ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 09:18 م]ـ
أوائل الشعراء
لم يكن لأوائل الشعراء إلا الأبيات القليلة يقولها الرجل عند حدوث الحاجة.
فمن قديم الشعر قول دريد بن نهد القضاعي:
اليَوْمَ يُبْنَى لِدُوَيْدٍ بَيْتُهُ = لَوْ كان للدَّهْرِ بِلًى أَبْلَيْتُهُ
أَوْ كان قِرْنى واحداً كَفَيْتُهُ = يا رُبَّ نَهْبٍ صالِحٍ حَوَيْتُهُ
ورُبَّ عَبْل خَشِن لَوَيْتُهُ
وقال الآخر:
أَلْقَى عَلَىَّ الدَّهْرُ رِجْلاً ويَدَا = والدَّهْرُ ما أَصْلَحَ يوْماً أَفْسَدَا
يُصْلحهُ اليومَ ويُفْسِدُه غَدَا
وقال أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، واسمه منبه ابن سعد، وهو أبو غنى وباهلة والطفاوة:
قالتْ عُمَيْرَةُ ما لِرَأَسِك بَعْدَ ما = نَفدَ الشَّبَابُ أَتَى بلَوْن مُنْكَر
أَعُمَيْرَ إِنَّ أَباكِ شَيَبَ رَأَسَه =مَرُّ الليالِي واخْتِلاَفُ الأَعْصُر
وقال الحرث بن كعب وكان قديماً:
أَكَلْتُ شَبَابي فأَفْنَيْتُهُ = وأَفْنَيْتُ بَعْدَ شُهُور شُهُورَا
ثلاثةُ أَهْلِينَ صاحبْتُهم = فبانُوا وأَصْبَحْتُ شَيخْاً كَبِيرَا
قَلِيلَ الطَّعَامِ عَسِيرَ القيا = مِ قد تَرَكَ القَيْدُ خَطْوِى قَصيَرا
أَبيتُ أُراعي نُجُومَ السماءِ=أُقَلِّبُ أَمْرِى بُطُوناً ظُهُوراً
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:09 م]ـ
تراجم الشعراء
امرؤ القيس بن حجر
هو امرؤ القيس بن حجر بن عمرو الكندي،
وهو من أهل نجد، من الطبقة الأولى. وهذه الديار التي وصفها في شعره كلها ديار بني أسد.
قال لبيد بن ربيعة: أشعر الناس ذو القروح، يعني امرأ القيس.
وملك حجرٌ على بني أسد، فكان يأخذ منهم شيئاً معلوماً، فامتنعوا منه، فسار إليهم فأخذ سرواتهم فقتلهم بالعصى، فسموا عبيد العصا وأسر منهم طائفةً، فيهم عبيد بن الأبرص، فقام بين يدي الملك فقال:
يا عيْنِ ما فاَبْكي بَنِي = أَسَدٍ هُمُ أَهلُ النَّدَامَه
أَهْلَ القِبَابِ الحُمْرِ وال = نَّعَمِ المُؤَبَّلِ والمُدَامَهْ
مَهلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلاً = إِنَّ فيما قُلْتَ آمهْ
في كُلّ وادٍ بَيْنَ يَثْ = رِبَ والقُصُورِ إلى اليمَامَهْ
تَطْرِيبُ عانٍ أَوْ صِيَا = حُ مُحَرَّقٍ وزُقَاءُ هامَهْ
أَنْتَ المَلِيك عليهمُ = وهُمُ العَبِدُ إلى القِيَامَهْ
فرحمهم الملك وعفا عنهم وردهم إلى بلادهم، حتى إذا كانوا على مسيرة يوم من تهامة، تكهن كاهنهم عوف بن ربيعة الأسدي، فقال: يا عباد قالوا: لبيك ربنا! فقال: والغلاب غير المغلب، في الإبل كأنها الربرب، لا يقلق رأسه الصخب، هذا دمعه يثعب وهو غداً أول من يسلب، قالوا: من هو ربنا؟ قال: لولا تجيش نفسٌ جايشه أنباتكم أنه حجر ضاحيه. فركبت بنو أسد كل صعبٍ وذلول، فما أشرق لهم الضحى حتى انتهوا إلى حجر، فوجدوه نائماً فذبحوه وشدوا على هجائنه فاستاقوها.
وكان امرؤ القيس طرده أبوه لما صنع في الشعر بفاطمة ما صنع، وكان له عاشقا، فطلبها زماناً فلم يصل إليها، وكان يطلب منها غرةً، حتى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان
فقال:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبيب ومَنْزِلِ
فلما بلغ ذلك حجراً أباه دعا مولًى له يقال له ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وأتني بعينيه، فذبح جؤذراً فأتاه بعينيه، فندم حجر على ذلك، فقال: أبيت اللعن! إني لم أقتله، قال: فأتني به، فانطلق فإذا هو قد قال شعراً في رأس جبلٍ، وهو
قوله:
فلا تَتْرُكَنِّي يا رَبِيعَ لِهذِهِ = وكُنْتُ أَرانِي قبْلَها بِكَ واثِقاً
فرده إلى أبيه، فنهاه عن قول الشعر، ثم إنه قال:
أَلاَ انْعَمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الطَّلَلُ البَالي
فبلغ ذلك أباه فطرده، فبلغه مقتل أبيه وهو بدمون،
فقال:
تَطَاوَلَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا دَمُّونْ = دَمُّونُ إِنَّا مَعْشَرٌ يَمَانُونْ
وإِنَّنَا لِأَهْلِنَا مُحِبُّونْ
ثم قال: ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم، ولا سكر غداً، اليوم خمرٌ، وغداً أمرٌ،
ثم قال:
خَلِيَلَّى ما في اليوم مَصْحًى لشارِبٍ = ولا في غَدٍ إِذْ كان ما كان مَشْرَبُ
ثم آلى لا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتى يثأر بأبيه، فلما كان الليل لاح له برقٌ
فقال:
أَرقْتُ لبَرْق بلَيْل أَهَلّ = يُضىءُ سَنَاهُ بأَعْلَى الجَبَلْ
بقَتْل بَني أَسَدٍ رَبَّهُمْ = أَلاَ كُلُّ شَيءٍ سِوَاهُ جَلَلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم استجاش بكر بن وائل، فسار إليهم وقد لجؤوا إلى كنانة، فأوقع بهم، ونجت بنو كاهل من بني أسد،
فقال:
يا لَهْفَ نَفْسِي إِذْ خَطِئْنَ كاهِلاَ ... القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاَحلا
تَاللهِ لا يذهَبُ شَيْخِي باطَلا
وقد ذكر امرؤ القيس في شعره أنه ظفر بهم، فتأبى عليه ذلك الشعراء قال عبيد:
ياذا المُخَوِّفُنَا بِقَتْ = ل أَبِيهِ إِذْلاَلاً وحَيْنَا
أَزَعَمْتَ أَنَّكَ قَدْ قَتَلْ = تَ سرَاتَنَا كَذِباً ومَيْنَا
ولم يزل يسير في العرب يطلب النصر، حتى خرج إلى قيصر، فدخل معه الحمام، فإذا قيصر أقلف،
فقال:
إِنَّي حَلَفْتُ يمِيناً غَيْرَ كاذِبَةٍ = أَنَّكَ أَقْلَفُ إِلاَّ ما جَنَى القَمَرُ
إِذَا طَعَنْتَ به مالَتْ عِمَامَتُهُ = كَمَا تَجَمَّعَ تَحْتَ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
ونظرت إليه ابنة قيصر فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه وطبن الطماح ابن قيسٍ الأسدي لهما، وكان حجرٌ قتل أباه، فوشى به إلى الملك، فخرج امرؤ القيس متسرعاً، فبعث قيصر في طلبه رسولاً، فأدركه دون أنقرة بيومٍ، ومعه حلةٌ مسمومة، فلبسها في يومٍ صائفٍ، فتناثر لحمه وتفطر جسده، وكان يحمله جابر بن حنى التغلبي، فذلك قوله:
فَإِمَّا تَرَيْنِي في رِحَالَةِ جابِرٍ = على حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفَانِي
فَيَارُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ = وعانٍ فَكَكْتُ الغُلَّ عنه ففَدَّانِي
إِذَا المَرْءُ لم يَخْزُنْ عليه لِسَانَهُ = فلَيْسَ على شَيْءٍ سِوَاهُ بِخَزَّانِ
وقال حين حضرته الوفاة:
وطَعْنَة مُسْحَنْفِرَهْوجَفْنَةٍ= مُثعَنْجِرَهْتَبْقَى غَداً بأَنقِرَهْ
قال ابن الكلبي: هذا آخر شيءٍ تكلم به، ثم مات.
قال أبو عبد الله الجمحي: كان امرؤ القيس ممن يتعهر في شعره،
وذلك قوله:
فمِثْلِكَ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
وقال:
سَمَوْتُ إِلَيْهَا بَعْدَ ما نامَ أَهْلُهَا
وقد سبق امرؤ القيس إلى أشياء ابتدعها، واستحسنها العرب، واتبعته عليها الشعراء، من استيقافه صحبه في الديار، ورقة النسيب، وقرب المأخذ.
ويستجاد من تشبيهه قوله: كأَنَّ قُلُوبَ
الطَّيْرِ رَطْباً ويابِساً لَدَى= وَكْرِهَا العُنَّابُ والحَشَفُ البالى
وقوله:
كأَنَّ عُيُونَ الوَحْشِ حَوْلَ قِبَابِنَا=وأَرْحُلِنَا الجَزْعُ الَّذِي لم يُثَقَّبِ
وقوله:
كأَني غَدَاةَ البَينِ لَمَّا تَحَمَّلُوا = لَدَى سَمُرَاتِ الحَىِّ ناقِفُ حَنْظَل
وقد أجاد في صفة الفرس:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً = كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَل
لَهُ أَيْطَلاَ ظَبْيٍ وساقَا نَعَامَةٍ = وإرْخَاءُ سِرْحَانٍ وتَقْريبُ تَنْقُلِ
ومما يعاب عليه من شعره قوله:
إِذَا ما الثُّرَيَّا في السَّماءِ تَعَرَّضَتْ=تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّل
وقالوا: الثريا لا تعرض لها، وإنما أراه أراد الجوزاء، فذكر الثريا على الغلط، كما قال الآخر: كأحمر عاد وإنما هو كأحمر ثمود وهو عاقر الناقة.
يتبع
"امرؤ القيس بن حجر "
تراجم الشعراء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:33 م]ـ
قال يونس النحوي: قدم علينا ذو الرمة من سفرٍ، وكان أحسن الناس وصفاً للمطر، فذكرنا له قول عبيدٍ وأوس وعبد بني الحسحاس في المطر، فاختار
قول امرىء القيس:
دِيمَةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ =طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وتَدُرّْ
أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، فضلوا الطريق ومكثوا ثلاثاً لا يقدرون على الماء، إذ أقبل راكبٌ على بعيرٍ، وأنشد بعض القوم:
لمّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّها=وأَنَّ البَيَاضَ من فَرَائِصِهَا دامِي
تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عِنْد ضَارِجٍ = يَفِيءُ عليها الظَّلُّ عَرْمَضُهَا طامِي
فقال الراكب: من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، فقال: والله ما كذب، هذا ضارجٌ عندكم، وأشار إليه، فمشوا على الركب، فإذا ماءٌ غدقٌ، وإذا عليه العرمض والظل يفىء عليه، فشربوا وحملوا، ولولا ذلك لهلكوا.
ومما يتمثل به من شعره قوله:
وَقَاهُمْ جَدُّهُمْ بِبَنى أَبِيِهم = وبالأَشْقَيْنَ ما كان العقابُ
وقوله:
صُبَّتْ عَلَيْهِ ولَمْ تَنْصَبَّ من كَثَبٍ = إِنَّ الشَّقَاءَ على الاشْقَيْنَ مَصْبُوبُ
وقوله:
وقَدْ طَوَّفْتُ في الآفَاق حَتىَّ =رَضِيتُ مِن الغَنِيمَةِ بالإياب
ومما يتغنى به من شعره: قِفَا نَبْكِ من ذكْرَى حَبيب ومَنْزل
قوله:
تَقُولُ وقَدْ مال الغَبِيطُ بنا مَعاً = عَقَرْتَ بَعيري يا امْرَأَ القَيْسِ فانُزِل
وقال أبو النجم يصف قينة:
تُغَنِّي فإِنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ مِنَ الصِّبَى=بِبَعْضِ الَّذِي غَنَّى امْرُؤُ القَيْسِ أَو عَمْرُو
فظَلَّتْ تُغَنِّى بالغَبِيطِ ومَيْلِهِ = وتَرْفَعُ صَوْتاً في أَوَاخِرِهِ كَسْرُ
وقوله:
كأَنَّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمامِ=ورِيحَ الخُزَامى ونَشْرَ القُطُرْ
يُعَلُّ به بَرْدُ أَنْيَابِها =إَذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ
وكل ما قيل في هذا المعنى فمنه أخذ.
يتبع
تراجم الشعراء
امرؤ القيس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 11:42 م]ـ
واجتمع عند عبد الملك أشراف من الناس والشعراء، فسألهم عن أرق بيت قالته العرب، فاجتمعوا على بيت امرىء القيس:
وما ذَرَفَتْ عيْنَاكِ إِلاَّ لِتَضْربِي = بَسْهَميْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّل
وقال:
واللهُ أَنْجَحُ ما طَلَبْتَ بِهِ = والبِرُّ خَيْرُ حَقِيبَةِ الرَّحْل
وقال:
مِنْ آل لَيْلَى وأَيْنَ لَيْلى = وخَيْرُ ما رُمْتَ ما يُنَالُ
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحرث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثورٍ، وهو كندة.
وأمه فاطمة بنت ربيعة ابن الحرث بن زهير، أخت كليبٍ ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين. وكليب هو الذي تقول فيه العرب:
أعز من كليب وائل وبمقتله هاجت حرب بكر وتغلب.
وكان قباذ ملك فارس ملك الحرث بن عمرو جد امرىء القيس على العرب، ويقول أهل اليمن: أن تبعاً الأخير ملكه، وكان الحرث ابن أخته، فلما هلك قباذ وملك أنوشروان ملك على الحيرة المنذر بن ماء السماء، وكانت عنده هندٌ بنت الحرث بن عمرو بن حجر، فولدت له عمرو بن المنذر وقابوس بن المنذر، وهند عمة امرىء القيس، وابنها عمرو هو محرقٌ.
ثم ملكت بنو أسدٍ حجراً عليها، فساءَت سيرته، فجمعت له بنو أسد، واستعان حجرٌ ببني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، فقال امرؤ القيس:
تميمُ بنُ مُرٍّ وأَشْياعُها = وكِنْدَةُ حَوْلِي جَمِيعاً صُبُرْ
فبعثت بنو أسد إلى بني حنظلة تستكفها وتسألها أن تخلى بينها وبين كندة، فاعتزلت بنو حنظلة، والتقت كندة وأسدٌ، فانهزمت كندة وقتل حجرٌ، وغنمت بنو أسدٍ أموالهم. وفي ذلك يقول عبيد بن الأبرص الأسدي:
هَلاَّ سَأَلْتَ جُمُوعَ كِنْ = دَةَ يَوْمَ ولَّوْا هَارِبينَا
وكان قاتل حجرٍ علباء بن الحرث الأسدي، وأفلت امرؤ القيس يومئذٍ، وحلف لا يغسل رأسه ولا يشرب خمراً حتى يدرك ثأره ببني أسد، فأتى ذا جدنٍ الحميري فاستمده فأمده، وبلغ الخبر بني أسد فانتقلوا عن منازلهم، فنزلوا على قومٍ من بني كنانة بن خزيمة، والكنانيون لا يعلمون بمسير امرىء القيس إليهم، فطرقهم في جندٍ عظيم، فأغار على الكنانيين وقتل منهم، وهو يظن أنهم بنو أسدٍ ثم تبين أنهم ليسوا هم،
فقال:
أَلاَ يا لَهْفَ نَفْسِي إِثْرَ قَوْمٍ = هُمُ كانُوا الشِّفَاءَ فلم يُصَابُوا
وَقَاهُمْ جَدُّهُمْ ببَنِي أَبيِهمْ = وبالأَشَقْينَ ما كانَ العِقَابُ
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً = ولَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفرَ الوطَابُ
ثم تبع بني أسدٍ فأدركهم وقتل فيهم قتلاً ذريعاً، وقال:
قُولاَ لِدُودَانَ عَبِيدَ العَصَا = ما غَرَّكُمْ بالأَسَدِ الباسل
قد قَرَّتِ العَيْنَانِ من وائل = ومن بني عَمْرو ومن كاهِلِ
نَطْعُنُهُمْ سُلْكَى ومَخْلُوجَةً = كرَّكَ لَأْمَيْنِ على نَابِلِ
حَلَّتْ لَي الخَمْرُ وكْنتُ امْرَءًا = عَنْ شُرْبِهَا في شُغُلٍ شاغِل
فاليَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ=إِثْماً مِنَ اللهِ ولا واغِلِ
ثم إن المنذر بن ماءٍ السماء غزا كندة فأصاب منهم، وأسر اثنى عشر فتًى من ملوكهم، فأمر بهم فقتلوا بمكان بين الحيرة والكوفة، يقال له جفر الأملاك، وكان امرؤ القيس يومئذٍ معهم، فهرب حتى لجأ إلى سعد بن الضباب الإيادي، سيد إياد، فأجاره.
وكان ابن الكلبي يذكر أن أم سعدٍ كانت عند حجرٍ أبي امرىء القيس، فتزوجها الضباب فولدت سعداً على فراشه، واستشهد على ذلك
قول امرىء القيس:
يُفَكِّهُنا سَعْدٌ ويُنْعِمُ بالَنا = ويَغْدُو عَلَيْنا بالجِفانِ وبالجُزُرْ
ونَعْرِفُ فيه من أَبِيهِ شَمَائِلاً = ومن خالِهِ ومن يزَيدَ ومن حُجُرْ
وهذا الشعر يدل على أن العرب كانت في الجاهلية ترى الولد للفراش.
ثم تحول إلى جبلى طيءٍ، فنزل على قوم، منهم عامر بن جوينٍ الطائي، فقالت له ابنته: إن الرجل مأكولٌ فكله، فأتى عامرٌ أجأً وصاح: ألا إن عامر بن جوين غدر، فلم يجبه الصدى، ثم صاح: ألا إن عامر بن جوينٍ وفى، فأجابه الصدى، فقال: ما أحسن هذه وما أقبح تلك! ثم خرج امرؤ القيس من عنده، فشيعه، فرأت ابنته ساقيه وهو مدبرٌ، وكانتا حمشتين، فقالت: ما رأيت كاليوم ساقى واف، فقال: هما ساقا غادرٍ أقبح.
ويقال إن صاحب هذا القول أبو حنبلٍ بن مرِّ مجير الجراد.
ويقال إن ابنته لما أشارت عليه بأخذ ماله دعا بجذعة من غنمه، فحلبها في قدح ثم شرب فروى، ثم استلقى وقال: والله لا أغدر ما أجزأتني جدعة، ثم قام فمشى، وكان أعور سناطاً، قصيراً حمش الساقين، فقالت ابنته: ما رأيت كاليوم ساقي وافٍ؟ فقال لابنته: يا بنية، هما ساقا غادرٍ شرٌّ،
وقال:
لَقَدْ آلَيتُ أَغْدِرُ في جَدَاعٍ = ولوْ مُنَّيِتُ أُمّاتِ الرِّبَاعِ
لأَنَّ الغَدْرَ في الأَقْوَامِ عارٌ = وإِنَّ الحُرَّ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ
ولم يزل ينتقل من قوم إلى قوم بجبلى طيىءٍ، ثم سمت به نفسه إلى ملك الروم، فأتى السموأل بن عادياء اليهودي، ملك تيماء، وهي مدينة بين الشأم والحجاز، فاستودعه مائة درعٍ وسلاحاً كثيرا، ثم سار ومعه عمرو بن قميئة، أحد بني قيس بن ثعلبة، وكان من خدم أبيه، فبكى ابن قميئة، وقال له: غررت بنا،
فأنشأ امرؤ القيس يقول:
بكى صاحبِي لَمَّا رأَى الدَّرْبَ دُونَهُ = وأَيْقَنَ أَنَّا لاحِقَانِ بقَيْصَرَا
فقُلْتُ لَهُ لا تَبْكِ عَيْنُكَ إِنَما = نُحَاوِلُ مُلْكاً أَو نَمُوتَ فنُعْذَرَا
وإني أَذينٌ إِنْ رَجَعْتُ مُمَلكاً = بِسَيْرٍ تَرَى منه الفُرَانقَ أَزْوَرَا
على ظَهْرِ عادِيٍّ تُحارِبُهُ القَطَا = إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيَافِيُّ جَرْجَرَا
وبلغ الحرث بن أبي شمرٍ الغساني، وهو الحرث الأكبر، ما خلف امرؤ القيس عند السمؤال، فبعث إليه رجلاً من أهل بيته، يقال له الحرث بن مالك، وأمره أن يأخذ منه سلاح امرىء القيس وودائعه، فلما انتهى إلى حصن السموأل أغلقه دونه، وكان للسموأل ابنٌ خارج الحصن يتصيد، فأخذه الحرث، وقال للسموأل: إن أنت دفعت إلي السلاح وإلا قتلته، فأبى أن يدفع إليه ذلك، وقال له اقتل: أسيرك فإني لا أدفع إليك شيئاً. فقتله. وضربت العرب المثل بالسموأل في الوفاء. وقد ذكره الأعشى في قصةٍ له تتبع في أخباره.
يتبع
"امرؤ القيس"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:33 م]ـ
وصار امرؤ القيس إلى ملك الروم، فأكرمه ونادمه، واستمده فوعده ذلك،
وفي هذه القصة يقول:
ونادَمْتُ قَيصَر في مُلْكه = فأَوْجَهَني ورَكِبْتُ البَرِيدَا
إِذَا ما ازْدَحَمْنا على سِكَّةٍ = سَبَقْتُ الفُرَانِقَ سَبْقاً بَعيداً
ثم بعث معه جيشاً فيهم أبناء ملوك الروم، فلما فصل قيل لقيصر: إنك أمددت بأبناء ملوك أرضك رجلاً من العرب، وهم أهل غدر، فإذا استمكن مما أراد وقهر بهم عدوه غزاك. فبعث إليه قيصر مع رجلٍ من العرب كان معه يقال له الطماح بحلة منسوجةٍ بالذهب مسمومةٍ، وكتب إليه: إني قد بعثت إليك بحلتي التي كنت ألبسها يوم الزينة، ليعرف فضل منزلتك عندي، فإذا وصلت إليك فالبسها على اليمن والبركة، واكتب إلي من كل منزل بخبرك. فلما وصلت إليه الحلة اشتد سروره بها، ولبسها، فأسرع فيه السم وتنفط، جلده والعرب تدعوه ذا القروح لذلك،
ولقوله:
وبُدِّلْتُ قَرْحاً دامِياً بَعْدَ صِحَّةٍ = فَيَالَكَ نُعْمَى قَدْ تَحَوْلَ أَبْؤُسَا
وقال الفرزدق:
وَهَبَ القَصَائِدَ لي النَّوَابغُ إِذْ مَضَوْا=وأَبُو يَزِيدَ وذُو القُرُوحِ وجَرْوَلُ
قال أبو محمد: أبو يزيد هو المخبل السعدي، وذو القروح امرؤ القيس، وجرول الحطيئة.
ولما صار إلى مدينة بالروم تدعى أنقرة ثقل، فأقام بها حتى مات، وقبر هناك،
وقال قبل موته:
رُبْ خُطْبَةٍ مُسحَنْفِرَهْ = وطَعْنَةٍ مُثْعَنْجِرَهْ
وجَعْبَةٍ مُتَحَيِّرَهْ = تُدْفَنْ غَداً بأَنْقِرَ
ورأى قبراً لامرأة من بنات ملوك الروم هلكت بأنقرة، فسأل عن صاحبه فخبر بخبرها،
فقال:
أَجَارَتَنَا إِنَّ المَزَارَ قَرِيبُ = وإِني مُقِيمٌ ما أَقَامَ عَسِيبُ
أَجَارَتَنَا إنَّا غَرِيبَانِ ههنا = وكُلُ غَرِيبٍ للغَرِيبِ نَسِيبُ
وعسيب: جبل هناك.
ولما بلغ السموأل موت امرىء القيس دفع ما خلف عنده من السلاح وغيره إلى عصبته.
وكان امرو القيس مئناثاً لا ذكر له، وغيوراً شديد الغيرة، فإذا ولدت له بنتٌ وأدها، فلما رأى ذلك نساوه، غيبن أولادهن في أحياء العرب، وبلغه ذلك فتتبعهن حتى قتلهن.
وكان امرؤ القيس جميلاً وسيماً، ومع جماله وحسنه مفركاً، لا تريده النساء إذا جربنه. وقال لامرأةٍ تزوجها: ما يكره النساء مني؟ قالت: يكرهن منك أنك ثقيل الصدر، خفيف العجز، سريع الإراقة، بطىء الإفاقة، وسأل أخرى عن مثل ذلك فقالت: يكرهن منك أنك إذا عرقت فحت بريح كلب! فقال: أنت صدقتني، إن أهلي أرضعوني بلبن كلبة، ولم تصبر عليه إلا امرأةٌ من كندة يقال لها هند، وكان أكثر ولده منها، وكان يعد من عشاق العرب والزناة. وكان يشبب بنساءٍ: منهن فاطمة بنت العبيد بين ثعلبة بن عامر العذرية،
وهي التي يقول لها:
أَفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذَا التَّدلُّل
ويقال لها:
لاَ وأَبِيكِ ابْنَةَ العَامِرِ = يّ لا يَدَّعي القومُ أَني أَفِرّ
ومنهن أم الحرث الكلبية، وهي التي يقول فيها:
كَدَأَ بِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَها = وجارَتِها أُمِّ الرَبَابِ بمَأْسَل
ومنهن عنيزة، وهي صاحبة يوم دارة جلجل.
قال محمد بن سلام: حدثني راويةٌ للفرزدق أنه لم ير رجلاً كان أروى لأحاديث امرىء القيس وأشعاره من الفرزدق، هو وأبو شفقل، لأن امرأ القيس كان صحب عمه شرحبيل قبل الكلاب، حتى قتل شرحبيل بن الحرث، وكان قاتله أخاه معدى كرب بن الحرث، وكان شرحبيل بن الحرث مسترضعاً في بني دارمٍ رهط الفرزدق، وكان امرؤ القيس رأى من أبيه جفوةٌ، فلحق بعمه، فأقام في بني دارمٍ حيناً، قال: قال الفرزدق: أصابنا بالبصرة مطرٌ جودٌ، فلما أصبحت ركبت بغلة لي وصرت إلى المربد، فإذا آثار دواب قد خرجت إلى ناحية البرية، فظننت أنهم قومٌ قد خرجوا إلى النزهة، وهم خلقاء أن يكون معهم سفرة. فاتبعت آثارهم حتى انتهيت إلى بغالٍ عليها رحائل موقوفة على غدير، فأسرعت إلى الغدير فإذا نسوةٌ مستنقعاتٌ في الماء، فقلت: لم أر كاليوم قط ولا يوم دارة جلجلٍ! وانصرفت مستحيياً، فنادينني: يا صاحب البغلة ارجع نسألك عن شيءٍ، فانصرفت إليهن، فقعدن إلى حلوقهن في الماء، ثم قلن: بالله لما أخبرتنا ما كان حديث يوم دارة جلجل؟ قال: حدثني جدي، وأنا يومئذ غلامٌ حافظٌ: أن امرأ القيس كان عاشقاً لابنة عم له يقال لها عنيزة، وأنه طلبها زماناً فلم يصل إليها، حتى كاي يوم
(يُتْبَعُ)
(/)
الغدير، وهو يوم دارة جلجل. وذلك أن الحي احتملوا، فتقدم الرجال وتخلف النساء والخدم والثقل، فلما رأى ذلك امرؤ القيس تخلف بعد ما سار مع رجالة قومه غلوةً فكمن في غيابةٍ من الأرض حتى مر به النساء وفيهن عنيزة، فلما وردن الغدير قلن: لو نزلنا فاغتسلنا في هذا الغدير فذهب عنا بعض الكلال، فنزلن في الغدير ونحين العبيد، ثم تجردن فوقعن فيه، فأتاهن امرؤ القيس وهن غوافل، فأخذ ثيابهن فجمعها وقعد عليها، وقال: والله لا أعطى جاريةً منكن ثوبها ولو ظلت في الغدير يومها حتى يخرج متجردةً فتأخذ ثوبها! فأبين ذلك عليه، حتى تعالى النهار، وخشين أن يقصرن عن المنزل الذي يردنه، فخرجن جميعاً غير غنيزة، فناشدته الله أن يطرح إليها ثوبها، فأبى، فخرجت فنظر إليها مقبلةً ومدبرةً، وأقبلن عليه فقلن له: إنك قد عذبتنا وحبستنا وأجعتنا! قال: فإن نحرت لكن ناقتي تأكلن منها؟ قلن: نعم فخرط سيفه فعرقبها ونحرها ثم كشطها، وجمع الخدم حطباً كثيراً فأججن ناراً عظيمة، فجعل يقطع لهن من أطايبها ويلقيه على الجمر، ويأكلن ويأكل معهن، ويشرب من فضلة خمرٍ كانت معه ويغنيهن، وينبذ إلى العبيد من الكباب، فلما أرادوا الرحيل قالت إحداهن: أنا أحمل طنفسته، وقالت الأخرى: أنا أحمل رحله وأنساعه، فتقسمن متاع راحلته وزاده، وبقيت عنيزة لم يحملها شيئاً، فقال لها: يا ابنة الكرام! لا بد أن تحمليني معك فإني لا أطيق المشي، فحملته على غارب بعيرها، وكان يجنح إليه فيدخل رأسه في خدرها فيقبلها، فإذا امتنعت مال حدجها، فتقول: عقرت بعيري فانزل،
ففي ذلك يقول:
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتي = فَيَاعَجَباً مِنْ رَحْلِها المُتَحَمَّلِ
يظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِينَ بلَحْمِها = وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّل
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ = فقالَتْ لَكَ الوَيْلاتْ إِنَّكَ مُرْجِلِى
تَقُولُ وقَدْ مال الغَبيطُ بنَا مَعاً = عَقَرتَ بعيري يا امْرَأَ القيْسِ فانْزِل
فقُلْتُ لها سِيرِي وأَرْخِى زِمَامَهُ =ولا تُبْعِدِينا من جَنَاكِ المُعَلَّلِ
يتبع
"امرؤ القيس"
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 11:24 م]ـ
تابع
"امرؤ القيس"
وكان امرؤ القيس في زمان أنوشروان ملك العجم، لأني وجدت الباعث في طلب سلاحه الحرث بن أبي شمرٍ الغساني، وهو الحرث الأكبر، والحرث هو قاتل المنذر بن امرىء القيس الذي نصبه أنو شروان بالحيرة. ووجدت بين أول ولاية أنو شروان وبين مولد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنةً، كأنه ولد لثلاث سنين خلت من ولاية هرمز بن كسرى.
ومما يشهد لهذا أن عمرو بن المسبح الطائي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في وفود العرب، وهو ابن مائة وخمسين سنةً، وأسلم، وعمرو يومئذٍ أرمى العرب،
وهو الذي ذكره امرؤ القيس فقال:
رُبَّ رامٍ من بَنِي ثُعَلٍ = مُخْرِجٍ كَفَّيْهِ من سُتَرِهْ
وله يقول الآخر:
نَعَب الغَرَابُ ولَيْتَهُ لم يَنْعَبِ = بالبَيْنِ مِنْ سَلْمَى وأُمِّ الحَوْشَب
لَيْتَ الغُرَابَ رَمَى حَمَاطَةَ قَلْبِه = عمْروٌ بأَسْهُمَهِ الَّتي لم تُلْغَب
وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " هو قائد الشعراء إلى النار " وفي خبرٍ آخر: " معه لواء الشعراء إلى النار ".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 12:10 ص]ـ
تابع " امرؤ القيس بن حجر"
قال ابن الكلبي: أقبل قومٌ من اليمن يريدون النبي:= فضلوا ووقعوا على غير ماءٍ، فمكثوا ثلاثاً لا يقدرون على الماء، فجعل الرجل منهم يستذرى بفىء السمر والطلح، فبيناهم كذلك أقبل راكبٌ على بعير، فأنشد بعض القوم بيتين من شعر امرىء القيس، لما رأت البيتين فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس، قال: والله ما كذب، هذا ضارجٌ عندكم، وأشار لهم إليه، فأتوه فإذا ماء غدقٌ، وإذا عليه العرمض والظل يفيء عليه، فشربوا منه وارتووا، حتى بلغوا النبي:= فأخبروه، وقالوا: أحياناً بيتان من شعر امرىء القيس، فقال النبي:= " ذاك رجلٌ مذكور في الدنيا شريفٌ فيها، منسى في الآخرة خاملٌ فيها، يجيء يوم القيمة معه لواء الشعراء إلى النار ".
وذكره عمر بن الخطاب: r فقال: سابق الشعراء خسف لهم عين الشعر.
يتبع بمشيئة الله
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:25 ص]ـ
تابع " امرؤ القيس بن حجر"
قال ابن الكلبي: أقبل قومٌ من اليمن يريدون النبي:= فضلوا ووقعوا على غير ماءٍ، فمكثوا ثلاثاً لا يقدرون على الماء، فجعل الرجل منهم يستذرى بفىء السمر والطلح، فبيناهم كذلك أقبل راكبٌ على بعير، فأنشد بعض القوم بيتين من شعر امرىء القيس، لما رأت البيتين فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس، قال: والله ما كذب، هذا ضارجٌ عندكم، وأشار لهم إليه، فأتوه فإذا ماء غدقٌ، وإذا عليه العرمض والظل يفيء عليه، فشربوا منه وارتووا، حتى بلغوا النبي:= فأخبروه، وقالوا: أحياناً بيتان من شعر امرىء القيس، فقال النبي:= " ذاك رجلٌ مذكور في الدنيا شريفٌ فيها، منسى في الآخرة خاملٌ فيها، يجيء يوم القيمة معه لواء الشعراء إلى النار ".
وذكره عمر بن الخطاب: r فقال: سابق الشعراء خسف لهم عين الشعر.
يتبع بمشيئة الله
وفقك الله أخ رعد على جهودك المبذولة ... هو فعلاً شاعر مبدع، ولكن ..
وقد أصبت كبد الحقيقة إذ وضعت قول الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال فيه ماقال .. وليس بعد قوله قول .. صدق رسول الله
بوركت، وبوركت إثراءاتك للفصيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:57 م]ـ
وفقك الله أخ رعد على جهودك المبذولة ... هو فعلاً شاعر مبدع، ولكن ..
وقد أصبت كبد الحقيقة إذ وضعت قول الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال فيه ماقال .. وليس بعد قوله قول .. صدق رسول الله
بوركت، وبوركت إثراءاتك للفصيح
بوركت أختي الأستاذة " الباحثة عن الحقيقة ".
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 06:00 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ولا زلنا ننتظر المزيد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:46 ص]ـ
زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن ربيعة بن قرط، والناس ينسبونه إلى مزينة، وإنما نسبه في غطفان، وليس لهم بيت شعرٍ ينتمون فيه إلى مزينة إلا بيت كعب بن زهير،
وهو قوله:
هُمُ الأَصْل مِنَّى حَيْثُ كُنْتُ وإِنَّني =من المُزَنِيينَ المُصَفَّيّنَ بالكَرَمْ
ويقال إنه لم يتصل الشعر في ولد أحدٍ من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير، وفي الإسلام ما اتصل في ولد جرير.
وكان زهير راوية أوس بن حجر.
ويروى عن عمر بن الخطاب: r أنه قال: أنشدوني لأشعر شعرائكم، قيل: ومن هو؟ قال: زهير، قيل: وبم صار كذلك؟ قال: كان لا يعاظل بين القول، ولا يتبع حوشي الكلام، ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه،
وهو القائل: إِذَا
ابْتَدَرَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلاَنَ غايَةً=مِنَ المَجْدِ مَنْ يَسْبِقْ إِلَيْها يُسَوَّدِ
سَبَقْتَ إِلَيْها كُلَّ طَلْقٍ مُبَرزٍ = سَبُوقٍ إلى الغاياتِ غَيْرِ مُخَلدِ
ويروى غير مبلد والمخلد في هذا الموضع: المبطى.
فلَوْ كان حَمْدٌ يُخْلِدُ الناسَ لم تَمُتْ = ولكِنَّ حَمْدَ المَرْءٍ لَيْسَ بمُخْلدِ
وكان قدامة بن موسى عالماً بالشعر، وكان يقدم زهيراً ويستجيد
قوله:
قَدْ جَعَلَ المُبْتَغُونَ الخَيْرَ في هَرِمٍ = والسَّائِلُونَ إلى أَبْوَابِهِ طُرُقَا
مَنْ يَلْقَ يَوْماً على عِلاَّتِهِ هَرِماً = يَلْق السَّمَاحَةَ فيهِ والنَّدَى خُلُقَا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ولا زلنا ننتظر المزيد
حياك الله أخي العزيز " أحمد الخضري " ..
شكرا لمرورك العطر ومداخلتك الطيبة , وإن شاء الله نكون عند حسن ظنك ..
بوركت.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:17 م]ـ
بارك الله جهودك الطيبة أخ رعد واسمح لي بمشاركتك في الحديث عن الشاعر المبدع الحكيم زهير بن أبي سلمى:
واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت ... وأصدق بيت ... وأبين بيت".
فالأمدح قوله:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا = كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
والأصدق قوله:
ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ = وإنْ خالها تَخْفى على الناس تُعْلَمِ
وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:
فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ = يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ
قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 10:40 م]ـ
مرور طيب عطر وإضافة رائعة تشكرين عليها
أختي"الباحثة عن الحقيقة ".
باركك المولى وجزارك كل خير ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:22 م]ـ
تابع
زهير بن أبي سلمى
قال عكرمة بن جريرٍ: قلت لأبي: من أشعر الناس؟ قال: أجاهليةً أم إسلاميةً؟ قلت: جاهليةً؟ قال: زهير، قلت: فالإسلام؟ قال: الفرزدق، قلت: فالأخطل؟ قال: الأخطل يجيد نعت الملوك ويصيب صفة الخمر، قلت له: فأنت؟ قال أنا نحرت الشعر نحراً.
قال عبد الملك لقومٍ من الشعراء: أي بيت أمدح؟ فاتفقوا على بيت زهيرٍ:
تَرَاهُ إذَا ما جِئْتَهُ مُتَهَلَّلاً = كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الِّذِي أَنْتَ سائِلُهْ
قيل لخلف الأحمر: زهيرٌ أشعر أم ابنه كعب؟ قال: لولا أبياتٌ لزهيرٍ أكبرها الناس لقلت إن كعباً أشعر منه،
يريد قوله:
لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ الِحَجْرِ=أَقوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ
ولَأَنْتَ أَشْجَعُ من أُسَامَةَ إِذْ = دُعِىَ النزَالُ ولُجَّ في الذُّعْرِ
ولَأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وبَعْ = ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِي
لَوْ كُنْتَ من شيءٍ سِوَى بَشَرٍ=كُنْتَ المُنَوِّرَ لَيْلَةَ البَدْرِ
وكان زهير يتأله ويتعفف في شعره، ويدل شعره على إيمانه بالبعث وذلك
قوله:
يُؤَخَّرْ فيُوَدَعْ في كِتاب فيُدَّخَرْ=لِيَوْمِ الحِسابِ أَو يُعَجَّلْ فيُنْقَم
وشبه زهيرٌ امرأةً في الشعر بثلاثة أوصافٍ في بيت واحد
فقال:
تَنَازَعَتِ المَهَا شَبَهاً ودُرَّ البُ = حُورِ وشاكَهَتْ فيها الظِّبَاءُ
ثم قال ففسر:
فأَمَّا ما فُوَيْقَ العِقْدِ منها=فمِنْ أَدْماءَ مَرْتَعُهَا الخَلاَءُ
وأَمَّا المُقْلَتانِ فمن مَهَاةِ = وللدُّرِّ المَلاَحَةُ والصَّفاءُ
وقال بعض الرواة: لو أن زهيراً نظر في رساله عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري، ما زاد على ما قال
فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلاَثٌ =يَمينٌ أَو نِفَارٌ أَو جِلاَءُ
يعني يميناً أو منافرةً إلى حاكم يقطع بالبينات أو جلاءً، وهو بيان وبرهانٌ يجلو به الحق وتتضح الدعوى.
ومما يتمثل به من شعره:
وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّىَّ إلاَّ وَشِيجُهُ = وتُغْرَسُ إلاَّ في مَعَادِنِها النَّخْلُ
ويستحسن قوله:
يَطْعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا حَتَّى إذا اطَّعَنُوا=ضارَبَ حَتَّى إذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقَا
ويستحسن أيضاً قوله:
هُوَ الجَوَادُ الَّذِي يُعطِيكَ نَائِلَهُ =عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْيَاناً فَيَنْظَلِمُ
قد سبق زهيرٌ إلى هذا المعنى، لا ينازعه فيه أحدٌ غير كثير، فإنه قال يمدح عبد العزيز بن مروان:
رَأَيْتُ ابنَ لَيْلَى يَعتَرِي صُلْبَ مالِهِ = مَسَائِلُ شَتَّى من غَنِىٍّ ومُصْرم
مَسَائِلُ إنْ تُوجَدْ لديهِ تَجُدْ بها = يَدَاهُ وإنْ يُظْلَمْ بها يَتَظَلَّمِ
المصرم: القليل المال.
يتبع بمشيئة الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 01:44 ص]ـ
تابع
زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى ربيعة بن رياحٍ المزني، من مزينة مضر، وكان زهيرٌ جاهلياً لم يدرك الإسلام، وأدركه ابناه كعبٌ وبجيرٌ، وأتى بجيرٌ النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فكتب إليه
كعب:
أَلاَ أَبْلِغَا عَنَّى بُجَيْراً رسَالَةً = فهل لَّكَ فيما قُلْتَ بالخَيْفِ هَل لَّكَا
سُقِيتَ بكأْسٍ عِنْدَ آلِ مُحَمَّد = فأَنْهَلَكَ المَأْمُونُ منها وعَلَّكَا
فخالَفْتَ أَسْبَابَ الهُدَى وتَبعْتَهُ = على أَيِّ شَيْءٍ ويْبَ غَيْرِكَ دَلَّكَا
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره هذا، فتوعده ونذر دمه، فكتب بجير إلى كعبٍ يخبره بأن رسول الله:= قتل رجلا ممن كان يهجوه، وأنه لم يبق من الشعراء الذين كانوا يؤذونه إلا ابن الزبعري السهمي وهبيرة بن أبي وهبٍ المخزومي، وقد هربا منه، فإن كانت لك في نفسك حاجةٌ فاقدم عليه، فانه لا يقتل أحداً أتاه تائباً، وإن أنت لم تفعل فانج بنفسك. فلما ورد عليه الكتاب ضاقت عليه الأرض برحبها، وأرجف به من كان بحضرته من عدوه، فقال
قصيدته التي أولها:
بانَتْ سُعادُ فقَلْبى اليَوْمَ مَتْبُولُ
وفيها قال:
نُبّئْتُ أَنَّ رَسُولَ الله أَوْعَدَني =والعَفْوُ عنْدَ رَسُولِ الله مَأْمُولُ
ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده وأنشده شعره، فقبل توبته وعفا عنه، وكساه برداً، فاشتراه منه معاوية بعشرين ألف درهم، فهو عند الخلفاء إلى اليوم.
وكان لكعب ابنٌ يقال له عقبة بن كعب، شاعر، ولقبه المضرب، وذلك أنه شبب بامرأة من بني أسد فقال:
ولا عَيْبَ فيها غَيْرَ أَنَّك واجدٌ =مَلاقِيهَا قد دُيِّثَتْ برُكُوبِ
فضربه أخوها مائة ضربة بالسيف، فلم يمت، وأخذ الدية، فسمى المضرب وولد لعقبة العوامُ، وهو شاعر.
فهولاء خمسة شعراء في نسق: العوام بن عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، وكان أبو سلمى أيضاً شاعراً. وهو القائل في خاله أسد المري، وابنه كعب بن أسعد، وكان حمل أمه وفارقهما:
لَتُصْرَفَنْ إِبلٌ مُحَبَّبَةٌ.=من عِنْد أَسْعَدَ وابْنِه كَعْب
اَلْآكِلينَ صَريحَ قَوْمِهَمَا = أَكْلَ الحُبَارَى بُرْعُمَ الرُّطْبِ
وقال عمر لابن عباس: أنشدني لشاعر الشعراء الذي لم يعاظل بين القوافي، ولم يتبع وحشي الكلام، قال: ومن هو يا أمير المؤمنين؟ قال: زهير. فلم يزل ينشده إلى أن برق الصبح.
وكان زهيرٌ أستاذ الحطيئة. وسئل عنه الحطيئة فقال: ما رأيت مثله في تكفيه على أكناف القوافي، وأخذه بأعنتها حيث شاء، من اختلاف معانيها، امتداحا وذما. قيل له: ثم من؟ قال: ما أدرى، إلا أن تراني مسلنطحاً، واضعاً إحدى رجلي على الأخرى رافعاً عقيرتي أعوى في أثر القوافي.
قال أبو عبيدة: يقول من فضل زهيراً على جميع الشعراء: إنه أمدح القوم وأشدهم أسر شعرٍ. قال: وسمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: الفرزدق يشبه بزهير وكان الأصمعي يقول: زهيرُ والحطيئة وأشباههما عبيد الشعر، لأنهم نقحوه ولم يذهبوا به مذهب المطبوعين.
قال وكان زهير يسمى كبر قصائده الحوليات.
وكان جيد شعره في هرم بن سنانٍ المري. وقال عمر رضي الله عنه لبعض ولد هرمٍ: أنشدني بعض ما قال فيكم زهيرٌ، فأنشده، فقال: لقد كان يقول فيكم فيحسن، فقال: يا أمير المؤمنين إنا كنا نعطيه فنجزل! فقال عمر رضي الله عنه: ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم.
ومما سبق إليه زهيرٌ فأخذ منه قوله يمدح هرماً:
هُوَ الجَوَادُ الَّذِي يُعطِيكَ نَائِلَهُ =عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْيَاناً فَيَظَلِمُ
أي يسأل ما لا يقدر عليه فيتحمله، أخذه كثيرٌ، فقال:
رَأَيْتُ ابنَ لَيْلَى يَعتَرِي صُلْبَ مالِهِ = مَسَائِلُ شَتَّى من غَنِىٍّ ومُعْدِمِ
مسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بها =يَدَاكَ وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظَلَّمِ
وقال زهيرٌ:
كما اسْتَغَاثَ بسَىءٍ فَزُّ غَيْطلةٍ=خافَ العُيُونَ فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ
السيء: اللبن في الضرع. والفز: ولد البقرة. والغيطلة: البقرة. والحشك: الدرة. أخذه الطرماح
فقال:
بَادَرَ السَّيْءَ ولم يَنْتَظِرْ=نُبْهَ فِيقَاتِ العُيُونِ النِّيَام
نبه: تحرك العروق. الفيقه: مثل الفواق.
وقال زهيرٌ يصف ظبيةً أكل ولدها السبع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاَتُها = فلاقَتْ بَياناً عندَ آخِرِ مَعْهَدِ
دَماً عنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلُهُ = وبَضْعَ لِحَام في إهاب مُقَدَّدِ
وقال الجعدي:
ولاقَتْ بَيَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَد=إِهاباً ومَعْبُوطاً من الجَوْفِ أَحْمَرَا
قال: ومما سبق إليه كعب بن زهير فأخذه الشعراء منه، قال كعب بن زهير يذكر ذئباً وغراباً:
فلم يَجِدَا إِلاَّ مُناخَ مَيطَّةٍ = تَجَافَى بها زَوْرٌ نَبِيلٌ وكَلْكَلُ
ومضْربَهَا وَسْطَ الحَصَى بجِرانِها = ومَثْنَى نَوَاجٍ لم يَخُنْهُنَّ مِفْصَلُ
ومَوْضِعَ طُولِيٍّ وأَحْنَاءِ قاتِرٍ = يَئِط إِذَا ما شُدّ بالنِّسْعِ مِنْ عَلُ
وأَتْلَعَ يُلْوَى بالجَديِلِ كأَنَّهُ =عَسِيبٌ سَقَاهُ من سُمَيْحَةَ جَدْوَلُ
وسُمْرٌ ظِمَاءٌ واتَرَتْهُنَّ بَعْدَ ما = مَضَتْ هَجْعَةٌ منْ آخِرِ اللَّيْلِ ذُبَّلُ
سَفَى فَوْقَهُنَّ التُّرْبَ ضافٍ كأَنَّهُ = على الفَرْجِ والحاذَيْنِ قِنْوٌ مُذَلّلُ
ومَضْطَمِرٌ من خاشِعِ الطَّرْفِ خائفٌ=لما تَضَعُ الأَرُض القَوَاءُ وتَحْمِلُ
أخذه ذو الرمة والطرماح، فقال الطرماح:
أَطاف بها طِمْلٌ حَرِيصٌ فلم يَجِدْ = بها غَيْرَ مُلْقَى الواسِطِ المُتَبَايِنِ
ومَخْفِقِ ذِي زِرَّيْنِ في الأَرِض مَتْنُهُ = وفي الكَّفِ مَثْنَاهُ لَطيفُ الأَسَائِنِ
خَفِيٍّ كمُجْتازِ الشُّجاعِ وذُبَّلٍ = ثلاثٍ كَحَبَّاتِ الكَبَاثِ القَرَائِنِ
وضَبْثَةٍ كَفٍّ باشَرَتْ بَيمِينِها = صَعِيداً كَفَاها فَقْدَ ماءِ المُصَافِنِ
ومُعْتَمَدٍ من صَدْرِ رِجْلٍ مُحَالَةٍ = على عَجَلٍ من خائِفٍ غَيْر آمِنِ
مُقَلصَةٍ طارَتْ قَرِينَتُها بها = إلى سُلَّمٍ في دَفِّ عَوْجَاءَ دافِنِ
ومَوْضِعِ مَثْنَى رُكَبَتيْنِ وسجْدَةٍ = تَوَخَّى بها رُكْنَ الحَطِيمِ المُيَامِنِ
وقال ذوالرمة:
إِذَا اعتَسَّ فيها الذئبُ لم يَلْتَقِطْ بها=منَ الكَسْبِ إلا مِثْلَ مُلْقَى المَشَاجِر
وبَيْنَهما مُلْقَى زِمَامٍ كأَنَّهُ = مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ الَّلْيلِ ثائِرِ
ومَغْفَى فتًى حَلَّتْ له فَوْقَ رَحْلِهِ = ثمَانِيَةً جُرْداً صَلاةُ المُسَافِرِ
سِوَى وَطْأَةٍ في الأَرْضِ من غير جَعْدَةٍ = ثَنَى أُخْتَها في غَرْزِ عَوْجاءَ ضامِرِ
وموْضِعِ عِرْنِينٍ كَرِيمٍ وجَبْهَةِ=إلى هَدَفٍ من مُسْرِعٍ غَيْرِ فاجِرِ
وقال كعب بن زهير:
لا يَشْتَكُونَ المَوْتَ إنْ نَزَلَتْ بهِمْ = شَهْبَاءُ ذاتُ مَعاقِيمٍ وأُوَارِ
سمعه بعضهم فقال:
رُمِيَتْ نَطَاةُ من الرَّسُولِ بفَيْلَقٍ =شَهْبَاءَ ذاتِ مَعَاقِمٍ وأُوَارِ
ومما سبق إليه زهيرٌ فلم ينازع فيه قوله:
فإن الحق مقطعه ... ............ البيت.
يريد أن الحقوق إنما تصح بواحدةٍ من هذه الثلاث: يمينٌ أو محاكمةٍ أو حجةٌ بينةٌ واضحةٌ. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا أنشد هذا تعجب من معرفته بمقاطع الحقوق.
ومن ذلك قوله:
يَطْعُنُهُم ما ارْتَمَوْا حَتَّى إِذَا اطَّعَنُوا=ضارَبَ حَتَّى إِذَا ما ضارَبُوا اعْتَنَقَا
فجمع في بيت واحد صنوف القتال.
ومن ذلك قوله:
اَلِّستْرُ دُونَ الفاحشاتِ ولا = يَلْقاكَ دُونَ الخَيْرِ من سِتْرِ
ومما يستجاد له:
وذِي نِعْمَةٍ تَمًّمْتَها وشَكَرْتَها = وخَصْمٍ يَكادُ يَغْلَبُ الحَقَّ باطُلهْ
دَفَعْتَ بمَعْرُوفٍ منَ القَوْلِ صائِبٍ = إذا ما أَضَلَّ الناطِقِينَ مَفاصِلُهْ
وذِي خَطَلٍ في القَوْل يَحْسِبُ أَنَّهُ =مُصِيبٌ فما يُلْمِمْ به فهو قائلُهْ
عَبَأْتَ له حلْماً وأَكْرَمْتَ غَيْرَه = وأَعْرَضْتَ عنه وهو باد مَقَاتِلُهْ
وذِي نَسَبٍ ناءٍ بَعِيدٍ وصَلْتَهُ = بمالٍ وما يَدْرِي بأَنَّكَ واصِلُهْ
وأَبْيَضَ فَيَّاضٍ يَدَاهُ غَمَامَةٌ = على مُعْتَفِيهِ ما تُغِبُ نَوَافِلُهْ
غَدَوْتُ عَلَيْهِ غُدْوَةً فوَجَدْتُه = قُعُوداً لَدَيْهِ بالصَّريم عَوَاذِلُه
يُفَدِّينَهُ طَوْراً وطَوْراً يَلُمْنَهُ = وأعْيَا فما يَدْرينَ أَيْنَ مَخاتِلُهْ
وأَعْرَضْنَ منه عن كَرِيمٍ مُرَزَّإٍ = جَمُوعٍ على الأَمْرِ الذي هو فاعله
أَخِي ثِقَةِ ما تُذْهِبُ الخَمْرُ مالَهُ = ولِكَّنُه قد يُذْهِبُ المالَ نائلُهْ
تَرَاهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهلِّلاً=كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الذي أَنْتَ سائِلُهْ
ومن ذلك قوله، ويقال إنه لولده كعب:
ولَيْسَ لِمَنْ لم يَرْكَبِ الهَوْلَ بُغْيَةٌ = ولَيْسَ لرَحْل حَطَّهُ اللهُ حامِل
إِذا أَنْتَ لم تُعْرضْ عنِ الجَهْلِ والخَنَا = أَصَبْتَ حَلِيماً أَو أَصابكَ جاهِلُ
ومن ذلك قوله:
وفيهمُ مَقاماتٌ حِسانٌ وُجُوهُهُمْ = وأَنْدِيَةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ
على مُكْثِرِيهمْ رِزْقُ مَنْ يَعْتَرِيهِمُ =وعِنْدَ المُقِلِّينَ السَّماحَةُ والبَذْلُ
سَعَى بَعْدَهُمْ قَوْمٌ لِكَىْ يُدْرِكُوهُمُ=فلم يَبْلُغُوا ولم يُلِيمُوا ولم يَأْلُوا
وأخذ العلماء عليه قوله يذكر الضفادع:
يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتِ ماؤُها طَحِلٌ = على الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا
وقالوا: ليس خروج الضفادع من الماء مخافة الغم والغرق، وإنما ذلك لأنهن يبضن في الشطوط.
وأخذ عليه قوله:
ثَّم اسْتَمَرُّوا وقالوا إِنَّ مَشْرَبَكُمْ = ماءٌ بشَرْقِيِّ سَلْمَى فَيْدُ أَورَكَكُ
وقال الأصمعي: سألت بجنيات فيد عن الركك؟ فقالوا لي: ما هنا ركك ولكن رك فعلمت أن زهيراً احتاج فضعف.
يتبع بمشيئة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 10:47 م]ـ
تابع
" زهير بن أبي سلمى "
وأخذ على ابنه كعبٍ قوله في وصف ناقة:
ضَخْمٌ مُقلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها
قال الأصمعي: هذا خطاء، إنما توصف النجائب بدقة المذبح.
ومما يستجاد لكعبٍ ابنه قوله يذكر رجلا قتل من مزينة رهطه:
لَقَدْ وَلَّى أَلِيَّتَهُ جُوَىٌّ = مَعَاشِرَ غَيْرَ مَطْلولٍ أَخُوها
فإنْ تَهْلِكْ جُوَىُّ فكُلُّ نَفْسٍ = سَيَجْلِبُها لذلك جالِبُوها
وإنْ تَهْلِكْ جُوَىُّ فإنَّ حَوْلِي = كَظَنِّكَ كان بَعْدَك مُوقدُوها
وما ساءَتْ طُنُونُك يَوْمَ تُؤْتَى = بأَرْماحٍ وَفَى لك مُشْرِعُوها
كأَنَّك كُنْتَ تَعْلَمُ يَوْمَ بُزَّتْ = ثِيَابُك ما سَيَلْقَى سالِبوها
فما قُلْنا لهم نَفْسٌ بنَفْسٍ = أَقِيدُونا بها إن لم تَدُوها
ولكنَّا دَفَعْناها ظِماءً = فرَوَّاها بذِكْرِك مُنْهلُوها
ولو بَلَغَ القَتِيلَ فَعَالُ حَيٍّ =لَسَرَّكَ من سُيُوفك مُنْتَضُوها
ومن ذلك قوله:
لَوْ كُنْتُ أَعْجَبُ مِنْ شيءٍ لَأَعْجَبَني=سَعْىُ الفَتَى وهو مَخْبُوٌّ لَهُ القَدَرُ
يَسْعَى الفَتَى لِأُمُورٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا = والنَّفْسُ واحِدَةٌ والهَمُّ مُنْتَشِرُ
والمَرْءُ ما عاش مَمْدُودٌ له أَمَلٌ =لا تَنْتَهي العَيْنُ حَتَّى يَنْتَهي الأَثرُ
وكعبٌ القائل:
ومَنْ للُقَوَافِي شَأْنِهَا مَنّ يَحُوكُهَا=إذا ما تَوَى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْوَلُ
يَقُولُ فلا يَعْيَا بشيءٍ يَقُولُهُ = ومنْ قائِلِها مَنْ يُسِيءُ ويَعْمَلُ
يُقَوِّمُها حَتَّى تَلِينَ مُتُونُهَا = فيُقْصِرَ عنها كلُّ ما يَتَمَثَّلُ
كَفَيْتُكَ لا تَلْقَى من الناس شاعِراً = تَنَخَّلَ منْهَا مثْلَ ما أَتَنَخَّلُ
وسمعه الكميت فقال في قصيدة له:
وما ضَرَّهَا أَنَّ كَعْباً تَوَى = وفَوَّزَ مِنْ بعدهِ جَرْوَلُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 10:23 ص]ـ
كعب بن زهير
كان كعبٌ فحلاً مجيداً، وكان يحالفه أبداً إقتارٌ وسوء حال. وكان أخوه بجيرٌ أسلم قبله، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وكان أخوه كعب أرسل إليه ينهاه عن الإسلام، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتواعده، فبعث إليه بجير فحذره، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بأبي بكر، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الصبح جاء به وهو متلثمٌ بعمامته، فقال: يا رسول الله، هذا رجل جاء يبايعك على الإسلام، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده، فحسر كعب عن وجهه، وقال: هذا مقام العائذ بك يا رسول الله، أنا كعب بن زهير، فتجهمته الأنصار وغلظت له، لذكره كان قبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحبت المهاجرة أن يسلم ويؤمنه النبي صلى الله عليه وسلم، فآمنه واستنشده:
بانَتْ سُعَادُ فقَلْبي اليومَ مَتْبُولُ=مُتَيَّمٌ إِثْرَهَا لم يُجَزَ مَكْبُولُ
وما سُعادَ غَداةَ البَيْن إِذ عَرَضَتْ=إلاَّ أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرفِ مَكْحُولُ
وما تَدُومُ على العَهْدِ الذِي زَعَمَتْ = كما تَلَوَّنُ في أَثْوَابِها الغُولُ
ولا تَمَسَّكُ بالوُدِّ الذي زَعَمَتْ = إِلاَّ كما تُمْسِكُ الماءَ الغَرَابِيلُ
كانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً = وما مَوَاعِيدُه إِلاَّ الأَباطيلُ
نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعدَني = والعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَبْذُولُ
مَهْلاً هَدَاكَ الذي أَعْطَاكَ نافلَةَ الْ = قُرْآنَ فيها مَوَاعِيظٌ وتَفْصِيلُ
لا تأْخُذَنِّي بأَقْوَالِ الوُشاةِ ولم = أُذْنِبْ ولَوْ كَثُرَتٍ فِيَّ الأَقاويلُ
فلما
بلغ قوله:
إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ به = وصارمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ
في عُصْبَة مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ=بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا
زَالُوا فما زالَ أَنْكَاسٌ ولا كُشُفُ=يَوْمَ الِلَّقَاءِ ولا سُودٌ مَعَازِيلُ
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من عنده من قريشٍ، كأنه يومي إليهم أن يسمعوا، حتى قال:
يَمْشُونَ مَشْىَ الجمال البُهْمِ يَعْصِمُهُ=مْضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ
يعرض بالأنصار، لغلظتهم كانت عليهم، فأنكرت قريشٌ عليه وقالوا: لم تمدحنا إذ هجوتهم، فقال:
مَنْ سَرَّهُ شَرَفُ الحَيَاةِ فلا يَزَلْ = في مِقْنَب من صالِحِي الأَنْصَار
اَلباذِلينَ نُفُوسَهم لِنَبِيِهِّمْ = يَوْمَ الهيَاجِ وسَطْوَةِ الجَبَّار
يَتَطَهَّرُونَ كأَنَّهُ نُسُكٌ لهم=بدِماءِ مَنْ عَلِقُوا مِنَ الكُفَّارِ
فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردةً اشتراها معاوية بعد ذلك بعشرين ألف درهم، وهي التي يلبسها الخلفاء في العيدين، زعم ذلك أبان بن عثمان بن عفان.(/)
من نوادر الفوائد (من بغية الوعاة)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:01 م]ـ
مقارنة بين الأصمعي وأبي عبيدة
كان أبو عبيدة أعلم من الأصمعي وأبي زيد بالأنساب والأيام؛ وكان أبو نواس يتعلم منه ويصفه ويذم الأصمعي، سئل عن الأصمعي فقال: بلبل في قفص، وعن أبي عبيدة فقال: أديم طوى على علم.
وقال بعضهم: كانت الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر، لأن الأصمعي كان حسن الإنشاء والزخرفة قليل الفائدة، وأبا عبيدة ضد ذلك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:08 م]ـ
دعاء رجل لغوي وطرافة أعرابي
سمع أعرابي أبا مكنون النحوي يقول في دعائه:
" اللهم ربنا وإلهنا ومولانا، صلي على نبينا، اللهم ومن أرادنا بسوء فأحط ذلك السوء به كإحاطة القلائد على ترائب الولائد، ثم أرسخه على هامته كرسوخ السِّجِّيل على أصحاب الفيل، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مجللاً، وحياً سحّاً سفوحاً طبقاً غدقاً ودقاً مثعنجرا. فقال الأعرابي: يا خليفة نوح، الطوفان ورب الكعبة! دعني آوي بعيالي إلى جبل يعصمني من الماء (1).
قلت وكلام الإعرابي: مقتبس من قوله تعالى: "وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الظالمين، قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين "من سورة هود، آية: 42 ـ 43.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:36 م]ـ
ما أروع ما تأتي به أو يأتي بك إلينا أخي محمد زادك الله من فضله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:01 م]ـ
بيت شعر حوى حروف المعجم كلها
لأحمد بن محمد اليزيديّ العدوي (مات قبل 260 هـ) بيت فيه حروف المعجم وهو:
ولقد شَجَتني طفلةٌ برزت ضُحىً=كالشمس خَثْماء العِظاِم بذي الغَضَى
.......................................
شجتني: أحزنتني، خثماء: عريضة الأنف أو الأذن، وقيل قصيرة الأنف. تاج العروس، مادة خثم (8/ 367)(/)
ما أفضل ما قيل في الرثاء؟
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الذي أعلمه ودرسته أيضا , أن أجمل ما قيل في المدح على رأي النقاد , هو قول جرير في مدح عبدالملك بن مروان:
ألستم خير من ركب المطايا - وأندى العالمين بطون راح
وكذلك في الهجاء قول الأخطل يهجو قوم جرير:
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم - قالوا لأمهم بولي على النار
وكذلك في الوصف قول بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا - وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
وكذلك في الغزل قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور - قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
فما أجمل ما قيل في الرثاء؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:44 م]ـ
الرثاء تعددت ظروفه فمن رثاء الابناء إلى رثاء الزوجات حتى وصلنا إلى رثاء المدن والدول، فأيها تريد أيها الغالي
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 12:04 ص]ـ
ياحبذا جميع ما ذكرت. {إذا كان باستطاعتك} لأن الرثاء أجمل غرض شعري لدي.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 12:10 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=297
على هذا الرابط تجدون مايسر ولا يسر من أغلب المراثي في الشعر العربي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 12:23 ص]ـ
قول جرير:
لولا الحياء لهاجني استعبار=ولزرت قبرك والحبيب يزار
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 12:29 ص]ـ
قول ابن الرومي:
سأسقيك ماء العين ما أسعدت به=وإن كانت السقيا من الدمع لا تجدي
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 04:17 م]ـ
بارك الله لكم جميعا , ونفعنا بعلمكم.(/)
اختلافٌ مذموم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:36 م]ـ
(النميداني والزنخشري واختلاف مذموم)
وقف الزمخشري على كتاب الأمثال للميداني، فحسده عليه، فزاد في لفظة " الميداني " نوناً قبل الميم، فصار "النميداني" ومعناه بالفارسي: الذي لا يعرف شيئاً، فعمد إلى بعض كتب الزمخشري، فجعل الميم نوناً فصار "الزنخشري" ومعناه بائع زوجته ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 12:14 ص]ـ
(النميداني والزنخشري واختلاف مذموم)
وقف الزمخشري على كتاب الأمثال للميداني، فحسده عليه، فزاد في لفظة " الميداني " نوناً قبل الميم، فصار "النميداني" ومعناه بالفارسي: الذي لا يعرف شيئاً، فعمد إلى بعض كتب الزمخشري، فجعل الميم نوناً فصار "الزنخشري" ومعناه بائع زوجته ..
طرفة لغوية رائعة أخي " محمد سعد "
بوركت ..
سأل ميمون بن هارون رجل
فقال له: ما فعل فلان بحمارهِ
قال الرجل: باعهِ
قال ابن هارون: قل باعهُ
قال الرجل: لماذا
قال ابن هارون: الباء تجر
قال الرجل: باءك تجر وبائي لا تجر؟؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 01:00 م]ـ
شكرا لكما ...
ذكر ان محمد الجواهري قام ليخطب، فقال: من العراقُ فسألوه عن سبب الرفع فقال: العراق لا تجر بل دائما مرفوعة:)(/)
من طرائف الأسماء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 08:58 ص]ـ
كان الأقدمون يقولون: لكل مسمى من اسمه نصيب
والشاعر يقول:
وقلما أبصرت عيناك من رجل= إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
وكان العرب يتفاءلون بالاسم الحسن، ويتطيرون من ضده، وكانوا يقولون: إن من حق الولد على والده أن يختار له أما كريمة، ويسميه اسمًا حسنًا، ويعلمه القراءة والكتابة، وإنما تطيرت العرب من الغراب للغربة، إذ كان اسمه مشتقا منها
وفي ذلك يقول أبو الشيعي:
أشاقك والليل مُلقي الجران= غراب ينوح على غصن بان
وفي نعبات الغراب اغتراب= وفي البان بين بعيد البيان
وقد سمي عبد المطلب بن هاشم حفيده محمدًا رجاء أن يحمد في السماء والأرض وسمي أبو طالب بن عبد المطلب ولده عليَّا قائلا:
سميته بعلي كي يدوم له= عز العلا وخير العز أدومه
ويقول ابن الرومي فيمن اسمه أبو الفضل:
أنت أبو الفضل وأنت ابنه= فالفضل لا يعدوك في كل حال
ويقول عمر: r أبكم إلينا أحسنكم اسما، فإذا رأيناكم فأحسنكم منظرا، فإذا اختبرناكم فأحسنكم مخبرا، ويروون أن عمرا سأل رجلا - أراد أن يستعين به على عمل- عن اسمه فقال الرجل: ظالم بن سراقة
فقال عمر: ويحك، تظلم أنت ويسرق أبوك، لا خير فيك!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:11 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على ما تقدمت به.
كلام جميل لكن كيف نفسر بعض أسماء العرب مثل كلاب،وجحش، ... ؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:53 ص]ـ
أخي ليث تحية واحتراما
جاء في المثل: " لا يُفْتى ومالك في المدينة "
سأترك الإجابة عن سؤالك لأخي الدكتور مروان البارع في تحقيق التراث وموضوعاته.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 06:15 ص]ـ
كانت العرب لا تأنف من هذه الأسماء؛ مثل:
كلاب وكليب وجحش وحمار فقد كانت دارجة في الجاهلية،
وهذه من موروثات الجاهلية، والمتعارف عليه بينها،
ومازالت لها بقايا حتى الآن في كثير من البلدان العربية حتى الآن!!
وتنقل لنا بعض الكتب أن عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم لمّا جاءت حليمة السعدية:
(مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم)؛ لتأخذ محمدا لإرضاعه سألها:
من أين أنتِ!؟
قالت: امرأة من بني سعد.
قال: ما اسمك!؟
قالت: حليمة.
قال: بخ بخ، خُلقان حسنتان: سعدٌ وحلم!!
ثم إن الإسم للطفل يعطي الآخرين دلالة على شخصية من اختار الاسم،
فمن الدارج في كلام الناس: من اسمك أعرف أباك!!
ومن المشهور في كلام الناس:
الألقاب تنزل من السماء، فلا تكاد تجد الاسم الغليظ الشنيع إلا على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه.
ومن المنتشر قولهم:
" لكل مسمى من اسمه نصيب " وقيل:
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب = إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
قال ابن القيم رحمه الله تعالى -:
(أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم، وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم!!)
وقال:
(لما كانت الأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها؛ فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة).
ومما يُذكر من خبر في هذا ما حدث به (الزهري) عن (ابن المسيب) عن أبيه أن أباه (جاء إلى) النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟
قال: حزن!
قال:" أنت سهل "
قال: لا أغير اسما سمانيه أبي!!
قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد!!
قال الحافظ في الفتح:
قَالَ الدَّاوُدِيُّ: يُرِيد الصُّعُوبَة فِي أَخْلاقهمْ، إِلا أَنَّ سَعِيدًا أَفْضَى بِهِ ذَلِكَ إِلَى الْغَضَب فِي اللَّه.
وَقَالَ غَيْره: يُشِير إِلَى الشِّدَّة الَّتِي بَقِيَتْ فِي أَخْلاقهمْ.
فَقَدْ ذَكَرَ أَهْل النَّسَب أَنَّ فِي وَلَده سُوء خُلُق مَعْرُوف فِيهِمْ لا يَكَاد يُعْدَم مِنْهُمْ
الأمر الذي يعطيني إشارة أهميّة واهتمام في اختيار الاسم الحسن للأبناء والبنات.
والاسم الحقيقي للطفل هو الاسم الذي سمّاه به (أبوه)؛
إذ التسمية من حق الوالد على ولده ..
قال ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود 1/ 135:
(الفصل الخامس في أن التسمية حق للأب لا للأم: هذا مما لا نزاع فيه بين الناس وأن الأبوين إذا تنازعا في تسمية الولد فهي للأب والأحاديث المتقدمة كلها تدل على هذا، وهذا كما أنه يدعى لأبيه لا لأمه؛ فيقال فلان ابن فلان قال تعالى) أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله (والولد يتبع أمه في الحرية والرق، ويتبع أباه في النسب والتسمية، ويتبع في الدين خير أبويه ديناً؛ فالتعريف كالتعليم والعقيقة وذلك إلى الأب لا إلى الأم وقد قال النبي {ولد لي الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم})
لكن إن كان سمّاه اسما غير لائق فالسنّة تغييره ..(/)
فلسطين في عيون الشعراء
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 12:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمع اسم فلسطين في سماء الشعر الحديث،وقد تغنى به الشعراء .. بين راث وباك على طلل وبين متغزل بطبيعة ساحرة تأخذ العيون ... ومن عاشق لتراب أرض بكاها الورد والحنون .. وبين مادح لصمود الأرض وثبات شعب لا يلين .. وبين ثائر يخط أحرفه براكينا تحرق القوم اللئام
ومن أولئك الشعراء نزرا قباني ... فنراه قائلا
أريد بندقية!
خاتمُ أمّي بعتهُ
من أجلِ بندقيه
محفظتي رهنتُها
من أجلِ بندقيه ..
اللغةُ التي بها درسنا
الكتبُ التي بها قرأنا ..
قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
ليست تساوي درهماً ..
أمامَ بندقيه ..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيه ..
إلى فلسطينَ خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه
إلى القبابِ الخضرِ .. والحجارةِ النبيّه
عشرونَ عاماً .. وأنا
أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه
أبحثُ عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاطِ بالأسلاك
أبحثُ عن طفولتي ..
وعن رفاقِ حارتي ..
عن كتبي .. عن صوري ..
عن كلِّ ركنٍ دافئٍ .. وكلِّ مزهريّه ..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
إلى فلسطينَ خذوني معكم
يا أيّها الرجال ..
أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال
أريدُ .. أن أنبتَ في ترابها
زيتونةً، أو حقلَ برتقال ..
أو زهرةً شذيّه
قولوا .. لمن يسألُ عن قضيّتي
بارودتي .. صارت هي القضيّه ..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه ..
أصبحتُ في قائمةِ الثوّار
أفترشُ الأشواكَ والغبار
وألبسُ المنيّه ..
يا أيّها الثوار ...
في القدسِ، في الخليلِ،
في بيسانَ، في الأغوار ..
في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار
تقدموا ..
تقدموا ..
فقصةُ السلام مسرحيّه ..
والعدلُ مسرحيّه ..
إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
يمرُّ من فوهةِ بندقيّه ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 12:57 م]ـ
ويقول الدكتور العشماوي
لا تقولوا: دَمُ أقصانا جَمَدْ
لا تقولوا:
ذهنُه من شدَّة الهول شرَدْ
لا تقولوا:
نهرنا الجاري رَكَدْ
ساخنُ العزم بَرَدْ
لا تقولوا:
إن جيشَ الكفر في الأرض احتشَدْ
وعلى الحوض وَرَدْ
وعلى أحلامنا في ساحةِ الأقصى قَعَدْ
لا تقولوا:
نفث الساحرُ سحراً في العُقَدْ
هبَّت الرِّيح بما لا يشتهي البحَّارُ ...
واشتدَّ مع الموج الزَّبَدْ
زمجرَ الباغي ولم يأتِ المَدَدْ
لا تقولوا:
نزلتْ أمَّتُنا أقسى نزولٍ ..
وعدوُّ اللهِ في الأرض صَعَدْ
لا تقولوا:
أسرف المجرم في القتلِ وفي الظلم تمادَى
وإلى قَصْعَتِنا جيش الأباطيل تنادى
أَبْدَأَ الغاصبُ فينا وأعادا
لا تقولوا:
صرخ الطفل ونادى ... ثم نادى .. ثم نادى
ثم فاضتْ روحُه في عَتْمَةِ اللَّيل وفي القلب كَمَدْ
أقسم الصوتُ الذي أَطْلَقَه ...
أنَّ الصَّدَى كان ينادي: لا أَحَدْ
لا تقولوا:
عَقِمَتْ أمَّتُنا، واستنسرَتْ فيها بُغاثُ الطيرِ ...
والعَزْمُ خَمَدْ
لا تقولوا:
إنَّ شارونَ، ومَنْ شارونُ؟، باغٍ يتبختَرْ
ظالمٌ في جيشِ إِبليسَ مسخَّرْ
مدمنٌ يشرب خمراً من دمِ الطِّفْلِ المقطَّرْ
مغرمٌ بالعنف يشتاق إلى رؤيةِ مقتولٍ معفَّرْ
أنا لا أَشتُمُه ...
فالشَّتْمُ من عرضِ الذي لا يعرفُ الرحمةَ، أَكبَرْ
وهو من أَحْقَرِ شَتْمٍ صاغه الإنسانُ أحقَرْ
لا تقولوا:
إنَّ شارون على الغرب اعتمدْ
ومضى يحرق أَحلامَ العصافيرِ ..
ويستنزفُ خَيْراتِ البَلَدْ
لا تقولوا:
زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ
ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ
لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ
أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ
والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ
أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون بالوهم انتشرْ
غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ
أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ، وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ
لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ ....
ما دام لنا فيها وَلَدْ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 01:25 م]ـ
ويقول نزار هاجيا واقع أمة استطابت الدنية
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعي لكم
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات الذم، والهجاء، والشتيمة ..
أنعي لكم ..
أنعي لكم ..
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة.
2)
مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
والليل، والأستار، والمقاعد
(يُتْبَعُ)
(/)
مالحة أمامنا الأشياء ..
3)
يا وطني الحزين
حوَّلتني بلحظةٍ
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين ..
4)
لأن ما نُحسه
أكبر من أوراقنا ..
لا بد أن نخجل من أشعارنا
5)
إذا خسرنا الحرب، لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذُبابة
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة والربابة ..
6)
السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا ..
أطول من قاماتنا ..
7)
خلاصة القضية
توجز في عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية ..
8)
بالناي والمزمار
لا يحدث انتصار ..
9)
كلَّفَنا ارتجالُنا
خسمين ألف خيمةٍ جديدة ..
10)
لا تلعنوا السماء
إذا تخلَّت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يُؤتي النصر من يشاء
وليس حدَّادًا لديكم ..
يصنع السيوف ..
11)
يُوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يُوجعني ..
أن أسمع النُّباح ..
12)
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما ..
تسربوا كالنَّمل من عُيوبنا ..
13)
خمسة آلاف سنة ..
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا مرافئ الذباب ..
يا أصدقائي
جرِّبوا أن تكسروا الأبواب
أن تغسلوا أفكاركم
وتغسلوا الأثواب
يا أصدقائي
جرِّبوا أن تقرؤوا كتاب ..
أن تكتبوا كتاب ..
أن تزرعوا الحروف ..
والرمان ..
والأعناب ..
أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب
فالناس يجهلونكم ..
في خارج السرداب
الناس يحسبونكم
نوعًا من الذئاب ..
14)
جلودنا ميِّتة الإحساس
أرواحنا تشكو من الإفلاس
أيامنا تدور بين الزار ..
والشطرنج ..
والنعاس ..
هل نحن خير أمة قد أخرجت للناس؟
15)
كان بوسع نفطنا الدافق في الصحاري
أن يستحيل خنجرًا ..
من لهبٍ ونارِ
لكنه ..
واخجلة الأشراف من قريش
وخجلة الأحرار من أوس ومن نزارِ
يُراق تحت أرجل الجواري ..
16)
نركض في الشوارع
نحمل تحت إبطنا الحبالا
نمارس السحل بلا تبصر
نُحطم الزجاج والأقفالا
نمدح كالضفادع
نشتم كالضفادع
نجعل من أقزامنا أبطالا
نجعل من أشرافنا أنذالا
نرتجل البطولة ارتجالا
نقعد في الجوامع
تنابلاً، كُسالى
نُشطر الأبيات، أو نؤلِّف الأمثالا
ونشحذ النصر على عدونا
من عنده تعالى ..
17)
لو أحد يمنحني الأمان
لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان
قلت له:
يا سيدي السلطان
كلابك المفترسات مزقت ردائي
ومخبروك دائمًا ورائي ..
عيونهم ورائي ..
أنوفهم ورائي ..
أقدامهم ورائي ..
يستجوبون زوجتي ..
ويكتبون عندهم أسماء أصدقائي ..
يا حضرة السلطان
لأنني اقتربت من أسوارك الصماء ..
لأنني حاولت أن أكشف عن حزني وعن بلائي
ضربت بالحذاء ..
أرغمني جندك أن آكل من حذائي ..
يا سيدي .. يا سيدي السلطان
لقد خسرت الحرب مرتين
لأن نصف شعبنا ليس له لسان
ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟!
لأن نصف شعبنا محاصر كالنمل والجرذان
في داخل الجدران ..
...
لو أحد يمنحني الأمان
من عسكر السلطان
قلت له: يا حضرة السلطان
لقد خسرت الحرب مرتين
لأنك انفصلت عن قضية الإنسان
18)
لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب ..
19)
نريد جيلاً غاضبًا
نريد جيلاً يفلح الآفاق
وينكش التاريخ من جذوره
وينكش الفكر من الأعماق
نريد جيلاً قادمًا مختلف الملامح
لا يغفر الأخطاء .. لا يسامح
لا ينحني .. لا يعرف النفاق ..
نريد جيلاً، رائدًا، عملاق ..
20)
يا أيها الأطفال:
من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال
وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
ويقتل الأفيون في رؤوسنا
ويقتل الخيال ..
يا أيها الأطفال:
أنتم ـ بعد ـ طيبون
وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم، يا أطفال
فنحن خائبون
ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون
ونحن منخورون ..
منخورون.
منخورون كالنعال ..
لا تقرؤوا أخبارنا
لا تقبلوا أفكارنا
لا تقتفوا آثارنا
فنحن جيل القيء .... والسعال ..
ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال
يا أيها الأطفال:
يا مطر الربيع، يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة ..
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 08:21 م]ـ
ويقول نزار هاجيا واقع أمة استطابت الدنية
نريد جيلاً غاضبًا
نريد جيلاً يفلح الآفاق
وينكش التاريخ من جذوره
وينكش الفكر من الأعماق
نريد جيلاً قادمًا مختلف الملامح
لا يغفر الأخطاء .. لا يسامح
لا ينحني .. لا يعرف النفاق ..
نريد جيلاً، رائدًا، عملاق ..
20)
يا أيها الأطفال:
من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال
وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
ويقتل الأفيون في رؤوسنا
ويقتل الخيال ..
يا أيها الأطفال:
أنتم ـ بعد ـ طيبون
وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم، يا أطفال
فنحن خائبون
ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون
ونحن منخورون ..
منخورون.
منخورون كالنعال ..
لا تقرؤوا أخبارنا
لا تقبلوا أفكارنا
لا تقتفوا آثارنا
فنحن جيل القيء .... والسعال ..
ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال
يا أيها الأطفال:
يا مطر الربيع، يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة ..
أبيات قوية معبرة بوركت أختي صاحبة القلم وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 10:56 م]ـ
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم، دمت ودام قلمك،الذي كلما خط ترك أثرا لا يمّحي، مواضيعك دائما مميزة، وإن كانت غيبتك تطول فكل طلة من إطلالاتك الرائعة تبقى حاضرة لا تغيب.
ـ[بثينة]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 11:32 م]ـ
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم
أبيات رائعة في حق فلسطين الغالية
دمت و دام اختيارك الموفق
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 11:57 م]ـ
شكرا لك أختي الأستاذة "صاحبة القلم" هذا الانتقاء الرائع ..
واسمحي لي بوضع هذه القصيدة للشاعر "أبو الفضل الوليد "
ما لليهودِ وللإفرنجِ قد وثبوا = على فلسطينَ حيثُ القدسُ تلقاك
وحُرمةِ المسجدِ الأقصى لقد بطلت = دعوى الخليطِ وصحّت فيهِ دعواك
ما أختُ مكة إِلا القدسُ فاحترمي = شرعَ النبيِّ وصونيها لقرباك
كم زحفةٍ لعلوجِ الرومِ أوقفَها = سلاحُ جيشِكِ أو أشلاء قَتلاك
وكم عليها دماءُ المسلمين جَرَت = وكم تساقطَ فيها من سراياك
لأجلِها أهرقوا أزكى دمٍ فلهم = تبقى على رغمِ طمّاعٍ وأفّاك
يا قدسُ مكةُ قد آستكِ باكيةً = لما أتاها بنعي الدينِ مَنعاك
وافاكِ في ليلةِ المعراجِ سيِّدُنا = محمدٌ وكتابُ اللهِ سمّاك
فبالعروبةِ والإسلامِ أنتِ لنا = واللهُ يسمعُ شكوانا وشكواك
هل تستقرُّ جماهيرُ اليهودِ إذا = دعوتِ يوماً أبا حفصٍ فلبّاك
وذو الوشاح لهُ في الغمدِ صَلصَلةٌ = وفي الرقِّابِ صليلٌ منه سلواك
إذا بدا ظلُّهُ أو ظلُّ ناقتهِ = ولو برؤيا تهولُ الخصمَ رؤياك
إن السيوفَ على الأغمادِ حاقدةٌ = لأنها لم تجرَّد في رزاياك
ما كانَ أجمل إبسالاً وتفديةً = والشهمُ يقصد إنجاء بإهلاك
بالله أيتُها الأمُّ العروبُ خذي = بالثارِ شعباً لنصرِ البطل عاداك
وطهَّري القدسَ من رجسٍ ومن دَنسٍ = وأصلتي سيفَ سفّاكٍ لسفّاك
ماذا تُرجّينَ مِن قومٍ بلا شرفٍ = ولا عهودٍ ومنهم كلُّ فتّاك
إن الرزيئة كبرى لا عزاءَ لها = حتى اليهوديُّ أخزانا وأخزاك
على بنيكِ غدا في أرضِهم أسداً = ولم يكن في حماهم غيرَ هتّاك
فحرّضيهم على تقطيعِ سلسلةٍ = هم راسفون بها ما بين أشراك
وجمّعيهم كما جمّعتِهم قدماً = في دولةٍ نظمَ حبّاتٍ بأسلاك
النطقُ والدينُ والآدابُ تجمعهم = ولا تزالُ سجاياهم سجاياك
الأرضُ أرضُكِ لا مطلٌ ولا جدلٌ = ولا خداعٌ فصكي وَجهَ بشاك
أبو الفضل الوليد
1303 - 1360 هـ / 1886 - 1941 م
إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن طعمة.
شاعر من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية.
ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.
عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها.
له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:19 م]ـ
الأخوات الحبيبات بثينة والباحثة عن الحقيقة
لكم يسعدني مروركما العطر .. وبكلماتكم الرقيقة الصادقة .. وبروحكما الطيبة
الأخوة الأفاضل ..
ليث ورعد .. بارك الله فيكما على مروركم العطر و عباراتكما الرقيقة ...
وشكر الله أخي رعدا على إضافاته القيمة وجزاه الله خيرا ..
وجزاكما الله الخير كله ..
دمتم بخير ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:26 م]ـ
ألا لبُّوا مناديها
شعر: عبدالعزيز بن عبدالله العزاز
القصيم ـ الخبراء
لم يزل العالم عامة والمسلمون خاصة يقفون موقف المتفرج أمام شنائع اليهود المتكررة، وجرائمهم المتزايدة يوماً بعد يوم .. ولا ندري أي صعقة تحركهم بعد هذه الصعقات؟!
ألا لبُّوا مناديها = إذا ماهبَّ داعيها
فأرض القدس تدعوكم = وقد عزت أمانيها
تنادي عزمةً فيكم = يفوق النجمَ عاليها
تنادي فيكمُ همماً = سماءُ المجد تبنيها
تنادي وثبةً منكم = كأُسْدٍ ثار عاديها
فللغارات أصداء = تزمزم في أراضيها
وفي الساحات أشلاء = بدانيها وقاصيها
وتلك الأمُّ ترقبُهم = وقد سالت مآقيها
فذا طفلٌ تودعه = ونار القلب تشويها
وذاك وليدها بُتِرَتْ = له الأعضاءُ تشويها
وآخرُ بين أنقاض = تُسلِّمه لباريها
فكم أمٍّ تناديكم = وصوتُ الهمِّ يفريها
وكم طفلٍ يحمِّلُكم = دماءً سال واديها
وكم مُستضعفٍ وجمتْ = له النظراتُ يلقيها
وكم مستصرخٍ بكمُ = لويلاتٍ يقاسيها
وكم راجٍ يؤملُكم = نجاةً مات باغيها
ألا فاعجبْ لأمتنا = ولا تعجبْ لباكيها
ترى السكينَ تطعنُها = فتكرمُها وتجزيها
وقد باعتْ كرامتَها = بحال الذل تشريها
فيابطلاً يبادرها = ببذل النفس يفديها
وياشبلاً حميَّتُه = كتابُ الله يَرويها
ألا سطر مفاخرَنا = لنا التاريخُ يَرويها
غداً تزهو روابينا = ويشدو عزُّنا فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:38 م]ـ
نداء من قلب غزة
للشاعر الإسلامي الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي
على الأسرة أنتم أيها العرب= ونحن في وهج الأحداث نلتهب
على الأسرة أنتم تنظرون إلى= مأساة شعب بها الشاشات تصطخب
شاشاتكم لم تزل تروي لكم خبرا = عن طفلة قتلت عن ظالم يثب
عن ألف طفل يتيم في مدامعه= متسائل أين منا الأم أين الأب؟؟
عن أسرة هدم الصاروخ منزلها = فكل زاوية في الدار تنتحب
عن ألف ألف قتيل في مصارعهم= أدلة لم يلامس قولها الكذب
شكرا لكم حين تابعتم مجازرنا = على الأثير وقد ضاقت بنا الكرب
شكرا لأن المآسي لا تفارقكم = أخبارها فالمآسي بحرها لجب
لا تغضبوا إن قطعنا حبل راحتكم= أمام شاشاتكم فالظالم السبب
باراك أشعل نار الحرب فاحترقت= جميع أوراق من قالوا ومن كتبوا
قولوا لنا سعة الشدقين تزجره= فربما يزجر المستعصي النسب
أخبارنا أزعجتكم فهي دامية= تبكي العيون لها والقلب ينشعب
لو استطعنا كتمنا نار حسرتنا =عنكم،ولو نالنا من كتمها العطب
لكنها قنوات القوم تخبركم=عن حالنا فعليها اللوم والعتب
أما فتحتم لها الأبواب مشرعة= تجري إليكم بما يشقى به الأدب؟
تقدم الخبر الدامي مراسلة= بدا لكم صدرها والساق والركب؟!
لا تقلقوا فالمآسي قوتها دمنا= ولحمنا فاسمعوا الأخبار واحتسبوا
وإن قسا منظر الأحداث فانصرفوا = إلى قناة من الأفلام وانسحبوا
هم ينقلون لكم مأساة مقدسنا= وبعدها تعرض الأفلام والطرب
تشابهت صور المأساة في زمن= شمس المروءات عن عينيه تحتجب
على الأسرة أنتم يا أحبتنا= يا خير من أنكروا يا خير من شجبوا
يا خير من أسندوا ظهر الخضوع على = وسائد الذل يا نبراس من هربوا
نعم بذلتم لنا مالا ونشكركم= لكنه وحده لا ينفع الذهب
في مقلة الظلم مالا تبصرون وقد= أراكم الظلم ليلا ماله شهب
عذرا إذا أقسمت أشلاؤنا قسما= بأنكم لم تكونوا مثلما يجب
كأنكم في مجال العصر ذاكرة= مثقوبة وعيها بالعصر مضطرب
عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت= جراحنا: أين أنتم أيها العرب؟!
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:57 م]ـ
بارك الله فيك بارك الله فيك أخي ليث على نقولاتك الرائعة والمؤثرة
وجزااك الله كل خير
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 09:31 م]ـ
يقول محمد العيد (شاعر جزائري) في قصيدته " فلسطين العزيزة "التي نظمها سنة 1367 ه:
فَلَسْطينُ العزيزةُ لاَ تُراعِي = فَعَينُ اللهِ رَاصدِةٌ تُراعِي
وحَوْلَكِ مِنْ بَنِي عَدْنانَ جُنْدٌ = كَثِيرُ الْعَدِّ يَزْأرُ كَالسِّباعِ
إذا اسْتَصْرَخْتِهِ لِلْحَرْبِ لَبَّى = وخَفَّ إلَيْكِ مِنْ كُلِّ الْبِقاعِ
يَجودُ بِكُلِّ مُرْتَخَصٍ وغَالي = لِيَدْفَعَ عَنْكَ غَاراتِ الضّباعِ
بُليتِ بِهِمْ صَهايَنَةً جياعًا = فَسُحْقًا للصَّهايِنَةِ الْجِياعِ
سَتَكْشِفُ عَنْهُمُ الهَيْجاءُ سِتْرًا = وتَرمِيهِمُ بِكُلِّ فَتَّى شُجاعِ
ثم يدخل في وصف أخلاق اليهود, وطباعهم التي عرفوا بِها, فيقول:
وكَيْفَ يُصادِفُ العِبْريُّ نُجْحًا = وَمَا أَخْلاَقُهُ غَيْرَ الْخِدَاعِ
قد اشْتَهَر اليَهُودُ بِكُلِّ قُطْرٍ = بِأَنَّ طِبَاعَهُم شَرُّ الطّبَاعِ
قَدِ اغْتَرَّ الْيَهُودُ بِمَا أَصَابُوا = بِأَرْضِ الْقُدْسِ مِنْ بَعْضِ الْقِلاَعِ
مَتَى كَانَ الْيَهُودُ جنُودَ حَربٍ = وَكُفُؤًا لِلأعارِبِ في الصّراعِ
ويختم القصيدة بِهذا الصوت المتحمس الذي يأتي من الشاعر الثائر مُتوجها إلى فلسطين العزيزة:
فَلَسْطينُ الْعَزِيزَةُ لا تَخَافِي = فَإنَّ العُرْبَ هَبُّوا لِلدِّفَاعِ
بِجَيْشٍ مُظِلمٍ كَاللَّيْلِ غَطَّى = حِيالَكِ كُلَّ سَهْلٍ أوْ يَفَاعِ
وما أسْيَافُهُ إلاَّ نُجومٌ = رُجومٌ لِلْيَهوُدِ بِلا iنِزَاعِ
يُرابِطُ في ثُغُورِكِ مُسْتَعِدًّا = عَلَى الأهْباتِ لِلأمْرِ المُطاعِ
سَيَهْجُمُ مِنْ مَراكِزِهِ عَلَيْهمْ = هُجومَ الآكِلينَ عَلى القصاعي
ونَحْنُ بَنِي العُروبَةِ قد خُلِقْنا = نُلَبّي لِلْمَعارِكِ كُلَّ دَاعِي
لَنَا في الحَرْبِ غاراتٌ كِبارٌ = وأيَّامٌ مُخلَّدَةُ الْمَسَاعِي
وكَيْفَ نَذِلُّ أوْ نَرْضَى انْخِفَاضًا = ونَجْمُ جُدُودِنَا نَجْمُ ارْتِفَاعِ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:31 م]ـ
يقول محمد العيد (شاعر جزائري) في قصيدته " فلسطين العزيزة "التي نظمها سنة 1367 ه:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلَسْطينُ العزيزةُ لاَ تُراعِي = فَعَينُ اللهِ رَاصدِةٌ تُراعِي
وحَوْلَكِ مِنْ بَنِي عَدْنانَ جُنْدٌ = كَثِيرُ الْعَدِّ يَزْأرُ كَالسِّباعِ
إذا اسْتَصْرَخْتِهِ لِلْحَرْبِ لَبَّى = وخَفَّ إلَيْكِ مِنْ كُلِّ الْبِقاعِ
يَجودُ بِكُلِّ مُرْتَخَصٍ وغَالي = لِيَدْفَعَ عَنْكَ غَاراتِ الضّباعِ
بُليتِ بِهِمْ صَهايَنَةً جياعًا = فَسُحْقًا للصَّهايِنَةِ الْجِياعِ
سَتَكْشِفُ عَنْهُمُ الهَيْجاءُ سِتْرًا = وتَرمِيهِمُ بِكُلِّ فَتَّى شُجاعِ
ثم يدخل في وصف أخلاق اليهود, وطباعهم التي عرفوا بِها, فيقول:
وكَيْفَ يُصادِفُ العِبْريُّ نُجْحًا = وَمَا أَخْلاَقُهُ غَيْرَ الْخِدَاعِ
قد اشْتَهَر اليَهُودُ بِكُلِّ قُطْرٍ = بِأَنَّ طِبَاعَهُم شَرُّ الطّبَاعِ
قَدِ اغْتَرَّ الْيَهُودُ بِمَا أَصَابُوا = بِأَرْضِ الْقُدْسِ مِنْ بَعْضِ الْقِلاَعِ
مَتَى كَانَ الْيَهُودُ جنُودَ حَربٍ = وَكُفُؤًا لِلأعارِبِ في الصّراعِ
ويختم القصيدة بِهذا الصوت المتحمس الذي يأتي من الشاعر الثائر مُتوجها إلى فلسطين العزيزة:
فَلَسْطينُ الْعَزِيزَةُ لا تَخَافِي = فَإنَّ العُرْبَ هَبُّوا لِلدِّفَاعِ
بِجَيْشٍ مُظِلمٍ كَاللَّيْلِ غَطَّى = حِيالَكِ كُلَّ سَهْلٍ أوْ يَفَاعِ
وما أسْيَافُهُ إلاَّ نُجومٌ = رُجومٌ لِلْيَهوُدِ بِلا Iنِزَاعِ
يُرابِطُ في ثُغُورِكِ مُسْتَعِدًّا = عَلَى الأهْباتِ لِلأمْرِ المُطاعِ
سَيَهْجُمُ مِنْ مَراكِزِهِ عَلَيْهمْ = هُجومَ الآكِلينَ عَلى القصاعي
ونَحْنُ بَنِي العُروبَةِ قد خُلِقْنا = نُلَبّي لِلْمَعارِكِ كُلَّ دَاعِي
لَنَا في الحَرْبِ غاراتٌ كِبارٌ = وأيَّامٌ مُخلَّدَةُ الْمَسَاعِي
وكَيْفَ نَذِلُّ أوْ نَرْضَى انْخِفَاضًا = ونَجْمُ جُدُودِنَا نَجْمُ ارْتِفَاعِ
يا الله!! لكم هي رائعة تلك الأبيات ..
نص رائع أستاذ محمد ..
بارك الرحمن فيك وجزاك الله كل خير.
ـ[بثينة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:33 م]ـ
قصيدة لمدينة القدس للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي
مَرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ
ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ ..
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً مَعَ امْرَأَةٍ
تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!
...
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ، يا بُنَيَّ، حجابَ واقِعِها السميكَ
لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ!
...
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها ..
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيء في المدينة
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
...
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
...
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ
أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً
فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ! "
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
...
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت!!!.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:22 م]ـ
بارك الله فيك عزيزتي بثينة على نقلك الجميل .. ومشاركتك الرائعة
وجزاك الله خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:28 م]ـ
وقد عاشت فلسطيننا الحبيبة في عيني الشاعر العراقي محمد الجواهري .. فنراه يقول
بـ " يافا " يومَ حُطَّ بها الرِكابُ= تَمَطَّرَ عارِضٌ ودجا سَحابُ
ولفَّ الغادةَ الحسناءَ ليلٌ =مُريبُ الخطوِ ليسَ به شِهاب
وأوسعَها الرَذاذُ السَحُّ لَثْماً= فَفيها مِنْ تحرُّشِهِ اضطِراب
و " يافا " والغُيومُ تَطوفُ فيها =كحالِمةٍ يُجلِّلُها اكتئاب
وعاريةُ المحاسن مُغرياتٍ= بكفِّ الغَيمِ خِيطَ لها ثياب
كأنَّ الجوَّ بين الشمسِ تُزْهَى= وبينَ الشمسِ غطَّاها نِقاب
(يُتْبَعُ)
(/)
فؤادٌ عامِرُ الإيمانِ هاجَتْ= وسوِسُه فخامَرَهُ ارتياب
وقفتُ مُوزَّعَ النَّظَراتِ فيها= لِطَرفي في مغَانيها انْسياب
وموجُ البحرِ يَغسِلُ أخْمَصَيْها= وبالأنواءِ تغتسلُ القِباب
وبيّاراتُها ضَربَتْ نِطاقاً =يُخطِّطُها. كما رُسمَ الكتاب
فقلتُ وقد أُخذتُ بسِحر " يافا "= واترابٍ ليافا تُستطاب
" فلسطينٌ " ونعمَ الأمُ، هذي= بَناتُكِ كلُها خوْدٌ كَعاب
أقَّلتني من الزوراءِ رِيحٌ =إلى " يافا " وحلَّقَ بي عُقاب
فيالَكَ " طائراً مَرِحاً عليه= طيورُ الجوِّ من حَنَقٍ غِضاب
كأنَّ الشوقَ يَدفَعُهُ فيذكي= جوانِحَهِ من النجم اقتراب
ركبِناهُ لِيُبلِغَنا سحاباً= فجاوزَه، لِيبلُغَنا السّحاب
أرانا كيف يَهفو النجمُ حُبَّاً= وكيفَ يُغازِلُ الشمسَ الَّضَباب
وكيفَ الجوُّ يُرقِصُهُ سَناها =إذا خَطرتْ ويُسكِره اللُعاب
فما هيَ غيرُ خاطرةٍ وأُخرى =وإلاّ وَثْبةٌ ثُمَّ انصِباب
وإلاّ غفوةٌ مسَّتْ جُفوناً= بأجوازِ السماءِ لها انجِذاب
وإلاّ صحوةٌ حتّى تمطَّتْ= قوادِمُها، كما انتفَضَ الغُراب
ولمّا طبَّقَ الأرَجُ الثنايا =وفُتِّح مِنْ جِنانِ الخُلدِ باب
ولاحَ " اللُّدُّ " مُنبسِطاً عليهِ= مِن الزَهَراتِ يانِعةً خِضاب
نظْرتُ بمُقلةٍ غطَّى عليها= مِن الدمعِ الضليلِ بها حِجاب
وقلتُ وما أُحيرُ سوى عِتابٍ= ولستُ بعارفٍ لِمَنِ العتاب
أحقَّاً بينَنا اختلَفَتْ حُدودٌ= وما اختَلفَ الطريقُ ولا التراب
ولا افترقَتْ وجوهٌ عن وجوهٍ= ولا الضّادُ الفصيحُ ولا الكِتاب
فيا داري إذا ضاقَت ديارٌ =ويا صَحبيْ إذا قلَّ الصِحاب
ويا مُتسابقِينَ إلى احتِضاني= شَفيعي عِندَهم أدبٌ لُباب
ويا غُرَّ السجايا لم يَمُنُوا= بما لَطُفوا عليَّ ولم يُحابوا
ثِقوا أنّا تُوَحَّدُنا همومٌ= مُشارِكةٌ ويجمعُنا مُصاب
تَشِعُّ كريمةً في كل طَرفٍ =عراقيٍّ طيوفُكُم العِذاب
وسائلةٌ دَماً في كلِّ قلبٍ =عراقيٍّ جُروحُكم الرِغاب
يُزَكينا من الماضي تُراثٌ= وفي مُستَقْبَلٍ جَذِلٍ نِصاب
قَوافِيَّ التي ذوَّبتُ قامَتْ= بِعُذري. إنّها قلبٌ مُذاب
وما ضاقَ القريضُ به ستمحو= عواثِرَهُ صُدورُكم الرّحاب
لئنْ حُمَّ الوَداعُ فضِقتُ ذَرعاً= به، واشتفَّ مُهجتيَ الذَّهاب
فمِنْ أهلي إلى أهلي رجوعٌ =وعنْ وطَني إلى وطني إياب
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:41 م]ـ
ويقول فيها الجواهري أيضا ...
لو استطعتُ نشرتُ الحزن والألما=على فلسطين مسوداً لها علما
ساءت نهاري يقظاناً فجائعها= وسئن ليلي إذ صُورن لي حلماً
رمتُ السكوتَ حداداً يوم مصرعها=فلو تُركت وشأني ما فتحت فما
أكلما عصفت بالشعب عاصفة=هو جاءُ نستصرخ القرطاسَ والقلما؟
هل أنقذ الشام كُتابٌ بما كتبوا=أو شاعر سان بغداداً بما نظما
فما لقلبي جياشاً بعاطفةٍ=لو كان يصدقُ فيها لاستفاض دما
حسب العواطف تعبيراً ومنقضة=أنْ ليس تضمنُ لا بُراءاً ولا سقما
ما سرني ومضاءُ السيف يعوزني=أني ملكتُ لساناً نافثاً ضرما
دم يفور على الأعقاب فائرُهُ=مهانة أرضي كفواً له الكلما
فاضت جروح فلسطين مذكرة= جرحاً بأندلس للآن ما التأما
وما يقصر عن حزن به جدة=حزن تجدده الذكرى إذا قدُما
يا أمة غرها الإقبال ناسية= أن الزمان طوى من قبلها أمما
ماشت عواطفها في الحكم فارتطمت=مثل الزجاج بحد الصخرة ارتطما
وأسرعت في خطاها فوق طاقتها= فأصبحت وهي تشكو الأين والسأما
وغرَّها رونق الزهراء مكبرة= أن الليالي عليها تخلع الظلما
كانت كحالمةٍ حتى إذا انتبهتْ=عظت نواجدها من حرقةٍ ندما
فيا فلسطين إن نعدمك زاهرة= فلست أولّ حق غيلة هضما
سورٌ من الوحدة العصماء راعهم=فاستحدثوا ثغرة جوفاء فانثلما
هزت رزايات أوتاراً لناهضةٍ=في الشرق فاهتجن منها الشجو لا النغما
ثار الشباب ومن مثل الشباب إذا=ريع الحمى وشواظ الغيرة احتدما
يأبى دم عربي في عروقهم=أن يصبح العربي الحر مهتضما
في كل ضاحية منهم مظاهرة=موحدين بها الأعلام والكلما
أفدي الذين إذا ما أزمة أزمت=في الشرق حزناً عليها قصروا اللمما
ووحدت منهم الأديان فارقة= والأمر مختلفاً والرأي مقتسما
لا يأبهون بإرهاب إذا احتدموا=ولا بمصرعهم إن شعبهم سلما
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:51 م]ـ
:
فَلَسْطينُ الْعَزِيزَةُ لا تَخَافِي = فَإنَّ العُرْبَ هَبُّوا لِلدِّفَاعِ
بِجَيْشٍ مُظِلمٍ كَاللَّيْلِ غَطَّى = حِيالَكِ كُلَّ سَهْلٍ أوْ يَفَاعِ
جزاكم الله خيراً .. جميع المشاركات حافلة في العطاء .. فلسطين في عيون الشعراء .. وفي عيون كل الناس .. فلسطين ما أجمل الأسماء التي لكِ ولا تصلح لغيرك مع الإعتذار عن الضعف في التشكيل .. تشكيل الأحرف والكلمات .. ما ينبغي أن يصح هو الإخلاص في الدعاء مع حسن الصوت والأجمل هو الإخلاص .. أعترف أنَ كثرة الكلام تكشف عن مكان الضعف .. مكان الضعف هو البعد عن الإسلام .. ما قيمة القدس، بيت المقدس، المسجد الأقصى، قلت ما أجمل الأسماء التي لك .. ومكان الإسراء وطريق السماء و ... في عيون كل الناس قلت وقلت مكان الضعف البعد عن الإسلام .. عمر رضي الله عنه وجند الإسلام .. وصلاح الدين كذلك هم جند الإسلام ومن سيكون، القدس في عيون الجند .. جند الله جند الإسلام .. والعرب بدون الإسلام صفر وكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:44 م]ـ
شرفنا مروركم وردكم الكريم ..
صدقت يا أستاذنا فالعرب بلا إسلام لا قيمة لا هم .. فهم بدونه عرب عاربة ككلاب الصحاري .. فكما قال عمر رضي الله عنه "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " ..
بارك الله فيك على تعليقكم الكريم وجزاكم الله كل خير ..
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:36 م]ـ
بارك الله بمن قال ونقل عن فلسطين
قصيده جميله للشاعر المصري العربي
علي الجارم
نفسي فِدَاءُ فلسطينٍ وما لَقِيتْ = وهل يناجي الهوى إلاّ فِلسْطينا
نفسي فِدَاءٌ لأُولَى القبلتين غدتْ = نَهْباً يُزاحِمُ فيه الذئبُ تِنِّينَا
قلبُ العروبَةِ إن تَطعنْهُ زِعنِفَةٌ = كُنَّا لها ولأشقاهَا طَواعينَا
وقلعَةُ الشرقِ إن مُسَّتْ جوانِبُها = خُضْنَا لها جُثثَ القتْلَى مَجَانينَا
وأسْطُرٌ من تَواريخٍ مُخَلَّدةٍ = كانت لمجدِ بَني الفُصْحَى عَنَاوينَا
فقبِّلُوا تُرْبَ حطِّينٍ فإنَّ بهِ = دَمَ البُطُولةِ مِنْ أيام حطينَا
أرْضٌ بذَلْنَا بهَا الأرواحَ غاليةً = داعين للّهِ فيها أو مُلَبّينَا
ومسجِدٌ نزلَ المختارُ ساحتَه = نمُوتُ فيه ونحْيَا مُسْتميتينَا
أنرتَضِي أنْ نَرى مِيراثَنا بَدَداً = وتكتفي بدموعٍ في مآقِينَا
ما قيمةُ النَّفسِ إن هانَتْ لطائفةٍ = اللّه صَوَّرَ فيها الذُّلَّ والهُونَا
وما نقولُ لأبطالٍ لنا سَلَفوا = إذا تَهدَّم ما كانُوا يَشيدونَا
وما نقولُ لعمرٍو حينَ يسأَلُنا = إن لم نُجِبْ قبلَهُ بالسيفِ غازِينَا
أتلكَ أندَلُسٌ أُخْرى فقد نبشَتْ = من حقدِ ساداتِهمْ ما كان مدفُونَا
سُحْقاً لسكِّينِ فرديناند كم ذَبحتْ = واليومَ تشحَذُ أمريكا السكاكينَا
قد شرَّدُوا العُرْبَ واستاقُوا حرائِرَهُمْ = فأينَ فِتيانُنا أيْنَ المحامُونا
من كُلِّ عَادٍ له في الشرِّ فلسفةٌ = أسرارُها عند مُوشَى وابن غُرْيونا
لا ترهَبُوا القومَ في مالٍ وفي عددٍ = إن الفقاقيعَ تطْفُو ثم يَمْضينَا
إن لم تَصونُوا فَلِسْطِيناً وجبهتها = ضاعت عُرُوبتُنا وانفضَّ نَادينَا
فإنَّ للشرقِ أعْدَاءً ذوِي إحَنٍ = اللّهُ يكفيهِ نجواهُمْ ويكفينَا
صانَ الإلَهُ لجيشِ الشرقِ عزَّتَهُ = وصَانَ أبطالَهُ الغُرَّ الميامينا
ُمصيبةٌ برمِ الصبرُ الجميلُ بها = وعزّ فيها على السُلْوانِ سلوَان
بني فلسطين كونوا أُمَّةً ويداً = قد يختفي في ظِلالِ الوردِ ثُعبانُ
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:54 م]ـ
مختارات شعريه عن فلسطينفلسطين في شعر الاقدمين l
صريع الغواني
هَبَطتَ أَرضَ فِلَسطينٍ وَقَد سَمُحَت = فَالخَوفُ مُنتَشِرٌ وَالسَيفُ مُعتَمَلُ
فَما بَرِحتَ تَسوقُ المَوتَ نَحوَهُمُ = حَتّى كَبوا وَأَضَلَّ اللَهُ ما عَمِلوا
لَقيتَهُم بِالمَنايا في مُلَملَمَةٍ = تَنبو الصَوارِمُ عَنها وَالقَنا الذُبُلُ
يَحوزُ عَفوَكَ مَن سالَمتَ مُغتَبِطاً = وَلا يُقالُ لِمَن عادَيتَ ما فَعَلوا
ناضَلتَ فيها الرَدى عَن نَفسِ ذائِدِها = وَالمَوتُ في مُهَجِ الفُرسانِ تَنتَضِلُ
داوى فِلِسطينَ مِن أَدوائِها بَطَلٌ = في صورَةِ المَوتِ إِلّا أَنَّهُ رَجُلُ
سَلَّ المَنونُ عَلَيهِم مِن مَناصِلِهِ = مِثلَ العَقيقِ تَرامى دونَهُ الشُعَلُ
مِن بَعدِ ماعَظُمَت في الدينِ شَوكَتُها = وَاِستَذأَبَت شاتُها وَاِستَأسَدَ الوَعِلُ
الاخطل
إِذا رَفَعوا عَظماً تَحامَلَ صَدرُهُ = وَآخَرُ مِمّا نالَ مِنها مُخَبَّلُ
شَرِبتُ وَلاقاني لِحَلِّ أَلِيَّتي = قِطارٌ تَرَوّى مِن فَلَسطينَ مُثقَلُ
البحتري
سُقِيَ الرَكبُ عامِدينَ فِلَسطي = نَ فَفيهِم شَخصٌ إِلَينا حَبيبُ
وقال:
تَشَوَّفَ أَهلُ الغَربِ فَارمِ بِعَزمَةٍ = إِلى إِرَمٍ إِذ مانَعَت وَعِمادِها
لِتَسكُنَ ضَوضاءُ العَريشِ وَتَنتَهي = فِلَسطينَ عَن عِصيانِها وَعِنادِها
الفرزدق
لَو أَنَّ طَيراً كُلِّفَت مِثلَ سَيرِهِ = إِلى واسِطٍ مِن إيلِياءَ لَكَلَّتِ
سَما بِالمَهاري مِن فِلَسطينَ بَعدَما = دَنا الفَيءُ مِن شَمسِ النَهارِ فَوَلَّتِ
فَما عادَ ذاكَ اليَومُ حَتّى أَناخَها = بِمَيسانَ قَد حُلَّت عُراها وَمَلَّتِ
اعشى همذان
قَدرٌ ما أُتيحَ لي مِن فِلِسطي = نَ عَلى فالِجٍ ثَقالٍ وَعَيرِ
خَثعَمِيٌّ مُغَصَّصٌ جُرجُماني = يُ مُحِلٌّ غَزا مَعَ اِبنِ نُمَيرِ
اسماعيل بن عمار الاسدي
حمرِ الوجوهِ كأنا من تحشّمِنا = حسناءُ شمطاءُ وافت من فلسطينِ
ابن هانئ الاندلسي
وقد أشعرَتْ أرضُ العِراقَينِ خِيفَةً = تكادُ لها دارُ السّلام تَضَعْضَع
وأعطَتْ فلسطينُ القِيادَ وأهلُهَا = فلم يَبْقَ منْها جانِبٌ يَتَمنّع
وما الرّملَةُ المقصورةُ الحَظوِ وحدها = بأوّلِ أرضٍ ما لها عنك مَفَزع
عبيد الله بن الر قيات
إِنَّ عَهدي بِهِم غَداةَ اِستَقَلّوا = مِن فِلَسطينَ وَالدُموعُ غِزارُ
وَاِستَحازَت عَلى القَناطِرِ مِن حَو = رانَ عينٌ نَواعِمٌ أَبكارُ
لَم يُكَلِّمنَ خَشيَةَ العَينِ ذا اللُب = بِ وَغَطّى الدُموعَ مِنها الخِمارُ
عدي بن الرقاع
فَكَأَنّي مِن ذِكرِهِم خالَطَتني = مِن فِلَسطينَ خَمرُ جَلسٍ عُقار
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:03 م]ـ
ماشاء الله على هذا الجهد المشكور, نتابع معاكم حتى التحرير ان شاء الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:56 ص]ـ
وصية الشهيد / د. عبد العزبز الرنتيسي لابنه
هذي وصية والد خلف السدود=لم تثنه الآلام عن كسر القيود
أنا يا محمد يا بني مجاهدا=أرجو الشهادة أو إلى يبنا نعود
فهناك بيتي حيث مسقط هامتي=وهناك آثاري ومقبرة الجدود
وهناك مدرستي ومسجد بلدتي=فاعبر إليها واقتحم تلك الحدود
واعلم بأن بلادنا وقف فلا=تخدعك أحلام السلام مع اليهود
فبدون تطهير البلاد من العدا=فالسلم وهم أو سراب من وعود
فبدين طه يا محمد فاعتصم=فهو السبيل لقهر إخوان القرود
وإذا زحفت عليهم يوما فكن=عند اللقاء على مقدمة الجنود
وإذا سقط أيا بني مجندلا=فمآلك الفردوس تنعم بالخلود
بين الجنان مع النبي المصطفى=وبصحبة الصديق والصحب الوفود
هذي المنازل يا محمد فانطلق=لتصيب منها المرتقى الصعب الكؤود
واعلم بان منالها فوز فلا=يقعدك عنها كل كفار كنود
وعليك بالخلق الكريم وبالتقى=والصوم والإكثار من طول السجود
وانصر كتاب الله ينصرك الذي=نصر الرسول على قوى الكفر الحقود
واصبر بني إذا ابتليت ولا تكن=جزعا فإن الصبر مدعاة الصمود
بطلا أريدك يا محمد فلتكن=أسدا مهيبا بل وتخشاك الأسود
لتقر عيني في التراب وعندها=فاغرس على قبري رياحين الورود
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:36 ص]ـ
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر=فتجارة الأوطان من كبرى الكبائر
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا=عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام=الليل بالأكفان مجداً للأواخر
ونراه يغزل في الدجى المسكون=بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
عودوا إلى المشلول ياسين العلا=بحماسه دارت على البغي الدوائر
من جوف بطن النون يهتف غاضباً=لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها=لتثور بركاناً يزلزل كل خائر
عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى=بخنادق الإخوان بصور باهر
عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى=بيسان ترقب من يزف لها البشائر
للمجدل المحزون يسكب في الدجى=عبراته الحرّى على أطلال عاقر
لجبالنا الشماء ترفع هامها=لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى آثارها آبارنا=أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا=أن المبادئ لا تذل إلى مكابر
يا زمرة الأقزام كيف ترونها=أرضاً بلا شعب فتعساً للمغائر
فلمن فلسطين الرباط ومن له=المسرى وحتى النصر أين وأين ثائر
أين الشعارات التي قد ظللت=منا الألوف وزيفت فيض المشاعر
كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم=قد بح من فرط النباح بها حناجر
النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا=تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر
فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً=والله لا يُعلى سنام النصر فاجر
يا أيها المهزوم لم يسلم لنا=وطن ولا بقيت تلملمنا أوامر
لكنني والحق يشهد أنني=آبي القنوط فذاك من شيم الكوافر
فغدا تعود لنا الديار تبثنا=أشواقها ونقيل في ظل البيادر
الشهيد / عبد العزيز الرنتيسي.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:43 م]ـ
مختارات شعريه عن فلسطينفلسطين في شعر الاقدمين l
صريع الغواني
هَبَطتَ أَرضَ فِلَسطينٍ وَقَد سَمُحَت = فَالخَوفُ مُنتَشِرٌ وَالسَيفُ مُعتَمَلُ
فَما بَرِحتَ تَسوقُ المَوتَ نَحوَهُمُ = حَتّى كَبوا وَأَضَلَّ اللَهُ ما عَمِلوا
لَقيتَهُم بِالمَنايا في مُلَملَمَةٍ = تَنبو الصَوارِمُ عَنها وَالقَنا الذُبُلُ
يَحوزُ عَفوَكَ مَن سالَمتَ مُغتَبِطاً = وَلا يُقالُ لِمَن عادَيتَ ما فَعَلوا
ناضَلتَ فيها الرَدى عَن نَفسِ ذائِدِها = وَالمَوتُ في مُهَجِ الفُرسانِ تَنتَضِلُ
داوى فِلِسطينَ مِن أَدوائِها بَطَلٌ = في صورَةِ المَوتِ إِلّا أَنَّهُ رَجُلُ
سَلَّ المَنونُ عَلَيهِم مِن مَناصِلِهِ = مِثلَ العَقيقِ تَرامى دونَهُ الشُعَلُ
مِن بَعدِ ماعَظُمَت في الدينِ شَوكَتُها = وَاِستَذأَبَت شاتُها وَاِستَأسَدَ الوَعِلُ
الاخطل
إِذا رَفَعوا عَظماً تَحامَلَ صَدرُهُ = وَآخَرُ مِمّا نالَ مِنها مُخَبَّلُ
شَرِبتُ وَلاقاني لِحَلِّ أَلِيَّتي = قِطارٌ تَرَوّى مِن فَلَسطينَ مُثقَلُ
البحتري
سُقِيَ الرَكبُ عامِدينَ فِلَسطي = نَ فَفيهِم شَخصٌ إِلَينا حَبيبُ
وقال:
تَشَوَّفَ أَهلُ الغَربِ فَارمِ بِعَزمَةٍ = إِلى إِرَمٍ إِذ مانَعَت وَعِمادِها
لِتَسكُنَ ضَوضاءُ العَريشِ وَتَنتَهي = فِلَسطينَ عَن عِصيانِها وَعِنادِها
الفرزدق
لَو أَنَّ طَيراً كُلِّفَت مِثلَ سَيرِهِ = إِلى واسِطٍ مِن إيلِياءَ لَكَلَّتِ
سَما بِالمَهاري مِن فِلَسطينَ بَعدَما = دَنا الفَيءُ مِن شَمسِ النَهارِ فَوَلَّتِ
فَما عادَ ذاكَ اليَومُ حَتّى أَناخَها = بِمَيسانَ قَد حُلَّت عُراها وَمَلَّتِ
اعشى همذان
قَدرٌ ما أُتيحَ لي مِن فِلِسطي = نَ عَلى فالِجٍ ثَقالٍ وَعَيرِ
خَثعَمِيٌّ مُغَصَّصٌ جُرجُماني = يُ مُحِلٌّ غَزا مَعَ اِبنِ نُمَيرِ
اسماعيل بن عمار الاسدي
حمرِ الوجوهِ كأنا من تحشّمِنا = حسناءُ شمطاءُ وافت من فلسطينِ
ابن هانئ الاندلسي
وقد أشعرَتْ أرضُ العِراقَينِ خِيفَةً = تكادُ لها دارُ السّلام تَضَعْضَع
وأعطَتْ فلسطينُ القِيادَ وأهلُهَا = فلم يَبْقَ منْها جانِبٌ يَتَمنّع
وما الرّملَةُ المقصورةُ الحَظوِ وحدها = بأوّلِ أرضٍ ما لها عنك مَفَزع
عبيد الله بن الر قيات
إِنَّ عَهدي بِهِم غَداةَ اِستَقَلّوا = مِن فِلَسطينَ وَالدُموعُ غِزارُ
وَاِستَحازَت عَلى القَناطِرِ مِن حَو = رانَ عينٌ نَواعِمٌ أَبكارُ
لَم يُكَلِّمنَ خَشيَةَ العَينِ ذا اللُب = بِ وَغَطّى الدُموعَ مِنها الخِمارُ
عدي بن الرقاع
فَكَأَنّي مِن ذِكرِهِم خالَطَتني = مِن فِلَسطينَ خَمرُ جَلسٍ عُقار
.
بارك الله فيك أخي فائق على مشاركتك الطيبة ..
لكم هو جميل الذي انتقيته أخي الكريم ..
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:50 م]ـ
ماشاء الله على هذا الجهد المشكور, نتابع معاكم حتى التحرير ان شاء الله.
إن شاء الله رب العالمين ..
بارك الله فيك أستاذ حمد على مرورك الكريم
وجزاك الله خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:52 م]ـ
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر=فتجارة الأوطان من كبرى الكبائر
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا=عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام=الليل بالأكفان مجداً للأواخر
ونراه يغزل في الدجى المسكون=بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
عودوا إلى المشلول ياسين العلا=بحماسه دارت على البغي الدوائر
من جوف بطن النون يهتف غاضباً=لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها=لتثور بركاناً يزلزل كل خائر
عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى=بخنادق الإخوان بصور باهر
عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى=بيسان ترقب من يزف لها البشائر
للمجدل المحزون يسكب في الدجى=عبراته الحرّى على أطلال عاقر
لجبالنا الشماء ترفع هامها=لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى آثارها آبارنا=أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا=أن المبادئ لا تذل إلى مكابر
يا زمرة الأقزام كيف ترونها=أرضاً بلا شعب فتعساً للمغائر
فلمن فلسطين الرباط ومن له=المسرى وحتى النصر أين وأين ثائر
أين الشعارات التي قد ظللت=منا الألوف وزيفت فيض المشاعر
كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم=قد بح من فرط النباح بها حناجر
النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا=تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر
فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً=والله لا يُعلى سنام النصر فاجر
يا أيها المهزوم لم يسلم لنا=وطن ولا بقيت تلملمنا أوامر
لكنني والحق يشهد أنني=آبي القنوط فذاك من شيم الكوافر
فغدا تعود لنا الديار تبثنا=أشواقها ونقيل في ظل البيادر
الشهيد / عبد العزيز الرنتيسي.
مشكور أخي رعد على مشاركتك الطيبة ..
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:58 م]ـ
وقد لمعت فلسطين في شعر أبي القاسم الشابي فنراه يغني لفلسطين ..
فلسطين الحبيبة كيف أحيا = بعيدا عن سهولك والهضاب
تناديني الشواطئ باكيات = وفي سمع الأنام صدى انتحاب
تناديني مدائنك اليتامى = تناديني قراك مع القباب
ويسألني الرفاق ألا لقاء =وهل من عودة بعد الغياب
غدا سنعود والأجيال تصغي=إلى وقع الخطى عند الإياب
مع الرايات دامية الحواشي = على وهج الأسنة والحراب
ونحن الثائرون بكل أرض = سنصهر باللظى نير الرقاب
أجل ستعود آلاف الضحايا=ضحايا الظلم تفتح كل باب
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:06 م]ـ
لا شكر غلى واجب ففلسطين ان لم نتذكرها نحن فمن يتذكرها؟
قصيده جميلة للشاعر قصيدة شعرية للشاعر إبراهيم طوقان
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن = سرُّنا فيهِ سِواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
قَد رَأَينا النار يَعلوها الرَماد
يا فلسطين فَقُمنا للجهاد
وَنَفَضنا الذُلَّ عَنا وَالرَقاد
وَنَهَضنا نَهضةً تُحيي البِلاد
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن = سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
المسيحي أَخ للمسلم
يا فَلسطين بَقَلب وَفَم
فَاِنشُري حبهما في العلم
رَمزنا عَقد الثريا في الدَم
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن = سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
حرم طَهره فادي الوَرى
وَإِلَيهِ المُصطَفى لَيلاً سَرى
وَكَذا البَيعة حَيث عمرا
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن = سرُّنا فيهِ سَواء وَالعلن
حبنا حُبٌّ أَبى أَن يُنكرا
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
لأحمى مثل فَلسطين حمى
مَجدها سَطر في لَوح السَما
أَي مَجد مثله مَهما سَما
إِنَّهُ نور يُضيء الأَنجُما
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن = سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
يا فَلسطين دَمي وَقفٌ عَلى
أَن تَفوقي الشَمس مَجداً وَعُلا
وَعلي العَهد أَلا أَقبَلا
بِك ملك الأَرض طراً بَدَلا
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن = سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:37 م]ـ
الله يبارك فيك أخي فائق على مشاركتكم وحسن انتقائكم ..
وليجزك الله كل خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:42 م]ـ
ومن ذاك الشعر ... ما قاله الدكتور عبد الغني التميمي الذي انشد ..
أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ ... لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا
سيغرق منه شارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
* ** **
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا .. وما زلنا
فهل هُنتم، وهل هُنّا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضعنا؟
أيُسعدكم إذا جُعنا؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً
أنقطعها وتقطعنا؟!
معاذ الله! إن خلائق الإسلام
تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلة التوحيد تجمعنا؟!
أعيرونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبز والملحا
فليس الجوع يرهبنا ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى
وأن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)
* ** **
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام ك الأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!
* ** **
ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأسِ القهر تُنتقضُ
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفِل
إذا سخطوا له ورضوا
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ؟! أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!
* ** **
ألم يهززك منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً
وخرّ أبوه يُحتضرُ
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا يذرُ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟
وقالوا: الحرب كارثةٌ
تريد الحرب إعدادا
وأسلحةً وقواداً وأجنادا
وتأييد القوى العظمى
فتلك الحرب، أنتم تحسبون الحرب
أحجاراً وأولادا؟
نقول لهم: وما أعددْتُمُ للحرب من زمنٍ
أألحاناً وطبّالاً وعوّادا؟
سجوناً تأكل الأوطان في نهمٍ
جماعاتٍ وأفرادا؟
حدوداً تحرس المحتل توقد بيننا
الأحقاد إيقادا
وما أعددتم للحرب من زمنٍ
أما تدعونه فنّا؟
أأفواجاً من اللاهين ممن غرّبوا عنّا؟
أأسلحة، ولا إذنا
بيانات مكررة بلا معنى؟
كأن الخمس والخمسين لا تكفي
لنصبر بعدها قرنا!
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
رأيت سواريَ الأقصى لكالأطفال تنتحبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
ويزحف نحوك الطاعون والجربُ
أما يكفيك بل يخزيك هذا اللهو واللعبُ؟
وقالوا: كلنا عربٌ
سلام أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا
وأين سيوفها الخَشَبُ؟
شعارات قد اتَّجروا بها دهراً
أما تعبوا؟
وكم رقصت حناجرهم
فما أغنت حناجرهم ولا الخطبُ
فلا تأبه بما خطبوا
ولا تأبه بما شجبوا
* ** **
متى يا أيها الجنديُّ تطلق نارك الحمما؟
متى يا أيها الجنديُّ تروي للصدور ظما؟
متى نلقاك في الأقصى لدين الله منتقما؟
متى يا أيها الإعلام من غضب تبث دما؟
عقول الجيل قد سقمت
فلم تترك لها قيماً ولا همما
أتبقى هذه الأبواق يُحشى سمها دسما؟
دعونا من شعاراتٍ مصهينة
وأحجار من الشطرنج تمليها
لنا ودُمى
تترجمها حروف هواننا قمما
* ** **
أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
وتعبر عنوة دولا
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
فلا نامت عيون الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلا
* ** **
وقالوا: الموت يخطفكم وما عرفوا
بأن الموت أمنية بها مولودنا احتفلا
وأن الموت في شرف نطير له إذا نزلا
ونُتبعه دموع الشوق إن رحلا
فقل للخائف الرعديد إن الجبن
لن يمدد له أجلا
وذرنا نحن أهل الموت ما عرفت
لنا الأيام من أخطاره وجلا
«هلا» بالموت للإسلام في الأقصى
وألف هلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:44 م]ـ
يقول الشاعرعبد الرحيم محمود
1331 - 1367 هـ / 1913 - 1948 م
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.
شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس
أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها
شَعبٌ تَمَرَّسَ في الصِعا = بِ وَلَم تَنَل مِنهُ الصِعابْ
لَو هَمَّهُ اِنتابَ الهِضا = بَ لَدَكدَكَت مِنهُ الهِضابْ
مُ عُمر نينَه بَلَغَ السَماء = ءَ وَرَأسَهُ نَطَحَ السَحابْ
تَمَرِّدٌ لَم يَرضَ يَوْ = ماً أَن يُقِرُّ عَلى عَذابْ
وَعُداتهُ رغمَ الأُنو = فِ تَذَلُّلاً حانوا الرِقابْ
مَثَلٌ حَدا حادي الزَما = نِ بِهِ وَناقَلَت الرِكابْ
إِن تَجهَل العَجَبَ العُجا = بَ فَإِنَّنا العَجَبُ العِجابْ
نَحنُ الأُلى هابَ الوُجو = دَ وَلَيسَ فينا مَن يَهابْ
وَسَلِ الَّذي خَضَعَ الهَوا = ءَ لَهُ وَذَلَّ لَهُ العُبابْ
لَفَتَ الوَرى مِنكَ الزَئي = رُ مُزمَجراً مِن حَولِ غاب
هَل لانَ عودُ قَناتِنا = أَم هَل نَبَتَ عِندَ الضِرابْ
حُيّيتَ مِن شَعبٍ تُخَلْ = لَدُ لَيسَ يَعروهُ ذَهابْ
أَو شامَ عَيباً غَيرَ أنْ = نا لَيسَ نَرضى أَن نُعابْ
وَأَرى العِدا ما أَذهَلَ الدْ = دنيا وَشابَ لَهُ الغُرابْ
عُرفِ الطَريقُِ لِحَقِّهِ = وَمَشى لَهُ الجدَدُ الصَوابْ
الحَقُّ لَيسَ بِراجِعٍ = لِذَويهِ إِلّا بِالحِرابْ
وَالصَرخَةُ النَكراءُ تُجْ = دي لا التَلَطُّفُ وَالعِتابْ
وَالنارُ تَضمَنُ وَالحَدي = دُ لِمَن تَساءَلَ أَن يُجابْ
حَكِّمهُما فيما تُري = دُ فَفيهِما فَصلُ الخِطابْ
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 09:39 م]ـ
الشاعر مفدي زكرياء يقول عن فلسطين:
أناديك في الصرصر العاتية=وبين قواصفها الذاريه
وأدعوكِ بين أزيز الوغى = وبين جماجمها الجاثيه
وأذكر جرحكِ في حربنا= وفي ثورة المغرب القانيه
فلسطينُ ... يامهبط الأنبيآ= ويا قبلة العرب الثانيه
ويا حجّة الله في أرضه = ويا هبة الأزل, الساميه
ويا قدُساً, باعهُ آدم=كما باع جنته العاليه
وأضحى ابنه - بين إخوانه = يلقّبه العرْبُ , بالجاليه
فلسطينُ, والعُرب في سكرة=قد انحدروا بك للهاويه
رماكِ الزمان بكل لئيمٍ= زنيمٍ, من الفئة الباغيه
وكل شريد على ظهرها = تسخّره, بطنه الخاويه
وألقى بكِ الدهر شُذّاذه=ومن لم تؤدِّبْهُ " ألمانيه"
وصبَّ بكِ الغَرب أقذاره=ورجسَ نفاياته الباقيه
وحط ابنُ صهيونَ - أنذاله= بأرضكِ, آمِرةً ناهيه
ومن ليس يهتزُّ فيه ضمير= ولا في حوانيهِ إنسانيه
وبالمال تغدقه الصدقات= مضت فيك بائعة شاريه
ودسّ –ابن خريون- أوساخه= فعجّلَ -من نتنها- الغاشيه
بكيتِ فلسطينُ في حائط= به - قبل - قد كانتِ الباكيه
فيالكَ من معبد نجسّوا= حناياه بالسوءة الباديه
ويالك من قِبلة كدّسوا = بمحرابها الجيَف الباليه
ويالكَ من حَرم آمِنٍ = جياع ابن آوى به عاويه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 09:59 م]ـ
هَبَطتَ أَرضَ فِلَسطينٍ وَقَد سَمُحَت = فَالخَوفُ مُنتَشِرٌ وَالسَيفُ مُعتَمَلُ
فَما بَرِحتَ تَسوقُ المَوتَ نَحوَهُمُ = حَتّى كَبوا وَأَضَلَّ اللَهُ ما عَمِلوا
لَقيتَهُم بِالمَنايا في مُلَملَمَةٍ = تَنبو الصَوارِمُ عَنها وَالقَنا الذُبُلُ
يَحوزُ عَفوَكَ مَن سالَمتَ مُغتَبِطاً = وَلا يُقالُ لِمَن عادَيتَ ما فَعَلوا
ناضَلتَ فيها الرَدى عَن نَفسِ ذائِدِها = وَالمَوتُ في مُهَجِ الفُرسانِ تَنتَضِلُ
داوى فِلِسطينَ مِن أَدوائِها بَطَلٌ = في صورَةِ المَوتِ إِلّا أَنَّهُ رَجُلُ
سَلَّ المَنونُ عَلَيهِم مِن مَناصِلِهِ = مِثلَ العَقيقِ تَرامى دونَهُ الشُعَلُ
مِن بَعدِ ماعَظُمَت في الدينِ شَوكَتُها = وَاِستَذأَبَت شاتُها وَاِستَأسَدَ الوَعِلُ
فَسَيفُ جَعفَرَ أَعطاهُم أَمانَهُمُ = وَرَأيُ يَحيى أَراهُم غِبَّ ما جَهِلوا
فَالمُلكُ مُمتَنِعٌ وَالشَرُّ مُتَّزِعٌ = وَالخَيرُ مُتَّسِعٌ وَالأَمرُ مُعتَدِلُ
صريع الغواني
? - 208 هـ / ? - 823 م
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.
شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 10:17 م]ـ
وترد فلسطين على الشاعر مفدي زكرياء رحمه الله:
أيا شاعر العُرب ذكّرتني=وهِجتَ جراحاتي الدامية
لقد كان لي سبب للبقا= فقطّع قومي أسبابيه
ورحتُ أباع وأشرى= كما تباع لجزارها الماشيه
وأُشنَقُ في حبل مستعمِري=وأصلَب في كف جلاديَه
ويسلبني عزتي , غاصبي= وتنهبُ داريَ , قطاعيَه
وفرقني "الخُلْفُ" أيدي سَبَا= وشتت في الأرض أوصاليَه
فأصبحت أَرسُف في محنتي= وقومي عن محنتي لاهيه
وفي سكرة ضيعوا عزتي= ولم يغن ِ عني سلطانيَه
فلا أنا حققتها بيدي= ولا سلَّح العُرب أبنائيه
وزودني العُرب بالصلوات= وبالشعر .. والخطب الناريه
وماذا عساه يفيد الكلام=وما سوف تصنعه القافيه؟
فلا الدمع يدفع خطبي الرهيب= ولا دعوات, ورهبانيه
وماذا عساها تصنع الصلاة= إذا أسكت العُرب رشاشيه ..
فلو كان لي أمر تدبيرها= لما احترت في امرها ثانيه
وكنت الجزائر في زحفها= وحققت – بالشعب – آماليََه
وأهويتُ بالفأس: أذرو الجذوع=وأسحق بالنعل ثعبانيه
وألهبتُها فوق أرض الحمى= وحررت بالشعب أوطانيه
وغسّلت عارا على جبهتي= وأعليت , بالهامة الحانية
فأقصف من لم يصن حرمتي= وأخسف بالأرض , أصناميه
ومن كان دلاّلَ , أعجوبتي= ومن قد تسبب في عاريه
ومن قد أعان على نكبتي= ومن كان (عيْنا) لأعدائيه
ومن كان سمسار أسلحتي= فعجل – بالغدر- إذلاليه
وناديت – بالدم – عدل السمآ=وقدمتُ للنار قربانيه
وخلدت (حطين) في مقدسي= وجددت غزوة "أنطاكية "
وناديت – إن خذلوا ثورتي = من " القادسيةِ " أنصاريه
وجندتُ من " خالد بن الوليد"= و" سعد بنِ وقاص" أبطاليه
فأقتص من " قوم موسى" غدا= وآخذهم أخذة رابيه
هو الشعبُ ... لا السادة المترفون= يحقق للنصر , أحلاميه
ومن يحتقر وثبات الشعوب= تُذِبه, أعاصيرها السافيه
"إذا جاء موسى, وألقى العصا"= تلقَّفُ ما يأفِك الطاغيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 09:05 م]ـ
عبد الرحيم محمود
1331 - 1367 هـ / 1913 - 1948 م
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.
شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها
شَعبٌ تَمَرَّسَ في الصِعا = بِ وَلَم تَنَل مِنهُ الصِعابْ
لَو هَمَّهُ اِنتابَ الهِضا = بَ لَدَكدَكَت مِنهُ الهِضابْ
مُ عُمر نينَه بَلَغَ السَماء = ءَ وَرَأسَهُ نَطَحَ السَحابْ
تَمَرِّدٌ لَم يَرضَ يَوْ = ماً أَن يُقِرُّ عَلى عَذابْ
وَعُداتهُ رغمَ الأُنو = فِ تَذَلُّلاً حانوا الرِقابْ
مَثَلٌ حَدا حادي الزَما = نِ بِهِ وَناقَلَت الرِكابْ
إِن تَجهَل العَجَبَ العُجا = بَ فَإِنَّنا العَجَبُ العِجابْ
نَحنُ الأُلى هابَ الوُجو = دَ وَلَيسَ فينا مَن يَهابْ
وَسَلِ الَّذي خَضَعَ الهَوا = ءَ لَهُ وَذَلَّ لَهُ العُبابْ
لَفَتَ الوَرى مِنكَ الزَئي = رُ مُزمَجراً مِن حَولِ غاب
هَل لانَ عودُ قَناتِنا = أَم هَل نَبَتَ عِندَ الضِرابْ
حُيّيتَ مِن شَعبٍ تُخَلْ = لَدُ لَيسَ يَعروهُ ذَهابْ
أَو شامَ عَيباً غَيرَ أنْ = نا لَيسَ نَرضى أَن نُعابْ
وَأَرى العِدا ما أَذهَلَ الدْ = دنيا وَشابَ لَهُ الغُرابْ
عُرفِ الطَريقُِ لِحَقِّهِ = وَمَشى لَهُ الجدَدُ الصَوابْ
الحَقُّ لَيسَ بِراجِعٍ = لِذَويهِ إِلّا بِالحِرابْ
وَالصَرخَةُ النَكراءُ تُجْ = دي لا التَلَطُّفُ وَالعِتابْ
وَالنارُ تَضمَنُ وَالحَدي = دُ لِمَن تَساءَلَ أَن يُجابْ
حَكِّمهُما فيما تُري = دُ فَفيهِما فَصلُ الخِطابْ
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 09:10 م]ـ
يقول الشاعر الشيخ عمر بن تقي الدين الرافعي
إِخوانَنا يا بَني الإِسلامِ ما لَكُمو = نِمتُم طَويلاً وَغُصتُم في المَناماتِ
هذي فلسطينُ قَد ضاعَت بِرمَّتِها = في حُكم جامِعَةٍ في شرّ أوقاتِ
وَاللاجِئون كِرامٌ كم وَكم سُلِبوا = مِنَ الحُقوقِ بِأَحكام الجَهالاتِ
هُبّوا نخفّف من الإِملاقِ روعَتَهُم = فَيُؤمن اللَهُ منّا كلّ روعاتِ
هبّوا نُواسهمو بالمالِ ننعشهم = يا أَنعشَ اللَّهُ أربابَ المواساةِ
هبّوا لِنَمسَحَ دمعَ المعدمين فَلا = عدمتُ منكُم لها الأَيدي السَخِيّاتِ
هذي المُروءَةُ لا تَبغوا بها بدلاً = بَل دونَكُم شَأنَها أهلَ المُروآتِ
وَحَسبُكُم يا بَني الإسلام دينكمو = أخوّةً بَينَكُم دونَ الأخوّاتِ
فاِمضوا لتشييده فَالمَجد أجمَعُهُ = بِالدينِ لا بِالمَواضي المشرفِيّاتِ
إِن تنصروا اللَهَ ينصُركُم بقُدرَتِه = حَقّا وَيَرحَمُكُم من في السماواتِ
هذا هو الحقّ لا قولٌ يزخرِفُهُ = وَحيُ الشَياطينِ في بعضِ المَقالاتِ
أَقولُ هذا وحسنُ القصد مُنتَجَعي = وَاللَهُ يَعلَمُ أَعمالي وَنِيّاتي(/)
طرائف لغوية!!
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
تزخر لغتنا العربية الجملية بكثير من الغرائب و الطرائف و المعاني الجميلة التي قلما تجدها في أية لغة أخرى وها هي بعض منها:
أبيات كل حروفها بدون تنقيط:
الحمد لله الصمد حال السرور والكمد
الله لا اله إلا الله مولاك الأحد
أول كل أول أصل الأصول و العمد
الحول والطول له لا درع إلا ما سرد
أبيات تقرأ طرديا وعكسيا بدون تغيير:
قمر 'يفرط عمدا 'مشرق' رش ماء دمع' طرف يرمق'
قد حلا كاذب وعد تابع لعبا تدعو بذاك الحدق
قبسٌ يدعو سناه إن جفا فجناه انس وعد يسبق
قر في إلف نداها قلبه بلقاها دنف لا يفرق
بيتا مدح يصيران هجاءً بقراءة كل بيت معكوساً:
باهي المراحم لابس كرما قدير مسند
باب لكل مؤمل 'غنمٌ لعمرك 'مرفد
اذا عكسنا ترتيب حروف كل بيت
دنس مريد قامر كسبَ المحارم لا يهاب
دفَِرٌ مكِرٌ 'معلَم' نغل مؤمل كل باب
أبيات في كل كلماتها حرف الشين
فأشعاره مشهورة ومشاعره وعشرته مشكورة وعشائره
شمائله معشوقة كشموله ومشهده مستبشر ومعاشره
شكور ومشكور وحشو مشاشه شهامة 'شمير يطيش 'مشاجره
بيت تتشابه فيه نطق بعض الكلمات وتختلف في المعنى
طرقت' الباب حتى كل متني ولما كل متني كلمتني
المقصود بكلمة كل متني أي تعبت اكتافي من طرق الباب
منقول.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 07:17 م]ـ
مشكورة أختنا صاحبة القلم على هذه الطرائف
دائما تأتين بما هو مميز
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 08:06 م]ـ
بوركت أختي صاحبة القلم على الأبيات اللطيفة والخيارات المشوقة
واسمحي لي أن أكمل بيتاً ذكرتني به أناملك مشكورة:
طرقت الباب حتى كلَّ متني = فلما كلَّ متني كلّمتني
فقالت: أيا (اسماعيلُ) صبراً =فقلت:أيا (اسما) عيلَ صبري
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:04 م]ـ
الأخ الفاضل محمد سعد ..
بارك الله فيك على مرورك العطر
وجزاك الرحمن خيرا.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:05 م]ـ
الحبيبة الباحثة عن الحقيقة
بارك الله فيك على تقدمت به وجزاك خيرا ..
دمت بود(/)
لغة الكلام كما رأيت على فمي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 08:55 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القائل وهل لهذا البيت تتمة ... ؟
لغة الكلام كما رأيت على فمي= خجلى ولولا الحب لم اتكلم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 10:58 م]ـ
لغة الكلام كما رأيت على فمي =خجلى ولولا الحب لم أتكلم
يا مظهر التوحيد حسبي أنني =أحد الشداة الهائمين الحُوّم
ما حيلة الشعراء زاد غناؤهم =رهباً لدى هذا الجمال الأعظم
كل المعاني إن وُصِفتَ تضاءلت =وتحيّرت في كُنهك المتلثم
إن الذي سوّاك في تنزيله =وفّاك وصفاً بالثناء الأكرم
سبقت محبته مجيئك للورى =في عالم الغيب الكبير الأقدم
يا نور يوم وُلدت قامت عزّة =للأرض إذ أمست لنورك تنتمي
الكوكب الأرضيّ حين وطئته =أمسى حصاه يتيه فوق الأنجم
وعلى هدى الأقدار قام محمدٌ =لله فيه سرائر لم تُعلَم
متجرداً من كل جاه ظاهرٍ =وبغير جاه الله لم يستعصم
صلى عليه الله في سبُحاته =ما راح يجمع صحبه بتكتم
يمشي على حذر وينشر هديه =رشداً من الذكر العزيز المحكم
ما كان عن رهَبٍ ولا عن خيفة =لكن على قدَر خفي ملهم
حتى أفاض الله وانتشر الهدى =ومضى يهيب بكل قلب مسلم
ودعا فكان الله عند دعائه =يا هذه الدنيا لأحمد فاسلمي
وامشي وراء محمد وكفى به =نوراً يضيء هدىً لكل ميمِم ولو متأخراً!
صلى عليه الله نوراً هادياً
متعبداً في غاره لم يسأم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 01:51 ص]ـ
نعم تأخرت في الرد ...
ولكن حمدا ً لله أن لم أنساك أخي الكريم ...
شكرا لكم وبارك الله فيكم
ولكن إن عرفتم اسم الشاعر أرجو أن لا تبخلو عليَّ به
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 01:11 م]ـ
نعم تأخرت في الرد ...
ولكن حمدا ً لله أن لم أنساك أخي الكريم ...
شكرا لكم وبارك الله فيكم
ولكن إن عرفتم اسم الشاعر أرجو أن لا تبخلو عليَّ به
بوركت أنا الذي تأخرت في الرد والشاعر محمد إقبال، شاعر الاسلام الباكستاني.
ـ[أريج]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 12:50 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القائل وهل لهذا البيت تتمة ... ؟
لغة الكلام كما رأيت على فمي= خجلى ولولا الحب لم اتكلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لغة الكلام كما رأيت على فمي =خجلى ولولا الحب لم أتكلم
يا مظهر التوحيد حسبي أنني =أحد الشداة الهائمين الحُوّم
ما حيلة الشعراء زاد غناؤهم =رهباً لدى هذا الجمال الأعظم
كل المعاني إن وُصِفتَ تضاءلت =وتحيّرت في كُنهك المتلثم
إن الذي سوّاك في تنزيله =وفّاك وصفاً بالثناء الأكرم
سبقت محبته مجيئك للورى =في عالم الغيب الكبير الأقدم
يا نور يوم وُلدت قامت عزّة =للأرض إذ أمست لنورك تنتمي
الكوكب الأرضيّ حين وطئته =أمسى حصاه يتيه فوق الأنجم
وعلى هدى الأقدار قام محمدٌ =لله فيه سرائر لم تُعلَم
متجرداً من كل جاه ظاهرٍ =وبغير جاه الله لم يستعصم
صلى عليه الله في سبُحاته =ما راح يجمع صحبه بتكتم
يمشي على حذر وينشر هديه =رشداً من الذكر العزيز المحكم
ما كان عن رهَبٍ ولا عن خيفة =لكن على قدَر خفي ملهم
حتى أفاض الله وانتشر الهدى =ومضى يهيب بكل قلب مسلم
ودعا فكان الله عند دعائه =يا هذه الدنيا لأحمد فاسلمي
وامشي وراء محمد وكفى به =نوراً يضيء هدىً لكل ميمِم
صلى عليه الله نوراً هادياً =متعبداً في غاره لم يسأم(/)
قد قدمت رغبتي إلى من ليس يجهل بغيتي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
حدث أبو المختار عن محمد بن قيس العبديّ، قال: إني لبمزدلفة بين النائم واليقظان إذ سمعت بكاء حرقاً وغناء عالياً. فاتبعت الصوت فإذا أنا بجارية كأنها الشمس حسناً ومعها عجوز. ... ، فسمعتها تقول:
دعوتك يا مولاي سراً وجهرةً = دعاء ضعيف القلب عن محمل الحب
بليت بقاسي القلب لا يعرف الهوى = وأقتل خلق الله للهائم الصب
فإن كنت لم تقض المودة بيننا = فلا تخل من حب له أبداً قلبي
رضيت بهذا في الحياة، فإن أمت = فحسبي ثواباً في المعاد به حسبي
قال: وجعلت تردّد هذه الأبيات وتبكي، فقمت إليها وقلت: بنفسي من أنت؟ مع هذا الوجه وهذا الجمال يمتنع عليك من تريدين؟ قالت: نعم! والله إنه يفعل تصبراً وفي قلبه أكثر مما في قلبي! قلت: فإلى كم البكاء؟ قالت: أبداً! أو يصير الدمع دماً وتتلف نفسي غماً. فقلت: إن هذه آخر ليلة من ليالي الحج، فلو سألت الله تعالى التوبة مما أنت فيه، رجوت أن يذهب حبه من قلبك! قالت: يا هذا، عليك بنفسك في طلب رغبتك، فإني قد قدّمت رغبتي إلى من ليس يجهل بغيتي! وحوّلت وجهها عني، وأقبلت على بكائها وشعرها.
نهاية الأرب في فنون الأدب(/)
وفاء امرأة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 12:39 ص]ـ
حكى أبو الفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزيّ في كتابه المترجم ب ذم الهوى بسند رفعه إلى هشام بن عروة، قال: أذن معاوية بن أبي سفيان يوماً للناس، فكان فيمن دخل عليه فتى من بني عذرة. فلما أخذ الناس مجالسهم، قام الفتى العذريّ بين السماطين فأنشأ يقول:
مُعاوي، يا ذا الفضل والحلم والعقلِ = وذا البرِّ والإحسان والجود والبذل
أتيتك لمَّا ضاق في الأرض مسكني = وأنكرت مما قد أُصبت به عقلي
ففرَّج كلاك الله عنِّي فإنني = لقيت الذي لم يلقه أحدٌ قبلي
وخذ لي هداك الله حقِّي من الذي = رماني بسهم كان أهونه قتلي
وكنت أرجي عدله إن أتيته = فأكثر تردادي مع الحبس والكبلِ
سباني سُعدي والنبرى لخصومتي = وجار ولم يعدل وغاضبني أهلي
فطلَّقتها من جهد ما قد أصابني = فهذا أمير المؤمنين من العدلِ
فقال معاوية: ادن بارك الله عليك! ما خطبك؟ فقال: أطال الله بقاء أمير المؤمنين! إنني رجل من بني عذرة، تزوجت ابنة عمّ لي. وكانت لي صرمةٌ من الإبل وشويهات فأنفقت ذلك عليها، فلما أصابتني نائبة الزمان وحادثات الدهر، رغب عني أبوها. وكانت جارية فيها الحياء والكرم، فكرهت مخالفة أبيها. فأتيت عاملك مروان بن الحكم مستصرخاً به راجياً لنصرته. فذكرت له قصتي، فأحضر أباها وسأله عن قضيتي. وكان قد بلغه جمالها، فدفع لأبيها عشرة آلاف درهم، وقال له: هذه لك، وزوّجني بها وأنا أضمن خلاصها من هذا الأعرابيّ! فرغب أبوها في البذل فصار الأمير لي خصماً وعليّ منكرا! فانتهرني وأمر بي إلى السجن وأرسل إليّ أن أطلقها فلم أفعل. فحبسني وضيق عليّ وعذبني بأنواع العذاب، فلما أصابني مسُّ الحديد وألم العذاب ولم أجد بدّاً عن ذلك، طلقتها. فما استكملت عدّتها حتّى تزوج بها. فلما دخل بها أرسل إليّ فأطلقني. وقد أتيتك يا أمير المؤمنين مستجيراً بك، وأنت غياث المكروب، وسند المسلوب. فهل من فرج؟ وبكى وقال في بكائه:
في القلب منِّي نارُ = والنار فيها استعارُ
والجسم منِّي نحيلٌ = واللون فيه اصفرارُ
والعين تبكي بشجوٍ = فدمعها مدرارُ
والحبُّ داء عسيرٌ = فيه الطَّبيب يحارُ
حُمِّلت منه عظيماً = فما عليه اصطبارُ
فليس ليلي ليلاً = ولا نهاري نهارُ
فرقَّ له معاوية وكتب إلى ابن الحكم كتاباً غليظاً، وكتب في آخره:
ركبت أمراً عظيماً لست أعرفه = أستغفر الله من جور امرئٍ زاني
قد كُنت تُشبه صُوفياً له كُتبٌ = من الفرائض أو آيات فرقانِ
حتَّى أتانا الفتى العذريُّ منتحباً = يشكو إليّ بحقٍّ غير بهتانِ
أُعطي الإله عهوداً لا أخيس بها = أو لا فبرِّئت من دينٍ وإيمانِ
إن أنت راجعتني فيما كتبت به = لأجعلنَّك لحماً بين عقبانِ
طلِّق سُعاد، وجهزها معجَّلةً = مع الكميت، ومع نصر بن ذبيانِ
فما سمعت كما بُلغت من عجب =ولا فعالك حقاً فعل إنسانِ
ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الكميت ونصر بن ذبيان وقال: اذهبا به إليه!
قال: فلما ورد كتاب معاوية على ابن الحكم وقرأه تنفس الصعداء، وقال: وددت أن أمير المؤمنين خلَّى بيني وبينها سنة ثم عرضني على السيف! وجعل يؤامر نفسه في طلاقها فلا يقدر. فلما أزعجه الوفد طلقها وأسلمها إليهما. فلما رآها الوفد على هذه الصورة العظيمة وما اشتملت عليه من الجمال المفرط، قالوا: لا تصلح هذه إلا لأمير المؤمنين! وكتب ابن الحكم كتاباً لأمير المؤمنين معاوية، ودفعه إليهما مع الجارية. فكان مما كتب فيه يقول:
لا تحنثنَّ أمير المؤمنين فقد = أوفي بعهدك في رفق وإحسانِ.
وما ركبت حراماً حين أعجبني = فكيف سُمِّيت باسم الخائن الزاني؟
أعذر فإنك لو أبصرتها لجرت = منك الأماني على تمثال إنسانِ
وسوف تأتيك شمسٌ ليس يعدلها = عند البريَّة من إنس ومن جانِ
حوراء يقصر عنها الوصف إن وصفت =أقول ذلك في سرٍّ وإعلانِ
فلما ورد الكتاب على معاوية وقرأه، قال: لقد أحسن في الطاعة، ولكن أطنب في ذكر الجارية! ولئن كانت أعطيت حسن النَّغمة مع هذا الوصف الحسن فهي أكمل البرية! فأمر بإحضارها، فلما مثلت بين يديه، استنطقها فإذا هي أحسن الناس كلاماً وأكملهم شكلاً ودلالاً. فقال: يا أعرابيّ، هذه سعدي! ولكن هل لك عنها من سلوة بأفضل الرغبة؟ قال نعم، إذا فرَّقت بين رأسي وجسدي! فقال: أعوّضك عنها يا أعرابيّ بثلاث جوارٍ ومع كل واحدة ألف دينار وأقسم لك من بيت المال ما يكفيك في كل سنة ويعينك على صحبتهنّ. فشهق شهقة ظن معاوية أنه مات. فقال له: ما بالك يا أعرابيّ؟ قال: أشرُّ بال وأسوأ حال، استجرت بعدلك من جور ابن الحكم، فعند من أستجير من جورك؟ ثم أنشأ يقول:
لا تجعلني والأمثال تضرب بي = كالمستغيث من الرَّمضاء بالنارِ
أردد سُعاد على حيران مكتئبٍ = يُمسي ويصبح في همٍّ وتذكارِ
قد شفَّه قلقٌ ما مثله قلقٌ = وأسعر القلب منه أيّ إسعارِ
كيف السُّلوُّ، وقد هام الفؤاد بها = وأصبح القلب عنها غير صبارِ؟
قال: فغضب معاوية غضباً شديداً، ثم قال: يا أعرابيّ، أنت مقرٌّ بأنك طلقتها! ومروان مقرٌّ بأنه طلقها، ونحن نخيرها فإن اختارتك أعدناها إليك بعقد جديد، وإن اختارت سواك زوّجناه بها. ثم التفت إليها أمير المؤمنين وقال: ما تقولين، يا سعدى؟ أيما أحبُّ إليك، أمير المؤمنين في عزه وشرفه وسلطانه وما تصيرين إليه عنده، أو مروان بن الحكم في عسفه وجوره، أو هذا الأعرابي في فقره وسوء حاله؟ فأنشأت تقول:
هذا، وإن كان في فقرٍ وإضرارِ = أعزُّ عندي من قومي ومن جاري
وصاحب التَّاج أو مروان عامله = وكلِّ ذي درهمٍ عندي ودينارِ
ثم قالت: والله يا أمير المؤمنين، ما أنا بخاذلته لحادثة الزمان ولا لغدرات الأيام! وإن لي معه صحبة لا تنسى ومحبة لا تبلى! والله إني لأحق من صبر معه الضراء كما تنعَّمت معه السرَّاء! فعجب كلُّ من كان حاضراً. فأمر له بها ثم أعادها له بعقد جديد، وأمر لهما بألف دينار. فأخذها وانصرف يقول:
خلُّوا عن الطريق للأعرابي! ... ألم ترقُّوا، ويحكم مما بي؟
قال: فضحك معاوية وأمر بها فأدخلت في قصوره حتى انقضت عدّتها من ابن الحكم ثم أمر برفعها إلى الأعرابي.
نهاية الأرب في فنون الأدب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 01:06 ص]ـ
بوركت أخي بن ضرغام على النقل الجميل، من قصص التراث.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 01:08 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الموضوعات الجميلة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 03:24 م]ـ
بوركت أخي بن ضرغام على النقل الجميل، من قصص التراث.
بارك الله فيك أخي أحمد على مرورك العطر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 03:26 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الموضوعات الجميلة
الجمال يتجلى في مرورك وموضوعاتك أخي الكريم محمدا
بارك الله فيك
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 06:56 م]ـ
لك الشكر الجزيل أخي ليث.
ـ[بثينة]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 07:31 م]ـ
بارك الله فيك و زادك من فضله
جزيت خيرا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:32 م]ـ
قمة في الشعور في هذه القصة الرائعة وقد اخذت السبق في موضوع اخبار النساء حتى نالت المشاركة الأولى
كل الود والاحترام اكنه لك أخي العزيز الليث،،،
دمت ليثاً:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 03:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ليث
أعتقد والله أعلم أن هذه القصة لا تصح
لسببين
الأول:
قد كُنت تُشبه صُوفياً له كُتبٌ ... من الفرائض أو آيات فرقانِ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك.
الثاني
أن مدار القصة على أبي مخنف
يقول عنه ابن حجر العسقلاني: "إخباري تالف لايوثق به تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني ضعيف. وقال يحيى بن معين ليس بثقة، وقال مرة ليس بشئ. وقال ابن عدي شيعي محترق. وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا حاتم عنه فنض يده وقال: أحد يسأل عن هذا وذكره في الضعفاء"
ولأنه شيعي محترق نلمح في القصة همزا لمعاوية رضي الله عنه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:27 ص]ـ
قصة لطيفة ومؤثرة ... بوركت خياراتك أخ ليث
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 01:35 م]ـ
لك الشكر الجزيل أخي ليث.
بارك الله فيك و زادك من فضله
جزيت خيرا
قصة لطيفة ومؤثرة ... بوركت خياراتك أخ ليث
بارك الله فيكم إخوتي على مروركم العطر وتعليقاتكم العذبة يا أصحاب المشاعر الرقيقة، والأحاسيس المرهفة.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:52 ص]ـ
وأنت يا أبا سهيل جزاك الله خيرا
فقد بذلت جهدك
وشكرت لأخيك
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:21 ص]ـ
وأنت يا أبا سهيل جزاك الله خيرا
فقد بذلت جهدك
وشكرت لأخيك
لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ.:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:31 ص]ـ
لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ.
لا عليك أخي الحبيب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 10:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي ليث
أعتقد والله أعلم أن هذه القصة لا تصح
لسببين
الأول:
قد كُنت تُشبه صُوفياً له كُتبٌ ... من الفرائض أو آيات فرقانِ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك.
الثاني
أن مدار القصة على أبي مخنف
يقول عنه ابن حجر العسقلاني: "إخباري تالف لايوثق به تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني ضعيف. وقال يحيى بن معين ليس بثقة، وقال مرة ليس بشئ. وقال ابن عدي شيعي محترق. وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا حاتم عنه فنض يده وقال: أحد يسأل عن هذا وذكره في الضعفاء"
ولأنه شيعي محترق نلمح في القصة همزا لمعاوية رضي الله عنه.
وجزاكم الله خيرا
لقد قمت بنشر هذه القصة في ملتقى أهل اللغة فردّ عليّ أبو سهيل بهذا الردّ.
فكتبت إليه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبا سهيل لست معنيا بإثبات صحة القصة، فلا هي حديث شريف ولا هي جزء من التشريع هذا من جهة، ومن جهة أخرى لو تعاملنا بالمنطق الذي نقلته لنا مع قصص تراثنا العربي فإننا سنحكم على جلّه بالإعدام؛ فهذه القصة سندها ضعيف وتلك نقلها زنديق، وأخرى تتعارض مع غيرها وهلم جرا.
أضخم كتاب في الأدب وصلنا هو كتاب الأغاني، فما رأيك يا أبا سهيل بأبي فرج الأصفهاني؟!
أما بالنسبة لمصطلح الصوفية ففيه كلام يطول أظنك اطّلعت عليه.
واقبل تحياتي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 10:15 م]ـ
وفي صبيحة هذا اليوم دخلت الملتقى استطلع رأي أبي سهيل فكان رده بارك الله فيه:
"أخي الحبيب زاهر
نعم أنا أوافقك في أننا لو حكمنا على تراثنا الأدبي بأصول علم الحديث لحكمنا عليه بالإعدام لا محالة
لكن إذا تناول تراثنا الأدبي شخص الصحابة رضوان الله عليهم فقد صار نصا شرعيا أيضا لا يمكننا أن نسلم له إلا بعد إخضاعه للبحث والتحقيق.
أظنك توافقني على ذلك؟ "وعندما قرأت رده أذعنت للحق وانقدت إليه، ولم لا وحجته قوية ومنطقه سليم، ودفاعه في مكانه، وأن كان توجهي في القصة وتوجيهي لها يصب في اتجاه آخر.
وهنا أقف لأعبر عن ذات الموقف الذي عبرت عنه في ملتقى أهل اللغة بقولي:
"صدقت أوافقك الرأي، لقد أقنعتني بحسن منطقك، وقوة حجتك، أحسنت يا أخي، أحسن الله إليك، وبارك الله فيك."فقولوا معي أحسن الله لأبي سهيل على تقويم اعوجاجي واصلاح زللي، فما قاله أبو سهيل واجب عليه قوله وواجب علي سماعه.جزاك الله خيرا يا أبا سهيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 04:20 ص]ـ
تعظيمك للحق واتباعك له سواء كان معك أو مع غيرك
يدل على رجاحة عقل وحسن ديانة
أسأل الله أن يتم عليك نعمته
كلنا يحتاج إلى النصح والتوجيه
وإن كان الحق اليوم مع أبي سهيل فهو غدا مع ليث وسيجد أبا سهيل إن شاء الله للحق منصاعا
زادك الله رفعة
دمت سالما(/)
أيها الأحباب،هل حُذف موضوع (جمهرة خطب العرب) وما السبب؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 06:54 ص]ـ
لم أجد موضوع جمهرة خطب العرب؟ هل حذف أم لا؟
كما أرجو أن تذكروا سبب الحذف لئلا يكون في الصدور شيء.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي عبد العزيز تحية واحتراما لك، لقد حذف الموضوع خطأ بسبب حذف مشاركة مكررة، ولكن تم حذف الموضوع، ومن يوم أمس ونحن نحاول ايجاد طريق لإعادة الموضوع. ولذلك أقدم لك اعتذاري الشديد. ونأمل منك إعادة الكتابة في الموضوع فهو موضوع جيد
سلاما عطرا لك راجيا قبول اعتذاري
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 06:36 ص]ـ
ولك أيضا سلامًا عطرًا بالود والمحبة أيها المشرف الرائع الجميل.
جزاك الله خيرًا على ردك وتفاعلك واهتمامك بأحبابك.
دعواتي لك بالتوفيق والتوفق
وسنعود بإذن الله، وما كان حافزنا إلا كلمتك (فهو موضوع جيد).(/)
الغيرةُ عند الشعراء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:03 م]ـ
كنا تحدثنا في موضوع سابق عن الغيرة عند "مسكين الدارمي"
واليوم نفتح الموضوع مرة أخرى للحديث عن الغيرة وأشكالها عند الشعراء
ونبدأ من الشاعر أبي تمَّام:
قال أبو تمام:
بنفسي من أغار عليه منّي =وأحسد مقلةً نظرت إليه
ولو أنّي قدرت طمست عنه =عيون النّاس من حذري عليه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:34 م]ـ
وأنشد الآخر:
أغار عليك من قلبي = ولو أعطيتني أملي
وأشفق أن أرى خدّيـ = ـك نصب مواقع القبل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:50 م]ـ
كنا تحدثنا في موضوع سابق عن الغيرة عند "مسكين الدارمي"
واليوم نفتح الموضوع مرة أخرى للحديث عن الغيرة وأشكالها عند الشعراء
ونبدأ من الشاعر أبي تمَّام:
قال أبو تمام:
بنفسي من أغار عليه منّي =وأحسد مقلةً نظرت إليه
ولو أنّي قدرت طمست عنه =عيون النّاس من حذري عليه
أخي محمدا بارك الله فيك على موضوعاتك الرائعة.
لقد طرحت عليك سؤالا في موضوع "مسكين الدارمي" وعندما لم أسمع إجابتك آثرت السكوت، أما وقد أشرت إلى الموضوع هنا فأرجو منك أن تجيب عن السؤال مشكورا، وأن تعطينا وجهة نظرك فما أوردتُه في مشاركتي.
مِسْكين الدَّارمي والغِيْرة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=35073)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 03:16 م]ـ
قال علي بن عبد الله الجعفري:
ربّما سرّني صدودك عنّي = في طلابيك وامتناعك منّي
حذرا أن أكون مفتاح غيري = وإذا ما خلوت كنت التّمنّي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 03:17 م]ـ
وبالغت حفصة المغربية في قولها:
أغار عليك من غيري ومنّي = ومنك ومن مكانك والزّمان
ولو أنّي خبأتك في جفوني = إلى يوم القيامة ما كفاني
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 03:20 م]ـ
قال جمال الدين بن مطروح:
فلو أمسى على تلفي مصرا = لقلت: معذّبي باللّه زدني
ولا تسمح بوصلك لي فإني = أغار عليك منك، فكيف منّي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 03:22 م]ـ
قال سعد الدين محمد بن عربي:
يا من أغار عليه منّي في الهوى =فأصدّ عنه وقلبي المشتاق
صن حسن وجهك عن لحاظي إنّ لي =قلبا يرى ولناظري إطراق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 04:12 م]ـ
قال ابن قلاقس:
وابلائي من مخدّرةٍ = دونها سورٌ وجدران
وأُسودٌ خاف سطوتها = كلّ ما حازته خفّان
ورقيبٌ لو يلاحظها = لتثنّى وهو غيران
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 04:18 م]ـ
قال العباس بن الأحنف:
لم ألق ذا شجنٍ يبوح بحبه = إلا حسبتك ذلك المحبوبا
حذرا عليك وإنني بك واثقٌ = أن لا ينال سواي منك نصيبا
ـ[بثينة]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الكريم محمد على هذه الصفحة
و جزاك الله خيرا أستاذ بن ضرغام لاثراء الموضوع
جميلة هي هذه الأبيات
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:29 م]ـ
ومنهم من يغار على المحبوب من كلام نفسه كما قال البحتري:
إني لأحسد ناظري عليكا = حتى أغض إذا نظرت إليكا
وأراك تخطر في شمائلك التي = هي فتنتي فأغار منك عليكا
ولو استطعت منعت لفظك غيرة = كي لا أراه مقبلاً شفتيكا
خلص الهوى لك واصطفتك مودتي = حتى أغار عليك من ملكيكا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:31 م]ـ
أرى الأزرار على ليلى فأحسده = إن الأزرار على ما ضم محسود
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:38 م]ـ
أرى الأزرار على ليلى فأحسده = إن الأزرار على ما ضم محسود
رائع
وديع عقل
عجباً أغارُ عليك من شعري وما = شعري سواي فغيرتي من ذاتي
واللَه صرتُ من الصبابة والهوى = بك آيةً من أغربِ الآياتِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
قال علي بن الرافعي:
ولست بواصف يوماً حبيبا = أعرضه لأهواء الرجال
وما بالي أشوق قلب غيري = ودون وصاله ستر الحجال
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:41 م]ـ
صفي الدين الحلي
تَعَرَّضَ بي فَقُلتُ إِلَيكَ عَنّي = كَفاني فيكَ عَيشِيَ بِالتَمَني
أَخافُ مِنَ اللِحاظِ عَليكَ حَتّى =أُغارُ عَليكَ حينَ أَراكَ مِنّي
أَلَم تَرَني إِذا أَرسَلتُ طَيفاً =وَزادَ عَليكَ خَوفي بَعدَ أَمني
أُقَبِّلُ تُربَ مَسعاهُ بِطَرفي = وَأَمحو إِثرَ وَطأَتِهِ بِجِفني
لله درك يا صفي!!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:02 م]ـ
قال يزيد بن معاوية
أغار عليها من أبيها وأمها = ومن خطوة المسواك إن دار في الفمِ
أغار على أعطافها من ثيابها = إذا ألبستها فوق جسمٍ منعمِ
وأحسد أقداحا تقبل ثغرها = إذا أوضعتها موضع اللثم في الفمِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 03:29 م]ـ
الياس ابو شبكة
وَلكِن وَلكِن أَغارُ عَلَيكِ = مِن التُربِ إِن ودَّ أَن يَلثِما
فَلا أَرتَضي غَير لثمِك وَحدي= حرامٌ لِغَيريَ ذاكَ اللمى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 01:15 ص]ـ
بارك الله في الليث ورسالة الغفران على إثراء الموضوع(/)
محبوكات علي الحصري القيرواني.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:31 م]ـ
محبوكات علي الحصري القيرواني
الألف " الهمزة "
أَما لَكَ يا داءَ المُحِبِّ دَواء = بَلى عِندَ بَعضِ الناسِ مِنكَ شِفاءُ
أَسيرُ العِدا بِالمالِ يَفديهِ أَهلُهُ = وَما لِأَسيرِ الغانِياتِ فِداءُ
أُسودُ الشَرى في الحَربِ تَحمي نُفوسها = بِنَجدَتِها ما لَم تعنَّ ظباءُ
إِذا كُنتَ خِلواً فاعذر الصَبَّ في الهَوى = فَما المُبتَلى وَالمُستَريحُ سَواءُ
أَتَأمُرُني بِالصَبرِ عَمَّن أُحِبُّه = وَهَيهاتِ ما لي في هَواهُ عَزاءُ
أَموتُ اِشتِياقاً ثُمَّ أَحيا لِشقوَتي = كَذاكَ حَياةُ العاشِقينَ شَقاءُ
أَلا إِنَّ قَلبَ الصَبِّ في يَدِ حِبِّه = يُقَلِّبُهُ في الحُبِّ كَيفَ يَشاءُ
إلَيكَ فَلَو ذُقتَ الهَوى لَعَذَرتَني = جُفونكَ وَسنى وَالفُؤادُ هَباءُ
أَنا لُمتُ أَهلَ العِشقِ قَبلَكَ في الهَوى = فَها أَنا أزرى بَينَهُم وَأساءُ
أَصابَت فُؤادي أَسهُمُ اللَحظِ إِذ رمت = فَلِلَّهِ قَتلى الأَعيُنِ الشُهَداءُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:40 م]ـ
الباء
بَكَت رَحمَةً لِلصَّبِّ عَينُ عَدُوِّهِ = فَما لِحَبيبِ القَلبِ لا يَرحَمُ الصَبّا
بَخيلٌ بِأَن يَحيا القَتيلُ بِلَحظِهِ = وَأَن يَرِدَ الظَمآنُ بارِدَهُ العَذبا
بَعيدٌ عَلى أَنَّ الدِيار قَريبَةٌ = فَحَتّى مَتى بِالبُعدِ يمزجُ لي القُربا
بِنَفسي حَبيباً خانَني فَهَويتُهُ = فَزادَ قلىً فَاِزدادَ قَلبي لَهُ حُبّا
بَذَلتُ لَهُ الوُدَّ المَصونُ وَأَدمُعي = فَلَم يَقتَنِع حَتّى وَهَبتُ لَهُ القَلبا
بَدا لي فَقُلتُ اِردُدهُ قالَ مَلَكتُهُ = وَلَو لَم تَهَبهُ لي تَمَلَّكتُهُ غَصبا
بِعَينَينِ هاروتيَّتَينِ كأَنَّما = يُجَرِّدُ نَحوي مِنهُما صارِماً عَضبا
بَراني هَوى الظَبيِ الغَريرِ وَقادَني = ذَليلاً وَكَم راضَ الهَوى جامِحاً صَعبا
بَلَلتُ رِدائي بِالدُموعِ وَإِنَّما = يُزادُ بِها الباكي عَلى كَربِهِ كَربا
بَعَثتُ رَسولي والخَيال الَّذي سَرى = إِلَيكَ بِدَمعي وَالنَسيمُ الَّذي هَبّا
علي الحصري القيرواني
? - 488 هـ / ? - 1095 م
علي بن عبد الغني الفهري الحصري الضرير أبو الحسن.
شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.
وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا عليه ونشروا أدبه في الأندلس.
له ديوان شعر بقي بعضه مخطوطاً و (اقتراح القريح واجتراح الجريح -خ) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له، و (معشرات الحصري -خ) في الغزل و (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية -خ) 212 بيتاً في القراءت، كتاب المستحسن من الأشعار.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:42 م]ـ
بارك الله فيك أخانا رعدا على موضوعاتك الرائعة المميزة التي تنم عن ثقافة عالية، واطلاع واسع.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:48 م]ـ
بارك الله فيك أخانا رعدا على موضوعاتك الرائعة المميزة التي تنم عن ثقافة عالية، واطلاع واسع.
شكرا جزيلا أخي الحبيب "ليث بن ضرغام " على هذا الإطراء الغالي الذي لا أستحقه ...
بارك الله فيكم ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:54 م]ـ
التاء
تُرى قَبَّلَتكَ الريحُ عَنّي وَبَلَّغَت = مِنَ السِرَّ ما اِستَودَعتها حينَ هَبَّتِ
تَحِيَّةَ مُشتاقٍ يَعضُّ بَنانَهُ = عَلى قَدَمٍ زلّت وَلم تَتَثَبَّتِ
تَرَكتَ الَّتي مِن أَجلِها جَدَّ بي السّرى = عَلى أَنَّني أَحبَبتُها وَأَحبَّتِ
تَعَجَّبتُ إِذ مَدَّ النَوى لِوَداعِنا = يَداً كَيفَ لَم تُشلَل هُناكَ وَتَبّتِ
تَقولُ اِصطَبر كم ذا البُكاء فَقُلتُ ما = دُموعي جَرَت بَل أَبحُرُ الشَوقِ عَبَّتِ
تَميمِيَّة تَرقي الضَجيعَ بِريقِها = إِذا عَقرَب مِنها عَلى الصّدغِ دَبَّتِ
تَتيهُ عَلى شَمسِ الضُحى فَكَأَنَّها = مَعَ الحورِ في دارِ النَعيمِ تَرَبَّتِ
تَهُبُّ رِياحُ المِسكِ مِن نَفَحاتِها = فَما اِستَنشَقتها الشيبُ إِلّا وَشَبَّتِ
تَراءَت لِعَيني في المَنامِ فَأَطفَأَت = بِزَورَتِها نار الهَوى حينَ شَبَّتِ
تَمَثَّلتها حَتّى إِذا ما تَمَثَّلَت = طَرِبتُ كَأَنّي قَد دَعَوتُ وَلَبَّتِ
يتبع
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 10:58 م]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على هذه المحبوكات التي ذكرتني بما قدمته لنا من محبوكات الحلي موضوعاتك ثرية ومحبوكة وفقك الله وبارك في قلمك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:06 م]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على هذه المحبوكات التي ذكرتني بما قدمته لنا من محبوكات الحلي موضوعاتك ثرية ومحبوكة وفقك الله وبارك في قلمك
كل الشكر لك أختي الكريمة أستاذتي " الباحثة عن الحقيقة " ...
إهتمامك الذي ينم عن تذوق وتقدير لكل ما هو مميز الذي وإن دل يدل على تميزك الحقيقي ...
شهادة اعتز بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:12 م]ـ
الثاء
ثَمِلت بِذِكراها وَطبت كَشارِبٍ = لَها بِالمَثاني تارَةً وَالمَثالِثِ
ثَلاثٌ سَلَبنَ القَلبَ حُسنَ عَزائِهِ = وَأَلبَسنَني ثَوبي خَليعٍ وَناكِثِ
ثِقالَةُ ردفَيها وَرِقَّةُ خَصرها = وَسِحرُ العُيونِ القاتِلاتِ البَواعِثِ
ثَقِفتُ بِعَينَيكَ الأُسود كَأَنَّما = هُما سَيفُ جبّارٍ بِقَتلاهُ عابِثِ
ثِقي بي عَلى ذا النَأيِ إِنّي لَمُقسِمٌ = بِعَينَيكِ لا أَشكو وَلَستُ بِحانِثِ
ثبوتاً عَلى العَهدِ الَّذي كانَ بَينَنا = إِذا غَيَّرَ الأَحبابَ صَرفُ الحَوادِثِ
ثَنَتني صُروفُ الدَهرِ عَنكِ وَما اِنثَنى = فُؤادي فَجِسمي راحِلٌ مِثل لابِثِ
ثِمارُ المُنى مَن يَجنِها دونَ إِلفِهِ = يَجِد طَيِّباتِ العَيشِ مِثلَ الخَبائِثِ
ثَلمتُ صَفا صَبري فأورَثَني الضَنى = فَوَيح غَريبٍ لِلضَّنى مِنك وارِثِ
ثَوى عَلى جَمرِ الغَضا من فراقكُم = فَهَل مِن خَيالٍ عَن غَرامي باحِثِ
يتبع
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على نقولاتك الطيبة ..
وجزاك الرحمن كل خير ..
أدامك الله ذخرا للفصيح ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على نقولاتك الطيبة ..
وجزاك الرحمن كل خير ..
أدامك الله ذخرا للفصيح ..
شكرا جزيلا أختي الكريمة " صاحبة القلم " على المرور الطيب ..
بوركت وبورك قلمك وإن كان قد ظلمني قليلا ..
أنا لم أنقل عن أحد غير الشاعر نفسه أنا بحثت في دواوين الشعراء ووجدت ما ترين.
وسأجد غيرها إنشاء الله.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:30 م]ـ
جميل ومميز أخي هانئ (رعد أزرق) بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:34 م]ـ
جميل ومميز أخي هانئ (رعد أزرق) بارك الله فيك.
مرور عطر وإطراء طيب أختي الكريمة " عفاف " ...
لك مني الشكر الجزيل وبوركت.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ
بوركت جهودك أخي رعد
تتحفنا بالجديد والجميل
شكرا جزيلا لك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:55 م]ـ
جهد تشكر عليه أخي رعد نتابعك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:14 ص]ـ
بوركت جهودك أخي رعد
تتحفنا بالجديد والجميل
شكرا جزيلا لك
شكرا لكم مروركم وإطرائكم الذي أعتز به أخي " محمد سعد "
بارك الله فيكم ودمتم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:18 ص]ـ
جهد تشكر عليه أخي رعد نتابعك.
مروركم يشرفنا أخي " أحمد " رعاكم الله وحفظكم لنا جميعا ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:23 ص]ـ
الجيم
جَوىً تَتَلَظّى نارُهُ في جَوانِحي = فَكَيفَ يَنامُ اللَيلَ حَرّانُ مُنضجُ
جَفاهُ الكَرى وَالطَيفُ قَد واصَلَ البُكا = فَحَتّى مَتى يَبكي وَلا يَتَفَرَّجُ
جَرى القَدرُ الجاري عَلَيهِ بِفرقَةٍ = فَلَيسَ لَهَ مِن داخِلِ الهَمِّ مَخرَجُ
جَليد عَلى الكِتمانِ لَو لَم تَبُح بِهِ = دُموعٌ عَلى خَدَّيهِ بِالدَمِ تُمزَجُ
جَعَلتُ أَمحي ما كَتَبتُ بِعَبرَتي = وَكِدتُ لِسقمي في كِتابي أدرجُ
جَواباً لَعَلَّ الكُتب يُطفئُ لاعِجاً = عَلى كَبدٍ مِن ذِكرِكُم تَتَوَهَّجُ
جَزى اللَهُ من أَدّى رِسالَة عاشِقٍ = وَحَسَّنَ أعذاراً مِنَ البَينِ تَسمُجُ
جَميلاً فَما فِعلُ الجَميلِ بَضائِع = وَلا سيما في الصَبِّ وَالصَبّ أَحوَجُ
جَنَيتُ عَلى نَفسي الهَوى فَقَتَلتُها = وَحُبّي بَريءٌ مِن دمي مُتَحَرِّجُ
جَلاء هُمومي طَيفكُم يوضحُ الدُّجى = وَإِلّا فَأنفاسُ الصبا تَتَأَرَّجُ
يتبع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:31 ص]ـ
الجيم "2"
ثَهلانُ لَو كانَ لي لِأَمسَت = عَلَيكَ أَحشاؤُهُ نضاجا
جَنَّ عَلَيَّ الظَلامُ صُبحاً = وَإِنَّما كُنتَ لي سراجا
جَرَت دُموعي عَلَيكَ حُمراً = إِنَّ لَها مِن دَمي مِزاجا
جِراحُ قَلبي عَلَيكَ تَدمى = لَم يَدرِ آسٍ لَها عِلاجا
جَلَّ مُصابي وَعَزَّ صَبري = وَلَم تَجِد كُربَتي اِنفِراجا
جَعَلتَ شَهدَ الحَياةِ صاباً = وَآبنوس الشَبابِ عاجا
جَرَّبتُ صَبري فَهاجَ ثُكلي = وَقُلتُ يَشفي البُكا فَهاجا
جَهَلتُ ما لي لجَجتُ حُزناً = وَلَم أَكُن أَعرِفُ اللجاجا
جَفوتُ نومي وَلَيتَ أَنّي = قُمتُ فَناجَيتُ مَن يُناجى
جادَت سَمائي بِكَوكَبٍ مِن = أَعتَقِ أَقمارِها نتاجا
جَلَت بِهِ يَومَ لاحَ فهرٌ = غياهَبَ اللَيل وَالعجاجا
جادَلَني مَرَّةً فَأَعيا = براعَتي فَهمُهُ اِحتِجاجا
جَرَّعَني السُمَّ فيهِ داءٌ = بَدَّلَ تَقويمهُ اِعوِجاجا
جَزى الإِلهُ الدُموعَ خَيراً = أَسعَدنَني لَو قَضَينَ حاجا
جَوهَرَتي وَالسلوكُ قَومي = بَعدَكَ لا يَعقِدونَ تاجا
يتبع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:40 ص]ـ
الحاء
حَسبتُ النَوى تُسلي فَزِدتُ بِها هَوىً = وَأَغلَقتُ بابَ الوَصلِ مِن حَيثُ يُفتَحُ
حُرِمتُ وِصالَ الحبِّ في طَلَبِ الغِنى = وَأَيُّ غِنىً في وَجهِهِ كُنتُ أَربَحُ
حَباني بِياقوتٍ مِنَ الخَدِّ أَحمَرٍ = وَدُرِّ فَمٍ مِنهُ سَنا البَرقِ يُلمَحُ
حَبيبٌ أحيّي مِنهُ بِالبَدرِ ناطِقاً = وَأَغبقُ خَمراً مَن لَماهُ وَأصبحُ
حسانُ الدمى تَصبو إِلى حُسنِ وَجهِهِ = وَصَلدُ الصَفا مِن لَمسِ كَفَّيهِ يَرشحُ
حُسِدتُ عَلَيهِ قاتَلَ اللَهُ حاسِدي = فَضَنَّ بِهِ الدَهرُ الَّذي كانَ يَسمَحُ
حمدتُ زَماني فيهِ ثُمَّ ذَمَمتُهُ = وَما زالَ هذا الدَهرُ يُهجى وَيُمدَحُ
حَديثٌ لَهُ في النَفسِ لَستُ أُذيعُهُ = فَتِذكارُهُ يوسي الفُؤادَ وَيَجرَحُ
حَضَرنا وَإِن غِبنا جسوماً خَواطِراً = فَنَحنُ قَريبٌ وَالمَنازِلُ نُزَّحُ
حَيا عبرَتي يُحيي الرُبى بَعدَ مَوتِها = وَأَنزَرُ مِنهُ الوابِلُ المُتَبَطِّحُ
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:16 ص]ـ
الخاء
خَلَعتُ عذاري في المِلاحِ وَلَم أبل = بِما يَفتَريهِ حاسِدٌ لي لاطِخُ
خَليّونَ يَلحونَ الشَجِيَّ عَلى الهَوى = وَلَيسَ لِأَحكامِ المَحَبَّةِ ناسِخُ
خَدَعتهُمُ لمّا سَلَوتُ تَجاهُلاً = وَقَلبيَ في عِلمِ الصَبابَةِ راسِخُ
خَليلَيَّ إِنَّ النارَ في مَشرَفِيَّةٍ = لَها فَتَكاتُ المردِ وَهيَ مَشائِخُ
خَلا إِنّ هذا الحُبَّ طُلَّ بِهِ دمي = وَقَوميَ أَجبالُ المُلوكِ الشَوامِخُ
خَضَعتُ لِمَن أَصبَحت في الحُبِّ عَبدهُ = عَلى أَنَّ مَجدي في الأَعِزَّةِ باذِخُ
خُطوبُ الهَوى حَلَّت فَكَم هَدَمت عُلا = وَكَم شيّبَت مِن عاشِقٍ وَهوَ شارِخُ
خَبَت كُلُّ نارٍ غَير نارِ صَبابَتي = سَتَبقى وَإِسرافيلُ في الصورِ نافِخُ
خُذي أَدمُعي يا ريحُ هَدياً إِلى الحِمى = لِتَسقيهِم مِنها الغُروبُ النَواضِخُ
خَواطِرُ قَلبي أَخبَرتني بِأَنَّهُم = عَلى العَهدَ لَم يَفسَخ وداديَ فاسِخُ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:47 ص]ـ
الدال
دِيارهُمُ لا غَيّرتكِ يَدُ البِلى = وَلا زالَ يَسقيك الحَيا وَيَجودُ
دَنَوت مِنَ القَلبِ العَميدِ عَلى النَوى = وَكُلٌّ لَهُ قَلبٌ عَلَيكِ عَميدُ
دَعَوناكِ مَرضى لَو شَفيتِ مُجيبَةً = وَلَم تَسمَعي ما نَحنُ عَنكِ بَعيدُ
دُيونٌ عَلَينا يَقتَضيها غَريمُها = فَلا قضيت إِلّا وَأَنت شَهيدُ
دُجى اللَيل صُبحٌ فيك إِذ أَنت مطلعٌ = لِكُلِّ هِلالٍ أَطلَعتهُ سُعودُ
دَهَتنا اللَيالي بِالنَوى فَتَفَرَّقَت = جَآذِرُ كانَت تَلتَقي وَأُسودُ
دَوائِرُ ذي الدُّنيا تَدورُ بِأَهلِها = فَتنقصُ أَحوالُ الفَتى وَتَزيدُ
دَراريَ سَعدي لِلأُفولُ تَجانَحَت = فَبيضُ اللَيالي في عُيونيَ سودُ
دُموعي لَها مِن أَربع وَحشاشَتي = وَفيها لباناتي فَأَينَ أُريدُ
دَفَعتُ إِلَيها في الوَداعِ وَديعَةً = وَقُلتُ اِحفَظيها إِنَّني سَأَعودُ
يتبع بحول الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:09 ص]ـ
الذال
ذَكَرتُ زَمانَ الوَصلِ فيها فَلَيسَ لي = عَزاءٌ وَلا صَبرٌ وَلا مُتَلَذَّذُ
ذَهَبتُ وَقَد سَدَّ الفُراقُ مَذاهِبي = وَقَلبي إِلى نَحوِ الأَحِبَّةِ يُجبَذُ
ذهلتُ فَما أَدري إِلى أَينَ قادَني = قَضاءٌ عَلى الإِنسانِ يَجري فَيَنفذُ
ذَمَمتُ حَياتي كَيفَ أَحمدُها وَقَد = تَرَكتُ مِنَ اللذّاتِ ما كُنتُ آخذُ
ذَلَلتُ فطاماً بَعدَ عزٍّ رَضعتُهُ = وَأَغرَقتُ نَفسي حَيثُ ما لي مُنقِذُ
ذُنوبي لَعَمري غَرَّقتني فَأَوبَقت = وَإِلّا فَإِنّي ثابِتُ القَلبِ جَهبَذُ
ذِمامُ الهَوى يُرعى فَهَلّا رَعيتهُ = وَكُنت بِقُربى مَن نَوى أَتَعَوَّذُ
ذَوَيتُ وَعودي بِالرضابِ اِخضِرارُهُ = صِدئتُ وَقَلبي بِالنَواصِلُ يُشحَذُ
ذُكاءٌ وَبَدرُ التمِّ يَحتَجِبانِ مِن = مَحاسِن من قَلبي عَلَيهِ مُجَذَّذُ
ذَوائِبُهُ مِسكٌ ثَناياهُ لُؤلُؤٌ = وَخَدّاهُ تِبرٌ وَالعِذارُ زُمُرُّدُ
يتبع إنشاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:18 ص]ـ
الراء
رَشاً طامَ عُلواً فَاِدَّعَت يَثرِبُ الحَشا = فَأَفطَرَ سُفلاً فَاِدَّعَت ردفهُ مِصرُ
رَبيبُ مَقاصيرٍ أَبوهُ وَأُمُّهُ = وَإِن كانَ أَبهى مِنهُما الشَمسُ وَالبَدرُ
رَضيتُ بِهِ مَولىً عَلى جورِ حُكمِهِ = وَقُلتُ لقَلبي اِصبِر لَعَلَّ الهَوى أَجرُ
رَأى ذلَّتي في العِشقِ فَاِعتَزّ وَاِعتَدى = عَلى مُهجَةٍ فيها لَهُ النَهيُ وَالأَمرُ
رَفَعتُ إِلى قاضي هَواهُ ظُلامَتي = فَوَقّع لِلمَظلومِ مَوعِدُكَ الحَشرُ
رَحيمٌ لِغَيري ذا الرَخيمُ كَلامُهُ = فَما بالُهُ ماء وَلي قَلبهُ صَخرُ
رَعى اللَهُ مَن يَهوى هَوايَ وَإِنَّني = عَلى العَهدِ باقٍ لا سُلُوّ وَلا غَدرُ
رُبا الوَصلِ قَبلَ اليَومِ كُنَّ خَوالِيا = بِأَوجُه أَحبابي فَعَطَّلَها الدَهرُ
رِياضٌ سَقى ماءُ الغمامِ شَقيقَها = وَجادَت بِلا غبٍّ أَقاحيها الخَمرُ
رياحينُ ما أَحيا الفُؤاد بِشَمِّها = قُبيل النَوى حَتّى أبيح لَهُ الهَجرُ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:30 ص]ـ
الزين
زَخارِفُ دُنيانا الأَنيقَةُ أَصبَحَت = هَشيماً كَما رَثَّ الرِداءُ المُطَرَّزُ
زَمانُ الصِبا لِلَّهِ دَرُّكَ لَم تَزَل = مَواعيدُ مَن نَهوى لَنا فيكَ تُنجَزُ
زِيارَتُنا في كُلِّ يَومٍ وَسِرُّنا = جَهاراً بِلا واشٍ يَرانا فَيغمِزُ
زَنَت أَعيُنٌ مِنّا وَعَفَّت ضَمائِرٌ = فَبِتنا وَأَيدينا مِنَ اللَمسِ تُحجَزُ
زَرَرنا عَلى غَيرِ الفَواحِشِ قُمصَنا = وَلَم نَستَجِز إِلّا الَّذي هُوَ أَجوزُ
زَرى وَجهُ مَن نَهوى عَلى البَدرِ إِذ بَدا = وَأَعجَزَهُ حُسناً وَما كانَ يعجزُ
زِيادَةُ بَدرِ التمِّ كَالنَقصِ عِندَهُ = فَلِلبَدرِ مِنهُ خَجلة حينَ يبرزُ
زِمامُ قُلوبِ العاشِقينَ بِكَفِّهِ = تُقادُ كَمَغلولِ اليَدَينِ وَتُحفَزُ
زُبى الأُسدِ أَو أَشراكها لَحَظاتُها = وَسَيفُ الرَدى فيها فَكَيفَ التَحَرُّزُ
زَعَمتُم بِأَنَّ الحُبَّ فيهِ تَذَلُّلٌ = صَدَقتُم وَفيهِ لِلمِلاحُ تَعَزُّزُ
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:36 ص]ـ
السين
سَلامٌ عَلى الأَحبابِ تَفتقُهُ الصبا = كَما فَتَقَ المِسك الزَكيّ التَنَفُّسِ
سقوا الغَيثَ حَتّى يورِقَ العَيشُ عِندَهُم = وَيَختال في حَليٍ وَأَثواب سُندُسِ
سَواء عَليّ اللَيل وَالصُبح بَعدَهُم = وَلَو بِتُّ فيهِم لَاِنجَلى كُلُّ حندسِ
سَناهُم سِراجي وَالخُدود شَقائِقي = وَتِلكَ العُيونُ البابِلِيّاتُ نَرجسي
سَأَلتُ وَميضَ البَرقِ حَملَ رِسالَتي = إِلى ذي دَلالٍ مُطمعٍ لي موئِسِ
سَرى موهناً يَحدو دُموعي إِلى الحِمى = وَيَحكي لِعَيني ثَغرَ أَشنَبَ أَلعسِ
سَمَوت بِطَرفي نَحوَ إِبريزِ خَدِّهِ = لأَغنى فَقالَ اِرجِع غَنيّاً كَمُفلِسِ
سَعيداً شَقِيّاً بَينَ نارٍ وَجَنَّةٍ = مِنَ الصَبرَ عرياناً مِنَ السُقمِ مُلبسُ
سَباني بِمَخطوطٍ مِنَ المِسكِ أسودٍ = عَلى صَحنِ مَسبوكٍ مِنَ التبرِ أَملَسِ
سُوَيداءُ قَلبي لِلأَحِبَّةِ مَنزِل = وَذِكرُهُم في ظُلم اللَيلِ مُؤنِسي
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:45 ص]ـ
الشين
شِفارُ الهَوى قَصَّت جَناحي فَلَم أَطِر = وَقَد يَطمَعُ المَقصوصُ أَن يَتَرَيَّشا
شَقَقتُ جُيوبَ الدَمعِ في الربعِ إِذ عفا = وَنادَيتُ ربعَ الأُنسِ ما لك موحِشا
شَهِدنا لَقَد أَرواكَ غَيثُ عُيونِنا = وَأَمّا الَّذي اِستَمطَرت مِنهُ فَأَعطَشا
شَرِبناهُ فاِزدَدنا هُياماً وَغلَّةً = وَهَل يُطفئُ العينان ما شَبَّ في الحَشا
شَفى اللَهُ أَكبادَ المُحِبّينَ مِن جَوى = وَكَفَّ لِسانَ الدَمعِ عَنهُم فَكَم وَشى
شَقوا بِالهَوى العذرِيِّ لَو سَعِدوا بِهِ = وَماتوا وَلَو داواهُم الوَصل عَيَّشا
شُغِفتُ بِمَن يحكي الغَزالَ إِذا رَنا = وَيَحكي قَضيبَ الخَيزران إِذا مَشى
شُوَيدنُ أُنسٍ صادَ قَلبي بِلَحظِهِ = وَطاووسُ حُسنٍ في فُؤادي عَشَّشا
شَرَعتُ بِقَلبي الصَبرَ عَن حرِّ وَجهِهِ = فَما هُوَ إِلّا أَن أَراهُ فَأدهَشا
شَديد القُوى وَالصَبر كُنتُ فَهَدَّني = كَفى حزناً أَن يَصرَعَ الأَسد الرَشا
يتبع بحول الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:54 ص]ـ
أرجو العلم بأنه يوجد محبوكات أخرى على نفس الحروف الأبجدية لنفس الشاعر " علي الحصري القيرواني " , أي محبوكتين على كل حرف سأضعها بعد الإنتهاء من وضع هذه المحبوكات إن شاء الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:36 م]ـ
الصاد
صَدَقتَ وَقَد أَودى الهَوى بِحشاشَتي = عَشيَّة زُمَّت لِلرَّحيلِ قِلاصُ
صَدَدتَ عَنِ الماءِ الَّذي كُنتُ وارِداً = وَأَقوت رُسوم لِلصّبا وَعراصُ
صممتُ عَنِ الحادي عُميتُ مِنَ البُكا = ذَملتُ لِبَينٍ لَيسَ عَنهُ مناصُ
صُروفُ اللَيالي فَوَّقت لي سِهامها = فَما لي مِنَ الصَبرِ الجَميلِ دلاصُ
صَرَفنا حِبالَ الوَصلِ عَن شَمسِ كُلَّة = عَلَيها مِنَ اللَيلِ البَهيمِ عِقاصُ
صَبَوتُ إِلَيها فَاِشتَرَتني بِلَحظِها = رَخيصاً كَذاكَ العاشِقونَ رِخاصُ
صَفا وُدَّها لَو لَم يَحُل دونَ وَصلها = وشاةٌ وَحُرّاسٌ عَليَّ حِراصُ
صَبَرتُ وَكِلتا مُقلَتَيَّ سَخينَةٌ = لِإِنسانِها بَحرُ الدُموعِ مَغاصُ
صَحا كُلُّ قَلبٍ فَاِستَراحَ مِنَ الهَوى = وَلَيسَ لِقَلبي مِن هَواكَ خَلاصُ
صِلُوا فى الهَوى يَقتَصُّ مِنكُم جَريحكُم = فَقَد قالَ رَبّي وَالجُروحُ قصاصُ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:02 م]ـ
الضاد
ضَنىً كانَ أَبداهُ الهَوى فَأَعادَهُ = سَوادٌ بَدا في حمرَةٍ وَبَياضِ
ضَواحِكُ أَزهارٍ وَأَعيُنُ نَرجِسٍ = أَشارَت بِأَلحاظٍ إِلَيَّ مِراضِ
ضحى وَرد خَدَّيهِ يَعودُ بَنَفسجا = إِذا ما اِجتَناهُ عاشِقٌ بِعضاضِ
ضَعِ السَيفَ وَاِقتُل مُهجَتي بِمَحاجِرٍ = مراضٍ وَإِن تَختَر فَغَير مِراضِ
ضَرَبتَ بِها في كُلِّ قَلبٍ أَسَرتَهُ = فَكَم مِن قَتيلٍ وَهوَ لَيثُ غِياضِ
ضَلالَةُ قَلبي وَهوَ عِندي هِدايَةٌ = تَنَزّهُ طَرفي وَالمِلاحُ رِياضي
ضَمِنتُ بِأَنّي لَستُ أَسلو عَنِ الهَوى = وَحَكَّمتُهُ فَليَقضِ ما هُوَ قاضِ
ضننتُ بِسُلواني وَجُدتُ بِمُهجَتي = فَهَل أَنتَ عَن فِعلِ المُتَيَّمِ راضِ
ضُلوعي عَلى نارٍ مِنَ الوَجدِ تَنحَني = وَلكِنَّني جَلدُ القُوى مُتَغاضِ
ضَغائِنُ في هذا الزَمانِ عَلى الفَتى = فَمُستَقبلٌ مِن خَطبِهِنَّ وَماضِ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:08 م]ـ
الطاء
طِباعي أَبَت إِلّا التَذَلُّلَ في الهَوى = وَلا زالَ خَدّي لِلحَبيبِ بِساطا
طَريفُ الهَوى بَينَ الحَشا وَتَليدُهُ = طَوَيتُهُما طَيَّ التِجارِ رِياطا
طَعِمتُ الهَوى في لَحظَةٍ وَشَرِبتُهُ = فَلَم أَستَطِع نَحوَ السُلُوِّ نَشاطا
طَلَبتُ فكاكاً مِن يَدَيك فَلَم أطِق = وَمَن يَهدِني إِلّا إِلَيكَ صِراطا
طَمِعتُ بِأَن أَسلو الهَوى فَغَلَبتني = وَقَد ضَرَبَتني مُقلَتاكَ سِياطا
طَوَيتُ بُطونَ العَينِ نَحوَكَ حُجَّةً = وَأَوجَفتُ خَيلي في هَواكَ رِباطا
طَعَنتُ فُؤادي مِن بَعيد وَهكَذا = قَنا اللَحظ يَبلُغنَ النُجومَ شِطاطا
طَرِبنا وَمِن أَلحاظِ عَينَيكَ سكرنا = فَأَيَّةُ خَمرٍ مِنهُما نَتَعاطى
طِوالَ اللَيالي فيكَ أَرعى نُجومها = إِذا غَشي النَومُ الجُفونَ فَخاطا
طَمى بحرُ شَوقي وَاِلتَظى جاحِمُ الهَوى = فَهذا بِقَلبي ثُمَّ ذاكَ أَحاطا
يتبع إنشاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:12 م]ـ
الظاء
ظَفرتُ بِقُربٍ مِنك حَتّى إِذا صَفَت = حَياتي وَأَدنَتني إِلَيك حُظوظُ
ظَعنتُ وَقَلبي في يَدَيك وَديعَة = فَهَل أَنت لِلمُستَودَعاتِ حَفوظُ
ظَلَمت فُؤادي كَيفَ أَصبَحتُ دونَهُ = وَأَنت فُؤادي إِنّ ذا لِيَغيظُ
ظَمِئتُ وَما يَشفي لي الماءُ غلَّةً = وأشوى كَأَنّي لِلزَّفيرِ أَقيظُ
ظِلالُ الهَوى عادَت حَروراً فَظَلتُ في = سُموم اِشتِياقٍ كِدتُ مِنهُ أَفيظُ
ظَنَنتُ بِأَنَّ الدَهرَ يَبقى مُسالِماً = وَهَيهاتَ حَربُ النائِباتِ كَظوظُ
ظُباتُ الهَوى وَالهَجر وَالعَذل وَالنَوى = وَواشٍ وَغَيران عَلَيَّ حَفيظُ
ظَلامٌ عَلى صُبح وَغُصنٌ عَلى نَقاً = هُنالِكَ يَختالُ الهَوى وَيَجوظُ
ظِرافٌ لَعَمري العاشِقونَ وَإِنَّما = يَلومُهُمُ قاسي الفُؤادِ غَليظُ
ظَهَرتُ عَلى الحُسّادِ في الفَضلِ إِنَّني = صَميمٌ وَكُلُّ الحاسِدينَ وَشيظُ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:18 م]ـ
العين
عَجِبتُ مِنَ الأَيّامِ كَيفَ تَقَلَّبَت = بِنا فَتَفَرَّقنا كَأَن لَم نُجَمَّعِ
عَباديدُ شَتّى مِثلَ ما نَثَرَ الأَسى = فَرائِد مِن دَمعِ الفُؤادِ المُفَجَّعِ
عِدوني فَإِن لَم تُنجِزوا رُبَّ مَوعِدٍ = شَفا غُلَّتي مِنكُم وَإِن خابَ مَطمَعي
عَلى الدَهرُ أَيمان بأن لا يُرى لَنا = شَتاتٌ وَأبعادٌ لِجَمع مُلَمَّعِ
عَسى الطَيف أَن يَزدارَني فَأَبثّهُ = سَرائِرَ شَوقٍ لِلحَبيبِ المُوَدّعِ
عَهِدتُ الهَوى حُلواً فَلَمّا شَرِبتُهُ = تَجَرَّعتُ مِنهُ غُصَّة المُتجَرِّعِ
عَشِيّات أَيّام الحِمى جادَكَ الحَيا = لَقَد كُنت ريحانَ المُحِبّينَ فَاِرجِعي
عَذارُك مِسكٌ أَذفرٌ في أُنوفنا = فَشَوقاً إِلى مَشمومك المُتَضَوِّعِ
عَميدُ الهَوى يُشفى بِهِ من سقامه = فَأهدِ إِلَينا نَشرهُ نَتَمَتَّعِ
عَفا اللَهُ عَن ذا الدَهر إِن رَدَّ شَملنا = وَشَعَّبَ مِنّا كُلَّ قَلبٍ مُصَدَّعِ
يتبع بحول الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:26 م]ـ
الغين
غَرِقتُ وَلا ماء سِوى فَيض أَدمُعي = جَرَت وَالأَسى في باطِنِ الصَبرِ دامِغُ
غَداةَ أَجابَت عيسُنا داعي النَوى = وَوَدَّعَني بَدرٌ مِنَ السجفِ بازِغُ
غَضَضتُ جُفوني عَن سَناهُ مَهابَةً = وَفي القَلبِ شَيطانٌ مِنَ الحُبِّ نازِغُ
غَزالٌ تَحَلّى بِالبَهاءِ وَبِالسَّنا = وَناهيكَ مِن حليٍ لَهُ اللَهُ صائِغُ
غَريرٌ شَمَمتُ المِسكَ مِن فيهِ سحرَةً = فَقُلتُ لَهُ هَل أَنتَ لِلمِسكِ ماضِغُ
غَيورٌ أَبوهُ كَيفَ لي بِلِقائِهِ = وَمِن حَولِهِ سُمرُ القَنا وَالسَوابِغُ
غَوى القَلبُ فيهِ وَهوَ لَولاهُ راشِدٌ = وَمَلآن مِنهُ وَهوَ لَولاهُ فارِغُ
غَلَبتُ عَدُوّي حُجَّةً بِجُفونِهِ = وَهَل حُجَجُ العُشّاقُ إِلّا بَوالِغُ
غريتُ أَنا وَالعاشِقونَ بِحُبِّهِ = وَفي مِثلِهِ عُذرُ المُحِبّينَ سائِغُ
غَزَتني عُيونٌ أَيَّدَتها عَلى دَمي = عَقارِبُ مِسكٍ لِلقُلوبِ لَوادِغُ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:33 م]ـ
الفاء
فَنيتُ هَوىً إِلّا حُشاشَة مُهجَتي = أَجولُ بِها في مَربَعٍ وَمَصيفِ
فَريدٌ مِنَ الأَحبابِ أَبكي طُلولهم = وَأكثرُ فيها لَو شُفيتُ وُقوفي
فَوا أَسَفا ما لِلمَغاني كَأَنَّها = سُطورٌ مَحاها الدَهرُ غَيرُ حروفِ
فَقَدتُ شُموساً كُنتُ أَجلو بِها الدُجى = إِلى أَن أَصابَتها النَوى بِكُسوفِ
فِراقٌ نَعِمنا بِالتَواصُل قَبلَهُ = وَلكِنَّها الأَيّامُ ذاتُ صُروفِ
فتنتُ بِمَهضومِ الحَشا ناعِم الصَبا = لَهُ لَحظ سحّارٍ وَمَشي نَزيفِ
فُتورٌ بِعَينَيهِ عَلَيَّ أَعانَهُ = فَيا مَن رَأى مُستَنصراً بِضَعيفِ
فِداءٌ لَهُ نَفسي عَلى السخطِ وَالرِضا = وَطوبى لِنَفسي إِن بُليتُ وَعوفي
فُرات الحِمى من لي بِتَبريدِكَ الحَشا = وَدونَكَ سورٌ مِن قَنا وَسُيوفِ
فُؤاد الصَدى حَرّان حَتّى تَبُلَّهُ = بِوَصلِكَ وَالغيران غَير رَؤوفِ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:38 م]ـ
القاف
قَليلٌ لِنَفسي أَن تَصوبُ صَبابَةً = إِذا شِمتُ مِن تِلقاءِ أَرضِكُم بَرقا
قُضاة الهَوى وَاللَهُ يَسأَلكُم غَداً = عَنِ العاشِقِ المِسكين ما بالهُ يَشقى
قِفوا فَاِنصِفوا مَن عاذَ مِن جورِكُم بكم = وَلَم يَستَطِع صَبراً عَلى عَدَم المَلقى
قَتيلٌ إِذا نادَيتُموهُ أَجابَكُم = لَهُ شَرقٌ بِالدَمعِ إِن ذكرَ الشَرقا
قِيامَتُهُ قامَت وَلكِن خَيالُكُم = يُمنّيهِ بِاللُقيا فَمِن أَجلِ ذا يَبقى
قلىً أَو ودادٌ أَنتُم مَوضِعُ الهَوى = فَلا سَلوَةٌ عَنكُم وَإِن جَلَّ ذا يَبقى
قَنِعتُ بِوَصلِ الطَيفِ إِن قادَهُ الكَرى = وَكَيفَ رُقادي وَالمَدامِعُ ما ترقى
قَسا قَلبُ دَهرٍ حَلَّ عَقدَ وِصالكُم = وَسَدَّ عَلَينا دونَ وَصلِكُمُ الطُرقا
قَديماً شفاءُ القُرب فيها مِنَ النَوى = وَرَدَّت لَنا الأَيّامُ باطِلَها حَقّا
قصارُ اللَيالي إِذ وَفى كُلُّ خائِنٍ = فَفَكَّ أسارى الحُبِّ وَاِستَنقَذَ الغَرقى
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:43 م]ـ
الكاف
كَفى حزناً أَن لا صَديقَ وَأَنَّني = فَريدٌ بِلا عيشٍ يَسُرُّ وَلا نُسكِ
كَأَنّي نضارٌ ظَنَّهُ الدَهرُ بَهرَجاً = فَأَلقاهُ في نارٍ لِيَخلُصُ بِالسَبكِ
كَرِهتُ حَياتي وَاِستَطَبتُ مَنِيَّتي = إِذا ضَحِكَت سِنّي فَعَيني دَماً تَبكي
كَبِرتُ عَلى شَكوى الزَمانِ وَأَهلِهِ = وَدَهرٍ خَؤونٍ لَستُ عَنهُ بِمُنفَكِّ
كَفَرتُ بِدينِ الحُبِّ لَولا مُهَفهَفٍ = قَضَت لِدَمي أَلحاظُ عَينَيهِ بِالسَفكِ
كَتَبتُ إِلَيهِ بِالدُموع رِسالَةً = فَجاوَبَني أَنتَ القَتيلُ بِلا شَكِّ
كَشَفتُ قِناعي فيكَ يا رَشَأَ الفَلا = وَما كُنتُ أَرضى قَبلَ عَينَيكَ بِالهَتكِ
كَذاكَ غَزالُ الوَحشِ في البَرِّ يَرتَعي = وَأَنتَ غَزالُ الأُنسِ تَرتَعُ في المُلكِ
كَمالٌ تَمَنَّتهُ البُدورُ وَأَيقَنَت = بِأَنَّكَ لَو نُظِّمتَ واسطَةَ السِلكِ
كَلامُكَ مِن دُرٍّ وَثغرُكَ مِثلَهُ = وَريقكَ مِن خَمرٍ وَريحُكَ مِن مِسكِ
يتبع إنشاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:49 م]ـ
اللام
لَحا اللَهُ دَهراً حالَ بَيني وَبَينَكُم = وَحَرَّمَ وَصلَ الحُبِّ وَهوَ مُحَلَّلُ
لباناتُ نَفسي عِندَكُم وَشِفاؤُها = مِنَ السقمِ لَو أَنَّ السَّقيمِ يُعَلَّلُ
لَبِستُ الضَنى حَتّى تَبَدَّلت صورَةً = سِوى صورَتي وَالحُبُّ لا يَتَبَدَّلُ
لَعَلَّ اللَيالي وَالحَوادِث خَصمُنا = كَما حَكَمَت فينا بِجَورٍ سَتَعدلُ
لَقَد ضِقتُ ذرعاً بِالهَوى ثُمَّ بِالنَوى = وَلا ذَنبَ لي لكِنَّني أَتَجَمَّلُ
لَمى شَفَةِ المَحبوبِ أَو وَردُ خَدِّهِ = مَدى أَمَلى لَو تَمَّ لي ما أَؤمّلُ
لَعَمري لَو قَبّلتُهُ كَيفَ أَشتَهي = لأَعطَيتهُ دُنيايَ لَو كانَ يَقبَلُ
لَهَوتُ بِهِ لَهوَ التَريف بِكَأسِهِ = يُوَلّي بِتَوقيعِ المدامِ وَيَعزِلُ
لِسانيَ حُلوٌ وَهوَ أَحلى لَوَ اِنَّهُ = يعلُّ بِسِلسالِ الرُضابِ وَيَنهَلُ
ليَ الويحُ إِن لَم أَحظَ مِنكَ بِنَظرَةٍ = مُعاوِدَةٍ أَحيا بِها حينَ أقتلُ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:55 م]ـ
الميم
مَتى يَشتَكي المُشتاقُ مِمَّن يُحِبُّهُ = وَهَل تَنفَعُ الشَكوى إِلى غَيرِ راحِمِ
مَنِيَّتُهُ أَولى بِهِ مِن حَياتِهِ = إِذا كانَ شَكوى الحبِّ ضَربَة لازِمِ
مُنِعتُ وُرودَ الماءِ وَالنار في الحَشا = فَحَتّامَ أَصدى مُفطراً مِثلَ صائِمِ
مِياهُ الغَوادي وَالجَداوِلُ جَمَّةٌ = وَأَرغَبُ عَنها بِالدُموعِ السَواجِمِ
مَواردُكُم أَشهى إِلى الحائِمِ الصَدي = وَلَو أَنَّها شيبَت بِسمِّ الأَراقِمِ
مننتُم عَلَينا مَرَّةً بِوِصالِكُم = وَسالَمتُمُ وَالدَهرُ غَيرُ مُسالِمِ
مَحَوتُم كِتاباً لِلعِتابِ خَطَطتُهُ = وَمُدَّ لِمَبنِيِّ الرِضا كَفُّ هادِمِ
مَعالِمُ أَحيا الحبّ فيها قتيلَهُ = وَأَنصف مِن تِلكَ العُيونِ الظِوالِمِ
مَلَكنَ فَلَمّا جُرنَ كانَ اِنتِصافُنا = بِتِلكَ الثَنايا وَالخُدودِ النَواعِمِ
مَلاماً لِأَيّامٍ مَضَينَ عَلى النَوى = وَمَعذِرَةً لي في الصِبا المُتَقادِمِ
يتبع بحول الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:00 م]ـ
النون
نَوىً فَرَّقَت شَملَ الهَوى فَمياههُ = تُزالُ وَأَمّا عَهدُهُ فَيُصانُ
نَعيمي وَعِزّي كُنتُم ثُمَّ بِنتُمُ = فَعَيشي عَذابٌ بَعدَكُم وَهَوانُ
نَصيبي مِنَ الدُنيا الحَبيبُ وَوَصلُهُ = بِهِ العَيشُ عَيشٌ وَالزَمانُ زَمانُ
نَهَتني النُهى عَن حُبِّكُم فَعَصيتُها = وَهَيهات يُثنى لِلمُحِبِّ عَنانُ
نَسيمُ الصّبا مِن أَجلِكُم أَستَطيبُهُ = وَإِن زادَ في قَلبي بِهِ الخَفَقانُ
نَدِمتُ عَلَيكُم مِثلَما يَندَمُ الفتى = فَيقرعُ سِنٌّ أَو يعضُّ بَنانُ
نَفَت عَن جُفوني النَومَ ورقُ حَمائِمٍ = شَكَونَ وَلَم يُفصِح لَهُنَّ لِسانُ
نعينَ إِلى البَينِ لا كانَ يَومُهُ = فَما بالُهُ لَم يَخلُ مِنهُ مِكانُ
نَدَبنَ وَلَم يَذرِفنَ دَمعاً وَإِنَّما = تَناثَرَ مِن دَمعي لَهُنَّ جُمانُ
نَكَأنَ قُروحي لَو أَعَنَّ على الأَسى = بِدَمعٍ أَلا إِنَّ الحَزينَ يُعانُ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:05 م]ـ
الهاء
هَوى الحبِّ ريحانٌ وَرَوحٌ لِأَهلِهِ = وَإِن نَضَجَت أَكبادُهُم بِلَظاهُ
هَريقوا دَمي في حَقِّ حُبِّكُمُ فَما = أَرى الحبَّ إِلّا أَن يبيحَ أَخاهُ
هَنيئاً مَريئاً في الهَوى لَكُمُ دَمي = رِضاكُم عَنِ الصَبِّ العَميدِ رِضاهُ
هَجَرتُم وَخُنتُم عَهدَ مَن لَم يَخُنكُمُ = وَقُلتُم مَلولٌ وَالمَلولُ سِواهُ
هَدَمتُم بِناءَ الحُبِّ مِنّا بِهَجرِكُم = وَفي مِثلِكُم يرضي الحَليمُ صباهُ
هَدى اللَهُ قَلبي لِلهَوى وَأَضَلَّهُ = وَلَو شاءَ مِن بَعدِ الضَلالِ هَداهُ
هَوىً عُذرُهُ أَدنى هَوايَ وَإِنَّما = بَلِيَّةُ مَن يَهوى بِقَدرِ هَواهُ
هُمومٌ جَلَبنَ الشَيبَ قَبلَ أَوانه = وَصَدَّعنَ قَلباً لا يُغَضُّ صَفاهُ
هَرِمتُ وَشابَت لِمَّتي غَيرَ أَنَّني = فَتى الحُبِّ وَالشَيخ الظَريف فَتاهُ
هَزَمتُ جُيوشَ الصَبرِ في مَعرَكِ الهَوى = وَقَصَّرتُ في الهَيجاءِ طولَ قَناهُ
يتبع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:11 م]ـ
الواو
وَفَتني دُموعُ العَينِ وَالصَبرُ خانَني = فَجُرِّعت في حُبّي لَكَ المُرَّ وَالحُلوا
وَضِقتُ بِهذا الحُبِّ ذرعاً وَحيلَةً = فَحَتّى مَتى أَشكو وَلا تَنفَعُ الشَكوى
وَهَبتُكَ حَظّي مِن سرورٍ وَلذَّةٍ = فَجازَيتَني أَن زِدتُ بَلوى عَلى بَلوى
وَشى عِندَكَ الواشونَ بي فَهَجَرتَني = وَحَمَّلتَني في الحُبِّ ما لَم أَكُن أَقوى
وَلَو أَنَّني إِذ كُنتُ عِندَكَ مُذنِباً = وَجَدتُ سَبيلاً حَيثُ أَسأَلكَ العَفوا
وِصالُكَ لي مُحيٍ وَهَجرُكَ قاتِلي = وَحُبُّكَ شَغلٌ كُنتُ مِن قَبلِهِ خِلوا
وَقَفتُ عَلى آثارِ وَصلِكَ بِالحِمى = وَأَنكَرتُ صَبري في مَعالِمِها شَجوا
وَقُلتُ لِعَيني وَيحَكِ الآنَ فَاِسجمي = دُموعاً كَما قَد كُنتِ زِدتِ بِهِ لَهوا
وَحَقِّ الهَوى لا ذُقت غمضاً وَلا رَقَت = دُموعك أَو تُحيي المَحَلَّ الَّذي أَقوى
وُرودُ الرَدى أَولى وَإِن عيفَ وردُهُ = لِمَن باتَ ظَمآناً إِلى ريق مَن يَهوى
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:17 م]ـ
الياء
يَدي كُلّ قتّالٍ وَطَرفكَ لا يَدي = فَلا تَخشَ في قَتلي سِوى اللَه يا ظَبيُ
يَميناً لَقَد أَفنى هَواكَ تَجَلُّدي = وَأَروى فُؤادي حَيثُ لَم أَدرِ ما الغيُّ
يَقولونَ أَقصر كم فُؤادُكَ هائِماً = فَقُلتُ دَعوني إِنَّما يَسمَعُ الحَيُّ
يَموتُ أَسيرُ الحُبِّ قَبلَ اِنطِلاقِهِ = وَما بيدِ المَملوكِ مِن أَمرِهِ شَيُّ
يَسيرٌ عَلَيَّ الخَطبُ حينَ أَلِفتُهُ = وَأُلبستُهُ مُستَحسِناً فَهوَ لي زيُّ
يَكادُ الصَفا القاسي يَذوبُ صَبابَةً = إِذا وَطئتهُ الخُردُ اللَعسُ اللميُ
يَئِستُ مِنَ السُلوانِ حَتّى نَكرتُهُ = فَلَو أَنَّني غيلانُ ما سُلِيَت مَيُّ
يَنابيعُ دَمعي مِن جُفوني تَحَدَّرَت = سَقَت رَبعَكُم حَتّى أَضَرَّ بِهِ السَقيُ
يَهجن الهَوى حَتّى يرينَ كَيوسفٍ = وَيَذمُمنَ حُسناً زانَهُ الحَليُ وَالوَشيُ
يَكِلُّ وَيَعيا مَنطِقي وَشَكِيَّتي = وَمَنطِقُ مِثلي لا كَليل وَلا عَيُّ
تم الجزء الأول بحمد الله
الجزء الثاني يتبع بحول الله تعالى.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:34 م]ـ
اطلعت على المحبوكات،وكل قصيدة أروع من سابقتها.فشكرا على الجهد المميز،في انتظار الجزء الثاني أخي هانئ (رعد أزرق)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:03 ص]ـ
اطلعت على المحبوكات،وكل قصيدة أروع من سابقتها.فشكرا على الجهد المميز،في انتظار الجزء الثاني أخي هانئ (رعد أزرق)
بوركت أختي " عفاف " وبورك تذوقك للشعر.
ومن أجلك .. إن شاء الله قريبا جداً سوف يتبع الجزء الثاني ...
وشكرا لمرورك العطر وإطرائك الطيب ..
ملاحظة: وجدت القصيدتين المفقودتين في محبوكات صفي الدين الحلي "الواو , والياء".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:19 ص]ـ
لام الألف "لا"
تابعة للجزء الأول
لَأَستَسقِيَنَّ العَينَ غَيثاً لِرَبعِكُم = وَإِن زادَهُ صَوبُ الدُموعِ مُحولا
لَأَستَنشِقَنَّ الريحَ شَوقاً إِلَيكُمُ = إِذا هِيَ هَبَّت بُكرَةً وَأَصيلا
لَأَنتُم وَإِن خُنتُم مَواثيقَ عَهدِنا = أَحِبَّةُ قَلبي لا أُريدُ بَديلا
لَآخِرُ عَهدي مِثل أَوَّله لَكُم = وَإِن كُنتُمُ لا تَحفَظونَ خَليلا
لَأَسعَفتُمُ المُشتاقَ لَو ذُقتُمُ الهَوى = فَأحيَيتُمُ بِالوَصلِ مِنهُ قَتيلا
لَأَجرُكُمُ بِالوَصلِ أَفضَلُ مغنَمٍ = بِعَيشِكُمُ رِفقاً عَلَيهِ قَليلا
لَأَن تُحسِنوا أَولى بِكُم مِن إِساءَةٍ = وَما كانَ أَولى بِالجَميلِ جَميلا
لَأَستَرزِقَنَّ اللَهَ نَوماً فَرُبَّما = وَجَدتُ إِلَيكُم في المَنامِ سَبيلا
لَأَستَحسِنَنَّ الذُلَّ في طاعَةِ الهَوى = وَأَيُّ مُحبٍّ لا يَعيشُ ذَليلا
لَآلئُ عَيني عقدُها مُتَناثِرٌ = وَإِن كانَ لا يشفي البُكاءُ عَليلا
تتمت الجزء الأول
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 02:13 م]ـ
أما الان فحان وقت الشكر
شكرا لك يا صديقي العزيز على هذا الابداع، فدائما ما تتميز بطرحك المميز وانتقائك الأميز، واحسنت واحسن الله اليك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
أما الان فحان وقت الشكر
شكرا لك يا صديقي العزيز على هذا الابداع، فدائما ما تتميز بطرحك المميز وانتقائك الأميز، واحسنت واحسن الله اليك
شكرا لك أخي الحبيب " رسالة الغفران " ..
مرور عطر ..
وتعليق طيب .. وإطراء متميز ..
أنت المتميز دائما في ردودك وفي ظهورك وفي تعليقاتك الطيبة ..
باركك المولى عز وجل.(/)
الكنافة النابلسية في الشعر
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:11 م]ـ
:::
تعد الكنافة النابلسية إحدى المأكولات الشرقية الشهية ... ولكن!! الغريب أن أحد الشعراء قد تغنى بها .. فنراه سيقول
صَدرُ الكُنافة طالعٌ كالبدر =متجلياً في الصُبح أو في العَصْر
يزهو كلونِ التبرِ أو كالجمر =ويشعُ مَعروضاً بشكلٍ مغري
وتفوح ريحتُهُ ويعبَقُ عطرُه =حلوٌ لذيذٌ طعمه في الثغرِ
رشَّ العجينةَ في المرايةِ فاستوت =وغدت خيوطاً مثل سمك الشَعرِ
ومضى يُلملِمُها فصارَت كومةً =تعلو كَتَلٍ ناصعٍ من تِبَرِ
وأتى بسمنٍ ثم قلبها به =وغدا يُفركُها ببالغِ صَبرِ
والجبن أحضَرَهُ وشرَّح بعضه =إذ راح ينقعُهُ بماء القدرِ
حتى إذا ما زال عنه ملحه =بيديه صفّى ماءه بالعصرِ
وأتى بمنقلِهِ المُدورِ رصَّه =بالفَحمِ أشعَلَه لهيبَ الجمرِ
وأتى بسمنٍ ثم سخَّنَه على =صدر النُحاس فساحَ وسط الصدرِ
فَرَد العجينةَ فوقَهُ في راقةٍ =بالجُبن غطاها وَزانَ بِقَدْرِ
وغدا براحتِه يَرصُ خَليطها =حتى الحرارةُ في الجوانب تَسري
وشوى الكُنافَةَ بارماً أطرافها =وغدا يدوِّر حرفها بالدَورِ
والجبنةُ البيضاءُ فاحت فوقها =والجبنُ في نابلُسَ مصدر فخرِ
ومضى يراقِبُها يَشُمُّ بُخارها =ويجُسُّها باللمسِ أو بالحَفرِ
ويهزها في الصدر يفحَص نُضجَها =ويظلُ يرقُبُ قَعْرها مُتحري
فإذا رآها أصبحت مُحمَّرةً =رفع الكِمامَ مشمراً للأمرِ
وأتى بصدر فارغٍ غَطى بهِ =صدر الكُنافةِ فاختفت في الخِدرِ
صدر على صدر وسال حليبها =من جبنها من حرها بالكمرِ
من ثم ثبَّتَ كفَّه من تحتها =وبكفه الأخرى بأعلى الصدر
وبخفة وبراعة وبسرعة =وبنزعة الفنان أو بالسحرِ
لف الصدور مقلباً في لحظة =فإذا الكُنافةُ وجْهُها للظَّهرِ
رَفَعَ الغِطَاءَ فأشرَقَتْ في وجهِه =ضَحِكَ الجَمالُ وما لَهُ مِن ثَغرِ
طَلَعتْ بلونٍ ساطعٍ متميز =و بحمرة لاحت كلون الخمر
فأتى بقطرٍ ثم سقّاها بِهِ =فترنَخت من شُربها للقَطرِ
بالفستُق الحَلَبي زيّنَ وجَهها =فتأَلقتْ تَبدو كوجهِ البدرِ
حمراءَ يُبهِرُ مَن رآها حُسنُهُا =ترنو وتنظُرُ بالعُيونِ الخُضرِ
تلك الكُنافةُ ما ألذَّ مذاقَها =نابُلسُ يا بلدَ الكُنافة عُمري
إن الكُنافة لا ينالُ وصَالَها =إلا محبٌ أو عظيمُ القدرِ
فاقصدْ أبا سيرٍ بجاطِ كُنافةٍ =و ذُق حلاوةَ طعمِها في العَكْرِ
وإذا رغبتَ بأن تُنوع طَعمها =جرِّب أباظةَ والتقيَّ المصري
وبسيسُ كان من الأوائل رائداً =في صنعها وله جزيل الشكر
لكنما الفتفوتُ حصّل شهرة =بكُنافة تُبتاع بعد العصر
وَزُرِ الفَقيه مَعَ الصباحِ لكي ترى =رشَّ العجينةِ في المِراية يَجري
من اسم نابُلسَ الكُنافةُ سرُها =ولقد وصفتُ ولم أبُح بالسِّرِ
من أجل نابُلسَ الحبيبة إنني =أطلقتُ قيثاري وصادقَ شعري
منقول
بربكم ما فتحت شهيتكم؟؟!!: p:D
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:49 ص]ـ
قصيدة رائعة أختي " صاحبة القلم " تشكرين عليها ..
أرجو من الإدارة نقلها لمطبخ الفصيح
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 08:27 ص]ـ
القطائف والكنافة؛ هما من أشهر أمهات الحلويات العربية.
وقد اشتهر الموسيقار زرياب بأنه من الذواقة الخبراء الذين أسهموا في إدخال الحلويات العربية إلى الأندلس ..
ودفعت شهرة الكنافة والقطائف جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ
إلى جمع ما قيل فيها في كتاب سماه:
«منهل اللطائف في الكنافة والقطائف»
وشكرا لكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:56 م]ـ
السلام عليكم
طيب يا دكتورنا واستاذنا مادام السيوطي له كتاب في القطائف
لماذا لم تتحفنا بواحدة منها، لعل الطعم يعجبنا ونعود للموضوع
كل الشكر لك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:58 م]ـ
كمان أخي نعيم بحب القطائف
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 01:38 م]ـ
موضوع حلو أخية صاحبة القلم ..
ولي سؤال فقهي! هل قراءة القصيدة يفطر أم لا:).
لك الشكر على كل ماتأتي به من لطيف الأدب.
والمعذرة على التدخل في القصيدة وأرجو أن لاأكون قد حرقتها!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
طيب يا دكتورنا واستاذنا مادام السيوطي له كتاب في القطائف
لماذا لم تتحفنا بواحدة منها، لعل الطعم يعجبنا ونعود للموضوع
كل الشكر لك
أهلا بأخي الحبيب الغالي محمد
مرحبا بك
وللعلم فإن مخطوطة السيوطي عندي
صورتها، صوّرتها من مكتبة المدينة المنورة
من سنتين، ولم يتسع لي الوقت لتحقيقها ونشرها
وشكرا لك
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:39 م]ـ
السلام عليكم
طيب يا دكتورنا واستاذنا مادام السيوطي له كتاب في القطائف
لماذا لم تتحفنا بواحدة منها، لعل الطعم يعجبنا ونعود للموضوع
كل الشكر لك
كمان أخي نعيم بحب القطائف
قال زين القضاة السكندري:
لله در قطائفٍ محشوّة = من فستق رعت النواظر واليدا
شبّهتها لما بَدَت في صحنِها = بحقاقِ عاجٍ قد حُشينَ زبرجدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:44 م]ـ
ومن شعر أبي اليُمن الرشيد بن علي بن المهنا في القطايف:
شفاءُ نفسي لو به أُسْعِفَتْ = قطايفٌ تَعْذُبَ في اللَّقْمِ
يشهدُ بالشَّهدِ لنا ظاهر = وباطنٌ في اللون والطعم
كأنها الإسفَنجُ في مائه = غريقةً في دُهنِها الجَمِّ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:49 م]ـ
قصيدة رائعة أختي " صاحبة القلم " تشكرين عليها ..
أرجو من الإدارة نقلها لمطبخ الفصيح
على هيك ... نريد مطبخا وطاهيا للفصيح .. : D:p
أضحك الله سنك ...
وشكرا على مرورك اللطيف ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:56 م]ـ
موضوع حلو أخية صاحبة القلم ..
ولي سؤال فقهي! هل قراءة القصيدة يفطر أم لا:).
لك الشكر على كل ماتأتي به من لطيف الأدب.
والمعذرة على التدخل في القصيدة وأرجو أن لاأكون قد حرقتها!
شكرا على مرورك الجميل أستاذ أحمد.
سؤالك الفقهي أنت به أعلم: p !! إن خشيت على نفسك الأفطار ... فاقرأها بعد المغرب!!: D
وسلمت يداك على إعادتك لتنسيق القصيدة:) ... فقد زينتها بالفستق الحلبي وما حرقتها: D:p
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:58 م]ـ
قال جحظة:
دعاني صديق لي لأكل القطائف = فأمعنت فيها آمناً غير خائف
فقال، وقد أوجعت بالأكل قلبه = رويك، مهلاً، فهي إحدى المتالف
فقلت له: ما إن سمعنا بهالك = ينادى عليه: يا قتيل القطائف
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:01 م]ـ
القطائف والكنافة؛ هما من أشهر أمهات الحلويات العربية.
وقد اشتهر الموسيقار زرياب بأنه من الذواقة الخبراء الذين أسهموا في إدخال الحلويات العربية إلى الأندلس ..
ودفعت شهرة الكنافة والقطائف جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ
إلى جمع ما قيل فيها في كتاب سماه:
«منهل اللطائف في الكنافة والقطائف»
وشكرا لكم
شرفني مروركم الكريم دكتور مروان
وبارك الله فيك على ما تفضلت به من معلومات قيمة ..
وجزاك الله كل خير ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:05 م]ـ
قال جحظة:
دعاني صديق لي لأكل القطائف = فأمعنت فيها آمناً غير خائف
فقال، وقد أوجعت بالأكل قلبه = رويك، مهلاً، فهي إحدى المتالف
فقلت له: ما إن سمعنا بهالك = ينادى عليه: يا قتيل القطائف
أضحك الله سنك أخي ليث .. مشكور عليها وعلى أخواتها من قبل:)
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:05 م]ـ
كما لا أنسى شكر أستاذنا القدير محمد سعد على مروره بظله الخفيف ...
وتفعيله للموضوع بأسلوبه اللطيف
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:07 م]ـ
ألذ شيء على الصيام = من الحلاوات في الطعام
قطائف نضدت فحاكت = فرائد الدر في النظام
منومات على جنوب = في الجام كالصبية النيام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:10 م]ـ
قال عليّ بن يحيى بن أبي منصور المنجم: الرجز:
قطائِفٌ قَد حُشيَتْ باللَّوْزِ = والسُكّر الماذِيِّ حَشوَ الموزِ
يسبح في آذِيَ دهن الجَوز = سرِرت لما وقَعَت في حَوزيَ
سرور عَباس بقرب فَوزِ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:11 م]ـ
وأضيف للذي تفضل به أساتذنا الكرام ..
يقول ابن فضل الله العمري: "إن أول من اتخذ الكنافة من العرب معاوية بن أبي سفيان زمن ولايته الشام في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت تقدّم له في السحور، وكان قد شكا إلى طبيبه من الجوع في صيامه فوصفها له".
وكذلك فقد انتشرت الزلابية في بلاد الشام حينذاك، وقد وصفها ابن الرومي الذي كان أكولاً مقبلاً على ملاذ الحياة بنهم شديد قائلاً يصف الزلابية وصانعها:
رأيته سحراً يقلي زلابية = في رقة القِشر والتجويف كالقصب
يلقي العجين لُجيناً من أنامله = فيستحيل شبابيكاً من الذهب
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:13 م]ـ
ألذ شيء على الصيام = من الحلاوات في الطعام
قطائف نضدت فحاكت = فرائد الدر في النظام
منومات على جنوب = في الجام كالصبية النيام
يبدو أنك مُصر على تفطير الاستاذ أحمد:;)
أرأيت يا أستاذ أحمد الغنام: D:p ..
إن أفطرت فليث هو المذنب وليس أنا:)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:14 م]ـ
ولم يقل أحد في اللوزينج أحسن من قول ابن الرومي:
لا يخطئني منك لوزينجٌ = إذا بدا أعجب أو عجّبا
لم تغلق الشهوة أبوابها = إلا أبت زلفاه أن يحجبا
لو شاء أن يذهب في صخرة = لسهّل الطيّب له مذهبا
يدور بالنّفخة في جامه.= دوراً ترى الدّهن له لولبا
عاون فيه منظرٌ مخبراً = مستحسنٌ ساعد مستعذبا
مستكثف الحشو ولكنّه = أرقّ قشراً من نسيم الصّبا
كأنما قدّت جلابيبه = من أعين القطر إذا قبّبا
يخال من رقة خرشائه = شارك في الأجنحة الجندبا
لو أنه صوّر من خبزه = ثغرٌ لكان الواضح الأشنبا
من كل بيضاء يودّ الفتى = أن يجعل الكفّ لها مركبا
مدهونة زرقاء مدفونة = شهباء تحكي الأزرق الأشهبا
ملذّ عين وفم حسّنت = وطيّبت حتى صبا من صبا
ذيق له اللّوز فما مرّة = مرّت على الذائق إلاّ أبى
وانتقد السكّر نقّاده = وشاوروا في نقده المذهبا
فلا إذا العين رأته نبت = ولا إذا الضرس علاه نبا
لا تنكروا الإدلال من وامق = وجّه تلقاءكم المطلبا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:27 م]ـ
وأضيف للذي تفضل به أساتذنا الكرام ..
يقول ابن فضل الله العمري: "إن أول من اتخذ الكنافة من العرب معاوية بن أبي سفيان زمن ولايته الشام في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت تقدّم له في السحور، وكان قد شكا إلى طبيبه من الجوع في صيامه فوصفها له".
وكذلك فقد انتشرت الزلابية في بلاد الشام حينذاك، وقد وصفها ابن الرومي الذي كان أكولاً مقبلاً على ملاذ الحياة بنهم شديد قائلاً يصف الزلابية وصانعها:
رأيته سحراً يقلي زلابية = في رقة القِشر والتجويف كالقصب
يلقي العجين لُجيناً من أنامله = فيستحيل شبابيكاً من الذهب
يبدو أنك مُصر على تفطير الاستاذ أحمد:;)
أرأيت يا أستاذ أحمد الغنام: d:p ..
إن أفطرت فليث هو المذنب وليس أنا:)
بالنسبة لموضوع بدء سيدنا معاوية في أكل الكنافة، فأعتقد أنه كان قبله في نابلس من أكلها على اعتبار أنها نابلسية الموطن!
وبعد كل هذه الحلويات فقد "قضي الأمر الذي فيه تستفيان"
بوركتما ونفع الله بكما.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:29 م]ـ
يبدو أنك مُصر على تفطير الاستاذ أحمد:;)
أرأيت يا أستاذ أحمد الغنام: d:p ..
إن أفطرت فليث هو المذنب وليس أنا:)
الدعوة عامة
ويجوز لصائم النافلة أن يفطر ويلبي دعوة الداعي أخي أحمد.
أدعوكم الآن لتناول وجبة شهية أعدها لكم كشاجم، تفضلوا كلوا ولا تسرفوا، هنيئا مريئا للجميع
وقال كشاجم يصف القطائف: من الرجز:
عندي لأضيافي إذا اشتد السغَبْ = قطائفٌ مثل أضابير الكتبْ
كأنها إذا تبدّت من كثبْ = كوائر النحل بياضاً وثقب
قد مجّ دهن اللوز مما قد شرب = وجاء ماء الورد فيه وذهب
وغاب في السكر عنا واحتجب = فهو عليه حَبَبٌ بعد حبب
مدرَّج تدريج أنقاء الكُثُب = إذا رآه والهُ العقل طرب
أطيب منه أن أراه يستلب = كل امرئ لذته فيما يحب
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:35 م]ـ
بالنسبة لموضوع بدء سيدنا معاوية في أكل الكنافة، فأعتقد أنه كان قبله في نابلس من أكلها على اعتبار أنها نابلسية الموطن!
وبعد كل هذه الحلويات فقد "قضي الأمر الذي فيه تستفيان"
بوركتما ونفع الله بكما.
وبارك فيك أستاذنا القدير أحمد على عودتك الجميلة للموضوع ..
ومادام أنك قد أفطرت ... فتفضل معنا لتناول طبق من الحلوى .. فها قد دعانا أخانا ليثا .. : D :p
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:37 م]ـ
الدعوة عامة
ويجوز لصائم النافلة أن يفطر ويلبي دعوة الداعي أخي أحمد.
أدعوكم الآن لتناول وجبة شهية أعدها لكم كشاجم، تفضلوا كلوا ولا تسرفوا، هنيئا مريئا للجميع
وقال كشاجم يصف القطائف: من الرجز:
عندي لأضيافي إذا اشتد السغَبْ = قطائفٌ مثل أضابير الكتبْ
كأنها إذا تبدّت من كثبْ = كوائر النحل بياضاً وثقب
قد مجّ دهن اللوز مما قد شرب = وجاء ماء الورد فيه وذهب
وغاب في السكر عنا واحتجب = فهو عليه حَبَبٌ بعد حبب
مدرَّج تدريج أنقاء الكُثُب = إذا رآه والهُ العقل طرب
أطيب منه أن أراه يستلب = كل امرئ لذته فيما يحب
أضحك الله سنك أخي ليث ...
بارك الله فيك على الأبيات ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:38 م]ـ
وقال ابن الرومي:
جاءت إليَّ طرائف بطرائف = لونان من لوزينج وقطائفِ
هذا دبيقي الثياب ملفف = بملابس صقلت وذا بمناشف
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:51 م]ـ
لكم وجبة شهية بعد قليل - إن شاء الله -
هذا الموضوع أعاد لي ذكريات نابلس عندما عملت في مطعم للكنافة.
فيا لها من ذكريات جميلة.
ـ[بثينة]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:54 م]ـ
: d بارك الله فيكم: d
موضوع رائع أخية صاحبة القلم
جزيت خيرا:)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 06:07 م]ـ
كتب بعض المصريين إلى مسعود الدولة النحوي أبياتاً في القطائف، منها:
جاءت مناسبة أخلاقَ مُهْديها = قطائفٌ كلُّ طَرْفٍ مُودَعٌ فيها
نَزَّهتُ ناظرتي في حسنها وفمي = في طيبِها وجَناني في معانيها
فقال مسعود الدولة في جوابها:
للّه درُّ قوافٍ أنت مُهْدِيها = لا يستطيع حَسُودُ الفَضْلِ يُخْفيها
عَزَّتْ مطالبُها عَزَّت مطامعها =جَلَّتْ مقاصدها دَقَّتْ معانيها
فيها بدائعُ حُسْنٍ قد خُصِصْتَ بها = تجري مع النفس لُطْفاً في مجاريها
من ذا يُعارضها من ذا يجاريها = من ذا يُساجلها من ذا يُباريها
سَمَتْ عن الوصفِ حتى أنّ مادحها = كأنّهُ بفَمِ التقصير هاجيها
ما إنْ يملُّ مع التكرار سامعُها = ولا يكلُّ عن الترداد قاريها
تَمْضِي الليالي عليها وهْيَ خالدةٌ = والفكر من غِيَرِ الأيام واقيها
إنّ القوافيَ تحييها محاسنها = إذا حُفِظْنَ وتُفْنِيها مساويها
ظَفِرْتَ يا ظافراً بالنُّجْحِ هِمَّتُهُ = فيما يرومُ وفازتْ في مساعيها
إني بعجزيَ عن شكريك معترفٌ = واللّه يجزيك بالحُسْنَى ويُنْمِيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 09:32 م]ـ
موضوع شهي ولذيذ أخية صاحبة القلم لافض فوك ولا عدمنا خياراتك العذبة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 09:34 م]ـ
ما أجمل ما شاركتم به إخوتي الفصحاء وفقكم الله
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 09:46 م]ـ
لا أدري كيف أشكرك أخي ليث ... على مشاركاتك الرائعة والمتميزة ..
دمت متميزا:)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 09:48 م]ـ
: d بارك الله فيكم: d
موضوع رائع أخية صاحبة القلم
جزيت خيرا:)
أنت أروع صديقتي بثينة:) ..
بارك الله فيك على مرورك العطر ..
وجزاك الرحمن خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 09:50 م]ـ
موضوع شهي ولذيذ أخية صاحبة القلم لافض فوك ولا عدمنا خياراتك العذبة
من ناحية كونه شهيا أنا لا أنكر .. فمن الصباح وأنا لا أتناول غير الحلوى: p:D
بارك الله فيك على مرورك اللذيذ: p ولا حرمني الله اطلالتك البهية
دمت بود:)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:14 ص]ـ
من ناحية كونه شهيا أنا لا أنكر .. فمن الصباح وأنا لا أتناول غير الحلوى: p:d
بارك الله فيك على مرورك اللذيذ: p ولا حرمني الله اطلالتك البهية
دمت بود:)
وهذا الصباح سيكون مشرقا بالحلوى
المزيد بعد قليل - إن شاء الله -
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 11:33 ص]ـ
لقد تأخرت عليكم في تقديم هذه الوجبة الشهية من القطايف بسبب ظروف طارئة، فالمعذرة المعذرة.
كثيفةُ الحشو ولكنها = رقيقةُ الجلدِ هوانيه
رُشتْ بماء الوردِ أعطافُها = منشورة الطيِّ ومطويه
كأنها من طيبِ أنفاسها = قد سرقَتْ من نشرِ ماريه
جاءَتْ من السكر فضية = وهي من الأدهان تبريه
قد وَهَبَ الليلُ لها بُرْدَهُ = وَوَهَبَ الخصبُ لها زيه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 11:38 ص]ـ
وقال ابن الرومي:
وأتت قطائفُ بعد ذاك لطائفٌ = ترضى اللهاةُ بها ويرضى الحنجرُ
ضُحُكُ الوجوه من الطبرْزَدِ فوقها = دمع العيون من الدِّهانُ تعصَّرُ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:28 م]ـ
حكايات قيلت عن الكنافة " الكنافة ترجع الأحباب "
من الحكايات القديمة التي يتداولها الناس، بأن أحدهم غضبت عليه زوجته فغادرت منزله إلى بيت أهلها وبقيت فيه شهوراً سعى خلالها المصلحون ففشلوا فى إصلاحهما، فدخل شهر رمضان المبارك، وذكر الزوج زوجته وكنافتها وعلمت الزوجة كنافة وذكرت حب زوجها لها ولكنافتها فبعثت إليه بصينية كنافة كان تأثيراً أكبر من تأثير المصلحين فما كاد الزوج يتلقاها حتى ابتهج وحملها ومضى بها إلى بيت زوجته ليفطر معها، فما كادت تراه مقبلاً حتى هرعت إلى باب البيت تستقبله مع مدفع الإفطار الذي كان قد انطلق في تلك اللحظة فجلسا معاً يتناولا طعام الإفطار في لحظات سعيدة هانئة."
على ذمة الراوي: الطريق إلى قلب الرجل معدته .. فما رأيكم إخوتي من الفصحاء الرجال؟؟ "
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:37 م]ـ
وهذه الكنافة بوجهها الأحمر الزاهي تسخر من القطائف قائلة:
غدت الكنافة بالقطائف تسخر=وتقول: إني بالفضيلة أجدر
طُويت محاسنها لنشر محاسني=كم بين ما يطوى وآخر ينشر
فحلاوتي تبدو وتلك خفية=وكذا الحلاوة في البوادي أشهر
فمن يفضل الكنافة على القطائف؟؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:44 م]ـ
حكايات قيلت عن الكنافة " الكنافة ترجع الأحباب "
من الحكايات القديمة التي يتداولها الناس، بأن أحدهم غضبت عليه زوجته فغادرت منزله إلى بيت أهلها وبقيت فيه شهوراً سعى خلالها المصلحون ففشلوا فى إصلاحهما، فدخل شهر رمضان المبارك، وذكر الزوج زوجته وكنافتها وعلمت الزوجة كنافة وذكرت حب زوجها لها ولكنافتها فبعثت إليه بصينية كنافة كان تأثيراً أكبر من تأثير المصلحين فما كاد الزوج يتلقاها حتى ابتهج وحملها ومضى بها إلى بيت زوجته ليفطر معها، فما كادت تراه مقبلاً حتى هرعت إلى باب البيت تستقبله مع مدفع الإفطار الذي كان قد انطلق في تلك اللحظة فجلسا معاً يتناولا طعام الإفطار في لحظات سعيدة هانئة."
على ذمة الراوي: الطريق إلى قلب الرجل معدته .. فما رأيكم إخوتي من الفصحاء الرجال؟؟ "
يُقال ذلك، وفيه قدر كبير من الصحة، لكنّني أرى أن الطريق إلى قلب الرجل هو فطنة المرأة وذكاؤها، ثقافتها ومعرفتها، ولا أقول علمها فكم من متعلمة بليدة، ليس للعواطف عندها قيمة ولا للمشاعر أهمية، فما نفع طبيخها وإن أحسنته؟!.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:02 م]ـ
وهذه الكنافة بوجهها الأحمر الزاهي تسخر من القطائف قائلة:
غدت الكنافة بالقطائف تسخر=وتقول: إني بالفضيلة أجدر
طُويت محاسنها لنشر محاسني=كم بين ما يطوى وآخر ينشر
فحلاوتي تبدو وتلك خفية=وكذا الحلاوة في البوادي أشهر
فمن يفضل الكنافة على القطائف؟؟
يحق للكنافة أن تسخر من القطائف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 05:20 م]ـ
وهذه الكنافة بوجهها الأحمر الزاهي تسخر من القطائف قائلة:
غدت الكنافة بالقطائف تسخر=وتقول: إني بالفضيلة أجدر
طُويت محاسنها لنشر محاسني=كم بين ما يطوى وآخر ينشر
فحلاوتي تبدو وتلك خفية=وكذا الحلاوة في البوادي أشهرفمن يفضل الكنافة على القطائف؟؟
من حقها أن تسخر .. فلها وجه كوجه القمر .. فهي التباهي أولى وأجدر .. أما القطايف فتخجل أمامها وتتقهقر: p:D
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 05:25 م]ـ
وقال ابن الرومي:
وأتت قطائفُ بعد ذاك لطائفٌ = ترضى اللهاةُ بها ويرضى الحنجرُ
ضُحُكُ الوجوه من الطبرْزَدِ فوقها = دمع العيون من الدِّهانُ تعصَّرُ
أضحك الله سنك أخي ليث .. : D
قلتم فأبدعتم ..
وكتبتم فتألقتم ..
وقد شهدت على جدارتكم الحروف والكلم وحتى الكنافة:): p
شكركما الله أخي ليث وأختي الباحثة عن الحقيقة عما تفضلتم به ..
وجزاكم الله خيرا على جميل ما متعتمونا به.
دمتم من محبي الكنافة: D :p
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 05:42 م]ـ
أضحك الله سنك أخي ليث .. : d
قلتم فأبدعتم ..
وكتبتم فتألقتم ..
وقد شهدت على جدارتكم الحروف والكلم وحتى الكنافة:): p
شكركما الله أخي ليث وأختي الباحثة عن الحقيقة عما تفضلتم به ..
وجزاكم الله خيرا على جميل ما متعتمونا به.
دمتم من محبي الكنافة: d :p
أختي صاحبة القلم
أنا من محبيها ولكن بعد الأكل، لذلك قررت افتتاح مطبخ الفصيح غدا إن شاء الله، وسأعدّ له هذه الليلة العدة، فانتظرونا غدا إن شاء الله لتتناولوا وجباتكم السريعة مما لذّ وطاب وبعد أن تنجزوا على وجبتكم نحيلكم لتناول الكنافة والقطائف واللوزينج في هذا المطعم الأنيق.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:37 م]ـ
ويقول ابن نباتة المصري مادحا الكنافة:
ذكرتك والأسماءُ تذكر بالكنى = فلله يا أسما الكنافة والذكر
يذكر صحنَ الوجه صحنُ كنافة = هما الحلو ممَّا تشهد العين والفكر
ليالي فطر الصوم إذ كلّ ليلةٍ = بإحسان نور الدِّين عيدٌ هو الفطر
وأنعامهُ عندِي وشكريَ عندهُ = ولكن متى يوفي بإنعامه الشكر
إذا كانَ ذا جودٍ وشعرٍ مجيبني = وأحسن من شعري له ذاك الشعر
ولم أنسَ ليلات الكنافة قطرها = هو الحلو إلاَّ أنه بالسحب الغزر
يجود على ضعفي فأهتزُّ فرحةً = كما انْتفض العصفور بلله القطر
ابن نباتة المصري
686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.
وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
سكن الشام سنة 715ه وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.
ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة.
له (ديوان شعر -ط) و (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).
(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:47 م]ـ
الكنافة في نظر: مصطفى زين الدين الحمصي ....
لا أعلم إن كانت نابلسبة أم حمصية؟؟
صدر الكنافة عن حسين قد صدر = والجبن مشتعل كما شعر الغرر
فترى سناه وهو بين طباقها = قمراً سرى بظلام ليل اعتكر
يا ابن الخجا أرواحنا تاقت إلى = نفحات سمنك لا إلى المسك الأغر
بالنار عند الفرك جرت فعطشت = كالأرض فادركها بقطر كالمطر
ما لي معين إن صدمت بحلوها = حتى أعود لها سوى أكل الزفر
مصطفى زين الدين الحمصي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
مصطفى زين الدين الحمصي.
شاعر من أهل حمص، مولده ووفاته فيها. برع في الأدب والموسيقى. وكان حسن الصوت وسافر إلى الأستانة والحجاز ومصر.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:20 م]ـ
الكنافة في نظر: مصطفى زين الدين الحمصي ....
لا أعلم إن كانت نابلسبة أم حمصية؟؟
صدر الكنافة عن حسين قد صدر = والجبن مشتعل كما شعر الغرر
فترى سناه وهو بين طباقها = قمراً سرى بظلام ليل اعتكر
يا ابن الخجا أرواحنا تاقت إلى = نفحات سمنك لا إلى المسك الأغر
بالنار عند الفرك جرت فعطشت = كالأرض فادركها بقطر كالمطر
ما لي معين إن صدمت بحلوها = حتى أعود لها سوى أكل الزفر
مصطفى زين الدين الحمصي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
مصطفى زين الدين الحمصي.
شاعر من أهل حمص، مولده ووفاته فيها. برع في الأدب والموسيقى. وكان حسن الصوت وسافر إلى الأستانة والحجاز ومصر.
أضحك الله سنك حتى تقول كفاني ضحكا: D :p
بارك الله فيك أخي رعد على أضافاتك الجميلة وجزاك الله خيرا
أبيات جميلة مشكور عليها أخي الفاضل
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:25 م]ـ
أختي صاحبة القلم
أنا من محبيها ولكن بعد الأكل، لذلك قررت افتتاح مطبخ الفصيح غدا إن شاء الله، وسأعدّ له هذه الليلة العدة، فانتظرونا غدا إن شاء الله لتتناولوا وجباتكم السريعة مما لذّ وطاب وبعد أن تنجزوا على وجبتكم نحيلكم لتناول الكنافة والقطائف واللوزينج في هذا المطعم الأنيق.
واااو!! مطبخ للفصيح!! فكرة ممتازة أخي ليث: D :p
إذن نطالب من الإدارة الكريمة إضافة منتدى خاص بأشتات وأطياف الأطعمة: D :p
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
تلك الكُنافةُ ما ألذَّ مذاقَها =نابُلسُ يا بلدَ الكُنافة عُمري
إن الكُنافة لا ينالُ وصَالَها =إلا محبٌ أو عظيمُ القدرِ
فاقصدْ أبا سيرٍ بجاطِ كُنافةٍ =و ذُق حلاوةَ طعمِها في العَكْرِ
وإذا رغبتَ بأن تُنوع طَعمها =جرِّب أباظةَ والتقيَّ المصري
وبسيسُ كان من الأوائل رائداً =في صنعها وله جزيل الشكر
لكنما الفتفوتُ حصّل شهرة =بكُنافة تُبتاع بعد العصر
وَزُرِ الفَقيه مَعَ الصباحِ لكي ترى =رشَّ العجينةِ في المِراية يَجري
من اسم نابُلسَ الكُنافةُ سرُها =ولقد وصفتُ ولم أبُح بالسِّرِ
من أجل نابُلسَ الحبيبة إنني =أطلقتُ قيثاري وصادقَ شعري
أشكر لكِ هذا الإنتقاء الرّائع والجميل
لقد أعادني إلى زمن الطّفولة والشّباب
وإل بلدي الحبيبة نابلس ... !!!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 09:12 م]ـ
وأنا أشكرك كذلك على أن عرفتنا بأصحابها
والذين تفننوا في عملها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 12:10 ص]ـ
وأنا أشكرك كذلك على أن عرفتنا بأصحابها
والذين تفننوا في عملها
أضم صوتي إلى صوتك أخي محمدا، لكن يبدو أن القصيدة قديمة بعض الشيء، فهي لم تأت على ذكر بعض من نالوا شهرة كبيرة ممن يقدمون الكنافة ليلا وليس صباحا، وكنافة الليل في الغالب أجود، ...........
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:19 م]ـ
تلك الكُنافةُ ما ألذَّ مذاقَها =نابُلسُ يا بلدَ الكُنافة عُمري
إن الكُنافة لا ينالُ وصَالَها =إلا محبٌ أو عظيمُ القدرِ
فاقصدْ أبا سيرٍ بجاطِ كُنافةٍ =و ذُق حلاوةَ طعمِها في العَكْرِ
وإذا رغبتَ بأن تُنوع طَعمها =جرِّب أباظةَ والتقيَّ المصري
وبسيسُ كان من الأوائل رائداً =في صنعها وله جزيل الشكر
لكنما الفتفوتُ حصّل شهرة =بكُنافة تُبتاع بعد العصر
وَزُرِ الفَقيه مَعَ الصباحِ لكي ترى =رشَّ العجينةِ في المِراية يَجري
من اسم نابُلسَ الكُنافةُ سرُها =ولقد وصفتُ ولم أبُح بالسِّرِ
من أجل نابُلسَ الحبيبة إنني =أطلقتُ قيثاري وصادقَ شعري
أشكر لكِ هذا الإنتقاء الرّائع والجميل
لقد أعادني إلى زمن الطّفولة والشّباب
وإل بلدي الحبيبة نابلس ... !!!
مشكور أخي شائق على مرورك الجميل .. وبارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:22 م]ـ
وأنا أشكرك كذلك على أن عرفتنا بأصحابها
والذين تفننوا في عملها
أضم صوتي إلى صوتك أخي محمدا، لكن يبدو أن القصيدة قديمة بعض الشيء، فهي لم تأت على ذكر بعض من نالوا شهرة كبيرة ممن يقدمون الكنافة ليلا وليس صباحا، وكنافة الليل في الغالب أجود، ...........
صدقتما القول أستاذي الفاضلين ..
بارك الله فيكما .. وشكركما الله على تفاعلكما الجميل في الموضوع،وإثرائكما لهذه الصفحة بمشاركاتكما الرائعة ..
دمتم بخير.
ـ[المجيبل]ــــــــ[25 - 08 - 2010, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
رفعت هذا الموضوع لمناسبته شهر الصيام، وإليكم هذا المقال الذي يبحث في لطائف الكنافة والقطائف:
http://abjadhawaaz.blogspot.com/
ـ[رحمة]ــــــــ[25 - 08 - 2010, 10:22 م]ـ
خذبتني الرائحة للرد:)
قصيدة لذيذة، كل عام و أنتم بخير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 08 - 2010, 02:47 ص]ـ
واااو!! مطبخ للفصيح!! فكرة ممتازة أخي ليث: D :p
إذن نطالب من الإدارة الكريمة إضافة منتدى خاص بأشتات وأطياف الأطعمة: D :p
وأقترح افتتاح منتدى لبيع الكنافة ومن الأرباح ندعم الفصيح.
ويشرف على البيع أبو همام.
ـ[عبود]ــــــــ[26 - 08 - 2010, 05:47 ص]ـ
موضوع جدا رائع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 08 - 2010, 10:42 م]ـ
مصطفى زين الدين الحمصي:
من إلى الرز في المناسف صبه = وبه قد أتى ليتحف صبه
ناشراً فوقه اللحوم من الضان = بشم البهار ازداد رغبه
يا صحينا حويت يبرقنا الطا = فح بالدهن مستمداً بكبه
أكثروا الهبر ضمنها وأقلوا = برغلاً واستباحوا بالجرن ضربه
يا دجاجاً حشي برز ولحم = وعلى السمن قد تحمر لبه
أكلك البرء إن سلقت وماء = منك كم حسن الأطباء شربه
جد على مغرم بأكلك لم يبرح = ذكرك المعظم دأبه
يا أخلاي بالمآكل هلا = قد منتم لمن أسقم الجوع قلبه
وعلى القدر أوقفوه عساه = بانتشاق البهار يسكن نحبه
ويرى ضمنها إلى القرع محشي = مع كوسج قد اختار قربه
يا لقضبان فضة بل وعمدان = رخام لعين من يتنبه
صنعت لا لتشييد قصر ولكن = لقلوب أحالها الجوع خربه
لا ومن أنبت الخضار بروض = لطبيخ الأنام أعظم وهبه
لست أسلو الخاروف لو صرت رمساً = وله إلية تشابه طربه
ذا مرامي وفيه كان غرامي = وعسى أن أرى القطائف غبه
حشوها الجبن عمها السمن = والقطر علاها يا ليت لي منه شربه
آه واحرقتي على الصدر إذ ضم = كنافة وجهها بالشقيق أشبه
ضمنها قشطة وافت سحيراً = من بني خالد أتتنا بعلبه
نعم حي به الغنم السارح = إن شئت ذبحه وإن شئت حلبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد رامي]ــــــــ[27 - 08 - 2010, 07:42 ص]ـ
شممت الرائحة فدخلت
أفيدكم علما أن لي كتابا بعنوان (استعمال القَيافة في الوصول إلى الكنافة)
ولي كتاب تحت الطبخ أسميته (أهم اللطائف في تناول القطائف)
وكتاب آخر قيد التأليف بعنوان (القطائف والكنافة ... بين الحقيقة والخرافة)
أقول في أحدها
ألا هبي بصحنك في لطافةْ ........ ولا تبقي قطائف أو كنافةْ
وهاتيها صحونا متخمات ......... تعود إليك تعلوها النظافةْ
وزيدي حشوها سكَرا مذابا ....... وزيدي الفستق الحلبي كثافةْ
ورصّيها قطائف في صحاف ...... تمجدها مقالات الصحافةْ
تعبّأ جوفها لبأً شهياً ............. وأبدى خصرُها كلَّ النحافةْ
لي عودة فقد نسيت المناديل وإبريق الماء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 08 - 2010, 02:13 م]ـ
شممت الرائحة فدخلت
أفيدكم علما أن لي كتابا بعنوان (استعمال القَيافة في الوصول إلى الكنافة)
ولي كتاب تحت الطبخ أسميته (أهم اللطائف في تناول القطائف)
وكتاب آخر قيد التأليف بعنوان (القطائف والكنافة ... بين الحقيقة والخرافة)
أقول في أحدها
ألا هبي بصحنك في لطافةْ ........ ولا تبقي قطائف أو كنافةْ
وهاتيها صحونا متخمات ......... تعود إليك تعلوها النظافةْ
وزيدي حشوها سكَرا مذابا ....... وزيدي الفستق الحلبي كثافةْ
ورصّيها قطائف في صحاف ...... تمجدها مقالات الصحافةْ
تعبّأ جوفها لبأً شهياً ............. وأبدى خصرُها كلَّ النحافةْ
لي عودة فقد نسيت المناديل وإبريق الماء
كل شيء موجود أخي أحمد رامي أنت في مطعم الفصيح ولا يجوز أن تحضر معك غذاء أو شراب للمطعم ..
هل هذه الكتب جادة أم هزلية إن كانت جادة فلتحجز لي من كل كتاب نسخة بارك الله فيك.:)
شكرا جزيلا لمرورك الكريم.
بوركت.(/)
|| أَبُوالْفَضْلِ بنُ الوَليد ||
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 11:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو أبو الفضل الوليد؟
أبو الفضل الوليد
1303 - 1360 هـ / 1886 - 1941 م
إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن طعمة.
شاعر الرِقة والسهل الممتنع صاحب موسقى هادئة ونغمة مرهفة ولفظة مدقنة ومعنى جلي من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية.
ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.
عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها.
له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.
من أروع ما قاله
قبَّلتُها فشَمَمتُ وَرداً أحمرا = وضمَمتُها فهَصَرت غُصناً أخضرا
لِتَنفُّسي ارتعَشت وحين تنفَّست = عَرفُ البنَفسجِ كُمَّ ثوبي عطَّرا
فبقيتُ حتى اليومَ من أنفاسِها = أهوى البنفسجَ آملاً إن أزهرا
وضَعَت على قلبي اليَدينِ فأثَّرَت = فيهِ وأرجَعتِ البنانَ مُحَمَّرا
وعليهِ قد كتبت وصايا حبِّها = عَشراً وصَيَّرَتِ الأصابعَ أسطرا
ورَنت إليّ وأسبَلت دَمعاتِها = نجماً فأبصرتُ الثريَّا في الثَّرى
وعلى بقيَّةِ حمرةٍ في صفرةٍ = دمعٌ يسيل مُزَعفَراً ومُعَصفَرا
فرَأيتُ مُقلتَها خِلالَ دُمُوعِها = كالماسِ تحتَ النُّورِ يَسطَعُ أبهرا
فغدوتُ بالشَّفَتينِ أنهلُهُ كما = تترَشَّفُ الشَّمسُ النَّدى المُتَقطِّرا
وغدَت تُخاطِبُني وتكسُرُ جَفنَها = فأرى فؤادي بالكسير مُكسَّرا
فتقولُ وَيلي من وداعِكَ يا فتى = هلا ارعَوَيتَ أوِ الرَّحيلُ تأخرا
يا ليتَ قلبي ما تفَتَّحَ للهوى = أو لم يكُن في الأرضِ ما شاقَ الورى
إذ لم يَعُد لي بهجةٌ بجمالِها = لغيابِ بدرٍ في فؤادي أسفَرا
إنّ الطبيعةَ بالحبيبِ جميلةٌ = وأُحِبُّها إذ منهُ تحوي مَنظرا
سَلبَ الفراقُ على لقاءٍ عاجلٍ = نومي فكيفَ بآجلٍ يأتي الكَرى
فأجَبتُها وجعَلتُ باعي طوقها = لا بدَّ لي من أَن أخوضَ الأبحُرا
نفسي أبَت إلا العُلى لا تجزَعي = من أمرِ ترحالٍ عليَّ تقَدَّرا
مهما يَطُل وَصلُ الحبيبِ وقربُهُ= يأتِ الزّمانُ مُفَرّقاً ومُنَفِّرا
سأسيرُ مُهتَدياً بما زَوّدتِني = إن كنتُ أبغي السَيرَ أو أبغي السُّرى
فتذكَّريني في اللّيالي وارفعي = طرفاً إلى تِلكَ الكواكبِ أحوَرا
فهناكَ أرعاها وآخذُ قوةً = مِنها وأرجعُ غانماً ومظفَّرا
فضَمَمتُها حتى غدَونا واحداً = في لذَّةٍ ما ذاقها من أُسكِرا
وبلزَّةِ النَهدَينِ تمّت لذَّتي = وبلثمَةِ الشَفَتَينِ ذُقتُ الكوثرا
واللهِ تلكَ وقيعةٌ الحالِ التي = أضحَت تفوقُ تخَيُّلاً وتصَوُّرا
فلو اَنَّ رافائيلَ صَوّرَنا كما = كنَّا لمثَّلنا الغرامَ مُصَوَّرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 02:38 ص]ـ
بوركت أخي رسالة الغفران على هذا الجهد الجميل، ويذكر أنه استعمل اسم ابو الفضل الوليد عندما أسلم في المهجر والله أعلم، شاعر مجيد قوي السبك غزير المعاني.(/)
جمهرة خطب العرب
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 07:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين، وبعد:
في هذه النافذة - أيها الأحباب - سندون فيها خطب العرب التي اكتملت فيها اللغة العربية فصاحة وبراعة تخلب العقول بجمالها، وهذه النافذة لن تقوم على ساقها إلا بكم أنتم أيها الفصحاء الرائعون، ولن نخصصها بشرط؛ لئلا تصعب على أحد مجاراتكم أهلَ الأدبِ، وأبدأ مستعينًا بالله ذاكرًا من خطب العصر الجاهلي:
* نشأ للملك سلامة ذي فائشٍ ابن ٌ كأكمل ِ أبناءِ المقاول ِ (1)، وكان به مسرورًا يرشِّحُه لموضعِه، فركبَ ذاتَ يومٍ فرسًا صعْباً فكبا به فوَقَصَه (2)، فجَزَعَ عليه أبوه جزعًا شديدًا، وامتنعَ مِنَ الطعامِ، واحتجبَ عنِ الناسِ، واجتمعتْ وفودُ العربِ ببابِه ليعزوه، فلامَه نُصَحاؤه في إفراطِ جزعِه، فخرجَ إلى الناس. فقامَ خطباؤهم يُؤَسُّوْنه (3)، وكان في القوم المُلَبب بنُ عوفٍ بنِ سلمةَ بنِ عمروٍ بنِ سلمةَ الجعفي، وجعادةُ بنُ أفلحَ بنِ الحارثِ، وهو جدُّ الجراحِ بنِ عبدِ اللهِ الحكمي ِّ صاحب خراسان. فقام الملبب، فقال:
" أيها الملك، إنّ الدنيا تجودُ لتسْلبَ، وتعطي لتأخذَ، وتجمعُ لتشتتَ، وتُحْلي لتُمِرَّ، وتزرعُ الأحزانَ في القلوبِ، بما تفجأ به منْ استردادِ الموهوبِ؛ وكلًّ مصيبةٍ تخطأتْكَ جَلَلٌ (4)، ما لم تُدْن ِالأجلَ، وتقطعِ الأملَ؛ وإن حادثًا ألمَّ بك، فاستبدَّ (5) بأقلك، وصفحَ عن أكثرِك لمِنْ أجلِّ النعمِ عليكَ. وقد تناهتْ إليك أنباءُ مَنْ رُزِيَ فصبرَ، وأصيبَ فاغتفرَ، إذ كان شَوَىً (6) فيما يُرتقبُ ويُحذرُ؛ فاستشعرِ اليأسَ مما فاتَ إذ كانَ ارتجاعُه ممتنعاً، ومرامُه مستصعبًا، فلشىءٍ ما ضُرِبتِ الأُسى، وفزع أولو الألبابِ إلى حُسْنِ العَزاء ".
وقامَ جُعَادة، فقالَ:
" أيها الملكُ، لا تشعرْ قلبَك الجزعَ على ما فاتَ، فيغفلَ ذهنُك عن الاستعدادِ لما يأتي، وناضلْ عوارضَ الحُزنِ بالأنَفَةِ عنْ مُضَاهَاةِ (7) أفعالِ أهلِ وَهْي ِ العقولِ، فإنّ العزاءَ لحُزمَاءِ الرجالِ، والجزعَ لربَّاتِ الحِجَال، ولو كانَ الجزعُ يردّ فائتًا، أو يحيي تالفاً، لكانَ فعلاً دنيئاً، فكيف به وهو مجانبٌ لأخلاقِ ذوي الألبابِ؟! فارغبْ بنفسِك - أيها الملكُ - عما يتهافتُ (8) فيه الأرذلون، وصُنْ قدرَك عما يرتكبُه المخسوسون، وكن على ثقةٍ أنّ طمعَك فيما استبدتْ به الأيامُ، ضِلّة ٌ كأحلام ِ النيام ِ ".
* الأمالي لأبي علي 1/ 178
_________________________________
1 - المقاول والأقيال: دون الملوك العظماء.
2 - وَقَصَه: وقص عُنُقََه: كسرها.
3 - يؤسُّونه: يعزونه، وأصله أن يقال: لك أسوة ٌبفلانٍ وفلانٍ.
4 - الجلل: الصغير، والجلل: الكبير. وهو من الأضداد.
5 - استبد: استبد به أي: جعله نصيبَه. والبدّة (بالضم): النصيب.
6 - الشوى: الهين اليسير.
7 - المضاهاة: المشاكلة.
8 - التهافت: التتابع.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:30 ص]ـ
خطَبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعشْر كلمات: حَمِد اللَّه وأَثنى عليه، ثم قال: أيُّها الناس، إنّ لكم معالِمَ فانتهُوا إلى مَعَالمكمْ، وإنّ لكم نهايةً فانتهوا إلى نهايتكم، إنّ المؤمنَ بين مخافتين: بين عاجلٍ قد مَضَى لا يدري ما اللَّه صانعٌ به، وبين أجلٍ قد بَقِيَ لا يدري ما اللُّهُ قاضٍ فيه، فليأخُذ العبدُ من نفسه لنفسه، ومن دُنياه لآخرته، ومن الشّبيبة قبل الكَبْرَة، ومن الحياة قبل الموت، فوالذي نَفسُ محمَّدٍ بيده، ما بَعْدَ الموت من مُسْتَعْتَبِ، ولا بَعد الدُّنيا من دارٍ، إلاَّ الجنَّة أو النار.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 12:27 م]ـ
جهد رائع يا صريخ الحيارى
ادع لنا أن نوفق في أن نساندكم في عملكم الضخم هذا ونذكر ما نستطيع أن نذكره من أروع الخطب لأمراء البلاغة وفصحاء العرب ...
هلموا يا اهل الفصيح نساند صديقنا الرائع صريخ الحيارى ...
وهمسة في أذنك ... متى نرى "الدال " يا أستاذ؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 06:22 م]ـ
أخي رسالة َ الغفران ِ، مهلاً فداكَ أبي وأمي، وقد أخبرتُك من قبلُ.
أواصلُ - الآن - في الخُطبِ الجاهليةِ، ومشتاق ٌ لفيض اطلاعِكم وذوقِكم أيها الأحبابُ:
* خَطَبَ قُسُّ بنُ ساعدة َ الإياديُّ بسوقِ عُكاظٍ، فقالَ:
" أيها الناسُ، اسمعوا وعوا، مَنْ عاشَ ماتَ، ومَنْ ماتَ فاتَ، وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ. ليلٌ داج ٍ (1)، ونهارٌ ساج ٍ (2)، وسماءٌ ذاتُ أبراج ٍ، ونجومٌ تَزْهَرُ (3)، وبحارٌ تَزْخَرُ (4)، وجبالٌ مُرْسَاة ٌ، وأرْضٌ مُدْحاة ٌ (5)، وأنهارٌ مُجْراة ٌ. إنّ في السماء ِ لَخبَرًا، وإنّ في الأرض ِ لعِبَرًا. ما بالُ الناس ِ يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم تُرِكوا فناموا؟!
يُقسِمُ قُسٌّ قسَمًا لا إثمَ فيه: إنّ للهِ دِينًا هو أرضى له، وأفضلُ مِن دينِكم الذي أنتم عليه، وإنكم لتأتون مِنَ الأمرِ مُنكرًا. ويُروى أنّ قُسًّا أنشأ بعدَ ذلك يقولُ:
في الذاهبين الأولين * من القرون ِ لنا بصائر
لما رأيتُ مواردًا * للموتِ ليسَ لها مصادر
ورأيتُ قومي نحوَها * تمضي الأكابرُ والأصاغر
لا يرجعُ الماضي إليّ * ولا من الباقين غابر (6)
أيقنتُ أني لا محا * لة َ حيثُ صارَ القومُ صائر
* (صبح الأعشى 1/ 212 + إعجاز القرآن 124 + البيان والتبيين 1/ 168
الأغاني 14/ 40 + العقد الفريد 2/ 156 + مجمع الأمثال للميداني 1/ 74)
_____________________________________
1 - داج ٍ: مظلم.
2 - ساج ٍ: دائم.
3 - تزهر: تضيء وتتلألأ.
4 - تزخر: تمتلئ وترتفع.
5 - مدحاة: مدحوة: أي مبسوطة، وإنما قال: مدحاة لمراعاة السجع.
6 - غابر: مقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 06:23 م]ـ
أخي ليثًا، واصل فداك أبي وأمي.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 07:59 م]ـ
ومِنَ العصرِ الجاهليِّ أيضًا:
* قعدَ المأمونُ الحارثيُّ في نادي قومِه، فنظرَ إلى السماءِ والنجوم ِ، ثمّ أفكرَ طويلاً، ثم قامَ، فقالَ:
" أرعوني أسماعَكم، وأصغوا إليّ قلوبَكم، يبلُغ ِ الوعظ ُ منكم حيثُ أريدُ، طمَحَ (1) بالأهواءِ الأشَرُ،
وَ رانَ (2) على القلوبِ الكَدَرُ، وطَخْطَخَ (3) الجهلُ النظرَ. إنّ فيما ترى لمُعتَبَرًا لمَن اعتبرَ. أرضٌ موضوعة ٌ، وسماءٌ مرفوعة ٌ، وشمسٌ تطلعُ وتغربُ، ونجومٌ تسري فتعزُبُ، وقمرٌ تُطْلِعُه النُّحُورُ، وتَمحقُه أدبارُ الشهور ِ، وعاجز ٌ مُثْر ٍ،
وحُوَّلٌ مُكْد ٍ (4)، وشابٌّ مُخْتَضَرٌ (5)، ويَفَنُ (6) قد غَبَرَ، وراحلونَ لا يؤوبونَ، وموقوفون لا يُفَرِّطون (7)، ومطرٌ يُرسلُ بقَدَر ٍ، فيُحيي البشرَ، ويُورقُ الشجرَ، ويُطْلعُ الثمرَ، ويُنبتُ الزهرَ، وماءٌ يتفجرُ مِنَ الصخرِ الأيَرِّ (8)، فيَصْدَعُ المَدَرَ عنْ أفنان ِ الخُضَرِ، فيُحيي الأنامَ، ويُشبعُ السَّوَّامَ، ويُنْمِي الأنعامَ، إنّ في ذلك لأوضحَ الدلائلِ على المدبرِ المقدِّرِ البارئ ِ المُصوِّرِ.
يا أيها العقولُ النافرةُ، والقلوبُ النائرة ُ (9):أنّى تؤفكون؟ وعن أيِّ سبيلٍ تعمهون؟ وفي أي حَيْرةٍ تهيمون؟ وإلى أيِّ غايةٍ توفضون (10)؟
لو كُشِفتِ الأغطية ُ عنِ القلوب ِ، وتجلّتِ الغشاوةُ عن ِ العيون ِ، لصرَّحَ الشكُّ عنِ اليقين ِ، وأفاقَ مِن نشوةِ الجهالةِ من ِ استولتْ عليه الضلالة ُ ".
* الأمالي لأبي علي القالي 1/ 276.
________________________________
1 - طمحَ: ارتفع وعلا وذهب.
2 - رانَ: غلب.
3 - طخطخ َ: أظلم.
4 - حُوَّلٌ مُكْد ٍ: رجلٌ حُوَّلٌ أي شديدُ الاحتيالِ. وأكدى: لم يفلحْ، وأصله من أكدى إذا حفرَ فصادفَ الكُدية (بضمِّ الكافِ) وهي: الصفاة ُالعظيمة ُ الشديدة ُ.
5 - مختضرٌ: الذي يموتُ حَدَثًا، وهو مأخوذ ٌ من الخُضْرةِ كأنه حُصِدَ أخْضَرَ.
6 - يفنُ: اليفنُ الشيخُ الكبيرُ.
7 - لا يفرِّطون: لا يقدِّمون.
8 - الأيرّ: الصلب.
9 - النائرة: النافرة. نارتْ نَوْرًا (بفتح النون)، ونَِوارًا
(بفتحها وكسرها): نفرت.
10 - توفضون: تسرعون.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 09:03 ص]ـ
* قالَ كِسْرى (1) للنعمان ِ بن ِ المُنذرِ يومًا: هل في العربِ قبيلة ٌ تَشرُفُ على قبيلةٍ؟
قالَ: نعم. قالَ: فبأيِّ شيءٍ؟ قالَ: مَنْ كانتْ له ثلاثة ُ آباءٍ متوالية ٌ رؤساءَ، ثم اتصلَ ذلك بكمال ِ الرابع ِ، فالبيتُ مِن قبيلتِه فيه، ويُنسبُ إليه. قالَ: فاطلبْ ذلك. فطلبَه، فلم يُصِبْه إلا في آلِ حذيفة َ بن ِ بدر ٍ، وآلِ حاجب ِ بن ِ زُرَارَة َ، وآلِ ذي الجَدَّيْن، وآلِ الأشعثِ بن ِقيسِ بن كِنْدة َ. قالَ: فجمعَ هؤلاءِ الرَّهْط َ، ومَن تبِعَهم مِن عشائرِهم. وأقعَدَ لهم الحُكَّامَ والعُدُولَ، وقالَ: ليتكلمْ كلُّ رجل ٍ منكم بمآثر ِ قومِه، وليصدُقْ. فكانَ حذيفة ُ بنُ بدرٍ الفزاريُّ أولَ متكلم ٍ، وكانَ ألسَنَ القوم ِ، فقالَ:
" قد علِمَتْ العربُ أنّ فينا الشرَفَ الأقْدَمَ، والأعَزَّ الأعظمَ، ومَأثَرة ً (2) للصنيع ِ الأكرم ِ. فقالَ مَن حولَه: ولمَ ذاك يا أخا فزارة َ؟ فقالَ: ألسْنا الدعائم َ التي لا تُرامُ، والعز ُّ الذي لا يُضَامُ؟ " قيلَ: صدقْتَ. ثم قام َ شاعرُهم، فقالَ:
فزارة ُ بيتُ العزِّ والعزُّ فيهمُ ... فزارة ُ قيس ٍ، حَسْبُ قيس ٍ نِضَالُها
لها العِزَّة ُالقَعْسَاءُ والحَسَبُ الذي ... بناهُ لقيس ٍ في القديم ِ رجالُها
فهيهاتَ قد أعيا القرون َ التي مَضَت ْ ... مآثرُ قيس ٍ مجْدُها وفَعَالُها
وهل أحدٌ إنْ هزَّ يومًا بكَفِّه ... إلى الشمس ِ في مجرى النجوم ِ ينالُها
فإنْ يصلُحوا يَصْلُح لذاك جميعُها ... وإنْ يفسدوا يفسُدْ منَ الناس ِ حالُها
ثم قامَ الأشعثُ الكنديُّ - وإنما أذِنَ له أنْ يقومَ قبلَ ربيعة َ وتميم ٍ لقرابتِه مِن النعمان ِ بن ِ المنذر ِ - فقالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قد علِمتِ العربُ أنّا نقاتلُ عديدَها الأكثرَ، وزحفَها الأكبرَ، وإنّا لغِيَاثُ الكُرُباتِ، ومَعْدِنُ المكرُمَاتِ. قالوا: ولمَ يا أخا كندة َ؟ قالَ: لأنّا ورثْنا مُلكَ كندة َ، فاستظللْنا بأفيائِه (3)، وتقلدْنا مَنْكِبَه الأعظمَ، وتوسطْنا بُحْبُوحَه الأكرمَ ".
ثم قام َ شاعرُهم، فقالَ:
إذا قِسْتَ أبياتَ الرجال ِ ببيتِنا ... وجدْتَ لنا فضلاً على مَن يُفَاخِرُ
فمَن قالَ كَلا أو أتانا بخُطَّةٍ ... ينافرُنا فيها فنحنُ نخاطِرُ
تعالَوا قِفوا كي يعلمَ الناسُ أيُّنا ... له الفضلُ فيما أورثَتْه الأكابرُ
ثم قامَ بسطامُ الشيبانيُّ، فقالَ:
" قد علمتِ العربُ أنَّا بناة ُ بيتِها الذي لا يزولُ، ومَغْرِسُ عزِّها الذي لا يَحُولُ. قالوا: ولمَ يا أخا شيبان َ؟ قالَ: لأنّا أدركُهم للثار ِ، وأضربُهم للمَلِك الجبار ِ، وأقومُهم للحُكْم ِ، وألدُّهم للخَصْم ِ ".
ثم قامَ شاعرُهم، فقالَ:
لعمريَ بسطامٌ أحقُّ بفضلِها ... وأولُّ بيتِ العزِّ عزِّ القبائل ِ
فسائلْ - أبيتَ اللعْن َ - عنْ عز ِّ قومِها ... إذا جَدَّ يومُ الفَخْرِ كلُّ مُنَاقِل ِ (4)
ألسْنا أعزَّ الناس ِ قومًا ونُصْرة ً ... وأضربَهم للكَبْش ِ (5) بين َ القبائل ِ
وقائعُ غُرٌّ كلُها رَبَعِيَّة ٌ ... تَذِلُّ لها عِزًا رقابُ المَحَافِل ِ
وإذا ذكِرَتْ لم يُنْكِرِ الناسُ فضلَها ... وعاذ َ بها مِنْ شرِّها كلُّ وائل ِ (6)
وإنّا ملوك ُ الناس ِ في كلِّ بلدة ٍ ... إذا نزلتْ بالناس ِ إحدى الزلازل ِ
ثم قامَ حاجبُ بن ُ زُرَارَة َ التميميُّ، فقال َ:
" قد علمتْ مَعَدٌّ أنّا فرع ُ (7) دِعَامتِها، وقَادَةُ زحفِها. قالوا: ولم ذاك يا أخا بني تميم ٍ؟
قالَ: لأنّا أكثرُ الناس ِ عديدًا، وأنجبُهم طرًّا وليداً، وأنا أعطاهم للجزيل ِ، وأحملُهم للثقيل ِ". ثم قامَ شاعرُهم، فقالَ:
لقد علمتْ أبناءُ خِنْدفَ (8) أننا ... لنا العِز ُّ قِدْمًا في الخُطُوب ِ الأوائل ِ
وأنّا كرام ٌ أهل ُ مجد ٍ وثروة ٍ ... وعِز ٍّ قديم ٍ ليسَ بالمُتَضائِلُ
فكم فيهمُ مِنْ سيد ٍ وابن ِ سيد ٍ ... أغرَّ نجيب ٍ ذي فَعَال ٍ (9) ونائل ِ
فسائل ْ - أبيت َ اللعن َ - عنا فإننا ... دعائمُ هذا الناس ِ عندَ الجلائل ِ (10)
ثم قام َ قيسُ بن ُ عاصم ٍ السعديُّ، فقال َ:
" لقد علمَ هؤلاء أنّا أرفعُهم في المكرماتِ دعائمَ، وأثبتُهم في النائباتِ مقادمَ. قالوا: ولم ذاك يا أخا بني سعدٍ؟ قالَ: لأنّا أدركُهم للثارِ، وأمنعُهم للجارِ، وأنّا
لا ننكلُ (11) إذا حملْنا، ولا نُرامُ إذا حللْنا ".
ثم قامَ شاعرُهم، فقال َ:
لقد علمتْ قيسٌ (12) وخِنْدِفُ أننا ... وجلُّ تميم ٍ والجميعُ الذي ترى
بأنا عِمَادٌ في الأمور ِ وأننّا ... لنا الشرفُ الضخمُ المُرَكَّبُ في الندى
وأنا ليوث ُ الناس ِ في كلِّ مأزق ٍ ... إذا جَز َّ بالبيض ِ الجماجمَ والطُّلا (13)
فمَن ذا ليوم ِ الفخر ِ يعدلُ عاصمًا ... وقيساً إذا مَرَّتْ ألوفٌ إلى العُلا
فهيهاتَ قد أعيا الجميعَ فعالُهم ... وقاموا بيوم ِ الفخرِ مسعاة َ مَنْ سعى
فقالَ كسرى حينئذ ٍ: ليسَ منهم إلا سيدٌ يصلحُ لموضعِه. وأسنى حِبَاءَهم، وأعظمَ صِلاتِهم، وكَرَّم مآبَهم.
* (صبح الأعشى 1/ 377 + الأغاني 17/ 105).
_______________________________
1 - كسرى: هو كسرى أنوشروان حكم من سنة 531 إلى 578 م
2 - مأثرة: (بفتح الثاء وضمها) المكرمة المتوارثة.
3 - أفيائه: جمع فيء. وهو ما كان شمسًا فينسخه الظل.
4 - مناقل: المناقلة في المنطق: أن تحدث آخر، ويحدثك.
5 - الكبش: سيد القوم وقائدهم.
6 - وائل: لاجئ. من الفعل الماضي وأل يئل وألاً.
7 - فرع: فرع كل شيء أعلاه.
8 - خندف: هي أم مدركة و طابخة وقمعة أبناء اليأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
9 - الفعال: اسم الفعل الحسن والكرم.
10 - الجلائل: أي الأمور الجلائل جمع جليلة.
11 - ننكل: لا نفر، ولا نجبن.
12 - قيس: قيس بن عيلان بن مضر.
13 - الطلا: جمع طلية، وهي: العنق.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:25 ص]ـ
أخي ليثًا، واصل فداك أبي وأمي.
http://img293.imageshack.us/img293/8076/134za8.gif
موضوعك يستحق التفاعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
http://img444.imageshack.us/img444/4898/mnwa11ra1.gif على هذا الجهد المبارك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:39 ص]ـ
خطبة زياد بالبصرة وهي التي تدعَى البَتْراءقال أبو الحسن المدائني، وغيره؛ ذكر ذلك عن مَسلمة بن محارب، وعن أبي بكر الهُذَليّ قالا: قدم زيادٌ البَصرة والياً لمعاوية بن أبي سفيان، وضمَّ إليه خراسان وسجستان، والفسقُ بالبصرة كثير فاشٍ ظاهر، قالا: فخطب خطبة بتراءَ، لم يَحمَد اللَّه فيها، ولم يصلّ على النبيّ، وقال غيره: بل قال: الحمد للَّه على إفضاله وإحسانه، ونسأله المزيدَ من نِعَمه وإكرامه، اللهُمّ كما زدتنا نِعَماً فألِهمْنا شُكْراً
"أما بعد فإنّ الجهالَة الجَهلاء، والضّلالة العمياء، والغَيَّ الموفى بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور العظام ينْبُتُ فيها الصغير، ولا ينْحاشُ عنها الكبير، كأنّكم لم تقرؤوا كتابَ اللَّه، ولم تسمعوا ما أعَدّ اللَّه مِن الثَّواب الكريم لأهل طاعته، والعذابِ الأليم لأهل معصيته، في الزمن السَّرمَدِ الذي لا يزول، أتكونون كمن طرفت عينَه الدُّنيا، وسَدَّت مسامعَه الشهواتُ، واختار الفانيةَ على الباقية، ولا تذكرون أنّكم أحدثتم في الإسلام الحَدَثَ الذي لم تُسبَقوا إليه: مِن تَركِكم الضعيفَ يُقهر ويؤخذُ مالُه، وهذه المواخير المنصوبة، والضعيفةَ المسلوبةَ في النَّهار المُبْصِر، والعددُ غير قليل، ألم تكن منكُم نُهاةٌ تَمنع الغُواةَ عن دَلَج الليل وغارة النهار؟ قرّبتُم القَرابة، وباعدتم الدِّين، تعتذرون بغير العُذر، وتُغْضُون على المختلس، أليْسَ كلُّ امرئٍ منكم يذُبُّ عن سفِيهه، صُنْعَ مَن لا يخافُ عاقبةً ولا يرجو مَعاداً، ما أنتم بالحلماء، ولقد اتبعتم السُّفهاء، فلم يَزَلْ بكم ما ترون مَن قيامكم دُونَهم حتّى انتهكوا حُرَم الإسلام، ثم أطرقوا وراءكم كُنُوساً في مَكَانِس الرِّيَب، حَرامٌ عليَّ الطّعامُ والشرابُ حتى أسوّيَها بالأرض، هَدْماً وإحراقاً، إنِّي رأيتُ آخِرَ هذا الأمر لا يصلحُ إلاّ بما صَلُح به أوَّلهُ: لينٌ في غير ضَعف، وشدةٌ في غير عُنف، وإنّي أُقسم باللَّه، لآخُذَنَّ الوليَّ بالوليّ، والمقيم بالظَّاعن، والمقبلَ بالمدْبر، والمطيع بالعاصي، والصَّحيحَ منكم في نفسه بالسقيم، حتَّى يَلقَى الرَّجُل منكم أخاه فيقول: انْجُ سعدُ فقد هلك سُعَيْدٌ، أو تستقيمَ لي قناتُكم، إنَّ كِذْبَةَ المِنبر بلقاءُ مَشْهُورةٌ، فإذا تعلَّقتم عليَّ بكِذبةٍ فقد حلّت لكم معصيتي، وإذا سمعتموها مِنّي فاغتمزُوها فيَّ واعلموا أنَّ عندي أمثالَها، من نُقِبَ منكم عَلَيْه فأنا ضامنٌ لما ذهبَ منه، فإيايَ ودَلَجَ اللّيل؛ فإنِّي لا أُوتَى بمُدلج إلا سفكتُ دمَه، وقد أجَّلْتُكم في ذلك بمقدار ما يأتي الخبرُ الكُوفَة ويرجعُ إليكم، وإيايَ ودعْوةَ الجاهليّة؛ فإني لا آخُذ داعياً بها إلا قطعتُ لسانه، وقد أحدْثتم أحداثاً لم تكُن، وقد أحدثْنا لكلِّ ذنبٍ عقوبة: فمَنْ غرَّق قوماً غرَّقناه، ومَن أحرق قوماً أحرقناه، ومن نقبَ بيتاً نقبنا عن قلبه، ومَن نبش قبراً دفنَّاه فيه حَيّاً، فكُفُّوا عَنِّي أيديَكم وألسنَتكم، أكفُفْ عنكم يدي ولساني، ولا تَظْهَرُ على أحدٍ منكم ريبةٌ بخلاف ما عليه عامتكُم إلاّ ضربتُ عنقه، وقد كانت بيني وبين أقوامٍ إحَنٌ فجعَلتُ ذلك دبْرَ أُذْني وتحتَ قَدَمِي، فمَن كان منكم محسناً فليزدد إحساناً، ومن كان منكم مُسيئاً فلينْزِع عن إساءته، إنِّي واللَّه لو علمتُ أنّ أحدكم قد قتله السُّلُّ مِن بٌغضي لم أكشِف له قناعاً، ولم أهْتِكْ له سِتراً، حتى يُبدِيَ له صفحتَه، فإذا فَعَلَ ذلك لم أناظِرْه، فاستأنِفُوا أموركم، وأرْعُوا على أنفسكم، فَربَّ مَسُوء بقدومنا سنسرُّه ومسرورٍ بقدومنا سنسوؤه، أيها الناس، إنّا أصبحنا لكم سادة، وعنكم ذَادةً، نَسُوسُكم بسلطان اللَّه الذي أعطانا، ونذودُ عنكم بفَيء اللَّه الذي خَوَّلَنا، فلنا عليكم السَّمعُ والطاعة فيما أحبَبْنا، ولكم علينا العدل والإنصاف فيما وُلّينا، فاستوجِبُوا عَدْلنا وفَيئَنا بمناصَحتكم لنا، واعلموا أنِّي مهما قصَّرتُ عنه فلن أقصِّر عن ثلاثٍ: لستُ محتجباً عن طالبِ حاجةٍ منكم ولو أتاني طارقاً بلَيل، ولا حابساً عطاءً ولا رزقاً عن إبّانه، ولا مجمِّراً لكم بَعثاً، فادعُوا اللَّه بالصَّلاح لأئمتكم؛ فإنهم ساستكم المؤدِّبون، وكهفُكم الذي إليه تأوُون، ومتى يصلُحوا تَصلُحوا، ولا تُشْرِبوا قلوبَكم بُغْضَهم فيشتدَّ لذلك غيظكم، ويطولَ له حُزنكم، ولا تُدْركوا بهِ حاجتكم، مع أنّه لو استُجيب لكم فيهم لكان شرّاً لكم، أسأل اللَّه أن يُعينَ كُلاًّ على كلٍّ، وإذا رأيتُموني أُنْفِذ فيكم الأمرَ فأَنْفذوه على أذلاله وأيمُ اللَّه إنَّ لي فيكم لَصَرعَى كثيرةً، فليحذر كلُّ امرئٍ منكم أن يكون من صَرْعاي"
البيان والتبيين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:47 ص]ـ
"الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل، وجعل لنا بيتاً محجوباً، وحرماً آمناً. ثم إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي من لا يوازن بأحد إلا رجحه، ولا يعدل بأحد إلا فضله، وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل؛ وله في خديجة رغبة ولها فيه مثلها؛ وما كان من صداق ففي مالي؛ وله نبأ عظيم وخبر شائع."
صبح الأعشى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:59 ص]ـ
قال أنس: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء قال: "أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذين نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، كأن مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة وامنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق من مال كسبه من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكم، طوبى لمن أذل نفسه وحسن خليقته، وأصلح سريرته وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يتعدها إلى البدعة."
نثر الدر - الكشكول -صبح الأعشى - البصائر والذخائر - التذكرة الحمدونية.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 11:35 ص]ـ
سلمت الأنامل أخي ليثا جزاك الله خيرًا أيها الحبيب.
أنا معك أقرأ بقلبي.
أخي ليثا لقد خفت كثيرًا حين قرأت خطبة زياد فلقد تخيلت أنني في المسجد معهم
(إن لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي)!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 01:21 م]ـ
سلمت الأنامل أخي ليثا جزاك الله خيرًا أيها الحبيب.
أنا معك أقرأ بقلبي.
أخي ليثا لقد خفت كثيرًا حين قرأت خطبة زياد فلقد تخيلت أنني في المسجد معهم
(إن لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي)!
خرج الحجَّاج يريد العراق والياً عليها، في اثنَيْ عشر راكباً على النّجائب، حتَّى دخل الكوفة فَجأَةً حين انتشرَ النّهار؛ وقد كان بشرُ بنُ مروان بَعث المهلَّبَ إلى الحَروُريّة؛ فبدأ الحجَّاج بالمسجد فدخَلَه، ثم صعِدَ المنبَر وهو متلثّم بعمامة خَزٍّ حمراء، فقال: عليّ بالناس فحسِبوه وأصحابَه خوارجَ، فهمُّوا به، حتّى إذا اجتمع النّاسُ في المسجد قام فكشَفَ عن وجهه، ثم قال:
"أنا ابنُ جَلاَ وطَلاّعُ الثّنايا = مَتَى أضَعِ العمامةَ تعرفوني
أمَا واللَّه إني لأحتملُ الشّرّ بحمْله، وأحذُوه بنَعله، وأجزيه بمثله، وإني لأَرَى رؤوساً قد أينعَتْ وحان قِطافُها، وإنِّي لَصَاحِبُها، وإنّي لأنظُرُ إلى الدِّماء تَرَقْرَقُ بين العمائم واللِّحَى،
قد شمّرت عن ساقها فشمِّرا
ثم قال:
هذا أوانُ الشَّدّ فاشتدِّي زِيَمْ = قد لَفّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ
ليسَ براعِي إبلٍ ولا غَنَمْ = ولا بجزّارٍ على ظَهر وَضَمْ
وقال أيضا:
قد لفّها اللَّيْلُ بعَصْلَبِيّ = أرْوَعَ خَرَّاجٍ من الدَّوِّيّ
مهاجِرٍ ليسَ بأعرابيِّ
إنّي واللَّه يا أهلَ العراق، والشِّقاق والنِّفاق، ومساوئ الأخلاق، ما أُغْمَزُ تَغمازَ التِّين، ولا يُقعقَع لي بالشِّنان،، ولقد فُرِرت عن ذَكاءٍ، ولقد فُتِّشت عن تَجْرِبة، وجَرَيْت مِن الغاية، إنَّ أميرَ المؤمنين كبَّ كِنانَتَه ثم عَجَم عيدانَها، فوجدني أمَرَّها عوداً، وأصلبَها عموداً، فوجَّهنِي إليكم؛ فإنَّكم طالما أوضعتُم في الفِتن، واضطجعتم في مراقد الضَّلال، وسننتم سُنَنَ الغَيِّ، أمَا واللَّه لألحوَنَّكم لَحوَ العصا، ولأَعصِبنَّكم عَصْبَ السَّلَمَة، ولأضرِبنّكم ضَرْبَ غرائب الإبل؛ فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها رغداً من كُلِّ مكانٍ فكَفرت بأنعُم اللَّه فأذاقها اللَّه لباسَ الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، إنِّي واللّه لا أعِدُ إلاّ وفَيت، ولا أهُمُّ إلاّ أمضيت، ولا أخلُقُ إلاّ فريت، فإيّايَ وهذه الجماعاتِ، وقالَ وقيلَ، وما تقولون؟ وفيم أنتم وذلك؟ أمَا واللَّه لتَستقيمُنَّ على طريق الحقِّ أو لأَدَعَنَّ لكلِّ رجلٍ منكم شُغْلاً في جَسَده، مَن وجدتُ بعد ثالثةٍ من بَعث المهلَّب سفكتُ دمه، وانتهبْتُ مالَه."
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 03:03 م]ـ
ومن العصر الجاهلي أيضًا:
(يُتْبَعُ)
(/)
قدِمَ النعمانُ بنُ المنذر ِ على كِسرى، وعنده وفودُ الروم ِ والهندِ والصين ِ، فذكروا مِن ملوكِهم وبلادِهم. فافتخرَ النعمان ُ بالعرب ِ وفضلِهم على جميع ِ الأمم ِ، لا يستثني فارسًا ولا غيرَها. فقالَ كسرى - وأخذتْه عزة ُ المُلك ِ - يا نعمانُ، لقد فكرتُ في أمر ِ العرب ِ وغيرِهم من َ الأمم ِ، ونظرتُ في حال ِ مَن يَقدُمُ عليّ مِن وفودِ الأمم ِ، فوجدتُ الرومَ لها حظ ٌّ في اجتماع ِ ألفتِها، وعِظم ِ سلطانِها، وكثرةِ مدائنِها، ووثيق ِ بنيانِها، وأنّ لها دِيناً يبينُ حلالَها وحرامَها، ويردُّ سفيهَها، ويقيمُ جاهلَها. ورأيتُ الهندَ نحوًا مِن ذلك في حكمتِها وطِبِّها، معَ كثرةِ أنهارِ بلادِها وثمارِها، وعجيبِ صناعاتِها، وطيب ِ أشجارِها، ودقيق ِ حسابِها، وكثرةِ عددِها. وكذلك الصينُ في اجتماعِها، وكثرةِ صناعاتِ أيديها في آلةِ الحربِ وصناعةِ الحديدِ، وفروسيتِها وهمتِها، وأنّ لها ملكًا يجمعُها. والتركُ والخَزَرُ على ما بهم مِن سوءِ الحال ِ في المعاش ِ، وقلةِ الرِّيفِ (1) والثمارِ والحصونِ، وما هو رأسُ عمارةِ الدنيا منَ المساكنِ والملابسِ، لهم ملوكٌ تضمُّ قواصيَهم، وتدبرُ أمرَهم، ولم أرَ للعربِ شيئًا مِن خِصَالِ الخير ِفي أمرِ دينٍ ولا دُنياً، ولا حزمَ ولا قوة َ معَ أنّ مما يدلُّ على مهانتِها وذُلهَا وصِغَر ِهمتِها مَحِلَّتَهم (2) التي هم بها مع الوحوش ِ النافرةِ، والطيرِ الحائرةِ. يقتلون أولادَهم من الفاقَةِ، ويأكلُ بعضُهم بعضًا منَ الحاجةِ. قد خرجوا مِن مطاعم ِ الدنيا وملابسِها ولهوِها ولذتِها. فأفضلُ طعامٍ ظفرَ به ناعمُهم لحومُ الإبل ِ التي يعافُها كثيرٌ منَ السباع ِ، لثقلِها وسوءِ طعمِها وخوفِ دائِها. وإنْ قرى أحدُهم ضيفًا عدَّها مَكْرُمة ً، وإنْ أطعمَ أكلة ً عدَّها غنيمة ً تنطقُ بذلك أشعارُهم، وتفتخرُ بذلك رجالُهم، ما خلا هذه التنوخية َ التي أسَّسَ جدي اجتماعَها، وشدَّ مملكتَها، ومنعَها مِن عدوِّها، فجرى لها ذلك إلى يومِنا هذا. وإنّ لها معَ ذلك آثارًا ولبوسًا (3)، وقرىً وحصونًا، وأمورًا تشبه بعضَ أمورِ الناس ِ - يعني اليمن َ - ثم لا أراكم تستكينون على ما بكم من الذلةِ والقِلَّةِ، والفاقةِ والبؤس ِ، حتى تفتخروا وتريدوا أنْ تنزلوا فوقَ مراتبِ الناس ِ.
قالَ النعمان ُ:
" أصلحَ اللهُ الملكَ، حُق َّ (4) لأمةٍ الملك منها أن يسموَ فضلُها، ويعظُمُ خطبُها، وتعلو درجتُها إلا أنّ عندي جوابًا في كلِّ ما نطقَ به الملكُ، وفي غيرِ ردٍّ عليه، ولا تكذيب ٍ له، فإن أمَّنني مِن غضبِه نطقتُ به ". قالَ كسرى: قلْ، فأنتَ آمنٌ.
فقالَ النعمانُ:
" أما أمتُكَ - أيها الملكُ - فليستْ تنازعُ في الفضل ِ؛ لموضعِها الذي هي به من عقولِها وأحلامِها، وبَسْطَةِ مَحِلِّها، وبُحْبُوحةِ عزِّها، وما أكرمَها اللهُ به مِن ولايةِ آبائِك وولايتِك. وأما الأممَ التي ذكرتَ، فأيُّ أمةٍ تَقْرِنُها بالعربِ إلا فَضَلتْها. قالَ كِسرى: بماذا؟
قالَ النعمانُ: بعزِّها ومنعتِها وحسن ِ وجوهِها وبأسِها وسخائِها وحكمةِ ألسنتِها وشدةِ عقولِها وأنفتِها ووفائِها.
فأما عزُّها ومنعتُها، فإنها لم تزلْ مجاورةً لآبائِك الذين دوَّخوا البلادَ، ووطَّدوا الملكَ، وقادوا الجُندَ، لم يطمعْ فيهم طامعٌ، ولم ينلْهم نائلٌ، حصونُهم ظهورُ خيلِهم، ومهادُهم الأرضُ، وسقوفُهم السماءُ، وجُنَّتُهُمُ السيوفُ، وعُدَّتُهُم الصبرُ؛ إذ غيرُها منَ الأمم ِ، إنما عزُّها منَ الحجارةِ والطين ِ وجزائر ِ البحور ِ.
وأما حُسْنُ وجوهِها وألوانُها، فقد يعرفُ فضلَهم في ذلك على غيرِهم منَ الهندِ المُنْحَرفةِ، والصينِ المُنْحَفَةِ، والتركِ المُشَوَّهَةِ، والرومِ المُقَشَّرةِ.
وأما أنسابُها وأحسابُها، فليستْ أمة ٌ منَ الأمم ِ إلا وقد جَهِلَتْ آباءَها وأصولَها وكثيرًا منْ أولِها، حتى إنّ أحدَهم ليُسْألُ عمن وراءَ أبيه دنيًا (5)، فلا ينسبُه ولا يعرفُه، وليسَ أحدٌ منَ العرب ِ إلا يُسمي آباءَه أبًا فأبًا، حاطوا بذلكَ أحسابَهم، وحفظوا به أنسابَهم، فلا يدخلُ رجلٌ في غيرِ قومِه، ولا ينتسبُ إلى غيرِ نسبِه، ولا يُدعَى إلى غيرِ أبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما سخاؤها، فإنّ أدناهم رجلاً الذي تكونُ عندَه البَكْرَةُ والنابُ (6)، عليها بلاغُهُ (7) في حُمُولِه (8) وشِبَعِه و رِيِّه ِ، فيطرقُه الطارقُ الذي يَكتَفي بالفَلْذة ِ (9) ويجتزئُ بالشَّرْبةِ، فيعقرُها له، ويرضى أنْ يخرجَ عنْ دنياهُ كلِّها فيما يكسبُه من حُسْنِ الأحدوثةِ وطيبِ الذكرِ.
وأما حكمة ُ ألسنتِهم، فإنّ الله - تعالى - أعطاهم في أشعارِهم ورونق ِ كلامِهم وحسنِه ووزنِه وقوافيه معَ معرفتِهم بالأشياءِ، وضربِهم للأمثالِ، وإبلاغِهم في الصفاتِ ما ليسَ لشيءٍ من ألسنةِ الأجناسِ. ثم خيلُهم أفضلُ الخيل ِ، ونساؤهم أعفُّ النساء ِ، ولباسُهم أفضلُ اللباس ِ، ومعادنُهم الذهبُ والفضة ُ، وحجارةُ جبالِهم الجَزْع ِ (10)، ومطاياهم التي لا يبلغُ على مثلِها سفرٌ ولا يُقطعُ بمثلِها بلدٌ قَفْرٌ.
وأما دينُها وشريعتُها، فإنهم متمسكون به، حتى يبلغَ أحدُهم من نُسُكِه بدينِه أنّ لهم أشهرًا حُرُمًا، وبلدًا مُحَرَّمًا، وبيتًا محجوجًا، ينسكون فيه مناسكَهم، ويذبحون فيه ذبائحَهم، فيلقى الرجلُ قاتلَ أبيه أو أخيه، وهو قادرٌ على أخْذِ ثأرِه وإدراكِ رَغْمِهِ (11) منه، فيحجزُه كرمُه، ويمنعُه دينُه عن تناولِه بأذىً.
وأما وفاؤها، فإنّ أحدَهم يلحظ ُ اللحظة َ، ويومئُ الإيماءة َ فهي وَلْثٌ (12) وعُقدةٌ لا يحلُّها إلا خروجُ نَفَسِهِ. وإنّ أحدَهم ليرفعُ عودًا منَ الأرضِ فيكونُ رهنًا بدينِه،
فلا يَغْلََقُ رهنُه (13)، ولا تُخْفَرُ (14) ذمتُه. وإنّ أحدَهم ليبلغُه أنّ رجلاً استجارَ به، وعسى أنْ يكونَ نائيًا عنْ دارِه، فيصابُ، فلا يرضى حتى يفنيَ تلك القبيلة َ التي أصابتْه أو تفنى قبيلتُه، لما أُخْفِرَ من جوارِه، وإنه ليلجأ ُ إليهم المجرمُ المُحْدِثُ منْ غيرِ مَعْرفةٍ ولا قرابةٍ، فتكونُ أنفسُهم دونَ نفسِه، وأموالُهم دونَ مالِه.
وأما قولُك - أيها الملكُ -: (يئدون أولادَهم)، فإنما يفعلُه مَنْ يفعلُه منهم بالإناثِ أنفة ً منَ العار ِ وغَيْرَة ً منَ الأزواج ِ.
أما قولُك: (إنّ أفضلَ طعامِهم لحومُ الإبل ِ) على ما وصفتَ منها، فما تركوا ما دونها إلا احتقارًا له، فعمدوا إلى أجلِّها وأفضلِها، فكانتْ مراكبُهم وطعامُهم؛ معَ أنها أكثرُ البهائم ِ شحومًا، وأطيبُها لحومًا، وأرقُّها ألبانًا، وأقلُّها غائلة ً (15)، وأحلاها مَضْغَة ً، وإنه لا شيءَ منَ اللُّحْمَان ِ يُعَالجُ ما يُعَالجُ به لحمُها إلا استبانَ فضلُها عليه.
وأما تحاربُهم وأكْلُ بعضِهم بعضًا، وتركُهم الانقيادَ لرجل ٍ يسوسُهم ويجمعُهم؛ فإنما يفعلُ ذلك مَنْ يفعلُه منَ الأمم ِ إذا أنِسَتْ منْ نفسِها ضعفًا، وتخوَّفتْ نهوضُ عدوِّها إليها بالزحفِ، وإنه إنما يكونُ في المملكةِ العظيمةِ أهلُ بيتٍ واحدٍ يُعرفُ فضلُهم على سائرِ غيرِهم، فيلقون إليهم أمورَهم، وينقادون لهم بأزمَّتِهم، وأما العربُ فإنّ ذلك كثيرٌ فيهم، حتى لقد حاولوا أنْ يكونوا ملوكًا أجمعين، مع أنَفَتِهم منْ أداءِ الخراج ِ والوَطْثِ (16) بالعَسْفِ.
وأما اليمنُ التي وصفَها الملكُ، فإنما أتى جدَّ الملكَ الذي (17) أتاه عندَ غلبةَ الحُبشِ له، على مُلكٍ مُتَّسِق ٍ، وأمرٍ مجتمع ٍ، فأتاه مسلوبًا طريدًا مستصرخًا قد تقاصرَ عن إيوائِه، وصَغُرَ في عينه ما شُيِّدَ مِن بنائِه؛ ولولا ما وترَ به مَن يليه مِنْ العربِ، لمَال إلى مجالٍ، ولوجدَ مَن يُجيدُ الطِّعَان ِ، ويغضبُ للأحرارِ، مِنْ غلبةِ العبيدِ الأشرارِ ".
قالَ: فعَجِبَ كسرى لما أجابَه النعمانُ به، وقالَ: إنك لأهلٌ لموضعِك منَ الرياسةِ في أهلِ إقليمِك ولما هو أفضلُ. ثم كساه كِسْوَتَه، وسرَّحَه إلى موضعِه مِنْ الحِيْرةِ.
فلما قدمَ النعمانُ الحِيْرة َ وفي نفسِه ما فيها مما سمعَ مِن كسرى مِن تنقُّصِ العرب ِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وتهجين ِ (18) أمرِهم، بعثَ إلى أكثمَ بن ِ صيفي ٍّ، وحاجب ِ بن ِزُرَارة َ التميميين، وإلى الحارثِ بن ِعُبَادٍ، وقيسِ بن ِ مسعودٍ البكْريين، وإلى خالدِ بن ِ جعفرَ، وعلقمة َ بن ِ عُلاثة َ، وعامرِ بن ِ الطُّفَيل ِ العامريين، وإلى عمرو ِ بن ِ الشَّريد ِ السُّلَميِّ، وعمرو ِ بن ِمَعْدِ يكربَ الزبيديِّ، والحارثِ بن ِ ظالم ٍ المُرِّيِّ. فلما قدموا عليه في الخورنق ِ، قالَ لهم: قد عرفتُم هذه الأعاجمَ، وقُرْبَ جوارِ العرب ِمنها، وقد سمعتُ مِن كسرى مقالاتٍ تخوَّفْتُ أنْ يكونَ لها غَوْرٌ، أو يكونَ إنما أظهرَها لأمرٍ أرادَ أن يتخذ َ به العربَ خَوَلاً كبعض ِ طَمَاطِمَتِه (19) في تأديتِهم الخراجَ إليه (20)، كما يفعلُ بملوكِ الأمم ِ الذين حولَه، فاقتصَّ مقالاتِ كِسرى وما ردَّ عليه. فقالوا:
أيها الملكُ - وفقك اللهُ - ما أحسنَ ما رددتَ، وأبلغَ ما حججْتَه به! فمُرْنا بأمرِك، وادعُنا إلى ما شئتَ. قالَ: إنما أنا رجلٌ منكم، وإنما ملكتُ وعززتُ بمكانِكم، وما يتخوفُ من ناحيتِكم، وليسَ شيءٌ أحبَ إليّ مما سددَ اللهُ أمرَكم، وأصلحَ به شأنَكم، وأدامَ به عِزَّكم. والرأيُ أنْ تسيروا بجماعتِكم - أيها الرَّهْط ُ- وتنطلقوا إلى كسرى، فإذا دخلتم نطَقَ كلُّ رجلٍ منكم بما حضرَه، ليعلمَ أنّ العربَ على غيرِ ما ظنَّ أو حدثتْه نفسُه، ولا ينطقُ رجلٌ منكم بما يُغضبُه، فإنه مَلكٌ عظيمُ السلطان ِ، كثيرُ الأعوان ِ، مُتْرَفٌ مُعْجَبٌ بنفسِه. ولا تنخزلوا (21) له انخزالَ الخاضع ِ الذليل ِ، وليكنْ أمرًا بين ذلك تظهرُ به وثاقة ُ حلومِكم، وفضلُ منزلتِكم، وعظمة ُ أخطارِكم. وليكنُ أولُ مَن يبدأ ُ منكم بالكلام ِ أكثمَ بنَ صيفيٍّ، لسَنِي مَحِلِّه، ثم تتابعوا على الأمرِ مِن منازلكم التي وضعتُكم بها. وإنما دعاني إلى التَّقْدِمَةِ بينكم عِلمي بميلِ كلِّ رجلٍ منكم إلى التقدُّمِ قبلَ صاحبِه، فلا يكونَنَّ ذلك منكم فيجدَ في آدابِكم مَطْعَنًا، فإنه ملكٌ مُترفٌ، وقادرٌ مُسَلطٌ. ثم دعا لهم بما في خزانتِه من طرائفِ حُلل ِ الملوكِ كلُّ رجل ٍ منهم حُلة ً، وعَمَّمَه عِمَامة ً وختمَه بياقوتةٍ، وأمرَ لكلِّ رجلٍ منهم بنجيبةٍ مَهْرِيَّةٍ (22) وفرسٍ نجيبةٍ، وكتبَ معهم كتابًا:
أما بعدُ، فإنّ الملكَ ألقى إليّ مِن أمرِ العربِ ما قد عَلِمَ، وأجبتُه بما قد فهمَ، بما أحببتُ أنْ يكونَ منه على علم ٍ، ولا يتلجلجُ في نفسِه أنّ أمة ً منَ الأمم ِ التي احتجزتْ دونَه بمملكتِها، وحَمَتْ ما يليها بفضل ِ قوتِها تبلغُها في شيءٍ منَ الأمور ِ التي يتعزز ُ بها ذوو الحزم ِ والقوةِ والتدبيرِ والمَكِيدة ِ، وقد أوفدْتُ - أيها الملكُ - رَهْطاً منَ العربِ لهم فضلٌ في أحسابِهم وأنسابِهم، وعقولِهم وآدابِهم، فليسمع ِ الملكُ، وليغمُضْ عن جفاءٍ إنْ ظهرَ مِنْ منطقِهم، وليكرمْني بإكرامِهم، وتعجيل ِ سراحِهم، وقد نسبتُهم في أسفلِ كتابي هذا إلى عشائِرهم".
فخرجَ القومُ في أهْبَتِهم، حتى وقفوا ببابِ كِسرى بالمدائن ِ، فدفعوا إليه كتابَ النعمان ِ، فقرأه، وأمرَ بإنزالهم إلى أنْ يجلسَ لهم مَجْلسًا يسمعُ منهم. فلما أنْ كانَ بعدَ ذلك بأيامٍ
أمرَ مَرازبَتَه (23) ووجوهَ أهل ِ مملكتِه، فحضروا، وجلسُوا على كراس ٍ عن يمينِه وشمالِه، ثم دعا بهم على الوِلاءِ (24) والمراتبِ التي وصفَهم النعمانُ بها في كتابِه، وأقامَ الترجمان َ (25) ليؤديَ إليه كلامَهم، ثم أذنَ لهم في الكلام ِ.
فقامَ أكثمُ بنُ صيفيٍّ فقالَ:
يتبع بإذن الله.
* العقد الفريد 1/ 101.
_______________________________
1 - الريف: أرض فيها زرع و خصب، والسعة في المأكل والمشرب.
2 - محلتهم: حلَّ المكان وبه يحل بالكسر والضم.
3 - لبُوسًا: دروعًا.
4 - حُق: حُقَّ لك أن تفعل كذا، وحققت أن تفعله بمعنىً.
5 - دنيًا: تقول العرب: هو ابن عمي دنيًا (بضم الدال وكسرها مع التنوين) أي: لحمًا.
6 - الناب: الناقة المسنة.
7 - بلاغه: البلاغ هو: الكفاية.
8 - حموله: الحمول والأحمال جمع حمل.
9 - الفلذة: القطعة من الشيء.
10 - الجزع: (بفتح الجيم وكسرها) الخرز اليماني الصيني فيه سواد وبياض تُشبه به العيون.
11 - رغمه: الرغم الذل.
12 - وَلْث: عهد.
13 - يغلق رهنه: غَلقَ الرهن: استحقه المرتهن، وذلك إذا لم يفتك في الوقت المشروط.
14 - تخفر: خفر به، وأخفره أي: نقض عهده وغدره.
15 - غائلة: شرًّا.
16 - الوطث: الضرب الشديد بالرجل على الأرض.
17 - هو سيف بن ذي يزن.
18 - تهجين: تقبيح واستهجان، والهجنة من الكلام: ما يعيبه.
19 - طماطمته: رجل طمطم و طمطمي (بكسر الطاءين، وطمطماني (بضمهما): في لسانه عجمة.
20 - كان الفرس يعفون عرب الحيرة من دفع الإتاوة مقابل أن يقوموا بحمايتهم من كل غارة من نواحيهم.
21 - تنخزلوا: الانخزال مشية في تثاقل.
22 - مهرية: البعير والفرس إذا كانا كريمين عتيقين، والمهرية: نسبة إلى مهرة بن حيدان (حي ٌّ تنسب إليه الإبل النجيبة).
23 - مرازبته: جمع مرزبان (بفتح الميم وضم الزاي) وهو الرئيس من الفرس.
24 - الولاء: التتابع والتوالي مصدر (والى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 03:07 م]ـ
أنار الله قلبك أخي ليثًا (قد شمرت عن ساقها فشدوا).
ولنا مع الحجاج وقفات - بإذن الله - فقد شممت رائحة الدم. (ابتسامة).
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 03:40 م]ـ
خرج الحجَّاج يريد العراق والياً عليها، في اثنَيْ عشر راكباً على النّجائب، حتَّى دخل الكوفة فَجأَةً حين انتشرَ النّهار؛ وقد كان بشرُ بنُ مروان بَعث المهلَّبَ إلى الحَروُريّة؛ فبدأ الحجَّاج بالمسجد فدخَلَه، ثم صعِدَ المنبَر وهو متلثّم بعمامة خَزٍّ حمراء، فقال: عليّ بالناس فحسِبوه وأصحابَه خوارجَ، فهمُّوا به، حتّى إذا اجتمع النّاسُ في المسجد قام فكشَفَ عن وجهه، ثم قال:
"أنا ابنُ جَلاَ وطَلاّعُ الثّنايا = مَتَى أضَعِ العمامةَ تعرفوني
أمَا واللَّه إني لأحتملُ الشّرّ بحمْله، وأحذُوه بنَعله، وأجزيه بمثله، وإني لأَرَى رؤوساً قد أينعَتْ وحان قِطافُها، وإنِّي لَصَاحِبُها، وإنّي لأنظُرُ إلى الدِّماء تَرَقْرَقُ بين العمائم واللِّحَى،
قد شمّرت عن ساقها فشمِّرا
ثم قال:
هذا أوانُ الشَّدّ فاشتدِّي زِيَمْ = قد لَفّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ
ليسَ براعِي إبلٍ ولا غَنَمْ = ولا بجزّارٍ على ظَهر وَضَمْ
وقال أيضا:
قد لفّها اللَّيْلُ بعَصْلَبِيّ = أرْوَعَ خَرَّاجٍ من الدَّوِّيّ
مهاجِرٍ ليسَ بأعرابيِّ
إنّي واللَّه يا أهلَ العراق، والشِّقاق والنِّفاق، ومساوئ الأخلاق، ما أُغْمَزُ تَغمازَ التِّين، ولا يُقعقَع لي بالشِّنان،، ولقد فُرِرت عن ذَكاءٍ، ولقد فُتِّشت عن تَجْرِبة، وجَرَيْت مِن الغاية، إنَّ أميرَ المؤمنين كبَّ كِنانَتَه ثم عَجَم عيدانَها، فوجدني أمَرَّها عوداً، وأصلبَها عموداً، فوجَّهنِي إليكم؛ فإنَّكم طالما أوضعتُم في الفِتن، واضطجعتم في مراقد الضَّلال، وسننتم سُنَنَ الغَيِّ، أمَا واللَّه لألحوَنَّكم لَحوَ العصا، ولأَعصِبنَّكم عَصْبَ السَّلَمَة، ولأضرِبنّكم ضَرْبَ غرائب الإبل؛ فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها رغداً من كُلِّ مكانٍ فكَفرت بأنعُم اللَّه فأذاقها اللَّه لباسَ الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، إنِّي واللّه لا أعِدُ إلاّ وفَيت، ولا أهُمُّ إلاّ أمضيت، ولا أخلُقُ إلاّ فريت، فإيّايَ وهذه الجماعاتِ، وقالَ وقيلَ، وما تقولون؟ وفيم أنتم وذلك؟ أمَا واللَّه لتَستقيمُنَّ على طريق الحقِّ أو لأَدَعَنَّ لكلِّ رجلٍ منكم شُغْلاً في جَسَده، مَن وجدتُ بعد ثالثةٍ من بَعث المهلَّب سفكتُ دمه، وانتهبْتُ مالَه."
خطبة الحجاج برواية أخرى
ومن خطب الحجاج بن يوسف الثقفي عند قدومه الكوفة أميراً على العراق: يا أهل العراق أنا الحجاج بن يوسف.
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا = متى أضع العمامة تعرفوني
والله يا أهل العراق: إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها! والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. يا أهل العراق! ما يغمز جانبي كتغماز التنين، ولا يقعقع لي بالشنان. ولقد فررت عن ذكاء، وفتشت عن تجربة، وأجريت من الغاية، وإن أمير المؤمنين عبد الله نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرها عوداً، وأشدها مكسراً، فوجهني إليكم ورماكم بي يا أهل الكوفة، أهل الشقاق والنفاق، ومساوي الأخلاق: لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في منام الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة، ولأضربنكم ضرب غريبة الإبل. إني والله لا أحلف إلا صدقت، ولا أعد إلا وفيت. إياي وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون. وما أنتم وذاك يأهل العراق. إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها. فاستوثقوا واعتدلوا ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا.
واعلموا أن ليس مني الإكثار والإهذار، ولا مع ذلك النفار ولا الفرار؛ إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد الشتاء ولا الصيف، حتى يذل الله لأمير المؤمنين عزتكم، ويقيم له أودكم وصعركم. ثم إني وجدت الصدق من البر، ووجدت البر في الجنة، ووجدت الكذب من الفجور، ووجدت الفجور في النار. وإن أمير المؤمنين أمرني أن أعطيكم أعطياتكم، وأشخصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين؛ وقد أمرت لكم بذلك وأجلتكم ثلاثاً، وأعطيت الله عهداً يؤاخذني به ويستوفيه مني: لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربن عنقه وانهبن ماله. ثم التفت إلى أهل الشام فقال: أنتم البطانة والعشيرة! والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأذفر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: " وضرب الله مثلاً كلمة طيبة " الآية؛ والتفت إلى أهل العراق فقال: والله لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 03:44 م]ـ
أنار الله قلبك أخي ليثًا
وإياك أخي عبد العزيز
بارك الله فيك
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 03:49 م]ـ
ومن خطب الحجاج لما قدم البصرة يتهدد أهل العراق ويتوعدهم: "أيها الناس: من أعياه داؤه فعندي دواؤه!، ومن استطال أجله، فعلي أن أعجله؛ ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله، ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه. إن للشيطان طيفاً، وللسلطان سيفاً! فمن سقمت سريرته، صحت عقوبته؛ ومن وضعه ذنبه، رفعه صلبه؛ ومن لم تسعه العافية، لم تضق عنه الهلكة؛ ومن سبقته بادرة فمه، سبق بدنه بسفك دمه؛ إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو. إنما أفسدكم ترنيق ولاتكم؛ ومن استرخى لبه، ساء أدبه. إن الحزم والعزم سكنا في وسطي، وأبدلاني به سيفي: فقائمه في يدي، ونجاده في عنقي، وذبابه قلادة لمن عصاني!؛ والله لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه."
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 06:07 م]ـ
بارك الله أخي عبدالعزيز على هذه النافذة المباركة
وأشكرك على تواصلك
وإليك مشاركتي
قام أكثمُ بنُ صَيْفِيٍّ، فقال:
إِنَّ أفضلَ الأشياءِ أعاليها، وأعلى الرِّجالِ مُلوكُها، وأفضلَ الملوكِ أعَمُّها نفعًا، وخيرَ الأزمنةِ أَخْصَبُها، وأفضلَ الخُطَباءِ أَصْدَقُها، الصِّدقُ مَنْجَاةٌ، والكَذِبُ مَهْوَاةٌ، والشَّرُّ لَجَاجَةٌ، والحَزْمُ مَرْكَبٌ صَعْبٌ، والعَجْزُ مَرْكَبٌ وَطِيئٌ، آفَةُ الرَّأي الهوى، والعَجْزُ مِفْتاحُ الفَقْرِ، وخيرُ الأمورِ الصَّبرُ، إِصلاحُ فَسَادِ الرَّعِيَّةِ خيرٌ مِن إِصلاحِ فَسَادِ الرَّاعِي، مَن فَسَدَتْ بِطَانَتُه كان كالغاصِّ بالماءِ، شَرُّ البِلادِ بِلادٌ لا أميرَ بها، شَرُّ الملوكِ مَن خَافَهُ البَرِيءُ، المَرْءُ يَعْجَزُ لا مَحَالَةَ، أفضلُ الأولادِ البَرَرَةُ، خيرُ الأعوانِ مَن لم يُرَاءِ بالنَّصيحةِ، أَحَقُّ الجنودِ بالنَّصرِ مَن حَسُنَتْ سَريرتُهُ، يكفيكَ مِن الزَّادَ ما بَلَّغَك المَحَلَّ، حَسْبُك مِن شَرٍّ سَمَاعَهُ، الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهُ، البلاغةُ الإيجازُ، مَن شَدَّدَ نَفَّرً، ومَن تَرَاخَى تَأَلَّفَ.
فتَعَجَّبَ كسرى مِن أكثمَ، ثم قال:
ويحك! يا أكثمُ، ما أحكمَك، وأوثقَ كلامَك، لولا وَضْعُك كلامَك في غيرِ موضِعِه.
قال أكثمُ:
الصِّدقُ يُنْبِىءُ عنك لا الوعيدُ.
قال كسرى:
لو لم يكن للعربِ غيرُك لَكَفَى.
قال أكثم:
رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِن صَوْلٍ.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرًا مشرفنَا الرائع الجميل، ولقد كنت أكثر روعة في إكمال موضوعي حيث ذكرت خطبة أكثم بن صيفي.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 07:25 م]ـ
خطب عمر بن عبدالعزيز فقال:
ما الجزع مما لابد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها فما بقاء فرع بعد أصله إنما الناس في الدنيا أغراض تنتضل فيهم المنايا وهم فيها نهب للمصائب مع كل جرعة شَرَق وفي كل أكلة غصص لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يعمر معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله وأنتم اعوان الحتوف على أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن وإنما نتقلب في قدرة الطالب فما أصغر المصيبة مع عظم الفائدة غدا وأكبر خيبة الخائب فيه
والسلام.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 07:31 م]ـ
صفحة مشرقة أخي عبد العزيز بارك الله لك جهدك الجميل هذا ..
وهذه مني .. من كتاب"عيون الأخبار"لابن قتيبة
خطبة واصل بن عطاء التي جانب فيها الراء
مقدمة:
كان واصل بن عطاء على ما وهبه الله من فطانة وفصاحة وحسن تصرف في القول كان يلثغ في نطق حرف الراء.
وكان واصل يحسن التأتي لهذا العيب المحرج في النطق , فيجانب لفظ الراء إلى سواه من الحروف , فيجعل البر قمحاً , والفراش مضجعاً , والمطر غيثاً , والحفر نبشاً , وقد سجل لنا العلماء خطبة كاملة لواصل بن عطاء تجنب فيها حرف الراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخطبة قيمة فنية وتاريخية عظيمة , فهي خطبة مرتجلة أمام الوالي ووفد من العلماء , قدر صاحبها على الاستغناء فيها عن حرف من أكثر الحروف دوراناً في الكلام , وعلى الرغم من أنها خطبة ذات طابع ديني , فيها من معاني القرآن الكريم وأساليبه ونصوصه. غير أن واصل قد تمكن من الفرار في إبداع وخفة وحذق من ألفاظ معينة إلى مرادفاتها , وهذا يدل على قدرة فنية لا تتأتى إلا إلى الأفذاذ.
أما قيمتها التاريخية فتنبع من كونها أنموذج من خطب الوعظ الخالص في القرن الثاني للهجرة, تجنب فيها واصل فتن المذاهب والدعوات المذهبية, وفيها شبه كبير بخطبتي عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك رضي الله عنهما, وقد اجتمع في ثلاثتها التحذير من مفاتن الدنيا, وتصوير نهاية الأحياء, والتنوية بفضل القرآن, والحث على إتباع آيه وهديه كما قال محمد على دوق في مجلة الخفجي.
والخطبة قيمة تربوية عظيمة, يمكن لمعلمي ومعلمات اللغة العربية محاكاتها بطلب إلى طلابهم في التحدث في موضوع حديث يتجنب فيه المتعلم والمتعلمة البعد عن حروف معينة يختارها المعلم والمعلمة, ليدرب طلابه على الإبداع في تجنب الكلمات واختيار المترادفات.
نص الخطبة:
" الحمد لله القديم بلا غاية, والباقي بلا نهاية, الذي علا في دنوه, ودنا في علوه, فلا يحويه زمان, ولا يحيط به مكان, ولايؤوده حفظ ما خلق, ولم يخلقه على مثال سبق, بل أنشأه ابتداعاً, وعد له اصطناعاً, فأحسن كل شيء خلقه وتمم مشيئته, وأوضح حكمته, فدل على ألوهيته, فسبحانه لا معقب لحكمه, ولا دافع لقضائه, تواضع كل شيء لعظمته, وذل كل شيء لسلطانه, ووسع كل شيء فضله, لايعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم, وأشهد أن لا إله إلا وحده لا مثيل له, إلهاً تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه, علا عن صفات كل مخلوق, وتنزه عن شبه كل مصنوع, فلا تبلغه الأوهام, ولا تحيط به العقول ولا الأفهام, يُعطي فيحلم, ويدعى فيسمع, ويقبل التوبة عن عباده, ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون. وأشهد شهادة حق, وقول صدق, بإخلاص نية, وصدق طوية, أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه, وخاصته وصفيه, ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق, فبلغ مألكته, ونصح لأمته, وجاهد في سبيله, لا تأخذه في الله لومة لائم, ولا يصده عنه زعم زاعم, ماضياً على سنته, موفياً على قصده, حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى, وأتم وأنمى, وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه, وخالصة ملائكته, وأضعاف ذلك, إنه حميد مجيد.
أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته, والمجانبة لمعصيته, فأحضكم على ما يدنيكم منه, ويزلفكم لديه, فإن تقوى الله أفضل زاد, وأحسن عاقبة في معاد. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها, وفوائن لذاتها, وشهوات آمالها, فإنها متاع قليل, ومدة إلى حين, وكل شيء منها يزول, فكم عاينتم من أعاجيبها, وكم نصبت لكم من حبائلها, وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها, أذاقتهم حلواً, ومزجت لهم سماً. أين الملوك الذين بنوا المدائن, وشيدوا المصانع, وأوثقوا الأبواب, وكاثفوا الحجاب, وأعدوا الجياد, وملكوا البلاد, واستخدموا التلاد , قبضتهم بمخلبها , وطحنتهم بكلكلها , وعضتهم بأنيابها , وعاضتهم من السعة ضيقا , ومن العز ذلاً , ومن الحيلة فناء , فسكنوا اللحود , وأكلهم الدود , وأصبحوا لاتعاينُ إلا مساكنهم , ولا تجد إلا معالمهم , ولا تحسس منهم أحد ولا تسمع لهم نَبساً.
فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد التقوى, واتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون. جعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه, ويعمل لحظه وسعادته, وممن يستمع القول فيتبع أحسنه, أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب. إن أحسن قصص المؤمنين, وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله, الزكية آياته, الواضحة بيناته, فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون.
أعوذ بالله القوي, من الشيطان الغوي, إن الله هو السميع العليم. بسم الله الفتاح المنان. قل هو الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد.
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم, وبالآيات والوحي المبين, وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم. وأدخلنا جنات النعيم. وأقول ما به أعظكم, وأستعتبُ الله لي ولكم.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 07:41 م]ـ
خطب عمر بن عبدالعزيز فقال:
ما الجزع مما لابد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها فما بقاء فرع بعد أصله إنما الناس في الدنيا أغراض تنتضل فيهم المنايا وهم فيها نهب للمصائب مع كل جرعة شَرَق وفي كل أكلة غصص لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يعمر معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله وأنتم اعوان الحتوف على أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن وإنما نتقلب في قدرة الطالب فما أصغر المصيبة مع عظم الفائدة غدا وأكبر خيبة الخائب فيه
والسلام.
سلمت الأنامل يا زين الشباب، انتقاء جميل من شخص أجمل وننتظرك أخي.
رحم الله عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء (لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 07:49 م]ـ
مشرفنا الغالي الحبيب أحمد الغنام.
سلمت سلمت. ولقد أذهلني واصل في قوة براعته وخياله وقاموسه اللغوي الضخم الذي يحمله في رأسه.
جزاك الله خيرًا على هذا الانتقاء، وننتظركم.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 09:00 م]ـ
من خطب علي بن أبي طالب رضي الله: r
قالوا أغار سفيان بن عوف الأزدي ثم الغامدي على الأنبار زمان علي بن أبي طالب: r وعليها ابن حسان أو حسان البكري فقتله وأزال تلك الخيل عن مسالحها فخرج علي حتى جلس على باب السدة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي:= ثم قال:
" أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب من أبواب الجنة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشملة البلاء وألزمه الصغار وسيم الخسف ومنع النصف ألا وأني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقتل حسان ـ أو ابن حسان ـ البكري و
أزال خيلكم عن مسالحها وقتل منكم رجالا صالحين وقد بلغني أن الرجل منهم يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع أحجالها وقلبها ورعثها ثم انصرفوا وافرين ما كلم رجل منهم كلما فلو أن أمرءا مسلما مات من بعدها أسفا ما كان عندي ملوما بل كان عندي به جديرا فيا عجبا من جد هؤلاء القوم في باطلهم وفشلكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى وفيئا ينهب يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغزون ولا تَغزون ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في الحر قلتم حمارة القيظ أمهلنا حتى ينسلخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في البرد قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا القر كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر
يا أشباه الرجال ولا رجال ويا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال وددت أن الله أخرجني من بين ظهرانيكم وقبضني إلى رحمته من بينكم والله لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وورثت صدري غيظا وجرعتموني الموت أنفاسا وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان حتى قالت قريش:إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل منهم أحد أشد لها مراسا وأطول لها تجربة مني لقد مارستها وما بلغت العشرين فيها وقد نيفت على الستين ولكنه لا رأي لمن لا يطاع "
قال: فقام رجل من الأزد يقال له فلان بن عفيف ثم أخذ بيد أخ له فقال: يا أمير المؤمنين أنا وأخي كما قال الله تعالى "رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي " فمرنا بأمرك فوالله لنضربن دونك وإن حال دونك جمر الغضا وشوك القتاد قال: فأثنى عليهما وقال: "وأين تقعان مما أريد " ثم نزل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:28 ص]ـ
ومن خطب خالد بن عبد الله أمير البصرة: أيها الناس: نافسوا في المكارم وسارعوا إلى المغانم. واشتروا الحمد بالجود، ولا تكسبوا بالمطل ذماً ولا تعتدوا بالمعروف ما لم تعجلوه، ومهما يكن لأحد منكم عند أحد نعمة فلم يبلغ شكرها، فالله أحسن لها جزاء، وأجزل عليها عطاء. واعلموا أن حوائج الناس إليكم، نعمة من الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحولوها نقماً. واعلموا أن أفضل المال ما أكسب أجراً، وأورث ذكراً. ولو رأيتم المعروف رجلاً، رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين. ولو رأيتم البخل رجلاً، رأيتموه مشوهاً قبيحاً تنفر عنه القلوب، وتغضي عنه الأبصار. أيها الناس! إن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه، وأعظم الناس عفواً من عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل من قطعه؛ ومن لم يطب حرثه لم يزك نبته، والأصول عن مغارسها تنمو وبأصولها تسمو. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:37 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خطب قطري بن الفجاءة خطبته المشهورة في ذم الدنيا والتحذير عنها، وهي: أما بعد. فإني أحذركم الدنيا، فإنها حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وراقت بالقليل وتحببت بالعاجلة، وحليت بالآمال، وتزينت بالغرور. لا تدوم نصرتها، ولا تؤمن فجعتها. غرارة، ضرارة، وخاتلة، زائلة ونافذة، بائدة، أكالة، غوالة. لا تعدو إذ تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها أن تكون كما قال الله تعالى " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً " مع أن أمراً لم يكن منها في حبرة، لغا أعقبته بعدها عبرة، ولم يلق من سرائها بطناً، إلا منحته من ضرائها ظهراً. ولم تصله غيثة رخاء، إلا هطلت عليه مزنة بلاء. وحرية إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له خاذلة متنكرة. وأي جانب منها اعذوذب واحلولى، أمر عليه منها جانب وأوبا. فإن آتت امرأ من غصونها ورقاً أرهقته من نوائبها تعبا. ولم يمس منها امرؤ في جناح أمن إلا أصبح منها على قوادم خوف، غرارة: غرور ما فيها؛ فانية: فان من عليها، لا خير في شيء من زادها إلا التقوى. من أقل منها استكثر مما يؤمنه. ومن استكثر منها، استكثر مما يوبقه ويطيل حزنه، ويبكي عينه. كم واثق بها قد فجعته، وذي حكم ثنته إليها قد صرعته، وذي احتيال فيها قد خدعته. وكم ذي أبهة فيها قد صيرته حقيراً، وذي نخوة قد ردته ذليلاً. ومن ذي تاج قد كبته لليدين والفم. سلطانها دول. وعيشها رنق، وعذبها أجاج، وحلوها صبر، وغذاؤها سمام، وأسبابها رمام. قطافها سلع. حيها بعرض موت، وصحيحها بعرض سقم. منيعها بعرض اهتضام. وملكها مسلوب، وعزيزها مغلوب. وسليمها منكوب، وجارها محروب. مع أن وراء ذلك سكرات الموت، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الحكم العدل " ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ". ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول منكم أعماراً، وأوضح منكم آثاراً، وأعد عديداً، وأكثف جنوداً، وأشد عتوداً. تعبدوا للدنيا أي تعبد، وآثروها أي إيثار، وظعنوا عنها بالكره والصغار. فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم نفساً بفدية، أو أغنت عنهم فيما قد أهلكتهم بخطب بل أرهقتهم بالقوادح، وضعضعتهم بالنوائب، وعقرتهم بالفجائع. وقد رأيتم تنكرها لمن رادها وآثرها وأخلد إليها، حين ظعنوا عنها لفراق إلى الأبد إلى آخر الأمد. هل زودتهم إلا السغب؟ وأحلتهم إلا الضنك، أو نورت لهم إلا الظلمة، أو أعقبتهم إلا الندامة؟ أفهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إليها تطمئنون؟ يقول الله جل ذكره " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " بئست الدار لمن أقام فيها! فاعلموا إذ أنتم تعلمون أنكم تاركوها الأبد، فإنما هي كما وصفها الله تعالى باللعب واللهو، وقد قال تعالى: " أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين "
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 04:53 ص]ـ
"
ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في الحر قلتم حمارة القيظ أمهلنا حتى ينسلخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في البرد قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا القر كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر
يا أشباه الرجال ولا رجال ويا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال وددت أن الله أخرجني من بين ظهرانيكم وقبضني إلى رحمته من بينكم والله لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وورثت صدري غيظا وجرعتموني الموت أنفاسا "
سلام عليكم رضي الله عنك يا أمير المؤمنين ما أعظم كربك!
ولله أنت يا زين الشباب على هذا الانتقاء!
واصل فعطاؤك يثلج الصدر
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 04:54 ص]ـ
أخي ليثًا متواصلون، ونقرأ بحب وتقدير مطلق.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 07:16 ص]ـ
إكمالُ وفودِ أشرافِ العربِ على كِسْرى.
ذكر مشرفُنا الغالي مشكورًا (مغربي) خطبة َ أكثم َ بن ِ صيفيٍّ، وأذكرُ الآنَ
خطبة َ حاجب ِ بن ِ زُرَارَة َ:
* ثم قامَ حاجبُ بنُ زُرَارَة َ التميميُّ، فقالَ:
" ورى (1) زِنْدُك، وعلتْ يدُك، وهِيبَ سلطانُك. إنّ العربَ أمة ٌ قد غَلُظتْ أكبادُها، واستَحْصَدَتْ (2) مِرَّتُها، ومُنِعَتْ دِرَّتُها (3)، وهي لك وامقة ٌ ما تألفتَها، مسترسلة ٌ ما لاينتَها، سامعة ٌ ما سامحتَها، وهي العَلْقَمُ مَرارة ً، والصَّابُ (4) غَضَاضة ً (5)، والعسلُ حَلاوة ً، والماءُ الزُّلالُ (6) سَلاسَة ً (7). ونحن وفودُها إليكَ، وألسنتُها لديكَ. ذمتُنا محفوظة ٌ، وأحسابُنا ممنوعة ٌ، وعشائرُنا فينا سامعة ٌ مطيعة ٌ. إنْ نؤبْ لك حامدين خيرًا فلك بذلك عمومُ مَحْمَدَتِنا، وإنْ نذمَّ لم نُخَصَّ بالذم ِّ دونَها ".
قالَ كسرى: يا حاجبُ، ما أشبَه الحَجَرُ التلال َ بألوان ِ صخرِها. قالَ حاجبُ:
" بل زئيرُ الأسد ِ بصولتِها " قالَ كسرى: وذلكَ.
* العقد الفريد 1/ 101
______________________________________
1 - ورى: ورى الزند (بفتح الراء وكسرها وريًا و رية فهو وارٍ، و ورى أي: خرجت ناره. و أوريته، واستوريته، والزند: العود الذي تقدح به النار وجمعه زناد و أزند و أزناد.
2 - استحصدت: استحصد الحبل أي: استحكم، والمِرَّة: طاقة الحبل. والقوة: العقل. كناية عن قوتهم.
3 - الدِّرة: اللبن الدر.
4 - الصَّابُ: عصارة ُ شجرٍ مُرٍّ.
5 - غضاضة: هي احتمال المكروه، والذلة والمنقصة.
6 - الزلال: ماء زلال سريع المر في الحلق بارد عذب صاف سهل سلس.
7 - سلاسة: السهل اللين المنقاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:39 ص]ـ
إكمالُ وفودِ أشرافِ العربِ على كِسْرى
* ثم قامَ الحارثُ بنُ عبادٍ البكريُّ، فقالَ:
" دامتْ لك المملكة ُ باستكمال ِ جزيل ِ حظِّها، وعلوِّ سَنائِها. مَنْ طالَ رِشاؤه (1) كَثُرَ مَتْحُه (2)، ومَنْ ذهبَ مالُه قلَّ مَنْحُه. تناقلُ الأقاويل ِ يُعرِّفُ اللُّبَّ، وهذا مَقَامٌ سيُوجِفُ (3) بما ينطقُ فيه الركبُ، وتعرفُ به كُنْهَ حالِنا العُجْمُ والعربُ. ونحن جيرانُك الأدنونَ، وأعوانُك المعينونَ. خيولُنا جَمَّة ٌ، وجيوشُنا فَخْمَة ٌ. إن ِ استنجدْتَنا فغيرُ رُبُض ٍ (4)، وإن ِ استطرقْتَنا (5) فغيرُ جُهُض ٍ (6)، وإنْ طلبتَنا فغيرُ غُمُض ٍ (7). لا ننثني لذعْرٍ، ولا نتنكَّرُ لدهْرٍ. رماحُنا طوالٌ، وأعمارُنا قِصَارٌ ".
قالَ كسرى: أنْفُسٌ عزيزة ٌ، وأمَّة ٌ ضعيفة ٌ.
قالَ الحارث ُ:
" أيها الملك ُ، وأنَّى يكونُ لضعيفٍ عِزَّة ٌ، أو لصغير ٍ مِرَّة ٌ؟! "
قالَ كسرى: لو قَصُرَ عمرُك لم تستول ِ على لسانِك نفسُك.
قالَ الحارث ُ:
" أيها الملكُ، إنّ الفارسَ إذا حملَ نفسَه على الكتيبةِ، مُغَرِّرًا بنفسِه على الموتِ، فهي مَنِيَّة ٌ استقبلَها، وحياة ٌ استدبرَها. والعربُ تعلمُ أني أبعثُ الحربَ قُدُماً (8)، وأحبسُها وهي تَصَرَّفُ بهم حتى إذا جاشَتْ نارُها، وسَعَرَتْ لظاها، وكشفَتْ عن ساقِها، جعلتُ مَقادَها رُمْحي، وبرقَها سيفي، ورعدَها زئيري، ولم أقَصِّرْ عن خوْضِ
خَضَخَاضِها (9)، حتى أنغمسَ في غمراتِ لُجَجِها، وأكون َ فُلْكًا لفرساني إلى بُحْبُوحَةِ كبشِها (10)، فأستمطرُها دمًا، وأتركُ حُمَاتَها جَزَرَ (11) السِّبَاع ِ وكلَّ نَسْرٍ قَشْعَم َ (12) ".
ثم قالَ كسرى لمَنْ حضَرَه منَ العربِ: أكذلك هو؟! قالوا: فعالُه أنطقُ مِنْ لسانِه.
قالَ كسرى: ما رأيتُ كاليوم ِ وفْدًا أحْشَدَ، ولا شُهُودًا أوْفَدَ.
* العقد الفريد 1/ 104
_______________________________________
1 - رشاؤه: الرشاء الحبل.
2 - متحه: المَتْح هو: نزع الماء من البئر.
3 - سيوجف: وجف الفرس والبعير أي: عدا، وأوجفته أي: أعديته.يقال: أوجف فأعجف. ومنه قوله تعالى: (فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) أي: ما أعملتم.الحشر الآية 6.
4 - رُبُض:يقال: رجل ربض عن الحاجات أي: لا ينهض فيها. وهو هنا جمع ربوض (بالفتح) من ربضت الشاة كبركت الناقة. والمعنى: لا نتقاعس عن نصرتك، ولا نحجم.
5 - استطرقتنا: يقال: استطرقه فحلا أي: طلب منه ليضرب في إبله، هذا هو الأصل. والمعنى هنا: استعنت بنا.
6 - جهض: أجهضت الناقة والمرأة ولدها أي: أسقطته ناقص الخلق. والسقط: جهيض، وجمعه جُهُض. والمعنى هنا: أن فحلنا إذا ضرب النياق (جامعها) لم تأتِ بجهض بل تنتج.والمراد منه: أنه إن استنجد بهم أثمر ذلك الاستنجاد، ولم يخب.
7 - غمض: من الغمض وهو النوم. يقال: ما غمضت، ولا أغمضت، ولا اغتمضت.فالوصف من الأولى غامض. وللمبالغة غموض، والجمع غُمُض.أي: لا ننام عن نصرتك.
8 - قدمًا: القدم: المضي أمام أمام، وهو يمشي القدم: إذا مضى في الحرب.
والقدم: المقدام الشجاع. وفي الحديث " طوبى لعبد مغبر قدم في سبيل الله ".
9 - خضخاضها: الخضخاض: نفط أسود رقيق تهنأ (تطلى) به الإبل الجرب.
(ولعله خضاخضها) بضم الخاء، والخضاخض: المكان الكثير الماء.
10 - كبشها: الكبش هنا سيد القوم وقائدهم.
11 - جزر: أي قطعًا.
12 - قشعم: القشعم هو النسر المسن.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم
نافذة جميلة تستحق الاهتمام
بورك في العمار إذ عمّرها وبكل المتفاعلين
وفقكم الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:14 ص]ـ
إخوتاه،:):)
هنا أتوقف لحظة لأشكر الأحباب الذين ساهموا معي لرفع راية هذه النافذة مشاركة وتحفيزًا، وهذه أسماء الأحباب الفرسان:
ليث بن ضرغام
رسالة الغفران
زين الشباب
المشرف المتألق (مغربي)
المشرف المتألق (أحمد الغنام)
أستاذي الفاتح
ونتطلع لرؤيتكم.فهل من مشارك؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 04:46 م]ـ
هذي الخطبة ذكرها صديقي العزيز "الليث" واقوم بذكرها مرة اخرى مع الشرح والتحقيق،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
من أروع الخطب وهي منسوبة لعلي بن ابي طالب وقطري بن الفجاءة
خطب الخوارج خطبة قطري بن الفجاءة في ذم الدنيا
*ملاحظة: اللون الاحمر معاني الكلمات ...
"أما بعد، فإني أحذركم الدنيا، فإنها حلوة خضِرة (ناضرة)، حُفَّت بالشهوات، وراقت (أعجبت الناس بمتاع قليل) بالقليل، وتحببت بالعاجلة، وحُليت بالآمال، وتزينت بالغرور، لا تدوم حبرتها) الحبرة: النعمة والسرور)، ولا تُؤمن فجعتها، غرَّارة ضرَّارة، خوَّانة غدَّارة، وحائِلة (لا تدوم على حال) زائِلة، ونافذة (منتهية هالكة) بائدة، أكَّالة غوَّالة (مهلكة)، بذَّالة نقَّالة، لا تعدو- إذا هي تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها- أن تكون كما قال الله تعالى: ?كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا? (الكهف: من الآية 45. (مع أن امرئً لم يكن منها في حَبرة إلا أعقبته بعدها عَبرة، ولم يلق من سرَّائها بطن إلا منحته من ضرائها، ولم تطله (تصيبه) غيثةَ رخاءٍ إلا هطلت عليه مُزنة بلاء، وحَرِىٌّ إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له خاذلة متنكرة، وإنْ جانبٌ منها اعذوذَبَ واحلولَى (عذبا حلواً) أَمَرَّ عليه منها جانبٌ وأوبَى) أوبى: أصبح ذا وباء)، وإن آتت امرئً من غضارتها (النعمة والسعة) ورفاهتها نِعَمًا أرهقته من نوائبها تعباً، ولم يمس امرؤٌ منها في جناحِ أمنٍ إلا أصبح منها على قوادم خوف) القوادم: أربع ريشات في مقدم جناح الطائر)،غرارة غََرور ما فيها، فانية فانٍ ما عليها، لا خير في شيء من زادها إلا التقوى، مَنْ أَقَلَّ منها استكثر مما يؤمِّنه، ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه (يهلكه) ويُطيلُ حُزنَه ويُبْكِي عينيه، كم واثقٍ بها قد أفجعته، وذي طمأنينة إليها قد صرعته، وذي اختيال (الكبر والعجب) فيها قد خدعته، وكم من ذي أُبَّهَةٍ فيها قد صيَّرته حقيرًا، وذي نخوة قد ردته ذليلاً، وكم من ذي تاجٍ قد كبَّته (صرعته) لليدين والفم، سلطانها دُول (متداول)، وعيشها رنق (رنق: كدر)، وعذبها أجاج (الأجاج: الماءالمالح شديد الملوحة)، وحلوها صبر، وغذاؤها سِمَام (السمام: جمع كلمة السم)، وأسبابها رمام) الرمام: جمع كلمة رمة)، وقطاعها سلع (السلع: نبات، وقيل شجر مُرٌّ)، حيُّها بعَرَضِ سقم، ومنيعها بعَرَضِ اهتضام، مليكها مسلوب، وعزيزها مغلوب، وسليمها منكوب، وجامعها (الذي يجمع الدنيا إليه) محروب (مسلوب ماله)، مع أن وراء ذلك سكرات الموت، وهول المطلع (المأتى) والوقوف بين يدي الحكم العدل؛ ?لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيِجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى? (النجم: من الآية31 (
ألستم في مساكن من كان أطولَ منكم أعمارًا، وأوضحَ منكم آثارًا، وأعدَّ عديدًا، وأكثفَ جنودًا، وأعتدَ عتادًا، وأطول عمادا تعبَّدوا للدنيا أيَّ تعبُّد، وآثروها أي إيثار، وظعنوا عنها بالكره والصَّغَار، فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم نفسًا بفدية، أو أغنت عنهم فيما قد أهلكتهم بخطب، بل قد أرهقتهم بالفوادح، وضعضعتهم (ضعضعتهم: أضعفتهم) بالنوائب، وعقَّرتهم بالمصائب، وقد رأيتم تنكُّرَها لمن دان لها، وأخلد إليها، حين ظعنوا عنها لفراق الأبد إلى آخر المسند، هل زودتهم إلا السغب؟ وأحلتهم إلا الضنك؟ أو نورت لهم إلا الظلمة؟ أو أعقبتهم إلا الندامة؟! أفهذه تؤثِرون؟ أم على هذه تحرصون؟ أم إليها تطمئنون؟! يقول الله: ?مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ? (هود:15 - 16 (.فبئست الدار لمن لم يتهمها ولم يكن فيها على وجل منها، فاعلموا- وأنتم تعلمون أنكم تاركوها لا بد- فإنما هي كما وصفها الله باللعب واللهو، وقد قال الله تعالى: ?أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وإذا بطشتم بطشتم جبارين? (الشعراء:128 - 129)، واتعظو فيها بالذين قالوا: (من أشد منا قوة) (فصلت:15)،حملوا إلى قبورهم فلا يُدْعَونَ ركبانًا، وأنزلوا الأجداث فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
يُدْعَونَ ضِيفَانًا، وجُعِل لهم من الضريح أكنان (الأكنان: ستر، أشياء تخفيهم)، ومن التراب أكفان، ومن الرفات جيران، فهم جيرة لا يجيبون داعيًا، ولا يمنعون ضيمًا (الضيم: الظلم)، ولا يبالون مندبة، إن أخصبوا لم يفرحوا، وإن أقحطوا لم يقنطوا، جَمْعٌ وهُمْ آحاد، وجِيرَةٌ وهم أبعاد، متناؤون لا يزورون ولا يُزارون، حكماء قد ذهبت أضغانهم، وجهلاء قد ماتت أحقادهم، لا يُخشى فَجْعُهُمْ، ولا يُرجَى دَفْعُهُمْ، وكما قال الله تعالى:?فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ?) القصص:58 (استبدلوا بظهر الأرض بطنًا، وبالسعة ضيقًا، وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة، فجاؤوها كما فارقوها حفاةً عراةً فرادى، غير أن ظعنوا بأعمالهم إلى الحياة الدائمة، وإلى خلود الأبد، يقول الله تعالى: ?كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ?) الأنبياء:104 (
فاحذروا ما حذركم الله، وانتفعوا بمواعظه، واعتصموا بحبله، عصمنا الله وإياكم بطاعته، ورزقنا وإياكم أداء حقه".
الشرح
خضرة أي ناضرة كقول النبي (ص): "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها "، وحفت بالشهوات كأن الشهوات مستديرة حولها كما يحف الهودج بالثياب أو أطافوا به.، وتحبب بالعاجلة: أي تحبب الناس بكونها لذة عاجله، والنفوس مغرمة مولعة بحب العاجل، وقوله راقت بالقليل أي أعجبت اهلها، وإنما اعجبتهم بأمر قليل ليس بدائم، وتحلت بالآمال من الحلية، أي تزينت عند أهلها بما يؤملون منها، وتزينت بالغرور أي تزينت عند الناس بغرور لا حقيقة له، والحبرة السرور والحائلة: متغيرة،ونافذة: فانية، بائدة: منقضيه، وأكّاله:قتاله، وغواله: مهلكه.
ثم قال إذا هي تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها- أن تكون كما قال الله تعالى: ?كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا? فاختلط: أي فالتلت بنبات الأرض، وتكاثف به، أي بسبب ذلك الماء ونزوله عليه، ويجوز أن يكون تقديره: فاختلط بنبات الأرض لأنه لما أنماه وغذاه فقد صار مختلطاً به ولما كان كل واحد من المختلطين مشاركاً لصاحبه في مسمى الإختلاط جاز "فاختلط به نبات الأرض" والهشيم: ما تهشم وتحطم وتذروه الرياح تطيره، وقوله ولم يلق من سرَّائها بطن إلا منحته من ضرائها إنما خص السراء بالبطن والضّراء بالظهر لأن الملاقي لك بالبطن ملاقي لك بالوجه، فهو مقبل عليك، والمعطيك ظهره مدبر عنك، وطلله السحاب، إذا أمطر عليه مطرا قليل، وقوله حريّ أي جدير وخليق، واعذوذب صار عذبا، واحلولى صار حلواً ومن هنا أخذ الشاعر قوله:
ألا إنما غضارة أيكة = إذا خضر منها جانب جف جانب
فلا تكتحل عيناك منها بعبرة = على ذاهب منها فإنك ذاهب
وقوله وأمَرّ الشيء أي صار مراً، والرغب مصدر رغبت، أي أردت، وقوله: أرهقته من نوائبها تعبا:يقال:أرهقه إثما، حمّله وكلّفه، وسبب اختصاص الامن بالجناح والخوف بالقوادم، لأن القوادم مقاديم الريش، والراكب عليها بعرض خطر عظيم وسقوط قريب، والجناح يستر ويقي البرد والأذى، قال أبو نواس:
تغطيت بدهري بظل جناحه = فصرت أرى دهري وليس يراني
ولو تسأل الأيام ما إسمي لما دَرَت = وأين مكاني ما عرفن مكاني
وقوله توبقه: تهلكه، والأبهه الكبر والرنق بفتح النون أي تكدر، أجاجا: ماء أجاج قد جمع المرارة والملوحه، والصبر: هذا النبات المرّ نفسه، ثم سمي كل مر صبراً، والسمام جمع سم لهذا القاتل، والجمع سمام وسموم، ورمام باليه، اسبالها: احبالها، موفورها: ذو الوفرة والثروة منها، والمحروب المسلوب.
ثم أخذ قوله تعالى " وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال " فقال: الستم في مساكن من كان أطول منكم اعماراً وتم نصب أطول لانه خبر كان، وقد دلنا الكتاب الصادق على أنهم كانوا أطول أعمارا بقوله " فلبث فيهم الف سنة إلا خمسين عاماً " وثبت بالعيان أنهم أبقى آثاراً فإن من آثارهم الأهرام والإيوان ومنارة الإسكندرية، و الفوادح: المثقلات، فدحه الدين أثقله، وضعضعت البناء: أي اهدمته، كقول الشاعر ابراهيم العاملي:
وبسيفه الإسلام قام فركنه = حتى القيام بناه لا يتضعضع وقوله وقد رأيتم تنكرها لمن دان لها أي أطاعها ودان لها أيضا: ذل، وأخلد لها: مال، قال تعالى "ولكنه أخلد إلى الأرض "، و السغب: الجوع، ومعنى قوله:او نورت لهم الظلمه أي لم تسمح لهم بالنور بل بالظلمه، والضنك: الضيق. ثم قال: فبئست الدار وحذف الضمير العائد اليها وتقديره "هي " كما قال تعالى " نعم العبد"، وتقديره هو.، ومن لم يتهمها أي لم يسؤ ظناً بها، والأكنان جمع كن وهو الستر، قال تعالى:"وجعل لكم من الجبال أكنانا " والرفات العظام البالية والمندبة: الندب على الميت وقحطوا أي اصابهم القحط.
المصادر:
العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي.
البيان والتبيين للجاحظ.
شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد المعتزلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:05 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي رسالة الغفران.
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:44 م]ـ
أمتعتمونا بما أوردتموه من خطب لخطباء مصاقع وألسن ذربة
دعواتي لكم
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 03:02 م]ـ
إكمالُ وفودِ العربِ على كِسْرى
* ثم قامَ عمرُو بنُ الشَّريدِ السُّلميُّ، فقالَ:
" أيها الملكُ، نَعِمَ بالُك، ودامَ في السرورِ حالُك، إنَّ عاقبة َ الكلام ِ مُتَدَبَّرة ٌ، وأشكالَ الأمور ِ مُعْتبرَة ٌ، وفي كثير ٍ ثِقْلة ً، وفي قليل ٍ بُلْغَة ً، وفي الملوك ِ سَوْرَة َ (1) العِز ِّ. وهذا منطق ٌ له ما بَعدَه. شَرُفَ فيه مَنْ شَرُفَ، وخَمَلَ فيه مَنْ خَمَلَ. لم نأتِ لضَيْمِكَ، ولم نَفِدْ لسُخْطِكَ، ولم نَتَعَرَّضْ لرِفْدِكَ (2). إنّ في أموالِنا مُنْتَقَدًا (3)، وعلى عزِّنا مُعْتَمَدًا. إنْ أوْرَينا (4) نارًا أثْقَبْنا، وإنْ أوِدَ (5) دهرٌ بنا اعتدلْنا. إلا أنَّا معَ هذا لجوارِك حافظون، ولمَنْ رامَكَ كافحون حتى يُحْمَدَ الصَّدْرُ (6)، ويُسْتَطابَ الخبرُ ".
قالَ كسرى: ما يقومُ قَصْدُ مَنْطِقِكَ بإفراطِكَ، ولا مَدْحُكَ بذمِّكَ.
قالَ عمرٌو:
" كفى بقليل ِ قَصْدي هاديًا، وبأيسرِ إفراطي مُخْبِرًا. ولم يُلَمْ مَنْ غَرَبَتْ نفسُه عما يَعْلَمُ، و رَضَيَ مِنَ القَصْد ِ بما بَلَغَ ".
قالَ كسرى: ما كلُّ ما يَعْرِفُ المرءُ ينطِقُ به.
اجلسْ
* العقد الفريد 1/ 107
___________________________________
1 - سَوْرة: سورة المجد: أثره وعلامته، وسورة السلطان: سطوته.
والسَّورة: المنزلة.
2 - رِفدك: الرِّفْدُ: العطاء.
3 - منتقدًا: تقول العرب: انتقدَ الدراهمَ أي: قبضها.
4 - أورينا: أوقدنا.
5 - أود: اعوجَّ.
6 - الصدر: الرجوع.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 03:10 م]ـ
شكرًا أخي الأستاذ الحبيب أحمد الخضري.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 03:35 م]ـ
خطبة يزيد بن الوليد بن عبد الملك
لما قتل يزيد بن الوليد بن عبدالملك ابن عمه الوليد بن يزيد بن عبدالملك قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أيها الناس والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك وما بي إطراء نفسي وإني لظلوم لها ولقد خسرت إن لم يرحمني ربي ولكني خرجت غضبا لله ودينه وداعيا إلى الله وسنة نبيه لما هدمت معالم الهدى وأطفئ نور التقوى وظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة والراكب لكل بدعة مع أنه والله لم يكن يؤمن بيوم الحساب ولا يصدق بالثواب والعقاب وإنه لابن عمي في النسب وكفئي في الحسب فلما رأيت ذلك استخرت الله في أمره وسألته ألا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي حتى أراح الله منه العباد وطهر منه البلاد بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي أيها الناس إن لكم عليّ ألا أضع حجرا على حجر ولا لبنة على لبنة ولا أكري نهرا ولا أكنز مالا ولا أعطيه زوجا ولا ولدا ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد فقر ذلك البلد وخصاصة أهله بما يغنيهم فإن فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ممن هو أحوج إليه منه وأن لا أجمّركم في ثغوركم فأفتنكم وأفتن أهاليكم ولا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم ولا أحمل على أهل جزيتكم ما أجليهم به عن بلادهم وأقطع نسلهم ولكم عندي أعطياتكم في كل سنة وأرزاقكم في كل شهر حتى تستدر المعيشة بين المسلمين فيكون أقصاهم كأدناهم فإذا أنا وفيت لكم فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة والمكاتفة وإن أنا لم أوف لكم فلكم أن تخلعوني إلا أن تستتيبوني فإن أنا تبت قبلتم مني وإن عرفتم أحدا يقوم مقامي ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيتكم فأردتم أن تبايعوه فأنا أول من بايعه ودخل طاعته أيها الناس لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم "
ثم سار فيهم وفق ما قال رحمه الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:28 م]ـ
نفع الله بك يا زين الشباب. إن اختياراتك لرائعة بارك الله فيك.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:27 ص]ـ
إكمالُ وفودِ أشرافِ العرب ِ على كسرى
* ثم قامَ خالدُ بنُ جعفرَ الكلابيُّ، فقالَ:
" أحضَرَ اللهُ المَلكَ إسعَادًا، وأرشدَه إرشادًا. إنّ لكلِّ مَنْطِق ٍ فُرْصَة ً، ولكلِّ حاجةٍ غُصَّة ً. و عِيُّ المَنْطِق ِ أشدُّ مِن عِيِّ السُّكوتِ، وعِثَارُ القول ِ أنْكَأ ُ (1) مِنْ عِثَار ِ الوَعْثِ (2). وما فُرْصَة ُ المنطق ِ عِندَنا إلا بما نهوَى، وغُصَّة ُ المنطق ِ بما لا نهوَى غيرُ مُسْتَسَاغَة ٍ (3)، وتَرْكِي ما أعلمُ مِن نفسي، ويُعْلَمُ مِن سمعي أنني له مُطِيق ٌ أحبُّ إليّ مِن تكلُّفِي ما أتخوَّفُ و يتخوَّفُ مني. وقد أوْفَدَنا إليكَ مَلِكُنا النعمان ُ، وهو لكَ مِن خيرِ الأعوان ِ، ونِعْمَ حاملُ المعروف ِ والإحسان ِ. أنفسُنا لكَ بالطاعةِ باخِعَة ٌ (4)، ورقابُنا بالنصيحةِ خاضعة ٌ، وأيدينا لكَ بالوفاءِ
رهينة ٌ ".
قالَ كسرى: نطقتَ بعقل ٍ، وسَمَوْتَ بفضْل ٍ، وعلوْتَ بنُبْل ٍ.
* العقد الفريد 1/ 108
___________________________________
1 - أنكأ: نكأ العدوَّ، ونكاه نكاية ً أي: قتلَ وجرحَ، وأنكأ أي: أشدُّ نكاية ً وقهرًا.
2 - الوَعْث ُ: المكان السهل الدَّهْسُ تغيبُ فيه الأقدامُ، وكذلك الطريق العسر.
3 - مستساغة:أساغ الغصة َ أي: ابتلعَها. وساغ الشرابَ أي: سهل مدخله في الحلق.
4 - باخعة: خاضعة ومُقِرَّة، وبخعَ بالحق أي: أقرّ به، وخضع له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:08 ص]ـ
خطبة أبي بكر يوم السقيفة
أراد عُمر الكلام، فقال له أبو بكر؟:" على رِسْلك، ثم حَمد اللّه وأَثنى عليه، ثم قال؟ أيها الناس، نحن المُهاجرون أوّلُ الناس إسلاماً، وأكرمهم أحساباً، وأوسطّهم داراً، وأحسنُهم وجوهاً، وأكثر الناس وِلادةً في العرب، وأمسّهم رَحِماً برسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمنا قبلكم، وقُدِّمنا في القرآن عليكم، فقال تبارك وتعالى:" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ." فنحنُ المهاجرون وأنتم الأنصار، إخواننا في الدًين، وشركاؤنا في الفَيْء، وأنصارُنا على العدوّ، آويتم وآسيتم، فجزاكم اللهّ خيراً، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، لا تَدِين العرب إلّا لهذا الحيّ من قُرَيش، فلا تنْفسوا على إخوانكم المهاجرين ما منحهم اللهّ من فضله."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:11 ص]ـ
وخطب أيضاً
"حمد اللّه وأَثنى عليه، قال: أيها الناس، إني قد وُلِّيتُ عليكم، ولستُ بخيركم، فإن رأيتُموني على حق فأَعينوني، وإن رأيتُموني على باطل فسدِّدوني. أَطيعوني ما أطعتُ اللّه فيكم، فإذا عصيتُه لا طاعة لي عليكم. ألاَ إن أقواكم عندي الضَّعيفُ حتى آخذَ الحقَّ له، وأَضعفَكم عندي القوي حتى آخذَ الحق منه. أقول قولي هذا وأَستغفر اللّه لي ولكم."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:20 ص]ـ
وخطب أيضاً فقال
"الحمد للّه أحمده وأستعينه، وأَستغفره وأومن به وأَتوكّل عليه، وأَسْتهدي اللهّ بالهُدى، وأَعوذ به من الضّلال والرّدى، ومن الشك والعَمى. مَن يَهْدِ اللّه فهو المُهتدي ومن يُضلّل فلن تَجد له وليَّاً مُرْشداً. وأَشهد أن لا إله إلا اللّه وحدَه لا شريكَ له، له المُلك وله الحَمْد يُحيي وُيميت، وهو حَيٌ لا يَموت، يُعزّ مَن يشاء، ويُذِل مَن يشاء، بيده الخَير وهو عَلَى كلّ شيء قدير. وأَشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، أَرسله بالهُدى ودين الحق ليُظهره عَلَى الدين كلّه ولو كَرِه المشركون، إلى الناس كَافة رحمةً لهم وحُجة عليهم، والناسُ حينئذ عَلَى شَرّ حال، في ظُلمات الجاهليّة، دينّهم بِدْعة، ودَعْوتهم فِرْية. فأعزِّ اللّه الدينَ بمحمد صلى الله عليه وسلم وألفَ بين قلوبكم أيها المًؤمنون فأصبحتم بنعمته إخواناً، وكنتم على شفا حُفْرة من النار فأَنقذكم منها، كذلك يُبيّن اللّه لكم آياته لعلكم تَهتدون. فأَطيعوا اللهّ ورسوله، فإنه قال عزّ وجلّ: "مَن يُطِع الرَّسولَ فقد أطاع الله ومَن تَوَلى فما أَرسلناكَ عليهم حَفيظاً." أمّا بعد، أيها الناس، إني أوصيكم بتقوى اللّه العظيم في كل أَمر وعَلَى كلِ حال، ولُزوم الحق فيما أَحببتم وكَرِهتم، فإنه ليس فيما دون الصدق من الحديث خير. مَن يَكْذب يَفْجر، ومَن يَفْجر يَهْلِك. وإيّاكم والفَخْرَ، وما فَخْرُ مَن خُلق من تراب وإلى التراب يَعود، هو اليوم حيّ غداً مَيّت. فاعمَلوا وعُدُّوا أنفسَكمِ في الموتى، وما أَشكل عليكم فردّوا عِلْمه إلى اللّه، وقَدِّموا لأنفسكم خيراً تَجدوه مًحْضراً، فإنه قال عَزٌ وجلّ: "يَوْمَ تَجد كلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ مِن خَيْرٍ مُحضَراً ومَا عَملت مِن سُوء تَوَدُّ لو أَنَّ بينها وبينه أَمَداً بَعيداَ ويُحذِّرَكم اللّه نفسَه والله رءُوف بالعِبَاد." فاتّقوا اللّه عبادَ اللّه، وراقبوه واعتبروا بمَن مَضى قبلكم، واعلموا إنه لا بُدّ من لقاء ربّكم والجزاء بأعمالكم صَغيرها وكَبيرها، إلا ما غَفر اللّه أنه غَفور رحيم، فأَنْفًسَكم أَنفسكم والمُستعانُ الله، ولا حَولَ ولا قوّة إلّا باللّه. إنً اللّه وملائكته يصلّون على النبيّ، يأيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تَسْليَماَ. اللَّهم صَلِّ على محمدٍ عَبْدِك ورسولك أفضلَ ما صلَيت على أحدٍ من خلْقك، وزَكِّنا بالصلاة عليه، وأَلحقنا به، وأحشُرنا في زمْرته، وأَوْرِدْنا حوضَه. اللًهم أَعِنَّا عَلَى طاعتك، وانصُرنا عَلَى عدوّك"
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:24 ص]ـ
خطبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه
حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أَوصِيكم بتقوى اللّه، وان تُثْنُوا عليه بما هو أهلُه، وأن تَخْلِطوا الرَّغبة بالرَّهبة، وتَجمعوا الإلحافَ بالمَسألة، فإنَّ اللّه أَثنىِ عَلَى زكريّا وعَلَى أهل بيته، فقال: أنّهم كانوا يُسَارِعُون في الخَيْرَاتِ ويَدْعُوننا رَغَباَ وكانوا لنا خاشِعين. ثم اعلَموا عبادَ اللّه أن اللهّ قد ارتهن بحقه أنفسَكم، وأَخذ عَلَى ذلك مواثيقَكم، وعَوَّضكم بالقليل الفاني الكثيرَ الباقي، وهذا كتابُ اللّه فيكم لا تَفْنى عجائبُه، ولا يُطْفأ نورُه. فثِقوا بقوله، وانتصحوا كتابَه، واستبصروا به ليوم الظلمة، فإنه خَلقكم لعبادته، ووَكَل بكم الكرامَ الكاتبين، يَعلمون ما تفَعلون. ثم اعلموا عبادَ اللّه أنكم تَغْدون وتَرُوحون في أجل قد غُيِّب عنكم عِلْمُه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجالُ وأنتم في عَمل اللّه، ولن تَستطيعوا ذلك إلا باللّه، فسابقوا في مَهل بأعمالكم قبل أن تنقضي آجالكم فتردّكم إلى سُوء أعمالكم، فإنَّ أَقواماً جعلوِا أجالَهم لغيرهم، فأَنهاكم أن تكونوا أمثالَهم. فالوَحَى الوَحَى، والنجاء النجاء، فإن وراءكم طالباً حَثيثاً مَرُّه، سريعاً سَيْرُه."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:28 ص]ـ
خطبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
"حمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس: مَن أراد أن يَسْأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومَن أراد أن يَسْأل! عن الفرائض فَلْيأت زيدَ بن ثابت، ومَن أراد أن يَسأل عن الفِقْه فَلْيأت مُعاذ بن جَبَل، ومَن أراد أن يَسْأل عن المال فَلْيأتني، فإن اللّه جعلني له خازناً وقاسماً. إني بادىء بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمُعطيهن، ثم المهاجرين الأوَلين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، أنا وأصحابي، ثم بالأنصار الذين تَبؤَءوا الدارَ والإيمان مِن قبلهم، ثم مَن أسرع إلى الهِجرة أسْرعَ إليه العطاء، وجمَن أبطأ عن الهجرة أبطأ عنه العطاء. فلا يلومنً رجل إلا مُناخ راحلته. إني قد بَقيت فيكم بعد صاحبي، فابتليتُ بكم وابتُليتم بي، وإني لن يَحْضرني من أموركم شيء فأكِله إلى غير أهل الْجَزاء والأمانة، فلئنْ أحسنوا لأحسننَ إليهم، ولئنْ أساءُوا لاُ نكّلَنَ بهم."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:31 ص]ـ
وخطب أيضاً
فقال:"الحمد لله الذي أعزَنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ورَحمنا بنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهدانا به من الضلالة، وجَمعنا به من الشتات، وألَّف بين قلوبنا، ونَصرنا عَلَى عدوّنا، ومكّن لنا في البلاد، وجَعلنا به إخواناً مُتحابين. فاحَمدوا الله عَلَى هذه النّعمة، واسألوه المَزيدَ فيها والشُكر عليها، فإنَّ اللّه قد صَدقكم الوعدَ بالنَصر عَلَى مَن خالفَكم. وإياكم والعملَ بالمَعاصي، وكُفْر النعمة، فقلما كفر قوم بنعمة ولم يَنزعوا إلى التوبة إلا سُلبوا عزَهم، وسُلط عليهِم عدوّهم. أيها الناس، إنَ الله قد أعزّ دَعوة هذه الأمة وجَمع كلمتها وأظهر فَلَجها ونصَرها وشرَّفها، فاحمدوه عبادَ الله عَلَى نِعمَه، واشكروه عَلَى آلائه. جعلَنا اللّه وإياكم من الشاكرين."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:34 ص]ـ
وخطب أيضاًً فقال
"أيها النّاس، اتقوا اللّه في سَريرتكم وعَلانيتكم، وَأْمروا بالمعروف وانهوا عن المُنكر، ولا تكونوا مثلَ قوم كانوا في سَفينة فأقبل أحدُهم على مَوضعه يَخْرِقه، فنَظر إليه أصحابهُ فمَنعوه، فقال: هو مَوْضعي ولي أن أحْكم فيه. فإِن اخذوا عَلَى يده سَلِم وسَلِموا، وإنْ تركوه هَلك وهَلكوا معه. وهذا مَثل ضربتُه لكم، رحمنا اللهّ وإياكم."
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:38 ص]ـ
ما أروعك يا أيها الليث الضرغام!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:45 ص]ـ
ما أروعك يا أيها الليث الضرغام!
ما ألطفك أخي عبد العزيز وما أعذب لسانك، ما أروع أسلوبك وما أجمل معاملتك.
فخور جدا بمعرفتك أخي الكريم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:30 م]ـ
وأنا مثلك فخور بك أخي ليث بن ضرغام.
وهذه المشاعر يجب أن تعلم بها (إنما المؤمنون إخوة)
متواصلون بإذن الله.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:11 م]ـ
"أيها الناس، إنه قد أتي عَلَيَّ زمان وأنا أرى أن قوماً، يقرؤون القرآن يُريدون به اللّه عزّ وجلّ وما عنده، فخُيّل إليّ أن قوماً قَرَؤوه يُريدون به الناس والدنيا. ألا فأريدوا اللّه بأعمالكم. ألا إنما كنا نعرفكم إذ يتنزَّل الوَحْي وإِذ رسول اللّه بين أظهرنا يُنبئنا من أخباركمٍ، فقد انقطع الوَحْى، وذهب النبي، فإنما نعرفكم بالقَول. ألا مَن رأينا منْه خيراً ظنَنا به خيراً وأحببناه عليه، ومَن رأينا منه شرّا ظنَنَا به شرّا وأبغضناه عليه. سرائركم بَينكم وبين ربكم. ألا وإني إنما أبعث عُمّالي ليُعلِّموكم دينكم وسُننكم، ولا أبعثهم ليَضرِبوا ظهوركم ويأخذوا أموالَكم. ألا مَن رابه شيء من ذلك فَلْيرْفعه إليّ، فوالذي نفسي بيده لاقُصَّنكم منه."
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:22 م]ـ
فإنما نعرفكم بالقَول. ألا مَن رأينا منْه خيراً ظنَنا به خيراً وأحببناه عليه، ومَن رأينا منه شرّا ظنَنَا به شرّا وأبغضناه عليه.
سلام عليك - سلام محب - ورحمة الله وبركاته ..
رضي الله عن الخليفة الزاهد الملهم عمر بن الخطاب.
ولله أنت يا ليثا ما أروع انتقاءك، وأحسن ذوقك!
واصلْ فأنا معك بالحب والنقاء أواصل:).
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:28 م]ـ
"وروي أنّ عثمان لمّا بويع، قام فحمد الله وأثنى عليه ثم أرتج عليه، فقال: وليناكم وعدلنا فيكم، وعدلنا عليكم خيرٌ من خطبتنا فيكم، فإن أعش يأتكم الكلام على وجهه."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:30 م]ـ
وأرتج يوماً على عبد الملك بن مروان، فقال:نحن إلى الفضل في الرأي، أحوج منا إلى الفضل في المنطق.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
وأرتج على معن بن زائدة، وهو على المنبر، فضرب بيده ثم قال: فتى حرب لا فتى منابر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:37 م]ـ
ولما توفي، رضي اللّه عنه، وقفت عائشة على قبره، فقالت: "نَضَّرَ اللَهُ وَجهَكَ يا أبتِ، وشكر لك صالحَ سَعْيك، فلقد كنت للدنيا مذلاً بإدبارك عنها، وللآخرة مُعزّاً بإقبالك عليها، ولئن كان أجَلَّ الحوادث بعد رسول اللّه، صلى الله عليه وسلم، رزؤُك، وأعظم المصائب بعده فقدك، إن كتاب اللّه لَيَعِدُ بحسن الصبر عنك حسنَ العوض منك، وأنا أستنجز موعودَ اللّه تعالى بالصبر فيك، وأستقضيه بالاستغفار لك، أما لئن كانوا قاموا بأمر الدنيا فلقد قمتَ بأمر الدين لمّا وَهى شَعْبُهُ وتفاقم صَدْعهُ، ورجَفَتْ جوانبه؛ فعليك سلام الله توديعَ غير قاليةٍ لحياتك، ولا زارية على القضاء فيك."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:44 م]ـ
خطبة الخنساء في حرب القادسية
أن الخنساء حضرت حرب القادسية ومعها بنوها: أربعة رجال: فقالت لهم: "يا بني أنتم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين؛ ووالله الذي لا إله إلا غيره إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب العظيم في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية؛ يقول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ".
فإذا أصبحتم غداً فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين." فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم فتقدموا واحداً بعد واحد، ينشدون الأراجيز؛ فقاتلوا حتى استشهدوا جميعاً. فلما بلغها الخبر قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته."
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:48 م]ـ
بوركت أخي عبد العزيز على هذا الجهد المشهود .. نتابع معك جميل الكلام وبليغه!
ومن الخطب المشهورة هذه الخطبة وتنسب إلى عليّ رضي الله عنه ونلحظ أنها من دون نقط:
الحمد لله الملك المحمود المالك الودود مصور كل مولود ومال كل مطرود ساطع المهاد وموطد الاطواد ومرسل الامطار عالم الاسرار ومدركها ومدمر الاملاك ومهلكها ومكور الدهور ومكررها ومورد الامور ومصدرها عم سماحه وكمل ركامه وهمل وطاوع السؤال والامل واوسع الرمل وارمل احمده حمدا ممدودا واوحده كما وحد الاواه وهو الله لا اله للامم سواه ولا صادع لما عدله وسواه ارسل محمدا علما للاسلام واماما للحكام مسددا للرعاع ومعطل احكام ود وسواع اعلم وعلم وحكم واحكم واصل الاصول ومهد واكد الوعد و اوعد اوصل الله له الاكرام واودع روحه السلام ورحم آله واهله الكرام ما لمع رائل وملع دال وطلع هلال وسمع اهلال، اعملوا رعاكم الله اصلح الاعمال واسلكوا مسالك الحلال واطرحوا الحرام ودعوه واسمعوا امر الله وعوه وصلوا الارحام وراعوها وعاصوا الاهواء واردعوها وصاهروا اهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع ومصاهركم اطهر الاحرار مولدا واسراهم سؤددا واحلاهم موردا وها هو امكم وحل حرمكم مملكا عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله ام سلمه وهو اكرم صهر اودع الاولاد وملك ما اراد وماسها مملكه ولا وكس ملاحمه ولا وصم اسال الله حكم احماد وصاله و دوام اسعاده و الهم كلا اصلاح حاله والاعداد لماله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله احمد.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:11 م]ـ
وخطب علي بن أبي طالب فقال:
"أيها الناس، احفظوا عنّى خمساً، فلو شَددتم إليها المَطايا حتى تُنضوها لم تَظفروا بمثلها: إلا لا يرجونِّ أحَدُكم إلا ربّه، ولا يخَافن إلا ذَنبَه، ولا يَسْتَحي أخدُكم إذا لم يعلم أن يتعلم، وإذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: لا أعلم؛ أي وإن الخامسةَ الصَبر؛ فإن الصبرَ من الإيمان بمنزلة الرأس من الجَسَد. مَن لا صَبْر له لا إيمان له، ومَن لا رأسَ له لا جَسد له. ولا خير في قراءة إلاَّ بتدبّر، ولا في عبادة إلا بتفكر، ولا في حِلْم إلا بعلم. ألا أنبئكم بالعاِلم كُلِّ العالم، مَن لم يُزين لعباد اللّه معاصيَ الله، ولم يؤمنهم مَكْرَه، ولم يُؤْيسهم من رَوْحه. ولا تُنْزلوا المُطِيعين الجَنَّة، ولا المُذْنبين المُوَحدين النار، حتى يَقْضيَ اللّه فيهم بأمره. لا تأمنوا على خير هذه الأمة عذابَ اللهّ، فإنه يقول: "فَلاَ يَأمن مَكْر َاللهّ إلا القومُ الخاسِرُون". ولا تُقْنِطوا شر هذه الأمة من رحمة اللهّ، فإنّه لا ييأس من رَوْح اللّهِ إلا القومُ الكافرون.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:15 م]ـ
خطبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
حمد اللّه وأثنى عليه ثم صلى على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "أما بعد، أيها الناس، إنا قدِمْنا عليكم، وإنما قَدِمنا على صَدِيق مُستبشر، أو على عدوِّ مُستتر، وناسٍ بين ذلك يَنْظرون ويَنْتظرون، فإِنْ أُعْطوا منها رَضُوا، وإنْ لم يُعْطَوْا منها إذا همِ يَسْخُطون. ولستُ واسعاً كُلّ الناس، فإن كانت مَحْمَدة فلا بدّ من مَذمَة، فلوْماَ هوناً إذا ذُكِرَ غُفِر، وإياكم والتي إن أُخْفِيت أوْبقت. وإن ذُكِرَت أوْثَقَت، ثم نزل."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:17 م]ـ
خطبة لمعاوية
صَعِد مِنْبر المَدينة. "فحمد اللهّ وأثنى عليه، ثم قال: يأهل المدينة، إنّي لست أُحِب أن تكونوا خَلْقاً كَخَلْق العِراق، يَعيبون الشيء وهم فيه، كلّ امرىء منهم شِيعةُ نَفْسه، فاقبلونا بما فينا، فإن ما وراءنا شر لكم، وإنَّ معروف زماننا هذا مُنكَر زمان مَضى، ومُنْكَرَ زماننا معروفُ زمان لم يأت، ولو قد أتى، فالرَّتْق خَيْرٌ من الفَتْق، وفي كلٍّ بلاغ، ولا مُقام على الرزيّة."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:20 م]ـ
خَطَب معاويةُ الجمعة في يوم صائف شديد الحرّ، فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال: إن الله عز وجلّ خَلقكم فلم يَنْسكم، ووَعظكم فلم يُهملكم، فمال: "يأيها الذين آمنُوا اتّقوا الله حَقّ تُقاته ولا تَمُوتُنّ إلا وأنتم مُسْلمون." قوموا إلى صلاتكم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:24 م]ـ
ليزيد بن معاوية بعد موت أبيه
"الحمد اللّه الذي ما شاء صَنع، ومَن شاء أعطى ومَن شاء مَنَع، ومن شاء خَفَض ومن شاء رَفع. إن أميرَ المؤمنين كان حَبْلاً من حِبال اللّه، مدَّه ما شاء أن يَمدَّه، ثم قَطعه حين أراد أن يَقْطعه، وكان. دون مَن قبلَه، وخيراً ممن يأتي بعدَه، ولا أزَكِّيه عند ربّه، وقد صار إليه، فإن يَعْفُ عنه فَبِرَحْمته، وإنْ يُعاقبه فَبِذَنبه، وقد وُلِّيتُ بعدَه الأمرَ، ولستُ أعتذر من جهل، ولا آسى على طَلَب عِلْم، وعلى رسْلكم، إذا كَرِهَ اللّه شيئاً غيَّرَه، وإذا أحبَّ شيئاً يسَّره."
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:31 م]ـ
وخطبة أيضاًً ليزيد
"الحمدُ للّه أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكّل عليه، ونَعوذ باللّه من شرور أنفسنا، ومن سيّات أعمالنا، مَن يَهْد اللّه فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحدًه لا شريك له، وأن محمداً عبدُه ورسولُه، اصطفاه لوَحْيه. واختاره لرسالته، بكتاب فَصَّله وفَضِّله، وأعزَّه وأكرَمه، ونَصره وحَفِظه، ضرَب فيه الأمثال، وحلّل فيه الحلال، وحرَّم فيه الحرام، وشَرَع فيه الدِّين إعذاراً وإنذاراً، لئلا يكونَ للناس على اللّه حُجَّة بعد الرُّسل، ويكونَ بلاغاً لقوم عابدين. أوصيكم عبادَ اللّه بتقوى اللّه العظيم، الذي ابتدأ الأمور بِعِلْمه، وإليه يَصير مَعادُها، وانقطاع مُدًتها، وتَصرُّم دارها. ثم إني أحَذِّرَكم الدُنْيا، فإنها حُلْوَة خَضِرَة، حُفّت بالشَّهوات، ورَاقتْ بالقليل، وأينعت بالفاني، وتحبَّبت بالعاجل، لا يَدومُ نَعيمُها، ولا يؤْمَن فجيعُها، أكَّالة غَوَّالة، غرَّارة، لا تُبْقي على حال، ولا يَبقى لها حال، ولن تَعْدُو الدنيا إذا تناهت إلى أمْنية أهل الرغبة فيها، والرِّضا بها، أن تكون كما قال اللّه عزَّ وجلَّ:"وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا " نسأل اللّه ربنَّا وإلهنا وخالِقنا ومولانا أنْ يجعلنا وإياكم من فزَع يومئذ آمنين. إنَّ أحسَن الحديثِ وأبلغَ الموعظة كتابُ اللّه، يقول اللّه: ما له " وإذا قُرِئ القُرآن فاسْتَمِعُوا لهُ وأنْصِتُوا لعلكم ترحَمُون ". أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، بسم اللّه الرحمن الرحيم "لَقَدْ جَاءَكم رَسُولٌ من أنْفِسِكم" إلى آخرً السورة. "
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:42 م]ـ
الشكر كل الشكر، والحب كل الحب، والاعتراف بالقوة والروعة والجمال وحسن الأداء لكما:
الرفيق الحبيب الرقيق ليث بن ضرغام.
المشرف الفاضل أحمد الغنام.متواصلون بإذن الله.
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 05:54 م]ـ
خطبة لمعاوية
صَعِد مِنْبر المَدينة. "فحمد اللهّ وأثنى عليه، ثم قال: يأهل المدينة، إنّي لست أُحِب أن تكونوا خَلْقاً كَخَلْق العِراق، يَعيبون الشيء وهم فيه، كلّ امرىء منهم شِيعةُ نَفْسه، فاقبلونا بما فينا، فإن ما وراءنا شر لكم، وإنَّ معروف زماننا هذا مُنكَر زمان مَضى، ومُنْكَرَ زماننا معروفُ زمان لم يأت، ولو قد أتى، فالرَّتْق خَيْرٌ من الفَتْق، وفي كلٍّ بلاغ، ولا مُقام على الرزيّة."
أعجبتني كثيرا هذي الخطبة يا أخي ليث
أين الساسة كي يتعلموا من ابن أبي سفيان ...
إنه لسياسي محنك أعجز من بعده
دعواتي ..
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 06:02 م]ـ
يا أخي ليث
سلام عليكم ... مرحبًا أخي أحمد.
من الخطأ أن تقول (أخي ليث)، والصواب أن تقول: أخي ليثا.
والسبب في ذلك: أن (ليثا) تعرب في قولك: بدلا أو عطف بيان. وكما تعلم أن (يا أخي) منادى منصوب 0
سدد الله خطوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 06:44 م]ـ
إكمالُ وفودِ أشرافِ العربِ على كسرى
* ثم قامَ عَلْقَمَة ُ بنُ عُلاثة َ العامريُّ، فقالَ:
" نَهَجَتْ (1) لك سُبُلُ الرَّشَادِ، وخَضَعَتْ لكَ رقابُ العِبَادِ.
إنّ للأقاويل ِ مَنَاهجَ، وللآراء ِ مَوَالج َ (2)، وللعَويص ِ مخارجَ، وخيرَ القول ِ أصدقُه، وأفضلَ
الطلب ِ أنجحُه. إنَّا وإنْ كانتِ المحبة ُ أحضرتْنا، والوفادة ُ قَرَّبتْنا، فليسَ مَنْ حضرَكَ منّا بأفضلَ ممّنْ عَزَبَ عنكَ. بل لو قِسْتَ كلَّ رجل ٍ منهم، وعَلِمْتَ منهم ما علمْنا لوجدت َ له في آبائِه دُنيًا أندادًا وأكفاءً. كلُّهم إلى الفَضْل ِ منسوبٌ، وبالشرف ِ والسُّؤدَد ِ (3) موصوف ٌ، وبالرأي ِ الفاضل ِ والأدب ِ
النافذ ِ (4) معروف ٌ. يَحْمي حِمَاهُ، ويُرْوي نداماه (5)، ويَذودُ أعداه. لا تَخْمُدُ (6) نارُه، ولا يَحْتَرزُ منه جارُه.
- أيها الملكُ - مَن يبلُ العربَ يعرفْ فَضْلَهم، فاصْطَنع ِ (7) العربَ؛ فإنها الجبالُ الرواسي عِزًّا، والبحورُ الزواخِرُ طُمْيًا (8)، والنجومُ الزواهرُ شَرَفًا، والحصى عددًا. فإنْ تعرفْ لهم فضلَهم يُعِزُّوكَ، وإنْ تسْتَصْرخْهُم (9) لا يَخْذِلوكَ ".
قالَ كسرى - وخشِيَ أنْ يأتيَ منه كلامٌ يحمِلُه على السُّخْط ِ -:
حسبُكَ أبلغتَ، وأحسنتَ.
* العقد الفريد 1/ 109
_________________________________
1 - نهجت: وضحت.
2 - موالج: مداخل، وهي جمع مولج كمجلس والفعل منه: ولج يلج ولوجًا و لجة.
3 - السؤدد: (بفتح الدال وضمها) السيادة.
4 - النافذ: الظاهر أثره.
5 - نداماه: ندامى جمع ندمان، وهو النديم، وجع النديم نُدَمَاء. ونادَمَه أي:جالسه على الشراب.
* فائدة: ندمان بمعنى منادم مصروف؛ لأن مؤنثه ندمانة، أما ندمان بمعنى نادم فلا يصرف؛ لأن مؤنثه ندمى.
6 - تخمد: خمد كنصر وسمع.
7 - اصطنعْ: اختر، واصطفِ.
8 - طُمْيًا: طمى الماءُ يطمي طميًا أي: علا. وطما النبتُ أي: طال. وطما البحرُ أي: امتلأ. وطما الرجلُ أي: علت همتُه.
9 - تستصرخهم: تستنجد بهم.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:38 ص]ـ
"
نَهَجَتْ (1) لك سُبُلُ الرَّشَادِ، وخَضَعَتْ لكَ رقابُ العِبَادِ.
ما اجمل هذه البداية
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:49 ص]ـ
خطبة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب
(من دون نقط)
الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولد، ومآل كل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك
ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، طاول السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدل له وسواه أرسل محمداً علماً للإسلام وإماماً للحكام مسدداً للرعاع ومعطل أحكام ود وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود وأوعد أوصل الله له الاكرام، وأودع روحه الإسلام، ورحم آله وأهله الكرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، إعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال واسلكوا مسالك الحلال، واطرحوا الحرام، ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، واصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهر الأحرار مولداً وأسراهم سؤدداً، وأحلاهم مورداً، وهاهو أمكم وحل حرمكم مملكاً عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه، وهو اكرم صهر أودع الأولاد وملك ما أراد وما سهل مملكه ولا وهم ولا وكس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله حكم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وأهلم كلاً إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:50 ص]ـ
وهذه خطبه من دون الف
(يُتْبَعُ)
(/)
حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مُقرٍ بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جلَّ عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم ولن يزول كمثله شيءٌ وهو بعد كل شيءٍ، رب معتزز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوّه متكبر بسموّه ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد و بَعُد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله، بعثه في خير عصر، حين فترة، وكفر، رحمة لعبيد منة لمزيده، ختم به نبوته، وشيّد به حجته، فوعظ، ونصح وبلغ وكدح، رؤوف بكل مؤمن رحيم، رضي ولي زكي، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم، من رب غفور رحيم قريب مجيب، وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم وذّكرتكم بسنة نبيكم، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم، وخشية تذري دموعكم، وتقية تنجيكم قبل يوم يبليكم ويذهلكم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخف وزن سيئته ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع، وشكر وخشوع، بتوبة ونزع، وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره، قبل تكبر وتهرم وتسقم، يملّه طبيبه ويعرض عنه حبيبه، ويقطع عمره ويتغير عقله، ثم قيل هو موعوك، وجسمه منهوك، ثم جد في نزع شديد، وحضره كل قريب وبعيد، فشخص بصره وطمح نظره، ورشح جبينه وعطف عرينه، وسكن حنينه، وحزنته نفسه، وبكته عرسه، وحفر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق منه عدده، وقسم جمعه، وذهب بصره وسمعه، ومدّد وجرّد وعري وغسّل، ونشف وسجّي، وبسط له وهيئَ، ونشر عليه كفنه، وشدَّ منه ذقنه، وقمّص وعمّم، وودّع وشلَّم، وحمَّل فوق سرير، وصُلي علي بتكبير، ونقل من دور مزخرفة، وقصور مشيدة، وحجر منجدة، وجعل في ضريح ملحود وضيق مرصود، بملبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه حفره، وحثي عليه قدره وتحقق حضره، ونسي خيره، ورجع عنه وليه، وصفيه ونديمه ونسيبه، وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين قفر، يسعى بجسمه دود قبره ويسيل صديده من منخره، يسحق برمته لحمه، وينشف دمه ويرم عظمه، حتى يوم حشره. فنشر من قبره حين ينفخ في صور، وجيء بكل نبي وصديق وشهيد، وتوحد للفصل قدير، بعبده خبير بصير، فكم من زفرة تضنيه، وحسرة تنضيه، في موقف مهول، ومشهد جليل، بين يدي ملك عظيم وبكل صغير وكبير عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، ويحصره قلقه، عبرته غير مرحومة، وصرخته غير مسموعة وحجته غير مقبولة، زوال جريدته، ونشر صحيفته، نظر في سوء عمله، وشهدت عليه عينه بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وفرجه بلمسه، وجلده بمسه، فسلسل جيده، وغلت يده، وسيق فسحب وحده، فورد جهنم بكرب وشدة فظل يعذب في جحيم، ويسقى شربة من حميم، تشوي وجهه وتسلخ جلده، وتضربه زبنيته بمقمع من حديد، ويعود جلده بعد نضجه كجلد جديد، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فيلبث حقبة يندم، نعوذ برب قدير، من شر كل مصير، ونسأله عفو من رضي عنه، ومغفرة من قبله، فهو ولي مسألتي، ومنجح طلبتي، فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في حنته بعزته وخلَّد في قصور مشيدة، وملك بحور عين وحفدة، وطيف عليه بكؤوس وسكن حظيرة قدس، وتقلب في نعيم، وسقي في تسنيم، وشرب من عين سلسبيل، ومزج له بزنجبيل، مختم بمسك وعبير، مستديم للملك، مستشعر للسرور، يشرب من خمور في روض مغدق ليس يصدع من شربه، وليس ينزف، هذه منزلة من خشي ربه، وحذر نفسه معصيته، وتلك عقوبة من جحد مشيئته، وسولت له نفسه معصيته، فهو قول فصل، وحكم عدل، وخبر قصص قص، ووعظ نص، تنزيل من حكيم حميد، نزل به روح قدس مبين، على قلب نبي مهتد رشيد، صلت عليه رسل سفرة مكرمون بررة، عذت برب عليم رحيم كريم من شر كل عدو لعين رجيم، فليتضرع متضرعكم وليبتهل مبتهلكم ويستغفر كل مربوب منكم ولي ولكم وحسبي ربي وحده.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:10 ص]ـ
ومن الخطب المشهورة هذه الخطبة وتنسب إلى عليّ رضي الله عنه ونلحظ أنها من دون نقط:
[/ color]
رائع يا رسالة الغفران على هذا الجهد القيم. وهكذا فليكن الأدباء.
وأحب التنبيه على أمر وهو ما تراه في الاقتباس، ومن أجل المحافظة على أوقاتكم أيها الأحباب نرجو الاطلاع السريع على الخطب المذكورة.
مع الشكر والتقدير لكم أيها الأحباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:55 ص]ـ
إكمالُ وفود ِ أشراف ِ العرب ِ على كسرى
* ثم قامَ قيسُ بنُ مسعودٍ الشيبانيُّ، فقالَ:
" أطابَ اللهُ بكَ المَراشدَ، وجنَّبَكَ المصائبَ، ووقاكَ مكروهَ
الشَّصَائب ِ (1). ما أحقَّنا - إذ أتيناكَ - بإسماعِك ما لا يُحْنِقُ صدرَكَ، ولا يزرعُ لنا حِقْدًا في قلبِكَ! لم نَقْدَمْ - أيها الملكُ - لمُسَامَاةٍ، ولم ننتسبْ لمُعَاداةٍ، ولكنْ لِتَعْلَمَ أنت ورعيتُك ومَن حضرَكَ مِن وفودِ الأمم ِ أنَّا في المنطق ِ غيرُ مُحْجمين، وفي الناس ِ غيرُ مُقَصِّرين. إنْ جُوْرينا فغيرُ مَسْبُوقين، وإنْ سومينا فغيرُ مغلوبين ".
قالَ كسرى: غيرَ أنكم إذا عاهدتُم غيرُ وافين (وهو يعرِّضُ به في تركِهِ الوفاءَ بضمانِه السَّوَادَ (2).
قالَ قيسٌ:
" أيها الملكُ، ما كنتُ في ذلك إلا كوافٍ غُدِرَ به، أو كَخَافِر ٍ أخْفِرَ بذمَّتِه ".
قالَ كسرى: ما يكون ُ لضعيفٍ ضَمَان ٌ، ولا لذليل ٍ خفارة ٌ.
قالَ قيسٌ:
" أيها الملكُ، ما أنا فيما أخْفِرَ مِن ذمتي أحق ُّ بإلزامي العارَ منك فيما قُتِل مِن رعيتِك، وانْتُهِكَ مِن حُرْمَتِكَ ".
قالَ كسرى: ذلك لأنَّ مَن ِ ائتمن َ الخانة َ (3)، واسْتَنْجَدَ الأئمة َ نالَه مِن َ الخطأ ِ ما نالني، وليسَ كلُّ الناس ِ سواءً:
كيفَ رأيت َ حاجبَ بن َ زُرَارَة َ؟
لِم َ يُحْكِمُ قواه فيُبْرمُ، ويَعْهَدُ فيُوفِي، و يَعِدُ فيُنْجِز ُ؟!
قالَ قيسٌ:
" ما أحقَّهُ بذلكَ! وما رأيتُه إلا لي ".
قالَ كسرى: القومٌ بُزُلٌ (4)، فأفضلُها أشدُّها.
* العقد الفريد 1/ 110
_______________________________________
1 - الشصائب: جمع شصيبة وهي: الشدة.
2 - أي سواد العراق.
3 - الخانة: الخانة والخونة جمع خائن.
4 - بزل: البازل: الجمل في السنة التاسعة، والرجل الكامل في تجربته جمع بَزْل.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:25 م]ـ
إكمالُ وفودِ أشراف ِ العرب ِ على كسرى
* ثم قامَ عامرُ بنُ الطُّفَيْل ِ، فقالَ:
" كَثُرَ فنونُ المنطق ِ، ولَبْسُ القول ِ أعمى مِن حِنْدِس ِ (1) الظلماء ِ، وإنما الفَخْرُ في الفِعَال ِ، والعَجْزُ في النَّجْدَة ِ، والسُّؤدَدُ مطاوعة ُ القُدْرة ِ (2). وما أعْلمَكَ بقدرِنا، وأبصرَك بفضلِنا! وبالحَرَى (3) إنْ أدَالَتِ (4) الأيامُ، وثابَتِ الأحلامُ أنْ تُحْدِثَ لنا أمورًا
لها أعلامٌ (5) ".
قالَ كسرى: وما تلك الأعلامُ؟
قالَ عامرٌ:
" مُجْتَمَعُ (6) الأحياء ِ مِن ربيعة َ و مُضَرَ على أمر ٍ يُذكَرُ ".
قالَ كسرى: وما الأمرُ الذي يُذكرُ؟
قالَ عامرٌ: " ما لي علمٌ بأكثرَ مما خَبَّرَني به مُخْبِرٌ ".
قالَ كسرى: متى تكاهنْتَ يا بنَ الطفيل ِ؟!
قالَ عامرٌ: " لستُ بكاهن ٍ، ولكني بالرمح ِ طاعن ٌ ".
قالَ كسرى: فإنْ أتاكَ آتٍ من جهة ِ عينِك العوراء ِ ما أنتَ صانعٌ؟
قالَ عامرٌ:
" ما هيبتي في قفايَ بدون ِ هيبتي في وجهي، وما أذهبَ عيني عَيْث ٌ (7)، ولكنْ مُطَاوَعَة ُ العَبَث ِ ".
* العقد الفريد 1/ 111
___________________________________
1 - حندس: الليل المظلم والظلمة.
2 - أي أن يأتيَ المرءُ ما يقدرُ عليه، فإنّ ذلكَ يُبْلغُه السؤددَ.
3 - الحَرَى: أي خليق ٌ وجديرٌ.
4 - أدالت: نصَرَت.
5 - أعلام: أي أخبار مسموعة.
6 - مجتمع: اجتماع.
7 - عيث: إفسادٌ، والعيثُ هو: الإفسادُ.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:58 م]ـ
أكمالُ وفود ِ أشرافِ العرب ِ على كسرى
* ثم قامَ عمرُو بنُ معد يكربَ الزبيديُّ، فقالَ:
" إنما المرءُ بأصْغَرَيْهِ: قلبِه ولسانِه، فبلاغ ُ المنطق ِ الصوابُ، ومِلاك ُ النُّجْعَةِ (1) الارتيادُ، وعفوُ الرأي ِ خيرٌ مِن استكراه ِ الفكرة ِ، وتوقيفُ الخِبْرة ِ خيرٌ من اعتساف ِ الحَيْرَةِ، فاجتبذ ْ (2) طاعتَنا بلفظِك، واكتظم ْ بادِرَتَنا بحِلمِك، وألِنْ لنا كَنَفَكَ يَسْلَسْ لك قيادُنا، فإنّا أناسٌ لم يُوَقِّسْ (3) صَفَاتَنا قِرَاعُ مناقير ِ (4) مَنْ أرادَ لنا قَضْمًا (5)، ولكنْ مَنَعْنا حِمَانا مِن كلِّ مَن رامَ لنا هَضْمًا ".
* العقد الفريد 1/ 113
_______________________________________
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - النجعة: طلبُ الكلأ (العشب) في موضعه.
2 - اجتبذ: اجتذب.
3 - يوقس: الوقس هو: انتشار الجرب في البدن. والتوقيس: الإجراب أي: لم يخدش صَفَاتَنا، ويؤثر فيها.
4 - مناقير: جمع منقار وهو: حديدة كالفأس ينقر بها.
5 - قضمًا: أصله الأكل بأطراف الأسنان.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:27 م]ـ
نهاية ُ وفود ِ أشراف ِ العرب ِ على كسرى
* ثم قامَ الحارثُ بنُ ظالم ٍ المريُّ، فقالَ:
" إنّ مِن آفة ِ المنطق ِ الكذبَ، ومِن لُؤْم ِ الأخلاق ِ المَلَقَ، ومن خَطَل ِ الرَّأي ِ خِفَّة َ الملكِ المُسَلَّط ِ. فإنْ أعلمْناك أنّ مُواجهتَنا لك عَن ِ الائتلاف ِ، وانقيادَنا لك عنْ تَصَافٍ، فما أنتَ لقَبُول ِ ذلكَ منّا بخليق ٍ، ولا للاعتماد ِ عليه بحقيق ٍ، ولكنّ الوفاءَ بالعهود ِ، وإحكامَ وَلْث ِ العقود ِ، والأمرَ بيننا وبينك مُعْتدلٌ ما لم يأت ِ مِن قِبَلَك مَيْلٌ أو زلَلٌ ".
قالَ كسرى: مَن أنتَ؟
قالَ: الحارثُ بنُ ظالم ٍ.
قالَ كسرى: إنّ في أسماء ِ أبائِك لَدَليلاً على قِلَّةِ وفائِك، وأنْ تكونَ أولى بالغدر ِ، وأقربَ مِن َ الوِزْرِ.
قالَ الحارثُ:
" إنّ في الحق ِّ مَغْضَبة ً. والسَّرْوَ (1) التغافلُ. لن يَسْتَوْجِبَ أحدٌ الحِلْمَ إلا مع القُدْرة ِ؛ فَلْتُشْبِهْ أفعالُكَ مَجْلِسَكَ.
قالَ كسرى: هذا فتى القوم ِ.
ثم قالَ كسرى: قد فهمتُ ما نطقَتْ به خُطباؤكم، وتفنَّنَ به متكلِّموكم، ولولا أني أعلمُ أنّ الأدبَ لم يُثَقِّفْ أوَدَكم، ولم يُحْكِمْ أمرَكم، وأنه ليسَ لكم مَلِكٌ يَجْمَعُكم، فتنطقون عنده مَنْطِقَ الرَّعِيَّةِ الخاضعةِ الباخعةِ، فنطقتُم بما استولى على ألسنتِكم، وغَلَبَ على طِبَاعِكم، ولم أُجِزْ لكم كثيرًا مما تكلمتُم به، وإني لأكرهُ أنْ أجَبِّهَ وفودي، أو أُحْنِقَ صدورَهم، والذي أحبُّ مِن إصلاح ِ مُدَبِّرِكم، وتألُّفِ شواذِّكم، والإعذارِ إلى اللهِ فيما بيني وبينكم، وقد قبلتُ ما كان في منطقِكم من صواب ٍ، وصفحتُ عما كانَ فيه من خلل ٍ، فانصرفوا إلى ملكِكم، فأحسنوا مؤازرتَه، والتزموا طاعتَه، واردعوا سفهاءكم، وأقيموا أوَدَهم، وأحسنوا أدبَهم، فإنّ في ذلك صلاحَ العامةِ.
* العقد الفريد 1/ 114
__________________________________
1 - السرو: المروءة في شرف.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:40 ص]ـ
منَ العصر ِ الجاهليِّ:
* خطبَ صَعْصَة ُ بنُ معاوية َ إلى عامر ِ بن ِ الظَّرِبِ العدوانيِّ ابنتَه عَمْرَة َ، فقالَ:
يا صعصعة ُ، إنكَ جئتَ تَشتري مني كَبِدي، وأرْحَمَ وَلَدي عِندي. مَنَعْتُكَ أو بِعْتُكَ النِّكَاحُ خيرٌ منَ الأيْمَةِ (1)، والحسيبُ كُفْءُ الحسيب ِ، والزوجُ الصالحُ أبٌ بعدَ أب ٍ. وقد أنكحْتُك خِشْية َ ألا أجِدَ مثلَكَ أفِرُّ منَ السرِّ إلى العلانيةِ. أنصَحُ ابنًا، و أوْدِعُ قَويًّا. ثم أقْبَلَ على قومِه، فقالَ:
" يا معشرَ عَدَوانَ، أخرجْتُ مِن بين ِ أظهُرِكم كريمتَكم على غير ِ رغبةٍ عنكم، ولكنْ مَنْ خُط َّ له شيءٌ جاءَه. ربَّ زارع ٍ لنفسِه حاصِدٌ سِواه. ولولا قَسْمُ الحُظُوظ ِ على قَدْر ِ الجُدود ِ ما أدْرَكَ الآخرُ منَ الأول ِ شيئًا يعيشُ به، ولكنَّ الذي أرْسَلَ الحَيَا (2) أنبتَ المَرْعَى، ثم قَسَّمَه أُكْلاً (3) لكلِّ فَم ٍ بَقْلَة ٌ، ومنَ الماء ِ جَرْعَة ٌ. إنكم ترونَ ولا تعلمون َ. لنْ يَرَى ما أصِفُ لكم إلا كلُّ ذي
قلب ٍ واع ٍ (4)، ولكلِّ شيء ٍ رَاع ٍ، ولكلِّ رزق ٍ ساع ٍ، إما كَيِّسٌ وإما أحمق ُ. وما رأيتُ شيئًا إلا سمِعْتُ حِسَّهُ، ووجدتُ مَسَّهُ. وما رأيتُ موضوعًا إلا مصنوعًا، وما رأيتُ جائيًا إلا داعيًا، ولا غانمًا إلا خائبًا، ولا نِعْمة ً إلا ومعها بؤسٌ. ولو كان َ يُمِيتُ الناسَ الداءُ لأحياهم الدواءُ. فهل لكم في العِلْم ِ العليم ِ؟
قيلَ: ما هو؟ قد قلتَ فأصبتَ، وأخبرتَ فصدقتَ، فقالَ:
" أمورًا شتىً، وشيئًا شيًّا حتى يرجِعَ الميتُ حَيًّا، ويعودَ لا شيءُ شيًّا، ولذلك خُلِقَتِ الأرضُ والسماواتُ ".
فتولوا عنه راجعين.
فقالَ:
" وَيْلُمِّها (5) نصيحة ً (6) لو كانَ مَن يَقْبَلُها ".
* (مجمع الأمثال 1/ 211 + البيان والتبيين 2/ 37 +
العقد الفريد 3/ 223)
______________________________
1 - الأيمة: الأيامَى: الذين لا أزواجَ لهم منَ الرجال ِ والنساء ِ. الواحدُ منهم أيِّمٌ سواءً كانَ مُتزوجًا منْ قبلُ أم لم يتزوجْ. وامرأة ٌ أيِّم ٌ بكرًا كانتْ أو ثَيِّبًا. وقد آمَتْ تئيم أيمة ً وأيُوْمًا. وفي الحديث ِ " أنه كانَ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - يَتَعَوَّذ ُ منَ الأيْمَة ".
2 - الحيا: المطر.
3 - أكلا ً: ما يُؤكل. والرزق ُ كذلك.
4 - واع ٍ: حافظٌ.
5 - ويلمها: يقال للمستجاد: ويلمه أي: ويلٌ لأمِّه كقولهم: لأب ٍ لك. يريدون: لا أبَ لكَ، فركبوه، وجعلوه كالشيءِ الواحد ِ.
6 - إعرابها: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة؛ لأنها بعد التعجب كقولهم: (للهِ دَرُّهُ فارسًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:25 م]ـ
ومن خطب أبي بكر بن عبد الله أمير المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، والتحية والإكرام، وقد بلغه عن قوم من أهل المدينة أنهم ينالون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسعفهم آخرون على ذلك: أيها الناس! إني قائل قولاً فمن وعاه وأداه فعلى الله جزاؤه، ومن لم يعه فلا يعد من ذمامها؛ إن قصرتم عن تفصيله، فلن تعجزوا عن تحصيله.
فأرعوه أبصاركم وأوعوه أسماعكم وأشعروه قلوبكم؛ فالموعظة حياة، والمؤمنون إخوة؛ وعلى الله قصد السبيل، ولو شاء لهداكم أجمعين. فأتوا الهدى تهتدوا، واجتنبوا الغي ترشدوا، وأنيبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. والله جل جلاله وتقدست أسماؤه أمركم بالجماعة ورضيها لكم. ونهاكم عن الفرقة وسخطها منكم. فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحت بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها. جعلنا الله وإياكم ممن يتبع رضوانه ويجتنب سخطه فإنا نحن به وله. وإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالدين، واختاره على العالمين، واختار له أصحاباً على الحق وزراء دون الخلق. اختصهم به وانتخبهم له، فصدقوه ونصروه وعزروه ووقروه؛ فلم يقدموا إلا بأمره، ولم يحجموا إلا عن رأيه، وكانوا أعوانه بعهده، وخلفاءه من بعده. فوصفهم فأحسن وصفهم وذكرهم فأثنى عليهم فقال وقوله الحق " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار " إلى قوله: " مغفرة وأجراً عظيماً " فمن غاظوه كفر وخاب وفجر وخسر. وقال الله جل وعز " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً " إلى قوله " ربنا إنك رءوف رحيم " فمن خالف شريطة الله عليه لهم وأمره إياه فيهم فلا حق له في الفيء، ولا سهم له في الإسلام في آي كثيرة من القرآن، فمرق مارقة من الدين. وفارقوا المسلمين وجعلوهم عصين. وحزبوا أجزاباً، وأشابات وأوشاباً. فخالفوا كتاب الله فيهم فخابوا وخسروا الدنيا والآخرة. ذلك هو الخسران المبين. أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم. مالي أرى عيوناً خزراً، ورقاباً صعراً، وبطوناً بجرى، شجى لا يسيغه الماء، وداء لا يشرب فيه الدواء. أفنضب عنكم الذكر صفحاً أن كنتم قوماً مسرفين. كلا والله بل هو الهناء والطلاء حتى يظهر العذر، ويبوح السر، ويضح العيب، ويشوس الجيب. فإنكم لم تخلقوا عبثاً ولم تتركوا سدى، ويحكم إني لست أتاوياً أعلم، ولا بدوياً أفهم. قد حلبتكم أشطراً، وقلبتكم أبطناً وأظهراً. فعرفت أنحاءكم وأهواءكم، وعلمت أن قوماً أظهروا الإسلام بألسنتهم، وأسروا الكفر في قلوبهم، فضربوا بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض، وولدوا الروايات فيهم، وضربوا الأمثال، ووجدوا على ذلك من أهل الجهل من أبنائهم أعواناً يأذنون لهم، ويصغون إليهم، مهلاً مهلا! قبل وقوع القوارع وطول الروائع هذا لهذا ومع هذا، فلست أعتنش آئباً ولا تائباً، عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام، فأسروا خيراً وأظهروه واجهروا به وأخلصوه. وطالما مشيتم القهقرى ناكصين. وليعلم من أدبر وأصر أنها موعظة بين يدي نقمة، ولست أدعوكم إلى هوى يتبع، ولا إلى رأي يبتدع. إنما أدعوكم إلى الطريقة المثلى، التي فيها خير الآخرة والأولى، فمن أجاب فإلى رشده، ومن عمي فعن قصده. فهلم إلى الشرائع، الجدائع، ولا تؤولوا عن سبيل المؤمنين، ولا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير " بئس للظالمين بدلاً ". إياكم وبنيات الطريق، فعندها الترنيق والترهيق. وعليكم بالجادة فيه أسد وأورد، ودعوا الأماني فقد أودت من كان قبلكم. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. ولله الآخرة والأولى. ولا تفتروا على الله الكذب فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 01:11 م]ـ
:)
ماذا أقول لك أخي ليثًا؟!
لقد وضعتني في حيص بيص! سلّم الله يديك، وأجزل لك المثوبة.
لكل شكري واحترامي وتقديري.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 01:30 م]ـ
:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا أقول لك أخي ليثًا؟!
لقد وضعتني في حيص بيص! سلّم الله يديك، وأجزل لك المثوبة.
لكل شكري واحترامي وتقديري.
كيف وضعتك في حيص بيص؟
أفصح بارك الله فيك
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 02:00 م]ـ
أي: احترت كيف أكافئك، وكيف أوفيك حقك أيها المبدع المتجدد الرائع.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 02:40 م]ـ
لقد اخترت فأحسنت الاختيار فكان لزاما علينا المشاركة والدعم.
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:23 م]ـ
علي بن ابي طالب
بعد انصرافه من صفين
وفيها حال الناس قبل البعثة وصفة آل النبي ثمّ صفة قوم آخرين
أحْمَدُهُ اسْتِتْماماً لِنِعْمَتِهِ، وَاسْتِسْلاَماً لِعِزَّتِهِ، واسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلى كِفَايَتِهِ، إِنَّهُ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ، وَلا يَئِلُ (1) مَنْ عَادَاهُ، وَلا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ; فَإِنَّهُ أَرْجَحُ ما وُزِنَ، وَأَفْضَلُ مَا خُزِنَ. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاَصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا (2)، نَتَمَسَّكُ بها أَبَداً ما أَبْقانَا، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا، فَإِنَّها عَزيمَةُ الْإِيمَانِ، وَفَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ (3). وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرْسَلَهُ بِالدِّينِ المشْهُورِ، وَالعَلَمِ المأْثُورِ، وَالكِتَابِ المسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللاَّمِعِ، وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ، إزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ، وَتَخْويفاً بِالمَثُلاَتِ (4)، وَالنَّاسُ في فِتَن انْجَذَمَ (5) فِيها حَبْلُ الدِّينِ، وَتَزَعْزَعَتْ سَوَارِي اليَقِينِ (6)، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ (7)، وَتَشَتَّتَ الْأَمْرُ، وَضَاقَ الْمَخْرَجُ، وَعَمِيَ المَصْدَرُ، فَالهُدَى خَامِلٌ، واَلعَمَى شَامِلٌ. عُصِيَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّيْطَانُ، وَخُذِلَ الْإِيمَانُ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ، وَتَنكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَدَرَسَتْ (8) سُبُلُهُ، وَعَفَتْ شُرُكُهُ (9). أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ (10)، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَقَامَ لِوَاؤُهُ، في فِتَن دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا (11)، وَوَطِئَتْهُمْ بأَظْلاَفِهَا (12)، وَقَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا (13)، فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ، فِي خَيْرِ دَارٍ، وَشَرِّ جِيرَانٍ، نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بأَرْضٍ عَالِمُها مُلْجَمٌ، وَجَاهِلُها مُكْرَمٌ.
ومنها ويعني آل النبي عليه صلوة والسلام
هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ، وَلَجَأُ أَمْرِهِ (14)، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ (15)، وَمَوْئِلُ (16) حُكْمِهِ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ، وَجِبَالُ دِينِه، بِهِمْ أَقَامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ، وَأذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ (17).
منها يعني بها قوماً آخرين
زَرَعُوا الفُجُورَ، وَسَقَوْهُ الغُرُورَ، وَحَصَدُوا الثُّبُورَ (18)، لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد صَلَّي عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي (19)، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي. وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الْآنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ.
--------------------------------------------------------------------------------
1. وَألَ: مضارعها يَئِلُ ـ مِثل وَعَدَ يَعِدُ ـ نجا ينجو.
2. مُصَاصُ كل شيء: خالصُهُ.
3. مَدْحَرَةُ الشيطان: أي أنها تبعده وتَطْرُدُهُ.
4. المَثُلات ـ بفتح فضم ـ: العقوبات، جمع مَثُلَة بضم الثاء وسكونها بعد الميم.
5. انْجَذَمَ: انقطع.
6. السّوارِي: جمع سارية، وهي العَمُود والدِّعامة.
7. النّجْر ـ بفتح النون وسكون الجيم ـ: الاصل.
8. دَرَسَت، كانْدَرَسَتْ: انطَمَستْ.
9. الشّرُك: جمع شِراك ككتاب وهي الطريق.
10. المَنَاهِلُ: جمع مَنْهل، وهو مَوْرِد النهر.
11. الاخْفَاف: جمع خُفّ، وهو للبعير كالقدَم للانسان.
12. الاظلاف: جمع ظِلْف ـ بالكسر ـ للبقر والشاة وشبههما، كالخفّ للبعير والقدم للانسان.
13. السّنَابك: جمع سُنْبُك ـ كقُنْفُذ ـ وهو طَرَفُ الحافر.
14. اللّجَأ ـ محرّكةً ـ: المَلاَذُ وما تلتجىء وتعتصم به.
15. العَيْبَةُ ـ بالفتح ـ: الوعاء.
16. المَوْئِلُ: المَرْجِع.
17. الفَرَائص: جمع فريصة، وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف لاتزال تُرْعَدُ من الدابة.
18. الثّبُور: الهلاك.
19. الغالي: المبالغ، الذي يُجاوز الحد بالافراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
عائشة بن أبي بكر
حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثني محمد بن أبي علي البصري قال حدثنا محمد بن
عبيد الله السدوسي قال حدثنا أبو المنهال سويد بن علي بن سويد بن منجوف عن هشام
بن عروة عن أبيه قال بلغ عائشة أن ناساً نالوا من أبي بكر فبعثت إلى جماعة منهم فعذلت
وقرعت ثم قال أبي ما أبيه لا تعطوه الأيدي ذاك والله حصن منيف وظل مديد انجح إذا
كذبتم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد فتى قريش ناشئاً وكهفها كهلاً
يريش مملقها ويفك عانيها ويرأب صدعها ويلم شعثها حتى حلته قلوبها واستشرى في دينه
فما برحت شكيمته في ذات الله عز وجل حتى اتخذ بفنائه مسجداً يحيي فيه ما أمات
المبطلون وكان غزير الدمعة وقيد الجوانح شجي النشيج فانصفقت عليه نسوان أهل مكة
وولدانها يسخرون منه ويستهزؤن به والله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون وأكبرت
ذلك رجالات قريش فحنت له قسيها وفوقت إليه سهامها فامتثلوه غرضاً فما فلوا له صفاة
ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وأرست أوتاده ودخل
الناس فيه أفواجاً من كل فرقة إرسالاً وأشتاتاً اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله ما
عنده فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وآله ضرب الشيطان برواقه
وشد طنبه ونصب حبائله وأجلب بخيله ورجله وألقى بركبه واضطرب حبل الدين
والإسلام ومرج عهده وماج أهله وعاد مبرمه إنكاساً.
وبغى الغوائل وظن رجال أن قد اكثبت أطماعهم نهزتها ولات حين الذي يرجون وإني
والصديق بين أظهرهم فقام حاسراً مشمراً قد رفع حاشيتيه وجمع قطريه فرد نشر الدين
على غره ولمّ شعثه بطيه وأقام أوده بثقافه فابذقر النفاق بوطأته وانتاش الدين فنعشه فلما
أراح الحق على أهله وأفر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها وحضرته منيته
نضر الله وجهه فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة والمعدلة ذاك ابن الخطاب لله
در أم حفلت له ودرت عليه لقد أوحدت ففنخ الكفرة وديخها وشرد الشرك شذر مذر
وبعج الأرض وبخعها ففاءت أكلها ولفظت خبيئها ترأمه ويصد عنها وتصدي له ويأباها ثم
وزع فيئها فيها وتركها كما صحبها فأروني ماذا ترتأون وأيّ يومي أبي تنقمون أيوم أقامته إذ
عدل فيكم أو يوم ظعنه إذ نظر لكم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
___________
بلاغات النساء لابن طيفور
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:36 م]ـ
الله الله الله، يا رسالة الغفران.
هداك الله، وغفر لك، وأصلح لك شأنك كله.
ما هذه الروعة، ما هذا الجمال، ما هذا التنسيق والترتيب، ما هذا التفسير؟
ما هذا يا رجل؟ لقد قلبت موازين النافذة أيها الرائع.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:38 م]ـ
استاذي الفاضل: ارجوك خفف من مدحك، فها أنت تخجلنا وتدفعنا إلى المشاركة مرة بعد اخرى،،،
همسة في اذنك ... لا تشكرني، فأنا لا استحق،،،
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:41 م]ـ
عائشة بنت ابي بكر
وحدثني أبو
محمد قال حدثنا حيان بن موسى الكشمهاني قال أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك قال
أخبرنا معمر عن الزهري عن القاسم قال معاوية ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبلغ من عائشة -
قال وحدثني إسماعيل بن إسحاق الأنصاري قال حدثني
علي بن أعين عن أبيه قال بلغنا أن عائشة لما قبض أبو بكر ودفن قامت على قبره فقالت:
نضر الله يا أبت وجهك وشكر لك صالح سعيك فلقد كنت للدنيا مذلاً بأدبارك عنها
وللآخرة معزاً بإقبالك عليها ولئن كان أعظم المصائب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لى الله عليه وآله رزؤك وأكبر الأحداث بعده فقدك فإن كتاب الله عز وجل ليعدنا بالصبر
عنك حسن العوض منك وأنا متنجزة من الله موعده فيك بالصبر عليك ومستعينته بكثرة
الاستغفار لك فسلام الله عليك توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاة فيك وحدثنا
هرون بن مسلم بن سعدان قال حدثنا العتبي عن أبيه قال ذكرت عائشة أباها فاستغفرت
ثم قالت أن أبي كان غمراً شاهده غمراً غيبه غمراً صمته إلا عن مفروض ذلله عند الحق
إذا نزل به يتمخج الأمر هويناه ويريع إلى قصيراه أن استعزز اسجح وأن تعزز عليه طامن
طيار بفناء المعضلة بطيّ عن مماراة الجليس منشئ لمحاسن قومه موقور السمع عن الأذاة يا
طول حزني وشجاي لم ألع على مثكول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه
وآله لوعي على أبي طامن المصائب رزؤه وكنت بعدالنبي صلى الله عليه وسلم لى الله
عليه وآله لأرزء أحفله وعاء الوحي وكافل رضاه الرب وأمين رب العالمين وشفيع من قال لا
إله إلا الله ثم أنشأت تقول:
إن ماء الجفون ينزحه الهم = مّ وتبقى الهموم والأحزان
ليس ياسوا جوي المرازي ماء = سفحته الشؤون والأجفان
________
بلاغات النساء لابن طيفور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:58 م]ـ
كل هذا يحدث وأنا في المريخ
عذراً ياصاحبي لو علمت عن هذا الجهد الرائع لكنت من السابقين لكن انشغالي بالدراسه ابعدني عن الفصيح واخباره لكن اعدك بأن اجلب المفيد والرائع ياصاحب الأبداع والقلب الحنون سلمت اناملك وانامل كل من كتبوا
محبك في الله
اخوك
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 04:12 م]ـ
أهلا أبا غيداء، شرفتنا بكتابتك الظريفة والرائعة والماتعة والحنونة.
وهذه النافذة تزهو أن كتبت بها وعلقت على الجهد المبذول فيها.
دعواتي أيها الكريم الحبيب.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 06:48 م]ـ
فن الخطابة
هذا فن من القول خاص، يواجه فيه صاحبه جمهوراً من الناس يخاطبهم، فليس هو كسائر فنون القول الأخرى. كالمقاله أو القصة أو الرسالة، يكتبها الكاتب مختلياً نفسه حراً في أن يقدم أو يؤخر، أو يطيل أو يقصر، أو يتوقف أو يستمر
فالخطابة فن من القول مرتبط بالخطيب والجمهور معاً. وهذه المواجهة تقتضي أموراً:
-منها أن يكون الخطيب قادراً على مواجهة الجمهور
-تمكنه من اللغة ومن التصرف في الأسلوب
-عارفا بنفسية المخاطبين
- ملماً بموضوعه بجميع أطرافه
-ومنها أن يعمل الخطيب على التأثير في نفوس جمهوره بواسطة الكلمة الحية المؤثرة، التي تصادف مواطن الشعور والإحساس
- ومنها أن تتوفر الخطبة على عناصر إقناعية من حجج وبراهين ومنطق حينا وعاطفة حيناً آخر.
فالخطابة هي فن الإقناع بواسطة الأسلوب البليغ. ومن هذه الناحية تشبه الشعر، لأنها تثير العواطف وتحرك الخيال، وتستعمل المجازات كما يفعل الشاعر. كما أنها تعتمد على الإيقاع، ومراعاة تقسيم الجمل، وتوفير التوازن فيها مع بعض السجع والازدواج، ليحدث الإيقاع الذي يقابل الوزن في الشعر، ولكن الخطابة تختلف عن الشعر لأنها تعتمد على الأسلوب المرسل، وتختص بالموضوعات الدينية والسياسية والاجتماعية والحربية.
إن الخطابة فن قديم في سائر آداب الأمم، لأن الناس كانوا دائماً في حاجة إليها في حياتهم الاجتماعية والسياسية والدينية، يقنع بعضهم بعضاً، ويوجه قادتهم ويؤثر فيهم، وربما كانت الكلمة البليغة في الخطبة المؤثرة أنفع من قوة السلاح، ولهذا قالت العرب قديماً: رب قول أنفذ من صول.
فالخطبة أسلوب الدعوة إلى الفكرة والعقيدة، وأداة للمحاكمة والاحتكام، ووسيلة للدعاية والتوجيه، وعماد الحرب والسلم والمفاوضة والمناصرة والتنفير للجهاد. وبفضل ذلك كله نعتبره أدبا شعبياً، أو فناً يخاطب به الجمهور.
وتحتل الخطبة في الأدب العربي مكانة مرموقة، ولا سيما في العصور القديمة. فقد كان الخطباء يقومون في المجتمع العربي مقام الولاة والزعماء والقضاة والسفراء، لأن من شروط السيادة والتفوق عندهم قوة البيان والقدرة على الإقناع، فالخطباء وحدهم يقدرون على الفصل في الخصومات والمشاركة في المفاخرات والمنافرات، والحضور في الوفادات والمفاوضات. كان ذلك في المجتمع الجاهلي، أما في المجتمع الإسلامي حين ظهر الإسلام وحين قامت الدولة الإسلامية، وقوى الصراع السياسي، واشتدت الحاجة الى التوجيه الديني والسياسي فقد كان شان الخطابة أعظم وأخطر، ولا سيما والأمية متفشية في الجماهير، ووسائل التواصل بين المفكرين والقادة وبين الرأي العام نادرة باستثناء الخطابة. وهكذا تزدهر الخطابة عند الأمم بقدر ما تشيع فيها الأمية، وتكثر عندها الحروب أو المنازعات السياسية، وتتوفر لديها حرية القول. وتواجه المشكلات الاجتماعية والأخلاقية، أو الانقلابات السياسية والفكرية. وفي ضوء ذلك نقسم الخطابة الى أنواع حسب موضوعاتها، فهناك:
-الخطابة الدينية: وتقوم على الوعظ والإرشاد وتحليل القيم الأخلاقية في ضوء العقيدة الدينية. ومن هذا القبيل خطب الجمع والأعياد مما سنته الشريعة الإسلامية في المواسم والأعياد، ولاننسى خطبة الجمعة التي أقرها الإسلام كل جمعة لما لها من أهمية لدى العامة والخاصة من الناس، مما يقتضي أن يكون الخطيب ملماً بل وأكثر من ملم، فيكون فصيحاً بليغاً مفوهاً ذكياً عالماً بأحوال الناس فهو منهم ويعرف بما يتأثرون وكيف يصل إلى قلوبهم وعقولهم بمختلف مستوياتها
-الخطب السياسية: وهي التي تقوم على توجيه الرأي العام من طرف زعيم سياسي أو رئيس حاكم، أو مواطن يدعو لفكرة في قضية وطنية تهم المصلحة العامة للوطن.
الخطبة الاجتماعية: وهي لتي تقوم على التوجيه الاجتماعي والأخلاقي في شؤون التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع في مناسبة من المناسبات.
الخطبة الحربية: وتقوم على استنفار الناس للحرب أو الجهاد أو المقاومة عند مواجهة المعارك، أو مقاومة الأعداء أو دفع الضيم واسترداد الحرية.
ولازالت الخطابة في العصر الحديث ولا سيما في الأدب العربي تحتل مكانتها رغم توفر وسائل أخرى للاتصال بالجماهير وعلى رأسها الصحافة. فالأحزاب السياسية، وزعماؤها، والحكام والناطقون باسمهم، والبرلمانات والمجالس الوطنية وأعضاؤها، والجمعيات المختلفة وموجهوها كلهم يعتمدون على الخطابة في الاقناع والتأثير على الرأي العام في المناقشات والمفاوضات والمؤتمرات.
ومما تقدم ندرك أهمية شخصية الخطيب وثقافته وبلاغته وإيمانه، فهو سيؤثر بالجميع .. وقد يذكي أبواباً للفتنة لا انغلاق لها و بالعكس فقد يخمد نيرانها
وقد يدخل معتقدات خاطئة في أذهان العامة من الناس فينحرفوا عن الجادة والطريق
فليتق الله كل ذي بلاغة وفصاحة وقدرة على الخطابة فأهميته كبيرة بالغة الأثر في أمة بحالها
- مأخوذ من النصوص الأدبية -، الطبعة الثانية 1407هـ - 1987م ن، بتصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 07:00 م]ـ
فن الخطابة
- مأخوذ من النصوص الأدبية -، الطبعة الثانية 1407هـ - 1987م ن، بتصرف
[/ font][/right][/b][/color][/size]
بارك الله فيك أختي، جميل ما تقدمت به، ولو أفردت له موضوعا خاصا لكان أفضل، أو لو كان مقدمة لهذا الموضوع لكان أروع؛ وذلك حتى يراه الجميع ولا يضيع في هذه الصفحات التي لا يتابعها إلا عدد محدود.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 08:04 م]ـ
بارك الله فيك أختي، جميل ما تقدمت به، ولو أفردت له موضوعا خاصا لكان أفضل، أو لو كان مقدمة لهذا الموضوع لكان أروع؛ وذلك حتى يراه الجميع ولا يضيع في هذه الصفحات التي لا يتابعها إلا عدد محدود.
أخي الكريم ليث:
تابعت الموضوع منذ البداية وكم أعجبني .. وجزى الله خيراً من بدأ به وشارك .. فالمشاركات رائعة حقاً .. تقشعر لها الأبدان غالباً .. وفعلاً تمنيت لو كانت البداية تعريفاً بفن الخطابة ليكون مدخلاً لهذا الموضوع المهم الجميل ..
وأخيراً قررت المشاركة .. فأن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً
ولا يمكن أن أفرد بالتعريف موضوعاً خاصاً بعيداً عن الأصل ليكون متكاملاً برابط واحد ..
وظني أن من يهتم بالموضوع سيقرؤه مثلي من الصفحات الأولى للأخيرة ..
لك شكري أخ ليث .. عودتنا المتابعة والاهتمام .. وفقك الله
وأطلب من العلي القدير الرضى والقبول
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:38 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أهلا أخيتي (الباحثة عن الحقيقة)، بل نحن الباحثون عن أمثالك؛ فلقد سعدنا جدًّا بمشاركتك، وما كتبته - فعلا - كان من الواجب أن يكون في صدر النافذة، ولكن
(سبق السيف العذل).
ونحن الآن متعطشون منتظرون على أحر من الجمر لما سوف تكتبين.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:59 ص]ـ
منَ العصْر ِ الجاهليِّ
* قالَ هانئ ُ بنُ قَبِيْصَة َ الشيبانيُّ يُحَرِّضُ قومَه يومَ ذي قَار ٍ (1):
" يا معشرَ بَكْر ٍ، هالكٌ معذورٌ خيرٌ مِن ناج ٍ فَرُور ٍ. إنّ الحذرَ لا يُنْجي مِنَ القَدَر ِ، وإنّ الصبرَ مِن أسبابِ الظَّفَر ِ. المَنِيَّة َ ولا الدَّنِيَّة َ. استقبالَ الموت ِ خيرٌ مِن استدباره. الطَّعْن َ في ثُغَر ِ (2) النُّحُور ِ أكرمُ منه في الأعْجَاز ِ والظُّهُور ِ. يا آلَ بكر ٍ، قاتِلُوا، فما للمنايا مِنْ بُد ٍّ ".
* الأمالي لأبي علي 1/ 92
_____________________________________
1 - كانَ مِن أعظم ِ أيام ِ العرب ِ وأبلغِها في توهين ِ أمر ِ الأعاجم ِ، وهو يومٌ لبني شيبان َ. وكانَ أبرويز ُ أغزاهم جيشًا، فظَفِرَ بنو شيبان َ، وهو أولُ يوم ٍ انتصرَتْ فيه العربُ مِنَ العجم ِ.
2 - جمع ثُغرة (بضم الثاء) وهي: نَقْرَة ُ النَّحْر ِ بين َ التُّرْقُوَتين.
والثَّغْرَة (بفتح الثاء): كلُّ عورة ٍ منفتحةٍ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:18 م]ـ
خطبة لسليمان بن عبد الملك
الحمد للّه، ألا إن الدُّنيا دار غُرور، ومنزل باطل، تُضْحِك باكياً، وتُبْكي ضاحكاً، وتُخِيف أمِناً، وتُؤمِّن خائفاً، وتُفقِر مثرْياً، وتثري مُقْتِراً، مَيَّالة غرَّارة، لعَّابة بأهلها. عبادَ الله، فاتّحذوا كِتاب اللّه إماَماً، وارَتضُوا به حَكماً، واجعلوه لكم قائداً، فإنه ناسخٌ لما كان قبلَه، ولم يَنْسخه كتاب بعده. واعلموا عبادَ اللّه أن هذا القران يَجْلو كيْدَ الشِّيطان، كما يجلو ضوءُ الصُّبح إذا تنفّس، ظلام الليل إذا عَسْعَس.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:27 م]ـ
خطب عمر بن عبد العزيز
رحمه اللّه ورضي عنه:
(1)
قالت العُتبي: أول خُطبة خَطبها عمرُ بن عبد العزيز رحمه اللّه قوله: أيها الناس، أصْلحوا سرائركم تَصْلُح لكم عِلانِيَتُكم، وأصْلِحُوا أخرتكم تَصْلح دُنْياكم؛ وإنَ امرئ ليس بينه وبين آدمَ أبٌ حيٌّ لَمُعْرِقٌ في المَوْت.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:30 م]ـ
مذهل أيها الحبيب لا عدمناك أخًا وأديبًا ورائعًا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:32 م]ـ
وخطبة له رحمه اللّه
(2)
إن لكل سَفْر زاداً لا محالة، فتزوَّدُوا مِن دُنياكم لأخرتكم التَقْوى، وكُونوا كمن عايَن ما أعدَّ اللّه له من ثَوابه وعقابه، فتَرهبوا وتَرْغَبوا، ولا يَطولَنَّ عليكم الأمد فَتَقْسُو قلوبُكم، وتَنْقادوا لعدوّكُم، فإنه واللّه، ما بُسِط أملُ مَن لا يدري لعلّه لا يُصبح بعد إمسائه، أو يمسي بعد إصباحه، وربما كانت بين ذلك خَطرات المَنايا، وإنما يطمئن إلى الدًّنيا مَن أمِن عواقبها، فإنّ من يداوي من الدنيا كَلْماً أصابت جِراحةً من ناحية أخرى، فكيف يَطْمئنُّ إليها، أعوذ باللّه إن أمرُكم بما أنْهى عنه نَفسى فَتَخْسَر صَفْقتي، وتَظْهَر عَيْلَتي، وتبدو مَسْكَنتي، في يوم لا يَنفع فيه إلا الحقّ والصِّدق. ثم بَكى وبَكى الناس معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:48 م]ـ
(3)
عن شبيب بن شيبة عن أبي عبد الملك قال: كنت من حَرس الخُلفاء قَبْل عمر، فكنا نقوم لهم ونَبْدؤهم بالسّلاح. فخرج علينا عمر رضي اللّه عنه في يوم عِيد وعليه قَميص كَتَّان وعِمامة على قَلَنْسوة لاطِئة، فَمَثلنا بين يديه وسَلّمنا عليه، فقال: مه، أنتم جماعة وأنا واحد، السلامُ عليّ والردّ عليكم؟ وسَلّم، فَرَدَدْنا، وقُرِّبت له دابّته فأعرض عنها ومَشى، ومَشينا، حتى صَعِد المِنْبر، فحمد الله وأثنى عليه وصَلّى عَلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وَددْت أن أغنياء النّاس اجتمعوا فردُّوا على فُقرائهم، حتى نَسْتَويَ نحن بهم، وأكونَ أنا أوّلَهم. ثم قال: ما لي وللدُّنيا؛ أم مالها ومالي؛ وتكلم فأرَقّ حتى بكى الناسُ جميعاً، يميناً وشمالاً. ثم قَطع كلامه ونَزل! فدنا منه رجاءً بن حَيْوة، فقال له: يا أمير المؤمنين، كَلِّمتَ الناسَ بما أرقّ قُلويهم وأبكاهم، ثم قَطعته أحوجَ ما كانوا إليه. فقال: يا رجاء، إني أكره المُباهاة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 01:11 م]ـ
خطبة عمر بن عبد العزيز رحمه اللَّه
(4)
قال أبو الحسن قال: حدّثنا المغيرة بن مطرِّف، عن شعيب بن صفوان، عن أبيه قال: خطب عمر بن عبدالعزيز بخُناصرةَ خطبةً لم يخطُبْ بعدها غيرَها حتّى مات رحمه اللَّه، فحمِد اللًَّه وأثنى عليه وصلى على نبيّه ثم قال: أيُّها الناس، إنّكم لم تُخلَقوا عبثاً ولم تُتَركوا سُدًى، وإنّ لكم مَعاداً يحكم اللَّه بينكم فيه، فخابَ وخَسِرَ من خرج من رحمة اللَّه التي وسعَتْ كلَّ شيء، وحُرِم الجنَّةَ التي عَرضُها السّموات والأرض، واعلموا أنّ الأمان غداً لمن خاف اللَّه اليوم، وباع قليلاً بكثير، وفائتاً بباق، ألا تُرَون أنّكم في أسلاب الهالكين، وسيخلِّفها مِن بَعدكم الباقون كذلك، حتى تُرَدُّوا إلى خير الوارثين، ثم أنتم في كلِّ يوم تُشَيِّعونَ غادياً ورائحاً إلى اللَّه، قد قَضَى نحبَه وبلَغ أجلَه، ثم تغيِّبونه في صَدْعٍ من الأرض، ثم تَدَعونه غير مُوَسَّد ولا مُمَهَّد، قد خَلَع الأسبابَ، وفارَق الأحباب، وباشَرَ التراب، وواجَه الحِساب، غَنيّاً عما تَرك، فقيراً إلى ما قدّم، وايمُ اللَّهِ إنِّي لأقول لكم هذه المقالةَ، وما أعلَمُ عند أحدٍ منكم من الذُّنوب أكثَرَ مما عندي، فأستغفر اللّه لي ولكم، وما تبلغُنا حاجةٌ يتّسع لها ماعندنا إلاّ سدَدناها، وما أحدٌ منكم إلاّ ودِدْت أنّ يده مع يدي، ولُحْمَتي الذين يلونني، حتى يستويَ عيشُنا وعيشكم، وايمُ اللَّه إنِّي لو أردت غير هذا من عيشٍ أو غَضَارة، لكان اللسان مني ناطقاً ذَلُولاً، عالماً بأسبابه، لكنه مضى من اللّه كتاب ناطق، وسُنّة عادِلَة، دَلَّ فيهَا على طاعته، ونهى فيها عن معصيته، ثم بكى رحمه اللَّه، فتلقَّى دموعَ عينيه بطرَف ردائِه، ثم نزل، فلم يُرَ على تلك الأعواد حتّى قبضه اللَّه إلى رحمته.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 02:16 م]ـ
في العصر الجاهلي
إصلاح مرثد الخير بين سبيع بن الحارث وبين ميثم بن مثوب
كان مرثد الخير بن ينكف قيلا وكان حدبا على عشيرته محبا لصلاحهم وكان سبيع بن الحرث وميثم بن مثوب بن ذي رعين تنازعا الشرف حتى تشاحنا وخيف أن يقع بين حييهما شر فيتفانى جذماهما فبعث إليهما مرثد فأحضرهما ليصلح بينهما فقال لهمامقال مرثد الخير
إن التخبط وامتطاء الهجاج واستحقاب اللجاج سيقفكما على شفا هوة في توردها بوار الأصيلة وانقطاع الوسيلة فتلافيا أمركما قبل انتكاث العهد وانحلال العقد وتشتت الألفة وتباين السهمة وأنتما في فسحة رافهة وقدم واطدة والمودة مثرية والبقيا معرضة فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب ممن عصى النصيح وخالف الرشيد وأصغى إلى التقاطع ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهم وكيف كان صيور أمورهم فتلافوا القرحة قبل تفاقم الثاي واستفحال الداء وإعواز الدواء فإنه إذا سفكت الدماء استحكمت الشحناء وإذا استحكمت الشحناء تقضبت عرى الإبقاء وشمل البلاء
- مقال سبيع بن الحرث
فقال سبيع أيها الملك إن عداوة بنى العلات لا تبرئها الأساة ولا تشفيها الرقاة ولا تستقل بها الكفاة والحسد الكامن هو الداء الباطن وقد علم بنو أبينا هؤلاء أنا لهم ردء إذا رهبوا وغيث إذا أجدبوا وعضد إذا حاربوا ومفزع إذا نكبوا وأنا وإياهم كما قال الأول
(إذا ما علوا قالوا أبونا وأمنا ... وليس لهم عالين أم ولا أب)
مقال ميثم بن مثوب
فقال ميثم أيها الملك إن من نفس على ابن أبيه الزعامة وجد به في المقامة واستكثر له قليل الكرامة كان قرفا بالملامة ومؤنبا على ترك الاستقامة وإنا والله ما نعتد لهم بيد إلا وقد نالهم منا كفاؤها ولا نذكر لهم حسنة إلا وقد تطلع منا إليهم جزاؤها ولا يتفيأ لهم علينا ظل نعمة إلا وقد قوبلوا بشرواها ونحن بنو فحل مقرم لم تقعد بنا الأمهات ولا بهم ولم تنزعنا أعراق السوء ولا إياهم فعلام مط الخدود وخزر العيون والتصعر والبأو والتكبر الكثرة عدد أم لفضل جلد أم لطول معتقد وإنا وإياهم لكما قال الأول
(لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عنى ولا أنت ديانى فتخزونى)
ومقاطع الأمور ثلاثة حرب مبيرة أو سلم قريرة أو مداجاة وغفيرة
4 - مقال مرثد الخير
فقال الملك لا تنشطوا عقل الشوارد ولا تلقحوا العون القواعد ولا تورثوا نيران الأحقاد ففيها المتلفة المستأصلة والجائحة والأليلة وعفوا بالحلم أبلاد الكلم وأنيبوا إلى السبيل الأرشد والمنهج الأقصد فإن الحرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور ثم قال الملك
(ألا هل أتى الأقوام بذلى نصيحة ... حبوت بها منى سبيعا وميثما)
(وقلت اعلما أن التدابر غادرت ... عواقبه للذل والقل جرهما)
(فلا تقدحا زند العقوق وأبقيا ... على العزة القعساء أن تتهدما)
(ولا تجنيا حربا تجر عليكما ... عواقبها يوما من الشر أشأما)
- (فإن جناة الحرب للحين عرضة ... تفوقهم منها الذعاف المقشما)
(حذار فلا تستنبثوها فإنها ... تغادر ذا الأنف الأشم مكشما)
فقالا لا أيها الملك بل نقبل نصحك ونطيع أمرك ونطفئ النائرة ونحل الضغائن ونثوب إلى السلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 05:03 م]ـ
سأحمل كل طاقتي وجهدي في هذا الموضوع
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 05:11 م]ـ
سلمت الأنامل حبيبي أبا غيداء:)
ما أروعك!
ما أحلاك!
ما أجملك!
انتقاء رائع، جهد مشكور، واصلْ فنحن بالحب والتقدير نواصلُ.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 06:20 م]ـ
من العَصْر الجاهليِّ
* قيلَ: إنّ رجلاً مِن بني تميم ٍ يُقالُ له: ضَمْرَة ُ بنُ ضَمْرَة َ. كانَ يُغِيرُ على مَسَالِح ِ (1) النعمان ِ بن ِ المنذر ِ، حتى إذا عِيْلَ صَبْرُ النعمان ِ كتبَ إليه: أنْ ادخلْ في طاعتي، ولكَ مئة ٌ مِنَ الإبل ِ. فَقَبِلَها وأتاه، فلما نظرَ إليهِ ازدَرَاه - وكانَ ضمرة ُ دَمِيْمًا - فقالَ: تسمعَ بالمعيدي لا أنْ تراه (2) فقالَ ضمرة ُ:
" مهلاً أيها الملكُ، إنّ الرجالَ لا يُكالونَ بالصِّيعَان ِ (3)، وإنما بأصغريه قلبِه ولسانِه؛ إنْ قاتلَ قاتلَ بِجَنَان ٍ، وإنْ نطقَ نطقَ ببيان ٍ ".
قالَ: صدقتَ للهِ درُّكَ! هلْ لكَ علمٌ بالأمور ِ والولوج ِ فيها؟
قالَ ضمرة ُ:
" والله ِ إني لأبْرِمُ منها المَسْحُولَ (4)، وأنْقُضُ منها المفتولَ، وأحِيْلُها حتى تَحُولَ، ثم أنظرُ إلى ما يؤولُ، وليسَ للأمور ِ بصاحب ٍ مَنْ لم ينظرْ في العواقب ِ ".
قالَ: صدقتَ للهِ درُّك! فأخبرْني: ما العَجْزُ الظاهرُ، والفقرُ الحاضرُ، والداءُ العِيَاءُ (5)، والسَّوْأة ُ السَّوْآءُ؟
قالَ ضمرة ُ:
" أما العجزُ الظاهرُ فهو الشابُّ القليلُ الحيلة ِ اللزوم ُ للحليلة ِ الذي يحومُ حولَها، ويسمعُ قولَها. إنْ غضبَتْ تَرَضَّاها، وإنْ رضيَتْ تَفَدَّاها. وأما الفقرُ الحاضرُ فالمرءُ لا تشبعُ نفسُه وإنْ كانَ مِن ذهب ٍ خِلْسُهُ (6). وأما الداءُ العياءُ فجارُ السوء ِ إنْ كانَ فوقَك قَهَرَك، وإنْ كانَ دونَك هَمَزَكَ (7)، وإنْ أعطيتَه كفرَكَ، وإنْ منعتَه شتمَكَ، فإنْ كانَ ذاك جارَكَ؛ فأخْل ِ له دارَكَ، وعَجِّلْ منه فِرَارَكَ، وإلا فَأقِمْ بِذلٍّ وصَغَار ٍ، وكنْ ككلب ٍ هَرَّار ٍ (8). وأما السوءة ُ السوآء ُ فالحليلة ُ الصَّخَّابة ُ (9) الخفيفة ُ الوثَّابة ُ السَّلِيطة ُ (10) السَّبابة ُ التي تَعْجَبُ مِن غير ِ عَجَب ٍ، وتغضبُ مِن غير ِ غضب ٍ. الظاهرُ عيبُها المخوف ُ غيبُها، فزوجُها لا يصلحُ له حالٌ، ولا ينعمُ له بالٌ. إنْ كانَ غنيًّا لم ينفعْهُ غِنَاهُ، وإنْ كانَ فقيرًا أبدَتْ له قِلاه (11)، فأراحَ اللهُ منها بَعْلَها، ولا مَتَّعَ بها أهلَها ".
فأعْجَبَ النعمان َ حُسْنُ كلامِه، وحضورُ جوابِه، فأحسنَ جائزتَه، واحْتَبَسَه قِبَلَه.
* جمهرة الأمثال 1/ 186
_________________________________
1 - مسالح: جمع مَسْلحة (بالفتح) وهي: الثغر.
2 - وفي رواية: (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) وهو مثل يُضرب لمن خبرُه خيرٌ من مرآه، والمعيدي تصغير المعدي نسبة إلى معد وهو حي. خففت الدال استثقالا للتشديد مع ياء التصغير، وقيل: منسوب إلى معيد وهو اسم قبيلة.
3 - الصيعان: جمع صاع. وهو: مكيال يكال به، ومعياره الذي لا يختلف أربع حفنات بكفي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما. وحرر بعض المحققين: أن الصاع بالمصري قَدَحَان ِ وثلث.
4 - المسحول: سَحَلَ الثوبَ أي: لم يبرم غَزْلَه.
5 - العياء: داء عياء أي: لا يُبْرأ منه.
6 - خلسه: الخلس كساء يجعل على ظهر البعير تحت رحله.
7 - همزك: الهمز هو: الغمز.
8 - هرار: هرير الكلب: صوته، وهو دون النباح.
9 - الصخابة: أي كثيرة اللغط والجلبة من الصخب.
10 - السليطة: الطويلة اللسان (من السلاطة).
11 - قلاه: القِلَى هو: البغض والكراهية.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 07:45 م]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله تبارك الرحمن
جهد جميل
قرأت صفحتين فتمنيت أني كنت في تلك العصور على دين الإسلام.
الموضوع مثبت وأي موصوع يثبت إن لم يثبت هذا الموضوع
بارك الله فيكم جميعا وسأعود لأكمل عبر آلة الزمن هذه:) إن شاء الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 08:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، وإن كان ما سركم فذلك من فضل الله أولا، ثم لأننا أوراق في شجرتكم، ومنكم نستمد العزم، وبكم تزدان النوافذ. أشكر إخواني الفضلاء:
ليث بن ضرغام
رسالة الغفران
زين الشباب
المشرف الفاضل مغربي
المشرف الفاضل أحمد الغنام
الباحثة عن الحقيقة
أبوغيداءوليعذرني من نسيت اسمه
الذين بهم صارت النافذة مجرة تكتظ بالنجوم الزاهرة والكواكب الدرية.
متواصلون بإذن الله.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 09:04 م]ـ
وهذا أخي عبدالعزيز خطبه في العصر الجاهلي
طريف بن العاصى والحرث بن ذبيان يتفاخران
عند بعض مقاول حمير
اجتمع طريف بن العاصى الدوسى والحرث بن ذبيان وهو أحد المعمرين عند بعض مقاول حمير فتفاخرا
فقال الملك للحرث يا حارث ألا تخبرنى بالسبب الذي أخرجكم عن قومكم حتى لحقتم بالنمر بن عثمان فقال أخبرك أيها الملك خرج هجينان منا يرعيان غنما لهما فتشاولا بسيفيهما فأصاب صاحبهم عقب صاحبنا فعاث فيه السيف فنزف فمات فسألونا أخذ دية صاحبنا دية الهجين وهي نصف دية الصريح فأبى قومي وكان لنا رباء عليهم فأبينا إلا دية الصريح وأبوا إلا دية الهجين فكان اسم هجيننا ذهين بن زبراء واسم صاحبهم عنقش بن مهيرة وهى سوداء أيضا فتفاقم الأمر بين الحيين فقال رجل منا (حلومكم يا قوم لا تعزبنها ... ولا تقطعوا أرحامكم بالتدابر)
(وأدوا إلى الأقوام عقل ابن عمهم ... ولا ترهقوهم سبة في العشائر)
(فإن ابن زبراء الذى فاد لم يكن ... بدون خليف أو أسيد بن جابر)
(فإن لم تعاطوا الحق فالسيف بيننا ... وبينكم وسيف أجور جائر)
فتظافروا علينا حسدا فأجمع ذوو الحجى منا أن نلحق بأمنع بطن من الأزد فلحقنا بالنمر بن عثمان فوالله ما فت في أعضادنا فأبنا عنهم ولقد أثأرنا صاحبنا وهم راغمون
فوثب طريف بن العاصي من مجلسه فجلس بإزاء الحرث ثم قال تالله ما سمعت كاليوم قولا أبعد من صواب ولا أقرب من خطل ولا أجلب لقذع من قول هذا والله أيها الملك ما قتلوا بهجينهم بذجا ولا رقوا به درجا ولا انطوا به عقلا ولا اجتفئوا به خشلا ولقد أخرجهم الخوف عن أصلهم وأجلاهم عن محلهم حتى استلانوا خشونة الإزعاج ولجئوا إلى أضيق الولاج قلا وذلا
فقال الحارث أتسمع يا طريف إني والله ما إخا لك كافا غرب لسانك ولا منهنها شرة نزوانك حتى أسطو بك سطوة تكف طماحك وترد
جماحك وتكبت تترعك وتقمع تسرعك
فقال طريف مهلا يا حارث لا تعرض لطحمة استنانى وذرب سنانى وغرب شبابى وميسم سبابى فتكون كالأظل الموطوء والعجب الموجوء
فقال الحرث إياى تخاطب بمثل هذا القول فو الله لو وطئتك لأسختك ولو وهصتك لأوهطتك ولو نفحتك لأفدتك
فقال طريف متمثلا
(وإن كلام المرء في غير كهه ... لكالنبل تهوى ليس فيها نصالها)
أما والأصنام المحجوبة والأنصاب المنصوبة لئن لم تربع على ظلعك وتقف عند قدرك لأدعن حزنك سهلا وغمرك ضحلا وصفاك وحلا
فقال الحارث أما والله لو رمت ذلك لمرغت بالحضيض وأغصصت بالجريض وضاقت عليك الرحاب وتقطعت بك الأسباب ولألفيت لقى
تهاداه الروامس بالسهب الطامس
فقال طريف دون ما ناجتك به نفسك مقارعة أبطال وحياض أهوال وحفزة إعجال يمنع معه تطامن الإمهال
فقال الملك ايها عنكما فما رأيت كاليوم مقال رجلين لم يقصبا ولم يثلبا ولم يلصوا ولم يقفوا
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 09:43 م]ـ
انطوا به عقلا
سلام عليكم ورحمة الله ...
سلمت الأنامل التي تقطر عسلا يا أبا غيداء:)
لفتت نظري هذه اللهجة عند العرب (وهي ما تراه في الاقتباس)
وهي موجودة الآن عند أهلنا وإخواننا في العراق - خلصه الله من أقذار الكفار - وهي بمعنى: أعطوا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 09:59 م]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله ...
اغيب يوما ونصف فأرى الصفحة تزخر بأروع الخطب واجزلها ...
على رسلكم ايها الاحبة، حتى يستطيع تلميذكم اللاحاق بكم:)
دمتم بصحة وامان ...
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:02 م]ـ
مدح الملوك والتزلف إليهم
في سير العجم أن أردشير بن يزدجرد لما استوثق له أمره، جمع الناس، فخطبهم خطبة
حضهم فيها على الألفة والطاعة، وحذرهم المعصية ومفارقة الجماعة، وصنف لهم الناس
أربعة أصناف، فخروا له سجداً. وتكلم متكلمهم، فقال: لا زلت أيها الملك محبواً من الله
بعز النصر، ودرك الأمل، ودوام العافية، وتمام النعمة، وحسن المزيد؛ ولا زلت تتابع لديك
المكرمات، وتشفع إليك الذمامات حتى تبلغ الغاية التي يؤمن زوالها، ولا تنقطع زهرتها، في
دار القرار التي أعدها الله لنظرائك من أهل الزلفى عنده، والحظوة لديه؛ ولا زال ملكك
وسلطانك باقيين بقاء الشمس والقمر، زائدين زيادة البحور والأنهار، حتى تستوي أقطار
الأرض كلها في علوك عليها، ونفاذ أمرك فيها، فقد أشرق علينا من ضياء نورك ما عمنا
عموم ضياء الصبح، ووصل إلينا من عظيم رأفتك ما اتصل بأنفسنا اتصال النسيم،
فأصبحت قد جمع الله بك الأيادي بعد افتراقها، وألف بين القلوب بعد تباغضها، وأذهب
عنا الإحن والحسائف بعد توقد نيرانها، بفضلك الذي لا يدرك بوصف، ولا يحد بنعت. فقال أردشير: طوبى للممدوح مستحقاً؛ وللداعي إذا كان للإجابة أهلاً.
_____________________
العقد الفريد
عذرا يا صديقي ان الخطبة ليست لعربي ( ops
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:11 م]ـ
ودخل حسان بن ثابت على الحارث الجفني فقال: أنعم صباحاً أيها الملك، السماء
غطاؤك، والأرض وطاؤك، ووالدي فداؤك، أنى يناوئك المنذر، فوالله لقذالك أحسن من وجهه
ولأمك أحسن من أبيه، ولظلك خير من شخصه، ولصمتك أبلغ من كلامه،
ولشمالك خير من يمينه. ثم أنشأ يقول:
ونبئت أن أبا منذر = يساميك للحدث الأكبر
قذالك أحسن من وجهه = وأمك خير من المنذر
ويسرى يديك إذا أعسرت = كيمنى يديه فلا تمتر
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:13 م]ـ
دخل خالد بن عبد الله القسري على عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة، فقال: يا أمير المؤمنين
من تكون الخلافة قد زانته فأنت قد زنتها، ومن تكون شرفته فأنت قد شرفتها،
وأنت كما قال الشاعر:
وإذا الدر زان حسن وجوه = كان للدر حسن وجهك زينا. فقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أعطي صاحبكم مقولاً ولم يعط معقولاً.
___________________
العقد الفريد
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:20 م]ـ
ذكر بن أبي طاهر قال:
دخل المأمون بغداد فتلقاه وجوه أهلها، فقال له رجل منهم: يا أمير المؤمنين بارك الله لك في
مقدمك، وزادك في نعمتك، وشكرك على رعيتك، تقدمت من قبلك، وأتعبت من بعدك،
وآيست أن يعاين مثلك؛ أما فيما مضى فلا نعرفه، وأما فيما بقي فلا نرجوه، فنحن جميعاً
ندعو لك ونثني عليك؛ خصب لنا جنابك، وعذب شرابك، وحسنت نظرتك، وكرمت
مقدرتك؛ جبرت الفقير، وفككت الأسير، فأنت يا أمير المؤمنين كما قال الأول:
ما زلت في البذل للنوال وإط = لاق لعان بجرمه علق
حتى تمنى البراء أنهم = عندك أسرى في القيد والحلق
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:47 م]ـ
لاشكر على واجب يااستاذي [عبدالعزيز] كفاني فخراً بأني تلميذ يتعلم على يد استاذ من افاضل الأساتذه لاحرمني الله من رؤيتكم في جنات النعيم
وتقبل خالص تحياتي
ابنك الودود
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 09:45 ص]ـ
في العصر الجاهلي
وفود العرب يعزون سلامة ذا فائش بابن له مات
نشأ لسلامة ذي فائش ابن كأكمل أبناء المقاول وكان مسرورا به يرشحه لموضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبا به فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود العرب ببابه ليعزوه فلامه نصحاؤه في إفراط جزعه فخرج إلى الناس فقام خطباؤهم يؤسونه وكان في القوم الملبب ابن عوف وجعادة بن أفلح فقام الملبب فقال
6 - خطبة الملبب بن عوف
أيها الملك إن الدنيا تجود لتسلب وتعطي لتأخذ وتجمع لتشتت وتحلى لتمر وتزرع الأحزان في القلوب بما تفجأ به من استرداد الموهوب وكل مصيبة تخطأتك جلل ما لم تدن الأجل وتقطع الأمل وإن حادثا ألم بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لمن أجل النعم عليك وقد تناهت إليك أنباء من رزئ فصبر وأصيب فاغتفر إذ كان شوى فيما يرتقب ويحذر فاستشعر اليأس مما فات إذ كان ارتجاعه ممتنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت الأسى وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء
خطبة جعادة بن أفلح
وقام جعادة فقال أيها الملك لا تشعر قلبك الجزع على ما فات فيغفل دهنك عن الاستعداد لما يأتي وناضل عوارض الحزن بالأنفة عن مضاهاة أفعال أهل وهي العقول فإن العزاء لجزماء الرجال والجزع لربات الحجال ولو كان الجزع يرد فائتا أو يحيي تالفا لكان فعلا دنيئا فكيف وهو مجانب لأخلاق ذوي الألباب فارغب بنفسك أيها الملك عما يتهافت فيه الأرذلون وصن قدرك عما يركبه المخسسون وكن على ثقة أن طمعك فيما استبدت به الأيام ضلة كأحلام النيام
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 09:45 ص]ـ
تساؤل عامر بن الظرب وحممة بن رافع عند أحد ملوك حمير
اجتمع عامر بن الظرب العدواني وحممة بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حمير فقال تساءلا حتى أسمع ما تقولان قال عامر لحممة أين تحب أن تكون أياديك قال عند ذي الرثية العديم وذي الخلة الكريم والمعسر الغريم والمستضعف الهضيم
قال من أحق الناس بالمقت قال الفقير المختال والضعيف الصوال والعيي القوال
قال فمن أحق الناس بالمنع قال الحريص الكاند والمستميد الحاسد والملحف الواجد
قال فمن أجدر الناس بالصنيعة قال من إذا أعطى شكر وإذامنع عذر وإذا موطل صبر وإذا قدم العهد ذكر
قال من أكرم الناس عشرة قال من إن قرب منح وإن بعد مدح وإن ظلم صفح وإن ضويق سمح قال من ألأم الناس قال من إذا سأل خضع وإذا سئل منع وإذا ملك كنع ظاهره جشع وباطنه طبع قال فمن أحلم الناس قال من عفا إذا قدر وأجمل إذا انتصر ولم تطغه عزة الظفر قال فمن أحزم الناس قال من أخذ رقاب الأمور بيديه وجعل العواقب نصب عينيه ونبذ التهيب دبر أذنيه قال فمن أخرق الناس قال من ركب الخطار واعتسف العثار وأسرع في البدار قبل الاقتدار قال فمن أجود الناس قال من بذل المجهود ولم يأس على المعهود قال فمن أبلغ الناس قال من جلى المعنى المزيز باللفظ الوجيز وطبق المفصل قبل التحزيز قال فمن أنعم الناس عيشا قال من تحلى بالعفاف ورضى بالكفاف وتجاوز ما يخاف إلى مالا يخاف
قال فمن أشقى الناس قال من حسد على النعم وتسخط على القسم واستشعر الندم على فوت ما لم يحتم قال من أغنى الناس قال من استشعر الياس وأبدى التجمل للناس واستكثر قليل النعم ولم يسخظ على القسم قال فمن أحكم الناس قال من صمت فادكر ونظر فاعتبر ووعظ فازدجر قال من أجهل الناس قال من رأى الخرق مغما والتجاوز مغرما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 10:28 ص]ـ
في العصر الجاهلي
وفود العرب يعزون سلامة ذا فائش بابن له مات
نشأ لسلامة ذي فائش ابن كأكمل أبناء المقاول وكان مسرورا به يرشحه لموضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبا به فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود العرب ببابه ليعزوه فلامه نصحاؤه في إفراط جزعه فخرج إلى الناس فقام خطباؤهم يؤسونه وكان في القوم الملبب ابن عوف وجعادة بن أفلح فقام الملبب فقال
6 - خطبة الملبب بن عوف
أيها الملك إن الدنيا تجود لتسلب وتعطي لتأخذ وتجمع لتشتت وتحلى لتمر وتزرع الأحزان في القلوب بما تفجأ به من استرداد الموهوب وكل مصيبة تخطأتك جلل ما لم تدن الأجل وتقطع الأمل وإن حادثا ألم بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لمن أجل النعم عليك وقد تناهت إليك أنباء من رزئ فصبر وأصيب فاغتفر إذ كان شوى فيما يرتقب ويحذر فاستشعر اليأس مما فات إذ كان ارتجاعه ممتنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت الأسى وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء
خطبة جعادة بن أفلح
وقام جعادة فقال أيها الملك لا تشعر قلبك الجزع على ما فات فيغفل دهنك عن الاستعداد لما يأتي وناضل عوارض الحزن بالأنفة عن مضاهاة أفعال أهل وهي العقول فإن العزاء لجزماء الرجال والجزع لربات الحجال ولو كان الجزع يرد فائتا أو يحيي تالفا لكان فعلا دنيئا فكيف وهو مجانب لأخلاق ذوي الألباب فارغب بنفسك أيها الملك عما يتهافت فيه الأرذلون وصن قدرك عما يركبه المخسسون وكن على ثقة أن طمعك فيما استبدت به الأيام ضلة كأحلام النيام
سلام عليكم - أيها الحبيب - ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحك بكل حب ومودة، ولكن ماذا فعلت يا رجل؟:)
لقد كتبت أنا وفود أشراف العرب كاملة، لذا أرجو منك العودة سريعًا وتصفح ما كُتِب لئلا يضيع جهدك أيها الحبيب.
ولا بأس عليك ياصاح:)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 11:01 ص]ـ
من العصر الجاهلي
* خَطَبَ كَعْبُ بنُ لُؤَيٍّ (وهو الجدُّ السابعُ للنبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ)، فقالَ:
" اسمعُوا وعُوا، وتَعَلَّموا تَعْلَموا، وتفهَّموا تفهَمُوا. ليلٌ سَاج ٍ (1)، ونهارٌ صاج ٍ (2)، والأرضُ مِهَادٌ، والجبالُ أوتادٌ، والأولون كالآخرين. كلُّ ذلكَ إلى بلاء ٍ. فَصِلُوا أرحامَكم، وأصْلِحُوا أحوالَكم. فهلْ رأيتُم مَن هَلَكَ رَجَعَ، أو ميتًا نُشِرَ؟!
الدارُ أمامَكم، والظنُّ خلافَ ما تقولون. زيِّنُوا حَرَمَكم وعَظِّمُوه، وتمسَّكُوا به ولا تفارقوه؛ فسيأتي له نبأ ٌ عظيمٌ، وسيخرج منه نبيٌّ كريمٌ ".
ثم قالَ:
نهارٌ وليلٌ واختلافُ حوادث ٍ (3) * سواءٌ علينا حلوُها ومريرُها
يثوبان ِ بالأحداث ِ حتى تَأوَّبَا (4) * وبالنِّعَم ِ الضافي علينا ستورُها
صروفٌ وأنباءٌ تَقَّلبَ أهلُها * لها عُقَدٌ ما يَسْتحيلُ مَريرُها
على غفلةٍ يأتي النبيُّ محمدٌ * فيُخْبرُ أخبارًا صَدُوقًا خَبِيْرُها
ثم قالَ:
يا ليتني شاهدٌ فَحْواءَ (5) دعوتِه * حين َ العشيرة ُ تبغي الحقَّ خِذلانا
* صبح الأعشى 1/ 112
_____________________________
1 - ساج: الساجي هو: الساكن والدائم.
2 - صاج ٍ: لعله ضاج ٍ من ضجَّ القومُ أي: صاحوا و أجلبوا.
3 - حوادثٍ: حوادث على وزن فواعل وهي ممنوعة من الصرف، وكان من حقها الجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، ولكن مما يجوز للشاعر في الشعر: صرف الممنوع من الصرف للضرورة كما هو هنا.
4 - تأوبا: التأوب هو: الرجوع.
5 - فحواء: فحوى الكلام وفحواؤه أي: معناه ومذهبه.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 11:51 ص]ـ
أين يااستاذي لا ارى شئ
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:15 م]ـ
اسأل يااستاذ وطال صمتك أين أنا وفود أشراف العرب كاملة
تعبت عيناي من كثرة النظر (ابتسامه)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 05:14 م]ـ
سلام على فهد بن عبدالله الزامل ورحمة الله وبركاته لقد زاد اسمك لمعانا.
وما أقرب الزلفي من القصيم! أوليس كذلك يا أبا غيداء؟!
وإن سكنت أنا الآن الخرج، وأنت الرياض.
يا للروعة!
فهد أبو غيداء الزامل.تشرفنا وهذه ابتسامة فرحة:) باسمك الحقيقي.
والآن نعود إلى آخر مشاركة لك وما فيها من العتاب الحلو:):
فدتك نفسي - أخي في الله - وسلَّم الله عينيك:
أما خبر موت ابن الملك سلامة ذي فائش فقد كتبته في أول مشاركة في الصفحة الأولى وعد الآن تجدها.
وأما وفود أشرف العرب فهو في الصفحة الثانية المشاركة الرابعة، وفي المشاركة الرابعة تجد خطبة
النعمان بن المنذر ومن ثم تجد خطب بقية الأشراف.
متواصلون بإذن الله.وأعتذر عن تأخر الرد، واعذرني من فضلك، وهذه قبلة على رأسك أخي
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 05:44 م]ـ
شكراً شكراً أنا فهمت أنه خطأ كتابي لم افهم القصد معذرة يااستاذي الحنون الأختبارات اخذت نصف نظري
حياك الله بالخرج أنا أرى للرياض نور يشع ساطعاً الآن فهت السبب أهلاً أهلاً أهلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 05:51 م]ـ
من العصر الجاهلي
* كان َ هاشمُ بنُ عبدِمنافٍ يقومُ أولَ نهارِ اليومِ الأولِ من ذي الحِجَّةِ فيُسنِدُ ظهرَه إلى الكعبةِ مِن تِلْقاءِ بابِها، فيخطبُ قريشًا، فيقولُ:
" يا معشرَ قريشٍ، أنتم سادةُ العربِ أحسنُها وجوهًا، وأعظمُها أحلامًا، وأوسطُها (1) أنسابًا، وأقربُها أرحامًا.
يا معشرَ قريشٍ، أنتم جيرانُ بيتِ اللهِ أكرَمَكم بولايتِه، وخَصَّكم بجوارِه دونَ بني إسماعيلَ، وحفظَ منكم أحسنَ ما حفظَ جارٌ مِن جارِه، فأكرِمُوا ضيفَه، وزُوَّارَ بيتِه؛ فإنهم يأتونكم شُعْثًا (2) غُبْرًا مِن كلِّ بلدٍ، فوربِّ هذه البَنِيَّةِ (3) لو كانَ لي مالٌ يَحْمِلُ ذلكَ لكفيتكموه.
ألا وإني مخرجٌ مِن طَيِّبِ مالي وحلالِه ما لم يقطعْ فيه رَحِمٌ، ولم يؤخذْ بظُلْمٍ، ولم يدخلْ فيه حرامٌ، فواضِعُه. فمَن شاءَ منكم أنْ يفعلَ مثلَ ذلكَ فَعَلَ، وأسألُكم بحرمةِ هذا البيتِ ألّا يخرجَ رجلٌ منكم مِن مالِه لكرامةِ زُوَّارِ بيتِ اللهِ ومعونتِهم إلا طيبًا لم يُؤخذْ ظُلمًا، ولم يُقطعْ فيه رَحِمٌ، ولم يُغْتَصَبْ ".
* شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/ 458
______________________________________
1 - أوسطها: الوسط من كل شيء أعدله، ومنه قوله تعالى: (قال أوسطهم) ومنه كذلك: (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا).
2 - شعثا: جمع أشعث وهو: مغبر الشعر.
3 - البنية: الكعبة. والبنية (بكسر الباء وضمها وسكون النون) ما بنيته.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 06:12 م]ـ
في العصر الجاهلي
خطبة عامر بن الظرب العدواني وقد خطبت ابنته
خطب صعصعة بن معاوية إلى عامر بن الظرب العدواني ابنته عمرة فقال:
اصعصعة إنك جئت تشتري منى كبدي وأرحم ولدي عندي منعتك أو بعتك النكاح خير من الأيمة والحسيب كفء الحسيب والزوج الصالح أب بعد أب وقد أنكحتك خشية ألا أجد مثلك أفر من السر إلى العلانية أنصح ابنا وأودع ضعيفا قويا ثم أقبل على قومه فقال يا معشر عدوان أخرجت من بين أظهركم كريمتكم على غير رغبة عنكم ولكن من خط له شئ جاءه رب زارع لنفسه حاصد سواه ولولا قسم الحظوظ على قدر الجدود ما أدرك الآخر من الأول شيئا يعيش به ولكن الذي أرسل الحيا أنبت المرعى ثم قسمه أكلا لكل فم بقلة ومن الماء جرعة إنكم ترون ولا تعلمون لن يرى ما أصف لكم إلا كل ذي قلب واع ولكل شئ راع ولكل رزق ساع إما أكيس وإما أحمق وما رأيت شيئا إلا سمعت حسه ووجدت مسه وما رأيت موضوعا إلا مصنوعا وما رأيت جائيا إلا داعيا ولا غانما إلا خائبا ولا نعمة إلا ومعها بؤس ولو كان يميت الناس الداء لأحياهم الدواء فهل لكم في العلم العليم قيل ما هو قد قلت فأصبت وأخبرت فصدقت فقال أمورا شتى وشيئا شيا حتى يرجع الميت حيا ويعود لا شيء شيا ولذلك خلقت الأرض والسموات فتولوا عنه راجعين فقال ويلمها نصيحة لو كان من يقبلها
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 06:21 م]ـ
لا أوحش الله منك أيها الحبيب فهد بن عبدالله، وشكر الله أياديك وما تكتب:).
ملاحظة:
لقد كتبتها من قبل (ابتسامات) في الصفحة الثامنة المشاركة الثامنة.
:):):)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 06:26 م]ـ
أنا لما اليوم كلما كتبت أجد أنه مكتوب
ليتني لم أعترف بالأسم ابتسامه
لاإله إلا الله سأفتح عيناي بكل مااستطيع قبل أن اكتب
ماأروعك ياعبدالعزيز ليتنا نلتقي وجهاً لوجهه
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 06:30 م]ـ
من خطب امير المؤمنين علي بن ابي طالب
أيها الناس، احفظوا عنّى خمساً، فلو شَددتم إليها المَطايا حتى تُنضوها لم تَظفروا بمثلها:
إلا لا يرجونِّ أحَدُكم إلا ربّه، ولا يخَافن إلا ذَنبَه، ولا يَسْتَحي أخدُكم إذا لم يعلم أن يتعلم،
وإذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: لا أعلم؛ أي وإن الخامسةَ الصَبر؛ فإن الصبرَ من الإيمان
بمنزلة الرأس من الجَسَد. مَن لا صَبْر له لا إيمان له، ومَن لا رأسَ له لا جَسد له. ولا خير
في قراءة إلاَّ بتدبّر، ولا في عبادة إلا بتفكر، ولا في حِلْم إلا بعلم. ألا أنبئكم بالعاِلم كُلِّ العالم،
مَن لم يُزيَن لعباد اللّه معاصيَ الله، ولم يؤمنهم مَكْرَه، ولم يُؤْيسهم من رَوْحه. ولا تُنْزلوا
المُطِيعين الجَنَّة، ولا المُذْنبين المُوَحدين النار، حتى يَقْضيَ اللّه فيهم بأمره. لا تأمنوا على
خير هذه الأمة عذابَ اللهّ، فإنه يقول: فَلاَ يَأمن مَكْر َاللهّ إلا القومُ الخاسِرُون. ولا تُقْنِطوا
شر هذه الأمة من رحمة اللهّ، فإنّه لا ييأس من رَوْح اللّهِ إلا القومُ الكافرون.
____________________
- العقد الفريد
ملاحظة: وفي شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد هناك اختلاف في اللفظ فقط في بعض الكلمات مع استقامة المعنى.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 06:31 م]ـ
ليتني لم أعترف بالأسم ابتسامه
قرة َ عيني أبا غيداء:)، أضحك الله سنك، وملأ الله قلبك إيمانا وسعادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 11:53 ص]ـ
- حديث بعض مقاول حمير مع ابنيه وما دار بينه وبينهما من المساءلة حين كبرت سنه
كان لرجل من مقاول حمير ابنان يقال لأحدهما عمرو وللآخر ربيعة وكانا قد برعا في الأدب والعلم فلما بلغ الشيخ أقصى عمره وأشفى على الفناء دعاهما ليبلو عقولهما ويعرف مبلغ علمهما فلما حضرا قال لعمرو وكان الأكبر أخبرني عن أحب الرجال إليك وأكرمهم عليك قال السيد الجواد القليل الأنداد الماجد الأجداد الراسي الأوتاد الرفيع العماد العظيم الرماد الكثير الحساد الباسل الذواد الصادر الوراد قال ما تقول يا ربيعة قال ما أحسن ما وصف وغيره أحب إلي منه قال ومن يكون بعد هذا قال السيد الكريم المانع للحريم المفضال الحليم القمقام الزعيم الذي إن هم فعل وإن سئل بذل
قال أخبرني يا عمرو بأبغض الرجال إليك قال البرم اللئيم المستخذي للخصيم المبطان النهيم العيي البكيم الذي إن سئل منع وإن هدد خضع وإن طلب جشع قال ما تقول يا ربيعة قال غيره أبغض إلي منه قال ومن هو قال النئوم الكذوب الفاحش الغضوب الرغيب عند الطعام الجبان عند الصدام
قال أخبرني يا عمرو أي النساء أحب إليك قال الهركولة اللفاء الممكورة الجيداء التي يشفي السقيم كلامها ويبري الوصب إلمامها التي إن أحسنت إليها شكرت وإن أسأت إليها صبرت وإن استعتبتها أعتبت الفاترة الطرف الطفلة الكف العميمة الردف
قال ما تقول يا ربيعة قال نعت فأحسن وغيرها أحب إلي منها قال ومن هي قال الفتانة العينين
الاسيلة الخدين الكاعب الثديين الرداح الوركين الشاكرة للقليل المساعدة للحليل الرخيمة الكلام الجماء العظام الكريمة الأخوال والأعمام العذبة اللثام
قال فأي النساء إليك أبغض يا عمرو قال القتاتة الكذوب الظاهرة العيوب الطوافة الهبوب العابسة القطوب السبابة الوثوب التي إن ائتمنها زوجها خانته وإن لان لها أهانته وإن أرضاها أعضبته وإن أطاعها عصته قال ما تقول يا ربيعة قال بئس والله المرأة ذكر وغيرها أبغض إلي منها قال وأيتهن التي هي أبغض إليك من هذه قال السليطة اللسان الموذية للجيران الناطقة بالبهتان التي وجهها عابس وزوجها من خيرها آيس التي إن عاتبها زوجها وترته وإن ناطقها انتهرته
قال ربيعة وغيرها أبغض إلي منها ومن هي قال التي شقي صاحبها وخزى خاطبها وإفتضح أقاربها قال ومن صاحبها قال مثلها في خصالها كلها لا تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها قال فصفه لي قال الكفور غير الشكور اللئيم الفجور العبوس الكالح الحرون الجامح الراضى بالهوان المختال المنان الضعيف الجنان الجعد البنان القئول غير المفعول الملول غير الوصول الذي لا يرع عن المحارم ولا يرتدع عن المظالم
قال أخبرني يا عمرو أي الخيل أحب إليك عند الشدائد إذا إلتقى الأقران للتجالد قال الجواد الأنيق الحصان العتيق الكفيت العريق الشديد الوثيق الذي يفوت إذا هرب ويلحق إذا طلب قال نعم الفرس والله نعت قال فما تقول
يا ربيعة قال غيره أحب إلي منه
قال وما هو قال الحصان الجواد السلس القياد الشهم الفؤاد الصبور إذا سرى السابق إذا جرى
قال فأي الخيل أبغض إليك يا عمرو قال الجموح الطموح النكول الأنوح الصئول الضعيف الملول العنيف الذي إن جاريته سبقته وإن طلبته أدركته قال ما تقول يا ربيعة قال غيره أبغض إلي منه قال وما هو قال البطيء الثقيل الحرون الكليل الذي إن ضربته قمص وإن دنوت منه شمس يدركه الطالب ويفوته الهارب ويقطع بالصاحب قال ربيعة وغيره أبغض إلي منه قال وما هو قال الجموح الخبوط الركوض الخروط الشموس الضروط القطوف في الصعود والهبوط الذي لا يسلم الصاحب ولا ينجو من الطالب
قال أخبرني يا عمرو أي العيش ألذ قال عيش في كرامة ونعيم وسلامة واغتباق مدامة قال ما تقول يا ربيعة قال نعم العيش والله وصف وغيره أحب إلي منه قال وما هو قال عيش في أمن ونعيم وعز وغنى عميم في ظل نجاح وسلامة مساء وصباح وغيره أحب إلي منه قال وما هو قال غنى دائم وعيش سالم وظل ناعم
قال فما أحب السيوف إليك يا عمرو قال الصقيل الحسام الباتر المجذام الماضي السطام المرهف الصمصام الذي إن هززته لم يكب وإذا ضربت به لم ينب قال ما تقول يا ربيعة قال نعم السيف نعت وغيره أحب
إلي قال وما هو قال الحسام القاطع ذو الرونق اللامع الظمآن الجائع الذي إن هززته هتك وإذا ضربت به بتك قال فما أبغض السيوف إليك يا عمرو قال الفطار الكهام الذي إن ضرب به لم يقطع وإن ذبح به لم ينخع قال فما تقول يا ربيعة قال بئس السيف والله ذكر وغيره أبغض إلي منه قال وما هو قال الطبع الددان المعضد المهان
قال فأخبرني يا عمرو أي الرماح أحب إليك عند المراس إذا اعتكر الباس واشتجر الدعاس قال أحبها إلي المارن المثقف المقوم المخطف الذي إذا هززته لم ينعطف وإذا طعنت به لم ينقصف قال ما تقول يا ربيعة قال نعم الرمح نعت وغيره أحب إلي منه قال وما هو قال الذابل العسال المقوم النسال الماضي إذا هززته النافذ إذا همزته
قال فأخبرني يا عمرو عن أبغض الرماح إليك قال الأعصل عند الطعان المثلم السنان الذي إذا هززته انعطف وإذا طعنت به انقصف قال ما تقول يا ربيعة قال بئس الرمح ذكر وغيره أبغض إلي منه قال وما هو قال الضعيف المهز اليابس الكز الذي إذا أكرهته انحطم وإذا طعنت به انقصم قال انصرفا الآن طاب لي الموت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 12:00 م]ـ
قبل أن اكتب دونت كل ماكتب حتى لايضيع الجهد
وأعتذر مرة أخرى على التقصير
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 12:36 م]ـ
لم يبد منك تقصير قرة العين. شكر الله صنيعك، وإلى الأمام.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 01:05 م]ـ
قال الحسام القاطع ذو الرونق اللامع الظمآن الجائع الذي إن هززته هتك وإذا ضربت به بتك
لله در هذا السيف في هزه يهتك وفي ضربه يبتك، حقا ان من البيان لسحرا.
- حديث بعض مقاول حمير مع ابنيه وما دار بينه وبينهما من المساءلة حين كبرت سنه
كان لرجل من مقاول حمير ابنان يقال لأحدهما عمرو وللآخر ربيعة وكانا قد برعا في الأدب والعلم فلما بلغ الشيخ أقصى عمره وأشفى على الفناء دعاهما ليبلو عقولهما ويعرف مبلغ علمهما فلما حضرا قال لعمرو وكان الأكبر أخبرني عن أحب الرجال إليك وأكرمهم عليك قال السيد الجواد القليل الأنداد الماجد الأجداد الراسي الأوتاد الرفيع العماد العظيم الرماد الكثير الحساد الباسل الذواد الصادر الوراد قال ما تقول يا ربيعة قال ما أحسن ما وصف وغيره أحب إلي منه قال ومن يكون بعد هذا قال السيد الكريم المانع للحريم المفضال الحليم القمقام الزعيم الذي إن هم فعل وإن سئل بذل
قال أخبرني يا عمرو بأبغض الرجال إليك قال البرم اللئيم المستخذي للخصيم المبطان النهيم العيي البكيم الذي إن سئل منع وإن هدد خضع وإن طلب جشع قال ما تقول يا ربيعة قال غيره أبغض إلي منه قال ومن هو قال النئوم الكذوب الفاحش الغضوب الرغيب عند الطعام الجبان عند الصدام
قال أخبرني يا عمرو أي النساء أحب إليك قال الهركولة اللفاء الممكورة الجيداء التي يشفي السقيم كلامها ويبري الوصب إلمامها التي إن أحسنت إليها شكرت وإن أسأت إليها صبرت وإن استعتبتها أعتبت الفاترة الطرف الطفلة الكف العميمة الردف
قال ما تقول يا ربيعة قال نعت فأحسن وغيرها أحب إلي منها قال ومن هي قال الفتانة العينين
الاسيلة الخدين الكاعب الثديين الرداح الوركين الشاكرة للقليل المساعدة للحليل الرخيمة الكلام الجماء العظام الكريمة الأخوال والأعمام العذبة اللثام
قال فأي النساء إليك أبغض يا عمرو قال القتاتة الكذوب الظاهرة العيوب الطوافة الهبوب العابسة القطوب السبابة الوثوب التي إن ائتمنها زوجها خانته وإن لان لها أهانته وإن أرضاها أعضبته وإن أطاعها عصته قال ما تقول يا ربيعة قال بئس والله المرأة ذكر وغيرها أبغض إلي منها قال وأيتهن التي هي أبغض إليك من هذه قال السليطة اللسان الموذية للجيران الناطقة بالبهتان التي وجهها عابس وزوجها من خيرها آيس التي إن عاتبها زوجها وترته وإن ناطقها انتهرته
قال ربيعة وغيرها أبغض إلي منها ومن هي قال التي شقي صاحبها وخزى خاطبها وإفتضح أقاربها قال ومن صاحبها قال مثلها في خصالها كلها لا تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها قال فصفه لي قال الكفور غير الشكور اللئيم الفجور العبوس الكالح الحرون الجامح الراضى بالهوان المختال المنان الضعيف الجنان الجعد البنان القئول غير المفعول الملول غير الوصول الذي لا يرع عن المحارم ولا يرتدع عن المظالم
قال أخبرني يا عمرو أي الخيل أحب إليك عند الشدائد إذا إلتقى الأقران للتجالد قال الجواد الأنيق الحصان العتيق الكفيت العريق الشديد الوثيق الذي يفوت إذا هرب ويلحق إذا طلب قال نعم الفرس والله نعت قال فما تقول
يا ربيعة قال غيره أحب إلي منه
قال وما هو قال الحصان الجواد السلس القياد الشهم الفؤاد الصبور إذا سرى السابق إذا جرى
قال فأي الخيل أبغض إليك يا عمرو قال الجموح الطموح النكول الأنوح الصئول الضعيف الملول العنيف الذي إن جاريته سبقته وإن طلبته أدركته قال ما تقول يا ربيعة قال غيره أبغض إلي منه قال وما هو قال البطيء الثقيل الحرون الكليل الذي إن ضربته قمص وإن دنوت منه شمس يدركه الطالب ويفوته الهارب ويقطع بالصاحب قال ربيعة وغيره أبغض إلي منه قال وما هو قال الجموح الخبوط الركوض الخروط الشموس الضروط القطوف في الصعود والهبوط الذي لا يسلم الصاحب ولا ينجو من الطالب
قال أخبرني يا عمرو أي العيش ألذ قال عيش في كرامة ونعيم وسلامة واغتباق مدامة قال ما تقول يا ربيعة قال نعم العيش والله وصف وغيره أحب إلي منه قال وما هو قال عيش في أمن ونعيم وعز وغنى عميم في ظل نجاح وسلامة مساء وصباح وغيره أحب إلي منه قال وما هو قال غنى دائم وعيش سالم وظل ناعم
قال فما أحب السيوف إليك يا عمرو قال الصقيل الحسام الباتر المجذام الماضي السطام المرهف الصمصام الذي إن هززته لم يكب وإذا ضربت به لم ينب قال ما تقول يا ربيعة قال نعم السيف نعت وغيره أحب
إلي قال وما هو قال الحسام القاطع ذو الرونق اللامع الظمآن الجائع الذي إن هززته هتك وإذا ضربت به بتك قال فما أبغض السيوف إليك يا عمرو قال الفطار الكهام الذي إن ضرب به لم يقطع وإن ذبح به لم ينخع قال فما تقول يا ربيعة قال بئس السيف والله ذكر وغيره أبغض إلي منه قال وما هو قال الطبع الددان المعضد المهان
قال فأخبرني يا عمرو أي الرماح أحب إليك عند المراس إذا اعتكر الباس واشتجر الدعاس قال أحبها إلي المارن المثقف المقوم المخطف الذي إذا هززته لم ينعطف وإذا طعنت به لم ينقصف قال ما تقول يا ربيعة قال نعم الرمح نعت وغيره أحب إلي منه قال وما هو قال الذابل العسال المقوم النسال الماضي إذا هززته النافذ إذا همزته
قال فأخبرني يا عمرو عن أبغض الرماح إليك قال الأعصل عند الطعان المثلم السنان الذي إذا هززته انعطف وإذا طعنت به انقصف قال ما تقول يا ربيعة قال بئس الرمح ذكر وغيره أبغض إلي منه قال وما هو قال الضعيف المهز اليابس الكز الذي إذا أكرهته انحطم وإذا طعنت به انقصم قال انصرفا الآن طاب لي الموت
اذا كان الابنان هكذا!!!، فكيف بالأب!!!
سلمت اناملك يا فهد،،،
السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 02:20 م]ـ
سلمك الله ياأخي رسالة الغفران واسعدك في الدارين الدنيا والآخرة شاكراً لك
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 02:31 م]ـ
إحدى ملكات اليمن وخاطبوها
وذكروا أن ملكة كانت بسبأ فأتاها قوم يخطبونها فقالت ليصف كل رجل منكم نفسه
وليصدق وليوجز لأتقدم إن تقدمت أو أدع إن تركت على علم فتكلم رجل منهم يقال له
مدرك فقال إن أبي كان في العز الباذخ والحسب الشامخ وأنا شرس الخليقة غير رعديد عند
الحقيقة قالت لا عتاب على الجندل فأرسلتها مثلا
ثم تكلم آخر منهم ويقال له ضبيس بن شرس فقال أنا في مال أثيث وخلق غير خبيث
وحسب غير عثيث أحذو النعل بالنعل وأجزى القرض بالقرض فقالت لا يسرك غائبا من لا
يسرك شاهدا فأرسلتها مثلا ثم تكلم آخر منهم يقال له شماس بن عباس فقال أنا شماس ابن
عباس معروف بالندى والباس حسن الخلق في سجية والعدل في قضية مالي غير محظور
على القل والكثر وبابي غير محجوب على العسر واليسر قالت الخير متبع والشر محذور
فأرسلتها مثلا ثم قالت اسمع يا مدرك وأنت يا ضبيس لن يستقيم معكما معاشرة لعشير حتى
يكون فيكما لين عريكة وأما أنت يا شماس فقد حللت مني محل الأهزع من الكنانة والواسطة
من القلادة لدماثة خلقك وكرم طباعك ثم اسع بجد أودع فأرسلتها مثلا وتزوجت شماسا
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 03:33 م]ـ
واصل قرة العين فأنا بالحب أواصل.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 06:16 م]ـ
رواد مذحج يصفون ما ارتادوا من المراعى.
..... عن أشياخ من بني الحرث بن كعب قالوا أجدبت بلاد مذحج فأرسلوا روادا
من كل بطن رجلا فبعثت بنو زبيد رائدا وبعثت النخع رائدا وبعثت جعفى رائدا فلما رجع
الرواد قيل لرائد بني زبيد ما وراءك قال رأيت أرضا موشمة البقاع ناتحة النقاع مستحلسة
الغيطان ضاحكة القريان واعدة وأحر بوفائها راضية أرضها عن سمائها وقيل لرائد جعفى
ما وراءك قال رأيت أرضا جمعت السماء أقطارها فأمرعت أصبارها وديثت أوعارها
فبطنانها غمقة وظهرانها غدقة ورياضها مستوسقة ورقاقها رائخ ووطئها سائخ وماشيها
مسرور ومصرمها محسور وقيل للنخعي ما وراءك فقال مداحي سيل وزهاء ليل وغيل
يواصي غيلا قد ارتوت أجزازها ودمث عزازها والتبدت أقوازها فرائدها أنق وراعيها سنق
فلا قضض ولا رمض عازبها لا يفزع وواردها لا ينكع فاختاروا مراد النخعي!!!
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 06:28 م]ـ
سأواصل بالحب لأجلك
ولن اتوقف حتى أرى ثمرة جهدك وقبل أن أودع الرياض بالأجازة
متواصلون بأذن الله العلي القدير
فما أنا سوى تلميذ وجد في واحة الفصيح الراحة والطمائنينة
لو علمت عن الفصيح لما تأخرت ثانية واحدة عن الدخول اليه
واتقدم بشكري لجميع الأساتذة الذين طلبوا مني الألتحاق بهذا المنتدى الرائع الذي تعجز الكلمات عن وصفة
أخشى أن أطيل عليكم في الكلام ...
وتقبلوا خالص تحيات أخوكم
أبو غيداء
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 07:25 م]ـ
سأواصل بالحب لأجلك
ولن اتوقف حتى أرى ثمرة جهدك وقبل أن أودع الرياض بالأجازة
متواصلون بأذن الله العلي القدير
فما أنا سوى تلميذ وجد في واحة الفصيح الراحة والطمائنينة
لو علمت عن الفصيح لما تأخرت ثانية واحدة عن الدخول اليه
واتقدم بشكري لجميع الأساتذة الذين طلبوا مني الألتحاق بهذا المنتدى الرائع الذي تعجز الكلمات عن وصفة
أخشى أن أطيل عليكم في الكلام ...
وتقبلوا خالص تحيات أخوكم
أبو غيداء
سلام عليكم ورحمة الله ... :)
بارك الله فيك أخي أبا غيداء ... ونحن نزهو بك ونفتخر.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:50 ص]ـ
من العصر الجاهلي:
تنافرتْ قريشٌ وخُزَاعة ُ (1) إلى هاشم ِ بن ِ عبدِ منافٍ، فخطبَهم بما أذعَن َ له الفريقان ِ بالطاعةِ، فقالَ في خُطْبتِه:
" أيها الناسُ، نحن آلُ إبراهيمَ، وذرية ُ إسماعيلَ، وبنو النَّضْر ِ بن ِ كِنَانَة َ (2)،
وبنو قُصَيِّ بن ِ كِلاب ٍ، وأربابُ مكة َ وسُكَّان ُ الحَرَم ِ. لنا ذروة ُ الحَسَب ِ، ومَعْدِنُ المَجْد ِ، ولكلٍّ في كلٍّ حِلْفٌ (3) يَجِبُ عليه نصرتُه، و إجابة ُ دعوتِه إلا ما دعا إلى عُقُوق ِ عشيرة ٍ وقَطْع ِ رَحِم ٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا بني قُصَيٍّ، أنتم كَغُصْنَي شجرة ٍ أيهما كُسِرَ أوحشَ صاحبَه. والسيفُ لا يُصان ُ إلا بغِمْدِهِ. ورامي العشيرة ِ يصيبُه سَهْمُه. ومَنْ أمْحَكَهُ (4) اللجَاجُ أخرجَه إلى البَغْي ِ.
أيها الناسُ، الحِلْمُ شَرَفٌ، والصَّبْرُ ظَفَرٌ، والمعروفُ كنز ٌ، والجُوْدُ سُؤددٌ، والجهلُ سَفَهٌ، والأيامُ دُوَلٌ، والدهرُ غِيَرٌ (5)، والمرءُ منسوبٌ إلى فِعْلِه، ومأخوذ ٌ بعملِه؛ فاصطنعوا المعروفَ تَكسِبوا الحَمْدَ، ودَعُوا الفُضُولَ تُجانِبْكُمُ السفهاءُ، وأكرموا الجليسَ يَعْمُرْ ناديكم، وحاموا الخَلِيْط َ يُرْغَبْ في جوارِكم، وأنصِفوا مِن أنفسِكم يُوْثَقْ بكم، وعليكم بمكارم ِ الأخلاق ِ فإنها رِفْعَة ٌ، وإياكم والأخلاق َ الدَّنِيَّة َ فإنها تَضَعُ الشَّرَفَ، وتَهْدِمُ المَجْدَ، وإنّ نَهْنَهَة َ (6) الجاهل ِ أهون ُ مِن جَريرتِه، ورأسَ العشيرة ِ يحملُ أثقالَها، ومَقَامَ الحليم ِ عظة ٌ لمَن ْ انتفعَ به ".
فقالتْ قريش ٌ: رضيْنا بكَ أبا نَضْلَة َ.
" وهي كنية هاشم بن عبدمناف ".
* بلوغ الأرب 1/ 322
_______________________________
1 - خزاعة: حَيٌّ مِنَ الأزْدِ. سُمُّوا بذلك لأنهم تخزَّعُوا عن قومِهم (أي تخلفوا عنهم وانقطعوا). وذلك أنه لما تفرَّقتِ الأزدُ مِنَ اليمنِ في البلادِ نزلَ بنو مازنٍ على ماءٍ بينَ زُبَيدٍ وزَمْعٍ، وأقبلَ بنو عمرِو بنِ عامرٍ، فانخزَعُوا عن قومِهم فنزلوا مكة َ.
2 - النضر: الجدُّ الثانيَ عشرَ للنبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - وقُصَيٌّ الجدُّ الرابعُ.
3 - الحلف: في العَهْدِ بين َ القوم ِ والصداقةِ، والصديقُ يَحْلِفُ لصاحبِه أنْ لا يغدرُ به، وقولُه: " لكل في كل " أي: لكل في صاحبِه صديقٌ يجبُ عليه نصرتُه.
4 - أمحكه: أغضبَه.
5 - غِيَر: أي ذو غِيَر ٍ، وغير الدهر ِ: أحداثه المُغِيرة ُ، جمع
غِيرة (بكسر الغين)، أو مفرد وجمعه أغيار.
6 - نهنهة: نهنهَ عنِ الأمر ِ أي: كَفَّهُ وزجرَه.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:36 ص]ـ
كم أنت رائع وجميل
لكن اليوم سأحضر معي مفاجأة ستسعدك بأذن الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 01:12 م]ـ
ما هي؟! شوقتنا يا رجل.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:16 م]ـ
أين المفاجأة،،،
بانتظارها يا رجل،،،
أسرع هداك الله
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:19 م]ـ
ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي
وفد عامر بن جوين الطائي على المنذر بن النعمان الأكبر جد النعمان بن المنذر وذلك بعد انقضاء ملك كندة ورجوع الملك إلى لخم وكان عامر قد أجار امرؤ القيس ابن حجر أيام كان مقيما بالجبلين وقال كلمته التي يقول فيها
(هنالك لا أعطي مليكا ظلامة ... ولا سوقة حتى يئوب ابن مندله)
وكان المنذر ضغنا عليه فلما دخل عليه قال له يا عام لساء مثوى أثويته ربك وثويك حين حاولت إصباء طلته ومخالفته إلى عشيره أما والله لو كنت كريما لأئويته مكرما موقرا ولجانبته مسلما فقال له أبيت اللعن لقد علمت
أبناء أدد إني لأعزها جارا وأكرمها جوارا وأمنعها دارا ولقد أقام وافرا وزال شاكرا فقال له المنذر يا عام وإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار وأفنيات سلمي ذات الأغفار مانعاتك من المجر الجرار ذي العدد الكثار والحصن والمهار والرماح الحرار وكل ماضي الغرار بيد كل مسعر كريم النجار قال عامر أبيت اللعن إن بين تلك الهضيبات والرعان والشعاب والمصدان لفتيانا أبطالا وكهولا أزوالا يضربون القوانس ويستنزلون الفوارس بالرماح المداعس لم يتبعوا الرعاء ولم ترشحهم الإماء فقال الملك يا عام لو قد تجاوبت الخيل في تلك الشعاب صهيلا كانت الأصوات قعقعة وصليلا وفغر الموت وأعجز الفوت فتقارشت الرماح وحمى السلاح لتساقى قومك كأسا لا صحو بعدها فقال مهلا أبيت اللعن إن شرابنا وبيل
وحدنا أليل ومعجمنا صليب ولقاءنا مهيب فقال له يا عام إنه لقليل بقاء الصخرة الصراء على وقع الملاطيس فقال أبيت اللعن إن صفاتنا عبر المراديس فقال لأوقظن قومك من سنة الغفلة ثم لأعقبنهم بعدها رقدة لايهب راقدها ولا يستيقظ هاجدها فقال له عامر إن البغي أباد عمرا وصرع حجرا وكانا أعز منك سلطانا وأعظم شانا وإن لقيتنا لم تلق أنكاسا
ولا أغساسا فهبش وضائعك وصنائعك وهلم إذا بدا لك فنحن الألى قسطوا على الأملاك قبلك ثم أتى راحلته فركبها وأنشأ يقول
(تعلم أبيت اللعن أن قناتنا ... تزيد على غمز الثقاف تصعبا)
(أتوعدنا بالحرب أمك هابل ... رويدك برقا لا أبا لك خلبا)
(إذا خطرت دوني جديلة بالقنا ... وحامت رجال الغوث دوني تحدبا)
(أبيت التي تهوى وأعطيتك التي ... تسوق إليك الموت أخرج أكهبا)
(فإن شئت أن تزدارنا فأت تعترف ... رجالا يذيلون الحديد المعقربا)
(وإنك لو أبصرتهم في مجالهم ... رأيت لهم جمعا كثيفا وكوكبا)
(وذكرك العيش الرخى جلادهم ... وملهى بأكناف السدير ومشربا)
(فأغض على غيظ ولا ترم التي ... تحكم فيك الزاعبى المحربا)
ثانياً:
قيس بن رفاعة والحارث بن أبي شمر الغساني
كان قيس بن رفاعة يفد سنة إلى النعمان اللخمي بالعراق وسنة إلى الحارث ابن ابي شمر الغساني بالشأم فقال له يوما وهو عنده يابن رفاعة بلغني أنك تفضل النعمان على قال وكيف أفضله عليك أبيت اللعن فوالله لقفاك أحسن من وجهه ولأمك أشرف من أبيه ولأبوك أشرف من جميع قومه ولشمالك أجود من يمينه ولحرمانك أنفع من نداه ولقليلك أكثر من كثيره ولثمادك أغزر من غديره ولكرسيك أرفع من سريره ولجدولك أغمر من بحوره وليومك أفضل من شهوره ولشهرك أمد من حوله ولحولك خير من حقبه ولزندك أورى من زنده ولجندك أعز من جنده وإنك لمن غسان أرباب الملوك وإنه لمن لخم الكثير النوك فكيف أفضله عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:28 م]ـ
المفاجأة تريد صبراً
أقول أو لا أقول
سأقول:
أريد أن اكتب خاطرة وأريد منكم أبداء الرأي
هل أنا كاتب مبدع أم لا
سأكتبها بأذن الله في منتدى الأبداع وأول ماأنتهي سأبلغكم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:30 م]ـ
سَلِمْتَ أيها المِفْضَالُ، ونحن بانتظار ِ المفاجأة ِ على أحر من الجمر، وسوف نترقب مليًّا في منتدى الإبداع، ولسوف نسبق الضوء والصوت.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 03:52 م]ـ
قيس بن خفاف البرجمي وحاتم طيئ
أتى أبو جبيل قيس بن خفاف البرجمى حاتم طيئ في دماء حملها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها فقال والله لآتين من يحملها عني وكان شريفا شاعرا فلما قدم عليه قال إنه وقعت بين قومي دماء فتواكلوها وإني حملتها في مالي وأملي فقدمت مالي وكنت أملي فإن تحملها فرب حق قد قضيته وهم قد كفيته وإن حال دون ذلك حائل لم أذمم يومك ولم أيأس من غدك ثم أنشأ يقول
(حملت دماء للبراجم جمة ... فجئتك لما أسلمتني البراجم)
(وقالوا سفاها لم حملت دماءنا ... فقلت لهم يكفي الحمالة حاتم)
(متى آته فيها يقل لي مرحبا ... وأهلا وسهلا أخطأتك الأشائم)
(فيحملها عنى وإن شئت زادني ... زيادة من حنت إليه المكارم)
(يعيش الندى ما عاش حاتم طيئ ... فإن مات قامت للسخاء مآتم)
(ينادين مات الجود معك فلا نرى ... مجيبا له ما حام في الجو حائم)
(وقال رجال أنهب العام ماله ... فقلت لهم إني بذلك عالم)
(ولكنه يعطي من أموال طي ... إذا جلف المال الحقوق اللوازم)
(فيعطي التي فيها الغنى وكأنه ... لتصغيره تلك العطية جارم)
(بذلك أوصاه عدي وحشرج ... وسعد وعبد الله تلك القماقم)
فقال له حاتم إن كنت لأحب أن يأتيني مثلك من قومك هذا مرباعي من الغارة على بني تميم فخذه وافرا فإن وفى بالحمالة وإلا أكملتها لك وهو مائتا بعير سوى بنيها وفصالها مع أني لا أحب أن تويس قومك بأموالهم فضحك أبو جبيل وقال لكم ما أخذتم منا ولنا ما أخذنا منكم وأي بعير دفعته إلي ليس ذنبه في يد صاحبه فأنت منه برئ فدفعها إليه وزاده مائة بعير فأخذها وانصرف راجعا إلى قومه
فقال حاتم في ذلك
(أتاني البرجمي أبو جبيل ... لهم في حمالته طويل)
(فقلت له خذ المرباع رهوا ... فإني لست أرضى بالقليل)
(على حال ولا عودت نفسي ... على علاتها علل البخيل)
(فخذها إنها مائتا بعير ... سوى الناب الرذية والفصيل)
(فلا من عليك بها فإني ... رأيت المن يزري بالجزيل)
(فآب البرجمى وما عليه ... من أعباء الحمالة من فتيل)
(يجر الذيل ينفض مذرويه ... خفيف الظهر من حمل ثقيل)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:42 م]ـ
مقال قبيصة بن نعيم لامرئ القيس بن حجر
قدم على امرىء القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من قبائل بني أسد وفيهم قبيصة بن نعيم يسألونه العفو عن دم أبيه فخرج عليهم في قباء وخف وعمامة سوداء وكانت العرب لا تعتم إلا في الترات فلما نظروا إليه قاموا له وبدر إليه قبيصة فقال إنك في المحل والقدر والمعرفة بتصرف الدهر وما تحدثه أيامه وتتنقل به أحواله بحيث لا تحتاج إلى تذكير من واعظ ولا تبصير من مجرب ولك من سودد منصبك وشرف أعراقك وكرم أصلك فى العرب محتد يحتمل ما حمل عليه من إقالة العثرة ورجوع عن الهفوة ولا تتجاوز الهمم إلى غاية إلا رجعت إليك فوجدت عندك من فضيلة الرأي وبصيرة الفهم وكرم الصفح ما يطول رغباتها ويستغرق طلباتها وقد كان الذي كان من الخطب الجليل الذي عمت رزيته نزارا واليمن ولم تخصص بذلك كندة دوننا للشرف البارع كان لحجر التاج والعمة فوق الجبين الكريم وإخاء الحمد وطيب الشيم ولو كان يفدى هالك بالأنفس الباقية بعده لما بخلت كرائمنا بها على مثله ولكنه مضى به سبيل لا يرجع أخراه على أولاه ولا يلحق أقصاه أدناه
فأحمد الحالات في ذلك أن تعرف الواجب عليك في إحدى خلال ثلاث إما أن اخترت من بني أسد أشرفها بيتا وأعلاها في بناء المكرمات صوتا فقدناه إليك بنسعة تذهب مع شفرات حسامك بباقي قصرته فنقول رجل امتحن بهالك عزيز فلم يستل سخيمته إلا تمكينه من الإنتقام أو فداء بما يروح على بني أسد من نعمها فهي ألوف تجاوز الحسبة فكان ذلك فداء رجعت به القضب إلى أجفانها لم يرددها تسليط الإحن على البرآء
وإما أن وادعتنا إلى أن تضع الحوامل فتسدل الأزر وتعقد الخمر فوق الرايات
فبكى امرؤ القيس ساعة ثم رفع رأسه فقال
رد امرئ القيس عليه
لقد علمت العرب أنه لا كفء لحجر في دم وأني لن أعتاض به جملا ولا ناقة فأكتسب به سبة الأبد وفت العضد وأما النظرة فقد أوجبتها الأجنة في بطون أمهاتها ولن أكون لعطبها سببا وستعرفون طلائع كندة من بعد ذلك تحمل في القلوب حنقا وفوق الأسنة علقا
(إذا جالت الحرب في مأزق ... تصافح فيه المنايا النفوسا) أتقيمون أم تنصرفون
قالوا بل ننصرف بأسوأ الاختيار وأبلى الاجترار بمكروه وأذية وحرب وبلية ثم نهضوا عنه وقبيصة يتمثل
(لعلك أن تستوخم الورد إن غدت ... كتائبنا في مأزق الحرب تمطر)
فقال امرؤ القيس لا والله ولكن أستعذبه فرويدا ينفرج لك دجاها عن فرسان كندة وكتائب حمير ولقد كان ذكر غير هذا بي أولى إذ كنت نازلا بربعي ولكنك قلت فأوجبت فقال قبيصة ما يتوقع فوق قدر المعاتبة والإعتاب فقال امرؤ القيس هو ذاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:43 م]ـ
منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامرين
لما أسن أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن ملاعب الأسنة تنازع في الرياسة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر وعلقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص ابن جعفر فقال علقمة كانت لجدي الأحوص وإنما صارت لعمك بسببه وقد قعد عمك عنها وأنا استرجعتها فأنا أولى بها منك فشرى الشر بينهما وسارا إلى المنافرة فقال علقمة إن شئت نافرتك فقال عامر قد شئت
والله إني لأكرم منك حسبا وأثبت منك نسبا وأطول منك قصبا
فقال علقمة والله لأنا خير منك ليلا ونهارا فقال عامر والله لأنا أحب إلى نسائك أن أصبح فيهن منك أنا أنحر منك للقاح وخير منك في الصباح وأطعم منك في السنة الشياح
فقال علقمة أنا خير منك أثرا وأحد منك بصرا وأعز منك نفرا وأشرف منك ذكرا
فقال عامر ليس لبني الأحوص فضل على بني مالك في العدد وبصري ناقص وبصرك صحيح ولكني أنافرك إني أسمى منك سمة وأطول منك قمة وأحسن منك لمة وأجعد منك جمة وأسرع منك رحمة وأبعد منك همة فقال علقمة أنت رجل جسيم وأنا رجل قضيف وأنت جميل وأنا قبيح ولكني أنافرك بآبائي وأعمامي فقال عامر آباؤك أعمامي ولم أكن لأنافرك بهم لكني أنافرك أنا خير منك عقبا وأطعم منك جدبا فقال علقمة قد علمت أن لك عقبا وقد أطعمت طيبا ولكني أنافرك إني خير منك وأولى بالخيرات منك
فخرجت أم عامر وكانت تسمع كلامهما فقالت يا عامر نافره أيكما أولى بالخيرات قال عامر إني والله لأركب منك في الحماة وأقتل منك للكمأة
وخير منك للمولى والمولاة فقال له علقمة والله إني لبر وإنك لفاجر وإني لولود وإنك لعاقر وإني لعف وإنك لعاهر وإني لوفى وإنك لغادر ففيم تفاخرني يا عامر فقال عامر والله إني لأنزل منك للقفرة وأنجر منك للبكرة وأطعم منك للهبرة وأطعن منك للثغرة
فقال علقمة والله إنك لكليل البصر نكد النظر وثاب على جاراتك بالسحر
فقال بنو خالد بن جعفر وكانوا يدا مع بني الأحوص على بني مالك بن جعفر لن تطيق عامرا ولكن قل له أنافرك بخيرنا وأقربنا إلى الخيرات فقال له علقمة هذا القول فقال عامر عير وتيس وتيس وعنز فذهبت مثلا نعم على مائة من الإبل إلى مائة من الإبل يعطاها الحكم أينا نفر عليه صاحبه أخرجها ففعلوا ذلك ووضعوا بها رهنا من أبنائهم على يدي رجل يقال له خزيمة بن عمرو بن الوحيد فسمى الضمين
وخرج علقمة ومن معه من بني خالد وخرج عامر فيمن معه من بني مالك وجعلا منافرتهما إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية فلم يقل بينهما شيئا وكره ذلك لحالهما وحال عشيرتهما وقال أنتما كركبتي البعير الأدرم قالا فأينا اليمين قال كلا كما يمين وأبى أن يقضي بينهما فانطلقا إلى ابي جهل بن هشام فأبى أن يحكم بينهما وقد كانت العرب تحاكم إلى قريش فأتيا عيينة بن حصن بن حذيفة
أن يقول بينهما شيئا فأتيا غيلان بن سلمة الثقفي فردهما إلى حرملة ابن الأشعر المري فردهما إلى هرم بن قطبة بن سنان الفزاري فانطلقا حتى نزلا به وقد ساقا الإبل معهما حتى أشتت وأربعت لا يأتيان أحدا إلا هاب أن يقضى بينهما فقال هرم لعمري لأحكمن بينكما ثم لأفصلن فأعطياني موثقا أطمئن إليه أن ترضيا بما أقول وتسلما لما قضيت بينكما وأمرهما بالانصراف ووعدهما ذلك اليوم من قابل فانصرفا حتى إذا بلغ الأجل خرجا إليه وأقام القوم عنده أياما
فأرسل هرم إلى عامر فأتاه سرا لا يعلم به علقمة فقال يا عامر قد كنت أرى لك رأيا وأن فيك خيرا
وما حيستك هذه الأيام إلا لتنصرف عن صاحبك أتنافر رجلا لا تفخر أنت وقومك إلا بآبائه فما الذي أنت به خير منه فقال عامر نشدتك الله والرحم أن لا تفضل على علقمة فوالله لئن فعلت لا أفلح بعدها أبدا هذه ناصيتي فاجززها واحتكم في مالي فإن كنت لا بد فاعلا فسو بيني وبينه قال انصرف فسوف أرى رأيي فخرج عامر وهو لا يشك أنه ينفره عليه ثم أرسل إلى علقمة سرا لا يعلم به عامر فأتاه وقال له مثل ما قال لعامر فرد عليه علقمة بما رد به عامر وانصرف وهو لا يشك أنه سيفضل عليه عامرا ثم إن هرما أرسل إلى بنيه وبنى أبيه إني قائل غدا بين هذين الرجلين مقالة فإذا فعلت فليطرد بعضكم عشر جزائر فلينحرها عن علقمة ويطرد بعضكم عشر جزائر ينحرها عن عامر وفرقوا بين الناس لا تكون لهم جماعة وأصبح هرم فجلس مجلسه وأقبل الناس وأقبل علقمة وعامر حتى جلسا فقام هزم فقال يا بني جعفر قد تحاكمتما عندي وأنتما كركبتي
البعير الأدرم تقعان إلى الأرض معا وليس فيكما أحد إلا وفيه ما ليس في صاحبه وكلا كما سيد كريم وعمد بنو هرم وبنو أخيه إلى تلك الجزر فنحروها حيث أمرهم هرم وفرقوا الناس ولم يفضل هرم أحدا منهما على صاحبه وكره أن يفعل وهما ابنا عم فيجلب بذلك عداوة ويوقع بين الحيين شرا
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:57 م]ـ
:) فدتك نفسي ما أروعك!
إلى الأمام أيها الرائع أبو غيداء:)
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:17 م]ـ
بأذن الله أن تزوجت وهبتك ابنتي غيداء ((ابتسامة))
لم ترى شيئاً بعد
لن أتوقف عن الكتابة أبداً
حتى تقول لي كف عن الكتابة يارجل
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:33 م]ـ
أنا متزوج يا أبا غيداء؛ فلا تجعلني اليوم أنا في الشارع ( ops!;)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:36 م]ـ
عذراً عذراً
اصمت من الأفضل
اووو
لا ... إلا الشارع
إذن ابنك
لابأس لم نبتعد كثيراً
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:46 م]ـ
أفرحك الله بحصول ما تحب، و أحياك وأماتك باسم الوجه طلق المحيا اللهم آمين ومن يقرأ.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:53 م]ـ
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:10 م]ـ
بين مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان
لما قتل جساس بن مرة بن ذهل الشيباني كليب بن ربيعة التغلبي تشمر أخوه مهلهل واستعد
لحرب بكر وجمع إليه قومه فأرسل رجالا منهم
إلى بني شيبان فأتوا مرة بن ذهل بن شيبان أبا جساس وهو في نادي قومه فقالوا له
إنكم أتيتم عظيما بقتلكم كليبا بناب من الإبل فقطعتم الرحم وانتهكتم الحرمة وإنا كرهنا
العجلة عليكم دون الإعذار إليكم ونحن نعرض عليكم خلالا أربعا لكم فيها مخرج ولنا فيها
مقنع فقال مرة وما هي قالوا تحيي لنا كليبا او تدفع إلينا جساسا قاتله فنقتله به أو هماما فإنه
كفء له أو تمكننا من نفسك فإن فيك وفاء من دمه فقال أما إحيائي كليبا فهذا ما لا يكون
وأما الجساس فإنه غلام طعن طعنة على عجل ثم ركب فرسه فلا أدري أي البلاد احتوى
عليه وأما همام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم فلن يسلموه لي
فأدفعه إليكم يقتل بجريرة غيره وأما أنا فهل هو إلا أن تجول الخيل جولة غدا فأكون أول
قتيل بينها فما أتعجل الموت ولكن لكم عندي خصلتان أما إحداهما فهؤلاء بني الباقون فعلقوا
في عنق أيهم شئتم نسعة فانطلقوا به إلى رحالكم فاذبحوه ذبح الجزور وإلا فألف ناقة سود الحدق حمر الوبر أقيم لكم بها كفيلا من بني وائل فغضب القوم وقالوا لقد أسأت تبذل لنا ولدك وتسومنا اللبن من دم كليب ونشبت الحرب بينهم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:29 م]ـ
لله درك ما أروع انتقاءك وأجمله!
لقد تمنيت أن أعود في ذاك العصر لأقول:
لا تنشبوا الحرب بينكم فتموتوا وتهلكوا خلقا كثيرًا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 12:45 ص]ـ
لا تنشبوا الحرب بينكم فتموتوا وتهلكوا خلقا كثيرًا.
ما الطفك يا صريخ
ـ[أم أسامة]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:56 ص]ـ
في الحقيقه رائع ما حبكته أنامل اليد الواحده. أعجبتني إحدى الخطب جمعت متضادين التهنئة والتعزية. قال ابن عتبة للمهدى يهنئه بالخلافة و يعزيه فى أبيه المنصور: (آجر الله أمير المؤمنين على أمير المؤمنين قبله، وبارك لأمير المؤمنين فيما خلفه له أمير المؤمنين بعده، فلا مصيبة أعظم من فقد أمير المؤمنين،ولاعقبى أفضل من وراثة مقام أمير المؤمنين،فاقبل من الله أفضل العطية، واحتسب عنده أعظم الرزية)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخيتي (الثلوج الدافئة).مشاركة أكثر من رائعة.
سلم الله أناملك، وننتظر منك المزيد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:10 م]ـ
خطبة أبي العباس السفاح بالشام
خطب أبو العباس عبدُ اللّه بن محمد عليّ، لمّا قُتل مَروان بن محمد، فقال: ألم تَر إلى الذين
بَدّلوا نعمة الله كفْراً وأَحَلًوا قومهم دار البوار، جَهَنِّم يَصْلَوْنَها وبِئْسَ القَرار، نَكَصَ بكم يا
أهل الشام آل حَرْب، وآل مَرْوان، يَتَسكّعون بكم الظُّلم، ويتهوَّرون بكم مَداحض الزَّلق
يطؤون بكم حُرم الله وحرم رسوله، ماذا يقول زُعماؤكم غداً؟ يقولون: ربّنا هؤلاء أَضلونا
فاتهم عذاباً ضِعْفاً من النار. إذاً يقول اللّه عزَّ وجلّ لكُلّ ضِعْف ولكن لا تَعْلمون. أمّا أميرُ
المؤمنين، فقد ائتنف بكم التّوبة، واغتفر لكم الزِّلة، وبسط لكم الإقالة، وعاد بفَضْلِه على
نَقْصكم، وبِحِلْمه على جَهْلكم، فلْيُفرح رُوعكم، ولتطمئنّ به دارُكم، ولْتعظكم مصارعُ
أَوائلكم، فتلك بيوتهم خاوية بما ظَلَموا.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 08:51 م]ـ
من العصر الجاهلي
* لما ظَفِرَ سيفُ بنُ ذي يزنَ بالحبشةِ أتَتْه وفودُ العربِ وأشرافُها وشعراؤها تهنِّئه وتمدحُه، ومنهم وَفْدُ قريش ٍ، وفيهم عبدُالمطلب ِ بنُ هاشم ٍ، فاستأذنَه في الكلام ِ، فأذنَ له، فقالَ:
" إنّ الله تعالى - أيها الملكُ - أحَلَّكَ مَحَلاً رفيعًا صَعْبًا منيعًا باذخًا (1) شامخًا، وأنبتَكَ مَنْبِتًا طابتْ أرُوْمَتُه (2)، وعَزَّتْ جُرْثُومتُه (3)، وثبتَ أصلُه، وبَسَق َ (4) فَرْعُه في أكرم ِ مَعْدِن ٍ، وأطيب ِ موطن ٍ. فأنتَ - أبيتَ اللعن َ - رأسُ العرب ِ وربيعُها الذي به تُخصِبُ، ومَلِكُها الذي به تنقادُ، وعمودُها الذي عليه العِمَادُ، ومَعْقِلُها (5) الذي إليه يلجأ ُ العبادُ. سلفُكَ خيرُ سَلف ٍ، وأنتَ لما بعدَهم خيرُ خَلَف ٍ. ولن يهلكَ مَنْ أنتَ خَلَفُهُ، ولن يَخْمَلَ مَن أنت سَلَفُهُ. نحن - أيها الملكُ - أهلُ حرم ِ الله ِ وذِمَّتِه، وسَدَنَة ُ بيتِه أشْخَصَنا إليكَ الذي أبْهَجَكَ بكشفِ الكربِ الذي فَدَحَنا (6)، فنحنُ وَفْدُ التهنئةِ، لا وفدُ المَرزِئةِ (7) ".
* العقد الفريد 1/ 116 + أنباء نجباء الأبناء 11
______________________________________
1 - باذخًا: عاليًا من بذخ بذخًا كفرح.
2 - أرومته: أي أصله.
3 - جرثومته: أصله أيضًا.
4 - بسق: علا وطال.
5 - معقلها: المعقل الملجأ.
6 - فدحنا: أثقلنا.
7 - المرزئة: رزأه مالَه أي: أصاب منه شيئًا. والمعنى: لسنا وافدين للعطاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 08:55 م]ـ
خطبة أبي العباس السفاح بالشام
خطب أبو العباس عبدُ اللّه بن محمد عليّ، لمّا قُتل مَروان بن محمد، فقال: ألم تَر إلى الذين
بَدّلوا نعمة الله كفْراً وأَحَلًوا قومهم دار البوار، جَهَنِّم يَصْلَوْنَها وبِئْسَ القَرار، نَكَصَ بكم يا
أهل الشام آل حَرْب، وآل مَرْوان، يَتَسكّعون بكم الظُّلم، ويتهوَّرون بكم مَداحض الزَّلق
يطؤون بكم حُرم الله وحرم رسوله، ماذا يقول زُعماؤكم غداً؟ يقولون: ربّنا هؤلاء أَضلونا
فاتهم عذاباً ضِعْفاً من النار. إذاً يقول اللّه عزَّ وجلّ لكُلّ ضِعْف ولكن لا تَعْلمون. أمّا أميرُ
المؤمنين، فقد ائتنف بكم التّوبة، واغتفر لكم الزِّلة، وبسط لكم الإقالة، وعاد بفَضْلِه على
نَقْصكم، وبِحِلْمه على جَهْلكم، فلْيُفرح رُوعكم، ولتطمئنّ به دارُكم، ولْتعظكم مصارعُ
أَوائلكم، فتلك بيوتهم خاوية بما ظَلَموا.
سلام عليك أيها الرائع رسالة الغفران
أردت ان أقتبس منها شيئًا فلم أستطع أن أخص منها شيئًا فاقتبستها كلها.
ـ[الوافية]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 10:37 م]ـ
"ياأهل العراق!
إن الشيطان قد استبطنكم فخالط الدم واللحم, والعصب والمسامع والأطراف والأعضاء والشغاف, ثم مضى إلى الأمخاخ والأصماخ, ثم ارتفع فعشّش, ثم باض وفرّخ, فحشاكم نفاقا وشقاقا ,وأشعركم خلافا, قد اتخذتموه دليلا تتبعونه, وقائدا تطيعونه, ومؤامرا تستشيرونه.
فكيف تنفعكم تجربة, أو تعظكم وقعة, أو يحجزكم إسلام, أو ينفعكم بيان؟
ألستم أصحابي بالأهواز, حيث رمتم المكر, وسعيتم بالغدر, واستجمعتم للكفر, وظننتم أن الله يخذل دينه وخلافته؟
وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لواذا ,وتنهزمون سراعا.
ويوم الزاوية! ومايوم الزاوية؟ بها كان فشلكم وتنازعكم وبراءة الله منكم ,ونكوص وليه عنكم, إذ وليتم كالإبل الشوارد إلى أوطانها ,النوازع إلى أعطانها, لايسأل المرء منكم عن أخيه ,ولايلوي الشيخ على بنيه حتى عضكم السلاح وقصمتكم الرماح.
ويوم دير الجماجم! ومايوم دير الجماجم؟
بها كانت المعارك والملاحم بضرب يزيل الهام عن مقيله ,ويذهل الخليل عن خليله.
يا أهل العراق!
أهل الكفرات بعد الفجرات, والغدرات بعد الخترات ,والثورة بعد النزوات!
إن أبعثكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم, وإن أمنتم أرجفتم, وإن خفتم نافقتم, لاتذكرون حسنة ولاتشكرون نعمة, هل استخفكم ناكث, واستغواكم غاوٍ, أو استفزكم عاصٍ, أو استنصركم ظالم, أو استعضدكم خالع إلا وثقتموه وآويتموه ونصرتموه ورضيتموه؟
يا أهل العراق, هل شغب شاغب ,أو نعب ناعب, إلا كنتم أتباعه وأنصاره؟
ألم تنهكم المواعظ؟
ألم تزجركم الوقائع؟
ثم التفت إلى أهل الشام فقال:
يا أهل الشام, إنما أنا لكم كالظليم الذاب عن فراخه, ينفي عنها المدر, ويباعد عنها الحجر, ويكنها من المطر, ويحميها من الضباب, ويحرسها من الذئاب.
يا أهل الشام!
أنتم الجُنة والرداء, وأنتم العدة والغطاء."
قاتل الله الحجاج.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:03 ص]ـ
خطبة بليغة جزلة،،،
يبهرني بخطبه، فهو متحدث ذلق كلم
قاتله الله كما تقول الوافية:)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:05 م]ـ
قاتل الله الحجاج.
سلام عليكم ورحمة الله ... :):)
لقد زادت النافذة إشراقا بمشاركتك أختي الوافية.
والحمد لله أن شاركتنا في هذه النافذة، وننتظر الجديد الجميل.
وعلى كل حال، فقد ارتعدت فرائصي خوفا من الحجاج.:):)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:10 م]ـ
مقالة حذيفة بن بدر الفزاري
قد علمت العرب أن فينا الشرف الأقدم والأعز الأعظم ومأثرة للصنيع الأكرم فقال من حوله ولم ذاك يا أخا فزازة فقال ألسنا الدعائم التي لا ترام والعز الذي لا يضام قيل صدقت ثم قام شاعرهم فقال:
(فزارة بيت العز والعز فيهم ... فزارة قيس حسب قيس نضالها)
(لها العزة القعساء والحسب الذي ... بناء لقيس في القديم رجالها)
(فهيهات قد أعيا القرون التي مضت ... مآثر قيس مجدها وفعالها)
(وهل أحد إن هز يوما بكفه ... إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها)
(فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها ... وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها)
- مقال الأشعث الكندي
ثم قام الأشعث الكندي وإنما أذن له أن يقوم قبل ربيعة وتميم لقرابته من النعمان بن المنذر فقال قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الأكثر وزحفها الأكبر وإنا لغياث الكربات ومعدن المكرمات قالوا ولم يا أخا كندة قال لأنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه الأعظم وتوسطنا بحبوحه الأكرم ثم قام شاعرهم فقال
(إذا قست أبيات الرجال ببيتنا ... وجدت لنا فضلا على من يفاخر)
(فمن قا كلا أو أتانا بخطة ... ينافرنا فيها فنحن نخاطر)
(تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا ... له الفضل فيما أورثته الأكابر)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 07:36 م]ـ
لقد كتبتها أخي فلا تكمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 07:57 م]ـ
مقالة حذيفة بن بدر الفزاري
قد علمت العرب أن فينا الشرف الأقدم والأعز الأعظم ومأثرة للصنيع الأكرم فقال من حوله ولم ذاك يا أخا فزازة فقال ألسنا الدعائم التي لا ترام والعز الذي لا يضام قيل صدقت ثم قام شاعرهم فقال:
(فزارة بيت العز والعز فيهم ... فزارة قيس حسب قيس نضالها)
(لها العزة القعساء والحسب الذي ... بناء لقيس في القديم رجالها)
(فهيهات قد أعيا القرون التي مضت ... مآثر قيس مجدها وفعالها)
(وهل أحد إن هز يوما بكفه ... إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها)
(فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها ... وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها)
- مقال الأشعث الكندي
ثم قام الأشعث الكندي وإنما أذن له أن يقوم قبل ربيعة وتميم لقرابته من النعمان بن المنذر فقال قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الأكثر وزحفها الأكبر وإنا لغياث الكربات ومعدن المكرمات قالوا ولم يا أخا كندة قال لأنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه الأعظم وتوسطنا بحبوحه الأكرم ثم قام شاعرهم فقال
(إذا قست أبيات الرجال ببيتنا ... وجدت لنا فضلا على من يفاخر)
(فمن قا كلا أو أتانا بخطة ... ينافرنا فيها فنحن نخاطر)
(تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا ... له الفضل فيما أورثته الأكابر)
بارك الله فيك يا عزيزي
ارجو منك في المرة القادمة ان تضع لنا المصدر، بارك الله فيك
ووجدت اختلافا بسيطا في الابيات التي ذكرتها
1 - الجليس الصالح الكافي للماعفى بن زكريا 2 - والاغاني للاصبهاني
ذكر الاغاني:
فزارة بيت العز والعز فيهم = فزارة قيس حسب قيس نضالها
لا العزة القعساء والحسب الذي = بناه لقيس في القديم رجالها
فمن ذا إذا مد الأكف إلى العلا = يمد بأخرى مثلها فينالها
فهيهات قد أعيا القرون التي مضت = مآثر قيس مجدها وفعالها
وهل أحد إن مد يوماً بكفه = إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها!
وإن يصلحوا يصلح لذاك جميعنا = وإن يفسدوا يفسد على الناس حالها
واختلف المعافى عنه فذكر:
فزارة بيت العز والعز فيهم = فزارة قيس حسب قيس فعالها
لها العزة القصوى مع الشرف الذي = بناه لقيس في القديم رجالها
وهل أحد إن مد يوماً بكفه = إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها
لهيهات ما أعيا القرون التي مضت = مآثر قيس واعتلاها فعالها
وانت اخذت من هنا وهناك:)
وفي مقال الاشعث /
إذا قست أبيات الرجال ببيتنا =وجدت له فضلاً على من يفاخر
فمن قال: كلاً أو أتانا بخطة = ينافرنا يوماً فنحن نخاطر
تعالوا فعدوا يعلم الناس أينا = له الفضل فيما أورثته الأكابر
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:17 ص]ـ
مِن َ العَصْر الجَاهِلِيِّ
* خطبَ أبو طالب ٍ حين َ زواج ِ النبي ِّ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - بالسيدة ِ خديجة َ، فقالَ:
" الحمدُ لله ِ الذي جَعَلَنا مِن زَرْع ِ إبراهيم َ وذريةِ آدم َ، وجعلَ لنا بلدًا حرامًا وبيتًا مَحْجُوجًا، وجعلَنا الحُكَّامَ على الناس ِ. ثم إنّ محمدَ بن َ عبدِ الله ِ - ابن َ أخي - مَنْ لا يُوَازَنُ به فتًى مِن قريش ٍ إلا رَجَحَ عليه بِرًّا وفَضْلاً وكَرَمًا وعَقْلاً ومَجْدًا ونُبْلاً (1)، وإنْ كان َ في المال ِ قُلٌّ (2)؛ فإنما المالُ ظِلٌّ زائلٌ، وعَارية ٌ (3) مُسْتَرْجَعَة ٌ، وله في خديجة َ بنتِ خويلد ٍ رغبة ٌ، ولها فيه مثلُ ذلك، وما أحببْتُم مِن َ الصَّدَاق ِ فَعَلَيَّ ".
* صبح الأعشى 1/ 213 + إعجاز القرآن 126 + تهذيب الكامل 1/ 4
السيرة الحلبية 1/ 133
________________________________
1 - نبلا: أي ذكاء ونجابة.
2 - قُلٌّ: قلة.
3 - عارية: ما يُستعار.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم هذا ماطلب رسالة الغفران هذا هو مرجعي
الكتاب: جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
المؤلف: أحمد زكي صفوت
الناشر: المكتبة العلمية - بيروت
عدد الأجزاء: 3
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:41 ص]ـ
خطبة الرسول في حجة الوداع
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن إسحاق: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان. أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتاب الله وسنة نبيه. أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟ فذكر لي أن الناس قالوا: اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ا شهد
المرجع: الروض الآنف
الجزء الرابع
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:45 م]ـ
أول خطبة خطبها النبي في المدينة
" الحمد لله أحمده واستعينه واستغفره, واستهديه وأؤمن به, ولا أكفره, وأعادي من يكفره, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق, والنور والموعظة, على فترة من الرسل, وقلّة من العلم, وضلالة من الناس, وانقطاع من الزمن, ودنوّ من الساعة, وقرب الأجل, ومن يطع الله ورسوله فقد رشد, ومن يعصهما فقد غوى وفرّط, وضلّ ضلالا بعيدا.
وأوصيكم بتقوى الله, فانه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضّه على الآخرة, وأن يأمره بتقوى الله.
فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه, ولا أفضل من ذلك نصيحة, ولا أفضل من ذلك ذكرى, وانه تقوى لمن عمل به على وجل ومخافة, وعون صدق على ما تبتغون من أمر الآخرة, ومن يصلح الذي بينه وبين الله تعالى من أمر السر والعلانية _ولا ينوي بذلك الا وجه الله تعالى_ يكن له ذكرا في عاجل أمره, وذخرا فيما بعد الموت, حين يفتقر المرء الى ما قدّم, وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا, ويحذركم الله نفسه, والله رؤوف بالعباد.
والذي صدق قوله, وأنجز وعده لا خلف لذلك! فانه يقول تعالى: {ما يبدّل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد}.
واتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية, فانه من يتّق الله؛ فقد فاز فوزا عظيما.
وان تقوى الله تقي مقته, وتقي عقوبته, وتخشى سخطه, وان تقوى الله تبيّض الوجه وترفع الدرجة.
خذوا بحظكم ولا تفرّطوا في جنب الله, قد علّمكم الله كتابه, ونهج بكم سبيله, ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأحسنوا كما أحسن الله اليكم, وعادوا أعداءه, وجاهدوا في الله حق جهاده, هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين, ليهلك من هلك عن بيّنة, ويحيا من حيّ عن بيّنة, ولا قوّة الا بالله, فأكثروا من ذكر الله, واعملوا لما بعد الموت, فانه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ولا يملكون منه, الله أكبر, ولا قوّة الا بالله العليّ العظيم".
ذكره الحافظ ابن جرير الطبري بقوله: حدّثني يونس بن عبد الأعلى, أخبرنا ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أ، ه بلغه عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل خطبة جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم بن عمرو بن عوف_رضي الله عنهم_ أنه قال, وذكر هذه الخطبة.
وأورد ابن كثير اسناده البيهقي الى أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال: كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة،أقام فيهم, فحمد الله, وأثنى عليه بما هو أهله, ثم قال:
" أما بعد_ أيها الناس_فقدموا لأتفسكم, تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع, ثم ليقولّن له ربه _ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه_ ألم يأتك رسولي فبلّغك, وآتيتك مالا, وأفضلت عليك, فما قدّمت لنفسك. فينظر _أي العبد_ يمينا وشمال, فلا يرى شيئا, ثم ينظر قدّامه فلا يرى غير جهنّم, فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشقّ تمرة, فليفعل, ومن لم يجد فبكلمة طيّبة, فان بها تجزى الحسنة عشر أمثالها الى سبعمائة ضعف. والسلام عليكم وعلى رسول الله ورحمة الله وبركاته".
ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّة أخرى, فقال:
" ان الحمد لله أحمده, واستعينه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلّ له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له.
ان أحسن الحديث كتاب الله, قد أقلح من زيّنه الله في قلبه, وأدخله في الاسلام بعد الكفر, واختاره على ما سواه من أحاديث الناس, انه أحسن الحديث وأبلغه, احبوا من أحب الله, أحبوا الله من كل قلوبكم, ولا تملّوا كلام الله وذكره, ولا تقس عنه قلوبكم, فانه من يختار الله ويصطفي, فقد سمّاه خيرته من الأعمال, وخيرته من العباد, والصالح من الحديث, ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام.
فاعبدوا الله, ولا تشركوا به شيئا, واتقوه حق تقاته, واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم, وتحابّوا بروح الله بينكم, ان الله يغضب أن ينكث عهده
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:21 م]ـ
سلمك الله وعافاك أخي فهدًا الزامل.
متواصلون بإذن الله.
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:08 ص]ـ
بوركت الجهود ....
هذا مقطع من خطبة أبي حمزة الخارجي بمكة حين وصف أتباعه قائلا:
((يا أهل الحجاز أتعيِّرونني بأصحابي وتزعمون أنَّهم شباب وهل كان أصحابُ رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلاّ شباباً أمَا واللَّه إني لعالمٌ بتتابعكم فيما يضرُّكم في مَعادكم ولولا اشتغالي بغيركم عنكم ما تركتُ الأخْذَ فوق أيديكم شبابٌ واللَّه مُكتهِلون في شبابهم غبيَّةٌ عن الشّرّ أعينُهم ثقيلةٌ عن الباطل أرجلهم أنضاءُ عبادةٍ وأطلاحُ سَهَر ينظر اللَّه إليهم في جوف الليل منحنيةً أصلابهم على أجزاء القرآن كلَّما مر أحدُهم بآيةٍ من ذكر الجنّة بكى شوقاً إليها وإذا مَرّ بآية من ذكر النار شَهِقَ شَهقة كأنّ زفير جهنّم بين أذنيه موصولٌ كَلاَلهم بكلالهم: كَلالُ الليل بكلال النهار قد أكلت الأرضُ رُكَبَهم وأيديَهم وأنوفَهم وجباهَهم واستقلّوا ذلك في جنْب اللَّه حتّى إذا رأوا السّهامَ قد فُوِّقَت والرِّماحَ قد أُشرِعَت والسيوفَ قد انتُضيَتْ ورَعَدت الكتيبةُ بصواعق الموت وبرقت استخفُّوا بوعيد الكتيبة لوعْد اللَّه ومضى الشابُّ منهم قُدُماً حتى اختلفت رِجلاهُ على عنق فرسه وتخضَّبت بالدّماء محاسنُ وجهه فأسرعَتْ إليه سباعُ الأرض وانحطّت علَيه طيرُ السّماء فكم من عينٍ في منقارِ طائرٍ طالما بكى صاحبُّها في جوف الليل من خوف اللَّه وكم من كفٍّ زالت عن مِعْصَمها طالما اعتمد عليها صاحبُها في جوف الليل بالسُّجود للَّه ثم قال: آه آه ثلاثاً ثم بكى ونَزَل))
ـ البيان والتبيين ج 2 صـ 123ـ ــ
&& لم أورد بقية الخطبة لاشتمالها على طوامّ لا تخفى.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:31 ص]ـ
ليتك أكملتها يا أخي الحبيب أبامالك التميمي:)؛ فقد قطعت عنا ما تطلعنا إليه، وما صرنا نهفو إليه، فحين تطلعنا إلى النور تركتنا في الظلام. ما هذا يا رجل:)؟!
ـ[أم أسامة]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:42 ص]ـ
خطبة رائعة كل ما قرأتها أعود لقراءتها يا أخي أبا مالك التميمي، ما أروع انتقائك ...
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:23 م]ـ
خطبة " قس بن ساعدة الإيادي "
خطب قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ فقال:
أيها الناس اسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت ليل داج ونهار ساج وسماء ذات أبراج ونجوم تزهر وبحار تزخر وجبال مرساة وأرض مدحاة وأنهار مجراة إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه إن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه إنكم لتأتون من الأمر منكرا ...
ويروي أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأكابر والأصاغر لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:30 م]ـ
قس بن ساعدة عند قيصر
وكان قس بن ساعدة يفد على قيصر ويزوره فقال له قيصر يوما ما أفضل العقل قال معرفة المرء بنفسه قال فما أفضل العلم قال وقوف المرء عند علمه قال فما أفضل المروءة قال استبقاء الرجل ماء وجهه قال فما أفضل المال قال ما قضي به الحقوق
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:16 م]ـ
أهلا بالرعد الأزرق الذي خلب العيون بانتقائه الرائع فأنت طبيب الجسد وطبيب الكلمة.
سلمت الأنامل والانتقاء.
ونحن سعداء بانضمامكم ومشاركتكم أخي الحبيب رعد أزرق.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:32 م]ـ
أهلا بالرعد الأزرق الذي خلب العيون بانتقائه الرائع فأنت طبيب الجسد وطبيب الكلمة.
سلمت الأنامل والانتقاء.
ونحن سعداء بانضمامكم ومشاركتكم أخي الحبيب رعد أزرق.
شكرا لك أخي الحبيب " عبد العزيز " هذا الإطراء ...
بعض ما عندكم ...
سأتواصل معكم بمشيئة السميع العزيز.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 11:05 ص]ـ
ومن دواعي سرورنا تواصلكم أخي الحبيب رعد أزرق.
فحَيَّهَلا بك ألف ألف مرة.:)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 05:21 م]ـ
لما قتل جساس بن مرة بن ذهل الشيباني كليب بن ربيعة التغلبي تشمر أخوه مهلهل واستعد لحرب بكر وجمع إليه قومه فأرسل رجالا منهم
إلى بني شيبان فأتوا مرة بن ذهل بن شيبان أبا جساس وهو في نادي قومه فقالوا له إنكم أتيتم عظيما بقتلكم كليبا بناب من الإبل فقطعتم الرحم وانتهكتم الحرمة وإنا كرهنا العجلة عليكم دون الإعذار إليكم ونحن نعرض عليكم خلالا أربعا لكم فيها مخرج ولنا فيها مقنع فقال مرة وما هي قالوا تحيي لنا كليبا او تدفع إلينا جساسا قاتله فنقتله به أو هماما فإنه كفء له أو تمكننا من نفسك فإن فيك وفاء من دمه.
فقال:
أما إحيائي كليبا فهذا ما لا يكون وأما الجساس فإنه غلام طعن طعنة على عجل ثم ركب فرسه فلا أدري أي البلاد احتوى عليه وأما همام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم فلن يسلموه لي فأدفعه إليكم يقتل بجريرة غيره وأما أنا فهل هو إلا أن تجول الخيل جولة غدا فأكون أول قتيل بينها فما أتعجل الموت ولكن لكم عندي خصلتان أما إحداهما فهؤلاء بني الباقون فعلقوا في عنق أيهم شئتم نسعة فانطلقوا به إلى رحالكم فاذبحوه ذبح الجزور وإلا فألف ناقة سود الحدق حمر الوبر أقيم لكم بها كفيلا من بني وائل.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:07 م]ـ
خطب أبو جعفر المنصور، واسمه عبد الله بن محمد بن عليّ، لمَا قُتل الأمويين فقال: أَحرز لسانٌ رأْسَه، انتبه امرؤ لحظّه، نَظَر امرؤ في يومه لغده، فمشى القَصْد، وقال الفَصْل، وجانب الهُجْر. ثم أخذ بقائم سيفه فقال: أيها الناس، إنَ بكم داء هذا داؤه، وأنا زعيم لكم بشفائه، فلَيعتبر عبد قبل أن يُعْتبر به، فإنما بعد الوعيد الإيقاع وإنما يفتري الكَذِب الذين لا يؤمنون بآيات الله.
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 08:19 ص]ـ
ليتك أكملتها يا أخي الحبيب أبامالك التميمي:)؛ فقد قطعت عنا ما تطلعنا إليه، وما صرنا نهفو إليه، فحين تطلعنا إلى النور تركتنا في الظلام. ما هذا يا رجل:)؟!
أي نور تتطلع إليه أخانا الفاضل، ما ثمَّ إلا ظلمات بعضها فوق بعض عافانا الله وإياكم.
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 08:42 ص]ـ
عن شعيب بن صفوان عن أبيه قال: خطب عمر بن عبد العزيز بخناصرة خطبة لم يخطب بعدها غيرها حتى مات رحمه الله فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال:
"أيها الناس، إنكم لم تُخلقوا عبثاً، ولن تُتْرَكوا سدى، وإن لكم معاداً يحكم الله بينكم فيه، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض.
واعلموا أن الأمان غداً لمن خاف الله اليوم، وباع قليلاً بكثير، وفائتاً بباق. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيخلفها من بعدكم الباقون كذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين.
ثم أنتم في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله، قد قضى نحبه وبلغ أجله، ثم تغيبونه في صدع من الأرض، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وباشر التراب وواجه الحساب غنياً عما ترك، فقيراً إلى ما قدم، وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة، وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي، فاستغفروا الله لي ولكم.
وما تبلغنا حاجة يتسع لها ما عندنا إلا سددناها. وما أحد منكم إلا وددت أن يده مع يدي، ولحمتي الذين يلونني، حتى يستوي عيشنا وعيشكم.
وايم الله إني لو أردت غير هذا من عيش أو غضارة، لكان اللسان مني ناطقاً ذلولاً، عالماً بأسبابه، لكنه مضى من الله كتاب ناطق، وسنة عادلة دل فيها على طاعته، ونهى فيها عن معصيته.
ثم بكى رحمه الله فتلقى دموع عينيه بأطراف ردائه، ثم نزل، فلم ير على تلك الأعواد حتى قبضه الله إلى رحمته.
(البيان والتبيين جـ 2ـ صـ 120ـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 07:51 م]ـ
خطبة المنصور حين خروجه إلى الشام
شنشنة أعرفها من أخزم = مَن يَلقَ أبطال الرجال يُكْلممهلاً مهلًا، روايا الإرجاف، وكُهوفَ النفاق، عن الخَوْض فيما كُفيتم، والتَّخَطِّي إلى ما حُذِّرْتُم. قبل أن تَتْلف نفوس، ويقلّ عدد، ويدول عزّ، وما أنتم وذاك، ألم تَجدُوا ما وَعَد ربكم من إيراث المُسْتَضعفين من مَشارق الأرض ومَغاربها حقَاً والجَحْد الجحد. ولكن حِبِّ كامن، وحَسدٌ مُكْمِد، فبُعداً للقوم الظالمين.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 08:27 م]ـ
وخطب أيضاً
قال يعقوب بن السِّكِّيت: خطب أبو جعفر المنصور يوم جُمعة، فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: أيها الناس، اتقوا اللّه. فقام إليه رجلٌ فقال: أُذكّرك مَن ذَكّرتنا به يا أمير المؤمنين. قال أبو جعفر، سمْعاً سَمعاً لمَن فهم عنِ اللّه وذَكّر به، وأعوذ باللّه أن أُذَكِّرَ به وأنساه، فتأخذَني العِزّة بالإثم، لقد ضَلَلْت إذاً، وما أنا من المُهْتدين. وأمّا أنت، والتفت إلى الرّجل، فقال: والله ما اللّه أَرَدْتَ بها، ولكنْ ليُقال قام فقال فعوقِبَ فَصَبَر، وأَهْون بها لو كانت العُقوبة، وأنا أُنذركم أيها الناس أُخْتها، فإن الموعظةَ علينا نَزلت، وفيناأُنبِتت، ثم رجع إلى موضعه من الخطبة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:23 م]ـ
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، في خطبة له: أيها الناس! إنما الدنيا أجل محترم، وأمل منتقص، وبلاغ إلى دارٍ غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج، فرحم الله من فكر في أمره، ونصح لنفسه، وراقب ربه، واستقال ذنبه. أيها الناس! قد علمتم أن أباكم أخرج من الجنة بذنبٍ واحد، وأن ربكم وعد على التوبة خيراً، فليكن أحدكم من ذنبه على وجل، ومن ربه على أمل.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 02:24 م]ـ
ما هذا يا أحباب؟!
لله دركم! ما أجملكم، وأحسنكم، وأجمل انتقاءاتكم واختياراتكم!
متواصلون بإذن الله.
واسمحوا لي بالترحيب الخاص لمشرفنا الغالي محمد سعد.
فأهلا بالحمد والسعد أيها الأخ العزيز.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 09:17 م]ـ
خطبة أكثم بن صيفي أمام كسرى
إن أفضل الأشياء أعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل الملوك أعمها نفعا وخير الأزمنة أخصبها وأفضل الخطباء أصدقها الصدق منجاة والكذب مهواة والشر لجاجة والحزم مركب صعب والعجز مركب وطئ آفة الرأي الهوى والعجز مفتاح الفقر وخير الأمور الصبر حسن الظن ورطة وسوء الظن عصمة إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء شر البلاد بلاد لا أمير بها شر الملوك من خافه البرىء المرء يعجز لا المحالة أفضل الأولاد البررة خير الأعوان من لم يراء بالنصيحة أحق الجنود بالنصر من حسنت سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك المحل حسبك من شر سماعه الصمت حكم وقليل فاعله البلاغة الإيجاز من شدد نفر ومن تراخى تألف
فتعجب كسرى من أكثم ثم قال ويحك يا أكثم ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه قال أكثم الصدق ينبىء عنك لا الوعيد قال كسرى لو لم يكن للعرب غيرك لكفى قال أكثم رب قول أنفذ من صول
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 09:30 م]ـ
خطبة حاجب بن زرارة
ثم قام حاجب بن زرارة التميمي فقال ورى زندك وعلت يدك وهيب سلطانك إن العرب أمة قد غلظت أكبادها واستحصدت مرتها ومنعت درتها وهي لك وامقة ما تألفتها مسترسلة ما لا ينتها سامعة ما سامحتها وهي العلقم مرارة والصاب غضاضة والعسل حلاوة والماء الزلال سلاسة نحن وفودها إليك وألسنتها لديك ذمتنا محفوظة وأحسابنا ممنوعة وعشائرنا فينا سامعة مطيعة إن نؤب لك حامدين خيرا فلك بذلك عموم محمدتنا وإن نذم لم نخص بالذم دونها قال كسرى يا حاجب ما أشبه حجر التلال بألوان صخرها قال حاجب بل زئير الأسد بصولتها
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 11:22 م]ـ
خطبة هانئ بن مسعود الشيباني
في يوم (ذي قار)
يا معشر بكر , هالك معذور خير من ناج فرور , إن الحذر لا ينجي من القدر , وإن الصبر من أسباب الظفر , النية ولا الدنية , استقبال الموت خير من استدباره , الطعن في ثغر النحور أكرم منه في الأعجاز والظهور , يا آل بكر ,قاتلوا فما للمنايا من بد.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:18 ص]ـ
ما أجملك أيها الرعد الخلاب! فقد أمطرت، وأعشبت، وفرحنا بجمال ثمرك وزهرك.
فلا أوحش الله منك.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 07:37 م]ـ
نعم ...
رعد وما أدراك ما رعد!!
وظن أن لبيد كان يقصد رعدا صاحبنا في هذه الابيات:):
رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها = وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها
مِن كُلِّ سارِيَةٍ وَغادٍ مُدجِنٍ = وَعَشيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرزامُها
جهد رائع أخي رعد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 10:12 م]ـ
نعم ...
رعد وما أدراك ما رعد!!
وظن أن لبيد كان يقصد رعدا صاحبنا في هذه الابيات:):
رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها = وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها
مِن كُلِّ سارِيَةٍ وَغادٍ مُدجِنٍ = وَعَشيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرزامُها
جهد رائع أخي رعد ...
بوركتم إخوتي الأحبة ... عبد العزيز العزيز على قلبي ورسالة الغفران غفر الله له وأدامه مفصيحا مميزا ..
ما هذا الإطراء العظيم .. الذي لا أستحقه ..
لم أفعل شيئا يستحق هذه المظاهرة .. بارك الله فيكم ودمتم لأخيكم.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 07:55 م]ـ
كل هذا، ولم تفعل شيئًا!
بل فعلت كثيرًا، وقدمت جهدًا جميلا، ونحن نترقب الجديد الجميل.
فجزاك الله خيرًا أخي المفضال (رعد أزرق).
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 08:40 م]ـ
لم أفعل شيئا يستحق هذه المظاهرة .. بارك الله فيكم ودمتم لأخيكم.
بل ما نفعله ... قليل بحقك وحق امثالك ...
بارك الله فيك وكثر الله من امثالك ...
رائع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 09:34 م]ـ
خطبة الحارث بن عباد أمام كسرى
دامت لك المملكة باستكمال جزيل حظها وعلو سنائها من طال رشاؤه كثر متحه ومن ذهب ماله قل منحه تناقل الأقاويل يعرف اللب وهذا مقام سيوجف بما ينطق به الركب وتعرف به كنه حالنا العجم والعرب ونحن جيرانك الأدنون وأعوانك المعينون خيولنا جمة وجيوشنا فخمة إن استنجدتنا فغير ربض وإن استطرقتنا فغير جهض وإن طلبتنا فغير غمض لا ننثني لذعر ولا نتنكر لدهر رماحنا طوال وأعمارنا قصار قال كسرى أنفس عزيزة وأمة ضعيفة قال الحرث أيها الملك وأنى يكون لضعيف عزة أو لصغير مرة قال كسرى لو قصر عمرك لم تستول على لسانك نفسك قال الحرث أيها الملك إن الفارس إذا حمل نفسه على الكتيبة مغررا بنفسه على الموت فهى منية استقبلها وجنان استدبرها والعرب تعلم أنى أبعث الحرب قدما وأحبسها وهى تصرف بها حتى إذا جاشت نارها وسعرت لظاها وكشفت عن ساقها جعلت مقادها رمحى وبرقها سيفى ورعدها زئيرى ولم أقصر عن خوص خضخاضها حتى أنغمس فى غمرات لججها وأكون فلكا لفرسانى إلى بحبوحة كبشها فأستمطرها دما وأترك حماتها جزر السباع وكل نسر قشعم ثم قال كسرى لمن حضره من العرب أكذلك هو قالوا فعاله أنطق من لسانه قال كسرى ما رأيت كاليوم وفدا أحشد ولا شهودا أوفد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 11:27 م]ـ
خطبة عمرو بن الشريد
أيها الملك نعم بالك ودام فى السرور حالك إن عاقبة الكلام متدبرة وأشكال الأمور معتبرة وفى كثير ثقلة وفى قليل بلغة وفى الملوك سورة العز وهذا منطق له ما بعده شرف فيه من شرف وخمل فيه من خمل لم نأت لضيمك ولم نفد لسخطك ولم نتعرض لرفدك أن فى أموالنا منتقدا وعلى عزنا معتمدا إن أورينا نارا أثقبنا وإن أود دهر بنا اعتدلنا إلا أنا مع هذا لجوارك حافظون ولمن رامك كافحون حتى يحمد الصدر ويستطاب الخبر قال كسرى ما يقوم قصد منطقك بإفراطك ولا مدحك بذمك قال عمرو كفى بقليل قصدى هاديا وبأيسر إفراطى مخبرا ولم يلم من غربت نفسه عما يعلم ورضى من القصد بما بلغ قال كسرى ما كل ما يعرف المرء ينطق به اجلس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 03:29 ص]ـ
وفد أهل الحجاز عند عمر بن عبد العزيز
لما استخلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قدم عليه وفود أهل كل بلد فتقدم إليه وفد أهل الحجاز فاشرأب منهم غلام للكلام فقال عمر مهلا يا غلام ليتكلم من هو أسن منك فقال الغلام مهلا يا أمير المؤمنين إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه فإذا منح الله العبد لسانا لافظا وقلبا حافظا فقد استجاد له الحلية ولو كان التقدم بالسن لكان في هذه الأمة من هو أحق بمجلسك منك فقال عمر صدقت تكلم فهذا السحر الحلال فقال يا أمير المؤمنين نحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة قدمنا إليك من بلدنا نحمد الله الذي من بك علينا لم يخرجنا إليك رغبة ولا رهبة لأنا قد أمنا في أيامك ما خفنا وأدركنا ما طلبنا فقال عظنا يا غلام وأوجز قال نعم يا أمير المؤمنين إن أناسا غرهم حلم الله عنهم وطول أملهم وحسن ثناء الناس عليهم فلا يغرنك حلم الله عنك وطول أملك وحسن ثناء الناس عليك فتزل قدمك فنظر عمر في سن الغلام فإذا هو قد أتت عليه بضع وعشرة سنة
فأنشأ عمر يقول
تعلم فليس المرء يولد عالما= وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده =صغير إذا التفت عليه المحافل
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 02:53 م]ـ
:rمن خطب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
خرج ابن جرير الطبري من طريق سيف عن بدر بن عثمان عن عمه قال: لما بايع أهل الشورى عثمان خرج, وهو أشدّ كآبة, فأتي منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس, فحمد الله وأثنى عليه, وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم , وقال
انكم في دار قلعة وفي بقية أعمار, فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه, فقد أتيتم صبّحتم أ, مسيّتم, ألا وان الدنيا قد طويت على الغرور, " فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ولا يغرّنكم بالله الغرور", واعتبروا بمن مضى, ثم جدّوا ولا تغفلوا, فانه لا يغفل عنكم, أين أبناء الدنيا واخوانها الذين أثاروا وعمروها ومتّعوا بها طويلا؟ ألأم تلفظهم؟ أرموا بالدنيا حيث رمى الله بها, واطلبوا الآخرة, فان الله قد ضرب لها مثلا, والذي هو خير, فقال عزّ وجلّ " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 06:15 م]ـ
النبي عليه الصلاة والسلام يدعو قومه بمكة:
فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال:
إن الرائد"1" لا يكذب أهله. والله لو كذبت الناس ما كذبتكم
ولو غررت"2" الناس ما غررتكم , والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله اليكم حقا وإلى الناس كافة , والله لتموتن كما تنامون , ولتبعثن كما تستيقظون , ولتحاسبن بما تعملون , ولتجزون بلإحسان إحسانا , وبالسوء سوءا ,
وإنها للجنة أبدا , أو النار أبدا , وإنكم لأول من أنذر بين يدي عذاب شديد "3".
الرائد: الذي يرسل في التماس النجعة وطلب الكلام
غررت: غره غرا وغرورا: فهو مغرور وغرير , خدعه
عذاب شديد: أي أول من أنذر قريبا من عذاب شديد
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 06:17 م]ـ
من كلام عمر رضي الله عنه:أيها الناس:
اتقوا الله في سريرتكم وعلانيتكم , ومروا بالمعروف , وانهوا عن المنكر , ولاتكونوا مثل قوم كانوا في سفينة , فأقبل أحدهم على موضعه يخرق فنظر اليه أصحابه فمنعوه , فقال هو موضعي ولي أن أحكم فيه , فإن أخذوا على يده سلم وسلموا , وإن تركوه هلك وهلكوا معه ... .
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 07:56 ص]ـ
خطبة خالد بن جعفر الكلابى
أحضر الله الملك إسعادا وأرشده إرشادا إن لكل منطق فرصة ولكل حاجة غصة وعى المنطق أشد من عى السكوت وعثار القول أنكأ من عثار الوعث وما فرصة المنطق عندنا إلا بما نهوى وغصة المنطق بما لا نهوى غير مستساغة وتركى ما أعلم من نفسى ويعلم من سمعى أننى له مطيق أحب إلى من تكلفى ما أتخوف ويتخوف منى وقد أوفدنا إليك ملكنا النعمان وهو لك من خير الأعوان ونعم حامل المعروف والإحسان أنفسنا بالطاعة لك باخعة ورقابنا بالنصيحة خاضعة وأيدينا لك بالوفاء رهينة قال له كسرى نطقت بعقل وسموت بفضل وعلوت بنبل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 08:05 ص]ـ
خطبة علقمة بن علاثة العامري
نهجت لك سبل الرشاد وخضعت لك رقاب العباد إن للأقاويل مناهج وللآراء موالج وللعويص مخارج وخير القول أصدقه وأفضل الطلب أنجحه إنا وإن كانت المحبة أحضرتنا والوفادة قربتنا فليس من حضرك منا بأفضل ممن عزب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له فى آبائه
دنيا أندادا وأكفاء كلهم إلى الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي الفاضل والأدب النافذ معروف يحمى حماه ويروى نداماه ويذود أعداه لا تخمد ناره ولا يحترز منه جاره أيها الملك من يبل العرب يعرف فضلهم فاصطنع العرب فإنها الجبال الرواسى عزا والبحور الزواخر طميا والنجوم الزواهر شرفا والحصى عددا فإن تعرف لهم فضلهم يعزوك وإن تستصرخهم لا يخذلوك
قال كسرى وخشى أن يأتي منه كلام يحمله على السخط عليه حسبك أبلغت وأحسنت
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 02:24 م]ـ
ومن خطبة لعثمان رضي الله عنه:إن لكل شيء آفة , وإن لكل نعمة عاهة , وإن آفة هذه الأمة , وعاهة هذه النعمة عيابون ظنانون يظهرون لكم ما تحبون , ويسرون ما تكرهون , يقولون لكم وتقولون , طغام مثل النعام يتبعون أول ناعق حب موردهم إليه النازح ... .
الطغام: أوغاد الناس واحدها طغامة. والطغامة أيضا الأحمق
النعام: اسم جمع للنعامة وهي طائر أحمق
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 07:43 م]ـ
ما أجملكما أيها الرائعان:):
رعد أزرق
مبحرة في علم لا ينتهي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 09:34 م]ـ
جواب في تفحش
خَطب خالدُ بن عبد اللّه القَسريّ، فقال: يأهل البادية، ما أخشنَ بلدَكم! وأغلظَ معاشَكم! وأجفى أخلاقَكم! لا تشهدون جمعة، ولا تُجالِسون عالماً فقام إليه رجال منهم دَميم، فقال: أمّا ما ذكرت من خُشونة بلدنا، وغِلَظ طَعامنا، وجَفاء أخلاقنا، فهو كذلك؛ ولكنّكم معشرَ أهل الحَضر فيكم ثلاث خِصال هي شرٌّ مِن كل ما ذكرت، قال له خالد: وما هي؟ قال: تَنْقُبون الدُّور، وتَنْبِشون القُبور، وتَنْكحون الذُّكور؛ قال: قَبَّحك اللّه وقَبَّح ما جِئت به.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 09:42 م]ـ
خطبة للمنصور بمكة
وخطب بمكة فقال: أيها الناس، إنما أنا سلطان اللهّ في أرضه، أَسُوسكم بتوْفيقه، وتَسْدِيده وتأييده، وحارسُه على ماله، أعمل فيه بمشيئته وإرادته، وأُعطيه بإذنه، فقد جَعلني اللهّ عليه قُفلاً، إذ شاء أن يَفتحني فَتَحَني لإعطائكم، وقَسْم أَرزاقكم، وإذا شاء أَنْ يُقْفِلني عليها أَقْفَلني، فارغبوا إلى اللّه وسَلوه في هذا اليومَ الشَّريف الذي وَهب لكم من فَضْله ما أَعْلَمكم به في كتابه إذ يقول: "اليومَ أكْمَلتُ لكم دِينَكم وأتمَمْتُ عليْكمْ نِعْمَتي ورَضِيتُ لكم الإسلام ديناً" أن يُوَفِّقني للرَّشاد والصواب، وأن يُلْهمني الرأفة بكمَ والإحسان إليكم، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 06:16 م]ـ
مستمتعون بالرحلة معكم أيها الأحباب، فلا تقطعوا عنا جهدكم المشكور.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 02:22 ص]ـ
ومن خطبة له:=:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ومهدوا لها قبل أن تعذبوا، وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا، فإنما هو موقف عدل وقضاء وحق ولقد أبلغ في الأعذار من تقدم في الإنذار.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 02:58 ص]ـ
مقال مرثد الخير
إن التخبط وامتطاء الهجاج واستحقاب اللجاج سيقفكما على شفا هوة في توردها بوار الأصيلة وانقطاع الوسيلة فتلافيا أمر كما قبل انتكاث العهد وانحلال العقد وتشتت الألفة وتباين السهمة وأنتما في فسحة رافهة وقدم واطدة والمودة مثرية والبقيا معرضة فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب ممن عصى النصيح وخالف الرشيد وأصغى إلى التقاطع ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهم وكيف كان صيور أمورهم فتلافوا القرحة قبل تفاقم الثاي واستفحال الداء وإعواز الدواء فإنه إذا سفكت الدماء استحكمت الشحناء وإذا استحكمت الشحناء تقضبت عرى الإبقاء وشمل البلاء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 03:06 ص]ـ
خطبة عمرو بن كلثوم
أما بعد فإنه لا يخبر عن فضل المرء أصدق من تركه تزكية نفسه ولا يعبر عنه في تزكية أصحابه أصدق من اعتماده إياهم برغبته وائتمانه إياهم على حرمته
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 03:14 ص]ـ
أكثم بن صيفي يعزي عمرو بن هند عن أخيه
وعزى أكثم بن صيفي عمرو بن هند ملك العرب عن أخيه
فقال:
إن أهل هذه الدار سفر لا يحلون عقد الرحال إلا في غيرها وقد أتاك ما ليس بمردود عنك وارتحل عنك ما ليس براجع إليك وأقام معك من سيظعن عنك ويدعك واعلم أن الدنيا ثلاثة أيام فأمس عظة وشاهد عدل فجعك بنفسه
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 08:16 م]ـ
خطبة المأمون في يوم الجمعة
الحمد للّه مُستخلِص الحمدِ لنفسه، ومُستوجِبه على خَلْقه أحمده وأستعينه، وأُومنِ به، وأتوكّل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسولُه، أرسله بالهُدى ودِين الحق ليُظهره على الدِّين كلِّه ولو كَره المشركون، أُوصيكم عبادَ اللهّ ونَفْسي بتَقْوى اللّه وحدَه، والعمل لما عنده، والتنجّز لِوَعْده، والخوفِ لوَعِيده، فإنه لا يَسلم إلا مَن اتقاه ورَجاه، وعَمل لَه وأرضاه. فاتقُوا اللّهَ عباد اللهّ، وبادِرُوا آجالَكم بأعمالكم، وابتاعًوا ما يَبقى بما يَزُول عنكم ويَفْنى، وترَحَّلوا عن الدُّنيا، فقد جَدَّبكم، واستعدُّوا للموت فقد اظلَّكم، وكُونوا كقوم صِيح فيهم فانتبهوِا، وعلموا أنّ الدُّنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا، فإنّ اللهّ عزّ وجلّ لم يَخْلُقكم عَبَثاً، ولم يترككم سُدًى، وما بَينْ أحدكم وبيني الجَنَة والنار إلا الموتُ أنْ ينْزلى به؛ وإنَّ غايةً تَنْقُصها اللحظةُ، وتَهْدِمها الساعةُ الواحدةُ، لجديرة بقِصَر المُدة؛ وإنّ غائباً يَحْدوه الجديدان الليلُ والنهار؛ لجديرٌ بسُرعة الأوبة، وإنّقادماً يَحُل بالفَوْز أو بالشِّقوة لمُستحق لأفضل العُدّة. فاتقى عبدٌ ربّه، ونصح نفسه، وقدّمتوبته، وغلب شَهْوته؛ فإنَّ أجلَه مستور عنه، وأملَه خادع له، والشيطان مُوَكَلٌ به، يُزَيِّن لهالمعصية ليركَبَها، وُيمَنِّيه التَّوْبة ليًسَوِّفها، حتى تَهْجُم عليه منيتَه، أغفَلَ ما يكون عنها. فيالها حَسْرَةً على كلّ ذي غَفلة، أن يكون عُمْره عليه حُجَّة، أو تؤدّيه منيّته إلى شَقْوَة. نَسْأل اللهّ أن يَجعلنا وإيّاكم ممن لا تُبطره نِعْمة، ولا تُقَصِّر به عن طاعة ربه غَفْلة، ولا تَحُل به بعد الموت فَزْعة، إنَّه سَمِيع الدعاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فعّال لما يريد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 08:32 م]ـ
خطبة المأمون يوم الأضحى
قال بعد التكبير والتَحميد: إنَّ يومَكم هذا يومُ أبان اللّه فَضْلَه، وأوْجَبَ تَشْريفَه، وعَظَّم حًرْمَته، ووفِّى له من خلقه صَفْوَته، وابتلى فيه خليله. وفَدَى فيه بالذِّبح العظيم نبيَّه، وجعله خاتَم الأيام المعلومات من العَشْر، ومُقَدّم الأيام المعدودات من النَّفْر، يومٌ حَرام، من أيام عِظَام، في شهر حرام، يومُ الحجّ الأكبر، يومٌ دعا الله فيه إلى مَشْهده، ونزل القرآن العظيم بتَعْظيمه، قال اللّه عزّ وجلّ: "وأذِّنْ في النَّاس بالحَجّ يأتُوكَ رِجَالاً وعَلَى كُل ضامِرٍ يأتِينَ مِنْ كُل فَجٍٍّ عَمِيق" فتقرّبوا إلى اللّه في هذا اليوم بذَبائحكم، وعَظّموا شعائر اللهّ، واجعلوها من طيِّب أموالكم، وبصحِّة التَّقوى من قُلوبكم، فإنه يقول: "لَنْ يَنَال اللّه لُحُومُها ولا دِماؤُها ولَكِنْ يَنالُه التَّقوى مِنْكم" ثم التَّكبير والتّحميد. والصلاةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، والوصية بالتَقوى. ثم ذكر الموت، ثم قال: وما من بعده إلا الجنَّة أو النار، عظمَ قدْرُ الدارين، وارتفع جزاء العَمَلين، وطالت مُدَة الفَريقَيْن. اللّه؛ فواللّهِ إنه الجدّ لا الّلعِب، والحقّ لا الكَذِب، وما هو إلا الموتُ والبعثُ والمِيزان والحِساب والصِّرَاط والقِصاص والثواب والعِقاب. فَمَن نجا يومئذٍ فقد فاز، ومَن هَوَى يومئذ فقد خاب، الخيْر كلّهُ في الجنة. والشرّ كله في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 07:47 م]ـ
لا إله إلا الله اغيب وأرى المزيد
بارك الله فيكم
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 02:46 م]ـ
خطبة سيدنا عمر رضي الله عنه يوم الجابية
ذكر في كنز العمّال عن موسى بن عقبة, قال: هذه خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية: أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى, ويفنى ما سواه, الذي بطاعته يكرم أولياؤه وبمعصيته يضل أعداؤه, فليس لهالك هلك معذرة في فعل ضلالة حسبها هدى, ولا في ترك حق حسبه ضلالة. وان أحق ما تعهّد الراعي من رعيّته أن يتعاهدهم بما لله عليه من وظائف دينهم الذي هداهم الله له, وانما علينا أن نأمركم بما أمركم الله به من طاعته, وننهاكم عمّا نهاكم الله عنه من معصيته, وأن نقيم فيكم أمر الله عز وجل في قريب الناس وبعيدهم, ولا نبالي على من مال الحق, وقد علمت أقواما يتمنون في دينهم فيقولون: نحن نصلي مع المصلين, ونجاهد مع المجاهدين, وننتحل الهجرة, وكل ذلك يفعله أقوام لا يحمدونه بحقه, ون الايمان ليس بالتحلّي, وان للصلاة وقتا اشترطه الله فلا تصلح الا به, فوقت صلاة الفجر حين يزائل المرء ليله, ويحرم على الصائم طعامه وشرابه, فآتوها حظها من القرآن. ووقت صلاة الظهر اذا كان القيظ, فحين تزيغ عن الفلك حتى يكون ظلك مثلك, وذلك حين يهجّر المهجّر, فاذا كان الشتاء, فحين تزيغ عن الفلك حتى تكون على حاجبك الأيمن, مع شروط الله في الوضوء والركوع والسجود, وذلك لئلا ينام عن الصلاة. ووقت صلاة العصر والشمس بيضاء نقيّة قبل أن تصفارّ قدر ما يسير الراكب على الجمل الثّقال فرسخين قبل غروب الشمس. وصلاة المغرب حين تغرب الشمس ويفطر الصائم. وصلاة الليل حين يعسس الليل, وتذهب حمرة الأفق الى ثلث الليل. فمن رقد قبل ذلك فلا أرقد الله عينيه, هذه مواقيت الصلاة " ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" ويقول الرجل قد هاجرت, ولم يهاجر, وان المهاجرين الذين هجروا السيئات. ويقول أقوام: جاهنا, وان الجهاد في سبيل الله مجاهدة العدو واجتناب الحرام. وقد يقاتل أقوام يحسنون القتال, لا يريدون بذلك الأجر ولا الذكر, وانما القتل حتف من الحتوف, وكل امرئ على ما قاتل عليه. وان الرجل ليقاتل بطبيعته من الشجاعة, فينجّي من يعرف ومن لا يعرف, وان الرجل ليجبن بطبيعته, فيسلم أباه وأمه, وان الكلب ليهرّ من وراء أهله. واعلموا أن الصوم حرام يجتنب فيه أذى المسلمين كما يمنع الرجل من لذته من الطعام والشراب والنساء, فذلك الصيام التام. وايتاء الزكاة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم طيّبة بها أنفسهم, فلا يرون عليها برّا. فافهموا ما توعظون به, فان الحريب من حرب دينه, وان السعيد من وعظ بغيره, وان الشقيّ من شقي في بطن امه, وان شر الأمور مبدعاتها. وان الاقتصاد في سنّة خير من الاجتهاد في بدعة. وان للناس نفرة عن سلطانهم, فعائذ بالله أن يدركني واياكم ضغائن مجبولة وأهواء متّبعة ودنيا مؤثرة, وقد خشيت أن تركنوا الى الذين ظلموا فلا تطمئنوا الى من أوتي مالا. عليكم بهذا القرآن, فان فيه نورا وشفاء, وغيره الشقاء, وقد قضيت الذي علي فيما ولاني الله عز وجل من أموركم, ووعظتكم نصحا لكم, وقد أمرنا لكم بأرزاقكم, وقد جنّدنا لكم جنودكم, وهيّأنا لكم وأثبتنا لكم, ووسّعنا لكم ما بلغ فيكم وما قاتلتم عليه بأسيافكم, فلا حجّة لكم على الله بل لله الحجّة عليكم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 02:49 م]ـ
مبحرة في علم لا ينتهي
عطاء يتجدد، وانتقاء رائع
سدد الله طريقك للحق والعلم.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 02:27 م]ـ
خطبة عمر رضي الله عنه
ايها الناس إني قد وليت عليكم ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم واشدكم استضلاعاً بما ينوب من مهم أموركم ماوليت ذلك منكم ولكفى عمر مهما محزناً انتظار موافقة الحساب بأخذ حقوقكم كيف آخذها ووضعها أين أضعها وبالسير فيكم كيف أسير فربي المستعان.فإن عمر أصبح لايثق بقوة ولاحيلة إن لم يتداركه الله عز وجل برحمته وعونه وتأييده
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 02:32 م]ـ
نموذج من خطبة عمر رضي الله عنه الخالية من النقط!
الحمدلله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، ومآل كل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، طاول السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمدا ممدودا، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدل له وسواه،أرسل محمدا علما للإسلام وإماما للحكام سددا للرعاع ومعطل أحكام ود وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود وأوعد أوصل الله له الاكرام، وأودع روحه الإسلام، ورحم آله واهله الكرام، مالمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، إعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال واسلكوا مسالك الحلال، واطرحوا الحرام ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، واصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهر الأحرار مولدا وأسراهم سؤددا، وأحلامكم موردا، وهاهو أمكم وحل حرمكم مملكا عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه، وهو اكرم صهر أودع الأولاد وملك ما أراد وما سهى مملكه ولا وهم ولا وكس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله لكم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وألهمهم كلا إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد،،،،،،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن مضحي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيك
يقال أن قيس بن عاصم السعدي من قبائل بني تميم فلماذا ينفصل عنهم إذا كان منهم في هذه المجالسه مع كسرى. وهل قيس السعدي من بني تميم أو من بني سعد بن بكر أضرار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سعد أخرى
شاكراً لك جهودك
ـ[ابن مضحي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 01:00 ص]ـ
الأخ عبدالعزيز بارك الله فيك
يقال أن قيس بن عاصم السعدي من قبائل بني تميم فلماذا ينفصل عنهم إذا كان منهم في هذه المجالسه مع كسرى. وهل قيس السعدي من بني تميم أو من بني سعد بن بكر أضرار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سعد أخرى
شاكراً لك جهودك
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 04:11 م]ـ
خطبة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
--------------------------------------------------------------------------------
خطب عمربن الخطاب رضى الله عنه اذ ولى الخلافة فحمدالله وأثنى عليه ثم قال:
((ايها الناس:
انى داع فأمنوا،اللهم انى غليظ فلينى لأهل طاعتك بموافقة الحق،
ابتغاء وجهك والدارالاخرة، وارزقنى الغلظة والشدة على أعدأئك وأهل الدعارة (1) والنفاق، من غير
ظلم منى لهم، ولااعتداء عليهم. اللهم انى شحيح فسخنى فى نوائب المعروف، قصدا من غير سرف
ولا تبذير ولا رياء ولا سمعة، واجعلنى أبتغى بذلك وجهك والدار الاخرة.
اللهم ارزقنى خفض الجناح ولين الجانب للمؤمنين.
اللهم انى كثير الغفلة والنسيان، فألهمنى ذكرك على كل حال، وذكر الموت فى كل حين.
اللهم انى ضعيف عن العمل بطاعتك، فارزقنى النشاط فيها، والقدرة عليها، بالنية الحسنة التى لاتكون
الا بعزتك وتوفيقك
اللهم ثبتنى باليقين والبر والتقوى، وذكرالمقام بين يديك والحياء منك، وارزقنى الخشوع فيما يرضيك
عنى، المحاسبة لنفسى، واصلاح الساعات والحذرمن الشبهات.
اللهم ارزقنى التفكر والتدبرلما يتلوه لسانى من كتابك، والفهم له، والمعرفة بمعانيه، والنظر فى
عجائبه، والعمل بذلك مابقيت، انك على كل شئ قدير))
(1) الدعارة: الفجور
اللهم ياخير الراحمين وياخير الغافرين أقل عثرتى واغفر زلتى وانفع بها كما نفعت بأصلها واغفرلنا ولوالدينا ولمشائخنا
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 08:18 م]ـ
بحق رائعان، فلله أنتما:
مبحرة في علم لا ينتهي
ابن مضحي.
نحن معكما نقرأ، ونستفيد من علمكما واطلاعكما.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 02:56 ص]ـ
مقالة حذيفة بن بدر الفزاري
قد علمت العرب أن فينا الشرف الأقدم والأعز الأعظم ومأثرة للصنيع الأكرم فقال من حوله ولم ذاك يا أخا فزازة فقال ألسنا الدعائم التي لا ترام والعز الذي لا يضام قيل صدقت
ثم قام شاعرهم فقال:
فزارة بيت العز والعز فيهم = فزارة قيس حسب قيس نضالها
لها العزة القعساء والحسب الذي = بناء لقيس في القديم رجالها
فهيهات قد أعيا القرون التي مضت = مآثر قيس مجدها وفعالها
وهل أحد إن هز يوما بكفه = إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها
فإن يصلحوا يصلح لذاك جميعها = وإن يفسدوا يفسد من الناس حالها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 04:47 م]ـ
قال أكثم بن صيفي يعزي عمرو بن هند عن أخيه:
إن أهل هذه الدار سفر، لا يحلون عقد الرحال إلا في غيرها، وقد أتاك ما ليس بمردود عنك، وارتحل عنك ما ليس براجع إليك، وأقام معك من سيظعن عنك ويدعك.
واعلم أن الدنيا ثلاثة أيام:
فأمس عظة، وشاهد عدل، فجعك بنفسه، وأبقى لك وعليك حكمته.
واليوم غنيمة، وصديق أتاك ولم تأته، طالت عليك غيبته، وستسرع عنك رحلته.
وغدا لا تدري من أهله، وسيأتيك إن وجدك.
فما أحسن الشكر للمنعم، والتسليم للقادر. وقد مضت لنا أصول نحن فروعها؛ فما بقاء الفروع بعد أصولها.
واعلم أن أعظم من المصيبة سوء الخلف منها، وخير من الخير معطيه، وشر من الشر فاعله.
(جمهرة خطب العرب:1/ 37)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 05:50 م]ـ
قول عبد الله بن الحسن لما قتل المنصور ابنه محمدًا
لما قتل المنصور ابنه محمدا- وكان عبد الله في السجن- بعث برأسه إليه مع الربيع حاجبه، فوضعه بين يديه، فقال:
رحمك الله أبا القاسم، فقد كنت من الذين يوفون بعهد الله، ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم، ويخافون سوء الحساب.
ثم تمثل:
فتى كان يحميه عن الذل سيفه ... ويكفيه سوءات الأمور اجتنابها
ثم التفت إلى الربيع، فقال له:
قل لصاحبك:
قد مضى من بؤسنا مدة، ومن نعيمك مثلها، والموعد الله -تعالى-.
قال الربيع:
فما رأيت المنصور قط أكثر انكسارا منه حين أبلغته الرسالة.
المصدر
جمهرة خطب العرب (3/ 39)
ـ[صاحب احساس]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 11:13 ص]ـ
لك الشكر اخوى على الموضوع الموسوعي
ـ[أم جياد]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 09:19 م]ـ
شكرا لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 12:01 ص]ـ
للرفع ..
ـ[الخيال]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 06:55 م]ـ
يالكم من مبدعين كنت ابحث عنكم من زمن الحمد لله الذي دلني لكم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(/)
هل نقول "الرويّ" بالتشديد
ـ[لمار]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 03:52 م]ـ
هل نقول" أحرف الرويّ" أم "الروي" بدون تشديد
وماهو الأصح؟
ـ[لمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 07:51 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 02:30 م]ـ
نقول (الرُّويّ) بالتشديد(/)
إن من البيان لسحراً
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:57 م]ـ
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الأهثم عن الزبرقان. فقال: إنه من أكابر سادات بني تميم وشعرائهم وخطبائهم في الجاهلية والإسلام
فقام الزبرقان وقال:
والله يا رسول الله لقد علم عني خيرا مما وصف ولكن حسدني.
فقام عمرو بن الأهثم وقال:
أنا أحسدك فوالله يا رسول الله إنه للئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيع في العشيرة.
فقيل له:
يا عمرو أتمدحه وتذمه في وقت واحد،
فقال عمرو بن الأهثم:
والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى، وما كذبت في الثانية، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا. " صحيح البخاري "
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:30 م]ـ
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن البيان لسحرا "
بارك الله فيك استاذ أحمد على نقلك الطيب ... وجزاك الله كل خير
ـ[بثينة]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 05:47 م]ـ
عليه الصلاة و السلام
شكرا أستاذ أحمد على هذا النقل
بارك الله فيك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:38 م]ـ
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن البيان لسحرا "
بارك الله فيك استاذ أحمد على نقلك الطيب ... وجزاك الله كل خير
بورك مرورك أخية صاحبة القلم المؤمن نفع الله بك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على مواضيعك النافعة الماتعة.
دمت متألقا.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 01:24 ص]ـ
عليه الصلاة و السلام
شكرا أستاذ أحمد على هذا النقل
بارك الله فيك
بوركت أختي بثينة،ومشكورة على كريم المرور.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على مواضيعك النافعة الماتعة.
دمت متألقا.
بارك الله مرورك الكريم،نفع الله بك ولك
عاطر تحيتي أخي ليث.(/)
فصول قصار من كلام عمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:12 م]ـ
من كتم سرّه كان الْخِيارُ في يده.
أشقى الوُلاة من شقيَتْ به رعيَّتُهُ.
أعقلُ الناس أعذرُهم للناس.
ما الخمر صرْفاً بأَذْهَب لعقولِ الرجالِ من الطمع.
لا يكن حُبُّك كَلَفا، ولا بُغْضُكَ تَلَفا
مُرْ ذوي القرابات أن يتزَاوَرُوا، ولا يتجاوَروا.
قلَّما أدْبر شيء فأقبل
أشكو إلى اللّه ضَعْفَ الأمين، وخيانةَ القوي
تكثَّرُوا من العيال فإنكم لا تدرون بمن تُرْزَقون.
لو أن الشكر والصبر بَعِيرانِ ما باليت أيَّهما أركب.
من لا يعرفُ الشرّ كان أجدر أن يقع فيه.(/)
قال الجاحظ: صلاح شأنِ الدنيا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:23 م]ـ
قال الجاحظ: قال محمد بن علي: صلاح شأنِ الدنيا بحذافيرها في كلمتين؛ لأنَّ صلاحَ شأن جميع الناس في التعايش والتعاشر وهو مِلء مِكْيَال؛ ثلثاه فطنة، وثلثه تَغَافل.
قال الحافظ: لم يجعل لغير الفِطْنة نصيباً من الخير، ولا حظًّاً من الصلاح؛ لأنَّ الإنسان لا يتغافلُ عن شيءً إلاَّ وقد عرفه وفطن له، قال الطائي:
ليس الغبيُ بسيّدٍ في قَوْمِهِ =لكنَّ سيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابي
وقال ابن الرومي لأبي محمد بن وهب بن عبيد اللّه بن سليمان:
تظلّ إذا نامت عيونُ ذوي العمى=وإن حدّدوا زُرقاً إليك جَوَاحِظَا
تَغَاضى لهم وَسْنَانَ، بل متواسِنا،=وتوقِظُهُمْ يقظان بل متياقظا(/)
الرثاءُ في الأدب العربي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:23 م]ـ
معنى الرثاء لغة واصطلاحاً:
الرّثاءُ: (من) رثى فلان فلاناً، يَرْثيهِ وَمرْثِيَةً إذا بكاهُ بعدَ موتِهِ.
فإن مدحَهُ بعد موتِهِ قيلَ رثّاهُ، يرثيهِ وترثيهِ ورثيتُ الميتَ، رثياً ورثاءً ومرثاةً ومرثيةً. ورثيتُهُ، مدحتُهُ بعدَ الموتِ وبكيتُهُ وثوتُ الميتَ أيضاً إذا بكيتُهُ وعدَّدتُ محاسنَهُ. وكذلك إذا نظمتُ فيه شعراً.
ويقال ما يرثى فلان لي، أي ما يتوجع ولا يبالي ... ورثى له: أي رقَّ له
رثا الميتَ يرثوهُ رثواً: بكاهُ وعدَّدَ محاسنَهُ.
رثا الميتَ ـ يرثيهِ، رثياً ورثاءً ورثايةً ومرثاةً ومرثيةً: بكاهُ وعدَّدَ محاسنَهُ ونظمَ فيه شعراً.
رثى لهُ: رحمهُ ورقَّ لهُ. رثى عنه حديثاً رثايةً: ذكرهُ وحفظهُ.
الرثَّاءةُ والرثَّايةُ: النوَّاحةُ.
المرثاةُ: ما يرثى به الميتُ من شعرٍ ونحوهُ كالمرثيّةِ ـ جمع: مراثٍ.
رَثا: يَرْثُو ـ رثواً الميتَ: بكاهُ وعدَّد محاسنَهُ. نَظَمَ فيه شعراً.
رَثى ـ رَثْيَاً ورثاءً ورثايةً ومرثاةً والمرثية جمع: مراثٍ: ما يرثى به الميتُ من شعرٍ وسواهُ.
رثاءُ الميتِ: من رثى. رَثا الميتَ: مَدَحَهُ وَبَكى عليهِ. رثيتُ الميتَ رثياً ورثاءً ورثايةً ومرثاةً ومرثيةً.
ألوان الرثاء:
للرثاء ألوان مختلفة باعتبار المرثي له، من رثاء الأب والأُمّ والأخ و ... والشهداء إلى غير ذلك ـ كما نجد في دواوين الشعراء ـ مما يطول الكلام ويضيق المجال بذكرها كلها،
أنواع المراثي.
فنبدأ من رثاء الأب بقول فاطمة عليها السلام على قبر أبيها حينما قالت:
إِنَّا فقدناكَ فقدَ الأرضِ وابَلَها ..... وَغَابَ مُذْ غِبْتَ عَنَّا الوحيُ والكتبُ
فَلَيْتَ قبلكَ كانَ الموتُ صَادَفَنَا ... لمَّا نُعِيْتَ وَحالَتْ دُونكَ الكُتُبُ
ومنها (أي من ألوان الرثاء) رثاء الوالدةِ
كقول الشريف الرضي وهو يرثي والدته (قائلاً):
أَبكيكِ لَوْ نَقَعَ الغليلُ بُكائي=وَأَقولُ لَوْ ذَهَبَ المقالُ بِدائي
وأَعوذُ بالصبرِ الجميلِ تعزّياً=لو كانَ بالصبرِ الجميلِ غَزَائي
وقال المتنبي يرثي والدةَ سيف الدولةِ:
رَماني الدَّهرُ بالأرزاءِ حتّى=فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ=تَكَسَّرَتِ النِّضالُ على النِّضالِ
وهذا البيت من أحسن ما قيل وهو من نوادر أبي الطيب وحكمه واستُعمل شاهداً في بحث التشبيه في كتاب جواهر البلاغة.
ويرثي الياس فرحات الشاعر اللبناني أُمّه في قصيدته الرائعة التي تنبع من أعماق قلب الشاعر وتعبّر عن ألمه الكثير:
قطعَ البريدُ عليَّ حلمَ لِقاكِ=وَنَعى السُّرورُ إِليَّ حِيْنَ نَعاكِ
مَا مَرَّتِ النَّسَماتِ بِي عِنْدَ الضُّحى=إِلاّ عرفتُ بطيبِها رَيَّاكِ
أُمَّاهُ! لَيْسَ على الغريبِ مَلامَةٌ=بَعْضُ الذي يَدْهي الغَرِيبَ دَهاكِ
أُمَّاهُ! يا فَخْرَ البنينِ! تحيةً=مِنَّا عَلَيْكِ لها شَذا ذِكْراكِ
حسبُ المهاجرِ لَوْعَة إِنَّ الأسى=يَقْضِي عَلَيْهِ وَلا يَرى مَثْواكِ
ومنها رثاء الولد. وأورد الثعالبي في اليتيمة شاهداً لمن رثي ولده، بهذه الأبيات:
بليتَ عظامُكَ والأسى يتجدَّدُ=والصَّبْرُ ينفدُ والبكا لا ينفدُ
يا غائباً لا يُرتجى لايابِهِ=وَلقائِهِ دُونَ القيامةِ موعدُ
مَا كانَ أَحْسَنُ مَلْحَدَاً ضَمَّنْتَهُ=لَوْ كانَ ضَمَّ أَباكَ ذاكَ الْمَلْحَدُ
بالبأسِ أَسْلُو عَنْكَ لا بِتَجَلُّد=ِهَيْهاتَ أَيْنَ مِنَ الحَزِيْنِ تَجَلُّدِ
وقيل لأعرابية مات إبنها: ما أحسن عزاءَكِ؟ قالت: إنّ فقدي إيّاهُ آمنني كلّ فقدٍ سواهُ وإنّ مصيبتي به هوَّنت عليَّ المصائبَ بعده وقالت أعرابية ترثي ولدها بالبيت التالي:
يا قرحةَ القلبِ والاحشاءِ والكبدِ=يا ليتَ أُمَّكَ لَمْ تحبلْ وَلَمْ تَلِدِ
ومنها رثاء الأخ ومن أشهر هذا اللون قول متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك وهي التي تسمى أُمّ المراثي، حيث يقول:
لَعَمْرِي وَما دَهْرِي بتأبينِ مالكٍ=وَلا جَزَعٍ ممّا أصابَ فَأَوْجَعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول في الأبيات التالية: هو لبيب وكرامته جمعت مع عقله وهو جواد، إذا ما ركب إليه محتاج وجد عند مالك العطاء والخير، وهو يهتزّ ويبشّ للكرم حين يبخل الكرماء إلى غير ذلك من الصفات الشريفة، ثمّ يتذكر أُنْسَهُ مع أخيه ويشبه ملازمتهما بملازمة ندماني جذيمة ويذك تفرقها دليلاً على تفرق كلّ صديق ثم يستسقي لقبرها
ومن أحسن ما قيل في رثاء الأخ وأروعها قول الخنساء في أخيها صخر في قصائد مختلفة منها:
قَذَىً بعينكَ أَمْ بالعينِ عُوّار=أَمْ أَقفرتْ إِذْ خَلَتْ مِن أهلِها الدارُ
كأنَّ عيني لذكراهُ إِذا خَطَرَتْ=فيضٌ يسيلٌ على الخدينِ مِدْرارُ
وفي موضع آخر تلتمس وتستمد من عينيها لتبكيا على أخيها صخر الذي يكون جواداً كريماً وسيد قومه وأيضاً يكون شجاعاً بطلاً. ها أنّ هذه الأبيات تصور الأحاسيس الرقيقة لأُخت محزونة في رثاء أخيها تصويراً دقيقاً رائعاً وهذه هي الأبيات:
أَعينيَّ جُودا ولا تَجمدا=ألا تبكيان لصخرِ النَّدى
أَلا تبكيانِ الجريءَ الجوادَ=أَلا تبكيانِ الفتى السيدا
طويلُ النَّجادِ رفيعُ العما=دِ سادَ عشيرتَهُ أَمردا
ومنها رثاء الزوج ولكن مع كثرته نقتصر بذكر نماذج قليلة منه. نقل مؤلف العقد الفريد عن الهلالي بأنه قال: تزوج محمد بن هارون الرشيد لبانة بنت علي بن ريط وكانت من أجمل النساء فقتل محمد عنها ولم يبن بها، فقالت ترثيه:
أبكي على سيد فُجعت به=أَرملني قبل ليلة العرس
وقالت امرأة من بني حنيفة ترثي يزيد بن عبداللّه بن عمرو الحنفي:
أَلا هلك ابن قُرّان الحميدُأخو الجليّ أبو عمروٍ يزيدُ
وهذان النوعان ي
عتبران عن مراثي النساء ويظهر فيها أسلوب المرأة في الرثاء من بكاء صاحبها لاحسانه عليها وكرامته في الناس إلى غير ذلك من ألوان النباهة التي تدعو الهمّ وتثير الحزن في موته.
ومنها رثاء الشاعر أو الراثي نفسه:
نقل مؤلف العقد الفريد عن ابن قتيبة: بلغني أنّ أوّل من بكى على نفسه وذكر الموت في شعره يزيدُ بنُ حذاق فقال:
هَل للفتى من بناتِ الدَّهْرِ من واق=ِأم هل له من حمام الموت من واقى
ثمّ
يذكر موته ودفنه بأيدي من خير قومه حسباً وتقسيم أمواله من طريف وتالد بين الوراث وإعلان ناعيه خبر موته. أو بعبارة أخرى يذم في قصيدته الدنيا، فيتخيل ما سيصنع به أهله بعد الموت من ادراجه في الكفن واختيار أفضل الفتيان ليتولوا دفنه في قبره ثم بعد ذلك يذكر شأن المال الذي سوف ينتهي إلى الورّاث.
ولمالك بن الريب التميمي قصيدة رائعة في هذا المجال قد تخير لها لفظاً رفيعاً وخيالاً بديعاً وتصويراً بليغاً وهي نموذج مثالي للرثاء من هذا النوع. وقيل إنه كان قد خرج مع سعيد بن عفان لما وُلي خراسان. فلما كان ببعض الطريق أراد أن يلبس خفه، فإذا بأفعي في داخلها فلسعته، فلما أحسَّ الموتَ استلقى على قَفاهُ ثمّ أنشأ يقول:
أَلا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً=بجنبِ القضى أزجي القلاصَ النواجيا
ويذكر موته غريباً وبعيداً عن الوطن والديار والأهل بحيث لا يرى باكياً له سوى سيفه ورمحه وفي الأبيات التالية يوصي صاحبيه ويقول يا خليلي لا تنسيا عهدي بعد موتي وحينما تبلي عظامي:
وَلا تنسيا عهدي خليليَّ بعدَما=تقطع أوصالي وتبلى عِظاميا
بعد هذا يتذكر أُسرته التي تكون بعيداً عنه ويطلب من أُمِّ مالك أ لاّ تكف عن إعلان خبر موته والبكاء عليه في حالة يصف مضجعه الذي يضم عظامه البالية ويرجو من صاحبيه أن يبلغا خبر موته إلى قومه وفي نهاية القصيدة يتذكر غربته وبُعده وألمه بأبيات حزينةٍ مُحرقةٍ. بحيث ترك وحيداً في تلك الصحراء المقفرة ولا يرى من الباكيات المؤنسة أحداً.
وهناك نموذج آخر من رثاء هذا اللون ذكره صاحب العقد الفريد حيث يقول: وقال رجل من بني تغلب يقال له أفنون، لقي كاهناً في الجاهلية. فقال له إنّك تموتُ بمكانٍ يقال له ألاهة. وبعد مدة إتّفق أن سافر في ركب من قومه إلى الشام فضلوا الطريق وأتوا تلك المكان فنزل أصحابه وامتنع من النزول فإذا حيّة لدغت ساقه فقال لأخيه وكان معه وإسمه معاوية: احفر لي فإنّي ميّتٌ ثمّ تغنى قبل أن يموت يبكي نفسهُ بالأبيات التالية:
فلستُ على شيءٍ فَرُوحَن مُعاويا=والمشفقاتُ إذْ تبعنَ الحواذِيا
كفى حُزناً أن يرحلَ الركبُ غدوةً=وأنزلُ في أعلى ألاهَةَ ثاوِيا
وفي البيت الأخير يشكو ذهاب أصحابه وإقامته في قبره بعيداً عن الوطن والأهل كما يشير مالكُ بنُ الريب إلى نفس هذا المعنى بقوله:
غَداةَ غَدٍ يا لهفَ نفسي على غَدٍ=إِذا أدلجوا عنّي وأصبحتُ ثاوِيا
وهذان البيتان يشبهان بما قاله هدبة العذري لما أيقن بالموت:
وقبلَ غدٍ يا لهفَ نفسي على غَدٍ=إِذا راحَ أصحابي ولَسْتُ برائحِ
يتبع إن شاء الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 11:32 م]ـ
لقد اخترت فأحسنت الاختيار، يا له من موضوع رائع، ويا لكاتبه من كاتب بارع.
قيل لأعرابي، ما بال المراثي أجود أشعاركم؟
قال: لأننا نقولها وأكبادنا تحترق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:10 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ محمد على نقولاتك الطيبة .. ونحن بانتظار ما يتبع ..
أظن أن شعر الرثاء هو أصدق الشعر العربي، فالمرء لا يبكي ولا يرثو إلا من أحب .. لذلك وجدنا العرب قد سطروا أبياتا تستمطر الدموع من العيون لأنها كما تفضل أخي ليث تُكتب من عمق الحزن والأسى وهل الشعر الصادق غير الحزن والأسى ..
ومن ذلك على سبيل المثال ما قاله الخزيمي في رثاء ولده
وقاسمني دهري بنيّ بشطره = فلمّا تقضّى شطره عاث في شطري
إلا ليت أمي لم تلدني وليتني = سبقتك إذ كنا إلى غاية نجري
وكنت به أُكنى فأصبحت كلما= كُنيت به فاضت دموعي على نحري
وقد أبدع أحدهم أيضا حينما رثا ولده فقال
كلّ لساني عن وصف ما أجد = وذقت ثكلا ما ذاقه أحد
ما عالج الحزن والحرارة في الأحشاء= من لم يمت له ولد
ومن رثاء الأبناء ـ وهل هنك أصدق من رثاء الأبناء ـ ما قاله أبو ذؤيب الهذلي حينما قال
أودى بنيّ وأعقبوني غصة = بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب = وأخال إني لاحق مستتبع
وإذا المنية أنسبت أظفارها = ألفيت كل تميمة لا تنفع
ومنها ما قاله ابن الرومي الذي رثا ولده بقصيدة أبكت الحجر قبل أن تبكي البشر
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يُجدي = فجودا فقد أدوى نظيركما عندي
بنيّ الذي أهدته كفايّ للثرى= فيا عزة المهدى، ويا حسرة المهدي
ألا قاتل الله المنايا و رميها=من القوم حبات القلوب على عمد
توخى حمام الموت أوسط صبيتي= فلله كيف اختار واسطة العقد
على حين شمت الخير من لمحاته= و آنست من أفعاله آية الرشد
طواه الردى عني، فأضحى مزاره= بعيداً على قرب، قريباً على بعد
لقد أنجزت فيه المنايا و عيدها،=وأخلفت الآمال ما كان من وعد
لقد قل بين المهد و اللحد لبثه=فلم ينس عهد المهد،إذ ضم في اللحد
ألح عليه النزف حتى أحاله= إلى صفرة الجاديّ عن حمرة الورد
و ظلّ على الأيدي تساقط نفسه= ويذوي كما يذوي القضيب من الرند
فيا لك من نفس تساقط أنفساً= تساقط در من نظام بلا عقد
عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له= ولو أنه أقسى من الحجر الصلد
بودي أني كنت قد مت قبله = و أن المنايا، دونه،صمدت صمدي
ولكن ربي شاء غير مشيئتي،=وللرب إمضاء المشيئة، لا العبد
و ما سرني أن بعته بثوابه،=و لو أنه التخليد في جنة الخلد
و لا بعته طوعاً، ولكن غصبته= و ليس على ظلم الحوادث من معد
و إني وإن متعت بابنيّ بعده،= لذاكره ما حنّت النيب في نجد
وأولادنا مثل الجوارح، أيها= فقدناه، كان الفاجع البيّن الفقد
لكل مكان لا يسد اختلاله= مكان أخيه في جزوع ولا جلد
هل العين بعد السمع تكفي مكانه= أم السمع بعد العين، يهدي كما تهدي؟
لعمري لقد حالت بي الحال بعده،= فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي
ثكلت سروري كله إذ ثكلته،= و أصبحت في لذّات عيشي أخا زهد
أريحانة العينين والأنف و الحشا= ألا ليت شعري، هل تغيرت عن عهدي
سأسقيك ماء العين ما أسعدت به=وإن كانت السقيا من العين لا تجدي
أعينيّ جودا لي، فقد جدت للثرى،= بأنفس مما تُسألان من الرفد
أقرة عيني، قد أطلت بكاءها= و غادرتها أقذى من الأعين الرمد
أقرة عيني، لو فدى الحي ميّتاً=فديتك بالحوباء أول من يفدي
كأني ما استمتعت منك بضمة= و لا شمة في ملعب لك أو مهد
ألام لما أبدي عليك من الأسى= و إني لأخفي منه أضعاف ما أبدي
محمد، ما شيء توهم سلوة= لقلبي إلاّ زاد قلبي من الوجد
أرى أخويك الباقيين كليهما= يكونان للأحزان أورى من الزند
إذا لعبا في ملعب لك لذّعا= فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
فما فيهما لي سلوة، بل حزازة= يهيجانها دوني، وأشقى بها وحدي
وأنت، وإن أفردت في دار وحشة= فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ما الموت أوفد معشراً=إلى عسكر الأموات، أني من الوفد
ومن كان يستهدي حبيباً هدية=فطيف خيال منك في النوم أستهدي
عليك سلام الله مني تحيّة= ومن كل غيث صادق البرق و الرعد
ولي عودة للموضوع الشيق بإذن الله ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:16 م]ـ
إضافة رائعة أختي صاحبة القلم، بارك الله فيك وفي قلمك.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 06:14 م]ـ
إضافة رائعة أختي صاحبة القلم، بارك الله فيك وفي قلمك.
وبارك الله فيك أستاذي الكريم على تعقيبكم الحسن ..
----------------
(يُتْبَعُ)
(/)
من أروع القصائد التي قرأت في رثاء الأم قصيدتين:
إحداهما قصيدة محمد أحمد محجوب في رثاء أمه فاطمة بنت عبد الحليم مساعد
والتي أسماها (بنت الأمير) ومطلعها:
أمي العزيزة لا تجيب ندائي=وعهدتها تبكي لمر بكائي
وفي تقديري، أن محجوباً، يرحمه الله، قصد أن يجاري ربما أحسن قصيدة قيلت في رثاء الأم، عنيت القصيدة الأخرى، وهي قصيدة الشريف الرضي ومطلعها:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي=وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بدائي
وفي تصدير قصيدة محجوب، إنها (رثاء فاطمة بنت عبد الحليم). بينما صدرت قصيدة الشريف الرضي بأنها (يرثي والدته فاطمة بنت الناصر) فتأمل!.
قال محجوب:
ذهب الرجاء ولم أكن مترقباً=آي العزاء وقد فقدت عزائي
وقال الرضي:
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً=لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي
قال محجوب:
لو كان كل نسائنا في حزمها=فخرت عشائرنا بخير نساء
وقال الرضي:
لو كان مثلك كل أم برة=غني البنون بها عن الآباء
قال محجوب:
بنت الأمير وأخت فرسان الوغى=وسليلة الأمجاد والعلماء
وقال الرضي:
آباؤك الغر الذين تفجرت=بهم ينابيع من النعماء
وقال محجوب:
من زينوا الدنيا وجاهد قرمهم=يوم الطعان وصال في الأعداء
الباذلين حياتهم لبلادهم=والباذلين المال للفقراء
كم واحد منهم يعلم غيره=كيف الفداء يكون يوم فداء
وقال الرضي:
من ناصر للحق أو داعِ إلى=سبل الهدى أو كاشف الغماء
من كل مستبق اليدين إلى الندى=مسدد الأقوال والآراء
درجوا على أثر القرون وخلفوا=طرقا معبدة من العلياء
قال محجوب:
وطفقت أبكي بالدموع ولم أكن=أبكي لفقد أو نزول بلاء
وقال الرضي:
يا قبر! أمنحه الهوى وأود لو=نزفت عليه دموع كل سماء
وكما أسلفنا، قال محجوب في المطلع:
أمي العزيزة لا تجيب ندائي=وعهدتها تبكي لمر بكائي
وقال:
رحماك يا أمي فلست بواجد=هذا الهناء وأنت كل هنائي
وقال الرضي:
فبأي كف أستجن واتقي=صرف النوائب أم بأي دعاء
ومن الممول لي، إذا ضاقت يدي=ومن المعلل لي من الأدواء
ومن الذي إذا ساورتني نكبة=كان الموقي لي من الأسواء
قال محجوب:
لكنني أسعى وأخلص جاهداً=لأشيد مجدك في أعز سماء
وقال الرضي:
شهد الخلائق أنها لنجيبة=بدليل من ولدت من نجباء
قال محجوب:
أماه قد حم القضاء وليتني=كنت الفداء لمن تود فدائي
في يوم نعيك قد فقدت شجاعتي=وفقدت صبري واضمحل رجائي
وقال الرضي:
ذخرت لنا الذكر الجميل إذا انقضى=ما يذخر الآباء للأبناء
قد كنت آمل أن يكون أمامها=يومي وتشفق أن تكون ورائي
قال محجوب:
والجود فيك سجية موروثة=قد عز عن منِ وعن إيذاء
قد طفت بالركن الحطيم وزمزم=وسجدت للرحمان عند حراء
وبكيت في قبر النبي محمد=شوقاً لرب القبة الخضراء
الله يعلم أن حبك صادق=لله والمختار غير رياء
وقال الرضي:
معروفك السامي أنيسك، كلما=ورد الظلام بوحشة الغبراء
وضياء ما قدمته من صالحلك= في الدجى بدل من الأضواء
إن الذي أرضاه فعلك لا يزل=ترضيك رحمته صباح مساء
صلى عليك، وما فقدت صلاته=قبل الردى، وجزاك أي جزاء
منقول
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 06:36 م]ـ
مشكورة صاحبة القلم على كل الإضافات، حقًا جئت بالمميز
وننتظر المزيد منكم حتى لا نستأثر بالموضوع
ـ[بثينة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:27 م]ـ
موضوع رائع أستاذي الكريم
بارك الله فيك
و قال بهاء الدين زهير يرثي ولده:
نهاكَ عن الغِوايةِ ما نهاكا = و ذُقتَ من الصبابةِ ما كَفاكا
وطالَ سُراكَ في ليل التصابي = وقد أصبحتَ لم تحمد سُراكا
فلا تجزَع لحادثةِ الليالي = وقل لي إن جزِعتَ فما عساكا
وكيفَ تلومُ حادثةَ وفيها = تبينَ من أحَبكَ أو قلاكا
بروحي من تذوبُ عليهِ روحي = و ذُق يا قلبُ ما صنعت يداكا
لعمري كنتَ عن هذا غنيا = ولم تَعرف ضَلالك من هُداكا
ضَنيتُ من الهوى وشَقيتُ منهُ = وأنتَ تُجيبَ كلَ هوىً دَعاكا
فدع يا قلبُ ما قد كنتَ فيه = ألستَ ترى حَبيبكَ قد جَفاكا
لقد بَلغت به روحي التراقي = وقد نَظَرَت به عيني الهلاكا
فيا من غابَ عني وهو روحي = وكيفَ أطيقُ من روحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غِبتَ عني = أتعلمُ أنَ لي أحداً سواكا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وما عودتني من قبلُ ذاكا
عَهِدتُك لا تُطيقُ الصبرَ عني = وتَعصي في ودادي من نهاكا
فكيفَ تَغيرت تلك السَجايا = ومن هذا الذي عني ثناكا
فلا والله ما حَاولتَ عُذراً = فكلُ الناسِ يُعذرُ ما خلاكا
وما فارقتني طوعاً ولكن = دَهاكَ من المنية ما دهاكا
لقد حَكمَت بِفُرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضاي ولا رضاكا
فليتكَ لو بقيتَ لِضعفِ حالي = وكانَ الناسُ كُلهمُ فِداكا
يَعِزُ عليّ حين أديرُ عيني = أفَتشُ في مكانكَ لا أراكا
ولم أرَ في سِواكَ ولا أراهُ = شمائلكَ المليحةَ أو حَلاك
خَتمتُ على وِدادِكَ في ضميري = وليسَ يَزال مَختوماً هُناكا
لقد عَجِلت عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظكَ من صِباكا
فوا أسفي لجِسمكَ كيفَ يبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سَناكا
وما لي أدّعي أني وَفيٌ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تَموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وحقِ هواكَ خُنتكَ في هواكا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌ = ولم أنفعكَ في خَطب ٍ أتاكا
أرى الباكينَ فيكَ معي كثيراً = وليسَ كمن بكى من قد تباكى
فيا من قد نوى سفرا بعيدا = متى قل لي رُجوعُكَ من نَواكا
جزاكَ الله عني كلَ خيرٍ = وأعلمُ أنه عني جزاكا
فيا قبرَ الحبيبِ وَدِدتُ أني = حَمَلتُ ولو على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هَتانا و إلا = فحسبُكَ من دُموعي ما سَقاكا
ولا زالَ السلامُ عليكَ مني = يَرِفُ مع النسيمِ على ذراكا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:35 م]ـ
موضوع مؤثر وصادق أخ محمد سعد وفقك الله ونور دربك
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:07 ص]ـ
وما أشجى الرثاء
فلقد كان للنساء منه نصيب .. ... وكيف لا وهن ذوات قلب ضعيف رحيم
هذا بعض من أشعارهن
الشاعرة وردة بنت ناصيف اليازجي.
أديبة، من أهل كفر شيما (بلبنان) تعلمت في مدرسة البنات الأميركية ببيروت، وقرأت الأدب على أبيها، ونظمت الشعر، فاجتمع لها ديوان صغير سمته (حديقة الورد - ط)، واقترنت بفرنسيس شمعون سنة 1866م، وسكنت الإسكندرية وتوفيت فيها.
أكثر شعرها في المراثي
تقول الشاعرة
أترَى ما اكتَفَت صروفُ العَوَادي = بسهَامٍ أَصَمت صَميمَ فؤَآدي
كلَّما كاد بضَمدُ الجرحُ تَرميني = بجرحٍ مُفَتّت الأَكبادِ
نكبةٌ بعدَ نكبةٍ بعد أُخرَى = كاتّصال الأَسباب بالأَوتادِ
وأبى الدهرُ أَن يمنَّ بنظمٍ = غير نظم الرثآءِ والتعدادِ
سَلَبَتني المنونُ إِنسانَ عيني = ورفيقي وعُمدتي وعمادي
يا أليفي في شدَّتي ورخائي = ونصيري في النائبات الشدادِ
كيف غادَرتَني بقلبٍ جريحٍ = يتلظَّى في مثلِ جمر القتادِ
كيف أَغمضت طرفَكَ اليومَ عني = وغدا القلبُ منكَ مثل الجمادِ
يا صفيَّ الفوآد يا طاهرَ النفس = ويا صَاحبَ التُقَى والرشادِ
قد بَكَت فقدكَ المَنابرُ حزناً = وتردَّت عليكَ ثوب الحدادِ
وبكتك العُلومُ من كلّ فنٍّ = كنت فيهِ من أَوحدِ الأفراد
ِ طالما كُنتَ ساهراً تجهدُ النفسَ = بنشرِ العُلُومِ والإِرشادِ
شتَّت الدهرُ شملَنا وافترَقنا = وكذا الدهرُ مُولَعٌ بالعنادِ
فسأَبكيكَ ما حَييتُ إلى أَن = نَلتقي في جوَارِ ربّ العبادِ(/)
محبوكات علي الحصري القيرواني "الجزء الثاني".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:37 ص]ـ
محبوكات علي الحصري القيرواني "الجزء الثاني".
لام الألف
" وهي حلقة الوصل بين الجزء الأول والثاني "
لَأَستَسقِيَنَّ العَينَ غَيثاً لِرَبعِكُم = وَإِن زادَهُ صَوبُ الدُموعِ مُحولا
لَأَستَنشِقَنَّ الريحَ شَوقاً إِلَيكُمُ = إِذا هِيَ هَبَّت بُكرَةً وَأَصيلا
لَأَنتُم وَإِن خُنتُم مَواثيقَ عَهدِنا = أَحِبَّةُ قَلبي لا أُريدُ بَديلا
لَآخِرُ عَهدي مِثل أَوَّله لَكُم = وَإِن كُنتُمُ لا تَحفَظونَ خَليلا
لَأَسعَفتُمُ المُشتاقَ لَو ذُقتُمُ الهَوى = فَأحيَيتُمُ بِالوَصلِ مِنهُ قَتيلا
لَأَجرُكُمُ بِالوَصلِ أَفضَلُ مغنَمٍ = بِعَيشِكُمُ رِفقاً عَلَيهِ قَليلا
لَأَن تُحسِنوا أَولى بِكُم مِن إِساءَةٍ = وَما كانَ أَولى بِالجَميلِ جَميلا
لَأَستَرزِقَنَّ اللَهَ نَوماً فَرُبَّما = وَجَدتُ إِلَيكُم في المَنامِ سَبيلا
لَأَستَحسِنَنَّ الذُلَّ في طاعَةِ الهَوى = وَأَيُّ مُحبٍّ لا يَعيشُ ذَليلا
لَآلئُ عَيني عقدُها مُتَناثِرٌ = وَإِن كانَ لا يشفي البُكاءُ عَليلا
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:46 ص]ـ
الباء
الوَيلُ لي يا حُبَيِّبي إِن = غالَت غَداً دونَكَ الذُنوبُ
بَينَ ضُلوعي عَلَيكَ نارٌ = يَكادُ مِنها الصَفا يَذوبُ
بَرَّحَ بي الوَجدُ يَومَ مَدَّت = إِلَيكَ أَظفارها شعوبُ
بَزَّتكَ ثاراً يَدٌ تَساوى = فيها عِقابٌ وَعَندَليبُ
بَعدَكَ أَيقَنتُ لِاِنفِرادي = أَنّي في مَوطِني غَريبُ
بانَ شَبابي وَكُنتُ أَشهى = مِنهُ فَما راعَني المَشيبُ
بَشاشَةُ العَيشِ لَو تَمادَت = وَطيبُهُ عِندي الحَبيبُ
بَرقُ الأَماني خُلَّبٌ كَم = يَغُرُّنا وَعدُها الكَذوبُ
بُخلُ المُنى لَو نَظَرتَ جودٌ = وَحُبّها لَو سَلَوتَ حوبُ
بورِكتِ يا أَعيُنَ البَواكي = لَولاكِ لَم تَشتَفِ القُلوبُ
بي حَسَراتٌ يَضيقُ عَنها = صَدري عَلى أَنَّهُ رَحيبُ
بُحتُ بِسِرِّ الأَسى فَقالوا = نَحبُكَ يُقضى أَمِ النَحيبُ
بَحرٌ مِنَ الدَمعِ في جُفوني = صَعَّدَهُ مِن دمي اللَهيبُ
بَدَّلَني بِالسُرورِ هَمّاً = خَطبٌ تَباهى بِهِ الخُطوبُ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:54 ص]ـ
الألف
أَتعَبَني بَعدَكَ البَقاء = وَفي وَفاتي لَكَ الوَفاءُ
أَودَيت فَاِستَفتَح المُعَزّي = أَن يحسنَ الصَبرُ وَالعَزاءُ
أَجَلُّ خَطبٍ فِراقُ حِبٍّ = كانَ لِسقمي هُوَ الشفاءُ
أَظلَمَ دَهرٌ أَنارَ مِنهُ = هَل بَعدَ إِظلامِهِ ضِياءُ
أَجمَدَ أَمواهنا جُمادى = أَلا دُموعاً هِيَ الدِماءُ
بَكى وَلَو أَنَّني صَفاةٌ = لَفاضَ مِنّي عَلَيكَ ماءُ
أَلَستَ قَلبي وَخِلبَ كَبدي = أَصابَني فيهِما القَضاءُ
الحَمدُ لِلَّهِ لا اِعتِراضٌ = عَدلٌ مِنَ اللَهِ ما يَشاءُ
أَذِمَّة الحُبِّ كُنتُ أَقضي = لَو أَنَّ نَفسي لَكَ الفِداءُ
آهاً عَلى مَن رَجَوتُ سَعدي = بِهِ وَلكِن أَبى الشَقاءُ
آفَةُ أَموالِنا الرَزايا = وَآفَةُ العالمِ الفَناءُ
آدَمُ في المَوتِ وَهوَ بكرٌ = وَكُلُّ أَبنائِهِ سَواءُ
أَيُّ هِلالٍ أَنارَ لَيلي = كانَ السَنى فيهِ وَالسَناءُ
أَيُّ رَبيعٍ وَشى حَياتي = كانَ الحَيا فيهِ وَالحَياءُ
يتبع بحول الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 11:42 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا الجهد المبارك
دمت متألقا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا الجهد المبارك
دمت متألقا
ادامك الله لنا أخا عزيزا حبيبا مبادر للخير "ليث الليوث" ...
بارك الله فيك وفي أمثالك من الفصحاء الأشاوس.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 02:00 م]ـ
بوركت أخ رعد .. لا عدمنا جهودك الواضحة في الفصيح .. وموضوعاتك الثرية ..
أكمل ... نتابع الجزء الثاني وفقك الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:06 م]ـ
بوركت أخ رعد .. لا عدمنا جهودك الواضحة في الفصيح .. وموضوعاتك الثرية ..
أكمل ... نتابع الجزء الثاني وفقك الله.
وفقنا الله وإياك أختي " الباحثة عن الحقيقة " لما فيه الخير للإسلام والمسلمين.
شكرا جزيلا على المرور العطر والتعقيب الطيب.
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:17 م]ـ
التاء
بِتُّ أَخا الحُزنِ فيكَ وَحدي = وَصُحبَتي في السُرورِ باتوا
تاهوا فَلَم يُسعدوا بِدَمع = أَينَ المُصافاةُ وَالمَتاتُ
تَنَكَّروني وَهُم ثِقاتي = وَرُبَّما خانَتِ الثِقاتُ
تَعَجَّبوا مِن خُشوعِ لَيثٍ = يَرهَبُهُ الجَمعُ وَالثباتُ
تَحتَ الثَرى كَوكَبٌ سَعيدُ = يَبكي عَلى فَقدِهِ المَواتُ
تنبتُ مِن أَدمُعي الرُبى بَل = تَحتَرِقُ الأَرضُ وَالنَباتُ
تَشَتَّتَ الشَملُ مِن جَميعي = وَكُلُّ جَمعٍ غَداً شَتاتُ
تَلِفتِ يا نَفسُ إِثرَ قَومٍ = راعَكِ مِن حَبلِهِم بَتاتُ
توبي إِلى اللَهِ لا تَزلّي = نَجاتُكِ التَوبُ وَالثَباتُ
تَدارَكي تَسلَمي وَتنجي = وَإِن تَني يُردِكِ الفَواتُ
تقتُ إِلى مَعشَرٍ كِرامٍ = عِشتُ لِهذا الأَسى وَماتوا
تَمامُ هذا الهِلالِ لَمّا = رَجَوتُهُ لَم يَزَل يُلاتُ
تَبَّت يَدي كَيفَ لَم أَمُت إِذ = عاقَ تَكليمُكَ الصُماتُ
تَرَكتَ يا اِبني أَباكَ مُضنىً = فَهَل إِلَيهِ لَكَ اِلتَفاتُ
تَنازَعَت فهرُ كَأس ثكلٍ = عَلَيكِ إِذ قُلت ها وَهاتوا
يتبع بمشيئة المولى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 10:56 م]ـ
الثاء
تَبَوّأ الخُلدَ مُطمَئِنّاً = وَاِشفَع غَدا إِذ أَبوكَ جاثِ
ثُمَّ يُرَجّيكَ أَن تُنادي = رَبِّ أَبي اِرحَم بِهِ اِكتِراثي
ثُمَّ يَقولُ النَبيُّ حَقّاً = أَغِثهُ يا خَيرَ مُستَغاثِ
ثَلاثَةٌ قَد أُصيبَ فيهِم = وَوَعدي الحَقُّ في اِنبِعاثِ
ثَنِّ لَهُ دَعوَةً وَثَلِّث = تُجب لِثَنتَين أَو ثَلاثِ
ثِق أَنَّنا نَلتَقي بِطوبى = قَد يَغفِر اللَه ذَنب عاثِ
ثُكلي عَلَيكَ اِستِماحُ عَيني = وَمَلأ الكُتبِ بِالمَراثي
ثَراكَ مِسكٌ وَإِن يَصُنهُ = قَبرُكَ فَالسِرُّ في اِنبِثاثِ
ثَوَيت في الطَيِّبينِ دوني = فَما لِمَثوايَ في الخباثِ
ثوبي بالٍ وَلا أُبالي = في جُدَدٍ كُنتُ أَو رَثاثِ
ثَبَّتُّ في النائِباتِ قَلبي = حَتّى طَوَت مَن بِهِ اِشتِباثي
ثَقَّفتني يا زَمانُ حَرباً = كَحَربِ صفَّين أَو بُعاثِ
ثَبَّطكَ اللَهُ لَستَ تُبقي = عَلى بُزاةٍ وَلا بُغاثِ
ثَمَّرَت فَرعي فَحينَ أَزهى = وَزانَني زينَة الرِعاثِ
يتبع إن شاء العزيز القدير
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:47 م]ـ
الجيم
ثَهلانُ لَو كانَ لي لِأَمسَت = عَلَيكَ أَحشاؤُهُ نضاجا
جَنَّ عَلَيَّ الظَلامُ صُبحاً = وَإِنَّما كُنتَ لي سراجا
جَرَت دُموعي عَلَيكَ حُمراً = إِنَّ لَها مِن دَمي مِزاجا
جِراحُ قَلبي عَلَيكَ تَدمى = لَم يَدرِ آسٍ لَها عِلاجا
جَلَّ مُصابي وَعَزَّ صَبري = وَلَم تَجِد كُربَتي اِنفِراجا
جَعَلتَ شَهدَ الحَياةِ صاباً = وَآبنوس الشَبابِ عاجا
جَرَّبتُ صَبري فَهاجَ ثُكلي = وَقُلتُ يَشفي البُكا فَهاجا
جَهَلتُ ما لي لجَجتُ حُزناً = وَلَم أَكُن أَعرِفُ اللجاجا
جَفوتُ نومي وَلَيتَ أَنّي = قُمتُ فَناجَيتُ مَن يُناجى
جادَت سَمائي بِكَوكَبٍ مِن = أَعتَقِ أَقمارِها نتاجا
جَلَت بِهِ يَومَ لاحَ فهرٌ = غياهَبَ اللَيل وَالعجاجا
جادَلَني مَرَّةً فَأَعيا = براعَتي فَهمُهُ اِحتِجاجا
جَرَّعَني السُمَّ فيهِ داءٌ = بَدَّلَ تَقويمهُ اِعوِجاجا
جَزى الإِلهُ الدُموعَ خَيراً = أَسعَدنَني لَو قَضَينَ حاجا
جَوهَرَتي وَالسلوكُ قَومي = بَعدَكَ لا يَعقِدونَ تاجا
يتبع بحول الله
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 12:03 ص]ـ
أخي هانئ (رعد أزرق) لم أجد الدالية المشهورة للحصري في الجزء الأول، والتي مطلعها:
يا ليل الصب متى غده؟ = اقيام الساعة موعده؟
أم تراك أجلتها للجزء الثاني؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 12:59 ص]ـ
أختي الكريمة " عفاف "
القصيدة ليست من المحبوكات كما ترين ..
وهاهي القصيدة كاملة:
يا ليلُ الصبُّ متى غدُه = أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ
رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه = أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ
فبكاهُ النجمُ ورقَّ له = ممّا يرعاه ويرْصُدهُ
كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ = خوفُ الواشين يشرّدهُ
نصَبتْ عينايَ له شرَكاً = في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ
وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ = للسِّرب سبانِي أغْيَدهُ
صنمٌ للفتنةٍ منتصبٌ = أهواهُ ولا أتعبَّدُهُ
صاحٍ والخمرُ جَنَى فمِهِ = سكرانُ اللحظ مُعرْبدُهُ
ينضُو مِنْ مُقْلتِه سيْفاً = وكأَنَّ نُعاساً يُغْمدُهُ
فيُريقُ دمَ العشّاقِ به = والويلُ لمن يتقلّدهُ
كلّا لا ذنْبَ لمن قَتَلَتْ = عيناه ولم تَقتُلْ يدهُ
يا من جَحَدتْ عيناه دمِي = وعلى خدَّيْه توَرُّدهُ
خدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي = فعلامَ جفونُك تجْحَدهُ
إنّي لأُعيذُكَ من قَتْلِي = وأظُنُّك لا تَتَعمَّدهُ
باللّه هَبِ المشتاق كَرَى = فلعَلَّ خيالَكَ يِسْعِدهُ
ما ضَرَّك لو داوَيْتَ ضَنَى = صَبٍّ يُدْنيكَ وتُبْعِدهُ
لم يُبْقِ هواك له رَمَقا = فلْيَبْكِ عليه عُوَّدُهُ
وغداً يَقْضِي أو بَعْدَ غَدٍ = هل مِنْ نَظَرٍ يتَزَوَّدهُ
يا أهْلَ الشوقِ لنا شَرَقٌ = بالدّمعِ يَفيضُ مَوْرِدُهُ
يهْوى المُشْتاقُ لقاءَكُمُ = وظروفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدهُ
ما أحلى الوَصْلَ وأَعْذَبهُ = لولا الأيّامُ تُنَكِّدهُ
بالبَينِ وبالهجرانِ فيا = لِفُؤَادِي كيف تَجَلُّدهُ
الحُبُّ أعَفُّ ذَويهِ أنا = غيرِي بالباطِلِ يُفْسِدهُ
كالدَّهْر أَجلُّ بَنِيهِ أبو = عَبْدِ الرَّحْمنِ مُحَمَّدهُ
العفُّ الطاهِرُ مِئْزرُهُ = والحرُّ الطَّيَّبُ مَوْلِدُهُ
شفَعَتْ في الأَصْلِ وزارَتُه = وزكا فتفَوَّقَ سُؤْددُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَسَبَ الشَّرَفَ السامِي فغدا = فوْقَ الجوزاءِ يُشَيِّدُهُ
وكفاه غلامٌ أَوْرَثَهُ = إِسْحَاق المَجْدِ وأَحْمَدهُ
ما زالَ يجولُ مَدىً فَمَدىً = ويحلُّ الأَمْرَ وَيَعْقِدهُ
حتّى أَعطَتهُ رئاسَتُه = وسياسَتُه ومهُنَّدهُ
فاليومَ هو الملِكُ الأَعْلَى = مولَى مَنْ شَاءَ وسَيّدُهُ
ميمونُ العُمْرِ مبارَكُهُ = منصورُ المُلكِ مُؤيَّدهُ
هَيْنٌ لَيْنٌ في عِزَّتِهِ = لكن في الحرْبِ تَشَدُّدُهُ
يطوِي الأيّامَ وَينْشُرُها = ويُقيمُ الدهرَ ويُقْعِدهُ
شُهِرَتْ كالشّمسِ فضائِلُهُ = فأقرّ عداهُ وحُسَّدهُ
لا يُطرِبُهُ التَّغْريدُ ولَوْ = غَنَّى بالأَرْغُنِ مَعْبَدهُ
والخَمْرُ فلَيْسَتْ مِنْهُ ولا = لعبُ الشَّيْطانِ ولا دَدُهُ
تركَ اللَّذَّاتِ فهِمَّتُهُ = عِلْمٌ يَرْويهِ ويُسْنِدهُ
وبداً في المُلْكِ تُرَغِّبُه = وبُقىً في المالِ تُزهّدهُ
وذكاءٌ مثل النَّارِ جَلا = ظُلَمَ الشُّبُهاتِ تَوقُّدهُ
وهُدَىً في الخيرِ يُرَغِّبُه = وتُقىً في المُلك يزهّدهُ
وحَواشٍ رقَّتْ مِنْ أَدَبِ = حتّى فَضَحت من يِنشدهُ
لا عُذرَ لمادِحِهِ إن لَمْ = يدفق بغرِيبٍ يَنْقُدهُ
غَيْلانُ الشِّعْر قُدَامَتُه = جَرْمِيُّ النَّحْو مُبَرّدُهُ
وخَليلُ لُغاتِ الْعُرْبِ يق = فِي كتابَ الْعَيْنِ وَيَسْرُدهُ
لما خاطبتُ وخاطَبَنِي = لم يخفَ عَلَيَّ تَعَبُّدهُ
فنزلتُ له عن طرف السَّبْ = قِ وقلتُ بكَفِّكَ مِقْوَدهُ
لو يعدَم عِلْمٌ أو كَرَم = أيقنتُ بِأَنَّكَ تُوجِدهُ
من ذَمَّ الدهْرَ وزاركَ يا = مَلِكَ الدُّنْيا فَسَيَحْمَدهُ
إن ذَلَّ فجيْشُك ينْصرُهُ = أو ضَلَّ فرأْيُكَ يُرْشِدهُ
أو راحَ إلى أُمنيتِهِ = ظمآن فحَوْضُكَ يُورِدُهُ
أنتَ الدنيا والدينُ لنا = وكريمُ العَصر وأَوحَدُهُ
لو أنَّ الصَّخْرَ سقاهُ نَدَى = كَفَّيْكَ لأَوْرَقَ جَلْمَدهُ
والرُّكْنُ لو اِنّك لامِسُهُ = لاِبيَضّ بكفّكَ أَسْوَدُهُ
يَطوي السُّفّارُ إليكَ مَدىً = باللَّيْلِ فَيسْهَرُ أَرمدُهُ
ويهونُ عَلَيهِم شَحطُ نَوىً = يُطْوَى بِحَديثكَ فَدْفَدُهُ
والمَشرِقُ أنبأَ مُتْهِمُهُ = بالفضلِ عليكَ وَمُنْجِدُهُ
والعينُ تراك فيُسْتَشْفَى = مطروفُ الجَفْنِ وَأَرْمَدُهُ
سعِدَتْ أيَّامُ الشَّرْقِ وما = طَلَعَتْ إِلّا بِكَ أَسْعُدُهُ
وأَضَاءَ الحَقُّ لِمُرسِيةٍ = لَمَّا أَورَت بك أَزْنُدُهُ
بالعدْلِ قمعتَ مظالِمَها = وَبِحُسنِ الرأَيِ تُسَدِّدهُ
وجلبتَ لها العُلَمَاءَ فلمْ = تَترُك عِلما تَتَزَيَّدُهُ
وزرعتَ من المعروف لها = ما عند اللّه ستَحْصُدهُ
واِهتَزَّ لإسْمِكَ مِنبَرُها = فليدعُ به من يَصْعَدهُ
قد كان الشيخُ أخا كرم = ينهلُّ عَلَى من يَقْصِدهُ
فمضى وبقِيتَ لنا خَلَفاً = من كُلِّ كريم نَفْقِدهُ
فاللّه يقيكَ السّوءَ لنا = وبرحمتِهِ يتَغَمَّدهُ
ولقد ذَهَبَتْ نُعْمَى عَيْشِي = وطريفُ المالِ ومُتْلَدهُ
أمُحِبُّكَ يدخُلُ مَجْلسه = فيقال أهَذَا مَسْجدُهُ
لا بُسْط به إلا حُصرٌ = فعسى نعماكَ تمَهِّدهُ
فاِبعَث لمُصَلٍّ أَبْسِطَةً = في الصَّفِّ لِيحْسُن مَقْعَدُهُ
وَعساك إذا أنعَمْتَ به = من صاحِبِهِ لا تُفْرِدُهُ
باِثنين يُغَطّى البَيتُ ولا = يُكْسَي بالفرْدِ مُجَرَّدُهُ
صلني بهما واِغنَم شُكرِي = فثنائِي عليكَ أُخَلِّدهُ
أَتُراكَ غَضِبتَ لما زَعموا = وطمَى من بحركَ مُزْبدهُ
وَبَدا من سيفِكَ مُبرِقُه = وَعلا من صوتك مُرْعِدهُ
هَل تأتِي الرّيحُ على رَضْوَى = فتقوّيه وتُصَعِّدهُ
أَنتَ المولى والعبدُ أنا = فبأَيِّ وَعيدِك تُوعِدهُ
ما لِي ذنبٌ فتعاقبُنِي = كذب الواشِي تَبَّتْ يدهُ
ولو اِستَحقَقتُ مُعاقَبَةً = لأبى كرمٌ تَتَعَوَّدهُ
عَن غير رضايَ جَرَتْ أشيا = ءُ تُغيضُ سواكَ وتُجْمِدهُ
واللّهُ بذاك قضى لا أنْ = تَ فلَسْتُ عليكَ أعدِّدهُ
لا تغد عليَّ بمُجْتَرِمٍ = لم يثْبُتْ عندك شُهَّدهُ
فوزيرُ العَصرِ وَكاتِبُه = ومرسِّلُه ومُقَصِّدهُ
يُبْدِي ما قلتُ بمجلِسِهِ = أَيضاً ولسوفَ يُفَنِّدُهُ
إِن كنتُ سببتكُ فُضَّ فمِي = وَكفرتُ برَبٍّ أَعْبُدهُ
حاشا أدبي وسنا حسبِي = من ذَمِّ كريم أَحْمَدهُ
سَتجودُ لعبدِكَ بالعفو = فيذيبُ الغَيْظَ ويطردُهُ
وقديمُ الوُدِّ ستذكرُهُ = وتجدِّدُهُ وتؤَكِّدُهُ
أوَ ليسَ قديمُ فخارِكَ ين = شينِي وَعُلاكَ يُشَيِّدهُ
يا بدرَ التّمِّ نكحتَ الشَّمْ = سَ فذاك بُنيّك فَرْقَدهُ
فَاِسلَم للدين تُمَهِّدُهُ = ولِشَمْلِ الكفْرِ تُبدِّدهُ
واِقبل غَيْداءَ محبَّرَةً = لفظاً كالدُّرِّ مُنَضّدُهُ
لو أَنّ جميلاً أَنشَدَها = في الحيَّ لذابتْ خُرَّدُهُ
أهديتُ الشِّعْرَ على شَحَطٍ = ونداك قريبٌ مَوْلِدهُ
ما أَجوَدَ شِعرِي في خَبَبٍ = والشعرُ قليلٌ جَيِّدهُ
لولاك تساوَى بَهْرَجُهُ = في سُوقِ الصَّرْفِ وعسْجَدهُ
وَلَضاع الشعرُ لذِي أدَبٍ = أو ينفقهُ من يَنْقُدهُ
فَعَليك سلامُ اللَّهِ مَتى = غنَّى بالأيك مُغَرِّدهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 01:08 ص]ـ
أختي الكريمة " عفاف "
القصيدة ليست من المحبوكات كما ترين ..
وهاهي القصيدة كاملة:
يا ليلُ الصبُّ متى غدُه = أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ
رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه = أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ
فبكاهُ النجمُ ورقَّ له = ممّا يرعاه ويرْصُدهُ
كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ = خوفُ الواشين يشرّدهُ
نصَبتْ عينايَ له شرَكاً = في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ
وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ = للسِّرب سبانِي أغْيَدهُ
صنمٌ للفتنةٍ منتصبٌ = أهواهُ ولا أتعبَّدُهُ
صاحٍ والخمرُ جَنَى فمِهِ = سكرانُ اللحظ مُعرْبدُهُ
ينضُو مِنْ مُقْلتِه سيْفاً = وكأَنَّ نُعاساً يُغْمدُهُ
فيُريقُ دمَ العشّاقِ به = والويلُ لمن يتقلّدهُ
كلّا لا ذنْبَ لمن قَتَلَتْ = عيناه ولم تَقتُلْ يدهُ
يا من جَحَدتْ عيناه دمِي = وعلى خدَّيْه توَرُّدهُ
خدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي = فعلامَ جفونُك تجْحَدهُ
إنّي لأُعيذُكَ من قَتْلِي = وأظُنُّك لا تَتَعمَّدهُ
باللّه هَبِ المشتاق كَرَى = فلعَلَّ خيالَكَ يِسْعِدهُ
ما ضَرَّك لو داوَيْتَ ضَنَى = صَبٍّ يُدْنيكَ وتُبْعِدهُ
لم يُبْقِ هواك له رَمَقا = فلْيَبْكِ عليه عُوَّدُهُ
وغداً يَقْضِي أو بَعْدَ غَدٍ = هل مِنْ نَظَرٍ يتَزَوَّدهُ
يا أهْلَ الشوقِ لنا شَرَقٌ = بالدّمعِ يَفيضُ مَوْرِدُهُ
يهْوى المُشْتاقُ لقاءَكُمُ = وظروفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدهُ
ما أحلى الوَصْلَ وأَعْذَبهُ = لولا الأيّامُ تُنَكِّدهُ
بالبَينِ وبالهجرانِ فيا = لِفُؤَادِي كيف تَجَلُّدهُ
الحُبُّ أعَفُّ ذَويهِ أنا = غيرِي بالباطِلِ يُفْسِدهُ
كالدَّهْر أَجلُّ بَنِيهِ أبو = عَبْدِ الرَّحْمنِ مُحَمَّدهُ
العفُّ الطاهِرُ مِئْزرُهُ = والحرُّ الطَّيَّبُ مَوْلِدُهُ
شفَعَتْ في الأَصْلِ وزارَتُه = وزكا فتفَوَّقَ سُؤْددُهُ
كَسَبَ الشَّرَفَ السامِي فغدا = فوْقَ الجوزاءِ يُشَيِّدُهُ
وكفاه غلامٌ أَوْرَثَهُ = إِسْحَاق المَجْدِ وأَحْمَدهُ
ما زالَ يجولُ مَدىً فَمَدىً = ويحلُّ الأَمْرَ وَيَعْقِدهُ
حتّى أَعطَتهُ رئاسَتُه = وسياسَتُه ومهُنَّدهُ
فاليومَ هو الملِكُ الأَعْلَى = مولَى مَنْ شَاءَ وسَيّدُهُ
ميمونُ العُمْرِ مبارَكُهُ = منصورُ المُلكِ مُؤيَّدهُ
هَيْنٌ لَيْنٌ في عِزَّتِهِ = لكن في الحرْبِ تَشَدُّدُهُ
يطوِي الأيّامَ وَينْشُرُها = ويُقيمُ الدهرَ ويُقْعِدهُ
شُهِرَتْ كالشّمسِ فضائِلُهُ = فأقرّ عداهُ وحُسَّدهُ
لا يُطرِبُهُ التَّغْريدُ ولَوْ = غَنَّى بالأَرْغُنِ مَعْبَدهُ
والخَمْرُ فلَيْسَتْ مِنْهُ ولا = لعبُ الشَّيْطانِ ولا دَدُهُ
تركَ اللَّذَّاتِ فهِمَّتُهُ = عِلْمٌ يَرْويهِ ويُسْنِدهُ
وبداً في المُلْكِ تُرَغِّبُه = وبُقىً في المالِ تُزهّدهُ
وذكاءٌ مثل النَّارِ جَلا = ظُلَمَ الشُّبُهاتِ تَوقُّدهُ
وهُدَىً في الخيرِ يُرَغِّبُه = وتُقىً في المُلك يزهّدهُ
وحَواشٍ رقَّتْ مِنْ أَدَبِ = حتّى فَضَحت من يِنشدهُ
لا عُذرَ لمادِحِهِ إن لَمْ = يدفق بغرِيبٍ يَنْقُدهُ
غَيْلانُ الشِّعْر قُدَامَتُه = جَرْمِيُّ النَّحْو مُبَرّدُهُ
وخَليلُ لُغاتِ الْعُرْبِ يق = فِي كتابَ الْعَيْنِ وَيَسْرُدهُ
لما خاطبتُ وخاطَبَنِي = لم يخفَ عَلَيَّ تَعَبُّدهُ
فنزلتُ له عن طرف السَّبْ = قِ وقلتُ بكَفِّكَ مِقْوَدهُ
لو يعدَم عِلْمٌ أو كَرَم = أيقنتُ بِأَنَّكَ تُوجِدهُ
من ذَمَّ الدهْرَ وزاركَ يا = مَلِكَ الدُّنْيا فَسَيَحْمَدهُ
إن ذَلَّ فجيْشُك ينْصرُهُ = أو ضَلَّ فرأْيُكَ يُرْشِدهُ
أو راحَ إلى أُمنيتِهِ = ظمآن فحَوْضُكَ يُورِدُهُ
أنتَ الدنيا والدينُ لنا = وكريمُ العَصر وأَوحَدُهُ
لو أنَّ الصَّخْرَ سقاهُ نَدَى = كَفَّيْكَ لأَوْرَقَ جَلْمَدهُ
والرُّكْنُ لو اِنّك لامِسُهُ = لاِبيَضّ بكفّكَ أَسْوَدُهُ
يَطوي السُّفّارُ إليكَ مَدىً = باللَّيْلِ فَيسْهَرُ أَرمدُهُ
ويهونُ عَلَيهِم شَحطُ نَوىً = يُطْوَى بِحَديثكَ فَدْفَدُهُ
والمَشرِقُ أنبأَ مُتْهِمُهُ = بالفضلِ عليكَ وَمُنْجِدُهُ
والعينُ تراك فيُسْتَشْفَى = مطروفُ الجَفْنِ وَأَرْمَدُهُ
سعِدَتْ أيَّامُ الشَّرْقِ وما = طَلَعَتْ إِلّا بِكَ أَسْعُدُهُ
وأَضَاءَ الحَقُّ لِمُرسِيةٍ = لَمَّا أَورَت بك أَزْنُدُهُ
بالعدْلِ قمعتَ مظالِمَها = وَبِحُسنِ الرأَيِ تُسَدِّدهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وجلبتَ لها العُلَمَاءَ فلمْ = تَترُك عِلما تَتَزَيَّدُهُ
وزرعتَ من المعروف لها = ما عند اللّه ستَحْصُدهُ
واِهتَزَّ لإسْمِكَ مِنبَرُها = فليدعُ به من يَصْعَدهُ
قد كان الشيخُ أخا كرم = ينهلُّ عَلَى من يَقْصِدهُ
فمضى وبقِيتَ لنا خَلَفاً = من كُلِّ كريم نَفْقِدهُ
فاللّه يقيكَ السّوءَ لنا = وبرحمتِهِ يتَغَمَّدهُ
ولقد ذَهَبَتْ نُعْمَى عَيْشِي = وطريفُ المالِ ومُتْلَدهُ
أمُحِبُّكَ يدخُلُ مَجْلسه = فيقال أهَذَا مَسْجدُهُ
لا بُسْط به إلا حُصرٌ = فعسى نعماكَ تمَهِّدهُ
فاِبعَث لمُصَلٍّ أَبْسِطَةً = في الصَّفِّ لِيحْسُن مَقْعَدُهُ
وَعساك إذا أنعَمْتَ به = من صاحِبِهِ لا تُفْرِدُهُ
باِثنين يُغَطّى البَيتُ ولا = يُكْسَي بالفرْدِ مُجَرَّدُهُ
صلني بهما واِغنَم شُكرِي = فثنائِي عليكَ أُخَلِّدهُ
أَتُراكَ غَضِبتَ لما زَعموا = وطمَى من بحركَ مُزْبدهُ
وَبَدا من سيفِكَ مُبرِقُه = وَعلا من صوتك مُرْعِدهُ
هَل تأتِي الرّيحُ على رَضْوَى = فتقوّيه وتُصَعِّدهُ
أَنتَ المولى والعبدُ أنا = فبأَيِّ وَعيدِك تُوعِدهُ
ما لِي ذنبٌ فتعاقبُنِي = كذب الواشِي تَبَّتْ يدهُ
ولو اِستَحقَقتُ مُعاقَبَةً = لأبى كرمٌ تَتَعَوَّدهُ
عَن غير رضايَ جَرَتْ أشيا = ءُ تُغيضُ سواكَ وتُجْمِدهُ
واللّهُ بذاك قضى لا أنْ = تَ فلَسْتُ عليكَ أعدِّدهُ
لا تغد عليَّ بمُجْتَرِمٍ = لم يثْبُتْ عندك شُهَّدهُ
فوزيرُ العَصرِ وَكاتِبُه = ومرسِّلُه ومُقَصِّدهُ
يُبْدِي ما قلتُ بمجلِسِهِ = أَيضاً ولسوفَ يُفَنِّدُهُ
إِن كنتُ سببتكُ فُضَّ فمِي = وَكفرتُ برَبٍّ أَعْبُدهُ
حاشا أدبي وسنا حسبِي = من ذَمِّ كريم أَحْمَدهُ
سَتجودُ لعبدِكَ بالعفو = فيذيبُ الغَيْظَ ويطردُهُ
وقديمُ الوُدِّ ستذكرُهُ = وتجدِّدُهُ وتؤَكِّدُهُ
أوَ ليسَ قديمُ فخارِكَ ين = شينِي وَعُلاكَ يُشَيِّدهُ
يا بدرَ التّمِّ نكحتَ الشَّمْ = سَ فذاك بُنيّك فَرْقَدهُ
فَاِسلَم للدين تُمَهِّدُهُ = ولِشَمْلِ الكفْرِ تُبدِّدهُ
واِقبل غَيْداءَ محبَّرَةً = لفظاً كالدُّرِّ مُنَضّدُهُ
لو أَنّ جميلاً أَنشَدَها = في الحيَّ لذابتْ خُرَّدُهُ
أهديتُ الشِّعْرَ على شَحَطٍ = ونداك قريبٌ مَوْلِدهُ
ما أَجوَدَ شِعرِي في خَبَبٍ = والشعرُ قليلٌ جَيِّدهُ
لولاك تساوَى بَهْرَجُهُ = في سُوقِ الصَّرْفِ وعسْجَدهُ
وَلَضاع الشعرُ لذِي أدَبٍ = أو ينفقهُ من يَنْقُدهُ
فَعَليك سلامُ اللَّهِ مَتى = غنَّى بالأيك مُغَرِّدهُ
كريم وسخي أخي رعدعلى سرعة الرد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 01:24 ص]ـ
كريم وسخي أخي رعدعلى سرعة الرد
هذا أقل الواجب أختي " عفاف ".
البخيل من بخل بعلمه ...
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:46 ص]ـ
الجيم
ثَهلانُ لَو كانَ لي لِأَمسَت = عَلَيكَ أَحشاؤُهُ نضاجا
جَنَّ عَلَيَّ الظَلامُ صُبحاً = وَإِنَّما كُنتَ لي سراجا
جَرَت دُموعي عَلَيكَ حُمراً = إِنَّ لَها مِن دَمي مِزاجا
جِراحُ قَلبي عَلَيكَ تَدمى = لَم يَدرِ آسٍ لَها عِلاجا
جَلَّ مُصابي وَعَزَّ صَبري = وَلَم تَجِد كُربَتي اِنفِراجا
جَعَلتَ شَهدَ الحَياةِ صاباً = وَآبنوس الشَبابِ عاجا
جَرَّبتُ صَبري فَهاجَ ثُكلي = وَقُلتُ يَشفي البُكا فَهاجا
جَهَلتُ ما لي لجَجتُ حُزناً = وَلَم أَكُن أَعرِفُ اللجاجا
جَفوتُ نومي وَلَيتَ أَنّي = قُمتُ فَناجَيتُ مَن يُناجى
جادَت سَمائي بِكَوكَبٍ مِن = أَعتَقِ أَقمارِها نتاجا
جَلَت بِهِ يَومَ لاحَ فهرٌ = غياهَبَ اللَيل وَالعجاجا
جادَلَني مَرَّةً فَأَعيا = براعَتي فَهمُهُ اِحتِجاجا
جَرَّعَني السُمَّ فيهِ داءٌ = بَدَّلَ تَقويمهُ اِعوِجاجا
جَزى الإِلهُ الدُموعَ خَيراً = أَسعَدنَني لَو قَضَينَ حاجا
جَوهَرَتي وَالسلوكُ قَومي = بَعدَكَ لا يَعقِدونَ تاجا
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:53 ص]ـ
الحاء
جَنّاتُ عَدنٍ حَلَلتَ فيها = أَفلَحتَ فَليَهنَكَ الفَلاحُ
حَلَلتَ فيها مَحَلَّ برٍّ = حليَةُ أَعمالِهِ الصَلاحُ
حَيَّتكَ ولدانَها وَقالَت = بُشراكَ روحٌ بِها وَراحُ
حُبيّبُ النَفسِ أَيّ رُزءٍ = أَتاحَ لي حَينُكَ المُتاحُ
حارَبَني الدَهرُ فيكَ حَرباً = لَم يَقِها الدِرعُ وَالسِلاحُ
حَكَّمت العَينُ فيكَ ضُرّاً = يَعتَلُّ مِن ذِكرِهِ الصِحاحُ
حَتّى ذَوي رَوضُكَ المُنَدّى = وَاِربَدَّ مِن وَجهِكَ الصَباحُ
حَديقَتي أَينَ جُلّناري = وَأَعيُنُ النَرجِسِ المِلاحُ
حلّيت مَعنىً بِكُلِّ عَينٍ = مَعينُها مِنكَ مُستَماحُ
حقَّ لِيَ القَرحُ غِبتَ عَنّي = وَلَيسَ لي غَيركَ اِقتِراحُ
حرِّمتُ نَومي عَلى جُفوني = وَهوَ حَلالٌ لَها مُباحُ
حاشا حثاثٍ يلمُّ فيهِ = طَيفٌ تداوى بِهِ الجِراحُ
حاوَلتُ لُقياكَ مُذ زَمانٍ = لَيسَ لَهُ بِالمُنى سَماحُ
حَضَرتَ أَو غِبتَ ما لِقَلبي = إِلّا إِلى ذِكرِكَ اِرتِياحُ
حَسبي بِلُقياكَ في ضَميري = مَحَلُّكَ القَلبُ لا براحُ
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:32 م]ـ
الخاء
حالَفتُ فيكَ البُكا كَأَنّي = وَرقاءُ تَبكي عَلى فِراخِ
خَدّي شَهيدٌ بِأَنَّ عَيني = عادَت مِنَ البُخلِ بِالتَساخي
خَلَت شُهورٌ وَلَم أَسَل عَن = إِهلالِ شَهرٍ وَلا اِنسِلاخِ
خَيالكَ اِعتادَني فَسَلهُ = عَن زَفرَتي فيكَ وَاِصطِراخي
خُنتُكَ إِن عُدتَ لِاِدِّكاري = لَيالي الكَرخِ أَو أضاخِ
خُيِّلَ لي مُذ قُبِرتَ أَنّي = ظَمآنُ في القَيظِ وَالسِباخِ
خَلّيتَني في وِثاقِ دُنيا = تَشتَدُّ إِن سمتُها التَراخي
خَدّاعَةٍ بالمُنى خَؤونٍ = لِمَن تُعادي وَمَن تُؤاخي
خَلَّيتَها وَاِرتَحَلتَ لَمّا = لَم تَرضَ فيها عَنِ المُناخِ
خَلصت مِنها وَنَحنُ فيها = مِثل العَصافيرِ في الفِخاخِ
خاطَبتني فَاِتَّرَكت مِنّي = صَرصَرَةَ البازِ كَالصُراخِ
خوَّفت زَأراً وَكُنت شِبلاً = عَفّاً عَنِ الشَاءِ وَالإِراخِ
خَلائِقُ العالَمينَ شَتّى = فَمِن مِلاحٍ وَمِن فتاخِ
خالَفَني فيكَ رَيبُ دَهرٍ = أَبقى عِظامي بِلا مخاخِ
خِلتُكَ تَبقى وَحُكم رَبّي = ما لي يَدٌ فيهِ بِاِنفِساخِ
يتبع بإذن الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:55 م]ـ
أعانك الله أخي رعد وبارك فيك وفي جهدك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:04 م]ـ
أعانك الله أخي رعد وبارك فيك وفي جهدك.
رعاك الله أخي الحبيب " ليث المفدى " ودمت فصيحا مخلصا متألقا.
بوركت وبورك تذوقك الشعر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:10 ص]ـ
الدال
خُذ بِيَدي وَاِسقِني إِذا ما = شَرِبتَ مِن كَوثَرِ الخُلودِ
دُعائي اِسمَع هُناكَ وَاِضرَع = لِرَبِّكَ المُبدئِ المُعيدِ
دامَ بُكائي وَكَيفَ يَرقا = دَمعي وَعَبدُ الغَنِيِّ مودي
دَمعي لِعَبدِ الغَنِيِّ نَهبٌ = أَحسَنت يا مُقلَتي فَزيدي
دَرّ نَظيمٌ وَآخَر مِن = دَمع نَثيرٍ عَلى الخُدودِ
دنتُ لَهُ بِالوَفاءِ ثكلاً = بَل خُنتُ إِذ لَم أَمُت عُهودي
دانٍ بَعيدٍ إلى التَلاقي = لَهفي عَلى المُدَّني البَعيدِ
دَفَنتُ قَلبي وَحُسن صَبري = فَأَينَ مِنّي قُوى الجَليدِ
دَجا نَهاري فَكَيفَ لَيلي = مُنذُ هَوى كَوكَبُ السُعودِ
دَفَعتُ قَلبي إِلَيكَ رَهناً = أَودَعتُهُ غَيرَ مُستَعيدِ
دَعهُ يُكَفّيكَ شاهِداً لي = في مَوقِفِ الوَعدِ وَالوَعيدِ
داءٌ عَثا فيكَ داءُ كُلٍّ = فَلا يَكُن مُشمت الحسودِ
دَينٌ يُقَضّيهِ كُلُّ حَيّ = هَدَّ اِسمُهُ قُوَّةَ الأُسودِ
دارَت رَحاهُ فَباتَ طَحناً = مَن عَزَّ وَاِبتَزَّ بِالجُنودِ
دارَيتُ فيكَ الأُساةَ جهدي = وَجُدتُ بِالمالِ أَيَّ جودِ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:45 م]ـ
الذال
داووكَ مِن عِلَّتَيك حَتّى = تَسَلَّلوا مِنهُما لِواذا
ذُقتُ حماماً وَذُقتُ ثكلاً = حرَّم مِن بَعدِكَ اللّذاذا
ذَرني فَإِنّي اِتَّخَذتُ حُزني = إِلفاً وَلَم أَبغِهِ اِتِّخاذا
ذا المَوتُ في كَفِّهِ سِهامٌ = لا التُركَ أَخطَت وَلا قُباذا
ذكِّر بِهِ هَل ترى أَعاذَت = مِنهُ الرُقى إِذ أَتى مُعاذا
ذهِلتُ عَن إِسوَةٍ كَأَنّي = ثكلي تعدُّ المسوحُ لاذا
ذَوائِبي شبنَ مِن هُمومي = ماذا يُقاسي الكِرامُ ماذا
ذَويتِ يا رَوضَةَ الأَماني = فَلا مَلَذٌّ وَلا مَلاذا
ذَهَبت مِنّي بِكُلِّ عَزمٍ = كانَ يَفُلُّ الظُبى نَفاذا
ذابَ سقاماً عَلَيكَ جِسمي = لَمّا تَرَكتَ الحَشا جُذاذا
ذَلَّت دُموعي وَعَزَّ صَبري = قَوائِلاً فُضنَ لا رِذاذا
ذُخري فَخري حَبيب قَلبٍ = قُرَّةَ عَيني أَما تُحاذى
ذُكاءُ وَالبَدرُ مِنكَ غابا = فَلا أَرى هذِهِ وَلا ذا
ذمَّت حَياتي أَمُتَّ برّاً = وَعاشَ مَن عَقَّني وَآذى
ذَنبي عَظيمٌ وَسالَتي أن = يَجعَلَكَ اللَهُ لي معاذا
يتبع بحول الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 01:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا الجهد المتواصل.
http://img444.imageshack.us/img444/9297/mnwa17xy1.gif
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 03:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا الجهد المتواصل.
http://img444.imageshack.us/img444/9297/mnwa17xy1.gif
شكرا لك أخي ليث على المتابعة والإطراء الطيب.
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:31 ص]ـ
بارك الله لك أخي الحبيب رعد على هذا الجهد الرائع ..
والذي هو بمثابة مرجع في بابه، فجزاك الله كل الخير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:57 ص]ـ
بارك الله لك أخي الحبيب رعد على هذا الجهد الرائع ..
والذي هو بمثابة مرجع في بابه، فجزاك الله كل الخير.
بارك الله فيك أخي الحبيب " أحمد " ودمت لنا أخا مخلصا ..
ـ[أم أسامة]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 08:16 ص]ـ
دمت رعد في سماء الفصيح مبشراً بنزول غيثاً سخياً ... بوركت جهودك ودام لنا طرحك الرائع.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:38 ص]ـ
دمت رعد في سماء الفصيح مبشراً بنزول غيثاً سخياً ... بوركت جهودك ودام لنا طرحك الرائع.
شكرا لك أختي الكريمة " الثلوج الدافئة " على هذا الإطراء المتميز ..
بارك الله فيك وجزاك الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:49 ص]ـ
الراء
ذو العَرشِ أَرجو بِعَفوِهِ أَن = أَسكُن طوبى وَأَنتَ جاري
ريحانَةَ النَفسِ كَيفَ أَنسى = وَقَد خَلَت مِن سَناكَ داري
رَجَوتُ بُقياكَ لِلمَعالي = وَاِختارَكَ اللَهُ بِاِضطراري
رَماكَ سَهمُ الرَدى فَأَصمى = بِهِ شمسُ الدَراري
رَشدتَ قَبلَ اِكتِمالِ عَشرٍ = وَاِزدَنت بِالحِلمِ وَالوقارِ
رَهينُ حُزنٍ أَبوكَ حَتّى = يَلقاكَ في مَنزِلِ القَرارِ
رَثى وَبَكّى فَقالَ قَومٌ = أَمَدَّهُ لُؤلُؤُ البِحارِ
رَثَّ جَديدُ الصِبا وَآضَت = كافورَةً مسكَةُ العذارِ
رُزِئتُ في نَرجسي وَآسي = وَياسَميني وَجُلَّناري
رَفَّهتَني ثُمَّ سمت نَفسي = يا جَنَّتي كَيفَ صِرت ناري
رَيّاكَ مِسكُ الشَبابُ عِندي = إِذ كُنتُ مُستَطرِفَ الثِمارِ
رُقتُ فَلَمّا دَنا قطافٌ = زُلتُ وَلَم يُغنِني حَذاري
رَبِّ وَما لي سِواكَ رَبٌّ = ردَّ رُقادي أَقل عثاري
ردَّ رُقادي وَنَجِّ إِنّي = غَرِقتُ في الأَدمُعِ الغِزارِ
رقَّت وَكادَت تَذوبُ نَفسي = فَقَوِّ عَزمي بِالاِصطِبارِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:59 ص]ـ
الزين
رِضاكَ هَب لي لِكَي أَراهُ = في جَنَّةِ الخُلدِ وَالمَفازِ
زَهرَةَ دُنيايَ حَليَ دَهري = غادَرتَ مَغنايَ كَالمَفازِ
زُلتُ فَسَيفي بِلا غِرارٍ = وَثَوبُ مَجدي بِلا طرازِ
زَكَوت طِفلاً فَكُنت فَخراً = وَكَم كَبيرٍ لَهُ مَخازي
زَأَرت لَيثاً وَأَنتَ شِبلٌ = فَاِرتاعَت الأُسدُ في البرازِ
زَهَّدَني في الحَياةِ مَوتٌ = أَودى بِكسرى وَأَبروازِ
زُيِّنَ لِلمَرءِ حُبُّ عَيشٍ = وَالمَوتُ قَد جَدّ وَهوَ هازي
زدني أَسىً لا أَبوكَ يُجزى = عَنكَ وَلا أَنتَ عَنهُ جازِ
زلّاتُهُ أَثقَلَتهُ ظَهراً = وَأَنتَ خفٌّ فَما يُوازي
زُرني خَيالاً وَبِت ضَجيعي = حَقيقَةً أَو عَلى المَجازِ
زَخارِفُ العَيشِ ذاهِباتٌ = وَظِلّهُ قالِصٌ فَآزِ
زُلزِلَت الأَرضُ بي لِما بي = وَاِهتَزَّتِ الشُمُّ لِاِهتِزازي
زَندُ الحِجا كَوكَب الدياجي = شبلُ الشَرى شامَة الرِكازِ
زَيدٌ وَعَمرٌو يُهَدِّداني = فَقُم إِلى سَيفِكَ الجُرازِ
زُع ذا وَذا عَن أَبيكَ وَاِفخَر = عَلى العِراقَينِ وَالحِجازِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:12 ص]ـ
السين
قاسَيتُ مِن عِلَّتَيكَ ما قَد = رَقَّ لَهُ المَوتُ وَهوَ قاسِ
سُقمٌ وَنَزفٌ أَبانَ عِندي = في ذا وَذا عَجزُ كُلِّ آسِ
سعِدت فَأمن شَقاء نارٍ = تملا مِن جِنَّةٍ وَناسِ
سَل رَبَّكَ العَفوَ عَن ذُنوبي = وَاِذكُر وَإِن كُنتَ غَيرَ ناسِ
سَقاكَ ذو العَرشِ سَلسَبيلاً = فَسَل سَبيلاً لِمَن تُواسي
سَوفَ تَرى من نَماكَ يَظما = فَطُف عَلَيهِ غَداً بِكاسِ
سنى أَبي وَاِسمُهُ شِفائي = وَفيكَ كانا فَما اِنتِكاسي
سَمِيّهُ كُنت لي رَجاءً = فَكَيفَ أَعقَبتني بِياسِ
سُدَّت سَبيلي إِلَيكَ إِن لَم = تَكُن ثَوابي بِما أُقاسي
سُرَّت بِكَ النَفسُ ثُمَّ سيئَت = فَخانَني الدَهرُ في القِياسِ
سَجيّةُ الدَهرِ نَقضُ عَزمٍ = وَهَدمُ مَبنىً عَلى أَساسِ
سَئِمتُ فيهِ الخُطوب إِنّي = مارَستُها أَيَّما مِراسِ
سَوادَ قَلبي أَخَذنَ مِنّي = فيكَ وَأعطينَ بيض راسي
ساءَ بديلٌ حَملتُ مِنهُ = ما هَدَّ مِنّي أَشَمَّ راسِ
سَلَّمَكَ اللَهُ مِن سُهادي = هَب لِجُفوني مِنَ النُعاسِ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:48 م]ـ
الشين
سَهِرتُ مِن بَعدِكَ اللَيالي = كَأَنَّما الجَمرُ لي فِراشُ
شَرِقتُ بِالدَمعِ رُمتُ ريّي = بِهِ وَشُرّابُهُ عِطاشُ
شَرِبتُ مِنهُ الحَميمَ صِرفاً = فَهَل مِنَ الغَيثِ لي رشاشُ
شِبتُ فَقالوا اِرتَعَشتُ ضعفاً = فَقُلتُ في الصارِمِ اِرتِعاشُ
شختُ وَلَو مَرَّ طَرفهُ بي = لَم يَعنِهِ أَنَّهُ حُشاشُ
شُواظُ نارٍ بِلا نُحاسٍ = أَنا وَأَعدائي الفراشُ
شُدَّت بِكَ العضدُ ثُمَّ جُدت = فَلا طِعانٌ وَلا بِطاشُ
شُلَّت يَدي بَل سَلَبتنيها = وَحُقَّ لِلأَخذَمِ اِنكِماشُ
شَقَقتُ قَلبي كَمِثلِ ثكلى = فَفَنّدوني وَلَم يُحاشوا
شَرُّ المُحِبّينَ مَعشَرٌ قَد = أَزمَعَ أَحبابُهُم فَعاشوا
شِهابُ مَجدٍ وَسَهمُ فَهم = عَهِدتُهُ بِالحِجا يُراشُ
شَهِدتُ دَهيا بَطَشتُ مِنها = لَو شَهِدَتها العِدى لَطاشوا
شَهيقهُ وَالجَبينُ يندى = وَالنَفسُ مِن حسنِهِ تناسُ
شِدَّةُ كَربٍ وَلا ذُنوبٌ = وَلا حِسابٌ وَلا نِقاشُ
شَمَمت روحَ الخُلودِ فَأَمن = بُلَّ ضَنىً وَاِستَراحَ جاشُ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:49 م]ـ
الصاد
نامَت لِداتٌ لَهُ بُكوراً = وَلَم يَنَم هكَذا الحِراصُ
صادُ اِنتَهى وَالطِوالُ تَتلو = أَكثَرها إِنَّ ذا اِختَصاصُ
صَدَقت لَولا اِتِّقاءُ رَبّي = لَحُلِّقَت لِلدُمى عِقاصُ
صاحَت بِمَنعاكَ وَاللآلي = وإن غلت عِندَها رِخاصُ
صامت وَلَم تَشتَغِل بِفِطرٍ = حَتّى بَدا أَنَّها خِماصُ
صَغَت إِلى الدُرِّ ضارِباتٍ = صَدري وَقالَت هُنا المَغاصُ
صَغُرتَ سِنّاً كَبُرتَ قَدراً = كَمُلتَ حَتّى عَدا اِنتِقاصُ
صِرتَ إِلى اللَهِ خالِصاً مِن = عَيبٍ هَنيئاً لَكَ الخَلاصُ
صُنتُكَ إِلّا مِنَ المَنايا = وَلَيسَ مِن رَيبِها مَناصُ
صادَتكَ أَشراكُها بِرَغمي = وَالأسدُ يَعتاقُها اِقتِناصُ
صادَتكَ قَوسُ الرَدى بِسَهمٍ = وَدَعوَتي دونَكَ الدلاصُ
صَبَّرَني اللَهُ هِمتُ حَتّى = بَكى مَعي الرَكبُ وَالقِلاصُ
صَبَّ عَلَيكَ الهَجينُ بَغياً = وَلَيسَ كَالفِضَّةِ الرَصاصُ
صَحَّ لَكَ الفَوزُ لا أبالي = بَينَ يَدَي رَبِّكَ القِصاصُ
صَبَّحَ مَثواكَ صَوبُ غَيثٍ = تَروى بِهِ الريعُ وَالعِراصُ
يتبع بمشيئة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:59 م]ـ
الضاد
صَلّى عَلَيكَ الإِلهُ رُحمى = ما أَنقَبَ الغَيهَبُ الرَميضُ
ضُرِبتَ بَل تَمّ أَمرُ رَبّي = يَجبُرُ بِالعَدلِ أَو يَهيضُ
ضَرَّكَ بَل ضَرَّ نَفسَهُ يا = حُبَيِّبي الحاسِدُ البَغيضُ
ضامَكَ في خِلوَةٍ وَعِندي = ضَمَّكَ وَالأَمرُ مُستَفيضُ
ضَيَّعَ لا كانَ فيكَ حَقّي = وَغَرَّهُ جِسمُهُ العَريضُ
ضَرَّكَ بَل رَبُّكَ اِبتَلاني = بِأَن ذَوى رَوضُكَ الأَريضُ
ضُرِّجتَ ثُمَّ اِستَحالَ قَيحاً = وَردُكَ وَالنَرجَسُ الغَضيضُ
ضَجَّ أَبوكَ الكَظيمُ مِمّا = نالَكَ وَالدَمعُ لا يَغيضُ
ضاعَفَ أَحزانَهُ بَلاءٌ = كُلُّ صَحيحٍ لَهُ مَريضُ
ضَرَّمتُ في قَلبِهِ وَهيجاً = يَهيجُهُ الدَمعُ وَالقَريضُ
ضُحايَ حَتّى أَراكَ لَيلٌ = وَسودُ رَأسي عَلَيكَ بيضُ
ضَللتُ سُبلاً وَخُنتُ عَهداً = إِن لَم تَبِت عبرَتي تَفيضُ
ضَمَّنتُ مِنّي الوَفاء حُرّاً = لَهُ بِأَعبائِهِ نُهوضُ
ضَعيفُ جِسمٍ قَوِيُّ عَزم = تَعنو الصِعابُ الّتي يَروضُ
ضاعَ لَكَ المِسكُ مِن قَريضي = وَلَم يَحل دونَهُ الجَريضُ
يتبع بحول الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:48 م]ـ
الطاء
زَواكَ دَهري فَفَلَّ رُكني = وَفَلَّ صمصامَتي الصُراطا
طَأطَأتُ لِلحادِثاتِ رَأسي = لَمّا اِستَوَت قامَتي شطاطا
طالَبتَني يا زَمانُ حَتّى = قَطَعت مِن قَلبي النِياطا
طَرَقتَني في الحَبيبِ لَمّا = أَقرَرتُ عَيني بِهِ اِغتِباطا
طَمِعتُ في أَن يَكونَ مِثلي = لَو صانَهُ اللَهُ لي وَحاطا
طِفلٌ تَعالى وَجَلَّ رَبٌّ = هَداهُ في مَهدِهِ الصِراطا
طَهَّرَهُ وَالكَبيرُ رِجسٌ = يُدَنِّسُ العرضَ وَالرِياطا
طابَ فَلَو عاشَ حازَ عِلمي = وَحاوَلَ الحَجَّ وَالرِباطا
طُشتُ من الثكلِ يَومَ أَودى = وَأَصبَحَت ذروَتي بِساطا
طَلَّ قَتيلُ المنى رُعافٌ = دامَ وَما اِسطَعتُ أَن يُماطا
طَرفُ المُداوي عَم وَإِلّا = فَأَينَ بُرهانُ ما تَعاطا
طَبيبهُ لا سَلِمتُ ما لي = أَحسَبهُ يُذبحُ اِشتِحاطا
طرازُ مَجدٍ هَدا سُكوناً = وَكُنتُ أَدري لَهُ نَشاطا
طه وَياسين عَوِّذاني = فَإِنَّ قَلبي عَلَيهِ شاطا
طاعَت لِعَيني الدُموعُ فيهِ = وَاِختَلَطَت بِالدَمِ اِختِلاطا
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:00 م]ـ
الظاء
طالَت لَيالِيَّ مُذ تَوَلّى = وَضاقَ بي بَعدَهُ اللِحاظُ
ظَلّي أَرى رَوضَتي ذَوَت إِذ = نُزِّه في حُسنِها اللِحاظُ
ظفري يَدُ المَوتِ قَلَّمتَهُ = آهاً وَإِن كانَ لي اِتِّعاظُ
ظَهري بِهِ مُنقَضٌ وَقَلبي = مُحَرَّقٌ حَشوُهُ شُواظُ
ظُرفُ أَبيهِ عَلَيهِ يَبدو = وَاللَفظُ وَالحِفظُ وَالحِفاظُ
ظَلَمتَني يا زَمانُ فيهِ = بَل عدلُ اللَهِ لا أُعاظُ
ظَفرت بي وَاِتَّقَيتُ رَبّي = فَلَم يَكُن بَينَنا مِظاظُ
ظَمِئت إِذ حالَ دونَ وِردي = صرفُ زَمانٍ لَهُ عِظاظُ
ظُبى المَنايا مغلباتٍ = عَلى ظبىً سَلَّها الكِظاظُ
ظبي كِناسٍ وَلَيثُ غابٍ = سيّان هَل يَنفَعُ اِحتِفاظُ
ظَلامُ خَطبٍ عَلَيَّ داجٍ = لَم يَجلُهُ قَومي الفِظاظُ
ظَهَرت لكِن رَمَتكَ عَيني = بِأَسهُمٍ ما لَها دِلاظُ
ظَنَنتُ نَفسي وَفهر هَلّا = فِظتُ عَلَيهِ أَسىً وَفاظوا
ظَريُهُم خَرَّ حَيثُ شَتّوا = فَقظتُ مِن زَفرَتي وَقاظوا
ظَعنتُ يا اِبني فَذابَ قَلبي = وَرُبَّما رقَّتِ الغِلاظُ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:13 م]ـ
العين
ضَمّك قَبرٌ سَقاهُ دَمعي = وَلَيتَهُ ضَمَّنا جَميعا
عِشتُ وَلَو متُّ يَومَ وَلّى = لَأَحسَنَ الصَبرُ بي صَنيعا
عُمرِيَ لابُدَّ مِن مداهُ = فَلَستُ قَبلَ المَدى صَريعا
عَجِبتُ في ذا المُصابِ مِمَّن = أُصيبَ في نَفسِهِ فَريعا
عَظائِمُ الدَهرِ هَيِّناتٌ = إِلّا نَوى الحبِّ وَالخُضوعا
عِندي مِنَ الدَهرِ ما كَفاني = وَما أَرى صَرفَهُ قَنوعا
عَبد الغَنِيِّ اِبنِيَ المُفَدّى = بِالنَفسِ لَو كُنتُ مُستَطيعا
عَلَّمتني اليَومَ كَيفَ أَبكي = وَكُنتُ لا أَبذُلُ الدُموعا
عَذَرتُ مَن لُمتُ في البُكا مُذ = أَبكَيتَني الدَمع وَالنَجيعا
عَزّانِيَ الناسُ ثُمَّ قالوا = لَيثُ الشَرى ما لَهُ جزوعا
عَفَّت رُبوعي وَكُنت أنسي = فيها فَما أَوحَشَ الرُبوعا
عَطَّلَها الدَهرُ حينَ حَلّى = فَأَصبَحَت تَندُبُ الرَبيعا
عَسى الرَؤوفُ الرَحيمُ يَعفو = عَنّي إِذا كُنت لي شَفيعا
عَلَيكَ مِنّي السَلامُ كَم ذا ال = مَغيبُ هَل تَذكُرُ الرُجوعا
عُد وَاِسأَل اللَهَ قَبضَ روحي = لِيَجعَلَ المُلتَقى سَريعا
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 06:09 م]ـ
الغين
عَزَّت عَلى الوالِهِ المُعَزّى = ميتَتُكَ المُرَّةُ المساغِ
غالَبَني الدَهرُ في حَبيبي = وَما رَغَت لِلنّوى رَواغِ
غابَ الهِلالُ السَعيدُ عَنّي = وَأُسكِتَ الجَوهَرُ المُناغي
غَيَّرتِ العَينُ مِنهُ باعاً = أَزهى فَأَزرى بِكُلِّ باغِ
غَذّاهُ ماءُ النَعيمِ لكِن = ذَوى وَمذويهِ غَيرُ باغِ
غَطّاهُ مِن أَنفِهِ وَفيهِ = وَمُقلَتَيهِ دَمُ الدِماغِ
غلالَةً أَضرَمَت غَليلي = حَمراء مَقبوحَةَ الصِباغِ
غَسَلَتهُ إِذ جَرى بِدَمعي = وَكَيفَ أَرقيهِ وَهوَ طاغِ
غَيَّضتُهُ ما اِستَطَعتُ حَتّى = زادَ وَأَفضى إِلى الفَراغِ
غُر يا مُصابي بِهِ وَأَنجِد = كلَّ فُؤادٍ إِليَّ صاغِ
غَربي وَشَرقي تَحَدَّياني = حَتّى بَغى القُربَ كُلُّ باغِ
غيلانُ دانَت لَهُ القَوافي = وَلَم يَصُغ شِعرَهُ مصاغي
غِظتُ حَسودي فَظَلَّ يَلغى = في شَرَفي وَالحَسودُ لاغِ
غَيري يَسوغُ المُحالُ فيهِ = وَالحَقُّ أَولى بِالانسِياغِ
غايَةَ آمالِيَ اِستَجِب لي = أَينَ الَّذي فيكَ مِن بَلاغِ
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عربي سوري]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 06:24 م]ـ
الله
ومن منا لا يذكر الرائعة
ياليل الصب متى غده ....... أقيام الساعة موعده
سلمت يداك أخي على هذه الروائع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 06:30 م]ـ
الفاء
غَداً يُريني سناكَ أنّي = لَم أَرَهُ رَبِّيَ اللَطيفُ
فَجائِعي في الزَمانِ تَترى = وَهكَذا الماجِدُ الشَريفُ
فِراقُ أَهلٍ وَكَفّ طَرفٍ = وَغُربَةٌ وَردُها الخريفُ
فَقدُ الأَحِبّاءِ عيل فيهِ = مُصطَبِري إِنَّني أَلوفُ
فاظَ الَّذي كُنتُ أَرتَجي أَن = يَقوى بِهِ رُكني الضَعيفُ
فاضَت دُموعي عَلَيهِ وَجداً = وَما لها مُذ جَرَت وُقوفُ
فَقرٌ أَصابَ الغَنِيَّ فيهِ = فَلا تَليدٌ وَلا طَريفُ
فَرعٌ زَكا في سَماءِ مَجدٍ = فَلَم يَنَل طولهُ مُنيفُ
فَذٌّ وَلَو عاشَ لِاِنتِصاري = كانَ هُوَ الجَحفَلُ الكَثيفُ
فِهرُ المَعالي مَعي بَكتهُ = وَأسعدَت بِالبُكا ثَقيفُ
فَدَتهُ مِن مُخوِلٍ مُعِمٍّ = غَطارِفٌ كُلُّها حَنيفُ
فقالَ ريبُ المَنونِ كلّا = هَيهاتَ أَن يُؤمن المَخوفُ
فَيا قَتيلاً وَلَم تُصِبهُ = سُمرُ العَوالي وَلا السُيوفُ
فَلقاً بِلا ضربَةٍ وَلكِن = تَأتي بِما قُدِّرَ الحُتوفُ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 06:45 م]ـ
الله
ومن منا لا يذكر الرائعة
ياليل الصب متى غده ....... أقيام الساعة موعده
سلمت يداك أخي على هذه الروائع
شكرا لك المرور العطر والإطراء الطيب أخي العربي السوري ..
وأهلا ومرحبا بك وبكل أهل سورية الحبيبة ..
أما القصيدة التي ذكرتها موجودة هنا رغم أنها ليست من المحبوكات ,, وقد وضعتها بناء على طلب أختنا الأستاذة الفاضلة عفاف صادق ...
لقد شرفني مرورك الكريم ....
بارك الله فيك ودمت لي صديقا وأخا عزيزا.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 07:37 م]ـ
بوركت أخ رعد فجهودك المبذولة واضحة
تشكر على مثابرتك وخياراتك اللامعة ..
وفقك الله ودمت فصيحاً نشيطاً.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 04:01 م]ـ
شكرا لمتابعتك التي تنم عن تذوق رفيع للشعر أختي الأستاذة " الباحثة عن الحقيقة ".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 04:22 م]ـ
القاف
فَإِن يَكُن عَقَّ فيكَ فالٌ = فَاللَهُ يجزيهِ بِالعُقوقِ
قَضى لَكَ اللَهُ يَومَ يَقضي = بَينَ الأَباطيلِ وَالحُقوقِ
قُرَّةَ عَيني مَتى التَلاقي = عَلَّكَ تَشفي مِنَ الحَريقِ
قِيامَتي يَومَ مُتَّ قامَت = فَكَيفَ لَم تلق في الطَريقِ
قَصَّرَني الذَنبُ أَن تَراني = أَم بك نَومٌ عَنِ المَشوقِ
قِف كَيفَ أَغرَقت في دُموعي = وَلَم تَكُن مُنقذ الغَريقِ
قُدّامي الهَولُ يا بُنَيَّ = كُنتُ رَفيقاً فَكُن رَفيقي
قُدني إِذا كُنتَ في فَريقٍ = فازوا إِلى ذلِكَ الفَريقِ
قُل لي إِنَّ النَهارَ لَيلٌ = أَينَ سَنى وَجهِكَ الأَنيقِ
قَدِمت فَاِنعَم بِطيبِ عَيشٍ = وَاِشفَع لِوانٍ عَنِ السَبوقِ
قَنعتُ بِالطَيفِ وَاِنتِحابي = يَمنَعُ مِن طَيفِكَ الطَروقِ
قَلَّب فيكَ الزَمانُ عَيناً = كُنتَ اِقتِراحي فَصِرت ضيقي
قَلَّ سُروراً وَضاقَ ذَرعاً = خِلوٌ مِن اِبنٍ وَمِن صَديقِ
قدّر ما لَيسَ مِنهُ بُدٌّ = مَوتٌ بِبَطحاءَ أَو بِنيقِ
قَصَّ جَناحي وَهاضَ عَظمي = لَمّا مَحا الدُرَّ بِالعَقيقِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 04:29 م]ـ
الكاف
ظلي وَأَنتَ الشَفيعُ إِنّي = يَرحَمُني مالِكُ المُلوكِ
كَلّا بَلِ المُصطَفى شَفيعي = حَقّاً يَقيناً بِلا شُكوكِ
كَبائِري عَنكَ مُبعِداتي = إِن لَم أَنَل رَحمَةَ المَليكِ
كَفى بِها موبِقاً وَحَسبي = رَبٌّ تَعالى عَنِ الشَريكِ
كَلِّم أَباكَ الَّذي يُنادي = وَهوَ مِنَ السُقمِ في نُهوكِ
كادَ يَموتُ اِشفِهِ بِلَفظٍ = مِن فَمِكَ الطَيِّبِ الضَحوكِ
كُنتَ شِفائي فَلا شِفاءٌ = إِلّا بِتَأنيبِكَ المحوكِ
كلَّ حُسامي وَأَنتَ ناءٍ = فَلَيسَ في الهامِ بِالمَحيكِ
كَتَبتُ آيات ثُكلِهِ في = خَدّي بِالمَدمَعِ السَفوكِ
كَذبتُ لَو كُنتُ ذا وَفاءٍ = تَرَكتُ في طُرقِهِ سُلوكي
كَم مَعشَرٍ فَضلُهُ عَلَيهِم = فَضلُ رَقيقٍ عَلى رَكيكِ
كَلَمحَةِ الطَرفِ مُتَّ يا اِبني = فَآه مِن مَوتِكَ الوَشيكِ
كَأَنَّكَ الشَمسُ في طُلوعٍ = وَفي غُروبٍ وَفي دُلوكِ
كَرمت طَبعاً وَطِبت نَقداً = فَأَنتَ كَالعَسجَدِ السَبيكِ
كَأَنَّ عَيني عَلَيكَ أَمسَت = تَنثُرُ دُرّاً مِنَ السُلوكِ
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:11 ص]ـ
لام الألف
وَلَو قَضى اللَهُ لي بِسُؤلٍ = فيهِ شَفى دائي العُضالا
لا حَولَ لي في قَضائِهِ لا = قُوَّةَ إِلّا بِهِ تَعالى
لَأَجرهُ لَو صَبَرتُ خَيرٌ = كَم عاضَ بِالصَبرِ كَم أَنالا
لا أَدَّعي الصَبرَ إِنَّ قَلبي = كانَ مِنَ الصَخرِ فَاِستَحالا
لأَمتي السَرد قَدَّها مَن = كَسَّرَ في قَلبي النِصالا
لِآلئُ الدَمعِ راحَتي في = رُزئِهِ هَدَّتِ الجِبالا
لا تَعصِني الدَهرَ لا تَني يا = عَيني وَإِن هِجتني اِنهِمالا
لاقَيتُ ما هَدَّ رُكنَ مَجدي = وَهَزَّ يمنايَ وَالشِمالا
لاحَ هِلالي فَغابَ نَقصاً = وَكُنتُ أَرجو لَهُ الكَمالا
لانت لَيالِيَّ ثُمَّ عادَت = تَشتَدُّ مِن لَوعَتي طِوالا
لازَمَ فيكَ السُهادُ طَرفي = وَلَيتَهُ لازَمَ الحِيالا
لاموا فَقُلتُ البَكاءُ فيهِ = راحَةُ ثَكلان ساءَ حالا
لاحَظَكَ القَلبُ حَيثُ تبلى = فَاِزدَدتُ لَولا الهُدى خبالا
لاذَت بِكَ الحورُ قائِلات = اِرقُد هَنيئاً نَعِمت بالا
لَأَرجُوَن سَيِّدي عَسى أَن = يَحُطَّ أَوزارِيَ الثِقالا
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:18 ص]ـ
اللام
كَرِهتُ بَعدَ الحَبيبِ عَيشي = فَهَل إِلى مُنيَتي سَبيلُ
لِقاءُ مَن عَلَّني نواهُ = بُرئي فَيا حَبَّذا الرَحيلُ
لَهفي وَوَيحي عَلى حَبيبٍ = ما مِنهُ بدٌّ وَلا بَديلُ
لَمّا نَمى وَاِنتَمى لِفَضلٍ = وَقيلَ مُستَنبطٌ نَبيلُ
لَبّى الرَدى داعِياً وَلَبّى = جَمالهُ صَبرِيَ الجَميلُ
لُمتُ عَلى الدَمعِ فَاِنتَهى بي = حُزني حَتّى اِنتَهى العَذولُ
لَستُ أَرى الصَبرَ عَن رَبيع = طابَ الضُحى مِنهُ وَالأَصيلُ
لَذَّت حَياتي بِهِ وَقَرَّت = عَينِيَ حَتّى بَدا الذُبولُ
لَولا حَياتي وَقَولُ قَومٍ = سُفِّهَ أستاذُنا الخَليلُ
لَطَمتُ ديباجَتي عَلى اِبنٍ = خُيِّلَ لي أَنَّهُ قَتيلُ
لَم أَنسَ إِذ قامَت النَواعي = وَجاءَ في قَبضِهِ الرَسولُ
لَيلَةَ تَهليلِهِ بِصَوتٍ = أَرقهُ السقمُ وَالنُحولُ
لَجَّت بُكاءً هُناكَ عَيني = وَخِلتُ أَنَّ الذُرى تَزولُ
لَم يَقضِ حَتّى بَكَت سَماءٌ = لِعَهدِها بِالبُكاءِ طولُ
لِدائِهِ أَنجُمُ المَعالي = لا لحت إِذ عاقَهُ الأُفولُ
يتبع بحول الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:56 ص]ـ
الميم
لَقَد سَقاني الرُعاف فيهِ = كُلَّ ذُعافٍ مِنَ السِمامِ
ماتَ شَهيداً وَمُتُّ ثكلاً = ثمَّتَ أنشرتُ لِلسّقامِ
مَتى يَهِجني اِسمُهُ يَجِدني = غَصّان بِالأَدمُعِ السِجامِ
ما قيلَ عَبدُ الغَنِيِّ إِلّا = ذُقتُ بِهِ غُصَّةَ الحِمامِ
مَرَّ خَيالاً عَلَيَّ لَيلاً = فَبَدَّلَ السُهدَ بِالمَنامِ
مَثَّلتهُ في الحَشا فَمَن لي = بِلَذَّةِ الأُنسِ وَالكَلامِ
مَثواهُ في القَلبِ غَيرَ أَنّي = في حُرَقٍ وَهوَ في سَلامِ
من مُسعِدي بِالبُكا عَلَيهِ = فَيَقضِيَ الكلَّ مِن ذِمامي
مَنِيَّتي مُنيَتي وَإِلّا = فَعَيشُ حَرّانَ مُستَهامِ
مِثلي إِذا ما الحَمامُ ناحَت = بَكى وَيَشكو مَعَ الحَمامِ
مِلتُ فَعانَقتُكَ اِشتِياقاً = وَلَم أُعانِق سِوى العِظامِ
ما لي رَأَيتُ الَّذي شجاني = مِنكَ وَما مُتُّ في المَقامِ
ماقُكَ دامَ بِلا بُكاء = وَالثَغرُ بادٍ بِلا اِبتِسامِ
مِن أَطيَبِ الطَيِّبينَ خيماً = كُنتَ وَمِن أَكرَمِ الكِرامِ
مِن شُهُبِ المَجدِ وَالمَعالي = بَثَّقتَ مُحلَولِكَ الظَلامِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:26 م]ـ
النون
مَعناكَ في القَلبِ كانَ أَحلى = مِنَ الأَمانِيِّ وَالأَمانِ
نُحتُ مَعَ النائِحاتِ حَتّى = قيلَ اِستَوى الحَبرُ وَالغَواني
نَثرُ دُموعٍ وَنَظمُ شِعرٍ = مَلآن مِن جَوهَرِ المَعاني
نَمَّ عَلى قَبرِهِ سَناهُ = وَحُسنُ أَخلاقِهِ الحِسانِ
نَعَّمَهُ اللَهُ في ذراهُ = حَيثُ جَنى الجَنَّتَينِ دانِ
ناهيكَ مِن نِعمَةٍ وَمُلكٍ = مَعَ النَبِيّينَ في الجِنانِ
نِعمَ الثَوابُ الَّذي جَزاهُ = بِحُسنِ صَبرٍ عَلى اِمتِحانِ
نَزفُ دَمٍ وَاِنتِهاك سُقمٍ = وَبُعدُ أُمٍّ وَقُربُ شانِ
نافَسَهُ إِذ شَآهُ حَتّى = عدا هَجينٌ عَلى هِجانِ
نامي الهُدى واضِح المُحيّا = صَدقُ الحِجا صادِقُ اللِسانِ
نَهارهُ لا تَراهُ إِلّا = مُرَتِّلَ الذِكرِ وَالمَثاني
نَعَم وَفي السُقمِ كانَ يُصغي = إِلَيهِ بِالسَمعِ وَالجَنانِ
نَسيتُ نَفسي وَلَستُ أَنسى = ذِكرَكَ يا واحِدَ الزَمانِ
نَهنَهَني رُزؤُكَ الَّذي قَد = أَبانَ ثِقلاً عَلى أَبانِ
نَشرُكَ دانٍ وَأَنتَ نام = وَالثُكل باقٍ وَأَنتَ فانِ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:42 م]ـ
الهاء
شَفاعَة مِنكَ أَرتَجيها = يَومَ قُدومي عَلى الإلهِ
هَمّي غَدا هِمَّتي مِن ابني = سَلامَتي سُلَّمُ التَباهي
هِلالي النَيِّر المُحَيّا = وَبَحري الطَيِّب المِياهِ
هَجَعتُ في بَرزَخِ المَنايا = فَهَل سَبيلٌ إِلى اِنتِباهِ
هَدَّدَني الدَهرُ قُم وَإِلّا = قَضى عَلى اللَيثِ لِلشِياهِ
هَدَمتُ ما كُنتُ أَبتَنيهِ = مِن شَرَفٍ باذِخٍ وَجاهِ
هَدَدتُ طود الحلوم مِنّي = تَرَكتُ عَيشي بِلا مهاهِ
هَجَرتَني أَم شُغِلتَ عَنّي = حاشا رَشيداً مِنَ السفاهِ
هَل مُسعِدٌ بِالبُكا مُعينٌ = داهيتي أَعظَمُ الدَواهي
هَب رَوضَتي صوحَت فَأَنّى = تَقَلَّصَت أَحسَن الشِفاهِ
هَوى النُفوسِ اِعتَدى عَلَيها = إِنَّ الهَوى آمِرٌ وَناهِ
هَلّا اِهتَدى مَن أَضَلَّ هَلّا = تَذَكَّرَ المَوتَ كُلُّ ساهِ
هذي المَنايا لَها سِهامٌ = كُلُّ جَديدٍ رَمَتهُ واهِ
هُدىً وَنوراً بِكُلِّ قَلبٍ = باتَ عَنِ اللَهِ غَيرَ لاهِ
هانَت عَلَيَّ الحَياةُ لَمّا = فارَقَني مَن بِهِ أباهي
يتبع بإذن الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:51 م]ـ
الواو
هاضَ الرَدى أَعظُمي وَعادَت = مَحاسِنُ الدَهرِ كَالمَساوي
وَيلاهُ إِنَّ الزَمانَ أَودى = بِواحِدٍ ما لَهُ مُساوِ
واحِدٍ اِعتَضتُهُ بِأَلفٍ = كُنتُ إِلى الكَهفِ مِنهُ آوي
ولّى عَلى حين شَدَّ عضدي = وَهوَ بِقَلبِ الكَظيمِ ثاوِ
وَديعَتي اليَومَ عِندَ رَبّي = نَجمٌ مِنَ النَيِّراتِ هاوِ
وَدَدتُ لَو مُتُّ يَومَ قالوا = غُصنُكَ يا فَرعَ فَهرَ ذاوِ
وَاللَهِ لا زِلتُ باكِياً أَو = أَشفي قَلبي الَّذي أُداوي
وهنت مِما فجِعتُ بِاِبني = وَهنتُ فَليَنتَفِ المُناوي
وَصَرَّفتني الخُطوبُ حَتّى = غَيَّرنَني مِثلَ يا وَواوِ
وَكادَ مِمّا أَفقَدتُ شِبلي = يَطُفنَ بي نابِحٌ وَعاوِ
وَفّانيَ اللَهُ فيهِ أَجري = وَلا جَزاني جَزاءَ غاوِ
وَقَّرَهُ الحِلمُ وَهوَ طِفلٌ = وَهابَهُ النَيِّرُ السَماوي
وَدَّعتُهُ وَالجُفونُ تَدمي = وَالسقمُ لي ناشِرٌ وَطاوِ
وَكَم تَمَنَّيتُ أَن أَراهُ = عَلَيَّ يَقرا لِكُلِّ راوِ
وَيَنظِمُ الشِعرَ مِثلَ نَظمي = فَيَنتَهي غايَتي وَشاوي
يتبع بمشيئة الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 01:01 م]ـ
الياء
لا تُبعِدَنّي غَداً وَصِلني = بِقُربِ عَبدَيكَ يا غَنِيُّ
يَرجوكَ ذا العَبدُ فَاِعفُ عَنهُ = يا رُبَّما يَسعَدُ الشَقِيُّ
يَسِّر عَلَيهِ العَسيرَ وَاِنصُر = فَإِنَّكَ الناصِرُ الوَلِيُّ
يَئِستُ إِن لَم تَجُد بِعَفوٍ = يَنجو بِهِ عَبدُكَ العَصِيُّ
يَداكَ مَبسوطَتانِ رِزقاً = عاصيكَ يَرجوكَ وَالتَقِيُّ
يانِعُ رَوضِ الشَبابِ يَبسٌ = وَطائِعُ المُزدَهي أَلِيُّ
الدَهرُ بِالرَزايا = غَدراً عَلى أَنَّني وَفِيُّ
يَكفيني الشَيبُ إِنَّ فيهِ = رُشداً لِمَن قَلبُهُ غَوِيُّ
يُمناكَ لَو عِشتَ لي معيني = وَرَوضَتي خُلقُكَ الرَضِيُّ
يَذبُلُ لَو حَلَّ فيهِ وَجدي = لَخَرَّ دانيهِ وَالقَصِيُّ
ياسينُ لَمّا قَرُبتَ مِنها = وَقُلت قَد يَحذقُ الذَكِيُّ
يَومَئِذٍ عِندَنا صَنيعٌ = يَشهَدُهُ الكَهلُ وَالصَبِيُّ
يَمَّمكَ المَوتُ وَهوَ كَأسٌ = لَم يَنجُ مِن شُربها كَمِيُّ
يَشفَعُ عَبدُ الغَنِيِّ حَتّى = يَأمَنَ مِن خَوفِهِ عَليُّ
شافِعايَ فيهِ = مُحَمَّدٌ وَاِبنِيَ الزَكِيُّ
يا رَبِّ قَولُ النَبيِّ حَقٌّ = فَوَفِّ ما قالَهُ النَبِيُّ
تمت بحمد الله
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 02:32 م]ـ
يا رَبِّ قَولُ النَبيِّ حَقٌّ =فَوَفِّ ما قالَهُ النَبِيُّ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 02:34 م]ـ
[ QUOTE= رعد ازرق;249349]
الياء
لا تُبعِدَنّي غَداً وَصِلني = بِقُربِ عَبدَيكَ يا غَنِيُّ
يَرجوكَ ذا العَبدُ فَاِعفُ عَنهُ = يا رُبَّما يَسعَدُ الشَقِيُّ
يَسِّر عَلَيهِ العَسيرَ وَاِنصُر = فَإِنَّكَ الناصِرُ الوَلِيُّ
يَئِستُ إِن لَم تَجُد بِعَفوٍ = يَنجو بِهِ عَبدُكَ العَصِيُّ
يَداكَ مَبسوطَتانِ رِزقاً = عاصيكَ يَرجوكَ وَالتَقِيُّ
يا رَبِّ قَولُ النَبيِّ حَقٌّ = فَوَفِّ ما قالَهُ النَبِيُّ
[ center] تمت بحمد الله [/
center][/QUO
بارك الله فيك أخ رعد على الجهد والاختيار المتميز
وأرفع يدي ضارعة مع الحصري أن يتقبل الله الدعاء ويعفو عن الزلات والأخطاء وينجينا من البلاء والابتلاء فنحن أضعف من أن نحتمل لومه أو حتى نظرة عتاب، مالنا منه إلا الرجاء، بالرحمة والغفران.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 10:54 م]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على الجهد والمجهود الطيب والاختيار المتميز دائما في المقدمه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 11:36 م]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على الجهد والاختيار المتميز
وأرفع يدي ضارعة مع الحصري أن يتقبل الله الدعاء ويعفو عن الزلات والأخطاء وينجينا من البلاء والابتلاء فنحن أضعف من أن نحتمل لومه أو حتى نظرة عتاب، مالنا منه إلا الرجاء، بالرحمة والغفران.
شكرا لك أختي الباحثة عن الحقيقة على مرورك العطر والإطراء الطيب ..
بارك الله فيك ووفقك لما فيه الخير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 11:43 م]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على الجهد والمجهود الطيب والاختيار المتميز دائما في المقدمه
أدامك الله وحفظك أخي الحبيب " فائق الغندور "
مرورك يسعدني ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 09:00 م]ـ
رائع يا رعد
بارك الله فيك
متميز دائما وأبدا
لله درك
اتحفتنا حقا
ولكن يا اخي الكريم ... هل تتفق معي ان محبوكات صفي الدين الحلي، أسبك من محبوكات الحصري؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 10:03 م]ـ
رائع يا رعد
بارك الله فيك
متميز دائما وأبدا
لله درك
اتحفتنا حقا
ولكن يا اخي الكريم ... هل تتفق معي ان محبوكات صفي الدين الحلي، أسبك من محبوكات الحصري؟
شرفني مرورك يا أخي الحبيب رسالة الغفران ..
لكن .. هل قرأت الجزء الأول من محبوكات علي القيرواني؟؟
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=35391)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 09:32 م]ـ
قرات الكثير منه ...
والأبيات أكثر من رائعة ...
قمة في الابداع ...
انا لا اقول بأن الأبيات رديئة ...
ولكن ابيات الحلي ... أجمل ...
ارى بأن صفي الدين الحلي سبكه يشبه سبك المتنبي ...
والذي اعرفه عنك ... انك من عشاق صفي الدين:)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 09:52 م]ـ
قرات الكثير منه ...
والأبيات أكثر من رائعة ...
قمة في الابداع ...
انا لا اقول بأن الأبيات رديئة ...
ولكن ابيات الحلي ... أجمل ...
ارى بأن صفي الدين الحلي سبكه يشبه سبك المتنبي ...
والذي اعرفه عنك ... انك من عشاق صفي الدين:)
حضورك يشرفني أخي الجبيب رسالة الغفران ..
أعلم ما تقصده أخي الحبيب , نعم أنا أحب صفي الدين الحلي وقد أعتبره أعظم الشعراء بل أعتبره أسطورة الشعر كله , وهذا رأيي الخاص , لكنني لا أحب أن أقارنه بغيره من الشعراء , كي لا أظلم أحد منهم , فلكل منا رأي ولا أحب أن أفرض رأيي على أحد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا العمل المتميز
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 02:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا العمل المتميز
التميز يتجلى في مرورك العطر أختي الكريمة رفيف
بوركت.(/)
وفي القرآن مثل ما في كلام العرب من اللفظ المختلف، ومجاز المعاني
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 01:09 ص]ـ
جاء في مقدمة " جمهرة أشعار العرب" ما يلي:
فمن ذلك ما حدثنا به المفضل بن محمد الضبي يرفعه إلى عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قدم نافع بن الأزرق الحروري إلى ابن عباس يسأله عن القرآن، فقال ابن عباس:" يا نافع! القرآن كلام الله عز وجل؛ خاطب به العرب بلفظها، على لسان أفصحها؛ فمن زعم أن القرآن غير العربية فقد افترى، قال الله تعالى: "قرآناً عربياً غير ذي عوج" وقال تعالى: "بلسانٍ عربيٍ مبين" وقد علمنا أن اللسان لسان محمد، صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: "وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم" وقد علمنا أن العجم ليسوا قومه، وأن قومه هذا الحي من العرب، وكذلك أنزل التوراة على موسى، عليه السلام، بلسان قومه بني إسرائيل؛ إذ كانت لسانهم الأعجمية، وكذلك أنزل الإنجيل على عيسى، عليه السلام، لا يشاكل لفظه لفظ التوراة، لاختلاف لسان قوم موسى وقوم عيسى."
وقد يقارب اللفظ اللفظ أو يوافقه، وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها، فمن ذلك الإستبرق بالعربية، وهو بالفارسية الإستبره، وهو الغليظ من الديباج. والفرند، وهو بالفارسية الفكرند. وكور وهو بالعربية حور. وسجين وهو موافق اللغتين جميعاً، وهو الشديد. وقد يداني الشيء الشيء وليس من جنسه، ولا ينسب إليه، ليعلم العامة قرب ما بينهما. وفي القرآن مثل ما في كلام العرب من اللفظ المختلف، ومجاز المعاني.
فمن ذلك قول امرىء القيس بن حجر الكندي:
قِفا فاسألا الأطلالَ عن أُمّ مالكِ=وهل تُخبِرُ الأطلالُ غيرَ التّهالُكِ
فقد علم أن الأطلال لا تجيب، إذا سئلت، وإنما معناه قفا فاسألا أهل الأطلال، وقال الله تعالى: "واسأل القرية التي كنا فيها" يعني أهل القرية،
وقال الأنصاري:
نَحنُ بما عندَنا وأنتَ بما =عندَك راضٍ، والرّأيُ مُختلفُ
أراد نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راضٍ، فكف عن خبر الأول إذ كان في الآخر دليلٌ على معناه، وقال الله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين" فكف عن خبر الأول لعلم المخاطب بأن الأول داخلٌ فيما دخل فيه الآخر من المعنى.
وقال شداد بن معاوية العبسي أبو عنترة
وَمَنْ يَكُ سَائِلاً عَنّي، فإنّي =وَجِروَةَ لا تَرودُ ولا تُعار
ترك خبر نفسه وجعل الخبر لجروة، وقال الله عز وجل: "ومن يشاق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب" فكف عن خبر الرسول.
وقال الربيع بن زياد العبسي:
فإن طِبْتُمُ نَفساً بمَقتَلِ مالكٍ، =فنَفسي، لَعمري، لا تَطيبُ بذلكا
فأوقع لفظ الجمع على الواحد. وقال الله تعالى: "فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه"
للموضوع صلة ......... يتبع على حلقات
ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 01:18 ص]ـ
موضوع ممتاز بارك الله فيك. ولو أتاهم القرآن بغير ما يفهمونه من الألفاظ والمعاني لما قبلوه أصلا. وهذا يؤصل أن الحكم على القرآن بعربية اليوم أمر من السخافة بمكان, لأن القرآن نزل بعربية ذلك الزمان, ومن لم يعرف تلك العربية فلا يخض بحر القرآن خيفة الغرق والعياذ بالله.
إيذن لي أستاذي بأن أسألك: أين انتهى كلام ابن عباس؟ حبذا لو تضع كلامه بين ظفرين ليكون متميزا عن باقي القول.
بوركت وسلمت.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 02:05 م]ـ
وقال النابغة:
قالت: ألا لَيتما هذا الحمامُ لَنا =إلى حَمامَتِنا أو نِصفُهُ، فَقَدِ
فأدخل ما عاريةً لاتصال الكلام، وهي زائدةٌ، والمعنى: ألا ليت هذا الحمام لنا، وقال الله تعالى: "فبما رحمةٍ من الله لنت لهم" وقال الله تعالى: "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها" فما في ذلك كله صلةٌ غير واقعةٍ لا أصل لها.
ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 02:23 م]ـ
شكرا لك, وأنا من متابعي سلسلتك. أظن أن \ما\ في \مثلا ما\ تفيد التعميم, وليست زائدة. وفي \فما فوقها\ تفيد الوصل. والله أعلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 03:58 م]ـ
أخي ضاد أقدر لك التواصل مع الموضوع
وكم أكون سعيدا عند مرورك على الموضوع
أما بالنسبة لـ "ما" ثلاثةَ أوجه: زائدةٌ، صفةٌ لما قبلَها، نكرةٌ موصوفةٌ:
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:14 م]ـ
وقال الشماخ بن ضرار التغلبي:
أَعايِشَ ما لِقَومِكِ لا أراهمْ =يُضيعُونَ الهِجانَ مَعَ المُضيعِ
لا ههنا زائدة، والمعنى: ما لقومك أراهم. وقال تعالى: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" لا ههنا زائدة، والمعنى: غير المغضوب عليهم والضالين.
وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي:
وكلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أخُوهُ، =لَعمرُ أبيكَ، إلاّ الفَرقدانِ
فجعل إلا بدلاً من الواو؛ والمعنى: والفرقدان كذلك، وقال الله تعالى: "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم" إلا ههنا لا أصل لها، والمعنى: واللمم، وقال تعالى: "فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس" والمعنى: وقوم يونس،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 05:35 م]ـ
موضوع أكثر من رائع أستاذ محمد ..
بارك الله فيك وجزاك خيرا
لا نزلنا نتابع سلسلتكم الرائعة وبانتظار المزيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 05:45 م]ـ
وقال خفاف بن ندبة السلمي:
فإنْ تَكُ خَيلي قد أُصِيبَ صَميمُها=فعَمداً على عَيني تَيمّمْتُ مالِكَا
أقُولُ لَهُ، والرّمحُ يأطِرُ مَتنَهُ: =تأمّل خِفافاً! إنّني أنا ذلِكَا
معناه: تأملني فأنا هو. وقال الله تعالى: "ألم. ذلك الكتاب" يعني هو هذا الكتاب، والعرب تخاطب الشاهد مخاطبة الغائب.
قال امرؤ القيس بن حجر في موافقة اللفظ:
وَتَبَرّجَتْ لتَرُوعَنا، =فَوَجدتُ نَفسي لم تُرَعْ
وقال تعالى: "غير متبرجاتٍ بزينةٍ" والتبرج: هو أن تبدي المرأة زينتها،
وقال امرؤ القيس بن حجر:
وماءٍ آسِنٍ برَكَتْ علَيهِ، =كأنّ مُناخَها مُلقى لجامِ
الآسن: المتغير، قال تعالى: "فيها أنهارٌ من ماءٍ غي آسن" أي غير متغير،
وقال امرؤ القيس بن حجب:
ألا زَعمتْ بَسباسةُ اليومَ أنّني=كَبِرتُ، وأنْ لا يُحسن السِّرّ أمثالي
السر: النكاح، قال الله تعالى: "ولكن لا تواعدوهن سراً"
وقال امرؤ القيس:
أرانا مُوضِعينَ لأمرِ غَيبٍ، =ونُسحَرُ بالطّعامِ وبالشّرابِ
وقال تعالى: "ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة" والإيضاع ضرب من السير.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:41 م]ـ
وقال امرؤ القيس: الطويل
خَفَاهُنّ من أَنْفَاقِهِنّ، كَأنّمَا =خَفَاهُنّ ودقٌ من عَشيٍ مُجَلِّبِ
خفاهن: أظهرهن، قال الله تعالى: "إن الساعة آتيةٌ أكاد أخفيها" أي أظهرها،
وقال زهير بن أبي سلمى: البسيط
لئن حَلَلْتَ بجَوٍ في بَني أسَدٍ، =في دينِ عمرٍو، وحالتْ بيننا فَدَكُ
في دين عمرو: يعني في طاعة عمرو، وقال الله تعالى: "ولا يدينون دين الحق أي لا يطيعون.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:44 م]ـ
وقال زهير: البسيط
مُكَلَّلٍ بأُصولِ النّبتِ، تَنسِجُهُ =ريحُ الجَنوبِ، لِضَاحي مائِهِ حُبُكُ
الحبك: الطرائق في الماء، قال الله تعالى: "والسماء ذات الحبك" أي الطرائق.
وقال زهير أيضاً: الطويل
بأرضِ فَلاةٍ لا يُسَدّ وَصِيدُهَا، =عليّ، ومَعروفي بها غيرُ مُنكَرِ
والوصيد: الباب، قال الله جل وعلا: "وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد" أي بالباب، وقال: "إنها عليهم مؤصدةٌ" أي مغلقة.(/)
أخبار الشعراء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:53 م]ـ
قال الذين قدموا الأعشى: هو أمدحهم للملوك، وأوصفهم للخمر، وأغزرهم شعراً، وأحسنهم قريضاً.
وذكر الجهمي عن أبي عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء قال: عليكم بشعر الأعشى، فإنه أشبه شيء بالبازي الذي يصطاد به، ما بين الكركي والعندليب، وهو عصفور صغير، ولعمري إنه أشعر القوم، ولكنه وضعته الحاجة بالسؤال.
وذكر ابن دأب: أن الأعشى خرج يريد النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال شعراً حتى إذا كان ببعض الطريق نفرت به راحلته، فقتلته، ولا أنشد شعره الذي يقول فيه: الطويل
فآلَيتُ لا أرثي لها مِنْ كَلاَلَةٍ =ولا مِنْ حَفاً حتَّى تلاقي مُحَمّدَا
متى ما تُناخي عند بابِ ابنِ هاشِمٍ =تفوزي، وتلقَيْ من فواضِله يدَا
قال النبي، صلى الله عليه وسلم: كاد ينجو، ولما.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:55 م]ـ
وأخبرنا المفضل عن علي بن طاهر الذهلي عن أبي عبيدة عن المجالد عن الشعبي قال: قال عبد الملك بن مروان لمؤدب أولاده: أدبهم برواية شعر الأعشى، فإن لكلامه عذوبةً، قاتله الله ما كان أعذب بحره، وأصلب صخره! فمن زعم أن أحداً من الشعراء أشعر من الأعشى، فليس يعرف الشعر.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 12:58 م]ـ
وقيل لعلي بن طاهر: من أشعر الناس? قال: الذي يقول: المتقارب
وَتَبْردُ بَرْدَ رِداءِ العَرو =سِ في الصّيفِ رَقْرَقَتْ فيه العبيرَا
وَتَسْخنُ لَيلةَ لا يَستَطيعُ =نباحاً بها الكلبُ إلاّ هريرَا
وقال: يا ابن أخي من قدم على الأعشى أحداً فإنما يفعل ذلك بالميل، فهو أشعر شعراء الناس.(/)
في الحث على الاغتراب والسفر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 12:53 ص]ـ
قال ابن الساعاتي:
وكن غانيا عن كل أرض بأختها = وإن حلّ مغناها كواعب عين
فلولا فراق الدّر أصداف بحره = لأنكره نحرٌ وصدّ جبين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 12:55 ص]ـ
قال أبو العلاء المعري:
والسمهرية ليس يشرف قدرها = حتى يسافر لدنها عن غابه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 12:56 ص]ـ
وقال آخر:
الأسد لولا فراق الغاب ما افترست = والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والتّبر كالتّرب ملقى في مواطنه = والعود في أرضه نوعٌ من الحطب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 12:58 ص]ـ
وقال ابن قلاقس:
سافر إذا حاولت قدرا = سار الهلال فصار بدرا
والماء يكسب ما جرى = طيبا ويخبث ما استقرا
وبنقلة الدرر النفيـ = سة بدّلت بالبحر نحرا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:01 ص]ـ
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا = وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ = وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ = وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ = بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
الشافعي
150 - 204 هـ / 767 - 819 م
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.
أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.
قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.
كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:01 ص]ـ
وقال سبط التعاويذي:
قالوا انتزح وتغرب تكتسب شرفا = فالدر ما عزّ حتى فارق الصدفا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:03 ص]ـ
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا = وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ = وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ = وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ = بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
الشافعي
150 - 204 هـ / 767 - 819 م
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.
أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.
قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.
كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.
بارك الله فيك أخي رعدا على هذه المشاركة القيمة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:05 ص]ـ
قول ابن صردر:
قلقل ركابك في الفلا = ودع الغواني للقصور
لولا التغرب ما ارتقى = درّ البحور إلى النحور
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 01:43 ص]ـ
وقال الصفدي:
سافر تنل عزا فما مسك الورى = إلا دما في سرة الغزلان
والرمح لما فارق الوطن اغتدى = بذؤابة خفقت وتاج سنان
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ليث على هذا الموضوع الرائع
يقول ابن الوردي في لاميته
حبك الأوطان عجز ظاهر = فاغترب تجد عن الأهل بدل
دمت سالما
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 05:35 م]ـ
موضوع رائع أخ ليث كما تعودنا منك .. لافض فوك
فسر في بلاد الله والتمس الغنى= تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
ولا ترض من عيش بدين ولا تنم= وكيف ينام الليل من كان معسرا
وقيل:
ليس ارتحالك تزداد الغنى سفرا= بل المقام على بؤس هو السفر
وقال حاتم طيء:
إذا لزم الناس البيوت رأيتهم= عماة عن الأخبار خرق المكاسب
وجاء في المحاسن والمساوئ للبيهقي: اطلبوا الرزق في البعد فإنكم إن لم تكسبوا مالاً غنمتم عقلاً كثيراً.
وقد مدح أعرابي رجلاً فقال: خرّجته الغربة ودربته التجربة وضرسته النوائب.
وقيل لأحدهم: ما العيش؟ فقال: دوران البلدان ولقاء الإخوان.
وقال أحد الشعراء:
وإذا الديار تنكرت عن أهلها=فدع الديار وأسرع التحويلا
ليس المقام عليك حتما واجباً=في بلدة تدع العزيز ذليلا
قال أحدهم:
الفقر في أوطاننا غربة= والمال في الغربة أوطان
والأرض شي كله واحد= ويخلف الجيران جيران
ولأبي فراس:
والمرء ليس ببالغ في أرضه= كالصقر ليس بصائد في وكره
وقال الطريفي:
أرى وطني كعش لي= ولكن أسافر عنه في طلب المعاش
ولولا أن كسب القوت فرض= لما برح الفراخ من العشاش
وفقك الله .. أتحفنا دائماً أخ ليث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 06:47 م]ـ
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على هذا الإثراء الرائع
http://img293.imageshack.us/img293/3823/20939911uo6.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:43 ص]ـ
وقال الصفدي:
سافر تنل رتب المفاخر والعلا = كالدر سار فصار في التيجان
وكذا هلال الأفق لو ترك السرى = ما فارقته معرة النقصان
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:56 ص]ـ
قال أبو تمام:
وطول مقام المرء في الحي مخلق = لديباجتيه فاغترب يتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة = إلى الناس إذ ليست عليهم بسرمد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:58 ص]ـ
وهذا الطغرائي يصرخ بنا:
لو كان في شرف المأوى بلغ منى=لم تبلغ الشمس يوماً دارة الحمل
بوركت اخي الليث على الموضوع الطريف والظريف.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:04 ص]ـ
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif أخي أحمد على مرورك العطر، وعلى مشاركاتك العذبة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 12:11 م]ـ
قال الشافعي:
سأضْرِبُ في طُولِ البلادِ و عَرْضِهَا = أنالُ مُرَادِي أو أمُوتُ غرِيبَا
فإن تلِفَتْ نفسِي فلِلَّهِ دَرُّهَا = و إن سَلِمَتْ كانَ الرُّجوعُ قرِيبَا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ليث على هذا الموضوع الرائع
يقول ابن الوردي في لاميته
حبك الأوطان عجز ظاهر = فاغترب تجد عن الأهل بدل
دمت سالما
بارك الله فيك أخي أبا سهيل على المرور، لم أر مشاركتك في حينها
لك احترامي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 01:28 ص]ـ
قال الإمام الشافعي:
ما في المقام لذي عقلٍ و ذي أدب=ٍمن راحة فدع الأوطان و اغتربِ
سافر تجد عوضاً عمن تفارقهُ=و انصب فإن لذيذ العيش في النصبِ
إني رأيت وقوف الماء يفسدهُ=إن ساح طاب و إن لم يجر لم يطبِ
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست=و السهم لولا فراق القوس لم يصبِ
و الشمس لو وقفت في الفلك دائمة =ًلملّها الناس من عجم و من عربِ
و التبر كالترب ملقي في أماكنهِ=و العود في أرضه نوع من الخطبِ
فإن تغرب هذا عزّ مطلبهُ=و إن تغرب ذاك عزّ كالذهبِ
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 11:00 م]ـ
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا = وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ = وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ = وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ = بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ.
[/
هذه أبيات للأديب حمد القاضي يحذر فيها من السفر:
تخلف عن الأسفار إن كنت طالباً=نجاة ففي الأسفار سبع عوائقِ
تنكر إخوان وفقد أحبةٍ=وتشتيت أموال وخيفة سارقِ
وكثرة إيحاش وقلة مؤنسٍ=وأعظمها يا صاح سكنى الفنادقِ
فإن قيل في الأسفار كسب معيشةٍ=وعلم وآداب وصحبة فائقِ
فقل ذاك دهر قد تقادم عهدهُ=وأعقبه دهر كثير العوائقِ
وهذا مقالي والسلام مؤبد=وجرب ففي التجريب علم الحقائقِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 03:33 م]ـ
ارْحَلْ بنفسِكَ مِنْ أرْضٍٍ تضَامُ بهَا=وَ لا تكنْ مِنْ فِرَاقِ الأهْلِ في حُرَقِ
مَنْ ذلَّ بَيْنَ أهاليهِ ببَلدَتِهِ= فالاغترابُ له مِنْ أحْسَنِ الخلُقِ
فالعَنبَرُ الخامُ رَوْثٌ في مَواطِنِهِ=وَ في التغرُّبِ مَحْمُولٌ عَلى العُنقِ
وَ الكحْلُ نوْعٌ مِنَ الأحْجَارِ تنظرُهُ=في أرضِهِ وَ هْوَ مَرْمِيُّ عَلى الطرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حَازَ الفضْلَ أجْمَعَهُ=فصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الجَفنِ و الحَدَقِ(/)
من مقدمة الجاحظ في كتاب البيان والتبيين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 12:04 م]ـ
قال ابن خلدون: " سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول فن الأدب وأركانه أربعة دواوين وهي: " أدب الكاتب لابن قتيبة" و " كتاب الكامل للمبرد" و " كتاب البيان والتبيين للجاحظ" و "كتاب النوادر لأبي علي القالي" وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها.
مقدمة الجاحظ في كتاب البيان والتبيين:
":::
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم وسلّم
عونك اللهم وتيسيرك
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل، ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العُجْب بما نحسن، ونعوذ بك من السَّلاطة والهَذَر، كما نعوذ بك من العِيِّ والحَصَر وقديما ما تعوذوا بالله من شرهما وتضرعوا إلى الله في السلامة منهما
وقد قال النَّمِر بن تولب:
أعِذْنِي ربِّ من حَصَرٍ وعِيٍّ = ومن نَفْسٍ أُعَالِجُها عِلاجا
وقال الهذلي:
ولا حَصِرٌ بخطبته = إذا ما عَزَّتِ الخُطَبُ
وقال مكي بن سوادة:
حَصِرٌ مُسْهِبٌ جَرِيءٌ جَبَانٌ=خَيْرُ عِيِّ الرجال عِيُّ السُّكوت
وقال الآخر:
ملئ بِبُهْرٍ الضم في الكل= ومَسْحَةِ عُثْنُون وفتل الأصابع
ومما ذموا في العِيِّ قوله:
وما بي من عِيٍّ ولا أنْطِقُ الخَنا=إذا جمع الأقوامَ في الخَطْبِ مَحْفِلُ
وقال الراجز وهو يمتح بدلوه:
عَلِقَتَ يا حارِثُ عندَ الْوِرْدِ = بجابئٍ لا رَفِلِ التَّردِّيولا عَيّيٍ بابتناء المجد
وهذا كقول بشار الأعمى:
وعِيُّ الفِعَالِ كعِيِّ المَقَال= وفي الصَّمْتِ عِيٌّ كَعِيِّ الكَلِمْ
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 12:47 م]ـ
سلام عليكم ... مساء الأدب يا زين الشباب
ما أروع كلام الجاحظ حقا! وفي الكتاب كتاب البيان والتبيين يقول الجاحظ: (وما رأيت أحدًا يعيب الناس إلا لفضل ما به من العيوب).
جزاك الله خيرًا زين الشباب.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:14 ص]ـ
سلام عليكم ... مساء الأدب يا زين الشباب
ما أروع كلام الجاحظ حقا! وفي الكتاب كتاب البيان والتبيين يقول الجاحظ: (وما رأيت أحدًا يعيب الناس إلا لفضل ما به من العيوب).
جزاك الله خيرًا زين الشباب.
شكرا لمرورك الجميل عزيزي عبد العزيز(/)
فن المقامة في الأدب العربي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 07:18 م]ـ
تعريف المقامة:-
المقامة لغة: هي المجلس، ومقامات الناس مجالسهم. فاستعملت بمعنى مجلس القبيلة أو ناديها على نحو قول زهير:-
وفيهم مقامات حسان وجوههم= وأندية ينتابها القول والفعل
وتأتي بمعنى الجماعة التي يضمها المجلس أو النادي كما في قول لبيد بن أبي ربيعة:-وم
قامة غلب الرقاب كأنهم= جن لدى باب الحصير قيام
وتطور معنى المقامة عبر العصور حتى أصبح يعني (الأحدوثة من الكلام). يقول القلقشندي": وسميت الأحدوثة من الكلام مقامة، كأنها تذكر في مجلس واحد يجتمع فيه الجماعة من الناس لسماعها
المقامة اصطلاحاً: هو فن كتابي سرد، عبارة عن أحاديث خيالية أدبية بليغة، تلقى في جماعة من الناس، "بطلها نموذج إنساني مكد ومتسول، لها راوٍ وبطل وتقوم على حدث ظريف مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لوناً من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية وضعت في إطار من الصنعة اللفظية والبلاغية" فهدفها الأساسي تعليم الناشئة اللغة وأساليبها.
أصل المقامات ومبتكرها:-زعم البعض أن أصل المقامات فارسي، وأنها انتقلت من اللغة الفارسية إلى العربية. ويرد على ذلك بأن المقامات قد ظهرت في اللغتين العبرية والسريانية بعد ترجمة مقامات الحريري، ولو كان أصل المقامات فارسياً لكان الأولى أن تنتقل المقامات إلى هاتين اللغتين من المقامات الفارسية وليس العربية. كما أن أول من ألف مقامات فارسية هو القاضي حميد الدين الذي ذكر أنه ترسم خطى البديع والحريري رغبة منه في إدخال هذا الفن إلى اللغة الفارسية.
المقامة إذاً فن عربي أصيل، وهدفه الأساسي هو تعليم اللغة العربية وأساليبها، ومعرفة فنونها وأفنانها. كما تضاربت الأقوال في أصل المقامات، فإن التضارب حول من اخترعها كان أشد وأعنف. فيرى فريق أن بديع الزمان عارض أحاديث ابن دريد فنشأت المقامات. ويستدلون على ذلك أولاً بقول الحصري في زهر الآداب أن بديع الزمان " لما رأى أبا بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدي أغرب بأربعين حديثاً، وذكر أنه استنبطها من ينابيع صدره، وانتخبها من معادن فكره، وأبداها للأبصار والبصائر، وأهداها للأفكار والضمائر، في معارض عجمية، وألفاظ حوشية ... عارضه بأربعمائة مقامة في الكدية، تذوب ظرفاً، وتقطر حسناً" وثانياً بأن هناك نقاط اتفاق بين مقامات أحاديث ابن دريد ومقامات البديع. وتتمثل هذه العلاقة في الاسم، فإن من معاني المقامة [/ COLOR]– وهو الاسم الذي سمى به بديع الزمان فنه الأدبي- الحديث، ويجمع على أحاديث -وهو الاسم الذي اختاره ابن دريد لأقاصيصه-.كما أن الغاية من أحاديث ابن دريد ومقامات البديع واحدة وهي تعليم الناشئة اللغة. بينما يؤكد فريق آخر على أن البديع هو مخترع هذا الفن. ويردون على زعم القول السابق بأن أحاديث ابن دريد نوادر ولطائف لم يستقل بها دون غيره، فللجاحظ في الحيوان والبخلاء مثلها، ولابن قتيبة في عيون الأخبار، ولابن عبد ربه في العقد الفريد كذلك. كما أن ابن دريد يبدأ أحاديثه بذكر سند الحديث، ولا يفعل البديع كذلك. كما أن أبطال ابن دريد ورواته يختلفون من حديث لآخر، أما بديع الزمان فبطله واحد وهو أبو الفتح الإسكندري، وراويته أيضاً واحد وهو عيسى بن هشام. ولا أنسى الكدية التي جعلها البديع محوراً لأغلب مقاماته، بينما لم تنح أحاديث ابن دريد هذا المنحى. كما أن أحاديث ابن دريد مالت إلى الطريقة التقريرة المباشرة، أما بديع الزمان فقد غلف أهدافه داخل الحبكة الفنية للمقامة. ثم إن القول السابق للحصري –والذي استشهد به أصحاب الرأي القائل بأن البديع عارض ابن دريد بمقاماته- يحمل بين طياته تناقضاً حول معارضة البديع لابن دريد. فأحاديث ابن دريد تبلغ أربعين حديثاً، ومقامات بديع الزمان –وفقاً لقول الحصري السابق وبغض النظر عن الاختلاف في عدد المقامات- قد وصلت إلى أربعمائة مقامة. فيكف يعارض البديع أربعين حديثاً بأربعمائة مقامة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومهما يكن من أمر اختلاف الآراء حول تأثر بديع الزمان بأحاديث ابن دريد، فإن البديع قد أظهر هذا الفن في صورة فنية رائعة، وقد اعتبر رائد هذا المجال وزعيمه المُجيد، بل لقد التصق اسم المقامات ببديع الزمان في أذهان الناس، وحسبه ذلك. ولو كان البديع قد أخذ من ابن دريد
حقاً، فإن ذلك لا يعيبه، بل يزيد من إبداعه الفذ النادر المثيل، إذ ليس من السهل أن يتفوق التلميذ على أستاذه. وقد احتذى العديد من الناس حذو هذا الأستاذ الفذ، لعل الحريري من أبرزهم، بالإضافة إلى الغزالي وابن ناقيا والصفدي وغيرهم، غير أن هؤلاء كلهم لم يصلوا شأو البديع في هذا الفن البديع.
(1) المقامة لشوقي ضيف ص17 نقلاً عن زهر الآداب للحصري.
[ COLOR="Red"] يتبع بإذن الله
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 07:45 م]ـ
وإليكم هذه المقامة القزوينية .. كمثل لمقامات الهمذاني
المقامة القزوينية لبديع الزمان الهمداني
حَدَّثَّنَا عِيسَى بْنُ هِشَامِ قَالَ:
غَزَوْتُ الثَّغْرَ بِقَزْوِينَ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فِيَمْن غَزَاهُ، فَما أَجَزْنَا حَزْناً، إِلاَّ هَبَطْنَا بَطْناً، حَتَّى وَقَفَ المَسِيُر بِنَا عَلَى بَعْضِ قُرَاهَا، فَمَالتِ الهَاجِرَةُ بِنَا إِلى ظِلَّ أَثَلاثٍ، في حُجْرتَهِا عَيْنٌ كَلِسَانِ الشَّمْعَةِ، أَصْفَى مِنَ الدَّمْعَةِ، تَسِيحُ فِي الرَّضْرَاضِ سَيْحَ النَّضْنَاضِ، فَنِلْنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نِلْنَا، ثُمَّ مِلْنَا إِلى الظِّلِّ فَقِلْنَا، فَمَا مَلَكَنَا النَّوْمُ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتاً أَنْكَرَمِنْ صَوْتِ حِمَارٍ، وَرَجْعاً أَضْعَفَ مِنْ رَجْعِ الحُوَارِ، يَشْفَعُهُمَا صَوْتُ طَبْلٍ كَأَنَّهُ خَاِرٌج مِنْ ما ضِغَيْ أَسَدٍ، فَذَادَ عَنِ القَومِ، رَائِدَ النَّوْمِ، وَفَتَحْتُ التَّوْأَمَتَيْنِ إِلَيْهِ وَقَدْ حَالَتِ الأَشْجَارُ دُونَهُ، وَأَصْغَيْتُ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ، عَلى إِيَقاعِ الطُّبُولِ:
أَدْعُو إِلَى اللهِ فَهَلْ مِنْ مُجِيبْ = إِلي ذَراً رَحْبٍ وَمَرْعىً خَصِيبْ
وَجَنَّةٍ عَالِيَةٍ مَا تَنِى= قُطُوُفها دَانِيَةً مَا تَغِيبْ
يَاقَومُ إِنِّي رَجُلٌ تَائِبٌ = مِنْ بَلَدِ الكُفْرِ وأَمْرِي عَجِيبْ
إِنْ أَكُ آَمَنْتُ فَكَمْ لَيْلَةٍ = جحَدْتُ رَبِّي وَأَتَيْتُ المُريبْ
يَا رَبَّ خِنْزيرٍ تَمَشَّشْتُهُ = وَمُسْكِرٍ أَحْرَزْتُ مِنْهُ النَّصِيبْ
ثُمَّ هَدَاني اللهُ وَانْتَاشَنِي = مِنْ ذِلَّةِ الكُفْرِ اجْتِهَادُ المُصِيبْ
فَظَلْتُ أَخْفِي الدِّينَ في أُسْرَتِي = وأَعْبِدُ اللهَ بِقَلْبٍ مُنِيبْ
أَسْجِدُ للاَّتِ حِذَارَ العِدَى = وَلا أَرَى الكَعْبَةَ خَوْفَ الرَّقِيبْ
وَأَسْأَلُ اللهَ إِذا جَنَّنِي = لَيْلٌ وأَضْنَانِيَ يَوْمٌ عَصِيبْ
رَبِّ كَمَا أَنَّكَ أَنْقَذْتَنِي = فَنَجِّنِي إِنِّيَ فيِهِمْ غَرِيبْ
ثُمَّ اتَّخَذْتُ اللَّيْلَ لَي مَرْكباً = وَمَا سِوَى العَزْمِ أَمَامَي جَنِيبْ
فَقَدْكَ مِنْ سَيْرِيَ فشي لَيْلةٍ = يِكِادُ رأَسُ الطِّفْلِ فيهَا يَشِيبْ
حَتَّى إِذَا جُزْتُ بِلادَ العِدَى = إِلَى حِمَى الدِّين نَفَضْتُ الوَجِيبْ
فَقُلْتُ: إِذْ لاَحَ شِعَارُ الهُدَى = نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبْ
فَمَا بَلَغَ هَذا البَيْتَ قَالَ: يا قَوْمُ وَطِئْتُ دَارَكُمْ بِعَزْمٍ لا العِشْقُ شاقَهُ، وَلاَ الفْقَرْ سَاقَهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ وَرَاءَ ظَهْري حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً، وَكَواعِبَ أَتْرَاباً، وَخَيْلاً مُسَوَّمَةً، وَقَنَاطِيرَ مُقَنْطَرةً، وَعُدَّةً وَعَدِيداً، وَمَراكِبَ وعَبِيداً، وَخَرَجْتُ خُرُوجَ الحَّيةِ مِنْ جُحْرِهِ، وَبَرَزْتُ بُرُوزَ الطَّائِرِ مِنْ وَكْرِهِ، مُؤْثِراً دِيني عَلى دُنْيَايَ، جَامِعاً يُمْنَايَ إِلى يُسْرَايَ، وَاصِلاً سَيْري ِبُسَرايَ، فَلَوْ دَفَعْتُمُ النَّارَ بِشَرَارهَا، وَرَمَيْتُمُ الرُّومَ بِحِجَارِها، وأَعَنْتُمُونِي عَلى غَزْوِها، مُسَاعَدَةً وإِسْعَاداً، ومُرافَدَةً وإِرْفَاداً وَلا شَطَطَ فكُلٌّ عَلى قَدْرِ قُدْرَتِهِ، وَحَسَبِ ثَرْوَتِهِ، وَلا أَسْتَكْثِرُ البَدْرَةَ، وأَقْبَلُ الذَّرَّةَ، وَلاَ أَرُدُّ التَّمْرَةَ، وَلِكُلٍّ مِنِّي سَهْمَانِ: سَهْمٌ أُذَلِّقُهُ لِلِّقَاءِ وآخَرُ أُفَوِّقَهُ بِالدُّعَاءِ، وَأَرْشُقُ بِهِ أَبْوابَ السَّمَاءِ، عَنْ قَوْسِ الظَّلْمَاءِ.
قَالَ عِيَسى بْنُ هِشَامٍ: فَاسْتَفَزَّنِي رَائعُ أَلْفاظِهِ، وَسَرَوْتُ جِلْبَابَ النَّوْمِ، وَعَدَوْتُ إِلى القَوْمِ، فَإِذَا واللهِ شَيْخُنا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ بِسَيْفٍ قَدْ شَهَرَهُ، وَزِيّ قّدْ نَكَّرَهُ، فَلَمَّا رآنِي غَمَزَنِي بِعَيْنِهِ، وَقَالَ: رَحِمَ اللهُ مَنْ أَعَانَنَا بِفَاضِلَ ذَيْلَهِ، وَقَسَمَ لنَا مِنْ نَيْلهِ، ثُمَّ أَخَذَ مَا أَخَذَ، وَخَلْوتُ بِهِ فَقُلْتُ: أَأَنْتَ مِنْ أَوْلادِ النَّبِيطِ؟ فَقَالَ:
أَنَا حَالِي مِن الزَّمَا = نِ كَحَالِي مَعَ النَّسبْ
نَسَبِي فَي يَدِ الزَّمَا = نَ إِذَا سَامَهُ انْقَلَبْ
أَنَا أَمْسِي مِنَ النَّبِي = طِ وأُضْحِي مِنَ العَرَبْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 07:52 م]ـ
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على ما أتحفتنا به من معلومات قيمة عن المقامة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:03 م]ـ
وكما ذكرنا من قبل:
فالمقامة عبارة عن طرائف يختلقها الأديب على لسان شخصيتين تتكرران في جميع المقامات ... وتمثل الحياة الإجتماعية في العصر الذي وُجِدت به ..
المقامة حكاية قصيرة يتنوع موضوعها .. وتقوم على التفنن في الإنشاء .. وإيراد الحكم والأمثال وتصوير شخصية بطلها في أسلوب بارع متأنق .. وروح خفيفة .. وصنعته البديعية لا يمجُّها الذوق الأدبي .. لما فيها من الطبع وحسن التأليف وجمال الفن ..
وموضوعات المقامات -في معظمها- ذات صلة بالناس، وتتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير.
وتتميز المقامات بكثرة الشواهد الشعرية .. وحسن المواءمة بين الشعر والنثر .. كما تظهر فيها قدرات الأديب البيانية العالية .. وبراعته الفائقة في استخدام المحسنات البديعية.
ولكل مؤلف للمقامة راويها ومتحدث بلسان أبطالها .. ومن بعض أسماء تلك المقامات:
المقامة الحلوانية
المقامة المضيرية
المقامة القريضية
المقامة الموصلية
المقامة البغدادية
المقامة الدينارية
المقامة الدمشقية
المقامة الفراتية
المقامة الشِعرية
المقامة الحلبيةوأوّل من بدأ بهذا الأدب هو بديع الزمان الهمذاني وتبعه الحريري ومن ثم الزمخشري ... لذلك نجد المقامات باسم مؤلفها كالتالي:
مقامات بديع الزمان الهمذاني
مقامات الحريري
مقامات الزمخشري
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:05 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخ ليث
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:45 م]ـ
ولد "بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني" في همذان سنة [358 هـ= 969م]، لأسرة عربية ذات علم وفضل ومكانة مرموقة، فقد كان أخوه "الحسين بن يحيى" مفتي همذان.
ونشأ "بديع الزمان" في بيئة علمية خصبة، حيث كانت همذان موطن عدد كبير من العلماء الأعلام الذين تتلمذ عليهم "بديع الزمان"، ومنهم " أحمد بن فارس" اللغوي المعروف، و"أبو بكر محمد بن الحسين الفراء" اللغوي الشهير.
وعندما بلغ "بديع الزمان" الثانية والعشرين من عمره غادر همذان متوجهًا إلى أصبهان حيث اتصل بالصاحب بن عباد وزير "بني بويه".
وأقبل بديع الزمان على مجالس الأدباء والشعراء في أصفهان، وسرعان ما جذب إليه الأنظار ببراعته وقوة حافظته، حتى إنه كان يحفظ و"ينشد الشعر لم يسمعه قط -وهو أكثر من خمسين بيتًا- إلا مرة واحدة، فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها ولا يخرم حرفًا، وينظر في الأربعة أو الخمسة الأوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره نظرة واحدة خفيفة ثم يهذّها عن ظهر قلب هذا ويسردها سردًا".
وكان الهمذاني يميل إلى الإسجاع والإغراب والأحاجي، وكان بارعًا متفردًا في هذا الباب، يروى أنه "كان يُقترح عليه عمل قصيدة وإنشاء رسالة في معنى بديع وباب غريب فيفرغ منها في الوقت والساعة، وكان ربما كتب الكتاب المقترح عليه فيبتدئ بآخره، ثم هلم جرًّا إلى أوله، ويخرجه كأحسن شيء وأملحه".
وعُرف بسرعة بديهته وحضور ذهنه وقدرته الفائقة على النظم والارتجال، لا يكاد يباديه أحد أو يجاريه إنسان، فكان "يُقترح عليه كل عويص وعسير من النظم والنثر فيرجله أسرع من الطرف على ريق لم يبلغه، ونفس لا يقطعه، وكلامه كله عفو الساعة وفيض اليد ومسارقة القلم، ومسابقة اليد للفم، وكان يترجم ما يُقترح عليه من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغربية بالأبيات العربية".
ولم يطل مقام بديع الزمان بأصبهان، فتركها إلى جرحان، ثم اتجه إلى نيسابور سنة [382هـ= 992م].
وذاعت شهرة بديع الزمان في نيسابور بعد مناظرته الشهيرة مع العالم الأديب "أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي" وانتصاره عليه بشكل لفت الأنظار إلى قدراته الأدبية الفذة، فطار بذلك صيته وعلت شهرته.
واستطاع بديع الزمان خلال فترة إقامته بنيسابور إملاء عدد كبير من المقامات بلغت أربعمائة مقامة، وقد اتصل خلالها بعدد كبير من أدباء نيسابور وأعلامها وطاب المقام لبديع الزمان بنيسابور بعدما نال من الشهرة والحظوة، ولكن
لم يمض عام على قدومه إلى نيسابور حتى كان قد خرج منها في أوائل سنة [383هـ = 993م] إلى سرخس حيث اتصل بالسلطان محمود الغزنوي الذي قربه وأحسن إليه، وأغدق عليه من عطاياه، وهناك تعرف إلى عدد كبير من أعيان سرخس وعلمائها.
ولكنه لم يلبث أن شد عصا الترحال إلى بجستان، ثم إلى بوشينج، ثم رحل إلى هراة.
مقامات بديع الزمان
ويذكر الثعالبي في ترجمته لبديع الزمان أنه أملى أربعمائة مقامة بنيسابور، ولكن الذي وصلنا منها لا يتجاوز اثنتين وخمسين مقامة فقط. وقد اخترع الهمذاني بطلين لمقاماته، سمى أحدهما عيسى بن هشام، والآخر أبا الفتح الإسكندري، وجعل الأول رواية، والثاني بطلا مغامرًا.
ولم يحرص بديع الزمان على أن يظهر أبا الفتح في جميع المقامات، بل كان يقلل من شأن مغامراته أحيانًا ويغفل ذكره أحيانًا، وشخصية أبي الفتح الإسكندري شخصية مثيرة متعددة الجوانب، تثير العجب وتدعو إلى الإعجاب، فهو يحترف الكُدية (التسول)، ويتميز بالفصاحة في اللسان، والبراعة في الشعر، كما أنه شخصية فكاهية مرحة، يتسم بالذكاء وخفة الظل، محب للمغامرة وارتياد المجهول.
وموضوعات المقامات -في معظمها- ذات صلة بالناس، وتتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير.
وتتميز المقامات بكثرة الشواهد الشعرية، وحسن المواءمة بين الشعر والنثر، كما تظهر فيها قدرات الهمذاني البيانية العالية، وبراعته الفائقة في استخدام المحسنات البديعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 08:50 م]ـ
الأخت الباحثة عن الحقيقة
شكرا لك على هذا الموضوع الشائق والذي يستحق المتابعة
آملين من الإخوة المشاركة في هذا الفن وهو مخترع عربي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 09:02 م]ـ
فن المقامة يتلمس علاج المجتمع في حلة من اللفظ، إن المتلقي يعجب بالصياغة، وحسن السبك، وجمال السجع، فينشغل بها ولا يفرغ لما تهدف اليه المقامة في مضمونها إلا بعد اكتمال المقامة وعمق التفكير في المضمون.
وفن المقامة يقوم على الراوي ْ وهو في مقامات بديع الزمان الهمدانيْ عيسى بن هشام، وعلى البطل، وهو في مقامات البديع أبو الفتح الاسكندري، وجل مقامات بديع الزمان الهمداني في الكدية والبطل في تلك المقامات لديه القدرة على التلون، والخداع، في سبيل الحصول على المال، فهو يلجأ الى ضروب من الحيل، ليظهر بمظهر المستحق، ولديه الطرق المتنوعة، التي يصل عن طريقها الى قلوب الناس، فيستدر عطفهم، ويحصل على المال، والمقامات وان كان جلها في الكدية إلا أنها تعالج موضوعات أخرى، فنجد بعض المقامات تتناول القضاء، وبعض المقامات تعالج موضوع الخرافات السائدة في المجتمع,
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 09:51 م]ـ
المَقَامَةُ البِشْرِيَّة:
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ عَوَانَةُ العَبْدِيُّ صُعْلُوكاً. فَأَغَارَ عَلَى رَكْبٍ فِيهِمُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، فَتَزَوَّجَ بِهَا، وَقالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَومِ، فَقالَتْ:
أَعْجَبَ بِشْراً حَوَرٌ في عَيْنِي = وَسَاعِدٌ أَبْيَضُ كالُّلجَيْنِ
وَدُونَهُ مَسْرحَ طَرْفِ العَيْنِ = خَمْصَانَةٌ تَرْفُلُ فَي حِجْلَينِ
أَحْسَنُ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْليَنِ = لَوْ ضَمَّ بِشْرٌ بَيْنَهَا وَبَيْني
أَدَامَ هَجْرِي وَأَطَالَ بَيْنِي = وَلَوْ يَقِيسُ زَيْنَهَا بِزَيْنِي
لأَسْفَرَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ قَالَ بِشْرٌ: وَيْحَكِ مَنْ عَنَيْتِ؟ فَقَالَتْ: بِنْتَ عَمِّكَ فَاطِمَةَ، فَقالَ: أَهِيَ مِنَ الحُسْنِ بِحَيْثُ وَصَفْتِ؟ قالَتْ: وَأَزْيَدُ وَأَكْثَرُ، فَأَنْشَأ يَقُولُ:
وَيْحَكِ يَا ذَاتَ الثَّنَايَا البِيضِ = مَا خِلْتُنِي مِنْكِ بِمُسْتَعيضِ
فَالآنَ إِذْ لَوَّحْتِ بِالتَّعْرِيضِ = خَلَوْتِ جَوّاً فَاصْفِري وَبِيِضي
لاَ ضُمَّ جَفْنَايَ عَلى تَغْمِيضِ = مَا لَمْ أُشُلْ عِرْضِي مِنَ الحَضِيضِ
فَقَالَتْ:
كَمْ خَاطِبٍ فِي أَمْرِهَا أَلحَّا = وَهْيَ إِلْيكَ ابْنَةُ عَمٍّ لَحَّاثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عَمِّهِ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، وَمَنَعَهُ العَمُّ أُمْنِيَّتَهُ، فَآلى أَلاَّ يُرْعِىَ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ إِنْ لَمْ يُزَوِّجَهُ ابْنَتَهُ، ثُمَّ كَثُرَتْ مَضَرَّاتُهُ فِيهِمْ، وَاتَّصَلَتْ مَعَرَّاتُهُ إِلَيْهِمْ؛ فَاجْتَمَعَ رِجَالُ الحَيِّ إِلَى عَمِّهِ، وَقَالُوا: كُفَّ عَنَّا مَجْنُونَكَ، فَقَالَ: لاَ تُلْبِسُونشي عَاراً، وَأَمْهِلُونِي حَتَّى أُهْلِكَهُ بِبَعْضِ الحِيَلِ، فَقَالُوا: أَنْتَ وَذَاكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عَمُّهُ: إِنِّي آلَيْتُ أَنْ لاَ أُزَوِّجَ ابْنَتِي هَذِهِ إِلاَّ مِمَّنْ يَسُوقُ إِلَيْهَا أَلْفَ نَاقَةٍ مَهْراً، وَلا أَرْضَاهَا إِلاَّ مِنْ نُوقِ خُزَاعَةَ، وَغَرَضُ العَمِّ كَانَ أَنْ يَسْلُكَ بِشْرٌ الطَّرِيقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خُزَاعَةَ فَيَفْتَرِسَهُ الأَسَدُ؛ لأَنَّ العَرَبَ قَدْ كَانَتْ تَحَامَتْ عَنْ ذَلكَ الطَّريقِ، وَكَانَ فِيهِ أَسَدٌ يُسَمَّى دَاذاً، وَحَيَّةٌ تُدْعَى شُجَاعاً، يَقُولُ فِيِهِمَا قَائِلهُمْ:
أَفْتَكُ مِنْ دَاذٍ وَمِنْ شُجَاعٍ = إِنْ يِكُ دَاذٌ سَيِّدَ السِّبَاعِ
فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الأَفَاعي ثُمَّ إِنَّ بِشْراً سَلَكَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ، فَمَا نَصَفَهُ حَتَّى لَقِيَ الأَسَدَ، وَقَمَصَ مُهْرُهُ، فَنَزَلَ وَعَقَرَهُ، ثُمَّ اخْتَرَطَ سَيْفَهُ إِلَى الأَسَدِ، وَاعْتَرَضَهُ، وَقَطَّهُ، ثُمَّ كَتَبَ بِدَمِ الأَسَدِ عَلى قَميصِهِ إِلَى ابْنَةِ عَمِّهِ:
أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَبْتٍ = وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْرَا
إِذاً لَرَأَيْتِ لَيْثاً زَارَ لَيْثاً = هِزَبْرَاً أَغْلَباُ لاقى هِزَبْرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عَنْهُ مُهْرِي = مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْرَا
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ؛ إِنِّي = رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا
وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْدَى نِصالاَ= مُحَدَّدَةً وَوَجْهاً مُكْفَهِراًّ
يُكَفْكِفُ غِيلَةً إِحْدَى يَدَيْهِ = وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلىَّ أُخْرَى
يُدِلُّ بِمِخْلَبٍ وَبِحَدِّ نَابٍ = وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَمْرَا
وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَى = بِمَضْرِبهِ قِراعُ المْوتِ أُثْرَا
أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَلَتْ ظُباهُ = بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِيتَ عَمْرَا
وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْشَى = مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا؟!
وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْبَالِ قُوتاً = وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَهْرَا
فَفِيمَ تَسُومُ مِثْلي أَنْ يُوَلِّي = وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟
نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَيْرِي = طَعَاماً؛ إِنَّ لَحْمِي كَانَ مُرَّا
فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُصْحِى = وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُجْرَا
مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَاما = مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرَا
هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّي = سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْرَا
وَجُدْتُ لَهُ بِجَائِشَةٍ أَرَتْهُ = بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَنَّتْهُ غَدْرَا
وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِنْ يَمِيِني =فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَشْرَا
فَخَرَّ مُجَدَّلاً بِدَمٍ كَأنيَّ =هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُشْمَخِرا
وَقُلْتُ لَهُ: يَعِزُّ عَلَّي أَنِّي = قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَخْرَا؟
وَلَكِنْ رُمْتَ شَيْئاً لمْ يَرُمْهُ = سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْرَا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمنِي فِرَاراً! = لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُكْرَا!
فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَيْتَ حُرًّا = يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُتَّ حُرَّا
فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَليْسَ عَاراً = فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَيْنِ حُرَّا
فَلمَّا بَلَغَتِ الأَبْيَاتُ عَمَّهُ نَدِمَ عَلَى ما مَنَعَهُ تَزْوِيجَهَا، وَخَشِيَ أَنْ تَغْتَالَهُ الحَيَّةُ، فَقَامَ في أَثرِهِ، وَبَلَغَهُ وَقَدْ مَلكَتَهُ سَوْرَةُ الحَيَّةِ، فَلمَّا رَأَى عَمَّهُ أَخَذَتْهُ حَمِيَّةُ الجَاهِلِيَّةِ، فَجَعلَ يَدَهُ فِي فَمِ الحَيَّةِ وَحَكَّمَ سَيْفَهُ فِيهَا، فَقَالَ:
بِشْرٌ إِلَى المَجْدِ بَعِيدٌ هَمُّهُ = لَمَّا رآهُ بِالعَرَاءِ عَمُّهُ
قدْ ثَكِلَتْهُ نَفْسُهُ وَأُمُّهُ = جَاشَتْ بِهِ جَائِشَةٌ تَهُمُّهُ
قَامَ إِلَى ابْنٍ للفَلاَ يَؤُمُّهُ.= فَغَابَ فِيهِ يَدُهُ وَكُمُّهُ
وَنَفْسُهُ نَفْسِي وَسَمِّي سَمُّهُ
فَلَمَّا قَتَلَ الحَيَّةَ قَالَ عَمُّهُ: إِنيِّ عَرَّضْتُكَ طَمَعاً في أَمْرٍ قَدْ ثَنَى اللهُ عِنَانِي عَنْهُ، فارْجِعْ لأَزَوِّجَكَ ابْنَتِي، فَلَمَّا رَجَعَ جَعَلَ بِشرٌ يَمْلأُ فَمَهُ فَخْراً، حَتَّى طَلَعَ أَمْرَدُ كَشِقِّ القَمَرِ على فَرَسِهِ مُدَجَّجَاً في سِلاَحِهِ، فَقَالَ بِشْرٌ: يَا عَمُّ إِني أَسْمَعُ حِسَّ صَيْدٍ، وَخَرَجَ فَإِذَا بِغُلامٍ عَلى قَيْدٍ، فَقالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا بِشْرُ! أَنْ قَتَلْتَ دُودَةً وَبَهِيمَةً تمَلأُ ماضِغَيْكَ فَخْراً؟ أَنْتَ في أَمَانٍ إِنْ سلَّمْتَ عمَّكَ فَقَالَ بِشْرٌ مَنْ أَنْتَ لا ُأَّم لكَ قَالَ اليَوْمُ الأَسْوَدُ والمَوْتُ الأَحْمَرُ، فَقالَ بِشْرٌ: ثَكِلَتْكَ مَنْ سَلَحَتْكَ، فَقالَ: يَا بِشْرُ وَمَنْ سَلَحَتْكَ، وَكَرَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا علَى صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَتَمكَّنْ بِشْرٌ مِنْهُ، وَأَمكَنَ الغُلاَمَ عِشْرُونَ طَعْنَةً في كُلْيَةِ بِشْرٍ، كُلَّمَا مَسَّهُ شَبَا السِّنانِ حَمَاهُ عَنْ بَدَنِهِ إبِقْاَءً عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِشْرُ كَيْفَ تَرَى؟ أَلَيْسَ لَوْ أَرَدْتُ لأَطْعَمْتُكَ أَنْيَابَ الرُّمْحِ؟ ثُمَّ أَلْقَى رُمْحَهُ واسْتَلَّ سَيْفَهُ فَضَربَ بِشْراً عِشْرينَ ضرْبةً بِعَرْضِ السَّيْفِ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ بِشْرٌ مِنْ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِشْرُ سَلِّمْ عَمَّكَ وَاذْهَبْ فِي أَمانٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ بِشَريطَةِ أَنْ تَقُولَ منْ أَنْتَ، فَقَالَ: أَنَا ابْنُكَ، فقالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ مَا قَارَنْتُ عَقِيَلةً قَطُّ فَأَنَّى لِي هَذِهِ المِنْحَةُ؟؟ فَقَالَ: أَنَا ابْنُ المَرْأَةِ التِّي دَلَّتْكَ عَلى ابْنَةِ عَمِّكَ، فَقالَ بِشْرٌ:
تِلْكَ العَصَا مِنْ هَذِهِ العُصَيَّةْ = هَلْ تَلِدُ الحَيَّةَ إِلاَّ الحَيَّةْ!
وَحَلَفَ لاَ رَكِبَ حِصاناً، وَلا تَزَوَّجَ حَصَاناً. ثُمَّ زَوَّجَ ابْنَةَ عَمِهِ لابْنِهِ.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 09:57 م]ـ
شرفت بمرورك العطر أخ محمد سعد وشكراً لتعليقك ومشاركتك الكريمة
آمل من الإخوة الفصحاء المشاركة لتعم الفائدة والمتعة للجميع
فالمقامات كثيرة ومتوفرة في كثير من الكتب وعلى كثير من صفحات الشابكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 10:55 م]ـ
المقامة الحرزية
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَتِ بِيَ الغُرْبَةُ بَابَ الأَبْوَابِ، وَرَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ، وَدُونَهُ منِ َالبَحْرِ وَثَّابٌ بِغَاربِهِ، وَمِنَ السُّفُنِ عَسَّافٌ بِراكِبِهِ، اسْتَخَرْتُ اللهَ فِي القُفُولِ، وَقَعَدْتُ مِنَ الفُلْكِ، بِمَثَابَةِ الهُلْكِ، وَلَمَّا مَلَكْنَا البَحْرُ وَجَنَّ عَلَيْنَا الَّلْيلُ غَشِيَتْنَا سَحابَةٌ تَمُدُّ مِنَ الأَمْطَارِ حِبَالاً، وَتَحْدُو مِنَ الغَيْمِ جِبَالاً، بِرِيحٍ تُرْسِلُ الأَمْواجَ أَزْوَاجاً، وَالأَمْطَارَ أَفْوَاجاً، وَبَقِينا فِي يَدِ الحِينِ، بَيْنَ البَحْرَيْنِ، لاَ نَمْلِكُ عُدَّةً غَيْرَ الدُّعَاءِ، وَلا حِيلَةً إِلاَّ البُكَاءَ وَلا عِصْمَةً غَيْرَ الرَّجَاءِ، وَطَوَيْنَاهَا لَيْلةً نَابِغِيَّةً، وَأَصْبَحْنَا نَتَباكَى وَنَتَشاكَى، وَفِينَا رَجُلٌ لا يَخْضَلُّ جَفْنُهُ، وَلا تَبْتَلُّ عَيْنُهُ، رَخِيُّ الصَّدْرِ مُنْشَرِحُهُ، نَشِيطُ القَلْبِ فَرِخُهُ، فَعَجِبْنَا واللهِ كُلَّ العَجَبِ، وَقُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَمَّنَكَ مِنَ العَطَبِ؟ فَقَالَ: حِرْزٌ لا يَغْرَقُ صَاحِبُهُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْنَحَ كُلاًّ مِنْكُمْ حِرْزاً لَفَعْلتُ، فَكُلُّ رَغِبَ إِلَيْهِ، وَأَلَحَّ فِي المَسْأَلَةِ عَليْهِ، فَقَالَ: لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ دِيناراً الآنَ، وَيَعِدَنِي دِيناراً إِذا سِلِمَ.
قاَلَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَنَقَدْنَاهُ مَا طَلَبَ، وَوَعَدْنَاهُ مَا خَطَبَ، وَآبَتْ يَدُهُ إِلَى جَيْبِهِ، فَأَخْرَجَ قُطْعَةَ دِيْبَاجٍ، فِيْهَا حُقَّةُ عَاجٍ، قَدْ ضُمِّنَ صَدْرُها رِقَاعاً، وَحَذَفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا، فَلمَّا سَلَمتِ السَّفِينَةِ، وَأَحَلَّتْنَا المَدِينَةَ، افْتَضَى النَّاسَ ما وَعَدُوهُ، فَنَقَدُوهُ، وَانْتَهَى الأَمْرُ إِليَّ فَقَالَ: دَعُوهُ، فَقُلْتُ: لَكَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ تُعْلِمَنِي سِرَّ حَالِكَ، قَالَ: أَنَا مِنْ بِلادِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ نَصَرَكَ الصَبْرُ وَخَذَلَنَا؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَيْكَ لَوْلاَ الصَّبْرُ مَا كُنْ =تُ مَلأَتُ الكِيسَ تِبْرَا
لَنْ يَنالَ المَجْدَ منْ ضَا =قَ بِما يَغْشاهُ صَدْرا
ثُمَّ مَا أَعْقَبَنِي السَّا =عَةَ مَا أُعْطِيتُ ضَرَّا
بَلْ بِهِ أَشْتَدُّ أَزْراً =وَبِهِ أُجْبُرُ كَسْرَا
وَلَوَ أَنِّيَ اليَوْمَ في الغَرْ =قَى لَمَا كُلِّفْتُ عُذْراً
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:08 م]ـ
المقامة البغدادية
بديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ، وأَنَا بِبَغْدَاذَ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ، فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ، فَقَالَ السَّوادِيُّ: لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ، وَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ، فَقُلْتُ: هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ، فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ، وَطَمِعَ، وَلَمْ يَعْلَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّهُ وَقَعَ، ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ: افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الأَطْباقِ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً، وَكَالطِّحْنِ دَقْا، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى: زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ، رَقِيقَ القِشْرِ، كَثِيفِ الحَشْو، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً، قَالَ: فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ، وَقَالَ: أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو زَيْدٍ: أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ: هَاكَ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ: كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَهْوَ يَقُولُ: أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْتُ:
أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلهْ =لاَ تَقْعُدَنَّ بِكُلِّ حَالَهْ
وَانْهَضْ بِكُلِّ عَظِيَمةٍ = فَالمَرْءُ يَعْجِزُ لاَ مَحَالَهْ
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:08 م]ـ
بديع الزمان الهمذاني - المقامة البغدادية
حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ، وأَنَا بِبَغْدَاذَ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ، فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ، فَقَالَ السَّوادِيُّ: لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ، وَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ، فَقُلْتُ: هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ، فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ، وَطَمِعَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ، ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ: افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأَطْباقِ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً، وَكَالطِّحْنِ دَقْا، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى: زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ، رَقِيقَ القِشْرِ، كَثِيفِ الحَشْو، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً، قَالَ: فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ، وَقَالَ: أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو زَيْدٍ: أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ: هَاكَ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ: كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَهْوَ يَقُولُ: أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْتُ:
أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلهْ=لاَ تَقْعُدَنَّ بِكُلِّ حَالَهْ
وَانْهَضْ بِكُلِّ عَظِيَمةٍ = فَالمَرْءُ يَعْجِزُ لاَ مَحَالَهْ
عمل متميز أختي الباحثة عن الحقيقة، وجهد مشكور، بارك الله فيك
يظهر أن أخي ليث سبقني في إضافة الرد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:20 م]ـ
المقامة البغدادية
الحريريرَوى الحارثُ بنُ همّامٍ قال:
ندَوْتُ بضَواحي الزّوْراء. معَ مشيخَةٍ منَ الشّعراء. لا يعْلَقُ لهُمْ مُبارٍ بغُبارٍ. ولا يجْري معهُمْ مُمارٍ في مِضْمارٍ. فأفَضْنا في حديثٍ يفضَحُ الأزهارَ. الى أنْ نصَفْنا النّهارَ. فلمّا غاضَ دَرُّ الأفْكارِ. وصبَتِ النّفوسُ الى الأوْكارِ. لمحْنا عجوزاً تُقبِلُ منَ البُعْدِ. وتُحضِرُ إحْضارَ الجُرْدِ. وقدِ استَتْلَتْ صِبيَةً أنحَفَ منَ المَغازِلِ. وأضعَفَ منَ الجَوازِلِ. فما كذّبَتْ إذ رأتْنا. أن عرَتْنا. حتى إذا ما حضرَتْنا. قالت: حيّا اللهُ المَعارِفَ. وإنْ لم يكُنّ معارِفَ. اعلَموا يا مآلَ الآمِلِ. وثِمالَ الأرامِل. أنّي منْ سرَواتِ القَبائِلِ. وسَريّاتِ العقائِلِ. لمْ يزَلْ أهلي وبعْلي يحُلّونَ الصّدْرَ. ويَسيرونَ القلْبَ. ويُمْطونَ الظّهْرَ. ويولونَ اليَدَ. فلمّا أرْدَى الدّهرُ الأعْضادَ. وفجعَ بالجَوارِحِ الأكْبادَ. وانقلَبَ ظهْراً لبَطْنٍ. نَبا النّاظِرُ. وجَفا الحاجِبُ. وذهبَتِ العينُ. وفُقِدَتِ الرّاحةُ. وصلَدَ الزَّنْدُ. ووَهَنتِ اليَمينُ. وضاعَ اليَسارُ. وبانَتِ المَرافِقُ. ولم يبْقَ لنا ثَنيّةٌ ولا نابٌ. فمُذُ اغْبرّ العيشُ الأخضَرُ. وازْوَرّ المحْبوبُ الأصفَرُ. اسوَدّ يوْمي الأبيضُ. وابيَضّ فَوْدي الأسوَدُ. حتى رثَى ليَ العدوّ الأزرَقُ. فحبّذا الموتُ الأحمَرُ! وتِلْوِي مَنْ ترَوْنَ عينُهُ فُرارُهُ. وترْجُمانُهُ اصْفِرارُهُ. قُصْوى بِغيَةِ أحدِهِمْ ثُرْدَةٌ. وقُصارَى أمْنِيّتِه بُردَةٌ. وكنتُ آلَيتُ أنْ لا أبذُلَ الحُرّ. إلا للحُرّ. ولوْ أني مُتُّ منَ الضُرّ. وقد ناجَتْني القَرونَةُ. بأنْ توجَدَ عندَكُمُ المَعونَةُ. وآذنَتْني فِراسَةُ الحوْباء. بأنّكُمْ ينابيعُ الحِباء. فنضّرَ اللهُ امرأً أبَرّ قسَمي. وصدّقَ توسُّمي. ونظَرَ إليّ بعَينٍ يُقذيها الجُمودُ. ويُقذّيها الجودُ. قال الحارثُ بنُ هَمّامٍ: فهِمْنا لبَراعَةِ عِبارَتِها. ومُلَحِ استِعارَتِها. وقُلْنا لها: قد فتَنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامُكِ. فكيفَ إلحامُكِ؟ فقالتْ: أفجّرُ الصّخْرَ. ولا فخْرَ! فقُلْنا: إن جعلْتِنا منْ رُواتِكِ. لم نبْخَلْ بمؤاساتِكِ. فقالت: لأُريَنّكُمْ أوّلاً شِعاري. ثمّ لأرَوّيَنّكُمْ أشْعاري. فأبرَزَتْ رُدْنَ دِرْعٍ دَريسٍ. وبرَزَتْ بِرْزةَ عجوزٍ درْدَبيسٍ. وأنْشأتْ تقول:
أشكو الى اللهِ اشتِكاءَ المريضْ = ريْبَ الزّمانِ المتعدّي البَغيضْ
يا قومُ إني منْ أُناسٍ غَنُوا = دهراً وجفنُ الدهرِ عنهُمْ غَضيضْ
فخارُهُمْ ليسَ لهُ دافِعٌ = وصيتُهُمْ بينَ الوَرى مُستَفيضْ
كانوا إذا ما نُجعَةٌ أعوزَتْ = في السّنةِ الشّهباء روْضاً أرِيضْ
تُشَبّ للسّارينَ نيرانُهُمْ = ويُطعِمون الضّيفَ لحْماً غَريضْ
ما باتَ جارٌ لهُمُ ساغِباً = ولا لرَوْعٍ قال حالَ الجَريضْ
فغيّضَتْ منهُمْ صُروفُ الرّدى = بِحارَ جودٍ لمْ نخَلْها تَغيضْ
وأُودِعَتْ منهُمْ بُطونُ الثّرى = أُسْدَ التّحامي وأُساةَ المَريضْ
فمحْمَلي بعْدَ المطايا المطا = وموطِني بعْدَ اليفاعِ الحضيضْ
وأفرُخي ما تأتَلي تشتَكي = بؤساً لهُ في كلّ يومٍ وميضْ
إذا دَعا القانِتُ في ليلِهِ = موْلاهُ نادَوْهُ بدمْعٍ يَفيضْ
يا رازِقَ النّعّابِ في عُشّهِ = وجابِرَ العظْمِ الكَسيرِ المَهيضْ
أتِحْ لنا اللهُمّ مَنْ عِرضُهُ = منْ دنَسِ الذّمّ نقيٌ رحيضْ
يُطفِئ نارَ الجوعِ عنّا ولوْ = بمَذْقَةٍ منْ حاِرزٍ أو مَخيضْ
فهلْ فتًى يكشِفُ ما نابَهُمْ = ويغنَمُ الشّكْرَ الطّويلَ العريضْ
فوالّذي تعْنو النّواصي لهُ = يومَ وجوهُ الجمعِ سودٌ وبيضْ
لولاهُمُ لمْ تبْدُ لي صفحَةٌ = ولا تصدّيْتُ لنَظْمِ القَريضْ
قال الرّاوي: فوَاللهِ لقدْ صدّعتْ بأبياتِها أعْشارَ القُلوبِ. واستخْرَجَتْ خَبايا الجُيوبِ. حتى ماحَها مَنْ دينُهُ الامْتِناحُ. وارْتاحَ لرِفدِها مَنْ لمْ نخَلْهُ يرْتاحُ. فلمّا افْعَوْعَمَ جَيبُها تِبْراً. وأوْلاها كلٌ مِنّا بِرّاً. تولّتْ يتْلوها الأصاغِرُ. وفُوها بالشّكْرِ فاغرٌ. فاشْرَأبّتِ الجَماعةُ بعْدَ مَمَرّها. الى سبْرِها لتَبْلوَ مواقِعَ بِرّها. فكفَلْتُ لهُمْ باستِنْباطِ السرّ المرْموزِ. ونهضْتُ أقْفو أثرَ العَجوزِ. حتى انتهَتْ الى سوقٍ مُغتَصّةٍ بالأنام. مُختصّةٍ بالزّحامِ. فانغَمَسَتْ في الغُمارِ. وامّلَسَتْ منَ الصّبْيَةِ الأغْمارِ. ثمّ عاجَتْ بخُلُوّ بالٍ. الى مسجِدٍ خالٍ. فأماطَتِ الجِلْبابَ. ونضَتِ النّقابَ. وأنا ألمَحُها منْ خَصاصِ البابِ. وأرقُبُ ما ستُبْدي منَ العُجابِ. فلمّا انسرَتْ أُهبَةُ الخفَرِ. رأيتُ مُحَيّا أبي زيدٍ قد سفَرَ. فهمَمْتُ أن أهْجُمَ عليْهِ. لأعنّفَهُ على ما أجْرى إليْهِ. فاسْلَنْقَى اسلِنْقاءَ المتمرّدينَ. ثمّ رفَعَ عَقيرةَ المغرّدينَ. واندفَعَ يُنشِدُ:
يا لَيتَ شِعري أدَهْري = أحاطَ عِلْماً بقَدْري
وهلْ دَرَي كُنْهَ غوْري = في الخَدْع أم ليس يدْري
كمْ قدْ قمَرْتُ بَنيهِ = بحيلَتي وبمَكْري
وكمْ برزَتْ بعُرْفٍ = عليهِمِ وبِنُكْرِ
أصْطادُ قوْماً بوَعْظٍ = وآخرينَ بشِعْرِ
وأستفِزُّ بخَلٍّ = عقْلاً وعَقْلاً بخَمْرِ
وتارَةً أنا صخْرٌ = وتارَةً أُختُ صخْرِ
ولوْ سلَكْتُ سَبيلاً = مألوفَةً طولَ عُمري
لَخابَ قِدْحي وقَدْحي = ودامَ عُسْري وخُسْري
فقُلْ لمَنْ لامَ هذا = عُذري فدونَكَ عُذري
قال الحارثُ بنُ هَمّامٍ: فلمّا ظهرْتُ على جليّةِ أمرِهِ. وبَديعَةِ أمْرِهِ. وما زخْرَفَ في شِعرِه منْ عُذرِهِ. علِمْتُ أنّ شيطانَهُ المَريدَ. لا يسمَعُ التّفْنيدَ. ولا يفعَلُ إلا ما يُريدُ. فثنَيْتُ الى أصحابي عِناني. وأبثَثْتُهُمْ ما أثبتَهُ عِياني. فوجَموا لضَيْعَةِ الجوائِزِ. وتعاهَدوا على محرَمَةِ العَجائِزِ. [/ color]
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:29 م]ـ
بوركت اختي " الباحثة عن الحقيقة " على هذا الإنتقاء المتميز الرائع الممتع ..
من المقامات الزينية
" المقامةُ القُدْسيَّةُ "
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرَ القاسمُ بنُ جريال: قالَ: دعاني أوانَ غابَ الغباوةِ المغمورِ، إلى بيتِ المقدس المعمورِ، كفُّ زندِ الزمنِ الغَرورِ، ومُحيْعَلُ الطمَع مِنْ منارة الغُرورِ، فكتمت لذلكَ الغرض ما خفيْتُ، وأظهرتُ لَهُ ما كنتُ أخفتُ، ثمَّ أرخيتُ شُرُعَ الامتيار، وانتحيتُ لاختبارِ تلاتلِ الاختيارِ، وصِرْتُ بعُروض حَميدةِ الإحماض وعروض عريضةِ الأعراض، إلى أنْ أنْختُ بِها كلكل الكلالِ، ونفختُ في نار وقود ذلك الاستقلالِ، ثم بادرتُ قبلَ اتخاذِ الغرفةِ المنيفة، إلى زيارَةِ الصخرةِ الشريفةِ وحينَ صارمتُ مصاحبةَ الأمزارِ، وأمَّلتُ حَطّ حقائبِ الأوزارِ، أقبلْتُ على المبيع وأخذتُ في عَبِّ ربيع ذيّاكَ الربيع، وكنْتُ مَعَ ذلك الإلهام، ورَفْع تِيجانِ هذه الهام، عازماً على مجاورةِ صخرتهِ، طامعاً في اقتناءِ ثَوابِ آخرتهِ، فَيسَّرَ اللهُ ما ارتجْيتُهُ، وقدّمَ القدرُ القدمَ الذي أرجيتُهُ، فلمّا انقضتْ مدةُ الأسبوع، وبَقي لبزوغ شمس الخطابةِ مسافةُ الأصبوع قصدْتُ المصلّى وصلّيتُ بحلَبةِ المبادرةِ مَعْ مَنْ صَلّى، وعندَ ما استبانَ طلوعُ الخاطب، وبانَ ظهورُ حفول المصاطِبِ، برزَ ساعياً عَلى حسامه، راقياً، إلى مراقى مَقامه، فحينَ وعَى الآذانُ، ودَعَا لدَعوةِ طيبِ خطبتهِ الآذانُ، عطفَ لشغْلِ يدهِ وقال، واَستوَى قائماً على صَمْصامه وقالَ:
لحمدُ للهِ المدركِ، العالمِ المهلكِ، الحاكم الراحمِ، العاصمِ الكاملِ، الطاسمِ الواصلِ، وعدُهُ المواصلِ، سَعْدُهُ السالم، عهدُهُ المسالم حدُّهُ المومَّلِ الإعطاءِ، الوعودِ المسؤولِ، لإسداءَ السعودِ، مسوِّدِ الحُمرِ والسودِ، ومرعرعِ الحُمُرِ والأسودِ، مسعسعِ، الأَسحارِ، ومعسعس الأسحارَ، عالَ عرام سَحِّهِ ولَمَّ، وأحالَ حلول حَسهِ ما ألمَ، ودَرَّ دَرُّ حَمْدهِ وساحَ، ومَد مدُّ وردِه وماحَ، هادم الأعلام، لا إله إلاّ هو الملكِ العلام، أحمدُه وهو المورودُ، وأسألُهُ وهو المُسْعِدُ المَودودُ، حمداً ملأ دلوحه السماءَ، وسُحوحُهُ العَراءَ، أرسلَ رسولَكُمْ وسَحُّ السَّدادِ مسكور، وعاملُ الأعمال مكسورٌ، ومدارُ الصلاحِ مصلوم وصِدارُ الإصلاحِ موصومٌ، ورأسُ الأمةِ محسومٌ وسِراط السَعادةِ مطسوم وصوامعُ الإعلام مردودة، وطالعُ الإسلام مسدودة، وألْوادُ العَدالةِ مهدودة، وأولاد الدلالةِ موؤدة، سهل اللهُ مسالكَ مَعادهِ، وسوّرَ عساكر إسعاده، وكرَّرَ لآلهِ أكملَ الصَّلاةِ، وأركسَ لهام هِمَمِهِ هَامَ العُداةِ وأسعد الملسوعَ مساعدَهُ وعُمر، وأدامَ مَعْلَمَ علوهِما وعَمُرَ، وسما صِهراهُ صاهلُ السموِّ، وكاهلَ السَّعْدِ والعُلُوِّ، وعلاَ أهلُ دارهِ وآلُها، ما لألأ آلها، وطأطأ رأسُ المِلَلِ كمالُها، وطالَ هامَهُ المكارِم إكمالُها، إعلمُوا عمّركُم اللهُ واعملوا واعلموا عودَ عَمَمَ العَمَلِ، واعملوا وسرحُوا عروسَ إهمالِكُم، وأصلحوا رؤوسَ أموالِ آمالِكم وسارِعُوا لمحاسمةِ الكسَلِ الدِّروَاس، وادرسوا طرُوسَ دروسِ الوسواسِ، وسهِّلوا سلوكِ سراطِكم، واصرمُوا طِوَلَ طُولِ إلطاطِكم، اللهَ اللهَ ومَهالك الدُّولِ، وسمَاعِ مصارعَ الملوكِ الأولِ، حرِمُوا واللهِ محالسةَ الكِلَلِ، وعَدُموا مصادمَةَ الأسَلِ، وحاسَمُوا سُرورَ السُّرورِ، وصارموا صُدورَ الصّدورِ، وهدمَ دُوْرَهم المِحالُ وردمَ درُورَهُمُ الأمحال، وهدَر الدهرُ ما هدروا، وسطر المَلكُ ما أملَوا وما سَطُروا، كَمْ سلَّ مَهْلكَاً، وسدَّ مَسلكاً، وململَ العالمَ، ودمَّرَ المَعالِمَ، وكوّر الطاعمَ، وكدَّر المَطاعم، طالما أَلْهاكُمْ المَدَدُ، وأوهاكُم اللَّدَدُ وأصماكم المَللُ، وأعماكم العَلَلُ، ودهاكُمُ الطِّماحُ، وأعداكُم الاطِّراحُ، وأرداكم الراحُ، وحداكم المِراحُ، أما سدادُكُمُ السِّلامُ، أما رُوّادُكم الدِّمامُ. أما المعاد داركُم، أما الأرعادُ مدارارُكُم، أما حَسَمكُم العَدَمُ، أما أسلمكُمُ السدم، أما وعَدَ وأرعدَ، أما هدّدَ وأرعدَ، أما أسرَ الأكاسرة، أما كسرَ مِرداة المرادةِ الكاسرةَ، إلام أسعدكُم اللهُ سعادة سالمةَ الإكسارِ، ساملةَ الإسكار، أراهط طمعكِم طامرة، ومعاهدُ هلعِكُم عامرة، وأراء لهوِكم دامرة، وأمراءُ وهمكِم آمرةٌ، رُحماً لكم حال حَسْم السّواءِ، وطمْس الحِواء، ومواصلةِ الصّلودِ، وعكس أدلةِ الصَّلود، ومساورةِ الوهادِ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومحاورة الأصلادِ وهدم أساس الإحساس، وممارسة السدَرِ المرّاسَ، وصَلْصَلَةِ صوارم السَّام، وحَلْحَلَة حُمَام الحِمام، ألا احملوا سِلع عملكُم وعاملوه، واسأَلوه سدَّ سمِّ سدَرِكُم وسالموهُ، واسمعوا أَمرَهُ وأسمعوهُ، وأرسلوا سَلْمَ مُسالمةِ رَمْسِكم وأسمعوهُ، وامسحوا عُصْمَ معْصَم عدوِكُم واصدعوهُ، أهَّلكُمُ اللهُ لدعِّ المحارم، وردع أدواءِ الطَّمع العارم، وعصَمكُم سُوْر سُورة الإسراء، ومهَّد لكم سُرَرَ سَورة السَّرّاءِ، قالَ الراوي: فحينَ سقطَ لؤلؤ نِثارهِ، وغَبَطَ كُلٌّ بلاغةَ إكثارهِ، ورفَلَ في حُلَل حبره، ونزل عن صَهْوةِ منبرهِ، ألفيتُه المصريّ مُحَلِّي جيدَ النُّجباءِ، ومُجلِّي حَلْبةَ جنْد الخُطَباءِ، فأرجأتُ الاجتماع إلى فراغ المفروضةِ، إسْوة بالخطبةِ المأروضةِ، ولما فَصَم سجودَ مَسْجدِه، وعزَمَ على مُباينةِ مَسْجدِه بادرتُ إلى استلام يدهِ، واستلآم سلاح الأدب لسلِّ مهنَّده، فانطلقَ بي إلى وَكْرهِ، والغَدْرُ ينْضَخُ من سحائبِ نَكرَه ثم قَالَ: لأربَابهِ وَمنْ قصدَ لُبابَ بابهِ: الحمدُ للهِ الرَحيم، المتفضل بردِّ الصِّنْوِ الحميم، الذي كَفَّ عني حروبَ الحوادثِ، وعفَّ بعدي عن محادثةِ المُحادث، فمذ ذُقتُ مرارةَ نَواهُ، ومُزِّقْتُ بقَواضبِ ما كان نواهُ، ما مددْتُ يَدَ التودُّدِ إلى سواة، ولا شددْتُ ظهرَ المُظاهرةِ بسوى سواه، فهو الذي أطلعَ سُهى التنبه لمَنْ سَها، وزها ثمرُ اتحاده وانتهى، ونهى عن مُجانبةِ النّهي وانتهَى: الكامل: هرَ المُظاهرةِ بسوى سواه، فهو الذي أطلعَ سُهى التنبه لمَنْ سَها، وزها ثمرُ اتحاده وانتهى، ونهى عن مُجانبةِ النّهي وانتهَى: الكامل:
وهو الذي ذرأ الخُطوبَ فأَحجمَتْ = من بَعدْ إقدام عليَّ ونَهْنَها
وهوَ الذي أهدَى الهدوء لخاطري = مِنْ بعدِ ما رقدَ الدُّنُوُّ ونبها
خِلّ بهِ قَمَرُ الأخوَّةِ ما بَدا =من قُبْح خَسْفِ خيانةٍ مُتشوِّها
قال: ثم لم يزلْ مدةً حَلِّ بِطاني، يُطمعنِي في مُقاطعةِ أعطاني، ويصرُفني مذ حَلَلْتُ أشطاني، عن مراجعةِ أوطاني، فبينَما أنا أفكِرُ في نَشْدِ جنَاح ضَوء الضَّواحي، وأخُطِرُ في مَسارح الأقاحي مِراحي، إذْ سَحَبَ طَرف مطرفي في مَساحب طَرق طُرَفي طِفْل أسرعُ مِنَ الجرْبياء وألطف من الجارية الجرباء وقالَ لي: أرى قد ضعفَ سببُ انسيابك في إحْضارِ إنسابك، وانقطَعَ صَبُّ صَيْب إرزامكَ عن جوازل ألزامَك فما هذا الفتورُ، وقد تناقَصَ قَرارُ قلبكَ المبتورُ، وما هذا الانفساحُ، وقد تقاصَرتْ خُطَى صبركَ الفسِاح، قالَ القاسمُ بنُ جريال: فلما سَمعْت قَعْقَعةَ تلك الصّواقع، وامتقعتُ بيْرقانِ ذاكَ القولِ الفاقع حَسِسْتُها مَنْحَسةً انسجَمْتْ من مَعينِ أبي نصرِ اللعين، فقلتُ لَهُ: أراكَ هِجْتَ ما بي بجرِّ جِلْبابي، واتَّهمْتُ بالي، بما لم يُؤذِنْ به بَلالُ بَالي، فار حتى من سُكْر هذا المُدام، وأطلعني على طليعةِ إكام هذا الكلام، فقال: اعْلَمْ أنَّ خليلَكَ الخطيبَ، ومَنْ سكَبَ من صِفاتِكَ القَرْقَفَ القطيب، أرسلني أمس عندَ الأثاربِ، إلى بعض أربابِ المراتبِ، برُقعةٍ رقعت من حالكَ ما انخرَقَ، وبرقعَتْ برقَ إملاقِك بعدَ ما بَرَقَ، فنَشْرتُها لأنْظُرَ سطَورَها، وما الذي أَودعَ مَسْطورَها، فإذا فيها: الطويل:
يُقبّلُ كفا عودت بثلاثةٍ = بجُود، وتَقْبيلٍ وحَتْفٍ للإثم
فلا زال خافيها ثِمالاً لمُدْقِع = ولا أنفَكّ ضاحيها مَحّلاً للإثم
ويُنهي إلى نُبله الواضح الآثار، ونَبْلهِ الصالح الأثأر لا برحَ محفوفاً بالأبصار، مصحوباً بصوارم الأنصارِ عَريّاً عن العارِ، مليّاً من الغار أنَّ أخاهُ عازم على السِّفارِ، مجرِّد عضْبَ عَزْمهِ الماضي الشفار، لإحضارِ أشبالهِ الصغارِ. حذَراً أن تنوشَهُم صِعَادُ الصَّغَارِ، لنُنفِقَ بقيَة الأعمارِ، في مُناسمةِ الأغمارِ، فلا خيرَ في شَيم الغِرارِ، لشمِّ العَرارِ، وتركِ العَمار، لقَطْع الغِمار، ومعلوم أنّه باعَ عُروضَهُ على التِّجار، والبنّاءِ والنَّجار، والنّساج والقَصّارِ، والطِّوالِ والقصارِ، وأصحاب الشرار، إلى غايةِ هذا السِّرار، والمُستَمَدُّ من إحسانهِ الدَّرارِ، العاري عن الذِّرار، وكَفّهِ الواكفِ الأسرار، المطفئ أشعةَ الأشرارِ، أنْ يتَطّولَ مَعَ النصَّارِ، بمائةٍ من النُّضَارِ، إلى أيام اليَسار، وانسجام مَسيل يُسْره والبسار، لا زِلتَ قانص التيّار، قابض البتار، دائراً بصحَاف قدْركَ الأعشار، على ذَوى المذلَّة والإعسار، والسلام، قالَ القاسمُ بنُ جَريالِ: فَهرَولْت إلى الكِنِّ، لأعْرِفَ حقيقةَ الأمرِ المُسْتكنِّ، فألفيْتُ الخطيبَ قَدْ طارَ بأجنحةِ اغتيالهِ، وأوقعني في حِبالةِ احتيالهِ، وقد أرسلَ إلي أصيحاب المناصبِ، مِنْ حُسْن صِّيبهِ الواصب، عَشْراً مِنَ الرِقاع، على نمط هذه الأسجاع، وقد فرس مِن أموالها ما فرسَ، وَالتمسَ بها ما بَها التمسَ، والجَلاوزة تُخرِّقُ مسايلَ سُمِّ الحَنَق القاتِل، وتُحِّرقُ علىَّ حِدادَ النيوبِ القواتلِ، فجعلْتُ أتوارى بوهادِ القُردودِ، وأظهرُ ظهورَ الخُفْدُودِ إلى أن نَسيتُ زَهْوَ العيشةِ الزاهرةِ، وأنسيتُ مَهْو الشبيبةِ الباهرةِ، ورحلتُ عَنِ الساهرةِ، رَحيلَ الوَسَنِ عَنْ مُقْلَتِي الساهرةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:42 ص]ـ
شرفتم الصفحة إخوتي الفصحاء
شكراً أخ محمد سعد: للمقامة الحرزية فهي ممتعة حقاً
أخ ليث بن ضرغام: كالعادة تتحفنا بما لذ وطاب .. شكراً لإثرائنا بالمقامة البغدادية لكاتبين مختلفين وهما "الهمذاني والحريري"أخيتي عفاف صادق: أتحفتنا بمقامتك البغدادية حتى ولو سبقك إليها الأخ ليث فمشاركتك وتعليقك يشرفنا ..
والأخ رعد أزرق عطرت الصفحة بمقامتك القدسية من المقامات الزينية .. لا عدمنا مشاركاتك المتميزة كالعادة
بانتظار المزيد من مشاركاتكم الماتعة الشائقة إخوتي الفصحاء ..
وفقنا الله جميعاً لخدمة اللغة العربية ونشر تراثها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 01:39 م]ـ
المَقَامَةُ الوَعْظِيَّةُ
بديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: بَيْنَا أَنا بِالْبَصْرَةِ أَمِيسُ، حَتَّى أَدَّانِي السَّيْرُ إِلَى فُرْضَةٍ قَدْ كَثُرَ فِيها قَوْمٌ عَلَى قَائِمٍ يَعِظُهُمْ وَهْوَ يَقُولُ: أَيُّها النَّاسُ إِنَّكُمْ لَمْ تُتْرَكُوا سُدَى، وَإِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَداً، وَإِنَّكُمْ وَاردُو هُوَّةٍ، فَأِعُّدوا لهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ، وَإِنَّ بَعْدَ المَعَاشِ مَعاداً، فَأَعِدُّوا لهُ زَاداً، أَلا لاَ عُذْرَ فَقَدْ بُيِّنَتْ لَكُمُ المَحَجَّةُ، وَأَخِذَتُ عَلَيْكُمُ الحُجَّةُ، مِنَ السَّماءِ بِالخَبَرِ، وَمِنَ الأَرْضِ بَالعِبَرِ، أَلا وَإِنَّ الَّذِي بَدَأَ الخَلْقَ عَلِيماً، يُحْيِ العَظامَ رَمِيماً، أَلا وَإِنَّ الدُّنْيا دَارُ جَهَازٍ، وَقَنْطَرَةُ جَوَازٍ، مَنْ عَبَرَها سَلِمَ، وَمَنْ عَمَرها نَدِمَ، أَلا وَقَدْ نَصَبَتْ لَكُمُ الفَخَّ وَنَثرَتْ لَكُمُ الْحَبَّ؛ فَمَنْ يَرْتَعْ، يَقَعْ، وَمَنْ يَلْقُطْ، يَسْقُطْ، أَلا وَإِنَّ الفَقْرَ حِلْيَةُ نَبِيِّكُمْ فَاكْتَسُوهَا، وَالغِنى حُلَّةُ الطُّغْيَانِ فَلاَ تَلْبَسُوها، كَذَبَتْ ظُنْونُ المُلْحِدِينَ، الَّذَينَ جَحَدُوا الدِّينَ، وَجَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ إِنَّ بَعْدَ الحَدثِ جَدَثاً، وَإنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثاً، فَحَذَارِ حَرَّ النَّارِ، وَبَدَارَ عُقْبَى الدَّارِ، أَلا وَإِنَّ العِلْم أَحْسَنُ علَىَ عِلاَّتِهِ، وَالجَهْلَ أَقْبَحُ عَلَى حَالاتِهِ وَإِنَّكُمْ أَشْقَى مَنْ أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، إِنْ شَقِيَ بِكُمُ العُلماءُ، النَّاسُ بِأَئِمَّتِهمْ، فإِنِ انْقَادُوا بِأَزِمَّتِهِمْ، نَجَوْا بِذِمَّتِهمْ، وَالنَّاسُ رَجُلاَنِ: عَالِمٌ يَرْعَى، وَمُتَعَلِّمٌ يَسْعَى، وَالبَاقُونَ هامِلُ نَعامٍ، وَرَاتِعُ أَنْعَامٍ، وَيْلُ عَالٍ أُمِرَ مِنْ سَافِلِهِ، وَعَالِمِ شَيْءٍ مِنْ جاهِلِهِ، وَقَدْ سَمِعْثت أَنَّ عَلِيَّ بْنُ الحُسَيْنِ كَانَ قَائِماً يَعِظُ النَّاسَ وَيَقُولُ: يا نَفْسُ حَتَّامَ إِلى الحَياةِ رُكُونُكِ، وَإِلَى الدُّنْيَا وَعِمَارَتِهَا سُكُوُنُكِ؟ أَما اعْتَبَرْتِ بِمَنْ مَضَى مِنْ أَسْلاَفِكِ، وَبِمَنْ وَارَتْهُ الأَرْضُ مِنْ أُلاَّفِكِ، وَمَنْ فُجِعْتِ بِهِ مِنْ إِخْوَانِكِ، وَنُقِلَ إِلَى دَارِ البِلَى مِنْ أَقْرانِكِ؟؟
َفُهْم في بُطُونِ الأَرْضِ بَعْدَ ظُهورها = مَحاسِنُهُمْ فِيهَا بَوَالٍ دَوَاثِرُ
خَلَتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَأَقْوَتْ عِرَاصُهُمْ = وَسَاقَتْهُمُ نَحْوَ المَنايَا المَقادِرُ
وَخَلُّوْا عَنِ الدُّنْيا وِما جَمَعُوا لهَا = وَضَمَّتْهُمُ تَحْتَ التُّرابِ الحَفائِرُ
كَمْ اخْتَلَسَتْ أَيْدي المَنُونِ، مِنْ قُرُونٍ بَعْدَ قُرُونٍ؟ َوكَمْ غَيَّرَتْ بِبِلاهَا، وَغَيَّبَتْ أَكْثَرَ الرِّجَالِ في ثَرَاها؟؟؟
وَأَنْتَ عَلَى الدُّنْيا مُكِبٌ مٌنافِسٌ = لِخُطَّابِها فيها حَريصٌ مُكاثِرُ
عَلَى خَطَرٍ تَمْشِي وَتُصْبِحُ لاهِياً = أَتَدْري بِمَاذَا لَوْ عَقَلْتَ تُخاطِرُ
وَإِنَّ امْرَأً يَسْعى لِدُنْياهُ جاهِداً = وَيُذْهَلُ عَنْ أُخْرَاهُ لا شَكَّ خَاسِرُ
انْظُرْ إِلى الأُمَمِ الخَالِيةِ، وَالمُلُوكِ الفَانِيَةِ، كَيْفَ انْتَسَفَتْهُمُ الأَيَّامُ، وَأَفْنَاهُمُ الحِمَامُ؟ فَانْمَحَتْ آثارُهُمْ، وَبَقِيَتْ أَخْبارُهمْ.
فَأَضْحَوْا رَمِيماً في التُّرَابِ وَأَقْفَرَتْ = مَجالِسُ مِنْهُمْ عُطِّلَتْ وَمَقَاصِرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَخَلَّوْا عَنِ الدُّنْيَا وَما جَمَعُوا بِها = وَما فَازَ مِنْهُمْ غَيْرُ مَنْ هُوَ صَابِرُ
وَحَلوا بِدَارٍ لاَ تَزَاوُرَ بَيْنَهُمْ = وَأَنَّى لِسُكَّانِ القُبُورِ التَّزَاوُرُ
فَمَا إِنْ تَرَى إِلاَّ رُمُوساً ثَوَوْا بِها = مُسَطَّحَةً تًسْفِي عَلَيْها الأَعَاصِرُ
كَمْ عَايَنْتَ مِن ذِي عِزَّةٍ وَسُلْطانٍ، وَجُنُودٍ وَأَعْوَانٍ، قَدْ تَمكَّنَ مِنْ دُنْياهُ، وَنالَ مِنْهَا مُنَاهُ، فَبَنَى الحُصُونَ وَالدَّسَاكِرَ، وَجَمَعَ الأَعْلاَقَ وَالعَساكِرَ
فَمَا صَرَفَتْ كَفَّ المَنِيَّةِ إِذْ أَتَتْ = مُبادِرَةً تًهْوِى إِلَيْهِ الذَّخائِرُ
وَلا دَفَعَتْ عَنْهُ الحُصونُ الَّتي بَنَى = وَحَفَّتْ بِها أَنْهارُها والدَّساكِرُ
وَلا قَارَعَتْ عَنْهُ المَنِيَّةَ حِيلَةٌ = وَلا طَمِعَتْ في الذَّبِّ عَنْهُ العَساكِرُ
يا قَوْمُ الحَذَرَ الحَذَرَ، وَالبِدارَ البِدارَ، مِنْ الدُّنْيا وَمَكايدِهَا، وَمَا نَصَبَتْ لكُمْ من مَصايِدِها، وَتَجَلَّتْ لَكُمْ مِنْ زِينَتِها، واسْتَشْرَفَتْ لَكُمْ مِنْ بَهْجَتِهَا.
وَفي دُونِ مَاعَاَينْتَ مِنْ فَجَعاتِهَا = إِلَى رَفْضِهَا دَاعٍ وَبالزُّهْدِ آمِرُ
فَجِدَّ وَلا تَغْفُلْ فَعَيْشُكَ بَائِدٌ = وَأَنْتَ إِلَى دارِ المَنِيَّةِ صائِرُ
وَلا تَطْلُبِ الدُّنْيا فَإِنَّ طِلابَها = وَإِنْ نِلْتَ مِنْهَا رَغْبَةً لَكَ ضَائِرُ
وَكَيْفَ يَحْرِصُ عَلَيْها لَبيبٌ، أَوْ يُسَرُّ بِهَا أَريبٌ، وَهْوَ عَلى ثِقَةٍ مِنْ فَنَائِهَا؟ أَلاَ تَعْجَبُونَ مِمَّنْ يَنامُ وَهْوَ يَخْشى الْمَوتَ، وَلا يَرْجُو الفَوْتَ؟
أَلاَ، لاَ، وَلكِنَّا نَغُرُّ نُفُوسَنَا = وَتَشْغَلُهَا اللَّذَّاتُ عَمَّا نُحَاذِرُ
وَكَيْفَ يَلَذُّ العَيْشَ مَنْ هُوَ مُوقِنٌ = بِمَوْقِفِ عَدْلٍ حَيْثُ تُبْلى السَرَائِرُ
كَأَنَّا نَرى أَنْ لا نُشُورَ، وَأَنَّنَا = سُدَىً، مَا لَنَا بَعْدَ الفَنَاءِ مَصَائِرُ!
كَمْ َغَرَّتِ الدُّنْيا مِنْ مُخْلِدٍ إِلَيْهَا وَصَرَعَتْ مِنْ مُكِبٍّ عَلَيْهَا؛ فَلَمْ تُنْعِشْهُ مِنْ عَثْرَتِهِ؟ وَلَمْ تُقِلْهُ مِنْ صَرْعَتِهِ، وَلَمْ تُداوِهِ مِنْ سَقَمِهِ، وَلَمْ تَشْفِهِ مِنْ أَلَمِهِ.
بَلى أَوْرَدَتْهُ بَعْدَ عِزٍّ وَرِفْعَةِ = مَوَارِدَ سُوءٍ مَا لَهُنَّ مَصادِرُ
فَلَمَّا رَأَى أَنْ لاَ نَجَاةَ وَأَنَّهُ = هُوَ المَوْتُ لاَ يُنْجِيهِ مِنْهُ المُؤازِرُ
تَنَدَّمَ لَوْ أَغْناهُ طُولُ نَدَامَةٍ = عَلَيْهِ وَأَبْكَتْهُ الذُّنُوبُ الكَبَائِرُ
بَكَى عَلى مَا سَلَفَ مِنْ خَطَايَاهُ، وَتَحَسَّرَ عَلى مَا خَلَّفَ مِنْ دُنْيَاهُ، حَيْثُ لَمْ يَنْفَعُهُ الاِسْتِعْبَارُ، وَلَمْ يُنْجِهَ الاعْتَذَارُ.
أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وَهُمُومُهُ = وَأَبْلَسَ لَمَا أَعْجَزَتْهُ المَعاذِرُ
فَلَيْسَ لَهُ مِنْ كُرْبَةِ المَوْتِ فَارِجٌ = وَلَيْسَ لَهُ مَمَّا يُحاذِرُ نَاصِرُ
وَقَدْ خَسِئَتْ فَوْقَ المَنِيَّةِ نَفْسُهُ = تُرَدِّدُهَا مِنْهُ اللُّهَى وَالحَنَاجِرُ
فَإِلَى مَتَى تُرَقِّعُ بِآخِرَتِكَ دُنْيَاكَ، وَتَرْكَبُ في ذاكَ هوَاكَ؟ إِنِّي أَرَاكَ ضَعيفَ اليَقينِ، يَا رَاقِعَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، أَبِهذا أَمَرَكَ الرَّحْمنْ، أَمْ عَلى هَذا دَلَّكَ القُرْآنُ؟
تُخَرِّبُ مَا يَبْقَى، وَتَعْمُرُ فَانِياً = فَلاَ ذَاكَ مَوْفُورٌ، وَلاَ ذَاكَ عَامِرُ
فَهَلْ لَكَ إِنْ وَافَاكَ حَتْفُكَ بَغْتَةً = وَلَمْ تَكْتَسِبْ خَيْرَاً لَدَى اللهِ عَاذِرُ؟؟
أَتَرْضَى بِأَنْ تُقْضَى الحَياةُ وَتَنْقَضِي = وَدِينُكَ مَنْقُوصٌ وَمَالُكَ وَافِرُ؟؟
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَقُلْتُ لِبَعْضِ الحَاضِرِينَ: مَنْ هَذا؟ قَالَ: غَرِيبٌ قَدْ طَرَأَ لاَ أَعْرِفُ شَخْصَهُ، فَاصْبِرْ عَلَيْهِ إِلَى آخِرِ مَقَامَتِهِ، لَعَلَّهُ يُنْبِئُ بِعَلاَمَتِهِ، فَصَبَرْتُ فَقَالَ: زَيِّنُوا العِلْمَ بِالعَمَلِ، وَاشْكُرُوا القُدْرَةَ بِالْعَفْوِ، وَخُذُوا الصَّفْوَ وَدَعوا الكَدَرَ، يَغْفِرِ اللهُ لِي وَلَكُمْ، ثُمَّ أَرَادَ الذَّهَابَ، فَمَضَيْتُ عَلى أَثَرِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا شَيْخُ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! لَمْ تَرْضَ بِالْحِلْيَةِ غَيَّرْتَها، حَتَّى عَمَدْتَ إِلى
(يُتْبَعُ)
(/)
المَعْرِفةِ فَأَنْكَرْتَهَا! أَنَا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، فَقُلْتُ: حَفِظَكَ اللهُ، فَمَا هَذا الشَّيْبُ؟ فَقَالَ:
نَذِيرٌ، وَلَكِنَّهُ سَاكِتُ = وَضَعِيفٌ، وَلَكِنَّهُ شَامِتُ
وَأَشْخَاصُ مَوْتٍ، وَلَكِنَّهُ = إِلَى أَنْ أُشَيِّعَهُ ثَابِتُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:00 م]ـ
المَقَامَةُ المَجَاعِيَّةُ
بديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِبَغْدَادَ عَامَ مَجاعَةٍ فَمِلْتُ إِلى جَماعَةٍ، قَدْ ضَمَّهُمْ سِمْطُ الثُّرَيَّا، أَطْلُبُ مِنْهُمْ شَيَّا، وَفِيهمْ فَتىً ذُو لَثْغَةٍ بِلِسَانِهِ، وَفَلَجٍ بِأَسْنَانِهِ، فَقَالَ: مَا خَطْبُكَ، قُلْتُ: حَالاَنِ لا يُفْلِحُ صَاحِبُهُما فَقِيرٌ كَدَّهُ الجُوعُ وَغَرِيبٌ لايُمْكِنُهُ الرُّجُوعُ فَقَالَ الغُلامُ: أَيُّ الثُّلْمَتَينِ نُقَدِّمُ سَدَّها؟ قُلْتُ: الجُوعُ فَقَدْ بَلَغَ مِنِّي مَبْلَغاً! قَالَ: فَمَا تَقولُ فِي رَغيفٍ، عَلى خِوَانٍ نَظيفٍ، وَبَقْلٍ قَطِيف إِلى خَلٍّ ثَقِيفٍ، وَلَوْنٍ لَطِيفٍ، إِلَى خَرْدَلٍ حِرِّيفٍ، وَشِوَاءٍ صَفِيفٍ، إِلَى مِلْحٍ خَفِيفٍ، يُقَدِّمُهُ إِلَيْكَ الآنَ مَنْ لا يَمْطُلُكَ بِوَعْدٍ وَلا يُعَذِّبُكَ بِصَبْرٍ، ثُمَّ يَعُلكَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَقْداحٍ ذَهَبِيةٍ، مِنْ راحٍ عِنَبِيَّةٍ؟ أَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَوْسَاطٌ مَحْشُوَّةٌ، وَأَكْوابٌ مَمْلُوَّةٌ، وَأَنْقَالٌ مُعَدَّدَةٌ، وَفُرُشٌ مُنَضَّدَةٌ، وَأَنْوَارٌ مُجَوَّدَةٌ، وَمُطْرِبٌ مُجِيدٌ، لَهُ مِنَ الغَزَالِ عَيْنٌ وَجِيدٌ؟ فَإِنْ لَمْ تُرِدْ هذَا وَلا ذَاكَ، فَمَا قَوْلُكَ في لَحْمٍ طَرِيٍّ، وَسَمَكٍ نَهْرِيٍ، وَبَاذِنْجَانٍ مَقْليٍّ، وَرَاحٍ قُطْرُبُّليٍّ، وَتُفَّاحٍ جَنِيٍ، وَمَضْجَعٍ وَطِيٍّ، عَلَى مَكَانٍ عَليٍّ، حِذَاءَ نَهْرٍ جَرَّارٍ، وَحَوْضٍ ثَرْثَارٍ، وَجَنَّةٍ ذَاتِ أَنْهَارٍ؟ قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ الثَّلاَثَةِ، فَقَالَ الغُلاَمُ: وَأَنَا خَادِمُهَا لَوْ كَانَتْ، فَقُلْتُ: لا حَيَّاكَ اللهُ، أَحْيَيْتَ شَهَوَاتٍ قَدْ كَانَ اليَأَسُ أَمَاتَها، ثُمَّ قَبَضْتَ لَهَاتَهَا، فَمنْ أَيِّ الخَرَابَاتِ أَنْتَ؟ فَقالَ:
أَنَا مِنْ ذَوِي الإِسْكَنْدَرِيَّةْ = مِنْ نَبْعَةٍ فِيهِمْ زِكِيَّةْ
سَخُفَ الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ = فَرَكِبْتُ مِنْ سُخْفيِ مَطِيَّهْ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 03:56 م]ـ
المَقَامَةُ الجَاحِظيَّة
لبديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامِ قَالَ: أثَارَتْنِي وَرُفْقَةً وَلِيَمةٌ فَأَجَبْتُ إِلَيْهَا، لِلْحَدِيثِ المَأْثُور عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ " فأَفْضَى بِنَا السَّيْرُ إِلى دَارٍ.
ترِكَتْ وَالحُسْنَ تأْخُذُهُ = تَنْتَقِي مِنْهُ وَتَنْتَحِبُ
فَانْتَقَتْ مِنْهُ طَرَائِفَهُ = وَاسْتَزَادَتْ بَعْضَ مَا تَهَبُ
قَدْ فُرِشَ بِسَاطُهَا، وَبُسِطَتْ أَنْمَاطُهَا، وَمُدَّ سِماطُهَا، وَقَوْمٍ قَدْ أَخَذُوا الوَقْتَ بَيْنَ آسٍ مَخْضُودٍ، وَوَرْدٍ مَنْضُودٍ، وَدَنٍّ مَفْصُودٍ، وَنَايٍ وَعُودٍ، فَصِرْنَا إِِلَيْهِمْ وَصَارُوا إِلَيْنَا، ثُمَّ عَكَفْنَا عَلَى خِوُانٍ قَدْ مُلِئَتْ حِيَاضُهُ، وَنَوَّرَتْ رياضُهُ، وَاصْطَفَّتْ جِفانُهُ، وَاخْتَلَفَتْ أَلْوَانُهُ فَمِنْ حَالِكٍ بِإِزَائِهِ نَاصِعٌ، وَمِنْ قَانٍ تِلْقَاءَهُ فَاقِعٌ، وَمَعَنا عَلى الطَّعَامِ رَجُلٌ تُسَافِرُ يَدُهُ عَلَى الخِوَانِ، وَتَسْفِرُ بَيْنَ الأَلْوَانِ، وَتَأْخُذُ وُجُوهَ الرُّغفَانِ، وَتَفْقأُ عُيُونَ الجِفانِ، وَتَرْعَى أَرْضَ الجِيرانِ، وَتَجُولُ في القَصْعَةِ، كَالرُّخِّ في الرُّقْعَةِ، يَزْحَمُ باِللُّقْمَةِ اللُّقْمَةَ، وَيَهْزِمُ بِالمَضْغَةِ المْضغَة، وَهْوَ مَعَ ذَلِكَ ساكِتٌ لاَ يَنْبِسُ بِحًرفٍ، وَنَحْنُ فِي الحَدِيثِ نَجْري مَعْهُ، حَتَّى وَقَفَ بِنَا عَلَى ذِكْرِ الجاحِظِ وَخَطابَتِهِ، وَوَصْفِ ابْنِ المُقَفّعِ وَذَرَابتِهِ، وَوَافَقَ أَوَّلُ الحَدِيثَ آخِرَ الخِوَانِ، وَزُلْنَا عَنْ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
المَكانِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَيْنَ أَنْتُمْ مِنَ الحَدِيثِ الَّذِي كُنْتُمْ فيِهِ؟ فَأَخَذْنَا فِي وَصْفِ الجَاحِظِ ولَسَنِهِ، وَحُسْنِ سَنَنِهِ فِي الفَصاحَةِ وَسُنَنِهِ، فِيما عَرَفْنَاهُ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ لِكُلِّ عَمَلٍ رِجَالٌ، وَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالُ، وَلِكُلِّ دَارٍ سُكَّانٌ، ولِكُلِّ زَمَانٍ جَاحِظٌ، وَلَوِ انْتَقَدْتُمْ، لَبَطَلَ مَا اعْتَقَدْتُمْ، فَكُلٌّ كَشَرَ لَهُ عَنْ نابِ الإِنْكَارِ، وَأَشَمَّ بِأَنِْف الإِكْبَارِ، وَضَحِكْتُ لَهُ لأَجلُبَ ما عِنْدَهُ، وَقُلْتُ: أَفِدْنا وَزِدْنا، فقَالَ: إنَّ الجَاحِظَ في أَحَدِ شِقَّيِ البَلاَغَةِ يَقْطِفُ، وفِي الآخَرِ يقَفُ، والبَليغُ مَنْ لَمْ يُقَصِّرْ نَظْمُهُ عَنْ نَثْرِهِ، ولَمْ يُزْرِ كَلامَهُ بشِعْرِهِ، فَهَل تَرْوُونَ للْجاحِظِ شِعْراً رائِعاً؟ قُلْنَا: لاَ، قَالَ: فَهَلُمُّوا إِلَى كَلاَمِهِ، فَهْوَ بَعِيدُ الإِشارَاتِ، قَلِيلُ الاسْتِعَاراتِ، قَرِيبُ العِبَارَات، مُنْقادٌ لعُرْيَانِ الكَلاَمِ يسْتَعْمِلُهُ، نَفُورٌ مِنْ مُعْتَاصِهِ يُهْمِلُهُ، فَهَلْ سَمِعْتُمْ لَهُ لَفْظَةً مَصْنُوعَةً، أَوْ كَلِمَةً غَيْرَ مَسْمُوعَةٍ؟ فَقُلْنَا: لاَ، فَقَالَ: هَلْ تُحِبُّ أَنْ َتسْمَعَ مِنَ الكَلاَمِ مَا يُخَفِّفُ عَنْ مَنْكِبَيْكَ، وَيَنِمُّ علَى مَا في يَدَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ، قَالَ: فأَطْلِقْ لِي عَنْ خِنْصِرِكَ، بِمَا يُعِينُ على شُكْرِكَ، فَنُلْتُهُ رِدَائِي، فَقالَ:
لَعَمْرُ الَّذي أَلقَى عَلَيَّ ثِيَابَهُ =لَقَدْ حُشِيَتْ تِلْكَ الِّثيابُ بِهِ مَجْدَا
فَتىً قَمَرَتْهُ المَكْرُمَاتُ رِدَاءَهُ = وَمَا ضَرَبَتْ قِدْحاً ولاَ نَصَبَتْ نَرْدَا
أَعِدْ نَظَراً يا مَنْ حَبَانِي ثِيابَهُ.= وَلاَ تَدَعِ الأَيَّامَ تَهْدِمُنِي هَدَّا
وَقُلْ للأُولَى إِنْ أَسْفَرُوا أَسْفَرُوا ضُحىً =وإِنْ طَلَعُوا في غُمَّةٍ طلَعُوا سَعْدا
صِلُوا رَحِمَ العَلْيا، وَبُلُّوا لَهَانَهَا =فَخَيْرُ النَّدَى ما سَحَّ وَاِبلُهُ نَقْدَا
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَارْتاحَتِ الجَمَاعَةُ إِلَيْهِ، وَانْثَالَتِ الصِّلاَتُ عَلَيهِ، وَقُلْتُ لَمَّا تآنَسْنَا: مِنْ أَيْنَ مَطْلُع هَذاَ البَدْرِ؟ فَقالَ:
إِسْكَنْدَرِيَّةُ دَارِي ... لَوْ قَرَّ فِيها قَرَارِي
لكِنَّ لَيْلِى بِنَجْدٍ ... وَبِالحِجَازِ نَهارِي.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:14 م]ـ
الْمَقَامَةُ الحُلْوَانِيَّة
بديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامِ قَالَ: لَمَّا قَفَلْتُ مِنَ الحَجِّ فِيمَنْ قَفَلَ، وَنَزَلْتُ مَعَ مَنْ نَزلَ، قُلْتُ لِغُلامي: أَجِدُ شَعْرِي طَوِيلاً، وَقَدْ اتَّسَخَ بَدَنِي قَليلاً، فَاخْتَرْ لَنَا حَمَّامَاً نَدْخُلهُ، وَحَجَّامَاً نَسْتَعْمِلهُ، وَلِيَكُنْ الحَمَّامُ وَاسِعَ الرُّقْعَةِ، نَظِيفَ البُقْعَةِ، طَيِّبَ الهَوَاءِ، مُعْتَدِلَ المَاءِ، وَلْيِكُنْ الحَجَّامُ خَفِيفَ اليَدِ، حَدِيدَ المُوسَى، نَظيفَ الثِّيابِ، قَليلَ الفُضُولِ، فَخَرَجَ مَلِيّاً وَعَادَ بَطِيّاً، وَقالَ: قَدْ اخْتَرْتُهُ كَمَا رَسَمْتَ، فَأَخَذْنَا إِلَى الحَمَّامَ السَّمْتَ، وَأَتَيْناهُ فَلَمْ نَرَ قَوّامَهُ، لَكِنِّي دَخَلْتُهُ وَدَخَلَ عَلى أَثَرِي رَجُلٌ وَعَمَدَ إِلى قِطْعَةِ طِينٍ فَلطَّخَ بِها جَبِينِي، وَوَضَعَها على رأَسِي، ثُمَّ خَرَجَ وَدَخَل آخَرُ فَجَعَلَ يَدْلِكُنِي دَلْكَاً يَكُدُّ العِظامَ، وَيَغْمِزُنِي غَمْزَاً يَهُدُّ الأَوْصالَ وَيُصَفِّرُ صَفِيراً يَرُشُ البُزَاقَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلى رَأَسِي يَغْسِلْهُ، وَإِلَى المَاءِ يُرْسِلهُ، وَمَا لَبِثَ أَنْ دَخَلَ الأَوَّلُ فَحَيَّا أَخْدَعَ الثَّانِي بِمَضُمومَةٍ قَعْقَعَتْ أَنْيابَهُ، وَقَالَ: يَا لُكَعُ مَا لَكَ وَلِهَذا الرَّأْسِ وَهُوَ لي؟ ثُمَّ عَطَفَ الثَّاني عَلى الأَوَّلِ بِمَجْمُوعَةٍ هَتَكَتْ حِجَابَهُ، وَقالَ: بَلْ هَذَا الرَّأْسُ حَقِّي وَمِلْكِي وَفِي يَدِي، ثُمَّ تَلاكَمَا حّتَّى عَيِيَا، وَتَحَاكَمَا لِما بَقِيا، فَأَتَيا صَاحِبَ الحَمَّامِ، فَقَالَ الأَوَّلُ: أَنَا صَاحِبُ هَذا الرَّأْسِ؛ لأَنِّي لَطَّخْتُ جَبِينَهُ، وَوَضَعْتُ عَلَيْهِ طِيَنهُ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ الثَّاني: بَلْ أَنَا مَالِكُهُ؛ لأَنشي دَلَكْتُ حَامِلَهُ، وَغَمَزْتُ مَفَاصِلَهُ، فَقَالَ الحَمَّامِيُّ: ائْتُونِي بِصَاحِبِ الرَّأْسِ أَسْأَلهُ، أَلَكَ هذَا الرَّأْسُ أَمْ لَهُ، فَأَتَيَانِي وَقَالا: لَنَا عِنْدَكَ شَهَادَةٌ فَتَجَشَّمْ، فَقُمْتُ وَأَتَيْتُ، شِئْتُ أَمْ أَبَيْتُ، فَقَالَ الحَمَّامِي: يَا رَجُلُ لاَ تَقُل غَيْرَ الصِّدْقِ، وَلا تَشْهَدْ بِغَيْرِ الحَقِّ، وَقُلْ لِي: هذَا الرَّأْسُ لأيِّهِمَا، فَقُلْتُ: يَا عَافَاكَ اللهُ هذَا رأْسِي، قَدْ صَحِبَنِي فِي الطَّرِيقِ، وَطَافَ مَعِي بِالْبَيْتِ العَتِيقِ، وَمَا شَككْتُ أَنَّهُ لِي، فَقالَ لِي: اسْكُتْ يِا فُضُولِيُّ، ثُمَّ مالَ إِلى أَحَدِ الخَصْمَيَنِ فَقَالَ: يَا هَذَا إِلَى كَمْ هَذِهِ المُنافَسَةُ مَعَ النَّاسِ، بِهذَا الرَّأْسِ؟ تَسَلَّ عَنْ قَلِيلِ خَطَرِهِ، إِلى لَعْنَةِ اللهِ وَحَرِّ سَقَرِهِ، وَهَبْ أَنَّ هَذا الرَّأْسَ لَيْسَ، وَأَنَا لَمْ نَرَ هذَا التَّيْسَ.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَقُمْتَ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ خَجِلاً، وَلَبِسْتُ الثِّيابَ وَجِلاً، وَانْسَلَلْتُ مِنْ الحَمَّامِ عَجِلاً، وَسَبَبْتُ الغُلاَمَ بِالعَضِّ وَالمصِّ، وَدَقَقْتُهُ دَقَّ الجِصِّ، وَقُلْتْ لآخَرَ: اذْهَبْ فَأْتِني بِحَجَّامٍ يَحُطُّ عَنِّي هَذا الثِّقَلَ، فَجَاءَني بِرَجُلِ لَطِيفِ البِنْيَةِ، مَلِيحِ الحِلْيَةِ، في صُورَةِ الدُّمْيَةِ، فارْتَحْتُ إِلَيْهِ، وَدَخَلَ فَقَالَ: السَّلاَمُ عليْكَ، وَمِنْ أَيِّ بَلَدٍ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ قُمَّ، فَقَالَ: حَيَّاكَ اللهُ! مِنْ أَرْضِ النِّعْمَةِ وَالرَّفَاهَةِ وَبَلَدِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَلَقَدْ حَضَرْتُ فِي شَهْرِ رَمضانَ جَامِعَها وَقَدْ أُشْعِلَتْ فِيهِ المَصَابِيحُ، وَأُقِيَمتِ التَّرَاويحُ، فَمَا شَعَرْنا إِلاَّ بِمَدِّ النِّيلِ، وَقَدْ أَتَى عَلَى تِلْكَ القَنَادِيلِ، لكِنْ صَنَعَ اللهُ لِي بِخُفِّ قَدْ كُنْتُ لَبِسْتُهُ رطْباً فَلَمْ يَحْصُلْ طِرَازُهُ على كُمِّهِ، وَعَادَ الصَّبيُّ إِلِى أُمِّهِ، بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتُ العَتَمَةَ واعْتَدَلَ الظِّلُّ، وَلَكِنْ كَيفَ كَانَ حَجُّكَ؟ هَلْ قَضَيْتَ منَاَسِكَهُ كَما وَجَبَ، وَصَاحُوا العَجَبَ العَجَبَ؟ فَنَظَرْتُ إِلى المَنَارَةِ، وَمَا أَهْوَنَ الحَرْبَ عَلى النَّظَّارَةِ، وَوجَدْتُ الهَرِيسَةَ عَلى حالِهَا، وَعَلِمْتُ أَنَّ الأَمْرَ بِقَضَاءٍ ِمنَ اللهِ وَقَدرٍ، وَإِلَى مَتَى هَذَا الضَّجَرُ؟ وَاليَوْمُ وَغَدُ، وَالسَّبْتُ وَالأَحَدُ، وَلا أَطِيلُ وَمَا هَذا القَالَ وَالقِيلَ؟ وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ المُبَرِّدَ فِي النَّحْوِ حَدِيدُ المُوسَى فَلاَ تَشْتَغِلْ بِقَوْلِ العَامَّةِ؛ فَلَوْ كَانَتْ الاسْتِطاعَةُ قَبْلَ الفِعْلِ لَكُنْتُ قَدْ حَلَقْتُ رَأَسَكَ، فَهَلْ تَرَى أَنْ نَبْتَدِئَ؟.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَبَقَيْتُ مُتَحَيِّراً مِنْ بَيَانِهِ، فِي هَذَيَانِهِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَطُولَ مَجْلِسَهُ، فَقُلْتُ: إِلى غَدٍ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ مَنْ حَضَرَ، فَقَالوا: هَذا رَجُلٌ مِنْ بِلادِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَمْ يُوَافْقُهُ هَذا المَاءُ، فَغَلَبَتْ عَلْيِهِ السَّوْدَاءُ، وَهُو طُولَ النَّهارِ يَهْذِي كَمَا تَرَى، وَوَرَاءَهُ فَضْلٌ كَثِيرٌ، فَقُلْتُ: قَدْ سَمِعْتُ بِهِ، وَعَزَّ عَلَيَّ جُنُونُهُ، وَأَنْشأْتُ أَقُولُ:
أَنَا أُعْطِي اللهَ عَهْداً = مُحكَماً في النَّذْرِ عَقْدَا
لا حَلَقْتُ الرَّأْسَ مَا عِشْـ = ـتُ وَلَوْ لاقَيْتُ جَهْدَا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:47 م]ـ
المقامة الحُلوانيّة
الحريري
(يُتْبَعُ)
(/)
حَكى الحارِثُ بنُ هَمّامٍ قال: كلِفْتُ مُذْ ميطَتْ عني التّمائِمُ. ونِيطَتْ بيَ العَمائِمُ. بأنْ أغْشى مَعانَ الأدَبِ. وأُنضيَ إليْهِ رِكابَ الطّلَبِ. لأعْلَقَ منْهُ بِما يكونُ لي زينَةً بينَ الأنامِ. ومُزنَةً عندَ الأُوامِ. وكُنْتُ لفَرْطِ اللّهَجِ باقْتِباسِه. والطّمَعِ في تقمّصِ لِباسِهِ. أُباحِثُ كلّ مَنْ جَلّ وقَلّ. وأسْتَسْقي الوَبْلَ والطّلّ. وأتعلّلُ بعَسى ولَعلّ. فلمّا حلَلْتُ حُلْوانَ. وقدْ بلَوْتُ الإخْوانَ. وسَبَرْتُ الأوْزانَ. وخبَرْتُ ما شانَ وَزانَ. ألفَيْتُ بها أبا زيْدٍ السَّروجيَّ يتقلّبُ في قوالبِ الانتِسابِ. ويخْبِطُ في أساليبِ الاكتِسابِ. فيدّعي تارَةً أنّهُ من آلِ ساسانَ. ويعْتَزي مرّةً الى أقْيالِ غسّانَ. ويبْرُزُ طَوراً في شِعارِ الشّعَراء. ويَلبَسُ حيناً كِبَرَ الكُبَراءِ. بيْدَ أنّهُ معَ تلوّنِ حالِهِ. وتبَيّنِ مُحالِهِ. يتحلّى برُواءٍ ورِوايَةٍ. ومُدراةٍ ودِرايَةٍ. وبَلاغَةٍ رائِعَةٍ. وبَديهةٍ مُطاوعةٍ. وآدابٍ بارِعةٍ. وقدَمٍ لأعْلامِ العُلومِ فارِعةٍ. فكانَ لمحاسِنِ آلاتِهِ. يُلْبَسُ على عِلاّتِه. ولِسَعَةِ رِوايَتِه. يُصْبى الى رؤيَتِهِ. ولخلابَةِ عارِضَتِهِ. يُرْغَبُ عنْ مُعارضَتِهِ. ولعُذوبَةِ إيرادِهِ. يُسْعَفُ بمُرادِهِ. فتعَلّقتُ بأهْدابِهِ. لخَصائِصِ آدابِهِ. ونافَسْتُ في مُصافاتِهِ. لنَفائِسِ صِفاتِه.
فكُنتُ بهِ أجْلو هُمومي وأجْتَلي = زمانيَ طلقَ الوجْهِ مُلتَمِعَ الضّيا
أرَى قُرْبَهُ قُرْبى ومَغْناهُ غُنْيَةً = ورؤيَتَهُ رِيّاً ومَحْياهُ لي حَيا
ولَبِثْنا على ذلِكَ بُرْهَةً. يُنْشئ لي كلَّ يومٍ نُزهَةً. ويدْرَأُ عن قلبي شُبهَةً. الى أنْ جدَحَتْ لهُ يَدُ الإمْلاقِ. كأس الفِراقِ. وأغْراهُ عدَمُ العُراقِ. بتَطْليقِ العِراقِ. ولفَظَتْهُ مَعاوِزُ الإرْفاقِ. الى مَفاوِزِ الآفاقِ. ونظَمَهُ في سِلْكِ الرّفاقِ. خُفوقُ رايةِ الإخْفاقِ. فشحَذَ للرّحْلَةِ غِرارَ عزْمَتِهِ. وظَعَنَ يقْتادُ القلْبَ بأزِمّتِهِ.
فما راقَني مَنْ لاقَني بعْدَ بُعْدِهِ = ولا شاقَني مَنْ ساقني لوِصالِهِ
ولا لاحَ لي مُذْ ندّ نِدٌ لفَضْلِهِ = ولا ذو خِلالٍ حازَ مثلَ خِلالِهِ
واسْتَسَرّ عني حيناً. لا أعرِفُ لهُ عَريناً. ولا أجِدُ عنْهُ مُبيناً. فلمّا أُبْتُ منْ غُربَتي. الى منْبِتِ شُعْبَتي. حضَرْتُ دارَ كُتُبِها التي هيَ مُنتَدى المتأدّبينَ. ومُلتَقَى القاطِنينَ منهُمْ والمُتغرّبينَ. فدخَلَ ذو لِحْيَةٍ كثّةٍ. وهيئَةٍ رثّةٍ. فسلّمَ على الجُلاّسِ. وجلَسَ في أُخرَياتِ الناسِ. ثمّ أخذَ يُبْدي ما في وِطابِهِ. ويُعْجِبُ الحاضِرينَ بفصْلِ خِطابِهِ. فقال لمَنْ يَليه: ما الكِتابُ الذي تنظُرُ فيهِ؟ فقالَ: ديوانُ أبي عُبادةَ. المشْهودِ لهُ بالإجادَةِ. فقال: هلْ عثَرْتَ لهُ فيما لمحْتَهُ. على بَديعٍ استَملَحْتَهُ؟ قال: نعمْ قولُه:
كأنّما تبْسِمُ عن لُؤلُؤٍ = منضّدٍ أو برَدٍ أو أقاحْ
فإنّهُ أبدَعَ في التّشبيهِ. المُودَعِ فيهِ. فقالَ لهُ: يا لَلعجَبِ. ولَضَيْعَةِ الأدبِ! لقدِ استَسْمَنْتَ يا هَذا ذا ورَمٍ. ونَفَخْتَ في غيرِ ضرَمٍ! أينَ أنتَ منَ البيْتِ النّدْرِ. الجامِعِ مُشَبّهاتِ الثّغْرِ؟ وأنْشَد:
نفْسي الفِداءُ لثَغْرٍ راقَ مبسِمُهُ = وزانَهُ شنَبٌ ناهيكَ من شنَبِ
يفترُّ عن لُؤلُؤٍ رطْبٍ وعن برَدٍ = وعن أقاحٍ وعن طلْعٍ وعن حبَبِ
فاستَجادَهُ مَنْ حضَر واسْتَحْلاهُ. واستَعادَهُ منْهُ واسْتمْلاهُ. وسُئِلَ: لمنْ هذا البيتُ. وهلْ حيٌ قائِلُهُ أو ميْتٌ؟ فقال: أيْمُ اللهِ لَلحَقُّ أحَقُّ أنْ يُتّبَعَ. ولَلصّدْقُ حَقيقٌ بأنْ يُستَمَعَ! إنّهُ يا قَوْمُ. لنَجيّكُمْ مُذُ اليوْمَ. قال: فكأنّ الجَماعَةَ ارْتابَتْ بعزْوَتِه. وأبَتْ تصْديقَ دعْوَته. فتوجّسَ ما هجَسَ في أفْكارِهِمْ. وفطِنَ لِما بَطَنَ مِنِ استِنْكارِهِمْ. وحاذَرَ أنْ يفْرُطَ إليْهِ ذمّ. أو يَلْحَقَهُ وصْمٌ. فقرأ: إنّ بعْضَ الظنّ إثْمٌ. ثم قال: يا رُواةَ القَريضِ. وأُساةَ القوْلِ المَريضِ. إنّ خُلاصَةَ الجوهَرِ تظهَرُ بالسّبْكِ. ويدَ الحقّ تصْدَعُ رِداءَ الشّكّ. وقدْ قيلَ فيما غبَرَ منَ الزّمانِ: عندَ الامتِحانِ. يُكرَمُ الرّجُلُ أو يُهانُ. وها أنا قدْ عرّضْتُ خبيئَتي للاخْتِبارِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعرَضْتُ حَقيبَتي على الاعْتِبارِ. فابْتَدَر. أحدُ مَنْ حضَرَ. وقال: أعرِفُ بيْتاً لمْ يُنسَجْ على مِنْوالِهِ. ولا سمَحَتْ قَريحةٌ بمِثالِهِ. فإنْ آثَرْتَ اختِلابَ القُلوبِ. فانْظِمْ على هذا الأسْلوبِ. وأنْشَدَ:
فأمطَرَتْ لؤلؤاً من نرْجِسٍ وسقَتْ = ورْداً وعضّتْ على العُنّابِ بالبَرَدِ
فلم يكُنْ إلا كلَمْحِ البَصَرِ أو هُوَ أقرَبُ. حتى أنْشَدَ فأغْرَب:
سألتُها حينَ زارَتْ نَضْوَ بُرْقُعِها الـ = ـقاني وأيداعَ سمْعي أطيَبَ الخبَرِ
فزَحزَحَتْ شفَقاً غشّى سَنا قمَرٍ = وساقَطَتْ لُؤلؤاً من خاتَمٍ عطِرِ
فحارَ الحاضِرونَ لبَداهَتِه. واعتَرَفوا بنَزاهَتِه. فلمّا آنَسَ استِئْناسَهُمْ بكَلامِهِ. وانصِبابَهُمْ الى شِعْبِ إكْرامِهِ. أطْرَقَ كطَرْفَةِ العَينِ. ثمّ قال: ودونَكُمْ بيتَينِ آخرَينِ. وأنشدَ:
وأقبَلَتْ يومَجدّ البينُ في حُلَلٍ = سودٍ تعَضُّ بَنانَ النّادِم الحَصِرِ
فلاحَ ليْلٌ على صُبْحٍ أقلّهُما = غُصْنٌ وضرّسَتِ البِلّورَ بالدَّرَرِ
فحينَئذٍ استَسْنى القوْمُ قيمَتَهُ. واستَغْزَروا ديمَتَهُ. وأجْمَلوا عِشْرَتَهُ. وجمّلوا قِشرَتَهُ. قال المُخْبِرُ بهَذِهِ الحِكايَةِ: فلمّا رأيتُ تلهُّبَ جذْوَتِهِ. وتألُّقَ جلْوَتِهِ. أمعَنْتُ النّظَرَ في توسُّمِهِ. وسرّحْتُ الطّرْفَ في ميسِمِهِ. فإذا هوَ شيخُنا السَّروجيّ. وقدْ أقْمَرَ ليلُه الدّجُوجيُّ. فهنّأتُ نفسي بمَورِدِهِ. وابتدَرْتُ اسْتِلام يدِهِ. وقلتُ لهُ: ما الذي أحالَ صفَتَكَ. حتى جهِلْتُ معرِفَتَكَ؟ وأيّ شيء شيّبَ لحيَتَكَ. حتى أنْكَرْتُ حِليَتَكَ؟ فأنشأ يقول:
وقْعُ الشّوائِبِ شيّبْ = والدّهرُ بالناسِ قُلَّبْ
إنْ دانَ يوماً لشَخْصٍ = ففي غدٍ يتغلّبْ
فلا تثِقْ بوَميضٍ = منْ برْقِهِ فهْوَ خُلّبْ
واصْبِرْ إذا هوَ أضْرى = بكَ الخُطوبَ وألّبْ
فما على التِّبْرِ عارٌ =في النّارِ حينَ يُقلَّبْ
ثمّ نهضَ مُفارِقاً موضِعَهُ. ومُستَصْحِباً القُلوبَ معَهُ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:28 ص]ـ
الْمَقَامَةُ الكُوفِيَةُ
بديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا فَتِىُّ السِّنِّ أَشُدُّ رَحْلِي لِكُلِّ عَمَايَةٍ، وَأَرْكُضُ طِرْفَي إِلَى كلِّ غِوَايَةٍ، حَتَّى شَرِبْتُ مِنَ العُمْرِ سَائِغَهُ، وَلَبِسْتُ مِنَ الدَّهْرِ سابِغَهُ، فَلَمَّا انْصَاحَ النَّهَارُ بِجَانِبِ لَيْلَى، وَجَمَعْتُ للمَعَادِ ذَيْلي، وَطِئتُ ظَهْرَ المَرُوضةِ، لأداءِ المَفْرُوضَةِ، وَصَحِبَني فِي الطَّريقِ رَفيقٌ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ سُوءٍ، فَلَمَّا تجَالَيْنا، وَخَبَّرْنا بحالَيْنا، سَفَرَتِ القِصَّةُ عَنْ أصْلٍ كُوفيّ، وَمَذْهَبٍ صُوفِيّ، وَسِرْنا فَلَمَّا أَحَلَّتْنا الكُوفَةُ مِلْنا إِلى دَارِهِ، وَدَخلْنَاهَا وَقَدْ بَقَلَ وَجْهُ النَّهَارِ وَاخْضَرَّ جَانِبُهُ وَلَّما اغْتَمَضَ جَفْنُ اللَّيْلِْ وَطَرَّ شَارِبُهُ، قُرِعَ عَلَيْنا البابُ، فَقُلْنا: مَنِ القارِعُ المُنْتابُ؟ فقالَ: وَفْدُ اللَّيْلِ وَبَريدُهُ، وَفَلُّ الجُوعِ وَطَريدُهُ، وَحُرُّ قَادَهُ الضُّرُّ، والزَّمَنُ المُرُّ، وَضَيْفٌ وَطْؤُهَ خَفيفٌ، وَضَالَّتُهُ رَغيفٌ، وَجَارٌ يَسْتَعْدِى عَلى الجُوعِ، وَالجْيبِ المَرْقُوعِ، وَغَرِيبٌ أَوقِدَتِ النَّارُ عَلى سَفَرِهِ، وَنَبَحَ العَوَّاءُ عَلَى أَثَرِهِ، وَنُبِذَتْ خَلْفَهُ الحُصَيَّاتُ، وَكُنِسَتْ بَعْدَهُ العَرَصاتُ، فَنِضْوُهُ طَليحٌ، وَعَيْشُهُ تَبْريحٌ، وَمِنَ دُونِ فَرْخَيْهِ مَهَامِهُ فِيحٌ.
قَالَ عِيسى بْنُ هِشَامٍ: فَقَبَضْتُ مِنْ كِيسي قَبْضَةَ اللَّيْثِ، وَبَعَثْتُها إِلَيهِ وَقُلْتُ: زِدْنا سُؤَالاً، نَزِدْكَ نَوَالاً، فَقَالَ: ما عُرِضَ عَرْفُ العُودِ، عَلى أَحَرَّ مِنْ نَارِ الجُودِ، وَلا لُقِيَ وَفْدُ البِرِّ، بأَحْسَنَ مِنْ بَريدِ الشُّكْرِ، وَمَنْ مَلَكَ الفَضْلَ فَلْيُؤَاسِ، فَلَنْ يَذْهَبَ العُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ، وَأَمَّا أَنْتَ فَحَقَّقَ اللهُ آمَالَكَ، وَجَعَلَ اليَدَ العُلْيا لَكَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ عِيسى بْنُ هِشامٍ: فَفَتَحْنا لَهُ البَابَ وَقُلْنا: ادْخُلْ، فَإِذا هُوَ وَاللهِ شَيْخُنا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَريُّ، فَقُلْتُ: يا أَبَا الفَتْح، شَدَّ مَا بَلَغتْ مِنْكَ الخصَاصَةُ. وَهذَا الزِّيِّ خَاصَّةٌ، فَتَبَسَّمَ وَأَنْشأَ يَقولُ:
يَغُرَّنَكَ الذِي = أَنَا فيهِ مِنَ الطَّلَبْ
أَنَا فِي ثَرْوَةٍ تُشَـ = ـقُّ لَهَا بُرْدَةُ الطَّرَبْ
أَنَا لَوْ شِئْتُ لاَتَّخَذْ = تُ سُقُوفاً مِنَ الذَهَبْ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:38 ص]ـ
المقامة الكوفيّة
الحريري
حَكى الحارثُ بنُ همّامٍ قال: سمَرْتُ بالكوفَةِ في ليلَةٍ أديمُها ذو لوْنَينِ. وقمرُها كتَعْويذٍ من لُجَينٍ. معَ رُفقَةٍ غُذوا بلِبانِ البَيانِ. وسحَبوا على سَحْبانَ ذيْلَ النّسْيانِ. ما فيهِمْ إلا مَنْ يُحْفَظُ عنْهُ ولا يُتَحفَّظُ منْهُ. ويَميلُ الرّفيقُ إليهِ ولا يَميلُ عنهُ. فاستَهْوانا السّمَرُ. الى أنْ غرَبَ القمَرُ. وغلَبَ السّهَرُ. فلمّا روّقَ الليْلُ البَهيمُ. ولمْ يبْقَ إلا التّهويمُ. سمِعْنا منَ البابِ نبْأةَ مُستَنْبِحٍ. ثمّ تلَتْها صكّةُ مُستفْتِحٍ. فقُلنا: منِ المُلِمّ. في اللّيلِ المُدْلَهِمّ؟ فقال:
يا أهلَ ذا المَغْنى وُقيتُمْ شَرّا = ولا لَقيتُمْ ما بَقيتُمْ ضُرّا
قدْ دفَعُ الليلُ الذي اكْفَهَرّا = الى ذَراكُمُ شَعِثاً مُغْبَرّا
أخا سِفارٍ طالَ واسْبَطَرّا = حتى انْثَنى مُحْقَوْقِفاً مُصْفَرّا
مثلَ هِلالِ الأُفْقِ حينَ افْتَرّا =وقد عَرا فِناءكُمْ مُعْتَرّا
وأمَّكُمْ دونَ الأنام طُرّا = يبْغي قِرًى منكُمْ ومُستَقَرّا
فَدونَكُمْ ضَيْفاً قَنوعاً حُرّا = يرْضَى بما احْلَوْلى وما أمَرّا
وينثَني عنْكُمْ ينُثّ البِرّا
قال الحارثُ بنُ هَمّامٍ: فلمّا خلَبَنا بعُذوبَةِ نُطقِهِ. وعلِمْنا ما وَراء برْقِه. ابتَدَرْنا فتْحَ البابِ. وتلَقّيناهُ بالتّرْحابِ. وقُلْنا للغُلامِ: هيّا هَيّا. وهلُمّ ما تَهيّا! فقالَ الضّيفُ: والذي أحَلّني ذَراكُمْ. لا تلَمّظْتُ بقِراكُمْ. أو تَضْمَنوا لي أنْ لا تتّخِذوني كَلاًّ. ولا تجَشّموا لأجْلي أكْلاً. فرُبّ أكْلَةٍ هاضَتِ الآكِلَ. وحرَمَتْهُ مآكِلَ. وشَرُّ الأضْيافِ مَنْ سامَ التّكليفَ. وآذَى المُضيفَ. خُصوصاً أذًى يعْتَلِقُ بالأجْسامِ. ويُفْضي الى الأسْقامِ. وما قيلَ في المثَلِ الذي سارَ سائِرُهُ: خيرُ العَشاء سَوافِرُهُ. إلا ليُعَجَّلَ التّعَشّي. ويُجْتَنَبَ أكْلُ اللّيلِ الذي يُعْشي. اللهُمّ إلاّ أن تقِدَ نارُ الجوعِ. وتَحولَ دونَ الهُجوعِ. قال: فكأنّهُ اطّلعَ على إرادَتِنا. فرَمى عنْ قوْسِ عَقيدَتِنا. لا جَرَم أنّا آنَسْناهُ بالتِزامِ الشّرْطِ. وأثْنَينا على خُلُقِهِ السّبْطِ. ولمّا أحْضَرَ الغُلامُ ما راجَ. وأذْكى بينَنا السّراجَ. تأمّلتُهُ فإذا هوَ أبو زيْدٍ فقُلتُ لصَحْبي: ليُهْنَأكُمُ الضّيفُ الوارِدُ. بلِ المَغْنَمُ البارِدُ. فإنْ يكُنْ أفَلَ قمَرُ الشِّعْرَى فقدْ طلَعَ قمَرُ الشِّعْرِ. أوِ استَسَرّ بدْرُ النّثْرَةِ فقدْ تبلّجُ بدْرُ النّثْرِ. فسرَتْ حُمَيّا المسَرّةِ فيهِمْ. وطارَتِ السِّنَةُ عنْ مآقِيهِمْ. ورَفَضوا الدَّعَةَالتي كانوا نَوَوْها. وثابُوا الى نشْرِ الفُكاهَةِ بعْدَما طوَوْها. وأبو زيْدٍ مُكِبٌّ على إعْمالِ يدَيْهِ. حتى إذا استَرْفَعَ ما لدَيْهِ. قلتُ لهُ: أطْرِفْنا بغَريبَةٍ منْ غَرائِبِ أسْمارِكَ. أو عَجيبَةٍ منْ عَجائِبِ أسفارِكَ. فقال: لقدْ بلَوْتُ منَ العَجائِبِ ما لمْ يرَهُ الرّاؤونَ. ولا رواهُ الرّاوونَ. وإنّ منْ أعجبِها ما عايَنْتُهُ الليلَةَ قُبَيلَ انْتِيابِكُمْ. ومَصيري الى بابِكُمْ. فاستَخْبَرْناهُ عَنْ طُرفَةِ مَرآهُ. في مسرَحِ مسْراهُ. فقال: إنّ مَراميَ الغُربَةِ. لفَظَتْني الى هذِهِ التُرْبَةِ. وأنا ذو مَجاعَةٍ وبوسَى. وجِرابٍ كفؤادِ أمّ موسَى. فنهَضْتُ حينَ سَجا الدُجى. على ما بي منَ الوَجَى. لأرْتادَ مُضيفاً. أو أقْتادَ رَغيفاً. فساقَني حادِي السّغَبِ. والقضاءُ المُكنّى أبا العجَبِ. الى أنْ وقفْتُ على بابِ دارٍ. فقلْتُ على بِدارٍ:
حُييتُمُ يا أهلَ هذا المنزِلِ = وعِشتُمُ في خفضِ عيشٍ خضِلِ
ما عندكُمْ لابنِ سَبيلٍ مُرمِلِ = نِضْوِ سُرًى خابِطِ ليْلٍ ألْيَلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَوِي الحَشى على الطّوى مُشتَمِلِ = ما ذاقَ مذْ يومانِ طعمَ مأكَلِ
ولا لهُ في أرضِكُمْ منْ مَوْئِلِ = وقد دَجا جُنْحُ الظّلامِ المُسبِلِ
وهْوَ منَ الحَيرَةِ في تملْمُلِ = فهلْ بهَذا الرَّبعِ عذبُ المنهَلِ
يقول لي: ألْقِ عَصاكَ وادخُلِ = وابْشَرْ ببِشْرٍ وقِرًى مُعجَّلِ
قال: فبرزَ إليّ جَوْذَرٌ. عليهِ شَوْذَرٌ. وقال:
وحُرمَةِ الشّيخِ الذي سنّ القِرَى = وأسّسَ المحْجوجَ في أُمّ القُرَى
ما عِندَنا لِطارِقٍ إذا عَرا = سوى الحديثِ والمُناخِ في الذَّرَى
وكيفَ يقْري مَنْ نَفى عنه الكَرى = طوًى برَى أعظُمَهُ لمّا انْبَرى
فما تَرى فيما ذكرتُ ما تَرى
فقُلتُ: ما أصْنَعُ بمنزِلٍ قَفرٍ. ومُنزِلٍ حِلفِ فَقْرِ؟ ولكِنْ يا فَتى ما اسمُكَ. فقدْ فتَنَني فهْمُكَ؟ فقال: اسمي زيْدٌ. ومَنشإي فَيْدٌ. ووَردتُ هذِهِ المَدَرَةَ أمْسِ. معَ أخْوالي منْ بَني عبْسٍ. فقلتُ لهُ: زِدْني إيضاحاً عِشْتَ. ونُعِشْتَ! فقال: أخبرَتْني أمّي بَرّةُ. وهيَ كاسْمِها برّةٌ. أنّها نكَحَتْ عامَ الغارَةِ بماوانَ. رجُلاً من سَراةِ سَروجَ وغسّانَ. فلمّا آنَسَ منْها الإثْقال. وكان باقِعةً على ما يُقال. ظعَنَ عنْها سِرّاً. وهَلُمّ جَرّاً. فما يُعْرَفُ أحَيٌ هوَ فيُتوَقّعَ. أم أودِعَ اللّحْدَ البَلْقَعَ؟ قال أبو زيْدٍ: فعلِمْتُ بصِحّةِ العَلاماتِ أنّه ولَدي. وصدَفَني عنِ التّعرُّفِ إليْهِ صَفْرُ يدي. ففصَلْتُ عنْهُ بكَبِدٍ مرْضوضَةٍ. ودُموعٍ مفْضوضةٍ. فهلْ سمِعْتُمْ يا أولي الألْبابِ. بأعْجَبَ منْ هذا العُجابِ؟ فقُلْنا: لا ومَنْ عندَهُ عِلمُ الكِتابِ. فقال: أثْبِتوها في عَجائِبِ الاتّفاقِ. وخلِّدوها بُطونَ الأوْراقِ. فما سُيّرَ مثلُها في الآفاقِ. فأحْضَرْنا الدّواةَ وأساوِدَها. ورَقَشْنا الحِكايَةَ على ما سرَدَها. ثمّ اسْتَبْطنّاهُ عنْ مُرْتآهُ. في استِضْمام فَتاهُ. فقالَ: إذا ثَقُلَ رُدْني. خَفّ عليّ أنْ أكْفُلَ ابْني. فقُلنا: إنْ كان يكْفيكَ نِصابٌ منَ المالِ. ألّفناهُ لكَ في الحالِ. فقالَ: وكيْفَ لا يُقْنِعُني نِصابٌ. وهلْ يحتَقِرُ قدْرَهُ إلا مُصابٌ؟ قالَ الرّاوي: فالتَزَمَ منْهُ كلٌ منّا قِسطاً. وكتبَ له بِهِ قِطّاً. فشَكرَ عندَ ذلِك الصُنْعَ. واستَنْفَدَ في الثّناء الوُسْعَ. حتى إنّنا اسْتَطلْنا القوْلَ. واستَقلَلْنا الطَّوْلَ. ثمّ إنّهُ نشَرَ منْ وشْيِ السّمَرِ. ما أزْرَى بالحِبَرِ. الى أنْ أظَلّ التّنْويرُ. وجَشَرَ الصبْحُ المُنيرُ. فقضَيْناها ليلَةً غابَتْ شوائِبُها. الى أنْ شابَتْ ذَوائِبُها. وكمُلَ سُعودُها. الى أنِ انْفطَرَ عودُها. ولمّا ذَرّ قرْنُ الغَزالَةِ. طمرَ طُمورَ الغَزالَةِ. وقال: انْهَضْ بِنا لنَقبِضَ الصِّباتِ. ونستَنِضَّ الإحالاتِ. فقَدِ اسْتَطارَتْ صُدوعُ كَبِدي. منَ الحَنينِ الى ولَدِي. فوَصَلتُ جَناحَهُ. حتى سَنّيتُ نَجاحَهُ. فحينَ أحْرَزَ العَينَ في صرّتِه. فرَقَتْ أساريرُ مسرّتِهِ. وقال لي: جُزيتَ خَيراً عنْ خُطا قدَمَيكَ. واللهُ خَليفَتي علَيْكَ. فقُلتُ: أُريدُ أن أتّبِعَكَ لأشاهِدَ ولَدَك النّجيبَ. وأُنافِثَهُ لكَيْ يُجيبَ. فنظَرَ إليّ نظْرَةَ الخادِعِ الى المَخْدوعِ. وضحِكَ حتى تغَرْغَرَتْ مُقلَتاهُ بالدّموعِ. وأنشَدَ:
يا مَنْ يظَنّى السّرابَ ماءً = لمّا روَيْتُ الذي روَيْتُ
ما خِلْتُ أنْ يستَسِرّ مَكري = وأنْ يُخيلَ الذي عنَيْتُ
واللهِ ما بَرّةٌ بعِرْسي = ولا ليَ ابنٌ بِهِ اكتَنَيْتُ
وإنّما لي فُنونُ سِحرٍ = أبدَعْتُ فيها وما اقتَدَيتُ
لمْ يحْكِها الأصمَعيُّ فيما = حكَى ولا حاكَها الكُمَيتُ
تَخِذْتُها وُصلَةً الى ما = تَجْنيهِ كَفّي متى اشتَهَيْتُ
ولوْ تَعافَيتُها لحالَتْ = حالي ولمْ أحْوِ ما حوَيْتُ
فمهّدِ العُذْرَ أو فسامِحْ = إنْ كُنتُ أجرَمْتُ أو جنَيْتُ
ثمّ إنّه ودّعني ومَضى. وأوْدَعَ قلْبي جمْرَ الغَضا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 07:39 م]ـ
المَقَامَةُ الأَزَاذِيَّةِ
بديع الزمان الهمذاني
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ بِبَغْذَاذَ وَقْتَ الاَزَاذِ، فَخَرَجْتُ أَعْتَامُ مِنْ أَنْواعِهِ لاِبْتِيَاعِهِ، فَسِرْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ إلى رَجُلٍ قَدْ أَخَذَ أَصْنَافَ الفَوَاكِهِ وَصَنَّفَهَا وَجَمَعَ أَنْوَاعَ الرُّطَبِ وَصَفَّفَهَا، فَقَبَضْتُ مِنْ ُكلِ شَيءٍ أَحْسَنَهُ، وَقَرَضْتُ مِنْ كُلِ نَوعٍ أَجْوَدَهُ، فَحِينَ جَمَعْتُ حَوَاشِيَ الإِزَارِ، عَلى تِلْكَ الأَوْزَارِ أَخَذَتْ عَيْنَايَ رَجُلاً َقدْ لَفَّ رَأْسَهُ بِبُرْقُعٍ حَيَاءً، وَنَصَبَ جَسَدَهُ، وبَسَطَ يَدَهُ وَاحْتَضَنَ عِيَاَلهُ، وَتَأَبَّطَ أَطْفَالَهُ، وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ يَدْفَعُ الضَّعَفَ فِي صَدْرِهِ، وَالْحَرضَ فِي ظَهْرِهِ:
وَيْلِي عَلَى كَفَّينِ مِنْ سَويقِ = أوْ شَحْمَةٍ تُضْرَبُ بالدَّقِيقِِ
أَوْ قَصْعَةٍ تُمْلأُ مِنْ خِرْدِيقِِ = يَفْتَأُ عَنَّا سَطَواتِ الرِّيقِ
يُقِيمُنَا عَنْ مَنْهَجِ الطَرِيقِ = يَارَازِقَ الثَّرْوَةِ بَعْدَ الضِّيقِِ
سَهِّلْ عَلى كَفِّ فتىً لَبِيقِ = ذِي نَسَبٍ فِي مَجْدِهِ عَرِيقِ
يَهْدي إِلَيْنا قَدَمَ التَّوْفيقِ = يُنْقِذُ عَيِشي مِنْ يَدِ التَّرْنيقِ
قالَ عِيسى بْنُ هِشامِ: فَأخَذْتُ مِنَ الكِيس أَخْذَةً وَنُلْتُهُ إِياهَا، فَقَالَ:
يَا مَنْ عَنَانِي بِجَمِيلِ بِرِّهِ = أَفْضِ إِلى اللهِ بِحُسْنِ سِرِّهِ
وَاسْتَحْفظِ الله جَمِيلَ ستْرِهِ = إِنْ كانَ لا طَاقَةَ لِي بِشُكْرِهِ
فَاللهُ رَبِّي مِنْ وَرَائي أَجْرِهِ قَالَ عِيسى بْنُ هِشَامٍ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فِي الكيسِ فَضْلاً فَاُبْرُزْ لِي عَنْ بَاطِنِكَ أَخْرُجْ إِلَيْكَ عَنْ آخِرِهِ، فَأَمَاطَ لِثَامَهُ، فَإِذَا وَاللهِ شَيْخُنَا أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَندريُّ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ أَيُّ دَاهِيَةٍ أَنْتَ؟ فَقَالَ:
فَقَضِّ العُمْرَ تَشْبيهَاً = عَلَى النَّاسِ وَتَمْويهَا
أَرَى الأَيَّامَ لا تَبْقَى = عَلَى حَالٍ فَأَحْكِيهَا
فَيَوْماً شَرُّهَا فِيَّ = وَيَوْماً شِرَّتِي فِيهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 09:01 م]ـ
ما شاء الله ..
موضوع رائع أختي الباحثة عن الحقيقة ..
بارك الله فيك وفي المشاركين معك في هذا الموضوع القيم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:11 ص]ـ
الْمَقَامَةُ السِّجِسْتَانَّيةُ
بديع الزمان الهمذاني
حَدَثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدا بِي إِلى سِجِسْتَانَ أَرَبٌ، فَاقْتَعَدْتُ طِيَتَّهُ، وَامْتَطَيْتُ مَطِيَّتَهُ، وَاسْتَخَرْتُ الله فِي العَزْمِ جَعَلْتُهُ أَمَامِي، وَالْحَزْمِ جَعَلْتُهُ إِمَامِي حَتَّى هَدَانِي إِلَيْهَا، فَوَافَيْتُ دُرُوبَهَا وَقَدْ وَافَتِ الشَّمْسُ غُرُوبَهَا، وَاتَّفَقَ المَبِيتُ حَيْثُ انْتَهَيْتُ، فَلَمَّا انْتُضيَ نَصْلُ الصَّبَاحِ، وَبَرَزَ جَيْشُ الْمِصْبَاحِ، مَضَيْتُ إِلى السُّوقِ أَخْتَارُ مَنْزِلاً، فَحِينَ انْتَهَيْتُ مِنْ دَائِرَةُ الْبَلَدِ إِلَى نُقْطَتِهَا، وَمِنْ قِلادَةِ السُّوقِ إِلى وَاسِطَتِهَا، خَرَقَ سَمْعِي صَوْتٌ لَهُ مِنْ كُلِّ عِرْقٍ مَعْنىً، فَانْتَحَيْتُ وَفْدَهُ حَتَّى وَقَفْتُ عِنْدَهُ، فَإذَا رَجُلٌ عَلى فَرَسِهِ، مُختَنِقٌ بِنَفسِهِ، قَدْ ولاَّنِي قَذَالَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَني فَقَدْ عَرَفَني، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفني فأَنا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسي: أَنَا باكُورَةُ اليَمَنِ وَأُحْدُوثةُ الزَّمَنِ أَنَا أُدْعِيَّةُ الرِّجالِ، وَأُحْجيَّةُ رَبَّاتِ الحِجالِ، سَلُوا عنِّي البِلادَ وَحُصُونَها، وَالجِبالَ وَحُزُونَها، وَالأوْدية وَبُطُونَها، وَالبِحارَ وَعُيُونَهَا، والخيلَ وَمُتُونَها، مَنِ الذَّي مَلَكَ أَسْوَارَها، وَعَرَفَ أَسْرَارَهَا، وَنَهَجَ سَمْتَها، وَوَلَجَ حَرَّتَهَا؟ سَلُوا المُلوكَ وَخَزَائِنَها، وَالأَغْلاقَ وَمَعادِنَها، وَالأُمُورَ وَبَوَاطِنَها، وَالعُلُومَ وَمَوَاطِنها، وَالخُطُوبَ وَمَغالِقَهَا، وَالحُروبَ وَمَضَايِقَهَا، مَنِ الذَّي أَخَذَ مُخْتَزَنَها، وَلَمْ يُؤَدِّ ثَمَنَهَا؟ وَمَنِ الذَّي مَلَكَ مَفَاتِحَها، وَعَرَفَ مَصَالِحَها؟ أَنَا وَاللهِ فَعَلْتُ ذلِكَ، وَسَفَرْتُ بَيْن المُلُوكِ الصِّيدِ، وَكَشْفُت أَسْتَارَ الخُطُوبِ السُّودِ، أَنَا وَاللهِ شَهِدْتُ حَتّى مَصارِعَ العُشَّاقِ، وَمَرِضْتُ حَتَّى لِمَرَضِ الأَحْدَاقِ، وَهَصَرْتُ الغُصُونَ النَّاعِماتِ، وَأَجْتَنَيْتُ وَرْدَ الْخُدُودِ الْمُوَرَّداتِ، وَنَفَرْتُ مَعَ ذَلِكَ عَنْ الدُّنْيَا نُفُورَ طَبْعِ الْكَرِيمِ عَنْ وُجُوهِ اللِّئَامِ، وَنَبَوتُ عَنْ الْمُخْزِياتِ نُبُوَ السَّمْعِ الشَّريفِ عَنْ شَنْيعِ الْكَلامِ وَالآنَ لَمَّا أَسْفَرَ صُبْحُ الْمَشِيبِ، وَعَلَتْنِي أُبَهةُ الْكِبَرِ، عَمَدْتُ لإِصْلاحِ أَمْرِ الْمَعَادِ، بإِعْدَادِ الزَّادِ، فَلَمْ أَرَ طَرِيقاً أَهْدَى إِلى الرَّشَادِ مِمَّا أَنْا سَالِكُهُ، يَرَانِي أَحَدُكُمْ رَاكِبَ فَرَسٍ، نَاثِرَ هَوَسٍ، يَقُولُ: هذاَ أَبُو الْعَجَبِ، لاَ وَلَكِّنِيَ أَبُو الْعَجَاِئبِ، عَايَنْتُهَا وَعَانَيْتُهَا، وَأُمُّ الْكَبَائِرِ قَايَسْتُهَا وَقَاسَيْتُهَا، وَأَخُو الاْغْلاَقِ: صَعْباً وَجَدْتُهَا، وَهَوْناً أَضَعْتُهَا، وَغَالِياً اشْتَرَيْتُهَا، وَرَخِيصاً ابْتَعْتُهَا، فَقَدْ واللهِ صَحِبْت لهَا الْمَواكِبَ، وَزَاحَمْتُ الْمَنَاكِبَ، وَرَعَيْتُ الْكَواكِبَ، وأَنْضَيْتَ الْمَراكِبَ، دُفِعْتُ إِلى مَكَارِهَ نَذَرْتُ مَعَهَا أَلاَّ أَدَّخِرَ عَنِ المُسْلِمِينَ مَنَافِعَهَا، وَلاَ بُدَّ لِي أَنْ أَخْلَعَ رِبْقَةَ هَذِهِ الأَمَانَة مِنْ عُنُقِي إِلَى أَعْنَاِقكُمْ، وَأَعْرِضَ دَوائِي هَذا فِي أَسْوَاقِكُمْ، فَلْيَشْتَرِ مِنِّي مَنْ لاَ يَتَقَزُّزُ مِنْ مَوْقِفِ الْعَبِيدِ، ولاَ يَأَنَفُ مِنْ كَلِمَةِ الْتَّوحِيدِ، وَلْيَصُنْهُ مَنْ أَنْجَبَتْ جُدُودُهُ، وَسَقَى بِالْمَاءِ الطَّاهِرِ عُوُدُهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ: فَدُرْتُ إِلَى وَجْهِهِ لأَعْلَمَ عِلْمَه فَإِذَا هُوَ وَاللهِ شَيْخُنَا أَبْو الْفتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، وَانْتَظَرْتُ إَجْفَالَ النَّعَامَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَعَرَّضْتُ فَقُلْتُ: كَمْ يُحِلُّ دَوَاءَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: يُحِلُّ الْكِيسُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكْتُهُ وَانْصَرَفْتُ.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 03:49 م]ـ
الْمَقَامَةُ الْقَرِيضِيّةُ
للهمذاني
حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: طَرَحَتْنيِ النّوَى مَطَارِحَهَا حَتّى إذَا وَطِئْتُ جُرْجَان الأَقْصى. فاسْتَظْهَرْتُ عَلَى الأَيامِ بِضِياعٍ أَجَلْتُ فِيهاَ يَدَ الْعِمَارةِ، وَأَمْوَالٍ وَقَفْتُهَا عَلى التّجَارَةِ، وَحَانُوتٍ جَعَلْتُهُ مَثَابَةٍ، وَرُفْقَةٍ اتّخَذْتُهَا صَحَابَةً، وَجَعَلْتُ لِلْدّارِ، حَاشِيَتَيِ النّهَار، وللحَانُوتِ بَيْنَهُمَا، فَجَلَسْنَا يَوْماً نَتَذَاكَرُ القرِيضَ وَأَهْلَهُ، وَتِلْقَاءَنا شَابّ قَدْ جَلَسَ غَيْرَ بَعِيدٍ يُنْصِتُ وَكَأَنّهُ يَفْهَمُ، وَيَسْكتُ وَكَأَنّهُ لاَ يَعْلَمُ حَتّى إِذَا مَالَ الكَلاَمُ بِنَا مَيْلَهُ، وَجَرّ الْجِدَالُ فِينَا ذَيْلَهُ، قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ عُذَيَقَهُ، وَوَافَيتُمْ جُذَيْلَهُ، وَلَوْ شِئْتُ لَلَفْظْتُ وَأَفَضْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لأَصْدَرْتُ وَأَوْرَدْتُ، وَلَجَلَوْتُ الْحقّ في مَعْرَضِ بَيَانٍ يُسْمِعُ الصُّمَّ، وَيُنزلُ الْعُصْمَ، فَقُلْتُ: يَا فَاضِلُ أدْنُ فَقَدْ مَنَّيْتَ، وَهَاتِ فَقَدْ أَثْنَيتَ، فَدَنَا وَقَالَ: سَلُونِي أُجِبْكُمْ، وَاسْمَعُوا أُعْجِبْكُمْ. فَقُلْنَا: مَا تَقُولُ فِي امْرِىءِ الْقَيسِ؟ قَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَفَ بِالدِّيارِ وَعَرَصَاتِهَا، وَاغْتَدَى وَالطَّيرُ فِي وَكَنَاتِهَا، وَوَصَفَ الْخيلَ بِصِفَاِتهَا، وَلَمْ يَقُلِ الشِّعْرَ كَاسِياً. وَلَمْ يُجِدِ القَوْلَ رَاغِباً، فَفَضَلَ مَنْ تَفَتَّقَ للْحِيلةِ لِسَانُهُ، وَاْنتَجَعَ لِلرَّغْبَة بَنَانُهُ، قُلْنَا: فَما تَقُولُ فِي الْنَّابِغَةِ؟ قالَ: يَثلِبُ إِذَا حَنِقَ، وَيَمْدَحُ إِذَا رَغِبَ، وَيَعْتَذِرُ إِذَا رَهِبَ، فَلاَ يَرْمي إِلاَّ صَائِباً، قُلْنَا: فَمَا تَقُولُ فِي زُهَيرٍ؟ قَالَ يُذِيبُ الشِّعرَ، والشعْرُ يُذيبَهُ، وَيَدعُو القَولَ وَالسِّحْرَ يُجِيبُهُ، قُلْنَا: فَمَا تَقُولُ فِي طَرَفَةَ: قَالَ: هُوَ ماَءُ الأشْعَارِ وَطينَتُها، وَكَنْزُ الْقَوَافِي وَمَديِنَتُهَا، مَاتَ وَلَمْ تَظْهَرْ أَسْرَارُ دَفَائِنِهِ وَلَمْ تُفْتَحْ أَغْلاَقُ خَزَائِنِهِ، قُلْنَا: فَمَا تَقُولُ فِي جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ؟ أَيُّهُمَا أَسْبَقُ؟ فَقَالَ: جَرِيرٌ أَرَقُّ شِعْراً، وَأَغْزَرُ غَزْراً وَالْفَرَزْدَقُ أَمْتَنُ صَخْراً، وَأَكْثَرُ فَخْراً وَجَرِيرٌ أَوْجَعُ هَجْواً، وَأَشْرَفُ يَوْماً وَالْفَرَزْدَقُ أَكَثَرُ رَوْماً، وَأَكْرَمُ قَوْماً، وَجَرِيرٌ إِذَا نَسَبَ أَشْجَى، وَإِذَا ثَلَبَ أَرْدَى، وَإِذَا مَدَحَ أَسْنَى، وَالْفَرزدقُ إِذَا افْتَخَرَ أَجْزَى، وَإِذَا احْتَقرَ أَزرَى، وَإِذا وصَفَ أَوفَى، قُلنَا: فَمَا تَقُولُ فِي المُحْدَثِينَ منْ الشُّعَراءِ والمُتَقَدِّمينَ مِنهُمْ؟ قالَ: المُتَقَدِّمونَ أَشْرفُ لَفْظاً، وَأَكثرُ منْ المَعَاني حَظاً، وَالمُتَأَخِّرونَ أَلْطَفُ صُنْعاً، وَأَرَقُّ نَسْجاً، قُلْنا: فَلَو أَرَيْتَ مِنْ أَشْعارِكَ، وَرَوَيْتَ لَنا مِنْ أَخْبارِكَ، قالَ: خُذْهَما في مَعْرِضٍ واحِدٍ، وَقالَ:
أَما تَرَوْني أَتَغَشَّى طِمْرَاً = مُمْتَطِياً في الضُّرِّ أَمْراً مُرَّاً
مُضْطَبناً عَلى اللَّيالي غِمَراً = مُلاقِياً مِنْها صُرُوفاً حَمْرَا
أَقْصَى أَمانِيَّ طُلُوعُ الشِّعْرى = فَقَد عُنِينَا بِالأَمَاني دَهْرَاً
وَكانَ هذَا الحُرُّ أَعْلى قَدْراً = وَماءُ هذَا الوَجْهِ أَغْلى سِعْرَا
ضَرَبْتُ لِلسَّرّا قِبَاباً خُضْرَا = فِي دَارِ دَارَا وَإِوَانِ كِسْرى
فَانْقَلَبَ الدَّهْرُ لِبَطْنٍ ظَهْرا = وَعَادَ عُرْفُ العَيْشِ عِنْدي نُكْرَا
لَمْ يُبْقِ مِنْ وَفْرِى إِلاَّ ذِكْرَا = ثُمَّ إِلى اليَوْمِ هَلُمَّ جَرَّا
لَوْلا عَجُوزٌ لِي بِسُرَّ مَنْ رَا= وَأَفْرُخٌ دونَ جِبَالِ بُصْرَى
قَدْ جَلَبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ ضُرَّا = قَتَلْتَ يَا سَادَةُ نَفْسي صَبْرَا
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ، فَانَلْتُهُ مَا تَاحَ. وَأَعْرَضَ عَنَّا فَرَاحَ. فَجَعَلْتُ أَنْفيهِ وَأُثْبتُهُ، وَأَنْكِرُهُ وَكَأَنِّي أَعْرِفُهُ، ثُمَّ دَلَّتْنِي عَلَيهِ ثَنَاياهُ، فَقُلْتُ: الإِسْكَنْدَريُّ وَاللَّهِ، فَقَدْ كَانَ فَارَقَنَا خِشْفاً، وَوَافانا جِلْفاً، وَنَهَضْتُ عَلى إِثرِهِ، ثَمَّ قَبَضْتُ عَلَى خَصْرِهِ، وَقُلْتُ: أَلَسْتَ أَبَا الفَتْحِ؟ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ؟ فَأَيُّ عَجُوزِ لَكَ بِسُرَّ مَنْ رَا؟ فَضَحِكَ إِليَّ وَقَالَ:
وَيْحَكَ هذَا الزَّمَان زُورُ = فَلَا يَغُرَّنَّكَ الغُرُورُ
لاَ تَلْتَزِمْ حَالَةً، وَلكِنْ =دُرْ بِالَّليَالِي كَمَا تَدُورُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 03:56 م]ـ
المقَامَةُ الدِّينَارِيَّة:
للهمذاني
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ:
اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ إِلَيْهِ لأَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ فِي رُفْقَةٍ، قَدْ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ في حَلَقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا بَني سَاسَانَ، أَيُّكُمْ أَعْرَفُ بِسِلْعَتِه، وَأَشْحَذُ في صَنْعَتِهَ، فَأُعْطِيهُ هذَا الدِّينَارَ؟ فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: أَنَا، وَقَالَ آخَرُ مِنَ الجَمَاعَةِ: لاَ، بَلْ أَنَا. ثُمَّ تَنَاقَشَا وَتَهَارَشَا حّتَّى قُلْتُ: لِيَشْتُمْ كُلٌّ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ، فَمَنْ غَلَبَ سَلَبَ، وَمَنْ عَزَّ بَزَّ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: يَا بَرْدَ العَجُوزِ، يَا كُرْبَةَ تَمُّوزَ، يَا وَسَخَ الكُوزِ، يَا دِرْهَماً لا يَجُوزُ، يَا حَدِيثَ الْمَغِّنينَ، يَا سَنَةَ الْبُوسِ، يَا كَوْكَبَ النَّحُوسِ، يَا وَطَأَ الكابُوسِ، يَا تُخْمَةَ الرَّؤُسِ، يَا أُمَّ حُبَيْنِ، يَا رَمَدَ العَيْنِ، يَا غَدَاةَ الْبَيْنِ، يَا فِرَاقَ المُحِبَّيْن، يَا سَاعةَ الحَيْنِ يَا مَقْتَلَ الحُسَيْنِ يَا ثِقَلَ الدَّيْنِ يَا سِمَةَ الشَّيْنِ يَا بَريدَ الشُّومِ يَا طَرِيدَ اللُّومِ يَا ثَرِيدَ الثُّومِ يَا بَادِيةَ الزَّقُّومِ يَا مَنْعَ المَاعُونِ يَا سَنَةَ الطَّاعُونِ يا بَغْيَ العَبِيدِ، يَا آيَةَ الوَعِيدِ، يَا كَلامَ المُعِيدِ، يَا أَقْبَحَ مِنْ حَتَّى، في مَوَاضِعَ شَتَّى، يَا دُودَةَ الكَنِيفِ، يَا فَرْوَةً فِي المَصِيفِ، يَا تَنَحْنُحَ المُضِيفِ إِذَا كُسِرَ الرَّغِيفُ، يَا جُشَاءَ المَخْمُورِ، يَا نَكْهَةََ الصُّقُورِ، يَا وَتِدَ الدُّورِ، يَا خُذْرُوفَةَ القُدُورِ، يَا أَرْبُعَاءَ لاَ تَدُورُ، يَا طَمَعَ المَقْمُورِ، يَا ضَجَرَ اللِّسَانِ، يَا بَوْلَ الخِصْيَانِ، يَا مُؤَاكَلَةَ العُمْيَانِ، يَا شَفَاعَةَ العُرْيَانش، يَا سَبْتَ الصِّبْيَانِ، يَا كِتَابَ التَّعَازِي، يَا قَرَارَةَ المَخازِي، يَا بُخْلَ الأَهْوَازِي، يَا فُضُولَ الرَّازِي، واللهِ لَوْ وَضَعْتَ إِحْدَى رِجْلَيْكَ عَلى أَرْوَنْدَ، وَالأُخْرَى عَلَى دُنْباوَنْدَ، وَأَخَذْتَ بِيَدِكَ قَوْسَ قُزَحَ، وَنَدَفْتَ الغَيْمَ فِي جِبَابِ المَلائِكَةَ، مَا كُنْتَ إِلاَ حَلاَّجاً.
وَقَالَ الآخَرُ: يَا قَرَّادَ القُرُودِ، يَا لَبُودَ اليَهُودِ: يَا نَكْهَةَ الأُسُودِ، يَا عَدَماً فِي وُجُودٍ، يَا كَلْبَاً فِي الهِرَاشِ، يَا قِرْداً فِي الفِرَاشِ، يَا قَرءعِيَّةً بِمَاشٍ، يَا أَقَلَّ مِنْ لاشٍ، يَا دُخَانَ النِّفْطِ، يَا صُنَانَ الإِبْطِ، يَا زَوَالَ المُلْكِ، يَا هِلاَلَ لهُلكِ، يَا أَخْبَثَ مِمَّنْ بَاءَ بِذُلِّ الطَّلاَقِ، وَمَنْعِ الصَّدَاقِ، يَا وَحْلَ الطَّرِيقِ، يَا مَاءً عَلى الرِّيقِ يَامُحَرِّكَ العَظْمِ يَامُعَجِّلَ الهَضْمِ يا قَلَحَ الأَسْنَانِ، يَا وَسَخَ الآذَانِ، يَا أَجَرَّ مِنْ قَلْسٍ، يَا أَقَلَّ مِنْ فَلْسٍ، يَا أَفْضَحَ مِنْ عَبْرَةٍ، يَا أَبْغَى مِنْ إِبْرَةٍ، يَا مَهَبِّ الخُفِّ، يا مَدْرَجَةَ الأَكُفِّ، يَا كلِمَةَ لَيْتَ، يا وَكْفَ البيْتِ، يَا كَيْتَ وَكَيْتَ، واللهِ لوْ وَضَعْتَ أسْتَكَ عَلَى النُّجُومِ، وَدَلَّيْتَ رِجْلَكَ في التُّخُومِ، وَاتَّخَذْتَ الشِّعْرَى خُفّاً، وَالثُرَيَّا رَفَّاً، وَجَعَلْتَ السَّماءَ مِنْوَالاً، وَحِكْتَ الهَوَاءَ سِرْبالاً، فَسَدَّيْتَهُ بِالْنَّسْرِ الطَّائِرِ، وَأَلْحَمْتَهُ بالفَلَكِ الدَّائِرِ، ما كُنْتَ إِلاَّ حَائِكاً.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشامٍ: فَوَ اللهِ مَا عَلِمْتُ أَيَّ الرَّجُلَين أُوثِرُ؟! وَمَا مِنْهُما إِلاَّ بَدِيع الْكَلاَمِ، عَجِيبُ المَقَامِ، أَلَدُّ الخِصَامِ، فَتَرَكْتُهما، وَالدِّينَارُ مُشاعٌ بَيْنَهُمَا، وانْصَرَفْتُ وَمَا أَدْرِي مَا صَنَعَ الدَّهْرُ بِهِمَا.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:00 م]ـ
ما شاء الله ..
موضوع رائع أختي الباحثة عن الحقيقة ..
بارك الله فيك وفي المشاركين معك في هذا الموضوع القيم
شكراً لمرورك الكريم أخيتي صاحبة القلم،
كم أسعد برؤية اسمك، وتثلج صدري كلماتك، وأتوسم خيراً بآرائك ..
سلمت لي وللفصيح
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:02 م]ـ
لا عدمنا مشاركاتك ومرورك العطر أخي ليث
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:38 م]ـ
بارك الله جهودك الأخت الباحثة عن الحقيقة، وهذا موضوع جميل،وكان المدخل إليع رائعاً بحق حيث أنه يؤصل لعلم اشتهر في الأدب العربي،ونحن بحاجة لمثل هذه الدراسات اللطيفة، فلك الشكر أخية،والشكر موصول للأخوة الذي أدلوا بدلوهم هنا.
وسنكون من المتابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:54 م]ـ
يعطر الصفحة مرورك أخي أحمد الغنام، وحقاً يشرفني رأيك ..
وفقك الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 05:21 م]ـ
المقَامَةُ الدِّينَارِيَّة:
للهمذاني
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ:
اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ إِلَيْهِ لأَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ فِي رُفْقَةٍ، قَدْ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ في حَلَقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا بَني سَاسَانَ، أَيُّكُمْ أَعْرَفُ بِسِلْعَتِه، وَأَشْحَذُ في صَنْعَتِهَ، فَأُعْطِيهُ هذَا الدِّينَارَ؟ فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: أَنَا، وَقَالَ آخَرُ مِنَ الجَمَاعَةِ: لاَ، بَلْ أَنَا. ثُمَّ تَنَاقَشَا وَتَهَارَشَا حّتَّى قُلْتُ: لِيَشْتُمْ كُلٌّ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ، فَمَنْ غَلَبَ سَلَبَ، وَمَنْ عَزَّ بَزَّ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ: يَا بَرْدَ العَجُوزِ، يَا كُرْبَةَ تَمُّوزَ، يَا وَسَخَ الكُوزِ، يَا دِرْهَماً لا يَجُوزُ، يَا حَدِيثَ الْمَغِّنينَ، يَا سَنَةَ الْبُوسِ، يَا كَوْكَبَ النَّحُوسِ، يَا وَطَأَ الكابُوسِ، يَا تُخْمَةَ الرَّؤُسِ، يَا أُمَّ حُبَيْنِ، يَا رَمَدَ العَيْنِ، يَا غَدَاةَ الْبَيْنِ، يَا فِرَاقَ المُحِبَّيْن، يَا سَاعةَ الحَيْنِ يَا مَقْتَلَ الحُسَيْنِ يَا ثِقَلَ الدَّيْنِ يَا سِمَةَ الشَّيْنِ يَا بَريدَ الشُّومِ يَا طَرِيدَ اللُّومِ يَا ثَرِيدَ الثُّومِ يَا بَادِيةَ الزَّقُّومِ يَا مَنْعَ المَاعُونِ يَا سَنَةَ الطَّاعُونِ يا بَغْيَ العَبِيدِ، يَا آيَةَ الوَعِيدِ، يَا كَلامَ المُعِيدِ، يَا أَقْبَحَ مِنْ حَتَّى، في مَوَاضِعَ شَتَّى، يَا دُودَةَ الكَنِيفِ، يَا فَرْوَةً فِي المَصِيفِ، يَا تَنَحْنُحَ المُضِيفِ إِذَا كُسِرَ الرَّغِيفُ، يَا جُشَاءَ المَخْمُورِ، يَا نَكْهَةََ الصُّقُورِ، يَا وَتِدَ الدُّورِ، يَا خُذْرُوفَةَ القُدُورِ، يَا أَرْبُعَاءَ لاَ تَدُورُ، يَا طَمَعَ المَقْمُورِ، يَا ضَجَرَ اللِّسَانِ، يَا بَوْلَ الخِصْيَانِ، يَا مُؤَاكَلَةَ العُمْيَانِ، يَا شَفَاعَةَ العُرْيَانش، يَا سَبْتَ الصِّبْيَانِ، يَا كِتَابَ التَّعَازِي، يَا قَرَارَةَ المَخازِي، يَا بُخْلَ الأَهْوَازِي، يَا فُضُولَ الرَّازِي، واللهِ لَوْ وَضَعْتَ إِحْدَى رِجْلَيْكَ عَلى أَرْوَنْدَ، وَالأُخْرَى عَلَى دُنْباوَنْدَ، وَأَخَذْتَ بِيَدِكَ قَوْسَ قُزَحَ، وَنَدَفْتَ الغَيْمَ فِي جِبَابِ المَلائِكَةَ، مَا كُنْتَ إِلاَ حَلاَّجاً.
وَقَالَ الآخَرُ: يَا قَرَّادَ القُرُودِ، يَا لَبُودَ اليَهُودِ: يَا نَكْهَةَ الأُسُودِ، يَا عَدَماً فِي وُجُودٍ، يَا كَلْبَاً فِي الهِرَاشِ، يَا قِرْداً فِي الفِرَاشِ، يَا قَرءعِيَّةً بِمَاشٍ، يَا أَقَلَّ مِنْ لاشٍ، يَا دُخَانَ النِّفْطِ، يَا صُنَانَ الإِبْطِ، يَا زَوَالَ المُلْكِ، يَا هِلاَلَ لهُلكِ، يَا أَخْبَثَ مِمَّنْ بَاءَ بِذُلِّ الطَّلاَقِ، وَمَنْعِ الصَّدَاقِ، يَا وَحْلَ الطَّرِيقِ، يَا مَاءً عَلى الرِّيقِ يَامُحَرِّكَ العَظْمِ يَامُعَجِّلَ الهَضْمِ يا قَلَحَ الأَسْنَانِ، يَا وَسَخَ الآذَانِ، يَا أَجَرَّ مِنْ قَلْسٍ، يَا أَقَلَّ مِنْ فَلْسٍ، يَا أَفْضَحَ مِنْ عَبْرَةٍ، يَا أَبْغَى مِنْ إِبْرَةٍ، يَا مَهَبِّ الخُفِّ، يا مَدْرَجَةَ الأَكُفِّ، يَا كلِمَةَ لَيْتَ، يا وَكْفَ البيْتِ، يَا كَيْتَ وَكَيْتَ، واللهِ لوْ وَضَعْتَ أسْتَكَ عَلَى النُّجُومِ، وَدَلَّيْتَ رِجْلَكَ في التُّخُومِ، وَاتَّخَذْتَ الشِّعْرَى خُفّاً، وَالثُرَيَّا رَفَّاً، وَجَعَلْتَ السَّماءَ مِنْوَالاً، وَحِكْتَ الهَوَاءَ سِرْبالاً، فَسَدَّيْتَهُ بِالْنَّسْرِ الطَّائِرِ، وَأَلْحَمْتَهُ بالفَلَكِ الدَّائِرِ، ما كُنْتَ إِلاَّ حَائِكاً.
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشامٍ: فَوَ اللهِ مَا عَلِمْتُ أَيَّ الرَّجُلَين أُوثِرُ؟! وَمَا مِنْهُما إِلاَّ بَدِيع الْكَلاَمِ، عَجِيبُ المَقَامِ، أَلَدُّ الخِصَامِ، فَتَرَكْتُهما، وَالدِّينَارُ مُشاعٌ بَيْنَهُمَا، وانْصَرَفْتُ وَمَا أَدْرِي مَا صَنَعَ الدَّهْرُ بِهِمَا.
المقامة الدّينارية
الحريري
(يُتْبَعُ)
(/)
رَوى الحارثُ بنُ هَمّامٍ قال: نظَمَني وأخْداناً لي نادٍ. لمْ يخِبْ فيه مُنادٍ. ولا كَبا قدْحُ زِنادٍ. ولا ذكَتْ نارُ عِنادٍ. فبيْنَما نحنُ نتجاذَبُ أطْرافَ الأناشيدِ. ونَتوارَدُ طُرَفَ الأسانيدِ. إذْ وقَفَ بِنا شخْصٌ علَيْهِ سمَلٌ. وفي مِشيَتِهِ قزَلٌ. فقال: يا أخايِرَ الذّخائِرِ. وبشائِرَ العَشائِرِ. عِموا صَباحاً. وأنْعِموا اصطِباحاً. وانظُروا الى مَنْ كان ذا نَديّ ونَدًى. وجِدَةٍ وجَداً. وعَقارٍ وقُرًى. ومَقارٍ وقِرًى. فما زالَ بهِ قُطوبُ الخُطوبِ. وحُروبِ الكُروبِ. وشَرَرُ شرِّ الحَسودِ. وانْتِيابُ النّوَبِ السّودِ. حتى صفِرَتِ الرّاحَةُ. وقرِعَتِ الساحَةُ. وغارَ المنْبَعُ. ونَبا المَرْبَعُ. وأقْوى المجْمَعُ. وأقَضّ المضْجَعُ. واستَحالَتِ الحالُ. وأعْوَلَ العِيالُ. وخَلَتِ المَرابِطُ. ورَحِمَ الغابِطُ. وأودى النّاطِقُ والصّامِتُ. ورَثى لَنا الحاسِدُ والشّامِتُ. وآلَ بِنا الدّهرُ الموقِعُ. والفَقْرُ المُدْقِعُ. الى أنِ احْتَذيْنا الوَجى. واغْتذدَينا الشّجا. واستَبْطَنّا الجَوى. وطَوَيْنا الأحْشاءَ على الطّوى. واكْتَحَلْنا السُهادَ. واستَوطَنّا الوِهادَ. واستوطأن القتاد. وتناسينا الأقتاد، واستطبنا الحين المحتاج واستَبْطأنا اليومَ المُتاحَ. فهل من حُرٍّ آسٍ. أو سمْحٍ مُؤاسٍ؟ فوَالّذي استَخْرَجَني من قَيلَه. لقَد أمْسَيتُ أخا عَيْلَه. لا أمْلِكُ بيْتَ ليْلَه. قال الحارِثُ بنُ همّامٍ: فأوَيْتُ لمَفاقِرِه. ولوَطْتُ الى استِنْباطِ فِقَرِهِ. فأبْرَزتُ ديناراً. وقُلتُ لهُ اختِباراً: إنْ مدَحْتَهُ نَظْماً. فهوَ لكَ حتْماً. فانْبَرى يُنشِدُ في الحالِ. من غيرِ انتِحال:
أكْرِمْ بهِ أصفَرَ راقَتْ صُفرَتُهْ = جوّابَ آفاقٍ ترامَتْ سَفرَتُهْ
مأثورَةٌ سُمعَتُهُ وشُهرَتُهْ = قد أُودِعَتْ سِرَّ الغِنى أسرّتُهْ
وقارَنَتْ نُجحَ المَساعي خطرَتُه = وحُبِّبَتْ الى الأنامِ غُرّتُهْ
كأنّما منَ القُلوبِ نُقْرَتُهْ = بهِ يصولُ مَنْ حوَتْهُ صُرّتُهْ
وإنْ تَفانَتْ أو توانَتْ عِتْرَتُهْ = يا حبّذا نُضارُهُ ونَضْرَتُهْ
وحبّذا مَغْناتُهُ ونصْرَتُهْ = كمْ آمِرٍ بهِ استَتَبّتْ إمرَتُهْ
ومُتْرَفٍ لوْلاهُ دمَتْ حسْرَتُهْ = وجيْشِ همٍّ هزمَتْهُ كرّتُهْ
وبدرِ تِمٍّ أنزَلَتْهُ بدْرَتُهْ = ومُستَشيطٍ تتلظّى جمْرَتُهْ
أسَرّ نجْواهُ فلانَتْ شِرّتُهْ = وكمْ أسيرٍ أسْلمَتْهُ أُسرَتُهْ
أنقَذَهُ حتى صفَتْ مسرّتُهْ = وحقِّ موْلًى أبدَعَتْهُ فِطْرَتُهْ
لوْلا التُقَى لقُلتُ جلّتْ قُدرتُهْ
ثم بسَط يدَهُ. بعدَما أنْشدَهُ. وقال: أنْجَزَ حُرٌ ما وعَدَ. وسَحّ خالٌ إذ رَعَدَ. فنبَذْتُ الدّينارَ إليْهِ. وقلتُ: خُذْهُ غيرَ مأسوفٍ علَيْهِ. فوضَعهُ في فيهِ. وقال: بارِك اللهُمّ فيهِ! ثمّ شمّرَ للانْثِناء. بعْدَ توفِيَةِ الثّناء. فنشأتْ لي منْ فُكاهَتِه نشوَةُ غرامٍ. سهّلَتْ عليّ ائْتِنافَ اغْتِرامٍ. فجرّدْتُ ديناراً آخَرَ وقلتُ لهُ: هلْ لكَ في أنْ تذُمّهُ. ثم تضُمّهُ؟ فأنشدَ مُرتَجِلاً. وشَدا عجِلاً:
تبّاً لهُ من خادِعٍ مُماذِقِ = أصْفَرَ ذي وجْهَيْنِ كالمُنافِقِ
يَبدو بوَصْفَينِ لعَينِ الرّامِقِ = زينَةِ معْشوقٍ ولوْنِ عاشِقِ
وحُبّهُ عندَ ذَوي الحَقائِقِ = يدْعو الى ارتِكابِ سُخْطِ الخالِقِ
لوْلاهُ لمْ تُقْطَعْ يَمينُ سارِقِ = ولا بدَتْ مظْلِمَةٌ منْ فاسِقِ
ولا اشْمأزّ باخِلٌ منْ طارِقِ = ولا شكا المَمطولُ مطلَ العائِقِ
ولا استُعيذَ منْ حَسودٍ راشِقِ = وشرّ ما فيهِ منَ الخلائِقِ
أنْ ليسَ يُغْني عنْكَ في المَضايِقِ = إلاّ إذا فرّ فِرارَ الآبِقِ
واهاً لمَنْ يقْذِفُهُ منْ حالِقِ = ومَنْ إذا ناجاهُ نجْوى الوامِقِ
قال لهُ قوْلَ المُحقّ الصّادِقِ = لا رأيَ في وصلِكَ لي ففارِقِ
فقلتُ له: ما أغزَرَ وبْلَكَ! فقال: والشّرْطُ أمْلَكُ. فنفَحتُهُ بالدّينارِ الثّاني. وقلتُ لهُ: عوّذهُما بالمَثاني. فألْقاهُ في فمِهِ. وقرَنَهُ بتوأمِهِ. وانْكفأ يحمَدُ مغْداهُ. ويمْدَحُ النّاديَ ونَداهُ. قالَ الحارِثُ بنُ همّامٍ: فناجاني قلبي بأنّهُ أبو زيدٍ. وأنّ تعارُجَهُ لِكَيدٍ. فاستَعَدْتُهُ وقلتُ له: قد عُرِفْتَ بوشْيِكَ. فاستَقِمْ في مشيِكَ. فقال: إنْ كُنتَ ابنَ هَمّامٍ. فحُيّيتَ بإكْرامٍ. وحَييتَ بينَ كِرامٍ! فقلتُ: أنا الحارثُ. فكيفَ حالُك والحوادِثُ؟ فقال: أتقلّبُ في الحالَينِ بُؤسٍ ورَخاءٍ. وأنقَلِبُ مع الرّيحَينِ زعْزَعٍ ورُخاءٍ. فقلتُ: كيفَ ادّعَيْتَ القَزَلَ؟ وما مِثلُكَ مَن هزَلَ. فاستَسَرّ بِشرُهُ الذي كانَ تجلّى. ثمّ أنشَدَ حينَ ولّى:
تعارَجْتُ لا رَغبَةً في العرَجْ = ولكِنْ لأقْرَعَ بابَ الفرَجْ
وأُلْقيَ حبْلي على غارِبي = وأسلُكَ مسْلَكَ مَن قد مرَجْ
فإنْ لامَني القومُ قلتُ اعذِروا = فليسَ على أعْرَجٍ من حرَجْ(/)
جَمَراتُ العَرَبِ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:22 م]ـ
هؤلاء بنو نمير بن عامر بن صَعْصَعة من القوم، أحدُ جمرات العرب وأشرف بيوت قيس بن عيلان بن مضر. وجمرات العرب ثلاثة؛ وإنما سُمُّوا بذلك؛ لأْنهم مُتَوافرون في أنفسهم، لم يُدْخِلوا معهم غيرهم؛ والتجمير في كلام العرب: التجميع، وهم: بنو نمير بن عامر، وبنو الحارث بن كعب، وبنو ضبة بن أد. فطفئت جمرتان، وهما بنو ضبة؛ لأنها حالفت الرباب، وبنو الحارث؛ لأنها حالفت مَذْحِج، وبقيت نمير لم تحالف؛ فهي على كَثْرتها ومَنَعَتِها. وكان الرجل منهم إذا قيل له: ممَن أنْتَ؟ قال: نميري كما ترى! إدلالاً بنَسَبِه، وافتخاراً بمنصبه، حتى قال جرير بن عطية بن الْخَطَفي لعُبيْد بن حُصيْن الراعي أحد بني نمير بن عامر: الوافر:
فغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ من نُمَيْرٍ =فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلاَبا
كعب وكلاب: ابنا ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ فصار الرجل منهم إذا قيل له: ممن أنت؟ يقول: عامري، ويكنى عن نمير.
ومرَت امرأة بقوم من بني نمير، فأحَدُّوا النظر إليها، فقال منهم قائل: واللّه إنها لَرَشْحَاء، فقالت: يا بني نمير، واللّه ما امتثلتم فيَ واحدةً من اثنتين، لا قول اللّه عز وجلَّ: "قُلْ لِلْمُؤمنينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارَهِمْ" ولا قول الشاعر:
فَغُضَ الطَرْفَ إنَّكَ من نُمير
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 11:24 م]ـ
للموضوع بقية بإذن الله(/)
لغز طويل لكنه جميل!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 01:29 ص]ـ
" ما اسم شيء إن قصد تعريفه فهو معروف وإن طلب وجد في جملة الظروف خماسيٌّ وليس فيه إلا أربعة حروف حار النحوي في تصريفه وعجز عن تأليفه مفعول وهو مرفوع محمولٌ وهو موضوع مبنيٌّ دخله الإعراب مرفوعٌ وهو باقٍ على الانتصاب يقبل التصغير والتكبير وفيه التأنيث والتذكير لا يصح فيه معنى العطف ولا يدخله من الحركات إلا الوقف لا يستعمل إلا في النداء ولا يعرب إلا وهو باقٍ على البناء وفيه نوعان من أدوات الشرط والجزاء له هيئةٌ إلى التبصرة مفتقرة وشكل خطوطه في الهندسيات معتبرة وأضلاعٌ قامت من البسيط على كرة وزواياه قائمةٌ حدثت عن منفرجة ومعانٍ دقيقة زادت على درجة والفقيه يرى أنه محرم الابتياع ويندب إلى المناداة عليه بشرط الاتباع مع أنه عينٌ طاهرة يصح بها الانتفاع كم صلى خلف إمام واقتدى به وهو إمام حيناً يوجد في الشام وحيناً في بيت الله الحرام وحيناً تراه قائماً في ظلام الليل والناس نيام والعروضي يعلم أنه بيتٌ برع حسناً واستقام وزناً نظم على البسيط وهو طويل وركب من سببين خفيفٍ وثقيل ينزحف بحذف فاصلةٍ صغرى ويتغير وزنه فترى فيه كسراً خمساه حرف من الحروف وبعضه في بعضه يطوف وإن حذف أوله فباقيه بلدٌ معروف ومع ذلك فكل حرفٍ منه ساكنٌ يصح عليه الوقوف وفيه أعمالٌ أقصرت عنها واختصرت منها خيفة الملل وتخفيفاً في العمل؟؟؟
ـ[ابنُ الربيعِ الحلبيّ]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أخي على تذكيرنا بمثل هذه الدرر و إنّه كما قلت لغز طويل لكنه جميل. و في الحقيقة هناك الكثير من فقرات هذا اللغز تشير إلى شيء له علاقة بالصلاة كالمسجد أو الأذان , و إن كان ظنّي صحيحًا فالمقصود هو بيت الله الحرام (الكعبة) و لكنْ تبقى بعض الأوصاف غير مناسبة لهذه الإجابة , و لكنّه عمل طيّب , جزاك الله خيرًا و السلام.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:11 ص]ـ
لغز جميل يستحق الوقوف .. ويغري بالتفكر وفرك الكفوف .. سأبحث بين الدروب،وقد أعود بالمطلوب، وإن عدت بخفي حنين، فلهفتي لمعرفته ستكون ضعفين ..
ساعدونا أيها الفصحاء .. وأوروا شعلة الذكاء .. فهاهو أخونا أحمد الغنام، يتحدانا أمام الأنام
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 07:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أخي على تذكيرنا بمثل هذه الدرر و إنّه كما قلت لغز طويل لكنه جميل. و في الحقيقة هناك الكثير من فقرات هذا اللغز تشير إلى شيء له علاقة بالصلاة كالمسجد أو الأذان , و إن كان ظنّي صحيحًا فالمقصود هو بيت الله الحرام (الكعبة) و لكنْ تبقى بعض الأوصاف غير مناسبة لهذه الإجابة , و لكنّه عمل طيّب , جزاك الله خيرًا و السلام.
بوركت أخي ابن الربيع على التفاعل اللطيف، والجواب يحوي مافكرت به،ولكن ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:52 ص]ـ
أخي الحبيب اللبيب الغالي أحمد
لغز طووووووويل
ولكنه مشهور معروف!!
وإن كنت تبغي الهدى؛ فهو في كتب التراث
وخاصة عند العلامة الموسوعي الصفديّ
هل أجيب الآن!!؟
أم ننتظر حتى يحين الأوان!!
وشكرا لك
أخوك عاشق التراث العربي
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:55 ص]ـ
لغز جميل يستحق الوقوف .. ويغري بالتفكر وفرك الكفوف .. سأبحث بين الدروب،وقد أعود بالمطلوب، وإن عدت بخفي حنين، فلهفتي لمعرفته ستكون ضعفين ..
ساعدونا أيها الفصحاء .. وأوروا شعلة الذكاء .. فهاهو أخونا أحمد الغنام، يتحدانا أمام الأنام
جميلة هذه السجعة أيتها الأخت الفاضلة
زيدينا، ولا تبخلي علينا من هذه الدرر!!
وجزاك الله خيرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 09:43 ص]ـ
لغز جميل يستحق الوقوف .. ويغري بالتفكر وفرك الكفوف .. سأبحث بين الدروب،وقد أعود بالمطلوب، وإن عدت بخفي حنين، فلهفتي لمعرفته ستكون ضعفين ..
ساعدونا أيها الفصحاء .. وأوروا شعلة الذكاء .. فهاهو أخونا أحمد الغنام، يتحدانا أمام الأنام
مرورك ظريف، يحوي ماهو لطيف .. أختنا الباحثة عن اللباب، فانتظري من دكتورنا مروان الجواب، فمن لنا غيره،من بعد الله ربه ..
فليتكرم علينا بالدرر، لنستفيد منها العبر ..
بورك في الجميع ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 09:47 ص]ـ
أخي الحبيب اللبيب الغالي أحمد
لغز طووووووويل
ولكنه مشهور معروف!!
وإن كنت تبغي الهدى؛ فهو في كتب التراث
وخاصة عند العلامة الموسوعي الصفديّ
هل أجيب الآن!!؟
أم ننتظر حتى يحين الأوان!!
وشكرا لك
أخوك عاشق التراث العربي
لك ماتريد يا دكتورنا الفريد، فالرجا أن تعجل بالجواب،قبل يوم الحساب ..
ولك مني أخي الحبيب، من التحية أكبر نصيب ..
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 02:52 م]ـ
بالله "يادكتورنا" الأريب،ذا القلب اللبيب، من بلدي الحبيب، لا تجب بسرعة وأمهلنا حتى المغيب، فأخونا الغنام، فطن بفن الكلام، فهلا يابن الكرام، قربت أو بعدت المرام، ولا تمط اللثام، علَّ أحد فصحائنا النيام، يصحو من رقاده، فيتحفنا بآرائه، ويرفدنا بجوابه، فيدلي بدلوه، أو يتذكر شيئاً من تراثنا وآدابه، فقد زاغ بصري، وحار فكري، وكنت قبل ذلك واثقة من أمري، يبدو أن الغبار قد غشي ذهني، فاصبر ولاتتعجل علينا، فمنذ زمن لم نقدح زناد قرائحنا،
ساعدونا أيها الفصحاء .. وأوروا شعلة الذكاء .. فهاهو أخونا أحمد الغنام، يتحدانا أمام الأنام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 03:18 م]ـ
تراه ما هو؟؟!!! لا بد أنه صعب بعيد المرام ...
حيرتنا بذاك يابن الكرام!!
ـ[بثينة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 03:59 م]ـ
سلام الله عليكم يا أهل الفصيح الكرام
دخلت أحل اللغز فوجدته صعب لم أفز
فلله دره لمن كان أمره
بارك الله فيكم و بالخير جزاكم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:15 م]ـ
بالله "يادكتورنا" الأريب،ذا القلب اللبيب، من بلدي الحبيب، لا تجب بسرعة وأمهلنا حتى المغيب، فأخونا الغنام، فطن بفن الكلام، فهلا يابن الكرام، قربت أو بعدت المرام، ولا تمط اللثام، علَّ أحد فصحائنا النيام، يصحو من رقاده، فيتحفنا بآرائه، ويرفدنا بجوابه، فيدلي بدلوه، أو يتذكر شيئاً من تراثنا وآدابه، فقد زاغ بصري، وحار فكري، وكنت قبل ذلك واثقة من أمري، يبدو أن الغبار قد غشي ذهني، فاصبر ولاتتعجل علينا، فمنذ زمن لم نقدح زناد قرائحنا،
ساعدونا أيها الفصحاء .. وأوروا شعلة الذكاء .. فهاهو أخونا أحمد الغنام، يتحدانا أمام الأنام
حولنا الأمر الى دكتورنا الحبيب، فهو خير من يجيب ..
وإن كان للبقية لابد من رؤوس أقلام، فلا بد من اجتماع كل من كان له في فن اللغة اهتمام .. إذ يحتوي اللغز كما ترون، جميع مافي اللغة من فنون ..
فنحن بالإنتظار، فقد شرف على نهايته النهار!
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:33 م]ـ
رويدك أخي بالقرار، فقد ضاع نهاري، بين شك واحتيار، ما أصعب أن تضطر للاختيار ..
هل هي
((الأذن)؟ .. تتغير بين "إذاً" و"الأُذن" و"أذَّن" و"إذَن"و"الإذْن"و"أذىً"
فهل أنا قريبة أم بعيدة؟؟
بعد البحث عن الحقيقية، لو تشرحين لنا الطريقة .. فأنت لست قريبة او بعيدة، مادمت في فلك لغتنا الحبيبة ..
جزاك المولى على هذا الجهد، وجعل لك على جناته به ورد ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 05:52 م]ـ
تراه ما هو؟؟!!! لا بد أنه صعب بعيد المرام ...
حيرتنا بذاك يابن الكرام!!
سلام الله عليكم يا أهل الفصيح الكرام
دخلت أحل اللغز فوجدته صعب لم أفز
فلله دره لمن كان أمره
بارك الله فيكم و بالخير جزاكم
نسينا الترحيب ورد السلام، على زوارنا الكرام .. فأهلاً بكم والدار لكم.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:09 م]ـ
أخي الحبيب اللبيب الأديب أحمد
هلا وغلا
نعطيهم الفرصة؛ حتى غياب القمر ليلا
الظاهر أنه قد لذّ المقام، وبدأت النفوس بشحذ الأذهان
وبات الميدان مكشوفا للعيان
مع أنني أعطيتهم نصف الجواب
أين ذهبت عنكم الشاملة أيها الأحباب
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:31 م]ـ
أخي الحبيب اللبيب الأديب أحمد
هلا وغلا
نعطيهم الفرصة؛ حتى غياب القمر ليلا
الظاهر أنه قد لذّ المقام، وبدأت النفوس بشحذ الأذهان
وبات الميدان مكشوفا للعيان
مع أنني أعطيتهم نصف الجواب
أين ذهبت عنكم الشاملة أيها الأحباب
وجزاكم الله خيرا
جزاك المولى القدير، الخير الوافر الكثير ..
وهي بين أيديكم الشاملة، فهي للخير العميم حاملة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:34 م]ـ
أخي .. مادمت لم تفصح .. فلم أفلح ..
الأذن .. خماسي
مكون من أربعة أحرف لتكرار الألف (إن اعتبرت الهمزة من أشقاء الألف)
مرفوع محمول من رأس الإنسان
يعرب إن كان أُذّن .. ويبنى إن كان إذا
تقبل الأذن التأنيث والتذكير والتصغير والتكبير
إذا: لا يصح بها العطف، ولا يعرب إلا وهو باقٍ على البناء
إذن: حرف جواب وجزاء وفيه نوعان من أدوات الشرط "إن "و "إذا"
له هيئةٌ إلى التبصرة مفتقرة وشكل خطوطه في الهندسيات معتبرة وأضلاعٌ قامت من البسيط على كرة وزواياه قائمةٌ حدثت عن منفرجة ومعانٍ دقيقة زادت على درجة: وربما قصد بذلك شكل حرف الذال
والفقيه يرى أنه محرم الابتياع .. فالأذُن لا تباع
والمؤذن من الأذان:وكم صلى خلف إمام واقتدى به وهو إمام حيناً يوجد في الشام وحيناً في بيت الله الحرام وحيناً تراه قائماً في ظلام الليل والناس نيام
والأذان يسمع في كل مكان من الشام والبلد الحرام ..
وركب من سببين خفيفٍ وثقيل ينزحف بحذف فاصلةٍ صغرى ويتغير وزنه فترى فيه كسراً فحركات إذا العروضية هي (سبب خفيف ثم ثقيل)
وكذلك (الإذن) والسماح
وهذا ما وصل إليه عقلي، وقصر عن البحث شغلي
ومهما يكن من أمر، فقد سعدت ولي الفخر، بمحاولاتي ولو نجم عنها الخسر،
لكم الخيار في الجواب، فقد آن أوان فتح الباب، لدخول الجقيقة ومعرفة فصل الخطاب
ولكم مني السلام، يا أخي أحمد الغنام، ودكتورنا اللبيب .. مروان من بلدي الحبيب.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:37 م]ـ
ماذا؟؟ فرصة أخرى؟؟؟ ربما أفلح هذه المرة
هيا أيها الفصحاء .. فأنتم خير من صال وبملاعب اللغة جال
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:50 م]ـ
مارأي دكتورنا الأريب الأديب والذي هو من بلدنا الحبيب؟
معه مقود القيادة، فلنأخذ منه الفائدة ..
تكرماً وتفضيلا، مع الشكر الجزيلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 07:04 م]ـ
أخي .. مادمت لم تفصح .. فلم أفلح ..
الأذن .. خماسي
مكون من أربعة أحرف لتكرار الألف (إن اعتبرت الهمزة من أشقاء الألف)
مرفوع محمول من رأس الإنسان
يعرب إن كان أُذّن .. ويبنى إن كان إذا
تقبل الأذن التأنيث والتذكير والتصغير والتكبير
إذا: لا يصح بها العطف، ولا يعرب إلا وهو باقٍ على البناء
إذن: حرف جواب وجزاء وفيه نوعان من أدوات الشرط "إن "و "إذا"
له هيئةٌ إلى التبصرة مفتقرة وشكل خطوطه في الهندسيات معتبرة وأضلاعٌ قامت من البسيط على كرة وزواياه قائمةٌ حدثت عن منفرجة ومعانٍ دقيقة زادت على درجة: وربما قصد بذلك شكل حرف الذال
والفقيه يرى أنه محرم الابتياع .. فالأذُن لا تباع
والمؤذن من الأذان:وكم صلى خلف إمام واقتدى به وهو إمام حيناً يوجد في الشام وحيناً في بيت الله الحرام وحيناً تراه قائماً في ظلام الليل والناس نيام
والأذان يسمع في كل مكان من الشام والبلد الحرام ..
وركب من سببين خفيفٍ وثقيل ينزحف بحذف فاصلةٍ صغرى ويتغير وزنه فترى فيه كسراً فحركات إذا العروضية هي (سبب خفيف ثم ثقيل)
وكذلك (الإذن) والسماح
وهذا ما وصل إليه عقلي، وقصر عن البحث شغلي
ومهما يكن من أمر، فقد سعدت ولي الفخر، بمحاولاتي ولو نجم عنها الخسر،
لكم الخيار في الجواب، فقد آن أوان فتح الباب، لدخول الجقيقة ومعرفة فصل الخطاب
ولكم مني السلام، يا أخي أحمد الغنام، ودكتورنا اللبيب .. مروان من بلدي الحبيب.
باركك المولى على الشرح الوفير، فقد قاربت بذلك المعنى الأسير ..
ننتظر الدكتور الجليل،فبقدومه يحل اللغز الطويل.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 07:22 م]ـ
لله درك يا حريص، ألغزت وليس اللغز بالرخيص، فهلا تمدنا ببصيص،
كيلا نقع في التخبيص، وننجو من حيص بيص!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 08:06 م]ـ
لله درك يا حريص، ألغزت وليس اللغز بالرخيص، فهلا تمدنا ببصيص،
كيلا نقع في التخبيص، وننجو من حيص بيص!!
بارك المولى أخانا مغربي ّ، فقد أكرمنا وأنا به حفيّ ..
فابحث عند الحقيقة الجلية، تجد في حماها حلاً عصيا!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددت في نفسي ان اكون أول المشاركين في هذا الموضوع، ولكن آليت على نفسي أن لا اشارك حتى اجد الجواب والوافي، فوجدته ولله الحمد والمنة، ولكن ادع الإجابة لأختي الباحثة عن الحقيقة، فهي كعادتها تبحث وتتحرى عن الحقيقة وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول ...
وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددت في نفسي ان اكون أول المشاركين في هذا الموضوع، ولكن آليت على نفسي أن لا اشارك حتى اجد الجواب والوافي، فوجدته ولله الحمد والمنة، ولكن ادع الإجابة لأختي الباحثة عن الحقيقة، فهي كعادتها تبحث وتتحرى عن الحقيقة وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول ...
وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
بارك الله مسعاك، والذي إلى اللغز هداك ..
أخي رسالة الغفران،وقد فرح بك المكان.
علمٌ مفردٌ فإن رفعوه = رفعوه قصداً لأجل البناء
أنثوه ومنه قد عرف التذ = كير فانظر تناقض الأشياء
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:29 ص]ـ
هيا يا أيتها الباحثة ها هو الجرح يندمل،،،
اسعفينا بالجواب الشافي ...
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:28 ص]ـ
عرفتموه؟؟ هل هو الصخر؟؟
أخي الرسالة .. لديك الغفران والعدالة .. حاولت التقريب .. بذهن لبيب .. وعقل أريب .. والموسوعة الشاملة لديك تجيب ..
حبذا لو شرحت لنا .. قبل أن يأتي المعلمان الأريبان .. "الغنام" صاحب الأفكار .. و"الدكتور مروان" ابن الأخيار ..
ولن أخبرهما .. بأنك أعلمتنا .. أم تحبذ الانتظار .. ريثما يطلع النهار .. وتنتشر الأخبار .. ليسمع القاصي والدان .. الجواب الرنان .. ؟؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:43 ص]ـ
عرفتموه؟؟ هل هو الصخر؟؟
أخي الرسالة .. لديك الغفران والعدالة .. حاولت التقريب .. بذهن لبيب .. وعقل أريب .. والموسوعة الشاملة لديك تجيب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
حبذا لو شرحت لنا .. قبل أن يأتي المعلمان الأريبان .. "الغنام" صاحب الأفكار .. و"الدكتور مروان" ابن الأخيار ..
ولن أخبرهما .. بأنك أعلمتنا .. أم تحبذ الانتظار .. ريثما يطلع النهار .. وتنتشر الأخبار .. ليسمع القاصي والدان .. الجواب الرنان .. ؟؟
احترت بين الاجابة وبين السكوت،،،
سامحك الله يا عزيزتي،، ليس الصخر بل
علمٌ مفردٌ فإن رفعوه
رفعوه قصداً لأجل البناء
أنثوه ومنه قد عرف التذ
كير فانظر تناقض الأشياء
بعد اذن الجميع اضع قول الصفدي،،،
الحسين بن سليمان شرف الدين بن ريان
... ولما كان بطرابلس عمل لغزاً في المئذنة، فوقفت عليه وأنا بدمشق، سنة خمس وثلاثين
وسبعمائة وهو:
"ما اسم شيء إن قصد تعريفه فهو معروف، وإن طلب وجد في جملة الظروف، خماسيٌّ
وليس فيه إلا أربعة حروف، حار النحوي في تصريفه، وعجز عن تأليفه، مفعول وهو
مرفوع، محمولٌ وهو موضوع، مبنيٌّ دخله الإعراب، مرفوعٌ وهو باقٍ على الانتصاب، يقبل
التصغير والتكبير، وفيه التأنيث والتذكير، لا يصح فيه معنى العطف، ولا يدخله من
الحركات إلا الوقف، لا يستعمل إلا في النداء، ولا يعرب إلا وهو باقٍ على البناء، وفيه
نوعان من أدوات الشرط والجزاء، له هيئةٌ إلى التبصرة مفتقرة، وشكل خطوطه في
الهندسيات معتبرة، وأضلاعٌ قامت من البسيط على كرة، وزواياه قائمةٌ حدثت عن
منفرجة، ومعانٍ دقيقة زادت على درجة، والفقيه يرى أنه محرم الابتياع ويندب إلى المناداة
عليه بشرط الاتباع، مع أنه عينٌ طاهرة يصح بها الانتفاع، كم صلى خلف إمام، واقتدى به
وهو إمام، حيناً يوجد في الشام، وحيناً في بيت الله الحرام، وحيناً تراه قائماً في ظلام الليل
والناس نيام، والعروضي يعلم أنه بيتٌ برع حسناً، واستقام وزناً، نظم على البسيط وهو
طويل، وركب من سببين، خفيفٍ وثقيل، ينزحف بحذف فاصلةٍ صغرى، ويتغير وزنه فترى
فيه كسراً، خمساه حرف من الحروف، وبعضه في بعضه يطوف، وإن حذف أوله فباقيه
بلدٌ معروف، ومع ذلك فكل حرفٍ منه ساكنٌ يصح عليه الوقوف، وفيه أعمالٌ أقصرت
عنها واختصرت منها خيفة الملل، وتخفيفاً في العمل، وقد قصدت بيان الجناب ورصدت إتيان الجواب".
وطلب مني الجواب عن ذلك فكتبت:
وإن صخراً لتأتم الهداة به = كأنه علمٌ في رأسه نارلحقيق بأن يصفه مولانا وصف الخنساء، ويعدد محاسنه التي أربت كثرتها على رملة
الوعساء، ويستغرق أوصافه التي استوعبت في سردها، ويركض في ميادين البلاغة على
مطهمات نعوته وجردها، حتى أبدع في مقاصده التي وقف لها كل سائل، وقال فلم يترك
مقالاً لقائل، وفتح باباً ليس للناس عليه طاقة، وأصبح في التقدم لعصابة الأدب رأساً والناس ساقة.
لا جرم أن هذا الملغز فيه، قال بعض واصفيه: من الخفيف
علمٌ مفردٌ فإن رفعوه = رفعوه قصداً لأجل البناء
أنثوه ومنه قد عرف التذ = كير فانظر تناقض الأشياء
:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:47 ص]ـ
عرفتموه؟؟ هل هو الصخر؟؟
أخي الرسالة .. لديك الغفران والعدالة .. حاولت التقريب .. بذهن لبيب .. وعقل أريب .. والموسوعة الشاملة لديك تجيب ..
حبذا لو شرحت لنا .. قبل أن يأتي المعلمان الأريبان .. "الغنام" صاحب الأفكار .. و"الدكتور مروان" ابن الأخيار ..
ولن أخبرهما .. بأنك أعلمتنا .. أم تحبذ الانتظار .. ريثما يطلع النهار .. وتنتشر الأخبار .. ليسمع القاصي والدان .. الجواب الرنان .. ؟؟
أختي الباحثة الأديبة الأريبة، عودي الى جوابك وبلا ريبة ..
تأملي الآذان به كيف يعلو،يهتدي الى لغزنا العقل
وعلى الجهد تشكرين، ونعتذر من دكتورنا الأمين
وبارك الله هنا للمارين، المشتركين منهم والناظرين.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:55 ص]ـ
أخي رسالة الغفران .. جزيت خيراً على البيان .. ووفقك الله لكل ما فيه خير الإنسان .. وسامحوني على الخطأ والخذلان ..
لاتلوموني إخوتي إذا السيف نبا ... صح مني العزم والدهر أبى
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:09 ص]ـ
بوركت أخي الغفران، على جواب أهل العرفان
والشكر لأختنا الباحثة الرفيقة، على وقوفها على مشارف الحقيقة.
وتحيتنا لدكتورنا الغالي، صاحب الفضل والمعالي.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:32 ص]ـ
وأخيراً وليس آخراً:
بلغني أيها الملك الرشيد .. ذو الرأي السديد .. أن أخانا الغنام .. أعلن الختام ..
فله من الشكر المزيد .. ولأخينا رسالة الغفران ذي العقل الأريب .. التحية والأمنيات بالعمر المديد .. وللدكتو مروان العلامة الرشيد .. السلام والامتنان الشديد ..
وهنا، أدرك الباحثة عن الحقيقة الصباح .. فسكتت وأراحتكم من الكلام المباح
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:23 ص]ـ
يفترض أخي رسالة الغفران , إعطاء فرصة للبحث والتبيان , علمنا أنك تعرف الجواب , من شرحك وسردك المهاب , وكانت أختنا الباحثة عن الحقيقة , على وشك التوصل للطريقة , وأعلم أنني عرفت الجواب , وتركته لمن حاول قبلي وخاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 09:39 م]ـ
يفترض أخي رسالة الغفران , إعطاء فرصة للبحث والتبيان , علمنا أنك تعرف الجواب , من شرحك وسردك المهاب , وكانت أختنا الباحثة عن الحقيقة , على وشك التوصل للطريقة , وأعلم أنني عرفت الجواب , وتركته لمن حاول قبلي وخاب.
شكر الله لك المرور أخي رعد، وبلغك الأجر اليوم وغد
وقد قضي الأمر فلله الحمد من قبل ومن بعد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 09:43 م]ـ
يفترض أخي رسالة الغفران , إعطاء فرصة للبحث والتبيان , علمنا أنك تعرف الجواب , من شرحك وسردك المهاب , وكانت أختنا الباحثة عن الحقيقة , على وشك التوصل للطريقة , وأعلم أنني عرفت الجواب , وتركته لمن حاول قبلي وخاب.
السلام عليكم
لك العتبى حتى ترضى يا عزيزي، ولكن لم اضع الجواب الا عندما قالت وأصرت وطلبت ذلك،،، عفوا يابن العم ...
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
لك العتبى حتى ترضى يا عزيزي، ولكن لم اضع الجواب الا عندما قالت وأصرت وطلبت ذلك،،، عفوا يابن العم ...
بارك الله فيك أخي الحبيب " رسالة الغفران ".(/)
ممكن القصيدة التى ورد فيها هذا البيت؟ علموا الليث جفلة الظبى
ـ[السلطان بايزيد]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علموا الليث جفلة الظبي وامحو ... قصص الأسد من العهد القديم
من قائل هذين البيتين؟؟
وممكن القصيدة كاملة؟؟
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من ديوان ضرب الكليم لمحمد اقبال
ومما أحفظه
ليس يخلو زمان شعب ذليل ** من عليم وشاعر وحكيم
فرقتهم مذاهب القول لكن ** جميع الرأي مقصد في الصميم:
علموا الليث جفلة الظبي وامحوا ** قصص الأسد في الحديث القديم
همهم غبطة الرقيق برق ** كل تأويلهم خداع عليم
والسلام(/)
مواقف وطرائف بين شاعرين
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 06:25 م]ـ
مقارنة بين شاعرين، تطول وقد تقصر ..
موضوع عرضه علي منذ مدة،أخي الحارث السماوي حفظه الله على أن أبدأ به،فقلت له أحسنت في ذلك فابدأ أنت على بركة الله باعتبارك صاحب الفكرة،ونتعاون عليه بإذن الله، وهو حتى هذا الحين لم يبدأ به،فانزل عند رغبته وذلك بإطلاق صفارة البدء، وننتظر مساهماتكم الغنية في هذا الموضوع ..
أبدأ ببتي شعر عن موقفين تكلم عنهما النقاد بين المعري وأبو فراس الحمداني،
البيت الأول لأبي فراس:
معلّلَتي بالوصلِ والموتُ دونه= إذا متّ ظَمآناً فَلا نزل القطرُ
حيث يشتكي أبو فراس هنا من التي وعدته بالوصل وظلت تماطل حتى أحس بدنو أجله، مشبهًا وصلها بالغيث، وهجرانها بالظمأ، ويتساءل ما نفع المطر إذا مات ظامئًا!
والبيت الثاني للمعري:
فلا هطلت علي ولا بأرضي =سحائب ليس تنتظم البلادا
فالأول رموه بالأثرة، بينما الثاني بالإيثار!
فهل ظلم أبو فراس بذلك؟!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:31 م]ـ
موضوع شيق يستحق المتابعة،،،
الشكر موصول للحارث والغنام اسماء على مسمى
بارك الله فيكم،،،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
موضوع شيق يستحق المتابعة،،،
الشكر موصول للحارث والغنام اسماء على مسمى
بارك الله فيكم،،،
مرورك أسعدني أخي رسالة الغفران، نفع الله بك أخي الحبيب.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:08 م]ـ
كتب هذه الدراسة الدكتور / محمد إبراهيم نصر
وقد وجدتها في كتابه من عيون الشعر (اللاميات)
بين القصيدتين صلات مشتركة تدفع إلى إلقاء هذه الظلال بعيداً عن الغلو والإفراط كما ظهر ذلك في بعض الدراسات حتى فقدت طابع اليسر والسماحة.
البعد عن الأهل والإحساس بالغربة:
كلا الشاعرين بعيد عن أهله، ناءٍ عن أصدقائه، ولكن كلاً منهما يستقبل النأي والغربة استقبالاً مختلفاً تماماً.
فالشنفرى صلب الإرادة، قوي النفس، ماضي العزم، يتخذ أهلاً له جدداً من الوحوش المفترسة، فأصدقاؤه: الذئاب والنمور والضباع والحيات، استمع إليه يقول:
لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ= سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ= وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
أما الطغرائي:
فرقيق الحاشية، واهي العزم، فما إقامته ببغداد وليس له فيها صديق يشكو إليه حزنه ويزف إليه فرحه، إلى دليل على ذلك، ولذلك يقول:
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي= بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ= كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني= ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
فتجد في حديثه رنة الأسى، ونبرة الحزن، وضعف النفس متمثلاً في قوله ناءٍ عن الأهل، صفر الكف، منفرد، فلا صديق أبثه حزني، ولا أنيس أخلو إليه من وحدتي، فالرجل لايقوى على مثل هذه المواقف كما يقوى عليها الشنفرى الذي يقرر حقائق وَطَّن نفسه عليها:
وفي الأرض مَنْأىً، للكريم، عن الأذى= وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
ثم يقسم على ذلك ويجد البديل عن الأهل في هذه الوحوش التي أنس إليها وأنست إليه.
والشنفرى:
يستعيض عن فقد من لم يجد فيهم خيراً وليس في صحبتهم نفع بثلاثة أصحاب، هم قلبه الشجاع الجسور، وسيفه الصقيل، وقوسه الصفراء المتينة:
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً= بِحُسنى، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ،= وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
أما الطغرائي:
فإنه يقصد من يعوضه عن الأهل والأصدقاء لأن له هدفاً هو بسطة الكف، وسعة العيش، يستعين به على ما يريده من الوصول إلى العلا والرفعة، ولكن الدهر يعاكسه، ويقف في طريقه، فيرضى من الغنيمة بالإياب:
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها = على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني= من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
والشكوى، والتودد، ومحاولة الاستمالة للحصول على مطلوبه، كل ذلك واضح في قوله:
فقلتُ: أدعوك للجلَّى لتنصرني= وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل منهما يذكر المرأة في لاميته غير أن منهج كل واحد منهما مختلف عن الآخر، فالشنفرى ليس رجلاً جباناً قعيد منزله، لاجئاً عند زوجته يشاورها في كل الأمور بل هو شجاع تعلو نفسه عن الركون إلى المرأة، ولايقصد إليها. فهو ليس رجلاً قليل الخير، لايفارق داره، يصبح ويمسي جالساً إلى النساء لمحادثتهن يدهن ويتكحل كأنه منهن:
ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ= مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ= يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ
ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ،= يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ
أما الطغرائي:
فإن نفح الطيب المنبعث من المرأة يهديه في طريقه، ويجذبه إليه فيدعو صاحبه أن يحث السير إليها، وحب النساء يصمي قلبه، وعيونهن النجلاوات ينفذن إلى شغاف نفسه، فيقع أسيراً لهن:
فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً= فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ= حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم= وينحرون كِرام الخيل والإبلِ
لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت= برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
وكل منهما يدعو إلى المعالي ويتمرد على الذل، فالشنفرى يرتكب الصعب من الأمور، فيقاوم الجوع حتى ينساه، ويذهل عنه، ولو أدى به الحال إلى أن يستف التراب حتى لا يرى لأحدِ فضلاً عليه فنفسه مرة لا تقيم على الضيم، ولا ترضى به مهما كانت الأمور:
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ،= وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ= عَليَّ، من الطَّوْلِ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي= على الضيم، إلا ريثما أتحولُ
أما الطغرائي: فيرى أن حب السلامة يثني همم الضعفاء فيغريهم بالكسل والخمول، ويدفعهم إلى تجنب المغامرات، والبعد عن الأهوال، والإنزواء عن الناس. وأما المعالي فإنها تدعو صاحبها إلى المغامرة وركوب الأخطار:
حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ= عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً = في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُلا للمقدمين على= ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ= والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ
****
وكل منهما لا يرضى بالإقامة ولكن مطلب كلٍ منهما مختلف، فالشنفرى طريد جنايات ارتكبها، يتوقع أن تنقض عليه، فهو هارب من وجه الساعين إلى دمه، ينام بعيون يقظى، فلا يضع جنبه على وجه الأرض حتى تعاوده الهموم من كل جانب، وقد اعتاد هذه الهموم وألفها، ولذلك يقول:
وآلف وجه الأرض عند افتراشها = بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ؛
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ،= عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ،
تنامُ إذا ما نام، يقظى عُيُونُها،= حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ= عِياداً، كحمى الرَّبعِ، أوهي أثقلُ
أما الطغرائي: فإنه لايرضى بالإقامة، لأن نفسه تحدثه أن العز الذي يريده لا يتحقق بإقامته وإنما يتحقق بالتنقل والرحلة:
إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ= فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ
كما أنه يهدف إلى تحقيق آماله، التي يتوقع حصولها يوماً بعد يوم:
أعللُ النفس بالآمال أرقبها= ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
وكل منهما له في الحديث عن الصبر حِكمٌ تسير مع الزمن، فالشنفرى مولى الصبر يلبس ملابسه على قلبِ مثل السِّمع، والسِّمع هو الذئب الشجاع، وينتعل الحزم:
فأني لمولى الصبر، أجتابُ بَزَّه= على مِثل قلب السَّمْع، والحزم أنعلُ
وهو لايجزع من الفقر ولا يفرح للغنى:
وأُعدمُ أحْياناً، وأُغنى، وإنما= ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ= ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
لكن الطغرائي: يتبرم من إدبار الدنيا عنه، وإقبالها على غيره، ويشكو لأن أناساً أقل منه قد سبقوه، وكان حظهم أعظم من حظه:
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني= حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ= وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
وقد شاعت الحكمة وانتشرت في كلا القصيدتين، حتى تغنى الناس بحكم كل منهما ومن حكم الطغرائي التي يرددها الناس على مرِّ الزمان قوله:
وإن علاني مَنْ دوني فلا عَجبٌ= لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ
وقوله:
أعدى عدوك من وثِقتْ به= فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رُجل الدنيا وواحدها= من لايعولُ في الدنيا على رجلِ
وقوله
:
وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ= فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ
****
غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت= مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ****
وشان صدقكَ عند الناس كذبهم= وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ****
فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ= وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ****
مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا= يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ
خلاصة:
والواقع أن الحكم المنتشرة في لامية الشنفرى منتظمة ضمن ذلك العقد الذي ينتظم قصيدته، وضمن تجربته في الحياة، إنها فرائد منها مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً قوياً محكماً.
أما فرائد الطغرائي، فمتناثرة في قصيدته، والرابط بينها ليس من الإحكام والقوة التي ظهرت في لامية الشنفرى فقد جاءت مرتبطة حيناً بتجاربه في الحياة، ومرارة العيش التي يشكو منها، وأحياناً يضعف ذلك الخيط الذي يربطها فيبدو واهياً ضعيفاً، وتبدو متراصة بعضها بجوار بعض في معزل عن تلك التجارب.
عن موقع"موقع ألق الشعر"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 07:31 م]ـ
روى الصفدي في "الوافي في الوفيات" أنه كان بين بهاء الدين السنجاري وصاحب له مودة أكيدة ثم جرى بينهما عتاب وانقطع ذلك الصاحب عنه فسير إليه يعتبه لانقطاعه فكتب إليه بيتي الحريري وهما في المقامات من الخفيف:
لا تَزُرْ من تحبّ في كلّ شهر = غيرَ يومٍ ولا تَزِدْه عليهِ
فاجتْلاءُ الهلال في الشهر يومٌ = ثم لا تنظر العيونُ إليهِ
فكتب إليه بهاء الدين من نظمه من الوافر:
إذا حقّقْتَ من خِلّ وداداً ... فَزُرْه ولا تَخَفْ منه مَلالا
وكُنْ كالشمس تطلع كلَّ يومٍ ... ولا تَكُ في زيارته هلالا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 12:24 م]ـ
قال أحد الشعراء وليتنا نقف على قائله:
مالي أرى الشمع يذوي في معادنه=من صحبة النار أم من فرقة العسلٍ
فرد عليه آخر:
من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه=ماضرّ بالشمع إلا صحبة الفتَلِ(/)
أنصفُ بيتٍ وأصدق بيتٍ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:16 م]ـ
أنصف بيتٍ قالته العربُ قولُ حسان بن ثابت لأبي سفيان بن الحارث في جوابه عمّا هجا به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وروى محمد بن عمار عن أبيه قال: أنشد النبيَّ حسانُ بن ثابت قوله: الوافر:
هَجَوْتَ محمداً، فأجبتُ عنه = وعند الله في ذاك الجزاءُ
فقال النبيّ عليه السلام: جزاؤك الجنة يا حسَّان.
فلما انتهى إلى قوله:
فإنّ أبي ووالده وعرضي = لعِرْضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
قال النبيّ عليه السلام: وقاك الله حَرَّ النار.
فلمّا قال:
أتهْجُوهُ ولستَ له بِكُفْءٍ = فشرُّ كما لخيركما الفداءُ
قال مَنْ حضر: هذا أنصفُ بيت قالته العرب.
وأصْدَقُ بيت قالته العرب وأمدحُه قولُ كعب بن زهير في رسول الله، صلى الله عليه وسلم: البسيط:
تحمله الناقة الأدماء مُعْتَجِراً = بالبُرْدِ كالبدر جلًّى ليلة الظّلَمِ
وفي عِطَافَيْهِ أو أثناء بردته = ما يعلم الله من دين ومن كرم
وقال الأصمعي: والجهال يروون هذا البيت لأبي دهبل، واسمه وهبُ بن ربيعة، في عبد الله بن عبد الرحمن الأزرق والي اليمامة، والصواب ما ذكرناه، وهو بصفات النبيّ، صلى الله عليه وسلم، أعْلَق، وبمدحه أليق.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:56 ص]ـ
أتهْجُوهُ ولستَ له بِكُفْءٍ ......... فشرُّ كما لخيركما الفداءُ
نعم إنه لبيت منصف
شكرا لك أخي.(/)
جاريةٌ تَبُذّ كبارَ الشعراء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 11:46 م]ـ
وصفت لعبد الملك بن مروان جارية لرجل من الأنصار ذات أدب وجمال، فساومه في ابتياعها، فامتنع وامتنعت، وقالت: لا أحتاجُ للخلافة ولا أرغبُ في الخليفة، والذي أنا في ملكه أحبُّ إليّ من الأرض ومَنْ فيها. فبلغ ذلك عبد الملك فأغراه بها؛ فأَضعف الثمن لصاحبها وأَخذها قَسْراً، فما أعجب بشيء إعجابه بها، فلمّا وصلت إليه، وصارت في يديه، أمرها بلزوم مجْلِسه، والقيامِ على رأسه؛ فبينما هي عنده، ومعه ابْنَاهُ الوليد وسليمان، قد أَخلاهما للمذاكرة، فأقبل عليهما فقال: أيُّ بيت قالته العرب أمدح؟ فقال الوليد: قول جرير فيك: الوافر:
أَلسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا =وأَندَى العالمينَ بُطُونَ راحِ؟
وقال سليمان: بل قول الأخطل: البسيط:
شُمْسُ العَداوةِ حتى يُستقادَ لهمْ= وأَعظمُ الناسِ أحلاماً إذا قَدَرُوا
فقالت الجارية: بل أمدح بيت قالته العرب قول حسان بن ثابت: الكامل:
يُغْشَوْنَ حتى ما تَهِرَّ كلابُهُمْ = لا يَسْألون عن السَّوادِ المُقْبِلِ
فأطرق، ثم قال: أي بيت قالته العرب أرق؟ فقال الوليد: قولُ جرير: البسيط:
إنّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ = قَتلْنَنَا ثم لم يُحْيينَ قَتْلاَنا
فقال سليمان: بل قولُ عمر بن أبي ربيعة: الخفيف:
حَبَذَا رَجْعُها يَدَيْهَا إليها =من يَدَيْ دِرْعها تَحُلُّ الإزَارا
فقالت الجارية: بل بيت يقوله حسان: الخفيف:
لو يَدب الحولي من ولد الذ =رّ عليها لأنْدَبَتْها الكُلومُ
فأطرق، ثم قال: أي بيت قالته العرب أشجع؟ فقال الوليد: قول عنترة: الكامل:
إذْ يَتَّقونَ بيَ الأَسِنَةَ لم أَخِمْ =عنها، ولو أنِّي تَضَايَقَ مَقْدَمي
فقال سليمان: بل قوله الكامل:
وأنا المنيَّةُ في المواطن كلِّها = فالموتُ مني سابق الآجالِ
فقالت الجارية: بل بيت يقوله كعب بن مالك: الكامل:
نَصِلُ السيوف إذا قَصُرْنَ بِخَطْوِنا = قُدُماً ونلحقها إذا لم تلحقِ
فقال عبد الملك: أحسنْت، وما نرى شيئاً في الإحسان إليك أبْلَغ من رَدِّك إلى أهلك. فأجمل كسْوَتها، وأحسن صِلَتَها، وردها إلى أهلها.(/)
السُّخريةُ عند المعريّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 08:55 ص]ـ
السخرية عند المعري موقف من العالم، يهجو نقائصه يركز الضوء على أبرز مفارقاته .. موقف يُدمي الروح في اللحظة ذاتها التي يضحك فيها الكائن البشري على ضعفه وتخاذله قبل أن يضحك بسببها على الآخرين وفي مأثورنا العربي (شر البلية ما يضحك) البلية في كل زمان ومكان من حولنا التي قد نواجهها بأسلحة متعددة ومنها السخرية التي هي أعرق أسلحة البشر وألطفها.
وحين تأتي السخرية من أمثال المعري يسمو الإعجاب إلى درجة عالية، إذ ليس هنا ما هو أشد من سجون أبي العلاء الثلاثة التي عبر عنها بقوله:
أراني في الثلاثة من سجوني = فلا تسأل عن النبأ الخبيث
لفقدي ناظري ولزوم بيتي = وكون النفس في الجسم الخبيث
لأنه كان من الممكن لهذه السجون أن تؤدي ـ كما كان متوقعاً ـ إلى مزاج سوداوي أو غضب عارم على البشر أو مرارة تفحّ بسمومها في وجه الآخرين ..
بالعكس إن هذه السجون طهرته من أوضار الحياة وجعلته أبعد ما يكون عن هوس الدنيا وفتنتها، كما جعلته أبعد عن أشراكها.
هذه السجون قادته مع الميل القابع فيه إلى الفلسفة، قادته إلى الحقيقة الإنسانية المتمثلة في التجرد (العزلة) والمشاركة فقد أصبح اتساع عقله الرحب المتفتح ووجدانه الخصب الممتلئ لكل ما يشمل الآخرين صفةً من أبرز صفات المعري وتوجهاً أساسياً يفيض عنه:
فأي الناس أجعله صديقاً = وأي الأرض أسلكه ارتيادا
كأني في لسان الدهر لفظٌ = تضمن منه أغراضاً بعادا
يكررني ليفهمني رجالٌ = كما كررتَ معنىً مستعادا
ولو أني حُبيتُ الخلد فرداً = لما أحببتُ بالخلد انفرادا
فلا هطلت عليَّ ولا بأرضي = سحائب ليس تنتظم البلادا
ولي نفسٌ تحلُّ بي الروابي = وتأبى أن تحل بي الوهادا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 09:05 ص]ـ
السخرية من شعراء التكسب
يسخر شاعرنا من شعراء التكسب فلا يسلم أحد من صورة ساخرة نالته يقول:
تكسب الناس بالأجساد فامتهنوا=أرواحهم بالرزايا في الصناعات
وحاولوا الرزق بالأفواه فاجتهدوا=في جذب نفع بنظمٍ أو سجاعات
ويعتبر المتكسب بالشعر إهانة أو وصمة عار على جبين الشعر الحقيقي:
ومغرم بالمخازي طالب صلة =مغرى بتنفيق أشعار له كسد
ويقول: إذا سار شعر التكسب وانتشر بين الناس فإن الشعر الحقيقي يُصاب بالكساد:
يحق كساد الشعر في كل موطن=إذا نفقت هذي العروض الكواسد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:07 ص]ـ
لله درك أخي محمد،وقفات لطيفة تناولها قلم رائع، نطمع بالمزيد من هذه الوقفات واللمسات المضيئة حول خبايا النفس البشرية عند المعري.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:28 ص]ـ
أخي أحمد أشكر لك هذا المرور الذي يزيدنا حبا لك
ونحن منكم نكتسب المعرفة. والمعري بتلويناته وفلسفته يأسرك
وننتظر منك إغناء الموضوع فأنت أهلٌ لذلك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:31 ص]ـ
جاء في كتاب (الصاهل والشاحج) للمعريّ
وهو يتحدث عن شعر التكسب على لسان الشاحج (البغل) فيقول:
"فإني كرهتُ أن أتصور بصور أهل النظم المكتسبين الذين لم يترك سؤال الناس في وجوههم قطرة من الحياء، ولا طولُ الطمع في نفوسهم أنفة من قبيح الأفعال".
لأن الشعر عند المعري "إذا جُعل مكسباً لم يترك للشاعر حسباً، وإذا كان لغير مكسب حَسُنَ في الصفات والنسب".(/)
مالسر وراء هذين البيتين؟
ـ[الأحمدي]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البيتان:
ولقد ذكرتك و الرماح نواهل ... مني و بيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم
يقال أنهما لعنترة بن شداد، و لكني لم أجدهما في ديوانه.
إن لم يكونا لعنترة، فلمن هما؟
و لماذا اشتهر عند الناس أنهما لعنترة؟
أنتظر الإجابة و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 10:55 ص]ـ
وأنا كذلك لم أجدهما في ديوانه.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:20 م]ـ
أي ديوان تقصدان!!؟
لو رجعتما إلى ديوانه المحقق، لوجدتما البيتين فيه
مع بقية المعلقة!!
والديوان رسالة ماجستير للأستاذ محمد سعيد مولوي
نال به صاحبه هذه الدرجة العلمية من جامعة دمشق
وطبع بالمكتب الإسلامي في دمشق، منذ نحو أربعين عاما
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:25 م]ـ
والبيتان من مجمهرة مطولة ذكرها بطولها
أبو زيد القرشي؛ في جمهرة أشعار العرب.
وهما له، كما في:
أشعار الشعراء الستة الجاهليين؛ للأعلم الشنتمريّ،
وشرح المعلقات التسع؛ لأبي عمرو الشيبانيّ ..
وغير ذلك من كتب التراث ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:29 م]ـ
وهذا قسم من المجمهرة، كما جاءت في:
جمهرة أشعار العرب؛ لأبي زيد القرشيّ:
هَلاّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يا ابنَةَ مالِكٍ = إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمي
لا تَسْأليني واسألي في صُحْبَتي = يَمْلأْ يَدَيْكِ تَعَفُّفي وتكَُّمي
إذْ لا أزالُ على رِحَالَةِ سابِحٍ،= نَهدٍ، تعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوراً يُجَرَّدُ للطَعانِ وتارَةً = يَأْوي إلى حَصِدِ القِسيّ عَرَمْرَمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعَةَ أنّني = أَغشَى الوَغَى، وأَعفُّ عندَ المَغنَمِ
ومُدَحَّجٍ كَرهَ الكُماةُ نِزالَهُ، = لا مُمعِنٍ، هَرَباً ولا مُستَسْلِمِ
جَادَتْ يَدايَ لَهُ بِعَأجِلِ طَعْنَةٍ = بِمُثَقَّفٍ صَدْقٍ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ
بِرَحِيبَةِ الفَرغَينِ يَهْدي جَرْسُها = باللّيلِ مُعتَسَّ الذّئابِ الضُّرَّمِ
فشَكَكْتُ بالرّمْحِ الأصَمّ ثِيابَهُ،= لَيْسَ الكَريمُ على القَنَا بِمُحَرَّمِ
فَتَرَكْتُهُ جَزَرَ السِّباعِ يَنُشَنهُ، = ما بَيْنَ قُلّةِ رَأْسِهِ والمِعْصَمِ
ومِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُرُوجَها = بالسّيْفِ عن حامي الحَقِيقَةِ مُعَلِمِ
رَبِذٍ يَداهُ بالقِداحِ، إذا شَتَا، = هَتّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
لَمّا رَآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ، = أَبدَى نَواجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسّمِ
فَطَعَنْتُهُ بالرّمْحِ، ثمّ عَلَوْتُهُ = بِمُهَنَّدٍ صافي الحَديدةِ، مِخذَمِ
عَهدي بِهِ مَدَّ النّهارِ، كَأنّما = خُضِبَ البَنانُ ورأَسُهُ بالعِظِلِمِ
بَطَلٍ كأنّ ثِيَابَهُ في سَرْحَةٍ، = يُحذَى نِعالَ السِّبتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
(وَلَقَد ذَكَرْتُكِ والرّمَاحُ نَواهِلٌ، = مِنّي وبِيضُ الهندِ تَقْطُرُ من دَمي
فَوَدِدْتُ تَقبيلَ السّيُوفِ لأنّها = لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ)
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهُ = حَرُمَتْ عَليّ، وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
فَبَعَثْتُ جَاريتي فقُلْتُ لها اذهبي = فَجَسّسي أَخبارَها ليَ واعلَمي
قالَتْ: رَأَيْتُ مِنَ الأعادي غِرّةً، = والشّاةُ مُمكِنَةٌ لِمَنْ هُوَ مُرْتَمِ
وكَأنّما التَفَتَتْ بِجيدِ جَدَايَةٍ، = رَشَأٍ مِنَ الغِزْلاَنِ، حُرٍ أَرْثَمِ
نُبّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمَتي = والكُفرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمّي بالضّحى = إذ تَقلِصُ الشّفتَانِ عن وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ المَوتِ التي لا تَشتكي = غَمراتِها الأبطالُ غيرَ تَغمغُمِ
إذْ يتّقُونَ بيَ الأسِنّةَ لَمْ أَخِمْ = عَنْهَا ولكنّي تَضايَقَ مُقَدَمي
لَمّا سَمِعْتُ نِداءَ مُرّةَ قَدْ عَلاَ، = وابْنَيْ رَبِيعَةَ في الغُبَارِ الأُتَمِ
ومُحَلِّمٌ يَسْعَوْنَ تَحْتَ لِوائِهِمْ = والمَوْتُ تَحْتَ لِواءِ آلِ مُحَلِّمِ
أيْقَنْتُ أَنْ سَيكُونُ عِنْدَ لِقَائِهِمْ = ضَرْبٌ يَطيرُ عنِ الفِراخِ الجُثَّمِ
لَمّا رأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمعُهُمْ = يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ، والرّمَاحُ كأنّها = أَشْطانُ بِئْرٍ في لَبَانِ الأدْهَمِ
كَيْفَ التّقَدّمُ والرّمَاحُ كَأَنّها = بَرْقٌ تَلألأ في السّحَابِ الأرْكَمِ
كَيْفَ التّقَدّمُ والسّيوفُ كَأَنّها = غَوغا جَرادٍ في كَثيبٍ أَهْيَمِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:36 م]ـ
وجدت البيتين في:
ديوان الصبابة لابن ابي حجلة
خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عشر للمحبي
جمهرة اشعار العرب في الجاهلية والاسلام أبو زيد القرشي
تزيين الاسواق في اخبار العشاق لداود الانطاكي
وبلا شك ان صاحبها عنترة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:40 م]ـ
أي ديوان تقصدان!!؟
لو رجعتما إلى ديوانه المحقق، لوجدتما البيتين فيه
مع بقية المعلقة!!
والديوان رسالة ماجستير للأستاذ محمد سعيد مولوي
نال به صاحبه هذه الدرجة العلمية من جامعة دمشق
وطبع بالمكتب الإسلامي في دمشق، منذ نحو أربعين عاما
بارك الله فيك يا دكتور على هذه المعلومات الموثقة وجزاك الله خيرا.
وما دعاني للاستيضاح من حضرتك رغم معرفتي بأن هذين البيتين من معلقة عنترة هو مراجعتي لشرح المعلقات السبع للزوزني وعدم عثوري على البيتين فيه، الأمر الذي جعلني أشك في معرفتي، والحمد لله أن جاءنا الخبر اليقين من شيخنا ومعلمنا الدكتور مروان.
مرة أخرى بارك الله فيك يا دكتورنا العزيز.
والبيتان من مجمهرة مطولة ذكرها بطولها
أبو زيد القرشي؛ في جمهرة أشعار العرب.
وهما له، كما في:
أشعار الشعراء الستة الجاهليين؛ للأعلم الشنتمريّ،
وشرح المعلقات التسع؛ لأبي عمرو الشيبانيّ ..
وغير ذلك من كتب التراث ..(/)
مِنْ مُلتقطات كلام الناس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:20 م]ـ
جاء في البيان والتبيين (1/ 204)
كان زهير بن أبي سلمى، وهو أحد الثلاثة المتقدمين، يسمِّي كبار قصائده: " الحوليات"
وقال نوح بن جرير: قال الحطيئة: " خير الشعر الحولي المنقَّح"
قال: وقال البعيث الشاعر (1)، وكان أخطب الناس: " أنِّي والله ما أرسل الكلام قضيبا خشيبا (2)، وما أريد أن أخطب يوم الحفل إلا بالبائت المحكَّك " وكنت أظن أن قولهم" محكك" كلمة مولدة حتى سمعت قول الصعب بن علي الكناني:
أبلغ فزارة أنَّ الذئب آكلها= وجائعٌ سغب شر من الذيب
أزلُّ أطلسُ ذو نفسٍ محكَّكَةٍ= قد كان طار زمانا في اليعاسيب
ـــــــــــــــــ
1 - البعيث لقب له، واسمه خداش بن بشر، من بني مجاشع وأمه أصبهانية يقال لها" مردة" وسمي البعيث لقوله:
تبعث مني ما تبعث بعد ما اس= تمر فؤادي واستمر عزيمي
وكان أخطب تميم وكان يهاجي جريرا
2 - الخشيب: الذي لم يحكم ولم يجود من السيف الخشيب الذي لم يصقل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:30 م]ـ
قيل لعبد الملك بن مروان: عَجِلَ عليك الشيب يا أمير المؤمنين! قال: " وكيف لا يعجل عليَّ وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرَّة أو مرتين" يعنى خطبة الجمعة وبعض ما يعرض من الأمور
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 02:37 م]ـ
قال سُحيم عبد بني الحسحاس:
عُمَيْرةُ ودِّع إن تجهزت غاديا= كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال له عمر بن الخطاب: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك. فقال له: ما سعرت. يريد شعرت. وكان سحيم ممن الشين سينا غير معجمة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:14 م]ـ
قال عبيد بن الأبرص:
ساعد بأرض إذا كنت بها= ولا تقل إنني غريب
قد يوصل النازح النَّائي وقد= يُقطع ذو السهمة القريب
...................
النازح: البعيد
السهمة: بالضم القرابة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:39 م]ـ
قال غيلان بن خرشة للأحنف: يا أبا بحر، ما بقاء ما فيه العرب؟ قال: إذا تقلدوا السيوف، وشدُوا العمائم واستجادوا النِّعال ولم تأخذهم حمية الأوغاد، قال: وما حمية الأوغاد؟ قال: أن يعدُّوا التواهب ذُلاَّ.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:45 م]ـ
قال الحسن: " قَتَلَ النَّاقةَ رجلٌ واحد، ولكنَّ الله عمَّ القومَ بالعذاب، لأنهم عَمُّوه بالرضا"
أي بالرضا عن قتل الناقة وعدم استنكارهم لذلك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:49 م]ـ
صام رجل سبعين سنة، ثم دعا إلى الله بحاجة فلم يستجب له، فرجع لنفسه فقال: " منكِ أُتيْتُ" فكان اعترافه أفضل من صومه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 10:31 ص]ـ
قال ابن مسعود: لو عرفت البهائم ما عرفتم ما أكلتم سميناً.
وقال أبو هريرة: اللهم إني أسألك قلباً قاراً، ورزقاً داراً، وعملاً ساراً.
وقال بعض السلف: اللهم إني أسألك قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً صابراً.
وقال صالح بن مسمار: لا أدري أنعمته علي فيما بسط لي أفضل، أم نعمته فيما زوى عني، لأنه فيما بسط لي أحياني، وفيما زوى عني حماني، نظر لي بما يزيد على نظري لنفسي، وآتاني من عنده أكثر مما عندي.
وقال شداد بن حكيم لبعض الواعظين: أي شيء تقول إذا جلست على المنبر? قال: أذكرهم آلاء الله ليشكروا، وأذكرهم جفاءهم ليتوبوا، وأخبرهم عن إبليس وأعوانه حتى يحذروا.
وقال بعض الصالحين: مثل الدنيا ونعيمها كخابيةٍ فيها سمٌ وعلى رأسها عسلٌ، فمن رغب في العسل سقي من السم، ومثل شدة الدنيا كمثل خابيةٍ مملوءةٍ من العسل وعلى رأسها قطراتٌ من سم، فمن صبر على أكلها بلغ إلى العسل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 10:48 ص]ـ
جاء رجلٌ إلى حاتم الزاهد بنميمةٍ، فقال: يا هذا أبطأت عني وجئت بثلاث جنايات؛ بغضت إلي الحبيب، وشغلت قلبي الفارغ، وأعلقت نفسك التهمة، وأنت آمن.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:42 ص]ـ
وقال بعض السلف: عليكم بالصبر فإن الله تعالى قال: "وبشر الصابرين". وقال:: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حسابٍ". وقال: "أولئك يجزون الغرفة بما صبروا". وقال: اصبروا وصابروا. وقال: "سلامٌ عليكم بما صبرتم".
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:49 ص]ـ
وننتظر المتعة مع الفائدة منك أخي محمد وكالعادة .. أحجز مكاني هنا، بوركت على النقل الجميل.
ـ[مُسلم]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:28 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي محمد سعد وفي مواضيعك الرائعة ...
-----------------------------------------------
ملحوظة: بما انك من مصر .. هل أنت من يلقي دروسا في مسجد الامام البخاري بالزقازيق .. ؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 07:23 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي محمد سعد وفي مواضيعك الرائعة ...
-----------------------------------------------
ملحوظة: بما انك من مصر .. هل أنت من يلقي دروسا في مسجد الامام البخاري بالزقازيق .. ؟
أشكرك أخي مسلم على هذا المرور الذي يسعدني
ماحظة: أخي الكريم اتشرف أن أكون من مصر ولكني من الاردن وكلنا إخوة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 08:31 م]ـ
أشكرك أخي محمدا على هذه النافذة الماتعة.
بارك الله فيك، وجزاك كل خير.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 08:33 م]ـ
دخل عيسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه، على عُروة بن الزبير وقد قُطِعَت رجله، فقال له عيسى: واللّه ما كنا نُعِدُّك للصِّرَاع، ولقد أبْقَى اللَّه لنا أكثَرَك: أبقى لنا سَمعكَ وبصرَك، ولسانك وعقلك، ويدَيك وإحدى رجلَيك، فقال له عروة: واللَّه يا عيسى ماعزَّاني أحدٌ بمثل ما عزّيتني به.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 08:40 م]ـ
الأخلاق
مثل المتعلم غير المتأدب كمثل شجرة عارية لا تورق ولا تثمر قد انتصبت للناس فى ملتقى الطرق تعترض الرائح وتصد سبيل الغادي فلا الناس بظلها يستظلون ولا هم من شرها ناجون.
النظرات - المنفلوطي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 10:45 م]ـ
قال عُتبة بن أبي سفيان لعبد الصَّمد مؤدِّب ولدِه: ليكن أوَّلَ ما تبدأُ به من إصلاحك بَنِّي إصْلاحُك نَفسَك؛ فإنَّ أَعينهم معقودة بعينك، فالحسَنُ عِندهم ما استحسنت، والقبيحُ عندهم ما استقبحت، علِّمْهم كتابَ اللَّه، ولا تُكرِهْهم عليه فيَملُّوه، ولا تتركْهم منه فيهجُروه، ثم روِّهم من الشِّعر أَعَفَّه، ومن الحديث أَشْرَفه، ولا تُخْرِجْهم من عِلْمٍ إلى غيره حتّى يحْكموه، فإنَّ ازدحامَ الكلام في السَّمع مَضَلَّةٌ للفهم، وعلِّمْهم سِيَرَ الحكماء وأخلاقَ الأدباء، وجنِّبْهُم محادَثة النساء، وتهدَّدْهم بي وأدِّبْهم دُوني، وكنْ لهم كالطَّبيب الذي لا يَعجَل بالدَّواء حتى يعرف الداء، ولا تَتّكل على عُذري، فإني قد اتَّكلتُ على كفايتِك، وزد في تأديبهم أزدك في برّي إن شاء اللَّه.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:01 ص]ـ
اشكرك أخي ليث على ما قدمت
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:58 ص]ـ
كتب إبراهيم بن أبي يحيى الأسلَميّ، إلى المهديِّ يعزّيه على ابنته: أما بَعْدُ فإنّ أحقَّ مَن عرَف حَقَّ اللَّه عليه فيما أخَذ منه، مَن عَظَّم حقّ اللَّه عليه فيما أبقَى له، واعلم أنَّ الماضيَ قبلك هو الباقي لك، وأنّ الباقيَ بعدك هو المأجورُ فيك، وأنَّ أجر الصابرين فيما يصابون به، أعظَمُ من النِّعمة عليهم فيما يُعافَوْن منه.(/)
فياظبية الوعساء بين جلاجل
ـ[لمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:14 م]ـ
قال ذو الرمة:
فياظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أمّ سالم
في هذا البيت قوله (أنت) هل هو بالنصب أم بالجر؟
وهل ورد آأنت هكذا, حيث إن هذا البيت يستشهدون به في قراءة بعض القراء بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال وليس الأولى؛ فما هو وجه كتابته (آأنت)؟؟
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:49 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أَيا ظَبيَةَ الوَعساءِ بَينَ جُلاجِلٍ = وَبَينَ النَقا أَأَنتِ أَم أُمُّ سالِمِ
البيت كما هو موجود في كتب اللغه هكذا
وهو بالجر يعود على الظبيه
ـ[لمار]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:33 ص]ـ
شكرا لك
وقولكم (أأنت) هذا على خلاف الاستشهاد؟؟(/)
حوار بين شاب وفتاة!
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 04:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قرأت هذه القصيدة في أحدى المنتديات فأعجبتني فأحببت نقلها إليكم علها تنال إعجابكم ..
قالت وفي عينها من رمشها كحل = قف وانتظرني فقد أودى بي الحول
أنا الغريبة يا عمري وكم نظرت = إليك عيني بقلب ملؤه الوجل
والولهى على مضضأنا المحبة = فكن رحيما وقف يا أيها الرجل
لاتتركني فإني بت مغرمة = بحسن وجهك لما اختاره الخجل
صددت عني فكاد الصد يقتلني = وغبت عني فكاد العقل يختبل
فكرت أنساك لكني كواهمة = ظنت بأن قلوب الغيد تنتقل
فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما = علمت قلبي إلا فيك يشتغل
ينام كل الورى حولي ولا أحد = يدري بأن فؤادي منك يشتعل
فكن شفوقا وجد لي بالوصال فما = أريد غيرك أنت الحب والأمل
جد لي ولا تك مغرورا فما أحد = رأى جمالي إلا إغتاله الغزل
ألا ترى قدي المياس لو نظرت = إليه أجمل من في الأرض تختجل
ووجهي الشمس هل للشمس بارقة = إذا شخصت إليها فهي ترتحل
فقلت والحزن مرسوم على شفتي =وفي فؤادي من أقوالها دخل
أختاه لا تهتكي ستر الحياء ولا = تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا
والله لو كنت من حور الجنان لما =نظرت نحوك مهما غرني الهدل
أختاه إني أخاف الله فاستتري = ولتعلمي أنني بالدين مشتمل
تمسكي بكتاب الله واعتصمي = ولا تكوني كمن أغراهم الأجل
أختاه كوني كأسماء التي صبرت = وأم ياسر لما ضامها الجهل
كوني كفاطمة الزهراء مؤمنة = ولتعلمي أنها الدنيا لها بدل
كوني كزوجات خير الخلق كلهمُ = من علم الناس أن الآفة الزلل
من صانت العرض تحيا وهي شامخة = ومن أضاعته ماتت وهي تنتعل
كل الجراحات تشفى وهي نافذة = ونافذ العرض لا تجدي له الحيل
من أحصنت فرجها كانت مجاهدة = كمريم ابنت عمران التي سألوا
ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة = تريد تسير من قد عاقه الشلل
أختاه من كانت العلياء غاليته = فليس ينظر إلا حيث تحتمل
أختاه من همه الدنيا سيخسرها = ومن إلى الله يسعى سوف يتصل
أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنا = وسوف نسأل عما خانة المقل
أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي = ولا يغرنك الإطراء والدجل
توبي إلى الله من ذنب وقعت به = وراجعي النفس إن الجرح يندمل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 05:01 م]ـ
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم على انتقائك.
........................................................................
ليت الحب يطرق باب القلب ويستأذن، وليت المحب يستطيع التخلص من حبه، وليت من يحاول الفكاك منه يقدر، وليت وليت وليت .........
فليتق الله كل محب ويصبر، فما أعذب الحب من عذاب.
يقول الشاعر:
ما ذاق بؤس معيشةٍ ونعيمها = فيما مضى، أحدٌ إذا لم يعشقِ
الحب فيه حلاوةٌ ومَرارةٌ، = سائلْ بذلك من تطعّم، أو ذُقِ
فيا لسهام الحب عندما تخترق قلب الحبيب فتمزج الألم بالفرحة، والحسرة بالسعادة، فلا يستطيع التخلص منها ولا يصبر على وجعها، فيمتد ألمه ما يمتد، وتزداد معاناته ما تزداد، ويضيع في دوامة العذاب.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 05:22 م]ـ
وقال المتنبي:
جربت من نار الهوى ما تنطفي=نار الغضا وتكل عما تحرق
وعذلت أهل العشق حتى ذقته=فعجبت كيف يموت من لا يعشق
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني=عيرتهم فلقيت منه مالقوا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 08:58 م]ـ
أخوي الكريمين ليث وزين الشباب ..
بارك الله فيكما على مشاركتما في هذه الصفحة ...
-----------
أود إيضاح أمر ما ربما خفي عن حضرتكما .. بأن تلك الأبيات جاءت لتبين فضل العفاف .. ولم تكن تتحدث عن موضوع الغزل .. وقد تبين ذلك في هذه الأبيات
فقلت والحزن مرسوم على شفتي=وفي فؤادي من أقوالها دخل
أختاه لا تهتكي ستر الحياء ولا=تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا
والله لو كنت من حور الجنان لما=نظرت نحوك مهما غرني الهدل
أختاه إني أخاف الله فاستتري=ولتعلمي أنني بالدين مشتمل
تمسكي بكتاب الله واعتصمي=ولا تكوني كمن أغراهم الأجل
أختاه كوني كأسماء التي صبرت=وأم ياسر لما ضامها الجهل
كوني كفاطمة الزهراء مؤمنة=ولتعلمي أنها الدنيا لها بدل
كوني كزوجات خير الخلق كلهمُ=من علم الناس أن الآفة الزلل
من صانت العرض تحيا وهي شامخة=ومن أضاعته ماتت وهي تنتعل
كل الجراحات تشفى وهي نافذة=ونافذ العرض لا تجدي له الحيل
من أحصنت فرجها كانت مجاهدة=كمريم ابنت عمران التي سألوا
ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة=تريد تسير من قد عاقه الشلل
أختاه من كانت العلياء غاليته=فليس ينظر إلا حيث تحتمل
أختاه من همه الدنيا سيخسرها=ومن إلى الله يسعى سوف يتصل
أختاه إنا إلى الرحمن مرجعنا=وسوف نسأل عما خانة المقل
أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي=ولا يغرنك الإطراء والدجل
توبي إلى الله من ذنب وقعت به=وراجعي النفس إن الجرح يندمل
وبارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قرأت هذه القصيدة في أحدى المنتديات فأعجبتني فأحببت نقلها إليكم علها تنال إعجابكم ..
لاتتركني فإني بت مغرمة = بحسن وجهك لما اختاره الخجل
صددت عني فكاد الصد يقتلني = وغبت عني فكاد العقل يختبل
فكرت أنساك لكني كواهمة = ظنت بأن قلوب الغيد تنتقل
فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما = علمت قلبي إلا فيك يشتغل
ينام كل الورى حولي ولا أحد = يدري بأن فؤادي منك يشتعل
فكن شفوقا وجد لي بالوصال فما = أريد غيرك أنت الحب والأمل
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم على انتقائك.
........................................................................
ليت الحب يطرق باب القلب ويستأذن، وليت المحب يستطيع التخلص من حبه، وليت من يحاول الفكاك منه يقدر، وليت وليت وليت .........
فليتق الله كل محب ويصبر، فما أعذب الحب من عذاب.
يقول الشاعر:
ما ذاق بؤس معيشةٍ ونعيمها = فيما مضى، أحدٌ إذا لم يعشقِ
الحب فيه حلاوةٌ ومَرارةٌ، = سائلْ بذلك من تطعّم، أو ذُقِ
فيا لسهام الحب عندما تخترق قلب الحبيب فتمزج الألم بالفرحة، والحسرة بالسعادة، فلا يستطيع التخلص منها ولا يصبر على وجعها، فيمتد ألمه ما يمتد، وتزداد معاناته ما تزداد، ويضيع في دوامة العذاب.
أخوي الكريمين ليث وزين الشباب ..
بارك الله فيكما على مشاركتما في هذه الصفحة ...
-----------
أود إيضاح أمر ما ربما خفي عن حضرتكما .. بأن تلك الأبيات جاءت لتبين فضل العفاف .. ولم تكن تتحدث عن موضوع الغزل .. وقد تبين ذلك في هذه الأبيات
وبارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
أختي صاحبة القلم كلا لم يخفَ عليّ شيء، وقصدك واضح بيّن، وما قلتُه ذا صلة بالموضوع ويعبر عن وجهة نظري، وقد وضعت له معيارا مهمّا عندما قلت: {فليتق الله كل محب وليصبر}، وهذا يتوافق مع موضوعك، ولا يخرج عن مضمونه.
والحب ابتلاء ما بعده ابتلاء ويا لشجاعة من تمكّن الحب من قلبه فصبر على ما أصابه.
ببساطة هي أحبته وهو نصحها وذكرها، وكل ما تستطيع فعله، أن تكبت حبها وأن لا تتمادى فيه، وكما قيل: الحب لا يموت ولكن يتوارى بين الضلوع.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:01 ص]ـ
وَذاتِ حُسنٍ إذا مِيطت بَراقعُها = فالشَمسُ داهِشَةٌ وَالبَدرُ مُفتَضِحُ
عاتَبتُها بعدما مالَ الحَديثُ بها = عَتباً يمازجُه من دَلِّها مُلَحُ
فأَعرضت ثمّ لانَت بعد قَسوتِها = حتّى إِذا لَم يَكُن للوَصلِ مُطَّرَحُ
أَغضَت وأَرضَت بما أَهوى وعفَّتُنا = تأبى لنا مأثماً في الحُبِّ يُجتَرَحُ
فَلَم نَزل لابِسي ثَوب العَفاف إِلى = أَن كادَ يظهرُ في فرع الدُجى جَلحُ
ما أَصعَبَ الحبَّ من خَطبٍ وأَبرَحَه = بذي العَفاف وإِن أخفى الَّذي يَضحُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:10 ص]ـ
أَغضَت وأَرضَت بما أَهوى وعفَّتُنا = تأبى لنا مأثماً في الحُبِّ يُجتَرَحُ
فَلَم نَزل لابِسي ثَوب العَفاف إِلى = أَن كادَ يظهرُ في فرع الدُجى جَلحُ
آه ما أصعب الحب العفيف؛ ما أمره وما أحلاه، ما ألذه وما أقساه.
أشكرك أخي رعد على هذه القصيدة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:02 ص]ـ
شكرا لكم جميعا على هذا الثراء العالي الجودة
وهنيئا لقلبك يا ليث لأنه يضم هذه المشاعر الجياشة،،،(/)
ندااااااااء إلى أهل الأدب
ـ[ورقة وقلم]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج إلى توثيق هذه الأبيات الشعرية (رقم الصفحة ودار النشرومكانه والعام الهجري والميلادي) بأسرع وقت ممكن وجزاكم الله الجنة ;)
بيت للفرزدق:
فلو كنت ضبيًا عرفت قرابتي .......... ولكن زنجيا عظيم المشافر
بيت لحسان بن ثابت:
ويرجع العام إلى أهله ........... فما أكيل والسبع بالراجع
بيت لمجنون ليلى:
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ......... وإن بات من ليلى على اليأس طاويا
بيت لامرئ القيس:
ألف الصفون فما يزال كأنه ......... مما يقوم على الثلاث كسيرا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 07:32 م]ـ
بيت للفرزدق:
فلو كنت ضبيًا عرفت قرابتي .......... ولكن زنجيا عظيم المشافر
لم أجد البيت في ديوان الفرزدق
طبعة دار الكتب العلمية
والله أعلم.
ـ[ورقة وقلم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:26 م]ـ
يقولون انه في طبعة الصاوي
ـ[ورقة وقلم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 08:00 م]ـ
;)
لا جواب!!(/)
شعر في الشكر والتقدير؟
ـ[أم شاكر]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:08 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،،
إخوتي و أخواتي،
من منكم يزودني بشعر جميل في الشكر و التقدير للشيخ لأضيفه إلى شهادة شكر و تقدير التي أصنعها الآن لأعطيها لشيخنا في اللغة العربية؟؟؟؟ أريد شعرا يصف مدى شكرنا لجهوده الرفيعة و حبه لنا و حب تعليمنا و أننا نحترمه جدااااااا و لا نستطيع أن نشكره أبدا!
بوركتم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:11 م]ـ
ليتك كتبت هذا الكلام في منتدى الأدب.
ـ[أم شاكر]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 10:16 م]ـ
بارك الله فيك، سأفعل إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 01:21 ص]ـ
ووشع الفخر منه بالمكارم مذ = حظيت بالمفخرين العلم والأدب
لا تعجبوا منه ان ساد الأنام فقد = صبا إلى طلب العلياء وهو صبي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 01:26 ص]ـ
بِفَيض فَضلِكَ يَحيى العلمُ وَالأَدَبُ = وَبِإِسمكَ اليَوم أَضحتَ تَفخرُ الكُتُبُ
فَمِن سَنى فَكرِكَ التَهذيبُ مُنتَشِرٌ = وَمِن ضَيا فَهمِكَ الإِرشادُ مُنسَكِبُ
يا أَيُّها الكَوكَبُ العالي الَّذي رَقَصت = لَهُ المَعالي وَخَرَّت دونَهُ الشُهُبُ
ما زالَ يَكسبُ مِنَ الشَرقُ رَونَقَهُ = حَتّى إِنجَلى وَاِنجَلَت عَن وَجهِهِ السُحُبُ
لَو لَم يَكُن رَشف الأَفراح مِنكَ لَما = أَهدى الصَباح ضَحوكاً وَهُوَ يَلتَهِبُ
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي رعدًا إذ نفعت أختنا، وأرحتنا أراحك الله من كل هم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 03:38 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي رعدًا إذ نفعت أختنا، وأرحتنا أراحك الله من كل هم.
بارك الله فيك أخي " عبد العزيز بن حمد العمار ".
لكن أين هي اختنا ام شاكر ..
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:33 ص]ـ
يبدو أنها لم تعلق. وقد طار ثوابك إلى السماء بإذن الله.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:51 ص]ـ
يبدو أنها لم تعلق. وقد طار ثوابك إلى السماء بإذن الله.
نعم الثواب الذي يطير إلى السماء، أليس كذلك؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:01 م]ـ
بلى، ورب الكعبة أخي ليثًا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:17 م]ـ
شكرت جميل صنعكم بدمعي= ودمع العين مقياس الشعور
لأول مرة قد ذاق جفني= على ما ذاقه - دمع السرور
حافظ إبراهيم
ـ[أم شاكر]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 01:07 م]ـ
الإخوة الأفاضل
أعتذر على هذا الرد المتأخر جدا! لكني لم أنسكم في دعائي لما قرأت اشتراكاتكم و لم أجد وقتا لأرد عليكم و أشكركم و رجعت لأفعل فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله
فجزاكم الله عني خير الجزاء و أستسمحكم على التأخير
و من كان لديه المزيد فليتفضل مشكورا مأجورا. و السلام
أختكم/أم شاكر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 02:56 م]ـ
معلمي لست بالناسي جميلك ما = عرفت في لغتي معنى لعرفان
هيهات أنسى ليالينا التي طويت = بين الكتابين قاموس وديوان
وأنت تطبع في ذهني العلوم كما = لو رحت تنقشها نقشاً بصفوان
لولاك لم يجر لي في صفحة قلمٌ = ولا لعبتُ بأرواح وأذهان
ولا تغنى بشعري الركب والتفتت = إلى شوارده آرام عسفان
ـ[أم شاكر]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 12:11 م]ـ
أسعدك الله يا رعد أزرق كما تسعدني
يعجبني ما تكتب ما شاء الله لكن المشكلة أني امرأة و أستاذي رجل فلا يليق بي أن أكتب له مثل هذا الشعر ههههه عفوا
أرجو أن يتفضل أحد الأعداء بشعر نستطيع أن نقدمه نحن كنساء لأستاذنا الفاضل
جزاك الله خيرا أخي "رعد أزرق"
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 11:22 م]ـ
معلمي لست بالناسي جميلك ما = عرفت في لغتي معنى لعرفان
هيهات أنسى ليالينا التي طويت = بين الكتابين قاموس وديوان
وأنت تطبع في ذهني العلوم كما = لو رحت تنقشها نقشاً بصفوان
لولاك لم يجر لي في صفحة قلمٌ = ولا لعبتُ بأرواح وأذهان
ولا تغنى بشعري الركب والتفتت = إلى شوارده آرام عسفان
أسعدك الله يا رعد أزرق كما تسعدني
يعجبني ما تكتب ما شاء الله لكن المشكلة أني امرأة و أستاذي رجل فلا يليق بي أن أكتب له مثل هذا الشعر ههههه عفوا
أرجو أن يتفضل أحد الأعداء بشعر نستطيع أن نقدمه نحن كنساء لأستاذنا الفاضل
جزاك الله خيرا أخي "رعد أزرق"
أختي الكريمة أم شاكر تستطيعين حذف البيت الثاني ولن يتأثر المعنى ..
عموما ..
لن تجدين أفضل من القصيدة التى وضعتها قبل ذلك وأعجب لم تبحثين عن غيرها وهي في غاية البلاغة ومعانيها عظيمة جدا ..
وهي:
بِفَيض فَضلِكَ يَحيى العلمُ وَالأَدَبُ = وَبِإِسمكَ اليَوم أَضحتَ تَفخرُ الكُتُبُ
فَمِن سَنى فَكرِكَ التَهذيبُ مُنتَشِرٌ = وَمِن ضَيا فَهمِكَ الإِرشادُ مُنسَكِبُ
يا أَيُّها الكَوكَبُ العالي الَّذي رَقَصت = لَهُ المَعالي وَخَرَّت دونَهُ الشُهُبُ
ما زالَ يَكسبُ مِنَ الشَرقُ رَونَقَهُ = حَتّى إِنجَلى وَاِنجَلَت عَن وَجهِهِ السُحُبُ
لَو لَم يَكُن رَشف الأَفراح مِنكَ لَما = أَهدى الصَباح ضَحوكاً وَهُوَ يَلتَهِبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم شاكر]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 07:35 ص]ـ
كلها جميلة فعلا لكن لم أفهم القصيدة الثانية (بفيض فضلك ... إلخ) بأكملها فهل يمكنك أن تشرحها لي؟ جزيت خيرا
و أعتذر جدا عن كلمة "الأعداء" أردت طبعا "الأعضاء"
بوركت
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 10:47 م]ـ
كلها جميلة فعلا لكن لم أفهم القصيدة الثانية (بفيض فضلك ... إلخ) بأكملها فهل يمكنك أن تشرحها لي؟ جزيت خيرا
و أعتذر جدا عن كلمة "الأعداء" أردت طبعا "الأعضاء"
بوركت
أختي الكريمة أم شاكر ..
أعتقد أن القصيدة واضحة ولا تحتاج لتفسير وشرح ..
عموما
حاولي تفسير ما تستطيعين تفسيره بنفسك , وضعي ما يصعب عليك من معاني كي أشرحها لك ..
القصيدة جميلة وكافية , استخدميها ولا تقلقي , أستاذك سيفهمها.
بارك الله فيك.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:35 م]ـ
معلمي لست بالناسي جميلك ما = عرفت في لغتي معنى لعرفان
هيهات أنسى ليالينا التي طويت = بين الكتابين قاموس وديوان
وأنت تطبع في ذهني العلوم كما = لو رحت تنقشها نقشاً بصفوان
لولاك لم يجر لي في صفحة قلمٌ = ولا لعبتُ بأرواح وأذهان
ولا تغنى بشعري الركب والتفتت = إلى شوارده آرام عسفان
ذكّرتني هذه الأبيات بمعلّمي "الحاجّ عيسى " رحمه الله، معلّمي الّذي علّمني الحروف و الأرقام و الجمع و الطّرح و الفاتحة و النّاس ... معلّمي الّذي علّمني الرّفق بالأطفال كيف يكون .. و علّمني كيف يكون الإنسان إنسانا .. و لو حكيتُ لكم عنه سأملأ الصّفحات الطّوال .. إنّه معلّم السّنة الأولى الابتدائيّة، رحمه الله تعالى و أسكنه الغرفات، و بيّضَ وجهه يومَ تبيضّ وجوه و تسودّ وجوه، و نعّمه بنعيم الجنّات، و أنزله منزلة الشّهداء و الصّدّيقين ...
أرجوكم، قولوا آمين
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2009, 01:25 م]ـ
أحمد القوصي
1281 - 1334 هـ / 1864 - 1915 م
أحمد بن محمد بن أحمد عبد الحق القوصي. زجال مصري، له اشتغال بالأدب ولد بقوص، وتعلم بأسيوط ثم بالأزهر ومدرسة دار العلوم بالقاهرة، وعانى التدريس، واشترك في تحرير بعض المجلات، وانشأ جريدة النجاة الأسبوعية - لقيت اقبالاً، ثم مجلة (السبعة ودمّتها) وفي هذه ظهر نبوغه في الزجل، امتازت أزجاله بالمعاني الاجتماعية والأخلاقية في قالب فكاهي شعبي رقيق. له (ديوان-ط) احتوى على بعض ما كتب من زجل وشعر، توفي بالقاهرة.
أَهديتمو صُورة تَحوي أَساتذة = لا عَيبَ فيهُم سِوى أَنا بَنو العَرَب
تَملك الهَدية مِن إِخلاص وَدكم = فَدمتمو يا بَني العرفان وَالأَدَب
وَلا أَزال مَدى الأَيام أَشكُرَكُم = فَاِنتُمة كُلكم أَبناء خَير أَب(/)
مقامات الزمخشري؛ {مواعظ ونصائح}
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:36 ص]ـ
مقامة التقوى
يا أبا القاسم العمرُ قصيرْ. وإلى اللّه المصيرْ. فما هذا التقصيرْ. إنَّ زبرجَ الدٌّنيا قد أضلّك. وشيطانَ الشهوةِ قد استزلّكَ. لو كنتَ كما تدَّعي من أهل اللبِ والحِجى. لأتيتَ بما هو أحرَى بكَ وأحجى. ألا إنَّ الأحجى بك أن تلوذَ بالرّكنِ الأقوَى. ولا رُكنَ أقوَى من ركنِ التقوى. الطرقُ شتى فاخترْ منها منهََجاً يهديكْ. ولا تخطُ قدماكَ في مضلةٍ ترديكْ. ألجادَّة بيّنةٌ. والمحجّةُ نيرةٌ. والحجةُ متّضحةْ. والشبهةُ متفضحةْ. ووجوهُ الدلالةِ وضاءٌ. والحنيفيةُ نقيّةٌ بيضاءُ. والحقُّ قد رُفعتْ ستورهْ. وتبلّج فسطعَ نورهْ فلِمَ تغالطُ نفسَكْ. ولمَ تكابرُ حِسّك. ليت َشِعري ما هذا التواني. والمواعظُ سيرُ السّواني.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:40 ص]ـ
مقامة الرضوان
يا أبا القاسم أجلٌ مكتوبْ. وأملٌ مكذوبْ. وعملٌ خيرُهُ يقطرُ وشرهُ يسيلْ. وما أكثرَ خطأهُ وصوابهُ قليلْ. أنتَ بينَ أمرينِ لذَّةِ ساعةٍ بعدَها قرعُ السنِّ والسقوطُ في اليدْ. ومشقّة ساعةٍ يتلُوهَا الرضوانُ وغبطةُ الأبدْ. فما عُذركَ في أنْ ترقلَ كلَّ هذا الإرقالِ إلى الشقاءِ وطولِ الحرمانْ. وأنْ تغذَّ كلَّ هذا الإغذاذِ إلى النارِ وغضبِ الرحمنْ. وأينَ علتكَ في أن تشرُدَ شرادَ الظليمْ. عن رضوانِ اللّه ودارِ النعيمْ. هيهاتَ لا عذرَ ولا علّة إلا أنَّ عاجلاً حَداك حبُّه على إيثارهْ. ودعاكَ داعي الشهوةِ إلى اختيارهِ. ألا إنَّ تمامَ الشقْوةْ أن تقعُد أسيرَ الشهوةْ. أيها العاقل ُلا يعجبنّك هذا الماءُ والرَّونقْ. فإنهُ صفوٌ مخبوٌ تحتهُ الرَّنق. ولا يغرَّنكَ هذا الرواءُ المونق. فوراءهُ البلاءُ الموبقْ. سبحانَ اللّه. أيَّ جوهرةٍ كريمةٍ أوليتْ. وبأيّ لؤلؤةٍ يتيمةٍ حليّتْ. وهي عقلكَ ليَعقلك. وحجُركْ ليحجرك. ونهيُتك لتنهاكَ وأنتَ كالخلو العاطلْ. لفرط تسرعكَ إلى الباطلْ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:45 ص]ـ
مقامة الارعواء
يا أبا القاسم شهوتكَ يقظَى فأنِمها. وشبابكَ فرصةٌ فاغتنْمها. قبل أن تقولَ قد شابَ القذالْ. وسكتَ العذّالْ. أكففْ قليلاً منْ غربِ شطارتكْ. وانتهِ عنْ بعضِ شرارتكَ. حينَ عيدانُ نشاطَكَ تخفق. وألسنةُ عذّالكَ تنطقْ. وعيونُ الغواني. إليكَ رواني وعوُدكَ ريّانْ. وظِلكَ فينانْ. وخطية قدّكَ عسّالة. وفي عمر قوَّتكَ بسالةْ. ثمَّ إياكَ أن تنزلَ على طاعةِ هواكَ في الاستنامةِ إلى الشيطانِ وخطراتهِ. والرُّكونِ إلى اتباعِ خطواتهِ. فإنَّ منْ تسويلاتهِ لك. وتخييلاته إليك. أنْ لاتَ حين ارعواءْ. وأينَ عنكَ زمانُ الانتهاء. على رسلكَ حتى ينحنيَ غصنُ القامة ويبرُقَ ضلعُ الهامةْ. وترى التنومةَ ثغامةْ. فأمّا وميعةُ الشبيبةِ معكْ. فإن صاحَ بكَ واعظٌ فلا أسمعكْ. هذهِ حبائلهُ ومصايدهُ. وحيلهُ ومكايدهُ. والعجبُ من نفسكَ أنها تستلذ الوقوعُ فيها. وإنْ لم ترْجُ الخلاصَ منها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:47 ص]ـ
مقامة الزاد
يا أبا القاسم اتركِ الدُّنيا قبلَ أن تتركَكْ. وافرَكها قبلَ أنْ تفركَك. طلِّقِ القائلةَ بملءِ فيها أنا غدَّارةٌ غرَّارةْ. ختّالةٌ ختّارة. وما الفائِل رأيهُ إلا مَن رآني على الأخرى مختارَة. لاتَني أيُامها ولياليها ينحتن من أقطارِكْ. فقضِّ فيها أسرعَ ما تقضي أهمَّ أوطارِك. إنَّ أهمَّ أوطاركْ فيها تزودُك منها. فالبدارَ البدارَ قبلَ إشخاصِك عنها. لكلِّ رُفقةٍ ظاعنةٍ يومٌ يتواعَدونهْ. وميقاتٌ مضروبٌ لا يكادون يظعنونَ دونهْ. فيتمهّلونَ في الاستعدادِ قبل حلولِ الميعادْ. ويتدبّرونَ تعبيةَ الجهازِ وتهيئةَ الزَّاد. حتى إذانهضوا نهضوا ملأ المَزاود والمَزاد. ألا إنَّ النَّذير بمفاجأةِ رحيلكَ يصيحُ بك في بُكرتكَ وأصيِلك. فقُلْ لي أينَ جهازُكَ المعبّأ. وأينَ زادُكَ المُهيّأ. وأينَ ما يقتلُ به الطّوى والظّمأ أينَ. كأنّي بكَ قدْ فوجئتَ بركوبِ السفرِ الشّاسعْ. والشقةِ ذاتِ الأهوالِ والفظائعْ. وليس في مزودِكَ كفُّ سويقٍ يفثأ من سورةِ طَواكْ. ولا في إدواتكَ جُرعةُ ماء تُطفئُ من وقدةِ صداكْ. فيا حسرتا لو أنَّ يا حسرَتا تُغني. ويا أسفا لو أنَّ يا أسفا تجدِي.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:09 ص]ـ
مقامة الزهد
يا أبا القاسم ما لكَ لا ترفضُ هذهِ الفانيةَ رفضاً. ولا تنفضُ يديكَ عن طلبِها نفضاً. ألمْ ترَ كيفَ أبغضَها اللّه وأبغضَها أنبياؤهُ. ومقتَها أولياؤهُ. ولوْلا استيجابُها أن تكونَ مرفوضة لوزَنَت عندَ اللّه جناحَ بعوضةْ. إن راقَكَ رُواؤها الجميلُ فما وراءهُ مشوَّهْ. ما هَيَ إلا اسمٌّ ذُعافٌ بالعسل مموَّه. منغّصةُ المسارّ لمْ تخلُ من أذى. مطروقةُ المشارب لم تصفُ من قَذَى معَ كلِّ استقامةٍ فيها اعوجاجْ. وفي كلِّ دَعةٍ منَ المشقّة مِزاجْ. شهدُها مشفوعٌ بإبرِ النّحلِ. رُطبها مصحوبٌ بسلاّء النّخلِ. أمامَ الظفرِ بغنيمتها الاصطلاءُ بنارِ الحرْب. قبلَ اعتناقِ سيبِها معانقةُ أبناءِ الطعنِ والضرْب. اذكرِ المرْواني وما مُني به من خطّةٍ على رأسهِ مصبوبهْ، حين َغُصّتْ بحبةِ الرمّان حُبابتهُ المحبوبةُ. ثمَّ هَبها مُروَّقة المشاربْ. مصفّقةً من الشوائبِ. قدْ صفتْ لصاحبِها كلُّ لذَّة. وأظلّتهُ سحابةُ اللهوِ هاطلةً مُرذَّه. أما يكفي تيقُّنُ المسرورِ بزوالِ ما هو فيه منغّصاً لسرورِها. وزاجراً للعاقلِ أن يلوِي على غرورِها. بلى إنْ نزلَ اللبيبُ على قضيةِ لُبّه. إن دَعاهُ داعي الشهوةِ لم يلبّه. وهيهاتَ إنَّ مدعوَّ الهوى لمجيب. وإنَّ سهمَ دعوةِ الدَّاعي لمصيب. اللّهمَّ إلا عبداً بحبلِ اللّه يعتصمْ. ويتمسّكُ بعروتهِ التي لا تنفصمْ.
طوبَى لعبدٍ بحبلِ اللّه معتصمهْ = على صراطٍ سويٍّ ثابتٍ قدمُهْ.
رثِّ اللباسِ جديدِ القلبِ مُستترٍ = في الأرضِ مشتهرٍ فوقَ السماءِ سِمُه.
إذا العيونُ اجتلتهُ في بذاذتهِ = تعلو نواظُرها عنهُ وتقتحمهُ.
ما زالَ يستحقرُ الدُّنيا بهمتهِ = حتى ترقَّتْ إلى الأخرى بهِ همَمُه.
فذاكَ أعظمُ من ذي التاج متّكئاً =على النّمارقِ محْتَفاً بهِ حشمهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:47 م]ـ
بوركت أخ ليث في انتقائك وجهودك الواضحة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:52 م]ـ
مقامة التوحيد
الزمخشري
يا أبا القاسم أفلاكٌ مسخرة وكواكبُ مُسيّرة تطلعُ حيناً وحيناً تغرُب وينأى بعضُها عن بعضٍ ويقرُب وقمرٌ في منازلهِ يعوم وشمسٌ في دورانها تدومُ فما تقوم وسحابٌ تُنشئُها القُبول وتُلحُقها وتمري أخلافَها الجنوبُ وتمسحُها وأرضٌ مذللةٌ لراكبها. مقتلةٌ للمشي في مناكبها ممهّدةٌ موطّدة بالرّاسياتِ موتّده وبحرانِ أحدُهما بالآخرِ ممروج وماءُ الأجاجِ منهُما بالعذبِ ممزوج وحجرٌ صَلدٌ ينشقُّ عنِ الماءِ الفُرات. وينفلقُ عنِ الشجرِ والنبات وحَبٌ ينشأ منهُ عُروقٌ وعِيدان ونوَى ينبُتُ منهُ جبّارٌ وعَيدان، ونُطفةٌ هي بعدَ تسعةٍ إنسان لهُ قلبٌ وبصرٌ ولِسان. في كلِّ جارحةٍ منهُ غرائبُ حكمٍ يعجزُ اللّسانُ الذَّليق أن يحصرَها ويحصيها. ويعزُّ على الفهمِ الدقيقِ أن يبلغَ كُنهها ويستقصيها ما هذه إلا دلائلُ على أنَّ وراءَها حكيماً قديراً. عليماً خبيراً تنصرَّفُ هذهِ الأشياءُ على قضائهِ ومشيئته. ويتمشّى أمُرها على حسبِ إمضائهِ وتمشيته. وهي منقادةٌ مُذعنةٌ لتقديرهِ وتكوينه. كائنةٌ أنواعاً وألواناً بتنويعهِ وتلوينه. قدِ استأثرَ هوَ بالأوليّة والقِدَم وهذه كلها محدثاتٌ عن عدَم فليملأ اليقينُ صدرَك بلا مخالجةِ ريب. ولا تزلَّ عن الإيمانِ بالغيبِ وعالمِ الغيب. ولا يستهوينكَ الشيطانُ عنِ الاستدلالِ بخلقهِ فهوَ الحُجة. ولا يستغوينكَ عن سبيلِ معرفتهِ فإنّه محجة واجتهد أن لا تجدَ اعمرَ منكَ إليهِ طريقاً. ولا أبَلَّ بأسمائهِ المقدسّةِ ريقاً وارحم نفسكَ بابتغاءِ رحمته وأنعِم عليها بالشكرِ على نعمته. ولينكشف عن بصِرك غِطائه فأنتَ وجميعُ ما عندكَ عَطاؤه.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:55 م]ـ
مقامة العبادة
للزمخشري
يا أبا القاسم مَن أهانَ نفسهُ لربّه فهوَ مكرِمٌ لها غيرُ مُهين ومنِ امتهنَ في طاعةِ اللّهِ فذاكَ عزيزٌ غيرُ مُهين. ألا أخبرُكَ بكلِّ مهان ممتهَن. في قبضةِ الذُّلِّ مرتَهن كلُّ متهالكٍ على حبِّ هذهِ الهَلوك منقطعٍ إلى أحدِ هؤلاءِ المُلوك يدينُ له ويخضع ويُخبُّ في طاعتهِ ويضع لا يطمئن قلبهُ ولا تهدأ قدمُه. ولا ينحرِفُ عن خدمتهِ هَمهُ ولا سدمُه ينتصبُ قُدامهُ انتصابَ الجذِلِ وهو ملآنُ منَ الجذَل بعرضٍ يحسبهُ مصوناً وهوَ كمنديلِ الغمر مبتذَل له ركوعٌ في كلِّ ساعةٍ وتكفير وخرورٌ على ذقنه وتعفير واجماً لاحترازهِ من سخطةِ الملكِ واحتراسهِ مُقسماً إن أقسَم جهدَ اليمينِ على راسهِ. فإن حانت منه إليه التفاتةٌ وكلفه شُوَيناً فأيُّ خطبٍ على رأسهِ عُصِبْ. ولكفايةِ أي مهمّ منَ المهماتِ نُصِب. لا يقرُّ به قَرار. ولا يرنّقُ في عينهِ غِرار. لفرطِ تشاغلهِ واهتمامه وركضهِ من وراءِ إتمامه فإن قيلَ له يا هذا خفِّض من غُلوائك وهوّن وأرخِ من شكيمةِ هذا الجدّ وليّن. قالَ لا واللهِ هكذا أمرني الأميرُ وبأجدَّ من هذا أوعزَ وأشار ولو وصفتُ لكم وصاياهُ إليَّ لما بلغتُ المِعشار. الإيمانُ باللهِ عندهُ والاقتداءُ برسولهِ أن ينتهيَ من خبثِ الطّعمةِ إلى طلبتهِ ورسوله. فاستعذ باللهِ من مقامِ هذا الشقي. وانتصِب في المحرابِ على قدميِ الأوَّاب التّقي. وذِلَّ لربِّك اليومَ تعزَّ غداً وتعَنَّ أياماً قلائلَ تسترِح أبداً وإياك وتضجيع المُتثاقل. وحاشاكَ من توصيم المتُكاسل إنَّ المِكسال من نُعوتِ بيضِ الحِجال. لا من أوصافِ بيضِ الرّضجال واستحي من ربِّكَ ربِّ العزةِ خالقِ العزِّ والأعزَّة أن يفضُلكَ في الطاعةِ والانقياد مستخدمُ بعضِ الأذلاءِ من العِباد.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:31 م]ـ
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على المرور والإثراء.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:35 م]ـ
مقامة الإنابة
يا أبا القسم هل لكَ في جآذرِ جاسمْ. إنْ أنعمتَ فلا أنعمَ اللّه بالكْ ولا وصلَ حبالكْ. ولا فُضَّ فو مَن ماءَكَ بالحقِّ ونبّهكَ. وعضَّك بالملامِ ووعظك. أصبْوةً وحق مثلكَ أن يصحو لا أن يصبو أنزاعاً وقد حانَ لكَ أن تنزعَ لا أن تنزِعَ ما أقبح لمثلكَ الفُكاهةَ والدُّعابة وديدَنَ المِمْزاحِ التِّلعابةُ. يا هذا الجدَّ الجِدْ. فقدْ بلغتَ الأشدْ وخلّفتَ ثنيّةَ الأربعينْ. ولهَزَ الفتيرُ لداتكَ أجمعينْ. أبعدَ ما عطّلتَ شبيبتكَ في التغزلِ والتشبيب. وذهبتَ بصفوةِ عُمركُ في صفةِ الحبِّ والحبيبْ. وأضلتَ حلمكَ في أوديةِ الهوَى. وعكفتَ همّكَ على أبرقِ الحِمى وسقطِ اللّوى. واتخذتَ بقَرَ الجواءِ بلائكَ وفتنتكْ. ووهبتَ لظباءِ وجرَةَ ذكائكَ وفِطنتكْ. تريدُ ويحكَ أن تُصرَّ على ما فعلتْ. وأن تشيّع النارَ التي أشعلتْ. مهلاً مهلاً. فلستَ لذلكَ أهلاً. وعليكَ بالخُروقِ الواهيةِ متُنوقّاً في رفوِها. وبالكلومِ الداميةِ متنطّساً في أسوها. أنِبْ إلى اللّه لعلَّ الإنابةَ تمحّصْ. وافزَعْ إلى اللّه لعلَّ الفزعَ يخلّصْ. وما أكادُ أظن لِسعةِ آثامكَ إلا أنَّ عفوَ اللّه أوسعْ. ولا أكادُ أشك نظراً في كرمهِ الشاملِ إلا أنّي معَ ذلك أفزعْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 02:14 م]ـ
مقامة الحذر
يا أبا القاسم احزُر نفسَك إنْ تعلّقتْ ببعضِ أطرافِها جمرَه. أو أصابتهُ منَ الماءِ المغليّ قطرَه. هل تتمُّ عندَ صدمةِ ذلكَ لأنْ تقلّبَ فكراً في خَطَبٍ مهم. أو ترفعَ رأساً لحبيبٍ ملمْ. أو تلقي سمَعاً إلى ما تتهاوى إليه الأسماعْ. وتتقاذفُ نحوهُ القلوبُ والطبّاع. أم بها في تلكَ الوهلةِ ما يشغلها عن أن تنطِقَ في شأنٍ يعينها بحرْف. أو ترميَ إلى أحبِّ خلقِ اللّه إليها بطرفْ. كلا ولو كنتَ ممّنْ يعطفُ الأعنَةَ بإصبعْ. ويتبسَّطُ في مهابِّ الرياحِ الأربعْ لشغلكَ التألمُ عن كبرياءِ سلطانِك. ولأدرجَ تلكَ الأعنَةِ تحتَ مطاوي نسيانك. هذا وإنَّ الجمرَةَ والقطرَةَ كِلتاهما هَنَةٌ يسيره. ومدَّةُ إيلامِها ساعةٌ قصيرة. ثمَّ إنها على ذلكَ لتُنسيكَ جميعَ ما همّتُكَ إليه عائرة. وأفكارُكَ عليهِ دائرةْ. وتشخصُ بك عنِ المضجعِ الممهودْ. وتطلقُ حُبَوتَكَ في المحفلِ المشهودْ. فنارُ اللّه التي حسبُكَ ما سمعتَ من فظاعةِ وصفِها وهوْلْه. وكفاكَ فيها ما قالهُ الصادقُ المصدَّقُ في قولهْ. وأفظعُ ذلكَ كله أنَّ عذابها أبدٌ سرْمدٌ. ليسَ له منتهى ولا أمد. هلا جعلتَها ممثّلةً قداَّم ناظريكَ كأنكَ تشاهدُ عينَها. وكأنّه لا برزَخَ بينك وبينَها. إنْ كنتَ كما تزعُمُ بما نطَقَ به الوحيُ مؤمناً. وكما تدّعي بصحتهِ موقناً. فإنَّ أدنى ما يحتكمُ عليك تبصرُ تلكَ الحالْ. و تصورُ تلكَ الأهوالْ. ان تكونَ في جميعِ ساعاتِك إمّا لا على صفتكَ في الساعةِ التي آلمكَ فيها مسُّ الجمرةِ التي خطبُها هيّن. وآذتكَ إصابةُ القطرةِ التي مقدارُ أذاها بيّنْ. قلقاً متأوِّهاً. نزِقاً متولهّاً. لا تلتفتُ إلى الدنيا التفاتةَ راغبْ. ولا ترتاحُ لأجلِ ما تعطيكَ من عُجالةِ الرّاكبْ، ولا تفطُنُ لكرّاتها ودُوَلها أساءَتْ أم سَرَّتْ. ولا لأيامهِا ولياليها أعَقتْ أمْ برَّتْ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 03:27 م]ـ
مقامة الاعتبار
يا أبا القاسم قد رأيتَ العصرَينِ (1) كيفَ يقرضانِ الأعمارْ. ويهدمانِ العمارةَ والعمّار. ويُسكنان الديارَ غيرَ بُناتها. ويورثانِ الأشجارَ جنُاةً بعدَ جنُاتها. ويُملكانِ صاحبةَ الغيرَانِ غيرَهْ بعدما كانَ ينهالكُ عليها غيرَهْ. ويقسمانِ ما دَوَّخ في اكتسابهِ القرى والمدائنْ. وأقفلَ عليهِ المخابئَ والمخازنْ. بينَ حي كحيّاتِ الوادي. كلُّهم لهُ حسّادٌ وأعادي. فروَيدكَ بعضَ هذا الحِرْصِ الشديدْ على تشييدِ الِبنَاءِ الجديدْ. ولا يصُدَّنكَ إبارُ السُّحُقِ الجبّار عنِ التّبتُّلِ إلى الملكِ الجبّار وإيّاكَ والكلَفَ ببيضات الخُدور وقسماتهِنَّ المشبهةِ بالبُدورْ وأنْ تعلِّقَ همّتك بأعلاقِ الأموالْ والاستيثاقِ منها بالأبوابِ والأقفالْ. واستنظِرْ نفسَكَ إن تقاضَتك إيثارَ الملاهي. واستمهلِها إن طالبتكَ بارتكابِ المنَاهي، إلى أن يتفضَّلَ عليكَ ذُو الطولِ والمنّةِ. بالوصولِ إلى دارِ الجنّة.
(1) العصرين: الغداة والعشي.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:17 م]ـ
مقامة الدعاء
يا أبا القاسم حَسُبك ما أسلفتَ من الصَّبَواتِ فأمسِك. واحرِصِ أن يكونَ يَومُكَ وغَدُكَ خيراً مِن أمسِك. جنِاياتُك على نفسِكَ تَترى. والأمورُ الألهيّةُ كما تسمعُ وترَى. عزْمٌ لا لينَ ولا هَوادة. وجَدٌ لا هزْلَ ولا مَكادَه. وبطشَهُ جبّارٍ لا تُطاق وسطوَةُ مُقتدرٍ يضيقُ عنها النِّطاق. فما هذهِ الجسارَةُ ولا جِسرَ إلى النّجاةِ إلا أن تجني. ومَن غَرَسَ القتادَ لم يجنِ منهُ الثمَرَ ولن يجني. هاتِ سُلطانكَ فيما ارتكبت. وهلُمَّ بُرهانَكَ فيما احتقبتْ هيهاتَ لا سُلطان. إلا أنك أطعتَ الشَيطان وكَلاَّ ولا بُرهان إلاَّ أنّك أخذتَ العاجِلَ بما عَزَّ وهان. ولا معذرَةَ إلاَّ أنَكَ ذُقتَ طعمَ الإترافِ فاستطبْتَه. ودعاكَ داعي الإسرافِ فاستجبتَه هذه براهينُ السامدينَ اللاَّهين. واللّهُ الصَّمَدُ لا يقبَلُ هذهِ البراهين وهذهِ عِللُ المبطلينَ معاذِرُهم. وبمثلها لا تؤمَنُ أفزاعُهم ومحاذِرُهم. اعطفْ على سيِّئات قدَّمْتَها فندَّمَكَ تقديمُها بحسناتٍ تُدمنُ إقامتَها وتُديمُها. إنَّ الحسنَةَ لتَسحَقُ السَّيئَةَ عن صاحبِها وتَسحُوها. وتمحَقُ آثارَها وتمحوها. كما تَسحو المِبراةُ الرَّصيفةُ الحِبرَ عنِ الطَّرْس. وكما يمحو الماءُ الطُهورُ أثَرَ الرَّجْس وابسُطْ يديكَ إلى ذي المنةِ والطّوْل. وابرَأ إليهِ منَ القوَّةِ والحوْل. وقُل وجناحُكَ منَ الخُشوعِ خفيض. ودمعُكَ على الخدَّيْنِ يفيض. وحلقُكَ بالبُكاءِ شرِق. وجبينُكَ مِنَ الحياءِ عرِق. وصوتُكَ لا يكادُ يسمعُ وَجلا. ولِسانُكَ لا يكادُ ينطِق خجلاً.
يا ربِّ قد فضحْتُ نفسي بينَك وبيني. وقدِ اطَلعتُ على عيبي وشَيني. ولم يخفَ عليكَ دِخلَتي وسِري الخبيث. وعرَفتَ قِصَّتي وحديثي وبِئسَ القصَّةِ والحديث. وكفَتْني فضيحةً ألُفُّ لها رأسي مِنَ التشوُّر. وألفِّعُ وجهي منَ التخَفُّر على أنكَ دونَ قناعَ كلِّ متقنِّعْ ووراءَ لثامِ كلِّ متلفِّعْ. فلا تفضحْني بينَ خلقِكَ يومَ تُبلى السرائِر، ويُنعى على المجرمينَ بالجرائمِ والجرائر. فاعطِف بكرمِكَ على عبدِك فلا خيرَ عندَهُ إلاَّ مِن عندِك فالمَوْلى الكريمُ يصفَحُ عن جُرْمِ العبدِ وذنبهِ. إن عرَفَ منهُ النَّدَمَ على ما فرَّط في جنبهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:33 م]ـ
مرة أخرى أشكرك أختي الكريمة على هذا الانتقاء، وننتظر منك المزيد.
بارك الله فيك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:41 م]ـ
مقامة الموت
يا أبا القاسم لقد صحبتَ طويلاً رِجالاتِ قَومِك. وكأنّك رأيتَ خيالاتٍ في نومِك تلقطهُم أيدي المَنونِ فُرادى ومَثنى وكأنّهم لم يتديروا داراً ولم يغْنوا بمغنى خرِبَت أعمارُهم بعدَما عمِروا عُمّارا. وأصبحوا أسماراً بعدَما كانوا سُمارا. أينَ جَدُّكَ بعدما حَلَبَ أشطُرَ الزَّمان. وجمَعَ هُنيدَة نصرِ بنِ دَهمان وكلُّ من نُفِّسَ لهُ وعُمِّر أدركهُ سِنانُ الموتِ فدُمِّر لا فصلَ إذا احتُضر بينهُ وبينَ منِ اختُضر سيانَ عندَ الموتِ شيخُ القومِ وشرْخُها وشكلانِ عندَهُ قشعَمُ الطيرِ وفرخُها لا يتخطى مُحدِّثاً ليعرِّج على مُعمر. ولا يحترِمُ مُحدثاً فيخترِمَ دونهُ المُغمر بل يسوقُهُما بسوطٍ واحدٍ إلى مدى ويسبقُ بهما معاً إلى قصبةِ الرَّدى كأنكَ لم تتقلب في حجرهِ تقلباُ ولم تتخذ منكبِهُ مركَبا. ولا عُهدتَ على لبانهِ تلعَب. ولا شُهِدْت أمامهُ تلعب ولا اتفقَ لكَ إلى مجلسهِ روَاحٌ ولا غُدُو. ولا بينَ يديهِ للاستفادةِ جُثُو. وأينَ مَنِ انتُضيتَ مِن صُلبه ثمَّ أغمدكَ الهوى في قلبه فكنُتَ أخَصَّ بِفؤاده منْ سوَاده لِفرط مقته لكَ وَوداده أباكَ وأبى إلا كُلَّ خير لكَ وفيك. وَرَبّاكَ وحَبَاكَ ما قَدَرَ عليه منْ مَبَاغيك ورشْحكَ لِما أصْلحَكَ ترشيحاً ورقّحَ لكَ ما عِشتَ به تَرْقيحاً. ونَقّحَ عُودَكَ منَ العُقَد تنَقيحاً ولقّحَ ذهنك بالعلِم والأدب تَلقيحاً. اختلسَهُ الحِمامُ قبلَ أنْ يُخلِسَ عارضُهْ وهُيِّجَ قبلَ أن يَهيجَ بأرضُهْ وأينَ منْ عشيرِتَكَ كُل مُعَمِّ مُخوَلْ قُلّبٍ حُوَّلْ مخِلَطٍ مِزْيَلْ. مُبرِمٍ نَقّاضٍ عندَ مزاولةِ الخطوبِ خَفّاقِ القَدَمِ إذا سعى في كشفِ الكُروبْ. ليَنِ العِطفِ للِخُلصانِ مِنَ الخُلانْ أشوَسِ الطّرْفِ على أولي المقتِ والشنَئانْ مَزُورِ البيتِ غيرِ زَوَّارْ مُزْوَرٍ عن الفحشاءِ عَف الإزَارْ تَقَدَّمُوكَ فُرَّاطاً إلى وِرْدٍ لا يَصْدُرُ عنهُ وَارِدهْ ولا يرُش الأكبادَ بارِدُهْ. منْ وَرَدَهُ يبِسَ منَ الغُلّةِ بليَلُه ويَئِسَ منَ البِلّةِ غلّيلُه. ما هوَ إلا العطشُ القاتلُ دونَ الريَ وإنْ تطايرَ إليهِ الوُرَّادُ كالقَطا الكُدْريْ. وهَا أنتَ لأعقابِهِم وَاطْ وعَلى آثارِهِمْ خَاطْ وَكأنْ قدْ لحِقتَ بِهِمْ فألقيتَ رِشاءَكَ مع أرْشيِتهِمْ ومَلأتَ سِقاءَكَ مَعَ أسقَيتهِمْ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 04:48 م]ـ
مقامة التسليم
جديدانِ يَبْلى بتناسُخِهما كلُّ جديد. ويكلُّ على تعاقبِهما كلُّ حديدْ. وطلوعُ شمسٍ وغروبُ شمسْ. يطّرحانِ كلَّ إنسي تحتَ الرَّمْس. وما الدَّهرُ إلا أمسٌ ويومٌ وغدْ. وما العيشُ إلا ضَنْكٌ ورغَدْ. وأيُهما قُيَّضَ لإنسانْ. فقد وُكِّلَ بإزالتهِ مرُّ الزمان. فَذُو اللبِّ منْ جعلَ لذاتهِ كأوصابهْ وسوَّى بينَ حالَتيْ عُرسهِ ومُصابهِ. ولمْ يفصلْ بينَ طعْمَيْ أريهِ وصابهِ فإذا اعتوَرَهُ النعيمُ والبُوس لمْ يعتقَبْ عليهِ التهلُّلُ والعُبوسْ. ذاكَ لأنهُ مسلِّمٌ لمجتلبِ القضا عالمٌ أنَّ كل ذلكَ إلى انقِضا. والذي بينَ دفّيه قلبٌ هَواءْ قد تياسرتَهُ الشهواتُ والأهواءٌ. لا استبصارَ يزَعهُ. ولا رويةَ تردَعُهْ. لا يعرِفُ الغناثةَ والسِّمنَ إلا في بدنهِ وماشيتهِ. ولا يفطنُ للقلةِ والكثرةِ إلا في ضبنتهِ وحاشيتهْ. لا يعبأ بدينهِ أغَثٌ هوَ أم سمينٌ. بل هوَ بالغثاثةِ قمينْ. ولا يكترِثُ بخيرهِ أقليلٌ هو أمْ كثيرْ. بل هوَ بالقّلةِ جديرْ. ولا يرى النقصانَ إلا ما وقعَ في مالهِ. ولا يُبالي به في سيرهِ وأعمالهِ. قدْ رانَ على قلبهِ حُبُّ الدنيا رَينا. وزانهُ الشيطانُ في عينهِ زينا فذاكَ إن نزَلَ بهِ بعضُ اللأواءْ رُزِءَ فيهِ أيضاً بمثوبةِ العَزاءْ ولا يدري أنَّ الرُّزء بالثوابِ أطَمْ. وإنْ سالَ بهِ البحرُ الغِطمْ.
رُزْءُ الفَتى بثوابهِ لعزائهِ = يُنْسي الشديدَ الصَّعبَ منْ أرزائهِ
ليسَ الفتى إلا فتىً إن نابهُ = عزَّاءُ دهرٍ عَزَّ في عزَّائهِ
والعِزُّ أن يلوي على الصَّبرِ الّذي = يمشي ثوابُ اللّه تحتَ لوِائهِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:08 م]ـ
مقامة الصمت
يا أبا القاسم زعمتَ أنّكَ ما ألممْتَ بمعاطاةِ كأسِ العُقار لا في أوقاتِ الطّيشِ ولا إذ لبستَ ثوبَ الوَقار. وإنَّ حُمَيّاها لمْ تطرِ في هامتكِ. ولا دبّتْ في مفاصلِكِ. ولم تقفْ على حقيقةِ أثرِها وعملِها. ولا عرفْتَ ما معنى نشوتَهِا وثملِها. وأنّكَ منَ المصونينَ عمّا يُدنُّيها ويُدْني منها. والآمنينَ أنْ تُسألُ يومَ العرضِ أعمالُكَ عنها. إيهاً وإن صدرَتْ زعمتُكْ عنْ مصدوقَه وكانتْ كلمتُك محضةً غيرَ ممذوقه. فغيبةُ الأخِ المسلمِ من تعاطي الكأسِ أحرَمْ. والإمساكُ عنْ عرضهِ من تركِ المُعاقرةِ ألزَمْ إنَّ المُغتابَ فضَّ اللّه فمَه. يأكلُ لحمَ المُغتابِ ويشربُ دمَهُ. وذاكَ لعَمرُ اللّه شرٌ من شرْبِ ماءِ الكَرْمِ. وأغمسُ لصاحبِها في غِمارِ الإثمِ والجُرْم. فاسجُنْ يا أبا القاسم لسانَك. وأطبقْ عليهِ شفتيكَ وأسنانك. ثمَّ لا تُطلقْ عنهُ إلا ما ترى النطقَ منَ الصمتِ أفضلْ. وإلى رِضى اللّهِ وما يُزْلفُ إليهِ أوصلَ. وإلا فكنْ كأنّكَ أخرَسْ. واحذْر لِسانكَ فإنّهٌ ُ سبعٌ أو أفرَسْ. حسبُكَ ما أورَدَكَ إيّاهُ من المواردِ. وما صَبَّ في الأعراضِ منَ الصَّوارِدْ.
شعر:
ألا رُبَّ عبدٍ كفَّ أذيالَهُ ولَمْ = يكُفَّ عنِ الجارِ القريبِ أذاتَهُ
رطيبٌ بثَلبِ المسلمينَ لِسانهُ = وإنْ كانَ لَمْ يَبلل براحٍ لَهاتَهُ
ويرجو نجاةً منْ تَوجُّهِ سخطةٍ = عَليهِ وكلا أعَزَّ نجاتَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 02:51 م]ـ
مقامة الطاعة
يا أبا القاسم تبتلْ إلى اللّهِ وخَلِّ ذكرَ الخصرِ المَبتلْ ورتّل القرآنَ وعَدِّ عنْ صفةِ الثغرِ المرَتل. أدِرْ عينيكَ في وجوهِ الصَّلاحِ لتعلقَ أصلحَها. لا في وجوهِ الملاحِ لتعشقَ أصبحها. وابكِ على ما مضى في غيرِ طاعةِ اللّهِ من شبابكَ. ودَعِ البكاءَ على الظاعنينَ منْ أحبابِك. وعليكَ بآثارِ منَ قبلكَ ممّن تعزَّزَ بالبُروجِ المشيدَة واعتصمَ بالصُّروحِ الممرَّدة. وتجبرَ في القصورِ المنجدَة. ثمَّ خرجَ من الدُّنيا راغِماً لم يُنجه منَ الإذعان لمذلّة الخروج. تّعززهُ بالبروج. ولمْ ينقذه من قابض الروح. اعتصامه بالصروح ولم يخلِّصْهُ من الاستكانة في القبور. تجبرُهُ في القصور. قف على أطلالها بالتّأوه والاستعبارْ ولا يكونَنَّ تأوٌّهُك واستعبارُكَ إلاَّ للتذكر والاعتبار. ولا تستوقف الركبَ في أوطان سلمَى ومنازل سُعدىَ مُقترِحاً عليهم أن يُساعدوكَ بالقلوبِ والعُيون. ويساعفوك ببذلِ ذخائرِ الشؤون. متردِّداً في العِراصِ والملاعبْ. متلدِّداً في مساحبِ أذيالِ الكواعبْ. تقولُ أينَ أيامُنا بحزُوى ومَن لنا بليالي العقيقِ واللِّوى. حسبُكَ ما أوضعتَ من مطايا الجهلِ في سبُلِ الهوى. وما سيرَتْ من ركابِ الضَّلالِ في ثنيّاتِ الصبا. مالكَ لا تحُلُّ عنها أحمالَك. ولا تحُطُّ عنْ ظُهورِها أثقالَك. ألقِ حِبالها على غَواربها. واضرِبْ في وُجوهِهِا تطرْ إلى مساربها. وأدإبْ نفسَكَ في سُبُلِ اللّهِ فطالما أرحتَها على مضاجعِ الشيطان. وأحمضِها فقد حانَ لها أن تْسأمَ من خُلةِ العِصيان.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 02:58 م]ـ
مقامة المنذر
يا أبا القاسم فيئتُك إلى اللّهِ من صُنعه وفضلهِ الغامر. فهنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مخامر. لقد رآكَ عن سواءِ المنهج زائغاً وعنْ مَنْ يحوشُك على الحقِ الأبلجِ رائغاً هائماً على وجهِكَ راكباً رأسكْ راكضاً في تيهِ الغَيّ رواحلِكَ وأفراسَك. بطّالاً مُبطلاً قد أصرَرْتَ إصراراً. وإن أعلنَ لك النّاصحُ أو أسرُّ إسراراً. تنقضي عنكَ شهورُ سنتكِ. وأنتَ غارِزٌ رأسكَ في سِنتكْ. لا تشعرُ بإنصافٍ لهنَّ ولا سرار، ولا تحس أتحتَ أهِلّةٍ أنتَ أمْ أقمار. تستن في الباطلِ استنان المُهرِ الأرِن ما كل رائضٍ لشماسِكَ بمقرِنْ. فرماكَ عرَنُ قدرتهِ بسهمٍ منْ سهامهِ ليقفَك وعضَّكَ بمغمزٍ من بلائهِ ليثقّفك ومسّكَ بضُرٍ أن عَرَّى عظامكَ وأنحفَك. فأيَّ دثارٍ من صحةِ اليقينِ ألحفَك. كذلك الدَّواءُ الإلهي النافع. والشفاءُ السماوي النّاجع. فيما وسع كل شيءٍ من رحمتهِ.
ولا يُعدُّ ولا يحصى من نعمتهِ. لئنْ ظللتَ أيامَ الغابرِ من عمركَ صائماً. وبتَّ لياليهُ قائماً لتشكرَ ما أطلقَ لكَ من هذهِ اليدِ البيضاءُ. وخوَّلكَ منْ هذهِ النعمةِ الخضراءِ لبقيتَ تحتَ قطرةٍ من بحرِها غريقاً في التيّار وتحتَ حصاةٍ من طَودِها مرضوضَ الفقار.
أصحّكَ بالعلُّةِ المُضنيةِ = قضاءٌ تُرَدُّ له الأقضية
فسُبحانَ مَنْ جعلَ الدَّاءَ في = تماديهِ أشفى مِنَ الأدويةْ
ألا إنها نعمةٌ لو جرَتْ = لسَالتْ بأيسرِها أودية
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 06:47 م]ـ
مقامة الاستقامة
يا أبا القاسم نُصبتُ لك غايةٌ فتجشّم في ابتدارِها النصبْ وأحرِز قبلَ أن يُحرزَ غيرك القصَبْ. املأ فَروج دابّتك منَ الإحضار حتى تحسرَ عنكَ أعينُ النظّار منْ طلبَ الخيرَ لمْ تحمدْ هويناهُ وأناتهُ. ومنْ قارعَ الباطلَ وجبَ أن تصلبَ قناته قبيحٌ بمثلك أن يحيدَ عن الحقِّ ويصيف. ويطيشَ سهمهُ عنِ القرطاسِ ويحيف امضِ على ما جرَّدْتَ من عزيمتكَ الجادَّة. واستقِم على مفرقِ المنهاجِ ووضحِ الجادَّة فلن يُحلَّ دارَ الُمقامة. إلا أهلُ الاستقامة. وإنَّ بهاءَ العملِ الصالحِ أن يطّرِدَ ويستمرْ. وهجينتهُ أن تنزوَ إليه نزوةَ طامحٍ ثمَّ تستعِرْ. الإعصارُ عصفتهُ خفيفة والسحابةُ الصيفيةُ مطرتها طفيفة. فأعيذُكَ باللّهِ أن تشبهَ عزمتُكَ عصفةَ الإعصارِ في سرعةِ مُرورِها. وفيئتْكَ سحابةَ الصيفِ في قلّةِ دُرورِها ليكنْ عملُكَ ديمة فليسَ للعملِ الأبترِ قيمة. الأمرُ جدٌ فلا تزدهُ كلَّ يومٍ إلا جِدا واشدُدْ يديكَ بغرزِهِ شداً واكدُدْ فيهِ الطاقةَ كدَّاً ورُض نفسَكَ فإنها صعبةٌ أبيّة. وألنْ هذهِ الشّكيمة
(يُتْبَعُ)
(/)
والعُبيِّة إلا في إحياءِ حقٍ أو إماتةِ باطلٍ فعلى المؤمنِ أن يوجدَ فيها أشدَّ من الشديد. وأقسى من الحجرِ وأصلبَ من الحديدْ.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:08 م]ـ
مقامة النهي عن الهوى
يا أبا القاسم إنَّ الذي خَلقكَ فَسَوَّاكْ رَكّبَ فيكَ عقْلكَ وهوَاكْ وهُما في سُبُلِ الخيرِ والشَرِّ دَليلاكْ، وفي مراحِلِ الرُشْدِ وَالْغِيِّ نَزِيلاكْ. أحَدُهُما بَصيرٌ عالِمٌ يَسْلُكُ بِكَ في الْبَرْدَيْنِ المَحَجّةَ البَيْضاءَ وَيَرِدُ بِكَ زُرْقَ المنَاهِلْ والآخَرُ أعمَى جاهِلٌ يخبِطُ بِكَ فيِ بَيضةِ الهَاجِرَةِ البيِدَ ذَاتَ المَعاطِشِ والمجَاهِلْ فأي دَلِيليَكَ امهَرُ بِالدَّلالَةِ وَأحذَقْ وَأيهُما أجْدَرُ بِأنْ يُتَبعَ وَأخْلَقْ أمَنْ تَفُوزُ منْهُ بِالهدَايةِ وَحُسْنِ الدَّلالَةْ أمْ مَنْ يُفَوِّزُ بكَ في تيهِ الغَيِّ وَالضَّلالَةْ تَعَلّمْ أنّهُ ليَسَ منَ العدلْ أنْ تَسْتَحِبَّ الهَوى على العَقْلْ إنَّ جانِبَ العقْلِ أبَيضُ كَطُرَّةِ الفَلقْ وَجِهَةَ الهَوَى سَودَاءُ كجُدَّةِ الغَسَقْ إنِ اتّجَهَ لكَ أمْرٌ فَعَرَضتَهُ على نفسِكَ فانظُرْ أيُهما إلَيْهِ المائِلْ. ولَهُ القابِلْ فإن كانَ العقلَ فأحرِبِهِ أنْ تَلْنَزِمَهُ الْتِزَامَ الصَّب وَتَعتلِقَهْ وأن تجعَلَ يَدَيْكَ لَهُ وِشَاحاً وتعتنِقَهْ. وَأنْ لا تخَلّى عَنهُ وإن اشْتَجرَتْ دُونَهُ الرِّماحْ واخْتُرِطَتْ بَيْنَكَ وبيَنهُ الصِّفَاحْ. واعترضَ الموتُ الذُّعافْ. وجاءَ كُلُّ ما تَكرَهُ وَتَعافُ. وَإنْ كانَ الهَوَى فَفِرَّ منهُ فِرَارَكَ منَ الأسَدْ. واحذَرْهُ حِذَارَكَ مِنَ الأسْوَدْ وإنْ رَأيْتَهُ بكُلِّ ما يَسُركَ مَصْحُوباً. وَكُلِّ ما تتمنّاهُ إليه مَجْنُوناً وَإنْ كانَ الأمْرُ بَينَ بَينَ فَتَبَيّنْ وتثّبتْ وَاسْتَعْمِلِ الأنَاةَ وَالتؤَدَةْ وَشاوِرْ مَنِ اسْتَنْصَحْتَ منْهُمُ الجُيُوبَ والأفْئِدَةْ. وَعَرَفْتَ أنّهُمْ مِمّنْ يُوصِي بِالْحَقَ وَيُومِيِ إلى الصِّدْقِ. فإنْ طَلَعَ مِنْ كِنانَتِهِمْ سَهْمٌ صائبْ وَأضاءَ لَهُمْ رَأيٌ ثاقِبْ فَذَاكَ وإلا فاتّقِ النّفْعَ الذّي يَلُوحُ لَكَ مِنْ جَيْبِهْ بضَررٍ تحسَبُهُ كميناً وَرَاءَ غيْبِهْ واعمَلْ على الإخلالِ بهِ وَتخْلِيتَهْ وَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِتَوَلِّيهِ ولا تَوْلِيَتِهْ وَكُنْ في تَقْوَاكَ كَسالِكِ طَريِقٍ شائِكٍ لا بُدَّ لَهُ مِنْ انْ يَتَوَقّى وَيَتَحَفّظْ وَيأخُذَ حِذْرَهُ وَيتيقّظْ.
هَوَاكَ أعْمَى فلا تَجْعَلْهُ مُتّبَعاً = لا يَعْتَسِفْ بِكَ عَن بَيْضاءَ مسلوكه.
اتْرُكْهُ وَامْشِ على آثارِ عقْلِكَ في = محجّةِ مِثْلُها ليْستْ بِمْترُوكهْ.
فالْعقْلُ هادٍ بصيِرٌ لا يَزيِغُ إلى = بَصيرَةٍ عَن سَدَادِ الرَّأْيِ مأفُوكَهْ.
وَمَنْ يَقُدْهُ هَوَاهُ في خزِامَتِهِ = فَذَاكَ بَيْنَ ذَوِي الألْبابِ أُضْحُوكَه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:16 م]ـ
أنرت الموضوع بالمشاركة فيه أخي رعد.
بارك الله فيك على هذه المشاركة العذبة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 02:45 م]ـ
مقامة الطيب
يا أبا القاسم تمنَّ على فضلِ اللّهِ أن يجعلَ سُقياك من زُلالِ المشرب. ورزقكَ من حلالِ المُكتسبِ. فالطّيبُ لا يرِدُ إلا الطّيب منَ المناهل. والكريمُ لَّا يريد إلاَّ الكريمَ منَ المآكل. والحرُّ عَزوفُُ عَروف لمواردِ السوءِ عَيوف. يربأ بنفسهِ عنِ استحبابِ الرِيَّ الفاضح. على احتمال الظمأ الفادح. ويستنكفُ أن يكونَ الحرامُ عندهُ أثيراً. إذا لم يجدِ الحلالَ كثيراً. فهوَ وإن بقيَ حَرَّانَ ينضنضُ لسانَهُ ويلهثْ وشارفَ أن يقضيَ عليهِ الإقواءُ والغرَث. يتعاظمهُ بَلُّ الغليلِ بماءٍ طرْقْ. ويطولُ عليهِ مد اليدِ إلى ما ليسَ بطلقَ ألا إنَّ اتقّاءَ المحارمْ. من أجلِ المكارم. فاتقّها إمّا لكرَمِ الغريزة. وحميّةِ النفسِ العزيزة. وإمّا للتوقُفِ عندَ حدودِ الشارع. وتخوُّف ِالزواجرِ والقوارعْ. وأيّةً سلكْتَ. فنفسكَ في السُّعداءِ سلكتْ وعلى أيهما وقعت فقد دفعت. إلى جنبٍ طيّب. وسراة وادٍ مخصب. ينبتُ لكَ من الثّناءِ الدَّوحَ الأعلى ويخرجُ لكَ من الثّوابِ الثمَرَ الأحلى. وإنْ ظاهرتَ بينَ الأمرينِ مظاهرةَ الدارعْ. وكما تكونُ بزَّةُ البطلِ المقارع فجعلتَ شعارَكَ الإباءَ والحميةِ. ودِثارَكَ التقيّة الإسلامية. وذلكَ هو المظنونُ بأشباهكَ من أُولي الشهامةِ والحزمْ. وأضرابكَ من ذوي الجدّ والعزْم فأهلاً بمن اختارَ الخيرَ من قواصيهِ وأطرافهِ. وقبضَ بكفيّهِ من نواصيهِ وأعرافهِ.
محارِمُ تبتغى منها التقيّهْ = فظاهرْ بينَ دينكَ والحميّه
هما درعانِ مَن يلبَسهما لمْ = يكنْ للنّابلِ المصمي رميّه
وليسَ يَقي ركوبَ الشرِّ إلا = حذارُ النارِ أو خوفُ الدَّنيّه
ولما قلَّ في الناسِ التّوقيّ = تهافتَ في محارمِها البريّه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 01:16 ص]ـ
مقامة القناعة
يا أبا القاسم اقنعْ من القناعةِ لا من القنوع. تستغنِ عن كلِّ مِعطاءٍ ومنوعْ. لا تخلق أديمَ وجهِكَ إلا عندَ مَن خلقهُ وخلقَك. ولا تسترزق إلا مَن رزقهُ وإن شاءَ رزَقَك. القناعةُ مملكةٌ تحتَها كل مملكة. مملكةٌ لا سبيلَ عليها لمهلكَه. لا يتوقّعُ صاحبُها أن يفتقرَ بعدَ غُنيته. ولا يقعُ النفادُ في كنزهِ وقنيتهِ. ثمَّ إنّه معَ أنَّ يسارَهُ لا يفضلهُ يسار. ولا يضبطُ حُسبان ما يملكُ يمينٌ ولا يسار. أخفّ الناس ِشغلاً ومؤَونة. وأغناهم من إرفادٍ ومعونة. لا يهمهُ مكيلٌ ولا موزونْ. ولا يعنيهِ مدَّخرٌ ولا مخزون. مفاتحُهُ لا تنوءُ بالعصبةِ أولي القوَّة على أنَّه أوفرُ من قارونَ سعةً وثروة من قنعَ بالنّزرِ اليسيرِ أيسر. ومَن حَرصَ على الجمِّ الغفيرِ أعسر. إنَّ القانعْ أصابَ كلَّ ما أرادَ وزاد. ولن تجدَ حريصاً يبلغُ المراد. الحريصُ وإن استمرءَ المطعمْ. لا يترُكُ أن يطلبَ الأنعمَ فالأنعم وإن استسرى اللَّباس واستفرَهَ الأفراسْ. وجدتهُ أحرَصَ وأشرَهْ. على أسرى وأفره. يوغرُ أبداً أن يُنعموا لهُ المهاد. ويقولُ خشنٌ يورثُ السهاد. حتى إذا بلغَ كلَّ مبلغٍ في التوطئةِ والإنعامْ وكُسيَ بشكيرِ السمور وزِفِ النّعام. دعتهُ نفسهُ إلى تمنّي بيوت أهنأ مهجَعاً. وأوطأ مضجَعاً. وإنِ اجتلى أنَورَ من القمرِ عضَّ على الخمس. وقال هلا كانَ أضوءَ من الشّمس. شقيٌ تصَبُّ إلى كلِّ مُشتهىً لهَاتُه. وتضِبُّ لكلِّ مُتمنّىً لثاتُه. فليسَ لهُ إذَن حدٌّ ينتهي إلى مطلبهِ. ولا أمدٌ يتوقّفُ وراءَ مرغبِه. فأمّا القانعُ فقد قدَّرَ مبلغَ حاجتهِ وبيّنَه. ومثّلَ مقدارَ إربهِ وعيّنه. وذاكَ رثٌّ يُواري سْوأتَه. وغَثٌّ يُطفئُ سورتَه. فإذا ظفِرَ بذلكَ فقد حازَ النّعيم بحذافيرهِ. وأصبح أثَرى من النُّعمانِ بعصافيرهِ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 01:21 ص]ـ
مقامة التوقي
يا أبا القاسم لا تقولَنَّ لشيءٍ من سّيئاتكَ حقير. فلعلّهُ عندَ اللّهِ نخلةٌ وعندَكَ نقير. وانظر في جلالةِ قدرِ النّاهي وكبرِه. ولا تنظرْ إلى دقّةِ شأنِ المنهيّ عنهُ وصغرِه فإنَّ الأشياءَ تتفاضلُ بتفاضُلِ عناصرِها. وإنَّ الأوامرَ والنّواهي تجلُّ وتدِق بحسبِ مصادرِها. لا تُسمّ الهَنةَ من الخطيّةِ هنَهْ. فإنَّ ذمتّكَ باجتنائها مُرتهنة. وتذكرّ حسابَ اللّهِ وموازينهُ المعدَّلة. والنّقاشَ في مثقالِ الذرَّةِ ووزنِ الخردَله. واستعظِمْ أن تنفلِتَ عن مُلتقى أجفانكَ لحظة. أو تفرُط من عذبةِ لسانك لفظَه. أو تخالجَ من ضميرِكَ خطرة. أو تتصلَ بقدمكَ خطوة. ولحظتُكَ بمُقلةِ مُريب. ولفظتُكَ لا عن لهجةِ أريب. وخطرَتُك فكرٌ في خلافِ سدَدْ وخطوتُكَ مشيٌ على غيرِ جدَدَ. فقد علمتَ أنّكَ مأمورٌ بالغضّ من البصر. وحذفِ فضولِ النظر. وبأنْ تجعلَ الصمتَ من ديدنِكَ ودينك. إذا لم يعنِكَ المنطِقُ في دُنياكَ ودينك. وأن لا تُديرَ في خلدٍ ولا تُخطرَ ببال إلا كُلَّ أمرٍ ذي خطرٍ وبال. وأن لا تَنقُلَ قدمكَ إلا إلى مشهدِ خيرٍ يحمدُ عناؤك فيه. أو إلى موطنِ شرٍّ تُخمدُ ضرامهُ وتُطفيه فراقبِ اللّهَ عندَ فتحِ جفنكَ وإطباقه. وإمساكِ نظرِكَ وإطلاقه. وأمام تكلمكَ وصمتك. وما تَرفعُ وتخفضُ من صوتكَ. وبينَ يديْ نسيانكَ وذكرِك. وما تجيلُ من رويّتكَ وفكرِك. ودونَ تقديمِ قدمكَ وتأخيرِها. وتطويلِ خُطاكَ وتقصيرِها. وحاوِلْ أن يقعَ جميعُ ذلكَ متّصفاً بالسّدادِ ومتّجهاً بالصَّواب. بعيداً من المؤاخذةِ قريباً من الثواب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 03:17 م]ـ
مقامة الظلف
يا أبا القاسم ليتَ شعري أينَ يذهبُ بك. عنْ ثمراتِ علمك وأدبك. ضلّةٌ لمنْ رضيَ من ثمرةِ علمه. بأنْ يُشادَ بذكرِهِ وينوَّهَ باسمه. ولمن قنعَ من ريعِ أدبه بأن يصلَ من الدنيا إلى أربه وأفٍ لمنْ حسبَهُما للتّكسبِ والمُباهاةِ متعلّمَينْ. ونصَبَهُما إلى أبوابِ الملوكِ سُلّمَينْ. فإن اتّفقتْ لهُ إلى أحدِ هؤلاءِ زُلفة. والتأمَتْ بينهُ وبينَ خدمهِ ألفه. وقيلَ أهَبَّ المَلكُ لفُلان قبولَ قبولهِ رُخاءْ وأرّخى لهُ عَزَالى سحابهِ إرْخاء. وقُصارى ذاكَ أنّهُ يُصيبهُ بنفحةٍ منَ السحتْ. ورضخةٍ منَ الحرامِ البحْتْ. هَزَّ مِنْ عطفهِ ونشِط. وكُشفَ غطاءُ الهمِّ وكُشط.
(يُتْبَعُ)
(/)
واسُتطيرَ فَرحاً وازدُهي ورَمحَ أذيالهُ وزُهي. وما شئتَ من اغتباطٍ معَ نحَوهْ. وطرَبات من غيرِ نشْوَة. وكادَ يُبارى كُبَيْدات السّماءْ. ويناطِحُ هامَةَ الجوزاءْ. وأقبلَ على العلمِ يبوسُ الأرضَ بينَ يديهِ. وعلى الأدبِ يعتنقهُ ويلثمُ خدّيه، بعدما كانَ يتطيرُ منهما ويسمّي التشاغلَ بهما حرماناً وحُرْفة. ويتمنّى الجهلَ والنقصَ ويحسبُهُما سببيَ النعيمِ والتٌّرفه. يقولُ بملءِ فيهِ بارَكَ اللّهُ في العلمِ والأدبِ. هما خيرٌ من كنوزِ الفضةِ والذهبْ. ما أنا لولاهُما والأخذُ بذؤابةِ الشرفِ الأفرعْ. والقبضُ على هاديهِ هذا الفخرِ الأتلع. ومالي ولمساورةِ هذا العزِّ الأقعس. ومشاورةِ هذا الملكِ الأشوس. ومَن لي بهذا الرِّزقِ الواسعِ النّطاق. المُحلِّق على قممِ الأرزاق. واللهِ ما كان ذلكَ الاتفاقُ السماوي والإلهامُ الإلهيُّ إلا خيرةً وبركة. وما زالت البرَكةُ في الحركة. لقد صحَّ قولُهمْ والحركةُ ولُودٌ والسكونُ عاقِرْ. وإلا فمِنْ أينَ تنزاحُ تلكَ المفاقر. يمينَ اللّهِ لو لزمتُ جُثومي واعتزالي. لحرِمتُ صوبَ هذهِ العزالي. هَبلَتْ الهَبول. من لمَ تهُبَّ لهُ هذهِ القَبول. وما يدريكَ ما شقيَ لعلَّ الاعتباط أنجى من ذلكَ الاغتباط. ونشطَةَ الأراقمِ أرجى من ذلكَ النّشاط وأنْ ترزقَ في ثُغرتكَ بالمزارق. خيرٌ من أن تُرزقَ مثلَ تلكَ الأرزاق. مَن حمَلَ العلمَ والأدبَ لمثلِ هذهِ الثّمار. فقد حملَ منهُما أثقالاً على ظهرِ حمار. إنَّ من ثمراتها النزولَ على قضيّاتِ الحِكَم. ورياضةِ صِعابِ الشيَم. وعزَّة النفسِ وبُعد الهمم. وعزَّةُ النفس أن لا تدعَها تُلمُّ بالعملِ السّفساف. وأن تُسفَّ إلى الدناءةِ بعضَ الإسفاف. وأن تظلِفَها عنِ المطامعِ الدَّنية. لا أن تعلفها المطاعمَ الهنيّة وبُعدُ الهمّةِ أن توجِّهها إلى طريقِ الآخرةِ وسلوكها. والاستهانةِ بالدنيا ومُلوكها. وأن لا تلتفتَ إلى ما يتفيئّونَ منَ الظل الوارِف. ويعلقُونَ فيهِ المخارِف. ويعلّقونَ بهِ منَ الزَّينِ والزخارف وأن لا تقولَ لما عُجَّلَ لهمْ منَ المراتبِ ما أفخمهْ وأن تتصوَّرَ ما ادخرَ لهمْ منَ العواقبِ ما أوخمه عيشٌ هنيٌ عن قليلٍ يتنغّص. ظلٌ ظليلٌ عمّا قليلٍ يتقلّص. ملكٌ ثابتُ الأطنابِ يُقوَّض تقويضَ الخيامِ. ونعيمٌ دائمُ التسكابِ يُقلعُ إقلاعَ الغَمام. وللّهِ عبدٌ لم يطرُق بابَ ملكٍ ولم يطأ عتبتَهْ. ولم يلمحْ ببصرهِ مرتبتَه. ولم يعرِفْ حُسّابَهُ ولا كتَبَتَه. ولمْ يصُفَّ قدميهِ إلا بينَ يدي الملكِ الجبارِ جابرِ ما كسرتهُ الجبابرةَ. وكاسرِ ما جبرتهُ الأكاسرة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 01:05 م]ـ
مقامة العزلة
يا أبا القاسم أزلْ نفسَك عن صحبةِ الناسِ واعزِلها. وائتِ فرْعةً من فِراعِ الجبلِ فانزِلها. ولُذْ ببعضِ الكُهوفِ والغيران. بعيداً منَ الرفقاءِ والجيران. حيثُ لا تُعلّقُ طرفكَ إلا بسوادِك. ولا تجري مؤامرتَكَ إلا مع فؤادكْ. ولا توصِلْ إلى سمعكَ إلا همسَكَ ومُناجاتك. وإلا جُؤارَكَ ومُناداتك. ولا تفطُنْ لعيبِ أحدٍ سوى عيبك. ولا يهمكَ إلا دنسُ رُدْنَيكَ وجيبك. قاتلَ اللّهُ بني هذهِ الأيام. فإنهمْ طلائعُ الشرورِ والآثام. لِقاهمْ لقاءٌ وحوارُهم غِوار. ونِقالُهم نِقارْ. ووِفُاقهم نِفاقٌ تسلِق بألسنتِهم الأعراض. كما ترشقُ بسهامهِم الأغراض. تجمَعُ النّدوَةَ كِبارَهم فلا يتواصَوْنَ بالصبر بلْ يتناصَوْن على الصَّدر. ولا يتشاوَرونَ في حسمِ الفساد. كما يتساورُون على قسمِ الوِساد. إنْ آنسوكَ حمِدْتَ الوحشَة. وإن جالسوكَ ودَدْتَ الوَحدة. بينا أنتَ في خلواتكَ وانفرادِك مُكبّاً على أحزابكَ وأورادِك. مرَدّداً فكرَكَ كما يجبُ فيهِ ترديدُه. مجدّداً ذكرَ اللّهِ الذي لا ينبغي إلا تجديدُه. مُشتغلاً بخويصة نفسكَ وماِ يعنيك. عاكفاً على ما يدعوكَ إلى الخيرِ ويُدنيك. ويلفتُكَ عن الشرِ ويثنيك. إذ فوجئتَ بمُثافنةِ بعضهم. من الذينَ أخذكَ اللّهُ ببغضِهم. فضربَ بينكَ وبينَ ما كنتَ فيهِ بأسداد. ورماكَ بأمورٍ من تلكَ الأولِ بأضداد. وافتنَّ في الأحاديثِ كحاطبِ الليلْ. واستنَّ في الأكاذيبِ كعائرِ الخيلْ ملقياً أسبابَ الفتنِ بين يديِ افتنانه. مخلّفاً للآدابِ والسننِ وراءَ استنانهِ. لا يدفعُ في صدرِه من حياءٍ دافعْ. ولا يزَعهُ من دينِ حق وازِع. ولا ينزعُه من عرقِ صدقٍ نازع. فإذا أنشأ يأكلُ لحمَ أخيهِ بالنقيصةِ والثّلبِ. ويلغُ في دمهِ الحرامِ وُلوغَ الكلب. ويصوَّبُ ويصعّدُ في تمزيقِ فروتهِ. ويقومُ ويقعدُ في قرعِ مروته. ويخلطُ ذلكَ باستهزاءٍ متتابع. واستغرابٍ متدافع. لم يملكْ حينئذٍ عنانهْ. ولم يُثبطْ عنِ استهزائهِ جنّانه فإن لم تُقبل عليهِ بوجهكَ وصفكَ بالكبرياءْ. وإن لم ترعهِ سمعكَ نسبكَ إلى الرّياءْ مسجّلاً عليكَ بالشكاسةِ والكزازةْ. وناهضاً عنكَ بملءْ الصدرِ منَ الحزازة. وإن أعطيتهُ من نفسِكَ ما يريد فكلاكما والشيطانُ المريد. قد جرى أحدُكما في طلقِ الضلالِ والثاني رسيلُه. واستوى الأولُ على صهوةِ الباطلِ والآخرُ زميلهُ. بل استبقتُما إلى غايةِ الغوايةِ مُعنِقينْ. وتردَّيتما في هُوَّةِ الرَّدى معتنقِينْ. فيالها محنةً ما أضرَّها ويا لها فتنةً وقى اللّهُ شرَّها.
الإنسُ مشتققٌ منَ الإنسِ = والأنسُ أن تنأى عنِ الإنس
ثيابهمْ مُلسُ ولكنها = على ذئابٍ منهمُ طُلسِ
نفسَك فاغنمها وشرِّد بها = عنْهم وقُلْ أفلتِ يا نفسِ
إنْ لمْ تشرِّدْها تجدْها لقىً = للفَرْسِ بينَ الظفْرِ والضِّرْسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:55 ص]ـ
مقامة العفة
يا أبا القاسم بسَأتْ نفسكَ بالشهواتِ فافطمِها عن هذا البسوءْ. ولا تطعِها إنَّ النفسَ لأمّارةٌ بالسوءْ. تطلبُ منكَ أنْ يكونَ مسكنُها داراً قوراءْ. وسكنها مَهاةً حوراءْ، تجُرُّ في عرصتها فُضولَ مرطِها. وتمسُّ عقوتها بهُدَّابِ رَيطِها. وترقرِقُ المسكَ السحيقَ في ترابها إذا لعَبت فيها معَ أترابها تطلُعُ إليكَ من جانبِ الخِدْرْ. كما أنجابتِ السماءُ عن شُقّةِ البَدْرْ. وأن تكونَ سماءُ رُواقها منمقةً بالرقمِ الزِّريابي. وأرضُها منجدةً بالبُسطِ والزَّرابي. وأنتَ مُتّكئ فيهِ على الأريكة. مع تركية كالتريكة. وتقترِحُ عليكَ وصيفاً موصوفاً بالجمال. واصِفاً للغزالةِ والغزال. مُقرطَعاً مخَنق الْخَصْر ينفثُ في عُقدِ السّحْر. اسمُ أبيهِ يافث. واسمهُ نافِث يقبلُ إليكَ بخُوْطِ البانْ. ويدبرُ عنكَ ببعضِ الكثبان. وتسألُكَ أن تلبسَ ما يدِق ويرِق من حُرِّ الملابس. وما يروقُ ويفوقُ منَ الحللِ والنّفائس مُستشعراً ما لانَ منَ الحريرْ. مُتدثِّراً بما راقَ منَ الخير. مُروِاحاً في مصيفكَ ومَشتاكَ بينَ اللاذِ والرَّدَن. مُنتقياً منهُما ما هوَ أخف وأدفأ للبدن وتحدوكَ على ركوبِ أعتقِ المراكبِ وأروعِها. وأسلسِها قياداً وأطوعِها مُوشّىً بالآلاتِ المَزِيّنة. مُغَشّى بالحليةِ الرَّزينة منَ الذهبِ الحمراء والفضةِ البيضاءْ. كأنّما يسبحُ في لجّةٍ منَ اللجين. أو تَسيحُ عليهِ عينٌ مَنَ العينْ وتدعوكَ إلى أكلِ الطّيّبِ الناعمِ. من ألوانِ المطاعمْ الدَّجاجَ المسمنَ بكسكَرْ. والرَّجراجَ بالسّمنِ والسكر. وكلَّ ما يرتبُ على موائدِ أولي المَراتبِ. من أصنافِ الحَلاوى والأطايب. ويحكَ لا تجبها إلى شيءٍ من طلبتِها. وارجِعها ناكِصةً على أخيبِ خيبتِها. واحمِل عليها بتصريدِ شهواتها. وانزِعْ بقيءٍ من طعمِ اللهوِ في لهَواتها. واعلم أنّكَ إنْ تعصِها الساعة. تجدْها بعدَ ساعتكَ مِطواعه. وإن أطعتَها أرتكَ العجبَ منْ مُعاصاتها. وقعدْتَ لا يدَيْ لكَ بمعاناتها. ويئِستْ دعوتُكَ منْ إنصاتها بمُناصاتها. يكفيكَ منَ الرُّواقِ المزخرَفِ وبساطهِ الموشي. كِنٌّ كأنّهُ كِناسُ الوحشي يسَعُ الفقيرَ وما يُصلحهُ في يومهِ وليلتهِ. ويطابقُ ما لهُ في تصعلكهِ وعَيلتهِ. لعمرُكَ إنَّ ما ترُمُّهُ الوَرْقاءُ من ثلاثةِ أعوادْ. وما شيدهُ فرعونُ ذو الأوتاد. سيّانِ عندَ مَن فكرَ في العواقبْ. وتأمل آثارَ هذا الدوْرِ المتعاقبْ. ويُغنيكَ عن صاحبةِ المرْطِ المرَحلْ. وساحبةِ الرَّيط المرَقلْ تقيةٌ تتبلغُ بها مُرْغماً للفتّان اللّعينْ. إلى أن يبعثَها اللّهُ تعالى منَ الحورِ العينْ. وتنوبُ عنِ الحصانِ قدَماكَ تسعى بهِما في سُبِل الهُدى وتتسابقُ بهما في مضمارِ البرِّ إلى المَدى ويُقنعُكَ عنِ الأطايبِ التي وصفتُها. وسردتُ نُعوتها ورصفتُها قُرصا شعيرٍ في غدائكَ وعشائك. وما عداهُما عُدَّةٌ لكظّتك وجُشائِكْ. ويجزئُكَ عن يمنةِ اليمنْ. والخُسروانيِّ الغالي الثمنْ. وبُرودِ صنعاءَ وعدَن بُردةٌ تسترُ بها مُعرَّاك. وما يواري سوأتكَ عمن يراكْ. والعبدُ الصالحُ من استحبَّ رقةَ الحالِ وخفةَ الحاذْ على المُراوحةِ بينَ الرَّدنِ واللاذْ. واعتقدَ أنَّ لبسَ الخُسرَوانِّي منَ الخُسرانِ. ووثقَ أنَّ العُسرَ قُرِنَ بهِ يُسران وإن أردتَ التزينَ منَ الثيابِ بأسناها. ومنَ الحُللِ بحُسناها. فأين أنتَ منَ الحلّةِ التي لا يعبأ لابسُها بنسيجِ الذَّهبِ على عطفي بعضِ الملوكْ. وكأنهُ في عينهِ سحقُ عباءَةٍ على كتفيْ صُعلوكْ وما هي إلا لباسُ التّقوى الذي هوَ اللَّباسْ لباسٌ تلقَى فيهِ اللّهَ وتلقى فيما سواهُ الناسُ فافُرقْ ما تفرُقُ بينَ الملقييّنْ بينَ اللِّباسَين فليَسا بسِّييْن وتذكّرْ ما بلغَكَ من قولِ الحسَنْ. وما جرى لهُ مع الحسناءِ في الثوبِ الحسَنْ وما سجَمه من العَبرة. ووجَمَ عليهِ منَ العِبرة. وأمّا المقرطَقُ فخله لإخوانِ الفئةِ المشرِكة وهم أصحابُ المؤتفِكةِ. واستعصمِ اللّهَ لعلهُ يعصمِك وصمْ عن جميعِ ما يزْرِي بكَ ويصمِك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:44 ص]ـ
مقامة الندم
(يُتْبَعُ)
(/)
يا ابا القاسم إنكَ لَفي موقفٍ صعبٍ بينَ حَوبةٍ رِكبتها. وبينَ توبةٍ تبتَها. فمتى ياسرْتَ بنظرِكَ إلى جانبِ حوبتكَ وهوَ أوحشُ جانبْ. وأجدرُهُ بالمخاوفِ والمهايب جانبٌ قد سدَّهُ الغُبارُ المُضِبْ وأطبَقَ عليهِ الظلامُ المُرِبْ. لا يتراءَى فيهِ شبَحانِ وإن اقتربَتْ بينهُما المسافة. وإن لم تعتوِرْ أبصارَهُما آفةْ. رأيتَ الشرَّ يُهروِلُ إليكَ مُقعقِعاً بأقرابهِ. مخترِطاً منصَلَه من قرابهِ. يؤآمُر فيكَ نفسيَهْ ويداوِرُ فيكَ رأييهْ. أيقُدُّك أم يقُطك. وفي أيِّ الغَمرتَينِ يُغطك. والوعيدُ يتلقّاكَ بوجهِ جهم. ويزحفُ تلقاءَكَ بجيشٍ دهْم. والعِقابُ يُحدُّ لكَ نابَهْ. ويُشمرُ عن مخلبهِ قنابهْ. وبناتُ الرَّجاء يبرُزْنَ إليكَ في جِداد. وأفواهُ الناسِ تكشرُ لكُ عنْ أنيابٍ حداد. ومتى يامَنْتَ ببصرِك إلى جانبِ توبِتك وهي آنسُ جهةٍ وآنقُها. وأوفقُها بالمؤمنِ وأرفقُها جهةٌ كأنَّ الفجرَ المستطيرَ تنفسَ في أعراضِها. وكأنَّ النهارَ المستنيرَ اقُتبسَ من بياضِها يبرَقُ البصرُ في سُطوعِ إياتها. وكادَ يهدي العُمَي وُضوحَ آياتها. وجدتَ الخيرَ مُقبلاً بوجهٍ متطلِّق بسّاماً عن مثلِ وميضٍ متألِّق يلازمُكَ لِزامَ الحميمِ المشفِق. ويلاثُمكَ لِثامَ الحبيبِ المتشوِّق والوعدُ ينفضُ على خدَّيكَ وردَ الاستبشار. ويُذيقُ قلبكَ بردَ الاستبصار. والثوابُ يمسحُ أركانكَ بجناح ويغسلِكَ عن كلِّ مأثمٍ وجُناح. والرَّجاءُ واليأسُ يتقارَعان فيخرُجُ سهمُ الرَّجاءُ بالفوزِ والفلَجْ. ويبقى اليأسُ مقروعاً داحضَ الحُجج. فخُذْ حذارَكَ أن يُزِلكَ الشيطانُ ويضلكَ. بأن يُلقي على إحدى الجهتينِ ظلّك. وتهَبَ لها دونَ الأخرى كُلكْ. فإنّك إن فعلْتَ ذلكَ ملَكَكَ القُنوطُ والفزَعْ. واستولى عليكَ الأمنُ والطمَع. وكِلاهُما لعَمْرُ اللّهِ أكلٌ وبيل. ومنهلٌ ليسَ له إلى المساغِ سبيل. القانطُ الفزعُ جامدٌ لا يرتاحُ للعمل. والآمِنُ الطّمعُ متلكّئ متكىء على الأمل فإن حاولتَ أن لا تقعُدَ يائساً بائساً ولا آملاً آمناً فقطِّعْ بينَ الجهتينِ نظرَك. وشطِّر إليهما بصرَك. حتى تجعلَ نفسكَ مترجِّحةً بينَ الرجاِء والحِذار. مترنّحةً بينَ البشارةِ والإنذار. تُلمِّظُها طَوراً حلاوَةَ الطمعِ إرادةَ الرَّغبةِ والنشاط وطوْراً مَرارةَ الفزعِ خيفةَ الاسترسالِ والانبساط. امزُجِ اليأسَ والطّمع والبسِ الأمنَ والفزَع لا تذَرْ منْ كلا النّفيسينِ شيئاً ولا تدعْ مَنْ يكنْ يقتنيِها فقدِ استكملَ الوَرَع.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 07:50 م]ـ
مقامة الولاية
يا أبا القاسم تأمّلْ بيتَ النّاظمِ:
تودُّ عَدُوِّي ثمَّ تزْعَمُ أنّني = صديقكَ ليس النوكُ عنك بعازِبِ
وتبصرْ كيف حَدَّ لك المصافاةَ بحدِّها. ودلّكَ عل هزلِ المودِّة وجدِّها وفهمَك أنَّ صفيِكَ من كانَ لكَ على ما ترضى وتسخَطُ وفقاً وفي جميعِ ما تهوى وتمقُتُ لِفقا. فيصفو لمَنْ يُعاضِدُكَ ويُصافيك ويكدرُ على كلِّ من يعاديكَ ويُنافيك وأنَّ مُوادَّ مُتضادِّكَ. مُحادُّك وليس بموادِّكَ وعلمكَ أنَّ منِ ادَّعى مِقةَ أخيهِ وهوَ يركنُ إلى ماقتهْ. فقد سجّلَ بسفَههِ وحماقته حيثُ صرَّحَ بأنَّ النّوكَ عنهُ ليسَ بعازِبْ ونصَّ له أنّهُ ضربةُ لازِبْ ثمَّ انظرْ في أيِّ منزلةٍ منَ اللّهَ يراك. وبأيِّ صفةٍ يصفُكَ مِنْ ذَراك إن واليتَ مَن ليسَ لربِّك لِوليّ أو صافيتَ من ليسَ للأولياءِ بصفي. إن صحَّ أنّكَ عبدٌ محبٌ لربّهِ فلا تُشعِرْ قلبكَ إلا محبّةً محبّه. مَن لم يُوالي اللّهَ ومواليهِ فلا تَطُرْ حَراه ولا تُنِخْ راحلتِكَ في ذَراه. وإيّاكَ أن تتناظَر داراكُما أوْ تتراءى ناركُما واستحي منَ اللّهِ وقلبُكَ قلبُه وكُلكَ فهوَ فاطرُه وربه أن تشغَلَ بمقةِ مَن شَغَلَ بمقتهِ قلبَهُ قلبَك وأنْ تعكُفَ على مُوادَّةِ من عكفَ على محادَّته لُبهُ لُبك وإن كانَ الصِّنوَ الشقيق والعمَّ الشقيق والأبَ البار والأخَ السّار وإنِ استطعتَ أن لا تُظلِكُما سماءٌ فاحرِص. وأن لا تقلِكُما أرضٌ فافترِص وليكُن منكَ على بالٍ ما نَقَمَ اللّهُ من حاطِب وما كادَ يقعُ بهِ منَ المعاطِب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:53 م]ـ
مقامة الصلاح
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أبا القاسم حتى مَتى تلهو وتلعبَ. وغُرابُ البينِ فوقَكَ ينعَبْ وإلى مَتى تروحَ في التماسِ الغِنى وتغدو وسائقُ الرَّدَى وراءَكَ يحدُو وفيمَ تجوبُ لارتيادِ المالِ الأوديةَ والمفاوز وليسَ الحريصُ لما قُدِّرَ لهُ بُمجاوز ألا وإنَّ بذلَ الاستطاعة واستقِصاءَ الجِدِّ في الطّاعة أوْلى بمَنْ يركبُ الآلةَ الحَدباءَ بعدَ ساعة والسّعيَ النّجيحَ في العملِ الدائرِ بينَ حُقوقِ اللّه أحقُّ مِن لَعبِ اللاعبِ ولهوِ اللاه والوَلوعَ بنيلِ المفازةِ في الأخرى. أجدرُ مِن جَوْبِ المفاوزِ وأحرَى. كأنّي بجنازتك يجمَزُ بها إلى بعضِ الأجداث. وبأهلِ ميراثكَ هجَروك بعدَ الثلاث وشغلْهم عنكَ تناجزُهم على الميراث وغادروكَ وأنت مُعفّرٌ طريح فقد ضمّكَ لحدٌ وضريح رهينَ هلكةٍ مُبسَلاً في يدِ المُرتْهِن أسيرَ محنةٍ مُبلساً مِن إطلاقِ الممتحِن. لم يبقَ بعدَ هجر العشيرةِ وجفوةِ العشير وودَاعِ المستشيرِ من جُلسائكَ والمُشير إلا عملُكَ الذي لزِمَكَ في حياتكَ لُزومَ صحبكَ ويستبقي صحبتكَ بعد قضاءِ نحبِك فيصحبُكَ على التّختِ مَغسولا ويألفُكَ على النعشِ محمولاً ويرافُقك موضوعاً على الأكتافِ في المُصلّى ويحالفُك وأنتَ في الحُفرةِ مُدلّى ويضاجُعك غيرَ هائبٍ من مضجعكَ الخرِب ويعانقكَ غيرَ مستوحشٍ من خدّكَ الترب. ولا يفارقُك ما دمتَ في غِمار الأموات. وإن أصبحتَ ومؤلفاتكَ أشتات وعِظامُك ناخرةٌ ورُفات. فإذا راعتكَ نفخةُ النّشر وفاجأتكَ أهوالُ الحشر. وفرَّ منكَ أبوكَ. وأمك وأخوك ولكلِّ منهم مهمٌ يعينه وشأنٌ حينئذٍ يُغنيه وجدتَ عملكَ في ذلك اليومِ الأغبرْ. وساعةِ الفزَعِ الأكبر أتبعَ لكَ منَ ظِلّكَ وألزَم منْ شَعراتِ قصَّك يفدُ معكَ أينما تفِد ويرِدُ حيثُما ترِد ثمَّ إما أن يدُلّكَ على فوزٍ مبين وإما أن يدُعّك إلى عذابٍ مُهين. فاجهدْ نفسكَ فعلَ كادحٍ غيرَ مَلول. واركب كلَّ صعبٍ وذَلول ولعلّك تستصحبْ من هذا القرينِ المواصِلِ الملازم. وهذا الرَّفيقِ المخاصرِ المحازِم صاحبَ صِدقٍ يؤنسُكَ في مواقيتِ وحدتكَ ووحشتِك ويُلقي عليكَ السّكينة في مقاماتِ حيرتَكَ ودهشتِك ويمهّد لكَ في دار السّلام المِهادَ الأوثر ويرِدُ بكَ سلسبيلاً والكوثر.
ـ[عاشق البيان]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 03:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا ليث بن ضرغام على ما انتقيته لنا من مقامات.
وقد قرأت مؤخرا مقامات جيدة النظم والمضمون للشيخ عائض القرني.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 01:25 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ليث بن ضرغام على ما انتقيته لنا من مقامات.
وقد قرأت مؤخرا مقامات جيدة النظم والمضمون للشيخ عائض القرني.
بارك الله فيك أخي الكريم عاشق البيان.
وبالنسبة لمقامات الشيخ عائض القرني فهي رائعة كما ذكرت أخي.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:11 ص]ـ
مقامة التصبر
يا أبا القاسم نفسُك إلى حالها الأولى نزَّأة فاغزُها بسريّةٍ من الصبرِ غزَّأة. لعلّكَ تفلُّ شوكتَها وتكسِرُها. وتجبُرها على الصَّلاحِ وتقسرُها فإن عصتْ وعتتْ وعدَتْ طوْرَها. وألقَتْ بصحراءِ التمرد زَوْرَها وانقشعتْ عن غُلُبتّها. ووقعت على مُصابرتكَ الدَّبرة وعلمِتَ أنَّ صبرَك وحدهُ لا يقومُ عِنادَها ولا يقاومُ أجنادَها فاضمُمْ إلى الصَّبر من التصبرِ مَددا وأوْلهِ منَ التشدَّدِ عُدَّةً وعددا. واعتقد أنَّ الخطبَ ليسَ منَ الدَّدْ إنما هوَ منَ الإدَد. ومما إن أعضَلَ وتفاقمَ له يكفهِ التعارُك. وعجزَ عنهُ التّلافي والتّدارك. فإن رأيتَ الصَّبر والتصبرَ لا يفيان وعلمتَ أنهما لا يكفيان، ووجدتَ شرَّها يزدادُ ويربو. وشرَّتها تمضي ولا تكبو. وزرْعُ باطِلها يزكو. وضِرامَ غيَّها يذكو. فخادِعها عمّل تنزو إليهِ وتطمحْ. وتمدُّ عينيها إليهِ وتلمح واستقبِلها بما يُذهلُها ويُلهيها عنِ المطالبِ التي تشتهيهيا وينأى بجانبها عما يخلجُها من النّظر ويتولّى بُركنها عمّا ينزِعها منَ البطَرْ. جرِّدها عنِ الملبَس البهي. وافطِمها عنِ المطعمِ الشهي وزحزِحها عن وطأةِ المطرَح ووضاءةِ المطمَح. وجافِها عنِ الفراغِ المورثِ للكسلْ، والرقادِ المعقبِ للرَّهل. وأذِقها أكلَ الخشبِ ولُبسَ الخشنِ وخذْها بالنومِ المشرِّد. والشرب المصَرِّد. ومُسها بالجوادِ والجوع ونحِّها عنِ الهُجودِ والهُجوع وعرِّضها لكلِّ مضجعٍ مُقض. وحدِّثها بكلِّ مفجعٍ ممض. واستفزِز بها في الأحايين بمثلِ ما يؤثُر عن بعضِ الصالحين. من إيلامِها بلذعِ الجمرّة ووخزِ الإبرة. وغسِّلها بالطهور الباردِ في حدِّ السّبره. وتدويرِها في المقابرِ والخراب وتعفيرِ وجهها بالتراب. فلا تفتر في خلالِ ذلك أن تعرِض عليها ما وعدَ اللّهُ الأتقياء. وما أوعدَ به الأشقياء وأن تكرِّر على مسامِعها السورَ التي تُروعُ وترْدَع والآياتِ التي تقرَعْ وتقدَعْ. وأن تقذِفَ عليها كلَّ عبءٍ منَ العبادةِ باهظ، وترميها بما يُحكُّ في قلبها ويحيكُ منَ المواعظ. فإنّك إن فعلتَ ذلكَ استبدلتْ من نزوتها سُكوناً واعتاضت ولانتْ بعدَ جِماحها وارتاضت ولم تأبَ عليك خيراً تريدُه. ولا عملاً صالحاً تُبدئهُ وتُعيدُه واحتفظ بما ألقي إليكَ من بابِ الرياضةِ من جوهرةِ ابن عُبيد فإنّه خيرٌ لكَ من جمهرةِ ابنِ دُريد.(/)
الراعويّات
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 03:23 م]ـ
الراعويّات من الفنون الشعرية التي تنظم في الرّاعي ورعيّته، وفي المسرح البدوي الذي يمثل فيه الراعي ورعيّته دورهما. فكان هذا الشعر صورة لحياة البادية في كلّ نواحيها.
وقد اشتهر بهذا الفن شاعران كبيران هماالرّاعي وذو الرمة.
_الرّاعي: (709م) هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النُّميري من مضر. كان راعي إبل من أهل بادية البصرة. عاصر جرير والفرزدق، هجاه هذا الأخير لتفضيله الفرزدق.
وقد اتجه في شعره إلى ناحية خاصة هي وصف الإبل وتصوير حياتها في المراعي، حتى قال عنه القدماء:"كأنّه يعتسف الفلاة بغير دليل، أي أنّه لا يحتذي شعر شاعر ولا يعارضه".
_ذو الرمة: (696_730م) هو أبو الحارث غيلان العدوي من مضر. له ديوان شعر أكثره تشبيب وبكاء على الأطلال. اتّجه أولا إلى الرّجز ثم انصرف عنه. وقد برز في كل ما يتصل بحياة البادية من المعرفة اللغوية والغزل ووصف الطبيعة، ولم يهمل المدح والإتصال الحكام. إلاّ أنّه كان ضعيف المدح والهجاء ولم يقم تفوّقه إلا على ناحيتين:ناحية لغوية تعجب العلماء،وناحية شعرية بدوية ترضي الذوق العام.
وفد عني الشاعر باختيار أجمل صور الطبيعة وأداها أداءً بارعا،بانفعال ملموس وشغف ظاهر. وأبرز في هذا الشعر المعاني الإنسانية في الطبيعة الحيذة البدوية، فرسم الحيوان وبث فيه أفكارا وهواجس وأهواء،وصور الصحراء كائنا رهيبا جبارا وكذلك الليل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:41 م]ـ
وهذه دراسة لشعر النميري أنقلها لكم لتعم الفائدة والتعرف أكثر إلى طبيعة شعره ومواضيعة والخصائص التي ميَّزت شعره
«الراعي النميري»
للدكتور محمد نبيه حجاب
[«الراعي النميري: عبيد بن حصين، شاعر بني نمير: عصره وحياته وشعره» هذا هو عنوان الدراسة التي نعرض لها للأستاذ الدكتور محمد نبيه حجاب، وقد قدّمها عن الشاعر النميري منذ عشرين عاماً إلى كلية دار العلوم ليحصل بها على درجة الماجستير.
والراعي النميري ـ كما يقول المؤلف ـ من شعراء الطبقة الأولى بين الفحول الذين عاشوا في القرن الأول الهجري، ولكن المأثور من شعره قليل، مفرق في ثنايا الكتب، لا يكاد الإنسان يظفر منه بقصيدة كاملة.
وقد قام المؤلف بجهد كبير في جمع شعر الراعي من مصادر متفرقة ـ لغوية وأدبية ـ وقام بهذه الدراسة في ثلاثة أبواب:
1 - عصر الراعي.
2 - حياة الراعي.
3 - شعر الراعي. ...
في التمهيد تحدث المؤلف عن الراعي وطبقته الشعرية، وبرغم أنه من الفحول، فإن شعره الذي بين أيدينا قليل، مفرّق في ثنايا الكتب.
يقول المؤلف: «وكان أول ما أهمني أن أحصل على نسخة من ديوانه، مهما يكن موضعها من المكتبات، ولما أعياني البحث أخذت نفسي بجمع شعره من المصادر العديدة لغوية وأدبية، حتى استطعت أن أجمع له من ثناياها ما يقرب من ثلاثمائة بيت، بعدها نضبت الموارد والمصادر».
ويقول المؤلف إنه قصد من دراسته هذه:
1 - جمع ما يُمكن جمعه من شعر الراعي.
2 - وضع الراعي ـ متكئاً على قدر من النصوص ـ بين شعراء عصره.
3 - بيان منزلة الراعي في تاريخ الشعر الإسلامي.
4 - لفت النظر إلى هذا الشاعر، علّ أحداً يظفر بديوانه، أو يُتابع دراسته.
5 - حق البحث العلمي، فإن المعرفة غاية تستحق منا جميعاً الجهد لتوفير وسائلها.
ثم تحدّث عن منهجه في البحث، فقال إنه قائم «على هذا الأصل العام، وهو أن آثار الأديب ثمرة التفاعل بينه وبين بيئته، على أن يُراد بالبيئة ذلك المعنى الواسع الذي يتناول العناصر الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية».
*في الباب الأول: وعنوانه «عصر الراعي»، يتحدث المؤلف في الفصل الأول منه عن «الحياة السياسية»، ويذكر أن قيس عيلان ـ قبيلة الشاعر ـ كانت زبيرية الهوى، خاصة «مرج راهط»، ضد بني أمية، مما أحنق بني أمية على قيس عيلان، وبخاصة عبد الملك بن مروان الذي أخذ يُناصبها العداء، ويرميها بأقسى الولاة، ويثقلها بفادح الخراج (ص9).
ثم تغير الموقف في عهد هشام بن عبد الملك الذي مال إليهم، وقرّبهم نحوه، وألحقهم بالديوان، وفرض لهم الرواتب والجرايات، ومنذ ذلك الحين ارتفع شأن القيسية، وصاروا من أنصار بني أمية (ص10).
(يُتْبَعُ)
(/)
*وفي الفصل الثاني تحدث عن «الحياة الاجتماعية»، فذكر أن العصبية اشتعلت من جديد بظهور الأحزاب السياسية، «على أن هذه العصبية التي كانت في دماء العرب لم تكن قبلية فحسب، بل كانت أيضاً إقليمية كتلك التي بين الشام والعراق، ومدنيّة كالتي كانت بين الكوفة والبصرة، كما كانت أيضاً جنسية بين العرب والموالي». وفي ظلال هذه وتلك ازدهر الشعر السياسي كما ازدهرت النقائض الأموية بين جرير وخصومه في ظلال العصبية القبلية خاصة، وكان الراعي النميري أحد شعرائها الفحول الذين ملؤوا بها جوانب «المربد» (ص11).
*وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن «الحياة الأدبية»، وبخاصة الشعر، الذي عاد إلى سابق عهده من حيث القوة والازدهار: فخراً، ومديحاً، وهجاءً، وغزلاً.
«ولقد كان خلفاء بني أمية وولاتهم يميلون إلى الأدب ويهتزون له، فقربوا إليهم الشعراء، وأجزلوا لهم العطاء، ولهذا غصّت بهم مجالس الأدب في دمشق، وساحات الولاة والقواد والأقاليم» (ص11).
والشعراء في عصر الراعي ثلاث طبقات:
1 - طبقة الشعر التقليدي، وهي الطبقة الفنية المُحافظة وموطنها العراق، وأغلب شعرائها قدموا من البادية، وتضم من فحول الشعراء: جريراً، والفرزدق، والأخطل، والراعي، وذا الرمة، والقطامي، ورؤبة، والعجاج.
2 - طبقة الشعر السياسي: كعبد الله بن قيس الرقيات، والكميت، والطرماح بن حكيم، وغيرهم من شعراء الأحزاب. وكان العراق موطن هذه الطبقة.
3 - طبقة الشعر الغزلي: وخير من يمثلهم: عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، وكثير، وجميل، وكان موطنها الحجاز.
وإذن ـ على أساس هذا التقسيم ـ فقد كان الراعي من شعراء الطبقة الفنية المحافظة، ولقد عده ابن سلام ـ في طبقاته ـ من شعراء الطبقة الأولى، مع جرير، والفرزدق، والأخطل.
...
*وفي «الباب الثاني» وعنوانه «حياة الراعي» تحدث المؤلف في الفصل الأول عن قبيلته فذكر أن الراعي يُنسب إلى بني نمير إحدى بطون قيس عيلان المضرية، وكانت قيس هذه عزيزة الجانب، مرهوبة السلطان، بوفرة عددها، وبسالة فرسانها، حتى انضمت إليها في الجاهلية بعض القبائل المستضعفة، كي تحتمي بها، وتعيش في كنفها. «أما في الإسلام فقد بلغت من عزتها أن طمعت في الخلافة، وكادت تظفر بها من أيدي الأمويين، لولا استنجادهم باليمنية والتغلبية» (ص40).
ولقد كانت بنو نمير التي ينتسب إليها الشاعر جمرة من جمرات العرب الثلاث، فهي إذن من أشرف بيوتات قيس عيلان الجد الأكبر للراعي.
ثم يتحدث المؤلف عن الشاعر، وكنيته، ونسبه، ثم مقوماته الأدبية، ويرى أنه اشترك في تكوين شخصيته الأدبية ثلاثة عوامل، هي:
1 - الطبع، أو النفس الشاعرة.
2 - البيئة التي نشأ فيها، ويسميها المؤلف البيئة الطبيعية.
3 - البيئة العلمية.
ويتحدث المؤلف عن مدرسة الراعي، فيرى أنه تلميذ للنابغة وطرفة، وأستاذ لابنه جندل وذي الرمة والطرماح «وهذه هي مدرسة الراعي التي كان لها طابع خاص في هذا العصر، فقد حافظت على المناهج الجاهلية أكثر من سواها، كما أن أعضاءها أخذوا بقسط من تعاليم الإسلام، تجلّى في شعرهم، وبذلك كانت هذه المدرسة آخر حلقة من حلقات الشعر الجاهلي القديم، وإن امتدّ بها الزمن إلى آخر العصر الأموي» (ص60).
وفي الحديث عن حياته العامة في «الفصل الثاني» تحدث عن رحلات الشاعر، وأسفاره، واتصالاته بشعراء عصره، وولاته. وإذا كان التاريخ لم يحدثنا بشيء عن مولده، فإنه يحدثنا عن وفاته، ولكن المؤلف يرى أنه مات بين عامي 96 و97 هـ، ويُدلل على ذلك ببعض الأحداث الموثوق من صحتها تاريخيا.
...
*والباب الثالث وعنوانه «شعر الراعي» تنتظمه ثلاثة فصول:
*في الفصل الأول «مصادر شعره» يذكر المؤلف أن ياقوتاً الحموي، ذكر في أكثر من موضع من «معجم البلدان» أن شعر الراعي كان مجموعاً في نسخة قرئت على ثعلب. ولكن المؤلف لم يعثر عليها، ومن هنا أخذ نفسه بجمع أشعار الراعي من مظانها المختلفة (ص81).
ومن هذا الفصل نعلم:
1 - أنه ليس لدينا من شعر الراعي إلا أبيات متفرقة.
2 - جميع هذه الأبيات من مصادر لغوية.
3 - لم تحفظ المصادر الأدبية من شعره إلا النذر اليسير.
«ولهذا فقد جاءت أشعاره التي جمعناها «ديواناً» تغلب عليه الصبغة اللغوية، وإذن فدلالتها على ديوانه دلالة الظل على العود» (ص82).
(يُتْبَعُ)
(/)
*وفي الفصل الثاني وعنوانه «فنون شعره» يقول المؤلف إن الراعي قد كتب في كل الأغراض الشعرية، مثل: الوصف، والنسيب، والفخر، والخمريات، والحماسة، والهجاء، والنقائض، والحكم، والأمثال. وهي كلها أغراض تقليدية، كتب فيها الشعراء وأجادوا، ولكن هذه الدراسة أظهرت غرضاً جديداً استحدثه الراوي هو «شكوى العمّال»، فنراه في قصيدته اللامية، وقد عزّ عليه أن يرى قومه فريسة الجور والطغيان، يبث الخليفة عبد الملك بن مروان شكواه من عماله، وفيها يقول: [/ size][/b]
أخليفة الرحمن إنَّا معْشَرٌ =حنفاءُ، نسجدُ بكْرةً وأصيلا
عربٌ نرى للهِ في أموالِناُ =حقَّ الزكاةِ منزَّلاً تنزيلا
إن السعَاةَ عصوْكَ يومَ أمرتهمْ =وأتوْا دواهيَ لو علمتَ وغولا
ثم يعدد أساليبهم واحتيالهم للغش، بأبرع الأساليب، ونراه ـ بعد ذلك ـ يصف حال قومه وعشيرته، وما حلّ بهم من طرد وتشريد، وهم المسلمون المؤمنون الموحدون بالله، المؤدّون للزكاة. ثم يناشد الخليفة، وهو مناط الأمل ومعقد الرجاء أن ينكل بهؤلاء السعاة الخطاة، ويتدارك قومه، فيرفع عنهم المظالم التي ألمت بهم على أيديهم.
*وفي الفصل الثالث وعنوانه «خصائص شعره»: يتحدث المؤلف عن الألفاظ والأساليب، فيرى أن حياة الراعي في البادية أثَّرت في ألفاظه وتراكيبه، لهذا رأينا في شعره: الأثافي، والقدور، والنيران، والذئاب العاوية، والوحوش الضارية، وعزيف الريح، وهدير السيل، وصليل السيوف، وفحيح الأفاعي.
أما عن التراكيب فلم يُدرك الراعي عصر التكلف والصنعة، ومن ثم جاءت تراكيبه طبعية تُجانب المُعاظلة، والمعاناة، والتعسف، وتخضع للنسق الطبيعي، فلا تعقيد، ولا التواء، ولا غموض، ولا اضطراب، ولا تقديم، ولا تأخير إلا ما دعت إليه دواعي البلاغة (ص160).
وقد استحسن شعره: أبو عمرو الشيباني، وأبو هلال العسكري، وابن رشيق القيرواني، لإصابة المعنى، وروعة الخيال، وتناسب القافية (ص172).
ولقد كان الراعي حجة في النحو واللغة، اعتمد عليه النحاة في تأييد مذاهبهم النحوية، كما اعتمد عليه اللغويون في تقرير ألفاظهم اللغوية. وحق لهم، فهو شاعر أموي بدوي قمين بأن يحتج بشعره (كما قال السيوطي والقاضي الجرجاني (ص184).
وفي النهاية وازن المؤلفُ شعره بشعر غيره من شعراء طبقته: كالفرزدق وجرير والأخطل، وذي الرمة.
**
وفي ختام هذا العرض، لا يسعنا إلا أن نقرر أن هذه الدراسة قد أنصفت شاعراً فحلاًَ، بقي طيلة تاريخنا الأدبي ينتظر الدارس المنصف الذي يُخرج شعره من بطون كتب الأدب والتاريخ، ويُلقي الضوء على حياته وشعره في إطار عصره، وجاء الدارس الأستاذ الدكتور محمد نبيه حجاب ليُعطيه بعض حقه
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:34 م]ـ
وهذه دراسة لشعر النميري أنقلها لكم لتعم الفائدة والتعرف أكثر إلى طبيعة شعره ومواضيعة والخصائص التي ميَّزت شعره
«الراعي النميري»
للدكتور محمد نبيه حجاب
[«الراعي النميري: عبيد بن حصين، شاعر بني نمير: عصره وحياته وشعره» هذا هو عنوان الدراسة التي نعرض لها للأستاذ الدكتور محمد نبيه حجاب، وقد قدّمها عن الشاعر النميري منذ عشرين عاماً إلى كلية دار العلوم ليحصل بها على درجة الماجستير.
والراعي النميري ـ كما يقول المؤلف ـ من شعراء الطبقة الأولى بين الفحول الذين عاشوا في القرن الأول الهجري، ولكن المأثور من شعره قليل، مفرق في ثنايا الكتب، لا يكاد الإنسان يظفر منه بقصيدة كاملة.
وقد قام المؤلف بجهد كبير في جمع شعر الراعي من مصادر متفرقة ـ لغوية وأدبية ـ وقام بهذه الدراسة في ثلاثة أبواب:
1 - عصر الراعي.
2 - حياة الراعي.
3 - شعر الراعي. ...
في التمهيد تحدث المؤلف عن الراعي وطبقته الشعرية، وبرغم أنه من الفحول، فإن شعره الذي بين أيدينا قليل، مفرّق في ثنايا الكتب.
يقول المؤلف: «وكان أول ما أهمني أن أحصل على نسخة من ديوانه، مهما يكن موضعها من المكتبات، ولما أعياني البحث أخذت نفسي بجمع شعره من المصادر العديدة لغوية وأدبية، حتى استطعت أن أجمع له من ثناياها ما يقرب من ثلاثمائة بيت، بعدها نضبت الموارد والمصادر».
ويقول المؤلف إنه قصد من دراسته هذه:
1 - جمع ما يُمكن جمعه من شعر الراعي.
2 - وضع الراعي ـ متكئاً على قدر من النصوص ـ بين شعراء عصره.
3 - بيان منزلة الراعي في تاريخ الشعر الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - لفت النظر إلى هذا الشاعر، علّ أحداً يظفر بديوانه، أو يُتابع دراسته.
5 - حق البحث العلمي، فإن المعرفة غاية تستحق منا جميعاً الجهد لتوفير وسائلها.
ثم تحدّث عن منهجه في البحث، فقال إنه قائم «على هذا الأصل العام، وهو أن آثار الأديب ثمرة التفاعل بينه وبين بيئته، على أن يُراد بالبيئة ذلك المعنى الواسع الذي يتناول العناصر الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية».
*في الباب الأول: وعنوانه «عصر الراعي»، يتحدث المؤلف في الفصل الأول منه عن «الحياة السياسية»، ويذكر أن قيس عيلان ـ قبيلة الشاعر ـ كانت زبيرية الهوى، خاصة «مرج راهط»، ضد بني أمية، مما أحنق بني أمية على قيس عيلان، وبخاصة عبد الملك بن مروان الذي أخذ يُناصبها العداء، ويرميها بأقسى الولاة، ويثقلها بفادح الخراج (ص9).
ثم تغير الموقف في عهد هشام بن عبد الملك الذي مال إليهم، وقرّبهم نحوه، وألحقهم بالديوان، وفرض لهم الرواتب والجرايات، ومنذ ذلك الحين ارتفع شأن القيسية، وصاروا من أنصار بني أمية (ص10).
*وفي الفصل الثاني تحدث عن «الحياة الاجتماعية»، فذكر أن العصبية اشتعلت من جديد بظهور الأحزاب السياسية، «على أن هذه العصبية التي كانت في دماء العرب لم تكن قبلية فحسب، بل كانت أيضاً إقليمية كتلك التي بين الشام والعراق، ومدنيّة كالتي كانت بين الكوفة والبصرة، كما كانت أيضاً جنسية بين العرب والموالي». وفي ظلال هذه وتلك ازدهر الشعر السياسي كما ازدهرت النقائض الأموية بين جرير وخصومه في ظلال العصبية القبلية خاصة، وكان الراعي النميري أحد شعرائها الفحول الذين ملؤوا بها جوانب «المربد» (ص11).
*وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن «الحياة الأدبية»، وبخاصة الشعر، الذي عاد إلى سابق عهده من حيث القوة والازدهار: فخراً، ومديحاً، وهجاءً، وغزلاً.
«ولقد كان خلفاء بني أمية وولاتهم يميلون إلى الأدب ويهتزون له، فقربوا إليهم الشعراء، وأجزلوا لهم العطاء، ولهذا غصّت بهم مجالس الأدب في دمشق، وساحات الولاة والقواد والأقاليم» (ص11).
والشعراء في عصر الراعي ثلاث طبقات:
1 - طبقة الشعر التقليدي، وهي الطبقة الفنية المُحافظة وموطنها العراق، وأغلب شعرائها قدموا من البادية، وتضم من فحول الشعراء: جريراً، والفرزدق، والأخطل، والراعي، وذا الرمة، والقطامي، ورؤبة، والعجاج.
2 - طبقة الشعر السياسي: كعبد الله بن قيس الرقيات، والكميت، والطرماح بن حكيم، وغيرهم من شعراء الأحزاب. وكان العراق موطن هذه الطبقة.
3 - طبقة الشعر الغزلي: وخير من يمثلهم: عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، وكثير، وجميل، وكان موطنها الحجاز.
وإذن ـ على أساس هذا التقسيم ـ فقد كان الراعي من شعراء الطبقة الفنية المحافظة، ولقد عده ابن سلام ـ في طبقاته ـ من شعراء الطبقة الأولى، مع جرير، والفرزدق، والأخطل.
...
*وفي «الباب الثاني» وعنوانه «حياة الراعي» تحدث المؤلف في الفصل الأول عن قبيلته فذكر أن الراعي يُنسب إلى بني نمير إحدى بطون قيس عيلان المضرية، وكانت قيس هذه عزيزة الجانب، مرهوبة السلطان، بوفرة عددها، وبسالة فرسانها، حتى انضمت إليها في الجاهلية بعض القبائل المستضعفة، كي تحتمي بها، وتعيش في كنفها. «أما في الإسلام فقد بلغت من عزتها أن طمعت في الخلافة، وكادت تظفر بها من أيدي الأمويين، لولا استنجادهم باليمنية والتغلبية» (ص40).
ولقد كانت بنو نمير التي ينتسب إليها الشاعر جمرة من جمرات العرب الثلاث، فهي إذن من أشرف بيوتات قيس عيلان الجد الأكبر للراعي.
ثم يتحدث المؤلف عن الشاعر، وكنيته، ونسبه، ثم مقوماته الأدبية، ويرى أنه اشترك في تكوين شخصيته الأدبية ثلاثة عوامل، هي:
1 - الطبع، أو النفس الشاعرة.
2 - البيئة التي نشأ فيها، ويسميها المؤلف البيئة الطبيعية.
3 - البيئة العلمية.
ويتحدث المؤلف عن مدرسة الراعي، فيرى أنه تلميذ للنابغة وطرفة، وأستاذ لابنه جندل وذي الرمة والطرماح «وهذه هي مدرسة الراعي التي كان لها طابع خاص في هذا العصر، فقد حافظت على المناهج الجاهلية أكثر من سواها، كما أن أعضاءها أخذوا بقسط من تعاليم الإسلام، تجلّى في شعرهم، وبذلك كانت هذه المدرسة آخر حلقة من حلقات الشعر الجاهلي القديم، وإن امتدّ بها الزمن إلى آخر العصر الأموي» (ص60).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث عن حياته العامة في «الفصل الثاني» تحدث عن رحلات الشاعر، وأسفاره، واتصالاته بشعراء عصره، وولاته. وإذا كان التاريخ لم يحدثنا بشيء عن مولده، فإنه يحدثنا عن وفاته، ولكن المؤلف يرى أنه مات بين عامي 96 و97 هـ، ويُدلل على ذلك ببعض الأحداث الموثوق من صحتها تاريخيا.
...
*والباب الثالث وعنوانه «شعر الراعي» تنتظمه ثلاثة فصول:
*في الفصل الأول «مصادر شعره» يذكر المؤلف أن ياقوتاً الحموي، ذكر في أكثر من موضع من «معجم البلدان» أن شعر الراعي كان مجموعاً في نسخة قرئت على ثعلب. ولكن المؤلف لم يعثر عليها، ومن هنا أخذ نفسه بجمع أشعار الراعي من مظانها المختلفة (ص81).
ومن هذا الفصل نعلم:
1 - أنه ليس لدينا من شعر الراعي إلا أبيات متفرقة.
2 - جميع هذه الأبيات من مصادر لغوية.
3 - لم تحفظ المصادر الأدبية من شعره إلا النذر اليسير.
«ولهذا فقد جاءت أشعاره التي جمعناها «ديواناً» تغلب عليه الصبغة اللغوية، وإذن فدلالتها على ديوانه دلالة الظل على العود» (ص82).
*وفي الفصل الثاني وعنوانه «فنون شعره» يقول المؤلف إن الراعي قد كتب في كل الأغراض الشعرية، مثل: الوصف، والنسيب، والفخر، والخمريات، والحماسة، والهجاء، والنقائض، والحكم، والأمثال. وهي كلها أغراض تقليدية، كتب فيها الشعراء وأجادوا، ولكن هذه الدراسة أظهرت غرضاً جديداً استحدثه الراوي هو «شكوى العمّال»، فنراه في قصيدته اللامية، وقد عزّ عليه أن يرى قومه فريسة الجور والطغيان، يبث الخليفة عبد الملك بن مروان شكواه من عماله، وفيها يقول: [/ size][/b]
أخليفة الرحمن إنَّا معْشَرٌ =حنفاءُ، نسجدُ بكْرةً وأصيلا
عربٌ نرى للهِ في أموالِناُ =حقَّ الزكاةِ منزَّلاً تنزيلا
إن السعَاةَ عصوْكَ يومَ أمرتهمْ =وأتوْا دواهيَ لو علمتَ وغولا
ثم يعدد أساليبهم واحتيالهم للغش، بأبرع الأساليب، ونراه ـ بعد ذلك ـ يصف حال قومه وعشيرته، وما حلّ بهم من طرد وتشريد، وهم المسلمون المؤمنون الموحدون بالله، المؤدّون للزكاة. ثم يناشد الخليفة، وهو مناط الأمل ومعقد الرجاء أن ينكل بهؤلاء السعاة الخطاة، ويتدارك قومه، فيرفع عنهم المظالم التي ألمت بهم على أيديهم.
*وفي الفصل الثالث وعنوانه «خصائص شعره»: يتحدث المؤلف عن الألفاظ والأساليب، فيرى أن حياة الراعي في البادية أثَّرت في ألفاظه وتراكيبه، لهذا رأينا في شعره: الأثافي، والقدور، والنيران، والذئاب العاوية، والوحوش الضارية، وعزيف الريح، وهدير السيل، وصليل السيوف، وفحيح الأفاعي.
أما عن التراكيب فلم يُدرك الراعي عصر التكلف والصنعة، ومن ثم جاءت تراكيبه طبعية تُجانب المُعاظلة، والمعاناة، والتعسف، وتخضع للنسق الطبيعي، فلا تعقيد، ولا التواء، ولا غموض، ولا اضطراب، ولا تقديم، ولا تأخير إلا ما دعت إليه دواعي البلاغة (ص160).
وقد استحسن شعره: أبو عمرو الشيباني، وأبو هلال العسكري، وابن رشيق القيرواني، لإصابة المعنى، وروعة الخيال، وتناسب القافية (ص172).
ولقد كان الراعي حجة في النحو واللغة، اعتمد عليه النحاة في تأييد مذاهبهم النحوية، كما اعتمد عليه اللغويون في تقرير ألفاظهم اللغوية. وحق لهم، فهو شاعر أموي بدوي قمين بأن يحتج بشعره (كما قال السيوطي والقاضي الجرجاني (ص184).
وفي النهاية وازن المؤلفُ شعره بشعر غيره من شعراء طبقته: كالفرزدق وجرير والأخطل، وذي الرمة.
**
وفي ختام هذا العرض، لا يسعنا إلا أن نقرر أن هذه الدراسة قد أنصفت شاعراً فحلاًَ، بقي طيلة تاريخنا الأدبي ينتظر الدارس المنصف الذي يُخرج شعره من بطون كتب الأدب والتاريخ، ويُلقي الضوء على حياته وشعره في إطار عصره، وجاء الدارس الأستاذ الدكتور محمد نبيه حجاب ليُعطيه بعض حقه
مشكور أخي محمد سعد على هذه الدراسة القيمة، بارك الله فيك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:39 ص]ـ
قال المنيري في وصف عصا الراعي:
الراعي إذا كان جلدا صارما اختار عصاه من أصلب ما يقدر عليه ونقحها وشذبها وحسنها، ولذلك سموا فرسا من خيلهم بهراوة الأعزاب، والأعزاب: جمع عزب، وهو الراعي يعزب بإبله عن الحي أي يتباعد، ولذلك قال النميري:
فألقى عصا طلح ونعلا كأنها =جناح السماني ريشها قد تخدما
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:42 ص]ـ
والعصا كناية عن الأدب كما قال أبو عبيد، قال الراعي يصف راعيه (1):
ضعيف العصا بادي العروق ترى له =عليها إذا ما أقحل الناس إصبعاً
يعني أنه لين عليها، رفيق بها، وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في أبي جهم: لا يرفع عصاه عن أهله (2).
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللسان (صبع)، والقالي 2: 322 والسمط: 764 والبيان 3: 52 والرواية فيها جميعاً " إذا ما أجدب الناس "
(2) هو ابو جهم بن حذيفة بن غانم من بني عدي، أسلم عام الفتح وكان معظماً في قريش مقدماً فيهم وكان فيه شدة وعرامة.(/)
مما قيل في كتمان السر والمحافظة عليه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:39 م]ـ
قال علي رضي الله عنه: سرك أسيرك فإذا تكلمت به صرت أسيره، واعلم أن أمناء الأسرار أقل وجوداً من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار، لأن إحراز الأموال منيعة بالأبواب والأفعال، وإحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق ويشيعها كلام سابق. وحمل الأسرار أثقل من حمل الأموال فإن الرجل يستقل بالحمل الثقيل، فيحمله ويمشي به، ولا يستطيع كتم السر. وأن الرجل يكون سره في قلبه، فيلحقه من القلق والكرب ما لا يلحقه من حمل الأثقال، فإذا أذاعه استراح قلبه، وسكن خاطره، وكأنما ألقى عن نفسه حملاً ثقيلاً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:41 م]ـ
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: " القلوب أوعية والشفاء أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل إنسان مفتاح سره ".
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:45 م]ـ
وقيل: كتمان الأسرار يدل على جواهر الرجال، وكما أنه لا خير في آنية لا تمسك ما فيها، فكذلك لا خير في إنسان لا يمسك سره، قال الشاعر:
ومستودعي سرا كتمت مكانه = عن الحسّ خوفاً أن ينمّ به الحسّ
وخففت عنه من هوى النفس شهوة = فأودعته من حيث لا يبلغ الحسّ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:47 م]ـ
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " ما أفشيت سري إلى أحد قط، فأفشاه، فلمته إذ كان صدري به أضيق ".
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:49 م]ـ
قال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلسانه = ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضيق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:55 م]ـ
وقال صالح بن عبد القدوس: لا تودع سرك إلى طالبه، فالطالب للسر مذيع، ولا تودع مالك عند من يستدعيه، فالطالب للوديعة خائن.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 06:58 م]ـ
وقال حكيم: قلوب الأحرار قبور الأسرار، وقيل: الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار حمق.
وقال بعضهم:
إذا ما غفرت الذنب يوماً لصاحب = فلست معيداً ما حييت له ذكرا
ولست إذا ما صاحب خان عهده = وعندي له سر مذيعاً له سرا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:01 م]ـ
ولله در المتنبي حيث قال:
وللسر مني موضع لا يناله = نديم ولا يفضي إليه شراب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:05 م]ـ
وقيل:
*استعينوا على الحوائج بالكتمان.
*سرك من دمك.
*كن على حفظ سرك أحرص منك على حقن دمك.
*من وهن الأمور إعلانه قبل إحكامه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:08 م]ـ
وقيل أيضا:
-لا تنكح خاطب سرك.
-كلما كثر خزان الأسرار ازدادت ضياعاً.
-قلوب العقلاء حصون الأسرار.
-انفرد بسرك، ولا تودعه حازماً فيزل، ولا جاهلاً فيخون.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:40 م]ـ
وقال أنوشروان: من حصن سره، فله بتحصينه خصلتان، الظفر بحاجته، والسلامة من السطوات.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:42 م]ـ
وقيل: كلما كثرت خزائن الأسرار زادت ضياعاً.، وقال كعب بن سعد الغنوي:
ولست بمبد للرجال سريرتي = ولا أنا عن أسرارهم بسؤول
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:44 م]ـ
وقيل أيضا:
ومن عجائب الأمور أن الأموال كلما كثرت خزائنها كان أوثق لها، وأما الأسرار فإنها كلما كثرت خزائنها كان أضيع لها، وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه ومنعه من بلوغ مآربه ولو كتمه أمن سطواته.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:47 م]ـ
وقال أبومسلم صاحب الدولة:
أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت = عنه ملوك بني مروان إذ جهموا
ما زلت أسعى عليهم في ديارهم = والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا
حتى ضربتهم بالسيف فانتبهوا = من نومة لم ينمها قبلهم أحد
ومن رعا غنماً في أرضٍ مسبّعةٍ = ونام عنها تولى رعيها الأسد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:51 م]ـ
وأسر رجل إلى صديقه حديثاً، ثم قال له: أفهمت؟ قال: بل جهلت. ثم قال له: أحفظت؟ قال: بل نسيت.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:55 م]ـ
ومن أحسن ما قيل في كتمان السر قول الشاعر:
ولها سرائر في الضمير طويتها = نسي الضمير بأنها في طيّه
وقد أجازه الشيخ شمس الدين البدوي فقال:
إني كتمت حديث ليلى لم أبح = يوماً بظاهره ولا بخفيه
وحفظت عهد ودادها متمسكاً = في حبها برشاده أو غيّه
ولها سرائر في الضمير طويتها = نسي الضمير بأنها في طيّه
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 08:09 م]ـ
كان الخليفة الفاروق (رضي الله تعالى عنه) يختص المتميزين من الصحابة بالعلم والإيمان والرأي فيختارهم ليكونوا أهل شوراه، وأدخل عبد الله بن عباس (رضي الله تعالى عنهما) على صغر سنه، فجعله من المقربين إليه. فقال له أبوه العباس (رضي الله تعالى عنه): "إني أرى هذا الرجل قد اختصك بمجلسه، فاحفظ عني ثلاثاً: لا تفشيَنَّ له سراً، ولا تغتابن عنده أحداً، ولا يجرِّبنَّ عليك كذبًا"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 08:12 م]ـ
قال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلسانه = ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضيق
بوركت أخ ليث على الموضوع المهم .. نعم من النادر وربما المستحيل أن نجد من نستأمنه على أسرارنا .. لأنه من النادر كذلك أن نجد من يحمل هذه الأمانة بحقها ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:12 م]ـ
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على المشاركة والمرور.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:35 م]ـ
وقيل لبعضهم: كيف كتمانك للسر؟ قال: أجحد المخبر، وأحلف للمستخبر. وقال المهلب: أدنى أخلاق الشريف كتمان السر وأعلى أخلاقه نسيان ما أسرّ إليه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:37 م]ـ
وقال جعفر بن عثمان:
يا ذا الذي أودعني سره = لا ترج أن تسمعه مني
لم أجره قط على فكرتي = كأنه لم يجر في أذني
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
لاغية
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:44 م]ـ
ما سَرَّهُ أن ذاعَ من أسرارِه = ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه
تأبى العبارةُ عن هواه فينبري = جفنٌ يعبِّرُ عنه في إستعبارِه
أَخفاه بين ضلوعِه فجَفَت به = حُرَقٌ تُظاهِرُه على إظهارِه
أنَّى يكونُ القصْدُ شيمةَ وَجْدِه = يومَ النَّوى والجَورُ شيمةُ جارِه
السري الرفّاء
? - 366 هـ / ? - 976 مالسرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.
شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:57 م]ـ
وكان يقال: ما كتمته من عدوك، فلا تطلع عليه صديقك.
وكان يقال: سرّك من دمك، فانظر أين تجعله.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:58 م]ـ
وقال المهلب بن أبي صفرة: من ضاق قلبه اتسع لسانه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:00 ص]ـ
قال قيس بن الحُدادية الخزاعي:
بكت من حديث نمّه، وأشاعه = ولفقه واش من القوم واضع
بكت عين من أبكاك لا يشجك البكا = ولا تتخالجك الأمور النوازع
ولا تسمعي سرّي وسرّك ثالثاً = ألا كل سر جاوز اثنين ضائع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:03 ص]ـ
وقال آخر:
أكافي خليلي ما استقام بوده = وأمنحه ودي، إذا يتعتب
ولست ببادي صاحبي بقطيعة = ولا أنا مفشٍ سره، حين أغضب
عليك بإخوان الثقات، فإنهم = قليل، فصلهم دون من كنت تصحب
وما الخدن إلا من صفا لك وده = ومن هو ذو نصح، وأنت مغيب
إذا ما وضعت السر عند مُضيِّع = فذو السر ممن ضيّع السّرّ أذنب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:09 ص]ـ
وقال معاوية بن أبي سفيان: الحازم من كتم سره من صديقه مخافة أن تبدَّل صداقته عداوة، فيذيع سره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:11 ص]ـ
وقال بعض الشعراء:
تواقف معشوقان من غير موعد = وغيب عن نجواهما كل كاشح
وكلّت جفون الماء عن حمل مائها = فما ملكت فيض الدموع السوافح
وإني لأطوي السرّ عن كل صاحب = وإن كان للأسرار عدل الجوانح
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:35 م]ـ
وكتب عبد الملك بن مروان ببعض سره إلى الحجاج بن يوسف، ففشا، حتى بلغه ذلك، فكتب إليه عبد الملك يعاتبه، فكتب إليه: والله، يا أمير المؤمنين، ما أخبرت به إلا إنساناً واحداً. فكتب إليه عبد الملك: إن لكل إنسان نصيحاً يفشي إليه سره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:37 م]ـ
وقال بعض الشعراء في ذلك:
ألم ترَ أن وشاة الرجا = ل لا يتركون أديماً صحيحاً
فلا تفش سرك إلا إليك = فإن لكل نصيح نصيحا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:39 م]ـ
وقال آخر:
إذ أنت لم تحفظ لنفسك سرها = فسرك عند الناس أفشى وأضيع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:40 م]ـ
وقيل لأعرابي: كيف حفظك للسر؟ فقال: أنا لحده.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:43 م]ـ
قال كثُير:
أتى دون ما تخشون من بث سركم = أخو ثقة، سهل الخلائق، أروع
ضنين ببذل السر، سمح بغيره = أخو ثقة، عفُّ الوصال، سميدع
أبى أن يبث الدهر ما عاش سركم = سليماً، وما دامت له الشمس تطلع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:44 م]ـ
وله أيضاً:
كريم يميت السر، حتى كأنه = إذا استنطقوه عن حديثك، جاهله
رعى سركم في مضمر القلب والحشا = شفيق عليكم، لا تخاف غوائله
وأكتم نفسي بعض سري تكرماً = إذا ما أضاع السر في الناس حامله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:14 م]ـ
لعمري ما استودعت سري وسرها = سوانا، حذاراً أن تشيع السرائر
ولا خاطبتها مقلتاي بنظرة = فتعلم نجوانا العيون النواظر
ولكن جعلت اللحظ بيني وبينها = رسولاً، فأدى ما تجن الضمائر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:21 م]ـ
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: من كتم سره كان الخيار بيده، ومن عرّض نفسه للتّهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 06:08 م]ـ
وقال آخر:
فإن تلك ليلى حمَّلتني أمانةً = فلا وأبي ليلى إذاً لا أخونها
حفظت لها السَّرَّ الّذي الذي كان بيننا = ولا يحفظ الأسرار إلا أمينها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 06:30 م]ـ
وقيل لأبي مسلم صاحب الدولة: بأي شيء أدركت هذا الأمر؟ فقال: ارتديت بالكتمان واتزرت بالحزم وحالفت الصبر وساعدت المقادير فأدركت ظني وحزت حدّ بغيتي، وأنشد:
قال أبومسلم صاحب الدولة:
أدركت بالحزم والكتمان ما عجزت = عنه ملوك بني مروان إذ جهموا
ما زلت أسعى عليهم في ديارهم = والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا
حتى ضربتهم بالسيف فانتبهوا = من نومة لم ينمها قبلهم أحد
ومن رعا غنماً في أرضٍ مسبّعةٍ = ونام عنها تولى رعيها الأسد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:34 م]ـ
وقال العباس بن الأحنف:
أيا من سروري به شقوة = ومن صفو عيشي به أكدر
تجنيت تطلب ما أستحق = به الهجر، هيهات لا يقدر
وماذا يضرك من شهرتي، = إذا كان سرّك لا يشهر
أمني يُخاف انتشار الحديث = وحظي في صونه أكثر
ولو لم يكن فيه بقيا عليك = نظرت لنفسي، كما تنظر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
وقال رجل من بني سعد:
إذا ما ضاق صدرك عن حديثٍ = فأفشته الرّجال فمن تلوم
إذا عاتبت من أفشى حديثى = وسرّى عنده فأنا الظّلوم
وإنّى حين أسأم حمل سرّى = وقد ضمّنته صدري سؤوم
ولست محدثاً سرّى خليلاً = ولا عرسي إذا خطرت هموم
وأطوى السّرّ دون النّاس إنّي = لما استودعت من سرّ كتوم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:47 ص]ـ
قال قيس بن الخطيم:
أجود بمكنون التلاد وإنني = بسريَ عمّن يسألنّي لضنّين
وإن ضيّع الإخوان سراً فإنّنى = كتومٌ لأسرار الخليل أمين
يكون له عندى إذا ما ائتمنته = مكان بسوداء الفؤاد مكين
إذا جاوز الإثنين سرٌّ فإنّه = بنشرٍ وإفشاء الحديث قمين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 01:51 م]ـ
وقال المتنبي:
رضاك رضاي الذي أوثر = وسرّك سرّى فما أظهر
كفتك المروءة ما تتّقى = وآمنك الودّ ما تحذر
وسرّكم في الحشا ميّتٌ = إذا انتشر السّرّ لا ينشر
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:57 م]ـ
يقول الشاعر العتبي في السر
133 - 228 هـ / 750 - 842 م
محمد بن عُبيدالله بن عمرو، أبو عبد الرحمن الأموي.
من بني عتبة بن أبي سفيان.
أديب، كثير الأخبار، حسن الشعر، من أهل البصرة، ووفاته فيها.
ولي صاحبٌ سرِّي المكتَّمُ عِندَهُ = مخاريقُ نيرانٍ بِلَيلٍ تُحَرَّقُ
عَطَفتُ على أسرارِهِ فَكَسَوتُها = ثِياباً مِن الكِتمانِ لا تَتَخَرَّقُ
فَمَن تَكُنِ الأسرارُ تَطفُو بِصَدرِهِ = فأسرارُ صَدري بالأحاديثِ تُغرَقُ
فلا تُودِعَنَّ الدهرَ سِرَّكَ أحمقاً = فانَّكَ ان أودَعتَهُ منهُ أحمَقُ
وحَسبُكَ في سَترِ الأحاديثِ واعِظاً = مِن القَولِ ما قالَ الأريبُ الموَفَّقُ
اذا ضاقَ صَدرُ المرءِ عَن سِرِّ نَسهِ = فَصدرُ الذي يُستَودَعُ السِّرَّ أضيقُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي فائق على المشاركة القيمة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:14 ص]ـ
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
أناس أمِناهم فنموا حديثنا = فلما كتمنا السر عنهم تقوّلوا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:15 ص]ـ
أحزم الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما شر، فيفشيه عليه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:17 ص]ـ
وقال آخر:
لو أن امرأً أخفى الهوى عن ضميره = لمتُّ، ولم يعلم بذاك ضمير
ولكن سألقى الله، والقلب لم يبح = بسرّك، والواشون عنك كثير
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:18 ص]ـ
قال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
ومؤتمن بالحزم في كل أمره، = وأسراره منه بحيث المقاتل
فلا سره عن ساحة الصدر نازح = ولا هو عن سرٍّ تعداه سائل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:21 ص]ـ
قال ابن أمينة:
وإني على السر الذي هو داخل = إذا باح أصحاب الهوى، لضموم
وإني ما استودعت، يا أم مالك = على قدم من عهدنا، لكتوم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:57 ص]ـ
وفي المقابل هناك من يتفاخر ببث سره فهذا أعرابي يقول:
لا أكتم الأسرار لكن أبثّها = ولا أدع الأسرار تقتلنى غمّا
وإنّ سخيف الرّأى من بات ليله = حريباً بكتمان كأنّ به حمّى
وفي بثّك الأسرار للقلب راحةٌ = وتكشف بالإنشاء عن قلبك الهمّا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:59 ص]ـ
وقال سحيم الفقعسىّ:
لا أكتم الأسرار لكن أذيعها = ولا أدع الأسرار تغلى على قلبي
وإنّ ضعيف العقل من بات ليله = تقلّبه الأسرار جنباً إلى جنب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:01 ص]ـ
وقال آخر:
ولا تودع الأسرار أذني فإنما = تصبّنّ ماء في إناءٍ مثلم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:16 ص]ـ
إن السرّ لا يسمّى سرّاً حتى يسره رجلٌ واحد إلى رجل آخر.
قال الصّلتان العبدى:
وسرّك ما كان عند امرئ = وسرّ الثّلاثة غير الخفى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:18 ص]ـ
وقال آخر:
فلا تخبر بسرِّك،كلُّ سرًّ = إذا ما جاوز الإثنين فاشى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:20 ص]ـ
وقال آخر:
لكلَّ امرىء يا أمّ عمرو طبيعةٌ = وتفضيل ما بين الرّجال الطّبائع
فلا يسمعن سرّى وسرّك ثالثٌ = ألا كلّ سرًّ جاوز اثنين ضائع
وكيف يشيع القلب سرّاً وفوقه = حجابٌ وما فوق الحجابٌ الأضالع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:54 ص]ـ
وقال الأحنف بن قيس: يضيق صدر الرجل بسره، فإذا حدث به أحداً قال: اكتمه عليّ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:55 ص]ـ
وقيل لأعرابي: ما بلغ من حفظك للسر؟ قال: أفرقه تحت شغاف قلبي ثم أجمعه وأنساه كأني لم أسمعه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:57 ص]ـ
قل آخر:
ليهنك مني أنني غير مظهر = هواك، ولو أشرفت منه على نحبي
ولو أن خلقاً كاتم الحب قلبه = لمتُّ، ولم يعلم بحبكم قلبي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:20 م]ـ
فلنقل الجبال أهون من بث = حديث حنت عليه الضلوع
فلك الله أنني لك راعٍ = ما بدا كوكب، وبرق لموع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:23 م]ـ
وقال آخر:
وحاجة دون أخرى قد شجيت بها = خلفتها للذي أخفيت عنوانا
إني كأني أرى من لا حياء له = ولا أمانة، وسط الناس، عريانا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:24 م]ـ
وقال بشار بن برد:
أبكي الذين أذاقوني مودتهم = حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا
لأخرجن من الدنيا وسرهم = بين الجوانح، لم يعلم به أحد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:28 م]ـ
رب غريب ناصح الجيب = وابن أب متهم الغيب
ورب عيّاب له منظر = مشتمل منه على العيب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:30 م]ـ
كان يقال: احفظوا أسراركم كما تحفظون أبصاركم وكان يقال: أكثر ما يتم به التدبير الكتمان.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:32 م]ـ
وقال حارثة بن بدر الغداني:
خليليّ لولا حب زينب لم أسل = أفي اليوم لقّيت المنيّة أم غدا
خليليّ إن أفشيت سرّى إليكما = فلا تجعلا سرّى حديثاً مبددّا
فإن أنتما أفشيتماه فلا رأت = عيونكما يوم الحساب محمّدا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:37 م]ـ
وقال ابن ميّادة واسمه الرّمّاح:
يا خليليّ هجّرا كي تروحا = هجتما للرّواح قلباً قريحا
إن تروحا لتعلما سرّ سعدى = تجداني بسرّ سعدى شحيحاً
إنّ سعدى كمنية التمنّى = جمعت عفّةً ووجهاً صبيحا
كلمتني وذاك ما نلت منها = إنّ سعدى ترى الكلام ربيحا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:40 م]ـ
وقال مسكين الدرامى:
وإني امرؤٌ منّى الحياء الذي ترى = أعيش بأخلاق قليلٌ خداعها
أواخى رجالاً لست مطلع بعضهم = على سرّ بعض غير أنّى جماعها
يظلّون شتّى في البلاد وسرّهم = إلى صخرةٍ أعيا الرّجال انصداعها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:42 م]ـ
وقال آخر:
ولو قدرت على نسيان ما اشتملت = منّى الضّلوع من الأسرار والخبر
لكنت أول من ينسى سرائره = إذا كنت من نشرها يوماً على خطر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:44 م]ـ
قال أبو الشِّيص:
ضع السِّرَّ في صمَّاء ليست بصخرةٍ = صلودٍ كما عاينت من سائر الصَّخر
ولكنَّها قلب امرئٍ حفيظةٍ = يرى ضيعة الأسرار شراً من الشَّرِّ
يموت وما ماتت كرائم فعله = فيبلى وما يبلى ثناه على الدَّهر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:47 م]ـ
قال الشاعر:
ختمت الفؤاد على حبهَّا = كختم الصحيفة بالخاتم
هوت بي في حبَّها نظرةٌ = هوىَّ الفراشة في الجاحم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:49 م]ـ
وقال آخر:
فبثثت عمراً بعض ما في جوانحي = وجرَّعته من مرِّ ما أتجرَّع
ولا بد من شكوى إلى حفيظةٍ = إذا جعلت أسرار نفسي تطلَّع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:52 م]ـ
وقال تشبيب بن البرصاء:
وإني لأكتمن السِّرَّ عندي وإن أتى = لذلك من عهد الأمانة حين
كمون النوى لايشعر النَّاس أنَّه = ثوى في رفاق الأرض وهو دفين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 12:54 م]ـ
ومما أنشده الرِّياشي رحمه الله:
بديهته قبل تدبيره = متى رمته فهو مستجمع
وفي كفّه للغنى مطلبٌ = وللسِّرَّ في صدره موضع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 03:33 م]ـ
ابن حمديس
جعلت وشاتي مثل صحبي مخافة= فلم يطلع سري وشاتي ولا صحبي
يقر قرار السر عندي كأنه= غريب ديار قال في وطرٍ حسبي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 03:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا على المشاركة القيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 04:11 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله أعدك ياليث بأن أكون معك في هذة النافذة الرائعة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 04:24 م]ـ
قال يحيى بن زياد
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه= فلا تفشينْ يوما إليه حديثا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 04:27 م]ـ
قال بشِّار بن برد
وللسر فيما بين جنبيَّ مكمنٌ= خفيٌ قصيٌ عن مدارج أنفاسي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:14 م]ـ
كان المنصور يقول: الملوك تحتمل كل شيء من أصحابهم إلا ثلاثاً: إفشاء السر، والتعرض للحرم، والقدح في الملك.
وكان يقول: سرك لا يطلع عليه غيرك. إن من أنفذ البصائر كتمان السر حتى يبرم المبروم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:17 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله أعدك ياليث بأن أكون معك في هذة النافذة الرائعة
أهلا وسهلا، مشاركتكم شرف لي.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:18 م]ـ
وذهبت طائفة إلى أن السرَّ ما أسررته في نفسك،ولم تبده إلى أحد.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:20 م]ـ
وقال أبو الشيص:
لا تأمن على سرِّي و سرَّكم = غيري و غيرك أو طيَّ القراطيس
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:21 م]ـ
وقال آخر:
تبوح بسرِّك ضيقاً به = وتبغي لسرِّك من يكتم
وكتمانك السِّرَّ ممن تخاف = ومن لا تخوَّفه أحزم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:23 م]ـ
وقال عبد الملك بن مروان للشعبي، لما دخل عليه: جنبني خصالاً أربعاً: لا تطرينّي في وجهي، ولا تجرينّ علي كذبة، ولا تغتابن عندي أحداً، ولا تفشين لي سراً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:24 م]ـ
وقال غيره:
ونفسك فاحفظها ولا تفش للورى = من السر ما يطوي عليه ضميرها
فما يحفظ المكتوم من سر أهله = إذا عقد الأسرار ضاع كبيرها
من القوم إلا ذو عفافٍ يعينه = على ذاك منه صدق نفسٍ وخيرها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:26 م]ـ
وقال بعضهم: كتمانك سرك يعقبك السلامة وإفشاؤك سرك يعقبك التبعة، والصبر على كتمان السر أيسر من الندم على إفشائه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:28 م]ـ
وقال بعضهم: ما أقبح بالإنسان أن يخاف على ما في يده اللصوص فيخفيه ثم يمكن عدوّه من نفسه بإفشاء سره إليه وإظهار ما في قلبه له أو أن يظهره على سر أخيه، ومن عجز عن تقويم أمره فلا يلومن من لا يستقيم له.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:30 م]ـ
ولآخر:
لساني كتوم لأسراركم = ودمعي نموم لسري مذيع
فلولا الدموع كتمت الهوى = ولولا الهوى لم تكن لي دموع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:32 م]ـ
ولآخر:
ولربما اكتتم الوقور فصرّحت = حركاته عن كتمانه
ولربما رزق الفتى بسكوته = ولربما حرم الفتى ببيانه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:34 م]ـ
وقيل لبعض الملوك: ما أصعب الأشياء على الإنسان؟ قال: أن يعرف نفسه ويكتم سره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:35 م]ـ
قال العتبي:
ولي صاحبٌ سري المكتم عنده = مخاريق نيران بليلٍ تُحرَّق
عطفت على أسراره فكسوتها = ثياباً من الكتمان ما تتخرق
فمن تكن الأسرار تطفو بصدره = فأسرار نفسي بالأحاديث تغرق
فلا تودعن الدهر سرك جاهلاً = فإنك إن أودعته منه أحمق
وحسبك في سر الأحاديث واعظاً = من القول ما قال الأديب الموفق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضيق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:38 م]ـ
وكان معاوية يقول: ما أفشيت سري إلى أحد إلا أعقبني طول الندم وشدة الأسف، ولا أودعته جوانح صدري فخطمته بين أضلاعي إلا كسّبني ذلك مجداً وذكراً وسناء ورفعة. فقيل له: ولا ابن العاص؟ فقال: ولا ابن العاص. وكان يقول: ما كنت كاتمه من عدوك فلا تظهر عليه صديقك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:40 م]ـ
وقال المهلب بن أبي صفرة: ما ضاقت صدور الرجال عن شيء كما ضاقت عن السر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:40 م]ـ
وفي منثور الحكم: من أفشى سره كثر عليه المتآمرون.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:42 م]ـ
وقال الشاعر:
تبوح بسرك ضيقاً به = وتبغي لسرك من يكتم
وكتمان سرك فيما تخاف = وفيما تحاذره أخرم
إذا ذاع سرك من مخبر = فأنت إذا لمته ألوم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:43 م]ـ
وقال غيره:
ما كل مكتوم يباح به = احذر لسانك من جوالبه
فمرارة الكتمان أعذب من = بث تحاذر من عواقبه
ليس الهوى ما كنت تعرفه = أيام تلعب في جوانبه
هذا هوى لو فضحت به = ضحك الحسام إلى مضاربه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:45 م]ـ
وسمع ابن المقفع قول الشاعر:
إذا جاوز الاثنين سر فإنه = ببث وتكثير الحديث قمين
فقال: أراد بالاثنين الشفتين.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 08:55 م]ـ
وقال آخر:
أداري خليلي ما استقام بودِّه = وأمنحه ودي إذا يتحبب
ولست ببادي صاحبي بقطيعةٍ = ولا أنا مبدي سرَّه حين أغضب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:38 م]ـ
وقال الشاعر:
وسرك ما كان عند امرئ = وسر الثلاثة غير الخفي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
وقال آخر:
ولا تنطق بسرك كل سر = إذا ما جاوز الاثنين فاشي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:40 م]ـ
قال الأحوص:
ومستخبر عن سر ريّا رددته = بعمياء من ريّا بغير يقين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:41 م]ـ
قال ابن نباتة:
أكاتم قلبي رأي عيني، وإنه = ليكتم مني سر كل خليل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:42 م]ـ
قال كشاجم:
ويكاتم الأسرار حتى إنه = ليصونها عن أن تمر بخاطره
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:44 م]ـ
وقال آخر:
أمنت على السر امرأً غير حازم = ولكنه في النصح غير مريب
أذاع به في الناس حتى كأنه = بعلياء نار أوقدت بثقوب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ
قال المعري
لا تلم المفشي إليك سرا= وأنت قد ضقت بذاك صدرا
وقال:
من لم يكن لسره كتوما= فلا يلم في كشفه نديما
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 11:47 م]ـ
وقال اليزيدي:
يأبى لي الذم أخلاق ومكرمة = مني، وأذن عن الفحشاء صماء
والنجم أقرب من سري إذا اشتملت = مني على السر أضلاع وأحشاء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:01 ص]ـ
قال الكريزي
اجعل لسرك من فؤادك منزلا=لا يستطيع له اللسان دخولا
إن اللسان إذا استطاع إلى الذي= كتم الفؤاد من الشؤون وصولا
ألفيت سرك في الصديق وغيره= من ذي العداوة فاشيا مبذولا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:33 ص]ـ
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام = وهو ظِلٌّ وارفٌ على الأنام
فَليَ الحجابَةُ الكُبرَى الّتي = أحفَظُ السِرَّ بها حفظ الكرام
ابن الجياب الغرناطي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:42 ص]ـ
بارك الله في أخوي محمدا ورعدا على مشاركتهما القيمة.
جزاكما الله خيرا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:44 ص]ـ
وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:
سأكتمه سري وأكتم سره = لا غَرَّني أني عليه كريم
حليم فيفشى، أو جهول يذيعه = ما الناس إلا جاهل وحليم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:46 ص]ـ
وقال آخر:
لعمرك كتمان الفتى سِرَّ ما نوى =أعفُّ وأدنى للرشاد وأكرمُ
وأجْملُ في بثّ الحديث مقالة =وأحسن في الأخلاق دوماً وأحزم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:48 ص]ـ
وقال الكريزي أيضا:
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها =فأنت إذا حَّملته الناسَ أضيعُ
ويضحك في وجهي إذا ما لقيته =وينهشني بالغيب يوماً ويلسع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:50 ص]ـ
ولقد أحسن الذي يقول:
خشيتُ لساني أن يكون خؤُونا = فأودعته قلبي، فكان أمينا
فقلت، ليخفي دون شخصي وناظري: = أيا حَرَكَاتي كنَّ فيّ سكونا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:54 ص]ـ
قال عبد الرحمن بن محمد:
وإني لأنسى السر كيما أصُونه =فيا مَنْ رأى شيئاً يُصَان بأن ينسى
مخافة أن يجري ببالي ذكره =فيخلسه قلبي إلى منطقي خلسا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:56 ص]ـ
وقال محمد بن إسحاق الواسطي:
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه =وكان لسرِّ الأخِّ غيرَ كتوم
فَبُعداً له من ذي أخ ومودة =وليس على وُدٍّ له بمقيم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 01:00 ص]ـ
وقال أبو محجن الثقفي:
وأطعن الطعنة النجلاء عن عرضٍ =وأكتم السر فيه ضربة العنقِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 01:01 ص]ـ
وقال آخر:
ولا تُخبر بسرّك بل أمِتْه =وصَيِّرْ في حَشاكَ له حجابا
فما استودعت مثلَ النفس سرّا =ولا أغلقت مثلَ الصدر بابا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:22 ص]ـ
ومن أمثال الفرس: إذا أفشيت إلي سرك وأوصيتني أن لا أبوح بالسر فهلا أوصيت بهذا نفسك؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:24 ص]ـ
قال الأحوص:
كريم يميت السر حتى كأنه = عم بنواحي أمره وهو خابر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:26 ص]ـ
قيل: أصبر الناس من صبر على كتمان سره فلم يبده لصديقه، الصبر على التهاب النار أهون من الصبر على كتمان السر.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:06 ص]ـ
لا حرمنا الله هذا القلم المعطاء المتدفق نوراً وحكمة ...... جزيت خيراً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:45 ص]ـ
لا حرمنا الله هذا القلم المعطاء المتدفق نوراً وحكمة ...... جزيت خيراً.
بارك الله فيك أختي الكريمة على مرورك العطر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 09:18 م]ـ
ولآخر:
لا يكتم السر إلا من له شرف =والسر عند كرام الناس مكتوم
السر عنديَ في بيت له غَلَق =ضلت مفاتيحه والبابُ مختوم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 09:19 م]ـ
لا يكتم السر إلا كل ذي خطرٍ = والسر عند كرام الناس مكتوم
والسر عندي في بيت له علقٌ = قد ضاع مفتاحه والباب مردوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 09:21 م]ـ
وقال بعض الحكماء لابنه: يا بني كن جواداً بالمال في مواضع الحق، ضنينا بالأسرار عن جميع الخلق، فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر والبخل بمكتوم السر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 09:23 م]ـ
قال قتادة رضي الله تعالى عنه: إذا تكلمت بالنهار فانظر من عندك، وبالليل فاخفض صوتك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 09:25 م]ـ
وقال الشاعر:
اخفض الصوت إن نطقت بليل = والتفت بالنهار قبل الكلام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 12:51 م]ـ
قال الشاعر:
ولربما كتم الوقور فصرحت = حركاته للناس عن كتمانه
ولربما رزق الفتى بسكوته = ولربما حرم الفتى ببيانه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:17 ص]ـ
وقيل: وهو أضيع للأسرار من الغربال للماء. قال الحطيئة:
أغربالاً إذا استودعت سراً = وكانوناً على المتكلمينا؟
قال ابن الرومي:
كأن سري في أحشائه لهب = فما تطيق له طياً حواشيها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:53 ص]ـ
وقال معاوية: ما أفشيت سري إلى أحد إلا أعقبني طول الندم، وشدة الأسف، ولا أودعته جوانح صدري فحكمته بين أضلاعي، إلا أكسبني مجداً وذكراً، وسناء ورفعة.
وقال الشاعر:
ونفسك فاحفظها ولا تفش للعدى = من السر ما يطوي عليه ضميرها
فما يحفظ المكتوم من سر أهله = إذا عقد الأسرار ضاع كثيرها
من القوم إلا ذو عفاف يعينه = على ذاك منه صدق نفس وخيرها
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 01:15 ص]ـ
قال قتادة رضي الله تعالى عنه: إذا تكلمت بالنهار فانظر من عندك، وبالليل فاخفض صوتك.
وقال الشاعر:
اخفض الصوت إن نطقت بليل = والتفت بالنهار قبل الكلام
ودنا رجل من آخر فكلمه فقال: ليس ها هنا أحد، فقال: من حق السر التداني.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 01:17 ص]ـ
وقال آخر:
صن السر بالكتمان يرضك غبه = فقد يظهر السر المضيع فيندم
ولا تفشين سراً إلى غير أهله = فيظهر خرق الشر من حيث يكتم
وما زلت في الكتمان حتى كأنني = برجع جواب السائلي عنه أعجم
لنسلم من قول الوشاة وتسلمي = سلمت وهل حي على الدهر يسلم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 01:22 ص]ـ
وقال آخر:
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها = فسرك عند الناس أفشى وأضيع
وقال آخر:
تبوح بسرك ضيقاً به = وتبغي لسرك من يكتم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 01:25 ص]ـ
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: القلوب أوعية السرائر، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امريءٍ مفتاح سرّه.
وروي: أن عبد الله بن طاهر تذاكر الناس في مجلسه حفظ السرّ فقال:
وَمَا السِّرُّ في صَدْرِي كَمَيْتٍ بِقَبْرِهِ = لأَنِّي رَأَيْتُ المَيْتَ يَنْتَظِرُ النَّشْرَا
وَلكِنّني أُخفيهِ حَتَّى كَأنَّني = بِمَا كانَ مِنْهُ لَمْ أُحِطْ سَاعَةً خُبْرَا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 06:53 م]ـ
وقال زياد: لكل مستشير ثقة ولكل سر مستودع، وإن الناس قد أبدعت بهم خصلتان: إذاعة السر وترك النصيحة، وليس موضع السر إلا أحد رجلين: رجل آخريّ يرجو ثواب الله، ورجل دنيوي له شرف في نفسه وعقل يصون به حسه، وهما معدومان في هذا الدهر.
قال يحيى بن خالد: الرجل ينبىء عن نفسه في ثلاثة مواضع: إذا اضطجع على فراش، وإذا خلا بعرسه، وإذا استوى على سرجه.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 10:46 م]ـ
يقول ابن الكيزاني
أَسعَدُ الناس من يكاتمُ سرّه = ويرى بَذْلَهُ عليه مَعَرَّهْ
إنما يُعرَفُ اللبيبُ إِذا ما = حَفِظ السرَّ عن أَخيه فسَرّهْ
إِن يجد مَرَّةً حلاوة شكوا = هُ سيلقى نَدامَةً أَلف مَرَّه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 12:41 ص]ـ
وقال رجل من سلف العلماء: كان يقال: أملك الناس لنفسه من كتم سره من صديقه وخليله.
قال أبو عبيد: أحسب ذلك للنظر في العاقبة ألا يتغير الذي بينهما يوماً ما فيفشي سره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 12:45 ص]ـ
وقال آخر:
لاَ تُفْشِ سِرَّكَ مَا استَطَعْتَ إلى امرئ = يُفْشِي إِلَيكَ سَرَائِراً يُسْتَودَعُ
فَكَمَا تَرَاهُ بِسِرِّ غَيْرِكَ صَانِعاً = فَكَذَا بِسِرِّكَ لاَمحالَةَ يَصْنَعُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 02:43 ص]ـ
وقال آخر:
تقسمني أمران لم أفتتحهما = بحزم ولم تعركهما لي الكراكر
وما ساور الأحشاء مثل دفينة = من الهم ردتها إليك المعاذر
وقد علمت أفناء عدنان أنني = على مثلها مقدامة متجاسر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 02:55 ص]ـ
قيل: دخل أبو العتاهية على المهدي، وقد ذاع شعره في عتبة، فقال: ما أحسنت في حبك، ولا أجملت في إذاعة سرك، فقال:
من كان يزعم أن سيكتم حبه = أو يستطيع الستر فهو كذوب
الحب أغلب للرجال بقهره = من أن يرى للسر فيه نصيب
وإذا بدا سر اللبيب فإنه = لم يبد إلا والفتى مغلوب
إني لأحسد ذا هوىً مستحفظاً = لم تتهمه أعين وقلوب
فاستحسن المهدي شعره وقال: قد عذرناك على إذاعة سرك، ووصلناك على حسن عذرك، إن كتمان السر أحسن من إذاعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 02:58 ص]ـ
بوركت أخ ليث على الإثراء والفائدة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 04:06 ص]ـ
بوركت أخ ليث على الإثراء والفائدة
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على مرورك العطر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 01:27 م]ـ
قال زياد: لكل مستشير ثقة، وإن الناس قد ابتدعت بهم خصلتان: إذاعة السر، وترك النصيحة، وليس للسر موضع إلا أحد رجلين: إما أخروي يرجو ثواب الله، أو دينوي له شرف في نفسه، وعقل يصون به حسبه، وهما معدومان في هذا الدهر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 03:36 م]ـ
وقال آخر:
لساني كتوم لأسراركم = ودمعي نموم لسري مذيع
فلولا الدموع كتمت الهوى = ولولا الهوى لم تكن لي دموع
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 05:44 م]ـ
آلهي لاتعذبني فأني مقربالذي قد كان مني
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 05:46 م]ـ
بارك الله فيك أيها الليث رائع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 08:56 م]ـ
بارك الله فيك أيها الليث رائع
الروعة تتجلى في مرورك أختي الكريمة، بارك الله فيك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 03:06 م]ـ
وقال الشاعر:
كُنْ مِنْ صَدِيقِكَ حَاذِراً فَلَرُبَّمَا = خَانَ الصَّدِيقُ فَصَارَ غَيرَ صَدِيقِ
وَاحذَرْ صَدِيقَكَ لاَ عَدُوَّكَ إِنَّمَا = حَرَكَاتُ سِرِّكَ عِنْدَ كُلِّ صَدِيقِ
وقال آخر:
سَأَكتُمُهُ سِرّي وَأَكتُمُ سِرَّهُ = وَلاَ غَرَّنِي أَنِّي عَلَيهِ كَرِيمُ
حَلِيمٌ فَيَنسَى أوْ جَهُولٌ يًذِيعُهُ = وَما النَّاسُ إِلاّ جَاهِلٌ وَحَلِيمُ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 03:56 م]ـ
ما أعظم الذي أتيت به أخي ليث ... فبارك الله فيك وجزااك خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 04:04 م]ـ
واسمح لي أخي ليث بأن أشارككم بهذه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كتم سره كانت الخيرة في يده، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن؛ وضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تظن بكلمة خرجت منه سواء ما كنت واجداً لها في الخير مذهباً، وما كافأت من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله جل اسمه فيه، وعليك باخوان الصدق فإنهم زينة عند الرخاء، وعصمة عند البلاء.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 12:43 ص]ـ
ما أعظم الذي أتيت به أخي ليث ... فبارك الله فيك وجزااك خيرا
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم على المرور العطر.
واسمح لي أخي ليث بأن أشارككم
.
لا تحتاج المشاركة في أي موضوع كان للاستئذان، فالمشاركة مفتوحة للجميع.
تفضلي وشاركي في أي موضوع ترغبين.
أشكرك على المشاركة القيمة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:01 ص]ـ
بَعْدَ أنْ لم أجِدْ فُؤاديَ في صَدْ = ري جَعلْتُ الأسرارَ في الأجفان
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:03 ص]ـ
أَمِيناً عِندَ سِرِّكِ أَن يُعَانَى = بِما استَودَعتِنى حَصِراً ضَنِينَا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:06 ص]ـ
وإنْ نَفَثْتَ إليّ السرَّ مؤتمناً = لم أفشِ سرَّك عن عمدٍ ولا زللِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:11 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رعدا على هذا الإثراء.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:17 م]ـ
قالت الحكماء: كتمان السرّ كرمٌ في النفس، وسموٌّ في الهمة، ودليلٌ على المروءة، وسببٌ للمحبة، ومبلغٌ إلى جليل الرتبة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:28 م]ـ
أسر معاوية إلى عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان سرّاً، فأتى أباه عنبسةَ فقال: إن معاوية أسرّ إلي سراً، فأحدثك به؟ قال: لا، قال: ولمَ؟ قال: لأن الرجل إذا كتم سرّه كان الأمر إليه، وإذا أذاعه فالأمر عليه، ولا تجعلن نفسك مملوكاً بعد أن كنت حرّاً، قال: أفيدخل هذا بين الأب وابنه؟ قال: لا يا بنيّ، ولكن أكره أن تذلِّل لسانك بإفشاء السر، قال فأتى معاويةَ فذكر ذلك له، فقال: أعتقك أخي من رِقّ الخطأ، وأنشد:
دست إليّ رسولاً لا تكن عَجِلاً = واحذر هُديتَ وأمرُ الحازمِ الحذَرُ
إني رأيت رجالاً من ذوي رَحِم = هم العدوّ بظهر الغيب قد نذَروا
إن يقتلوك كفاك القتل قادرُه = والله جارُك مما يُزمع النفَرُ
فالسرّ يكتمه الخِلاّنِ بينهما = وكلّ سرّ عدا الخِلّين منتشِرُ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 04:07 م]ـ
روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: استعينوا على حوائجكم بكتمان السرّ.
وكان يقال: سرّك من دمك، فانظر أين تجعله.
وكان يقال: ما كتمته من عدوك، فلا تطلع عليه صديقك.
وقال المهلب بن أبي صفرة: من ضاق قلبه اتسع لسانه. وأنشدني أحمد ابن يحيى لقيس بن الحُدادية الخزاعي:
بكت من حديث نمّه، وأشاعه، =ولفقه واش من القوم واضع
بكت عين من أبكاك لا يشجك البكا =ولا تتخالجك الأمور النوازع
ولا تسمعي سرّي وسرّك ثالثاً، =ألا كل سر جاوز اثنين ضائع
وأنشدني لبعض الطالبيين:
أكافي خليلي ما استقام بوده، =وأمنحه ودي، إذا يتعتب
ولست ببادي صاحبي بقطيعة، =ولا أنا مفش سره، حين أغضب
عليك بإخوان الثقات، فإنهم =قليل، فصلهم دون من كنت تصحب
وما الخدن إلا من صفا لك وده، =ومن هو ذو نصح، وأنت مغيب
إذا ما وضعت السر عند مُضيِّع، =فذو السر ممن ضيّع السّرّ أذنب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 04:38 م]ـ
روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: استعينوا على حوائجكم بكتمان السرّ.
وكان يقال: سرّك من دمك، فانظر أين تجعله.
وكان يقال: ما كتمته من عدوك، فلا تطلع عليه صديقك.
وقال المهلب بن أبي صفرة: من ضاق قلبه اتسع لسانه. وأنشدني أحمد ابن يحيى لقيس بن الحُدادية الخزاعي:
بكت من حديث نمّه، وأشاعه، =ولفقه واش من القوم واضع
بكت عين من أبكاك لا يشجك البكا =ولا تتخالجك الأمور النوازع
ولا تسمعي سرّي وسرّك ثالثاً، =ألا كل سر جاوز اثنين ضائع
وأنشدني لبعض الطالبيين:
أكافي خليلي ما استقام بوده، =وأمنحه ودي، إذا يتعتب
ولست ببادي صاحبي بقطيعة، =ولا أنا مفش سره، حين أغضب
عليك بإخوان الثقات، فإنهم =قليل، فصلهم دون من كنت تصحب
وما الخدن إلا من صفا لك وده، =ومن هو ذو نصح، وأنت مغيب
إذا ما وضعت السر عند مُضيِّع، =فذو السر ممن ضيّع السّرّ أذنب
أخي محمدا بارك الله فيك على المشاركة وإن كنت قد أعدت الكثير مما كنا قد ذكرناه سابقا.
ولي سؤال لو تكرمتم إخوتي الأعضاء ما المقصود بالطالبيين؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 09:15 م]ـ
من حصَّن سرَّه فله بتحصينه خصلتان: الظفر بحاجته، والسلامة من السَّطوات. وإظهار الرجل سرّ غيره أقبح من إظهار سرِّ نفسه، لأنه يبوء بإحدى وصمتين: إما بالخيانة إن كان مؤتمناً، أو النميمة متبرّعاً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 09:16 م]ـ
وقيل لعدي بن حاتم رحمه الله: أي الأشياء أوضع للرجال؟ قال: كثرة الكلام، وإضاعة السرّ، والثقة بكل أحدٍ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 09:17 م]ـ
وقال آخر:
ليس سِرّي يجاوز الدهرَ قلبي = كل سرّ يجاوز القلب فاشِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 03:47 ص]ـ
وقالوا: لا تفش سرّك إلاّ عند من يضرُّه نشره كما يضرك، وينفعه ستره كما ينفعك.
وقالوا: أصبر الناس من صبر على كتمان سرِّه، فلم يبده لصديقه خوفاً من أن يصير عدوّاً فيذيعه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 09:17 م]ـ
وعن علي بن هشام قال: سمعت المأمون يقول: الملوك تحتمل كلّ شيءٍ إلاّ ثلاثة أشياء: القدح في الملك، وإفشاء السرّ، والتعرض للحرم.
وَإِني يَومَ أَسأَمُ حَمْلَ سِرِّيْ = وَقَدْ ضمَّنْتُهُ صَدْرِي سَؤُومُ
وَأَطْوِي السِّرَّ دُونَ النَّاسِ، إِنّي = لِمَا استُودِعْتُ مِنْ سِرٍّ كَتُومُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:15 م]ـ
قال بعض البلغاء: ما أسرّك، ما كتمت سرّك!
وقال آخر: مالم تغيّبه الأضالع، فهو مكشوفٌ ضائع.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 03:39 ص]ـ
وقال آخر:
إِنَّ الكَرِيمَ الذِي تَبقَى مَوَدَّتُهُ = وَيَحْفَظُ السِّرَّ إنْ صَافَى وَإنْ صَرمَا
لَيسَ الكَريمُ الذِي إن زَلَّ صَاحِبُهُ = بَثَّ الذِي كَانَ مِنْ أَسْرارِه عَلِمَا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 12:22 م]ـ
http://i33.tinypic.com/2a9uwpx.jpg
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 06:43 م]ـ
وقيل فيما لا يمكن إخفاؤه:
وليس الذي فيه خفاء لأمره = كمن دب يستخفي وفي العنق جلجلقال زهير: مخاز لا يدب لها الخفاء.
وفي المثل: وهل يخفى على الناس النهار؟
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 08:15 م]ـ
جهد واضح وعمل متميز، بارك الله فيك أخي ليثاً
ـ[د. أنوار السوداني]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 12:26 م]ـ
قال الشاعر:
ولربما كتم الوقور فصرحت
حركاته للناس عن كتمانه
ولربما رزق الفتى بسكوته
ولربما حرم الفتى ببيانه
وقال آخر:
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها
فسرك عند الناس أفشى وأضيع
وقال آخر:
لساني كتوم لأسراركم
ودمعي نموم لسري مذيع
فلولا الدموع كتمت الهوى
ولولا الهوى لم تكن لي دموع
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 06:34 م]ـ
ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
ولست بمبد للرجال سريرتي **** ولا أنا عن أسرارهم بسؤول
وقول آخر:
اني كتمت حديث ليلى لم ابح **** يوما بظاهره ولا بخفيه
وحفظت عهد وداد متمسكا **** في حبها برشاده أو غيه
ولها سرائر في الضمير طويتها **** نسي الضمير بأنها في طيه
وقيل: كتمان الاسرار يدل على جواهر الرجال, وكما أنه لا خير في آنية لا تمسك ما فيها, فكذلك لا خير في انسان لا يمسك سره , وقال الشاعر:
ومستودعي سرا كتمت مكانه **** عن الحس خوفا أن ينم به الحس
وخففت عنه من هوى النفس شهوة **** فأودعته من حيث لا يبلغ الحس
دمتم ودام بالخير مسعاكم
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 11:48 م]ـ
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما******يظنّان كلّ الظّنّ أن لا تلاقيا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 02:03 ص]ـ
.
إذا ما كتمتُ السر عمَّن أودُّهُ = توهَّم أن الوُدَّ غيرُ حقيقي
ولم أُخفِ عنه السرَّ من ظنَّةٍ بهِ = ولكنَّني أخشى صديقَ صديقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 02:12 ص]ـ
.
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ = وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ = فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
الإمام الشافعي: r
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 12:54 ص]ـ
.
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرَّ نَفسِهِ = فَفاضَ فَفي صَدري لَسِرِّيَ مُتَّسَع
أبو الأسود الدؤلي
ـ[ولادة]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 01:59 ص]ـ
.
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ = وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ = فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
الإمام الشافعي: r
فعلا أخ عزالدين من يستأمن غيره على سره فهو أحمق لأنه لم يعد هناك رجل يكتم في صدره سر صاحبه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 03:04 ص]ـ
فعلا أخ عزالدين من يستأمن غيره على سره فهو أحمق لأنه لم يعد هناك رجل يكتم في صدره سر صاحبه.
والامرأة مفروغ من أمرها:)
ـ[ولادة]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 02:34 م]ـ
والامرأة مفروغ من أمرها:)
أما سمعت قول الشاعر:
إني كتمت حديث ليلى لم أبح يوماً بظاهره ولا بخفيه
ثم ان كتمان السر للرجال وليس على النساء حرج بعد أن أفشت أم المؤمنين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبقى الرجل رجل والمرأة مرأة.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 02:44 م]ـ
وللسر مني موضع لا يناله = نديم ولا يفضي إليه شراب
من كتم سره كان الخيار في يده
ومن أفشاه كان خياره في يد غيره
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 03:43 م]ـ
أشكركم كثيرا إخواني وأخواتي على مشاركاتكم، وأنصحكم بقراءة الموضوع لتجنب التكرار.
ولكم تحيتي ومودتي.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 04:25 م]ـ
أما سمعت قول الشاعر:
إني كتمت حديث ليلى لم أبح **** يوماً بظاهره ولا بخفيه
ثم ان كتمان السر للرجال وليس على النساء حرج بعد أن أفشت أم المؤمنين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبقى الرجل رجل والمرأة مرأة.
أختي الكريمة ولادة:
أهلاً بك بيننا ومن بلدي الحبيب
أحب أن أذكرك بأن ماقاله الشاعر يبقى كلام شعر .. وربما أفشى الشاعر أسرار ليلى وأسرار غيرها:) ;) لغاية في نفسه قد تكون طيبة أو لا، ولكن المهم هو الموقف بحد ذاته
ألم تسمعي بقوله تعالى: "والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ماظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
صدق الله تعالى
الوصية بكتمان السر ليست حكراً على الرجال ولا النساء مع أن النساء مشهورات بالإفشاء للأسف، ولاسيما إذا استفززن ولكن لسن جميعاً كذلك كما أن ليس كل الرجال كذلك أيضاً .. هناك الأمناء الشرفاء الصادقون ..
تحياتي وسعدت برؤيتك
موضوع مستفز أخي أبا همام بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[نبض المدينة]ــــــــ[24 - 08 - 2010, 07:40 م]ـ
الأستاذ الفاضل ليث
رائع ماسطرته
جزاك الله خيرا.
ـ[عبود]ــــــــ[08 - 09 - 2010, 06:22 م]ـ
والسر فاكتمه ولاتنطق به ------ان الزجاجة كسرها لايشعب
القائل
صالح بن عبد القدوس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 09 - 2010, 01:53 ص]ـ
أبْكَيتَنِي فأذَعْتُ سِرّكَ مُكْرَها .................. فعلام تَعْذُلُني وأنتَ تُذيعُهُ
قال العذولُ لَقَد خَضَعْت لِحُبِّهِ .............. فأجبتُهُ عِزّ المحبِّ خُضوعُهُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 09 - 2010, 01:55 ص]ـ
عَليكَ الكَتْمَ واحذَرْ قَوْلَ سِرٍّ ................... لِمَنْ قَدْ ظَلَّ سِرَّ سِواكَ يَحْكي
فَمَنْ أهداكَ سِرَّ الغَيْرِ يَوماً ....................... أفادَ الغَيْرَ سِرَّكَ دونَ شَكِّ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 02:28 ص]ـ
صن السرّ عن كل مستخبر ***** وحاذر فما الحزم إلاّ الحذر
أسيرك سرّك أن صنته ***** وأنت أسير له إن ظهر(/)
مما قيل في ذم الدنيا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:23 م]ـ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"
قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه صف لنا الدنيا فقال: ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء، حلالها حساب وحرامها عذاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر حزن"
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:35 م]ـ
دخل أعرابي عمّر مئة وعشرين سنة على معاوية فقال له: صف لي الدنيا فقال: سنيات بلاء، وسنيات رخاء، يولد مولود ويهلك هالك، ولولا المولود باد الخلق ولولا الهالك ضاقت الأرض.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:29 م]ـ
وقال بعض الحكماء فيها: الدنيا أمل بين يديك، وأجل مطل عليك، وشيطان فتان، وأماني جرارة العنان، تدعوك فتستجيب، وترجوها فتخيب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:31 م]ـ
قال أبو نواس:
وما الناس إلا هالك وابن هالكٍ = وذو نسبٍ في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت = له عن عدوٍ في ثياب صديق
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
قال أبو العتاهية:
نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُ نَفسي، = وَطالَ عَليّ تَعمِيري، وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُ أغلِي = بها ستُباعُ من بعدي بِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُ عُمراً، = لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُ أُمْسِي
وَساعَة ُ مِتَتي، لا بُدّ مِنها، = تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُ حَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُ قُربِي = وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُ أُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِ الموشَّى = ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَ رَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً، = وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً = وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَا وَأكْدَى = ومُدركِ حاجة ٍ في لينِ لمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً = يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:41 م]ـ
وقال الزمخشري: تحلين لهم ثم تمرين، وتحلين لهم ثم تمرين.
الأول من الحلاوة والمرارة، والثاني من الحلول والمرور.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:01 ص]ـ
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فَناءَها = مَحَلُّ فَناءٍ لا مَحَلُّ بَقاءِ
فَصَفوَتُها مَمزوجَةٌ بِكُدورَةٍ = وَراحَتُها مَقرونَةٌ بِعَناءِ
علي بن أبي طالب
23 ق. هـ - 40 هـ / 600 - 660 م
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن.
أمير المؤمين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي وصهره.
ولد بمكة وربي في حجر النبي ولم يفارقه وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد وقد ولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة (35هـ).
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:07 ص]ـ
أشكركما أخوي رعد أزرق والباحثة عن الحقيقة على المشاركة.
بارك الله فيكما.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 01:26 ص]ـ
يقول لبيد ابن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ** وكل نعيم لا محالة زائل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 02:15 ص]ـ
يقول صاحبنا المعري:
تعب كلها الحياة فما اعجب ... الا من راغب في ازدياد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 10:44 ص]ـ
يقول لبيد ابن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ** وكل نعيم لا محالة زائل
يقول صاحبنا المعري:
تعب كلها الحياة فما اعجب ... الا من راغب في ازدياد
بارك الله فيكما أخوي الكريمين مغربي وأحمد على المشاركة القيمة، وجزاكما الله خيرا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 01:51 م]ـ
وقيل لنوح عليه السلام: كيف وجدت الدنيا؟ قال: كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 01:54 م]ـ
ويقول ابن الشبل البغدادي
إنما نحن بين ظفر ونابٍ = من خطوب أسودهن ضراء
نتمنى وفي المنى قصر العمـ = ـر فنغدو كما نسر نساء
صحة المرء للسّقام طريقٌ = وطريق الفناء هذا البقاء
بالذي نغتذي نموت ونحيا = أقتل الدّاء للنفوس الدواء
ما لقينا من غدر دنيا فلا كا = نت ولا كان أخذها والعطاء
صلفٌ تحت راعد وسراب = كرعت منه مومسٌ خرقاء
راجعٌ جودها عليها فمهما = يهب الصبح يستردّ المساء
وقليلا ما تصحب المهجة الجسـ = ـم ففيم الشقاء وفيم العناء
قبح الله لذةً لشقانا = نالها الأمهات والآباء
نحن لولا الوجود لم نألم الفقـ = ـد فإيجادنا علينا بلاء
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 04:57 م]ـ
وقال أبو حازم: بيني وبين الملوك يوم واحد، أما أمس فلا يجدون لذته ولا أجد شدته، وأما غد فإني وإياهم منه على خطر، وما هو إلا اليوم فما عسى أن يكون.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 08:56 م]ـ
وقال بندار الصوفي: الدنيا ما دنا من القلب وشغل عن الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 09:03 م]ـ
خطبة لقطري بن الفجاءة في ذم الدنيا والتحذير منها
أما بعد. فإني أحذركم الدنيا، فإنها حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وراقت بالقليل وتحببت بالعاجلة، وحليت بالآمال، وتزينت بالغرور. لا تدوم نصرتها، ولا تؤمن فجعتها. غرارة، ضرارة، وخاتلة، زائلة ونافذة، بائدة، أكالة، غوالة. لا تعدو إذ تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها أن تكون كما قال الله تعالى " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً " مع أن أمراً لم يكن منها في حبرة، لغا أعقبته بعدها عبرة، ولم يلق من سرائها بطناً، إلا منحته من ضرائها ظهراً. ولم تصله غيثة رخاء، إلا هطلت عليه مزنة بلاء. وحرية إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له خاذلة متنكرة. وأي جانب منها اعذوذب واحلولى، أمر عليه منها جانب وأوبا. فإن آتت امرأ من غصونها ورقاً أرهقته من نوائبها تعبا. ولم يمس منها امرؤ في جناح أمن إلا أصبح منها على قوادم خوف، غرارة: غرور ما فيها؛ فانية: فان من عليها، لا خير في شيء من زادها إلا التقوى. من أقل منها استكثر مما يؤمنه. ومن استكثر منها، استكثر مما يوبقه ويطيل حزنه، ويبكي عينه. كم واثق بها قد فجعته، وذي حكم ثنته إليها قد صرعته، وذي احتيال فيها قد خدعته. وكم ذي أبهة فيها قد صيرته حقيراً، وذي نخوة قد ردته ذليلاً. ومن ذي تاج قد كبته لليدين والفم. سلطانها دول. وعيشها رنق، وعذبها أجاج، وحلوها صبر، وغذاؤها سمام، وأسبابها رمام. قطافها سلع. حيها بعرض موت، وصحيحها بعرض سقم. منيعها بعرض اهتضام. وملكها مسلوب، وعزيزها مغلوب. وسليمها منكوب، وجارها محروب. مع أن وراء ذلك سكرات الموت، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الحكم العدل " ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ". ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول منكم أعماراً، وأوضح منكم آثاراً، وأعد عديداً، وأكثف جنوداً، وأشد عتوداً. تعبدوا للدنيا أي تعبد، وآثروها أي إيثار، وظعنوا عنها بالكره والصغار. فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم نفساً بفدية، أو أغنت عنهم فيما قد أهلكتهم بخطب بل أرهقتهم بالقوادح، وضعضعتهم بالنوائب، وعقرتهم بالفجائع. وقد رأيتم تنكرها لمن رادها وآثرها وأخلد إليها، حين ظعنوا عنها لفراق إلى الأبد إلى آخر الأمد. هل زودتهم إلا السغب؟ وأحلتهم إلا الضنك، أو نورت لهم إلا الظلمة، أو أعقبتهم إلا الندامة؟ أفهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إليها تطمئنون؟ يقول الله جل ذكره " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " بئست الدار لمن أقام فيها! فاعلموا إذ أنتم تعلمون أنكم تاركوها الأبد، فإنما هي كما وصفها الله تعالى باللعب واللهو، وقد قال تعالى: " أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين "
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 09:05 م]ـ
وقال أمير المؤمنين: الدنيا دار ممر لا دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 09:20 م]ـ
ابن الزقاق البلنسي
ألا يا واقفاً بي عند قبري = سل الأجداث عن صرف الليالي
وعن حالي فإن عَيَّتْ جواباً = فعبرتها تجيب عن السؤال
لئن شمت العدوّ بنا فمهلاً = سينقل للصفائح كانتقالي
وأيّ شماتة في ترك دنيا = لذي أمل رأى عنها ارتحالي
وكنت أُقيم بين الناس فيها = فسرتُ إلى المهيمن ذي الجلال
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 10:33 م]ـ
ابن الزقاق البلنسي
ألا يا واقفاً بي عند قبري = سل الأجداث عن صرف الليالي
وعن حالي فإن عَيَّتْ جواباً = فعبرتها تجيب عن السؤال
لئن شمت العدوّ بنا فمهلاً = سينقل للصفائح كانتقالي
وأيّ شماتة في ترك دنيا = لذي أمل رأى عنها ارتحالي
وكنت أُقيم بين الناس فيها = فسرتُ إلى المهيمن ذي الجلال
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على المشاركة الرائعة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:01 م]ـ
قال الموسوي:
وكأن طول العمر دوحة راكبٍ = قضى اللغوب وجد في الإسراء
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:04 م]ـ
وقال آخر:
لعمرك ما الدنيا بدار إقامةٍ = ولكنها دار انتقال لمن عقل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:06 م]ـ
وقال آخر:
إنما الدنيا كرؤيا ساعةٍ = من رآها فرّحته وانقضت
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:08 م]ـ
يقول ابن الرومي
ألا إنما الدنيا كجيفةِ مَيْتةٍ = وطُلّابها مثل الكلاب النواهِسِ
وأعظمهمْ ذمّاً لها وأشدُّهم = بها شعفاً قوم طوالُ القلانِسِ
ويقول
فلا تحسب الدنيا إذا ما سكنتها = قراراً فما دنياك غير طريق
متى غمرت دنيا أخاها بمائها = فليس وإن أروته غير غريق
عليك بدار لا يزول ظلالها = ولا يتأذى أهلها بمضيق
فما يبلغ الراضي رضاه ببلغة = ولا ينقع الصادي صداه بريق
ويقول
لما تُؤذن الدنيا به من شرورها = يكون بكاء الطفل ساعة يوضَعُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها = لأفسح مما كان فيه وأوسع
إذا أبصر الدنيا استهلَّ كأنه = يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:18 م]ـ
أخي ليث، كل الشكر على ما تقوم به
وأتمنى عليك لو جمعت في المشاركة الواحدة عدة أبيات
كل التقدير لك
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخي فائقا على مشاركتك القيمة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:13 ص]ـ
أخي ليث، كل الشكر على ما تقوم به
وأتمنى عليك لو جمعت في المشاركة الواحدة عدة أبيات
كل التقدير لك
بارك الله فيك أخي محمدا على مرورك.
أشكرك على نصيحتك، لكن الأبيات متفرقة، وكل واحد منها يحتاج إلى تنسيق مستقل، سأجتهد لوضع آلية معينة لذلك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:15 ص]ـ
وقال الحسن: أمس أجل واليوم عمل وغداً أمل.
وقال أبو العتاهية:
أرى الأمس قد فاتني رده = ولست على ثقةٍ من غد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:17 ص]ـ
وكتب أبو زيد الطائي إلى صديق له: اجعل الدنيا كيوم صمته عن شهوتك واجعل فطرك الموت.
وقال آخر:
أراها وإن كانت تحب فإنها = سحابة صيفٍ عن قليلٍ تقشع
وقال أعرابي: ما كانت الدنيا على بني فلان إلا طيفاً لما انتبهوا ولى عنهم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:09 ص]ـ
وقال بعض الصالحين: الدنيا دار غرست فيها الأحزان، وذمها الرحمن وسلط عليها الشيطان، يضل بها الإنسان.
وسئل آخر عنها فقال: من نالها مات عنها ومن لم ينلها مات حسرة عليها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:11 ص]ـ
قال العلوي الكوفي:
مررت بدور بني مصعبٍ = بدور السرور ودور الفرح
فشبهت سرعة أيامهم = بسرعة قوسٍ يسمى قزح
تلون معترضاً في السماء = فلما تمكن منها نزح
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:59 ص]ـ
وقال آخر:
في كل دارٍ ترحةٌ وبليةٌ = وهموم دارك إن شكرت أقلها
وقيل للنظام وفي يده قدح دواء: ما حالك؟ فقال:
أصبحت في دار بليات = أدفع آفاتٍ بآفات
وسمع حكيم رجلاً يقول لآخر: لا أراك الله مكروهاً. فقال: دعوت عليه بالموت، من عاش لا بد له من مكروه.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ليث على موضوعك القيم ... أثابك الله عليه وجعله في ميزان حسناتك ..
يقول أحدهم:
تبا لطالب دنيا لا بقاء لها = كأنّها في تصريفها حلم
صفاؤها كدر، سراؤها ضرر = أمانيها غدر، أنوارها ظلم
شبابها هرم، راحاتها سقم = لذّاتها ندم، وجدانها عدم
فخل عنها و لا تركن لزهرتها = فانّها نعيم في طيّها نقم
واعمل لدار نعم لا نفاذ له = و لا يخاف به موت و لا هرم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 02:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي ليث على موضوعك القيم ... أثابك الله عليه وجعله في ميزان حسناتك ..
يقول أحدهم:
تبا لطالب دنيا لا بقاء لها = كأنّها في تصريفها حلم
صفاؤها كدر، سراؤها ضرر = أمانيها غدر، أنوارها ظلم
شبابها هرم، راحاتها سقم = لذّاتها ندم، وجدانها عدم
فخل عنها و لا تركن لزهرتها = فانّها نعيم في طيّها نقم
واعمل لدار نعم لا نفاذ له = و لا يخاف به موت و لا هرم
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم على مشاركتك الرائعة.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 06:58 م]ـ
مقنطفات من كتاب الراغب الاصفهاني (محاضرات الادباء)
الدنيا ضارة لأهلها: قيل: الدنيا تضر محبيها، ما كرمت على أحد نفسه إلا هانت عليه الدنيا. وقيل: أوحى الله تعالى إلى الدنيا: أن اخدمي من جفاك واستخدمي من يهواك. وقال عمر بن عبد العزيز: الدنيا لا تضر إلا من أمنها ولا تنفع إلا من حذرها. وقال عمر رضي الله عنه: ما كانت الدنيا هم امرئ إلا لزم قلبه خصال أربع: فقر لا يدرك غناه، وهم لا ينقضي مداه، وشغل لا ينفد أولاه، وأمل لا يدرك منتهاه.
أرى الدنيا لمن هي في يديه = عذاباً كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصغرٍ = وتكرم كل من هانت عليه
المتنبي:
وكلٌ يعشق الدنيا قديماً = ولكن لا سبيل إلى الوصول
ابن نباتة:
تمل مآرب الأيام منا = ونعشقها لقد عظم البلاء
أبو العيناء:
مذمومةٌ بالهم مخطوبةٌ = سمٌ ذعافٌ در أخلافها
ولم تزل تقتل ألّافها = أفٌ لمن تقتل ألافها!
الماضي من الحياة والحاضر والمستقبل
قال حكيم: أمسك ماض ويومك ممثل وغدك مبهم.
وقال الحسن: أمس أجل واليوم عمل وغداً أمل. أبو العتاهية:
أرى الأمس قد فاتني رده = ولست على ثقةٍ من غد
وقال أبو حازم: بيني وبين الملوك يوم واحد، أما أمس فلا يجدون لذته ولا أجد شدته، وأما
غد فإني وإياهم منه على خطر، وما هو إلا اليوم فما عسى أن يكون.
التحذير من تضييع الأيام:
قال عبد الله بن المبارك في قوله تعالى"ولا تنس نصيبك من الدنيا": أي اعمل في الدنيا لآخرتك.
وقيل: من لعب في عمره ضيع أيام حرثه، وإذا ضيع أيام حرثه ندم عند حصاده.
وقال الحسن: ما وعظني شيء مثل ما وعظني كلام الحجاج في خطبته: إن امرأً ذهبت عنه ساعة من عمره في غير ما خلق له لحقيق أن تطول حسرته يوم القيامة.
وقال حكيم: الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.
وقال رجل لداود الطائي: ما ترى أن أتعلم الرمي؟
قال: حسن ولكن إنما هي أيامك فافنها فيما شئت.
مرور الوقت هادمة للحياة:
قال حكيم: من كان الليل والنهار مطيته سارا به وإن لم يسر.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 07:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي فائقا على مشاركاتك القيمة المفيدة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:17 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدنيا؛ فنعم مطية المؤمن يبلغ عليها الخير، وبها ينجو من الشر".
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: الدنيا دار صدقٍ لمن صدقها، ودار نجاةٍ لمن فهم عنها، ودار غنىً لمن تزود منها، مهبط وحي الله، ومصلى ملائكته، ومساجد أنبيائه، ومتاجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة، واكتسبوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها، وقد أذنت ببينها، ونادت بفراقها، فيا أيها الذام لها، بم خدعتك الدنيا? أم بماذا استذمت إليك? أبمصارع أمهاتك في الثرى? أم بمضاجع آبائك للبلى، لقد تطلب علينا الشفاء، واستوصف الأطباء حين لا يغني عنه دواؤه، ولا ينفعه بكاؤه.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:19 م]ـ
قال حذيفة بن اليمان: ليس خياركم الذين تركوا الدنيا للآخرة، ولا الذين تركوا الآخرة للدنيا، ولكن خياركم الذين أخذوا من هذه وهذه.
قال الشاعر:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه= فمهما زوت عنه فليس بضائر
فما تعدل الدنيا جناح بعوضةٍ =لدى الله أو مقدار زغبة طائر
فما رضى الدنيا ثواباً لمؤمنٍ = ولا رضى الدنيا عقاباً لكافر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:30 م]ـ
قال المأمون: لو سئلت الدنيا عن نفسها ما زادت في وصفها عن وصف أبي نواس حيث يقول:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت = له عن عدو في ثياب صديق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:32 م]ـ
ولأبي نواس في صفة الدنيا بيت غاية أيضاً وهو قوله:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابضٍ = على الماء خانته فروج الأصابع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:38 م]ـ
قال محمود سامي البارودي
أُتْرُكِ الدُّنْيَا فَلَسْتَ تَرَى = صَاحِباً فِي الْوُدِّ لَمْ يَخُنِ
وَاجْتَنِبْ مَنْ لا تُشَاكِلُهُ = تَنْجُ مِنْ غَدْرٍ وَمِنْ غَبَنِ
مَنْ جَرَى فِي غَيْرِ حَلْبَتِهِ = كَانَ مَوْقُوفَاً عَلَى الظِّنَنِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:43 م]ـ
وقال إبراهيم الطباطبائي
أأخيَّ ما الدنيا لحّرٍ صاحبا = وان اصطفاها صاحبا وخليلا
حالٌ تحول ومدة ايامها = طيف يمرّ معللا تعليلا
إِن الاولى سامو الزمان ظلامة = فأولئكم لا يظلمون فتيلا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا على طلتك البهية ومشاركاتك القيمة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعدا على هذه المشاركات النيرة.
لك تحياتي أخي رعدا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:00 ص]ـ
ونظر شاعرنا إبراهيم طوقان لحالنا في فلسطين
فقال:
أدموعُ النساء والأَطفالِ = تجرح القلب أم دموع الرجالِ
بلدٌ كان آمناً مطمئناً = فرماه القضاء بالزلزالِ
هزَّةٌ إثر هزَّةٍ تركته = طللاً دارساً من الأَطلال
مادت الأَرضُ ثم شَبَّتْ وألقت = ما على ظهرها من الأَثقالِ
فتهاوتْ ذات اليمين ديار = لفظت أهلها وذات الشمالِ
بعجاجٍ تُثيره تَرَكَ الدنيا = ظلاماً وشمسها في الزوالِ
فإذا الدور وهي إمَّا قبورٌ = تحتها أهلُها وإما خوال
وأرقُّ النسيم لو مرَّ بالقا = ئم منها لدكَّه فهو بالِ
لا تقف سائلاً بنابلس الثكلى = فما عندها مجيبُ سؤالِ
أرأيت الطيور تنفر ذعراً = من خفافٍ عن سرحها وثقال
هكذا نُفِّرتْ عن الدور أهلٌ = عمروها إلى كهوف الجبالِ
أرسومٌ وكن قبل صروحاً = كلُّ صرحٍ عاتٍ على الدهر عال
فالتحفنا السماء بعد ستورٍ = وشفوفٍ مُذالةٍ وحجال
وليالي الأَعراس يا لهف قلبي = عطلتْها تقلُّباتُ الليالي
أضحك الدهر يا ابن ودي وأبكى = يوم لم يخطر الأَسى في بالِ
رب وادٍ كأنّه النَّهَرُ الأَخ = ضر يختال في برودِ الجمال
وجهات نظر
من ذاق المرارة لا يجد طعم للدنيا , ومن شاهد فلم وثائقي عن تلك المرارة لا يهتم.
وأعتقد أنك أخي الليث ممن ذاق مرارتها , فلا تلم من شاهدها فلما.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:15 ص]ـ
ونظر شاعرنا إبراهيم طوقان لحالنا في فلسطين
فقال:
وجهات نظر
من ذاق المرارة لا يجد طعم للدنيا , ومن شاهد فلم وثائقي عن تلك المرارة لا يهتم.
وأعتقد أنك أخي الليث ممن ذاق مرارتها , فلا تلم من شاهدها فلما.
ما من مصيبة إلا وزارتني
الحمد لله أخي رعدا، ما من مرّ إلا وكان لي فيه نصيب وافر وحظ كبير منذ نعومة أظافري وحتى يومنا هذا، لكن الصبر سلاحي والأمل عنواني.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:42 ص]ـ
ما من مصيبة إلا وزارتني
الحمد لله أخي رعدا، ما من مرّ إلا وكان لي فيه نصيب وافر وحظ كبير منذ نعومة أظافري وحتى يومنا هذا، لكن الصبر سلاحي والأمل عنواني.
وأنت وإن أبصرت رشدك كلّهُ = فذو المنظر الأعلى برشدك أبصر
ولن يعوزَ الوهّابَ إخلافُ فارسٍ = فصبراً فإن البَرَّ من يتصبر
وفي العيش مُحْلَولٍ وفي العيش مُمقرٌ = وللدهر معروفٌ وللدهر منكَر
وما هذه الدنيا بدار إقامةٍ = ولكنما الدنيا مجازٌ وَمَعْبر
كله في ميزان حسناتك إن شاء الله ...
هذا هو حالنا في فلسطين أخي ليث , لست وحدك من عانى المرارة , قد تهون مصيبتك على مصيبة غيرك , ولا تهون أي مصيبة عن مصيبة فلسطين " أرض الرباط " ,
قد لا تصدق أن الصهاينة هدموا بيت أبي خمسة مرات منذ 1948م ..
زد على ذلك الهجرة وثلاث نكبات حصدت ثلثي العائلة ..
أنا لا أشكو ولا أستدر العطف , بل أفتخر كل الفخر والحمد لله على هذا الشرف العظيم , وأغنانا الله عنهم ;)
جعله الله في ميزان حسناتكم وحسناتنا ورزقنا النصر والشهادة ...
اللهم لا تجعلنا طلاب دنيا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 02:51 م]ـ
والحمد لله على كل حال.
والحمد لله رغم ذلك فأنا متفائل جدا ومرح.
كتب الله لك الأجر والعافية أخي ليثا
أحسنت فيما تقابل به دنياك
عجبا لأمر المؤمن كله خير
إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
لا عدمت الخيرين وأسعدك الله في الدارين.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 04:59 م]ـ
أذكر بيتين رائعين أحسبهما من شعر سابق البربري:
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ........ وبيوتنا لخراب الدهر نبنيها
والنفس تَكْلَفُ بالدنيا وقد علمت ...... أن السلامة فيها ترك ما فيها
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 07:13 م]ـ
أخي ليث:
بارك الله فيك وفي صبرك وجلدك.
أحيي مرحك وتفاؤلك فهو يدل على قوة إيمانك بقضاء الله وتسليمك بقدره ..
المؤمن دائماً مبتلى، ولاراحة لمؤمن إلا بلقاء ربه ..
من منا لم تقرعه السنون ولم تختبره الحياة؟؟ والحمد لله لن تزيدنا الابتلاءات إلا صموداً وشكراً وحمداً لله .. وكلنا أمل ورجاء من الله أن تكون الآخرة خيراً من الدنيا ..
أرجو لابنك الصغير المعافاة والسلامة من كل شر وأذى ..
وفقك الله وجعل كل ماعانيته وصبرته في ميزان حسناتك، إنه سميع مجيب.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا على مرورك.
أشكرك على نصيحتك، لكن الأبيات متفرقة، وكل واحد منها يحتاج إلى تنسيق مستقل، سأجتهد لوضع آلية معينة لذلك.
هلا وغلا أخي ليث
افعل ما تراه مناسبا، كل الشكر لك على هذه الجهود الطيبة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 09:59 م]ـ
أعانكم الله، لنا ولكم الله أخي الكريم
هذه مشكلة جديدة باتت تؤرقني، والحمد لله على كل حال.
والحمد لله رغم ذلك فأنا متفائل جدا ومرح.
أَبات كَما المَقروض مِن زود وحشتي = وَلا وَقت إِلا في بكا وَنواح
وَلا وَقت إِلا نار قَلبي مشعشعة = وَجدي عَلى ذاكَ الرُبوع يباح
لَولا دُموع العَين تفرج كروبنا = تَرى صج لو بَكى الرَجُل يَرتاح
ينفس بَعض الهَم مَع دَمعة النيا = إِذا ما هَمي فَوقَ الدُموع وَساح
يا لائمي تبلى ببعض بليتي = وَلو جاكَ مِنها جزء جسمك راح
الأولى انظر حوابي وَبَلوتي = وَبَعدهن لَوم الناس يا مزاح
أعانك الله أخي ليث الضراغم , اترك همك على الله فهو حسبك.
دمعٌ بنيران الضلوع يصعّد = هذا يسحُّ وهذه لا تخمد
وأسى إذا ما الصّبر ساجلَ كربَه = نفد التصبر والأسى لا ينفَد
يا لائمي في الحزن ويحك لا تلُم = فالحزن في بعض المواطن يُحمد
فقدُ الأحبةِ لا تجلُّد عنده = أيسوغ في فقد النفوس تجلُّدُ
قد كنتُ صابرت الرزيةَ أولا = فأبى عليّ الصبرَ قلب مكمّدُ
إني لأعجبُ من صبورٍ فاقدٍ = أترى حديدٌ قلبه أم جَلمَدُ
تلك القساوة لا أقولُ بأنّها = صبرٌ يقول به الحليم الأرشدُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:07 ص]ـ
روي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قوله:
محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضي = وسرورها يأتيك كالأعياد
وقال:
تأتي المكاره حين تأتي جملةً = ونرى السرور يجيء في الفلتات
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 02:54 م]ـ
وقال:
أبداً تسترد ما تهب الدنيا = فيا ليت جودها كان بخلا
فكفى كون فرحة تورث = الهم وخل يغادر الوجد خلا
وقال:
لم يظلم الدهر ولكنه = أقرضني الإحسان ثم اقتضى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 03:53 ص]ـ
وقال سفيان: الدنيا دار التواء لا الثواء، من عرفها لم يفرح فيها برخاء ولم يحزن بشقاء.
قال أبو علي كاتب بكر:
أفٍ من الدنيا وأسبابها = فإنها للحزن مخلوقه
همومها ما تنقضي ساعةً = عن ملكٍ فيها ولا سوقه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:18 م]ـ
قال ابن نباتة:
وما خير عيشٍ نصفه سنة الكرى = ونصفٌ به نعتل أو نتوجع
مع الوقت يمضي بؤسه ونعيمه = كأن لم يكن والوقت عمرك أجمع
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 10:44 م]ـ
في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه قال: يؤتى بالدنيا يوم القيامة على صورة عجوز شمطاء بارزة الأنياب مشوهة الخلق فتشرف على الخلائق أجمعين، فيقال لهم: أتعفون هذه؟ فيقولون: لا؛ لا نعرفها نعوذ بالله منها. فيقال لهم هذه هي الدنيا التي من أجلها تقاتلتم وفي حبها تفانيتم.
قال الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي فلا يغرركم مني ابتسامي فقولي مضحك والفعل مبكي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 03:49 ص]ـ
قال ابن مسعود: عرض الدنيا عارية، ومن فيها ضيف، والعارية مؤداة والضيف مرتحل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:47 م]ـ
الدنيا متقلبة
من أمثالهم: الدنيا طرفة عين لا تثبت على حالة.
قال شاعر:
هل الدهر إلا ضيقةٌ وانكشافها = وشيكاً وإلا ترحةٌ وانفراجها
وقال آخر:
الدهر من شأنه أن لا يدوم له = ما يحتويه الفتى منه وما يمق
وقال شاعر آخر:
وما حالةٌ إلا ستطرف حالها = إلى حالة أخرى وسوف تزول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 11:57 م]ـ
أأخيَّ ما الدنيا لحّرٍ صاحبا ... وان اصطفاها صاحبا وخليلا
حالٌ تحول ومدة ايامها ... طيف يمرّ معللا تعليلا
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 02:37 م]ـ
أبو العتاهية
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛ ....... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ....... يُرَى عاشِقُ الدّنْيا بجُهْدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزُوجَةٌ بمَرارَةٍ؛ ....... وراحَتُها مَمْزُوجَةٌ بعَنَاءِ
ـ[سِحر الشرق]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 03:45 م]ـ
يقول البارودي:
فحسرة بُعدي عن حبيب مصادق كفرحة بعدي عن عدو مماذق
فتلك بهذي والنجاة غنيمة من الناس , والدنيا مكيدة حاذِقِ
" سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 12:05 ص]ـ
وقال الزمخشري: تحلين لهم ثم تمرين، وتحلين لهم ثم تمرين.
الأول من الحلاوة والمرارة، والثاني من الحلول والمرور.
ما أجمَل هذهِ المقولة!!
هل تدخل في مجال الجناس يا أستاذ أبو همّام؟
أرجو إفادتي باركَ اللهُ بك
جزيلُ الشُكرِ للأستاذ:
(أبو همّام)
على جَمال الموضوع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 03:11 ص]ـ
.
فَيا عَيْشا مُنِحْناهُ خِداعاً = وَيا دُنْيا صَحِبْناها غُرُورا
وَيا دَهْراً أَهابَ بِنا رَداهُ = لِيُتْبِعَ أَوَّلاً مِنّا أَخِيرا
ابن الخياط
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 08:24 ص]ـ
ما أجمَل هذهِ المقولة!!
هل تدخل في مجال الجناس يا أستاذ أبو همّام؟
أرجو إفادتي باركَ اللهُ بك
جزيلُ الشُكرِ للأستاذ:
(أبو همّام)
على جَمال الموضوع
[/ center]
بارك الله فيك أخي الكريم طالب العلم على مرورك العذب، وأشكرك على لفتتك الطيبة إلى المحسن البديعي في مقولة الزمخشري، هو كما قلت عزيزي.
وسيكون لي وقفة عند سؤالك حال عودتي إلى المنزل - إن شاء الله -، فأنا مضطر إلى الخروج الآن.
ـ[وليد]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 04:40 م]ـ
و ما الدهر و الأيام إلا كما ترى ... رزية مال أو فراق حبيب
و إن امرأ قد جرب الدهر لم يخف ... تقلب يوميه لغير أريب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 11:27 م]ـ
يا طالب الدنيا تبرّ = فتركك الدنيا أبَرّ
إياك أن تغتر بالدّ = نيا مزخرفة الصُوَرْ
تبني لها لتقرَّ هل = فيها لمخلوق مَقَرّ
هذي قصورهم وتلك = قبورهم أضحت عِبَرْ
ابن شيخان السالمي
1284 - 1346 هـ / 1868 - 1927 م
محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي أبو نذير.
شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.
وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.
كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.
له (ديوان -ط).
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 11:28 م]ـ
ما أجمَل هذهِ المقولة!!
هل تدخل في مجال الجناس يا أستاذ أبو همّام؟
أرجو إفادتي باركَ اللهُ بك
جزيلُ الشُكرِ للأستاذ:
(أبو همّام)
على جَمال الموضوع
[/ center]
بارك الله فيك أخي الكريم طالب العلم على مرورك العذب، وأشكرك على لفتتك الطيبة إلى المحسن البديعي في مقولة الزمخشري، هو كما قلت عزيزي.
وسيكون لي وقفة عند سؤالك حال عودتي إلى المنزل - إن شاء الله -، فأنا مضطر إلى الخروج الآن.
ما هو الجناس؟
الجناس: أَن يتشابه اللفظان في النُّطق ويختلفا في المعنى. وهو نوعان:
الجناس التام: وهو ما اتّفق فيه اللفظان في نوع الحروف، وحركتها، وعددها، وترتيبها، واختلفا في المعنى.
الجناس غير التام: وهو ما اختلَف فيه اللفظان في واحد من الأمور المتقدّمة.
أمثلة على الجناس التام
(1) قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ}.
(2) وقال الشاعر:
عباس عباس إذا احتدم الوغى = والفضل فضل، والربيع ربيع
(3) وقال آخر:
سل سبيلا إلى النجاة ودع دمـ ... ــع عيوني يجري لهم سلسبيلا
أمثلة على الجناس غير التام:
(1) قالت حميدة بنت زياد المؤدب:
أباح الدمع أسراري بِوادي = له في الحسن آثار بَوادي
(2) يقول تعالى: " فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) "
(3) يقول تعالى: " وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) "
(4) جاء في الأثر: ": " اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا ".(/)
رسالة الغفران لأبي العلاء المعري: منزلة الرحلة من الرسالة
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:42 م]ـ
أبو العلاء المعرى:
•.اسمه: أحمد و كنيته أبو العلاء و اسم أبيه: عبد الله بن سليمان المعرى، بلده: معرة النعمان شمال سوريا
• مولده: مغرب يوم الجمعة 28 ربيع الأول سنة 363 هـ (970 م)
• فى سن الرابعة: (367 هـ) أصيب بالجدرى الذى ذهب بعينيه.
• ذهب إلى الدراسة فى حلب بعد أن أتم التعليم على يد أبيه، ثم إلى أنطاكية.
• ثم سافر إلى طرابلس الشام و مر باللاذقية و نزل بـ (دير) فيها و أخذ عن راهب كان دارسا لعلوم الفلسفة، و اشتدت الصلة بينه و بين النصارى و اليهود حتى تمكن من دراسة أديانهم و مناقشتهم فيها. ثم عاد إلى معرة النعمان.
• مات أبوه و هو فى الرابعة عشرة من عمره سنة 377 هـ فرثاه بقصيدته المسماة النونية المثبتة فى ديوانه " سقط الزند "
• رحل إلى بغداد سنة 398 و ذاع صيته فيها – و لكنه غادرها سنة 400 هـ بسبب مرض أمه و فقره.و احتفل أهل بغداد بتوديعه و حزنوا على رحيله.
• و هو فى طريقه إلى المعرة بلغه نبأ وفاة أمه، فتمت نقمته على الدنيا فاعتزل الناس.
• كان فقيرا، متقشفا لم يتكسب بشعره، يلبس الصوف الغليظ و يأكل الشعير، و كان له وقف يحصل منه سنويا على ثلاثين دينارا يعطى لخادمه نصفها و يصرف النصف الأخر على نفسه.
• مات عن نيف و ثمانين عاما بعد مرض دام ثلاثة أيام و كانت وفاته فى العاشر من ربيع الأول سنة 449 هـ.
• مؤلفاته: عديدة فقد معظمها و قد بقى منها:
- سقط الزند و يحتوى على أشعاره فى عهد الشباب
- اللزوميات: و يعد أنفس الدواوين العربية – يتضمن فلسفته.
- الدرعيات: ديوان شعر خاص بوصف الدروع.
- رسالتا الغفران و الملائكة.
- كتاب الأيك و الغصون – زادت أجزاؤه على المائة – و قد فقد كله.
رسالة الغفران
هى عمل أدبى يصور مقابلة الشاعر لبعض الأشخاص فى العالم الآخر ممن نعموا بالغفران أو حرموا منه فى تصوره، و هو يناقش كل واحد منهم فيسأل أصحاب الفريق الناجى " بم غفر لك " فيجيب كل واحد منهم بما نجاه من العذاب و يشرح له السبب فى دخوله الفردوس، و يصف له كيف يتمتع به، و يسأل أفراد الفريق الثانى ممن كتب عليهم الشقاء " لم لم يغفر لك "؟ .. فالرسالة حوارات تجرى فى الآخرة كما يصورها خيال الشاعر، و قد كتبها ردا على رسالة ابن القارح – على بن منصور الملقب بدوخلة – و الذى كان قد أرسل إليه هذه الرسالة طالبا الرد عليها .. و فى رده عليها تمثل قول الحق: " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها " – ابراهيم 24
و بناء على هذه الآية تمثل الأشجار قد غرست فى الفردوس بعدد كلمات تلك الرسالة.
ثم تناول أنهار الجنة و ما فيها من الخمر – و تنزه ابن القارح فيها و تمتعه بنعيمها الخالد و تعرفه بأهلها، ثم جره ذلك إلى وصف دخوله و دخول غيره من المغفور لهم الجنة، ثم زيارته أهل النار و سؤالهم عن سبب هذه العاقبة السيئة.
و الرسالة تتكون من:
• تمهيد لرسالة الغفران (كوميديا إلهية مسرحها الجنة و النار) - ثم ستة فصول:
• الفصل الأول: الفردوس:
و به أحاديث مع الأعشى , زهير بن أبى سلمى، عبيد، عدى بن زيد، أبى ذؤيب الهذلى، النابغتين .... الخ
• الفصل الثانى: يوم الموقف:
و به أحاديث مع رضوان، حمزة بن عبد المطلب، على بن أبى طالب، فاطمة الزهراء، النبى (ص) .. عبور الصراط، حواره مع رضوان، دخوله الجنة.
• الفصل الثالث: نعيم الفردوس:
أحاديث مع حميد بن ثور، لبيد، مأدبة فى الجنة، مجلس أنس و غناء ...... الخ
• الفصل الرابع: جنة العفاريت.
• الفصل الخامس: الجحيم:
أحاديث مع العديد من الشعراء الجاهليين من أمثال عنترة و عمرو بن كلثوم و طرفة .... الخ، و بعض الشعراء المخضرمين، و كذلك مع إبليس.
• الفصل السادس: عودة إلى الفردوس:
حديث مع آدم، مع ذات الصفا، عودة إلى حوريته، جنة الرجاز، نعيم الخلد.
يتبع ..............
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 08:08 م]ـ
منزلة الرحلة من الرسالة
القراءة المنهجية لرسالة ابن القارح،ولردّ المعري تبين أنّ النصين في علاقة توافقية. ويتمثل هذا التوافق في تضمن الرسالة والردّ لنفس المسائل،وفي ورود هذه المسائل في الردّ على النظام الذي وردت عليه في الرسالة:
رسالة ابن القارح:_الفاتحة
_جعلني الله فداه
_وردت حلب ظاهرها
_كان أبو القطران
_كان أبو الفرج الزهرجي
_ولكني اغتاظ على الزنادقة
_ومن ظريف الأخبار أن بنت أختي سرقت لي ثلاثة وثمانين دينارا
رد المعري:_الفاتحة
_فهت قوله"جعلني الله فداه"
_وأما وروده حلب حرسها الله
_وأما أبو القطران
_وأما أبو الفتح الزهرجي
_وأما غيظه على الزنادقة
_وسرتني فياة الدنانير اليه
من هذا التوافق نستخلص أنّ رسالة ابن القارح تضمنت برنامجا سار عليه المعري في ردّه. ومن هذا التوافق أيضا نستنتج أنّ الرحلة زائدة في رسالة الغفران،إذ ليس لها ما يقابلها في رسالة ابن القارح،أو بتعبير آخر خروج من طرف المعري عن البرنامج الذي رسمته له رسالة ابن القارح، وهو برنامج اتّبعه اتّباعا أمينا في ما عدا هذه الرحلة.
لكنّ النظر إلى الرحلة من خلال الردّ الذي جاءت فيه يدلنا على أنّها كانت عملا واعيا قام به أبو العلاء عن قصد، والدليل على ذلك موطنان من الرد، جاء فيهما ذكر الرحلة:" .... ولا أحكم عليه (بشار) بأنّه من أهل لنار،وإنّما ذكرت ما ذكرت فيما تقدم لأنّي عقدته بمشيئة الله"
يشير الإستهاد الأول بكثير من الوضوح،إلى أنه ليس في رسالة ابن القارح ما يقابل الرحلة،وإلى أنّ المعري كان شاعرا بخروجه في ذلك الفصل عن البرنامج الذي رسمته له الرسالة، ويشير كذلك إلى أنّ الإطالة كانت عفوية.
يتبع .................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:19 م]ـ
مشكورة أختي " عفاف " ..
إنتقاء جيد ممتع وثري بالمعلومات القيمة ..
نتابع ما يخطه قلمك ...
بوركت وجزيت خيرا ..
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:23 م]ـ
مشكورة أختي " عفاف " ..
إنتقاء جيد ممتع وثري بالمعلومات القيمة ..
نتابع ما يخطه قلمك ...
بوركت وجزيت خيرا ..
أسعدني مرورك الطيب،شكرا على التقدير أخي هانئ (رعدأزرق)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 10:23 م]ـ
بارك الله فيك أختي عفاف على هذا الجهد الطيب المبارك.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:08 م]ـ
بارك الله فيك أختي عفاف على هذا الجهد الطيب المبارك.
شكرا أخي ليث على هذا التقدير
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:42 م]ـ
وهكذا نصل إلى أنّ الرحلة عمل زائد إذا نظرنا إليها من خلال رسالة ابن القارح،وعمل مقصود إذا اعتبرناها من خلال رد أبي العلاء.
إلا أنّ هذه النتيجة تثيرالسؤال التالي: كيف انتقل الكلام بالمعري من الردّ إلى الرحلة؟ وكيف تمّ الارتقاء من "الأرض الراكدة إلى ... السماء"
للإجابة عن هذا السؤال نستنطق ما يسبق الرحلة مباشرة من كلام: ينفتح النص المستنطق ب:"وقد وصلت الرسالة التي بحرها بالحكم مسجور ... "وينتهي ب:"وفي تلك السطور كلم كثير، كله عند الباري_تقدّس_أثير"فبعد هذه الجملة تبدأ الرحلة.يقوم هذا النص على المحاور التالية: رسالة ابن القارح لأبي العلاء "وصلت،بحرها بالحكم المسجور،أمواج بدعها زاخرة،متفتحة بتمجيد"ابن القارح نفسه:"بليغ مجيد .. "المعري:"عجبت،غرقت، ألفيت "الله"في قدرته أن يجعل .. لعله نصب"الملائكة:"تعرج .. "ويسترعي انتباهنا في النص،حركية اتست بها محاوره، فكل ما جاء فيها من عناصر يقوم بالفعل، وبعض الأفعال الواردة فيه تفيد الحركة من أسفل إلى أعلى:"قرب عند الله ورفع"،"تعرج بها الملائكةمن الأرض الراكدة إلى السماء".ولقد جمع النص أيضا بين:الرسالة،الله، الملائكة، النور، المعاريج،.ونظر إلى أنّ الله ورد مقترنا بظرف مكان "قرب عند الله ورفع"فإنّ تجاور هذه العناصر يفيد الارتقاء
يتبع .............
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:04 ص]ـ
بوركت أختي عفاف على جهودك المبذولة وفقك الله
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 12:39 ص]ـ
بوركت أختي عفاف على جهودك المبذولة وفقك الله
طيب وكريم تقديرك أختي الباحثة عن الحقيقة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:05 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اختي العزيزة
على شرحك لي:)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اختي العزيزة
على شرحك لي:)
مرور لطيف أخي رسالة الغفران
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 05:04 م]ـ
جهد جميل أخت عفاف على التطواف حول الرسالة، بوركت اخية.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
مشكور أخي أحمد على الإطراء.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 11:57 م]ـ
وفي النص آيتا قرآن،تضمنت الأولى منهما صعود الكلام الطيب إلى السماء، وتضمنت الثانية تشبيها بين" الكلمة الطيبة " و"الشجرة الطيبة".وبما أنّ وظيفة التشبيه تقوم على التقريب بين عنصرين متباعدين، فكل عنصر في البلاغة الهيكلية يعتبر مركزا لجدول من الصفات،والصورة البلاغية ليست إلا استعارة صفة عنصر واطلاقها على عنصر آخر، فإنّ التقريب بين" الكلمة" و"الشجرة"يعدّ تقريبا بين هيكلين متباعدين أيضا. وبما أنّ المشبه والمشبه به يشتركان في صفة واحدة هي "الطيبة"فإنّ التقريب بين "الكلمة"و"الشجرة"يتجاوز التشبيه إلى التسوية،فيصبح المرور من الحديث عن "الكلمة الطيبة"إلى الحديث عن "الشجرة".الذي غرس لابن القارح في الجنة، ممكنا ومنطقيا.
يتضمن هذا النص إذن،ارتقاء من "الأرض الراكدة إالسماء"بواسطة "المعاريج"ومرورا من السماء إلى الجنة، وجسّمت الإرتقاء أفعال تفيد "الصعود"وسمح التشبيه بالإنتقال إلى الجنة.
يتبع ..............
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا العزيزة
أبعدني عن المنتدى اتصال الأعمال وبعض علة خفيفة.فكنت أكتفي بالمرور
ولمّا رجعت وجدت موضوعا عن رسالة الغفران وفصل الرحلة منها وهومن المواضيع الأثيرة عندي وناديت أكثر من مرة بتثبيت زاوية خاصة بأدب الترسل عند العرب وفي نفسي محبة لهذا الأدب أسرعت بي إلى المشاركة في هذا الموضوع. وقد كنت أعد أكثر من مرة بالمشاركة ولا أفي بما أعد
ولهذا اسعي في تثبيت الموضوع لأنّ المسألة المطروحة هنا من مشاغلي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 03:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا العزيزة
أبعدني عن المنتدى اتصال الأعمال وبعض علة خفيفة.فكنت أكتفي بالمرور
ولمّا رجعت وجدت موضوعا عن رسالة الغفران وفصل الرحلة منها وهومن المواضيع الأثيرة عندي وناديت أكثر من مرة بتثبيت زاوية خاصة بأدب الترسل عند العرب وفي نفسي محبة لهذا الأدب أسرعت بي إلى المشاركة في هذا الموضوع. وقد كنت أعد أكثر من مرة بالمشاركة ولا أفي بما أعد
ولهذا اسعي في تثبيت الموضوع لأنّ المسألة المطروحة هنا من مشاغلي
مشكور أخي خليل على هذا الاقتراح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 03:57 م]ـ
لكن السؤال المطروح الآن ما هي علاقة الرحلة بالردّالذي وردت فيه؟
عند قراءة رسالة الغفران، نمر بالفاتحة،ونجد إعلان المعري عن اتصاله برسالة ابن القارح،وننتقل إلى السماء فنتبع رحلة "الشيخ"في الجنة، ونعود إلى إجابة أبي العلاء عن الرسالة التي اتصل بها. إنّ الرحلة تبدو إذن،شرودا عن رسالة ابن القارح،قام به المعري في الاجابة عنها. ومثل هذا الشرود يدعونا إلى التساؤل عن علاقة الرحلة كنصّ بالردّالذي جاءت فيه. إلاّ أنّ الاجابة عن التساؤل تتطلب تذكيرا بالترسيمة العامة للتواصل الخطابي.
إنّ التواصل الخطابي يطلب وجود:"تعبير ومعبر عنه" (لويس هجيمسليف)،أو وجود:"باثّ ومتقبّل وموضوع حديث بينهما" (دي سوسور).
يقوم الباث باختيار ألفاظه من الهيكل المعجمي للغة، ويرتب تلك الألفاظ حسب القواعد النحوية والصرفية، ويقوم المتقبل بفهم خطاب الباث مستعينا بقوانين اللغة المستخدمة بينهما. ويتأثر الملفوظعادة بالباث وبالمتقبل، وبموضوع الحديث وبامكانيات اللّغة جميعا. ويمكن لكلّ من الباث والمتقبل أن يكون موضوعا للحديث.
يتبع ....................
ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 04:11 م]ـ
أتذكر أيام الباكالوريا (الثانوية العامة) وكان تخصصي علميا, أني كنت أذاكر في الليل على صوت المذياع وكانت الإذاعة في تلك المدة, وفي كل عام, تذيع دروسا لتلاميذ الباكلوريا في شتى الشعب, وكان من ضمن الدروس درس في رسالة الغفران لأنها كانت في برنامج شعبة الآداب, وكنت أستمع إليه كل ليلة وأستمتع بالشرح والنقاش, مما شجعني أن أشتري الرسالة, فاشتريتها وقرأت ثلثيها بعد جهد جهيد, ولولا الشرح في الحاشية السفلى لما فهمت منها شيئا. واليوم بموضوعك تذكرينني بذلك الزمن الجميل. فبارك الله فيك.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 04:18 م]ـ
أتذكر أيام الباكالوريا (الثانوية العامة) وكان تخصصي علميا, أني كنت أذاكر في الليل على صوت المذياع وكانت الإذاعة في تلك المدة, وفي كل عام, تذيع دروسا لتلاميذ الباكلوريا في شتى الشعب, وكان من ضمن الدروس درس في رسالة الغفران لأنها كانت في برنامج شعبة الآداب, وكنت أستمع إليه كل ليلة وأستمتع بالشرح والنقاش, مما شجعني أن أشتري الرسالة, فاشتريتها وقرأت ثلثيها بعد جهد جهيد, ولولا الشرح في الحاشية السفلى لما فهمت منها شيئا. واليوم بموضوعك تذكرينني بذلك الزمن الجميل. فبارك الله فيك.
جميل أن يعيدك الموضوع إلى ذكريات الدراسة. شكرا على الاطراء
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 05:59 م]ـ
لكن السؤال المطروح الآن ما هي علاقة الرحلة بالردّالذي وردت فيه؟
عند قراءة رسالة الغفران، نمر بالفاتحة،ونجد إعلان المعري عن اتصاله برسالة ابن القارح،وننتقل إلى السماء فنتبع رحلة "الشيخ"في الجنة، ونعود إلى إجابة أبي العلاء عن الرسالة التي اتصل بها. إنّ الرحلة تبدو إذن،شرودا عن رسالة ابن القارح،قام به المعري في الاجابة عنها. ومثل هذا الشرود يدعونا إلى التساؤل عن علاقة الرحلة كنصّ بالردّالذي جاءت فيه. إلاّ أنّ الاجابة عن التساؤل تتطلب تذكيرا بالترسيمة العامة للتواصل الخطابي.
إنّ التواصل الخطابي يطلب وجود:"تعبير ومعبر عنه" (لويس هجيمسليف)،أو وجود:"باثّ ومتقبّل وموضوع حديث بينهما" (دي سوسور).
يقوم الباث باختيار ألفاظه من الهيكل المعجمي للغة، ويرتب تلك الألفاظ حسب القواعد النحوية والصرفية، ويقوم المتقبل بفهم خطاب الباث مستعينا بقوانين اللغة المستخدمة بينهما. ويتأثر الملفوظعادة بالباث وبالمتقبل، وبموضوع الحديث وبامكانيات اللّغة جميعا. ويمكن لكلّ من الباث والمتقبل أن يكون موضوعا للحديث.
يتبع ....................
يا عفاف وعدتك بالبحث لكني لا أوافقك الرأي في مراجعة لويس يلمسليف ودي سوسير _ وهذا شأن يخصني_
وسأعطيك بحول الله تعالى جملة ما أراه في شدة اتصال فصل الرحلة بالمقام الترسلي الذي جاءت فيه. والحمد لله درّستها أكثر من أربع عشرة مرة في الأعوام الفارطة.
لكني أطلب إليك طلبا لطيفا أن تجمعي فوائد هذه المناقشة بعد نهايتها حتى لا تضيع الأعمال كما تضيع كثير من الفوائد العلمية في المنتدى
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 07:54 م]ـ
يا عفاف وعدتك بالبحث لكني لا أوافقك الرأي في مراجعة لويس يلمسليف ودي سوسير _ وهذا شأن يخصني_
وسأعطيك بحول الله تعالى جملة ما أراه في شدة اتصال فصل الرحلة بالمقام الترسلي الذي جاءت فيه. والحمد لله درّستها أكثر من أربع عشرة مرة في الأعوام الفارطة.
لكني أطلب إليك طلبا لطيفا أن تجمعي فوائد هذه المناقشة بعد نهايتها حتى لا تضيع الأعمال كما تضيع كثير من الفوائد العلمية في المنتدى
ما أشرت إليه في هذا الموضوع هو مجموعة من الآراء التي طرحها بعض الكتّاب واستفدت منها،في انتظار ما تجود به من أفكار تثري الموضوع، شكرا مسبقا أخي خليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 08:19 م]ـ
يختص التعبير الروائي،داخل الأدب، باعتزاله عالم النطق،وباقتصاره على الإثبات (الكتابة):اذ الشعر ينشد فيترك بذلك عالم الإثبات إلى النطق،ويقترب من الخطاب العاديزأما التعبير الروائي، فلا حياة له خارج الإثبات النصّي،وهو يخضع بذلك لخاصيات الأسلوب المكتوبوالمتقبل في الرواية يكون دائما قارئا.
إلاّ أنّه كثيرا ما نجد الروايات تتضمن الحوار. وبما أنّ الحوار ينتمي إلى الخطاب المنطوق فإنّ الروايات تستعمل عدة هياكل تعبيرية،ويتضح ذلك في الفرق بين بنية الجملة الحوارية، وبنية الجملة السردية. ولكنّ الحوار كثيرا ما يكون مجلوبا في الرواية، بحيث لا يبتعد كثيرا عن الأسلوب السردي.
وهنا يطرح السؤال ما العلاقة بين الرحلة والرد؟
_لقد جاء ابن القارح في الرد متقبلا معلوما،وجاء في الرحلة كوضوع حديث.
_"وأنا أعتذر إلى مولاي الشيخ الجليل من تأخير الإجابة" (الرد)
_"وينتظر الشيخ في رياض الجنة،فيرى قصرين منيفين" (الرحلة)
_لقد جاء الباث معلوما في الرد، وجاء مجهولافي الرحلة.
نستخرج من هذه الاستشهادات أنّ المعري جاء باثا وموضوع حديث في الرد،وهو في كل ذلك معلوم،وأنّ ابن القارح جاء متقبلا وموضوعا للحديث فيه، وهو في كل ذلك معلوم أيضا. في حين أنّ المعري لا يظهر في الرحلة إلاّ نادرا، وليس هو الذي يظهر بل الراوي فيه هو الذي يكشف عن نفسه من خلال سير الأحداث، أو ضمن سردها في حين أنّ ابن القارح لم يظهر في الرحلة الا موضوعا للحديث.
يتبع .................
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 04:33 م]ـ
إنّ ابن القارح لا يختص في الردّ بالحركية التي اختصت بها في الرحلة. والكلام المنسوب للشيخ ذكر فيه الخليل"
"وأما شكواه إليّ"وفي الرحلة يملأ ابن القارح الجنة بالكلام والحركة وبانشاد الشعر، وكلامه فيها جاء في صيغة آنية (حاضرة):"فيريد _بلّغه الله الإرادة_أن يصلح بين النّدماء فيقول: يجب أن يحذر من ملك يعبر فيرى هذا المجلس ... "
إنّ الردّ على رسالة ابن القارح يحدّد العلاقة بين الباثّ والمتقبل:
" ... إنّ في مسكني حماطة ... تثمر من مودّة مولاي الشيخ"
" ... إنّ في طمري لحضبا ... يضمر من مودة مولاي الشيخ"
" ... إنّ في منزلي لأسود ... لو قدر لسافر إلى أن يلقاه (هو الشيخ)
في حين لا تبدي الرحلة شيئا من ذلك.فليس لنا فيها إلاّ مجرد راو يتبع ابن القارح وينقل لنا ما يحدث له في الجنة.
إنّ الرحلة محدودة بحالتين هادئتين: الأولى في بدايتها والثانية في نهايتها، وبين الهدوء الأول والثاني حركة ابن القارحوجولته. أمّا الردّ فهو محدود بالبسملة في أوّله،وبالسلام في منتهاه، وليس بين البسملة والسّلام إلاّ كلام مبني على مسائل في الزندقة والزنادقة.
وهذا يوصلنا إلى أنّه بين الرحلة وبين الردّ الذي وردت فيه،من الفرق ما يجعلنا نميل إلى اعتبارهما نصين كلّ منهما على حدة.
ـ[محمد شكري بلحاج]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 01:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته أرجو إتمام العمل لتتضح الرؤية وأتمكن من عرض قراءتي الخاصة للمناقشة
ـ[محمد شكري بلحاج]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته أرجو إتمام العمل لتتضح الرؤية وأتمكن من عرض قراءتي الخاصة للمناقشة إذ لي بعض الملحظات المتعلقة بالبنية السردية والمبادئ التي تحكم نظام السرد إضافة إلى حركة ابن القارح ومميزاتها واتجاهها والقضايا المتعددة المطروحة في هذه الرسالة والأهم من ذلك كله الدعوة إلى إعادة النظر في قراءة أدب المعري وتصنيفه ضمن رموز العقل في الثقافة العربية لأن هذا الموقف يقتضي تحديد العقل لديه ورصد تجلياته (لا أقصد الدعوة إلى إعمال العقل ولكني أشير إلى تناقضاته الصارخة ــ ولست أعني بذلك الحيرة المعرفية التي تسبق اليقين ــ وأضيف إلى ذلك مواقفه غير العقلانية كالموقف من المرأة مثلا ... ) والبحث في أصوله المعرفية قبل إصدار الحكم المعرفي النقدي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته أرجو إتمام العمل لتتضح الرؤية وأتمكن من عرض قراءتي الخاصة للمناقشة إذ لي بعض الملحظات المتعلقة بالبنية السردية والمبادئ التي تحكم نظام السرد إضافة إلى حركة ابن القارح ومميزاتها واتجاهها والقضايا المتعددة المطروحة في هذه الرسالة والأهم من ذلك كله الدعوة إلى إعادة النظر في قراءة أدب المعري وتصنيفه ضمن رموز العقل في الثقافة العربية لأن هذا الموقف يقتضي تحديد العقل لديه ورصد تجلياته (لا أقصد الدعوة إلى إعمال العقل ولكني أشير إلى تناقضاته الصارخة ــ ولست أعني بذلك الحيرة المعرفية التي تسبق اليقين ــ وأضيف إلى ذلك مواقفه غير العقلانية كالموقف من المرأة مثلا ... ) والبحث في أصوله المعرفية قبل إصدار الحكم المعرفي النقدي
مشكور أخي،حبذا الإفادة من وجهة نظرك_حتى استفيدمنها في دراستي_،فما أشرت إليه هو دراسة عن كتاب "البنية القصصية في رسالة الغفران" (بتصرف)(/)
مِنْ أحمق الشعر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 01:04 ص]ـ
من أحمق الشعر قول الذي يقول:
أهيمُ بدعدٍ ما حييتُ فإن أمُتْ= أُوكِّلُ بدعدٍ من يهيم بها بعدي
*البيت للنمر بم تولب في الشعراء ويروى أيضا لنصيب كما في المرجع نفسه
ونسب إلى نصيب في الأغاني برواية:
أهيمُ بدعدٍ ما حييتُ فإن أمُتْ= فواكبدي مَنْ ذا يهيم بها بعدي
وقيل إن بيت نصيب هو:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت= فيا ويح دعد من يهيم بها بعدي
والبيت روي كما يلي:
أهيمُ بدعدٍ ما حييتُ فإن أمُتْ= أوصي بدعدٍ من يهيم بها بعدي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 09:30 ص]ـ
وكان ينبغي عليه أن يقول كما قيل:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي(/)
المُلْحمات في الأدب العربي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 04:27 م]ـ
إذا رجعنا إلى مادة (ل ح م) في لسان العرب سنجده يحدد الملحمة بأنها (الواقعةُ الشديدةُ في الحرب). أما الموسوعات ومعاجم المصطلحات الأدبية فقد حَدَّدتِ الملحمة بأنها: (قصيدة سردية طويلة، واسعة المدى والتأثير، تنطوي على أعمالٍ جليلةٍ للرجال العظام، وسرد مغامراتٍ مدهشةٍ وحوادث بطولية، أبطالها بَشَرٌ متفوقون، وآلهةٌ يقومون بأحداثٍ عجيبة مدهشة وخارقة للمألوف، ويعالج بها الموضوع على نحوٍ يتناسب مع البطولة، وتكون سيرة البطل هي الموضوع الملائم والرابط الأساسي لأحداثها وبنى سردها. وتهدف الملحمة الكلاسيكية إلى تمثيل مثل جماعية دينية أو وطنية أو إنسانية)
عرف العرب الملحمة وكتبوا الملحمات، على خلاف ما يذكره بعض الدارسين من أن الملحمة فن إغريقي صرف. وقد أشار إلى الملحمات العربية أن زيد محمد بن أبي الخطاب في كتابه (جمهرة أشعار العرب) وخَصَّ الملحمة بالقسم السابع من كتابه، وذكر منها سبع ملحمات لسبعة شعراء إسلاميين هم: الفرزدق في قصيدته الطويلة ومطلعها:
عزفت بأعشاش وما كدت تعزفَ = وأنكرت من حدراء ما كنت تعرفُ
وجرير في مطولته التي مطلعها:
حيّ العذاة برامة الأطلالا = رسماً تقادم عهده فأطالا
والأخطل التغلبي في قصيدته التي مطلعها:
تغير الرسم من سلمى بإقفار = وأقفرت من سليمى دمنةُ الدارِ
وقصدية ذي الرّمة التي مطلعها:
ما بال عينك منها الماء ينسكب = كأنه من كلى مفرية سربُ
وكذلك مُطَوَّلات كلٍ من عبيد الراعي، والكميت بن زيد الأسدي، والطِّرمّاح بن حكيم الطائي. كما يمكننا أن نضم إلى ملحمات العصر الإسلامي ملحمة الشاعر العباسي أبي تمام الطائي في فتح عمورية.
ملحمة الفرزدق
عَزَفْتَ بِأَعشاشٍ وَمَا كِدْتَ تَعزِفُ =وَأَنْكَرْتَ مِنْ حدراءَ ما كُنْتَ تَعْرِفُ
وَلجّ بِكَ الهجْرانُ، حتَّى كَأنّما = تَرَى المَوْتَ في البَيْتِ الذي كُنْتَ تَأْلَفُ
لَجَاجَةَ صَرْمٍ، ليسَ بِالوَصْل إنَّما = أَخُو الوَصْلِ مَنْ يَدْنُو ومن يَتَلَطَّفُ
وَمُسْتَنْفِرَاتٍ لِلْقُلُوبِ كَأَنّها =مَهاً حَوْلَ مَنْسُوجَاتِهِ تَتَصَرّفُ
تَرَاهُنّ مِن فَرْطِ الحياءِ، كَأَنّها = مراضُ سُلالٍ، أو هوالكُ نُزَّفُ
وَيَبْذُلْنَ بَعْدَ اليأسِ مِن غَيرِ رِيبَةٍ = أَحاديثَ تَشْفي المُدْنَفِينَ وَتَشْغَفُ
إذا هُنّ ساقطنَ الحديثَ حَسِبْتَهُ = جَنَى النحل، أو أَبكَارَ كرْمٍ تُقَطَّفُ
مَوَانِعُ لِلأسْرارِ، إلاّ لأهْلِها، = وَيُخلِفنَ مَا ظَنَّ الغَيُورُ المُشَفْشِفُ
إذا القُنبُضاتُ السودُ طوّفنَ بالضّحَى = رَقدْنَ عليهِنّ الحِجَالُ المسجَّفُ
وإنْ نَبّهَتْهُنّ الولائدُ، بَعْدما = تَصَعَّدَ يَوْمُ الصّيْفِ، أو كادَ يَنْصُفُ
دعونَ بِقُضْبَانِ الأرَاكِ التي جَنَى = لها الرَّكْبُ من نَعْمَانَ أيّامَ عَرّفُوا
فَمِحْنَ بِهِ عَذْبَ الثَنَايَا رُضَابُهُ = رِقاقٌ، وأعلى حَيْثُ رُكّبنَ أَعجفُ
بِأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بِهِ = عِذاَبَ الثّنَايا طَيّباً يَتَرَشَّفُ
لَبِسْنَ الفَرِيدَ الخُسْرُوَانيّ تَحْتَهُ = مَشَاعِرُ خَزّيّ العِرَاقِ المُفَوَّفُ
فَكَيْفَ بِمَحْبُوسٍ دَعَاني، وَدُونَهُ = دُرُوبٌ وَأَبْوَابٌ وَقصرٌ مُشرَّفُ
وَصُهْبٌ لِحَاهُمْ رَاكِزُونَ رِمَاحَهُم، = لَهُمْ دَرَقٌ تَحْتَ العَوَاليّ مُضَعَفُ
وَضَاريةٌ ما مَرّ إلاّ اقْتَسَمْنَهُ، = عَلَيْهِنّ خَوّاضٌ إلى الظّبي مُخْشِفُ
يُبَلِّغُنَا عَنْهَا، بِغَيْرِ كَلاَمِها، =إلينا، مِنَ القَصرِ البَنَانُ المُطرَّفُ
دَعَوْتُ الذي سَوّى السماءَ بِأَيْدِهِ، = وَلَلَّهُ أَدْنَى مِنْ وَرِيدِي وَأَلْطَفُ
لَيَشغَلَ عَنّي بَعْلَها، بِزَمَانَةٍ، =تَدَلّهُهُ عَنّي، وَعَنْهَأ، فَتُسْعِفُ
بِمَا في فُؤَدَينا من الشَوْقِ والهَوَى، = فَيجْبُرُ مُنْهَاضُ الفُؤادِ المشقَّفُ
فَأَرْسَلَ في عَيْنَيْهِ ماءً عَلاَهُما، = وَقَدْ عَلِموا أني أَطِبُّ وَأَعْرَفُ
فَدَاوَيْتُهُ حَوْلَينِ، وَهِي قَرِيبَةٌ، = أَرَاها، وَتَدْنُو لي مِراراً، فَأَرْشُفُ
سُلاَفَةَ دَجْنٍ خَالَطَتْهَا تَرِيكَةٌ =على شَفَتيْها، والذكيُّ المسوَّفُ
أَلا لَيْتَنَا كُنّا لا نُرى =على مَنْهَلٍ إلاّ نُشَلّ، ونُقْذَفُ
(يُتْبَعُ)
(/)
كِلاَنَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرافُه =على الناسِ مطليُّ المَسَاعِرِ أَخْشَفُ
بِأَرْضِ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا = مِنَ الرَّيْطِ والديباجِ دِرعٌ وَمِلْحَفُ
وَلاَ زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ = وَأَبْيَضُ مِنْ ماءِ الْغَمَامَةِ قَرْقَفُ
وَأَشْلاَءُ لَحْمٍ مِنْ حُبارى يَصِيدُها = إذا نَحْنُ شِئْنا صَاحِبٌ مُتَأَلِّفُ
لَنَا ما تَمَنّيْنا منَ العيشِ، ما دَعَا = هَدِيلاً حَمَامَاتٌ بِنَعْمَانَ وُقّفُ
إليكَ، أَميرَ المؤمِنينَ، رَمَتْ بنا = هُمُومُ المُنى، وَالهَوْجَلُ المُتَعَسِّفُ
وَعَضُّ زَمَانٍ، يا ابنَ مروانَ، لم يدع = مِنَ المالِ إلا مُسحَتاً، أَو مُجَلَّفُ
وَمَائِرَةُ الأعضادِ صُهْبٌ، كَأَنّها = عليها مِنَ الأيْنِ الجِسَادُ المدوَّفُ
نَهَضْنَ بِنَا منْ سِيفِ رَمْل كُهَيْلَةٍ، = وَفِيهَا بَقَايا من مِراحٍ، وَعَجْرَفُ
فَمَا وَصَلَتْ حَتّى تَوَاكَلَ نَهْزُهَا، = وَبَادَتْ ذُرَاها، والمناسِمُ رُعَّفُ
وَحَتّى مَشَى الحَادِي البَطِيءُ يَسُوقُها = لَهَا نَحَضٌ دَامٍ وَدَأيٌ مُجَنَّفُ
وَحَتى قَتَلْنَا الجَهْلَ عَنْهَا، وَغُودِرَتْ، = إذا ما أُنِيخَتْ، والمدامع ذُرَّفُ
إذا ما أُنِيخَتْ قَاتَلَتْ عن ظُهُورِها، = حَرَاجِيجُ أَمْثالُ الأسِنّةِ شُسَّفُ
وَحَتى بَعَثْنَاها، وَمَا في يَدٍ لها، = إذا حُلّ عَنْهَا رِمّةُ القيد، مَرْسَفُ
إذَا ما رَأَيْنَاها الأزمّةَ أَقْبَلَتْ = إلَيْهَا بِحُرّاتِ الوُجوهِ، تَصَرَّفُ
ذَرَعْنَ بِنَا مَا بَيْنَ يَبرينَ عَرْضَه، = إلى الشّامِ يَلْقاها رِعانٌ، وَصَفْصَفُ
فَأَفْنَى مِرَاحَ الذّاعِريّة خَوْضُها = بِنَا اللّيْلَ، إذ نامَ الدَّثُورُ المُلَفَّفُ
إذَا احْمَرَ آفَاقُ السّماءِ، وَهَتَّكَتْ = كُسُورَ بُيوتِ الحَيّ نَكْبَاءُ حَرْجَفُ
وَجَاءَ قريعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفالِها، = يَزِفّ، وَجَاءَتْ خَلْفَه، وَهِيَ زُفَّفُ
وَهَتّكَتِ الأطْنَابَ كلُّ ذِفِرّةٍ، = لَهَا تَامِكٌ مِنْ عَاتِقِ النَّيِّ أَعْرَفُ
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصَّلَى بلَبَانِهِ، = وَكَفّيه، حَرَّ النَّارِ ما يَتَحَرَّفُ
وَقَاتَلَ كَلْبُ القَوْمِ عَنْ نَارِ أَهْلِهِ، = لِيَرْبِضَ فيها، والصَّلى مُتَكَنَّفُ
وَأَصْبَحَ مُبْيَضُّ الصَّقِيعِ، كأنّهُ = على سَرَواتِ النِّيبِ قُطنٌ مُنَدَّفُ
وَأَوْقَدَتِ الشِّعرى، مع اللل، نارَها، = وَأَمْسَتْ مُحَولاً جَلْدُها يَتَوَسّفُ
لَنَا العِزّةُ القَعْسَاءُ، وَالعَدَدُ الذي = عَلَيْهِ، إذا عُدّ الحصى، يُتَحَلّفُ
وَلَوْ تَشْرَبُ الكلبَى المِراضُ دِماءنا، = شَفَتْها، وذَوُ الدّاءِ هُوَ أَدْنَفُ
لَنَا، حَيْثُ آفاقُ البرِيّةِ تَلْتَقي، = عَدِيدُ الحَصَى وَالقَسْوَريُّ المُخَنْدِفُ
وَمِنّا الذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عِنْدَهُ، = وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأْذَنُ المُتَنَصَّفُ
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وَعُيونُهم = مُكَسّرَةٌ أَبْصَارُهَا، ما تَصَرَّفُ
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ اللَّهِ نَحْنُ وُلاَتُهُ،= وَبَيْتٌ، بِأَعْلى إيلياءَ، مُشرَّفُ
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلْفَنَا،=وَإنْ نَحْنُ أَوْمَأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا
أُلُوفُ أُلُوفٍ من رجالٍ وَمِنْ قَناً، = وَخَيْلٌ كَرَيْعَانِ الجَراد، وَحَرْشَفُ
وَلاَ عِزّ إلاّ عِزُّنَا قَاهِرٌ لَهُ، = وَيَسْأَلُنا النَّصْفَ الذّلِيلُ فَنُنْصِفُ
وَإنْ فَتَنُوا يَوْماً ضَرَبْنَا رُؤوسَهُم، = عَلى الدِّينِ حتى يُقْبِلَ المُتَأَلِّفُ
إذا ما احْتَبَتْ لي دَارمٌ عِنْدَ غَايَةٍ، = جَرَيْتُ إليها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطْرَفُ
كِلاَنَا لَهُ قَوْمٌ، فَهُم يَجْلِبُونَهُ = بِأَحْسَابِهِمْ حَتّى يُرى مَنْ يُخَلَّفُ
إلى أمَدٍ، حتى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا، = وَيُرْجِعُ مِنّا النحسَ مَن هُوَ مُقْرِفُ
فَإنّكَ، إنْ تَسْعَى لِتَدركَ دارماً، = لأنْتَ المُعنّى، يا جريرُ، المُكَلَّفُ
أَتَطْلُبُ مَنْ عِنْدَ النُّجُومِ وَفَوْقَها = بِرِبْقٍ وَعَيرٍ ظَهْرُهُ يَتَقَرَّفُ
وَشَيْخَيْنِ قَدْ نَاكَا ثَمَانينَ حَجَّةً = أَتَانَيهما هذا كبيرٌ وَأَعْجَفُ
عَطَفْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ، إنّي إذا وَنَى = أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْنِ مِعْطَفُ
أَبَى لِجُرَيرٍ رَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٍ، = وَعِرضٌ لَئيمٌ للمَخَازي موقَّفُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَجَدْتُ الثرى فينا، إذِ التُمسَ الثرى، = وَمَنْ هُوَ يرجو فضْلَهُ المُتَضَيِّفُ
وَيُمْنَعُ مَوْلاَنَا، وَإنْ كان نَائِياً = بِنَا دَارُه، مِمّا يَخافُ، وَيأْنَفُ
تَرَى جارَنَا فينا يُجِيرُ، وَإنْ جَنَى، = وَلاَ هُوَ مِمّا يُنَظِفُ الجارَ يُنْظَفُ
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيبٌ عن القِرى، = إلى الضّيْفِ نَمْشي مُسْرِعينَ وَنُلْحِفُ
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرانُ أَنْ قُدورَنَا =ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ
تُفَرَّغُ في شِيزى كأَنّ جِفَانَها = حَيَاضُ جِبىً مِنْهَا مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ، كَأَنّهُمْ = على صَنَمٍ في الجاهِليّةِ عُكَّفُ
قُعُوداً وَحَوْلَ القاعِدينَ سطورُهم = جُنوحٌ وأَيديهم جُموسٌ وَنُظَّفُ
وَمَا حلّ، من جهلٍ، حُبَى حُلمائنا، = وَلاَ قَائِلُ المَعْرُوفِ فِينَا يُعَنَّفُ
وَمَا قَامَ مِنّا قَائِمٌ في نَدِيّنا، = فَينطِقُ إلاّ بالتي هيَ أَعْرَفُ
وإنّا لَمِنْ قَوْمٍ بِهِمْ يُتَّقَى الرّدى، = ورأْبُ الّأى، والجانبُ
وَأَضْيَافِ ليلٍ قد نَقَلْنا قِراهُم، = إلَيْهِمْ، فَأَتْلفنا المَنايا وَأَتْلفوا
قَرَيناهُمُ المأثورَةَ البِيضَ قَبْلَها = يُثِجّ العُرُوقَ الأزأنيُّ المُثَقَّفُ
ومسروحةٍ مِثْل الجَرَاد يسوُقُها = مُمَرٌّ قُوَاهُ والسَّراءُ المعطَّفُ
فَأَصْبح في حيث التَقَيْنا شريدُهم = قَتِيلٌ، ومكتُوفُ اليَدَيْنِ، وَمُزْعَفُ
وَكُنّا إذا ما اسْتَكرَه الضّيْفُ بالقِرى = أَتَتْهُ العَوالي وهيَ بالسُّمّ رُعَّفُ
وَلاَ تَستجِمُّ الخَيْلُ حتى نُجِمّها، = فَيَعْرِفَها أَعْدَاؤنا، وهي عُطَّفُ
لِذَلِكَ كَانَتْ خَيْلُنا مرّةً تُرَى =حِساناً، وَأَحْيَاناً تُقادُ، فَتعجَفُ
عَلَيهِنّ مِنّا الناقِمونَ ذُحُولَهُمْ، = فَهُنّ بِأَعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتَّفُ
وَقِدرس فَثَأْنَا غَلَيَها، بَعْدَما غَلَتْ، = وَأُخرى حَشَشنا بالعوالي تؤنَّفُ
وَكُلُّ قِرَى الأضْيَافِ نقري من القنا، = ومُعْتَبَطٌ مِنْهُ السّنامُ المُسَدَّفُ
وجدنا أعزّ النّاسِ أَكْثَرَهُم حَصىً، = وأَكْرَمَهُمْ مَنْ بالمكارِمِ يُعْرَفُ
وكلتاهما فينَا، لنا حينَ تلتقي = عصائبُ لاقى بينهُنّ المُعَرَّفُ
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ الكَثِيرِ قليلُنا، = إذا ما دَعا ذو الثّؤرَةِ المُتَرَدِّفُ
قلفنا الحصىَ عَنْهُ الذي فَوْقَ ظَهْرِهِ، = بأَحْلاَمِ جُهّالٍ، إذا ما تغضّفوا
وجهلٍ بحِلمٍ قد دَفعنا جُنُونَهُ، = وما كادَ لولا عزّنا يتزحْلَفُ
رَجَحنا بهم حتى استَبانوا حَلومَهم، = بِنَا بَعْدَما كادَ القَنَا يَتَقَصّفُ
وَمَدّتْ بِأَيديها النّساءُ، فلم يكُنْ = لذي حَسَبٍ عَن قَوْمِهِ مُتَخلَّفُ
فَمَا أَحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دارِماً = بِعِزّ، ولا عزٌّ لَهُ حين يُخنِفُ
تَثَاقَلَ أَرْكَانٌ عليه ثقيلةٌ، =كَأَرْكَانِ سلْمى، أَوْ أَعزُّ، وَأَكْثَفُ
وَأُمٍ أَفَرّتْ عَنْ عَطِيّةِ رَحْمِهَا = بِأَلأمِ ما كانَتْ لَهُ الرّحمُ تنشفُ
إذا وَضَعَتْ عَنْها أَمَامَةُ دَرْعَهَا = وَأَعْجَبَها رابٍ إلى البَطنِ مهدفُ
قصيرٌ كَأَنّ التّرْكَ فيه وُجُوهُهُمْ، = خَنُوفٌ كَأَعْنَاقِ الحرادينِ أَكْشَفُ
تَقُولُ وَصَكّتْ حُرّ وَجْهِ مغيظَةٍ = على الزّوْجِ حَرّى ما تزالُ تَلَهَّفُ
أَما مِنْ كليبيّ إذا لم يَكُنْ لَهُ =أَتَانانِ يَسْتَغني وَلاَ يَتَعَفّفُ
إذا ذَهَبَتْ مِنّي بِزَوْجي حِمارَةٌ = فَلَيْسَ على رِيحِ الكليبيّ مَأْلَفُ
عَلى رِيحِ عَبْدٍ ما أَتَى مِثْلَ ما أَتَى = مصلٍّ وَلاَ من أَهْلِ مَيْسَانَ أَقْلَفُ
تَبْكّي على سعدٍ، وسعدٌ مقيمةٌ = بيبرين، قَدْ كَادَتْ على الناس تَضْعَفُ
وَلَوْ أَنَّ سَعْداً أَقْبَلَتْ من بِلاَدِهَا = لجاءت بيبرينَ اللّيالي تَزَحَّفُ
وَسَعْدٌ كَأَهْل الرّدم لو فُضّ عَنْهُمُ، = لَمَاجوا كما ماجَ الجَرَادُ، وَطَوّفُوا
هُمُ يعدلون الأرْضَ، لولاهمُ التقت = على النّاسِ، أَوْ كادت تَمِيلُ وَتُنْسَفُ(/)
من أخبار لبيد بن أبي ربيعة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 04:58 م]ـ
قال: وكان لبيد جواداً شريفاً في الجاهلية والإسلام، وكان قد آلى في الجاهلية أن يطعم ما هبت الصبا، ثم أدام ذلك في إسلامه. ونزل لبيد الكوفة، وأميرها الوليد بن عقبة، فبينا هو يخطب الناس، إذ هبت الصبا بين ناحية المشرق إلى الشمال فقال الوليد في خطبته على المنبر: قد علمتم حال أخيكم أبي عقيل، وما جعل على نفسه أن يطعم ما هبت الصبا، وقد هبت ريحها، فأعينوه! ثم انصرف الوليد، فبعث إليه بمائةٍ من الجزر واعتذر إليه فقال: الوافر
أرَى الجَزّارَ يَشْحَذُ شَفرَتيهِ = إذا هَبّتْ رِياحُ أبي عَقيلِ
أشمُّ الأنفِ أَصْيَدُ عامريٌّ، = طويلُ الباعِ كالسّيفِ الصّقيلِ
وفَى ابنُ الجَعفَريِّ بما نَواهُ، = على العِلاَّتِ والمالِ القَليلِ
يُذَكّي الكُومَ ما هَبَّتْ عليهِ = رِياحُ صَباً تجاوَبُ بالأصيلِ
فلما وصلت الهدية إلى لبيد قال له الرسول: هذه هدية ابن وهب، فشكره لبيد وقال: إني تركت الشعر منذ قرأت القرآن، وإني ما أعيا بجواب شاعر، ودعا ابنةً له خماسيةً فقال: أجيبيه عني، فقالت: الوافر
إذا هَبَّتْ رِياحُ أبي عقيلٍ، = دَعَونا عندَ هَبّتِها الوَليدَا
أشَمَّ الأنفِ، أصْيَدَ عَبشَمِيّاً = أعانَ على مُروءَتِهِ لَبيدَا
بأَمثالِ الهِضابِ، كأنَّ رَكباً = عَليها من بَني حامٍ قُعُودَا
أبا وَهبٍ! جَزَاكَ اللَّهُ خَيراً = نَحَرناها، وأطعَمنا الوُفُودَا
فَعُدْ! إنّ الكريمَ لهُ مَعَادٌ، = وظنّي يابنَ أروى أن تَعُودا
فقال لبيد: أجبت وأحسنت لولا أنك سألت في شعرك. قالت إنه أمير، وليس بسوقة ولا بأس بسؤاله، ولو كان غيره ما سألناه! قال: أجل! إنه لعلى ما ذكرت.
عن جمهرة أشعار العرب(/)
مذاكرة أدبية ممتعة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
مذاكرة أدبية
يقول ابن كنان، اجتمعت بالفقيه الشيخ منصور الحبال، الفقيه الأديب الناظم، مقابل قناة يخرج منها الماء من أنبوبة من النحاس الأصفر، والماء كالفضة المسبوكة، فقلت له: انظم في ذلك شيئاً، فلم يحضره، فقلت من بحر الرجز:
أُنبوبةٌ تحسبها = من فوق ماءٍ مطلق
سبيكةً من فضّةٍ = لكنّها الحرّ تقي
فتذاكرنا في إعرابه من جهة النحو: فأنبوبة مبتدأ معلوم، وجملة تحسبها الخبر، والرابط ضمير الجملة، وأن سبيكةً مفعول ثان لتحسب، والحر: مفعول مقدم لتقي، ولكن بمعنى إن في أحد إطلاقاتها.
وتذاكرنا من جهة بديع الأبيات من الجناس المصحف، وفيه التشبيه البليغ، لأن الأصل كسبيكة.
ومن جهة العروض، وأنه من بحر الرجز، لكن دخله الخبن، وهو حذف الثاني الساكن، وفيه الطي، وهو حذف الرابع الساكن، والمجموع يسمى خبلاً، إلى أن انتهى مجلسنا.
عن كتاب"يوميات شامية "لابن كنان
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 12:14 ص]ـ
ما أجمل هذا الاختيار أخي أحمد وزدنا من يوميات وليالي الشام
أدامك الله لقد أمتعتنا بهذه المذاكرة النحوية البلاغية العروضية
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على ما أوردت، واسمح لي أن أسألك سؤالا:
ما هو مسوغ الإبتداء بالنكرة "أنبوبة"؟
أليس من الأقوى أن تكون "أنبوبة " خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 12:48 ص]ـ
ما أجمل هذا الاختيار أخي أحمد وزدنا من يوميات وليالي الشام
أدامك الله لقد أمتعتنا بهذه المذاكرة النحوية البلاغية العروضية
أخي محمد سعد منك نتعلم السبر في بحر الأدب ونخاف من الغرق، فالتشجيع منك يجعلنا الخوض الحذر، نفعنا الله بكم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 12:51 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على ما أوردت، واسمح لي أن أسألك سؤالا:
ما هو مسوغ الإبتداء بالنكرة "أنبوبة"؟
أليس من الأقوى أن تكون "أنبوبة " خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي؟
مرورك الكريم أسعدني أخي ليثاً، نعم هو الإبتداء بالنكرة ليس محموداً إلا إذا أفادت، والمسوغ هنا قد يكون الأنبوبة أمامه، وبالتالي هي بالنسبة له ليست نكرة وخصوصاً قد جاء وصف لها بعدها والله أعلم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على ما أوردت، واسمح لي أن أسألك سؤالا:
ما هو مسوغ الإبتداء بالنكرة "أنبوبة"؟
أليس من الأقوى أن تكون "أنبوبة " خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي؟
ما هو مسوغ الإبتداء بالنكرة؟
الابتداء
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:37 ص]ـ
ما هو مسوغ الإبتداء بالنكرة؟
الابتداء
أخي الليث مسوغات الإبتداء بالنكرة هي في باب المبتدأ، لاأدري هل تريد أن أنقلها هنا؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:39 ص]ـ
يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت، وتحصل الفائدة بالمسوغات التالية:
1 - إذا جاءت النكرة بعد نفي.
2 - إذا جاءت النكرة بعد استفهام.
3 - إذا جاء بعد النكرة وصف لها.
4 - إذا أضيفت النكرة إلى نكرة أخرى.
5 - إذا تقدم الخبر عليها، وكان جاراً ومجروراً أو ظرفاً.
6 - إذا جاءت النكرة بعد (إذا) الدالة على المفاجأة.
7 - إذا جاءت النكرة بعد (لولا).
8 - إذا جاءت النكرة في أول الجملة الحالية.
9 - إذا دلت النكرة على التنويع والتقسيم.
10 - إذا دلت النكرة على العموم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:49 ص]ـ
أخي الليث مسوغات الإبتداء بالنكرة هي في باب المبتدأ، لاأدري هل تريد أن أنقلها هنا؟
بارك الله فيك أخي أحمد وجزاك خيرا، كل سنة أدرسها لطلابي فهي ضمن المقرر.
لقد كنت أصحح لنفسي خطأ وقعت فيه وهو كتابتي كلمة الابتداء بهمزة قطع مع أن الابتداء مصدر لفعل خماسي، والفعل الخماسي ومصدره وأمره همزته همزة وصل.
على كل حال بارك الله فيك وفي همتك التي لا تفتر وفي عزيمتك التي لا تلين.
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 01:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد وجزاك خيرا، كل سنة أدرسها لطلابي فهي ضمن المقرر.
لقد كنت أصحح لنفسي خطأ وقعت فيه وهو كتابتي كلمة الابتداء بهمزة قطع مع أن الابتداء مصدر لفعل خماسي، والفعل الخماسي ومصدره وأمره همزته همزة وصل.
على كل حال بارك الله فيك وفي همتك التي لا تفتر وفي عزيمتك التي لا تلين.
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif
بارك الله لك أخي ليثاً ن لم أنتبه لها هنا فاليوم مخصص المنتديات شارف على الانتهاء والتعب قد أخذ مني مأخذه، بوركت على هذه التورية اللطيفة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:06 ص]ـ
بارك الله لك أخي ليثاً ن لم أنتبه لها هنا فاليوم مخصص المنتديات شارف على الانتهاء والتعب قد أخذ مني مأخذه، بوركت على هذه التورية اللطيفة.
http://img444.imageshack.us/img444/9297/mnwa17xy1.gif
http://img293.imageshack.us/img293/3365/all108nd3iw5.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 12:35 م]ـ
بوركت أخي الليث.(/)
الأمثال في كتاب البيان والتبيين للجاحظ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 09:56 ص]ـ
الأمثال هي ميراث لتواصل الشعوب, ولا تقتصر على أمة دون أخرى, بل تتسع وتضيق لتشمل البلدان, وقد تختص بالمدن أو المناطق والقرى. وقد كان للأمثال مساحة كبيرة ليس في الذاكرة الشعبية و التراثية فقط، بل وفي الذاكرة اللغوية والنحوية حيث استشهد بها لإثبات قاعدة ما أو نفيها، ذلك لأنها في شكلها الفصيح صدرت عن فصحاء من العرب.
(هذه مجموعة كبيرة من الأمثال حواها كتاب البيان والتبيين للجاحظ، نوردها لبيان درجة أهمية المثل"
إنّّ الجياد نضَّاحة بالماء
قال أبو الحسن: قال سفيان بن عُييْنة: تكلَّم صعصعة عند معاوية فعرِقَ، فقال معاوية: بهرك القول! فقال صعصعة: " إنّّ الجياد نضَّاحة بالماء"
والفرس إذا كان سريع العرق وكان هشَّا، كان ذلك عيبا وكذلك هو في الكثرة، فإذا أبطأ ذلك وكان قليلا قيل: قد كبا وهو فرس كاب.
وشبيه بذلك قول أبي مسمار العكلي:
لله درُّ عامر إذا نطق= في حفل إملاك وفي تلك الحِلّقْ (1)
ليس كقوم يُعرفون بالسَّرَق (2) = من خُطَب الناس ومما في الورق
يلفِّقون القول تلفيق الخَلَق (3) = من كل نضَّاح الذفارى بالعرق
إذا رمته الخطباء بالحَدَق = ..........................
الذفارى: يعني بدن الخطيب. والذفريان للبعير وها اللحمتان في قفاه
ــــــــــــــ
1 - الإملاك: التزويج وعقد النكاح وحلقة القوم، تقال بالفتح، وبالتحريك، وبالكسر؛ وجمعها حلق، بالتحريك، وبكسر ففتح
2 - السرق: بالتحريك، ويفتح فكسر، هو السرقة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 10:11 ص]ـ
الحُرُّ يُلحى والعصا للعبد
وأنشد عقبة بن رؤبة عقبة بن سلم رجزا يمتدحه به وبشَّار حاضر فأظهر بشار استحسان الأرجوزة، فقال له عقبة بن رؤبة: هذا طراز يا أبا معاذ لا تحسبه. فقال بشار ألمِثلي يُقال هذا الكلام؟ أنا والله أرجز منك ومن أبيك ومن جدك. ثم غدا على عقبة بن سلم بأرجوزته التي مطلعها:
يا طلل الحيّ بذات الصَّمد= بالله خبِّر كيف كُنت بعدي
وفيها يقول:
اسْلَمْ وحُيِّيت أبا المِلَدِّ= لله أيامك في معدِّ
وفيها يقول:
الحُرُّ يُلحى والعصا للعبد= وليس للمُلْحِف مثل الرَّدّ(/)
مَن سمِّي ببيتٍ قاله
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 03:47 م]ـ
البُعَيْث (خِداش بن لبيد بن بَيْبَة)
وإنما قيل له البعيث لقوله:
تَبَعَّثَ مني ما تبعث بعد ما = أُمِرَتْ حِبالي كل مِرتها شَزْزا*
وقيل سمي البعيث لقوله:
تَبَعَّثَ مني ما تبعث بعد ما اسـ =ـتمر فؤادي واستمر عزيمي
وزعم سحيم بن حفص أنه كان يقال: أخطب بني تميم البعيث إذا أخذ القناة
وقال يونس: لعمري لئن كان مغلبا في الشعر لقد كان غُلِّب في الخُطَب
* أمرت شززا: أحكم فتلها عن اليسار
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 03:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا على هذه اللفتة الكريمة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 04:55 م]ـ
عُوَيْف القوافي (عوف بن حِصن)
وهو شاعر قُقِلٌ من شعراء الدولة الأموية من ساكني الكوفة.
وغلب عليه هذا اللقب لقوله:
سأكذب مَن قد كان يزعم أنني= إذا قلتُ شعرا لا أجيدُ القوافيا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 05:23 م]ـ
المزَرِّد (يزيد بن ضرار التغلبي)
وهو أخ الشماخ بن ضرار الشاعر المعروف
سُمِّيَ بذلك لقوله:
فقلت تزرَّدها عُبيدُ فإنني= لُرْدِ الموالي في السنينَ مُزَرِّدُ
الدرد: جمع أدرد ودرداء وهو الذي ذهبت أسنانه.
في السنين: في الجدب
وكلمة تزرد و مزرد لم يرد لهما تفسير في المعاجم وهما من الزرد بمعنى الابتلاع والبيت في صفة زبدة كما جاء في المؤتلف
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 05:53 م]ـ
بوركت أخي محمد على هذا التطواف الجميل ولاتنسى أن تمر على المثقب العبدي والمهلهل ستجد عندهم مايسر.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:00 م]ـ
حيَّاك الله أخي أحمد
تزداد سعادتي بمرور الكريم وهذه المَلحظات لجميلة
لا يمكن المرور دون المثقب والمهلل وغيرهم
ولكن على مهل خوف الملل
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:26 م]ـ
صريع الغواني
هو مسلم بن الوليد شاعر عباسي
لقب صريع الغواني لقوله:
هلِ العيش ألا أن تروح مع الصبا=وتغدو صريع الكاس والأعين النجل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:37 م]ـ
الأخطل
في أمالي القالي: أخبرني أبو بكر قال: حدثني أبو عبد اللّه قال: حدثني محمد بن عبد اللّه القَحْطَبِي قال: إنما سُمِّي الأخْطل لأن ابني جُعَال تحاكما إليه أيُّهما أَشْعَر فقال: لعمرك إنني وابني جُعَال وأمَّهما لإسْتار لَئِيم فقيل له: إن هذا الخَطَل من قولك فسمي الأَخْطل.
وكان الأخْطَل في صغره يلقب دَوْبلا لأن أمه كانت ترقِّصه به ذكره الأزدي في كتاب الترقيص.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:05 م]ـ
اسمح لي بالمشاركة أيها المشرف الغالي:
* المُرَقِّشُ الأكبر (عمرو بن سعد بن مالك)
الدارُ قَفْرٌ والرسومُ كَمَا * رَقَّشَ في ظَهْر ِ الأديم ِ قَلَم
وهذا البيت من قصيدة له في المفضليات 2/ 37 - 41
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:16 م]ـ
أخي عبد العزيز أسعد كثيرا لمرورك على أي مشاركة
وهذا المرور يغني الموضوع
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:27 م]ـ
أنا من عشاق الأدب جزاكم الله خيرا
لكن أود أن أقول
النبي صلى الله علية وسلم قال عن امرؤ القيس:
فيما معنى الحديث
((رجل شريف مذكور في الدنيا منسي في الأخرة يحمل لواء الشعراء الى النار))
لاإله الإ الله
وسبحان الله تألمت كثيراً عندما سمعت هذا الحديث
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:41 م]ـ
المًمزَّق (بفتح الزاي المشددة وكسرها)
شأس بن نهار العبدي، وهو شاعر جاهلي من بني عبد القيس
سُمِّيَ بهذا اللقب لقوله:
فإن كنتُ مأكولاً فكن خيرَ آكلٍ= وإلا فأدركني ولمَّا أُمزَّق
البيت من قصيدة له في الأصمعيات 47 (ليبسك) يقولها لعمرو بن هد حين هم بغزو عبد القيس فلما بلغته القصيدة انصرف عن عزمه.
وبهذا البيت تمثل عثما بن عفان في رسالة بعث بها إل علي بن أبي طالب وذلك حين أحيط به (العمدة 1/ 171)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:56 م]ـ
هذا من لطفك وحسن ذاتك أخي المشرف المفضال محمد سعد:
وكيف نسينا النابغة؟!
زياد بن معاوية الذبياني
لقب النابغة على خلاف في المسألة، وقيل لأنه قال:
وحَلَّتْ في بني القَيْن ِ بن ِ جِسْر ٍ * فقد نبغَتْ لنا منهم شؤونُ
الديوان ص11 شرح وتعليق حنا نصر الحتي
الأغاني لأبي الفرج 11/ 3
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:57 م]ـ
الفند الزماني
وفي نوادر ابن الأعرابي: الفِنْد اسمه شَهْل بن شيبان وإنما سمي الفِنْد لأنه قال يوم قَضّة: أما ترضوْن أن أكون لكم فِنْداً.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:00 م]ـ
علقمة الفحل
وفي العمدة لابن رشيق: علقمة الفحل بن عبدة لُقّب بالفحل لأن امرأ القيس خاصمه في شعره إلى امرأته فحكمت عليه لعلقمة فطلقها وتزوجها عَلْقمة فسمي الفحل لذلك وقيل: بل كان في قومه آخر يسمى علقمة الخصيّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 07:54 م]ـ
عائد الكلب
واسمه عبد الله بن مصعب، كان والياً على المدينة للرشيد، لقب بذلك لقوله:
مالي مرضت فلم يعدني عائد =منكم، ويمرض كلبكم فأعود؟!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 08:20 م]ـ
مسكين الدرامي
واسمه ربيعة، من ولد عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن درام سمي بذلك بقوله:
أنا مسكين لمن أبصرني =ولمن حاورني جد نطق
فلما سمي مسكيناً قال:
وسميت مسكيناً وكانت لجاجة =وإني لمسكين إلى الله راغب
وإني امرؤ لا أسأل الناس مالهم =بشعري، ولا تعمى علي المكاسب
وإنما هذا لمكان الشعر من قلوب العرب، وسرعة ولوجه في آذانهم، وتعلقه بأنفسهم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 08:27 م]ـ
جران العود
سمي بذلك لقوله:
عمدت لعود فالتحيت جرانه =وللكيس خير في الأمور وأنجح
خذا حذراً يا خلتي فإنني =رأيت جران العود قد كان يصلح
يخاطب امرأتيه، وقد تركتاه ونشزتا عليه؛ فلزمه هذا الاسم وذهب اسمه كرهاً.
أبو العيال
لا يعرف له اسم غير هذا؛ ولقوله:
ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً =من المال؛ يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبة =ومبلغ نفس عذرها مثل منجح(/)
ما جاء من المَلاحٍن في التراث العربي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:17 م]ـ
قال ابن دريد في كتاب الملاحن:
هذا كتاب ألّفناه ليفزع إليه المجبَرُ المُضْطََهد على اليمين المُكْرَه عليها فيعارِض بما رسمناه ويضمر خلافَ ما يظهر ليَسْلَم من عادية الظالم ويتخلَّص من جَنف الغاشم وسمّيناه الملاحن واشتَقَقْنَا له هذا الاسم من اللغة العربية الفصيحة التي لا يشوبُها الكدَر ولا يستولي عليها التكلّف.
قال أبو بكر:
معنى قولنا الملاحن لأنّ اللحن عند العرب: الفِطْنة ومنه قول النبي:="لعلَّ أحدَكم أن يكون ألحنَ بحجته من بعض" أي أفطن لها وأغوص عليها وذلك أن أصل اللحن أن تريد شيئاً فتورّي عنه بقولٍ آخر.
قول العنبري وقد كان أسيراً في بكر بن وائل حين سألهم رسولاً إلى قومه فقالوا له: لا تُرْسل إلاَّ بحضرتنا لأنهم كانوا قد أزمعوا غَزْوَ قومه فخافوا أن يُنْذرهم فجيء بعبدٍ أسود فقال له: أتعقلُ قال: نعم إني لعاقل.
قال: ما أراك كذلك.
فقال: بلى فقال: ما هذا - وأشار بيده إلى الليل - فقال: هذا الليل قال: ما أراك عاقلاً.
ثم ملأ كفّيه من الرمل فقال: كم هذا فقال: لا أدري وإنه لكثير قال: أيما أكثر النجوم أم التراب قال: كلٌّ كثير.
قال: أبلغ قومي التّحية وقل لهم: لِيُكْرِموا فلاناً - يعني أسيراً كان في أيديهم من بكر فإن قومَه لي مكرمون وقل لهم: إنَّ العَرْفَج قد أدْبى وقد شكّتِ النساء وأمْرُهم أن يُعْروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وأن يركبوا جملي الأصْهب بآية ما أكلتُ معكم حَيْساً واسْألوا الحارث عن خَبرِي.
فلما أدّى العبدُ الرسالةَ قالوا: لقد جُنَّ الأعور واللّه ما نعرف له ناقةً حمراء ولا جملاً أصْهب ثم سرَّحوا العبد ودعُوا الحارث فقصّوا عليه القصة فقال: قد أنذركم أما قوله: قد أدْبى العَرْفج: يريد أن الرجال قد اسْتَلأَموا ولبسوا السلاح وقوله: شَكَّت النساء أي اتخذن الشّكاء للسفر وقوله: الناقة الحمراء أي ارتحلوا عن الدَّهْناء واركبوا الصَّمَّان وهو الجمل الأصهب وقوله: آية ما أكلت معكم حَيْساً يريد أن أخلاطاً من الناس قد غَزْوكم لأن الحَيْس يجمع التمر والسمن والأَقِط.
فامتثلوا ما قال وعرفوا لَحْن كلامه وأخذا هذا المعنى أيضاً رجل كان أسيراً في بني تميم حُلُّوا عن الناقة الحمراء أرحُلَكم والبازِلَ الأصهَب المعقول فاصْطَنِعُوا إن الذِّئَابَ قد اخضَرَّت بَرَاثِنُها والناسُ كلُّهم بكْرٌ إذا شَبِعُوا يريد أن الناس إذا أخصَبوا أعداء لكم كبَكْر بن وائل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:21 م]ـ
وقد كانت العرب تتعمَّد ذلك وتقصده إذا أرادت التَّوْرية أو التعمية.
وقال ابن دريد في الجمهرة والقالي في أماليه: قال صبيٌّ لأمه - وعندها أُمُّ خِطْبه: يا أمّاه: أَأَدَّوِي فقالت: اللّجَام مُعلَّقٌ بعمود البيت! تورّي بذلك لئلا يستصغر وتُرِي القوم أنه إنما سألها عن اللّجام وأنه صاحب خَيْلٍ وركوب وهو إنما قَصَد أخْذَ الدُِّواية وهي الجِلْدَة الرقيقة التي تَرْكَبُ اللبن يقال: دَوَّى اللبن يدوّي وأقبل الصبْيان على اللبن يدَّوُونه أي يأخذون ما عليه من الجِلد.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:30 م]ـ
معرفة الملاحن والألغاز وفتيا فقيه العرب
قال القالي في أماليه: قرأتُ على أبي عمر المطَرِّز قال: حدثني أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال: أَسَرَت طيئ رجلاً شابّاً من العرب فقدم أبوه وعمُّه ليَفْدياه فاشتطُّوا عليهما في الفداء فأعطيا لهم به عطيَّة لم يَرْضوْها فقال أبوه: لا والذي جعل الفَرْقَدين يُمْسِيان ويُصْبحان على جَبَلي طَيّئ لا أزيدكم على ما أعطيتكم ثم انصرفا.
فقال الأب للعم: لقد ألقيتُ إلى ابني كُلَيمة لئن كان فيه خير لَيَنْجُونَّ فما لبث أن نجا وأطْرَد قِطعة من إبلهم.
فكأن أباه قال له: الزم الفَرْقدين على جبلي طيئ فإنهما طالعان عليهما وهما لا يغيبان عنه.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:31 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو عبيدة في كتاب أيام العرب: أخبرنا فراس بن خندف قال: جَمَعت اللَّهازِم لتُغيرَ على بني تميم وهم غارّون فرأى ذلك ناشب الأعور بن بشامة العَنْبري وهو أسيرٌ في بني سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة فقال لهم: أَعْطُوني رسولاً أُرْسِله إلى أهلي أُوصيهم في بعض حاجتي وكانوا اشتروه من بني أبي ربيعة فقالت بنو سعد: تُرْسله ونحنُ حضور وذلك مخافة أن يُنْذِر قومَه فقال: نعم.
فأرسلوا له غلاماً مولّداً لهم.
فقال لهم لما أتوه به: أتيتموني بأحمق فقال الغلام: واللّه ما أنا بأحمق فقال الأعور: إني أراك مجنوناً قال: ما أنا بمجنون قال: فالنّيران أكْثر أم الكواكب قال: الكواكب وكلٌّ كثير.
وقال آخر: إنه قال له: واللّه ما أنا بأحمَق فقال الأعور: إن لك لَعَينَي أحمق وما أراك مبلِّغاً عني! قال بلى لعمري لأُبَلِّغَنّ عنك فملأ الأَعور كفّه من الرمل.
فقال: كم في كفّي قال: لا أدري وإنه لكثير لا أُحْصيه فأومأ إلى الشمس بيديه فقال: ما تِلك قال: الشمس.
قال: ما أراك إلا عاقلاً شريفاً اذْهب إلى أهلي فأبْلغهم عني التحيّة وقل لهم: لِيُحْسنوا إلى أسيرهم ويُكْرموه فإني عند قوم محسنين إليّ مكرمين لي وقل لهم: فَلْيعروا جملي الأحمر ويركبوا ناقتي العَيْساء وليرعوا حاجتي في بني مالك وأخْبِرهم أن العَوْسَج قد أوْرَق وأن النساء قد اشتكت وليعصوا همَّام بن بشامة فإنه مشؤوم مَحْدود وليطيعوا هُذَيل بن الأخنَس فإنه حازم ميمون.
فقال له بنو قيس: ومن بنوا مالك هؤلاء قال: بنو أخي.
وكره أن يعلَم القوم.
وزعم سليمان بن مزاحم أنه قال: وإذا أتيتَ أمّ قدامة فقل لها: إنكم قد أسأتم إلى جملي الأحمر وأنْهَكْتُموه ركوباً فاعْفوه وعليكم بناقتي الصَّهباء العافية فاقْتَعدوها.
فلما أتاهم الرسول فأبلغهم لم يَدْر عمرو بن تميم ما الذي أرسل به الأعور وقالوا: ما نعرف هذا الكلام ولقد جُنّ الأعور بَعدنا! فقال هذيل للرسول: اقتص عليّ أول قصته فقصّ عليه أول ما كلمه به الأعور وما رجعه إليه حتى أتى على آخره قال هذيل: أبْلِغه التحية إذا أتيته وأخبره أنّا نَسْتَوْصي بما أوْصى به.
فشخص الرسول فنادى هذيل بَلْعَنبر فقال: قد بيّن لكم صاحبُكم: أما الرملُ الذي جَعلَ في يده فإنه يُخبركم أنه قد أتاكم عددٌ لا يُحصى وأما الشمسُ التي قد أومَأ إليها فإنه يقول: ذلك أوضح من الشمس وأما جَملُه الأحمر فهو الصمّان وأما ناقته العَيْساء أو قال الصهباء فهي الدَّهناء يأمركم أن تتحرَّزوا فيها وأما بَنو مالك فإنه يأمركم أن تُنْذِروهم ما حذَّركم وأن تُمسكوا بحِلْف ما بينكم وما بينهم وأما إيراق العَوْسج فإنَّ القوم قد اكتسوا سلاحاً وأما اشتكاء النّساء فإنه يُخبركم أنهن قد عملن لهم عِجَلاً يَغْزُونَ بها والعِجَلَ: الرِّوايا الصَّغار.(/)
| تشطير الامام احمد حميد الدين لـ أراك عصي الدمع |
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 12:15 ص]ـ
احمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميدالدين: إمام اليمن المشهور، عالم، مجتهد، أديب، شاعر، سياسي محنك، شجاع، قائد عسكري موهوب
وهو آخر أئمة اليمن الحكام إذ قامت بعد وفاته الثورة وأعلنت الجمهورية.
مولده بقفله عذر من بلاد حاشد
ونشأ في حجر جده الإمام المنصور محمد بن يحيى
ثم في حجر أبيه الإمام يحيى حميد الدين، وأخذ العلم في مدينة شهارة وغيرها على مشاهير علماء عصره
وتفقه وقرأ الحديث والمصطلح وعشق الشعر والأدب
ولي بعد استشهاد أبيه في إنقلاب سنة 1367هـ، 1948م التي نجح في إفشاله.
وعقد اتفاقيات إقتصادية محدودة مع أمريكا، و روسيا، والصين على إثرها عبدت الطرق بين الحديدة وصنعاء، والحديده وتعز، ودخل في إتحاد مع مصر سنة 1958م
ثم انفصل بعد أرجوزته الشهيرة (النصيحة)
وكانت تعز عاصمته، وأخمد إنقلابات عديدة ضد حكمه
وأخباره كثيرة شهيرة، توفي سنة 1381هـ ـ 1962م
أراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ =مهاباً تحامتك النوائبُ والدهرُ
سمت بك أخلاقٌ فما قيل بعدها =أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة =ولكن لأمرٍ دونه الأنجمُ الزهرُ
أريد العلى لا أبتغي الدهر دونها =ولكن مثلي لا يذاعُ له سرُ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى =لدك دياجي الخطب كي يطلع الفجرُ
وفزتُ بما أهواه قسراً ولم أقل =وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي =إذا صدني عما سعيتُ له أمرُ
فأبصرُ في الظلماء أمري بنورها =إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُ
معللتي بالوصل والموت دونه =لكي الويل سيّان التواصل والهجرُ
سأشفي غليل النفس من كل مفخرٍ =إذا بت ظمآناً فلا نزل القطرُ
بدوت وأهلي حاضرون، لأنني =رأيت هنات القوم مصدرها المصرُ
وشرفت نفسي بالبداوةِ، إنني =أرى أن داراً لست من أهلها قفرُ
وحاربت أهلي في هواك، وإنهم =هم القوم لا يخفى لهم أبداً ذكرُ
وما كنت أقلوهم وكيف وإنهم =وإياي، لولا حبك، الماء والخمرُ
فإن يك ماقال الوشاة ولم يكن = فلا ذنب إلا من ذوائبك الخترُ
وإن زعموا صدق الذي قد تقولوا= فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ
وفيتُ وفي بعض الوفاء مذلةً = و كل امرء يوفي العهود هو الحرُ
ولست بمشتاق ولاذا صبابةٍ = لإنسانة في الحي شيمتها الغدرُ
وقور وريعان الصبا يستفزها = يخامرها منه المخيلة و الكبرُ
تصد ملالاً ثم تذكر عهدها =فتأرن احيانا كما يأرن المهرُ
تسائلني من أنت؟ و هي عليمةٌ =وماتختفي شمس النهار ولا البدرُ
وماجهلت إسمي ولكن تجاهلت وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى =رويدك إني ليس ينكرني العصرُ
فتىً قال للعلياء لما سمى بها =قتيلك، قالت: أيهم فهم كثرُ
فقلت لها لو شئت لم تتعنتي =فما راعني منك التعنت و الهجرُ
وماكان احلى لو تركت إساءتي =ولم تسألي عني وعندك بي خُبرُ
وماكان للأحزان لولاك مسلك =إليّ وحزني أن يفوز بك الغمرُ
ولولاك ماكان الغرام بنافذٍ =إلى القلب لكن الهوى للبلى جسرُ
وأيقنتُ أن لاعز بعدي لعاشقٍ =وكل كلامٍ في الغرامِ هو الهجرُ
وماضرني عتب الحبيب و صده =وأن يدي مما علقت به صفر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا =فقلت نعم لولا التجلد و الصبرُ
فقالت وما للدهر أضناك صرفه =فقلت معاذ الله بل انت الا الدهرُ
وقلبت أمري لا أرى لي راحة =أسر بها إلا المثقفة السمرُ
وذكر العلا تسبي فؤادي و إنه =إذا البين أنساني ألح بي الهجرُ
فعدت الي حكم الزمان و حكمها =وفي مهجتي مما اكابده جمرُ
قضى بيننا ظلما علي فأصبحت =لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
تجفل حيناً ثم تدنو كأنما =يساورها مني المهابة و الذعرُ
وعادت تحييني بلطفٍ كأنها =تنادي طلاً بالواد أعجزه الخضرُ
وإني لنزال لكل مخوفة =بها للفتى في كل ناحية ذكرُ
وأبرز في ميدان كل كريهة =كثير الى نزالها النظر الشزرُ
وإني لجرارٌ لكل كتيبةٍ =مؤيدة ما إن يضيع لها وترُ
سلاح بنيها الموت في حومة الوغي =معودة ان لا يخلَّ بها النصرُ
فأظمأ حتى ترتوي البيضُ و القنا =وتغشى نواصي الخيل أرديةٌ حمرُ
واحكم في اعناقهم ضرب مخزم =واسغب حتى يشبع الذئب والنسرُ
ولا اصبح الحي الخلوف بغارة =ولو كان لي فيه من المغنم الوفرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم استجز قتل البريء وسيلة =ولا الجيش مالم تأته قبلي النذرُ
فيارب دار لم تخفني منيعة =تقاصر عنها الطرف وانبهر الفكرُ
تقلب عنها الدهر لما أتيتها =طلعنا عليها بالردى، أنا والفجرُ
وحيٍّ رددت الخيل حتى ملكته =نكوصا على الأعقاب قد هاجها الذعرُ
وشاك بها بعد التقدم جاءني =هزيماً وردتني البراقع و الخمرُ
وساحبة الأذيال نحوي لقيتها =وفي نفسها مما ألم بها أمرُ
تخال المنايا قد أناخت بساحها =فلم يلقها جافي اللقاء ولا غرُ
وهبت لها ماحازه الجيش كله =لأني امروءٌ لم تسبه البيض والصفرُ
فجئت وقد اجرى السرور مدامعا =ورحت ولم تكشف لأبياتها سترُ
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى =فكيف وما ابقى يعزُ بِه الحصرُ
ولا بخلت نفسي بمالٍ جمعته =ولا بات يثنيني عن الكرم الفقرُ
وماحاجتي بالمال ابغي وفوره =فليس لهذا المال في نظري قدرُ
فإني امروءٌ بالمال للعرض اتقي =اذا لم يفر عرضي فلا وفر الوفرُ
أسرت وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى =فما حط من شأني ولا عابني عذرُ
وماكنت عند النائبات بمحجمٍ =ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُ
ولكن إذا حَمَّ القضاء على امرىء =فلا حيلة تجزي هناك ولا حذرُ
ومن تك رسل الموت تطلب موته =فليس له برٌ يقيه ولا بحرُ
فقال اصيحابي الفرار أو الردى =فتنجو كفافا او يخلدك الذكرُ
أمامك فاختر منهما ما تحبه =فقلت هما أمران أحلاهما مرُ
ولكنني امضي لما لا يعيبني =اذا كان بعض القوم يحلو له الفرُ
ولست بقوّال اذا الموت قد دنا =وحسبك من أمرين خيرهما الأسرُ
ولا خير في دفع الردى بمذلةٍ =فلا عز إلا لمن له في الوغى كرُ
ولم استجرد دفع المنايا بهفوة =كما ردها يوما بسوءته عمرو
يمنون ان خلوا ثيابي وانما =ثناهم إباء الحر، و الطعنة البكرُ
وفروا حيارى اذ رأوني مصمماً =على ثياب من دمائهم حمرُ
وقائم سيفي منهم اندق نصله =غداة عراه من تجمعهم مكرُ
وما عدت إلا والمنايا تنوشهم =واعقاب رمح فيهم حطم الصدرُ
سيذكرني قومي إذا جَدّ جدهمُ =وداهمهم خطبٌ واعوزهم أمرُ
وتعلم أني بدرُ كلِ دجنةٍ =وفي الليلة الظلماءِ يفتقدُ البدرُ
ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به =على أن غيري لايسدُ به ثغرُ
ورب فتىً لا يعرف الناس قدره =وماكان يغلو التبر ولو نفع الصفرُ
وانا أُناسٌ لاتوسط بيننا =ملوك على التحقيق صبابة غرُ
فسل عن عُلانا الدهرَ يخبرك أننا =لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
تهون علينا في المعالي نفوسنا =إذا ظن بالأموال في بذلها الغمرُ
فمن رام كسب المال جاد بنفسهِ =ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهرُ
أعزُ بني الدنيا وأعلا ذوي العلا =لنا الطي في ظهر البسيطة والنشرُ
وأعظم من في الأرض ملكاً وبسطة =وأكرم من فوق التراب ولا فخرُ
ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 09:37 م]ـ
إمام اليمن المشهور، عالم، مجتهد، أديب، شاعر، سياسي محنك، شجاع، قائد عسكري موهوب
وليت علمه وفقهه منعه من ظلم أهله استعبادهم , وليت حنكته قد قد قادته للسير للبلاده نحو الأفضل
جزاك الله خيرًا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:24 ص]ـ
وليت علمه وفقهه منعه من ظلم أهله استعبادهم , وليت حنكته قد قد قادته للسير للبلاده نحو الأفضل
جزاك الله خيرًا
والله اني لا اعرفه ولكن هذا ما وجدته عنه، ليتك تذكر ما تعرفه عنه يا عزيزي
دمت بود
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:23 ص]ـ
قصيدة أبي فراس الحمداني معدلة ..
لا أعتقد أنه يجوز عمل قصيدة كاملة بهذه الطريقة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:36 ص]ـ
قصيدة أبي فراس الحمداني معدلة ..
لا أعتقد أنه يجوز عمل قصيدة كاملة بهذه الطريقة.
اهلا بالحبيب العزيز الغالي
لا يجوز شرعياً، انرني بارك الله فيك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:11 م]ـ
والله اني لا اعرفه ولكن هذا ما وجدته عنه، ليتك تذكر ما تعرفه عنه يا عزيزي
دمت بود
أخي رسالة الغفران كيف لا تعرفه وأنت نقلت عن موقع متخصص وفيه كل المعلومات عن هذا الرجل وأبيه وجده
شكرا لك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 03:10 م]ـ
أخي رسالة الغفران كيف لا تعرفه وأنت نقلت عن موقع متخصص وفيه كل المعلومات عن هذا الرجل وأبيه وجده
شكرا لك
يا صديقي الكريم، لم أنقل من موقع متخصص، تفضل ...
http://www.zeryab.org/zeryab/showthread.php?t=36327
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
أخي الكريم رسالة الغفران
كلامك صحيح وتعريفك بصاحب النص دليل على أنك تعرفت إلى صاحب النص، وهذا يعتبر معلومة وصلتك، وهو نَقَل من موقع معروف. لم أقصد أن أعيب عليك، ولكن لو تتبعت لتعرفت إليه كما أشار أخي أبي طارق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 07:16 م]ـ
سأتتبع يا أساتذتي(/)
|| القصيدة اليتيمة - هل بالطلول لسائل رد - ||
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 12:43 ص]ـ
:::
السلام عليكم أيها الاحبة الأعزاء الغرر
هذه القصيدة وجدتها في الموسوعة الشعرية لـ أبو الشيص الخزاعي وعلي بن جبلة " العكوك " و دوقلة المنبجي
ولم أجدها في مكتبة الموسوعة ولكن بعد التحري وجدتها في أحدى المنتديات وقيل عنها انها اليتيمة وقال:
القصيدة لا يعرف لها شاعر لذلك سميت بالقصيدة الدعدية أو القصيدة اليتيمة, وسميت بالدعدية لانها قيلت فى امرأة جميلة اسمها دعد
ودعد التى قيلت فيها القصيدة هنا هي ابنة أحد زعماء القوم فى الجاهلية وكانت شاعرة عبقرية وظلت ترفض الزواج من كل من يتقدم اليها بحجة أنها لن تتزوج الا من هو أشعر منها .. فنظم شاعر (تهامي) هذه القصيدة التي سميت لاحقا باليتيمة .. وبينما كان في طريقه الى نجد كي يسمع (دعد) ماقاله من شعر استضافه أحد ممن مرت ناقته بمكانهم .. فقص عليه حكايته وأنشده قصيدته .. فما كان من الرجل إلا وان قتل هذا الشاعر وأخذ منه القصيدة متوجها بها الى (دعد) وحين قرأها أمامها وجدت ان أحد أبياتها يدل قائله انه من (تهامة) وهو (ان تتهمي فتهامة وطني ..... الخ) فما كان منها ـ حسبما تقول الرواية ـ الا أن صرخت في وجهه وقالت (هذا قاتل بعلي) فقبض عليه قومها وأخذوا منه اعترافا بجنايته.
وسميت القصيدة باليتيمة لانها واحدة لاثاني لها, فالذي قالها لم يقل غيرها, ولا يعرف من هو قائلها, وقد قال عنها النقاد القدامى والمحدثون انها من أجود وأروع ما جاء في الشعر العربي بل ذهب البعض منهم للقول بأن سبب تسميتها باليتيمة يعود لجودتها التي تجعلها وحيدة في الروعة بحيث لا تشابهها في مجالها أي قصيدة أخرى.
وبعيدا عن القائل فإن القصيدة من روائع الأدب العربي
هل بالطلول لسائل رَدّ= أم هل لها بتكلّم عهدُ
درس الجديد جديد مَعْهَدِها =فكأنّما هي رّيْطة جَرْد
من طول ما تبكي الغيومُ على= عَرَصاتها ويُقهقهُ الرعدُ
وتُلثُّ ساريةٌ وغاديةٌ= ويَكرُّ نحس خلفه سعد
تلقاء شاميةٍ يمانيةٌ لهما= بمَوْرِ تُرابها سَردُ
فكست بواطنُها ظواهرَها= نَوراً كأنَّ زَهاءَه بُرد
فوقفتُ أسألها وليسَ بها= إلا المها ونقانقٌ رُبدُ
فتبادرت دِرَرٌ الشئون على= خدّي كما يتناثرُ العقد
أو نَضْجُ عزلاءِ الشّعيب وقد= راح العيفُ بِمِلئِها يَعدو
لهفي على دَعد وما خُلفت= إلا لحرِّ تلهّفي دعدُ
بيضاء قد لبس الأديمُ بَها=ء الحُسن فهو لجلدها جلد
ويزين فَوْدَيها إذا حَسرت= ضافي الغدائر فاحمٌ جَعدُ
فالوجه مثلَ الصبح مبيضٌ= والشعر مثلَ الليل مسودّ
ضدّان لما استجمعا حَسنا= والضدّ يُظهر حُسّنهُ الضِدّ
وجبينها صَلْتٌ وحاجبها =شَخْتُ المخَطّ أزَجُّ ممتد
وكأنها وسنى إذا نظرتْ =أو مُدنَفٌ لما يُفِقْ بعدُ
بفتور عينٍ ما بها رَمَدُ= وبها تُداوى الأعينُ الرُّمد
وتُريك عِرنيناً يزيّنه= شَمَمٌ وخَدَّاً لونُهُ الورد
وتجيل مسواكَ الأراك على= رَتلٍ كأن رُضابه الشَهدُ
والجيد منها جيدُ جازئة= تعطو إذا ما طالها المرْد
وامتدّ من أعضادها قصبٌ= فَمْمٌ تلته مَرافق دُرْد
والمِعصَمان فما يُرى لهما= من نَعمة وبضاضةٍ زند
ولها بنان لو أردتَ له= عَقداً بكفّكَ أمكن العقد
وكأنما سُقيت ترائبُها =والنحر ماءَ الورد إذ تبدو
وبصدرها حُقّان خِلتهما= كافورتين علاهما نَدُّ
والبطن مطوىّ كما طُويتْ =بيضٌ الرياط يصونها المَلْد
وبخصرها هَيفٌ يزيّنه= فإذا تنوء يكاد ينقدُّ
والتفّ فَخذاها وفوقهما =كَفَل يجاذب خصرها نَهد
فقيامُها مثنى إذا نهضت =من ثقله وقعودها فَرد
والساق خَرعبة منعّمةٌ =عَبِلتْ فطَوق الحَجل منسدّ
والكَعب أدرمُ لا يبين له= حَجم وليس لرأسه حَدُّ
ومشت على قدمين خُصرَتا= وألينتا، فتكامل القدّ
ما عابَها طول ولا قِصْرٌ =في خَلْقها فقِوامُها قَصدُ
إن لم يكن وصل لديكِ لنا= يشفي الصبابةَ فليكنْ وعد
قد كان أورق وصلُكم زمناً= فذَوى الوصال وأورق الصَدّ
لله أشواقي إذا نَزحتْ =دارٌ بنا ونأى بكم بُعدُ
إنْ تُتْهمي فتهامةٌ وطني= أو تُنجِدي يكن الهوى نجد
وزعمتِ أنكِ تضمرين لنا= ودّاً فهلاّ ينفع الوُدّ!
وإذا المحبّ شكا الصدودَ ولم= يُعطَف عليه فقتله عَمْد
تختصّها بالودّ وهي على= مالا تحبُّ، فهكذا الوجد
أو ما ترى طِمريَّ بينهما =رجلٌ ألحَّ بهزله الجِدُّ
فالسيف يقطَع وهو ذو صَدا= والنصل يعلو الهام لا الغِمد
هل تنفعنّ السيفَ حليته =يوم الجلاد إذا نبا الحَدُّ
ولقد علمتِ بأنني رجل= في الصالحات أرواح أو أغدو
سَلْمٌ على الأدنى ومَرحمةٌ =وعلى الحوادث هادِنٌ جَلْدُ
مَتجلببٌ ثوبَ العَفاف وقد =غفل الرقيب وأمكن الورد
ومُجانبٌ فعلَ القبيح وقد= وصل الحبيبُ وساعد السعدُ
منع المطامع أن تُثلّمني= أني لمعْوَلِها صفاً صلدُ
فأروح حُراً من مذلتها= والحرُّ - حين يطيعها - عبدُ
آليتُ أمدح مُقرفاً أبدا= يبقى المديح ويَنفدُ الرفد
هيهات يأبى ذاك لي سَلفٌ= خَمدوا ولم يخمد لهم مجد
والجد كندةُ والبنون همُ= فزكا البنون وأنجبَ الجدّ
فلئن قفوتُ جميل فعلهم =بذميم فعلى إنني وَغْد
أجملْ إذا حاولتَ في طلب= فالجِدّ يغني عنك لا الجَدّ
ليكنْ لديك لسائلٍ فَرجٌ= إن لم يكن فَليَحْسُنِ الردُّ
وطريد ليل ساقَه سَغَبٌ =وَهْناً إليَّ وقادَه بَرْد
أوسعتُ جُهدَ بشاشة وقِرى= وعلى الكريم لضيفه الجُهد
فتصرّمَ المثُني ومنزله= رَحْبٌ لديّ وعيشه رَغْد
ثم اغتدى ورداؤه نعَمٌ =أسأرتُها وردائي الحمد
يا ليت شِعري بعد ذالكُمُ= ومصيرُ كلّ مؤملٍ لحد
أصريعُ كَلْمٍ أم صريع ضَناً= أودَى فليس من الرَدى بُدّ(/)
شعر في مراحل العمر
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:10 م]ـ
من المعلوم أن لكل مرحلة عمر (كل عشر سنين تقريبا) اسم معين في الحياة وهذه القصيدة تفيدنا لذلك:
ابن عشرٍ من السنين غلام = رفعت عن نظيره الأقلام
وابن عشرين: الصّبا والتّصابي= ليس يثنيه عن هواه ملام
والثلاثون قوة وشباب=وهيام ولوعة وغرام
فإذا زاد بعد ذلك عشر=فكمال وشدة وتمام
وابن خمسين مرّ عند حياةٍ = فيراها كأنّها أحلام
وابن ستّين صيّرته الليالي = هدفاً للمنون فهي سهام
وابن سبعين عمره قد كفاه = لا يبالي متى يكون الحمام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = بلغ الغاية التي لا ترام
وابن تسعين لا تسلني عنه = فابن تسعين ما عليه كلام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = فهو حيٌّ كميّتٍ، والسّلام
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 08:54 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
قصيد جميله حقا اشكرك غلى انتقائك لها وان كان ينقصها الاربعين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 10:21 م]ـ
وابن خمسين مرّ عند حياةٍ
فيراها كأنّها أحلام
اشكرك أخي أحمد على هذا الانتقاء الرائع
وقد أخذت نصيبي من الأبيات
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 10:40 م]ـ
من المعلوم أن لكل مرحلة عمر (كل عشر سنين تقريبا) اسم معين في الحياة وهذه القصيدة تفيدنا لذلك:
ابن عشرٍ من السنين غلام = رفعت عن نظيره الأقلام
وابن عشرين: الصّبا والتّصابي= ليس يثنيه عن هواه ملام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = فكمالٌ وقوّةٌ والتّمام
وابن خمسين مرّ عند حياةٍ = فيراها كأنّها أحلام
وابن ستّين صيّرته الليالي = هدفاً للمنون فهي سهام
وابن سبعين عمره قد كفاه = لا يبالي متى يكون الحمام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = بلغ الغاية التي لا ترام
وابن تسعين لا تسلني عنه = فابن تسعين ما عليه كلام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = فهو حيٌّ كميّتٍ، والسّلام
والثلاثون قوة وشباب = وهيام ولوعة وغرام
فإذا زاد بعد ذلك عشر= فكمال وشدة وتمام
بارك الله فيك أخي أحمد الغنام ..
دائما تمتعنا بالطريف والمشوق.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:20 م]ـ
وان مر أربعين عليه = فليقم بشكر رب الانام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:20 م]ـ
من المعلوم أن لكل مرحلة عمر (كل عشر سنين تقريبا) اسم معين في الحياة وهذه القصيدة تفيدنا لذلك:
ابن عشرٍ من السنين غلام = رفعت عن نظيره الأقلام
وابن عشرين: الصّبا والتّصابي= ليس يثنيه عن هواه ملام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = فكمالٌ وقوّةٌ والتّمام
وابن خمسين مرّ عند حياةٍ = فيراها كأنّها أحلام
وابن ستّين صيّرته الليالي = هدفاً للمنون فهي سهام
وابن سبعين عمره قد كفاه = لا يبالي متى يكون الحمام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = بلغ الغاية التي لا ترام
وابن تسعين لا تسلني عنه = فابن تسعين ما عليه كلام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً = فهو حيٌّ كميّتٍ، والسّلام
والثلاثون قوة وشباب = وهيام ولوعة وغرام
فإذا زاد بعد ذلك عشر= فكمال وشدة وتمام
بارك الله فيك أخي أحمد الغنام ..
دائما تمتعنا بالطريف والمشوق.
بارك الله فيك أخي أحمد على إمتاعنا ومؤانستنا باختياراتك العذبة الجميلة، وبارك الله فيك أخي رعدا على إتمام ما تبقى.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:05 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
قصيد جميله حقا اشكرك غلى انتقائك لها وان كان ينقصها الاربعين
أخي الحبيب فائق لمرورك العذب حلاوة، بارك الله لك ونفع بك ..
كنت قد استأثرت بالأربعينيات لنفسي ولكن أصر عليها أخينا رعد جزاه الله خيراً.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:07 ص]ـ
اشكرك أخي أحمد على هذا الانتقاء الرائع
وقد أخذت نصيبي من الأبيات
بوركت على النصيب الحافل بالعطاء الخيّر أخي محمد ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:09 ص]ـ
والثلاثون قوة وشباب = وهيام ولوعة وغرام
فإذا زاد بعد ذلك عشر= فكمال وشدة وتمام
بارك الله فيك أخي أحمد الغنام ..
دائما تمتعنا بالطريف والمشوق.
كعادتك أخي رعد مرور مميز نفع الله بك، وشكراً على البيت المضاف، وسأنقله إلى القصيدة لتتم السنون.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 08:51 ص]ـ
وان مر أربعين عليه = فليقم بشكر رب الانام
بوركت أخي غندور فلقد سبقنا.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 08:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على إمتاعنا ومؤانستنا باختياراتك العذبة الجميلة، وبارك الله فيك أخي رعدا على إتمام ما تبقى.
عجباً من مرور للغيث عذب، فمرورك هو الجميل أخي الليث بوركت ونفعنا الله بك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 07:02 م]ـ
أخي أحمد إذا تكرمت علي بهذه الإضافة البسيطة على نفس الموضوع:
قال التميمي:
إذا كانت السبعون سنَّك لم يكن= لدائك إلا أن تموت طبيبُ
وإن امرأ قد سار سبعين حجة= إلى منهل من ورده لقريب
إذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم= وخُلِّفْت في قرن فأنت غريب
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل = خلوت فكل ولكن قل: عليَّ رقيب
البيان والتبيين 3/ 195
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 09:57 م]ـ
أخي أحمد إذا تكرمت علي بهذه الإضافة البسيطة على نفس الموضوع:
قال التميمي:
إذا كانت السبعون سنَّك لم يكن= لدائك إلا أن تموت طبيبُ
وإن امرأ قد سار سبعين حجة= إلى منهل من ورده لقريب
إذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم= وخُلِّفْت في قرن فأنت غريب
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل = خلوت فكل ولكن قل: عليَّ رقيب
البيان والتبيين 3/ 195
لنسأل الجمهور أخي محمد على الموافقة:)
من عندي الصفحة هي لك أخي الحبيب، وكل مايأتي من عندك
مقبول بل مشكور
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 11:07 م]ـ
ابيات جميله للشاعر عبد الغني النابلسي يصف حاله في الثمانين من عمره
وقد توفي وعمره تسعون عاما
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره = لأعتقه لما بلغت الثمانينا
فما وجدوا في الناس من عمرُهُ كذا = ولم يك معتوقاً فحيرتهم فينا
وقالوا إله الخلق أكرمُ معتقٍ = لعبد له في العمر شيءٌ وتسعونا
فماذا تظن الله يفعل بعد ذا = بعبد رقيق يخدم الشرع والدينا
فأفرحني ظني به أنه الذي = من النار في يوم القيامة ينجينا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:21 ص]ـ
ابيات جميله للشاعر عبد الغني النابلسي يصف حاله في الثمانين من عمره
وقد توفي وعمره تسعون عاما
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره = لأعتقه لما بلغت الثمانينا
فما وجدوا في الناس من عمرُهُ كذا = ولم يك معتوقاً فحيرتهم فينا
وقالوا إله الخلق أكرمُ معتقٍ = لعبد له في العمر شيءٌ وتسعونا
فماذا تظن الله يفعل بعد ذا = بعبد رقيق يخدم الشرع والدينا
فأفرحني ظني به أنه الذي = من النار في يوم القيامة ينجينا
بارك الله مرورك وجهدك المثري أخي فائق، دوماً تتحفنا بكل جميل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 01:10 ص]ـ
أخي أحمد إذا تكرمت علي بهذه الإضافة البسيطة على نفس الموضوع:
قال التميمي:
إذا كانت السبعون سنَّك لم يكن= لدائك إلا أن تموت طبيبُ
وإن امرأ قد سار سبعين حجة= إلى منهل من ورده لقريب
إذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم= وخُلِّفْت في قرن فأنت غريب
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل = خلوت فكل ولكن قل: عليَّ رقيب
البيان والتبيين 3/ 195
بارك الله أخي محمدا، وجل من لا يسهو
قال التَّيميُّ:
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل = خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 08:04 ص]ـ
بارك الله أخي محمدا، وجل من لا يسهو
قال التَّيميُّ:
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل = خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
مرور منك ياليث كريم، بوركت أخي الحيبب ..
سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ = ثَمانِينَ حَولاً لا أَبا لَكِ يَسأمِ
وَأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ = وَلكِنَّني عن عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
رَأَيْتُ الَمنايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَن تُصِبْ = تُمِتْهُ وَمِنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:03 ص]ـ
أخي أحمد إذا تكرمت علي بهذه الإضافة البسيطة على نفس الموضوع:
قال التميمي:
إذا كانت السبعون سنَّك لم يكن= لدائك إلا أن تموت طبيبُ
وإن امرأ قد سار سبعين حجة= إلى منهل من ورده لقريب
إذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم= وخُلِّفْت في قرن فأنت غريب
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل = خلوت فكل ولكن قل: عليَّ رقيب
البيان والتبيين 3/ 195
بارك الله أخي محمدا، وجل من لا يسهو
قال التَّيميُّ:
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل = خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
تحياتي أخي أحمد، ما قصدتُه من مروري الأخير أن صاحب الأبيات التي أوردها أخي محمد هو {التَّيميُّ} وليس {التميمي} والبيت الأخير فيه زيادة كلمة، وقد وضعت البيت بعد أن حذفت منه الكلمة الزائدة:
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل = خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
ومرة أخرى جل من لا يسهو
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:55 م]ـ
تحياتي أخي أحمد، ما قصدتُه من مروري الأخير أن صاحب الأبيات التي أوردها أخي محمد هو {التَّيميُّ} وليس {التميمي} والبيت الأخير فيه زيادة كلمة، وقد وضعت البيت بعد أن حذفت منه الكلمة الزائدة:
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل = خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
ومرة أخرى جل من لا يسهو
صحيح هو التيمي وليس التميمي
جل من لا يسهو
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 01:02 ص]ـ
صحيح هو التيمي وليس التميمي
جل من لا يسهو
وزيادة كلمة في البيت الأخير
أليس كذلكِ يا رفيف
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 01:08 ص]ـ
تحياتي أخي أحمد، ما قصدتُه من مروري الأخير أن صاحب الأبيات التي أوردها أخي محمد هو {التَّيميُّ} وليس {التميمي} والبيت الأخير فيه زيادة كلمة، وقد وضعت البيت بعد أن حذفت منه الكلمة الزائدة:
إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقُل = خلوتُ ولكن قُلْ: عَلَيَّ رقيبُ
ومرة أخرى جل من لا يسهو
صحيح هو التيمي وليس التميمي
جل من لا يسهو
وزيادة كلمة في البيت الأخير
أليس كذلكِ يا رفيف
بوركتما على التصحيح والمرور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 01:10 ص]ـ
عوف بن محمد الشيباني يقول من قصيدة في عبد الله بن طاهر:
يا ابن الذي دان له المشرقان = وألبس العدل به المغربان
إن الثمانين وبلغتها = قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 04:21 ص]ـ
من يجود علينا بالتسعين؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:32 م]ـ
من يجود علينا بالتسعين؟
أو بالمئة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 06:03 م]ـ
من يجود علينا بالتسعين؟
أو بالمئة
هذه لك أخي الحبيب ليث وهي التسعين وبعدها تأتي المائة،
قال عمرو بن قميئة:
كأنّي وقد جاوزتُ تسعين حجةً = خلعتُ بها عني عذار لجامي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 06:39 م]ـ
هذه لك أخي الحبيب ليث وهي التسعين وبعدها تأتي المائة،
قال عمرو بن قميئة:
كأنّي وقد جاوزتُ تسعين حجةً = خلعتُ بها عني عذار لجامي
فحل أخي أحمد
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 10:42 م]ـ
وهذه المائة
يقول ابن الرومي
وعش مائةً موفورةً في سعادةٍ = ونعماءَ لا يغتالُها نحسُ كوكبِ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 10:55 م]ـ
بوركت أخي أحمد فموضوعك كالعادة ممتع مميز .. وفقك الله وبارك بكل الإخوة المشاركين ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 11:43 ص]ـ
بوركت أخي أحمد فموضوعك كالعادة ممتع مميز .. وفقك الله وبارك بكل الإخوة المشاركين ..
شكر الله لك المرور الكريم كالعادة أخية ونفعنا بك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 12:01 م]ـ
اسمحوا لي بأن ازدكم انثى عشر ..
مَضَت مِئةٌ لِعامِ وُلِدتُ فِيهِ = وَعَشرٌ بَعدَ ذاكَ وَحِجَّتانِ
هل من مزيد؟؟
النّابِغَةِ الجَعدِيّ
54 ق. هـ - 50 هـ / 570 - 670 م
قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى.
شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة
لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام.
ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 01:48 م]ـ
موضوع أكثر من رائع
بارك الله فيك أستاذ أحمد على موضوعك الجميل وجزااك عليه كل خير ..
اسمح لي أن أشارككم بأبيات لشاعر بلغ من العمر ما قد بلغ حتى إذا ما فني الشباب وذابت القوة أخذ يرثو شبابه ويندب عمره الفاني قائلا
سقيا ورعيا لأيام الشباب وإن = لم يبق منه رسم ولا طلل
ليت المنايا أصابتني بأسهمها = فكن يبكين عهدي قبل أكتهل
عهد الشباب لقد أبقيت لي حزنا = ما جد ذكرك إلا جد لي ثكل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 02:31 م]ـ
[ color="purple"] أخذ يرثو شبابه ويندب عمره الفاني قائلا
نقول رثى فلان فلانا / يرثي
فهل يجوز أن نقول يرثو؟
وإن كان يجوز فما الفرق بين يرثي ويرثو؟
السؤال موجه للجميع
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 03:31 م]ـ
نقول رثى فلان فلانا / يرثي
فهل يجوز أن نقول يرثو؟
وإن كان يجوز فما الفرق بين يرثي ويرثو؟
السؤال موجه للجميع
هي يرثي
أخطأت بها مرة قبل ذلك وصححها لي الأستاذ الفاضل محمد سعد من قبل .. وأخطأت بها اليوم ( ops وقد صححتها لي حضرتك
وهذا من فضل الله علينا أن منّ علينا بالفصيح ومنّ علينا بأساتذة كرام نتعلم منهم ونستفيد:)
بارك الله فيك على تصحيحك لي الخطأ .. وجزااك الله خيرا:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 11:15 ص]ـ
اسمحوا لي بأن ازدكم انثى عشر ..
مَضَت مِئةٌ لِعامِ وُلِدتُ فِيهِ = وَعَشرٌ بَعدَ ذاكَ وَحِجَّتانِ
هل من مزيد؟؟
النّابِغَةِ الجَعدِيّ
54 ق. هـ - 50 هـ / 570 - 670 م
قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى.
شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة
لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام.
ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.
وهذا مثله قول لبيد:
أليس في مائة قد عاشها رجلٌ = وفي تكامل عشرٍ بعدها عمر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 12:59 م]ـ
هي يرثي
أخطأت بها مرة قبل ذلك وصححها لي الأستاذ الفاضل محمد سعد من قبل .. وأخطأت بها اليوم ( ops وقد صححتها لي حضرتك
وهذا من فضل الله علينا أن منّ علينا بالفصيح ومنّ علينا بأساتذة كرام نتعلم منهم ونستفيد:)
بارك الله فيك على تصحيحك لي الخطأ .. وجزااك الله خيرا:)
أختي الكريمة بارك الله فيك، أنا لم أصحح شيئا، كل ما في الأمر أنني قرأت في لسان العرب تحت جذر (رثا):
" .... ورَثى فلان فلاناً يَرْثيهِ رَثْياً ومَرْثِيَةً إِذا بكاهُ بعد مَوته قال فإِن مدَحَه بعد موته قيل رثَّاهُ يُرَثِّيه تَرْثِيةً ورَثَيْت الميّتَ رَثْياً ورِثاءً ومَرْثاةً ومَرْثِيةً ورَثَّيْته مَدَحْته بعد الموت وبَكَيْته ورثَوْت الميّت أَيضاً إِذا بكَيْته وعدَّدت محاسنه وكذلك إِذا نظَمْت فيه شعراً ورَثَت المرأَةُ بعْلها تَرْثِيه ورَثِيَتْه تَرْثاهُ رِثايَةً ....... "
وعليه طرحت سؤالي.(/)
|~ أَجمَلُ التَخاميس ~| "المُخَمسَات"
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعونا نضع في هذه الصفحة أجمل التخاميس
والتخميس هو: هو نمط من الصياغة الشعرية يقوم على استلهام قصيدة لشاعر سابق بنظم ثلاثة أشطار على وزن وقافية الشطر الأول من كل بيت من أبياتها واستكمال الشطرين الرابع والخامس بالبيت نفسه، وهذا ليس مماثلا للمعارضة الشعرية.
والأبيات القادمة ستوضح ذلك،،،
تخميس قصيدة ابن زيدون للشاعر سيد رضا الهندي
ساق المطايا بنا للشام حادينا = ولا محام لنا إلا أعادينا
لم يبق من إخوتي حام فيحمينا = أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وجار حكم الليالي بعدهم فينا
فسوف نقضي الليالي بعدهم أرقا = ونملأ القلب من تذكارهم حرقا
كنا جميعاً فأضحى جمعنا فرقا = سرعان ما عاد ذاك الشمل مفترقا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
هل ينجلي ليل همي عن صباحهمُ =وهل لهم غدوة عقبى رواحهمُ
وكيف والأرض فاضت من جراحهمُ= مَن مبلغُ الملبسينا بانتزاحهم
وجداً يبزُّ كرانا من مآقينا
كم من يدٍ بعدهم مُدَّت لتسلبنا = ستر الوجوه وضرب السوط جلببنا
وأظمأونا فعاد الدمع مشربنا = وقد خلعنا رداء الصبر أعقبنا
ثوباً من الحزن لا يبلى ويبلينا
يا من تفانوا إلى جنب الفرات ظما = وروَّوا البيض في يوم الكفاح دما
مضوا عطاشى ولكن روَّوا الخذما= ليسق عهدكم صوب الغمام فما
سقاكم النهر عذب الماء ظامينا
كنا وكنتم وكان العيش قد نعما = بكم وثغر الليالي كان مبتسما
كنا لكم يا أحباء النفوس كما = كنتم لأنفسنا أنفاسهنّ وما
كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
فالهمُّ طول الليالي لا يبارحنا = والذكر إن لا يماسينا يصابحنا
نال الشماتة فينا اليوم كاشحنا= بنتُم وبنَّا فما ابتلَّت جوانحنا
كلا ولا أورقت يوماً أمانينا
كنا ولا حادثات الدهر تطرقنا = ولا لياليه بالأرزاء ترمقنا
واليوم عادت سهام الخطب ترشقنا = بالأمس كنّا ولا يُخشى تفرقنا
واليوم نحن ولا يرجى تلاقينا
كم أنجم منكمو فوق الثرى ركدت = وكم بدور بأبراج الرماح بدت
وقد أفلتم وفيكم كربلا سعدت = حالت لفرقتكم أيامنا فغدت
سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 06:04 م]ـ
تخميس قصيدة المتنبي " عيد بأية حال " لشاعر الكويتي فهد العسكر
يا عيد عدت فأين الروض والعود = وا لهف نفسي وأين الراح والغيد
بل أين أحباب قلبي والمواعيد = عيد بأيّة حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
قلبي أسيرٌ وربّ البيت عندهم = قد حيل واحسرتا بيني وبينهم
أين المؤاسون فاض الكاس أين هم = أمّا الأحبّة فالبيداء دونهُم
فليت دونك بيداً دونها بيد
أوّاه ضاعف أحزاني شرابكما = شتّان شتّان ما بيني وبينكما
فخبّراني بحقّ اللَه ربّكما = يا ساقييّ أخمرٌ في كؤؤسكما
أم في كؤوسكما همّ وتسهيد
يا للتّعاسة لا الأوتار تطربني = بشدوها لا ولا الأنغام تؤنسني
فيا ندامى أمنكم من يخبّرني = أخصرةٌ أنا مالي لا تحرّكني
هذي المدام ولا تلك الأغاريد
بالأمس كانت قطوف الوصل دانيةً = واليوم أضحت لتعس الحظّ قاصية
وضاع عمري وما حقّقت أمنيةً = إذا أردت كميت الخمر صافية
وجدتها وحبيب النفس مفقود
يومي كأمسي وأمسي أوسد وغدي = يا دهر خفّف كفى ما ذقت لا تزد
ويا رفاقي اعذروني إن نفضت يدي = لم يترك الدهر من قلبي ومن كبدي
شيئا تتيّمه عين ولا جيد
فكم شكوت ولكن لم أجد أحدا = يصغي فأبكي وهل تروي الدموع صدى
وعشت لا أرتجي مالاً ولا ولدا = وكنت أروح مثر خازنا ويدا
أنا الغنيّ وأموالي المواعيد
وعشت بين أناس لا وعودهم = تشفي غليلا ولا تغني عهودهم
عميٌ وأطماعهم أمسَت تقودهم = جود الرجال من الأيدي وجودهم
من اللسان فلا كانوا ولا الجود
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 10:30 م]ـ
أشكرك على روعة أنتقائك أخي رسالة الغفران
وإن شاء الله سنتواصل معك
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:58 ص]ـ
وأنا معك أتابع عن بعد (ابتسامة)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:42 ص]ـ
أشكرك على روعة أنتقائك أخي رسالة الغفران
وإن شاء الله سنتواصل معك
بارك الله فيك يا عزيزي
متحمس بتواصلكم
وأنا معك أتابع عن بعد (ابتسامة)
لا انا ولا الاعضاء، لن نرضى بالمشاهدة البديعة، فاختياراتك دائما مميزة ورائعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:02 ص]ـ
تخميس قصيدة لسان الدين بن الخطيب لأحد بني صباغ
أيا جاهلا غره ما يفوت = و ألهاه حال قليل الثبوت
تأمل لمن بعد أنسٍ يصوت = بعدنا وإنَّ جاورنا البيوت
و جئنا بوعظ ونحن صموت
لقد نلت من دهرنا رفعة = تقضت كبرق مضى سرعة
فهيهات ترجوا لها رجعة = و أصواتنا سكنت دفعة
كهجر الصلاة تلاه تفوت
بدا لي من العز وجه شباب = يؤمل سيبي وبأسي يهاب
فسرعان مزق ذاك الإهاب = و مدت وقد أنكرتنا الثياب
علينا نسائجها العنكبوت
فآها لعز تقضي مناما = منحنا به الجاه دوما كراما
و كنا نسوس أموراً عظاما= و كنا عظاماً فصرنا عظاماً
و كنا تقوت فها نحن قوت
و كنا لذا الملك حلي الطلا = فآها عليه زماناً خلا
نعوض من جدة بالبلى = و كنا شموس سماء العلا
غربن فناحت علينا السموت
تعودت بالرغم صرف الليالي = و حملت نفسي فوق احتمالي
و أيقنت أنَّ سوف يأتي ارتحالي = و من كان منتظراً للزوال
فكيف يؤمل منه الثبوت
هو الموت يا ما له من نبا = يجوز الحجاب إلى من أبى
و يألف أخذ سنى الحبا = فكم أسلمت ذا الحسام الظبا
و ذا البخت كم جدلته البخوت
هو الموت أفضح من عجمةٍ = و أيقظ بالوعظ من نومةٍ
و سلى عن الحزن ذا حرقةٍ = فكم سيق للقبر في خرقةٍ
فتى ملئت من كساه التخوت
تقضى زماني بعيش خصيب = و عندي لذنبي انكسار المنيب
و ها الموت قد صبت مني نصيبي = فقل للعدا ذهب أبن الخطيب
و فات ومن ذا الذي لا يفوت
مضى أبن الخطيب كمن قبله = و من بعده يقتفي سبله
و هذا الردى ناثر شمله = فمن كان يفرح منهم له
فقل يفرح اليوم من لا يموت
هو الموت عم فما للعدا = يسرون بي حين دقت الردى
و من فاته اليوم يأتي غداً = سيبلي الجديد إذا ما المدى
تتابع آحاده والسبوت
أخي توخ طريق النجاة =و قدم لنفسك قبل الممات
و شمر بجد لمّا هو آتي = و لا تغترر بسراب الحياة
فإنك عما قريب تموت(/)
ما الغرض من تكرار الكلمات والمعاني في هذه الأبيات؟؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:00 م]ـ
ما الغرض من تكرار الكلمات والمعاني في هذه الأبيات؟؟ ...
قال المتنبي:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشى= قلاقل عيس كلهن قلاقل
قال الأعشى:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني= شاو مشل شلول شلشل شول.
قال صفي الدين الحلي:
يابلي البال قد بلبلت بالبلبال بالا= بالنوى زلزلتني والقلب بالزلزال زالا
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:25 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
هذا وان دل على شيء فهو يدل على أن اللغة العربية في اشتقاقها تعتبر من أعظم لغات العالم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:58 م]ـ
أخي رعد أليك ما جاء في بطون الكتب
شلشلة الأعشى،وسلسلة مسلم،وقلقلة المتنبي،وبلبلة الثعالبي
يقول الواحدي في شرح ديوان المتنبي:
سمعت الشيخ أبا منصور الثعالبي رحمه الله يقول: قال لي أبو نصر بن المرزبان: ثلاثة من رؤساء الشعراء شلشل أحدهم،وسلسلَ الثاني،وقلقلَ الثالث
أما الذي شلشل فالأعشى وهو من رؤساء شعراء الجاهلية قال:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبُعني ....... شاوٍ مشلٌّ شلول شلشلٌ شولُ
وأما الذي سلسل فمسلم بن الوليد وهو من رؤساء المحدثين وهو الذي قال:
سلَّت وسلت ثم سلَّ سليلُها ...... فأتى سليلُ سليلها مسلولا
وأما الذي قلقل فهو المتنبي وهو من رؤساء العصريين وهو الذي يقول:
فقلقلتُ بالهمّ الَّذي قلقلَ الحشا ....... قلاقلَ عيسٍ كلُّهنّ قلاقلُ
فبلبلْ أنت أيضا فقلت له أخشى أن أكون رابع الشعراء أعني قول من قال:
الشعراء فاعلمن أربعة:
فشاعرٌ يجري ولا يجرى معهْ
وشاعرٌ ينشدُ وسطَ المعمعةْ
وشاعرٌ من حقه أن تسمعه
وشاعرٌ من حقه أن تصفعه
فقال: بل لا تكون رابع الشعراء. قال: ثم قلت بعد حينٍ من الدهر:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ..... فانفِ البلابلَ باحتساءِ بلابل
هذه الأبيات - على جلالة أصحابها - معيبة
وإليكم تلك المجموعة من النصوص
يتيمة الدهر للثعالبي
تكرير اللفظ في البيت الواحد من غير تحسين
كقوله:
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
وقوله في هذه القصيدة:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيس كلهن قلاقل
قال الصاحب: وما زال الناس يستبشعون قول مسلم:
سلت وسلت ثم سل سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
حتى جاء هذا المبدع فقال:
وأفجع من فقدنا من وجدنا ... قبيل الفقد مفقود المثال
وأظن المصيبة في الراثي أعظم منها في المرثي.
سر الفصاحة ابن سنان الخفاجي
فأما قول أبي الطيب:
لك الخير غير رام من غيرك الغنى ... وغيري بغير اللاذقية لاحق
فلا خفاء بقبحه للتكرار وكذلك قوله:
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
لأنه ذكر الجهل خمس مرات وكرر بي فلم يبق من ألفاظ البيت ما لم يعده إلا اليسير. وأما قوله أيضاً:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيش كلهن قلاقل
غثاثة عيشى أن تغث كرامتي ... وليس بغث أن تغث المآكل
فقد اتفق له أن كرر في البيت الأول لفظة مكررة الحروف فجمع القبح بأسره في صيغة اللفظة نفسها ثم في إعادتها وتكرارها واتبع ذلك بغثاثة في البيت الثاني وتكرار تغث فلست تجد ما تزيد على هذين البيتين في القبح ولم يزل الناس على وجه الدهر منكرين قول امرئ القيس بن حجر:
ألا إنني بال على جمل بال ... يقود بنا بال ويتبعنا بال
وهو لعمري قبيح وإن كان بيت هذا الفن الذي لا غاية وراءه في القبح قول مسلم بن الوليد الأنصاري:
سلت وسلت ثم سل سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
ولولا أن هذا البيت مروي لمسلم وموجود في ديوانه لكنت أقطع على أن قائله أبعد الناس ذهناً وأقلهم فهماً وممن لا يعد في عقلاء العامة فضلاً عن عقلاء الخاصة، ولكنى أخال خطرة من الوسواس أو شعبة من البرسام عرضت له وقت نظم هذا البيت فليته لما عاد إلى صحة مزاجه وسلامة طباعه جحده فلم يعترف به ونفاه فلم ينسبه إليه وما أضيف هذا وأمثاله إلا إلى عوز الكمال في الخلقة وعموم النقص لهذه الفطرة
نضرة الإغريض في نصرة القريض
كما قال مسلم بنُ الوليدِ في صفةِ الخمْرِ:
سُلَّتْ وسُلّتْ ثم سُلَّ سَليلُها ... فأتى سَليلُ سَليلِها مسْلولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يريدُ أنّها سُلّتْ من كرمِها عِنَباً، ثم سُلّتْ من عِنَبِها خمراً، ثم سُلّتِ الخمرُ من دنِّها. وقيلَ بل أراد رقَّتَها وأنها قد صارتْ مسلولةً من السِّلِّ الذي هو العِلّة. وليس على قُبْحِ هذا البيت زيادة. وقد كان الأصمعيّ يستَبْشِعُ قولَ الشاعر:
فما للنّوَى، جَدَّ النّوى، قَطعَ النّوى ... كذاك النّوى قطّاعةٌ لوِصالِ
ويقول: لو سلّط الله على هذا البيت شاةً لأكلتْ نواهُ، وأراحتِ الناسَ منه.
الصناعتين لأبي الهلال
وقد جاء في أشعار المتقدمين من هذا الجنس نبذ يسير منه قول امرئ القيس:
وسنّ كسَّنيقٍ سناءَ وسنَّماً ... ذعرت بمدلاج الهجير نهوضِ
ولم يعرف الأصمعي وأبو عمرو معنى هذا البيت، وقال الأعشى:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبُعني ... شاوٍ مشلٌّ شلول شلشلٌ شولُ
تبعه مسلم بن الوليد، فقال:
سلّتْ وسلتْ ثم سلَّ سليُلها ... فأتى سليلُ سليلها مسلولا
وقال أبو الغمر يصف السحاب:
نسجته الجنوبُ وهي صناعٌ ... فترّقى كأنه حبشيُّ
وقرى كلَّ قريةٍ كان يق ... ريها قرىً لا يجف منه قريُّ
وهذا مستهجن لا يجوز لمتأخر أن يجعله حجة في إتيان مثله، لأن هذا وأمثاله شاذ معيب، والعيب من كل أحد معيب، وإنما الاقتداء في الصواب لا في الخطأ.
وقد قال بعض المتأخرين ما هو أقبح من جميع ما مر في قوله وليس من التجنيس:
ولا الضِّعف حتى يتبعَ الضّعف ضعفهُ ... ولا ضعفَ ضعفِ الضِّعفِ بل مثله ألفُ
وقوله:
فقلقلتُ بالهمّ الَّذي قلقلَ الحشا ... قلاقلَ عيسٍ كلُّهنّ قلاقلُ
البديع في نقد الشعر لأسامة بن منقذ
وكما قال الأعشى في قصيدته التي أولها:
ودع هريرة إن الركب مرتحل ..... وهي في غاية الفصاحة:
وقدْ غدوت إلى الحاناتِ يتبعني ... شاوٍ مشلّ شلولٌ شلشلٌ شولُ
سئل الأصمعي عن هذا البيت فقال: لا أعرف معناه.
ومنه قول مسلم في الخمر:
سلتْ وسلتْ ثم سلَّ سليلها ... فغدا سليلُ سليلها مسلولا
وتبعه أبو تمام في مثل هذا فقال يصف مطراً:
وقرى كلَّ قريةٍ كان يق ... ريها قرىً لا يجف منه قريُّ
جمع الغثانة والرثاثة والثقل والركاكة.
وقال أبو الطيب المتنبي:
وقلقلَ بالوجد الذي قلقلَ الحشا ... قلاقلَ همٍّ كلهنَّ قلاقلُ
فقال بعض البلغاء: إن الأعشى شلشل، وإن مسلماً سلسل، وإن المتنبي قلقل.
ولقد أحسن من قال:
إن حشو الكلام من لكنة ال ... مرء، وإيجازه من الإحسان
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:20 ص]ـ
ذكرتني بموضوع كتبته منذ زمن
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:21 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31206
سبقك بها أبو سهيل (ابتسامة)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:50 ص]ـ
أخي أبا سهيل
تحية واحترامًا وبعد
كل الشكر لك على الإشارة التي تقدمت بها بعد مشاركتي على ما جاء عند أخي رعد. وهي تستحق الاحترام. وللتوضيح لم اطلع على مشاركتك السابقة ولو اطلعت ما كتبت شيئا.
وأنا قلت ما جاء في بطون الكتب وهذا ما قرأته في أحد المواقع
كل المحبة فأنت أخ عزيز
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:52 ص]ـ
شكرا لك أخي " محمد سعد " هذا الشرح المفصل ...
وأعتقد أنك شرحتها في موضوع خاص سبق ...
لكن ما الذي دفع شعراء كبار أمثال الأعشى والمتنبي وصفي الدين الحلي وغيرهم من فحول الشعراء , بأن يأتوا بأبيات معيبة كتلك التي وردت , وما هي وجهة نظرهم فيها , وهل كانوا يرون فيها جمالا أو مميزات دفعتهم لقولها , أم أنها مجرد تلاعب في الألفاظ؟ ,
خصوصا وأن بعض هؤلاء الشعراء جاءوا في عصور لاحقة ورأوا ماجاء من نقد وتعييب لأبيات من سبقوهم.
ذكرتني بموضوع كتبته منذ زمن
نعم أخي أبا سهيل لقد تذكرته وهو لك حقا ...
بارك الله فيك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:02 ص]ـ
أخي رعد مَنْ سبق إلى ذلك هو أخي الاستاذ (أبو سهيل) وأنا نقلت ما جاء
ولذلك سأترك توضيح الإجابة لأخي أبي سهيل
وشكرا للجميع على التواصل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:43 ص]ـ
أخي رعد مَنْ سبق إلى ذلك هو أخي الاستاذ (أبو سهيل) وأنا نقلت ما جاء
ولذلك سأترك توضيح الإجابة لأخي أبي سهيل
وشكرا للجميع على التواصل
عذرا أخي الحبيب محمد سعد , الموضوع عام , ولم أقصد تقديم أحد على الآخر ,
تستطيع الرد , فالأدب ليس حكرا على احد.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:56 ص]ـ
أخي رعد كل الاحترام لك
ولكن الاحترام الآخر لأخي أبي سهيل
فهو صاحب الموضوع
ونتواصل معك إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:09 ص]ـ
أخي رعد كل الاحترام لك
ولكن الاحترام الآخر لأخي أبي سهيل
فهو صاحب الموضوع
ونتواصل معك إن شاء الله
بارك الله فيك ودمت أخا عزيزا ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:35 ص]ـ
السلام عليكم
متابع عن بعد، وتعليقي هو ذاته في موضوع أبي سهيل شلشلة الاعشى الخ ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:43 ص]ـ
أخي أبا سهيل
تحية واحترامًا وبعد
كل الشكر لك على الإشارة التي تقدمت بها بعد مشاركتي على ما جاء عند أخي رعد. وهي تستحق الاحترام. وللتوضيح لم اطلع على مشاركتك السابقة ولو اطلعت ما كتبت شيئا.
وأنا قلت ما جاء في بطون الكتب وهذا ما قرأته في أحد المواقع
كل المحبة فأنت أخ عزيز
أستاذي محمد
يعلم الله أنني لم أقصد شيئا
كل ما في الأمر أنني أشرت إلى الموضوع الذي كتبته راجيا أن تكون فيه زيادة تنفع
وأنا أيضا لم أزد على أن نقلت من بطون الكتب
ولعلك تسأل: إن كان هذا هدفك فلم كررت المشاركة؟
كل ما في الأمر أنني بعد أن وضعت الرابط تثاقل النت عندي جدا فضغطت على إضافة الرد مرتين فإذ بي أجد الرابط في مشاركتين فحاولت أن أتفادى التكرر فغيرت المشاركة الأولى
وتركت الرابط في المشاركة الثانية ووضعت تحته (سبقك أبو سهيل ابتسامة) ممازحا لك لا أكثر
ومع ذلك فأنا أعتذر ثم أعتذر ثم أعتذر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:59 ص]ـ
شكرا لك أخي " محمد سعد " هذا الشرح المفصل ...
وأعتقد أنك شرحتها في موضوع خاص سبق ...
لكن ما الذي دفع شعراء كبار أمثال الأعشى والمتنبي وصفي الدين الحلي وغيرهم من فحول الشعراء , بأن يأتوا بأبيات معيبة كتلك التي وردت , وما هي وجهة نظرهم فيها , وهل كانوا يرون فيها جمالا أو مميزات دفعتهم لقولها , أم أنها مجرد تلاعب في الألفاظ؟ ,
خصوصا وأن بعض هؤلاء الشعراء جاءوا في عصور لاحقة ورأوا ماجاء من نقد وتعييب لأبيات من سبقوهم.
نعم أخي أبا سهيل لقد تذكرته وهو لك حقا ...
بارك الله فيك.
لم يجب أحد على السؤال المطلوب ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 09:08 ص]ـ
وتركت الرابط في المشاركة الثانية ووضعت تحته (سبقك أبو سهيل ابتسامة) ممازحا لك لا أكثر
ومع ذلك فأنا أعتذر ثم أعتذر ثم أعتذر
أشكرك أخي أبا سهيل، أنت صاحب خلق رفيع
أخجلتني يا رجل، أنت أخ عزيز ولم يحصل ما يستحق الاعتذار
أدامك الله ذخرا للعربية وأهلها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 02:18 م]ـ
أخي رعد قد تجد الإجابة هنا
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31206
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 03:03 م]ـ
يتيمة الدهر للثعالبي
تكرير اللفظ في البيت الواحد من غير تحسين
كقوله:
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
وقوله في هذه القصيدة:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيس كلهن قلاقل
قال الصاحب: وما زال الناس يستبشعون قول مسلم:
سلت وسلت ثم سل سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
حتى جاء هذا المبدع فقال:
وأفجع من فقدنا من وجدنا ... قبيل الفقد مفقود المثال
وأظن المصيبة في الراثي أعظم منها في المرثي.
الغريب في الامر، ان الثعالبي لا يستحسن التكرير ولكنه بلبل، اليس هذا تناقضا،،!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 10:05 م]ـ
لماذا لا ندرس ما ورد من شلشلة وسلسلة وقلقلة وغيرها مما ورد في تكرار اللفظ والمعنى بطريقة أخرى؟ ..
لما لا تكن تلك الأبيات ألفت ونسبت لهؤلاء الشعراء , ..
وقد نسبت أحاديث كثيرة غير صحيحة وموضوعة للرسول الكريم:= , ..
على سبيل المثال!! ..
ما الذي يمنع مثل هؤلاء الذين تقولوا على الرسول الكريم:= من أن يتقولوا على الشعراء دون حرج ...
لماذا أخذت كل هذا الأشعار دون تنقيح ولا تخريج وتم تصديقها تلقائيا؟ ..
ألا ترون أن أشعار أمير المؤمنين سيدنا علي: r وأشعار الإمام الشافعي: r قد أختلف الكثير من الرواة في نسبها لأحدهم؟؟ ..
كذلك هناك قصائد كاملة نسبت لأكثر من شاعر بل لعدد كبير من الشعراء ..
إذا لماذا ألسقت هذه الأبيات بكل ثقة ودون تشكيك لهؤلاء الشعراء؟؟
ألا ترون أن الموضوع يحتاج لوقفة تأمل؟؟
حتى أن كثيرا من الأبيات نقلت بروايات مختلفة ..
مثال على ذلك قول كعب بن زهير في البردة ..
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول=متيم إثرها لم "يفد" مكبول
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول=متيم إثرها لم "يجز" مكبول
والغريب أن هذه القصيدة يفترض أن تكون قد نقلت بدقة أكثر من غيرها لكونها في مدح الرسول الكريم:= وقد ألقاها كعب أمام الرسول:= مباشرة.
وغيرها المئات بل الآلاف من القصائد التي نقلت بتغيير مفردات كثيرة من راو لآخر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:05 م]ـ
العَجزُ عَن دَركِ الإِدراكِ إدراكُ = وَالبُحثُ عَن سِرِّ ذاتِ السِرِّ إِشراكُ
علي بن أبي طالب: r
السؤال:
هل يعتبر هذا البيت معيب بسبب تكرار الأفاظ والمعاني؟؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:13 م]ـ
شكرا لكم جميعاً، وكتب الله أجركم.
ولكن يا رعاكم الله.
هذا البيت:ـ
تقلقلت بالهم الذي قلقل الحشى ****** قلاقل عيس كلهن قلاقل
أليس لبشار ابن برد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 10:29 م]ـ
شكرا لكم جميعاً، وكتب الله أجركم.
ولكن يا رعاكم الله.
هذا البيت:ـ
تقلقلت بالهم الذي قلقل الحشى ****** قلاقل عيس كلهن قلاقل
أليس لبشار ابن برد.
شكرا لك أخي هذه المداخلة الطيبة ..
لكنك لو قرأت جيدا تجد أنني قد شككت في نسب هذه الأبيات ..
فقد يكون القائل غير المتنبي وغير بشار بن برد أيضا ..
لماذا لا ندرس ما ورد من شلشلة وسلسلة وقلقلة وغيرها مما ورد في تكرار اللفظ والمعنى بطريقة أخرى؟ ..
لما لا تكن تلك الأبيات ألفت ونسبت لهؤلاء الشعراء , ..
وقد نسبت أحاديث كثيرة غير صحيحة وموضوعة للرسول الكريم:= , ..
على سبيل المثال!! ..
ما الذي يمنع مثل هؤلاء الذين تقولوا على الرسول الكريم:= من أن يتقولوا على الشعراء دون حرج ...
لماذا أخذت كل هذا الأشعار دون تنقيح ولا تخريج وتم تصديقها تلقائيا؟ ..
ألا ترون أن أشعار أمير المؤمنين سيدنا علي: r وأشعار الإمام الشافعي: r قد أختلف الكثير من الرواة في نسبها لأحدهم؟؟ ..
كذلك هناك قصائد كاملة نسبت لأكثر من شاعر بل لعدد كبير من الشعراء ..
إذا لماذا ألسقت هذه الأبيات بكل ثقة ودون تشكيك لهؤلاء الشعراء؟؟
ألا ترون أن الموضوع يحتاج لوقفة تأمل؟؟
حتى أن كثيرا من الأبيات نقلت بروايات مختلفة ..
مثال على ذلك قول كعب بن زهير في البردة ..
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول=متيم إثرها لم "يفد" مكبول
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول=متيم إثرها لم "يجز" مكبول
والغريب أن هذه القصيدة يفترض أن تكون قد نقلت بدقة أكثر من غيرها لكونها في مدح الرسول الكريم:= وقد ألقاها كعب أمام الرسول:= مباشرة.
وغيرها المئات بل الآلاف من القصائد التي نقلت بتغيير مفردات كثيرة من راو لآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 12:01 ص]ـ
ونضنضة الحضرمي.:)
بيضاء ناضرة بين النضار تضيفي= نضرة نظرت في ناضر النضر
إبراهيم الحضرمي.(/)
من القائل؟
ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:02 م]ـ
فان اصبت فلا عجب ولا غرر ... وان نقصت فان الناس ما كملوا
والكامل الله في ذات وفي صفة ... وناقص الذات لم يكمل له عمل
ـ[الوافية]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 05:11 ص]ـ
ألم يتخذها أستاذنا الأخفش توقيعا له؟!
اسأله وستجد الجواب الشافي.(/)
جرير والفرزدق يتفقان على من أشعر العرب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 09:11 م]ـ
سئل الفرزدق مرة: من أشعر العرب؟ فقال: بشر بن خازم؛ قيل له: بماذا؟ قال بقوله:
ثوى في ملحد لا بد منه =كفى بالموت نأياً واغترابا
ثم سئل جرير فقال: بشر بن خازم، قال: بماذا؟ قال: بقوله:
رهين بلى، وكل فتىً سيبلى =فشقي الجيب وانتحبي انتحاباً
فاتفقا على بشر بن أبي خازم كما ترى.
وهذه هي القصدة
1
- أسائلة عميرة عن أبيها =خلال الجيش تعترف الركابا
2 تؤمل أن أؤوب لها بنهب =ولم تعلم بأن السهم صابا
3 فإن أباك قد لاقى غلاما = من الأبناء يلتهب التهابا
4 وإن الوائلي أصاب قلبي =بسهم لم يكن يكسى لغابا
5 فرجي الخير وانتظري إيابي =إذا ما القارظ العنزي آبا
6 فمن يك سائلا عن بيت بشر = فإن له بجنب الرده بابا
7 ثوى في ملحد لا بد منه = كفى بالموت نأيا واغترابا
8 رهين بلى وكل فتى سيبلى =فأذري الدمع وانتحبي انتحابا
9 مضى قصد السبيل وكل حي =إذا يدعى لميتته أجابا
10 فإن أهلك عمير فرب زحف =يشبه نقعه عدوا ضبابا
11 سموت له لألبسه بزحف =كما لفت شآمية سحابا
12 على ربذ قوائمه إذا ما =شأته الخيل ينسرب انسرابا
13 شديد الأسر يحمل أريحيا =أخا ثقة إذا الحدثان نابا
14 صبورا عند مختلف العوالي =إذا ما الحرب أبرزت الكعابا
15 وطال تشاجر الأبطال فيها =وأبدت ناجذا منها ونابا
16 فعز علي أن عجل المنايا =ولما ألق كعبا أو كلابا
17 ولما ألق خيلا من نمير =تضب لثاتها ترجو النهابا
18 ولما تلتبس خيل بخيل =فيطعنوا ويضطربوا اضطرابا
19 فيا للناس إن قناة قومي =أبت بثقافها إلا انقلابا
20 هم جدعوا الأنوف فأوعبوها =وهم تركوا بني سعد يبابا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 10:23 م]ـ
قصية رائعا حقا أخي الحبيب " محمد سعد "
انتقاء مميز كما عهدنا منك دائما ..
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
وأضم صوتي لجرير والفرزرق.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:49 م]ـ
حقا انه شاعر باتفاق الشاعرين عليه
لقد اقتطفت من كتاب جمهرة اشعار العرب
مجمهرة بشر بن أبي خازم
لمَنِ الدّيَارُ غَشَيْتَها بالأنْعُمِ = تَغْدو مَعضالِمُها كَلَوْنِ الأرْقَمِ
لَعِبَتْ بِهَا رِيحُ الصَّبا فَتَنَكّرَتْ = إلاّ بَقِيّةُ نُؤْيِهَا المُتَهَدِّمِ
دارٌ لِبَيضَاءِ العَوَارِضِ طَفْلَةٍ = مَهْضُومَةِ الكَشْحَينِ رَيّا المِعْصَمِ
سَمِعَتْ بِنَا قوْلَ الوُشَاةِ فَأَصْبَحَتْ = صَرَمَتْ حِبَالَكَ في الخَليطِ المُشِئمِ
فظَلَلَتَ من فَرطِ الصّبابةِ والهَوَى = طَرِباً فُؤادُكَ مِثْلُ فِعْلِ الأهيَمِ
لولا تَسَلّي الهَمّ عَنْكِ بِجَسْرَةٍ = عَيْرَانَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكَدَمِ
زَيّافَةٍ بالرّحْلِ صادِقَةِ السُّرَى = خَطّارَةٍ تَنْفِي الحَصَى بِمُثَلَّمِ
سَائِلْ تَمِيماً في الحُرُوبِ وعامِراً = وهَلِ المُجَرِّبُ مِثْلُ مَنْ لَمْ يَعْلَمِ؟
غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ = يَوْمَ النِّسارِ، فَأَعْتَبُوا بالصّيْلَمِ
إنَّا إذا نَعَرُوا الحُرُوبَ بِنَعْرَةٍ = تُشْفَى صُدُورُهُمُ بِرَأْسِ مُصَدَّمِ
نَعْلُو الفَوارِسَ بِالسّيوفِ وَنَعْتَزِي، = والخَيْلُ مُشْعَلَةُ النّحُورِ مِنَ الدّمِ
يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ العَجَاجِ عَوابِساً = خَبَبَ السِّبَاعِ بِكُلّ أَكْلَفَ ضَيْغَمِ
مِنْ كُلّ مُسْتَرخي النِّجادِ، مُنازِلٍ، = يَسْمُو إلى الأقرانِ غَيْرَ مُقَلَّمِ
فَهَزَمْنَ جَمْعَهُمُ وأُفْلِتَ حَاجِبٌ = تَحْتَ العَجَاجَةِ في الغُبَارِ الأُقْتَمِ
وعلى عِقَابِهِمُ المَذَلّةُ أَصْبَحَتْ = نُبِذَتْ بِأَفْصَحَ ذي مَخَالِبَ جَهْضَمِ
أُقْصِدْنَ حَجْراً قَبْلَ ذلكَ والقَنَا = شُرَعٌ إلَيْهِ، وقد أَكَبَّ على الفَمِ
يَنْوِي مُحَأوَلَةَ القِيَامِ، وقد مَضَتْ = فيهِ مَخَارِصُ كلِّ لَدْنٍ لَهْذَمِ
وَبَنُو نَمِيرٍ قَدْ لَقِينَا مِنْهُمُ = خَيْلاً تَضُبّ لِثَاتُها للمَغْنَمِ
فَدَهَمْنَهُمْ دَهْماً بِكُلّ طِمِرّةٍ = وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَةِ مِرْجَمِ
وَلَقَدْ خَبَطْنَ بَني كِلابٍ خَبْطَةً = أَلْحَقْنَهُمْ بِدَعَائِمِ المُتَخَيِّمِ
وسَلَقْنَ كَعْبَاً قَبْلَ ذَلِكَ سَلْقَةً = بِقَناً تَعَاوَرُهُ الأكُفّ مُقَوَّمِ
حتى سَقَيْنَاهُمْ بِكَأْسٍ مُرّةٍ = مَكْرُوهَةٍ، حَسَواتُها كَالعَلْقَمِ
قُلْ للمُثَلَّمِ وابنِ هِنْدٍ بَعْدَهُ: = إن كُنْتَ رَائِمَ عِزّنَا فاسْتَقْدِمِ
تَلْقَ الذِي لاَقَى العَدُوُّ، وَتُصْبَحُ = كأساً، صُبَابَتُهَا كَطَعْمِ العَلْقَمِ
نَحبُو الكَتِيبَةَ حِينَ تَفْتَرِشُ القَنَا = طَعْنَاً كإلهابِ الحَرِيقِ المُضْرَمِ
وَلَقَدْ حَبَوْنَا عَامِراً مِنْ خَلْفِهِ، = يَوْمَ النِّسارِ، بِطَعْنَةٍ لَمْ تُكَلَمِ
مَرَّ السِّنانُ على أَسْتِهِ فَتَرَى بِها = مِنْ هَتْكِهِ ضَجماً كَشِدْقِ الأعْلَمِ
مِنّا بِشِجْنَةَ والذُّبَابِ فَوَارِسٌ = وَعَتَائِدٌ مِثْلُ السّوَادِ المُظْلِمِ
وَبِضَرْغَدٍ وَعَلى السّدِيرَةِ حَاضِرٌ، = وَبِذِي أَمَرّ حَريمُهُمْ لَمْ يُقْسَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 05:47 م]ـ
قصية رائعا حقا أخي الحبيب " محمد سعد "
انتقاء مميز كما عهدنا منك دائما ..
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
وأضم صوتي لجرير والفرزرق.
شكرا لك أخي رعد يكفينا مرورك، الذي يغني الموضوع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 05:51 م]ـ
أخي فائق شكرا على التواصل، وهي فعلا من المُجمهرات التي تستحق القراءة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 05:51 م]ـ
أخي فائق شكرا على التواصل، وهي فعلا من المُجمهرات التي تستحق القراءة(/)
مِنْ مُلَحِ الشعر وطُرَفِ الكلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 10:32 م]ـ
التشكك:
وهو من ملح الشعر وطرف الكلام، وله في النفس حلاوة وحسن موقع، بخلاف ما للغو والإغريق.
وفائدته الدالة على قرب الشبهين حتى لا يفرق بينهما، ولا يميز أحدهما من الآخر، وذلك نحو قول زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري =أقوم آل حصن أم نساء
فإن تكن النساء مخبئآت =فحق لكل محصنة هداء
فقد أظهر أنه لم يعلم أنهم رجال أم نساء، وهذا أملح من أن يقول: هم نساء، وأقرب إلى التصديق؛
وقال سلم بن عمرو الخاسر:
تبدت فقلت الشمس عند طلوعها =بجلد غني اللون عن أثر الورس
فلما كررت الطرف قلت لصاحبي =على مرية: ما ها هنا مطلع الشمس
فأنت ترى كيف موقع هذا الشك من اليقين؟ وكيف حلاوته في الصدر وقبوله؟؟ فإنه لو كان يقيناً ما بلغ هذا المبلغ.(/)
ماذا يفيد الشعر؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 11:14 م]ـ
قالت: أتُنْشِدُ والمدافعُ تضربُ = والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ؟
أتصوغ شعراً والرصّاص قصيدةً = ناريّةً، ألحانُها تتلهّبُ؟
أتُنمّق الشِّعر الجميلَ بصورةٍ = شعريةٍ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ؟
ماذا تفيد قصائد الشعر التي = تبكي، وناصيةُ الكرامةَ تُضْرَبُ؟
هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ مِعطفاً = يكسو الفقيرَ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ؟
هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ كِسْرةً = من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ تُوْهَبُ
وعباءةً تلتْف فيها حُرّةٌ = دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ
وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي على = حَسَكِ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ تَعْطَبُ
هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً = يأوى إليه الخائفُ المتغرّبُ
وانشُدْ به ظلّ الأمانِ لأسرةٍ = طُردتْ، فليس مِن التشّردِ مَهْرَبُ
ما قيمة الشعر الذي نهفو إلى = ألحانه، والقُدْسُ منّا تُسْلَبُ؟
والطفلُ في الساحاتِ، تحمل كفُّه = حجراً، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ؟
والشيخُ يرسم ظهرُه قوس الأسى = وفؤادُه مما رأى يتعذّبُ؟
هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ دارُه = فمضى وقد ضاق الفضاءُ الأَرْحَبُ؟
يا شاعرَ الفُصحى وعازف لحنِها = يا ليتَ شِعرَك، كيف هان المَطْلَب ُ؟
أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يدٍ = تُعطي، ومن قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ؟
أنسيتَ أنّ المعتدين تنمّروا = وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟
أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ، وبئسما = هيَ مِن يدٍ، بدم الضحايا تُخْضَبُ؟
تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً = فإلى متى تبكي الحروفُ وتندبُ؟
وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً = والمعتدي متطاولُ متوثّبُ؟
لو جُمِّعَتْ كلُّ الدواوين التي = كُتِبتْ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟
ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي = فيها المدافعُ والقنابلُ تخْطُبُ؟
ما قيمة الكلماتِ، والدّار التي = فيها الأحبّةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!
ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ الذي = فُتِحتْ له الأبوابُ لا يتهيّبُ؟!
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها = يا من تجيئُ بكَ الحروفُ وتذهبُ
أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى = ونداء قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا
لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا = هَجَرَ الموائد والولائمَ أشعبُ
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها = ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ
إن كان شعركَ سوف يَهزم باغياً = فاضربْ به المستوطنين ليهربوا
لقيتْ قصائدُكَ الحِسانُ أمانها = والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ
ماذا صنعنا باليهود،ونحن مِن = خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟
ماذا صنعنا، والقصائدُ لم تزلْ = تُلْقى ونحن بحفظها نتأدّبُ؟؟
اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف بالحصى = عَزْفاً، يَروقُ لسامعيه ويُعْجبُ
إنْ كان رأيُكَ في القصيدة صائباً = فالرّأْي في ذِهْنِ الحجارةِ أصْوَبُ
شكراً مُعاِتبَةَ القوافي، إنّما = يَشْقى بحسرته الذي لا يَعْتبُ
أشعلتِ أسئلةً، كأنّ حروفها = لهَبٌ إليَّ من الأسى يتسرّبُ؟
عاتبتني في الشعر وهو مشاعري = فاضتْ وصوّرها الحديثُ الأعذَبُ
عاتبتني والشعر بوْحٌ صادقٌ = والبَوْحُ عند المخلصين مُحبّبُ
أنسيتِ حسّانَ الرسول، وشعرُه = كالنّبْل نحو الكافرين يُصوَّب ُ؟
يُلقي قصائدَه الجيادَ، وحوله = جبريلُ يَدْعَمُ قوله ويُصوِّب ُ؟
أنسيتِ كَعْبَ الشعر وابنَ رواحةٍ = ممّن بهم طَعْمُ القوافي يَعْذُبُ؟
إنّي أُكَمِّلُ رحلةَ الشعر التي = بدأتْ هُنالِكَ حين شَعَّ الكوكبُ
حين استدار الدّهْرُ دَوْرَتَه التي = في ظلّها الميمونِ سار الموكبُ
حين التقى التكبير في ساح الوغى = بالشعر، وانتفض الحصانُ الأشهبُ
إِني أُكملُ يا معاتبتي بما = أنشدتُ، ما بدأ الرّعيل الأطيبُ
إنّي أُكملُ دور كلّ مجاهدٍ = بالشعر، طاب لِمَا يقول المَشْرَبُ
الفرقُ، يكمنُ في حقيقة أُمّتي = لمّا غَدَتْ في عصرنا تتذبذبُ
بالأَمسِ كان الشعر صوتَ جهادنا = واليوم أصبح في الجهاد يُرغِّبُ
بالأَمسِ كان الشعر يرسم فجرَنا = واليوم أثقل كاهليه المغربُ
شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها = جيشٌ يؤيدُّ ما تقول، ويُرْهَبُ
وقصيدةٍ تستنهضُ الهِمم التي = ضعُفتْ، وتدعو الغافلين وتطلب
شتّانَ بين الشعر، يُحمى ظهرهُ = ويُروّع الأعداء لمَّا يَغْضَبُ
والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه = إلا شعور الخائفين المُجدبُ
شتّان بين الشعر،يحمل فنّه = روح الهدى، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ
والشعر يسترخي على أوهامه = كهجينِ قومٍ، رأَْيهُ مُتقلّبُ
لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ = غربيّةٍ، وتخَنْفسوا وتَثعْلبوُا
لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً = في ظهر أُمتنا التي تتعذبُ
شكراً- معاتبة القوافي- واعلمي = أني على درب القوافي أتْعَبُ
بين المشاعر والقصائد لُحمةٌ = مهما نأتْ، فالوصلُ منها الأقربُ
لا تنكري أَثَرَ الكلامِ فإنه = أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ مُجَرّبُ
للمسجد الأقصى مَسامعُ مُنْصتٍ = ولنا منابعُ هِمّةٍ لا تنْضُب
إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ الِعدا = فغداً سيلقى الفاتحينَ يُرحبُ
منقولة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:30 ص]ـ
http://img444.imageshack.us/img444/4898/mnwa11ra1.gif
بارك الله فيك أخي أبا طارق على اختيارك العذب وانتقائك الرائع.
منطق الشاعر منطق جميل، وفلسطين بحاجة إلى الشعر الصادق ولكنها إلى المجاهدين أحوج.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:43 ص]ـ
لن ينفصل فعل الجهاد عن منطق الكلمة ..
كيفَ يُفهَم الجهاد دون كلمة: وجاهدوا ...
قصيدة من عيون الكلم .. شدتني حتى آخر حرف بها .. على الرغم مما شابَ بعض أبياتها من المباشرة، التي ربما لها ما يُبررها في مثل هذه المواضيع.
بارك الله بك يا أبا طارق ..
وحبذا لو أضفت إليها اسم الشاعر الذي نقلت عنه.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:45 ص]ـ
قالت: أتُنْشِدُ والمدافعُ ii تضربُ=والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ؟
أتصوغ شعراً والرصّاص ii قصيدةً=ناريّةً، ألحانُها تتلهّبُ ii؟
أتُنمّق الشِّعر الجميلَ ii بصورةٍ=شعريةٍ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ ii؟
ماذا تفيد قصائد الشعر ii التي=تبكي، وناصيةُ الكرامةَ ii تُضْرَبُ؟
هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ ii مِعطفاً=يكسو الفقيرَ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ ii؟
هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ ii كِسْرةً=من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ ii تُوْهَبُ
وعباءةً تلتْف فيها ii حُرّةٌ=دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ
وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي ii على=حَسَكِ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ ii تَعْطَبُ
هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً=يأوى إليه الخائفُ ii المتغرّبُ
وانشُدْ به ظلّ الأمانِ ii لأسرةٍ=طُردتْ، فليس مِن التشّردِ ii مَهْرَبُ
ما قيمة الشعر الذي نهفو ii إلى=ألحانه، والقُدْسُ منّا ii تُسْلَبُ؟
والطفلُ في الساحاتِ، تحمل ii كفُّه=حجراً، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ؟
والشيخُ يرسم ظهرُه قوس ii الأسى=وفؤادُه مما رأى ii يتعذّبُ؟
هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ ii دارُه=فمضى وقد ضاق الفضاءُ ii الأَرْحَبُ؟
يا شاعرَ الفُصحى وعازف ii لحنِها=يا ليتَ شِعرَك، كيف هان المَطْلَب ُ؟
أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يدٍ=تُعطي، ومن قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ ii؟
أنسيتَ أنّ المعتدين ii تنمّروا=وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟
أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ، وبئسما=هيَ مِن يدٍ، بدم الضحايا ii تُخْضَبُ؟
تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً=فإلى متى تبكي الحروفُ ii وتندبُ؟
وإلى متى تَطَأُ الثّرى ii مترفّقاً=والمعتدي متطاولُ متوثّبُ ii؟
لو جُمِّعَتْ كلُّ الدواوين ii التي=كُتِبتْ، لما ارتدع العدوّ ii المُذنبُ؟
ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي=فيها المدافعُ والقنابلُ ii تخْطُبُ؟
ما قيمة الكلماتِ، والدّار ii التي=فيها الأحبّةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!
ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ ii الذي=فُتِحتْ له الأبوابُ لا ii يتهيّبُ؟!
يا شاعر الفصحى وعازفَ ii لحنها=يا من تجيئُ بكَ الحروفُ ii وتذهبُ
أتعبتَ شعركَ في مواجهة ii الأسى=ونداء قومٍ في اللذائذ ii أسْهبُوا
لن يهجر القومُ الهوى إلاّ ii إذا=هَجَرَ الموائد والولائمَ ii أشعبُ
يا شاعر الفصحى وعازفَ ii لحنها=ما كلُّ لحنٍ في القصائد ii يُطربُ
إن كان شعركَ سوف يَهزم ii باغياً=فاضربْ به المستوطنين ii ليهربوا
لقيتْ قصائدُكَ الحِسانُ ii أمانها=والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ
ماذا صنعنا باليهود،ونحن مِن=خمسين عاماً في الوسائل ii نشجُبُ؟؟
ماذا صنعنا، والقصائدُ لم ii تزلْ=تُلْقى ونحن بحفظها ii نتأدّبُ؟؟
اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف ii بالحصى=عَزْفاً، يَروقُ لسامعيه ii ويُعْجبُ
إنْ كان رأيُكَ في القصيدة ii صائباً=فالرّأْي في ذِهْنِ الحجارةِ ii أصْوَبُ
شكراً مُعاِتبَةَ القوافي، ii إنّما=يَشْقى بحسرته الذي لا ii يَعْتبُ
أشعلتِ أسئلةً، كأنّ حروفها=لهَبٌ إليَّ من الأسى ii يتسرّبُ؟
عاتبتني في الشعر وهو ii مشاعري=فاضتْ وصوّرها الحديثُ ii الأعذَبُ
عاتبتني والشعر بوْحٌ ii صادقٌ=والبَوْحُ عند المخلصين ii مُحبّبُ
أنسيتِ حسّانَ الرسول، ii وشعرُه=كالنّبْل نحو الكافرين يُصوَّب ُ ii؟
يُلقي قصائدَه الجيادَ، وحوله=جبريلُ يَدْعَمُ قوله ويُصوِّب ُ؟
أنسيتِ كَعْبَ الشعر وابنَ رواحةٍ=ممّن بهم طَعْمُ القوافي يَعْذُبُ ii؟
إنّي أُكَمِّلُ رحلةَ الشعر ii التي=بدأتْ هُنالِكَ حين شَعَّ ii الكوكبُ
حين استدار الدّهْرُ دَوْرَتَه ii التي=في ظلّها الميمونِ سار ii الموكبُ
حين التقى التكبير في ساح ii الوغى=بالشعر، وانتفض الحصانُ الأشهبُ
إِني أُكملُ يا معاتبتي ii بما=أنشدتُ، ما بدأ الرّعيل ii الأطيبُ
إنّي أُكملُ دور كلّ مجاهدٍ=بالشعر، طاب لِمَا يقول ii المَشْرَبُ
الفرقُ، يكمنُ في حقيقة ii أُمّتي=لمّا غَدَتْ في عصرنا ii تتذبذبُ
بالأَمسِ كان الشعر صوتَ ii جهادنا=واليوم أصبح في الجهاد يُرغِّب ii ُ
بالأَمسِ كان الشعر يرسم ii فجرَنا=واليوم أثقل كاهليه ii المغربُ
شتّانَ بين قصيدةٍ، من ii خلفها=جيشٌ يؤيدُّ ما تقول، ii ويُرْهَبُ
وقصيدةٍ تستنهضُ الهِمم ii التي=ضعُفتْ، وتدعو الغافلين ii وتطلب
شتّانَ بين الشعر، يُحمى ii ظهرهُ=ويُروّع الأعداء لمَّا ii يَغْضَبُ
والشعر ليس وراءَ ظهر ii حروفه=إلا شعور الخائفين ii المُجدبُ
شتّان بين الشعر،يحمل ii فنّه=روح الهدى، وإلى الفضيلةِ ii يُنْسبُ
والشعر يسترخي على ii أوهامه=كهجينِ قومٍ، رأَْيهُ مُتقلّبُ
لومي الذين تلبّسوا ii بحداثةٍ=غربيّةٍ، وتخَنْفسوا وتَثعْلبوُا
لومي القصائدَ حين تُصبح ii خنجراً=في ظهر أُمتنا التي ii تتعذبُ
شكراً- معاتبة القوافي- ii واعلمي=أني على درب القوافي ii أتْعَبُ
بين المشاعر والقصائد ii لُحمةٌ=مهما نأتْ، فالوصلُ منها ii الأقربُ
لا تنكري أَثَرَ الكلامِ ii فإنه=أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ ii مُجَرّبُ
للمسجد الأقصى مَسامعُ ii مُنْصتٍ=ولنا منابعُ هِمّةٍ لا ii تنْضُب
إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ ii الِعدا=فغداً سيلقى الفاتحينَ ii يُرحبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:47 ص]ـ
آسف أخي أبا طارق قمت بتنسيق القصيدة دون أخذ الإذن منك
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 01:01 ص]ـ
آسف أخي أبا طارق قمت بتنسيق القصيدة دون أخذ الإذن منك
بارك الله فيك أخي محمدا على تنسيق القصيدة.
بدت الآن القصيدة بشكل أجمل وقراءتها أصبحت أسهل ولو حذفت الزوائد فيها
ii لغدت أروع.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 01:03 ص]ـ
لافض فوك أخي أبا طارق: ضربت فأصبت وأوجعت ..
بحثت عن كلام يقال فخجلتِ الحروف، هي قصيدة رائعة، بل مدفع حارق، كررت قراءتها فوجدتها تزداد جمالاً ونزداد خجلاً من أنفسنا، من مواقفنا، من حروفنا ..
هل أشعارنا كأشعار حسان؟؟ أم كعب؟ أم ابن أبي رواحة؟ تستنهض الهمم وتسمو بالروح والنفس؟
أم هي مسخ لنفوس ضعيفة، وقلوب ضيعت الإيمان والهمم ..
تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً=فإلى متى تبكي الحروفُ وتندبُ؟
وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً=والمعتدي متطاولُ متوثّبُ؟
لو جُمِّعَتْ كلُّ الدواوين التي=كُتِبتْ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟
ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي=فيها المدافعُ والقنابلُ تخْطُبُ؟
ما قيمة الكلماتِ، والدّار التي=فيها الأحبّةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!
ما قيمة الكلماتِ، واللّص الذي=فُتِحتْ له الأبوابُ لايتهيّبُ؟!
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها=يا من تجيئُ بكَ الحروفُ وتذهبُ
أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى=ونداء قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا
لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا=هَجَرَ الموائد والولائمَ أشعبُ
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها=ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ
إن كان شعركَ سوف يَهزم باغياً=فاضربْ به المستوطنين ليهربوا
لقيتْ قصائدُكَ الحِسان أمانها=والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ
ماذا صنعنا باليهود،ونحن مِن=خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟
ماذا صنعنا، والقصائدُ لم تزلْ=تُلْقى ونحن بحفظها ii نتأدّبُ؟؟
******
بالأَمسِ كان الشعر يرسم فجرَنا=واليوم أثقل كاهليه المغربُ
شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها=جيشٌ يؤيدُّ ما تقول، ويُرْهَبُ
وقصيدةٍ تستنهضُ الهِمم التي=ضعُفتْ، وتدعو الغافلين وتطلب
شتّانَ بين الشعر، يُحمى ظهرهُ=ويُروّع الأعداء لمَّا يَغْضَبُ
والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه=إلا شعور الخائفين المُجدبُ
شتّان بين الشعر،يحمل فنّه=روح الهدى، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ
والشعر يسترخي علىiأوهامه=كهجينِ قومٍ، رأَْيهُ مُتقلّبُ
لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ=غربيّةٍ، وتخَنْفسوا وتَثعْلبوُا
لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً=في ظهر أُمتنا التي تتعذبُ
شكراً- معاتبة القوافي- واعلمي=أني على درب القوافي أتْعَبُ
*****
لا تنكري أَثَرَ الكلامِ فإنه=أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ مُجَرّبُ
للمسجد الأقصى مَسامعُ مُنْصتٍ=ولنا منابعُ هِمّةٍ لا تنْضُب
إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ الِعدا=فغداً سيلقى الفاتحينَ يُرحبُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 01:41 ص]ـ
لافض فوك أخي أبا طارق: ضربت فأصبت وأوجعت ..
بحثت عن كلام يقال فخجلتِ الحروف، هي قصيدة رائعة، بل مدفع حارق، كررت قراءتها فوجدتها تزداد جمالاً ونزداد خجلاً من أنفسنا، من مواقفنا، من حروفنا ..
هل أشعارنا كأشعار حسان؟؟ أم كعب؟ أم ابن أبي رواحة؟ تستنهض الهمم وتسمو بالروح والنفس؟
أم هي مسخ لنفوس ضعيفة، وقلوب ضيعت الإيمان والهمم ..
تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً=فإلى متى تبكي الحروفُ وتندبُ؟
وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً=والمعتدي متطاولُ متوثّبُ؟
لو جُمِّعَتْ كلُّ الدواوين التي=كُتِبتْ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟
ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي=فيها المدافعُ والقنابلُ تخْطُبُ؟
ما قيمة الكلماتِ، والدّار التي=فيها الأحبّةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!
ما قيمة الكلماتِ، واللّص الذي=فُتِحتْ له الأبوابُ لايتهيّبُ؟!
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها=يا من تجيئُ بكَ الحروفُ وتذهبُ
أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى=ونداء قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا
لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا=هَجَرَ الموائد والولائمَ أشعبُ
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها=ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ
إن كان شعركَ سوف يَهزم باغياً=فاضربْ به المستوطنين ليهربوا
لقيتْ قصائدُكَ الحِسان أمانها=والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ
ماذا صنعنا باليهود،ونحن مِن=خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟
ماذا صنعنا، والقصائدُ لم تزلْ=تُلْقى ونحن بحفظها Ii نتأدّبُ؟؟
******
بالأَمسِ كان الشعر يرسم فجرَنا=واليوم أثقل كاهليه المغربُ
شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها=جيشٌ يؤيدُّ ما تقول، ويُرْهَبُ
وقصيدةٍ تستنهضُ الهِمم التي=ضعُفتْ، وتدعو الغافلين وتطلب
شتّانَ بين الشعر، يُحمى ظهرهُ=ويُروّع الأعداء لمَّا يَغْضَبُ
والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه=إلا شعور الخائفين المُجدبُ
شتّان بين الشعر،يحمل فنّه=روح الهدى، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ
والشعر يسترخي علىiأوهامه=كهجينِ قومٍ، رأَْيهُ مُتقلّبُ
لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ=غربيّةٍ، وتخَنْفسوا وتَثعْلبوُا
لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً=في ظهر أُمتنا التي تتعذبُ
شكراً- معاتبة القوافي- واعلمي=أني على درب القوافي أتْعَبُ
*****
لا تنكري أَثَرَ الكلامِ فإنه=أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ مُجَرّبُ
للمسجد الأقصى مَسامعُ مُنْصتٍ=ولنا منابعُ هِمّةٍ لا تنْضُب
إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ الِعدا=فغداً سيلقى الفاتحينَ يُرحبُ
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة على التنسيق الجميل للقصيدة، فالقصيدة رائعة وتستحق أن تلقى عناية فائقة من الجميع.
وكم هي رائعة تعليقاتك الأدبية المؤثرة، صدقا تعجبني تعليقاتك وأراها تكسب بعض المواضيع جمالا، أو تسلط الضوء على مواطن الجمال فيها، أو تستنهض الهمم وتوقظ المشاعر.
ليست مجاملة بل هي شهادة صادقة، وقد عبرت عن ذلك مرارا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:04 ص]ـ
شكراً لإطرائك أخ ليث أخجلتني هو لطف منك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 02:50 ص]ـ
بوركت على جميل النقل أخي الحبيب أبو طارق، حتى ماتراه كم من فصيح يتناوب على تعديلها وما ذاك إلا لجمالها! فلقد أتعبت من بعدك أخانا الحبيب ..
والقصيدة للعشماوي.
فالمعذرة منك ومن أخي محمد سعد السباق إلى الخير دوماً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 03:03 ص]ـ
بوركت على جميل النقل أخي الحبيب أبو طارق، حتى ماتراه كم من فصيح يتناوب على تعديلها وما ذاك إلا لجمالها! فلقد أتعبت من بعدك أخانا الحبيب ..
والقصيدة للعشماوي.
فالمعذرة منك ومن أخي محمد سعد السباق إلى الخير دوماً.
بارك الله فيك أخي أحمد على ما قمت به من تنسيق للقصيدة.
لقد قرأت في هذه القصيدة أسلوب العشماوي ولغته.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 03:51 ص]ـ
إنها للعشماوي ولا بد فهو فارس هذا المضمار
لم أكد أستكمل قراءتها حتى قلت هو العشماوي ورب الكعبة
وإليكم رائعة له أخرى تحكي عن جواد الشعر المجاهد
جواد شعرك في الميدان منطلق = وبين عينيه من إصراره ألق
صهيله نغم يصغي الزمان له = ونقعه لحجاب الشمس يخترق
وسرجه كلمات لا يخالطها = زيف ولا يرتمي في أحضانها نزق
تشدو حوافره لحنا يهش له = قلب التراب وتسترخي له الطرق
جواد شعرك يجري النور في دمه = وتشرئب إلى غاراته العنق
مسافر والأماني البيض لاهثة = وراءه وبحار الشوق تصطفق
إذا تلفت غنى فجر غرته = لحن الضياء وأرخى طرفه الغسق
وسافر الليل مبهورا وأعقبه = فجر تحفز لاستقباله الأفق
كتائب الأحرف البيضاء قادمة = يزفها قلم يزهو به ورق
يا عازف الحرف ما كل الشداة شدوا = ولا جميع القوافي ريحها عبق
كم شاعر جعل الإلحاد منهجه = تواثبوا نحوه بالشوق واعتنقوا
ساروا وفي دربهم وحل فإن وقفوا= غاصوا وإن حركوا أقدامهم زلقوا
أبناء جلدتنا لكنهم هجروا = وأهل ملتنا لكنهم مرقوا
وللشاعر محمود مفلح قصيدة تسابق في نفس المضمار بعنوان (هل يستوي الشعران؟)
ـ[أم أسامة]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 07:20 ص]ـ
وكل الحادثات وإن تناهت=فموصول بها فرج قريب. إلهي ..... أنت الكريم الذي لايخيب لديك أمل الآملين، ولا يبطل عندك شوق المشتاقين، اللهم أغث أمتي البائسة الفقيره, المتهالكة الغريقة اللهم أجعل السعي الحثيث إلى نجاح ربي عجل أغاثتنا وأرنا أثار رحمتك في رحاب الأقصى .... يا أرحم الراحمين. جزيت خيراًأبا طارق.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 04:12 م]ـ
ما أبهى حضوركم
سلمكم الله من كل سوء
لقد ذكرني العنوان ببيت من قصيدة للأستاذ الدكتور حبيب بن معلا, من قصيدة: استقالة شاعر. يقول في مطلعها:
لا الحرف حرفي ولا الأبيات أبياتي = ولا القصيد الذي غنيت من ذاتي
ثم يقول:
ما قيمة الشعر لا دنيا يهدهدها = وليس ينهد في الأخرى لمنجاةِ
ماذا جنينا من الشعرِ الذي بليت = أطرافه بوح أمواتٍ لأمواتِ(/)
بَيْنَ ... وبَيْن
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 02:13 ص]ـ
بين الجهل والعقل
قال الأصمعي: سمعت أعرابية تقول لرجل تخاصِمُه: واللّه لو صُوّر الجهل لأَظلم معه النهار، ولو صُوّر العَقْلُ لأضاء معه الليل، وإنك من أفضلهما لمعدم، فخَفِ الله، واعلم أنَّ من ورائك حَكَماً لا يحتاجُ المدَّعي عنده إلى إحضار البيّنة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 02:15 ص]ـ
بين الجبن والحزم
أتى قوم من العرب شيخاً لهم قد أَرْبى على الثمانين، وأَهدف على التسعين، فقالوا: إنَّ عدوَّنا استاق سَرْحَنا، فأَشِرْ علينا بما نُدْرِك به الثّأر، وننفي به العارَ، فقال: الضعف فسخ هِمّتي، ونكث إبرام عزيمتي، ولكن شاوروا الشجعان من ذوي العَزْم، والجبناء من ذوي الحزم؛ فإنَّ الجبان لا يَألو برأيه ما بَقِي مهجكم، والشجاع لا يألو برأيه ما يشيد ذكركم، ثم أخلصوا من الرأي بنتيجة تبعد عنكم معرَّة نقصِ الجبان، وتَهَوّر الشجعان، فإذا نجمَ الرأيُ على هذا كان أنفذ عَلَى عدوكم من السَهْم الصائب، والحُسَام القاضب.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 07:00 م]ـ
تتحفنا بكل جديد فبارك الله قيك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 07:15 م]ـ
تتحفنا بكل جديد فبارك الله قيك
أخي فائق شكرا على المتابعة(/)
من الإمتاع والمؤانسة (كاف الخطاب وتاء المواجهة)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 09:23 ص]ـ
من الليلة الأولى
قلت: يؤذن لي في كاف المخاطبة، وتاء المواجهة، حتى أتخلص من مزاحمة الكناية ومضايقة التعريض، وأركب جدد القول من غير تقية ولا تحاش ولا محاوبة ولا انحياش.
قال: لك ذلك، وأنت المأذون فيه، وكذلك غيرك، وما في كاف المخاطبة وتاء المواجهة? إن الله تعالى - على علو شأنه، وبسطه ملكه، وقدرته على جميع خلقه - يواجه بالتاء والكاف، ولو كان في الكناية بالهاء رفعةٌ وجلالةٌ وقدر ورتبة وتقديس وتمجيد لكان الله أحق بذلك ومقدماً فيه، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله - عليهم السلام - وأصحابه - رضي الله عنهم - والتابعون لهم بإحسان - رحمة الله عليهم - وهكذا الخلفاء، فقد كان يقال للخليفة: يا أمير المؤمنين أعزك الله، ويا عمر أصلحك الله؛ وما عاب هذا أحد، وما أنف منه حسيب ولا نسيب، ولا أباه كبيرٌ ولا شريف؛ وإني لأعجب من قومٍ يرغبون عن هذا وشبهه، ويحسبون أن في ذالك ضعةً أو نقيصةً أو حطاً أو زرايةً، وأظن أن ذلك لعجزهم وفسولتهم، وانخزالهم وقلتهم وضؤولتهم، وما يجدونه من الغضاضة في أنفسهم، وأن هذا التكلف والتجبر يمحوان عنهم ذلك النقص، وذلك النقص ينتفي بهذا الضلف؛ هيهات، لا تكون الرياسة حتى تصفو من شوائب الخيلاء ومن مقابح الزهو والكبرياء.(/)
ابن المقفع يصف صديقا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 01:43 م]ـ
قال ابن المقفع يصف صديقاً له:
"كان لِيْ أخ أعْظَم النَاسِ في عيني، وكانَ رأْسَ ما عظَّمه في عيني صغر الدنيا في عينيه، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يُكثر إذا وجد، وكان خارجاً من سُلطان لِسَانِه فلا يَقُول مالا يَعْلَمُ ولا يُماري فيما علم، وكان خارجاً من سُلْطَانِ الجَهَالةِ فلا يتقدَّمُ أبداً إِلاَّ على ثِقَةٍ بمنفعة، كان لا يَبْطَرُ عندَ نِعمة، ولا يَسْتكِينُ عند مُصيبة، وكان أكثر دهره صامتاً فإذا نطق بَذَّ الصامتين".
كيف يكون الصمتُ فضيلة مع أنه موقف سلبي؟
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 04:57 م]ـ
صدق والله ابن المقفع , تذكرتُ بيتاً شعرياً قالته ليلى بنت حسَّان بن ثابت:
مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا * كرام يُعاطون العشيرة سؤلها
- انتقاء جميل من شخص أجمل , أدام الله قلمك.
تحيتي لك ..
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 07:18 م]ـ
صدق والله ابن المقفع , تذكرتُ بيتاً شعرياً قالته ليلى بنت حسَّان بن ثابت:
مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا * كرام يُعاطون العشيرة سؤلها
- انتقاء جميل من شخص أجمل , أدام الله قلمك.
تحيتي لك ..
شكرا لك على الإضافة
وأنت أشد جمالا أخي ياسر
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 08:19 م]ـ
كيف يكون الصمتُ فضيلة مع أنه موقف سلبي؟
نعم أخي محمداً .. الصمت أحياناً فضيلة .. بل موقف إيجابي ..
إذا ذكرنا أن أكثر أهل النار من النساء والسبب حسب قول رسول الله:= هو ألسنتهن .. ولو ذكرنا كذلك أن المرء قد يلقي بالكلمة لايلقي لها بالاً ترمي به في نار جهنم سبعين خريفاً (كالغيبة والنميمة ورمي المحصنات العفيفات ونشر الفتنة والعداء بين المسلمين) ... وفي المقابل، لاننسى فضل كلمة الحق عند سلطان جائر .. و أن الكلمة الطيبة صدقة ... فالحكمة في استخدام اللسان هي التي تجعل من الكلام أو الصمت موقفاً إيجابياً أو سلبياً ..
وأذكر قول الرسول الكريم:=: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت فلو كان الصمت في موضعه سلبياً ما أمر المؤمنين به،
فما أجملها من صفات تلك التي يمتلكها صديق المقفع،
وفقك الله أخ سعد على هذا النقل والاختيار .. ودمت متألقاً ..
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 08:39 م]ـ
شكرا أختنا الباحثة، لقد قلت كلاما جميلا وهو يستحق الوقوف عنده.
إذا سمحت لي سأنقل كلاما عن " الصمت " جاء في البيان والتبيين
ونرى بعد ذلك:
أخذ أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بطرف لسانه وقال: هذا الذي أوردني المهالك "
وقال أعرابي يجالس الشعبي فيطيل الصمت، فسئل عن طول صمته فقال: " أسمع فأعلم، وأسكت فأغنم "
وللحديث بقية
ـ[الوافية]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 10:21 م]ـ
قال ابن المقفع يصف صديقاً له:
"كان لِيْ أخ أعْظَم النَاسِ في عيني، وكانَ رأْسَ ما عظَّمه في عيني صغر الدنيا في عينيه، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يُكثر إذا وجد، وكان خارجاً من سُلطان لِسَانِه فلا يَقُول مالا يَعْلَمُ ولا يُماري فيما علم، وكان خارجاً من سُلْطَانِ الجَهَالةِ فلا يتقدَّمُ أبداً إِلاَّ على ثِقَةٍ بمنفعة، كان لا يَبْطَرُ عندَ نِعمة، ولا يَسْتكِينُ عند مُصيبة، وكان أكثر دهره صامتاً فإذا نطق بَذَّ الصامتين".
كيف يكون الصمتُ فضيلة مع أنه موقف سلبي؟
نعم الصديق صديق ابن المقفع.
ولكن كيف نفهم وصفه له بأنه إذا نطق بذ الصامتين؟!
أليس من الأولى أن يبذ الناطقين؟!
اختيار جميل أستاذنا.(/)
نادرة من كتاب البخلاء للجاحظ:
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 01:51 م]ـ
نادرة من كتاب البخلاء للجاحظ:
قصة شيخٍ من أَهْلِ البَصْرَة
"
قال: اشتكيتُ أياماً صدري من سُعال كان أصَابني .. وكَرِهْتُ الكُلفةَ. ورجَوْتُ العافيةَ. فبينما أنا أدافع الأيام إذ قال لي بعضُ المُوَفَّقِينَ: عليكَ ماءَ النُّخالة فاحْسُه (1) .. فَحَسَوْتُ فإذا هو طيِّبٌ جداً، وإذا هو يَعْصِمُ (2) فما جُعت ولا اشتهيتُ الغذاء في ذلك اليوم إلى الظهر .. ثُمَّ ما فرَغْتُ من غذائي وغَسْلِ يدي حتى قارَبتُ العصر فلما قرُبَ وقت غذائي من وقت عشائيَ طويتُ العشاء وعرفت قصدي. فقلت للعجوز: لم لا تَطبُخِينَ لعيالنا في كل غَدَاةٍ نُخالة؟ فإنَّ ماءها جلاء (3) وقُوتها غِذَاء وعِصْمَه ثم تجَففين بعدُ النخالة فتعود كما كانت ".
ـــــــــــــــــــــ
(1) أشربه شيئا بعد شيء
(2) يمنع الجوع.
(3) الصقل النظافة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 02:45 م]ـ
نادرة لطيفة بارك الله فيك وسدد خطاك أخ محمد سعد
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 04:49 م]ـ
ما أروع نوادر الجاحظ , شكراً جزيلاً يا أخي محمد سعد
على الاختيار الرائع , والذائقة المتميزة.
تحيتي لك ...
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:28 م]ـ
نادرة طريفة جدا
ورب علاج صار غذاءً
لأول مرة أعلم أن النخالة تعود كما كانت
والآن فقط عرفت لماذا الباحثون عن الرشاقة يأكلون النخالة كنظام للتغذية
فسبحان الله!!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:36 م]ـ
نادرة لطيفة بارك الله فيك وسدد خطاك أخ محمد سعد
مشكورة أختي الباحثة على هذا المرور الذي يدل على متابعتك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:37 م]ـ
ما أروع نوادر الجاحظ , شكراً جزيلاً يا أخي محمد سعد
على الاختيار الرائع , والذائقة المتميزة.
تحيتي لك ...
أشكرك أخي ياسر أنت الذي تمتاز بذائقة رائعة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:55 م]ـ
نادرة طريفة جدا
ورب علاج صار غذاءً
لأول مرة أعلم أن النخالة تعود كما كانت
والآن فقط عرفت لماذا الباحثون عن الرشاقة يأكلون النخالة كنظام للتغذية
فسبحان الله!!
أشكرك أخي أحمد
فعلا أصبحت تستخدم للتنزيل الوزن
سبحان الله
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 06:58 م]ـ
جميلة جدا وأرجو ألا يأجذ بها البخلاء فيميتوا أطفالهم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 07:35 م]ـ
وانظر إلى مريم الصناع وتدبيرها الأمور
مريم الصنَّاع
زوجَّت ابنتها وهي بنت اثنتي عشرة سنة، فحلتها الذهب والفضة وكستها المروية والوشىْ والقزَّ والخزةَ وعلَّقت المعصفَر، ودقت الطيب، وعظمت أمرها في عين الختَن، ورفعت من قدرها عند الأحماء. فقال لها زوجها أنى لك هذا يا مريم؟ قالت: هو من عند الله قال: فدعى عنك الجُملة وهاتِ التفسير، والله ما كنت ذا مال قديماً ولا ورثته حديثاً وما أنت بخائنةٍ في نفسك ولا في حال بعلك، إلا أن تكوني قد وقعت على كنز. وكيف دار الأمر، فقد أسقطتِ عني مؤنة وكفيتني هذه النائبة. قالت: اعلم أني منذ يوم ولدتُها إلى أن زوَّجتُها كنتُ أرفع من دقيق كل عَجنة حَفنة وكنَّا - كما قد علمتَ - نخبزُ في كل يوم مرَّة، فإذا اجتمع من ذلك مكُّوكُ بغنُه.؟ قال زوجُها ثبَّت الله رأيك وأرشك، ولقد أسعد الله من كنت له سكناً، وبارك لمن جُعلتِ لهُ إلفاً. ولهذا وشبهه قال رسول الله صلى الله على وسلم: [من الذود إلى الذود إبل]. وإني لأرجو أن يخرج ولدكِ على عرقك الصالح، وعلى مذهبك المحمود. وما فرحي بهذا منك بأشد من فرحي بما يثبت بك في عقبى من هذه الطريقة المرضية.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 09:19 م]ـ
قال شيخ منهم: يا قوم، لا تحقروا صغار الأمور، فإن كل كبير صغير. ومتى شاء الله أن يعظم صغيراً عظمه، وأن يكثر قليلاً كثره. وهل بيوت الأموال إلا درهم إلى درهم؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 09:27 م]ـ
وانظر إلى مريم الصناع وتدبيرها الأمور
مريم الصنَّاع
زوجَّت ابنتها وهي بنت اثنتي عشرة سنة، فحلتها الذهب والفضة وكستها المروية والوشىْ والقزَّ والخزةَ وعلَّقت المعصفَر، ودقت الطيب، وعظمت أمرها في عين الختَن، ورفعت من قدرها عند الأحماء. فقال لها زوجها أنى لك هذا يا مريم؟ قالت: هو من عند الله قال: فدعى عنك الجُملة وهاتِ التفسير، والله ما كنت ذا مال قديماً ولا ورثته حديثاً وما أنت بخائنةٍ في نفسك ولا في حال بعلك، إلا أن تكوني قد وقعت على كنز. وكيف دار الأمر، فقد أسقطتِ عني مؤنة وكفيتني هذه النائبة. قالت: اعلم أني منذ يوم ولدتُها إلى أن زوَّجتُها كنتُ أرفع من دقيق كل عَجنة حَفنة وكنَّا - كما قد علمتَ - نخبزُ في كل يوم مرَّة، فإذا اجتمع من ذلك مكُّوكُ بغنُه.؟ قال زوجُها ثبَّت الله رأيك وأرشك، ولقد أسعد الله من كنت له سكناً، وبارك لمن جُعلتِ لهُ إلفاً. ولهذا وشبهه قال رسول الله صلى الله على وسلم: [من الذود إلى الذود إبل]. وإني لأرجو أن يخرج ولدكِ على عرقك الصالح، وعلى مذهبك المحمود. وما فرحي بهذا منك بأشد من فرحي بما يثبت بك في عقبى من هذه الطريقة المرضية.
نادرة طريفة وفكرة رائعة.
بارك الله فيك أخي محمدا على هذا الانتقاء العذب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 01:50 ص]ـ
حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام، قال: قلت مرة لجار كان لي من أهل خراسان: أعرني مقلاكم، فإني أحتاج إليه. قال: قد كان لنا مقلى ولكنه سرق.
فاستعرت من جار لي آخر، فلم يلبث الخراساني أن سمع نشيش اللحم في المقلى، وشم الطباهج. فقال لي كالمغضب: ما في الأرض أعجب منك: لو كنت خبرتني أنك خبرتني أنك تريده للحم أو لشحم لوجدتني أسرع! إنما خشيتك تريده للباقلى. وحديد المقلى يحترق إذا كان الذي يقلى فيه ليس بدسم. وكيف لا أعيرك إذا أردت الطباهج، والمقلى بعد الرد من الطباهج أحسن حالاً منه وهو في البيت!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 02:07 ص]ـ
معاذة العنبرية وشاتها الاقتصادية:
قال شيخ: لم أر في وضع الأمور مواضعها وفي توفيتها غاية حقوقها، كمعاذة العنبرية. قالوا: وما معاذة هذه؟ قال:
ـ أهدي إليها العام، ابن عم لها أضحية، فرأيتها كئبة حزينة مفكرة مطرقة، فقلت لها: مالك يا معاذة؟ قالت: أنا امرأة أرملة، وليس لي قيم (أي: من يقوم بأمرها)، ولا عهد لي بتدبير لحم الأضاحي، وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه، وقد خفت أن يضيع بعض هذه الشاة، ولست أعرف وضع جميع أجزائها في أماكنها، وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا في غيرها شيئاً لا منفعة فيه. ولكن المرء يعجز لا محالة. ولست أخاف من تضييع القليل إلا أنه يجر إلى تضييع الكثير.
ـ أما القرن فالوجه فيه معروف، وهو: أن يجعل منه كالخطاف ويسمر في جذع من أجذاع السقف فيعلق عليه الزبل (السلة)، والكيران، وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانير وبنات وردان (الصراصير)، والحيات وغير ذلك وأما المصران فإنه لأوتار المندفة، وبنا إلى ذلك أعظم الحاجة.
وأما قحف (العظم فوق الدماغ) الرأس والليحان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يعرق، ثم يطبخ فما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام وللعصيدة ولغير ذلك، ثم تؤخذ تلك العظام فيوقد بها، فلم ير الناس وقوداً قط أصفى ولا أحسن لهباً منه وإذا كانت كذلك فهي أسرع للقدر لقلة ما يخالطها من الدخان وأما الإهاب فالجلد نفسه جراب وللصوف وجوه لا تعد. وأما الفرث (أي: الزبل) والبحر فحطب إذا جفف عجيب.
ثم قالت: بقي الآن علينا الانتفاع بالدم، وقد علمت: أن الله عز وجل لم يحرم من الدم المسفوح إلا أكله وشربه. وأن له مواضع يجوز فيها ولا يمنع منها وإن لم أقع على علم ذلك حتى يوضع موضع الانتفاع به، صار كية في قلبي وقذى في عيني وهما لا يزالان يعوداني.
قال: فلم ألبث أن رأيتها قد تطلقت وتبسمت فقلت: ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي في الدم. قالت: أجل ذكرت أن عندي قدوراً شامية جدداً. وقد زعموا: أنه ليس شيء أزيغ ولا أزيد في قوتها، من التلطيخ بالدم الحار الدميم، وقد استرحت الآن، إذ وقع كل شيء في موقعه.
قال: ثم لقيتها بعد ستة أشهر، فقلت لها: كيف كان قديد تلك؟ قالت: بأبي أنت! لم يجيء وقت القديد بعد لنا في الشحم والإلية والجنوب والعظم المعرق وفي غير ذلك معاش ولكل شيء إبان(/)
000 الورقةُ الوَاحِدَةُ وَالثَلاثُونْ 000
ـ[ماجد سليمان]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:49 ص]ـ
الورقةُ الوَاحِدَةُ وَالثَلاثُونْ .. (رسالة أدبية)
ابنَةَ أمي وأبي:
الآن وبعد أن سَقَطت الورقة الواحدة والثلاثون من عمري، ويعد أن امتلأ وِعَاءُ حياتي من التجارب المقيتة، وقفت على جُرْف التساؤل، وأخذت الذكريات تَحْدُوا رَكْبَهَا نَحْوي، وكل ناقةٍ من نوقِ هذا الركب أرى من فوق سنامها أيامي العِجَاف، ولياليّ المدبرات بفرحها وحزنها.
ما أشد حنيني إلى الرجوع إلى الطفولة، وما أقسى سجن الكِبَر، فلو كانت الدنيا تؤخذ بالأمنيات، لتمنيت أن أبقى صغيراً، لتمنيت أن أعدو في شوارع طفولتي البريئة كما أريد، لا حسيب، ولا رقيب يرقبني بعينٍ تحاول اصطياد الذنب من طفلٍ لا يعرف من الذنب غير اسمه.
أين تلك الطفلة التي كنت أدفعها بعربتها الصغيرة في مساحات منزلنا المتواضع؟ والتي طال ما حَمَلتُهَا فوق أكتافي النحيلة، وأخذت أجري بها في محيط المنزل الأليف، أين تلك الطفلة التي ينفلق السرور على شفاهنا حين يَعُجُّ بالمكان ضَجِيجُهَا وَلَعِبُهَا.
ما أرحبَ تلك الطفولة وما أزهى أمانيها، وما أبها حُلَلَ البراءة عند الصغيرين وقتها، أطفال مهما حَقَن المجتمع عقولهم بالحقد والكُرْه، إلا أن قلب الطفولة لا يقبل حَقْنَاً بغير المودة والرحمة.
ما بالنا ضَجِرنا من الحياة، وسَئِمْنَا مُجَارَاتَ الأحداثِ المغيظة، هل هو ضعف مِنَّا أم حسرة على مرحلةٍ من عُمْرِنَا؟! إنصرمت وانتهى دَورُهَا القصير، تساؤلٌ لا جَوَابَ عليه إلا بمحاولة إغلاق دفاتر الماضي السقيمة
ماجد سليمان
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:11 م]ـ
رائعة رسالتك الأدبية أخي الكريم.
هكذا هو الإنسان، غارق في الأمنيات، ينتظر الرجولة بفارغ الصبر؛ فهي مرتع أحلامه، ثم يتمنى العودة للطفولة ذاكرا من الطفولة كل جميل.
بارك الله فيك أخي العزيز، وحبذا لو وضعت أعمالك الأدبية في منتدى الإبداع.
ـ[ماجد سليمان]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 09:05 ص]ـ
الاستاذ: ليث بن ضرغام
:
اسعدني كثيرا مرورك الكريم
:
تحياتي
ـ[نزار جابر]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 12:00 م]ـ
ما أروع هذه الرسالة وما تحويه من كلمات
بوركت هذه الكلمات وبورك مداد قلمك أستاذنا(/)
000 مُصَلِّي في مِحرَابِ النَجَاسة 000
ـ[ماجد سليمان]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:09 م]ـ
مُصَلِّي في مِحرَابِ النَجَاسة ..
دور النشر العربية تغذي بطون المكتبات في كل يوم من الغثِّ،والسمين، والجيد، والرديء، والحسن، والقبيح، حتى غَصَّت بهذه الإصدارات حلوق المكتبات، وعجزت عن حملها الأرفف البائسة.
فهذا أمرٌ يتأرجح بين الإيجابي والسلبي، ففي العام المنصرم زرت العديد من المكتبات الكبيرة الخاصة لأنه لم تطأ قدمي سيراميك المكتبات الحكومية المتكسر وذلك لقناعتي الشخصية بتدني مستوى المكتبات الحكومية.
وقد مررت بالكثير من دور النشر، ومعارض الكتاب، وبالذات معرض الكتاب في الرياض، فاطلعت، وتصفحت، وقرأت بعض الصفحات في بعض الكتب، والإصدارات التي لوت عنق التعجب، والاستغراب من ما تحمل في بطونها من عفن الكتابة، وسوء منقلب أصحابها، فعجبت لسهولة دخول مثل هذه الروايات، والقصص القصيرة، والدواوين التي تضم بين دفتيها العفن الأدبي، والفكر المنحط من المشاهد الجنسية الحقيرة، والجُمَل التي تحمل في رحمها ألفاظ الكفر والعُهر، وَيْحَكُم من أدباء هل تظنون القارئ المسلم مؤيدٌ سيستقبل ما تكتبون، أما سمعتم أو قرأتم قول الشاعر:
وما من كاتبٍ إلا سَيَفْنَى
ويبقي الدهرُ ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ
يَسُرُّكَ في القيامة أن تراهُ
هل تظنون أن القارئ الواعي المدرك سيخاطر بمكتبته المنزلية حتى يقذف فيها قطعة من نجاساتكم الفكرية، هيهات فلا أظن قارئاً مسلماً متزناً سيقتني مثل هذه الكتب، ولو حصل هذا فلا عَجَبَ أنه صار كالمصلِّي في محراب النجاسة، رسالة أَخُصُّ به المسئولين في وزارة الإعلام بأن يتقوا الله فيما يصل إلينا من الكتب، والإصدارت التي لا تُشِّرف الأدباء المسلمين.
ماجد سليمان
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي ماجد على روعة إنشائك، وصدق عباراتك مما يعني أنك صاحب ذوق أدبي أصيل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 12:43 م]ـ
ما سأقوله لا ينقص من روعة أسلوبك، ولا يمس قدرتك الأدبية المتميزة.
ما رأيك لو قلنا مصلٍّ في محراب النجاسة، وأدغمنا من وما لتصبح مما.
بارك الله فيك أخي سليمان
ـ[أم أسامة]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 02:39 م]ـ
مرحباً بك أخي في الفصيح
لك جزيل الشكر على صدق طرحك.
ـ[ماجد سليمان]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 09:04 ص]ـ
الاستاذ: ليث بن ضرغام
:
اسعدني كثيرا مرورك الكريم
:
وملاحظاتك أتشرف بها وهي في القلب قبل العقل
:
تحياتي
ـ[نزار جابر]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 12:05 م]ـ
موضوع رائع حقا ويلامس الواقع
بوركت(/)
أستودعكم الله الذي لاتخيب ودائعه!!!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 01:34 م]ـ
أستودعكم الله الذي لاتخيب ودائعه!!!
أنا ذاهب للإجازة الصيفية؛
لقضائها في بلدي الحبيب سوريا ..
وفي مدينتي الغالية دير الزور ..
وفي مكتبتي الخاصة الأثيرة على قلبي ..
ولا أعلم مدى صلاحية النت في بلدي
ولذلك؛ لعلي انقطع عنكم أكثر من شهرين!!
وأتمنى منكم إن كنت قصرت في حق أحدكم
أو ضايقت واحدا منكم
سامحوووووني
واذكروني بكل خير
استودعكم الله الذي لا تضيع، ولا تخيب عنده الودائع ..
ودمتم سالمين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 01:42 م]ـ
في رعاية الله وحفظه
لم نر منك يا شيخنا إلا كل خير، ويعز علينا فراقك فقد كنت لنا مرشدا ومعلما، سنفتقدك كثيرا.
إلى اللقاء يا شيخنا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 02:13 م]ـ
حفظك الله يادكتور
في حلك وترحالك
وما عهدنا عنك إلا كل خير
أوجعتنا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 02:27 م]ـ
أستاذنا الدكتور المحترم مروان:
وبلدك سورية ترحب بابنها البار، وسعادتنا لاتوصف حتى لو لم نكن نراك بعودتك إلى رحاب الوطن الأم، ونفخر ونعتز بكونك من أهلها، أديب مسلم غيور على دينه وبلده وعروبته، لا عدمت البلاد أمثالك ..
ولا أنسى اعتزازي بأني من أبناء هذا الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج ..
أهديك يادكتور قصيدة الزركلي ترحيباً بك في وطنك الأم:
العين بعد فراقها الوطنا=لاساكنا ألفت ولا سكنا
ريانة بالدمع أقلقها=ألا تحس كرى ولا وسنا
كانت ترى في كل سانحة=حُسْنا فباتت لاترى حَسَنا
والقلب لولا أنة صعدت=أنكرته وشككت فيه أنا
ليت الذين أحبهم علموا=وهمو هنالك مالقيت هنا
ماكنت أحسبني مفارقهم=حتى تفارق روحي البدنا
ياموطناً عبث الزمان به=من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قد كان لي بك عن سواك غنى=لاكان لي بسواك عنك غنى
ماكنت إلا روضة أنفاً=كرمت وطابت مغرساً وجنا
عطفوا عليك فأوسعوك أذىً= وهم يسمون الأذى مننا
وحنوا عليك فجردوا قضبا=مسنونة وتقدموا بقنا
ياطائرا غنى على فنن=و (النيل) يسقي ذلك الغصنا
زدني وهج ماشئت من شجني=إن كنت مثلي تعرف الشجنا
أذكرتني مالست ناسيه=ولربّ ذكرى جددت حزنا
أذكرتني (بردى) وواديه=والطير آحاداً به وثُنى
وأحبة أسررت من كلفي=وهواي فيهم لاعجاً كمِنا
كم ذا أغالبه ويغلبني=دمع ٌإذا كفكته هتنا
لي ذكريات في ربوعهم=هن الحياة تألقاً وسنى
إن الغريب معذبٌ أبداً=إن حل لم ينعم وإن ظعنا
لو مثلوا لي موطني وثنا=لهممت أعبد ذلك الوثنا
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 02:55 م]ـ
سنشتاق إليك شيخنا الفاضل
وأسأل والله يحفظك ويرعاك
وألا يحرمنا طلتك علينا
في حفظ الله ورعايته
ـ[الوافية]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 04:12 م]ـ
في رعاية الباري وحفظه ياشيخنا الفاضل, نسأل الله لكم الصحة والعافية.
لا أوحش الله المرابع منكم.
إجازة سعيدة بإذن الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 10:36 م]ـ
أستودعكم الله الذي لاتخيب ودائعه!!!
أنا ذاهب للإجازة الصيفية؛
لقضائها في بلدي الحبيب سوريا ..
وفي مدينتي الغالية دير الزور ..
وفي مكتبتي الخاصة الأثيرة على قلبي ..
ولا أعلم مدى صلاحية النت في بلدي
ولذلك؛ لعلي انقطع عنكم أكثر من شهرين!!
وأتمنى منكم إن كنت قصرت في حق أحدكم
أو ضايقت واحدا منكم
سامحوووووني
واذكروني بكل خير
استودعكم الله الذي لا تضيع، ولا تخيب عنده الودائع ..
ودمتم سالمين
إلى معلمي وصديقي الحبيب " دكتور مروان "
أدامه الله وحفظه , وأعاده لنا سالما غانما ...
أرجو أن لا يطول البعاد , أتمنى لك إجازة ملؤها السعادة والهناء.
أخو السَّرو من آل الفرات وكلُّهُمْ = سَراةٌ ولكن للسَّراةِ سَراةُ
يدُ الله يا آل الفرات عليكُمُ = وأيديكُمُ بالعرفِ منهمراتُ
تَحلّ أياديكم بحقٍ وإنها = لديكم بلا حق لمُحتقَراتُ
بِفَيض فَضلِكَ يَحيى العلمُ وَالأَدَبُ = وَبِإِسمكَ اليَوم أَضحتَ تَفخرُ الكُتُبُ
فَمِن سَنى فَكرِكَ التَهذيبُ مُنتَشِرٌ = وَمِن ضَيا فَهمِكَ الإِرشادُ مُنسَكِبُ
يا أَيُّها الكَوكَبُ العالي الَّذي رَقَصت = لَهُ المَعالي وَخَرَّت دونَهُ الشُهُبُ
ما زالَ يَكسبُ مِنَ الشَرقُ رَونَقَهُ = حَتّى إِنجَلى وَاِنجَلَت عَن وَجهِهِ السُحُبُ
لَو لَم يَكُن رَشف الأَفراح مِنكَ لَما = أَهدى الصَباح ضَحوكاً وَهُوَ يَلتَهِبُ
==============================
صَدِيقِي لاَ تَبْعَدْ فَمَا أَنَا مُبْتَغٍ = مِنَ الْعَيْشِ إِنْ تَبْعَدْ وَمَا أَنا مُتَّقِ
ذَكَاءٌ لَهُ لَمْعُ الْوَمِيضِ إِذَا وَرَى = فَأَشْرَقَ فِي جَوْنٍ مِنَ السُّحْبِ مُطْبِقِ
وَمَعْنىً كَتَفْتِيحِ الأَزَاهِرِ بَهْجَةً = وَلَفْظٌ كَمَاءِ الْجَدْوَلِ المُتَرَقْرِقِ
وَلُطْفُ حَدِيثٍ يُطْرِبُ السَّمْعَ آخِذٌ = لِكُلِّ طَرِيفٍ يَشْرَحُ الصَّدْرَ مُونِقِ
___________________________________
معلمي لست بالناسي جميلك ما = عرفت في لغتي معنى لعرفان
هيهات أنسى ليالينا التي طويت = بين الكتابين قاموس وديوان
وأنت تطبع في ذهني العلوم كما = لو رحت تنقشها نقشاً بصفوان
===========================
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:21 م]ـ
أستودعكم الله الذي لاتخيب ودائعه!!!
أنا ذاهب للإجازة الصيفية؛
لقضائها في بلدي الحبيب سوريا ..
وفي مدينتي الغالية دير الزور ..
وفي مكتبتي الخاصة الأثيرة على قلبي ..
ولا أعلم مدى صلاحية النت في بلدي
ولذلك؛ لعلي انقطع عنكم أكثر من شهرين!!
وأتمنى منكم إن كنت قصرت في حق أحدكم
أو ضايقت واحدا منكم
سامحوووووني
واذكروني بكل خير
استودعكم الله الذي لا تضيع، ولا تخيب عنده الودائع ..
ودمتم سالمين
أسأل الله أن ييسر لك الأمور كلها، ولكن ثق أننا ننتظرك على أحر من الجمر
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:26 م]ـ
عمّنا مروان
في أمان الله وحفظه
لاتنسنا في قطعة أدبيّة في دير الزور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 11:28 م]ـ
حفظك الباري في حلك وترحالك ,نسأل الله لكم الصحة والعافية. والعودة قريبا إن شاء الله
يَا سَيِّدِي لاَ تَعْتَقِدْ أنَّنِي = عَنْكُمْ تَأخَّرْتُ لضيقِ المَقَامْ
وَإنَّمَا الأيَّامُ تُولِي الفَتَى = فيما يُرَجِّيه بعَكْسِ المَرَامْ
فَاحْلُمْ على الجَانِي وَلاَ تُقْصِهِ = لأنَّكُمْ أهْلٌ الوَفَا وَالذِّمَامْ
وَفِي غَدٍ إنْ شَاءَ رَبُّ العُلَى = أسْتَغْنِمُ اللُّقْيَا بِكُمْ وَالسَّلاَمْ
.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 08:47 م]ـ
فَرَاقَ فِراقُ الروح لي بعد بعدكم = ودار برسم الدار في خاطري الفكر
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 11:52 م]ـ
إجازة طيبة وعودة ميمونة إلى المنتدى أخي مروان، فقد استفدنا كثيرامن موضوعاتك،دمت أخا والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:33 ص]ـ
في أمان الله وحفظه ورعايته ....
حفظكم الله وأدام عليكم الصحة والعافية ..
نتمنى لكم اجزة طيبة وعودا حميدا ..(/)
قالوا في وصف الداء
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 07:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال أحد الشعراء واصفا ألم الحمى .. عافاكم الله وعافانا منها
وبنت المنية تنتابني = هدوا وتطرقني سُحْرَهْ
كأنّ لها ضرما في الحشا = وفي كل عضو لها جمره
لها قدرةٌ في جسوم الأنام = حباها بها الله ذو القدره
وطورا ألقبها سخنة= وطورا ألقبها فتره
وصرت إذا جعت يوما ظللت =كأن على كبدي شفره
ويربو الطحال إذا ما شبعت= فتعلو الترائب والصدره
وأمسي كأنيَ من معدتي = لبست الثياب على زكره
إذا ما رأيت امرءا مطلقا= له الأكل تخنقني العبره
كأني في منزلي مخصبا= ببلقعة جدبة قفره
ـ[عربي سوري]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 08:04 م]ـ
أيضا أذكر قصيدة المتنبي
وزائرتي كأن بها حياء .............. فليس تزور إلا في الظلام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 08:17 م]ـ
وقال المتنبي في وصف الحمى:
وزائرتي كأن بها حياء = فليس تزور إلا في الظلام
فرشت لها المطارف والحشايا = فعافتها ونامت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها = فتوسعه بأنواع السقام
إذا ما فارقتني .. غسّلتني = كأنا عاكفان على حرام!
كأن الصبح يطردها فتجري = مدامعها بأربعة سجام
أراقب وقتها من غير شوق = مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شر = إذا ألقاك في الكرب العظام
أبنت الدهر عندي كل بنتٍ = فكيف وصلت أنت من الزحام
جرحت مجرحاً لم يبق فيه = مكان للسيوف ولا السهام
ألا ياليت شعر يدي أتمسي = تَصَرَّفُ في عِنان أو زمام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 08:21 م]ـ
وحذا السّراج الورّاق حذو المتنبي فقال:
وزائرتي وليس بها احتشامٌ = تزور ضحىً وتطرق في المنام
بها عهرٌ وليس لها عفافٌ = عن الشّيخ الكبير ولا الغلام
إذا طرقت أعاذ الله منها = سلوت عن الكرائم والكرام
لها في ظاهري حرٌ وبردٌ = بقلبي والفتور ففي العظام
تلهوج نارها لحمي طعاما = وتشرب من دمي صرف المدام
وأصوات الغناء لها أنيني = فما تنفك من هذا المقام
إذا ما فارقتني غسّلتني = لأني قد وصلت إلى حمامي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 08:24 م]ـ
وزائرةٍ تزور بلا رقيب = وتنزل بالفتى من غير حبّه
تبيت بباطن الأحشاء منه = فيطلب بعدها من عظم كربه
وتمنعه لذيذ العيش حتّى = تنغّصه بمطعمه وشربه
أتت لزيارتي من غير وعدٍ = وكم من زائرٍ لا مرحبا به
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:05 ص]ـ
يقول الشاعر نسيب عريضه
يا نفسُ صَبراً على البَلايا = فكلُّ شيءٍ إلى زَوال
أخَذتُ نفسي إلى طَبيبي = وقلتُ يا طَبُّ ما العِلاج
فراحَ يأسو سَقامَ جِسمي = ويحسِبُ الداءَ في المِزاج
فقلتُ يا صاحِ جَفَّ زَيتي = فَباطلاً تجبُرُ السِّراج
اذا خَبا النُورُ في الدَرارِي = فما تُرى يَنفَعُ الزُجاج
والقلبُ حافٍ يَمشي الهُوَينا = على شَظايا من الزُجاج
طلبتُ قلبي فلم أجِدهُ = أماتَ أم ضلَّ في الفُجاج
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:24 ص]ـ
وقول ناصر الدين حسن بن النقيب:
أقول لنوبة الحمى اتركيني = ولا يك منك لي ما عشت أوبه
فقالت: كيف يمكن ترك هذا = وهل يبقى الأمير بغير نوبه
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:54 ص]ـ
أيضا أذكر قصيدة المتنبي
وزائرتي كأن بها حياء .............. فليس تزور إلا في الظلام
بارك الله فيك أخي عربي على هذا المرور ..
وجزاك الله خيرا على المشاركة ....
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:58 ص]ـ
وقال المتنبي في وصف الحمى:
وزائرتي كأن بها حياء = فليس تزور إلا في الظلام
فرشت لها المطارف والحشايا = فعافتها ونامت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها = فتوسعه بأنواع السقام
إذا ما فارقتني .. غسّلتني = كأنا عاكفان على حرام!
كأن الصبح يطردها فتجري = مدامعها بأربعة سجام
أراقب وقتها من غير شوق = مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شر = إذا ألقاك في الكرب العظام
أبنت الدهر عندي كل بنتٍ = فكيف وصلت أنت من الزحام
جرحت مجرحاً لم يبق فيه = مكان للسيوف ولا السهام
ألا ياليت شعر يدي أتمسي = تَصَرَّفُ في عِنان أو زمام
وحذا السّراج الورّاق حذو المتنبي فقال:
وزائرتي وليس بها احتشامٌ = تزور ضحىً وتطرق في المنام
بها عهرٌ وليس لها عفافٌ = عن الشّيخ الكبير ولا الغلام
إذا طرقت أعاذ الله منها = سلوت عن الكرائم والكرام
لها في ظاهري حرٌ وبردٌ = بقلبي والفتور ففي العظام
تلهوج نارها لحمي طعاما = وتشرب من دمي صرف المدام
وأصوات الغناء لها أنيني = فما تنفك من هذا المقام
إذا ما فارقتني غسّلتني = لأني قد وصلت إلى حمامي
وقول ناصر الدين حسن بن النقيب:
أقول لنوبة الحمى اتركيني = ولا يك منك لي ما عشت أوبه
فقالت: كيف يمكن ترك هذا = وهل يبقى الأمير بغير نوبه
وزائرةٍ تزور بلا رقيب = وتنزل بالفتى من غير حبّه
تبيت بباطن الأحشاء منه = فيطلب بعدها من عظم كربه
وتمنعه لذيذ العيش حتّى = تنغّصه بمطعمه وشربه
أتت لزيارتي من غير وعدٍ = وكم من زائرٍ لا مرحبا به
بارك الله فيك أخي ليث على مشاركاتك الجملية ...
بارك الله فيك ...
وجزاك الله كل خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:03 م]ـ
يقول الشاعر نسيب عريضه
يا نفسُ صَبراً على البَلايا = فكلُّ شيءٍ إلى زَوال
أخَذتُ نفسي إلى طَبيبي = وقلتُ يا طَبُّ ما العِلاج
فراحَ يأسو سَقامَ جِسمي = ويحسِبُ الداءَ في المِزاج
فقلتُ يا صاحِ جَفَّ زَيتي = فَباطلاً تجبُرُ السِّراج
اذا خَبا النُورُ في الدَرارِي = فما تُرى يَنفَعُ الزُجاج
والقلبُ حافٍ يَمشي الهُوَينا = على شَظايا من الزُجاج
طلبتُ قلبي فلم أجِدهُ = أماتَ أم ضلَّ في الفُجاج
بارك الله فيك أخي فائق على مشاركتك الجميلة ...
وجزاك الله خيرا على المشاركة ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 01:31 م]ـ
يقول السياب في وصف السل ..
الداء يثلج راحتي، ويطفيء الغد ... في خيالي
ويشل أنفاسي ويطلقها كأنفاس الذبال
تهتز في رئتين يرقص فيهما شبح الزوال
مشدودتين إلى ظلام القبر بالدّم والسعال ..
**
واحسرتا؟! كذا أموت؟ كما يجف ندى الصباح؟
ما كاد يلمع بين أفواف الزنابق والأقاحي
فتضوع أنفاس الربيع تهزّ أفياء الدوالي
حتى تلاشى في الهواء كأنه خفق الجناح!
**
كم ليلة ناديت باسمك أيها الموت الرهيب
وودت لا طلع الشروق علي إن مال الغروب
بالأمس كنت أرى دجاك أحب من خفقات آل
راقصن آمال الظماء ... فبلها الدم واللهيب!
**
بالأمس كنت أصيح: خذني في الظلام إلى ذراعك
وأعبر بي الأحقاب يطويهن ظل من شراعك
خذني إلى كهف تهوم حوله ريح الشمال ..
نام الزمان على الزمان به وذابا في شعاعك
**
كان الهوى وهما يعذبني الحنين إلى لقائه
ساءلت عنه الأمنيات وبت أحلم بارتمائه
زهراَ ونوراَ في فراغ من شكاة وابتهال ..
في ظلمة بين الأضالع تشرئب إلى ضيائه
**
واليوم حببت الحياة إلى وابتسم الزمان
في ثغرها وطفا على أهدابها الغد والحنان
سمراء تلتفت النخيل المساهمات إلى الرمال
في لونها وتفر ورقاء ويأرج أقحوان
**
شع الهوى في ناظريها فاحتوانب واحتواها
وارتاح صدري وهو يخفق باللحون على شذاها
فغفوت استرق الرؤى والشاعرية من رؤاها
وأغيب في الدفء المعطر كالغمامة في نداها
**
عينان سوداوات أصفى من؟ أماسي اللقاء
وأحب من نجم الصباح إلى المراعي والرعاء
تتلألأ عن الرجا كليلة تخفي دجاها
فجراَ يلون بالندى درب الربيع وبالضياء
**
سمراء يا نجما تألق في مسائي أبغضيني
واقسي علي ولا ترقى للشكاة وعذبيني
خلي احتقار في العيون وقطبي تلك الشفاها
فالداء في صدري تحفز لافتراسك في عيوني!
**
يا موت يارب المخاوف والدياميس الضريرة
اليوم تأتي؟! من دعاك؟ ومن أدراك أن تزوره؟
أنا ما دعوتك أيها القاسي فتحرمني هواها
دعني أعيش على ابتسامتها وان كانت قصيرة
**
لا! سوف أحيى سوف أشقى سوف تمهلني طويلا
لن تطفيء المصباح لكن سوف تحرقه فتيلا
في ليلة في ليلتين سيلتقي آها فآها
حتى يفيض سني النهار فيغرق النور الضئيلا!!
**
يا للنهاية حين تسدل هذه الرئة الأكيل
بين السعال على الدماء فيختم الفصل الطويل
والحفرة السوداء تفغر بانطفاء النور فاها
إني أخاف أخاف من شبح تخبئه الفصول!!
**
وغدا إذا ارتجف الشتاء على ابتسامات الربيع
وانحل كالظل الهزيل وذاب كاللحن السريع
وتفتحت بين السنابل وهي تحلم بالقطيع
والناي زنبقة مددت يدي إليها في خشوع
**
وهويت أنشقها فتصعد كلما صعد العبير
من صدري المهدوم حشرجة فتحرق العطور
تحت الشفاه الراعشات ويطفأ الحقل النضير
شيئا فشيئا .. في عيوني ثم ينقلب الأسير!!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 11:37 ص]ـ
لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد = ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير
جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا = اِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم إِنَّهُ = بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير
فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ = عَجِّل بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير
وَاِحمِ شَبابي اِن والِدَتي غَدَت = ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى = تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ = قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير
أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني = مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
(يُتْبَعُ)
(/)
لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ يَبتَغي = برئى لِرد الطَرف وَهُوَ حَسير
يا رَوعَ روحي حلها نَزع الضَنا = عَمّا قَليل وَرقها سَتَطير
أَماه قَد عَز اللُقا وَفي غَد = سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير
وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَحدِ الَّذي = هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير
قولى لِرب اللَحد رفقا بِاِبنَتي = جاءَت عَروسا ساقَها التَقدير
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
عودى اِلى رُبعِ خَلا وَمَآثِر = قَد خَلَفَت عَنّي لَها تَأثير
صونى جِهازَ العُرسِ تِذكارا قَلى = قَد كانَ مِنهُ اِلى الزَفافِ سُرور
جَرَت مَصائِبُ فَرَّقَتى لَكَ بعدذا = لَبس السَواد وَنفذ المَسطور
وَالقَبرُ صارَ لِغُصن قَدى رَوضَة = ريحانُها عِند المزار زُهور
أَماهُ لا تَنسى بِحق بنوتى = قَبري لَئِلّا يَحزن المَقبور
فَأَحيَيتُها وَالدَمعُ يَحبِسُ مَنطقى = هُو راحم بربِّنا وَغَفور
بِنتاه يا كَبدي وَلَوعَة مُهجَتي = قَد زالَ صَفو شانِه التَكدير
لا نوصى ثَكلى قَد أَذابَ وَتينُها = حُزن عَلَيكَ وَحَسرَة وَزَفير
قَسما بِغض نَواظِر وَتَلهفى = مُذ غابَ نسان وَفارِق نور
وَبِقُبلَتي ثَغرا تَقضى نَحبه = فَحَرَمت طيب شَذاهُ وَهُوَ عَطير
وَاللَهُ لا أَسلو التِلاوَةِ وَالدَعا = ما غَرَّدَت فَوقَ الغُصونُ طُيور
كَلا وَلا أَنسى زَفير توجعي = وَالقَد مِنكَ لَدى الثَرى مَدثور
اِنى أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني = لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
قَد كُنتُ لا أَرضى التَباعُد بُرهَة = كَيفَ التَصَبُّر وَالبِعادُ دُهور
أَبكيكَ حَتّى نَلتَقي في جنة = بِرِياض خُلد زينَتُها الحور
اِن قيلَ عائِشَة أَقولُ لَقَد فَنى = عيشى وَصَبري وَالاِله خَبير
عائشة التيمورية
1256 - 1320 هـ / 1840 - 1902 م
عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور.
شاعره أديبة من نوابغ مصر كانت تنظم الشعر بالعربية والتركية والفارسية مولدها ووفاتها بالقاهرة
تزوجت بمحمد توفيق بك الإسلامبولي فانتقلت معه إلى الأستانة سنة 1271ه.
وتوفي والدها سنة 1289ه وبعده زوجها سنة 1292هـ
وعادت إلى مصر فعكفت على الأدب ونشرت مقالات في الصحف وعلت شهرتها.
وهي شقيقة أحمد تيمور باشا.
لها (حلية الطراز -ط) وهو (ديوان شعرها العربي) و (نتائج الأحوال -ط) في الأدب.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 03:24 م]ـ
واحرقلباه على الأم الثكلى .. رحمها الله ورحم ابنتها ..
أبيات تبكي القلب، وتفتت الصخور الصماء
رباه .. لاتفجع أماً بوليدها ..
رباه إن وقع القدر، وزاغ البصر، فأفرغ على قلب كل ثكلى صبراً ليستطيع تحمل الحزن والأسى .. رباه عوضها جنات النعيم بكرمك وجودك يا رحمن يارحيم
بوركتم إخوتي على هذه الأبيات المؤثرة
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:04 م]ـ
[ quote= رعد ازرق;249316]
لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد = ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير
جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا = اِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم إِنَّهُ = بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير
فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ = عَجِّل بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير
وَاِحمِ شَبابي اِن والِدَتي غَدَت = ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى = تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ = قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير
أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني = مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ يَبتَغي = برئى لِرد الطَرف وَهُوَ حَسير
يا رَوعَ روحي حلها نَزع الضَنا = عَمّا قَليل وَرقها سَتَطير
أَماه قَد عَز اللُقا وَفي غَد = سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير
وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَحدِ الَّذي = هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير
قولى لِرب اللَحد رفقا بِاِبنَتي = جاءَت عَروسا ساقَها التَقدير
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
عودى اِلى رُبعِ خَلا وَمَآثِر = قَد خَلَفَت عَنّي لَها تَأثير
صونى جِهازَ العُرسِ تِذكارا قَلى = قَد كانَ مِنهُ اِلى الزَفافِ سُرور
جَرَت مَصائِبُ فَرَّقَتى لَكَ بعدذا = لَبس السَواد وَنفذ المَسطور
وَالقَبرُ صارَ لِغُصن قَدى رَوضَة = ريحانُها عِند المزار زُهور
أَماهُ لا تَنسى بِحق بنوتى = قَبري لَئِلّا يَحزن المَقبور
فَأَحيَيتُها وَالدَمعُ يَحبِسُ مَنطقى = هُو راحم بربِّنا وَغَفور
بِنتاه يا كَبدي وَلَوعَة مُهجَتي = قَد زالَ صَفو شانِه التَكدير
لا نوصى ثَكلى قَد أَذابَ وَتينُها = حُزن عَلَيكَ وَحَسرَة وَزَفير
قَسما بِغض نَواظِر وَتَلهفى = مُذ غابَ نسان وَفارِق نور
وَبِقُبلَتي ثَغرا تَقضى نَحبه = فَحَرَمت طيب شَذاهُ وَهُوَ عَطير
وَاللَهُ لا أَسلو التِلاوَةِ وَالدَعا = ما غَرَّدَت فَوقَ الغُصونُ طُيور
كَلا وَلا أَنسى زَفير توجعي = وَالقَد مِنكَ لَدى الثَرى مَدثور
اِنى أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني = لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
قَد كُنتُ لا أَرضى التَباعُد بُرهَة = كَيفَ التَصَبُّر وَالبِعادُ دُهور
أَبكيكَ حَتّى نَلتَقي في جنة = بِرِياض خُلد زينَتُها الحور
اِن قيلَ عائِشَة أَقولُ لَقَد فَنى = عيشى وَصَبري وَالاِله خَبير
أبيات مبكية ... مؤلمة .. تجعل السليم عليلا!! وتذر الفؤاد بالأحزان متبولا!!
اخترت أخي ليث فأحسنت الاختيار ..
بارك الله فيك على اختياراتك العذبة ..
وجزاك الرحمن الخير كله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:11 م]ـ
واحرقلباه على الأم الثكلى .. رحمها الله ورحم ابنتها ..
أبيات تبكي القلب، وتفتت الصخور الصماء
رباه .. لاتفجع أماً بوليدها ..
رباه إن وقع القدر، وزاغ البصر، فأفرغ على قلب كل ثكلى صبراً ليستطيع تحمل الحزن والأسى .. رباه عوضها جنات النعيم بكرمك وجودك يا رحمن يارحيم
بوركتم إخوتي على هذه الأبيات المؤثرة
اللهم أمين أمين أمين أمين
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين .. اللهم لا تفجع أحدا بأهله ..
بارك الله فيك حبيبتي الباحثة عن الحقيقة على مرورك الجميل ..
لكم أسعد برؤية اسمك بسما الفصيح ناضرا ..
ولكم تطربني مشاركاتك .. ومرورك وإن كان مرورا عابرا:)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:15 م]ـ
[ quote= رعد ازرق;249316]
لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد = ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير
جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا = اِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم إِنَّهُ = بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير
فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ = عَجِّل بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير
وَاِحمِ شَبابي اِن والِدَتي غَدَت = ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى = تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ = قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير
أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني = مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ يَبتَغي = برئى لِرد الطَرف وَهُوَ حَسير
يا رَوعَ روحي حلها نَزع الضَنا = عَمّا قَليل وَرقها سَتَطير
أَماه قَد عَز اللُقا وَفي غَد = سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير
وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَحدِ الَّذي = هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير
قولى لِرب اللَحد رفقا بِاِبنَتي = جاءَت عَروسا ساقَها التَقدير
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
عودى اِلى رُبعِ خَلا وَمَآثِر = قَد خَلَفَت عَنّي لَها تَأثير
صونى جِهازَ العُرسِ تِذكارا قَلى = قَد كانَ مِنهُ اِلى الزَفافِ سُرور
جَرَت مَصائِبُ فَرَّقَتى لَكَ بعدذا = لَبس السَواد وَنفذ المَسطور
وَالقَبرُ صارَ لِغُصن قَدى رَوضَة = ريحانُها عِند المزار زُهور
أَماهُ لا تَنسى بِحق بنوتى = قَبري لَئِلّا يَحزن المَقبور
فَأَحيَيتُها وَالدَمعُ يَحبِسُ مَنطقى = هُو راحم بربِّنا وَغَفور
بِنتاه يا كَبدي وَلَوعَة مُهجَتي = قَد زالَ صَفو شانِه التَكدير
لا نوصى ثَكلى قَد أَذابَ وَتينُها = حُزن عَلَيكَ وَحَسرَة وَزَفير
قَسما بِغض نَواظِر وَتَلهفى = مُذ غابَ نسان وَفارِق نور
وَبِقُبلَتي ثَغرا تَقضى نَحبه = فَحَرَمت طيب شَذاهُ وَهُوَ عَطير
وَاللَهُ لا أَسلو التِلاوَةِ وَالدَعا = ما غَرَّدَت فَوقَ الغُصونُ طُيور
كَلا وَلا أَنسى زَفير توجعي = وَالقَد مِنكَ لَدى الثَرى مَدثور
اِنى أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني = لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
قَد كُنتُ لا أَرضى التَباعُد بُرهَة = كَيفَ التَصَبُّر وَالبِعادُ دُهور
أَبكيكَ حَتّى نَلتَقي في جنة = بِرِياض خُلد زينَتُها الحور
اِن قيلَ عائِشَة أَقولُ لَقَد فَنى = عيشى وَصَبري وَالاِله خَبير
أبيات مبكية ... مؤلمة .. تجعل السليم عليلا!! وتذر الفؤاد بالأحزان متبولا!!
اخترت أخي ليث فأحسنت الاختيار ..
بارك الله فيك على اختياراتك العذبة ..
وجزاك الرحمن الخير كله ..
بارك الله فيك أختي الكريمة وبارك الله في أخي رعد فالاختيار هذا له.
ويطيب لي أن أبارك لك أختي صاحبة القلم بوسام التميز الذي تقلدته فزاد الوسام شرفا وتألقا.
ومن باب إحقاق الحق فإن مشاركاتك متميزة في نوعها؛ فهي تلفت الانتباه وتدعو الجميع للمشاركة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:17 م]ـ
قال السري الرفَاء:
اصبرْ على مترادِفِ الضَّرَّاءِ = فلعلَّ ذلك مُؤذِنٌ بشِفاءِ
ما حالَ مَنْ لَعِبَ السَّقامُ بجسمِهِ = ظُلْماً فعضَّ نفيسةَ الأعضاءِ
حَظَرَ الطبيبُ عليه طيبَ غِذائِه = وأباحَه مكروهَ كلِّ غِذاءِ
ويعودُه أعداؤُّه وأشدُّ مِنْ = مَرَضِ المريضِ عيادةُ الأعداءِ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:23 م]ـ
شكراً أخيتي صاحبة القلم:
يسعدني كثيراً قراءة موضوعاتك ومشاركتك بها ..
ويسرني نيلك وسام التميز فأنت جديرة بكل تقدير .. بارك الله فيك وسدد خطاك لكل خير.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:24 م]ـ
ولشاعر آخر في الحمى:
وأخبر أني رحتُ في حلة الضنى = لياليَ عشراً ضامها الله من عشرِ
تنفضني الحمَّى ضحى وعشيةً = كما انتفضتْ في الدّجنِ قادمتيْ نَسر
تذرُّ عليّ الورس في وضح الضحى = وتبدله بالزعفرانِ لدَى العصرِ
إذا انصرفتْ جاء الصداع مشمراً = فأربى عليها في الأذيةِ والشرِّ
وتجعلُ أعضائي عيوناً دوامعا = تواصل بين السكت والسجم والهمرِ
فتحسبه طلاًّ على أقحوانة = وعهدي به يحكى حباباً على خمرِ
ولما تمادتْ عذتُ منها بحميّة = كمنْ ترك الرمضاء وانفل في الجمرِ
وما منهما إلا بلاءٌ وفتنةٌ = وضرٌّ على الأحرار يا لك من ضر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:29 م]ـ
[ quote= صاحبة القلم;249410]
بارك الله فيك أختي الكريمة وبارك الله في أخي رعد فالاختيار هذا له.
ويطيب لي أن أبارك لك أختي صاحبة القلم بوسام التميز الذي تقلدته فزاد الوسام شرفا وتألقا.
ومن باب إحقاق الحق فإن مشاركاتك متميزة في نوعها؛ فهي تلفت الانتباه وتدعو الجميع للمشاركة.
عذرا لك ولأخي رعد .. أنتما ــ كما أظن ــ صديقان ... فالتبس عليّ الأمر ( ops ;)
وبارك الله فيك أخي ليث .. على اطرائك وجعلني الله عند حسن ظنكم وحسن ظن الأخوة الأعضاء.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:33 م]ـ
لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد = ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير
جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا = اِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم إِنَّهُ = بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير
فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ = عَجِّل بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير
وَاِحمِ شَبابي اِن والِدَتي غَدَت = ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى = تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ = قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير
أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني = مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ يَبتَغي = برئى لِرد الطَرف وَهُوَ حَسير
يا رَوعَ روحي حلها نَزع الضَنا = عَمّا قَليل وَرقها سَتَطير
أَماه قَد عَز اللُقا وَفي غَد = سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير
وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَحدِ الَّذي = هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير
قولى لِرب اللَحد رفقا بِاِبنَتي = جاءَت عَروسا ساقَها التَقدير
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
وَتجلدي بِاِزاء لَحدى بُرهة = فَتَراكَ روح راعِها المَقدور
عودى اِلى رُبعِ خَلا وَمَآثِر = قَد خَلَفَت عَنّي لَها تَأثير
صونى جِهازَ العُرسِ تِذكارا قَلى = قَد كانَ مِنهُ اِلى الزَفافِ سُرور
جَرَت مَصائِبُ فَرَّقَتى لَكَ بعدذا = لَبس السَواد وَنفذ المَسطور
وَالقَبرُ صارَ لِغُصن قَدى رَوضَة = ريحانُها عِند المزار زُهور
أَماهُ لا تَنسى بِحق بنوتى = قَبري لَئِلّا يَحزن المَقبور
فَأَحيَيتُها وَالدَمعُ يَحبِسُ مَنطقى = هُو راحم بربِّنا وَغَفور
بِنتاه يا كَبدي وَلَوعَة مُهجَتي = قَد زالَ صَفو شانِه التَكدير
لا نوصى ثَكلى قَد أَذابَ وَتينُها = حُزن عَلَيكَ وَحَسرَة وَزَفير
قَسما بِغض نَواظِر وَتَلهفى = مُذ غابَ نسان وَفارِق نور
وَبِقُبلَتي ثَغرا تَقضى نَحبه = فَحَرَمت طيب شَذاهُ وَهُوَ عَطير
وَاللَهُ لا أَسلو التِلاوَةِ وَالدَعا = ما غَرَّدَت فَوقَ الغُصونُ طُيور
كَلا وَلا أَنسى زَفير توجعي = وَالقَد مِنكَ لَدى الثَرى مَدثور
اِنى أَلفت الحُزنَ حَتّى إِنَّني = لَو غابَ عَنّي ساءَني التَأخير
قَد كُنتُ لا أَرضى التَباعُد بُرهَة = كَيفَ التَصَبُّر وَالبِعادُ دُهور
أَبكيكَ حَتّى نَلتَقي في جنة = بِرِياض خُلد زينَتُها الحور
اِن قيلَ عائِشَة أَقولُ لَقَد فَنى = عيشى وَصَبري وَالاِله خَبير
عائشة التيمورية
1256 - 1320 هـ / 1840 - 1902 م
عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور.
شاعره أديبة من نوابغ مصر كانت تنظم الشعر بالعربية والتركية والفارسية مولدها ووفاتها بالقاهرة
تزوجت بمحمد توفيق بك الإسلامبولي فانتقلت معه إلى الأستانة سنة 1271ه.
وتوفي والدها سنة 1289ه وبعده زوجها سنة 1292هـ
وعادت إلى مصر فعكفت على الأدب ونشرت مقالات في الصحف وعلت شهرتها.
وهي شقيقة أحمد تيمور باشا.
لها (حلية الطراز -ط) وهو (ديوان شعرها العربي) و (نتائج الأحوال -ط) في الأدب.
بارك الرحمن فيك أخي "رعد"على مرورك العطر وعلى مشاركتك القيمة ...
وعذرا على " الخربطة ":): d
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:39 م]ـ
قال السري الرفَاء:
اصبرْ على مترادِفِ الضَّرَّاءِ = فلعلَّ ذلك مُؤذِنٌ بشِفاءِ
ما حالَ مَنْ لَعِبَ السَّقامُ بجسمِهِ = ظُلْماً فعضَّ نفيسةَ الأعضاءِ
حَظَرَ الطبيبُ عليه طيبَ غِذائِه = وأباحَه مكروهَ كلِّ غِذاءِ
ويعودُه أعداؤُّه وأشدُّ مِنْ = مَرَضِ المريضِ عيادةُ الأعداءِ
سلم الله يمينك أختي الباحثة على ما تجود به ... وأثابك الله جنان الرحمن وأسعد برفقة نبيه العدنان .. وسقاك من كفه شربة هنيئة تروي عطش الظمأن .. بارك فيك الله وجزاك خيرا
شكراً أخيتي صاحبة القلم:
يسعدني كثيراً قراءة موضوعاتك ومشاركتك بها ..
ويسرني نيلك وسام التميز فأنت جديرة بكل تقدير .. بارك الله فيك وسدد خطاك لكل خير.
أسعدك الله في الدراين أختي الحبيية ..
شكرا على اطرائك وقولك .. وجعلني الله عند حسن ظنك ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:42 م]ـ
ولشاعر آخر في الحمى:
وأخبر أني رحتُ في حلة الضنى = لياليَ عشراً ضامها الله من عشرِ
تنفضني الحمَّى ضحى وعشيةً = كما انتفضتْ في الدّجنِ قادمتيْ نَسر
تذرُّ عليّ الورس في وضح الضحى = وتبدله بالزعفرانِ لدَى العصرِ
إذا انصرفتْ جاء الصداع مشمراً = فأربى عليها في الأذيةِ والشرِّ
وتجعلُ أعضائي عيوناً دوامعا = تواصل بين السكت والسجم والهمرِ
فتحسبه طلاًّ على أقحوانة = وعهدي به يحكى حباباً على خمرِ
ولما تمادتْ عذتُ منها بحميّة = كمنْ ترك الرمضاء وانفل في الجمرِ
وما منهما إلا بلاءٌ وفتنةٌ = وضرٌّ على الأحرار يا لك من ضر
بارك الله فيك أخي ليث على مشاركاتك القيمة ...
وجزااك الرحمن خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:54 م]ـ
سلم الله يمينك أختي الباحثة على ما تجود به ... وأثابك الله جنان الرحمن وأسعد برفقة نبيه العدنان .. وسقاك من كفه شربة هنيئة تروي عطش الظمأن .. بارك فيك الله وجزاك خيرا
أسعدك الله في الدراين أختي الحبيية ..
شكرا على اطرائك وقولك .. وجعلني الله عند حسن ظنك ..
الله الله يا أختي الحبيبة .. ما أجمل دعاءك .. والله لقد اقشعر بدني لدعاء لي من أخت لا أعرفها في ظهر الغيب .. أرجوك أكثري منه فلعله يستجاب ..
آمين .. آمين، يارب العالمين ..
جمعني الله وإياك والمسلمين أجمعين في جنانه وصفح عن زلاتنا ورحمنا ..
إنه رحمن رحيم ..
وفقك الله لخير ما يحب ويرضى وسدد خطاك و أنار دربك إنه سميع مجيب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:07 م]ـ
وقيل في الإنفلونزا والزكام:
ونزلة كنت أحمي وجة موردها = ففاجأتني على ضرب من الحمر
سدت علي طريق الروح متنشقاً = وأسلمتني لأيدي الروع والخدر
وأنشأت مزنة في الرأس مضرمة = ينعق بارقها في السمع والبصر
حتى إذا مخضتها مدة قدرت = مدت بصفو حميم غير ذي كدر
ففي شؤوني حريق من تلهبه = وفي الخياشيم ضيق محصد المرر
لا الفصد يغني ولا ماء الشعير ولا = طول احتماء إذا ما همّ بالدرر
فالحمد لله حمداً لا كفاء له = على السلامة، وقاها من الغير(/)
من أحاديث المُمالحة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:41 ص]ـ
المُلْحَة: الكلمة المليحة، قال أَبو منصور: الكلام الجيد مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها، بالتشديد، ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح. والمُلْحَةُ، بالضم: واحدة
المُلَحِ من الأَحاديث. قال الأَصمعي: بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُلَح؛
والمَلْح: المُلَحُ من الأَخبار، بفتح الميم. والمِلْحُ: العلم. والمِلْحُ: العلماء.
وأَمْلِحْني بنفسك: زَيِّنِّي؛ التهذيب: سأَل رجل آخر فقال: أُحِبُّ أَن
تُمْلِحَني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني.
وهذه لُمَعٌ من (من أحاديث المُمالحة) استلت من كتاب (الإمتاع والمؤانسة) للتوحيدي
كتب حذيفة إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إن العرب قد تغيرت ألوانها ولحومها. فكتب عمر إلى سعد: ارتد للعرب منزلاً مراحاً. فارتاد لهم الكوفة، وهي بقعةٌ حصباء، ورملةٌ حمراء، فقال سعد: اللهم رب السماء وما أقيل لحاتم الأصم: بم رزقت الحكمة? قال: بخلاوة البطن، وسخاوة النفس، ومكابدة الليل.
وقال شقيق البلخي: العبادة حرفة، وحانوتها الخلوة، وآلتها الجوع.
قال لقمان: إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.
وقال عمر: لولا القيامة لشاركناكم في لين عشيكم.
ظلت، والأرض وما أقلت، والريح وما ذرت، بارك لنا في هذه الكوفة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 08:28 م]ـ
وسئل ابن عمر. ما حق المسلم على المسلم? قال: ألا يشبع ويجوع، وألا يلبس ويعرى، وأن يواسيه ببيضائه وصفرائه.
وكان ابن أبي بكرة ينفق على جيرانه أربعين داراً سوى سائر نفقاته، وكان يبعث إليهم بالأضاحي والكسوة في الأعياد، وكان يعتق في كل يوم عيدٍ مائة مملوك.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجافوا عن ذنب السخي، فإن الله يأخذ بيده كلما عثر".
وقال عليه السلام: "من أدى الزكاة، وقرة الضيف، وآوى في النائبة، فقد وقي شح نفسه".
وقال الأصمعي: قال بعض العرب: ليست الفتوة الفسق ولا الفجور، ولا شرب الخمور، وإنما الفتوة طعامٌ موضوع، وصنيع مصنوع، ومكانٌ مرفوع، ولسانٌ معسول، ونائل مبذول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:11 م]ـ
بارك الله فيك اديبنا الفريد كل يوم تأتينا بشيء جديد
مما قيل في مدح العقل وذم الحمققال النبي صلى الله عليه وسلم: ما اكتسب ابن آدم أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده
عن ردى.
وقيل: الحمق يسلب السلامة ويورث الندامة، والعقل وزير رشيد وظهير سعيد،
من أطاعه أنجاه، ومن عصاه أرداه.
وقيل: لو صوّر العقل لأضاء معه الليل، ولو صوّر الجهل لأظلم معه النهار؛ وقال المتنبي:
لولا العقول لكان أدنى ضيغم = أدنى إلى شرف من الإنسان
حاجة الفضائل إلى العقل
قيل: العقل بلا أدب فقر، والأدب بغير عقل حتف. وقيل: بلوغ شرف المنزلة بغير عقل
إشفاء على الهلكة. وقيل: من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه كان حتفه في أغلب خصال الخير عليه.
ذم من له أدب بلا عقل
وصف أعرابي رجلاً فقال: هو ذو أدب وافر وعقل نافر.
فهبك أخا الآداب، أي فضيلة = تكون لذي علم، وليس له عقل؟
وقيل: ازدياد الأدب عند الأحمق كازدياد الماء العذب في أصول الحنظل، كلما ازداد رياً ازداد مرارة.
حاجة العقل إلى الأدب
عاقل بلا أدب كشجاع بلا سلاح، العقل والأدب كالروح، والجسد بغير روح صورة، والروح بغير جسد ريح.
وقيل: العقل بغير أدب كأرض طيبة خربة، وأن العقل يحتاج إلى مادة
الحكمة كما تحتاج الأبدان إلى قوتها من الطعام.
ضياع العقل بفقد التقوى:
قيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن إنسان عبادة قال كيف عقله؟ فإن قالوا عاقل قال: ما أخلقه أن يبلغ، وإن قالوا ليس بعاقل قال: ما أخلقه أن لا يبلغ.
وقال الحسين: ثلاثة تذهب ضياعاً: دين بلا عقل، ومال بلا بذل، وعشق بلا وصل.
وقيل: لا تعتدوا بعبادة من ليس له عقدة من عقل.
فضل اجتماعهما
قال معاوية لرجل حكيم مسن: أي شيء أحسن؟ فقال: عقل طلب به مروءة مع تقوى الله وطلب الآخرة.
عزة العقل
كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه كلما كثر كان أغلى ولو بيع لما اشتراه إلا العاقل لمعرفته بفضله، أول شرف العقل أنه لا يشترى بالمال.
.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:27 م]ـ
كل الشكر لك أخي فائق
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت الذي تتحفنا بكل جديد
ونحن ننتظر المزيد منك
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على موضوعك الرائع وجزاك اله خيرا ..
والشكر موصول للأخ فائق على مشاركاته القيمة
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 07:24 م]ـ
الشكر كل الشكر لكم والحقيقة ان الموضوع اعجبني واحببت أن اشارككم فيه
جاء في كتاب محاضرة الادباء
النهي عن اتباع الهوى:
قال الله تعالى: "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعص هواك والنساء، وأطع من شئت. وقيل: للناس في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام
آيات أعظمها قوله تعالى: "إن النفس لأمارة بالسوء".
وقال بعض الحكماء: إذا اشتبه عليك أمران فانظر أيهما أقرب من هواك فخالفه، فالصواب في مخالفة الهوى؛
قال:
من أجاب الهوى إلى كل ما يد = عو إليه داعيه ضل وتاها
النهي عن اتباع هوى غيرك:
قال الله تعالى: "ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء
السبيل". وقال: "ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون".
وقال: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه".
وقال بعضهم لرجل: إني أهوى أن تقتل فلانا! فقال له: إني لا أدخل النار في هوى غيري وإن كنت أدخلها في هواي.
ذم من اتبع هواه:
قال الله تعالى: "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.
وقيل: اتباع الهوى أوكد أسباب الردى.
ووقع عبد الله بن طاهر إلى عامل له:
نفسك قد أعطيتها مناها = فاغرة نحو مناها فاها
وقيل: إن قدمت هواك على عقلك لم تصب رشداً في حياتك، ولا أمناً بعد وفاتك،
وأنشد:
إن الهوان هو الهوى جزم اسمه = فإذا لقيت هوى لقيت هوانا
حمد مخالفته:
قال الله تعالى: "وإما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".
وبعث ملك إلى عابد: ما لك لا تخدمني وأنت عبدي؟ فقال: لو اعتبرت لعلمت أنك عبد عبدي. قال: كيف؟ قال لأنك تتبع الهوى فأنت عبده وأنا أملكه فهو عبدي، فقال: صدقت.
وقيل: سلطان من ملك الهوى فوق سلطان من ملك الدنيا.
ذم من يجهل نفسه:
قال أبو علي الوراق: آفة الناس قلة معرفتهم بقدر أنفسهم.
قيل: أي العيوب أعظم؟ قال: قلة معرفة المرء بنفسه. قال المتنبي:
ومن جهلت نفسه قدره = رأى غيره منه ما لا يرى
وقال سقراط: لا شيء أضر بالإنسان من رضاه عن نفسه، فإنه إذا رضي عنها اكتفى باليسير فعابه كل خطير.
مدح من يعرفها:
قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: لن يهلك امرؤ عرف قدره. وقيل: أجمع كلمة قول الحكيم، أفضل العقل معرفة المرء بنفسه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد الله به خيراً فقهه في الدين وعرفه عيوب نفسه.
وقيل في قوله تعالى: "وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" معناه: عرفناهم عيوب أنفسهم.
وقوف المرء على عيب نفسه:
قيل لحكيم: ما أصعب الأشياء؟ قال: معرفة الإنسان عيب نفسه، والإمساك عن الكلام في ما لا يعنيه. وقيل: قد يعرف نقص غيره من لا يعرف نقص نفسه، ولا يعرف نقص نفسه(/)
يا نفس توبي!
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
تمضي أياما وتودعنا يوما بعض يوم .. كل يوم نفقد من أنفسنا شيئا .. أما آن المتاب أما أن العودة لرب العباد يا نفسي يا تراب!! نمشي في قالة العمر دون أن تشتاق أرواحنا لباريها ... ويفنى العمر دون أن نتذكر بأن الموت يرقبنا ينظرنا دون أن نعي بأننا لفيه الموت نسير!!!
توبي فان الموت قد حانا= واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا = لقطاً و تلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه = نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها = خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضيتها لعباً =قد آن أن تقتصري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا = ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا =كان زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن = كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا = مستبدلين من الاوطان اوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها = واستفرشوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً = ورافلا في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب =يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:29 م]ـ
بارك الله فيك أختي صاحبة القلم على هذه القصيدة الرائعة.
موفقة في اختياراتك
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:46 م]ـ
وباارك فيك أخي ليث على مرورك العطر ...
وجزااك الله كل خير
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 04:54 م]ـ
وهذه قصيدة تنسب لعلي بن أبي طالب: r
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها = إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه = وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها = ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة = حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت = أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
لاتركنن إلى الدنيا وما فيها = فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجل = من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها = والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاق مطهرة = الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها = والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها = والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها = ولست أرشد إلا حين أعصيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنها = والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبنٌ محمضٌ ومن عسل = والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة = تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها = بركعةِ في ظلام الليل يحيها
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
تمضي أياما وتودعنا يوما بعض يوم .. كل يوم نفقد من أنفسنا شيئا .. أما آن المتاب أما أن العودة لرب العباد يا نفسي يا تراب!! نمشي في قالة العمر دون أن تشتاق أرواحنا لباريها ... ويفنى العمر دون أن نتذكر بأن الموت يرقبنا ينظرنا دون أن نعي بأننا لفيه الموت نسير!!!
توبي فان الموت قد حانا= واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا = لقطاً و تلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه = نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها = خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضيتها لعباً =قد آن أن تقتصري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا = ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا =كان زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن = كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا = مستبدلين من الاوطان اوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها = واستفرشوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً = ورافلا في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب =يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
بوركت أختاه وبوركت خياراتك الرائعة:
نعم .. هي أيام تترى، وعمر يولي، متى نصحو؟ متى نؤوب؟! ..
رباه مالنا سواك متكأً .. مالنا إياك من رحيم .. اغفر زلاتنا واعف عن أخطائنا، وردنا إلى رحاب حبك واشملنا بجميل عطفك .. ياحنان يا منان ياذا الجود والإحسان.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:22 م]ـ
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ = عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ
تَعرو فُروعَ الآمِني = نَ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ = تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ
يانفس توبي قبل أن=لا تستطيعي أن تتوبي
واستغفري لذنوبك الرح=من غفار الذنوب
أما الحوادث فالريا=ح بهن دائمة الهبوب
والموت خلْقٌ واحدٌ = والخَلقُ مختلف الضروب
والسعي في طلب التقى= من خير مكتسب الكسوب
ولقل ما ينجو الفتى ال= محمودُ من لطخ العيوب
أبو العتاهية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باهي]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:44 م]ـ
وفقك الله على الاختيار
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 05:55 م]ـ
وهذه قصيدة تنسب لعلي بن أبي طالب: r
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها = إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه = وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها = ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة = حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت = أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
لاتركنن إلى الدنيا وما فيها = فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجل = من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها = والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاق مطهرة = الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها = والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها = والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها = ولست أرشد إلا حين أعصيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنها = والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبنٌ محمضٌ ومن عسل = والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة = تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها = بركعةِ في ظلام الليل يحيها
بارك الله فيك أخي ليث على القصيدة الرائعة وجزاكم الله خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 05:59 م]ـ
بوركت أختاه وبوركت خياراتك الرائعة:
نعم .. هي أيام تترى، وعمر يولي، متى نصحو؟ متى نؤوب؟! ..
رباه مالنا سواك متكأً .. مالنا إياك من رحيم .. اغفر زلاتنا واعف عن أخطائنا، وردنا إلى رحاب حبك واشملنا بجميل عطفك .. ياحنان يا منان ياذا الجود والإحسان.
اللهم آمين آمين ...
صدقت أختي الحبيبة هي الأيام .... وقانا الله غيرها ..
بارك الله فيك أختي الحبيبة وجزاك الله خيرا
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ = عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ
تَعرو فُروعَ الآمِني = نَ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ = تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ
يانفس توبي قبل أن=لا تستطيعي أن تتوبي
واستغفري لذنوبك الرح=من غفار الذنوب
أما الحوادث فالريا=ح بهن دائمة الهبوب
والموت خلْقٌ واحدٌ = والخَلقُ مختلف الضروب
والسعي في طلب التقى= من خير مكتسب الكسوب
ولقل ما ينجو الفتى ال= محمودُ من لطخ العيوب
أبو العتاهية
بارك الله فيك أيتها الغالية على مشاركتك الرائعة ..
بارك الرحمن فيك وجزاك كل خير
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:05 م]ـ
وفقك الله على الاختيار
وفقك الله أخي الكريم وبارك فيك وجزاك خيرا ...
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:20 م]ـ
ومما قيل في هذا الباب ..
http://file6.9q9q.net/img/94462566/frames.jpg[/img] (http://file6.9q9q.net/preview/94462566/frames.jpg.html)" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لما عصيتكَ لم يكن عقلي معي=حتى صحوتُ فكدتُ أقطعُ إصبعي
يا رب هل عذرٌ يبيض وجنتي=إلا جميل الظنِ فيك وأدمعي ِ
يا رب ملء العين حجمُ جريرتي=ولها صدىً كالرعدِ ملءالمسمع ِ
عظمت فما شيءٌ يحيط بها سوى=حلم الإلهِ وعفوه المتوقع ِ
أنى اتجهت أكاد أسمعُ لعنتي=في عمقِ نفسي والجهات الأربع ِ
يا ليت أمي لم تلدني كي أرى=شؤم الذنوبِ وليتها لم ترضع ِ
ربي .. أتقبلني إذا أقلعت عن=ذنبٍ أصول جذوره لم تقلع ِ
ربي .. أترحمني وخبث خطيئتي=لتخبثٌ النهر النقي المنبع ِ
يا رب إن أطمعتني بالعفو لن=يبقى من الفجارِ من لم يطمع ِ
أنا مستحقٌ منك كل عقوبةٍ=حتى وإن بلغت مخيخ الأضلع ِ
مهما تكن بلغت علي بشاعةً=لم ألفها مما جنيت بأبشع ِ
عصياني الجبارُ حق له – ولو=يسمى صغائر - أن يكون مروعي
يا رب معترفٌ بكل صغيرةٍ=وكبيرةٍ لكن عفوك مفزعي
يا رب لو آخذتني!! وجزيتني=بالسوء سوءاً طال فيه!! توجعي
هيهات ما جرمي ولو وسع الدنى=من عفوك اللهم قط بأوسع ِ
يا من يحب العفَو بين صفاتهِ=طال انتظار نزوله في أربعي
أنا لو فشلت بالابتلاء كآدم ٍ=أنا مِثلُه إذ أُبت بعد تسرعي
أو أبطأ الإخلاص نحوك خطوةً=فبحسن ظني فيك خَطوةَ مسرع ِ
يا حيُ يا قيومُ قد تعبت يدٌ=لسوى جلالك سيدي لم ترفع ِ
فإذا عفوت فمحسنٌ عن شاكرٍ=وإذا بطشت فقادر بمضيع ِ
يا من نهيت الناس تنهر سائلاً=أنا ذا هنا يا ذا النوال الأوسع ِ
يا رب مضطراً أتيتك!! معدماً=ووقفت عند الباب لم أتتعتع ِ
فإذا منحت فكفءُ كل كريمةٍ=وإذا منعت فأين أنقل مطمعي ِ
يا رب أستر خلتي وكأنها=عارٌ فلست على سواكَ بمطلع ِ
إن كان ضري لا يفيدك فامحهُ=أو كان نفعي لا يضرك فانفع ِ
يا رب فاغفر كل ما سارت لهُ=رجلي وما مدت إليه أذرعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:30 م]ـ
ولا ننسى البوصيري إذ يقول:
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت
................. إن الكبائر في الغفران كاللمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها
................ تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكسٍ
............... لديك واجعل حسابي غير منخرم
والطف بعبدك في الدارين إن له
............ صبراً متى تدعه الأهوال ينهزم
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:42 م]ـ
ولا ننسى البوصيري إذ يقول:
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت
................. إن الكبائر في الغفران كاللمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها
................ تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكسٍ
............... لديك واجعل حسابي غير منخرم
والطف بعبدك في الدارين إن له
............ صبراً متى تدعه الأهوال ينهزم
اللهم آمين ..
بارك الله فيك أخي بحر الرمل على هذه الأبيات المؤثرة ..
جعلنا الله وإياكم من عباده التوابين الأوابين ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:46 م]ـ
ومن روائع أبي نواس
يا ليت شعرى كيف أنت علي = ظهر السرير وأنت لا تدرى
يا ليت شعرى كيف أنت إذا = غُسّلت بالكافور والسدْر
يا ليت شعرى كيف أنت إذا = وٌضع الحسابٌ صبيحة الحشر
ما حجتي فيما أتيت وما = قولي لربي بل وما عذرى
يا سوأتي مما اكتسبت ويا = أسفي علي ما فات من عمري
*****
يا سائل الله فزت بالظفر = وبالنوال الهنيّ لا بالكدر
فارغب إلي الله لا إلي بشر = منتقل في البلي وفي الغير
وارغب إلي الله لا إلي جسد = منتقل من صبا إلي كبر
إن الذى لا يخيب سائله = جوهره غير جوهر البشر
مالك بالترهات مشتغلا = أفي يديك الأمان من سقر
*****
شاع فيّ الفناء علوا وسفلا = وأراني أموت عضوا فعضوا
ذهبت جِِدتي بطاعة نفسي = وتذكرت طاعة الله نِضوا
وله أيضا غفر الله لنا وله:
دع الحرص علي الدنيا = وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع لك المال = فما تدرى لمن تجمع
ولا تدرى أفي أرضك = أم في غيرها تضرع
*****
آيةَ نارِ قدحَ القادحٌ = وأىَّ جِدّ باغ المازحٌ
لله در الشيب من واعظ = وناصح لو حظي الناصح
يأبي الفتي إلا إتباع الهوى = ومنهج الحق له واضح
فاسمٌ بعينيك إلي نسوة = مهورهن العمل الصالح
لا يجتلي العذراء من خدرها = إلا امرؤٌ ميزانه راجح
من اتقي الله فذاك الذى = سيق إليه المتجر الرابح
*****
كن مع الله يكن لك = واتق الله لعلّك
لا تكن إلا مٌعدّا = للمنايا فكأنك
إن للموت لسهما = واقعا دونك أو بك
نحن نجرى في أفانين = سكون وتحرّك
فعلي الله توكّل = وبتقواه تمسّك.
*****
سبحان علام الغيوب = عجبا لتصريف الخطوب
تغدو علي قطف النفوس = وتجتني ثمر القلوب
يا نفس توبي قبل أن = لا تستطيعي أن تتوبي
واستغفرى لذنوبك = الرحمن غفار الذنوب
إن الحوادث كالرياح = عليك دائمة الهبوب
والموت شرع واحد = والخلق مختلفو الضروب
والسعي في طلب التقي = من خير مكسبة الكسوب
ولقلما ينجو الفتي = بتقاه من لطخ العيوب
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 07:36 م]ـ
ومن جميل ما قيل في التوبة ما سرده أحد الشعراء في توبة الغامدية رحمها الله .. ففيها يقول
جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ =والنفس لهفى، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ =في ساحة الأمن .. لا ذلٌ ولا خطرُ
الحدُّ يُدرءُ. . و الأحكام عادلةٌ =والذنب مغتفرٌ، و العرض مختفرُ
تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها =لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ =لعلّها في مقام العرض تستترُ
وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به =فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ =من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشمسُ. . أو كالبدر مزدهرا =أستغفر الله .. ماذا الشمس و القمرُ؟!
فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت =و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
قالت له: يا رسول الله معذرةً =ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
فجال عنها و أغضى عن مقالتها =و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً =يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
فجال عنها و أغضى عن مقالتها =رحمى .. وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ =والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت =وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها =فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ =إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي .. وكوني للجنين تُقى =فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً =فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها =تقوى الإله. . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا =وعندها سامراها: الهمُّ و السهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ =سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا =و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا =و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ =و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ =مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت =فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً =إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله: ذا أجلي =طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ =و القلب منكسرٌ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد =جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
فاسترجعت، ولها آهات محتسبٍ =بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ .. =ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
الله أكبر. . والأذكار سلوتها =والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها =تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده =وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ!!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته =و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو .. و لم تبلغ الأحداث مسمعه =جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي =قد ملّني الصبر، والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ =أنا الرفيق له .. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ =وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت =يا للأمومة. . و الآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً =و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ =واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت =الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له =ما أنزل الله. . لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ =وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا ..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت =وفي تألمها عتقٌ و مطّهرُ ..
فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم =و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما =و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين والدماء سدى=ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك والجسد الذاوي يفوح شذى =لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت =كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته: =تابت و توبتها للناس معتبر
لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً =كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ =فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها =و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها =عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً =وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت =لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ =يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ =فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا =للتائبين و فيها البرّ و العبر
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ =أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه =إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ =و الموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء .. ألا =قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ =وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ =فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! =وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ ..
ـ[باهي]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 10:27 م]ـ
جزيتم خيرا على المشاركات وأحب أن أسأل عن قائل أو قائلة القصيدة الرائية التي قيلت في توبة الصحابية الجليلة الغامدية رضي الله عنها.(/)
مُبارك وسام التَّميُّز لـ (صاحبة القلم)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
تحية طيبة وبعد
أتقدم بأسمى آيات التهاني
والتبريكات لأختنا
صاحبة القلم
فقد حققت دورًا مبرزًا بوصفها عضوًا فاعلاً في مُنتدى الأدب
من خلال مشاركاتها المتميِّزة وعطائها الفاعل
ومن هنا نعلن أنها حققت بجدارة لقب العضو المتميزوهي متميزة حقا
نسأل الله لأختنا (صاحبة القلم) السمو والرفعة، وأن يزيدها من فضله
ـ[أم أسامة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:46 م]ـ
مبارك عليك أختنا صاحبة القلم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 05:50 م]ـ
مبارك لك الوسام يا صاحبة الاختيارات العذبة والمشاركات الرائعة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 06:03 م]ـ
مبارك عليك الوسام أختي الحبيبة
صاحبة القلم
وجودك معنا في الفصيح وسام لنا ..
قلمك يتدفق عطاءً، ومشاركاتك أكثر من رائعة، وفقك الله وأنار دربك بنوره الحق
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 09:02 م]ـ
مبارك لك الوسام " أختي صاحبة القلم " ..
تستحقينه بجدارة ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 09:32 م]ـ
مبارك للوسام ترفعينه أخيتي صاحبة القلم المؤمن، اتمنى أن يكون ذلك دافعاً لك للعطاء أكثر وأكثر كما عهدنا.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 05:51 م]ـ
الأخوة الكرام .. محمد سعد .. ليث بن ضرغام .. رعد أزرق .. أحمد الغنام.
الأخوات الكريمات .. الثلوج الدافئة .. الباحثة عن الحقيقة.
بارك الله فيكم أخوتي أخواتي الكرام وجعلني الله عند حسن ظنكم .. لكم تشرفني مشاركاتكم الطيبة .. وإنه من عظيم الشرف لي أنني تلميذتكم تلميذة هذا الصرح اللغوي العظيم الذي أعتز بوجودي فيه .. ولكم أفتخر بكوني تلقيت علمي هنا على يد أرباب الكلم وسادة الحروف ...
إن التميز الحقيقي هو وجود أعضاء مثلكم بخلقكم النيبل .. وعلمكم الجميل .. وعطائكم الجزيل ..
إن التميز الحقيقي هو وجود صرح عظيم يذود عن لغة القرآن كهذا الصرح الذي اتخذناه لأنفسنا مأوى .. وارتضيناه لأرواحانا سكنى .. ووجدنا فيه إخلاصا منكم وصدقا لا يفنى.
إن التميز هو وجود هذا الصرح بكل ما فيه من عظام العلماء والكتاب والأدباء والشعراء والمفكرين واللغويين والباحثين الذين يجودون بأوقاتهم من أجل اعلاء لغة القرآن وشأنها ..
لا أدري ماذا أقول!! فقد ضاعت مني الكلمات .. وتاهت من كفي الحروف .. فلا أدري ما أقول غير ... بارك الرحمن فيكم أساتذتي .... وجزاكم ربي كل خير ..
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 02:32 م]ـ
مبارك لك أختي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 09:54 م]ـ
مبارك عليك وسام التميز أختي صاحبة القلم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:37 م]ـ
مبارك مبارك مبارك لك أخيتي (صاحبة القلم)، ونسأل الله لك السمو والرفعة.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 03:48 م]ـ
مبارك عليك وسام التميز أختي صاحبة القلم
باارك الله فيك أختي عفاف ... وجزااك الله خيرا على خلقك النبيل ... مرورك زادني شرفا:)
دمت بود
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 03:54 م]ـ
مبارك مبارك مبارك لك أخيتي (صاحبة القلم)، ونسأل الله لك السمو والرفعة.
شرفتني اطلالتك العطرة أستاذ عبد العزيز
بارك الله فيك أخي الكريم على خلقك الكريم .. وزااد الرحمن من فضله
وجزااك الله خيرا
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:43 م]ـ
مبارك عليك الوسام أختي صاحبة القلم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:06 م]ـ
مبارك لك سيدتي الكريمة
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:34 م]ـ
مبارك عليك الوسام أختي صاحبة القلم
شرفني مرورك أختي رفيف
باارك الله فيك على خلقك النبيل وجزااك الله خيرا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:35 م]ـ
مبارك لك سيدتي الكريمة
باارك الله فيك أخي الكريم بحر الرمل ... وجزااك الرحمن خيرا
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 05:30 م]ـ
الف الف مبروك
جديرة بذلك الوسام
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 12:14 م]ـ
أختي الكريمة صاحبة القلم
باركَ اللهُ لكِ هذا التَّميّز والى الأمام إن ْشاء الله
أجْمل التَّحايا وأطْيبها
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 02:08 م]ـ
الف الف مبروك
جديرة بذلك الوسام
يشرفني مرورك العطر أخيتي الكريمة .. جعلني الله عند حسن ظنك ..
بارك الرحمن فيك وجزااك خيرا ...
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 02:13 م]ـ
أختي الكريمة صاحبة القلم
باركَ اللهُ لكِ هذا التَّميّز والى الأمام إن ْشاء الله
أجْمل التَّحايا وأطْيبها
لكم يشرفني هذا المرورالعطر منك أخي الفاضل شائق ..
بارك الله فيك أخي على خلقك الرفيع .. وجزااك الرحمن خيرا
دمتـ بخير ـــــت
ـ[بثينة]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 09:21 م]ـ
يا الله
متأسفة عن التأخير في المباركة لك أختي
صاحبة القلم الرائع
تستحقينه بجدارة
مبارك لك بالحق أنت متميزة فعلا
مع تمنياتي لك بالنجاح المستمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 09:35 م]ـ
يا الله
متأسفة عن التأخير في المباركة لك أختي
صاحبة القلم الرائع
تستحقينه بجدارة
مبارك لك بالحق أنت متميزة فعلا
مع تمنياتي لك بالنجاح المستمر
باارك الله فيك أختي الحبيبة بثينة .. لكم أنت رائعة الشيم والخلق.
أسعدني مرورك الجميل بطلتك البهية .. وجعلني الله عند حسن ظنك ..
دمـ بخير ــــــــت
ـ[نزار جابر]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 12:54 م]ـ
مبارك عليك وسام التميز يا صاحبة القلم المتميز
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 02:22 م]ـ
باارك الله فيك أستاذنا الفاضل جابر على أخلاقك الشماء ... وجزااك الرحمن أفضل الجزااء
دمـ بخير ــــت(/)
من التعليقات والنوادر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:21 ص]ـ
كتاب غزير المنفعة، من نفائس كتب الأدب. انفرد بذكر قصائد لشعراء عاشوا ما بين القرن الأول والرابع الهجريين، ومجموع من فيه: (425) شاعراً، و (76) راجزاً. بناه الهجري ورتبه على ذكر نوادر كل راو من الرواة. واشتهر قديما باسم (النوادر المفيدة). لم يصلنا من الكتاب سوى قطعتين تقعان في زهاء ألف صفحة، وكانتا في القديم في خزائن كتب الفاطميين، فبقيت إحداهما في مصر، وانتقلت الأخرى إلى أقصى الهند. ويعود الفضل في إحيائه للمرحوم حمد الجاسر، الذي آثره بالعزيز من وقته، وخصه بعميق ملاحظاته وطويل اهتماماته، واستمر في الحديث عنه في مجلته (العرب) أكثر من ثلاثين سنة. وختم ذلك بإصدار الكتاب عام 1992م في أربعة مجلدات ضخمة، في (1926) صفحة، عرف في الأول بالهجري وكتابه، ورتب في الثاني شعراء الكتاب، وجعل الثالث معجماً لأسماء المواضع فيه، وخص الرابع بترتيب ما فيه من الأنساب. مضيفاً إليه نقولات القدماء.
أَنشدني أبو جعفر مسلم محمد بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى، لبدوية ترثي أخاها: "المتقارب".
ألا هلك العُرفُ والنّائلُ=ومن كانَ يَعْتمدُ السائلُ
ومن كانَ يطمعُ في ماله=غَنّى العَشيرةَ والعائلُ
فمن قالَ خَيْراً وأثنى بهِ=عليه فقد صَدَقَ القائلُ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:31 ص]ـ
[
b] المُرضِع والمُرضِعةُ، والعَاصِفُ والعَاصِفَةُ، وما أشبَهَ ذلك، إذا كانَ معَها من يَرضَع. فبطرح الهاء وإن لم يَكن مَعها، فبالهاء وبطرحها، وبغير هاء أَجودُ، وكذلك الريحُ في حال العُصُوف، طرحُ الهاء أَحسَن، وفي العُصُوفِ الهاء [/ b] أَحسَنُ. وكذلك الإرضاعُ في حال الوَلدِ معها ترضعُهُ طرُح الهاء أحسن، وفي خُلّوها منْهُ إثباتُها أحسَنُ ولكَ إثبات الهاء في حالِ الرِّضاعِ والعُصُوفِ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:39 ص]ـ
والحُمَة-مُخفّفة-حدّ كل شيء من سنان، وابرة عقرب وغير ذلك. والحُمَّة-مشددةُ الميم-المَنِّةُ.
قال الشَنْفري:
إذا ما أَتتنْي حُمَّتي لم أُبالِها=ولم تُذْرِ خَالاتي الدُموعَ وعَمَّتي(/)
محبوكات بن رزيق.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:50 ص]ـ
محبوكات بن رزيق
ملاحظة: المحبوكات ليست على جميع الحروف ..
وسأبدأ بهن حسب الترتيب الأبجدي.
ابن رزيق
? - 673 هـ / ? - 1274 م
حميد بن حمد بن رزيق.
شاعر عماني.
له (ديوان شعر - ط)
الحاء
حيِّ بسفحِ البانِ أهلَ الصلاحْ = يحمي ظِبا الإِنْسِ بحدِّ السِّلاحْ
حبَاهمُ الخيرَ ووألاهمُ = بِشْراً يَسرُّ الصدرَ بالإنشراحْ
حاكَ الحَيا بُرْداً لآفاقهم = طرازُها أنواعُ نوءٍ ملاحْ
حقَّاً لِمَنْ تيّمني شادنٌ = من ذلكَ الحيِّ النزيلِ البطاحْ
حكى النَّقا رِدْفاً وبانَ النَّقا = قدّاً ومَجَّ الثغرُ نشرَ الأقاحْ
حرُّ جمالٍ دونه في السَّنا = كلُّ فتاةٍ رُودَةٍ أو رَداحْ
حَوْبا مُحبِّيه عناً تشتكي = كما اشتكَى منه مكانُ الوشاحْ
حَرَّكَهُ الغنْجُ بخمرِ الصِّبا = فماسَ كالنشوانِ من كأسِ راحْ
حيَّيتُه يوم اللِّقا فاغتدى = يُمَازجُ الجدَّ بماء المزاحْ
حتى إذا شاهدَ لي لوعةً = لم تُبْقِ إلا شربةً من ضُباحْ
حنَّ إِلى الوصل وقال اللقا = وهناً فلا تَقْنَطْ فوعدٌ صُراحْ
حَيَّيتُ لما زارَ بالورد وال = رمّان والظَّلمِ اللذيذِ القَراحْ
حَرُّ الجوى مني انطفى جمرُهُ = بجمر أقداح اللَّمى لا القدَاحْ
حسبي بها من ليلةٍ لا أرى = منها سوى بشْرٍ لبشْرٍ مُباحْ
حُبِّي لها حبُّ فتى سالمٍ = لقتلِ أعداهُ بِبِيضِ الصِّفاحْ
حامي القُرى مُذْكي اللَّظى للقِرا = بالنَّدِّ في جُنْح الدجى والصباحْ
حديدُ عزمٍ لم يكن عابساً = يومَ الندى الأسْنى ويومَ الكفاحْ
حامي وسيماتِ الثنا ذكرُهُ = بالنَّدِّ في نادِ المحبين فاحْ
حباه ربُّ العرشِ من فضله = فضلاً يصافح الورى بالفلاحْ
حناجرُ الأعداءِ مِن وَجْئِهِ = تشكو إلى الحتْفِ الأليمِ الرِّماحْ
كلُّ العِدا منْ حَربه في عَنا = يصافحُ الخطبَ الجليلَ المُتاحْ
حَدا مناويه الرَّدىَ فاعتَلَى = في أرضِهِ داجى الأسى والنُّواحْ
حافظُهُ الله وكاليه منْ = ألسنةٍ مسنونةٍ بالوقاحْ
حَيَّى إِلهُ العرشِ في قدْسهِ = محمدَ الأَروعَ رُوحَ السَّماحْ
حيثُ استقامَ الغيثُ في ثَرَّةٍ = وحيثما سارَ الندى الجمُّ ساحْ
حِرْتُ بمدحي فيه حتَّى لقدْ = تقدَّدتْ عني حبالُ الفِصاحْ
حُكْتُ له الوشيَ فحُزْتُ الندى = فالعينُ من قاموسه والصِّحَاحْ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:54 ص]ـ
محبوكات بن رزيق
ملاحظة: المحبوكات ليست على جميع الحروف ..
وسأبدأ بهن حسب الترتيب الأبجدي.
ابن رزيق
? - 673 هـ / ? - 1274 م
حميد بن حمد بن رزيق.
شاعر عماني.
له (ديوان شعر - ط)
حيِّ بسفحِ البانِ أهلَ الصلاحْ = يحمي ظِبا الإِنْسِ بحدِّ السِّلاحْ
حبَاهمُ الخيرَ ووألاهمُ = بِشْراً يَسرُّ الصدرَ بالإنشراحْ
حاكَ الحَيا بُرْداً لآفاقهم = طرازُها أنواعُ نوءٍ ملاحْ
حقَّاً لِمَنْ تيّمني شادنٌ = من ذلكَ الحيِّ النزيلِ البطاحْ
حكى النَّقا رِدْفاً وبانَ النَّقا = قدّاً ومَجَّ الثغرُ نشرَ الأقاحْ
حرُّ جمالٍ دونه في السَّنا = كلُّ فتاةٍ رُودَةٍ أو رَداحْ
حَوْبا مُحبِّيه عناً تشتكي = كما اشتكَى منه مكانُ الوشاحْ
حَرَّكَهُ الغنْجُ بخمرِ الصِّبا = فماسَ كالنشوانِ من كأسِ راحْ
حيَّيتُه يوم اللِّقا فاغتدى = يُمَازجُ الجدَّ بماء المزاحْ
حتى إذا شاهدَ لي لوعةً = لم تُبْقِ إلا شربةً من ضُباحْ
حنَّ إِلى الوصل وقال اللقا = وهناً فلا تَقْنَطْ فوعدٌ صُراحْ
حَيَّيتُ لما زارَ بالورد وال = رمّان والظَّلمِ اللذيذِ القَراحْ
حَرُّ الجوى مني انطفى جمرُهُ = بجمر أقداح اللَّمى لا القدَاحْ
حسبي بها من ليلةٍ لا أرى = منها سوى بشْرٍ لبشْرٍ مُباحْ
حُبِّي لها حبُّ فتى سالمٍ = لقتلِ أعداهُ بِبِيضِ الصِّفاحْ
حامي القُرى مُذْكي اللَّظى للقِرا = بالنَّدِّ في جُنْح الدجى والصباحْ
حديدُ عزمٍ لم يكن عابساً = يومَ الندى الأسْنى ويومَ الكفاحْ
حامي وسيماتِ الثنا ذكرُهُ = بالنَّدِّ في نادِ المحبين فاحْ
حباه ربُّ العرشِ من فضله = فضلاً يصافح الورى بالفلاحْ
حناجرُ الأعداءِ مِن وَجْئِهِ = تشكو إلى الحتْفِ الأليمِ الرِّماحْ
كلُّ العِدا منْ حَربه في عَنا = يصافحُ الخطبَ الجليلَ المُتاحْ
حَدا مناويه الرَّدىَ فاعتَلَى = في أرضِهِ داجى الأسى والنُّواحْ
حافظُهُ الله وكاليه منْ = ألسنةٍ مسنونةٍ بالوقاحْ
حَيَّى إِلهُ العرشِ في قدْسهِ = محمدَ الأَروعَ رُوحَ السَّماحْ
حيثُ استقامَ الغيثُ في ثَرَّةٍ = وحيثما سارَ الندى الجمُّ ساحْ
حِرْتُ بمدحي فيه حتَّى لقدْ = تقدَّدتْ عني حبالُ الفِصاحْ
حُكْتُ له الوشيَ فحُزْتُ الندى = فالعينُ من قاموسه والصِّحَاحْ
يتبع بمشيئة الله
أعانك الله أخي هانئ (رعد أزرق) على هذا الموضوع،فأنت دائما تتحفنا بالجديد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:59 ص]ـ
أعانك الله أخي هانئ (رعد أزرق) على هذا الموضوع،فأنت دائما تتحفنا بالجديد.
شكرا جزيلا للإهتمام فأنت دائما مبادرة أختي " عفاف "
بوركت وجزيت خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:01 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رعد أيها المدقق الممحص، والأديب الأريب.
إن هذه الموضوعات المتميزة ثمرة بحث مضن ٍ وجهد تستحق التقدير عليه والثناء، فجزاك الله كل خير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رعد أيها المدقق الممحص، والأديب الأريب.
إن هذه الموضوعات المتميزة ثمرة بحث مضن ٍ وجهد تستحق التقدير عليه والثناء، فجزاك الله كل خير.
كما عهدتك أخي ليث تقدر الدرر ولا يقدرها إلا الملوك ..
بارك الله فيك ودمت لي أخا عزيزا حبيبا ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:16 ص]ـ
الدال
دمَنٌ لبَارِقَ لا لبُرْقَةِ ثَهْمدِ = هَيَّجْنَ لى بالمَصْحِ نارَ توجُّدِ
دَعْني أذبْ في ذكرهنَّ صَبابَةً = فمدامعي بلَظَى الجوى لم تَجْمُدِ
داءٌ تناصَرَ في الفؤادِ فلم تُفِدْ = عنه الأُسَاةُ ولا ارتيادُ العُوَّدِ
دارُ الأحِبَّةِ هل يدرُّ لعاشقٍ = وصلٌ من البيضِ الحسانِ الخرَّدِ
دسَّ الزمانُ جديدَكُنَّ فلوْعَتي = قدُمَتْ بوجْدِ حديثِها المتجدِّدِ
دونَ ازديارِ طُلُولِكُنَّ سباسبٌ = تُنْضي النياقَ وكلَّ طِرْفٍ أجْرَدِ
داعي النَّوى لم أنْسَ دهراً رُضْتُهُ = بكواعبٍ في روضِ ذاكَ المعهدِ
دمْثِ الخلائقِ قد غَرَسْنَ ملاحةً = في لؤلؤٍ متألقٍ وزبرجدِ
دسَّ الرَّدَى في لحظهنَّ سِهامَهُ = فولغْنَهُ في مهجةِ المتودِّدِ
وأجبتُهُنَّ إلى الوصالِ فسَهَّلَتْ = بعد الحُرون لقاء قرب الموعدِ
ودَفَقْنَ لي وردَ القُدُودِ وراودتْ = ثغري الصديِّ بشربِ أعذبِ موردِ
دَافعْتُهُنَّ عن التبرُّج بالتُّقَى = في قاب قربٍ لا يُذالُ ببُرْجُدِ
داويتُ جرحَ ودادهنَّ بعفَّةٍ = وزمامُهُنَّ إلى الغِوايةِ في يَدِي
دعْ ذكرَهُنَّ وعجْ إِلى = حَمْدِ الحميدِ الأريحيِّ محمدِ
دفَّاعِ أجناد الخطوب وفالقِ ال = هاماتِ في يومِ الوغى بمهندِ
دِيَمُ النَّدى لوُفودِهِ في ثَرَّةٍ = مُبْيَضَّةٍ مُحْمَرَّة من عسجدِ
دورُ العُفاةِ من العَطا حصباؤها = دُرٌّ يَشِفُّ صقالُهُ بزمرُّدِ
دقَّتْ معاليه فجوهرُ مَجْدِهِ = متوقِّدٌ كالكوكبِ المتوقدِ
دامي جنانِ النَّدِّ فياضِ الندى ال = ملحوبِ للعافينَ في رحْبٍ نَدِي
دكّاكُ أفدان العِدَى بقنابلٍ = وجحافلٍ تَفْري رؤوس الجَلْمدِ
دبَّتْ له في كلِّ قلبٍ هيبةٌ = منها توجَّلَ كلُّ صِلٍّ أسودِ
دانت له شمسُ الخطوبِ وبَيَّضَتْ = مسوَدَّهُنَّ له أكفُّ السؤددِ
دفَعَ المظالمَ والعنادَ بعدلِهِ = ورَعَى الأنامَ بأعينٍ لم تَرْقُدِ
دقَّتْ عواليهِ صدورَ عُداتِهِ = وتضرَّجَتْ بعبيط دمِّ الأكبُدِ
يُدْلي برأيٍ لا تزالُ بضوئِهِ = عينُ الهُداةِ إِلى المحجَّةِ تهتدِي
داني النَّوالِ تنالُ كفُّ مقامه ال = عالي لَعَمْرُ اللهِ كفَّ الفرقدِ
دقَّاقُ أعناقِ العدى بصوارمٍ = ومفجِّرُ الجودِ الخضمِّ المزبدِ
دُمْ للعرائك والبواتكِ والنَّدى = أبداً على رغم العدَاة الحُسَّدِ
دُوَلُ الزمانِ تُقرُّ أنَّكَ قُطْبُها = فإليكَ رائقُها يروحُ ويغتدي
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:52 ص]ـ
الزين
زَهَا بشذا الأقاحِ صَبَا الحجازِ = فبلَّغني الهَنا بمقامِ جازي
زيارتُه إليَّ أجَلُّ فضلٍ = ولم أكُ ما هززتُ به بِهَازِ
زعمتِ صَبا الحجازِ حَمَلْتِ عَرْفاً = من الثغرِ المفوَّفِ بالطرازِ
زهوتُ وكنتُ في أوفى ذبولٍ = فسوَّغتُ الحقيقةَ بالمجازِ
زهوتُ بذكرِ ذاتِ الخالِ ليلى = وأسمعَ مَسْمع الدهرِ ارتجازي
زمانُ اللهو عاد إليَّ رغْماً = على أنف العدى أهلِ المخازي
زوالُ البؤس إن وافى بشيرٌ = لمشغوفٍ له الأفراحُ عازي
زفيرُ كآبتى عني تولَّى = فظلْتُ عن التأوُّهِ في احتراز
زهدتُ الدهرَ إِحساناً وجوداً = بجمِّ ندى محمدِ ذي المغازي
زعيمُ زحوفِ أجنادِ الأعادي = ومثكلُهُم بباترةِ الجوازي
زهيدٌ عنده طعنُ العوالي = وبذلُ الكفِّ بالذهبِ الركَازِ
زَكا نسباً وآداباً فأضحى = بهنَّ الشمسَ في شرف يوازي
زمامُ الحادثاتِ له مُتَاحٌ = وغرَّتُها لديهِ في اعوزازِ
زجاجٌ عنده صخرُ الأعادي = إِذا ما هزَّ عَضْباً للبِرازِ
زوائدُ جوده في كلِّ يومٍ = خزائنُه تنادي بالتعازي
زرعتَ سليلَ سالمَ مكرماتٍ = لديها جودُ حاتمَ جازَ بازِ
زهتْ منها العفاة ولست تُزهَى = وقد سبقوا صفوفاً كلَّ بازي
زخرتُ بيمِّ علمٍ لم يَحُزْهُ = بفلْكِ الفهمِ زَجَّاجٌ ورازي
زجرتُ النفسَ عن تيهٍ فكانت = من التقوى بزجركَ في جَهازِ
زمانك كُّلهُ غررٌ ودرٌّ = تشفُّ به مزونٌ في الحجَازِ
زحمتُ بمنكبي بكَ كلَّ نجمٍ = وأعطاني الهنا حظُّ الجَوازِ
زنادي لم يزل بك جِدَّ وارٍ = وحسبي عزةً وبك اعتزازي
زبرجدُ مِدْحَتي لولا أيادي = يديكَ لقلت ليسَ له بحازي
زللت بأعين الأغيار لكن = تألق في صراطكمُ جوازي
يتبع بمشيئة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:02 ص]ـ
السين
سَقَّى ثغورَ الشَّرْبِ راحَ الكاسِ = ومشى يطولُ بها على الجلّاسِ
ساقٍ سقاه غنْجُهُ ودَلالُهُ = كاساً مرقِّقَةً لقلب القاسي
سفرتْ شموسُ مدامةٍ فتصرَّمَتْ = حُللُ الصَّريم لها بغير شِماسِ
سمَروا وكم قمرٍ يسامرهم بها = سَهِرَ الرقيبُ بطرْفِهِ النَّعَّاسِ
سكرانُ من خمرِ الصِّبا فكأنما = عبثَ الصّبا بقوامه الميَّاسِ
سحبَ الدلالُ له ذيولَ مطارفٍ = فتعثَّرتْ منها قلوبُ الناسِ
سبّاقُ غايةِ بهجةٍ كمحمدٍ = سبّاقِ غايةِ مكرماتِ الناسِ
سلطانِ أرضِ اللهِ طُرّاً طودُها ال = راسي وراسبُ كلِّ طودٍ راسي
سلَّ الوفُود بجودِه سيْفَ الغِنى = فقَرَوا جماجمَ عسكرِ الإفلاسِ
سادَ القُرى فذكتْ بها نارُ القِرى = للضيفِ في الآصال والأغْلاسِ
سجَع النهارُ بجودهِ فكأنه = ورْقٌ بدوحةِ رملةٍ مَيْعَاسِ
سكنَ العدى بضياءِ شمسِ فخاره = وسيوفِه في ظلمةِ الأرْماسِ
ساعٍ إلى نهجِ الصلاحِ تقطَّعَتْ = في راحتيهِ سلاسلُ الوَسْوَاسِ
سامي الذُّرى فخصيمُهُ في مأتمٍ = ومحبُّه بنداه في أعْراسِ
سهمٌ بأكبادِ الحواسدِ نافذٌ = من غيرِ أفواقٍ ولا بِرْجَاسِ
سهرَ الدُّجى في المُلْك فهو الطاعنُ ال = ليثَ الكميَّ الطاعمُ ابنُ الكاسِ
سِيقَ الثناءُ له وقام خطيبُهُ = يدعو له في مِنْبرٍ وكَراسي
سِفْرُ المحامد من نداه ضياؤُهُ = في ظلمةِ الدَّيْجُورِ كالنبراسِ
سعدتْ بك الدنيا وقد ألبستَها = بسَنا ثَناَك بُرودَ أغنى الناسِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:12 ص]ـ
الصاد
صفا العيشُ للعافينَ من بعد إِنْغاصِ = فهيهاتَ أن يلْقَى لأكدارِ أمْغاصِ
صَدَحْنَ بِدَوْحِ البِشْر ورْقُ مَسَرَّةٍ = فأسمعْن آذانَ القريبِ مع القاصي
صحائفَ عِشْقٍ قد قَرَأْنَ لعاشقٍ = مطيعٍ لظبيٍ فاتر فاتنٍ عاصي
صريحِ جمال قانصٍ بلحاظِهِ = إذا انسابَ في أسرابهِ كلَّ قنَّاصِ
صرفتُ له للوصلِ والقربِ هِمَّةً = وغصْتُ بآذِيها لدرَّةِ غَوَّاصِ
صِفادُ ودادي أنَّ شأو محمدٍ = يثبِّطُ عن إِلحاقِهِ كلَّ خراَّصِ
صفاتٌ صفتْ فخراً له فتكثَّرتْ = كأسمائه مجداً فلا حصرَ للحاصي
صرعْنَ العِدىَ بَهْراً فهيبةُ شخصِه = تراءتْ لألحاظِ العِدى جَمَّ أشخاصِ
صروحَ الأعادى الشامخاتِ لخيلهِ = وفتكتِه قُفٌّ يُناطُ بأقفاصِ
صرمْنَ مواضيه الصوارمُ والقَنا = بنصرٍ وفتحٍ مشرقٍ غيرِ معتاصِ
صقورُ البوادِي من لحومِ عُداتهِ = عليهِ ومن والاه يُثْني بإخلاصِ
صبورٌ على وَقْعِ الخطوبِ وغيرُهُ = على وقْعها بالذُّعْر في زِيِّ رقَّاصِ
صُروفُ الليالى لم تَهُلْهُ بحادثٍ = يقصُّ بنحسٍ منه سعد بنُ وقَّاص
صِوارُ الفَلا والليثُ عدلاً وهيبةً = فلا ذا لِذا عاصٍ ولا ذا لذا قاصي
صديقي لعمري قد صدقتُ بمدحتي = فنغِّصْ لكَ البشرى بها كلَّ نكَّاصِ
صقيلَ النهى لا يُسْتَرابُ من اقتدى = بمحضِ ثنائي للأجلِّ وإِخلاصي
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:26 ص]ـ
الطاء
طرقتْ والدجى بسمِّ خياطِ = وجنينُ الصباح تحتَ قماطِ
طفلةٌ تنفضُ الدلالَ على الصَّب = بِ من البانِ في قِبَاء قُبَاطي
طفقتْ تنثرُ العِتابَ بأفعا = لٍ وأسما كلؤلؤِ الأسماطِ
طوَّقَتْني يمينُها ويدِي اليُسْ = رى تُناغي زمرُّدَ الأقْراطِ
طَرَبٌ منهُ شطَّ كلُّ عَنَاءٍ = إِذ حباني وصالُها بنشاطِ
طِبْتُ قلباً وكانَ دهرِي وحالي = كابن همام في حِمىَ دمياطِ
طرقَتكَ السحائبُ البيضُ والسو = دُ بسيْبِ السيولِ كلَّ نشاطِ
طللُ اللهوِ موطنُ الحبِّ والوص = لِ ومغْنى الهوىَ وعشّ انبساطى
طررُ الرعْدِ في برودِ غوادي = كَ ووشيُ البروقِ فىِ الأوساطِ
طار نومي وصارَ كالشهْر يومي = وانطوَى عن بسيطتيْكَ بساطي
طارفي أنت والتليدُ ولكن = نَ سروري محمدٌ وانبساطي
طيبُ الأصلِ طيبُ الفصلِ والفض = لِ بسيطُ الفخارِ كالأسباطِ
طالبُ الحقِّ مدركُ النصرِ والفت = حِ محيطُ العُلا بغيرِ احتياطِ
طبعهُ الجوهريُّ لا يقبلُ الإف = سادَ بالصُّلْح ثابتَ الإرتباطِ
طهَّرَ الأرضَ سيفُهُ من فسادٍ = مستفيضٍ بسائر الأخلاطِ
طبُّهُ إذْ فشا بأدوائنا الدا = ءُ شفاها شِفا دَوا بَقْراطِ
طاب فخراً فحاكَ بالمدح شادي = هِ بُرُوداً لم تُلْفَ للخياطِ
طرَّزَ الناثرون من تبره النظ = مَ فشفَّتْ به أكفُّ التعاطي
طالَ من طُولِهِ فأضحى بسيطاً = جسرُه للعبور كالفُسْطَاط
طوَّقَتْنى يدُ ابنِ سالم جوداً = فأكُفِّي من دُرِّهِ في التقاطِ
طُرُقي في القريضِ يا واهب القن = طار لم يتَّضِحْنَ للقِيرَاطِ
طوَّلَتْني طُولى يدٍ بأيادٍ = منك تُعْطي الألوفَ للمتعاطي
طاسماً كان منزلي فنما الخص = بُ به منكَ وانتوىَ عن هِيَاطِ
طاوعتْني صعابُ قافِ القوافي = حينَ سَهَّلتَ لي الندى لاغتباطِ
طَفَحتْ مكرماتُ كفِّكَ حتَّى = بكَ أرجو غداً جوازَ الصراطِ
يتبع بمشيئة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:36 ص]ـ
العين
على مثْلهِ فَلْتُذْرِ حمْرَ المدامعِ = هُوَ الرَّبْعُ يا سكّانَ خُضْرِ المَرابعِ
عَفَا وادِّكارى لم يزلْ فيه آهلاً = وسَحُّ دموعي كالسحابِ الهوامعِ
عَلَتْ علوةٌ في أعينِ الصَّبِّ بهجةً = وفي أعينِ العينِ الحسان البوارعِ
نَمتْ بتدانيها دلالاً فأولغتْ = مُدَى هجرها في مهْجتى والأضالعِ
عَرانى هوىً من حبِّها متدافعٌ = وليسَ له عن فرْطِهِ من مُدافعِ
عيُوني لعينٍ فَارقَتْهنَّ أعينٌ = أوَدِّعُها صبَّاغةً للأصابعِ
عرفتُ رفيقي للأسى ومفارقي = لِمُرتَبَعٍ عني انتوىَ يومَ رابعِ
عرجتُ لتوديعي له من كآبةٍ = وخِلْتُ لربْعي بالجَوى غير راجعِ
عَفا اللهُ عنه إِذْ تَثنَّى بغصنه = وأبكاه شجْوِي كالحمامِ السواجعِ
عثرتُ بأخفافِ المَطِّي فأسْبَلَتْ = مدامعُها في مدمعي المتتابعِ
رفيق الهَوى رفقاً وسيفُ محمدٍ = يُسَقِّي الردى من خصمه كل شاجعِ
عليُّ الجنابِ الأريحيِّ أخي الندى ال = حميد المنيبِ العابدِ المتواضعِ
رفيقٌ لطيفٌ ثابت الجأشِ في الوغَى = بوارقُهُ مثل البروقِ اللوامعِ
عتَا لأحزاب الضلال سلامةً = وأطماعه في الفتكِ لا في المطامعِ
عليمٌ بما تُخفي صدورُ عداتِهِ = من الحقدِ لم يخدعْه هتْرُ المخَادِعِ
علا قدْرُهُ حتى رأى كلَّ فاظعٍ = من الخطبِ ما هبَّ الصَّبا غيرَ فاظعِ
عنادُ العدى لا زال نارَ حبَاحِبٍ = يرى ضوءه أو ضوء نار اللوامعِ
عموماً وتخصيصاً همُ في لظَى الوغى = فراشٌ وأما خيلُهم كالضفادعِ
عواصفُه في الرَّوْعِ خيلٌ عواصمٌ = من الكلِّ لا تَعْبا بهولِ الوقائعِ
عبادَ إلَهِ العرشِ إنَّ محمداً = مبيدُ العدى بالباتراتِ القواطعِ
عليهِ من الرحمن أزكى تحيّةٍ = وعترتِهِ أهلِ الوفا للودائعِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 11:01 م]ـ
الكاف
كَرَى جفونيَ ممنوعٌ بذكراكِ = عنِّي فعزِّ فما المعْنىَ بإهلاكى
كَلَّتْ لساني من الشكوى إِليكِ فلا = وصلٌ ولا صلةٌ للمغرم الشاكي
كَرَى بِعَادُكِ تامورِي بنارِ أسىً = وما ارتشفتُ لأطفي غُلَّتي فاكِ
كادَ الجَوى أن يُسَقِّيني كؤوس ردىً = فهلْ تقر بهذا الحالِ عيناكِ
كم قد بكيتُ فبكَّيتُ الحمامَ وما = كلٌّ يبَكِّتُ وُرْقَ الأيكةِ الباكي
كفكفتُ دمعكِ مِمَّا أنتِ شاكيةٌ = من البعادِ وما أدراكِ أدراكِ
كفٌّ يناغي قضيباً مائلاً بِنَقاً = ويلقِطُ الدرَّ لي كفٌّ بأسلاكِ
كواكبٌ شقَّها نحرٌ على قمرٍ = في روضةٍ تنتمي حُسْناً لأفلاكِ
كواعبُ الرَّبْعِ من سَفْحي حظِين ألا = قولي لأهل الهوى أهلاً بهلّاكي
كآبةً وجوىً من ميِّ نامية = لصادقِ الحبِّ صَبٍّ غير أفَّاكِ
كِبْرُ الدلالِ أراني ذلَّتي صِغَراً = منها وما تَرَكَتْ كبراً لأتْراكِ
كُفِّي الوغى مَيُّ عن صَبٍّ بسيدنا = محمد الشهم مولانا ومولاكِ
كافي المُقِلِّ بكُثْرِ الجودِ رائشُهُ = ببِشْرِهِ المترامي الزاهرِ الزاكي
كالي الثغور وحاميها بهيبتِهِ = ومرهَفٍ من سيوفِ الهندِ بتّاكِ
كاسي الجِمَالَ بُرُودَ النَّقْع يومَ وغى = وسافكٌ دمَ سفّاحٍ وسفَّاكِ
كميُّ حربٍ إِذا ما شام حَرْبَ عدَىً = إِمامُ شُوسٍ أماجيدٍ ونُسَّاكِ
كَرَّاتُهُ حَيْدَرِيَّاتٌ وهَيْبتُهُ = بفتكِها ملكتْ أحشاءَ مُلّاكِ
كأنَّ راحتَهُ للغَيْمِ حائكةٌ = أوْ عارضُ الغيمِ عن ثَرَّاتِها حَاكي
كمالُهُ عَلَّمَ البدرَ الكمالَ فلا = يرتابُ ذا غيرُ أفَّاكِ ابن إشْراكِ
كُلِّيةُ الشمس فخراً من مناقبِهِ = جزئيَّةٌ لم تَذَرْ شكّاً لشكّاكِ
كفى به مفخراً للمعتفين وما = بَناَنُه لابنِ مسكينٍ بمَسَّاك
كرامةٌ لو يراها اليوم حاتمُها = أمستْ تناجيهِ حوباه بإمساكِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 11:58 ص]ـ
اللام
لو لم تَزُرْهُ قضى بالأعينِ النُّجلِ = داءُ الغرامِ دَوَاهُ رقَّةُ الغزلِ
لم أنسَ دُرَّ عِتَابٍ فاض من حَدَقٍ = إِلى عتابٍ كضوءِ اللؤلؤِ الخَضِلِ
ليثُ الغيورِ يَرى ما نحنُ فيه وما = يدا محمدِ تَنْدى من ندىً عجِلِ
ليثُ العريكةِ لا يَعْبا بليثِ وغَىً = يومَ النزالِ ولا بالفارسِ البطَلِ
للسيف هام أعاديهِ وأرجلُهم = ونحرُهُم للقَنا الخَطِّيَّةِ الذُبُلِ
لك الثنا يا حميدَ الفعلِ يا ملكاً = سما برتبتهِ فخراً على زُحَلِ
لبستَ ثوبَ سناً شفَّ الزمانُ به = نوراً فشرَّفْتَ مجداً أشرفَ الدولِ
يتبع إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:07 م]ـ
الميم
ما لَهُ ملَّني غزالُ الَّصرِيمِ = ورماني بسهم هجرٍ أليمِ
مَرَّ بي ساخطاً بمنْعِ كلامٍ = ومَنُوعُ الكلامِ مُحْيي الكُلُومِ
مفرطَ الهجرِ هلْ يعودُ زمانٌ = هو بالوصل كان جدَّ وَسيمِ
ما أنا والهوى الوسيمِ بناسٍ = زورةً منكَ في الزمان القديمِ
مسمعٌ رائقٌ ومرْأىً جميلٌ = من محيّاً ولفظُ صوتٍ رخيمِ
مسكُ أردانِهِ إِذا ذُكر المِسْ = كُ لديهِ انثنى بوصفٍ ذميمِ
ماء صدَّاءَ ماء ثغرِ لَماهُ = لم يَزَلْ رشْفُهُ شِفَاءَ السَّقِيمِ
مَبْسمٌ قد تألَّقَ البرقُ منهُ = بَرْقُه يَزْدَري ببرقِ الغُيُومِ
ملتُ عنه إلى محمدِ إِذْ مَل = لَ رخاء العيش النبيلِ الكريمِ
ملَّهُ خَصْمُهُ الألدُّ عِراكاً = فأبى أن يملَّ قَتْلَ الخصومِ
ملك طابَ رفعةً وجلالاً = وعلاَ مجدُه بطيبِ الخِيمِ
موردٌ للعفَاةِ شطُّ نَداهُ = فهْو للربعِ مخصبٌ والرُّسُومِ
مَنْ لهُ مشبهٌ ندىً وكفاحاً = يوم سلْمٍ ويَوْمَ قدِّ الحسُومِ
مِلَّتي ودُّكَ القويمُ ولا زا = لَ صراطاً للوامقِ المستقيمِ
مذهبٌ عنه لست أذهبُ ما ما = سَ قَضيبٌ وهبَّ ريحُ نسيمِ
يتبع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:44 م]ـ
النون
نظرتْ بعينِ شوادنِ الغِزْلانِ = ريميَّةٌ مِسْكِيَّةُ الأردانِ
نفرتْ دلالاً فاستحالَ دلالُها = ونفورُها للصدِّ والهِجْرانِ
نَمَّتْ عليكَ مدامعٌ قد قُرِّحَتْ = بنموِّهِنَّ لواحظُ الأجفانِ
نفسي الفِدى لغزالةٍ غازلْتُها = ببيان لفظٍ مشرقٍ بمعاني
نثرتْ إليَّ جمانَ عَتْبٍ من فَمٍ = محمرُّهُ يُزْري على المَرْجانِ
نزح الضَّنى بدنُوِّها فدنوُّها = لا يُسْترابُ مبرَّحَ الأحزانِ
ناهيك لو صدقوا كصدق مدائحي = لمحمدِ المحمودِ عالي الشانِ
نهرُ الندى علَمُ الهُدى ساقي الرَّدى = ثغرُ الخصيمِ اللوذعيِّ الشانِ
نجمٌ إِذا ما كرَّ في يوم الوغى = بحسامِهِ لعدوِّه الشيطانِ
ناهٍ عن المحظورِ طرّاً آمرٌ = بالعُرْفِ فكّاكُ الأسيرِ العاني
نَفَحَ الثنا عنه بمسْكٍ أدفرٍ = في كلِّ نادٍ شاسعٍ أوْ دانِ
نَور ونُورٌ ذكرُهُ وفخارُهُ = في مركزٍ يعلو على كيوانِ
نافي الهموم بأنسه فمحبُّهُ = مُتَبَوِّئُ في جَنَّةِ الرضوانِ
نامٍ بتوفيقِ المهيمنِ مجدُهُ = متألِّقٌ بالأمن والإيمانِ
نصرٌ وفتحٌ لا تغبُّ جيوشُهُ = وخصومُهُ في هوَّة وهوانِ
نهبْت نفوسَ عداتِه أَسْيافُهُ = فرؤوسُهُمْ في السُّمْرِ كالتِّيجانِ
نِعَمٌ أياديهِ لأهلِ محبّةٍ = نِقَمٌ لأهلِ البُغض والشنآنِ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:53 م]ـ
الهاء
هجرَ الحبيبُ فما أَمرَّ جفاهُ = ويْلاهُ من هجِرانه ويْلاهُ
هام الفؤادُ بحبِّه فتأجَّجت = نارُ الصبابةِ والجوى بهواهُ
هدرتْ حمائمُ لوعتي لمَّا انثنى = في غصنِهِ وحُلِيِّهِ غَنَّاهُ
هَمِّي بما بصدودهِ فله فَمي = يشكو الصَّدَى ويصدُّ عني فاهُ
هوتِ الثغورُ على الثغورِ مودَّةً = فتسلسلتْ لحَشَاشَتي صَهْبَاهُ
هَصَرَتْ يدى غُصْناً ولولا خشيةُ ال = باري العظيمِ مددْتُها لتقاهُ
همَّ الفؤاد وكادَ منه أن يرى = رأياً يشقُّ به بُرودَ تُقاهُ
همعتْ لواحظُنا تَصَبَّبَ مدمعٌ = لمَّا انتضَى كفَّ الصباح طوَاهُ
هزَّتْ معاطفُه لكفِّي بانةً = ورنت إِليَّ بعبرةٍ عيناهُ
هشَمَ الظبا عظمَ الصريم بصارمٍ = سيفِ ابن سالمَ بالوميض حكاهُ
هو ذو الثنا الملكِ الأجلِّ محمدٍ = المستهلِّ إِلى العفاة عَطَاهُ
هادي المضلِّ إلى سويِّ صراطه = ومعذِّبِ الغاوي بنارِ وَغَاهُ
هيهاتَ هيهاتَ المفرُّ لهاربٍ = ومن المحالِ المستحيلِ نَجاهُ
هاجتْ بهوجِ خيولهِ نار الوغى = ورأى العدوُّ من الشُّواظِ رَدَاهُ
هامتْ بمدحته جهابذةٌ رقوا = أفُقَ القريضِ المستضيء سَمَاهُ
هاداهمُ بنجومِ تَوْمٍ مُشْرِقٍ = يُعْطي الشموسَ المسفراتِ ضياهُ
هذا هو المجدُ الأثيلُ فلا يُرى = أفلاكُ من هو للأنام رؤاهُ
هاكَ ابنَ سالمَ روضَ مدحٍ زاهرٍ = يَسْبي القلوبَ الطيِّبات ثَنَاهُ
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 01:02 م]ـ
الواو
وحقِّ الهوى العذريِّ لم أرْوِ يا أروَى = غَرامي إلى خِلٍّ خَصَصْتُكِ بِالشكوى
وهبتكِ نفساً حُمِّلَتْ عن رِضى هوىً = هو الطَّودُ يعلو مثلما قد عَلَتْ رضوى
وثغرِكِ والخصرِ الذي كشحُهُ انطوىَ = على أنَّ حُبِّي عنكِ ما عشتُ لا يطْوى
ولم أنسَ يا أروى لك الأمنُ زورة = وإن كنتُ منها عن صَدَى الشوقِ لا أُرْوى
وفاضلْتُ بَرْقُ المُزْنِ منكِ بمِيسَم = سلوتُ بصهباهُ عن المنَّ والسلوى
وقبَّلتُ بدرَ التِّمِّ في غُصْنِ بانةٍ = وطارحَني نَجْوى يدقُّ عن النجوى
وميضُ خدودٍ وائتلاقُ مُقَبَّلٍ = فما الشمسُ والبرقُ اللَّمُوحُ لها شَرْوَى
وبَشْرَةُ أردانٍ هي المسكُ نفحةً = أو المسكُ عنها لا يدَانى ولا يهْوَى
وصلنا الهوى ما بيننا بعد هجرةٍ = ولم تبْتردْ أحشاء قلبي من البلوى
وفيتُ بعهد الحبِّ للحُبِّ والثنا = لسيدِنا السامى محمدِ ذي الجدوى
وطودُ حلومٍ يبهظُ الأرضَ ثِقْلُهُ = وروض فخارٍ يُثْمِرُ الزهدَ والتقوى
وشمسُ ثَناً من كبْدِ أفقٍ سماؤُها = تجلَّتْ إلى الأَلحاظِ في مجدِها جَلْوى
وقال إِلهُ العرش دم لشريعتى = لواؤكَ منصورٌ عن الفتحِ لا يُلْوَى
يتبع بمشيئة الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 01:11 م]ـ
الياء
يومنا يومَ بالوصالِ هنيُّ = فخرُهُ من رباربٍ رَبَوِيُّ
يا لها من رياضِ وردٍ لِأَتْرا = بٍ حسانٍ لها جمالٌ بهيُّ
يتدافعْنَ بالأكفِّ ويعرضْ = نَ وجوهاً لهنَّ ضوءٌ سَنيُّ
يتبسمْنَ عن أقاحٍ يناغي = هِ عقيقٌ وتُؤْمُهُ اللؤلؤيُّ
يُطلعُ الشمسَ في الدُّجىَ منه وجْهٌ = باهرُ الجَهْر سرُّهُ يُوشَعيُّ
يقصِرُ الطرفَ عن بسيطِ جمالٍ = قد نماه جماله اليوسفيُّ
يَتَزَاهى فخراً وأعظمُهُ مَحْ = ضُ فخارٍ محمدُ اللوذعيُّ
يَمُّ جودٍ لكلِّ عافٍ فقيرٍ = ووليٌّ وعارضٌ وَسْمِيُّ
يهبُ الألفَ يومَ سَلْمٍ ويَفْرِي = في الوغَى الألفَ سيفُهُ المشْرَفيُّ
يقدحُ الخطبَ وهو يبْدُو ابتساماً = يقصُرُ الخطبُ عنه وهو الوفيُّ
يتمنَّى العدى قتالَ عليٍّ = عنه لو كان في الزمان عليُّ
يصرعُ الأسْدَ لا بضربٍ وطعنٍ = طرْفُهُ البَتْرُ قاضبٌ هندِيُّ
يفجعُ الخطبَ والشدائدَ هَوْلاً = وهو للبشرِ والسرورِ نجيُّ
يألفُ الجود من رآه وينسا = بُ لعافيهِ نهرُهُ العسجديُّ
يصفُ المرءُ كلَّ مجدٍ وسيمٍ = ولدَى مجدِه قبيحٌ بذيُّ
يبرقُ الجودُ من يديْهِ لعافٍ = فهو بدرٌ وسيفُهُ كوكبيُّ
تمت والحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 08:08 م]ـ
جهد جسيم وعمل عظيم أخي الكريم رعد ..
بارك الله فيك وجزااك خيرا ... وأعانك الله وسدد خطااك في كل ما يحبه ويرضاه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 08:54 م]ـ
جهد جسيم وعمل عظيم أخي الكريم رعد ..
بارك الله فيك وجزااك خيرا ... وأعانك الله وسدد خطااك في كل ما يحبه ويرضاه
مرور غالي أختي صاحبة القلم , تشكرين عليه ..
بارك الله فيك ودمت متألقة متميزة.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد فهذا الموضوع مميز كمواضيعك الرائعة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:40 م]ـ
دائماً تتحفنا بالجديد الجميل أخ رعد وفقك الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد فهذا الموضوع مميز كمواضيعك الرائعة
شكرا لك مرورك العطر أختي رفيف ..
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 02:01 م]ـ
دائماً تتحفنا بالجديد الجميل أخ رعد وفقك الله
بوركت وشكرا لك هذا الإطراء أختي الباحث عن الحقيقة.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 05:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد دائماً متميز
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 09:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد دائماً متميز
شكرا لمرورك العطر أختي المبحرة ..
بارك الله فيك.(/)
أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:38 م]ـ
قال ابن قتيبة: وقال أبو عبيدة اتفقوا على أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة:
المُسَيِّبُ بن عَلَس
والمُتَلَمِّس
وحُصَين بن الحُمَام
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 12:45 م]ـ
المُسَيِّبُ بن عَلَس
واسمه زهير بن علس وإنما لقب المسيب ببيت قاله ويكنى أبا الفِضَّة وهو خال الأعشى أعشى قيس وكان الأعشى راويته وهو من شعراء بكر بن وائل المعدودين وهو جاهلي لم يدرك الإسلام وكان امتدح بعض الأعاجم فأعطاه ثم أتى عدوا له من الأعاجم يسأله فسمَّه فمات ولا عقب له.
وهو القائل:
ولقد بلوت الفاعلين وفعلهم=فلِذي الرُّقيبة ماله مثل
كَفَّاه مُخْلِفةٌ ومُتْلِفَةٌ = وعطاؤه مُتَخَرِّقٌ جزل
ويستحسن قوله:
تبيت الملوك على عَتْبها= وشيبان إن غَضِبت تُعتَبُ
وكالشهد بالراح أخلاقهم=وأحلامهم منهما أعذب
وكالمسك ترب مناماتهم=ورَيَّا قبورهم أطيب
ومما سبق إليه فأخذ منه قوله يذكر ثغر المرأة:
كأن طعم الزنجبيل به=إذ ذقته وسُلافة الخمر
شرق بماء الذوب أسلمه=لمُبْتغيه معاقلُ الدَّبْر
وقوله في الناقة:
مَرِحَت يداها للنَّجاء كأنما=تكرو بكَفَّي ماقِطٍ في قاعتَكْرو: تلعب بالكرة
الماقط: الذي يضرب بالكُرَة الحائط ثم يأخذها
ويستجاد له قوله:
لو كنت من شيء سوى بشر= كنت المُنَوِّرَ ليلة البدر
ويستجاد له قوله في المرأة:
تامت فؤادَكَ إذ له عرضت=حسنٌ برأي العين ما تمِقُ
بانت وصدع في الفؤاد بها=صدع الزجاجة ليس يتفق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع الجميل.
وننتظر طائفة من شعر الشاعرين الآخرَين.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الموضوع الجميل.
وننتظر طائفة من شعر الشاعرين الآخرَين.
أبشر ياعزيزي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:48 م]ـ
المُتَلَّمِسُ
هو جرير بن عبد المسيح من بني ضبيعة وأخواله بنو يشكر وسمي المتلمس بقوله:
فهذا أوان العرض جُنَّ ذُبابُهُ=زنابيرُُهُ والأزرق المُتَلَّمِسُالعِرْض: الوادي
ويروى البيت " حيا ذبابه"
وكان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة هو وطرفة بن العبد فهجواه فكتب لهما إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما أنه أمر لهما فيهما بجوائز وكتب إليه يأمره بقتلهما فخرجا حتى إذا كانا بالنجف إذا هما بشيخ على يسار الطريق يُحْدِث ويأكل من خبز في يده ويتناول القمل من ثيابه فيقصعه فقال المتلمس: ما رأيت كاليوم شيخا أحمق. فقال الشيخ: وما رأيت من حمقي أُخرج خبيثا وأُدخل طيبا وأقتل عدوا، أحمقُ مني والله مَن حامل حتفه بيده فاستراب المتلمس بقوله وطلع عليهما غلام من أهل الحيرة فقال له المتلمس: أتقرأ يا غلام، قال: نعم، ففكَّ صحيفته ودفعها إليه فإذا فيها: أما بعد فإذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا. فقال له: أنت المتلمس؟ قال: نعم قال: فالنجاء النجاء فقد أمر بقتلك فنبذ الصحيفة في نهر الحيرة وقال:
ألقيتها بالثني من جنب كافر=كذلك أُفني كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ
رضيت لها بالماء لما رأيتها=يجول بها التيار في كل جدول
ثم قال لطرفة: ادفع إليه صحيفتك يقرأها ففيها والله ما في صحيفتي فقال طرفة: كلا لم يكن ليجترئ علي. ثم أخذ المتلمس نحو الشام وأخذ طرفة نحو البحرين فقتل وقال المتلمس:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم=خبرا فتصْدُقَهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما=ونجا حذار حبائه المتلمس
ألق الصحيفة لا أبا لك إنه=يخشى عليك من الحباء النقرس
وأتى المتلمس بصرى فهلك بها وكان له ابن يقال له عبد المدان أدرك الإسلام وكان شاعرا وهلك ببصرى ولا عقب له.
ومن جيد شعره قوله:
وما كنتُ ألا مثل قاطع كفه=بكف له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه=فلم تجد الأخرى عليها مقدما
فلم استقاد الكف بالكف لم يجد=له دركا في أن تبينا فأحجما
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى=مساغا لناباه الشجاع لصمما
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا=وما علم الإنسان إلا ليعلماويُتمثل من شعره بقوله:
وأعلمُ علمَ حقٍّ غير ظنٍّ=وتقوى الله من خير العتاد
لحِفْظُ المال أيسرُ من بُغاهُ=وضرب في البلاد بغير زاد
وإصلاح القليل يزيد فيه=ولا يبقى الكثير على الفساد
ومن إفراط قوله:
أحارث أنا لو تُساط دماؤنا=تزايلن حتى لا يمس دم دما
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 09:50 م]ـ
حُصَيْنُ بن الحُمَامِ
هو من بني مُرَّة جاهلي ويعد من أوفياء العرب
وهو القائل:
نُفَلِّقُ هاما من رجال أعِزَّةٍ=علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
نحاربهم نستودع البيض هامهم=ويستودعونا السَّمْهريَّ المقوما
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا=ولكن على أقدامنا تقطر الدَّما
وفيها يقول:
فلوذوا بأدبار البيوت فإنما=يلوذ الذليل بالعزيز ليعصما(/)
آخر الأندلسيات .......
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 05:09 م]ـ
قد يستنكر علي البعض هذا العنوان خاصة وإن علموا أن القصيدة التي سأطرحها من الشعر الحديث
ولكن ما جعلني أصفها بالأندلسية هو تلك الرقة والعذوبة الواضحة وصدق الشعور الذي كان يسم الشعر الأندلسي وأعتقد أنكم لن تلوموني على هذا العنوان
بعد قراءة الأبيات
الأبيات لشاعر سعودي معروف بكتابة الشعر النبطي ولكن له هذه الرائعة بالفصحى
دون إطالة إليكم الأبيات ((الأبيات على المديد))
خفقات القلب في السحر= وضياء لاح للنظر
ومكان كان يجمعنا= في ظلال الأيك والشجر
وحديثًا أنت مبدعه = والسنا في وجهك النضر
ذكريات كالروى خطرت = في ليالي البعد والكدر
يا حبيبي حبنا قدر= زاد في قدر عن القدر
هل نسيت العهد أم حجبت= سحب عينيك عن نظري
أم رأيت الوجد مشتعلاً= فخشيت السير في الخطر
وتركت القلب توجعه= لوعة الأشواق والسهر
أنا لن أنساك لوعصفت= نائبات الدهر بالحجر
فحرام أن تفرقنا = دنيا الأحقاد والبشر
ويضيع العمر منتظرًا= أن تجود السحب بالمطر
نسيت أن أذكر أن الأبيات للشاعر محمد بن عبود العمودي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 04:25 ص]ـ
لا أنكر رقتها، ولا أستنكر عليك وصفها بالأندلسية، لكن لماذا قفلت الباب (آخر)؟
ـ[أم أسامة]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 04:36 ص]ـ
قصيدة رائعة حقاً ..
لك ذوق أدبي متميز.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 06:46 م]ـ
لقد افتقدناك أخي بحر الرمل
مشتاقون إليك وإلى تفاعلك المثمر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 06:54 م]ـ
مواضيعك دائماً رائعة
وسعيدة بالتواصل معك
بارك الله فيك
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 10:01 م]ـ
أشكركم جميعا على التواصل ....
أنا ها هنا أخي ليث(/)
ستة أسباب لتحصيل العلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 07:48 م]ـ
قال الشافعي رحمه الله:
أخي؛ لن تنال العلم إلا بستة=سأنبيك عن مكنونها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة=وإرشاد أستاذ وطول زمان
«الآداب الشرعية» لابن مفلح (1/ 216)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 08:04 م]ـ
باارك الله فيك أستاذ محمد على نقولاتك الرائعة
أبيات جميلة حكيمة وموجزة .. ربما لو قُدر لشاعر آخر نظمها لنظمها بعشرات الأبيات .. ولربما أفرد لكل خصلة بيتا أو بيتين ... لكنه الشافعي .. إن قال أفصح وأوجز(/)
سبعة يظلهم الله في ظله
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 07:52 م]ـ
وقد نظم السبعة العلامة أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل فقال:
وقال النبي المصطفى إن سبعة=يظلهم الله الكريم بظله
محب عفيف ناشئ متصدق=وباك مصل والإمام بعدله «فتح
الباري» لابن حجر (2/ 143)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:02 ص]ـ
وقد نظم السبعة العلامة أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل فقال:
وقال النبي المصطفى إن سبعة=يظلهم الله الكريم بظله
محب عفيف ناشئ متصدق=وباك مصل والإمام بعدله «فتح
الباري» لابن حجر (2/ 143)
مشرفنا العزيز أتم الله عليك نعمته
وهذا الحديث لتفصيل أحوال السبعة
روى البخاري ومسلم في صحيحيها، من حديث أبي هريرة: r قال: قال رسول الله:=: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه))
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 12:09 ص]ـ
مشرفنا العزيز أتم الله عليك نعمته
وهذا الحديث لتفصيل أحوال السبعة
روى البخاري ومسلم في صحيحيها، من حديث أبي هريرة: r قال: قال رسول الله:=: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه))
شكرا لك أخي زين الشباب على ما قدمت
سلمت يمينك
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 07:58 م]ـ
وقد نظم السبعة العلامة أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل فقال:
وقال النبي المصطفى إن سبعة=يظلهم الله الكريم بظله
محب عفيف ناشئ متصدق=وباك مصل والإمام بعدله «فتح
الباري» لابن حجر (2/ 143)
باارك الله فيك أستاذ محمد .. وجزااك الله خيرا على نقلك الجميل
اللهم اجعلنا ممن يستظلون بظلك يوم لا ظل إلا ظلك(/)