما بينتُ ذلك في مقال (هل نحن نفهم ما نقرأ أو نقرأ ما نفهم؟)، وباب الوساوس والشبهات والأهواء لا نهاية له، فلا يمتنع أن يظهر علينا كل يوم إنسان بفهم جديد، ودين الله عز وجل محفوظ لفظا ومعنى، ولو كان فهم القرآن يستقل به الإنسان بغير بيان لما قال الله عز وجل لنبيه {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، فهذا البيان قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، وبينه الصحابة للتابعين، وبينه التابعون لتابعيهم، وهكذا حتى وصل إلينا.
ولذلك يشترط أهل العلم فيمن يريد أن يستنبط من الكتاب والسنة أن يكون على علم بأقوال من مضى، والمراد بذلك أقوال السلف لا أقوال أهل البدع ومن نحا نحوهم من المتأخرين.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:27]ـ
واضح أخي الحبيب أننا نكتب في آن واحد .. ابتسامة
انظر المشاركة السابقة لي
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير أولئك الذين يحاولون - اليوم - التشكيك في أمور أصبحت عندنا من المسلمات وكتب فيها كبار العلماء من أهل الاختصاص منذ القرون الأولى إلى اليوم ومن ذلك موضوخ الناسخ والالمنسوخ في القرآن الكريم
من هؤلاء من يقول إنه لادليل في القرآن على وقوع النسخ فيه ويبدأ ب "الآية" فيقول":" نقطة البداية في إثبات وجود أو عدم وجود النسخ في القرآن هي تحديد معنى الآية " ... "وليس في القرآن قط ذكر لما اصطلح على تسميته آية بمعنى " قطعة من القرآن " ... " أما لفظ آية الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ ... فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي {آية من القرآن} لا مفردا ولا جمعا "
لقد استغربت لهذا الجزم القاطع و الله تعالى يقول:: {الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} هود:1 ألا يتعلق الأمر هنا بالجملة القرآنية المحكمةالبناء،قال أبو عبيدة في المجاز"الآية من القرآن إنما سميت آية لأنها كلام متصل الى انقطاعه "
ويقول سبحانه: {ولوجعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدى والذين لا يومنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} فصلت:44
وقال تعالى: {هوالذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} الآية -آل عمران:7
فهل تدل هذه الآيات هنا ععلى شيء آخر غير جمل القرآن؟
وجاءت لفظة "آية " - بمعنى الجملة القرآنية أو نحو ذلك كما سيأتي في مناسبة أخرى - في أحاديث نبوية صحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه:"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب في صدري وقال:" والله ليهنك العلم أبا المنذر " رواه الإمام مسلم
إن هؤلاء في أغلبهم من المتطفلين على هذا الشأن بعد الإفلاس الذي عرفته اختصاصاتهم الغربية أوالشرقية أو هم من المؤمنين بقاعدة:"خالف تعرف"
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:39]ـ
لاحظ أخي الفاضل - ولا تظن أني أدافع عن هؤلاء- بل أقول هو يقولون أن الآية في القرآن بصيغة الإفراد لم تأت إلا على الآية الكونية فقط أم لفظ الآيات بالجمع فلم ينفوا أن يكون المراد بالآيات هي الشرعية!!
فمن أراد أن يلزم هؤلاء لا بد أن يذكر آية بصيغة الإفراد في القرآن وحملت على الآية الشرعية!!
على أن القرينة التي تفضل بذكرها أخونا الفاضل أبو مالك وهو أن النسيان لم يعهد كونه في الآية الكونية بل معهوده الآية الشرعية قد تضعف شبهة هؤلاء وأراها جديرة بالتفكر والاعتبار
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 04:16]ـ
لاحظ أخي أني انطلقت من نص لأحد أبرز القائلين بهذه الفكرة وهو ينفي ان يكون لفظ آية قد جاء في القرآن - مفردا أو جمعا - بالمعنى الاصطلاحي وهاهي قطعة من النص المذكور أعيدها مرة ثانية:
"أما لفظ آية الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ ... فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي {آية من القرآن} لا مفردا ولا جمعا "
فأنا انطلقت من هذا الكلام وهو الذي بدأت بمناقشته عل الإجمال لأن فيه إحياء لموقف اعتزالي قديم معروف من النسخ في القرآن الكريم ويمثله أبو مسلم الاصفهاني {ت 322هـ} الذي قال بجواز النسخ عقلا وعدم وقوعه شرعا مستدلا بقول الله تعالى: {لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
أما عندما يتعلق الأمر بالآية منطلق هذا الخلاف كله وهي قول الله عز وجل {ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها} فلي فيها كلام طويل - سياتي لا حقا ويكفي أن أتساءل-هنا-عن معنى الآية في قوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بماينزل قالوا إنما أنت مفتر} هل الأمر يتعلق بالآية القرآنية أم بالآية الكونية؟ وهل هم كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالآية الكونية أم فيما يتعلق بالآية القرآنية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 04:28]ـ
أجيب بلسانهم - لا عن اعتقادي - أن المراد هنا بالآية هنا القرآن ككل كمعجزة من عند الله فيقولون ليس المراد بالآية هنا أيضا آية من القرآن بل المراد القرآن كله كآية ومعجزة من عند الله إذ المشركون لم يؤمنوا بالقرآن أصلا حتى يعترضوا على نسخ آية منه!!
وكما قلت لك أخي الفاضل أنا أتكلم كما يقول هؤلاء لا عن اعتقادي
بارك الله فيك
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيك أخي كم يعجبني مثل هذا الأسلوب في النقاش، لكن ما رأيك أن نخرج من التلميح إلى التصريح فنسمي الأشياء بأسمائها،فنقول: قال فلان الفلاني في الكتاب كذا أو كذا وأقول أنا كذا وكذا أعتقد أننا بهذا نبرئ ذمتنا ونفيد ونستفيد
وأضيف هل " الأية" من أسماء القرآن حتى يقولوا إن المقصود بقوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية} ... القرآن كله؟
والله من وراء القصد
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 04:53]ـ
راجع تفسير المنار للشيخ رشيد رضا!!
ولا تظن أخي الحبيب أني أعتقد ذلك بل أنا أريد أن أرد على مناقشتهم وإلزماتهم لأنه لكي يكون مذهبك قوي لا بد من أمرين
1 - أن تدعمه بالأدلة والبراهين والحجج القوية
2 - أن ترد على شيه وإلزمات المخالفين
بارك الله فيك
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 05:08]ـ
تصفحت المشاركات عاجلا، ولم أقرأ جيدا، وأحب أن ألقي الضوء على الخلفيات الفكرية لإنكار النسخ في القرآن الكريم أو الشريعة ككل.
من قال بمنع النسخ مدفوع بأن النسخ يتعارض مع علم الله. أو يبدوا منه الجهالة. تعالى الله وتقدس.
وثارت اليوم قضية النسخ بسبب هجوم النصارى على الشريعة. وهذا أمر معروف مشهور.
والإجابة باختصار:
أن النسخ موجود في كل الشرائع التي نعرفها. .الإسلامية واليهودية والنصرانية. مع الفارق.
وهذه بعض الفوارق:
النسخ عندنا:
1. ـ النسخ لا يكون في الأخبار. ولا يكون في العقائد، وإنما في بعض الأحكام.
2. ـ ولا يدخل في الأحكام المؤبدة (ولا تقبلوا لهما شهادة أبدا).
3. ـ الأحكام التي فيها النسخ لا تتجاوز العشر آيات.
4. ـ والنسخ غير موجود بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس له وجود.
5. ـ والنسخ أمارة من أمارات الإعجاز التشريعي في هذه الشريعة. وأمارة على أن القرآن من لدن حكيم عليم
6 ـ والآيات التي فيها النسخ قليلة جدا.
? وفي الكتاب (المقدس) بعهديه القديم والجديد وهو ما يدين به النصارى واليهود.
1. ـ النسخ في الأخبار، فعندهم ما يسمى بالبَدَاءَة، بمعنى أن يتكلم الله بشيء ثم بعد ذلك يبدوا له أنه أخطأ في كلامه الأول فيتراجع عنه ويتكلم بكلام جديد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
2. ـ وعندهم أحكام متروكة لا يعملون بها، مع عدم وجود علّة للترك.
3. ـ وعندهم نسخ في الأحكام كالذي عندنا.
4. ـ وعندهم نسخ بعد المسيح عليه السلام. فعلته أيديهم. هم الذين نسخوه .. يدعون بأن الله فوضهم.
5. ـ وعندهم أحكام من عند أنفسهم لا يوجد لها نص في الكتاب (المقدس).
أقول: لو أن من يدفع أحكام الشريعة خجلا منها ـ وهو موجود مشاهد ـ يتعلم، يتعلم الشريعة، ويتعلم ما عند الغير. فلو أني الآن تلوت عليكم الاحكام في النصرانية .. مصدرها .. ما هيتها .. المنسوخ منها والناسخ ربما ظننت أنه المجلس لم يعد علميا وإنما مجلس فكاهة وسمر.
.
كلامي ليس بعيد عن ما تقولونه. .. في صلب الموضوع. .. ويعرف ذلك من يتابع مصدر الشبهات حاليا.
.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 05:09]ـ
يا أخي أنا راجعت -بحمد الله - جل ما كتب في هذا الموضوع منذ مطلع القرن الثاني الهجري إلى اليوم من القائلين بالنسخ وهم الجمهور ومن المنكرين له وهم واحد أو اثنين من المتقدمين وقلة من المتأخرين والنصوص عندي حاضرة لكن النقاش- هنا- ليس ثنائيا وإنما هو نقاش يتتبعه جمهور غفير من أهل العلم فلا بد أن نلخص لهم الفكرة لا أ ن نحيلهم على كتاب ... وأنا ملتزم منذ الآن أن أذكر لك الفكرة وصاحبها ومصدرها وموقفي منها وبهذا يمكن أن نخرج بنتيجة تتقدم بالبحث في الموضوع الى الأمام ونشرك معنا غيرنا فقد نزيغ عن السكة فياتي من يردنا الى الطريق الصحيح ...
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 05:54]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ولعلك تستعين برسالة الدكنور مصطفى زيد
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 12:25]ـ
وأضيف هل " الأية" من أسماء القرآن حتى يقولوا إن المقصود بقوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية} ... القرآن كله؟
والله من وراء القصد
لم يقل أحد أن الآية من أسماء القرآن، ولكن لأن من معاني كلمة الآية - المعجزة والبرهان والدليل، فالقرآن آية على صدق النبي في دعوته - قال تعالى:
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 02:34]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ)
فما هو قولهم في مثل هذه الآية
هل يعني أن الخمر حلالا؟!!!!
إذا قلت لك لا تدخل المسجد وثيابك نجسة - هل يعني ذلك إباحة التلبس بالنجاسة في حالة عدم دخول المسجد؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
فالآية ليست منسوخة، ولا مرفوع حكمها - فبعدما حرم الله الصلاة على السكارى نهى عن السكر في الأحوال الأخرى وجعله مطلقاً.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 05:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تساءل الأخ آل عامر عن قوله تعالى:
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ)
هل يعني أن الخمر حلال؟!!!!
وقال الأخ شريف شلبي إن الآية ليست منسوخة، ولا مرفوعا حكمها - فبعد ما حرم الله الصلاة على السكارى نهى عن السكر في الأحوال الأخرى وجعله مطلقاً.
والواقع أن عدد قضايا النسخ في القرآن جد قليلة وأن كثيرا من الآيات المدعى فيها النسخ ليست كذلك إما لأنها خبرأو استثناء أو تخصيص أو لأنها تخيير من غير اإلزام أو غير ذلك لكن آية النساء التي أمامنا ذهب جمهور العلماء إلى أنها منسوخة بقول الله تعالى في سورة المائدة: {يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر} الى قوله تعالى: {فهل أنتم منتهون} ولم يختلف أحد في أن مفهوم الخطاب من جواز السكر في هذه الآية منسوخ بقوله: {فاجتنبوه} وبقوله {فهل أنتم منتهون} وهذا قول أكثر العلماء
قال مكي بن أبي طالب في الإيضاح:"حرم الله في هذه الآية أن تقرب الصلاة في حال السكرب، ففهم من الخطاب جواز السكر في غير الصلاة، ومفهوم الخطاب كنص القرآن يعمل به ويقطع على مغيببه فنسخ ما أباح المفهوم من الآية من جواز شرب المسكر في غير الصلاة بتحريم المسكر، فالبين في هذا أن يكون أريد به السكر من المسكر قبل تحريمه ثم نسخ وحرم"
وقيل: الآية محكمة ومعنى السكر فيها، السكر من النوم لا من المسكر
ويبقى بعد هذا قول الأخ شريف شلبي:"إن الآية ليست منسوخة، ولا مرفوعا حكمها " في حاجة الى توضيح منه
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 12:15]ـ
أقصد بالقول بأن الآية ليست منسوخة ولا مرفوع حكمها - أنه لا يزال حكمها ثابتاً ولا يجوز للانسان أن يقرب الصلاة وهو سكران، أما لو قلنا برفع حكمها فمعنى ذلك جواز الصلاة للسكران فتأمل؟!!
والقول بالنسخ إنما روي عن مجاهد وقتادة فقط فيما أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 10:12]ـ
لم أدقق هذه المسألة بعد. . . لكن اسمحوا لي بالمداخلة السريعة لعل فيه خيرا والله الموفق:
يعترض قوم ممن ينكرون النسخ في القرآن على الاستدلال بآية " ما ننسخ من آية ... " بأمرين:
1 - لفظ " آية " مفردة في القرآن لم يرد إلا للأية الكونية دون الشرعية بخلاف لفظ " الآيات " مجموعة قد ترد للآية الشرعية وقد ترد للآية الكونية فيقولون أن المراد بالآية هنا هو الآية الكونية فلا دليل على وجود النسخ في القرآن بهذه الآية
هذا الاعتراض باطل جدا، لأن الله تعالى قد قال:
{وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون. قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}
قال ابن كثير رحمه الله: ((يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم وأنه لا يتصور منهم الإيمان، وقد كتب عليهم الشقاوة وذلك أنهم إذا رأوا تغير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إنما أنت مفتر} أي كذاب، وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وقال مجاهد: {وإذا بدلنا آية مكان آية}: أي ورفعناها وأثبتنا غيرها. وقال قتادة: هو كقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} الآية، فقال تعالى مجيباً لهم: {قل نزله روح القدس} أي جبريل {من ربك بالحق} أي بالصدق والعدل، {ليثبت الذين آمنوا} فيصدقوا بما أنزل أولاً وثانياً وتخبت له قلوبهم، {وهدى وبشرى للمسلمين} أي وجعله هادياً وبشارة للمسلمين الذين آمنوا باللّه ورسله.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال في تفسير الآية التالية (وهو قوله تعالى: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين"):
((يقول تعالى مخبراً عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمداً إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بشر، ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم، غلام لبعض بطون قريش، وكان بياعاً يبيع عند الصفا، وربما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء، وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية، فلهذا قال اللّه تعالى راداً عليهم في افترائهم ذلك: {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} أي القرآن، أي فكيف يتعلم من جاء بهذا القرآن في فصاحته وبلاغته ومعانيه التامة الشاملة التي هي أكمل من معاني كل كتاب نزل على بني إسرائيل، كيف يتعلم من رجل أعجمي؟ لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل. قال محمد بن إسحاق: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - فيما بلغني - كثيراً ما يجلس عند المروة إلى غلام نصراني يقال له جبر عبد لبعض بني الحضرمي، فأنزل اللّه: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}. وعن عكرمة وقتادة كان اسمه يعيش، وقال ابن جرير، عن ابن عباس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم قيناً بمكة، وكان اسمه بلعام، وكان أعجمي اللسان، وكان المشركون يرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا: إنما يعلمه بلعام، فأنزل اللّه هذه الآية: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}))
وتمام الآيات قوله تعالى: (({إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم. إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون})).
وآيات الله تعالى - جمعا وإفرادا: عاما من أن يكون مختصا بالشرعية أو الكونية، إلا ما دل الدليل والسياق اختصاصه به. وواضح أن (الآية) في آية النسخ والتبديل يراد به الآيات الشرعية القرآنية. وكلا الآيتين - الكونية والشرعية هي "ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين".
2 - قولهم ختم الله عز وجل هذه الآية بقوله " ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " فقالوا هذه الجملة في ختام الأية تدل على أن المراد أيضا الأيات الكونية وليست الشرعية لأن المناسبة في الأمور الكونية والأيات الكونية بأن الله على كل شيء قدير أليق وأنسب منها من الأمور الشرعي.
بل هذا الاعتراض دليل واضح على هذيان صاحبه!!!
كيف لا يناسب ذلك الختام وفي الآية قوله تعالى (أو ننسها)؟!؟!
فهل بقدرة أحد من البشر أن يكلم أخاه بالبارحة بكلام جميل قوي مؤثر ثابت في الذاكرة، ثم يرفع هو ذلك الكلام من ذاكرة أخيه بالصباح؟!؟!؟!
ثم إن منشأ اللبس أن أصحاب الاعتراض لا يفهم من (الآيات الكونية) إلا ما سموه "خارقا للعادة"، فقالوا: فناسب أن يذكر عندها "القدرة الإلهية"! لم يعلم هذا المسكين أن (الآيات) هي (البراهين الساطعة) بصرف النظر عن تقييده بكونه خارقا أو غير خارق.
وهذا معلوم في درس العقائد السنية. . أن وصف "آيات الأنبياء" بأنه "خارق للعادة وصف سقيم لا ينضط، لا لسنا بحاجة إلى ذلك أبدا. اللهم إلا أن نقول: إنها خارق لعادة غير الأنبياء وغير أعوان الأنبياء من الملائكة. فنقول عندها أيضا: إن كرامات الأولياء خوارق لعادة غير الأولياء. . وإن دلائل السحرة خوارق لعادة غير السحرة. . وإن دلائل الفقهاء خوارق لعادة غير الفقهاء من المقلدين وغيرهم. . وإن دلائل النحاة خوارق بالنسبة إلى عادة غيرهم من أصحاب اللحن. . . وهكذا دواليك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 11:10]ـ
والجواب عن الاعتراض الثاني: أن باب المناسبات ضعيف، ولا يصلح في المناقشات والمناظرات، بل ينظر فيه بعد التسليم في المطلوب، ولو سألناهم الآن: آلله قادر على أن ينسخ آية قرآنية أو غير قادر؟ فإن قالوا غير قادر، كابروا وطعنوا في القدرة.
وإن قالوا: قادر، قلنا: فهو على كل شيء قدير، وتشمل قدرته نسخ الآية الكونية والقرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن أن يقال لهم جوابات أخرى، غير أن الاشتغال بمثل هذا لا فائدة فيه؛ لأن هذه الشبهات من الضعف بالمكان الواضح.
لا نرى هذا الرأي الذي تفضلتم بذكره.
لسنا بمنكري الحكمة والفصاحة حتى نجيبهم بمثل هذا الجواب الضعيف.
والاشتغال بتدبر الآيات وتفسيرها على وجه مناسب، كيف لا تكون فيه فائدة؟؟
بل نقول أولا: المناسبة في آيات القرآن باب عظيم الأقدار مبهر للعقول والأفكار! لكنكم أخطأتم الظن - يا منكري النسخ وبئس الظن ظنكم - حيث زعمتم أن ذكر القدرة في هذه الآية غير مناسب. ثم جعلتم هذا الخطأ حجة على زعمكم الأول في إنكار النسخ، فهي ظلمات بعضها فوق بعض، والعياذ بالله من الهوان.
ثانيا: في الآية قوله تعالى: (أو ننسها)، ومناسبة ذكر القدرة الإلهية عندها لا ينكره عاقل، فضلا عن مسلم. وفيها أيضا قوله تعالى: (نأت بخير منها أو مثلها)، ومناسبة ذكر القدرة الإلهية عندها واضح، حيث أثبت أن الله قادر على معرفة الصلاح والأصلح في الأحكام لعباده فينزل ما يناسب ذلك بحسب الزمان والأحوال. قال ابن كثير رحمه الله على ما في المختصر: ((أي في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين، كما قال ابن عباس: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم.)).
ثالثا: إن ذكر القدرة الإلهية والملك الإلهي لا يختص بالأشياء الكونية دون الشرعية الدينية - وهذا أمر لطيف جدا ينبغي معرفته والتعمق في دراسته! بل كثيرا ما ذكر الله تعالى قدرته الشاملة للإيذان - والله أعلم - بأنه هو المتصرف وحدة في أمور خلقه تقديرا وتدبيرا، فله الخلق وحده والأمر وحده جل جلاله. فالله تعالى قدير على كل شيء. . قدير على التصرف في الأمور الكونية الخلقية، وقدير على التصرف في الأمور الشرعية الدينية - فينسخ الآية والحكم ويبدلها أو ينسئها ويؤخرها كما يشاء عزّ وجلّ على مقتضى حكمته ورحمته سبحانه. . لا يغلبه فيهما غالب، بل الله غالب على أمره لا يُرد قضائه الكونية والشرعية والجزائية. {واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ}.
رابعا: قال ابن كثير رحمه الله على ما في المختصر: ((وقوله: {ألم تعلم أن اللّه على كل شيء قدير* ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر، وهو المتصرف فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء، ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى، ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى، فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا، وامتثال ما أمروا وترك ما عنه زجروا، وفي هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبهتهم لعنها اللّه في دعوى إستحالة النسخ إما عقلاً كما زعمه بعضهم جهلاً وكفراً، وإما نقلاً كما تخرصه آخرون منهم افتراء وإفكاً. قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه اللّه: فتأويل الآية: ألم تعلم يا محمد أن لي ملء السماوات والأرض وسلطانهما دون غيري أحكم فيهما وفيما فيهما بما أشاء، وآمر فيهما وفيما فيهما بما أشاء، وأنهى عما أشاء وأنسخ وأبدل وأغير من أحكامي التي أحكم بها في عبادي بما أشاء إذ أشاء، وأقر فيهما ما أشاء، ثم قال: وهذا الخبر وإن كان خطاباً من اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم على وجه الخبر عن عظمته، فإنه منه جل ثناؤه تكذيب لليهود، الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة، وجحدوا نبوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، لمجيئهما بما جاءا به من عند اللّه بتغيير ما غيَّر اللّه من حكم التوراة، فأخبرهم اللّه أن له ملك السماوات وسلطانهما، وأن الخلق أهل مملكته وطاعته، وعليهم السمع والطاعة لأمره ونهيه، وأن له أمرهم بما يشاء ونهيهم عما يشاء، ونسخ ما يشاء وإقرار ما يشاء، وإنشاء ما يشاء من إقراره وأمره ونهيه)).
خامسا: الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية. ولهذا المجموع، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة. فالمطيع للأحكام الشرعية، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته. قال تعالى في القرآن الكريم:
- {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير}، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم.
- وقال تعالى: {يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير}، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه، مع الإشارة إلى عواقب ذلك.
- وقال تعالى: {الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير}، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية.
- وقال تعالى: {واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير}، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية.
- وقال تعالى: {الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}، وهذا أيضا فيهما.
- وقال تعالى: {ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير}، وهذا أيضا واضح جدا.
هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 11:43]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
يبدو أنك فهمت كلامي على غير وجهه، فلا يمكن أن ينكر أحد بلاغة الآيات والحكمة والمناسبات؛ وهذا واضح في كلامي بلا تأمل.
وإنما المقصود أن الكلام في المناسبات لا يصلح حجة في المناظرات؛ لأن كل مخالف يدعي أن ما يقوله هو المناسب، فعاد القول إلى الاحتجاج من خارج، وهو المطلوب.
فإذا سلم الخصم أن المطلوب (كذا وكذا) فحينئذ ينظر في استنباط المناسبة والحكمة.
وهؤلاء يناظرون في الأصول التي يكاد يتفق عليها.
ومعرفة وقوع النسخ في الشرع أوضح بكثير من معرفة هذه المناسبات، فصار الاستدلال عليهم بجنسها من باب الاستدلال بالخفي على الجلي، فلهذا عدلتُ إلى الدلائل العقلية الواضحة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:57]ـ
أحرجتموني كثيرا يا شيخنا الفاضل بمثل هذا التشييخ في نداءاتكم. . فلست بذاك كما علمت.
وبالنسبة للفهم، فقد فهمته على وجهه، إلا أنني مقصر جدا في التعبير.
وعلى كل حال. . الذي أريده من كلامي السابق شيئان:
(1) الاعتراض على قولكم إن باب المناسبات "لا يصلح في المناقشات والمناظرات". فإن أردتم أنه لا يصلح وحده لبناء قول مؤسس عليها الولاء والبراء، فهذا مسلم لكم. لكن إن أريد به أنه لا فائدة من ذكره في ردنا على أهل البدع والمنكر، فهذا غير مسلم. بل ينبغي أن نجيب على جميع شبهات المبطلين - بقدر الإمكان - بحيث لا يبق لهم في طعن السنة مطمع ولا مذهب. وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم.
(2) ذكر هذه المناقشة حول النسخ والمنسوخ انطلاقا من تلك الآية، تجرنا - ضروريا - إلى التسائل عن "مدى مناسبة ذكره تعالى هذا بجانب هذا؟ ". وهذا سؤال المسترشد المتعلم - بعيدا عن إرادة الطعن في الشريعة أو التشكيك فيها. يعنى نفترض أن منكري النسخ معدومو الوجود، فهل ثَمّ مانع من أن نتدارس المناسبات في مثل هذه الآيات - وهي من المناسبات الخفية عند بعض الناس أو كثير منهم (وعلى الأخص طلبة العلم المعاصرين)؟؟
أرجوا أن قد اتضح مرادي - وكمان بمثل هذا التعبير القاصر.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 01:22]ـ
خامسا: الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية. ولهذا المجموع، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة. فالمطيع للأحكام الشرعية، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته. قال تعالى في القرآن الكريم:
- {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير}، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم.
- وقال تعالى: {يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير}، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه، مع الإشارة إلى عواقب ذلك.
- وقال تعالى: {الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير}، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية.
- وقال تعالى: {واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير}، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية.
- وقال تعالى: {الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}، وهذا أيضا فيهما.
- وقال تعالى: {ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير}، وهذا أيضا واضح جدا.
فسياق الآية وسباقها ولحاقها - في المصحف - إنما يدل على هذا وهذا. فلنتدبر الآيات مرة أخرى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم. ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. فهذا في الأحكام الشرعية واضح، بل في القرآن بالذات.
ثم قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير. ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير}. فهذا أيضا في الأحكام الشرعية والآيات القرآنية واضح، حيث قرر فيه الاطمئنان بصلاحية النسخ والإنساء وخيريته (لأن الناسخ لن يكون أدنى في الخيرية من المنسوخ) - مع تعليل ذلك بالإشارة إلى ثبوت التوحيد في الأحكام الكونية وفي الحفظ والنصر.
ثم قال تعالى: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل}. وهذا تأكيد لما سبق من وجوب طاعة الأوامر الشرعية طاعة مطلقة - بما فيه الناسخ والمنسوخ - من غير ما اعتراض ولا شكوك.
ثم قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}. فما أجمل هذا الربط بين إنكار النسخ في الأحكام الشرعية، وبين حسد أهل الكتاب للقرآن الكريم الذي هو كلام الرحمن المتضمن لمثل تلك الأحكام. ثم ما أنسب الربط بين ذلك وبين ذكر الأحكام الجزائية في الدنيا والآخرة الدالة على شمول قدرة الله تعالى على كل شيء. وفيه زيادة اطمئنان القلب وراحة البال فلا يخاف غما ولا هما من عواقب الدخول في طاعة الله في أوامره الشرعية طاعة مطلقة. وكلها دليل على أن الله على كل شيء قدير. . يقدر كل شيء حدث في خلقه إنشاء أو جزاء، ويقدر كل شيء مما أنزله عليهم من الأوامر والنواهي وسائر الأحكام الشرعية في كل وقت وحين.
هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 09:11]ـ
وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم.
هذا صحيح بارك الله فيكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 10:31]ـ
مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله:
وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
قالوا إنما انت مفتر: السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك؟
لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر؟
تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله." أم يقولون افتراه "
وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية؟
قل نزله روح القدس: هاء نزله علام تعود؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "
ليثبت الذين آمنوا: هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء؟؟؟
قال ابن كثير فيما نقل عنه آنفاً " كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى " أ. هـ.
وهدى وبشرى للمسلمين: أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين!!!!!
يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم:
وإذا أرسلنا برهاناً أو معجزة محدثة على يد رسول من رسل الله لإثبات دين الله عز وجل بدلاً من برهان أو معجزة قديمة - كما كان المشركون يطلبون: فليأتنا بآية كما أرسل الأولون - والمقصود طبعاً بهذه الآية الجديدة هو القرآن - قال المشركون إنما أنت مفتر لهذا القرآن ولم ينزله الله عز وجل، فقال تعالى " قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا ليثبت الذيم آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين " ثم ذكر تعالى دعاوى بعض المشركين أن هذا القرآن يملى عليه فقالوا إنما يعلمه بشر ... الخ الآيات
فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب!!
أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 03:21]ـ
مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله:
وفقك الله وسدد خطاك، وهل رأيتَ خروجا عن سعة الصدر يا أخي الكريم؟
ما دام النقاش للاستشكال والبيان فلا بأس بذلك؛ لأن القضية محسومة قديما وحديثا، ولن تتوقف هذه القضية على النقاش في هذه الآية.
قالوا إنما انت مفتر: السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك؟
لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر؟
تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله." أم يقولون افتراه "
وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية؟
الناسخ والمنسوخ موجود بمكة كما هو موجود بالمدينة، وأكثر القرآن مكي أصلا.
ويمكن أن يقال من باب المعارضة إن الآية وإن كانت مكية فلا دليل على أن هذا القول كان بمكة، بل يمكن أن يكون ذلك إخبارا عن قولهم فيما بعد.
وأما مناسبة دعوى الافتراء للنسخ فهي واضحة جدا؛ لأنك إذا جئتني اليوم بكلام ثم جئتني بما يخالفه غدا فسأتهمك مباشرة بأنك مفترٍ؛ بدعوى أنك تغير كلامك.
وصحيح أنهم كانوا يزعمون أن القرآن كله مفترى، ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لأي شبهة يستندون إليها، والنسخ قد يبدو لهم من هذا الباب.
ولا يتوقف اتهامهم بالافتراء على إخبارهم بالنسخ، ولكنه أحد الأبواب التي يدخلون منها، ولم يزعم أحد من مثبتي النسخ أن زعمهم في الافتراء سيتوقف إذا رجعنا عن القول بالنسخ.
قل نزله روح القدس: هاء نزله علام تعود؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "
نسلم أن الهاء تعود على القرآن، ولكن ما المراد بذلك؟ المراد أن القرآن منزه عن الافتراء فهو من باب الاستدلال بالعام على الخاص، أي بما أن القرآن نزله روح القدس، وهو مؤتمن على ما جميع ما ينقله، فكيف تتهمونه بافتراء بعضه دون بعض؟
ليثبت الذين آمنوا: هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء؟؟؟
التثبيت المقصود هو بهذا الجلاء المذكور في الآية ردا على شبهات الكفار، وهذا كما قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} فالمقصود أن هذه الشبهة المثارة بالافتراء مردود عليها بالكلام المذكور في هذه الآية من أن الله أعلم بما ينزل، وأنه أنزله روح القدس إلخ.
هذا وجه.
ووجه آخر، وهو أن النسخ قد يكون فيه تثبيت للمؤمنين أيضا، وذلك بنزول الآيات بحسب الحوادث والأحوال، فتأتي تثبيتا للمؤمنين في مواضع.
وهدى وبشرى للمسلمين: أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين!!!!!
الجواب عنه كالجواب عن الكلام السابق، فيمكن أن يكون المقصود بالهدى والبشرى الآيات الموضحة المزيلة للشبهات، الرادة على الدعاوى.
ويمكن أن يكون أيضا النسخ نفسه هدى وبشرى للمسلمين؛ لأن النسخ قد يكون تخفيفا وتيسيرا للأحكام، كما قال تعالى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}.
يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم: ............
وفقك الله يا أخي الكريم، أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين على خلاف قولك هذا، فحتى لو افترضنا مجرد افتراض أن الآية تشمل المعنى الذي تقوله، فلا يمكن مطلقا أن لا يكون لها صلة (البتة!!) بموضوع النسخ!! كما تقول؛ لأن الحق لا يخفى على جميع الصحابة والتابعين.
فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب!!
أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً.
أنت قد تسميه تقليدا وتعصبا، ولكن الصواب أنه اتباع وترك للابتداع؛ لأن القرآن قد أنزله الله عز وجل على نبيه، وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما أمره الله، وقد بلغه الصحابة رضوان الله عليهم للتابعين، فالأصل المتفق عليه أن الشرع معصوم محفوظ، وهذا الحفظ كما هو مكفول لنصوص الشرع فهو كذلك مكفول لمعاني هذه النصوص، فلا يمكن أن تجتمع الأمة على الخطأ في فهم نصوص الشرع.
والصحابة والتابعون متفقون على فهم هذه الآية بهذا الفهم، فحتى لو افترضنا أن الآية تحتمل الخلاف في الفهم، فلا يمكن بحال من الأحوال الزعم بأن فهم الصحابة والتابعين باطل.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 04:21]ـ
يا سيدي: تقول أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين وليس ثم سوى ما روي عن مجاهد وقتادة وابن زيد (مع فرض اثبات صحة الأسانيد اليهم بذلك ولربما يكون عسيراً)، ثم بعد ذلك ناقلون عنهم ما قالوه - فهل تسمي ذلك إجماعاً!!!!!
هل هؤلاء يمثلون التابعين كلهم فنعتبر ما قالوه إجماعا للتابعين؟؟
هل تستطيع أن تثبت أن ما قالوه إنما سمعوه من الصحابة؟؟
وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابة قد أجمعوا على ذلك بل هل تستطيع ان تثبت سنداً صحيحاً الى صحابي واحد بذلك؟؟؟؟
وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابه سمعوه من النبي فيكون حجة لا ينبغي أن نحيد عنها او نقول بخلافها؟!
وهل معنى أنه لم ينقل الينا خلاف ذلك أنه لا يجوز أن نقول بخلاف ما قيل؟
في سورة النحل التي نحن بصدد الحديث عن آية فيها يقول تعالى " وأنزلنا اليك الذكر:
(1) " لتبين للناس ما نزل اليهم " أي محمد صلى الله عليه وسلم وليس غيره من البشر مهما كان.
(2) " ولعلهم يتفكرون " أي في آيات الله يتدبرونها ويعقلونها ويحاولون فهمها واستنباط العلم والهدى منه.
أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول الا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى: " ولعلهم يتفكرون " وجعل ذلك من حكمة انزال القرآن!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 04:43]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
فرق كبير بين أن تقول بقول لم يقل، وبين أن تقول: إن كل ما قيل باطل، ولا علاقة له البتة بالآية.
فتأمل.
وقد ورد ذلك أيضا عن ابن عباس والسدي، وليست المشكلة فيمن ورد عنه، ولكن هل ورد عن غيرهم خلافه؟!
انظر مثلا إلى زاد المسير لابن الجوزي، ومعلوم عنايته بذكر الأقوال المختلفة حتى ولو كانت شاذة، لم يذكر في هذه الآية إلا هذا القول وحده!! وكذلك الطبري وكذلك غيره كثير من المفسرين.
ثم إن جميع هذه الاعتراضات التي ذكرتها واردة على كل إجماع في الوجود، فهل تلتزم ذلك؟
اعلم أنه ما أُتِيَ صاحبُ هذا القول وما شابهه من الأقوال الشاذة إلا من قبل أمثال هذه الاعتراضات، فحاول أن تطبق هذه الاعتراضات نفسها على باقي المسائل الشرعية وانظر إلى أي مدى قد تؤول بك.
واعلم أنه يمكنني أن أجيب عن كلامك تفصيلا، وقد سبق نظيره في مناقشات منكري الإجماع.
ولكن لا حاجة لذلك؛ لأني لا أحسبك ممن ينكرون الإجماع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 04:53]ـ
أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول إلا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى: "ولعلهم يتفكرون" وجعل ذلك من حكمة إنزال القرآن!
التفكر نوعان:
- تفكر في الحكمة والاتعاظ والعبرة والمآل، فهذا مطلوب من المؤمن ليوصله إلى اليقين بشرع الله عز وجل، وليزداد به إيمانا. ومن هذا الباب أيضا أن تستنبط من النصوص معاني لم يستنبطها أحد قبلك، ولكنها تؤيد المعروف من الأحكام الشرعية ولا تخالفه؛ لأنه من المعلوم أن ذكر الدليل الدال على المدلول لا يستلزم عدم وجود دليل آخر يدل عليه، بل في هذا يتفاضل العلماء.
- تفكر في استنباط الحكم الشرعي والوصول إلى حكم الله عز وجل ومراده، ومن المعلوم أن حكم الله واحد لا يتعدد، وإصابة المجتهد معناها موافقة اجتهاده لحكم الله عز وجل.
فإذا أجزنا للمتأخر في هذا الباب أن يقول بقول لم يقل فهذا معناه أحد أمرين:
- إما أننا نجيز لهذا المتأخر أن يخالف الصواب، ولا شك أن هذا باطل.
- وإما أننا نقول بأن هذا الصواب قد فات السابقين ولم يهتد إليه أحد إلا هذا المتأخر، وهذا معناه أن الأمة في السابق كانت مجتمعة على باطل، ولا شك أن هذا باطل.
والتفريق بين هذين النوعين مهم جدا، ولذلك تجد أكثر العلماء لا يجيزون إحداث قول جديد لم يقل به أحد، ولكن أكثر العلماء أيضا على جواز إحداث دليل جديد لم يستدل به أحد على مدلول صحيح معروف بأدلة أخرى.(/)
الآية التي قال عنها الشنقيطي: يجب على كل مسلم أن يتدبرها كثيراً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:18]ـ
قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أوائل تفسيره لسورة الروم،وتحديداً عند الآية (6)،وهي قوله تعالى:
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) [الروم/6، 7])
قال رحمه الله ـ في الأضواء 6/ 477 ـ
اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا القرآن أن يتدبر آية الروم تدبراً كثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس.
وإيضاح ذلك:
أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج، لأعمال الحياة الدنيا ومهارتهم فيها على كثرتها، واختلاف أنواعها مع عجز المسلمين عن ذلك، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق، وأن من عجز عنها متخلف وليس على الحق، وهذا جهل فاحش، وغلط فادح. وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرلة، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وما أعظمه، وما أحسن تعليمه.
فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون، ويدخل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولاً أولياً، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل، لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم، فأبرزهم من العدم إلى الوجود، وزرقهم، وسوف يميتهم، ثم يحييهم، ثم يجازيهم على أعمالهم، ولم يعلموا شيئاً عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم: ومن غفل عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة، ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل أثبت لهم نوعاً من العلم في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره.
وعاب ذلك النوع من العلم بعيبين عظيمين:
أحدهما:
قلته وضيق مجاله، لأنه لا يجاوز ظاهراً من الحياة الدنيا، والعلم المقصور على ظاهر من الحياة الدنيا في غاية الحقارة، وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات والأرض جل وعلا، والعلم بأوامره ونواهيه، وبما يقرب عبده منه، وما يبعده منه، وما يخلد في النعيم الأبدي من أعمال الخير والشر.
والثاني منهما:
هو دناءة هدف ذلك العلم، وعدم نبل غايته، لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا، وهي سريعة الانقطاع والزوال ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنيوي أن أجود أوجه الإعراب في قوله: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً} أنه بدل من قوله قبله لا يعلمون، فهذا العلم كلا علم لحقارته.
قال الزمخشري في الكشاف، وقوله: يعلمون بدل من قوله: لا يعلمون، وفي هذا الإبدال من النكته أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه، ويسد مسده ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا ...
وقوله: {ظَاهِرا مِّنَ الحياة الدنيا} يفيد أن الدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها، والتنعيم بملاذها وباطنها، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة، وفي تنكير الظاهر أنهم لا يعلمون إلا ظاهراً واحداً من ظواهرها، و (هم) الثانية يجوز أن يكون مبتدأ، وغافلون خبره، والجملة خبر، (هم) الأولى، وأن يكون تكريراً للأولى، وغافلون: خبر الأولى، وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة، ومقرها، ومحلها وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع. انتهى كلام صاحب الكشاف.
وقال غيره: وفي تنكير قوله: ظاهراً تقليل لمعلومهم، وتقليله يقربه من النفي، حتى يطابق المبدل منه. اهـ، ووجهه ظاهر.
واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية، كما أوضحنا ذلك غاية الإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً} [مريم: 78] وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار، إذا تعلمها المسلمون، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقاً لما أمر الله به، على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: كانت من أشرف العلوم وأنفعها، لأنها يستعان بها على إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا، وإصلاح الدنيا والآخرة، فلا عيب فيها إذن كما قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] فالعمل في إعداد المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته، وإعلاء كلمته ليس من جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة، كما ترى الآيات بمثل ذلك كثيرة. والعلم عند الله تعالى) انتهى.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 01:29]ـ
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:25]ـ
ما أحقر الدنيا عند من عرف حقيقتها.
رحم الله الشنقيطي رحمة واسعة، وجزاك خيرا على ما تتحفنا به من التحف.
ـ[سلطان العلماء]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 06:12]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ورحمة الله ومغفرته تغشى العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
والمزيد من هذه الدرر والفوائد الجمة من كنوز أهل العلم رحمهم الله تعالى
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 11:28]ـ
الشَّيْخ الكريم / عُمر:
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
رحم الله الإمام الشّنقيطي.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 11:55]ـ
شكر الله لجميع الإخوة المعلقين ..
ورحم الله الشيخ القرآني العلامة الشنقيطي ..
أحبتي ..
إن وقع مثل هذه الكلمات من مثله يختلف كثيرا ً ..
فإذا قرأت هذا الكلام لرجل تعرف أنه يقال في سيرته:
إنه مات وهو لا يكاد يفرق بين فئة (100) و (10)!
ومات وهو لم يطلب يوماً من الأيام علاوة
ولا زيادة مرتب،ولا شيئاً من ذلك!!
وهو الذي كان يقول:
جئت معي من شنقيط بكنز عظيم،وهو القناعة!!
يقول ما تقدم كله
ويذم الدنيا ليس لأنها لم تحصل له!!
بل يقول ذلك وقد أتته الدنيا وهي راغمة!
فرحمة الله على ذياك الجدث!
أقول: إذا صدر الكلام ممن هذه حاله
كان لذلك الكلام وقعه ..
اللهم كما كما رزقتنا الإسلام
فارزقنا القناعة
واجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:13]ـ
الشيخ /عمر - برك الله فيكم وأحسن لكم المثوبة
ورحم الله الإمام الشيخ محمد الأمين
ـ[راشد بن سالم]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 04:38]ـ
بارك الله فيك
ـ[سعيد الموصلي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 12:14]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عمر و نفع بعلمك(/)
لطائف وقواعد في ضبط الآيات المتشابهة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:39]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن التشابه اللفظي في الآيات الكريمة من أكثر ما يعاني منه حافظ القرآن خصوصا مبتدئ الحفظ، مما جعل جمعا من العلماء في القديم والحديث يؤلفون كتبا تعين على حصر وضبط المتشابه، وبيان القواعد التي تعين الحافظ على الضبط، وقد اختلفت مناهج هؤلاء العلماء في كتبهم وطريقة معالجتهم لتيسير ضبط المتشابه، وهو باب مفتوح، فقد يخطر على بال كل حافظ طريقة يستعين بها على ضبط ما يشكل عليه.
ومن طريف هذه اللطائف مما لم يذكره السابقون هو ما يتعلق بالطبعة الحديثة ـ المجمع وما وافقها ـ.
ومن المعلوم أن بعض الآيات قد تشكل على قارئ ولا تشكل على آخر لأسباب مختلفة، وسأذكر هنا ما خطر على بالي من ذلك، وما استفدته من مذاكرة المشايخ، وبعض ما استفدته من كتب الفن.
وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=327) إشارة لبعض الكتب التي تعنى بذلك وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6026) موضوع فيه فكرة لها صلة بما ذكر.
وينبغي أن يستحضر أن أفضل طريقة لذلك هي تدبر القرآن وكثرة مراجعته.
وأرجو من المشايخ أن يضيفوا ما وقع لهم من ذلك ليعم النفع بها.
وسأذكر ما يخطر على البال منها من غير ترتيب ولا التزام بمنهج معين.
كيف تضبط: «نفعا» و «ضرا» في هذه الآيات:
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا} (76) سورة المائدة
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} (188) سورة الأعراف
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} (49) سورة يونس
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا} (16) سورة الرعد
{أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (89) سورة طه
{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (3) سورة الفرقان
{فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا} (42) سورة سبأ
{قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا} (11) سورة الفتح.
في طبعة المجمع للمصحف تتقدم دائما (نفعا) على (ضرا) في الوجه الأيمن، و (ضرا) على (نفعا) في الوجه الأيسر.
فالنون في (نفعا) مع النون في أيمن. والراء في (ضرا) مع الراء في أيسر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:48]ـ
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} (231) سورة البقرة
{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} (2) سورة الطلاق
لك في ضبطها أن تقول: السين قبل الفاء في حروف الهجاء، وهي هنا كذلك فالسين في (سرحوهن) سورة البقرة والفاء (فارقوهن) في الطلاق.
وقال بعضهم: فسرحوهن في البقرة، فتذكر أن البقر يسرح!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:50]ـ
{لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (83) سورة المؤمنون
{لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (68) سورة النمل
قل في نفسك كأنك تخاطب أحدا:
نحن المؤمنون.
وهذا النمل.
فتقدم (نحن) في (المؤمنون)، و (هذا) في (النمل).
ويمكن أن تقول: قدم (نحن) وفيها (نون) مع (المؤمنون) وفيها (نون) والأخرى عكسها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 02:53]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} (135) سورة النساء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} (8) سورة المائدة
ضبطها بالحروف؛ فالباء في (بالقسط) قبل اللام في (لله) فقدمها في السورة المقدمة وهي النساء.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:12]ـ
جزاك الله خيراً،
قواعد لطيفه - لطف الله بنا -.
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 03:32]ـ
ما أجملها جملك الله بالإيمان وطاعة الرحمن
كم كنت أتعب في نفعا وضرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:06]ـ
ضوابط نافعة، نفع الله بك يا أبا عبدالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:30]ـ
لا شك أن الضوابط تعين على الإتقان، لكنها لا تكفي، فلا يعدل كثرة قراءة القرآن،وترداده شيء ألبتة،والله المستعان.
ضابط (نفعاً) و (ضراً) تستقيم مع الحفاظ في مصحف مجمع الملك فهد، لكن ماذا يصنع من كان حفظه في مصحف الشمرلي (الحرمين)؟!
ومن الضوابط في قصة لوط في حرف (أئنكم) و (إنكم) الذي يسبق كلمة الرجال: وهي في ثلاثة مواضع:
إن كان اسم السورة فيه همزة (الأعراف) فتكون (إنكم) [المجموع همزتان، همزة: الأعراف + همزة (إن)].
وإذا كان اسم السورة ليس فيه همزة (النمل،العنكبوت) فتكون (أئنكم) [المجموع همزتان].
ـ ومن الضوابط: (فنفخنا فيها)، (فنفخنا فيه) في قصة مريم، فضابطها: ألف (فيها) مع ألف (الأنبياء)،و ياء (فيه) مع ياء (التحريم).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 04:48]ـ
جزاكم الله خيرا وننتظر فوائدكم.
ضابط (نفعاً) و (ضراً) تستقيم مع الحفاظ في مصحف مجمع الملك فهد، لكن ماذا يصنع من كان حفظه في مصحف الشمرلي (الحرمين)؟!
هنا ضابط آخر وهو أصعب من ذا، وهو أن كل سورة في اسمها حرف الـ (عين) فإن (نفعا) تكون قبل (ضرا)، والباقي بالعكس إلا سورة سبا.
-------------
في سورة التوبة:
{وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (72) سورة التوبة
{أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (89) سورة التوبة
{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (100) سورة التوبة
{فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) سورة التوبة
{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} (63) سورة التوبة
وضابطها أن (هو) إنما في تأتي في الوجه الأيسر فقط.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 05:07]ـ
ومن الضوابط في قصة لوط في حرف (أئنكم) و (إنكم)
الذي يسبق كلمة الرجال: وهي في ثلاثة مواضع:
إن كان اسم السورة فيه همزة (الأعراف) فتكون (إنكم) [المجموع همزتان، همزة: الأعراف + همزة (إن)].
وإذا كان اسم السورة ليس فيه همزة (النمل،العنكبوت) فتكون (أئنكم) [المجموع همزتان].
أحسنتم، وهنا ضابط لكنه للضرورة، وهو إن اشتبه عليه الأمر: يقرأها جميعا (أئِنكم) وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي والدوري عن أبي عمرو وشعبة عن عاصم.
ومثلها {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي} (11) سورة النساء
{مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى} (12) سورة النساء
فابن كثير وابن عامر وشعبة عن عاصم يقرؤنها بـ (الألف) في الموضعين.
والباقي بالياء في الموضعين، إلا حفصا ففي الموضع الثاني بالألف.
وأكرر إن هذا عند الاشتباه فهو خير من الغلط.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 07:12]ـ
والباقي بالياء في الموضعين، إلا حفصا ففي الموضع الثاني بالألف.
رحم الله حفصاً وسامحه! لقد أتعب من يقرأ بقراءته (ابتسامة).
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:28]ـ
ومثلها {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي} (11) سورة النساء
{مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى} (12) سورة النساء
.
بارك الله فيكم
يمكن أن يقال سورة النساء النون مكسورة ثم السين مفتوحة بهذا الترتيب
والكلمتان على هذا الضبط الأولى بكسر الصاد والثانية بفتحها
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
موضوع مهم ...
فجزاكم الله خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:34]ـ
بارك الله فيكم
يمكن أن يقال سورة النساء النون مكسورة ثم السين مفتوحة بهذا الترتيب
والكلمتان على هذا الضبط الأولى بكسر الصاد والثانية بفتحها
أحسنتم يا شيخ (المقرئ)؛
بارك الله فيكم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:34]ـ
وفي قوله تعالى (والله أعلم بما يكتمون) في آل عمران
وفي المائدة (والله أعلم بما كانوا يفترون)
وعلامة سورة المائدة أنها في هذا الوجه في جميع الآيات المتتالية فيها (ما):
بما كانوا يفترون
لبئس ماكانوا يعملون
لبئس ماكانوا يصنعون
كلها متتالية بإثبات (ما)
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:37]ـ
تشكل على بعض الناس
قوله تعالى (فأنفخ فيه) في آل عمران
وقوله (فأنفخ فيها) في المائدة
والفرق لائح:
وهو أن اسم السورة (عمران) مذكر فذكر الضمير (فيه)
واسم المائدة مؤنث فأنث الضمير (فيها)!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:40]ـ
ويشكل أيضا
قوله تعالى في سورة هود (وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب)
وقوله في سورة إبراهيم (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب)
والعلامة واضحة أن اسم (إبراهيم) موحدة ثم مثناة وهكذا الآية موحدة ثم مثناة
وفي هود عكسها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:42]ـ
{لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (83) سورة المؤمنون
{لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (68) سورة النمل
قل في نفسك كأنك تخاطب أحدا:
نحن المؤمنون.
وهذا النمل.
فتقدم (نحن) في (المؤمنون)، و (هذا) في (النمل).
ويمكن أن تقول: قدم (نحن) وفيها (نون) مع (المؤمنون) وفيها (نون) والأخرى عكسها.
شيخي الموقر:
محبك يفرق بهذه الطريقة:
كلمة المؤمنون فيها نونان فتتجاور فيها النونان (وعدنا نحن)
وكلمة النمل فيها نون واحدة فلالا تتجاور (وعدنا هذا)
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 08:54]ـ
أيضا في قوله تعالى:
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) .... الأنفال.
وقوله تعالى:
(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ، بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) ..... آل عمران
مردفين ..... الأنفال ..... الفاء مع الفاء.
وغيرها في آل عمران.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:52]ـ
ويشكل أيضا
قوله تعالى في سورة هود (وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب)
وقوله في سورة إبراهيم (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب)
والعلامة واضحة أن اسم (إبراهيم) موحدة ثم مثناة وهكذا الآية موحدة ثم مثناة
وفي هود عكسها
شكر الله لكم
وأنا أفرق بينها بالمعنى ـ وهو ظاهر ـ ففي هود يخاطبون صالحا فقالوا: (تدعونا) بالإفراد.
وفي إبراهيم يخاطبون الرسل فقالوا (تدعوننا)، وتكون الأخرى بعكسها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:55]ـ
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} (89) سورة الإسراء
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} (54) سورة الكهف
وضابطها أن تقدم السين التي في (الناس) في سورة (الأسراء) وفيها السين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:56]ـ
في سورة الأنبياء:
{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ * بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} (39 - 40) سورة الأنبياء
وضابطها أن الصاد قبل الظاء في الحروف وكذلك هنا في (يُنصَرُونَ) و (يُنظَرُونَ).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:56]ـ
في سورة يونس:
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ} (28) سورة يونس
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} (45) سورة يونس
و في سورة الأنعام
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} (22) سورة الأنعام
{وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ} (128) سورة الأنعام
وضابطها أن النون قبل الياء في الحروف وكذلك هنا في (نَحْشُرُهُمْ) و (يحْشُرُهُمْ).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:57]ـ
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى} (2) سورة الرعد
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى} (13) سورة فاطر
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} (5) سورة الزمر
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} (29) سورة لقمان
فكلها (لأجل مسمى) عدا الأخيرة (إلى أجل مسمى) فتحفظ على أنها الوحيدة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - Apr-2007, مساء 10:58]ـ
{رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} (129) سورة البقرة
{رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (2) سورة الجمعة
{رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (164) سورة آل عمران
فتأخير (يزكيهم) على (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) في البقرة فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 04:20]ـ
بارك الله فيكم
ومما يشكل أيضا قوله تعالى في أكثر من سورة (وإذ قال موسى لقومه يا قوم .. ) وبعضها بدون لفظ (يا قوم)
وضابطها سهل جدا:
فهي مرتبة على حسب ترتيب السور: يبدأ بذكر (يا قوم) ثم بدونها ثم بذكرها ثم بدونها وهكذا في خمسة مواضه:
وإذ قال موسى لقومه [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ..... ] {البقرة:54}
[وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ............ ] {البقرة:67}
[وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ ..... ] {المائدة:20}
[وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ ............ ] {إبراهيم:6}
[وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي ..... ] {الصَّف:5}
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 07:09]ـ
ومن المشكلات عند الحفاظ: (الخامسة) في شأن المتلاعنين في سورة النور،وضبطها سهلٌ:
فالرجل، لما كانت له القوامة، كان حقه (الرفع): (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7)).
وأما المرأة، فيكون حقها النصب: (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)).
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[13 - Apr-2007, مساء 07:37]ـ
جزاكم الله خيرا
متى نعلم إذا قال الله (لا يشعرون) أو (لا يعلمون) أو (لا يفقهون)؟
ومتى نعلم إذا قال الله (إن الله عزيز حكيم) أو (عليم حكيم) أو (غفور رحيم)؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 01:45]ـ
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى} (2) سورة الرعد
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى} (13) سورة فاطر
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} (5) سورة الزمر
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} (29) سورة لقمان
فكلها (لأجل مسمى) عدا الأخيرة (إلى أجل مسمى) فتحفظ على أنها الوحيدة.
ويمكن أن يكون الضابط الأيسر في هذا المتشابه: (إلى) لا توجد إلا في (لقمان) والمناسبة التي تعين على الضبط هي وجود اللام في كلتيهما.
ـ[المقرئ]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 03:20]ـ
ومما يشكل:
قوله تعالى " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى "في سورة القصص
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " في سورة يس
وللتسهيل
" يس " حرفان و " من " حرفان فهو مقدم فيها
والقصص ثلاثة حروف بدون "ال " و " رجل " ثلاثة حروف فهو مقدم فيها
ـ[المقرئ]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 03:23]ـ
ومما يشكل
قوله تعالى " قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ... " في المائدة
" وقل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " في الكهف
والفرق ظاهر:
اسم " المائدة " فيها همزة فتكون معها همزة والأخرى بدونها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 04:26]ـ
ويمكن أن يكون الضابط الأيسر في هذا المتشابه: (إلى) لا توجد إلا في (لقمان) والمناسبة التي تعين على الضبط هي وجود اللام في كلتيهما.
شكر الله لكم لكن اللام في (لأجل) كذلك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 05:19]ـ
شكر الله لكم لكن اللام في (لأجل) كذلك.
مرادي ـ بارك الله فيكم ـ أن السور الثلاث ليس فيها (لام) بينما (لقمان) فيها (لام) ولذا ربطت بينها وبين زيادة الحرف .. نعم، قد تكون العبارة لم تسعف.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - Apr-2007, مساء 10:24]ـ
في سورة مريم:
(عصيا) و (شقيا)
في قصة يحي عليه السلام (عصيا).
وفي قصة عيسى عليه السلام (شقيا).
ترتب على كلمة (عش) أي عصيا ثم شقيا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 - Apr-2007, صباحاً 06:22]ـ
ومما يلتبس:
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [النحل/61])
مع:
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [فاطر/45])
والضابط: أن البداءة بالظلم في النحل.
ـــــــــــــــ
ومما يلتبس ـ في قصة لوط:
ـ (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) [الأعراف/81].
ـ (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) [الشعراء/166].
ـ (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [النمل/55])
فالفاء في (مسرفون) في الأعراف،والعين في (عادون) الشعراء،واللام في (تجهلون) في النمل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:27]ـ
ومما يلتبس:
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [النحل/61])
مع:
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [فاطر/45])
والضابط: أن البداءة بالظلم في النحل.
أحسن الله إليكم
ويمكن أن يقال:
حرف الظاء لا يتكرر في آية مرتين: (ظلمهم) مع (ظهرها)، والظاء في (بظلمهم) قبل ما (بما كسبوا) فتقدم الظاء في النحل لأنها قبل الميم التي في فاطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - Apr-2007, مساء 04:32]ـ
ومما قد يلتبس:
{وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (138) سورة الأنعام
{وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} (140) سورة الأنعام
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - Apr-2007, مساء 11:03]ـ
ومما يلتبس:
ـ (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) [البقرة/120، 121])
مع:
ـ (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ [البقرة/145]).
مع:
ـ (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ [الرعد/37])
ولم أجد لها ضابطاً سهلاً، لكن بالنسبة للتي في (الرعد) لا تلتبس عندي لأنني أستشعر أن (ما) تشبه (ماء) وهو مناسب للرعد، فتكون (بعد ما).
بقي التي في البقرة،وضبطها عندي كالآتي: آية البقرة الأولى، في الآية التي قبلها (نذيرا)، إذن ـ أقول في نفسي ـ التي بعدها: (بعد الذي)،فتبقى الثانية (من بعدما).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:13]ـ
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (92) سورة المائدة
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (12) سورة التغابن
والقاعدة فيها: الأية الطويلة مع السورة الطويلة، ولهذا أمثلة أخرى لعل الله أن ييسر ذكرها.
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 11:00]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو موسى سليم الجزائري]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 12:11]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} (135) سورة النساء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} (8) سورة المائدة
ضبطها بالحروف؛ فالباء في (بالقسط) قبل اللام في (لله) فقدمها في السورة المقدمة وهي النساء.
يمكن التفريق بقولنا:سورة النساء فيها حرف السين فيقدم بالقسط فيها على سورة المائدة.
ـ[أبو موسى سليم الجزائري]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 02:43]ـ
أيضا:
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء.
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) سورة الصافات.
ضابطها: الهمزة في الأنبياء تقابل الهمزة في الأخسرين
أو: نقول أن الأنبياء أعلى ترتيب المصحف والصافات أسفل الترتيب فيوافق اسم ترتيبها كلمة أسفلين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 04:34]ـ
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء.
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) سورة الصافات.
ضابطها: الهمزة في الأنبياء تقابل الهمزة في الأخسرين
.
شكر الله لك " والأسفلين " بها همزة.
لكن الثاني جميل.
ـ[أبو موسى سليم الجزائري]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 12:08]ـ
بارك الله في الجميع
وأستأذن الإخوة الكرام في جمع الموضوع كاملا وإعادة تحميله في الوقت الذي ترونه مناسبا إن أذنتم بذلك.
وشكرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - May-2007, مساء 05:24]ـ
جزاكم الله خيرا
فكرة جيدة لكن لا زال هناك مواضع ...
لكن تزاحم الأعمال يعيق عنها.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 11:35]ـ
ومما يلتبس:
اللهو واللعب،والضابط الذي لا ينخرم:
أن اللعب مقدم على اللهو إلا في الأعراف والعنكبوت،وقد قيل:
تذكر يامن سيموت ** اللهو قبل اللعب في الأعراف والعنكبوت
ومما يلتبس: الرجفة،والصيحة،والضابط الذي لا ينخرم:
الرجفة في دارهم [راء الرجفة،مع راء الدار ـ بدون ياء ـ].
والصيحة في ديارهم [ياء الصيحة،مع ياء الديار].
وقال أحد الحفاظ ـ ومن كلامه أنقل ـ:
سألنى شيخى ذات مرة اثناء التسمبع ان أذكر الايات التى تبدأ بـ (أفلم يسيروا فى الارض) فذكرت بعضها وترددت فى الأخرى وقلت بدلا منها (أولم يسيروا فى الارض) فقال لى قل:
غفر الله للحج محمد يوسف،ثم قال:
غفرالله ....... سورة غافر
للحج ......... سورة الحج
محمد ......... سورة محمد
يوسف ........ سورة يوسف
فهذه هى السور الأربعة التى ذكرت فيها (أفلم يسيروا فى الأرض) انتهى كلامه.
قلت (عمر): وفاته أن في (غافر) آية أخرى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا [غافر/21]).
لكن يمكن ضبطها بأن الأولى بالواو،والثانية بالفاء.
ثم بدا لي أن ضبط (أولم يسيروا) أهون؛ لأنها تكررت في ثلاث مواضع فقط،بعكس (الفاء) فهي خمس،فيمكن ضبطها بضابط،هو:
لن يغفر فاطر الكون للروم.
لن يغفر ... غافر
فاطر الكون .... فاطر
للروم ... الروم
فيقال: هذه بالواو وبقية المواضع بالفاء،مع التنبه لتكرر الواو والفاء في سورة غافر.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - May-2007, مساء 09:50]ـ
في سورة الحج
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (30) سورة الحج
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (32) سورة الحج
الحاء في (حرمات) قبل الشين في (شعائر) والآية التي فيها الحاء قبل الآية التي فيها الشين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 11:20]ـ
جزيتم خيرا
ـ[بكر أبو الروس]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 11:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جميع من أدلو بدلوهم في هذا الموضوع الهام
ويمكن للتفرقة بين آية سورة القصص وهي قوله تعالى: {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} (20) سورة القصص وبين آية سورة يس وهي: {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} (20) سورة يس
بما يلي:
(اعلم ياابن الكريمة أن الرجل في القصص قبل المدينة) وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:32]ـ
ابشروا جميعًا، فهناك تحت الطبع فهرس مبتكر لآيات القرآن الكريم يعتمد على ترتيب الآيات بحسب أوائل حروفها في قسمه الأول، وهو بهذا يجمع كل الآيات المتشابهة لفظا في بداياتها، أما في قسمه الثاني - وهذا هو الجديد- فإنه يرتب الآيات حسب أواخر حروفها، فيجمع كل الآيات المتشابهة في أواخرها، مع ذكر الآية كاملة وتخريجها، وهذا الفهرس اسمه "الفهرس المزدان بآيات القرآن" نشر مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 04:47]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا ونفع بك وزادك من فضله على هذه العلامات.
وهذه أبيات من العبد الضعيف لمن أراد أن يتمكن من ضبط قوله تعالى [ذلك الفوز العظيم]
مع متشابهاتها.
(وذلك الفوز العظيم) واحده ** في سورة النساء و هي شاهده
وما أتى بعد من المشتبه ** في سورة التوبة فلتنتبه
ثن (وذلك هو الفوز) تفز ** ثنتان توبة وغافر فحز
(ذلك هو الفوز) في الحديد ** يونس و الدخان بالتأكيد
حذفهما مائدة الرحمن ** من قد سمع لآخر القرآن
(وذلك الفوز المبين) في النعم ** جاثية (ذلك هو) أي نعم
هذا شرح الابيات أسأل الله أن ييسر فهمه لكم
أما البيت الاول وهو
(وذلك الفوز العظيم) واحده ... في سورة النساء و هي شاهده
فمعناه
أن قوله تعالى (وذلك الفوز العظيم) بالواو فواحدة في القرآن الكريم وهو في سورة
النساء ... و السورة شاهدة على ذلك و تجد ها بعد ذكر المواريث في بداية السورة .. و بالضبط
الاية 13.
و أما قول الراجز
وما أتى بعد من المشتبه ... في سورة التوبة فلتنتبه
فمعناه أن ما يأتي بعد ذلك من المتشابهات تجده في سورة التوبة ... خيث تجد فيها
وذلك هو الفوز العظيم .... ب (الواو) مع (هو)
وتجد في التوبة ايضا
ذلك هو الفوز العظيم بحذف الواو فقط
وتجد فيها ايضا
ذلك الفوز العظيم بحذفهما ججميعا اي بحذف الواو و حذف هو
ولكن
لا تجد فيها الاولى التي ذكرنا في النساء فتنبه .... فلهذا السبب قال الراجز عفا الله عنه
و ما أتى بعد من المشتبه .... أي ... ما سيأتي من المتشابه الذي فيه اسم الاشارة و اسم الله
العظيم فهو في سورة التوبة باستثناء المذكورة في النساء في البيت الاول.
قوله
ثن (وذلك هو الفوز) تفز ... ثنتان توبة وغافر فحز
ثن فعل أمر معناه قل بالثنية أو احكم بالتثنية في ورود قوله تعالى (وذلك هو الفوز العظيم) ... وذلك في التوبة أولا كما تقدم ... وفي سورة غافر
فقد وردت هذه المتشابهة كاملة ب (و) و بالضمير (هو) مرتين فقط لا غير.
ومعنى قوله فحز أي فحز اليك هذا العلم بهذه المتشابهة.
قوله
(ذلك هو الفوز) في الحديد ... يونس و الدخان بالتأكيد
أي ان قوله تعالى (ذلك هو الفوز العظيم) بحذف الواو فقط تجده كما في البيت في
في يونس و الحديد ... ولكن .... تذكر أن التوبة تشترك أيضا
في هذه المتشابهة ايضا كما قدمه الراجز في البيت الثاني ... وانما قدمه أولا لان ذلك يغنيه عن تكرار التوبة في كل مرة في النظم ... زيادة الى أن هذا ايسر له حتى تكون الابيات قليلة
و المعاني واضحة.
قوله
حذفهما مائدة الرحمن ... من قد سمع لآخر القرآن
معناه ان حذف الواو و حذف الضمير هو يكون في
اولا ... التوبة كما تقدم في البيت الثاني .. وقد قلنا ان التوبة تشترك مع السور الاخرى في متشابهاتها ما عدا النساء
ثانيا ..... سورة المائدة ... في آخر السورة بالضبط ... وقوله مائدة الرحمن أي مائدة الله ... مضاف و مضاف اليه .. وليس المقصود ان سورة الرحمن فيها هذه المتشابهة .. فافهم هذا
ثالثا ..... من قد سمع لآخر القرآن
ومعناه أنك اذا كنت تعرف أنك تقرأ في سورة بعد سورة المجادلة باتجاه سورة الناس فلا
تأبه و لا تخف من الوقوع فيها ... فحيث ما أحسست بالمتشابهة احذف الواو و احذف هو
ولا عليك ان تعرف ما هي هذه السور .... تذكر فقط انك تقرأ من قد سمع الله ... اي سورة المجادلة الى آخر القرآن.
و ان شئت معرفة السور فهي التغابن و الصف .... ويدخل معها حتى البروج ... ذلك الفوز الكبير
فارتح ... وطب نفسا ... فما عليك من قد سمع الى آخر القرآن الا ان تحذف الواو مع الضمير.
قوله
(وذلك الفوز المبين) في النعم ... جاثية (ذلك هو) أي نعم
هذا بيت زاده الراجز وان لم يكن فيه اسم الله العظيم ... لكن قد يقع الاخوة فيه فزاده
في النظم ... فصار بذلك نظما شاملا
ففي سورة الانعام (وذلك الفوز المبين) .... و النعم هي الانعام ... قال صلى الله عليه و سلم
... لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
وفي سورة الجاثية (ذلك هو الفوز المبين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عربي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 04:52]ـ
ما شاء الله جزاك الله خيرا هل أنت على إطلاع بمؤلفات متشابه القرآن؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:02]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا ونفع بك وزادك من فضله على هذه العلامات.
وهذه أبيات من العبد الضعيف لمن أراد أن يتمكن من ضبط قوله تعالى [ذلك الفوز العظيم] مع
متشابهاتها.
(وذلك الفوز العظيم) واحده ** في سورة النساء و هي شاهده
وما أتى بعد من المشتبه ** في سورة التوبة فلتنتبه
ثن (وذلك هو الفوز) تفز ** ثنتان توبة وغافر فحز
(ذلك هو الفوز) في الحديد ** يونس و الدخان بالتأكيد
حذفهما مائدة الرحمن ** من قد سمع لآخر القرآن
(وذلك الفوز المبين) في النعم ** جاثية (ذلك هو) أي نعم
هذا شرح الابيات أسأل الله أن ييسر فهمه.
أما البيت الاول وهو
(وذلك الفوز العظيم) واحده ... في سورة النساء و هي شاهده
فمعناه
أن قوله تعالى (وذلك الفوز العظيم) بالواو فواحدة في القرآن الكريم وهو في سورة النساء ... و السورة شاهدة على ذلك و تجد ها بعد ذكر المواريث في بداية السورة .. و بالضبط الاية 13.
و أما قول الراجز
وما أتى بعد من المشتبه ... في سورة التوبة فلتنتبه
فمعناه أن ما يأتي بعد ذلك من المتشابهات تجده في سورة التوبة ... حيث تجد فيها وذلك هو الفوز العظيم .... ب (الواو) مع (هو) وتجد في التوبة ايضا ذلك هو الفوز العظيم بحذف الواو فقط وتجد فيها ايضا ذلك الفوز العظيم بحذفهما ججميعا اي بحذف الواو و حذف هو.
ولكن
لا تجد فيها الاولى التي ذكرنا في النساء فتنبه .... فلهذا السبب قال الراجز عفا الله عنه
و ما أتى بعد من المشتبه .... أي ... ما سيأتي من المتشابه الذي فيه [هذا] و [العظيم] فهو في سورة التوبة باستثناء المذكورة في النساء في البيت الاول.
قوله
ثن (وذلك هو الفوز) تفز ... ثنتان توبة وغافر فحز
ثن فعل أمر معناه قل بالثنية أو احكم بالتثنية في ورود قوله تعالى (وذلك هوالفوزالعظيم) ... وذلك في التوبة أولا كما تقدم ... وفي سورة غافر فقد وردت هذه المتشابهة كاملة ب (و) و بالضمير (هو) مرتين فقط لا غير.
ومعنى قوله فحز أي فحز اليك هذا العلم بهذه المتشابهة.
قوله
(ذلك هو الفوز) في الحديد ... يونس و الدخان بالتأكيد
أي ان قوله تعالى (ذلك هو الفوز العظيم) بحذف الواو فقط تجده كما في البيت في يونس والحديد ... ولكن .... تذكر أن التوبة تشترك أيضا في هذه المتشابهة ايضا كما قدمه الراجز في البيت الثاني ... وانما قدمه أولا لان ذلك يغنيه عن تكرار التوبة في كل مرة في النظم ... زيادة الى أن هذا ايسر حتى تكون الابيات قليلة و المعاني واضحة.
قوله
حذفهما مائدة الرحمن ... من قد سمع لآخر القرآن
معناه ان حذف الواو و حذف الضمير هو يكون في هذه المواضع الثلاثة الاتية:
اولا ... التوبة كما تقدم في البيت الثاني .. وقد قلنا ان التوبة تشترك مع السور الاخرى في متشابهاتها ما عدا النساء.
ثانيا ..... سورة المائدة ... في آخر السورة بالضبط ... وقوله مائدة الرحمن أي مائدة الله ... مضاف و مضاف اليه .. وليس المقصود ان سورة الرحمن فيها هذه المتشابهة .. فافهم هذا
ثالثا ..... من قد سمع لآخر القرآن
ومعناه أنك اذا كنت تعرف أنك تقرأ في سورة بعد سورة المجادلة باتجاه سورة الناس فلا
تأبه و لا تخف من الوقوع فيها ... فحيث ما أحسست بالمتشابهة احذف الواو و احذف هو
ولا عليك ان تعرف ما هي هذه السور .... تذكر فقط انك تقرأ من قد سمع الله ... اي سورة المجادلة الى آخر القرآن.
و ان شئت معرفة السور فهي التغابن و الصف .... ويدخل معها حتى البروج ... ذلك الفوز الكبير
فارتح ... وطب نفسا ... فما عليك من قد سمع الى آخر القرآن الا ان تحذف الواو مع الضمير.
قوله
(وذلك الفوز المبين) في النعم ... جاثية (ذلك هو) أي نعم
هذا بيت زاده الراجز وان لم يكن فيه [العظيم] ... لكن قد يقع الاخوة فيه فزاده
في النظم ... فصار بذلك نظما شاملا
ففي سورة الانعام (وذلك الفوز المبين) .... و النعم هي الانعام ... قال صلى الله عليه و سلم
... لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
وفي سورة الجاثية (ذلك هو الفوز المبين)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:15]ـ
ومما يشكل
قوله تعالى " قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ... " في المائدة
" وقل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " في الكهف
والفرق ظاهر:
اسم " المائدة " فيها همزة فتكون معها همزة والأخرى بدونها
الحمد لله
جزاكم الله خيرا.
في سورة الكهف: الوقف على نُزلا.
ثم نستأنف القراءة ب: هل نُنبِّئكم بالاخسرين ... الاية.
هكذا ضبطتها [ابتسامة]
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:20]ـ
في سورة مريم:
(عصيا) و (شقيا)
في قصة يحي عليه السلام (عصيا).
وفي قصة عيسى عليه السلام (شقيا).
ترتب على كلمة (عش) أي عصيا ثم شقيا.
الحمد لله
بارك الله فيك
أحسب أيضا هذا الترتيب نافعا.
شقيا - تقيا - عصيا - شقيا.
الاولى في بداية السورة ... ثم قريب منها تقيا .... ثم عصيا ... ثم شقيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:29]ـ
ومما يلتبس:
ـ (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) [البقرة/120، 121])
مع:
ـ (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ [البقرة/145]).
مع:
ـ (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ [الرعد/37])
ولم أجد لها ضابطاً سهلاً، لكن بالنسبة للتي في (الرعد) لا تلتبس عندي لأنني أستشعر أن (ما) تشبه (ماء) وهو مناسب للرعد، فتكون (بعد ما).
بقي التي في البقرة،وضبطها عندي كالآتي: آية البقرة الأولى، في الآية التي قبلها (نذيرا)، إذن ـ أقول في نفسي ـ التي بعدها: (بعد الذي)،فتبقى الثانية (من بعدما).
الحمد لله
بارك الله فيك
أما [الذي جاءك من العلم] فقال الكرماني ما معناه أن [الذي] هنا هو علم الوحي كله
وهو علم الكمال وليس خاصا بالقبلة وحدها لذلك جاء لفظ الذي.
أما [ما جاءك من العلم] فإن هذا يتعلق بعلم القبلة فقط وذلك قليل من كثير.
فالذي اليق بمكانه لأن موضوعه كل الوحي.
وما أليق بمكانه لأن موضوعه بعض من علم الوحي.
و الله أعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:39]ـ
أيضا:
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء.
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) سورة الصافات.
ضابطها: الهمزة في الأنبياء تقابل الهمزة في الأخسرين
أو: نقول أن الأنبياء أعلى ترتيب المصحف والصافات أسفل الترتيب فيوافق اسم ترتيبها كلمة أسفلين.
الحمد لله
أفضل العلامات كما اشار اليه الاخوة الافاضل هي المعاني لذلك فللكرماني رحمه الله لطائف جميلة وفق فيها من بينها هذه حيث قال ما معناه:
لما قال ابراهيم عليه السلام [لأكيدن أصنامكم] أشبه الأمر مسابقة فناسب فيها لفظ الخسارة في قوله تعالى فجعلناهم الاخسرين.
وتأمل هذه الفاءات في الصافات تعنك على حفظ مكان [فأرادوا] أو [وأرادوا]
[ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلنهم الاسفلين].
وتأمل الواو:
حرقوه و انصروا آلهتكم ......... وأرادوا به كيدا ....
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:52]ـ
ما شاء الله جزاك الله خيرا هل أنت على إطلاع بمؤلفات متشابه القرآن؟
الحمد لله
عفوا اخي الفاضل لم ار مقالتك قبل هذا ... اطلعت فقط على كتاب البرهان للكرماني اخي الكريم ومنه تتعلم طريقة الضبط ... لكن المدارسة تفيد ايضا.
ومعذرة للافاضل فقد فتحوا شهيتي لهذا الموضوع العظيم ... أزيد واحدة كانت شديدة علي لكن بفضل الله تعالى ارتحت بضابط مهم.
هذه المتشابهة هي:
ولكن أكثر الناس
تذكر فقط ما يلي ثم لا تبال بما بعده
وردت هذه المتشابهة كما يلي:
خمس مرات في يوسف.
ثلاث مرات في غافر.
مرتين في كل من الروم و سبأ.
ثم مرة واحدة حسب الترتيب في:
البقرة -الاعراف -الرعد - هود- النحل - الجاثية.
ما عليك الا ان تحفظ المواضع الستة التي انفردت فيها واعيدها لك:
البقرة -الاعراف -الرعد - هود- النحل - الجاثية.
أما البقية 5مرات ... 3مرات .... 2مرتين ... 2مرت ين: يوسف غافر سبأ الروم .. فهذه سهلة الضبط فعالج فقط حفظ المواضع الستة ثم تنفس الصعداء بعد ذلك و لاتبال ان تقول في غيرها أكثرهم أو اكثركم حسب السياق.
و الله اعلم.
ولنا عودة ان شاء الله.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 01:38]ـ
الحمد لله
اخوتي الكرام و المعتنين بحفظ القرآن خاصة
وهذا بيت تضبطون به متشابهات في سورة الصف ... وهو من الرجز كما جرت العادة في مثل هذه
المسائل.
أربعة تحذفها في الصف ... (من) (خالدين) (الواو) (هو) تكفي.
ومعنى البيت
أنك عندما تبدأ القراءة من قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم
من عذاب أليم تومنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و انفسكم ذلكم خير
لكم ان كنتم تعلمون ثم تقول بعدها يغفر لكم ذنوبكم و لا تقل من ذنوبكم
يجب حذف (من) ..... ثم تتابع التلاوة فتقول ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار
و لاتقل (خالدين) ... ثم تتابع فتقول ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك ... ولاتقل
وذلك بالواو ... بل يجب حف الواو هنا ... ثم تتابع التلاوة فتقول الفوز العظيم
ولا تقل هو الفوز العظيم ... فيجب حذف هو هنا.
فهذا معنى البيت المذكور
اربعة تحذفها في الصف ... (من) (خالدين) (الواو) (هو) تكفي
أسأل الله ان يجعل قلوبنا أوعية للقرآن .... و الى متشابه آخر بحول الله
ـ[أبوهناء]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 12:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،،،
أخوكم الفقير لله من ليبيا فرحت كثيرا بهذا المنتدى وتشرفت بتصفحه ولعلي سأشارك ببعض الفوائد علما بأن القواعد التي أطرحها تنطبق على جميع القراءات رغم أننا نقرؤ هنا في المغرب العربي برواية قالون عن نافع المدني رحمهم الله سبحانه وتعالى:
-لأجل مسمى يا خليلي ....... في المائدة والرعد والتنزيل (سورة الزمر)
أي خلاف هذه السور الثلاث قل لأجل مسمى ...... وهذا البيت من منظومة مشهورة عندنا للدنفاسي رحمه الله ....
- (وأنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون) في النمل .... (ونجينا) في فصلت القاعدة سهلة وهي أن النمل يأخذ كل شيء ولم يترك الألف لفصلت .... لنا عودة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهناء]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 10:43]ـ
أما بالنسبة إلى آية لقمان (إلى أجل مسمى) فنسميها هنا عندنا في الكتاتيب (المدارس القرءانية) ب: غريبة لقمان لأنها الوحيدة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 05:26]ـ
الحمد لله
جزاكم الله خيرا
في الانبياء:
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ** ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون.
اذا قلت اقترب فالراء و الباء علامة قوية على [ربهم محدث ... ]
وبطبيعة الحال اذا قلت معرضون فاعلم أنك لن تكررها مرة أخرى بل ستقول يلعبون ... أما في الشعراء فالآية هكذا:
في الشعراء:
وما ياتيهم من ذكر من الرحمن محدث الا كانوا عنه معرضين.
وبطبيعة الحال فآية الانبياء تدلك على ما في الشعراء و ستقول بعد هذا معرضين.
وفيها ايضا متشابهة قوية مع الانعام لعل الله ييسر فنتذاكرها ان شاء الله.
ـ[أبوهناء]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 12:55]ـ
آخر ربع في سورة الأنعام: قل تعالوا يا فقي ........ تعقل، تذكر، تتقي
فقي (فقيه) باللهجة المغاربية ....
ـ[محمد طلحة مكي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 12:03]ـ
عندي منظومة الدنفاسي في نحو مئتي بيت , لمن من هو ناظمها الدنفاسي؟
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 06:51]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن التشابه اللفظي في الآيات الكريمة من أكثر ما يعاني منه حافظ القرآن خصوصا مبتدئ الحفظ، مما جعل جمعا من العلماء في القديم والحديث يؤلفون كتبا تعين على حصر وضبط المتشابه، وبيان القواعد التي تعين الحافظ على الضبط، وقد اختلفت مناهج هؤلاء العلماء في كتبهم وطريقة معالجتهم لتيسير ضبط المتشابه، وهو باب مفتوح، فقد يخطر على بال كل حافظ طريقة يستعين بها على ضبط ما يشكل عليه.
ومن طريف هذه اللطائف مما لم يذكره السابقون هو ما يتعلق بالطبعة الحديثة ـ المجمع وما وافقها ـ.
ومن المعلوم أن بعض الآيات قد تشكل على قارئ ولا تشكل على آخر لأسباب مختلفة، وسأذكر هنا ما خطر على بالي من ذلك، وما استفدته من مذاكرة المشايخ، وبعض ما استفدته من كتب الفن.
وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=327) إشارة لبعض الكتب التي تعنى بذلك وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6026) موضوع فيه فكرة لها صلة بما ذكر.
وينبغي أن يستحضر أن أفضل طريقة لذلك هي تدبر القرآن وكثرة مراجعته.
وأرجو من المشايخ أن يضيفوا ما وقع لهم من ذلك ليعم النفع بها.
وسأذكر ما يخطر على البال منها من غير ترتيب ولا التزام بمنهج معين.
كيف تضبط: «نفعا» و «ضرا» في هذه الآيات:
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا} (76) سورة المائدة
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} (188) سورة الأعراف
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ} (49) سورة يونس
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا} (16) سورة الرعد
{أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (89) سورة طه
{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} (3) سورة الفرقان
{فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا} (42) سورة سبأ
{قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا} (11) سورة الفتح.
في طبعة المجمع للمصحف تتقدم دائما (نفعا) على (ضرا) في الوجه الأيمن، و (ضرا) على (نفعا) في الوجه الأيسر.
فالنون في (نفعا) مع النون في أيمن. والراء في (ضرا) مع الراء في أيسر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن السديس ـ وفقه الله ـانتظر مني موضوعا سأجمع فيه بإذن الله كل هذه الامور بطريقتنانحن الليبيون فكثيرا ما نعنى بهذه الامور وخصوصا المتشابه في القرآن ولكن هذا سيتطلب جهدا جهيدا ... أسئل الله أن يعنني على ذلك .........
ـ[مسلمه محمد]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 10:03]ـ
بارك الله فيكم ..
فى سوره النحل"
وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ {72}
وفى سوره العنكبوت
وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ {67
.. كيف نفرق بينهم؟؟
ـ[ابو عبد البر منير]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 12:42]ـ
بارك الله فيكم ..
فى سوره النحل"
وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ {72}
وفى سوره العنكبوت
وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ {67
.. كيف نفرق بينهم؟؟
السلام عليكم،
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? چالنحل: 72
هنا، اتنقل الله من المخاطبة " و الله جعل لكم من أنفسكم ... " إلى الغائب " أفبالباطل يؤمنون " فقيد الكلام بـ " هم " على خلاف الآية في سورة العنكبوت فإن الكلام في الغائب چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ژ ژ ڑ چالعنكبوت: 67
- ذكره الكرماني في أسرار التكرار -
التاء المبسوطة في نعمت مناسبة لذكر "هم". و هذا من كيسي و ما توفيقي إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد البر منير]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 01:29]ـ
إلكم هذا الجدول يحصي المواضع الذكورة في الرجز:
(وذلك الفوز العظيم) واحدَهْ ** في سورة النساءِ و هي شاهدَهْ
وما أتى بعد من المشتبِه ** ْفي سورة التوبةِ فلتنتبِهْ
ثنِّ (وذلك هو الفوز) تفزْ ** ثنتانِ توبةٌ وغافرٌ فحزْ
(ذلك هو الفوز) في الحديد ** ِيونسِ و الدخانِ بالتأكيدِ
حذفُهما مائدةُ الرحمن ** ِمِن قد سمعْ لآخرِ القرآنِ
(وذلك الفوز المبين) في النَّعمْ ** جاثية (ذلك هو) أي نعمْ
و إن كان هناك خطأ في الضبط فاليُعدَّل!
http://free0.hiboox.com/images/0810/00fe6cdaeccd6387bf17da6a704f30 4f.jpg (http://www.hiboox.fr/go/images/divers/image1,00fe6cdaeccd6387bf17da6 a704f304f.jpg.html)
ـ[أبو سلطانة]ــــــــ[11 - Mar-2010, صباحاً 08:39]ـ
أحب نشر فائدة أخرى وهو ماقد يصعب على البعض حفظه في خواتم بعض الآيات في سورة الروم من قوله تعالى
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
يمكن ضبطها بقولك تفكر ياعالم واسمع ياعاقل
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[12 - Mar-2010, صباحاً 02:01]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو سلطانة]ــــــــ[13 - Mar-2010, صباحاً 08:02]ـ
هذه فائدة أيضا استفدتها من أحد مشايخي وهي مايخص ترتيب قصار السور في جزء عم خاص من سورة الغاشية وهي مهمة للأئمة خاصة فتحفظ على الشكل التالي
غاشية فجر البلد، شمس ليل الضحى، شرح تين العلق، قدر بينة الزلزلة، عاد قارعة التكاثر، عصر همزة فيل قريش، ماعون الكوثر، كفر نصر المسد ثم القواقل
ـ[أبو سلطانة]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 07:54]ـ
يمكن التفريق بينهما إن كان المقصود للحفظ بأن الآية القصيرة للسورة القصيرة العنكبوت
والآية الطويلة التي فيها هم للسورة الطويلة وهي النحل
ـ[جمال المصلي]ــــــــ[16 - Mar-2010, مساء 05:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وجزى الله شيوخنا خيرا على تلكم اللطائف .. وإن كان لي أن أضيف شيئا فسامحوني إن تطاولت وقلت في قوله- تعالي " وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين " بدأت بالواو وليس بالفاء فتكون بغير الفاء، وقوله - تعالى" فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين " والأسفلين بها الفاء لوجود الفاء في أول الآية وسامحوني لتدخلي
ـ[الغادي في الصباح]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 08:10]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمن السديس {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} (89) سورة الإسراء
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} (54) سورة الكهف
وضابطها أن تقدم السين التي في (الناس) في سورة (الأسراء) وفيها السين.
وهنا التفريق بالمعنى والتأمل والتدبر أولى فآية الإسراء قدم فيها (الناس) لأن السياق سياق إعجاز للإنس أن يأتوا بمثل هذ القرآن (قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن) وهذا ظاهر
أما آية الكهف فالكلام على القرآن نفسه ألا ترى قبلها (ووضع الكتاب فترى المجرمين ... ) وقوله (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) وعند ابن عباس الرقيم هو الكتاب وهذا أيضا ظاهر
ـ[صالح التركي]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 10:37]ـ
عبد الرحمن السديس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ} (135) سورة النساء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} (8) سورة المائدة
ضبطها بالحروف؛ فالباء في (بالقسط) قبل اللام في (لله) فقدمها في السورة المقدمة وهي النساء.
شكر الله للشيخ هذا التوجيه
وأريد إضافة بيانية نتأمل ونتدبر لهاتين الآيتين
فالقرآن يقدم ما له الأهمية في السياق فقدم في آية النساء (قوامين بالقسط) وهو العدل لأن سياق سورة النساء الأمر بإقامة حقوق الخلق وإعطاء والناس حقوقهم كما قال الله (وآتوا النساء صدقاتهن) (وآتوا اليتامى أموالهم) وهكذا
أما في آية المائدة فقدم (قوامين لله) فسياق سورة المائدة هو إقامة حقوق الله في الأرض كما قال الله (إذا قمتم إلى الصلاة ... ) (إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ... ) (والسارق والسارقة ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح التركي]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 10:56]ـ
أبو موسى سليم الجزائري
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) سورة الأنبياء.
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) سورة الصافات.
ضابطها: الهمزة في الأنبياء تقابل الهمزة في الأخسرين
أو: نقول أن الأنبياء أعلى ترتيب المصحف والصافات أسفل الترتيب فيوافق اسم ترتيبها كلمة أسفلين
أحسنتم يا شيخ وهنالك توجيه بياني يزيد المسالة وضوحا ويكشف لنا جمال كتاب الله تعالى
جاءت الفاصلة (الأخسرين) في الأنبياء لأن في السياق يقول الله تعالى عن إبراهيم (وتا الله لأكيدن أصنامكم ... ) وقومه يقول الله عنهم (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا) فهذه مجاراة ومباراة ومنافسة في الكيد فيها منتصر وخاسر فانتصر إبراهيم عليهم وجعلوا هم (الْأَخْسَرِينَ)
أما آية الصافات فجاءت الفاصلة (الْأَسْفَلِينَ) لأنهم قالوا في سياق القصة (ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم) فأرادوا أن يكون إبراهيم عليه السلام أسفلا فكانوا هم (الْأَسْفَلِينَ)
وبهذا التوجيه يحصل قول الله تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 02:24]ـ
شكر الله لكم
وأنا أفرق بينها بالمعنى ـ وهو ظاهر ـ ففي هود يخاطبون صالحا فقالوا: (تدعونا) بالإفراد.
وفي إبراهيم يخاطبون الرسل فقالوا (تدعوننا)، وتكون الأخرى بعكسها.
هو ذاك بارك الله فيكم يا شيخ
و لا إشكال فيها البتة
فإن الأولى خطاب للمفرد
والثانية خطاب للجمع
و لايحتمل فيها اللبس أبدا
ـ[أبوعبدالسلام الشبل]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 10:07]ـ
هناك طريقة الأبيات الشعرية التي تضبط بعض التشابه، حفظناها أثناء تسميعنا على مشائخنا رحم الله الميت والحي،،
فمثلا الآيات التي فيها (ضراً ولا نفعاً) هذا بيت لضبطها:
ضراً ولا نفعاً أتى في المائدا_____________ ويونس وطه والفقران دا
وما عدا هذه السور المذكورة في البيت فهي (نفعاً ولا ضراً)
ـ[على عبدالله]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 04:15]ـ
بارك الله فيكم
ماذا عن كلمة آياته،والايات فى سورة البقرة
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
ـ[أبو أيوب اليمني]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:11]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحامد لله]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 02:01]ـ
الحمد لله ... جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
ـ[فارس النهار]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 10:34]ـ
{رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} (129) سورة البقرة
{رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (2) سورة الجمعة
{رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (164) سورة آل عمران
فتأخير (يزكيهم) على (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) في البقرة فقط.
كنت قد قرأتُ كلاما للشيخ محمد حسن يعقوب حفظه الله في كتابه "منطلقات طالب العلم ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=5&book=245)" في المنطلق الرابع "التزكية" ومن بعده لم تشكل علىّ هذه الآيات قط، فأنقله للفائدة:
(( .. انظر إلى خليل الله أبى الأنبياء إبراهيم عليه لسلام وهو يقول: " ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " [البقرة/129]. إنه سؤال له مغزاه انظر إلى قوله " فيهم" وقوله " منهم"، ثمَّ الغرض من إرسال هذا الرسول فيهم:
1) يتلو عليهم آياتك. 2) يعلمهم الكتاب والحكمة. 3) ويزكيهم.
وسبحان الملك القدوس العليم الحكيم، يشاء الله جل وعلا أن يستجيب دعاء خليله إبراهيم قال تعالى: "كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " [البقرة/129].
وقال جل وعلا: " لقد مَّن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " [آل عمران/ 164].
ويقول تعالى: " هوالذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " [الجمعة /2]
فهذه ثلاث آيات من القرآن تفيد استجابة الله تعالى دعاء إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وامتنان الله بذلك على المؤمنين، ولكن لاحظ كيف رتب الله وظيفة الرسول المبعوث صلى الله عليه وسلم ترتيباً آخر على غير نسق طلب إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والله أعلم بما يصلح عباده، فطلب إبراهيم لوظيفة الرسول:
1) يتلو عليهم آياتك.
2) يعلمهم الكتاب والحكمة.
3) ويزكيهم.
أما امتنان الله ففي:
1) يتلو عليهم آياتنا
2) يزكيهم
3) يعلمهم الكتاب والحكمة.
ولم يتخلف هذا الترتيب في آية واحدة من الثلاثة، ولا رابعة من جنس هذه الآيات في القرآن كله.، وهذا يدل ـ إنْ دل ـ على شيء واحد، وهوأهمية تزكية القلب قبل التعلم، وتوحي بشيء من هذا أوائل سورة المزمل: قال تعالى: " ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً " [المزمل/1 - 5]
فقيام الليل نوع من أنواع التزكية؛ لأن التزكية عند أهل السنة والجماعة بكثرة العبادة؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، وما تزكية القلب إلا بزيادة الإيمان.، فقيام الليل تزكية للقلب استعدادًا لتلقى العلم (القول الثقيل).)) أه المقصود من كلامه.(/)
هل اتفق العلماء أن سورة النصر هي آخر السور نزولا؟
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 04:00]ـ
جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس أن آخر سورة نزلت من القرآن جميعا سورة النصر
لكن جاء عن قتادة: عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها سنتين. أي سورة النصر
وقال الحافظ ابن رجب عقب ذكر قول قتادة: (وهذا يقتضي أنها نزلت قبل الفتح، وهذا هو الظاهر، لأن قوله {إذا جاء نصر الله والفتح} يدل دلالة ظاهرة على أن الفتح لم يكن قد جاء بعد، لأن "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان) ا. هـ.
ولكني لم أقف على أحد من العلماء نص على أنها ليست آخر السور نزولا. وإن كان قول ابن رجب صحيحا، فما هي آخر سورة نزولا: سورة المائدة، أم سورة براءة؟
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 05:17]ـ
جمعيع ماذكرت من السور فيها أقول أنها آخر مانزل(/)
نظرات في بعض سور القرآن
ـ[أسامة أخوكم في الله]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 02:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع نافع -إن شاء الله- لكل مسلم أراد أن يفهم معاني القرآن العظيم، وأرجو أن يشارك فيه الإخوة
هنا سنتكلم عن موضوع سور القرآن الكريم ومقاصدها مع إشارات فيها، كي يقرأ الإنسان السورة ويفهم ما أراد الله وبعض السور لم يتضح لي موضوعها أو مقصدها فلعلي أتركها أو أتكلم عنها سريعا (أو أحد الإخوة يذكر ما اتضح له في تلك الصورة).
لم أجد أحدا من العلماء أكثر من الكلام في هذا. أعلم أن لشيخ الإسلام ابن تيمية بعض الكلام في هذا، وربما كان للشيخ ابن عثيمين كلام في هذا ولكن لا أظنه كثيرا -أرجو أن الإخوة يتأكدوا من ذلك-، لأني أتذكر أن في شرح الواسطية قال أن سورة الصف هي في الحقيقة سورة الجهاد.
تمهيد
نُذَكِّر أن الله أنزل القرآن لغاية واحدة: وهي إقامة العبودية الخالصة له، فليس هناك سورة في القرآن إلا وهي ترجع لهذه القضية.
وهذا العلم يحصل بتدبر القرآن، فليس خاصا بطالب علم التفسير، بل للمسلمين عامة، إذ هناك فرق بين التدبر والتفسير (وقد قرأت بالأمس مقالا في هذا قد أعجبني، انظر هنا ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=7 1&catid=73&artid=6335)).
وبتدبر القرآن تحصل من اللذات ما الله به عليم، لا أستطيع أن أصفها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله) وإن تدبر المسلم كتاب الله فيسهل عليه التمسك به.
وللننتقل إلى أول سورة.
سورة الفاتحة
موضوعها:
سورة الفاتحة سماها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، إذ هي تفتح القراءة في الصلوات، ولعلها من أوائل السور نزولا. وفي هذه السورة ذكر غاية ما يريده الله من العباد: العبودية له على وجه يليق به سبحانه، قال {اهدنا الصراط المستقيم}.
بعض الفوائد والإشارات:
قَدَّم تعالى التوسل بالأسماء والصفات على التوسل بالأعمال الصالحة، فدل على عظمة هذا العلم وهو علم توحيد الأسماء والصفات.
لماذا كان الدعاء {اهدنا الصراط المستقيم} ولم يكن اغفر لنا أو ارحمنا أو أدخلنا الجنة؟ الجواب: قلنا كما سبق أن في هذه السورة غاية ما يريده الله لا غاية ما يريد العباد فلذلك لم يكن السؤال أدخلنا الجنة، وإن هداهم الله فيسألون كل ذلك فلذلك لم يكن السؤال طلب المغفرة أو الرحم.
يشرع في أول الدعاء أن يحمد الله عز وجل على كمال صفاته وعدله وسلطانه بقوله الحمد لله رب العالمين.
تم الكلام في سورة الفاتحة، والإشارات أكثر من هذا، وإنما اكتفيت ببعضها (وإن شاء الإخوة زادوا).
وأنا أنتظر ملحوظات الإخوة وتعليقاتهم.
يتبع بالكلام عن سورة البقرة، وأظن الكلام عنها سيكون طويلا.(/)
الجامع في تفسير سورة الفاتحة
ـ[أحمدبزوي الضاوي]ــــــــ[03 - May-2007, مساء 03:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
1 - مدخل لتفسير سورة الفاتحة.
أولا: أسماء سورة الفاتحة:
للفاتحة أسماء متعددة مما يدل على شرفها، وعلو مقاصدها، ونبل أهدافها، وشمولية موضوعاتها، مما يجعل اسما واحدا غير كاف للدلالة عليها، إذ إن العنوان له علاقة بمضامين المعنون له، وأهدافه ومقاصده.
وقد بلغت أسماء الفاتحة عند السيوطي (ت 911 هـ) في كتابه الإتقان إلى ما ينيف عن عشرين اسما، نذكر منها ما يلي:
1 - سورة الفاتحة: أي فاتحة الكتاب، وسميت بذلك لأن القرآن افتتح بها، إذ هي أول ما يتلوه القارئ من الكتاب العزيز، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن، وقد اشتهرت بهذا الاسم في أيام النبوة. يقول الإمام الطبري (ت 310 هـ) في تعليل هذه التسمية:
" وسميت فاتحة الكتاب لأنها يُفتتح بكتابتها المصاحف، ويقرأ بها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة و القراءة ".
تفسير الطبري، ج 1، ص 107.
وهذه الإشارة الذكية من قبل الطبري ـ رحمه الله ـ إشارة عظيمة المعنى، تفصح عن إدراك عميق لبنية الخطاب القرآني، فهو يشكل منظومة متكاملة، يجوز لنا أن نصطلح عليها بالوحدة النسقية تمييزا لها عن معهود الوحدات التي تنتظم الخطابات البشرية كالوحدة الموضوعية، والوحدة الفنية، و الوحدة المنطقية. فالقرآن الكريم يمتاز بفرادته و تميزه، فهو نسيج و حده، ومن ثم لا يجوز لنا أن نسقط عليه مصطلحات تستعمل للتوصيف العلمي للأعمال البشرية، بل لا بد من توليد مصطلحات خاصة به تدل على فرادته و إعجازه.
و الملاحظ من نص الطبري تعليل التسمية ب:
1 - يبدأ بها المصحف.
2 - تبدأ بها الصلاة.
3 - مقدمة لما سيتلوها من سور الذكر الحكيم.
و في التعليل الثالث ملمح عظيم، ذلك أن سورة الفاتحة تضمنت بشكل مجمل و معجز ما تكفلت باقي سور القرآن الكريم بتفصيله، و من ثم فهي بمتابة المقدمة لباقي الذكر الحكيم.
و ذكر القرطبي (ت 671 هـ) إجماع العلماء حول تسميتها بالفاتحة، معللا هذه التسمية ـ فضلا عما ذكرناه ـ بكونها " تفتتح بها الكتابة في المصحف خطا، و تفتتح بها الصلوات ".
تفسير القرطبي، ج 1، ص 172
2 - أم القرآن: لكونها أصلا ومنشأ له، إما لمبدأيتها له، وإما لاشتمالها على ما فيه من الثناء على الله عز وجل، والتعبد بأمره ونهيه، وبيان وعده ووعيده، أو على جملة معانيه من الحكم النظرية، والأحكام العملية التي هي سلوك الصراط المستقيم والاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء. ويعزز ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن يقرأ بأم القرآن). " لتسمية العرب كل جامع أمرا ـ أومقدِّمٍ لأمر إذا كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع ـ " أمًّا ". فتقول للجلدة التي تجمع الدُّماغ: أم الرأس. و تسمي لواء الجيش و رايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش أمًّا ... وقد قيل: إن مكة سميت أمَّ القرى لتقدمها أمام جميعها، و جَمْعِها ما سواها. وقيل إنما سميت بذلك، لأن الأرض دحيت منها فصارت لجميعها أمّاً "
تفسير الطبري، ج 1، ص 108/ 109.
وسورة الفاتحة هي كالأم لباقي سور القرآن الكريم لاشتمالها على المعاني التي في القرآن الكريم:
أ. الثناء.
ب. الربوبية.
ج. الألوهية.
د. الهداية.
ه. الثبات على الإيمان.
و. قصص المم العابرة.
ز. المصير والمآل.
ويعلل الإمام القرطبي (ت 671هـ) تسميتها بأم القرآن بقوله: " في الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها، ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح القربة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم، كما صارت (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن، إذ القرآن: توحيد، وأحكام و وعظ ... و الفاتحة تضمنت التوحيد، و العبادة، والوعظ، و التذكير، و لا يستبعد ذلك في قدرة الله تعالى ".
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج 1، ص 171.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أم الكتاب: وسميت بأم الكتاب لأنه يبدأ بقراءتها في الصلاة، و لجمعها ما سواها من آي و سور الذكر الحكيم، ومن ثم فهي لها كالأم. وذكر القرطبي (ت 671 هـ) اختلاف العلماء في جواز إطلاق هذه التسمية على السورة الكريمة، فجوزه الجمهور، و كرهه مالك (ت179 هـ) و الحسن (ت 221هـ) و ابن سيرين (ت 110هـ) " تفسير القرطبي 1/ 172 ". و الواقع أن هذا الاعتراض على التسمية من قبل هؤلاء العلماء الأعلام رغم وجاهته، فإننا نجد أدلة الجمهور أقوى، فالكتاب اسم من أسماء القرآن الكريم: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) " سورة الكهف، الآية 1 ". كما يشهد له الحديث النبوي الشريف: (الحمد لله أم القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني) " أخرجه الترمذي (ت 297 هـ) في سننه ".
4 - السبع المثاني: لأنها سبع آيات، وتثنى (تتكرر تلاوتها) في الصلاة، فتقرأ في كل ركعة، أو لتكرار نزولها.
ومما أثر عن الإمام علي رضي (ت40 هـ) ـ الله عنه ـ أنه سئل عن السبع المثاني فقال:
" (الحمد لله رب العالمين) فقيل له: إنما هي ست آيات، فقال: (بسم الله الرحمان الرحيم) آية ".
وأخرج الإمام أحمد (ت 241هـ) عن أبي هريرة (ت 59هـ) عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم).
وأخرج الإمام ابن جرير (ت 310 هـ) عن أبي هريرة (ت 59هـ) عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني).
5 - سورة الشفاء والشافية لقوله صلى الله عليه وسلم: (هي الشفاء من كل داء) " أخرجه الدارمي (ت 255 هـ) في سننه، و البيهقي (ت 458هـ) في شعب الإيمان ".
6 - الأساس: فإنها أساس القرآن، قال ابن عباس (ت 68هـ) ـ رضي الله عنه ـ: " لكل شيء أساس ... وأساس الكتب القرآن، و أساس الفاتحة (بسم الله الرحمن الرحيم)، إذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالأساس تُشفى " " تفسير القرطبي 1/ 174 ".
7 - الوافية: كان سفيان بن عيينة (ت 198هـ) يسمي فاتحة الكتاب: لأنها تشكل وحدة متكاملة، غير قابلة للتبعيض، و لا الاختزال، و لا يجزئ أن تقرأ نصفها في ركعة، ونصفها الآخر في ركعة ثانية، خلافا لباقي سور القرآن الكريم " تفسير القرطبي 1/ 175 ".
8 - الكافية: عن عفيف بن سالم (ت بعد 180هـ) قال: سألت عبد الله بن يحيى (الطبقة السابعة، من كبار أتباع التابعين) عن القراءة خلف الإمام، فقال: عن الكافية تسأل؟ قلت وما الكافية؟ قال: الفاتحة، أما علمت أنها تكفي عن سواها، ولا يكفي سواها عنها " القرطبي 1/ 175 "، و يشهد لذلك حديث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (أم القرآن عوض من غيرها، و ليس غيرها منها عوضا) " أخرجه الدرقطني (ت 385هـ) في سننه 1/ 322 ".
9 - الصلاة: وقد سميت بذلك للحديث القدسي الوارد في فضلها، روى مسلم بن الحجاج (ت 261 هـ) عن أبي هريرة (ت 59هـ) قال: سمعت رسول الله يقول: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى: حمدني عبدي، و إذا قال العبد: (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، و إذا قال العبد: مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي، و قال مرة: فوض إلي عبدي. و إذا قال: (إياك نعبد و إياك نستعين) قال: هخذا بيني و بين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: (إهدنا الصراط المستقيم ... ) قال: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل) " أخرجه مسلم (ت 261 هـ) في صحيحه، و الإمام أحمد (ت 241 هـ) في مسنده ". ولأن الصلاة لا تصح إلا بقراءتها كما سنبين ـ إن شاء الله تعالى ـ عند الحديث عن أحكام السورة الكريمة.
10 - سورة الحمد: لأن فيها ذكر الحمد، فالحمد عنوانها ولذلك صار علما عليها كما هو الشأن بالنسبة لكثير من سور الذكر الحكيم، كسورة الأعراف، و الأنفال و التوبة، و الضحى و العصر و غيرها كثير " القرطبي 1/ 172 ".
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - القرآن العظيم: للحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري (ت 256هـ) في صحيحه،كتاب فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ج 2، ص 103، دار الفكر، والإمام أحمد (ت 241هـ) في مسنده: (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وعلل القرطبي (ت 671 هـ) هذه التسمية بقوله: " سميت بالقرآن العظيم بتضمنها جميع علوم القرآن وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله عز وجل بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم، وكفاية أحوال الناكثين، وعلى بيانه عاقبة الجاحدين " القرطبي ج 1، ص 173/ 174 ".
12 - الرقية: السورة بأجمعها رقية، فهي فاتحة القرآن الكريم، ومتضمنة لجميع علومه، وقد دل الحديث النبوي الشريف على ذلك، وعززه القرآن الكريم (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الإسراء:82).
13 - الكنز: لقوله صلى الله عليه وسلم حاكيا عن الله عز وجل: (فاتحة الكتاب كنز من كنوز عرشي) " أخرجه البيهقي (ت 458 هـ) في شعب الإيمان، ج 2، ص 448، دار الكتب العلمية ".
ثانيا: فضائل سورة الفاتحة:
ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث متعددة، مما يدل على عظم شأنها، وقد اقتصرنا على ثلاثة أحاديث توخيا للاختصار، وهي:
1 - روى الإمام مسلم (ت 261 هـ) في صحيحه عن ابن عباس (ت 68 هـ) أنه قال: (بينما جبريل قاعد مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا الملك ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين قد أوتيتهمالم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) " صحيح مسلم، باب فضل الفتاحة و خواتيم سورة البقرة " صحيح مسلم، باب فضل الفاتحة و خواتيم سورة البقرة، ج 2، ص 458، رقم الحديث 247، دار الشعب، مصر ".
2 - عن أبي سعيد ابن المعلى (ت 73 هـ) قال: كنت أصلي فدعاني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم أجبه، قلت يارسول الله: إني كنت أصلي. قال: ألم يقل الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) سورة الأنفال، الآية 24 " ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟. فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت ألا أعلمك أعظم سورة من القرآن. قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. أخرجه البخاري (ت 256 هـ) في صحيحه كتاب فضائل القرآن، باب فاتحة الكتاب، ج 2، ص 103، و الإمام أحمد (ت 241 هـ) في مسنده.
3 - عن عبادة بن الصامت (ت 34 هـ) ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) " أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب كتاب الصلاة، باب وجوب القراءة، ج 1، ص 184 ".
4 - عن أبي هريرة (ت 59 هـ) ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ: (و الذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، و لا في الزبور، و لا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، و القرآن العظيم الذي أعطيته) " أخرجه الترمذي (ت 279 هـ) في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل الفاتحة، ج 5، ص 155/ 156، طبعة الحلبي بمصر".
ثالثا: نزول الفاتحة
اختلف العلماء في نزولها، ذهب أكثر العلماء إلى أنها نزلت بمكة، ومن ثم فهي مكية، وذهب مجاهد (ت 104هـ) إلى أنها نزلت بالمدينة ومن ثم فهي مدنية، وقيل إنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلوات الخمس، ومرة بالمدينة حين حولت القبلة. والقول بمكيتها أصح الأقوال قاله البغوي (ت 510هـ) " إنها مكية لأن الله تعالى منَّ على الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقوله: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)، والمراد منها: فاتحة الكتاب. و سورة الحِجْرِ مكية، فلم يكن يمنّ عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
بها قبل نزولها " معالم التنزيل للبغوي 1/ 37 "، ورجحه البيضاوي (ت 685 هـ) " تفسير البيضاوي 1/ 5، وحاشية شيخ زادة (ت 951 هـ) على البيضاوي 1/ 13 ".
وما يظهر لي من الاختلاف الوارد في نزولها أنها حيرت المسلمين وأذهلتهم، فهي لا تخضع للمقاييس المميزة للقرآن المكي عن القرآن المدني، من حيث التاريخ والمكان والمضمون. فسورة الفاتحة واكبت مسار الرسالة المحمدية من البعثة إلى الهجرة، وكذلك القرآن الكريم واكب الدعوة، وتطور المجتمع الإسلامي. كما أن الفاتحة حاملة لمعاني الذكر الحكيم، ومتضمنة لأهدافه ومقاصده، فأصبح من الصعب تحديد تاريخ ومكان نزولها بدقة.
رابعا: عدد آياتها
ذكر القرطبي (ت 671 هـ) إجماع الأمة على أن سورة الفاتحة من القرآن الكريم، وأن عدد آياتها سبع، محتجا بقوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)،كما أن الحديث النبوي الشريف: (قسمت الصلاة) يؤكد ذلك " تفسير القرطبي 1/ 17 ".
خامسا: مقاصد ومعاني سورة الفاتحة
غريب هو القرآن الكريم، من حيث أتيته بهرك، وكلما أمعنت وتمعنت تفتقت أكمامه، وفاض معينه، وملأ عقلك، وكفى وجدانك، وغمرتك روحانيته.
الكثير من المعاني، والأحكام العقدية والعملية، والتوجيهات، والمقاصد والأهداف، وإلمام شامل بطبائع الخلق، وتلبية لرغبات الجسد، واستجابة لمتطلبات الروح، كل هذا يأتيك في نسق بديع، وتركيب قويم، جلال وجمال، غير ما نألفه في كتابات البشر.
تأتي سورة الفاتحة نموذجا جليا على ما ذهبنا إليه، فقد حوت الحياة في آيات محدودة، وجمل معدودة، لو أدرت التفصيل لوجدتها في كل ما تلاها من سور القرآن الكريم، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة.
ولعل ذلك من أسرار جعل الصلاة لا تتم إلا بقراءة الفاتحة، ليقرأها المصلي سبع عشرة مرة في اليوم والليلة، متذكرا بها ما بسط في القرآن الكريم، ومتأسيا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان قرآنا يمشي على الأرض، فهو قد أحال تعاليم السماء إلى واقع عملي، فأقام بذلك الحجة على أن مقصد الدين ربط الإنسان بربه و بذلك تنشأ علاقة ثلاثية الأبعاد: علاقة الإنسان بربه و هي علاقة عبودية، و علاقة الإنسان بالكون و هي علاقة تسخير، و علاقة الإنسان بأخيه الإنسان و هي علاقة أخوة و تعاون و تآزر. وهذا هو ما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
كما أن هذه الصلاة التي لا تكمل إلا بتلاوة الفاتحة تحمل الإنسان على الالتزام بالأوامر، والانتهاء عن النواهي، والإخلاص في العبادة بمفهومها الشامل، تعبيدا للحياة كل الحياة لرب الحياة.
إن سورة الفاتحة بصنيعها هذا شأنها شأن القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة تعمل على تشكيل التفكير الاستراتيجي، المنطق من منظومة أسها العقيدة، وصلبها الأحكام العملية، ونتاجها السلوك والأخلاق. إنها إعلان عن ميلاد الإنسان المتحرر من جميع مظاهر العبودية، ليكون عبدا خالصا لله تعالى، الإنسان العدل، الذي لا يظلم ولا يقبل الظلم، مفتاح للخيرات ومغلاق للسوء والفحشاء، حرب على الطغاة والظلمة، سند للمستضعفين ودعم للمقهورين.
إنسان ينطلق من نية صحيحة، مجدد لهذه النية، مما يعوده على التفكر والتدبر في كل أمر قبل الشروع في تنفيذه، لا يؤمن بالتلقائية والفوضى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49). بل يلبس لكل أمر لبوسه بعد الاستخارة والاستشارة، يأخذ بالأسباب المناسبة والكافية، معتمدا منهج التدرج المؤسس على الأهداف والمقاصد، لأنه لا يؤمن بمنطق الطفرة، المفضي إلى نتائج عكسية، كما تثبت ذلك تجارب الحياة العملية.
إنسان عماده في كل أعماله الإخلاص الذي هو سبيل الجودة والإتقان والوفرة، وهي شروط التنمية المستديمة، التي تفضي إلى تحقيق الرفاهية، المحققة للكرامة التي ارتضاها الله تعالى لعباده.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنسان العزم والتوكل، إذا عزم على التنفيذ توكل على الله تعالى، وفي ذلك تحديد للمسؤوليات، فالإنسان مسؤول على الأخذ بالأسباب، أما النتائج فإنه يعلقها على الله تعالى. ومن ثم فإن الدعم الذي يقدمه التوكل للإنسان لا حدود له، إذ إنه يشجع الإنسان على المضي في العمل، متى أخذ بالأسباب الكافية والمناسبة، دون تخوف من النتائج والعواقب لأنه يعلم أنه مجازى على العمل، وغير مسئول عن النتائج. فإذا جاءت النتائج إيجابية حمد الله على التوفيق، وشكر النعمة بتعميمها على الخلق باعتبارهم عيال الله، وإذا جاءت النتائج سلبية علم أنه ابتلاء أوعقاب، فعمل على مراجعة أعماله، من حيث الإعداد والأخذ بالأسباب، وراجع سلوكاته كلها.
إنه إنسان يأخذ بمبدأ التقييم والتقويم:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)
مأثور عن عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
سنن الترمذي ج8، ص 499.
وذلك للوقوف على الايجابيات والعمل على تقويتها، والسلبيات والعمل على تلافيها، والبحث عن البديل الأكفى.
إنه إنسان يؤمن بالقضاء والقدر، وأن الخير فيما اختاره الله، وأن المؤمن مصاب، وأن الإنسان لو اطلع على الغيب لاختار الواقع، وأن (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) (الرعد: من الآية38). إنها عناصر دعم نفسي مهمة جدا في حالة الفشل وعدم إدراك الهدف، حتى لا يتحول هذا الفشل إلى إحباط وانكسار، وفقدان ثقة في النفس، مما يكون له عواقب مدمرة على الفرد والجماعة.
إن هذه العناصر المدعمة لا ينبغي أن تتحول إلى تبرير الفشل، والانتقال إلى التواكل، حيث يسقط الأخذ بالأسباب، وينزع الإنسان إلى التكاسل، وهو من أبرز علامات الانحطاط الحضاري، ومن أهم أسباب انكسار المسلمين اليوم، وذهاب شوكتهم. أو إلى نقل الفاعلية من الإنسان الحي إلى الإنسان الميت، كالتعلق بالأولياء والصالحين، و الاعتقاد أن بيدهم مقاليد الكون يصرفونها وفق إرادتهم، لما لهم من مكانة خاصة عند الله. فسورة الفاتحة تبين أن التوكل يتعين أن يكون على الله، و أن الاستعانة لا تستمد إلا منه سبحانه، ثقة في علمه و قدرته. فلا واسطة بين الحق و الخلق إلا العمل الصالح كما بين ابن تيمية (ت 728 هـ) ـ رحمه الله ـ في رسالته الشهيرة الواسطة بين الحق و الخلق.
إن سورة الفاتحة تضمنت مقاصد القرآن الثلاث على وجه الإجمال، وهي:
1 - إقرار العقيدة: حيث عملت سورة الفاتحة على إقرار مبدأ التوحيد، فالله تعالى متفرد بالخلق، ومتفرد بالرعاية لكافة مخلوقاته، فهو سبحانه المتكفل بالرزق، ومن ثم وجب عقلا وشرعا أن يكون متفردا بالعبادة، وبذلك جمعت السورة بين توحيد الربوبية وتوحيد العبودية، كما تضمنت الإشارة إلى أحد أركان الإيمان ألا وهو البعث والنشور.
2 - إقرار التكاليف: من ضمن المقاصد التي ركزت عليها سورة الفاتحة إقرار العبودية لله تعالى، والعبادة هنا وردت مطلقة ـ بمعناها العام ـ الذي يفيد كل أمر يصدر عن الله تعالى بالفعل أو الترك سواء تعلق الأمر بالعبادات أم المعاملات،فإذا أقامه العبد فقد أقام العبادة لله.
إن العبادة بهذا المفهوم الشمولي تفيد تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين، وذلك تحقيقا لمبدأ الاستخلاف حيث يسعى الإنسان إلى عمارة الأرض وابتغاء وجه الله.
3 - إقرار مبدأ المسؤولية: إن هذه السورة الكريمة تبين أن الحياة تقوم على مبدأ المسؤولية، فالإنسان حر في تصرفاته، ولكنه مسؤول مسؤولية مزدوجة أمام الخالق والخلق.
أما المعاني التي تضمنتها سورة الفاتحة فهي كثيرة، منها ما هو مصرح به، ومنها ما هو ضمني، أو يستفاد من دلالة السياق، أو عن طريق مفهوم المخالفة، أو غيرها من عوامل استخراج المعنى، لذلك فإنه يصعب علينا تحديد معانيها على وجه الاستقصاء، ومن ثم فإنني سأحاول الوقوف على أبرز المعاني التي تضمنتها هذه السورة الكريمة، والتي يمكننا إجمالها في ما يلي.
1 - توحيد الربوبية.
2 - توحيد العبودية.
3 - الثناء على الله تعالى.
4 - الهداية.
5 - الثبات على الإيمان.
6 - قصص الأمم السابقة.
7 - المصير والمآل.
8 - إثبات النبوة.
9 - المسؤولية والجزاء.
10 - الآداب والسلوك (سيرة الصالحين).
11 - الاعتصام بالله، وإخلاص الدين له.
وبالله التوفيق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
[ما هو المقام المحمود؟]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - May-2007, مساء 01:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هو المقام المحمود؟
جواب سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله تعالى -:
قيل: الشفاعة العظمى، وقيل: إنه إجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أهل السنة.
والظاهر أن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأن كلاهما من ذلك. والإقعاد على العرش أبلغ. (1)
[فتَاوى ورَسَائل سَمَاحَة الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم بن عَبداللّطِيف آل الشَّيخ] ((ج2 - رقم الفتوى: 451))
= = = = = = = = =
(1) وقال ابن القيم رحمه الله: ((فائدة)):
قال القاضي صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي: وهو قول أَبي داود، وأحمد بن أصرم، ويحي بن أبي طالب، وأبي بكر بن حماد، وأبي جعفر الدمشقي، وعياش الدوري، واسحق بن راهويه، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد، وأبي بكر ابن صدقة، ومحمد بن بشر بن شريك، وأبي قلابة، وعلي بن سهل، وأبي عبدالله بن عبدالنور وأبي عبيد، والحسن بن فضل، وهرون بن العباس الهاشمي، واسماعيل ابن ابراهيم الهاشمي، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد، ومحمد بن يونس البصري، وعبدالله بن الامام أحمد، والمروزي، وبشر الحافى، انتهى.
(قلت): وهو قول ابن جرير الطبري، وامام هؤلاء كلهم مجاهد امام التفسير، وهو قول أبي الحسن الدارقطني ومن شعره فيه:
حديث الشاعة عن أحمد * * *الى أحمد المصطفى مسنده
وجاء حديث باقعادة * * *على العرش أيضًا فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه * * * ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أَنه قاعد * * * ولا تنكروا أنه يقعده
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 05:14]ـ
بلغنا الله مرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورزقنا شفاعته ... امين ووالدينا والمسلمين(/)
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 09:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التوازن في الخطاب القرآني من خلال جزء عم
يمتاز القرآن الكريم إجمالاً بالتوازن من كل جانب، كيف لا وهو كلام الله سبحانه وتعالى، والمتصفح لسور القرآن وآياته يلحظ ذلك جلياً فيه، وأنواع التوازن التي أقصدها كثيرة؛ فمنها التوازن التشريعي، ومنها التوازن في الخلق والتكوين، ومنها التوازن في الخطاب الذي زخرت به آيات القرآن الكريم.
وأقصد بالتوازن في الخطاب هو أن يذكر الأمر ونقيضه معاً في آية واحدة أحياناً، أو في سياق من الآيات.
ومن أول سورة في جزء عم نلحظ ذلك، من خلال إشارة كتهيئة لما بعدها، وذلك من خلال قوله تعالى} وخلقتاكم أزواجاً {، فهذا فيه إشارة إلى الذكر والأنثى من الإنسان أولاً، ثم من كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى، في قوله:} ومن كل خلقنا زوجين اثنين {إذاً أول ملامح التوازن في هذا الجزء يتجلى بالإشارة إلى ما لا يتم التوازن إلا به في هذه الحياة وهو الذكر والأنثى، من الإنسان ومن كل شيء ولهذا ورد الخطاب بذكرهما جميعاً في آية واحدة، وللتأكيد على جانب التوازن في الخطاب وأنَّ الشرع ذكر ما يقتضي ذلك، وهو الأرض، وبين تعالى في آية مجملة ذلك من خلال قوله تعالى:} ألم نجعل الأرض مهاداً & والجبال أوتاداً {، فالتوازن الحقيقي في الأرض لا يتم إلا من خلال هذين الأمرين؛ تمهيد الأرض وجعلها صالحة للسكن والعيش، وهذا بحد ذاته بحاجة لما يثبتها، والتثبيت إنما يكون بالجبال التي هي كالأوتاد، ولهذا جاء الخطاب القرآني في هذه السورة فشملهما جميعاً وهذا التوازن في الخطاب ينبئُ عن التوازن في الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى متوازنة من كل جانب.
والجانب الآخر في التوازن من خلال هذه السورة ذكر الله سبحانه وتعالى لأهل الشقاوة وأهل السعادة، وهذا نلحظه دوماً في الآيات القرآنية، فلا يكاد يُذكر فريق إلا ويردف بذكر الفريق الآخر في نفس السورة، قال تعالى:} إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا {وفي المقابل قال الله تعالى:} إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا {فانظر كيف أن أصحاب الجزائين قد ذكرا في سورة واحدة في آيات متتالية، مما يؤكد وجود هذا الأمر وحضوره بقوة في هذا الجزء من كتاب الله تعالى.
وإذا تدرجنا إلى السور التالية فإنا لا نعدم أمثلة على التوازن، وباطلاع بسيط على سورة النازعات تتوضح الصورة، إذ إنَّ سبحانه وتعالى قد بين خلقه لأمرين عظيمين شكلا جانب التوازن في هذا الحياة الدنيا أيضاً فشملهما الخطاب معاً في توازن في الخطاب أيضاً وهما؛ السماء والأرض، فقال تعالى:} أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا {، ولا يتوقف الأمر عند هذا في هذه السورة بل إننا نجد قبل نهايتها إشارة أخرى إلى هذا التوازن في مقام إقامة الحجة على العباد وبيان مآل كل فريق من الفرقين؛ الطائعين والعصاة، قال الله تعالى:} فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {وفي المقابل قال:} فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {.
وهذا التوازن في الخطاب كما قلت يتجلى لنا في أكثر من سورة، ولا أريد أن أُكثر الصفحات بالأمثلة ولكن لينظر إلى الكلمات التالية في سورة عبس، إذ إن في الإشارة ما يغني عن العبارة، (يزكى مع ألا يزكى، و فأنت له تصدى مع فأنت عنه تلهى، وأماته فأقبره مع أنشره، وأمه وأبيه، ووجوه يومئذٍ مسفرة مع وجوه يومئذٍ عليها غبرة) وهكذا القول أيضاً في سورة التكوير في أكثر من آية أجلاها وأوضحها في قوله تعالى:} وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ {وكذلك في قوله تعالى:} وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ {فانظر التوازن في الخطاب بين الآيتين الأولين، الجنة أزلفت، والجحيم سعرت، وفي قوله تعالى: والليل إذا عسعس، والصبح إذا تنفس. وكذلك الحال في سورة الانفطار ابتداءً من قوله تعالى: (علمت نفس ما قدمت وأخرت)، في إشارة إلى التقديم والتأخير،وهما متضادان، وانتهاءً بقوله تعالى:} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {.
ويتجلى التوازن في أوضح صوره في سورة المطففين، حيث إننا لا نلمس توازناً في الخطاب وحسب، بل نجد توازناً حتى في عدد الحروف ونوعية العبارات وذلك في قوله تعالى:} كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {وفي المقابل يقول الله تعالى:} كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ {، فلاحظوا الكلمات والعبارات، بل وعدد الأحرف أيضاً، والتعبيرات القرآنية في مثال من أوضح الأمثلة على التوازن في الخطاب القرآني في هذا الجزء المبارك من القرآن العظيم، ولا يقف الأمر عند ذلك في هذه السورة بل جاء فيها بيان ما تؤول إليه الأمور وانقلاب الأوضاع لإحداث توازن لم يتحقق في الدنيا ويتحقق في الآخرة وذلك في قوله:} إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ {وفي المقابل:} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ {، في إشارة إلى أنَّ التوازن في الخطاب يحمل في طياته توازناً آخر وهو الذى تسيقيم به الحياة، ألا وهو عدل الله تعالى وتحقق هذا العدل إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، فهو توازن من جهتين.
وكما يلاحظ القارئ الكريم أنَّ شواهد التوازن في الخطاب كثيرة وكثيرة جداً، ولو أردنا أن نلتمسها في كل سورة من سور القرآن الكريم لوجدناها، ولكني أختم بسورة هي مثال حي على التوازن، ولا نكاد نعدم هذا التوازن في أيٍّ من آياتها، وهي سورة الليل.
قال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) {
فالقارئ لهذه السورة يلاحظ التوازن في الخطاب في كل آياتها تقريباً ابتداءً من قوله والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، ثم قوله وما خلق الذكر والأنثى، ثم بقوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وفي المقابل وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى، وهكذا في توازن رائع يستمر إلى آخر السورة، فالتوازن حقيقة واقعة في هذا الجزء، يمكن أن يضاف إلى تفسير جزء عم، ونشير إليها عند تناولنا لهذه الآيات وهو ما كنت أفعله عند تدريسي لهذا الجزء، والله أسأل أن يجعل الصواب والسداد رفيقنا في أعمالنا ونتاجنا، فما كان في هذه الكلمات من صواب فهو من الله، وما فيه من خلل قصور فمن نفسي والشيطان أعاذنا الله منه.
ـ[أبو موسى سليم الجزائري]ــــــــ[05 - May-2007, مساء 12:19]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل(/)
مقتطفات من كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبي بكر الجزائري ..
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[09 - May-2007, مساء 11:17]ـ
بسم الله والحمد لله
هذه مجموعة فوائد من كتاب (أيسر التفاسير) ـ للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله ـ:
المجلد الأول:
1. من سنّة الله في أهل العناد والمكابرة حرمان الهداية. ص23، 249، 343.
2. من سنن الله أن السيئة تولّد السيئة. ص28.
3. الفرق بين التسبيح والتقديس. ص40.
4. ترك الجهاد إذا وجب يُسبب للأمة الذل والخُسران. ص60.
5. سوء عاقبة التبجح بالعلم وادعاء عدم الحاجة إلى المزيد منه. ص82.
6. في الظروف التي لا تكون مواتيةً للجهاد، على المسلمين أن يشتغلوا فيها بالإعداد للجهاد، وذلك بتهذيب الأخلاق والأرواح وتزكية النفوس، بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات، إبقاءً على طاقاتهم الروحية والبدنية إلى حين يؤذن لهم بالجهاد. ص99.
7. مسجد القبلتين اسمه قديماً مسجد بني سلمة. ص128.
8. يجوز لعن المجاهرين بالمعاصي كشُرّاب الخمر والمرابين، والمتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال. ص139.
9. من علامات خذلان الأمة وتعرضها للخسار والدمار أن تختلف في كتابها ودينها فيحرفون كلام الله ويبدلون شرائعه طلباً للرئاسة وجرياً وراء الأهواء والعصبيات، وهذا الذي تعاني منه أمة الإسلام اليوم وقبل اليوم، وكان سبب دمار بني إسرائيل. ص193.
10. الحكمة في مشروعية الجهاد هي دفه أهل الكفر والظلم بأهل الإيمان والعدل، لتنتظم الحياة ويعمر الكون. ص240.
11. يجوز التصدق على الكافر المحتاج بصدقة التطوّع، لا الزكاة، فإنها حق المؤمنين. ص266.
12. السجود لغير الله كفر، لما ورد في سبب نزول هذه الآية [أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون] حيث أرادوا أن يسجدوا للنبي صلى الله عليه وسلم. ص338.
13. ليس من حق الحاكم أن يُجنّد المواطنين تجنيداً إجبارياً، وإنما عليه أن يحضهم على التجنيد ويرغبهم فيه بوسائل الترغيب. ص518.
14. الاجتماعات السرّية لا خير فيها إلا اجتماعاً كان لجمع صدقة، أو لأمر بالمعروف أو إصلاح بين متنازعين من المسلمين. ص541.
15. جاء الإسلام فحرّم الاستقسام بالأزلام وسنَّ الاستخارة. ص591.
من أسباب الانتصار في المعارك مباغتة العدو. ص616.
16. الأخبار الكاذبة المهوّلة للعدو تترك أثرها السيء، وقد استعملت ألمانيا النازية هذا الأسلوب ونجحت نجاحاً كبيراً حيث اجتاحت نصف أوروبا في مدة قصيرة جداً. ص617.
ـ[آل عامر]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 03:34]ـ
بارك الله فيك أخي هشام
وبارك الله في عمر الشيخ أبابكر
لله دره قال لي مرة لا أذكر أني تركت الدرس
حتى أيام الأعياد إلا لسفر-دعوة - أو مرض شديد
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 04:14]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيرا أخي آل عامر على تشجيعك ..
______________________________ ______________________________ __________
المجلد الثاني:
1. الاستهزاء بالرسل والدعاة سنّة بشرية لا تكاد تتخلف. ص40.
2. مشروعية قول [إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين] في القيام إلى الصلاة. ص150.
3. من السنن البشرية: أن الظلمة والمتكبرين يجادلون بالباطل حتى إذا أعياهم الجدال وأُفْحِموا بالحجج ـ بدل أن يسلّموا بالحق ويعترفوا به ويقبلوه، فيستريحوا ويريحوا ـ يفزعون إلى القوة بطرد أهل الحق ونفيهم أو إكراههم على قبول الباطل بالعذاب والنكال. ص205. والمجلد الرابع/33.
4. من سنن الكون: أن المرء يتأثر بما يرى ويسمع، والرؤية أكثر تأثيراً في النفس من السماع. ص240
5. الفرق بين خلْف وخلَف. ص257.
6. مريض القلب يزداد مرضاً وصحيحه يزداد صحة سنة من سنن الله في العباد. ص442.
7. الشرك في التسمية شرك خفي معفوٌ عنه، وتركه أولى. ص274.
8. العُجب من العوائق الكبيرة عن النجاح. ص356.
9. تساوي فضل طلب العلم والجهاد على شرط النيّة الصالحة في الكل، وطالب العلم لا ينال الأجر إلا إذا كان يتعلّم ليعلم فيعمل فيعلّم مجاناً في سبيل الله، والمجاهد لا ينال هذا الأجر إلا إذا كان لإعلاء كلمة الله خاصة، وحاجة الأمة إلى الجهاد والمجاهدين كحاجتها إلى العلم والعلماء سواء بسواء. ص438.
10. يقال: انقضت الصلاة أو الدرس، ولا يُقال: انصرفنا من الصلاة أو الدرس. ص442.
(يُتْبَعُ)
(/)
11. من سنة الله في البشر أن التوغل في الشر والفساد والظلم يوجب ختم على القلوب فيحرم العبد الإيمان والهداية. ص496.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[12 - May-2007, مساء 01:44]ـ
بسم الله والحمد لله
المجلد الثالث:
1. من سنن في خلقه أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء، بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات. ص14.
2. طبقات النار السبع هي: جهنّم ثم لظى ثم الحُطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية. ص81.
3. مشروعيّة صلاة الحاجة، فمن حزبه أمر أو ضاق به، فليصل صلاة يفرج الله تعالى بها ما به أو يقضي حاجته إن شاء وهو العليم الحكيم. ص97.
4. الآدميون أفضل من الجن وسائر الحيوانات، وخواصهم أفضل من الملائكة، وعامة الملائكة أفضل من عامة الآدميين، ومع هذا فإن الآدمي إذا كفر ربه وأشرك في عبادته غيره، وترك عبادته وتخلّى عن محبته ومراقبته أصبح شر الخليقة كلها. ص214.
5. هذه الآية [وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في المُلك ولم يكن له ولي من الذل] تُسمّى آية العز، هكذا سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ص235.
6. من مكر الإنسان وخداعه أن يُحوّل القضيّة الدينية البحتة إلى سياسيةٍ خوفاً من التأثير على النفوس، فتؤمن وتهتدي إلى الحق. ص360.
7. يجوز الاستهزاء بالمشرك الظالم إذا حلَّ به العذاب تقريعاً له وتوبيخاً. ص400.
8. من سنن البشر أن دعوة الحق أوّل من يردها الكبراء وأهل الكفر. ص513.
9. اتخاذ قوانين وضعيّة للتحاكم إليها دون كتاب الله وسنة رسوله آية الكفر والنفاق. ص582.
10. وجوب الاستئذان من إمام المسلمين إذا كان الأمر جامعاً ـ كالحرب ـ، وللإمام أن يأذن لمن شاء ويترك من يشاء حسب المصلحة العامة. ص595.
11. من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والأيات التنزيلية. ص624.
12. لم يُبادر موسى عليه السلام بإلقاء عصاه، لأن المسألة مسألة علم لا مسألة جرب، ففي الحرب تنفع المُبادرة بافتكاك زمام المعركة، وأما في العلم فيحسُن تقديم الخصم، فإذا أظهر ما عنده بالحجج والبراهين، فأبطله وظهر الحق وانتصر على الباطل، هذا الأسلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى. ص649.
13. [إذ قال لهم أخوهم لوط] هذه أخوّة الوطن لا غير لا أخوة نسب ولا دين. ص674.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[13 - May-2007, مساء 11:13]ـ
بسم الله والحمد لله
المجلد الرابع:
1. تخرج الدابة في آخر الزمان من صدع من الصفا، وقد وُجد الصدع الآن فيما يبدو وهي الأنفاق التي فُتحت في جبل الصفا وأصبحت طرقاً عظيمة للحجاج. ص46.
2. أوّل من استخدم سياسة تحديد النسل هو فرعون. ص52.
3. ستر الوجه عن الأجانب سنة المؤمنات من عهد قديم وليس كما يقول المبطلون هو عادة جاهلية، فبنتا شعيب نشأتا في دار النبوة والطهر والعفاف وغطّت إحداهما وجهها عن موسى حياءً وتقوى. ص65.
4. ما اعتذر به المشركون عن قبول الإسلام بحجة تألب العرب عليهم وتعطيل تجارتهم، يعتذر به اليوم كثير من المسؤولين، فعطلوا الحدود وجاروا الغرب في فصل الدين عن الدولة، وأباحوا كبائر الإثم كالربا وشرب الخمور وترك الصلاة، حتى لا يُقال عنهم أنهم رجعيون متزمتون، فيمنعوهم المعونات ويُحاصرونهم اقتصادياً. ص87.
5. الطابور الخامس في الحروب هم أناس يذكرون في الخفاء عظمة العدو وقوّته يرهبون منه ويُخذلون عن قتاله. ص254.
6. بيان الحكمة في تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع نسوة.284.
7. النفخات أربع: نفخة الفناء ونفخة البعث ونفخة الفزع والصعق ونفخة القيام بين يدي رب العالمين. ص385.
8. كلمة الأحزاب مذمومة ومدلولها إذ لا تأتي الأحزاب بخير. ص438.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[14 - May-2007, مساء 10:52]ـ
بسم الله والحمد لله
المجلد الخامس:
1. يوجد شجرة بأريحا من الغور لها ثمر كالتمر حلو عفيص، لنواه دهن عظيم المنافع عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة وأمراض البلغم وأوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والريح اللاحجة في حق الورك، يُشرب منه زنة سبعة دراهم ثلاثة أيام، وربما أقام الزمنى والمقعدين. ذكر هذا صاحب حاشية الجمل على الجلالين عند تفسير هذه الآية. ولو أمكن أخذ هذا الثمر واستخراج زيته والتداوي به لكان خيراً. ص18.
2. مشروعيّة التسامح مع الكفار والتجاوز عن أذاهم في حال ضعف المسلمين. ص29.
3. الحقيقة بنت البحث. ص237.
4. الفرق بين المداهنة والمدارة. ص254.
5. من أسماء الاستمناء: العادة السرّية وجلد عميرة. ص434.
6. وقت مجيء الشيخ أبو بكر الجزائري إلى المدينة النبوية عام 1373هـ. ص534.
7. الإطعام من الجوع والتأمين من الخوف عليهما مدار كامل أجهزة الدولة بأرقى الدول اليوم وقبل اليوم، لم تستطع أن تحقق لشعوبها هاتين النعمتين نعمة العيش و الأمن التام. ص619.
8. يقول الشيخ أبو بكر: فقد قرأت وطالعت (المنار) أكثر من أربع مرات، وكنت إذا وصلت إلى موضع انتهاء ما كان الشيخ رشيد يتلقاه عن شيخه، ويقول: إلى هنا انتهى ما كنت أتلقاه من الشيخ، يغلبني البكاء، فأبكي وأرى أن رزيةً ما فوقها رزيّة في موت الشيخين قبل إتمام تفسيرهما. ص635.
تم بحمد الله تعالى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 06:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحبتي في الله
تفضلوا رابط تحميل كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري نفع الله بعلمه بصيغة pdf بعد أن حولته من صيغة وورد ورفعته على موقع (أرشيف).
http://www.archive.org/details/AysarAttafaseer
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 08:23]ـ
الاخ هشام بن سعد جزاك الله كل خير وبارك فيك
وحفظ الله الشيخ ابو بكر الجزائري وأحسن خاتمته ورزقه الفردوس الأعلى من الجنة
وهذا الرجل له علي فضل بعد الله عز وجل لن انساه وكم قضيت الايام والليالي مع
كتبه العظيمة الهينة اللينة التي كانها هو ...(/)
آيات وتفسير ............... !
ـ[الازور]ــــــــ[15 - May-2007, مساء 10:02]ـ
تفسيرالآيات .... 64 ... 65 ... 66 ... 67 .... 68 .. من سورة التوبة التي نزلت في المنافقين
تفسير ابن كثير
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) 64
قَالَ مُجَاهِد: يَقُولُونَ الْقَوْل بَيْنهمْ ثُمَّ يَقُولُونَ عَسَى اللَّه أَنْ لَا يُفْشِي عَلَيْنَا سِرّنَا هَذَا وَهَذِهِ الْآيَة شَبِيهَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَإِذَا جَاءُوك حَيَّوْك بِمَا لَمْ يُحَيِّك بِهِ اللَّه وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسهمْ لَوْلَا يُعَذِّبنَا اللَّه بِمَا نَقُول حَسْبهمْ جَهَنَّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِير " وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة " قُلْ اسْتَهْزِءُوا إِنَّ اللَّه مُخْرِج مَا تَحْذَرُونَ " أَيْ إِنَّ اللَّه سَيُنَزِّلُ عَلَى رَسُوله مَا يَفْضَحكُمْ بِهِ وَيُبَيِّن لَهُ أَمْركُمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبهمْ مَرَض أَنْ لَنْ يُخْرِج اللَّه أَضْغَانهمْ " - إِلَى قَوْله - " وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْن الْقَوْل " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ قَتَادَة كَانَتْ تُسَمَّى هَذِهِ السُّورَة الْفَاضِحَة فَاضِحَة الْمُنَافِقِينَ.
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) 65
قَالَ أَبُو مَعْشَر الْمَدَنِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَغَيْره قَالُوا: قَالَ رَجُل مِنْ الْمُنَافِقِينَ مَا أَرَى قُرَّاءَنَا هَؤُلَاءِ إِلَّا أَرْغَبنَا بُطُونًا وَأَكْذَبنَا أَلْسِنَة وَأَجْبَننَا عِنْد اللِّقَاء. فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ اِرْتَحَلَ وَرَكِبَ نَاقَته فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب. فَقَالَ " أَبِاَللَّهِ وَآيَاته وَرَسُوله كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ " - إِلَى قَوْله - " كَانُوا مُجْرِمِينَ " وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَسْفَعَانِ الْحِجَارَة وَمَا يَلْتَفِت إِلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَعَلِّق بِسَيْفِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ. وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن وَهْب: أَخْبَرَنِي هِشَام بْن سَعْد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ: قَالَ رَجُل فِي غَزْوَة تَبُوك فِي مَجْلِس: مَا رَأَيْت مِثْل قُرَّائِنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَب بُطُونًا وَلَا أَكْذَب أَلْسُنًا وَلَا أَجَبْنَ عِنْد اللِّقَاء. فَقَالَ رَجُل فِي الْمَسْجِد: كَذَبْت وَلَكِنَّك مُنَافِق لَأُخْبِرَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَ الْقُرْآن فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَا رَأَيْته مُتَعَلِّقًا بِحُقُبِ نَاقَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنْكُبهُ الْحِجَارَة وَهُوَ يَقُول يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ يَقُول " أَبِاَللَّهِ وَآيَاته وَرَسُوله كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ " الْآيَة. وَقَدْ رَوَاهُ اللَّيْث عَنْ هِشَام بْن سَعْد بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا. وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق وَقَدْ كَانَ جَمَاعَة مِنْ الْمُنَافِقِينَ مِنْهُمْ وَدِيعَة بْن ثَابِت أَخُو بَنِي أُمَيَّة بْن زَيْد بْن عَمْرو بْن عَوْف وَرَجُل مِنْ أَشْجَع حَلِيف لِبَنِي سَلَمَة يُقَال لَهُ مخشي بْن حِمْيَر يَسِيرُونَ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُنْطَلِق إِلَى تَبُوك فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضِ أَتَحْسِبُونَ جِلَاد بَنِي الْأَصْفَر كَقِتَالِ الْعَرَب بَعْضهمْ بَعْضًا وَاَللَّه لَكَأَنَّا بِكُمْ غَدًا مُقَرَّنِينَ فِي الْحِبَال إِرْجَافًا وَتَرْهِيبًا لِلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ مخشي بْن حِمْيَر وَاَللَّه لَوَدِدْت أَنْ أُقَاضِي عَلَى أَنْ يُضْرَب كُلّ رَجُل مِنَّا مِائَة جَلْدَة وَأَنَّنَا نُغْلَب
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنْ يَنْزِل فِينَا قُرْآن لِمَقَالَتِكُمْ هَذِهِ وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنِي لِعَمَّارِ بْن يَاسِر " أَدْرِك الْقَوْم فَإِنَّهُمْ قَدْ اِحْتَرَقُوا فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا قَالُوا فَإِنْ أَنْكَرُوا فَقُلْ بَلَى قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا " فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ عَمَّار فَقَالَ ذَلِكَ لَهُمْ فَأَتَوْا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَدِيعَة بْن ثَابِت وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِف عَلَى رَاحِلَته فَجَعَلَ يَقُول وَهُوَ آخِذ بِحُقُبِهَا: يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب فَقَالَ مخشي بْن حِمْيَر يَا رَسُول اللَّه قَعَدَ بِي اِسْمِي وَاسْم أَبِي فَكَانَ الَّذِي عَفَا عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَة مخشي بْن حِمْيَر فَتَسَمَّى عَبْد الرَّحْمَن وَسَأَلَ اللَّه أَنْ يُقْتَل شَهِيدًا لَا يُعْلَم بِمَكَانِهِ فَقُتِلَ يَوْم الْيَمَامَة وَلَمْ يُوجَد لَهُ أَثَر وَقَالَ قَتَادَة وَلَئِنْ سَأَلْتهمْ لِيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب قَالَ فَبَيْنَمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَة تَبُوك وَرَكْب مِنْ الْمُنَافِقِينَ يَسِيرُونَ بَيْن يَدَيْهِ فَقَالُوا يَظُنّ هَذَا أَنْ يَفْتَح قُصُور الرُّوم وَحُصُونهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ فَأَطْلَعَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ عَلَى مَا قَالُوا فَقَالَ عَلَيَّ بِهَؤُلَاءِ النَّفَر فَدَعَاهُمْ فَقَالَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا فَحَلَفُوا مَا كُنَّا إِلَّا نَخُوض وَنَلْعَب وَقَالَ عِكْرِمَة فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة كَانَ رَجُل مِمَّنْ إِنْ شَاءَ اللَّه عَفَا عَنْهُ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْمَع آيَة أَنَا أَعَنَى بِهَا تَقْشَعِرّ الْجُلُود وَتُجَبّ مِنْهَا الْقُلُوب اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلك لَا يَقُول أَحَد أَنَا غَسَّلْت أَنَا كَفَّنْت أَنَا دَفَنْت قَالَ فَأُصِيب يَوْم الْيَمَامَة فَمَا مِنْ أَحَد مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَقَدْ وَجَدَ غَيْره
تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) 66
وَقَوْله " لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْد إِيمَانكُمْ " أَيْ بِهَذَا الْمَقَال الَّذِي اِسْتَهْزَأْتُمْ بِهِ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَة مِنْكُمْ نُعَذِّب طَائِفَة أَيْ لَا يُعْفَى عَنْ جَمِيعكُمْ وَلَا بُدّ مِنْ عَذَاب بَعْضكُمْ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ أَيْ مُجْرِمِينَ بِهَذِهِ الْمَقَالَة الْفَاجِرَة الْخَاطِئَة.
.
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) 67
يَقُول تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَى الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى خِلَاف صِفَات الْمُؤْمِنِينَ وَلَمَّا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر كَانَ هَؤُلَاءِ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوف وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيهمْ أَيْ عَلَى الْإِنْفَاق فِي سَبِيل اللَّه " نَسُوا اللَّه " أَيْ نَسُوا ذِكْر اللَّه " فَنَسِيَهُمْ " أَيْ عَامَلَهُمْ مُعَامَلَة مِنْ نَسِيَهُمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَالْيَوْم نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمكُمْ هَذَا " " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ " أَيْ الْخَارِجُونَ مِنْ طَرِيق الْحَقّ الدَّاخِلُونَ فِي طَرِيق الضَّلَالَة.
وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) 68
وَقَوْله وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَات وَالْكُفَّار نَار جَهَنَّم أَيْ عَلَى هَذَا الصَّنِيع الَّذِي ذُكِرَ عَنْهُمْ خَالِدِينَ فِيهَا أَيْ مَاكِثِينَ فِيهَا مُخَلَّدِينَ هُمْ الْكُفَّار هِيَ حَسْبهمْ أَيْ كِفَايَتهمْ فِي الْعَذَاب وَلَعَنَهُمْ اللَّه أَيْ طَرَدَهُمْ أَوْ بَعَّدَهُمْ وَلَهُمْ عَذَاب مُقِيم.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[17 - May-2007, صباحاً 12:44]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل صحيح أن من يحزن يقرأ سورة يوسف؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[20 - May-2007, مساء 06:35]ـ
هل صحيح أن من يحزن يقرأ سورة يوسف؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 12:44]ـ
بل الصحيح والله أعلم أن من قرأ القرآن الكريم متدبرا آياه موقنا بأخباره ممتثلا أوامره ونواهيه ذهب همه إن شاء الله والله سبحانه يقول: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فالقرآن كله يذهب الحزن وتخصيص سورة يوسف تحديدا لا أعلم له دليلا لكنها تدخل في عموم الذكر لا لأنها سورة يوسف بل لأنها من القران والقرآن من معانيه الذكر قال تعالى: (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) سورة آل عمران وقال تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) سورة الأنفال وقال تعالى على لسان الكفار: (وقالوا يا أيها الذي أنزل عليه الذكر إنك لمجنون) حاشاه صلى الله عليه وسلم فدلت الآيات على أن القرآن ذكر وأنه به تطمئن القلوب ولا يعني أن القلوب لا تطمئن بغيره من الذكر فالذكر عام يشمل القرآن وغيره وكوني لم أقف على دليل يخصص سورة يوسف عليه السلام بإذهاب الحزن والهم والغم لا يعني أنه لا يوجد دليل أصلا ومن وجد فاليتحفنا به شاكرين له الإفادة وسائلين له السعادة والله وإلا فيبقى التخصيص لا دليل عليه سبحانه وتعالى أعلم.(/)
فوائد من درس الشيخ عبدالله الشنقيطي في التفسير - اللقاء الثالث
ـ[أبو فراس]ــــــــ[21 - May-2007, مساء 09:53]ـ
فوائد من درس الشيخ عبدالله الشنقيطي في التفسير - اللقاء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فوائد مسجلة من الدرس الثالث من دروس الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في التفسير والمقامة آخر خميس من كل شهر بجامع المهاجرين بالخالدية 2 بمكة المكرمة
كان التفسير للآيات 6 - 24
الناس إما مؤمن وإما كافر وإما منافق وهذه القسمة عقلية لأن الإنسان إما أنه يبطن الإسلام ويظهره فهو المؤمن وإما يبطن الكفر ويظهره فهو الكافر وإما يبطن الكفر ويظهر الإسلام فهو المنافق
جملة (ماهم بمؤمنين) جملة حالية أي حال قولهم (آمنا بالله) ماهم بمؤمنين بل كانوا متصفين بالكذب
الخدع: الفساد
الخداع: إظهار المرء غير ما يبطن
مخادعة المنافقين: إظهار الإسلام وإبطان الكفر
مخادعة الله لهم: قبول ما أظهروه وإضمار العقوبة لهم
الدين مبني في الدنيا على الظواهر وفي الآخرة على الحقائق
العلم إن لم يكن مزموما بالورع أودى بصاحبه كإبليس
(فزادهم الله مرضا) تحتمل أن تكون دعاء أو إخبارا
(عذاب) هو الحبس ومنه ماء عذب أي محبوس عن الماء الآسن
هل تنوب حروف الجر عن بعض؟ الجواب لا تنوب لأنها جامدة وإذا استعمل حرف منها مكان حرف آخر فلأنه أشرب معنى من معاني الحرف الآخر
(مغني اللبيب) لابن هشام جيد في معاني الحروف وفي معرفة الجمل التي لها محل من الإعراب والجمل التي لا محل لها من الإعراب
الطبري أحسن من تكلم من المفسرين في العقيدة فعنده نصاعة ووضوح في تجلية موقف السلف من قضايا العقيدة
موضوعات القرآن سبعة هي: التوحيد والنبوات والوعد والوعيد والأحكام والقصص والمعاد
لم يبين القرآن شيئا كما بين التوحيد ومنه توحيد الأسماء والصفات وآخر صفة تبقى هي صفة الوجود
تكون الصفة للخالق والمخلوق وما بين الصفة والصفة كما بين الخالق والمخلوق
النصر يكون بالإعداد الحسي والمعنوي ودليله قوله تعالى (إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله)
فاثبتوا: دليل الإعداد الحسي
اذكروا الله: دليل الإعداد المعنوي
(صم بكم عمي) موارد العلم عندهم مختومة وحجوبة عن الانتفاع فكيف تأتيهم الهداية
من يتهيب أن يرى لا يعلم فلن يتعلم
قال الشافعي رحمه الله: (الشريعة لا يحيط بها إلا نبي) ولكن الشريعة كاملة في الأمة لأن العلم بها مفرق بين الأمة
أول أمر في القرآن: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم)
أول نهي في القرآن: (لا تجعلوا لله أندادا) وهما معنى (لا إله إلا الله) مفرقا في القرآن بأدلته
البراهين الثلاثة على وحدانية الله:
خلقنا وخلق الناس - خلق السماوات والأرض - إخراج النبات
تنبيه
سيتوقف الدرس هذا الشهر بسبب الاختبارات
إعلان
ستكون هناك دورة مكثفة صيفية للشيخ حفظه الله كالعادة في كل عام في الفترة من 8 وحتى 13 جمادى الآخرة بعد الفجر وفي نفس الجامع لاستكمال دروس التفسير(/)
إشكال في سبب نزول قول الله تعالى: ((يوصيكم الله في أولادكم)).
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
أهلاً بالإخوة وسهلاً
صحيح البخاري ج4/ص1669
حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام أن بن جريج أخبرهم قال أخبرني بن منكدر عن جابر رضي الله عنه قال: عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين فوجدني النبي صلى الله عليه وسلم لا أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت: ((يوصيكم الله في أولادكم)).
سؤالي: أليس قد أجمع المسلمون على أنّ المقصود بقوله تعالى -الوارد بعد الآية الكريمة المذكورة-: ((وإن كان رجل يورَث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت ... ))
أنهم الإخوة لأم؟
فكيف تكون الآية جواباً لجابر: وأخواتُه كنّ لأبيه كما يظهر من قوله في حديث (فهلّا بكراً)، حيث قال: إنّ أبي توفي وترك بنات.
جزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 06:14]ـ
ألا تكون روايتا الثوري وشعبة معلِّة لرواية ابن جريج؛ حيث أنهما أبهما الآية.(/)
«تعليقات العلاّمة عبد الكريم الخضير على تفسير الجلالين (سورة " ق ") 14 - 5 - 1428 هـ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 08:33]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«تعليقات صاحب الفضيلة شيخنا الكريم
الشّيخ العلاّمة عبد الكريم بن عبد اللّه الخضير - سلّمه اللّه تعالى -
على تفسير الجلالين سورة " ق "»
الدَّرْسُ الأَوَّلُ [من بداية السورة ـ إلى الآية (8)] [13 - 5 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36990
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ [من الآية (9) ـ إلى الآية (15)] [13 - 5 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36991
الدَّرْسُ الثَّالِثُ [الآيات (16 ــ 35)] [14 - 5 - 1428 هـ]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37013
جزى اللّه الشّيخ عبد الكريم خيرًا،وبارك في جهوده، ونفع به.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد(/)
وأخيرا ..... شرح الجزرية للدكتور أيمن سويد (أشرطة) .....
ـ[بقى بن مخلد]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 01:51]ـ
http://img409.imageshack.us/img409/8449/505imgcacheti8.gif
وأخيرا شرح الجزرية للدكتور أيمن سويد (أشرطة)
تم بحمد الله رفع ملفات شرح الجزرية مع المقدمة ....
الشارح:
الشيخ الفاضل ايمن رشدي سويد
نبدأ بشريط المقدمة وان شاء الله يتبعه بقية اشرطة الجزرية وهي 16 شريط ذو وجهان
انصحكم جميعاً بتنزيلها على اجهزتكم ونصيحة اخرى وهامة انشروها في المنتديات (مع ذكر المصدر فضلا) لتعم فائدتها لانها قيمة جداً جداً جداً ومميزة جداً جداً وليست متوفرة على الانترنت بعد ولكم اجر النشر واجر من سينتفع بها بإذن الله تعالى.
المصدر: ملتقى حفاظ الوحيين
روابط مباشرة
1 a
http://www.archive.org/download/gazria/1a.wma
1b
http://www.archive.org/download/gazria/1b.wma
2a
http://www.archive.org/download/gazria/2a.wma
2b
http://www.archive.org/download/gazria/2b.wma
3a
http://www.archive.org/download/gazria/3a.wma
3b
http://www.archive.org/download/gazria/3b.wma
4a
http://www.archive.org/download/gazria/4a.wma
4b
http://www.archive.org/download/gazria/4b.wma
5a
http://www.archive.org/download/gazria/5a.wma
5b
http://www.archive.org/download/gazria/5b.wma
6a
http://www.archive.org/download/gazria/6a.wma
6b
http://www.archive.org/download/gazria/6b.wma
7a
http://www.archive.org/download/gazria/7a.wma
7b
http://www.archive.org/download/gazria/7b.wma
8a
http://www.archive.org/download/gazria/8a.wma
8b
http://www.archive.org/download/gazria/8b.wma
9a
http://www.archive.org/download/gazria/9a.wma
9b
http://www.archive.org/download/gazria/9b.wma
10a
http://www.archive.org/download/gazria/10a.wma
10b
http://www.archive.org/download/gazria/10b.wma
11a
http://www.archive.org/download/gazria/11a.wma
11b
http://www.archive.org/download/gazria/11b.wma
12a
http://www.archive.org/download/gazreia/12a.wma
12b
http://www.archive.org/download/gazria/12b.wma
13a
http://www.archive.org/download/gazria/13a.wma
13b
http://www.archive.org/download/gazria/13b.wma
14a
http://www.archive.org/download/gazria/14a.wma
14b
http://www.archive.org/download/gazria/14b.wma
15a
http://www.archive.org/download/gazria/15a.wma
15b
http://www.archive.org/download/gazria/15b.wma
16a
http://www.archive.org/download/gazria/16a.wma
16b
http://www.archive.org/download/gazria/16b.wma
للإستماع المباشر
على هذا الرابط ستجد فى جانب الصفحة الأيمن مشغل بارقام الدروس
اضغط على الدرس المراد سماعه
الرابط
http://www.archive.org/details/gazria
ـ[أبو فراس]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 03:15]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 04:32]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[بقى بن مخلد]ــــــــ[12 - Oct-2007, صباحاً 12:59]ـ
جزانا واياكم ....
ـ[بقى بن مخلد]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 02:02]ـ
للرفع ........(/)
أرجو المساعدة: حول التمائم القرآنية
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 12:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو تزويدي بأي بحث موجود على الشبكة , أو اسم كتاب يتكلم عن التمائم القرآنية في أسرع وقت ممكن بارك الله فيكم ...
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Jun-2007, مساء 01:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://66.102.9.104/search?q=cache:IGYEz--i_RUJ:www.shababcity.com/vb/showthread.php%3Ft%3D2770+%D8% A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85+%D8 %A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%89+%D 9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D 8%A7%D8%A6%D9%85&hl=ar&ct=clnk&cd=55&gl=sa
وتعليق التمائم التي تحتوي على آيات من كتاب الله وأدعية نبوية مأثورة مسألة اختلف فيها السلف على قولين: فمنهم من أجازه، ومنهم من حرمه، وجمهور العلماء يرى المنع، وقد روي عن ابن مسعود وابن عباس وعقبة والإمام أحمد في رواية عنه اختارها الأكثر، ولعموم قول الرسول: (من تعلق شيئا وكل إليه) (صحيح سنن الترمذي 1691) الذي ذكر آنفا، وتخصيصه بتمائم غير القرآن تخصيص من غير مخصص، والنهي عام، وفي المنع من تعليقها سد للذريعة الموصلة إلى الشرك، إذ أن تعليقها يفضي إلى تعليق غيرها 0
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي ويرقى، ولو كان تعليق التمائم جائزا لأمر به، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على إجازة تعليق شيء من القرآن، وحمل بعض العلماء فعل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه تعليق لألواح القرآن ليحفظه الصبيان لا على أنه تميمة 0
إن من أجاز فعل ذلك من السلف قد عاش في عصر كانوا يدركون فيه واقع المسلمين وحالهم وتمسكهم بعقيدتهم، دون الاعتقاد الخاطئ عند كثير منهم في استخدام هذه التمائم والتعلق بها، علما بأن منهم من كان يدرك خطر ذلك حتى في ذلك العصر الذي كان الإسلام فيه بأوج قوته، وأخذوا بالقاعدة الفقهية (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحه) فكيف بحالنا اليوم، وقد انتشر في هذا العصر الجهل والضياع والاعتقاد الفاسد والبدع والزيغ والضلال، وبخاصة أن كثيرا ممن يستخدمون هذا النوع يعتقد أنه النافع الدافع للضر، ويتشبث به؛ وحال فقده أو ضياعه؛ فكأنما فقد نفسه وكل ما يملك معه 0
* أقوال أهل العلم في تعليق التمائم من الكتاب والأدعية النبوية المأثورة:
* قال محمد بن مفلح -رحمه الله-: (وكان عبدالله بن عمرو يعلم من بلغ من ولده أن يقول قبل النوم: (بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) ومن كان منهم صغيرا لا يعقل أن يحفظها كتبها له، فعلقها في عنقه) " صحيح الجامع 701 ") (مصائب الإنسان – ص 23) 0
* قال المباركفوري: (قال السيد العلامة الشيخ أبو الطيب صديق بن حسن القنوجي في كتابه الدين الخالص: اختلف العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في جواز تعليق التمائم التي من القرآن، وأسماء الله تعالى وصفاته، فقالت طائفة: يجوز ذلك، وهو قول ابن عمرو بن العاص، وهو ظاهر ما روي عن عائشة، وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية، وحملوا الحديث (يعني حديث ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) (صحيح الجامع 1632) على التمائم التي فيها شرك 0 وقالت طائفة: لا يجوز ذلك وبه قال ابن مسعود وابن عباس وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم، وبه قال جماعة من التابعين منهم أصحاب ابن مسعود وأحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه 0 وجزم به المتأخرون واحتجوا بهذا الحديث وما في معناه 0قال بعض العلماء: وهذا هو الصحيح لوجوه ثلاثة تظهر للمتأمل 0 الأول عموم النهي ولا مخصص للعموم0الثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك 0 الثالث أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك 0 قال: وتأمل هذه الأحاديث وما كان عليه السلف يتبين لك بذلك غربة الإسلام، خصوصا إن عرفت عظيم ما وقع فيه الكثير بعد القرون المفضلة من تعظيم القبور واتخاذها مساجد، والإقبال إليها بالقلب والوجه، وصرف الدعوات والرغبات والرهبات وأنواع العبادات التي هي حق الله تعالى إليها من دونه، كما
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (ولا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَالا يَنْفَعُكَ ولا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (سورة يونس – الآية 106، 107) ونظائرها في القرآن أكثر من أن تحصر 0 انتهى 0
قلت: - والكلام للمباركفوري - غربة الإسلام شيء وحكم المسألة شيء آخر، والوجه الثالث المتقدم لمنع التعليق ضعيف جدا لأنه لا مانع من نزع التمائم عند قضاء الحاجة ونحوها لساعة ثم يعلقها 0 والراجح في الباب أن ترك التعليق أفضل في كل حال بالنسبة إلى التعليق الذي جوزه بعض أهل العلم بناء على أن يكون بما ثبت لا بما لم يثبت لأن التقوى لها مراتب وكذا الإخلاص، وفوق كل رتبة في الدين رتبة أخرى والمحصلون لها أقل، ولهذا ورد في الحديث حق السبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب؛ أنهم هم الذين لا يرقون ولا يسترقون مع أن الرقى جائزة ووردت بها الأخبار والآثار والله أعلم بالصواب 0 والمتقي من يترك ما ليس به بأس خوفا مما فيه بأس 0 انتهى كلامه بلفظه) (تحفة الأحوذي – 6/ 200، 201) 0
* قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي:
وفي التمائم المعلقات000000000000 إن تك آيات بينات
فالاختلاف واقع بين السلف000000000000فبعضهم أجازها والبعض كف
وقد شرح تلك الأبيات – رحمه الله - قائلا: (وفي " التمائم المعلقات " أي التي تعلق على الصبيان والدواب ونحوها إن تك هي أي التمائم " آيات " قرآنية " مبينات " وكذلك إن كانت من السنن الصحيحة الواضحات " فالاختلاف " في جوازها واقع بين السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم " فبعضهم " أي بعض السلف أجازها يروى ذلك عن عائشة – رضي الله عنها - وأبي جعفر محمد بن علي وغيرهما من السلف، والبعض منهم كف أي منع ذلك وكرهه ولم يره جائزا، منهم عبدالله بن عكيم وعبدالله بن عمر وعقبة بن عامر وعبدالله بن مسعود وأصحابه كالأسود وعلقمة ومن بعدهم كإبراهيم النخعي وغيرهم رحمهم الله تعالى، ولا شك أن منع ذلك أسد لذريعة الاعتقاد المحظور، لا سيما في زماننا هذا فإنه إذا كرهه أكثر الصحابة والتابعين في تلك العصور الشريفة المقدسة - والإيمان في قلوبهم أكبر من الجبال – فلأن يكره في وقتنا هذا – وقت الفتن والمحن – أولى وأجدر بذلك، كيف وهم قد توصلوا بهذه الرخص إلى محض المحرمات وجعلوها حيلة ووسيلة إليها، فمن ذلك أنهم يكتبون في التعاويذ آية أو سورة أو بسملة أو نحو ذلك ثم يضعون تحتها من الطلاسم الشيطانية ما لا يعرفه إلا من اطلع على كتبهم، ومنها أنهم يصرفون قلوب العامة عن التوكل على الله – عز وجل – إلى أن تتعلق قلوبهم بما كتبوه، بل أكثرهم يرجفون بهم ولم يكن قد أصابهم شيء) (معارج القبول – 2/ 510) 0
وقال – رحمه الله -: (يروى جواز ذلك عن بعض السلف، وأكثرهم على منعه كعبد الله بن عكيم، وعبدالله بن عمرو، وعبدالله بن مسعود، وأصحابه – رضي الله عنهم – وهو الأولى لعموم النهي عن التعليق، ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك، ولصون القرآن عن إهانته، إذ يحملونه غالباً على غير طهارة، ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره، ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور، والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل لا سيما في هذا الزمان) (كتاب 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية – ص 79) 0
* قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله -: (قلت هذا هو الصحيح - عدم تعليقها مطلقا - لوجوه ثلاثة تظهر للمتأمل:
الأول: عموم الأدلة ولا مخصص لها 0
الثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك 0
الثالث: أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حالة قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك) (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - ص 170) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله -: (أما التمائم فلم يرد في شيء من الأحاديث استثناء شيء منها فوجب تحريم الجميع عملا بالاداة العامة والحجة الثانية: سد ذرائع الشرك، وهذا أصل عظيم في الشريعة، ومعلوم أنا إذا جوزنا التمائم من الآيات القرآنية والأحاديث المباحة انفتح باب الشرك واشتبهت التميمة الجائزة بالممنوعة 0 وتعذر التمييز بينهما إلا بمشقة عظيمة، فوجب سد الباب، وقفل هذا الطريق المفضي إلى الشرك 0 وهذا القول هو الصواب لظهور دليله 0 والله الموفق) (فتاوى المرأة المسلمة – 1/ 163) 0
* قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (وأما إذا كانت التمائم من القرآن أو من أدعية مباحة، فقد اختلف العلماء في تعليقها، سواء علقها في الرقبة أو على العضد أو على الفخذ أو جعلها تحت وسادته أو ما أشبه ذلك، والراجح من أقوال أهل العلم عندي أنها لا تجوز لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس من حقنا أن نثبت سببا لم ترد به الشريعة، فإن إثبات الأسباب التي لم ترد بها الشريعة كإثبات الأحكام التي لم ترد بها الشريعة، بل إن إثبات السبب هو في الحقيقة حكم بأن هذا السبب نافع، فلا بد من أن يثبت ذلك عن صاحب الشرع وإلا كان لغوا وعبثا لا يليق بالزمن) (فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – ص 381) 0
* سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز تعليق التمائم لعلاج الاضطرابات النفسية؟؟؟
فأجاب - حفظه الله -: (لا يجوز تعليق التمائم، وتجوز الرقية بالقرآن والأدعية والأوراد المأثورة وكثرة الذكر والأعمال الصالحة والاستعاذة من الشيطان والبعد عن المعاصي وأهلها، فكل ذلك يجلب الراحة والطمأنينة والحياة السعيدة) (الأحكام والفتاوى الشرعية لكثير من المسائل الطبية - ص 65 - 66) 0
* قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: (وقد يكون المعلق من القرآن، فإذا كان من القرآن فقد اختلف العلماء في جوازه وعدم جوازه 0 والراجح عدم جوازه سدا للذريعة فإنه يفضي إلى تعليق غير القرآن، ولأنه لا مخصص للنصوص المانعة من تعليق التمائم كحديث ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) (صحيح الجامع 1632) رواه أحمد وأبو داوود وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - مرفوعا (من علق تميمة فقد أشرك) (صحيح الجامع 6394)، وهذه نصوص عامة لا مخصص لها) (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد – 2/ 83) 0
قال الشيخ يوسف القرضاوي: (وإذا اختلف السلف في مثل هذه القضية؛ فللمسلم أن يأخذ ما يطمئن إليه قلبه من أحد الرأيين، وإن كنت أرجح ما رآه أصحاب ابن مسعود من كراهية التمائم كلها 0
وهذا الترجيح مرده إلى جملة أمور:
أولها: عموم النهي عن التمائم، حيث لم تفرِّق النصوص بين بعضها وبعض، ولم يوجد مخصص 0
وثانيها: سد الذريعة، حتى لا يُفضي إلى تعليق ما ليس كذلك 0
وثالثها: أنه علَّق ذلك، فإنه لا بد أن يمتهنه، بحمله في حال قضاء الحاجة، والجنابة ونحوها 0
ورابعها: أن القرآن إنما أُنزل ليكون هداية ومنهاجاً للحياة، لا ليتخذ تمائم وحجباً، وما إلى ذلك) (موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 149، 150) 0
وقال: (اختلف السلف في تعليق التميمة التي من القرآن أو تشمل أسماء الله أو صفاته فهل هي من التمائم؟ أم تستثنى منه، ويجوز تعليقها؟ والذي نختاره – والكلام للقرضاوي – هو المنع من التمائم كلها وإن كانت من القرآن، لعدة أدلة:
أولاً: عموم النهي عن التمائم؛ فإن الأحاديث لم تستثن منها شيئاً 0
ثانياً: سد الذريعة، فإن الترخيص في تعليق التمائم إذا كانت من القرآن يفتح الباب لتعليق غيرها، وباب الشر إذا فتح لا يسد 0
ثالثاً: أن هذا يعرض القرآن للامتهان، حيث يحمله من علّقه في الأماكن النجسة، وفي وقت قضاء الحاجة، وفي حالة الجنابة، والحيض، ونحوها 0
رابعاً: أن في ذلك استخفافاً بالقرآن ومناقضة لما جاء له، فإن الله أنزله ليهدي الناس للتي هي أقوم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، لا ليتخذ تمائم وأحرازاً للنساء والأطفال) (حقيقة التوحيد – ص 49) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال الشيخ عطية صقر: (اختلف العلماء في جواز كتابة بعض آيات من القرآن أو أسماء الله لتكون تمائم، فقالت طائفة بجوازه، ونسبوا هذا إلى عمرو بن العاص وأبي جعفر الباقر، ورواية عن الإمام وقالت طائفة بمنعه، لحديث أحمد: " من علق تميمة 000 " 0
وجزم كثير من العلماء بقول الطائفة الأخيرة، لعموم النص، وسدّاً للذريعة حتى لا يكبر الصغار وهم يعتقدون أن التمائم هي التي تشفي وتحفظ دون إرادة الله، يراجع تفسير القرطبي جزء 10 ص 318) (منبر الإسلام – العدد 10 السنة 45، شوال 1407 هـ – يونيه 1987 م – ص 139) 0
* قال الدكتور إبراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله -: (والحق فيما يظهر مع المحرم، لعموم الأدلة في تسمية التمائم شركا فلم تفرق بين ما كان من القرآن وبين ما كان من غيره، ولما في إجازتها من فتح الباب أمام النوع المتفق على تحريمه فللذرائع حكم ما هي وسيلة إليه فتكون محرمة كالتمائم من غير القرآن، ولما فيها من تعلق القلب عليها، ومن كان هذا حاله حق عليه أن يوكل إلى ما تعلق به، ولما في ذلك من تعريض القرآن للإهانة حال النوم ودخول الخلاء، وتعريضها للعرق والأوساخ وغير ذلك من الأمور التي ينزه عنها القرآن، ولأنها ذريعة الدجالين والمشعوذين لعمل التمائم الشركية بدعوى أنها من القرآن 0 قال إبراهيم النخعي: " كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن ") (المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية – ص 151) 0
* محاذير استخدام التمائم المكتوبة من الكتاب والسنة:
أ - إن كتاب الله نزل برسالة سامية تؤصل في منهجها ومضمونها الاعتقاد الراسخ الصحيح أولا ومن ثم ترسخ قواعد التعامل ما بين العبد وربه، وما بين البشر بعضهم ببعض، ولم يكن الهدف مطلقا من هذا الكتاب العظيم أن يعلق على الصدور أو البيوت ونحوه، بل تنزل للحفظ والفهم والتدبر والعمل بمقتضاه، ولنا في صحابته صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، قال ابن كثير - رحمه الله -: (قال الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود -رضي الله عنه – قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن 0 وقال أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا) (تفسير القرآن العظيم – 1/ 4) 0
ب - يخشى من التعلق بتلك التمائم والاعتقاد أن بها جلب منفعة أو دفع مضرة، دون الاعتقاد بالله سبحانه وتعالى 0
ج - عدم الدخول بهذه التمائم إلى أماكن الخلاء، كما أفتى بذلك العلماء الأجلاء - حفظهم الله -، وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الدخول بالمصحف للخلاء فأجابت: (حمل المصحف بالجيب جائز، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف بل يجعل المصحف في مكان لائق به تعظيما لكتاب الله واحتراما له، لكن إذا اضطر إلى الدخول به خوفا من أن يسرق إذا تركه خارجا جاز له الدخول به للضرورة) (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – 4/ 40) 0
قلت: فالحاصل أن الراجح بل الصحيح من أقوال أهل العلم عدم جواز تعليق التمائم، وإن كانت من كتاب الله أو من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأسباب ثلاث، الأول منها: عموم الأدلة ولا مخصص لها، والثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك، والثالث: أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حالة قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
مواقع قرآنية لن تحتاج الى غيره
ـ[محمد العلاوي]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 02:33]ـ
1 - http://quran.al-islam.com/arb/
2 - http://quran.muslim- ... .com
3 - http://www.islamway.com/?iw_s=Quran
4 - http://www.islam ... .net/ver2/archive...ng=A&vPart=161
5 - http://www.quransite.com/
6 - http://www.tafsir.net/vb/
7 - http://www.quranflash.com/
8 - http://www.ketaballah.net/library/index.htm
9 - http://www.tahfeed.net/
10 - http://www.55a.net/firas/arabic/
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 03:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 05:07]ـ
جزاك الله خيرا، وجعلك دليل خير
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 06:31]ـ
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك(/)
{كيف همّ نبي الله يوسف عليه السلام بامرأة العزيز}؟؟!!!
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 12:23]ـ
.
قال تعالى:
" ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه .... "
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6946
لم يكتف أصحاب المعاصي والذنوب بأن وقعوا بالإثم والفاحشة ومعصية الله والرسول، بل أخذ البعض يتذرع بمعصيته بأن يتجرأ على الأنبياء والرسل فيعتذر لذنبه بأن مثل هذا قد حصل مع الأنبياء فكيف بنا ونحن الضعفاء إلا أن الله منعهم ولم يمنعنا، في ظنهم القبيح أن يوسف عليه السلام أراد الفاحشة مع زوجة العزيز وهم بجماعها وجلس بين أرجلها وحل سراويله مستدلين بالآية الكريمة، وجل اعتمادهم على الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
أما الفهم الصحيح للآية:
يقول شيخ الإسلام في كتاب دقائق التفسير:
وأما قوله ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه فالهم اسم جنس تحته نوعان كما قال الإمام أحمد الهم همان هم خطرات وهم إصرار
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا هم بسيئة لم تكتب عليه وإذا تركها لله كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له سيئة واحدة وإن تركها من غير أن يتركها لله لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة "
ويوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه وذلك إنما يكون إذا قام المقتضى للذنب وهو الهم وعارضه الإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها وقال تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
وأما ما ينقل من أنه حل سراويله وجلس مجلس الرجل من المرأة وأنه رأى صورة يعقوب عليه السلام عاضا على يده وأمثال ذلك فكله مما لم يخبر الله به ولا رسوله، وما لم يكن كذلك فإنما هو مأخوذ عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذبا على الأنبياء وقدحا فيهم وكل من نقله من المسلمين فعنهم نقله لم ينقل من ذلك أحد عن نبينا صلى الله عليه وسلم حرفا واحدا
وقوله وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فمن كلام امرأة العزيز كما يدل القرآن على ذلك دلالة بينة لا يرتاب فيها من تدبر القرآن حيث
قال تعالى:
" وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "
فهذا كله كلام امرأة العزيز ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر بعد إلى الملك ولا سمع كلامه ولا رآه ولكن لما ظهرت براءته في غيبته كما قالت امرأة العزيز ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب أي لم أخنه في حال مغيبه عني وإن كنت في حال شهوته راودته فحينئذ قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين
وقد قال كثير من المفسرين إن هذا من كلام يوسف ومنهم من لم يذكر إلا هذا القول وهو قول في غاية الفساد ولا دليل عليه بل الأدلة تدل على نقيضه.
.
تابع المقال هنا:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=128587
تصحيح الأوهام لما يقع من سوء فهم لبعض آيات القرآن 00مهم جدا 000 (1 2 3)(/)
تأملات حول تفسير الشعراوي
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 03:34]ـ
تمهيد
الطابع العام لتفسير الشعراوي أنه تفسير وعظي اجتماعي لغوي لم يقصد منه الدرس العلمي، فتجده قليل الإيراد للأحاديث والآثار ولم يذكر شياً من أقوال السلف. وقد أُعطي قدرة على استظهار آيات القرآن؛ فتجده عندما يريد تفسير آية يذكر شواهدها من القرآن ويوضح معانيها يحاول الشيخ ـ رحمه الله ـ أن يربط بين الآيات التي تتحدث عن المواضع الواحد في القرآن كله، ومن ثم فهو يرى أن القرآن كله وحدة لا تتجزأ، وكل لا يتبعض، وأن الأصل في القرآن أنه مبني على الوصل لا على الفصل، وأن القصة تقسم على فصول متعددة في سورة مختلفة، تظهر كل سورة جزءاً معيناً بالتفصيل مع ما يتناسب مع جو السورة العام،بيد أنها لا تغفل عن الإشارة عن مجمل السورة ولو بشكل مختصر ..
الباب الأول:
الفصل الأول: التفسير بالمأثور.
أولاً: تفسير القرآن بالقرآن.
يجب أن نعلم أن الأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (فإن قال قائل فما أحسن طرق التفسير فالجواب إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في مكان فانه قد فسر في موضع آخر وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر) وهذا هو المنهج الأثري الأصيل في التفسير.
وحقيقة من يتتبع تفسير الشيخ رحمه الله يجده قد أُعطي قدرة على استظهار آيات القرآن؛ فتجده عندما يريد تفسير آية يذكر شواهدها من القرآن ويوضح معانيها يحاول الشيخ ـ رحمه الله ـ أن يربط بين الآيات التي تتحدث عن المواضع الواحد في القرآن كله، ومن ثم فهو يرى أن القرآن كله وحدة لا تتجزأ، وكل لا يتبعض، وأن الأصل في القرآن أنه مبني على الوصل لا على الفصل، وأن القصة تقسم على فصول متعددة في سورة مختلفة، تظهر كل سورة جزءاً معيناً بالتفصيل مع ما يتناسب مع جو السورة العام،بيد أنها لا تغفل عن الإشارة عن مجمل السورة ولو بشكل مختصر ..
ومن الشواهد على ذلك:
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النساء125)، فيقول لماذا ملة إبراهيم؟ لأن القرآن يقول عن إبراهيم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (النحل120).
وعند قوله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} (الأعراف205). قد ذكر عند تفسيره للآية 13 شاهد قرآني.
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة3)، ذكر أكثر من خمسة شواهد.
وليس القصد من ذلك التتبع لجميع التفسير وإنما هذه شواهد على اهتمام الشيخ رحمه الله بتفسير القرآن بالقرآن.
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 07:51]ـ
الباب الأول:
الفصل الأول: التفسير بالمأثور.
ثانياً: تفسير القرآن بالسنة.
الأصل أن يفسر القرآن بالقرآن ثم بالسنة فهي شارحة وموضحة للقرآن يقول الإمام الشافعي رحمه الله (كل ما حكم به رسول الله (ص) فهو مما فهمه من القرآن قال الله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} (النساء105). وقال تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل44). وقال تعالى {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (النحل64)، ولهذا قال رسول الله (ص): (ألا أنى أوتيت القرآن ومثله معه يعنى السنة).
وعند مراجعة تفسير الشعراوي تجده نادراً ما يستشهد رحمه الله في كتابه بالحديث.
غير أن الحق الذي يقال فإن الشيخ ـ رحمه الله ـ كان قليل البضاعة في علم الحديث، ومن ثم فقد كان قليل الاستشهاد بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولربما كان يستغنى في التفسير بالقرآن واللغة عن التفسير بالسنة أو التأييد بها.
وقد تجده يستشهد بالأحاديث الضعيفة والموضوعة دون بيان.
ثالثاً: التفسير بالآثار وأقوال السلف.
الطابع العام لتفسير الشعراوي أنه تفسير وعظي اجتماعي لغوي لم يقصد منه الدرس العلمي فتجده قليل الإيراد للأحاديث والآثار ولم يذكر شياً من أقوال السلف.
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 04:44]ـ
الفصل الثاني: الاهتمام باللغة.
اللغة العربية نزل بها القرآن الكريم وخاطب أهلها يقول جل وعلى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} (الشعراء195).
والملاحِظ والمتتبع لتفسير الشعراوي رحمه الله يلاحظ اهتمامه باللغة العربية وبيان معنى الألفاظ التي يورد تفسيرها، وكثيراً ما تجده يحلل معني الألفاظ ليستخرج منها المعنى الذي يرى أن الآية تدل عليه، وقد يتعمق أكثر من ذلك فيستطرد في بحث قضايا نحوية وبلاغية، ومن ذلك عند قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة25)، قال رحمه الله: (معنى الفاسقين هم الذين خرجوا من الإيمان .. كما تفسق الرطبة .. فالبلحة عندما تترطب فإن قشرتها تتسع على حجمها فتخرج الرطبة من قشرتها؛ فيقال فسقت الرطبة .. فكأن الإيمان كالجلد، والجلد كالقشرة، إنه غلاف يحيط بالإنسان .. ).
• ومن ذلك تجده رحمه الله كثيراً ما يستشهد بالشعر فعند قوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} (النساء117)، قال رحمه الله: فالإناث في عرف العرب لا تستطيع النصر أو الدفاع، ولذلك يقول الشاعر:
وما أدرى ولست أخال أدرى** أقوم آل حصن أم نساء
• ويورد من المسائل اللغوية ماله أثر في التفسير عند قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (المائدة30)، فقال رحمه الله: (ولا يقال: طوعت الشيء إلا إذا كان متأبياً على الفعل، فلا تقل طوّعت الماء، إنما تقول طوّعت الحديد).
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:34]ـ
الفصل الثالث: القضايا العقدية.
الشيخ رحمه الله تأثر جداً بمن سبقه مثل: محمد عبده وسيد قطب والبنا ومحمد رشيد رضا وغيرهم؛ فهو يكثر الحوار العقلي من جهة والإسهاب والإطالة من جهة أخرى. وسنذكر بعض التفصيل في ذلك.
أولاً: الربوبية.
كما ذكرنا أن الشيخ رحمه الله يكثر من الحوار العقلي، فهو كثير ما يركز على بيان أن الله وحده خالق كل شيء وأنه يرسل الرسل ليخبرونا عن قدرة الله تعالى، وأن العقل مهما ارتقى لا يستطيع أن يصل إلى ما وراء هذا الكون، وأنه على مر الأزمان لم يأتِ من يقول أنه الله الخالق. بل له كتاب اسمه الأدلة الكونية على وجود الله.
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 07:56]ـ
ثانياً: الأسماء والصفات.
اتهم بعض أهل العلم الشيخ رحمه الله أنه أشعري ومن أولئك الإمام/محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله فقد سأله شخص عن عقيدته وعن الاستفادة من دروسه؟
فأجاب رحمه الله: (الذي نحن نعرفه عنه أنه خلفي أشعري. أنا أقول بارك الله فيك، فأفترض أنك أحد رجلين، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة، فكلامه أخاذ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك، ثم ينشر ذلك في التلفاز، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف108)، فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشئ من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأنه ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه، وأنا ما بلومك كونك أخذت به لأنه الحقيقة كما يقال في بعض الأشعار (ما أنت أول ساهر غره القمر) مثل كثير حتى من إخواننا السلفيين حينما جاء إلى الأردن أخذوا به، وصاروا وين ما راح يتبعوه، أحدهم من إخواننا وهو نابلسي معجباً بكلمات الشعراوي وفصاحته وبيانه إلى آخرة ...
قلت له:- جيد، هل اختبرته من حيث عقيدته؟، قال:- لا!
(يُتْبَعُ)
(/)
فذكر لي فيما بعد هو نفسه صاحبنا، قال:- كنت مع صاحب لي في سيارته لما ذهب إلى الشيخ الشعراوي وحضر جلسته ثم أركبه معه في السيارة ليوصله إلى مكان، فاغتنمت الفرصة وركبت مع صاحبي وأجريت الحديث التالي بيني وبين الشعراوي، من شان يختبره في عقيدته، قال:- يا أستاذ أريد أن أستفسر منك قوله تعالى في القران الكريم في غير ما آية واحدة ((الرحمن على العرش استوي)) ايش المعنى؟، قال:- استوي بمعنى استولى!!، صاحبنا عنده شيء من العقيدة الصحيحة فأخذ يناقشه يعني يناشق الشيخ فكبر ذلك على الشيخ، ولكن صاحبنا تحمل ذلك فوجه سؤال حساساً عندنا نحن معشر السلفيين وهو كما أول له الآية في ذاك التأويل وهو تأويل باطل كما سأذكر قريبا أن شاء الله، فقال له:- طيب يا أستاذ إذا قال لك قائل أين الله؟ فقال:- أعوذ بالله لا يجوز أن يقول الإنسان أين الله؟
الله في كل مكان، قال:- يومئذ عرفت عقيدته أنها منحرفة عن الكتاب والسنة فما عدت اهتممت به اهتمامي الأول، هذه قصة وقعت.
الشاهد الآن أن آية ((الرحمن على العرش استوي)) للعلماء المسلمين في تفسيرها قولان، قول للسلف وقول للخلف
السلف يقولوا:- ((الرحمن على العرش استوي)) أي استعلى ولذلك نحن نقول في كل سجود " سبحان ربي الأعلى " تطبيقاً لقوله تعالى ((سبح اسم ربك الأعلى))
القول الثاني والذي قاله الشعراوي ((الرحمن على العرش استوي)) أي استولى، هذا التأويل من أبطل الباطل لأنه يصور هذا المعنى بأنه هناك مغالبه بين الله وبين غيره، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه، فهل يقول هذا مسلم؟.
((الرحمن على العرش على استوي)) فسرها بمعنى استولى، فمن كان مستولي عليه من قبل؟، أخالق مع الله؟، حاشا لله تبارك وتعالى
ثم جاءت الأخرى لما صارحه بالسؤال السابق أين الله؟، انتفض وقال:- ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال، علماً بأن هذا السؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم، ترى هذا الرجل الفاضل الشعراوي، الذي أخذ بمجامع قلوب الناس، لاشك أنه أحد رجلين، إما أن يكون على علم به فجحده أو أن يكون على جهل به فلم يقل به، وكما يقال " أحلاهما مر " يعنى إن كان عرف وحاد فهذا أخطر مما لو لم يعرف، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال بالنسبة لعامة الناس، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه، هذا قبيح جداً أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح.
الآن أرجو الانتباه! هي قصة طويلة، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه معاوية بن الحكم السلمي، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:- يا رسول الله، لي جاريه ترعى غنماً لي في أحد في المدينة، فسطا الذئب يوماً على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكه، يعني صفعها على خدها، وعلي يا رسول الله عتق رقبة، يستفسر ويستوضح، هل يجدي عنه أن يعتق هذه الجارية التي ضربها بغير حق؟ فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكه، كما قال هو، فقال له عليه السلام:- ائتني بها، فلما جاءت قال لها عليه السلام:- أين الله؟، هنا الشاهد، قالت:- في السماء
قال:- فمن أنا؟، قالت:- أنت رسول الله، فالتفت إلى سيدها فقال له:- اعتقها فإنها مؤمنة.
إذاً من قال أين الله؟، رسول الله وإجابة الجارية أنه في السماء،
الشعراوي و أمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون أن الله في السماء مع إن كل مسلم يقرأ في سورة تبارك، سورة الملك: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (الملك16)، الجارية من حيث الحيثية أعلم من الشعراوي وأمثاله لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهد بسببه رسول الله بأنها مؤمنة، وبناء على ذلك قال لسيدها اعتقها فأنها مؤمنة، شهدت بأن الله في السماء أي عالياً وليس كما يقول كثيراً من أمثال الشعراوي وغيره، وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس، بيكون واحد جالس في مجلس كهذا وفي صمت شو بيقول:- الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، (هذا كفر) لكن الناس كما قال تعالى ((لكن أكثر الناس لا يعلمون))، لماذا كفر، لأنه مخالف لما سبق أن
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرنا لمثل قوله ((الرحمن على العرش استوى)) ولمثل حديث الجارية هذه أين الله، قالت:- في السماء، والأحاديث والآيات كثيرة وكثيرة جدا كمثل قوله صلى الله عليه وسلم:- (ينزل الله كل ليلة إلى السماء في الثلث الأخير من الليل ... الحديث) فنزول الله إلى السماء معناه أنه على السماء وأنه ليس في كل مكان، كما يقول العوام هذا من جهة ومن جهة أخرى لو رجع العاقل المسلم متسائلاً، الله تعالى أزلي لا أول له كما قال تعالى ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) أما الخلق فله أول كما قال عليه السلام (أول ما خلق الله القلم، فقال له:- اكتب، فقال:- ما اكتب؟، فقال:- ما هو كائن إلى يوم القيامة)
فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان؟، فهم يقولون أن الله في كل مكان، المكان لم يكن مع الله شريك، لأنه الله هو الذي أوجده
وخلقه في كلمة " كن " كما قال عز وجل ((إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول كن فيكون))، فبكن خلق السماوات والأرض فكان الزمان وكان المكان، فأيش هؤلاء الناس حين يقولون الله موجود في كل مكان
وقد كان الله ولا مكان، هل ذلك إذاً أن الله لما خلق الخلق دخل فيه
وصار له ملجئ وصار له مأوى وصار محاطاً في المكان تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، هذه واحدة والأخرى أن الأماكن ليست بنسبة واحدة من حيث الطهارة والنظافة والسمو والرفعة والقذارة وإنما يختلف من مكان إلى مكان وقد جاء في الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- (خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق)، ترى ربنا موجود على حد تعبيرهم في كل مكان موجود في المساجد، موجود في الأسواق، فهل هذا يليق بالله عز وجل أن يكون في شر الأماكن وفي البيوت، بيت الخلاء وبيت الخلاء له مجاري، بل لا نذهب بعيداً، بل أن بطن الإنسان الممتلئ قذارة، هو مكان، بدليل أنه يتنفس الهواء ويأكل الطعام ويشعر بالشبع، فهل ربنا عز وجل حقاً في هذه الأمكنة كما يزعمون الله موجود في كل مكان، كيف جاء هذا والله يقول:- ((ءامنتم من في السماء)) كما ذكرنا آنفاً ((تعرج الملائكة والروح إليه)) مش تنزل عليه في كل مكان، كذلك ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه))
كل هذه النصوص في مخ الشعراوي متعطلة فهو لا يؤمن بها.
الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك، الذي يسمى
" كشك " كلاهما قصاص، والقصاص هذه طبيعتهم، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم، لكن مهما حضر جلسات هؤلاء القصاصين اسأله بعد سنين شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً، إنما عنده حكايات وعنده سوالف كما يقولون ومطمئن تماماً لكن ألخاتمه لا يخرج من هذه الدروس بشيء
أو أي شيء يصحح عقيدته وهذا هو المثال بين أيدينا، لأنك لو سألت العامة فضلاً عن أهل العلم، القران كلام مين؟ كل المسلمين يقولون كلام الله، لكنك لو انك مع الشعراوي وأمثاله، من الأشاعرة والماتريدية
يتموا بيلفوا ويدورا معك حتى يخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله، لكن ما يرموها هيك صراحة حتى ما تطلع ريحتهم النتنة، القرآن كلام الله ((كلم الله موسى تكليماً)) مثل التوراة مثل الإنجيل كلها كتب أنزلها الله على رسله المصطفين الأخيار، الشاهد أن العقيدة التي يجب تدريسها من كل العلماء في كل المناسبات الشعراوي وكشك هذا لا يدندنون حول ذلك.
هل سمعت الشعراوي يبين للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله تعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين))، نصحك وجزاه الله خير هذا لا يمكن إنكاره لما سألك كيفك أنت في الصلاة؟، بتصلي ما بتصلي؟، إلى آخر ما ذكرت أنت، لكن
(يُتْبَعُ)
(/)
هل بين لك كيف لك أن تصلي أنا بقولك سلفاً:- لا، ليش، إذا كنت مخطأ فقولي أخطأت، لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون، ليش، لأن صلاتهم حسب ماقرؤا في مذهبهم، من كان شافعياً يرفع يديه عند الركوع ومن كان حنفياً يقول لا، وهكذا والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- (صلوا كما رأيتموني أصلي) كما أنهم لا يدندنون حول أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام، ليعرف المسلم أن يأتمر بالحديث السابق (صلوا كما رأيتموني أصلي)، لماذا؟؛ لأنه مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين.
فنحن هنا نلاحظ أن العلماء هم الذين يدرسون الكتاب كلاً وبخاصة بما يتعلق بتصحيح العقائد ثم العبادات أما الجوانب العلمية الكونية الطبيعية، فهذه لا شك تفيد وتزيد المؤمن إيماناً، بقدرة الله عز وجل، وحكمته لكن هؤلاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئا) انتهى كلام الشيخ الألباني -رحمه الله-.
وقد سقت كلامه حتى نلاحظ أن مرجع الشيخ عفا الله عنه كلام بعض جلسائه ولم يكن اطلع على كتب الشيخ أو استمع له!.
أقول:
والذي يظهر أن الشيخ الشعراوي رحمه الله على منهج أهل السنة في الأصل وإن كان له كلام ملبس حول بعض القضايا، وأذكر من الأمثلة ما يوضح منهجه إن شاء الله.
1. حديثه عند قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (النساء164)؛ فقد قال رحمه الله: (فإذا نظرنا إلى تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (النساء164). فكأنه سبحانه قد خصه بهذه العبارة ليدل على أنه أوحى لموسى بطريقين، أولاً: بالطريق الذي أوحي به إلى غيره من الأنبياء، ثانياً: بالطريق الخاص وهو كلام الله الذي بدأ به موسى بالوادي المقدس).
ثم قال رحمه الله: (ووقف العلماء هنا وقفة عقلية وقالوا كيف يتكلم الله إذن؟ ونقول: إن كل لله ويوجد مثله للخلق إنما نأخذه بالنسبة لله في إطار {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى11)؛ فإن قلت إن لله وجود وللإنسان وجود، فوجود الإنسان ليس كوجود الله ... ).
قلت: ما أجمله من كلام وليت الشيخ رحمه الله التزم بذلك.
2. حديثه عند قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (النحل50) قال عفا الله عنه: (ما المراد بالفوقية هنا؟ نحن نعرف أن الجهات ست (ثم قال) إذن: فالفوقية هي محل العلو، وهذه الفوقية قد تكون فوقية مكان أو فوقية مكانة؛ فالذي يقول إنها فوقية مكان يرى أن الله في السماء بدليل أن الجارية سُئلت: أين الله؟ أشارت إلى السماء السماء، وقالت في السماء)؛ لأنه لا يصح أن نقول إن الله تحت فالله منزه عن المكان وما نزه عن المكان نزه عن الزمان (ثم قال) إذن الفوقية هنا فوقية مكانة، بدليل أننا نرى الحرس يحرسون القصور يكون الحارس أعلى من المحروس فهو فوقه مكاناً، إنما هل هو فوقه مكانة؟ بالطبع لا).
قلت: ليت الشيخ عفا الله عنه التزم بما ذكره عند حديثه عن الاستواء ولم يدخل في تفاصيل عقلية يقول الشيخ حمد آل معمر رحمه الله: (في هذا الحديث مسألتان إحداهما: قول الرجل لغيره أين الله.
وثانيهما: قول المسئول في السماء.
فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على الرسول صلى الله عليه وسلم).
ثم قال: (وكذا الجارية لما قال لها أين الله قالت: (في السماء) وإنما أرادت العلو مع عدم تخصيصه بالأجسام المخلوقة وحلوله فيها وإذا قيل العلو فإنه يتناول ما فوق المخلوقات كلها فما فوقها كلها هو في السماء ولا يقتضي هذا أن يكون هناك ظرف وجودي يحيط به إذ ليس فوق العالم إلا الله كما لو قيل العرش في السماء كان المراد أنه عليها.
بالجملة فمن قال إن الله في السماء وأراد أنه في جوف السماء بحيث تحصره وتحيط به فقد أخطأ وضل ضلالا بعيدا وإن أراد بذلك أن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه فقد أصاب)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 01:54]ـ
الأخ سعود
ما هي موارد الشيخ رحمه الله اللغوية؟
أتراه مولعا بالزمخشري وكشافه
ملتقطا للطائفه ودقائقه؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[25 - Jun-2007, صباحاً 02:26]ـ
وأرجو المعذرة أخي الكريم، فلم أقرأ مقالتكم بعناية؛ لذا أقول:
هل قارنتم بين تفسير الشيخ الصوتي، وبين تفسيره المطبوع؟
ثم هل حرصتم على الوقوف على آخر تسجيلات الشيخ رحمه الله، والمقارنة بينها وبين التسجيلات السابقة؟
ثم هل راجعتم، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير ... ، 3/ 2340_2352.
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
أنا سمعت بأذني وأشهد بذلك أن الشعراوي قال في تفسير الاستواء مقالة السلف التي ذكرها الإمام مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول ... ) وأظنه باقي الصفات يمررها بلا تفسير ولا أذكر ماذا قال في باقي الصفات لصغر سني وقت استماعي إلى حلقاته قديماً ... لكنى أجزم بما قاله في الاستواء لأني سمعته بنفسي وأذكره تماماً.
أما عن عقيدته في التوسل وما شابهه فالله أعلم ماذا كان آخر أمره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 01:22]ـ
الأخ الحبيب أبو محمد:
هل راجعتم، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير ... ، 3/ 2340_2352.
وأنا أدعو إلى دراسة متكاملة، لتحرير هل الشعراوي رحمه الله:
أشعري، أم أنه قد وافق الأشعرية في أشياء
وهل هو صوفي، أو فيه صوفية
هل هو متكلِّم، أو أنه قد تأثر بأهل الكلام
تحرير مذهبه الفقهي، وهل له اجتهادات خاصة به
...........
قال الذهبي في شأن الماوردي: (معتزلي).
فتعقبه الحافظ بقوله: (ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال). فافهم
............
ظهر أن الشيخ الشعراوي رحمه الله يدندن حول قوله تعالى (ليس كمثله شيء)
ولكنه سرعان ما ينقضها غفر الله له
من علامات الحق = الثبوت
فالباب واحد
والشيخ رحمه الله فيما ظهر لنا اجتهد في الوصول إلى مراد الله
وكم مريد للحق لا يدركه
للنشأة تأثير لا شك في ذلك
ولذلك كان من نعمة الله على الحدث إذا نسك أن يوفّق لصاحب سنّة يحمله عليها
............
الخلاصة لا ينبغي أن نرقب كل مذمة ومنقصة ونجعلها في سياق واحد دون التماس المعاذير، خاصة وأن الشيخ قد أفضى إلى كريم، ونسأل الله حسن الخواتيم
والله اعلم
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 04:48]ـ
الأخ سعود
ما هي موارد الشيخ رحمه الله اللغوية؟
أتراه مولعا بالزمخشري وكشافه
ملتقطا للطائفه ودقائقه؟
عذراً أخي ابن المنير على التأخير
نعم الشيخ -رحمه الله- متأثر بالزمخشري ومحمد عبده.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 04:55]ـ
وأرجو المعذرة أخي الكريم، فلم أقرأ مقالتكم بعناية؛ لذا أقول:
هل قارنتم بين تفسير الشيخ الصوتي، وبين تفسيره المطبوع؟
ثم هل حرصتم على الوقوف على آخر تسجيلات الشيخ رحمه الله، والمقارنة بينها وبين التسجيلات السابقة؟
ثم هل راجعتم، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير ... ، 3/ 2340_2352.
لم أقصد شخصياً أن تكون كتابتي شاملة لمنهج الشيخ -رحمه الله- وإنما كما ذكرت أنها تأملات، وقد كتبت بعض الرسائل الجامعية حول تفسير الشعراوي أذكر منها -للفائدة على سبيل الإجمال لا الحصر:
1. منهج الشيخ محمد الشعراوي في تفسير القرآن: رولي محمد أحمد، جامعة آل البيت، رسالة ماجستير.
2. منهج الشعراوي في التفسير: إبراهيم عيسى صيدم، الجامعة الإسلامية صيدا، رسالة جامعية.
3. الشيخ الشعراوي ومذهبه في التفسير: إبراهيم منصور، كلية أصول الدين بشبين الكوم، رسالة ماجستير.
أما حول الفرق بين المطبوع والصوتي= فد ذكر أحد الباحثين أنه وجد فروقاً بينهما -والله أعلم-.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 05:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
أنا سمعت بأذني وأشهد بذلك أن الشعراوي قال في تفسير الاستواء مقالة السلف التي ذكرها الإمام مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول ... ) وأظنه باقي الصفات يمررها بلا تفسير ولا أذكر ماذا قال في باقي الصفات لصغر سني وقت استماعي إلى حلقاته قديماً ... لكنى أجزم بما قاله في الاستواء لأني سمعته بنفسي وأذكره تماماً.
أما عن عقيدته في التوسل وما شابهه فالله أعلم ماذا كان آخر أمره.
نعم قد ذكرتُ هذا عن الشيخ -رحمه الله- وهو موجوجد في كتابه تفسير الشعراوي: ص2852
ولكن يبقى أن الشيخ لديه تخبط في تفسير آيات الصفات= فقد خالف منهجه عند تفسير قوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم) تفسير الشعراوي: ص7982.
شاكراً لك ملاحظاتك وجعلها الله في موازين أعمالك.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 05:09]ـ
............
الخلاصة لا ينبغي أن نرقب كل مذمة ومنقصة ونجعلها في سياق واحد دون التماس المعاذير، خاصة وأن الشيخ قد أفضى إلى كريم، ونسأل الله حسن الخواتيم
والله اعلم
بارك الله فيك أخي الفاضل:
نعم الشيخ -رحمه الله- أفضى إلى ما قدم، ومناقشة ومنهجه ونقده لا ينقص قدره ومنزلته؛ فأنا من المعجبين بتفسيره، ولكن يبقى أن الحق ضالة المؤمن، وكما قال الإمام مالك -رحمه الله-: ما منا إلا رد أو رد عليه.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 03:39]ـ
ثالثاً: الإلهية.
أُتهم الشيخ أنه صوفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استمعت شريط للشيخ: فالح الحربي، في التحذير من الشعراوي، ولكن الملاحظ أنه لم ينقل من كتب الشعراوي شيء!!، وإنما اكتفى بذكر أخبار شخصية وفي النقد العلمي لايقبل مثل هذا، وتمنيت أنه نقل نقلاً علمياً حتى نستفيد.
والذي يقرأ في تفسير الشيخ رحمه الله يجده قليل الاهتمام بالقضايا العقدية –حتى مع أهيمتها- وقد يستخدم ذلك في الوعظ والدعوة دون البحث أو التأصيل العلمي، وإن ذكر شيئاً في ذلك فهو يتكلم بكلام مُلْبِس.
وأذكر شواهد على ذلك:
1. عند تفسيره لقوله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى .. } (الزمر3)، قال رحمه الله: لو قالوا لانذبح لهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى –مثلاً- لكان من الجائز أن يدخلوا في عبادة الله. أهـ.
أقول: فالذي يظهر من كلامه –والله أعلم- أن الشيخ غفر الله له لايعد الذبح من العبادة وهذا مخالف للنصوص الصريحة يقول الباري جل وعلى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام162).
2. عند تفسيره لقوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} (النساء117). لم يذكر معنى الدعاء في الآية، وإنما أسهب في ذكر القضايا اللغوية والبلاغية.
3. وعند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة35)، قال عفا الله عنه: (نقول لمن يكفر المتوسلين بالنبي أو الولي هو يعتقد أن له منزلة عند الله، وهل يعتقد أحد أحد أن الولي يجامله ليعطيه ماليس له عند الله؟ طبعاً لا). ثم قال: (والجماعة التي تقول: لايصح أن نتوسل بالنبي؛ لأن النبي انتقل إلى الرفيق الأعلى نقول لهم: انتظروا قليلاً وانتبهوا إلى ما قال سيدنا عمر رضون الله عليه: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا امتنع المطر نتوسل برسول الله ونستسقي به ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم توسل بعمه العباس، وقالوا لو كان التوسل برسول الله جائز بعد انتقاله لما عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن التوسل بالنبي بعد انتقاله وذهب إلى التوسل بعم النبي ونسأل أقال عمر (كنا نتوسل بنبيك والآن نتوسل إليك بالعباس؟ أم قال: والآن نتوسل إليك بعم نبيك)؟
ولذلك فإن الذين يمنعون ذلك يوسعون الشقة على أنفسهم لأن التوسل لايكون بالنبي فقط ولكن التوسل أيضاً بن يمت بصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
أقول: عفا الله عن الشيخ: وهل جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالتحذير مما تدعو إليه يقول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (الأعراف194). وهل ماكان عليه كفار قريش من الغلو في الصالحين يختلف عن ماذكره الشيخ.
وأما استدلال الشيخ بقصة عمر رضي الله عنه فنقول:
1. أن هذا الحديث لو كان صحيحاً لكان حجة عليكم.
2. لو كان التوسل بالجاه جائزاً لما احتاج عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى العباس بل دعا الله بجاه نبيه ?.
3. إذا المقصود في الحديث ومعناه: أنا نتوسل إليك بدعاء نبيك فلما
مات توسلنا إليك بدعاء عمه؛ لذلك تجد أن العباس ـ رضي الله عنه ـ قام فدعا الله.
4. أن التوسل بطلب الدعاء الأحياء الصالحين الأحياء يختلف عن التوسل بالأموات، فالدعاء وردفيه نصوص يقول عليه السلام: (إن دعوة المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب).
5. عرف عن الشيخ رحمه الله التساهل في قضية القبور داخل المساجد والجدل عنها فالكل يعرف أن الشيخ كان وزير للشئون الإسلامية وكان يلقي درسه داخل مساجد تنتشر فيه البدع والخرافات والغلو في الصالحين مثل الحسين والسيدة زينب، وقد ذهبت لهذه الأماكن وشاهدت ما يندى له جبين الموحد، وللأسف أن مثل الشيخ رحمه الله الذي كان من المفترض أن يكون له وقفة جادة ضد هذه البدع، أصبح على العكس من ذلك فقد بقي يرد ويدافع عن هذه البدع والله المستعان.
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 04:29]ـ
الأخ سعود
نعم
عند بيان عقيدة فلان، يلزم التدرج، كما يلي:
أولا اعتماد المصادر المباشرة للمترجَم له، سواء من كتبه (ويجب تتبع تواريخ الطبعات لنقف على آخر الأمر)، أو من أحاديثه المسجلة (مع مراجعة التواريخ كما سبق)
ثانيا الوسائط في هذا الشأن مقبولة، والوسائط قد تكون على هيئة كتابات، أوروايات وحكايات، والمنهج الحديثي هنا هو المتّبع ...
أما أن نردّ كل حكاية ورواية بإطلاق دون النظر فيها وإعمال المنهج العلمي عليها
ونقول بأن ذِكر الأخبار الشخصية لا يتفق مع المنهج العلمي، فلا
نعم التدرّج في تناول المصادر مطلوب كما سبق
أما الاقتصار على أحد المصادر دون البعض، فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 11:44]ـ
أخي الفاضل: ابن المنير
صدقت، وهذا ما أحاول أن ألتزمه في ما أكتب؛ فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وشاكراً لك كلامك القيم.
وفقك الله.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 11:52]ـ
الفصل الرابع: المسائل الفقهية.
الشيخ رحمه الله يذكر المسائل الفقهية على سبيل الإجمال دون التفصيل وذكر المذاهب ومثال ذلك عند قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} (الإسراء9). قال: (نظام الطلاق في الإسلام الذي كثيراً ما هاجموه وانتقدوه، ورأوا فيه ما لا يليق بالعلاقة الزوجية، ولكن بمرور الزمن تكتشف لهم حقائق مؤلمة، وشقي الكثيرون منهم لعدم وجود هذا الحل في قوانينهم، وهكذا ألجأتهم مشاكل الحياة الزوجية لأن يقننوا للطلاق).
وعند قوله تعالى: {وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة227). قال: (واختلف العلماء، هل تطلق المرأة طلقة بائنة أو طلقة رجعية؟ ومعنى طلاق رجعي: مأخوذ من اللفظ نفسه، أي أن الزوج له الحق أن يراجع امرأته دون إذن منها أو رضاً. أما الطلاق البائن فإنه لا عودة إلا إذا عقد عليها عقدا جديداً بمهر جديد: والطلقة في الإيلاء بينونة صغرى وهي التي تحتاج إلى عقد ومهر جديدين، هذا إذا لم يسبق طلاقان. والبينونة الكبرى وهي التي توصف بأنها ذات الثلاث).
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 06:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
أنا سمعت بأذني وأشهد بذلك أن الشعراوي قال في تفسير الاستواء مقالة السلف التي ذكرها الإمام مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول ... )
نعم، وأنا أشهد معك؛ بل ما زلت أذكر - حينما سمعت ذلك من بعض أشرطته - أذكر أنه أبدع في بيان مذهب السلف في هذه الصفة صفة الاستواء.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 07:49]ـ
الأخ الفاضل علي الفضلي
لطفا راجع المشاركة رقم 9.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:08]ـ
الإخوة: علي الفضلي و ابن المنير
شرفتموني بآرائكم وارجو مراجعة الرد رقم 3 بتأمل وشكراً.
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:12]ـ
الباب الثالث: الملامح المتجددة في منهج الشيخ.
الفصل الأول الإعجاز العلمي في التفسير والعلوم الحديثة.
المتتبع لتفسير الشيخ يجده دائما يربط بين الآيات والعلوم الحديثة والحقائق العلمية ربطاً يبين فيه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي أوحيَ به لسيد البشر النبي الأمي الذي لم يقرأ كتاباً ولم يكن قارئاً، وقد ذكر الشيخ رحمه الله قاعدة مهمة تمنيت لو استفاد منها من يبحث في قضايا الإعجاز العلمي فقد قال: (عندما نطابق قضية كونية مع قضية قرآنية فلا بد أن نطابقها بصدق .. ولا نطيع شهوتنا بأن نربط القرآن بكل قضايا الكون .. لماذا؟ لأننا قد نتهافت على آية قرآنية لنجعل منها تصديقاً لنظرية قائمة؛ لأنه قد يتقدم العلم ويثبت خطأ هذه النظرية).
وسأذكر بعض ما يدل على اهتمام الشيخ رحمه الله بالتفسير العلمي:
عند قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} (يس36)، قال رحمه الله: فكل موجود أرد له الحق التكاثر، فهو يخلق منه زوجين .. وهناك بعض الكائنات لاتعرف لها ذكرا أو أنثى .. إما لأنه غير موجود تحت أعيننا ولكن يوجد على بعد، والريح هي التي تحمل حبوب التلقيح {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} (الحجر22)، فتأتي الريح بحبوب التلقيح من أي مكان لتخصيب النبات، أو أن الذكورة والأنوثة يوجدان معاً في شيء واحد أو حيز واحد ... إذا فكل شيء فيه ذكورة وأنوثة.
ونرى الشيخ رحمه الله كثيراً ما يتعرض للنظريات والحقائق العلمية ليربطها بالقرآن مبيناً أنه لا تناقض بين القرآن والحقائق العلمية ومن صور ذلك عند قوله تعالى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام125)، قال: ولا بد أن يكون لنا وقفة .. بعض العلماء الذين يحبون أن يظهروا آيات القرآن كمعجزة كونية موجودة إلى أن تقوم الساعة حين يقرؤون مثل هذه الآية، فيأخذونها ليؤيدوا بها معجزة القرآن، وحينما نزل القرآن لم يكن أحد يدرك أن الذي يصعد في الجو يضيق صدره كلما صعد إلى منطقة أعلى ... وهكذا كلما قلَّ الأكسجين في طبقات الجو العليا أصبح الصدر ضيقاً،،،.
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 03:39]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 10:46]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 05:29]ـ
فهمت من بعض كلامك أخي المبجل سعود أن الشعرواي يجيز دعاء غير الله
فجاء هذا مخلوطا مع التوسل في ثنايا الكلام ..
أرجو تحرير قولك في المسألة مجزيا خيرا
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 05:56]ـ
رحم الله الشيخ الشعراوى وبارك الله فى صاحب الموضوع فهو يعرض عرضا متزنا منصفا لاتفريط ولاافراط لاتقديس ولاتنقيص وكل مااخافه ان يدخل الموضوع بعض غلمان المنتديات المتشنجين فيتحدث عن الشيخ بمالايليق كما حدث منذ ايام فى ملتقى اهل الحديث حتى انى احلتهم على رابط لملتقى اهل التفسير ليتعلموا كيف تكلم المتخصصون بتوقير عن الشيخ ولكن لمحوا على المآخذ بأدب كما فعل صاحب موضوعنا
وقد شرفت اننى جالست الشيخ رحمه الله وسمعت منه شفاهة والشيخ كما سمعته لايوافق على مايحدث عند قبور الصالحين ولكنه ينكر بشدة على من يسارعون فى تكفيرهم
وعموما مامن مفسر سلفا او خلفا الا وفى منهجه مايُنكر عليه فقد أبى الله ان تكون العصمة لغير كتابه
رحم الله شيخنا الشعراوى وجزاه عنا خيرا
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 05:27]ـ
هنا جواب بالفيديو للشعراوي حول موضوع القبور:
http://www.*******.com/watch?v=r-T2JsNJH68
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 07:12]ـ
هذه الصورة عثرت عليها في بعض المنتديات قريباً تبين موقف الشعراوي في الأسماء والصفات وأنه سني على طريقة ابن تيمية
http://www.nessma.com/book/page02846.gif
ونص كلامه رحمه الله:
قال فى تفسيره [1/ 1968]:
((وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)))
ووقف العلماء هنا وقفة عقلية وقالوا: كيف يتكلم الله إذن؟. ونقول: إن كل وصف لله ويوجد مثله لخلقه إنما نأخذه بالنسبة لله في إطار: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فإن قلت: إن لله وجوداً وللإنسان وجوداً، فوجود الإنسان ليس كوجود الله، وإن قلنا: إن لله علماً، وللإنسان علماً، فعلم الإنسان ليس كعلم الله، وإن قلنا: إن لله قدرة، وللإنسان قدرة، فقدرة الإنسان ليست كقدرة الله، وإن قلنا: إن لله استواء على العرش وللإنسان استواء على الكرسي، فاستواء الله ليس كاستواء الإنسان. إذن فلا بد أن تؤخذ كل صفة من صفات الله التي يوجد مثلها في البشر في إطار قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]
وبذلك ينتهي الخلاف كله في كل ما يتعلق بصفات الحق.
فالحق له يدان وله وجه، ولكن لا يمكن للإنسان أن يصور يد الله كيد البشر، بل نأخذها في إطار {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وكذلك وجه الله. ومادمنا نأخذ صفات الله في إطار {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فلا داعي للمعركة الطاحنة بين العلماء في الصفات وفي تأويل الصفات، ولا داعي أن ينقسم العلماء إلى عالم يؤوّل الصفات وعالم لا يؤول؛ لاداعي أن يقول عالم: إن يد الله هي قدرته فيؤول، وعالم آخر لا يؤول ويقول: لا. إن لله يداً ويسكت. ونقول للعالم الذي لا يؤول: قل: إن لله يداً وهي تناسب قوله «{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. وإذا كنا نحن قد عرفنا في عالمنا أن الأشياء تختلف مواجيدها في الناس باختلاف الناس، فلا بد من أن نعرف أن الله لا مثيل له.
وعلى سبيل المثال: يتلقى الإنسان دعوة لمائدة عمدة قرية ما، فيقدم له ألوان طعام تناسب مقام القرية ومنصب القيادة فيها، ويتلقى الإنسان دعوة لمائدة محافظ مدينة فيقدم له طعاماً يناسب مقام المدينة ومنصب القيادة فيها. ويتلقى الإنسان دعوة رئيس الدولة فيقدم له طعاماً يناسب مقام الدولة وهيبة منصب القيادة فيها، إذن لا تتساوى مائدة طعام العمدة في قرية مع مائدة طعام المحافظ مع مائدة طعام رئيس الدولة، فإذا كان البشر يوجد الشيء الواحد وهو ملون بألوان مقامات المخلوقين فكيف لنا بمقامات الخالق؟! {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ـ[عبدالرزاق محمدصالح]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 12:05]ـ
أشكرجميع المشاركين في المجلس العلمي خاصة الاخ الاستاذسعودالمقبل في انعطافه وتعاطفه امام اراء المطروحة من جانب المشاركين بالنسبة في اراء الشيخ شعراوي رحمه الله.ارجومن الله أن يعطيناويعطي جميع المسلمين هذه الاخلاق الكريمة وتحمل أفكارالمخالف وردها بأحسن وجه دون اتهام كفرأوفسق. جزاكم الله خيرا
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 12:48]ـ
وأنه سني على طريقة ابن تيمية
.
بورك فيك ..
لو قلت على طريقة السلف .. لكان أصح ..
فلم تكن السنة محصورة يوما بهذا الامام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابي سفيان]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 07:53]ـ
أرجو من الأخ صاحب الموضوع (جزاه الله خيرا) أن يكتب من أين جاء بكلام الشيخ الالباني و هو يتكلم علي الشعراوي فكل ما اعلمه ان للشيخ مقطع صوتي قال فيه هذا الكلام او قريبا منه لا اذكر الان ولكن كثير من الاخوة كذبوا هذا المقطع و قالو انه مدبلج؟ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Jan-2010, صباحاً 12:13]ـ
بورك فيك ..
لو قلت على طريقة السلف .. لكان أصح ..
فلم تكن السنة محصورة يوما بهذا الامام ..
صدقت وأحسنت وبارك الله فيكم
فعلاً لم تكن السنة محصورة بإمام واحد
والحق ليس مع أحد بعينه ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن ما كتبته كتبته عمداً وإخباراً عن الحقيقة
فالرجل رحمه الله ثبت لدي أنه في باب الأسماء والصفات على طريقة ابن تيمية رحمه الله
وأهل السنة لهم اختلافات في باب الأسماء والصفات لا تخرج فريقاً منهم من أهل السنة بل فيها اختلافات قوية تحار فيها الأفهام وسبحان من يوفق للحق أقواماً دون أقوام.
ولا يمكننا أن نخرج المخالفين لابن تيمية من أهل السنة ... بل أهل السنة لهم اتجاهات متعددة في هذا الباب ووافق الشعراوي فيها أحدها.
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وأن يميتنا على الهدى وهو راض عنا وألا يجعلنا متبعين للهوى والرجال.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Jan-2010, صباحاً 01:30]ـ
هذا قول الشعراوي في المسجد فوق القبر
الفيديو ( http://www.*******.com/watch?v=r-T2JsNJH68)
و هذا قوله في التوسل
الفيديو ( http://www.*******.com/watch?v=f9YahiLmz8Y)
و هذا كلامه في الإستواء نقلا من تفسيره ج7 ص 4168: قال فكأن قوله إستوى على العرش كناية عن تمام الأمور و خلقها و انتهت المسألة لكن العلماء حين جاءول في إستوى اختلفوا في فهمها لأن العرش لو كان كرسيا يجلس عليه الله لكان في ذلك تحييز لله و وضعه و ضمه في جرم ما.
و سبحانه منزه عن أن يحيزه شيئ. و لذلك أخد العلماء يتلمسون معاني لكلمة إستوى منهم من قال إن معناها هو قصد إليها بخلقه و اختراعه و منهم من قال المقصود بها إستعلى و ارتفع امره و منهم من قال صعد أمره إلى السماء و استند إلى قوله الحق: ثم إستوى إلى السماء و هي دخان. و كلها معاني متعقاربة.
و جماعة من العلماء أرادوا أن يخرجوا من التشبيهات فقالوا المقصود ب إستوى أنه إستولى على الوجود.
و لذلك رأوا أن وجود العرش و الجلوس عليه هو سمة لإستقرار الملك و حتى لا ندخل في متاهات التشبيهات أو متاهات التعطيل علينا أن نأخد كل شيئ منسوب إلى الله في إطار:
ليس كمثله شيئ
فحين يقول سبحانه: يد الله فوق ايديهم
و نحن نفهم أن لليد مدلولا و القرآن لغة عربية يخاطبنا بها سبحانه، فالقول أن لله يدا فهذا دليل على قدرته.
و استخدام الحق كلمة اليد هنا كناية عن القدرة، و الإنسان عليه أن يأخد كل شيئ منسوب إلى الله مما يوجد مثله في البشر في اطار ليس كمثله شيئ فنقول سبحانه له يد ليست كيد البشر.
و لذلك حينما سئل سيدنا الإمام مالك عن هدة المسألة قال لمن سأله الإستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة. و أراك رجل سوء أخرجوه.
نعم السؤال عنه بدعة لأنه يدخل بنا في متاهة التشبيه ومتاهة التعطيل ........ اهـ
و لقد سمعته بأذني في أحد الاشرطة قال عن هذه الآية نخليها إستولى ....
الملاحظ إضطرابه في مثل هذه الآيات و الله أعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Jan-2010, صباحاً 01:35]ـ
صدقت وأحسنت وبارك الله فيكم
فعلاً لم تكن السنة محصورة بإمام واحد
والحق ليس مع أحد بعينه ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن ما كتبته كتبته عمداً وإخباراً عن الحقيقة
فالرجل رحمه الله ثبت لدي أنه في باب الأسماء والصفات على طريقة ابن تيمية رحمه الله
وأهل السنة لهم اختلافات في باب الأسماء والصفات لا تخرج فريقاً منهم من أهل السنة بل فيها اختلافات قوية تحار فيها الأفهام وسبحان من يوفق للحق أقواماً دون أقوام.
ولا يمكننا أن نخرج المخالفين لابن تيمية من أهل السنة ... بل أهل السنة لهم اتجاهات متعددة في هذا الباب ووافق الشعراوي فيها أحدها.
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وأن يميتنا على الهدى وهو راض عنا وألا يجعلنا متبعين للهوى والرجال.
تصحيح أخي الكريم، لا نقلد شيخ الإسلام ابن تيمة و من اخرج مخالفه من دائرة اهل السنة فقد أخطأ، إنما نخرج مخالف السلف من دائرة أهل السنة، فما جاء به شيخ الإسلام لم يخترعه إنما نقله عن السلف لذلك لا نقول "من خالف ابن تيمية" لأن هذا تعصب لشيخ الإسلام و إنما نقول "من خالف السلف" فتنبه لذلك بارك الله فيك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Jan-2010, صباحاً 10:23]ـ
تصحيح أخي الكريم، لا نقلد شيخ الإسلام ابن تيمة و من اخرج مخالفه من دائرة اهل السنة فقد أخطأ، إنما نخرج مخالف السلف من دائرة أهل السنة، فما جاء به شيخ الإسلام لم يخترعه إنما نقله عن السلف لذلك لا نقول "من خالف ابن تيمية" لأن هذا تعصب لشيخ الإسلام و إنما نقول "من خالف السلف" فتنبه لذلك بارك الله فيك
كلام حسن جميل وآمل أن يلتزم به الجميع ولا يكون مجرد كلام نظري ننساه عند التطبيق على أرض الواقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[29 - Jan-2010, مساء 01:05]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد العمري http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=323650#post32 3650)
صدقت وأحسنت وبارك الله فيكم
فعلاً لم تكن السنة محصورة بإمام واحد
والحق ليس مع أحد بعينه ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن ما كتبته كتبته عمداً وإخباراً عن الحقيقة
فالرجل رحمه الله ثبت لدي أنه في باب الأسماء والصفات على طريقة ابن تيمية رحمه الله
وأهل السنة لهم اختلافات في باب الأسماء والصفات لا تخرج فريقاً منهم من أهل السنة بل فيها اختلافات قوية تحار فيها الأفهام وسبحان من يوفق للحق أقواماً دون أقوام.
ولا يمكننا أن نخرج المخالفين لابن تيمية من أهل السنة ... بل أهل السنة لهم اتجاهات متعددة في هذا الباب ووافق الشعراوي فيها أحدها.
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وأن يميتنا على الهدى وهو راض عنا وألا يجعلنا متبعين للهوى والرجال.
لم يختلف أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات ..
فرق أخي الكريم:
بين منهج أهل السنة الذي هو منهج السلف الصالح!!
وبين عدم إخراج العالم الفلاني والعلاني من أهل السنة = لأنه خالف السلف ..
فمتى ما خالف عالم من علماء أهل السنة منهج السلف الصالح في مسألة من مسائل الصفات = عد قوله خطأ ..
ويعذر لأنه (مجتهد) ويبقى من أهل السنة ..
ولا يعد قوله -كما في كلامك- من أقوال أهل السنة والجماعة ..
فيصير في باب الأسماء والصفات أقوال كثيرة لأهل السنة!! فتأمل
دمت مباركًا
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[30 - Jan-2010, صباحاً 11:30]ـ
...
فيصير في باب الأسماء والصفات أقوال كثيرة لأهل السنة!! فتأمل
دمت مباركًا
الأمر عند أبي محمد هكذا
أهل السنة والجماعة مدى واسع يشمل المفوضة ومن لديهم بعض التأويل للصفات ومن هم سلفيون أقحاح
فالنووي وابن حجر وابن حزم عنده من أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وإن كانت عقيدة ابن تيمية الأرجح عنده لكن يبدو أن الأمر خلاف معتبر عنده!
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 12:04]ـ
وما قولكم في درسه الذي يلقيه في مسجد بني على قبر؟؟
الشعراوي شاء من شاء وأبى من أبى أشعري قبوري وأقواله شاهدة عليه.
ولا داعي لغش العوام في منتدى علمي بتلميع أهل البدع.
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 09:02]ـ
وما قولكم في درسه الذي يلقيه في مسجد بني على قبر؟؟
الشعراوي شاء من شاء وأبى من أبى أشعري قبوري وأقواله شاهدة عليه.
ولا داعي لغش العوام في منتدى علمي بتلميع أهل البدع.
أخي الكريم
لا تتهم إخوانك هذه الاتهامات
فالشعراوي رحمه الله نناقش بعض أبواب عقيدته ولم نقل إنه إمام عصره
ولا تسارع بالتبديع والسب
فالرجل أفضى إلى ما قدم
ولا أدري لماذا هذه الحساسية من الشعراوي
فالكثير من المالكية الذين تنشر كتبهم الفقهية هنا أشاعرة قبوريون أكثر!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[18 - Feb-2010, صباحاً 08:45]ـ
طيب يا من تتهمون الشعراوي في عقيدته، ما رأيكم بهذا الكلام المنقول عن الشيخ ابن باز والخضير - ولا أعلم صحته -:
من لقاء مع الشيخ محمد الخضير كان هذا السؤال:
طيب يا شيخ أحد الأخوة يحذر من الشيخ ويصفه بالصوفي القبوري
المبتدع ويحذر من تفسيره ويصفه بتفسير بدعي؟
الشيخ محمد: لا لا أبدا هذا غلو وجفاء الشيخ له مخالفات ينبه لها ولا يحذر منه
بشكل عام والشباب وخاصة بعض طلاب العلم لديه حساسية مفرطة في نقد أهل العلم
والدعاة وتقييم الأشخاص دون مراعاة للعدل والإنصاف والموازنة ولو طبقنا هذا
المنهج فلن يبقى لنا أحد من العلماء حتى من أهل السنة فهناك حتى من التفاسير
من هي لعلماء من أهل السنة لا تخلو من مقال كتفسير زاد المسير لإبن الجوزي
وتفسير الجزائري ولا أحد معصوم والخطأ وارد والعدل مطلوب
ـــــــــــــــــــــ
قال حضر الشعراوي إلى المدينة وفي الجامعة الإسلامية قام ففسر سورة
الليل وكان ابن باز حاضرا يستمع للشيخ الشعراوي فلما فرغ من تفسيره
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز: سبحان من ألهم هذا الرجل وعلمه , وكان
الشيخ يثني عليه ثناء عاطرا ويدعو له.
ـ[عبد الرؤوف عروج]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 12:09]ـ
ننصح بعدم قراءة تفسير الشعراوى والاقبال على كتب المفسرين المعروفين بسلامة المنهج والاعتقاد
ـ[مرثد]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 03:20]ـ
وقد كتبت بعض الرسائل الجامعية حول تفسير الشعراوي أذكر منها -للفائدة على سبيل الإجمال لا الحصر:
1. منهج الشيخ محمد الشعراوي في تفسير القرآن: رولي محمد أحمد، جامعة آل البيت، رسالة ماجستير.
2. منهج الشعراوي في التفسير: إبراهيم عيسى صيدم، الجامعة الإسلامية صيدا، رسالة جامعية.
3. الشيخ الشعراوي ومذهبه في التفسير: إبراهيم منصور، كلية أصول الدين بشبين الكوم، رسالة ماجستير.
وإذا رغبت بشراء أحدها فأيها ترشح بارك الله فيك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 03:52]ـ
ننصح بعدم قراءة تفسير الشعراوى والاقبال على كتب المفسرين المعروفين بسلامة المنهج والاعتقاد
بارك الله فيك والرجل أشعري ومن قرأ بعض كلامه في تفسير الصفات اتضح له ذلك
ويأتي بتفاسير غريبة لم يسبق إليها
وليس له جهود في حرب الشرك والقبورية في مصر كماهو معروف
فالواجب الحذر من كتبه ...
ـ[رجية عفو الله]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 07:39]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل:
نعم الشيخ -رحمه الله- أفضى إلى ما قدم، ومناقشة ومنهجه ونقده لا ينقص قدره ومنزلته؛ فأنا من المعجبين بتفسيره، ولكن يبقى أن الحق ضالة المؤمن، وكما قال الإمام مالك -رحمه الله-: ما منا إلا رد أو رد عليه.
كيف لا ينقص من قدره ومنزلته وحضرتك بتشكك في عقيدته فالفرق كلها ضالة إلى فرقة واحدة أهل السنة والجماعة أليس كذلك، هذا شيء
معلومة أخرى كنت قد قرأت عنها أن البعض قال عن الشيخ أنه صوفي قبوري، ثم سمعت بنفسي في احدى البرامج أنه نهى أولاده عن عمل ضريح له أو مولد وأن يدفن في لحد،ولكن أولاده لم ينفذوا وصيته، هذا ما سمعته والله أعلم بالحقيقة.
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 09:53]ـ
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
السائل: كذالك يقول هل تفسير الشيخ الشعراوي من تفسير أهل السنة و الجماعة؟
الشيخ: الشعراوي؟
السائل: نعم
الشيخ: الشعراوي الموجود المتأخر؟
السائل: نعم
الشيخ: لا ليس من أهل السنة و الجماعة هو من أهل التأويل
الشريط رقم 319 من شرح الشيخ على سنن الترمذي
ود قال الإمام المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله عن: محمد متولى الشعراوي الصوفي الأشعري:
- لا يُعتمد عليه، وهو من علماء السوء ... هو عالم ضال.
المصدر:
كتاب "قمع المعاند" ص (173) أسئلة السلفيين في بريطانيا ..
محمد متولي الشعراوي الصوفي القبوري: لا ناقة له بعلم الحديث ولا جمل!
للشيخ / علي رضا
كنا ونحن صغار نسمع أن الشعراوي مفسر كبير للقرآن الكريم، وكنا في ذلك الوقت لا نعلم حقيقة الرجل، وعندما من الله علينا بمعرفة العقيدة السلفية والمنهج الصحيح أدركنا أن الشعراوي حاطب ليل صوفي، خرافي، من أصحاب الطرق الضالة، ومن المجوزين للاستغاثة بالأولياء والحسين، كما هو في الحوار الذي أجراه معه أحد الصحفيين وقاء فيه الشعراوي عقيدته الشركية! أما الحديث فهو من أجهل من رأيت من الأزهريين!
قال المفسر الكبير في كتابه (من فيض الرحمن) ص (97): فالرسول الذي لا ينطق عن الهوى قال هذا الحديث، وهو يعرف أن ما فيه سوف يتأكد في التطبيق الكوني؛ قال هذا الحديث: \" من أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر\"وأنا أكررها عليكم حتى تحفظوها جيداً، وحتى نجعلها دستوراً لنا في حياتنا (!!).
قال علي رضا:
الحديث مكذوب موضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ رواه القضاعي في (مسند الشهاب) برقم 441، 442، 443 من حديث أبي سلمة الحمصي معضلاً، ومن حديث أبي سعيدالخدري رضي الله عنه مرفوعاً.
وفي إسناد المرسل: عمرو بن حصين، وهو كذاب! (الميزان) 3/ 252 – 253،و (تهذيب التهذيب) 3/ 264 – 265، وفي 3/ 612، فقد صرح الخطيب البغدادي بتكذيبه. وأبو سلمة هذا كاتب يحيى بن جابر قاضي حمص لا صحبة له، كما جزم الحافظ السخاوي
في (المقاصد الحسنة) برقم 1061.
أما الرواية المرفوعة؛ ففيها: عمرو بن بكر السكسكي، وهو يروي عن الثقات الطامات كما قال ابن حبان.وقال الذهبي: أحاديثه شبه موضوعة\" \"الميزان\" (3/ 247– 248).
وفيه:
موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، والجناية من السكسكي لا منه! ثم وقفت على الحديث في (الأمثال) برقم 137 للرامهرمزي من رواية عمرو بن الحصين الكذاب! وقد جزم السبكي في (الفتاوى) 2/ 369 بعدم صحته، بل قال: من علم بعدم وروده، وعاند أدب بحسب ما يقتضيه حاله! وقال المناوي في (فيضالقدير) 6/ 65 برقم 8446 - بعد أن ذكر جهالة تابعيه أبي سلمةالحمصي، وشدة ضعف عمرو بن الحصين - معناه: من أخذ شيئاً من غير حله أذهبه الله في غير حقه - في (الفيض): حله ولعل الصواب ما ذكرته كما في (الأمثال) -وكذا جزم بشدة ضعفه الحافظ السخاوي في (الفتاوى الحديثية) برقم (176) ثم قال:والمعنى: أن من أصاب مالاً في غير حله أذهبه الله في مهالك وأمور متبددة، وهو وإن لم يثبت فمعناه صحيح ..... !
وأقول: في كلام ربنا سبحانه وتعالى، وصحيح سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ما يغني عن هذا الحديث المكذوب! وكشك جاهل بالحديث كالشعراوي؛ لكن الأخير أغرق في التصوف والحقيقة هي أن ضلالات الشعراوي وشركياته؛ لم يرق ذلك لبعض الجهلة من القبوريين والمنخدعين بهذا الرجل؛ بل أصر بعضهم، وعاند، وكابر في الحق بعدما تبين؛ فزعم أن حديثاً واحداً أخطأ فيه الشعراوي لا يخوّلنا من الحكم عليه بالجهالة!
وأقول لهؤلاء جميعاً:\"ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا، فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة، أمن يكون عليهم وكيلاً\"؟
الرجل يفتخر بأنه صوفي طرقي يستغيث بالحسين عليه السلام؛ ثم أنتم أيها القبورييون والمغرورون بالشعراوي تنفون عنه الشركيات التي وقع فيها؛لا بل تدافعون بالباطل عن جهله بالحديث أيضاً؟ إذا كان الحديث الذي يصر على تعليمه الشعراوي للناس لا بل تحفيظه لهم، وأن يكون دستور حياتهم: لا ذكر له في أي كتاب من كتب المسلمين التي اعتنت بصحاح الأحاديث وحسنها؛ فكيف يقال بعد هذا: إن الشعراوي شم رائحة هذا العلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 10:08]ـ
جاء في مجلة " الأسرة " (1) العدد 81 شهر ذو الحجة 1420 هـ تحت عنوان " مافيا الموالد: عقيدة الأمة في المزاد " ما يلي:
(" مولد وصحبه غائب " هذه العبارة تفسر ما يحدث في " الموالد " التي انتشرت وفشت في معظم ديار المسلمين، وباتت من أخطر الظواهر التي تهدد الإسلام دين التوحيد.
فهذه الموالد في الأصل بدعة لا أصل لها في الإسلام بغض النظر عما يتخللها من ممارسات، وإذا أضفنا إلى ذلك تلك البدعة ممارسات شركية تحدث خلالها اتضح البون الشاسع الذي يفصل تلك الظاهرة من الإسلام دين التوحيد. ومما زاد الطين بلة أن تأتي تلك المخالفات التي تطعن في صميم التوحيد من قبل مسلمين.
ولأن صاحب المولد الذي يحتفلون به غائب .. فلتمارس كل الوسائل والبدع لتخرج الكثير منهم من الملة، وتقترف باسمه ومولده الكثير من المخالفات .. بدءاً من الطواف حول القبر، ومروراً بتقديم النذور لأصحاب القبور وطلب توسطهم عند الله من أجل قضاء حاجتهم وتطلعاتهم .. وانتهاء بالتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم.
فإذا كنا نعيب على النصارى أنهم يعبدون المسيح فان أصحاب الموالد يصرفون العبادات لمن هم دون المسيح وبذلك يسقطون ما تميز به الإسلام عن غيره من الأديان.
واللافت للنظر، بل الجديد في ظاهرة الموالد أنها لم تعد ممارسات شركية فحسب، بل أضحت ظاهرة اقتصادية لها ميزانيتها ومستفيدون منها. فهذا أستاذ بجامعة إسلامية يترك منصبه بالجامعة من أجل الحصول على قسط وافر ودخل كبير من صندوق النذور الذي ولى نفسه خليفة على صاحبه.
الموالد لها حكايات وقصص تبكي كثيراً على ما يقترف فيها من آثام .. وتضحك قليلاً من ممارسات تخرج عن جادة الصواب، وخلافات حول نصيب الوزارات والأفراد المهيمنين على صناديق النذور.
الشعراوي أحدث الموالد:
أحدث هذه الموالد وأجددها هو مولد محمد متولي الشعراوي الداعية المعروف (2) الذي رحل عنا العام الماضي ليتعارك أولاده وورثته ومحبوه على إقامة أحدث مولد في دنيا المسلمين .. فما هي حكاية هذه الموالد بالضبط!!
نتجه بأنظارنا إلى موقع الحدث حيث ضريح الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي يقع في قلب مجمع إسلامي ببلدة دقادوس التابعة لمحافظة الدقهلية بمصر، ذلك الضريح الذي كان يلجا إليه الآلاف من محبيه طيلة أيام السنة الماضية من كل محافظات مصر، وكذلك يأتيه زوار من السعودية والكويت وقطر واندونيسيا (3)، وكان من بينهم الأمراء والوزراء السابقون والعلماء ..
وبفعل هذا التدافق على ضريح الشيخ تحول تدريجياً إلى قبلة لكل من يزوره .. كما يفعل العامة مع زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين مثل الحسين والسيدة زينب والسيد البدوي (4).
وهكذا احتل ضريح الشيخ الشعراوي مكانته بين الأولياء وفي أذهان الناس وزواره.
وفي مناسبة ذكرى وفاته الأولى (5) اختلف أبناء الشيخ الشعراوي حول إقامة مولد له فقرر ابنه الأوسط عبدالرحيم – الذي لم يكمل تعليمه واتجه للأعمال الحرة بالدقهلية – إقامة أول مولد له يوم 17 يونيه الماضي الموافق يوم وفاته (6) ..
وحضر إليه آلاف من الصوفية والدروايش وتحول هذا العمل إلى مشهد دراماتيكي ساخن بين مؤيدين لهذا العمل ومعارضين له.
في البداية اعترض الابن الأكبر للشيخ الشعراوي وهو الشيخ سامي الشعراوي .. أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر .. فامتنع عن الحضور للمولد (7) رغم تجمع كل أفراد الأسرة الشعراوية هناك، إلا أنه أراد أن يسجل موقفاً يحسب له وإن كان يؤخذ عليه عدم القدرة على إقناع أخيه الأصغر بالامتناع عن فعلته تلك التي تعد بداية للترويج الخرافات والمعاصي في مسقط رأس الشيخ الشعراوي.
غير أن الشيخ عبدالرحيم الابن الأوسط حاول إضفاء الشرعية على تصرفه فوجه الدعوة لكبار العلماء في مقدمتهم شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف، ومفتي مصر، ورئيس جامعة الأزهر، وغيرهم الكثير، ولم يحضر واحد منهم المولد (8) الذي كان صورة طبق الأصل من الموالد الأخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث المراجيح .. والحلاوة ولعب الأطفال والحمص .. والخيم التي أقام فيها المتصوفة قبل المولد بأسبوع حتى الليلة الكبيرة .. الدراويش أكدوا أنهم مصرون على الحضور للمولد سنوياً لأنهم يعشقون الشعراوي ويؤيدون ابنه عبدالرحيم بكل قوة لإحياء ذكرى الشعراوي .. وآخرون أكدوا أنها بدعة ما أنزل الله بها من سلطان وإنما هي نوع من الأعمال التي يزينها الشيطان في أعين فاعليها.
دفاع مستميت:
دافع عبدالرحيم الشعراوي عن وجهة نظره باستماتة قائلاً: " أنا عشت مع الإمام قرابة 57 عاماً ولم أره يوماً يذم إقامة الأضرحة لأولياء الله الصالحين .. بل إنه كان يصطحبني أنا وإخوتي لزيارتها ونحن صغار (9) ..
وأمرنا بزيارتها ونحن كبار .. بل إنني عندما أنشأت مصنعاً في طنطا كان يوصيني بالإكثار من زيارة السيد البدوي، وكان يوصيني أيضاً بأنني عندما أذهب إلى أي بلدة أن أصلي ركعتين عند أقرب شيخ لهم في مسجدهم (10)
ثم ركعتين شكراً لله أن مكنني من زيارة هذا الشيخ (11).
فأنا تربيت على مائدة حب أولياء الله الصالحين (12)!!!!!!!
ومن حقي أبني مقاماً لمن كان يحبهم وليس من حق أي أحد أن يعترض .. هل تريدون أن لا تقام للإمام قائمة بعد وفاته "؟!
الذي قد لا يعرفه عبدالرحيم أن عبادة الأصنام بدأت بتبجيل الصالحين وإقامة التماثيل لهم بعد وفاتهم (13).
ولعبدالرحيم منطق غريب في تصميمه على بناء المقصورة لوالده، إذ يؤكد أن الشيخ الشعراوي يأتي لزيارته محبون من جميع دول العالم فهل يعقل أن يراه هؤلاء المحبون يرقد في قبر صغير لا يتناسب مع حجمه العلمي والأخلاقي؟!
والسبب الآخر أن الأرض في دقادوس رخوة ومشبعة بالمياه الجوفية فلو تم الدفن فيها لتحلل الجسد فور دفنه، لذا نقوم ببناء المقابر في أماكن مرتفعة حماية للجثث (14)!! وأن المقصورة تعد حماية للزوار الذين يفرون من حرارة الشمس (15).
ليس مشروعاً استثمارياً:
ويتردد أن عبدالرحيم الشعراوي بنى هذا الضريح كمشروع استثماري لجمع أموال النذور من محبي الشيخ، وأن ابن سلطان البهرة وبعض المسؤولين من دول إسلامية مختلفة أسهموا في بناء هذا الضريح، لكن عبدالرحيم نفى ذلك تماماً وقال: الشيخ الشعراوي تركنا في أحسن حال (16)
وما تركه لنا يكفينا ويكفي أبناءنا لفترة طويلة .. ونحن والحمد لله لسنا في حاجة إلى نذور كما يروج البعض (17)
وأنبه من يروج لذلك أن يعلم أن النذور من حق الأوقاف (18) ..
أما ما يقال عن البهرة وغيرهم فهذا كلام لا أساس له من الصحة، وأتحدى من يقول إنه أعطانا مليماً وأحداً في بناء الضريح والمقصورة .. فنحن لم نقم الضريح للارتزاق، بل لإحياء ذكرى الشيخ الذي مجده علمه ونحن يجمعنا حبه مع من يحبه .. فما العيب في ذلك؟ (19).
يقبل الأعتاب:
وفي مقدمة المؤيدين للشيخ عبدالرحيم في توجهه رجل الأعمال محمد صابر صهر الشعراوي الذي قال:
لازمت الإمام 35 عاماً وكنت من أقرب المقربين إليه. وكان يأخذنا إلى مساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين ويقبل الأعتاب (20)، ويساعد المحتاجين، ويطعم الجائع ويسقي الظمآن بنفسه ..
ثم إن هناك موالد لكل أولياء الله الصالحين، ولكل منهم مقصورة فهذا حب لهم بحب الله لهم (21) وإلا فلماذا لم يمنعوا احتفال الناس بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ (22) فنحن نرفض أن ترتكب في هذا المولد أي تجاوزات أو معاص (23).
محب للموالد:
ومن مؤيدي الموالد أيضاً المخرج التلفزيوني عبدالمنعم شمروخ الذي أخرج كل حلقات الشعراوي في تفسير القرآن الكريم.
يقول عن الشيخ الشعراوي: كان رحمه الله محباً للموالد، حتى إنني في إحدى الحلقات فوجئت به يطلب سرعة الانتهاء لأن ذلك اليوم مولد السيدة زينب ولا بد أن يذهب إليه (24)
أشفقت عليه من الزحام الشديد وكبر سنه والتفاف محبيه حوله مما قد يتسبب في الإضرار به .. إلا أنه أصر (25) مما جعلني أقترح عليه أن يرتدي زياً مغربياً ويغطي وجهه حتى لا يعرفه أحد .. ففعل ذلك ونجحت الخطة وتجول في المولد وزار السيدة زينب.!!!!!!!!!
____________________
الهوامش:
(1) مع التحفظ على بعض المقالات التي تكتب في هذه المجلة وعلى نشر الصور والرسوم فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) وهو رجل له مخالفات عديدة في العقيدة فهو يقول مثلاً بأن الله في كل مكان وهو صوفي ويقول بأن الكون مخلوق من نور الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد نبه بعض أهل العلم وطلبته على بعض تلك المخالفات فراجع مثلاً شريط " معنى التوسل والرد على الشعراوي " للشيخ محمد جميل غازي رحمه الله
وتجد الشريط في الرابط التالي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=14419 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=14419)
علما أن الشريط يوجد عندي باسم الشيخ جميل غازي رحمه الله، وموجود في موقع طريق الإسلام باسم الشيخ فوزي السعيد، ولا أدري أيهما الصحيح.
وراجع كذلك نهاية شريط رقم 39 وبداية شريط رقم 40 من " رحلة النور " للشيخ الألباني رحمه الله ــ و اشرطة " رحلة النور " ليست هي "سلسلة الهدى والنور " وإنما سلسلة أخرى وعدد أشرطتها 48 شريط سجلها الشيخ رحمه الله خلال زيارته العلمية للسعودية عام 1410 هـ، ــ
:
( http://alsoufia.com/uploader/uploads/lks.rar)
وراجع كذلك كتاب " وقفات حوار مع فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي " لنبيل حمدي، كما رد عليه الشيخ جميل زينو حفظه الله في موضوع النور المحمدي في كتابه " أركان الإسلام والإيمان ". وكتاب "الشعراوي في الميزان" لأحد طلبة العلم وقد نشره الأخ أبو عثمان السلفي في عدة مواقع عبر الشبكة،
( http://alsoufia.com/uploader/uploads/sm.rar)
( 3 ) إن كان بعض هؤلاء سافروا من بلادهم من أجل الزيارة فهذه مخالفة أخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا".
(4) البدوي معروف بأنه من كبار الصوفية وله مخالفات عديدة وخصوصاً في العقيدة، بل جاء في سيرته التي ذكرها بعض الصوفية أنه كان لا يصلي، فهل يعتبر من أولياء الله؟!
(5) الاحتفال بمرور عام على وفاة الشخص من البدع راجع " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (13/ 394 – 395).
(6) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سن سنة في الإسلام سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم.
(7) الذي يظهر من المقال كما سيأتي إن شاء الله أن بعض المعترضين على إقامة المولد والضريح ليس لأن ذلك مخالف للعقيدة الإسلامية وإنما لما يقع في المولد من معاصي!! أو لأن الشعراوي رفض بنفسه هذه الفكرة من باب التواضع!!
(8) وليس معنى هذا أنهم لا يرون جواز الاحتفال بالموالد لأنهم يحضرون ما يسمى بالمولد النبوي وغيره من الموالد كما هو معروف عنهم.
(9) هذا الكلام يدل على أن الابن أخذ هذه العقيدة عن والده وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " متفق عليه.
إلا إن كان ولد الشيخ يكذب!! فهذا أمر آخر. ولا أظنه كاذب فالذي يطلع على بعض تسجيلات الشعراوي أو بعض كتبه تجده يؤيد فيها زيارة الأضرحة والتوسل بها وإقامة موالد لأصحابها. وراجع بعض الكتب التي والأشرطة التي أحلت إليها في الهامش رقم (1) تجد فيها بعض النقولات عن الشعراوي حول هذه الأمور والله المستعان.
(10) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس: " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك " رواه مسلم. راجع كتاب
" تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للعلامة الألباني رحمه الله وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=554 (http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=554)
(11) الوارد في السنة الصحيحة أن يسجد الشخص سجدتين للشكر، وهذا يصلي ركعتين للشكر وهي بدعة لحضوره في مسجد فيه بدع وشرك ليفعل بدعة!!! ظلمات بعضها فوق بعض!
(12) قال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان فينا ######## على ما كان عوده أبوه
(يُتْبَعُ)
(/)
(13) ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير آية: (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) أنها أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخَ العلم عبدت " رواه البخاري.
(14) وأين حماية جناب التوحيد؟! وإن كان كلامه صحيح حول التربة فهناك طرق أخرى لحمية الجثث.
(15) (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون)!! ثم هل تصيبهم حرارة الشمس وهم بجوار ضريح (الإمام)؟!
(16) هذا من الجهة الاقتصادية وأما من الجهة الدينية فالله المستعان.
(17) ولكن هم في حاجة لتعلم العقيدة!! ثم هل يفهم من هذا أنه لم يضع صندوق نذور لأنه ليس في حاجة للمال فقط وليس من أجل أن ذلك مخالف للعقيدة الإسلامية؟!!
(18) النذور لا تصرف إلا لله.
(19) العيب في ذلك أن إقامة الأضرحة مخالفة للعقيدة الإسلامية فقد قال جابر رضي الله عنه: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم.
(20) الله المستعان، وقد قال بعض الصوفية: من قبل الأعتاب ما خاب!!
(21) قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) فهل إقامة الأضرحة تعتبر من إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال جابر رضي الله عنه: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم.
(22) قال أهل العلم: أثبت العرش ثم أنقش. ومن قال أنه يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقول هذا الكلام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، راجع " كتب ورسائل في حكم الاحتفال " لمجموعة علماء و " حوار مع المالكي " للشيخ عبدالله بن منيع. وتجد في الرابط التالي بعض الرسائل حول التحذير من الاحتفال بالمولد النبوي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1140 (http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1140)
ورابط حوار مع المالكي.
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225 (http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225)
(23) إن إقامة المولد في حد ذاته تجاوز لشرع الله لأن الله لم يشرعه لنا وقد قال: (اليوم أكملت لكم دينكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وقال الإمام مالك رحمه الله: " ما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا " وراجع الكتب المذكورة في الهامش السابق.
(24) ومعلوم ما يقع في هذه الموالد من بدع وشرك.
(25) قال ابن مسعود رضي الله عنه " اقتصاد في سنة، خير من إجتهاد في بدعة ".
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 10:26]ـ
الشيخُ الراحلُ "محمد متولّي الشعراوي" يحسبُ نفسَهُ قدْ جاءَ بعبقريّاتٍ وخوارقَ في تفسيرِ القرآنِ الكريمِ، وكان يظنُّ أنَّهُ "المعلّمُ المنتظَرُ"، وأنَّهُ "المستشارُ المُنظِّرُ"، وأنَّ على العلماءِ أنْ يتعلّموا منهُ، ويقتبسوا منْ أنوارِهِ ..
وقدِ اعتادَ أنْ يأتيَ بمسألةٍ ما مُظهراً عظيمَ جهلِ المسلمينَ بها، ثمَّ روعةَ حلّهِ هوَ لها. وحتى قضيةُ البعثِ التي تمثّلُ في الإسلامِ أهمَّ موضوعٍ اعتقاديٍّ بعدَ الإيمانِ باللهِ تعالى، والتي جاءَ القرآنُ الكريمُ على حقِّيّتِها بكلِّ الأدلّةِ والبراهينِ البيّنةِ الجليّةِ، فإنّ الشيخَ يرى نفسَهُ هوَ الوحيدُ الذي يستطيعُ أنْ يبطلَ "أقوى حجةٍ" يطرحُها الكافرونَ ضدَّ البعثِ، وأنَّهُ الفريدُ الذي يقدرُ أنْ يبطلَ "أقوى شبهةٍ" يثيرُها الملحدون ضدَّ النشأةِ الآخرةِ يومَ القيامةِ. والعجيبُ أنَّهُ يقومُ بالردِّ على هؤلاءِ ظانّاً أنَّهُ يهديهم، ولكنّهُ وفقَ آراءِ العالم القديمِ الشهيرِ المرحوم "ابن القيّم الجوزيّةِ" تلميذِ الإمامِ المرحوم "ابنِ تيميّة" شيخِ الإسلامِ، يدخلُ مدخلاً يجعلُهُ في زمرتِهم، في زمرةِ الكافرينَ بالبعثِ؛ لأنَّهُ يدافعُ ضدَّ حجتِهم وضدَّ شبهتِهم بما هوَ منْ مثلِهما. فدعنا ندخلْ إلى استعراضِ المسألةِ.
شبهةُ أو حجةُ الكافرينَ بالبعثِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقولُ الشيخُ الراحلُ: "الذين استبعدوا أمرَ البعثِ مادّيّاً يقولونَ: إنَّ الإنسانَ مكّونٌ منْ عناصرَ وحينما يموتُ تذهبُ عناصرُهُ في الأرضِ. إذنْ فالعناصرُ التي كانت في الإنسانِ الذي ماتَ وشاعتْ في الترابِ سيتكوّنُ منها إنسانٌ آخرُ، فإذا بُعِثَ: أيُبعثُ منَ الأولِ أم يُبعثُ منَ الثاني؟ فإنْ بُعِثَ منَ الأولِ نقصَ منَ الثاني، وإنْ بُعثَ منَ الثاني نقصَ منَ الأول .. وهكذا دواليْك" ..
---[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسير القرآنِ الكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 2، صفحة 119].
حاولَ إبطالَ الشبهةِ فوقعَ فيها
لقدْ أرادَ الشيخُ الشعراويُّ أنْ يثبتَ فهلويّةً فريدةً يقضي بها على حججِ المنكرينَ للبعثِ فإذا بهِ – حسبَ ابن القيّمِ رحمَهُ اللهُ تعالى – منَ المنكرينَ للبعثِ. فماذا يقولُ الشيخُ الشعراويُّ في "إفحامِ" منكري البعثِ؟
يقولُ، ويا ليتَهُ ما قالَ: "فاختلافُ الشخصيّاتِ إنَّما ينشأُ منَ اختلافِ نِسَبِ العناصرِ، فنسبُ العناصرِ حينَ تكونُ معلومة بالدِّقةِ، ولا يتّفقُ شخصٌ معَ شخصٍ في نسبةِ العناصرِ أبداً. إنْ جئتَ بمائةِ مليونِ شخصٍ وحلَّلْتَ عناصرَهم لا تجدُ شخصاً متّفقاً معَ شخصٍ في نسبةِ العناصرِ، وإنِ اتفقَ معهُ في مجموعةِ تلكَ العناصرِ. إذنْ، فالمُعوَّلُ عليهِ لشخصيّاتِ كلِّ فردٍ هيَ النسبةُ المكوّنةُ لعناصرِهِ ..
واختلافُ الشخصياتِ إنَّما ينشأُ لا منَ اختلافِ العناصرِ المكونةِ لها بلْ منَ اختلافِ النسبِ الموجودةِ في تلكَ العناصرِ، وباختلافِ النسبِ تختلفُ الشخصياتُ. فحينَ يأمرُ اللهُ بإعادةِ التراكيبِ، تأتي عناصرُ كلِّ إنسانٍ فتكوِّنُهُ، أيْ نسبةُ وجودِها فيهِ، وبذلك تكونُ الشخصيّاتُ مختلفةً وتعبّرُ عنِ الشخصيةِ، فإذا تكونت العناصرُ بنسبةِ تكوينِها الأولِ كانَ ذلكَ هوَ الشخصَ".
ملاحظات على كلامِ الشعراويِّ
1 - كلامُهُ مرجومٌ بالغيبِ، ومُلقىً على عواهنِهِ، مجرّدُ تخبيصاتٍ وتهجيصاتٍ .. خبابيصُ لبابيصُ!
2 - يفترضُ أنَّ الإنسانَ يموتُ وفي تركيبِ جسمِهِ ذرّاتٌ كانتْ في جسمِ إنسانٍ قدْ سبقَهُ إلى الموتِ .. وأكبرُ منْ هذا جريمةً، هوَ أنَّ البعثَ عندَهُ هوَ منْ ذرّاتٍ غيرِ التي تكونُ في البدنِ لحظةَ الموتِ، وهذا معناهُ تغييرُ بدنِ المبعوثِ ببدنٍ آخرَ، وهذا في النهايةِ ليسَ بعثاً وليسَ رجعاً.
المهمُ في اعتقادِ الشعراويِّ هوَ "النسبة"! .. فهلِْ التفسيرُ "سوقُ الحسبة"، حيثُ يبيعونَ "البندورة" بالجملةِ بالمزادِ؟
فكيفَ قرّرَ هذا وذاكَ؟ فما دليلُهُ وبرهانُهُ؟
3 - ويفترضُ أنَّ تحليلَ كلِّ البشرِ لا يعطي تساوياً في نسبِ العناصرِ بينَ أيِّ اثنيْنِ منهم .. فمنْ هوَ ذا الذي حلّلَ مائةَ مليونِ شخصٍ؟
4 - ويفترضُ أنَّ "المُعوَّلَ عليهِ لشخصيّاتِ كلِّ فردٍ هيَ النسبةُ المكوّنةُ لعناصرِهِ" .. فالفردُ عندهُ لهُ شخصيّاتٌ! .. فمنْ أيِّ آيةٍ كريمةٍ أوْ أيِّ حديثٍ شريفٍ استدلَّ الشعراويُّ على هذهِ المقرّرةِ المغرِّرةِ؟ .. مَنْ أنبأهُ بهذا؟ ..
5 - وكأنَّهُ شهدَ البعثَ وعادَ يخبرُنا كشاهدِ عيانٍ إذْ يقولُ: "فحينَ يأمرُ اللهُ بإعادةِ التراكيبِ، تأتي عناصرُ كلِّ إنسانٍ فتكوِّنُهُ، أيْ نسبةُ وجودِها فيهِ، وبذلك تكونُ الشخصيّاتُ مختلفةً وتعبّرُ عنِ الشخصيةِ"! ....
هذا ما عندَ الشعراويِّ: تأتي عناصرُهُ بنسبةِ وجودِها فيه، وليسَ تأتي ذرّاتُهُ التي ماتَ وهيَ في تركيبِ بدنِهِ .. أما كانَ الشعراويُّ مصدِّقاً بقولِ اللهِ تعالى: "قدْ علمْنا ما تنقصُ الأرضُ منهم"؟ .. أليسَ اللهُ بعالمٍ بما تُبليهِ الأرضُ منْ أبدانِهم وتحلِّلُهُ منَ الذرّاتِ التي كانتْ تكوِّنُ أبدانَهم نفسَها حينَ الموتِ؟ .. أليسَ اللهُ تعالى بقادرٍ على أنْ يعيدَ تلكَ الذرّاتِ بعينِها ونفسِها إلى تركيبِ أبدانِهم يومَ البعثِ مهما ضلَّتْ في الأرضِ؟ .. كيفَ تشهدُ جلودُهم عليهم إنْ لمْ تكنْ قدْ أعيدَ تركيبُها منَ الذراتِ أنفُسِها التي كانتْ فيها حينَ الموتِ؟ .. أمْ هلْ يركِّبُ اللهُ تعالى فيها ذرّاتٍ تشهدُ عليهم شهادةَ زورٍ، شهادةَ منْ لمْ يحضرْ ما فعلوهُ؟ "وقالوا لجلودِهم لِمَ شهدتُّم علينا؟ قالوا: أنطقَنا اللهُ الذي أنطقَ كلَّ شيءٍ" (فصلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
21).
ولا يكتفي الشعراويُّ بما سبقَ بلْ يرى:
أ - أنَّ العلماءَ لمْ يفطنوا إلى أنَّ العناصرَ الخامَّ في ذاتِها لا تتميّزُ، ولا تتميّزُ ذرّاتُها.
أجلْ، العلماءُ لمْ يفطنوا، وأمّا هوَ فإنَّهُ الفطينُ الفهيمُ! .. إنَّهُ "سوبَرْ أيْنِشْتايْن"! .. إنَّهُ "سوبَرْ فهمانْ"!
ب – ويعتبرُ أنَّ الشخصَ يزيدُ في الوزنِ وينقصُ ولكنَّ النسبَ بينَ عناصرِهِ تبقى ثابتةً. ففي أيِّ المختبراتِ أثبتَ الشيخُ الشعراويُّ هذا الاكتشافَ العظيمَ؟
لقدْ تحدّثَ عنِ النسبِ ولكنَّهُ لمْ يحدِّثْنا عنها: هلْ هيَ نسبٌ في عددِ الذراتِ، أمْ هيَ نسبٌ في كتلتِها؟ ..
وينسى الشعراويُّ الفطينُ أنَّ ذراتِ العنصرِ الواحدِ تختلفُ وأنَّها تتميّزُ؛ فهناكَ ما يسمّى النظائر isotopes . ولا أدري كيفَ حكَمَ على وجودِ تمامِ التماثلِ في ذرّاتِ العنصرِ الواحدِ حتّى لوْ لمْ يكنْ هناكَ نظائر .. فما هيَ القوانينُ الفيزيائيّةُ التي جعلتْهُ يحكُمُ بأنَّ ذراتِ العنصرِ الواحدِ لا تتميّزُ؟ .. فهلْ ذرّاتُ الحديدِ كلُّها حتّى لو لمْ يكنْ للحديدِ نظائرُ هيَ متماثلةٌ تمامَ التماثلِ؟ .. هلْ ذرّاتُ الصوديوم جميعاً متماثلةٌ 100% منْ كلِّ ما يتعلَّقُ بها منْ مجالاتٍ مغناطيسيّةٍ وكهربائيّةٍ وقُوىً .. الخ؟ .. ولماذا لا يكونُ لكلِّ ذرّةٍ "شخصيّةٌ" فرديّةٌ؟
حسناً، إنَّ الشعراويَّ يردُّ على حجّةِ منكري البعثِ بافتراضاتٍ مرجومةٍ بالغيبِ، بافتراضاتٍ هيَ ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعضٍ إذا نظرتَ إلى عقلِهِ بينَها لمْ تكدْ تراهُ .. فهلْ كانَ عقلُهُ في سفرٍ في بلادِ واقِ الواقِ؟ .. أم هلْ كانَ عقلُهُ معهُ؟ أمْ هوَ - أصلاً - منَ الذينَ يعقلونَ؟
أجلْ، وإنَّ القولَ بالنسبِ يجعلُ هناكَ قابليّةً لمضاعفةِ الشخصِ. وبناءً على هذهِ القابليّةِ فإنَّهُ يصِحُّ وَفْقَ الشعراويِّ أنْ يبعثَ اللهُ تعالى أحَدَ الناسِ وهوَ في مثلِ كتلةِ جبلِ أُحُد، أوْ جبلِ إفرست، أوْ جبلِ "الشيخ" ..
وبعدَ أنْ مررْنا بأقوالِ الشعراويِّ وبعضٍ منْ ملاحظاتٍ خفيفةٍ نحيفةٍ فلا بدَّ أنْ ننقلَكَ منْ قاربِنا إلى سفينةِ "ابنِ القيِّمِ الجوزيّةِ"، ومنْ حوضِنا إلى محيطِهِ ليحدِّثَكَ حديثاً يُريكَ أنَّ ما يقولُهُ الشعراويُّ هوَ إنكارٌ للبعثِ، ومنكرُ البعثِ كافرٌ بلا خلافٍ .. فماذا يقولُ ابنُ القيِّمِ منَ الكلامِ القيِّمِ؟
يقولُ: "ودلّتِ الآياتُ صريحاً على أنَّ اللهَ سبحانَهُ يُعيدُ هذا الجسَدَ بعينِهِ الذي أطاعَ وعصى فينعِّمُهُ ويعذّبُهُ، كما ينعمُ الروحَ التي آمنتْ بعينِها، ويعذّبُ التي كفرتْ بعينِها، لا أنَّهُ سبحانَهُ يخلقُ روحاً أخرى غيرَ هذهِ فينعمُها ويعذّبُها كما قالَهُ مَنْ لمْ يعرفِ المَعادَ الذي أخبرتْ بهِ الرسلُ، حيثُ زعَمَ أنَّ اللهَ سبحانَهُ يخلقُ بدناً غيرَ هذا البدنِ منْ كلّ وجهٍ، عليهِ يقعُ النعيمُ والعذابُ، والروحُ عندَهُ عرَضٌ من أعراضِ هذا البدنِ فيخلُقُ روحاً غيرَ هذهِ الروحِ وبدناً غيرَ هذا البدنِ، وهذا غيرُ ما اتفقتْ عليْهِ الرسلُ ودلَّ عليْهِ القرآنُ والسنةُ وسائرُ كتبِ اللهِ تعالى، وهذا في الحقيقةِ إنكارٌ للمعادِ وموافقةٌ لمن أنكرَهُ منَ المكذّبينَ، فإنّهم لم ينكروا قدرةَ اللهِ على خلقِ أجسامٍ غيرِ هذهِ يعذّبُها وينعمُها. فتعجبوا أنْ يكونوا همْ بأعيانِهم مبعوثينَ للجزاءِ، ولوْ كانَ الجزاءُ هوَ لأجسامٍ غيرِ هذهِ لمْ يكنْ ذلكَ رجعاً ولا بعثاً بلْ يكونُ ابتداءً، ولمْ يكن لقولِهِ: "قدْ علمنا ما تنقصُ الأرضُ منهم" كبيرُ معنىً فإنَّهُ سبحانَهُ جعلَ هذا جواباً لسؤالٍ مقدَّرٍ وهوَ أنَّهُ يميّزُ تلكَ الأجزاءَ التي اختلطتْ بالأرضِ واستحالتْ إلى العناصرِ بحيثُ لا تتميّزُ، فأخبرَ سبحانَهُ أنّهُ قدْ علمَ ما تُنقصُهُ الأرضُ منْ لحومِهم وعظامِهم وأشعارِهم، وأنَّهُ كما هوَ عالمٌ بتلكَ الأجزاءِ فهوَ قادرٌ على تحصيلِها وجمعِها وتأليفِها خلقاً جديداً" .. [من كتاب "الفوائد" لابن القيّمِ الجوزيّةِ، منشورات مكتبة المتنبي بالقاهرة، ص7 - ص9].
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعدَ قراءةِ أقوالِ العالمِ ابنِ القيِّمِ، رحمَهُ اللهُ تعالى، يظهرُ لنا كيفَ أنَّ الشيخَ الراحلَ "محمد متولّي الشعراوي" قدْ ردَّ حجةَ منكري البعثِ بما ينكرُ البعثَ؛ لأنَّ كلامَهُ بالبعثِ وَفقَ النسبِ يعني أنَّ الله تعالى يخلقُ بدناً غيرَ هذا البدن، ويظهرُ لنا أيضاً كيفَ أنَّ رأيَهُ كانَ مخالفاً لصريحِ القرآنِ الكريمِ، ولصحيحِ السنةِ، ولما جاءتْ بهِ جميعُ الرسلِ، ولما جاءَ في سائرِ كتبِ اللهِ تعالى.
(منقول مع التحفظ على بعض الألفاظ والعبارات الواردة).
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 10:38]ـ
أجل، ما كانَ أعجبَ أمرَ الشيخِ "محمد متولّي الشعراوي"؛ إذْ أدخل في التفسيرِ أباطيلَ وأضاليلَ .. وأدهى ما في الأمرِ أنَّهُ كانَ يحسبُ أنَّ الإسلامَ بقيَ ينتظرُ قدومَهُ أربعةَ عشرَ قرناً كيْ يقومَ هوَ بالردِّ والذودِ عنهُ حتّى في عقيدةِ التوحيدِ .. لقدْ كانَ المسلمونَ في عُرفِهِ "مكشوفينَ" أمامَ المللِ المناوئةِ لهم حتّى جاءَ هوَ يجعلُهم في حصنٍ منيعٍ! ..
وذهبَ الرجلُ يناقشُ النصارى ليبطلَ التثليثَ فما كانَ منهُ إلّا أنْ جاءَ برأيٍ يسرُّ الخوارنةَ، وكلَّ قِسّيسٍ! .. جاءَ برأيٍ يرفضُهُ حتّى صبيةُ كتاتيبِ الصعيدِ .. فما بالُ الأزهرِ كانَ عنهُ منَ الساكتينَ المنخرسينَ عشراتٍ منَ السنينَ؟!
قالَ الشعراويُّ وكأنَّ البابا "يوحنّا" كانَ يوحي إليْهِ زُخرُفَ القولِ غروراً - قالَ -: "إنَّ النصارى لمْ يخرُجوا عنْ نطاقِ "الواحديّةِ" بقولِهم عنِ اللهِ بأنّهُ "ثالثُ ثلاثةٍ"، وإنَّما هم عندَ هذا الشيخ قدْ خرجوا عنْ نطاقِ "الأحديّةِ" --[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسير القرآنِ الكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 3، صفحة 183] .. فهلْ تخرَّجَ هذا الشيخُ منَ ديرٍ أمْ منَ "الأزهرِ"؟
يا لَلْعارِ! .. يا لَلْعيبِِ! .. كيفَ سكتَ المسلمونَ عنْ هذا القول الذي يهدم عقيدة التوحيد وينسفها نسفاً؟ ..
أجلْ، لقدِ اعتبرَ "إمامُ الدعاةِ" أنَّ النصارى كانوا على "صحّةٍ" حينما قالوا عنْ أنَّ الثلاثةَ: "الأبَ والابنَ والروحَ القدُسَ" هم "واحد"، ووافقَهم على ذلكَ بكلِّ صراحةٍ .. وكلُّ ما في الأمرِ حسبَ رأيِه أنَّهم قدْ خرجوا عنْ نطاقِ "الأحديّةِ" ولمْ يخرجوا عنْ نطاقِ "الواحديّة"! ..
لا ريْبَ، ولا جَرَمَ، فإنَّ كلامَ "شيخ شعراوي" لَممّا تكادُ الجبالُ تخرُّ منهُ هدّاً؛ فلقدْ قالَ قولاً إدّاً.
أجلْ، لقدْ سألَ "الشيخ الشعراوي" سؤالاً يقولُ: "لماذا قالَ الحقُّ سبحانَهُ: "قلْ هوَ اللهُ أحدٌ "، ولم يقلْ مكانَها: (قلْ هوَ اللهُ واحدٌ)؟ " ..
ويجيبُ "الشيخ الشعراوي" سؤألَهُ بنفسِهِ فيقولُ: "أعطانا الحقُّ سبحانَهُ وتعالى في هذهِ السورةِ الردودَ على النحلِ والمذاهبِ التي بعضُها يقول: الأب والابن والروح القدس – هؤلاء ثلاثة – إلهٌ واحدٌ .. يبقى "الله" ما مدلولُه؟ .. هوَ الله واحد: صحيح. لكن مكونٌ كيفَ؟ .. من أقانيم. ما الأقانيم؟ .. الأب والابن والروح القدس. يبقى تجمّعت هذهِ وأصبحت "الله". إذن فهو منْ ناحيةِ ذلكَ "واحد". هم قالوا: "واحد". نقول: نعم، لكن ليسَ " أحد" .. لماذا؟ .. لأنّهُ ما دامَ الأب والابن والروح القدس أُجمِعوا وعُمِلوا لنا "معجنة"، وطلعوا لنا "الله"، يبقى ليس "أحد". يبقى إذنْ وقعوا تلكَ الوقعة .. لماذا؟ .. لأنهم خرجوا عنْ نطاقِ الأحديّةِ، وإنْ لم يخرجوا عنْ نطاقِ "الواحديّةِ" -----[محمد متولي الشعراوي، "المنتخب من تفسير القرآنِ الكريمِ"، دار العودة، بيروت، طبعة أولى، جزء 3، صفحة 183].
صدقاً، إنَّهُ لمنْ أغربِ الغريبِ وأعجب العجيبِ أنْ يمرِّرَ "الشيخ الشعراوي" هذهِ الأضاليلَ الأباطيلَ، الخبابيصَ اللبابيصَ، على المسلمينَ لعشراتِ السنينَ، معَ أنَّهُ كانَ منَ المفروضِ في الذينَ سمعوا منهُ هذا الكلامَ أولَ مرّةٍ أنْ لا يغادروا مكانَ الدرسِ إلاّ وقد استتابوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أعرفُ كيفَ أنْ "الأزهرَ" لمْ يعرِّفِ الشعراويَّ أنَّ "الألوهيةَ" أوِ "الإلاهيةَ" غيرُ كائنةٍ إلّا في واحدٍ، واحدٍ لا غيرِ، وليسَ في اثنينِ مجمَّعَيْنِ في واحدٍ، ولا في ثلاثةٍ مركَّبينَ مجمّعينَ في واحدٍ .. وليسَ في أربعةٍ مركبينَ في واحدٍ، وليسَ في .. وليسَ في .. الخ، فالذي لهُ الألوهيةُ هوَ "اللهُ" وحدَهُ، فسبحانَهُ وتعالى عمّا يشركونَ.
والداهيةُ الدهياءُ أنَّ "الشيخ الشعراوي" قد كرّرَ مثلَ قولِهِ السابقِ على ملايينِ المسلمينَ، وأنَّ "الشيوخَ" قدْ كرّروهُ منْ بعدِهِ .. فها هوَ يقولُ قولاً بابويّاً: "وقدِ وقعَ البشرُ في ورطةِ المذاهبِ التي تقولُ: إنَّ اللهَ هو الأب والابن والروح شيءٌ واحد. قالوا: الله واحد لكنَّهُ مكوَّنٌ من أقانيم هيَ: الأب والابن والروح القدس، وهذه الثلاثةُ شيءٌ واحد هوَ الله. وهم منْ هذهِ الوجهةِ قالوا: "واحد"، نقول: "نعم واحد"، ولكن ليسَ "أحداً" لأنّهُ مركَّبٌ منْ ثلاثةٍ" .... [محمد متولي الشعراوي، معجزة القرآن، الطبعة الثالثة، دار كتاب اليوم، القاهرة، جزء 3، صفحة 364].
وهنا لا بدَّ من بعضِ الملاحظاتِ:
1 - رد الله تعالى عقيدة التثليث بقولِهِ: "لقد كفر الذين قالوا إنَّ الله ثالث ثلاثةٍ وما من إله إلاّ إله واحدٌ" (المائدة: 73). وكذلك بقولِه سبحانه: "ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنَّما اللهُ إله واحد" (النساء: 171) .. فلو كان "الواحد" يقبل التركيب لَما جاء في مورد الرد على التثليث.
فكيف جعلَ الشيخُ الشعراوي أنَّ اسمَ اللهِ تعالى "الواحد" لا ينفي عنهُ شبهةَ التركيبِ والتجميعِ منْ ثلاثةٍ؟ .. فالشيخ نفسه هو القائلُ: "فالشيء الواحدُ ممكن أنْ يكونَ له شبيه، والشيءُ الواحد ممكن أن يكونَ من مجموعِ الأشياءِ " ... فيا للَهولِ منْ هذا القولِ! ..
2 - نسيَ "الشيخ الشعراوي" أنَّ "الواحدَ" هوَ منْ أسماءِ اللهِ الحسنى، ونسيَ أنّ أيَّ اسمٍ منها يحملُ التنزيهَ المطلقَ.
3 - ويقول الله تعالى: "وقال الله تعالى لا تتخذوا إلهيْن اثنيْن إنما هو إله واحد" (النحل: 51) .. ويقول سبحانه: "وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو" (التوبة: 31).
4 - ولوْ كانَ "الواحدُ" يحملُ شبهةَ التركيبِ والتجميعِ لَما قالَ يوسُفُ لصاحبيْهِ في السجنِ: "ءَأربابٌ متفرِّقونَ خيرٌ أمِ اللهُ الواحدُ القهّارُ؟ " .. فهلِ اللهُ الواحدُ "آلهةٌ متجمِّعةٌ غيرُ متفرِّقةٍ"؟ .. سبحانَ اللهِ وتعالى عمّا يصفونَ ويشركونَ ويجمِّعونَ، وعمّاَ يوافقُهم عليهِ الشيوخُ الضالونَ! ..
وهنا لا بدَّ من هذه الأسئلة:
فهل توافقُ الشيخ الشعراوي على أن التثليث لا يخالف الواحدية، أيْ هلْ توافقُ أنَّ النصارى بالتثليثِ لمْ يخرجوا عنِ الواحديّةِ؟
ما حكمُ الإسلامِ في الذي يقولُ بهما؟
ما حكمُ الإسلامِ في الذي يؤمنُ بهما؟
هلْ قالَ بمثلِهما أحدٌ منْ علماءِ المسلمينَ؟
هلْ نقبلُ أنْ تستمرَّ مثلُ هذه الأقوالِ في كتبِ المسلمينَ؟
أليسَ السكوتُ عنهما إثماً كبيراً وخطئاً عظيماً؟
أليسَ منْ واجبِ كلِّ مسلمٍ أنْ يتبرّأَ من هذه الأقوالِ؟
كيفَ نفسّرُ سكوتَ المجامعِ والجوامعِ والكلّيّاتِ والمعاهدِ والمراكزِ المتخصّصةِ في الدراساتِ الإسلاميّةِ عنْ هذه الأقوالِ لعشراتِ السنينَ؟
كيفَ نفسِّرُ تناقلَ وسائلِ الإعلامِ الإسلاميّةِ لها وطباعتَها في كتبِ قائلِها لعشراتِ السنينَ دونَ أنْ يعترضَها الدُّعاةُ وهمْ – مَنْ سمعَها أوْ قرأها - كُثْرٌ، أوْ قُلْ: وهم كثيرٌ؟
فإلى متى يسكت المسلمون عن هذه الأقوال التي تنصرهم وهم لا يشعرون؟! .. (منقول)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:09]ـ
تعقيب على الجملة "ودلّتِ الآياتُ صريحاً على أنَّ اللهَ سبحانَهُ يُعيدُ هذا الجسَدَ بعينِهِ الذي أطاعَ وعصى فينعِّمُهُ ويعذّبُهُ "
قال المعلمي في كتابه القائد إلى تصحيح العقائد ص 156 (بتحقيق الشيخ الألباني رحمه لله):
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يفسر حشر الأجساد بجمع أجزائها المتفرقة، و قد يفسر بإنشاء أجساد أخرى، و النصوص الشرعية تدل على أمر جامع لهذين، و قد أورد على الأول أن الأبدان في الدنيا تنمو و تحلل فتفارقها أجزاء و تتعوض أجزاء أخرى، و لا تزال هكذا ثم تبلى بالموت و تتفرق فتدخل أجزاء من هذا البدن في تركيب من هذا البدن في تركيب أبدان أخرى و هلم جرا، و إعادة تلك الأجزاء أعيانها في جميع تلك الأبدان بأن تكون هي أعيانها في هذا و هي أعيانها في ذاك في وقت و احد غير معقول، فإن أعيدت في بعضها فلم يعد غيره على ما كان عليه، و أيضاً فقد تكون الأجزاء من بدن مؤمن، ثم تصير من بدن كافر، و عكسه. و أجيب بأن المعاد في كل بدن إنما هو أجزاؤه الأصلية. ونوقش في هذا بما هو معروف. (1)
أقول: النصوص لا تدل على إعادة هذه الأجزاء كلها في كل بدن في وقت واحد، و إنما تدل على الإعادة في الجملة، و إذا تدبرنا الحكمة في الإعادة أمكننا أن نفهم التفصيل تقريباً.
فمن الحكمة إظهار قدرة الله عز و جل على الحشر، و تصديق خبره بأنه واقع. وهذه الحكمة إنما تستدعي الإعادة في الجملة، و ذلك يحصل بما يأتي قريباً.
ومنها أن ينال الجزاء هذه الأجزاء، و هذا غير متحتم لأن الكاسب المختار للطاعة أو المعصية، و المدرك لأثرها في الدنيا و المدرك للذة الجزاء أو ألمه في الآخرة هو الروح، و إنما البدن آلة لها، غاية الأمر أنه إذا كانت آلة الكسب هي آلة الجزاء كان ذلك أبلغ في كمال العدل فليكن من ذلك ما يمكن. و قد جاءت عدة نصوص تدل أن أبدان أهل الجنة و النار يكون بعض البدن منها أو كله من غير الأجزاء التي كانت منها في الدنيا، ففي (الصحيحين) في قصة الذين يخرجون من النار ((فيخرجون قد أمتحشوا و عادوا حمماً فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ….)) و جاءت عدة أحاديث أن أهل الجنة يكونون كلهم على صورة آدم طوله ستون ذراعاً، راجعها في ((الباب التاسع و الثلاثين)) من (حادي الأرواح). و قال تبارك و تعالى في أهل النار [كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ]. النساء: 56.
و في (صحيح مسلم) عن أبي هريرة قال،\: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ((ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع)) و قال تعالى: [وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] آل عمران:169.
و في (صحيح مسلم) من حديث أبن مسعود أنه سئل عن هذه الآية؟ فقال: أما أنا قد سألناه عن ذلك فقال: ((أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فأطلع إليهم ربهم أطلاعة ….)) أخرجه عن جماعة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن ابن مسعود، و قد أخرجه ابن جرير في (تفسير) ج 4 ص 106 – 107 من طريق شعبة و من طريق سفيان الثوري كلاهما عن الأعمش بسنده أنهم سألوا عبد الله بن مسعود فقال: ((أرواح الشهداء ….)) فثبت سماع الأعمش لهذا الحديث من عبد الله بن مرة، لأن شعبة لا يروي عن الأعمش إلا ما علم أنه سماع للأعمش ممن سماه نص على ذلك أهل المصطلح غيرهم، (2) و كذلك أخرج هذا الحديث الدرامي ج 2 ص 206 من طريق شعبة، فأما عدم التصريح بالرفع فلا يضر لأن هذا ليس مما يقال بالرأي، مع ظهور الرفع في رواية مسلم.
و في (مسند أحمد) ج 1 ص 265، ((ثنا يعقوب ثنا أبي إسحاق حدثني إسماعيل ابن أمية بن عمروا بن سعيد عن ابن الزبير المكي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز و جل أرواحهم في أجواف طير خضر تردد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، و تأوي إلى قناديل من ذهب و ظل العرش، فلما و جدوا طيب مشربهم و مأكلهم و حسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ….)) أبو الزبير يدلس، (3)
وقد أخرج الحاكم في (المستدرك) ج 2 ص 297 الحديث من وجه آخر عن ابن إسحاق عن إسماعيل عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، زاد في السند ((سعيد بن جبير. و قال الحاكم: ((صحيح على شرط مسلم)) و أقره الذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال الله عز و جل: [وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب. النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ]. المؤمن: 45 – 46
و أخرج ابن جرير في (تفسيره) ج 24 ص 42 بسند رجاله ثقاة عن هزيل بن شرحبيل أحد ثقاة التابعين قال: ((أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدوا و تروح على النار و ذلك عرضها)) و في (روح المعاني) أن عبد الرزاق و ابن أبي حاتم أخرجا نحوه عن ابن مسعود.
و من حكم الإعادة أداء الشهادة قال الله تبارك و تعالى: [وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] فصلت: 19 ء 20.
و قال عز و جل: [الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] يّس: 65.
و قال سبحانه: [يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] النور: 24.
و المقصود من استشهاد الأعضاء إبلاغ الغاية القصوى في إظهار العدل، و في (صحيح البخاري) و غيره عن أبي سعيد الخدري قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب، فتسأل أمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير، فيسأل: من شهودك؟ فيقول: محمد و أمته: فقال رسول الله صلة الله عليه و آله و سلم: فيجاء بكم فتشهدون أنه قد بلغ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً])).
و في (صحيح مسلم) و غيره عن أنس قال: ((كنا عند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فضحك، فقال: هل تدرون مما أضحك؟ قال قلنا: الله و رسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجير على نفسي إلا شاهداً مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، و بالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على ما في فيقال لأركانه أنطقي، قال: فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه و بين الكلام، فيقول: بعداً لكن و سحقاً، فعنكن كنت أناضل)).
و في (صحيح مسلم) أيضاً عن أبي هريرة قال: ((قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال …. قال فيلقى العبد فيقول أي فل … ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول يا رب آمنت بك و بكتابك و برسلك و صليت و صمت و تصدقت – و يثنى بخير ما استطاع، فيقول: ههنا إذا، ثم يقال: الآن نبعث شاهداً عليك، و يتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه و يقال …. فتنطق فخذه و لحمه و عظامه بعمله، و ذلك ليعذر من نفسه ….)).
فالإنسان إذا رأى يوم القيامة إن الله عز و جل يقرره بعمله و لا يؤخذ بمجرد علمه تعالى يتوهم أن الإنكار ينفعه ثم لا يرضى بشهادة الملائكة و لا الرسل، فتشهد عليه أعضاؤه حينئذ يظهر له و لغيره عين اليقين الغاية القصوى في عدل الله تبارك تعالى، و مع ذلك يعترف بلسانه صريحاً عند دخوله النار قال الله تبارك و تعالى: [وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً. حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ] الزمر: 71.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال تعالى في شأن جهنم: [كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ، وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ. فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) الملك: 8 – 11. (4)
و هذه الحكمة إنما تستدعي إعادة الأجزاء التي تؤدي الشهادة و ذلك عند أدائها فلا يلزم أن تعاد في كل بدن جميع أجزاءه ثم تبقى خالدة معه، بل إذا فرضنا أجزاء معينة قد دخلت في تركيب عدة أبدان في الدنيا على التتابع بأن كانت في هذا البدن، ثم صارت من ذاك البدن و هلم جرا، و اقتضت الحكمة أن تؤدي الشهادة يوم القيامة في كل بدن من تلك الأبدان بما فعل، فإن ذلك يمكن بأن تحشر أولا كما شاء الله تعالى إما في بدن واحد، و إما متفرقة في تلك الأبدان، (5) ثم إذا حوسب أول من أصحاب تلك الأبدان جمعت تلك الأجزاء في بدنه ثم أدت الشهادة فارقته إلى بدن أول من يحاسب بعده من أصحاب تلك الأبدان و هكذا حتى تستوفي تلك الأبدان كلها التي دخلت فيها و قضت الحكمة باستشهادها على أصحابها. و قد يشير إلى هذا قوله تبارك و تعالى: [يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ] الانبياء: 104 و قوله سبحانه: [كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ] الأعراف: 29. اهـ
الهوامش:
1) أقول: و المعروف الآن علماء عند علماء الحياة (البيولوجيا) و وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) و التشريح الدقيق أن بدن الإنسان بله الحيوان في تبدل دائم حتى إنهم حددوا مدة تبدل البدن كله بسبع سنوات و مع هذا فمن ارتكب جرما و قتا ما، ثم عوقب عليه بعد مدة تبدلت فيها خلايا بدنه بغيرها لا يقال عرفاً و لا عقلاً و فطرة أن المعاقب غير المجرم، فمن قتل مثلاً في شبابه و أقتص منه في هرمه و شيخوخته فما عوقب إلا الجاني و إن تبدل باتفاق الباحثين في علم الحياة و وظائف الأعضاء، و هذا يدل على أن الإنسان شخصية تعقل و تريد و تعمل و تحسن و تسئ راكبة مطية البدن لابسة ثياب الأعضاء فمهما تبدلت المراكب و الثياب فالشخص هو الشخص على أي مركب ركب و بأي ثوب ظهر. و الله أعلم. م ع
2) ليتك قلت ذلك في حديثه عن أبي وائل عن ابن مسعود السابق في تفسير الصمد و لم تمل إلى تضعيفه مع أنه ربما كان أصح مما صححت في تفسير ((الصمد)) و إن كان لا يخالفه بل يتلازمان و يتظاهران على توضيح المراد. م ع
3) لو رددنا حديث كل مدلس لرددنا جمهرة طيبة مباركة من السنة التي قبلها الأكابر و نشروها و عملوا بها، و الذي يظهر من عمل المحققين من أئمة السنة إلى مراتب الجرح و لتعديل عند التعارض (!) ليأخذوا بالأرجح الأقوى إن لم يمكن الجمع، و حديث أبي الزبير هذا ليت شعري ما الذي عارضه من رواية من هم أرجح منه حتى نشكك فيه و روايته محشو بها (البخاري) مكتظ بها (مسلم) و غيره فضلاً عن بقية دواوين السنة كأبي داود و الترمذي و غيرهم من أصحاب الصحاح و السنن و المسانيد. م ع
قلت: يبدوا لي في كلام فضيلته ملاحظات:
1 – التسوية بين تدليس الأعمش و تدليس أبي الزبير في التسامح بهما ليس بجيد، لأن تدليس الأول قليل، و تدليس الآخر كثير، و لذلك أحتج الشيخان بالأعمش، و لم يحتج بأبي الزبير غير مسلم منهما، أورده الحافظ في المرتبة الثانية من ((طبقات المدلسين))، و هي – كما ذكر في المقدمة – مرتبة من احتمل الأئمة تدليسه، و أخرجوا له في ((الصحيح)). ثم أورد أبي الزبير في المرتبة الثالثة، و هي مرتبة من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع كأبي الزبير الملكي. ثم أورد في هذه الطبقة و قال: ((مشهور بالتدليس)).
2 – قوله في أبي الزبير: ((و روايته محشوا بها (البخاري))). ليس بصواب، فإن البخاري لم ينسد له غير حديث واحد متابعة غير محتج به! قال الحافظ ابن حجر في ((مقدمة الفتح)) (2/ 126): ((لم يروا البخاري رحمه الله سوى حديث واحد في ((البيوع))، قوله بعطاء عن جابر، و علق له عدة أحاديث))
و مسلم و إن كان أحتج به، فقد قال الذهبي في ترجمته من ((الميزان)):
((و في ((صحيح مسلم)) عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر، و لا هي من طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء)). ن
4) و من الحكم في البعث ما ذكره الله تعالى أنه تصديق لما أخبرت به رسله، و فضح و توبيخ لمن كذب رسله كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُم) – إلى أن ذكر جزاء المؤمنين بها و المكذبين لها ثم قال – (و يرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق و يهدي إلى صراطٍ مستقيم) و قال: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ. قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). م ع
5) تكلف المؤلف القول بحشر أجزاء كل بدن في بدن واحد أو في أبدان متعددة و ما يلي ذلك من أدائها شهادتها في بدن واحد أو أبدان متعددة هو النظر المتعمق فيه الذي ذمه المؤلف كثيراً و ذكر ما نشأ عنه من مفاسد و شبهات أبعدت المتكلمين عن تصديق الكتاب و السنة فما كان أحراه أن يبتعد عما ذم غيره عليه و خير ما قاله سابقاً أن البدن آلة الروح يحي هذا الإشكال و لا حاجة إلى التعمق، قلت أنا أن البدن مطية الشخصية الإنسانية و ثيابها و ما أبلغ أن يشهد على الإنسان مطيته و ثيابه قديمة أو جديدة لبسها غيره قبله أو اختص هو بلبسها، الحجة قائمة في شاهد عليك منك. و الله أعلم. م ع
رابط الكتاب http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3929
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 06:17]ـ
له بدع
ومن الدعاة إلى بدعته
وأخص بناء المساجد على القبور
بل ويطعن فيمن خالفة في هذه البدعة والله المستعان
قس تسجيل صوتي أظنه في آخر حياته
عفى الله عنه
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحب أن أذكر الأخوة الذين أثنوا على الشعراوي أنكم لم تأتوا بكلام أهل العلم الذين يزنون الناس بميزان الشرع أمتثالا لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) بل كل كلامكم هو منسوب لكم وأنتم بالنسبة لنا مجهولون الا اذا وثقتم كلامكم بكلام أهل العلم القائم على الدليل من الكتاب والسنة, والشعراوي لايليق أن نقارن عقيدته بعقيدة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فالرجل في كل ماذكرتموه عنه أن عقيدته سلفية لايظهر منه ذلك بل كلامه عام ويحاول أن يوهم أن الكل سواء المثبت لصفات الله والمؤول لها وهذا تدليس واضح لايخفى, الله سبحانه تعالى حذر نبيه (ص) فقال تعالى (ولقد أوحي اليك والى الذين من قبلك لأن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فهؤلاء الذين لايعطون الدروس الا في المساجد التي بنيت على القبور أين هم من قول النبي (ص) (قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ... ) الحق أيها الأخوة من أضاع عقيدته وتوحيده لاخير فيه, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 09:50]ـ
بارك الله فيكم جميعًا.
من أضاع عقيدته وتوحيده لاخير فيه
لا نحسب الشعراوي من هؤلاء، وفيه خير إن شاء الله على قدر. ولكن عنده تخبط في العقيدة.
فلصعوبة علم الكلام الذي يدرسه الأشاعرة وبالأخص في جامعة الأزهر، وبالإضافة إلى أن الشعراوي نفسه لم يكن من الطلاب الذين لديهم اهتمام في الأصل بالدراسة والمطالعة إلا بعد حادثة خاصة بينه وبين أبيه أثرت فيه أثناء دراسته الجامعية.
ولأن علم الكلام نفسه لا يورث إلا الحيرة .. فعنده ما ترونه من الإنحرافات الكلامية والصوفية.
ولكنه حين يطالع كتب أهل العلم وبالأخص في التفسير .. فإنه يجد كلاما لأهل العلم من أمثال الطبري والقرطبي وابن كثير .. يغير في فكره الذي تشربه من العقائد الكلامية. فتجده أحيانا يقول بقول السلف.
وخلاصة الأمر أن الرجل عنده تخبط في العقيدة.
واختياراته وترجيحاته قد تكون وفق العقل والذوق، لا وفق أسس علمية وقواعد منهجية في الغالب.
فإن وافق السلف أو خالفهم .. سواء عنده. فلطالما خالفهم أهل الكلام الذين تربى على علمهم في الأروقة الجامعية.(/)
فوائد في التفسير للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 05:18]ـ
فوائد في التفسير للإمام عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة جوابية حول (الواو) في قوله تعالى: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ. [1]
وفقه الله لكل خير، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يا محب، كتابكم الكريم المؤرخ في 2/ 1 / 1388 هـ وصل وصلكم الله بهداه، وما تضمنه من الإشارة إلى تضعيف قول من قال: إن الواو في قوله تعالى في سورة الزمر في حق أهل الجنة: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [2] هي واو الثمانية، كان معلوما،
وأفيد فضيلتكم أنما ذكرتموه هو الصواب، وقد نبهت على ذلك حين كلامي على الآية، وذكرت أن العلامة ابن القيم رحمه الله ضعف هذا القول، كما ضعفه العلامة ابن كثير رحمه الله،
ورجحا جميعا أنها واو العطف،
ولكن لعل فضيلتكم لم ينتبه لهذا الشيء والأمر واضح جداً، وليس للقول بأنها واو الثمانية وجه،
لا من جهة الشرع ولا من جهة اللغة،
وأما قول بعض المفسرين كصاحب روح المعاني، إنها واو الحال فليس بجيد، والصواب ما تقدم، وهو أنها "واو العطف"
والجواب محذوف بعد قوله: {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}
وتقديره والله أعلم، فرحوا بذلك وسروا به،
وقالوا: {الحمد لله} إلخ وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذا الأمر، في كتابه: (حادي الأرواح) عند كلامه على أبواب الجنة، وإليكم نسخة من الكتاب المذكور للاطلاع عليه.
وإني لأشكر فضيلتكم على تنبيهكم واهتمامكم بالعلم، والأخذ بالراجح في مواطن الخلاف، زادني الله وإياكم وسائر الإخوان من العلم النافع، والعمل الصالح إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يتبع ..
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 09:22]ـ
فوائد في التفسير للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
معنى قول الله عز وجل: والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ..
ما معنى قول الحق تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا.
هل المقصود في الآية أن يفعل الإنسان الكبائر الثلاث ثم يخلد في النار؟ أم المقصود إذا ارتكب إحدى هذه الكبائر يخلد في النار؟ فمثلا: ارتكب جريمة القتل هل يخلد في النار أم لا؟ نرجو أن تتفضلوا بالتفسير المفصل لهذه الآية الكريمة؟
هذه الآية العظيمة فيها التحذير من الشرك والقتل والزنا والوعيد لأصحاب هذه الجرائم بما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn1)، قال بعض المفسرين: إنه جب في جهنم، وقال آخرون معنى ذلك: أنه إثما كبيرا عظيما فسره سبحانه بقوله: يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn2)
فهذا جزاء من اقترف هذه الجرائم الثلاث أنه يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهانا لا مكرما، وهذه الجرائم الثلاث مختلفة في المراتب، فجريمة الشرك: هي أعظم الجرائم وأعظم الذنوب وصاحبها مخلد في النار أبد الآباد لا يخرج من النار أبدا بإجماع أهل العلم كما قال الله تعالى في كتابه العظيم: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ [3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn3)، وقال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn4)، وقال سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn5)، وقال في حقهم: يُرِيدُونَ أَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [6] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn6)،
والآيات في هذا كثيرة، فالمشرك إذا مات على شركه ولم يتب فإنه مخلد في النار، والجنة عليه حرام والمغفرة عليه حرام بإجماع المسلمين، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [7] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn7)،
وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [8] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn8) فجعل المغفرة حراما على المشرك إذا مات على الشرك، أما ما دون الشرك فهو تحت مشيئة الله.
والخلاصة: أن المشرك إذا مات على شركه فهو مخلد في النار أبد الآباد بإجماع أهل العلم، وذلك مثل الذي يعبد الأصنام أو الأحجار أو الأشجار أو الكواكب أو الشمس أو القمر أو الأنبياء، أو يعبد الأموات ومن يسمونهم بالأولياء أو يستغيث بهم ويطلب منهم المدد أو العون عند قبورهم أو بعيدا منها، مثل قول بعضهم: يا سيدي فلان المدد المدد، يا سيدي البدوي المدد المدد، أو يا سيدي عبد القادر أو يا سيدي رسول الله المدد المدد الغوث الغوث، أو يا سيدي الحسين أو يا فاطمة أو يا ست زينب أو غير ذلك ممن يدعوه المشركون، وهذا كله من الشرك الأكبر والعياذ بالله، فإذا مات عليه صاحبه صار من أهل النار - والعياذ بالله - والخلود فيها.
أما الجريمة الثانية وهي: القتل، والثالثة وهي الزنا: فهاتان الجريمتان دون الشرك وهما أكبر المعاصي وأخطرها إذا كان من تعاطاهما لم يستحلهما بل يعلم أنهما محرمتان ولكن حمله الغضب أو الهوى أو غير ذلك على الإقدام على القتل وحمله الهوى والشيطان على الزنا وهو يعلم أن القتل بغير حق محرم وأن الزنا محرم فأصحاب هاتين الجريمتين متوعدون بالعقوبة المذكورة إلا أن يعفو الله عنهم أو يمن عليهم بالتوبة النصوح قبل الموت، ولعظم هاتين الجريمتين وكثرة ما يحصل بهما من الفساد قرنهما الله بجريمة الشرك في هذه الآية، وتوعد أهل هذه الجرائم الثلاث بمضاعفة العذاب والخلود فيه تنفيرا منها وتحذيرا للعباد من عواقبها الوخيمة، ودلت النصوص الأخرى من الكتاب والسنة على أن القتل والزنا دون الشرك في حق من لم يستحلهما وأنهما داخلان في قوله تعالى: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [9] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn9) أما من استحلها فهو كافر حكمه حكم الكفرة في الخلود في العذاب يوم القيامة. نسأل العافية والسلامة.
أما من تاب من أهل هذه الجرائم الثلاث وغيرها توبة نصوحا فإن الله يغفر له، ويبدل سيئاته حسنات إذا أتبع التوبة بالإيمان والعمل الصالح كما قال سبحانه بعدما ذكر هذه الجرائم الثلاث وعقوبة أصحابها: إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [10] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn10)
فالله سبحانه يغفر لأهل المعاصي التي دون الشرك إذا شاء ذلك، أو يعذبهم في النار على قدر معاصيهم ثم يخرجهم منها بشفاعة الشفعاء كشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الملائكة والأفراط والمؤمنين، ويبقى في النار أقوام من أهل التوحيد لا تنالهم الشفاعة من أحد فيخرجهم الله سبحانه وتعالى برحمته لأنهم ماتوا على التوحيد والإيمان ولكن لهم أعمال خبيثة ومعاصي دخلوا بها النار، فإذا طهروا منها ومضت المدة التي كتب الله عليهم أخرجوا من النار برحمة من الله عز وجل ويلقون في نهر يقال له (نهر الحياة) من أنهار الجنة ينبتون فيه كما تنبت الحبة في حمأ السيل، فإذا تم خلقهم أدخلهم الله الجنة.
وبهذا يعلم أن العاصي كالقاتل والزاني لا يخلد في النار خلود الكفار بل له خلود خاص على حسب جريمته لا كخلود الكفار، فخلود الشرك خلود دائم ليس له منه محيص وليس له نهاية كما قال تعالى في سورة البقرة في حق المشركين: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [11] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn11)،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى في سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [12] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn12)
أما من دخل النار من العصاة فإنهم يخرجون منها إذا تمت المدة التي كتب الله عليهم، إما بشفاعة الشفعاء وإما برحمة الله سبحانه وتعالى من دون شفاعة أحد كما جاء ذلك في أحاديث الشفاعة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيها أنه يبقى في النار أقوام لم يخرجوا بشفاعة الشفعاء فيخرجهم سبحانه منها بدون شفاعة أحد بل بمجرد رحمته سبحانه لكونهم ماتوا على التوحيد، وخلود من يخلد من العصاة في النار خلود مؤقت له نهاية، والعرب تسمي الإقامة الطويلة خلودا، كما قال بعض الشعراء يصف قوما: أقاموا فأخلدوا أي طولوا الإقامة، فلا يخلد في النار الخلود الدائم إلا أهلها وهم - الكفرة فتطبق عليهم ولا يخرجون منها كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ [13] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn13)، وقال سبحانه: إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ [14] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn14) نسأل الله العافية والسلامة.
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref1) سورة الفرقان الآية 68.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref2) سورة الفرقان الآية 69.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref3) سورة التوبة الآية 17.
[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref4) سورة الأنعام الآية 88.
[5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref5) سورة الزمر الآية 65.
[6] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref6) سورة المائدة الآية 37.
[7] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref7) سورة المائدة الآية 72.
[8] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref8) سورة النساء الآية 48.
[9] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref9) سورة النساء الآية 48.
[10] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref10) سورة الفرقان الآية 70.
[11] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref11) سورة البقرة الآية 167.
[12] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref12) سورة المائدة الآيتان 36 - 37.
[13] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref13) سورة البلد الآيتان 19 - 20.
[14] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref14) سورة الهمزة الآيتان 8 - 9.
يتبع ..
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 02:16]ـ
معنى آية: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
قال تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ، فإذا كان الإنسان لديه القدرة على العيش في رغد فهل ينطبق عليه هذه الآية الكريمة. . وما معنى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ؟
معنى الآية: إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بنعم الله، فيشكر الله قولا كما يشكره عملا، فالتحدث بالنعم كأن يقول المسلم: إننا بخير والحمد لله، وعندنا خير كثير، وعندنا نعم كثيرة، نشكر الله على ذلك.
لا يقول نحن ضعفاء، وليس عندنا شيء. . لا. بل يشكر الله ويتحدث بنعمه، ويقر بالخير الذي أعطاه الله، لا يتحدث بالتقتير كأن يقول: ليس عندنا مال ولا لباس. . ولا كذا ولا كذا لكن يتحدث بنعم الله، ويشكر ربه عز وجل. والله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه، فلا يكون في مظهر الفقراء، والله قد أعطاه المال ووسع عليه، لا تكون ملابسه ولا مآكله كالفقراء، بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو، وفيها الإسراف والتبذير.
يتبع ..(/)
هل نقل لنا القرآن كلام القائل من غير الله سبحانه بنصه كما هو أم لا؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 02:25]ـ
عندما يقول تعالى في القرآن {يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين}.
وفي آية أخرى {قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها}.
وفي آية أخرى {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا}.
وكثير هي الآيات التي تنقل لنا أقوال وكلام وردود ومحاورات هي كلام الله نقلاً ولكنها من قول قائلها في الأصل. ولكن هل نقل الله لنا كلام القائلين كما هو أم لا؟ إن قلنا "نعم" ففيه إشكال لأنه سيصبح جزء من القرآن غير معجز لأنه سيكون مؤلف من قول غيره من المخلوقين. وإن قلنا "لا" ففيه إشكال لأن الدقة والضبط في النقل في الأهمية بما لا يخفى عليكم جميعا.
ما الجواب بارك الله فيّ وفيكم وسددني وإياكم لكل خير. سأدّخرُ جواباً [1] ريثما تدلون بما عندكم.
==============================
[1] سيتفرع عن جوابي فوائد أذكرها في حينها إن شاء الله تعالى.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:09]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الشهري
أقول لك: هذا التساؤل والله قد سألته لأستاذي وأنا في المرحلة الإعداية ... ، حتى قال لي صديقي في (التختة): (سؤال ذكي):)
وها أنا ذا أجده ماثلا أمام عيني الآن ...
ايه ذكّرتنا بالذي مضى:)
وننتظر جوابكم، وأرجو أن يوافق جواب أستاذي الأول
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
من تعاريف القرآن أنه: كلام الله المنزل على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم باللغة العربية المعجزة المؤيدة له المتحدى به الإنس والجن المكتوب في المصاحف المنقول إلينا بالتواتر.
فكونه كلام الله يخرج الحديث لأن المقصود ما أنزل لفظه ومعناه، وكونه على النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ما؟ أنزل على غيره من الأنبياء ثم هو عربي ولم ينزل كتاب سماوي بالعربية سواه ولذلك لا تعتبر ترجمته قرآنا
قال الله تعالى {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}
وما قص علينا القرآن من أخبار ووقائع جرى فيها الحوار على أساس من لغات أخرى غير العربية نقلها إلينا من لغاتها الأصلية بلسان عربي مبين و كذلك ما كان أصله بالعربية نقل إلينا القرآن معانيه لا ألفاظه وهذا من الإعجاز والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 10:57]ـ
جزاكما الله خيرا على تفاعلكما الطيب.
يوجد في علم اللغة مستويان من الدلالة:
1 - الدلالة العميقة، ولها أسماء أخر (الدلالة اللاواعية، التركيب العميق)
2 - الدلالة السطحية، ولها أيضاً إطلاقات (الدلالة الواعية، التركيب السطحي)
القرآن – الذي تزداد عندي أناقة إعجازه يوماً بعد يوم – قد نقل إلينا كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات (الإنسان، الهدهد، النملة ... الخ) وقد ذكرتُ لكم الإشكال الذي يعتري هذا النقل في ظاهر الأمر. هذا يزول بفهم ثنائية الدلالة أعلاه. فالقرآن عندما ينقل لنا كلام الغير فإنه ينقله كما أراده المتكلِّم في قرارة نفسه، القرآن ينقل لنا "التركيب العميق" أو "الدلالة العميقة" للخبرة التي يريد أن يتكلم أو يتحدث بها المتحدث أو المتكلم. والسبب في ذلك هو أن التركيب السطحي أو الدلالة السطحية بطبعها تحتوي على أخطاء و قصور عن التعبير عن المعنى الحقيقي الذي يريده المتكلم في داخل نفسه. مثال: يحدث كثيراً أن الإنسان يغير من تعبيره في لغة التصنيف والكتابة عند كل مرة يراجع فيها ذلك والسبب هو أنه لم يقتنص الصياغة اللغوية التي تعبر عما في ضميره بالشكل الذي يطمئن إليه مع أن المعنى موجود في داخله ومع ذلك قد لايدري كيف يعبر عنه التعبير الذي يستخلص حقيقة ذلك المعنى ويطرحه أمام القاريء. مثال آخر: يحدث أيضاً انه يتحدث اثنان لبعضهما فيريد احدهما التحدث عن شيء ما إلا أنه قد لا يرضى بتعبيره الخاص فيقوم المستمع (المتحدث الآخر) باقتراح عبارة معينة للطرف الآخر عسى أن تكون معبرة عمّا يقصده، ثم ما إن تقرع هذه العبارة المقترحة (أو التصحيحية) أذن الطرف الآخر إلا وتجده يثب ويقفز مبتهجاً:"نعم ... نعم، أحسنت هذا بالفعل ما أردت قوله ... كانك تقرأ عقلي وتعرف ما في نفسي!! ".
كلام الله سبحانه وتعالى لا ينقل لنا بالضرورة كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات كما هو وإنما ينقل لنا المعنى العميق الذي أراده المتحدث بلغة أحسن وأكمل من مراد المتكلم نفسه، فلا يضر حينئذٍ عدم نقل كلام الآخر بحروفه ما دام أنه قد نُقل بأحسن و أفضل مما كان، فائدة: أليس يصح وفاء من صلى في مسجد رسول الله أو المسجد الحرام مع أنه قد نذر أن يصلي في بيت المقدس. المبدأ: استغناءٌ بالأفضل عن الفاضل.
{تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 11:28]ـ
لو فرضنا أن القرآن نقل بعض الأقوال بنصها فالاعتراض على ذلك بأن (بعض القرآن غير معجز) لا يصح؛ لأن إعجاز القرآن في كل آية في موضعها، ولا يلزم من ورودها بنصها في كلام آخر أن تكون معجزة، فإنه لا يعجز أحد من العرب أن يقول (ثم نظر)، وهي آية من كتاب الله عز وجل.
وقد ورد في موافقات عمر بن الخطاب أنه تكلم بنص آية في سورة التحريم قبل نزولها، ولم يقدح ذلك في إعجازها.
ولم يقع التحدي في القرآن بالإتيان بآية، وإنما وقع التحدي بالقرآن كاملا، ثم بعشر سور، ثم بسورة
فأقل جزء يمكن إفراده مع الإعجاز هو السورة لا الآية ولا بعض آية، ولا يمنع ذلك أن تكون كل كلمة في القرآن في موضعها معجزة.
ولو قلنا إن النقل كان بالمعنى وليس باللفظ فالاعتراض بأن (ذلك يخل بالدقة والضبط) لا يصح أيضا؛ لأن العلماء اتفقوا على نقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى لمن يعلم دلالة الألفاظ، واتفقوا بأن الرواية بالمعنى لا تقدح في الاحتجاج بالحديث.
والقول بأن القرآن ينقل الكلام بدلالته العميقة فيه نظر؛ لأن القرآن يحكي الموقف نفسه عدة مرات في مواضع من القرآن، وفي كل مرة يعبر بألفاظ مختلفة، فلو كان المراد التعبير عن الدلالة العميقة في جميع المواضع ما اختلفت الألفاظ بين الآيات.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 12:50]ـ
عدت من جديد أخي الكريم ... مرحباً بك على الدوام، ويشرفني أن يكون موضوعي مدعاة لمشاركتك:)
لو فرضنا أن القرآن نقل بعض الأقوال بنصها فالاعتراض على ذلك بأن (بعض القرآن غير معجز) لا يصح
نحن نقلنا الإدعاء فحسب وأما صحته فلا مجال لصحته ولله الحمد.
لأن إعجاز القرآن في كل آية في موضعها، ولا يلزم من ورودها بنصها في كلام آخر أن تكون معجزة، فإنه لا يعجز أحد من العرب أن يقول (ثم نظر)، وهي آية من كتاب الله عز وجل.
وقد ورد في موافقات عمر بن الخطاب أنه تكلم بنص آية في سورة التحريم قبل نزولها، ولم يقدح ذلك في إعجازها.
يزول هذا بقيد ذكرته سابقاً وهو: كلام الله سبحانه وتعالى لا ينقل لنا بالضرورة كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات. . وهذا كما ترى قيد احتمالي: قد يكون أو لا يكون.
ولم يقع التحدي في القرآن بالإتيان بآية، وإنما وقع التحدي بالقرآن كاملا، ثم بعشر سور، ثم بسورة فأقل جزء يمكن إفراده مع الإعجاز هو السورة لا الآية ولا بعض آية، ولا يمنع ذلك أن تكون كل كلمة في القرآن في موضعها معجزة.
عدم التحدي بآية لا يعني النص و الإخبار بعدم وقوع ذلك إذا لو قلنا بظاهر كلامك لكان بوسع الناس أن يأتوا بآية مثل آية الدين (على بلاغتها العجيبة)، مع أنها تبلغ صفحة كاملة،أي أطول من ثلاث سور من قصار المفصل مجتمعة. والتحدي المذكور هو بالدلالة على ما دون ذلك أيضاً ولذلك نظائر كقوله تعالى (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره) والمراد ليس هذا المثقال بعينه وإنما تعبيراً عن أنه مهما كان صغر العمل الذي قمت به يا ابن آدم فإنك ستجده وتراه.
ولو قلنا إن النقل كان بالمعنى وليس باللفظ فالاعتراض بأن (ذلك يخل بالدقة والضبط) لا يصح أيضا؛ لأن العلماء اتفقوا على نقل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى لمن يعلم دلالة الألفاظ، واتفقوا بأن الرواية بالمعنى لا تقدح في الاحتجاج بالحديث.
مع أني لم أتطرق لرواية المحدثين - الذين هم بشر ووقوعهم في الخطأ وارد - إلا أن المراد بإدعاء من ادعى الإخلال بالدقة والضبط هو الإخلال بدقة اللفظ لا المعنى، وحتى في الحديث قد كان بعض الرواة من شدة حرصهم على نقل اللفظ ينقل اللفظ بلحنه ولا يرى تصحيحه، والمقصود بالضبط في إطلاقه عند المحدثين هو ضبط اللفظ المسموع أو المنقول لا ضبط المعنى لأن ضبط اللفظ (مع صيانته من التصحيف والتحريف وغيره) هو ضبط للمعنى قدر المستطاع.
والقول بأن القرآن ينقل الكلام بدلالته العميقة فيه نظر؛ لأن القرآن يحكي الموقف نفسه عدة مرات في مواضع من القرآن، وفي كل مرة يعبر بألفاظ مختلفة، فلو كان المراد التعبير عن الدلالة العميقة في جميع المواضع ما اختلفت الألفاظ بين الآيات
هذا صحيح إذا تكلمنا عن البشر، وهو ثابت بالدراسات والأبحاث اللغوية (اللسانية)، أما الله سبحانه وتعالى فقادر على كل شيء، و هذا من إعجازات القرآن العجيبة: أن يعبر عن المعنى العميق بألفاظ مختلفة كلها تؤدي المعنى الذي أراده القائل. ولا يمكن أن ينقل لنا القرآن ولو اختلفت الألفاظ غير مراد القائل، وهذا سر من أسراره، أما أنا وأنت (والمحدّثين) فسيكون في كلامنا اختلافاً لعدم علمنا بحقيقة المعنى الذي في ضمير المتكلم. فنحن "نحاول" نقل المعنى اجتهاداً وأما الله فينقل لنا المعنى بالفعل.
وقد قلتَ: يحكي الموقف نفسه، وهذا لا يحدد موقفاً معيناً فالمواقف كثيرة، كقصة موسى مثلا، أما حديثي بالتحديد هو عما يتعلق بنقل كلام القائل من المخلوقين والمخلوقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:05]ـ
أخي الكريم
وفقك الله وسدد خطاك
هل قال أحد من أهل العلم إن التحدي وقع بأقل من آية؟
وهل يمتنع في العقل أو في العادة أن يتوافق كلام بعض الناس مع نص آية؟
ولو افترضنا أن آية الدين مما يمتنع على الناس الإتيان بمثله (مع أنك لم تأت بدليل على ذلك) فذلك لا ينسحب على جميع الآيات كما هو واضح، وكلامنا ليس في بعض الآيات، وإنما كلامنا في العموم، فتأمل.
فالتحدي لما وقع بسورة مثلا لم يكن المقصود سورة معينة، بل المقصود أي سورة ولو كانت من أقصر السور.
فلو فرضنا مثلا أنهم اخترعوا سورة كسورة الكوثر فلا يقال لهم: (لا! بل المطلوب سورة كسورة البقرة!)
فكذلك هنا، لما قلت: لا يمتنع أن يتوافق في كلام الناس نص آية من القرآن فأنا لا أعني بذلك أن كل آية في القرآن يمكن فيها ذلك.
أما أنا وأنت (والمحدّثين) فسيكون في كلامنا اختلافاً لعدم علمنا بحقيقة المعنى
اختلافٌ
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 01:18]ـ
فكذلك هنا، لما قلت: لا يمتنع أن يتوافق في كلام الناس نص آية من القرآن فأنا لا أعني بذلك أن كل آية في القرآن يمكن فيها ذلك.
جزاك الله خيرا، هذا يلخص مرادي ومرادك.
اختلافٌ
ها أنت قد وجدت دليلا على الاختلاف الواقع في كلام البشر الضعفاء:)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 01:38]ـ
فائدة أرفع بها مشاركة قديمة
ولم يقع التحدي في القرآن بالإتيان بآية، وإنما وقع التحدي بالقرآن كاملا، ثم بعشر سور، ثم بسورة
فأقل جزء يمكن إفراده مع الإعجاز هو السورة لا الآية ولا بعض آية، ولا يمنع ذلك أن تكون كل كلمة في القرآن في موضعها معجزة.
قال شارح الطحاوية ((ولهذا قال أبو يوسف ومحمد رحمهما الله: إن أدنى ما يجزيء في الصلاة ثلاث آيات قصار، أو آية طويلة، لأنه لا يقع الإعجاز بدون ذلك. والله أعلم)). [ج1/ص206]
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 12:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
الأستاذ الكريم عبد الله الشهري ... هل لي أن تصوغ إجابة سهلة على سؤال هو: في سورة الجن، حكى الله تعالى ما قاله الجن في 14 آية .. فإن كان هذا كلام الجن بنصه فهو مشابه للقرآن؛ فكأن الجن قد أتوا بمثل القرآن. وإن كان قد حكاه بمعناه؛ فنريد توضيحا حول هذا.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 05:59]ـ
في سورة الجن، حكى الله تعالى ما قاله الجن في 14 آية .. فإن كان هذا كلام الجن بنصه فهو مشابه للقرآن؛ فكأن الجن قد أتوا بمثل القرآن. وإن كان قد حكاه بمعناه؛ فنريد توضيحا حول هذا.
للرفع
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
الأستاذ الكريم عبد الله الشهري ... هل لي أن تصوغ إجابة سهلة على سؤال هو: في سورة الجن، حكى الله تعالى ما قاله الجن في 14 آية .. فإن كان هذا كلام الجن بنصه فهو مشابه للقرآن؛ فكأن الجن قد أتوا بمثل القرآن. وإن كان قد حكاه بمعناه؛ فنريد توضيحا حول هذا.
اعتذر عن التأخير، والجواب حسب جهدي كما يلي:
ليُعلم أن "الحكاية" غير "النقل" المطابق للمقول، وقد نص على أن القرآن يحكي أقوال الأنبياء وغيرهم ابن أبي العز في شرحه على الطحاوية في المجلد الأول أثناء دحضه لشبهة خلق القرآن. واعتذر عن الإحالة الدقيقة فأنا بعيد عن الكتاب الآن ورأيت حرصك على سرعة الجواب. أعود فأقول: الحكاية قد تذكر المقول بعينه من غير زيادة ولا نقص وقد تذكره بمعناه، ولكن في حال إيراده بمعناه كيف يكون؟
الجواب و الله أعلم: يكون بتعبير قرآني يفوق ويتجاوز تعبير المتكلم نفسه عن مراده هو، بحيث لو قرأه أو سمعه لوجده غاية في البلاغة إيضاحاً للمقصود لأن الله أعلم بمراد المتكلم من المتكلم ذاته {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 12:41]ـ
جزاكم الله خيرا ..
هل هذا هو كلام الشارح الذي قصدتموه:
وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلَامُ الطَّحَاوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إِذَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ، وَأَنَّ نَوْعَ كَلَامِهِ قَدِيمٌ. وَكَذَلِكَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْفِقْهِ الْأَكْبَرِ، فَإِنَّهُ قَالَ: وَالْقُرْآنُ فِي الْمَصَاحِفِ مَكْتُوبٌ، وَفِي الْقُلُوبِ مَحْفُوظٌ، وَعَلَى الْأَلْسُنِ مَقْرُوءٌ، وَعَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَزَّلٌ، وَلَفْظُنَا بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ] وَكِتَابَتُهُ لَنَا مَخْلُوقَةٌ، وَقِرَاءَتُنَا لَهُ مَخْلُوقَةٌ [وَالْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ] حِكَايَةً [عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَغَيْرِهِ، وَعَنْ فِرْعَوْنَ وَإِبْلِيسَ - فَإِنَّ ذَلِكَ كَلَامُ اللَّهِ إِخْبَارًا عَنْهُمْ، وَكَلَامُ مُوسَى وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ مَخْلُوقٌ، وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَا كَلَامُهُمْ، وَسَمِعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا كَلَّمَ مُوسَى كَلَّمَهُ بِكَلَامِهِ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 11:09]ـ
للرفع رفع الله قدركم ..
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 08:21]ـ
نقل الكلام في بعض المواضع ليس كما هو والدليل قول الله تعالى:
((وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) سورة الاعراف
و
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
(112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) الاعراف
و
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) الشعراء
و
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) طه
والله اعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:54]ـ
أشكر الأخ سعود على هذه الفائدة، والأمر كما قلت سابقاً، وهو أن الباري جل وعز قد ينقل كلام المتكلم بغير لفظه الحقيقي، ولكن بلفظ أبلغ وأوفى بالمقصود من مراد المتكلم نفسه، فهو العالم بحقيقة الخطاب و المعنى من صاحبه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 01:28]ـ
أشكر الأخ سعود على هذه الفائدة، والأمر كما قلت سابقاً، وهو أن الباري جل وعز قد ينقل كلام المتكلم بغير لفظه الحقيقي، ولكن بلفظ أبلغ وأوفى بالمقصود من مراد المتكلم نفسه، فهو أعلم بحقيقة الخطاب و المعنى من صاحبه.
[الأحمر تصويب]
قلت: ومما يقرب ويقرر المعنى الذي أردته قول عمر عن أبي بكر عندما أراد أن يخطب في سقيفة بني ساعدة: ((والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قالها في بديهته، أو مثلها أو أفضل حتى سكت))
سيرة ابن هشام
(ج4 / ص 450)
دار ابن رجب
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:03]ـ
ثم وجدت الدكتور المخضرم محمد عبدالله دراز - رحمه الله - قد قرر ما كنت قد قررته هنا بالنص فقال: ((ولذلك كانت حكايات القرآن لأقوال المبطلين لا تقصر في بلاغتها عن سائر كلامه، لأنها تصف ما في أنفسهم على أتم وجه)).
[انظر: النبأ العظيم، ص 96، حاشية رقم (1)]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:31]ـ
تذكرت قولا للإمام الشافعي رحمه الله معناه: إنه ليأتيني الدليل أجد فرقانه في قلبي و ما أقدر أن أبينه بلساني!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 04:18]ـ
جزاك الله خيرا. ما ذكرت قريب من الموضوع. وهي المعاني العميقة التي تختلج في الصدور. ولكن لا يجد الإنسان ما يكفي ويفي من العبارات ما يمكنه بواسطتها إظهارها إلى السطح، أما الخلاق العليم ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)).
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 07:08]ـ
http://islamqa.com/ar/ref/140060
لا بد أن نعرف في بداية الجواب أن الكلام المحكي في القرآن الكريم على ألسنة المتكلمين إنما هو بالمعنى وليس باللفظ، وذلك لدليلين ظاهرين:
1 - أن القرآن كلام الله، وليس كلام أحد من المخلوقين، ولما كان كذلك كانت الأقوال المحكية على ألسنة المتكلمين بها من الناس والدواب، هي من كلام الله، يقص به أخبار الأولين، وينقل كلامهم. فهي تنسب إليهم باعتبار مضمون الكلام ومعناه.
2 - أن لغات الأمم السابقة لم تكن هي العربية الواردة في القرآن الكريم، وبذلك نجزم أن الكلام المنقول على ألسنتهم إنما هو كلام الله عز وجل، متضمنا معاني كلام المذكورين من الأمم السابقة.
جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (4/ 6 - 7):
" الكلام يطلق على اللفظ والمعنى، ويطلق على كل واحد منهما وحده بقرينة.
وناقله عمن تكلم به من غير تحريف لمعناه ولا تغيير لحروفه ونظمه: مُخبِرٌ مُبَلِّغٌ فقط، والكلام إنما هو لِمَن بدأه.
أمَّا إن غيَّر حروفه ونظمه مع المحافظة على معناه، فينسب إليه اللفظ: حروفه ومعناه، وينسب من جهة معناه إلى من تكلم به ابتداءً.
ومن ذلك ما أخبر الله به عن الأمم الماضية، كقوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) غافر/27، وقوله: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ) غافر/36.
فهاتان تسميان قرآناً، وتنسبان إلى الله كلاماً له باعتبار حروفهما ونظمهما؛ لأنهما من الله لا من كلام موسى وفرعون؛ لأن النظم والحروف ليس منهما.
وتنسبان إلى موسى وفرعون باعتبار المعنى، فإنه كان واقعاً منهما.
وهذا وذاك قد علمهما الله في الأزل وأمر بكتابتهما في اللوح المحفوظ، ثم وقع القول من موسى وفرعون بلغتهما طبق ما كان في اللوح المحفوظ، ثم تكلم الله بذلك بحروف أخرى ونظم آخر في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فنسب إلى كلٍّ منهما باعتبار.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن قعود " انتهى.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 09:18]ـ
لو أنه عز و جل
نقل كلام البشر بنصه
لتحول من غير معجز الى معجز
و الا فما تقولون فى
{إن هذا إلا قول البشر}
{إن هذا إلا سحر يؤثر}
و لو أن أحدنا حاول نقل المعنى من لغة لأخرى لعجز عن الإتيان بتمام المعنى
و لكن نقل البارى جل و علا منزه عن ذلك
من أقوام الأنبياء السابقين عرب يتكلمون العربيه
و لكن هل العربيه القديمة
كالتى نزل بها القرءان؟
حاشى و كلا
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 05:51]ـ
وفي آية أخرى {قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها}.
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ)) [البقرة: 68]
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)) [البقرة: 69]
هل نقل الله لنا كلام القائلين كما هو أم لا؟ إن قلنا "نعم" ففيه إشكال لأنه سيصبح جزء من القرآن غير معجز لأنه سيكون مؤلف من قول غيره من المخلوقين.
قد قلت: نعم؛ احتمالاً؛ حيث قلت:
كلام الله سبحانه وتعالى لا ينقل لنا بالضرورة كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات كما هو
وهذا كما ترى قيد احتمالي: قد يكون أو لا يكون.
فقلت: إنه قد يكون، ولا إشكال، كما قال:
لو فرضنا أن القرآن نقل بعض الأقوال بنصها فالاعتراض على ذلك بأن (بعض القرآن غير معجز) لا يصح؛ لأن إعجاز القرآن في كل آية في موضعها، ولا يلزم من ورودها بنصها في كلام آخر أن تكون معجزة، فإنه لا يعجز أحد من العرب أن يقول (ثم نظر)، وهي آية من كتاب الله عز وجل.
وإن قلنا "لا" ففيه إشكال لأن الدقة والضبط في النقل في الأهمية بما لا يخفى عليكم جميعا.
إن قلنا "لا" لم ينقل الله لنا كلام القائلين كما هو، وهذا هو الظاهر كما بينتم، وقد أصبح ليس بالضرورة أن يكون كذلك، كما بينتم أيضًا، ولكن وقوع إشكال يتعلق بالدقة والضبط غير وارد في كلام الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك لما قيل:
والقول بأن القرآن ينقل الكلام بدلالته العميقة فيه نظر؛ لأن القرآن يحكي الموقف نفسه عدة مرات في مواضع من القرآن، وفي كل مرة يعبر بألفاظ مختلفة، فلو كان المراد التعبير عن الدلالة العميقة في جميع المواضع ما اختلفت الألفاظ بين الآيات.
قلت:
هذا صحيح إذا تكلمنا عن البشر، وهو ثابت بالدراسات والأبحاث اللغوية (اللسانية)، أما الله سبحانه وتعالى فقادر على كل شيء، و هذا من إعجازات القرآن العجيبة: أن يعبر عن المعنى العميق بألفاظ مختلفة كلها تؤدي المعنى الذي أراده القائل. ولا يمكن أن ينقل لنا القرآن ولو اختلفت الألفاظ غير مراد القائل، وهذا سر من أسراره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 06:37]ـ
بارك الله فيك ياأستاذ عبد الله الشهري(/)
ما معنى القيام في قول الله سبحانه: ((وإذا أظلم عليهم قاموا))؟
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 05:54]ـ
في ضرْب الله مَثَل المنافقين، يقول سبحانه:
((يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا))
لِمَ اختار سبحانه وتعالى: ((قاموا)) على: وقفوا؟
أفيدونا، جزاكم الله خيراً.
علماً بأنّ القيام له معنيان: 1 - ضد القعود وما في معناه
2 - ضد العِوَج، مثل: ((وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد)).
وكأنّ الآية تفيد المعنى الثاني، ولكن: كيف؟
لم أستطع إحاطة ذلك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 11:31]ـ
لِمَ اختار سبحانه وتعالى: ((قاموا)) على: وقفوا؟
.
لا شك أن معنى قاموا في الآية وقفوا أي متحيرين
ولكن كما ذكرت أخي حمد لماذا اختار سبحانه وتعالى قاموا على وقفوا
والذي أعرفه أن القيام لمن كان جالسا فقام
والوقوف لمن كان ماشيا فوقف
ـ[حمد]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 11:39]ـ
لعل القيام هنا بمعنى: (الوقوف بسكون). أي: كما يقف المتحير والمبهوت.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 03:05]ـ
قال في الكشاف (ومعنى " قاموا " وقفوا وثبتوا في مكانهم. ومنه: قامت السوق إذا ركدت وقام الماء: جمد)(/)
التعليق على الوقف اللازم في قوله تعالى: (ماذا أراد الله بهذا مثلا)،للشيخ مُساعد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد طلب مني بعض الإخوة في هذا الملتقى أن أطرح بعض المسائل التي ناقشتها في رسالة الماجستير، وكانت بعنوان (وقوف القرآن وأثرها في التفسير)، وقد استحسنت هذه الفكرة، فرأيت أن أطرح منها ما تيسر.
وسأبدأ هذا الطرح بالتعليق على أول وقف لازم في مصحف المدينة النبوية، وهو الوقف الوارد في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26).
فأقول مستعينًا بالله:
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (مثلاً) الثانية.
فما معنى الكلام بناءً على هذا الوقف؟
إن لزوم الوقف على قوله تعالى: (مثلاً) يدل على انفصال الجملة من قوله تعالى: (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً) عمَّا بعدها، فتمَّ هنا كلام الكفار.
ثم أعقبه الله جل ذكره ببيان فائدة المثل بقوله تعالى: (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً)، فهذا من الله ابتداءُ كلامٍ تعقيباً على قولهم، و رداً عليهم.
وما الإشكال الوارد في الوصل لو وصل القارئ؟
ولو وصل القارئ قوله تعالى: (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا) لأوهَمَ أن قوله تعالى: (يضل به كثيراً …) من تمام قول الكفار.
وقد أورد المفسرون هذين المعنيين السابقين، و اختار أكثرهم الوقف على قوله تعالى: (مثلاً)، وأعلُّوا المعنى الثاني.
قال أبو جعفر الطبري: (يعني بقوله جل و عز: (يضل به كثيراً) يضل الله به كثيراً من خلقه , و الهاء في (به) من ذكر المثل، و هذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدأ، و معنى الكلام أن الله يضل بالمثل الذي يضر به كثيراً من أهل النفاق و الكفر)) (1)
ثم استدل لصحة هذا الوقف بما جاء في سورة المدثر من قوله تعالى: (وليقول الذين في قلوبهم مرض و الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل به من يشاء و يهدي من بشاء).
قال الطبري: ((وفيما في سورة المدثر من قول الله: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) ما ينبئ عن أنه في سورة البقرة كذلك مبتدأ، أعني قوله: (يضل به كثيراً))) (2).
وقد تبع الطبريَّ في الاستدلال بهذه الآية على صحة الوقف في آيه البقرة أبو جعفر النحاس حيث قال: ((والأَولى في هذا ما قاله أبو حاتم، والدليل على ذلك ... )) (3). ثم ساق آيه المدثر.
و قال الشوكاني: ((وقوله: (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً) هو كالتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بـ (أما)، فهو خبر من الله سبحانه)) (4).
و قال ابن جزي الكلبي: (((يضل به) من كلام الله جواباً للذين قالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا، وهو أيضاً تفسير لما أراد الله بضرب المثل من الهدى والضلال)) (5).
و ممن اختار هذا المعنى: السُّدِّيُّ، ومقاتل؛ كما نقل ذلك عنهما ابن الجوزي في تفسيره (6).
واختاره السجاوندي (7)، وأبو حيان في تفسيره (8)، ومن نقلتُ أقوالَهم فيما سبق.
و اختار المعنى الثاني ـ وهو أن يكون الكلام من تمام كلام الكفار ـ: الفراء (9) وابن قتيبة (10).
قال الفراء: ((وقوله: (ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً)؛ كأنه قال ـ والله أعلم ـ: ماذا أراد الله بهذا بمثل ـ لا يعرفه كل أحد ـ يضل به هذا ويهدي به هذا. قال الله: (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة: من الآية26))) (11).
وقد اعتُرضَ على قول الفراء بما يأتي:
أن الكافرين لا يُقرُّون بأن في القرآن شيئاً من الهداية، ولا يعترفون على أنفسهم بشيء من الضلالة (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال أبو حيان ـ مناقشاً لهذا القول ـ: ((واختار بعض المعربين والمفسرين أن يكون قوله تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) (البقرة: من الآية26) في موضع الصفة لمثل … فعلى هذا يكون من كلام الذين كفروا، وهذا الوجه ليس بظاهر؛ لأن الذي ذكر أن الله لا يستحيي منه هو ضرب مثلٍ ما؛ أيِّ مثلٍ كان: بعوضة أو ما فوقها، والذين كفروا إنما سألوا سؤال استهزاء وليسوا معترفين بأن هذا المثل يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً إلا إن ضَمَّن معنى الكلام: إن ذلك على حسب اعتقادكم وزعمكم أيها المؤمنون، فيمكن ذلك، ولكن كونه إخباراً من الله تعالى هو الظاهر)) (13).
أقوال علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ:
الأول: أنه تام، وبه قال أبو حاتم، وأبو جعفر النحاس (14).
الثاني: أنه حسن، وبه قال أبو العلا الهمذاني (15).
الثالث: أنه لازم، وهو قول السجاوندي (16).
الرابع: التفصيل بين الكفاية والجواز، وهو قول الأشموني، حيث قال: ((كافٍ، على استئناف ما بعده جواباً من الله للكفار. وإن جُعل من تتمَّةِ الحكاية عنهم كان جائزاً (17))) (18).
هذا، وقد سبق ذكر الوجه التفسيري المترجح، وهو قول الجمهور، حيث جعلوا قوله تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) (البقرة: من الآية26) من قول الله استئنافاً للردِّ على الكفار. وبهذا الوجه يكون الفصل بين الجملتين بالوقف هو المرجَّح، وهذا يتناسب من حكم عليه بالتمام والكفاية واللزوم.
وكونه كافياً أقرب؛ لأن الجملة فيها ردٌّ على ما سبق من كلام الكفار، وبهذا تكون مرتبطة بما قبلها من جهة المعنى؛ لأن الحديث عن ضرب المثل لم يتمَّ بعد. والعلة التي ذكرها السجاوندي تجعل تخيُّر الوقف على هذا الموضع أولى، وإن كان كافياً.
أما حكم أبي العلاء الهمذاني عليه بأنه حسن , وكذا ما ذكره الأشموني من أنه إن جعل من تتمه الحكاية عنهم كان جائزاً فهو موافق لاختيار الفراء التفسيري , وقد سبق الرد عليه.
الدكتور / مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياضـ
() تفسير الطبري 1: 181.
(2) تفسير الطبري 1: 181.
(3) القطع والائتناف 129.
(4) فتح القدير 1: 57، وهو بنصه في فتح البيان، لصديق خان 1: 94، وانظر: تفسير القرطبي 1: 209، وروح المعاني 1: 209.
(5) تفسير ابن جزي 1: 42.
(6) زاد المسير 1: 43.
(7) علل الوقوف 1: 89.
(8) البحر المحيط 1: 125.
(9) معاني القرآن 1: 23.
(10) انظر: زاد المسير 1: 43.
(1) معاني القرآن 1: 23.
(2) انظر: فتح القدير 1: 57، وفتح البيان 1: 94.
(3) البحر المحيط 1: 125.
(4) انظر: القطع والائتناف 129.
(5) الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي 1: 44.
(6) علل الوقوف 1: 89.
(7) قال الأشموني في منار الهدى (ص: 10) عن مصطلح الجائز: ((… ثمَّ الأصلح، وهو الذي يعبر عنه بالجائز)). ولم يشرح بأكثر من هذا.
(8) منار الهدى 37.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 02:24]ـ
(2) التعليق على الوقف اللازم على قوله تعالى (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم)
قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة:118).
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (مثل قولهم)، ومن ثَمَّ، فما بعدها مفصول عنها.
ويكون مقول القول محذوفاً، قد دلَّ عليه سباق الآية، وهو ما ذكره الله من قولِ الذين لا يعلمون: (لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية)، فمقولهم المحذوف: هو هذا الاقتراح.
ولو وصل القارئ قولَه تعالى: (مثل قولهم) بقوله تعالى: (تشابهت قلوبهم)؛ لتُوهِّم أن جملة: (تشابهت قلوبهم) هي مقولُ القَولِ، وليس الأمر كذلك، وبناءً عليه لَزِمَ الوقف على قوله: (مثل قولهم)؛ لِيُفهَم المعنى بالفصل.
قال شيخ زاده في حاشيته على البيضاوي: ((قوله: (تشابهت قلوبهم) استئناف على وجه تعليلِ تشابُهِ مقالتِهم بمقالةِ من قبلهم)) (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الآلوسي في قوله: (تشابهت قلوبهم): ((والجملة مقررة لما قبلها)) (2).
وقال أبو حيان: (((تشابهت قلوبهم) الضمير عائد على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم، لما ذكر تماثل المقالات، وهي صادرة عن الأهواء والقلوب، ذَكَرَ تماثلَ قلوبهم في العمى والجهل؛ كقوله تعالى: (أتواصوا به) (الذاريات: 53))) (3).
أقوال علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ:
الأول: أنَّ الوقف تامٌّ، وهو اختيار ابن مجاهد أحمد بن موسى (4)، والهمذاني (5).
الثاني: أنَّ الوقف كافٍ، وبه قال الأنصاري (6).
الثالث: أنه حسن، وهو قول الأشموني (7).
الرابع: أنه مطلق، وهو قول السجاوندي (8).
و الأَولى في الحكم هنا: الفصلُ بين الجملتين، للْعِلَّةِ المذكورة، وهي أن يُتَوَهَّمَ أنَّ قوله تعالى: (تشابهت قلوبهم) من مقول الكفار.
والصواب أن المقول محذوف، وأن هذه الجملة مستأنفة، وبهذا يكون قول الأشموني بأنه وقف حَسَنٌ غير صحيح، لأنه يلزم من ذلك التعلق الإعرابي وهو غير موجود.
ومع هذا الاستئناف هل الوقف من التام أو الكافي؟.
الأصحُّ أنَّ الوقف كافٍ؛ لأن السياق ما زال متصلاً بالحديث عن الكفار، ويؤكد ذلك الضمير في قوله: ((قلوبهم))، فهو يعود على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم المذكورين في الآية. وبهذا تكون الآية مرتبطة بما قبلها في المعنى، واللهُ أعلمُ.
و أما حكم السجاوندي بأنه مطلق، فصحيح أيضًا؛ لأن جملة: (تشابهت قلوبهم) يصحُّ البدء بها، لأن ضابطَ الوقف المطلق عنده هو صِحَّةُ البَدْءِ بما بعد الوقف. والله أعلم.
ــــــــــــــــ
(1) حاشية شيخ زاده على البيضاوي 1: 402.
(2) روح المعاني 1: 370، وانظر: التحرير والتنوير 1: 689، فقد ذكر مثل ذلك.
(3) البحر المحيط 1: 367، وانظر: تفسير ابن جزي 1: 58.
(4) انظر: القطع والائتناف 161.
(5) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1: 73.
(6) المقصد 47 ـ 48.
(7) منار الهدى 47 ـ 48.
(8) علل الوقوف 1: 121.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 02:26]ـ
(3) الوقف اللازم على قوله تعالى (ويسخرون من الذين آمنوا)
قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (ويسخرون من الذين آمنوا).
ولهذه الجملة احتمالان في الإعراب:
الأول: أن تكون معطوفة على جملة (زين للذين كفروا).
الثاني: أن تكون جملة حاليةً على تقدير: وهم يسخرون (1).
وبناءً على هذا الوقف، فإنَّ جملة: (والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) محمولةٌ على الاستئناف.
ووجه الإشكال في الوصل بيَّنها السجاوندي، فقال:» ولو وصل صار (فوقهم) ظرفاً لـ (يسخرون)، أو حالاً لفاعل (يسخرون)، وقُبْحُهُ ظاهرٌ «(2).
والصواب من الإعرابِ أنَّ الواو عاطفة، وأن جملة (والذين اتقوا) معطوف على جملة (زين للذين كفروا) (3).
أقوال علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوال:
الأول: أنَّ الوقف كافٍ، وهو اختيار الداني (4)، والغزال (5).
الثاني: أن الوقف حسنٌ، وبهذا الوقف قال أبو جعفر النحاس (6)، وابن الأنباري (7)، والهمذاني (8)، والأنصاري (9)، والأشموني (10).
الثالث: أن الوقف لازم، وهو اختيار السجاوندي (11).
وأولى هذه الأقوال قول من قال: إنَّ الوقف حَسَنٌ؛ لأن جملة (والذين اتقوا) مرتبطة إعراباً بجملة (زين للذين كفروا) وهذا الرابطُ اللفظي الإعرابي يجعل الوقف حسناً.
ولِوُجودِ هذا الرابط اللفظي الإعرابي لا يصلح أن يكون الوقف كافياً، كما لا يصلح البدءُ بجملة (والذين اتقوا) الذي هو نتيجةُ الحكم باللازم.
أمَّا ما عَلَّلَ به السجاوندي فهو من البُعْدِ والتَّكلفِ بمكان؛ لأنَّ هذه العلة ـ لو صحَّت ـ لا يدركها إلا المتخصص في علم النَّحو. ويلزم من عِلَّتِهِ أنْ يُفهَم أنَّ جملة (الذين اتقوا) عطف على جملة (الذين آمنوا)، وأنَّ قوله: (فوقهم) ظرف لـ (يسخرون) أو حالٌ لفاعلِ (يسخرون)، وهذا لا يُدْرَكُ إلا بتأمل.
ولو بدأ القارئ من قوله تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة)، فوقف هنا، لكان واضحاً أنَّ الفوقية للمتقين وأنَّ الظرف (فوقهم) لا يتعلق بهذا الفعل البعيد عنه، وهو (يسخرون).
.............................. .........
(1) انظر: البحر المحيط 2: 130، والدر المصون 2: 372.
(2) علل الوقوف 1: 168.
(3) انظر: الجدول في إعراب القرآن 2: 362، وإعراب القرآن الكريم، لمحيي الدين درويش 1: 312.
(4) المكتفى 83.
(5) الوقف والابتداء 1: 268، وعبارته:» حسن «، وهي تعني الكافي عند غيره.
(6) القطع والائتناف 183.
(7) إيضاح الوقف 1: 549.
(8) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1: 110.
(9) المقصد، بحاشية منار الهدى 58.
(10) منار الهدى 58.
(1 1) علل الوقوف 1: 168.(/)
الاستغفار في القرآن وأنواعه
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 01:02]ـ
الاستغفار في القرآن وأنواعه
قال ابن الجوزي: " الاستغفار استفعال من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه والغفر الستر ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ وغفر الخد والصوف ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر سمي غفرا لأنه يستر الثوب ويقال لجنة الرأس مغفر لأنها تستر الرأس وقال أبو سليمان الخطابي وحكى بعض أهل اللغة أن المغفرة مأخوذة من الغفر وهو نبت يداوى به الجراح يقال إنه إذا ذر عليها دملها وأبرأها ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار في القرآن على وجهين - أحدهما الاستغفار نفسه وهو طلب الغفران ومنه قوله تعالى في هود واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وفي يوسف واستغفري لذنبك وفي نوح استغفروا ربكم إنه كان غفارا وهو كثير في القرآن والثاني الصلاة ومنه قوله تعالى في آل عمران والمستغفرين بالأسحار وفي الأنفال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي الذاريات وبالأسحار هم يستغفرون وقد عد بعضهم الآية التي في يوسف من قسم الاستغفار وجعل التي في هود وفي نوح بمعنى التوحيد فيكون الباب على قوله من أقسام الثلاثة.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص 89 - 91.
قال ابن القيم:" الاستغفار فهو نوعان مفرد ومقرون بالتوبة فالمفرد كقول نوح عليه السلام لقومه استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا وكقول صالح لقومه لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون النمل 46 وكقوله تعالى واستغفروا الله إن الله غفور رحيم البقرة 199وقوله وما كان الله يعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33 والمقرون كقوله تعالى استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله هود 3 وقول هود لقومه استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا هود 52 وقول صالح لقومه هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب هود 61 وقول شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود هود 90 فالاستغفار المفرد كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه فدلالتها عليه إما بالتضمن وإما باللزوم وحقيقتها وقاية شر الذنب ومنه المغفر لما يقي الرأس من الأذى والستر لازم لهذا المعنى وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا القبع ونحوه مع ستره فلا بد في لفظ المغفر من الوقاية وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33 فإن الله لا يعذب مستغفراً وأما من أصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق ولهذا لا يمنع العذاب فالاستغفار يتضمن التوبة والتوبة تتضمن الاستغفار وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله فها هنا ذنبان ذنب قد مضى فالاستغفار منه طلب وقاية شره وذنب يخاف وقوعه فالتوبة العزم على أن لا يفعله والرجوع إلى الله يتناول النوعين رجوع إليه ليقيه شر ما مضى ورجوع إليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات أعماله وأيضا فإن المذنب بمنزلة من ركب طريقا تؤديه إلى هلاكه ولا توصله إلى المقصود فهو مأمور أن يوليها ظهره ويرجع إلى الطريق التي فيها نجاته والتى توصله إلى مقصوده وفيها فلاحه فههنا أمران لا بد منهما مفارقة شيء والرجوع إلى غيره فخصت التوبة بالرجوع و الاستغفار بالمفارقة وعند إفراد أحدهما يتناول الأمرين ولهذا جاء والله أعلم الأمر بهما مرتبا بقوله استغفروا ربكم ثم توبوا إليه فإنه الرجوع إلى طريق الحق بعد مفارقة الباطل وأيضا فالاستغفار من باب إزالة الضرر والتوبة طلب جلب المنفعة فالمغفرة أن يقيه شر الذنب والتوبة أن يحصل له بعد هذه الوقاية ما يحبه وكل منهما يستلزم الآخر عند إفراده والله أعلم.
مدارج السالكين لابن القيم 1/ 307 – 309.
تفسير ابن كثير ج2/ص436 - 438
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله أي وآمركم بالإستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها إلى الله عز وجل فيما تستقبلونه وأن تستمروا على ذلك يمتعكم متاعا حسنا أي في الدنيا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله أي في الدار الآخرة قاله قتادة كقوله من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة الآية وقد جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك وقال بن جرير حدثني المسيب بن شريك عن أبي بكر عن سعيد بن جبير عن بن مسعود رضي الله عنه في قوله ويؤت كل ذي فضل فضله قال من عمل سيئة كتبت عليه سيئة ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات ثم يقول هلك من غلب آحاده على أعشاره.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج14/ص415 - 421
والمذنبون الذين رجحت سيئاتهم على حسناتهم فخفت موازينهم فاستحقوا النار من كان منهم من أهل لا إله إلا الله فإن النار تصيبه بذنوبه و يميته الله فى النار إماتة فتحرقه النار إلا موضع السجود ثم يخرجه الله من النار بالشفاعة و يدخله الجنة كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة فبين أن مدار الأمر كله على تحقيق كلمة الاخلاص و هي لا إله إلا الله لاعلى الشرك بالتعلق بالموتى و عبادتهم كما ظنه الجاهليون وهذا مبسوط فى غير هذا الموضع والمقصود هنا أن النبى صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الحمد الذي هو رأس الشكر و بين التوحيد و الاستغفار إذا رفع رأسه من الركوع فيقول ربنا و لك الحمد ملء السموات و ملء الأرض و ملء مابينهما وملء ماشئت من شيء بعد أهل الثناء و المجد أحق ما قال العبد و كلنا لك عبد لامانع لما أعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد ثم يقول اللهم طهرني بالثلج و البرد و الماء البارد اللهم طهرنى من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس كما رواه مسلم في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات و ملء الأرض و ملء ماشئت من شيء بعد أهل الثناء و المجد أحق ما قال العبد و كلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد وروى مسلم أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات و ملء الأرض وملء ماشئت من شيء بعد اللهم طهرنى بالثلج و البرد و الماء البارد اللهم طهرني من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ و قد روى مسلم فى صحيحه أيضا عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول اللهم لك الحمد و قال و ملء الأرض و ملء ما بينهما ولم يذكر فى بعض الروايات لأن السموات و الأرض قد يراد بهما العلو و السفل مطلقا فيدخل فى ذلك الهواء و غيره فانه عال بالنسبة إلى ما تحته و سافل بالنسبة إلى ما فوقه فقد يجعل من السماء كما يجعل السحاب سماء و السقف سماء و كذا قال فى القرآن هو الذي خلق السموات و الأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش و لم يقل و ما بينهما كما يقول إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي و لا شفيع فتارة يذكر قوله و ما بينهما فيما خلقه فى ستة أيام و تارة لا يذكره و هو مراد فإن ذكره كان إيضاحا و بيانا و إن لم يذكره دخل في لفظ السموات و الأرض و لهذا كان النبى صلى الله عليه و سلم تارة يقول ملء السموات و ملء الأرض و لا يقول و ما بينهما و تارة يقول و ما بينهما و فيها كلها و ملء ما شئت من شيء بعد وفى رواية أبى سعيد أحق ما قال العبد إلى آخره و في رواية ابن أبي أوفى الدعاء بالطهارة من الذنوب ففي هذا الحمد رأس الشكر و الاستغفار فان ربنا غفور شكور فالحمد بازاء النعمة و الاستغفار بازاء الذنوب وذلك تصديق قوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك ففي سيد الاستغفار أبوء لك بنعمتك علي و أبوء
(يُتْبَعُ)
(/)
بذنبى وفى حديث أبي سعيد الحمد رأس الشكر و التوحيد كما جمع بينهما في أم القرآن فأولها تحميد و أوسطها توحيد و آخرها دعاء و كما في قوله هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين وفى حديث الموطأ أفضل ما قلت أنا و النبيون من قبلى لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير من قالها كتب الله له الف حسنة و حط عنه ألف سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل قال مثلها أو زاد عليه و من قال فى يوم مائة مرة سبحان الله و بحمده حطت خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر
وفضائل هذه الكلمات فى أحاديث كثيره و فيها التوحيد و التحميد فقوله لا إإله إلا الله وحده لا شريك له توحيد و قوله له الملك و له الحمد تحميد و فيها معان أخرى شريفة وقد جاء الجمع بين التوحيد و التحميد و الاستغفار فى مواضع مثل حديث كفارة المجلس سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك فيه التسبيح و التحميد والتوحيد و الاستغفار من قالها فى مجلس إن كان مجلس لغط كانت كفارة له و إن كان مجلس ذكر كانت كالطابع له و فى حديث أيضا إن هذا يقال عقب الوضوء ففى الحديث الصحيح فى مسلم و غيره من حديث عقبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء و في حديث آخر أنه يقول سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك وقد روى عن طائفة من السلف فى الكلمات التى تلقاها آدم من ربه نحو هذه الكلمات روى ابن جرير عن مجاهد أنه قال اللهم لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي أنك خير الغافرين اللهم لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك رب إنى ظلمت نفسي فارحمني فأنت خير الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك انت التواب الرحيم فهذه الكلمات من جنس خاتمة الوضوء و خاتمة الوضوء فيها التسبيح و التحميد و التوحيد و الاستغفار فالتسبيح و التحميد و التوحيد لله فانه لا يأتي بالحسنات الا هو الاستغفار من ذنوب النفس التى منها تأتى السيئات وقد قرن الله فى كتابه بين التوحيد و الاستغفار فى غير موضع كقوله فاعلم انه لا إله إلا الله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات و فى قوله أن لا تعبدوا الا الله اننى لكم منه نذير و بشير و أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه و فى قوله قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله وا حد فاستقيموا إليه و استغفروه وفى حديث رواه ابن أبى عاصم و غيره يقول الشيطان أهلكت الناس بالذنوب و أهلكوني بالاستغفار وبلا إله إلا الله فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون لايستغفرون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولا إله إلا الله تقتضي الاخلاص و التوكل و الاخلاص يقتضي الشكر فهي أفضل الكلام و هي أعلى شعب الايمان كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الايمان بضع وستون أو بضع و سبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان لاإله إلاالله هي قطب رحى الايمان و إليها يرجع الأمر كله والكتب المنزلة مجموعة في قوله تعالى إياك نعبد و إياك نستعين و هي معنى لا إله إلا الله ولا حول و لا قوة إلا بالله هي من معنى لا إله إلا الله والحمد لله فى معناها و سبحان الله و الله أكبر من معناها لكن فيها تفصيل بعد إجمال.
مجموع فتاوى ابن تيمية ج14/ص261 - 264
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل فاذا تدبر العبد علم أن ما هوفيه من الحسنات من فضل الله فشكر الله فزاده الله من فضله عملا صالحا و نعما يفيضها عليه وإذا علم أن الشر لا يحصل له إلا من نفسه بذنوبه استغفر و تاب فزال عنه سبب الشر فيكون العبد دائما شاكرا مستغفرا فلا يزال الخير يتضاعف له و الشر يندفع عنه كما كان النبى صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته الحمد لله فيشكر الله ثم يقول نستعينه و نستغفره نستعينه على الطاعة و نستغفره من المعصية ثم يقول و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا فيستعيذ به من الشر الذي في النفس و من عقوبة عمله فليس الشر إلا من نفسه و من عمل نفسه فيستعيذ الله من شر النفس أن يعمل بسبب سيئاته الخطايا ثم إذا عمل استعاذ بالله من سيئات عمله و من عقوبات عمله فاستعانه على الطاعة و أسبابها و استعاذ به من المعصية و عقابها فعلم العبد بأن ما أصابه من حسنة فمن الله و ما أصابه من سيئة فمن نفسه يوجب له هذا و هذا فهو سبحانه فرق بينهما هنا بعد أن جمع بينهما في قوله قل كل من عند الله فبين أن الحسنات و السيئات النعم و المصائب و الطاعات و المعاصي على قول من أدخلها فى من عند الله ثم بين الفرق الذي ينتفعون به و هو أن هذا الخير من نعمة الله فاشكروه يزدكم و هذا الشر من ذنوبكم فاستغفروه يدفعه عنكم قال الله تعالى و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون و قال تعالى الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير أن لا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير و بشير و أن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى و يؤت كل ذي فضل فضله والمذنب إذا استغفر ربه من ذنبه فقد تأسى بالسعداء من الأنبياء و المؤمنين كآدم و غيره و إذا أصر و احتج بالقدر فقد تأسى بالأشقياء كابليس و من اتبعه من الغاوين فكان من ذكره أن السيئة من نفس الانسان بذنوبه بعد أن ذكر أن الجميع من عند الله تنبيها على الاستغفار و التوبة و الاستعاذة بالله من شر نفسه و سيئات عمله و الدعاء بذلك فى الصباح و المساء و عند المنام كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك أبا بكر الصديق أفضل الأمة حيث علمه أن يقول اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان و شركه و أن أقترف على نفسي سوءا و أو أجره إلى مسلم فيستغفر مما مضى و يستعيذ مما يستقبل فيكون من حزب السعداء وإذا علم أن الحسنة من الله الجزاء و العمل سأله أن يعينه على فعل الحسنات بقوله إياك نعبد و إياك نستعين و بقوله اهدنا الصراط المستقيم و قوله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ونحو ذلك.
التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص98
فصل ومن اسرار هذه السورة أنه سبحانه جمع فيها لأوليائه بين جمال الظاهر والباطن فزين وجوههم بالنضرة وبواطنهم بالنظر إليه فلا أجمل لبواطنهم ولا أنعم ولا أحلى من النظر إليه ولا أجمل لظواهرهم من نضرة الوجه وهي إشراقه وتحسينه وبهجته وهذا كما قال في موضع آخر ولقاهم نضرة وسرورا ونظيره قوله يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا فهذا جمال الظاهر وزينته ثم قال ولباس التقوى ذلك خير فهذا جمال الباطن ونظيره قوله إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب فهذا جمال ظاهرها ثم قال وحفظا من كل شيطان مارد فهذا جمال باطنها ونظيره قوله عن امرأة العزيز بعد أن قالت ليوسف اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم فذكرها لهذا هو من تمام وصفها لمحاسنه وأنه في غاية المحاسن ظاهرا وباطنا وينظر إلى هذا المعنى ويناسبه قوله إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى فقابل بين الجوع والعري لأن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر وقابل بين الظمأ وهو حر الباطن والضحى وهو حر الظاهر بالبروز للشمس وقريب من هذا قوله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى في ذكر الزاد الظاهر الحسي والزاد الباطن المعنوي فهذا زاد سفر الدنيا وهذا زاد سفر الآخرة ويلم به قول هود ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم فالأول القوة الظاهرة المنفصلة عنهم والثاني الباطنة المتصلة بهم ويشبهه
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله فما له من قوة ولا ناصر فنفى عنهم الدافعين الدافع من أنفسهم والدافع من خارج وهو الناصر.
جامع الرسائل ج1/ص219
فصل
قال الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما
قال الله تعالى الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير سورة هود 1 3 وقال تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون الآيات سورة الزمر 53 55 وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم الآية سورة التحريم 8 وقال تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون سورة النور 31 وقال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم سورة التوبة 117 118 وقال تعالى وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم سورة البقرة 35 37 جامع الرسائل ج1/ص221
وقال تعالى في السورة الأخرى وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين سورة الأعراف 22 23
وقال تعالى وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى سورة طه 121 122
وقال تعالى عن نوح أنه قال لقومه استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا الآية سورة نوح 10 11
وقال عن نوح رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين سورة هود 47 وعن هود ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين سورة هود 52 وعن صالح فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب سورة هود 61 وكذلك قال شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود سورة هود 90 وقال إبراهيم عليه السلام ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب سورة إبراهيم 41 وقال والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين سورة الشعراء 82 وقال وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم جامع الرسائل ج1/ص222
سورة البقرة 128 وقال عن موسى عليه السلام فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم سورة القصص 15 16 وقال موسى رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين سورة الأعراف 151 وقال موسى سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين سورة الأعراف 143
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى لموسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم سورة النمل 10 11 وقال موسى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل الآية سورة الأعراف 155 157
وقال لخاتم الرسل فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات سورة محمد 19 وقال إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر سورة الفتح 1 2 جامع الرسائل ج1/ص223
وقال تعالى إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين سورة البقرة 222
وقال حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير سورة غافر 1 3
وقال تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله سورة الشورى 25 26
وقال تعالى وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم سورة التوبة 102 106
وفي صحيح مسلم عن أبي بردة عن الأغر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم جامع الرسائل ج1/ص224
مائة مرة وعن أبي بردة عن الأغر المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة وقال إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة وقال إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وقال من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه وقال لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده جامع الرسائل ج1/ص225
فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح
وهذا الحديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن مسعود والبراء بن عازب والنعمان بن بشير وأبو هريرة وأنس بن مالك ففي الصحيحين عن ابن معسود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة أحدكم من رجل خرج بأرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت ولم يجدها قال أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه فأتى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه وفي السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وقال إن العبد إذا أذنب جامع الرسائل ج1/ص226
نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلكم الران الذي ذكر الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون سورة المطففين 14
وعن ابن عباس في قوله إلا اللمم سورة النجم 32 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تغفر اللهم تغفر جما
وأي عبد لك لا ألما
وعن ابن عمر قال إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة رواه أحمد والترمذي وقال حديث صحيح.
جامع الرسائل لابن تيمية ص227 - 235
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل التوبة نوعان: واجبة ومستحبة فالواجبة هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله والمستحبة هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات فمن اقتصر على التوبة الأولى كان من الأبرار المقتصدين ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين قال الله تعالى وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم سورة الواقعة 7 12 وقال تعالى فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم سورة الواقعة 88 94 وقال تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله سورة فاطر 32 وقال تعالى إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا سورة الإنسان 3 6 وقال كلا إن كتاب الفجار لفي سجين إلى قوله كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون إلى قوله ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون سورة المطففين 7 28 قال ابن عباس تمزج لأصحاب اليمين مزجا ويشرب بها المقربون صرفا والتوبة رجوع عما تاب منه إلى ما تاب إليه فالتوبة المشروعة هي الرجوع إلى الله وإلى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه وليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الجهال لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من القبائح كالفواحش والمظالم بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها فأكثر الخلق يتركون كثيرا مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها وأقوال البدن وأعماله وقد لا يعلمون أن ذلك مما أمروا به أو يعلمون الحق ولا يتبعونه فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع وإما مغضوبا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته وقد أمر الله عباده المؤمنين أن يدعوه في كل صلاة بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولهذا نزه الله نبيه عن هذين فقال تعالى والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى سورة النجم 1 4 فالضال الذي لا يعلم الحق بل يظن أنه على الحق وهو جاهل به كما عليه النصارى قال تعالى ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل سورة المائدة 77 والغاوي الذي يتبع هواه وشهواته مع علمه بأن ذلك خلاف الحق كما عليه اليهود قال تعالى سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين سورة الأعراف 146 وقال تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث الآية سورة الأعراف 175 176 وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن فإن الغي والضلال يجمع جميع سيئات بني آدم فإن الإنسان كما قال تعالى وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا سورة الأحزاب 72 فبظلمه يكون غاويا وبجهله يكون ضالا وكثيرا ما يجمع بين الأمرين فيكون ضالا في شيء غاويا في شيء آخر إذ هو ظلوم جهول ويعاقب على كل من الذنبين بالآخر كما قال في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا سورة البقرة 10 وكما قال فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم سورة الصف 5 كما يثاب المؤمن على الحسنة بحسنة أخرى فإذا عمل بعلمه ورثه الله علم ما لم يعلم وإذ عمل بحسنة دعته إلى حسنة أخرى قال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم سورة محمد 17 وقال تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى سورة مريم 76 وقال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا سورة العنكبوت 69 وقال ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم
(يُتْبَعُ)
(/)
من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما سورة النساء 66 68 وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم سورة الحديد 28 29 وهو صلى الله عليه وسلم ذكر شهوات الغي في البطون والفروج كما في الصحيح أنه قال من تكفل لي بما بين لحييه وما بين رجليه تكفلت له بالجنة فإن هذا يعلم عامة الناس أنه من الذنوب لكن يفعلونه اتباعا لشهواتهم وأما مضلات الفتن فأن يفتن العبد فيضل عن سبيل الله وهو يحسب أنه مهتد كما قال ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون سورة الزخرف 36 37 وقال أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء سورة فاطر 8 وقال وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب سورة غافر 37 وقال قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا سورة الكهف 103 104 ولهذا تأول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية فيمن يتعبد بغير شريعة الله التي بعث بها رسوله من المشركين وأهل الكتاب كالرهبان وفي أهل الأهواء من هذه الأمة كالخوارج الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقال فيهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة وذلك لأن هؤلاء خرجوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين حتى كفروا من خالفهم مثل عثمان وعلي وسائر من تولاهما من المؤمنين واستحلوا دماء المسلمين وأموالهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان وإذا اجتمع شهوات الغي ومضلات الفتن قوى البلاء وصار صاحبه مغضوبا عليه ضالا وهذا يكون كثيرا بسبب حب الرئاسة والعلو في الأرض كحال فرعون قال تعالى إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين سورة القصص 4 فوصفه بالعلو في الأرض والفساد وقال في آخر السورة تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين سورة القصص 83 ولهذا قال في حق فرعون وكذلك زين لفرعون سوء عمله سورة غافر 37 وذلك أن حب الرئاسة شهوة خفية كما قال شداد بن أوس رضي الله عنه يا بغايا العرب يا بغايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية قيل لأبي داود السجستاني ما الشهوة الخفية قال حب الرئاسة وحبك الشيء يعمى ويصم فيبقى حب ذلك يزين له ما يهواه مما فيه علو نفسه ويبغض إليه ضد ذلك حتى يجتمع فيه الإستكبار والإختيال والحسد الذي فيه بغض نعمة الله على عباده لا سيما من مناظره والكبر والحسد هما داءان أهلكا الأولين والآخرين وهما أعظم الذنوب التي بها عصى الله أولا فإن إبليس استكبر وحسد آدم وكذلك ابن آدم الذي قتل أخاه حسد أخاه ولهذا كان الكبر ينافي الإسلام كما أن الشرك نافي الإسلام فإن الإسلام هو الإستسلام وحده فمن استسلم له ولغيره فهو مشرك به ومن لم يستسلم فهو مستكبر كحال فرعون وملإه ولذلك قال لهم موسى وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين سورة الدخان 19 وقال تعالى عن فرعون واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون سورة القصص 39 وقال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين سورة النمل 14 ومن أسلم وجهه لله حنيفا فهو المسلم الذي على ملة إبراهيم الذي قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين وهذا الإسلام هو دين الأولين والآخرين من الأنبياء وأتباعهم كما وصف الله به في كتابه نوحا وإبراهيم وموسى ويوسف وسليمان وغيرهم من النبيين مثل قول موسى لقومه إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين سورة يونس 84 وقال تعالى إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا سورة المائدة 44 وقال نوح
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه السلام فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين سورة يونس 72 وقال يوسف توفني مسلما وألحقني بالصالحين سورة يوسف 101 وقالت بلقيس وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين سورة النمل 44 وليس الغي مختصا بشهوات البطون والفروج فقط بل هو في شهوات البطون والفروج وشهوات الرئاسة والكبر والعلو وغير ذلك فهو اتباع الهوى وإن لم يعتقد أنه هوى بخلاف الضال فإنه يحسب أنه يحسن صنعا ولهذا كان إبليس أول الغاوين كما قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين سورة الأعراف 16 17 وقال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين سورة الحجر 39 40 وقال تعالى ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون سورة القصص 62 63 وقد قال تعالى فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون سورة الشعراء 94 95 وإنما في الحديث ما يخاف على هذه الأمة من الغي وهو شهوات الغي في البطون والفروج فأما الغي الذي هو الإستكبار عن ابتاع الحق فذاك أصل الكفر فصاحبه ليس من هذه الأمة كإبليس وفرعون وغيرها وأما غي شهوات البطون والفروج فذاك يكون لأهل الإيمان ثم يتوبون كما قال وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى سورة طه 121 122 وفي السنن والمسند من حديث ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن إبليس قال لربه عز وجل بعزتك وجلالك لا أبرح أغوى بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال له ربه عز وجل فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني.(/)
رأي في التفسير بالمأثور من يفنده؟
ـ[أبو فراس]ــــــــ[03 - Jul-2007, صباحاً 06:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير بالمأثور على أربعة أنواع باصطلاح المعاصرين وهي:
# تفسير القرآن بالقرآن
# تفسير القرآن بالحديث
# بأقوال الصحابي
# بأقوال التّابعي---وعلى خلاف في اعتبار قول التابعي منه
.
قال الشيخ محمد بن عبدالعظيم الزرقاني، (هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة تبيانا لمراد الله من كتابه)
ثم قال: (وأما ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء: منهم من اعتبره من المأثور لأنهم تلقوه من الصحابة غالباً ومنهم من قال: إنه من التفسير بالرأي).
أمّا الشيخ محمد حسين الذهبي ---فقد وافق على اعتبار تفسير التابعي من التفسير المأثور معللا ذلك بآيراد الطبري لهذا النوع من التفسير
---------------------------------------------------------------------------
مناقشة لمفهوم (التفسير المأثور):
أمّا بالنسبة للنوع الأول وهو تفسير القرآن بالقرآن فليس من نوع التفسير بالمأثور قطعا لأنّ كلّ مفسر يمكن له أن يربط آية بآية وعملية الربط تفسير بالرأي على الأرجح
أمّا بالنسبة للنوع الثاني وهو تفسير القرآن بالسنّة--فهو شرع وبيان للقرآن--وقد نصيب إن قلنا أنها تؤخذ بدون خيار كما القرآن --فليس لأحد أن يعرض عن بيان جاء به من جاء بالقرآن من عند رب العالمين--فالسنّة ذات العلاقة بالقرآن جزء منه إلّا أنها لا تتلى ولا يتعبّد بها إنّما توضح المراد منه--
وبقي تفسير الصحابي --فهو بحق الذي يمكن اعتباره تفسيرا بالمأثور--فالصحابة هم الأقرب للتنزيل والأدق في فهم مقاصده واستيعاب معانيه--لمعاصرتهم للرسول عليه الصلاة والسلام الذي قد يكون وافقهم فيما توصلوا إليه
أمّا تفسير التابعي فهو تفسير بالرأي لأنهم أيّ التابعين لم يعاصروا التنزيل فلا يتوقع كونهم سمعوا التفسير من الرسول عليه الصلاة والسلام أو فهموه ضمنا منه--
أمّا التفسير الذي نقول به والذي ندعمه ونؤيده فهو التفسير بالمأثور وبالرأي معا--فالطبري مثلا الذي كان ينقل تفسيرات الصحابة كان يختار ويوازن وهذا رأي--
فأنت تفسّر مستعرضا ماقيل من مأثور وموازنا بين الأقوال المتخالفة أحيانا برأي مستند إلى أصول اللغة والبلاغة وما جدّ من مكتشفات--
قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله: (أما الذين جمدوا على القول بأن تفسير القرآن يجب ألا يعدو ما هو مأثور، فهم رموا هذه الكلمة على عواهنها، ولم يوضحوا مرادهم من المأثور عمن يؤثر ... ).
ثم قال: (وقد التزم الطبري في تفسيره أن يقتصر على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين لكنه لا يلبث في كل آية أن يتخطى ذلك إلى اختياره منها، وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب، وحسبه بذلك تجاوزاً لما حدده من الاقتصار على التفسير بالمأثور، وذلك طريق ليس بنهج، وقد سبقه إليه بقي بن مخلد، ولم نقف على تفسيره، وشاكل الطبري فيه معاصروه، مثل ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، فلله درّ الذين لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور، مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين، والزجاج والرماني ممن بعدهم، ثم من سلكوا طريقهم، مثل الزمخشري وابن عطية).
وهو كلام فريد ومفيد فلله درّك يا شيخنا إبن عاشور. انتهى
هذا مقال قرأته لكاتب يدعى جمال الشرباتي مشرف ملتقى البيان لتفسير القرآن وأرجو من الإخوة هنا تفنيد ما ورد فيه خاصة ما كتب باللون الأحمر لأنه أشكل علي جدا والله الموفق
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 12:20]ـ
قال الشيخ الدكتور مساعد الطيار في بحث له عنوانه (التفسير بالمأثور: نقد للمصطلح وتأصيل):
(إن المصطلحات العلمية يلزم أن تكون دقيقة في ذاتها ونتائجها، وإلا وقع فيها وفي نتائجها الخلل والقصور.
ومن هذه المصطلحات التي حدث فيها الخلل مصطلح "التفسير بالمأثور".
وفي هذا المصطلح أمران: أنواعه، وحكمه.
أما أنواعه، فقد حدّها من ذكر هذا المصطلح من المعاصرين بأربعة، هي: "تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة، وبأقوال التابعين".
وغالباً ما يحكي هؤلاء الخلاف في جعل تفسير التابعي من قبيل المأثور.
وأما حكمه، فبعض من درج على هذا المصطلح ينتهي إلى وجوب الأخذ به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقدم من رأيته نص على كون هذه الأربعة هي التفسير بالمأثور الشيخ محمد بن عبدالعظيم الزرقاني، حيث ذكر تحت موضوع (التفسير بالمأثور) ما يلي: (هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة تبايناً لمراد الله من كتابه)، ثم قال: (وأما ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء: منهم من اعتبره من المأثور لأنهم تلقوه من الصحابة غالباً ومنهم من قال: إنه من التفسير بالرأي).
ثم جاء بعده الشيخ محمد حسين الذهبي (ت: 1977 م) فذكر هذه الأنواع الأربعة تحت مصطلح (التفسير المأثور)، وقد علل لدخول تفسير التابعي في المأثور بقوله: (وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما روي عن التابعين وإن كان فيه خلاف: هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرأي؟ لأننا وجدنا كتب التفسير المأثور كتفسير ابن جرير وغيره لم تقتصر على ما ذكر مما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وما روي عن الصحابة، بل ضمنت ذلك ما نقل عن التابعين في التفسير).
منشأ الخطأ في هذا المصطلح:
إنه فيما يظهر قد وقع نقل بالمعنى عمن سبق أن كتب في هذا الموضوع وبدلاً من أن يؤخذ عنه مصطلحه استبدل به هذا المصطلح الذي لم يتواءم مع هذه الأنواع، ولا مع حكمها كما سيأتي.
والمصدر الذي يظهر أن هذه الأنواع نُقلت منه هو رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية المسماة (مقدمة في أصول التفسير).
وقد وردت هذه الأنواع الأربعة تحت موضوع (أحسن طرق التفسير) فهي عند شيخ الإسلام (طرق) وليست (مأثوراً).
ولو تأملت النقلين السابقين، فإنك ستجد أنهما يحكيان الخلاف في كون تفسير التابعي مأثوراً أم لا.
وستجد هذا موجوداً في رسالة شيخ الإسلام، ولكن البحث فيه ليس عن كونه مأثوراً أم لا، بل عن كونه حجة أم لا؟
وبين الأمرين فرق واضحٌ، إذ لم يرد عن العلماء هل هو مأثور أم لا؟ لأن هذا المصطلح نشأ متأخراً، بل الوارد هل هو حجة أم لا؟
وإن كان هذا التأصيل صحيحاً، فإن اصطلاح شيخ الإسلام أدق من اصطلاح المعاصرين، وأصح حكماً.
فهذه التقسيمات الأربعة لا إشكال في كونها طرقاً، كما لا إشكال في أنها أحسن طرق التفسير، فمن أراد أن يفسر فعليه الرجوع إلى هذه الطرق.
نقد مصطلح (التفسير المأثور):
مصطلح المعاصرين عليه نقد حيث يتوجه النقد إلى أمرين وإليك بيانه:
1 - ما يتعلق بصحة دخول هذه الأنواع في مسمى (المأثور).
2 - ما يتعلق بالنتيجة المترتبة عليه، وهي (الحكم).
أما الأول: فإنه يظهر أن هذا المصطلح غير دقيق في إدخال هذه الأنواع الأربعة فيه، فهو لا ينطبق عليها جميعاً، بل ويخرج ما هو منها، فهذا المصطلح غير جامع ولا مانع لسببين:
أ- أن المأثور هو ما أثر عمن سلف، ويطلق في الاصطلاح على ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن بعدهم من التابعين وتابعيهم.
فهل ينطبق هذا على تفسير القرآن بالقرآن؟
إن تفسير القرآن بالقرآن لا نقل فيه حتى يكون طريقه الأثر، بل هو داخل ضمن تفسير من فسر به.
فإن كان المفسِّرُ به الرسولَ صلى الله عليه وسلم فهو من التفسير النبوي.
وإن كان المفسر به الصحابي، فله حكم تفسير الصحابي.
وإن كان المفسر به التابعي، فله حكم تفسير التابعي.
وهكذا كل من فسر آية بآية فإن هذا التفسير ينسب إليه.
ب- أن المأثور في التفسير يشمل ما أُثر عن تابعي التابعين كذلك ومن دوّن التفسير المأثور فإنه ينقل أقوالهم، كالطبري (ت:310) وابن أبي حاتم (ت: 327)، وغيرهما.
بل قد ينقلون أقوال من دوْنهم في الطبقة، كمالك بن أنس، وغيره؛ ولو اطلعت على أوسع كتاب جمع التفسير المأثور، وهو (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) لرأيت من ذلك شيئاً كثيراً.
ولو قُبلت العلة التي ذكرها الشيخ محمد حسين الذهبي في إدخاله تفسير التابعين في المأثور، لصح تنزيلها على المأثور عن تابعي التابعين ومن دونهم.
وقد نشأ الخطأ في تصور ونقل الخلاف في تفسير التابعي، وهل يندرج تحت التفسير بالمأثور، أم لا يصح أن يوصف بأنه تفسير مأثور؟ ونزّل كلام العلماء خطأ في حكم تفسير التابعي على قضية كونه تفسيراً مأثوراً أم غير مأثور، ولم يكن حديث العلماء على كونه مأثوراً أم غير مأثور، إذ لم يكن ذلك المصطلح معروفاً ولا شائعاً في وقتهم.
وأما الثاني وهو ما يتعلق بالحكم فإن بعض من درج على هذا المصطلح نصّ على وجوب اتباعه والأخذ به، وهو مستوحى من كلام آخرين.
ومما يلحظ على هذا الحكم أنهم يحكون الخلاف في تفسير التابعي من حيث الاحتجاج، بل قد حكى بعضهم الخلاف في تفسير الصحابي؛ ثم يحكمون في نهاية الأمر بوجوب اتباعه والأخذ به! فكيف يتفق هذا مع حكاية الخلاف الوارد عن الأئمة دون استناد يرجح وجوب الأخذ بقول التابعي، فهم يمرون على هذا الخلاف مروراً عاماً بلا تحقيق.
ثم إن كان ما ورد عن الصحابة والتابعين مأثوراً يجب الأخذ به على اصطلاحهم فما العمل فيما ورد عنهم من خلاف محقق في التفسير؟ وكيف يقال: يجب الأخذ به؟
ومن نتائج عدم دقة هذا المصطلح نشأ خطأ آخر، وهو جعل التفسير بالرأي مقابلاً للتفسير بالمأثور وهو الأنواع الأربعة السابقة، حتى صار في هذه المسألة خلط وتخبط، وبنيتْ على هذا التقسيم معلومات غير صحيحة، ومنها----) إلى آخر كلامه حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فراس]ــــــــ[03 - Jul-2007, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وفي الشيخ مساعد الطيار
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 11:11]ـ
وفيك بارك الله.(/)
«نَصَائحٌ لحملة القرآن»،لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبدِ العَزيز آل الشّيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 08:53]ـ
«نَصَائحٌ لحملة القرآن»،
لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بن عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عام المَملكة العَربيّة السّعوديّة
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ سَلّمهُ اللَّهُ ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن من نعم الله على العبد أن يجعله من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وهم أفضل عباده الذين أورثهم الله الكتاب العزيز، ووفقهم فتلوا هذا القرآن حق تلاوته، ووفقهم فعملوا بهذا القرآن ووفقهم فاستضاءوا بنور القرآن، قال جل وعلا: ? وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ? [سورة الشورى الآية 52]، فاستضاء بنور القرآن، واهتدى بهدي القرآن، وتأدب بآداب القرآن، فكان القرآن حلته وكان القرآن لباسه: ? وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ? [سورة الأعراف الآية 26].
وإن الله تعالى شرف هذه الأمة المحمدية، وخصها بخصائص لم تكن لأمة قبلها اختار لها سيد ولد آم ولا فخر، محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد ولدم آدم، فنالت الأمة المحمدية بفضل هذا النبي الكريم فضائل عظيمة، وتبوأت مكانة عليا، قال جل وعلا: ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? [سورة آل عمران الآية 110] واختار لها دينها فهو أكمل الأديان وأتمها؛ لأنه الدين الكامل الباقي إلى قيام الساعة.
ومعجزات الأنبياء قبلنا انتهت بموتهم، واختار الله عز وجل القرآن كتابا لهذه الأمة فهو كتاب الله الذي تكلم الله به وسمعه جبريل من رب العالمين وبلغه جبريل سيد الأولين والآخرين، وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم أمته وتوارثه المسلمون خلفا عن سلف محفوظا بحفظ الله، لا يمكن أن تتطرق إليه أيدي العابثين زيادة أو نقصانا، أو تبديلا أو تغييرا، رغم العداوة المتمكنة من القلوب، والحقد على هذا الدين وأهله، ولكن الله حفظه كما حفظ إنزاله، فوجبت السماء بالشهب حتى لا يسترق الشياطين الوحي، ثم حفظ في صدور الرجال وفي المصاحف، وهيأ الله له حملة حملوه فحفظ بحفظ الله له فلم يستطيع أي مضلل، ولا أي مكابر أن يقدح في هذا القرآن، فيزيد أو ينقص، أو يبدل أو يغير، ومن أراد ذلك فسينفضح، وينكشف خزيه بإرادة الله ـ جل وعلا ـ.
فمعجزات الأنبياء انقرضت بانقراضهم، أما معجزة هذا النبي فمعجزة باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين يقول صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)) أخرجه مسلم، هذا القرآن هو حبل الله، من تمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، هذا الكتاب هو نظام هذه الأمة ودستورها الذي تحكمه وتتحاكم إليه، ونهج حياتها الذي يصدرون عنه، وحجة الله عليهم: ? وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ? [سورة الأنعام الآية 19].
وإن هذا القرآن شرف لحملته، ورفعة لهم في الدنيا والآخرة، إن هم تلوه بإخلاص، وإن هم تقربوا إلى الله بحفظه بإخلاص، وزينوا به ألسنتهم، وإن هم تلوه حق التلاوة، فحملهم القرآن على كل خير، وأدبهم القرآن الأدب النافع، وتربوا على مائدة القرآن تربية صالحة نافعة، تربية قوية، تربية تتصل بالروح والجسد معا، إن التربية على آداب القرآن هي التربية الناجحة، وهي النافعة المؤثرة، وهي التربية التي تقود أهلها لكل خير، وتحلق بهم في فضاء الخير، وتجعلهم على منهج قويم وصراط مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، يهدي لكل سبيل قيم، ولكل طريق مستقيم، ولكل أدب حسن، ولكل فضيلة، ولكل خلق كريم، إنه كتاب الله، فحري بمن وفق لتلاوته ثم وفق لحفظه، أو حفظ كثيرا منه، أن يشكر الله على هذه النعمة، ويحمده على هذا الفضل، ويسأله أن يجعل ما حفظه حجة له، وأن يكون شافعا له يوم قدومه على الله، قال عز وجل: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ? [سورة فاطر: 29 - 30]، فتأمل هذه الآية: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ?، أي لن تخسر، ولن يلحقها خسارة ولا دمار، لكنها التجارة الرابحة، والتجارة الباقية، والتجارة المثمرة، والتجارة التي سينتفع بها صاحبها أحوج ما كان إليه: ? ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ *جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ? [سورة فاطر: 32 - 33]،
فالكتاب لا يحمله ولا يستقر في قلب، إلا في قلب من آمن به حقا وأخلص لله حقا، وهم الذين اصطفاهم الله من عباده، اصطفاهم فاختارهم لأن يكونوا حملة لكتابه، اختارهم لأن يكون القرآن في صدورهم، اختارهم لأن يكونوا أهل تلاوة له يتلذذون بتلاوته، ويخشعون عند تلاوته، ويتأدبون بآدابه فينطق اللسان، ويتأثر القلب، وتزكو الجوارح، وتستقيم الأحوال.
إن الناس حيال القرآن ثلاث طوائف، فمنهم الظالمون لأنفسهم، وهم الذين أخلوا بشيء من الواجبات أو اقترفوا بعض المحرمات، ومنهم مقتصد، من فعل الواجب وترك المحرم، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، أدى الواجبات والمستحبات، وترك المحرمات، وتورع عما يخشى فيه من شبهة الحرام، فهؤلاء السابقون بالخيرات بإذن ربهم، وتوفيقه لهم: ? ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ? [سورة فاطر: 32 - 35]، هذا جزاؤهم، وهذا مآلهم، وعاقبة أمرهم، لكنها تحتاج إلى الإخلاص لله قبل كل شيء، فإن أحد الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، من أوقفه الله بين يديه، فعرفه نعمه فعرفها، فقال: ماذا عملت فيها؟ قال: قرأت فيك القرآن وتعلمت فيك العلم، قال: كذبت قرأت ليقال قارئ وتعلمت العلم ليقال عالم، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه في النار، تلك مسألة عظمى، هي الإخلاص لله في تلاوته وحفظه، وألا نجعله وسيلة للفخر، ولا للتعلي، ولا للبروز، ولكن وسيلة للإيمان، وسيلة للتقوى، وسيلة للأدب الحسن، وسيلة للخلق الكريم.
والسلف كانوا يميزون أهل القرآن بأخلاقهم العالية، وصفاتهم الطيبة، وسمتهم الحسن، يقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبصيامه إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، يعني بذلك أن قارئ القرآن قد تأثر بالقرآن، فرأى قيام الليل فقام، وحث على التطوع في الصيام فصام، وكان ورعا خائفا من الله، ذا ندم على نفسه، من أن تزل به القدم، فهو على حذر دائم إلى أن يلقى الله يوم لقائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إني أحث إخواني المتسابقين على شكر الله أن هيئت لهم مثل هذه المسابقة، فهذه المسابقة من سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز رفع الله بها درجته، وأعلى بها مقامه، وأبقى ذكره، وجعلها خالصة لوجه الله، وأثابه عما عمل خيرا، ووفق الله وزير الشؤون الإسلامية للقيام بهذه المهمة، وشكر له جهوده، وللعاملين معه جميعا، على ما بذلوا وقدموا.
إن هذه المسابقة مسابقة تشحذ الهمم، وتقوي العزائم، وتدفع بالشباب إلى التنافس المحمود في الأعمال الطيبة، قال تعالى: ? وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ? [سورة المطففين الآية 26]، وفي الحديث: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار)) فهذا الذي يغبط، ويهتم بشأنه الآخرون، ويتنافس فيه المتنافسون، إن كتاب الله يسر الله للمسلمين تلاوته، ويسر لهم حفظه، ويسر لهم فهمه، إن أقبلوا عليه بقلوبهم، قال تعالى: ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ? [سورة القمر الآية 17] قال بعضهم: هل من قارئ للقرآن فيعان على قراءته، وبعضهم قال: هل من طالب للعلم فيعان عليه، كانت الكتب السابقة قبل هذا القرآن يحفظها الأنبياء، أو الخواص منهم، ولذا قال الله في التوراة: ? وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ? [سورة الأعراف الآية 145]، أما هذه الأمة فيسر الله لها حفظ القرآن، في وصفهم في الكتب السابقة، أمة أناجيلهم في صدورهم.
وهذه المسابقة لها فضل عظيم، فهي على مدار العام، يتنافس فيها الإخوان، ويتسابقون، ويجتهدون، كل يريد عسى أن يكون السابق لغيره، وهذا تنافس محمود إذا كان الهدف منه الإخلاص، وحث النفس، وترغيبها وترويضها على الخير، لتنال شرف هذه المسابقة، وهي حفظ كتاب الله عز وجل وإتقانه، فهي مسابقة داخلية تعم أرجاء المملكة، ورأينا أنها عاما بعد عام تزداد الأعداد، وتتحسن التلاوة، وتقوى الرغبة، وتضاعف الجهد، وهذه ولله الحمد مبشرات بخير.
كما أن مسابقة الملك عبد العزيز الدولية شقت طريقها، وهي في عامها السابع والعشرين، وهي مسابقة دولية يدعى لها من أنحاء العالم الإسلامي، فلها أيضا نتائجها، ومسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحفظ الكتاب والسنة، ومسابقة وزارة الدفاع والطيران تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، التي تختص بالعسكريين المسلمين سنويا، فكان فيها نشاط وتنافس جيد، ثم جاءت مسابقة جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة.
وكل هذه المسابقات يكمل بعضها بعضا، ويشد بعضها أزر بعض، هي دالة على الحرص، والاهتمام بهذا المجتمع بتربيته على الخير، ليكون على منهج قويم، وصراط واضح، وطريق سليم.
فعلى المتسابقين أن يغتنموا هذه المسابقة، وأن يجعلوها وسيلة تقوي عزائمهم، وتحببهم لكتاب الله، وتشوقهم له،
وأدعو لمن أسس تلكم المسابقة بالتوفيق والسداد، والعمر المديد في طاعة الله،
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، وأسأل الله أن يصلح ولي أمرنا، ويوفقه لما يرضيه، ويوفق ولي عهده وحكومته، لكل ما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (*)
المصدر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) ع: 78،ص: 8
جزى الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خير الجزاء،ونفع به.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـــــــــــــــــــــــ
(*) كلمة ألقاها سماحته بعد صلاة مغرب يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول من عام 1427 هـ، في اللقاء الذي جمعه بالمشاركين في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، بمدينة الرياض.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:45]ـ
شكر الله لكم هذا النقل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:05]ـ
الأخ المُكرَّم / ابن رَجبٍ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:28]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Aug-2007, مساء 10:34]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم أخانا (حواري الرسول).(/)
نثر الجمان في استحباب تحسين الصوت بالقراّن
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 - Jul-2007, صباحاً 01:28]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فإن حسن الصوت من النعم التي ينعم الله بها على من شاء من عباده، وهي نعمة كغيرها من النعم قد تستعمل في طاعة الله عز وجل فتكون سببا لرضا الرب تبارك وتعالى، وقد تستعمل في معصيته سبحانه وتعالى فتكون سببا في سخطه وعقابه نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
ويستحب لقارىء القراّن تحسين صوته به، وذلك بالإجماع:
* قال النووي رحمه الله تعالى: " أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن" (التبيان ص109 المكتبة الشاملة).
وقد ورد جمع من الاّيات القراّنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وسلف الأمة تبين فضيلة تحسين الصوت بالقراّن والحث عليه، وسنحاول بإذن الله وعونه أن نجمع نخبة منها فالله المستعان وعليه التكلان.
1 - حث المنان على تحسين الصوت بالقراّن
* قال تعالى: " أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا " (المزمل 4)
- قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: " والترتيل التنضيد والتنسيق وحسن النظام، ومنه ثغر رتل ورتل، بكسر العين وفتحها: إذا كان حسن التنضيد." (ج19 ص37 - المكتبة الشاملة)
وقال: " وسمع علقمة رجلا يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن، فداه أبي وأمي " (المصدر السابق لكن ص38)
- وتحدث ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاّية عن استحباب تحسين الصوت بالقراّن.
2 - الأنبياء وحسن الصوت
لقد رزق الله عددا من أنبيائه حسن الصوت، كما في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ "
ومن هؤلاء الأنبياء الذين أعطوا صوتا حسنا داود عليه السلام، فقد قال تعالى: " وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ " (سبأ 10)
- قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الاّية: " يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله داود، صلوات الله وسلامه عليه، مما آتاه من الفضل المبين، وجمع له بين النبوة والملك المتمكن، والجنود ذوي العَدَد والعُدَد، وما أعطاه ومنحه من الصوت العظيم، الذي كان إذا سبح به تسبح معه الجبال الراسيات، الصم الشامخات، وتقف له الطيور السارحات، والغاديات والرائحات، وتجاوبه بأنواع اللغات. وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال " لقد أوتي هذا مِزْمَارًا من مزامير آل داود".
وقال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صَنج ولا بَرْبَط ولا وَتَر أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه." (تفسير ابن كثير ج6 ص497 الشاملة)
وممن أوتي حسن الصوت من الأنبياء أيضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن البراء رضي الله عنه قال: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}
فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ "
3 - إرشاد النبي العدنان إلى تحسين الصوت بالقراّن
وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب تحسين الصوت بالقراّن ومنها:
* ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى: " لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "
- قال النووي رحمه الله: " قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِالْمِزْمَارِ هُنَا الصَّوْت الْحَسَن، وَأَصْل الزَّمْر الْغِنَاء، وَآلُ دَاوُدَ هُوَ دَاوُدُ نَفْسه، وَآلُ فُلَان قَدْ يُطْلَق عَلَى نَفْسه، وَكَانَ دَاوُدُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَن الصَّوْت جِدًّا " (شرح النووي على صحيح مسلم ج3 ص146 الشاملة)
(يُتْبَعُ)
(/)
* روى البخاري في صحيحه معلقا وفي خلق أفعال العباد موصولا والإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ "
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " قَالَ (أي ابن بطال): وَلَعَلَّ الْبُخَارِيّ أَشَارَ بِأَحَادِيث هَذَا الْبَاب إِلَى أَنَّ الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ هُوَ الْحَافِظ لَهُ مَعَ حُسْن الصَّوْت بِهِ وَالْجَهْر بِهِ بِصَوْتٍ مُطْرِب بِحَيْثُ يَلْتَذّ سَامِعه " (فتح الباري ج20 ص140 الشاملة)
* أَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ وَالْكَجّيّ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث فَضَالَة بْن عُبَيْد مَرْفُوعًا " اللَّه أَشَدّ أَذَنًا - أَيْ اِسْتِمَاعًا - لِلرَّجُلِ الْحَسَن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِنْ صَاحِب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته " وَالْقَيْنَة الْمُغَنِّيَة
* وَأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي بُرْدَة عَنْ أَبِيهِ بِزِيَادَةٍ فِيهِ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَائِشَة مَرَّا بِأَبِي مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأ فِي بَيْته، فَقَامَا يَسْتَمِعَانِ لِقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمَا مَضَيَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ لَقِيَ أَبُو مُوسَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَرَرْت بِك " فَذَكَرَ الْحَدِيث فَقَالَ " أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْت بِمَكَانِك لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا " وَلِابْنِ سَعْد مِنْ حَدِيث أَنَس بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْط مُسْلِم " أَنَّ أَبَا مُوسَى قَامَ لَيْلَة يُصَلِّي، فَسَمِعَ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْته - وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْت - فَقُمْنَ يَسْتَمِعْنَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْت لَحَبَّرْته لَهُنَّ تَحْبِيرًا " وَلِلرُّويَانِيّ مِنْ طَرِيق مَالِك بْن مِغْوَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ نَحْو سِيَاق سَعِيد بْن أَبِي بُرْدَة وَقَالَ فِيهِ " لَوْ عَلِمْت أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِع قِرَاءَتِي لَحَبَّرْتهَا تَحْبِيرًا " وَأَصْلهَا عِنْد أَحْمَد (فتح الباري ج14 ص272 الشاملة)
* ما رواه أبو داود رحمه الله عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "
وقد اختلف العلماء في تفسيره إلى خمسة أقوال ذكرها ابن حجر رحمه الله في الفتح (ج14 ص240 الشاملة)
وذكر النووي رحمه الله أن قول الجمهور في تفسيره هو من لم يحسن صوته (التبيان ج1 ص110 الشاملة) وقال إن هذا القول هو الصحيح (شرح صحيح مسلم ج3 ص144 الشاملة)
4 - حسن الصوت والإمامة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي مُسْجِعَة قَالَ " كَانَ عُمَر يُقَدِّم الشَّابّ الْحَسَن الصَّوْت لِحُسْنِ صَوْته بَيْن يَدَيْ الْقَوْم ". (فتح الباري ج14 ص271 الشاملة)
وذهب الفقهاء إلى تقديم حسن الصوت في الإمامة إن تساوى مع غيره في الشروط الأخرى كالقراءة والفقه والورع والهجرة والسن .... إلخ
وراجع في ذلك المجموع للنووي رحمه الله (ج4 ص283 الشاملة) وحاشية ابن عابدين رحمه الله (ج4 ص230 الشاملة)
ولكن يحذر من تقديم المرء للصلاة لمجرد حسن الصوت مع خلوه من القراءة الصحيحة والفقه، فقد جاء في الحديث الشريف: " بادروا بالأعمال خصالا ستا: إمرة السفهاء و كثرة الشرط و قطيعة الرحم و بيع الحكم و استخفافا بالدم و نشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم
و لا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم ". (راجع السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله الحديث رقم 979)
5 - حسن الصوت و الأذان
يقدم حسن الصوت في الأذان، كما روى الترمذي وأبو داود وبن ماجة والإمام أحمد رحمهم اله عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي فيه رؤيا الأذان وفيه: " فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ "
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال صاحب عون المعبود: " وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ أَرْفَع صَوْتًا كَانَ أَوْلَى بِالْأَذَانِ لِأَنَّ الْأَذَان إِعْلَام وَكُلّ مَنْ كَانَ الْإِعْلَام بِصَوْتِهِ أَوْقَع كَانَ بِهِ أَحَقّ وَأَجْدَر" (عون المعبود ج2 ص25 الشاملة)
6 - تقديم السلف ذات الصوت الحسن لقراءة القراّن حتى يستمعوا إليه
قال النووي رحمه الله: " اعلم أن جماعات من السلف كانوا يطلبون من أصحاب القراءة بالأصوات الحسنة أن يقرؤوا وهم يستمعون وهذا متفق على استحبابه وهو عادة الأخيار والمتعبدين
وعباد الله الصالحين وهى سنة ثابتة عن رسول الله (ص): فقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله (ص): اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان رواه البخاري ومسلم وروى الدارمي وغيره بأسانيدهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي موسى الأشعري ذكرنا ربنا فيقرأ عنده القرآن والآثار في هذا كثيرة معروفة وقد مات جماعات من الصالحين بسبب قراءة من سألوه القراءة والله أعلم وقد استحب العلماء أن يستفتح مجلس حديث النبي (ص): ويختم بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر من القرآن ثم إنه ينبغي للقارئ في هذه المواطن أن يقرأ ما يليق بالمجلس ويناسبه وأن تكون قراءته في آيات الرجاء والخوف والمواعظ والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والتأهيب لها وقصر الأمل ومكارم
الأخلاق " (التبيان ص114 الشاملة)
7 - حسن الصوت يقود صاحبه إلى التوبة
قال الذهبي رحمه الله: " وعن أبي هاشم الرماني، قال: قال زاذان: كنت غلاما حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية بددها وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى.
فقلت لاصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مسعود، فألقى في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل علي فاعتنقني وبكى وقال: مرحبا بمن أحبه الله، اجلس، ثم دخل وأخرج لي تمرا " (سير أعلام النبلاء ج4 ص 281 الشاملة)
فيا ليت هذا الأثر يصل إلى كل مغنٍ قد وهبه الله حسن الصوت لكنه استعمل نعمة ربه في الحرام فنقول له: ما أحسن صوتك لو كان في كتاب الله!!
8 - حسن الصوت أمنية من أمنيات عتبة الغلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وَكَانَ " عتبة الْغُلَامُ " سَأَلَ رَبَّهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ صَوْتًا حَسَنًا وَدَمْعًا غَزِيرًا وَطَعَامًا مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ. فَكَانَ إذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى وَدُمُوعُهُ جَارِيَةٌ دَهْرَهُ وَكَانَ يَأْوِي إلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ فِيهِ قُوتَهُ وَلَا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ يَأْتِيه." (مجموع الفتاوى ج2 ص496 الشاملة)
9 - عندما يكون حسن الصوت سببا للنجاة!!
ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في أحداث عام ثلاثمائة وثلاثة وتسعين: " وفيها خرج الركب العراقي إلى الحجاز في جحفل عظيم كبير وتجمل كثير، فاعترضهم الاصيفر أمير الاعراب، فبعثوا إليه بشابين قارئين مجيدين كانا معهم، يقال لهما أبو الحسن الرفا وأبو عبد الله بن الزجاجي، وكان من أحسن الناس قراءة، ليكلماه في شئ يأخذه من الحجيج، ويطلق سراحهم ليدركوا الحج، فلما جلسا بين يديه قرآ جميعا عشرا بأصوات هائلة مطربة مطبوعة، فأدهشه ذلك وأعجبه جدا، وقال لهما: كيف عيشكما ببغداد؟ فقالا: بخير لا يزال الناس يكرموننا ويبعثون إلينا بالذهب والفضة والتحف.
فقال لهما.
هل أطلق لكما أحد منهم بألف ألف دينار في يوم واحد؟ فقال: لا، ولا ألف درهم في يوم واحد.
قال: فإني أطلق لكما ألف ألف دينار في هذه اللحظة، أطلق لكما الحجيج كله، ولولا كما لما قنعت منهم بألف ألف دينار.
فأطلق الحجيج كله بسببهما، فلم يتعرض أحد من الاعراب لهم، وذهب الناس إلى الحج سالمون شاكرون لذينك الرجلين المقرئين.
ولما وقف الناس بعرفات قرأ هذان
(يُتْبَعُ)
(/)
الرجلان قراءة عظيمة على جبل الرحمة فضج الناس بالبكاء من سائر الركوب لقراءتهما، وقالوا لاهل العراق: ما كان ينبغي لكم أن تخرجوا معكم بهذين الرجلين في سفرة واحدة، لا حتمال أن يصابا جميعا، بل كان ينبغي أن تخرجوا بأحدهما وتدعوا الآخر، فإذا أصيب سلم الآخر.
وكانت الحجة والخطبة للمصريين كماهي لهم من سنين متقدمة، وقد كان أمير العراق عزم على العود سريعا إلى بغداد على طريقهم التي جاؤوا منها، وأن لا يسيروا إلى المدينة النبوية خوفا من الاعراب، وكثرة الخفارات، فشق ذلك على الناس، فوقف هذان الرجلان القارئان على جادة الطريق التي منها يعدل إلى المدينة النبوية، وقرآ (ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) الآيات [التوبة: 120] فضج الناس بالبكاء وأمالت النوق أعناقها نحوهما، فمال الناس بأجمعهم والامير إلى المدينة النبوية فزاروا وعادوا سالمين إلى بلادهم ولله الحمد والمنة.
ولما رجع هذا القارئان رتبهما ولي الامر مع أبي بكر بن البهلول - وكان مقرئا مجيدا أيضا - ليصلوا بالناس صلاة التراويح في رمضان، فكثر الجمع وراءهم لحسن تلاوتهم، وكانوا يطيلون الصلاة جدا ويتناوبون في الامامة، يقرأون في كل ركعة بقدر ثلاثين آية، والناس لا ينصرفون من التراويح إلا في الثلث الاول من الليل، أو قريب النصف منه. (البداية والنهاية ج11 ص383)
10 - حسن الصوت والدعوة إلى الله
فقد أسلم ضابط طيار إنكليزي بعدما سمع تلاوة للشيخ محمد رفعت، وأسلم غيره على تلاوة الشيخ رفعت، وسمعت - والله أعلم - أن أناسا قد أسلموا على تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله.
وحسن الصوت بالقراّن يكون سببا لهداية كثير من العصاة ورجوعهم إلى ربهم، وكم من عاصٍ كانت قصة توبته اّية سمعها من قارىء حسن الصوت.
11 - من أحسن الناس صوتا؟؟
روى ابن ماجة رحمه الله بسند صححه الألباني رحمه الله عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله "
12 - حكم قراءة القراّن بالألحان
قال النووي رحمه الله: " وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع أكرهها قال أصحابنا ليست على قولين بل فيه تفصيل إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه الحاوي القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قصر ممدود أو مد مقصور أو تمطيط يخفي به بعض اللفظ ويتلبس المعنى فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول قرآنا عربيا غير ذي عوج قال وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحا لأنه زاد على ألحانه في
تحسينه هذا كلام أقضى القضاة وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة مصيبة ابتلي بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرؤون على الجنائز وبعض المحافل وهذه بدعة محرمة ظاهرة يأثم كل مستمع لها كما قاله أقضى القضاة الماوردي ويأثم كل قادر على إزالتها أو على النهي عنها إذا لم يفعل ذلك وقد بذلت فيها بعض قدرتي وأرجو من فضل الله الكريم أن يوفق لإزالتها من هو أهل لذلك وأن يجعله في عافية " (التبيان 111 - 112 الشاملة)
13 - ماذا يفعل من لم يرزق حسن الصوت؟
قال أبو داود رحمه الله: " حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا عبد الجبار بن الورد قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال عبيد الله بن أبي يزيد مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه فإذا رجل رث البيت رث الهيئة فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من لم يتغن بالقرآن قال فقلت لابن أبي مليكة يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع"
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.(/)
تحذير لاهل السنة من هذا المنقب عن آية بضغطة زر
ـ[الازور]ــــــــ[11 - Jul-2007, صباحاً 11:29]ـ
تحذير لاهل السنة والجماعة من موقع "المنقب القرآني" الذي يفسر القرأن بضغطة زر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احذروا هذا الموقع
http://www.free ... town.com/communitysign/mona.gif
http://www.holyquran.net/search/sindex.php
انتشر في الآونة الأخير موقع المنقب القرآني، والذي يحوي على خاصية البحث
عن أي كلمة في القرآن الكريم، واغتر الكثير بالموقع ولم ينتبهوا إلى أن هذا
الموقع هو موقع شيعي!! نعم موقع شيعي ويحوي على تفاسير علماء الشيعة!!
بالنظر لمحتويات الموقع الرئيسي يمكن لأي شخص أن يتنبه إلى أن الموقع خاص
بالشيعة
وبعد ملاحظة التفاسير التي يعتمد عليها الموقع تبين انها تفاسير غير معتمده.
وهذه هي التفاسير الثلاثة التي يعتمد عليها الموقع:
1 - الميزان في تفسير القرآن.
2 - تقريب القرآن إلى الأذهان.
3 - تفسير نور الثقلين.
ومصنفي هذه التفاسير هم:
أولا:
تقريب القرآن إلى الأذهان
تأليف/ محمد الحسيني الشيرازي:
وهذه هي التفاسير الثلاثة التي يعتمد عليها الموقع:
1 - الميزان في تفسير القرآن.
2 - تقريب القرآن إلى الأذهان.
3 - تفسير نور الثقلين.
ومصنفي هذه التفاسير هم:
أولا:
تقريب القرآن إلى الأذهان
تأليف/ محمد الحسيني الشيرازي:
ولد في 1928النجف
توفي في 2001 قم
-------------------------------------------------------------
ثانياً:
الميزان في تفسير القرآن
تأليف/ محمد حسين الطباطبائي
ولد في 1892 تبريز، إيران
توفي في 1992قم، إيران
--------------------------------------------
ثالثا:
تفسير نور الثقلين
تأليف/ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي.
توفي عام 1112 هـ
----------------------------------------------------------
فاحذروا إخواني اخواتي من استخدام هذا الموقع،(/)
[سؤال] ما سبب نزول سورة الكهف؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 11:25]ـ
ذكر الشيخ عبد العظيم بدوي في درس تفسير أن لسورة الكهف سبب نزول لا يصح عند المحدثين ..
فهل هذا السبب هو ما جاء أن الكفار ذهبوا إلى اليهود فقالوا لهم اسألوا محمدا ثلاثة أسئلة ... الخ؟
(قد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة، فقال: حدثني شيخ من أهل مصر قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: بعثت قريش النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي مُعَيط، إلى أحبار يهود بالمدينة، ... ) تفسير ابن كثير
أرجو الإفادة
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 09:50]ـ
فى باب التفسير
لا نلتزم بالصحة كما فى باب الأحكام
هذا الخبر يصح فى بابى التفسير و التاريخ
و لا يحتج به عند المحدثين
و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 12:50]ـ
فى باب التفسير
لا نلتزم بالصحة كما فى باب الأحكام
هذا الخبر يصح فى بابى التفسير و التاريخ
و لا يحتج به عند المحدثين
و الله أعلم
عفواً أخي الفاضل .. من أنتم الذين قررتم هذا الكلام؟!!
ثم هل يصح أن نقول لمتنٍ تحقق ضعف سنده: صحيحٌ في باب التاريخ والتفسير؟!!
كلامك في المشاركة قليل، لكن فيه نظر كثير كبير .. يرجى تحريره غفر الله لك.
الكلام عن العمل بالحديث الضعيف _ عموماً _ مبسوطٌ في غير ما موضع، وشروطه الدقيقة الحساسة مبثوثة معروفة .. فليراجع.
وبالنسبة للسبب المسئول عنه؛ فنعم قد قيل أنه سببٌ لنزول أوائل سورة الكهف، وهذا لا يثبت ولا يصح؛ بل القصة كلها لا تثبت ولا تصح، تفرد بنقل هذا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق .. وكفى بسقوط السند والرواية معاً وجود هاذين الاثنين فيه مجتمعين .. ناهيك عن الراوي المجهول فيه.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 01:14]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل التميمي
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 01:52]ـ
أخى السكران
عند النظر تحرى الأدلة
هل قرأت مقدمة اللسان؟
يكفينى ما بها دليلا
و بعدها لا تعليق
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 11:38]ـ
قرأتها أخي الكريم وأعرفها حق المعرفة .. لكن هل تعتقد أنك أنتَ فهمتها حق الفهم؟!!
أخي العزيز .. هذا الموضوع _ أعني العمل بالحديث الضعيف _ من الوضوح وتوافر الأقوال عليه وفيه = بحيث لا يحصل معه خبطٌ ولا لبسٌ أصلا.
وهل رجعت إلى أقوال نفس الحافظ رحمه الله في غير مقدمة اللسان؟!
شروط هذا الباب حساسة قوية؛ قد ذكرها أهل الحديث بما لا يدع مجالاً لقولٍ آخر فيه.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 03:45]ـ
احسن الله اليك اخي التميمي على الفائدة لكن قد يكون قصد الاخ عمر انه في باب التفسير والتاريخ اذا ذكر المصنف السند فقد برئت الذمة والخبير بمعرفة الرجال والرواة يمكنه تمييز الصحيح من غيره لكن ذكر غير الحافظ ابن كثير من ان ابن إسحاق ذكر- الروض الانف للسهيلي - (إرسال قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى يهود وما رجعا به من عندهم من الفصل بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الأمور الثلاثة التي قالت اليهود: إن أخبركم بها فهو نبي وإلا فهو متقول فقال لهم سأخبركم غدا، ولم يقل إن شاء الله فأبطأ عنه الوحي في قول ابن إسحاق خمسة عشر يوما، وفي سير التيمي وموسى بن عقبة أن الوحي إنما أبطأ عنه ثلاثة أيام ثم جاء جبريل بسورة الكهف).
على ان القران منه ما نزل لغير سبب ومنه القصص لاجل العبرة وبعض ايات الاحكام والناسخ والمنسوخ وايات الوعيد والوعد ذكره صاحب لباب النقول -السيوطي -
اقول اختيارك للاسئلة دليل على معرفة وخبرة ودراية.
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:50]ـ
سيدى السكران
صدقت أن الموضوع حساس و يحتاج الى خبرة عاليه و دراية
لذا فأنا أحتاج فعلا إلى فتح تلك المناظرة معك
(هل نأخذ بالحديث ضعيف السند فى التفسير و التاريخ؟)
إذا قبلت
يمكننا فتح هذا الموضوع معا
و لنقارع الحجة بالحجة
و على الله قصد السبيل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 01:06]ـ
ولم تصر على جعل الأمر مناظرة أخي الفاضل وكأننا في ساحة قتال؟!
نتدارس فنعم؛ أما نتناظر فلا. فسامحني ..
وعلى كل أخي: الحديث الضعيف (ضعيف) سواء كان في تفسير أو تاريخ أو غيرهما .. فلن يصيره وروده في أحدهما صحيحاً أو حسنا، فسيبقى ضعيفاً.
تبقى مسألة ما إذا ورد في غير الأحكام والعقائد؛ متى نمشي الكلام الذي فيه، ونعمل بما به من غير إلزام؟
فهذا هو الأمر الذي تصدى له أهل الحديث بالقوة والحسبان والحزم؛ فقرروا له شروطاً يعرض عليها؛ فإن توفرت فيه وإلا ضرب به عرض الحائط .. ومع هذا منهم فهو يبقى (حديث ضعيف) مهما كان.
ـ[مواسي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 04:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أستغفر الله على التطاول في موضوع شائك
لكن في نظري الشخصي فإن تساهل العلماء الكبير مع الأحاديث الضعيفة في غير أحكام العبادات كانت له آثار سلبية كبيرة، يمكن ملاحظتها على الخصوص في انتشار مجموعة من المعتقدات الخاطئة بل والفاسدة، وأفكار الشعودة التي يلامس بعضها الشرك والكفر والعياد بالله.
صحيح أن العلماء تساهلوا في بعض الروايات والقصص التي، رغم ضعف إسنادها وصحتها، قد تساهم في التهديب والتربية وما إلى ذلك، غير أن هذا التساهل فتح الباب أمام الإسرائيليات وبعض الروايات الموضوعة والفاسدة. أعتقد أن على علماء الحديث إعادة النظر في هذه القاعدة.
والله الموفق وبه نستعين
وصلى الله على الحبيب وآله وصحبه الأطهار الطيبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 01:56]ـ
التعامل مع الضعيف بتلك العصبية
صبغة الظاهريين
و لا أظنكم كذلك
كثير من الضعيف إن أنكرناه
سقط معه ما هو معلوم من الدين بالضرورة
مع وقائع أشهر من أن تحتاج إثبات
لن نستسلم لدعوى متنطعى المعاصرين لإنكار ثوابت الإسلام
قريبا أخى السكران سأفتح الموضوع للمدارسة (حسب تعبيرك)
و سترى بالمتون
عجبا
هذا وعد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 02:02]ـ
كثير من الضعيف إن أنكرناه
سقط معه ما هو معلوم من الدين بالضرورة
!!!
أخشى يا أخي (الغساني) أنك لم تضبط مصطلح [الضعيف] أصلاً.
قريبا أخى السكران سأفتح الموضوع للمدارسة (حسب تعبيرك)
و سترى بالمتون
عجبا
هذا وعد
ننتظر على خير أخي الفاضل.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 09:50]ـ
في سورة الكهف 4 قصص هي مقصود السورة وهي:
1ـ قصة اصحاب الكهف وبعدها جاء أمر الله بحبس النفس في مجالس الذكر في قوله تعالى:" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ... الآية "
2ـ قصة الرجل المؤمن الذي يزور الناس ويذكرهم بالله، حيث زار صاحب الجنتين وذكره بالله وبين له أصل خلقه نعم الله عليه ... وهذه سسنة مفقودة من زماننا هذا إلا من رحم الله من أحباب أمتي.
3ـ قصة الخضر مع موسى عليهما السلام حيث الرحلة في طلب العلم والقيام بالجولات العالمية في كل بلدان العالم حيث يكون هناك مهاجرون وأنصار ...
4ـ قصة ذو القرنين ـ والذي قيل أنه عمر 200 سنة ورحلته الإيمانية العالمية حيث جاب الأرض مشرقا ومغربا من أجل إقامة دين الله، وهذه سنة مفقودة أيضا في زماننا هذا ... !!!!
هذا ماتيسر حول هذه السورة العظيمة التي أمرنا بقراءتها كل جمعة ...
وملخصها 4 أعمال هي: إقامة مجالس الإيمان والزيارات والجولات المقامية والانتقالية والخروج لإقامة دين الله.(/)
فائدة في ابتداء الله سبحانه سورَ المسبّحات بالماضي أحياناً وبالمضارع أخرى
ـ[حمد]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فائدة عن مناسبة ابتداء الله سبحانه سورَ المسبّحات بالماضي أحياناً وبالمضارع أخرى.
نقلتها من هذا الرابط عن الشيخ حسام النعيمي:
http://66.102.9.104/search?q=cache:d0AahyGWPDgJ:ww w.islamiyyat.com/lamasat-questions2.htm+%D8%A7%D9%84%D9 %85%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8 %A7%D8%AA+%D8%B3%D8%A8%D8%AD%D 8%AA&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
يبقى المضارع والماضي: طبعاً الفعل الماضي نحن تكلمنا في المرة الماضية لا يراد به المضي دائماً يعني مضى وانقضى، قد يراد به المواصلة والاستمرار. عندما تُسأل ما شأن فلان؟ تقول: سكن في حارتنا أو محلتنا. سكن فعل ماض يعني هو الآن ليس ساكناً؟ كلا بل تعني والآن ما زال ساكناً. فلما يأتي (سبح لله) يعني هذه الموجودات سبّحت لله سبحانه وتعالى نزهته وقدسته لكنها هي ماضية على ذلك. عندما يكون الحديث حديث يحتاج إلى ذكر للحاضر والمستقبل (للاستمرار للحضور) يعني فيه كلام عن الحضور يستعمل المضارع (يسبح لله). لاحظ في سورة الجمعة قال (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)) لكن انظر كيف قال (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)) الكلام على الرسالة والرسالة حاضرة ومستقبلة. قال (يتلو) ما قال تلا فيسبح تنسجم مع يتلو ويعلّم ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب. لما كان الكلام كلاماً على حاضر ومستقبل استعمل الفعل يسبح ولما كان الكلام مطلقاً استعمل الفعل الثابت سبّح. فيها كلام كثير لكن لا تريد أن نطيل الاجابة.
وأقول أيضاً بناءً على توجيه الشيخ: أنّ المضارع في سورة التغابن؛ ناسب قولَه سبحانه بعده: ((هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن، والله بما تعملون بصير)).
حيث أنّ الكافر والمؤمن حاضران ومستمران.
ـ[أبو حمزة السني]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 09:32]ـ
جزاكم الله خيراً وفي البرهان للإمام الزركشي جـ 1ص164 أشار إلى أن القرآن الكريم استفتحت سوره بـ 10 أنواع من الاستفتاحات منها:
((الاستفتاح بالثناء
الأول استفتاحه بالثناء عليه عز وجل والثناء قسمان إثبات لصفات المدح ونفى وتنزيه من صفات النقص
والإثبات نحو الحمد لله فى خمس سور و تبارك فى سورتين الفرقان تبارك الذى نزل الفرقان والملك تبارك الذى بيده الملك والتنزيه نحو سبحان الذى أسرى بعبده سبح اسم ربك الأعلى سبح لله ما فى السموات يسبح لله كلاهما فى سبع سور فهذه أربع عشرة سورة استفتحت بالثناء على الله لثبوت صفات الكمال ونصفها لسلب النقائص
قلت وهو سر عظيم من أسرار الألوهية قال صاحب العجائب
سبح لله هذه كلمة استأثر الله بها فبدأ بالمصدر منها فى بنى إسرائيل لأنه الأصل ثم الماضى سبح لله فى الحديد والحشر والصف لأنه أسبق الزمانين ثم المستقبل فى الجمعة والتغابن ثم بالأمر فى سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهى أربع المصدر والماضى والمستقبل والأمر المخاطب فهذه أعجوبة وبرهان)) أهـ
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Jul-2007, مساء 10:22]ـ
الحمد لله
قال الكرماني في البرهان في تاويل متشابه القرآن -سورة الحديد -
قوله تعالى سبح لله وكذلك الحشر و الصف ثم يسبح في الجمعة و التغابن هذه الكلمة استأثر الله بها فبدأ
بالمصدر في بني اسرائيل لأنه الاصل ثم بالماضي لأنه أسبق الزمانين ثم بالمستقبل ثم بالامر في سورة الاعلى استيعابا
لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهي اربع المصدر و الماضي و المستقبل و الامر للمخاطب.
والله اعلم(/)
فوائد من تفسير سورة لقمان للشيخ عبد الله الشنقيطي
ـ[أبو فراس]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نقاط سجلتها على هامش الدورة العلمية الصيفية الرابعة للشيخ عبدالله الشنقيطي التي أقيمت خلال الفترة من 8 وحتى 11 جمادى الآخرة لعام 1428 للهجرة بجامع المهاجرين بمخطط الخالدية 2 بمكة المكرمة وهي من تنظيم مندوبية الدعوة بالكعكية
السورة من السور - بفتح السين - وهي المنزلة فكأن الإنسان كلما تعلم سورة زاد منزلة أو من السور لأنها مسورة بالبسملة في أولها وفي آخرها
اختلف في البسملة هل هي آية في كل سورة أم في الفاتحة فقط أم أنها ليست من القرآن
كان الشافعي يقرأ بقراءة ابن كثير لذا كان يجهر بالبسملة أما أحمد وأبو حنيفة فكانا يقرآن بقراءة البصريين فلا يجهران بها أما مالك فلم يكن يجهر لأنه كان يبدأ صلاته بالحمد لله
الخلاف في البسملة بين العلماء راجع إلى القراءات
الشريعة وضعت لتحمل الخلاف
اسم مصدر من (سمى) والتقدير: أبدأ قراءتي بتسمية الله
ألم: إشارة لجميع الحروف لأن الهمزة مخرجها الحلق واللام من اللسان والميم من الشفتين وهذه هي كل مخارج الحروف العربية
اختار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - والده - في (أضواء البيان) الحديث عن الحروف المقطعة وإيراد الأقوال فيها في بداية سورة (هود) لأنها جاءت أوضح ما يكون في الإشارة للقرآن الكريم (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم حميد)
الكتاب الحكيم: المحكم الذي لا يأتيه نقص ولا باطل أو ذي الحكمة أو المنزل من الحكيم على مقتضى ذلك
هدى ورحمة: إما أنهما حالان أي في حال كون هذا الكتاب هاديا وراحما
أو هدى خبر ثان بعد آيات الكتاب
ورحمة خبر بعد خبر
يفهم من (للمحسنين) قصر هدى ورحمة على المحسنين وحصرها فيهم
ألفاظ الشريعة لها ميزان دقيق ويجب التنبه لها
الفلاح في اللغة أجمع كلمة في الخير وأصل الفلاح الشق
يحتاج المفسر إلى:
معرفة المفردات
الإعراب والصرف
البلاغة
الأحكام الشرعية
القواعد الأصولية والفقهية
أسباب النزول
سياق الآيات
واقع الأمة بالنسبة لهذه الآيات (هل الأمة تعمل بها أم هي معطلة)
نتيجة ذلك الواقع وثمرته (ما فوائد تطبيق الأمة لهذه الآيات وما آثار تعطيلها لها)
بمعنى تطبيق التفسير على واقع الأمة
كثيرا ما يرجح ابن كثير في تفسيره من خلال فهمه لسياق الآيات
أفضل الكتب في أسباب النزول كتاب السيوطي
(ومن الناس) من: ابتداء الغاية وتأتي ب أربعة عشر معنى
بعد الحديث عن الطائفة الأولى: المحسنين جاء الحديث عن الطائفة الأخرى
يشتري: إما شراء حقيقي أو تعبير عن أخذ شيء وترك شيء آخر
اتفق الأئمة الأربعة أنه لا يتعاطى الغناء أهل المروءات
ـ[أبو فراس]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 02:44]ـ
الذي يمايز بين الناس التحكم في النزوات الشخصية
يضل بفتح الياء أي يضل هو وبضمها يعني يضل غيره
عن: أي طريق الله
بغير علم: زيادة في الإيضاح أي أنه يفعل ذلك دون إدراك لخطورة فعله
أسلوب القرآن ينزع ما في النفوس فإذا أخذ قضية فإنه يوصلها إلى أقصى ما يمكن حتى يكون السامع على بصيرة من أمره
ويتخذها بفتح الذال معطوفة على يضل وبضم الذال معطوفة على يشتري
كأن لم يسمعها فيه إشارة إلى الإصرار على الباطل
وقرا أي صمما وأصل الوقر الثقل
بشره: خبر تتغير البشرة عند سماعه وأكثر ما يقال عند الخير ويقال كذلك عند الشر
العذاب: الحبس والألم ومنه النفسي ومنه البدني والأول أشد وأكثر إيلاما
آمنوا تشمل أركان الإسلام الخمسة وأركان الإيمان الستة
تحتاج الأمة إلى:
آلية لمعرفة العقول ثم تجهيزها ثم التفريق بين المفسد والمصلح
وعد الله: مصدق وهو حال
حقا مؤكدة للحال
أكبر دليل على القدرة هو الخلق
بعد أن بين سبحانه صفات المتقين وصفات سواهم ومآل كل منهما أثبت قدرته على إثابة هؤلاء وعقاب أولئك
بغير عمد ترونها إما لا عمد لها أو أن لها عمد لا ترى وكلاهما يدلان على قدرة الله
تميد بكم إما بالانقلاب وإما بالحركة
إن فهمنا من القرآن شيئا وجاء في الحقيقة ما يخالفه اتهمنا فهمنا ولكن علينا التثبت وعدم الاستعجال في الأخذ بالنظريات العلمية وإنزالها على آيات القرآن
البلاغة معرفة الفصل والوصل
لقد: اللام وقد كلتاهما مؤكدتان
الحكمة هي إدراك الشيء على ما هو عليه والعمل به وهي من الحكمة بضم الحاء وفتح الكاف والميم وهي حديدة توضع في الفرس
وقيل الحكمة إصابة الرأي مع العلم والعمل به
أصح الأقوال في لقمان أنه من النوبة أو الحبشة وقيل عبد لبني الحسحاس أو قاض لبني إسرائيل
قيل للقمان بم بلغت ما بلغت؟ قال: بصدق الحديث والوفاء بالعهود وتركي ما لا يعنيني
مضاعفة الصلاة والحسنات بمكة تشمل الحرم كله والغنم بالغرم (تغلظ العقوبة ولا تضاعف)
جمعا بين الأقوال
أن اشكر لله: أن المفسرة أي وقلنا له اشكر لله ويمكن أن تكون أن اشكر لله بدلا من الحكمة
شكر الله في استعمال نعمه في طاعته
سورة النحل تسمى سورة النعم
العلم هو أكثر ما ينال به الإنسان العزة والرفعة
(وإذ قال لقمان) عطف الخاص على العام (ولقد آتينا لقمان)
يظهر أن ابنه كان كافرا
الموعظة إخبار فيه تخويف
أقوى العبادات هي العبادات القلبية كالخوف والرجاء
كثيرا ما يجعل الله توحيد الربوبية دليلا على توحيد الألوهية
توحيد الألوهية أن تشكر الله على توحيد الربوبية بأن تخلص العبادة لله
توحيد الأسماء والصفات في ثلاث نقاط:
تصديق الله
تنزيه الله
قطع الفكر عن إدراك كيفية اتصافه سبحانه بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فراس]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 02:45]ـ
هذه الوصايا شملت الدين كله
أول وصية للقمان كانت التوحيد
وصى بالوالدين ثم أشار إلى عظم حق الأم بقوله (حملته أمه)
ما قاله ابن عاشور أن حق الوالدين سواء غير صحيح
الوهن هو الضعف
الفصال: من الفصل وهو فصل شيء عن شيء وهو إشارة للفطام
قوله (فصاله في عامين) وقوله (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) يسمى في علم الأصول:دليل الإشارة
أكبر عامل في زيادة الإنتاج في الإدارة: زرع الثقة في المرؤوسين
أشكر لك أفصح من أشكرك
لا ينفع الإنسان غير الصدق (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل 000 الآية) لأن كل شيء يعمله الإنسان لا يخفى على الله
بعد أن انتهى من التوحيد انتقل للأعمال وبدأ بأهمها وهي الصلاة
تجتمع في الصلاة كل العبادات من طهارة وزكاة (الزكاة مال والوقت هو المال) وقيام وتفكر ودعاء 000
المداومة على الصلاة من أكبر أسباب الرزق
الله سبحانه يعطي العبد على قدر همته
جاء ذكر الصبر بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن له تبعات يجب الصبر عليها (واصبر على ما أصابك)
أنفع شيء في الدعوة الرفق بالمدعوين
أشار السيوطي في تاريخ الخلفاء أن الدولة الأموية في الأندلس غير شرعية
ثم أمر بالأدب مع الناس بعد التوحيد والأعمال ثم أمر بالأدب مع النفس وهذه الأربع هي تمام الحكمة
(إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) قال الحمير ولم يقل الحمار لأن اسم الجنس يشمل الواحد ومراعاة كذلك للفواصل
الذي بيده الأمر هو من يستحق العبادة
من أنفع الكتب في مصطلح الحديث كتاب (تدريب الراوي) وألفية السيوطي جيدة جدا
العروة الوثقى هي اتباع الهدى
سجل خطورة ما يفعله الضالون (ومن الناس من يجادل 000) ثم أقام عليهم الحجة (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) فما داموا يؤمنون بأن الله هو الخالق فكيف يعبدون غيره؟!
(قل الحمد لله) على ظهور كذبهم وقيام الحجة عليهم
الذي يقوله الله نقوله والذي ينفيه ننفيه والذي يسكت عنه نسكت عنه
صفات الله توقيفية ولا نقول بلوازم الكلام
بعد ذلك بين الله كمال قدرته ليدلل على أن ما أخبر به من كرامة المتقين وعقوبة المجرمين صحيح
خلق الله عباده للابتلاء وقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي لأطلب منهم العبادة فالإرادة هنا إرادة شرعية وهذا عين الابتلاء
كان علماء السلف إذا كبر سن أحدهم خاف من الخاتمة
الفضائل ثمار شجر يسمى: علو الهمة
العلم محض الجهل إن لم ينفع
(إن الله بما تعملون خبير) صالحة للترغيب والترهيب وهذا من إعجاز القرآن و (ما) في الآية إما موصولة ويكون التقدير الذي تعملون وإما مصدرية والتقدير بعملكم
تسمى سورة فاطر سورة الملائكة
لم نجد كتابا أحصى الأوامر والنواهي في القرآن الكريم
الهوى هو أكثر ما يصرف الإنسان عن الحق والخير
يتمايز الناس بالصبر لأن العبادات قائمة على التحمل
الختار من الختر وهو شدة الخيانة
نعلم أن تاء التأنيث لا تأتي في الصفات الخاصة بالأنثى كحامل ومرضع فلماذا جاءت التاء في قوله تعالى (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت)؟ الجواب هو أن التاء هنا هي تاء الصفة ومرضعة أي التي تباشر الإرضاع
لا تجوز قراءة القرآن وجادا بل لا بد من شيخ يقرأ عليه الإنسان
الذي يقول التجويد غير لازم قوله غير لازم
الطاهر بن عاشور صاحب كتاب (التحرير والتنوير) ألف كتابه في 39 سنة! وهو أشعري جلد واعتنى في كتابه بمسائل الوصل والفصل والرجل عنده قوة في العلوم المساعدة واستفاد في كتابه من الرازي والألوسي وحواشي الطيبي
لم يصل تفسير لمستوى تفسير ابن جرير الطبري. انتهى
هذا ما أعان الله على تسجيله من نقاط وفوائد نسأل الله أن ينفع بها وأن يحفظ الشيخ عبد الله الشنقيطي ويجزيه عنا خير الجزاء وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل(/)
ما الفرق بين هاتين الآيتين اللتين غايرتا في إفراد كاف الخطاب وجمْعه (ذلك) (ذلكم)؟
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 12:58]ـ
((قل هل أنبئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله)) المائدة 60
((قل أفأنبئكم بشرٍّ من ذلكم)) الحج 72
حيث أُفرد كاف الخطاب في الآية الأولى / وجُمِع في الآية الثانية، وكلاهما خطاب للجمع؟
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Jul-2007, صباحاً 05:58]ـ
ذكر الخطيب الإسكافي في كتابه: (درة التنزيل وغرة التأويل)
أثناء بيانه التشابه بين آية الكريم: ((ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن ... ))، وقوله سبحانه: ((ذلكم يوعظ به من كان يؤمن ... )).
فذكر فائدة نحوية، وهي: أنّ الكاف قد يُقتصر بها على معنى التبعيد فحسْب دون الخطاب، حين مخاطبة الجماعة بكاف المفرد.
وإذا خوطب الجمع بأسلوب الجمع ((ذلكم)) فإنّ الكاف تعني المعنيين معاً. (الخطاب والتبعيد)
ما رأيكم؟
ـ[كشف الشبهات]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 03:31]ـ
قال أبو حيان في تفسير البحر المحيط على آية المائدة:
وأفرد على معنى الجنس كأنه قال قل هل أنبئكم بشر من جنس الكتابي أو من جنس المؤمن .. اهـ
والقاعدة أُخي صحيحة فتأمل ما بعد الخطاب ينجلي لك المعنى وهو:
ذلك: مفرد (لعنه الله وغضب عليه .. )
ذلكم: جمع (وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير .. )
والله أعلم.
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Jul-2007, مساء 04:49]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب كشف الشبهات
قال أبو حيان في تفسير البحر المحيط على آية المائدة:
وأفرد على معنى الجنس كأنه قال قل هل أنبئكم بشر من جنس الكتابي أو من جنس المؤمن .. اهـ
يظهر لي أخي الحبيب أنّ أبا حيان يقصد اسم الإشارة (ذا)، لا الكاف
يقصد لِمَ لم يُشَر بأولئك(/)
سؤال للمجازين في كتاب الله تعالى؟؟؟
ـ[عدي]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 05:11]ـ
السلام عليكم
هذا سؤال للمجازين في كتاب الله تعالى فقط
وهو إذا كان الشخص يقرأ عند شيخ معه قراءة حفص فقط ثم أنهاها وأراد أن يدخل بالقراءات العشر على شيخ آخر
فهل يعيد قراءة رواية حفص كاملة على هذا الشيخ الآخر؟؟
ثم أيهما أنفع وأفضل؟؟؟
طيبة النشر أم الشاطبية في الحفظ؟؟؟
والسلام عليكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 10:13]ـ
وأراد أن يدخل بالقراءات العشر على شيخ آخر
فهل يعيد قراءة رواية حفص كاملة على هذا الشيخ الآخر؟؟
ثم أيهما أنفع وأفضل؟؟؟
طيبة النشر أم الشاطبية في الحفظ؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يعيدها لأنه سيقرأ بالعشر وسيجاز بها، فلا بد أن يقرأها كاملة.
الشاطبية نظم للقراءات السبع الصغرى.
أما الطيبة فهي نظم للقراءات العشر الكبرى.
والجادة أن يبدأ بالشاطبية ثم بالدرة حتى يختم بالعشر الصغرى ثم بعدها الطيبة للعشر الكبرى.
والله أعلم.(/)
ما رأيكم بتفسير هذه الآية (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً .... )
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 02:15]ـ
ما رأيكم بتفسير بعض العلماء لهذه الآية (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ .... )
فقد فسرها بعض العلماء بقوله ((({لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} أي: زوجة)))
فهل ورد فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه ...... ؟
أليس تفسيرها على ظاهرها كما فسرها البعض الآخر من العلماء وأنها نعاج في الحقيقة أفضل، حيث قال جل وعلا بعدها (وإن كثيرا من الخلطاء ..... ) فالكلام عن الشراكة ولا تدخل فيها الزوجة!!
ما رأيكم؟ دام فضلكم.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 03:54]ـ
قال ابن كثير:
قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس -ويزيد وإن كان من الصالحين-لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله عز وجل فإن القرآن حق وما تضمن فهو حق أيضا.
قال السعدي:
... وهذا الذنب الذي صدر من داود عليه السلام، لم يذكره اللّه لعدم الحاجة إلى ذكره، فالتعرض له من باب التكلف، وإنما الفائدة ما قصه اللّه علينا من لطفه به وتوبته وإنابته، وأنه ارتفع محله، فكان بعد التوبة أحسن منه قبلها.
قال الشيخ ابن عثيمين:
هذه الآيات في قصة خصومة وقعت عند داود عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء الكرام أحد أنبياء بني إسرائيل أبتدئه الله بقوله (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسور المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم) فقوله تعالى هل (أتاك نبأ الخصم) هو استفهام بمعنى التشويق إلي هذه القصة ليعتبر الإنسان بما فيها هؤلاء الخصم تسورا المحراب والمحراب مكان صلاته عليه الصلاة والسلام أي مكان صلاة داود فسوروه أي قفزوا من السور حتى دخلوا على داود ولما كان دخولهم هذا غير معتاد فزع منهم فقالوا لا تخف خصمان يعني نحن متخاصمان بغى بعضنا على بعض فاعتدى عليه (فأحكم بينا بالحق ولا تشطط) لا تشق علينا وأهدنا إلي سواء السراط ثم ذكر القصة فقال أحدهما (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة) والنعجة هي الشاة من الضأن (ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب) أي غلبني في الخطاب لقوة بيانه وأسلوبه وأراد منه هذا أن يضم نعجته والواحدة إلى نعاجاته التسع والتسعين فقال له داود عليه الصلاة والسلام دون أن ينظر في قول خصمك (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه ثم قال الله تعالى وإن كثيراً من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك) هذه قصة كان فيها شيء يحتاج إلي استغفار وإنابة إلي الله عز وجل لأن فيها اختبار لداود الذي جعله الله نبياً حكماً بين العباد حيث أقتصر في محرابه على العبادة خاصة دون أن يبقى ليحكم بين الناس ولهذا جاء هؤلاء الخصوم فلم يجدوا داود عليه الصلاة والسلام وكان مكان صلاته مغلقاً فتسورا عليه تسوراً ثم إنه عليه الصلاة والسلام (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه) فحكم عليه بأنه ظالم له وظاهر القصة أنه لم يسأل المدعى عليه هل كانت دعوى صاحبه على وجه الصواب أم ليست على وجه الصواب ومن أجل هذين الأمرين ظن عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى أختبره في هذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب قال الله تعالى فغفرنا له ذلك وأنه له عندنا لزلفى وحسن مآب وقد كان كثير من المفسرين يذكرون في هذه القصة أشياء لا تليق بنبي من أنبياء الله عز وجل قصصاً إسرائيلية تقتضي القدح في الأنبياء فيجب على المرء أن يحترز منها وألا يقصها على أحد إلا مبيناً بطلانها ذكروا لداود عليه الصلاة والسلام تسع وتسعين امرأة وأنه شغف حباً بامرأة أحد جنوده وأنه أراد أن تكون هذه المرأة من زوجاته فطلب من هذا الجندي أن يذهب إلي الغزو لعله يقتل فيخلف امرأته ثم يأخذها داود عليه الصلاة والسلام وهذه القصة كذب بلا شك ولا تليق بأدنى شخص له عقل فضلاً على أن يكون له إيمان فضلاً على أن يكون نبياً من أنبياء الله ولكن هذه من أخبار بني إسرائيل الكاذبة التي لا يجوز لنا نحن المسلمين أن نعتمدها أو نقصها إلا على وجه بيان بطلانها.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 07:58]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وننتظر المزيد من الإخوة الأفاضل جزاهم الله خيرا(/)
متن ألفية (المفتاح للتفسير) للشيخ عبدالله فودي رحمه الله كاملاً وروابط الدروس الصوتية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 08:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً لأن متن ألفية (المفتاح للتفسير) للشيخ عبدالله فودي رحمه الله ما يزال مخطوطا، وليس بين يدي الإخوة الفضلاء متن هذه الألفية التي سيكون شرحها ابتداء من الليلة - ليلة الإثنين 9/ 7/1428هـ من التاسعة والنصف مساءً إن شاء الله - رأيت وضع نصيب الدرس الأول هنا على ملف وورد مرفق تسهيلاً على المتابعين. ولعله يتم تصوير الألفية كاملة في أقرب وقت ورفعها هنا كذلك.
في 8/ 7/1428هـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 08:42]ـ
جزاكُم اللّهُ خيرًا وبارك فيكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:28]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل
ـ[أبو حماد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 10:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 11:05]ـ
شيخنا الفاضل / عبدالرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 11:41]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 12:22]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل د. عبد الرحمن وزادك من فضله.
ـ[طموح]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 11:11]ـ
شكر الله لكم شيخنا الكريم وبارك فيكم
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - Jul-2007, صباحاً 11:25]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن، ونفع بكم الإسلام والمسلمين، وأحسن إليكم، كفيتم ووفيتم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 12:31]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، وجزاكم خيراً على دعواتكم الصادقة، وحسن ظنكم بأخيكم.
وقد ضاق وقت الدرس الأول قبل الدخول في شرح متن الألفية أو التعريف بالمؤلف. فلعله يكون الليلة في الدرس الثاني إن شاء الله تعالى، أحببت الإشارة لهذا جواباً لمن يسأل عن الدرس الأول.
ظهيرة الإثنين 9/ 7/1428هـ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 01:48]ـ
هذا رابط تحميل مباشر للألفية:
http://www.alukah.net/alfyah.rar
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 10:19]ـ
بارك الله فيكم ابا حماد
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 01:58]ـ
سوف يتوقف درس شيخنا الشيخ عبدالرحمن الشهري لمدة يومين، ويُستأنف إن شاء الله تعالى يوم السبت القادم الموافق 14/ 7/1428 هجري - 28/ 7/2007 ميلادي، وذلك لظروف سفره، رافقته السلامة في حله وترحاله، وجزاه خير الجزاء نظير جهوده ونشره للعلم والتعليم.
وإليكم هذه التسجيلات الصوتية للدرسين الأول والثاني، ومعها ألفية أصول التفسير للشيخ عبدالله فودي:
الدرس الأول:
http://www.alukah.net/Lectures/Download.aspx?format=mp3&LectureID=605
الدرس الثاني:
http://www.alukah.net/Lectures/Download.aspx?format=mp3&LectureID=606
كتاب ألفية أصول التفسير للشيخ عبدالله فودي:
http://www.alukah.net/alfyah.rar
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وفقهنا في دينه، وعلّمنا تأويل كتابه، وأغنانا بحلاله عن حرامه وبفضله عن من سواه.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 02:03]ـ
سوف يتوقف درس شيخنا الشيخ عبدالرحمن الشهري لمدة يومين، ويُستأنف إن شاء الله تعالى يوم السبت القادم الموافق 14/ 7/1428 هجري - 28/ 7/2007 ميلادي، وذلك لظروف سفره، رافقته السلامة في حله وترحاله، وجزاه خير الجزاء نظير جهوده ونشره للعلم والتعليم.
وإليكم هذه التسجيلات الصوتية للدرسين الأول والثاني، ومعها ألفية أصول التفسير للشيخ عبدالله فودي:
الدرس الأول:
http://www.alukah.net/Lectures/Download.aspx?format=mp3&LectureID=605
الدرس الثاني:
http://www.alukah.net/Lectures/Download.aspx?format=mp3&LectureID=606
كتاب ألفية أصول التفسير للشيخ عبدالله فودي:
http://www.alukah.net/alfyah.rar
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وفقهنا في دينه، وعلّمنا تأويل كتابه، وأغنانا بحلاله عن حرامه وبفضله عن من سواه.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 02:15]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أبا حماد، وأجزل الله المثوبة والعطاء والإحسان للشيخ عبد الرحمن الشهري وبارك فيه.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 03:21]ـ
وفقكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء، وجعل ما تقدمونه في بيض صحائفكم.
ـ[طموح]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 03:50]ـ
جهد كبير ذلك الذي تبذلونه يا شيخ أبا حماد وأسأل الله لكم ولجميع القائمين على هذه الدروس بأن يبارك الله في أوقاتهم وأعمارهم وأولادهم وأن لا يحرمهم الأجر، أما شيخنا الشيخ عبدالرحمن الشهري فله منا الدعاء الصادق بأن يوفقه الله ويسدده وأن يجعله مباركا حيثما كان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 04:04]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أبا حماد، وأجزل الله المثوبة والعطاء والإحسان للشيخ عبد الرحمن الشهري وبارك فيه.
جزاكم الله خيراً يا شيخ وليد، والشكر ممتد وموصول للشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري أحسن الله إليه.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 04:27]ـ
رحم الله والديك
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 05:21]ـ
وفقكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء، وجعل ما تقدمونه في بيض صحائفكم.
اللهم آمين وإياك يا أختنا الكريمة.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 07:13]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[الهيثمي]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 08:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله عز وجل ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبا حماد بارك الله فيكم و جزاكم الله عني و عن إخوتي من رواد الموقع كل خير و جعل الله جهدكم في ميزان حسناتكم و غفر لكم و لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بالمثل و زيادة
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:31]ـ
شكرا من الأعماق، و هذا ما كنت أنتظره و أبحث عنه، فقد فاتني الدرسان- جزاك الله خير الجزاء-
ـ[ركاب]ــــــــ[26 - Jul-2007, صباحاً 01:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ أبو حماد شكرا لك ... و بارك الله فيك ... على رفعك المواد الصوتية و لن لي طلب: هل يمكن تحويل المادة الصوتية من mp3 إلى rm فهذا أسرع في التحميل، و إذا لم يمكنك ذلك فقد قمت بتحويلها و لكن لا أعرف كيف أرسلها لكم بارك الله فيك.
و أريد السؤال: الدرس الثاني لما حملته وجدته ناقصا فهل توجد نسخة كاملة؟
و كم هي عدد لقاءات شرح ألفية المفتاح؟
جزاكم الله خيرا و شكر سعيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - Jul-2007, مساء 01:07]ـ
جزاكم الله خيرا، وليتكم تحولون الدروس من صيغة Mp3 إلى صيغة Rm لأن حجمَ الأولى كبير نوعا ما بالنسبة لمن سرعة النت عندهم ضئيلة.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 01:37]ـ
أفضل وضع الصيغتين وكل شخص يختار المناسب له وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:20]ـ
الأخ العزيز أبا حَمَّاد أسعده الله بطاعته وتوفيقه، وجميع الإخوة الفضلاء.
أشكرك على إتاحتك متن ألفية مفتاح التفسير للزملاء الفضلاء في المنتدى على هيئتها المخطوطة، وأرجو من الإخوة الفضلاء في الألوكة أن يتكرموا بإعانتي على إكمال نسخها في الملف المرفق الذي سبق أن أرفقته لأول متن الألفية على ملف وورد، ومن ثم نقوم بمراجعة النص، وقد طلبت نسخ أخرى لهذه المخطوطة وشرح مختصر جداً لها للترمسي رحمه الله شارح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث. ولعلنا نقابل هذه النسخ للخروج بالنص الصحيح لمتن الألفية بإذن الله. وسأكون ممتناً لمن يساعدني في هذه المهمة وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، فهو الموفق سبحانه وتعالى. ولعلنا نستأنف هذه الليلة الدرس الرابع بإذن الله.
السبت 14/ 7/1428هـ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:24]ـ
الأخ العزيز أبا حَمَّاد أسعده الله بطاعته وتوفيقه، وجميع الإخوة الفضلاء.
أشكرك على إتاحتك متن ألفية مفتاح التفسير للزملاء الفضلاء في المنتدى على هيئتها المخطوطة، وأرجو من الإخوة الفضلاء في الألوكة أن يتكرموا بإعانتي على إكمال نسخها في الملف المرفق الذي سبق أن أرفقته لأول متن الألفية على ملف وورد، ومن ثم نقوم بمراجعة النص، وقد طلبت نسخ أخرى لهذه المخطوطة وشرح مختصر جداً لها للترمسي رحمه الله شارح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث. ولعلنا نقابل هذه النسخ للخروج بالنص الصحيح لمتن الألفية بإذن الله. وسأكون ممتناً لمن يساعدني في هذه المهمة وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، فهو الموفق سبحانه وتعالى. ولعلنا نستأنف هذه الليلة الدرس الرابع بإذن الله.
السبت 14/ 7/1428هـ
حمداً لله على سلامتكم، أكرمكم الله بطاعته، وشرح صدروكم لولايته، وجعل علمكم ذخراً وعملكم مدخراً.
أما النسخ فأبشر بما يسرك، سوف نكفيك أمره ومئونته إن شاء الله تعالى من ألفه إلى ياءه، لتقوموا من بعدُ بمراجعتها ومقابلتها كما ترونه مناسباً.
ونحن في انتظار هذه الروائع الموعودة التي تجودون بها علينا، متعكم الله بالصحة والعافية ورفع قدركم وأعلى منزلتكم.
ـ[أم البراء_هيفاء_]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيراً
وجعل ماتقومون به في ميزان حسناتكم ..
أخي المشرف ..
هل سأجد جميع الدروس للشيخ عبدالرحمن حفظه الله إذا انتهى من شرح الألفية؟؟
وإلا لابد من المتابعة لكل درس؟
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:44]ـ
حمداً لله على سلامتك شيخنا الكريم، وأعانك الله، ووفقنا الله وإياك لكل خير، وأبشر بما أردت بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيراً
وجعل ماتقومون به في ميزان حسناتكم ..
أخي المشرف ..
هل سأجد جميع الدروس للشيخ عبدالرحمن حفظه الله إذا انتهى من شرح الألفية؟؟
وإلا لابد من المتابعة لكل درس؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختنا الكريمة.
الدروس سوف تجدينها بحول الله تعالى في الموقع، ونحن نتابع إنزالها فوراً.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ أبو حماد شكرا لك ... و بارك الله فيك ... على رفعك المواد الصوتية و لن لي طلب: هل يمكن تحويل المادة الصوتية من mp3 إلى rm فهذا أسرع في التحميل، و إذا لم يمكنك ذلك فقد قمت بتحويلها و لكن لا أعرف كيف أرسلها لكم بارك الله فيك.
و أريد السؤال: الدرس الثاني لما حملته وجدته ناقصا فهل توجد نسخة كاملة؟
و كم هي عدد لقاءات شرح ألفية المفتاح؟
جزاكم الله خيرا و شكر سعيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الكريم على تفاعلك وحرصك.
سوف نقوم إن شاء الله بتحويل الصيغة وجعل الملفات على أكثر من صيغة، وإنما راعينا أن نبدأ بالصيغة الحالية لكونها أكثر نقاء وجودة ووضوحاً.
وإذا رغبت في إضافة ما لديك فكل ما عليك فعله هو إدراجه من خانة إرفاق الملفات وسوف تظهر لجميع الأعضاء.
أما الدرس الثاني فقد سجله الإخوة المشرفون كاملاً، وسوف نصلح الرابط الموجود إن شاء الله تعالى.
ودروس الشيخ مستمرة إلى نهاية هذا الأسبوع بحول الله تعالى، وأما المواصلة فهو متروك إليه حفظه الله وبارك فيه وفي علمه.
ـ[الهيثمي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 01:30]ـ
شكرالله لكم وبارك فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 02:46]ـ
جزاكم الله خيراً أيها المشرفون الفضلاء، وشكر الله لكم أيها الزملاء النبلاء على تعاونكم على هذا البر والخير.
وأما بالنسبة لمواصلة دروس شرح الألفية، فليس لدي مانع إن رأى الإخوة في الموقع، الاستمرار فيه على أن يكون بعد نهاية الدورة مثلاً بصفة أسبوعية مثلاً ويكون أطول منه الآن (ساعتان مثلاً أو ثلاث)، ويستمر فيه حتى يكمل شرح الألفية، ونشرها بعد ذلك فهذا مشروع حسن، ونفعه كبير لي أولاً، ولمن يتابعه ثانياً، ولمن سيقرؤه إن شاء الله، وهذا الحرص منكم جميعاً - مشرفين وأعضاء - يدفعني للمزيد من العناية، وبذل الجهد لإخراج الشرح في أبهى حلة إن شاء الله تعالى.
اللهم اغفر لي ولإخواني وأخواتي وانفعنا جميعاً بعلم كتابك، وارزقنا الإخلاص والتوفيق والسداد، وأعنا على إكمال شرح هذه الألفية فأنت الموفق والمعين.
فجر الأحد 15/ 7/1428هـ
ـ[أم المثنى]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 03:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا الكريم
وإن أردتم مساعدة بكتابة المخطوطة على الورد فأبشروا فنحن رهن إشارتكم
جزيتم خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا الكريم
وإن أردتم مساعدة بكتابة المخطوطة على الورد فأبشروا فنحن رهن إشارتكم
جزيتم خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله أن يبارك فيكم أختي الكريمة. ونحن لا نستغني عن جهود أحد منكم وفقكم الله جميعاً. وقد تولى الأخ الكريم أبو حماد رعاه الله تنسيق هذا العمل عن طريق بعض الأخوات وبعثت له بمنهجية العمل، فإن احتاجوكم فأنتم قريب إن شاء الله جزاكم الله خيراً.
ـ[عصام الطرابلسي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ بالنسبة لاكمال شرح الالفية أقترح أن لا يكون الدرس اسبوعيا كي لا يطول وقت شرح المتن فتضعف الهمم فمن الملاحظ ان الدروس عندما تكون متواصلة تكون المواضيع مرتبطة وأسهل في جمع هذا العلم وفهمه ولذا اقترح أن لا تقل الدروس عن ثلاث أو درسين في الاسبوع على الأقل هذا اقتراح والملاحظ يا فضيلة الشيخ اهتمام طلبة العلم بالدورات لما فيها من دراسة كتب في فترة قصيرة وهذا رأي واقتراحي والامر لكم وما كان العبد في عون أخيه الا كان الله في عونه وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا يخفى على الإخوة في المجلس أهمية الدروس التي يلقيها الشيخ عبد الرحمن أسأل الله أن يبارك فيه و في علمه
و لا يخفى أيضا أن الذي يحضر هذه الدروس عن طريق الشبكة قد ينقطع اتصاله و قد يضطر للذهاب إلى المسجد فتضيع عليه بعض المسائل إن لم نقل بعض الدروس.
و عليه فالمرجو من الإخوة رفع الدروس في المجلس حتى نتمكن من الاستدراك
أحسن الله إليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل*]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 12:59]ـ
بارك الله فيكم، قمت بتحميل الألفية ولكن يظهر الكلام على شكل رموز، ماهو الحل؟ جزاكم الله خيرا
ـ[الهيثمي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 12:17]ـ
السلام عليكم اخي ابو حماد رجاء لو تكرمت برفع الدروس الماضية بعد الدرس الثاني وجزاك الله احسن الجزاء.
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو حماد عسى ألا نثقل عليك و لكن الشوق إلى باقي الدروس يجعلنا نتطفل عليك خاصة أن المتابعة من خلال الغرفة الصوتية لم تكن موفقة بالنسبة لي بسبب إنقطاع الصوت وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[ركاب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أردت أن أضع اليوم بعض التسجيلات لدروس شرح (الألفية للتفسير) حتى نستطيع متابعة الدروس مع الشيخ حفظه الله و نعاون الأخ أبو حماد أعانه الله و ردّه إلى دياره بخير.
الدرس الثالث ليوم الثلاثاء 10 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/SEKgTBn
الدرس الخامس ليوم الأحد 15 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/uKmIaBb
الدرس السادس ليوم الإثنين 16 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/DEl0wBl
الدرس السابع ليوم الثلاثاء 17 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/xM9n2Bn
بقي الدرس الرابع ليوم السبت 14 - 7 فلم أحضره، و الدرس الثامن ليوم الأربعاء 18 - 7 أيضا لم أحضره .. أعان الأخ أبو حماد على رفعه.
نفعنا الله بما نسمع ورزقنا العمل بما تعلمنا
ـ[ركاب]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:32]ـ
لتحميل الدروس عليك بالتالي:
1. الضغط على الرابط.
2. لما يفتح الرابط سوف تجد اسم الدرس قف عليه بالماوس و أضغط بيمين الفأرة.
3. اعمل حفظ الهدف باسم و حدد مكان حفظ المادة على جهازك ثم اعمل موافق.
و هكذا سوف تتحمل المادة على جهازك بإذن الله.
أما إذا أردت الاستماع للمادة دون تحميلها فاضغط على كلمة download .
ـ[نائلة]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 07:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ركاب، وجعلكم ركاب خير أين ما حللتم ونزلتم.
نشر الله العلم، وكثر سواد أهله، وحفظ أهل العلم وخلفهم في عقبهم، وبارك في أوقاتهم وأعمارهم.
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ركاب و جعل الله عملك في ميزان حسناتك
اللهم بارك في علم فضيلة الشيخ عبد الرحمن
والشكر لكل المشرفين على هذا المنتدى المبارك
ـ[احمد الكويتي]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 01:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... ياشيخ عبد الرحمن وجعل عملك فى ميزان حسناتك (ابتسامة)
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 03:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أردت أن أضع اليوم بعض التسجيلات لدروس شرح (الألفية للتفسير) حتى نستطيع متابعة الدروس مع الشيخ حفظه الله و نعاون الأخ أبو حماد أعانه الله و ردّه إلى دياره بخير.
الدرس الثالث ليوم الثلاثاء 10 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/SEKgTBn
الدرس الخامس ليوم الأحد 15 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/uKmIaBb
الدرس السادس ليوم الإثنين 16 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/DEl0wBl
الدرس السابع ليوم الثلاثاء 17 - 7
حمل هنا http://www.fileflyer.com/view/xM9n2Bn
بقي الدرس الرابع ليوم السبت 14 - 7 فلم أحضره، و الدرس الثامن ليوم الأربعاء 18 - 7 أيضا لم أحضره .. أعان الأخ أبو حماد على رفعه.
نفعنا الله بما نسمع ورزقنا العمل بما تعلمنا
بارك الله فيكم،
ولعل الروابط معطلة او محذوفة
ـ[سيد أحمد]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد
ـ[ركاب]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:24]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
قد جربت الروابط و هي تعمل معي .. يبدو أن المشكلة من عندك أخي الطيب وشنان.
أعانك الله و رزقك الخير.
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 09:45]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
مسائل في علم التفسير ..
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 02:41]ـ
الحمد لله
وبعد
يقول الله تعالى ... {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون و أنهم يقولون ما لا يفعلون}
حينما يتكلم المفسرون على هذه الآية و يذكرون المسائل المتعلقة بالشعر .. يعرجون على مسألة اعتراف الشاعر بالفاحشة في شعره ... ثم يذكرون آثارا عن الصحابة أنهم لم يكونوا يقيمون الحد على الشاعر في مثل هذا ... ويذكرون مثلا ان الشاعر يستدل على عدم اقترافه لما ذكره
في شعره بقوله تعالى {و انهم يقولون ما لا يفعلون}
ويشكل علي هذا مع اني موقن أن الصحابة هم المصيبون حقا ... الا أنه يشكل علي أني
أفهم من قوله تعالى {يقولون ما لا يفعلون {أنهم يتمدحون بما ليس فيهم من خصال الخير ... اذ الزنا و الخنا ومعاقرة الخمور ليس مما يتمدح به .... وزاد الامر قوة في نفسي
أن الله يقول {يا ايها الذين ىمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} فلو كان الشعر هناك يسقط الحد لشهادة الله ان الشعراء يقولون ما لا يفعلون ... فالكلام في آية الصف هذه
عام ولم يخصص فنا من الكلام دون فن ...
وسالت أحد الاخوة عن هذا فقال إن العرب كانوا يتمدحون في اشعارهم بمثل تلك الامور المذكورة ولو لم يقترفوها ... و أرى لكلامه وجها مناسبا جدا لمن علم حال العرب في عصر النبوة
وقبله بقليل .... فهل من مفيد فنستفيد ?
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jul-2007, صباحاً 05:09]ـ
إقامة الحدود مبني على درء الشبهات، وغاية ما ورد على خاطرك أن يكون ظنا راجحا، فهو محتمل للشبهة ولا شك، فينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم (ادرءوا الحدود بالشبهات)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - Jul-2007, مساء 04:46]ـ
الذي يظهر - والعلم عند الله - أن مفهوم قوله تعالى " والشعراء " غير معتبر، لأنه خرج مخرج الغالب، وأما غير الشعراء فإذا تحقق من حالهم أنهم يكثرون الدعاوى، أو ينسجون الأوهام، كحال الراوة والقصاص، فإنهم يدخلون في كلام الأئمة، وتصير قرينة حالهم شبهة تدرأ الحد، كما أشار إليه الشيخ أبو مالك أحسن الله إليه.
أما في قوله تعالى: " لم تقولون ما لا تفعلون " فتفسيره لا يوافق ما أوردته من فهم، كما ورد ذلك في كتب التفسير:
قال الإمام الطبري: " وقوله: ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون)) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين آمنوا صدقوا الله ورسوله , لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل , فأعمالكم مخالفة أقوالكم ((كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون))، يقول: عظم مقتا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون، واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية, فقال بعضهم: أنزلت توبيخا من الله لقوم من المؤمنين, تمنوا معرفة أفضل الأعمال، فعرفهم الله إياه, فلما عرفوا قصروا, فعوتبوا بهذه الآية ".
قال الإمام القرطبي: " ((لم تقولون ما لا تفعلون)) استفهام على جهة الإنكار والتوبيخ, على أن يقول الإنسان عن نفسه من الخير ما لا يفعله، أما في الماضي فيكون كذبا, وأما في المستقبل فيكون خلفا, وكلاهما مذموم، وتأول سفيان بن وجبرائيل قوله تعالى: ((لم تقولون ما لا تفعلون)) أي لم تقولون ما ليس الأمر فيه إليكم, فلا تدرون هل تفعلون أو لا تفعلون، فعلى هذا يكون الكلام محمولا على ظاهره في إنكار القول ".
وقال الإمام ابن كثير: " وقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون))، إنكار على من يعد وعدا أو يقول قولا لا يفي به، ولهذا استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقاً، سواء ترتب عليه عزم الموعود أم لا ".(/)
آيةٌ في القرآن دلت على سبعةِ أصولٍ كلها مثنّى!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 06:48]ـ
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قال الشرقاوي ـ رحمه الله ـ: دلت هذه الآية على سبعة أصول كلها مثنى:
طهارتان: الوضوء والغسل.
ومطهِّران: الماء والتراب.
وحكمان: المسح والغَسْل.
وموجِبان: الحدث والجنابة.
ومبيحان: المرض والسفر.
وكنايتان: الغائط والملامسة.
وكرامتان: التطهير من الذنوب، وإتمام النعمة.
اللباب في أصول الفقه [ص: 53] نقلاً عن حاشية الشرقاوي على التحرير (1/ 44)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 09:07]ـ
فائدة جليلة، جزاك الله خيرا
ومرحبا بأخينا الكريم في مجلس الألوكة
ويا ليتك تتكرم بعد انتهائك من قراءة الكتاب بإتحافنا بالفوائد المنتقاة على نحو ما سرتُ عليه هنا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5359
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[26 - Jul-2007, مساء 09:39]ـ
ومما زادني شرفاً وتيها ... وكدت بأخمصي أطأ الثريّا
دخولي تحت قولك ياعبادي ... وأن صيّرتَ أحمد لي نبيّا
لأعضاء الألوكة يا خليلي ... نسيمُ الحبّ أبعثه نقيّا!
جزاك الله خيراً أخي أبا مالك،، وسأصنعُ ذلك إن شاء الله،، وبارك الله فيك، وفي انتقاءاتك الرائعة،،
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 04:07]ـ
بارك الله فيك أخي مهند ونفع بك
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 04:51]ـ
وفيك بارك شيخنا الكريم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Jul-2007, صباحاً 04:40]ـ
وثلاث آياتٍ أخرى جمعت بين عذرين ونسخين وأمرين ونهيين ورخصتين وكرامتين وهي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {البقرة: 183 - 185.
قال ابن العربي - رحمه الله - في كتابه قانون التأويل ص664 - 665: (وقد قال أهل الإشارة: في القرآن ثلاث آيات جمعت بين عذرين ونسخين وأمرين ونهيين ورخصتين وكرامتين:
فأما العذران فقوله: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ... {
وأما النسخان: فنسخ قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ {، ونسخ تحريم الوطء بعد النوم في أثناء الليل.
وأما الأمران: فالتكبير، وإكمال العدة.
وأما النهيان: فالأكل والجماع، وهو حقيقة الصوم.
وأما الرخصتان: فالفدية للشيخ، والفطر في السفر.
وأما الكرامتان: فإنزال القرآن، وليلة القدر.) انتهى باختصار.
منقول من شبكة أهل التفسير بواسطة د. عبد الرجمن الشهري، و د. أبو مجاهد العبيدي.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 08:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله في (قطرة مسك) على هذه الفائدة النفيسة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - Jul-2007, صباحاً 12:17]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / مهند المعتبي
فائدة نفيسة.
لا حرمك الله الأجر.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[31 - Jul-2007, صباحاً 08:38]ـ
وفيك بارك شيخنا أبا محمد ...
لأن كنتُ أخاك الحبيب؛ فلأنت شيخي الحبيب (ابتسامة)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 05:22]ـ
وآيات أخرى أرشدت إلى التأنيِّ والتثبُّت في طلب العلم في ثلاثة مواضع من كتاب الله، أحدها: قوله تعالى: " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ". {القيامة: 16 - 18}، قال ابن القيِّم - رحمه الله -: ومن أسرار هذه الآيات أنها تضمَّنت التأنيِّ والتثبُّت في تلقِّي العلم، وأن لا يحمل السامع شدةُ محبته وحرصه وطلبه على مبادرة المعلم بالأخذ قبل فراغه من كلامه.
والثاني: قوله تعالى: " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) {طه:113 - 114}.
والثالث: قوله تعالى: " سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " {الأعلى: 6 - 7}. قال ابن القيِّم - رحمه الله -: فضمن لرسوله أن لا ينسى ما أقرأه إياه. وهذا يتناول حال القراءة وما بعدها.
وقد ثبت في الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما: " أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعالج من التنزيل شدة، ... وفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأ ".
المصدر: المجموع القيِّم من كلام ابن القيِّم، ص:677.
والحديث أخرجه الإمام البخاري - رحمه الله – في كتاب بدء الوحي، برقم (5).
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[09 - Aug-2007, مساء 08:00]ـ
المكرم (قطرة مسك) ..
بارك الله فيك على هذه الإضافة الرائعة.
ـ[موسى القرعاني]ــــــــ[10 - Aug-2007, صباحاً 06:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 11:30]ـ
بارك الله فيكم ..
____
قال ابنُ العربي - رحمه الله - في (أحكام القرآن) [2/ 558]: (فِيهَا اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ مَسْأَلَةً: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ أَعْظَمِ آيَاتِ الْقُرْآنِ مَسَائِلَ وَأَكْثَرِهَا أَحْكَامًا فِي الْعِبَادَاتِ، وَبِحَقِّ ذَلِكَ، فَإِنَّهَا شَطْرُ الْإِيمَانِ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ "، فِي صَحِيحِ الْخَبَرِ عَنْهُ. وَلَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إنَّ فِيهَا أَلْفَ مَسْأَلَةٍ، وَاجْتَمَعَ أَصْحَابُنَا بِمَدِينَةِ السَّلَامِ فَتَتَبَّعُوهَا فَبَلَّغُوهَا ثَمَانَمِائَةِ مَسْأَلَةٍ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُبَلِّغُوهَا الْأَلْفَ، وَهَذَا التَّتَبُّعُ إنَّمَا يَلِيقُ بِمَنْ يُرِيدُ تَعْرِيفَ طُرُقِ اسْتِخْرَاجِ الْعُلُومِ مِنْ خَبَايَا الزَّوَايَا .. )(/)
... الآية بمعنى الرسالة في لغة العرب
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[01 - Aug-2007, صباحاً 10:56]ـ
الحمد لله
قال الاديب المحقق الشيخ محمود شاكر في تحقيقه لطبقات ابن سلام
و الآية بمعنى الرسالة لم تذكره كتب اللغة مع أن شواهده لا تعد كثرة.
(والعبد الضعيف ناقل الكلام في المنتدى يذكر أن الشيخ محمود
شاكر قال إن الامام الطبري تنبه لهذا المعنى .... وفاتني كلام الشيخ محمود بحرفه ....
ثم بدأ يسرد الشواهد .. )
1 - أبلغ معاوية الممزق آية ... عني فلست كبعض ما يتقول
وقال كعب بن زهير
2 - ألا أبلغا هذا الممزق آية ... أيقظان قال القول أم قال حالما
وقال أبو العيال الهذلي
3 - أبلغ معاوية ابن صخر آية ... يهوي اليك بها البريد الأعجل
قال رحمه الله ... وأوضح منه
4 - أتتني آية من أم عمرو ... فكدت أغص بالماء القراح
فما أنسى رسالتها ولكن ... ذليل من ينوءبلا جناح.
والحمد لله رب العالمين.(/)
من دقة استنباطات الامام مالك رحمه الله في التفسير
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 05:23]ـ
الحمد لله
قال مالك الامر المجتمع عليه عندنا أن المسلم اذا ارسل كلب المجوسي الضاري فصاد او قتل إنه اذا كان معلما فأكل ذلك الصيد حلال لا باس به .. وان لم يذكه المسلم و انما مثل ذلك مثل المسلم يذبح بشفرة المجوسي او يرمي بقوسه او نبله فيقتل بها فصيده ذلك و ذبيحته حلال لاباس باكله .. واذا ارسل المجوسي كلب المسلم الضاري على صيده فأخذه فإنه لا يؤكل ذلك الصيد الا ان يذكى و انما مثل ذلك مثل قوس المسلم و نبله ياخذها المجوسي فيرمي بها الصيد فيقتله و بمنزلة شفرة المسلم يذبح بها المجوسي فلا يحل اكل شيء من ذلك.
المصدر مرويات الامام مالك بن انس في التفسير
والاثر في الموطأ
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - Aug-2007, مساء 11:01]ـ
الأخ الكريم / المجلسي .. وفقه الله
جزاك الله خيرا،وزادك من فضله
ـ[المدني1]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 03:58]ـ
جزاك الله خيرا فائدة جميلة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 - Aug-2007, مساء 10:08]ـ
الحمد لله
وجزاكم الله خيرا وفقهنا و اياكم في دينه
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 12:57]ـ
http://sl.glitter-graphics.net/pub/49/49499kyb53hodam.gif
الأخ الكريم ... المجلسي الشنقيطي ...
http://up99.com/upfiles/jpg_files/wJ174844.jpg
http://sl.glitter-graphics.net/pub/49/49499kyb53hodam.gif(/)
وقفات إيمانية مع شيوخ الحرم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Aug-2007, صباحاً 11:58]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فإن الحرم المكي الشريف يُعد أطهرَ بقعةٍ على وجه الأرض، وفيه يلتقي المسلمون من كافة أرجاء المعمورة في مشهد لا تجده في مكانٍ اّخرَ.
لذلك يُعد شيوخُه شيوخا للمسلمين كافة؛ وعنهم يتلقى جميعُ المسلمين العلمَ والقراّنَ على حد سواء.
ولقد كانت لشيوخِ الحرمِ عبرَ الزمانِ مواقفُ رائدة مشرفة سجلها التاريخ بحروفٍ من تِبرٍ مشرق، وكلمات خالدات لها عظيم الأثر في نفس سامعها، وقد رأيتُ أن أسردَ بعضا من هذه المواقف وهذه الكلمات، ولقد اعتمدتُ على كتاب (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، فكل ما سأحيل عيه إنما هو من هذا الكتاب اعتمادا على نسخة المكتبة الشاملة الإصدار الثاني، وأناشد من لديهم المزيد في هذا الباب سواء للقدامى أو المعاصرين أن لا يبخلوا علينا به والله الموفق وهو الهادي إلى صراط مستقيم.
1 - نشرهم لعقيدة أهل السنة والجماعة وردهم على أهل البدع
* مجاهد بن جبر رحمه الله شيخ الحرم (ت 104)
قال الذهبي رحمه الله:
يعلى بن عبيد، عن الاعمش، عن مجاهد، قال: ما أدري أي
النعمتين أعظم، أن هداني للاسلام، أو عافاني من هذه الاهواء.
قلت: مثل الرفض والقدر والتجهم.
يحيى بن سليم: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، قال: كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب فقال: يا أبتاه، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الارض واحد.
فقال: يا بني، ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له" (ج4 ص455)
* أبو ذر الهروي رحمه الله شيخ الحرم (ت 400)
- قال في كتابه الإبانة: "فإن قيل: فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قال: قوله: (ويبقى وجه ربك) [الرحمن: 27] وقوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) [ص: 75] فأثبت تعالى لنفسه وجها ويدا.
إلى أن قال: فإن قيل: فهل تقولون: إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله! بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه.
إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم يزل
ولا يزال موصوفا بها: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والارادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى."
وقال نحوه في كتاب " التمهيد " له، وفي كتاب " الذب عن الاشعري " وقال: قد بينا دين الامة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد ولا تجنيس و لا تصوير
تجنيس ولا تصوير." (ج17 - 557 - 558)
وقال عنه الذهبي رحمه الله:
" قلت: هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان، وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم، وبينه وبين أهل الحديث عامر، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام " (المصدر السابق)
* أبو نصر السجزي رحمه الله شيخ الحرم (ت 444)
- قال الذهبي عنه:
"أبو نصر السجزي * الامام العالم الحافظ المجود شيخ السنة، أبو نصر، عبيدالله بن سعيد بن حاتم بن أحمد، الوائلي البكري السجستاني، شيخ الحرم، ومصنف " الابانة الكبرى " في أن القرآن غير مخلوق، وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الاثر " (ج17 654)
- وقال السجزي رحمه الله:
"وأئمتنا كسفيان، ومالك، والحمادين، وابن عيينة، والفضيل، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش، وعلمه بكل مكان، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا، وأنه يغضب ويرضى، ويتكلم بما شاء " (ج17 ص656)
2 - شدة العبادة
* عطاء بن أبي رباح رحمه الله شيخ الحرم (ت 115)
- قال الذهبي رحمه الله عنه:
" قال ابن أبي ليلى - وكان عالما بالحج: قد حج زيادة على سبعين حجة " (ج5 ص82)
وقال:
قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من
أحسن الناس صلاة." (ج5 ص84)
- وقال:
" وعن ابن جريج قال: لزمت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة، فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شئ ولا يتحرك." (ج5 ص87)
وقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قال عمر بن ذر: ما رأيت مثل عطاء بن أبي رباح، وما رأيت عليه قميصا قط، ولا رأيت عليه ثوبا يساوي خمسة دراهم." (ج5 ص87)
* هياج بن عبيد الإمام رحمه الله شيخ الحرم (ت 472)
- قال الذهبي رحمه الله عنه:
"قال ابن طاهر: كان هياج قد بلغ من زهده أنه يصوم ثلاثة أيام، ويواصل، لكن يفطر على ماء زمزم، فمن أتاه بعد ثلاث بشئ أكله، وكان قد نيف على الثمانين، وكان يعتمر كل يوم ثلاث عمر، ويدرس عدة دروس، ويزور ابن عباس بالطائف كل سنة مرة، لا يأكل في الطريق شيئا، ويزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة مع أهل مكة، فيخرج، فمن أخذ بيده، كان في مؤونته حتى يرجع، وكان يمشي حافيا من مكة إلى المدينة، وسمعت من يشكو إليه أن نعليه سرقتا، فقال: اتخذ نعلين لا يسرقهما أحد - يعني الحفاء " (ج18 - ص394) (هناك بعض المبالغات في فعله رحمه الله وخير الأمور الوسط)
* محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني رحمه الله شيخ الحرم (ت 243)
- قال الذهبي رحمه الله عنه:
" وروي عن الحسن بن أحمد بن الليث، حدثنا ابن أبي عمر العدني، وكان قد حج سبعا وسبعين حجة.
وبلغني أنه لم يقعد من الطواف ستين سنة رحمه الله "
*عبد الملك بن جريج رحمه الله شيخ الحرم (ت 150)
-قال الذهبي رحمه الله:
" وروى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق قال: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج." (ج6 ص330)
- وقال:
" وفي تاريخ القاضي تاج الدين عبدا لباقي: أن ابن جريج قدم وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه، فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة.
فمر بقوم تغني
لهم جارية بشعر عمر بن أبي ربيعة: هيهات من أمة الوهاب منزلنا * إذا حللنا بسيف البحر من عدن واحتل أهلك أجيادا فليس لنا * إلا التذكر أو حظ من الحزن تالله قولي له في غير معتبة * ماذا أردت بطول المكث في اليمن إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها * فما أصبت بترك الحج من ثمن قال: فبكى ابن جريج وانتحب، وأصبح إلى معن وقال: إن أردت بي خيرا فردني إلى مكة، ولست أريد منك شيئا.
قال: فاستأجر له أدلاء، وأعطاه خمس مئة دينار، ودفع إليه ألفا وخمسمائة.
فوافى الناس يوم عرفة." (ج6 ص335 - 336)
3 - الزهد في الحياة
* عطاء بن أبي رباح
- قال الذهبي:
" قال عمر بن ذر: ما رأيت مثل عطاء بن أبي رباح، وما رأيت عليه قميصا قط، ولا رأيت عليه ثوبا يساوي خمسة دراهم." (ج5 ص87)
* مجاهد بن جبر رحمه الله
قال الذهبي:
" قال الاعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا، ازدريته، متبذلا، كأنه خربندج (حارس الحمار أو مؤجره واللفظة فارسية) ضل حماره وهو مغتم." (ج4 ص452)
وقال:
" وروي عن الاعمش، قال: كان مجاهد كأنه حمال، فإذا نطق، خرج من فيه اللؤلؤ." (ج4 ص453)
* أبو نصر السجزي
- قال الذهبي رحمه الله:
قال إسحاق: كنت يوما عند أبي نصر السجزي، فدق الباب، فقمت ففتحت، فدخلت امرأة، وأخرجت كيسا فيه ألف دينار، فوضعته بين يدي الشيخ، وقالت: أنفقها كما ترى! قال: ما المقصود؟ قالت: تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج، لكن لاخدمك.
فأمرها بأخذ الكيس، وأن تنصرف، فلما انصرفت، قال: خرجت من سجستان بنية طلب العلم، ومتى تزوجت، سقط عني هذا الاسم، وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا.
قلت (الذهبي): كأنه يريد متى تزوج للذهب، نقص أجره، وإلا فلو تزوج في الجملة، لكان أفضل، ولما قدح ذلك في طلبه العلم، بل يكون قد عمل بمقتضى العلم، لكنه كان غريبا، فخاف العيلة، وأن يتفرق عليه حاله عن الطلب." (ج17 655 - 656)
4 - حرصهم على تعليم الناس وخاصة مناسك الحج والمنهجية في تعليم طلاب العلم
* عطاء بن أبي رباح رحمه الله
قال الذهبي عنه:
" وروى أسلم المنقري، عن أبي جعفر قال: ما بقي على ظهر الارض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء.
عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه قال: ما أدركت أحدا أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح." (ج5 - 81)
وقال:
" وروى علي بن المديني، عن عبد الوهاب بن همام، عن ابن جريج قال: أتيت عطاء وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبدالله بن عبيد بن عمير، فقال لي ابن عمير، قرأت القرآن؟ قلت: لا.
قال: فاذهب فاقرأه ثم اطلب العلم.
فذهبت، فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن، ثم جئت
عطاء، وعنده عبدالله.
فقال: قرأت الفريضة؟ قلت: لا.
قال: فتعلم الفريضة، ثم اطلب العلم.
قال: فطلبت الفريضة، ثم جئت.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: الآن فاطلب العلم، فلزمت عطاء سبع عشرة سنة." (ج6 ص327)
* عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن رحمه الله شيخ الحرم (ت 213)
- قال الذهبي رحمه الله:
"أخبرنا ابن قدامة، وابن البخاري إجازة، قالا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي حنيفة، عن عطاء، عن جابر: أنه رآه يصلي في قميص خفيف، ليس عليه إزار ولا رداء، قال: ولا أظنه صلى فيه إلا ليرينا أنه لا بأس بالصلاة في الثوب الواحد "
5 - التواضع
* عطاء بن أبي رباح
- قال الذهبي:
" (روى) أبو حفص الابار، عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء فجعل
يسألني، فكأن أصحابه أنكروا ذلك، وقالوا: تسأله؟ قال: ما تنكرون؟ هو أعلم مني." (ج5 ص81 - 82)
- وقال:
"قال عبد العزيز بن رفيع: سئل عطاء عن شئ، فقال: لا أدري، قيل: ألا تقول برأيك؟ قال: إني أستحيي من الله أن يدان في الارض برأيي." (ج5 ص86)
- وقال:
"قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة " (ج5 ص84)
6 - الحكمة والأدب
* عطاء بن أبي رباح
- قال الذهبي:
" وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد " (ج5 ص83)
- وقال:
"وقال محمد بن عبدالله الديباج:ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء، إنما
كان مجلسه ذكر الله لايفتر، وهم يخوضون، فإن تكلم أو سئل عن شئ أحسن الجواب." (ج5 ص84)
- وقال:
" (قال) محمد بن حميد: حدثنا أبوتميلة، حدثنا مصعب بن حيان أخو مقاتل قال: كنت عند عطاء بن أبي رباح فسئل عن شئ، فقال: لا أدري نصف العلم، ويقال: نصف الجهل." (ج5 ص85)
وقال:
"قال ابن جريج عن عطاء: إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد" (ج5 ص86)
7 - مناصحتهم للحكام وعدم تمني ما بأيديهم
* عطاء بن أبي رباح
قال الذهبي:
" قال الاصمعي: دخل عطاء بن أبي رباح على عبدالملك، وهو جالس على السرير، وحوله الاشراف، وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته، فلما بصر به عبدالملك، قام إليه فسلم عليه، وأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه، وقال: يا أبا محمد: حاجتك؟ قال: يا أمير المؤمنين! اتق الله في حرم الله، وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والانصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور، فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسؤول عنهم، واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم، ولا تغلق دونهم بابك، فقال له: أفعل، ثم نهض وقام، فقبض عليه عبدالملك وقال: يا أبا محمد! إنما سألتنا حوائج غيرك، وقد قضيناها، فما حاجتك؟ قال: مالي إلى مخلوق حاجة، ثم
خرج، فقال عبدالملك: هذا وأبيك الشرف، هذا وأبيك السؤدد." (ج5 ص84 - 85)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 04:26]ـ
للرفع(/)
جواز قول: {{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. }}.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 02:43]ـ
قال الشيخ إحسان العتيبي - حفظه الله تعالى - في كتابه الطيب " كتاب تربية الأولاد في الإسلام في ميزان النقد العلمي ":
[قلت: هذه الآية مما يستدل بها الكثيرون في المثابرة على الأعمال والطاعات، والترهيب من الإخلال بها، ظانين أنها في موضع الشاهد لهم على ما يريدون، وليس الأمر كذلك، فهذه الآية نزلت في المنافقين، وفيها تهديد من الله عزوجل بفضح أعمالهم – ولو كنت باطنة – وإظهارها للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ودليل أن هذه الرؤية في الآية دنيوية قوله تعالى بعدها وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – حفظه الله تعالى – (كان في حياته):
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض الأعمال {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتعذر رؤيته، فالله يرى، ولكن رسوله لا يرى، فلا تجوز كتابته لأنه كذب عليه صلى الله عليه وسلم. انتهى من " القول المفيد " (3/ 305).]. انتهى.
قلت (علي): وذكر البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد منه في باب قول الله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته المائدة: 67 تعليقا بصيغة الجزم عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: ... وقالت عائشة: [إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد].
قال الحافظ في " الفتح ":
[زعم مغلطاي أن عبد الله بن المبارك أخرج هذا الأثر في كتاب البر والصلة عن سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عروة عن عائشة وقد وهم في ذلك، وإنما وقع هذا في قصة ذكرها البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد" من رواية عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: [وذكرت الذي كان من شأن عثمان: وددت أني كنت نسيا منسيا فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط الا انتهك مني مثله، حتى والله لو أحببت قتله لقتلت،
يا عبيد الله بن عدي لا يغرنك أحد بعد الذين تعلم، فوالله ما احتقرت من أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم النفر الذين طعنوا في عثمان فقالوا قولا لا يحسن مثله، وقرأوا قراءة لا يحسن مثلها، وصلوا صلاة لا يصلى مثلها، فلما تدبرت الصنيع إذا هم والله ما يقاربون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد].
وأخرجه ابن أبي حاتم من رواية يونس بن يزيد عن الزهري أخبرني عروة أن عائشة كانت تقول: [احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نجم القراء الذين طعنوا على عثمان، فذكر نحوه وفيه " فوالله ما يقاربون عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أعجبك حسن عمل امرئ منهم فقل اعملوا الخ ..... " إلى أن قال الحافظ ": ودل سياق القصة على أن المراد بالعمل ما أشارت إليه من القراءة والصلاة وغيرهما فسمت كل ذلك عملا، وقولها في آخره: "ولا يستخفنك أحد " بالخاء المعجمة المكسورة والفاء المفتوحة والنون الثقيلة للتأكيد، قال ابن التين عن الداودي معناه: لا تغتر بمدح أحد وحاسب نفسك؛ والصواب ما قاله غيره أن المعنى: لا يغرنك أحد بعمله فتظن به الخير الا إن رأيته واقفا عند حدود الشريعة]. انتهى كلام الحافظ – رحمه الله تعالى -.
وقال العلامة زكريا الأنصاري – رحمه الله تعالى – في " منحة الباري بشرح صحيح البخاري " في نفس الموضع السابق من الصحيح على أثر عائشة – رضي الله عنها - السابق:
[(ولا يستخفنك أحد) أي: بعمله فتسارع إلى مدحه وظن الخير به، لكن تتثبت حتى تراه عاملا بما يرضاه الله ورسوله والمؤمنون]. انتهى المراد.
قلت: فأثر عائشة – رضي الله عنها – ولا مخالف لها من الصحابة الكرام يدلك على جواز استخدام هذه الآية.
والله أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 03:13]ـ
بارك الله فيك .. وفي الشيخ إحسان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 04:34]ـ
وبك بارك.
ـ[أبوعبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 06:15]ـ
قرأت لإبن القيم في مقدمته على روضة المحبين قوله:
وهذا الكتاب - أي: روضة المحبين - يصلح لسائر طبقات الناس -إلى أن قال-: وهو المسؤول سبحانه أن يجعله خالصا لوجهه الكريم مدنيا من رضاه والفوز بجنات النعيم والله متولي سريرة العبد وكسبه وهو سبحانه عند لسان كل قائل وقلبه [وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون].
.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 06:26]ـ
ما شاء الله فائدة عظيمة
كم كنت أنكر على من قالها بناءا على فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 06:30]ـ
عذرا
جزى الله الأخ علي الفضلي على هذه الفائدة كل خير
وكذلك الأخ أبا عبدالله وفقه الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 08:50]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله على إضافتك القيمة.
وبارك الله في أخي النشط آل عامر.
ـ[الغُندر]ــــــــ[03 - Aug-2007, مساء 09:58]ـ
ما شاء الله , زادني الله تعالى واياك من فضله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - Aug-2007, صباحاً 05:48]ـ
جزاك الله خيرا أخي الغندر.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 05:49]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
في معنى قوله تعالى: (ويستحيون نساءكم)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 07:56]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
اشتهر عند كثير من أهل الوعظ والخطابة، إيرادهم لفظة (يستحيون) بمعنى: (ينتهكون الأعراض)؛ فيقول قائلهم مثلا عن اليهود أو الصليبيين وما يفعلون بالمسلمين: (يقتلون أولادهم ويستحيون نساءهم)، ونحو ذلك.
وهذا الصنيع يوهم أن هذا معنى اللفظة في القرآن الكريم، والحال أن معناها عند جمهور المفسرين: (يستبقون نساءكم فلا يقتلونهن).
فالاستحياء استفعال يدل على طلب الحياة، كالاستبقاء (طلب البقاء) والاستسقاء (طلب السقي). وفي لسان العرب: (واستحياه أبقاه حيا وقال اللحياني استحياه استبقاه ولم يقتله، وبه فسر قوله تعالى ويستحيون نساءكم أي يستبقونهن).
وفي معنى اللفظة في القرآن قول آخر، وهو: (يفتشون حياء المرأة - أي فرجها - هل بها حمل أم لا). وفيه نظر.
نعم، قد يقال إن الاستحياء بمعنى الاستبقاء في الحياة قد يستلزم الاعتداء على العرض. وقد أبدع ابن عاشور – رحمه الله - بقوله:
(ووجه ذكره – يقصد لفظة الاستحياء - هنا في معرض التذكير بما نالهم من المصائب: أن هذا الاستحياء للإناث كان المقصد منه خبيثاً، وهو أن يعتدوا على أعراضهن، ولا يَجدن بداً من الإجابة بحكم الأسر والاسترقاق، فيكون قوله: (ويستحيون نساءكم) كناية عن استحياء خاص، ولذلك أدخل في الإشارة في قوله: (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) ولو كان المراد من الاستحياء ظاهره لما كان وجه لعطفه على تلك المصيبة).
قلت: فيصح أن يقال إن لفظ الاستحياء في الآية كناية عن انتهاك العرض بعد الاسترقاق، مع كون المعنى الحقيقي للكلمة (وهو الإبقاء في الحياة) غير منفي.
ولا يصح إيقاع اللفظ بهذا المعنى في غير تلك الحادثة المزبورة في القرآن، إذ ليس في ما يتحدث عنه أولئك الخطباء ما يصح معه إثبات المعنى الأصلي للكلمة.
زد على هذا، ما يترتب على فعلهم من لبس في معنى الآية، حتى صار كثير من العوام يفهمونها على غير وجهها.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Aug-2007, مساء 09:07]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وهذا الموضوع في الحقيقة من الأهمية بمكان، أعني المواطن القرآنية التي يشيع عند العامة فهمها خطأ، فيا ليتك شيخنا الفاضل تزيدنا من الأمثلة في هذا الباب.
كفهم بعضهم من {ولا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا} أن التقاء المرء مع امرأة أجنبية في السر جائز ما لم يحتو على فاحشة!!
وكفهم بعضهم من {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} تعريض اسم الله لكثرة الحلف والأيمان، (وهو قول محكي في بعض كتب التفسير، ولكنه لم يذكر في كتب المتقدمين ولم ينسب لعالم مشهور)
وكفهم بعضهم من {أو يزوجهم ذكرانا وإناثا} الزواج الشرعي.
وكفهم بعضهم من {وجاءت سيارة} أنها اختراع قديم!!
ولعل الخلط في آية الاستحياء سببه أن كلمة (الاستحياء) بمعنى الاستبقاء غير معروفة عند العامة، فلا يعرفون - إن عرفوا - إلا الاستحياء بمعنى الحياء، وهو معنى قرآني أيضا كما في {تمشي على استحياء}.
وكثيرا ما ترد اللفظة في القرآن بعدة معان، فيخطئ من لم يقف على أقوال أهل العلم ويظن أنهما من باب واحد، وهذا مفصل في كتب الوجوه والنظائر القرآنية ككتاب ابن الجوزي وكتاب الدامغاني.
وبالجملة فالفهوم الباطلة لا تحصى، وأكثرها راجع إلى ابتعاد الناس عن لغة العرب الصحيحة الفصيحة، فتختلط المعاني العربية الأصيلة بالمعاني الشائعة عند العوام.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 12:11]ـ
الشيخ الفاضل: عصام البشير!
إذا كان الطاهر بن عاشور قد أبدع! وحمل المعنى على (انتهاك الأعراض) فلم التثريب على الخطباء؟
ثم إني لا أرى إشكالاً على حمل الآية على استبقاء النساء مع قوله (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم)، لأنه يصح أن يقال: إن مجرماً دخل على هذه الأسرة وقتل الأب وثلاثة من الذكور وأبقى الأم وبنتيها والله إنها لمصيبة وبلاء عظيم!
وجزاك الله خيراً.
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[07 - Aug-2007, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل الروض الأنف الشيخ الطاهر لم يحمل المعنى على انتهاك الأعراض و إما جعل الإستبقاء لغرض الإعتداء و هتك الأعراض و هذا ما جاء في تفسيره
والاستحياء استفعال يدل على الطلب للحياة أي يبقونهن أحياء أو يطلبون حياتهن.ووجه ذكره هنا في معرض التذكير بما نالهم من المصائب أن هذا الاستحياء للإناث كان المقصد منه خبيثاً وهو أن يعتدوا على أعراضهن ولا يَجدن بداً من الإجابة بحكم الأسر والاسترقاق فيكون قوله: {ويستحيون نساءكم} كناية عن استحياء خاص ولذلك أدخل في الإشارة في قوله: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} ولو كان المراد من الاستحياء ظاهره لما كان وجه لعطفه على تلك المصيبة.
وقيل إن الاستحياء من الحياء وهو الفرج أي يفتشون النساء في أرحامهن ليعرفوا هل بهن حمل وهذا بعيد جداً وأحسن منه أن لو قال إنه كناية كما ذكرنا آنفاً. وقد حكت التوراة أن فرعون أوصى القوابل بقتل كل مولود ذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سائل]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 06:19]ـ
ممكن توضح أكثر بين المعنييْن يا شيخ عصام
فأنا من عداد العوام
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:04]ـ
الحمد لله
أثابكم الله.
- الاستحياء في اللغة وفي تفسير الآية معناه الاستبقاء (أي الإبقاء في الحياة).
- في قصة بني إسرائيل: (يستحيون = يبقونهن في الحياة). وهذا قد يستلزم انتهاك العرض، إن صح ما نقلتُه آنفا.
إذن: هذان شقان في المعنى: - شق أصلي وهو الإبقاء في الحياة.
- شق لازم - على بعض التفسيرات - وهو انتهاك العرض بعد الاسترقاق.
- في الواقع الذي يذكره بعض الخطباء: لا يوجد الشق الأصلي، إذ لا يتقصد هؤلاء الكفرة إلى إبقاء النساء في الحياة، أو استرقاقهن وطلب خدمتهن. فاستعمال اللفظ هنا فيه إيهام.
وأنا على يقين أن الخطباء الذين أشرت إليهم لم يخطر ببالهم شيء من التفصيلات المذكورة، وإنما التبس اشتقاق اللفظ من الحياة بالاشتقاق من الحياء، فظنوا أن (يستحيون = يرتكبون معهم ما يخدش الحياء = ينتهكون الأعراض).
والله أعلم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 07:06]ـ
شيخنا الكريم أبا مالك
ما أشرتم إليه نافع جدا، فليتكم تكملونه بالتفصيل والبيان، وذكر أمثلة أخرى.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 02:16]ـ
ومما كثر فيه الغلط فهم قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) على عكس مراد الله فيه. . والله المستعان.(/)
رأي العلماء في قراءة الشيخ إبراهيم الأخضر
ـ[سائل]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 06:24]ـ
سمعت بعض الشباب ينقل أن بعض المشايخ يرى تكلفا صريحا في قراءة بعض المجودين ومنهم الشيخ إبراهيم الأخضر
ولاني جاهل في امر التجويد، الا ان قراءة الشيخ حقيقة الذي يسمعها يحس ان روحه تبي تطلع وهو مستمع فكيف لو طبق القراءة نفسها؟
لأن الشيخ ابراهيم وطلابه حسب ما ما اعلم لا يرى فقط إقامة الغنة حركتين في (إنَّ) بل لابد من الضغط على الكسر في الهمزة وكانها تخرج من أقصى الحلق. وكذلك الغنّة يضغط على اللسان
أفيدونا
ـ[أبو فراس]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:50]ـ
الشيخ حفظه الله أجازه في القرآن المقرئ الشيخ حسن الشاعر رحمه الله وهو بدوره أجاز الكثير من القراء مثل القارئ الشيخ فؤاد مصطفى الحسن ولم يسبق لي سماع أو قراءة شيء مما قلت
ـ[معترك النظر]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 11:16]ـ
الشيخ إبراهيم الأخضر هو شيخ كثير من مشايخ الإقراء وهو قبل ذلك شيخ المقارئ في المسجد النبوي
وهو من أكثر المقرئين إتقانا وأمثاله نوادر ...
لكن المصحف المرتل الموجود له في التسجيلات له نسختان
1 - نسخة قديمة في 34 شريطا بقراءة بطيئة وتسجيل ليس بذاك. وهذه النسخة هي التي يكثر استثقالها من الناس.
2 - النسخة الثانية في 22 شريطا وأظنها نفس الأولى لكنها مسرعة وفيها محسنات صوتية -وهي في نظري رائعة جدا - وهي المتوفرة بكثرة في التسجيلات الآن.
والشيخ من كثرة إتقانه كأنه يفسر ما يقرأ في رفع صوته عند بعض الآيات ونبرة الاستفهام والتعجب في أخرى.
ـ[أم معين]ــــــــ[08 - Aug-2007, صباحاً 04:13]ـ
حبذا لو أنزلتم روابط لقراءاة الشيخ ..
ـ[أبو فراس]ــــــــ[08 - Aug-2007, مساء 05:24]ـ
هنا المصحف المرتل للشيخ
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=1(/)
سؤالي عن السبع المثاني؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:10]ـ
السلام عليكم
اود السؤال عن مصطلح السبع المثاني .. طوال عمرنا نعلم بأنه سورة الفاتحة ولكن بمروري على احد التفاسير وجدت التالي ..
روي عن عثمان رواه النسائي بإسناده قال: (قال لنا ابن عباس: قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني -المثاني يعني السور التي عدد آياتها أقل من مائة سميت مثاني; لأنها تثنى في الصلوات أي تعاد في الصلوات - قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين -المئين السور التي تزيد على مائة آية -فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال)
اود التأكد هل هناك فرق ام اني فهمت خطأ
وارجو تأكيد لي ذلك ان استطعتم .. وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:30]ـ
جزاك الله خيرا
أولا: الحديث الذي أوردته حديث ضعيف أخرجه أبوداود والترمذي إسناده ضعيف
في إسناده يزيد الفارسي عداده في المجهولين - مجهول الحال -
ثانيا: السبع الأول هي أول سبع من القرآن البقرة - آل عمران - النساء ..
وورد فيها حديث صحيح عند أحمد في مسنده (6|72) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ السبع الأول فهو حبر.
وفي بعض الروايات من أخذ السبع الطول.
ثالثا: لا منافاة بين تسمية الفاتحة بالسبع المثاني {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وبين تسمية السور الطويلة بهذا الاسم
والله أعلم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:48]ـ
بارك الله فيك , وجزاك الله كل خير
ـ[ناصر أبو نبيل]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعلق على تفسير معنى السبع المثاني, حيث أني بحثت في هذا الموضوع من خلال أعماقي في سورة الفاتحة. وأظن أنني توصلت إلى المقصود من السبع المثاني. و إنشاء الله أكون قد توفقت في ذلك.
فلو إفترضنا أن البسملة ليست آية من السورة شأنها شأن باقي سور القرآن الكريم فهذا سوف يعطينا بالنتيجة ستة آيات وهنا يكمن الخلاف. والغريب أننا في كل مرة نناقش هذا الموضوع نركز على عدد آيات سورة الفاتحة ونتجاهل الجوهر ألا وهو (السبع المثاني) , أعتقد أن المقصود من المثاني هو الثناء على الله عز وجل. أما السبع فهو عدد هذا الثناء, بغض النظر عن عدد الآيات, أو إذا ماكانت البسملة آية من السورة. فلو عملنا ذلك لحلت المسألة وبكل بساطة
1 - الحمدلله
2 - رب العالمين (الإقرار له بالربوبية)
3 - الرحمن (من توحيد الأسماء)
4 - الرحيم (من توحيد الأسماء)
5 - مالك يوم الدين (من توحيد الصفات)
6 - إياك نعبد (من توحيد الآلوهية)
7 - وإياك نستعين (الإستعانة والتوكل على الله)
وهذه السبع هي ثناء على الله عز وجل
أما باقي السورة فهي لا تشمل الثناء وأنما الدعاء.
والله أعلم.
أخوكم ناصر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 06:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعلق على تفسير معنى السبع المثاني, حيث أني بحثت في هذا الموضوع من خلال أعماقي في سورة الفاتحة. وأظن أنني توصلت إلى المقصود من السبع المثاني. و إنشاء الله أكون قد توفقت في ذلك.
فلو إفترضنا أن البسملة ليست آية من السورة شأنها شأن باقي سور القرآن الكريم فهذا سوف يعطينا بالنتيجة ستة آيات وهنا يكمن الخلاف. والغريب أننا في كل مرة نناقش هذا الموضوع نركز على عدد آيات سورة الفاتحة ونتجاهل الجوهر ألا وهو (السبع المثاني) , أعتقد أن المقصود من المثاني هو الثناء على الله عز وجل. أما السبع فهو عدد هذا الثناء, بغض النظر عن عدد الآيات, أو إذا ماكانت البسملة آية من السورة. فلو عملنا ذلك لحلت المسألة وبكل بساطة
1 - الحمدلله
2 - رب العالمين (الإقرار له بالربوبية)
3 - الرحمن (من توحيد الأسماء)
4 - الرحيم (من توحيد الأسماء)
5 - مالك يوم الدين (من توحيد الصفات)
6 - إياك نعبد (من توحيد الآلوهية)
7 - وإياك نستعين (الإستعانة والتوكل على الله)
وهذه السبع هي ثناء على الله عز وجل
أما باقي السورة فهي لا تشمل الثناء وأنما الدعاء.
والله أعلم.
أخوكم ناصر
يرفع هذا الاستنتاج
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 01:55]ـ
رحم الله الامام الحجة أبابكر ابن العربي حيث يقول: (
وَبَعْدَ هَذَا فَالسَّبْعُ الْمَثَانِي كَثِيرٌ، وَالْكُلُّ مُحْتَمَلٌ، وَالنَّصُّ قَاطِعٌ بِالْمُرَادِ، قَاطِعٌ بِمَنْ أَرَادَ التَّكْلِيفَ وَالْعِنَادَ، وَبَعْدَ تَفْسِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَفْسِيرَ.
وَلَيْسَ لِلْمُتَعَرِّضِ إلَى غَيْرِهِ إلَّا النَّكِيرُ.
وَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ لَوْلَا تَفْسِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحَرِّرَ فِي ذَلِكَ مَقَالًا وَجِيزًا، وَأُسْبِكَ مِنْ سَنَامِ الْمَعَارِفِ إبْرِيزًا، إلَّا أَنَّ الْجَوْهَرَ الْأَغْلَى مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى وَأَعْلَى)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام الغرباوي أبو إدريس]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعلق على تفسير معنى السبع المثاني, حيث أني بحثت في هذا الموضوع من خلال أعماقي في سورة الفاتحة. وأظن أنني توصلت إلى المقصود من السبع المثاني. و إنشاء الله أكون قد توفقت في ذلك.
فلو إفترضنا أن البسملة ليست آية من السورة شأنها شأن باقي سور القرآن الكريم فهذا سوف يعطينا بالنتيجة ستة آيات وهنا يكمن الخلاف. والغريب أننا في كل مرة نناقش هذا الموضوع نركز على عدد آيات سورة الفاتحة ونتجاهل الجوهر ألا وهو (السبع المثاني) , أعتقد أن المقصود من المثاني هو الثناء على الله عز وجل. أما السبع فهو عدد هذا الثناء, بغض النظر عن عدد الآيات, أو إذا ماكانت البسملة آية من السورة. فلو عملنا ذلك لحلت المسألة وبكل بساطة
1 - الحمدلله
2 - رب العالمين (الإقرار له بالربوبية)
3 - الرحمن (من توحيد الأسماء)
4 - الرحيم (من توحيد الأسماء)
5 - مالك يوم الدين (من توحيد الصفات)
6 - إياك نعبد (من توحيد الآلوهية)
7 - وإياك نستعين (الإستعانة والتوكل على الله)
وهذه السبع هي ثناء على الله عز وجل
أما باقي السورة فهي لا تشمل الثناء وأنما الدعاء.
والله أعلم.
أخوكم ناصر
من سبقك من أهل العلم إلى هذا الكلام
ثم المسائل العلمية لا تبحث عن طريق الأعماق(/)
" من عجائب القرآن في تعامله مع الإنسان "
ـ[المقرئ]ــــــــ[23 - Aug-2007, مساء 07:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هي خاطرة فأحببت تقييدها بدل أن يكون مصيرها مصير غيرها مما يرد على الخاطر وأحببت أن أتأمل كما يقولون بصوت مسموع
تأملت القرآن فرأيت أن الله جل وعلا خاطب الإنسان بأسلوب حكيم = ظهر هذا جليا في أشياء كثيرة
منها: حينما تتأمل أحوال الكفار بجميع نحلهم تجدهم قد شغلوا شغلا عظيما في دراسة أصل الإنسان وما وظيفة الإنسان ومن أوجده وكيف وجد إلى غير ذلك من الأسئلة التي لابد أن ترد على الذهن من الأسئلة البديهية جدا، ولهذا تلحظ تلك النظريات الفاسدة والسخيفة في أصل الإنسان ومبتدئه، وهي فعلا أسئلة معضلة مهمة لايستطيع أحد الفكاك منها حتى يجد جوابا ولهذا ترى طفلك الصغير يكثر من الأسئلة التي تدور على هذا المعنى
فكان ماذا؟
رأيت أن سور المفصل وهي السور التي يحفظها الصغار ويبدأ بقراءتها وحفظها الصغير والمسلم الجديد وما شابه ذلك وجدتها ركزت على هذه الحقائق تركيزا كبيرا من سبب خلق الإنسان، وكيف خلق، ومم خلق وما هو أصله، وما هو الموت وكيف يموت وكيف بعث الرسل وإثبات نبوة محمد صلى اله عليه وسلم إلى غير ذلك من الإجابات بل إن الله أقسم في مستهل كثير منها مما يدل على العناية بها
وخذ مثلا سورة القيامة استهلها بقسم عظيم ثم كرر الله فيها ذكر الإنسان ست مرات - العد من حفظي - ذكر فيها كل شيء = نعم كل شيء مما يرد من تلك الأسئلة، ولا ينتهي العجب حينما ترى أن السورة التي بعدها هي سورة الإنسان والتي ذكر فيها هذه القضايا وغيرها
إن قصار المفصل شفاء عظيم وذكر حكيم حتى قال البخاري
بَاب تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ الْقُرْآنَ
4748 حدثني مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ حدثنا أبو عَوَانَةَ عن أبي بِشْرٍ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ قال إِنَّ الذي تَدْعُونَهُ الْمُفَصَّلَ هو الْمُحْكَمُ قال وقال بن عَبَّاسٍ تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا بن عَشْرِ سِنِينَ وقد قرأت الْمُحْكَمَ
4749 حدثنا يَعْقُوبُ بن إبراهيم حدثنا هُشَيْمٌ أخبرنا أبو بِشْرٍ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ في عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت له وما الْمُحْكَمُ قال الْمُفَصَّلُ
والسؤال الكبير ما هو واقعك مع هذا المفصل: هل تأملتها وعرفت معانيها هل درست تفسيرها
وأنا أنصح معلمي القرآن في المساجد أن يقرأو تفسير المفصل أو قصاره حتى ليعرفوا عظمة هذا الجدزء
وإلى خاطرة جديدة إن شاء الله
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 01:01]ـ
بل إن الله جل وعلا أقسم في مستهل كل سورة منها
تعدل العبارة إلى " بل إن الله أقسم في مستهل كثير منها "
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 01:02]ـ
ما أجمل قصص حياة الأنبياء في القرآن، وحينما يذكر الله قصة نبي من الأنبياء تجد فيها من التأثير عليك أكثر بكثير من قراءة قصص العلماء والمجاهدين
إنك وبكل وضوح تجد أن هذا النبي قريب من واقعك وحياتك أكثر من أي عالم تقرأ قصته = وتوضيح ذلك أن العلماء والمؤرخين حينما تقرأ مسردا لحياة عالم في كتبهم تجد من الأخبار مالا تطيق وتتخيل نفسا لست قريبا منها من علو الهمة في الطاعة والعبادة والبذل والجهاد مع ترك للوجه الآخر لهذه النفس البشرية وهو وجه الفتور والنقص البشري الذي يعتري كل أحد فتخرج متأثرا بحالك وواقعك
وهذا غير موجود تماما في قصص القرآن لهؤلاء الأنبياء
حينما تقرأ قصة موسى عليه السلام تجد نبيا يعتريه الغضب فيخطأ ويعتريه الانتصار لشيعته فيقتل ما الحكمة من إظهار هذه الأحداث بعد أن ذهبت، بل إن الله أظهر مكنون نفسه الذي لا يعلمه إلا الله وهو مستور عن الناس ولا يحب أحد أن يظهر منه ذلك حينما قال (فأوجس في نفسه خيفة موسى)
وحينما تقرأ قصة يوسف عليه السلام تجد نبيا يصدر منه الهم النفسي للمرأة مما يجده الناس ويذكر منة الله عليه بصرفه عن الفحشاء
وحينما تقرأ قصة أبينا آدم عليه السلام في حبه للخلد وأكله من الشجرة
وحينما تقرأ قصة نوح عليه السلام عندما اعتراه حالة فطرية من الشفقة على الولد والمجادلة عنه
ورسولنا صلى الله عليه وسلم أخبر ربنا عن حالته النفسية حينما قال له جل وعلا (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)
إلى غير ذلك من الأخبار
فقصص القرآن للأنبياء تبقى بلسما شافيا ومثالا واقعيا نفتقده حينما نقرأ لتراجم العلماء =وإن كنت أعرف لمَ عزف العلماء عن ذكر هذا وأترك ذكره اعتمادا على كريم علمكم
لكن يبقى أن قصص الأنبياء في القرآن تعد أقرب إلى النفس من قصص غيرهم
وكانت سبب هذه الخاطرة أني قرأت هذا النص عن الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ذكره مهنا فقال: صليت إلى جنب أحمد فتثاءب خمس مرات وسمعت لتثاؤبه هاه هاه
فقلت في نفسي الإمام يتثاءب خمس مرات؟! ففكرت مرة أخرى فقلت ولمَ لا يحصل هذا منه وما الغريب وقد أخبرنا الله عن حال الإنسان الفطري عن الأنبياء أفضل البشرية ماهو أشد من هذا = فتأمل
وإلى خاطرة أخرى إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - Aug-2007, صباحاً 01:19]ـ
سبحان الله! سبحان من جعل الأفكار تتوارد، ويوافق بعض أفكاري أفكار شيخنا وحبيبنا / المُقرئ! إنَّ هذا - والله - من العجب.
بعدما أنهيتُ خطبةَ الجمعة السابقة، وخرجتُ من المسجد - وكانت الخطبة عن: كيفية استعدادنا لهذا الضيف الذي حلَّ بنا -؛ فكَّرتُ، وقلتُ في نفسي: ما هو الموضوع الذي أتكلَّم فيه في الخطبة القادمة، فما لبثتُ إلا ووجدتُ الفكرة جاءتني، وإذا بي أقول: كلامُ الله - سبحانه وتعالى -؛ كيف حالنا معه؟ كيف هجرنا كتابَ ربِّنا - جلَّ وعلا -؟ كيف لمَّا تخلّينا عن أوامر الله الجليل خذلنا الله، وسلَّط علينا أحقر خلقه؟ كيف، وكيف؟؟
ما حالنا مع تدبُّر آياته؟ وجاءت في ذهني قصص السلف في أحوالهم مع القرآن، وحزنتُ على أحوالنا، ونسأل الله المغفرة على هذا التقصير الشديد.
ودائمًا ما أتفكَّر في السور المَكِّيَّة؛ لأسبابٍ عدَّة:
أولًا: أنَّ آياتها قصيرة، يسهل حفظها؛ لذلك الصغار - غالبًا - يبدءون بها.
ثانيًا: كثرة ذكر الله - سبحانه - للجنة والنار، وأحوال المُطيعين، والمعاندين، ومآل كلٍّ في الآخرة.
ثالثًا: الكلام عن خلق الله - سبحانه - بما يُكذِّبُ كلامَ أهل الكلام والفلاسفة والملاحدة في أقوالهم التي لا زمام لها ولا خُطام.
رابعًا: كثرة تذكير العباد بأنَّهم إليه - سبحانه - راجعون؛ فلْيعملوا، ليجدوا جزاء ما عملوا، ويُشوِّقهم الله - جلَّ جلاله - في نعيم الجنة، ويُحذِّرهم من مخالفة أمره، وما يترتَّب على تلك المخالفة.
... إلخ هذه الفوائد الكثيرة.
فقلتُ: لماذا لا أتكلَّم - بشيءٍ من الاختصار غير المُخِلّ - عن تدبُّر القرآن، وأبدأ بسورةٍسورة من هذه الأجزاء المباركة = نُصحًا لنفسي، ولإخواني المسلمين؛ لما في ذلك من زيادة الإيمان، وعُلُوِّ الهمة، وإبعاد الإملال عن الناس من كثرة الموضوعات المُكرَّرة، وفوق ذلك: معرفة عظمة الله - جلَّ وعلا - من خلال قراءة كلامه، وتفسير معانيه، وفهمه؛ مما يؤدِّي إلى العمل بما فيه على علمٍ وبصيرة = وهذا هو المراد.
فأسأل الله أن يجازيك - شيخنا - خير الجزاء على تلك الخواطر الماتعة، وأسأل الله التوفيق في هذه السلسلة، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، ونافعةً لي ولإخواني المسلمين، وذُخْرًا لي إلى يوم الدِّين.
وصلى الله وسلَّم وبارك على النبيِّ الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 03:18]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا المفيد ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 11:01]ـ
تأملت القرآن فإذا به تكلم عن الإنسان بجميع مراحله وذكر كل مرحلة وخصائصها بما لا تجده في غير القرآن
حال الإنسان وهو في الرحم والأطوار التي يمر بها ذكرها كلها قبل أن يخترع المنظار والمجهر والأشعة عرف كل شيء قبل عصر مدعي التطور والحضارة
وتكلم عن حال الطفولة وضعفها والرضاع وأحكامه وحقوق الطفل حتى في حال الطلاق والفراق بل وحقه في الميراث والأموال، تكلم عن الطفل والعناية به وعدم قتله ووأده وتهديد من فعل ذلك
وتكلم عن حال الشباب وما فيها من قوة وتغير وضرب نماذج لهؤلاء الشباب وامتدح الصالحين منهم
وتكلم عن الشيخوخة والكبر وأن هذا الطور فيه من الضغف وفقد القوة وأنه يرجع ضعيفا كما كان في أول حياته ضعيفا وأخبر أن الإنسان يرد إلى أرذل العمر قال تعالى (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون
كل هذه الأطوار يذكرها ربنا ليخبر الإنسان بأن كل حي إلى نهاية وكل قوة إلى ضعف وكل من عليها فان
وأستأذنكم بالوقوف مع سورة عجيبة نقرؤها كثيرا أدعو نفسي وإياكم إلى تأملها
قال تعالى (والتين والزيتون وطورسينين وهذا البلد الأمين) أقسم الله بهاتين الشجرتين لكثرة منافع شجرهما وثمرهما ولأن سلطانهما في أرض الشام محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام ثم أقسم بطور سينين أي طور سيناء محل نبوة موسى عليه السلام ثم أقسم بهذا البلد الأمين وهو مكة المكرمة محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فأقسم تعالى بهذه المواضع المقدسة التي اختارها وابتعث منها أفضل الأنبياء وأشرفهم فماذا سيكون جواب القسم إذا: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم أي تام الخلق متناسب الأعضاء منتصب القامة لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرا وباطنا شيئا ثم قال (ثم رددناه أسفل سافلين) وبعد هذه الصورة الحسنة وكمال العقل والقوة ومرور الأيام عليه وقد شاهدوا مرور الأيام وانصرام الليالي وقيام الحجة عليهم يرد إلى الضعف وأرذل العمر وقد تذهب عقولهم ويخرف الكبير وحينها لا يمكن أن يعمل وينجو بنفسه لذهاب عقله فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم مشتغلون باللهو واللعب قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمر وسفساف الأخلاق فردهم الله في أسفل سافلين أي أسفل النار موضع العصاة المتمردين على ربهم ففي الدنيا لايكون طول العمر عليه إلا وبالا وسفالا وفي الآخرة في أسفل سافلين ثم استثنى الله عز وجل أهل الإيمان والعمل الصالح فقال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) فطول أعمارهم لا تزيدهم إلا خيرا وكلما ذهب يوم أو سنة فإنما يقربه إلى الله فصلاته وصيامه وحجه وعمرته وخلقه وطيب كلامه ونفعه للناس كل هذا يزيد قربى من الله وإذا رد إلى أرذل العمر وكبر كتب له ما كان يعلمه في صحته ولم ينقطع عمله روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون قال فأيما رجل كان يعمل عملا صالحا وهو قوي شاب فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت وإذا كان يعمل بطاعة الله في شبيبته كلها ثم كبر حتى ذهب عقله كتب له مثل عمله الصالح الذي كان يعمل في شبيبته ولم يؤاخذ بشيء مما عمل في كبره وذهاب عقله من أجل أنه مؤمن وكان يطيع الله في شبيبته
فأجرهم غير مقطوع أبدا وهذا قوله (فلهم أجر غير ممنون) فمن كان في غيبوبة طويلة أو خرف سنين مديدة فالمؤمن مكتوب له عمله ذلك لا ينقص منه شيئا
وإلى خاطرة أخرى بإذن الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 11:01]ـ
شيخنا رمضان بارك الله فيك وفي علمك = إذا أنت خطيب جامع = فأين الخطب نحن من المستمعين لك.
بارك الله فيكم أخي الحبيب مهند
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 12:14]ـ
شيخنا رمضان بارك الله فيك وفي علمك = إذا أنت خطيب جامع = فأين الخطب نحن من المستمعين لك.
بارك الله فيكم أخي الحبيب مهند
شيخنا الحبيب / المُقرئ.
بارك الله فيك، ولقد قطعتَ عُنقي - شيخنا -! (ابتسامة).
أنا لازلتُ شابًّا صغير السنِّ؛ ولم أصل إلى الشيخوخة بعدُ؛ فلماذا تُكبِّرني - شيخنا - قبل الكِبَر؟
وليست الخُطب بدرجةٍ تصلُ إلى أن يسمعها طلبة علمٍ مبتدئين؛ فما الحال إذا كان المُستَمِعون من طلبة العلم الكبار؛ بل من مشايخنا؟!
ونحنُ في شوقٍ إلى خواطرك ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 12:55]ـ
لقد طرقت أمراً عظيماً في حياة المسلم. لقد لا حظت أن كثيراً من طلبة العلم قد انشغل بالمتن الفقهي و التفريع الأصولي والتشقيق العلمي و الدرس الحديثي وانصرف عن القرآن لا يعرفه إلا قليلاً مع أنه الأصل العظيم في تغيير القيم و وإيجاد الاتزان الفكري والشعوري الذي يفتقده الكثير منا اليوم في معالجة ومواجهة المواقف الخاصة والعامة في حياتنا. من خلال تأملي في أحوال المشتغلين بالقرآن وعلومه، أجد في أحوالهم النفسية راحة وسخاوة ومرونة وفي خلقهم دماثة وفي طبعهم انسلاخ من التصنع وفي هيئاتهم براءة من التكلف و في كلامهم قرب وحميمية. ثم تأملت من أدمن النظر فيما سواه - ووجدته من نفسي - فشاهدت نفحات من القسوة في الحركات والسكنات، ولفحات من التكلف و التوتر في التعامل والكلمات، وهذا أثر من عوائد الطباع المكتسبة من مضمون العلوم الأخرى. فبحسب طبيعة المعلوم تكون طبيعة العلم وبحسب طبيعة العلم تكون طبيعة العمل وبحسب طبيعة العمل تكون طبيعة النتائج والمآلات.
جزاك الله خيرا.
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:51]ـ
ـــــ
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 04:57]ـ
بارك الله فيك على مشاركتك وما ذكرته عن بعض طلبة العلم واقع أراه بالتأكيد
أسأل الله أن ينفعنا بكتابه وكلامه
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 11:53]ـ
كم يشد نظرك ويلفت انتباهك التعامل مع العقل في كتاب الله جل وعلا، هي من أعجب الأمور وأبدعها، لا أحتاج أن أذكر بقول الله (أفلا تعقلون) (لو كانوا يعقلون) (إن كنتم تعقلون) (لعلكم تعقلون) (لقوم يعقلون) (أفلم تكونوا تعقلون) إلى غير ذلك بطريق الإغراء مرة وبطريق السخرية أخرى
لما خلق الله بني آدم أكرمهم بنعمة العقل واللب وفضلهم على كثير ممن خلق " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " وكثيرا ما خاطب الله في القرآن أولي الألباب والنهى بل إنه أمرهم بأمر هو أعظم ما يكون فقال تعالى " فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا " وختم الله سورة قاف العظيمة وما فيها من المواعظ والنذر بقوله " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " والمقصود بالقلب هنا هو العقل ولهذا لما حاد عن طريقه من حاد خاطبهم الله بقوله " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " وقد أخبر الله أن شر الدواب عنده الصم البكم الذين لا يعقلون " ولأجل هذا يا مسلمون فإن منزلة العقل والتفكير في الإسلام عظيمة بل هي سبيل لمعرفة الحق والصواب لا يمكن هضمها وغضها وكلما صلحت الفطرة وافق العقل الدين الصحيح ومن المحال أن يتعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع تسليمنا أنه لا يجوز أن يكون النقل مطية للعقل فتوجه النصوص في غير مسارها الصحيح كما هو الحال مع العقلانيين والفلاسفة، وقد خاطب الأنبياء عقول أقوامهم لإثبات الحق تأمل معي خطاب إبراهيم لقومه " هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون " ولما كسر الأصنام أراد أن يثبت لهم عجزها وضعفها فقال " فسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إتنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكمم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون " وهكذا جميع أنبياء الله كما في سورة الشعراء كل نبي خاطب عقول قومه لإثبات إلاهية الله جل وعلا ذلك أن الله هو خالق العقل وهو منزل النقل فمنزلة العقل عظيمة جدا فهو شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الاعمال وبه يكمل العلم والعمل لكنه ليس مستقلا بذلك لكنه غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس لكن لو كان في مكان لا نور فيه فهل سينتفع ببصره أو هل سيرى شيئا = كلا ولهذا من أروع المعاني في القرآن حينما تقرأ تلك الآيات التي فيه وصف هذا الوحي بالنور الذي يستطيع أن يمشي به وأنه لا يقدر على المشي إلا به أرجو أن تتأملوا هذه الآيات قبل أن أكمل هذه الخاطرة لتروا عظم هذا الأصل [يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا] {النساء:174}
[وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ] {الأنعام:91} [أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122} [أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ] {النور:40} [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {الشُّورى:52} [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {الحديد:28}
ولها بقية ...(/)
درر الفوائد-كيف يُمكن أنْ أتدبَّر القُرآن؟
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[27 - Aug-2007, صباحاً 07:35]ـ
لا شكَّ أنَّ القراءة على الوجه المأمور به هي القراءة التي تُورث القلب من العلم والإيمان والطمأنينة؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، والهدى كما قال ابن القيم:
فتدبَّر القرآن إنْ رُمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ
وجاء الأمرُ بالتَّدبر في آيات، في النِّساء، وفي المؤمنين، وفي ص، وفي محمد، في أربع آيات جاء الأمر بالتدبر، وجاء الأمرُ بالتَّرتيل، فقراءة القرآن مع التدبر و الترتيل هذا هو الوجه المأمُور به، المُشار إليه في كلام شيخ الإسلام.
كيف يتدبَّر القرآن؟ وليت مثل هذا السؤال يُلقى على أهل القُرآن، الذين هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ، الذين يتعاملون مع القُرآن، وهو بالنِّسبة لهم ديدنهم وهجيراهم، أما غيرهم مثلي أصحاب تخليط، مرة تفسير، ومرة تاريخ، ومرة حديث، ومرة أدب، ومرة ثقافة عامَّة؛ لكن يُحسن مثل هذا الجواب مع مثل هذا السُّؤال أهل القرآن، وإنْ كان ابن القيم -رحمه الله تعالى- لهُ نظر و رأي في أهل القرآن، وأنَّ أهل القرآن هُم المُعتنون به قراءةً وإقراءً وفهماً وعملاً، وإنْ لم يحفظُوه، يقول: لكنْ من عُرف بأنَّهُ من أهل القرآن و شاع وعُرف بين النَّاس أنَّهُ من أهلهِ هو الطَّبيب المُداوي في مثل هذا الدَّاء، كثير من النَّاس يشكُو أنَّهُ قد يقرأ القُرآن ولا يستحضر شيء، ويحصل معنا ومع غيرنا وإلى المُشتكى أنَّ الإنسان يستفتح سورة يونس فما يُفيق إلا وهو في يوسف مُتجاوزاً سُورة هًود ما كأنَّهُ قرأ منها حرف، وجاء في الحديث أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال لهُ أبو بكر: أراكَ شِبْتَ يا رسُول الله، قال: ((شيَّبتني هُود وأخواتها)) والكلام ليس من فراغ، هذا الكلام له واقع، يدخل الإنسان في الصَّلاة ويخرج وما كأنَّهُ صلَّى، ويفتح المُصحف ولا يدري هُو في الصَّفحة اليُمنى أو في اليُسرى، هذا لا شكَّ أنَّهُ خلل يحتاج إلى علاج، يحتاج إلى عناية، هذا كلام الله، نقرأ بقلُوبٍ مُنصرفة، ونحنُ لو جاءنا تعميم من المسؤول الأرفع إلى المُدير؛ لابدَّ أنْ يُجمع لهُ الوُكلاء، ويُجمع لهُ رُؤساء الأقسام وينظرُون في منطُوقِهِ، ومفهُومِهِ، ووش يُستنبط منه؟ وماذا يُستفاد منه؟ يجتمعُون عليه اللَّيالي والأيَّام، لو صدر نظام جديد يفعلون به هكذا، وإذا أشكل عليهم شيء استفسرُوا، وجاءت المُذكَّرات التَّفسيريَّة، وهذا كلامُ ربِّنا يقرأ الإنسان وكأنَّهُ يقرأ جريدة، ولا شكَّ أنَّ القُلُوب مُنصرِفَة، تجد الإنسان في صلاتِهِ لا يُدْرِك منها شيء، في تلاوتِهِ لا يُدرك شيء، في ذِكرِهِ باللِّسان فقط.
والحسن البصري -رحمه الله- يقول: تفقَّد قلبك في ثلاثة مواطنْ؛ فإنْ وجدته و إلاَّ فاعلم أنَّ الباب مُغلق: في الصَّلاة، في قراءة القرآن، في الذِكر، كثير من طُلاَّب العلم لو قُلتَ لهُ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} {(8) سورة المدثر} في أي سُورة؟ هو حافِظ للقُرآن، أخذ يستذكِر ويسترجع وكم آية بعدها وقبلها، فضلاً عنها هل تُؤثِّر فيه أو لا تُؤثِّر؟ أحياناً لا تُحرِّك شعرة، في كثير من طُلاب العلم مع الأسف، وزُرارة بن أوفى سمعها من الإمام في صلاة الصُّبح ومات، وبعض النَّاس يُشكِّك في مثل هذهِ القصص؛ لأنَّهُ ما أدْرك حقيقة الأمر، و لا يعرف معناها، وهذا كُلُّهُ سبَبُهُ البُعد والإعراض عنْ النَّظر فيما يُعينُ على فهم كلام الله -جل وعلا-، والطَّريقة التي ذكرناها في منهجيَّة القراءة في كُتب التَّفسير تُعينهُ -بإذن الله تعالى- على التَّدبُّر. أهـ.
====
الشيخ/د. عبدالكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/136(/)
أي التفاسير أقرأ؟
ـ[هيمن عز الدين]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 06:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله، أخ لكم في الإسلام يبغي النصيحة
كثرت تفاسير القرآن ما بين قديم و معاصر، سهل و معقد، مختصر و طويل، و الأهم أن هناك منها ما هو تابع لأهل السنة و منها ما هو مذهبي أو فكري.
تشتت تفكيري في كل هذا فلا أعلم أيهم أقرأ، بحثت كثيراً و كلما بحثت زادت الأراء و زاد معها تشتتي.
بالله عليكم أفيدوني!
{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 06:52]ـ
أخي الكريم هيمن: عليك بتفسيرين عظيمين ألا وهما: تفسير ابن كثير.
والثاني: تفسير السعدي.
والعلماء ينصحون بهذين التفسيرين.
وفقك الله تعالى للعلم النافع.
ـ[هيمن عز الدين]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 07:13]ـ
الأخ الكريم علي، جزاك الله خيراً كثيراً.
{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 07:23]ـ
بسم الله،
أعظم التفاسير المتوسِّطة غيرالمسندة، تفسير العلامة السعدي رحمه الله، هذا ما ظهر لي، والله أعلم.
ـ[أبو العباس الأثري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 04:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إني لاأزيد على كلام إخوتي علي وأشرف
إلا تفسير الطبري إذا كنت تريد التوسع
وإذا تريد المختصر فعليك بتفسير السعدي
ودع عنك تفاسير الرأي
ـ[علي سليم]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 07:33]ـ
كذلك اضواء البيان للشنقيطي رحمه الله ...
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 11:45]ـ
أخي الفاضل!
واضح أنك غير متخصص في علوم الشريعة، فأنصحك بمختصر تفسير ابن كثير للمباركفوري، اقرأه مراراً وتكراراً، ولا أنصحك بالأصل في المرحلة الأولى لأنه مليء بالروايات والطرق والأقوال التي قد تجعلك في حيرة، فعليك بالمختصر.
تفسير الشيخ السعدي من أفضل التفاسير، ولكن قد تمر بك كلمات ومعاني من الآية لا يذكرها الشيخ، لأن له غرضاً في تفسيره.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 01:22]ـ
كل ما نصحك به الإخوة هنا من التفاسير مفيدة جدًا وعليك بما تيسر لك منها، وإن كانت هذه بداية كما أتوقع فابدأ بكتاب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) وأفضل طبعاته التي اعتنى بها الدكتور عبد الرحمن بن معلا اللويحق، وهي منتشر بفضل الله ومتوفرة، وإن لم تتيسر لك فعليك بكتاب ((عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير)) للشيخ العلامة أحمد محمد شاكر - رحمه الله - وهو اختصار لتفسير ابن كثير، والكتاب من مطبوعات دار الوفاء / دار طيبة سنة 1424هـ في ثلاثة مجلدات.
وللعلم لا تعارض بين ما نصحك به الإخوة الفضلاء فكل ما ذكر هنا من التفاسير حسن ومفيد وما ذكرته لك وذكره بعض الإخوة مناسب للمبتدئ فاستعن بالله ولا تعجز، رزقك الله العلم النافع.
ـ[هيمن عز الدين]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 08:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله لكم جميعاً و جعل نصائحكم الغالية في ميزان حسناتكم، اللهم آمين
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 04:47]ـ
الأخ الكريم: إن كنت من المبتدئين في قراءة التفسير، فابدأ بـ (تيسير الكريم الرحمن) للعلامة السعدي، وهو تفسيرٌ سهلٌ وميسرٌ، يعرض تفسير الآيات بطريقة إجمالية، وتميز باستنباطات فريدة، ولطائف عديدة، لا تكاد تجدها عند غيره.
جعل الله لنا جميعا التوفيق رائدا، والتقوى سائقا.
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:57]ـ
تفسير فيصل مبارك الافضل في رأيي
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 03:48]ـ
اخي الكريم
في البداية اهنئك على اقبالك على تفهم القران و دراسة تفسيره
فهذا دليل ان الله اراد بك خيرا
فمن ير د الله به خير ا يفقهه في الدين
و القران الكريم كتا ب مبارك فا قبالك على تفسيره سيغمرك ببر كاته اللا محدودة كما و نوعا
على قدر هذا الا قبال و التعلق و الحب
== و اهم ما اقوله هنا ان القران تميز بان له خصو صية التيسير
(و لقد يسر نا القران للذكر فهل من مد كر)
فيسر الله تلاوته و فهمه و تطبيقه لمن اقبل عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل من مقبل على كتاب الله فيغمره هداه و تشمله بر كاته و ا نو اره و رحماته
فهو كلام الله و يكفي هذا التعر يف انه كلام الخالق
-------------------------
اما بالنسبة للتفسير المر جح
فكل التفا سير خير و بر كة من حيث انها محاولات لتفهم كلام الله
و كل مفسر فتح الله عليه بشيء ما و تفسيره يؤدي دوراما
وتتضا فر جهود المفسرين لتصل الى افضل فهم عبر الا جيال
ومن هنا يتعقب بعضهم بعضا تا ييدا او تصحيحا او تو ضيحا او ....
----------------------------
فماذا اختار
=======
يتم الا ختيار بناء على عد ة اعتبارات منها
--مستواك العلمي
-- الو قت المتو فر لد يك
-- طبيعة المطالعة عندك و مستوى التطلع العلمي و التعمق
--نو عية المعر فة التي تر يد ان تا خذها عن القران و تتو سع فيها
و ربما تستهو يك اسئلة تفسير ية محددة تر يد الا جا بة عنها
--حجم مكتبتك و كمية الكتب التي ستستطيع الحصو ل عليها
-----------------------------------
على ضوء ما سبق ستختار انت ما ينا سبك
من خلال تقد يم سؤال اكثر تحد يدا
و قد قدم المد اخلون اجا بات كر يمة مفيدة و متنو عة
جزاهم الله خيرا
------------------------------------
و اضيف انه لا تحصر نفسك في شيء ما بل نو ع وعدد الا هتمامات
و جددها با ستمرار
و ليكن لك تفسير محدد تقراه من البداية الى النهاية
مما يو سع افا قك و يز يدك علما
و ينور قلبك و روحك
---------------------------------
ومما يسهل
السبيل الى ذلك ان يكون لك ز يارات للمكتبات العامة
ليكون امامك خيارات كثيرة دا ئما
اضا فة الى ما ستقتنيه في بيتك
و اعلم ان زيارة المكتبة للتفسير عبادة
و ستساعدك الا صدارات الالكترونية للكتب
فقد يسرت للقارىء سلة جميلة متنوعة من الخيارات
--------------------------------
اخيرا لا تنسى التفسير المو ضو عي
و هو الكتب التي تدور حول مو ضو ع قر اني و احد
-------------------------------
و كلما خطر ببالك سؤالا سجله و ابحث عنه
واسال الله
اللهم فهمني و علمني كتابك
اللهم فقهني في الدين و علمني التا ويل
===========================
و دا ئما كرر
و قل رب زدني علما
==============================
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 09:42]ـ
الشيخ العلامة البراك اذا سئل مثل هذا السؤال دائما يجيب السعدي وابن كثير
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 10:14]ـ
بارك الله فيكم جميعا ومنكم نستفيد
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 04:50]ـ
عليك بداية ان تتقن فهم المفردات (غريب القرآن) من خلال قراءة زبدة التفسير وهو سهل جدا وفيه اختصار ولا بأس ان تستعين بكتاب الراغب الاصبهاني في المفردات - اي مفردات القرآن فهو بمثابة معجم قراني مختصر
وبعدها كما ذكر الاخوة الفضلاء تشرع في تفسير السعدي وابن كثير
اعانك الله وسددك
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 05:04]ـ
يا أخي إذا كنت مبتدئا فعليك بـ "تيسير الكريم الرحمن" المعروف "بتفسير السعدي"
أو "المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير" ..
وأسأل الله عزوجل أن يعينك ...................
ـ[محمد ابو حمزة]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 12:04]ـ
أنصح بقراءة تفسير ابن كثير فهو من كتب التفسير بالمأثور وأنصح بالطبعة التي رتبها وهذبها فضيلة الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي حيث قام الدكتور الفاضل بحذف الإسرائيليات والأخبار غير الثابتة والأحاديث غير الصحيحة والأسانيد العديدة المكررة والقراءات الشاذة غير الصحيحة وقد أغفل الدكتور الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
والتهذيب يفيد منه طالب العلم وكذلك غير المختص بالتفسير.
والتهذيب يقع في ست مجلدات وهو من منشورات دار الفاروق في الأردن وتقوم بتوزيعه دار ابن حزم.
وقد صدر التهذيب قبل تسعة أشهر تقريبا.
وبارك الله فيكم
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 01:26]ـ
الأمر متواتر في تفسيري السعدي، وابن كثير فعليك بهما
ثم " بمحاسن التأويل للقاسمي، أضواء البيان، البغوي، الطبري، المنار لرشيد رضا "
أي التفاسير التي يقل فيها التأويل الأشعري البغيض في الأسماء والصفات
وعليك بالتدرج ....
ذلك ما أقوله لكم
والله الموفق
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 03:36]ـ
السلام عليكم
اخي لم تذكر عن اي شي فى التفسير تبحث وتريد ان تتعلم لان التفاسير مختلفة فهناك تفاسير خاصة ببيان الاحكام الفقهية مثل تفسير ابن العربي المالكي وتفسير القرطبي وهو افضل وهناك تفاسير خاصة باللغة والبيان مثل تفسير الزمخشري الكشاف مع ان فيه البدع وهناك غيرها من التفاسير واجمع هذه التفاسير واحسنها تفسير الامام الطبري رحمه الله فهو شيخ وامام المفسرين بلا منازع وتفير ابن كثير فيه خير كثير وافضل مختصر له هو عمدة التفاسير للعلامة المحقق احمد شاكر رحمه الله وتفسير العلامة السعدي تفسير ميسر يمتاز بسلامة المنهج وخاصة في بيان مذهب اهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد والاسماء والصفات ولكن كما قلت لك افضل التفاسير تفسير الطبري رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 04:06]ـ
على ثلاث مراحل حسب ماذكر الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله تعالى في مقدمات العلوم وأذكر من ذلك مايحضرني الآن:
المرحلة الأولى:
1 - تفسير الجلالين.
2 - تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي.
3 - تفسير السعدي.
4 - تفسير النسفي.
المرحلة الثانية:
1 - تفسير فتح القدير للشوكاني.
2 - تفسير أبو السعود.
3 - تفسير ابن كثير.
المرحلة الثالثة والأخيرة:
1 - تفسير القرطبي.
2 - تفسير الطبري.
3 - تفسير ابن عطية.
وغيرها من التفاسير.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 07:22]ـ
عليك بداية ان تتقن فهم المفردات (غريب القرآن) من خلال قراءة زبدة التفسير وهو سهل جدا وفيه اختصار ولا بأس ان تستعين بكتاب الراغب الاصبهاني في المفردات - اي مفردات القرآن فهو بمثابة معجم قراني مختصر
وبعدها كما ذكر الاخوة الفضلاء تشرع في تفسير السعدي وابن كثير
اعانك الله وسددك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
إليكم رابط تحميل زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كل قارئ، والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553)
لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب بارك الله فيكم.
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 11:19]ـ
يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله خذو العلم من أمهات الكتب و هذا هو الحق فهي مرجع طلاب العلم والعلماء وفقك الله للخير.
تفسير الطبري و إبن كثير ............... الأمهات
تفسير الشنقطي و السعدي ............... المشهود لهم بالعلم و السير على نهج السلف الصالح
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 12:04]ـ
يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله خذو العلم من أمهات الكتب و هذا هو الحق فهي مرجع طلاب العلم والعلماء وفقك الله للخير.
تفسير الطبري و إبن كثير ............... الأمهات
تفسير الشنقطي و السعدي ............... المشهود لهم بالعلم و السير على نهج السلف الصالح
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ محمد الأشقر رحمه الله ممن شهد أهل العلم بصلاحه وسلامة عقيدته والتزامه بمنهج السلف الصالح، وكتابه زبدة التفسير اختصره من فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله، والكتاب سهل العبارة وسلس المعاني، وهو للمبتديء مفيد نافع بإذن الله تعالى.
رحم الله علمائنا ونفع بعلمهم وأعاننا على السير في طريقهم.
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 10:48]ـ
يبدولي إنك مبتدء فلا تبدء بالأمهات كإبن كثير والطبري وأضواء البيان وغيرها ..
بل خطوة خطوة
أقرأ زبدة التفسير للأشقر مختصر ويهتم بالجوانب العلمية والفوائد.
أما تفسير السعدي جيد لكنه يميل إلى الرقائق والكلام المؤثر ..
حقيقة أنصحك بزبدة التفسير مفيد ومختصر وأقل من تفسير السعدي بكثير.
للإستزاده هنا ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17554
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 02:43]ـ
من كتاب الشيخ ذياب الغامدي (المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي)
حسب المراحل من الكتاب
1 - تفسير السعدي أو زبدة التفسير للأشقر
2 - معالم التنزيل للبغوي مع عدم الوقوف مع الاسرائيليات واختلاف القراءات والمسائل النحوية
3 - تفسير ابن كثير
4 - فتح القدير للشوكاني انتهى ...
بعدها إنطلق الى البحار تفسير الطبري والقرطبي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:10]ـ
أمر يتكرر كثيرا!!
يدخل مبتدئ سائلا عن أي متن يبدأ به في كذا، أو أي كتاب يقرؤه ويقدر أن يستوعبه في كذا، ثم يجيبه بعض الإخوة بما يفيده في جواب سؤاله، ويناسب حاله ..
ثم تعالَ إلى الموضوع بعد أيام؛ لترى مشاركات عديدة تالية، كلها تكرار لما سبق، يكتب أصحابها كأنهم لم يروا إجابة قبل جوابهم، ويُضيف بعضهم أحيانا ما لا حاجة للسائل إليه، إن لم تكن هذه الإضافة "الباردة" تشتيتا لهذا البادئ!
ما سبب هذا؟!
ولم يتكرر هذا الأمر كل مرة؟!
أذكر أنه في الملتقى دخل سائل عن أول متون النحو يدرسه، فأجابه الشيخ "عصام البشير"، إجابة عالمٍ خبير، وددتُ لو أنها قيلت لي يوم بدأتُ الطلب.
ثم تتابعت المشاركات والفتاوى والآراء والاقتراحات والنقولات من الأعضاء .. ما الداعي؟!
أصلح الله النوايا ..
وسدد الأفهام ..
والله المُستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 09:54]ـ
لا تبدأ بالمطولات
واقرأ غريب القران مرارا ولن يأخذ منك شهر واحد تكرره مرتين
ثم ان احببت قرأت في تفسير مختصر ابن كثير وان شئت السعدي
تبدأ بالمفصل ثم البقرة ولن تأخذ من شهرا
ـ[جمانة انس]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 10:43]ـ
أمر يتكرر كثيرا!!
يدخل مبتدئ سائلا عن أي متن يبدأ به في كذا، أو أي كتاب يقرؤه ويقدر أن يستوعبه في كذا، ثم يجيبه بعض الإخوة بما يفيده في جواب سؤاله، ويناسب حاله ..
ثم تعالَ إلى الموضوع بعد أيام؛ لترى مشاركات عديدة تالية، كلها تكرار لما سبق، يكتب أصحابها كأنهم لم يروا إجابة قبل جوابهم، ويُضيف بعضهم أحيانا ما لا حاجة للسائل إليه، إن لم تكن هذه الإضافة "الباردة" تشتيتا لهذا البادئ!
ما سبب هذا؟!
ولم يتكرر هذا الأمر كل مرة؟!
أذكر أنه في الملتقى دخل سائل عن أول متون النحو يدرسه، فأجابه الشيخ "عصام البشير"، إجابة عالمٍ خبير، وددتُ لو أنها قيلت لي يوم بدأتُ الطلب.
ثم تتابعت المشاركات والفتاوى والآراء والاقتراحات والنقولات من الأعضاء .. ما الداعي؟!
أصلح الله النوايا ..
وسدد الأفهام ..
والله المُستعان ..
في تقديري ان جميع الا جا بات
تعبر عن خبرات و معارف و تجارب
ومحاولات مشكورة للافادة
و هي مفيدة للمختص على كل حال من حيث تنو عها
و تصو ير ها لو اقع علمي ما
و تساعد بمجموعها على
تكوين تصور ما يفيد المبتد ئين على كل حال
وهي تعطي للمبتدىء خيارات ليجرب ويجرب
و لن يضيع باذن الله بين اهل العلم و كتبه و محاولاته
فللعلم بركة
و الله الفتاح
لكن
اعجبتني عبارتك و دعو تك
(أصلح الله النوايا ..
وسدد الأفهام .. )
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 12:11]ـ
نسأل الله العلم النافع ,الحكم بالظاهر و الله يتولى السرائر.
قل رسول الله صلى الله عليه و سلم (ليتّخد أحدكم قلبا شاكرا , ولسانا ذاكرا .... ) الحديث رواه أحمد و إبن ماجة عن ثوبان
ـ[إبراهيم برهوم]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 03:21]ـ
فتح القدير:للعلامة الشوكاني. تحفة التفاسير , عليك به ,والله المستعان.
ـ[أبويوسف فارس]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 04:50]ـ
تفسير إبن كثير ,تفسير الشنقيطي
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 05:36]ـ
كمنهجية طالب علم ...
- توجد مصاحف عليها معاني الكلمات بشكل بسيط وإيجازي جدًا، للكلمات التي قد يصعب معناها. فاستمر في قراءة القرآن مستعينًا بهذه المصاحف.
ومن أمثلتها مصحف التجويد الملون ... وجٌّل طبعات المصحف الحديثة.
تقرأ فيه عدة ختمات متابعًا لمعاني الكلمات ... ما إن يمر عدة أسابيع حتى تنتقل إلى المرحلة التي تليها.
- تقرأ في مصحف فيه تفسير للبيان والايضاح ... ومن أمثلته:
تفسير السعدي أو زبدة التفاسير أو التفسير الميسر ط مجمع الملك فهد.
- ما إن تنتهي من هذه المرحلة ... يأتي دور تفسيري مختصر ابن كثير والشنقيطي
لمعرفة الروايات والأقوال والترجيح والمسائل الأصولية والعقدية.
وتقرأ فيهما معًا .... ابن كثير للفهم والشنقيطي للتأصيل.
- ثم تفسير القاسمي وتفسير المنار، فأمعن النظر فيهما جيدًا ... لما فيهما من مسائل معاصرة وسلفية أصحابها رحمهما الله.
- ثم تفسير ابن كثير وتفسير ابن عطية المحرر الوجيز والبحر المحيط للأندلسي.
- ثم الطبري والدر المنثور للسيوطي.
* جميع ما سبق لكتب التفسير من الناحية الشمولية، وأما التفصيلي فآخر. فليعلم.
* سبق لعديد من الإخوة النصح ... فجزاكم الله خيرًا.
* وهذا اجتهاد مني ... فإن أصبت فمن الله ... وإن أخطأت ... فمن نفسي ومن الشيطان.
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 07:25]ـ
كيف تقرأ كتب التفسير (تفسير ابن كثير أنموذجاً) - مساعد بن سليمان الطيار
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63143
ـ[المقدسى]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 01:34]ـ
التفاسير التى نصح بها الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
تفسير ابن جرير.
تفسير البغوي.
تفسير ابن أبي حاتم.
تفسير القرآن لعبدالرازق.
تفسير ابن كثير.
تفسير السعدي.
أضواء البيان، للشنقيطي.
شرح معاني القرآن للفراء.
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 01:41]ـ
إستمع لأشرطة التفسير لإبن عثيميين رحمه الله ففيها ما ترجوه.
ـ[ابوعبدالرحمن الصيداوي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 04:03]ـ
عليك بالبداية بالتفسير الميسر طبعة المجمع
قراءة الصحيح المسند من اسباب النزول
انصحك بعد قراءة التفسير الميسر وتدبر معانيه ان تبدأ بمحاسن التاويل للقاسمي ان كان عندك رصيد علمي وفي عبارته بعض المتانة ولكنه ماترك شاردة الا ووضعها
ثم تفسير القرطبي
احرص على سماع شرايط الشيخ مصطفى العدوي في التفسير ففيها خير كثير
ـ[المتلمس]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 12:24]ـ
السعدي و البغوي وابن كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من التفاسير بالمأثور المختصرة (مختصر تفسير البغوي) للدكتور عبد الله الزيد.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:38]ـ
اخونا الفاضل هذا يظهر من كلامه انه مبتدئ يريد ان يثقف نفسه وارى الاخوة قد اكثروا فجلبوا جل اسماء التفاسير المعروفة ولا ادري ما محل المبتدي من قراءة المطولات ذوات العدة من المجلدات او تذكر له التفاسير العسرة من مثل اضواء البيان للشنقيطي رحمه الله ولايخلو تفسير مهما كان من فائدة ولكن لا بد من مراعاة الحال فتفسير السعدي او مختصر موثوق به لابن كثير اوتفسير الاشقر هذا ماينصح به المبتدئون لكن ما اجد لاخي من نصيحة افضل ولا احسن ولا أعظم افادة من السماع المباشر لتفسير الشيخ ابن عثيمين من صوته وذلك لما للسماع من المزية على القراءة ولاجل ما اوتي الشيخ من سعة العلم والغوص على المعاني والاقتدار الفائق على تصوير المسائل وتيسيرها وتبسيطها لطلبة العلم رحمه الله رحمة واسعة واجزل له المثوبة والله اعلم.
ـ[أبو مروان الشبيلي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 10:46]ـ
"التفسير الموجز للقرآن ودروس القرآن" , للشيخ العلامة: محمد شامي شيبة -حفظه الله-
وهذه صفحة الشيخ في موقع: صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/shami/index.htm
ـ[أبوحامد]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 12:17]ـ
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله: (فالذي أرى أن الطريقة المثلى أن يكرر الإنسان تفسير الآية في نفسه، ثم بعد ذلك يراجع كلام المفسرين فإذا وجده مطابقا فهذا مما يمكنه من تفسير القرآن و ييسره له و إن وجده مخالفا رجع إلى الصواب) كتاب العلم ص 137
و شكرا لجميع الأخوة
و شكر خاص لنصيحة الأخ عبدالملك السبيعي
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 05:53]ـ
اقرأ كل التفاسير ...
هات البغوي وابن كثير والشنقيطي والقرطبي ولاتنس ابن عاشور في التحرير والتنوير وعرج على البقاعي في مفرداته العجيبة ...
زادك الله علما وحرصا ...(/)
رأيي في تلاوة الشيخ عبدالباسط .. وشيء من هموم التلاوة واللغة من تباريح الشيخ ابن عقيل
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[27 - Aug-2007, مساء 07:05]ـ
رأيي في تلاوة الشيخ عبدالباسط .. وشيء من هموم التلاوة واللغة
أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
الشيخ عبدالباسط بن محمد بن عبدالصمد -رحمه الله- من أحلى المقرئين صوتاً بإطلاق وأطولهم نفساً .. إلا أن لي بعض الملاحظات على تلاوته بعد قليل إن شاء الله، ولهذا نُسي، واستبدل به ذوو التلاوة المجودة منذ الشيخ الحذيفي إلى شبابنا حفظهم الله .. ولد رحمه الله سنة 1346هـ- 1927م، وتوفي سنة 1409هـ- 1988م، وهو شيخ المقرئين المصريين، ورئيس نقابة قراء ومحققي القرآن الكريم في مصر، وعضو المجلس الأعلى الإسلامي، وكان والده من أكراد العراق .. حفظ القرآن ولم يتجاوز العاشرة من عمره - فليعتبر شباب العصر-، وأتقن القراءات السبع ولم يتجاوز أربعة عشر عاماً (1).
قال أبو عبدالرحمن: ولا تزال ترتبط ذكرى تلاوة عبدالباسط بذهني ووجداني في صغري أيام الراديو الفيلبس الكبير الذي نشغله على البطارية، ويستفتح بصوته الإذاعات؛ فكنا نصغي إليه عند وجبة الفطور قبل الذهاب إلى المدرسة، وهكذا تستقبلنا نوافذ المربع بالرياض إذا زرناه في العطلة، حيث يسكن بعض أصدقاء الوالد -رحمه الله- في غرف بالمربع؛ فلا تسمع إلا صوت عبدالباسط بأعلى ارتفاع من صوت الراديو؛ وكان أخي عبدالله -رحمه الله- مشهوراً في شقراء بالإجادة المطابقة لصوت عبدالباسط عبدالصمد مع انقطاع قليل في النفس، كما كان يقلد المنشاوي، ومحمد رفعت، ومحمود خليل الحصري، وأبوالعينين شعيشع .. وكان الوالد -رحمه الله- يذهب به إلى مرقده في الموعد المحدد على الرغم منه؛ لأنه يقضي الليل في تحريك مفتاح الراديو يميناً وشمالاً يتحرى كل إذاعة تستفتح بتلاوة أحد هؤلاء .. وأمثل القراء المصريين المشهورين تجويداً المنشاوي، ومحمد محمود الطبلاوي، ومحمود خليل الحصري، ومحمد رفعت، وأبوالعينين شعيشع .. ذكرتهم على الترتيب في الإجادة، والطبلاوي طويل النفس، متقن للتجويد بلا تكلف، موفق في نطق الحروف من مخارجها .. إلا أنه مثل أكثر المقرئين -إذا لم تكن أشرطته مدبلجة .. أي محذوفة السكتات- لا يقف للدعاء والاستعاذة والتسبيح عند آيات الترغيب والترهيب والتقديس؛ فيفوته أجر ذلك، ولكن المستمع لن يغفل عن ذلك؛ لأن تلاوته تقتضي الخشية، وهذه خصيصة له وحده بينهم، والحصري دونه في التجويد ولم يرزق حلاوة صوت، وأبوالعينين أحلاهم صوتاً، ويضارع الطبلاوي في طول النفس؛ إلا أنه يقف كثيراً عند كل آية أو جزء من آية وإن لم يكن فيها ما يقتضي التسبيح أو الدعاء أو الاستعاذة؛ بسبب تكلفه في رفع الصوت؛ فيأخذ نفساً طويلاً، وقد يخفض الصوت؛ فلا تكون تلاوته على وتيرة واحدة .. ويشترك مع محمد رفعت في أنهما يميلان إلى التحزين ولا تتبين تلاوتهما أحياناً؛ فهما أكثر تكلفاً في التجويد والتحزين .. إلا أن محمد رفعت أحلى صوتاً، وأقرب إلى التحزين شبه الطبيعي إلا في تلاوة له لسورة (اقتربت الساعة)؛ فقد تكلف التحزين .. والطبلاوي يراعي النبر العروضي أحياناً وهو إظهار التعجب والإنكار والتساؤل .. الخ .. والملاحظ على عبدالباسط رحمه الله ما يلي:
1 - أنه ينبغي التثبت من القراءات التي يقرأ بها؛ فإنه قرأ في سورة الغاشية (بمضيطر) بضاد معجمة بعد الميم، ولا تعرف هذه القراءة عن أحد، وإنما ورد في قراءة لا يعتد بها نقلا إشمام الصاد زاياً، وهذا الإشمام (2) (مع عدم إمكانه) لا يقتضي النطق بالضاد.
قال أبو عبدالرحمن: والعجب تصحيحها عند بعض النحاة وفي كتب بعض القراءات، وأرى أن إشمام الصاد زاياً ليس من الحروف الفرعية؛ لأنه محال النطق به، وما كان محالاً فليس حرفاً .. وهذه الإحالة بالنسبة للآية من سورة الغاشية (بِمُصَيْطِرٍ)؛ قراءة تفرد بها خلف بن هشام بن ثعلب البزار البغدادي: عن سليم بن عيسى: عن حمزة رحمهم الله تعالى، والظاهر أنه سمعها بتصرف في الصاد بأن جعلها ساكنة وأتمها بزيادة زاي مكسورة .. ولا يمكن أن يتصور إشمام الصاد زايا بغير هذه الصورة؛ لأن طبيعة الصوت البشري بمخارجه لا يوجد حرف فرعي بين الصاد والزاي مثل الكاف في (كيف حالك؟) في عامية نجد، فلها في الصوت البشري مخرج بين الجيم والكاف، وهكذا (الصِّرَاطَ) .. يستحيل أن
(يُتْبَعُ)
(/)
تجد له مخرجاً بين الصاد والزاي، ومحال أن تجد له شمامة بين الصاد والزاي بخلاف الصاد والسين فإنك تخفف نطق الصاد فلا تلفظ بها من مخرجها خالصة، بل تميل إلى السين أيضاً من دون أن تلفظ بها خالصة من مخرجها، وهذا تكلف متعب، وأما ما بين الصاد والزاي فهو محال .. والتقارب اللغوي بين معاني صراط وسرط وزرط لا يسوغ نطقاً متكلفاً أو دعوى نطق محال، وإنما يتصور نطق الصاد ساكنة بعدها زاي مكسورة، وهذا تصرف في حرف الصاد، وزيادة حرف زاي، ولا يقبل في كلام الله إلا ببرهان قوي .. وحمزة هو الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفي -رحمه الله تعالى- من أئمة القراءات السبع، ولكن هذه القراءة عنه ليست سبعية؛ لأن راويها عن تلميذه سليم هو خلف بن هشام -رحمه الله- إمام من القراء العشرة؛ فعلى فرض صحة الممكن (الذي أسلفته من إشمام الصاد زاياً) عن سليم؛ فيكون سليم -وإن كان أقوم تلاميذ حمزة بحرفه- منفرداً عن بقية تلاميذ حمزة، ولكن الأظهر -لإحالة الإشمام، والاحتياج إلى إسكان الصاد وإتمامها بزاي مكسورة- أنها لا تثبت عن سليم وإن كان راويها خلف إماماً لأمور:
أولها: أن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- كره قراءة حمزة؛ فلما بحث عن السبب وجد أنه انفراد بعض القراء بالرواية عنه؛ فأحد الرواة عن سليم عن حمزة سمع مقرئاً يروي قراءته عن حمزة وفيها إفراط في المد؛ فكره ابن إدريس ذلك .. ومعنى هذا أنها لم تثبت عن حمزة؛ لأن أبا عمارة حمزة -رحمه الله- كان يقول ناهيا لرجل: (أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما كان فوق الجعودة فهو قطط (3)، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة) (4).
وثانيها: أن هذا الانفراد عن أصحاب سليم بن عيسى تلميذ حمزة، وهذا الانفراد عن بقية تلاميذ حمزة في أمر محال أو تصرف متكلف: قاض بترجيح الاحتمالات القاضية بردها التي سترد في الأمر الثالث.
وثالثها: أن خلفاً -رحمه الله- أخذ القراءة عن شيخه سليم بن عيسى عرضا لا سماعا منه، ومعنى العرض أن يقرأ خلف ويسمع منه سليم، أو يسمع خلف من يقرأ على سليم .. ومع أن السماع من تلاوة الشيخ أصح وأبلغ فلنفترض - مراعاة للاختلاف (5) - أن العرض أبلغ من السماع، أو أنه مثله: إلا أن هذه القراءة المحالة أو المتكلفة بتصرف يغير ضبط الصاد ويزيدها زايا موجب تقديم الاحتمالات التي تنفيها؛ فيحتمل أن خلفا سمع العرض على سليم بتلاوة رجل آخر، وظن أنه تصرف هذا التصرف في الصاد مع أن سليما لم يلاحظ ذلك؛ فيكون سمع خلف هو الذي أخطأ، وليس سمع سليم مخطئا .. ويحتمل أن عرض خلف بتلاوته هو على سليم، ولم يتبين لسليم تصرف خلف؛ لخفوت صوت خلف، أو لإخطاء سمع سليم؛ فلا تكون القراءة حينئذ منسوبة إلى حمزة .. واحتمال إخطاء سمع سليم يكون على الرغم من أمر حمزة طلابه بالتحفظ والتثبت إذا أقبل سليم (6)؛ وما هذا إلا لرهافة سمعه ودقه إحساسه .. ويدلك على استحالة هذا الإشمام أن شيخ المقرئين عبدالباسط لما أراده عجز عنه؛ فجاء بالصاد المهملة ضاداً معجمة!
2 - التلحين الموحش المتجاوز التغني إلى الغناء الملحن كما في تلاوته لسورة (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (سورة الشمس-1) في بعض أشرطة قصار السور؛ فإن هذا غناء بحت متكلف يحبه من يحب الطرب، وكلام الله سبحانه مقدس عن ذلك.
3 - حلاوة الصوت، وجمال الأداء في تلاوته إذا لم يلحن؛ فتستمتع بالصوت أيما استمتاع، ولكنه لا يجلب الخشية والخشوع من ذاته، وإنما يخشع ويبكي بعض المرات من كان ذا وعي بمعنى الآية الكريمة ولامست أحاسيسه، وهذا مثلا بخلاف تلاوة الشيخ عادل الكلباني؛ فإنه أحيانا يعينك على نفسك في الخشوع والبكاء وإن لم يكن من كبار القراء في صناعة التجويد .. وأما قراءة الترتيل بدون إمعان في التجويد فتقل فيه أحيانا حلاوة صوت عبدالباسط.
4 - الهينمات الصوفية، والتجاوز في الدعاء فيما يختم به التلاوة بعض المرات.
5 - ترديد الآية والآيات لزيادة قراءة صحيحة، أو للعبرة؛ لما فيها من معنى ظاهر يلامس الإحساس لا بأس به، وما عدا ذلك فعبث ولاسيما ما كان مشكل المعنى مثل {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... الآي} (سورة الأعراف-172) .. وأكثر إعادات عبدالباسط من أجل زيادة قراءة، أو عند انقطاع النفس على غير موقف.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - ضجيج المستمعين للتلاوة مثل: الله يكرمك، والله ينعم عليك، يا صلاة الزين، الصلاة على النبي، والله أكبر؛ فكل هذا من البدع، والمشروع الإنصات بصمت، والإسرار: بالتأمين، والدعاء، وسؤال رحمة الله وفضله، والاستعاذة به في آيات الترغيب والترهيب، والتقديس عند ذكر أسمائه الحسنى وأفعاله سبحانه.
ولقد أفتى علي السيستاني -وهو مرجع شيعي- بتحريم تلاوة عبدالباسط، وأحمد العجمي، وتحول هذا التحريم إلى عمل؛ فقامت المليشيات الشيعية بمصادرة أشرطته، وفرضوا ذلك على محطة الشرق الفضائية، ورفض ذلك مديرها الدكتور سعد البزاز سكرتير عدي سابقا (7).
قال أبو عبدالرحمن: تلاوة عبدالباسط ثلاثة أقسام: تلاوة ليس بها محذور (وهي الترتيل)، وتجويد يوجد فيه التلحين أحيانا، وتلحين محض؛ فينبغي التفريق .. غفر الله له ورحمه.
قال أبو عبدالرحمن: أترابي الذين تناوشوا سبعين عاما أو سلخوها، ومَن قبلهم من أجيال في عصور العامية -ولو كان ذلك بعد إشراف دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله- ظلموا كثيرا في التلاوة واللغة، وسأقصر حديثي على جيلي الذين عاشوا التعليم المدني أيام الدراسة المرحلية؛ فقد كان التجويد مقررا لنا في مرحلة الابتدائي فقط، وكان علما نظريا (8) بحتا ولا سيما إن كان المدرس سعوديا؛ لأنه لا يملك الأداء الصحيح تطبيقا وإن حذقه نظريا، ولم يكن في بيئتنا مقرئون يحسنون التجويد، وإنما يوجد نوادر من شيوخ العوام الأتقياء الذين يملكون حلاوة الصوت ولا يحسنون التجويد، ولكنهم يحسنون الإمعان في القرآن وتدبره مع سلامة تنشئتهم على الفطرة؛ فهذه الظاهرة تجعل المستمع يخشع ويبكي ويطرب لحلاوة الصوت على الرغم من صغر سن المستمع .. وأكثر هؤلاء الأتقياء لا يملك حلاوة الصوت ولا الإبانة، وكأنه في تلاوته يفرقع حصى صلدا من أعلى الجبل إلى أسفله .. هذه واحدة، والثانية أن التجويد من صميم لغة العرب وجمالياتها؛ لأن العرب تعطي الحرف مسافته الزمنية من مخرجه، وتنبر نبرا عروضيا -ولا أريد نبر الهمزة في اللغة-؛ فيظهر من هيئة نطقهم معنى التعجب والتوجع والاستغاثة والسؤال والإنكار والتقرير والوعد والإيعاد .. الخ، وهذا معنى الفصاحة ومعنى شطر من البلاغة؛ فكان أداؤهم جماليا مطربا، وبيئتنا محرومة من هذه النعمة؛ فأصيبت حلوقنا بتخثر البحة والخنة والحشرجة، وبليت ألسنتنا بالعنة (بالعين المهملة)؛ بالالتهام للكلام، وسبق اللسان للفكر؛ فكان طالب العلم عندنا يقول: (رسول الله صَلَّهْ عليه وسلم) يريد (صلى الله!!!)، وهذا مثل بعض الأقطار المجاورة تقول: (الله بالخير) أي (صبحك الله بالخير)؛ فأصبحت (الله بالخير) مثلا يطلق على من لا يميز بين كوعه وكرسوعه، وعُشر عالم مصري مثلا يوصل علمه بذلاقة لسانه بتأثير البيئة ذات القراء (وإن لم يكن هو فصيحا على أداء العرب بالتمام) إلى طلابه أكثر من العالم المبرز عندنا .. وكان شيخنا وشيخ الأجيال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله لا يلحن نحوا في كلامه العادي، ولكنه رحمه الله كأبناء بيئته يلتهم الكلام أحيانا؛ إذن (9) عشنا في بيئة مزكومة اللغة .. وكانت بيئتنا بحمد الله نقية تقية توسعت في باب سد الذرايع؛ فلم ندرس نظرية المعرفة؛ لأن من تمنطق تزندق، ولم نتكلم بأداء عربي فصيح جميل مطرب؛ لأن من تحرى غير ما في بيئته فقد تشدق .. والتشدق مذموم!! .. ولم نلتذ بكلام الله من خلال مقرئ يتغنى بكلام الله وفق لغة العرب التي نزل بها القرآن؛ لأن من تعدى تلاوة البيئة فقد تفيهق .. والتشدق والتفيهق والتمنطق كلها في سمط المذمومات؛ فاستحوذ علينا الشيطان، وحبب إلينا أصوات الغناء لا التغني؛ فإن أخذتنا السكرة ردحنا مع أم كلثوم والسنباطي .. الخ .. الخ .. وإن أخذتنا الفكرة ردحنا مع ألحان عبدالباسط في غنائه بالقرآن الكريم في مثل (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) في شريط قصار الصور .. ومنذ خلعت خمسين عاما اشتد التجاذب والتطاحن عندي بين غرائز الإنابة، وغرائر الفكر، وغرائز الهوى؛ فلما أوشكت على خلع سبعين عاما عقب تلاوة مؤثرة خنقتني عبرة مباشرة لا أعرف سببها، ثم أحسنت الوضوء، ثم أحسنت الصلاة في جلاد مرير مع الخناس الوسواس، وفتح لي في السجود بدعاء لم يكن ببالي قط -وهي إيقاظ ملك كريم من رب رحيم- فقلت من غير تعمل، بل كأن ممليا يملي علي: (يارب إن وسيلتي إليك، وشفيعي
(يُتْبَعُ)
(/)
عندك أنني منذ الصغر حتى هذه اللحظة أشهد أنه لا إله إلا أنت، وأن محمد عبدك ورسولك، وأنني مؤمن بملائكتك وكتبك ورسلك، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره .. وأنني ألوذ بك، وأعتصم بك، وأسألك هداية التوفيق، وأبرأ من الحول والقوة إلا بك) .. ثم غلبني البكاء فلم أحص من كلامي شيئا إلا استعاذتي مما يجلب غضب ربي ومقته ومكره، وأردد الحديث الذي فيه: (وأعوذ بك منك)، ونسيت نفسي في سجودي أدعو ربي ألا يقذف بي في النار، وألا يخترمني على كفر أو فسق، وأن يصحب بقية عمري بالعصمة والعفو عما سلف، وأن ييسر لي طاعته وعبادته والعلم النافع تعلما وتعليما عوضا عن سهر ليال في علم غير نافع -بأوراق مبعثرة تنيف على ثلاث مئة رزمة-؛ فذهبت كل تلك الليالي سبهللا .. وكنت إذا أردت أن أترك ما أراه معصية لا أعاهد ربي على ذلك خوفا من عودتي فيبطش ربي بي، ويحيقني بمكره؛ لأن الإصرار مع الاستغفار مكر، والله يمكر بمن يمكر به .. وإنما أقول في سجودي: (ها أنا يا ربي أعلن إقلاعي وندمي وعزيمتي على عدم العودة عزيمة لا عهدا، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت المستعان؛ فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين) .. وبعدها تدرجت في معارج من حياتي أثلجت صدري، ولا أزال أتنقل من حسن إلى أحسن، وتدربت على أن يكون لتلاوة كتاب الله (بتدبر من غير استعجال على ختم القرآن) نصيب من وقتي، وأن أقضي رياضتي على السير الكهربائي بتمهل على امتحان أصوات المقرئين من كل بلد، والانتقاء من أصواتهم، والتدبر للتلاوة .. وأحضر بجني المصحف عند تلاوتي دفترا وجزءا من تفسير القرطبي فيه السورة التي أتلوها؛ فأراجع بسرعة ما أشكل علي؛ فإن تكاسلت سجلت رقم الآية ونوع الإشكال؛ لأراجعه فيما بعد، فكنت أحقق مسائل وأسودها كلما وجدت نشاطا، وكنت سابقا أستوحش إذا طال استماعي لمن أحبهم من المطربين؛ فما كانوا اليوم عندي يقومون ولا يقعدون، ولا أجد نفسي تميل إليهم؛ فعلمت سر الصدق مع الرب في الإنابة، والاعتراف بالذنب والتقصير؛ والإلحاح في الدعاء .. ثم بعد ذلك تيقنت السر العظيم في الشد إلى الله بصوت جميل صاحبه رباني ذو علم وخشية يتغنى بكلام الله .. ولو نشأنا على هذه الأصوات الربانية لما هوّم بنا الوسواس الخناس إلى (أنت عمري) و (وسط الطريق) .. الخ .. الخ.
ثم أدركت أسبابا سببت بقاءنا على الأمية العامية في التلاوة، وهي عامية لا تملك صوتا جميلا يتغنى بكلام الله على طريق الفصحى التي نزل بها القرآن، وعلق بذهني الأسباب التالية:
أ- أن كبار القراء كانوا خارج محيطنا .. ومحيطنا المنطقة الوسطى، وجنوب الجزيرة ما بين نجد واليمن والمخلاف السليماني.
ب- أننا عرفنا كبار القراء مع جهاز الراديو، ومن خلال الصحف والمجلات.
ج- رأوهم حليقي اللحى، وهي معصية تشمئز منها بيئتنا.
د- قرأوا وسمعوا من أخبار بعضهم أنه يشرب الدخان، ويشرب بعضهم ما يمزج مع الدخان أو ما هو مثله مما روجه دجالو الصوفية المدعون الجذب والكشف والوجد .. ولا ريب أن الدخان وحده يرفضه الاجتهاد بالاستنباط إلى درجة التحريم؛ لمضاره الدنيوية، ولعزله صاحبه عن الاختلاط الطويل بالصالحين .. وهذا حق في ذاته، ولكنه لا يطفئ نور الإيمان، ولا يصد عن ذكر الله، ولا يقسي القلب، ولا يمنع من الاستنصار بالله على الهوى والنفس والشيطان وضعف الإرادة؛ فتحصل العصمة على المدى، ونية المؤمن خير من عمله، والطاعات وإن صغرت تجر إلى طاعة أكبر على المدى أيضا، والإقلاع عن بعض الذنوب وإن صغرت يجر إلى التجرد من الفواحش ما ظهر منها وما بطن على المدى أيضا، وربما رفع الله درجة المؤمن العاصي إلى درجة المحسنين، وجعل خلقه القرآن، وختم له بخير؛ فمحيت ذنوبه؛ فكان كيوم ولدته أمه، ولم يجد أمامه إلا رحمة ربه وعمله القاصر أو الطيب الذي ختم له به مضاعفا أضعافا كثيرة بإحسان ربه، ونحن لا نسأل الله عدله، فذلك وعد حتمي كتبه ربنا على نفسه برحمته؛ فهو القادر المتصرف في ملكه لا غالب لأمره، ومن عامله ربه بعدله هلك، وإنما نسأله رحمة ربنا ولطفه وهدايته التوفيقية بعد هدايته الإيضاحية البيانية في الشرع والكون؛ لأن ذلك هو طلب الإذن من ربنا بالإيمان والصلاح، فالله سبحانه قال: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} (سورة يونس-100)، وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
غافر-60)؛ فالدعاء من الأسباب إلى الآخرة كما نبذل الأسباب لدنيانا بطلب الحرث والنسل والصحة والغنى.
هـ- أن غالب هؤلاء القراء على هدي الصوفية في الضجيج والبدع .. وعلى هدي البدعة في التكلف والتحزين.
و- أنه لا يغلب أحدهم البكاء والخشية في تلاوته، ولا تجد ذلك في ضجيج السميعة، وإنما التلاوة عندهم حرفة للتطريب؛ فتذكر قومنا قراء يأتون آخر الزمان لا تتجاوز قراءتهم حناجرهم.
قال أبو عبدالرحمن: كل هذا حق، ولكنه لا يمنع من تخليص الحق من الأوشاب، ولا يمنع من اعترافنا بأننا على نقص وأخطاء جسيمة في ترك بذل الأسباب لإيجاد كوكبة تحسن التغني بالقرآن بالأصوات الجميلة الخشوعة المتدربة بعد الله بالعلم على ما يؤدي به خيار الأمة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم (وهم سادة الفصحى) كلام ربهم بما يرضي ربهم؛ فيحسن الناس الانتفاع بكلام الله، فبئس التاريخ في بيئتنا عصور تلك العامية التي يعشعش عليها الإلف والعادة، وخمود الفكر عن النظر بحرية ثم الالتزام لما دلت عليه عزائم الفكر من يقين ورجحان؛ فإن ربنا سبحانه في نزول القرآن بمكة المكرمة خاطب العقل والفؤاد (الذي هو مستقر المعقول إذا تحول إلى إيمان) والسمع والبصر، قبل المخاطبة بتكليف الشرع بالمدينة المنورة؛ لأنه إذا حصل الإيمان اليقيني بما يوجب السمع والبصر والفؤاد الإيمان به، وإذا حصل الإيمان الرجحاني فيما جعله الله للاجتهاد المؤهل: سهل الانقياد للشرع بتلذذ وشوق .. ومعذرة من هذا التدافع المنثال من الكث والبث؛ فلولا يقيني بانتفاع القارئ بتجربتي ما بثثت من سري شيئا .. ثم اعلموا أن كل بكاء أو قشعريرة أو عبرة في عبادة أي عبادة كالانكسار أمام الله بالدعاء في صلاة، أو خلوة، أو تلاوة، ولم يكن عن اعتبار بآية فهمت معناها المتوثب بالأرواح، ولم تعرف لتلك الخشية سببا: فسببها حفيف ملائكة الرحمن بك؛ فإن الله بث ملائكته عليهم السلام منهم كتبة الأعمال، ومنهم من يحفظك بأمر الله حتى يأتي أجلك أو قدرك الدنيوي الحتمي؛ وذلك نعمة للمؤمنين الشاكرين، وحجة على الكافرين الجاحدين ونقمة عليهم، ومنهم من يعينك على وساوس الشيطان بطمأنينة من الله، ومنهم من يغشى خلوتك في التلاوة والعبادة والانكسار فيدعو لك، ويستغفر الله لك بأن يقيك السيئات؛ فخذها مني حقيقة مطلقة قاطعة عن تجربة معاناة أن كل ما ذكرته هو من حفيف الملائكة، وهو بشرى للمؤمن، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
- عفا الله عنه -
(1) ينظر عنه تتمة الأعلام للشيخ محمد خير رمضان ص265 - 266، وكذلك موقع عبدالباسط في الإنترنت، وقد نقلوا عن مذكراته.
(2) قرأ خلف بإشمام الصاد زاياً، والإشمام هو: (ضم الشفتين للتلفظ بالضم من غير صوت يُسمع؛ تنبيهاً على ضم ما قبلها أو ضمة الحرف الموقوف عليه ولا يشعر به الأعمى) .. زاد المسير 4 - 186 .. وقال أبو عبدالرحمن: هذا إشمام حركة، ولا علاقة له بموضوع الآية الذي هو إشمام الحرف .. قال الإمام نصر بن علي ابن أبي مريم (-ت بعد 565هـ) رحمه الله تعالى في الموضح في وجوه القراءات وعللها 1 - 169 (بتحقيق الدكتور عمر حمدان الكبيسي - نشر الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن بجدة- الطبعة الأولى عام 1414هـ): (الصاد التي هي كالزاي، وهي تسمى المضارعة بين الزاي والصاد نحو (الزراط) إذا لم تجعلها زاياً خالصة ولا صاداً خالصة، وذكر 1 - 230 أنها قراءة ابن كثير برواية قنبل، ويعقوب برواية رويس، وأنها قراءة حمزة وحده برواية خلف في سورة الغاشية كما في 3 - 1364، وذكر كراهية بعضهم لهذه القراءة لما فيها من تكلُّف.
(3) الجعد قصير الشعر، والقطط بلوغ الغاية في الجعودة، والسبط المسترسل، وكان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً لا سبطاً ولا جعداً، فالجعودة ليست وسطية، فلم يصادف المعنى الذي يريده حمزة رحمه الله لفظاً دالاً عليه، ولو قال: (وليس ما دون السبط إلا الاعتدال، أو الجعد القطط): لكان أوفق.
(4) انظر غاية النهاية في طبقات القراءة لابن الجزري رحمه الله تعالى 1 - 263 - دار الكتب العلمية ببيروت.
(5) انظر في علوم الحديث لابن الصلاح رحمه الله تعالى ص137 - 138 - دار الفكر المعاصر ببيروت مع دار الفكر بدمشق.
(6) غاية النهاية 1 - 319.
(7) عن الإنترنت عن دنيا الوطن ببغداد عن الدكتور أحمد الديلمي.
(8) مادام بعد الياء ألفُ تقتضي علامة تنوين فالأولى جعل الشدة والسكون على الياء الأولى، والتنوين هو للياء الثانية.
(9) كان المبرد رحمه الله يتمنى أن يكوي يد من كتبها (إذاً) لأن النون أصلية في الحرف مثل عن وعند.
منقول http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/may/10/ar2.htm
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - Aug-2007, صباحاً 04:04]ـ
أرى أن أبا عبد الرحمن لا يوافق على كل ما كتب.
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:36]ـ
ماأدري ما رأيكم بهذا الكلام (ويحيقني بمكره؛ لأن الإصرار مع الاستغفار مكر، والله يمكر بمن يمكر به .. )!!!!!!!!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
رغم ما في مقالة العلامة أبي عبدالرحمن من الفوائد ومواطن القوة إلا أن بها من التخليط -لا سيما في المفاضلة بين القراء-
ما لا يخفى على المبتدئ فضلاً عن من له باع في هذا الشأن، وصدق من قال: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 05:41]ـ
هناك أخطاء ظاهرة جدا أمثال:
1 - والحصري دونه في التجويد
2 - فإنه قرأ في سورة الغاشية (بمضيطر) بضاد معجمة بعد الميم، ولا تعرف هذه القراءة عن أحد، وإنما ورد في قراءة لا يعتد بها نقلا إشمام الصاد زاياً، وهذا الإشمام (2) (مع عدم إمكانه) لا يقتضي النطق بالضاد.
3 - وأرى أن إشمام الصاد زاياً ليس من الحروف الفرعية؛ لأنه محال النطق به، وما كان محالاً فليس حرفاً .. وهذه الإحالة بالنسبة للآية من سورة الغاشية (بِمُصَيْطِرٍ)؛ قراءة تفرد بها خلف بن هشام بن ثعلب البزار البغدادي: عن سليم بن عيسى: عن حمزة رحمهم الله تعالى، والظاهر أنه سمعها بتصرف في الصاد بأن جعلها ساكنة وأتمها بزيادة زاي مكسورة .. ولا يمكن أن يتصور إشمام الصاد زايا بغير هذه الصورة؛
4 - من أئمة القراءات السبع، ولكن هذه القراءة عنه ليست سبعية؛
وهناك غيرها من الأخطاء الواضحة الظاهرة لأهل الاختصاص
وعموما أبو عبد الرحمن غير مختص بهذا وليس من طلاب علم هذا الفن فضلا أن يكون في موقف التقييم
مع إيماني بأن المنشاوي وعبد الباسط ورفعت وأمثالهم طبقة لا أدري هل سيعود أمثالهم أم لا في قراءتهم وحسن أصواتهم وأدائهم
سمعت قبل أيام سورة القيامة لعبد الباسط فكأني أسمعها لأول مرة وسبحان من أعطاه هذا الأداء
وقد كان شيخنا ابن عثيمين حال سفره يأخذ أشرطة عبد الباسط معه في السيارة ويستمعها ويقول: إن قراءته تعين على التدبر
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:29]ـ
رغم ما في مقالة العلامة أبي عبدالرحمن من الفوائد ومواطن القوة إلا أن بها من التخليط -لا سيما في المفاضلة بين القراء-
ما لا يخفى على المبتدئ فضلاً عن من له باع في هذا الشأن، وصدق من قال: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!!
الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن
إرسال الكلام على عواهنه سهل ولا يعجز عنه أحد ... وليتك ترد رداً علمياً على ما ذكرت وإلا القول الجميل أحسن.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:35]ـ
ولهذا نُسي، واستبدل به ذوو التلاوة المجودة
أبشر الشيخ أن عبد الباسط لم ينس في كثير من دول العالم .. وإن كان قد نسي في نجد وما حولها، بل في الجزيرة.
والطبلاوي طويل النفس، ........ لأن تلاوته تقتضي الخشية، وهذه خصيصة له وحده بينهم،
كثير يرى أن أخشعهم هو الشيخ المنشاوي .. فهذه وجهات نظر.
والحصري دونه في التجويد ولم يرزق حلاوة صوت،
هذا عجب! الحصري دون الطبلاوي في التجويد؟؟ ومن الطبلاوي بجوار الحصري!!
أما حلاوة الصوت فلعل الشيخ يتحدث عن المصحف المعلم، والتعليم له شأن آخر، ومن أراد أن يستمع للحصري فليسمع تلاواته في " الحفلات " [كما يسمونها]
وأبوالعينين أحلاهم صوتاً، .... ويشترك مع محمد رفعت في أنهما يميلان إلى التحزين ولا تتبين تلاوتهما أحياناً
أما عدم تبين التلاوة من الشيخ رفعت فلا يخفى حال التسجيلات في ذاك العصر .. أما شعيشع فلا أرى عدم وضوح في تلاوته، وإن كان بعض القراء يحاول إضفاء بعض اللمسات على قراءة ببعض الطرق التي قد يظن من سمعها ممن لا يعلمها خللا.
والملاحظ على عبدالباسط رحمه الله ما يلي:
1 - أنه ينبغي التثبت من القراءات التي يقرأ بها؛ فإنه قرأ في سورة الغاشية (بمضيطر) بضاد معجمة بعد الميم، ولا تعرف هذه القراءة عن أحد، وإنما ورد في قراءة لا يعتد بها نقلا إشمام الصاد زاياً، وهذا الإشمام (2) (مع عدم إمكانه) لا يقتضي النطق بالضاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبدالرحمن: والعجب تصحيحها عند بعض النحاة وفي كتب بعض القراءات، وأرى أن إشمام الصاد زاياً ليس من الحروف الفرعية؛ لأنه محال النطق به، وما كان محالاً فليس حرفاً .. وهذه الإحالة بالنسبة للآية من سورة الغاشية (بِمُصَيْطِرٍ)؛ قراءة تفرد بها خلف بن هشام بن ثعلب البزار البغدادي: عن سليم بن عيسى: عن حمزة رحمهم الله تعالى، والظاهر أنه سمعها بتصرف في الصاد بأن جعلها ساكنة وأتمها بزيادة زاي مكسورة .. ولا يمكن أن يتصور إشمام الصاد زايا بغير هذه الصورة؛ لأن طبيعة الصوت البشري بمخارجه لا يوجد حرف فرعي بين الصاد والزاي مثل الكاف في (كيف حالك؟) في عامية نجد، فلها في الصوت البشري مخرج بين الجيم والكاف، وهكذا (الصِّرَاطَ) .. يستحيل أن تجد له مخرجاً بين الصاد والزاي، ومحال أن تجد له شمامة بين الصاد والزاي بخلاف الصاد والسين فإنك تخفف نطق الصاد فلا تلفظ بها من مخرجها خالصة، بل تميل إلى السين أيضاً من دون أن تلفظ بها خالصة من مخرجها، وهذا تكلف متعب، وأما ما بين الصاد والزاي فهو محال ..
والتقارب اللغوي بين معاني صراط وسرط وزرط لا يسوغ نطقاً متكلفاً أو دعوى نطق محال، وإنما يتصور نطق الصاد ساكنة بعدها زاي مكسورة، وهذا تصرف في حرف الصاد، وزيادة حرف زاي، ولا يقبل في كلام الله إلا ببرهان قوي .. وحمزة هو الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفي -رحمه الله تعالى- من أئمة القراءات السبع، ولكن هذه القراءة عنه ليست سبعية؛ لأن راويها عن تلميذه سليم هو خلف بن هشام -رحمه الله- إمام من القراء العشرة؛ فعلى فرض صحة الممكن (الذي أسلفته من إشمام الصاد زاياً) عن سليم؛ فيكون سليم -وإن كان أقوم تلاميذ حمزة بحرفه- منفرداً عن بقية تلاميذ حمزة، ولكن الأظهر -لإحالة الإشمام، والاحتياج إلى إسكان الصاد وإتمامها بزاي مكسورة- أنها لا تثبت عن سليم وإن كان راويها خلف إماماً لأمور:
أولها: أن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- كره قراءة حمزة؛ فلما بحث عن السبب وجد أنه انفراد بعض القراء بالرواية عنه؛ فأحد الرواة عن سليم عن حمزة سمع مقرئاً يروي قراءته عن حمزة وفيها إفراط في المد؛ فكره ابن إدريس ذلك .. ومعنى هذا أنها لم تثبت عن حمزة؛ لأن أبا عمارة حمزة -رحمه الله- كان يقول ناهيا لرجل: (أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما كان فوق الجعودة فهو قطط (3)، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة) (4).
وثانيها: أن هذا الانفراد عن أصحاب سليم بن عيسى تلميذ حمزة، وهذا الانفراد عن بقية تلاميذ حمزة في أمر محال أو تصرف متكلف: قاض بترجيح الاحتمالات القاضية بردها التي سترد في الأمر الثالث.
وثالثها: أن خلفاً -رحمه الله- أخذ القراءة عن شيخه سليم بن عيسى عرضا لا سماعا منه، ومعنى العرض أن يقرأ خلف ويسمع منه سليم، أو يسمع خلف من يقرأ على سليم .. ومع أن السماع من تلاوة الشيخ أصح وأبلغ فلنفترض - مراعاة للاختلاف (5) - أن العرض أبلغ من السماع، أو أنه مثله: إلا أن هذه القراءة المحالة أو المتكلفة بتصرف يغير ضبط الصاد ويزيدها زايا موجب تقديم الاحتمالات التي تنفيها؛ فيحتمل أن خلفا سمع العرض على سليم بتلاوة رجل آخر، وظن أنه تصرف هذا التصرف في الصاد مع أن سليما لم يلاحظ ذلك؛ فيكون سمع خلف هو الذي أخطأ، وليس سمع سليم مخطئا .. ويحتمل أن عرض خلف بتلاوته هو على سليم، ولم يتبين لسليم تصرف خلف؛ لخفوت صوت خلف، أو لإخطاء سمع سليم؛ فلا تكون القراءة حينئذ منسوبة إلى حمزة .. واحتمال إخطاء سمع سليم يكون على الرغم من أمر حمزة طلابه بالتحفظ والتثبت إذا أقبل سليم (6)؛ وما هذا إلا لرهافة سمعه ودقه إحساسه .. ويدلك على استحالة هذا الإشمام أن شيخ المقرئين عبدالباسط لما أراده عجز عنه؛ فجاء بالصاد المهملة ضاداً معجمة!
لا أدري من أين أبدأ وبم أبدأ؟؟!! تخليط عجيب وخبط غريب، ملخصه أنه ينبغي التثبت من القراءات التي يقرأ بها عبد الباسط، لأنه أخطأ في كلمة - في ظن الشيخ -، ومحاولة من الشيخ لإنكار قراءة متواترة!
أقول أولا: لا يخفى تمكن الشيخ عبد الباسط رحمه الله من القراءات، كيف وقد قرأ بالعشر وهو دون البلوغ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أما ما ذكره الشيخ من أن عبد الباسط قرأ "بمصيطر" بضاد معجمة، فأنا أستبعده جدا .. بل أكاد أجزم بعدم وقوعه، ومن كان لديه الشريط فليسمعه وليسمعنا.
ثالثا: إشمام الصاد زايا هو قراءة خلف عن حمزة في "الطراط" و "صراط"، وأشم خلاد الأولى، قال الشاطبي:
............................. ... وعند صراط والصراط لقنبلا
بحيث أتى والصاد زايا أشمها ... لدى خلف واشمم لخلاد الاولا
ولغيرهما إشمام فروش في غيرما موضع تعرف بمراجعة كتب القراءات.
أما "بمصيطر" فقد أشمها حمزة، من رواية خلف، وخلاد بخلف عنه، قال الشاطبي:
........................... ... مصيطر اشمم ضاع والخلف قللا
أما كيفية الإشمام فتعرف بالتلقى، وليس فيها أي مشقة، فضلا عن أن يكون مستحيلا كما يدعي الشيخ حفظه الله.
ثم يقول الشيخ حفظه الله:
وحمزة هو الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة الكوفي -رحمه الله تعالى- من أئمة القراءات السبع، ولكن هذه القراءة عنه ليست سبعية؛ لأن راويها عن تلميذه سليم هو خلف بن هشام -رحمه الله- إمام من القراء العشرة
عجب!
لعل الشيخ لا يدري أن خلفا له رواية عن حمزة ضمن السبع -ومنها ما ذكره من إشمام "بمصيطر" - ذكرها الشاطبي في الحرز، قال رحمه الله:
وحمزة ما أزكاه من متورع ... إماما صبورا للقران مرتلا
روى خلف عنه وخلاد الذي ... رواه سليم متقنا ومحصلا
وأن له اختيارا خاصا، يعبر عنه القراء بـ "خلف العاشر" وخلف الراوي هو خلف القارئ، وأخذ عنه القراءة في اختياره إسحاق وإدريس، قال ابن الجزري:
......................... ... وإسحاق مع إدريس عن خلف تلا
ثم أخذ الشيخ يحاول رد القراءة بحجج أوهي من بيت العنكبوت، ولعله تأثر بمنهج المحدثين في نقد المرويات، فأراد تطبيقه على القراءات، ولكل مقام مقال ..
ويدلك على استحالة هذا الإشمام أن شيخ المقرئين عبدالباسط لما أراده عجز عنه؛ فجاء بالصاد المهملة ضاداً معجمة!
تقدم أن هذا ليس مستحيلا، بل هو من أيسر ما يكون ولا يعجز عنه صغار الطلبة فضلا عن كبار القراء.
هذه بعض تعليقات مما علق بالبال.
ولي عودة إن يسر الله.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 10:40]ـ
كنت قد كتبت هذه التعقبات ظهر اليوم ثم حاولت وضعها هنا ولكن كان هناك خلل ما، والحمد لله أني كنت قد كتبتها على برنامج المفكرة وحفظتها.
وسرني أن وافقت الشيخ المقرئ في بعضها.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 11:40]ـ
الأخ أبو المقداد ... لا أدري لماذا تذكر سيء القول مع رأيك وكأنك تعقب على تلميذ وتوبخه!
ما هذه الاستطالة في كلامك؟
ومن قال إن كلامك صحيح؟ فهو مجرد كلام يحتاج إلى مراجعة من المتخصصين.
يرجى حذف السيء من كلام أبي المقداد
وأرجو حذف الموضوع
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 02:04]ـ
الأخ أبو الفضل وفقه الله:
لم ألحظ في كلام الأخ أبي المقداد سيء القول إلا في جملة يسيرة، وقد تم تحريرها
وهو في كلامه يصف الكلام بأنَّ فيه خلطاً ونحو ذلك، ولم يصف المتكلم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 03:28]ـ
عفا الله عنك أبا الفضل!
أنا أعرف مكانة الشيخ وقدره وجليل علمه، ولا أرى في كلامي استطالة، وأنا لم أذكر شيئا من كيسي، واعرض كلامي إن شئت على "المختصين" وإن كان لديك نقد فأنا أرحب به.
---------
شيخنا الحمادي أحسن الله إليك!
أشكر لك حسن ظنك وسعة فهمك.
أما ما حذفته أخي الكريم فليس من سوء القول بسبيل، ألم يقله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في أنفسم؟ وإن كان المقام غير المقام! على كل: أنا لم أقصد المتبادر إلى الذهن من تلك العبارة، ولعلك تلاحظ أني وضعتها بين قوسين، فهي كالمثل تختم به الجملة.
ولعلك أحسنت حين حذفتها .. حتى لا يأتي من يشجب ويشنشن.
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 04:25]ـ
شيخنا الحمادي أحسن الله إليك!
أشكر لك حسن ظنك وسعة فهمك.
أما ما حذفته أخي الكريم فليس من سوء القول بسبيل، ألم يقله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في أنفسم؟ وإن كان المقام غير المقام! على كل: أنا لم أقصد المتبادر إلى الذهن من تلك العبارة، ولعلك تلاحظ أني وضعتها بين قوسين، فهي كالمثل تختم به الجملة.
ولعلك أحسنت حين حذفتها .. حتى لا يأتي من يشجب ويشنشن.
بارك الله فيك أخي الحبيب
أعلم أنَّ الصحابة قالوها، ولكن كما قلتَ: المقام غير المقام، فهم قالوها إشفاقاً عليه صلى الله عليه وسلم، وأما سياقها في كلامك فليست لهذا المعنى
وأشكر لك أيضاً تفهُّمك وجهة نظري
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 09:56]ـ
الأخ أبو المقداد ... لا أدري لماذا تذكر سيء القول مع رأيك وكأنك تعقب على تلميذ وتوبخه!
ما هذه الاستطالة في كلامك؟
ومن قال إن كلامك صحيح؟ فهو مجرد كلام يحتاج إلى مراجعة من المتخصصين.
يرجى حذف السيء من كلام أبي المقداد
وأرجو حذف الموضوع
أخي الفاضل أبا الفضل
الواقع أنه لو كان المتكلم غير أبي عبد الرحمن لكان الكلام أشد من هذا ولكن لمكانته تأدب الإخوة في الرد
وإلا فإن الكلام فيه أخطاء علمية ليست بمستوى علم أبي عبد الرحمن فهي بحق = كبوة جواد وقد نبهت على بعضها ولعلك من غير المختصين بهذا العلم الشريف فلا تتصور قوة الخطأ وملحظ التعجب منه ولذا ظننت أن الأمر قابل لاختلاف الآراء
أرجو أن أكون وضحت سبب استنكار الإخوة فهم يعرفون قدر أبي عبد الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موقع خادم أهل العلم]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 09:45]ـ
* منذ أكثر من شهر تقريباً كتب خادم أهل العلم محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل مقال يتضمن حواراً مع الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وأرسل لجريدة الجزيرة بتاريخ 11/ 7/1428هـ ولم ينشر بعد ولعله في طريقه إلى النشر وقد نقلته للمنتدى
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=47509#post475 09
ـ[حامد ابراهيم]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 09:53]ـ
للأسف ناخذ عن عالم بأشياء آراءه فى أشياء ليس له فيها علم وهذا من آفات تناول الموضوعات بشكل علمى ...... اللهم اغفر له وسامحه على كلامه بغير علم فيما لا يعلم ...... اللهم ارحم عبد الباسط بن عبد الصمد رحمة واسعة وارفعه بكل حرف قرأه درجات يا رب العالمين واغفر لإخوانه القراء الذين أسمعونا القرآن الكريم على الوجه الأمثل(/)
إذا أطلق " العلم" في القرآن والسنة، فهل يراد به الشرعي على كل حال؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 01:50]ـ
عندي وقفات، أخرجها في وقتها، ولكن لنر جوابات ومشاركات الإخوة، وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[28 - Aug-2007, مساء 03:18]ـ
الشيخ الفاضل: عبد الله الشهري ـ وفقه الله ـ ..
كنت قد جمعت بعض النصوص في هذه المسألة لدراستها دراسةً استقرائيةً للوصول للنتيجة التي ترجوها ....
لكنني الآن في سفر ...
* إذا طلب الإنسان علماً غير شرعيٍّ لغير الله (رياء ونحوه) فلا يلحقه الوعيد المذكور فيمن طلب العلم لغير الله،، مع أن النص (من طلب علماً .... ) فيتقيد بالشرعي.
* إذا أفتى في مسألة (طبية مثلاً) بغير علمٍ، فإنه لا يلحقه كذلك الوعيد الذي يلحق المفتي في المسألة الشرعية بغير علم.
ـ وإن كان آثماً من جهة الكذب أو الضرر ـ.
* كذلك ينظر إلى تفسير الأئمة لآيات العلم، كقوله تعالى ( ... والذين أوتو العلم درجات .. ) ....... إلخ.
وللحديث بقية بعد مراجعة ما كتبتُ، فالعهد بها بعيد، والفكر ـ الآن ـ مكدود!
نأمل منك أخي الكريم إفادتنا عاجلاً ...
أخوك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 07:54]ـ
بارك الله في علمك وعمرك. أنا بانتظار بحثك النافع إن شاء الله.
ذكرت:
... مع أن النص (من طلب علماً .... ) فيتقيد بالشرعي.
قلت: جاء التقييد أيضاً في سياق الحديث: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) رواه أبو داود , وصحح إسناده النووي في المجموع.
نسأل الله العافية والسلامة والنجاة.
... لا زلت أترقب فوائد بحثك. سلمك الله في حلك وترحالك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 07:57]ـ
============================== ====
تنبيه: أراني لم أصُغ سؤالي جيداً، فأقول: إذا جاء ذكر العلم في سياق المدح والنفع والفضل، فهل يقصد به العلم الشرعي مطلقاً؟
============================== ===================
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 08:52]ـ
كنت كتبت مقالا نشر -فيما أظن- في مجلة البيان، قد يثري الموضوع ...
مدح العلم في النصوص إلى ماذا ينصرف؟
بقلم: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
تمهيد:
يخطئ كثير من الكتبة في الاستدلال على أهمية العلوم الكونية والدنيوية بالنصوص المادحة للعلم وأهله، كما أن آخرين يقعون في خطأ آخر من تهميشهم لأهمية العلوم الدنيوية وعدم جدواها، وفي هذه المقالة تبيين للفريقين بأن تحترم النصوص الشرعية وتفسر بما فسرها به السلف من الصحابة فمن بعدهم، وأن نجعل للعلوم الكونية والدنيوية مكانتها من الأهمية.
لا يشك مسلم أن العلم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أفضل ما يعلم لأن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، ولا تصح العبادة إلا إذا كانت صحيحة موافقة للشرع، ولا يوصل لذلك الهدف إلا بالعلم بالوحيين. ولذا نجد مدح العلم والعلماء مبثوثا في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة، فمن ما جاء في ذلك:
1 - أن العلم بالوحيين من إرادة الله الخير للعبد كما في قوله تعالى: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" (البقرة: 269)، وكما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، وقوله:" في الدين" يدل على أن المقصود علم الكتاب والسنة وعلوم الآلة لفهمهما وما أحسن ما أثر عن الإمام أحمد من قوله:
دين النبي محمد آثار نعم المطية للفتى الأخبار
لا ترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
2 - أن العلم بالشرع طريق إلى الجنة كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضىً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". وسبب ذلك أنه يدل صاحبه إلى خشية الله تعالى، قال تعالى:" إنما يخشى الله من عباده العلماء" (
(يُتْبَعُ)
(/)
فاطر: 28).
3 - وفي الحديث السابق تواضع الملائكة لطالب العلم الشرعي وكون العالم بالشريعة وريث النبوة وفضيلته على العابد لأن نفعه متعدي والعبادة القاصرة لا تصل في الثواب إلى مرتبة العبادة المتعدية.
4 - وفيه أن جميع من في الكون يحب علماء الشرع ويستغفر لهم ولو تأمل العالم هذه الفضيلة لهان عنده كل مكروه يواجهه في طريق العلم.
5 - أن طالب العلم الشرعي بمنزلة المجاهد في سبيل الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله". وقد أمر الله في القرآن الكريم أن ينبري من عباده المجاهدين فرقة للتفقه في الدين، قال تعالى:" وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون" (التوبة: 122).
6 - أن من العلم الشرعي ما هو فرض على كل مسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" طلب العلم فريضة على كل مسلم".
7 - أن من جلس مع إخوانه لتعلم العلم الشرعي نال أربع جوائز مذكورة في الحديث المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله يتعلمون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ".
8 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لناشر السنة، فقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه".
9 - أن العلوم الدينية مخصوصة بالأمر بتبليغها من بين العلوم وتحريم كتمانها، قال تعالى:" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولائك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" (البقرة: 160)، وقال صلى الله عليه وسلم:" من سئل علما علمه فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار"، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" بلغوا عني ولو آية".
10 - أن الله استشهد بأولى العلم الشرعي على أجلّ مشهود وهو التوحيد فقال سبحانه:" شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط" (آل عمران: 18) مما يدل على تزكيتهم وتعديلهم.
11 - أن الله تعالى رفع قدر العلماء كما في قوله جل وعلا:" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة: 11)، وقال سبحانه:" قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" (الزمر: 9).
12 - أن فقد علماء الشريعة ضلال للأمة، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لن يبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
13 - أن أثر علمهم يجري عليهم الأجر إلى يوم القيامة كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". بل إن طلاب العلم وغيرهم يدعون للعلماء عند ذكرهم ويترحمون عليهم أكثر من أولادهم الذين هم من أصلابهم. وسبب جريان أعمال العلماء إلى يوم القيامة أن "الدال على الخير له مثل أجر فاعله" كما في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد يظن ظان أن هذه النصوص تعم كل علم سواء كان متعلقا بفهم الكتاب والسنة أم كان من العلوم الأخرى، ودفعا لهذا التوهم قال ابن القيم رحمه الله:" فأعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزل. وأخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع أو كانت همته معرفة الاختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم أيضا:" وما كان من العلوم مطابقا للحقيقة في الخارج فهو نوعان: نوع تكمل به النفس بإدراكه والعلم به، وهو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وكتبه وأمره ونهيه. ونوع لا يحصل للنفس به كمال، وهو كل علم لا يضر الجهل به فإنه لا ينفع العلم به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من علم لا ينفع.أ هـ.
وقال في النونية:
والعلم أقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني
وقال تلميذ ابن القيم- الحافظ ابن رجب رحمهما الله:" العلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك. والاجتهاد في تمييز صحيحه من سقيمه أولا ثم الاجتهاد في الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيا وفي ذلك كفاية لمن عقل وشغل لمن بالعلم النافع عنى واشتغل".
ومما تقدم نجد أن كثيرا من الكتاب يبعدون عن الصواب حين يذكرون أن المقصود في الآيات والأحاديث الآنفة الذكر، طلبة العلوم الدنيوية، ولا نزاع في بطلان هذا القول، فالقول به حادث مردود، وليس هذا انتقاصا لعلم من العلوم المفيدة، ولكن لا يجوز تفسير القرآن بالأهواء، وهذه العلوم لها مكانة في الشرع لأنها وسيلة إلى تقوية المسلمين كما سيتضح أكثر في المبحث الآتي. أما أن تفسر النصوص بالباطل فلا يرضى به مؤمن.
هل تعلم العلوم الدنيوية من الدين
العلوم الدنيوية شديدة الأهمية للمسلمين وهي من سبل تحقيق عمارة الأرض وطلب الرزق، وأصول الشريعة تدل على أن هذه العلوم داخلة في فروض الكفايات، ومن الأدلة على ذلك:
1. قوله تعالى:" هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ... " (هود: 61)، ومن مقتضيات عمارة الأرض السعي لكل ما يصلح الحياة ومقاومة ما يفسدها.
2. قوله سبحانه:" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ... " (الجمعة: 10)، وقوله جل وعلا:" هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ... " (الملك: 15) ودراسة العلوم الدنيوية من أعظم وسائل طلب الرزق.
3. أن العبد مأمور أن يبحث عن كل ما يكون سببا في زوال مرضه من طبيب ماهر وعلاج ناجع، فقد صح في الحديث:" عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء". وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم". وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لم ينزل داء إلا أنزل شفاء علمه من علمه وجهله من جهله". وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:"لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى". وتحصيل الدواء لا يكون إلا بوجود عدد كاف من الأطباء، وقد كان الشافعي يقول: لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه. وكان رحمه الله يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب، ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.
ولما نطق لسان طبيب يهودي بما يكنه إخوانه أثر ذلك على المازري فتعلم الطب، فإن أبا عبدالله المازري مرض مرضة ً، فلم يجد من يعالجه إلا يهودي، فلما عوفي على يديه قال: لولا التزامي بحفظ صناعتي لأعدمتك المسلمين. فأثر هذا عند المازري، فأقبل على تعلم الطب حتى فاق فيه، وكان ممن يفتي فيه كما يفتي في الفقه.
4. أن الله تعالى أمرنا بالإعداد للجهاد فقال تعالى: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ... " (الأنفال: 60)، وقوله: من قوة، نص في العموم فتدل على أن كل ما يقوي المسلمين على أعدائهم فتحصيله داخل في الأمر، ونحن في هذه الأزمنة نرى تسلط الأقوياء من أهل الكتاب واستضعاف المسلمين لبعدهم عن السعي لتنفيذ هذا الأمر، والله غالب على أمره.
5. أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خص بعض الصحابة بالأمر بتعلم بعض العلوم الدنيوية لتحقق نفعها للمسلمين، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود – وفي رواية: بالسريانية – وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته وحذقته، فكنت أكتب له إليهم وأقرأ له كتبهم". ففي هذا الحديث دلالة صريحة على أن تعلم العلوم الدنيوية التي فيها نفع عام للمسلمين مقصودة للشارع، مأجور عليها إن صلحت النية. وانظر إلى الإمام محمد بن عبدالباقي الأنصاري (ت 535هـ) لما أسر في أيدي الروم لم يترك وقته يضيع سدى بل تعلم منهم اللغة الرومية والخط الرومي لعله قد يحتاج إليها يوما. وروى الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية عن عمر بن قيس قال: كان لابن الزبير رضي الله عنه مائة غلام، يتكلم كل غلام بلغة غي رالآخر".
وقد ذكر الصفدي – تلميذ شيخ الإسلام – عن شيخه أبي العباس ابن تيمية أنه كان ملما بالحساب والهندسة وذكر قصة عجيبة في هذا.
أسأل الله أن يجمع لنا بين العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[29 - Aug-2007, صباحاً 09:44]ـ
شيخنا الفاضل: عبد الله الشهري ...
كنت أتوقع أنك ستتوقف معي حول أن التقييد جاء في نفس النص ...
لكنني أقول: هو وإن جاء في هذا الحديث بالذات، فقد أطلق في أكثر النصوص،، ـ لا سيما القرآنية ـ.
وقد كتبت لك والفكر مكدود، والكودنة مخيمة على عقلي ...
ولي عودة إن شاء الله ولو بعد حين!
((أحبك في الله يا شيخنا))
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 08:52]ـ
شيخنا الفاضل: عبد الله الشهري ...
كنت أتوقع أنك ستتوقف معي حول أن التقييد جاء في نفس النص ...
لكنني أقول: هو وإن جاء في هذا الحديث بالذات، فقد أطلق في أكثر النصوص،، ـ لا سيما القرآنية ـ.
وقد كتبت لك والفكر مكدود، والكودنة مخيمة على عقلي ...
ولي عودة إن شاء الله ولو بعد حين!
((أحبك في الله يا شيخنا))
أحبك الله الذي أحببتني فيه، أحرجتني بطيب قولك وحسن ظنك، ولكني أعلنها صراحة للجميع: نفسي لا ترتاح البتة للقب "المشيخة"، ولك أن ترى في هذا موضوع لطيف رابطه أدناه [1] مقدّر حالك، ولذا نبهت على أني في انتظار فوائدك حال عودتك ومُقامك.
======================
[1] ل http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2674&highlight=%E1%E3%C7%D0%C7
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 08:55]ـ
الأخ الفاضل النافع، عبدالعزيز بن سعد، وفقه الله، شكر الله لك استجابتك، وأنا عاقد العزم على تأمل مقالك، كي أفيد واستفيد إن شاء الله.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:08]ـ
الجواب: لا , والله أعلم ..
(ابتسامة)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 12:41]ـ
الجواب: لا , والله أعلم ..
(ابتسامة)
أثابك الله على الجواب المختصر جداً، والمذيلة بابتسامة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 02:46]ـ
... ولنطرح هذا السؤال: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث " .. أو علم ينتفع به"، هل يراد به العلم الشرعي فقط؟ لاحظ أن إطلاقه مقيد بالنفع، و جاء مذكور مع أعمال صالحة، وفي سياق تعدادٍ محمود لما يعود على الفاعل وعلى غيره بالفائدة. [1]
قال النووي: ((وفيه فضيلة الزواج لرجاء ولد صالح , وقد سبق بيان اختلاف أحوال الناس فيه , وأوضحنا ذلك في كتاب النكاح. وفيه دليل لصحة أصل الوقف , وعظيم ثوابه , وبيان فضيلة العلم , والحث على الاستكثار منه. والترغيب في توريثه بالتعليم والتصنيف والإيضاح , وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع)). أ. هـ.
فمتى كان العلم نافعاً لصاحبه وغيره، دخل في العلم الذي يستحب تعلمه وتعليمه، ولا يشترط - بدليل الحديث - أن يكون العلم الممدوح هو الشرعي حسب المعنى المتعارف عليه، إلا أن الشرعي أنفعها وأهمها. وغيره من العلوم النافعه داخل فيه من جهة حث الشرع عليه طالما كان نافعاً.===============
[1] الحديث بتمامه: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 02:51]ـ
... هذا وقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (( ... تعين صانعاً أو تصنع لأخرق)). ولا شك أن هذا مقتضٍ نوع تعليم بل هو تعليم، تُعلّمه كيف يصنع، أو تصنع له، والصناعة علم بذاتها، ولكن لما كان هذا من العلم النافع، اعتُبر قربة وناسب وروده في سياق الحث والترغيب.
وقال تعالى عن داود - في معرض المنة والتفضل - {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ}، قال القرطبي رحمه الله: (هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب , وهو قول أهل العقول والألباب , لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء , فالسبب سنة الله في خلقه فمن طعن في ذلك فقد طعن في الكتاب والسنة , ونسب من ذكرنا إلى الضعف وعدم المنة. وقد أخبر الله تعالى عن نبيه داود عليه السلام أنه كان يصنع الدروع , وكان أيضا يصنع الخوص , وكان يأكل من عمل يده , وكان آدم حراثا , ونوح نجارا , ولقمان خياطا , وطالوت دباغا. وقيل: سقاء ; فالصنعة يكف بها الإنسان نفسه عن الناس , ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس). أ. هـ.
وهذه الصنائع هي في حقيقتها علوم ومعارف، ولما كانت نافعة دخلت في عموم "العلم الذي ينتفع به"، ولما كان العلم الذي ينتفع به مما رغب فيه الشارع وحث عليه، دخل كل ماسبق فيه، فيشرك العلم الشرعي في هذه الخصيصة، ويمتاز الشرعي بعظم نفعه وأهميته، لا أنه ينفرد بالمعنى المراد عند الإطلاق على كل حال.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 03:20]ـ
... وفي سياق التفضل كذلك قال تعالى {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، قال الطبري: (وقوله: {علم الإنسان ما لم يعلم} يقول تعالى ذكره: علم الإنسان الخط بالقلم , ولم يكن يعلمه , مع أشياء غير ذلك , مما علمه ولم يكن يعلمه). أ. هـ.
فالخلاصة: أن العلم الذي يجيء في سياق المن والتفضل والمدح لا يلزم أن يكون الشرعي على كل حال، وقد سمعت بعض المشايخ يقع في هذا من غير تفصيل، فيظن الناس أن سائر العلوم (النافعة) لا قيمة لها أو وزن في نصوص الشرع، فيزهدون فيها ويهجرونها، فما بالك بمن يُزهّد فيها وينفّر الناس منها عبرخطبه وكتبه ومحاضراته ودروسه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[30 - Aug-2007, مساء 06:13]ـ
أكمل بارك الله فيك
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 01:40]ـ
أكمل بارك الله فيك
أيضاً ... الجواب والنقاش يكتمل ويتكامل بحضور أمثالكم.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[31 - Aug-2007, صباحاً 03:23]ـ
أيضاً ... الجواب والنقاش يكتمل ويتكامل بحضور أمثالكم.
أخي الفاضل: أعدك بأني حال استقراري سأبعث لك بما وعدت ...
هل تعلم أن جميع كتبي في (كراتين)؛ لأنني انتقلت من منطقة إلى منطقة!
أو هل تظن أنني مثل ابن القيم، يؤلف ويحرر (زاد المعاد) في السفر؟!
((المشكى للباري))!
((يا ليتني أستطيع استحضار مسألة واحدة))!
((فاللهم اغفر لنا))؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 07:43]ـ
إذا قورن النفع المتحصل من العلوم الشرعية، وغيره من العلوم الدنيوية، فكأنك تقارن بين شمس وشمعة صغيرة
فالعلم بالشرع عبادة
والعلم بغيره مباح يؤجر عليه صاحبه بالنية
وفرق بين ما هو عبادة، وما هو مباح ...
وليس من لازم حث المتفوقين من الطلاب على الاتجاه للكليات الشرعية التزهيد من علوم الدنيا
لأن علوم الدنيا فيها من البريق ما يكفيها
وأما الكليات التي تدرس العلوم الشرعية فلا يأتيها إلا أحد صنفين:
الأول: من يريد العلم الشرعي ابتغاء الثواب من الله
الثاني: من لم تقبله الكليات الأخرى، وليس له رغبة في دراسة العلوم الشرعية
ومن مصلحة الإسلام أن يتجه الأذكياء وأصحاب القدرات الذهنية الفائقة لدراسة الشرع، ومحالوة التقليل من الصنف الثاني الذي لا غرض له في دراسة الشريعة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Sep-2007, صباحاً 09:07]ـ
إذا قورن النفع المتحصل من العلوم الشرعية، وغيره من العلوم الدنيوية، فكأنك تقارن بين شمس وشمعة صغيرة
جزاك الله خيرا. إذاً أنت توافقني على هذا.
فالعلم بالشرع عبادة
والعلم بغيره مباح يؤجر عليه صاحبه بالنية
وفرق بين ما هو عبادة، وما هو مباح ...
ومع أنه عباده إلا أنه فرض كفاية فيما ما لا يحتاج إليه. ثم اعلم - وفقك الله - أن العلم النافع أقرب للاستحباب منه للإباحه، شرطه أن يكون نافعاً: الهندسة نافعة، الحساب نافع، وقد حض على الأخير شيخ الاسلام ابن تيمية وامتدحه في كتاب المنطق وذكر منافعه.
وليس من لازم حث المتفوقين من الطلاب على الاتجاه للكليات الشرعية التزهيد من علوم الدنيا
لأن علوم الدنيا فيها من البريق ما يكفيها
وقفات:
- التوزيع يكون بحسب حاجة الأمة وكفايتها.
- حتى علم الشرع فيه من البريق ما يخطف الأبصار، فصاحبه يحظى بالمكانة، و الإجلال، وكما قال (ص): ليقال عالم، ليقال قاريء ... الخ، والله يعصمني وإياك.
وأما الكليات التي تدرس العلوم الشرعية فلا يأتيها إلا أحد صنفين:
الأول: من يريد العلم الشرعي ابتغاء الثواب من الله
الثاني: من لم تقبله الكليات الأخرى، وليس له رغبة في دراسة العلوم الشرعية
وربما صنف ثالث .... عافاني الله وإياك.
من مصلحة الإسلام أن يتجه الأذكياء وأصحاب القدرات الذهنية الفائقة لدراسة الشرع، ومحالوة التقليل من الصنف الثاني الذي لا غرض له في دراسة الشريعة.
وقفات:
- الحمد لله أن الدين يسر وتعاليمه سهله، ولا تحتاج إلى قدرات ذهنية فائقة بقدر ما تحتاج إلى خلوص النية وصدق الرغبة وحسن المقصد.
- التقليل والتكثير بحسب الحاجة لا مطلقا.
- المهم النفع، أينما وجد المسلم نفسه أنفع وأنجع فليكن هنالك.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 09:37]ـ
ما أكثر من يتخرج من كليات الشريعة، وما أقل من يمكن أن يكون مستقبلا: مشروع عالم فقيه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 02:03]ـ
بالجد والعزم والتوكل ينال العلم. والله يتولاني وإياك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 09:53]ـ
تأييداً لما قررناه
" ... وأشار (أي الشيخ عبدالله المطلق حفظه الله) إلى أن فضل العلم ليس مقصورا على العلم الشرعي، فالعلم ضد الجهل، والعلم الشرعي أول ما يدخل في مدلول العلم النافع لأنه يشتمل على علم الدنيا والآخرة وبقية العلوم خادمة لعمارة الأرض وجميع العلوم النافعة داخلة تحت مسمى العلم وما نفع منها كان له نصيب من القمة أكبر".
المصدر: صحيفة الوطن: http://www.alwatan.com.sa/Local/News_Detail.aspx?ArticleID=244 67&CategoryID=5 (http://www.alwatan.com.sa/Local/News_Detail.aspx?ArticleID=244 67&CategoryID=5)
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 10:05]ـ
نُقِل عن الامام أحمد - رحمه الله - أنه قال:
" طلب العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته "
قُلْت: لا يعدله شيء من علوم الدنيا .. بشرط صلاح النية .. وإلا طبيب مسلم واحد صاحب هدف ورسالة ونية طيّبة خير من عشرات طلبة العلم أصحاب النيات المشوبة .. نسأل الله السلامة ..(/)
تسبيع القرآن في رمضان .. وما النتيجة؟
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[01 - Sep-2007, مساء 11:20]ـ
بسم الله والحمد لله
تسبيع القرآن في رمضان .. وما النتيجة؟
أسباع القرآن:
لتسبيع القرآن طريقان:
الطريق الأولى: تسبيع القرآن متساوياً:
1. من سورة الفاتحة إلى سورة النساء آية (57).
2. من سورة النساء آية (58)، إلى سورة الأعراف آية (155).
3. من سورة الأعراف آية (156)، إلى سورة الرعد آية (34).
4. من سورة الرعد آية (35)، إلى سورة الحج آية (37).
5. من سورة الحج آية (38)، إلى سورة الأحزاب آية (35).
6. من سورة الأحزاب (36)، إلى نهاية سورة محمد.
7. من سورة الفتح إلى سورة الناس.
الطريق الثانية: التسبيع بالسور:
1. أول ثلاث سور عدا الفاتحة، وهي: البقرة وآل عمران والنساء.
2. الخمس التي تليها، وهي: المائدة والأنعام وأعراف والأنفال والتوبة.
3. السبع التي تليها: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل.
4. التسع التي تليها: الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور
والفرقان.
5. الإحدى عشر التي تليها: الشعراء والنمل والقصص والعنكبون والروم ولقمان والسجدة
والأحزاب وسبأ وفاطر ويس.
6. الثلاث عشرة التي تليها، وهي: الصافات وص والزمر وغافر وفصلت والشورى
والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف ومحمد والفتح والحجرات.
7. ثم المفصل من ق إلى الناس.
النتيجة:
قال ابن جماعة: يقال: من قرأ القرآن في كل سبعة أيام لم ينسه قط.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:05]ـ
رائع هذا التقسيم نسأل الله حسن العمل والقبول
جزاك الله خير
ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 10:49]ـ
التقسيم الثاني هو المشهور عن السلف كما نقله ابن أبي داود في المصاحف وذكره ابن كثير في مقدمته
وقد أفادنا بعض شيوخنا المقرئين بجملة حتى يسهل حفظ التقسيم وهي:
((فمي بشوق))
فكل حرف يرمز إلى أول السورة
فالأول يبدأ من الفاتحة والثاني يبدأ بالمائدة وهكذا(/)
شارك في مشروع (تراجم قراء أرض الرافدين والشام)
ـ[أبو فراس]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 07:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
ملاحظات
1 - الموضوع مطروح للمشاركات وخاصة للتصويب والتعديل واضافة التراجم والتنبيه والتعليقات ذات الصلة.
مصادر هذه التراجم متنوعة وتجدونها في هامش كل ترجمة.
2 - إذا كنت تبحث عن قارىء معين استعمل محرك البحث فوق أو اكتب اسمه في خانة
"البحث حسب الكلمة الدليلية" هنا:
http://www.mazameer.com/vb/search.ph...threadid=21726
3- هذه المشاركة ليست عملية نسخ ولصق فالمصادر التي اعتمدنا عليها، وخاصة الكتب الإلكترونية مليئة بالأخطاء وخاصة الطباعية بشكل كبير يمس هذا الكنز التراثي الكبير وكان هذا حافز لنا لتتبع الأخطاء هذه وتصويبها بقدر الإمكان.
4 - بعض التراجم القليلة ربما تجدها لعلماء لم يكونوا مقرئين وسبب اضافتهم انه كان لهم تأثير مباشر على اشخاص اختاروا الفن ولم اجد مانع لإضافة تراجمهم شرط ان يكونوا من حفاظ كتاب الله ومتمكنين من احكام وقواعد تجويده.
5 - أخي الزائر الضيف:
يمكنك المشاركة باضافة ترجمة لقارىء لم يرد ذكره هنا، كما يمكنك الإستفادة من الملف الفهرس لجميع القراء الذي سنقوم بارفاقه مع هذه المشاركة قريبا إن شاء الله وذلك بتسجيل عضويتك هنا.
6 - إذا كنت من القراء المجازين يمكنك ان تضيف سيرتك هنا وذلك بواسطة رسالة خاصة إلى المشرف أو على البريد الألكتروني < MazameerHani@gmail.com لوضعها شرط ان تكون مصحوبة برابط او وثيقة تثبت ذلك.
7 - نحن نتعرض هنا للتراجم مجردة ولا تلزمنا ميول القراء الفكرية والسياسية بشىء.
8 - تسلسل التراجم:
ص1 الى ص7 لتراجم المعاصرين؛ ص8 الى 34 القدماء وخاصة تراجم الحافظ الذهبي من "معرفة القراء الكبار"؛ ص34 الى ص36 عودة للمعاصرين؛ ص37 الى ص122 تراجم الإمام ابن الجزري من "غاية النهاية"؛ ص122 الى ص123 مخصصة للمراجع والمصادر؛ ص123 وما بعدها مخصصة للمعاصرين.
9. كل ما يجب أن تعرفه عن إجازات القراء تجده في الملف المضغوط المرفق مع هذه المشاركة تحت.
هذا العمل خالص لوجه الله تعالى، يمكنك الاستفادة منه كيفما شئت ولا نطلب منك سوى الدعاء للأمة.
ما سبق هي مقدمة الأخ أبو عمر هاني المكاوي الذي بدأ هذا المشروع في موقع مزامير آل داوود القرآني وتجاوزت صفحاته حتى الآن 123 صفحة ويمكنكم قراءة الموضوع ومتابعة الجديد فيه عبر الرابط التالي
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=21726
والله الموفق(/)
شرح الجزرية د. أيمن سويد
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 11:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه دروس في شرح متن الجزرية للشيخ د. أيمن سويد
وقد قام برفعها على هذه الروابط أح الإخوة بملتقى اهل الحديث
بارك الله فيه وغفر له
وهي ستة عشر شريطا، وكل شريط بوجهين .. وهذه هي الروابط
http://www.archive.org/download/gazria/9b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/9a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/8b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/8a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/7b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/7a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/6b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/6a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/5b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/5a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/4b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/4a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/3b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/3a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/2b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/2a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/1b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/1a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/16b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/16a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/15b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/15a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/14b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/14a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/13b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/13a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/12b.wma
http://www.archive.org/download/gazreia/12a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/11b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/11a.wma
http://www.archive.org/download/gazria/10b.wma
http://www.archive.org/download/gazria/10a.wma
والحمد لله على نعمه التي لا تُحصى
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:16]ـ
جزاك الله خيرا ... أخي الفاضل
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 11:27]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 04:18]ـ
للرفع .........
ـ[اسر]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 02:52]ـ
جزاك الله خيرا
ممكن تعيد رفع الشريط 12 a
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 09:24]ـ
هذا رابط آخر
من هنا ( http://www.archive.org/details/Soaid-Jazariah)
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 11:37]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[يوسف الرفاعى]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 07:46]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(/)
ما الأفضل ختمة بتدبر أم الإكثار من الختم في رمضان؟
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 05:08]ـ
من يفيد؟!!
اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا ..
دمتم بخير
ـ[فلسطين بن أحمد العسكري]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 07:20]ـ
يا أبا معاذ
أنا سأسألك السؤال نفسه وتجيبني
ما الأفضل ختمة بتدبر أم الإكثار من الختم في رمضان؟
المحب سؤال
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[10 - Sep-2007, مساء 09:30]ـ
يا أبا معاذ
أنا سأسألك السؤال نفسه وتجيبني
ما الأفضل ختمة بتدبر أم الإكثار من الختم في رمضان؟
المحب سؤال
لا زالت متعقباً أحبك الذي أحببتني فيه
أنا اسأل فقط!:)
أرى أن الإكثار من الختم لبركة الوقت أفضل والله أعلم ..
ـ[الغُندر]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 02:57]ـ
اذا كانت الختمات بلا تدبر فالختمة بتدبر افضل لأن الله تعالى قال ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) وكما قال ابوعبدالرحمن السلمي قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يأخذون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الاخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قال فيعلمنا العلم والعمل.
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره. قاله الهيثمي
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - Sep-2007, صباحاً 09:30]ـ
لآية يتبدرها المرء خير له من أن يختم القرآن هذاً لا يتدبر ولا يخشع
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 01:46]ـ
لم لا يكون هناك ختمة للتدبر؟
أرى أن تخصيص ختمة كاملة للتدبر أنفع، مع محاولة استحضار الذهن لتدبره في الختمات الأخرى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:47]ـ
قال الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى في درس له بعنوان:" من مسائل القيام والتراويح والإعتكاف ":
(ذُكر عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه سُئل:
أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر؟
فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال:
أيهما أفضل: درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة؟) أ. هـ.
يشير حفظه الله إلى ما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:
(وقد اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرة القراءة: أيهما أفضل؟ على قولين:
فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها، واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه، وتدبره، والفقه فيه، والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه كما قال بعض السلف: نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا.
ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم.
قالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: [ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر].
والناس في هذا أربع طبقات:
- أهل القرآن والإيمان وهم أفضل الناس.
- والثانية: من عدم القرآن والإيمان.
- الثالثة: من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا.
- الرابعة: من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا.
قالوا: فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان فكذلك من أوتي تدبرا وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر، قالوا: وهذا هدي النبي صلى الله عليه و سلم فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطولَ منها وقام بآية حتى الصباح.
وقال أصحاب الشافعي رحمه الله: كثرة القراءة أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف] رواه الترمذي وصححه.
قالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة، وذكروا آثارا عن كثير من السلف في كثرة القراءة.
والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثرُ عددا:
فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا.
والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة.
وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم فقال: كان يمد مدا.
وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة قال: قلت لابن عباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولا بد، فاقرأ قراءة تسمع أذنيك، ويعيها قلبك.
وقال إبراهيم: قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال: رتل فداك أبي وأمي فإنه زينُ القرآن.
وقال ابن مسعود: لا تهذّوا القرآن هذّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
وقال عبد الله أيضا: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأصغ لها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلت عليّ امرأة وأنا أقرأ (سورة هود) فقالت: يا عبد الرحمن: هكذا تقرأ سورة هود؟! والله إني فيها منذ ستة أشهر، وما فرغت من قراءتها.
(زاد المعاد 1/ 327 - 329)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 02:54]ـ
بارك الله في الجميع وشكر الله مسعاكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 04:29]ـ
أيهما أفضل التدبر أم كثرة الختمات؟
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
السؤال /
هل أفضل كثرة قراءة القرآن في رمضان بسرعة هو الحل ... أو الأفضل القراءة بالتَّدبُّر وإنْ قلَّ الختم؟.
الجواب /
عامَّةُ أهل العلم؛ بل جُمهُورهم على أنَّ القراءة على الوجه المأمُور بها أفضل وإنْ قَلَّتْ، والشَّافعي -رحمهُ الله- وبعضُ العُلماء يَرَوْن أنَّ استغلال مثل هذا الوقت بالقراءة السّرَيعة مع تكثير الحُرُوف أفضل؛ لأنَّ لهُ بكل حرف عشر حسنات.
وصُورة الخِلاف إنَّما تَرِد فيمن أراد أنْ يجلِس ساعة بعد صلاة الصُّبح مثلاً أو بعد صلاة الظُّهُر أو بعد العصر، ويقول: هل أقرأ في هذهِ السَّاعة جُزْئِين أو خمسة أجزاء؟ جُزئين بالتَّدبُّر والتَّرتيل أو خمسة أجزاء بالسُّرعة؟!.
نقول الجُمهور على أنك تقرأ جُزئين أفضل، والشَّافعيَّة يرون أنَّ كُلَّما كثُرت الحُرُوف كان أفضل وأكثر الحسنات، وعلى كُلِّ حال القراءة على الوجه المأمُور بها أفضل ولو تَرَتَّب على ذلك إنَّهُ لا يقرأ القُرآن إلا أربع مرَّات، خمس مرَّات، ثلاث مرَّات، أو مع السُّرعة يقرأ عشر مرَّات، خمسة عشر مرَّة؛ لا شكَّ أنَّ التَّدبُّر والتَّرتيل أفضل.
http://www.khudheir.com/ref/555
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 05:43]ـ
جزاكم الله خيرًا.
الشيخ الفاضل (المسيطير) جزاكم الله خيرًا و نفع بكم.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[11 - Sep-2007, مساء 06:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا حق تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنا واجعله سائقا لنا إلى رضوانك وجنتك، اللهم اجعله حجة لنا لا حجة علينا.(/)
كيف تقرأ القرآن؟ وكيف تفهم القرآن؟.الشيخ / عبدالكريم الخضير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 07:31]ـ
قال الشيخ / عبدالكريم الخضير حفظه الله في محاضرة له بعنوان:
(المنهجية في قراءة الكتب وجرد المطولات)
كيف تقرأ القرآن؟ وكيف تفهم القرآن؟.
لأَنَّ لابد أن نبدأ بأصل الأصول القرآن محفوظ بين الدفتين , كذلك لا تتعب في مسألة ثبوته كالسنة , ولا في جمع طرقه , ولا غير ذلك , تقرأ القرآن على الوجه المأمور به , وهذا يكون بعد الحفظ إن تيسر لأن الحفظ ما يتيسر لكل الناس مع أن الله جل وعلا قد يسر القرآن: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر:17] القرآن ميسر ولله الحمد، فيكون هذا بعد الحفظ.
تنظر في المصحف، وتقرأ فيه على الطريقة المأمور بها بالتدبر والترتيل , وأنت تنظر في كلماته، ما يُشْكِل عليك من هذه الكلمات تندونه في كُرَّاس , وهذا يسميه أهل العلم: غريب القرآن.
ومن أفضل ما كتب في غريب القرآن: كتاب صغير اسمه " نزهة القلوب " لابن عُزيز السِجستاني كتاب مختصر جدًا في غريب القرآن، أثنى عليه أهل العلم كثيرًا من المتقدمين ومن المتأخرين.
ويكون بيد طالب العلم المبتدأ بعض التفاسير الموثقة المختصرة جدًا؛ لَأَنَّ كثرة التفاريع تُذْهِب عليه وقته لأنه لا يستوعب.
ومن أنفع ما يرجع إليه طالب العلم المبتدأ في فهم ألفاظ القرآن:
لأن الألفاظ لابد أن تفهم , والمعاني أيضًا لابد أن تفهم في فهم القرآن في فهم ألفاظه يكون بيد طالب العلم " توفيق الرحمن لدروس القرآن " للشيخ فيصل المبارك هذا التفسير على اختصاره -مختصر جدًا - مختصر من ابن جرير والبغوي وابن كثير , وهو على منهج السلف .. مختصر جدًا , وجعل القرآن ثلاثمائة وخمسين درس بقدر أيام السنة , وأيضًا يستفاد في فهم معاني القرآن من تفسير الشيخ ابن سعدي رحمه الله - ورحم الله الجميع - هذه التفاسير المختصرة تجعل طالب العلم لا يتشتت فيرجع إلى غريب القرآن إلى كتاب السجستاني , ويرجع أيضًا إلى تفسير الشيخ فيصل بن مبارك , ويرجع أيضًا إلى تفسير ابن سعدي في هذه المرحلة.
ومع ذلك يستفيد من كتب علوم القرآن , وكتب علوم القرآن التي أُلفت على طريقة المتون تفيد طالب العلم في مرحلته الأولى منها رسالة للسيوطي جيدة في هذا الباب، وكذلك منظومة الزمزمي هي نظم لهذه الرسالة , والرسالة مأخوذة مستنة من كتاب للسيوطي اسمه " النُقاية "، وهذه الكتب موجودة ومتداولة ومشروحة - لها شروح مسجلة ومطبوعة أيضًا، فيفاد منها -.
ومع ذلك يحتاج إلى فهم المُشكِل من معاني القرآن , ولابن قتيبة كتاب اسمه تأويل الْمُشْكِل , لكن أن عندي مُشْكِل القرآن يؤجل إلى المرحلة الثانية يكفي أن نفهم ونُعنى بألفاظ القرآن بحيث لا يُشكِل علينا معنى لفظ، وأما الْمُشْكِل، والاستنباط من القرآن، واستخرج درر القرآن، وعجائب القرآن هذه مرحلة لاحقة تلي هذه المرحلة.
يتبع بإذن الله،،،
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 10:01]ـ
بارك الله فيكم شيخنا المسيطر ,, ورفع الله من قدر الشيخ وبارك الله في جهوده.
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 07:14]ـ
جزاكم الله تعالى خيرًا.
واصل شيخنا الحبيب (المسيطير).
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 11:54]ـ
الإخوين الكريمين /
ابن رجب
أحمد العراقي
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ....
إنما ناقل فقط.
--
قال الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى:
فإذا أكمل القرآن على هذه الطريقة:
حفظ القرآن، ونظر في ألفاظه، ورجع فيما يُشْكِل عليه إلى كتب غريب القرآن , وهذه التفسير المختصرة.
إذا أنهى القرآن على هذه الطريقة لاشك أنه يخرج بفائدة عظيمة , وقد يطلب العلم سنين عديدة ثم تسأله عن لفظة غريبة في القرآن فلا يجد جواب لكن إذا عُنِي به من أول الأمر سَهُلَ عليه.
بعد هذا إذا تعدى هذه المرحلة يُعْنَى بتفسير الحافظ ابن كثير , ويكون مع ذلك نظر في العلوم الأخرى على ما سيأتي.
كثيرٌ من النَّاس يقول قراءة تفسير ابن كثير .... لما انتهيت، ما عندي شيء!؟.
نقول: إذا كانت الحافظة لا تُسْعِفُك فاختصر التفسير بنفسك، تفسير ابن كثير له مختصرات موجودة، ومتداولة ومتعددة، نقول: يا أخي لا تعتمد , ولا تعول على المختصرات لأن العلم إنما يثبت بالمعاناة؛ فاختصر تفسير ابن كثير لأنك الآن عندك شيء من الأهلية، عندك أرضية كما يقولون؛ فإذا اختصرت تفسير ابن كثير , وعرضته على من تثق بعلمه , وسدد لك هذا المختصر بعد الرجوع إلى أصله؛ لاشك أنك إذا انتهيت = عندك رصيد كبير مما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله من الأحاديث والآثار والتوجيهات من الأقوال والاستنباط والفقه.
إذا ارتفعت درجةً , وأردت أن تنظر وتجمع بين التفسير بالأثر الذي عليه الْمُعَوَل , والتفسير بالرأي، كتب التفسير التي تُعْنَى بالصناعة اللفظية؛ فتجمع بين تفسير البغوي بعد ابن كثير أو الطبري مع تفسير أبي السعود لعنايته بالمباحث البلاغية، وتفسير أبي حيان لعنايته النحوية والصرفية وغيرهم من التفسير.
يتبع بإذن الله،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Sep-2007, مساء 05:16]ـ
بارك الله فيك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 01:40]ـ
الشيخ الكريم ابن الكريم / أحمد بن حنبل
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
قد يقول: قائل العمر لا يستوعب إذا كان هذا فن واحد ونحتاج إلى هذه الكتب.
نقول: نعم تحتاج إلى هذه الكتب، وبعض طلاب العلم قد تتقدم به السن، ويَتَسَنَّم المناصب ويسود على غيره ويتصدر لتعليم وإرشاد الناس ووعظهم وتوجيههم ولو تسأله:
هل قرأت تفسير كامل؟.
يقول لك: ما قرأت تفسيرًا كاملًا.
فإذا اختصر تفسير ابن كثير وانتهى منه، ثم ارتقى إلى تفسير البغوي والطبري ثم نظر في كتب التفاسير الأخرى المتنوعة في الفنون ممن يُعْنَى بالعلوم الأخرى المعينة على فهم القرآن كفروع علوم اللغة من نحو وصرف ومعان وبيان وبديع، وإعجاز وغير ذلك.
وأيضًا ينظر في كتب أحكام القرآن؛ كتب أحكام القرآن موجودة، ومع الأسف أنها موجودة على المذاهب عدا المذهب الحنبلي المتداول بين الناس، فتجد " أحكام القرآن " لابن العربي على مذهب مالك، إلكيا الطبري الرازي على المذهب الشافعي، " الجصاص " على مذهب أبي حنيفة، لا مانع أن يتخذ طالب العلم آلية تعينه على فهم هذه الكتب، فينظر في آيات الأحكام ويراجع لها هذه الكتب، ويثبت المذاهب الثلاثة من هذه الكتب، ثم بعد ذلك يأتي بالمذهب الحنبلي من كتب الفقه الحنبلي فيسدد هذا النقص، وإذا انتهى من هذه الكتب الثلاثة ......
ما هي مسألة سواليف أو مسألة استرخاء، يقول: والله أنا عندي روحات وجيات وأسفار ورحلات ويقرأ هذه الكتب!! .....
ما يمكن!! لا بد أن يقتطع من عمره سنين حتى يثبت العلم في قلبه، وإلا لو كان العلم بهذه السهولة لكان كل الناس علماء، لأنا نرى رفعة العلماء في الدنيا فضلًا عن الآخرة، لكان كل الناس علماء، وفي أسواق المسلمين من يفوق في الفهم والحفظ والذكاء كثيرٌ من المنتسبين إلى العلم، كان هؤلاء علماء، لكن دون تحصيله هذا التَعَب الشديد، فنحتاج إلى أَنْ نعتكف لقراءة هذه الكتب، فإذا نظرنا بهذه الكتب على هذه الطريقة، وجمعنا بين أقوال أهل العلم؛ مذهب أبي حنيفة نأخذه من الجصاص، مذهب مالك نأخذه من ابن العربي، مذهب الشافعي نأخذه من إلكيا الطبري، ومذهب الحنبلي نأخذه من المغني، ما الذي يمنع؟!.
نراجع هذه المسائل في المغني ونضيف حقل رابع للمذهب الحنبلي.
فإذا انتهيت من هذه الكتب، قد يقول قائل: هذه المراجع تحتاج إلى سنة!.
نقول: وما لنا نستعجل! .... إننا نمضي عشرات السنين ما صنعنا شيئًا!.
يتبع بإذن الله ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 09:41]ـ
موضوع يستحق الرفع.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 10:19]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / أحمد بن حنبل
رفع الله قدركما، ويسر أمركما، وجمعنا وإياكم ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
---
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 10:26]ـ
قال الشيخ الدكتور / عبدالكريم الخضير حفظه الله:
فبعد ذلك إذا تأهل فينظر في الكتب التي فيها فائدة وفيها شَوْبُ بدعة؛ لأنها فيها فوائد، لكن مع ذلك يمنع من النظر فيها في المرحلة الأولى والثانية والثالثة وجود هذه البدع.
فعندك مثلًا تفسير الزمخشري فيه من الفوائد اللغوية والبلاغية والبيانية ماقد لا يوجد في غيره مثله، ونعرف أنه معتزلي وشُبَهَه استْخرجها أهلُ العلم بالمناقيش، ومع ذلك لا تنظر فيه مجردًا، انظر فيه مع حواشيه، والأمنية قائمة في أن يتصدى أهل السنة وأهل الخبرة - أهل الاختصاص في العقيدة وأهل الذهن الحاضر الوَقَّاد - لهذه الكتب فيعلِّق على ما فيها من مخالفات؛ لأننا قد نجد من يُعَلِّق على الزمخشري ويبين اعتزالياته، لكن هو متلبس ببدعة أخرى؛ فَكَوْن هذه الكتب لا ينظر فيها من قِبَل أهل السنة , وقد يدور ذكرها على بعض الألسنة , ونجد مثلًا في تفسير ابن كثير نُقُول عن الزمخشري، نُقُول عن الرازي؛ فطالب العلم إذا قرأ في هذه النقول استهواه ما نقل الحافظ ابن كثير عن هذه الكتب إلى الرجوع إلى هذه الكتب، لكن لا يمكن أن يجرؤ طالب علم إلى القراءة في مثل تفسير الرازي؛ لأنه خطر على طالب العلم , ولذا المرجو والمطلوب من أهل التحقيق من أهل العلم الذين عندهم خبرة ومعرفة بهذا الأمور أن يعلقوا على هذه الكتب فيستفاد منها ويُتَقَى شَرها.
يتبع بإذن الله،،،،
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 02:47]ـ
جزيتم خيرا على الافادة
ننتظر تكملة الموضوع
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 01:53]ـ
قد يقول قائل: هذه المراجع تحتاج إلى سنة!.
نقول: وما لنا نستعجل! .... إننا نمضي عشرات السنين ما صنعنا شيئًا!.
يتبع بإذن الله ...
حفظ الله الشيخ الكريم عبدالكريم
بإنتظاركم المسيطير ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدمحفر]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 11:04]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الأكثر من رائعة
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 11:27]ـ
ننتظر بارك الله فيك
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 04:40]ـ
جزاك الله خيرا
اكمل التفريغ
فالمحاضر قيمة جدا(/)
هيا نتدبر القرآن .... في شهر القرآن
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 05:08]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال الله سبحانه تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
في شهر رمضان يقرأ القرآن مَن لم يكن يقرؤه، ويزيد في مقدار قراءته مَن كان يقرؤه قبل رمضان.
وكثيرا ما ينقدح في صدر القارئ معنًى من المعاني القرآنية، أو قبس من أنوار الكلمات الربانية، فيرى بعين البصيرة ما لم يكن يراه بعين البصر، ويلين قلبه وجلده خشوعا وإجلالا لذكر الله عز وجل، فيزداد إيمانا ويقينا، ويزداد كذلك علما وفهما.
وقد قال غير واحد من السلف: إن العلم ليس بكثرة المسائل، ولكنه نور يقذفه الله في قلب العبد.
وفي الحديث المشهور عن علي رضي الله عنه: (( ... إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن)).
وقد خطر لي أن يذكر كُل منا ما انقدح في ذهنه، وظهر له من استنباط أو تدبر في المعاني القرآنية في أثناء قراءته القرآن في هذا الشهر الكريم.
ومن تدبر آية واحدة فلعلها تكون سبيلا لفوزه في الآخرة، ونجاته يوم القيامة.
ومن نظر في أحوال السلف وجد هذا كثيرا عندهم، رحمهم الله ورضي عنهم، وألحقنا بهم بمنه وكرمه.
وقد أفرده بالتصنيف أيضا جماعة من أهل العلم، منهم الكرجي القصاب، والطوفي الحنبلي، والحافظ السيوطي.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وأعاننا على تدبر كتابه، والوصول لنيل ثوابه.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[زكي التلمساني]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 06:28]ـ
بارك الله فيك يا أبا مالك على هذه الذي اللفتة الكريمة التي أردت بها احياء سنن الأسلاف، و عسى أن يكتب الله لك أجر كلّ من عمل بها .. و الله الموفق
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - Sep-2007, مساء 11:31]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
سبحان الله لما تكلم الله عز وجل عن القلوب في بعض المواضع قال: (طمس الله على قلوبهم) لكنه في الآية التي يأمر بتدبر القرآن الكريم فيها يقول: (أم على قلوب أقفالها).
سبحان الله انقدح في قلبي أنه طمس على قلوب الكافرين لأنهم اختاروا الكفر على الإيمان ولم يعد هناك احتمال للرجوع أو الإيمان في هذه الحالة
لكن في المؤمنين لما أمرهم بتدبر القرآن الكريم قال (أم على قلوب أقفالها) ومن صفات الأقفال أنها تقبل الكسر والفتح وليست نهائية فالقلوب هنا مغلقة فقط وليست مقفلة نهائية (ليست مطموسة) ولكنها قلوب صحيحة وسليمة لكنها مغلقة
المشكلة هنا في القفل الذي يغلق القلب
كأن الله عز وجل يلفت نظرنا إلى أن هناك ما يقف حائلا بين القلوب وبين التدبر وهو ذلك القفل الذي يمكن أن يكون الهوى أو البدعة والضلالة ونحو ذلك
أعوذ بالله من الطمس والغلق والإقفال وأسأل الله عز وجل الهداية لنا وللجميع
وقد انقدح ما سبق الآن في ذهني ولم أطالع التفاسير الآن ولا أدري هل أنا مسبوق أم لا؟ كما أرجو أن يصحح ما قد يكون في كلامي من خطأ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Sep-2007, صباحاً 05:41]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7182
ـ[كارم محمود]ــــــــ[16 - Sep-2007, مساء 04:27]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد. هذا رابط مفيد في هذا الموضوع:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7118
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Sep-2007, صباحاً 09:56]ـ
جزاكم الله خيرا
(فائدة)
أخرج أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن علي بن حبيش - صاحب الجنيد بن محمد - قال: (صحبت أبا العباس بن عطاء عدة سنين متأدِّبا بآدابه، وكان له كل يوم ختمة، وفي كل شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وبقيَ في ختمة يستنبط مُودَع القرآن بضع عشرة سنة، يستروح إلى معاني مودِعها، فمات قبل أن يختمها).
(تنبيه)
الواجب استقراء كتب التفسير أولا قدر الطاقة .. لتحقيق: هل المعنى الذي استنبطته أنا قد سُبِقت إليه أم لا .. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة عَرض ما توصلت إليه على طلبة العلم .. لا العكس .. وذلك لتعلّق الأمر بكتاب الله تعالى ..
ثم: ما هي الشروط الواجب توافرها في مَن يَصدُر منه تفسيرا لم يُسبَق إليه؟
وما هو الحد الفارق بين الاستنباط، والتتفسير؟
وهذا التنبيه المعنيّ به الأخ شتا وفقه الله.
وجزاكم الله خيرا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 02:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأمور الواضحة في كتاب الله والتي لا يكاد المرء يجد إشارة اليها في كتب الشريعة أو التفاسير بقدر ذكرها في القرآن - إيتاء ذوي القربى - حيث قدم الله إيتاءهم على إيتاء الفقراء والمساكين واليتامى في جميع آيات القرآن ولم يشترط أن يكونوا فقراء، بل أكد تعالى على أن ذلك حق لهم فقال (وآت ذا القربى حقه، والمسكين وابن السبيل)، كما جعل الله إيتاء ذوى القربى من علامات الشريعة المطهرة وعناوينها الكبرى حين قال (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى).
شريف شلبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ربيع السلفي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 02:53]ـ
كثر هذه الأيام الكلام في مسألة التدبر وكأن القارئين للقرآن لم يسمعوا بهذا الأمر إلا هذا العام والخوف أن يتوصل به إلى ما أشار إليه شيخ الإسلام بقوله:
إذا جاءنا تفسيران لآية عن السلف فلا يجوز أن نأتي بتفسير ثالث , أو نحو هذا الكلام.
والملاحظ أن الذين تكلموا في هذا الباب يقولون " هذا الذي انقدح في ذهني فإن وافق ماقاله المفسرون فالحمد لله على توفيقه "
وكأننا نقف أمام ابن عباس أو مجاهد فالحذر الحذر إخوة الإيمان واحذروا مسالك الشيطان.
وإذا كان بعض الإخوة يظن أن الأمر فيه خير فلا بد أن يبين لنا ماذا يقصد بالتدبر لأن الأمر خرج عن حده والله أعلم
أرجو أن تتقبلوا نصيحتي بصدر رحب.
وبالمناسبة فإنني أشكر أخانا أشرف على تعليقه.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 03:30]ـ
الأخ أبو ربيع السلفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام الذي ذكرت يغلق الباب لتدبر معاني الكتاب والبحث عن درره التي لن تنتهي، ولو التزم بهذا الكلام علماء المسلمين لما كان بين أيدينا الآن عشرات التفاسير تحوي الكثير من أنوار القرآن وهدايته وتظهر عظمته وعلوه وإعجازه ولكانوا قد اكتفوا بتفسير شيخ المفسرين ابن جرير الطبري، وهذا لا يعني عدم الاعتناء بما ورد عن السلف في معاني بعض الآيات والاستعانة بها ولكن أن تكون هذه الآثار حاكمة للقرآن فلا.
كما أنه ينبغي أن يعلم أن أكثر ما ورد عن السلف في معاني الكتاب لا يثبت من جهة السند، وأكثر أسانيدها لا تصح، ويروى عن الامام أحمد أنه قال ثلاثة لا أصل لها وذكر منها التفسير.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 04:31]ـ
الأخ شريف وفقه الله
هدية مجانية
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1427
التفسير الصحيح: موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
أ. د: حِكمت بن بَشير بن ياسين.
واحرص على قراءة المقدمة نفع الله بك
ـ[كارم محمود]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 04:34]ـ
نفع الله بكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 05:17]ـ
وفقكم الله
لو انقدح في ذهن قارئ القرآن معنى من المعاني، ولم يكن هو من طلبة العلم، ولا علم له بالتفسير، فهذا ليس بضائره؛ لأن هذا المعنى الذي انقدح له سيجعله يبحث وينظر ويقرأ ويتفكر، ويعلم أمصيب هو أم مخطئ؟
وكثيرا ما كان الناس يستشكلون بعض الآيات ويذهبون إلى أهل العلم فيشفوهم في معناها.
فالفائدة حاصلة حاصلة، سواء كان المعنى المستنبط صحيحا أو غير صحيح؛ لأنه يبعث على البحث والفحص والتحري.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 06:55]ـ
(تنبيه)
الواجب استقراء كتب التفسير أولا قدر الطاقة .. لتحقيق: هل المعنى الذي استنبطته أنا قد سُبِقت إليه أم لا .. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة عَرض ما توصلت إليه على طلبة العلم .. لا العكس .. وذلك لتعلّق الأمر بكتاب الله تعالى ..
ثم: ما هي الشروط الواجب توافرها في مَن يَصدُر منه تفسيرا لم يُسبَق إليه؟
وما هو الحد الفارق بين الاستنباط، والتتفسير؟
وهذا التنبيه المعنيّ به الأخ شتا وفقه الله.
وجزاكم الله خيراحفظك الله يا شيخنا الفاضل أشرف وبارك الله فيك وجزاكم الله خير الجزاء على تنبيهكم الجميل ومبارك عليك الشهر الكريم
والحقيقة هناك فرق بين طالب العلم وبين الإنسان العادي (مثلي) ممن يحب التعلم لينجو ويحب العلم وطلبته وليس له في العلم ناقة ولا جمل
فمثلي ربما ينقدح لي الأمر ولا أجد وقتا لمراجعة الكتب فلا أجد أمامي سوى سؤال أهل العلم وطلبته وعرض الأمر عليهم وطلب التصحيح منهم
وهو ما فعلته أنا في كلامي السابق هنا
بل وفي كل مشاركاتي أرجو أن ينبهني المشايخ وطلبة العلم على أخطائي لأتعلم منكم بارك الله فيكم وجزاكم الله عني خير الجزاء
فالعمر قصير وما ينبغي على الإنسان أن يتعلمه كثير جدا فمن أين أجد الوقت لمراجعة كل ما أريد؟
فيكفي أن أراجع بعض ما أريد وأعرض الباقي عليكم راجيا تصحيحكم لعل الله عز وجل ينفعني بكم ويجزيكم عني خيرا
وأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه من كل خطأ في أي مشاركة من مشاركاتي وأنا راجع عن الخطأ في حياتي وبعد مماتي ولا أجيز لأي مخلوق ينقل عني الخطأ
ولا تنسوني من الدعاء بالهداية والتوفيق خاصة في شهرنا الكريم
وبعدُ:
فهل المعنى السابق في مشاركتي الأولى يصح فعلا أم لا؟ وما هو الدليل بارك الله فيكم؟ أرجو الإفادة فلم أراجع التفاسير حتى ساعتي
وجزاكم الله عني خيرا وبارك فيكم
وأكرر شكري على تنبيهكم السابق
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 11:03]ـ
الأخ أشرف بن محمد شكرا لك ... وبارك الله فيك .. وجزاك خيراً
ولقد قرأت المقدمة المشار اليها ولا اعتراض عندي على ما فيها، ولكني أعتقد أن التفسير بالمأثور (ما كان عن الصحابة فمن بعدهم) ليس مقدساً ولا مسلماً به حتى لو صحت نسبته اليهم لا سيما وقد اختلفوا في الكثير من معاني الكتاب فينبغي الاطلاع على ما أثر عنهم وعرضه على الكتاب في آياته الأخرى الصريحة والواضحة والسنة الصحيحة وما اتفق عليه المسلمون من قواعد الشريعة وأصول العقائد كما ينبغي أن يكون ملائما للسياق القرآني في الآية نفسها وفي الآيات السابقة واللاحقة لها، كما أنه لا بد أن لا ننسى أن كتاب الله قد وصفه قائله تعالى بأنه هدىً، تبياناً لكل شيء، موعظة للمتقين، رحمة للمؤمنين، تفصيلاً لكل شيء وقال عنه (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
فما معنى التدبر والتعقل في آيات الكتاب إن نحن قصرنا معانيه فقط على ما جاءنا عن السلف رضوان الله عليهم ومنعنا الناس - من كان مؤهلاً منهم - عن استخراج درره وكنوزه التي لا تنتهي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 02:35]ـ
فائدة بشأن الأمثال في القرآن
في البغوي (1/ 283): (في كل سنبلة مائة حبة)، فإن قيل: فما رأينا سنبلة فيها مائة حبة فكيف ضرب المثل به؟ قيل: ذلك متصور، غير مستحيل، وما لايكون مستحيلاً جاز ضرب المثل به وإن لم يوجد. أ. هـ.
ـ[كارم محمود]ــــــــ[18 - Sep-2007, مساء 04:15]ـ
لم ار احدا من المعاصرين اعتنى بالتدبر في كتبه كرجلين: ابن سعدي ومحمد الامين رحمة الله عليهما.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 12:14]ـ
الأخ شلبي وفقه الله
لقد أتيت عجبا أخي الفاضل
وهذه عناوين سريعة:
[لا سبيل إلى معرفة معاني القرآن إلا من جهة النقل]
قال ابن أبي حاتم رحمه الله: (فلما لم نجد سبيلا إلى معرفه شيء من معاني كتاب الله، ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا من جهه النقل والروايه، وجب أن نميِّز بين عدول الناقلة والرواة ... ).اهـ
وقال رحمه الله: (فإن قيل: كيف السبيل إلى معرفة ما ذكرت من معاني كتاب الله عز وجل ومعالم دينه؟ قيل: بالآثار الصحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه النجباء الألباء الذين شهدوا التنزيل، وعرفوا التأويل - رضي الله عنهم -).اهـ
وأنظر مقدمة الطبري لتفسيره، ص73 - 76 وص92 - 93، مهم.
[مِن أي طبقة يكون المفسِّر؟]
أنظر كلام السيوطي في مقدمة طبقات المفسرين.
[الخلاف بين السلف فى التفسير قليل، وغالب ما صحَّ منه خلاف تنوع لا تضاد]
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (الخلاف بين السلف فى التفسير قليل - وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم فى التفسير - وغالب ما يصحّ عنهم من الخلاف يرجع إلى: اختلاف تنوعّ، لا اختلاف تضاد ... ).اهـ إلخ
[التحذير من التساهل في التفسير، وتحرّج السلف من ذلك]
أنظر مقدمة الطبري لتفسيره ص77 - 79.
ومجموع فتاوى شيخ الإسلام، 13/ 373 - 375، مهم.
[تحصيل معنى الأمر بتدبر كلام الله تعالى]
ليس معنى التدبُّر: إحداث تفسير لم يُسبق إليه، فعن الضحاك: {أفلا يتدبرون القرآن}، قال: (النَّظر فيه). خرجه ابن أبي حاتم
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة: {أفلا يتدبرون القرآن} قال: (إذا والله في القرآن زاجر عن معصية الله، قال: لم يتدبره القوم ويعقلوه، ولكنهم أخذوا بمتشابهه، فهلكوا عند ذلك).
وعند ابن جرير عن قتادة، قوله: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}: (إذا والله يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله، لو تدبره القوم فعقلوه، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عند ذلك).
قال البغوي رحمه الله: (قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} يعني: أفلا يتفكَّرون في القرآن، والتدبر: هو النظر في آخر الأمر، ودُبر كل شيء: آخره).اهـ
أقول:
ولا بأس بصياغة الآثار المنقولة إلينا بالإسناد بصيغة أدبية، شريطة أن لا تخرج هذه الصياغة عن مضمون الآثار المروية .. كما أنه يجوز التخريج على الأصل، والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 02:02]ـ
سيدي الفاضل الأخ أشرف 000 بارك الله فيك
أظن أنني لم آت بعجب فقولك أنه " لا سبيل الى معرفة معاني الكتاب إلا عن طريق النقل " ليس على عمومه
قال شيخ الاسلام:
الِاخْتِلَافُ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى " نَوْعَيْنِ " مِنْهُ مَا مُسْتَنَدُهُ النَّقْلُ فَقَطْ وَمِنْهُ مَا يُعْلَمُ بِغَيْرِ ذَلِكَ - إذْ الْعِلْمُ إمَّا نَقْلٌ مُصَدَّقٌ وَإِمَّا اسْتِدْلَالٌ مُحَقَّقٌ وَالْمَنْقُولُ إمَّا عَنْ الْمَعْصُومِ وَإِمَّا عَنْ غَيْرِ الْمَعْصُومِ وَالْمَقْصُودُ بِأَنَّ جِنْسَ الْمَنْقُولِ سَوَاءٌ كَانَ عَنْ الْمَعْصُومِ أَوْ غَيْرِ الْمَعْصُومِ - وَهَذَا هُوَ النَّوْعُ الْأَوَّلُ مِنْهُ مَا يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ الصَّحِيحِ مِنْهُ وَالضَّعِيفِ وَمِنْهُ مَا لَا يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ فِيهِ. وَهَذَا " الْقِسْمُ الثَّانِي مِنْ الْمَنْقُولِ " وَهُوَ مَا لَا طَرِيقَ لَنَا إلَى الْجَزْمِ بِالصِّدْقِ مِنْهُ عَامَّتُهُ مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِيهِ فَالْكَلَامُ فِيهِ مِنْ فُضُولِ الْكَلَامِ. وَأَمَّا مَا يَحْتَاجُ الْمُسْلِمُونَ إلَى مَعْرِفَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ نَصَبَ عَلَى الْحَقِّ فِيهِ دَلِيلًا فَمِثَالُ مَا لَا يُفِيدُ وَلَا دَلِيلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى الصَّحِيحِ مِنْهُ اخْتِلَافُهُمْ فِي لَوْنِ كَلْبِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَفِي الْبَعْضِ الَّذِي ضَرَبَ بِهِ مُوسَى مِنْ الْبَقَرَةِ وَفِي مِقْدَارِ سَفِينَةِ نُوحٍ وَمَا كَانَ خَشَبُهَا وَفِي اسْمِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ وَنَحْوُ ذَلِكَ فَهَذِهِ الْأُمُورُ طَرِيقُ الْعِلْمِ بِهَا النَّقْلُ فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا مَنْقُولًا نَقْلًا صَحِيحًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَاسْمِ صَاحِبِ مُوسَى أَنَّهُ الْخَضِرُ - فَهَذَا مَعْلُومٌ وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بَلْ كَانَ مِمَّا يُؤْخَذُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ - كَالْمَنْقُولِ عَنْ كَعْبٍ وَوَهْبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَأْخُذُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ - فَهَذَا لَا يَجُوزُ تَصْدِيقُهُ وَلَا تَكْذِيبُهُ إلَّا بِحُجَّةِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ فَإِمَّا أَنْ يُحَدِّثُوكُمْ بِحَقِّ فَتُكَذِّبُوهُ وَإِمَّا أَنْ يُحَدِّثُوكُمْ بِبَاطِلِ فَتُصَدِّقُوهُ} وَكَذَلِكَ مَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَمَتَى اخْتَلَفَ التَّابِعُونَ لَمْ يَكُنْ بَعْضُ أَقْوَالِهِمْ حُجَّةً عَلَى بَعْضٍ وَمَا نُقِلَ فِي ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ نَقْلًا صَحِيحًا فَالنَّفْسُ إلَيْهِ أَسْكَنُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ لِأَنَّ احْتِمَالَ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ أَقْوَى؛ وَلِأَنَّ نَقْلَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَقَلُّ مِنْ نَقْلِ التَّابِعِينَ وَمَعَ جَزْمِ الصَّاحِبِ فِيمَا يَقُولُهُ فَكَيْفَ يُقَالُ إنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَدْ نُهُوا عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؟ وَالْمَقْصُودُ أَنَّ مِثْلَ هَذَا الِاخْتِلَافِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ صَحِيحُهُ وَلَا تُفِيدُ حِكَايَةُ الْأَقْوَالِ فِيهِ هُوَ كَالْمَعْرِفَةِ لِمَا يُرْوَى مِنْ الْحَدِيثِ الَّذِي لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ. وَأَمَّا " الْقِسْمُ الْأَوَّلُ " الَّذِي يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ الصَّحِيحِ مِنْهُ فَهَذَا مَوْجُودٌ فِيمَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ فَكَثِيرًا مَا يُوجَدُ فِي التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْمَغَازِي أُمُورٌ مَنْقُولَةٌ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ وَالنَّقْلُ الصَّحِيحُ يَدْفَعُ ذَلِكَ؛ بَلْ هَذَا مَوْجُودٌ فِيمَا مُسْتَنَدُهُ النَّقْلُ وَفِيمَا قَدْ يُعْرَفُ بِأُمُورِ أُخْرَى غَيْرِ النَّقْلِ. فَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْمَنْقُولَاتِ الَّتِي يُحْتَاجُ إلَيْهَا فِي الدِّينِ قَدْ نَصَبَ اللَّهُ الْأَدِلَّةَ عَلَى بَيَانِ مَا فِيهَا مِنْ صَحِيحٍ وَغَيْرِهِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمَنْقُولَ فِي التَّفْسِيرِ أَكْثَرُهُ كَالْمَنْقُولِ فِي الْمَغَازِي وَالْمَلَاحِمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد ثَلَاثَةُ أُمُورٍ لَيْسَ لَهَا إسْنَادٌ: التَّفْسِيرُ وَالْمَلَاحِمُ وَالْمَغَازِي وَيُرْوَى لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ أَيْ إسْنَادٌ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهَا الْمَرَاسِيلُ 0000الخ
وأما إحالتك لي على ما ذكره الطبري في مقدمة التفسير وأظنك تقصد الروايات التي تشنع على القول في القرآن بالرأي فأرجو مراجعة تحقيق صحة المرويات في ذلك وتخريخات الشيخ أحمد شاكر، علاوة على اننا لا ننادي بأن يقول الناس برأيهم في الكتاب ولكن التفكر والتدبر وتعقل الآيات عند الملمين باللغة وعلوم الشريعة.
وقد ذكرتم سيادتكم عن الضحاك في قوله تعالى أفلا يتدبرون القرآن: النظر فيه 0000 وعن البغوى: التفكر فيه 00 فما معنى النظر فيه هل هو إسقاط البصر على صفحات المصحف؟ أو أن الضحاك يقصد النظر في المعاني المروية عن الصحابة والتابعين أو مقصد البغوي التفكر فيما قاله الصحابة والتابعون في الآيات؟
إن إغلاق باب استحداث قول جديد في آيات الكتاب - الذي نقول دائما أنه لا تنتهي عجائبه - يشبه القول بإغلاق باب الاجتهاد - وإنما ينبغي أن يكون القيد أن لا يخرج المستنبط بقول يخالف إجماعا أو ما استقرت عليه الشريعة من أحكام أو عقائد أو يكون مخالفاً للغة العرب التي نزل بها القرآن والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.
.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 02:48]ـ
الأخ شلبي وفقه الله، ولست لك بسيِّد ..
* ليس في كلام شيخ الإسلام - على طوله - أي دليل على صحة ما ذكرت ..
* ولم أُرِد بإحالتي على الطبري ما أشرت إليه .. وأنا قد ذكرت لكم أرقام الصفحات، ويمكنكم إعادة مراجعتها ..
* وبالنسبة لتفسير الآية المأمور فيها بالتدبر، فخلاصة القول: أنَّ تدبر القرآن: (هو التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك). قاله السعدي = وهذا معنى قول الضحاك: (النظر فيه).
إذا السعدي لم يأت بجديد .. وما فعله إعادة صياغة للمأثور بعبارة لطيفة دقيقة .. وقد صرَّحت بصحة هذا المسلك ..
* أما القول بغلق باب الاجتهاد .. إلخ فأنا قد ذكرت أنه يصح التخريج على الأصل ..
* وأنت قد شرطت لاستحداث قول جديد أمورا يخرج بها عن أن يكون جديدا .. فتنبَّه
* حتى تفسير القرآن بلغة العرب .. فهذا لا يُعرَف إلا من جهة النقل ..
أخي الكريم
أنا عندما قلت أنك قد أتيت عجبا
فأنا أعني ما أقول بموضوعية وحيادية
وهذا هو حوار العلم .. فأرجو أن لا تغضب من أخيك بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 02:50]ـ
أرجو من الإخوة الكرام أن يتركوا النقاش في هذه المسائل لما بعد رمضان.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 03:00]ـ
لماذا يا أبا مالك .. وهل هذا مطرد في جميع المسائل نفع الله بك؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 03:12]ـ
الأخ كارم محمود
إن أردت كنوزا قرآنية لمعاصرين آخرين غير ابن السعدي ومحمد الأمين رحمهما الله، فأدعوك للاطلاع على:
التحرير والتنوير لابن عاشور، في ظلال القرآن لسيد قطب، تفسير القرآن الحكيم لرشيد رضا
ـ[كارم محمود]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 04:26]ـ
نفع الله بكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 06:54]ـ
ونفع بك أخي الفاضل كارم ابن محمود
[فائدة ذات صلة]
قول أحمد رحمه الله: (ثلاثة لا أصل لها: التفسير، والملاحم، والمغازي). خرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي، و: (غاية ما يُحمَل عليه أنَّ أغلب ما نُسِب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس له أسانيد صحيحة متصلة). قاله د. إسماعيل الطحان: دراسات حول القرآن الكريم، ص141، وأصل العبارة في الإتقان، للسيوطي، نقلا عن المحققين من أصحاب أحمد.
وفي الجامع للخطيب: (وهذا الكلام محمول على وجه: وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها؛ لسوء أحوال مصنِّفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها، فأما كتب الملاحم: فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة، والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول صلى الله عليه و سلم من وجوه مرضية، وطرق واضحة جلية. وأما الكتب المصنَّفة في تفسير القرآن: فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل بن سليمان).اهـ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 07:42]ـ
[إلحاق]
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وفي الجملة: مَن عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك: كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، فالمقصود: بيان طرق العلم وأدلته، وطرق الصواب.
ونحن نعلم: أنَّ القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم، وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذى بَعث الله به رسوله؛ فمَن خالف قولهم، وفسَّر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا، ومعلوم أن كل من خالف قولهم: له شبهة يذكرها، إما: عقلية، وإما سمعية).اهـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 08:06]ـ
لماذا يا أبا مالك .. وهل هذا مطرد في جميع المسائل نفع الله بك؟
أولا: لأن هذه المناقشات خارجة عن الموضوع، وبناء عليه كان ينبغي حذفها، ولكني آثرت إبقاءها لعلنا نغير من طريقتنا.
ثانيا: يمكنك إفراد أمثال هذه المناقشات في موضوع مخصص.
ثالثا: لأن النقاش في أمثال هذه المسائل عادة يطول، والوقت في رمضان يضيق عن مثل هذا.
رابعا: ..... يكفي ما سبق (ابتسامة)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:00]ـ
لا زلتُ حتى لحظتي هذه أتفكر وأتدبر في بدء الله عز وجل لكتابه باسمه سبحانه (على قول من قال بأن بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة) أو بالحمد لله في قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) وفي ختم الله عز وجل كتابه بـ (الجِنَّةِ والنَّاس).
أرجو من وقف على ما يفيد في هذه الجزئية أن يتفضل فيكتبها هنا مشكورا له مقدما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Sep-2007, مساء 11:32]ـ
من عجائب التدبر والتفكر ما حكاه بعض مشايخنا عن أحد الأمريكان لما سئل عن سبب إسلامه؟
فقال: سبب إسلامي أول آية في سورة البقرة!
قالوا: كيف؟
قال: ما قرأت كتابا من الكتب، إلا وجدت مؤلفه يبدؤه بكثير من المقدمات التي تمهد للفكرة الأساسية التي يريد توصيلها للقارئ لكي ينتقل به من جزئية إلى جزئية، ولا يهجم به إلى النتيجة مباشرة، كي يكون الكلام مقبولا مستساغا عند القارئ.
فلما قرأت سورة البقرة وجدت الله عز وجل بدأها بقوله (ذلك الكتاب لا ريب فيه)!
فتعجبت وقلت: لو لم يكن صاحب هذا الكتاب واثقًا أن كتابه لا يمكن أن يُتحدى، ما بدأه بهذا التحدي الصارخ لكل من يقرأ الكتاب، وكأنه يُعجز القارئ أن يجد فيه خطأ واحدا!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - Sep-2007, صباحاً 01:03]ـ
من عجائب التدبر والتفكر ما حكاه بعض مشايخنا عن أحد الأمريكان لما سئل عن سبب إسلامه؟
فقال: سبب إسلامي أول آية في سورة البقرة!
قالوا: كيف؟
قال: ما قرأت كتابا من الكتب، إلا وجدت مؤلفه يبدؤه بكثير من المقدمات التي تمهد للفكرة الأساسية التي يريد توصيلها للقارئ لكي ينتقل به من جزئية إلى جزئية، ولا يهجم به إلى النتيجة مباشرة، كي يكون الكلام مقبولا مستساغا عند القارئ.
فلما قرأت سورة البقرة وجدت الله عز وجل بدأها بقوله (ذلك الكتاب لا ريب فيه)!
فتعجبت وقلت: لو لم يكن صاحب هذا الكتاب واثقًا أن كتابه لا يمكن أن يُتحدى، ما بدأه بهذا التحدي الصارخ لكل من يقرأ الكتاب، وكأنه يُعجز القارئ أن يجد فيه خطأ واحدا! سبحان الله أبا مالك جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
من لحظات فقط سمعتُ نحو ما تفضلتم به من الشيخ عائض القرني وفقه الله وجزاه خيرا في تسجيل لأولى حلقات (مودة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة) التي كانت على قناة المستقلة حملتها من موقع السرداب
وانظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=98206
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 01:31]ـ
هذه بعض الرسائل الخاصة بجوال (تدبر):
((تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته [ابن سعدي])).
(((يستحيون نساءكم) أي: يستبقون بناتكم. والاستحياء من الحياة. (المن) هو شيء كالعسل فيه حلاوة يسقط على الشجر من السماء ثم يتجمد. وأصل المن: كل ما من الله به مما لا عمل فيه ولا كد. (السلوى): هو اسم طائر من الطيور))
((حقيقة التدبر: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا وقد -والله- أسقطه كله، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل [الحسن البصري]))
((دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله، قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام -بعد أن دعا بعدة أدعية-: {ربنا وتقبل دعاء})).
((علق ابن كثير على قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} فقال: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر)).
((قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لا بد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى -الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل، والخير والشر-؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى. [ابن تيمية])).
((تأمل! جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع، وقلبك هذا، الذي هو -في حجمه- كقطعة صغيرة من هذا الجبل، كم سمع القرآن وقرأه؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟ والسر في ذلك كلمة واحدة: إنه لم يتدبر. (أ. د. ناصر العمر))).
((جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال: {وله الحمد في السماوات والأرض} وقال: {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة} فتبين بهذا أن الألف واللام في (الحمد) مستغرقة لجميع أنواع المحامد، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به. (الأمين الشنقيطي)))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 01:31]ـ
مجموعة أخرى من رسائل التدبر:
((من مفاتيح التدبر التأني في القراءة:
روى الترمذي وصححه أن أم سلمة نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا، وهذا كقول أنس - كما في البخاري -: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدا.
وقال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حرفا حرفا ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا.))
(({يهدي الله لنوره من يشاء} تأمل .. وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون هم أذكى منك! وأكثر اطلاعا منك! وأقوى منك! وأغنى منك! فاثبت على هذا النور، حتى تأتي - بفضل الله - يوم القيامة مع {النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم})).
((وصية من إمام عاش مع القرآن:
عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى، تدبره من أوله إلى آخره، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره - بحمد الله - واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية. [ابن باز])).
((تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى: {سرابيلهم من قطران} وذلك - والله أعلم - لأن له أربع خصائص: حار على الجلد، وسريع الاشتعال في النار، ومنتن الريح، وأسود اللون، تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل! ثم تذكر - أجارك الله من عذابه - أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة، كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة! [الزمخشري])).
((إياك - يا أخي - ثم إياك، أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه، ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه، واعلم أن العاقل، الكيس، الحكيم، لا يكترث بانتقاد المجانين. (الأمين الشنقيطي))).
(يُتْبَعُ)
(/)
((قال تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} تأمل .. هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟! لا شك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى! جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم.)).
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 06:05]ـ
من تأملاتي!!
- في آل عمران [إن كنتم تعقلون] (118) لأنها آية تحذير، وفي الحديد [لعلكم تعقلون] (17) لأنها آية رحمة.
- في الحجر: الكلام على الماء من جهة الشرب، فلذلك قال [فأنزلنا من السماء ماءً (فأسقيناكموه) وما أنتم له (بخازنين)] بدليل ما قبلها [وجعلنا لكم فيها (معايش) ومن لستم له (برازقين)]، وأما في المؤمنون: فالكلام على الزرع فلذلك قال [وأنزلنا من السماء ماءً (بقدر) - لأن الزرع يحتاج إلى مقدار من الماء لو زاد لهلك الزرع، بعكس آية الحجر فكثرة الماء مطلوبة للتخزين (فأسكناه) (في الأرض) .. ] بدليل ما بعدها [فأنشأنا لكم به (جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه) .. ] و [شجرة تخرج من طور سيناء .. ]
- في المائدة: [يبتغون فضلاً من (ربهم) ورضواناً .. ] (2) وهو الموضع الوحيد، والموضعان الآخران [يبتغون فضلاً من (الله) ورضواناً] الفتح (29) والحشر (8)، لأن آية المائدة في سياق الحج، والحج مظنة التجارة فناسب التعبير بـ (ربهم) والربوبية تناسب الرزق، يؤيده قوله تعالى في البقرة [الحج أشهر معلومات .. ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله .. ] (198)
- حوار فرعون مع السحرة ورد في ثلاثة مواضع، اثنان منها متشابهان، في طه (71) والشعراء (49)، أما الأول منها فهو في الأعراف [قال (فرعون) آمنتم (به) قبل أن آذن لكم (إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة .. (ثم) لأصلبنكم أجمعين] فهذا الموضع نلحظ فيه ظهور شخصية فرعون، ولهذا:
1 - صرح باسم فرعون، ولم يذكر في الموضعين.
2 - قال: [آمنتم به]، أي بما جاء، وفي الموضعين [آمنتم له] لبروز شخصية موسى، وكأن الإيمان هو لشخص موسى.
3 - قال [مكر مكرتموه] بينما في الموضعين [إنه لكبيركم الذي علمكم السحر] لبروز شخصية موسى.
4 - قال [ثم لأصلبنكم] فأتى بـ (ثم) لتدل على قدرته عليهم ولو بعد حين، فهم في سلطته، وفي الموضعين [ولأصلبنكم] وهي أقل في القوة لأنها تناسب اختفاء شخصية فر عون.
5 - لظهور شخصية فرعون في الأعراف جاء رد السحرة فيه استكانة [إنا إلى ربنا منقلبون () وما تنقم منا إلا أن آمنا .. ]، وفي الموضعين لاختفاء شخصية فرعون جاء الرد قوياً في طه [لن نؤثرك على ما جاءنا .. فاقض ما أنت قاض] وفي الشعراء [لا ضير .. ].
أكمل إن شاء الله بعد التراويح.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[21 - Sep-2007, مساء 11:12]ـ
- في الأنعام [ذلكم الله ربكم (لا إله إلا هو) (خالق كل شيء) (فاعبدوه) .. ] (102) فبدأ بالألوهية ثم الربوبية، ثم أكد على الألوهية، لأن السياق في الرد على المشركين، بدليل ما قبلها [وجعلوا لله شركاء الجن .. ]، وأما في غافر فقال [ذلكم الله ربكم (خالق كل شيء) (لا إله إلا هو) فأنى تؤفكون] (62) فبدأ بالربوبية ثم بالألوهية، لأنه في سياق ذكر النعم، بدليل ما قبلها [الله الذي جعل لكم الليل .. ] وما بعدها [الله الذي جعل لكم الأرض قراراً .. ].
- في سورة الأحزاب: [يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا (الرسولا) (66) وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا (السبيلا) (67)] بالمد فيهما، وهو خلاف الأصل، ولذلك لم يمد (السبيل) في أول السورة فقال [والله يقول الحق وهو يهدي (السبيل)] (4)، وذلك لأن آيتي المد هما من قول أهل النار، وهو يصطرخون فيها ويمدون أصواتهم بالبكاء، كما قال تعالى في فاطر [وهم يصطرخون فيها] فالمقام مقام صراخ ومد صوت فناسب المد، وآية (4) ليست من هذا القبيل.
د/فاضل السامرائي (بتصرف).
(يُتْبَعُ)
(/)
-ورد تقديم (ضراً) على (نفعاً) في خمسة مواضع، وقدمت (نفعاً) على (ضراً) في ثلاثة مواضع: الأعراف (188) لأنه قال [ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من (الخير)] والخيرية تقتضي تقديم النفع، وفي الرعد (16) وسبأ (42) لأنه قال في الرعد [قل أفاتخذتم من دونه (أولياء)] وفي سبأ [قالوا سبحانك أنت (ولينا) من دونهم] والولاية محبة ونصره فهي تقتضي تقديم النفع على الضر.
- في آل عمران [قالت رب أنى يكون لي (ولد) .. ] (47)، وفي مريم [قالت رب أنى يكون لي (غلام) ولم يمسسني بشر (ولم أك بغياً)] (20) ففي آل عمران كانت تناجي الله متعجبة أن يكون لها (ولد) سواء أكان ذكراً أم أنثى، وأما في مريم فقالت (غلام) رداً على كلام جبريل [لأهب لك (غلاماً) زكياً]، وزادت في مريم [ولم أك بغياً] لأن جبريل تمثل [لها بشراً سوياً] فاحتاجت نفي البغاء عن نفسها.
- في الواقعة [على أن نبدل (أمثالكم) .. ] أي: نغير خلقكم يوم القيامة، وفي المعارج [على أن نبدل (خيراً) منهم .. ] أي: أناس يعملون بطاعتنا، لأن السياق في الواقعة عن النشأة والخلق بدليل ما قبلها وما بعدها - راجع الآيات -، وفي المعارج عن الإعراض والمعاصي، بدليل ما قبلها [فما للذين كفروا قبلك مهطعين] أي: نافرين، وما بعدها [فذرهم يخوضوا ويلعبوا .. ].
- وردت [قال موسى لقومه] في ستة مواضع ثلاثة منها [قال موسى لقومه (يا قوم) .. ] والتصريح بالنداء مع حضور المنادى فيه من جذب اهتمامه وإقباله وتحريك عاطفته ما هو معلوم من أساليب العرب، وبالنظر إلى هذه المواضع الثلاثة نجد أن أول موضع هو قوله [وإذا قال موسى لقومه (يا قوم) إنكم ظلمتم أنفسكم (باتخاذكم العجل) .. ] البقرة (54)، فالقضية كفر، والثاني [وإذا قال موسى لقومه (يا قوم) اذكروا نعمة الله عليكم إذ (جعل فيكم أنبياء) (وجعلكم ملوكاً) (وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين) .. ] المائدة (20) فذكرهم بنعم عظيمة، والثالث: [وإذ قال موسى لقومه (يا قوم) (لم تؤذونني) وقد تعلمون أني رسول الله إليكم .. ] الصف (5) ففي قوله [لم تؤذونني] اختزل كل ما أصابه من قومه من مشقة في دعوته لهم.
- في آل عمران (100) [يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا (فريقاً) من الذين أوتوا الكتاب .. ] فخصص، لأنه قال بعد ذلك [ليسوا سواءً .. ] وفي آية (149) [يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا .. ] فعمم، لأن الذين كفروا لا خير فيهم جميعاً.
- في سورة النمل: العفريت وصف نفسه بأنه قوي أمين، في حين أن الذي عنده علم من الكتاب لم يذكر شيئاً، وفيه:
1 - تواضع العالم
2 - لا يحتاج العالم لتزكية نفسه، فحاله شاهدة له
3 - أهل العلم أهل عمل.
وأما في يوسف [إني حفيظ عليم] فلها ما يبررها من كون يوسف مجهولاً عند الملك.
أرجو أن أكون قد أفدت إخواني
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Sep-2007, مساء 06:09]ـ
أرجو أن أكون قد أفدت إخواني
جزاك الله خيراً أخي الحبيب، طبعاً أفدتنا.
وجزى الله جميع المشاركين خيراً، ووفّقنا لخدمة دينه الحنيف.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 10:22]ـ
على منوال ما ذكر " الروض الأنف " فإن الله تعالى ذكره قد ذكر أن عصا موسى اهتزت كأنها جان في سورتي النمل والقصص وانقلبت حية في سورة طه بينما ذكر أن العصا انقلبت ثعبانا مبيناً في سورتي الأعراف والشعراء - والجان الحية الصغيرة والثعبان هو الضخم الكبير الذكر من الحيات، فلما كان موسى حديث العهد بآية العصا انقابت حية صغيرة رأفة من الله به وحتى يتعرف على هذه الآية، أما حينما واجه فرعون وكان قد اعتاد انقلاب العصا كما أن الحال اقتضى إفزاع فرعون انقلبت ثعبان عظيم - والله أعلم
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 05:41]ـ
بارك الله بك أخي شريف شلبي، لطيفة لطيفة
- في الأنبياء: [قالوا (حرقوه) وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) .. إلى قوله: وأرادوا به كيداً (فجعلناهم الأخسرين) (70)]، فقال (فجعلناهم الأخسرين) لأنهم قالوا (حرقوه)، وفي الصافات: قال [قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين (98)] فلما قالوا (ابنوا له بنياناً) قال (فجعلناهم الأسفلين) فجازاهم بنقيض عملهم.
إلى المزيد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Sep-2007, مساء 09:48]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9545
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 12:16]ـ
- في الحجر: [وما أهلكنا من قرية إلا ولها (كتاب) معلوم]، وفي الشعراء [وما أهلكنا من قرية إلا لها (منذرون)]، لأنه قال في الحجر قبل ذلك [الر تلك (آيات الكتاب وقرءان مبين)] فناسبها (كتاب معلوم)، وفي الشعراء قال [منذرون] لأن السورة بكاملها في سرد قصص المنذرين - الأنبياء - مع أقوامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Sep-2007, صباحاً 11:57]ـ
حيثما ذكرت " فأخذتهم الصيحة" جاءت معها "فأصبحو في ديارهم" وحيثما ذكرت " فأخذتهم الرجفة" جاءت معها "فأصبحو في دارهم" فالصيحة أتت لكل واحد منهم في داره فقال في ديارهم، أما الرجفة وهي الزلزال فقد دمر بيوتهم وأزال جدرانها فأصبحت كأنها دار واحدة فقال في دارهم 0000والله أعلم
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 10:56]ـ
رائع .. كم أفرح بهذه اللطائف!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 06:20]ـ
تدبراول سورة البقرة
ان القرا ن فيه لاريب فيه بنزوله من عند الله وانه كلام الله وان فيه الهداية للمتقين وان المتقين هم من يؤمنون بالغيب ومن ذلك الايمان بالله والملائكة واليوم الاخر والصراط والميزان والجنة والنار وجميع مااخبر الله عنه و اخبرعنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الامور الماضية كاخبار الامم السابقة اوالمستقبلة كاشراط الساعة وعذاب القبر ونعيمه وان المتقين هم الذين يقيمون الصلاة في اوقاتها وكماجاءت بها السنة وكذا يوتون الزكاة لمستحقيها وان المتقين يؤمنون بالقران وانه انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بجميع الكتب المنزلة ماذكر منها كالتوراة والانجيل وصحف ابراهيم والزبور ومالم يذكر من الكتب السابقة وبمن انزلت عليه ويؤمنون باليوم الاخر وهم موقنون به انه ات لاريب فيه وانهم هم اهل الهداية والفلاح في الدنياوالاخرة
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 10:02]ـ
قسم الله في سورة الاسراء الناس - بحسب مرادهم - قسمين:
* من كان يريد العاجلة (الدنيا) فأخبر عن سنته تعالى معه فقال " عجلنا له فيها ما نشاء (أي ليس كل ما يريد بل ما يشاؤه الله بحكمته) لمن نريد (أي ليس لكل فرد من أفراد طالبي الدنيا) ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً (سواءً من اعطي أو من لم يعط).
* أما من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن (فلم يفرق الله تعالى بينهم ولم يقل ما نشاء لمن نريد، ولكن قال تعالى) فأولائك (أي كلهم) كان سعيهم مشكوراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 08:15]ـ
أولا: لأن هذه المناقشات خارجة عن الموضوع، وبناء عليه كان ينبغي حذفها، ولكني آثرت إبقاءها لعلنا نغير من طريقتنا.
ثانيا: يمكنك إفراد أمثال هذه المناقشات في موضوع مخصص.
ثالثا: لأن النقاش في أمثال هذه المسائل عادة يطول، والوقت في رمضان يضيق عن مثل هذا.
رابعا: ..... يكفي ما سبق (ابتسامة)
الأخ أبو مالك
أحسنت
يكفي ما سبق
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 10:48]ـ
جزاكم الله خيرا.
أفادني والدي حفظه الله البارحة فائدة .... أردت طرحها عليكم، ولم يتيسر لي البحث عن من ذكرها ابتداءً:
قال حفظه الله:
تأمل في قصة موسى عليه السلام ... ألا ترى أن قصته مع الخضر عليه السلام قد حدث ما يقاربها لموسى عليه السلام؟!.
قلت: كيف؟.
قال حفظه الله، وأمد في عمره على طاعته: تأمل معي:
- موسى عليه السلام ألقته والدته في البحر وخافت عليه من الغرق .... والخضر عليه السلام خرق السفينة فخاف موسى على أهلها من الغرق.
- قصة موسى عليه السلام وقتله الرجل .... وقصة الخضر عليه السلام وقتله الغلام.
- قصة موسى مع الفتاتين، ومساعدتهما .... وقصة الخضر عليه السلام مع الغلامين ومساعدتهما.
فهل سبق والدي إلى هذا القول أحدٌ (ابتسامة).
-
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:55]ـ
لا أظنه قد سبق لمثل هذه اللطيفة (ابتسامة)
...............
مجموعة أخرى من رسائل التدبر:
((يجب على من علم كتاب الله أن يزدجر بنواهيه ويخشى الله ويتقيه ويراقبه ويستحييه، فإنه حمل أعباء الرسل، وصار شهيدا في القيامة على من خالف من أهل الملل، فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه، أن يتلوه حق تلاوته، ويتدبر حقائق عبارته، ـ ويتفهم عجائبه، ويتبين غرائبه، قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [القرطبي في مقدمة تفسير]))
(يُتْبَعُ)
(/)
((في سورة الشعراء (آية 52) قال تعالى -في قصة أصحاب موسى-: {أن أسر بعبادي} فلما ضعف توكلهم ولم يستشعروا كفاية الله لهم، سلبهم هذا الوصف الشريف، فقال عنهم (آية 61) {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} [د. محمد بن عبد الله بن جابر القحطاني]))
((ما أحسن وقع القرآن وبل نداه على القلوب التي ما تحجرت ولا غلب عليها الأشر والبطر والكفر والنفاق والزندقة، والإلحاد! هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له، والمؤمنين به، يغذيها بالإيمان، والتقوى لله تعالى، ويحميها من التعفن والفساد، ويحملها على كل خير وفضيلة [الشيخ صالح البليهي]))
((إذا حبست عن طاعة، فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد، قال تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين} [د. مساعد بن سليمان الطيار]))
((وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]))
((قال حازم بن دينار: رأيت رجلا قام يصلي من الليل، فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله {خافضة رافعة} حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته، فقلت: بأبي أنت وأمي! ما {خافضة رافعة} - أي لماذا استمررت طول الليل ترددها -؟! فقال: إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا، ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا، فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله))
((القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد قال تعالى: {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}، وقال تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} وأمثال ذلك [ابن تيمية]))
((الصبر زاد، لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة؛ لتمد الصبر وتقويه: {واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [د. محمد الخضيري])).
((إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن، لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف، ولا أنفع، ولا ألذ، ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له، وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله [الحارث المحاسبي])).
((إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة {الذين آتيناهم الكتاب} فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة {أوتوا نصيبا من الكتاب} فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم {أوتوا الكتاب} فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت {أهل الكتاب} عمت الفريقين كليهما [ابن القيم]))
((من النصح لكتاب الله: شدة حبه، وتعظيم قدره، والرغبة في فهمه، والعناية بتدبره؛ لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه، وكذلك الناصح من الناس يفهم وصية من ينصحه، وإن ورد عليه كتاب منه، عني بفهمه؛ ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه، فكذلك الناصح لكتاب ربه، يعنى بفهمه؛ ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى، ويتخلق بأخلاقه، ويتأدب بآدابه [ابن رجب]))
((تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة في دعاء عباد الرحمن - أواخر سورة الفرقان - {واجعلنا للمتقين إماما} ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء! فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟ ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه، جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين. [د. محمد العواجي]))
((المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]))
((تأمل قوله تعالى -لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام-: {فلما رآه مستقرا عنده} فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال: {مستقرا} وكأنه قد أتي به منذ زمن، والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس، فتبارك الله القوي العظيم [ابن عثيمين])).
((ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة [النووي]))
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 06:17]ـ
يمكن فصل وإفراد هذه المشاركات في موضوع مستقل:
المشاركات رقم: (6 - 8 - 9 - 10 - 12 - 13 - 14 - 17 - 18 - 19 - 24 - 25).
وأقترح هذا العنوان:
الإشارة إلى بعض ضوابط التفسير .. (مناقشات).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كارم محمود]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 01:48]ـ
نفع الله بكم. فوائد جليله.
ـ[أم حكيم]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 08:23]ـ
وفي الصافات: قال [قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين (98)] فلما قالوا (ابنوا له بنياناً) قال (فجعلناهم الأسفلين) فجازاهم بنقيض عملهم.
إلى المزيد
لاحظ قوله تعالى (فألقوه)
والقاعدة الشرعية: (الجزاء من جنس العمل)
ـ[أم حكيم]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 10:46]ـ
بومن نظر في أحوال السلف وجد هذا كثيرا عندهم، رحمهم الله ورضي عنهم، وألحقنا بهم بمنه وكرمه.
[ COLOR=DarkRed] أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
من ذلك:
كلام رائع جدا للعلامة أبي يعقوب يوسف السكاكي في كتابه (مفتاح العلوم)
قاله في أثناء حديثه عن الالتفات:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21893
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 03:31]ـ
-
- في آل عمران [قالت رب أنى يكون لي (ولد) .. ] (47)، وفي مريم [قالت رب أنى يكون لي (غلام) ولم يمسسني بشر (ولم أك بغياً)] (20) ففي آل عمران كانت تناجي الله متعجبة أن يكون لها (ولد) سواء أكان ذكراً أم أنثى، وأما في مريم فقالت (غلام) رداً على كلام جبريل [لأهب لك (غلاماً) زكياً]، وزادت في مريم [ولم أك بغياً] لأن جبريل تمثل [لها بشراً سوياً] فاحتاجت نفي البغاء عن نفسها.
أرجو أن أكون قد أفدت إخواني
أما عن الإفادة فقد أفدت جزاك الله خيرا الجزاء.
وقع سهو في نقلك لهذه الآية والصواب أنه في سورة مريم من دون ذكر رب بينما في آل عمران ذكرت لفظة رب.(/)
لايخفى عليكم أهمية تدبر القرآن وتأمل معانية في حياة المسلم
ـ[عمارالمجوري]ــــــــ[17 - Sep-2007, مساء 08:21]ـ
لايخفى عليكم أهمية تدبر القرآن وتأمل معانية في حياة المسلم
واليوم جئت لكم بهدية قيمة لاتقدر بثمن
خصوصا أن القائمين
عليها أناس من أهل الاختصاص
ومن أهل هذا العلم
علوم القرآن
وهي خدمة تصلك بين يديك وعلى أي حال كنت فيا لله ما أسهلها من نعمة! ..
إليكم الخبر:
بعون الله تعالى-ومع بداية شهر رمضان-سينطلق جوال تدبر
( tadabbor )
وهو يهتم بتدبر القرآن وفهمه وبيان معانيه، ويشرف عليه جمع من أهل العلم، المهتمين بهذا الشأن، منهم:
أ. د.ناصر العمر.
د. محمد الخضيري.
د. محمد الربيعة.
د. عصام العويد.
د. عمر المقبل.
د. عبدالرحمن الشهري.
فقط أرسل رقم 1 إلى 81800،وستصلك أكثر من رسالة يوميا تعينك على فهم القرآن وتدبره، علما أن قيمة ا?شتراك 12 ريالا شهريا،بواقع 40 هللة يوميا، ومايبقي بعد رسم الاتصالات سيصرف في دعم مشروع التدبر.
علماً أن هذه الخدمة هي إحدى خدمات الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم)
فاشترك وحث غيرك على الاشتراك بها
منقول
ـ[قلب طيب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 01:50]ـ
جزيتم خيرا على الافادة(/)
تذكرت وأنا أقرأ:* / القرآن الكريم / *.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 06:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكرت وأنا أقرأ القرآن الكريم
*/ ا /*
في يوم من الأيام سألني والدي عن الذين يحتجون بالقدر، ويقولون أنهم أشركوا أو أجرموا بسبب القدر، فاحترت كيف لي أن آتي بجواب جامع مانع، ونسيت الأمر حتى قرأت قوله تعالى:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ} {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (الأنعام149 - 148)
ففتحت أول كتاب تفسير أتى على بالي، وهو تفسير ابن السعدي فوجدته يقول كلاما رائعا في تفسيره لهاتين الآيتين الكريمتين، وهو كما يلي:
" هذا إخبار من الله أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله، بالقضاء والقدر، ويجعلون مشيئة الله الشاملة لكل شيء من الخير والشر حجة لهم في دفع اللوم عنهم.
وقد قالوا ما أخبر الله أنهم سيقولونه، كما قال في الآية الأخرى:
{وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ... } الآية.
فأخبر تعالى أن هذه الحجة، لم تزل الأمم المكذبة تدفع بها عنهم دعوة الرسل، ويحتجون بها، فلم تجد فيهم شيئا ولم تنفعهم، فلم يزل هذا دأبهم حتى أهكلهم الله، وأذاقهم بأسه.
فلو كانت حجة صحيحة، لدفعت عنهم العقاب، ولما أحل الله بهم العذاب، لأنه لا يحل بأسه إلا بمن استحقه، فعلم أنها حجة فاسدة، وشبهة كاسدة، من عدة أوجه:
منها: ما ذكر الله من أنها لو كانت صحيحة، لم تحل بهم العقوبة.
ومنها: أن الحجة، لا بد أن تكون حجة مستندة إلى العلم والبرهان، فأما إذا كانت مستندة إلى مجرد الظن والخرص، الذي لا يغني من الحق شيئا، فإنها باطلة، ولهذا قال: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} فلو كان لهم علم -وهم خصوم ألداء- لأخرجوه، فلما لم يخرجوه علم أنه لا علم عندهم. {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ} ومَنْ بنى حججه على الخرص والظن، فهو مبطل خاسر، فكيف إذا بناها على البغي والعناد والشر والفساد؟
ومنها: أن الحجة لله البالغة، التي لم تبق لأحد عذرا، التي اتفقت عليها الأنبياء والمرسلون، والكتب الإلهية، والآثار النبوية، والعقول الصحيحة، والفطر المستقيمة، والأخلاق القويمة، فعلم بذلك أن كل ما خالف هذه الأدلة القاطعة باطل، لأن نقيض الحق، لا يكون إلا باطلا.
ومنها: أن الله تعالى أعطى كل مخلوق قدرة، وإرادة، يتمكن بها من فعل ما كلف به، فلا أوجب الله على أحد ما لا يقدر على فعله، ولا حرم على أحد ما لا يتمكن من تركه، فالاحتجاج بعد هذا بالقضاء والقدر، ظلم محض وعناد صرف.
ومنها: أن الله تعالى لم يجبر العباد على أفعالهم، بل جعل أفعالهم تبعا لاختيارهم، فإن شاءوا فعلوا، وإن شاءوا كفوا. وهذا أمر مشاهد لا ينكره إلا من كابر، وأنكر المحسوسات، فإن كل أحد يفرق بين الحركة الاختيارية والحركة القسرية، وإن كان الجميع داخلا في مشيئة الله، ومندرجا تحت إرادته.
ومنها: أن المحتجين على المعاصي بالقضاء والقدر يتناقضون في ذلك. فإنهم لا يمكنهم أن يطردوا ذلك، بل لو أساء إليهم مسيء بضرب أو أخذ مال أو نحو ذلك، واحتج بالقضاء والقدر لما قبلوا منه هذا الاحتجاج، ولغضبوا من ذلك أشد الغضب.
فيا عجبا كيف يحتجون به على معاصي الله ومساخطه. ولا يرضون من أحد أن يحتج به في مقابلة مساخطهم؟ "
ومنها: أن احتجاجهم بالقضاء والقدر ليس مقصودا، ويعلمون أنه ليس بحجة، وإنما المقصود منه دفع الحق، ويرون أن الحق بمنزلة الصائل، فهم يدفعونه بكل ما يخطر ببالهم من الكلام وإن كانوا يعتقدونه خطأ.
وبعد أن قرأت هذا التفسير تذكرت قصة عمر ابن الخطاب والتي ستعرفونها فيما يلي:
فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أَهْلُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي الْأَنْصَارِ فَدَعَوْتُهُمْ لَهُ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالُوا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلَافَهُ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ انْصَرَفَ "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 06:45]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[18 - Sep-2007, صباحاً 08:07]ـ
وجزاكم الله كل خير شيخنا الفاضل.
ــــــ
* / 2 / *
قال تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنعام:165)
" أي: فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق، والمحاسن والمساوي، والمناظر والأشكال والألوان" كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى.
تذكرت وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة الظلم الذي يمكن أن يحصل بين الناس بسبب الحسد أو الكبر،وذلك عند تفضيله تعالى لبعض خلقه ببعض المميزات والخيرات بمنه وكرمه.
وعندما تأملت قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} تذكرت دعوة المظلوم ودعوة المضطر التي قد تصدر بسبب الظلم، وعندما قرأت بعدها قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} تذكرت أنه تعالى لا يغفر للعبد ظلمه لأخيه، وكأنه تعالى يذكرنا بأننا سنسلم إن اتقينا الظلم، فالله تعالى غفور رحيم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 06:36]ـ
*/3 /*
قرأت قوله تعالى:
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة:51)
فتذكرت عزة المؤمن، فالمؤمن عزيز يعلم أن العزة في اتباعه لدينه وتوكله على ربه سبحانه، فلايذل نفسه للمخلوقات، ولا يخاف إلا من الله تعالى.
قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} (فاطر:10)
وقال تعالى:
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (المنافقون:8)
وقال سبحانه:
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن:46)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[19 - Sep-2007, صباحاً 10:37]ـ
*/4/*
قال تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71)
وعند قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ} تذكرت ما أخرجه البخاري بإسناده عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ"
قال ابن حجر:
" قَوْله (سَدِّدُوا)
فِي رِوَايَة بِشْر بْن سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عِنْد مُسْلِم " وَلَكِنْ سَدِّدُوا " وَمَعْنَاهُ اِقْصِدُوا السَّدَاد أَيْ الصَّوَاب، وَمَعْنَى هَذَا الِاسْتِدْرَاك أَنَّهُ قَدْ يُفْهَم مِنْ النَّفْي الْمَذْكُور نَفْيُ فَائِدَة الْعَمَل، فَكَأَنَّهُ قِيلَ بَلْ لَهُ فَائِدَة وَهُوَ أَنَّ الْعَمَل عَلَامَة عَلَى وُجُود الرَّحْمَة الَّتِي تُدْخِل الْعَامِل الْجَنَّة فَاعْمَلُوا وَاقْصِدُوا بِعَمَلِكُمْ الصَّوَاب أَيْ اِتِّبَاع السُّنَّة مِنْ الْإِخْلَاص وَغَيْره لِيَقْبَل عَمَلكُمْ فَيُنْزِل عَلَيْكُمْ الرَّحْمَة.
قَوْله (وَقَارِبُوا)
أَيْ لَا تُفْرِطُوا فَتُجْهِدُوا أَنْفُسكُمْ فِي الْعِبَادَة لِئَلَّا يُفْضِي بِكَمْ ذَلِكَ إِلَى الْمَلَال فَتَتْرُكُوا الْعَمَل فَتُفَرِّطُوا"
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 08:48]ـ
للتذكير
قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات:55)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 02:49]ـ
للرفع(/)
كلام ابن عاشور على هذه الأية (بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين)، هل من شارح لها.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[23 - Sep-2007, صباحاً 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كلام للشيخ الطاهر بن عاشور وهو يشرح قوله تعالى ( ... بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) فهل من شارح؟؟
(( ... ولونها إما فاعل بفاقع أو مبتدأ مؤخر وإضافته لضمير البقرة دلت على أنه اللون الأصفر فكان وصفه بفاقع وصفاً حقيقياً ولكن عدل عن أن يقال صفراء فاقعة إلى {صفراء فاقع لونها} ليحصل وصفها بالفقوع مرتين إذ وُصف اللون بالفقوع، ثم لما كان اللون مضافاً لضمير الصفراء كان ما يجري عليه من الأوصاف جارياً على سببيه (على نحوما قاله صاحب «المفتاح» في كون المسند فعلاً من أن الفعل يستند إلى الضمير ابتداء ثم بواسطة عود ذلك الضمير إلى المبتدأ يستند إلى المبتدأ في الدرجة الثانية) وقد ظن الطيبي في «شرح الكشاف» أن كلام صاحب «الكشاف» مشير إلى أن إسناد (فاقع) للونها مجاز عقلي وهو وهم إذ ليس من المجاز العقلي في شيء. وأما تمثيل صاحب «الكشاف» بقوله جد جده فهو تنظير في مجرد إفادة التأكيد.
وجزيتم خيرا.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[24 - Sep-2007, مساء 11:31]ـ
هل أخطأت الطريق؟؟؟!!!
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 03:21]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Sep-2007, صباحاً 03:24]ـ
للرفع يامشايخ ,,,
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Sep-2007, مساء 05:35]ـ
كلام ابن سيدة في اعراب القران لعله يوضحه قال رحمه الله
لونها}: ذكروا في إعرابه وجوها: أحدها: أنه فاعل مرفوع بفاقع، وفاقع صفة للبقرة. الثاني: أنه مبتدأ وخبره فاقع. والثالث: أنه مبتدأ، و {تسر الناظرين} خبر.
وأنث على أحد معنيين: أحدهما: لكونه أضيف إلى مؤنث، كما قالوا: ذهبت بعض أصابعه. والثاني: أنه يراد به المؤنث، إذ هو الصفرة، فكأنه قال: صفرتها تسر الناظرين، فحمل على المعنى كقولهم: جاءته كتابي فاحتقرها، على معنى الصحيفة
والوجه الإعراب الأول، لأن إعراب لونها مبتدأ، وفاقع خبر مقدم لا يجيزه الكوفيون، أو تسر الناظرين خبره، فيه تأنيث الخبر، ويحتاج إلى تأويل، كما قررناه. وكون لونها فاعلا بفاقع جار على نظم الكلام، ولا يحتاج إلى تقديم، ولا تأخير، ولا تأويل، ولم يؤنث فاقعا وإن كان صفة لمؤنث، لأنه رفع السبي، وهو مذكر فصار نحو: جاءتني امرأة حسن أبوها، ولا يصح هنا أن يكون تابعا لصفراء على سبيل التوكيد، لأنه يلزم المطابقة، إذ ذاك للمتبوع. ألا ترى أنك تقول أسود حالك، وسوداء حالكة، ولا يجوز سوداء حالك؟ فأما قوله:
وإني لأسقي الشرب صفراء فاقعا
كأن ذكي المسك فيها يفتق فبابه الشعر، إذا كان وجه الكلام صفراء فاقعة وهذه الجملة صفة للبقرة، وقد تقدم قول من جعلها خبرا، كقوله: لونها، وفيه تكلف قد ذكرناه. وجاء هذا الوصف بالفعل، ولم يجيء باسم الفاعل، لأن الفعل يشعر بالحدوث والتجدد. ولما كان لونها من الأشياء الثابتة التي لا تتجدد، جاء الوصف به بالاسم لا بالفعل، وتأخر هذا الوصف عن الوصف قبله، لأنه ناشىء عن الوصف قبله، أو كالناشىء، لأن اللون إذا كان بهجا جميلا، دهشت فيه الأبصار، وعجبت من حسنه البصائر، وجاء بوصف الجمع في الناظرين، ليوضح أن أعين الناس طامحة إليها، متلذذة فيها بالنظر. فليست مما تعجب شخصا دون شخص، ولذلك أدخل الألف واللام التي تدل على الاستغراق، أي هي بصدد من نظر إليها سر بها، وإن كان النظر هنا من نظر القلب، وهو الفكر، فيكون السرور قد حصل من التفكر في بدائع صنع الله، من تحسين لونها وتكميل خلقها. والضمير في تسر عائد على البقرة، على تقدير أن تسر صفة، وإن كان خبرا، فهو عائد على اللون الذي تسر خبر عنه. وقد تقدم توجيه التأنيث، ولذلك من قرأ يسر بالياء، فهو عائد على اللون، فيحتمل أن يكون لونها مبتدأ، ويسر خبرا، ويكون فاقعا صفة تابعة لصفراء، على حد هذا البيت الذي أنشدناه وهو:
وإني لأسقي الشرب صفراء فاقعا
على قلة ذلك، ويحتمل أن يكون لونها فاعلا بفاقع، ويسر إخبار مستأنف.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 05:48]ـ
كلام ابن سيده لم يوضح التفصيلات كلها بل هو ناقشها من جهة اعرابها ,,
بارك الله فيك أخي العزيز المفضال:أبا محمد الغامدي.
وشكرا أخي (ابن رجب) على مرورك الكريم(/)
هل سورة الرعد مدنية أم مكية .. ؟
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 07:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ببحثي القاصر في مجموعة من التفاسير وجدت الاختلاف بين علماء التفسير حول سورة الرعد.
فالبعض قال بأنها: مكية، والبعض الآخر قال بأنها: مدنية، ولم أجد إلاّ نقول عن السّلف من قبل المفسرين، وبعض العلماء رجح بأنها مكية؛ لأن مقاصد السورة يشير إلى ذلك.
ولكني أميل إلى كونها مدنية ... فهل أجد من يعرض لي المسألة، ثم يرجح، فإني بحاجة ماسة للوقوف على المسألة.
وإليكم بعض ما وقفت عليه:
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -:
((اختلفوا في نزولها على قولين:
أحدهما: أنها مكية، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير وعطاء، وقتادة.
وروى أبو صالح عن ابن عباس أنها مكيّة، إلا آيتين منها، قوله: ((وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ)) (1) إلى آخر الآية، وقوله: ((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً)) (2).
والثاني: أنها مدنية، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس، وبه قال جابر بن زيد.
وروي عن ابن عباس أنها مدنية، إلا آيتين نزلتا بمكة، وهما قوله: ((وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ)) (3) إلى آخرها، وقال بعضهم: المدني منها قوله: ((هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ)) إلى قوله: ((لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)) (4)، (5).
وجاء عند الرازي – رحمه الله تعالى -: ((أنها مدنية، وآياتها: 43، نزلت بعد سورة محمد، سوى قوله تعالى: ((وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ))، وقوله: ((وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)) (6)، قال الأصم: هي مدنية بالإجماع، سوى قوله تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ)) (7).
وقال الثعالبي – رحمه الله -: ((قيل: مَكِّيَّة إلاَّ بَعْضَ آيات، وقيل: مدنية، والظاهر أنَّ المدنيَّ فيها كثيرٌ)) (8).
وقال الصابوني: ((سورة الرعد من السور المدنية، ولكنها تتناول المقاصد الأساسية للسور المكية، من تقرير: الوحدانية، والرسالة، والبعث والجزاء، ودفع الشبه التي يثيرها المشركون، ولهذا عدَّها بعضهم مكية)) (9).
وقال بمكيتها ابن كثير - رحمه الله تعالى -.
وقال العلامة السعدي - رحمه الله -: مدنية، وقيل: مكية.
وغير ذلك.
-----------------
(1) سورة الرعد، الآية (31).
(2) سورة الرعد، الآية (43).
(3) سورة الرعد، الآية (31).
(4) سورة الرعد، الآية (14).
(5) زاد المسير في علم التفسير، أبي الفرج ابن الجوزي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط: 3، سنة 1404هـ - 1984م، (4/ 299).
(6) سورة الرعد، الآية (43).
(7) التفسير الكبير، فخر الدين الرازي، قدم له الشيخ خليل محي الدين الميس، دار الفكر، بيروت، ط: 1، سنة 1401هـ - 1981م، (18/ 235).
(8) الجواهر الحسان في تفسير القرآن، عبدالرحمن بن محمد الثعالبي، تح: علي محمد معوّض، وعادل أحمد عبدالموجود، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: 1، سنة 1418هـ - 1997م، (3/ 853).
(9) تفسير السور الكريمة ((يوسف، الرعد، إبراهيم))، محمد علي الصابوني، مكتبة الغزالي، دمشق، ومؤسسة مناهل العرفان، بيروت، سنة 1401هـ - 1981م، ص (62).
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 08:17]ـ
وقال السيوطي (ت911هـ) – رحمه الله تعالى -:
((أخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سورة الرعد نزلت بمكة.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال: سورة الرعد مكية
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردُويَه، عن ابن عباسٍ قال: ((نزلت سورة الرعد بالمدينة)).
وأخرج ابن مرْدُويَه، عن ابن الزبير، قال: ((نزلت بالمدينة الرعد))
وأخرج ابن المنذر، وأبو الشيخ، عن قتادة قال: سورة الرعد مدينةٌ، إلا آيةً مكيةً: ((وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ)) (1).
--------
(1) الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين السيوطي، تح: د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، دار هجر، القاهرة، ط: 1، سنة 1424هـ - 2003م، (8/ 359).
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 10:05]ـ
لازلت انتظر من يساعدني .. !!(/)
هل تجب الطهارة عند قراءة القرآن من الجوالات؟
ـ[نجيب]ــــــــ[25 - Sep-2007, مساء 07:16]ـ
السائل:
أبو عدنان من الرياض أرسل بهذا السؤال يقول: أنا حريص على قراءة القرآن وعادة أكون في المسجد مبكرا ومعي جوال من الجوالات الحديثة التي فيها برنامج كامل للقرآن الكريم -القرآن كاملا- بعض المرات -يقول يا شيخ- لا أكون على طهارة فأقرأ ما يتيسر وأقرأ بعض الأجزاء هل تجب الطهارة عند القراءة من الجوالات؟
الجواب:
هذا من الترف الذي ظهر على الناس، المصاحف والحمد لله متوفرة في المساجد وبطباعة فاخرة، فلا حاجة للقراءة من الجوال ولكن إذا حصل هذا فلا نرى أنه يأخذ حكم المصحف.
المصحف لايمسه إلا طاهر كما في الحديث لا يمس القرآن إلا طاهر وأما الجوال فلا يسمى مصحفا.
سماحة الوالد صالح بن فوزان الفوزان.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=923
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[17 - Oct-2007, مساء 08:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
من أسباب الغلط في تفسير آيات القرآن الكريم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[27 - Sep-2007, صباحاً 12:58]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى (15/ 94): فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن = تبين له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج.
وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه؛ فهذا منشأ الغلط من الغالطين، لاسيما كثير ممن يتكلم فيه بالاحتمالات اللغوية، فإن هؤلاء أكثر غلطاً من المفسرين المشهورين، فإنهم لا يقصدون معرفة معناه، كما يقصد ذلك المفسرين.
وأعظم غلطاً من هؤلاء وهؤلاء: من لا يكون قصده معرفة مراد الله؛ بل قصده تأويل الآية بما يدفع خصمه عن الاجتجاج بها ... .
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 01:42]ـ
كلام أكثر من رائع ... جزاك الله خيراً
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 02:22]ـ
كلام جيد ,, بارك الله فيكم ابا معاذ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 05:37]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ونفع بكم يا شيخ عبد اللَّه
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 03:10]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 03:59]ـ
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وجمعنا به بصحبة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم.
وبارك الله في أخينا أبي معاذ الشيخ عبد الله المزروع ونفع به.
وللفائدة من الأبحاث الجيدة في هذا الموضوع كتاب: ((أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية)) تأليف الدكتور طاهر محمود محمد يعقوب، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى سنة 1425هـ.
والكتاب منه نسخة ( pdf) على المكتبة الوقفية على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=910
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 08:08]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[29 - Sep-2007, صباحاً 01:24]ـ
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وجمعنا به بصحبة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم.
وبارك الله في أخينا أبي معاذ الشيخ عبد الله المزروع ونفع به.
وللفائدة من الأبحاث الجيدة في هذا الموضوع كتاب: ((أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية)) تأليف الدكتور طاهر محمود محمد يعقوب، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى سنة 1425هـ.
والكتاب منه نسخة ( pdf) على المكتبة الوقفية على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=910
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
ولعل من هذا الباب الكتب التالية:
1 - الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم (دوافعها ودفعها) للدكتور محمد الذهبي.
2 - الأقوال الشاذة في التفسير، للدكتور عبد الرحمن الدهش.
3 - ويدخل في هذا الباب: تفسير آيات أشكلت على مثير من العلماء حتى لا يوجد في طائفة من كتب التفسير فيه القول الصواب بل لا يوجد فيها إلا ما هو خطأ، لشيخ الإسلام.(/)
منهج تفسير القرآن عند هذا الشيخ????
ـ[أبو زكرياء]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 06:19]ـ
هل من أحد يخبرنا عن منهج هذا الرجل المسمى صلاح الدين أبو عرفة يفسر القرآن بالمسجد الأقصى?
ـ[أبو زكرياء]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 12:56]ـ
منهج تفسير القرآن عند هذا الشيخ???? هام جدا
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 12:59]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، ولكن السؤال المهم من هذا الرجل؟ فهو غير معروف.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - Sep-2007, مساء 02:47]ـ
وفقكم الله
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3511&highlight=%DA%D1%DD%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96762
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108460
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80643
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80643(/)
قراءة القرآن بين الإكثار والتدبر
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[01 - Oct-2007, صباحاً 03:16]ـ
كثيراً ما أحدث نفسي بالكتابة حول هذه المسألة، وأراني أسوِّفها حتى يفوت وقتها، فقلت لا أقل من نقل كلام أهل العلم في ذلك، ومن ذلك كلام العلامة ابن القيم رحمه الله في الزاد حيث يقول:
وَقَدْ اخْتَلَفَ النّاسُ فِي الْأَفْضَلِ مِنْ التّرْتِيلِ وَقِلّةِ الْقِرَاءَةِ أَوْ السّرْعَةِ مَعَ كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ أَيّهُمَا أَفْضَلُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ.
1 - فَذَهَبَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُمَا إلَى أَنّ التّرْتِيلَ وَالتّدَبّرَ مَعَ قِلّةِ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ مِنْ سُرْعَةِ الْقِرَاءَةِ مَعَ كَثْرَتِهَا.
وَاحْتَجّ أَرْبَابُ هَذَا الْقَوْلِ بِأَنّ الْمَقْصُودَ مِنْ الْقِرَاءَةِ فَهْمُهُ، وَتَدَبّرُهُ، وَالْفِقْهُ فِيهِ، وَالْعَمَلُ بِهِ، وَتِلَاوَتُهُ وَحِفْظُهُ وَسِيلَةٌ إلَى مَعَانِيهِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ السّلَفِ: نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُعْمَلَ بِهِ؛ فَاِتّخِذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا.
وَلِهَذَا كَانَ أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ الْعَالِمُونَ بِهِ وَالْعَامِلُونَ بِمَا فِيهِ؛ وَإِنْ لَمْ يَحْفَظُوهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.
وَأَمّا مَنْ حَفِظَهُ وَلَمْ يَفْهَمْهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِمَا فِيهِ فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَإِنْ أَقَامَ حُرُوفَهُ إقَامَةَ السّهْمِ.
قَالُوا: وَلِأَنّ الْإِيمَانَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ، وَفَهْمُ الْقُرْآنِ وَتَدَبّرُهُ هُوَ الّذِي يُثْمِرُ الْإِيمَانَ، وَأَمّا مُجَرّدُ التّلَاوَةِ مِنْ غَيْرِ فَهْمٍ وَلَا تَدَبّرٍ؛ فَيَفْعَلُهَا الْبَرّ وَالْفَاجِرُ، وَالْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ، كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيّبٌ وَطَعْمُهَا مُرّ.
وَالنّاسُ فِي هَذَا أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ:
أَهْلُ الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ، وَهُمْ أَفْضَلُ النّاسِ.
وَالثّانِيَةُ مَنْ عَدِمَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ.
الثّالِثَةُ مَنْ أُوتِيَ قُرْآنًا وَلَمْ يُؤْتَ إيمَانًا.
الرّابِعَةُ مَنْ أُوتِيَ إيمَانًا وَلَمْ يُؤْتَ قُرْآنًا.
قَالُوا: فَكَمَا أَنّ مَنْ أُوتِيَ إيمَانًا بِلَا قُرْآنٍ؛ أَفْضَلُ مِمّنْ أُوتِيَ قُرْآنًا بِلَا إيمَانٍ، فَكَذَلِكَ مَنْ أُوتِيَ تَدَبّرًا وَفَهْمًا فِي التّلَاوَةِ؛ أَفْضَلُ مِمّنْ أُوتِيَ كَثْرَةَ قِرَاءَةٍ وَسُرْعَتَهَا بِلَا تَدَبّرٍ.
قَالُوا: وَهَذَا هَدْيُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ كَانَ يُرَتّلُ السّورَةَ حَتّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلِ مِنْهَا، وَقَامَ بِآيَةٍ حَتّى الصّبَاحِ.
2 - وَقَالَ أَصْحَابُ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ كَثْرَةُ الْقِرَاءَةِ أَفَضْلُ.
وَاحْتَجّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ؛ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ؛ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ؛ وَلَامٌ حَرْفٌ؛ وَمِيمٌ حَرْف. رَوَاهُ التّرْمِذِيّ وَصَحّحَهُ.
قَالُوا: وَلِأَنّ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.
وَذَكَرُوا آثَارًا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ السّلَفِ فِي كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ.
وَالصّوَابُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَنْ يُقَالَ: إنّ ثَوَابَ قِرَاءَةِ التّرْتِيلِ وَالتّدَبّرِ أَجَلّ وَأَرْفَعُ قَدَرًا، وَثَوَابَ كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ أَكْثَرُ عَدَدًا.
فَالْأَوّلُ كَمَنْ تَصَدّقَ بِجَوْهَرَةٍ عَظِيمَةٍ أَوْ أَعْتَقَ عَبْدًا قِيمَتُهُ نَفِيسَةٌ جِدّا.
وَالثّانِي: كَمَنْ تَصَدّقَ بِعَدَدٍ كَثِيرٍ مِنْ الدّرَاهِمِ أَوْ أَعْتَقَ عَدَدًا مِنْ الْعَبِيدِ قِيمَتُهُمْ رَخِيصَةٌ.
وَفِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَأَلْت أَنَسًا عَنْ قِرَاءَةِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ كَانَ يَمُدّ مَدّا.
وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: قُلْت لِابْنِ عَبّاسٍ إنّي رَجُلٌ سَرِيعُ الْقِرَاءَةَ وَرُبّمَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ مَرّةً أَوْ مِرّتَيْنِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبّاسٍ: لَأَنْ أَقْرَأَ سُورَةً وَاحِدَةً أَعْجَبُ إلَيّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ الّذِي تَفْعَلُ، فَإِنْ كُنْت فَاعِلًا وَلَا بُدّ فَاقْرَأْ قِرَاءَةً تُسْمِعُ أُذُنَيْكُ وَيَعِيهَا قَلْبُك.
وَقَالَ إبْرَاهِيمُ: قَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ -وَكَانَ حَسَنَ الصّوْتِ- فَقَالَ: رَتّلْ فِدَاك أَبِي وَأُمّي؛ فَإِنّهُ زَيْنُ الْقُرْآنِ.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا تَهُذّوا الْقُرْآنَ هَذّ الشّعْرِ، وَلَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدّقَلِ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ، وَلَا يَكُنْ هَمّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السّورَةِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ أَيْضًا: إذَا سَمِعْتَ اللّهَ يَقُولُ: يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا .... فَأَصْغِ لَهَا سَمْعَك، فَإِنّهُ خَيْرٌ تُؤْمَرُ بِهِ، أَوْ شَرّ تُصْرَفُ عَنْه.
وَقَالَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: دَخَلَتْ عَلَيّ امْرَأَةٌ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرّحْمَنِ هَكَذَا تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ؟ وَاَللّهِ إنّي فِيهَا مُنْذُ سِتّةِ أَشْهُرٍ وَمَا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءَتِهَا.
انتهى النقل من كلام الإمام. ومن وجد نشاطاً فليضف لا محروماً من الأجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 04:05]ـ
أخي أبا البراء ..
حياك الله وبياك
للشيخ سلمان بن عمر السنيدي كتاب بعنوان (تدبر القرآن)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Oct-2007, مساء 09:58]ـ
جزاك الله خيرا
ليجمع العبد بين الخيرين إذ لا تزاحم
ـ[آل عامر]ــــــــ[14 - Oct-2007, صباحاً 05:12]ـ
" من لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذة القرآن شيئا " الزركشي، البرهان 2/ 171
"يا ابن آدم، كيف يرق قلبك وإنما همتك في آخر السورة؟! " الحسن البصري، مختصر قيام الليل للمروزي 150
ـ[أبو البراء الأنصاري]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 01:44]ـ
جزى الله الأخوين خيرا على مشاركتهما.
وأضيف بأن المسألة متوجهة لمن لايستطيع الجمع بين التدبر مع السرعة، ولذلك وجد التزاحم، وأما من جمع بينهما بصدق فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 07:23]ـ
مرادي بارك الله فيكم أن العبد ممكن أن يختم ختمة تدبر أو أكثر ثم ختمة حدر أو أكثر فالعمر يسع لهذا وذاك
وأما في رمضان فلا تزاحم أيضا فليشرع الإنسان بالختمتين فإن لم ينتهي من ختمة التدبر أنهاها في غير رمضان
لأن المقصود تكثير الحسنات
وفي حديث تقارب الخطى إلى المسجد وحديث بني سلِمة ما يشهد لذلك
والله أعلم
ـ[مناهل]ــــــــ[14 - Oct-2007, مساء 09:45]ـ
كلما أقراء عن تدبر القرآن أشعر بذنب عظيم على حالي
وكثيرا أهتم بنهاية الختم وماتبقى منه أكثر من تدبري وقد لاأتدبر الا القليل من الآيات فقط!!
فليتكم تصفون الدواء بعد وصفكم للداء(/)
(لطيفةٌ) محققُ " أحكام القرآن " للجصاص انتقدهُ؛ فرآهُ في المنام!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:01]ـ
أخبرني أخي الفاضل / خالد بن إبراهيم النعمي ـ المُعيد بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد ـ
أن فضيلة الشيخ الدكتور / حسين بن خلف الجبوري " الأستاذ الكبير بجامعة أم القرى " أخبرهم في القاعة أنه كان مشرفاً على أحد طلاب الدراسات العليا في تحقيق جزءٍ من (أحكام القرآن) للجصاص .. فقال الطالبُ للمشرف: المؤلف عليه ملاحظات عقدية لابد أن أنبه عليها ..
فقال الدكتور: المهم ضبط النص ..
فقال الطالب: لكنني سأُسأل في المناقشة: لماذا لم تنبه على الأخطاء؟
فقال المشرف: أنا سأناقشهم في ذلك ..
فجاء الطالبُ بعد يومين، وقال للمشرف: رأيتُ في المنام أن الجصاص ـ رحمه الله ـ قال لي:
"أما علمتَ بأن اللهَ قد غفر لي أخطائي"!!
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:27]ـ
إنَّ اللهَ غفورٌ رحيم.
لكن؛ ما علاقة ذلك في التّنبيه على الأخطاء العقدية (!)
وكيف تيقن أنّه الجصاص؟!!
ولو فتحنا المجال لأصحاب وحدة الوجود؛ لخرج مِن يدعي أنه رأى ابن عربي وغيره .. وقال ذلك!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Oct-2007, صباحاً 10:30]ـ
الأحلام وراءك وراءك (ابتسامة)
ـ[حمد]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 02:00]ـ
أسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأخطاءنا، ما أكثرها!
ونحن عنها غافلون / كالشرك الخفي وغيره
إنه هو الغفور الرحيم
ـ[المتعلم]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 06:35]ـ
طريفة:)
لكن تنبيهه على الأغلاط العقدية فيه نفع لمن يطلع على كتابه مما لم يغفر الله له أخطاءه!
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 09:34]ـ
شكر اللهُ لكم جميعاً ..
يا أحبة!
المسألةُ ليست: هل التعليق على الأخطاء مطلبٌ أو لا؟
فذاك شيٌ، ومقصدي شيءٌ آخر .. !
فهي كما قلتُ: (لطيفة)!
فكونوا عند شرط الكاتب!
تكمنُ اللطافة في كون المُحقق اجتمع مع المُحَقَّقِ له .. !
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 11:12]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / أبا ريَّان، وبارك فيك على نقل هذه اللطيفة.
ولكن؛ كما قال أحد الإخوة عن بيان المُخالفات العَقَديَّة، وأهمِّيَّتها.
وأنا أرى - والله أعلم - أنَّ تمام اللطيفة بكونك - أخي الكريم - أو أحد الإخوة - بعد إذنك - يُبيِّن أنَّ للجَصَّاص - رحمه الله - أخطاء عقَدِيَّة، حتى لا يغترَّ أحدٌ ممن يقرأ هذا الموضوع.
وإن كان الله قد غفر للإمام الجَصَّاص وغيره من أهل العلم ممن وقعوا في بعض الأخطاء = فهل يسكتُ العلماء عن بيان أخطاء كل عالمٍ منهم بأدبٍ وعلمٍ؟!
لا أظنُّك تقصد هذا، ولكن أحببتُ التنبيه حتى تكتمل الفائدة.
وأسأل الله أن يُبارِك فيك؛ كم استفدنا من نقولاتك المباركة.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 12:56]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / أبا ريَّان، وبارك فيك على نقل هذه اللطيفة.
ولكن؛ كما قال أحد الإخوة عن بيان المُخالفات العَقَديَّة، وأهمِّيَّتها.
وأنا أرى - والله أعلم - أنَّ تمام اللطيفة بكونك - أخي الكريم - أو أحد الإخوة - بعد إذنك - يُبيِّن أنَّ للجَصَّاص - رحمه الله - أخطاء عقَدِيَّة، حتى لا يغترَّ أحدٌ ممن يقرأ هذا الموضوع.
وإن كان الله قد غفر للإمام الجَصَّاص وغيره من أهل العلم ممن وقعوا في بعض الأخطاء = فهل يسكتُ العلماء عن بيان أخطاء كل عالمٍ منهم بأدبٍ وعلمٍ؟!
لا أظنُّك تقصد هذا، ولكن أحببتُ التنبيه حتى تكتمل الفائدة.
وأسأل الله أن يُبارِك فيك؛ كم استفدنا من نقولاتك المباركة.
أهلاً بك أخي المفضال العزيز الغالي / أبا مالك.
الحقُّ أحبُّ إلينا من الجصاص ومن غيره ..
وما ذكرتم أظن أنه مفهومٌ من القرينة الحالية!
أرجو أن لا يكون هذا الموضوع مُتنفساً لموضوع آخر محله غير هذا المقام.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 01:06]ـ
وأنا أرى - والله أعلم - أنَّ تمام اللطيفة بكونك - أخي الكريم - أو أحد الإخوة - بعد إذنك - يُبيِّن أنَّ للجَصَّاص - رحمه الله - أخطاء عقَدِيَّة، حتى لا يغترَّ أحدٌ ممن يقرأ هذا الموضوع ..
لا بد أن يتعلم الناس ـ وطلاب العلم خاصة ـ عدم التلازم بين المغفرة الإلهية، والأخطاء البشرية ..
وأن من غُفرَ له لا يعني ذلك أن أقواله حق!
ـ[المسندي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 07:27]ـ
انا اعتقد ان الذي اتاه شيطان يريد ان يثنيه عن التنبيه عن الاخطاء العقدية.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 11:38]ـ
انا اعتقد ان الذي اتاه شيطان يريد ان يثنيه عن التنبيه عن الاخطاء العقدية.
يا أخي اتق الله!
تأتي القصص المنامية في مغفرة الله لمن عُرف بالفسق .. ولا ينكرها أحد ..
ويُستبعد من أذهان بعض الناس مغفرة الله لمثل هذا العالم الذي اشتغل بالعلم الشرعي!
يا أخي استبعادك هذا غريبٌ جداَّ!
ألم أقل من قبل: عدم التلازم بين الأخطاء، ومغفرة الرب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 02:18]ـ
انا اعتقد ان الذي اتاه شيطان يريد ان يثنيه عن التنبيه عن الاخطاء العقدية.
كلام جيد
وأنا لا أستبعد بالطبع مغفرة الله لمن اجتهد فأخطأ
رحم الله علماء المسلمين وعامتهم
والفتاوى والأحكام الشرعية لا تؤخذ من المنامات كما هو معلوم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 02:33]ـ
يا إخوان أكثرتم على أخينا مهند و لا أراه ناقلا إياها إلا لطرفتها!
إضافة:
وقال أبو الربيع محمد بن الفضل البلخي: سمعت أبا بكر محمد بن مهرويه الرازي، سمعت علي بن الحسين بن الجنيد، سمعت يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام،
لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة، من أكثر من مئتي سنة.
قلت: لعلها من مئة سنة، فإن ذلك لا يبلغ في أيام يحيى هذا القدر.
قال ابن مهرويه: فدخلت على عبدالرحمن بن أبي حاتم، وهو يقرأ على الناس كتاب: " الجرح والتعديل "، فحدثته بهذا، فبكى، وارتعدت يداه، حتى سقط الكتاب، وجعل يبكي، ويستعيدني الحكاية.
قلت: أصابه على طريق الوجل وخوف العاقبة، وإلا فكلام الناقد الورع في الضعفاء من النصح لدين الله، والذب عن السنة. (السير 13/ 268)
فضل الله واسع سبحانه ومغفرة الله عز وجل عن الجصاص وغيره ليست ببعيد غفر الله لنا وله و لا علاقة في تبين الخطأ والذب عن شرع الله و حكم الجصاص عند الله هذا ما أظن أن أخانا مهند يعتقده فأمروا هذه اللطيفة التي لا أظنها ثنت الباحث عن الرد عليه والله أعلم
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 04:40]ـ
لطيفة جميلة
بارك الله فيك
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيك أخي مهند
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[19 - Oct-2007, مساء 09:28]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللطيفة.
تنبيه: أخشى أن يبخل كثير من الإخوة باللطائف والفوائد لما قد تحمل عليه من المحامل!!!!
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:08]ـ
أهلاً بك أخي المفضال العزيز الغالي / أبا مالك.
الحقُّ أحبُّ إلينا من الجصاص ومن غيره ..
وما ذكرتم أظن أنه مفهومٌ من القرينة الحالية!
أرجو أن لا يكون هذا الموضوع مُتنفساً لموضوع آخر محله غير هذا المقام.
بارك الله فيك أخي الحبيب / أبا ريَّان.
وجزى الله الأخ الكريم / أبا الحسن على إضافته الطيبة، ونصيحته.
ولكن؛ ليُعْلَم أنِّي لم أُرِد أيَّ شيءٍ مما قد يُخرِجُ الموضوع عن مقصوده؛ بل لأنَّك - أخي الكريم مُهنَّد - تعلمُ أنَّ مُرتادي هذه المواقع ليسوا كلُّهم طلبةَ علمٍ؛ بل فيهم الطالب المُبتدئ، وفيهم الجاهل!
لذا ذكرتُ ما ذكرتُ، ولكن؛ هذه رؤيا طيبة، وفيها بُشرى لمثل هذا العالم الجليل - رحمه الله تعالى -.
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 12:55]ـ
الإخوة الفضلاء: بارك اللهُ فيكم جميعاً ..
جزاك الله خيرا على هذه اللطيفة.
تنبيه: أخشى أن يبخل كثير من الإخوة باللطائف والفوائد لما قد تحمل عليه من المحامل!!!!
وجزاك مثله ...
أمَّا أنا فهذه أول (لطيفةٍ) أشارك بها .. ومن اللطائف: أنَّها ستكون الأخيرة!
_________
بارك اللهُ فيك أخي (عزيزَ القَدْرِ) أبا مالك ..
فهمتُ مرادَك .. جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 01:38]ـ
أمَّا أنا فهذه أول (لطيفةٍ) أشارك بها .. ومن اللطائف: أنَّها ستكون الأخيرة!
لماذا يا أُخَيَّ تكون آخر لطائفكم، فقد تعوَّدنا عليها؛ فلا تحرمونا منها.
بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 03:04]ـ
الأخ الفاضل: مهند المعتبي وفقه الله ...
أنت مشكور على نقلك وعلى القصد من هذه اللطيفة
وتعليق الإخوان كان على موقف مشرف الرسالة من عدم اهتمامه بالتنبيه على الأخطاء العقدية، وزادها أيضا موقف الطالب بنقل رؤياه المؤيدة لموقف المشرف،وعتاب صاحب الكتاب عليه، فكان من المناسب جدا التنبيه من الإخوان فالشاهد أن كلام الإخوان داخل في دائرة التناصح والتذاكر فيشكرون على ذلك، وما وجد المنتدى إلا للمذاكرة والمناصحة.
والله أعلم.
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[20 - Oct-2007, صباحاً 10:19]ـ
ما الفرق بين " المعيد" و"الأستاذ"؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - Oct-2007, مساء 12:53]ـ
أخي مهندا - حفظكم الله تعالى - زد من لطائفك كثّر الله منائحك:)
ومن القصص الطريفة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في " المجموع ":
[ .... كالشيخ عبدالقادر فى حكايته المشهورة، حيث قال: كنت مرة فى العبادة، فرأيت عرشا عظيما وعليه نور!!، فقال لى: يا عبدالقادر أنا ربك! وقد حللت لك ما حرمت على غيرك!! قال: فقلت له: أنت الله الذى لا إله إلا هو!، اخسأ يا عدو الله؛
قال: فتمزق ذلك النور، وصار ظلمة! وقال يا عبد القادر: نجوت منى بفقهك فى دينك وعلمك، ..... ، لقد فتنت بهذه القصة سبعين رجلا!!.
فقيل له: كيف علمت أنه الشيطان؟!
قال: بقوله لى: حللت لك ما حرمت على غيرك!!، وقد علمت أن شريعة محمد لا تنسخ، ولا تبدل، ولأنه قال: أنا ربك، ولم يقدر أن يقول: أنا الله الذى لا إله إلا أنا].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 12:26]ـ
أخي مهندا - حفظكم الله تعالى - زد من لطائفك كثّر الله منائحك:)
باركَ اللهُ فيكم أخي المفضال الفاضل الفضلي عليّاً ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2007, مساء 10:59]ـ
أما أنا فأحسب أن الله تعالى أراد أن ينبه المنتقد .. بأن يخفف قليلا من حدته على العلماء .. ببيان أنه سبحانه غفر لهم ..
لا ليصرفه عن الانتقاد .. بل ليحببه في هذا العلم الحنفي .. حتى يزول ما بينه وبينه من غل .. وإن وقع في مخالفات
والله أعلم
وشكر الله لك تلطفك بهذي اللطيفة .. يا شيخ مهند
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 02:30]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً أخي أبا القاسم ..(/)
تفسير جزء عم كاملا (تفسير 37 سورة بالصوت والصورة) لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 07:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير معاني القرآن
:: تفسير جزء عم::
(تفسير معاني مفردات 37 سورة من الكتاب العزيز بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=107 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=107)
http://www.rslan.com/images/index/amma.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=107)
نبذة عن السلسلة: فإن الجزء الأخير من كتاب الله تعالى أكثره من السور القصار, التي يتحفظها جملة المسلمين يُقيمون بها الصلوات, والحاجة ماسة لمعرفة معاني ما ذكر الله تعالى في كتابه العظيم جملةً وفي هذا الجزء خاصة, فهذا بيان لمعاني مفردات هذا الجزء من كتاب الله العزيز بطريقة ميسرة لعموم المسلمين.
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 سورة النبأ
2 سورة النازعات
3 سورة عبس
4 سورة التكوير
5 سورة الانفطار
6 سورة المطففين
7 سورة الانشقاق
8 سورة البروج
9 سورة الطارق
10 سورة الأعلى
11 سورة الغاشية
12 سورة الفجر
13 سورة البلد
14 سورة الشمس
15 سورة الليل
16 سورة الضحى
17 سورة الشرح
18 سورة التين
19 سورة العلق
20 سورة القدر
21 سورة البينة
22 سورة الزلزلة
23 سورة العاديات
24 سورة القارعة
25 سورة التكاثر
26 سورة العصر
27 سورة الهمزة
28 سورة الفيل
29 سورة قريش
30 سورة الماعون
31 سورة الكوثر
32 سورة الكافرون
33 سورة النصر
34 سورة المسد
35 سورة الإخلاص
36 سورة الفلق
37 سورة الناس
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=107[/ ... ]
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Oct-2007, مساء 08:18]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل(/)
تأملات وتساؤلات في آيات الله المحكمات؟؟
ـ[مناهل]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
في كتاب الله ومن خلال التأمل والتدبر في آياتة المحكمات لاأعلم لماذا تزداد حيرتي وأقف عند كثير منها!!
من الأيات التي وقفت عندها في سورة البقرة
(واذا قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الاأبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 000) الى قولة (فوسوس لهما الشيطان)
تساءلت كيف كان لأبليس أن يوسوس لآدم علية السلام وهو قد طرد من الجنة؟؟؟
وفي سورة يوسف
هل كان يعقوب علية السلام على علم بصنيع أبنائة ليوسف علية السلام!!
وهل أوحي الية بذلك قبل ان يأتوه عشاء يبكون؟؟
وأيضا قولة تعالى والله غالب على أمرة ولكن أكثر الناس لايعلمون فما أعظم هذة الأية أعجبتني كثيرا فما أحكمك يالله
ومن الآيات أيضا قولة تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقة من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبة ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا)
كلمات عظيمة جدددددا
ـ[مناهل]ــــــــ[24 - Oct-2007, صباحاً 09:59]ـ
وفي سورة يوسف ماهو البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام عندما راودتة امرأة العزيز؟؟؟؟؟؟؟(/)
تنوير الطلاب .. بتحرير أسباب العلم,,من كلام ربّ الأرباب
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله الذي حكم لأهل العلم على من سواهم فقال"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" .. والصلاة والسلام على إمام العلماء القائل "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" .. وعلى آله وأصحابه الميامين .. والتابعين لهم بإحسان من حملة العلم والمجاهدين
أما بعد .. فهذا سِفر كتبته بعون اللطيف .. اقتبسته من نور الكتاب .. وأمليته عن الفؤاد إلا في مواضع نادرة اقتضتني دقة النقل فيها أن أرجع لمصادرها .. وعلى الله في ذلك العماد
وهو الهادي سبحانه إلى سبيل الرشاد
وقصدت به أن يكون ذخيرة لي قبل إخواني من طلبة العلم، وإن كنت والله عيّلا عليهم.
جمعت فيه بين شرائط العلم وأسبابه .. ولطائف معارف وفرائد فوائد .. مقتصرا على مرجع وحيد هو كتاب الله عز وجل في تقرير الأصول مستعينا بالسنة وكلام السلف .. ليكون عمدة في انتهاج هذا المنحى في استخراج اللآليء من كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. وعدّة للطالب في المسير .. بحيث تكون أمّات هذا المبحث مستحضرة في ذهنه وأضواء الطريق منتشرة من حوله .. بمحفوظه من الآيات .. ولم أعز الشواهد من السنة إلى مصادرها استغناء بصحتها ..
عن عزوها ..
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:48]ـ
*"واتقوا الله ويعلمكم الله"
رتّب العلم على التقوى .. لأن حقيقة العلم نور يقذفه الله في الصدور ..
وليس هو مجرد حفظ مدونات السطور ..
وكرر لفظ الجلالة .. مع أن المعهود في التكرار إذا خلا عن سبب وجيه ..
خروج عن البلاغة .. وإملال للأذن ..
فلو قال قائل: واتقوا الله ويعلمكم .. لم يلحن في ذلك ..
ولكنه سبحانه كرر اسمه الشريف .. تنبيها على علاقة العلم بالتقوى ..
فكأن الله أراد أن يقول .. اتقوا الله .. لأن من تتقونه هو ذاته الله الذي يعلمكم ..
فثم من يقول .. إن الواو .. لا تتضمن ترتيبا .... بحجة أنها للعطف وليس من معانيها الترتيب كالفاء وهذا صحيح من حيث الأصل
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (قد يقال: العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم .. كما يقال: زرني وأزورك وسلم علينا ونسلم عليك ونحو ذلك .. إلى أن يقول رحمه الله تعالى (فقوله "واتقوا الله ويعلمكم الله قد يكون من هذا الباب فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارن ذلك ويلازمه ويقتضيه فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك ومتى اتقاه زاده من العلم وهلمّ جرا) انتهى)
والناظر في علم الصحابة .. يعلم أن سببه الأعظم بعد شرف استقائهم من معين المعصوم .. الورع والتقوى الفريدان .. فلم يكن ابن عباس أو ابن مسعود رضي الله عنهما أو غيرهما من فقهاء السلف .. يحفظون المتون العلمية والمصنفات الضخمة كما هو حال المتأخرين سوى ما معهم من كتاب وسنة ..
وقد قرن الله بين الأمر بالتقوى والأمر بالعلم في غير موضع كقوله "واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم" تأكيدا على المعنى السابق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:49]ـ
إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء"
قال الإمام أحمد مقتبسا من نور الآية: أصل العلم الخشية ..
وقد وصف الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام فقال"الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله"
وثبت عن خاتمهم صلى الله عليهم وسلم أنه قال للثلاثة المتنطعين: أما إني أتقاكم لله وأخشاكم له
فليس غريبا أن تكون الخشية من أخص خصائص ورثتهم الحقيقيين وهم العلماء الربانيون
والمتأمل في اختصاص ذكر الخشية بالعلماء .. دون غيرها .. يقع على السبب
فلم يقل سبحانه: إنما يرجو الله من عباده العلماء .. وما قال: إنما يحب الله من عباده .. ولا غير ذلك ..
لأن الخشية منزلة تجعل من طالب العلم .. لا أقول عاملا بما يعلم فحسب .. بل داعيا غيره ..
آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر .. دون مخافةٍ في الله لومة لائم
وهذه صفة العالم الرباني
ولأن العلم بالخالق .. وأسمائه وصفاته .. يورث مراقبته .. وقدره سبحانه حق قدره .. وهذه حقيقة الخشية ..
وبالعكس .. فإن خشيته سبحانه .. تورث عناية من الله تعالى بعبده .. يرزق بها مزيدا من العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
والحب لله تعالى يقتضي الاتباع كما قال "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" .. ولايكون الاتباع لأحد في الأصل إلا عن معرفة به .. وهو ما يلزم من الخشية
قال الراغب "الخشية خوف يشوبه تعظيم وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه" .. وهذا دقيق بتأمل السياقات التي ورد فيها ذكر الخشية ..
والخشية تمنع صاحبها من الكذب .. الذي ينافي العلم .. ويناقضه جملة وتفصيلا .. ولهذا ترد رواية الضعيف فضلا عن الكذاب أو المتهم ..
ولهذاأيضا تجد الخوارج لا يقعون في الكذب ويروي عنهم البخاري وغيره .. يرغم بدعتهم المغلظة .. ولا يكفّرون على الصحيح .. وبدعتهم على التحقيق: أنهم عبدوا الله بالخوف وحده ثم غلوا فيه حتى عميت أعينهم عن آيات سوى الترهيب .. بخلاف الرافضة فهم أكذب الطوائف
وأما الرجاء .. فالغالب في الناس أنهم يرجون الله وما عنده .. لأن النفس مجبولة على حب ذاتها والطمع .. دون ارتباط ذلك بالعلم بنفس الوتيرة الذي يرتبط به الخوف .. أو الخشية بتعبير أدق
فإن قيل قد قدّمت الخوف على منزلة الحب .. والمعلوم أن الحب بمثابة رأس الطائر كما يقول الإمام بن القيم .. والخوف والرجاء جناحاه
قلت: ليست الخشية هي ذات الخوف .. بل هي معنى يلتئم من الخوف والتوقير والإجلال"فلا تخشوهم واخشوني"
والتعظيم والتوقير المبني على حق .. يتضمن الرجاء في المعظّم .. بدليل سيدة السور فإذا قال العبد" مالك يوم الدين" قال الله مجدني عبدي فدل أنه تعظيم .. وحينئذ .. يقول العبد"اهدنا الصراط المستقيم" .. والدعاء رجاء
وبدليل سيد الاستغفار .. فإن العبد يقدم بين يدي حاجته تعظيما فيقول"اللهم أنت ربي خلقتني .. إلى أن يقول فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
ثم هذا التوقير والتعظيم .. يقتضي الطاعة .. والطاعة علامة المحب كما قال الشاعر:
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع ..
كما أن المقصود بيان علاقة الخشية بالعلم علاقة السبب بالمسبب .. فهي أوثق من علاقة الحب به .... ذلك أن آية حب الله الاتباع .. ولايكون الاتباع حقيقيا بل لا يكون متصوّرا إلا عن خشية .. تورث علما .. أو عن علم يورث خشية
ولهذا تميّز الأئمة والعلماء الصّديقون الربانيون .. عبر الزمان بقولهم الحق .. دون أن يخافوا في الله لومة لائم ..
ولو أدى ذلك إلى سجنهم أو قتلهم .. أو التنكيل بهم .. لسبب يسير ألا وهو تقديم خشيتهم لله على خشية من سواه"فالله أحق أن تخشوه"
وكان السلف كما يفهم من كلامهم .. يغلبون في الوعظ جانب الخوف على الرجاء .. إلا من وجدوه قانطا عالجوه بما ينفعه من الرجاء .. والمتتبع لآي القرآن .. يجد أن النار مذكورة أكثر بكثير .. من الجنة .. وهذا بميزان العليم القائل"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:51]ـ
الرحمن* علم القرآن*خلق الإنسان*علمه البيان"
مقدمة هذه السورة الشريفة .. نبهت على أصل العلم .. وهو الوحي القرآني ..
فلابد على طالب العلم .. أن يتقصد البدء بحفظ كتاب الله .. وفهم معانيه ..
ولما كان القرآن عربيا .. ألمحت الآية إلى أن علم القرآن متعلق بالبيان ..
فيلزم ممن قصد فهم الكتاب ومقاصده وأسراره وإعجازه .. أن يكون متضلعا بالقدر الكافي من العربية .. وهذا جلي في قوله ""كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون"
وأوحت الآية كذلك .. بطريق الإيماء .. أن صاحب القرآن قوي الحجة .. لأن البيان اسم مصدر من بيّن ..
وخير البيان هو القرآن .. فمن اختلط حبه للقرآن بشحمه ولحمه ودمه .. أكسبه ذلك قوة في الحجة .. وبراعة في المنطق والبرهان
ولكن صاحب الحديث أقوى حجة منه .. لأن السنة من مراميها (بيان) ما أجمله الله تعالى في كتابه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:52]ـ
"اقرأ باسم ربك الذي خلق*خلق الإنسان من علق*اقرأ وربك الأكرم*الذي علم يالقلم*علم الإنسان مالم يعلم"
تضمنت هذه الآيات على نفائس .. والسعيد من يوفقه الله بالعمل بها بعد الظفر بفهمها ..
الأولى-أن الله تعالى قيّد تعليمه الإنسان .. بالقلم .. فدل أن معالجة آفة نسيان العلم تكون بتقييده بالقلم .. بالتلخيص وتدوين الفوائد والنكت والملاحظات
الثانية-أن الأمر بالقراءة .. جاء معدّى بباء الاستعانة .. والمعنى أن فهم القرآن خاصة والوحي بعامة وما يتفرع عنه من علوم ..
لابد أن يصحبه من الاستعانة بالله والافتقار إليه والتوكل عليه .. والتنصّل من الحول الذاتي .. إلى حول الله وقوته .. ما على مثله تتحقق معية الله تعالى وعنايته وفتحه على السالك في مدراج العلم .. ولا يخفى مافي التوسل باسم الرب من التوفيق والتسديد والإلهام .. لأن الربوبية مصدر جامع لمعاني أسماء الله تعالى وصفاته .. وهي حجة الله على عباده في إلزامهم بتأليهه"ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله"
وسير أكابر أئمة أهل العلم .. ملأى بما يدل على عنايتهم بهذا الشرط .. ومن أبرز ذلك ما كان من أمر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
فلطالما عفّر وجهه بالتراب في المساجد المهجورة .. وهو ساجد يقول: اللهم يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني .. ولهذا قال الملائكة" سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا"
الثالثة:-تكرار لفظ فعل الأمر"اقرأ" مرتين .. ويقارنها تكرير لفظ الفعل الماضي"علّم" ..
وفي ذلك إشارة إلى أن القراءة مرة بعد مرة .. والمراجعة تلو الأخرى .. وترديد المحفوظ بعد الترديد ..
شرط في ثبوت العلم .. وازدياد الفهم للمعلوم ..
وليس عبثا أن يأتي فعل التعليم .. بصيغة الماضي الدال على التحقيق .. في حين جاء فعل القراءة بصيغة الأمر
كأن الله تعالى يقرر أنه كما خلق وهو أمر لا يجادل فيه أحد .. فإنه سبحانه هو من علّم .. وما عليك يابن آدم .. سوى القراءة بتحقيق الشروط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 08:53]ـ
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 09:40]ـ
"وعلم آدم الأسماء كلها"
يستشف منها ضرورة اهتمام طالب العلم بمفردات اللغة .. ومعرفة لسان العرب
فقد عبر بلفظ العموم "كل" .. والراجح في أصل اللغة أنها تعليم من الله بالإلهام ..
ولا ينافي هذا أن تكون تطورت مع الزمان .. لكن أن يقال إن مجموعة من العقلاء اصطلحوا على تسمية الأشياء .. فبعيد .. وليس عليه دليل قط
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2007, مساء 11:41]ـ
قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون" ..
التفصيل هو الإسهاب في ذكر ما أوجز وأحكم ..
فعلى طالب العلم أن يعتني بتقسيم المباحث وتفصيل إشكالاتها وفروعها .. حتى تكون حاضرة .. في ذهنه وقت الحاجة إليها
ومن سمات بحور العلم .. اتضاح الفروق بين دقائق المسائل .. وتفريعاتها
ونضرب على هذا مثالا يسيرا .. بالتوحيد ..
فهو في مجمله إذا لخص بجملة:شهادة أن لا إله إلا الله .. وأن محمدا رسول الله
فإذا أردت استقراء التوحيد وجدته منقسما إلى ثلاثة أنواع:-
توحيد الألوهية .. وتوحيد الربوبية .. وتوحيد الأسماء والصفات ..
وكل واحد من هذي الأقسام .. يتفرع عنه شعب ومقتضيات ولوازم .. وهكذا
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 02:36]ـ
فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم"
هذه قاعدة جليلة .. وهي على صغرها ,يندرج تحتها من الفوائد واللطائف علم جمّ وأسوق إليك طرفا من ذلك .. وبالله التوفيق ومنه السداد:-
-قدّم العلم على العمل .. ولذلك بوّب البخاري باب العلم قبل العمل
-ذكر من العلم أخصّه .. وهو التوحيد الخالص الذي يطهر القلب من الشرك .. والشبهات
وذكر من العمل الذكر .. وخصّ الاستغفار .. لأنه يطهر القلب من الغفلة .. والشهوات
واجتناب البدع والمعاصي صفة طريق المسلم الحق .. مثلما أن تحقيق الاعتقاد مقدم على معرفة تفاصيل الحلال والحرام في طريق طالب العلم ..
وخص الاستغفار كذلك .. تلويحا على أن الله" "لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء"
-وجمع بين طلب العلم والاستغفار .. تطهيرا لطالب العلم من العُجب .. وحبه محمدة الناس .. والتفاته لحظوظ نفسه
-ذكر سبحانه المعمول في فعل "اعلم" .. وحذفه في فعل "استغفر" .. لأن من عَلِم اللهَ وأنه لا إله إلا هو حق المعرفة .. استغفره ولابد .. والقرآن جاء بأبلغ عبارة دالة على المقصود .. والاختصار من طرائق الطلبة الأذكياء .. إذا استشرحوا أو قرؤوا المطوّلات .. وقد حذف سبحانه من شهادة التوحيد ههنا الأمر بعلم أن محمدا رسول الله .. لأن الخطاب له عليه الصلاة والسلام .. فاكتفى بذلك عن ذكرها .. ولأن الأصل أن العلم بالله .. سبب للعلم برسله وأنهم واسطة الحق إلى الخلق في التبليغ
-نصّ على الذنب في حق الرسول صلى الله عليه وسلم .. فقال "لذنبك" .. وحذفه في حق المؤمنين والمؤمنات .. لأن الأصل أن يستغفر الإنسان لذنبه هو فلا يتكل على غير ربه .. ولأن المؤمنين والمؤمنات .. أولى بثبوت الذنوب في حقهم سدا لذريعة أن يداخل أحدهم كبر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله"ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته" .. ولأنه صلى الله عليه وسلم أسوة لنا .. فاستغفاره ربه .. سبب لأن يقتفي المؤمنون أثره في ذلك
-ختم بقوله "والله يعلم متقلبكم ومثواكم" .. فقابل تحقيق التوحيد بالمثوى .. وقابل الاستغفار بالتقلّب
لأن الجنة مثوى كل موحد وإن وقع في الكبائر .. والمعاصي سبب لتقلب القلوب والاستغفار سبب لثباتها .. ومنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
والله أعلم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 07:19]ـ
الله ينفع بك أبا القاسم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, صباحاً 09:07]ـ
وبك أخي سيف .. وبورك فيك على المرور والدعاء الكريم
--------------
وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين"
هذه إشارة أن المبالغة في الاشتغال بالشعر .. يصرف عن العلم النافع ..
ولهذا قال الشافعي: ولولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت الآن أشعر من لبيدِ
وأبلغ منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتليء شعرًا
وكثير من الطلبة .. يقضي الأوقات الطوال في حفظ الأشعار .. على حساب السنة .. وربما القرآن
فيقال لمثلهم .. إنما يستعان بدواوين العرب طلبا لفهم اللغة والقرآن ..
أما صرف الهمم للإحاطة بأشعار العرب .. أو الإكثار من النظم ..
فثم ما هو أولى منه .. وإني لأعجب من اشتغال فئام من أهل العلم بوضع المنظومات إلى يومنا هذا .. مع كون القدامى لم يتركوا فنّا إلا كتبوا فيه عشرات المنظومات ..
فألئك ضوّعوا العلم .. وبعض هؤلاء ضيّعوه .. وإن كان قد يلتمس العذر لبعضهم .... ومن باب الترف هذا .. أن يجرد أحد علماء النحو وقته لإعراب ألفية ابن مالك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:57]ـ
جميل .... عسلك الله حبيبي أبا القاسم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:28]ـ
مسدَّداً دمتَ أبا القاسنم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 05:04]ـ
بورك فيكما أيها الكريمان العزيزان على دعوتيكما .. ولكم بمثل
------------------
-"لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"آل عمران
-"هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"الجمعة-2
-"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون"البقرة 151
-"ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم"129البقرة
وههنا هنا ملحوظات .. وبإزائها تعليقات
-يلاحظ من تدبر هذه الآيات .. أن الله سبحانه وتعالى قدم التزكية على تعليم الكتاب والحكمة .. ما خلا آية .. فتقدم تعليم الكتاب والحكمة على التزكية ..
والسر في ذلك .. أن الآية التي تقذّم فيها ذكر التعليم على التزكية .. هي حكاية على لسان الخليل عليه السلام .. والمقام مقام دعاء .. والأليق بالدعاء أن يقدّم العلم .. كما علم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم"وقل رب زدني علما" .. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لابن عباس فقال"اللهم فقهه في الدين" .. وفي لفظ"وعلمه التأويل"
وأنه دعا لمعاوية فقال"اللهم علمه الكتاب" .. لأن الدعاء بذكر السبب غالبا ما يكون أصدق من الدعاء بالغاية ..
فهناك من يقول: اللهم أدخلني الجنة .. وثم من يقول: ارزقني الشهادة في سبيلك .. فالأول قد لا يلتفت للعمل .. والثاني لحظ معنى ثمن الجنة .. وأنها محفوفة بالمكاره .. فإبراهيم عليه السلام .. قد قدم علم الكتاب على التزكية .. باعتبار أن الاستنارة بالوحي .. سبب لتزكية النفس ورفعتها فهو عليه الصلاة والسلام لحظ هذا المعنى وفيه قوله تعالى"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" .. وحرف الخفض"من" للجنس وليست للتبعيض قطعا .. وكذلك قوله سبحانه"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" .. والقرآن خير الذكر .... والنفس المطمئنة .. نفس زكيّة
أما في الآيات الثلاث الأخر .. فهي من كلام الله ابتداء .. وهي في مقام الامتنان .. فناسب كرمه سبحانه أن يقدم الغاية التي أرادها إبراهيم ..
وهي التزكية .. بمنزلة من سأل الله شيئا .. فأعطاه الله خيرا مما سأل ..
وأيضا .. فإن تزكية النفس وتهذيبها بالإيمان ومكارم الأخلاق وأدب الطلب .. يجب أن يتقدم على العلم البحت
ويدل عليه .. ما ورد عن ابن مسعود .. وابن عمر .. من تعلم الإيمان قبل القرآن
وكذلك ما نقل عن غير واحد من السلف كسفيان الثوري "تعلمنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله" ..
فلو أنه تزكى في البدء .. لما قال ذلك .. لكنّ الله تكرّم عليه ولطف به .. فصرف توجهه إليه .. وزكى قلبه بحرصه على العلم
والحاصل أن العلم سبب لرفعة النفس في مقام التزكية .. والاهتمام بتزكية النفس عن الرزايا .. شرط للعلم الذي ينفع صاحبه .. فالنسبة بينهما مطردة
-كل الآيات اشتركت في البداءة بذكر وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها تلاوة الآيات
لأن هذا هو الأصل ولكن بشرط الفهم والتدبر والعمل .. كما نقل عن عبد الرحمن السلمي"حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل .. قال فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا"
فيجب على طالب العلم دونما أدنى ريب .. أن يقدم حفظ الكتاب .. وتدبره .. وفهمه ما استشكل عليه .. ولو بتفسير صغير الحجم ..
ثم يشرع بعد ذلك في التوسع في المتون وغيرها .. مع الأخذ بحظ وافر من القرآن .. لأن الله قدم الكتاب على الحكمة .. التي هي السنة .. وكما قال الشافعي"كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهه من القرآن مستدلا بقول الله"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم"
-ثلاث آيات منهن اختتمت ببيان حال الأمة قبل البعثة من التيه والانحراف لمناسبة ذلك في معرض الامتنان (ثنتان منها نصت على الضلال المبين .. وواحدة أشارت إلى تفسير هذا الضلال وأنه الجهل السابق بقوله تعالى"ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون") .. وآية اختتمت بالثناء على الله تعالى وذكر اسمين من أسمائه الحسنى "العزيز الحكيم" .. لأن مقام الدعاء يلائمه الثناء ..
وأما اختصاص ذكر هذين الاسمين ههنا .. فهو أدب الأنبياء .. فنبّه على العزة .. لأن هداية الضلّال .. لا ينفع الله بشيء .. كما أن معصيتهم .. لا تضره .. وثنى بذكر اسم الله "الحكيم" .. لأن إرسال الرسل بالكتب المشتملة على الحجة البالغة والرحمة الهادية .. هو من لازم حكمة الله تعالى .. وهذا نظير قول عيسى عليه السلام"إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 06:58]ـ
"وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"
من ثمار العلم الصحيح .. أن يعقل أهل العلم الأمثال التي يضربها الله عز وجل ..
ويضربها نبيه صلى الله عليه وسلم ..
كذلك من أسباب الإعانة على الفهم والتمكن في العقل عن الله .. أن يعتني الطالب بأمثال القرآن ..
وإن كان المطلوب بالطبع أن يعتني بكل آية .. لكن المقصود .. أن العناية بالأمثال خاصة .. من أسرار الدربة على الفهم .. ولهذا قال سبحانه عقيب مثل البعوضة "فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم"
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 01:27]ـ
"إن في ذلك لآيات للعالِمين"
التفكر في ملكوت الله ومخلوقاته .. والوقوف على دلائل جبروته ورحموته ..
وجلاله وعظمته .. ما انفك صفةً أصيلة في كل مؤمن .. وهي في حق العالم أوجب منها في حق عامة الناس .. وقد نبه الإمام الجهبذ بن القيّم وأفاض في ذكر بعض عجائب ما خلق الله عن متابعة دقيقة منه وليس نقلا عن غيره .. كحديثه عن النحل مثلا .. في شفاء العليل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 01:27]ـ
" أأنتم أعلم أم الله" .. ؟
هذا سؤال استنكاري من الله تعالى .. والجواب: بل الله أعلم ..
وهذا الجواب الحتم سر من أسرار التواضع .. فإنك لا تجد عالما نحريرا مخلصا إلا أكثر من هذه الإحالة إلى علم الله المطلق .. ولا تجد متطفلا على العلم أو معجبا بعلمه .. إلا أقلّ منها .. دفعا لتوهم الناس –في ظنه-أن يقولوا لو كان راسخا لجزم في المسألة ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 08:51]ـ
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا"
هذا على قراءة الوقف عند قوله"وما يعلم تأويله إلا الله" ..
وفرق بين العالم .. والراسخ في العلم .. فكلاهما قد يشترك في حفظ ذات الأشياء
أما الراسخ .. فهو كالجبل لا تهزه عواصف الشبهات التي يوردها المبطلون .. وإن لم يهتد لبيان مشكلها أو ما ظاهره التعارض .. فتراه مسلّما بأنه الحق .. كما لو كان يراه رأي العين أو أزيد من ذلك .. وقد أسدى الإمام بن تيمية .. لتلميذه ابن القيم نصيحة نفيسة احتفى بها فقال له"لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها"
فتكسوه هذه الخصلة من كرامة الله له والعناية به باستعماله في مرضاته والذب عن دينه
في المواطن التي يعز فيها الرجال .. مع ما يصحب ذلك من الثبات في المحن والصبر على اللأولاء
وأما على الوقف على قوله "والراسخون في العلم" .. فيكون الراسخون مشمولين في علم تأويل المتشابهات ..
ودخولهم في علم ذلك بواو العطف مع الله تعالى .. شرف لا يدانيه شرف
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 08:56]ـ
وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"
فالاختلاف من بعد مجيء العلم دليل على البغي .. والتعصب .. والظلم
وليس هو من باب اختلاف التنوع .. إذا كان في المسألة دليل شرعي واضح ليس معارَضا بغيره
ولهذا قال الشافعي:إذا صح الحديث فهو مذهبي .. وقال أحمد: من ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة .. وقال أبو حنيفة: إذا أتاك الحديث من رسول الله فاضرب بقولي عرض الحائط .. وقال مالك: كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر
فمن وجد نفسه يختار قول إمام يبجله أو شيخ يحبه .. مع كون حجة غيره أقوى .. فليتهم علمَه وقلبه
ويكون بذلك تخلّق بخصلة من خصال اليهود .. الذين لم يكن مجيء العلم إياهم .. إلا مزيد إضلال لهم حين بغوا برفضهم الإذعان له
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 08:57]ـ
"قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
لابد على طالب العلم مهما بلغ شأنه .. أن يظل مستحضرا أن ما أوتيه من العلم قليل ..
فلا يغتر بما معه .. فيعاقب بالحرمان والطغيان .. وقسوة القلب وفساد النية
وقد قيل في مراتب طالب العلم في ذلك:-
-المبتدي .. وهو يتوهم بحفظه لبعض المتون وإتقانه لبعض المسائل .. أنه غدا في عداد الراسخين أو من يحق لهم الفتوى .. والجسارة على ما ليس من حقه
-والمتوسط .. وهو من فجأته كثرة العلوم والكتب واطلاعه على علم العلماء .. فأكسبه ذلك تواضعا وانكسار نفس
-والمنتهي .. وهو من إذا سألته عن حجم علمه .. قال لك: لا أعلم شيئا!
ثم اعلم أن استذكار المرء لكون علمه قليلا جدا .. يحفزه لمواصلة المسير .. بقدر ما يتيقن من هذه الحقيقة ..
يتبع إن شاء الله عز وجل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 08:27]ـ
"إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا"
وإنك لن تجد عالما ربانيا صادقا .. إلا وجدت الله قد جمّله بحسن عبادته والإنابة إليه والإخبات .. والانكسار بين يديه سبحانه ما بين قيام ليل وغيره .. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إمام العلماء معاذا لأن يقول دبر كل صلاة"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
ومن تتبع سير أكابر أهل العلم .. يلحظ ذلك خصيصة فيهم ..
وقد راقب ابن القيم شيخه ابن تيمية .. فنقل أنه كان يجلس بعد الفجر حتى ينتصف النهار ..
فقال له مرة: هذه غدوتي ولم لم أتغدَّ سقطت قواي
وعند الترمذي من حديث علي موقوفا .. قال في صفة القرآن: ولا يشبع منه العلماء
ونحو ذلك عن عثمان رضي الله عنهما .. فقال: لو صحت قلوبنا لما شبعت من كلام الله
وقد وصف حالة الذين أوتوا العلم .. وأثنى على خشوعهم .. وبيّن ما يحرصون هم على إخفائه .. رفعا لذكرهم ..
وصوّر حالا من أحوالهم .. وهو الخر للأذقان بالسجود .. عند تلاوة الآيات عليهم ..
مع أن أهل العلم تطرق أسماعهم آيات الله كثيرا .. فلا يعتادون عليها .. وهم في خشوع مستمر
يتعاظم مع تعاظم علمهم .. بخلاف الضلّال الظالمين .. فلا يزيدهم القرآن إلا خسارا
والآية عامة في الذين أوتوا العلم ولا وجه لتخصيصها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:22]ـ
بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم"
وهذا دليل الحفظ .. وقد وجدت شاعر النيل-رحمه الله- في كتابه النظرات يسخر من حفظة المتون .. ككتاب كالبخاري ونحوه .. قائلا إن هؤلاء الحفظة .. لم يزيدوا على أن زاد عدد النسخ! .. وهذه نظرة قاصرة وقع فيها جماعة من المعاصرين .. من الفقهاء ونحوهم .. من المغترين بفهمهم أو الفرحين بما عندهم من العلم
ووضوح بطلانها أظهر من أن يرد عليه
وقوله "بينات" .. بيان لشرف محفوظهم ..
وتأكيد على أن حفظهم قارنه الفهم ..
فليس ما استودعوه صدروهم حروفا مجردة .. لا تجاوز حناجرهم ..
بل آيات بينات .. تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:23]ـ
"يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
قال ترجمان القرآن:أي يرفع الله الذين أوتوا العلم من الذين آمنوا على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم
وفرق بين "الذين أوتوا العلم" وبين طلبة العلم .. أو العلماء ..
لأن الله تعالى هو من آتاهم العلم وإن كان بنى الفعل على مالم يسم فاعله ..
فهذه النسبة تدل على شرفهم .. بخلاف مطلق طلبة العلم .. فلا يلزم أن يكونوا أرفع درجة من الذين آمنوا .. حتى يحققوا ما تعلموه ويدعوا إليه ويصبروا على الأذى فيه ولا يتنكبوا الطريق .. فإن خالفوا مجاملة لسلطان أو طمعا في منصب أو رياسة أو تقديما لخشية أحد وملامته على خشية الله تعالى .. إلخ .. فإنما يتبعون أهواءهم .. وهم حيئنذ من شرار الخلق .. فعلم أن هناك علماء ربانيين .. وعلماء سوء .. في كل زمان ومكان
قال ابن المبارك رحمه الله تعالى ورضي عنه:وهل أفسد الدين إلا الملوك .. وأحبار سوء ورهبانها
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 12:59]ـ
الشيخ الكريم أبو القاسم بارك الله فيكم فما ذكرتموه درر نفيسة واستنباطات لطيفة من كلام رب العالمين والذي وصفه سبحانه بأنه علم ورحمة وشفاء وهدى وبيان وموعظة وذكرى، والسعيد من قضى عمره في قراءته وتدبره، وفتح الله له فهمه، وأعانه على العمل به أسأل الله أن نكون منهم.
وننتظر المزيد من هذه النكت والفوائد ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 04:33]ـ
شيخنا أبا حازم .. مروركم شرف باذخ لنا ..
والله يعلي شأنكم جزاء لطفكم .. ويرفع قدركم
-----------
ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما"
دلّت الآية أن الفهم أخص من العلم ..
فعلى طالب العلم أن يحرص على الفهم العميق لأنه نادر حتى في ذكره في الكتاب العزيز فلم ترد مادة "فهم" في القرآن العظيم .. إلا في هذا الموضع .. فذلك مما تتفاوت فيه مراتب العلماء والمجتهدين
وإسناد التفهيم لله تعالى .. يتضمن التذكير بعدم الاغترار .. على طريقة من قال"إنما أوتيته على علم عندي"
فهناك من طلبة العلم من لسان حاله كذلك .. وإن لم يتفوه بلسان المقال
ولهذا أحسن كثير من العلماء .. في السنة التي درجوا عليها بتسمية كتبهم .. بالفتح ..
كفتح الباري .. وفتح المبدي .. وفتح المغيث .. اعترافا منهم وإقرارا بأن الله هو من منّ عليهم بالفتوحات وعلمهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 04:34]ـ
"قل رب زدني علما"
هذا الأمر الرباني في حق أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم .. فتعين على سالك طريق العلم ..
أن يتخذ له زادا من هذا الدعاء ونظائره .. يعينه على بلوغ مرامه من التوقيع عن رب العالمين
والقيام بمهمة المرسلين .. والدعوة إلى الله تعالى ..
ولم يرد طلب الاستزادة من شيء بلفظ اشتق من "الزيادة " في كتاب الله .. إلا العلم ..
فتدبر!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Oct-2007, صباحاً 04:44]ـ
أحسنت أحسن الله إليك
قال الزرنوجي في [تعليم المتعلم]:
((فهم حرفين خير من حفظ وقرين))
وقال المرعشي في ترتيب العلوم:
((طلب تشحيذ الخاطر وتحصيل ملكة المطالعة يكاد أن يكون فرض كفاية؛ فإن الأحمق يفسد الدين))
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 08:42]ـ
شيخنا أبا مالك ..
جزى الله قلمك الثرّ عنا خيرا .. وشكرا على مرورك الطيب
----------------------
وأختم باستنباط الفوائد من أشهر قصة علمية .. وهي رحلة موسى عليه السلام لطلب علم الخضر .. وفيها جماع ما تفرق في الآيات من شروط وأسباب لطلب العلم والترقي فيه ..
-أول شيء-الإخلاص ..
وهذا الشرط جامع مانع .. وذِكره على التحقيق .. يقود إلى ما سواه .. وهو شرط في كل عمل .. وشطر لقبوله ... عند الله سبحانه وتعالى ويظهر إخلاص موسى عليه السلام منذ مطلع القصة حيث قال"لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين "
فهذا الإصرار بهذا النفي المقيد بانتهاء غايته .. وهي لقاء الخضر عليه السلام .. ليتعلم منه ..
والحق أن كل آيات القصة تنضح ببيان إخلاص موسى عليه السلام
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 08:44]ـ
ثانيا-الغربة والعزلة .. في طلب العلم ..
.. فكل من ألف خلطة الناس .. وأكثر من تندره مع الخلان والأصحاب والأهل .. لايمكن أن يصبح عالما ..
ولهذا سافر موسى عليه السلام مع فتاه لطلب العلم وقال"أو أمضيَ حقبا" .. أي مهما سرت من أحقاب الزمان فلن أبرح .. حتى بلوغ غايتي وهي الخضر .. ليعلمني .. ولهذا لاتجد في سيرة العلماء .. من لم يرتحل أو ينعزل في طلبه .. كل بحسبه .. وليس معنى هذا الانقطاع الكلي عن الأبوين والزوج .. ونحوهم .. ولكن أدنى الكمال في ذلك .. أن يقتطع الإنسان من وقته جزءا معلوما
في بيته يداوم عليه .. يكون فيه منكبا على العلم والنهم به .. ولايزاحمه في وقته هذا أحد .. وقد سئل مالك عن رجل محكوم بالقتل .. ماذا يفعل إلى حين قتله .. قال: يتعلم علما!
وترك الشافعي قيام الليل ليلة مبيته عند أحمد حتى استعظمته فاطمة بنته على سبيل الإنكار .. فلما سأل الإمام أحمد في صبيحة اليوم علل ذلك بأنه كان يتفكر في قضية فقهية فرع عليها نحو سبعين مسألة وهو مضطج!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2007, مساء 08:50]ـ
ثالثا-الكفاف في الطعام والمتاع والتقلل منه بما يقيم الصلب ..
واستمع إلى موسى عليه السلام وهو يقول"آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا"فجاع في سبيل العلم .. وعند هذا الموطن خاصة أي لما بلغ به النصب في طلب بغيته العلمية حد الجوع .. اهتدى إلى الأمارة التي أوصلته للخضر .. فتأمل! .. وكما عند مسلم عن يحيى بن أبي كثير مقطوعا: لا يستطاع العلم براحة البدن
وليس معنى هذا أن يحرم الإنسان نفسه الطعام"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" .. ولكن يتقلل من المتاع .. ولا يملأ بطنه .. ولايسد شهوته بكل ما اشتهى .. بل يعيش كفافا ما أمكن ..
ولما رأى الإمام الشافعي .. الإمام محمد بن الحسن الشيباني (أحد كبار تلامذة أبي حنيفة) .. قال له: ما رأيت سمينا عقل قط غيرك .. وصدق من قال: البطنة تذهب الفطنة
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[خالد العامري]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 01:10]ـ
ما شاء الله، تبارك الله.
أسأل الله أن يجزيك خيراً أبا القاسم.
أخي الكريم / حقوق الطبع محفوظة أم مهدرة؟ (ابتسامة).
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, صباحاً 06:26]ـ
أخي الكريم / حقوق الطبع محفوظة أم مهدرة؟ (ابتسامة)
بل هي مهدرة ومشاعة (وحرّة لوجه الله تعالى!)
وشكر الله لك دعاءك الكريم أيها الفاضل الحبيب
--------------
رابعا-التواضع .. وهو من أعظم الشروط وأبرز معالم طالب العلم الحقيقي الذي طلب العلم ابتغاء مرضاة الله .. ونفع الأمة,,وإعزازها ..
فتأمل كيف قال موسى عليه السلام وهو كليم الله تعالى وذو المقام الرفيع ومن أولي العزم"هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا"
1 - فأتاه بصيغة السؤال .. لا بصيغة الجزم .. وفي هذا من التواضع والأدب ما لايخفى .. فلم يقل له: أريد أن تعلمني .. ولكن تلطف تواضعا فقال: هل .. وعلاقة الأدب بالتواضع .. من علاقة الصفة بلازمها .. وهي كعلاقة الرجولة بالشجاعة .. أو الشهامة بالكرم
2 - ثم قال "أتبعك" .. فهو تابع .. ومن يأنف اتباع أهل العلم الراسخين .. فاته المقصود .. حتى لو كانوا أصغر منه سنا .. وقديما قال السلف: اثنان لا يتعلمان المستحي والمتكبر
3 - وأيضا قوله"تعلمن" .. ولم يقل تذاكرني .. أو تدارسني .. أو تبادلني النقاش العلمي ... كأنه ند له وصاحب .. (مع كونه أفضل منه قطعا!) .. ولكن نسب العلم إليه
4 - ثم قال"من ما علمت رشدا" .. أي أريد بعض ما عندك فحسب .. لا كل ما لديك من علم
ولاشك أن من تكبر من العلماء ففيه شبه من إبليس .. الذي غره علمه .. فاستحق اللعنة
وفيه شبه باليهود .. الذين استحقوا غضب الله ولعنته
5 - ثم عبّر بصيغة مالم يسم فاعله .. "عُلّمتَ" .. ولم يقل "مما تعلم" .. تنبيها على التواضع لله أيضا .. كأنه تنبيه أنّ الذي علمك يا خضر .. هو من يعود له الفضل ابتداء في تعليمي أيضا إذا علّمتني ..
فتدبر كيف اختزلت جملته القصيرة .. كل إشارات التواضع لله والذلة على أخيه .. كما قال تعالى في صفة الأبدال"أذلة على المؤمنين " .. فما ظنك بطلبة العلم منهم .. كيف ينبغي أن يكون؟
تنبيه: علّمت عليها باللون المميز تأكيدا على أهمية هذه الخصلة .. لأن مداخل الشيطان على طالب العلم تكاد تتمحور حول العجب .. والفرح بما عنده من العلم ومديح الناس له
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:39]ـ
خامسا-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وهي من زكاة العلم الواجبة
والنصاب فيها مبلغ كل واحد من العلم .. فيما يعرف وينكر .. بشرط إعمال الحكمة
وقد اشتملت القصة على إنكار موسى على الخضر في ثلاثة مواقف ..
فكان أول ما أنكر عليه"أخرقتها لتغرق أهلها"؟
ولم يحتمل أن يرى ما يظنه منكرا دون السكوت عليه .. حتى مع من له فضل عليه
وفي هذا أدب الشفافية والصدق والعدل .. وعدم التعصب للمشايخ .. بنفي أي خطأ عنهم .. وإنزالهم منزلة المعصومين بلسان الحال
بل نصحهم وتبيين خطئهم بأدب الإسلام ..
والعالم الذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر .. عالم سوء .. بحسب انتفاء ذلك عنه
وقد وصف الله خسة كثير من علماء بني إسرائيل واستحقاقهم اللعنة على لسان داود وعيسى بن مريم أنهم "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 04:41]ـ
سادسا-التضحية .. فتهون على الإنسان نفسه في سبيل طلب العلم ..
وذلك جلي في فعل موسى حيث ركب السفينة وهي مخروقة .. وخاطر بحياته .. وأرخصها في سبيل العلم الشرعي المفضي إلى مرضاة الله عز وجل
وقد ارتحل جابر
بن عبد الله رضي الله عنه من البصرة للمدينة .. في طلب حديث واحد!
وعبد الله بن أنيس .. رضي الله عنه كذلك
من المدينة إلى الشام .. في طلب حديث واحد
ويدل عليه أيضا مجاهدة موسى في الوصول للخضر وفرحه بظهور الآية فقال "ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا" .. وقطعه المفاوز الطوال دونما يأس
يتبع .. إن شاء الله تعالى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, صباحاً 07:02]ـ
سابعا-معصية الشيطان .. الذي يوحي بالأهواء
فإن تسلطه على المرء سبب للنسيان وانعدام البركة في العلم
ولذك عزا فتى موسى النسيان إليه .. فقال"وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره"
ومن أعظم ما يعين على طرده وكبح وساوسه ذكر الله تعالى
ففي مسند أحمد بسند صحيح"أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه"
ومن أشهر ما قيل في ذلك .. قول الإمام الشافعي:-
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .. فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور .. ونور الله لا يؤتى لعاص
ووكيع بن الجراح .. من أكابر أهل العلم .. وفي طبقة شيوخ الشافعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا. . . واصل بارك الله فيك!
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 07:50]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
سبحان الله لم أقرأ منذ فترة في العلم والعناية به وأسباب تحصيله أجمل مما قرأته اليوم بين العصر والمغرب وبين المغرب والعشاء وحتى الآن فبارك الله في جنان طفح بهذا البيان وسلمت أنامل خطت هذا العذب الزلال
أحسن الله إليكم أيها الشيخ الفاضل
وبارك فيكم ولكم وزادكم من فضله
كلام بليغ رائق وبيان بديع فائق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 08:54]ـ
شكر الله لكما أيها الأخوان الكريمان دعاءكما وتحفيزكما لي أن أتابع
بيد أني لست شيخا .. لا اصطلاحا ولا لغة ..
والله لو علموا قبيح سريرتي ... لأبى السلام عليّ من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ... ولبؤت بعد كرامةٍ بهوان!
----------------
ثامنا-
الرحمة .. واقترانها بالعلم .. سبب للبركة فيه ووضع القبول في الأرض
فإن طالب العلم إذا كان قاسيا زهد في علمه الكثير .. وكما قال تعالى في أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا
من حولك" .. وانتزاع الرحمة منه آفة تورث العجب بنفسه وغمط الناس حقهم .. وجحد ما عند الآخرين من صواب
يدل عليه من قصة موسى "فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنّا علما"
وهذه الرحمة في الأصل خاصة بما سوى الكافرين .. من مؤمنين .. وتشمل المخلوقات من دواب ونحوها
أما الكفار .. فكما قال تعالى في صفة الصحابة"أشداء على الكفار رحماء بينهم"
أما قول الله تعالى"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" .. فهو عليه الصلاة والسلام رحمة مسداة لكونه مرشدا للحق .. داعيا إلى الخير
فمن أبى .. فليس أهلا لهذه الرحمة أصلا
وقد كان أبو بكر أعلم الصحابة .. وكان مع ذلك أرحمهم .. كما تدل سيرته ومناقبه
أما حديث الأوسمة .. وفيه "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر .. "الحديث .. فأعله السخاوي .. فهو ضعيف
والله أعلم
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 10:17]ـ
" أأنتم أعلم أم الله" .. ؟
هذا سؤال استنكاري من الله تعالى .. والجواب: بل الله أعلم ..
وهذا الجواب الحتم سر من أسرار التواضع .. فإنك لا تجد عالما نحريرا مخلصا إلا أكثر من هذه الإحالة إلى علم الله المطلق .. ولا تجد متطفلا على العلم أو معجبا بعلمه .. إلا أقلّ منها .. دفعا لتوهم الناس –في ظنه-أن يقولوا لو كان راسخا لجزم في المسألة ..
ذكرتني بالشيخ الفاضل صالح بن عواد المغامسي فما أكثر بعدما يجيب أن يحيل إلى علم الله.
بورك فيك أخي أبا القاسم.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 10:33]ـ
استشف من كلام الشيخ أبي القاسم أنه من تلاميذ العالم العلامة النحرير سفر الحوالي شفاه الله وأعانه على أعدائه
وجعلك يا أبا القاسم ممن يصدح بالحق كهذا العالم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 08:08]ـ
الأخ المهذّب الفاضل العزيز مالك بن أنس .. أشكرك من الأعماق على دعائك الكريم الطيّب .. ولك بمثل ..
-----------------------
تاسعا-الصبر .. حتى كان أول ما سجله الله تعالى على لسان الخضر أن قال لموسى"إنك لن تستطيع معي صبرا" ..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله موسى لو كان صبر لقصّ الله علينا من أمرهما ..
فدل أن الصبر والمصابرة (التي هي الصبر على الصبر) .. سبب للعلم الكثير .. كما أن نقصه سبب للحرمان
ثم إن الإحاطة بالعلم .. والتوسع فيه .. سبب رئيس للصبر .. كما أن الصبر شرط للتعلم
يدل عليه قول الخضر"وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا"
واختتمت القصة بقول الخضر"ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا" ..
فمعرفة مآلات الأمور وتفسيرها واستنباط الأحكام واستكناه الدلائل .. كل ذلك وثيق الصلة بصبر العالم والمتعلم .. والمبتدي والمنتهي .. إذا جاز أن نقول:منتهٍ
وحذفه للتاء من قوله "تستطع" .. في خاتمة القصة .. إنما جاء بعدما برد قلب موسى عليه السلام بمعرفة ما كان يجهله ..
فجاءت الخفة في اللفظ .. منسجمة مع المقام ..
مما يعني أن العِيّ ثقيل فناسب تثقيل اللفظ .. وشفاؤه السؤال .. أي كما صنع موسى عليه الصلاة والسلام ..
فلما ظهر له العلم في المسائل التي نكِرها .. زال الثقل .. فقارن ذلك حذف التاء ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 08:09]ـ
عاشرا-الأدب-يبدو جليا في جواب موسى عليه السلام"ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا"
وههنا أدب مع الله .. بقوله"إن شاء الله" .. وأدب مع شيخه .. بوعده بالصبر .. وعدم عصيان أي أمر ..
لأن النكرة جاءت في سياق النفي في قوله"ولا أعصي لك أمرا" .. وذلك يعمّ
والعجيب أن موسى عليه الصلاة والسلام .. مع استثنائه بقوله " إن شاء الله" .. لم يصبر
فالله تعالى لم يشأ لحكمة بالغة ..
وقد منع موسى من ذلك غضبُه وحدته ..
ولو صبر وتحلّم .. لتعلم وتعلمنا كثيرا ..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Nov-2007, صباحاً 09:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 07:19]ـ
حياك الله أخي ابن رشد ..
----------------
الحادي عشر-الحفظ .... وعدم الركون إلى المخزون في المكتبة .. فما العلم إلا ما حواه الصدر
يقول الإمام الشافعي
علمي معي حيثما يممت يتبعني .. قلبي وعاء له لا جوف صندوق ِ
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي .. أو كنت في السوق كان العلم في السوق ِ
وقال الإمام ابن حزم بعد تعرضه لفتنة حرق كتبه
فإن يحرقوا القرطاس لا يحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي
ويمكث إن أمكث ويدفن في قبري ..
وقد أجاد ابن حزم فيما يبدو لي فوق إجادة الشافعي في وصف ذات الأمر ..
وعدا جماعة من الشطار على قافلة كان فيهم أبو حامد الغزّالي فترجّاهم وقال .. :خذوا كل شيء ودعوا لي كتبي .. فنظر إليه الله اللص شزرا .. وقال ما معناه: بئس طالب العلم أنت!
لو كنتَ عالما لحفظتها .. فتأثر الغزالي من يومها وعزم أن يحفظ ما يتعلمه
وهذا الشرط يهمله كثير من طلبة العلم بحجة أن الفهم يكفي وهو باطل .. فعود نفسك أن تحفظ كل ما وقعت عينك على فائدة .. بحسب تيسير الله لك .. بدءا بالكتاب ثم السنة .. وغير ذلك
ويشير إلى هذا بالتلميح قول الله تعالى"نسيا حوتهما" .. وقول يوشع بن نون"وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره"
فلما نسيا .. استدركا وعادا أدراجهما .. وهكذا النسيان يعالج بالعود على بدء مع كل محفوظ .. لترسيخه في الذهن
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Nov-2007, مساء 07:23]ـ
الثاني عشر-العدل .. من القيم العزيزة .. التي تلبس طالب العلم تاج القبول
وتزين علمه بالصدق والاعتبار والبركة ..
وقد برز عدل موسى عليه السلام جليا .. فحين أنكر على الخضر في الحادثتين الأوليين كان شديدا لأن ظاهر الأمر الفساد البالغ .. فشدد عليه في النكير .. بخلاف الحادثة الثالثة .. فتلطف في الإنكار .. لأن ظاهر عمله الإحسان فقال"لو شئت لاتخذت عليه أجرا" .. بصيغة "لو" .. الدالة على التحبيذ
ثم الحادثة الأولى .. عبر عن المنكر بقوله"لقد جئت شيئا إمرا" .. في خرق السفينة ..
وفي الثانية اختلف توصيفه فقال "لقد جئت شيئا نكرا".على خلاف بين العلماء .. أيهما أشد وأبلغ النكر أم الإمر؟
قيل الإمر لأن حاصل خرق السفينة .. إغراق جماعة كثيرة ..
وقيل بل النّكر .. لأنه ذكره عقيب سفك دم ظاهر العمد في حق غلام
وليس المقام مقام ترجيح .. ولكن عدل موسى ظاهر حتى حين أخطأ التقدير وظن أن ما قام به الخضر من المنكرات فاستعمل لكل حالة ما يليق بها من العبارة
بخلاف بعض المنتسبين لطلب العلم .. فتجدهم إذا ناظروا أشعريا أو رافضيا .. لم تشعر من كلامهم سوى أنهما على نفس الدرجة من الضلال .. مع أن الفرق بينهما .. كالفرق بين السماء والأرض ..
وكذلك يخلط الكثير بين المبتدع القح المصر على بدعته الداعية إليها .. وبين المجتهد الذي يُعذر .. أو حتى المبتدع الذي يحتفظ ببدعته دون دعوة غيره إليها .. والبون بينهما كبير شرعا وعقلا
وقس على ذلك عامة الأحكام .. يصدرها بعض طلبة العلم الذين لم يتخذوا منهج العدل ضابطا ..
فيسقطون بالكلية .. من يخطيء في مسألة هنا أو هناك .. أو يجردون أقلامهم كأشد السيوف الصوارم .. في مقارعة من يخطّيء عالما يتعصبون له ويحبونه ..
وذلك آفة الحيدة عن العدل .. فهو بين إفراط وتفريط
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 01:53]ـ
أنسيت آية .. قبل الشروع في قصة موسى والخضر عليهما السلام .. فأستدركها
"قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" .. لعل الحمد مما يمتاز به أهل العلم .. وكما في الآية الأخرى""هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون"
فتجد أحدهم إذا استفتي بدأ جوابه بالحمدلة .. شكرا لله أنه علمه هذا الذي سيجيبه
وعندما علم الله تعالى سليمان عليه السلام منطق الطير والدواب .. وسمع كلام النملة قال"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي"
والآية تربط بين العلم والحمد من طرف خفي .. فكان لزاما على الطالب أن يستحضر نعمة الله وشكره في كل شيء فهمه وحفظه .. ويستودع الله تعالى بهذا الحمد أن يبارك في علمه ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 09:55]ـ
واعلم أرشدك الله للعلم النافع والعمل الصالح .. أن جماع الإمامة في الدين ملخّص في قول الله تعالى"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"
فالصبر بأنواعه .. سبب للترقي في العلم المبثوث في السطور .. كما أنه سبب للسلامة من الشهوات والمعاصي .. وفضول المباحات
واليقين في حقيقته .. سبب للترقي في إدراك نور العلم المقذوف في الصدور .. كما أنه سبب للسلامة من الشبهات والبدع .. وفضول الجدالات
وهذه الإمامة .. تكون تارة لأئمة العلم .. وتارة لأئمة الجهاد ..
والحمد لله من قبل ومن بعد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Nov-2007, مساء 09:57]ـ
وأختم بلطيفة ..
قال الله تعالى"قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين"
وهذا تشريف لأهل العلم عجيب .. فإن لهم -حتى يوم القيامة- مقاما كمقامهم في الدنيا من الحكم في القضايا والإفتاء فيما أشكل .. فهذا الذي سجل الله أنهم يقولونه .. هو رديف قوله سبحانه عن الكافرين"ثم يو القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم" .. وههنا .. عقّب الله تعالى بذكر قولهم الذي يشبه الفتوى "قال الذين أوتوا العلم:إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين" .. فهو يستشهد سبحانه بكلامهم .. وما أعظمه من تشريف .. !
وأظهر من ذلك في بيان شرفهم أنه استشهدهم على أعظم شهادة ,وحدانيتٍه سبحانه فقال عز من قائل"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط"
ومن بديع هذه الآية .. أن الله تعالى لم يخص الأنبياء-صلوات الله وسلامه عليهم- بذكر .. فدخلوا هم وورثتهم في مدلول"أولو العلم"
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2007, مساء 05:42]ـ
يجدر التنبيه ..
أن من مقاصد كاتب هذه السطور .. إرجاع طلبة العلم وتذكير نفسي وإياكم ..
إلى العناية بكتاب الله فهو رأس العلوم وغايته ومنه تفجّر أنهار كل علم
فلذلك اقتبست الشروط من القرآن العظيم .. توكيدا على هذا الأصل
الذي قد يغفل عنه فئام في استعجال أثناء نهمه في الطلب ..
فيكون مغبونا وهو لايدري ..
والله المستعان
وعليه التكلان
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Nov-2007, صباحاً 08:14]ـ
جزاك الله خيرًا ... متعك الله بالعلم النافع والعمل الصالح وبعثك في زمرة الصالحين
(قل معي: اللهم آمين)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Nov-2007, مساء 08:27]ـ
(قل معي: اللهم آمين)
اللهم ربنا آمين .. :)
ولكم بمثل أخي الحبيب ..
فما ألطف ما تكرمت به عليّ من دعاء رقيق
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 09:13]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
ويمكن أن يضاف إلى الرد (21) قوله تعالى:
((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ))
فالبعض يستدل بآخر الآية دون الانتباه لأولها.
استفدته من فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير -وفقه الله-.
ما أشد حاجتنا لتدبر كتاب ربنا؟
زدنا من مثل هذه المواضيع أخي الكريم، وليت كل المنتدى مثلها.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:29]ـ
أحسنت صنعا مرتين
مرة في إضافتك الكريمة
وأخرى في نسبة الفائدة لمن أفدتها منه
حياك الله وبارك فيك على المرور والتشجيع
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 09:53]ـ
مشكور أخي أبا القاسم على هذا الاستنباط والتفهم لمعاني كتاب الله عزوجل ..
زادك الله من فضله وكرمه(/)
المتحف في معنى السبعة أحرف
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[28 - Oct-2007, مساء 02:37]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن ولم يجعل له عوجاً،والصلاة والسلام على خير خلق الله إيماناً وعملا، محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد:
فقد أختلف العلماء قديماً وحديثاً في معنى الأحرف التي نزل بها القرآن، وتباينت أراؤهم، فعزمت أن أكتب رسالة موجزة أضمنها للأدلة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على نزول القرآن في اللغة، ثم معنى الحرف في اللغة ثم ذاكراً لأشهر الأراء في هذه المسألة مرجحاً لما ترجح عندي وأسميت هذه الرسالة"المتحف في معنى السبعة أحرف"
والله أسأل أن يتقبل مني العمل ويغفر لي الزلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وكتبها عدنان بن أحمد البحيصي
مسائل الرسالة:
المسألة الأولى: معنى الحرف في اللغة،
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف،
المسألة الثالثة: حديث نزول القرآن على سبعة أحرف،
المسألة الرابعة: الاختلاف بين الأحرف في القرآن،
المسألة الخامسة: عدة الأحرف سبعة على الحقيقة
المسألةالسادسة: مذهب العلماء في معنى الأحرف السبعة
المسألةالسابعة: هل يتضمن مصحف عثمان الأحرف السبعة؟
المسألة الأولى: معنى الأحرف في اللغة
قال ابن منظور في لسان العرب:
?حرف: الحرف من حروف الهجاء معروف، واحد من التهجي.
?الحرف: الأداة التي تسمى الرابطة، لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كعن وعلى، ونحوهما
?والحرف في الأصل الطرف والجانب وبه سمي الحرف من حروف الهجاء
?وحرفا الرأس شقاه، وحرف السفينة والجبل جانبهما، والجمع أحرف وحروف وحرفة
?الجوهري: حرف كل شيء طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وفي حديث ابن عباس "أهل الكتاب لا يأتون النساء إلى على حرف" أي على جانب.
?والحرف من الإبل النجيبة الماضية التي أضنتها الأسفار، شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودقتها، وقيل هي الضامرة الصلبة، شبهت بحرف الجمل في شدتها وصلابتها.
?وروي عن ابن عمر أنه قال: الحرف الناقة الضامرة، وقال الأصمعي الحرف: الناقة المهزولة، وحرف الشيء ناحيته، وفلان على حرف من أمره، أي ناحية منه، كأنه ينتظر ويتوقع، فإن رأى من ناحية ما يحب وإلا مال إلى غيرها.
?وقال ابن سيده: فلان على حرف من أمره أي ناحية منه، إذا رأى شيئاً لا يعجبه عدل عنه. وفي التنزيل العزيز: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} (1) أي إذا لم ير ما يحب أنقلب على وجهه، قيل: هو أن يعبده على السراء دون الضراء.
?وقال الزجاج: على حرف أي على شك، قال وحقيقته أنه يعبد الله على حرف أي طريقة في الدين لا يدخل فيه دخول متمكن، فإن أصابه خير أطمأن به، أي إن أصابه خصب وكثر ماله وماشيته اطمأن بما أصابه، ورضي بدينه، وإن أصابته فتنة اختبار بجدب وقلة مال انقلب على وجهه، أي رجع عن دينه إلى الكفر وعبادة الأوثان.
?وذكر ابن قتيبة نحوه (2)
?وروى الزهري عن أبي الهيثم قال أما تسميتهم الحرف حرفاً فحرف كل شيء ناحيته، كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره.
?قال الأزهري:كأن الخير والخصب ناحية، والشر والمكروه آية أخرى، فهما حرفان وعلى العبد أن يعبد خالقه على حالتي السراء والضراء، ومن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على الضراء يبتليه الله بها، فقد عبده على حرف، ومن عبده كيفما تصرفت به الحال فقد عبده عبادة عبد مقر بأن له خالقاً يصرفه كيف يشاء، وأنه إن امتحنه باللاواء أو أنعم عليه بالسراء، فهو في ذلك عادل أو متفضل غير ظالم ولا متعد، له الخيرة وبيده الخير ولا خيرة للعبد عليه.
?وحرف عن الشيء يحرف حرفاً، وانحرف وتحرف، واحرورف عدل قال الأزهري: وإذا مال الإنسان عن شيء يقال:تحرف وانحرف واحرورف ......
?وتحريف الكلم عن مواضعه تغييره.أ. هـ (3)
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف
يتبع ...
ـ[أحمد الفارس]ــــــــ[07 - Nov-2007, صباحاً 08:49]ـ
المسألة الثانية: حديث نزول القرآن بغير لغة قريش على ثلاثة أحرف
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءت أحاديث كثيرة دلت على أن القرآن نزل بلغة قريش وبثلاث لغات غيرها، فقد أخرج الحاكم في مستدركه، والإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف". (1) لكن لنا كلمة في أسانيد الحديث السابق، فكل روايته تدور حول رواية الحسن عن سمرة، والحسن متكلم فيه، واتهمه البعض بالتدليس فهو يروي عمن لم يدركهم وعمن لم يسمع منهم من الصحابة (2). غير أن البخاري والترمذي وعلي بن المديني وأحمد وأبو داود إلى سماع الحسن من سمره، فقد روى البخاري منه سماعاً منه لحديث العقيقة، وثمة أحاديث أخرى رواها الحسن عن سمرة غالبها في السنن الأربعة وعن علي بن المديني أن كلها سماع، كذا حكى الترمذي عن البخاري (3) والحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه قال فيه:" وقد احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة، واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة، وهذا الحديث صحيح وليس له عله " وأقره الذهبي. وهذا ما نقره كذلك بعد تمحيص للأراء في سماع الحسن عن سمرة
المسألة الثالثة: حديث نزول القرآن على سبعة أحرف
لقد جاءت أحاديث صحيحة دلت على أن القرآن نزل على سبع أحرف، فقد روى البخاري وباقي الستة عدا ابن ماجه أن عمر بن الخطاب قال:" سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سم فلبّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال:أرسله، اقرأ يا هشام فقرأ السورة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر، فقرأت التي أقرأني فقال: كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه "
المسألة الرابعة: يتبع(/)
من يقصد الإمام البغوي بقوله (قال الإمام)
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 08:02]ـ
في شرح السنة؟
هل يقصد الشافعي أم غيره؟
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 08:55]ـ
قال الإمام
هو الإمام البغوي نفسه، وقائل ذلك هو راوي كتابه. وهذا يشبه ما نجده في سنن البيهقي الكبرى: قال الإمام أحمد، وهو الإمام البيهقي نفسه، لأنه أحمد بن الحسين. والله أعلم.
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 12:46]ـ
الامام البغوى ينقل عن شيخه القاضى حسين المروزى كثيرا حتى قيل ان كتابه تهذيب الفروع مختصر من تعليقة قاضى حسين
فلعله يقصد القاضى حسين المروزى شيخ الشافعية فى زمانه
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - Nov-2007, صباحاً 04:30]ـ
قال الإمام
هو الإمام البغوي نفسه، وقائل ذلك هو راوي كتابه. وهذا يشبه ما نجده في سنن البيهقي الكبرى: قال الإمام أحمد، وهو الإمام البيهقي نفسه، لأنه أحمد بن الحسين. والله أعلم.
هذا هو الصواب والدليل على ذلك أن الراوي يصرح أحياناً فيقول مثلاً "قال الشيخ الحسين بن مسعود رحمه الله ... الخ" انظر 1/ 43،38 ط المكتب الإسلامي.(/)
سلسلة: تفسير القرآن الكريم لعموم المسلمين
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أقدم لكم هذا التفسير - المتواضع - و الذي هو عبارة عن تفسير سهل ميسر جمعته و رتبته من أربعة تفاسير– تفسير السعدي , أيسر التفاسير للجزائري , اختصار تفسير ابن كثير لأحمد شاكر , و محاسن التأويل للقاسمي – لعلّه أن يكون مرجعا مفيدا لكل المسلمين وطلبة العلم المبتدئين
فاللهم إنك أنت المعين
و إن شاء الله تعالى سنبدأ من سورة الناس
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/114/1/1.png
تفسير سورة الناس
سورة الناس مدنية عدد آياتها ستة
(قل أعوذ بربّ الناس) أي ألجأ إليه و أستعين به , و " رب الناس " الذي يربيهم بقدرته و مشيئته و تدبيره , و هو رب العالمين كلهم و الخالق للجميع.
(ملك الناس) أي الذي ينفذ فيهم أمره و حكمه و قضاؤه و مشيئته دون غيره.
(إله الناس) أي معبودهم الحق و ملاذهم إذا ضاق بهم الأمر , دون كل شيء سواه , و الإله المعبود الذي هو المقصود بالإرادات و الأعمال كلها.
(من شر الوسواس الخناس)
" من شر الوسواس " الذي هو الشيطان الموسوس في صدور الناس و ذلك بصوت خفي لا يسمع فيلقي الشبه في القلب , و المخاوف و الظنون السيئة و يزين القبيح و يقبح الحسن و ذلك متى غفل المرء عن ذكر الله تعالى.
" الخناس " هذا وصف للشيطان من الجن فإنه إذا ذكر العبد ربه خنس أي استتر و كأنه غاب و لم يغب فإذا غفل العبد عن ذكر الله عاد للوسوسة , لأنه لا يوسوس إلا مع الغفلة.
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله " الوسواس الخنّاس " , قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم , فإذا سها و غفل وسوس , فإذا ذكر الله خنس , و كذا قال مجاهد و قتادة.
و قال المعتمر بن سليمان عن أبيه: ذُكر لي أن الشيطان , أو: الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن و عند الفرح , فإذا ذكر الله خنس.
و قال العوفي عن ابن عباس في قوله " الوسواس " قال: هو الشيطان يأمر , فإذا أطيع خنس.
(الذي يوسوس في صدور النّاس) هل يختص هذا ببني آدم - كما هو ظاهر - أو يعم بني آدم و الجن؟ فيه قولان , و يكونون - أي الجن - قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا. قال ابن جرير: و قد استعمل فيهم " رجال من الجن " فلابدع في إطلاق الناس عليهم.
(من الجنّة و الناس) هل هو تفصيل لقوله " الذي يوسوس في صدور الناس " ثم بينهم فقال " من الجنّة و الناس " و هذا يقوي القول الثاني , و قيل قوله " من الجنة و الناس " تفسير للذي يُوسوس في صدور الناس , من شياطين الإنس و الجن , كما قال تعالى " و كذلك جعلنا لكل نبي عدوّا شياطين الإنس و الجن يُوحي بعضهم إلى بعض زُخرف القول غرورا " , فالموسوس للإنسان كما يكون من الجن يكون من الناس , و الإنسان يوسوس بمعنى يعمل عمل الشيطان في تزيين الشر و تحسين القبيح و إلقاء الشبه في النفس , و إثارة الهواجس و الخواطر بالكلمات الفاسدة و العبارة المضللة حتى إن ضرر الإنسان على الإنسان أكبر من ضرر الشيطان على الإنسان , إذ الشيطان من الجن يطرد بالإستعاذة و شيطان الإنس لا يطرد بها و إنما يصانع و يُدارى للتخلص منه.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Nov-2007, مساء 09:23]ـ
لطيفة:
قال ابن تيمية: الفرق بين الإلهام المحمود و بين الوسوسة المذمومة هو الكتاب و السنة , فإن كان مما ألقي في النفس مما دل الكتاب و السنة على أنه تقوى الله , فهو من الإلهام المحمود , و إن كان مما دلّ على أنه فجور , فهو من الوسواس المذموم , و هذا الفرق مطرد لا ينقض.
و قد ذكر أبو حزم في الفرق بين وسوسة النفس و الشيطان , فقال: ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه , و ما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه.
تنبيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
في تفسير الجزائري لسورة الناس - في الحاشية - ذكر حديث رواه النسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر و من سحر فقد أشرك و من تعلق شيئا و كل إليه " و هو حديث ضعفه الإمام الألباني , لكن جملة التعليق ثبثت في الحديث (الترمذي 2167) , فأرجوا ممن يملك تفسير الجزائري الذي فيه الحاشية أن يكتب في نسخته أن هذا الحديث ضعيف إلا الجملة المذكورة أنفا.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Nov-2007, مساء 08:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الفلق
سورة الفلق مدنية عددآياتها خمسة
فضلها هي و سورة الناس:
روى مسلم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط: " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس ").
و عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين و ينفث , فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه , و أمسح بيده عليه رجاء بركتها. رواه البخاري
و عن أبي سعيد: " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ من أعين الجان و عين الإنسان , فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما , و ترك ما سواهما ". رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجه , و قال الترمذي: حديث حسن. قلت (عبد الحي): و قد صححه الإمام الألباني.
(قل أعوذ برب الفلق): أي ألوذ به و ألتجئ إليه
" الفلق " عن جابر قال: الفلق: الصبح , و قال العوفي عن ابن عباس: الفلق: الصبح. و روى عن مجاهد و سعيد بن جبير و قتادة مثل هذا. قال ابن يزيد و ابن جرير: و هي كقوله تعالى (فالق الإصباح). و هذا هو الصحيح و هو اختيار البخاري في صحيحه.
و أما من قال إنه واد في جهنم أو شجرة في جهنم أو أنه اسم من أسماء جهنم فهذا أمر لا نعرف صحته , لا بدلالة الإسم عليه , و لا بنقل عن النبي صلى الله عليه و سلم , و لا في تخصيص ربوبيته بذلك حكمة.
(من شر ما خلق) أي: من شر جميع المخلوقات , و قال ثابت البناني و الحسن البصري: جهنم و إبليس و ذريته مما خلق.
(و من شر غاسق إذا وقب) أي من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس , و تنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة , و الحيونات المؤذية , قال ابن تيمية: ... فإن الغاسق قد فسر بالليل كقوله تعالى " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " و هذا قول أكثر المفسرين و أهل اللغة.
(ومن شر النفّاثات في العقد) قال ابن جرير: أي و من شر السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها , و به قال أهل التأويل - قلت (عبد الحي: أي أهل التفسير) -
و الإستعاذة من شرهن له ثلاثة أوجه: 1 - أن يستعاذ من عملهن الذي هو صنعة السحر , و من إثمهن في ذلك 2 - أن يستعاذ من فتنتهن الناس بسحرهن و ما يخدعنهم به من باطلهن 3 - أن يستعاذ مما يصيب الله به من الشر عند نفثهن. قاله الزمخشري.
و النفث هو إخراج هواء من الفم بدون ريق.
(و من شر حاسد إذا حسد) قال الزمخشري: أي إذا أظهر حسده و عمل بمقتضاه من بغي الغوائل للمحسود , لأنه إذا لم يظهر أثر ما أضمره , فلا ضرر يعود منه على من حسده , بل هو الضّار لنفسه , لاغتمامه بسرور غيره.
و الحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب , فاحتيج إلى الإستعاذة بالله من شره , و إبطال كيده , و يدخل في الحاسد العاين , لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع , خبيث النفس.
و الحسد حرام و هو أول ذنب عصي به الله تعالى إذ حسد إبليس آدم و حسد قابيل هابيل.
و هذه السورة تضمنت الإستعاذة من جميع أنواع الشر , عموما و خصوصا , و دلّت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره , و يستعاذ بالله منه و من أهله.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Nov-2007, صباحاً 11:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الإخلاص
سورة الإخلاص مكية عدد آياتها أربعة
- سبب نزولها:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: يا محمد أنسب لنا ربك , فأنزل الله: " قل هو الله أحد , الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد " رواه الإمام أحمد و الترمذي و ابن جرير و حسّنه الإمام الألباني.
- فضلها:
روى البخاري عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " فشق ذلك عليهم و قالوا: أينا يُطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: " الله الواحد الصمد ثلث القرآن ".
و روى البخاري عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه , ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) , ثم يمسح بهما ما استطاع من جسد , يبدأ بهما على رأسه ووجهه , و ما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاث مرات ".
(قل هو الله أحد)
" قل " قولا جازما به , معتقدا له , عارفا بمعناه
" هو الله أحد " أي: قد انحصرت فيه الأحدية , فهو الأحد المنفرد بالكمال , الذي له الأسماء الحسنى , و الصفات الكاملة العليا , و الأفعال المقدسة , الذي لا نظير له و لا مثيل.
(الله الصمد) أي: الله الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
قال الغزالي: الله الصمد أي الذي يصمد إليه في الحوائج , و يقصد إليه في الرغائب , إذ ينتهي إليه منتهى السؤدد , و قال ابن جرير: الصمد عند العرب هو السيد الذي يصمد إليه , الذي لا أحد فوقه , و كذلك تسمى أشرافها.
و قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: و في الصمد للسلف أقوال متعددة , قد يظن أنها مختلفة و ليست كذلك بل كلها صواب , و المشهور منها قولان: 1 - أن الصمد هو الذي لا جوف له 2 - أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج. و الأول هو قول أكثر السلف من الصحابة و التابعين و طائفة من أهل اللغة , و الثاني قول طائفة من السلف و الخلف و جمهور اللغويين.
(لم يلد و لم يولد)
" لم يلد " أي لم يكن له ولد لانتفاء من يجانسه إذ الولد يجانس والده , و المجانسة منفية عنه تعالى إذ ليس كمثله شيء.
" و لم يولد " لانتفاء الحدوث عنه تعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (قال الله عز وجل: كذبني ابن آدم و لم يكن له ذلك , و شتمني و لم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يُعيدني كما بدأني , و ليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته , و أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا و أنا الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد) رواه البخاري.
(و لم يكن له كفوا أحد) أي لم يكن أحدا كفوا له و لا مثيلا و لا نظيرا و لا شبيها , لا في أسمائه و لا في أوصافه و لا في أفعاله , إذ ليس كمثله شيء و هو السميه البصير.
قال مجاهد (و لم يكن له كفوا أحد) يعني: لا صاحبة له , و هذا كما قال تعالى (بديع السماوات و الأرض أنّى يكون له ولد و لم يكن له صاحبة و خلق كلّ شيء) أي هو مالك كل شيء و خالقه , فكيف يكون له من خلقه من نظير يساميه , أو قريب يدانيه , تعالى و تقدّس و تنزّه.
قال ابن القيم في زاد المعاد ( .. فسورة الإخلاص متضمنة لتوحيد الإعتقاد و المعرفة , و ما يجب إثباته للرب تعالى من الأحدية المنافية لمطلق الشركة بوجه من الوجوه , و الصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص بوجه من الوجوه , و نفى الولد و الوالد الذي هو من لازم الصمدية و غناه و أحديثه , و نفيُ الكفؤ المتضمن لنفي التشبيه و التمثيل و التنظير: فتضمنت هذه السورة إثبات كل كمال له , و نفي كل نقص عنه و نفي إثبات شبيه أو مثل له في كماله و نفي مطلق الشريك عنه , و هذه الأصول هي مجامع التوحيد العلميّ الإعتقاديّ الذي يباين صاحبه جميع فرق الضلالة و الشرك).
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة المسد
سورة المسد مكية عدد آياتها خمسة
- سبب نزولها:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج إلى البطحاء. فصعد الجبل فنادى: " ياصباحاه " , فاجتمعت إليه قريش , فقال: " أرأيتم إن حدّثتكم أن العدوّ مُصبحكم أو مُمْسيكم أكنتم تصدقوني؟ " قالوا: نعم , قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " , فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبا لك , فأنزل الله: " تبت يدا أبي لهب و تبّ ". إلى آخرها. و في رواية - عند البخاري أيضا -: فقام ينفض يديه , و هو يقول: تبا لك سائر اليوم , ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله: " تبت يدا أبي لهب و تبّ ".
(تبت يدا أبي لهب) أي خسرت و خابت , و ضل عمله و سعيه.
و هذه الجملة دعائية و لذا هلك - أبو لهب - بمرض خطير اسمه العدسة فمات و أقام ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن ثم إن ولده أراقوا عليه الماء من بعيد مخافة عودى العدسة؟ إذ كانت العرب تتقي هذا المرض كما يتقى الطاعون.
و أبو لهب هذا هو أحد عمومة النبي صلى الله عليه و سلم و اسمه عبد العزّى , و قد اشتهر بكنيته و عرف بها لولدٍ له يقال له لهب , أو لتلهب وجنتيه و إشراقهما , مع الإشارة إلى أنه من أهل النار , و أن مآله إلى نار ذات لهب , فوافقت حاله كنيته , فحسن ذكره بها.
(و تبّ) إخبار من الله تعالى بهلالك عبد العزّى أبي لهب.
(ما أغنى عنه ماله و ما كسب) لما سخط الله عليه و أدخله ناره لم يغن عنه أي لم يدفع عنه العذاب ماله و لا ولده , حيث ذكر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما دعا قومه إلى الإيمان , قال أبو لهب: إذا كان ما يقول ابن أخي حقا , فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي , فأنزل الله: " ما أغنى عنه ماله و ما كسب ".
(سيصلى نارا ذات لهب) أي نار ذات شرر و لهيب و إحراق شديد , فتحيط به من كل جانب جزاء ما كان يأتيه من مقاومة الحق و مجاحدته.
(و امرأتُه حمالة الحطب)
" وامرأتُه " هي أم جميل العوراء , كانت من سادات نساء قريش , و اسمها أروى بنت حرب بن أمية و هي أخت أبي سفيان , و قد كانت عونا لزوجها على كفره و جحوده و عناده , فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم.
" حمالة الحطب " حيث كانت تأتي بشوك السعدان و تضعه في طريق النبي صلى الله عليه و سلم عند ذهابه إلى صلاة الصبح بالمسجد الحرام.
أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها.
و قيل لأنها كانت تحطب الكلام و تمشي بالنميمة كما قاله مجاهد و عكرمة و قتادة. قال الزمخشري: و يقال للمشّاء بالنمائم بين الناس , يحمل الحطب بينهم , أي يوقد بينهم و يورث الشر.
(في جيدها حبل من مسد) قال مجاهد و عروة: من مسد النار , و قال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة , فقالت: لأنفقها في عداوة محمد , يعني: فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار , و عن الشعبي قال: المسد: الليف.
قال مجاهد: " في جيدها حبل من مسد " أي طوق من حديد , ألا ترى أن العرب يسمون البَكْرة مسد؟
قال بعض أهل العلم: أي في عنقها حبل من نار جهنم تُرفع به إلى شفيرها , ثم ترمى بها إلى أسفلها , ثم كذلك دائما.
قال الإمام: قد أنزل الله في أبي لهب و في زوجته هذه السورة , ليكون مثلا يعتبر به من يعادي ما أنزل الله على نبيه , مطاوعة لهواه و إيثارا لما ألفه من العقائد و العوائد و الأعمال , و اغترار بما عنده من الأموار , و بماله من الصولة أو من المنزلة في قلوب الرجال , و أنه لا تغني عنه أمواله و لا أعماله شيئا , و سيصلى ما يصلى , نسأل الله العافية.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Nov-2007, مساء 07:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة النصر
سورة النصر مدنية عدد آياتها ثلاثة , و أجمعوا على أنها آخر سورة نزلت جميعا , هذا قاله ابن عباس رضي الله عنه كما في صحيح مسلم
روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: " لما نزلت (إذا جاء نصر الله و الفتح) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " نعيت إليَّ نفسي " بأنه مقبوض في تلك السنة " - قال الشيخ شاكر إسناده صحيح - , و هكذا قال مجاهد و أبو العالية و الضحاك , و غير واحد: إنها أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم نُعي إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و روى البخاري عن ابن عباس قال: " كان عمر يُدخلني مع أشياخ بدر , فكأن بعضهم وجد في نفسه , فقال: لم يَدْخل هذا معنا و لنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم , فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم , فما رئيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليُريهم فقال: ما تقولون في قول الله عز وجل (إذا جاء نصر الله و الفتح)؟ فقال بعضهم: " أمرنا أن نحمد الله و نستغفره إذا نصرنا و فُتح علينا " , و سكت بعضهم فلم يقل شيئا , فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا , فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه له , قال: (إذا جاء نصر الله و الفتح) فذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك و استغفره إنه كان توابا). فقال عمر بن الخطاب: " لا أعلم منها إلا ما تقول ".
أما المعنى الذي فسر به بعض الصحابة من جلساء عمر , فهو معنى مليح صحيح , و قد ثبت له شاهد من صلاة النبي صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة وقت الضحى ثماني ركعات , فقال قائلون: هي صلاة الضحى , و أجيبوا بأنه لم يكن يواظب عليها , فكيف صلاها ذلك اليوم و قد كان مسافرا لم يَنْوِ الإقامة بمكة؟ و لهذا أقام فيها إلى آخر شهر رمضان قريبا من تسعة عشر يوما يقصر الصلاة و يُفطر هو و جميع الجيش , و كانوا نحوا من عشرة ألاف.
قال هؤلاء: و إنما كانت صلاة الفتح , قالوا: فيستحب لأمير الجيش إذا فتح بلدا أن يصلي فيه أول ما يدخل ثماني ركعات , و هكذا فعل سعيد بن أبي وقاص يوم فتح المدائن.
ثم قال بعضهم: يصليها كلها بتسليمة واحدة , و الصحيح أنه يسلم من كل ركعتين.
(إذا جاء نصر الله) أي لدينه الحق على الباطل.
(و الفتح) و المراد بالفتح ها هنا فتح مكة قولا واحدا , فإن أحياء العرب كانت تَتَلَوَّم بإسلامها فتح مكة , يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي , فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجا , فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانا , و لم يبقى في سائر قبائل العرب إلا مُظهر للإسلام , و لله الحمد و المنة. و هذا هو قوله تعالى: " و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ".
(فسبح بحمد ربك) أي فنزه ربك عن أن يهمل الحق و يدعه للباطل يأكله , و عن أن يخلف وعده في تأييده , و ليكن هذا التنزيه بواسطة حمده و الثناء عليه بأنه القادر الذي لا يغلبه غالب.
(و استغفره) أي إسأله أن يغفر لك و لأصحابك ما كان من القلق و الضجر و الحزن , لتأخر زمن النصر.
(إنه كان توّابا) أي إن الله تعالى الذي أمرك بالإستغفار توبة إليه كان توابا على عباده يقبل توبتهم فيغفر ذنوبهم و يرحمهم.
روى البخاري عن عائشة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول في ركوعه و سجوده: سبحانك اللهم ربنا و بحمدك , اللهم اغفر لي يتأول القرآن ".
و روى مسلم عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر في آخر أمره من قول: سبحان الله و بحمده , أستغفر الله و أتوب إليه , و قال: إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي , و أمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده و أستغفره , إنه كان توابا , فقد رأيتها (إذا جاء نصر الله و الفتح , و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا , فسبح بحمد ربك و اسغفره إنه كان توّابا).
تنبيه:
ذكر الشيخ أحمد شاكر و الشيخ الجزائري أن سورة النصر تعدل ربع القرآن و سورة الزلزلة تعدل ربع القرآن , قلت (عبد الحي): و الحديث الذي يدل على ذلك حديث ضعيف أنظر ضعيف الترغيب و الترهيب (1/ 890) , و الشيخ الجزائري نفسه أشار أن الحديث ضعيف في تفسير سورة الزلزلة (ص 1489)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Nov-2007, مساء 05:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الكافرون
سورة الكافرون مكية عدد آياتها ستة.
سبب نزولها:
نزلت ردا على اقتراح تقدم به بعض المشركين و هم الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل السهمي و الأسود بن المطلب و أمية بن خلف , مفاده أن يعبد النبي صلى الله عليه و سلم معهم آلهتهم سنة و يعبدون معه إلهه سنة مصالحة بينهم و بينه و إنهاء للخصومات في نظرهم , و لم يجبهم الرسول صلى الله عليه و سلم بشيء حتى نزلت هذه السورة (قل يا أيها الكافرون).
فضلها:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( ... " و قل يا أيها الكافرون " تعدل رُبع القرآن) حسن لغيره. صحيح الترغيب و الترهيب (2/ 1477).
(قل يا أيها الكافرون) شمل كل كافر على وجه الأرض , و لكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش.
(لا أعبد ما تعبدون) أي تبرَّأ مما كانوا يعبدون من دون الله , ظاهرا و باطنا.
(و لا أنتم عابدون ما أعبد) لعدم إخلاصكم لله في عبادته , فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة.
(و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد)
" و لا أنا عابد " أي فيما أستقبل " ما عبدتم " أي فيما مضى " و لا أنتم عابدون " أي فيما تستقبلون أبدا " ما أعبد " أي الآن و فيما أستقبل , هكذا فسره الإمام ابن جرير رحمه الله تعالى , ثم قال: و إنما قيل ذلك كذلك , لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين , قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا , و سبق لهم ذلك في السابق من علمه , فأمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يؤيسهم من الذين طمعوا فيه و حدثوا به أنفسهم , و إن ذلك غير كائن منه و لا منهم في وقت من الأوقات , و آيس نبي الله صلى الله عليه و سلم من الطمع في إيمانهم , و من أن يفلحوا أبدا , فكانوا كذلك لم يفلحوا و لم ينجحوا , إلى ان قتل بعضهم يوم بدر بالسيف , و هلك بعضٌ قبل ذلك كافراً.
(لكم دينكم و لي دين)
" لكم دينكم " تقرير لقوله تعالى (لا أعبد ما تعبدون) و قوله تعالى (و لا أنا عابد ما عبدتم) كما أن قوله تعالى " و لي دين " تقرير لقوله تعالى (و لا أنتم عابدون ما أعبد) و المعنى أن دينكم , الذي هو الإشراك , مقصور على الحصول لكم , لا يتجاوزه إلى الحصول لي أيضا , كما تطمعون فيه , فإن ذلك من المحالات , و أن ديني الذي هو التوحيد , مقصور على الحصول لي , لا يتجاوزه إلى الحصول لكم , فلا مشاركة بينه و بين ما أنتم عليه.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Nov-2007, مساء 03:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الكوثر
و تسمى سورة النحر
مكية و عدد آياتها ثلاث.
ما هو الكوثر:
روى مسلم عن أنس بن مالك قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه و قال أنزلت عليّ آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم: " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر إن شانئك هو الأبثر " , ثم قال أتدرون ما الكوثر؟ قلنا الله و رسوله أعلم قال فإنه نهر و عدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم , فيختلج العبد منهم , فأقول: رب إنه من أمتي , فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك) - و ظاهر هذه الرواية أن سورة الكوثر مدنية و لا مانع من نزولها مرتين مرة بمكة و أخرى بالمدينة - , و عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب , و الماء يجري على اللؤلؤ , و ماؤه أشد بياضا من اللبن , و أحلى من العسل) إسناده صحيح.
(إنّا أعطيناك الكوثر) روى الإمام أحمد عن أنس أنه قرأ هذه الآية " إنا أعطيناك الكوثر " قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (أعطيت الكوثر , فإذا هو نهر يجري , و لم يُشق شقا , و إذا حافتاه قباب اللؤلؤ , فضربت بيدي في تربته , فإذا مسكه ذَفَرة ,و إذا حصاه اللؤلؤ). إسناده صحيح , و روى البخاري عن أبي عبيدة عن عائشة قال: سألتها عن قوله تعالى " إنا أعطيناك الكوثر " قالت: (نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه و سلم , شاطئاه عليه دُرّ مجوف آنيته كعدد النجوم) , ثم قال البخاري عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إياه , و قال كذلك - أي ابن عباس - الكوثر: الخير الكثير. و هذا تفسير يعم النهر و غيره , لأن الكوثر من الكثرة و هو الخير الكثير و من ذلك النهر كما قال ابن عباس و عكرمة و سعيد بن جبير و مجاهد.
و من الكوثر يملأ الحوض الذي في عرصات القيامة و لا يرده إلا الصالحون من أمته صلى الله عليه و سلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فصلّ لربك و انحر) أي كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا و الآخرة , و من ذلك النهر الذي تقدم صفته فأخلص لربك صلاتك المكتوبة و النافلة و نَحْرَك , فاعبده وحده لا شريك له و انحر على اسمه وحده لا شريك له كما قال تعالى " قل إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أوّل المسلمين ".
و خصّ هاتين العبادتين بالذكر لأنهما من أفضل العبادات و أجلّ القربات , و لأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب و الجوارح للّه , و تنقلها في أنواع العبودية , و في النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر و إخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته و الشح به.
و في الآية دليل على وجوب تقديم صلاة العيد على النحر و هو ما عليه جمهور الفقهاء - قلت (عبد الحي): روى البخاري عن البراء بن عازب قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النّحر بعد الصلاة , فقال: من صلّى صلاتنا و نسك نسكنا فقد أصاب النسك , و من نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم) -.
و جائز أن يكون المراد من صلّ لربك و انحر أي صلّ صلاة الصبح بمزدلفة وانحر هديك بمنى.
(إنّ شانئك هو الأبتر) أي إن مبغضك - يا محمد - و مبغض ماجئت به من الهدى و الحق و البرهان الساطع و النور المبين , هو الأبتر الأقل الأذل المنقطع ذكرُهُ.
قال ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير , و قتادة: نزلت في العاص بن وائل. و قال شَمِر بن عطية: نزلت في عقبة بن أبي معيط , و قال ابن عباس أيضا , و عكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف و جماعة من كفار قريش. و قال عطاء: نزلت في أبي لهب , و عن ابن عباس: نزلت في أبي جهل. قال ابن كثير: و الآية تعم جميع من اتصف بذلك , ممن ذكر و غيرهم.
" هو الأبتر " أي المقطوع من كل خير , مقطوع العمل , مقطوع الذِكر , و أما محمد صلى الله عليه و سلم فهو الكامل حقا , الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق من رفع الذِكر , و كثرة الأنصار و الأتباع صلى الله عليه و سلم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 07:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الماعون
هي مكية الأوائل مدنية الأواخر و آياتها سبع آيات
قوله تعالى (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم و لا يحض على طعام المسكين) هذه الآيات الثلاث نزلت بمكة في العاص بن وائل و الوليد بن المغيرة و أضرابهم من عتاة قريش و كفارهم فهذه الآيات تُعرِّض بهم و تندد بسلوكهم و توعدهم.
(أرأيت الذي يكذب بالدين) أي بثواب الله و عقابه , فلا يطيعه في أمره و نهيه , قال أبو سعود: استفهام أريد به تشويق السامع إلى معرفة من سيق له الكلام و التعجيب منه.
(فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم) أي: هو الذي يقهر اليتيم و يظلمه حقه , و لا يطعمه و لا يحسن إليه و لا يرحمه لقساوة قلبه , و لأنه لا يرجو ثوابا و لا يخشى عقابا.
(و لا يحضُّ على طعام المسكين) أي لا يحثّ غيره من ذوي اليسار على إطعام المحتاج و سدّ خلته , بل يبخل بسعيه عند الأغنياء لإغاثة البؤساء , قال أبو سعود: و إذا كان حال من ترك حث غيره على ما ذكر , فماظنك بحال من ترك ذلك مع القدرة؟.
قوله تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون و يمنعون الماعون) هذه الآيات الأربع نزلت في بعض منافقي المدينة النبوية فلذا نصف السورة مكي و نصفها مدني.
(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) هذا وعد شديد لهم إذ الويل واد في جهنم يسيل من صديد أهل النار و قيوحهم و هو أشد العذاب إذ كانوا يُغْمَسون فيه أو يطعمون و يشربون منه.
و معنى عن صلاتهم ساهون قال ابن جرير: " أي لاهون يتغافلون عنها و ذلك باللهو عنها و التشاغل بغيرها , و تضييعها أحيانا و تضييع وقتها أخرى " و مفوتون لأركانها , و هذا لعدم اهتمامهم بأمر الله حيث ضيعوا الصلاة , التي هي أهم الطاعات و أفضل القربات. قلت (عبد الحي): فإن كان هذا حالهم مع أجل الطاعات فإهمالهم لباقي العبادات و القربات أكثر و أوسع , و تضييعها على النفس أسهل و أطوع.
(الذين هم يراءون) أي يراؤون الناس بصلاتهم إذا صلوا لأنهم لا يصلّون رغبة في ثواب , و لا رهبة من عقاب , و إنما يصلونها ليراهم المؤمنون فيظنوهم منهم فيكفوا عنهم , لأن بالمراءاة يدرءون عن أنفسهم القتل و السبي.
(و يمنعون الماعون) أي ما يعان به الخلق و يصرف في معونتهم من الأموال و الأمتعة و كل ما ينتفع به , فإذا استعارهم مؤمن ماعونا للحاجة به لا يعيرونه و يعتذرون بمعاذير باطلة , فهؤلاء لمنع الزاكة و أنواع القربات أولى و أولى.
روى ابن جرير عن عبد الله قال: كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم نتحدث أن الماعون الدلو , و الفأس و القِدر لا يستغنى عنهن.
و قال ابن عباس (و يمنعون الماعون) يعني: متاع البيت , و كذا قال مجاهد و إبراهيم النَّخعي و سعيد بن جبير و غير واحد: إنها العاريّة للأمتعة.
و قال عكرمة: رأس الماعون زكاة المال , و أدناه المنخل , و الدلو , و الإبرة. و هذا الذي قاله عكرمة حسن , فإنه يشمل الأقوال كلها , و ترجع كلها إلى شيء واحد , و هو ترك المعاونة بمال أو منفعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Dec-2007, مساء 08:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة قريش
مكية و آياتها أربع آيات
(لإيلاف قريش) قال كثير من المفسرين: إن الجار و المجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش و أمنهم , و استقامة مصالحهم , و انتظام رحلتهم في الشتاء لليمن , و الصيف للشام , و ذلك للإتجار و جلب الأرزاق إلى بلادهم التي ليست هي بذات زرع و لا صناعة فإيلافهم هاتين الرحلتين كان بتدبير الله تعالى ليعيش سكان حرمه و بلده في رغد من العيش فهي نعمة من نعم الله تعالى.
ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال:
(فليعبدوا رب هذا البيت) أي: فليوحدوه بالعبادة , كما جعل لهم حرما آمنا و بيتا محرما , كما قال الله تعالى (إنّما أمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الذي حرّمها و له كل شيء و أمرت أن أكون من المسلمين). و البيت هو الكعبة المشرفة.
و خصّ الله بالربوبية البيت , لفضله و شرفه و إلا فهو رب كل شيء.
(الذي أطعمهم من جوع) بما هيأ لهم من أسباب.
(و ءامنهم من خوف) أي مما يخاف منه من لم يكن من أهل الحرم من الغارات و الحروب و القتال و الأمور التي كانت العرب يخاف بعضها من بعض , قال ابن زيد: كانت العرب يغير بعضها على بعض و يسبي بعضها بعض , فأمنوا من ذلك لمكان الحرم و قرأ " أولم نُمكّن لهم حرما ءامنا يُجبى إليه ثمرات كلّ شيء " و نظيره أيضا قوله تعالى " أولم يروا أنّا جعلنا حرما ءامنا و يُتخطّف الناس من حولهم ".
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 03:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الفيل
مكية و آياتها خمس آيات
(ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * و أرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف ماكول).
هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش , فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل , الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة و محو أثرها من الوجود , فأبادهم الله , و أرغم آنافهم , و خيّب سعيهم , و أضل أعمالهم , وَرَدهم بِشرِّ خيبة , و كانوا قوما نصارى , و كان دينهم إذ ذاك أقرب حالا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان. و لكن كان هذا من باب الإرهاص و التوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال.
وواقعة الفيل في ذاتها معروفة متواترة الرواية , حتى إنهم جعلوها مبدأ تاريخ يحددون به أوقات الحوادث , فيقولون: ولد عام الفيل و حدث كذا لسنتين بعد عام الفيل و نحو ذلك.
(ألم تر كيف فعل ربُّك بأصحاب الفيل) يعني الذين قدموا من اليمن يريدون تخريب الكعبة من الحبشة , أي ألم تعلم علما رصينا متاخما للمشاهدة و العيان باستماع الأخبار المتواترة , و معاينة الآثار الظاهرة.
و الله تعالى يخاطب رسوله مذكرا إياه بفعله الجبار في إهلاك الجبابرة فأين قوة ظلمة قريش من قوة أبرهة و أبادها الله تعالى في ساعة فاصبر يا محمد و لا تحمل لهؤلاء الأعداء همّا فإن لهم ساعة فكانت السورة عبارة عن ذكرى للعظة و الإعتبار.
(ألم يجعل كيدهم في تضليل) أي ألم يجعل ما كادوه لبيتنا و حرمنا في خسارة و ضلال فلم يجنوا إلا الخزي و الدمار. قال الرازي: إعلم أن الكيد هو إرادة مضرة بالغير على الخفية " إن قيل " لم سماه كيدا و أمره كان ظاهرا , فإنه كان يصرح أنه يهدم البيت؟ " قلنا " نعم لكن الذي كان في قلبه شر مما أظهر , لأنه كان يضمر الحسد للعرب , و كان يريد صرف الشرف الحاصل لهم بسبب الكعبة , منهم و من بلدهم , إلى نفسه و إلى بلدته.
(و أرسل عليهم طيرا أبابيل) أي طوائف متفرقة , يتبع بعضها بعضا من نواح شتى. و " أبابيل " جمع لا واحد له , على ما حكاه , و التنكير في " طيرا " إما للتحقير , فإنه مهما كان أحقر كان صنع الله أعجب و أكبر , أو للتفخيم , كأنه يقول و أي طير ترمي بحجارة صغيرة فلاتخطئ القتل , أفاده الرازيّ.
(ترميهم بحجارة من سجّيل) أي من طين متحجر. كل طائر يحمل ثلاثة أحجار كالحمصة و العدسة واحدة بمنقاره و اثنتين بمخلبيه كل واحدة في مخلب ترميهم بها فتتفتت لحومهم و تتناثر فجعلهم كعصف ماكول.
(فجعلهم كعصف ماكول) قال ابن جرير: " كزرع أكلته الدواب فراثته , فيبس و تفرقت أجزاؤه , شبه تقطع أوصالهم بالعقوبة التي نزلت بهم , و تفرقت آراب أبدانهم بها , بتفرق أجزاء الروت , الذي حدث عن أكل الزرع ".
و المعنى: أن الله سبحانه و تعالى أهلكهم و دمرهم , و ردهم بكيدهم و غيظهم لم ينالوا خيرا , و أهلك عامتهم , و لم يرجع منهم بخير إلا و هو جريح , كما جرى لملكهم أبرهة , فإنه انصدع صدره عن قلبه حين وصل إلى بلده صنعاء و أخبرهم بما جرى لهم , ثم مات.
و أخيرا: إن أمر القصة أضيفت إلى الفيل , و اشتهرت به , لاصطحابهم الفيل معهم للبطش و التخريب , فإنه لو تمّ لقائديه كيدهم , لكان الفيل يتخذونه آلة بطش و انتقام , فإذا غضبوا على محارب و أسروه , أو وزير و أوثقوه , أو بلد و نازلوا حصنه - أرسلوا على دار المغضوب عليه أو حصنه الفيل , فنطح برأسه و نابه الصرح فيدكه , و قواعد البنيان فيهدمها , فيكون أمضى من معاول و فؤوس , و أعظم رعبا و رهبة في النفوس , و ربما ألقوا المسخوط عليه بين يديه , فأعمل فيه نابه , و لف عليه خرطومه و شاله , و مثل به تمثيلا , كان أشد بطشا و تنكيلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Dec-2007, مساء 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الهمزة
مكية و آياتها تسع آيات
(ويل لكل همزة لمزة)
" ويل " يتوعد الرب تبارك و تعالى بواد في جهنم يسيل بصديد أهل النار و قيوحهم كل همزة لمزة.
" لكل همزة لمزة " أي لكل من يطعن في أعراض الناس و يغتابهم , فالهمّاز بالقول , و اللّماز بالفعل. قال القاشاني (رذيلتان مركبتان من الجهل و الغضب و الكبر , لأنهما يتضمنان الإيذاء و طلب الترفع على الناس , و صاحبهما يريد أن يتفضل على الناس , و لا يجد في نفسه فضيلة يترفع بها , فينسب العيب و الرذيلة إليهم ليظهر فضله عليهم , و لا يشعر أن ذلك عين الرذيلة , فهو مخدوع من نفسه و شيطانه موصوف برذيلتي القوة النطقية و الغضبية).
(الذي جمع مالا و عدّده) و من صفة هذا الهماز اللماز , أنه لا همّ له سوى جمع المال و تعديده و الغبطة به , و ليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات و صلة الأرحام , و نحو ذلك. قال الإمام: أي أن الذي يحمله على الحط من أقدار الناس , هو جمعه المال و تعديده , أي عده مرة بعد أخرى , شغفا به و تلذذا بإحصائه. لأنه لا يرى عزّا و لا شرفا و لا مجدا في سواه , فكلما نظر إلى كثرة ما عنده منه , انتفخ و ظن أنه من رفعة المكانة , بحيث يكون كل ذي فضل و مزية دونه , فهو يهزأ به و يهمزه و يلمزه , ثم لا يخشى أن تصيبه عقوبة على الهمز و اللمز و تمزيق العرض , لأن غروره بالمال أنساه الموت و صرف عنه ذكر المآل فهو " يحسب أن ماله أخلده ".
(يحسب أنّ ماله أخلده) أي يظن أن ماله الذي جمعه و أحصاه , و بخل بإنفاقه , مخلده في الدنيا , فمزيل عنه الموت. قال القاشاني ( ... أي لا يشعر أن المقتنيات المخلدة لصاحبها هي العلوم و الفضائل النفسانية الاقية , لا العروض و الذخائر الجسمانية الفانية).
(كلا لينبذن في الحطمة)
" كلا " لا يخلده ماله بل و عزتنا و جلالنا " لينبذن في الحطمة " أي ليلقين هذا الذي جمع مالا فعدده في الحطمة و هي إسم طبقة من أسماء النار , لأنها تحطم من فيها.
(و ما أدراك ما الحطمة) هذا الإستفهام لتعظيم أمرها و تهويل شأنها , كأنها ليست من الأمور التي تدركها العقول.
(نار الله الموقدة) أي المستعرة المتأججة , التي وقودها الناس و الحجارة , قال أبو سعود: و في إضافتها إليه سبحانه , ووصفها بالإيقاد , من تهويل أمرها ما لا مزيد عليه.
(التي تطلع على الأفئدة) قال ثابت البناني: تحرقهم إلى الأفئدة و هم أحياء , ثم يقول: لقد بلغ منهم العذاب , ثم يبكي. و قال محمد بن كعب: تأكل كل شيء من جسده , حتى إذا بلغت فؤاده حَذْو حلقه ترجع على جسده. قال الزمخشري: يعني أنها تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم و تطلع على أفئدتهم , و هي أوساط القلوب , و لاشيء في بدن الإنسان ألطف من الفؤاد , و لاأشد تألمنا منه بأدنى أذى يمسه , فكيف إذا طلعت عليه نار جهنم و استولت عليه!!! و يجوز أن يخص الأفئدة لأنها مواطن الكفر و العقائد الفاسدة و النيات الخبيثة ...
(إنها عليهم مؤصدة) أي مغلقة مطبقة لا مخلص لهم منها.
(في عمد ممددة) قال الزمخشري: (و المعنى أنه يؤكد بأسهم من الخروج , و تيقنهم بحبس الأبد , فتؤصد عليهم الأبواب , و تمدد على العمد , استيثاقا في استيثاق. و يجوز أن يكون المعنى أنها عليهم مؤصدة , موثقين في عمد ممددة , مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص). و المقطرة هي جذع كبير فيه خروق يوضع فيها أرجل المحبوسين من اللصوص و نحوهم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة العصر
مكية و آياتها ثلاث آيات
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام ابن القيم في " مفتاح دار السعادة " (قال الشافعي رضي الله عنه " لو فكر الناس في هذه السورة , لكفتهم ". و بيان ذلك أن المراتب أربعة و باستكمالها يحصل للشخص غاية كماله , إحداها معرفة الحق , الثانية عمله به , الثالثة تعليمه من لا يحسنه , الرابعة صبره على تعلمه و العمل به و تعليمه , فذكر تعالى المراتب الأربعة في هذه السورة) ثم قال (فهذه السورة على اختصارها , هي من أجمع سور القرآن للخير بحذافيره , و الحمد لله الذي جعل كتابه كافيا عن كل ما سواه , شافيا من كل داء , هاديا إلى كل خير).
قال الرازي (هذه السورة فيها وعيد شديد , و ذلك لأنه تعالى حكم بالخسارة على جميع الناس , إلا من كان آتيا بهذه الأشياء الأربعة , و هي: الإيمان و العمل الصالح و التواصي بالحق و التواصي بالصبر , فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور).
(و العصر) أقسم الله تعالى بالعصر , الذي هو الليل و النهار , محل أفعال العباد و أعمالهم , و لانطوائه على تعاجيب الأمور , و لأنه يذكر بما فيه من النعم و أضدادها , فينبّه الإنسان على أنه مستعد للخسران و السعادة , و للتنويه به و التعظيم من شأنه , تعريضا ببراءته مما يضاف إليه من الخسران و الذم , كما قيل:
يَعيبون الزمان و ليس فيه ... معايبُ غير أهلٍ للزمانِ
فالعصر ظرف لشؤون الله الجليلة من خلق و رزق و إعزاز و إذلال و خفض و رفع , فكيف يذم في ذاته , و إنما قد يذم ما يقع فيه من الأفعال الممقوتة.
(إن الإنسان لفي خسر) أي خسران , لخسارته رأس ماله الذي هو نور الفطرة و الهداية الأصلية , بإيثار الحياة الدنيا و اللذات الفانية و الإحتجاب بها و بالدهر , و إضاعة الباقي في الفاني.
(إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات) فهؤلاء استثناهم الله تعالى من الخسر فهم رابحون غير خاسرين و ذلك بدخولهم الجنة دار السعادة , و المراد من الإيمان الإيمان بالله و رسوله و ما جاء به رسوله من الهدى و دين الحق , و المراد من العمل الصالح الفرائض و السنن و النوافل.
(و تواصوا بالحق) أي أوصي بعضهم بعضا بما أنزل الله في كتابه من أمره , و اجتناب ما نهى عنه من معاصيه , قال الرازي (دلت الآية على أن الحق ثقيل , و أن المحن تلازمه , فلذلك قرن التواصي بالصبر)
(و تواصوا بالصّبر) أي على ما يبلو الله به عباده , أو على الحق , فإن الوصول إلى الحق سهل , و أما البقاء عليه و الصبر معه بالإستقامة و الجهاد لأجله , فذاك الذي يظهر به مصداق الإيمان و حقيقته.
و تخصيص التواصي بالحق و الصبر , مع إندراجهما في الأعمال الصالحة , لإبراز كمال الإعتناء بهما.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 03:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة التكاثر
مكية و آياتها ثماني آيات
(ألهاكم التكاثر) هذا خطاب الله تعالى للمشتغلين بجمع المال و تكثيره - الأموال و الأولاد , و الأنصار , و الجنود , و الخدم , و الجاه , و غير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر , و ليس المقصود به الإخلاص لله تعالى - للمباهاة به و التفاخر الأمر الذي ألهاهم عن طاعة الله و رسوله فماتوا و لم يقدموا لأنفسهم خيرا.
(حتى زرتم المقابر) أي حتى هلكتم , و متم و صرتم من أصحاب القبور , فأفنيتم عمركم في الأعمال السيئة و ما تنبّهتم طول حياتكم إلى ما هو سبب سعادتكم و نجاتكم.
و زيارة القبور عبارة عن الموت. قال الشهاب: " و فيها إشارة إلى تحقق البعث , لأن الزائر لابد من انصرافه عما زاره " , فدلّ ذلك على البعث و الجزاء بالأعمال , في دار باقية غير فانية.
(كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون)
(كلا) ردع عن الإشتغال بالتكاثر , و توهم أن الفوز بالتفاخر , فإن الفوز بالتناصر على الحق و التحلي بالفضائل.
(سوف تعلمون) أي مغبة ما أنتم عليه , في الآخرة , من وخامة عاقبة الإشتغال بهذه الشهوات السريعة الزوال , العظيمة الوبال , لبقاء تبعاتها.
(ثم كلا سوف تعلمون) كرّر الوعيد و التهديد للتأكيد , و " ثم " للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأول , أو الأول عند الموت , و الثاني عند النشور.
(كلا لو تعلمون علم اليقين) أي لو تعلمون ما أمامكم - في قبوركم و يوم بعثكم و نشوركم - علما يصل إلى القلوب , لما ألهاكم التكاثر , و لبادرتم إلى الأعمال الصالحة.
(لترون الجحيم , ثم لترونها عين اليقين) هذا تفسير الوعيد المتقدم , و هو قوله " تعلمون , ثم كلا سوف تعلمون " توعّدهم بهذا الحال , و هي رؤية النار - رؤية بصرية كما قال تعالى " و رأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعها و لم يجدوا عنها مصرفا " - التي إذا زفرت زفرة خرّ كل ملك مقرب , و نبي مرسل على ركبتيه , من المهابة و العظمة و معاينة الأهوال.
(ثم لتسئلنّ يومئذ عن النّعيم) أي عن النعيم الذي ألهاكم التكاثر به و التفاخر في الدنيا , ماذا عملتم فيه؟ و من أين وصلتم إليه؟ و فيم أصبتموه؟ و ماذا عملتم به؟. و قد صحّ عن النبي صلى الله عليه و سلم " إنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه و عن علمه ماذا عمل به و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ".
و عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير: لما نزلت " ثم لتسألنّ يومئذ عن النعيم " قالوا يا رسول الله , لأي نعيم نسأل عنه , و إنما هما الأسودان التمر و الماء؟ قال: " إن ذلك سيكون " حسنه الشيخ الألباني.
و قال النبي صلى الله عليه و سلم " إن أول ما يسأل عنه - يعني يوم القيامة - العبد من النعيم أن يقال له: ألم نُصِحّ لك جسمك , و نُروكَ من الماء البارد؟ " صححه الشيخ الألباني.
قال ابن عباس " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " النعيم: صحة الأبدان و الأسماع و الأبصار , يسأل الله العباد فيما استعملوها , و هو أعلم بذلك منهم , و هو قوله تعالى " إن السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا " , قال ابن جرير: لم يخصص في خبره تعالى نوعا من النعيم دون نوع , بل عمَّ , فهو سائلهم عن جميع النعم , و لذا قال مجاهد: أي عن كل شيء من لذة الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Dec-2007, مساء 06:46]ـ
واصل بارك الله فيك. . . وحبذا لو بدأت بتفسير الفاتحة قبل المفصّل.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 02:16]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و بارك فيكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 02:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة القارعة
مكية و آياتها إحدى عشر آية
(القارعة) من أسماء القيامة , كالحاقة , و الطامة , و الصاخة , و الغاشية , و غير ذلك. و سميت بها لأنها تفزع القلوب و الأسماع بفنون الأفزاع و الأهوال , و تخرج جميع الأجرام العلوية و السفلية من حال إلى حال: السماء بالإنشقاق و الإنفطار , و الشمس و النجوم بالتكوير و الإنكدار و الإنتثار , و الأرض بالزلزال و التبديل و الجبال بالدك و النسف.
(ما القارعة) أي أي شيء هي؟ فالإستفهام للتهويل من شأنها.
(و ما أدراك ما القارعة) تأكيد لهولها و فضاعتها , ببيان خروجها عن دائرة علوم الخلق على معنى أن عظم شأنها و مدى شدتها , بحيث لا يكاد تناله دراية أحد , حتى يدريك بها.
(يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) أي: في انتشارهم و تفرقهم , و ذهابهم و مجيئهم , من حيرتهم مما هم فيه , من ضعف و ذلة و اضطراب. وجاء في آية أخرى " كأنهم جراد منتشر "
(و تكون الجبال كالعهن المنفوش) أي: كالصوف المنفوش , الذي بقي ضعيفا جدا تطير به أدنى ريح , قال تعالى " و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب " ثم بعد ذلك تكون هباء منثورا , فتضمحل و لا يبقى منها شيء يشاهد , فحينئذ تنصب الموازين , و ينقسم الناس قسمين: سعداء و أشقياء.
(فأما من ثقلت موازينه) أي: رجحت حسناته على سيئاته.
(فهو في عيشة راضية) أي مرضية له و هو بها راض و كيف لا و هي الجنة دار النعيم المقيم.
(و أما من خفت موازينه) أي قلَّت حسناته و كثرت سيئاته أو لم يكن له حسنة بالمرة كأهل الكفر و الشرك.
(فأمُّه هاوية) أي: مأواه و مسكنه النار , التي من أسمائها الهاوية , تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى " و إن عذابها كان غراما " قال ابن جرير: و إنما قيل: للهاوية أمه , لأنه لا مأوى له غيرها , و قال ابن زيد: الهاوية: النار , و هي أمه و مأواه التي يرجع إليها و يأوي إليها , و قرأ " و مأواهم النار ". و قيل: إن معنى ذلك , فأم دماغه هاوية في النار أي: يلقى في النار على رأسه روي نحو هذا عن ابن عباس و عكرمة و قتادة , قال قتادة: يهوي في النار على رأسه.
(و ما أدراك ماهيه) هذا الإستفهام للتهويل من شأنها و تعظيم لأمرها.
(نار حامية) أي حارة شديدة الحر , قوية اللهيب و السعير , قال النبي صلى الله عليه و سلم (نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين من نار جهنم) قالوا: يا رسول الله , إن كانت لكافية , فقال (إنها فضّلت عليها بتسعة و ستين جزءا) رواه البخاري , و في بعض ألفاظه (إنها فضلت عليها بتسعة و ستين جزءا , كلهن مثل حرّها) رواه البخاري و مسلم , و رواه الإمام أحمد و زاد عليه (و ضربت بالبحر مرتين , و لولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد) صححه الشيخ الألباني.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة العاديات
مكية و آياتها إحدى عشر آية
(و العاديات ضبحا) يقسم الله تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت عدوا بليغا قويا , يصدر عنه الضبح , و هو صوت نفسها في صدرها عند اشتداد العَدْو.
(فالموريات قدحا) يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار و تسمى نار الحباحب.
(فالمغيرات صبحا) أي جماعات الخيل يركبها فرسانها للإغارة على العدو بها صباحا , و الإغارة صباحا أمر أغلبي , قال الشهاب: ... و تخصيص الصبح , لأن الغارة كانت معتادة فيه , أي مباغتة العدو.
(فأثرن به نقعا) أي فأهجن بذلك الوقت غبارا من الإثارة , قال الشهاب: و ذكر إثارة الغبار , للإشارة إلى شدة العَدْوِ و كثرة الكرّ و الفرّ.
(فوسطن به جمعا) فتوسطت جمع العدو و كتائبه لقتال أعداء الله الكافرين بالله و آياته و لقائه المفسدين في الأرض بالشرك و المعاصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن الإنسان لربّه لكنود) المراد من الإنسان الكافر و الجاهل بربّه تعالى الذي لم تتهذب روحه بمعرفة الله و محابه و مكارهه و لم يُزَك نفسه بفعل المحاب و ترك المكاره , هذا الإنسان أقسم تعالى على أنه كفور لربه تعالى و لنعمه عليه أي شديد الكفر كثيره بذكر المصائب و يعشر بها و يصرخ لها و يصر عليها وينسى النعم و الفواضل عليه فلايذكرها و لا يشكر الله تعالى عليها , فالكنود الكفور.
و قد فسر السلف الكنود بالهلوع و الجحود و الجهول و الحقود و المَنوع.
(و إنه على ذلك لشهيد) أي إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع و الكند لشاهد بذلك , لا يجحده و لا ينكره , لأن ذلك أمر بيِّن واضح. و يحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود , و الله شهيد على ذلك , ففيه الوعيد , و التهديد الشديد , لمن هو لربه كنود , بأن الله عليه شهيد.
(و إنه لحب الخير لشديد) أي و إنه لحب المال و الدنيا و إيثارها , لقويّ , و حبه لذلك , هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه , قدم شهوة نفسه على حق ربه , و كلُّ هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار , و غفل عن الآخرة.
و سمّي المال خيرا تسمية عرفية إذ تعارف الناس على ذلك , كما أنه خير من حيث أنه يحصل به الخير الكثير إذا أنفق في مرضاة الله تعالى.
(أفلا يعلم إذا بُعثر ما في القبور) أخرج ما فيها من الأموات , لحشرهم و نشورهم.
(و حُصّل ما في الصدور) أي أظهر و أبرز ما في صدورهم و نفوسهم من أسرارهم و نياتهم المكتومة فيها , من خير أو شر , فصار السر علانية , و الباطن ظاهرا , و بان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.
قال الرازي: (و إنما خص أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح , لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب , فإنه لولا البواعث و الإرادات في القلوب , لما حصلت أفعال الجوارح , و لذلك جعلها تعالى الأصل في الذم فقال " ءاثم قلبه " و الأصل في المدح فقال " وَجِلَت قلوبهم ")
(إنّ ربهم بهم يومئذ لخبير) أي العالم بجميع ما كانوا يصنعون و يعملون و مجازيهم عليه أوفر الجزاء , و لا يظلم مثقال ذرة. فلو علم الكفور من الناس المحب للمال هذا و أيقنه لعدّل من سلوكه و أصلح من اعتقاده و من أقواله و أعماله فالآيات دعوة إلى مراقبة الله تعالى بعد الإيمان و الإستقامة على طاعته.
و خُص خُبره بذلك اليوم , مع أنه خبير بهم في كل وقت , لأن المراد بذلك , الجزاء بالأعمال , الناشئ عن علم الله و اطلاعه.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة الزلزلة
سورة الزلزلة مدنية و آياتها ثماني آيات
و تسمى سورة الزلزال لوجود لفظ الزلزال فيها و هو قوله تعالى " إذا زلزلت الأرض زلزالها ".
في هذه السورة يخبر الله تعالى عما يكون يوم القيامة , و أن الأرض تتزلزل و ترتجف حتى يسقط ما عليها من بناء و عَلَم. فتندك جبالها , و تُسوّى تلالها , و تكون قاعا صفصفا لا عوج فيه و لا أمت , و هذا الإخبار جاء مجملا إذ المقصود تقرير البعث و الجزاء ليعمل الناس بما ينجيهم من النار و يدخلهم الجنة.
(إذا زلزلت الأرض زلزالها) أي أصابها ذلك الزلزال الشديد و الإهتزاز الرهيب , فهي الرجة التي لا غاية و راءها.
(و أخرجت الأرض أثقالها) أي قذفت ما في باطنها من كنوز و دفائن و أموات و غير ذلك , لشدة الزلزلة , و تشقق ظهرها - كقوله تعالى " يا أيها النّاس اتقوا ربكم إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم " - وكقوله تعالى " و إذا الأرض مُدّت و ألقت ما فيها و تخلّت ".
(و قال الإنسان مالها) أي قال من يكون من الإنسان شاهدا لهذا الزلزال ما لهذه الأرض رجّت هذه الرجة الهائلة , و بعثر ما فيها من الأثقال المدفونة.
و " مالها " استفهام ناشئ عن دهشة و حيرة للمفاجأة.
(يومئذ تحدّث أخبارها) أي تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير و شر - بلسان القال أو الحال - فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم.
و هي في هذا الإخبار مأمورة لقوله تعالى (بأن ربك أوحى لها) أي أمرها أن تخبر بما عمل عليها , فلاتعصي لأمره.
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا) أي يوم تزلزل الأرض و تهتز للنفخة الثانية نفخة يصدر الناس فيها أشتاتا , ينصرفون عن مراقدهم إلى موطن حسابهم و جزائهم , متفرقين سعداء و أشقياء.
(ليروا أعمالهم) ليريهم الله ما عملوا من الحسنات و السيئات , و يريهم جزاءه موفرا , فالحسنة تورث الجنة و السيئة تورث النار.
(فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره , و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره) فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير , يرى ثوابه هنالك - و الذرة النملة الصغيرة و هي مَثل في الصغر , و قيل الذر هو الهباء الذي يُرى في ضوء الشمس إذا دخلت من نافذة - و من كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر , يرى جزاءه ثَمَّة إلا أن يعفو الجبار عز وجل , و بما أن الكفر مانع من دخول الجنة فإن الكافر إذا عمل حسنة في الدنيا يرى جزاءها في الدنيا , و ليس له في الآخرة شيء منها.
و هذا الجزاء شامل عام للخير و الشر كله , لأنه إذا رأى مثقال الذرة , التي هي أحقر الأشياء , و جوزي عليها فما فوق ذلك من باب أولى و أحرى , كما قال تعالى " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا , و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا " " ووجدوا ما عملوا حاضرا ".
و هذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا , و الترهيب من فعل الشر و لو حقيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 04:19]ـ
تابع أخي الكريم ... أثابك الله ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 04:51]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة البيّنة
و تسمى سورة القيّمة و سورة لم يكن و يقال سورة المنفكين و سورة البرية و هي سورة مدنية عدد آياتها ثمان.
(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين) أهل الكتاب هم اليهود و النصارى , و المشركون هم: عبدة الأوثان و النيران من العرب و من العجم.
فعنوان المشركين لا يتناول أهل الكتاب في عرف القرآن , بل هو خاص بالوثنيين , أعني من يدينون بالإشراك و تعدد الأرباب , فأهل الكتاب لا يتناولهم ذلك العنوان و إن دخل في عقائدهم الشرك , لأنه دخيل لا أصيل , و لذلك ينفرون من وصمة الشرك , و بسببه حل النكاح منهم دون الوثنيين.
(منفكين) منتهين عن كفرهم و ضلالهم الذين هم عليه أي: لا يزالون في غيهم و ضلالهم , لا يزيدهم مرور السنين إلا كفرا.
(حتى تأتيهم البيّنة) أي الحجة القاطعة و البرهان الساطع و هي هنا النبي صلى الله عليه و سلم.
و المعنى الإجمالي لهذه الآية (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة) أن هؤلاء لم يكونوا منفصلين عمّا هم عليه من الديانة تاركين لها إلى غاية مجيء البينة لهم , فلما جاءتهم البينة و هي محمد صلى الله عليه و سلم و كتابه انفكوا أي انقسموا فمنهم من آمن بمحمد صلى الله عليه و سلم و كتابه و الدين الإسلامي و منهم من كفر فلم يؤمن.
(رسول من الله) أي محمد صلى الله عليه و سلم. أرسله الله يدعو الناس إلى الحق , و أنزل عليه كتابا يتلوه , ليعلم الناس الحكمة و يزكيهم , و يخرجهم من الظلمات إلى النور.
(يتلو صحفا مطهرة) و هي صحف القرآن المطهرة من الخلط و حشو المدلسين , فلهذا تنبعث منها أشعة الحق حتى يعرفه طالبوه و منكروه معا.
(فيها كتب قيمة) قال ابن جرير: أي في الصحف المطهرة كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة , ليس فيها خطأ , لأنها من عند الله عز وجل. قال الله تعالى " لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ". و الكتب التي في صحف القرآن و مصاحفه , إما أن تكون هي ما صح من كتب الأولين كموسى و عيسى و غيرهما , مما حكاه الله في كتابه عنهم , فإنه لم يأت منها إلا بما هو قوي سليم , و قد ترك حكاية ما لبّس فيه المتلبسون إلا أن يكون ذكره لبيان بطلانه , و لهذا لم يجد الجاحدون لرسالته عليه السلام من أهل الكتاب سبيلا إلى إنكار الحق , و إنما فضلوا عليه غيره. أو هي سور القرآن , فإن كل سورة من سوره كتاب قويم , فصحف القرآن أو صحائفه و أوراقهمصحفه تحتوي على سور من القرآن هي كتب قيمة.
(و ما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ماجاءتهم البينة) أي اليهود و النصارى إلا من بعد ما جاءتهم البينة و هي محمد صلى الله عليه و سلم و كتابه إذ كانوا قبل البعثة المحمدية متفقين على انتظار نبيّ آخر الزمان و أنه النبيّ الخاتم للنبوات فلما جاءهم تفرقوا فآمن بعض و كفر بعض.
(و ما أمروا) أي و الحال أن أهل الكتاب ما أمروا بلسان أنبيائهم و كتبهم , و كذا في القرآن و على لسان نبيه محمد صلى الله عليه و سلم (إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) أي قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة و الباطنة وجه الله , و طلب الزلفى لديه.
(حنفاء) مُعرضين مائلين عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد.
(و يقيموا الصلاة) بأن يؤدوها في أوقاتها بشروطها و أركانها و آدابها.
(و يؤتوا الزكاة) أي بصرفها في مصارفها التي عينها الله تعالى.
و خصّ الصلاة و الزكاة بالذكر مع أنهما داخلان في قوله تعالى " ليعبدوا الله مخلصين " لفضلهما و شرفهما , و كونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين.
(و ذلك دين القيمة)
(يُتْبَعُ)
(/)
" و ذلك " أي التوحيد و الإخلاص في الدين , هو " دين القيمة " أي الدين المستقيم , الموصل إلى جنات النعيم , و ما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم.
و قد استدل كثير من الأئمة , كالزهري و الشافعي , بهذه الآية الكريمة على أن الأعمال داخلة في الإيمان , و لهذا قال " و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حُنفاء و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة و ذلك دين القيّمة ".
(إن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريّة) بعد أن بيّن الدين الحق المنجي من العذاب و الموجب للنعيم و هو الدين الإسلامي أخبر تعالى أن من كفر به من أهل الكتاب و من المشركين هم في نار جهنم خالدين فيها هذا حكم الله فيهم لكفرهم بالحق و إعراضهم عنه بعد ما جاءتهم البيّنة و عرفوا الطريق و تنكبوه رضا بالباطل و اقتناعا بالكفر و الشرك بدل الإيمان و التوحيد هؤلاء الكفرة الفجرة هم شر الخليقة كلها.
(إن الذين ءامنوا) أي بالله و رسوله محمد صلوات الله عليه (و عملوا الصالحات) من بذل النفس في سبيل الجهاد للحق , و بذل المال في أعمال البر , مع القيام بفرائض العبادات , و الإخلاص في سائر ضروب المعاملات , لأن إذعانهم الصحيح ووجدانهم لذة معرفة الحق , ملّكت الحق قيادهم , فعملوا الأعمال الصالحة (أولئك هم خير البريّة) أي أفضل الخليقة. لأنهم بمتابعة الحق عند معرفته بالدليل القائم عليه , قد حققوا لأنفسهم معنى الإنسانية التي شرفهم الله بها , و بالعمل الصالح , قد حفظوا نظام الفضيلة الذي جعله الله قوام الوجود الإنسانيّ , و هَدوا غيرهم بحسن الأسوة إلى مثل ما هُدوا إليه من الخير و السعادة.
و قد استدل بهذه الآية أبو هريرة رضي الله تعالى عنه و طائفة من العلماء , على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة.
(جزاؤهم عند ربهم) أي يوم القيامة.
(جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) أي بساتين إقامة دائما - تجري من تحتها الأنهار - لا يخرجون منها و لا يموتون أبدا.
(رضي الله عنهم و رضوا عنه) رضي الله عنهم بسبب إيمانهم و طاعتهم و رضوا عنه , لأنهم بحسن يقينهم يرتاحون إلى امتثال ما يأمر به في الدنيا , فهم راضون عنه , ثم إذا ذهبوا إلى نعيم الآخرة , وجدوا من فضل الله ما لا محل للسخط معه , فهم راضون عن الله في كل حال.
(ذلك لمن خشية ربه) أي هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله و اتقاه حق تقواه , و عبده كأنه يراه , قد علم أنه إن لم يره فإنه يراه , و إن عصاه يوما تاب و إن أخطأ رجع حتى مات و هو على الطاعة لا على المعصية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
فائدة: الخشية الموجبة لهذا النعيم المقيم هي ثمرة العلم إذ لا خشية بلا علم قال تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء " فلذا وجب طلب العلم و هو العلم بالله و محابه و مكارهه ووعده ووعيده إذ ها هو العلم الذي يثمر الخشية.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 02:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة القدر
مكية و آياتها خمس آيات
(إنّا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنزلنا القرآن على قلب خاتم النبيين , بمعنى ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر , و هي الليلة المباركة التي قال الله عز و جل " إنا أنزلناه في ليلة مباركة " و هي من شهر رمضان , كما قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ".
قال ابن عباس و غيره: أنزل الله القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة من السماء الدنيا , ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث و عشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و سميت ليلة القدر لعظم قدرها و فضلها عند الله , و لأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال و الأرزاق و المقادير القدرية.
(و ما أدراك ما ليلة القدر) أي أن شأنها جليل و مقدارها عظيم.
(ليلة القدر خير من ألف شهر) أي تعادل من فضلها ألف شهر , فالعمل الذي يقع فيها , خير من العمل في ألف شهر خالية منها , و هذا مما تتحير فيه الألباب , و تندهش له العقول , حيث منّ تبارك و تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة و القوى , بليلة يكون العمل فيها يقابل و يزيد على ألف شهر , يعني ثلاث و ثمانون سنة و أربعة أشهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لما كانت ليلة القدر تعدل عبادتها عبادة ألف شهر , ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه ".
(تنزّل الملائكة و الروح فيها بإذن ربّهم) أي يكثر تنزّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها , و الملائكة يتنزلون مع تنزل البركة و الرحمة , كما يتنزلون عند تلاوة القرآن و يحيطون بحلق الذكر , و يضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له. و أما الروح فقيل: المراد به هاهنا جبريل عليه السلام , فيكون من باب عطف الخاص على العام , و قيل: هم ضرب من الملائكة. كما تقدم في سورة النبأ , و الله أعلم.
(من كل أمر) قال قتادة و غيره: تقضى فيها الأمور , و تقدر الآجال و الأرزاق , كما قال تعالى " فيها يُفرق كل أمر حكيم ".
(سلام هي حتى مطلع الفجر) أي سالمة من كل آفة و شر , إذ هي كلها خير من غروب الشمس إلى طلوع فجرها إنها كلها سلام , سلام الملائكة على العابدين من المؤمنين و المؤمنات و سلامة من كل شر. و الحمد لله الذي جعلنا من أهلها.
و من تحرى ليلة القدر فليتحرها في الوتر من العشر الأواخر , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " رواه البخاري و مسلم , و اللفظ للبخاري.
و قالت عائشة رضي الله عنها " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر , أحيا الليل , و أيقظ أهله , و شد المئزر " رواه البخاري و مسلم , و لمسلم عنها " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره ".
و ليجعل دعاءه " اللهم إنّك عفو تحب العفو فاعف عني " لما رواه الإمام أحمد عن عائشة قالت: يا رسول الله , إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال: قولي " اللهم إنّك عفو تحب العفو فاعف عني " صححه الألباني.
و ليلة القدر هذه باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة العلق
مكية و آياتها تسع عشرة آية
(إقرأ باسم ربك الذي خلق , خلق الإنسان من علق , إقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم , علّم الإنسان ما لم يعلم)
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت (كان أوّل ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم , فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح , ثمّ حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنّث فيه الليالي أولات العدد , قبل أن يرجع إلى أهله , و يتزوّد لذلك , ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها , حتى فَجَئَهُ الحق و هو في غار حراء , فجاءه الملك فقال: إقرأ. قال ما أنا بقارئ , قال فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجَهد. ثم أرسلني فقال: إقرأ. قال قلت: ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ منّي الجهد , ثم أرسلني فقال: إقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثالثة حتى بلغ منّي الجهد. ثم أرسلني فقال: " إقرأ باسم ربك الذي خلق , خلق الإنسان من علق , إقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم , علّم الإنسان ما لم يعلم " فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ترجف بوادره ... ) رواه البخاري و مسلم و غيرهما و اللفظ لمسلم. فأول شيء نزل من القرآن الكريم هذه الآيات الكريمات المباركات , و هنّ أول رحمة رحم الله بها العباد , و أول نعمة أنعم الله بها عليهم.
(إقرأ باسم ربك) يأمر الله تعالى رسوله أن يقرأ بادئا قراءته بذكر اسم ربّه أي باسم الله الرحمن الرحيم.
(الذي خلق) أي خلق الخلق كله و خلق آدم من طين. قال أبو سعود: ووصف الرب بقوله تعالى " الذي خلق " لتذكير أول النعماء الفائضة عليه الصلاة و السلام منه تعالى , و التنبيه على أن من قدر على خلق الإنسان على ما هو عليه من الحياة و ما يتبعها من الكمالات العلمية و العملية , من مادة لم تشم رائحة الحياة فضلا عن سائر الكمالات , قادر على تعليم القراءة للحيّ العالم المتكلم.
(خلق الإنسان من علق)
" خلق الإنسان " من أولاد آدم عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
" من علق " و العلق اسم جمع واحدة علقة , و هي قطعة من الدم غليظة , كانت في الأربعين يوما الأولى في الرحم نطفة ثم تطورت إل علقة تعلق بجدار الرحم ثم تتطور في أربعين يوما مضغة لحم , ثم إما أن يؤذن بتخلقها فتخلق و إما لا فيطرحها الرحم قطعة لحم.
و تخصيص خلق الإنسان بالذكر من بين سائر المخلوقات , لاستقلاله ببدائع الصنع و التدبير و تفخيما لشأنه , إذ هو أشرفها و إليه التنزيل , و هو المأمور بالقراءة , قال الإمام: و من كان قادرا على أن يخلق من الدم الجامد إنسانا , و هو الحيّ الناطق الذي يسود بعلمه على سائر المخلوقات الأرضية , و يسخرها لخدمته , يقدر أن يجعل من الإنسان الكامل مثل النبي صلى الله عليه و سلم قارئا , و إن لم يسبق له تعلم القراءة , و جاء بهذه الآية بعد سابقتها ليزيد المعنى تأكيدا , كأنه يقول لمن كرر القول أنه ليس بقارئ: أيقن أنك قد صرت قارئا بإذن ربك الذي أوجد الكائنات , و ما القراءة إلا واحدة منها.
(إقرأ و ربك الأكرم) أي كثير الكرم و الإحسان , واسع الجود , الذي من كرمه أن علم بالعلم , قال الإمام: ... أن الله أكرم من كل من يرتجى منه الإعطاء , فيسير عليه أن يفيض عليك هذه النعمة , نعمة القراءة , من بحر كرمه , ثم أراد أن يزيده اطمئنانا بهذه الموهبة الجديدة , فوصف مانحها بأنه " الذي علّم بالقلم ".
(الذي علم بالقلم) أي أفهم الناس بواسطة القلم كما أفهمهم بواسطة اللسان , و القلم آلة جامدة لا حياة فيها , و لا من شأنها في ذاتها الإفهام , فالذي جعل من الجماد الميت الصامت آلة للفهم و البيان , ألا يجعل منك قارئا مبيّنا و تاليا معلما و أنت إنسان كامل؟؟ ثم أراد أن يقطع الشبهة من نفسه , و يبعد عنه استغراب أن يقرأ و لم يكن قارئا , فقال " علم الإنسان ما لم يعلم ".
(علم الإنسان ما لم يعلم) أي إن الذي صدر أمره بأن تكون قارئا و أوجد فيك ملكة القراءة و التلاوة , و سيبلغك فيها مبلغا لم يبلغه سواك , هو الذي علم الإنسان جميع ما هو متمتع به من العلم , و كان في بدء خلقه لا يعلم شيئا , فهل يستغرب من هذا المعلّم الذي ابتدأ العلم للإنسان و لم يكن سبق له علم بالمرة , أن يعلمك القراءة و عندك كثير من العلوم سواها و نفسك مستعدة بها لقبول غيرها.
(كلاّ إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) أي حقّا إن الإنسان ليتجاوز حدّه و يستكبر على ربه , غذا رأى نفسه قد استغنى بماله أو ولده أو سلطانه أو بالكلّ و ما أصبح في حاجة إلى غيره , فيتجاوز حدّ الآداب و العدل و الحق و العرف فيتكبر و يظلم و يمنع الحقوق و يحتقر الضعفاء و يسخر بغيره. و أبو جهل كان مضرب المثل في هذا الوصف وصف الطغيان حتى قيل إنه فرعون هذه الأمة.
كذلك دلالة هذا الكلام فيه ردعا للإنسان الذي قابل تلك النعم بالكفران و الطغيان , أي ما هكذا ينبغي أن يكون الإنسان ينعم عليه ربه بتسوية خلقه و تعليمه ما لم يكن يعلم و إنعامه بما لا كفء له , ثم يكفر بربه الذي فعل به ذلك و يطغى عليه أن رآه استغنى.
(إنّ إلى ربك الرّجعى) أي إلى الله المصير و المرجع في الآخرة , قال أبو سعود: تهديد للطاغي و تحذير له من عاقبة الطغيان.
(أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) نزلت في أبي جهل , لعنه الله , توعد النبي صلى الله عليه و سلم على الصلاة عند البيت. روى البخاري عن ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه , فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم , فقال " لئن فعله لأخذته الملائكة ". و روى مسلم عن أبي هريرة , قال: قال أبو جهل: هل يُعَفِّر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال فقيل: نعم. فقال: و اللاّت و العزّى! لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته , أو لأعفّرنّ وجهه في التراب. قال فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يصلّي. زعم ليَذأ على رقبته. قال فما فَجِئَهم منه إلاّ و هو ينكص على عقبيه و يتّقي بيديه. قال فقيل له: مالك؟ فقال: إنّ بيني و بينه لخندقا من نار و هَوْلاً و أجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا ".
(أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى)
" أرأيت إن كان " أي المصلي الذي نُهي عن الصلاة و هو الرسول نفسه صلى الله عليه و سلم
" على الهدى " على الطريق المستقيمة الموصلة إلى سعادة الدنيا و الآخرة و كرامتهما
" أو أمر بالتقوى " أي أمر غيره بما يتقي به عذاب الدنيا و الآخرة فهل يحسن أن ينهي من هذا وصفه؟ أليس نهيه من أعظم المحادّة لله و المحاربة للحق؟ فإن النهي لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى , أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
(أرأيت إن كذّب و تولى) أرأيت يا رسولنا إن كذب هذا الذي ينهى عبدا إذا صلى بالحق و الدين , و تولى عن الإيمان و الشرع , كيف يكون حاله يوم يلقى ربه؟
(ألم يعلم بأن الله يرى) أي: أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه و يسمع كلامه , و سيجازيه على فعله أتم الجزاء.
(كلاّ لئن لم ينته) أي: لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق و العناد.
(لنسفعا بالناصية) أي لنأخذنّ بناصيته , أخذا عنيفا و لنسحبنه بها إلى النار. و السفع: القبض على الشيء وجذبه بشدة.
(ناصية كاذبة خاطئة) يعني: ناصية أبي جهل كاذبة في مقالها خاطئة في فعلها.
(فليدع ناديه) أي قومه و عشيرته و أهل مجلسه و أصحابه ليدعهم يستنصربهم.
(سندع الزبانية) و هم ملائكة العذاب , حتى يعلم من يغلب: أحزبنا أو حزبه.
(كلا لاتطعه واسجد و اقترب)
" كلا لاتطعه " يا محمد , لاتطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة و كثرتها , و صلّ حيث شئت و لا تباله , فإن الله حافظك و ناصرك , و هو يعصمك من الناس.
" و اسجد واقترب " أي صل لربك و قرب منه بالعبادة و تحبب إليه بالطاعة فإنها تُدني من رضاه و تقرب منه. روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد , فأكثروا الدعاء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 03:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة التّين
مكية و آياتها ثمان
(التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين) أقسم الله تعالى بالتين و الزيتون , و هو الأرض المقدسة التي ينبت فيها ذلك , و منها بُعث المسيح عيسى بن مريم و أنزل عليه فيها الإنجيل , و أقسم بطور سيناء و هو الجبل الذي كلم الله موسى و ناداه فيه , من واديه الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة , و أقسم بهذا البلد الأمين الذي جعله الله حرما آمنا و يتخطف الناس من حوله و هو مكة الذي أسكن فيها إبراهيم إبنه , و أمه هاجر فيه. و أرسل فيه محمدا صلى الله عليه و سلم.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (" و التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين " إقساما منه بالأمكنة الشريفة المعظمة الثلاثة , التي ظهر فيها نوره هذا , و أنزل فيها كتبه الثلاثة: التوراة و الإنجيل و القرآن).
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) تام الخلق , متناسب الأعضاء , منتصب القامة , لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرا أو باطنا شيئا , و مع هذه النعم العظيمة , التي ينبغي منه القيام بشكرها , فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم , مشتغلون باللهو و اللعب , قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمور , و سفاسف الأخلاق , فردهم الله إلى أسفل سافلين.
(ثم رددناه إلى أسفل سافلين) أي جعلناه أسفل من سفل , و هم أصحاب النار , لعدم جريانه على موجب ما خلقناه عليه من الصفات التي لو عمل بمقتضاها لكان في أعلى عليين.
(إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) إلا من منّ الله عليه بالإيمان و العمل الصالح , و الأخلاق الفاضلة العالية , " فلهم " بذلك المنازل العالية و " أجر غير ممنون " أي غير مقطوع , بل لذات متوافرة , و أفراح متواترة , و نعم متكاثرة في أبدٍ لا يزول , ونعيم لا يحول.
(فما يكذبك بعد بالدين) أي شيء يا ابن آدم يحملك على التكذيب بيوم الجزاء على الأعمال , و قد رأيت من آيات الله الكثيرة ما به يحصل لك اليقين , و من نعمه ما يوجب عليك أن لا تكفر بشيء مما أخبرك به.
و جُوِّز أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم فيكون ذلك إنكار توبيخي للمكذبين له صلى الله عليه و سلم , بعدما ظهر لهم من دلائل صدقه و صحة مدعاه.
(أليس الله بأحكم الحاكمين) أي بأحكم من حكم في أحكامه الذي لا يجور و لا يظلم أحدا , و من عدله أن يقيم القيامة فينصف المظلم في الدنيا ممن ظلمه. قال أبو السعود " أي أليس الذي فعل ما ذكر بأحكم الحاكمين صنعا و تدبيرا , حتى يتوهم عدم الإعادة و الجزاء , و حيث استحال عدم كونه أحكم الحاكمين , تعين الإعادة و الجزاء , فالجملة تقرير لما قبلها "
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 12:12]ـ
واصل بارك الله فيك!
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 05:39]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الشرح
مكية و آياتها ثمان آيات
(ألم نشرح لك صدرك) أي نورناه و جعلناه فسيحا رحيبا واسعا لشرائع الدين و الدعوة إلى الله , و الإتصاف بمكارم الأخلاق , و الإقبال على الآخرة , و تسهيل الخيرات , فلم يكن ضيقا حرجا , لا يكاد ينقاد لخير , و لا تكاد تجده منبسطا.
و كما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا واسعا سمحا سهلا لا حرج فيه و لا إصر و لا ضيق.
(ووضعنا عنك وزرك) النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن له وزر حقيقة , لأنه كان محفوظا بحفظ الله تعالى فلم يسجد لصنم و لم يشرب خمرا و لم يقل أو يفعل إثما قط.
فالأنبياء و الرسل معصومون من الكبائر , و من الصغائر على الراجح , إذا ماهي ذنوب الأنبياء؟ قال العلماء: ذنوب الأنبياء هي ما كان خلاف الأولى عن اجتهاد يعني يجتهد و لا يصيب الأولى , مثلما اجتهد النبي صلى الله عليه و سلم في أسرى بدر حيث قبل الفدية و أطلق سراحهم , فكان هذا اجتهاد , الله تعالى عاتبه عليه و قال " لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم " قاله الشيخ عبد العظيم بدوي في الدقيقة 53:01.
(الذي أنقض ظهرك) قال غير واحد من السلف أي أثقلك حمله. و الإنقاض: حصول النقيض و هو صوت فقرات الظهر , و قيل: صوت الجمل أو الرحل أو المركوب إذا ثقل عليه. فالإنقاض التثقيل في الحمل حتى يسمع له نقيض , أي صوت.
(و رفعنا لك ذكرك) أي: أعلينا قدرك , و جعلنا لك الثناء الحسن العالي , الذي لم يصل إليه أحد من الخلق , فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه و سلم , كما في الدخول في الإسلام , و في الأذان و الإقامة و الخطب , و غير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله صلى الله عليه و سلم. و له في قلوب أمته من المحبة و الإجلال و التعظيم ما ليس لأحد غيره , بعد الله تعالى , فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيا عن أمته.
(فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) بشارة عظيمة , أنه كلما وجد عسر و إن بلغ من الصعوبة ما بلغ فإنه في آخره التيسير الملازم له , حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه , كما قال تعالى " سيجعل الله بعد عسر يسرا ".
و تعريف " العسر " في الآيتين , يدل على أنه واحد , و تنكير " اليسر " يدل على تكراره , فلن يغلب عسر يسرين.
(فإذا فرغت فانصب) إذا فرغت من أمور الدنيا و أشغالها و قطعت علائقها , فانصب في العبادة , و قم إليها نشيطا فارغ البال , و أخلص لربك النية و الرغبة. و عن ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل. و قال ابن عباس " فإذا فرغت فانصب ": يعني في الدعاء. و قال زيد بن أسلم و الضحاك " فإذا فرغت " أي: من الجهاد " فانصب " أي في العبادة.
(و إلى ربك فارغب) إرغب بعد كل عمل تقوم به في مثوبة ربك و عطائه و ما عنده من الفضل و الخير إذ هو الذي تعمل له و تنصب من أجله فلاترغب في غيره و لا تطلب سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 04:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الضحى
مكية و آياتها إحدى عشر آية
عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال " اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت يا محمد إنّي لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قد قربك منذ ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل (و الضحى و الليل إذا سجى ماودّعك ربّك و ما قلى) " رواه البخاري و مسلم. و المرأة هي أم جميل العوراء إمرأة أبي لهب.
قلت (عبد الحي): و روى مسلم أيضا عن جندب أنه قال: " أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقال المشركون: قد وُدِّع محمد , فأنزل الله عزّ و جل (و الضحى و الليل إذا سجى ماودّعك ربّك و ما قلى) "
(و الضحى و الليل إذا سجى)
" الضحى " هو أول النهار من طلوع الشمس و ارتفاعها قيد رمح إلى ما قبل الزوال بقليل.
" و الليل إذا سجى " أي اشتدّ ظلامه
و معنى الآية: أن الله تعالى أقسم بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى , و بالليل إذا سجى و ادلهمّت ظلمته , على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه و سلم.
(ما ودّعك ربك) أي ما تركك منذ اعتنى بك , و لا أهملك منذ رباك و رعاك , بل لم يزل يربيك أحسن تربية , و يعليك درجة بعد درجة
(و ما قلى) و ما أبغضك , و القالي: المبغض , يعني ما هجرك عن بغض.
(و للآخرة خير لك من الأولى) قال ابن جرير: " أي و للدار الآخرة , و ما أعد الله لك فيها , خير لك من الدار الدنيا و ما فيها ".
لهذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أزهد الناس في الدنيا , و أعظمهم لها إطراحا. و قال القاضي: " أو: لنهاية أمرك خير من بدايته ". فلم يزل صلى الله عليه و سلم في درج المعالي , و يمكن له الله دينه , و ينصره على أعدائه , و يسدد له أحواله , حتى مات , و قد وصل إلى حال لا يصل إليها الأولون و الآخرون , من الفضائل و النعم و قرة العين , و سرور القلب.
(و لسوف يعطيك ربك فترضى) أي يعطيك من فواضل نعمه في العقبى حتى ترضى , و هذه عدّة كريمة شاملة لما أعطاه الله تعالى في الدنيا من كمال النفس و علوم الأولين و الآخرين , و ظهور الأمر و إعلاء الدين , بالفتوح الواقعة في عصره عليه الصلاة و السلام , و في أيام خلفائه الراشدين و غيرهم من ملوك الإسلام , و فشوّ دعوته في مشارق الأرض و مغاربها , و لما ادخر له من الكرامات التي لا يعلمها إلا الله تعالى , و بالجملة , فهذه الآية جامعة لوجوه الكرامة و أنواع السعادة و شتات الإنعام في الدارين , حيث أجمله ووكله إلى رضاه و هذا غاية الإحسان و الإكرام.
ثم قال تعالى يعدد نعمه على عبده و رسوله محمد , صلوات الله و سلامه عليه: (ألم يجدك يتيما فآوى) و ذلك أن أباه تُوفي و هو حَمل في بطن أمه , و قيل: بعد أن ولد , عليه السلام , ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب و له من العمر ست سنين , ثم كان في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي و له من العمر ثماني سنين , فكفله عمه أبو طالب , ثم لم يزل يحوطه و ينصره و يَرفع من قدره و يُوقّره , و يكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره , هذا و أبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان , و كل ذلك بقدر الله و حُسن تدبيره , إلى أن تُوفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل , فأقدم عليه سفهاء قريش و جُهالهم , فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس و الخزرج , كما أجرى الله سُنَّته على الوجه الأتم و الأكمل , فلما وصل إليهم أوَوه و نَصروه و حاطوه و قاتلوا بين يديه , رضي الله عنهم أجمعين , و كل هذا من حفظ الله له و عنايته به.
(ووجدك ضالا فهدى) أي غافلا عما أوحاه إليك من الهدى و الفرقان , فهداك إليه و جعلك إماما له , كما في آية " ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان " قال الشهاب: فالضلال مستعار من " ضل في طريقه " إذا سلك طريقا غير موصلة لمقصده لعدم ما يوصله للعلوم النافعة , من طريق الإكتساب.
(ووجدك عائلا) أي فقيرا (فأغنى) فأغناك بمال خديجة الذي وهبته إياه , أو بما حصل لك من ربح التجارة , ثم بما فتح الله عليك من البلدان , التي جبيت لك أموالها و خراجها , فجمع له بين مقامي , الفقير الصابر و الغني الشاكر , صلوات الله و سلامه عليه.
(فأمام اليتيم فلا تقهر) كما كنت يتيما فآواك الله فلا تقهر اليتيم , و لا تذله و تنهره و تهنه , و لكن أحسن إليه و تلطفه به.
(و أما السائل فلا تنهر) لا يصدر منك إلى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوبه , بنهر و شراسة خلق , بل أعطه ما تيسر عندك أو ردّه بمعروف و إحسان , و هذا يدخل فيه السائل للمال , و السائل للعلم , و لهذا كان المعلم مأمورا بحسن الخلق مع المتعلم , و مباشرته بالإكرام و التحنن عليه , فإن في ذلك معونة له على مقصده , و إكراما لمن كان يسعى في نفع العباد و البلاد.
(و أما بنعمة ربك فحدّث) و النعم هذه تشمل الدينية و الدنيوية , فالدنيوية: كما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله , فحدث بنعمة الله عليك و أوسع في البذل على الفقراء , أما الدينية: فاشكر نعمة الإيمان و الإحسان و الوحي و العلم و الفرقان و ذلك بالتحدث بها إبلاغا و تعليما و تربية و هداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخ عبدالحي ........... واصل ربي يحفظك
وووووووووو http://www.3rb100.net/2008/2/3rb100_0awjwXoTPx.gif
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 07:24]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 03:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الليل
مكية و آياتها إحدى و عشرون آية
(و الليل إذا يغشى) أي يعم الخلق بظلامه.
(و النهار إذا تجلى) ظهر بزوال ظلمة الليل أو تبين بطلوع الشمس.
و الليل و النهار هما آيتان من آيات الله الدالتان على ربوبيته تعالى الموجبة لألوهيته.
(و ما خلق الذكر و الأنثى) و هو كقوله تعالى " و خلقناكم أزواجا " و كقوله تعالى " و من كل شيء خلقنا زوجين ".
(إن سعيكم لشتى) أي إن عملكم أيها الناس لمختلف , منه الحسنات الموجبة للسعادة و الكمال في الدارين , و منه السيئات الموجبة للشقاء في الدارين - أي دار الدنيا و الآخرة -.
(فأما من أعطى) أي أعطى ما أمر بإخراجه من العبادات المالية , كالزكوات , و الكفارات و النفقات , و الصدقات , و الإنفاق في وجوه الخير.
(و اتقى) ما نُهي عنه , من المحرمات و المعاصي , على اختلاف أجناسها.
(و صدق بالحسنى) أي صدّق ب " لا إله إلا الله " و ما دلت عليه , من جميع العقائد الدينية , و ما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.
(فسنيسره لليسرى) أي فسنهيئه و نوفقه للطريقة اليسرى , التي هي السلوك في طريق الحق , فنيسر له فعل كل خير , و نيسر له ترك كل شر , لأنه أتى بأسباب التيسير , فيسر الله له ذلك.
(و أما من بخل) أي بالنفقة في سبيل الله , و منع ما وهب الله له من فضله من صرفه في الوجوه التي أمر الله بصرفه فيها. فلم يعط حق الله فيه و لم يتصدق متطوعا في سبيل الله.
(و استغنى) بماله وولده و جاهه فلم يتقرب إلى الله تعالى بطاعته في ترك معاصيه و لا في أداء فرائضه , و لم ير نفسه مفتقرة غاية الإفتقار إلى ربها , الذي لا نجاة و لا فوز و لا فلاح , إلا بأن يكون هو محبوبها و معبودها , الذي تقصده و تتوجه إليه.
(و كذّب بالحسنى) أي بوجود المثوبة للحسنى , لمن آمن الحق , لاسغنائه بالحياة الدنيا و احتجابه بها عن عالم الآخرة.
(فسنيسره للعسرى) أي للطريقة العسرى المؤدية إلى الشقاء الأبدي , و هي العمل بما يكرهه الله تعالى و لا يرضاه من الذنوب و المعاصي و الآثام ليكون ذلك قائده إلى النار , قال الله تعالى " و نُقلّب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرة و نذرهم في طغيانهم يعمهون ".
(و ما يغني عنه ماله إذا تردّى) يخبر تعالى بأن من بخل و استغنى و كذب بالحسنى حفاظا على ماله و شحا به و بخلا أن ينفقه في سبيل ربه هذا المال لا يغني عنه شيئا يوم القيامة إذا ألقي به في نار جهنم فتردى ساقطا فيها على أم رأسه.
(إن علينا للهدى) أي علينا بموجب قضائنا المبني على الحكم البالغة , حيث خلقنا الخلق للإصلاح في الأرض , أن نبين لهم طريق الهدى ليجتنبوا مواقع الردى , و قد فعل سبحانه ذلك بإرسال الرسل , و إنزال الكتب , و التمكين من الإستدلال و الإستبصار , بخلق العقل و هبة الإختيار.
(و إنّ لنا للأخرة و الأولى) أي ملكا و خلقا , ليس له فيهما مشارك فليرغب الراغبون إليه في الطلب , و لينقطع رجاؤهم عن المخلوقين. و الآية أيضا فيها إشارة إلى تناهي عظمته و تكامل قهره و جبروته , و إن من كان كذلك , فجدير أن يبادر لطاعته و يحذر من معصيته.
(فأنذرتكم نارا تلظى) أي تستعر و تتوقد. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منها دماغه " رواه البخاري. و الأخمص هو المتجافي من الرجل عن الأرض. و في رواية لمسلم " إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان و شراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل , ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا , و إنه لأهونهم عذابا ". و الشراك هو أحد سيور النعل , الذي يكون على وجهها و على ظهر القدم.
(لا يصلاها إلا الأشقى) لا يدخلها و يصطلي بحرها خالدا فيها أبدا إلا الأشقى أي الأكثر شقاوة و هو المشرك , و قد يدخلها الشقي من أهل التوحيد و يخرج منها بتوحيده , حيث لم يكذب و لم يتول , و لكن فجر و عصى , و ما أشرك و ما تولى.
(الذي كذب) بالحق الذي جاءه.
(و تولى) عن آيات ربه و براهينها التي وضح أمرها و بهر نورها , عنادا و كفرا.
(و سيجنبها الأتقى) أي و سيزحزح عن النار التقي النقي الأتقى , ثم فسره بقوله تعالى (الذي يؤتي ماله يتزكى) أي يصرف ماله في طاعة ربه , ليزكي نفسه و ماله و ما وهبه الله من دين و دنيا.
(و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) فهو ينفق ما ينفقه في سبيل الله خاصة و ليس ما ينفقه من أجل أن عليه لأحد من الناس فضلا أو يداً فهو يكافئه بها لا لا , و إنما هو ينفق ابتغاء رضا ربه تعالى لا غير.
(و لسوف يرضى) و لسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات.
و قد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق , حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك. و لا شك أنه داخل فيها , و أولى الأمة بعمومها , فإن لفظها لفظ العموم , و هو قوله تعالى " و سيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى " , و لكنه مقدم الأمة و سابقهم في جميع هذه الأوصاف و سائر الأوصاف الحميدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 04:13]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الحي وأعلى منزلتك
اللهم اجعل القران شفيعا لنا يوم نلقاك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 04:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم أمين و لكم بالمثل
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 12:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الشمس
مكية و آياتها خمس عشرة آية
أقسم الله تعالى بهذه الآيات العظيمة , على النفس المفلحة , و غيرها من النفوس الفاجرة , فقال:
(و الشمس و ضحاها) قال ابن جرير: أقسم الله بالشمس و نهارها , لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار. قال الراغب " الضحى " انبساط الشمس و امتداد النهار , و به سمي الوقت. و حقيقته - كما قال الشهاب - تباعد الشمس عن الأفق المرئيّ و بروزها للناظرين. و قال الإمام: يقسم بالشمس نفسها ظهرت أو غابت لأنها خلق عظيم. و يقسم بضوئها لأنه مبعث الحياة و مجلي الهداية في عالمها الفخيم.
(و القمر إذا تلاها) أي تبع الشمس في المنازل و النور. قال الإمام: و ذلك في الليالي البيض , من الليلة الثالثة عشرة من الشهر إلى السادسة عشرة. و هو قسم بالقمر عند امتلائه أو قربه مع الإمتلاء. إذ يضيء الليل كله مع غروب الشمس إلى الفجر. و هو قسم في الحقيقة بالضياء في طور آخر من أطواره , و هو ظهوره و انتشاره الليل كله.
(و النهار إذا جلاّها) أي جلّى ما على وجه الأرض و أوضحه , و ذلك عند انتفاخ النهار و انبساطه , لأن الشمس تنجلي في ذلك الوقت تمام الإنجلاء.
(و الليل إذا يغشاها) أي يغشي وجه الأرض , فيكون ما عليها مظلما.
فتعاقب الظلمة و الضياء , و الشمس و القمر , على هذا العالم , بانتظام و إتقان , و قيام لمصالح العباد , أكبر دليل على أنه الله بكل شيء عليم , و على كل شيء قدير , و أنه المعبود وحده , الذي كل معبود سواه فباطل.
(و السماء و ما بناها) أي و من رفعها , و صيّرها بما فيها من الكواكب كالسقف أو القبة المحكمة المزينة المحيطة بنا.
(و الأرض و ما طحاها) أي بسطها من كل جانب , لافتراشها و ازدراعها و الضرب في أكنافها , فتمكن الخلق حينئذ من الإنتفاع بها , بجميع وجوه الإنتفاع.
(و نفس و ما سواها) أي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة , كما قال تعالى " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " , و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يُهوّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمَجِّسانه , كما تولد البهيمة بهيمة جَمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ " رواه البخاري و مسلم , و قال صلى الله عليه و سلم: " يقول الله عز و جل: إني خلقت عبادي حُنفاء فجاءَتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم " رواه مسلم.
(فألهمها فجورها و تقواها) بين لها الخير و الشر , أي ما تعمله من الصالحات و ما تتجنّبه من المفسدات.
(قد أفلح من زكَّاها) أي طهر نفسه من الذنوب , و نقّاها من العيوب , و رقّاها بطاعة الله , و علاّها بالعلم النافع و العمل الصالح.
(و قد خاب من دسّاها) أي أخفى نفسه الكريمة , بالتدنس بالرذائل و الدنو من العيوب و الإقتراف للذنوب , و ترك ما يكملها و ينميها , و استعمال ما يشينها و يدسيها.
(كذّبت ثمود بطغواها) أي بسبب طغيانها و ترفعها عن الحق و مجاوزتها الحدّ في الفجور , و عتوها على رسل الله. و المراد بهذا الإخبار إنذار قريش من خطر استمرارها على التكذيب , و تسلية للرسول صلى الله عليه و سلم و المؤمنين.
(إذ انبعث أشقاها) أي أشقى القبيلة , هو قُدَار بن سالف عاقر الناقة , و هو أحمير ثمود , و هو الذي قال تعالى " فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ". و كان هذا الرجل عزيزا فيهم شريفا في قومه نسيبا رئيسا مطاعا.
(فقال لهم رسول الله) و هو صالح عليه السلام , محذّرا.
(ناقة الله و سقياها) أي: احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء , و لا تعتدوا عليها في سقياها الذي اختصه الله به في يومها. و كان عليه السلام تقدم إليهم عن أمر الله أن للناقة شرب يوم و لهم شرب آخر , غير يوم الناقة. كما بينته آية الشعراء في قوله " هذه ناقة لها شرب و لكم شرب يوم معلوم و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ".
(فكذَّبوه) أي: كذّبوه فيما جاءهم به سواء رسالته و دعوته إلى عبادة الله وحده , أو تحذيره لهم من حلول العذاب عليهم إنهم لمسوا الناقة بسوء.
(فعقروها) أي قتلوها. قال في النهاية: أصل العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف و هو قائم , ثم اتسع حتى استعمل في القتل و الهلاك.
و ذلك أنهم أجمعوا على منعها الشرب و رضوا بقتلها. و عن رضا جميعهم قتلها قاتلها و عقرها من عقرها. و لذلك نسب التكذيب و العقر إلى جميعهم.
(فدمدم عليهم ربهم بذنبهم) أهلكهم و أزعجهم بسبب كفرهم به و تكذيبهم رسوله و عقرهم ناقته , استهانة به و استخفاف بما بعث به. فأرسل عليهم الصيحة من فوقهم , و الرجفة من تحتهم , فأصبحوا جاثمين على ركبهم , لا تجد منهم داعيا و لا مجيبا.
(فسوّاها) أي فسوى الدمدمة عليهم جميعا , فلم يفلت منهم أحد. فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.
(و لا يخاف عقباها) قال ابن عباس: لا يخاف الله من أحد تبعة , و كذا قال مجاهد و الحسن , و بكر بن عبد الله المزني , و غيرهم. فالله تعالى لا يخشى تبعة إهلاكهم لأنه العزيز الذي لا يغالب , و القاهر الذي لا يخرج عن قهره و تصرفه مخلوق , الحكيم في كل ما قضاه و شرعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 05:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 09:20]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 12:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسر سورة البلد
مكية و آياتها عشرون آية
(لا أقسم بهذا البلد) يقسم الله تعالى بالبلد الأمين , الذي هو مكة المكرمة , أفضل البلدان على الإطلاق.
(و أنت حل بهذا البلد) قال مجاهد: ما أصبت - يعني الرسول صلى الله عليه و سلم - فيه فهو حلال لك , و قال قتادة: أنت به من غير حرج و لا إثم , و قال الحسن البصري: أحلها الله له ساعة من نهار. و هذا المعنى الذي قالوه قد ورد به الحديث المتفق على صحته: (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات و الأرض , فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة , لا يُعضَد شجره و لا يختلى خلاه , و إنما أحلت لي ساعة من نهار , و قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس , ألا فليبلغ الشاهد الغائب). و في لفظ آخر (فإن أحد ترخَّص بقتال رسول الله فقولوا: إن الله أذن لرسوله و لم يأذن لكم) رواه البخاري و مسلم.
(ووالد و ما ولد) قال مجاهد و قتادة و سعيد بن جبير و الحسن البصري و غيرهم: يعني بالوالد آدم , و ما ولد ولده , قال ابن كثير: و هذا الذي ذهب إليه مجاهد و أصحابه حسن قوي , لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى و هي المساكن أقسم بعده بالساكن , و هو آدم أبو البشر وولده. و اختار ابن جرير أنه عام في كل والد وولده , قال: و غير جائز أن يخص ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر أو عقل , و لا خبر بخصوص ذلك و لا برهان , يجب التسليم له بخصوصه , فهو على عمومه كما عمه.
(لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي في شدة , يكابد الأمور و بعالجها في أطواره كلها , من حمله إلى أن يستقر به القرار , إما في الجنة و إما في النار.
و فيه تسلية للنّبي صلوات الله عليه , مما كان يكابده من قريش , من جهة أن الإنسان لم يخلق للراحة في الدنيا , و أن كل ما كان أعظم فهو أشد نصبا.
(أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) أي أن لن تقوم قيامة , و لن يقدر على مجازاته و قهره و غلبته , مع أن ما هو فيه من المكابدة يكفي لإيقاظه من غفلته و اعترافه بعجزه.
(يقول أهلكت مالا لُّبَدًا) أي: كثير , بعضه فوق بعض. و سمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات و المعاصي إهلاكا , لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق , و لا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم و الخسار و التعب و القلة , لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير , فإن هذا قد تاجر مع الله , و ربح أضعافا أضعافا ما أنفق.
(أيحسب أن لم يره أحد) أيحسب أن لم يطلع الله تعالى على باطنه و نيته , حين ينفق ماله في السمعة و الرياء و المباهاة لا على ما ينبغي في مراضي الله , بل قد رآه الله , و حفظ عليه أعماله , ووكل به الكرام الكاتبين , لكل ما عمله من خير و شر.
(ألم نجعل له عينين و لسانا و شفتين) للجمال و البصر و النطق , و غير ذلك من المنافع الضرورية فيها. قال السيد المرتضى: هذا تذكير بنعم الله عليهم ... و ما تفضل به عليهم من الآلات التي يتوصلون بها إلى منافعهم , و يدفعون بها المضار عنهم.
(و هديناه النجدين) أي بيّنا له طريق الخير و الشر , و السعادة و الشقاء , بما أودعناه في فطرته و بما أرسلنا به رسلنا و أنزلنا به كتبنا.
و نظير هذه الآية قوله تعالى " إنّا خلقنا الإنسان من نُطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. إنّا هديناه السبيل إمّا شاكرا و إما كفورا ".
(فلا اقتحم العقبة) قال ابن زيد: أي: أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة و الخير.
(و ما أدراك ما العقبة) أي أي شيء أعلمك ما اقتحم العقبة؟ و في الإستفهام زيادة تقريرها و كونها عند الله تعالى بمكانة رفيعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فك رقبة) أي فكها من الرق , بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها , و من باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار. قال رسول لله صلى الله عليه و سلم: " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار , حتى إنه ليعتق باليد اليد , و بالرجل الرجل , و بالفرج الفرج " رواه البخاري و مسلم , و قال صلى الله عليه و سلم: " من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار , عضوا بعضو " صححه الألباني.
(أو إطعام في ذي مسغبة) قال ابن عباس و عكرمة و مجاهد و الضحاك و قتادة و غير واحد: ذي مجاعة , و السَّغب: هو الجوع , قال إبراهيم النخعي: في يوم الطعام فيه عزيز. فيطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.
(يتيما ذا مقربة) أي أطعم في مثل هذا اليوم يتيما ذا قرابة منك , قال السيد المرتضى: و هذا حض على تقديم ذوي النسب و القربى المحتاجين , على الأجانب في الإفضال. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " الصدقة على المسكين صدقة , و على ذي الرحم اثنتان , صدقة و صلة ". صححه الألباني.
(أو مسكينا ذا متربة) أي فقيرا مُدقعا لاصقا بالتراب من الحاجة و الضرورة , قال ابن عباس: " ذا متربة " هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له , و لا شيء يقيه من التراب , و قال عكرمة: هو الفقير المديون المحتاج , و قال سعيد بن جبير: هو الذي لا أحد له. قال ابن كثير: و كل هذه - الأقوال - قريبة المعنى.
(ثم كان من الذين آمنوا) أي: ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة , مؤمن بقلبه , و يعمل الصالحات بجوارحه من كل قول و فعل , واجب أو مستحب , محتسب ثواب ذلك عند الله عز و جل , كما قال تعالى " و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " , و قال " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن ".
(و تواصوا بالصبر) على طاعة الله و عن معصيته و على أقدار الله المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضا على الإنقياد لذلك , و الإتيان به كاملا منشرحا به الصدر , مطمئنة به النفس.
(و تواصوا بالمرحمة) للخلق , من إعطاء محتاجهم , و تعليم جاهلهم , و القيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه , و مساعدتهم على المصالح الدينية و الدنيوية , و أن يحب لهم ما يحب لنفسه , و يكره لهم ما يكره لنفسه , أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف , الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة (أولئك أصحاب الميمنة) لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه و حقوق عباده , و تركوا ما نهوا عنه و هذا عنوان السعادة و علامتها.
(و الذين كفروا بأياتنا) أي بأدلتنا و أعلامنا من الكتب و الرسل و غير ذلك من آيات الأنفس و الآفاق , التي بكل يرتقي إلى معرفة الصراط التي يجب الإستقامة عليه في الإعتقاد و العمل.
(هم أصحاب المشئمة) أي الشؤم على أنفسهم , أو جهة الشمال التي فيها الأشقياء , قال الإمام: أهل اليمين , في لسان الدين الإسلامي عنوان السعداء , و أهل الشمال عنوان الأشقياء.
(عليهم نار مؤصدة) أي: مطبقة عليهم , فلا محيد لهم عنها و لا خروج لهم منها , و هي كناية عن حبسهم المخلد فيها و سد سبل الخلاص منها. أجارنا الله و إياكم بفضله و كرمه منها.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله أخي و اصل بارك الله فيك
جزيت الجنة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 02:54]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم و أجزل لكم الثواب
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الفجر
مكية و آياتها ثلاثون آية
(و الفجر) أقسم الله تعالى الفجر , الذي هو آخر الليل و مقدمة النهار , لما في إدبار الليل و إقبال النهار , من الآيات الدالة عل كمال قدرة الله تعالى. و أنه وحده المدبر لجميع الأمور , الذي لا نبغي العبادة إلا له , و يقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة , يحسن أن يقسم الله بها. و جائز أن يكون قد أراد تعالى فجر يوم معين , فعن مسروق و مجاهد و محمد بن كعب أن المراد به هو فجر يوم النحر خاصة , و هو خاتمة الليالي العشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و ليال عشر) هي العشر الأول من شهر ذي الحجة , و فيها الأضحى , و الوقوف بعرفة , الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان , فما رُئِي الشيطان أحقر و لا أدحر منه في يوم عرفة , لما يرى من تَنَزُّل الأملاك و الرحمة من الله لعباده , و يقع فيها كثير من أفعال الحج و العمرة , و هذه أشياء معظمة , مستحقة لأن يقسم الله بها. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام "- يعني عشر ذي الحجة - قالوا: و لا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " و لا الجهاد في سبيل الله , إلا رجلا خرج بنفسه و ماله , ثم لم يرجع من ذلك بشيء ". رواه البخاري.
(و الشفع و الوتر) قال ابن جرير: و الصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذِكره أقسم بالشفع و الوتر , و لم يخصص نوعا من الشفع و لا من الوتر , دون نوع , بخبر و لا عقل , و كل شفع و وتر , فهو مما أقسم به. مما قاله أهل التأويل أنه داخل في قسمه هذا , لعموم قسمه بذلك.
(و الليل إذا يسر) مقبلا أو مدبرا فهو بمعنى و الليل إذا سار و السير يكون صاحبه ذاهبا أو آيبا.
(هل في ذلك قسم لذي حجر) أي: لذي عقل و لب و حجا و دين , و إنما سمي العقل حجرا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال و الأقوال. قال ابن جرير: أي: هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مقنع لذي حجر. و إنما عُني بذلك: أن في هذا القسم مكتفى لمن عقل عن ربه , مما هو أغلظ منه في الأقسام.
(ألم تر كيف فعل ربك بعاد) ألم تعلم علما يقينيّا كيف عذب ربك عادا , فيعذب هؤلاء أيضا , لاشتراكهم فيما يوجبه من جحود الحق و المعاصي. و عاد قبيلة من العرب البائدة , و تلقب بإرم أيضا , كانوا متمردين عتاة جبارين , خارجين عن طاعته مكذبين لرسله , جاحدين لكتبه , فذكر تعالى كيف أهلكهم و دمرهم , و جعلهم أحاديث و عبر , و هؤلاء عاد الأولى هم أولاد عاد بن إرم بن عَوص بن سام بن نوح , قاله ابن إسحاق و هم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا عليه السلام , فكذبوه و خالفوه , فأنجاه الله من بين أظهرهم و من آمن معه منهم , و أهلكهم بريح صرصر عاتية " سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية , فهل ترى لهم من باقية ". و قد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع , ليعتبر بمصرعهم المؤمنون.
(ذات العماد) كانوا يسكنون بيوت الشَّعر التي ترفع بالأعمدة الشداد لأنهم ينتجعون الغيوث و ينتقلون إلى الكلأ حيث كان , ثم يرجعون إلى منازلهم في الأحقاف في حضر موت.
(التي لم يُخلق مثلها في البلاد) أي في العِظم و البطش و الأيدي , فقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة و أقواهم بطشا , و لهذا ذكَّرهم هود عليه السلام بتلك النعمة و أرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم فقال: " و اذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح و زادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تُفلحون ". و قال تعالى " فأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق و قالوا من أشدُّ منّا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوة ".
(و ثمود) هم قوم صالح عليه السلام.
(الذين جابوا الصخر بالواد) أي قطعوا صخر الجبال , واتخذوا فيها بيوتا لهم و مساكن تقيهم برد الشتاء القارص و حر الصيف اللافح , قال تعالى " و كانوا ينحتون من الجبال بيوتا ءامنين " , و المراد بالواد واديهم الذي كان بين جبلين من جبالهم التي ينحتون منها البيوت و هو وادي القرى.
(و فرعون ذي الأوتاد) أي الجنود الذين يشدون له أمره , أو هي أوتاد يشد بها من يعذّبه إذ كان له أربعة أوتاد إذا أراد قتل من كفر به و خرج عن طاعته قيد كل يد بوتد و كل رجل بوتد و يقتله , أو هي القوى و العَدد و العُدد التي تم له بها ملكه , و رسخ بطشه و سلطانه.
(الذين طغوا في البلاد) هذا الوصف عائد إلى عاد و ثمود و فرعون و من تبعهم , فإنهم طغوا في بلاد الله , و آذوا عباد الله , في دينهم و دنياهم , و لهذا قال " فأكثروا فيها الفساد "
(يُتْبَعُ)
(/)
(فأكثروا فيها الفساد) و العمل بالكفر و شُعبه , من جميع أجناس المعاصي , و سعوا في محاربة الرسل و صد الناس عن سبيل الله , فلما بلغوا من العتو ما هو موجب لهلاكهم أرسل الله عليهم من عذابه ذنوبا و سوط عذاب.
(فصب عليهم ربك سوط عذاب) أي: أنزل عليهم رجزا من السماء , و أحل بهم عقوبة لا يَرُدُّها عن القوم المجرمين , بما طغوا في البلاد و أفسدوا فيها , و قد بيّن تعالى إهلاكهم مفصلا في غير ما سورة و آية , فأهلك عاد بالريح الصرصر , و ثمود بالصيحة العاتية , و فرعون بالغرق في البحر.
(إن ربك لبالمرصاد) أي لهؤلاء الذين قصّ نبأ هلاكهم , و لكل جبار عات و طاغية ظالم , فالله تعالى يرصد خلقه فيما يعملون و يجازي كلا بسعيه في الدنيا و الآخرى , و سيعرض الخلائق كلهم عليه فيحكم فيهم بعدله , و يقابل كلا بما يستحقه , و هو المنزه عن الظلم و الجور.
(فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعّمه فيقول ربي أكرمني) فأما الإنسان إذا ما ابتلاه الله تعالى فأكرمه بالمال و الولد و الجاه و نعمه بالأرزاق و الخيرات ليختبره في ذلك , فيعتقد أن ذلك من الله إكراما له , فيقول مفاخرا , ربي فضلني على غيري لمالي من فضائل و مزايا لم تكن لهؤلاء الفقراء , و الأمر ليس كذلك , بل هو ابتلاء و امتحان كما قال تعالى " أيحسبون أنّما نمدُّهم به من مال و بنين , نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ".
(و أمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) و أما إذا اختبره و ضيّق عليه رزقه لينظر تعالى هل يصبر العبد المختبر أو يجزع , فيقول ربي أهانن أي أذلني فأفقرني.
(كلاّ) أي ليس كل من نعّمته في الدنيا فهو كريم عليّ , و لا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لديّ , فإن الله يعطي المال من يحب و من لا يحب , و يضيق على من يحب و من لا يحب , و إنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين , إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك , و إذا كان فقيرا بأن يصبر , فيثيبه الله على ذلك الثواب الجزيل , و إن كان ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل.
(بل لا تكرمون اليتيم) الذي فقد أباه و كاسبه , و احتاج إلى جبر خاطره و الإحسان إليه. فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه , و هذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم و عدم الرغبة في الخير.
(و لا تحضون على طعام المسكين) لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء و المساكين , و يحث بعضهم على بعض في ذلك.
و ذلك لأجل الشح على الدنيا و محبتها الشديدة المتمكنة من القلوب و لهذا قال تعالى " و تأكلون التراث أكلا لمّا و تحبون المال حبّا جمّا ".
قال الإمام: و إنما ذكر التحاض على الطعام , و لم يكتف بالإطعام فيقول " و لم تطعموا المسكين " ليصرح لك بالبيان الجليّ أن أفراد الأمة متكافلون و إنه يجب أن يكون لبعضهم على بعض عطف بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , مع إلتزام كلّ لما يأمر به , و ابتعاده عما ينهى عنه.
(و تأكلون التراث) أي الميراث.
(أكلاً لمّا) أي: من أي جهة حصل لهم , من حلال أو حرام. قال بكر بن عبد الله: اللمّ: الإعتداء في الميراث , يأكل ميراثه و ميراث غيره.
(و تحبون المال حبّا جمّا) أي جمعه و كنزه , حبّا كثيرا شديدا , و هذا كقوله تعالى " بل تؤثرون الحياة الدنيا و الآخرة خير و أبقى " , " كلا بل تحبون العاجلة و تذرون الآخرة ".
(كلاّ) ردع لهم عن ذلك , و إنكار لفعلهم. و ما بعده وعيد عليه بالإخبار عن ندمهم و تحسرهم حين لا ينفعهم الندم.
(إذا دكت الأرض دكّا دكّا) أي حركت حركة شديدة و زلزلت زلزالا قويا , و سويت الأرض و الجبال , فلم يبقى عليها شاخص البتّة.
(و جاء ربك) لفصل القضاء بين خلقه , و ذلك بعدما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد صلى الله عليه و سلم , بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد , فكلهم يقول: لست بصاحب ذاكم , حتى تنتهي النوبة إلى محمد صلى الله عليه و سلم فيقول: " أنا لها , أنا لها " فيذهب فيشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله في ذلك , و هي أول الشفاعات , و هي المقام المحمود , فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و الملك صفا صفا) و تجيء الملائكة الكرام , أهل السماوات كلهم , صفا بعد صف , كل سماء يجيء ملائكتها صفا , يحيطون بمن دونهم من الخلق , و هذه الصفوف صفوف خضوع و ذل للملك الجبار.
(و جيء يومئذ بجهنم) تقودها الملائكة بالسلاسل , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يُؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام , مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ". رواه مسلم.
(يومئذ يتذكر الإنسان) ما قدمه من خير و شر.
(و أنّى له الذكرى) أي: و كيف تنفعه الذكرى؟ فقد فات أوانها , و ذهب زمانها.
ثم يقول متحسرا على ما فرط في جنب الله (ياليتني قدمت لحياتي) يعني: يندم على ما كان سلف منه من المعاصي – إن كان عاصيا – و يود لو كان ازداد من الطاعات – إن كان طائعا – كما روى الإمام أحمد بن حنبل عن محمد بن أبي عَميرة – و كان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم – قال: " لو أن عبدًا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرمًا في طاعة الله , لََحَقِرَهُ يوم القيامة , و لودَّ أنه يُردَّ إلى الدنيا كيْما يزداد من الأجر و الثواب ". إسناده صحيح.
و في الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها و كمالها , و في تتميم لذَّتها , هي الحياة في دار القرار , فإنها دار الخلد و البقاء.
(فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) أي: ليس أحد أشد عذابا من تعذيب الله من عصاه.
(و لا يوثق وثاقه أحد) أي: و ليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم , عز و جل , فإنهم يقرنون بسلاسل من نار , و يسحبون على وجوههم في الحميم , ثم في النار يسجرون , فهذا جزاء المجرمين من الخلائق الظالمين.
و أما من اطمأن إلى الله و آمن به و صدق رسله , فيقال له:
(يا أيتها النفس المطمئنة) إلى صادق وعد الله ووعيده في كتابه و على لسان رسوله فآمنت و اتقت و تخلت عن الشرك و الشر فكانت مطمئنة بالإيمان و ذكر الله قريرة العين بحب الله و رسوله و ما وعدها الرحمن.
(إرجعي إلى ربك) إلى جواره و ثوابه و ما أعد لعباده في جنته.
(راضية مرضية) راضية عن الله , و عن ما أكرمها به من الثواب , و الله قد رضي عنها.
(فادخلي في عبادي) أي في جملة عبادي الصالحين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
(و ادخلي جنتي) و هذا يقال لها عند الإحتضار , و في يوم القيامة , كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره و عند قيامه من قبره , و كذلك ها هنا.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الغاشية
مكية و آياتها ست و عشرون آية
(هل أتاك حديث الغاشية) هذا خطاب من الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه و سلم يقول فيه هل أتاك نبأ الغاشية – و هي من أسماء يوم القيامة – و خبرها العظيم وحديثها المهيل المخيف , إن لم يكن أتاك , فقد أتاك الأن , إنه حديث القيامة التي تغشى الناس بأهوالها و صعوبة مواقفها و اشتداد أحوالها , و إليك عرضا سريعا لبعض ما يجري فيها:
(وجوه يومئذ خاشعة) من الذل و الفضيحة و الخزي , و هي وجوه أهل الكفر بالحق و الجحود له.
و ذكر الوجوه هنا كناية عن أصحابها إذ يطلق الوجه و يراد به الذات.
(عاملة ناصبة) تاعبة في العذاب من جر السلاسل و الأغلال , و تكليف أشق الأعمال.
(تصلى نارا حامية) أي تدخل نارا متناهية في الحرارة , تحيط بهم من كل مكان.
(تسقى من عين آنية) أي بلغت غايتها في شدة الحر , قال تعالى " و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه " فهذا شرابهم.
(ليس لهم طعام إلا من ضريع) و هو من جنس الشوك , قبيح اللون خبيث الطعم منتن الريح , ترعاه الإبل مادام رطبا , فإذا يبس تحامته , و هو سم قاتل. قال ابن جرير: الضريع عند العرب نبت يقال له الشِبْرِق , و تسميه أهل الحجاز الضريع , إذا يبس.
و لا منافاة بين هذه الآية و آية " و لا طعام إلاّ من غسلين " لأن العذاب ألوان , و المعذبون طبقات , فمنهم أكلة الزقوم , و منهم أكلة الغسلين , و منهم أكلة الضريع.
(لا يسمن و لا يغني من جوع) لا يحصل به مقصود , و لا يندفع به محذور , فلا يخصب بدن , و لا يسكن داعية النفس و لا نهمها من أجله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه حال من كفر و فجر , كفر بالله و بآياته و لقائه و رسوله , أو فجر عن طاعة الله و رسوله فترك الفرائض و غشي المحارم.
(وجوه يومئذ ناعمة) أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم , فنضرت أبدانهم , و استنارت وجوههم , و سروا غاية السرور.
(لسعيها راضية) أي: راضية بما قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة , و الإحسان إلى عباد الله , إذ وجدت ثوابه مدخرا مضاعفا , فحمدت عقباه , و حصل لها كل ما تتمناه.
(في جنة عالية) عالية في محالها و منازلها , فمحلها في أعلى عليين , و منازلها مساكن عالية , لها غرف و من فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة.
(لا تسمع فيها لاغية) أي: لا تسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو و باطل , فضلا عن الكلام المحرم , بل كلامهم كلام حسن نافع مشتمل على ذكر الله تعالى , و ذكر نعمه المتواترة عليهم , و على الآداب المستحسنة بين المتعاشرين الذي يسر القلوب , و يشرح الصدور.
(فيها عين جارية) أي: لا انقطاع لها.
و ليس المراد بها عينا واحدة , و إنما هذا إسم جنس , يعني: فيها عيون جاريات يفجرونها و يصرفونها كيف شاؤوا , و أنَّى أرادوا.
(فيها سرر مرفوعة) و السرر جمع سرير. و هي المجالس المرتفعة في ذاتها , و بما عليها من الفرش اللينة الوطيئة , إذا جلسوا عليها رأوا جميع ما خولوه من النعيم و الملك.
(و أكواب موضوعة) أي: أوانٍ ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة , قد وضعت بين أيديهم , و أعدت لهم , و صارت تحت طلبهم و اختيارهم , يطوف بها عليهم الولدان المخلدون. و الكوب هو إناء لا أُذن له.
(و نمارق مصفوفة) وسائد من الحرير و الإستبرق و غيرهما مما لا يعلمه إلا الله , قد صُفت للجلوس و الإتكاء عليها , و قد أريحوا عن أن يضعوها , و يَصُفُّوها بأنفسهم.
(و زرابي مبثوثة) أي: البسط الحسان , مملوءة بها مجالسهم , مفروشة هنا و هناك لمن أراد الجلوس عليها.
يقول الله تعالى حثًّا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه و سلم , و لغيرهم من الناس , أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده:
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) فإنها خَلق عجيب , و تركيبها غريب , فإنها في غاية القوة و الشدة , و هي مع ذلك تلين للحمل الثقيل , و تنقاد للقائد الضعيف , و تصبر على الجوع و العطش , و تكتفي بما يتيسر لها من شوك و شجر و غير ذلك , مما لا يكاد يرعاه سائر البهائم , و تؤِكل , و ينتفع بوبرها , و يشرب لبنها. و قد نبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل.
(و إلى السماء كيف رفعت) أي: كيف رفعها الله عز و جل , عن الأرض هذا الرفع العظيم , بغير عمد يدعمها و لا سند يسندها. و كيف رفعت كواكبها رفعا سحيق المدى , و أمسك كل منها في مداره إمساكا لا يختل سيره و لا يفسد نظامه.
(و إلى الجبال كيف نصبت) أي: جعلت منصوبة قائمة ثابتة راسية , بهيئة باهرة , حصل بها استقرار الأرض و ثباتها عن الإضطراب بأهلها , و جعل فيها ما جعل من المنافع و المعادن.
(و إلى الأرض كيف سطحت) أي بسطت و مهدت , حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق , فمدت مدًا واسعًا , و سهلت غاية التسهيل. ليستقروا على ظهرها , و يتمكنوا من حرثها و غرسها , و البنيان فيها , و سلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها.
و اعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة , قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها , كما دل على ذلك النقل و العقل و الحس و المشاهد , كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس , خصوصا في هذه الأزمنة , التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد , فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدا , الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر. و أما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر و السعة , فيكون كرويا مسطحا , و لا يتنافى الأمران , كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.
ففي هذه الآيات -" أفلا ينظرون .... سطحت "- نبّه الله تعالى البدوي على الإستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه , و السماء التي فوق رأسه , و الجبل الذي تجاهه , و الأرض التي تحته , على قدرة خالق ذلك و صانعه , و أنه الرب العظيم الخالق المتصرف المالك , و أنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه. قال الزمخشري: و المعنى أفلا ينظرون إلى هذه المخلوقات الشاهدة على قدرة الخالق , حتى لا ينكروا اقتداره على البعث , فيسمعوا إنذار الرسول صلى الله عليه و سلم و يؤمنوا و يستعدوا للقائه.
(فذكّر إنما أنت مذكّر , لست عليهم بمسيطر) أي فذكّر – يا محمد – الناس بما أرسلت به إليهم , فإنما عليك البلاغ و علينا الحساب , و لهذا قال " لست عليهم بمسيطر " أي لم تبعث مسيطرا عليهم , مسلطا موكّلا بأعمالهم , فإذا قمت بما عليك , فلا عليك بعد ذلك لوم , قال تعالى " و ما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ".
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله , فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها , و حسباهم على الله عز و جل " , ثم قرأ " فذكّر إنما أنت مذكّر , لست عليهم بمسيطر " رواه مسلم.
(إلا من تولى و كفر) أي: تولى عن العمل بأركانه , و كفر بالحق بجنانه و لسانه , و هذه كقوله تعالى " فلا صدق و لا صلى , و لكن كذّب و تولّى "
(فيعذّبه الله العذاب الأكبر) أي: الشديد الدائم , و هو عذاب الآخرة
(إنّ إلينا إيابهم) أي رجوعهم إلينا لا إلى غيرنا , بالموت و البعث.
(ثم إنّ علينا حسابهم) أي: نحن نحاسبهم على أعمالهم و نجازيهم بها , إن خيرا فخير , و إن شرا فشر. لذا فلا يضرك يا رسولنا إعراضهم و لا توليهم , و حسبك تذكيرهم فمن اهتدى نجا و نجاته لنفسه , و من ضلّ فإنما يضل عليها إذ عاقبة ضلاله و هي الخسران التام عائدة عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 04:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الأعلى
مكية و آياتها تسع عشرة آية
(سبح اسم ربك الأعلى) أي نزه ربك عما يصفه به المشركون من الولد و الشريك و نحوهما , كقوله " سبحان ربك ربّ العزّة عمّا يصفون ". و الأعلى صفة للرب تبارك و تعالى دالة على علوه على خلقه فالخلق كله تحته و هو قاهر له و حاكم فيه.
(الذي خلق فسوّى) أي أوجد من العدم المخلوقات و سوّى خلقها كل مخلوق في أحسن الهيئات , فعدل أجزاءه و سوّى بينها فلا تفاوت فيها , و يدل هذا على أنه صادر عن عالم , و إنه صنعة حكيم كما قال الزمخشري.
(و الذي قدر فهدى) أي قدّر الأشياء في كتاب المقادير من خير و غيره و هدى كل مخلوق إلى ما قدره له أو عليه فهو طالب له حتى يدركه في زمانه و مكانه و على الصورة التي قدر عليها. قال صلى الله عليه و سلم: " إن الله قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة , و كان عرشه على الماء " رواه مسلم.
(و الذي أخرج المرعى) أي: أنزل من السماء ماء فأنبت به أنواع النبات و العشب الكثير , فرتع فيها الناس و البهائم و كل حيوان.
(فجعله غثاء أحوى) أي جعله بعد خضرته و نضرته جافا يابسا تطير به الريح , و " أحوى " أي أسود , لأن النبات إذا يبس تغيّر إلى " الحوّة " و هي السواد.
هذه خمس آيات , الآية الأولى تضمنت الأمر بتنزيه إسم الله , و الأربع بعدها في التعريف به سبحانه و تعالى حتى يعظم إسمه و تعظيم ذاته و تنزه عن الشريك و الصحابة و الولد.
(سنقرئك فلا تنسى) قال الزمخشري: بشره الله بإعطاء آية بينة , و هي أن يقرأ عليه جبريل ما يقرأ عليه من الوحي , و هو أميّ لا يكتب و لا يقرأ , فيحفظه و لا ينساه.
و هذه بشارة كبيرة لعبده و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم , أن الله سيعلمه علما لا ينساه. قال الرازي: هذه آية تدل على المعجزة من وجهين: - إحداهما: إنه كان رجلا أميّا فحفظه لهذا الكتاب المطول عن غير دراسة و لا تكرار و لا كتبة , خارق للعادة , فيكون معجزا. – ثانيهما: إن هذه السورة من أوائل ما نزل بمكة , فهذا إخبار عن أمر عجيب غريب مخالف للعادة سيقع في المستقبل , و قد وقع , فكان هذا إخبارا عن الغيب , فيكون معجزا.
(إلا ما شاء الله) مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة بالغة , مثل قوله تعالى " ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم بأن الله على كل شيء قدير "
(إنه يعلم الجهر و ما يخفى) أي: يعلم ما يجهر به العباد و ما يخفونه من أقوالهم و أفعالهم , لا يخفى عليه من ذلك شيء.
(و نيسرك لليسرى) أي نسهل عليك أفعال الخير و أقواله , و نشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا , لا اعوجاج فيه و لا حرج و لا عسر.
(فذكّر إن نفعت الذكرى) أي ذكّر بشرع الله و آياته مادامت الذكرى مقبولة , و الموعظة مسموعة , سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.
و مفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى , بأن كان التذكير يزيد في الشر , أو ينقص من الخير , لم تكن الذكرى مأمورا بها , بل منهيا عنها , فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين: منتفعون و غير منتفعين.
فأما المنتفعون , فقد ذكرهم الله بقوله (سيذّكر من يخشى) أي سيذكّر و يتعظ من يخشى عقاب الله لإيمانه به و معرفته له.
و أما غير المنتفعين فذكرهم بقوله (و يتجنّبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى) أي يدخل النار الكبرى نار يوم القيامة.
(ثم لا يموت فيها و لا يحيى) أي لا يموت فيستريح و لا يحيا حياة تنفعه , بل هي مضرة عليه , لأن بسببها يشعر ما يعاقب به من أليم العذاب , و أنواع النكال. قال الله تعالى " لا يُقضى عليهم فيموتوا و لا يُخفف عنهم من عذابها " , و قال صلى الله عليه و سلم " أما أهل النار الذي هم أهلها , فإنهم لا يموتون فيها و لا يحيون ... " رواه مسلم.
(قد أفلح من تزكى) أي فاز و ظفر من تطهر من دنس الشرك و المعاصي , و عمل بما أمره الله به.
(و ذكر اسم ربه فصلى) أي: إتصف بذكر الله , و انصبغ به قلبه , فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله , خصوصا الصلاة , التي هي ميزان الإيمان.
(بل تؤثرون الحياة الدنيا) أي تقدمونها على الآخرة , و تختارون نعيمها المنغص المكدر الزائل على الآخرة.
(و الآخرة خير و أبقى) أي: ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا و أبقى , فإن الدنيا دنيّة فانية , و الآخرة شريفة باقية , فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى , و يهتم بما يزول عنه قريبا , و يترك الإهتمام بدار البقاء و الخلد؟!
(إن هذا لفي الصحف الأولى , صحف إبراهيم و موسى) أي إن قوله تعالى " قد أفلح من تزكى " إلى قوله " خير و أبقى " مذكور في كل من صحف إبراهيم و كانت له عشر صحف و لموسى التوراة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 03:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الطارق
مكية و آياتها سبع عشرة آية
(والسماء و الطارق) هذا قسم إلهي – قال العلماء: افتتاح السورة بالقسم تحقيق لما يقسم و تشويق إليه – حيث أقسم تعالى بالسماء و ما جعل فيها من الكواكب النيرة.
(و ما أدراك ما الطارق) تفخيم من شأنه بالإستفهام عنه الدال على تهويله و تعظيمه. ثم فسره بقوله " و النجم الثاقب ".
(النجم الثاقب) قال قتادة و غيره: إنما سمي النجم طارقا , لأنه إنما يرى بالليل و يختفي بالنهار , و يؤيده ما جاء في الحديث الذي رواه البخاري " نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا " , أي: يأتيهم فجأة بالليل. و " الثاقب ": أي المضيء. كأنه يثقب ظلمة الليل و ينفذ فيه , فيبصر بنوره و يهتدي به. و قال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها. و قال عكرمة: هو مضيء و محرق للشياطين.
و المقسم عليه هو قوله تعالى (إن كل نفس لّمّا عليها حافظ) أي أن كل نفس عليها حافظ – أي مهيمن عليها رقيب , و هو الله تعالى كما في آية " و كان الله على كل شيء رّقيبا " – يحفظ أعمالها فيحصى عليها ما تكسب من خير أو شر لتحاسب عليها و تجزي بها و هذا إثبات للبعث الآخر بطريقة الكناية.
(فلينظر الإنسان مّما خلق) فليتدبر خلقته و مبدأه و من أي شيء خلقه. و هذا تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خُلق منه , و إرشاد له إلى الإعتراف بالمعاد , لأن من قدر على البَدَاءة فهو قادر على الإعادة بطريق أولى , كما قال " و هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده و هو أهون عليه ".
(خُلق من ماء دافق) يعني: المني , يخرج دفقا من الرجل و من المرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله عز و جل.
(يخرج من بين الصلب و التّرائب) قال الإمام: الصلب هو كل عظم من الظهر فيه فقار. و يعبر عنه في كلام العامة بسلسلة الظهر. و قد يطلق بمعنى الظهر نفسه إطلاقا لإسم الجزء على الكل , و الترائب موضع القلادة من الصدر.
قال بعض علماء الطب: الترائب جمع تريبة و هي عظام الصدر في الذكر و الأنثى. و يغلب إستعمالها في موضع القلادة من الأنثى.
قال الإمام: و معنى الآية أن المنيّ باعتبار أصله و هو الدم , يخرج من شيء ممتد بين الصلب – أي فقرات الظهر في الرجل – و الترائب أي عظام صدره. و ذلك الشيء الممتد بينهما هو الأبهر " الأورطي " و هو أكبر شريان في الجسم يخرج من القلب خلف الترائب و يمتد إلى آخر الصلب تقريبا. و منه تخرج عدة شرايين عظيمة , و منها شريانان طويلان يخرجان منه بعد شرياني الكليتين , و ينزلان إلى أسفل البطن حتى يصلا إلى الخصيتين , فيغذيانهما. و من دمهما يتكون المنيّ في الخصيتين و يسميان شرياني الخصيتين , أو الشريانين المنويين فلذا قال تعالى عن المنيّ " يخرج من بين الصلب و الترائب " لأنه يخرج من مكان بينهما و هو الأورطي أو الأبهر. و هذه الآية على هذا التفسير , تعتبر من معجزات القرآن العلمية.
(إنه على رجعه لقادر) فالذي أوجد الإنسان من ماء دافق , يخرج من هذا الموضع الصعب , قادر على رجعه في الآخرة , و إعادته للبعث و النشور و الجزاء.
(يوم تبلى السرائر) أي تظهر و تعرف خفيات الضمائر , و يبقى السر علانية و المكنون مشهورا , فيظهر برّ الأبرار , و فجور الفجار. و قد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " يرفع لكل غادر لواء في إسته , يقال: هذه غَدْرة فلان بن فلان ".
(فما له من قوة و لا ناصر) أي ليس لهذا الكافر و المكذب بالبعث و الحياة الثانية ما له قوة يدفع بها عن نفسه عذاب ربّه و لا ناصر ينصره فيخلصه من العذاب.
ثم أقسم الله تعالى قسما ثانيا على صحة القرآن فقال:
(و السماء ذات الرجع) أي المطر , يسمى رجعا لأنه تعالى يرجعه وقتا فوقتا إلى العباد , و لولاه لهلكوا و هلكت مواشيهم.
(و الأرض ذات الصدع) أي و الأرض ذات التشقق عن النبات و الزروع المختلفة.
(إنه لقول فصل) أي إن القرآن حق و صدق , بيّن واضح , و حكم عدل في كل مختلف فيه من الحق و الباطل.
(و ما هو بالهزل) أي و ليس القرآن باللعب الباطل , بل هو الحق من الله الذي لا باطل معه.
(إنهم يكيدون كيدا) أي إن المكذبين بالقرآن و الجاحدين لحقه يمكرون مكرا لإبطال أمر الله و إطفاء نوره.
(و أكيد كيدا) أي و أنا أمكر بهم و أكيد لهم كيدا , لإظهار الحق , و لو كره الكافرون. و لدفع ما جاؤوا به من الباطل , و يعلم بهذا مَنِ الغالب , فإن الآدمي أضعف و أحقر من أن يغالب القوي العليم في كيده.
(فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) أي لا تستعجل لهم عقابهم و أنظرهم قليلا , و سترى ماذا أحل بهم من العذاب و النكال و العقوبة و الهلاك – كما قال تعالى " نمتّعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " - , فقد كتبنا في كتاب عندنا " لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز ".
و قد أنجز الله وعده لرسوله و المؤمنين فلم يمض إلاّ سنوات قلائل , و لم يبق في مكة من سلطان إلا الله , و لا معبود يعبد إلا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 03:52]ـ
جزاك الله خيراً أتمنى الزيادة من مثل هذه المواضيع القيمة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 08:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة البروج
مكية و آياتها إثنتان و عشرون آية
(والسماء و البروج) هذا قسم من أعظم الأقسام إذ أقسم تعالى فيه بالسماء ذات المنازل المشتملة على منازل الشمس و القمر , و الكواكب المنتظمة في سيرها , على أكمل ترتيب و نظام دال على كمال قدرة الله تعالى و رحمته , و سعة علمه و حكمته. قال ابن جرير: هي منازل الشمس و القمر , و هي إثنا عشر برجا , تسير الشمس في كل واحد منها شهرا , و يسير القمر في كل واحد يومين و ثلثا , فذلك ثمانية و عشرون منزلا , و يستتر ليلتين.
(و اليوم الموعود) و هو يوم القيامة , الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه , و يضم فيه أولهم و آخرهم , و قاصيهم و دانيهم , ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون.
(و شاهد و مشهود) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اليوم الموعود يوم القيامة و اليوم المشهود يوم عرفة و الشاهد يوم الجمعة " حسنه الإمام الألباني.
و المقسم عليه , ما تضمنه هذا القسم من آيات الله الباهرة , و حِكمه الطاهرة , و رحمته الواسعة , و قيل: إن المقسم عليه قوله " قتل أصحاب الأخدود ".
(قتل أصحاب الأخدود) أي لعن أصحاب الأخدود و الدعاء عليهم بالهلاك , و الأخدود حفرة في الأرض مستطيلة.
و هذا خبر عن قوم من الكفار عَمَدوا إلى من عندهم من المؤمنين بالله , عز و جل , فقهروهم و أرادوهم أن يرجعوا عن دينهم , فأبوا عليهم , فحفروا لهم في الأرض أخدودا و أججوا فيه نار , و أعدوا لها و قودا يسعرونها به , ثم أرادوهم فلم يقبلوا منهم , فقذفوهم فيها , و لهذا قال تعالى " قتل أصحاب الأخدود , النّار ذات الوقود , إذ هم عليها قعود , و هم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ".
(النار ذات الوقود) النار ذات الحَطب الجزل الموقد به.
(إذ هم عليها قعود) أي على حافات الأخدود قاعدين يتشفون من المؤمنين.
(و هم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) و هم على ما يفعلون بالمؤمنين من الإلقاء في النار و الإرتداد عن الإسلام حضور يشاهدون احتراق الأجساد الحية و ما تفعل بها النيران , لا يرقّون لهم , و هذا من أعظم ما يكون من التجبر و قساوة القلب , لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله و معاندتها , و محاربة أهلها و تعذيبهم بهذا العذاب , الذي تنفطر منه القلوب , و حضورهم إياهم عند إلقائهم فيها.
(و ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) أي و ما عابوا عنهم شيئا سوى إيمانهم بالله العزيز الذي لا يضام من لاذ بجنابه , المنيع الحميد في جميع أفعاله و أقواله و شرعه و قدره , و إن كان قد قدّر على عباده هؤلاء هذا الذي وقع بهم بأيدي الكفار به , فهو العزيز الحميد , و إن خفي سبب ذلك على كثير من الناس.
(الذي له ملك السماوات و الأرض) من تمام الصفة أنه المالك لجميع السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما , ليس لغيره ملك في شيء معه.
(و الله على كل شيء شهيد) أي على كل شيء من أفاعيل هؤلاء الفجرة أصحاب الأخدود و غيرهم , شاهد شهودا لا يخفى عليه منه مثقال ذرة , و هو مجازيهم عليه.
أفلا خاف هؤلاء المتمردون على الله , أن يبطش بهم العزيز المقتدر , أو ما علموا أنهم جميعهم مماليك لله , ليس لأحد على أحد سلطة , من دون إذن المالك؟ أو خفي عليهم أن الله محيط بأعمالهم , مجازٍ لهم على فعالهم؟ كلا إن الكافر في غرور , و الظالم في جهل و عمى عن سواء السبيل.
(إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات) أي فتنوهم عن دينهم فأحرقوهم بالنار , و الآية عامة ليست خاصة بأصحاب الأخدود , و لا بكفار قريش , و إنما عامة في كل من يفتن المؤمنين و المؤمنات في دينهم فيصرفهم عنه بأنواع من التعذيب , و جزاؤهم ما ذكر في الآية و هو عذاب جهنم و عذاب الحريق , إلا من تاب قبل موته.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ثم لم يتوبوا) بعد فتنتهم للمؤمنين و المؤمنات , لم يتوبوا عن كفرهم و فتنتهم , و لم يقلعوا عما فعلوا , و يندموا على ما أسلفوا.
قال الحسن البصري: أنظروا إلى هذا الكرم و الجود , هم قتلوا أولياءه و أهل طاعته , و هو يدعوهم إلى التوبة و المغفرة.
(فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق) أي العذاب الشديد المحرق , و ذلك أن الجزاء من جنس العمل.
(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات) أي من هؤلاء المفتونين و غيرهم (لهم) أي في نشأتهم الأخرى (جنات تجري من تحتها الأنهار) أنهار من الماء و اللبن و الخمر و العسل (ذلك الفوز الكبير) أي التام الذي لا فوز مثله , لأنه نجاة من النار أولا و دخول الجنة ثانيا , قال تعالى " فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ".
لما ذكر تعالى ما توعد به الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات من أجل إيمانهم أخبر رسوله – صلى الله عليه و سلم – معرّضا بمشركي قومه و طغاتهم الذين آذوا المؤمنين في مكة من أجل إيمانهم أخبره بقوله:
(إن بطش ربك لشديد) أي إن عقوبته لأهل الجرائم و الذنوب العظام لقوية شديدة , فإنه تعالى ذو القوة المتين.
(إنه هو يُبدئ و يُعيد) أي من قوته و قدرته التامة يبدئ الخلق ثم يعيده كما بدأه , بلا ممانع و لا مدافع. قال الإمام: " و هو في كل يوم يبدئ الخلق من نبات و حيوان و غيرهما , ثم إذا هلك أعاد الله خلقه مرة أخرى , ثم هو يعيد الناس في اليوم الآخر على النحو الذي يعلمه ". و الذي يبدئ و يعيد لا يكون بطشه إلا قويا شديدا.
(و هو الغفور الودود)
" الغفور " الذي يغفر الذنوب جميعا لمن تاب – و لو كان الذنب من أي شيء كان – و يعفو عن السيئات لمن استغفره و أناب.
" الودود " أي المحب لمن أطاعه و أخلص له.
و في اقتران الودود بالغفور سر لطيف , حيث يدل ذلك على أن أهل الذنوب إذا تابوا إلى الله و أنابوا , غفر لهم ذنوبهم و أحبهم , فلا يقال: بل تُغفر ذنوبهم , و لا يَرجع إليهم الود , كما قاله بعض الغالطين.
(ذو العرش المجيد) أي: صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق. فمن عظمته أنه وسع السماوات و الأرض و الكرسي , فهي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة في فلاة , بالنسبة لسائر الأرض , و خص الله العرش بالذكر , لعظمته , و لأنه أخص المخلوقات بالقرب منه تعالى , و هذا على قراءة الجر , يكون " المجيد " نعتا للعرش , و أما على قراءة الرفع , فإنّ "المجيد" نعت لله - و كلاهما معنى صحيح - , و المجد سعة الأوصاف و عظمتها.
(فعّال لما يريد) أي لا يريد شيئا إلا فعله , فلا يحول بينه و بين مراده شيء , لأنه لا معقب لحكمه , و لا يسأل عما يفعل , لعظمته و قهره و حكمته و عدله.
(هل أتاك حديث الجنود , فرعون و ثمود) أي: هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس , و أنزل عليهم من النقمة التي لم يردها عنهم أحد , لما طغوا و بغوا و كفروا و عصوا؟ نعم قد أتاك , قال ابن جرير: " قد أتاك ذلك , و علمته , فاصبر لأذى قومك إياك , لما نالوك به من مكروه , كما صبر الذين تجند هؤلاء الجنود عليهم من رسلي , و لا يثنينّك عن تبليغهم رسالتي , كما لم يثن الذين أرسلوا إلا هؤلاء , فإن عاقبة من لم يصدقك و يؤمن بك منهم , إلى عطب و هلاك , كالذي كان من هؤلاء الجنود ".
فالجملة تقرير لقوله " إن بطش ربك لشديد " أي: إذا أخذ الظالم أخذه أخذا أليما , أخذ عزيز مقتدر.
(بل الذين كفروا في تكذيب) أي: لا يزالون مستمرين على التكذيب و العناد , لا تنفع فيهم الآيات , و لا تُجدي لديهم العظات , لأنه تكذيب ناشئ من الكبر و الحسد و الجهل فلذا هم لم يؤمنوا بعد.
(و الله من ورائهم مُّحيط) أي: هم في قبضته و تحت قهره و سلطانه لا يخفى عليه منهم شيء , و لا يحول بينه و بينهم أحد , فمتى ما أراد أخذهم فعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
(بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) يرد بهذا على المشركين الذين قالوا في القرآن إنه سحر و شعر و أساطير الأولين فقال: ليس هو كما قالوا و ادّعوا و إنما هو قرآن مجيد بالغ الغاية في المجد و الشرف و السمو و العلو في ألفاظه و معانيه , و ما يحمل من هدي و تشريع و أنه في مناعته لا تصل إليه أيدي الخلق بالتحريف و التبديل إذ هو في لوح محفوظ من التغيير و الزيادة و النقص , محفوظ من الشياطين فلا تمسه و لا تقربه , و هذا يدل على جلالة القرآن و جزالته , و رفعة قدره عند الله تعالى.
و اللوح المحفوظ هو الذي أثبت الله فيه كل شيء , و هو في الملأ الأعلى.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 04:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الإنشقاق
و تسمى كذلك سورة إذا السماء انشقت , و هي مكية و آياتها خمس و عشرون آية.
يقول تعالى مبينا لما يكون في يوم القيامة من تغيير الأجرام العظام:
(إذا السماء انشقت) أي انصدعت و تقطعت , و تمايز بعضها من بعض , و انتثرت نجومها , و خسف بشمسها و قمرها.
(و أذنت لربّها) أي: استمعت لربها و أطاعت أمره فيما أمرها به من الإنشقاق.
(و حقّت) أي: و حق لها أن تطيع أمره , لأنه العظيم الذي لا يُمَانَع و لا يغالب , بل قد قهر كل شيء و ذل له كلّ شيء.
(و إذا الأرض مدت) أي بُسطت ووسعت و جعلت مستوية , و ذلك بنسف جبالها و آكامها , حتى صارت تسع أهل الموقف على كثرتهم.
(و ألقت ما فيها) أي ما في جوفها من الكنوز و الأموات.
(و تخلّت) حتى لم يبق شيء في باطنها.
(و أذنت لربّها و حقّت) أي: انقادت له في التخلية , و حق لها ذلك , و إعادة الآية للتنبيه على أن ذلك تحت سلطان الجلال الإلهيّ و قهره و مشيئته.
(يا أيها الإنسان إنّك كادح إلى ربّك كدحا فملاقيه) قال ابن جرير: " أي إنك عامل إلى ربك عملا فملاقيه به , خيرا كان أو شرا ". ثم تلاقي الله يوم القيامة , فلاتعدم منه جزاء بالفضل إن كنت سعيدا , أو بالعدل إن كنت شقيا. و لهذا ذكر تفصيل الجزاء بعد هذه الآية. و المعنى المراد به في الآية: فليكن عملك مما ينجيك من سخطه , و يوجب لك رضاه , و لا يكن مما يسخطه عليك فتهلك.
(فأما من أوتي كتابه بيمينه) و هم من آمن و عمل صالحا و اتصف بما وصف به الأبرار , في غير ما آية.
(فسوف يحاسب حسابا يسيرا) قال ابن جرير: بأن ينظر في أعماله فيغفر له سيئها و يجازي على حسنها. فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في بعض صلاته: " اللهم حاسبني حسابا يسيرا ". فلما انصرف قلت: يا رسول الله , ما الحساب اليسير؟ قال: " أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه , إنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلَك " قال ابن كثير صحيح على شرط مسلم. " قلت (عبد الحي): قال الشيخ شعيب الأرنؤوط و رفاقه في تحقيق مسند الإمام أحمد حديث صحيح دون قوله: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول في صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا (24215/ 40) ".
و عنها أيضا قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من نوقش الحساب عذب " قالت: فقلت: أليس قال الله: " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " قال: " ليس ذاك الحساب , و لكن ذلك العَرْض , من نوقش الحساب يوم القيامة عذب " رواه البخاري و مسلم.
(و ينقلب إلى أهله مسرورا) و يرجع إلى أهله – و هم الحور العين و النساء المؤمنات و الذرية الصالحة , أو قومه ممن يجانسه و يقارنه من أصحاب اليمين – فرحان مغتبطا بما أعطاه الله عز و جل.
(و أما من أوتي كتابه وراء ظهره) أي: أعطي كتاب عمله بشماله – حيث تغل اليمنى مع عنقه – من وراء ظهره , و هو على هيئة المغضوب عليه.
(فسوف يدعو ثبورا) أي يُنادي بالهلاك – و هو أن يقول: واثبوراه! و واويلاه! – من الخزي و الفضيحة , و ما يجد في كتابه من الأعمال التي قدمها و لم يتب منها.
(و يصلى سعيرا) أي يدخل نارا مستعرة شديدة الإلتهاب تحيط به من كل جانب و يقلب على عذابها حتى ينضح فيها لحمه المرة بعد المرة و أبداً و العياذ بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(إنه كان في أهله مسرورا) لا يخاف الله و لا يرجو الدار الآخرة يعمل ما يشاء و يترك ما يشاء , لا يفكر في العواقب. منعما مستريحا من التفكر في الحق و الدعاء إليه و الصبر عليه. لا يهمه إلا أجوفاه , بطراً بالنعم , ناسيا لمولاه.
(إنّه ظنّ أن لا يحور) أي لن يرجع إلى ربه , أو إلى الحياة بالبعث , لاعتقاده أنه يحيى و يموت و لا يهلكه إلا الدهر. فلم يكُ يرجو ثوابا و لا يخشى عقابا و لا يُبالي ما ركب من المآثم , على خلاف ما قيل عن المؤمنين " إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين " " إنّي ظننت أنّي ملاق حسابيه ".
(بلى) أي ليحورن و ليرجعن إلى ربه حيّا كما كان قبل مماته , و يجازيه على أعماله خيرها و شرها.
(إنّ ربه كان به بصيرا) أي عليما خبيرا , لا يخفى عليه من أمره شيء , و نتيجة لذلك تمّ له هذا الحساب و العقاب.
(فلا أقسم بالشّفق) قال ابن جرير: " أقسم الله بالنهار مدبرا , و بالليل مقبلا ". و الشفق هو الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة , قال صلى الله عليه و سلم: " وقت المغرب مالم يغب الشفق ". رواه مسلم.
(و الليل و ما وسق) أي و ما جمع من كل ذي روح من سابح في ماء و طائر في السماء و سارح في الغبراء , لأنه إذا كان الليل ذهب كل شيء إلى مأواه.
(و القمر إذا اتسق) أي اجتمع و تم نوره و صار كاملا و ذلك في الليالي البيض.
و جواب القسم قوله تعالى (لتركبنّ طبقا عن طبق) أي حالا بعد حال الموت الحياة , ثم العرض ثم الحساب , ثم الجزاء فهي أحوال و أهوال فليس الأمر كما تتصورون من أنه موت و لا غير.
(فما لهم لا يؤمنون) أي ما للناس لا يؤمنون , أي شيء منعهم من الإيمان بالله و رسوله و الدار الآخرة مع كثرة الآيات و قوة الحجج و سطوع البراهين.
(و إذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) أي: لا يخضعون للقرآن , و لا ينقادون لأوامره و نواهيه.
(بل الذين كفروا يكذبون) أي: يعاندون الحق بعدما تبين , فلا يستغرب عدم إيمانهم و عدم انقيادهم للقرآن , فإن المكذب بالحق عنادا , لا حيلة فيه. قال الإمام: لا تظن أن قرع القرآن لم يكسر أغلاق قلوبهم , و لم يبلغ صوته أعماق ضمائرهم , بلى , قد أبلغ و أقنع فيما بلغ , و لكن العناد هو الذي يمنعهم عن الإيمان , و يصدهم عن الإذعان , فليس منشأ التكذيب قصور الدليل. و إنما هو تقصير المستدل و إعراضه عن هدايته.
(و الله أعلم بما يوعون) أي: بما يسرون في صدورهم من حقية التنزيل , و إن أخفوه عنادا , أو بما يضمرون من البغي و المكر , فسيجزيهم عليه و لذا قال (فبشرهم بعذاب أليم) أي: فأخبرهم – يا محمد – بأن الله عز و جل قد أعد لهم عذابا أليما جزاء على تكذيبهم و إعراضهم و بغيهم.
و سميت البشارة بشارة , لأنها تؤثر في البشرة سرورا أو غما.
(إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) هذا استثناء منقطع , يعني: لكن الذين آمنوا بقلوبهم , و عملوا الصالحات بجوارحهم لهم أجر في الدار الآخرة غير منقوص و لا مقطوع , بل هو أجر دائم مما لا عين رأت , و لا أذن سمعت , و لا خطر على قلب بشر.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 10:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة المطففين
مدنية الأوائل مكية الأواخر و آياتها ست و ثلاثون آية
قال ابن عباس: " لما قدم نبي الله صلى الله عليه و سلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا , فأنزل الله " و يل للمطففين " , فحسَّنوا الكيل بعد ذلك " صححه الألباني.
و قال أحد الأنصار رضي الله عنه: كُنَّا أسوأ الناس كيلا , حتى إنه ليكون لأحدنا مكيالان مكيال يشتري به و آخر يبيع به و ما إن نزلت فينا ويل للمطففين حتى أصبحنا أحسن كيلا ووزنا. قال الفرّاء: فهم من أوفى الناس كيلا إلى يومهم هذا.
(ويل للمطففين) يتوعد الله تعالى المطففين بالخسار و الهلاك. و التطفيف ها هنا: هو البَخْس في المكيال و الميزان , إما بالإزدياد إن اقتضى من الناس , و إما بالنقصان إن قضاهم.
(إذا اكتالوا على الناس يستوفون) إذا اشتروا من الناس يأخذون كيلهم وافيا و زائدا , على إيهام أن بذلك تمام الكيل. و إذا فعلوا ذلك في الكيل الذي هو أجلّ مقدارا , ففي الوزن بطريق الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و إذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون) أي كالوا للناس أو وزنوا لهم , ينقصونهم حقهم الواجب لهم – و هو الوفاء و التمام – سواء بمكيال و ميزان ناقصين , أو بعدم ملء المكيال و الميزان , أو نحو ذلك.
فهذا سرقة لأموال الناس في الأخذ و الدفع , و لو في القليل , لأن من دَنُؤَت نفسه إلى القليل دل على فساد طويته و خبث ملكته , و أنه لا يقعده عن التوثب إلى الكثير إلا عجز أو رقابة.
و قد أمرنا الله تعالى بالوفاء بالكيل و الميزان فقال " و أوفوا الكيل إذا كلتم و زنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير و أحسن تأويلا " , و قال " و أوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا تكلّف نفسا إلاّ وسعها " , و قال " و أقيموا الوزن القسط و لا تُخسروا الميزان ". و أهلك الله قوم شعيب و دمّرهم على ما كانوا يبخسون الناس في المكيال و الميزان.
(ألا يظن أولئك أنّهم مبعوثون ليوم عظيم) أما يخاف أولئك من البعث و القيام بين يديّ من يعلم السرائر و الضمائر , في يوم عظيم الهول كثير الفزع , جليل الخطب , من خسر فيه أدخل نارًا حامية؟.
(يوم يقوم النّاس لرب العالمين) يقومون حفاة عراة غُرْلاً – قلت " عبد الحي ": أي غير مختونين - , في موقف صعب حرج ضيق ضنك على المجرم , و يغشاهم من أمر الله ما تعجز القوى و الحواس عنه.
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " (يوم يقوم النّاس لرب العالمين) حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه " رواه البخاري و مسلم.
و روى الإمام أحمد عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " (يوم يقوم النّاس لرب العالمين) لعظمة الرحمن عز وجل يوم القيامة , حتى إن العرق ليُلجم الرجال إلى أنصاف آذانهم " قال الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح.
و عن المقداد بن الأسود الكندي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " إذا كان يوم القيامة أُدْنِيَت الشمس من العباد , حتى تكون قيدَ ميل أو ميلين , قال: فتصهرهم الشمس , فيكونون في العرق كقدر أعمالهم , منهم من يأخذه إلى عقبيه , و منهم من يأخذه إلى ركبتيه , و منهم من يأخذه إلى حَقْوَيه , و منهم من يلجمه إلجاما " رواه مسلم.
فالذي جرأهم على التطفيف عدم إيمانهم باليوم الآخر , و إلا فلو آمنوا به , و عرفوا أنهم يقومون بين يدي الله , يحاسبهم على القليل و الكثير , لأقلعوا عن ذلك و تابوا منه.
(كلاّ) ردع عن التطفيف الذي يقترفونه لغفلتهم عن يوم الحساب و ضعف اعتقادهم به.
(إنّ كتاب الفُجّار) و هذا شامل لكل فاجر من أنواع الكفرة و المنافقين و الفاسقين , و الكتاب ما كتب فيه من عملهم السيء و أحصي عليهم.
(لفي سجّين) موضع في أسفل الخلق به أرواح الكافرين و الظالمين و كتب أعمالهم. و هو سجن مقيم و عذاب أليم. قال القاشانيّ: " لفي سجّين " في مرتبة من الوجود مسجون أهلها في حبوس ضيقة مظلمة أذلاء أخساء في أسفل مراتب الطبيعة و دركاتها. و هو ديوان أعمال أهل الشرّ.
(و ما أدراك ما سجين) أي و ما أعلمك يا رسولنا ما سجين. و الإستفهام للتهويل و تفخيم من شأن سجين.
(كتاب مرقوم) أي مسطور بيّن الكتابة , مذكور فيه أعمالهم الخبيثة. و هو كتاب مفروغ منه , لا يزاد فيه أحد و لا ينقص منه أحد.
(ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين) أي العذاب الأليم بوادي الويل يوم القيامة للمكذبين بالله و آياته و لقائه , المكذبين بيوم الجزاء و الحساب. و فيه إشعار بأن المطففين ممن يتناولهم هذا الوصف , لأن إصرارهم على التعدي و الإجترام يدل على عدم الظن بالبعث.
(و ما يكذب به إلا كل معتد أثيم) و ما يكذب بيوم الجزاء و الحساب إلا كل معتد ظالم متجاوز للحد بالإفراط في أفعاله بالبغي و العدوان , مبالغ في ارتكاب أفانين الإثم و أنواع المعاصي.
(إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) هذا بيان لذلك المعتدي الأثيم و هو أنه إذا قُرئت عليه آيات الله تذكيراً له و تعليمًا ردًّها بقوله أساطير الأولين أي هذه الحكايات من ترهات المتقدمين و أخبار الأمم الغابرين , ليس من عند الله تكبُّرا و عنادًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
(كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسون) أي: ليس الأمر كما زعموا و لا كما قالوا , إن هذا القرآن أساطير الأولين , بل هو كلام الله ووحيه و تنزيله على رسوله صلى الله عليه و سلم , و إنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرَّين – قال الحسن البصري: هو الذنب على الذنب , حتى يعمى القلب , فيموت. و كذا قال مجاهد و قتادة , و ابن زيد , و غيرهم – الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب و الخطايا. قال النبي صلى الله عليه و سلم: " إن العبد إذا أخطأ خطيئة نُكت في قلبه نكتة , فإن هو نزع و استغفر و تاب صُقل قلبه. فإن عاد زيد فيها حتى يعلو قلبه , فهو الران الذي قال الله تعالى (كلاّ بل ران على قلوبهم مّا كانوا يكسبون) " صححه الألباني.
(كلاّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) أي ردعا لهم و زجرا عن أقوالهم الباطلة و أعمالهم الفاسدة , أو بمعنى حق , إنهم محجوبون عن رؤية ربهم و خالقهم. قال ابن جرير: أي فلا يرونه و لا يرون شيئا من كرامته , فهم محجوبون عن رؤيته و عن كرامته. و تخصيص الحجب بهؤلاء يقتضي أن غيرهم غير محجوب فيرى الله تعالى و يرى كرامته. قال الإمام الشافعي: في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ. قال ابن كثير: و هذا الذي قاله الإمام الشافعي , رحمه الله , في غاية الحسن , و هو استدلال بمفهوم هذه الآية , كما دل عليه منطوق قوله (وجوه يومئذ ناضرة , على ربها ناظرة). و كما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الدار الآخرة , رؤية بالأبصار في عَرَصات القيامة , و في روضات الجنات الفاخرة.
(ثم إنهم لصالوا الجحيم) ثم هم مع هذا الحرمان عن رؤية الرحمن من أهل النيران , مصطلون بحرها معذبون بأنواع العذاب فيها.
(ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون) ثم يقال لهم على وجه التقريع و التوبيخ , و التصغير و التحقير " هذا " أي العذاب الذي كنتم به في الدنيا تكذبون حتى واصلتم كفركم و إجرامكم فحل بكم هذا الذي أنتم فيه الآن فذوقوا فلن تزدادوا إلا عذابا.
لما ذكر الله تعالى أن كتاب الفجار في أسفل الأمكنة و أضيقها , ذكر أن كتاب الأبرار في أعلاها و أوسعها و أفسحها , فقال تعالى:
(إن كتاب الأبرار لفي عليين) أي حقا إن كتاب أعمال هؤلاء الأبرار الذين كانوا لربهم طائعين - بأداء فرائضه و اجتناب نواهيه - في أعلى الجنة. قال القاشانيّ: أي ما كتب من صور أعمال السعداء و هيآت نفوسهم النورانية و ملكاتهم الفاضلة , في عليين. و هو مقابل للسجين , في علوه و ارتفاع درجته , و كونه ديوان أعمال أهل الخير.
(و ما أدراك ما عليون) إستفهام للتفخيم و التعظيم بشأن عليين , إذ هو في أعلى مرتبة و أسمى منزلة.
(كتاب مرقوم) أي محل شريف رقم بصور أعمالهم.
(يشهده المقربون) أي يحضره المقربون من حضرة ذي الجلال , من الملائكة , و أرواح الأنبياء , و الصديقين و الشهداء , و ينوِّه الله بذكرهم في الملأ الأعلى.
(إن الأبرار لفي نعيم) إن الأبرار – و هم أهل الطاعة و الصدق فيها , و هم أصحاب الكتب المودعة في عليين – لفي نعيم – و هو إسم جامع لنعيم القلب و الروح و البدن – عظيم دائم , و جنات فيها فضل عميم.
(على الأرائك) أي على السرر المزينة بالفرش الحسان.
(ينظرون) في ملكهم و ما أعطاهم الله من الخير و الفضل الذي لا ينقضي و لا يبيد , و ينظرون إلى وجه ربهم الكريم.
(تعرف في وجوههم نضر النعيم) أي: تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم بهاء النعيم و نضارته و رونقه , فإن توالي اللذة و السرور , يكسب الوجه نورًا و حسنا و بهجة.
(يُسقون من رحيق) يسقون من خمر من الجنة , صافية لا دنس فيها و لا غش. و الرحيق: من أسماء الخمر.
(مختوم) أي: خُتم على أوانيه تكريما له لصيانته عن أن تمسه الأيدي على ما جرت به العادة من ختم ما يكرم و يصان.
(ختامه مسك) آخر هذا الشراب يفوح برائحة المسك الأذفر فهي طيبة الرائحة للغاية. قال ابن عباس: طيب الله لهم الخمر , فكان آخر شيء جعل فيها مسك , خُتم بمسك. و القصد لذة القطع بذكاء الرائحة و أرجها , على خلاف خمر الدنيا الخبيثة الطعم و الرائحة.
(و في ذلك) أي النعيم المقيم , الذي لا يعلم مقداره و حسنه إلا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فليتنافس المتنافسون) أي: يتسابقوا في المبادرة إليه و الأعمال الموصلة إليه , فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس , و أحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال.
(و مزاجه من تسنيم) أي إن ذلك الرحيق يمزج لأصحاب اليمين بماء تسمى التسنيم.
(عينا يشرب بها المقربون) هذا التسنيم يشربه المقربون صرفا أي خالصا بدون مزج , فهو أعلى أشربة الجنة على الإطلاق , لذلك كانت خالصة للمقربين , الذين هم أعلى الخلق منزلة , و ممزوجة بالرحيق و غيره من الأشربة اللذيذة لأصحاب اليمين.
(إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون , و إذا مروا بهم يتغامزون) يخبر تعالى عن المجرمين – الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك و المعاصي – أنهم كانوا في الدنيا يسخرون بالمؤمنين و يستهزؤون بهم , و يضحكون منهم , و يتغامزون بهم عند مرورهم عليهم , احتقارا لهم و ازدراء , لأنهم آمنوا بالله وحده و بما أوحاه إلى رسوله صلوات الله عليه , و نبذوا ما أَلْفَوْا عليه آباءهم. قال السيوطي: و في هذا دلالة على تحريم السخرية بالمؤمنين , و الضحك منهم , و التغامز عليهم.
(و إذا انقلبوا إلى أهلهم إنقلبوا فاكهين) أي: رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم , مسرورين مغتبطين , متلذذين بالسخرية و حكاية ما يعيبون به أهل الإيمان , أو ما هم فيه من الشرك و الطغيان و التنعم الدنيا. و هذا من أعظم ما يكون من الإغترار أنهم جمعوا بين الإساءة و الأمن في الدنيا , حتى كأنهم قد جاءهم كتاب من الله و عهد , أنهم من أهل السعادة , و قد حكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى , و أن المؤمنين ضالون , افتراء على الله , و تجروا على القول عليه بلا علم.
(و إذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون) أي: و إذا رأى أولئك المجرمون المؤمنين أشاروا إليهم و قالوا " إن هؤلاء لضالون " بتركهم دينهم و اعتناق دين محمد الجديد في نظرهم.
(و ما أرسلوا عليهم حافظين) أي: و ما أرسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ أعمالهم , حتى يحرصوا على رميهم بالضلال , و ما هذا منهم إلا تعنت و عناد و تلاعب , ليس له مستند و لا برهان , و لهذا كان جزاؤهم في الآخرة من جنس عملهم.
(فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون) أي: يوم القيامة يضحكون حين يرونهم في غمرات العذاب يقلبون , و ضحكهم من الكفار ضحك المسرور بما نزل بعدوّه من الهوان و الصغار , بعد العزة و الكبر.
(على الأرائك ينظرون) على السرر المزينة ينظرون إلى ما أوتوا من النعيم , و ما حل بالمجرمين من عذاب الجحيم.
(هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون) أي: هل جوزي الكفار على ما كانو يقابلون به المؤمنين من الإستهزاء و التنقيص أم لا؟ نعم قد جوزوا أوفر الجزاء و أتمه و أكمله.
و نظير هذه الآيات قوله تعالى " إخسئوا فيها و لا تكلمون , إنّه كان فريق من عبادي يقولون ربنّا آمنا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الراحمين , فاتخذتموهم سِخريا حتى أنسوكم ذِكري و كنتم منهم تضحكون , إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ".
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الإنفطار
مكية و آياتها تسع عشرة آية
(إذا السماء انفطرت) أي انشقت كما في آية " و يوم تشقّق السّماء بالغمام ".
(و إذا الكواكب انتثرت) أي انفضّت و تساقطت.
(و إذا البحار فجّرت) أي: اختلط ماؤها بعضه ببعض ملحها بعذبها لانكسار ذلك الحاجز الذي كان يفصلهما عن بعضهما لزلزلة الأرض إيذانا بخراب العالم.
(و إذا القبور بُعثرت) إنقلب باطنها ظاهرها و أخرج ما فيها من الأموات.
(علمت نفس ما قدّمت و أخرت) أي علمت كل نفس مكلفة ما قدمت من أعمال حسنة أو سيئة , و ما أخرت من أعمال لحقتها بعدها وذلك ما سنته من سنن الهدى أو سنن الضلالة. و هذا العلم يحصل للنفس أولا مجملا و ذلك عند ابيضاض الوجوه و اسودادها , و يحصل لها مفصلا عندما تقرأ كتاب أعمالها.
(يا أيّها الإنسان ما غرّك بربك الكريم) أي: أي شيء خدعك و جرّأك على الكفر بربك الكريم و عصيانه بالفسق عن أمره و الخروج عن طاعته. و هو القادر على مؤاخذتك و الضرب على يديك ساعة ما كفرت به أو عصيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيّم: .. و إنّما غرَّه بربه الغَرور , و هو الشيطان , و نفسه الأمّارة بالسوء , و جهله و هواه. و أتى سبحانه بلفظ " الكريم " , و هو السيد العظيم المطاع الذي لا ينبغي الإغترار به و لا إهمال حقه.
(الذي خلقك فسواك فعدلك) أي: جعلك سويّا معتدل القامة منتصبها , في أحسن الهيئات و الأشكال.
(في أي صورة ما شاء ركبك) إن شاء بيضك أو سودك , طولك أو قصرك , جعلك ذكرا أو أنثى , إنسانا أو حيوانا , قردا أو خنزيرا , هل هناك من يصرفه عما أراد ذلك؟ و الجواب لا أحد. إذا كيف يسوغ لك الكفر به و عصيانه و الخروج عن طاعته.
(كلاّ بل تكذبون بالدين) كلاّ ما غركم كرم الله و لاحلمه , بل الذي جرأكم على الكفر و الظلم و الإجرام , تكذيب في قلوبكم بالمعاد و الجزاء و الحساب.
(و إن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) و إن عليكم لملائكة حفظَة كراما يحفظون عليكم أعمالكم و يحصونها لكم و يكتبونها في صحائفكم. يعلمون ما تفعلون – و دخل في هذا أفعال القلوب , و أفعال الجوارح – في السر و العلن , فاللائق بكم أن تكرموهم و تجلوهم و تحترموهم.
(إن الأبرار لفي نعيم) قال ابن جرير: أي إن الذين برّوا بأداء فرائض الله , و اجتناب معاصيه , لفي نعيم الجنان ينعمون فيها.
(و إن الفجار لفي جحيم) إن الذين قصروا في حقوق الله و حقوق عباده , الذين فجرت قلوبهم , ففجر أعمالهم , لفي عذاب أليم في دار الدنيا و دار البرزخ و في دار القرار.
(يصلونها يوم الدين) يعذبون بها أشد العذاب و ذلك يوم الجزاء على الأعمال. قال القرطبي: يصيبهم حرها و لهيبها و هذا قطعا بعد دخولها.
(و ما هم عنها بغائبين) أي: لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة , و لا يخفف عنهم من عذابها , و لا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة , و لو يوما واحدا.
(و ما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين) ففي هذا تهويل و تفخيم لأمر ذلك اليوم و تعظيم لشأنه.
(يوم لا تملك نفس لنفس شيئا و الأمر يومئذ لله) أي: لا يقدر أحد على نفع أحد و لا خَلاصه مما هو فيه , إلا أن يأذن الله لمن يشاء و يرضى. و نذكر ها هنا حديث: " يا بني هاشم , أنقذوا أنفسكم من النار , لا أملك لكم من الله شيئا " رواه مسلم. و لهذا قال " الأمر يومئذ لله " , كقوله " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " , و كقوله " الملك يومئذ الحق للرحمن " , و كقوله " مالك يوم الدين ". قال الرازي: و هو وعيد عظيم , من حيث إنه عرّفهم أنه لا يغني عنهم إلا البر و الطاعة يومئذ , دون سائر ما كان قد يغني عنهم في الدنيا , من مال وولد و أعوان و شفعاء.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 03:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة التكوير
و تسمى سورة " إذا الشمس كورت " و هي مكية و آيها تسع و عشرون.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه رأي عين فليقرأ " إذا الشّمس كورت " و " إذا السّماء انفطرت " و " إذا السماء انشقت " صححه الألباني
(إذا الشمس كورت) أي أُزيلت من مكانها , و ألقيت عن فلكها , و مُحي ضوؤها. قال ابن جرير: التكوير جمع الشيء بعضه إلى بعض , و منه تكوير العمامة و جمع الثياب بعضها إلى بعض , فمعنى قوله " كوّرت ": جمع بعضها إلى بعض , ثم لفت فرمى بها , و إذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها. قال صلى الله عليه و سلم: " الشمس و القمر يكوران يوم القيامة " رواه البخاري.
(و إذا النجوم انكدرت) أي تغيرت و تناثرت و تساقطت من أفلاكها على الأرض.
(و إذا الجبال سيّرت) أي زالت عن أماكنها و نُسفت من أثر الرجفة و الزلزال الذي قطع أوصالها.
(و إذا العشار عطّلت) أي تركت مهملة لا راعي لها و لا طالب , لما أصاب أهلها من الهول و الفزع. و العشار جمع عُشَراء و هي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر ثم لا يزال إسمها كذلك حتى تضع , و خصها , لأنها أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم , على ما هو في معناها من كل نفيس.
(و إذا الوحوش حشرت) أي جمعت من كل جانب و اختلطت , لما دهم أوكارها و مكامنها من الزلزال و التخريب , فتخرج هائمة مذعورة من أثر زلزال الأرض و تقطع أوصالها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و إذا البحار سجّرت) أي أوقدت فصارت – على عظمها – نارًا تتوقد.
(و إذا النفوس زوّجت) أي قرنت بأجسادها – بعد خلق الأجساد لها – ثم قرن كل صاحب عمل مع نظيره , فجمع الأبرار مع الأبرار , و الفجار مع الفجار , و زوج المؤمنون بالحور العين , و الكافرون بالشياطين , و هذا كقوله تعالى " و سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا " " و سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " " احشروا الذين ظلموا و أزواجهم ".
(و إذا الموءودة سئلت , بأي ذنب قتلت) يوم القيامة تسأل الموؤودة على أي ذنب قتلت , ليكون ذلك توبيخا و تقريعا و تهديدا لقاتلها , فإذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا؟! و قال ابن عباس " و إذا الموءودة سئلت " أي: سألت , و كذا قال أبو الضحى: " سألت " أي: طلبت بدمها. و عن السدي و قتادة مثله.
و عن حسناء إبنة معاوية الصُّريمية , عن عمها قال: قلت يا رسول الله , من في الجنة؟ قال: " النبي في الجنة , و الشهيد في الجنة , و المولود في الجنة , و الموؤودة في الجنة " صححه الألباني.
و الموؤودة هي المقتولة الصغيرة التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات , و خشية العار و الفقر , أو لنذرهم إياهم للآلهة , أو يقولون إن الإناث بنات الله , فألحقوا البنات بالله فهو أحق بها منا.
و كان للعرب تفنن في الوأد , فمنهم من إذا صارت بنته سداسية يقول لأمها: طيّبيها و زيّنيها حتى أذهب بها إلى أحمائها , و قد حفر لها بئرا في الصحراء , فيبلغ بها البئر فيقول لها: انظري فيها , ثم يدفعها من خلفها و يهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض. و منهم من كان إذا قربت امرأته من الوضع , حفر حفرة لتتمخّض على رأس الحفرة , فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة , و إن ولدت إبنا حبسته.
و قد اشتهر صعصعة بن ناجية بن عقال , جد الفرزدق بن غالب , بأنه كان ممن فدى الموءودات في الجاهلية , و نهى عن قتلهن. قيل إنه أحيا ألف موءودة , و قيل دون ذلك.
فالوأد كان عادة من أشنع العوائد في الجاهلية , مما يدل على نهاية القسوة و تمام الجفاء و الغلظة. قال الإمام: أنظر إلى هذه القسوة و غلظ القلب و قتل البنات البريئات بغير ذنب سوى خوف الفقر و العار , كيف استبدلت بالرحمة و الرأفة بعد أن خالط الإسلام قلوب العرب؟ فما أعظم نعمة الإسلام على الإنسانية بأسرها بمحوه هذه العادة القبيحة.
(و إذا الصحف نشرت) قال ابن جرير: " أي صحف أعمال العباد نشرت لهم , بعد أن كانت مطوية على ما فيها مكتوب من الحسنات و السيئات " , فآخذ هذا كتابه بيمينه , و آخذ ذاك كتابه بشماله , أو من وراء ظهره.
(و إذا السماء كشطت) أي نزعت من أماكنها كما ينزع الجلد عن الشاة عند سلخها.
(و إذا الجحيم سعّرت) أي: أوقد عليها فاستعرت , و التهبت إلتهابا لم يكن لها قبل ذلك. قال قتادة: و إنما يسعرها غضب الله و خطايا بني آدم.
(و إذا الجنة أزلفت) أي قرّبت لأهلها ليدخلوها.
(علمت نفس ما أحضرت) أي: إذ وقعت هذه الأمور , علمت كل نفس عند ذلك , ما قدمت من خير فتصير به إلى الجنة , أو شر فتصير به إلى النار , أي تبيّن لها عند ذلك ما كانت جاهلة به , و ما الذي كان فيه صلاحها من غيره.
(فلاأقسم بالخنس , الجواري الكنس) قال الشيخ عبد العظيم بدوي: الخُنَّس هي النجوم تخنس – أي تختفي و تغيب عن الأنظار نهارا – بالنهار , و تظهر بالليل. " الجواري الكنّس " التي تجري في بروجها و منازلها و مواقعها طول الليل ثم تغيب مع طلوع الفجر.
(و الليل إذا عسعس) أي أدبر و لم يبق إلا اليسير , و ذلك وقت السحر.
(و الصبح إذا تنفس) قال ابن جرير: يعني وضَوْءُ النهار إذا أقبل و تبيّن.
و جواب القسم قوله تعالى (إنّه لقول رسول كريم) يعني: إن هذا القرآن لتبليغ رسول كريم , أي: ملك شريف حَسَن الخلق , بهي المنظر , و هو جبريل عليه الصلاة و السلام.
فالله تعالى قد أقسم بأعظم قسم على أن القرآن نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه و سلم , و ما يقول محمد صلى الله عليه و سلم هو كلام الله ووحيه صدقا و حقا.
(ذي قوّة) أي على تحمل أعباء الرسالة , و على كل ما يؤمر به.
و من قوته أنه قلب ديار قوم لوط بهم فأهلكهم. فهو شديد الخَلْق , شديد البطش و الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
(عند ذي العرش مكين) أي جبريل عليه السلام مقرب عند الله تعالى , له منزلة رفيعة , و خصيصة من الله اختصه بها. قال أبو صالح في قوله " عند ذي العرش مكين " قال: جبريل يدخل في سبعين حجابا من نور بغير إذن.
فجبريل عليه السلام له مكانة و منزلة فوق منازل الملائكة كلهم.
(مُطاع ثَمَّ) له وجاهة , و هو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلى , قال قتادة: " مطاع ثمّ " أي: في السماوات , يعني: ليس هو من أفناء الملائكة , بل هو من السادة و الأشراف , مُعْتَنى به , انتخب لهذه الرسالة العظيمة.
(أمين) صفة لجبريل بالأمانة , و هذا عظيم جدا أن الرب عز و جل يزكي عبده و رسوله الملكي جبريل عليه السلام.
و هذا كله يدل على شرف القرآن عند الله تعالى , فإنه بعث به هذا الملك الكريم , الموصوف بتلك الصفات الكاملة. و العادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات , و أشرف الرسائل.
(و ما صاحبكم بمجنون) أي: محمد صلى الله عليه و سلم ليس ممن يتكلم عن جِنَّة و يهذي هذيان المجانين " بل جاء بالحقّ و صدّق المرسلين " و هذا نفي لما كان يبهته به أعداؤه , صلى الله عليه و سلم , حسدا و لؤما. قال الشهاب: و في قوله " صاحبكم " تكذيب لهم بألطف وجه. إذ هو إيماء إلى أنه نشأ بين أظهركم من ابتداء أمره إلى الآن , فأنتم أعرف به و بأنه أتم الخلق عقلا و أرجحهم نبلا و أكملهم و أصفاهم ذهنا. فلا يسند له الجنون إلا من هو مركب من الحمق و الجنون.
(و لقد رآه بالأفق المبين) أي: رأى محمد صلى الله عليه و سلم جبريل عليه السلام بالأفق البيِّن – الذي هو أعلى ما يلوح للبصر – على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح و قد سدّ الأفق كله. و هي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء , و هي المذكورة في قوله تعالى " علّمه شديد القوى , ذو مرّة فاستوى , و هو بالأفق الأعلى , ثُمّ دنا فتدلّى , فكان قاب قوسين أو أدنى , فأوحى إلى عبده ما أوحى ".
(و ما هو على الغيب بضنين) و ما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه , بل هو صلى الله عليه و سلم أمين أهل السماء و الأرض , الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين. فلم يبخل بشيء منه , بل بلَّغه و نشره و بذله لكل من أراده.
(و ما هو بقول شيطان رجيم) و ما هذا القرآن بقول شيطان رجيم. و هو نفي لقولهم إنه كهانة , قال تعالى " و ما تنزّلت به الشياطين و ما ينبغي لهم و ما يستطيعون ".
(فأين تذهبون) ينكر عليهم مسلكهم الشائن في تكذيب رسوله محمد صلى الله عليه و سلم و إتهامه بالسحر , و القرآن بالشعر و الكهانة و الأساطير.
(إن هو إلاّ ذكر للعالمين) أي هذا القرآن ذكر لجميع الناس , يتذكّرون به خالقهم و رازقهم و محييهم و مميتهم , و ما له عليهم من حق العبادة وواجب الشكر , و يتعضون به فيخافون ربهم فلا يعصونه بترك فرائض عليهم و لا بارتكاب ما حرمه عليهم.
(لمن شاء منكم أن يستقيم) أي: من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن , فإنه منجاة له و هداية , لا هداية فيما سواه.
(و ما تشاءون إلا أن يشاء ربّ العالمين) أي و ما تشاءون شيئا من فعالكم , إلا أن يشاء الله تمكينكم من مشيئتكم , و إقداركم عليها , و التخلية بينكم و بينها. و فائدة هذا الإخبار , و هو الإعلام بالإفتقار إلى الله تعالى , و أنه لا قدرة للعبد على ما لم يقدره الله عز و جل , فهو خاضع لسلطان مشيئته , مقهور تحت تدبيره و إرادته.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 09:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة عبس
و تسمى سورة الصاخبة , و هي مكية و آيها اثنتان و أربعون.
ذكر غير واحد من المفسرين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يوما يخاطب بعض عظماء قريش , و قد طمع في إسلامه , فبينما هو يخاطبه و يناجيه إذ أقبل ابن أم مكتوم – و كان ممن أسلم قديما – فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شيء و يلح عليه , وَوَدَّ النبي صلى الله عليه و سلم أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل , طمعا و رغبة في هدايته. و عبس في وجه ابن أم مكتوم و أعرض عنه , و أقبل على الآخر , فأنزل الله عز و جل " عبس و تولى ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أنزلت " عبس و تولى " في إبن أم مكتوم الأعمى , أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقول: أرشدني. قالت: و عند رسول الله صلى الله عليه و سلم من عظماء المشركين. قالت: فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يُعرض عنه و يقبل على الآخر , و يقول: أترى بما أقول بأسا؟ فيقول: لا , ففي هذا أنزل) قال الشيخ الألباني صحيح الإسناد.
و إبن أم مكتوم هذا إسمه عبد الله , قال الشهاب: و هو مكيّ قرشيّ من المهاجرين الأولين , و كان النبي صلى الله عليه و سلم يستخلفه على المدينة في أكثر غزواته , و كان ابن خال خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(عبس و تولى) أي النبي صلى الله عليه و سلم , و معنى عبس قطب ما بين عيينه كراهية لما نَابه و حصل له مما أزعجه , " و تولى " أعرض عنه.
(أن جاءه الأعمى) أي لأجل أن جاء عبد الله بن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به من دعوة بعض أشراف قريش للإسلام.
(و ما يدريك لعله يزّكى) أي يريد زكاة نفسه و تطهير روحه بما يتعلمه منك.
(أو يذّكر فتنفه الذكر) أي يعتبر و يتعظ فتنفعه موعظتك.
(أمّا من استغنى) أي بماله و قوته و شرف قومه عن سماع القرآن و الهداية و الموعظة.
(فأنت له تصدّى) أي تتعرض له مُقبلا عليه رجاء أن يسلم و يهتدي.
(و ما عليك ألاّ يزّكى) أي و ليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالإسلام , إنْ عليك إلا البلاغ. قال الرازي: أي لا يبلغن بك الحرص على إسلامهم , إلى أن تعرض عمن أسلم , للإشتغال بدعوتهم.
(و أمّا من جاءك يسعى و هو يخشى) جاءك مسرعا يجري وراءك يناديك بأحبّ الأسماء إليك يا رسول الله , و الحال أنه يخشى الله تعالى و يخاف عقابه فلذا هو يطلب ما يزكي به نفسه ليقيها العقاب و العذاب.
(فأنت عنه تلهى) أي تُعرض و تتشاغل بغيره.
و من هاهنا أمر الله عز و جل رسوله صلى الله عليه و سلم ألا يخص بالإنذار أحد , بل يساوي فيه بين الشريف و الضعيف , و الفقير و الغني , و السادة و العبيد , و الرجال و النساء , و الصغار و الكبار. ثم الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم , و له الحكمة البالغة و الحجة الدامغة.
قال السيوطي في الإكليل: في هذه الآيات حث على الترحيب بالفقراء و الإقبال عليهم في مجالس العلم و قضاء حوائجهم , و عدم إيثار الأغنياء عليهم. قال الزمخشري: لقد تأدب الناس بأدب الله في هذا تأدبا حسنا , فقد روي عن سفيان الثوري رحمه الله أن الفقراء كانوا في مجلسه أمراء.
(كلاّ) لا تفعل مثل هذا مرة أخرى.
(إنّها تذكرة) أي هذه الآيات و ما تحمل من عتاب حبيب إلى حبيب موعظة , يجب الإتعاظ بها و العمل بموجبها.
(فمن شاء ذكره) أي عَمِل بهذا الوحي و التنزيل كقوله تعالى " و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ".
(في صحف مكرمة , مرفوعة مطهرة) صحف آيات التنزيل و سوره معظمة و موقرة عند الله تعالى , مرفوعة القدر و الرتبة , مطهرة من الدنس و الزيادة و النقص , و منزهة عن مس الشياطين لها.
(بأيدي سفرة , كرام بررة) بأيدي ملائكة , خُلقهم كريم حسن شريف , و أخلاقهم و أفعالهم بارة طاهرة كاملة.
و من هاهنا ينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله و أقواله على السداد و الرشاد.
(قتل الإنسان) لعن الإنسان – الكافر – و هذا الجنس الإنسان المكذب , لكثرة تكذيبه بلا مستند , بل بمجرد الإستبعاد و عدم العلم.
(ما أكفره) أي ما حمله على الكفر و الكبر.
قال الرازي: " قتل الإنسان " تنبيه على أنهم استحقوا أعظم أنواع العقاب. و قوله " ما أكفره " تنبيه على أنهم اتصفوا بأعظم أنواع القبائح و المنكرات.
(من أي شيء خلقه) أي من أي شيء حقير مهين خلقه؟ و هذا تحقيرا له.
(من نطفة خلقه) خلقه الله من ماء مهين , من نطفة قذرة.
أمن كان هذا حاله يليق به أن يكفر و يتكبر و يستغني عن الله؟ فلينظر إلى مبدئه و منتهاه و ما بينهما. مبدأه نطفة مذرة و آخره جيفة قذرة , و هو بينهما حامل عذرة. كيف يكفر و كيف يتكبر؟
(فقدّره) أي أطوارا نطفة فعلقة فمضغة , ثم هيأه لما يصلح له و يليق به من الأعضاء و الأشكال , فسواه بشرا سويا. و كذلك قدّر أجله و رزقه و عمله و شقي أو سعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ثم السبيل يسّره) ثم يسر عليه خروجه من بطن أمه – اختاره ابن جرير - , أو يكون المعنى: يسر له الأسباب الدينية و الدنيوية , و هداه السبيل و بيّنه و امتحنه بالأمر و النهي قال تعالى " إنا هديناه السبيل إمّا شاكرا و إمّا كفورا " و هذا رجحه ابن كثير.
(ثم أماته فأقبره) أي أكرمه بالدفن , فهيأ له من يقبره , و لم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض.
(ثم إذا شاء أنشره) أي بعثه بعد موته للجزاء.
(كلاّ لمّا يقض ما أمره) فيها قولان للعلماء: الأول: أن الإنسان لم يقض ما أمره الله به , فهو مُقَصِر في حق الله , لأنه مهما اجتهد في طاعة الله فهو مقصر في حق مولاه – قاله الشيخ عبد العظيم بدوي -. الثاني: أن الله تعالى لن يقوم بالبعث و النشور الآن حتى تنقضي المدة , و يفرغ القدر من بني آدم ممن كتب تعالى له أنه سيوجد منهم , و يخرج إلى الدنيا , و قد أمر به تعالى كونا و قدرا , فإذا تناهى ذلك عند الله أنشر الله الخلائق و أعادهم كما بدأهم. و هذا اختاره ابن كثير.
(فلينظر الإنسان إلى طعامه) أي فإن لم يشهد خلق ذاته , و عمي عن الآيات في نفسه , و أصر على جحوده توحيدَ ربه , فلينظر إلى طعامه و مأكله الذي هو أقرب الأشياء لديه. ماذا صنعنا في إحداثه و تهيئته لأن يكون غذاء صالحا لعله يذكر فيشكر. و كذلك فيه استدلال بإحياء النبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعد ما كانت عظاما بالية و ترابا متمزقا.
(إنا صببنا الماء صبّا) أنزلنا المطر من السماء على الأرض بكثرة.
(ثم شققنا الأرض شقّا) أي صدعناها بالنبات , حيث أسكنّا المطر فيها فدخل في تُخُومها و تخلّل في أجزاء الحبِّ المودَع فيها , فنبت و ارتفع و ظهر على وجه الأرض.
(فأنبتنا فيها) أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة , و الأقوات الشهية.
(حبّا) و هذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها , كالقمح و الشعير و الذرة.
(و عنبا و قضبا) العنب معروف , و القضب هو: كل ما أكل من النبات رطبا , كالقثاء و الخيار و نحوهما. و سمي قضبا لأنه يقضب , أي يقطع مرة بعد أخرى.
(و زيتونا و نخلا) الزيتون يؤكل حبا , و يدهن به زيتا , و يستصبح به. و نخلا يؤكل بلحا بسرا , و رطبا , و تمرا , و نيئا , و مطبوخا , و يعتصر منه رُبٌّ و خل.
(و حدائق غُلبا) أي بساتين ذوات الأشجار المثمرة , عليها حوائط تحيط بها , " غلبا " أي ضخمة عظيمة , و عظمها إما لاتساعها البالغ حد البصر , أو لغلظ أشجارها و تكاثفها و إلتفافها.
(و فاكهة و أبّا) و فاكهة أي مما يؤكل من ثمار الأشجار , من تين و عنب و خوخ و رمان , و غير ذلك. و الأبُّ هو المرعى الذي تأكله البهائم من العشب و النبات.
(متاعا لكم و لأنعامكم) أي عيشة لكم و لأنعامكم في هذه الدار إلى يوم القيامة.
فمن نظر في هذه النعم , أوجب له ذلك شكر ربه , و بذل الجهد في الإنابة إليه , و الإقبال على طاعته , و التصديق بأخباره.
(فإذا جاءت الصّاخة) و هي صيحة القيامة و صوت زلزالها الهائل المصمّ للآذان , المزعج للأفئدة يومئذ , مما يرى الناس من الأهوال و شدة الحاجة لسالف الأعمال.
(يوم يفرّ المرء من أخيه , و أمّه و أبيه , و صاحبته و بنيه) أي: يراهم , و يفر منهم , و يبتعد عنهم , لأن الهول عظيم , و الخطب جليل , و لاشتغاله بنفسه , و علمه بأنهم لا ينفعونه. و معنى صاحبته أي زوجته.
(لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) أي قد أشغلته نفسه , و اهتم لفكاكها , و لم يكن له إلتفات إلى غيرها.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا " فقالت عائشة: يا رسول الله , فكيف بالعورات؟ فقال: " لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " صححه الإمام الألباني. و غرلا: أي غير مختونين.
(وجوه يومئذ مسفرة , ضاحكة مستبشرة) وجوه يومئذ مضيئة مشرقة , قد ظهر فيها السرور و البهجة , من ما عرفوا من نجاتهم , و فوزهم بالنعيم. و هذه الوجوه هي وجوه المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه , و قدموا من الخير و العمل الصالح ما ملأوا به صحفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ووجوه يومئذ عليها غبرة , ترهقها قترة) ووجوه يومئذ عليها غبار و كدورة , تغشاها ظلمة و سواد , فهي وجوه سوداء مظلمة مدلهمة , قد أيست من كل خير , و عرفت شقاءها و هلاكها.
(أولئك هم الكفرة الفجرة) أي: الكفرة قلوبهم , الفجرة في أعمالهم , الذين لا يبالون ما أتوا به من معاصي الله , و ركبوا من محارمه , فجوزوا بسوء أعمالهم و خبث نياتهم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة النازعات
و تسمى سورة الساهرة , و الطامة , و هي مكية و آيها ست و أربعون.
(و النّازعات غرقا) أي الملائكة تنزع أرواح الفجار و الكفار عند الموت بشدّة.
(و الناشطات نشطا) أي الملائكة تنشط أرواح المؤمنين الصالحين نشطا أي تسلها برفق.
(و السابحات سبحا) أي الملائكة مترددات في الهواء صعودا و نزولا.
(فالسابقات سبقا) أي الملائكة تبادر لأمر الله , فتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه.
(فالمدبرات أمرا) الملائكة , الذين و كلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي و السفلي , من الأمطار , و النبات , و الأشجار , و الرياح , و البحار , و الأجنة , و الحيوانات , و الجنة , و النار , و غير ذلك.
هذه الآيات الخمس قسم من الله تعالى عظيم , أقسم به على أنه لابد من البعث و الجزاء و أنه واقع لا محالة , حيث كان المشركون ينكرون ذلك حتى لا يقفوا عند حد في سلوكهم فيواصلوا كفرهم و فسادهم جَرْيا وراء شهوتهم كل أيامهم و طيلة حياتهم قال تعالى " بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ".
و تقدير جواب القسم بل تبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم إذ هو معهود في كثير من الإقسام في القرآن كقوله تعالى " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى و ربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم و ذلك على الله يسير ".
(يوم ترجف الراجفة تتبعها الرّادفة) قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هما النفختان الأولى و الثانية , قال الحسن: أما الأولى فتميت الأحياء , و أما الثانية فتحيي الموتى , ثم تلا " و نُفخ في الصور فصعق من في السماوات و من في الأرض إلاّ من شاء الله ثمّ نُفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ".
(قلوب يومئذ واجفة) أي شديدة الإضطراب ,خوفا من عظيم الهول النازل.
(أبصارها خاشعة) أي أبصار أهلها ذليلة حقيرة , مما قد علاها من الكآبة و الحزن , من الخوف و الرعب.
(يقولون أئنا لمردودون في الحافرة , أءذا كنّا عظاما نّخرة) يعني: مشركي قريش و من قال بقولهم في إنكار المعاد , يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى القبور , و بعد تمزق أجسادهم و تفتت عظامهم , و نخورها قال ابن عباس: و هو العظم إذا بلى و دخلت الريح فيه.
(قالوا تلك إذا كرّة خاسرة) يعنون أنهم إذا عادوا إلى الحياة مرة أخرى فإن هذه العودة تكون خاسرة , قال ابن زيد: و أي كرة أخسر منها؟ أحيوا ثم صاروا إلى النار , فكانت كرّة سوء. و قال أبو السعود: هذا حكاية لكفر آخر لهم ,متفرع على كفرهم السابق ... أي قالوا ذلك بطريقة الإستهزاء , مشيرين إلى ما أنكروه من الردة في الحافرة.
(فإنما هي زجرة واحدة) أي صيحة واحدة , و هو أن يأمر الله تعالى إسرافيل فينفخ في الصور نفخة البعث , فإذا الأولون و الآخرون قيام بين يدي الربّ عز وجل ينظرون. قال تعالى " و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر " و قال تعالى " و ما أمر السّاعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ".
(فإذا هم بالسّاهرة) أي على ظهر الأرض أحياء , فيجمعهم الله و يقضي بينهم بحكمه العدل و يجازيهم. و هذه الأرض لم يعمل عليها خطيئة , و لم يَهرَاق عليها دم قال تعالى " يوم تُبدل الأرض غير الأرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار ".
(هل آتاك حديث موسى) أي: هل سمعت بخبره؟
(إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) أي ناداه الله تعالى بالوادي المطهر المبارك – المسمى طوى - , و هو واد في أسفل جبل طور سيناء من برية فلسطين. و كلمه فيه , و امتنّ عليه بالرسالة و اختصه بالوحي و الإجتباء فقال له:
(إذهب إلى فرعون إنه طغى) إذهب إلى فرعون إنه عتا و تكبر و ظلم فأفحش في الظلم و الفساد.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فقل له هل لّك إلى أن تزكّى) أي: هل لك في خصلة حميدة , و محمدة جميلة , يتنافس فيها أولوا الألباب , و هي أن تُزكّي نفسك و تطهرها من دنس الكفر و الطغيان , إلى الإيمان و العمل الصالح؟
(و أهديك إلى ربك) أي: أدلك إلى عبادة ربك , و أُبَيّن لك مواقع رضاه , من مواقع سخطه.
(فتخشى) فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشيا بعد ما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير. قال الزمخشري: ذكر الخشية لأنها ملاك الأمر , من خشى الله أتى منه كل خير , و من أَمِن اجترأ على كل شر.
(فأراه الآية الكبرى) فأظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قوية , و دليلا واضحا على صدق ما جاء به من عند الله , و هي على ما قاله مجاهد , عصاه و يده. أي عصاه إذ تحولت ثعبانا مبينا , و يده إذ أخرجها بيضاء للناظرين. و إفرادهما لأنهما كالآية الواحدة في الدلالة , أو هي العصا لأنها كانت المقدمة و الأصل , و البقية كالتبع.
(فكذّب و عصى) فكذب فرعون موسى فيما أتاه من الآيات المعجزة , و دعاها سحرا , و عصاه فيما أمره به من طاعة ربه و خشيته إياه.
(ثم أدبر يسعى) أي يجتهد في مبارزة الحق و محاربته. و هو جمعُهُ السحرة ليقابلوا ما جاء به موسى , عليه السلام , من المعجزة الباهرة.
(فحشر) جمع رجاله و جنده.
(فنادى) أي ناداه ليعدهم إلى حرب موسى.
(فقال أنا ربكم الأعلى) يعني أنه لا ربّ فوقه , و بالتالي لا طاعة إلاّ له.
(فأخذه الله نكال الآخرة و الأولى) أي: انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة و نكالا لأمثاله من المشركين في الدنيا.
(إنّ في ذلك لعبرة لمن يخشى) أي في أخذه لفرعون و ما أحل به من العذاب و الخزي , عظة و معتبرا لمن يخاف الله و يخشى عقابه , و يعلم أن هذه سنته في كل من يقاوم الحق و يحاربه , فإن نبأ الأولين عبرة للآخرين.
يقول الله تعالى محتجا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه:
(أأنتم) أيها الناس (أشدُّ خلقا أم السماء)؟ يعني: بل السماء أشدّ خلقا منكم , فإن من رفع السماء على عظمها , هيّن عليه خلقهم و خلق أمثالهم , و إحياؤهم بعد مماتهم , كما قال سبحانه " لَخلق السماوات و الأرض أكبر من خلق الناس " و قوله تعالى " أوليس الذي خلق السماوات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ".
و الإستفهام هنا استفهام تقريري و هو إلجاؤهم إلى الإقرار و الإعتراف بأن خلق السماء أعظم من خلقهم إذًا كيف ينكرون البعث و الحياة الثانية.
(بناها) قال ابن جرير: أي رفعها فجعلها للأرض سقفا.
(رفع سمكها فسوّاها) أي: جعلها عالية البناء , بعيدة الفناء , مستوية الأرجاء , مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.
(و أغطش ليلها) أي: جعل ليلها مظلما أسود حالكا , قال ابن جرير: أضاف الليل إلى السماء , لأن الليل غروب الشمس , و غروبها و طلوعها فيها , فأضيف إليها لما كان فيها.
(و أخرج ضُحاها) أي: جعل نهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا , و الضحى انبساط الشمس و امتداد النهار. و إيثار الضحى لأنه وقت قيام سلطان الشمس و كمال إشراقها.
(و الأرض بعد ذلك دحاها) أي بعد تسوية السماء على الوجه السابق , و إبراز الأضواء , بسط الله تعالى الأرض و مهدها لسكنى أهلها , و تقلبهم في أقطارها. أما خلق نفس الأرض ,فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى " قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " إلى أن قال " ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ".
(أخرج منها ماءها) بأن فجر منها عيونا و أجرى أنهارا.
(و مرعاها) و هو ما يرعى من سائر الحبوب و الثمار و النبات و الأشجار.
(و الجبال أرساها) أي قررها و أثبتها و أكّدها في أماكنها , لتستقر الأرض بأهلها.
(متاعا لكم و لأنعامكم) أي انتفاعا لكم و لأنعامكم في هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد , و ينقضي الأجل.
(فإذا جاءت الطامة الكبرى) أي الداهية العظمى التي تطمّ – أي تلو و تغلب أمثالها من الأحداث الجسام – على كل هائلة من الأمور , فتغمر ما سواها بعظيم هولها كما قال تعالى " و الساعة أدهى و أمرّ " , و هي القيامة للحساب و الجزاء.
(يوم يتذكّر الإنسان ما سعى) حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره و شره , و ذلك بعرضه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و بُرِّزت الجحيم لمن يرى) أظهرت للناظرين فرآها الناس عيانا.
(فأمّا من طغى) أي أفرط في تعديه و مجاوزته حد الشريعة و الحق , إلى ارتكاب العصيان و الفساد و الضلال.
(و آثر الحياة الدنيا) أي قدمها على أمر دينه و أخراه.
(فإن الجحيم هي المأوى) فإن مصيره إلى الجحيم , و إن مطعمه من الزقوم , و مشربه من الحميم.
(و أمّا من خاف مقام ربّه) أي: خاف القيام بين يدي الله عز و جل , و خاف حُكمَ الله فيه ,فأدى الفرائض و اجتنب النواهي.
(و نهى النفس عن الهوى) أي: نهى نفسه عن هواها , فلم يجيبها في هوى يبغضه الله و لم يطعها في شيء حرمه الله , بل صار هواه تبعًا لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم.
(فإنّ الجنّة هي المأوى) أي: منقلبه و مصيره و مرجعه إلى الجنة الفيحاء.
(يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها) أي يسألك يا رسولنا المتعنتون المكذبون المنكرون للبعث عن الساعة متى وقوعها و قيامها.
(فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) ليس علمها إليك و لا إلى أحد من الخلق , بل مَردها و مرجعها إلى الله عز و جل , فهو الذي يعلم وقتها على التعيين , كما قال تعالى في آية أخرى " يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله و لكن أكثر الناس لا يعلمون ".
(إنما أنت منذر من يخشاها) إنما بعثتك لتنذر الناس و تحذرهم من بأس الله و عذابه , فمن خشي الله و خاف مقامه ووعيده , اتبعك فأفلح و أنجح , و الخيبة و الخسار على من كذبك و خالفك.
(كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) كأن هؤلاء المكذبين بها , و بما فيها من الجزاء و الحساب , يوم يشاهدون وقوعها , من عظيم هولها , لم يلبثوا في الدنيا أو في القبور إلا ساعة من نهار , بمقدار عشية – و هي ما بين الظهر إلى غروب الشمس - , أو ضحاها – و هي ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار -.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 02:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة النبأ
و تسمى سورة عمّ يتساءلون , و هي مكية و آيها أربعون.
(عمّ يتساءلون) عن أي شيء يتساءل المكذبون بآيات الله؟ قال ابن جرير: و ذلك أن قريشا جعلت , فيما ذكرعنها , تختصم و تتجادل في الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم , من الإقرار بنبوته , و التصديق بما جاء به من عند الله تعالى , و الإيمان بالبعث. فقال الله تعالى لنبيه: فيما يتساءل هؤلاء القوم و يختصمون؟
ثم بيّن ما يتساءلون عنه فقال: " عن النبأ العظيم , الذي هم فيه مختلفون ".
(عن النبأ العظيم) أي: الخبر الهائل المفظع الباهر , و هو أمر القيامة و البعث بعد الموت.
(الذي هم فيه مختلفون) يعني: الناس فيه على قولين: مؤمن به و كافر.
(كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون) أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون , حيث يُدَعُّون إلى نار جهنم دَعَّا , و يقال لهم " هذه النار التي كنتم بها تكذبون ".
ثم شرع الله تعالى يُبَيِّن قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة و الأمور العجيبة , الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد و غيره , فقال:
(ألم نجعل الأرض مِهَادَا) أي: ممهدة مهيأة لكم و لمصالحكم , من الحروث و المساكن و السبل.
(و الجبال أوتادا) أي: جعلها للأرض أوتادًا , أرساها بها و ثبتها و قرّرها حتى سكنت و لم تضطرب بمن عليها.
(و خلقناكم أزواجا) أي ذكورا و إناثا. قال الإمام: ليتم الإئتناس و التعاون على سعادة المعيشة و حفظ النسل و تكميله بالتربية.
(و جلعنا نومكم سباتا) أي: قَطْعًا للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد و السعي في المعايش في عرض النهار.
(و جلعنا الليل لباسا) أي كاللباس بإحاطة ظلمته بكل أحد , و ستره لهم.
(و جلعنا النهار معاشا) أي: جعلناه مشرقا منيرا مضيئا ليتمكن الناس من التصرف فيه و الذهاب و المجيء للمعاش و التكسب و التجارات , و غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و بنينا فوقكم سبعا شدادا) أي: السموات السبع في قوتها و صلابتها و شدّتها , و في اتساعها و ارتفاعها و إحكامها و إتقانها , و تزيينها بالكواكب الثوابت و السيارات , و قد أمسكها الله بقدرته , و جعلها سقفا للأرض , لا تفنى و لا تزول إلى أن يأذن سبحانه و تعالى بزوالها.
(وجعلنا سراجا وهّاجا) يعني: الشمس المنيرة على جميع العالم التي يتوهج ضوؤها لأهل الأرض كلهم.
(و أنزلنا من المعصرات) أي السحابات التي حان لها أن تمطر.
(ماءً ثَجَّاجا) أي منصبّا متتابعا.
(لنخرج به حبًّا و نباتا) أي لنخرج بهذا الماء الكثير الطيب النافع المُبارك " حبّا " من بُرٍّ و شعير , و ذرة و أرز , و غير ذلك , يدخر للأناسي و الأنعام , و " نباتا " يشمل سائر النبات.
(و جنّاتٍ ألفافا) أي حدائق ملتفة الشجر , مجتمعة الأغصان , فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة.
فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة , التي لا يقدر قدرها , و لا يحصى عدها , كيف تكفرون به و تكذبون ما أخبركم به من البعث و النشور؟! أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه و تجحدونها؟!!
(إن يوم الفصل كان ميقاتا) يخبر تعالى عن يوم الفصل , و هو يوم يفصل بين الناس و يفرق السعداء من الأشقياء , باعتبار تفاوت الأعمال , و هو يوم القيامة , و أنه مؤقت بأجل معدود , لا يزاد عليه و لا ينقص منه , و لا يعلم وقته على التعيين إلا الله عز و جل , كما قال " و ما نُؤَخرُه إلا لأجل معدود ".
(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) يوم ينفخ إسرافيل نفخة البعث فتأتون أيها الناس جماعات , جماعات , كل جماعة مع إمامهم , على حسب تباين عقائدهم و أعمالهم و توافقهم , قال تعالى " يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم ".
(و فُتحت السماء فكانت أبوابا) و تشققت السماء حتى تكون طرقا و مسالك لنزول الملائكة منها.
(و سيرت الجبال فكانت سرابا) أي: رفعت من أماكنها في الهواء , و ذلك يكون بعد تفتيتها و جعلها أجزاء متصاعدة كالهباء , فترى كأنها جبال و ليست بجبال , بل غبار غليظ متراكم , يرى من بعيد كأنه جبل , ثم يذهب ذلك بالكلية , فلا عين و لا أثر كما قال تعالى " و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا , فيذرها قاعا صفصفا , لا ترى فيها عوجا و لا أمتا ".
(إن جنهم كانت مرصادا) أي موضع رصد , يرصد فيه خزنتها من كان يكذب بها و بالمعاد.
(للطّاغين مأبا) أي تكون للذين طغوا في الدنيا , فتجاوزوا حدود الله استكبارا على ربهم , منزلا و مرجعا يصيرون إليه.
(لابثين فيها أحقابا) أي ماكتين فيها دهورا متتابعة إلى غير نهاية , كقوله تعالى " خالدين فيها أبدا ".
(لا يذوقون فيها بردًا و لا شرابا) لا يجدون في جهنّم ما يبرد جلودهم , و لا ما يدفع ظمأهم.
(إلا حميما) أي ماء حارًّا إنتهى غليانه , يشوي وجوههم , و يقطع أمعاءهم.
(و غسّاقا) و هو صديد أهل النار , الذي هو في غاية النتن , و كراهة المذاق , يجمع في حياض , ثم يسقونه.
(جزاءًا وفاقا) أي: جوزوا بذلك جزاءً موافقا لما ارتكبوه من الأعمال , و قدموه من العقائد و الأخلاق.
(إنهم كانوا لا يرجون حسابا) أي: لم يكونوا يعتقدون أن ثَم دارًا يجازون فيها و يحاسبون , لذلك أهملوا العمل للآخرة.
(و كذبوا آياتنا كذابا) أي: و كانوا يكذبون بحجج الله و دلائله على خلقه التي أنزلها على رسله , فيقابلونها بالتكذيب و المعاندة.
(و كل شيء أحصيناه كتابا) أي: وقد عَلِمنا أعمال العباد كلهم , و كتبناها عليهم , و سنجزيهم على ذلك , إن خيرا فخير , و إن شرا فشر. قال تعالى: " ووضع الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك أحدًا ".
(فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) يقال لأهل النار تقريعا و غضبا و تأنيبا لهم من تخفيف العذاب , ذوقوا ما أنتم فيه , فلن نزيدكم إلا عذابا من جنسه. قال عبد الله بن عمرو: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه: " فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ". قال: فهم في مزيد من العذاب أبدا.
(إن للمتقين مفازا) إن الذين اتقوا سخط ربهم , بالتمسك بطاعته , والإنكفاف عما يكرهه , لهم مفاز و منجى , و بُعد عن النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
(حدائق و أعنابا) أي: بساتين جامعة لأصناف الأشجار الزاهية. و خص الأعناب بذكره لشرفه و كثرته في تلك الحدائق.
(و كواعب أترابا) أي حور نواهدهن مستديرة مع ارتفاع يسير , لشبابهن و قوتهن و نضارتهن , و هن في سن واحدة.
(و كأسا دهاقا) أي ملأى من خمر لذة للشاربين.
(لا يسمعون فيها لغوا و لا كذّابا) لا يسمعون في الجنة باطلا من القول و لا كذابا.
(جزاءً من ربّك عطاءً حسابا) هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به جزاءا كافيا وافيا شاملا كثيرا و أعطاهموه , بفضله و منّه و إحسانه و رحمته.
(ربّ السماوات و الأرض و ما بينهما الرحمن) يخبر تعالى عن عظمته و جلاله , و أنه رب السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما – أي مالكهما و المتصرف فيهما – و أنه الرحمن الذي شملت رحمته كل شيء.
(لا يملكون منه خطابا) أي: لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه كقوله تعالى " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " , و كقوله " يوم يأت لا تكلَّم نفس إلا بإذنه ".
(يوم يقوم الرُّوح) أي جبريل عليه السلام و هو المعبّر عنه بروح القدس في آية أخرى.
(و الملائكة صفا) قال القاشاني: أي صافّين في مراتبهم , كقوله تعالى: " و ما منّا إلاّ له مقام معلوم ". و قال الرازي: يحتمل أن يكون المعنى صفًّا واحدا , و يحتمل أنه صفان , و يجوز صفوفا ... و رجح بعضهم الأخير , لآية " و جاء ربُّك و الملك صفًّا صفًّا ".
(لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن و قال صوابا) أي: لا يتكلمون في الشفاعة كقوله " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " و الضمير للملائكة أو أعمّ كقوله " يوم يأت لا تكلَّم نفس إلا بإذنه " قال الزمخشري: هما شريطتان أن يكون المتكلّم منهم مأذونا له في الكلام , و أن يتكلّم بالصواب , فلا يشفع لغير مرتضى لقوله تعالى " و لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ".
(ذلك اليوم الحق) أي الواقع الذي لا يمكن إنكاره و هو يوم الفصل , الذي لا يروج فيه الباطل , و لا ينفع فيه الكذب.
(فمن شاء اتّخذ إلى ربّه مآبا) أي فمن شاء اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق , و الإستعداد له و العمل بما فيه , مرجعا حسنا يؤوب إليه. و نجاةً له من أهواله.
(إنّا أنذرناكم عذابا قريبا) أي: خوفناكم عذابا قريبا جدا – و كل ما هو آت فهو قريب – يبتدئ بالموت و لا ينتهي أبدا.
(يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) أي: يعرض عليه جميع أعماله , خيرها و شرها , قديمها و حديثها , كقوله " ووجدوا ما عملوا حاضرا " , و كقوله " يُنَبَّأُ الإنسان يومئذ بما قدّم و أخّر ".
(و يقول الكافر ياليتني كنت ترابا) أي يود الكافر يومئذ أنه كان في الدار الدنيا ترابا , و لم يكن خُلِقَ , و لا خرج إلى الوجود. و ذلك حين عاين عذاب الله , و نظر إلى أعماله الفاسدة قد سطِّرت عليه بأيدي الملائكة السَّفرة الكرام البررة. و قيل: إنه لم يرى البهائم بعد القصاص لها صارت ترابا , يتمنى الكافر و هو في عذايه أن لو كان ترابا مثل البهائم , و لولا العذاب و شدته و دوامه لما تمنى أن يكون ترابا أبدا.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 02:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة المرسلات
و تسمى سورة العرف , و هي مكية و آيها خمسون.
أقسم الله تعالى – على البعث و الجزاء بالأعمال – بعدة أشياء من مخلوقاته – و لله أن يقسم بما شاء , و الحكمة من الإقسام أن تسكن النفوس للخبر و تطمئن إلى صدق المخبر فيه و بذلك يحصل الغرض من إلقاء الخبر على السامعين – فقال:
(و المرسلات عرفا) هي الرياح المتتابعة الطيبة العذبة.
(فالعاصفات عصفا) أي الرياح الشديدات الهبوب , السريعات الممرّ , التي قد تعصف بالأشجار و تقتلعها و بالمباني و تهدمها.
(و الناشرات نشرا) هي الرياح المعتدلة التي تنشر السحاب في آفاق السماء - كما يشاء الرب عز و جل – و تفرقه أو تسوقه للإمطار و إنزال المطر , فتحيي الأرض بعد موتها. قال تعالى " و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " , و قال سبحانه " الله الذي يرسل الرّياح فتثير سحابا فيبسطه في السّماء ".
(فالفارقات فرقا) يعني الملائكة , فإنها تنزل بأمر الله على الرسل تفرق بين الحق و الباطل , و الهدى و الغيّ , و الحلال و الحرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فالملقيات ذكرا) و هي الملائكة تلقي بالوحي على من اصطفى الله تعالى من عباده.
(عذرا أو نذرا) أي: إعذارا و إنذار للناس , تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف , و تقطع معذرتهم , فلا يكون لهم حجة على الله.
(إنّما توعدون لواقع) - هذا هو المقسم عليه بهذه الأقسام - , أي: ما وعدتم به من قيام الساعة , و النفخ في الصور , و بعث الأجساد , و جمع الأولين و الآخرين في صعيد واحد , و مجازاة كل عامل بعمله , إن خيرا فخير و إن شرا فشر , إن هذا كله متحتم وقوعه , من غير شك و لا ارتياب , و عليه فأصلحوا أعمالكم بعد تصحيح نياتكم فإن الجزاء واقع لا يتخلف أبدا و لا يتغير و لا يتبدل.
(فإذا النجوم طُمست) أي: ذهب ضوؤها و محي , كقوله " و إذا النجوم انكدرت " و كقوله " و إذا الكواكب انتثرت ".
(و إذا السماء فُرِجَت) أي انشقت و تصدعت , و تدلت أرجاؤها , و وَهت أطرافها.
(و إذا الجبال نُسِفت) أي اقتلعت من أماكنها بسرعة , ثم فتتت , فلا يبقى لها عين و لا أثر , كقوله تعالى " و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا , فيذرُها قاعا صفصفا , لا ترى فيها عِوجا و لا أمتا " , و قال سبحانه: " و يوم نُسيِّر الجبال و ترى الأرض بارزة و حشرناهم فلم نُغادر منهم أحدا ".
(و إذا الرُّسل أُقِّتت) أي: أجلت للإجتماع لوقتها يوم القيامة للشهادة على أممهم و الفوز بما وعدوه من الكرامة.
(لأيّ يوم أجّلت) لأي يوم أجلت الرسل و أرجئ أمرها؟ – و الإستفهام للتعظيم و التفخيم و التهويل – و الجواب (ليوم الفصل) و هو يوم القيامة , قال تعالى: " فلا تحسبنّ الله مخلف وعده رسله إنّ الله عزيز ذوانتقام , يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات و برزوا لله الواحد القهار ".
(و ما أدراك ما يوم الفصل) و هذا تفخيما لشأنه و إعلاما بهوله.
(ويل يومئذ للمكذبين) أي: يا حسرتهم , و شدة عذابهم , و سوء منقلبهم , أخبرهم الله , و أقسم لهم , فلم يصدقوه , فاستحقوا العقوبة البليغة.
(ألم نُهلك الأولين) أي: أما أهلكنا المكذبين بالرسل و الجاحدين بالآيات من الأمم السابقة كعاد و ثمود و قوم إبراهيم و قوم لوط إلى زمن البعثة النبوية.
(ثمّ نتبعهم الأخرين) ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين , و هو عيد لأهل مكة.
(كذلك نفعل بالمجرمين) أي كل من أجرم و طغى و بغى , سيكون هلاكه مثل هلاك الأولين.
(ويل يومئذ للمكذبين) قال ابن جرير: أي بأخبار الله التي ذكرها في هذه الآية , الجاحدين قدرته على ما يشاء.
(ألم نخلقكم من ماء مهين) أي: أما خلقناكم أيها الآدميون من نطفة – و هو المنيّ – ضعيفة حقيرة بالنسبة إلى قدرة الباري عز و جل.
(فجعلناه في قرار مكين) يعني جمعناه في الرّحم , و فيه يستقر و ينمو. و الرحم معد لذلك , حافظ لما أودع فيه من الماء.
(إلى قدر معلوم) و هو زمن الولادة , و هي مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر.
(فقدرنا) أي: قدرنا و دبرنا ذلك الجنين , في تلك الظلمات , و نقلناه من النطفة إلى العلقة , إلى المضغة , إلى أن جعله الله جسدا , ثم نفخ فيه الروح , و منهم من يموت قبل ذلك.
(فنعم القادرون) على الخلق و التقدير معا.
(ويل يومئذ للمكذبين) بعدما بين الله لهم الآيات , و أراهم العبر و البينات.
(ألم نجعل الأرض كِفاتا , أحياءً و أمواتا) قال ابن جرير: أي وعاء. و المعنى ألم نجعل الأرض تضمّ أحياءكم و تجمعهم في المساكن و المنازل , و أمواتكم في بطونها في القبور فيدفنون فيها؟
(و جعلنا فيها رواسي شامخات) يعني: الجبال , أرسى بها الأرض لئلا تميد و تضطرب بأهلها.
(و أسقيناكم ماءً فراتا) عذبا زلالاً من السحاب , أو مما أنبعه الله من عيون الأرض.
(ويل يومئذ للمكذبين) ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها , ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه و كفره.
(إنطلقوا) أي: يقال لهؤلاء المكذبين بهذه النعم و الحجج التي احتج بها عليهم يوم القيامة و هم في عرصاتها , يقال لهم تقريعا و تبكيتا (إنطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) من عذاب الله للكفرة الفجرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(لا ظليل و لا يُغني من اللهب) أي: ظل الدخان المقابل للهب ليس ظلا حقيقيا كظل الشجرة و الجدار فيكن و يستر , بل هو ظل لا راحة فيه و لا طمأنينة , بحيث من يمكث فيه , لا يقيه حر اللهب , و لا يردّ عنه من لهب النار شيئا.
(إنها ترمي بشرر كالقصر) أي: يتطاير الشرر من لهيب النار كالقصر , في عظمه و كبره و ارتفاعه , و هذا دال على عظم نار جهنم و فظاعتها و سوء منظرها.
(كأنه جمالات صفر) أي: الشررة كالجمل – في هيئتها و لونها – الأصفر و هو الأسود المائل إلى الصفرة , و هذا يدل على أن النار مظلمة , لهبها و جمرها و شررها , و أنها سوداء , كريهة المرأى , شديدة الحرارة.
(ويل يومئذ للمكذبين) يتوعد الله تعالى المكذبين به و بآياته و لقائه و رسوله صلى الله عليه و سلم.
(هذا اليوم لا ينطقون) أي هذا اليوم العظيم الشديد على المكذبين , لا ينطقون فيه بشيء من الخوف و الوجل الشديد.
(و لا يُؤذن لهم فيعتذرون) أي: لا يمهد لهم الإذن في الإعتذار , لعدم قبول معذرتهم بقيام الحجة عليهم.
و عرصات يوم القيامة حالات , و الرب تعالى يخبر مرة باعتذارهم و كلامهم في موطن , و ينفيه في آخر , إذ هو ذاك الواقع , في مواطن يتكلمون بل يحلفون كاذبين و في مواطن يغلب عليهم الخوف فلا يتكلمون بشيء و في مواطن يطلب منهم أن يتكلموا فيتكلموا و في أخرى لا.
(ويل يومئذ للمكذبين) وعيد لكل المكذبين بهذا و بغيره.
(هذا يوم الفصل جمعناكم و الأوّلين) يقال لهم يوم القيامة و هم في عرصاتها: هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون جمعناكم فيه أيها المكذبون من هذه الأمة و المكذبين الأولين من قبلها.
(فإن كان لكم كيد فكيدون) إن قدرتم على أن تتخلصوا من قبضتي , و تنجوا من حكمي فافعلوا , فإنكم لا تقدرون على ذلك , كما قال تعالى " يا معشر الجنّ و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان " , و قال تعالى " و لا تضرُّونه شيئا " , وفي الحديث: " يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني " رواه مسلم.
ففي ذلك اليوم , تبطل حيل الظالمين , و يضمحل مكرهم و كيدهم ,و يستسلمون لعذاب الله , و يبين لهم كذبهم في تكذيبهم.
(ويل يومئذ للمكذبين) أي: ويل يوم إذ يجيء يوم الفصل للمكذبين.
من باب الترغيب و الترهيب و هو أسلوب امتاز به القرآن الكريم , ذكر تعالى ما للمتقين من نعيم مقيم بعد ذكر ما للمكذبين الضالين من عذاب الجحيم فقال تعالى:
(إن المتقين) أي: الذين اتقوا ربهم فآمنوا به و أطاعوه بأداء الواجبات , و ترك المحرمات.
(في ظلال و عيون) في ظلال أشجار الجنة الوارفة , و عيون من ماء و لبن و خمر و عسل , جارية من السلسبيل , و الرحيق و غيرهما.
(و فواكه ممّا يشتهون) و فواكه كثيرة منوعة مما يشتهون – أي يتمنون إذ أكلهم للذة الأكل لا للحفاظ على الجسم كما هي الحال في الدنيا – على خلاف الدنيا , إذ الناس يأكلون مما يجدون فلو اشتهوا شيئا و لم يجدوه ما أكلوه , و أما دار النعيم فإن المرء ما اشتهى شيئا إلاّ وجده و أكله و هذا السر في التعبير في غير موضع بكلمة مما يشتهون.
(كلوا و اشربوا) من المآكل الشهية , و الأشربة اللذيذة.
(هنيئا) أي: من غير منغص و لا مكدر , و لا يتم هناؤه , حتى يسلم الطعام و الشراب من كل آفة و نقص , و حتى يجزموا أنه غير منقطع و لا زائل.
(بما كنتم تعملون) من الصالحات و تتركون من السيئات , فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم.
(إنّا كذلك نجزي المحسنين) أي: هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل.
(ويل يومئذ للمكذبين) هذا توعد بالعذاب الأليم لمن يكذب بوعيد الله هذا ووعده ذاك. و لو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم , لكفى به حرمانًا و خُسْرانًا.
(كلوا و تمتّعوا قليلا إنّكم مجرمون) هذا تهديد ووعيد للمكذبين , أنهم و إن أكلوا في الدنيا و شربوا و تمتعوا باللذات , و غفلوا عن القربات , فإنهم مجرمون , يستحقون ما يستحقه المجرمون , فستنقطع عنهم اللذات و تبقى عليهم التبعات.
(ويل يومئذ للمكذبين) كما قال تعالى " نُمتّعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " , و قال تعالى: " إنّ الذين يفترون على الله الكذِب لا يفلحون , متاع في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ".
(و إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) أي: إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة , امتنعوا من ذلك و استكبروا عنه.
(ويل يومئذ للمكذبين) الذين كذبوا رسل الله , فردوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم و نهيه لهم.
(فبأيّ حديث بعده يؤمنون) أي: فبأي كتاب يؤمن هؤلاء المكذبون إذا لم يؤمنوا بالقرآن و ذلك لما فيه من الخير و الهدى و لما يدعو إليه من السعادة و الكمال , كما أنه معجز بألفاظه و معانيه , بخلاف الكتب و غيره , فمن لم يؤمن به لا يرجى له أن يؤمن بغيره بحال من الأحوال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي عبدالحي ..... و جعله ربي في ميزان حسناتك
واصل .. بارك الله فيك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:20]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم و أجزل لكم المثوبة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الإنسان
و تسمى سورة الدهر و الأمشاج و " هل أتى " , و هي مكية و آيها إحدى و ثلاثون.
(هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يَكن شيئا مذكورا) يقول الله تعالى مُخبِرا عن الإنسان أنه مر عليه دهرٌ طويل , و هو الذي قبل وجوده , و هو معدوم بل ليس مذكور , ثم أوجده بعد ذلك.
قال الشهاب: و قد علم – أي الله تعالى – أنهم يقولون – أي منكري البعث -: نعم , قد مضى دهر طويل لا إنسان فيه. فيقال لهم: فالذي أوجدهم بعد أن لم يكونوا , كيف يمتنع عليه إحياؤهم بعد موتهم؟
(إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) لما أراد الله تعالى خلق الإنسان , خلق أباه آدم من طين , ثم جعل نسله متسلسلا " من نطفة أمشاج " قال ابن عباس: يعني ماء الرجل و ماء المرأة إذا اجتمعا و اختلطا , ثم ينتقل بعدُ من طور إلى طور , و حال إلى حال.
(نبتليه) أي نختبره بالتكاليف بالأمر و النهي و ذلك عند تأهله لذلك بالبلوغ و العقل.
(فجعلناه سميعا بصيرا) أي: جعلنا له سمعا و بصرا يتمكن بهما من الطاعة و المعصية.
(إنّا هديناه السبيل) أي بيّنا له طريق الخير و النجاة , و طريق الشر و الهلاك , و ذلك ببعثة الرسل و إنزال الكتب.
(إمّا شاكرا و إمّا كفورا) و الإنسان إمّا أن يسلك سبيل الهدى فيكون شكورا , و إما أن يسلك سبيل الغيّ و الضلال فيكون كفورا , قال صلى الله عليه و سلم: " كل الناس يغدو , فبائع نفسه فموبقها أو معتقها " رواه مسلم.
و الشكور المؤمن الصادق في إيمانه المطيع لربه , و الكفور المكذب بآيات الله و لقائه.
(إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا) إنّا هيأنا و أرصدنا لمن كفر بالله , و كذب رسله , و تجرأ على المعاصي , سلاسل ليقادوا بها و يستوثق بها منهم شدّا في الجحيم. (و أغلالا) لتشد فيها أيديهم إلى أعناقهم. (و سعيرا) أي: نارا تستعر بها أجسامهم , و تحرق بها أبدانهم , " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها , ليذوقوا العذاب " و هذا العذاب دائم لهم أبدا , مخلدون فيه سرمدا.
(إن الأبرار) أي المؤمنين المطيعين في صدق لله و الرسول.
(يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) أي: شراب لذيذ من خمر قد مُزج بكافور لبرودته و بياض لونه و طيب رائحته. و هذا الكافور في غاية اللذة , قد سلم من كل مكدر و منغص , موجود في كافور الدنيا.
(عينا يشرب بها عباد الله) هذا الذي مُزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا خالصا بلا مزج و يَرْوَوْنَ بها. قال بعضهم: هذا الشراب في طيبه كالكافور. و قال بعضهم: هو من عين كافور.
(يفجرونها تفجيرا) أي يتصرفون فيها و يجرونها و يسيلونها حيث شاؤوا و أين شاؤوا , من قصورهم و دورهم و مجالسهم و محالهم. و التفجير هو الإنباع , كما قال تعالى: " و قالوا لن نؤمن لك حتى تُفجر لنا من الأرض ينبوعا ". و قال: " و فجَّرنا خلالهما نهرا ".
(يوفون بالنّذر) أي كانوا في دار الدنيا يوفون بالنّذر و هو ما يلتزمونه من طاعات لربهم كالصلاة و الصيام و الحج و الصدقات تقربا إلى ربهم و تزلفا إليه. و إذا كانوا يوفون بالنذر , و هو لم يجب عليهم , إلا بإيجابهم على أنفسهم , كان فعلهم و قيامهم بالفروض الأصلية , من باب أولى و أحرى.
(و يخافون يوما كان شره مستطيرا) أي يتركون المحرمات التي نهاهم الله تعالى عنها خيفة من سوء الحساب يوم المعاد , و هو اليوم الذي شره منتشر عام على الناس إلا من رَحِم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و يطعمون الطّعام على حبّه) و يطعمون الطعام في حال محبتهم و شهوتهم له كقوله تعالى " و آتى المال على حُبّه " , و كقوله تعالى: " لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبون ". و في صحيح مسلم: " أفضل الصدقة أن تصدّق و أنت صحيح , شحيح , تأمل الغنى , و تخشى الفقر ". فهم يقدمون محبة الله على محبة نفوسهم.
(مسكينا و يتيما و أسيرا) و إنما اقتصر على الثلاثة لأنهم من أهم من تجدر الصدقة عليهم. فإن المسكين عاجز عن الإكتساب لما يكفيه. و اليتيم مات من يعوله و يكتسب له , مع نهاية عجزه بصغره. و الأسير لا يملك لنفسه نصرا و لا حيلة.
(إنما نطعمكم لوجه الله) أي لا نقصد بإطعامكم إلا ثوابه تعالى و القربة إليه و الزلفى عنده.
(لا نريد منكم جزاءً و لا شكورا) لا نطلب منكم مجازاة تكافئونا بها في يوم ما من الأيام , و لا أن تشكرونا عند الناس. قال مجاهد و سعيد بن جبير: أما و الله ما قالوه بألسنتهم , و لكن علم الله به من قلوبهم , فأثنى عليهم به ليرغب في ذلك راغب.
(إنّا نخاف من ربّنا يوما عبوسا قمطريرا) إنما نفعل هذا لعل الله أن يرحمنا و يتلقانا بلطفه , في يوم ضيق شدي الجهمة و الشر , ثقيلا طويلا لا يطاق.
(فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم) أي: آمنهم مما خافوا منه , فلا يحزنهم الفزع الأكبر , و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.
(و لقّاهم نضرة و سرورا) أي: أكرمهم و أعطاهم نضرة في وجوههم , و سرورا في قلوبهم , فجمع لهم بين نعيم الظاهر و الباطن. و هذه كقوله تعالى: " وجوه يومئذ مّسفرة. ضاحكة مستبشرة ".
(و جزاهم بما صبروا) بسبب صبرهم على فعل الصالحات و عن ترك المحرمات , أعطاهم و توَّلهم و بوَّأهم (جنّة و حريرا) منزلا رحبا , و عيشا رَغَدًا , و لباسا حسنا.
(متّكئين فيها على الأرائك) الإتكاء: التمكن من الجلوس , في حال الرفاهية و الطمأنينة , و الأرائك و هي السرر التي عليها اللباس المزين.
(لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا) أي: ليس عندهم حرّ مزعج , و لا برد مؤلم , بل جميع أوقاتهم في ظل ظليل , لا حر و لا برد , بحيث تلتذ الأجساد , و لا تتألم من حر و لا برد.
(و دانية عليهم ظلالها) أي قريبة منهم أشجارها , فهي تظللهم و يجدون فيها لذة التظليل و راحته و متعته و إن لم يكن هناك شمس تستلزم الظل.
(و ذلّلت قُطُوفها تذليلا) أي قربت ثمراتها من مريدها تقريبا ينالها , و هو قائم , أو قاعد , أو مضطجع , فلا شوك به و لا بُعد فيه , سهل التناول لأن الدار دار نعيم و سعادة و راحة و روح و ريحان.
(و يطاف عليهم بآنية من فضة و أكواب كانت قواريرا , قواريرا من فضة) أي: يطوف عليهم الخَدَم بأواني الطعام , و هي من فضة , و أكواب الشراب و هي الكيزان التي لا أذن فيها , يرى باطنها من ظاهرها لصفائها. مادتها فضة و صفاؤها صفاء الزجاج. و هذا مما لا نظير له في الدنيا , عن ابن عباس: ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتهم في الدنيا شبهه إلا قوارير من فضة.
(قدّروها تقديرا) أي: قدروا الأواني المذكورة على قدر ريّهم , لا تزيد و لا تنقص , بل هي معدَّة لذلك , مقدرة بحسب ريّ صاحبها. و هي كذلك مقدرة على قدر الكف.
(و يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) أي: و يسقون – يعني الأبرار أيضا – في هذه الأكواب خمرا , تارة يُمزج لهم بالكافور و هو بارد , و تارة بالزنجبيل و هو حار , ليعتدل الأمر , و هؤلاء يمزج لهم من هذا تارة و من هذا تارة. و أما المقربون فإنهم يشربون من كل منهما صِرْفًا.
(عينا فيها تسمى سلسبيلا) أي: الزنجبيل عين في الجنة تسمى سلسبيلا , و ذلك لسلاسة سيلها و حدّة جَريها , و لسلاستها في الحلق أيضا.
(و يطوف عليهم ولدان مخلّدون) و يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان الجنّة , لا يتغيرون و لا يكبرون و لا يموتون , و هم في غاية الحسن.
(إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة , و كثرتهم , و صباحة وجوههم , و حُسن ألوانهم و ثيابهم و حليهم , حسبتهم لؤلؤا منثورا. و لا يكون في التشبيه أحسن من هذا , و لا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و إذا رأيت ثَمَّ) و إذا رأيت يا محمد هناك , يعني في الجنة و نعيمها و سعَتَها و ارتفاعها و ما فيها من الحَبْرَة و السرور.
(رأيت نعيما و مُلكا كبيرا) أي: مملكة لله هناك عظيمة و سلطانا باهرا. و ثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول لآخر أهل النار خروجا منها , و آخر أهل الجنة دخولا إليها: " إنّ لك مثل الدنيا و عشرة أمثالها ". فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنة , فماظنك بما هو أعلى منزلة , و أحظى عنده تعالى.
(عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق) أي: لباس أهل الجنة فيها الحرير , و منه سندس , و هو رفيع الحرير كالقمصان و نحوهما مما يلي أبدانهم , و الإستبرق و هو ما غلظ من الديباج و فيه بريق و لمعان , و هو مما يلي الظاهر , كما هو المعهود في اللباس.
(و حلّو أساور من فضّة) حلّوا في أيديهم أساور الفضة , ذكورهم و إناثهم. و هذه صفة الأبرار , و أما المقربون فكما قال: " يُحَلّون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم فيها حرير ".
(و سقاهم ربهم شرابا طهورا) لا كدر فيه بوجه من الوجوه , مطهرا لما في بطونهم من كل أذى و قذى.
(إنّ هذا) الجزاء الجزيل و العطاء الجميل (كان لكم جزاءً) على ما قدمتم من الصالحات (و كان سعيكم مشكورا) أي مجازًى عليه غير مضيَّع , بل جزاكم الله على القليل بالكثير.
(إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلا) إن هذا القرآن ما افتريته و لا جئت به من عندك و لا من تلقاء نفسك كما يقول المشركون , بل هو وحي منزل من عندنا , نزلناه عليك شيئا فشيئا لحكمة بالغة.
و القصد من هذا تثبيت قلبه صلوات الله عليه , و شرح صدره و تحقيق أن المنزّل وحي. و عدم المبالاة برميهم له بالسح و الكهانة.
(فاصبر لحكم ربك) أي: كما أكرمك بما أنزل عليك , فاصبر على قضائه و قدره , و اعلم أنه سيدبرك بحسن تدبيره.
(و لا تطع منهم آثما أو كفورا) لا تطع الكافرين و المنافقين إن أرادوا صدّك عما أنزل إليك , بل بلّغ ما أنزل إليك من ربك , و توكل على الله , فإن الله يعصمك من الناس. و الآثم هو الفاجر في أفعاله , و الكفور هو الكافر قلبه.
(واذكر اسم ربك بكرة و أصيلا) لما كان الصبر يستمد من القيام بطاعة الله , و الإكثار من ذكره , أمره الله بدعائه و تسبيحه و الصلاة له في أول النهار و آخره , فدخل في ذلك , الصلوات المكتوبات و ما يتبعها من النوافل , و الذكر , و التسبيح , و التهليل , و التكبير في هذه الأوقات.
(و من الليل فاسجد له و سبحه ليلا طويلا) كقوله: " و من الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا " , و كقوله: " يا أيّها المزّمل. قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه و رتّل القرآن ترتيلا " – و في هذه الأوامر ما يدل على العناية بقيام الليل و الحرص عليه – و القصد من هذا حثه صلى الله عليه و سلم أن يستعين في دعوة قومه و الصدع بما أمر به , بالصبر على أذاهم و الصلاة و التسبيح. و قد كثر ذلك في مواضع من التنزيل كقوله: " و استعينوا بالصّبر و الصلاة " و قوله: " فاصبر على ما يقولون و سبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب , و من الليل فسبّحه و أدبار السّجود ".
(إنّ هؤلاء يحبّون العاجلة و يذرون وراءهم يوما ثقيلا) إنّ الكفار و من أشبههم من المكذبين لك أيها الرسول – بعدما بيّنت لهم الآيات , و رغبوا و رهبوا , و مع ذلك , لم يفد فيهم ذلك شيئا – لا يزالون يؤثرون حبّ الدنيا و الإقبال عليها و الإنصباب إليها , فيسعون لها جهدهم , و إن أهلكوا الحرث و النسل , تاركين للعمل الصالح مهملين له , غير آبهين بما ينتظرهم من يوم شديد مقداره خمسين ألف سنة. فكأنهم ما خلقوا إلا للدنيا و الإقامة فيها.
(نحن خلقناهم و شددنا أسرهم) أي: أوجدناهم من العدم , و أحكمنا خلقهم بالأعصاب , و العروق , و الأوتار , و القوى الظاهرة و الباطنة , حتى تمّ الجسم و استكمل , و تمكن من كل ما يريده.
(و إذا شئنا بدّلنا أمثالهم) و إذا شئنا بعثناهم يوم القيامة , و بدلناهم فأعدناهم خلقا جديدا. و هذا استدلال بالبداءة على الرجعة. و قال ابن زيد و ابن جرير في معنى الآية: و إذا شئنا أتينا بقوم آخرين غيرهم , كقوله: " إن يشأ يُذهبكم أيّها النّاس و يأت بآخرين و كان الله على ذلك قديرا " , و كقوله: " إن يشأ يذهبكم و يأت بخلق جديد , و ما ذلك على الله بعزيز ".
(إنّ هذه تذكرة) إن هذه السورة عظة يتذكر بها المؤمن , فينتفع بما فيها من التخويف و الترغيب.
(فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا) أي: طريقا موصلا إليه , فالله يبين الحق و الهدى , ثم يخير الناس بين الإهتداء بها أو النفور عنها , مع قيام الحجة عليهم.
(و ما تشاءون إلاّ أن يشاء الله) قال ابن جرير: أي و ما تشاءون اتخاذ السبيل إلى ربكم إلا أن يشاء الله ذلك لكم , لأن الأمر إليه لا إليكم , أي لأن مالم يشأ الله و قوعه من العبد , لا يقع من العبد و ما شاء منه و قوعه , و قع. و هو رديف {ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن}.
(إن الله كان عليما حكيما) أي: عليم بمن يستحق الهداية فيُيسّرها له , و يقيض له أسبابها , و من يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى , و له الحكمة البالغة , و الحجة الدامغة.
(يُدخل من يشاء في رحمته) أي: يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها , و هو الذي يصرف مشيئته نحو اتخاذ السبيل إليه تعالى , حيث يوفّقه لما يؤدي إلى دخول الجنة من الإيمان و الطاعة.
(و الظالمين أعدّ لهم عذابا أليما) أي: الذين اختاروا الشقاء على الهدى , أهانهم و أعدّ لهم عذابا مؤلما موجعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 09:33]ـ
رائع رائع رائع ... نسأل الله لك الإعانة ... فيما توخيت منه الإبانة
واصل بارك الله فيك ..
معك بإذن الله تعالى ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 06:48]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 07:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة القيامة
و هي مكية و آياتها أربعون آية
قال المهايميّ: سميت به – أي بالقيامة – لتضمنها غاية تعظيم ذلك اليوم , من لا يتناهى ثوابه و عقابه , بحيث تتحسّر فيه كل نفس من تقصيرها , و إن عملت ما عملت.
(لا أقسم بيوم القيامة) " لا " أي: ليس الأمر كما يدعي المشركون من أنه لا بعث و لا جزاء. " أقسم بيوم القيامة " الذي كذب به المكذبون , و هو البعث بعد الموت , و قيام الناس من قبورهم , ثم وقوفهم ينتظرون ما يحكم به الرب عليهم.
(و لا أقسم بالنفس اللّوامة) أي أقسم بالنّفس اللّوامة التي تلوم صاحبها على الخير و الشر , و تندم على ما فات. أنكم لتبعثن و لتحاسبن و لتعاقبن أيها المكذبون الضالون.
قال القاشاني: جمع بين القيامة و النفس اللوامة , في القسم بهما , تعظيما لشأنهما , و تناسبا بينهما , إذ النفس اللوامة , هي المصدقة بها , المقرة بوقوعها , المهيئة لأسبابها , لأنها تلوم نفسها أبدا في التقصير , و التقاعد عن الخيرات , و إن أحسنت , لحرصها على الزيادة في الخير , و أعمال البر , تيقنا بالجزاء , فكيف بها إن أخطأت و فرطت و بدرت منها بادرة غفلة و نسيانا.
(أيحسب الإنسان ألّن نّجمع عظامه) أيظن الإنسان – و المقصود به الكافر – أنا لا نقدر على إعادة عظامه و جمعها من أماكنها المتفرقة؟ و طبعا ذلك بعد الموت , كما قال في الآية الأخرى " قال من يحيي العظام و هي رميم ".
(بلى قادرين على أن نُسوِّي بنانه) بلى نجمعها – أي عظامه – حال كوننا قادرين على ذلك و على ما هو أعظم و هو تسوية أصابعه بأن نجعلها كخف البعير أو حوافر الحمير , فلا يقدر على العمل الذي يقدر عليه الآن مع تفرقة أصابعه.
(بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) بل يريد الإنسان أن يستمر على فجوره , و لا يتوب , فلذا أنكر البعث.
(يسأل أيَّان يوم القيامة) أي: يقول متى يكون يوم القيامة؟ و إنما سؤاله سؤال استبعاد لوقوعه , و تكذيب لوجوده , كما قال تعالى " و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين , قل لكم مّيعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة و لا تستقدمون ".
(فإذا برق البصر) أي: أن الأبصار تنبهر يوم القيامة و تخشع و تحار و تذل من شدة الأهوال , و من عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور , كما قال تعالى " إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار , مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء ".
(و خسف القمر) أي: ذهب نوره و سلطانه.
(و جمع الشمس و القمر) و هما لم يجتمعا منذ خلقهما الله تعالى , فيجمع الله بينهما يوم القيامة , و يخسف القمر , و تكور الشمس , ثم يقذفان في النار , ليرى العباد أنهما عبدان مسخران , و ليرى من عبدهما أنهم كانوا كاذبين.
(يقول الإنسان يومئذ أين المفر) إذا عاين ابن آدم هذه الأهوال يوم القيامة , حينئذ يريد أن يفر و يقول: هل من ملجأ أو مهرب؟
(كلاّ لا وزر , إلى ربك يومئذ المستقر) أي لا فرار اليوم و لا ملجأ و لا نجاة – كقوله تعالى " مالكم من ملجأ يومئذ و مالكم من نكير " – لأحد دون الله , فليس في إمكان أحد أن يستتر أو يهرب عن ذلك الموضع , بل لابد من إيقافه ليجزى بعمله فإما إلى الجنة و إما إلى النار.
(ينبأ الإنسان يومئذ بما قدّم و أخّر) أي: يخبر بجميع أعماله قديمها و حديثها , أولها و آخرها , صغيرها و كبيرها , كما قال تعالى " ووجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك أحدا ".
(يُتْبَعُ)
(/)
(بل الإنسان على نفسه بصيرة , و لو ألقى معاذيره) أي: عندما يتقدم الإنسان للإستنطاق فيخبر بما قدم و أخّر هناك يحاول أن يتنصل من بعض ذنوبه فتنطق جوارحه و يختم على لسانه فيتخذ من جوارحه شهود عليه , و لو اعتذر و أنكر لا يقبل ذلك لكونه شاهدا على نفسه بجوارحه و لأن استعتابه قد ذهب وقته و زال نفعه " فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم و لا هم يستعتبون ".
(لا تحرك به لسانك لتعجل به) هذا تعليم من الله عز و جل لرسوله صلى الله عليه و سلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك , فإنه كان يبادر إلى أخذه , و يُسابق الملك في قراءته مخافة أن يتفلت منه , فأمره الله عز و جل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له , و تكفل له أن يجمعه في صدره , و أن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه , و أن يبينه له و يفسره و يوضحه. و هذه الآية مثل قوله تعالى " و لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ".
(إنّ علينا جمعه) إنّ نتكفل بجمع القرآن في صدرك , و إثبات حفظه في قلبك , بحيث لا يذهب عليك منه شيء.
(و قرءانه) أي: أن تقرأه بعدُ فلا تنسى.
(فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه) إذا تلاه عليك جبريل عليه السلام عن الله عز و جل , إستمع له , ثم اقرأه كما أقرأك , و اعمل بشرائعه و أحكامه.
(ثمّ إنّ علينا بيانه) أي: إنّا نبيّن لك ما يشكل عليك من معانيه حتى تعمل بكل ما طلب منك أن تعمل به.
و في هذه الآيات أدب لأخذ العلم , أن لا يبادر المتعلم المعلم قبل أن يفرغ من المسألة التي شرع فيها , فإذا فرغ منها سأله عما أشكل عليه , و كذلك إذا كان في أول الكلام أن لا يبادر برده أو قبوله , حتى يفرغ من ذلك الكلام , ليتبين ما فيه من حق أو باطل , و ليفهمه فهما يتمكن به من الكلام عليه.
و فيها: أن النبي صلى الله عليه و سلم كما بيّن للأمة ألفاظ الوحي , فإنه قد بين لهم معانيه.
(كلا بل تحبون العاجلة) أي: إنما يحملهم على التكذيب بيوم القيامة و مخالفة ما أنزل الله عز و جل على رسوله صلى الله عليه و سلم من الوحي الحق و القرآن العظيم: أنهم إنما همّتهم و حبهم متوجه إلى دار الدنيا العاجلة , و ذلك بإيثار لذاتها و شهواتها.
(و تذرون الآخرة) أي: بالإعراض عن الأعمال التي تورث منازلها , أو تنسون الآخرة ووعيدها , و هول حسابها و جزائها.
(وجوه يومئذ ناضرة) أي حسنة بهيَّة مشرقة مسرورة.
(إلى ربها ناظرة) أي تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم , منهم من ينظره كل يوم بكرة و عشيا , و منهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة , فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم , و جماله الباهر , الذي ليس كمثله شيء , فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم , و حصل لهم من اللذة و السرور ما لا يمكن التعبير عنه.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إذا دخل أهل الجنة الجنة " قال " يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة و تنجنا من النار؟ " قال: " فيكشف الحجاب , فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم , و هي الزيادة ". ثم تلا هذه الآية: " للذين أحسنوا الحسنى و زيادة " رواه مسلم. و في الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى القمر ليلة البدر فقال: " إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر , فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس و لا قبل غروبها فافعلوا ".
(ووجوه يومئذ باسرة) هذه وجوه الفجار تكون يوم القيامة كالحة مسودة عابسة لجهامة هيآتها , و هول ما تراه هناك من الأهوال , و أنواع العذاب و الخسران.
(تظُنُّ أن يفعل بها فاقرة) أي تستيقن أنها هالكة و أنه ينتظرها عقوبة شديدة , و عذاب أليم.
(كلاّ إذا بلغت التراقي) أي بلغت النفس أعالي الصدر. قال الرازي: يكنى ببلوغ النفس التراقي , عن القرب من الموت. و نظيره قوله تعالى " حتى إذا بلغت الحلقوم ".
(و قيل من راق) قال ابن جرير: أي وقال أهله: منْ ذا يرقيه ليشفيه مما قد نزل به , و طلبوا له الأطباء و المداوين , فلم يغنوا عنه من أمر الله الذي قد نزل به شيئا.
(و ظنّ أنّه الفراق) أي أيقن أنه الفراق لدنياه و أهله و ذويه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و التفّت السّاق بالسّاق) أي: اجتمعت الشدائد و التفت , و عظم الأمر و صعب الكرب , و أريد أن تخرج الروح التي ألفت البدن , فتساق إلى الله تعالى , حتى يجازيها بأعمالها , و يقررها بفعالها. أو إلتقت إحدى ساقيه بالأخرى و التفتا في الكفن.
(إلى ربك يومئذ المساق) أي: المرجع و المآب , و ذلك أن الروح ترفع إلى السموات , فيقول الله عز وجل: ردوا عبدي إلى الأرض , فإني منها خلقتهم , و فيها أعيدهم , و منها أخرجهم تارة أخرى , و قد قال الله تعالى: " و هو القاهر فوق عباده و يرسل عليكم حفظة حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا و هم لا يفرِّطون , ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحقّ ألا له الحكم و هو أسرع الحاسبين ".
(فلاصدّق و لا صلى , و لكن كذّب و تولّى) هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذبا للحق بقلبه , متوليا عن العمل بقالبه , فلا خير فيه باطنا و لا ظاهرا.
و قد دلّت الآية على أن الكافر يستحق الذم و العقاب بترك الصلاة كما يستحقهما بترك الإيمان.
(ثمّ) أي مع هذه التقصيرات في جنب الله تعالى (ذهب إلى أهله يتمطّى) أي: يتبختر في مشيته استكبارا و كسلانا لا همة له و لا عمل , كما قال تعالى " و إذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ".
(أولى لك فأولى , ثم أولى لك فأولى) أي: ويل لك مرة بعد مرة. فهذا تهديد ووعيد أكيد من الله تعالى للكافر به المتبختر في مشيته.
(أيحسب الإنسان أن يترك سدى) أيظن الإنسان أنه سوف يترك في هذه الدنيا مهملا لا يؤمر و لا ينهى , و أنه يترك في القبر سدى لا يبعث , كلا , بل هو مأمور منهي في الدنيا , محشور إلى الله في الدار الآخرة. و المقصود هنا إثبات المعاد , و الرد على من أنكره من أهل الزيغ و الجهل و العناد , و لهذا قال مستدلا على الإعادة بالبداءة فقال " ألم يك نطفة من منيّ يمنى , ثم كان علقى فخلق فسوى ".
(ألم يك نطفة من منيّ يمنى) أي: أما كان الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين , يراق من الأصلاب في الأرحام.
(ثم كان علقة فخلق فسوّى) ثم صار دما ثم مضغة , ثم شُكِّل و نفخ فيه الروح , فصار خلقا آخر سويا سليم الأعضاء , ذكرا أو أنثى بإذن الله و تقديره , و لهذا قال (فجعل منه الزوجين الذّكر و الأنثى).
(أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) أي: أما هذا الذي أنشأ هذا الخلق السوي من هذه النطفة الضعيفة بقادر على أن يعيده كما بدأه؟.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة المدثر
و هي مكية و آياتها ست و خمسون آية
لما أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه و سلم في غار حراء و قرأ عليه أوائل سورة العلق , فتر الوحي عنه صلى الله عليه و سلم مدة , ثم بعدها أنزلت سورة المدثر , فكانت أول شيء نزل عليه الصلاة و السلام بعد فترة الوحي.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم و هو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: " فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء , فرفعت بصري قِبَل السماء , فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء و الأرض , فجُئِثْت منه حتى هويت إلى الأرض , فجئت أهلي , فقلت: زملوني زملوني , فزملوني , فأنزل الله " يأيها المدّثر , قم فأنذر " إلى " فاهجر ". رواه البخاري و مسلم
جُئِثْت: أي ذُعرت و خفت.
(يأيها المدّثر) أي: المتلفف في ثيابه – و هو النبي صلى الله عليه و سلم – لأنه كان على تلك الحالة وقت نزول الوحي.
و في هذا النداء ملاطفة في الخطاب من الكريم إلى الحبيب إذْ ناداه بحاله , و عبر عنه بصفته , ليستشعر اللين و العطف من ربه سبحانه و تعالى.
(قم فأنذر) قم من مضجعك و دثارك و شمر عن ساق العزم و أنذر قومك في مكة و كل الثقلين – الإنس و الجن – من وراء مكة , أنذرهم عذاب النار على الكفر و الشرك بالواحد القهار. و بهذا حصل الإرسال , كما حصل بأوائل سورة العلق النبوة.
(و ربّك فكبر) أي: وربّك فعظمه تعظيما يليق بجلاله و كماله فإنه الأكبر الذي لا أكبر منه و العظيم الذي لا أعظم منه , فلا تذل إلا له و لا ترغب إلا فيه و كبره بأعمالك فلا تأت منها إلاّ ما أذن لك فيه أو أمرك به.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و ثيابك فطهّر) أي طهر ثيابك من النجاسات مخالفا بذلك ما عليه قومك. قال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهرون , فأمره الله أن يتطهر , و أن يطهر ثيابه.
(و الرّجز فاهجر) أي و الأصنام التي يعبدها قومك فاهجرها و اتركها و لا تقربها.
(و لا تمنن تستكثر) لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها , بمعنى: لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه.
(و لربّك فاصبر) إجعل صبرك على أذى المشركين لوجه الله عز و جل.
(فإذا نُقر في الناقور) فإذا نفخ في الصور – قال مجاهد: و هو كهيئة القرن – للقيام من القبور , و جمع الخلق للبعث و النشور.
(فذلك يومئذ يوم عسير) أي صعب لا يحتمل و لا يطاق لكثرة أهواله و شدائده.
(على الكافرين غير يسير) أي: غير سهل عليهم , كما قال تعالى " يقول الكافرون هذا يوم عسر ". و في هذه الآية دليل على أن حال المؤمنين في عرصات القيامة غير حال الكافرين في الشدة و البلاء.
يقول الله تعالى متوعدا لهذا الخبيث – و هو الوليد بن المغيرة حيث نزلت فيه هذه الآيات الآتية – الذي أنعم الله عليه بنعم الدنيا فكفر بأنعم الله , و بدلها كفرا , و قابلها بالجحود بآيات الله و الإفتراء عليها , و جعلها من قول البشر.
وقد عدد الله عليه نعمه حيث قال:
(ذرني و من خلقت وحيدا) أي دعني و الذي خلقته منفردا , بلا مال و لا أهل , و لا غيره , فلم أزل أنميه و أعطيه. عن ابن عباس: كان الوليد يقول أنا الوحيد ابن الوحيد ليس لي في العرب نظير و لا لأبي المغيرة نظير.
(و جعلت له مالا ممدودا) أي واسعا كثيرا.
(و بنين شهودا) قال مجاهد: " لا يغيبون , أي: حضورا عنده لا يسافرون بالتجارات , بل مواليهم و أجراؤهم يتولون ذلك عنهم و هم قعود عند أبيهم يتمتع بهم و يتملّى بهم ". و هذا أبلغ في النعمة.
(و مهّدت له تمهيدا) أي بسطت له في العيش و العمر و الولد و الجاه العريض في ديار قومه حتى كان يلقب بريحانة قريش.
(ثم يطمع أن أزيد) يطمع أن ينال نعيم الآخرة كما نال نعيم الدنيا.
(كلا) أي لا يكون ما يأمل و يرجو.
(إنّه كان لآياتنا عنيدا) أي: معاندا , عرفها ثم أنكرها , و دعته إلى الحق فلم ينقد لها.
(سأرهقه صعودا) أي: سأكلفه عذابا شاقا لا قِبل له به , و لا راحة فيه.
(إنّه فكّر) أي ماذا يقول في هذه الآيات الكريمات و الذكر الحكيم.
(و قدّر) أي في نفسه ما يقوله و هيّأه
(فقتل كيف قدّر) أي لعن , كيف قدّر ذلك الإفتراء الباطل , و اختلق ما يكذبه وجدانه فيه.
(ثم قتل كيف قدّر) تكرير للمبالغة في التعجب منه , و قد اعتيد فيمن عجب غاية العجب أنه يكثر من التعجب و يكرره. و " ثم " للدلالة على الثانية أبلغ في التعجب من الأولى للعطف ب " ثم " الدالة على تفاوت الرتبة. فكأنه قيل: قتل بنوع ما من القتل , لا بل قتل بأشده و أشده. و لذا ساغ العطف فيه , مع أنه تأكيد.
(ثمّ نظر) أي: أعاد النظرة و التروي في ذلك المقدّر. قال الرازي: و هذه المرتبة الثالثة من أحوال قلبه. فالنظر الأول للإستخراج , و اللاحق للتقدير , و هذا هو الإحتياط.
(ثم عبس) أي قبض ما بين عينيه , و قطب وجهه كِبرا و تهيؤا لقذف تلك الكبيرة.
(و بسر) أي كلح وجهه فاسودّ. شأن اللئيم في مراوغته و مخاتلته , و الحسود في آثار حقده على صفحات وجهه.
(ثم أدبر و استكبر) أي: صُرف عن الحق , و رجع القهقري مستكبرا عن الإنقياد للقرآن.
(فقال إن هذا إلا سحر يؤثر) أي: هذا سحر ينقله محمد عن غيره ممن قبله و يحكيه عنهم , و لهذا قال (إن هذا إلاّ قول البشر).
(سأصليه سقر) سأغمره في نار جهنم من جميع جهاته
(و ما أدراك ما سقر) هذا تهويل لأمرها و إظهار لعظمتها.
(لا تبقي و لا تذر) أي: تأكل لحومهم و عروقهم و عَصبهم و جلودهم , ثم تُبدل غير ذلك , و هم في ذلك لا يموتون و لا يحيون.
(لوَّاحة للبشر) أي: تحرق الجلود و تسوّدها.
(عليها تسعة عشر) أي على سقر ملائكة عظيم خَلقهم , غليظ خُلقهم , يقال لهم الخزنة وعدتهم تسعة عشر ملكا.
(و ما جعلنا أصحاب النّار) أي خزنتها.
(إلاّ ملائكة) و هم أقوى الخلق بأسا , و أشدهم غضبا لله , لا يقاومون و لا يغالبون.
(و ما جعلنا عدّتهم إلا فتنة للذين كفروا) إنما ذكرنا عدّتهم أنهم تسعة عشر اختبارا منّا للناس و فتنة يفتتن بها الكافرون , فيجعلوها موضع البحث و الهزء.
(ليستيقن الذين أوتوا الكتاب) أي: يعلمون أن هذا الرسول حق , فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله.
(و يزداد الذين آمنوا إيمانا) أي: يزداد الذين آمنوا إيمانا فوق إيمانهم بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم.
(و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون) أي: حتى لا يقعوا في ريب و شك في يوم من الأيام لما اكتسبوا من المناعة بتضافر الكتابين على حقيقة واحدة.
(و ليقول الذين في قلوبهم مرض) أي: شك و شبهة و نفاق.
(و الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا) أي: أي شيء أراده الله بهذا الخبر الغريب , خبر عدَّة خزنة جهنّم , قالوا هذا استنكارا و تكذيبا.
(كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء) أي: مثل إضلال مُنكر هذا العدد و هُدى مصدقه , يضل الله من يشاء إضلاله , فيجعل ما أنزله على رسوله زيادة شقاء عليه و حيرة , و يهدي من يشاء هدايته , فيجعل ما أنزله الله على رسوله رحمة في حقه , و زيادة في إيمانه و دينه.
يتبع .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 10:58]ـ
تتمة تفسير سورة المدثر
(و ما يعلم جنود ربك إلا هو) أي: ما يعلم عددهم و كثرتهم إلا هو تعالى , لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط. و قد ثبت في حديث الإسراء المروي في الصحيحين و غيرهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال في صفة البيت المعمور الذي في السماء السابعة: " فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك , لا يعودون إليه آخر ما عليهم ".
(و ما هي إلاّ ذكرى للبشر) أي جهنم إلا تذكرة يذّكرون بها عظمة الله , و يخافون بها عقابه.
(كلاّ) ردع لمن أنكر العدة أو سقر أو الآيات. أو إنكار لأن تكون لهم ذكرى لأنهم لا يتذكرون.
(و القمر و الليل إذا أدبر) أقسم الله تعالى بالقمر و بالليل إذا ولّى ذاهبا بطلوع الفجر.
(و الصبح إذا أسفر) أي أضاء و أقبل.
(إنها لإحدى الكُبر) أي إن النار لإحدى الأمور العظام.
(نذيرا للبشر) أي إنذارا لبني آدم. و قال نذيرا و لم يقل نذيرة و هي جهنم لأنها بمعنى العذاب أي عذابها نذير للبشر.
(لمن شاء منكم أن يتقدم) في طاعة الله و رسوله حتى يبلغ الدرجات العلا (أو يتأخر) و من شاء أن يتأخر في معصية الله و رسوله حتى ينزل الدركات. قال تعالى " و قل الحق من ربكم , فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ".
(كلّ نفس بما كسبت رهينة) كلُّ نفس موثقة بسعيها و عملها يوم القيامة.
(إلاّ أصحاب اليمين) فإنهم فكوا رقابهم بما أطابوه من كسبهم , كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق.
(في جنّات) في جنات لا يدرك وصفها قد حصل لهم بها جميع مطلوباتهم , و تمت لهم الراحة و الطمأنينة.
(يتساءلون , عن المجرمين) أي: يسألون المجرمين و هم في الغرفات و أولئك في الدركات.
(ما سلككم في سقر) أي: أي شيء أدخلكم جهنم؟ و بأي ذنب استحققتموها؟
(قالوا لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين , و كُنّا نخوض مع الخائضين و كُنّا نكذّب بيوم الدين حتّى أتانا اليقين) فذكروا لهم أعظم الجرائم و هي ترك الصلاة و منع الزكاة و التخوض مع أهل الباطل في كل شر و فساد و التكذيب بيوم القيامة و أنه لا حساب و لا ثواب و لا عقاب , و أنهم مع هذه الجرائم الموجبة للسلوك في سقر لم يتوبوا منها حتى أتاهم اليقين الذي هو الموت فرأوا ما كانوا ينكروه عيانا.
(فما تنفعهم شفاعة الشافعين) أي: من كان متصفا بمثل هذه الصفات فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع , لأن الشفاعة إنما تنجع إذا كان المحل قابلا , فأما من وافى الله كافرا يوم القيامة فإنه له النار لا محالة , خالدا فيها. قال ابن جرير: فما يشفع لهم الذين شفّعهم الله في أهل الذنوب من أهل التوحيد , فتنفعهم شفاعتهم.
و في هذه الآية دلالة واضحة على أن الله تعالى ذكره , مشفّع بعض خلقه في بعض.
(فمالهم عن التذكرة معرضين) فمالهؤلاء المشركين المكذبين بالبعث و الجزاء عن تذكرة الله إياهم بهذا القرآن معرضين , لا يستمعون لها , فيتعظوا و يعتبروا.
(كأنّهم حُمُر مستنفرة , فرّت من قسورة) كأنّهم في نفارهم عن الحق , و إعراضهم عنه حُمُر من حمر الوحش إذا فرّت ممن يريد صيدها من أسد أو عصبة قنص من الرماة.
(بل يريد كلُّ امرئٍ منهم أن يؤتى صُحُفا منشَّرة) بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتابا كما أنزل على النبي صلى الله عليه و سلم – كقوله تعالى " و إذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نُؤتى مثل ما أوتي رسل الله " و قوله " و لن نُؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " – بزعم أنهم لن ينقادوا للحق إلا بذلك , و قد كذبوا , فإنهم لو جاءتهم كل آية لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم , فإنهم جاءتهم الآيات البينات التي تبين الحق و توضحه , فلو كان فيهم خيرا لآمنوا.
(كلاّ) أي لا يكون مرادهم , و لا يتبع الحق أهواءهم و هم ما قصدوا بذلك إلا التعجيز.
(بل لا يخافون الآخرة) أي لا يؤمنون بالبعث و الجزاء , و لا يخشون العقاب , لإيتارهم العاجلة , فذلك الذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة الله , و الإباء عن الإيمان بتنزيله.
(كلا إنه تذكرة , فمن شاء ذكره) أي ألا إن هذا القرآن تذكرة فمن شاء قرأه فاتعظ به فآمن بالله و اتقاه فإنه ينجو و يسعد في جوار مولاه , و من لم يشأ فحسبه سقر و ما أدراك ما سقر.
(و ما يذكرون إلآّ أن يشاء الله) أي ذكرهم و اتعاظهم لا يكون إلا بمشيئة الله فلابد من الإفتقار إلى الله و طلب توفيقه في ذلك إذ لا استقلال لأحد عن الله و لا غنى بأحد عن الله.
و هذا فيه ترويح لقلبه صلوات الله عليه , مما كان يخامره من إعراضهم , و يحرص عليه من إيمانهم.
(هو أهل التقوى و أهل المغفرة) هو أهل أن يُخاف منه و يتقى عقابه , و يؤمن به و يطاع , و أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه و أناب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 03:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة المزّمل
و هي مكية و آياتها عشرون آية
(يأيها المزّمل) أي المتزمل. أي المتلفف في ثيابه. و هنا خوطب صلى الله عليه و سلم بحكاية حاله وقت نزول الوحي , ملاطفة و تأنيسا و تنشيطا للتشمر لقيام الليل.
(قم الليل إلا قليلا) أي صلِّ في الليل إلا قليلا و ذلك بحكم الضرورة للإستراحة , و مصالح البدن و مهماته التي لا يمكن بقاؤه بدونها.
(نصفه أو انقص منه قليلا أو زِد عليه) أي: أمرناك أن تقوم نصف الليل بزيادة قليلة أو نقصان قليل , لا حرج عليك في ذلك.
فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ربِّه , فقام مع أصحابه حتى تورمت أقدامهم. ثم خفف الله تعالى عنهم و نزل آخر هذه السورة بالرخصة في ترك القيام الواجب و بقي الندب و الإستحباب.
فقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها لما سألت عن قيام رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقالت لسّائل: ألست تقرأ " يأيها المزّمل "؟ قال: بلى. قالت: " فإن الله عزّ و جلّ افترض قيام الليل في أوّل هذه السورة , فقام نبيُّ الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه حولا , و أمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السّماء حتّى أنزل الله في آخر هذه السّورة التّخفيف , فصار قيام الليل تطوّعا بعد فريضة ".
(و رتّل القرآن ترتيلا) أي: اقرأه على تمهل , فإنه يكون عونا على فهم القرآن و تدبره. قال الزمخشري: تريل القرآن قراءته على ترسل و تُؤدة , بتبيين الحرف , و إشباع الحركات ... و أن لا يهذّه هذّا , و لا يسرده سردا. قال ابن مسعود: لا تهذّوا القرآن هذّ الشعر , و لا تنثروه نثر الدقل. قفوا عند عجائبه , و حرّكوا به القلوب , و لا يكن همَّ أحدكم آخر السورة.
قالت حفصة رضي الله عنها: " و كان يقرأ – أي النبي صلى الله عليه و سلم – بالسُّورة فيرتِّلها حتَّى تكون أطول من أطول منها " رواه مسلم.
و عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: " كانت مدًا , ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم , يمد بسم الله , و يمد الرحمن , و يمد الرحيم " رواه البخاري.
و عن أم سلمة قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقطِّع قراءته , يقرأ: الحمد لله ربّ العالمين , ثم يقف , الرحمن الرحيم , ثم يقف " رواه الترمذي و صححه الألباني. و قد استدل بالآية على أن الترتيل و التدبُّر , مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها , لأن المقصود من القرآن فهمه و تدبُّره , و الفقه فيه , و العمل به.
(إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا) أي نوحي إليك هذا القرآن الثقيل. فإنه ثقيل مهيب ذو تكاليف العمل بها ثقيل , إنها فرائض وواجبات , أعلمه ليوطن نفسه على العمل و يهيئها لحمل الشريعة علما و عملا و دعوة.
(إنّ ناشئة الليل هي أشدّ وطئا و أقوم قيلا) إن قيام الليل أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن من جعل السمع يواطئ القلب على فهم معاني القرآن و تدبُّرها , بخلاف النهار , فإنه لا يحصل به هذا المقصود , لأنه وقت انتشار الناس و لغط الأصوات و أوقات المعاش.
(إنّ لك في النّهار سبحا طويلا) يخبر تعالى رسوله بأن له في النهار أعمالا تشغله عن قراءة القرآن فلذا أرشده إلى قيام الليل و ترتيل القرآن لتفرغه من عمل النهار.
(و اذكر اسم ربّك) أي دم على ذكره ليلا نهارا. قال الزمخشري: و ذكر الله يتناول كل ما كان من ذكر طيب: تسبيح و تهليل و تكبير و تمجيد و توحيد و صلاة و تلاوة قرآن , و دراسة علم , و غير ذلك مما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستغرق به ساعات ليله و نهاره.
(و تبتّل إليه تبتيلا) أخلص له العبادة , و اصرف له طلبك لكل حاجة من أمر دينك أو دنياك.
(ربُّ المشرق و المغرب لا إله إلاّ هو فاتخذه وكيلا) أي: هو المالك المتصرف في المشارق و المغارب و ما يكون فيها , الذي لا تنبغي العبادة إلا له و لا تصح الألوهية إلا له. و كما أفردته بالعبادة فأفرده بالتوكل في كل ما يهمك فإنه يكفيك و هو على كل شيء قدير.
(و اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا) يقول تعالى آمرًا رسوله صلى الله عليه و سلم بالصبر على ما يقوله من كذبه من سفهاء قومه – كقولهم هو ساحر و شاعر و كاهن و مجنون و ما إلى ذلك – و أن يهجرهم هجرا لا عِتاب معه و لا أذية فيه و بالإعراض عن مكافأتهم بالمثل , كما قال تعالى " و دَعْ أذاهم و توكّل على الله ".
(و ذرني و المكذّبين) أي: دعني و إيّاهم , و كِلْ أمرهم إليّ , فإن بي غنية عنك في الإنتقام منهم.
(أولي النّعمة) أي: أصحاب النعمة و الغنى , الذين طغوا حين وسّع الله عليهم من رزقه , و أمدهم من فضله كما قال تعالى " كلاّ إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ".
(و مهّلهم قليلا) أي: تمهل عليهم زمانا و لا تستعجل فإني كافيكهم , قال تعالى " نُمتّعهم قليلا ثمّ نضطّرهم إلى عذاب غليظ ".
(إنّ لدينا أنكالا و جحيما و طعاما ذا غصّة و عذابا أليما) أي: عندنا للمكذبين بك في الآخرة قيودا من حديد و نارا مستعرة محرقة , و طعاما ذا غصّة لمرارته و بشاعته , و كراهة طعمه و ريحه الخبيث المنتن , فلا يستسيغه آكله و هو مع كل هذا ينشب في الحلق فلا يدخل و لا يخرج. و عذابا موجعا مفظعا.
(يوم ترجف الأرض و الجبال) أي: تضطرب و ترتجّ بالزلزال.
(و كانت الجبال كثيبا مهيلا) أي: تصير ككثبان الرمل بعدما كانت حجارة صماء , ثم إنها تنسف نسفا فلا يبقى منها شيء إلا ذهب , حتى تصير الأرض مستوية لاشيء فيها منخفض و لاشيء فيها مرتفع.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة المزمل
(إنّا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم) بما تعملون في الدنيا لتجزوا بها في الآخرة.
(كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) و هو موسى بن عمران عليه السلام.
(فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا و بيلا) فلما كذّب فرعون موسى و طغى و استكبر أخذناه أخذا ثقيلا شديدا غليظا. لهذا احذروا – قريش خاصة و الناس عامة – أنتم أن تكذبوا هذا الرسول – و هو محمد صلى الله عليه و سلم – فيصيبكم ما أصاب فرعون , حيث أخذه الله أخذ عزيز مقتدر , كما قال تعالى " فأخذه الله نكال الآخرة و الأولى " , و أنتم أولى بالهلاك و الدمار إن كذبتم , لأن رسولكم أشرف و أعظم من موسى بن عمران.
(فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) أي: فكيف يحصل لكم الفكاك و النجاة من يوم القيامة , اليوم المهيل أمره , العظيم قدره , الذي يشيب الولدان , و تذوب له الجمادات العظام.
(السماء منفطر به) أي: منشقة بسبب أهوال يوم القيامة.
(كان وعده مفعولا) أي يوم القيامة واقعا لا محالة , و كائنا لا محيد عنه , لأن وعده تعالى متحقق و لابد.
(إن هذه تذكرة) إن هذه الآيات المشتملة على ذكر القيامة و أهوالها موعظة لمن اعتبر بها و اتّعظ.
(فمن شاء اتّخذ إلى ربه سبيلا) أي: طريقا موصلا إليه , و ذلك باتباع شرعه , فإنه قد أبانه كل البيان , و أوضحه غاية الإيضاح , و في هذا دليل على أن الله تعالى أقدر العباد على أفعالهم , و مكَّنهم منها , لا كما يقوله الجبرية: إن أفعالهم تقع بغير مشيئتهم , فإن هذا خلاف النقل و العقل.
(إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك) يخبر تعالى رسوله بأنه يعلم ما يقومه من الليل هو و طائفة من أصحابه و أنهم يقومون أحيانا أقل من ثلثي الليل و يقومون أحيانا النصف و الثلث.
(و الله يقدّر الّيل و النهار) أي يجعلهما على مقادير يجريان عليها , فتارة يعتدلان , و تارة يزيد أحدهما في الآخر , و بالعكس مما يشق لأجله المواظبة على قيامه بما علمه منكم.
(علم أن لن تحصوه) أي: لن تطيقوا ضبط ساعاته فيشق عليكم قيام أكثره تحريا منكم لما هو المطلوب.
(فتاب عليكم) أي: عاد عليكم باليسر و رفع الحجر , فنسخ قيام الليل الواجب , و بقي المستحب يؤدى و لو بركعتين في أي جزء من الليل و كونهما بعد صلاة العشاء أفضل.
(فاقرءوا ما تيسّر من القرآن) أي: صلوا من الليل ما تيسر. و عبر عن الصلاة بالقراءة , كما قال تعالى " و لا تجهر بصلاتك " أي بقراءتك.
(علم أن سيكون منكم مرضى و آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله و آخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيّسر منه) أي: علم أن سيكون من هذه الأمة ذووا أعذار في ترك قيام الليل , من مرضى لا يستطيعون ذلك , و مسافرين في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب و المتاجر , و آخرين مشغولين بما هو الأهم في حقهم من الغزو في سبيل الله , فقوموا بما تيسر عليكم منه.
هذه الآية – بل السورة كلها – مكية و لم يكن القتال شُرع بعد , فهي من أكبر دلائل النبوة , لأنه من باب الإخبار بالمغيبات المستقبلية.
(و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة) أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم , و آتوا الزكاة المفروضة. و هذا يدل لمن قال: إن فرض الزكاة نزل بمكة , لكن مقادير النّصب و المخرج لم تُبين إلا بالمدينة , و الله أعلم.
(و أقرضوا الله قرضا حسنا) أنفقوا في سبيل الله أموالكم طيبة بها نفوسكم فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء و أوفره , كما قال " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ". و يدخل في هذا الصدقة الواجبة و المستحبة , ثم حث على عموم الخير و أفعاله.
(و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا و أعظم أجرا) و ما تقدموا لأنفسكم من سائر العبادات فرضها و نفلها , و سائر أفعال الخير تجدوه عن الله يوم القيامة هو خيرا و أعظم أجرا , فالحسنة بعشر أمثالها , إلى سبعمائة ضعف , إلى أضعاف كثيرة , و أن مثقال ذرة من الخير في هذه الدار , يقابله أضعاف أضعاف الدنيا , و ما عليها في دار النعيم المقيم , من اللذات و الشهوات , و أن الخير و البر في هذه الدنيا , مادة الخير و البر في دار القرار , و بذره و أصله و أساسه.
(و استغفروا الله إنّ الله غفور رحيم) أي سلوه غفران ذنوبكم فإنه غفور رحيم لمن استغفره و تاب إليه و أناب.
و في الأمر بالإستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة و الخير , فائدة كبيرة , و ذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أمر به , إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص , فأمر بترقيع ذلك بالإستغفار , فإن العبد يذنب آناء الليل و النهار , فمتى لم يتغمده الله برحمته و مغفرته , فإنه هالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الجنّ
و هي مكية و عدد آياتها ثمان و عشرون آية
قال المهايميّ: سميت بها لاشتمالها على تفاصيل أقوالهم في تحسين الإيمان , و تقبيح الكفر , مع كون أقوالهم أشد تأثيرا في قلوب العامة , لتعظيمهم إياهم.
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: " ما قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم على الجنّ و ما رآهم , انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , و قد حيل بين الشيّاطين و بين خبر السّماء , و أُرسلت عليهم الشُّهب , فرجعت الشياطين إلى قومهم , فقالوا: مالكم؟ قالوا: حيل بيننا و بين خبر السّماء , و أُرسلت علينا الشهب , قالوا: ما ذاك إلاّ من شيء حدث , فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا و بين خبر السماء؟ فانطلقوا يضربون مشارق الأرض و مغاربها , فمرّ النفر الذي أخذوا نحو تُِهامة , و هو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ , و هو يصلي بأصحابه صلاة الفجر , فلمّا سمعوا القرآن استمعوا له , و قالوا: هذا الذي حال بيننا و بين خبر السماء , فرجعوا إلى قومهم , فقالوا: يا قومنا إنّا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنّا به و لن نشرك بربّنا أحدا , فأنزل الله عزّ وجل على نبيّه محمد صلى الله عليه و سلم (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من الجنّ) " رواه مسلم.
(قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجنّ) أي: أعلن للناس يا رسولنا أن الله قد أوحى إليك خبرا مفاده أن عددا من الجن ما بين الثلاثة و العشرة قد استمعوا إلى قراءتك للقرآن الكريم.
(فقالوا إنّا سمعنا قرءانا عجبا) أي: لما رجعوا إلى قومهم أخبروهم أنهم سمعوا كتابا جامعا للحائق الإلهية و الكونية و الأحكام و المواعظ , و جميع ما يحتاج إليه في أمر الدارين , و أن هذا الكتاب عباراته فصيحة غزيرة لا تناسبه عبارة الخلق , و لا تدخل تحت قدرتهم.
(يهدي إلى الرشد) يهدي إلى الحق و الصواب.
(فآمنّا به و لن نشرك بربّنا أحدا) و في هذا تعريض بسخف البشر الذين عاش الرسول بينهم إحدى عشر سنة يقرأ عليهم القرآن بمكة و هم به كارهون له مصرون على الشرك , و الجن بمجرد أن سمعوه آمنوا به و حملوا رسالته إلى قومهم.
(و أنّه تعالى جد ربنّا ما اتخذ صاحبة و لا ولدا) أي تعالى ملك ربنا و سلطانه و قدرته و عظمته أن يكون ضعيفا ضعف خلقه , الذين تضطرهم الشهوة إلى اتخاذ زوجة , أو وقاع شيء يكون منه الولد. و إنما نسب إليه ذلك المفترون.
(و أنه كان يقول سفيهنا على الله شططا) و أنه كان يقول جاهلنا على الله قولا جائرا عن الصواب , متعديا للحد – و هو نسبة الصاحبة و الولد إليه – و ما حمله على ذلك إلا سفهه و ضعف عقله.
(و أنّا ظننا أن لن تقول الإنس و الجن على الله كذبا) و إنّا كنّا نظن أن الإنس و الجن لا يكذبون على الله و لا يقولون عليه إلا الصدق , و قد علمنا الآن أنهم يكذبون على الله و يقولون عليه ما لم يقله و ينسبون إليه ما هو منه براء.
(و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا) أنه كان رجال من الناس إذا نزلوا واديا أو مكانا موحشا من البراري , يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان , أن يصيبهم بشيء يسوؤهم , فلما رأت الجن أن الإنس يستعيذون بهم من خوفهم منهم , زادتهم ذعرا و تخويفا حتى تبقوا أشد منهم مخافة و أكثر تعوذا بهم.
قال مقاتل: أول من تعوذ بالجن قوم من اليمن من بني حنيفة ثم فشا في العرب فلما جاء الإسلام عاذوا بالله و تركوهم.
قالت خولة بنت حكيم: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من نزل منزلا , ثم قال: أعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شرّ ما خلق , لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " رواه مسلم.
(و أنّهم ظنُّوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا) قال ذلك النفر من الجن لقومهم إن الإنس ظنوا كما ظننتم أيها الجن أن لن يبعث الله رسولا إلى خلقه يدعوهم إلى توحيده و ما فيه سعادتهم.
(و أنّا لمسنا السماء) أي تطلبنا بلوغ السماء و استماع كلام أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فوجدناها مُلئت حرسا شديدا و شُهبا) أي: وجدنا السماء حفظت من سائر أرجائها بملائكة أقوياء يحرسونها و شهبا نارية يرمى بها كل مسترق للسمع منا.
(و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) أي: كنا نقعد من السماء أماكن معينة لنسترق السمع و نتلقف من أخبار السماء ما شاء الله , أما الآن فمن يريد أن يفعل ذلك يجد له شهاب نار قد رصد له , لا يتخطاه و لا يتعداه , بل يمحقه و يهلكه.
و قد كانت الكواكب يُرمى بها قبل ذلك , و لكن ليس بكثير بل في الأحيان بعد الأحيان , كما في حديث ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في نفر من أصحابه إذ رُمي بنجم فاستنار , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ما كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهليَّة إذا رأيتموه؟ " قالوا: كنّا نقول: يموت عظيم أو يولد عظيم , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " فإنَّه لا يُرمى به لموت أحد و لا لحياته و لكنّ ربَّنا عزَّ و جل إذا قضى أمرا سبَّح له حملة العرش ثمّ سبَّح أهل السّماء الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح إلى هذه السماء , ثم سأل أهل السّماء السادسة أهل السماء السابعة: ماذا قال ربُّكم؟ قال: فيُخبرونهم ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السّماء الدنيا و تختطف الشياطين السمع فيُرمون فيقذفونه إل أوليائهم فما جاؤوا به على وجهه فهو حق , و لكنَّهم يُحرِّفونه و يزيدون " رواه الترمذي و صححه الألباني.
(و أنّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربُّهم رشدا) الأمر الذي قد حدث في السماء , لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم خير؟ و هذا من أدبهم في العبارة حيث أسندوا الشر إلى غير فاعل , و الخير أضافوه إلى الله عز و جل , و قد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: " و الشر ليس إليك " لكن لما استمعوا إلى القرآن علموا أنه أريد بهم الخير و الصلاح , و ذلك ببعثة نبيّ كريم يرشد إلى الحق.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الجن
(و أنّا منا الصالحون و منّا دون ذلك) أي منّا المسلمون العاملون بطاعة الله , و منّا فساق و فجار و كفار.
(كُنّا طرائق قداد) أي: طرائق متعددة مختلفة و آراء مختلفة , فكان منهم اليهودي و النصراني و المجوسي , و لما جاء الإسلام أصبح منهم المسلم و أصبح من المسلمين قدرية و مرجئة و خوارج و رافضة و شيعة , لأنهم تابعون للناس في معتقداتهم و أقوالهم و أعمالهم.
(و أنّا ظننّا أن لن نعجز الله في الأرض و لن نعجزه هربا) أي: نعلم أن قدرة الله حاكمة علينا , و أن نواصينا بيده , فلن نعجزه في الأرض , و لن نعجزه إن هربنا و سعينا بأسباب الفرار و الخروج عن قدرته , لا ملجأ منه إلا إليه.
(و أنّا لما سمعنا الهدى آمنّا به) لما سمعنا القرآن الكريم الذي يهدي إلى الطريق المستقيم , و عرفنا هدايته و إرشاده , أثّر في قلوبنا فآمنّا به و صدّقنا بأنه حق من عند الله.
(فمن يؤمن بربّه , فلا يخاف بخسا و لا رهقا) فمن يؤمن بربّه إيمانا صادقا لا يخاف أن يُنقص من حسناته أو إثما يضاف إلى سيئاته و يعاقب به و هو لم يرتكبه في الدنيا , كما قال تعالى " فلا يخاف ظُلما و لا هضما ".
(و أنّا منّا المسلمون و منّا القاسطون) منّا المسلمون , و منّا الكافرون الجائرون عن طريق الحق.
(فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) فمن انقاد لله تعالى بطاعته و خلص من الشرك به , فقد أصابوا طريق الحق , الموصل لهم إلى الجنة و نعيمها.
(و أمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) أي: توقد بهم و تستعر عليهم و على الكافرين الجائرين أمثالهم من الإنس.
(و ألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا) و أن لو استقام المشركون على الإيمان و التوحيد و الطاعة لله و لرسوله , لوسعنا عليهم أرزاقهم , و كثرنا لهم أموالهم. قال تعالى " و لو أنهم أقاموا التّوراة و الإنجيل و ما أُنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم ". و قال " و لو أن أهل القرى آمنوا و اتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء و الأرض ".
(يُتْبَعُ)
(/)
و تجوز بالماء الغدق , و هو الكثير , عما ذكر , لأنه أصل المعاش و سعة الرزق , و لعزة وجوده بين العرب. أو لأن غيره يعلم منه بالأولى.
(لنفتنهم فيه) أي: لنختبرهم و نمتحنهم في ذلك الخير الكثير , أيشكرون أو يكفرون؟ ثم إن شكروا زادهم , و إن كفروا سلبهم و عذبهم.
(و من يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذابا صعدا) أي: من أعرض عن ذكر الله , الذي هو كتابه , فلم يتبعه و ينقذ له , بل غفل عنه و لهي , فإنه سوف يعذب عذابا شاقا شديدا موجعا مؤلما.
(و أنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) أي: إن المساجد التي هي أعظم محال العبادة لم تبنى إلا ليذكر فيها الله تعالى وحده , فلا يعبد فيها غيره , أو يشرك معه في العبادة , و لا يسأل فيها غيره أو يشرك معه في المسألة.
(و أنّه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) لما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو الناس إلى ربّهم اجتمعت الإنس و الجن عليه ليطفئو دعوته , فأبى الله تعالى إلا أن ينصره و يُمضي دعوته و يظهره على من عاداه.
(قل إنما أدعوا ربي و لا أشرك به أحدا) أي: قال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم لما آذوه و خالفوه و كذبوه و تظاهروا عليه , ليبطلوا ما جاء به من الحق و اجتمعوا على عداوته , إنما أعبد ربي وحده لا شريك له , و أستجير به و أتوكل عليه.
(قل إنّي لا أملك لكم ضرّا و لا رشدا) أي: إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ , و عبد من عباد الله ليس إليّ من الأمر شيء في هدايتكم و لا ضلالكم , بل المرجع في ذلك كله إلى الله عز و جل , يضل من يشاء و يهدي من يشاء.
(قل إنّي لن يجيرني من الله أحد) أي: لو عصيت الله تعالى فإنه لا يقدر أحد على إنقاذي من عذابه.
(و لن أجد من دونه ملتحدا) و لن أجد من غيره ملتجأ ألتجأ إليه.
(إلاّ بلاغا من الله و رسالاته) أي: لا أملك لكم ضرّا و لا رشدا إلا بلاغا من الله و رسالته , فإني أبلغكم عنه ما أمرني به و أرشدكم إلى ما أرسلني به من الهدى و الخير و الفوز.
(و من يعصي الله و رسوله فإنّ له نار جهنّم خالدين فيها أبدا) و من يعصي الله بالشرك به , و برسوله بتكذيبه و عدم اتباعه فيما جاء به فإن له جزاء شركه و تكذيبه و جحده نار جهنم خالدين فيها أبدا , لا محيد لهم عنها , و لا خروج لهم منها.
(حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا و أقلّ عددا) حتى إذا رأى هؤلاء المشركون من الجن و الإنس ما يوعدون من عذاب يوم القيامة , فسيعلمون يومئذ أنه لا ناصر لهم بالكلية , و أنهم هم أقل عددا من جنود الله عز و جل.
(قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا) أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم أن يقول للمشركين المطالبين بالعذاب استخفافا و عنادا و تكذيبا , أن يقول لهم ما أدري أقريب ما و عدكم ربكم من العذاب حيث يحل بكم عاجلا أم يجعل له ربي غاية و أجلا بعيدا يعلمه هو و لا يعلمه غيره.
(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا , إلا من ارتضى من رسول) و هذه كقوله تعالى " و لا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء ". فإن الله تعالى وحده يعلم الغيب و الشهادة , و إنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا من ارتضى من رسول فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به , و هذا يعم الرسول الملكي و البشري.
(فإنه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا) أي: حرسا من الملائكة يحفظونه من تخاليط الشياطين و وساوسهم , حتى يبلغ ما أمر به من غيبه و وحيه.
(ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) ليعلم الرسول صلى الله عليه و سلم أن الرسل من قبله قد بلغت رسالات ربها لما أحاطها تعالى به من العناية حتى إنه إذا جاءه الوحي كان معه ملائكة يحمونه من الشياطين حتى لا يسمعوا خبر السماء فيبلغوه أولياءهم من الإنس , فتكون فتنة في الناس.
(و أحاط بما لديهم) أي: و أحاط الله بما لدى الملائكة و الرسل علما.
(و أحصى كل شيء عددا) أي: و أحصى عدد كل شيء لسعة علمه سبحانه و تعالى , فلا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة نوح
و هي مكية و عدد آياتها ثمان و عشرون آية
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المهايميّ: سميت به لاشتمالها على تفاصيل دعوته و أدعيته.
(إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم) يقول تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام أنه أرسله إلى قومه , رحمة لهم و إنذارا لهم من عذاب الله الأليم , خوفا من استمرارهم على كفرهم , فيهلكهم الله هلاكا أبديا , و يعذبهم عذابا سرمديا.
(قال يا قوم إنّي لكم نذير مبين) أي: أخوفكم من عواقب كفركم بالله و شرككم به.
(أن اعبدوا الله و اتّقوه و أطيعون) أي: اعبدوا الله وحده و لا تشركوا به شيئا و اتقوه فلاتعصوه بترك عبادته و لا بالشرك به , و أطيعون فيما آمركم به و أنهاكم عنه لأني مبلغ عن الله ربي و ربكم , و لا آمركم إلا بما يكملكم و يسعدكم و لا أنهاكم إلا عما يضركم و لا يسركم.
(يغفر لكم من ذنوبكم و يؤخركم إلى أجل مسمّى) إذا فعلتم ما أمرتكم به و صدقتم ما أرسلت به إليكم , غفر الله لكم ذنوبكم – و بالتالي يحصل لهم النجاة من العذاب , و الفوز بالثواب – و يمد في أعماركم و يدرأ عنكم العذاب الذي إن لم تنزجروا عما أنهاكم عنه , أوقعه بكم.
(إنّ أجل الله إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون) إن العذاب الذي كتبه على من كذب و تولى محقق غير مؤخر فلو كنتم من أهل العلم و النظر لأنبتم إلى ربكم فتبتم إليه و استغفرتموه.
(قال ربّ إني دعوت قومي ليلا و نهارا) قال نوح عليه السلام - بعد أن بذل غاية الجهد في دعوة قومه , و ضاقت عليه الحيل , في تلك المدة الطويلة التي هي ألف سنة إلا خمسين عاما - و هو يشكو إلى ربّه إني دعوة قومي إلى عبادتك و توحيدك ليل نهار , و ذلك امتثالا لأمرك و ابتغاءً لطاعتك.
(فلم يزدهم دعائي إلاّ فرارا) أي: كلما دعوتهم إلى الإيمان بك و عبادتك وحدك , فرُّوا مني و من الحق الذي أرسلتني به.
(و إني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم) و إنما كلما دعوتهم ليؤمنوا بك و يتوبوا إليك لتغفر لهم سدوا آذانهم لئلا يسمعوا ما أدعوهم إليه – كما أخبر تعالى عن كفار قريش " و قال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن و الغوا فيه لعلكم تغلبون " – و تغطوا بثيابهم من كراهة النظر إلى وجه من ينصحهم في الدين , و بُعدا عن الحق و بغضا له.
(و أصروا و استكبروا استكبارا) أي: استمروا على ما هم فيه من الشرك و الكفر العظيم الفظيع , و تعاظموا عن الإذعان للحق و قبول ما دعوتهم إليه من النصيحة.
(ثم إني دعوتهم جهارا ثم إنّي أعلنت لهم و أسررت لهم إسرارا) ثم إني دعوتهم إلى توحيدك في عبادتك و إلى ترك الشرك فيها مرة بعد مرة , على وجوه متنوعة , ما بين مجاهرة و إظهار بلا خفاء , و ما بين إعلان و صياح بهم , و ما بين إسرار فيما بيني و بينهم في خفاء , و هذه المراتب أقصى ما يمكن للآمر بالمعروف , و الناهي عن المنكر أن يقوم بها.
(فقلت استغفروا ربكم إنّه كان غفّارا) أي: ارجعوا إليه و ارجعوا عما أنتم فيه و توبوا إليه من قريب , فإنه من تاب إليه تاب عليه , و لو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر و الشرك.
(يرسل السماء عليكم مدرارا) أي نزل عليكم المطر متتابعا , يروي الشعاب و الوهاد , و يحيي البلاد و العباد.
(و يمددكم بأموال و بنين) أي: يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا و أولادكم.
(و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا) أي: و جعل لكم بساتين فيها أنواع الثمار , و خللها بالأنهار الجارية بينها.
(ما لكم لا ترجون لله وقارا) أي: أي شيء جعلكم لا ترون لله عظمة إذ تشركون معه ما لا يسمع و لا يبصر , فلا تخافون من بأسه و نقمته.
(و قد خلقكم أطوارا) أي خلقكم حالا بعد حال , فطورا نطفة , و طورا علقة , و طورا مضغة .. و هكذا طورا بعد طور. و مقتضى علم ذلك شدة الرهبة من بطشه و أخذه , لعظيم قدرته.
(ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا) أي: كل سماء فوق الأخرى.
(و جعل القمر فيهنّ نورا و جعل الشّمس سراجا) ففاوت بينهما في الإستنارة , فجعل كلا منهما أنموذجا على حدة , ليعرف الليل و النهار بمطلع الشمس و مغيبها , و قدر القمر منازل و بروجا , و فاوت نوره , فتارة يزداد حتى يتناهى ثم يشرع في النقص حتى يستسر , ليدل على مضي الشهور و الأعوام , كما قال تعالى " هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدّره منازل لتعلموا عدد السّنين و الحساب ما خلق الله ذلك إلاّ بالحقّ يفصّل الآيات لقوم يعلمون ".
(و الله أنبتكم من الأرض نباتا) إذ أصلكم من تراب , و النطف أيضا من الغذاء المكون من التراب , ثم خلقتكم تشبه النبات و هي على نظامه في الحياة و النماء.
(ثم يعيدكم فيها) أي: في الأرض بعد الموت فتدفنون فيها.
(و يخرجكم إخراجا) أي: يوم القيامة يعيدكم كما بدأكم أول مرة.
(و الله جعل لكم الأرض بساطا) أي: مفروشة مبسوطة صالحة للعيش فيها و الحياة عليها.
(لتسلكوا منها سُبلا فجاجا) أي: خلقها لكم لتستقروا عليها و تسلكوا فيها أين شئتم , من نواحيها و أرجائها و أقطارها.
و كل هذا مما ينبههم به نوح عليه السلام على قدرة الله و عظمته في خلق السماوات و الأرض , و نعمه عليهم فيما جعل لهم من المنافع السماوية و الأرضية , فهو الخالق الرازق , جعل السماء بناءً , و الأرض مهادا , و أوسع على خلقه من رزقه , فهو الذي يجب أن يعبد و يوحد و لا يشرك به أحد , لأنه لا نظير له و لا عديل له , و لا ندّ و لا كفء , و لا صاحبة و لا ولد , و لا وزير و لا مشير , بل هو العلي الكبير.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 06:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء .... جعله ربي في ميزان حسناتك
واصل بارك الله فيك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 09:08]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم و بارك فيكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 11:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة نوح ...
(قال نوح ربّ إنهم عصوني) أي: قال عليه السلام شاكيا لربه: إن هذا الكلام و الوعظ ما نجع فيهم و لا أفاد , فقد خالفوا أمري و ردُّوا عليّ ما دعوتهم إليه من الهدى و الرشاد.
(و اتّبعوا من لم يزده ماله و ولده إلاّ خسارا) و اتّبعوا كبراءهم و أغنياءهم و أهل الترف فيهم , أهل المال و الجاه , المعرضين عن الحق , الذين غرَّتهم أموالهم و أولادهم , فهلكوا بسببهما , و خسروا سعادة الدارين.
(و مكروا مكرا كُبّارا) أي: مكروا مكرا كبيرا بليغا بأتباعهم في تسويلهم لهم بأنهم على الحق و الهدى , كما يقولون لهم يوم القيام " بل مكر اللّيل و النّهار إذ تأمروننا أن نّكفر بالله و نجعل له أنداد ".
(و قالوا لا تذرن آلهتكم و لا تذرنّ ودًّا و لا سُوَاعا و لا يغوث و يعوق و نسرا) أي: قالوا لبعضهم البعض متواصين بالباطل , ألاّ تَدعوا عبادة آلهتكم , ثم سموا منها رؤساءها و هم خمسة: ود و سواع و يغوث و يعوق و نسر. قال ابن عباس: " و هي أسماء رجال صالحين من قوم نوح , فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا , و سمُّوها بأسمائهم. ففعلوا , فلم تُعبد , حتّى إذا هلك أولئك , و تنسَّخ العلم عُبدت " رواه البخاري.
و قال ابن جرير: " كان من خبرهم - فيما بلغنا - من محمد بن قيس قال: كانوا قوما صالحين من بني آدم , و كان لهم أتباع يقتدون بهم , فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم. فصورهم. فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم , و بهم يسقون المطر , فعبدوهم ".
قال قتادة: كانت آلهة تعبدها قوم نوح , ثم عبدتها العرب بعد ذلك.
(و قد أضلّوا كثيرا) يعني: الأصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقا كثيرا , فإنه استمرت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب و العجم و سائر صنوف بني آدم. و قد قال إبراهيم عليه السلام في دعائه " و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام , ربّ إنّهن أضللن كثيرا من الناس ".
(و لا تزد الظالمين إلا ضلالا) هذا دعاء من نوح عليه السلام على قومه بعد أن أيس من إيمانهم و عدم هدايتهم لطول ما مكث بينهم يدعوهم و هم لا يزدادون إلا كفرا و ضلالا.
(ممّا خطيئاتهم أغرقوا) من كثرة ذنوبهم و عتوهم و إصرارهم على كفرهم و مخالفتهم رسولهم أغرقوا بالطوفان فلم يبق منهم أحد.
(فأدخلوا نارا) أي: بمجرد ما يغرق الشخص و تخرج روحه يدخل النار في البرزخ.
(فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) أي: لم يكن لهم معين و لا مُغيث و لا مُجير ينقذهم من عذاب الله كقوله " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ".
(و قال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا) أي: لا تترك على وجه الأرض منهم أحدا. قال ابن جرير: " يعنى ب " الديّار " من يدور في الأرض فيذهب و يجيء فيها ". فاستجاب الله له , فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه , و قال " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء , قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم , و حال بينهما الموج فكان من المغرقين ".
(إنّك إن تذرهم يضلّوا عبادك) إنك إن أبقيت منهم أحدا أضلوا عبادك , أي: الذين تخلقهم بعدهم.
(و لا يلدوا إلاّ فاجرا كفّارا) أي: لا يلدون إلا من يفجر عن دينك و يكفر بك و برسولك. و إنما قال نوح عليه السلام ذلك , لأنه مع كثرة مخالطتهم , و مزاولته لأخلاقهم , و طول المدة التي مكثها بينهم - ألف سنة إلا خمسين عاما - علم بذلك نتيجة أعمالهم , لا جرم أن الله استجاب دعوته , فأغرقهم أجمعين , و نجى نوحا و من معه من المؤمنين.
(ربّ اغفر لي و لوالديّ) قال ابن جرير: أي رب اعف عني , و استر عليّ ذنوبي و على والديّ.
(و لمن دخل بيتي مؤمنا) قال ابن جرير: أي و لمن دخل مسجدي و مصلاي , مصليا مؤمنا بواجب فرضك عليه. قال ابن كثير: و لا مانع من حمل الآية على ظاهرها , و هو أنه دعا لكل من دخل منزله و هو مؤمن.
(و للمؤمنين و المؤمنات) دعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات , و ذلك يعم الأحياء منهم و الأموات , و لهذا يستحب مثل هذا الدعاء , اقتداء بنوح عليه السلام , و بما جاء في الآثار , و الأدعية المشروعة.
(و لا تزد الظالمين إلا تَبارا) أي: و لا يزد الظالمين إلا خسارا و هلاكا في الدنيا و الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 11:38]ـ
بارك الله فيك .. جزاك الله خيرا ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 10:04]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لكم أخي الكريم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة المعارج
و تسمى سورة " سأل سائل ". و هي مكية و آيها أربع و أربعون.
(سأل سائل بعذاب واقع) أي دعا داعٍ من الكفار و هو النضر بن الحارث و من وافقه من المشركين أن يصيبهم العذاب – على وجه التعجيز و الإمتحان - , فقالوا: " اللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ". فبشرهم الله تعالى بأن ذلك العذاب واقع لا محالة.
(واقع , للكافرين) مُرصد مُعَدّ للكافرين.
(ليس له دافع) أي: ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل , من متمردي المشركين , أحد يدفعه قبل نزوله , أو يرفعه بعد نزوله.
(من الله ذي المعارج) أي: صاحب العلو و الدرجات و مصاعد الملائكة و هي السماوات.
(تعرج الملائكة و الروح إليه) أي: تصعد الملائكة و جبريل إلى الله تعالى.
(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) أي يصعدون من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السماوات السبع في يوم مقداره خمسون ألف سنة بالنسبة لصعود غير الملائكة من الخلق.
(فاصبر صبرا جميلا) أي: اصبر يا محمد على تكذيب قومك لك , و استعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه , و استمر على أمر الله , و ادع عباده إلى توحيده , فإن الصبر على ذلك خيرا كثيرا.
(إنهم يرونه بعيدا) وقوع العذاب و قيام الساعة يراه الكفرة مستحيل الوقوع , لأنهم أصلا يكذبونا بالبعث و النشور.
(و نراه قريبا) أي: المؤمنون يعتقدون كونه قريبا , و إن كان له أمد لا يعلمه إلا الله , عز و جل , لكن كل ما هو آت فهو قريب و واقع لا محالة.
يقول تعالى: العذاب واقع بالكافرين (يوم تكون السماء كالمهل) أي: تذوب كذائب النحاس , و الرصاص المذاب , من تشققها , و بلوغ الهول منها كل مبلغ.
(و تكون الجبال كالعهن) أي: كالصوف المنفوش – في الخفة و الطيران بالريح – ثم تكون بعد ذلك هباء منثورا , فتضمحل. فإذا كان هذا القلق و الإنزعاج لهذه الأجرام الكبيرة الشديدة , فما ظنك بالعبد الضعيف الذي قد أثقل ظهره بالذنوب و الأوزار؟ أليس حقيقا , أن ينخلع قلبه و ينزعج لبه , و يذهل عن كل أحد؟ و لهذا قال:
(و لا يسأل حميم حميما) أي: لا يسأل قريب قريبا عن شأنه – مع أنه يراه في أسوأ الأحوال – لشغله بشأن نفسه.
(يبصرونهم) أي: يعرّفون أقرباءهم , و مع ذلك يفر بعضهم من بعض.
(يودُّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه , و صاحبته و أخيه , و فصيلته التي تُؤويه , و من في الأرض جميعا ثمّ يُنجيه , كلا) لما يرى المجرم الذي حق عليه العذاب هول يوم القيامة و هول ما ينتظره من عذاب أليه , يتمنى أن لو يفتدي نفسه – من ذلك العذاب – ببنيه الذين هم حُشاشة كبده , و محل شفقته , و زوجته التي هي أحب إليه , و أخيه الذي يستعين به في النوائب , و عشيرته التي تضمه إليها في الشدائد , بل و يفتدي بأهل الأرض جميعا لينجي نفسه من سوء المصير. لكن لا ينفع ذلك و لا يقبل , فقد حقّت كلمة ربك على الذين فسقوا أن لهم عذاب عظيم.
(إنّها لظى) إنّ النار التي وُعد بها المجرمون من لهب خالص , شديد الحرارة.
(نزّاعة للشّوَى) أي: تنزع جلدة رأس المجرمين بشدة و قوة فيظل الرأس عظم بلا جلد , ثم " و إن يستغيثوا يُغاثُ بماء كالمهل يشوي الوجوه " فيسقط لحم الوجه , فيبقى هيكلا عظميا لا لحم و لا جلد عليه كما قال تعالى " كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ". * قاله الشيخ عبد العظيم بدوي *.
(تدعو من أدبر و تولّى , و جمع فأوعى) أي: تدعو النار إليها – بلسان طلق ذلق – من أدبر عن طاعة الله و رسوله , فكذبه بقلبه , و ترك العمل بجوارحه. و من جمع المال بعضه على بعض فأوعاه , و منع حق الله منه من الواجب عليه في النفقات و من إخراج الزكاة. ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم البشرى]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ...... ورزقك الفردوس الاعلي قرب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في ميزان حسناتك ان شاء الله
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 03:43]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 08:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة المعارج
(إن الإنسان خُلق هلوعا) أي قليل الصبر , شديد الحرص , كما بيّنه بقوله (إذا مسّه الشّر جزوعا) إذا أصابه الضر , من فقر أو مرض , أو ذهاب محبوب له , من مال أو أهل أو ولد , فزع و جزع و انخلع قلبه من شدة الرعب , و أيس أن يحصل له بعد ذلك خير.
(و إذا مسّه الخير منوعا) و إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره , و منع حق الله فيها.
(إلاّ المصلين , الذين هم عن صلاتهم دائمون) أي: الإنسان من حيث هو متصف بصفات الذم إلا من عصمه الله و وفقه , و هداه إلى الخير و يسر له أسبابه , و هم المصلون , المداومون عليها في أوقاته بشروطها و مكملاتها.
(و الذين في أموالهم حقٌّ معلوم , للسائل و المحروم) أي: في أموالهم نصيب مقرر لذوي الحاجات , من زكاة و صدقة. فتُبدَل تلك الأموال للسّائل الذي يطلب الصدقة و للذي لا يطلبها حياءً و تعفّفا.
(و الذين يصدِّقون بيوم الدين) أي: يوقنون بالمعاد و الحساب و الجزاء , فهم يعملون عمل من يرجو الثواب و يخاف العقاب. و التصديق بيوم الدين , يلزم منه التصديق بالرسل , و بما جاؤوا به من الكتب.
(و الذين هم مّن عذاب ربّهم مُّشفقون) قال ابن جرير: أي وَجِلون أن يعذبهم في الآخرة , فهم من خشية ذلك لا يضيّعون له فرضا , و لا يتعدّون له حدّا.
(إنّ عذاب ربّهم غير مأمون) أي: لا يأمنه أحد ممن عقل عن الله أمره إلا بأمان من الله تبارك و تعالى.
(و الذين هم لفروجهم حافظون) أي: يكفونها عن الحرام و يمنعونها أن توضع في غير ما أذن الله فيه , فلا يطؤون بها وطأً محرما , من زنى , أو لواط , أو وطءٍ في دبر , أو حيض , و نحو ذلك , و يحفظونها أيضا من النظر إليها و مسها , ممن لا يجوز له ذلك , و يتركون أيضا , وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة.
(إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) من الجواري و الإماء.
(فإنهم غير ملومين) في إتيان أزواجهم و جواريهم اللاائي ملكوهنّ بالجهاد أو الشراء الشرعي.
(فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) فمن إلتمس لفرجه منكحا غير زوجته , أو ملك يمينه , فأولئك هم الظالمون الذين تجاوزوا الحلال إلى الحرام فكانوا بذلك معتدين ظالمين. فدلت بذلك هذه الآية على تحريم نكاح المتعة , لكونها غير زوجة مقصودة , أو ملك يمين.
(و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون) أي: مراعون لها , حافظون مجتهدون على أدائها و الوفاء بها , و هذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد و بين ربه , كالتكاليف السرية , التي لا يطلع عليها إلا الله , و الأمانات التي بين العبد و بين الخلق , في الأموال و الأسرار , و كذلك العهد , شامل للعهد الذي عاهد عليه الله , و العهد الذي عاهد عليه الخلق , فإن العهد يسأل عنه العبد , هل قام به و وفاه , أو رفضه و خانه فلم يقم به؟
(و الذين هم بشهاداتهم قائمون) أي لا يكتمون ما استشهدوا عليه , قال تعالى " و من يكتمها فإنّه آثم قلبه " , و لكنهم يقومون بأدائها حيث يلزمهم أداؤها , غير مغيّرة و لا مبدّلة.
(و الذين هم على صلاتهم يُحافظون) على مواقيتها و أركانها و واجباتها و مستحبّاتها , فافتتح الكلام بذكر الصلاة و اختتمه بذكرها , فدل على الإعتناء بها و التنويه بشرفها.
(أولئك في جنّات مكرمون) أولئك المطبقون لهذه الصفات – السابق ذكرها – الناجحون فيها , في جنّات مكرمون بأنواع الملاذ و المسار , التي تشتهيها الأنفس و تلذ بها الأعين , و هم فيها خالدون.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 05:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة المعارج
(يُتْبَعُ)
(/)
(فمال الذين كفروا قبلك مهطعين , عن اليمين و عن الشمال عزين) يخبر تعالى مقبحا سلوك المشركين إزاء رسوله صلى الله عليه و سلم , منكرا عليهم فعلهم و إعراضهم فيقول: ما لهؤلاء الكفار الذين عندك يا محمد مسرعين نافرين منك متفرقون عنك , شاردون يمينا و شمالا فرقا فرقا , و شيعا شيعا , كما قال تعالى: " فما لهم عن التّذكرة معرضين كأنّهم حمرة مستنفرة فرّت من قسورة ".
(أيطمع كلّ امرئ مّنهم أن يُدخل جنّة نعيم) بأي سبب يطمع هؤلاء الكفار في جنّة النعيم , و هم لم يقدموا سوى الكفر , و الجحود برب العالمين.
(كلاّ) لن يتحقق طمعهم , فليس الأمر بأمانيهم , و لن يدركوا ما يشتهون بقوتهم التي يتصورون , بل مأواهم نار الجحيم و لهم العذاب الأليم.
(إنّا خلقناهم مما يعلمون) أي: من المني الضعيف , كما قال: " ألم نخلقكم مّن مّاء مّهين " , و قال: " فلينظر الإنسان ممّ خلق , خُلق من مّاء دافق , يخرج من بين الصّلب و التّرائب ". فهم ضعفاء لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا , و لا موتا و لا حياة و لا نشورا. و تذكيرهم بهذا الأمر إزدراءً بهم و تهكم من حالهم إذ يجادلون و يعاندون و هم مخلقون من نطفة مذرة.
(فلا أقسم بربّ المشارق و المغارب إنّا لقادرون على أن نّبدّل خيرا منهم و ما نحن بمسبوقين) أقسم الله عز و جل بربوبيته للمشارق و المغارب على قدرته باستخلاف قوم خير منهم , فإن ذلك لا يعجزه تعالى لكمال قدرته و قوة استطاعته , كما قال تعالى: " و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " و قال تعالى: " ألم ترى أن الله خلق السماوات و الأرض بالحق إن يشأ يذهبكم و يأتي بخلق جديد و ما ذلك على الله بعزيز ". و قال: " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله , و الله هو الغني الحميد , إن يشأ يذهبكم و يأتي بخلق جديد و ما ذلك على الله بعزيز ". كما قاله الشيخ عبد العظيم بدوي.
(فذرهم يخوضوا و يلعبوا) أي: يا محمد دعهم في تكذيبهم و كفرهم و عنادهم.
(حتّى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) فإن الله قد أعد لهم فيه من النكال و الوبال ما هو عاقبة خوضهم و لعبهم.
(يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنّهم إلى نُصُب يوفضون) أي: يقومون من القبور إذا دعاهم الرب تبارك و تعالى , لموقف الحساب , مجيبين لدعوته مسرعين إليها , كأنّهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب إذا عاينوه , يبتدرون , أيهم يستلمه أولا.
(خاشعة أبصارهم) من الخزي و الهوان.
(ترهقهم ذِلّة) تغشاهم ذلّة من هول ما حاق بهم.
(ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) و هو اليوم الذي كانوا يوعدون بالعذاب فيه و هو يوم القيامة الذي أنكروه و كذبوا به. ها هو ذا قد حصل فليتجرعوا غصص الندم و ألوان العذاب.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 03:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الحاقة
هي مكية و آياتها ثنتان و خمسون
(الحاقة) هي من أسماء يوم القيامة , لأن فيها يتحقّق الوعد و الوعيد.
(ما الحاقة) " ما " إسم إستفهام مستعمل في التهويل و التعظيم و المعنى: الحاقة أمر عظيم لا يدرك كنهه.
(و ما أدراك ما الحاقة) أي: تأكيدا لتفخيم شأنها , و عظيم أمرها , و جسيم هولها.
(كذّبت ثمود و عاد بالقارعة) كذّبت ثمود – و هم القبيلة المشهورة , سكان الحجر , الذين أرسل الله إليهم رسوله صالحا عليه السلام – , و عاد - و هم سكان حضر موت , أرسل الله إليهم رسوله هود عليه السلام – بالساعة التي تقرع الناس بأهوالها و هجومها عليهم.
(فأمّا ثمود فأهلكوا بالطاغية) و هي الصيحة – و هي أشبه بصيحة النفخ في الصور – العظيمة الفظيعة , التي انصدعت منها قلوبهم , و زهقت لها أرواحهم فأصبحوا موتى لا يُرى إلا مساكنهم و جثثهم.
(و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) أي: بريح شديدة العصوف و البرد , متجاوزة الحد المعروف في الهبوب و البرودة , لها صوت أبلغ من صوت الرعد القاصف.
(سخّرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما) أي: سلطها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام متتابعات بلا انقطاع , فدمّرتهم و أهلكتهم.
(فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية) فترى القوم في تلك الليالي و الأيام هلكى موتى ساقطين على الأرض كأنهم أصول نخل ساقطة فارغة ليس في أجوافها شيء.
(فهل ترى لهم باقية) أي: هل تحس منهم من أحد من بقاياهم أو ممن ينتسب إليهم؟ بل بادوا عن آخرهم و لم و لم يجعل الله لهم خَلَفًا.
(و جاء فرعون و من قبله) من الأمم المكذبة , كقوم نوح و عاد و ثمود.
(و المُؤْتَفِكات) و هي قرى قوم لوط , التي قلبها الملَكُ فجعل عاليها سافلها.
(بالخاطئة) فالجميع – فرعون و نوح و عاد و قوم لوط ... – جاؤوا بالفِعلة الطاغية , و هي الكفر و التكذيب , و الظلم و المعاندة و ما انضمّ إلى ذلك من أنواع الفواحش و الفسوق.
(فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية) كل من هؤلاء كذّب الرسول الذي أرسله الله إليهم – و من كذّب رسول الله فقد كذّب بجميع الرسل , كما قال تعالى " كذّبت قوم نوح المرسلين ". " كذّبت عاد المرسلين ". " كذّبت ثمود المرسلين " – فأخذ الله الجميع أخذة عظيمة شديدة أليمة , زائدة على الحد و المقدار الذي يحصل به هلاكهم.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[15 - Jan-2009, مساء 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يرضى عليكم يا عبد الحيّ.
أجدتم و أفدتم كثيرا.
واصلو عملكم المتميّز و هو صدقة جارية ان شاء الله.
بارك الله فيكم.
دمتم بودّ.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 06:42]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 06:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الحاقة
(إنّا لمّا طغا الماء) زاد على الحد بإذن الله و ارتفع على الوجود. و هو ماء الطوفان الذي أهلك الله به قوم نوح.
(حملناكم في الجارية) و هي السفينة الجارية عل وجه الماء , حُمِل فيها نوح و الذين آمنوا معه , فنجو من الطوفان الذي أهلك فيه كل المكذبين المخالفين.
قال ابن جرير: خاطب الذين نزل فيهم القرآن , و إنما حمل أجدادهم نوحا و ولده , لأن الذين خوطبوا بذلك , ولد الذين حُملوا في الجارية , فكان حمل الذين حملوا فيها من الأجداد , حملا لذريتهم.
(لنجعلها لكم تذكرة) أي: لنجعل تلك الفعلة التي هي إنجاء المؤمنين , و إغراق الكافرين , آية و عبرة تذكرون بها صدق وعده في نصر رسله , و تدمير أعدائه.
و يَصْلُح عَوْدُ ضمير " لنجعلها " على السفينة , فيكون المعنى: و أبقينا لكم من جنسها ما تركبون على تيار الماء في البحار – كما قال تعالى: " و جعل لكم من الفلك و الأنعام ما تركبون , لتستووا على ظهوره ثمّ تذكرون نعمة ربّكم إذا استويتم عليه ". و قال تعالى: " و آية لهم أنّا حملنا ذريّتهم في الفلك المشحون , و خلقنا لهم من مثله ما يركبون " – لتذَّكروا أول سفينة صنعت , و ما قصتها , و كيف نجّى الله عليها من آمن به و اتبع رسوله , و أهلك أهل الأرض كلهم , فإن جنس الشيء مذكّر بأصله.
(و تعيها أذن واعية) و تحفظ هذه العظة أذن حافظة لا تنسى ما هو حق و خير من المعاني , و هذا بخلاف أهل الإعراض و الغفلة , و أهل البلادة و عدم الفطنة , فإنهم ليس لهم انتفاع بآيات الله , لعدم وعيهم عن الله , و فكرهم بآيات الله.
يتبع ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jan-2009, مساء 07:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الحاقة
(فإذا نُفخ في الصّور نفخة واحدة) أي: فإذا نفخ إسرافيل في الصور الذي هو البوق أو القرن النفخة الأول , و هي نفخة الصعق.
(و حُملت الأرض و الجبال فدكّتا دكّة واحدة) أي: رفعتا و ضربتا ببعضهما من شدة الزلازل , فصارت هباء منبثا.
و في توصيف النفخة بالوحدة تعظيم لها , و إشعار بأن المؤثر لدك الأرض و الجبال و خراب العالم , هي وحدها , غير محتاجة إلى أخرى.
(فيومئذ وقعت الواقعة) أي: قامت القيامة.
(و انشقت السّماء فهي يومئذ واهية) أي: أي: انصدعت و تمزقت حتى صارت مسترخية ضعيفة القوة.
(و الملك على أرجائها) أي الملائكة الكرام على جوانب السماء و أركانها.
(و يحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية) و يحمل عرش الرحمن يوم القيامة فوقهم – أي فوق الملائكة الذين هم على أرجاء السماء – يومئذ ثمانية من الملائكة.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أُذِنََ لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش: بُعْدُ ما بين شحمة أذنه و عنقه بخفق الطير سبعمائة عام ". رواه أبو داود و صححه الألباني.
(يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) أي: يوم القيامة تعرضون على ربكم للحساب و الجزاء , فلا يخفى عليه شيء من أموركم , بل هو عالم بالظواهر و السرائر و الضمائر.
يتبع ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 08:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الحاقة
(فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) بعد مجيء الربّ تبارك و تعالى لفصل القضاء يوم القيامة تُعْطى الكتب , فمن آخذ كتابه بيمينه – و هم الفائزون – و من آخذ كتابه بشماله – و هم الهالكون - , فأما من أوتي كتابه بيمينه يفرح بنجاته و فوزه , حتى يقول من شدة السعادة لكل من لقيه , خذوا اقرءوا كتابيه , لأنه يعلم أن الذي فيه خير و حسنات محضة , لأنه ممّن بَدَّل الله سيئاته حسنات.
(إنّي ظننت أنّي ملاق حسابيه) أي: قد كنت موقنا في الدنيا أن يوم القيامة و الحساب و الجزاء كائن لا محالة , فأعددت له عدته من الإيمان و العمل الصالح.
(فهو في عيشته راضية) أي: جامعة لما تشتهيه الأنفس , و تلذ الأعين , وقد رضوها , و لم يختاروا عليها غيرها.
(في جنّة عالية) أي: رفيعة قصورها , حسان حورها , نعيمة دورها , دائم حبورها. و قد ثبت في صحيح البخاري: " أن الجنّة مائة درجة , ما بين كل درجتين كما بين المساء و الأرض ".
(قطوفها دانية) أي: ثمرها وجناها , من أنواع الفواكه , قريبة , سهلة التناول على أهلها , يتناولها أحدهم , و هو نائم على سريره.
(كلوا و اشربوا هنيئا لكم بما أسلفتم في الأيّام الخالية) أي: كلوا و اشربوا من كل طعام لذيذ , و شراب شهيّ , من غير مكدّر و لا منغص , و هذا الجزاء و النعيم حصل لكم بما قدمتم من الأعمال الصالحة , و ترك الأعمال السيئة.
فهذه الأعمال جعلها الله تعالى سببا فقط لدخول الجنة , و إلا فقد ثبت في الصحيحين , عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: " اعملوا و سدّدوا و قاربوا و اعلموا أن أحدا منكم لن يدخِلَه عمله الجنة " قالوا: و لا أنت يا رسول الله؟ قال: " و لا أنا , إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه و فضل ".
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الحاقة
(و أما من أوتي كتابه بشماله) هذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في عرصات القيامة بشماله و وراء ظهره. و هو كتاب سيئاته من الشرك و المعاصي كبيرها و صغيرها.
(فيقول ياليتني لم أوت كتابيه و لم أدر ما حسابيه) بعد نظره في كتابه الذي أخذه بشماله , و ما يلوح له فيه من السيئات , يتمنى لو أنه لم يعطى كتابه و لم يدر ما حسابه , و ذلك من عظم ما يشاهد من شدة الحساب و شناعته.
(ياليتها كانت القاضية) قال ابن جرير: أي ياليت الموتة التي متّها في الدنيا كانت هي الفراغ من كل ما بعدها , و لم يكن بعدها حياة و لا بعث. قال قتادة: تمنى الموت , و لم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه.
(ما أغنى عني ماليه , هلك عنّي سلطانيه) أي: لم يدفع عني مالي و لا جاهي عذاب الله و بأسه , بل خلص الأمر إليّ وحدي , فلا معين لي و لا مجير.
(خذوه فغلّوه , ثمّ الجحيم صلّوه) يأمر الله تعالى الزبانية أن تأخذه بعنف و شدّة , و أن تضمّ يديه إلى عنقه بالأغلال , ثم تدخله إلى جهنم و تغمره فيها.
(ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) ثم في سلسلة – من سلاسل الجحيم و هي في غاية الحرارة – ذَرعها – عن ابن عباس و ابن جرير: بذراع الملَك – سبعون ذراعا.
" فاسلكوه " أي أدخلوه فيها , فتدخل من فمه و تخرج من دبره كسلك الخرزة في الخيط.
(إنّه كان لا يؤمن بالله العظيم) أي: كان كافرا بربه , معاندا لرسله , رادًّا ما جاؤوا به من الحق.
(و لا يحضّ على طعام المسكين) أي: ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء و المساكين , فلا يطعمهم من ماله , و لا يحض غيره على إطعامهم , لعدم الوازع في قلبه , و ذلك لأن مدار السعادة و مادتها أمران: الإخلاص لله , الذي أصله الإيمان بالله , و الإحسان إلى الخلق , بوجوه الإحسان , الذي من أعظمها , دفع ضرورة المحتاجين , بإطعامهم ما يتقوتون به , و هؤلاء لا إخلاص و لا إحسان , فلذلك استحقوا ما استحقوا.
(فليس له اليوم ها هنا حميم) أي ليس له يوم القيامة من ينقذه من عذاب الله , لا قريب أو صديق ينتفع به فيدفع عنه العذاب أو يخففه , أو شفيع يطاع , فينجيه من عذاب الله , و يفوز بثواب الله , قال تعالى " ما للظالمين من حميم و لا شفيع يطاع ".
(و لا طعام إلاّ من غسلين) و ليس له طعام إلا من غسلين و هو صديد أهل النار , الذي هو في غاية الحرارة , و نتن الريح , و قبح الطعم و مرارته. قال قتادة: هو شر طعام أهل النار.
(لا ياكله إلاّ الخاطئون) لا يأكل هذا الطعام الذميم إلا الذين أخطؤوا الصراط المستقيم , و سلكوا سبل الجحيم , فلذلك استحقوا العذاب الأليم.
يتبع ..
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 07:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم وأرجو أن تستمر في عرض التفسبر
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 02:27]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بار ك الله فيكم و أحسن إليكم , و نسأله تعالى التيسير و السداد
ـ[النيلوفر]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 07:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجزل لك الله العطاء أخي الكريم وجعل ما تطبعه لنا يداك كي تفيدنا منه في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:32]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اللهم أمين و إياكم
أحسن الله إليكم و بارك فيكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة الحاقة
(يُتْبَعُ)
(/)
(فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون , إنّه لقول رسول كريم) أقسم الله تعالى لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على كماله في أسمائه و صفاته , و ما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم – قال الرازي: و هذا القسم يعم جميع الأشياء على الشمول , لأنها لا تخرج من قسمين: مبصر و غير مبصر , فشمل الخالق و الخلق , و الدنيا و الآخرة , و العالم العلويّ و السفليّ , و هكذا – إن القرآن كلامُه و وحيه و تنزيله على عبده و رسوله , الذي اصطفاه لتبليغ الرسالة و أداء الأمانة , و هو محمد صلى الله عليه و سلم.
(و ما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون , و لا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون) نزه الله رسوله الكريم عما رماه به أعداؤه , من أنه شاعر أو ساحر , و أن القرآن ليس من الشعر لمخالفته له نظما و معنى , و أنه أيضا ليس بكلام الكهان لملازمته للصدق و الحق و الهدى , و أن الذي حملهم على ذلك , عدم إيمانهم , و تذكرهم , فلو آمنوا و تذكروا , لعلموا ما ينفعهم و يضرهم.
(تنزيل من رب العالمين) هذا القرآن الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم تنزيل من رب العالمين , لا يليق أن يكون قول البشر , بل هو كلام دال على عظمة من تكلم به , و جلالة أوصافه , و كمال تربيته لعباده , و علوه فوق عباده.
(و لو تقول علينا بعض الأقاويل) لو كان محمد صلى الله عليه و سلم كما يزعمون مفتريا علينا , فزاد في الرسالة أو نقص منها , أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا , و ليس كذلك , لعاجلناه بالعقوبة , و لهذا قال:
(لأخذناه منه باليمين) قيل: معناه: لانتقمنا منه باليمين , لأنها أشد في البطش. و قيل: لأخذنا منه بيمينه. قال الزمخشري: المعنى لو ادّعى علينا شيئا لم نقله لقتلناه صبرا , كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم , معاجلة بالسخط و الإنتقام. فصوّر قتل الصبر بصورته ليكون أهول , و هو أن يؤخذ بيده , و تضرب رقبته. و خص اليمين عن اليسار , لأن القاتل إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره , و إذا أراد أن يوقعه في جِيده , و أن يكفحه بالسيف , و هو أشد على المصبور , لنظره إلى السيف , أخذ بيمينه.
(ثم لقطعنا منه الوتين) قال ابن عباس: " و هو نياط القلب , و هو العرق الذي القلب معلق فيه ". إذا انقطع , مات الإنسان منه.
(فما منكم من أحد عنه حاجزين) أي: ليس أحد منكم يحجزنا عنه , و يحول بيننا و بين عقوبته , لو تقوَّل علينا.
و المعنى في هذا: بل هو صادق بار راشد , لأن الله عز و جل , مقرر له ما يبلغه عنه , مؤيد له بالمعجزات الباهرات و الدلالات القاطعات.
(و إنّه لتذكرة للمتقين) و إن القرآن عظة لمن يتقي عقاب الله بالإيمان به و حده , و ما نزل من عنده.
(و إنّا لنعلم أنّ منكم مّكذبين) مع هذا البيان و الوضوح , سيوجد منكم من يكذب بالقرآن. و هذا فيه تهديد و وعيد للمكذبين. فإنه سيعاقبهم على تكذيبهم بالعقوبة البليغة.
(و إنّه لحسرة على الكافرين) فإنهم لما كفروا به , و رأوا ما وعدهم به , تحسروا إذ لم يهتدوا به , و لم ينقادوا لأمره , ففاتهم الثواب , و حصلوا على أشد العذاب , و تقطعت بهم الأسباب.
(و إنّه لحق اليقين) أي – القرآن -: الخبر الصدق الحق الذي لا مرية فيه , و لا شك و لا ريب.
(فسبّح باسم ربك العظيم) أي: نزهه عما لا يليق بجلاله , و قدّسه بذكر أوصاف جلاله و جماله و كماله , و ادأب على الدعوة إليه وحده , و إلى ما أوحاه إليك. فالعاقبة لك , و لمن اتبعك من المؤمنين.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 10:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة القلم
مكية و آياتها اثنتان و خمسون آيه , و تعرف بسورة " ن "
(ن) هذا أحد الحروف المقطعة نحو ق , ص , حم , الله أعلم بمراده به.
(و القلم و ما يسطرون) يقسم الله تعالى بالقلم , و هو إسم جنس شامل للأقلام , التي يكتب بها أنواع العلوم , و يسطر بها المنثور , و المنظوم. و ذلك أن القلم و ما يسطرون به من أنواع الكلام , من آيات الله العظيمة , التي تستحق أن يقسم الله بها.
و قال آخرون: بل المراد ها هنا بالقلم الذي أجراه الله بالقدر حين كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرضين بخمسين ألف عام , و أوردوا في ذلك الأحاديث الواردة في ذكر القلم.
(ما أنت بنعمة ربك بمجنون) أي: لست , و لله الحمد , بمجنون , كما يقول الجهلة من قومك , و المكذبون بما جئتهم به من الهدى و الحق المبين. بل أنت قد مَنَّ الله عليك بالعقل الكامل , و الرأي الجزل , و الكلام الفصل , الذي هو أحسن ما جرت به الأقلام , و سطره الأنام.
(و إنّ لك لأجرا غير ممنون) إن لك الأجر العظيم , و الثواب الجزيل الذي لا ينقطع و لا يبيد على إبلاغك رسالة ربك إلى الخلق , و صبرك على أذاهم , ثم بسبب ما قدمه من أعمال صالحة , و أخلاق كريمة , و قدوة حسنة , و ما سنّه من طرق الخير , إذ من سنّ سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم الدين.
(و إنك لعلى خلق عظيم) قال ابن جرير: أي أدب عظيم , و ذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به , و هو الإسلام و شرائعه. قالت عائشة رضي الله عنها: " كان خلقه القرآن " رواه مسلم. فصار امتثال القرآن أمرا و نهيا , سجيةٌ له , و خلقا تطَبَّعَه , و ترك طبعه الجبِلِّي , فمهما أمره القرآن فعله , و مهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جَبَله الله عليه من الخلق العظيم , من الحياء و الكرم و الشجاعة , و الصفح و الحلم , و كل خلق جميل.
قال الرازي: و هذا كالتفسير لقوله " بنعمة ربّك " و الدلالة القاطعة على براءته مما رمي به , لأن الأخلاق الحميدة , و الأفعال المرضية , و الفصاحة التامة , و العقل الكامل , و البراءة من كل عيب , و الإتصاف بكل مكرمة , كانت ظاهرة منه , و إذا كانت ظاهرة و محسوسة فوجودها ينافي حصول الجنون. فكذب من أضافه إليه و ضل , بل هو الأحرى بأن يرمى بما قذف به.
و هذه الآيات الثلاث هي جواب القسم الذي جاء في أول السورة.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 09:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة القلم
(فستبصر و يبصرون , بأيكم المفتون) أي: فستعلم يا محمد , و سيعلم مخالفوك و مكذبوك يوم القيامة – حين يتميز الحق من الباطل – من الضال المفتون , هل أنت – و حاشاك – أم هم؟. و بما أنه قد تبيّن لنا أنه صلى الله عليه و سلم أهدى الناس , و أكملهم لنفسه و لغيره , فإن أعداءه و مخالفوه سيكونون أضل النّاس , و شر النّاس للنّاس , و أنهم هم الذين فتنوا عباد الله , و أضلوهم عن سبيله. و هذه الآية كقوله تعالى: " سيعلمون غذا من الكذّاب الأشر " , و كقوله: " و إنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مّبين ".
(إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين) أي: هو يعلم تعالى أي الفريقين منكم و منهم هو المهتدي , و يعلم الحزب الضال عن الحق.
و في هذا الخبر تعزية لرسول الله صلى الله عليه و سلم و تسلية له ليصبر على دعوة الله , و فيه تهديد و وعيد للمشركين المكذبين , فكون الله تعالى أعلم من كُل أحد بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين , معناه أنه سيعذب حسب سنّته الضال و سيرحم المهتدي.
(فلا تطع المكذبين) أي: بناءً على أنك أيها الرسول مهتد و قومك ضالون فلا تطع هؤلاء الضالين المكذبين بالله و لقائه و بك و بما جئت به من الدين الحق , فإنهم ليسوا أهلا لأن يطاعوا , لأنهم لا يأمرون إلا بما يوافق أهواءهم , و هم لا يريدون إلا الباطل , فالمطيع لهم مُقْدِم على ما يضره , و هذا عام في كل مكذب , و في كل طاعة ناشئة عن التكذيب , و إن كان السياق في شيء خاص , و هو أن المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه و سلم أن يسكت عن عيب آلهتهم و دينهم , و يسكتوا عنه.
(ودوا لو تدهن فيدهنون) و مما يؤكد لك عدم مشروعية طاعتهم فيما يطالبون و يقترحونه عليك أنهم تمنوا و أحبوا لو تلين لهم و توافقهم على بعض ما هم عليه , إما بالقول أو بالفعل أو بالسكوت عن آلهتهم , و بالمقابل يلينون لك و يكفوا عن أذيتك بترك السبّ و الشتم.
يتبع ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 02:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة القلم
(و لا تطع كلّ حلاّف مهين) بعدما نهاه عن إطاعة الكافرين عامة نهاه عن طاعة كل من كان كثير الحلف – فإنه لا يكون كذلك إلا و هو كذاب , و ذلك أن الكاذب لضعفه و مهانته إنما يتقى بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى , و استعمالها في كل وقت في غير محلها – بالباطل حقير خسيس النفس.
قال الزمخشري: و كفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف , و مثله قوله تعالى: " و لا تجعلوا الله عُرْضة لأيمانكم ".
(همّاز) أي: يطعن في أعراض الناس بما يكرهون , بالغيبة و الإستهزاء , و غير ذلك.
(مشّاء بنميم) و هو الذي يمشي بين الناس بالنميمة , و هي: نقل كلام بعض الناس لبعض , لقصد الإفساد بينهم , و إلقاء العداوة و البغضاء. و قد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال: " إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير , أما أحدهما فكان لا يستتر من البول , و أما الآخر فكان يمشي بالنميمة ... ". و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لا يدخل الجنّة قتَّات " أي نمَّام. رواه البخاري و مسلم.
(منّاع للخير) أي: يبخل بالمال أشدّ البخل.
(معتد) أي: ظالم للناس , معتدٍ على أموالهم و أنفسهم.
(أثيم) أي: كثير الإثم و الذنوب المتعلقة في حق الله تعالى.
(عُتلّ بعد ذلك) أي: غليظ الطبع , شرس الخلق قاس غير منقاد للحق. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ألا أخبركم بأهل النّار؟ كلّ عُتُلٍّ جوّاظ مستكبر " رواه البخاري.
(زنيم) روى البخاري عن ابن عباس " عتلّ بعد ذلك زنيم " قال: رجل من قريش له زنمة , مثل زنمة الشاة. و معنى هذا: أنه كان مشهورا بالسوء , الذي يعرف به من بين الناس , كشهرة الشاة ذات الزنمة من بين إخواتها. و الزنيم في لغة العرب: هو الدعيُّ في القوم , الملصق فيهم بالنسب , و هو ليس منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(أن كان ذا مال و بنين , إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) أي: لأجل كثرة ماله و ولده , طغى و استكبر عن الحق , حتى حمله ذلك على التكذيب بآيات الله , فإذا تليت عليه و سمعها قال: أساطير الأولين , ردًّا لها و وصفها بأنها أكذوبة مسطرة و مكتوبة من أساطير الأمم الماضية.
(سنسمه على الخرطوم) أي: نجعل له علامة شر و قبح يُعرف بها مدى حياته تكون بمثابة من جُدع أنفه أو وُسم على أنفه فكل من رآه استقبح منظره.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 01:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة القلم
(إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمُنَّها مصبحين) إنّا امتحنا كفار مكة بالمال و الولد و الجاه و السيادة , فلم يشكروا نعم الله عليهم بل كفروا بها بتكذيبهم رسولنا و إنكارهم توحيدنا فأصبناهم بالقحط و القتل لعلهم يتوبون , كما امتحنا أصحاب الجنة – و هي البستان المشتمل على أنواع الثمار و الفواكه – إذ حلفوا فيما بينهم – حين زهت ثمار تلك الجنة و أينعت , و آن وقت قطافها , و جزموا أنها في أيديهم و طوع أمرهم , و أنه ليس ثَمّ مانع يمنعهم منها – ليقطعن و يقطفن ثمارها في الصباح الباكر قبل أن يعلم بهم فقير أو سائل , حتى لا يعطوه شيئا , و بالتالي يتوفر ثمرها عليهم و لا يتصدقوا منه بشيء.
(و لا يستثنون) أي: لم يستثنوا في حلفهم , لم يقولوا " إلا أن يشاء الله ".
(فطاف عليها طائف من ربّك) أي: أصابتها آفة سماوية , فأفسدت الثمار و الزرع , و هذا كله كان بأمر من الله تعالى جزاءا وفاقا.
(و هم نائمون) أي: مستغرقون في سباتهم , غافلون عما يمكر بهم.
(فأصبحت كالصريم) قال ابن عباس: أي كالليل الأسود. و قال الثوري و السدي: مثل الزرع إذا حُصد , أي: هشيما يبسا.
(فتنادوا مصبحين) لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضا ليذهبوا إلى القطاف , و هم لا يعلمون بما جرى لبستانهم في الليل.
(أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين) أي: اخرجوا غدوة متجهين إلى بستانكم , إن كنتم فعلا جادين في قطع ثمارها هذا الصباح.
(فانطلقوا و هم يتخافتون) فذهبوا للقطاف و هم يتناجون فيما بينهم بصوت خافت , حتى لا يفطن لهم فقراء البلد و مساكينها.
(أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين) أي: يقول بعضهم لبعض: لا تمكنوا اليوم فقيرا يدخلها عليكم.
(و غدو على حرد قادرين) أي: غدوا - في هذه الحالة الشنيعة , و القسوة , و عدم الرحمة - متجهين إلى جنتهم , على نشاط و سرعة و جدّ من أمرهم , و هم عازمين جازمين بقدرتهم على القطاف و على منع المساكين من الدخول عليهم , بل إنهم سوف يقطعون الثمار و يحملونها إلى مخازنهم و لا يشعر بهم أحد من الفقراء و المساكين.
(فلما رأوها قالوا إنّا لضالّون , بل نحن محرومون) فلما وصلوا إلى جنتهم و أشرفوا عليها و جدوها محترقة سوداء مظلمة , لا ينتفع بشيء منها , فاعتقدوا أنهم قد أخطؤوا الطريق , و لهذا قالوا – من الحيرة و الإنزعاج – إنّا قد سلكنا إليها غير الطريق فتُهنا عنها , و أن هذه الجنة المحترقة ليست بجنتنا. ثم لمّا تحققوها , و تيقنوا أنها هي , رجعت إليهم عقولهم و رجعوا عما كانوا فيه , و علموا أنهم حُرموا منها , بسبب عزمهم على منع المساكين منها.
(قال أوسطهم) أي: أعدلهم و خيرهم رأيا.
(ألم أقل لكم لولا تسبحون) أي: ألم يسبق لي أن قلت لكم لما عزمتم على منع حق المساكين و لم تستثنوا , فقلت لكم هلا تستثنون؟ فتنزهون الله عما لا يليق به , و من ذلك , ظنكم أن قدرتكم مستقلة , فلولا استثنيتم فقلتم " إن شاء الله " , و جعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئة الله , لما جرى عليكم ما جرى.
(قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين) أي: في ترك استثناء حق المساكين , و منع المعروف عنهم من تلك الجنة. فتابوا بهذا الإعتراف , لكن بعدما وقع العذاب على جنتهم , الذي لا يرفع , و لكن لهل تسبيحهم هذا , و إقرارهم على أنفسهم بالظلم , ينفعهم في تخفيف الإثم و يكون توبة , و لهذا ندموا ندامة عظيمة.
(فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) أي: يلوم بعضهم بعضا على خطئهم في عزمهم على حرمان المساكين , و على عدم الإستثناء في اليمين , فما كان جواب بعضهم لبعض إلا الإعتراف بالخطيئة و الذنب (قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين) أي: اعتدينا و بغينا و طغينا و جاوزنا الحد – في حق الله و حق عباده – حتى أصابنا ما أصابنا.
(عسى ربنا أن يُبْدلنا خيرا منها إنّا إلى ربّنا راغبون) فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرا منها , و وعدوا أنهم سيرغبون إلى الله , و يلحون عليه في الدنيا , فإن كانوا كما قالوا , فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا خيرا منها , لأن من دعا الله صادقا و رغب إليه و رجاه , أعطاه سُؤْله.
ذكر بعض السلف أن هؤلاء – أي أصحاب الجنة – قد كانوا من أهل اليمن , و قيل: كانوا من أهل الحبشة , و كان أبوهم قد خلف لهم هذه الجنة , و كانوا من أهل الكتاب. و قد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة , فكان ما استغله منها يرد فيها ما يحتاج إليها و يدّخر لعياله قوت سنتهم , و يتصدق بالفاضل , فلما مات ورثه بنوه , قالوا: لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئا للفقراء , و لو أنّا منعناهم لتوفر ذلك علينا , فلما عزموا على ذلك عُوقبوا بنقيض قصدهم , فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية , فلم يبق لهم شيء.
(كذلك العذاب) أي: هكذا عذاب من خالف أمر الله , و بخل بما آتاه الله و أنعم به عليه , و منع حق المساكين و الفقير و ذوي الحاجات , و بدل نعمة الله كفرا.
(و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون) و لعذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا , فإن عذاب الدنيا وقته محدود و أجله محدود , أما عذاب الآخرة فإنه أبديّ لا يحول و لا يزول. إذا فإن من علم ذلك , أوجب له الإنزجار عن كل سبب يوجب العذاب و يحل العقاب.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 11:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة القلم
(إن للمتّقين عند ربّهم جنّات النّعيم) لما ذكر تعالى حال أهل الجنة الدنيوية , و ما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله عز و جل , و خالفوا أمره , بين أن لمن اتقاه و أطاعه في الدار الآخرة جنات النعيم التي لا تبيد و لا تفرغ و لا ينقضي نعيمها.
ثم إن الآيات نزلت ردا على المشركين الذين ادعوا متبجحين أنهم إذا بعثوا يوم القيامة يعطون أفضل مما يعطى المؤمنون قياسا منهم على حالهم في الدنيا حين كانوا أغنياء و المؤمنون فقراء. فبين الله تعالى أنهم في هذا مخطئين و أن الجنة و النعيم للمتقين الطائعين , ثم قال سبحانه منكرا على المشركين دعواهم مقرعا مؤنبا إياهم في سبعة إستفهامات إنكارية تقريعية أولها قوله تعالى:
(أفنجعل المسلمين كالمجرمين) أي: أفنساوي بين هؤلاء و هؤلاء في الجزاء؟ كلا و رب الأرض و السماء. فإن حكمته تعالى لا تقتضي أن يجعل المسلمين القانتين لربهم , المنقادين لأوامره , المتبعين لمراضيه كالمجرمين الذين أجرموا على أنفسهم بارتكاب أكبر الكبائر كالشرك و سائر الموبقات , بل إن للمسلمين المؤمنين جنات النعيم , و للكافرين المشركين سواء الجحيم.
(مالكم كيف تحكمون) أي: أي شيء حصل لكم حتى ادعيتم هذه الدعوى؟. و أن من كان ظنه هكذا فإنه قد أساء الحكم , و أن حكمه حكم باطل , و رأيه رأي فاسد.
(أم لكم كتاب فيه تدرسون) أي: أعندكم كتاب جاءكم به رسول من عند الله تقرؤون فيه هذا الحكم الذي حكمتم به لأنفسكم بأنكم تعطون يوم القيامة أفضل مما يعطى المؤمنون؟
(إنّ لكم فيه لما تخيّرون) أي: من الأمور لأنفسكم , و تشتهونه لكم , كقوله تعالى " أم ءاتيناهم كتابا فهم على بيّنات منه " و هذا توبيخ لهم و تقريع فيما كانوا يقولون من الباطل , و يتمنون من الأمانيّ الكاذبة.
(أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون) أي: ألكم عهود موثقة بأيمان لا نتحلل منها إلى يوم القيامة بأن لكم ما حكمتم به لأنفسكم من أنكم تعطون أفضل مما يعطى المؤمنون.
(سلهم أيّهم بذلك زعيم) أي: سلهم يا رسولنا عن زعيمهم الذي يكفل لهم مضمون الحكم الذي يحكمون به لأنفسهم من أنهم يعطون في الآخرة أفضل مما يعطى المؤمنون. و الإستفهام هنا مستعمل للتهكم.
(أم لهم شركاء , فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين) أي: ألهم شركاء موافقون لهم في هذا الذي قالوه يكفلونه لهم؟ فإن كان لهم ذلك فليأتوا بهم إن كانوا صادقين.
إذا بهذه الإستفهامات الإنكارية التقريعية السبعة نفى الله تعالى عنهم كل ما يمكنهم أن يتشبثوا به في تصحي دعواهم الباطلة عقلا و شرعا.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 08:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة القلم
(يوم يكشف عن ساق و يُدعون إلى السّجود فلا يستطيعون) أي: إذا كان يوم القيامة , و انكشف فيه من الأهوال و الزلازل و البلاء و الإمتحان و الأمور العظام , و أتى الله تعالى لفصل القضاء بين عباده و مجازاتهم , فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء , و رأى الخلائق من جلال الله و عظمته ما لا يمكن التعبير عنه , فحينئذ يدعون إلى السجود لله , فيسجد المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله طوعا و اختيارا – في الدنيا - , و يذهب الفجار و المنافقون ليسجدوا , فلا يقدرون على السجود , إذ يكون ظهر أحدهم عظما واحدا لا يستطيعون الإنحناء , كلما أراد أحدهم أن يسجد خرَّ لقفاه , عكس السجود , كما كانوا في الدنيا , بخلاف ما عليه المؤمنون.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يكشف ربّنا عن ساقه , فيسجد له كلّ مؤمن و مؤمنة , فيبقى كلّ من كان يسجد في الدّنيا رياء و سمعة , فيذهب ليسجد , فيعود ظهره طبقا واحدا ". رواه البخاري.
(خاشعة أبصارهم) لا تطرف من شدة الخوف.
(ترهقهم ذلة) في الدار الآخرة تغشاهم ذلة عظيمة بسبب إجرامهم و تكبرهم في الدنيا , فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون) إنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله و توحيده و عبادته و هم سالمون معافون في أبدانهم لا علّة فيهم , فيستكبرون عن ذلك و يأبون.
يتبع ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتمة تفسير سورة القلم
(فذرني و من يكذب بهذا الحديث) يقول الله تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه و سلم: دعني و المكذبين بالقرآن العظيم , و كِلْهُمْ إليّ فإني أكفيكهم. و هذا من بليغ الكناية , كأنه يقول: حسبك انتقاما منهم , أن تكل أمرهم إليّ , و تخلّي بيني و بينهم , فإني عالم بما يجب أن يُفعل بهم , قادر على ذلك.
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) أي: سنكيدهم بالإمهال و إدامة الصحة , و زيادة النعم , من حيث لا يعلمون أنه استدراج , و سبب لهلاكهم , بل يعتقدون أن ذلك من الله كرامة , قال تعالى: " أيحسبون أنّما نمدُّهم به من مال و بنين , نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " , و قال: " فلمّا نسُوا ما ذُكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مُّبلسون ".
(و أُملي لهم إنّ كيدي متين) أي: أمهلهم و أُنسىءُ في آجالهم مدة من الزمان , و ذلك من كيدي و مكري بهم , إن كيدي عظيم لمن خالف أمري , و كذب رسلي , و اجترأ على معصيتي. و في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: " إن الله ليُملي للظالم , حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْهُ ". ثم قرأ: " و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد ".
قال الزمخشري: الصحة و الرزق و المدّ في العمر , إحسان من الله و إفضال , يوجب عليهم الشكر و الطاعة , و لكنهم يجعلونه سببا في الكفر باختيارهم. فلما تدرجوا به إلى الهلاك , وصف النعم بالإستدراج. و قيل: كم من مستدرج بالإحسان إليه , و كم من مفتون بالثناء عليه , و كم من مغرور بالستر عليه.
و سمى إحسانه و تمكينه " كيدا " , كما سماه استدراجا , لكونه في صورة الكيد , حيث كان سببا للتورط في الهلكة. و وصفه بالمتانة لقوة أثر إحسانه في التسبب للهلاك.
(أم تسألهم أجرا فهم من مّغرم مُّثقلون) أي: لم تطلب منهم على الهداية و التعليم مالا , فيثقل عليهم دفعه حتى يثبطهم عن الإيمان , بل إنك تعلمهم و تدعوهم إلى الله , لمحض مصلحتهم راجيا في ذلك ثوابا من عند الله عز و جل. و هم ما كذبوك إلا بمجرد الجهل و الكفر و العناد.
(أم عندهم الغيب فهم يكتبون) أي: ما كان عندهم من الغيوب ما يحكمون به , فيجادلونك بما فيه , و يزعمون أنهم على كفرهم بربهم أفضل منزلة عند الله من أهل الإيمان به , و أنهم مستغنون عن وحيه و تنزيله. فهذا أمر ما كان , و إنما كانت حالهم حال معاند ظالم , فلم يبق إلا الصبر لأذاهم , و التحمل لما يصدر منهم , و الإستمرار على دعوتهم , و لهذا قال: " فاصبر لحكم ربك ".
(فاصبر لحكم ربك) فاصبر يا محمد على أذى قومك لك و تكذيبهم , و اصبر على إمهالهم , و تأخير ظهورك عليهم. و لا يثنيك – هذا و ذاك – عن تبليغ ما أمرت به , بل إمض صابرا عليه , فإن الله سيحكم لك عليه , و يجعل العاقبة لك و لأتباعك في الدنيا و الآخرة.
(و لا تكن كصاحب الحوت إذ نادى و هو مكظوم) أي: لا يُوجد منك يا محمد مثل ما وُجد من رسولنا يونس بن متى عليه السلام من الضجر و الونى عن التبليغ , فتبتلى ببلائه , حيث إنه لم يصبر على قومه الصبر المطلوب منه , فذهب مغاضبا لربه , حتى ركب في البحر , فالتقمه الحوت الذي شرد به في البحار و ظلمات و غمرات اليم , و سماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير , الذي لا يُرَدّ ما أنفذه من التقدير , فحينئذ نادى في الظلمات و هو مغموم مهموم " أنّ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ".
(لولا أن تداركه نعمة من ربّه ,لنُبذ بالعراء و هو مذموم) أي: لولا أن أدركته رحمة الله تعالى حيث ألهمه الله التوبة و وفقه لها , لطرح في العراء – و هي الأرض الخالية – و هو مذموم. لكن لما تاب الله عليه طُرح على ساحل البحر و هو محمود , و صارت حاله أحسن من حاله الأولى و لهذا قال " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ".
(فاجتباه ربه) أي: اختاره و اصطفاه و نقاه من كل كدر , و هذا الإجتباء الثاني , لأن الإجتباء الأول إذ كان رسولا في أهل نينوى و غاضبوه فتركهم ضجرا منهم فعوقب , و بعد العقاب و العتاب اجتباه مرة أخرى و أرسله إلى أهل بلاده بعد ذلك الإنقطاع , قال تعالى: " فنبذناه بالعراء و هو سقيم و أنبتنا عليه شجرة من يقطين و أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين ".
(فجعله من الصالحين) أي: الكاملي الصلاح من الأنبياء و المرسلين.
فامتثل نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أمر ربه , فصبر لحكم ربه صبرا لا يدركه فيه أحد من العالمين.
(و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) و إن يكاد الذين كفروا أن يصيبوك بأعينهم , من حسدهم و غيضهم و حنقهم و بغضهم إياك , لولا وقاية الله لك , و حمايته إياك منهم.
و في هذه الآية دليل على أن العين إصابتها و تأثيرها حق , بأمر الله عز و جل. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في صحيح مسلم: " العين حق , و لو كان شيء سابق القدر سبقت العين ".
(لمّا سمعوا الذكر) أي: القرآن تقرأه عليهم.
(و يقولون إنّه لمجنون) لعدم تمالك أنفسهم من الحسد , و من أجل صرف الناس عنك , و تنفيرهم عن الهدى الذي جئت به.
(و ما هو إلا ذكر للعالمين) و ما هذا القرآن الكريم و الذكر الحكيم , إلا عظة و حكمة و تذكير للإنس و الجن , يتذكرون به مصالح دينهم و دنياهم.
(يُتْبَعُ)
(/)