مكة فقال: يا بني سليم، إني رأيت أمراً، وسيكون خيراً، رأيت بني عبد المطلب كأن قدودهم الرماح الردينية، وكأن وجوههم بدور الدجنة وكأن عمائمهم فوق الرجال ألوية، وكأن منطقهم مطر الوبل على المحل؛ وإن الله إذا أراد ثمراً غرس له غرساً، وإن أولئك غرس الله؛ فترقبوا ثمرته وتوكفوا غيثه، وتفيئوا ظلاله، واستبشروا بنعمة الله عليكم به. ولقد قرع العباس بهذا الكلام باب الغيب، وشعر بالمستور، وأحس بالخافي، واطلع عقله على المستتر، واهتدى بلطف هاجسه إلى الأمر المزمع، والحادث المتوقع؛ وهذا شيء فاشٍ في العرب، لطول وحدتها، وصفاء فكرتها، وجودة بنيتها واعتدال هيئتها، وصحة فطرتها، وخلاء ذرعها، واتقاد طبعها، وسعة لغتها وتصاريف كلامها في أسمائها وأفعالها وحروفها، وجولانها في اشتقاقاتها، ومآخذها البديعة في استعاراتها، وغرائب تصرفها في اختصاراتها، ولطف كناياتها في مقابلة تصريحاتها، وفنون تبحبحها في أكناف مقاصدها، وعجيب مقاربتها في حركات لفظها؛ وهذا وأضعافه مسلم لهم، وموفر عليهم، ومعروفٌ فيهم ومنسوبٌ إليهم، مع الشجاعة والنجدة والذمام والضيافة والفطنة والخطابة والحمية والأنفة والحفاظ والوفاء، والبذل والسخاء، والتهالك في حب الثناء والنكل الشديد عن الذم والهجاء؛ إلى غير ذلك مما خصت به في جاهليتها قبل الإسلام، مما لا سبيل إلى دفعه وجحوده، والبهت فيه، والمكابرة عليه؛ وقد سمعنا لغاتٍ كثيرةً - وإن لم نستوعبها - من جميع الأمم، كلغة أصحابنا العجم والروم والهند والترك وخوارزم وصقلاب وأندلس والزنج، فما وجدنا لشيء من هذه اللغات نصوع العربية، أعني الفرج التي في كلماتها، والفضاء الذي نجده بين حروفها، والمسافة التي بين مخارجها، والمعادلة التي نذوقها في أمثلتها، والمساواة التي لا تجحد في أبنيتها؛ وإذا شئت أن تعرف حقيقة هذا القول، وصحة هذا الحكم، فالحظ عرض اللغات الذي هو بين أشدها تلابساً وتداخلاً، وترادفاً وتعاظلاً وتعسراً وتعوصاً، وإلى ما بعدها مما هو أسلس حروفاً، وأرق لفظاً، وأخف اسماً؛ وألطف أوزاناً، وأحضر عياناً؛ وأحلى مخرجاً وأجلى منهجاً وأعلى مدرجاً؛ وأعدل عدلاً، وأوضح فضلاً، وأصح وصلاً إلى أن تنزل إلى لغة بعد لغة، ثم تنتهي إلى العربية، فإنك تحكم بأن المبدأ الذي أشرنا إليه في العوائص والأغماض، سرى قليلاً قليلاً حتى وقف على العربية في الإفصاح والإيماض.
وهذا شيء يجده كل من كان صحيح البنية، بريئاً من الآفة، متنزهاً عن الهوى والعصبية، محباً للإنصاف في الخصومة، متحرياً للحق في الحكومة، غير مسترق بالتقليد، ولا مخدوع بالإلف، ولا مسخر بالعادة، وإني لأعجب كثيراً ممن يرجع إلى فضل واسع، وعلمٍ جامع؛ وعقل سديد، وأدب كثير، إذا أبى هذا الذي وصفته، وأنكر ما ذكرته؛ وأعجب أيضاً فضل عجب من الجيهاني في كتابه وهو يسب العرب، ويتناول أعراضها ويحط من أقدارها ويحط من أقدارها، ويقول: يأكلون اليرابيع والضباب والجرذان والحيات ويتعاورون ويتساورون، ويتهاجون ويتفاحشون، وكأنهم قد سلخوا من فضائل البشر، ولبسوا أهب الخنازير. قال: ولهذا كان كسرى يسمى ملك العرب: سكان شاه، أي ملك الكلاب. قال: وهذا لشدة شبههم بالكلاب وجرائها، والذئاب وأطلائها وكلاماً كثيراً من هذا الصوب أرفع قدره عن مثله، وإن كان يضع من نفسه بفضل قوله. أتراه لا يعلم لو نزل ذلك القفر وتلك الجزيرة وذلك المكان الخاوي وتلك الفيافي والموامي، كل كسرى كان في الفرس، وكل قيصر كان في الروم، وكل بلهور كان بالهند، وكل يقفور كان بخراسان، وكل خاقان كان بالترك وكل أخشاد كان بفرغانة وكل صبهبذ كان من أسكنان وأردوان ما كانوا يعدون هذه الأحوال لأن من جاع أكل ما وجد، وطعم ما لحق، وشرب ما قدر عليه، حباً للحاية، وطلباً للبقاء، وجزعاً من الموت، وهرباً من الفناء. أترى أنوشروان إذا وقع إلى فيافي بني أسد وبر وبار وسفوح طيبة، ورمل يبرين وساحة هبير، وجاع وعطش وعري، أما كان يأكل اليربوع والجرذان؛ وما كان يشرب بول الجمل وماء البئر، وما أسن في تلك الوهدات? أو ما كان يلبس البرجد والخميصة والسمل من الثياب وما هو دونه وأخشن? بلى والله، ويأكل حشرات الأرض ونبات الجبال، وكل ما حمض ومر، وخبث وضر، هذا جهلٌ من قائله، وحيفٌ من منتحله؛ على أن العرب - رحمك الله - أحسن الناس حالاً وعيشاً إذا
(يُتْبَعُ)
(/)
جادتهم السماء، وصدقتهم الأنواء؛ وازدانت الأرض، فهدلت الثمار، واطردت الأودية، وكثر اللبن والأقط والجبن واللحم والرطب والتمر والقمح، وقامت لهم الأسواق، وطابت المرابع وفشا الخصب، وتوانى النتاج، واتصلت الميرة، وصدق المصاب وأرفغ المنتجع، وتلاقت القبائل على المحاضر، وتقاولوا وتضايفوا، وتعاقدوا وتعاهدوا، وتزاوروا وتناشدوا؛ وعقدوا الذمم، ونطقوا بالحكم؛ وقروا الرطاق ووصلوا العفاة، وزودوا السابلة، وأرشدوا الضلال، وقاموا بالحمالات وفكوا الأسرى، وتداعوا الجفلى، وتعافوا النقرى، وتنافسوا في أفعال المعروف؛ هذا وهم في مساقط رءوسهم، بين جبالهم ورمالهم، ومناشىء آبائهم وأجدادهم، وموالد أهلهم وأولادهم، على جاهليتهم الأولى والثانية، وقد رأيت حين هبت ريحهم وأشرقت دولتهم بالدعوة، وانتشرت دعوتهم بالملة، وعزت ملتهم بالنبوة، وغلبت نبوتهم بالشريعة، ورسخت شريعتهم بالخلافة، ونضرت خلافتهم بالسياسة الدينية والدنيوية، كيف تحولت جميع محاسن الأمم إليهم وكيف وقعت فضائل الأجيال عليهم من غير أن طلبوها وكدحوا في حيازتها أو تعبوا في نيلها، بل جاءتهم هذه المناقب والمفاخر، وهذه النوادر من المآثر عفواً، وقطنت بين أطناب بيوتهم سهواً رهواً؛ وهكذا يكون كل شيء تولاه الله بتوفيقه، وساقه إلى أهله بتأييده، وحلي مستحقيه باختياره؛ ولا غالب لأمر الله، ولا مبدل لحكم الله، ولذلك قال الله تعالى: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قديرٌ". ولله في خلقه أسرار، تتصرف بها دوائر الليل والنهار، وتذللها مجاري الأقدار، حتى ينتهى بمحبوبها ومكروهها إلى القرار.
فليستحي الجيهان بعد هذا البيان والكشف والإيضاح، بالإنصاف من القذع والسفه اللذين حشا بهما كتابه، وليرفع نفسه عما يشين العقل، ولا تقبله حكام العدل؛ وصاحب العلم الرصين، والأدب المكين؛ لا يسلط خصمة على عرضه بلسانه، ولا يستدعي مر الجواب بتعرضه ويرضى بالميسور في غالب أمره؛ فإن العصبية في الحق ربما خذلت صاحبها وأسلمته؛ وأبدت عورته، واجتلبت مساءته؛ فكيف إذا كانت في الباطل ونعوذ بالله أن نكون لفضل أمة من الأمم جاحدين، كما نعوذ به أن نكون بنقص أمة من الأمم جاهلين.
فإن جاحد الحق يدل من نفسه على مهانة، وجاهل النقص يدل من نفسه على قصور؛ فهذا هذا؛ وفي الجملة المسلمة، والدعوة المرسلة، أن أهل البر وأصحاب الصحارى الذين وطأؤهم الأرض، وغطاؤهم السماء، هم في العدد أكثر وعلى بسيط الأرض أجول، ومن الترفه والرفاهية أبعد، وبالحول والقوة أعلق وإلى الفكرة والفطنة أفزع، وعلى المصالح والمنافع أوقع، ومن المخازي آنف وللقبائح أعيف؛ وهذا للدواعي الظاهرة، والحاجات الضرورية، والعلائق الحاضة على الألفة والمودة، والشدائد المؤذية، والعوارض اللازبة؛ ولهذا يقال: عيب الغني أنه يورث البلادة، وفضيلة الفقر أنه يبعث الحيلة؛ وهذا معنىً كريم، لا يقر به إلا كل نقاب عليم.
وقال الجيهاني أيضاً: مما يدل على شرفنا وتقدمنا وعزنا وعلو مكاننا، أن الله أفاض علينا النعم ووسع لدينا القسم وبوأنا الجنان والأرياف، ونعمنا وأترفنا. ولم يفعل هذا بالعرب، بل أشقاهم وعذبهم، وضيق عليهم وحرمهم، وجمعهم في جزيرة حرجة، ورقعة صغيرة، وسقاهم بأرنق ضاحٍ؛ وبهذا يعلم أن المخصوص بالنعمة والمقصود بالكرامة فوق المقصود بالإهانة.
فأطال هذا الباب بما ظن أنه قد ظفر بشيء لا جواب عنه، ولا مقابل له؛ ولو كان الأمر كما قال لما خفي على غيره وتجلى له، بل قد خصت العرب بعد هذا بأشياء تطول حسرة من فاتته عليها، ولا يفيد التفاته بالغيظ إليها؛ وقد دل كلامه على أنه جاهل بالنعمة، غافلٌ عما هو سر الحكمة.
وعنده أن الجاهل إذا لبس الثوب الناعم، وأكل الخبز الحواري وركب الجوادي، وتقلب على الحشية، وشرب الرحيق، وباشر الحسناء، هو أشرف من العالم إذا لبس الأطمار، وطعم العشب، وشرب الماء القراح، وتوسد الأرض، وقنع باليسير ورخي العيش، وسلا عن الفضول؛ هذا خطأ من الرأي، ومردود من الحكم، عند الله تعالى أولاً، ثم عند جميع أهل الفضل والحجا، وأصحاب التقى والنهى؛ وعلى طريقته أيضاً أن البصير أشرف من الأعمى، والغني أفضل من الفقير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا يعلم أن المدار على العقل الذي من حرمه فقد أنقص من كل فقير، وعلى الدين الذي من عري منه فهو أسوأ حالاً من كل موسر؛ ونعمة الله على ضربين: أحد الضربين عم به عباده، وغمر بفضله خليقته، بدءاً بلا استحقاق وذلك أنه خلق ورزق وكفل وحفظ ونعش وكلأ وحرس وأمهل وأفضل ووهب وأجزل؛ وهذا هو العدل المخلوط بالإحسان، والتسوية المعمومة بالتفضل والقدرة المشتملة على الحكمة؛ والضرب الثاني هو الذي يستحق بالعمل والاجتهاد والسعي والارتياد، والاختبار والاعتقاد؛ ليكون جزاءً وثواباً، ولهذا محرم العاصي المخالف، وأنال الطائع الموافق؛ فقد بان الآن أن المدار ليس بالجنان والترفه، ولا بالذهب والفضة، ولا الوبر والمدر.
وقد مر هذا الكلام كله فليسكن من الجيهاني جأشه، وليفارقه طيشه؛ وليعلم أن من أنصف أعطى بيده، وسلم الفضل لأهله؛ فإن التواضع للحق رفعة والترفع بالباطل ضعة.
وههنا بقية ينبغي أن يتبصر فيها؛ من عرف النقص البحت، والنقص المشوب بالزيادة؛ والفضل الصرف، والفضل الممزوج بالنقيصة لم يجحد المغوي فضلاً، ولم يدع للعصبية المردية شرفاً، ولم ينكر الحسد مزية؛ والخلق كلهم في نعم الله تعالى مشتركون، وفي أياديه مغموسون وبمواهبه متفاضلون، وعلى قدرته متصرفون؛ وإلى مشيئته صائرون، وعن حكمته مخبرون، ولآلائه ذاكرون، ولنعمائه شاكرون، ولأياديه ناشرون، وعلى اختلاف قضائه صابرون، ولثوابه بالحسنات مستحقون، ولعقابه بالسيئات مستوجبون، ولعفوه برحمته منتظرون، والله خبيرٌ بما يعملون، وبصير بما يسرون وما يعلنون مع الجماعة، وأبو سليمان يقول: العرب أذهب مع صفو العقل؛ ولذلك هم بذكر المحاسن أبده، وعن أضدادها أنزه. ولو كانت رويتهم في وزن بديهتهم، كان الكمال؛ ولكن لما عز الكمال فيهم، عز أيضاً في غيرهم من الأمم، فالأمم كلها شرعٌ واحد في عدم الكمال إلا أنهم متفاضلون بعد هذا فيما نالوه بالخلقة الأولى، وبالاختيار الثاني؛ واختلفت أبصارهم في هذا الموضع، فأما ما منعه الإنسان في الأول فلا عتب عليه فيه، لأنه لا يقال للأعمى: لم لا تكون بصيراً، ولا يقال للطويل: لم لا تكون قصيراً وقد يقال للقصير: سدد طرفك، واكحل عينك، ومد ناظرك؛ كما يقال للطويل: تطامن، في هذا الزقاق حتى تدخل، وتقاصر حتى تصل؛ وأما ما لم يمنعه الإنسان في الأول، بل أعطيه ووهب له، فهو فيه مطلبٌ بما عليه وله كما أنه مطالب بما له وعليه.
وقال الجيهاني أيضاً: ليس للعرب كتاب إقليدس ولا المجسطي ولا الموسيقي ولا كتاب الفلاحة، ولا الطب ولا العلاج، ولا ما يجري في مصالح الأبدان، ويدخل في خواص الأنفس.
فليعلم الجيهاني أن هذا كله لهم بنوعٍ إلهي لا بنوع بشري، كما أن هذا كله لغيرهم بنوعٍ بشري لا بنوعٍ إلهي، وأعني بالإلهي والبشري الطباعي والصناعي؛ على أن إلهي هؤلاء قد مازجه بشرى هؤلاء، وبشرى هؤلاء قد شابه إلهي هؤلاء؛ ولو علم هذا الزاري لعلم أن المجسطي وما ذكره ليس للفرس أيضاً، وما عندي أنه مكابر فيدعي هذا لهم. فإن قال: هو لليونان، ويونان من العجم، والفرس من العجم، فأنا أخرج هذه الفضيلة من العجم إلى العجم فهذا منه حيفٌ على نفسه، وشهادةٌ على نقصه؛ لأنه لو فاخر يونان لم يستطع أن يدعي هذا الفرس، ولا يمكنه أن يقول: نحن أيضاً عجم، وفضيلتكم في هذه الكتب والصناعة متصلةٌ بنا، وراجعةٌ إلينا. ومتى قال جبه بالمكروه وقوبل بالقذع، وقيل له: صه، كما يقال للجاهل - إن لم تقل له: اخسأ، كما يقال - في كل الأحاديث، وإن أغفلته ظلمت نفسي؛ ومن حابى خصمه غلب.
قال القاضي أبو حامد المروروذي: لو كانت الفضائل كلها بعقدها وسمطها، ونظمها ونثرها، مجموعةً للفرس، ومصبوبةً على أرؤسهم، ومعلقةً بآذانهم، وطالعةً من جباههم؛ لكان لا ينبغي أن يذكروا شأنها، وأن يخرسوا عن دقها وجلها، مع نيكهم الأمهات والأخوات والبنات فإن هذا شر كريهٌ بالطباع، وضعيف بالسماع، ومردود عند كل ذي فطرة سليمة، ومستبشع في نفس كل من له جبلة معتدلة. قال: ومن تمام طغيانهم، وشدة بهتانهم، أنهم زعموا أن هذا بإذن من الله تعالى، وبشريعة أتت من عند الله، والله تعالى حرم الخبائث من المطعومات فكيف حلل الخبائث من المنكوحات?
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وكذب القوم، لم يكن زرادشت نبياً، ولو كان نبياً لذكره الله تعالى في عرض الأنبياء الذين نوه بأسمائهم وردد ذكرهم في كتابه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" لأنه لا كتاب لهم من عند الله منزل على مبلغ عنه. وإنما هو خرافة خدعهم بها زرادشت بقوة الملك الذي قبل ذلك منه وحمل الناس عليه طوعاً وكرهاً، وترغيباً وترهيباً؛ وكيف يبعث الله نبياً يدعو إلى إلهين اثنين? وهذا مستحيل بالعقل، وما خلق الله العقل إلا ليشهد بالحق للمحق والباطل للمبطل؛ ولو كان شرعاً لكان ذلك شائعاً عند أهل الكتابين، أعني اليهود والنصارى؛ وكذلك عند الصابئين، وهم كانوا أكثر الناس عنايةً بالأديان والبحث عنها، والتوصل إلى معرفة حقائقها، ليكونوا من دينهم على ثقة؛ فكيف صارت النصارى تعرف عيسى، واليهود تعرف موسى؛ ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم يذكرهما ويذكر غيرهما، كداود وسليمان ويحيى وزكريا، وغير هؤلاء، ولا يذكر زرادشت بالنبوة وأنه جاء من عند الله تعالى بالصدق والحق كما جاء موسى وعيسى .... لكني بعثت ناسخاً لكل شريعة، ومجدداً لشريعة خصني الله بها من بين العرب.
قال: وهذا بيانٌ نافع في كذبهم؛ وإنما جاءوا إلى وهيٍ فرقعوه، وإلى حرامٍ بالعقل فأباحوه، وإلى خبيثٍ بالطبع فارتكبوه وإلى قبيحٍ في العادة فاستحسنوه.
وقد وجدنا في البهائم ما إذا أنزى الفحل منها على أمة لم يطاوع، وإذا أكره وخدم وعرض غضب على أهله وند عنهم، وشرر عليهم؛ فما تقول في خلق لا ترضاه البهيمة، ولا تطاوعه فيه الطبيعة، بل يأباه حسه مع كلولة وتبرد شهوته مع اشتعالها، ويرضاه هؤلاء القوم مع عجبهم بعقولهم، وكبرهم في أنفسهم.
ولو كان زرادشت أقام لهم على هذه الخصلة اللئيمة والفعلة الذميمة كل آية وكل برهان، ونثر عليهم نجوم السماء، وأطلع لهم الشمس من المغرب، وفتت لهم الجبال، وغيض لهم البحار، وأراهم الثريا تمشي على الأرض تخترق السكك وتشهد له بالصدق، لكان من الواجب بالعقل وبالغيرة وبالحمية وبالأنفة وبالتقزز وبالتعزز ألا يجيبوه إلى ذلك، ويشكوا في كل آية يرون منه، ويقتلوه، وينكلوا به.
ولكن بمثل هذا العقل قبلوا من مزدك ما قبلوه مرة، ولو عاملوا زرادشت بما عاملوا به مزدك ما كان الأمر إلا واحداً، ولا كان الحق إلا منصوراً، ولا كان الباطل إلا مقهوراً، ولكن اتفق على مزدك ملك عاقل فوضع باطله، واتفق لزرادشت ملك ركيك فرفع باطله؛ وما نزع الله عنهم الملك إلا بالحق، كما قال تعالى: "فلما آسفونا انتقمنا منهم". ثم قال: وبعد، فكل شيء خارجٍ من الحكمة الإلهية والعقلية والطبيعية فهو ساقطٌ بهرج، ومردودٌ مرذول، إذا فعله جاهل عذر بالجهل، وإذا أتاه عالم عذل للعلم.
قال: وكانت العرب بهذا الخلق الذميم، وهذا الفعل اللئيم، لو فعلته أعذر، لأنهم أشد غلمة من غيرهم وأكثر تهيجاً، وأقوى على البضاع، وأوثب على النساءئ يدلك على هذا غزلهم وعشقهم ونظمهم ونثرهم وفراغهم وشهوتهم، وتراهم مع هذه الدواعي والبواعث لم يستحسنوا هذا ولم يفعلوه، ولو أكرههم على هذا مكره ودعاهم إليه داع لما أطاعوه، ولذلك لم ينجم منهم ناجم بالحيلة فدعا إلى هذا؛ ولو كان لكان أول من دق رأسه بالعمد، وبعج بطنه بالخنجر؛ وما منعهم من هذا إلا الأنفس الكريمة، والطباع المعتدلة، والشكائم الشديدة، والأرواح العيفة، والعادات الرضية، والضرائب الطيبة؛ وكان وأد البنات عندهم أنفى للمعاير، وأطرد للقبائح من هذا الذي استحسنه زرادشت وقبل منه الفرس، وهم يدعون الحكم والعلم والحزم والعزم، ولفرط جهلهم وغلبة شهوتهم غفلوا عما يجوز أن يكون الله سبحانه مبيحاً له أو حاظراً، أو مطلقاً أو مانعاً، أو محللاً أو محرماً؛ هيهات ما كلف الله أهل العقل القيام بالدين والتصفح للحق من الباطل إلا لما شرفهم به في العاجل، وعرضهم له في الآجل؛ والعاقبة للمتقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الحسن الأنصاري - وكان حاضراً - الهند أوضح عذراً في هذا الحديث لأنهم جعلوه من باب القربة في بيوت الأصنام، وبلغوا مرادهم بهذه الخديعة، ولم ينسبوا إلى الله شيئاً منه، ولا استجازوا الكذب عليه، ولا علقوه أيضاً على نبي من عند الله، بل رأوه صواباً بالوضع ثم طابت أنفسهم من هذا الفعل بالمران والعادة. وبعد؛ فعقولهم مدخولة، والبارع منهم قليل، وهم إلى الإفك والوهم والسحر أميل، وفي أبوابها أدخل؛ ثم قال أبو الحسن: انظر إلى جهل زرادشت في هذا الحكم وإلى ضعف عقول الفرس في قبولهم منه هذا الفعل، وخير بينها وبين عقول العرب، فإنهم قالوا: اغتربوا لا تضووا.
واستفاض هذا منهم حتى سمع من صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الضوى مكروه؛ والعرب قالت هذا بالإلهام، لقرائحهم الصافية، وأذهانهم الواقدة، وطينتهم الحرة، وأعراقهم الكريمة، وعاداتهم السليمة: وإنما شعروا بهذا لأن الضوى الواصل إلى الأبدان هو سارٍ في العقول، ولكن الفرس عن هذا السر غافلون، ولا يفطن لهذا وأمثاله إلا الألمعيون الأحوذيون؛ ثم قال: أنشد الأصمعي عن العرب قول قائلهم في مدح صاحب له:
فتىً لم تلده بنت عمٍ قريبةٌ = فيضوى وقد يضوى رديد الأقارب
قال: وقالت العرب: أضواه حقه: إذا نقصه. قال: وقال آخر لولده: والله لقد كفيتك الضؤولة، واخترت لك الخؤولة.
وقال أيضاً: العرب تقول: ليس أضوى من القرائب، ولا أنجب من الغرائب. وقال الشاعر:
أنذرت من كان بعيد الهم = تزويج أولاد بنات العم
ليس بناجٍ من ضوى أو سقم = وأنت إن أطعمته لا ينمى
وقال الأسدي يفتخر:
ولست بضاويٍ تموج عظامه = ولادته في خالد بعد خالد
تردد حتى عمه خال أمه= إلى نسب أدنى من السر واحد
ثم قال: والعرب لم ترد بهذا إلا نقص الذهن والعقل، لأنها لو أرادت نقصان الجسم لكانت مخطئة، لأنهم يريدون سمانة الجسم مع السلامة والصلابة.
ثم قال: وعلى هذا طباع الأرض، ولذلك يقال: إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض، لأن الرياح إذا اختلفت حولت تراب أرضٍ إلى أرض، وإذا كان الاغتراب يؤثر من التراب إلى التراب، فبالحري أن يؤثر الإنسان في الإنسان بالاغتراب، لأن الإنسان أيضاً من التراب.
قال أبو حامد: فما ظنك بقوم يجهلون آثار الطبيعة، وأسرار الشريعة? ما أذلهم الله باطلاً، ولا سلبهم ملكهم ظالماً، ولا ضربهم بالخزي والمهانة إلا جزاءً على سيرتهم القبيحة، وكذبهم على الله بالجرأة والمكابرة، وما الله بظلام للعبيد.
فلما بلغ القول مداه قال: لله در هذا النفس الطويل والنفث الغزير! لقد كنت قرماً إلى هذا النوع من الكلام، ففرغ نفسك لرسمه في جزء لأنظر فيه، وأشرب النفس حلاوته، وأستنتج العقيم منه؛ فإن الكلام إذا مر بالسمع حلق، وإذا شارفه البصر بالقراءة من كتاب أسف؛ والمحلق بعيد المنال، والمسف حاضر العين، والمسموع إذا لم يملكه الحفظ تذكر منه الشيء بعد الشي بالوهم الذي لا انعقاد له، والخيال الذي لا معرج عليه. فقلت: أفعل سامعاً مطيعاً - إن شاء الله -.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 11:29 م]ـ
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif
http://img185.imageshack.us/img185/6418/49dj7.gif
http://img185.imageshack.us/img185/6125/45gf2.gif مشكور http://img185.imageshack.us/img185/6125/45gf2.gif
http://img185.imageshack.us/img185/6418/49dj7.gif[/QUOTE]
أخي رسالة الغفران على ما أمتعتنا به.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 03:21 ص]ـ
شكر لك أخي العزيز الليث على مرورك العبق بالطيب ...(/)
من أين جاء المثقب للعبدي؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 03:38 م]ـ
رددن تحية وكنن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون
لهذا البيت سمي بالمثقب العبدي، واسمه عائذ بن محصن.
عن كتاب "الأمالي"لليزيدي
كما سمي امرؤ القيس بالمهلهل لهذا البيت:
لما توعر في الكراع هجينهم ... هلهلت أثأر جابراً أو صنبلا
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 07:34 م]ـ
السلام عليكم أخي أحمد ...
في البيت الذي ذكرته - مشكورًا - روايات، وأتذكر منها وهي في الديوان:
أرين محاسنا وكنن أخرى * وثقبن الوصاوص للعيون
وهذا البيت من قصيدة رائعة قال عنها أبو عمرو بن العلاء: (لو كان الشعر كله مثل هذه القصيدة لوجب على الناس أن يتعلموه).
مطلعها:
أفاطم قبل بينك متعيني * ومنعك ما سألتك أن تبيني
فلا تعدي مواعد كاذبات * تمر بها رياح الصيف دوني
فإني لو تخالفي شمالي * خلافك ما وصلت بها يميني
وفي آخرها يقول:
فإما أن تكون أخي بحق * فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني * عدوا أتقيك وتتقيني
والقصيدة رائعة جدا جدا.
دعواتي أخي أحمد الغنام.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:36 ص]ـ
تأتي قصيدة المثقب العبدي وهي نص نموذجي يكشف عن علاقة الذات مع الذات، وفيها تأتي المحبة بما إنها علاقة وصل فإن لم يكن الوصل فليكن القطع. والقطع كالوصل كلاهما عنيف وغير تواصلي وان بدآ دعوة للتواصل، ولكنك سترى التقاطع رديفاً إلزامياً للوصل، والرابط بين الاثنين هو رحلة المعنى الشعري في حب رومانسي الأصل ولكنه استبدادي السلوك وبالمقارنة مع قصيدة الشنفرى في المقالة السابقة تكون قصيدة المثقب نموذجاً أكثر إنسانية حيث يجمع بين مفهوم الرحلة وقيمها الوجدانية ويبدؤها بتحديد قيمة الفرد مع ذاته:
افاطم قبل بينك متعيني =ومنعك ما سألت كأن تبيني
ولا تعدي مواعد كاذبات =تمر بها رياح الصيف دوني
فإني لو تخالفني شمالي =لما اتبعتها أبداً يميني
إذا لقطعتها ولقلت بيني =كذلك اجتوي من يجتويني
وهو هنا يبدأ مبتدأ فردياً رومانسياً في تجاوب مع من يحب وقد تمنعت عليه بحيلة الوعود التي لا يصدقها ويقول ان المنع لا يختلف عن الهجر، وهو لا يقبل بهذا الحب الخداع ويريد اثبات ذلك بأسلوب عنيف حتى ليتعهد بقطع يده لو خالفته وكما هو مستعد لتقطيع جسده إلى قطع متباينة فيما لو خالفه أحد أعضاء هذا الجسد فهو أيضاً سيقطع صلته بالوعود الكاذبة ويهجر العلاقة في بينونة دموية قطعية، وهو يتخذ هذا النموذج كمبدأ تواصلي يبدو عليه القطع وكأنما هو رديف الوصل. وفي تبادل عنيف بين الوصل والقطع يقدم الشاعر جسده كمختبر عملي ليكشف عن القيم الذاتية في التعامل، وهو على نية متأهبة ليقطع يده ويتخلص من يد لا تطيعه، ومثل ذلك سيقطع العلاقة مع فاطمة وهي عنده جزء من أعضائه يهم بمخالفته. ولذا يهدد بقطع هذا العضو المخالف، وهنا تكون الرحلة داخلية حيث يرتحل الجسد عن الجسد وترتحل الأعضاء عن الأعضاء في رحلة هجر وبينونة قطعية، وهي تختلف عن بينونة الشنفرى حيث يقطع الشنفرى مع قومه أما المثقب فيقطع مع ذاته وفيما بين أعضاء جسده، لأن المحبوبة أعطته وعداً مقطوع الدلالة، وكما تقطعت الدلالة بين اللفظ والمعنى فإنه سيفصل يده الشمال عن يده اليمين، وينتهي الوصل إلى رحلة لا تلتقي.
وتبدأ الرحلة على ظهر ناقة لا تختلف كثيراً عن المحبوبة ذاتها، وقد دخل الشاعر مع الناقة في علاقة من القلق المستديم حتى ليطلعنا على حالها معه ويقول عن ناقته وقد أخذ يضع الرحل عليها بآخر ليلة:
إذا ما قمت ارحلها بليل =تأوه آهة الرجل الحزين
تقول إذا درأت لها وضيني =أهذا دينه أبدا وديني
أكل الدهر حل وارتحال =أما يبقى علي ولا يقيني
فابقي باطلي والجد منها =كدكان الدرابنة المطين
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي أبيات تكشف حال الناقة مع صاحبها الذي استبد به القلق حتى اشغل الناقة وأرهقها معه وتصدر عنها الآهة الحزينة متسائلة عن صاحبها الذي لم يتركها تهنأ في منام ولا في مراح ودهره كله حل وارتحال لا يبقي على ناقته ولا على نفسه ولا على محبوبته، وقد توعد المحبوبة في أبيات قبل هذه الأبيات وأعلن عن نيته في الترحال على ظهر ناقة يقطع بها مع المحبوبة، وها هو يقطع مع الراحة ومع الحياة في ترحل ليلي وأبدي صار عنده بمثابة (الباطل) الذي لا يحله سوى السير الحثيث. ولقد وصف صنيعه بالباطل وخص نفسه به: باطلي وهو باطل ذاتي ينبع من قلق الذات في تعاملها مع الآخر، وتتجلى صيغة هذا الباطل الذاتي في خياراته التي يعرضها على الآخر حيث يقول:
فإما ان تكون أخي بحق =فأعرف منك غثى من سميني
وإلا فاطّرحني واتخذني =عدواً اتقيك وتتقيني
وما ادري إذا يممت وجهاً =أريد الخير أيهما يليني
أألخير الذي أنا ابتغيه =ام الشر الذي هو يبتغيني
ولا شك ان الشاعر هنا يقترب من ملامسة الحس البشري العميق حيث تقف النفس الإنسانية في مفترق وجداني خطر بين أجمل ما في الذات وهو الخير وأقبح ما فيها وهو الشر، والمثقب حينما أصابه سهم قاتل مزق أعماقه في هجران محبوبته لا شك انه قد دخل في دوامة الهوس الوجداني وبدأت مأساته في هذه العلاقة القلقة مع ناقته حيث يريد منها ان تقطع به الفيافي، ولكن الناقة تظهر مدى ألمها وحزنها على هذا الأسى الأبدي في هذه العلاقة الشائكة مع رجل قلق ومتوتر لا يقر ولا يكل ولا يأنس لا يستريح ولا يريح، وتتأوه الناقة آهة يسمعها الشاعر ويبلغنا عنها ولكنه لا يستجيب لها، ومن المفارقة ان آهة الناقة تشبه آهة الرجل الحزين ولم يقل انها تشبه آهة المرأة الحزينة، وبغض النظر عن شرط القافية وهو شرط العجزة فإن اغفال أحاسيس المرأة وعدم التعبير عنها أو ملامستها دليل على ذكورية الثقافة وانغلاقها النرجسي على ذاتها والحزن هنا هو حزن الرجل والمشاعر هي مشاعر الرجل وكل احساس آخر هو في خانة النسيان والغفلة، ولقد تغافل الشاعر عن أحاسيس الناقة وتأوهاتها مثلما الغى أحاسيس المحبوبة ولسنا نعرف شيئاً عنها وكل ما نعرفه هو حال الرجل مع ظرفه وهو الظرف الوحيد في النص، وهو ظرف ذكوري وثقافة فحولية تجعلان، المركزية الثقافية هنا مطلقة وقطعية.
ثم تتوالى عليه الصروف حتى يدخل مع صديقه الأثير في خيار قسري يتلو خياراته القاسية مع المحبوبة والناقة ويدخل هنا أيضاً في مركزية ذاتية مغلقة على الذات وحدها ومثلما أغلق على الناقة وعلى المحبوبة تراه يغلق على الصديق وها هو يعرض على صديقه خياراً نارياً بين الصداقة المطلقة أو العداوة المطلقة: (أخي أو عدوي) وليس من خط وسط، هنا فالخيار للحبيبة إما الوصل وإما القطع ولا انتظار في ذلك، والخيار للناقة إما الترحل الدائم وإما النحر، والخيار مع الصديق إما الصدق التام وإما العداء وهذا فصل قطعي بين الخير والشر ولا مسافة بينهما، والحد هنا لحظة وموقف ونظرة ولا تسمح الحياة لأي قياس تداولي، وكأنما هي مثل تهديد بوش لصدام حينما خيره بين مغادرة العراق في ثمان وأربعين ساعة أو الحرب، في خيار بين محور الخير ومحور الشر، وهو محور جربه شاعرنا المثقب العبدي وبناه على الخيار النسقي الذي يقوم على ثنائية قطعية بين ظاهر ومضمر، والثنائي النسقي من شأنه ومن صفته انه يقوم على التناقض التام بين الخيارين ولا يسمح لخيارات أخرى تقف بين طرفي المعادلة النسقية، حتى لو خانته يده لما اتبع يداً بيد ولقطعها ولقال: بيني.
هذا ما أنتج صورة أدبية للناقة الحزينة أو لما نسميه بالصدمة الرومانسية حيث يكون الاخفاق قاتلاً ويؤدي إلى حسم وجداني عنيف.
(منقول عن جريدة الرياض / د. عبد الله الغذامي)
ـ[أحاول أن]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 02:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا أحمد على هذه النافذة الجميلة ..
وأشكر الأستاذ صريخ الحيارى والأستاذ محمد سعد على الإضافة الثرية , فلا نذكر المثقب إلا ونذكر تلك الرائعة ..
ولكني أتحفظ على بعض ما أورده د/ الغذامي في قراءته النقدية مثل قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وتتأوه الناقة آهة يسمعها الشاعر ويبلغنا عنها ولكنه لا يستجيب لها، ومن المفارقة ان آهة الناقة تشبه آهة الرجل الحزين ولم يقل انها تشبه آهة المرأة الحزينة، وبغض النظر عن شرط القافية وهو شرط العجزة فإن اغفال أحاسيس المرأة وعدم التعبير عنها أو ملامستها دليل على ذكورية الثقافة وانغلاقها النرجسي على ذاتها والحزن هنا هو حزن الرجل والمشاعر هي مشاعر الرجل وكل احساس آخر هو في خانة النسيان والغفلة، ولقد تغافل الشاعر عن أحاسيس الناقة وتأوهاتها مثلما الغى أحاسيس المحبوبة ولسنا نعرف شيئاً عنها وكل ما نعرفه هو حال الرجل مع ظرفه وهو الظرف الوحيد في النص، وهو ظرف ذكوري وثقافة فحولية تجعلان، المركزية الثقافية هنا مطلقة وقطعية.)
فهو يعطي المرأة وجودا هاما ولا أدل على ذلك من قطعه ليده لو خالفتها , كان المثقب في منتهى الإخلاص والتقدير لها , وأرى أن تعبيره:آهة الرجل الحزينِ؛لأن حزن الرجل أقسى وأقوى وآهته أعمق وأوجع ..
ولعل من أجمل ما سمعت من رؤى نقدية لتلك القصيدة البديعة رأي العلامة الدكتور ناصر الدين الأسد إذ يقول في لقاء تلفزيوني ما معناه:
من يتهم الشعر الجاهلي بالتفكك والخلو من الوحدة الموضوعية فليعد إلى قصيدة المثقب العبدي , ومن يظن أن الشعر الجاهلي صعب اللفظ على إطلاقه ومخصوص بزمنه فليتأمل قصيدة المثقب , القصيدة من أولها إلى آخرها تدور حول معنى وجداني يلهب أفكار الشاعر وهو: بغض النفاق والمداهنة في مقابل إخلاصه هو ..
لا تعدي مواعد كاذبات /
إما ان تكون أخي بحق /
وهذا النفاق يجعل الرؤية ضبابية غير واضحة فلا يستطيع اتخاذ القرار المناسب , والنتيجة: الحدّيّة في الرأي والعقاب القاسي حتى لو كان بتقطيع الجسد ..
إذا لقطعتها /
كذلك أجتوي من يجتويني /
وإلا فاطرحني واتخذني عدوا أتقيك وتتقيني /
ولا أدري إذا يممت وجها .. أريد الخير أيهما يليني /
في هذا النص يبحث المثقب عن الصواب والوفاء والإخلاص ,ويفاجأ بملاحقة الخطأ والغدر والخيانة ..
أألخير الذي أنا أبتغيه .. أم الشر الذي هو يبتغيني!
أ. هـ
هذا ما حفظته من رأي الدكتور الأسد الراقي الرائق ..
وبوركتم جميعا ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:07 م]ـ
السلام عليكم أخي أحمد ...
في البيت الذي ذكرته - مشكورًا - روايات، وأتذكر منها وهي في الديوان:
أرين محاسنا وكنن أخرى * وثقبن الوصاوص للعيون
وهذا البيت من قصيدة رائعة قال عنها أبو عمرو بن العلاء: (لو كان الشعر كله مثل هذه القصيدة لوجب على الناس أن يتعلموه).
مطلعها:
أفاطم قبل بينك متعيني * ومنعك ما سألتك أن تبيني
فلا تعدي مواعد كاذبات * تمر بها رياح الصيف دوني
فإني لو تخالفي شمالي * خلافك ما وصلت بها يميني
وفي آخرها يقول:
فإما أن تكون أخي بحق * فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني * عدوا أتقيك وتتقيني
والقصيدة رائعة جدا جدا.
دعواتي أخي أحمد الغنام.
مرور كريم أخي صريخ الحيارى، وإضافة لطيفة حول القصيدة الرائعة للمثقب العبدي ..
لك ضعف الثواب لدعواتك أخي الكريم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:09 م]ـ
أخي محمد،صحبتنا برحلة ممتعة مع المثقب اطلعنا من خلالها على عالم الشاعر الفحل، فبوركت وبورك قلمك وأدامه،ونفع به.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:12 م]ـ
وتابعنا الرحلة داخل عالم المثقب العبدي من خلال تطوافك الماتع كعادتك أختي "أحاول أن"ونقلك الرائع حول القصيدة الفريدة ..
فجزاك الله خير الجزاء.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:50 م]ـ
أشكرالأخت أحاول أن على المرور، والإضافة
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 02:33 ص]ـ
بصراحة اثريتم الموضوع كثيرا
فشكرا لكم على هذا الطرح الرائع الماتع ...
سلمت اناملكم ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:36 م]ـ
المرور منكم يثري الموضوع أخي رسالة الغفران، غفر الله لنا ولصاحبها.(/)
موضوع عن الزراعة
ـ[مذوبه البنات]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 04:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أريد تعبير بموضوع الزراعة بوجه عام ثلاثة أسطر فقط
أنتظر الرد بسرعة ............. ( ops
ـ[نوراء]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 05:05 م]ـ
تعد الزراعة اكثر الحرف اهمية في العالم سواء من ناحية انتشارها او عدد المشتغلين بها او فوائدها للجنس البشري0وتبرز اهمية الزراعة بشكل خاص في الدول التي تعتمد عليها بشكل رئيسي في اقتصادها مثل سيلان تعتمد على زراعة الشاي وكوبا تعتمد على زراعة قصب السكر وتتميز الزراعة بانها حرفة عالمية وواسعة الانتشار بخلاف الانشطة الصناعية او التعدينية 0
اتمنى تفيدك هذا الكلام(/)
رسالة الشوق
ـ[خالد الحسيني]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 05:47 م]ـ
رسالة الشوق
أحببتها في بستان الورد فاخترتها وردة من ذلك البستان المزهر، عشقاً ورونقاً، واختارتني من بني البشر زاهدتاً بكل البشر، هي بشر من دم ولحم ... ولكنها زهرةٌ بأحاسيسها و أشجانها ....
وعمرها في زمن الحب كعمر وردة في زمن التفتح .. إنه عشق الورد للورد ...
ولكن نغَّصته حسرات البعد .. فلم أرها منذ زمن بعيد ....
أخذتها الديار البعيدة كما أخذتني الأحزان الغزيرة .. ابتعدت ببعد البعد مني كما اقتربت بقرب القرب من قلبها .. يا لها من معادلة جائرة بحق القلوب الحائرة ... بل المحترقة!!
ولكنها تعود كل حين وحين .. لتعطر أنفاسي وتنعش قلبي بعطر الياسمين ..
فهي لا تريدني أن أموت كما أنها لا تريدني أن أحيا ...
فإن تركتني دهراً متُّ وارتاحت الأشواق .. وإن عادت عشتُ ووهنت القلوب ... !!
فذهبت لما احترت واحترقت شوقاً .. أناجي وردةً أحببتها كثيراً ...
أشكو لها لواعج الشوق و ألم الفراق و احتراق القلب وطول السهر و قلة الزاد وظلم المحبوب
فقلت لها يا وردتي:
من عشقها عشقت الحياة، ومن حبها امتدت بي الآمال
ومن عبق شذى عطرها أتنسم نسيم الحب ومن نور وجهها أنظر طريق الأمل ... ومن حمرة خديها يغار الورد ... ليست إلا لك فابتسمي يا وردتي ...(/)
اقرأوا ثم أعينوا
ـ[أم رَوح]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 06:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
قال ابن حجر رحمه الله:
"فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا في قليل من الشر أن يجتنبه، فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها"
طلبي:
أريد معلومات عن المقالة ذات الأسلوب الموضوعي ..
فقط:)(/)
شوقي في منفاه
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 06:53 م]ـ
:::
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي وهو في منفاه بإسبانيا (بلاد الأندلس)
" لما وضعت الحرب الشؤمى أوزارها وفضحها الله بين خلقه وهتك إزاراها ورمّ لها ربوع السلم وجدد مزارها أصبحتُ وإذا العوادي مُقصرة والدواعي مُقصِّرة، وإذا الشوق إلى الأندلس أغلب والنفس بحق زيارته أطلب، فقصدته من برشلونة وبينهما مسيرة يومين بالقطار المُجد، والبخار المشتد، أو بالسفن الكبرى الخارجة إلى المحيط، الطاوية القديم نحو الجديد من هذا البسيط، بلغت النفس بمرآه الأرب، واكتحلت العين في ثراه بآثار العرب، وإنها لشتى المواقع، متفرقة المطالع، في ذلك الفلك الجامع، يسري زائرها من حرم، كمن يمسي بالكرنك ويصبح بالهرم، فلا تقارب غير العتق والكرم، (طُليْطِلة) تطل على جسرها البالي، و (أشبيلية) تشبل على قصرها الخالي، و (قرطبة) منتبذة ناحية بالبيعة الغراء، و (غرناطة) بعيدة مزار الحمراء. وكان البحتري رحمه الله رفيقي في هذا الترحال، وسميري في الرحال، والأحوال تصلح على الرجال، كل رجل لحال، فإنه أبلغ من حلّى الأثر، وحيّا الحجر، ونشر الخبر، وحشر العِبر، ومن قام في مأتم على الدول الكُبر، والملوك البهاليل الغُرر، عطف على (الجعفري) حين تحمل عنه الملا، وعطل منه الحُلى، ووُكِل بعد (المتوكل) لِلْبِلى، فرفع قواعده في السِّير، وبنى ركنه في الخبر، وجمع معالمه في الفكر، حتى عاد كقصور الخلد امتلأت منها البصيرة وإن خلا البصر، وتكفل بعد ذلك (لكسرى) في إيوانه، حتى زال عن الأرض إلى ديوانه، وسينيته المشهورة في وصفه، ليست دونه وهو تحت (كسرى) في رصه ورصفه، وهي تريك حسن قيام الشعر على الآثار، وكيف تتجدد الديار في بيوته بعد الاندثار، وهذه السينية هي التي يقول في مطلعها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي .......... وترفعت عن ندى كل جبس
والتي اتفقوا على أن البديع الفرد من أبياتها قوله:
والمنايا مواثل وأنوشر ................ وان يزجي الجيوش تحت الدَّرَفس
فكنت كلما وقفت بحجر، أو أطفت بأثر، تمثلت بأبياتها، واسترحت من مواثل العبر إلى آياتها، وأنشدت فيما بيني وبين نفسي:
وعظ البحتريَّ إيوانُ كسرى ......... وشفتني القصور من عبد شمس
ثم جعلت أروض القول على هذا الروي، وأعالجه على هذا الوزن حتى نظمت هذه القافية المهلهلة، وأتممت هذه الكلمة الرَّيِّضة، وأنا أعرضها على القراء، راجيا أن يلحظوها بعين الرضا، ويسحبوا على عيوبها ذيل الإغضاء،
وهذه هي:
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي=اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ=صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت=سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها=أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي
كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ=رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي
مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت=أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ
راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ=كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ
يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ=ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو=حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا=في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ=بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا=كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ=نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ=ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني=شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي=هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً=نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ=مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً=قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ= بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ
قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت=مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي=هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي
اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ=الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ=بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى=لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي
أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ=وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً=وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو=نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها=أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ=حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي
وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا=أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ=سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي
لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً= وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ=لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى=وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي
يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ=فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً=طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ=أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً=وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما=بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ=بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ=لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت=خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا=وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ=أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي
سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها=نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي=كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى=وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي=وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر=بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ=وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ
وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو=نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ
لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ=لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي
يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ=وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي
قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت= تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي
غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت=لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ
رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها=فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في=ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ
ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ=لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ
وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً=فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ
قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً=حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ
وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا=صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ
يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ=وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ
سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ=وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ
وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ=وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ=جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ
أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ=صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ
بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى=بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ
مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ=وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي
وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ=أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ
فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها=ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ
وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ=واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ
وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي=نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ=يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ
مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ=لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ
وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا=وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ
صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر=بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ
مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال=دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ
كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً=لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ
حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح=مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ
جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى=فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ
سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً=قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي
مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم=راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ
هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت=سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ
عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها=وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ
وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ=لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ
لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا=ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ
نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ=مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ
وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ=كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ
وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني=وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ
وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً=مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ
لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا=يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ
مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ=كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ
تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً=يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ
آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت=بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ
فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ=بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ
وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ=باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ
خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ=عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ
رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت=تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ
رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ=لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى=لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ
وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ=وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ
يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً=وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ
مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في=ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ
لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها=غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ
كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً=وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي
هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ=بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي
مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ=وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ
حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ=مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما=ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي(/)
رسالة الشوق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 08:55 م]ـ
شكرا لك اخي العزيز خالد ...
كلمات جميله وانامل اروع لانها صاغت تلك الكلمات ...
اتمنى ان تضع المشاركة في منتدى الإبداع أو ان ينقلها الإخوة إلى منتدى الابداع حتى يتسنى للأعضاء النقد ...
شكرا لك مرة اخرى ...
السلام
ـ[خالد الحسيني]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 11:18 م]ـ
أشكرك على حسن التعليق
أنا كذلك من الكويت(/)
نداء من قلب غزة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 10:21 م]ـ
نداء من قلب غزة
للشاعر الإسلامي الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي
على الأسرة أنتم أيها العرب= ونحن في وهج الأحداث نلتهب
على الأسرة أنتم تنظرون إلى= مأساة شعب بها الشاشات تصطخب
شاشاتكم لم تزل تروي لكم خبرا = عن طفلة قتلت عن ظالم يثب
عن ألف طفل يتيم في مدامعه= متسائل أين منا الأم أين الأب؟؟
عن أسرة هدم الصاروخ منزلها = فكل زاوية في الدار تنتحب
عن ألف ألف قتيل في مصارعهم= أدلة لم يلامس قولها الكذب
شكرا لكم حين تابعتم مجازرنا = على الأثير وقد ضاقت بنا الكرب
شكرا لأن المآسي لا تفارقكم = أخبارها فالمآسي بحرها لجب
لا تغضبوا إن قطعنا حبل راحتكم= أمام شاشاتكم فالظالم السبب
باراك أشعل نار الحرب فاحترقت= جميع أوراق من قالوا ومن كتبوا
قولوا لنا سعة الشدقين تزجره= فربما يزجر المستعصي النسب
أخبارنا أزعجتكم فهي دامية= تبكي العيون لها والقلب ينشعب
لو استطعنا كتمنا نار حسرتنا =عنكم،ولو نالنا من كتمها العطب
لكنها قنوات القوم تخبركم=عن حالنا فعليها اللوم والعتب
أما فتحتم لها الأبواب مشرعة= تجري إليكم بما يشقى به الأدب؟
تقدم الخبر الدامي مراسلة= بدا لكم صدرها والساق والركب؟!
لا تقلقوا فالمآسي قوتها دمنا= ولحمنا فاسمعوا الأخبار واحتسبوا
وإن قسا منظر الأحداث فانصرفوا = إلى قناة من الأفلام وانسحبوا
هم ينقلون لكم مأساة مقدسنا= وبعدها تعرض الأفلام والطرب
تشابهت صور المأساة في زمن= شمس المروءات عن عينيه تحتجب
على الأسرة أنتم يا أحبتنا= يا خير من أنكروا يا خير من شجبوا
يا خير من أسندوا ظهر الخضوع على = وسائد الذل يا نبراس من هربوا
نعم بذلتم لنا مالا ونشكركم= لكنه وحده لا ينفع الذهب
في مقلة الظلم مالا تبصرون وقد= أراكم الظلم ليلا ماله شهب
عذرا إذا أقسمت أشلاؤنا قسما= بأنكم لم تكونوا مثلما يجب
كأنكم في مجال العصر ذاكرة= مثقوبة وعيها بالعصر مضطرب
عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت= جراحنا: أين أنتم أيها العرب؟!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:04 ص]ـ
عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت
جراحنا: أين أنتم أيها العرب؟!
أعجبني كثيرًا هذا البيت
مشكور أخي ليث على هذه القصيدة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 03:46 م]ـ
أعجبني كثيرًا هذا البيت
مشكور أخي ليث على هذه القصيدة
http://img267.imageshack.us/img267/9059/mnwa9or6.gif
أخي محمد على المرور الكريم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:56 ص]ـ
قصيدة رائعة أخي " الليث "
بوركتم ودمتم نجما ساطعا في سماء الفصيح.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:33 م]ـ
شكرا لك أخي ليث على ما أتحفتنا به من قصيدة شاعرنا الكبير عبد الرحمن العشماوي
ولكن ................................
لقد أسمعت من ناديت حيا .................. ولكن لا حياة لمن تنادي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:35 م]ـ
قصيدة رائعة أخي " الليث "
بوركتم ودمتم نجما ساطعا في سماء الفصيح.
تزداد روعة القصيدة بمرورك العذب أخي الكريم رعد
http://img293.imageshack.us/img293/3823/20939911uo6.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:41 م]ـ
شكرا لك أخي ليث على ما أتحفتنا به من قصيدة شاعرنا الكبير عبد الرحمن العشماوي
ولكن ................................
لقد أسمعت من ناديت حيا .................. ولكن لا حياة لمن تنادي
بارك الله فيك يا عزيزي على المرور الكريم
http://img293.imageshack.us/img293/8914/16638148fm5.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 07:19 م]ـ
لا تغضبوا إن قطعنا حبل راحتكم= أمام شاشاتكم فالظالم السبب
عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت= جراحنا: أين أنتم أيها العرب؟!
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:50 م]ـ
في مقلة الظلم مالا تبصرون وقد=أراكم الظلم ليلا ماله شهب
عذرا إذا أقسمت أشلاؤنا قسما=بأنكم لم تكونوا مثلما يجب
كأنكم في مجال العصر ذاكرة=مثقوبة وعيها بالعصر مضطرب
عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت=جراحنا: أين أنتم أيها العرب؟!
أبيات رائعة أخ ليث للدكتور العشماوي وفقت في اختيارها ولكن هل من مستمع؟؟؟
مقالها يدمي القلوب ويخجل الأنفس فهل من مدكر؟؟
بوركت أخ ليث وبوركت خياراتك
ـ[الهمام2003]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 07:38 م]ـ
يقول أحمد مطر:
إرفعوا أقلامَكم عنها قليلا
واملأوا أفواهَكُم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القُدسِ
ولو بالهَمْسِ
! كي لا تَسلُبوا أطفالَها الموتَ النبيلا
دونَكُم هذي الفضائيّاتُ
فاستَوفوا بها (غادرَ أو عادَ وبوسوا بعضَكُم
وارتَشِفوا قالاً وقيلا)
.. ثُمّ عودوا
واتركوا القُدسَ لمولاها
فما أعظمَ بلْواها
إذا فرّتْ مِنَ الباغي
! لكي تلقى الوكيلا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 08:12 م]ـ
في مقلة الظلم مالا تبصرون وقد=أراكم الظلم ليلا ماله شهب
عذرا إذا أقسمت أشلاؤنا قسما=بأنكم لم تكونوا مثلما يجب
كأنكم في مجال العصر ذاكرة=مثقوبة وعيها بالعصر مضطرب
عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت=جراحنا: أين أنتم أيها العرب؟!
أبيات رائعة أخ ليث للدكتور العشماوي وفقت في اختيارها ولكن هل من مستمع؟؟؟
مقالها يدمي القلوب ويخجل الأنفس فهل من مدكر؟؟
بوركت أخ ليث وبوركت خياراتك
بارك الله فيك أختي الكريمة على مرورك العذب، وتعليقاتك الراقية، التي تُكسب الموضوع جمالا.
http://img444.imageshack.us/img444/5872/15uu6.gif
عذرا فقد جاء ردي متأخرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 08:14 م]ـ
يقول أحمد مطر:
إرفعوا أقلامَكم عنها قليلا
واملأوا أفواهَكُم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القُدسِ
ولو بالهَمْسِ
! كي لا تَسلُبوا أطفالَها الموتَ النبيلا
دونَكُم هذي الفضائيّاتُ
فاستَوفوا بها (غادرَ أو عادَ وبوسوا بعضَكُم
وارتَشِفوا قالاً وقيلا)
.. ثُمّ عودوا
واتركوا القُدسَ لمولاها
فما أعظمَ بلْواها
إذا فرّتْ مِنَ الباغي
! لكي تلقى الوكيلا
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif
على المرور الكريم(/)
وقفات مع المتنبي
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:21 ص]ـ
أبو الطيب المتنبي
ولد سنة 915م \ 303ه
هو أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي، من كبار شعراء العرب، ولد في الكوفة و اشتهر بحدة الذكاء، تجول في الشام و العراق، احترف الشعر فمدح رجال الكوفة و بغداد، دخل البادية فخالط الأعراب، و تنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو و الأمراء و الأدباء، سجنه عامل الاخشيد و لما أطلق سراحه عاد اللى حياة التنقل و المدح و صار شاعر سيف الدولة ثم عضد الدولة البويهي، و لما وقف الحساد في طريقه اتصل بكافور الاخشيدي، فمدحه ثم هجاه، و هرب الى العراق. كان متكبرا شجاعا طموحا محبا للمغامرات. في شعره تعصب للعروبة، و تشاؤم و افتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة و فلسفة الحياة ووصف المعارك على صياغة قوية محكمة. له ديوان شرحه طائفة من كبار الأدباء كابن جني، و أبي العلاء المعري و الواحدي و العكبري و الشيخ ابراهيم اليازجي.
من شعر المتنبي يمدح سيف الدولة:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم و تأتي على قدر الكرام المكارم
و تعظم في عين الصغير صغارها و تصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
وقال المتنبي عن نفسه
أنا الذي نظر الأعمى اللى أدبي و أسمعت كلماتي من به صمم
الخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
قتل في طريقه الى بغداد سنة 965م \ 354ه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 06:51 م]ـ
بوركت أخي الكريم ابو غيداء على هذا الجهد الطيب، ننتظر المزيد في هذه السلسلة.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 10:02 م]ـ
أعدك ياأستاذي بالمزيد والنافع والقيم(/)
قصيدة أبي تمام كذا فليجل الخطب
ـ[صاعد القمم]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 03:40 م]ـ
هل من الممكن المساعدة في هذه القصيدة؟ ماهي الانتقادات التي وجهت لبداية القصيدة؟ وأين أجد شرحاً لهذه القصيدة؟(/)
الحملة التضامنية من أجل رسالة الغفران المتميز
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلام والسلام على المبعوث رحمة العالمين وبعد:
مشرفي منتدى الأدب العربي (محمد سعد + رؤبة بن العجاج)
أرجو ثم أرجو ثم أرجو أن تكرموا رسالة الغفران بوسام التميز فهو - والله - متميز بحق، وإنني لا أتحدث عن مجهول بل عن شمس لا تخفى على أحد.
أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم دعوا هذا الأسبوع متميزًا.
وإننا في هذا المنتدى لم نتعود على الخيبة فلا تخيبوا رجاءنا.
وإنه بذلك جدير فكرموه أكرمكم الله.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:24 م]ـ
أشهد على تميزه
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:28 م]ـ
موضوع توسيمه مطروح في منتدى المشرفين من قبل. بورك سعيك للخير. المشرفون يقترحون والمدير هو الوحيد القادر عمليا على منح أي وسام. ننتظر رده بإذن المولى.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:44 م]ـ
الموضوع مطروح، والقرار بيد أبي يزن
ـ[بثينة]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 11:59 م]ـ
حقا يستحق التميز
و أشهد على ذلك
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 01:09 ص]ـ
نعم الإقتراح أخي عبد العزيز
رسالة الغفران أهل لأكثر من ذلك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم جميعا يا أصدقائي ...
والله قد احتار الفكر بماذا يقول وماذا يفعل ....
غير ان اشكركم، فلكم مني جزيل الشكر والعرفان والامتنان ...
ولا أزيد على هذا القول الا قول الأخرس:
أزيد لكم شكراً وأزداد نعمة = وما ازدادت النعماء إلاَّ لشاكر
أقلِّدكم منِّي الثناء وإنَّه = قليلٌ ولو قلَّدتُكُمْ بالجواهر
ـ[الوافية]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 12:25 م]ـ
بما أن الموضوع مطروح, فلا نملك إلا الدعاء بأن يوافق زعيمنا أبو يزن (حفظه الله) عليه.
متميزٌ دائما يارسالة الغفران.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفق الله استاذنا أبا يزن الى أن يزن رسائل الاخوان ويختار رسالة الغفران
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 08:18 م]ـ
شهادتكم له هنا أكبر وسام، وفقه الله وأعانه وزاده من فضله، وكون الموضوع مطروحا في منتدى المشرفين دليل على انتباه مشرفي الفصيح لكل ما يجري هنا، أعانهم الله على حمل أمانتهم العظيمة، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:30 ص]ـ
هذا العضو يستحق هذا الوسام .. فهو عضو محترم ونشيط والكل يشهد له بأنه يستحق الأوسمة .. شكرا لكم .. وهذا الموضوع وهذه الردود دليل على شهادة الأعضاء له بالإستحقاق للوسام .. :)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:47 ص]ـ
:::
أشهد
وسام التميز لا يستحقه غير رسالة الغفران لو كان هناك عدل ..
والعدل أساس الحكم ..
بارك الله فيكم.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 03:24 ص]ـ
أستاذنا رعد رفع لافتة بيضاء قوية المضمون تشعرنا بأننا في انتخابات أو مظاهرة فعلية
تحسد على كثرة محبيك يا رسالة الغفران
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 07:29 ص]ـ
السلام عليكم ..
لاشك أن الحبيب رسالة الغفران يستحق وسام التميز عن جدارة ..
وأنا معكم في هذه الحملة المباركة لرد الحق إلى صاحبه بعد أن حيل بينهما ..
ومنع ومنعنا .. وإن أردتم الرأي .. فما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها ..
فإن أردتموها حرباً فما كنت ممن يدبر إن أقبلت ..
وإني قد فتشت عن تجربة وصقلت في معمعة ..
وإني قد طربت وهاج شوقي **طراد الخيل عارضة الرماحِ
ولهذا أعلن من فوق منبري هذا بعد أن أمَّرَني على الجيش سادات القوم من قحطان وعدنان .. أعلن للمشرفين وعلى رأسهم رؤبة بن العجاج: D..
إما أن تجيبونا إلى طلبنا فتحقنوا دماء العرب .. وإلا نكون قد أعذرنا إليكم بعد أن أنذرنا .. وستعلمون حين ترون زحفنا إليكم بفرسانٍ ..
يهزهزون من الخطّيّ مدمجةً **صمًا أنابيبها زرقًا عواليها
<<لا تلوموني يا أحبه فقد فرغت للتو من كتاب أيام العرب: p
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 12:46 م]ـ
<<لا تلوموني يا أحبه فقد فرغت للتو من كتاب أيام العرب: p
بارك الله فيك أبا ذئيب ............ ولكن ما السبيل للحصول على كتاب أيام العرب ..
أرجو الإفادة وشكرا لكم ..
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:09 م]ـ
نعم شكر الله لرسالة الغفران تعبه وجهده المثمر في مشاركاته التي أثرت المنتدى،
ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يجزيه خيرا لقاء ما يقدم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:33 م]ـ
كل مرور من هنا عبارة عن وسام فما أسعدك اخي الرسالة عليها ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:57 م]ـ
الله يشهد والضمائر تعلم بأن ما كتبتموه هنا هو الوسام على صدري بل هو اكثر من ذلك ...
أزيد لكم شكراً وأزداد نعمة=وما ازدادت النعماء إلاَّ لشاكر
أقلِّدكم منِّي الثناء وإنَّه=قليلٌ ولو قلَّدتُكُمْ بالجواهر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 03:08 م]ـ
وأنا أشهد على ذلك فوالله مع أن دخولي الى منتداكم لم يمضي عليه فتره طويله ماوجدت من رسالة الغفران سوى كل مفيد وممتع
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 03:09 م]ـ
وأنا أشهد على ذلك فوالله مع أن دخولي الى منتداكم لم يمضي عليه فتره طويله ماوجدت من رسالة الغفران سوى كل مفيد وممتع
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 03:18 م]ـ
إنني أرى ما لا ترون؛ فعلى رسلكم يا أيها الأحباب:
لعل أمير الركب لم يطلع على الرسائل لصارف صرفه، أو لمانع منعه. وكما تقول العرب: (لعل له عذرًا وأنت تلوم) و (رُبَّ شدٍّ في الغَرْزِ).
وإن أميرنا (محمدًا التويجري) وأملأ بها فمي احترامًا يشد على يد كل من قال فأجاد. وحسن القول - كما تعلمون - أنجى كثيرًا من الموت، وأهلك كثيرًا من الخلق. أليس كذلك أخي رسالة الغفران؟ واعلموا أن (الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه).
و رويدًا ينكشف لكم (رسالة الغفران) بثوبه الجديد وحلته البهية.
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 06:29 م]ـ
لا تصيروها مظاهرة أحسن الله إليكم, فكل شيء في حينه.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 08:11 م]ـ
إنني أرى ما لا ترون؛ فعلى رسلكم يا أيها الأحباب:
لعل أمير الركب لم يطلع على الرسائل لصارف صرفه، أو لمانع منعه. وكما تقول العرب: (لعل له عذرًا وأنت تلوم) و (رُبَّ شدٍّ في الغَرْزِ).
وإن أميرنا (محمدًا التويجري) وأملأ بها فمي احترامًا يشد على يد كل من قال فأجاد. وحسن القول - كما تعلمون - أنجى كثيرًا من الموت، وأهلك كثيرًا من الخلق. أليس كذلك أخي رسالة الغفران؟ واعلموا أن (الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه).
و رويدًا ينكشف لكم (رسالة الغفران) بثوبه الجديد وحلته البهية.
أدعو من صميم قلبي أن يتحقق وكلي أمل بالله العزيز القدير أنه ولي ذلك والقادر
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 08:25 م]ـ
على رسلكم ياسادة
والله إن شعوركم هذا لهو وسام لا يضاهيه وسام
وهذا لايكفينا:) ولن تكتفي الإدارة بذلك
وسترون ما يسركم في قابل الأيام
فالتأني التأني أيها الأكارم
هنيئًا لك أستاذ رسالة الغفران
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:08 ص]ـ
خذوني معكم طالما الأمرلصالح رسالة الغفران غفرالله للجميع
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا سألتم عن رأيي قبل أن تبعثوا حملتكم
ألا ترون أني ربما أخالفكم الرأي
وربما لدي علم لاتعلمون كنهه عن الرجل وأنتم تطالبون فتضعوني في موقف حرج فإن كان لا يستحق فلم لم يبتر هذا الأمر وإن كان يستحق فلم لم يميز.
أما وقد بدأتم حملتكم فأتموها وقد علق ستة عشر عضوا بالتأييد فإن كنتم اخترتم بدايتها فسأختار نهايتها, أريد خمسين عضوا يعلقون بتأييد واضح أنهم يرغبون في تمييز هذا الرجل وسأقبل ما مضى كله على أنه تأييد واضح فبقي لديكم أربعة وثلاثون عضوا.
وبعدها أطرح رأيي الذي أخالفكم فيه لتروا لمن تصوتون وأنتم لا تعلمون وبعد هذا كله إما أن أقبل أو أرفض فمصلحة شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية هي أهم عندي من كل شيء في هذا الموقع ولو كانت رغبات الأعزاء وأمنيات الأصدقاء.
لقد خسرت إخوة فيما مضى من أجل الفصيح ولو سألتم القدامى أخبروكم عن بعض من رحل وكان يعتلي محلا عاليا في الفصيح.
نعم لقد هجرنا مشرفون وأعضاء لأن ما يرغبونه ليس مما يسير على نهج الفصيح أو ربما تعارضت رغبتان إحداهما رغبتي في استمرار هذا المنتدى بعيدا عن المشكلات وهاهو مستمر ولله الحمد وحده.
والآن أنتم ربما تعارضون رغبتي وتظنون أن من حقكم فرض أمر ما علي ولو كان ضد مصلحة الفصيح بحملة تطالبون فيها بما تريدون وكأن ما تطلبونه أحد حقوقكم وهو إنما حق الإدارة فقط في اختيار من تراه مناسبا.
لدينا مشرفون و أشياخنا في لجنة الشورى صامتون وهم أجدر بالكلام أولا وأشاروا عليكم أن الموضوع مطروح وأن القرار بيدي فبأي حق سبقتموهم إلى صدر المجلس أبصرتم بما لم يبصروا به أم أنهم عنكم لاهون غافلون
لست غاضبا منكم وأحبكم كلكم والخلاف لا تبنى عليه الضغائن فقد خلقنا مختلفين وأمرنا أن نكون متحابين حريصين على أنفسنا كالجسد الواحد.
لكني أتحدث عن مصلحة الفصيح وهنا أتجرد من كل شيء فالفصيح فوق كل مصلحة
وفقكم الله وأمدكم بعونه لتجمعوا ما تبقى من أصوات وأعيد القول لست غاضبا ولكني احتجت لبيان الأمر بخير صورة
*******
همسة لأخي رسالة الغفران
لا تذهب بك الظنون بعيدا
فعن قريب يعود رائدك
*******
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:56 ص]ـ
إخوتي الكرام نقدر لكم هذه الحملة لمصلحة " رسالة الغفران " الذي نحب ونحترم والجهد الذي يبذله واضح، وما قاله الأخ محمد التويجري صحيح، ولم يعترض هو على توسيم الرسالة، ولكن لكل مقام مقال، والوسام يزدان برسالة الغفران، وليس العكس. وما الأخ محمد التويجري بغائب عما يدور فهو في وسط الحدث ويراقب. انتظروا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم ..
إلى المكرم رعد أزرق الذي سأل عن كتاب أيام العرب ..
الكتاب عنوانة "أيام العرب في الجاهلية"
تأليف: محمد أبو الفضل إبراهيم , و علي محمد البجاوي
الناشر المكتبة العصرية - بيروت
وعلى حد علمي هو متوفر في المكتبات ..
إن لم تجده إبعث لي عنوانك وأنا أرسله لك إن شاء الله تعالى ..
أتمنى أن أكون قد أفتدك ,,
والسلام ,,
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 08:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز رسالة الغفران
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أقول ما قاله الامام الشافعي رضي الله عنه
دع الايام تفعل ما تشاء ............... وطب نفسا اذا حكم القضاء
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 03:41 م]ـ
أضم صوتي إلى صوت إخواني، فلا شك في أن رسالة الغفران من أنشط الإخوة في هذا المنتدى الأغر، كما أنه يتمتع بعلاقة طيبة ودية مع الأعضاء ولا أدل على ذلك من حملة التأييد له.
http://img267.imageshack.us/img267/2308/ndeuzyty12zxym3oidztwu2.gif
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ..
إلى المكرم رعد أزرق الذي سأل عن كتاب أيام العرب ..
الكتاب عنوانة "أيام العرب في الجاهلية"
تأليف: محمد أبو الفضل إبراهيم , و علي محمد البجاوي
الناشر المكتبة العصرية - بيروت
وعلى حد علمي هو متوفر في المكتبات ..
إن لم تجده إبعث لي عنوانك وأنا أرسله لك إن شاء الله تعالى ..
أتمنى أن أكون قد أفتدك ,,
والسلام ,,
جزاك الله كل خير أخي أبو ذؤيب الهذلي ...
في الغالب لن أجده في مكتباتنا بسبب الحصار , كما وإنك لن تستطع إرساله لي لنفس السبب.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:55 ص]ـ
في الغالب لن أجده في مكتباتنا بسبب الحصار , كما وإنك لن تستطع إرساله لي لنفس السبب.
أسأل الله أن يفرج كربكم وأن يكبت عدوكم
ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 04:06 ص]ـ
الله يعطيه العافية. فعلا متميز!
يستحق ذلك.
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:10 ص]ـ
نعم يستحق رسالة الغفران وسام التميز، وسيُشرف الوسام عندما يملكه ...
دمت مبدعا يا رسالة
ولنا الحق في إبداء رأينا وللإداره الحق في الأخذ به أو رفضه
ـ[مروان بن محمد]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:22 ص]ـ
وأنا بدوري أصوت لرسالة الغفران وأدعو الإداره لمنحه اللقب
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:30 م]ـ
السلام عليكم
وفّق الله رسالةالغفران
سؤال:هل المسألة هنا مساندة, وهبّة؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:45 م]ـ
أسأل الله أن يفرج كربكم وأن يكبت عدوكم
وقفتكم معنا ولو بالكلمة والدعاء تقوينا ..
بارك الله فيكم.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 04:05 م]ـ
أخي رسالة الغفران، هل لك حاجة بوسام ينال بهذه الطريقة الغريبة؟ أنت نفسك وسام من أوسمة كثيرة على صدر الفصيح، ولا أراك في حاجة إلى أي وسام، ولا أرى للكرام هنا أن يسنوا سنة طلب الأوسمة، فكل عضو في الفصيح يستحق وساما، على تفاوت في الأوسمة، والأوسمة هنا تُعطى، وما عهدناها تطلب، ورسالة الغفران هو رسالة الغفران بوسام وبلا وسام إلا وسام حب الجميع له هنا وقدرهم لجهده الكبير؛ فأغلقوا هذا الباب الذي لا تشبه أعضاء الفصيح في نظري، ويشكك في ثقتنا جميعا المطلقة في إدارتنا الحكيمة ومشرفينا الكرام.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 06:49 م]ـ
إخوتي الأكارم
أعتقد أن الأخ رسالة الغفران متميز في كثير من الاتجاهات كالمشاركات الكثيرة والتواصل برأيه في كل مايرد في المنتدى مهما كان رأيه ..
لي سؤال لأسرة الإشراف لو تكرمتم بالإجابة عليه:
ماهي الأسس التي تعتمدون عليها في تقييم الأعضاء وبالذات في إعطاء وسام التميز
فكثيراً مانقرأ في المنتدى (وعذراً هنا من كل من نال الوسام وأقدم احترامي الفائق لجميعهم) أن فلاناً منح الوسام لتميزه دون أن تفند الأسباب ولو عرف السبب لبطل العجب!! .. ولعرفنا على ماذا يعتمد المنتدى في إعطاء هذا أو ذاك وسام التميز هل هو الدرجة العلمية؟؟؟ لا أظن فبعض من ناله لم يذكر له درجة مهمة، أم على عدد المشاركات أم نوعها أم لاتجاه معين في المنتدى يخص به أحدهم دون الآخرين؟؟!! ...
ربما كان هذا من خصوصيات سياسة المنتدى فاعذروني .. ولو بينتم الأسس لجنب الجميع هذه المظاهرة .. فكل ماقام على العدل والنظام لا يجانبه الصواب ولا يتهمه أحد ..
رغم أن الوسام الأكبر هو ما يؤيده الأكثرية نال الوسام أم لم ينله ولاحاجة لأحد بوسام يطلب كما ذكر الدكتور خاطر
ولا أنكر أن الرأي الأول والأخير للإدارة الكريمةمع احترامي للجميع(/)
المفارقة في كافوريَّات المتنبي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 01:38 م]ـ
يشير مفهوم المفارقة إلى الأسلوب البلاغي الذي يكون فيه المعنى الخفي في تضاد حار مع المعنى الظاهري. وكثيراً ما تحتاج المفارقة وخاصة مفارقة الموقف أوالسياق، إلى كدّ ذهن، وتأمل عميق للوصول إلى التعارض، وكشف دلالات التعارض بين المعنى الظاهر والمعنى الخفي الغائص في أعماق النص وفضاءاته البعيدة. كما أن للمفارقة وظيفة مهمة في الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص، فهي في الشعر تتجاوز الفطنة وشد الانتباه، إلى خلق التوتر الدلالي في القصيدة عبر التضاد في الأشياء، الذي قد لا يأتي فقط من خلال الكلمات المثيرة والمروعة في السياق، بل عبر خلق الإمكانيات البارعة في توظيف مفردات اللغة العادية واليومية داخل
والمفارقة نوعان رئيسيان، هما:
1 - المفارقة اللفظية.
2 - مفارقة الموقف أوالسياق.
ويمكن تحديد المفارقة اللفظية على أنها المفارقة التي يكون فيها المعنى الظاهري واضحاً، ولا يتسم بالغموض وذا قوة دلالية مؤثرة. وكثيراً ما يكون المعنى فيها هجومياً، وخاصة في شعر الهجاء. وهذه المفارقة يتعمدها الشاعر، ويخطط لها، عبر التضاد بين المظهر والمخبر.
أما النوع الثاني من المفارقة، وهومفارقة الموقف أوالحدث، فليس فيه صاحب مفارقة، بل هناك ضحية أومراقب. وبعبارة أخرى تعتمد المفارقة هنا على حس الشاعر الذي يرى به الأشياء والأحداث من حوله، وتصويرها بمنظور المفارقة، ويترك للمراقب (الإنسان) تحليلها واستنباط أبعادها الفلسفية والشعورية، وكشف خيوط تعارضها. ومن هنا تختلف المفارقة اللفظية عن السياقية في أن الأولى تعتمد في كشف حقيقتها أولاً على صاحب المفارقة (الشاعر). أما المفارقة السياقية فإنها تعتمد على المراقب أوالقارئ في استنباط وكشف التعارض بين المعنى الظاهري والخفي.
في المفارقة اللفظية يكون المعنيان الظاهر والباطن في مواجهة مباشرة على خلاف المفارقة السياقية أوالحدث التي تتطلب خفاء وعمقاً في البحث عن طرفي المفارقة داخل بنية القصيدة، وقد تحتاج إلى استنباط وتحليل لمجمل القصيدة أوربطها بسياق خارجي عن القصيدة نفسها، وهذا أكثر أنواع المفارقة.
وكافوريات المتنبي هو الشعر الذي هجا فيه المتنبي كافورًا هجاءا واضحًا لا لبس فيه، وفي هذا الهجاء الكثير من المفارقات التي تتحدث عن فكر الشاعر وشعوره ورؤيته للحياة والأعراف الاجتماعية والتراثية.
قال المتنبي:
من أية الطُرق ِ يأتي نحوك الكرم= أين المحاجم يا كافور والجَلمُ
هذه سخرية شديدة لا ذعة من أصل كافور ومن حياته السابقة التي عاشها قبل أن يتولى حكم مصر وهو بهذا الطرح الساخر بنتكر على كافور معرفته بالكرم، وانقطاع السبل التي توصله اليه والمفارقة هنا، هي بين موقع كافور حاكمًا وبين الأفعال الصادرة عنه ومنها البخل إذ لا يتوقع من حاكم يحكم قطاعًا كبيرا من العرب الذين اشتهروا بهذا الخلق العربي الأصيل واعتزوا به أن لا يجد طريقا واحدة لمعرفته والوصول اليه.
وللموضوع صلة(/)
ارجو الرد سريعاً
ـ[مشرف العمري]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 05:51 م]ـ
من القائل ومالمناسبة:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هي أولاً وهي المحل الثاني
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 07:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
البيت لابي الطيب المتنبي وهي أييات من الحكمه
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ ......... هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ .......... بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ(/)
من يشرح لي هذا البيت؟
ـ[أم شاكر]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 09:16 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من يشكل لي و يشرح لي معنى هذا البيت؟؟؟
"و تراكضوا خيل السباق و بادروا * أن تسترد فإنهن عوار"
جزيتم خيرا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 12:24 ص]ـ
القائل هو أبو الحسن التهامي، المتوفى سنة 416 هج،
والبيت من قصيدته المشهورة في رثاء ولدٍ له مات صغيرا،
ومطلعها:
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري = ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار
ورواية الديوان للبيت موضع السؤال:
وَتَراكَضوا خَيلَ الشَبابِ وَبادِروا = إِن تُستَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَوارِ
والمعنى:
اغتنموا شبابكم في اغتنام المثوبات قبل أن يدرككم الهرم ثم الموت،
وبادروا اكتساب الطيبات قبل فوات العمر، واقتبس هذا المعنى من الحديث المشهور: (اغتنموا خمسا قبل خمس .... وذكر منها: وشبابك قبل هرمك)؛
لأن ضياع الشباب يشبه أن يكون بين يديك عاريّة تستوجب الرد يومًا ما فالعواري أمانات لا بد من ردها، وردُّ أمانة الشباب هو في الحقيقة بلا اختيار بل المرء مقهور في ذلك ولكن الشاعر آثر التعبير برد الأمانة ليمنح المخاطب قدرا من الرعاية الاختيارية لحقوق الله فهذا أدل على الإيمان والتسليم لله.
وبالله التوفيق.
ـ[أم شاكر]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 11:06 ص]ـ
بشرك الله بكل خير، ما أعظم و أحكم هذه الفائدة!(/)
رحله على شاطئ البحر مع أبي نواس
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 10:22 م]ـ
(ابو نواس شاعرٌ سبقَ عصره) *لكل عصرٍ شعرائه الذين يحكون عنه وعن أحداثه وأيامه , فلقد مر الشعر العربي بمراحل عديدة وكان (كل ما مرت الأعوام زاد بريقه وازدهاره) ,
ففي العصر الجاهلي برز شعراء المعلقات _ وان كنت لا أميل في ذلك العصر إلا لطرفة ابن العبد وللنابغة وزهير_ , فهذا لا يخفي بروز عنترة وعمرو بن كلثوم كشعراء الطراد والشجاعة , وعبيد بن الأبرص الشاعر المظلوم من وجهة نظري فشعره لم يوثق ولم يعرف من شعره إلا معلقته التي أولها
أقّفَرَ مِن أهلِهِ مَلّحُوبُ ... فالقُطيباتُ فالذنُوبُ
, كذلك كان شعراء صدر الإسلام سيوفاً مشهره ضد الأعداء بأبياتهم وقصائدهم كما كان حسان بن ثابت وعبدا لله بن رواحه وغيرهم , تمضي العصور والشعر هو الشعر نبض المجتمع ولسان الناس يقطر عذوبة وبهاءً ,
سأترك شعراء العصر الأموي (شعراء النقائض) كما يُسمون واقف عند احد شعراء العصر العباسي (عصر ازدهار الأدب الأول)
أبو نواس
وكلما قرأت كنيته ابتسمت فيخيل لي بأنه كان شاعراً مداحاً هجاءً غزلياً ظريفاً نادراً بجودة قصائده وأبياته تجده في الحانات يعاقر الخمره وينادم الظرفاء ويترنح يمنه ويسره _ هكذا كنت أتخيله _ مع اني أعده من ضمن أفضل عشرة شعراء مروا في العصور (الجاهلية , الإسلام , الأموي , العباسي , الأندلسي)
هو الحسن بن هانيء ويقال له أبو نواس البصري ,
قال أبو نواس (ماقلت الشعر حتى رويته عن ستين امرأة منهن الخنساء وليلى فما الضن بالرجال ,)
وقال يعقوب بن السكيت (إذا رويت الشعر عن أمريء القيس والأعشى من أهل الجاهلية وجرير والفرزدق من عصر الإسلام وأبو نواس من المحدثين فحسبك.!)
ولقد اثني على شعر أبو نواس الكثيرين منهم (الجاحظ) والأصمعي,
وقال أبو عمر الشيباني (لولا إن أبا نواس افسد شعره بما وضع فيه من الأقذار لاحتججنا به) يعني شعره الذي قاله في الخمريات ’
واجتمع طائفة من الشعراء عند المأمون فقال لهم أيكم القائل
فلمّا تحسّاها وقفّنا كأننا * * * نرى قمراً في الأرض يبلغُ كوكبا َ
قالوا (أبو نواس)
قال فأيكم القائل
إذا نزلتْ دون اللهاة من الفتى * * * دعى همّه عن قلبِهِ برحيلِ
قالوا (أبو نواس)
قال فأيكم القائل
فتمّشت في مفاصلهم * * * كتمشي البُرءِ في السقمِ
قالوا (ابو نواس)
قال (فهو أشعركم)
وقال سفيان بن عيينة لأبن مناذر ما اشعر ظريفكم ابو نواس حين يقول
ياقمراً أبصرت في مأتمِ * * * يندبُ شجواً بين أترابِ
أبرزه المأتم لي كارها ً * * * برغمِ ذي بابٍ وحُجّابِ
قال ابن الأعرابي اشعر الناس ابو نواس في قوله
تسترتُ من دهري بكلِ جُناحةٍ * * * فعيني ترىَ دهري وليسَ يراني
فلوا تسأل الأيامَ عني مادرت * * * وأين مكاني ماعرَفنَ مكاني
وقال ابو العتاهية قلت في الزهد عشرين ألف بيت وددت لو إن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها ابو نواس وهي هذه وكانت مكتوبة على قبره:
يَانُواسيُ توّقر * * * أو تغير أو تصّبر
إن يكن ساءك دهر * * * فلما سركَ أكثر
ياكثير الذنب * * * عفوا الله من ذنبك اكبر ,
ومن شعر ابو نواس يمدح بعض الأمراء:
أوجده الله فما مثله * * * بطالبِ ذاك ولا ناشدِ
ليس على الله بمستنكرٍ * * * أن يجمع العالم في واحد
وقال ابن دريد قال ابن حاتم لو أن العامه بدلت هذين البيتين لأبي نواس كتبتهما بماء الذهب
ولو أني استزدتك فوق مابي * * * من البلوى لأعوزك المزيدُ!
ولو عُرِضت على الموتى حياتي * * * بعيشٍ مثل عيشي لم يريد
اوقد سمع ابو نواس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (القلوب جنود مجنده) الخ
فنظم ذالك في قصيده له وقال
إن القلوبَ لأجنادٌ مُجندةُ * * * للهِ في الأرض بالأهواءِ تعترفُ
فما تناكر مِنها فهوا مختلفُ * * * وماتعارف منها فهوا مؤتلفُ
وقال ابو نواس ايضاً
ياساحر المقلتين ِ والجيد * * * وقاتلي منكَ بالمواعيدِ
تواعدني الوصلَ ثم تُخلفني * * * وبلاي من خُلفِكَ موعودي
حدثني الأزرقُ المحدثُ عن* * *شهرٍ وعوفٍ عن ابن مسعودِ
مايُخلفُ الوعدَ غيرُ كافرةٍ! * * * وكافرٍ في الجحيمِ مصفودِ!
فبلغ ذالك إسحاق بن يوسف الأزرق فقال (كذب عدو الله علي وعلى التابعين وعلى أصحاب محمد)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالجمله فقد ذُكر عن أبي نواس اموراً كثيرة ومجوناً وأشعاراً منكره وله في الخمريات والتشبب بالمردان والنسوان أشياء كبيره وكثيره فمن الناس من يفسقه ويرميه بالفاحشه ومنهم من يرميه بالزندقة ,
وقال الأمين لأبي نواس أنت زنديق فقال ابو نواس لستُ بزنديق وانا أقول:
أصلي الصلاة الخمس في حين وقتها * * واشهد بالتوحيد ِ لله خاضعاً
وأحسن غُسلي إن ركبت جنابةً * * وان جاءني المسكينُ لم اكُ مانعاً
قال الجاحظ: لا اعرف في كلام الشعراء ارق وأجمل من قول ابو نواس حيث يقول
ايهُ نارٍ قدَحَ القادحُ * * * وأي جدّ بلغَ المازحُ
لله درُ الشيبِ من واعظٍ * * * وناصحٍ لو خطيء الناصحُ
يأبى الفتى إلا اتَباعَ الهوى * * * ومنهجُ الحقِ له واضحُ
وقد استنشد ابو عفان من ابي نواس قصيدته التي مطلعها (لا تنسى ليلى ولا تنظر إلى هندِ) فلما فرغ منها سجد له ابو عفان فقال له ابو نواس: والله لا اكلمك مده!
قال فغمني ذالك , فلما اردت الأنصراف قال: متى اراك؟ فقلت الم تقسم؟ فقال (الدهر اقصر من إن يكون معه هجر)
ومن مستجاد شعره قوله:
الا ربّ وجةٍ في التُرابِ عتيقِ * * * وياربّ حسنٍ في الترابِ رقيقِ
أرى كل حيّ هالكاً وابنُ هالكٍ * * * وذو نسبٍ في الهالكين َ عريقِ
اذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ تكّشفت * * * له عن عدوٍ في لباسِ صديق ِ
وذُكر أن أبا نواس أراد الإحرام في الحج فقال:
يامالكاً ما أعدلك * * * مليكَ كلِ من ملكْ
لبيكَ أن الحمد لك * * * والمُلكُ لا شريك لك
عبدُك قد أهلّ لك * * * أنت له حيثُ سلك
وهو القائل ايضاً في (زهدياته)
اذا ما خلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقل * * * خلوتَ ولكن في الخلاءِ رقيبُ
ولا تحسبنْ الله يغفلُ ساعةً * * * ولا أثماً يخفىَ عليهِ يغيبُ
وزاد بعضهم في روايه عن ابي نواس
أقول إذا ضاقتْ عليّ مذاهبي * * * وحلتْ بقلبي للهمومِ ندوبُ
لطولِ جنايتي وعُظم خطيئتي * * * هلكتُ ومالي في المتابِ نصيبُ
ظل ابو نواس شاعراً متمكناً له ابتكاراته وعرشه الخاص به الذي تطاول له الكثير من بعد موته ولم يستطيعوا التربع عليه ,
وقيل أنهم وجدوا عند رأسه حين توفي في عام 195 هـ رقعه مكتوب فيها بخطه
ياربِ إن عظمتْ ذنوبي كثرةً * * * فلقد علمتُ بأن عفوكَ أعظمُ
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * * * فإذا رددتَ يدي فمنْ ذا يرحمُ
إن كان لا يرجوكَ إلا محسنٌ * * * فمن الذي يرحوا المسيءُ المجرِمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجاَ * * *وجميلُ عفوكَ ثم أني مسلمُ
وقد كان نقش خاتمه (لا اله الا الله مخلصاً) فأوصى أن يُجعل في فمه إذا غسلوه ففعلوا ذالك , ولما مات لم يجدوا له من المال سوى ثلاثمائة درهم وثيابه وأثاثه
توفي في بغداد ودفن بها ,
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 11:01 م]ـ
أنتظر المزيد في هذا الموضوع
أخوكم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 11:18 م]ـ
سمعًا وطاعة أبا غيداء، ومما أذكر في ذهني وأنا أقرأ مشاركتك لأبي نواس:
أولا: يخطئ كثير من الناس في نطق اسمه إذ ينطقونه (أبونَوَّاس)، وليس كذلك هو بل (أبو نُوَاس) الحسن بن هانئ.
ومن أجمل ما أحفظ له:
كن مع الله يكن لك * واتق الله لعلك
لا تكن إلا مُعِدًّا * للمنايا فكأنك
إن للموت لسهمًا * واقعًا دونك أو بك
نحن نجري في أفانين سكون وتَحَرُّك
فعلى الله توكلْ * وبتقواه تمسك
وحياة أبي نواس مليئة بالابتسامة والخبث واللهو واللعب.
دمت نافعًا أخي أبا غيداء.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 03:02 ص]ـ
موضوع ماتع اخي العزيز ...
سلمت اناملك
واستأذنك لأقتبس منه لموضوع ** لماذا أقدّم أبا نواس **
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 02:58 م]ـ
لك الأذن يارسالة الغفران شاكر لكم أنت وأخي عبدالعزيز(/)
الموسوعة الشعرية
ـ[المعلم]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 11:46 م]ـ
إسطوانة 700ميقا.
وهي من أجمل الموسوعات الشعرية التي رأيت.
http://www.islamup.com/uploads/dab8f40880.jpg (http://www.islamup.com)
http://www.islamup.com/uploads/a1912a318f.jpg (http://www.islamup.com)
http://www.islamup.com/uploads/422adf402e.jpg (http://www.islamup.com)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المعلم ...
حقا جيدة سأبحث عنها إنشاء الله.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخواني الاعزاء الموسوعة موجودة في منتدى الكتاب، وهي من أروع الموسوعات ...
تفضلوا
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31805
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رسالة الغفران .........
وصلت الرسالة يارسالة ... ألف شكر ..(/)
الشعر في كتاب المُدهش
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 07:19 م]ـ
هذا كتاب المدهش
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن حمادي ابن الجوزي (رحمه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب عونك.الحمد لله الذي لا منتهى لعطاياه و منحه حمدا يقوم بالواجب من شكره و مدحه وصلى الله على أشرف نبي و انصحه و على أصحابه و أزواجه ما استن طرف في مرحه، أما بعد:
فإني سأقوم بجمع الأبيات الشعرية حسب الباب التي وردت فيه، حتى يسهل الرجوع إليها عند الحاجة، وسأنسب البيت إلى قائله ما استطعت، وهي ذات فائدة عظيمة. أرجو الله أن ينتفع بها الإخوة.
الباب الثاني
فصل في تصريف اللغة وموافقة القرآن لها
لما كانت اللغة تنقسم قسمين أحدهما الظاهر الذي لا يخفى على سامعيه ولا يحتمل غير ظاهره والثاني المشتمل على الكنايات والإشارات والتجوزات وكان هذا القسم هو المستحلى عند العرب. نزل القرآن بالقسمين ليتحقق عجزهم عن الإتيان بمثله فكأنه قال عارضوه بأي القسمين شئتم ولو نزل كله واضحا لقالوا هلا نزل بالقسم المستحلى عندنا ومتى وقع في الكلام اشارة أو كناية أو استعارة أو تعريض أو تشبيه كان أحلى وأحسن
قال امرؤ القيس
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي =بسهميك في أعشار قلب مقتل
فشبه المنظر بالسهم فحلى هذا عند السامع
وقال أيضا
فقلت له لما تخطى يجوزه =وأردف اعجازا وناء بكلكل
فجعل الليل صلبا وصدرا على جهة التشبيه
وقال عمرو بن الأهتم (غير منسوب في الكتاب)
من كميت أجادها طابخاها =لم تمت كل موتها في القدور
أراد بالطابخين الليل والنهار
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 01:19 ص]ـ
الباب الخامس
في ذكر المواعظ
للخفاجي
ما رحلت العيش عن أرضكم =فرأت عيناي شيئا حسنا
هل لنا نحوكم من عودة =ومن التعليل قولي هل لنا
للمتنبي
لعل عتبك محمود عواقبه =فربما صحت الأجسام بالعلل
للبحتري
إن جرى بيننا وبينك عتب =أو تنأت منا ومنك الديار
فالغليل الذي عهدت مقيم =والدموع التي شهدت غزار
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 08:50 ص]ـ
تطواف جميل لطيف أخي محمد في كتاب "المدهش" والذي هو مدهش بحق وبالأخص فصل يتعلق باستعمالات اللغة في القرآن، وما أجمل كتب التراث والتي تنادينا للنهل من معينها العذب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 02:11 م]ـ
تطواف جميل لطيف أخي محمد في كتاب "المدهش" والذي هو مدهش بحق وبالأخص فصل يتعلق باستعمالات اللغة في القرآن، وما أجمل كتب التراث والتي تنادينا للنهل من معينها العذب.
تحياتي أخوي أحمد ومحمد
أضم صوتي إلى صوتك أخي أحمد، وقد ذكرت بعضا من ذلك عبر هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30511
وسأقوم بعد قليل باستعراض أشعار وردت في المدهش، من خلال قصة من القصص التي عرضها المدهش للأنبياء، فإلى اللقاء.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 02:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي ضرغام، ولا عدمنا قلمك، وجهدك كبير، وما أقوم به ليس عملا كبيرا ولكن أحببت أن أجمع الشعر الذي ورد في الكتاب حتى يتم المعالجة الأدبية بعد ذلك.
لك مني كل الحب والاحترام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي ضرغام، ولا عدمنا قلمك، وجهدك كبير، وما أقوم به ليس عملا كبيرا ولكن أحببت أن أجمع الشعر الذي ورد في الكتاب حتى يتم المعالجة الأدبية بعد ذلك.
لك مني كل الحب والاحترام
أسأل الله لك التوفيق
وأترك الأمر لك حتى تحقق الهدف المنشود
لا حرمنا منك
وكم سعدت عندما رأيت اسمك يكتسي اللون الأخضر فأنت أهل لذلك.
http://img293.imageshack.us/img293/3823/20939911uo6.gif
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 04:25 م]ـ
للشريف الرضي
أو ما رأيت وقائع الدهر =أفلا تسيء الظن بالعمر
بينا الفتى كالطود تمنعه =هضباته والعصب ذي الأثر
يأبى الدنية في عشيرته =ويجاذب الأيدي على الفخر
وإذا أشار إلى قبائله = حشدت عليه بأوجه غر
زل الزمان بوطء أخمصه =ومواطئ الأقدام للعثر
نزع الإباء وكان شملته =واقر اقرارا على صغر
صدع الردى أعيى تلاحمه =من ألحم الصدفين بالقطر
جر الجياد على الوجى ومضى =أمما يدق السهل بالوعر
حتى التقى بالشمس مغمده =في قعر منقطع من البحر
ثم انثنت كف المنون به =كالضغث بين الناب والظفر
لم تشتجر عنه الرماح ولا =رد القضاء بماله الدثر
جمع الجنود وراءه فكأنما =لاقته وهو مضيع الظهر
وبنى الحصون ممتعا فكأنما =أمسى بمضيعة ولا يدري
ويرى المعابل للعدى فكأنما =لحمامه كان الذي يبرى
أودى وما أودت مناقبه =ومن الرجال معمر الذكر
إن التوقي فضل معجزة =فدع القضاء يقد أو يفري
نحمي المطاعم للبقاء وذي =الآجال ملؤ فروجها تحزي
لو كان حفظ النفس ينفعها =كان الطبيب أحق بالعمر
الداء داء لا دواء له =سيان ما يوبي وما يمري
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 06:36 م]ـ
قصة سيدنا يوسف عليه السلام هذا ويعقوب مفترش فراش الأسى على حزن الحزن لا يستلذ نومًا ولا سنة ثمانين سنة حتى نحل البدن وذهب البصر
لم يبق لي بعدكم رسم ولا طلل =إلا وللشوق في حافاته عمل
إذا شممت نسيما من بلادكم =فقدت عقلي كأني شارب ثمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 06:41 م]ـ
فأقبل عليهم سائلا وأقبل الدمع سايلا وتقلقل تقلقل الواجد ليسمع أخبار الوالد
أيه أحاديث نعمان وساكنه ... إن الحديث عن الأحباب أسمار
أفتش الريح عنكم كلما نفحت ... من نحو أرضكم نكباء معطار
الأبيات ابن صربعر، و اسمه علي بن الحسين بن علي بن الفضل، أبو منصور الكاتب المعروف بابن صربعر، وكان نظام الملك يقول له: أنت صردر لا صربعر.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 06:54 م]ـ
فقالوا جئنا من أرض كنعان ولنا شيخ يقال له يعقوب وهو يقرأ عليه السلام فلما سمع رسالة أبيه انتفض طائر الوجد لذكر الحبيب
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى =فهيج أحزان الفؤاد وما يدري البيت لمجنون ليلى
فرد السلام قلبه قبل لسانه وشغله وكف شانه عن شانه وقال مقول إبدائه بعبارة صعدائه
خذي نفسي يا ريح من جانب الحمى =فلاقي به ليلا نسيم ربى نجد
فإن بذاك الجو حبا عهدته =وبالرغم مني أن يطول به عهدي البيتين للشريف الرضي
ـ[نزار جابر]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 06:33 ص]ـ
بوركت على هذه الفوائد أستاذنا الكبير بوركت
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 07:05 ص]ـ
لقد سعدت بهذه الصفحة الماتعة الشائقة
وخاصة أنك تكتب عن شيخي الذي أحببته حبا جما
منذ أن عايشته منذ أكثر من عشرين عاما
عندما عشت معه في رحاب كتابه:
(الحث على حفظ العلم، وذكر كبار الحفاظ)
ونشرته آنذاك معتمدا على مخطوطة كوبريلي زادة
باستانبول تحت رقم [1152].
وشكرا لك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:57 ص]ـ
وأنا سعدت بمرورك الذي عطَّر هذه الصفحة
وقد نعود إلى هذه الأبيات شرحا أو تحليلا إن شاء الله
بارك الله فيك دكتورنا العزيز
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 01:18 م]ـ
مشكور أستاذنا الكريم محمد سعد على ما تقوم به من جهد واضح لا يخفى على أحد، وهذا الموضوع موضوع تشكر عليه وهنا أرجو أن تعذر صراحتي، هل هذا الموضوع بحاجة إلى تثبيت؟!
أرجو أن تجيب عن سؤالي مفترضا أن الذي أنشأ هذا الموضوع شخص غيرك.
ببساطة لو أنني صاحبة هذا الموضوع وطلبت منك تثبيت هذا الموضوع هل كنت ستفعل؟
وأرجو أن توضح لي معايير التثبيت.
مشكور مسبقا.
أرجو أن يتسع صدرك كما عهدتك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 02:05 م]ـ
مشكور أستاذنا الكريم محمد سعد على ما تقوم به من جهد واضح لا يخفى على أحد، وهذا الموضوع موضوع تشكر عليه وهنا أرجو أن تعذر صراحتي، هل هذا الموضوع بحاجة إلى تثبيت؟!
أرجو أن تجيب عن سؤالي مفترضا أن الذي أنشأ هذا الموضوع شخص غيرك.
ببساطة لو أنني صاحبة هذا الموضوع وطلبت منك تثبيت هذا الموضوع هل كنت ستفعل؟
وأرجو أن توضح لي معايير التثبيت.
مشكور مسبقا.
أرجو أن يتسع صدرك كما عهدتك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة رفيف فلسطين
تحية طيبة لك، أكيد سأجيب عن تساؤلاتك وهذا حق لك.
هل الموضوع بحاجة إلى تثبيب؟ نعم، لأن المادة الشعرية في الكتاب كثيرة جدا ومتعددة الأغراض، وإذا لا حظت أن العمل في الموضوع لم يكمل بعد، فالتثبيت جاء لسهولة التعامل مع الموضوع.
ثانيا: الشعر هنا مطلوب من قبل الزوار والأعضاء ولذلك ثبَّت الموضوع.
ثالثاً: لو جاء موضوع في منتدى الأدب العربي ورأيت أنه بحاجة إلى تثبيت لثبته، وإذا نظرت في المواضيع التي طرحتها لم أثبت أي موضوع إلا هو
رابعا: أما معايير التثبيت فيقدرها المشرف على المنتدى.
وحيّأك الله أختنا رفيف فلسطين، وصدرنا يتسع للنقد وهذه من سمات هذا المنتدى، الذي يحترم جل أعضائه.(/)
الشام في الشعر العربي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 10:39 م]ـ
الشام في الشعر العربي ...
هذه الأبيات منتقاه من قصيدة طويلة جدا للشاعر أبي مسلم البهلاني.
يقول الشاعر:
قبلت عوراء من عمرو يفت بها= سواعد الدين فت العصف بالحجر
ولم تعر نصحاء الدين واعية= وليت للأشعث الملعون لم تعر
فأصرف أعنتها صوب العراق فقد= سدت عليك ثغور الشام بالبدر
فطالبو الدين قد نابذت عصمتهم= والأمر من طالبي الدنيا على ضرر
محكمين براء من معاوية= ومن علي يا ليت الأخير بري
والقاسطين أبي موسى وصاحبه= عمرو اللعين فتى قطاعة البظر
وقاسطي الشام والراضي حكومتهم= من أهل صفين والراضي على الأثر
ليت الحكومة ما قامت قيامتها= وليتها من أبي السبطين لم تصر
ملعونة جعلتها الشام جنتها= من ذي الفقار وقد أشفت على الخطر
عجت بتحكيم عمرو بعدما حكمت= همدان فيما بحكم البيض والسمر
تربص الوغد من عثمان قتلته= فقام ينهق بين الحمر والبقر
ينوح في الشام ثكلى ناشرا لهم= قميص عثمان نوح الورق بالسحر
حتى إذا لف أولاها بآخرها= بشبهة ما تغطى نقرة الظفر
أبو مسلم البهلاني
هو العلامة المحقق والشاعر الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي العماني، ينحدر من سلسلة عريقة النسب، حيث كان جده عبدالله بن محمد البهلاني قاضيا في أيام دولة اليعاربة على وادي محرم، كما أن أباه الشيخ سالم بن عديم البهلاني كان قاضيا للإمام عزان بن قيس _ رحمه الله _ الذي كان إماما لعمان سنة 1285هـ إلى 1287هـ. ولد الشاعر سنة 1273هـ في قرية محرم موطن آبائه، وهي من أعمال ولاية سمائل التي اشتهر أهلها بالشعر والأدب والفقه غادر الشاعر عمان إلى شرق أفريقيا - زنجبار - وكان سفره إليها سنة 1295 هـ في زمن السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار؛ حيث كان والده سالم بن عديم البهلاني قاضيا للسلطان المذكور في زنجبار، بعد وفاة الإمام عزان بن قيس بقي الشاعر في زنجبار خمس سنوات ثم رجع إلى عمان سنة 1300هـ، ثم عاد إلى زنجبار مرة ثانية سنة 1305هـ، حيث بقي هناك حتى وافته المنية، في شهر صفر سنة 1339هـ / 1920م. انصب جل شعره في مجالين مجال التسابيح و الاذكار و مجال التحريض على الثورة ضد الظم و الاستعمار
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 10:58 م]ـ
أبيات منتقاة من قصيدة للشاعر "بدوي الجبل".
يقول الشاعر:
غوطة الشام هل شجاك بيان = من قريضي كأنّه التنزيل
و عتاب كالجمر صنتك عنه = جزعا أن ينال منك عذول
غوطة الشام منك صدّ و حرم = ان و منّا العطاء و التنويل
ألذي شرّدته عنك المعالي = آب و هو المكفّن المحمول
غربة في العلى و ينأى عن = الغمد فيبلى المهنّد المسلول
مثخن بالجراح يهفو إلى = الأمّ فأين الترحيب و التأهيل
ربّ فنح ترويه للدّهر = أشلاء قناة و صارم مفلول
ضنّت الشام بالوفاء علينا = طلعة سمحة و ودّ بخيل
أين سعد و عادل و رياض = ما لركب الرّدى المجدّ قفول
و نجيب و أين منّي نجيب = غال قومي من المنيّة غول
كيف أغفى أبو رياض و حقّي = في الشام المضيّع المخذول
و تلاقيتم على البعد في قلبي = فلا روّع اللدات رحيل
هو محمد سليمان الأحمد (1981 - 1905) شاعر سوري. من أعلام الشعر المعاصر في سوريا. ولد في قرية ديفة بمحافظة اللاذقية و درس في اللاذقية وبدأيكتب الشعر الوطني والقومي. اتصل بالشيخ صالح العلي في جبال اللاذقية، وبيوسف العظمة وزير الدفاع في الحكومة الفيصلية. بعد دخول الفرنسيين إلى سورياثم اعتقل في حماة ثم نقل إلى بيروت فاللاذقية قبل أن يطلق سراحه. استماله الفرنسيون بعد تقسيم سوريا فعينوه نائباً في المجلس التمثيلي لما سمي "دولة العلويين" لكنه غير اتجاهه السياسي فيما بعد وانضم إلى الكتلة الوطنية وأصبح من معارضي الانفصال. انتخب نائباً في المجلس النيابي 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات. ضيق عليه الفرنسيون بسبب معارضته فلجأ إلى العراق عام 1939. عاد إلى دمشق ثم اللاذقية، فاعتقله الفرنسيون وأطلقوا سراحه بعد 8 أشهر. تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء. غادر سوريا 1956 متنقلاً بين لبنان وتركيا وتونس قبل أن يستقر في سويسرا. عاد إلى سوريا 1962. معظم شعره وطني وقومي، ولكنه نظم أيضاً الكثير في الغزل.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 11:48 م]ـ
يقول أبو الطيب المتنبي:
لِأَمرٍ أَعَدَّتهُ الخِلافَةُ لِلعِدا" = "وَسَمَّتهُ دونَ العالَمِ الصارِمَ العَضبا
وَلَم تَفتَرِق عَنهُ الأَسِنَّةُ رَحمَةً" = "وَلَم يَترُكِ الشامَ الأَعادي لَهُ حُبّا
وَلَكِن نَفاها عَنهُ غَيرَ كَريمَةٍ" = "كَريمُ الثَنا ما سُبَّ قَطُّ وَلا سَبّا
المُتَنَبّي 303 - 354 هـ / 915 - 965 م أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب. الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة. ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس. قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه. وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه. قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز. عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد. وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 11:58 م]ـ
يقول ابن هانئ:
يوم عريض فى الفخار طويل = نقضى غرر له وحجول
مسحت ثغور الشام أدمعها به = و لقد تبل الترب وهى همول
زجلا ظلام الدين والدنيا به=ملك لما قال الكرام فعول
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:19 ص]ـ
يقول الشاعر:
فكم عادة تختال تحت منصة = معصفرة السربال مصقولة الخد
من الصفر إلا أنها عربية = إذا اجتليت فيها سمات بني سعد
حبتها دمشق الشام كل زجاجة = أرق من الشكوى وأصفى من الود
لسان الدين بن الخطيب ....
وهو من شعراء الأندلس وصاحب الموشحات المشهورة "جادك الغيث"
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:34 ص]ـ
أَشاقَتكَ أَخلاقُ الرُسومِ الدَواثِرِ = بِأَدعاصِ حَوضى المُعنِقاتِ النَوادِرِ
لِمَيٍّ كَأَنَّ القَطرَ وَالريحَ غادَرا = وُحولاً عَلى جَرعائِها بُردَ ناشِرِ
أَهاضيبُ أَنواءٍ وَهَيفانِ جَرَتا = عَلى الدارِ أَعرافُ الحِبالِ الأَعافِرِ
وَثالِثَةٌ تَهوي مِنَ الشامِ حَرجَفٌ = لَها سَنَنٌ فَوقَ الحَصى بِالأَعاصيرِ
وَرابِعَةٌ مِن مَطلَعِ الشَمسِ أَجفَلَت = عَلَيها بِدَقعاءِ المِعى فَقَراقِرِ
فَحَنَّت بِها النُكبُ السَوافي فَأَكثَرَت = حَنينَ اللِقاحِ القارِباتِ العِواشِرِ
ذو الرمة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:46 ص]ـ
بَعَثَتْ طَيْفَهَا إليّ، وَدُوني = وَخْدُ شَهْرَينِ للمَهارِي العِتَاقِ
زَارَ وَهْناً مِنَ الشّآمِ، فَحَيّا = مُسْتَهَاماً صَبَا بأعْلَى العِرَاقِ
فَقَضَى ما قَضَى، وَعَادَ إلَيْهَا، = وَالدّجَى في ثِيَابِهِ الأخْلاقِ
البحتري
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن شملال بن جابر،وقد لقب بالبحتري نسبة إلى أحد أجداده وهو بحتر بن عتود. ولد سنة 200 وقيل سنة 206 ب\"منبج\" وهي بلدة بالشام بين حلب والفرات ونشا بها نشأة عربية خالصة وبدا ينظم الشعر صغيرا،واحب البحتري علوة الحلبية وشبب بها في كثير من قصائده، لكنه لم يشتهر إلا بعد اتصاله بابي تمام الطائي. ولما استوثق من قوة شاعريته يمم شطر بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، ومدح ابن الزيات وزير الخليفة الواثق،ولم يتصل بالخليفة الواثق أو يمدحه بل مدح ابنه المتوكل حين اصبح خليفة من بعده وبن خاقان، وقدم في مدحهما أجود شعره واحسن قصائده.أجاد البحتري في اكثر أنواع الشعر وان امتاز بالوصف،لكنه قصر في الهجاء. ومن مميزات شعره حسن الديباجة وقرب معانيه من النفس وسهولة الألفاظ وعدم التكلف. قيل للبحتري:ايما اشعر أنت ام أبو تمام؟ فقال:\"جيده خير من جيّدي وسيئي خير من سيئه.\"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:48 ص]ـ
الله يعطيك العافية أخي رعد
جهدك واضح ومشكور عليه
وسوف نتابع معك الموضوع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 01:13 ص]ـ
الله يعطيك العافية أخي رعد
جهدك واضح ومشكور عليه
وسوف نتابع معك الموضوع
بارك الله فيك أخي الكريم " محمد سعد " ......
دائما صاحب واجب.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 11:11 ص]ـ
ابراهيم الأكرمي
الشام أضحت أحوالها عجبا =في دهرنا والأمور أسباب
القطب فيها بالعشق مشتهر = لا يستحى والجنيد دباب
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 11:14 ص]ـ
وما الشَّام إلاَّ في البلادِ كشَامَةٍ = وأقْمارُ وَادِيه الشَّمِيم تِمامُ
فحَيَّى مُحيَّاها الإلهُ وزَانَه = ولا زالَ بَرْقُ الحُسْنِ فيه يُشَامُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:27 م]ـ
أحسنت أخي رسالة الغفران , ننتظر مشاركاتك العذبة ....
بارك الله فيك , ودمت متألقا متفانيا في العمل الدؤوب المميز.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 05:09 م]ـ
لفتة طيبة وجهد واضح أخي رعد بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 05:27 م]ـ
شكر الله لك أخي رعد على هذا الموضوع اللطيف وبارك للأخوة المشاركين، وهل دمشق تدخل من ضمن الشام أم فقط للشام؟!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 05:38 م]ـ
قرأت مجدك
شعر: سعيد عقل
أكثر من قصائد الشآم،شاعر لبنان وشاعر نشيدها الوطني:
قرأتُ مجدَكِ في قلبي و في الكُتُبِ= شَآمُ، ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
إذا على بَرَدَى حَوْرٌ تأهَّل بي= أحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
أيّامَ عاصِمَةُ الدّنيا هُنَا رَبطَتْ= بِعَزمَتَي أُمَويٍّ عَزْمَةَ الحِقَبِ
نادتْ فَهَبَّ إلى هِندٍ و أندلُسٍ= كَغوطةٍ مِن شَبا المُرَّانِ والقُضُبِ
خلَّتْ على قِمَمِ التّارِيخِ طابَعَها= وعلّمَتْ أنّهُ بالفتْكَةِ العَجَبِ
و إنما الشعرُ شرطُ الفتكةِ ارتُجلَت= على العُلا و تَمَلَّتْ رِفعَةَ القِبَبِ
هذي لها النصرُ لا أبهى، فلا هُزمت= وإن تهَدّدها دَهرٌ منَ النُوَبِ
و الانتصارُ لعَالي الرّأسِ مُنْحَتِمٌ= حُلواً كما المَوتُ، جئتَ المَوتَ لم تَهَبِ
شآمُ أرضَ الشّهاماتِ التي اصْطَبَغَتْ= بِعَنْدَمِيٍّ تَمَتْهُ الشّمْسُ مُنسَكِبِ
ذكّرتكِ الخمسَ و العشرينَ ثورتها= ذاكَ النفيرُ إلى الدّنيا أنِ اضْطَرِبي
فُكِّي الحديدَ يواعِدْكِ الأُلى جَبَهوا = لدولةِ السّيفِ سَيفاً في القِتالِ رَبِي
و خلَّفُوا قَاسيوناً للأنامِ غَداً = طُوراً كَسِيناءَ ذاتِ اللّوحِ والغلَبِ
شآمُ ... لفظُ الشآمِ اهتَزَّ في خَلَدي= كما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
أنزلتُ حُبَّكِ في آهِي فشدَّدَها= طَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَرَبِي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 05:41 م]ـ
http://img444.imageshack.us/img444/4898/mnwa11ra1.gif
أخي رعد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 05:52 م]ـ
http://img267.imageshack.us/img267/2308/ndeuzyty12zxym3oidztwu2.gif
هذي دمشقُ
نزار قباني
هذي دمشقُ .. وهذي الكأسُ والرّاحُ = إنّي أحبُّ ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ .. لو شرحتمُ جسدي = لسالَ منهُ عناقيدٌ .. وتفّاحُ
و لو فتحتُم شراييني بمديتكم = سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ .. تشفي بعضَ من عشقوا = وما لقلبي -إذا أحببتُ- جرّاحُ
مآذنُ الشّامِ تبكي إذ تعانقني = و للمآذنِ .. كالأشجارِ .. أرواحُ
للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا = وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا = فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" .. منتظرٌ = ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لماحُ
هنا جذوري .. هنا قلبي ... هنا لغتي = فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها = حتّى أغازلها ... والشعرُ مفتاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً = فهل تسامحُ هيفاءٌ .. ووضّاحُ؟
خمسونَ عاماً .. وأجزائي مبعثرةٌ = فوقَ المحيطِ .. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها = وطاردتني شياطينٌ وأشباحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي = حتى يفتّحَ نوّارٌ ... وقدّاحُ
ما للعروبةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ = أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ .. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ = إذا تولاهُ نصَّابٌ ... ومدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ = وكلُّ ثانيةٍ يأتيك سفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني = ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:33 م]ـ
الشاعر / محمود السيد الدغيم.
يقول الشاعر:
يَاْ شَاْمُ!! يَاْ مَهْدَ الصِّبَاْ=شَاْبَ الشَّبَاْبُ؛ وَشَيَّبَاْ
وَالذِّكْرَيَاْتُ تَكَاْثَرَتْ=وَالْقَلْبُ أَمْسَىْ مُتْعَبَاْ
وَالشَّوْقُ زَغْرَدَ هَاْتِفاً=وَمُصَدِّقاً؛ وَمُكَذِّبَاْ
وَالْقَلْبُ شَرَّقَ؛ يَاْ شَآ=مُ؛ إِلَى الشَّآمِ؛ وَغَرَّبَاْ
مُسْتَصْحِباً أَهْلاً؛ إِلَىْ=أَهْلِ الْبِلاْدِ؛ وَمَرْحَبَاْ
أَهْلاً بِأَصْحَاْبِ الْكَرَاْ=مَةِ؛ وَالشَّهَاْمَةِ، وَالظُّبَاْ
أَبْنَاْءِ سُوْرِيَّا الَّتِيْ=تُؤْيِ الأُصُوْلَ أَباً أَباً
وَتَرِنُّ فِيْ أُذُنِ الزَّمَاْ=نِ!! إِذَاْ تَقَدَّمَ؛ أَوْ كَبَاْ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:42 م]ـ
لفتة طيبة وجهد واضح أخي رعد بارك الله فيك وجزاك خيرا
مشكورة أختي , مرورك عطر وأرجو التفاعل ....
وسوف تكون مواضيع أخرى تخص العراق ومصر والمغرب العربي , كل في موضوع خاص.
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:45 م]ـ
شكر الله لك أخي رعد على هذا الموضوع اللطيف وبارك للأخوة المشاركين، وهل دمشق تدخل من ضمن الشام أم فقط للشام؟!
أرجو أن يكون الموضوع عن الشام كله ولا ضير لو ذكرت الشام على أنها دمشق , لا ضير في ذلك.
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:49 م]ـ
http://img444.imageshack.us/img444/4898/mnwa11ra1.gif
أخي رعد
ويداك أخي الليث , لقد افتقدناك كثيرا , وطمعي كبير في كرم تفاعلكم المميز والخصب.
بوركت جهودكم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 11:27 م]ـ
وَقُل إِذا ذَكَرتَ قَصريهِ بِها = عَلى السَدير وَالخَوَرنقِ العَفا
وَدانَ أَعلى النيل وَالنَوبُ بِهِ = لِلفاطِميين وَقَدَّموا الجَزى
وَخَضَع الشامُ وَمِن حِيالَهُ = مِن آل حَمدانَ فَوارِسِ اللُقا
إِلّا دِمَشق اِغتُصِبَت وَلَم تَزَل = دِمَشقُ لِلشِيعَةِ تُضمرُ القِلى
وَأَتتِ الدارُ بَني فاطِمَةٍ = وَاِنتَقَلَ البَيتُ إِلَيهُم وَسَعى
أحمد شوقي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 12:08 ص]ـ
يقول الشاعر:
قَسَماً بِالمَطِيِّ مِثلَ الهَوادي = نَظَمَتها الحُداةُ نَظمَ العُقودِ
فَهيَ طَوراً قَلائِدُ القُلَلِ الشُم = مِ وَطَوراً وِشاحُ خَصرِ البيدِ
نَكَبَت مَرتَعَ الشَآمِ وَأَمَّت = نَحوَ مَرعىً أَحوى وَظِلٍّ مَديدِ
فَإِذا ما تَجاوَزَت حَرَّ حَرّا = نَ أَناخَت بِبَردِ عَينِ البَرودِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَغانَت بِنَهرِ حَرزَمَ وَالغَر = سَينِ عَن نَهرِ ثَورَةٍ وَيَزيدِ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:07 ص]ـ
حَيّا بَكورُ الحَيا أَرباعَ لُبنانِ = وَطالَعَ اليُمنُ مَن بِالشَأمِ حَيّاني
أَهلَ الشَآمِ لَقَد طَوَّقتُمُ عُنُقي = بِمِنَّةٍ خَرَجَت عَن طَوقِ تِبياني
قُل لِلكَريمِ الَّذي أَسدى إِلَيَّ يَداً = أَنّى نَزَحتَ فَأَنتَ النازِحُ الداني
ما إِن تَقاضَيتُ نَفسي ذِكرَ عارِفَةٍ = هَل يَحدُثُ الذِكرُ إِلّا بَعدَ نِسيانِ
وَلا عَتَبتُ عَلى خِلٍّ يَضِنُّ بِها = ما دامَ يَزهَدُ في شُكري وَعِرفاني
أَقَرَّ عَينِيَ أَنّي قُمتُ أُنشِدُكُم = في مَعهَدٍ بِحُلى العِرفانِ مُزدانِ
وَشاعَ في سُرورٌ لا يُعادِلُهُ = رَدُّ الشَبابِ إِلى شَعري وَجُثماني
لي مَوطِنٌ في رُبوعِ النيلِ أُعظِمُهُ = وَلي هُنا في حِماكُم مَوطِنٌ ثاني
إِنّي رَأَيتُ عَلى أَهرامِها حُلَلاً = مِنَ الجَلالِ أَراها فَوقَ لُبنانِ
لَم يَمحُ مِنها وَلا مِن حُسنِ جِدَّتِها = عَلى التَعاقُبِ ما يَمحو الجَديدانِ
حَسِبتُ نَفسي نَزيلاً بَينَكُم فَإِذا = أَهلي وَصَحبي وَأَحبابي وَجيراني
مِن كُلِّ أَبلَجَ سامي الطَرِف مُضطَلِعٍ = بِالخَطبِ مُبتَهِجٍ بِالضَيفِ جَذلانِ
يَمشي إِلى المَجدِ مُختالاً وَمُبتَسِماً = كَأَنَّهُ حينَ يَبدو عودُ مُرّانِ
سَكَنتُمُ جَنَّةً فَيحاءَ لَيسَ بِها = عَيبٌ سِوى أَنَّها في العالَمِ الفاني
إِذا تَأَمَّلتَ في صُنعِ الإِلَهِ بِها = لَم تَلقَ في وَشيِهِ صُنعاً لِإِنسانِ
في سَهلِها وَأَعاليها وَسَلسَلِها = بُرءُ العَليلِ وَسَلوى العاشِقِ العاني
وَفي تَضَوُّعِ أَنفاسِ الرِياضِ بِها = رَوحٌ لِكُلِّ حَزينِ القَلبِ أَسوانِ
أَنّى تَخَيَّرتَ مِن لُبنانَ مَنزِلَةً = في كُلِّ مَنزِلَةٍ رَوضٌ وَعَينانِ
يا لَيتَني كُنتُ مِن دُنيايَ في دَعَةٍ = قَلبي جَميعٌ وَأَمري طَوعُ وِجداني
أَقضي المَصيفَ بِلُبنانٍ عَلى شَرَفٍ = وَلا أَحولُ عَنِ المَشتى بِحُلوانِ
يا وَقفَةً في جِبالِ الأَرزِ أَنشُدُها = بَينَ الصَنَوبَرِ وَالشَربينِ وَالبانِ
تَستَهبِطُ الوَحيَ نَفسي مِن سَماوَتِها = وَيَنثَني مَلَكاً في الشِعرِ شَيطاني
عَلّي أُجاوِدُكُم في القَولِ مُقتَدِياً = بِشاعِرِ الأَرزِ في صُنعٍ وَإِتقانِ
لا بِدعَ إِن أَخصَبَت فيها قَرائِحُكُم = فَأَعجَزَت وَأَعادَت عَهدَ حَسّانِ
طيبُ الهَواءِ وَطيبُ الرَوضِ قَد صَقَلا = لَوحَ الخَيالِ فَأَغراكُم وَأَغراني
مَن رامَ أَن يَشهَدَ الفِردَوسَ ماثِلَةً = فَليَغشَ أَحياءَكُم في شَهرِ نَيسانِ
تاهَت بِقَبرِ صَلاحِ الدينِ تُربَتُها = وَتاهَ أَحياؤُها تيهاً بِمَطرانِ
يَبني وَيَهدِمُ في الشِعرِ القَديمِ وَفي ال = شِعرِ الحَديثِ فَنِعمَ الهادِمُ الباني
إِذا لَمَحتُم بِشِعري وَمضَ بارِقَةٍ = فَبَعضُ إِحسانِهِ في القَولِ إِحساني
رَعياً لِشاعِرِكُم رَعياً لِكاتِبِكُم = جَزاهُما اللَهُ عَنّي ما يَقولانِ
أَرى رِجالاً مِنَ الدُنيا الجَديدَةِ في ال = دُنيا القَديمَةِ تَبني خَيرَ بُنيانِ
قَد شَيَّدوا آيَةً بِالشامِ خالِدَةً = شَتّى المَناهِلِ تَروي كُلَّ ظَمآنِ
لَئِن هَدَوكُم لَقَد كانَت أَوائِلُكُم = تَهدي أَوائِلَهُم أَزمانَ أَزمانِ
لا غَروَ إِن عَمَّروا في الأَرضِ وَاِبتَكَروا = فيها أَفانينَ إِصلاحٍ وَعُمرانِ
فَتِلكَ دُنياهُمُ في الجَوِّ قَد نَزَعَت = أَعِنَّةَ الريحِ مِن دُنيا سُلَيمانِ
أَبَت أُمَيَّةُ أَن تَفنى مَحامِدُها = عَلى المَدى وَأَبى أَبناءُ غَسّانِ
فَمِن غَطارِفَةٍ في جِلَّقٍ نُجُبٍ = وَمِن غَطارِفَةٍ في أَرضِ حَورانِ
عافوا المَذَلَّةَ في الدُنيا فَعِندَهُمُ = عِزُّ الحَياةِ وَعِزُّ المَوتِ سِيّانِ
لا يَصبِرونَ عَلى ضَيمٍ يُحاوِلُهُ = باغٍ مِنَ الإِنسِ أَو طاغٍ مِنَ الجانِ
شَقَقتُ أَسواقَ بَيروتٍ فَما أَخَذَت = عَينايَ في ساحِها حانوتَ يوناني
فَقُلتُ في غِبطَةٍ لِلَّهِ دَرُّهُمُ = لَيسَ الفَلاحُ لِوانٍ غَيرِ يَقظانِ
تَيَمَّموا أَرضَ كولُمبٍ فَما شَعَرَت = مِنهُم بِوَطءِ غَريبِ الدارِ حَيرانِ
سادوا وَشادوا وَأَبلَوا في مَناكِبِها = بَلاءَ مُضطَلِعٍ بِالأَمرِ مِعوانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِن ضاقَ مَيدانُ سَبقٍ مِن عَزائِمِهِم = صاحَت بِهِم فَأَرَوها أَلفَ مَيدانِ
لا يَستَشيرونَ إِن هَمّوا سِوى هِمَمٍ = تَأبى المُقامَ عَلى ذُلٍّ وَإِذعانِ
وَلا يُبالونَ إِن كانَت قُبورُهُمُ = ذُرا الشَوامِخِ أَو أَجوافِ حيتانِ
في الكَونِ مَورِقُهُم في الشامِ مَغرِسُهُم = وَالغَرسُ يَزكو نِقالاً بَينَ بُلدانِ
إِن لَم يَفوزوا بِسُلطانٍ يُقِرُّهُمُ = فَفي المُهاجَرِ قَد عَزّوا بِسُلطانِ
أَو ضاقَتِ الشَأمُ عَن بُرهانِ قُدرَتِهِم = فَفي المُهاجَرِ قَد جاؤوا بِبُرهانِ
إِنّا رَأَينا كِراماً مِن رِجالِهِمُ = كانوا عَلَيهِم لَدَينا خَيرَ عُنوانِ
أَنّى اِلتَقَينا الِتَقى في كُلِّ مُجتَمَعٍ = أَهلٌ بِأَهلٍ وَإِخوانٌ بِإِخوانِ
كَم في نَواحي رُبوعِ النيلِ مِن طُرَفٍ = لِليازِجِيِّ وَصَرّوفٍ وَزَيدانِ
وَكَم لِأَحيائِهِم في الصُحفِ مِن أَثَرٍ = لَهُ المُقَطَّمُ وَالأَهرامُ رُكنانِ
مَتى أَرى الشَرقَ أَدناهُ وَأَبعَدَهُ = عَن مَطمَعِ الغَربِ فيهِ غَيرَ وَسنانِ
تَجري المَوَدَّةُ في أَعراقِهِ طُلُقاً = كَجِريَةِ الماءِ في أَثناءِ أَفنانِ
لا فَرقَ ما بَينَ بوذِيٍّ يَعيشُ بِهِ = وَمُسلِمٍ وَيَهودِيٍّ وَنَصراني
ما بالُ دُنياهُ لَمّا فاءَ وارِفُها = عَلَيهِ قَد أَدبَرَت مِن غَيرِ إيذانِ
عَهدُ الرَشيدِ بِبَغدادٍ عَفا وَمَضى = وَفي دِمَشقَ اِنطَوى عَهدُ اِبنِ مَروانِ
وَلا تَسَل بَعدَهُ عَن عَهدِ قُرطُبَةٍ = كَيفَ اِنمَحى بَينَ أَسيافٍ وَنيرانِ
فَعَلِّموا كُلَّ حَيٍّ عِندَ مَولِدِهِ = عَلَيكَ لِلَّهِ وَالأَوطانِ دَينانِ
حَتمٌ قَضاؤُهُما حَتمٌ جَزاؤُهُما = فَاِربَأ بِنَفسِكَ أَن تُمنى بِخُسرانِ
النيلُ وَهوَ إِلى الأُردُنَّ في شَغَفٍ = يُهدي إِلى بَرَدى أَشواقَ وَلهانِ
وَفي العِراقِ بِهِ وَجدٌ بِدِجلَتِهِ = وَبِالفُراتِ وَتَحنانٌ لِسَيحانِ
إِن دامَ ما نَحنُ فيهِ مِن مُدابَرَةٍ = وَفِتنَةٍ بَينَ أَجناسٍ وَأَديانِ
رَأَيتُ رَأي المَعَرّي حينَ أَرهَقَهُ = ما حَلَّ بِالناسِ مِن بَغيٍ وَعُدوانِ
لا تَطهُرُ الأَرضَ مِن رِجسٍ وَمِن دَرَنٍ = حَتّى يُعاوِدَها نوحٌ بِطوفانِ
وَلّى الشَبابُ وَجازَتني فُتُوَّتُهُ = وَهَدَّمَ السُقمُ بَعدَ السُقمِ أَركاني
وَقَد وَقَفتُ عَلى السِتّينِ أَسأَلُها = أَسَوَّفَت أَم أَعَدَّت حُرَّ أَكفاني
شاهَدتُ مَصرَعَ أَترابي فَبَشَّرَني = بِضَجعَةٍ عِندَها رَوحي وَرَيحاني
كَم مِن قَريبٍ نَأى عَنّي فَأَوجَعَني = وَكَم عَزيزٍ مَضى قَبلي فَأَبكاني
مَن كانَ يَسأَلُ عَن قَومي فَإِنَّهُمُ = وَلَّوا سِراعاً وَخَلَّوا ذَلِكَ الواني
إِنّي مَلِلتُ وُقوفي كُلَّ آوِنَةٍ = أَبكي وَأَنظِمُ أَحزاناً بِأَحزانِ
إِذا تَصَفَّحتَ ديواني لِتَقرَأَني = وَجَدتَ شِعرَ المَراثي نِصفَ ديواني
أَتَيتُ مُستَشفِياً وَالشَوقُ يَدفَعُ بي = إِلى رُباكُم وَعودي غَيرُ فَينانِ
فَأَنزِلوني مَكاناً أَستَجِمُّ بِهِ = وَيَنجَلي عَن فُؤادي بَرحُ أَحزاني
وَجَنِّبوني عَلى شُكرٍ مَوائِدَكُم = بِما حَوَت مِن أَفاويهٍ وَأَلوانِ
حَسبي وَحَسبُ النُهى ما نِلتُ مِن كَرَمٍ = قَد كِدتُ أَنسى بِهِ أَهلي وَخُلّاني
حافظ ابراهيم
شاعر مصري ذو حسب (تركياً) على نسب عربي. في العهد العثماني، نال لقب البكواتية (محمد حافظ بك إبراهيم) ولد سنة 1872 في ديروط (في سفينة على النيل) من والد مهندس (إبراهيم أفندي فهمي) ومن والدة تركية (الست هانم) في الصعيد أو مصر العليا، وهو بك بقرار عثماني مصري، تشريفاً لا تكليفاً، حتى قبل اعتماده شاعراً بين سلطتين، سلطة الخلافة العثمانية وسلطة الدولة المصرية المستقلة عن لقب بشاعر النيل، مقابل معاصره، شوقي، أمير الشعراء، ومعاصره اللبناني – المصري، خليل مطران شاعر القطرين. خدم حافظ إبراهيم في الحربية (الدفاع) برتبة ملازم ثان ما بين 1891 و 1893، ثم برتبة ملازم أول، وانتقل عسكرياً من مصر إلى السودان، وعاد منه بانقلاب "بلاطي". عفي عنه، وسمح له بالعودة إلى الحربية ثانية 1895 - 1903، بعدما خدم سنتين في وزارة الداخلية برتبة (ملاحظ بوليس)، وبسبب من ثورة أحمد عرابي ومشاركته فيها، أعفي سنة 1903 من وظيفته وبقي بلا عمل حتى العام 1911، حين عُيّن في دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته سنة 1932.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:20 ص]ـ
رُوَيدَكَ حَتّى يَسحَب الرَّوضُ ذَيلَهُ = وَتَنشُرُ أَعلامُ الفَيافي وَقورُها
فَلي هِمَّةٌ لَو ابعَدَ اللَّهُ دارَها = عَنِ الشّامِ لَم يُعرَف لِمِثلي نَظيرُها
فَإِن أَعرَضَت مِن دونِنا هَضَباتُهُ = وَوَدَّعَنا لُبنانُها وَسَنيرُها
وَلاحَت ذُرى أَطوادِ مِصرَ وَفَرَّجَت = سُجوفَ الدُّجى أَهرامُها وَقُصورُها
فَقولي لِوادي المَحلِ أَينَ نَزيلُهُ = وَلِلسَّنَةِ الشَّهباء كَيفَ فَقيرُها
ابن سنان الخفاجي " العصر العباسي "
ابن سنان الخفاجي الحلبي أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري و غيره من أدباء العصر العباسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:34 ص]ـ
لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ = هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ
رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما = قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ
خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما = وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ
وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما = تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ
إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ = باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ
وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ = أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ
لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما = تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ
كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ = عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ
يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ = وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ
لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ = إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ
ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا = فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ
فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها = عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ
هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم = فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ
فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى = رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ
حافظ إبراهيم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:45 ص]ـ
تاج بغداد و الشام و لبنان = و بحر للروم طاغ عنيد
أيّها البحر! بعض تيهك و اذكر = نسبا بيننا قديم العهود
لكم نعمة عليّ و ما كنت = لنعماء بيتكم بالجحود
فيّئ الشام باللواء و نضّر = شاطئيها بظلّك الممدود
ليس بين العراق و الشام حدّ = هدم الله ما بنوا من حدود
بايعت جدّك الشام فسلها = تتحدّث عن يومه المشهود
بيعه في رقابنا لأبي غازي = و للإبن بعده و الحفيد
لا تسلني عن الشام فقد حزّ = بجيد الشام عضّ الحديد
لوّحوا بالقيود فابتدر الموت = أباة تنمّروا للقيود
شقيت باليهود أرض فلسطين = و ضاقت رحابها باليهود
بنفايا الدنيا، على كلّ وجه = منهم، سبّة اللعين الطريد
أدب القوم بالسّياط و نزّه = سيف هارون عن دماء العبيد
أنت في ذمّة الوصيّ على التاج = و في ذمة المليك الوليد
أنت في ذمّة العراق و في = ذمّة أنجاده الأباة الصيد
قيل من للشام؟ قالت: أعزّ = العرب جارا و أومأت (للسعيد))
بدوي الجبل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 01:27 م]ـ
رَمَتْكِ مِنَ الشّآمِ بِنَا مطَايا = قِصَارُ الخَطْوِ، دَامِيَة ُ الصِّفَاحِ
تجولُ نسوعها، وتبيتُ تسري = إلى غرّاءَ، جَائِلَة ِ الوِشَاحِ
إذا لمْ تشفَ، بالغدواتِ، نفسي = وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍ رِيَاحي
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ = وقدْ هبتْ لنا ريحُ الصباحِ
لَقَدْ أخَذَ السُّرَى وَاللَّيْلُ مِنّا = فهلْ لكَ أن تريحَ بجوِّ راحٍِ
فَقُلتُ لَهُمْ عَلى كُرْهٍ: أرِيحوا = وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍ رِيَاحي
أبو فراس الحمداني
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 10:23 م]ـ
ما شامَ بَرقَ الشامِ إِلّا هَمَت = بِوابِلِ الأَدمُعِ أَجفانُه
سَقى حِمى وادي حَماةَ الحَيا = وَصَيَّبُ الوَدقِ وَهَتّانُه
وَحَبَّذا العاصي وَيا حَبَّذا = دَهشَتُهُ الغَرّا وَمَيدانُه
وادٍ إِذا مَرَّ نَسيمٌ بِهِ = تَعَطَّرَت بِالمِسكِ أَردانُه
تَستَأسِرُ الأَبطالَ آرامُه = وَتَقنِصُ الآسادَ غِزلانُه
صفي الدين الحلي
صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي 675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و (العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و (الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 10:51 م]ـ
بوركت أخ رعد على انتقاء هذا الموضوع فالشام درة ومن يمتدحها ويعرف قدرها يكون ذواقاً للدر ذا نفس راقية تختزن نفيس الأحجار الكريمة بوركتم إخوتي يا أصحاب النفوس الشفافة والجوهر الأصيل على انتقائكم أبياتاً عذبة رقيقة وأشارككم ببعض منها:
بردى .. هل الخلد الذي وعدوا به = إلاك بين شوادن وشوادي
قالوا: تحب الشام،قلت جوانحي= مقصوصة فيها وقلت فؤادي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:05 م]ـ
بوركت أخ رعد على انتقاء هذا الموضوع فالشام درة ومن يمتدحها ويعرف قدرها يكون ذواقاً للدر ذا نفس راقية تختزن نفيس الأحجار الكريمة بوركتم إخوتي يا أصحاب النفوس الشفافة والجوهر الأصيل على انتقائكم أبياتاً عذبة رقيقة وأشارككم ببعض منها:
بردى .. هل الخلد الذي وعدوا به = إلاك بين شوادن وشوادي
قالوا: تحب الشام،قلت جوانحي= مقصوصة فيها وقلت فؤادي
بوركت أختي " الباحثة عن الحقيقة " وننتظر منك المزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 02:13 ص]ـ
مَلأْتُ الشَّاْمَ حُباًّ؛ وَالْحِجَاْزَاْ = وَعَاْيَشْتُ الْحَقِيْقَةَ؛ وَالْمَجَاْزَاْ
فَكَاْنَ الْحُبُّ فِيْ بَلَدِيْ عَطَاْءً = وَصَاْرَ الْحُبُّ فِي الدُّنْيَا ابْتِزَاْزَاْ
فَكَمْ مِنْ ظَبْيَةٍ فِي الشَّاْمِ تُغْرِيْ = وَتَمْلأُ قَلْبَ عَاْشِقِهَا نَجَاْزَاْ
هُنَاْلِكَ فِي الشَّآمِ بَدَأْتُ حُبِّيْ = وَأَعْدَدْتُ الْحَقَاْئِبَ؛ وَالْجِهَاْزَاْ
وَلَكِنَّ الْعَوَاْذِلَ قَاْوَمُوْنِيْ = وَسَدُّوْا فِيْ مَرَاْبِعِنَا الْمَجَاْزَاْ
فَصَاْرَ الْحُبُّ فِيْ بَلَدِيْ خَيَاْلاً = وَتَشْكِيْكاً؛ وَظَناًّ؛ وَاحْتِرَاْزَاْ
فَغَاْدَرْتُ الْبِلاْدَ بِغَيْرِ ذَنْبٍ = وَمَاْ زُرْتُ الْمَعَرَّةَ؛ أَوْ عِزَاْزَاْ
فَذَاْبَ الْقَلْبُ شَوْقاً فِي الْمَنَاْفِيْ = وَقَدْ مَلَّ افْتِرَاْقاً؛ وَاحْتِجَاْزَاْ
وَقَرَّرَ أَنْ يَطِيْرَ كَوَمْضِ بَرْقٍ = لِكَيْ يَلْقَى الْحَبِيْبَةَ جَرْجَنَاْزَاْ
لَعَلَّ الْحُبَّ يَحْيَاْ بَعْدَ مَوْتٍ = وَيَخْتَاْرُ الْمَعَرَّةَ؛ وَالْحِجَاْزَاْ
محمود السيد الدغيم
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 01:35 م]ـ
سائليني حين عطرت السلام=كيف غار الورد واعتل الخزام
وأنا لو رحت استرضي الشذا=لانثنى لبنان عطرا يا شام
ضفتاكا ارتاحتا في خاطري=واحتمى طيرك في الظن وحام
أنا إن أودعت شعري سكرة=كنت أنت السكب أو كنت المدام
ردّلي من صبوتي يا بردى=ذكريات زرن في ليّا قوام
ظمئ الشرق فيا شام اسكبي=و املأي الكأس له حتى الجمام
سعيد عقل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:50 م]ـ
هذه قصيدة رائعة ألقاها الشاعر المهجري "زكي قنصل" في حلب سنة 1986ومطلعها:
ناجيتُ طيفكِ، في الأحلام، يا حلب =فهزني في هواكِ الزهو والطربُ
وفيها يقول مخاطباً أبناء حلب:
لم أدر لما أحاطتني بشاشتكم =كيف اقتفتْ أثري الأزهارُ والشُّهب
ورنّ في أذني، لما سمعتكمُ، =هديل "سامي" فأين العود والقصبُ؟
ولاح لي "عمرٌ" في كل قافية =قطَّرْتموها رحيقاً للألى شربوا (*)
حلفتُ لولا هوى شاميةٍ نزلت =هُدْبي، وتحسُدكَ الأهدابُ يا هُدُبُ
لقلتُ: تيهوا على الدنيا بجنّتكم =فقد تواءمَ فيها الفنّ والأدب
وختم زكي قنصل قصيدته بقوله:
ولدتُ بالأمس في بيتي وعائلتي = واليومَ أولدُ حيث المجدُ والأدبُ
(*) سامي: يعني سامي الشوا، وعمر: هو عمر أبو ريشة، وكلاهما من أعلام حلب في العصر الحديث.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:52 م]ـ
مشكورة أختي " عفاف صادق " , مشاركة جميلة وأبيات عذبة.
بارك الله فيك ودمت متألقة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 05:58 م]ـ
هذه قصيدة رائعة ألقاها الشاعر المهجري "زكي قنصل" في حلب سنة 1986ومطلعها:
ناجيتُ طيفكِ، في الأحلام، يا حلب =فهزني في هواكِ الزهو والطربُ
وفيها يقول مخاطباً أبناء حلب:
لم أدر لما أحاطتني بشاشتكم =كيف اقتفتْ أثري الأزهارُ والشُّهب
ورنّ في أذني، لما سمعتكمُ، =هديل "سامي" فأين العود والقصبُ؟
ولاح لي "عمرٌ" في كل قافية =قطَّرْتموها رحيقاً للألى شربوا (*)
حلفتُ لولا هوى شاميةٍ نزلت =هُدْبي، وتحسُدكَ الأهدابُ يا هُدُبُ
لقلتُ: تيهوا على الدنيا بجنّتكم =فقد تواءمَ فيها الفنّ والأدب
وختم زكي قنصل قصيدته بقوله:
ولدتُ بالأمس في بيتي وعائلتي = واليومَ أولدُ حيث المجدُ والأدبُ
(*) سامي: يعني سامي الشوا، وعمر: هو عمر أبو ريشة، وكلاهما من أعلام حلب في العصر الحديث.
مشكور أخي " محمد سعد " ..
مشاركة نعتز بها , بارك الله فيكم وأدامكم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 10:56 م]ـ
قتلنا بها كل البطارق عنوة=جلاء لأهل الكفر من كل جانب
إلى أن ملكنا الشام قهرا وغلظة =وصلنا على أعدائنا بالقواضب
أنا خالد المقدام ليث عشيرتي =إذا همهمت أسد الوغى في الغاب
خالد بن الوليد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 11:06 م]ـ
فطمنا به الروم العريضة بعده =عن الشآم أدنى ما هناك شطير
زياد بن حنظلة التميمي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:39 م]ـ
سودا من الشام وبيضا نصعا=أشرف روقاه صليفا مقنعا
رؤبة بن العجاج
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:05 م]ـ
أَينَ الوُفودُ المُلتَقونَ عَلى القِرى = المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَكرامِ
الوارِثونَ القُدسَ عَن أَحبارِهِ = وَالخالِفونَ أُمَيَّةً في الشامِ
الحامِلو الفُصحى وَنورِ بَيانِها = يَبنونَ فيهِ حَضارَةَ الإِسلامِ
وَيُؤَلِّفونَ الشَرقَ في بُرهانِها = لَمَّ الضِياءُ حَواشِيَ الإِظلامِ
شوقي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:11 م]ـ
بنفسي أرض الشام لا أيمن الحمى=ولا أيسر الدهنا ولا أوسط الرمل
عدتني عنكم مكرهاغربة النوى=له وطر في ان تُمرّ ولا تحلي
أبو تمام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:11 م]ـ
يا عُكاظاً تَأَلَّفَ الشَرقُ فيهِ = مِن فِلسطينِهِ إِلى بَغدانِه
اِفتَقَدنا الحِجازَ فيهِ فَلَم نَع = ثُر عَلى قُسِّهِ وَلا سَحبانِه
حَمَلَت مِصرُ دونَهُ هَيكَلَ الدي = نِ وَروحَ البَيانِ مِن فُرقانِه
وُطِّدَت فيكَ مِن دَعائِمِها الفُص = حى وَشُدَّ البَيانُ مِن أَركانِه
إِنَّما أَنتَ حَلبَةٌ لَم يُسَخَّر = مِثلُها لِلكَلامِ يَومَ رِهانِه
تَتَبارى أَصائِلُ الشامِ فيها = وَالمَذاكِيِ العِتاقُ مِن لُبنانِه
قَلَّدَتني المُلوكُ مِن لُؤلُؤِ البَح = رَينِ آلاءَها وَمِن مَرجانِه
نَخلَةٌ لا تَزالُ في الشَرقِ مَعنىً = مِن بَداواتِهِ وَمِن عُمرانِه
حَنَّ لِلشامِ حِقبَةً وَإِلَيها = فاتِحُ الغَربِ مِن بَني مَروانِه
وَحَبَتني بُمبايُ فيها يَراعاً = أُفرِغَ الودُّ فيهِ مِن عِقيانِه
شوقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:17 م]ـ
بنفسي أرض الشام لا أيمن الحمى=ولا أيسر الدهنا ولا أوسط الرمل
عدتني عنكم مكرهاغربة النوى=له وطر في ان تُمرّ ولا تحلي
أبو تمام
مشكورة أختي " عفاف " انتقاء جميل ومميز.
بارك الله فيك.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:33 م]ـ
شممت تربك لا زلفى ولا ملقا = وسرت قصدك لاخبّاً و لامذقا
وما وجدت إلى لقياك منعطفا = إلا إليك، ولا ألفيت مفترقاً
كنت الطريق إلى هاوٍ تنازعه = نفس تسدّ عليه دونها الطرقا
وكان قلبي إلى رؤياك باصرتي = حتى اتهمت عليك العين والحدقا
شممت تربك أستاف الصِّبا مرحا = والشمل مؤتلفاً، والعقد مؤتلقا
وسرت قصدك لا كالمشتهي بلداً = لكن كمن يتشهّى وجه من عشقا
قالوا دمشق وبغداد فقلت هما = فجر على الغد من أمسيهما انبثقا
ما تعجبون؟ أمن مهدين قد جمعا = أم توءمين على عهديهما اتفقا؟
ياللشباب يغار الحلم من شر = به وتحسد فيه الحنكة النزقا
وللبساطة ما أغلى كنائزها = قارون يرخص فيها التبر والورِقا
تلم كأسي ومن أهوى وخاطرتي =وما تجيش وبيت الشعر والورَقا
أيام نعكف بالحسنى على سمر =نساقط اللغو فيه كيفما اتفقا
إذ مسكة الربوات الخضر توسعنا = بما تفتق من أنسامها عبقا
إذ تسقط الهامةُ الإصباح يرقصنا = وقاسيون علينا ينشر الشفقا
نرعى الأصيل لداجي الليل يسلمنا = ومن كوى خفرات نرقب الغسقا
ومن كوى خفرات تستجد رؤى = نشوانة عن رؤى مملولة نسقا
آه على الحلو في مر نغصّ به = تفطرا عسلاً في السم واصطفقا
يا جلق الشام إنا خلقة عجب = لم يدر ما سرها إلا الذي خلقا
إنا لنخنق في الأضلاع غربتنا = وإن تنزّلت على أحداقنا حرقا
معذبون وجنات النعيم بنا = وعاطشون ونمري الجونة الغدقا
وزاحفون بأجسام نوابضها = تستام ذروة عليين مرتفقا
نغني الحياة ونستغني كأن لنا = رأد الضحى غلة والصبح والفلقا
يا جلق الشام كم من مطمح خلس = للمرء في غفلة من دهره سرقا
وآخر سلّ من أنياب ذي لبد = وآخرٍ تحت أقدام له سحقا
دامٍ صراع أخي شجوٍ وما خلقا = من الهموم تعنّيه وما اختلقا
يسعى إلى مطمح حانت ولادته = في حين يحمل شلواً مطمحاً شنقا
حران حيران أقوى في مصامدة = على السكوت وخير منه إن نطقا
كذاك كل الذين استودعوا مثُلاً = كذاك كل الذين استرهنوا غلقا
كذاك كان وما ينفك ذو كلف = بمن تعبد في الدنيا أو انعتقا
دمشق عشتك ريعاناً وخافقة = ولمّة والعيون السود والأرقا
وها أنا ويدي جلدٌ وسالفتي = ثلج ووجهي عظم كاد أو عرقا
وأنت لم تبرحي في النفس عالقة = دمي ولحمي والأنفاس والرمقا
تموّجين ظلال الذكريات هوى= وتسعدين الأسى والهمّ والقلقا
فخراً دمشق تقاسمنا مراهقة = واليوم نقتسم الآلام والرهقا
دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت = سبائك الذهب الغالي فما احترقا
على المدى والعروق الطهر يرفدنا = نسغ الحياة بديلاً عن دم هرقا
للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري وهذه نبذة صغيرة عن حياته:
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في 1899م، والنجف مركز ديني وأدبي، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.
- أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر، ونظم الشعر في سن مبكرة، تأثراً ببيئته، واستجابة لموهبة كامنة فيه.
- كان قوي الذاكرة، سريع الحفظ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة
وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:49 ص]ـ
شكرا لك أخي العزيز رعد على الموضوع الماتع ...
واختيار رائع اختي الباحثة عن الحقيقة لا ينم إلا عن قريحة سليمة ذاكية
قال زامل بن غُفَير الطائي يمدح الحارث الأكبر:
وتأبي بالشآم مفيدي = حسَرَات يَقددنَ قلبي قَدا
في أبياتٍ وخبرٍ ذكرها بعد وكذا جاء به أبو الطيب في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
دون أن يشرَقَ الحجازُ ونجد= والعراقان بالقنا والشآمُ
وأنشد أبو علب القالي في نوادره:
فما آعتاضَ المعارفَ من حبيب = ولو يُعطى الشاَم مع العراق
وقال أبو الحسن المدائني افترض أعرابي في الجند فأرسل في بعث إلى الشام ثم إلى ساحل البحر. فقال:
أأنصرُ أهل الشام ممن أكادهم= وأهلي بنجد ذاك حرص على النصر
براغيثُ تؤذيني إذ الناس نوم = وليل أقاسيه على ساحل البحر
فإن يكُ بعث بعدها لم أعُد له =ولو صلصلوا للبحر منقوشة الحمر
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 02:05 ص]ـ
وهذا خبر زامل كان نازلاً في أخواله كلب فأغار عليهم بنو القَين بن جسر فأخذوا ماله فاستنصر أخواله فلم ينصروه فركب جملاَ وقصد الشام فنزل في روضة فأكل من نجمها وعقل بعيره واضطجع فما انتبه إلا وحسَ فارسأ قد نزل قريباً منه فقال له الفارس: من أنت فانتسب له وقص عليه قصته فقال له الفارس يا هذا هل عندك من طعام فإني طاو منذ أمس فقال له أتطلب الطعام وهذا اللحم المعرض ثم وثب فنحر جمله واحتاش حطباً وشوى وأطعم الفارس حتى اكتفى فما لبث أن ثار العجاجُ وأقبلت الخيل إلى الفارس يحيونه بتحية الملوك فركب وقال دونكم الرجل أردفوه فأردفه بعضهم فإذا هو الحارث الأكبر الغساني فأمر خدمه بإنزال الطائي وغفل عنه مدة فخاف زامل أن يكون قد نسيه فقال لحاجبه أحب أن تبلغ هذه الأبيات إلى الحارث. فأنشد:
أبلغ الحارث المردد في ال = مكرمات والمجد جداً فجدا
وابن أرباب واطىء العَفر والأر= حب والمالكين غوراَ ونجمَا
أنني ناظر إليك ودوني = عاتقات غاورن قربا وبعدَا
آزل نازل بمثوى كريم = ناعم البال في مراح ومغدَا
غير أن الأوطان يجتنب المر= ءَ إليها الهوى وإن عاش كدَا
وتأبى بالشآم مفيدي =حسرات يقددن قلبي قدا
ليس يستعذب الغريب مقاماً= في سوى أرضه لان نال جدا
فلما بلغت الأبيات الحارث قال واسوَأتاه كَرُم ولَؤمنا وتيقظ ونمنا وأحسن وأسأنا ثم أذن له فلما رآه قال والله ما يدحض عارها عني إلا أن أعطيك حتى ترضى ثم أمر له بمائة ناقة وألف شاة وعشرة عبيد وعشر إماءٍ وعشرة أفراس من كرام خيله وألف دينار وقال يا زامل أما إن الأوطان جواذب كما ذكرت فهل لك أن تؤثر المقام في مدينتنا تكنفك حمايتنا ويتفيأ لك ظلنا وتسبَل عليك صلتُنا فقال أيها الملك ما كنت لأوثر وطني عليك ولا ألقي مقاليدي إلا إليك ثم أقام بالشام.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 03:19 م]ـ
آه يا شام كيف أشرح ما بي ****** وأنا فيك دائماً مسكون
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق ****** فأحلى ما في الهوى التضمين
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب ****** يعاني السجانُ والمسجونُ
يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها ****** هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ؟
أم أنا الفلُّ قي أباريق أمّي ****** أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتون
أم أنا القطة الأثيرةُ في الدار ****** تلبي إذا دعاها الحنينُ؟
نزار قباني
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 09:47 م]ـ
لكم الشكر الجزيل إخوتي الأعزاء " الباحثة عن الحقيقة " , " رسالة الغفران " , " عفاف صادق " ,, على التواصل والمشاركات العذبة.
بوركتم.(/)
اتمنى المساعده في موضوع مقدمه القصيدة في الشعر العباسي ..
ـ[طالبة عربي]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 02:56 م]ـ
السلام عليكم ..
لدي بحث ساكتب فيه بعد عده أيام في الأدب العباسي .. عن موضوع مقدمه القصيدة في الشعر العباسي .. وسأتناول فيه:
كيف جدد الشعراء العباسيون في مقدمه القصيدة.
أبرز من دعا إلى التجديد في مقدمه القصيدة.
الدافع للتجديد في مقدمة القصيدة.
الاتجاهات التي يسيرون عليها عليها الشعراء العباسيين في بنائهم لقصائدهم الشعرية.
هل تنصحوني بان اتناول اكثر من هذه العناوين.!
وهل يوجد مصادر من كتب الكترونيه ممكن ان تساعدني في هذا البحث؟
اتمنى ان تساعدوني وجيزتم خيراً ( ops
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 07:44 م]ـ
كتاب سلسلة تاريخ الادب العربي - العصر العباسي الاول _ لشوقي ضيف ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=25)
كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الثاني - شوقي ضيف ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=25)
ـ[طالبة عربي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 10:32 م]ـ
الف شكر اخي الكريم:) ..
هل يوجد مساعده أخرى؟!
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نقلت هذا الموضوع من أحد الكتب
خصائص الشعر العباسي
إن طول فترة الدولة العباسية، وكثرة الأحداث السياسية التي هزتها، وأضعفت سلطان الخليفة ببغداد – دعت المؤرخين إلى قسمة هذه الفترة إلى عصرين، تميز الأدب في كل منهما بسمات وملامح خاصة.
أولا: الشعر في العصر العباسي الأول
أسباب رقي الشعر هذا العصر وجودته هي:
1 - عناية الخلفاء العشرة الأولين بالشعر والشعراء، فقد عقدوا له مواسم سنوية يقعدون فيها للشعراء: يستمعون لقصائدهم، ويمنحونهم الجوائز على مقدار إجادتهم. وشاركهم في ذلك وزراؤهم وعمالهم، إذ كان منهم شعراء وأدباء لا يقلون عن المتكسبين بالشعر.
2 - نبوغ الشعراء المولدين الذين كانوا ثمرة الامتزاج بين العرب والشعوب المفتوحة، وتميزهم في شعرهم برقة الحضارة، وارتفاع أقدارهم عند عظماء الدولة، حتى رقي بعضهم إلى رتبة الوزارة والولاية، كمحمد بن عبد الملك الزيات، ومسلم بن الوليد.
3 - تأثر الشعر بانتشار الثقافة، وتنوعها وعمقها، وهناك ثلاثة خلفاء هم أبو جعفر والرشيد والمأمون، نقلوا بالترجمة كثيرا من علم اليونان، وأسماء فارس وسياستها، وحكمة الهند، كما تأثر الشعر بآراء النقاد من رواة الشعر واللغة.
4 - كان للحضارة المادية التي رفهت العيش، وجملت وجه الحياة، ورققت المشاعر – أثرها في سعة الأوصاف وتنوعها، ورقة الشعر وعذوبته.
فنون الشعر وأغراضه
افتن المولدون في أغراض الشعراء، فابتكروا جديدا، وشكلوا قديما بشكل خاص.
أ - فمما ابتكروه:
1 - الزهد:
وفيه هونوا من شأن الدنيا، وزهدوا في نعيمها، وذكروا بالموت، وخوفوا من الاسترسال في اللذات والمجون.
ولم يكن بد من ظهور هذا الفن، بعد أن استشرى المجون وتعاظم، ليكبح جماح الفسق، ويحد من طغيان المجون، واستعلان التحلل، ومن فرسان هذا الفن أبو العتاهية.
2 - نظم القصص والحكايات على ألسنة الحيوان والإنسان:
وذلك لتأديب الناشئة وتربية النفوس، وأول من فعل ذلك أبان اللاحقى: كان منحازا إلى البرامكة، فنظم لهم (كليلة ودمنة)، فأجازوه بجائزة عظيمة، ثم احتذى صنيعه الشعراء من بعده، وأول منظومته تلك:
هذا كتاب أدب ومحنه **** وهو المسمى كليل دمنه
فيه دلالات وفيه رشد **** وهو كتاب صنعته الهند
3 - نظم قواعد العلوم ومسائل الفقه والعبادات:
وذلك تيسيرا على المتعلمين، ومسايرة لمنهج الدراسة الذي كان يعتمد إذ ذاك على تقديم كليات العلوم ابتداء من الدارسين، وقد ظهرت فائدة هذه المنطومات في الاستذكار والتحصيل، فاستخدمها المشارقة والمغاربة على السواء.
ولأبان اللاحقى منظومة فقهية منها:
هذا كتاب الصوم وهو جامع **** لكل ما جاءت به الشرائع
من ذلك المنزل في القرآن **** فضلا على ما كان ذا بيان
فرمضان شهره معروف **** وصومه مفترض موصوف
ب - ومما شكلوه وطوروه:
1 - الفخر والحماسة:
(يُتْبَعُ)
(/)
استفاض قول العرب في الحماسة والفخر، ورتبوه على الأحساب والأنساب، ومناقب القبائل وأيامها، وفي العصر العباسي تطور هذا الفن فتناوله الشعراء العرب ليسجلوا مآثر الآباء، ويشيدوا بأمجادهم وبطولاتهم وفتوحهم، وتناوله غيرهم من المولدين أبناء الأمم المفتوحة، لينوهوا بحضاراتهم وعنصرهم ودولهم، ولم يكونوا ليستطيعوا القول في ذلك على عهد بني أمية.
2 - الشعر السياسي:
في هذا العصر نما، وساير اتجاهات جديدة أبرزتها طبيعة الحكم، فقد تكشف خلاف بين شيعة العلويين، وشيعة العباسيين، وكانوا جميعا يسمون على عهد الأمويين شيعة بني هاشم.
وظهرت محاباة العباسيين للعجم، وإيثارهم بمناصب الدولة، وتعددت أحداث المنازعة والخلاف بين الخلفاء ومنافسيهم، كالفتنة بين الأمين والمأمون، ونشط الشعر في هذه المواقف، ليؤدي دوره في إذاعة المبادئ والدفاع عنها.
3 - الوصف:
تستهوي مشاهد البيئة الشعراء منذ كانوا، فشعر الوصف قديم، وأثر البيئة فيه واضح، وقد اتخذه الجاهليون مطالع لقصائدهم، يفتتحونها به، ثم يتخلصون منه إلى ما يريدون من غرض.
وفي العصر العباسي استبحر العمران، وقويت الحضارة، وتعددت البيئات والمشاهد، باتساع الدولة وكثرة الأقاليم المفتوحة، وغلب الترف على الحياة، وكان لابد أن يتسع مجال الوصف ويتنوع، فيقف بالقصور والبساتين والبرك، والنافورات ومصايد الطير والسمك، والمصانع والآثار، وأنواع السفن المختلفة: من سفن السفر، وسفن القتال، ويصور مجالس الأنس، وآلات الغناء، ورحلات الصيد، وأحوال الطبيعة والنفس، وكانت منه أحيانا قصائد ومقطوعات تجردت للوصف وحده.
4 - المدح:
تناوله العباسيون، وأغرقوا فيه يلتمسون به الحظوة عند الخلفاء والأمراء والوزراء، ويستدرون به عطاياهم.
وكانت كثرة الشعراء، ووفرة ما يُمنحونه من العطايا من دوافع تجويدهم للمدح، ومبالغتهم في معانيه، وقد عرفت من قبل أن من الشعراء من سما بهم شعرهم إلى مناصب الولاية والوزارة، وكانت المدائح فردية النزعة حينا، واجتماعية النزعة حينا آخر، فهي لا تستهدف الفرد إلا بمقدار ما تنطلق منه إلى تسجيل المحامد القوية، وتبجيل المآثر العامة، وتمجيد البطولة.
5 - الرثاء:
إذا استفاضت مدائح الشعراء، استتبعت تلقائيا أن يستفيض الرثاء، فأولئك الممدوحون لصلاتهم الماسة بالشعراء، وانحياز الشعراء إليهم، أو لمناقبهم العامة، أو لتمثيلهم اتجاها سياسيا معينا – لابد أن يكونوا موضوعا للرثاء حين الفجيعة فيهم، أو للعزاء حين تنزل الخطوب بذوي رحمهم، وثمة مراثي تحدرت بها ألسنة الشعراء، انفعالا بفواجعهم الذاتية، فكانت ذوب الكبد الحرى، والفؤاد الملتاع.
6 - العتاب والهجاء:
كانت دوافع الهجاء في العصرين الجاهلي والأموي قبلية، فأضحت في العصر العباسي مذهبية أو شخصية، والهجاء قاس عنيف، فإن لان وآثر البقاء على الود، وغلف الشدة بالرغبة في المراجعة كان عتابا، فأنت ترى أنهما وجهان لفن واحد، تؤدى فيه الكلمة والصورة دورهما البارع في السخرية والتجريح والإقذاع.
وأهاجي ابن الرومي لوحات بارعة تعمق الاحساس بالتناقض المثير للسخرية في شخصية المهجو وخلقه وسلوكه.
7 - الحكمة وضرب المثل:
كان تناولهما في الجاهلية وصدر الإسلام وبني أمية قليلا متناثرا خلال قصائدهم، ولما استفاضت ترجمة حكمة اليونان، وفارس والهند – استفاد منها الشعراء كثيرا، وضمنوه شعرهم، وأضافوا إليه من تجاربهم وابتكارهم.
ومن أشهرهم أبو تمام، وصالح بن عبد القدوس.
ولهذا قال النقاد: (أبو تمام حكيم، والبحتري شاعر)
8 - الغزل:
كثر تناوله لغلبة الترف على النفوس، وكثرة مجالس الأنس، وامتلاء بغداد بالجواري، وطغيان المجون بانتشار الترخص الخلقي، ولهذا اتسم بالجرأة والتصريح، وأوغل في المجانة والإسفاف.
ولم يخلص الغزل كله لهذه المجانة، فكان منه العفيف الذي أحيا معاني العذريين وترسم أساليبهم، وقد تجرد شعر العباس بن الأحنف لهذا النوع من الغزل، على حين كان بشار زعيما للنزعة المادية المتحللة فيه.
ألفاظ الشعر وأسلوبه
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مالت الألفاظ إلى جانب الرقة والسهولة، تأثرا بلين العيش وحضارة العصر، ولحرص الشعراء على الأناة والتروي في إنتاج أدبهم، وعلى مراجعته وتنقيحه، فهو صناعتهم ووسيلة كسبهم وظهورهم.
2 - أبقوا على الأساليب قوة النسج، وفخامة التأليف في غير الهزل والمجون.
3 - تسللت إلى الشعر ألفاظ فارسية راجت في المجتمع كظاهرة من ظواهر الامتزاج الشديد الذي تم بين العرب والشعوب المفتوحة، وأكثرها يتصل بالأعياد، والأطعمة والأشربة، والملابس، ومنها النيروز وآب سرد أي الماء البارد، والإكليل.
4 - دفعتهم الصنعة إلى تجميل شعرهم، وتوشيته بألوان من التحسين اللفظي والمعنوي، كالجناس والطباق والمقابلة والقوافي الداخلية، وأول من عنى بذلك منهم مسلم بن الوليد، وتبعه أبو تمام مبالغا.
5 - وثمة خصيصة واضحة للقصيدة العباسية في بنائها، فلقد عرفت حرص القصيدة الجاهلية والأموية على البدء بالغزل، وذكر الأطلال والديار، والظغائن، ووصف الناقة ومشاهد الرحلة في الفلاة، والانتقال بعد ذلك كله إلى الغرض الأساسي إن مدحا أو هجاء أو فخرا.
ولم يرتض هذا البناء بعض المولدين، وتهكموا به، وعجبوا أن يلتزمه شعراء الحضر، ويسلكوا فيه مسلك الأعراب، واستبدلوا به الابتداء بالخمريات، أو وصف القصور والبساتين، ومن أبرز المتهكمين بالمسلك القديم أبو نواس الذي يقول:
صفة الطلول بلاغة الفدم **** فاجعل صفاتك لابنة الكرم
أوزان الشعر وقوافيه
إذا كان شعراء هذا العصر قد تفننوا في أغراض شعرهم، وأبدعوا في معانيه وأخيلته، ورققوا أساليبه، فإنهم حرصوا في إنشاد القصيدة على التزام وحدة البحر والقافية.
وتخيروا الأبحر القصيرة والمجزوءة لموضوعات المجون واللهو، لملاءمتها ولمطاوعتها للتغني.
والأبحر الطويلة للموضوعات المحفلية الجادة.
والشعر المزدوج لنظم القصص والأمثال وقواعد الفقه والعلوم، ويتألف من مشطورين على قافية، ثم من مشطورين آخرين وهكذا، مثل ما أورده أبان في ترجمته كليلة ودمنة:
وإن من كان دنئ النفس **** يرضى من الأرفع بالأخس
كمثل الكلب الشقي البائس **** يفرح بالعظم العتيق اليابس
ثانيا: الشعر في العصر العباسي الثاني
فنون الشعر
كثر إلحاح الشعراء في هذا العصر على عدد من الموضوعات، واتجهوا بها اتجاها متميزا أعطاها صبغة خاصة، منها:
الحكمة والفلسفة والتصوف:
عالج الشعر هذه الموضوعات قاصدا إليها، مغرقا فيها، متأثرا بنمو الدراسات الفلسفية وتمثلها بعد ترجمتها عن اليونان، والاشتغال بها.
وأصبحت القصائد والمقطعات تؤسس على غرض فلسفي أو صوفي، كما في شعر أبي العلاء وابن الفارض، وتغلغلت الحكم وازدحمت فيها، كما في شعر المتنبي، وتسللت اصطلاحات العلوم العقلية التي امتلأت بها أذهان الشعراء، ولاسيما الفلاسفة منهم إلى أساليبهم وتشبيهاتهم، ومن هؤلاء ابن سينا والرازي.
الهزل والتهكم:
يعتمد شعرهما على الدعابة وخفة الروح، وفراغ البال، ويقظة الذهن، ودقة الملاحظة، وقد كثر الشعراء الظرفاء في هذا العصر ومنهم ابن حجاج، وابن سكرة بالعراق، وأبو الرقعمق بالشام، والبهاء زهير بمصر.
التراسل بالشعر (شعر الإخوانيات):
كثر التراسل بالشعر بين الشعراء، فحل محل الكتابة، وطالعتنا قصائد ومقطوعات فيما يدور بين الإخوان من شكر وتهنئة وتعزية وعتب وشكوى.
وفي مصر على عهد الفاطميين كثرت قصائد التهاني بالأعياد والمواسم كثرة واضحة، فقد عددوها وأكثروا منها، وشغلوا الناس بمهرجاناتها.
وصف المعارك الحربية:
لا عجب أن يكثر شعراء هذا العصر من وصف المعارك، إذ كانت سمة من سماته البارزة، فالحروب لم تهدأ بين المسلمين وغيرهم من الروم والصليبيين، وقد حملت بعض الأقاليم عبء بعض هذه الحروب، وتوفر عليها أمراؤها، فالحمدانيون لم يفتروا في قتال الروم، ومصر والشام حملتا عبء الحروب الصليبية وقتال المغول.
ومع وصف المعارك حث الشعراء على الجهاد، وذكروا بالأمجاد، وهنئوا بالفتوح، وشدوا على العزائم عند الهزيمة.
ومن فرسان هذا المجال المتنبي، وأبو فراس الحمداني، وأسامة بن منقذ.
الشكوى:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحس الشعراء ولاسيما في أواخر هذا العصر ألوانا من القلق والضيق، فقد قلت العناية بهم، وفترت الرغبة في تشجيعهم، واضطرب الأمن بكثرة الثورات وشدة العسف، فضعف الشعور بالاستقرار، ولهذا كله نظموا في الشكوى.
قال أبو الفتح البستي:
الدهر خداعة خلوب **** وصفوه بالقذى مثوب
وأكثر الناس فاعتزلهم **** قوالب مالها قلوب
ومع الفتن التي أوقع فيها بنو أيوب بالفاطميين يقول عمارة اليمني:
ماذا ترى كانت الإفرنج فاعلة **** في نسل آل أمير المؤمنين علي؟
لهفى ولهف بني الآمال قاطبة **** على فجيعتنا في أكرم الدولِ
ومع أخريات هذا العصر، تخلخلت ثقافة الشعراء، وانقبضت يد التشجيع عنهم، فاتجهوا إلى تناول موضوعات تافهة، يخلصون بها من ضيقهم، ويدربون قدرهم البديعية منها: الألغاز، والغزل المتكلف، ووصف الأشياء التافهة من سكين، ومروحة، موقد، والأطعمة وأنواع الحلوى.
معاني الشعر وأخيلته
في الفترة الأولى من هذا العصر عاشت نخبة الشعراء الذين انتفعوا بالنهضة العقلية التي عني العصر العباسي الأول بترجمة كثر من مصادرها، وبذل وقتا وجهدا في دراستها وتمثلها.
وقد ضم هؤلاء الشعراء ما استفادوه من هذه المصادر إلى ثقافتهم الأدبية واللغوية، وبدا هذا المستوى واضحا في معاني شعرهم فتميزت بالعمق، والأصالة والجدة، وسايرت جدية الأغراض والموضوعات التي تناولوها، ورفدت ما أثاره التنافس بينهم.
وقد اهتم نقاد الأدب بتتبع معاني المتنبي الجديدة، وأفكاره الحكيمة التي نظر فيها إلى ما انتشر في عصره من الآراء والدراسات الفلسفية، واستقصاء استعاراته وتشبيهاته المبتكرة، فجمعوا له من ذلك كله حصادا كثيرا، وعته كتب النقد والبلاغة.
ومثل ذلك وجدناه لأبي العلاء، الذي أنشأ ديوانا ضخما سماه اللزوميات، وضمنه حكمته وفلسفته وآراءه.
وحين خفت هذا السراج القوي في الفترة الأخيرة من هذا العصر، ستر الشعراء فقرهم المعنوي بالسرقة من السابقين، وتكرار معانيهم وصورهم بأساليب أخرى، وبتكلف البديع والإغراق في المبالغة، لعل بريقهما يصرف عن خواء شعرهم وفقره.
ألفاظ الشعر وأسلوبه
ظلت للعبارة الشعرية طوال الفترة الأولى قوتها وبلاغتها: فاللفظ متخير، والنسج ملتحم، والجملة الشعرية إيجازا وإطنابا تساير المعنى وتمنحه الوضوح.
ثم أخذت مع الزمن تؤثر الرقة والخفة والدماثة، حتى بلغت على يد البهاء زهير الغاية من ذلك كله.
أثر الإقليمية في شعر العصر العباسي الثاني
العصر العباسي الثاني يسمى عصر الأوطان السياسية، لاستقلال كثير من الإمارات والدويلات فيه عن الخلافة العباسية ببغداد استقلالا تاما أو داخليا.
وبظهور هذه الأوطان ظهرت الآداب القومية، فما بد من أن تصطبغ الآداب العربية في كل منها بصبغة موضعية متأثرة بطبيعة البيئة وأنظمة الحكم، ومظاهر النمو الاجتماعي، والعقلي التي تسود الإقليم.
وبذلك استفاد الأدب العربي في كل منها ملامح إقليمية، دعتنا إلى أن نسمي هذا العصر أيضا عصر الآداب القومية.
ففي الشام نبض الشعر في أوائل هذا العصر بالقوة والفخامة، وتأثر بالمعارك وبالمجد العربي، ومناقب الشخصية العربية، وبالمستوى الثقافي العالي، وأحسسنا ذلك في إنتاج أعلامه: المتنبي، وأبي فراس، وأبي العلاء، والسرى الرفاء، وكشاجم، في الوصف والحماسة والحكمة والشكوى.
وفي العراق ترجم الشعر أعماق الخلاف بين العباسيين والعلويين، وعكس اعتزاز أبناء الأمم المفتوحة بأنسابهم، فهذا الشريف الرضى نقيب العلويين يقول:
مهلا أمير المؤمنين فإننا **** في دوحة العباء لا نتفرقُ
ما بيننا يوم الفخار تفاوت **** أبدا كلانا في المعالي معرق
إلا الخلاقة ميزتك فإنني **** أنا عاطل منها وأنت مطوق
وهذا مهيار الديلمي يفخر بانتمائه للفرس:
قومي استولوا على الدهر فتى **** ومشوا فوق رؤوس الحقب
وأبي كسرى علا إيوانه **** أين في الناس أب مثل أبي
وقد اتسع أيضا للفلسفة نتمثلها جلية في شعر ابن سينا والرازي.
وفي مصر طالعنا شعر يؤثر الرقة والانسجام ويصور النقاء والصفاء، وتشيع فيه الفكاهة وألوان التحسين، وتلك خصائص البيئة والنفس المصرية، ثم هو يسجل الأحداث ويعيش فيها، وما أكثرها سياسية وحربية واجتماعية.
وإلى جانب هذا الشعر اللين الدمث المعايش للأحداث والصلات الاجتماعية، وأحوال الطبيعة، ظهر شعر صوفي يمثله ابن الفارض، كانت فيه الرقة والانسجام والجنوح إلى البديع إطارا للفكر الديني المتجرد الزاهد، المحب للذات الإلهية، الغاني فيها.
وبعد فإن هذه الملامح التي أضفت على الآداب في العصر العباسي طابع الإقليمية لم تحدث بينها تباعد تضيق به الأذواق، أو تستشعر هي معه الغربة والاختلاف، ذلك أن الروح العربي والشخصية العربية بقيتا من وراء هذه الآداب عاملين من عوامل التقريب.
على أن حكم صلاح الدين وحد إقليمي مصر والشام سياسيا، ومصيريا في مواجهة الصليبيين، وقام شعرا الإقليمين بدورهما طوال هذه المحنة يمثلون من خلال وحدة الموضوع والفكر والهدف، سياقا فنيا لا تكاد تبدو فيه فروق إقليمية.(/)
نداء لكل الأعزاء
ـ[فتافيت]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 07:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نداء لكل الأعزاء
أرجوا المساعدة في تحليل هذه الأبيات (تحليلا أدبيا)
متى أبثك ما بي يا راحتي وعذابي
متى ينوب لساني في شرحه عن كتابي
الله يعلم أني أصبحت فيك لما بي
فلا يطيب طعامي ولا يسوغ شرابي
يا فتنة المتقري و حجة المتصابي
الشمس أنت توارت عن ناظري بالحجاب
مالبدر شف سناه على رقيق السحاب
إلا كوجهك لما أضاء تحت النقاب
ـ[فتافيت]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 10:07 م]ـ
شكرا على المشاهدات الخجولة(/)
أبحث عن ديوان
ـ[بحر بلا مرفأ]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:34 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن مساعدتي في الحصول على ديوان الشاعر
محمد ابن دانيال
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 02:02 ص]ـ
قد تجدينه على هذا الرابط: http://www.poetsgate.com/
ـ[بحر بلا مرفأ]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 08:54 ص]ـ
رعد ازرق
شكراً لك لهذا الموقع الغني بالشعراء
لكن لم اجد ضالتي
فهل من مساعد اخر يأتي لي بهذا الديوان
ـ[بحر بلا مرفأ]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 03:23 م]ـ
الا يوجد مجيب؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 03:38 م]ـ
بحثت لك كثيرا ولكن للأسف ...
بائت كل المحاولات بالفشل
ـ[بحر بلا مرفأ]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 09:30 ص]ـ
شكراٍ لمجهودك رسالة الغفران
اتوقع بانه لايوجد ديوان لمحمد ابن دانيال
لانه لو يوجد رأيته للكن بحثي عنه فشل(/)
من أجمل ما قاله | ابن الآبار |
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:34 م]ـ
ابن الآبار
جاء في الوافي بالوفيات
ابن الأبار 595 - 658 هـ
محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر الحافظ
العلامة أبو عبد الله القضاعي البلنسي الكاتب الأديب المعروف بابن الأبار وبالأبار، ولد
سنة خمس وتسعين وسمع من أبيه الأبار وأبى عبد الله محمد بن نوح الغافقي وأبى الربيع
سليمان بن موسى بن سالم الكلاعى الحافظ وبه تخرج وعني بالحديث وجال في الأندلس
وكتب العالي والنازل وكان بصيراً بالرجال عارفاً بالتاريخ إماماً في العربية فقيهاً مقرئاً اخبارياً
فصيحاً له يد في البلاغة والإنشاء في النظم والنثر كامل الرياسة ذا جلالة وأبهة وتجمل وافر،
وله من المصنفات في الحديث والتاريخ والأدب، كمل الصلة لابن بشكوال بكتاب في ثلثة
أسفار قال الشيخ شمس الدين: اختصرته في مجلد واحد ومن رأى كلام الرجل علم محله
من الحديث، وكان له إجازة من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة روى عنه بها، وقتل
مظلوماً بتونس على يد صاحبها لأنه تخيل منه الخروج وشق العصا وقيل إن بعض أعدايه
ذكر عند صاحب تونس أنه ألف تاريخاً وأنه تكلم فيه في جماعة فلما طلب أحسن بالهلاك
فقال للغلام: خذ البغلة وآمض بها إلى حيث شئت فهي لك، وله جزء سماه درر السمط في
خبر السبط ينال فيه من بني أمية ويصف علياً عليه السلام بالوحي وهذا تشيع ظاهر
ولكنه إنشاء بديع، قلت: وله كتاب تحفة القادم تراجم شعراء، وكتاب إيماض البرق والحلة
السيراء في أشعار الأمراء. توفى سنة ثمان وخمسين وستمائة
وهذه القصيدة من غرر قصائده
مَرْقُوم الخَدِّ مُوَرّدُه = يَكْسُونِي السُّقمَ مُجَرَّدُهُ
شَفّاف الدُّرِّ لَهُ جَسَدٌ = بِأبِي ما أَوْدَعَ مِجْسَدُهُ
فِي وَجْنَتِهِ منْ نِعْمَتِه = جَمْرٌ بِفُؤادِيَ مَوْقِدُهُ
وبِفيهِ شِفَاءُ ظَمَائِيَ لَوْ = يَدْنو لِذَمَائِيَ مَوْرِدُهُ
ويَدينُ بِصدْقِ اللهْجَةِ مَنْ = إِقْصادُ المُهْجَةِ مَقْصِدُهُ
أَسْتَنْجِزُ مَوْعِدَهُ فَيَرى = خُلْفاً أن يُنْجَزَ مَوْعِدُهُ
وَأُقِيمُ العُذْرَ لِعُذَّلِه = في خَوْنِ العَهْدِ فيُقْعِدُهُ
كَمْ يَفرِدُني بِالذُّلّ هَوى = صَلِفٍ بِالدَّلِّ تَفَرُّدُهُ
يَجْفُو المَعْمُودَ فَيُعدِمُه = وَيَهُشُّ إلَيْهِ فَيُوجِدُهُ
لَمْ يَرْضَ سِوى قَلْبي وَطَناً= لَكِنْ بِالهَدّ يُهَدّدُهُ
ما سلّ حُسَاماً نَاظِرُهُ = إلا وَهُنَالِكَ يُغمدُهُ
وَلهُ في النّحْرِ لِنَاهِدِهِ = رُمْحٌ لِلنَّحْرِ يُسَدّدُهُ
نَظَرَتْ عَينَايَ لَهُ خَطَأ = فَأبى الأنْظَارَ تَعَمُّدُهُ
ريمٌ يَرْمي عَنْ أكْحَلِهِ = زُرقاً تُصْمِي مَنْ يَصْمِدُهُ
مُتَدانِي الخُطْوَةِ مِنْ تَرَفٍ= أَتُرَى الأَحجالُ تُقَيِّدُهُ
يُدْمِيهِ الوَشْيُ بِآيَة ما = يُنضِيهِ الحَلْيُ ويُجْهِدُهُ
وَلاهُ الحُسْنُ وأمّرَهُ = وأتَاهُ السّحْرُ يُؤَيّدُهُ
بِغُروب الجَوْنَةِ مَطلَعُهُ = وَوَفاة السّلْوَةِ مَوْلِدُهُ
قَمَرَ الأقْمَار سَنَاهُ كَما = أَوْدَى بِالغُصْنِ تَأوُّدُهُ
أَصْدى لِلوَصْلِ وَأَحفَدُه = فيَصُدّ كَأنّيَ أحْقِدُهُ
والبُغْضُ يُنَوّلُنِي صَفَداً = وأنَا في الحُبِّ مُصَفَّدُهُ
هَلا أَوْلى مِنْ قَسْوَتِهِ = بَدَلاً بِالْعَطفِ يُؤَكِّدُهُ
وتَقَبَّل مِن يَحْيَى شِيَمَاً = تَلْقَى المنجودَ فتُنْجِدُهُ
مَلِكٌ لَمْ تَألُ إيَالَتُهُ = نَظَراً لِلْمُلكِ يُمَهّدُهُ
بِالطَّوْلِ يُسَألُ مُهَنَّؤُهُ = والصوْل يُسَلُّ مُهَنَّدُهُ
مَصْرَعُهَا ............ = والدّهْرُ يَهُون تَمَرُّدُهُ
وَأَعَادَ الدُّنْيَا لِنَضْرَتِها= وَعَتيد النّصر مُعَوّدُهُ
بَادٍ للّهِ تَوَاضُعُه = وَمُلوكِ العالَمِ أَعْبُدُهُ
في مَهْبط رُوحِ القُدسِ يُرى = وَفُوَيْق الأنْجُمِ مَصْعَدُهُ
مَنْ أوْسَعَ سُدّتَه خَدَماً = حَكَمتْ أنْ يُخدم سُؤْدَدُهُ
قامَت بِالحَقّ خِلافَتُهُ = يَتَقَلَّدُهُ وَيُقَلِّدُهُ
وَأتَى والدّين إلى تَلَفٍ = فَتَلافَى الدّينَ يُجَدّدُهُ
مَا أوْفَدَهُ العُدْوانُ غَدَا = يُطْفيهِ العَدْلُ ويُخْمِدُهُ
وَكَأنَّ عِدَاهُ وَصَارمَه = لَيْلٌ والصُّبْحُ يُبَدّدُهُ
قُبِضَتْ أيْدي الكُفّار بهِ = لَمّا بُسِطَتْ فيهِمْ يَدُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَمٌ لِلْهَدْيِ بِرَاحَتِهِ = عَلَمٌ يَحْمِيهِ ويَعْضُدُهُ
فَقَصيرُ البيضِ مُفَلّلُهُ = وطَويلُ السمْر مُقصّدُهُ
صَيْدٌ لِجَوانِحِ أنْصُلِهِ = يَعْسُوبُ الجَيْش وأصْيَدُهُ
وَلَدَيْهِ إِذا اغْبَرّت سَنَةٌ = مُخْضَرُّ العَيْشِ وَأَرْغَدُهُ
مِنْ عُرْف عَوارِفه أبَداً = أَنْ يَرْفِدَ مَنْ يَستَرفِدُهُ
سردَ التقريظَ لِسيرَتِه = صَومٌ لا يَفْتَأ يَسْرُدُهُ
يَوْمَاهُ يَعُمّهُما زُلَفاً = لِيُخَصّصَ بالزُّلفَى غَدُهُ
نَحْوَ الحُسْنَى مُتَشَوّفُه = وَمِن التّقْوى مُتزَوّدُهُ
شَيْحَانُ القَلْبِ مشيّعُه = يَقْظانُ الطّرف مُسَهَّدُهُ
يُحْيي بالوَحي الليلَ إذا = هَجَعَ الساهِي يَتَوَسّدُهُ
ويُميتُ النُّكْرَ وَحُقّ له = بالعُرْفِ يَهُبُّ فَيَلْحَدُهُ
أرْضَى أَعْمالِيَ عَاقِبَةً = إِذ أمْدَحُهُ أو أحْمَدُهُ
وَمَنِ الوافِي بِمَحامِدِه = لَكِنْ مَجْهودِيَ أنْفدُهُ
مازالَ يُزَلُّ الحِلْمُ إِلَى = مُعتاد الجَهل وَيَرْصُدُهُ
وَالعِلْمَ تَخَيّر مُستَبقاً= لِمَدَى خَيْرٍ يَتَزَيّدُهُ
فَخَمائِلُه مُتَنزَّهُهُ= وجَدَاوِلُهُ مُتَوَرَّدُهُ
قَد عادَ أخَصّ بِطانَتِهِ = فَيَغيبُ سِوَاه وَيَشْهَدُهُ
آخَاهُ فَأَحْمدَ عُهْدَتَهُ = وتَوخّاه يَتَعَهّدُهُ
حَتّى حَسَدَتْه خَصَائِصُه = والأنْفَسُ يَكْثُر حُسَّدُهُ
هُو هادي الخلقِ ومُرْشِدُهم= مِمّا يَهْديهِ ويُرْشِدُهُ
لَوْلاهُ لأخْوَى كَوكَبُه = حَقاً ولأَقْوى مَعْهَدُهُ
فَمَآل الأمْر إليْهِ غَدَا = فَيُنفِّقُهُ ويُكَسِّدُهُ
لا حُرْفَةَ للآدابِ وقَدْ = أَلْوَتْ بالأنحُسِ أسْعُدُهُ
أبْدَتْ زَهْواً بِمَحاسِنِه = يُفْنِي العَصْرَ مُؤَبّدُهُ
يَختالُ النّثْرُ يُحَبِّرُه=ُ وَيَتِيه النّظْمُ يُجَوِّدُهُ
لِرَوّيتِهِ وَبَديهَتِه =مَا نُنْشِئُهُ أوْ نُنْشِدُهُ
وَرَسَائِلُه وقَصَائِدُه =ما نَعْرِضُه إذْ نَقْصدُهُ
كالنَّثرَةِ والشِّعرَى كَلِمٌ = تَسْري في العَالَم شُرّدُهُ
يَحْلو في الأنْفُسِ مَسْمَعُه = كالطّيْرِ يَشُوقُ تَغَرُّدُهُ
ما الزّهْرُ يَرفُّ مُفُوّفُه = ما الدُّرُّ يَشِفُّ مُنَضَّدُهُ
سَلَبَ الأعْرَابَ فَصَاحَتَها= في ماضي زَهْرَةَ مَوْلِدُهُ
شَبَهُ المَنْطوق بهِ لَهُمُ = ولهُ من ذلكَ عَسْجَدُهُ
لا ضَيْرَ بِهِمْ وتَمَضُّره = يُنمَى صُعُداً وتَمَعْددُهُ
صَلواتُ اللّهِ علَى فِئَة = فيها يَتَبَحْبَحُ مَحْتِدُهُ
عَدَوِيُّ البَيت مُطَنِّبُه = فَوْقَ الأمْلاكِ مُمَدّدُهُ
وَرِثَ العُمْرَيْنِ سَنَاءَهُما = يَعْتَدُّ بهِ وَيُعَدّدُهُ
عَنْ عبدِ الواحِدِ أحْرَزهُ = فَذُّ التوحيد وَأَوْحَدُهُ
وَوَلِيُّ العَهْدِ بذاكَ أبو = يَحْياهُ حَرَى ومُحَمّدُهُ
شَرَفٌ يُرْوَى في بَيْتِهِمُ = لِلْبَدْء الأوْل مُسْنَدُهُ
فَإذا فَلَقُ الإصْباح بَدا = مَنْ يُنْكِره أَو يَجْحَدُهُ
لا زال النّصْر تَوَدُّدُهُ = لِبُنُودهم وَتَرَدُّدُهُ
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:42 م]ـ
.. رااائع .. قصيدة رائعة وشاعر رائع .. شكرا لك أخي الغالي رسالة الغفران .. وفي انتظار جديدك الرائع دائما:)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 12:18 ص]ـ
ابن الآبار
وَكَأنَّ عِدَاهُ وَصَارمَه = لَيْلٌ والصُّبْحُ يُبَدّدُهُ
بيت رائع وذوق تجاوز حد التميّز
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 05:24 ص]ـ
شكرا لكما على مروركما العبق ...
دمتما بخير وعافيه
والسلام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 01:28 ص]ـ
من روائع ابن الأبار:
إن ضاعَ قَلْبِي فَأينَ أطلُبُه = أوْ ذاعَ حُبّي فأنْتَ مُوجبُهُ
يا شادِناً في الضُّلوعِ مَرْتعُه = ومن نمير الدُّموعِ مشْرَبُه
تَبيتُ لَيْلَ التّمام تَرْقُدُهُ = وَمُقْلَتِي للسّماك تَرْقبُه
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 03:19 م]ـ
كأنني أحس فيها معارضة لقصيدة القيرواني
ياليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده
القصيدة على الخبب وعلى نفس الروي
والحق أن لها ذات الروح المطربة(/)
المعلقات وبحور الشعر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 08:20 م]ـ
من المعلقات العشر، ثلاث جاء منها على الطويل، وهي معلقة امرئ القيس، ومطلعها:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل =بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ومعلقة طرفة، ومطلعها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد =تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
ومعلقة زهير، ومطلعها:
أمن أم أوفى دِمنةٌ لم تكلم =بحوامة الدرّاج فالمُتَثَلّم
وقد بيّن سليمان البستاني مِيزة هذا البحر بقوله: "فالطويل بحر خضم يستوعب ما لا يستوعبه غيره من المعاني، ويتسع للفخر والحماسة والتشابيه والاستعارات وسَرْد الحوادث وتدوين الأخبار ووصف الأحوال، ولهذا ربا في شعر المتقدمين على ما سواه من البحور؛ لأن قصائدهم كانت أقرب إلى الشعر القصصي من كلام المولَّدين".
[إلياذة هوميروس، تعريب سليمان البستاني، مطبعة الهلال بمصر سنة 1904، صفحة 91].
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 10:37 م]ـ
ومن المعلقات ثلاث جاءت على البسيط، وهي معلقة الأعشى، ومطلعها:
ودِّع هريرة إنّ الركب مرتحل =وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
ومعلقة النابغة، ومطلعها:
يا دار ميّة بالعلياء فالسند =أقوت وطال عليها سالفُ الأبد
ومعلقة عَبِيد، وهي من مُخَلَّع البسيط، ومطلعها:
أقفر من أهله ملحوب =فالقُطَبِيّات فالذَّنوبُ
وقد صرَّع الشاعر مطلعها، وأقام قافيتها على الباء المضمومة. ومجزوء البسيط ووزنه:"مستفعلن، فاعلن، مفعولن" وأكثر القصيدة جاء على وزن مُخَلَّع هذا البحر، وهو يكون باستعمال (مفعولن) على وزن (فعولن)، وهو مستملح في مجزوء البسيط، غير أن جملة من أبيات القصيدة جاءت فيها (مفعولن) على وزن (مستفعلن) وهو غير جائز في مجزوء البسيط، فيها كثير من الأبيات مختَلّة الوزن، وإلى هذا أشار المعري بقوله:
وقد يُخْطِئُ الرأي امرؤٌ وهو حازمٌ =كما اختلّ في نَظْم القريض عَبِيد
والغالب أن ذلك من سوء الرواية. وعلى الرغم من جَزْء البسيط وتخلُّعه في معلقة عَبِيد، وكثَرةِ الخطأ الإيقاعي، فإن أبياتها رقيقة، كقوله: من
يسألِ الناس يحرموه =وسائل الله لا يَخيْبُ
وقد بين سليمان البستاني مِيزة هذا البحر بقوله:" والبسيط يقرب من الطويل، ولكنه لا يتسع مثله لاستيعاب المعاني، ولا يَلِين للتصرف بالتراكيب والألفاظ مع تساوي أجزاء البحرَيْن، وهو من وجه آخر يفوقه رِقّة وجزالة، ولهذا قلّ في شعر أبناء
الجاهلية، وكَثُرَ في شعر المولِّدين".
[نفسه صفحة 587].
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:07 م]ـ
أحسنت والله يا محمد ...
سلمت اناملك الذهبية ...
دائما ما تكون مبدعا وتأتي لنا بالأروع فالاروع ...
لله درك ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:48 م]ـ
ومن المعلقات، قصيدتان من الكامل: إحداهما لِلبيد، والأُخرى لِعنترة، فأمّا الأولى فمطلعها:
عَفَت الديار محلُّها فمقامها =بِمِنى تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها
وقد صرَّع الشاعر مطلعها، وأقام قافيتها على الميم المضمومة، وجاء بألف الرِّدْف قبلها، وبهاء الوصل بعدها، وبألف الخروج بعد هاء الوصل. و أمّا الأخرى فمطلعها: هل غادر
الشعراء من متردم =أم هل عرفت الدار بعد توهُّم
وقد بيَّن سليمان البستاني مِيزة الكامل بقوله:"والكامل أتم الأبحر السباعية، وقد أحسنوا بتسميته كاملاً؛ لأنه يصلح لكل نوع من أنواع الشعر، ولهذا كان كثيراً في كلام المتقدمين والمتأخرين، وهو أجود في الخبر منه في الإنشاء، وأقرب إلى الشِّدة منه إلى الرِّقة" [نفسه صفحة 589].
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:58 م]ـ
ومن الوافر معلقة عمرو بن كلثوم، ومطلعها:
ألا هُبِّي بصحنك فاصبحينا =ولا تُبْقي خمور الأندرينا
وقد بيَّن سليمان البستاني مِيزة الوافر بقوله:"والوافر ألين البحور، يشتد إذا شددته، ويرِقّ إذا رققته، و أكثر ما يجود به النظم في الفخر". [نفسه صفحة 590].
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 09:15 ص]ـ
زادك الله من فضله أخي محمد، فالتجديد من طبعك والمفيد ..
ـ[الأغلبي]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 04:57 م]ـ
شكرا لك
بقيت معلّقة الحارث بن حلّزة ومطلعها
آذنتنا ببينها أسماء <> ربّ ثاو يملّ منه الثواء
وهي على الخفيف التامّ من الدائرة الرابعة "المشتبه" وقافيتها مطلقة ووريّها الهمزة المضمومة(/)
الذباب البشري
ـ[خالد الحسيني]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 09:49 م]ـ
الذباب البشري
ذهبت مصطحباً أسرتي في أحد الأيام إلى إحدى الحدائق القريبة، حديقةٌ كبيرةٌ، جميلةٌ غنَّاء لها رونقٌ خاص، ممتدة الأطراف، جميلة الإعداد، رائعةُ التصميم، نظيفةُ الساحات، عفيفة المرافق، متوفر فيها سبل الراحة و الاستجمام .....
كان ذلك كله في الربيع في جو المساء وصفاء السماء.الذي يشدو فيه الكاتب للكتابة كما يشدو الطيرُ مغرداً في صباحه ...
كل ذلك و عندك أنيسك يؤانسك وسميرك يسامرك و حولك الأطفال يلعبون .. بفرح ومرح وانبساط من غير كدر يكدر عليهم عبثَ الطفولة .. كفراش في جنة ٍ .. غنية الأزهار متعددة الأنهار ... خالية من كل مهذار ...
والناس من حولك يمشون ويجلسون ويتسامرون كأنهم في يوم عيد لم يروا قبله أعياد!!
لم أبالغ فيما وصفت ولكن هكذا رأيت وشعرت و أحسست وهكذا كان كل هذا
ولكن لكل نعمة ما ينغصها و يُذهبُ بريقها ويُكدر صفوها ويقتل سرورها
و هذا هو الكدر البشري ... بل الذباب البشري!!
فعندما يفقد الإنسان عقله ويتخلى عن جوهره ومكنونه يكون حشرة بغريزته كما كان بشراً بعقله وفضله وجوهره ... رأيت ذلك الذباب البشري يلتفُّ حول تلكم الفتيات!!
بناتٌ بعمر الورد، يسرن سير المها و يتغنجن كتغنج العروس في يوم زفافها، و أريج عطرهنَّ نافذ منتشر كشذى عطر فلة ممتدة من سماء إلى سماء ومن أرض إلى أرض ...
مبرقعات الوجوه .. مظهرات سحر العيون .. التي تسحر الناسك وتفسد الراهب وتفتن المحصن وتقتل العاهر، يتمايلن بدلال و تسكع حول محلهن لا يجاوزنه، كأنهن محبوسات فيه كحبس المها في قفص الصياد .. ومن حولهن ذلك الذباب البشري المسمى زوراً وبهتاناً بشباب الأمة ... تعست وانتكست أمة هذا جلُّ شبابها!!
يقدمون لهن قرابين العشق والشوق يحتالون عليهن ليجلبونهن إلى وكر الموت ليذبحن كما تذبح الضحية الغافلة ...... من غير حراك ..
فتارة يقدمون الابتسامات الماكرة .. التي تقول في مكرها:
هلمِ هلمِ ... أيتها المغفلة .. إلى مقصلة الشرف و الفضيلة .. وتارة يرمون بأرقام هواتفهم تحت أقدامهن متسكعين ماكرين كما الذئب يمكر للضحية .. ينتظرون وثبتهم الذهبية للفوز بمتعة زمنية .. وكل ذلك من كلا الطرفين فارغاً من الحياء .. نازعاً ثوب العفة
وكأن المكان خالياً من كل إنس وجان، وكأن العفاف مات وصُلي عليه .. هكذا ذباب إن زاد وتمادى .. ضاعت كل فضيلة، وذاعت كل رذيلة، وقام سوق الخطيئة .. وساور العار أصحاب المتعة الدنيئة .. فكلاهما متمتعُ ببيع الحياء والحشمة والفضيلة!!
ولكن هناك ذئب و شاة .. فعند وقوع الواقعة يهرب الذئب متنكراً لشنيع فعلهً .. وتبقى الشاة ملطخةً بدماء الخطيئة .. فلا هي حية تعيش وتستأنس بأنس الحياة ولا هي التي ماتت وارتاحت من تبعات العار ... عارُ تعجز عن غسله البحار!!
فيا فتاة الإسلام ... كوني درة مصونة وجوهرة مكنونة .. كجواهر الياقوت لا يمسهن إلا من كان أهلٌ لهن .. بحقهن .. فارتفعي يا أُخيَّ عن سفاسف الأخلاق ..
و أما قول الزور الذي يقال لكن .. من تنهد محب، وشوق عاشق، وأشجان متيم فما هذا إلا كطُعم الغزال الذي يقدم لها حين اقترابها من فخ الاصطياد ...
فالحذر الحذر قبل الندم!! .. ويا شباب الإسلام ...
تمهلوا قبل غزوكم لتلكم الحسناوات .. فإنهن لكم أخوات!!
كأخواتكم اللاتي في بيوتكم وتخافون عليهن من هبَّات النسيم .. فالله .. الله .. بهن
فإياكم و أعراض المسلمين فكما توقعون بهن كذلك يوقع بمن عندكم .. منهن ...
فلا تفعلوا ما لا ترضون أن يفعل بكم .. حتى لا يقال لكم بأنكم ذباب بني البشر!!
هذا ما رأينا وهذا ما كدَّر خواطرنا و ألهب غيرتنا و آسف مشاعرنا
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه:
خالد محمود الحماد
ـ[فتافيت]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 10:47 م]ـ
أهنئ الكاتب على فن النصيحة .. والكلمة الفصيحة ..
شكرا على النقل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:42 م]ـ
شكرًا أخي على ما نقلت لنا، ولكن أخالفك الرأي أن جل شباب الأمة من هذا النوع الذي وصفت.
ومن حولهن ذلك الذباب البشري المسمى زوراً وبهتاناً بشباب الأمة ... تعست وانتكست أمة هذا جلُّ شبابها!!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 11:53 م]ـ
شكرا اخي الكريم على الطرح الرائع ...
شكرًا أخي على ما نقلت لنا، ولكن أخالفك الرأي أن جل شباب الأمة من هذا النوع الذي وصفت.
ادعوا ان يكون مثل ما تقول يا عزيزي ... : ((/)
طلب شرح بعض الصيغ البلاغية في قصيدة
ـ[أبوسيدأحمد]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 01:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصيدة للشاعر أحمد بن عبد العزيز الشنقيطي وقد أكثر فيها من الصيغ البلاغية خصوصا التورية
فالرجاء دراستها وابداء أنواع التورية وأوجهها فيها وكذا الموري به وبابه في النحو والموري عنه
وشكرا جزيلا
أرى الدهرَفي رفْع الأسافِل ذاصُنْع = لخفض عُلُوٍّ لم يزل قبلُ في منْع
وفي حركات الدهْر ما هو مقتض = على حركاتِ الناس بالرَّفع والوضْع
وفي أخْريَات الناسِ تبدُو كواكب = ولم يستنِرنيْل الجهالة باللمع
وشَرْعُ الهوى يدْعو السبيلَ خطيبُهُ = على أنَّه أرْبى على كل ذِي شرْع
تداعت له الأحوالُ شرعا وغِبطةً = ومن لم يُجِب شرْعَ الهوَى ضَيِّقُ الذَّرْع
وعند انخفاض الحال يُلقَى انتصَابه = لإلزامِه التوكيدَ بالوصْف والنَّوع
وليسَ عجيبا فِي المِجَنِّ تقَلُّبٌ = وَلا في اختلاف الحال صنعا على صُنع
ولكنما قلْب القضايا مظاهِر = بِمَرِّ الليالي فِي المضائِق والوُسع
به انجَرَّتِ الأفعال دون عوامِل = به اختارت الأسماءُ جزْما على الرفع
وحلَّ رهينُ القصْر فِي كُل مُعْرَبٍ = كإدخاله التنْوينَ أبنِيَّة الوَضْع
وزِيلَ بحُكْمِ النَّفْيِ ماكان مُثْبَتا = كما رِيمَ حُكْم النَّفْي بالكفِّ والردْعِ
وإن يخل من ظرْف الزمانِ مُقَدَّر = توخَّاهُ بالإضمار نصْبٌ على النَّزْع
ويسَطُو عَلىَ المعلُولِ منْه تكَلُّفٌ = مع اللين دون الحذف حكما بلادَفْع
وإن عقَّ مِن بعضِ التوابِع تَابِعٌ = فلا عَيْبَ إن الأصل يُعدَم بالفَرْع
ولا حُكْمَ إلا للمُضافِ وشِبْهِهِ = ولا بِدْع في بِضْعٍ إذا اشتاقَ للبِضْع
وجُرَّ على أعلَى الجموع تَصَرُّف = كأنْ لَم يُفِدْ منْعُ التصرُّف للجمْع
وأبرزَ مكنُونُ الضمائِر تاجَهُ = وما امتيزَ بين الوتْرِ مِنْه مع الشفع
ولم تُرضَ للموصول عَودةُ عائد = وفي الوَصل لم يُجبَرْ ِلهيْض ولاصدع
ولماارتَضَى رفْعُ المحل تجَاوُزًا = مع الجر زَال الحكم بالجَر للرفع
ولكنها الأمثال لما تشاكلت = على سُنَنٍ زِيلَت مغايَرَةُ الطبع
وللدهر أطوار تدور مديلَةً = على نسق الإعراب وضعا على وضع
تنالُ بها الأعْياء رَفعا وتكتسي = بها بُلغاء اللسن أردية الوضْع
تعاطت بها لُسْنُ الفُتِيِّ تفنَّنا = غرائب ألفاظ مهذبة النزع
كستها أفانين اللغات ظرافة = سواسية الألفاظ تُمزج بالسجع
تعسَّلتِ الأسماع شُهد حديثها = على أنها في الأمر محكمة الصنع
تحلى بها ذا العصْرُ والظُّهْر وأمَّحَى = بها الأثرُ المعهود للسلف المرعِي
ولم تُرَ بين الفرعِ والأصلِ نسبةٌ = ولم يُرَ إنباتُ الشكِيرِ من الزرع
ولم يبْقَ للتعليم إلا تعلُّلٌ = أخابيرَ مِذياع تَمُر على السمع
وغُودِرَ درسُ العِلم في كل موطن = فضولَ حديثٍ في الكراهة والمنْع
وزُخْرِفَ تحسينُ الجهالة أنَّه = على المنهج الهادي لِمستحكِم الشَّرع
وعُسِّلَ في الأسواق ماكان علقما = وقُرَّ بِه بعد التباعد والدفع
وراقت به للحالبين ضراوةٌ = ولم يُسخِطِ الظمآنَ مُستَخرَجُ الضَّرع
وحبَّبها للنفس حتى كأنما = مَحبة حُسنِ البيع تقْطُر في الروع
ولم تك بِيعاتُ المريب مزيلَةً = طخاالجهلِ إن الجهلَ أخبثُ مااستُرعِي
وتعطيلُ آلاتِ التَّحلِّي مُناقِض = لِما كانَ في الأجْيادِ يزدانُ بالوضْع
وإنْ لم تَك الآذانُ زِينتْ بِحَليِها = فليسَ يُرى فَضل على الخُفِّ للضِّلع
وهذا فسادٌ ذاع في الناس شَرُّه = وفيه اتِّساعُ الخَرق أربَى على الرَّقْع
كأن لم تك الألبابُ صُحْفَ تَعَلُّمٍ = ولم تكُ كُحْلُ النفسِ تُذْرَفُ بالدمْع
ولم تُحرِزِالأقلامُ خصْلَ سِباقِها = ولم يَتَفوَّهْ بالبلاغة مُستدْع
ألم يان للبلوى انكشافٌ لرُزئِها = أما في الوري للرزء من را شد يَنْعي
لئن كان باب النصح في الحال مغلقا = فلا عيبَ في الإدمان مِنه على القَرع
ـ[أبوسيدأحمد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعود لأذكر بهذه القصيدة وأطلب المساعدة في حل ألغازها النحوية لأني استعنت بأمهات كتب النحو ولم أستطع فهم ما فيها من ألغاز فهل من متطوع كريم يعينني فيها وله جزيل الشكر(/)
أترضى؟
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 09:54 ص]ـ
:::
أما قبلُ .. فإني أفتقد أخي رؤبة!
وأما بعدُ .. يقول جميل بثينة ..
وإني لأرضى من بُثينة َ بالّذي=لوَ أبصره الواشي لقرتْ بلابلهْ
بِلا، وبألاّ أستطِيعَ، وبالمُنى،=وبالوعدِ حتى يسأمَ الوعدَ آملهْ
وبالنظرة ِ العجلى، وبالحولِ تنقضي،=أواخِرُه، لا نلتقي، وأوائِلُهْ
وأنا أقول .. ياجميل إنما أرضاك اليأس .. كما أرضى غيرك
وأنت .. ماتقول؟
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 04:11 ص]ـ
أنا أقول
أما قبل
فأنا أفتقد رؤبة وأبا يحيى وأنت أيضا أفتقدك كثيرا
أما بعد
وإني لأرضى من بُثينة َ بالّذي ... لوَ أبصره الواشي لقرتْ بلابلهْ
بِلا، وبألاّ أستطِيعَ، وبالمُنى، ... وبالوعدِ حتى يسأمَ الوعدَ آملهْ
وبالنظرة ِ العجلى، وبالحولِ تنقضي ... أواخِرُه، لا نلتقي، وأوائِلُهْ
هذا والله سلطان الحب لم ينل صاحبنا شيئا ومع ذاك راض
وأعجب منه قول أبي فراس
أساء فزادته الإساءة حظوة = حبيب على ما كان منه حبيب
يعد علي الواشيات ذنوبه = ومن أين للوجه المليح ذنوب؟
فما تقول؟
دمت سالما يا أبا ذؤيب(/)
صرخة قلب
ـ[فداء اللغة العربية]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 01:51 م]ـ
صرخة قلب
أتيتكِ اليومَ مسرعة الخطى
معلنة ما في قلبي من الخفا
أسابق ونبضات قلبي ترتقب
مفصحة عما أعاني في الحشا
كتمت السر أعواماً مضت
مخافة ألا تقبلي هذا الهوى
فاليوم أتيت هائمةً عسى
أداوي هموماً وقلباً قد شقى
أتيتكِ فلا حواجز تأبى
ولا قول جافي وظلم الجفا
سأعلن وأُفَجِر هذا الألم
فاليوم يذهب ما قد بقى
فهل أبقى أكتم نبض الألم؟
ويموت بقلبي أنين الحشا
إلى متى أخفي مصير القدر!
وأنتِ جنوناً ما قد غفى
ودفن الحقيقة وجرح الزمن
يزيد في عمري دموع العنا
صريخ المكان الزمان علا
فلا تسأليني ماذا جرى؟(/)
جنة الشوك وطه حسين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 12:48 ص]ـ
في عام 1945م أخرج طه حسين كتابه "جنة الشوك" ومهد له بمقدمة طويلة وطأ بها لما انطوى عليه الكتاب من لون جديد من ألوان الأدب التي لم يعرفها الأدب العربي المعاصر، وإن كان معروفاً وذائعاً في الآداب الأوروبية القديمة والمعاصرة، وألمّ به الأدب العربي القديم، ولكن دون أن ينمو ويمتد، ودون أن يحظى باسم مصطلحي يدل على سمته وهويته.
نشر طه حسين معظم نصوص كتابه في الصحافة السيارة، واتخذ النثر وسيلته لبث نقداته اللاذعة فيما حوله من ضروب الحياة المصرية، وكان الأسلوب الحواري القصير مطيته إلى تلك النقدات: الفتى التلميذ والشيخ الأستاذ، وتنهض الفقرة على لفتة الفتى التلميذ يعقبها تجلية الشيخ الأستاذ لها من خلال إجابة موجزة هي أشبه ما تكون بقلب الحكمة عن مسارها، وتوخي تفريغها من حمولتها وتوجيهها إلى حيث النقد الاجتماعي أو السياسي، وإليك النماذج التالية:
تكريم قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: كيف تجتمع الصفوة الممتازة من المثقفين لتكريم كاتب يحسن الخطأ أكثر مما يحسن الصواب؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: لأن هذه الصفوة تكرم اسم شخص تعرفه لا مؤلف كتاب لم تقرأه"
رعية
قال الطالب الفتى لاستاذه الشيخ: لو أن المنصور الذي ضرب الكلب مثلا لرعيته وضع الأسد موضع الكلب، فكيف كان يقول؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كان يقول أجع أسدك يأكلك، وكان ذلك احرى أن يغير رأيه في الرعية وسياسته لها، فيقيم الأمر بينه وبين المسلمين على الهيبة والحب، لا على الازدراء والاغراء"
رعية
قال الطالب الفتى لاستاذه الشيخ: لو أن المنصور الذي ضرب الكلب مثلا لرعيته لم يشبه رعيته بالكلاب ولا بالأسود، وانما أخذها كما خلقها الله ناساً من الناس، فكيف كان يقول؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كان يقول: أنصف شعبك يحببك"
تصوير
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: لا أعرف شيئاً أبرع، ولا أبلغ، ولا أدق في تصوير بؤس البائسين، وثراء المثرين، والتفاوت المخزي بين الطبقات من هجاء "جوفينال".
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: ألا أدلك على شيء هو أبرع وأبلغ، وأدق تصويراً لذلك من هجاء "جوفينال"؟! انظر إلى حياة المصريين"(/)
المساجلات الشعرية 4
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 01:30 ص]ـ
رأيت الذنوب تميت القلوب=وقد يورث الذل إدمانها
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 01:32 ص]ـ
نُجومٌ لَها فَوقَ السُروجِ مَطالِعٌ = لُيوثٌ لَها تَحتَ الرِماحِ عَرينُ
صفي الدين الحلي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 01:55 ص]ـ
نادت بوشك رحيلك الأيام ... افأنت تسمع أم بك استصمام
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:18 ص]ـ
مَهَّدتَ أَقطارَ أَرضِ اللَهِ مُنفَتِحاً = بِالبيضِ وَالسُمرِ مِنها كُلُّ مُنغَلِقِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:36 ص]ـ
قم غير مأمور ولكن مثلما=هز الحسام ساعة اجتذابه
صفي الدين الحلي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:38 ص]ـ
بِكُم تَبَلَّجَ وَجهُ الحَقِّ يا مَلِكاً = بِهِ تَشَرَّفَ هامُ المُلكِ وَالرُتَبِ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:46 ص]ـ
بِكُم تَبَلَّجَ وَجهُ الحَقِّ يا مَلِكاً = بِهِ تَشَرَّفَ هامُ المُلكِ وَالرُتَبِ
صفي الدين الحلي
كن كيف شئت بأمن الله يا ملكا=أضحت عزائمه أقطاب أفلاك
صفي الدين الحلي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:47 ص]ـ
بي مثل ما بك يا قمرية الوادي ... ناجيت ليلي فقومي في الدجى ناجي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:49 ص]ـ
جادَ بِهِ اِبنُ المَلِكِ ال = مَنصورِ مَنصورِ اللَوا
صفي الدين
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:52 ص]ـ
أبصرته والكاسُ بين فمٍ ... منه وبين أناملٍ خمسِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:55 ص]ـ
سَمَحَت بِكَ الأَيّامُ وَهيَ بَواخِلٌ = وَلَرُبَّما جادَ البَخيلُ بِعَمدِهِ
صفي الدين الحلي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:03 ص]ـ
دومي على العهد ما دمنا محافظة ... فالحر من دان إنصافا كما دينا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:05 ص]ـ
نَبَّهتُ راهِبَ دَيرٍ كانَ يُؤنِسُنا = تَرجيعُهُ الصَوتَ إِن صَلّى وَإِن خَطَبا
صفي الدين الحلي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:25 ص]ـ
بتّ بليلٍ كلّه لم أطرفِ ... جرجسُه كالزِّئبرِ المنتَّفِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:38 ص]ـ
فَعَلى الظَهرِ حَيَّةٌ = وَعَلى الصُدغِ عَقرَبُ
صفي الدين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:40 ص]ـ
فعن لنا سرب كأن نعاجه = عذار دوار في ملاء مذيل
امرؤ القيس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:43 ص]ـ
فَعَلى الظَهرِ حَيَّةٌ = وَعَلى الصُدغِ عَقرَبُ
صفي الدين
بكرت تخوفني الحتوف كأنني =أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
عنترة
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 04:14 ص]ـ
لَسَيري في الفَلا وَاللَيلُ داجٍ = وَكَرّي في الوَغى وَالنَقعُ داجِن
وَحَملي مُرهَفَ الحَدَّينِ ضامٍ = لِحامِلِهِ وَجودَ النَصرِ ضامِن
وَهِزّي ذابِلاً لِلخَيلِ مارٍ = يُلينُ بِبَزِّهِ صَدراً وَمارِن
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:58 ص]ـ
نزَفَ الْبكاء دموع عيْنك فاسْتعرْ ... عيْنا ًلِغيْرك دمْعها مِدْرار
العباس بن الأحنف ....................... الراء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:13 م]ـ
رَقَصوا فَشاهَدتُ الجِبالَ تَمورُ = بِروادِفٍ ما جَت بِهِنَّ خُصورُ
وَثَنوا قُدوداً رَخصَةً فَكَأَنَّما = هَزّوا غُصوناً فَوقَهُنَّ بُدورُ
صفي الدين الحلي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:11 م]ـ
ريم بدار الروم رام قتلي **** بمقلة كحلاء لا عن كحل
ـ[الوافية]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:23 م]ـ
لاتحسبوا رقصاتي بينكم طربا ... فالطير يرقص مذبوحا من الألم.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 04:40 م]ـ
مُكَلَّلٍ بأُصولِ النّبتِ، تَنسِجُهُ ... ريحُ الجَنوبِ، لِضَاحي مائِهِ حُبُكُ
ـ[الوافية]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 06:09 م]ـ
كليني لهم ياأميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب.
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 08:31 م]ـ
بربّكَ هَلْ أتاكَ لها رسولٌ ... فشاقكَ " أمْ رأيْتَ لها خدينا
عمر بن أبي ربيعة ................ النّون
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 08:50 م]ـ
نادتْ محاسِنها العُشّاقَ مُعلِنةً = أنّ المَنى والمُنى في مُقْلتي وفمي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:25 م]ـ
ملكت رسول الله رقي فمن يبرح = وأوليتني الحظ الرغيب ومن يشرح
لسان الدين بن الخطيب
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:02 م]ـ
حضرت رحلي الهمومفوجهت=إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ وآسى=لمحلّ من آل ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي=ولقد تذكر الخطوب وتنسي
البحتري
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:03 م]ـ
حضرت رحلي الهموم فوجهت=إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ وآسى=لمحلّ من آل ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي=ولقد تذكر الخطوب وتنسي
البحتري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:18 م]ـ
سميى رسول الله أحييت مهجتي = وعاجلني منك الصريح على بعد
لسان الدين بن الخطيب
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:23 م]ـ
دموع أجابت داعي الحزن همّع= توصّل منّا عن قلوب تقطّع
أبو تمام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:30 م]ـ
عَلى قَدرِ الهَوى يَأتي العِتابُ = وَمَن عاتَبتُ يَفديهِ الصِحابُ
أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي = فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ = وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ
شوقي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:23 م]ـ
عَلى قَدرِ الهَوى يَأتي العِتابُ = وَمَن عاتَبتُ يَفديهِ الصِحابُ
أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي = فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ = وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ
شوقي
أبيات معبرة،وآخرها يذكرني بقول إبراهيم ناجي في قصيدة الأطلال حين يقول: ليت شعري أين مني مهربي=كيف يمضي هارب من دمه
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:42 ص]ـ
بمَ التّعلّلُ لا أهْلٌ ولا وّطَنُ ... ولا نَديمٌ ولا كأسٌ ولا سَكَنُ
أريدُ مِنْ زمَني ذا أنْ يُبَلّغني ... ما ليْسَ يَبْلُغُهُ مِنْ نَفْسِهِ الزَّمَنُ
أبو الطيّب المتنبّي .................. النّون
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:41 م]ـ
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني= والحب يعترض اللذات بالألم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:49 م]ـ
ما زِلتُ أَعهَدُ مِنكَ وُدّاً صافِياً = وَمَواثِقاً مَأمونَةَ الأَسبابِ
وَأَرى مَلالَكَ بَينَهُنَّ كَأَنَّهُ = حَرفٌ تَغَيَّرَ في سُطورِ كِتابِ
صفي الدين الحلي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:53 م]ـ
بنفسي ما ابدت لنا حين ودّعت=وما كتمت في الاتحميّ المسيّر
ولما خطونا دجلة انصرم الهوى=فلم يبق الاّلفتة المتذكّر
البحتري
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 02:00 م]ـ
بكت عيني اليمنى فلما زجرتها = عن الجهل بعد العلم أسبلتا معا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 02:03 م]ـ
بنفسي ما ابدت لنا حين ودّعت=وما كتمت في الاتحميّ المسيّر
ولما خطونا دجلة انصرم الهوى=فلم يبق الاّلفتة المتذكّر
البحتري
ريم على القاع بين البان والعلم= أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:55 م]ـ
مني له ذلّ الخضوع ومنه لي=عزّ المنوع وقوّة المستضعف
ألف الصدود ولي فؤاد لم يزل=مذ كنت غير وداده لم يألف
ابن الفارض
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:04 م]ـ
و بَكىَ وعانقني وقالَ:عَدِمْتني ... إنْ كانَ لي جلدٌ على الْهجْران ِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:09 م]ـ
في مِثلِ حُبِّكُمُ لا يَحسُنُ العَذَلُ = وَإِنَّما الناسُ أَعداءٌ لِما جَهِلوا
رَأَوا تَحَيُّرَ فِكري في صِفاتِكُمُ = فَأَوسَعوا القَولَ إِذ ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:12 م]ـ
مني له ذلّ الخضوع ومنه لي=عزّ المنوع وقوّة المستضعف
ألف الصدود ولي فؤاد لم يزل=مذ كنت غير وداده لم يألف
ابن الفارض
في مِثلِ حُبِّكُمُ لا يَحسُنُ العَذَلُ = وَإِنَّما الناسُ أَعداءٌ لِما جَهِلوا
رَأَوا تَحَيُّرَ فِكري في صِفاتِكُمُ = فَأَوسَعوا القَولَ إِذ ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:15 م]ـ
و بَكىَ وعانقني وقالَ:عَدِمْتني ... إنْ كانَ لي جلدٌ على الْهجْران ِ
نعم لقلوب العاشقين عيون=يبين لها ما لا يكاد يبين
صفي الدين الحلي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:18 م]ـ
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:31 م]ـ
نعى نفسي إليّ من الليالي=تصرفهن حالا بعد حال
أبو العتاهية
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:35 م]ـ
لاتلم كفي إذا السيف نبا= صح مني العزم والدهر أبى
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:33 ص]ـ
باتوا وَقَد ذهلوا مِما رَأوا جَذلاً ... أَن الأَمير يحييهم وَيَبتَسم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:00 ص]ـ
مَغانِمُ صَفوِ العَيشِ أَسنى المَغانِمِ = هِيَ الظِلَّ إِلّا أَنَّهُ غَيرُ دائِمِ
مَلَكتُ زِمامَ العَيشِ فيها وَطالَما = رَفَعتُ بِها أولى وُقوعِ الجَوازِمِ
صفي الدين الحلي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:33 ص]ـ
مَا كَانَ عَهْدِي قَبْلاً ... بِالْورْدِ يَحْمِلٍ فُلاً
خليل مطران
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:57 ص]ـ
لي في الغرام ِ سريرة ... والله أعْلم بالسّرائر
وَمُشبّهٌ بالْغصْن ِ قلْبي ... ما يزال عليْه ِ طائر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:55 م]ـ
رأيت الذنوب تميت القلوب ........ ويورث الذل إدمانها
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:56 م]ـ
رقت لَنا حين هم الصبح بالسفر = وأقبلت في الدجى تسعى على حذَر
صفي الدين الحلي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:58 م]ـ
هل غادر الشعراء من متردم = أم هل عرفت الدار بعد توهم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:59 م]ـ
رأيت الذنوب تميت القلوب ........ ويورث الذل إدمانها
هَل عَلِمَ الطَيفُ عِندَ مَسراهُ = أَنَّ عُيونَ المُحِبِّ تَرعاهُ
هَيَّجَ أَشواقَنا بِزَورَتِهِ = ثُمَّ اِنثَنى وَالقُلوبُ أَسراهُ
صفي الدين الحلي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:01 م]ـ
ربيب ملك كأن الله أنشأه=مسكاً وقدر إنشاء الورى طينا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:02 م]ـ
هل غادر الشعراء من متردم = أم هل عرفت الدار بعد توهم
ما زِلتُ أَعهَدُ مِنكَ وُدّاً صافِياً = وَمَواثِقاً مَأمونَةَ الأَسبابِ
وَأَرى مَلالَكَ بَينَهُنَّ كَأَنَّهُ = حَرفٌ تَغَيَّرَ في سُطورِ كِتابِ
صفي الدين الحلي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:03 م]ـ
هَل عَلِمَ الطَيفُ عِندَ مَسراهُ = أَنَّ عُيونَ المُحِبِّ تَرعاهُ
هَيَّجَ أَشواقَنا بِزَورَتِهِ = ثُمَّ اِنثَنى وَالقُلوبُ أَسراهُ
صفي الدين الحلي
هي الدنيا تقول بملء فيها =حذار حذار من بطشي وفتكي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:08 م]ـ
ما زِلتُ أَعهَدُ مِنكَ وُدّاً صافِياً = وَمَواثِقاً مَأمونَةَ الأَسبابِ
وَأَرى مَلالَكَ بَينَهُنَّ كَأَنَّهُ = حَرفٌ تَغَيَّرَ في سُطورِ كِتابِ
صفي الدين الحلي
بروحي تلك الأرض ما أطيب الربا= وما أحسن المصطاف والمتربعا
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 03:01 م]ـ
علّموه كيف يجفو فجفا=ظالم لاقيت منه ما كفى
مسرف في هجره ما ينتهي=أتراهم علّموه السَّرفا؟
جعلوا ذنبي لديه سهرى= ليت بدرى إذ درى الذنب عفا
أحمد شوقي
ـ[الهمام2003]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 04:33 م]ـ
فإن تفق الأنام وأنت منهم ----- فإن المسك بعض دم الغزال
المتنبي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 08:18 م]ـ
ليعلم كل ذي عمل =بأن الله سائله
فأسرع فائزا بالخير=قائله و فاعله
أبو العتاهية
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 09:34 م]ـ
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره=لم يمت الإنسان ما حيا الذكر
أبو فراس الحمداني
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 10:42 م]ـ
ردّت الروح على المضنى معك=أحسن الأيام يوم أرجعك
مرّ من بعدك ما روّعني=أترى يا حلو بعدي روّعك؟
أحمد شوقي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:09 م]ـ
كَمْ قَدْ قُتلْتُ وكَمْ قدْ مُتُّ عِنْدَكمُ ** ثُمَّ انْتفضْتُ فزالَ الْقبرُ والْكَفنُ
المتنبي ....................... النّون
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:22 م]ـ
نَواعِمُ شَنَّت في المُحِبّينَ غارَةً = بِها اللُدنُ قَدٌّ وَالسِهامُ عُيونُ
نِبالٌ وَلَكِنَّ القِسِيَّ حَواجِبٌ = نِصالٌ وَلَكِنَّ الجُفونَ جُفونُ
نَهَبنَ قُلوبَ العاشِقينَ وَغادَرَت = بِجِسمي ضَنىً لِلقَلبِ مِنهُ شُجونُ
صفي الدين الحلي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:29 م]ـ
نادَيتُ طالِبُ راحَةٍ فَأَجابَني = أَتعَبتَها بِطِلابِ ما لَم يُمكِنِ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:36 م]ـ
نَغُضُّ وَنَعفو لِلغَرامِ إِذا جَنى = وَيَقسو عَلَينا حُكمُهُ فَنَلينُ
نَرُدُّ حُدودَ المُرهَفاتِ كَلَيلَةً = وَتَفتُكُ فينا أَعيُنٌ وَجُفونُ
نُهَوِّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفوسَنا = وَما عادَةً قَبلَ الغَرامِ تَهونُ
صفي الدين الحلي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:58 م]ـ
نَهانا النُهى عَنها فَلَجَّت قُلوبُنا=فَقُلنا اِقدُمي إِنَّ الجُنونَ فُنونُ
نَغُضُّ وَنَعفو لِلغَرامِ إِذا جَنى=وَيَقسو عَلَينا حُكمُهُ فَنَلينُ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:05 ص]ـ
نُحولٌ وَصَبرٌ قاطِنٌ وَمُقَوَّضٌ = وَدَمعٌ وَقَلبٌ مُطلَقٌ وَرَهينُ
نُسَهِّلُ أَحوالَ الغَرامِ تَجَلُّداً = وَإِنَّ سُهولَ العاشِقينَ حُزونُ
نُتابِعُهُ طَوراً وَلا عُروَةُ الهَوى = بِوُثقى وَلا حَبلُ الزَمانِ مَتينُ
صفي الدين الحلي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:22 ص]ـ
نَجَعنا إِلَيهِ مِن بِلادٍ بَعيدَةٍ=وَكُلٌّ لَهُ حُسنُ الرَجاءِ ضَمينُ
نَهَضنا لِنَستَسقي السَحابَ فَجادَنا=سَحابُ نَدى كَفَّيهِ وَهيَ هَتونُ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:52 ص]ـ
نَظُنُّ جَميلاً في الزَمانِ وَإِنَّهُ = زَمانٌ لِتَصديعِ القُلوبِ ضَمينُ
نَرومُ وُعودَ الجودِ مِنهُ وَقَد غَدَت = لَدى المَلِكِ المَنصورِ وَهيَ دُيونُ
نَبِيٌّ سَماحٍ قَد تُحُقَّقَ بَعثُهُ = لَهُ الرَأيُ وَحيٌ وَالسَماحَةُ دينُ
صفي الدين الحلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:54 ص]ـ
نُحنُ بنات طارق ... نمشي على النمارق
إنْ تُقبلوا نُعانق ... وإنْ تُدْبروا نُفارق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 01:52 م]ـ
قالَت فَزُرنا قلتُ كيفَ أَزُورُكم = وأَنا امرُؤٌ لِخُرُوجِ سِرِّكِ خَاشي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:34 م]ـ
شيئان لو بكت الدماء عليهما .......... عيناي حتى يؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقيهما ........... فقد الشباب وفرقة الأحباب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:35 م]ـ
شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي= وأني بكم حتى الممات ضنينُ
وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى = سواكِ وإن قالوا بلى سيلينُ
جميل بثينة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:39 م]ـ
شيئان لو بكت الدماء عليهما .......... عيناي حتى يؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقيهما ........... فقد الشباب وفرقة الأحباب
بثغرٍ قد سُقِينَ المسكَ منهُ = مَساوِيكُ البَشامِ، ومن غُروبِ
ومن مجرى غواربِ أقحوانٍ = شَتِيتِ النّبْتِ في عامٍ خصيبِ
جميل بثينة
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:41 م]ـ
بِطَويلِ النِجادِ ضَيَّقَ باعَ ال = عُذرِ سَمحٍ قَصيرِ عُمرِ الوُعودِ
صفي الدين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 10:09 م]ـ
دع الأيام تفعل ماتشاء ....... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 10:10 م]ـ
بِطَويلِ النِجادِ ضَيَّقَ باعَ ال = عُذرِ سَمحٍ قَصيرِ عُمرِ الوُعودِ
صفي الدين
دَنَوتُم فَزادَ الشَوقُ عَمّا عَهِدتُه = وَزِدتُ لِقُربِ الدارِ كَرباً عَلى كَربِ
وَكُنتُ أَظُنُّ الشَوقَ في البُعدِ وَحدَه = وَلَم أَدرِ أَنَّ الشَوقَ في البُعدِ وَالقُربِ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 10:16 م]ـ
دع الأيام تفعل ماتشاء ....... وطب نفسا إذا حكم القضاء
أَشكو إِلَيكَ اِشتِياقاً لَستَ تُنكِرُهُ = مِنّي وَأُبدي اِرتِياحاً أَنتَ تَعرِفُهُ
وَأَرتَجيكَ لِعَينٍ أَنتَ مانِعُها = طيبَ الرَقادِ وَقَلبٍ أَنتَ مُتلِفُهُ
صفي الدين الحلي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 10:36 م]ـ
فعساك بغمض مسعفه=ولعل خيالك مسعده
الحسن حلفت بيوسفه=والسورة أنك مفرده
أحمد شوقي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:49 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته:
قال الشاعر حبيب بن أوس الطائي: (وما أجمل ما قال)
مرت سنون بالسرور وبالهنا فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأننا وكأنها أحلام.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الوَصلَ مُمتَنِعٌ = وَأَنَّ وَعدَكَ بَرقٌ ما بِهِ مَطَرُ
صفي الدين
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 08:41 م]ـ
رضيت بأن أُضحى قتيل وداده=كجارع سمّ في رحيق مشعشع
ابن حزم الأندلسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 12:23 ص]ـ
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام = الليل بالأكفان مجداً للأواخر
الشهيد / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 03:13 م]ـ
عرض المشيب من الشباب خليفة=وكلاهما نعم عليك جسام
أهلا وسهلا بالمشيب مؤدبا=وعلى الشباب تحية وسلام
لله أزمنة عهدت رجالها=في النائبات وأنهم لكرام
أبو العتاهية
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 03:35 م]ـ
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام = الليل بالأكفان مجداً للأواخر
الشهيد / عبد العزيز الرنتيسي
رأيتك في الذين أرى ملوكا=كأنك مستقيم في محال
فإن نفق الأنام وأنت منهم=فان المسك بعض دم الغزال
أبو الطيب المتنبي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 05:31 م]ـ
رأيتك في الذين أرى ملوكا=كأنك مستقيم في محال
فإن نفق الأنام وأنت منهم=فان المسك بعض دم الغزال
أبو الطيب المتنبي
لا تبك أربعهم ولا الأطلالا = واربأ بحبّك أن يكون خبالا
واترك سؤالك للرسوم فإنها = مما يزيدك بالسؤال ضلالا
وانظر إلى حسن الطبيعة أنه = حسنٌ يفيدك في الحياة كمالا
حسنٌ يقيّد من رآه بحّبه = ويفكّ من أفكاره الأغلالا
معروف الرصافي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 08:16 م]ـ
لَقدْ زعَمَتْ أنّي تغَيَّرْتُ بَعْدها ... وَمَنْ ذا الّذي يا عزّ لا يتَغيّرُ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:49 م]ـ
رُدَّ لي من صبوتي يابردى= ذكرياتٍ زِرْنَ في ليَّا قوامْ
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 12:52 ص]ـ
ماذا عليْكُم وأنتم أهل بادرة ... إذا ترنّم فيكم شاعر فطِنُ
البارودي ......................... النّون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:54 م]ـ
نَواعِمُ شَنَّت في المُحِبّينَ غارَةً=بِها اللُدنُ قَدٌّ وَالسِهامُ عُيونُ
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 11:07 م]ـ
نَظَرنا بِها ما كانَ قَبلُ مِنَ الهَوى=فَدَلَّ عَلى ما بَعدَها سَيَكونُ
صفي الدين الحلي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 11:19 م]ـ
نسود أعلاها وتأبى أصولها ... وليس إلى ردّ الشّباب سبيل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 12:23 ص]ـ
لقوا ململمة شهباء يقدمها=للموت لا عاجز فيها ولا خرف
النابغة الذبياني
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 12:33 ص]ـ
فلما دنا قلت ادنُ دونك إنني = وإياك في زادي لمشتركان
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:24 ص]ـ
نحن إن أشرق صبح= نهجر النوم ونصحو
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:26 ص]ـ
حلفت بها تَهوِى على ثَفِناتها = من الأين مرخاةً أزمَّتُها صُعرا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:27 ص]ـ
رباب ربة البيت = تصب الخل بالزيت
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:49 ص]ـ
تابَ الزَمانُ مِنَ الذُنوبِ فَواتِ =وَاِغنَم لَذيذَ العَيشِ قَبلَ فَواتِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:52 ص]ـ
تقول أراك مبتسما تغني= وكم يحتاج مثلك للبكاء
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:57 ص]ـ
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي =وأسمعت كلماتي من به صمم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:00 ص]ـ
معذورة أنت إن أجهضت لي أملي = لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:02 ص]ـ
تِلكَ الخَمائِلُ وَالرِياضُ كَأَنَّها=خَدُّ الغُلامِ مُنَمَّقٌ بِنَباتِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:06 ص]ـ
تَبكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً = وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:06 ص]ـ
تعالي نسافر عبر الليالي = لننسى مرارة هذا العذاب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:07 ص]ـ
كل القناديل عذب نورها،وأنا= تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:10 ص]ـ
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة = ووجهك وضاح وثغرك باسم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:11 ص]ـ
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي= أو صافح الظل أوراقي الحزينات
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:16 ص]ـ
تَبِعَ الهَوى قَومٌ فَكانَ هَواهُ في ***** طَلَبِ العُلى وَتَجَنُّبِ الشَهَواتِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:19 ص]ـ
تعالي نحلق حتى كأنا = نحس بأنا نلامس بعد السحاب
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:23 ص]ـ
بقية أبناء الملوك بحقكم = يقولون ما قلتم من العرف لا نكرا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:29 ص]ـ
رب من أين للزمان صباه=إن غدونا وصبحه ومساه
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:31 ص]ـ
سقى الله قبرا بالمدينة غيثه ... فقد حل فيه الأمن بالبركات
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 04:06 ص]ـ
تداركتما عبس وذبيان بعدما=تبزل ما بين العشيرة بالدم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 04:31 ص]ـ
ما كان عهدي بالذين تحملوا = إلا كعهد من احتواه الجندل
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:29 ص]ـ
لمودّة ممّنْ يُحبّكَ مُخْلصا ً ... خيْر مِنَ الرّحم الْقريب الكاشح
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:13 م]ـ
حديثي قديم في هواها وما له=كما علمت بعدٌ وليس له قبل
ابن الفارض
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:36 م]ـ
لما أمالوا إلى النشاب أيديهم=ملنا ببيض فظل الهام يقططف
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 05:17 م]ـ
فمن لم يجد في حب نعم بنفسه=ولو جاد بالدنيا اليه انتهى البخل
ابن الفارض
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 05:27 م]ـ
لحا الله من لا ينفع الود عنده=ومن حبله إن مد غير متين
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:32 م]ـ
نبيٌّ عمَّ بعْثتهُ الْبرايا ... وأصحابٌ لهُ كانوا كِراما
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 10:43 م]ـ
من لم يمت غبطة يمت هرما=الموت كأس والمرءذائقها
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:24 م]ـ
همُ سقوا بدم الأكباد عزمهمُ = وبات في صدأ الأغماد ماضينا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:35 م]ـ
نحب ونكره في لحظة = ونشقى ونسعد في ثانيةْ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:52 م]ـ
يامن حوى ورد الرياض بخده ... وحاكى قضيب الخيزران بقده
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:34 ص]ـ
دارَتْ علينا كؤوسُ الخَمْرِ مُترَعَةً = وللدُّجى عارِضٌ في الجَوِّ مُعتَرِضُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:57 ص]ـ
ضعاف الأسد أكثرها زئيرا ...... وأصرمها اللوات لا تزير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:00 ص]ـ
رَفعَت ْقَدْرَكَ النّزاهة ُعنْهُ ... وثَنَتْ قلْبُكَ الْمساعي الْجسامُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:10 ص]ـ
ما اِعترض النقص باحكامه ... واي قاض غير منقوص
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 07:59 م]ـ
صبورٌ ولوْ لّمْ تبْقى مِنّي بقيّة ... قؤولٌ ولوْ أنَّ السّيوفَ جوابُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 08:17 م]ـ
بكى وفي الدار بكور مثله = فكل من في داره ينحب
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 08:21 م]ـ
بضرب أتى الهامات والنصر غائب=وصار إلى اللّبات والنصر قادم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:18 م]ـ
ما بَينَ طَيفِكَ وَالجُفونِ مَواعِدُ = فَيَفي إِذا خُبِّرتَ أَنّي راقِدُ
إِنّي لأَطمَعُ في الرُقادِ لأَنَّهُ = شَرَكٌ يُصادُ بِهِ الغَزالُ الشارِدُ
صفي الدين الحلي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 01:47 ص]ـ
داوني بارتشاف مبسمها العذ = ب ودعني من أكؤس الجريال
لا تجادل يا عاذلي في هواها = فهي قصدي في حالتي ومآلي
عبد الرحمن العيدروس
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 09:32 ص]ـ
لي بذات البان أشجان ... حبّذا مِنْ أجلها البان
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 03:12 م]ـ
ناسي الأحبة غير من يسلوهم=حكم المقصّر غير حكم المُقصر
ما قاصر للنفس غير مجيبها=ما الصابر المطبوع كالمتصبّر
ابن حزم الأندلسي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 03:22 م]ـ
رفَّت نضارتها وطاب أريجها= وترددت أنفاسها تتسلسل
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 08:03 م]ـ
لوْ أبْصَروا بعُيونهم لأسْتَبْصَروا ... لكِنَّها عُمِيَتْ عَنِ الإبْصار ِ
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 08:30 م]ـ
رُعتَ العِدى بِحُسامٍ لَو عَدَلتَ بِهِ=عَنهُم لَأَغناكَ عَنهُ صارِمُ القَدَرِ
رَفَعتَ ذِكرَكَ في يَومِ الهِياجِ بِهِ=فَأَذكَرَتني بِحَدِّ الصارِمِ الذَكَرِ
صفي الدين الحلي
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 10:11 م]ـ
وطد فؤداك كلنا عشاق طار الهوى فينا لمن نشتاق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 01:21 ص]ـ
قَرْعَ النَّواقيسِ إذا الصُّبحُ ابتَسَم = تؤمُّ مخلوعَ العِذارِ حيثُ أَمّ
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 02:58 م]ـ
مقادير مِنْ جفنيك حوّلن حاليا ... فذقت الهوى مِنْ بعد ما كنت خاليا
أحمد شوقي .................. الياء
ـ[فصيح على خفيف]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 03:45 م]ـ
السلام عليكم .....
يا جارة الوادي طربت و عادني = ما يشبه الأحلام من ذكراك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 09:23 م]ـ
كَفى البَدرَ حُسناً أَن يُقالَ نَظيرُها = فَيُزهى وَلَكِنّا بِذاكَ نَضيرُها
وَحَسبُ غُصونِ البانِ أَنَّ قَوامَها = يُقاسُ بِهِ مَيّادُها وَنَضيرُها
صفي الدين الحلي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 09:56 م]ـ
هي ذكريات لم تزل ... محفورة في خاطري
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 10:02 م]ـ
رفعت لمخترق الرياح سموكه=وزهت عجائب حسنه المتخايل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:52 م]ـ
لا زالَ ظِلِّكَ لِلعُفاةِ ظَليلا = وَرَبيعُ مَجدِكَ لِلمُقِلِّ مَقيلا
صفي الدين الحلي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:13 ص]ـ
لا تلمْني في هواها ... فأنا لا أهوى سواها
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:03 ص]ـ
هواها هوى بي خاضعاً متذلِّلاً = على أنّني أُدعى الفتى المتمرِّدا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:09 ص]ـ
دَرَجَت عَلى الكَنزِ القُرون = وَأَتَت عَلى الدَنِّ السُنون
خَيرُ السُيوفِ مَضى الزَما = نُ عَلَيهِ في خَيرِ الجُفون
شوقي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:11 ص]ـ
نَأَتْ بِيَ عَنْكُمْ غُرْبَةٌ وتَجَهَّمَتْ = بِوَجْهِيَ أَيَّامٌ خَلائِقُهَا نُكْدُ
البارودي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:42 ص]ـ
دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ = وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ
لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ = ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ
شوقي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 02:14 ص]ـ
ما زال جورُ الهوى حتى دعوهُ به = مجنون ليلى وطاب القولُ للرجلِ
الحيص بيص
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:36 ص]ـ
لغة الحجارة يا أبي رسمت لنا ... وعْد الإباء ووعْدها لا يخلف
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 05:16 م]ـ
فكم لي قبلك لوامةٌ = تشاغلتُ مطّرحا شانها
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 08:29 م]ـ
هُم بنو مصْرَ لا الجميل لديْهمُ ... بمُضاع ٍ ولا الصّنيعُ بمَنْسي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:34 م]ـ
سَقى رَوضَةَ السَعدِيِّ مِن أَرضِ بابِلٍ = سَحابٌ ضَحوكُ البَرقِ مُنتَحِبُ القَطرِ
وَحَيّا الحَيا مَغنىً قَضَيتُ بِرَبعِهِ = فُروضَ الصِبا ما بَينَ رَملَةَ وَالجِسرِ
وَرُبَّ نَسيمٍ مَرَّ لي مِن دِيارِكُم = فَفاحَ لَنا مِن طَيِّةِ طَيِّبُ النَشرِ
صفي الدين الحلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
رباه ما هذا العذاب = قلبي من الأشواق ذاب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 03:12 ص]ـ
بكرت تخوفني الحتوف كأنني =أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 11:56 ص]ـ
لَعِبَت بِها الأَنواءُ بَعدَ أَنيسِها = وَالرامِساتُ وَكُلُّ جَونٍ مُسبَلِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 12:38 م]ـ
لولا الحياء لهاجني استعبار=ولزرت قبرك والحبيب يزار
جرير
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 12:50 م]ـ
رأيتكُمْ لا يصونُ العِرضَ جارُكُمُ ... ولا يدِرُّ عَلى مَرعكُمُ الّلبَنُ
المتنبّي .............................. النّون
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 03:17 م]ـ
نثرتهم فوق الأحيدب كلّه= كما نثرت فوق العروس الدراهم
المتنبي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 08:45 م]ـ
مِمّا أضّرَّ بأهْلِ الْعِشْق ِ أنّهُمُ ... هَوُوا وَما عَرَفوا الدّنْيا وَمَا فِطِنُوا
المتنبّي ........................... النّون
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 09:53 م]ـ
نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ =نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى=فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
المتنبي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 10:34 م]ـ
لا تلْقَ دَهْرَكَ إلا ّغَيْرَ مُكْتَرث ٍ ... ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ روحَكَ الْبَدَنُ
ألمتنبّي ........................... ألنّون
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 10:44 م]ـ
نعم، لتنصر على الباغين أمتنا=لا بالدعاء ولكن نصرها بكمُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 11:36 م]ـ
ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد = حتى أكون بلا قلب ولا كبد
oem
المتنبي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 02:13 ص]ـ
دَعي العَطفَ وَالشَكوى إِلَيَّ فَإِنَّها = جَموعٌ مِنَ الحاجاتِ يُرجى نَوالُها
الفرزدق
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:12 ص]ـ
هِيَ الدّنْيا وإنْ سَرَّتْكَ يوْما ً ... فإنَّ الْحُزْنَ عاقبة الْغرور
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 02:17 م]ـ
رَأَت جارَها رُدَّت عَلَيهِ حَديقَةٌ = مِنَ المالِ ماطَت نَجتَني رُطَباً رَغدا
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 03:03 م]ـ
دار سوء لم يدم فرح= لامرىء فيها ولا حزن
ما نرى من أهلها أحداً=لم تغُل فيها به الفتن
أبو العتاهية
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 07:41 م]ـ
ناحت عرائسهم على أزواجها=والأمهات بكت على الأولاد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:00 م]ـ
دعوتك يا كليب فلم تجبني = وكيف يجيبني البلد القفار
عدي بن ربيعة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:28 م]ـ
رويدك شمس الحياه= ولاتسرعي في الغروب
فما نال قلبي مناه= وما ذاق غير الخطوب نسيب عريضة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 12:25 ص]ـ
بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا = يا رَسولَ الرِضى وُقيتَ العِثارا
خُذ مِنَ الجَفنِ وَالفُؤادِ سَبيلاً = وَتَيَمَّم مِنَ السُوَيداءِ دارا
أحمد شوقي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 12:27 ص]ـ
بكيت على الشباب بدمع عيني=فلم يغن البكاء ولا النحيب
أبو العتاهية
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 12:33 ص]ـ
رويدك شمس الحياه= ولاتسرعي في الغروب
فما نال قلبي مناه= وما ذاق غير الخطوب نسيب عريضة
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغن البكاء ولا النحيب
أبو العتاهية
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 01:07 ص]ـ
بكت عيني اليمنى فلما زجرتها = عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 04:09 ص]ـ
عَلامَ إذَا زَار الزُّبيرَ وَنَافِعاً = بِغَارَتِنا بَعدَ المَقَانِبِ مِقنَبُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:39 م]ـ
بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان = وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان
أحمد شوقي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 12:10 ص]ـ
ندمت على أمر مضى لم يشر به=نصيح ولم يجمع قواه نظام
وقد خبّروا أن الندامة توبة=يصلّى لها أن تتقتنى ويصام
البحتري
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:14 ص]ـ
معللتي بالوصل والموت دونه =إذا مت ظمآن فلا نزل القطر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:19 ص]ـ
رأيت العروس وأترابها = هلالا تحف به النجم
كعقد من الدر في سلكه = فرائد باهرة تنظئم
وابهى ذوات التجلي بها = على كل مشرقة مريم
عروس هي البدر في تمه = وما التم في البدر إذ تبسم
جبران خليل جبران
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:20 ص]ـ
ما لقلبي في الهوى ذنب سوى=منكم الحسن ومن عيني النظر
ابن سهل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:32 ص]ـ
ما لقلبي في الهوى ذنب سوى=منكم الحسن ومن عيني النظر
ابن سهل
رأيت ملاحا في بلاد كثيرة = يشاركن في حسن وحسنك واحد
وزادك رب العرش من زينة النهى = روائع يسبي نثرها والقصائد
جبران خليل جبران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشق المفكرة]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 02:55 ص]ـ
اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه .... فكل رداء يرتديه جميل
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 06:37 ص]ـ
لعينيك برق للعقيق تبسما = فقابله من سفح المدامع بالدما
وحي نسيما جاء من حي جيرة = هواهم على اهل الهوى قد تحتما
ظباءٌ عذارى قد خلعت بحبهم = والبست ثوبا للخلاعة معلما
لإبراهيم الأحدب:
1240 - 1308 هـ / 1824 - 1891 م
وهو إبراهيم بن علي الأحدب الطرابلسي.
شاعر أديب، ولد في طرابلس الشام، ونصب مستشاراً في الأمور الشرعية لحاكم مقاطعة الشوفين (في لبنان) سنة 1267هـ، ولما نشبت فتنة النصارى والدروز في لبنان سنة 1276 عاد إلى طرابلس، وطلب إلى بيروت سنة 1277 فجعل نائباً في المحكمة الشرعية ثم كاتباً أول فيها، وتولى تحرير جريدة (ثمرات الفنون) ثم انتخب عضواً في مجلس المعارف ببيروت، وتقلد كثيراً من الرتب السلطانية. كان سريع الخاطر ينظم القصيدة في جلسة واحدة. من تآليفه (فرائد اللآل في مجمع الأمثال - ط)، و (كشف الأرب عن سر الأدب - ط)، و (تأهيل الغريب - ط)، و (فرائد الأطواق - ط) مقامات في الأخلاق، و (تسعون مقامة - خ) على نسق مقامات الحريري، و (كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان - ط) وله نحو عشرين رواية وثلاثة دواوين شعرية أحدها (النفح المسكي - ط) ويقدر ما نظمه بثمانين ألف بيت. مات في بيروت.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:28 ص]ـ
ما مر ذكرك خاطراً في خاطري=إلا استباح الشوق هتك سرائري
إبراهيم اليازجي
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:54 ص]ـ
ما شاء ربّي أنْ يكون كانا ... والمرْء يرْدي نفسه أحيانا
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:57 ص]ـ
ركبوا بالبحار نعشا وكانت ... تحت آبائهم هي العرْش أمْس
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 05:01 م]ـ
سألت الدجى هل تعيد الحياة ............... لما أذبلته ربيع العمر
فلم تتكلم شفاه الظلام ............... ولم تترنم عذارى السحر
الشابي
ـ[الراجي علما]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 05:48 م]ـ
العلمُ قالَ اللهُ قال رسولُه ** قالَ الصحابةُ ليسَ بالتمويهِ
ما العلمُ نَصْبَك للخلافِ سفاهةً ** بين الرسولِ وبين رأي فقيهِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:05 م]ـ
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره = فلم يمت الإنسان ما حيى الذكر
أبو فراس الحمداني
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:54 م]ـ
رمت عين من تهوى بعين خلية ... وأخرى إلينا بالمودة طائع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:48 م]ـ
على أن ليس عدلا من كليب = إذا طرد اليتيم عن الجزور
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 12:39 ص]ـ
ربّاهُ شَطْر العمْر ولّى وجْههُ ... وَمَضى ضياعا ً في هوى الّلذّات ِ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 06:49 ص]ـ
تَضَمَّنَت أَدواءَ العَشيرَةِ بَينَها = وَأَنتَ عَلى أَعوادِ نَعشٍ مَقلَبِ
كَأَنَّ اِمرِءاً في الناسِ كُنتُ اِبنَ أُمِّهِ = عَلى فَلجٍ مِن بَطنِ دَجلَةَ مُطنِبِ
فَواللَهِ ما أُسقِي البَلادَ لِحُبِّها = وَلَكِنَّما أُسقيكَ حارِ بنَ تَولَبِ
للنمر بن تولب:
? - 14 هـ / ? - 635 م
وهو النمر بن تولب بن زهير بن أقيش، ينتهي نسبه إلى عوف بن وائل بن قيس بن عبد مناة.
شاعر جاهلي أدرك الإسلام وهو كبير فأسلم وعُد من الصحابة وروى حديثاً عن الرسول وكان له ولد يدعى ربيعة، وأخ يدعى الحرث بن تولب (سيد مُعظّم في قومه)، ونشأ بين قومه في بلاد نجد ثم نزلوا ما بين اليمامة وهجر.
توفي في آخر خلافة أبو بكر الصديق.
وما عرف له في المدح إلا قصيدة واحدة مدح فيها الرسول وكذلك كان هجاؤه نادراً وكان شعره صادقاً وألفاظه سهلة جميلة.
ـ[الهمام2003]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 01:29 م]ـ
بذا قضت الأيام ما بين أهلها=مصائب قوم عند قوم فوائد
للمتنبي
ـ[فصيح على خفيف]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 04:31 م]ـ
دع عنك لومي إن اللوم إغراء .... و داوني باللتي كانت هي الداء
أبو نواس
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 05:16 م]ـ
إِن طالَ يَومُكَ في الوَغى فَلَقَد تُرى = فيهِ وَيَومُ الهامِ مِنكَ طَويلُ
فَسَتَذكُرُ الخَيلُ اِنصِلاتَكَ في السُرى = وَالقَفرُ مَعروفُ الرَدى مَجهولُ
وَتُفَلَّلُ الأَحسابُ بَعدَكَ وَالنُهى = وَالبيضُ مُلسٌ ما بِهِنَّ فُلولُ
لأَبي تَمّام الطائيّ:
188 - 231 هـ / 803 - 845 م
وهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 09:20 م]ـ
لَو أَنَّ كُلَّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنا = في يَومِ ذي قارَ ما أَخطاهُمُ الشَرَفُ
لَمّا أَتَونا كَأَنَّ اللَيلَ يَقدُمُهُم = مُطَبِّقَ الأَرضَ يَغشاها بِهِم سَدَفُ
وَظُعنُنا خَلفَنا كُحلاً مَدامِعُها = أَكبادُها وُجُفٌ مِمّا تَرى تَجِفُ
الأعشى
? - 7 هـ / ? - 628 م
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير.
من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات.
كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه.
وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب).
قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره.
عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره.
مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 11:36 م]ـ
فيا وطني ان فاتني بك سابق= من الدهر فلينعم لسانك البال
فان استطع في الحشر آتك زائرا=وهيهات لي يوم القيامة اشغال
أبو العلاء المعري
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 11:44 م]ـ
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً= لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ = منَ الأرضِ فيه مسترادٌ ومطلب
النابغة الذبياني
النابِغَة الذُبياني? - 18 ق. هـ / ? - 605 م
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
كان حظياً عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمناً. ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه.
شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو. عاش عمراً طويلاً.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 11:50 م]ـ
برح الخفاء بحب من لو في الدجى= سفر اللثام لقلت يا بدر اختف
وهواه وهو أليتي وكفى به= قسما أكاد أجله كالمصحف
لو قال تيها قف على جمر الغضا=لوقفت ممتثلا ولم اتوقف
ابن الفارض
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 11:58 م]ـ
فإن يكون قد قضَى من خِلّه وطراً= فإنّني منك لمّا أقضِ أوطاري
يدني عليهنّ دفاً ريشهُ هدمٌ = و جؤجؤاً عظمه من لحمه عارِ
النابغة الذبياني
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 12:40 ص]ـ
رجعت الى نفسي بفكري لعلها= تفارق ما قد غرها وأذلها
فقلت لها يا نفس ما كنت آخذا= من الأرض لو اصبحت املك كلها؟
أبو العتاهية
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 01:39 ص]ـ
لن أستطيع ثناءَه ولوَ أنّنِي = أُعْطِيتُ في الإِطراء كلَّ لسان
ابراهيم الرياحي
ـ[فصيح على خفيف]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 08:38 ص]ـ
نعيب زماننا و العيب فينا=و ما لزماننا عيبٌ سوانا
و نهجو ذا الزمان بغير ذنبٍ=و لو نطق الزمان لنا هجانا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 08:40 ص]ـ
نَخشى السَعيرَ وَدُنيانا وَإِن عُشِقَت = مِثلُ الوَطيسِ تَلَظّى مِلؤُهُ سُعُرُ
ابن المعري
ـ[فصيح على خفيف]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:41 م]ـ
رأيت فتى من باب دارك طالعاً= فأذكرني بيتاً قديماً شجانيا
خليلي لا والله لا نترك البكا= اذا علمٌ من أرض نجد بدا ليا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:48 م]ـ
يَالَيْتَ شِعْرِيَ هَلْ يُقْضَى تَأَلُّفُنَا = وَيثْنِيَ الشَّوْقُ عَنْ غَايَاتِهَ الثَّانِي
أوْ هَلْ يَحِنُّ عَلَى نَفْسِي مُعَذِّبُهَا = أوْ هَلْ يَرِقُّ لِقَلْبِي قَلبِيَ الثَّانِي
للسان الدين بن الخطيب:
713 - 776 هـ / 1313 - 1374 م
وهو محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب.
وزير مؤرخ أديب نبيل.
كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه.
وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين.
واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبدالعزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)). وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن.
ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره.
ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة)، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 09:54 م]ـ
نَاءٍ وَلَوْ أَغْنَتْ مِنَ المُقَلِ النُّهى = مَا كَانَ عَنْهُمْ لَحْظَةً بِالنَّائِي
بالأَمْسِ فِيهِ العَينُ تَحسُدُ قَلْبَهَا = وَاليَومَ يَلتَقِيَانِ فِي نَعْمَاءِ
خليل مطران
شاعر القطرين خليل مطران 1873 – 1949 م لبناني ولد في بعلبك قرر بعد عودته من باريس أن يعيش في مصر وهناك أصدر جريدة ولمع اسمه حتى سمي شاعر القطرين ثم شاعر الأقطار العربية.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 10:58 م]ـ
أنا بن جلا وطلاع الثنايا = متى أضع العمامة تعرفوني
الحجاج بن يوسف الثقفي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 11:07 م]ـ
أنا بن جلا وطلاع الثنايا= متى أضع العمامة تعرفوني
الحجاج بن يوسف الثقفي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
أنا بن جلا وطلاع الثنايا= متى أضع العمامة تعرفوني
سحيم بن الرياحي
نسألها ما فعلت قطانها=مذ باينوها ارتبعوا أي الحشا
هيهات أقوت لا مبين عنهم= لمحتف بشأنهم غير الصدى
أبو مسلم البهلاني
ـ[فصيح على خفيف]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 03:34 م]ـ
أحب من الأسماء ما شابه أسمها = و وافقه أو كان منه دانيا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة = و قد عشت دهراً لا أعد اللياليا
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 03:43 م]ـ
يا ربّ يوم أتت بشراه مقبلة=ثم استحالت بصوت النعي بشراه
لا تحقرن من المعروف اصغره=أحسن فعاقبة الإحسان حسناه
أبو العتاهية
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 07:52 م]ـ
هو الكون حي يحب الحياة = ويحتقر الميت المندثر
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 09:13 م]ـ
رمى حشاي ويا شوقي إلى الرّامي ... لحظ برامة ٍ مِنْ ألحاظ آرام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 10:26 م]ـ
مجد الشآم أعدته فأعيدا = ورددت رونقه القديم جديدا
كيف الأصيل من الجلال وفوقه = صرح أثيل للمفاخر شيدا
جبران خليل جبران
جبران خليل جبران 1300 - 1349 هـ / 1883 - 1931 م جبران بن خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني اللبناني. نابغة الكتاب المعاصرين في المهجر الأمريكي، وأوسعهم خيالاً أصله من دمشق، نزح أحد أجداده إلى بعلبك ثم إلى قرية بشعلا في لبنان وانتقل جده يوسف جبران إلى قرية (بشري)، وفيها ولد جبران. تعلم ببيروت وأقام أشهراً بباريس، ورحل إلى الولايات المتحدة سنة 1895 مع بعض أقاربه. ثم عاد إلى بيروت فتثقف بالعربية أربع سنوات، وسافر إلى باريس سنة 1908، فمكث ثلاث سنوات حاز في آخرها إجازة الفنون في التصوير وتوجه إلى أمريكا فأقام في نيويورك إلى أن توفي ونقل رفاته إلى مسقط رأسه في لبنان. امتاز بسعة خياله وعمق تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. له: (دمعه وابتسامة - ط)، (عرائس المروج - ط)، (الأجنحة المتكسرة - ط)، (العواصف - ط)، (المواكب - ط)، (النبي - ط).
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 10:55 م]ـ
دَمعٌ مَزائِدُ قَطرِهِ لا تَجمَدُ=أَنّى وَنارُ صَبابَتي لا تَخمَدُ
دامَ البُعادُ فَلا أَزالُ مُكابِداً=دَمعاً يَذوبُ وَزَفرَةً تَتَوَقَّدُ
صفي الدين الحلي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 11:11 م]ـ
دَنَوتُم فَزادَ الشَوقُ عَمّا عَهِدتُه = وَزِدتُ لِقُربِ الدارِ كَرباً عَلى كَربِ
وَكُنتُ أَظُنُّ الشَوقَ في البُعدِ وَحدَه = وَلَم أَدرِ أَنَّ الشَوقَ في البُعدِ وَالقُربِ
صفي الدين الحلي
صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي 675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر)، و (العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و (الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 05:26 ص]ـ
بِالنصل أَقرَعُ بابَ النَصرِ لا بِفَمِي = النَصرُ مفتاحُهُ وَالشعرُ مِغلاقُ
أَجُوبُ كُلَّ بِلادٍ زانَها كَلِمِي = كَأَنَّما زُيِّنَت بِالحَليِ أَعناقُ
لابن حبيش:
? - 686 هـ / ? - 1287 م
وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن حبيش.
أصله أندلسي من مرسية وبها نشأ.
وتجول ببلاد الأندلس ثم انتقل إلى بجاية ثم إلى تونس التي استقر بها واتصل برجال الدولة الحفصية وبها كانت وفاته.
كان شاعراً مجيداً وغلب عليه في المدة الأخيرة من حياته الزهديات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 12:25 م]ـ
قالوا الهوى والحُبّ هل تعنو لهُ ... أمْ أنت في أرض الهوى متجلّدُ
قلْتُ المحبة للذي جلبَ الهُدى ... فحبيب قلبي في الحياة (مُحَمَّدُ)
صلّى الله عليه وسلّم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 12:12 ص]ـ
دم للخليل بوده= ما خير ود لا يدوم
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 12:43 ص]ـ
ما للنوى ذنبٌ، ومن أهوى معي= إن غاب عن إنسان عيني، فهو فيْ
ابن الفارض
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 03:29 ص]ـ
فعادى عداء بين ثور ونعجة =دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 03:55 ص]ـ
لا تَرى عَينُ المُبينِ بِهِ = ما خَلا الآجالَ مِن بَقرِه
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 03:12 م]ـ
رآك سديد الرأي والرمح في الوغى=تأزر بالإقدام فيه وترتدي
وليس يجلي الكرب رمح مسدّد=إذا هو لم يؤنس برأي مسدّد
أبو تمام
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 03:14 م]ـ
رآك سديد الرأي والرمح في الوغى=تأزر بالإقدام فيه وترتدي
وليس يجلي الكرب رمح مسدّد=إذا هو لم يؤنس برأي مسدّد
أبو تمام
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 08:58 م]ـ
داوِ المُتَيَّمَ داوِهِ = مِن قَبلِ أَن يَجِدَ الدَوا
إِنَّ النَواصِحَ كُلَّهُم = قالوا بِتَبديلِ الهَوا
أحمد شوقي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:10 م]ـ
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً = وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ = وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
حافظ إبراهيم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:15 م]ـ
تالله ما الدعوات تهزم بالأذى = أبدا وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي= بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة= أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي= ربي وربي ناصري ومعيني
http://img242.imageshack.us/img242/7185/mnwa15wl2.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:27 م]ـ
http://img228.imageshack.us/img228/6614/igjgmzfhgoaqtz5fmvymgd7.gif
http://img85.imageshack.us/img85/8106/tajmeel1yh6.gif
لقد اشتقت إليك كثيرا أخي رعد
http://img85.imageshack.us/img85/8106/tajmeel1yh6.gif
http://img228.imageshack.us/img228/4892/mtzxluwndzgxeznynnyadu4.gif
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:41 م]ـ
http://img228.imageshack.us/img228/6614/igjgmzfhgoaqtz5fmvymgd7.gif
http://img85.imageshack.us/img85/8106/tajmeel1yh6.gif
لقد اشتقت إليك كثيرا أخي رعد
http://img85.imageshack.us/img85/8106/tajmeel1yh6.gif
http://img228.imageshack.us/img228/4892/mtzxluwndzgxeznynnyadu4.gif
والله أعلم كم أنا مشتاق لك ولمشاركاتك أيها " الليث " ..
بارك الله فيك وجزاك الخير كله , ,,
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 10:29 م]ـ
نصرنا أخانا من ضعيفٍ وظالم=وقول (قريْط) كم يعيب زمانيا
وقفت على تلك الطلول مسائلا=عن الأهل والأجداد من كان ثاويا
وأين سيوف ورّثوها لغيرنا=فأصبحت الكَرّات ما بات ماضيا
وكنت أظن الشبل يتبع ضيغما=ويملك أنيابا يكشِّر لاويا
أسائل عن بغداد أين رشيدها=وأين حضارات غدون خواليا
"حسن إبراهيم الأفندي"
شاعر من السودان
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
يا ساكن القلب لا تنظر إلى سكني=واربح فؤادك واحذر فتنة الدعج
تبارك الله ما أحلى شمائله=فكم أماتت وأحيت فيه من مهج
ابن الفارض
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:56 م]ـ
جاورت أعدائي وجاور ربه ** شتان بين جواره وجواري
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:35 ص]ـ
رَعى اللَهُ مَن فارَقتُ يَومَ فِراقِهِم = حُشاشَةَ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
وَمَن ظَعَنَت رَوحي وَقَد سارَ ظَعنُهُم = فَلَم أَدرِ أَيُّ الظاعِنينَ أُشَيّعُ
صفي الدين الحلي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:52 ص]ـ
عذّب بما شئت غير البعد عنك تجد=أوفى محب بما يرضيك مبتهج
ابن الفارض
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 02:46 ص]ـ
جَنَّ الظَلامُ فَمُذ بَدا مُبتَسِّماً = لاحَ الهُدى وَتَجَلَّتِ الظَلماءُ
وَهَدَت مُحِبّاً ظَلَّ في لَيلِ الجَفا = لَمّا هَدا وَاِمتَدَّتِ الآناءُ
صفي الدين الحلي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 07:00 ص]ـ
اذا ما أعدم النجد ... ستبقى أمهم تلد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 03:12 م]ـ
دعوتك للود الذي جنباته = تداعت مبانيها وهمت بأن تهي
وقلت لعهد الوصل والقرب بعدما = تناءى أأسلو عن حياتي وأنتهي
لسان الدين بن الخطيب
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:20 م]ـ
هوى طل مابين الطلول دمي فمن=جفوني جرى بالسفح من سفحه وبل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:43 م]ـ
لَمْ ألْقَ ذا شجن ٍ يبوحُ بهِ ... إلا ّحسبْتك ذلك المحْبوبا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:49 م]ـ
بيضاء تسحب من قيام شعرها = وتغيب فيه وهو وجه أسحم
فكأنها فيه نهار ساطع = وكأنه ليل عليها مظلم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 07:20 م]ـ
من يهتَدي في الْفعلِ ما لا يهتدي ... في القَولِ حتى يفعلَ الشعراءُ(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
ـ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ــــــــ[ Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.] ـ
Database Error
Database error
The database has encountered a problem.
Please try the following: Load the page again by clicking the Refresh button in your web browser. Open the www.alfaseeh.com home page, then try to open another page. Click the Back button to try another link.
The www.alfaseeh.com forum technical staff have been notified of the error, though you may contact them if the problem persists.
We apologise for any inconvenience.(/)
أدب المدرسة الواقعية
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 05:08 ص]ـ
أسرف الابتداعيون في مذهبهم الذاتي إسرافا شديدا وجنحوا إلى صبغ أدبهم وشعرهم بصبغة من الحزن والكآبة والهروب من الواقع , والحياة مع الطبيعة والتصوّف , حتى سمي هذا الغلو في الابتداع " مثالية ". ولكن النفس الإنسانية تكره الحياة مع الآلام والأوهام والخيالات والشرود والأشجان المتصلة , فكان لابد أن تظهر جماعة من الأدباء والشعراء يدعون إلى مذهب جديد , يصحّح دعوة الابتداعيين الممعنة في ذاتيتها وأصالتها وبُعدها عن الحياة , ولجوئها إلى الخيال .. وقد حدث هذا فعلاً , فقامت جماعة تدعو إلى الاتصال بالحياة كما هي لا كما يحب أن تكون عليه , وتنادي بمشاركة الأدب والشعر للمجتمع مشاركة صحيحة فعّالة , مع قوة الملاحظة ومعرفة الجزئيات التي تؤدي إلى الكليات , ومع الإيمان بالتجربة والاتكاء على الحس، وتناول الأحداث الصحيحة أو الممكنة , ووصف الأشخاص والبيئات والزمان والمكان وتصوير كل ذلك تصويرا يجيء طبق الواقع المشاهد مع البراعة في تصوير الحقيقة وواقع الحياة , ومع العناية باللفظ والصيغة والصورة. وذاع هذا المذهب الواقعى أكثر ماذاع في القصة والتمثيليات.
والواقعية أنواع:
واقعية مظهرية تهتم بمظاهر الحياة المادية , وتعرض الإنسان مخلوقاً يتأثّر بالبيئة ويتجاوب معها.
وواقعية محولة تعرض الحياة عرضاً مادياً , وغايتها الوصول إلى تغييرات، كما كان يجري في أدب " مكسيم جوركي ".
وواقعية شاملة , تتناول الواقع أو شريحة من الواقع , وتتناول حقيقة من الواقع لا حقيقة مطلقة، بل جزءاً من الحقيقة وقعت للناس في المجتمع , ولها شكلها الجديد في اختيار الواقع بدون تفصيل ممل. ولها نظامها في العقيدة , فهي تهتم بالنواحي الاجتماعية , وتتناول الحياة الخارجة والباطنة بنظرة واقعية , كما كان يفعل " أجنازيو سيلوني " فهي لا تأتي بعقدة عجيبة بل عقدتها تؤكّد أن هذه هي الحياة، فإذا كان وجه الحياة شائهاً أو قبيحاً أو ذميماً - توجّهت إلى ترقيقه – أي أنها تجهر في فنية بالمضمون التقدمي.
وقد وجه النقد الأدب إلى هذه الواقعية، فظهرت بعض أعمال قليلة في القصة القصيرة , وفي الرواية , والمسرحية المعاصرة، متأثرة بهذا الاتجاه , من مثل بعض قصص يوسف إدريس القصيرة , و" أرض النفاق " ليوسف سباعي , ورواية " الفلاح " الجديدة للشرقاوي , ومن مثل مسرحية " طريق السلامة " لسعد الدين وهبة، وغيرها من الآثار الأدبية الواقعية.
وساير الشعر هذا الاتجاه الواقعي، فكان من الشعراء محمد كمال عبدالحليم في ديوانه " إصرار " , ومحمود حسن إسماعيل في ديوانه " لابد " , وبعض القصائد في ديوان كيلاني سند " عندما تسقط الأمطار " , وبعض قصائد أمل دنقل , وقصائد محمد إبراهيم أبو سنة في ديوانه " قلبي وغازلة الثوب الأزرق " , وغيرها من القصائد , كما كتبت بعض الدراسات في هذه الناحية من مثل دراسات غالى شكري , وعباس خضر في كتابه " الواقعية ". وقد احتضن هذا الاتجاه الشعر الحر , وبرز فيه شعراء عديدون منهم: كمال نشأت , وعبده الصبور في ديوانه الأوّل " الناس في بلادي " , وهو من أهم دواوينه. وقد أسهم بعض النقاد في نقد الأدب الواقعي وتقويمه , ونذكر على سبيل المثال , كتاب " في الأدب المصري " للدكتور عبدالقادر القط , وكتاب " شعر اليوم " الصادر في عام 1957 للناقد الأستاذ مصطفى السحرتي.
والواقعية لا ينفك أدبها يلازم المجتمع وحياته في مشكلاتهما وأحداثهما , دون أن يعير غير ذلك من مسائل الفن اهتماماً، والواقعيون على طرفي نقيض مع الأدباء المثاليين الذين يجرّدون الحياة من جميع عيوبها؛ ويعملون على عرض أحسن الصور لها.
والأدب الواقعي ذاتي في أغلبه، لأنه من معين ذاتي أو من تجربة خاصة , وكثيرا مايجنح إلى ماهو شاذ في الحياة وإلى العامية. ويقول أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الواقعيون يرون البلاغة في تصوير الطبيعة على الواقع المحسوس , وتفسير غوامضها على المعنى الحق , والواقع يكون خيرا كما يكون شرا , والمعنى يكون حسنا كما يكون قبيحا , ولكنهم يجعلون بالهم إلى دقائق الحياة المبتذلة القبيحة أكثر مما يجعلونه إلى دقائقها المصونة الجميلة , لاعتقادهم أن الشر في الناس هو الأصل , وأن القبح في الطبيعة هو الجوهر.
فالواقعية تلاحظ الطبيعة وتنقلها نقلا موضوعيا محايدا أمينا لا تدخل الفنان بشعوره الشخصي فيه , ولا تحفل بإظهار السمات الجمالية به , ولا تقصد إلى استنباط المغزى.
وربما كان الخلاف بين الواقعية العربية والواقعية الأوربية , أو بين الواقعية المتطرفة والواقعية المعتدلة، أن من الواقعيين العرب من يريد أن يهبط باللغة والأسلوب إلى مستوى الأميين فيكتب لهم بالعامية ويدني المعاني من أفهامهم بتجريد الأسلوب من خصائصه البلاغية وسماته الجمالية حتى لا يكون الأدب في ذاته غاية يصفو به الذوق وتسمو به الروح وتجمّل به الحياة.
والمذهب الواقعي الإجتماعي في النقد يحارب نظرية " الفن للفن " التي أشاعت مذهب النقد الفردي في الأدب الأوربي , وهو " الذي يبحث عن الشاعر في الشاعر نفسه ولا يرتضي أن يبذل جهدا كبيرا في وصف بيئته، والإلمام بأحوال عصره , وإنما يكتفي بأن يمر بها لماما , وأن يعرضها عرضاً سريعاً ".
ويرى توفيق الحكيم أن الفن ليس من الضروري أن يكون له غاية إجتماعية أو سياسية أو دينية أو غير ذلك. وإنما هدفه الأول أن يكون فنًّا جميلاً فحسب، فليس على الأديب أن يكرّس حياته وفنّه لخدمة الحياة والناس , وللتوجيه الوطني أو القومي أو الإنساني، وإنما عليه أن ينشىء في الفن، مجرّداً عن كل غاية. ويذهب أحمدأمين إلى نظرية " الفن للحياة " فيرى أن العمل الفني لا قيمة له إذا لم يكن مستمدًّا من الحياة , ولم تكن غايته خدمتها.
فالمذهب الواقعي أو الاجتماعي يرى أن الأدب والفن ليس مما تجود به قرائح الأفراد، وإنما مصدره الجماعة وروح الشعب , فهو ثمرة إحساسها ونتيجة تفكيرها.
وكان اليونانيون القدماء يرون للشعر وظيفة , وكانت تلك الوظيفة هي التعليم. ويقول هوراس: " غاية الشعراء إما الإفادة أو الإمتاع , أو إثارة اللذة وشرح عبر الحياة في آن واحد ". ولقد هاجم أفلاطون الشعراء في عصره , وكان هذا الهجوم خروجاً على النظرة اليونانية القديمة التي كانت ترى في الشعر منبعاً للتعليم. ورأى أنه يجب أن يكون الصدق لا اللذة رائدًا للشعر , والمحكى أن يكون جميلاً وإن شئت فقل خيراً.
إن الصراع بين المذهب الفردي، والمذهب الواقعي الاجتماعي في النقد قديم!
من أنصار المذهب الواقعي جماعة من روّاد أدبنا الحديث، وقد دعا بعضهم إلى الإنسانية والعالمية في الأدب , ومنهم أبو شادي الذي يقول في اللاجئين العرب:
خرس فمن عن ويلهم يتكلّم؟ =ومعذبون لهم تقام جهنم
جنت السياسة مثلما جنت الوغى=والظالمون الغاشمون عليهم
وتشرّدوا لا يملكون وجودهم=لو كان يمتلك الوجود المبهم
ضاعت معاقلهم , وضاعت قبلها=أمم , وهان معزز ومنعم
ليس المقام مقام لوم شامل=ولعل أول مَنْ يُلامُ اللُّوَّمُ
والناس .. ماللناس لم يتأثروا؟ =والأهل .. ماللأهل لم يتندّموا
وإذا قرأنا رأي " نيتشه " الفيلسوف الألماني: " رسالة الكاتب هي الكشف للناس عن الحقيقة بلهجة العصر الذي يبعث فيه " لم يفتنا أن نفهم الحقيقة التي يرديها نيتشه هي الحقيقة التي تملأ الحياة قوّة ووجوداً وشعوراً بالسيادة , فهي حقيقة الوجود الكامل، وبذلك يتسنّى لنا أن نرد رأي نيتشه إلى تأييد غالب الرأي الواقعى في الأدب والنقد .. وحول المذهب الواقعي يدور هيكل في تعريفه الأدب بأنه " فن جميل، غايته تبليغ الناس رسالة ما فى الحياة والوجود من حق وجمال , بواسطة الكلام , والأديب هو الذي يؤدي هذه الرسالة ".
ويتردّد شعر أبي شادي، والزهاوي , وعمر أبي ريشة , ومحمود أبو الوفا، بين الرومانتيكية والواقعية , فنرى في شعرهم ألواناً من الشعر القومي والوطني والاجتماعي , وتصوير الحياة العاملة، حياة الصانع والفلاح , ووصفاً لمشاعر المجتمع وعواطفه وحياته، ومن الشعراء الناهجين منهج الواقعية: رئيف خوري , وبدوى الجبل , ومحمد مهدي الجواهري , وعبدالوهاب البيّاتي، وغيرهم.
وقصيدة أبي شادي " هاتى المش " - وهي على لسان فلاح مستعبد في الأقطار المتخلّفة يخاطب ابنته، وقد بلغ منه اليأس كل مبلغ – مثال للأدب الواقعي:
غلب الجوع فهاتى المش هاتي! =لا تقولي اللحم- إنْ أصبر- سياتي
سادتي أولى به، مذ نهبوا=كل حق لي وعاثوا بحياتي
لا تقولي الدود قد أفسده= إنما الدود - وإن يحقر – لداتي
حقه العيش كحقي، ماله= أي ذنب غير ذنبي أو أذاةِ
مدحوني مثلما قد لعنوا=قد تساوى المدح واللعن لذاتي
هذه الأمراض لم تترك سوى = رمق داسته أقدام الجُناةِ
أتراني في غد مسترجعاً=قوتي أو طارحاً عني أناتي؟
ليتني حتى تدوي صرختي =ويجازي كل مأفون وعاتِ
أسرعي! فالوقت قاس ٍ صارمٌ=إن وقت العبد من وقت العُتاةِ
أسرعي! لا تحلمي واهمة=واتركيني في همومي يا فتاتي
ربما تثمر يوماً حنظلاً = بل سموماً للشياطين الطغاةِ
كم نبات دِيسَ بالأقدام لم=يقبل الدوس حقيراً فى النباتِ
ومضى مستشرياً يقضي على=شامخ الأشجار , فذاً فى العصاةِ
هذه حالي وذي فلسفتي=وكفاحي بين صبر وصلاةِ
إن يكن جهلي وفقري حجة=لاضطهادي، فأمر الثأر آتِ!
::::
دمتم في حفظ الله ورعايته.(/)
أبو ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه
ـ[نزار جابر]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 02:12 م]ـ
قال أبو ذؤيب في رثاء أبنائه الأربعة الذين ماتوا في عام واحد:
قال أبو ذؤيب الهذلي يرثي بنيه وكانوا خمسة أصيبوا في عام واحد:
أمن المنون وريبه تتوجع=والدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شاحبا=منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
فأجبتها أن ما لجسمي أنه=أودى بني من البلاد فودعوا
أودى بني وأعقبوني غصةً=بعد الرقاد وعبرة لاتقلع
سبقوا هواي وأعنقوا لهواهمُ=فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهمُ بعيشٍ ناصبٍ=وإخال أني لاحق ٌ مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهمُ=فإذا المنية أقبلت لاتدفع
وإذا المنية أنشبت ظفارها=ألفيت كل تميمةٍ لاتنفع
فالعين بعدهمُ كأن حداقها=سملت يشوك فآي عور تدمع؟
حتى كأني للحوادث مروة=بصفا المشرف كل يوم تقرع
لابد من تلف مقيم فانتظر=أرض قومك أم بأخرى المصرع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة=ولسوف يولع بالبكا من يفجع
وليأتين عليك يوم مرة=يبكى عليك مقنعا لاتسمع
وتجلدي للشامتين أريهمُ=أني بريب الدهر لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغبتها=فإذا ترد إلى قليل تقنع
كم من جميع الشمل ملتئمي الهوى=باتوا بعيش ناعم فتصدعوا
فلئن بهم فجع الزمان وريبه=إني بأهل مودتي لمفجع
والدهر لايبقى على حدثانه=في رأس شاهقة أعز ممنع(/)
ابي منكم مساعدة
ـ[الرجل الخفي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 04:55 م]ـ
اضبط النص التالي (تشكيل)
بكرت تخوفني الحُتوف كأنني
أصبحت عن غَرَض الحُتوف بمعزل
فأجبتها إن المنيَّة منهل
لا بد أن أسْقى بكأس المنهل
فاقْنَي حياءك لا أبا لك واعلَمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقْتل
إن المنية لو تمثل مُثلت
مثلِي إذا نَزلوا بضنْك المنزِل
والخيل ساهمة الوجوه كأنما
تُسقى فوارسها نقيع الحنظل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:05 م]ـ
بَكَرَتْ تُخَوِّفُنِي الحُتَوفَ كَأَنَّني = أَصْبَحتُ عَنْ غَرَضِ الحُتوفِ بِمَعزِلِِ
فأجَبْتُهَا إِنَّ المنيَّةَ مَنْهَلٌ = لا بُدَّ أَنْ أُسْقى بكَأْسِ المَنْهَلِ
فَاقْنَيْ حَيَاءَكِ لا أباً لََكِ واعْلََمِي = أنِّي امرُؤٌ سَأمُوتُ إنْ لَمْ أُقْتَلِ
إنّ المنيَّةَ لَوْ تُصَوَّرُ صُوِّرَت = مِثْلي، إذا نزلُوا بضَنْكِ الْمَنْزِلِ
وَالخَيلُ ساهِمَةُ الوُجوهِ كَأَنَّما = تُسقى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنظَلِ
ـ[الحامدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:55 م]ـ
أبي منكم مساعدة.
نرجو من الإخوة الأعضاء التزام الفصحى في كتاباتهم وعنوانات موضوعاتهم، تمشيا مع سياسة موقع الفصيح ومنهجه، جزاهم الله خيرا.(/)
شعر عن الوطن
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 07:34 م]ـ
:::
لو سمحتم أريد قصيدة لشاعر معرروف كأحمد شوقي حافظ ابراهيم اوغيرهم عن الوطن ووابغى كلمه بسيطه عن الوطن
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 08:47 م]ـ
اختي العزيزة هذا موضوع أخي العزيز الهمام محمد سعد ... في حب الوطن
لعله يفي بالغرض ...
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=33787
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:49 م]ـ
شكرا وجزاك الله خيرا لكن هل يوجد بيت شعري للاحمد شوقي عن الوطن
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:22 م]ـ
http://www.poetsgate.com/poem.php?action=poet&id=106
ـ[مُسلم]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:32 م]ـ
اعتقد ان اعظم ما قال شوقي عن الوطن قصيدة غربة وحنين التى ندرسها الان:
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي = اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ = صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت = سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها = أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي
كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ = رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي
مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت = أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ
راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ = كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ
يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ = ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو = حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا = في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ = بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا = كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ = نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ = ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني = شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي = هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً = نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ = مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً = قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ = بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ
قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت = مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي = هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي
اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ = الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ = بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى = لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي
أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ = وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً = وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو = نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها = أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ = حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي
وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا = أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ = سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي
لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً = وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ = لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى = وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي
يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ = فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً = طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ = أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً = وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما = بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ = بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ = لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت = خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا = وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ = أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي
سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها = نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي = كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى = وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي = وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر = بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ = وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ
وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو = نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ
لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ = لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي
يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ = وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي
قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت = تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي
غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت = لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ
رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها = فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في = ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ
ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ = لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ
وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً = فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ
قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً = حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ
وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا = صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ
يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ = وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ
سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ = وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ
وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ = وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ = جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ
أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ = صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ
بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى = بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ
مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ = وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي
وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ = أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ
فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها = ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ
وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ = واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ
وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي = نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ
وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ = يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ
مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ = لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ
وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا = وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ
صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر = بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ
مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال = دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ
كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً = لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ
حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح = مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ
جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى = فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ
سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً = قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي
مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم = راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ
هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت = سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ
عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها = وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ
وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ = لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ
لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا = ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ
نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ = مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ
وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ = كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ
وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني = وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ
وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً = مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ
لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا = يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ
مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ = كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ
تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً = يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ
آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت = بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ
فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ = بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ
وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ = باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ
خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ = عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ
رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت = تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ
رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ = لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى = لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ
وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ = وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ
يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً = وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ
مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في = ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ
لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها = غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ
كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً = وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي
هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ = بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي
مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ = وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ
حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ = مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما = ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي(/)
الشاعر يشكو "جند العجائز"!
ـ[الحامدي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:45 م]ـ
الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا الشنقيطي أحد الشعراء الكبار في القطر الشنقيطي، وهومن القرن الثالث عشر الهجري.
وأبوه أحد رؤساء البلد في زمانه.
وحدث مرة أن تزوج الشاعر على امرأته التي هي بنت عمه،
فشكت زوجه ذلك إلى أمه، مما أغضبها؛ فخرجت ومعها عجائز الحي فدخلن عليه، وهو مع عروسه الجديدة،
ولم يزلن يلححن عليه في تطليق عروسه، ولم يستنكفن عن ضربه حتى نزل عند رغبتهن فطلق عروسه.
وكتب أبياتا شكا فيها إلى أبيه ما ناله من الأذى من "جند العجائز":
أمن فعل أمر في الشريعة جائز = يروم اهتضامي بينكم كل عاجز؟
وكان بكم جند البغاة يهابني = فصال علي اليوم جند العجائز
فصرت كأني قد أتيت ببدعة = وفاحشة من نحو فعلة ماعز
فلو أن أرضي ذات معز رجمنني = ولكنها ليست بذات أماعز
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 09:37 م]ـ
موضوع جميل أخي الحامدي
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 09:52 م]ـ
طريف-يا شيخنا- طرافة موضوعاتك دائما. ونرجو منك المزيد من طرف الشناقطة وملحهم التي لا تكاد تنتهي.
أليس هذا هو طلاق المكره؟ وعليه طلاق هذه المسكينة غير واقع؟!(/)
هل القِصَر في الرجال عيب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:54 م]ـ
? أبو إسحاق الحصري القيرواني في ((زهر الآداب)):
وكان ((كثيرٌ)) قصيراً دميماً، ولذلك قال:
فإن أك معروق العظام فإنني =إذا ما وزنت القوم بالقوم وازنُ
ودخل كثير على عبدالملك بن مروان في أول خلافته فقال: أنت كُثَيِّرٌ؟ فقال: نعم، فاقتحمه وقال: ((تسمع بالمَعيديّ لا أن تراه)) فقال: يا أمير المؤمنين؟ كل إنسان عند محلّه رحْبِ الفِناء، شامخ البناء، عالي السَّناء، وأنشد يقول:
ترى الرجل النحيف فتزدريه =وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطير إذا تراه=فيخلف ظنَّك الرجل الطرير
بغاث الطير أطولها رقاباً =ولم تطُل البُزاة ولا الصقور
خَشاش الطير أكثرها فراخاً =وأم الباز مقلاةٌ نَزور
ضعاف الأُسْد أكثرها زئيراً =وأصرمها اللواتي لا تزير
وقد عظُم البعير بغير لُبّ =فلم يستغنِ بالعِظم البعير
يُنوَّخُ ثم يُضرب بالهراوَى =فلا عُرفٌ لديه ولا نكير
يقوِّده الصبي بكل أرض=ويصرعه على الجنب الصغير
فما عِظم الرجال لهم بزينٍ =ولكن زينهم حسب وخِير
فقال: قاتله الله! ما أطول لسانه، وأمد عنانه، وأوسع جنانه، إني لأحسبه كما وصف نفسه.
ـ[الهمام2003]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 07:51 م]ـ
كذلك الشاعر المخضرم جرول بن أوس العبسي الملقب بالحطيئة وذلك بسبب قصره.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 12:38 ص]ـ
قال رجل كان قصيرا:
فإلا يكن عظمي طويلا فإنني=له بالخصال الصالحات طويل
وقال آخر في مثله:
فإن أك قصدا في الرجال فإنني=إذا حل أمر ساحتي لجسيم
وقال آخر:
ولما التقى الصفان واختلف القنا=نهالا وأسباب المنايا نهالها
تبين لي أن القماءة ذلة=وأن أشداء الرجال طوالها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 12:45 م]ـ
وقال آخر في مثله:
فإن أك قصدا في الرجال فإننيإذا حل أمر ساحتي لجسيم
هذه رواية البيت في (التذكرة الحمدونية)
وكان كثير قصيرا لا يبلغ ضروع الإبل، فقال له جرير: أي رجل أنت لولا دمامتك؟ فال كثير: من الطويل
إن أك قصدا في الرجال فإنني =إذا حل أمر ساحتي لطويل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 02:22 ص]ـ
قال الاخفش:
إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ ال = رِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ
ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ = طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ
يقول لها: لا تعيبيني بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم أَقاصِرُهم.:)(/)
غربة النساء
ـ[لجين عبدالله]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 04:30 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله ..
لدي بحث عن الغربة في شعر النساء
وللأسف لا اعرف من المغتربات إلا ميسون والخنساء
فهلا ساعدتموني لأبدأ بحثي
والمطلوب أي غربة مرت بها النساء غربة روحية أو جسمية أو فكرية ..
وشكرا لكم
ـ[لجين عبدالله]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:17 م]ـ
بوركتم لو لمح من برق
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:43 ص]ـ
بسم الله
هن كثر في الشعر الأندلسي، فالرجاء مراجعة الكتب التي تتحدث عن الأدب الأندلسي.
ومن أبرزهن الجارية العجفاء.
ـ[لجين عبدالله]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:36 م]ـ
جزيت الخير , ووقيت الشر.
أيضا مازلت أحتاج المزيد.
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 01:16 م]ـ
وفقك الله و لا مانع إن حضرتني إحداهن أن أزودك بها.(/)
جفون العذارى من خلال البراقع
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 06:22 م]ـ
جفون العذارى من خلال البراقع * أحد من البيض الرقاق القواطع
إذا جردت ذل الشجاع وأصبحت * محاجره قرحى بفيض المدامع
سقى الله عمي من يد الموت جرعة * وشلت يداه بعد قطع الأصابع
كما قاد مثلي بالمحال إلى الردى * وعلق آمالي بذيل المطامع
لقد ودعتني عبلة يوم بينها * وداع يقين أنني غير راجع
وناحت وقالت كيف تصبح بعدنا * إذا غبت عنا في القفار الشواسع
وحقك لا حاولت في الدهر سلوة * ولا غيرتني عن هواك مطامعي
فكن واثقا مني بحسن مودة * وعش ناعما في غبطة غير جازع
فقلت لها يا عبل إني مسافر * ولو عرضت دوني حدود القواطع
خلقنا لهذا الحب من قبل يومنا* فما يدخل التفنيد فيه مسامعي
لمن الأبيات؟ يا أهل المكرمات؟ يبدو انها لعنترة، ولكن لم أجدها في ديوانه. فهل من كريم يدلني على شاعرها ومصدرها وجميع خبرها؟ وله مني الشكر أجزله.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 06:48 م]ـ
نعم هي كما بدت لك أخي العزيز لعنترة
"كما جاء في الموسوعة الشعرية"
ـ[فارس]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 03:53 ص]ـ
هي لعنترة .. وجدتها عندي في ديوانه .. و أبياتها 23 بيتا.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 03:53 ص]ـ
جفون العذارى من خلال البراقع = أحدُّ من البيضِ الرقاق القواطع
إذا جردتْ ذلَّ الشجاعُ وأصبحتْ = محاجرهُ قرحى بفيض المدامعِ
سقى اللهُ عمي من يد الموت جرعةً = وشلتْ يداه بعدَ قطع الأصابع
كما قاد مثلي بالمحالِ إلى الردى = وعلقَ آمالي بذيل المطامعِ
لقد ودعتني عبلةٌ يوم بينها = وداعَ يقين أنني غيرُ راجع
وناحتْ وقالت كيف تصبح بعدنا = إذا غبتَ عنا في القفار الشواسع
وحقكَ لا حاولتُ في الدهر سلوةً = ولا غيرتني عن هواك مطامعي
فكنْ واثقاً مني في الدهر سلوةً = ولا غيرتني عن هواك مطامعي
فكنْ واثقاً مني بحسن مودة = وعشْ ناعماً في غبطةٍ غير جازع
فقلتُ لها يا عبل إني مسافرٌ = ولو عرضت دوني حدودُ القواطع
خلقنا لهذا الحبِّ منْ قبل يومنا = فما يدخل التفنيدُ فيهِ مسامعي
أيا علم السعدي هل أنا راجعٌ =وانظرْ في قطريك زهرَ الأراجع
وتبصر عيني الربوتين وحاجراً = وسكان ذاك الجزع بين المراتع
وتجمعنا أرضُ الشربةِ واللوى = ونرتع في أكنافِ تلك المرابع
فيا نسماتِ البان بالله خبري = عبيلةَ عن رحلي بأي المواضع
ويا برقُ بلغها الغداةَ تحيتي = وحيِّ دياري في الحمىَ ومضاجعي
أيا صادحات الأيك إنْ متُّ فاندبي = على تربتي بين الطيور السواجع
ونوحي على منْ مات ظلماً ولم ينلْ = سوى البعدِ عن أحبابه والفجائع
ويا خيلُ فابكي فارساً كان يلتقي = صدورَ المنايا في غبار المعامع
فأمسى بعيداً في غرامٍ وذلةٍ = وقيدٍ ثقيلٍ من قيودِ التوابع
ولستُ بباكٍ إن أتتني منيتي = ولكنني أهفو فتجري مدامعي
وليس بفخرٍ وصف بأسي وشدتي = وقد شاع ذكري في جميع المجامعِ
بحقِّ الهوى لا تعذلوني وأقصروا = عن اللومْ إن اللوم ليسَ بنافع
وكيف أطيقُ الصبر عمن أحبه = وقد أضرمت نارُ الهوى في أضالعي
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 03:56 ص]ـ
و أبياتها 23 بيتا.
لكنني نقلت لكم ربعة وعشرين بيتا: D
تحياتي لكم جميعا
ـ[فارس]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 05:31 ص]ـ
فكنْ واثقاً مني في الدهر سلوةً = ولا غيرتني عن هواك مطامعي
هذا هو البيت الذي لم يذكر عندي.
ولا أراه إلا دخيلا ..
لأن صدره مكسور الوزن، وإذا حركنا ياء (مني) للضرورة فعندها سنستخدم زحافا نادرا يقبح استخدامه ..
ولأن عجز البيت هو تكرار لعجز البيت الذي قبله، وآخر صدره هو أيضا تكرار لما قبله، وأول صدره هو تكرار لما بعده ..
و لأن البيت معناه مغلوط تماما، و صدره يناقض معنى عجزه بشكل فادح.
ولأنه يقول قبل البيت (وحقك لا حاولت في الدهر سلوة) فكيف يقول بعدها (فكن واثقا مني في الدهر سلوة) فالمعنى لا أساس له من الصحة ناهيك عن ركاكة التركيب.
هو دخيل بلا شك و هو مركب من جزء من البيت الذي قبله و بعض من الذي بعده.
لكنني نقلت لكم ربعة وعشرين بيتا: D
و أنا أصر أنه 23: D
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 06:36 ص]ـ
بارك الله فيكم، أيها الكرام.
يبدو أن بيتا تكرر مخلوطا عند أبي سهيل، والخطب في ذلك سهل.
وجزاكم الله خيرا، فقد أعطيتم حتى أغنيتم، والكريم إذا أعطى أغنى.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:55 ص]ـ
بوركتم جميعا، هذه متعة والله، وهذا انتقاء رائع د. سليمان
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:39 م]ـ
أيها الكرام، هل تعرفون ما سبب دعاء عنترة على عمه بهذه العبارة القاسية في البيت الثالث؟ وما المحال الذي كلفه به؛ فقاده إلى الردى؟ هل تعرفون قصة كهذه في حياة عنترة وأخباره؟
ذكرني هذا بقصة بشر بن عوانة البدي التي شكك فيها الدكتور طه حسين كعادته في معظم الشعر العربي قبل الإسلام وبعده، وقد روي أن بشرا قال في قصته تلك قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
أ فاطمُ لو شهدتِ ببطن خبتٍ * وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
وهي ينسب أيضا إلى عمرو بن معدي كرب الزبيدي، وقد استلهمها كثير من الشعراء حتى في العصر الحديث، منهم إلياس أبو شبكة ومحمود قابادو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:45 م]ـ
بورك فيك،أخي الكريم الأستاذ الفاضل محمد سعد، والأروع منها مرورك العطر.
والقصيدة أراها مليئة بالصور الرائعة والأحاسيس والمشاعر الإنسانية العالية والقيم العربية الرفيعة. ولعل الكرام هنا يشاركون في قراءتها قراءة نقدية تجلي بعض محاسنها الكثيرة. وكذلك الأمر بالنسبة لأختها التي أشرت إليها، فهل من فاعل؟
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:55 م]ـ
لم تعجبني كلمة (قرحى) في البيت الثاني، ولو قال بدلها: (ملأى) أو حتى: (جرحى) لكان أحسن. فماذا ترون، يا نقاد الشعر ومتذوقيه؟
ـ[فارس]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 07:18 م]ـ
سماعًا: قرحى أشد وقعا من جرحى أو ملأى، و جرحى أشد وقعا من ملأى
معنىً: قرحى تحمل معنى جرحى و تحمل معنى ما بدت عليه قروح، و ملأى أغنت عنها كلمة فيض فهي إلى الحشو أقرب.
إيحاءً: قرحى تزيد على جرحى بأنها توحي بالألم مع نفور منه، في حين جرحى توحي بالألم فقط، وملأى لا توحي بشيئ بل تُنقص من معنى فيض لأن الملأَ أقل من الإفاضة.
الفاصل هنا هو السياق الذي جاء عليه البيت ..
ملأى أنسب في موضع البكاء (محاجره ملأى بفيض المدامع)
جرحى أنسب في موضع الاستعطاف و تبيان الألم (محاجره جرحى بفيض المدامع)
قرحى أنسب في موضع الاستهجان من الألم و الإنفار منه (محاجره قرحى بفيض المدامع)
فإذا نظرنا إلى سياق البيت نراه عطفَ المحاجر على ذُلِّ الشجاعِ فهو موضع استنكار لما حلّ بالشجاع لا بيانٌ للضعف فقط، و الاستنكار يناسبه (قرحى) أكثر لأن فيها الإنفار مع الألم، فكأنه يستنكر ما آل إليه الشجاع بأن يبيّن الألم الذي فيه أولا ثم ينفّر منه، والاستنكار يناسبه (قرحى) لأنها أشد وقعا من (جرحى و ملأى) و هذه الشدة تناسب معنى الاستنكار.
و مثل هذا قول الشاعر:
عَجَبا يهابُ الليثُ حدَّ سناني = و أهابُ لَحْظَ فواترِ الأجفانِ
فهو لا يتعجب فقط من مهابته فواترَ الألحاظ و إنما يستنكر على نفسه مهابتهن و هذا حال البطل الشجاع و ديدنه.
هذا والله أعلم.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 10:55 م]ـ
شكرا على هذا البيان الرائع، أخي الكريم المشاغب. وإنما كرهت منظر القروح، فهو منظر تشمئز منه النفوس، فكيف وصف به نفسه أمام محبوبته؟ مجرد إحساس شخصي، لا يعارض تحليلك الأدبي اللغوي البلاغي العميق.
وهنا سؤال سبق لعلك لم تره، أيها الكريم،أنتظر إجابتك، كتب الله أجرك.
ـ[فارس]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 02:52 م]ـ
وإنما كرهت منظر القروح، فهو منظر تشمئز منه النفوس، فكيف وصف به نفسه أمام محبوبته؟
بالضبط، كان في ذهني أن أستدرك ردي السابق بهذا لكنه سقط سهوا، فلفظة (قروح) بالفعل كما ذكرتم تشمئز لها النفوس، و هي و إن فضّلتُها على جرحى و ملأى للأسباب الآنفة، فإنها يعيبها ما تثيره في النفس من اشمئزاز مبعثه منظر القروح البغيض.
و لم تسعفني القريحة في إيجاد لفظة، تحمل معنى الألم و تستنكره و تنفّر منه في الوقت نفسه، و لكن بشكل أرقّ من (قرحى) يتلاءم مع ذكر العذارى و سحر جفونهن!
لعل أحد البلغاء الفصحاء يأتي بها!:)
ـ[أحاول أن]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:02 م]ـ
جزيتم خيرا على هذه الصفحات الماتعة ..
مما يناسب ذكر ملأى وقرحى وجرحى للعيون .. تذكرت المتنبي وكلمة "شكرى " التي أعطاها المتنبي قيمة وجمالا ونغمة رائقة رغم بُعد اللفظ عن التداول:
أيدري الربعُ أيَّ دمِ أراقا
وأيَّ قلوبِ هذا الركبِ شاقا
لنا ولأهله أبداً قلوبٌ
تلاقى في جسومٍ ما تلاقى
فليتَ هوى الأحبّةِ كان عدلاً
فحمّلَ كلَّ قلبٍ ما أطاقا
نظرتُ إليهمُ والعينُ شكرى
فصارتْ كلها للدمع ماقا
دامت عليكم هذه الذائقة الرائقة ..
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:27 ص]ـ
شكرا لك، أخي الأديب المشاغب، على الإضافة القيمة.
ما شاء الله تبارك الله، (أحاول أن) أصدق أن الأستاذة الأديبة الناقدة البصيرة مرت من هنا وأثنت وشجعت وأضافت فوائد على عادتها في كل موضوع تمر به.
إذاً لا بد من مزيد اهتمام بالموضوع،أليس كذلك،أيها الكرام؟(/)
eng.mhmd100*************
ـ[محمد اللهيبي]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:00 م]ـ
:::السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ارجو المساعده:مالفرق بين ديوان مجد الاسلام وبين الالياذه؟ ;)(/)
ساعدوني
ـ[محمد اللهيبي]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:04 م]ـ
:::السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ارجو المساعده:مالفرق بين ديوان مجد الاسلام وبين الالياذه؟ ;)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 08:12 م]ـ
مجد الإسلام لأحمد محرم: باختصار هو نظم لأحداث السيرة النبوية.
والإلياذة هي ملحمة من نظم شعراء اليونان، قد شارك فيها العديد من الشعراء كلٌ يكمل ما استطاع عليه.(/)
قالوا في مكة المكرمة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:07 م]ـ
أخذت مكة خصوصيتها الوجودية لا من كونها بقعة جغرافية من البقاع المنتشرة من أرجاء الكرة الأرضية؛ بل للمعنى التاريخي الذي استمدته من قيام البيت العتيق فوق ترابها الذي تطهّر به، وكان بين موطن البيت وبين أبي الأنبياء إبراهيم الخليل تفاعل مستمر وجاذبية وتساوق بين المكان والمعنى.
لقد بدأ التساوق بدعاء إبراهيم عليه السلام إلى ربه، أن يتمَّ على هذه البقعة الطاهرة نعمته بالأمن والسلام والاستقرار لتكون موئل الأفئدة ومهوى جوهر الإنسان.
وجاء قول الله تعالى في كتابه الكريم: وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيًّ أن نعبد الأصنام" رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم* ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون (1) إذاً؛ مكة المكرمة هي العاصمة الدينية والثقافية والاجتماعية لجميع المسلمين في كل زمان ومكان، وهي مهوى أفئدتهم، كما هي مستقر وحدتهم، ومجمع أخوتهم، "ولحكمة ما، لم تكن مكة المكرمة عاصمة سياسية لأي دولة من دولهم"، لأنها لو كانت كذلك لنسبت إلى سياستها وخصت بهم، ولأن القيمة الإيمانية أكبر وأشمل من القيمة السياسية، فقد ظلت مكة المكرمة عاصمة الإسلام بمعطياته الروحية والوجدانية كلها. إذ تعوّد المسلمون ـ منذ إشراق فجر الرسالة ـ أن يكون الحرم المكّي في موسم الحج موطناً للقاء بين العالم والمتعلم، ومكان التلقي للمعرفة والتفقيه، فقد كان رسول الله خلال حجة الوداع قائماً على التعليم والتثقيف، يُسأل فيجيب، ويتجمع حوله الناس فيبلّغ المعرفة والهداية، "إلا أن تفقيهه ذلك لم يكن ليصل إلى جميع المسلمين، فدعا الناس وهو في الخيف من منى إلى إبلاغ المعرفة وتداولها، والعمل على وصولها إلى الناس كافة، وإن المعرفة أمانة عندهم، عليهم إبلاغها لأيّ مسلم كان، وتلقيها من أيِّ مسلم كان، بشرط الصدق والإخلاص"
ومن هنا فإن مكة المكرمة ـ في موسم الحج وغيره ـ تشكّل ـ ولا تزال ـ صورة مركزة ومختصرة للعالم الإسلامي، وللمسلمين وأحوالهم بصفة عامة في شتى أنحاء العالم.
" فأحوالهم الدينية والفكرية والخلقية والاجتماعية كلها؛ تنعكس في مظاهرهم ومناسكهم ومعاملاتهم وسائر تصرفاتهم، فتعد مكة المكرمة ـ بحق ـ مرآة للمسلمين"
فقد روى الترمذي حديثاً: "قام رسول الله بالخيف من منى، فقال نَضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثم أسلمها إلى من لم يسمعها؛ فرُبَّ حاملِ فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
ولما انتقل المسلمون إلى عرفات، ألقى فيهم خطبة الوداع، التي تعدّ هي أيضاً، مثلاً للإبلاغ من الرسول المعلم إلى عامة المتلقين من المسلمين الحجيج.
وهكذا ارتبط موسم الحج من بدايات ظهوره ارتباطاً وثيقاً بالتثقيف والتعليم؛ كما ارتبط بتأصيل التعامل الاجتماعي وترتيبه. كل ذلك ينضاف إلى العبادة والسعي إلى التقرب من الله زلفى ونيل خيره وهَدْيةِ ومغفرته.
ودأب المسلمون مع ذلك منذ فجر الدعوة إلى يوم الناس هذا؛ فإذا مكة المكرمة تصبح عاصمة للثقافة الإسلامية
........................
انظر غير مأمور
[1] سورة إبراهيم، الآيات " 35 ـ 37.
([2]) مجلة التاريخ العربي، د؟ محمد السيد علي بلاسي، جامعة الأزهر، العدد (32)، خريف 1425هـ/ 2004م، ص 220.
([3]) المصدر السابق، ص 221.
([4]) مكة المكرمة في الثقافة المغربية، أحمد الرسيوني، المصدر السابق،
([5]) أثر الحج في الحياة الثقافية والاجتماعية عبر العصور، محمد الحبيب الهيلة، المصدر السابق.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:27 م]ـ
أسماء مكة ودلالاتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
جمع المعجميون واللغويون والمؤرخون ثلاثين اسماً لمكة المكرمة، ولتنوع هذه الأسماء دلالات طبيعية وروحية ووجدانية، جاءت في ثنايا الشعر العربي قديمه وحديثه حسب الغرض الذي أُبدعت لأجله القصيدة، وغالبية الأسماء انطلقت من معانٍ وصفية أو طقسية أو مكانية، وقد أثبت الأستاذ الدكتور محمد السيد علي البلاسي هذه الأسماء مع شرح لدلالاتها على ترتيب حروف المعجم، وقد أحال لمستزيد إلى كتابه (أسماء مكة والمدينة في اللسان العربي).الآمن:لتحريم القتال فيه.
المأمون:أي الآمن، وهو من الأمن.
البُرت:وهو في لغة اليمن السكر الطبرزد.
البلد:والبلد (مكة) تفخيماً لها، كالنجم للثريا، والعود للمندل.
البلدة: يقول الفيروزبادي: البلد والبلدة "مكة" شرفها الله تعالى.
بكة:على الأصح من أنها ومكة واحد، (وأرى أن بعض القبائل العربية كانت تقلب الميم باءً). أما اشتقاقه في اللغة، فيصلح أن يكون الاسم اشتق من (البَك)، وسميت ببكة لأنها تبكّ أعناق الجبابرة.
البيت الحرام: لتحريم القتال فيه.
البيت العتيق:من العتق (التحرير) والعتيق القديم. "الباحث".
الباسّة: (بالموحدة) كأنها تبسّس الملحد أي تحطمه وتهلكه.
الثنية: ذكرها العلامة السيوطي ضمن أسماء مكة المكرمة في موسوعته (الحجج الثمينة ... ).
الحرم:حرم مكة (ما أحاط بها إلى قريب من المواقيت).
الحاطمة:لحطمها الملحد.
الرأس: لأنها أشرف الأرض، كرأس الإنسان.
الرتاج: (يقول الفيروزبادي في القاموس المحيط: والرتج "محركة" الباب العظيم، بالرتاج، ككتاب، وهو الباب المغلق، وعليه باب صغير.
أم رحم:لتراحم الناس، وتواصلهم فيها.
أم زحم:من ازدحام الناس فيها.
المسجد الحرام:ذكره السيوطي في حججه ضمن أسماء مكة.
صلاح:لأن فيها صلاح الخلق أو يعمل فيها الأعمال الصالحة، وقد جاء على لسان ابن منظور في لسان العرب: " ... وصلاح من أسماء مكة، شرَّفها الله تعالى، ويجوز أن يكون من الصلح، لقوله عزّ وجل في سورة العنكبوت: (كرماً آمناً) ويجوز أن يكون من الصلاح".
طيبة:ذكره السيوطي ضمن أسماء مكة المكرمة.
العرش والعريش:بيوت مكة، لأنها كانت تكون عيداناً تنصب، ويظلل عليها، ويضيف ابن منظور قائلاً: "والعريش والعرش مكة نفسها".
العطشة: ذكره السيوطي ضمن أسماء مكة المكرمة وفي لسان العرب (العطش ضد الري ... وعَطِشَ إلى لقائه أي اشتاق).
المقدّسة والقادسة: يقول ابن منظور: (المقدس تعني المبارك، والأرض المقدسة تعني المطهرة).
القادس:من التقديس على رأي السيوطي.
أم القرى:كأن الأرض دحيت تحتها، وقيل كأنَ أهل القرى يرجعون إليها في الدين والدنيا حجاً واعتماراً وجواراً على رأس السيوطي. ويرى ابن منظور (كونها توسطت الأرض .. ) وقيل: لأنها قبلة جميع الناس يؤمونها، وقيل سميت بذلك لأنها أعظم القرى شأناً، وفي التنزيل الشريف: (وما كان ربك مهلك القرى حيث يبعث في أمرنا رسولاً "سورة القصص ـ الآية 59".
القرية:ويقول السمين الحلبي في (عمدة الحُفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ): جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم "سورة الزخرف ـ الآية 31". والقريتان في الآية هما مكة والطائف.
الكعبة:وهي من أسماء مكة على تقدير تسمية الكل بالجزء.
كُوثى: (بضم الكاف وفتح المثلثة)، باسم موضع فيها، وهي محلّة بنى عبد الدار. بينما جاءت في لسان العرب مرسومة (كوثي)، وهي أيضاً من أسماء مكة، من مادة (كَوَث).
مكة:وهو مأخوذ من تمككت العظم إذا اجتذبت ما فيه من المخ، وقيل: إنها تمكّ الذنوب أي تذهبها، وقيل لقلة مائها، وذلك لأنهم يمتكون الماء فيها، أي يستخرجونه، وقيل: سميت مكة لأنها كانت تمك من ظلم فيها وألحد، أي تهللكه. ويقول الخطيب الإسكافي في مختصر كتاب العين: سميت مكة لأنها وسط الأرض (كالمخ) الذي هو أفضل ما في العظم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:29 م]ـ
والآن نجمع الشعر الذي قيل في مكَّة أو أحد أسمائها
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:44 م]ـ
قال الجاحظ في الحيوان: "البركة والشفاء الذي يجده من شرب زمزم، وشأن الفيل والطير الأبابيل، والحجارة السجيّل وأنها لم تزل أمناً ولّقّاحاً (حرّة) لا تؤدي إتاوة، ولا تدين للملوك، ولذلك سُمي البيت العتيق، لأنه لم يزل حُراً.
يقول حرب بن أمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أبا مطر هَلُمّ إلى صلاحٍ =فتكفيك الندامى من قريشِ
فتأمنُ وسطَهمٍ وتعيش فيهمٍ =أبا مطر هُديت لخير عيشِ
وتنزل بلدة عزّت قديماً =وتأمن أن يزورك ربّ جيش
وصلاح في الأبيات (اسم) من أسماء مكة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجاحظ أبو عثمان، الحيوان عبد السلام محمد هارون، ط3،ن دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1388هـ/ 1969، 3/ 139 ـ 141،
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:20 م]ـ
وقبل الاستطراد في الموضوع لا بد من ذكر اسمائها التي وردت في القرآن الكريم:
مكة
قال تعالى: "وهُو الذي كفَّ أيديَهم عنكم وأيديَكم عنهم ببطن مكّةَ من بعد ان اظفرَكم عليهم وكانَ الله بما تعملون بصيراً" الفتح: 24
بكة
يقول تعالى: "إنَّ أولَ بيت وضِعَ للناس لَلّذي ببكةَ مباركاً وهدىً للعالمين" (آل عمران: 96)
امّ القرى
ذكر هذا الاسم لمكة في موردين من كتاب الله، حيث يقول تعالى:
"وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدّقَ الذي بين يديه ولتنذر أُمَّ القرى ومن حولها"الأنعام 92
"وكذلك أوحينا إليك قرءآناً عربياً لتنذر أمّ القرى ومن حولها. . . ."الشورى: 7
القرية
يقول تعالى: "وضرَبَ الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقُها رغَداً من كلّ مكانٍ"النخل: 112.
والقرية في لغة العرب، هي المكان الذي يجتمع فيه عدد كثير من الناس؛ لذا يقال للماء حين يجتمع بكثرة في مكانٍ واحد: "قَرِيَ الماء".
البيت الحرام
قال تعالى: حكاية على لسان خليله إِبراهيم: "ربَّنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عِندَ بيتك المحرّم"ابراهيم: 37.
البلد
البلد في اللغة هو المصدر والأَوّل والأرفع، وبذلك فالبلد هو: صدر القرى.
عبَّر القرآن عن مكة باسم " البلد" في أربع آيات
" وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا" ابراهيم: 35
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا" البقرة 126
" لا أقسم بهذا البلد* وأنت حل بهذا البلد" البلد 1
البلدة
قال تعالى: إنما أمرت أن أعبد هذه البلدة الذي حرمها " النمل: 91
البلد الأمين
قال تعالى: " وهذا البلد الأمين" التين:3
حرم آمن، حرم
يقول تعالى: "أَولم نُمكّن لهم حرماً آمناً يُجبى إليه ثمراتُ كلّ شيء".القصص: 57.
ويقول تعالى: "اولم يروا أنّا جعلنا حرماً آمناً ويتخطّفُ الناسُ من حولهم"العنكبوت: 67.
المسجد الحرام
أ: "لقد صدق الله رسولَه الرؤيا بالحق لَتدخُلُنَّ المسجدَ الحرامَ إن شاء الله آمنين محلّقين رُؤُسكم ومقصّرين. . ."الفتح: 27.
ب: "وَلا تُقاتلوهم عِندَ المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه" البقرة: 191.
ج: "ذلك لمن لم يكن أهلُه حاضري المسجد الحرام" البقرة: 196
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:31 م]ـ
هذا أمينُ اللهِ بينَ عبادهِ = و بلادهِ إنْ عدَّتِ الأمناء
هذا الَّذي عطفتْ عليهِ مكة = وشعابها والرُّكنُ والبطحاء
هذا الأغَرُّ الأزهَرُ المتألقُ الم = تَدَفِّقُ المُتَبَلِّجُ الوضّاء
فعَليهِ من سِيما النبيّ دَلالَة = وعليهِ من نورِ الإلهِ بَهاء
وَرِثَ المُقيمَ بيثرِبٍ فالمِنبرُ ال = أعْلى له والتُّرعَة ُ العَلياء
والخطبة ُ الزّهراء فيها الحكمة ال = غَرّاءُ فيها الحجّة ُ البَيضاء
للنّاس إجماعٌ على تفضيلهِ = حتى استَوَى اللُّؤماءُ والكُرَماء
ابن هانئ / من شعراء الأندلس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:38 م]ـ
يَا أهْلَ مَكّةََ إنِّي مُنْذرٌ وَغَدَا = سُوْء ُالمَآلِ لأهْل ِ الصُّمِّ والبَكَمِ
هَبَّتْ قُريْشٌ ومعها مَنْ يُحَالِفُهَا = من كلِّ فجٍّ أتوا بالنَّار والأيُمِ
هَذَا خِطَابٌ كَمَا أسموه (مُبتَدعٌ) = هُبُّوْا إليهِ بسيفٍ حاقدٍ غَلَِمِ
لا تَتْركُوهُ كَمَا قَالُوا يُذِيعُ بهِ = بَينَ القَبَائِلِ بل ردُّّوْهُ بالحَدَمِ
آهٍ حَبيبيْ رَسْولَ اللهِ كَمْ أشْقَى = لِمَا لَقِيْتَ بهِمْ مِن حُرْقَةٍ وَدَمِ
تَطْو ِي عَلَى الجُّوْعِ ِ والآلام ِمُحْتَسِبَا = وتَحْضُنُ الصَّبْرَعَوْنَا رَاضِيَ القِسَمِ
زاهية بنت البحر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:45 م]ـ
حَلَلتَ بِأَكنافِ الجَزيرَةِ عابِراً = فَأَنضَرتَ واديها وَكُنتَ لَها سَما
وَأَشرَقتَ في بَطحاءِ مَكَّةَ زائِراً = فَباتَ عَلَيكَ النيلُ يَحسُدُ زَمزَما
وَما ظَفِرَت مِن بَعدِ هارونَ أَرضُها = بِمِثلِكَ مَيمونَ النَقيبَةِ مُنعِما
وَلا أَبصَرَ الحُجّاجُ مِن بَعدِ شَخصِهِ = عَلى عَرَفاتٍ مِثلَ شَخصِكَ مُحرِما
رَمَيتَ فَسَدَّدتَ الجِمارَ فَلَم تَكُن = جِماراً عَلى إِبليسَ بَل كُنَّ أَسهُما
وَإِنَّ الَّذي تَرميهِ وَقفٌ عَلى الرَدى = وَإِن لاذَ بِالأَفلاكِ يا خَيرَ مَن رَمى
وَبَينَ الصَفا وَالمَروَةِ اِزدَدتَ عِزَّةً = بِسَعيِكَ يا عَبّاسُ لِلَّهِ مُسلِما
تُهَروِلُ لِلمَولى الكَريمِ مُعَظِّماً = وَكَم هَروَلَ الساعي إِلَيكَ وَعَظَّما
وَطُفتَ وَكَم طافَت بِسُدَّتِكَ المُنى = وَكَم أَمسَكَ الراجي بِها وَتَحَرَّما
وَلَمّا اِستَلَمتَ الرُكنَ هاجَت شُجونُهُ = فَلَو أَنَّهُ اِسطاعَ الكَلامَ تَكَلَّما
حافظ إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:50 ص]ـ
غنيت مكة
غنيت مكة أهلها الصيدا =و العيد يملؤ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سما =بيت على بيت الهدى زيدا
و علا اسم رب العالمين= على بنيانهم كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صلي لهم= أهلي هناك و طيب البيدا
من راكع و يداه أنساتاه= أليس يبقى الباب موصودا
أنا أينما صلى الأنام رأت =عيني السماء تفتحت جودا
لو رملة هتفت بمبدعها = شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي= بفمي هنا يغر تغريدا
و أعز رب الناس كلهم=بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا و تخصبها إلا=و يعطي العطر لاعودا
الأرض ربي وردة وعدت بك= أنت تقطف فإروي موعودا
و جمال وجهك لا يزال رجا= ليرجى و كل سواه مردودا
الشاعر اللبناني / سعيد عقل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:26 ص]ـ
مكة عند ياقوت الحموي
في معجم البلدان
مَكةُ: بيت الله الحرام. قال بطليموس طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة وعرضها ثلاث وعشرون درجة وقيل إحدى وعشرون تحت نقطة السرطان طالعها الثَريا بيت حياتها الثور وهي في الإقليم الثاني. أما اشتقاقها ففيه أقوإل.
قال أبو بكر بن الأنباري سميت مكة لأنها تمُك الجبارين أي تذهب نخوتهم ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم قد امتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديداً وسميت بمكة لازدحام الناس بها قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكة = فخله حتى يبك بكة ويقال مكة اسم المدينة وبكْة اسم البيت، وقال اَخرون مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك قال الشرقي بن القطاقي إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجنا حتى نأتي مكان للكعبة فنمك فيه أي نصفر صفير المكاء حول الكعبة وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها والمكاء بتشديد الكاف طائر يأوي الرياض. قال أعرابيٌ ورد الحضر فرأى مُكاءً يصيح فحن إلى بلاده فقال:
ألا آيها المكاءُ ما لك ههنا = ألاة ولا شيح فأين تبيضُ
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب = قرى الشام لا تصبح وأنت مريضُ
والمكاءُ بتخفيف الكاف والمد الصفير فكأنهم كانوا يحكون صوت المكاء ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخففاً وقال قوم سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هَبطة بمنزلة المكوك والمكوك عربي أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء.
قال الأعشى:
والمكاكي والصِحاف من الف= ضة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم قد أمتك الفصيل ما في ضرع أمه إذا مص مصاً شديداً فغلط في التأويل لا يشيه مص الفصيل الناقةَ بازدحام الناس وإنما هما قولان يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها ويقال أيضأ سميت مكة لأنها عبدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم أمتك الفصيل مخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذباَ شديداً فلم يُبق فيها شيئاً وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون سميت مكة لأنه لا يفجر بها إلآ بكت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقي روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزىَ بذي طُوى لا يراه أحد ممن مرَ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طُوىً، وقال آخرون بكة موضع البيت وما حول البيت مكة قال وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد اللهَ الفقير إليه ووجدت أنا أنها سميت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه وقيل إنها تذهب الذنوبَ أي تذهب بها كما يمُك الفصيل ضرع أمه فلا يبقى فيه شيئاَ وقيل سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجرَ مكي مكا = ولا تمكي مذْحِجاَ وعكا
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال بكة موضع البيت وموضع القرية مكة وقيل إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضاَ، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقاد زيد بن أسلم بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره اللهَ تعالى في سورة الفتح ولها أسماء في ذلك وهي مكة وبكة والنساسة وأمُ رُحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخف بها وسمي البيت العتيق لانه عتق من الجبابرة والراس لأنها مثل رأس الإنسان والحرم وصلاَح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر والمقدسة والناسة والباسة بالباء الموحدة لأنها تبس أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم وكُوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار والمذهَب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضم جياد المصلى أو مذهَبُ
وسماها اللهَ تعالى أم القرى فقال: "لتنذر أم القرى ومن حولها" الأنعام: 92، وسماها اللهَ تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين " التين: 1، 3، وقال تعالى:" ألا أقسم بها البلد وأنت حل بهذا البلد" البلد: ا، 2، وقال تعالى: "وليطوفوا بالبيت العتيق " الحج: 29، وقال تعالى: "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس" المائدة: 97، وقال تعالى: على لسان إبراهيم عليه السلام " رب اجعل هذا البلد اَمناً واجنبني وبنىِ أن نعبد الأصنام" إبراهيم: 35، وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم عليه السلام "ربنا إني لسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم " إبراهيم: 37، الآية ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وقف على الحزورة قال إني لأعلم أنك أحب البلاد إلي وأنك أحب أرض اللهَ إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة رضي الله عنها لولا الهجرة لسكنتُ مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف:
يا حبذا مكة من وادي= أرض بها أهلي وعُوادي
أرض بها ترسخ أوتادي = أرض بها أمني بلا هادي
ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرىء مصبح في أهله = والموت أدنى من شراكِ نعلِهِ
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته، وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة= بفخْ وعندي إذخر وجليلُ
وهل أردنْ يوماَ مياه مَجنْة = وهل يَبدوَنْ لي شامةٌ وطفيلُ
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمَية بن خلف كما أخرجونا من مكة ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح على جمرة العقبة وقال واللهَ إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليَ ولو لم اخرَج ما خرجت إنها لم تحل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد كان بعدي وما أحلت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد فقال رجل يا رسول اللهَ إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال صلى الله عليه وسلم إلا الإذخر وقال صلى الله عليه وسلم من صبر على حر مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعتُ الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاءَ لا تزال أخشباها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمناً ومن أحدث في غيره من البلدان حدثاً ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود ومن أحدث فيه حدثاً أخذ بحدثه وقوله تعالى: "وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً" القصص: 59 وقوله: "لتنذر أم القرى ومن حولها " الأنعام: 92، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحاً لا تدين لدين الملوك ولم يؤد أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحُمى من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضاً وشرفاً عندهم عظيماً وكان أهله آمنين يَغزون الناس ولا يُغزون ويسبون ولا يُسبَون ولم تسبَ قرَشية قط فتُوطأ قهراَ ولا يجال عليها السهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء، فقال بعضهم:
أبوا عين الملوك فهم لَقاح = إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزِبرِقان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هَجا أبا جهل وتناوَلَ قريشأ:
أتدري مَن هَجوت أبا حبيب = سليلَ خضارم سكنوا البطاحا
أزادَ الركبِ تذكر أم هشاماً= وبيت الله والبلد اللقاحا
وقال حرب بن أمَية ودعا الحضرمي إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاءُ حرب بن أمية وأراد الحضرمي أن ينزل خارجاً من الحرم وكان يكنى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هَلم إلى الصلاح = فيكفيك الندامَى من قريش
وتنزل بلدةَ عزت قديماً = وتأمن أن يزورك رب جَيش
فتأمن وَسطهم وتعيش فيهم= أبا مطر هدِيتَ بخير عَيش
ألا ترى كيف يُؤمنه إذا كان بمكة ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء. متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم عليه السلام ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعداً من المجوسية ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلقون ثلاثاً ولذلك قال عبد اللهَ بن عباس وقد سأله رجل على طلاق العرب فقال كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلقها اثنتين فهو أحق بها أيضاَ فإن طلقها ثلاثاً فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشَى:
أيا جارتي بِيني فإنكِ طالقة = كفاك أمورُ الناس غادٍ وطارقة
وبِيني فقد فارقتِ غير ذميمة = وموموقة منا كما أنت وامقة
وبِيني فإن البَينَ خير من العَصا = وأن لا تري لي فوق رأسك بارقة
يتبع إن شاء الله،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:59 ص]ـ
بوركت أخي رعد وأخي رسالة الغفران
دمتم متواصلين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 12:51 م]ـ
إلى عرفات من أحمد شوقي:
إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ=عَلَيكَ سَلامُ اللهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِرًا=وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ=تَزُفُّ تَحايا اللهِ وَالبَرَكاتِ
إِذا حُدِيَت عيسُ المُلوكِ فَإِنَّهُمْ=لِعيسِكَ في البَيداءِ خَيرُ حُداةِ
لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ=رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ=بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ
وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما=أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُنًا=مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ
وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلي=وَشانيكَ نيرانًا مِنَ الجَمَراتِ
يُحَيّيكَ طَهَ في مَضاجِعِ طُهرِهِ=وَيَعلَمُ ما عالَجتَ مِن عَقَباتِ
وَيُثني عَلَيكَ الراشِدونَ بِصالِحٍ=وَرُبَّ ثَناءٍ مِن لِسانِ رُفاتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُمْ=لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ=إِلَيكَ انتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ=لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
عَنَت لَكَ في التُربِ المُقَدَّسِ جَبهَةٌ=يَدينُ لَها العاتي مِنَ الجَبَهاتِ
مُنَوِّرَةٌ كَالبَدرِ شَمّاءُ كَالسُها=وَتُخفَضُ في حَقٍّ وَعِندَ صَلاةِ
وَيا رَبِّ لَو سَخَّرتَ ناقَةَ صالِحٍ=لِعَبدِكَ ما كانَت مِنَ السَلِساتِ
وَيا رَبِّ هَل سَيّارَةٌ أَو مَطارَةٌ=فَيَدنو بَعيدُ البيدِ وَالفَلَواتِ
وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ=وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الهَفَواتِ
وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفسًا وَلَم أَضِر=وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي
وَلا غَلَبَتني شِقوَةٌ أَو سَعادَةٌ=عَلى حِكمَةٍ آتَيتَني وَأَناةِ
وَلا جالَ إِلّا الخَيرُ بَينَ سَرائِري=لَدى سُدَّةٍ خَيرِيَّةِ الرَغَباتِ
وَلا بِتُّ إِلّا كَابنِ مَريَمَ مُشفِقًا=عَلى حُسَّدي مُستَغفِرًا لِعِداتي
وَلا حُمِّلَت نَفسٌ هَوىً لِبِلادِها=كَنَفسِيَ في فِعلي وَفي نَفَثاتي
وَإِنّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِطاعَةٍ=أُجِلُّ وَأُغلي في الفُروضِ زَكاتي
أُبلَغُ فيها وَهيَ عَدلٌ وَرَحمَةٌ=وَيَترُكُها النُسّاكُ في الخَلَواتِ
وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ فَامحُ بِناصِعٍ=مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي
وَمَن تَضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَرِر=يَمُت كَقَتيلِ الغيدِ بِالبَسَماتِ
وَرَكِبَ كَإِقبالِ الزَمانِ مُحَجَّلٍ=كَريمِ الحَواشي كابِرِ الخُطُواتِ
يَسيرُ بِأَرضٍ أَخرَجَت خَيرَ أُمَّةٍ=وَتَحتَ سَماءِ الوَحيِ وَالسُوَراتِ
يُفيضُ عَلَيها اليُمنَ في غَدَواتِهِ=وَيُضفي عَلَيها الأَمنَ في الرَوَحاتِ
إِذا زُرتَ يا مَولايَ قَبرَ مُحَمَّدٍ=وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظَمِ العَطِراتِ
وَفاضَت مَعَ الدَمعِ العُيونُ مَهابَةً=لِأَحمَدَ بَينَ السِترِ وَالحُجُراتِ
وَأَشرَقَ نورٌ تَحتَ كُلِّ ثَنِيَّةٍ=وَضاعَ أَريجٌ تَحتَ كُلِّ حَصاةِ
لِمُظهِرِ دينِ اللهِ فَوقَ تَنوفَةٍ=وَباني صُروحِ المَجدِ فَوقَ فَلاةِ
فَقُل لِرَسولِ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَلٍ=أَبُثُّكَ ما تَدري مِنَ الحَسَراتِ
شُعوبُكَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها=كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ
بِأَيمانِهِمْ نورانِ ذِكرٌ وَسُنَّةٌ=فَما بالُهُمْ في حالِكِ الظُلُماتِ
وَذَلِكَ ماضي مَجدِهِمْ وَفَخارِهِمْ=فَما ضَرَّهُمْ لَو يَعمَلونَ لِآتي
وَهَذا زَمانٌ أَرضُهُ وَسَماؤُهُ=مَجالٌ لِمِقدامٍ كَبيرِ حَياةِ
مَشى فيهِ قَومٌ في السَماءِ وَأَنشَؤوا=بَوارِجَ في الأَبراجِ مُمتَنِعاتِ
فَقُل رَبِّ وَفِّق لِلعَظائِمِ أُمَّتي=وَزَيِّن لَها الأَفعالَ وَالعَزَماتِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 09:56 م]ـ
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ = وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ = هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ = بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه = العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
الفرزدق
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 10:18 م]ـ
ولما رأى الأشيا عليه تغيرت= تولى إلى أُم القرى متجردا
ترفع عن أمر الدَّناءة والقذى= وصانَ نفوساً تبتغي العز مصعدا
وجاور بيتَ الله بالأهل قاضياً= مناسك ثمَّ ارْتدَّ وارتاد مسكدا
فأصبح فيهَا ناشراً لجميله= كما كان قدماً للجميل تعوَّدا
ابن شيخان السالمي
شاعر عماني كبير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:36 ص]ـ
تابع لما جاء في معجم البلدان
عن مكة
ومما زاد في شرفهمِ أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ولا شَرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدآ حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمساَ على دينهم يرون أن ذلك لا يحل لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم والتحمس الشديد في الدين ورجل أحمَسُ أي شجاع فحمسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعَدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفأ لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمَهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرة وكان من سُنة الحصى أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزاً ولا بقرةَ ولا يغزلون صوفاً ولا وبراً ولا يدخلون بيتاً من الشعرِ والمدر وإنما يكتنون بالقباب الحُمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم وأن يخلوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرىً وإما عارية وإما هبةً فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عَرايا وفرضوا على نساءِ العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير.
قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كُلهُ =وما بدا منه فلا أحلهُ
أخثَمُ مثل القعب باد ظلُه= كأن حُمى خَيبر تملهُ
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان المُلك في جرهُم وخزاعة وصدراً من أيام قريش فلولا أنهم أمنع حي من العرب لما أقرتهم العرب على هذا العز والإمارة مع نَخوة العرب في إبائها كما أجلَى قُصي خزاعة وخزاعةُ جُرهُماً فلم تكن عيشتهم عيشة العرب يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العُلى هشم الثريدَ لقومه= ورجالُ مكة مسنتون عِجافُ حتى سمي هاشماً وهذا عبد الله بن جُدعان التَيمي يُطعم الرغوَ والعسل والسمن ولب البر حتى قال فيه أمية بن أبي الصَلت:
له داع بمكة مشمعِل = وآخر فوق دارته يُنادي
إلى ردح مِن الشيزي مِلاء= لُباب البر يُلْبَكُ بالشهاد
وأول من عمل الحريرة سُوَيد بن هرمي ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتُم كل الحرير وأنتمُ= أعلى عداة الدهر جد صِلاَب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقَطًع صغاراً على ماءٍ كثير فإذا نَضجَ ذر عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يَحجون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف إخذ الرجل منهم حجراً من حجارة الحرم فنَحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلون له تشبيهاً له بأصنام البيت وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأنفون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفاً منها بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيراً من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الاعادة، وأما رؤساءُ مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقرَ إلى ذلك.
قال أهل الإتقان من أهل السبر إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل عليه السلام إلى مكة كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب جاعت جرهُم وقَطُوراءُ وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عم وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقَطُوراء فرأيا بلد ذا ماءٍ وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهُم فلما تُوُفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاءَ اللهَ أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قُعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السميدَع فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالاَ شديداً فقُتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحاٌ لأن قطوراء افتضحت فيه وسميت أجياد أجياداَ لما كان معهم من جياد الخيل وسميت قعيقعان لقعقعة السلاح ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ. قالوا ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا
(يُتْبَعُ)
(/)
وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يُناوئون قوماَ إلا ظهروا عليهم بدينهم. ثم إن جرهما بغوا بمكة فاستحلوا حرامأ من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النسناسة لا تُقِر ظلماً ولا بغيا ولا يبغي فيها أحل على أحد إلا أخرجته فإن بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حُلولاً حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا هم إنْ جُرهما عبادك = الناس طرفٌ وهمُ تِلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهُم عنها. ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحَجون إلى الصفا = أنيس ولمٍ يسمر بمكة سامرُ
ولم يتربع واسطا فجنوبه = إلى السر من وادي الأراكة حاضرُ
بلى نحنُ كنا أهلَها فأبادنا= صروفُ الليالي والجدودُ العواثرُ
وأبدلنا ربي بها دار غربةٍ= بها الجوعُ بادِ والعدوُ المحاصرُ
وكنا وُلاةَ البيت من بعد نابت = نطوف بباب البيت والخير ظاهرُ
فأخرجَنا منها المليكُ بقدرة = كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثاَ وكنا بغِبطة = كذلك عَضتنا السنون الغوابرُ
وبدلنا كعبٌ بها دارَ غُربة =بها الذئب يعوي والعدوُ المكاثرُ
فسحت دموع العين تجري لبلدة= بها حَرم أمن وفيها المشاعرُ
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابراً عن كابر حتى كان اَخرهم حُليل بن حبشية بن سَلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريحُ ولد إسماعيل حُلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قُصي بن كلاب بن مرَة وتزوج حبَى بنت حُليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكَثُر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشية وأوصى إلى ابنه المحتَرش أن يكون خازناَ للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني فيقال أن قُصَيا سقى المحترش الخمر وخدَعه حتى اشترى البيت منه بدَن خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملك حجابته وصار رب الحكم فيه فقُصي أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعاَ وبَنى بها دار الندوَة فلا تزوج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواءٌ ولا يعذر غلام ولا تدَرع جارية إلا فيها وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تُؤدي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاماً وشراباً للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جُرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم= حتى يقال أجيزوا اَل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سَيارة أحد بني سعد بن وابش بن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلوا السبيل عن أبي سيارَة = وعن مواليه بني فَزَارَة
حتى يجيز سالماً حِماره= مستقبل الكعبة يدعو جارَه
وكانت صورة الإجازة أن يتقدَمهم أبو سيارة على حماره ثم يخطبهم فيقول اللهم أصلح بين نسائنا وعادِ بين رعائنا واجعل المال في سُمحائنا وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم. واقروا ضيفكم ثم يقول أشرق ثبير كيما نغير ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصي أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصي البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصي ورق عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصي وبقيت قريش على ذلك زماناً ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهَموا بالقتال فمشَى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار وتعاقدوا على ذلك حلفاً مؤكداً لاينقضونه ما بل بحر صوفة فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزى وزُهرة بن كلاب وتيم بن مرة جفنةً مملؤَة طيباً وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيداً على أنفسهم فسموا المطيبين وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة
(يُتْبَعُ)
(/)
وجُمَح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دماً وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسموا الأحلاف ولَعَقَة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب والباقون من المطيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاءَ الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة في سنة ثمان للهجرة فأقر المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت" إن الله يأمركم أن تُؤدوا الأمانات إلى أهلها" النساء: 58 فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كافٍ من هذا البحث، وأما صفتها يعني مكة فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة وبناؤها من حجارة سود وبيض وعلوها آجر كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيضة حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاءِ وأراحهم من كلف الاصطلاءِ وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة وعرضها سعة الوادي والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد وليس بمكة ماء جارٍ ومياهها من السماء، وليست آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جُزْت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين ومن دمشق إلى مكة شهر ومن عدن إلى مكة شهر وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعَدُ والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة ولها طريق آخر على البوادي تهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولاً على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواص منهم وأما أهل حضرموت ومهرَةَ فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادة التي بين عدن ومكة والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوماً وأما طريق عُمَان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السُكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بَعُدَ عليهم وقل ما يسلكونه وكذلك ما بين عُمَان والبحرين فطريق شاق يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.
تم بحمد الله
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 07:27 م]ـ
بارك الله لك أخي محمد على هذه الإطلالة ..
يقول الشاعرالراحل مصطفى حمام فى هذه الابيات وهي من أجمل ماقرأت في ديوان العرب ..
رحلة قلب
روحى يطوف بأخوة خلصاء
ياليت منهم سامعا لندائى
ياآل نجد والحجاز وحارسى
ركن الحطيم بمكة الزهراء
يا ساكنى اليمن السعيد ورافعى
علم الحنيفة فى ربى صنعاء
يا وارثى مجد الرشيد وآله
ومخلدين المجد للزهراء
يا واردى (بردى) تدفق منعما
ومبشرا بالجنة الفيحاء
يا أفق لبنان الجميل ويا
هوى الدنيا ووحى الشعر للشعراء
يا جيرة الاردن يجرى رحمة
ويفيض بالبركات والنعماء
يا داخلين المسجد الاقصى على
أنوار سيرة صاحب الاسراء
يا عطر حب جاء من أفق الكويت
ففاح فى الآفاق و الاجواء
يا رابضين على الخليج تحرشا
وتربصا بشراذم الدخلاء
يا شاهرين على العدو سيوفهم
بعمان فى بأس وحسن بلاء
يا مرهقين الخصم فى عدن
وجيرتها بلا وهن ولا اعياء
يا كل ليث فى الجزائر هازئ
بالموت صوال على الاعداء
حيا الاله جهادكم وجلادكم
وثباتكم فى المحنه السوداء
حيا الاله خطاكمو اذ كللت
بالنصر رغم شراسة الخصماء
يا شعب باكستان والقرآن
يجمعنا على رحم وصدق ولاء
يا أرض أفغان الطهور
ومنبت الاخيار والابرار والحنفاء
يا أندونيسيا والنفاح عن الحمى
شرع الكرام وسيرة الشرفاء
يا مصر والسودان يا شركاء
ماء النيل أنتم أكرم الشركاء
يا أسرة الاسلام حيث أقمتمو
سيان دان منكمو أو ناء
قد طاف قلبى بينكم وكأنكم
أحنى الرفاق وأنبل العشراء(/)
من روائع تشبيهات ابن الرومي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 02:17 م]ـ
الحصري القيرواني في "جمع الجواهر ومن تشابيه ابن الرومي العُقْمِ في وصف الخباز والرغيف بين يديه:
ما أنس لا أنس خبازاً مررت به=يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر
ما بين رؤيتها في كفه كرة =وبين رؤيتها قوراء كالقمر
إلا بمقدار ما تنداح دائرة=في صفحة الماء يُرمى فيه بالحجر
ـ[الهمام2003]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 04:42 م]ـ
ومن جميل ما قال
أرى ماءً وبي عطشٌ شديد----- ولكن لا سبيل إلى الورود
أما يكفيك أنك تملكيني----- وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعتي يدي ورجلي-----لقلت من الهوى أحسنت زيدي
الموشى للوشاء ص 98
ـ[فارس]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 01:26 م]ـ
بارك الله فيكما على جميل ما اخترتما ..
وأنك لو قطعتي يدي ورجلي
الصحيح: قطعتِ
ألنا أن نطمع في مزيد من روائع ابن الرومي؟:)
ـ[عبدالله]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 12:54 م]ـ
قرأت في ديوان الوأواء الدمشقي قول ابن الرومي (و إن كنت لم أجده في ديوانه الذي بين يدي):
من قاس جدواك يوما .... بالسحب أخطأ مدحك
السحب تعطي و تبكي ... و أنت تعطي و تضحك
و لابن الرومي قوله:
و إذا امرؤ مدح امرءا لنواله ... و أطال فيه فقد أراد هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى ... عند الورود لما أطال رشاءه
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 08:11 م]ـ
وشربت كأس مدامة من كفها ... مقرونة بمدامة من ثغرها
وتمايلت فضحكت من أردافها ... عجباً ولكني بكيت لخصرها(/)
أنصار عنترة العبسيّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 02:29 م]ـ
الراغب الأصبهاني في محاضرات الأدباء
من أنصار عنترة
قال عنترة:
ولقد خشيتُ بأن أموت ولم تدُر=للحرب دائرة على ابنَي ضمضم
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما =والناذرين إذا لقيتهما دمي
وحكي عن أبي عمرو ابن العلاء قال: انصرفت من الجامع في الهاجرة (شدة الحر في منتصف النهار) فلقيني عيّار (البطال الذي يتردد بلا عمل يخلي نفسه وهواها) قد جرد سكيناً فوضعها تجاه قلبي وقال: كيف تروي بيتي عنترة؟ فأنشدتهما كما تقدم، فقال: والله لولا أنني أخشى أن أفجع فيك أهل الأرض لقتلتك! ما كان عنترة يستجدي هذا الاستجداء، إنما قال:
الشاتمي عرضي بما هو فيهما=والناذرين إذا لقيتهما دمي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 06:58 م]ـ
هذا ليس عيّار
إنما هو ناقد(/)
من أعذار المنهزمين في المعارك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:09 م]ـ
من أعذار المنهزمين في المعارك
الراغب الأصبهاني في "محاضرات الأدباء"
قيل لرجل: إنك انهزمت! فقال: غَضَبُ الأمير عليَّ وأنا حي خير من أن يرضى وأنا ميت! وقال زفر بن الحارث:
ألا لا تلوماني على الجبن إنني=أخاف على فخارتي أن تحطما
ولو أنني أبتاع في السوق مثلها=إذا شئت ما باليت أن أتقدما
وقال آخر:
يقول لي الأمير بغير نصح =تقدم! حين جدَّ بنا المراس
وما لي إن أطعتك من حياة =وما لي بعد هذا الرأس راس
وهرب الوليد من الطاعون فقيل له: "قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا "فقال: ذلك القليل أطلب.
وقيل لرجل يوم صفين قد انهزم: ما خبر الناس؟ فقال: من صبر أخزاه الله، ومن انهزم نجاه الله!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:33 م]ـ
قال صحفي لوالد جندي صهيوني: لقد فر ابنك وترك زملائه يموتون , وكان قادر على إنقاذهم لو نبههم بقدوم القسام ..
فأجاب والد الجندي المندحر: أن أر ابني كلب حي خير من أن أره أسد ميت.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:42 م]ـ
شهد أبو دلامة حربا مع روح بن حاتم فقال له: تقدم فقاتل. فقال:
إني أعوذ بروح أن يقدمني=إلى القتال فتخزى بي بنو أسد
إن المهلب حب الموت أورثكم=ولم أورث حب الموت عن أحد
وقال الفرار السلمي في ذم الشجاعة وتحسين الفرار:
وكتيبة لبستها بكتيبة=حتى إذا التبست نفضت بها يدي
وتركتهم تَقِص الرماح ظهورهم=من بين منجدل وآخر مسند
ما كان ينفعني مقال نسائهم=وقتلت دون رجالهم لا تبعد
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:52 م]ـ
كان الحارث بن هشلم أخو أبي جهل بن هشام شهد بدرا مع المشركبن وانهزم، فقال فيه حسان:
إن كنت كاذبة التي حدثتني=فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبة لم يقاتل دونهم=ونجا برأس طِمرَّة ولجام
فاعتذر الحارث من فراره وقال:
الله يعلم ماتركت قتالهم=حتى علوا فرسي بأشقر مزبد
وعلمت أني إن أقاتل واحدا=أُقتل ولا يضرر عدوي مشهدي
فصددت عنهم والأحبة فيهم=طمعا لهم بعقاب يوم مفسد
وأسلم الحارث يوم فتح مكة وحسن إسلامه، وخرج في زمن عمر من مكة إلى الشام بأهله وماله، فاتّبعه أهل مكة يبكون، فرق وبكى ثم قال: أما إنا لو كنا نستبدل دارا بدارنا وجارا بجارنا ما أردنا بكم بدلا، ولكنها النقلة إلى الله فلم يزل هنالك مجاهدا حتى مات رضي الله عنه.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 01:07 م]ـ
أخوتي الأعزاء دمتم ودام هذا التفاعل(/)
في النَّفْس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:40 م]ـ
ابن الإطنابة:
أبت لي عفّتي وأبى بلائي =وأخذي المجد بالثمن الربيح
وقولي كلّما جشأت وجاشت =مكانك تحمدي أو تستريحي
وإقدامي على المكروه نفسي =وضربي هامة البطل المشيح
لأدفع من مآثر صالحاتٍ =وأمنع بعد عن نسبٍ صريح
وابن الإطنابة هو عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن الأغر الخزرجي، وهو فارس مشهور معروف، والإطنابة أمه.
وقد أحسن قطري بن الفجاءة في هذا المعنى حيث قال:
وقولي كلّما جاشت لنفسي =من الأعداء ويحك لا تراعي
فإنك لو سألت مزيد يومٍ = أبى الأجل المقدّر أن تطاعي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:56 م]ـ
ويقول قطري بن الفجاءة:
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً = مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ = عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً = فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ = فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ = فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم = وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ = إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 01:56 م]ـ
مهيار الديلمي
أُحدّثُ نفسي خالياً بخلودها = فأين أبي الأدنىَ وأين أقاربي
ولا كنتُ إلا واحداً من عشيرةٍ = ولا باقياً في الناس إلا ابن ذاهب
فهل أنا أَجْبَى من مَقَاوِل حِمْيَرٍ =وأمنعُ ظَهراً من مُشيِّد مَارِبِ
وهل أخَذتْ عهد السموءلِ لي يدٌ = من الموت أو عند حَنيَّةُ حاجبِ
أردّ شفاراً عن نحورِ صَحابةٍ = كأنيَ دَفَّاعٌ لها عن ترائبي
ولا عِلمَ لي من أيّ شِقَّىَّ مَصرَعي = وفي أيِّما أرضٍ يُخ لجانبي
إذا كان سهمُ الموتِ لابدّ واقعاً = فيا ليتني المرميُّ من قَبلِ صاحبي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 03:47 م]ـ
قال علي كرم الله وجهه:
صن النفس واحملها على ما يزينها=تعش سالما والقول فيك جميل
ولا ترين ّالناس إلا تجملا=نبا بك دهر أو جفاك خليل
و قال أبو الفتح البستي:
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته=لتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس واسستكمل فضائلها=فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 07:04 م]ـ
امرؤ القيس يقول:
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة=كفاني ولم أطلب قليل من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثل=وقد يدرك المجد المؤثل أمثاليوقال:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه=وأيقن أنا لا حقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما=نحاول ملكا او نموت فنعذرا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 03:14 م]ـ
أبو العتاهية
يا نَفسُ أَنّى تُؤفَكينا = حَتّى مَتى لا تَرعَوينا
حَتّى مَتى لا تَعقِلي = نَ وَتَسمَعينَ وَتُبصِرينا
أَصبَحتِ أَطوَلَ مَن مَضى = أَمَلاً وَأَضعَفَهُم يَقينا
وَلِيَأتِيَنَّ عَلَيكِ ما = أَفنى القُرونَ الأَوَّلينا
يا نَفسُ طالَ تَمَسُّكي = بِعُرى المُنى حيناً فَحينا
يا نَفسُ إِلّا تَصلُحي = فَتَشَبَّهي بِالصالِحينا
وَتَفَكَّري فيما أَقو = لُ لَعَلَّ قَلبَكِ أَن يَلينا
أَينَ الأُلى جَمَعوا وَكا = نوا لِلحَوادِثِ آمِنينا
أَفناهُمُ الأَجَلُ المُطِل = لُ عَلى الخَلائِقِ أَجمَعينا
فَإِذا مَساكِنُهُم وَما = جَمَعوا لِقَومٍ آخَرينا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 03:27 م]ـ
يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ= كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُ أحلامِ
يا نَفسِ! ما ليَ لا أنْفَكّ مِنْ طمعٍ طرفِي غليهِ سريعٌ طامحٌ سامِ
يا نَفْسِ! كوني، عن الدّنيا، مُبعدة ً= وَخَلّفّيها، فإنّ الخَيرَ قُدّامي
يا نَفْسِ! ما الذُّخرُ إلاّ ما انتَفَعتِ به= بالقَبرِ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُ إكرامي
وَللزّمانِ وَعيدٌ في تَصَرّفِهِ= إن الزمانَ لذو نَقْضٍ وإبرامِ
أمّا المَشيبُ فقَد أدّى نَذارَتَهُ=وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُ أيّامِ
إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا، وأعْظِمُها =جهلاً ولم أرَهَا أهلاً لإعظامِ
فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌ مَناكِبَهُمْ= حثُّوا بنعشكَ إسراعاً بأقدامِ
في يومِ آخرِ توديعٍ تودعهُ= تهدي إلى حيث لا فادٍ ولا حامِ
ما الناسُ إلا كنفسٍ في تقاربهِمْ= لولا تفاوتُ أرزاقٍ وأقسامِ
كَمْ لابنِ آدَمَ من لهوٍ، وَمن لَعبٍ= وللحوادِثِ من شدٍّ وإقدامِ
كمْ قد نعتْ لهمُ الدنيَا الحلولَ بِهَا= لوْ أنّهُمْ سَمِعوا مِنْها بأفْهامِ
وكمْ تحرمتِ الأيامُ من بشرٍ= كانُوا ذوِي قوة ٍ فيهَا وأجسامِ
يا ساكِنَ الدّارِ تَبْنيها، وَتَعمُرُها=والدارُ دارُ منيَّاتٍ وأسْقامِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنيا وَخُدْعَتُها= فكَمْ تَلاعَبَتِ الدّنْيا بأقْوامِ
يا رُبَّ مُقتصدٍ من غيرِ تجربة =ٍ وَمُعْتَدٍ، بَعدَ تجريبٍ، وَإحكامِ
وربَّ مُكتسبٍ بالحكْمِ رامِيَهُ= وربَّ مُستهدِفٍ بالبغيِ للرامِي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 11:06 م]ـ
قال الامام الشافعي
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يَزينُها ****** تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تولِيَنَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً ****** نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ ****** عَسى نَكَباتُ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَوِّنٍ ****** إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
وَما أَكثَرَ الإِخوانِ حينَ تَعُدُّهُم ****** وَلَكِنَّهُم في النائِباتِ قَليلُ
ـ[الهمام2003]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 06:35 م]ـ
قصيدة (ابن سيناء) في النفس
هبطت اليك من المحل الارفع=و رقاء ذات تعزّز و تمنّع
محجوبه عن كل مقلة عارف= و هي الّتي سفرت ولم تتبرقع
وصلت علي كره اليك و ربّما=كرهت فراقك و هي ذات تفجّع
انفت و ماسكنت فلّما واصلت= الفت مجاورة الخراب البلقع
فاظّنها نسيت عهوداً بالحمي =و منازلاً بفراقها لم تقنع
حتيّ اذا اتّصلت بهاء هبوطها=عن ميم مركزها بذات الاجرع
علقّت بها ثاء الثقيل فاصبحت=بين المعالم و الطّلول الخضّع
تبكي اذا ذكرت عهوداً بالحمي =بمدامع تهمي و لم تتقطّع
و تظّل ساجمه لي الّدمن التي= درست بتكرار الرياح الاربع
اذعاقها الشرك الكثيف و صّدها=قفس عن الاوج الفسيح
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 02:34 م]ـ
قال الامام علي كرم الله وجهه
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت * إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها * إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها * وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها * وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها * وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت * أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ * مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها * وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 05:35 م]ـ
إذا طالبتك النفس يوماً بحاجة= وكان عليها للقبيح طريق
فدعها وخالف ما هويت فإنما= هواك عدوٌ والخلافُ صديقُ
أبو الفتح البستي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 05:47 م]ـ
هي النفس ما حملتها تتحمل=وللدهر ايام تجور وتعدل
وعاقبه الصبر الجميل جميله=وافضل اخلاق الرجال التفضلعلي بن الجهم
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:12 م]ـ
"] قال أبو العتاهية [/ COLOR]
يا نفس ما لي أراك آمنة=حيث يكون الروعات و الفزع
ما عدّ للناس في تصرّف= حالاتهم من حوادث تقع
لقد حلبت الزمان أشطره=فكان فيهن الصاب والسلع
ما لي بما قد أتى فرح= ولا على ما ولى به جزع
لله در الدنى لقد لعبت=قبلي بقوم فما ترى صنعوا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:29 م]ـ
يا ريت أخت عفاف لو نسبنا الأبيات لقائلها
حتى تعم الفائدة(/)
طلب من أصحاب الأدب
ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 02:03 م]ـ
إخواني وأخواتي أريد تكملة الأبيات التالية ومن القائل وجزاكم الله خيرا:
يهتز قلبي للأحباب إن ذكروا ............(/)
في وسائط قلائد الشعراء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 02:05 م]ـ
امرؤ القيس
يقال أن أمير الشعراء امرؤ القيس وأمير شعره قوله:
والله أنجح ما طلبت به =والبر خير حقيبة الرحل
فإن فيه الاستنجاح بالله ومدح البر والحث عليه
ومن جوامع كلمه قوله:
فقد طوفت في الآفاق حتى =رضيت من الغنيمة بالإياب
وقوله:
إن الشقاء على الأشقين مصبوب
وقوله:
وجرح اللسان كجرح اليد
وقوله:
وخير ما رمت ما ينال
وقوله:
بمنجرد قيد الأوابد هيكل
زهير بن أبي سلمى
يقال انه أجمع الناس للكثير من المعاني في القليل من الألفاظ وأبياته التي في آخر قصيدته التي أولها:
أمن أم
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم ... بحومانة الدراج فالمتثلم
وهي من أحكم حكم العرب وما منها إلا غرة ودرة ومما وقع الإجماع على أن أمدح بيت للعرب قول سلام بن مطيع:
تراه إذا ما جئته متهللاً =كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ـ[مُسلم]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 03:52 م]ـ
موضوع رائع اخى .... ولكتى ما فهمت - لاننى مبتدأ - المقصود من:
كأنك تعطيه الذي أنت سائله ... ارجو توضيحه ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 06:56 م]ـ
موضوع رائع اخى .... ولكتى ما فهمت - لاننى مبتدأ - المقصود من:
كأنك تعطيه الذي أنت سائله ... ارجو توضيحه ...
عن أخينا المتميز محمد سعد قال:
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
أي كأنك لا تسأله (أي تطلبه مالا) بل كأنك تعطيه مالا.
وإذا سألته مائة ألف درهم كأنك تعطيه مائة ألف درهم
كما قال الشاعر
قوم إذا نزل الغريب بدارهم=ردوه رب صواهل وقيان
وإذا دعوتهم ليوم كريهة=سدوا شعاع الشمس بالفرسان
لا ينقرون الأرض عند سؤالهم=لتطلب العلات بالعيدان
بل يبسطون وجوههم فترى لها=عند السؤال كأحسن الألوان
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 08:17 م]ـ
النابغة الذبياني
قال فأجاد في تشبيه النعمان بن المنذر مرة بالليل ومرة بالشمس حيث قال:
وإنك كالليل الذي هو مدركي =وإن خلت إن المنتأى عنك واسع
وقال طالعت في كتاب الآلات والولائم رواية الليث عن الخليل قول النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة =ترى كل ملك دونها يتذبذب
فإنك شمس والملوك كواكب =إذا طلعت لم يبد منهن كوكبومن
جوامع كلمه:
فلست بمستبق أخاً لا تلمه =على شعث أيّ الرجال المهذب
وقوله: ولا قرار على زأر من الأسد.
وقوله: فإن مطية الجهل الشباب.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 08:29 م]ـ
أوس بن حجر
قال أبو عمرو بن العلاء: ليس للعرب مطلع قصيدة في الرثاء أوجز لفظاً وأحسن معنى من قوله:
أيها النفس احملي جزعاً =إن الذي تحذرين قد وقعا
ومن هذه القصيدة قوله:
إلا لمعيّ الذي يظن بك الظ =ن كان قد رأى وقد سمعا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 08:03 م]ـ
طرفة
من أمثاله السائرة على وجه الدهر قوله:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً =ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ومن أمثال طرفة قوله: ما أشبه الليلة بالبارحة.
وقوله: إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:54 م]ـ
لقيط بن معبد
من امثاله السائرة قوله من قصيدة:
قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم =ثم افزعوا قد ينال الأمر من فزعا
ومنها:
هيهات ما زالت الأموال مدأبة =لأهلها أن أصيبوا مرة تبعا
عنترة بن شداد
من قوله: والكفر مخبثة لنفس المنعم.
الأضبط بن قريع
قد يجمع المال غير آكله =ويأكل المال غير من جمعه
فاقبل من الدهر ما أتاك به =من قرعينا بعيشه نفعه(/)
نص لحسن ال الشيخ
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 05:34 م]ـ
:::
النص (الشعور بالمسؤولية هو السر الذي يكمن دائما وراء الإنجازات الموفقة والبارعة وبقدر شعورك بمسؤوليتك تدفع بكل طاقاتك للإبداع والكفاءة ولاتصاب الأمم في كل مراحلها بأدهى من فقدان أبنائها لهذا الشعور وقناعتهم بالخمول والتواكل وبحثهم عن الأسهل والأخف بينما نجدأمما أخرى يتمتع أفردها بالأخلاص وحياة الضمير ومراقبة الله قد حققت لنفسها مالم تحلم به من رفيع المنزلة وعالي المكانه)
ياليت أحد يساعدني ويفهمني مضمون النص واكون لكم من الشاكرين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 06:43 م]ـ
:::
النص (الشعور بالمسؤولية هو السر الذي يكمن دائما وراء الإنجازات الموفقة والبارعة وبقدر شعورك بمسؤوليتك تدفع بكل طاقاتك للإبداع والكفاءة ولاتصاب الأمم في كل مراحلها بأدهى من فقدان أبنائها لهذا الشعور وقناعتهم بالخمول والتواكل وبحثهم عن الأسهل والأخف بينما نجدأمما أخرى يتمتع أفردها بالأخلاص وحياة الضمير ومراقبة الله قد حققت لنفسها مالم تحلم به من رفيع المنزلة وعالي المكانه)
ياليت أحد يساعدني ويفهمني مضمون النص واكون لكم من الشاكرين
الأخت عالية الإحساس
النص واضح وصريح جدا يتحدث حسن آل الشيخ وهو مؤلف كتاب (خواطر جريئة) وأظن النص منه عن الإخلاص ودوره في تقدم الأمم وتحقيق الإنجازات حتى على مستوى الأفراد ويسمي الإخلاص هنا الشعوربالمسؤولية ويقارن بين الأمم المخلصة التي حققت النجاح لأنها تعمل بإخلاص وشعور بالمسؤولية وبين الأمم الأخرى التي لا تشعر بالمسؤولية.
عموما النص واضح ولا أجدني إلا كما قيل
وفسر الماء بعد الجهد بالماء
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 07:23 م]ـ
مشكوور بس ابي توضيح
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 08:49 م]ـ
يقول والله العالم:
بأن تحقيق النجاح والبلوغ إلى الهدف لا يحصل إلا عند شعور المرء بالمسؤولية، والمسؤولية هي اهتمام هذا المرء في فعل ما يبتغيه وما يطمح إليه، ولا يمكن للأمم أن تصل إلى ما تطمح إليه إلا من خلال الإخلاص في العمل وتأديته على أحسن وجه وانعاش الضمير و مراعاة الله عز وجل في كل فعل وعمل ...
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:11 م]ـ
مشكور وجزاك الله خيرا(/)
إلى أي جنس أدبي ينتمي هذا النص؟
ـ[المدقق اللغوي]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 06:59 م]ـ
بين يديَّ نصٌّ أدبي - إسلامي، قيل إبان العصر العثماني احتفاءً بمولد النبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ..
قرأته وأعجبت به أيما إعجاب، ثم أحببت أن أحلله أدبياً وأعلق شارحاً ما فيه من معانٍ ومفصّلا ما اكتنزه من جميل اللفظ والعبارة ..
لكني - وبحسب علمي المتواضع - توقفت عند الجنس الأدبي الذي يعود إليه هذا النص وينتمي!!.
فما رأيته هو أنه يتبع لعدة أجناس أدبية .. (مقامة - السرد القصصي - سيرة ذاتية - .. ) ..
وها أنا مقتطع لكم - إخوتي المنتدين الكرام - جزءاً أول من هذا العمل الأدبي الفذ، والذي يتناول - كما ذكرت لكم - قصة مولد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام سارداً بعض الصور الروحية والمشاهدات الباطنية للوجود قبل وأثناء مولده الشريف، وذلك بلغة الرمز والإشارة الدلالية .. وهذا مقطع من كلام السارد رحمه الله:
الْحَمْدُ للّهِ الّذِي أَظْهَرَ مِنْ بَاطِنِ خَفَاءِ عَمَاءِ لَيْلِ هَوِيَّةِ الأَحَدِيَّةِ، مَطَالِعَ أَنْوارِفَجْرِ صُبْحِ حَضْرَةِ الْحَقِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ. ثُمَّ سَلَخَ مِنْهَا جَمِيعَ الْعَالَمِ فَكَانَتْ لِلأَشْيَاءِ فِي نَسَابَةِ آدَمَ، فَرَفَعَ بِها وَوَضَعَ، وَفَرَّقَ وَجَمَعَ؛ وَقَرَّبَ وَأَبْعَدَ، وَأَشْقَى وَأَسْعَدَ. فَهِيَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ، الَّتِي لَمْ تَزَلْ رَاجِعَةً لِلأَصْلِ، وَنُقْطَةُ الشَّكْلِ الَّتِي بِهَا سِرُّ الْوَصْلِ، وَنُونُ الكافِ عِنْدَ أَهْلِ الأَعْرَافِ؛ قَدِيمَةٌ فِي الْعِلْمِ، حَادِثَةٌ فِي الْجِسْمِ، مَعْناها الْوُجُودُ، وَمَجْلاها الْحُدُودُ؛ سَارِيَةٌ فِي الأَزْمانِ، كَالشَّمْسِ فِي الأَكْوَانِ، تَعْدِلُ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ. مَكَّةُ الأَزَلِ دَارُها، وَمَدِينَةُ الأَبَدِ قَرَارُها؛ خُلاصَةُ الْعِبَارَةِ، الَّتِي نَطَقَتْ بِها الإِشَارَةُ، مُبَارَكَةٌ عَرَبِيَّةٌ، لا شَرْقِيَّةٌ وَلاَ غَرْبِيَّةٌ؛ يَكَادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ، عِنْدَ أَهْلِ الْبَصَائِرِ لا الأَبْصَارِ؛ مُصَانَةٌ عَنْ سِوَاهُ، فِي حَضْرَةِ مَنْ بَرَاهُ. وَلَوْلاَ نُورُالرِّدَاءِ، لَظَهَرَ سِرُّ الْخَفَاءِ؛ فَحَمَاهَا الْكَمَالُ، مِنَ تَوْضِيحِ عِلْمِ الْمَآلِ، فَوَضَعَتْهُ بِالرَّمْزِ، بِأَنَّها بَرَزَتْ مِنَ الْكَنْزِ. وَلَمَّا حَكَمَتِ الرِّسَالَةُ، وَاقْتَرَنَ الاسْمُ بِالجَلاَلَةِ، وَأَشْرَقَ الْقَمَرُ، عَلى صُورَةِ الْبَشَرِ، ناداهُ القَبُولُ، يا أَيُّها الرَّسُولُ؛ فَأَقَامَ الدَّلِيلَ، وَأَوْضَحَ السَّبِيلَ، وَأَعْلَنَ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، فَبَانَ الشَّقِيُّ مِنَ السَّعِيدِ، فَأَرْسَلَتِ الْعَيْنُ، تُفِيدُ إِلىالثَّقَلَيْنِ، عَلى لِسَانِ الأَمِينِ، بِحَقِّ الْيَقِينِ، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ...
أرجو الإفادة ...
ـ[المدقق اللغوي]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 08:08 م]ـ
:::
كنت قد سألت هنا قبل بضعة أشهر عن الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه هذا النص الذي أحاول دراسته، ولكن ما من مجيب أو حتى ناصح ;) ... فهلا تكرَّم عليَّ المنتدون الأفاضل، ووافوني - مشكورين - بمطلبي ...
ـ[ضاد]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 08:25 م]ـ
هذا نص صوفي قح فيه تعمية ورمز, ولو قرأت أذكار الصوفيين لوجدت منه الكثير. وفي النص كلام عن المعتقد الصوفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم نور الله أظهره في ليل الوجود فأنار به الأكوان, وهو قديم في الوجود حديث في الإظهار, وهو نقطة والله جل وتعالى ألف, فكان من النقطة بداية الخلق ووو. هل أريد أن أكمل لك أم تراك تفضل عقيدة التوحيد مثلي؟
ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 08:59 م]ـ
أتصور أنه مقال منتشر فيه الوان البديع. وكما هو معروف هذا العصر كثر فيه استخدام البديع.
والله أعلم
ـ[فريدة دلهوم]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 10:49 م]ـ
لم يعرف العرب فن المقال قبل العصر الحديث هدا النص من فن الرسالة(/)
طلب بحث: الإحداثات الفنية في القصيدة العباسية .. الرجاء المساعدة
ـ[رمضان حسن]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 10:42 م]ـ
:::
سؤال البحث:
"ظهرت في القصيدة العباسية مجموعة من الإحداثات الفنية، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، وهي ما جعلت النقد العربي يتخذ موقفاً رافضاً للشعر المحدث"
ناقش هذه المقولة مشيراً باختصار إلى هذه الإحداثات ومحللاً بالتفصيل موقف النقد القديم منها.
الرجاء المساعدة أو حتى تدولني على أي كتب؛ لأن موعد تقديم البحث أوشك على الانتهاء
وجزاكم الله خيراً
ـ[رمضان حسن]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 12:48 ص]ـ
يا جماعة الخير .. ساعدوني أرجوكم
ـ[رمضان حسن]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:40 م]ـ
أين الأدباء؟
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:58 ص]ـ
أخي الكريم رمضان
هذا المنتدى لا يقدم لك البرتقالة [مقشرة] وإنما عليك البحث والجد في البحث في بطون الكتب , وإلا ما فائدة أن تكون طالبًا في كلية الآداب وأنت لا تعرف كيفية البحث عن معلومة بشأن التجديد في الشعر العباسي؟
انظر معي ..
كان الشعر في العصر الجاهلي يعبر عن هوية قوم , وينطلق من [طبع] أصيل , أتى صدر الإسلام فخفت صوت الشعر قليلاً بانشغال المسلمين في الفتوحات , وبعد ذلك أتى عهد بني أمية وكان أن ثارت العصبيات فساعد هذا على انتشار الشعر الهجائي بالذات , وبعده أتى عصر بني العباس فجنح كثير من الشعراء إلى التجديد في الشعر والتجديد هنا ليس خروجًا عن قواعد الخليل وإنما من ناحية المعاني والأفكار والألفاظ فظهرت المحسنات البديعية وأغرق قوم في هذا من إشارة وجناس وطباق وغيره ..
لعل في الأسطر السابقة إشارة أو مفتاح لما تُريد , ولم أُجيب كاملاً لأن هذا [بحث] طُلب منك وبالتالي هو واجب عليك ..
ـ[الراجي علما]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:35 ص]ـ
(دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة).لعبد القادر الجرجاني
وإليك بعض المراجع،
الدكتور إبراهيم أنيس: موسيقى الشعر العربي 195 - 196 مكتبة الأنجلو 1965.
البيان والتبين 1: 94 المكتبة التجارية الكبرى 1926م.
الدكتور شوقي ضيف: العصر العباسي الأول 198 دار المعارف بلا تاريخ.
استفدت في عرض ملامح التطور في العصر العباسي من: الدكتور شوقي ضيف: العصر العباسي الأول ص 159 - 200 ط دار المعارف بمصر بلا تاريخ –والعصر العباسي الثاني ص 203 - 254 ط دار المعارف بمصر 1973م.
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 04:21 ص]ـ
حياك الله أخي رمضان ...
أولا يجب عليك فهم السؤال فهما جيدا يُمَكِنُكَ بعد ذلك للوصول
إلى هدفك المنشود الذي تبحث عنه , فالشكل والمضمون له
مترادفات تقصد الغرض نفسه مثل (اللفظ والمعنى) و (الصورة و المحتوى)
بعد ذلك تدرك أن النقد بدأ ساذجا في عصر الجاهلية وكذلك صدر الإسلام
فلم يعنى النقاد في تلك الحقبة إلا بالمعاني الجزئية في البيت المفرد
وفي القرن الثالث ازدهر الشعر العربي و ظهر مذهبان وهما مذهب أبي تمام
الذي كان مولعا بالثقافة و الفلسفة وقد انعكس ذلك على شعره.
ومذهب البحتري الذي كان حظه من الثقافة والفلسفة النزر اليسير.
فبدأ النقد يأخذ مجرى آخر وذلك من خلال اختلاف أنصار كلا هذان المذهبان
فأصبحا يتراشقون التهم فيما بينهم فكلا ينسب للآخر السرقة من سابقيه وبعد
ذلك أصبح الناقد ينبش عن المعاني المسروقة محاولا رد كل فرع إلى أصله القديم
وهناك مجموعة من الكتب مثل " الموازنة بين الطائيين " للآمدي وقد ألفت العديد
من الرسائل في السرقات , إلى أن جاء المتنبي الذي ملئ الدنيا و شاغل الناس
وكثر خصومه , ففي مصر تعرض له النقاد ومن أبرزهم ابن وكيع وألف فيه رسالة
وضح من خلالها ما سرقه ألمتني وفي بغداد أثار حفيظة الناقد الحاتمي وكتب عنه
أيضا وغيرهم من النقاد في حلب وفي الفسطاط ... الخ
فيجب أن تعلم يا عزيزي أن النقد في هذه الحقبة الزمنية قد تطور بعد أن كان
لا يهتم إلا بالمعاني الجزئية أصبح يبحث عن أصول المعاني ويردها إلى أصحابها
فقد تطورت أساليب نقده عما كانت عليه في الأزمنة التي سبقته.
تحيتي لك
ياسر البهيجان
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 04:25 ص]ـ
وكذلك لا تنس يا عزيزي رمضان ظاهرة التكسب بالشعر , ومدح الوزراء
لنيل العطايا منهم , وكذلك لا تغفل المزايا التي اختص بها كل
(يُتْبَعُ)
(/)
شاعر عباسي , فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما نلحظ شعر أبو تمام
نجد به ما يلي:
اولا: الجِدَّةُ والابتكار:
وقد عبر عن ذلك في قصيدة له حين قال:
هَذي القَوافي قَد أَتَينَكَ نُزَّعاً/ تَتَجَسَّمُ التَهجيرَ وَالتَغليسا
مِن كُلِّ شارِدَةٍ تُغادِرُ بَعدَها/ حَظَّ الرِجالِ مِنَ القَصيدِ خَسيسا
وَجَديدَةَ المَعنى إِذا مَعنى الَّتي/ تَشقى بِها الأَسماعُ كانَ لَبيسا
وكذلك يذكر ان ابياته ليست خلاصة كتب قد اطلع عليها عندما قال:
لا يُستَقى مِن جَفيرِ الكُتبِ رَونَقُها/ وَلَم تَزَل تَستَقي مِن بَحرِها الكُتُبُ
وهو من وصف قصائده بالعذرية كقوله:
إِلَيكَ بِها عَذراءَ زُفَّت كَأَنَّها / عَروسٌ عَلَيها حَليُها يَتَكَسَّرُ
وقولهِ:
أَغلى عَذارى الشِعرِ إِنَّ مُهورَها/ عِندَ الكَريمِ وَإِن رَخُصنَ غَوالي
ثانيا: خروجه بالأوصاف عما قد تعارفه الناس , فهو مشغف بذكر
الأمور الغربية والتي قد يهملها أبناء جلدته مثل:
الحيوان العازب والشارد والغريب والوحشي والنافر فقال:
لِتَبكِ القَوافي شَجوَها بَعدَ خالِدٍ/ بُكاءَ مُضِلّاتِ السَماحِ نَواشِدِ
لَكانَت عَذاراها إِذا هِيَ أُبرِزَت/ لَدى خالِدٍ مِثلَ العَذارى النَواهِدِ
وَكانَت لِصَيدِ الوَحشِ مِنها حَلاوَةٌ/ عَلى قَلبِهِ لَيسَت لِصَيدِ الأَوابِدِ
ثالثا: قصائده لا يفهمها إلا ذوو الثقافة العالية من البشر
رابعا: ألحاحه على أن قصائده متفوقة على ما سواها.
* ونخلص إلى القول بأن الصفات الجمالية في الشعر العباسي هي تلك
الصفات التي ذكرها الأخ العزيز محمد الخباز في إحدى مقالاته حين قال:
1 - الجِدَّةُ والابتكار
2 - الخروج عن المألوف
3 - التفوق على القصائد الأخرى
4 - لا يستطيع كل الناس فهمها
5 - أنها نتاجُ الفكر
6 - التأثير في المتلقي
7 - ذات وظيفة معرفية
8 - ذات سلطة اجتماعية
- فيجب أن تراعيها في بحثك ونأمل أن ترسل لنا نسخة منه
وفقك الله إلى كل خير
ـ[رمضان حسن]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 11:53 م]ـ
أشكركم زملائي على المعاونة والتعاون معي(/)
شوقي يُبكي حين يَبكي أمه.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:02 م]ـ
ورد في ديوان أحمد شوقي
"نظم أمير الشعراء هذه المرثية الرائعة، على إثر إعلان الهدنة، وهو في منفاه في الأندلس سنة 1918 إذ كان يعلل النفس بالعودة إلى الوطن ولقاء آله، وفي مقدمتهم والدته الحبيبة، ولكنه ماكاد يتحدث إلى نفسه بهذا الأمل المرموق، حتى وافاه البرق بنعيها، فأثر هذا المصاب الجسيم في نفسه تأثيرا بالغا، ولم تمض ساعة حتى كتب هذه المرثية، وقد قيل إنه من فرط تأثره بها تحاشى أن ينظر إليها بعد، فبقيت مستورة ضمنأوراقه الخاصة، حتى نشرت في الصحف غداة وفاته رحمه الله."
إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما=أَصابَ سُوَيداءَ الفُؤادِ وَما أَصمى
مِنَ الهاتِكاتِ القَلبَ أَوَّلَ وَهلَةٍ=وَما دَخَلَت لَحماً وَلا لامَسَت عَظما
تَوارَدَ وَالناعي فَأَوجَستُ رَنَّةً=كَلاماً عَلى سَمعي وَفي كَبِدي كَلما
فَما هَتَفا حَتّى نَزا الجَنبُ وَاِنزَوى=فَيا وَيحَ جَنبي كَم يَسيلُ وَكَم يَدمى
طَوى الشَرقَ نَحوَ الغَربِ وَالماءَ لِلثَرى=إِلَيَّ وَلَم يَركَب بِساطاً وَلا يَمّا
أَبانَ وَلَم يَنبِس وَأَدّى وَلَم يَفُه=وَأَدمى وَما داوى وَأَوهى وَما رَمّا
إِذا طُوِيَت بِالشُهبِ وَالدُهمِ شَقَّةٌ=طَوى الشُهبَ أَوجابَ الغُدافِيَّةَ الدُهما
وَلَم أَرَ كَالأَحداثِ سَهماً إِذا جَرَت=وَلا كَاللَيالي رامِياً يُبعِدُ المَرمى
وَلَم أَرَ حُكماً كَالمَقاديرِ نافِذاً=وَلا كَلِقاءِ المَوتِ مِن بَينِها حَتما
إِلى حَيثُ آباءُ الفَتى يَذهَبُ الفَتى=سَبيلٌ يَدينُ العالَمونَ بِها قِدما
وَما العَيشُ إِلّا الجِسمُ في ظِلِّ روحِهِ=وَلا المَوتُ إِلّا الروحُ فارَقَتِ الجِسما
وَلا خُلدَ حَتّى تَملَأَ الدَهرَ حِكمَةً=عَلى نُزَلاءِ الدَهرِ بَعدَكَ أَو عِلما
زَجَرتُ تَصاريفَ الزَمانِ فَما يَقَع=لِيَ اليَومَ مِنها كانَ بِالأَمسِ لي وَهما
وَقَدَّرتُ لِلنُعمانِ يَوماً وَضِدَّهُ=فَما اِغتَرَّتِ البوسى وَلا غَرَّتِ النُعمى
شَرِبتُ الأَسى مَصروفَةً لَو تَعَرَّضَت=بِأَنفاسِها بِالفَمِّ لَم يَستَفِق غَمّا
فَأَترِع وَناوِل يا زَمانُ فَإِنَّما=نَديمُكَ سُقراطُ الَّذي اِبتَدَعَ السُمّا
قَتَلتُكَ حَتّى ما أُبالي أَدَرتَ لي=بِكَأسِكَ نَجماً أَم أَدَرتَ بِها رَجما
لَكِ اللَهُ مِن مَطعونَةٍ بِقَنا النَوى=شَهيدَةَ حَربٍ لَم تُقارِف لَها إِنما
مُدَلَّهَةٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفرَةً=وَأَنزَهِ مِن دَمعِ الحَيا عَبرَةَ سَحما
سَقاها بَشيري وَهيَ تَبكي صَبابَةً=فَلَم يَقوَ مَغناها عَلى صَوبِهِ رَسما
أَسَت جُرحَها الأَنباءُ غَيرَ رَفيقَةٍ=وَكَم نازِعٍ سَهماً فَكانَ هُوَ السَهما
تَغارُ الحُمّى الفَضائِلُ وَالعُلا=لِما قَبَّلَت مِنها وَما ضَمَّتِ الحُمّى
أَكانَت تَمَنّاها وَتَهوى لِقاءَها=إِذا هِيَ سَمّاها بِذي الأَرضِ مَن سَمّى
أَلَمَّت عَلَيها وَاِتَّقَت ثَمَراتِها=فَلَمّا وُقوا الأَسواءَ لَم تَرَها ذَمّا
فَيا حَسرَتا أَلّا تَراهُم أَهِلَّةً=إِذا أَقصَرَ البَدرُ التَمامُ مَضَوا قُدما
رَياحينُ في أَنفِ الوَلِيِّ وَما لَها=عَدُوٌّ تَراهُم في مَعاطِسِهِ رَغما
وَأَلّا يَطوفوا خُشَّعاً حَولَ نَعشِها=وَلا يُشبِعوا الرُكنَ اِستِلاماً وَلا لَثما
حَلَفتُ بِما أَسلَفتِ في المَهدِ مِن يَدٍ=وَأَولَيتِ جُثماني مِن المِنَّةِ العُظمى
وَقَبرٍ مَنوطٍ بِالجَلالِ مُقَلَّدٍ=تَليدَ الخِلالِ الكُثرَ وَالطارِفَ الجَمّا
وَبِالغادِياتِ الساقِياتِ نَزيلَهُ=مِنَ الصَلَواتِ الخَمسِ وَالآيِ وَالأَسما
لَما كانَ لي في الحَربِ رَأيٌ وَلا هَوىً=وَلا رُمتُ هَذا الثُكلَ لِلناسِ وَاليُتما
وَلَم يَكُ ظُلمُ الطَيرِ بِالرِقِّ لي رِضاً=فَكَيفَ رِضائي أَن يَرى البَشَرُ الظُلما
وَلَم آلُ شُبّانَ البَرِيَّةِ رِقَّةً=كَأَنَّ ثِمارَ القَلبِ مِن وَلَدي ثَمّا
وَكُنتُ عَلى نَهجٍ مِنَ الرَأيِ واضِحٍ=أَرى الناسَ صِنفَينِ الذِئابَ أَوِ البَهما
وَما الحُكمُ إِلّا أولي البَأسِ دَولَةً=وَلا العَدلُ إِلّا حائِطٌ يَعصِمُ الحُكما
نَزَلتُ رُبى الدُنيا وَجَنّاتِ عَدنِها=فَما وَجَدَت نَفسي لِأَنهارِها طَعما
أَريحُ أَريجَ المِسكِ في عَرَصاتِها=وَإِن لَم أُرِح مَروانَ فيها وَلا لَخما
إِذا ضَحِكَت زَهواً إِلَيَّ سَماوَها=بَكَيتُ النَدى في الأَرضِ وَالبَأسَ وَالحَزما
أُطيفُ بِرَسمٍ أَو أُلِمُّ بِدِمنَةٍ=أَخالُ القُصورَ الزُهرَ وَالغُرَفَ الشُمّا
فَما بَرَحَت مِن خاطِري مِصرُ ساعَة=وَلا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلتِ لي هَمّا
إِذا جَنَّني اللَيلُ اِهتَزَزتُ إِلَيكُما=فَجَنحا إِلى سُعدى وَجَنحا إِلى سَلمى
فَلَما بَدا لِلناسِ صُبحٌ مِنَ المُنى=وَأَبصَرَ فيهِ ذو البَصيرَةِ وَالأَعمى
وَقَرَّت سُيوفُ الهِندِ وَاِرتَكَزَ القَنا=وَأَقلَعَتِ البَلوى وَأَقشَعَتِ الغُمّى
وَحَنَّت نَواقيسٌ وَرَنَّت مَآذِنٌ=وَرَفَّت وُجوهُ الأَرضِ تَستَقبِلُ السُلمى
أَتى الدَهرُ مِن دونِ الهَناءِ وَلَم يَزَل=وَلوعاً بِبُنيانِ الرَجاءِ إِذا تَمّا
إِذا جالَ في الأَعيادِ حَلَّ نِظامَها=أَوِ العُرسِ أَبلى في مَعالِمِهِ هَدما
لَئِن فاتَ ما أَمَّلتِهِ مِن مَواكِبٍ=فَدونَكِ هَذا الحَشدَ وَالمَوكِبَ الضَخما
رَثَيتُ بِهِ ذاتَ التُقى وَنَظَمتُهُ=لِعُنصُرِهِ الأَزكى وَجَوهَرِهِ الأَسمى
نَمَتكِ مَناجيبُ العُلا وَنَمَيتِها=فَلَم تُلحَقي بِنتاً وَلَم تُسبَقي أُمّا
وَكُنتِ إِذا هَذي السَماءُ تَخايَلَت=تَواضَعتِ وَلَكِن بَعدَ ما فُتِّها نَجما
أَتَيتِ بِهِ لَم يَنظُمِ الشِعرَ مِثلَهُ=وَجِئتِ لِأَخلاقِ الكِرامِ بِهِ نَظما
وَلَو نَهَضَت عَنهُ السَماءُ وَمَخَّضَت=بِهِ الأَرضُ كانَ المُزنَ وَالتِبرَ وَالكَرما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:20 م]ـ
يكشف حسين شوقي " في كتابه " أبي شوقي " عن فرط الحساسية عند أبيه فيقول:
فى عام 1930 توفيت عمتي، فسافر أبي بعد تشييع الجنازة مباشرة إلى الإسكندرية، أي أنه لم يحضر ليالي المأتم، فانتقده بعض الأقارب على هذا التصرف. والواقع أن تخلفه عن تأدية الواجب لم يكن جحوداً لأخته، وإنما هو حساسية شديدة، استدللت على هذا بأننا نحن أولاده، وكان يحبنا حباً جماً .. فعندما كان يمرض أحدنا مرضاً شديداً كان يهرب من البيت، بل يسافر إلى الإسكندرية ويظل هناك حتى يزول الخطر، ومن الأدلة على هذه الحساسية الشديدة أن المرثية التي كتبها في والدته، لم ينشرها طوال حياته، ونشرناها نحن بعد وفاته، وذلك لأن من فرط تأثيرها به تحاشى أن ينظر إليها فيما بعد وهى القصيدة التى مطلعها:
إلى الله أشكو من عوادي النوى سهماً .... أصاب سويداء الفؤاد وما أصمى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:31 م]ـ
وقد اتخذ شوقي من موت أمه فرصة لمعارضة قصيدة المتنبي في جدلة قافية ووزناً ومعنى، ولكن الإخفاق يصيب قصيدته فتقليده جاء باهتاً وخاصة في الحكمة التي حاول من خلالها محاكاة المتنبي:
إلى الله أشكو من عوادي النوى سهما=أصاب سويداء الفؤاد وما أصمى
ولم أرَ حكماً كالمقادير نافذاً=ولا كلقاء الموت من بينها حتما
إلى حيث آباء الفتى يذهب الفتى=سبيل يدين العالمون به قدما
زجرت تصاريف الزمان فما يقع=لي اليوم منها كان بالأمس لي وهما
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:39 م]ـ
ولكن هذا لا يمنعه أن يجعل من بعض مراثيه صوراً بارعة، تهز النفوس بما فيها من قوة الحبك وروعة العبرة، كالذي نجده في رثائه لسعد وعمر المختار والحسين وفوزي الغزى، ولقد يبالغ في بعض هذه المراثي كما يصنع في سعد على طريقة أبي تمام:
شيعوا الشمس ومالوا بضحاها=وانحنى الشرق عليها فبكاها
ليتني في الركب لما أفلت=يوشع همت فنادى فثناها
ولكنها مبالغات مقبولة في هذا الموقف، إذ تمثل هول الفاجعة بقائد ركزت عليه الدعاية أنظار مصر والبلاد العربية جميعاً. . ثم يأخذ في تعداد مناقب سعد وأثر موته
طافت الكأس بساقي أمة=من رحيق الوطنيات سقاها
عطلت آذانها من وتر=ساحر رن ملياً فشجاها
قدر بالمدن ألوى والقرى=ودها الأجيال منه ما دهاها
ومن خصائص شوقي في رثائه أنه يتحدث إلى الأموات فيسألهم ويخبرهم، فهو يخاطب الحسين بن علي فيسأله عن السبب الذي دفعه إلى التعاون مع الإنكليز:
قم تحدث أبا علي إلينا=كيف غامرت في جوار الأراقم
ويسأل رياض باشا عن أسرار الموت:
رهين الزمن حدثني ملياً=حديث الموت تبد لي العظات
سألتك: ما المنية، أي كأس=وكيف مذاقها، ومن السقاة!
على أن أجمل رثائه ما بكى فيه ممالك المسلمين ومدنهم المنكوبة كالحمراء ودمشق وأدرنة، وما بكى فيه زوال الخلافة على يد أياتورك. ففي هذه المراثي يذوب قلب شوقي حسرة وألماً، فيأتي رثاؤه نابضاً بالحس مائجاً بالحياة. وأنى لشاعر غير شوقي أن يعرض مسجد بني أمية في مثل هذه الصورة الحزينة العميقة الباكية:
مررت بالمسجد المحزون أسأله=هل في المصلىّ أو المحراب مروان؟
تغير المسجد المحزون واختلفت=على المنابر أحرار وعُبدان
فلا الأذان أذان في منارته=إذا تعالى، ولا الآذان آذان
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 12:54 م]ـ
إخواني أعرض هنا لكم مطلع كل قصيدة رثاء قالها أحمد شوقي أو بعضا منها
رثاء عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء=يستنهض الوادي صباح مساء
ياويحهم نصبوا منارا من دم=يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ماضر لو جعلوا العلاقة في غد=بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية=تتلمس الحرية الحمراء
يا أيها السيف المجرد بالفلا=يكسو السيوف على الزمان مضاء
رثاء حافظ إبراهيم:
قد كنت أوثر أن تقول رثائي=يامنصف الموتى من الأحياء
رثاء محمد عبده:
مفسر آي الله بالأمس بيننا=قم اليوم فسر للورى آية الموت
رُحمت مصير العالمين كما ترى=وكل هناء أو عزاء إلى فوت
رثاء رياض باشا:
ممات في المواكب أم حياة=ونعش في المناكب أم عظات
ويومك في البرية أم قيام=وموكبك الأدلة والشيات
يجل الخطب في رجل جليل=وتكبر في الكبير النائبات
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:09 م]ـ
رثاء محمد فريد بك:
كل حي على المنية غادي=تتوالى الركاب والموت حادي
ذهب الأولون قرنا فقرن=لم يدم حاضر ولم يبق بادي
رثاء مصطفى لطفي المنفلوطي:
اخترت يوم الهول يوم وداع=ونعاك في عصف الرياح الناعي
هتف النعاة ضحى فأوصد دونهم=جرح الرئيس منافذ الأسماع
رثاء إسماعيل صبري:
أجلٌ وإن طال الزمان موافي=أخلى يديك من الخليل الوافي
رثاء مصطفى كامل:
المشرقان عليك ينتحبان=قاصيهما في مأتم والداني
ياخادم الإسلام أجر مجاهد=في الله من خلد ومن رضوان
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:46 م]ـ
موضوع رائع ...
بارك الله فيكم جميعا ...
بعد اذنك يا اخي العزيز اود ان اضع مشاركتك في موضوع " أحلى ما قيل في الأمهات "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:50 م]ـ
بار ك الله فيك أخي زين الشباب على مل قدمت
ويبقى شوقي علمًا من أعلام الشعر العربي
ولي عودة مع شعره لنميط اللثام عن الكثير من جماليات شعره
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:24 م]ـ
موضوع رائع ...
بارك الله فيكم جميعا ...
بعد اذنك يا اخي العزيز اود ان اضع مشاركتك في موضوع " أحلى ما قيل في الأمهات "
شكرا لك أخي
ولن تجدني إلا رهن إشارتك.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:25 م]ـ
بار ك الله فيك أخي زين الشباب على مل قدمت
ويبقى شوقي علمًا من أعلام الشعر العربي
ولي عودة مع شعره لنميط اللثام عن الكثير من جماليات شعره
نعم بارك الله فيك نحن محتاجون إلى ذلك.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:38 م]ـ
رثاء الدكتور أحمد فؤاد
أوحت لطرفك فاستهل شؤونا=دار مررت بها على قيسونا
غاضت بشاشتها وفضت شملها=دنيا تغر السادر المفتونا
رثاء نجل إمام اليمن
مضى الدهر بابن إمام اليمن=وأودى بزين شباب الزمن
وباتت بصنعاء تبكي السيوف=عليه وتبكي القنا في عدن
رثاء عبدالله بك الطوير
ياقلب ويحك والمودة ذمة=ماذا فعلت بعهد عبد الله
جاذبتني جنبي عشية نعيه=وخفقت خفقة موجع أواه
رثاء سعد زغلول
شيعوا الشمس ومالوا بضحاها=وانحنى الشرق عليها فبكاها
ليتني في الركب لما أفلت=يوشع همت فنادى فثناها
جلل الصبح سوادا يومها=فكأن الأرض لم تخلع دجاها(/)
هلوسات .. ضياع اللغة العربية على يد الأعاجم .. مجنون موزة!!!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 06:57 ص]ـ
مجنون موزة:
هذه القصيدة تمثل ضياع اللغة العربية على يد الأعاجم، بسبب العمالة الأجنبية وتفشّيها خاصة في دول الخليج العربي، وهي من مخزونات دفاتري عندما كنت أعمل في أبو ظبي منذ أكثر من خمسة عشر عاما، وجدتها ضمن كناشات
أحتفظ به في ملفاتي؛ فأحببت أن أعمّمها؛ لعلّ فيها العبرة والموعظة!!
خبيب أنا، صديق أنا = رفيق أنا، عيون أنا
موزة قمر، ليل أنا = أنت بيشوف، يطير أنا
برقع بدو، يحب أنا = يسوّي خطبة، تفكير أنا
جفون موزة، خلة أنا =ريحات موزة، جنّن أنا
صلاة في، يدّعي أنا = موزة يريد، في بيت أنا
منام كتير، يشوف أنا = في بيت حقّ، أنت وأنا
طبيب أنت، مريظ أنا = مافي زواج، في موت أنا
نوم مافي، جرّب أنا = الليل كلّش، يسهر أنا
يسير مرة، بتعب أنا = يركب حمار، يوقع أنا
يجلس أرظ، يرتاح أنا = يفكّر موزة .. يصيح أنا
كلّش حليب، يشرب أنا = يشكي غنم، حالي أنا
عند البوش، زعلان أنا = حالي أنا، مشكل أنا
أخاف ذيب، ياكل أنا = بعدين خلاص، مافي أنا
تكسي يسوق، يحلم أنا = موزة عيون، ماما أنا
يدعم نفر، كسِّر أنا = أرباب خلاص، فنّش أنا
شرطة يمسك، يجود أنا = داخل سجن، خلّي أنا
وايد فلوس، مافي أنا = بلاد بعيد، مسكين أنا
موزة يسمع، أخبار أنا = يجي سجن، يزور أنا
سوي كلام، صبور أنا = خلاص سجن، زواج أنا
يجي عفو، يطلع أنا = موزة زواج، غيري أنا
جنجال وايد، سوي أنا = موزة حرامي .. يخون أنا
داخل سجن، يرجع أنا = يكتب كلام، ويقول أنا
ملعون أبو كلّش خرمة أنا = سوّي خراب، مخ مال أنا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 12:50 م]ـ
شر البلية ما يضحك
اضحك الله سنك يا دكتور ...
أخاف ذيب، ياكل أنا=بعدين خلاص، مافي أنا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 01:57 م]ـ
شكرا د. مروان، الخوف أن ينتشر هذا النوع
بين أجيالنا
ـ[فارس]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 03:41 م]ـ
ذكّرني الموضوع بأحد مشاركي شاعر المليون في أبوظبي وهو من الجمهورية الباكستانية، حيث شارك هذه السنة و التي قبلها بما يشبه هذه القصيدة، و هو و إن لم تُجزْ قصائده إلا أنها سارت بين الناس وانتشرت حتى بات منهم من يحفظها .. !!
مثل:
رفيقْ أنا صديقْ أنا = يرعي غنمْ شغلْ أنا
برقعْ بدويةْ يحبْ أنا = أركبْ بعيرْ أطيحْ أنا
أشوفْ ذيبْ يصيحْ أنا = حليبْ ناقةْ يشربْ أنا
وأخرى أولها:
صديقْ سلِّمْ على رفيقْ = قلْ لهْ ترا حالتي تيكا
العامْ يمشي على هالطريقْ = واليوم نركبْ تُماتيكا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:15 م]ـ
ذكّرني الموضوع بأحد مشاركي شاعر المليون في أبوظبي وهو من الجمهورية الباكستانية، حيث شارك هذه السنة و التي قبلها بما يشبه هذه القصيدة، و هو و إن لم تُجزْ قصائده إلا أنها سارت بين الناس وانتشرت حتى بات منهم من يحفظها .. !!
مثل:
رفيقْ أنا صديقْ أنا = يرعي غنمْ شغلْ أنا
برقعْ بدويةْ يحبْ أنا = أركبْ بعيرْ أطيحْ أنا
أشوفْ ذيبْ يصيحْ أنا = حليبْ ناقةْ يشربْ أنا
وأخرى أولها:
صديقْ سلِّمْ على رفيقْ = قلْ لهْ ترا حالتي تيكا
العامْ يمشي على هالطريقْ = واليوم نركبْ تُماتيكا
شكرا لك أخي الكريم
دمت بودٍّ
وجزاك الله خيرا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:18 م]ـ
شكرا د. مروان، الخوف أن ينتشر هذا النوع
بين أجيالنا
الظاهر أخي الحبيب الأستاذ الأديب
محمد سعد
أنك لم تعمل في دول الخليج،
فهذه الظاهرة منتشرة فيه؛
وحتى العظم!!!
وشكرا لك
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:58 م]ـ
أنعم وأكرم بك دكتور مروان
ولعلي أخالفك الرأي في أن هذه الهلوسة تمثل ضياع اللغة العربية على يد الأعاجم .. فهلوسة كهذه لا أراها إلا مصنوعة من قبل عربي قح أردا بها التسلية وتزجية الوقت وربما لغرض دفين ...
ولا أخفي عنك استيائي من مجرد النظر إليها فضلا عن الاستمتاع الوقتي بقراءتها
دمت وارفا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:07 م]ـ
فهلوسة كهذه لا أراها إلا مصنوعة من قبل عربي قح أردا بها التسلية وتزجية الوقت وربما لغرض دفين ...
أخي مغربي نعم كما يبدو أن القصيدة من صنع عربي ولكنها تحكي حال الواقع المرير في بعض المجتمعات العربية، وخصوصا لدينا في الخليج فكثير ما نرى من يتحدث بهذه الطريقه، حتى أن العربي القح إذا أراد أن يحدث أحدهم حدثه بطريقته المهلوسة هذي ...
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:34 م]ـ
أنعم وأكرم بك دكتور مروان
ولعلي أخالفك الرأي في أن هذه الهلوسة تمثل ضياع اللغة العربية على يد الأعاجم .. فهلوسة كهذه لا أراها إلا مصنوعة من قبل عربي قح أردا بها التسلية وتزجية الوقت وربما لغرض دفين ...
ولا أخفي عنك استيائي من مجرد النظر إليها فضلا عن الاستمتاع الوقتي بقراءتها
دمت وارفا
هي حال المتألم لما حلّ بلغتنا الأم المقدسة
على يد هؤلاء الأعاجم الذين غزونا غزوا فكريا
بتنا نتكلم معهم في المحلات والمنتديات التي تعج بهم
تسمع في أسواق الخليج
رفيك
سيده
سيم سيم
في معلوم
!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟
وما شابه ذلك
زوج مهندس، وهي أيضا مهندسة (عربية)
اتصلت بها،، وما استطعت التواصل معها
لأنها كانت تتكلم برطانة هؤلاء
وعندما أخبرته بأنني اتصلت به، وردت علي الخادمة!!
قال لي: هذه زوجتي؛ لكن لغتها العربية (ضعيفة)
تصوّر!!!!
يارعاك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 08:02 م]ـ
أنعم وأكرم بك دكتور مروان
ولعلي أخالفك الرأي في أن هذه الهلوسة تمثل ضياع اللغة العربية على يد الأعاجم .. فهلوسة كهذه لا أراها إلا مصنوعة من قبل عربي قح أردا بها التسلية وتزجية الوقت وربما لغرض دفين ...
ولا أخفي عنك استيائي من مجرد النظر إليها فضلا عن الاستمتاع الوقتي بقراءتها
دمت وارفا
بورك فيك أستاذنا، هي هلوسة فعلا ينبغي ألا يتاح لها مساحة في فصيحنا، والغاية لا تبرر الوسيلة.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 11:26 م]ـ
بورك فيك أستاذنا، هي هلوسة فعلا ينبغي ألا يتاح لها مساحة في فصيحنا، والغاية لا تبرر الوسيلة.
شكرا لك أخي الكريم ابن النحوية
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 12:49 ص]ـ
وقد حذر شاعر النيل / "حافظ إبراهيم" من هذا المآل منذ أكثر من ثمانين عاما ,
فقال على لسان اللغة العربية:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي = وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني = عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي = رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً = وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ = وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ = فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني = وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني = أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً = فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ = يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ = بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً = يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ = لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ = حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً = مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً = فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ = إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى = لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً = مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ = بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى = وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ = مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 05:08 ص]ـ
شكرا لك أخي الكريم ابن النحوية
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
بل الشكر كله لك أستاذنا وحبيبنا ودكتورنا، وما نحن إلا طلبة بين يديك، منكم نستفيد التواضع ولين الجانب وقبول النصح وأخلاق العلماء، ويكفيك شرفًا أنك من خدمة هذه اللغة الشريفة، وأتمنى لو أطلعتنا يا دكتور مروان على نتاجك العلمي خاصة العالمية والعالمية العالية إن أمكن.
وتقبل تحيات محبك.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 06:48 ص]ـ
بل الشكر كله لك أستاذنا وحبيبنا ودكتورنا، وما نحن إلا طلبة بين يديك، منكم نستفيد التواضع ولين الجانب وقبول النصح وأخلاق العلماء، ويكفيك شرفًا أنك من خدمة هذه اللغة الشريفة، وأتمنى لو أطلعتنا يا دكتور مروان على نتاجك العلمي خاصة العالمية والعالمية العالية إن أمكن.
وتقبل تحيات محبك.
هلا وغلا بك ياحبيبنا الغالي
لقد طلبت هينا موجودا
وصادف اليوم أن مركز ودود للمخطوطات
أعاد تنزيل أحد كتبي المحققة، ووضعته لكم
وأرجو أن توضح لي طلبك بالضبط
وشكرا لك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 06:52 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حذر شاعر النيل / "حافظ إبراهيم" من هذا المآل منذ أكثر من ثمانين عاما ,
فقال على لسان اللغة العربية:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي = وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني = عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي = رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً = وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ = وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ = فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني = وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني = أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً = فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ = يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ = بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً = يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ = لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ = حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً = مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً = فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ = إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى = لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً = مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ = بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى = وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ = مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
مداخلة طيبة مباركة أخي الكريم
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
وشكرا لك
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 01:26 م]ـ
أنا أنا،،
لا تعليق، على القصيدة المزعجة موسيقياً ^^.
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 04:21 م]ـ
هلا وغلا بك ياحبيبنا الغالي
لقد طلبت هينا موجودا
وصادف اليوم أن مركز ودود للمخطوطات
أعاد تنزيل أحد كتبي المحققة، ووضعته لكم
وأرجو أن توضح لي طلبك بالضبط
وشكرا لك
شكرا دكتور مروان على تجاوبك وتعاونك ومحبتك لنفع إخوانك، والذي أريده بالتحديد ما يأتي:
1 - كتاب (المبهج) عندي منه طبعة قديمة بتحقيق الدكتور حسن هنداوي، فما الفرق بين تحقيقك وتحقيقه؟
2 - أسأل عن موضوع رسالتيك لنيل العالمية، ثم نيل العالمية العالية (الماجستير والدكتوراه)، ما عنوانهما، وهل طبعتا؟.
3 - ما كتبك المطبوعة من موضوع وتحقيق؟.
وشكرا لك عزيزي.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 05:27 م]ـ
قالها البحتري قبل الف ومئتين سنه
يائِبنَةَ الدَهرِ هَل رَأَيتِ كَمِثلي = عِندَ دَفعِ المُنى وَنفيِ الشُكوكِ
أَركَبُ المَهمَهَ المَهولَ بِعَزمٍ = وَثِيابي ظَلامَةُ الحَلكوكِ
وَأَشُقُّ الجُيوبَ مِن خَلعِ اللَي = لِ بِكَفٍّ مِنَ الزَماعِ بَتوكِ
وَأَنا الباعِثُ العَزيمَ إِلى الهَم = مِ فَأُجليهِ عَن ثَباتِ الحَنيكِ
شَمَّرِيُّ الجَنانِ كَالخَذمِ الصا = رِمِ بَينَ الإِرهافِ وَالتَحبيكِ
في غِرارَيهِ وَالذُبابِ بَناتُ الذَر = رِ يَرفُلنَ في نَهيكٍ سَبيكِ
مُتَجافٍ عَنِ الوِسادِ بِقَلبٍ = يَقِظِ اللُبِّ غَيرِ جَوشٍ صَكيكِ
أَركَبُ اللَيلَ في زُها هائِلِ اللَي = لِ وَرَأدَ الضُحى لِوَقتِ الدُلوكِ
وَكَذا أَشتَهي يَكونُ فَتى الحِم = مَةِ غَيرَ الخُمَيِّمِ المَأفوكِ
وَإِلى اِخوَتي ذَوي الرَدَبِ الغُر = رِ أُؤَدّي تَحِيَّتي وَأَلوكي
حَيِّهِم مِنهُمُ كَشاهِدِ عُربٍ = غائِبٍ مِنهُمُ بِدارِ عَتيكِ
فَمَديحُ فَغورِها فَتِهامٍ = فَبِأَرضِ العِراقِ وَاليَرموكِ
فَخُراسانَ صاحَ فَاليَمَنِ النا = زِحِ صَنعائِها فَأَهلِ تَبوكِ
وَيلَكُم وَيبَكُم لَقَد هُتِكَ الشِع = رُ فَبَكّوا لِسِترِهِ المَهتوكِ
يا اِمرَأَ القَيسِ لَو رَأَيتَ حَبيكَ ال = شِعرِ يُغدى بِماءِ لَفظٍ رَكيكِ
لَبَكَيتَ الدِماءَ لِلأَدَبِ الغَضِّ = بِفَيضٍ مِنَ الدُموعِ سَفوكِ
وَلَأَبكَيتَ طَرفَةً وَزُهَيراً = وَلَبيداً وَقَرمِ آلِ نَهيكِ
وَبَكى النابِغانِ مِن فَرطِ وَجدٍ = ثُمَّ صَنّاجَةُ القَريضِ المَحوكِ
أَينَ شَمّاخُ وَالكُمَيتُ وَذو الرُم = مَةِ وَصّافُ مَهمَهٍ وَنَبيكِ
أَينَ ذاكَ الظَريفُ أَعني اِبنَ هاني = حَسَناً وَيبَهُ نَديمَ المُلوكِ
حَكَمَت فيكُمُ أَكُفُّ المَنايا = فَجَرى حُكمُها بِغَيرِ شُكوكِ
وَتَبَدَّلتُ مِنهُمُ البَدَلَ الأَع = وَرَ بَينِ قُذرَةٍ وَأَفيكِ
ذَهَبَ الناسُ بَل مَضى زَمَنُ النا = سِ وَخُلِّفتُ لِلزَمانِ الهَتوكِ(/)
طلب
ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 04:06 م]ـ
طلب من أصحاب الأدب
--------------------------------------------------------------------------------
إخواني وأخواتي أريد تكملة الأبيات التالية ومن القائل وجزاكم الله خيرا:
يهتز قلبي للأحباب إن ذكروا ............(/)
مختارات من [وحي الرسالة] لـ أحمد حسن الزيات
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 07:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من منا لا يعرف هذا الأديب صاحب أفضلة مجلةٍ صدرت في تاريخ العرب [مجلة الرسالة] التي كتب فيها أبرز رجالات الأدب في العصر الحديث من الرافعي وطه حسين و العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد أمين إلى علي الطنطاوي ومحمود محمد شاكر وغيرهم كثير
كان صاحب الرسالة الزيات رحمه الله صاحب أسلوب رفيع لا يضاهيه أحد فهو إمام من أئمة الأدب والبلاغة ,وقد كُنت كلفًا بهذا الرجل وأدبهِ فقرأت كتابه تاريخ الأدب العربي الذي كتبه بأسلوب فريد , وهو مناسب للجميع , أما كتابه [وحي الرسالة] فمن أفضل الكُتب وقد صدر في أربعة مُجلدات زاخرة وهذا الكتاب هو الذي سأعتمد عليه في النقل من مختارات لهذا البليغ.
في هذا الموضوع سأضع أسطر مختارة من هذا الكتاب في طريقة لن ألتزم بها نقل المقالة كاملة بل سأضع ما يروق لي من أسطر ولو قليلة جدًا لعدة اعتبارات:
1 - لقوةِ طرحٍ وجَمال أسلوب .. فقد أطرح سطرًا أو سطرين فيها بلاغة , وإحكام صنعة ما لا نجده في مقالات كاملة. [وهذا الاعتبار هو المعول الأساس في اختياراتي لنتذوق هذا الأسلوب البديع الذي غاب عن الكثير بسبب نُدرة كتابه [وحي الرسالة].]
2 - لرسالة سامية يبثهاالزيات , فأنقل ما يوافق هذه الرسالة.
3 - أو دلالة لحدث مهم
4 - أو غير ذلك مما قد تفتق لي أثناء القراءة والاختيار.
ولكنني سأثبتُ في رأسِ كُل مُختارة عُنوان المقالة ورقم الصحفة حتى يسهل لمن أراد الاستزادة أن يرجع لها , ولا تغني هذه الاختيارات عن العودة إلى هذا السفر الثمين.
وقبل ذلك أُرفق لكم بسيرةٍ موجزة نقلتها من الاسلام أون لاين لهذا الإمام:
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/06/images/pic15.jpg
استقبلت قرية "كفر دميرة القديم" التابعة لمركز "طلخا" بمحافظة "الدقهلية" بمصر وليدها في (16 من جمادى الآخرة 1303 هـ= 2 من إبريل 1885م)، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، وكان لوالده نزوع أدبي، وتمتّعت أمه بلباقة الحديث وبراعة الحكي والمسامرة، تلقى الصغير تعليمه الأوّلي في كُتّاب القرية، وهو لا يزال غضًا طريًا في الخامسة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم أرسله أبوه إلى أحد العلماء في قرية مجاورة، فتلقى على يديه القراءات السبع وأتقنها في سنة واحدة
التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكانت الدراسة فيه مفتوحة لا تتقيد بسن معينة، أو تلزم التلاميذ بالتقيد بشيخ محدد، وإنما كان الطلاب يتنقلون بين الأساتذة، يفاضلون بينهم، حتى إذا آنس أحدهم ميلاً إلى شيخ بعينه؛ لزمه وانصرف إليه.
بعد عودة الزيات من بغداد سنة (1351هـ= 1933م) هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، بعد أن وجد أن الساحة قد خلت باختفاء "السياسة" الأسبوعية التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر.
وفي (18 من رمضان 1351 هـ= 15 من يناير 1933) ولدت مجلة الرسالة، قشيبة الثياب، قسيمة الوجه، عربية الملامح، تحمل زادًا صالحًا، وفكرًا غنيًا، واستقبل الناس الوليد الجديد كما يستقبلون أولادهم بلهفة وشوق؛ حيث كانت أعدادها تنفد على الفور.
وكانت المجلة ذات ثقافة أدبية خاصة، تعتمد على وصل الشرق بالغرب، وربط القديم بالحديث، وبعث الروح الإسلامية، والدعوة إلى وحدة الأمة، وإحياء التراث، ومحاربة الخرافات، والعناية بالأسلوب الرائق والكلمة الأنيقة، والجملة البليغة
وعاش الزيات بعيدًا عن الانتماءات الحزبية، فلم ينضم إلى حزب سياسي يدافع عنه، مثل العقاد وهيكل وطه حسين، ولم يدخل في خصومه مع أحد، ولم يشترك في المعارك الأدبية التي حفلت بها الحياة الثقافية في مصر؛ فقد كان هادئ النفس، وديع الخلق، ليّن الجانب، سليم الصدر.
وظل الزيات محل تقدير وموضع اهتمام حتى لقي ربه بالقاهرة في صباح الأربعاء الموافق (16 من ربيع الأول 1388 هـ= 12 من مايو 1968م) عن ثلاثة وثمانين عامًا.
يتبع
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 07:53 م]ـ
(1)
يقول الزيات في مقالة له [القرية أمس واليوم] في المجلد الأول من سفره الثمين [وحي الرسالة] ص 60 متحدثًا عن ما يلقاه الفلاح المسكين من عنتٍ ومشقة ويذهب جهده هباءً منثورًا وأنه يعمل فلا يرى من عمله إلا العنت والمشقة:
لا تزال القرية كما كانت في القرون الخوالي أكواخًا متلاصقة غرقى في المناقع والدِّمن , لا تبصر الشمس , ولاتنشق الهواء , ولا تعرف النظافة, تكومت في قاعها أرواث البهائم وزرق الدجاج؛وتراكم في سطحها حطب الوقود وعلف الماشية؛ وتقاسم الإنسان والحيوان المضاجع في هذه الحضار المشتركة. ثم راض الفلاح نفسه مرغمًا على الطعام الوخيم والشراب الكدر والملبس الرث والقناعة المزرية حتى مات في حسه إدارك الجمال , وتفه في ذوقه طعم الوجود.
إلى أن يقول:
إن الفلاح المسكين الساذج يسمع بالوزارت تسقط وتقوم , وبالأحزاب تختصم وتحتكم , وبالمجالس تنتثر وتنتظم , وبالدواوين تفتح وتغلق , وبالأموال تجبى وتنفق , فيسائل نفسه سؤال الجاهل: إلى من هذه الأعمال والأموال إذا لم يكن لي من ثمارها نصيب؟
لقد اشترينا بأقوات الريف أُبهة العاصمة , وبنينا بأنقاض القرية قصور المدينة , وغسلنا بعرق الفلاح أقدام المترفين , فكنا كمن حفر الجدول , وخطط الحقول , ونثر البذور , وشيد الأهراء (1) ثم طَّمر في سبيل ذلك فوهة الينبوع. انتهى
ــــ
الأهراء: جمع هرى وهو مخزن القمح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 07:54 م]ـ
[علمًا أن هذه المُختارات قد كتبت نُتفًا منها في موقع آخر , ولكن رأيت أن هذا الصرح الفخم يستحق أن نُقدم له قليل من قليل]
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 05:56 ص]ـ
هل أخطأت المكان؟
أنا جديد فرُبما كان الموضوع أصله في قسم آخر!
من يُرشد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بك أخي الكريم
قد وضعت الموضوع في مكانه الصحيح، جزاك الله الف خير، وبانتظار مزيدك
السلام
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 05:50 م]ـ
سلام عليكم ... أخي محمودًا، رحمة الله بنا أرشدتك إلينا؛ فمرحبًا بك من زائر مليء أدبًا.
إيهِ إيهِ يا محمود، هات لله أنت!
انتقاءات رائعة، أسلوب أخّاذ، كلمات كقطع الذهب.
وبأحلى عبارة نستقبل ضيفنا محمودًا.
واصلْ، ولا تتأخر فنحن عطشى هلكى نأكل المعاني ونشرب الألفاظ.
فاكتب كثيرًا و زدْ وأنعمْ، فالأعضاء كثر؛ لنأكل مرتاحين ولانُزاحم على اللقمة!
دعواتي لك.(/)
"المغرب العربي" في الشعر العربي في جميع العصور.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:35 م]ـ
يقع المغرب الكبير شمال القارة الإفريقية، بين خطي العرض 15° و37° شمالا، وخطي الطول 17° و25° شرقا، وهي منطقة جغرافية تضم خمس دول (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا) وتبلغ مساحتها 6 ملايين كم². يحد المغرب الكبير شمالا البحر المتوسط، وجنوبا مالي والتشاد والنيجر والسنغال، وشرقا مصر و السودان، وغربا المحيط الأطلسي. تختلف الأشكال التضاريسية ببلدان المغرب الكبير مابين السهول والجبال والهضاب والصحارى،.
أرجو المشاركة من الجميع ولو ببيت , وبوركتم.
وَقامَ بِأَمرِ المُسلِمينَ مُوَفَّقٌ = عَلى عَهدِهِ مُرّاكِشٌ تَتَحَضَّرُ
وَفيهِ بَدَت في أُفقِ جاوَةَ لَمعَةٌ = أَضاءَت لِأَهليها السَبيلَ فَبَكَّروا
فَيالَيتَهُ أَولى الجَزائِرَ مِنَّةً = تُفَكُّ لَها تِلكَ القُيودُ وَتُكسَرُ
وَفي تونُسَ الخَضراءِ يا لَيتَهُ بَنى = لَهُ أَثَراً في لَوحَةِ الدَهرِ يُذكَرُ
حافظ إبراهيم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:51 م]ـ
سل الفصحى وقل للضاد رفقا = لسان الحال افصح منك نطقا
وخل الشعر فالايام شعر = قصائدها على الاجيال تلقى
وته ياقلب فالاكوان نشوى = وذب في كاسها نجوى وعشقا
وسر في المغرب العربي لحنا = وفي قيثارة الاعياد عرقا
ودع مراكش الحمرا تغني = خلاصا من معذبها وعتقا
بلاد المغرب العربي شرق = وكانت قبلة العربي شرقا
فحيوا في بني بغداد شعبا = زكا في الخالدين وطاب عرقا
وحيوا مصر موطن كل حر = وحيوا في اماجدها دمشقا
رسول الشرق قل للشرق انا = على عهد العروبة سوف نبقى
واما بالجزائر انكرونا = سنخرق وصمة الاجماع خرقا
وثبنا كالكواسر واتخذنا = الى استقلالناالارواح طرقا
فلا نخشى العذاب ولا نبالي = اذا وجب الفدا سجنا وشنقا
وان الشامتين بنا ابادوا = اعز ديارنا نسفا ومحقا
وانا في الجزائر خير شعب = عروبته مدى الاجيال وثقى
وان الوحدة الكبرى اذا ما = تحررت الجزائر سوف تبقى
المفدي زكريا
شاعر الثورة الجزائريةو مؤلف نشيدها الوطني ولد عام 1913 في بني يزجن وتلقى فيها تعليمه الأولي. ثم انتقل إلى تونس وفيها بدأ نضاله السياسي حين انضم إلى حزب نجمة إفريقيا، وسال شعره متدفقا. ودخل السجن أكثر من مرة. وتنقل كثيرا ما بين مصر وتونس والمغرب. ومات بعيدا في الدار البيضاء. و بعد وفاته دفن في وادي ميزاب مسقط رأسه بعد ان حرم من زيارته و هو حي.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:55 م]ـ
تونس الجميلة
لست أبكي لعسف ليل طويل، = أو لربعٍ غدا العفآء مراحه
إنما عبرتي لخطبٍ ثقيلٍ، = قد عرانا، ولم نجد من أزاحه
كلّما قام في البلاد خطيب = موقظ شعبه يريد صلاحه
ألبسوا روحه قميص اضطهادٍ = فاتكٍ شائك يرد جماحه
أخمدوا صوته الإلهي بالعسف = أماتوا صداحه ونواحه
توخّوا طرائق العسف والإرهاق = تواً وما توخّوا سماحه
هكذا المخلصون في كل صوبٍ = رشقات الردّى إليهم متاحه
غير أناّ تناوبتنا الرزّايا = واستباحت حمانا ايّ استباحه
أنا يا تونس الجميلة في لج = الهوى قد سبحت سباحه
شرعتي حبّكِ العميق وإنّي = قد تذوقت مره وقراحه
لست أنصاع للّواحي لو مت = وقامت على شبابي المناحه
لا ابالي .. وإن أريقت دمائي = فدماء العشاق دوماً مباحه
وبطول المدى تريك الليالي = صادق الحب والولاء وسجاحه
إن ذا عصر ظلمةٍ غير أني = من وراء الظلام شمت صباحه
ضيع الدهر مجد شعبي ولكن = سترد الحياة يوما وشاحه
أبو القاسم الشَّابي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:14 م]ـ
مشكور أخي " محمد سعد " على هذا التواصل والمداخلات العطرة.
وبارك الله فيكم على هذا التفاني الذي لا يكل ولا يمل ,.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:24 م]ـ
جزائر يا مطلع المعجزات = و با حجة الله في الكائنات
و يابسمة الرب في أرضه = و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلو د = تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بث فيها الوجود = معاني السمو بروع الحياة
و يا صفحة خط فيها البقآء = بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا = و تلهمها القيم الخالدات
و أسطورة رددتها القرون = فهاجت بأعماقنا الذكريات
(يُتْبَعُ)
(/)
و يا تربة تاه فيها الجلال = فتاهت بها القمم الشامخات
و أهوى على قدميها الزمان = فأهوى على قدميها الطفاة
المفدى زكريا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:55 م]ـ
ذا نوفمبرُ قمْ وحيّ المِدفعا = واذكرْ جهادَكَ والسنينَ الأربعا
واقرأْ كتابَكَ، للأنام مُفصَّلاً = تقرأْ به الدنيا الحديثَ الأَروعا
واصدعْ بثورتكَ الزمانَ وأهلَهُ = واقرعْ بدولتك الورى، والمجمعا
واعقدْ لحقِّك في الملاحم ندوةً = يقف الزمان بها خطيباً مِصْقَعا
وقُلِ: الجزائرُ واصغِ إنْ ذُكِرَ اسمُها = تجد الجبابرَ ساجدينَ ورُكَّعا
إن الجزائرَ في الوجود رسالةٌ = الشعبُ حرّرها وربُّك َوَقّعا
إن الجزائرَ قطعةٌ قدسيّةٌ = في الكون .. لحّنها الرصاصُ ووقّعا
وقصيدةٌ أزليّة، أبياتُها = حمراءُ كان لها نفمبرُ مطلعا
نَظمتْ قوافيها الجماجمُ في الوغى = وسقى النجيعُ رويَّها فتدفَّعا
غنَّى بها حرُّ الضّمير، فأيقظتْ = شعباً إلى التحرير شمّر مُسرِعا
سمعَ الأصمُّ دويَّها، فعنا لها = ورأى بها الأعمى الطريقَ الأنصعا
ودرى الأُلى، جَهلوا الجزائرَ أنها = قالتْ أُريد فصمَّمتْ أن تلمعا
ودرى الأُلى جحَدوا الجزائرَ، أنها = ثارتْ .. وحكّمتِ الدِّما والمِدْفعا
شقّتْ طريقَ مصيرها بسلاحها = وأبتْ بغير المنتهى أن تَقنعا
شعبٌ دعاه إلى الخلاص بُناتُهُ = فانصبَّ مُذْ سمع النِدا وتطوَّعا
نادى به جبريلُ في سوقِ الفِدا = فشرى، وباع بنقدها وتبرَّعا
فلكم تصارع والزمانَ فلم يجدْ = فيه الزمانُ - وقد توحَّد مطمعا
واستقبل الأحداثَ منها ساخراً = كالشامخات تمنُّعاً وترفُّعا
وأرادهُ المستعمرون، عناصراً = فأبى مع التاريخ أن يتصدّعا
واستضعفوه .. فقرّروا إذلالهُ = فأبتْ كرامتُهُ له أن يخضعا
واستدرجوه .. فدبّروا إدماجَهُ = فأبتْ عروبتُه له أن يُبلَعا!
وعن العقيدة .. زوّروا تحريفَهُ = فأبى مع الإيمان .. أن يتزعزعا
وتعمّدوا قطعَ الطريق .. فلم تُرِدْ = أسبابُه بالعُرْب أن تَتقطَّعا
نسبٌ بدنيا العُرب .. زكَّى غرسَهُ = ألمٌ .. فأورق دوحُه وتفرَّعا
سببٌ، بأوتار القلوب .. عروقُهُ = إن رنّ هذا رنّ ذاكَ ورجَّعا
إمّا تنهَّد بالجزائر مُوجَعٌ = آسى الشآمُ جراحَه، وتوجَّعا
واهتزَّ في أرض الكِنانة خافقٌ = وأَقضَّ في أرض العراق المضجعا
وارتجَّ في الخضراء شعبٌ ماجدٌ = لم تُثنِه أرزاؤه أن يَفزعا
وهوتْ مُراكشُ حولَه وتألمّتْ = لبنانُ واستعدى جديسَ وتُبَّعا
تلك العروبةُ إن تَثُرْ أعصابُها = وهن الزمانُ حيالَها وتضعضعا
الضادُ في الأجيال خلَّد مجدَها = والجرحُ وحَّد في هواها المنزعا
فتماسكتْ بالشرق وحدةُ أمّةٍ = عربيّةٍ، وجدتْ بمصرَ المرتعا
ولَمِصرُ .. دارٌ للعروبة حُرّةٌ = تأوي الكرامَ .. وتُسند المتطلِّعا
سحرتْ روائعُها المدائنَ عندما = ألقى عصاه بها الكليمُ فروّعا
وتحدّث الهرمُ الرهيب مباهياً = بجلالها الدنيا .. فأنطق يُوشَعا
واللهُ سطَّر لوحَها بيمينهِ = وبنهرها .. سكبَ الجمالَ فأبدعا
النيلُ فتّحَ للصديق ذراعَهُ = والشعبُ فتَّحَ للشقيق الأضلعا
والجيشُ طهَّر بالقتال قنالَها = واللهُ أعمل في حَشاها المبضعا
والطورُ .. أبكى مَن تَعوّدَ أن يُرى = في حائط المبكى يُسيل الأدمعا
والسدُّ سدّ على اللئام منافذاً = وأزاح عن وجه الذئاب البُرقعا
و تعلّم التاميزُ عن أبنائها = والسينُ درساً في السياسة مُقنعا
و تعلّم المستعمرون، حقيقة ً = تبقى لمن جهل العروبة مرجعا
دنيا العروبة، لا تُرجَّح جانباً = في الكتلتين و تُفضَّل موضعا
للشرقِ في هذا الوجود، رسالةُ = علياءُ صدّقَ وحيَها فتجمّعا
يا مصرُ يا أختَ الجزائر في الهوى = لكِ في الجزائر حرمةٌ لن تُقطَعا
هذي خواطرُ شاعرٍ غنّى بها = في الثورة الكبرى فقال وأسمعا
و تشوّقاتٌ .. من حبيسٍ مُوثَقٍ = ما انفكّ صبّاً بالكنِانَة مُولَعا
خلصتْ قصائدُه فما عرف البُكا = يوماً و لا ندب الحِمى و المربعا
إن تدعُه الأوطانُ كان لسانَها = أو تدعه الجُلَّى أجاب و أَسْرعا
سمع الذبيحَ ببربروس فأيقظتْ = صلواتُه شعرَ الخلود فلعلعا
و رآه كبَّر للصلاة مُهَلَّلاً = في مذبح الشهدا .. فقام مُسَمَّعا
ورأى القنابلَ كالصواعق إن هوتْ = تركتْ حصونَ ذوي المطامع بلقعا
ورأى الجزائرَ بعد طول عنائها = سلكتْ بثورتها السبيل الأنفعا
وطنٌ يعزّ على البقاء وما انقضى = رغمَ البلاء عن البِلى مُتمنِّعا
لم يرضَ يوماً بالوثاق، ولم يزلْ = متشامخاً مهما النَّكالُ تنوّعا
هذي الجبالُ الشاهقات، شواهدٌ = سخرتْ بمن مسخ الحقائقَ وادّعى
سلْ جرجرا تُنبئكَ عن غضباتها = واستفتِ شليا لحظةً .. وشلعلعا
واخشعْ بوارَشنيسَ إن ترابَها = ما انفكّ للجند المعطَّر مصرعا
كسرتْ تِلمسانُ الضليعةُ ضلعَهُ = ووهى بصبرةَ صبرُهُ فتوزّعا
ودعاه مسعودٌ فأدبر عندما = لاقاه طارقُ سافراً ومُقنَّعا
اللهُ فجّر خُلدَه، برمالنا = وأقام عزرائيلَ يحمي المنبعا
تلك الجزائرُ تصنع استقلالها = تَخذتْ له مهجَ الضحايا مصنعا
طاشتْ بها الطرقاتُ فاختصرتْ لها = نهجَ المنايا للسيادة مهيعا
وامتصّها المتزعّمون فأصبحتْ = شِلْواً .. بأنياب الذئاب مُمَزَّعا
وإذا السياسةُ لم تفوِّض أمرها = للنار كانت خدعةً وتصنُّعا
إنِّي رأيتُ الكون يسجد خاشعاً = للحقّ والرشَّاش إن نطقا معا
خَبِّرْ فرنسا .. يا زمانُ بأننا = هيهات في استقلالنا أن نُخدعا
واستفتِ يا ديغولُ شعبَكَ إنهُ = حُكْمُ الزمان فما عسى أن تصنعا
شعبُ الجزائر قال في استفتائهِ = لا لن أُبيح من الجزائر إصبعا
واختار يومَ الاقتراع نفمبراً = فمضى وصمّم أن يثورَ ويقرعا
المفدى زكريا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 12:45 م]ـ
فَمَنْ مُبْلِغٌ أهلَ الجَزَائِرِ أنَّهُمْ = شَقَوا وَسَعِدنَا وَالزَّمِانُ يُدِيلُ
أخِصَيانَ وَهْرَان أفِيقُوا فَإنّكُمْ = بُغَاةٌ وَأنَّا مُسلِمُونَ فُحُولُ
لَنَا وَعَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ طبرقة = وَأخْبَارِ وهْران شهودٌ عُدُولُ
الورغي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:33 م]ـ
نوفمبر غيّرت مجرى الحياة=وكنت_نوفمبر_مطلع فجر
وذكّرتنا_في الجزائر_بدرا=فقمنا نضاهي صحابة بدر
شغلنا الورى،وملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شاعر الثورة مفدي زكرياء
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:35 م]ـ
جزائر يا مطلع المعجزات = و با حجة الله في الكائنات
و يابسمة الرب في أرضه = و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلو د = تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بث فيها الوجود = معاني السمو بروع الحياة
و يا صفحة خط فيها البقآء = بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا = و تلهمها القيم الخالدات
و أسطورة رددتها القرون = فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال = فتاهت بها القمم الشامخات
و أهوى على قدميها الزمان = فأهوى على قدميها الطفاة
المفدى زكريا
انتقاء مميز يدل على ذوق فني راق
بوركت أخي رعد
ـ[الوافية]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:08 م]ـ
ياتونس الخضراء جئتك عاشقا ... وعلى جبيني وردة وكتاب.
إني الدمشقي الذي احترف الهوى ... فاخضوضرت لغنائه الأعشاب.
أحرقت من خلفي جميع مراكبي ... إن الهوى أن لايكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر ... قطعا فعمري الموج والأخشاب.
لم أنس أسماء النساء وإنما ... للحسن أسباب ولي أسباب.
ياساكنات البحر من غرناطة ... جف الشذا وتفرق الأصحاب.
أين اللواتي حبهن عبادة ... وغيابهن وقربهن عذاب.
اللابسات قصائدي ومدامعي ... عاتبتهن فما أفاد عتاب.
أحببتهن وهن ما أحببنني ... وصدقتهن ووعدهن كذاب.
هل دولة الحب التي أسستها ... سقطت عليّ وسدت الأبواب.
تبكي الكؤوس فبعد ثغر حبيبتي ... حلفت بألا تسكر الأعناب.
ماذا جرى لممالكي وبيارقي؟ ... أدعو رباب فلا تجيب رباب.
أأحاسب امرأة على نسيانها ... ومتى استقام مع النساء حساب؟
ماتبت عن عشقي ولا استغفرته ... ما أسخف العشاق إن هم تابوا.
قمر دمشقي يسافر في دمي ... وبلابل وسنابل وقباب.
الفل يبدأ من دمشق بياضه ... وبعطرها تتطيب الأطياب.
والماء يبدأ من دمشق فحيثما ... أسندت رأسك جدول ينساب.
والشعر عصفور يمد جناجه ... فوق الشآم وشاعر جواب.
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا ... عبدوا الجمال فذوبوه وذابوا.
والخيل تبدأ من دمشق مسارها ... وتشد للفتح الكبير ركاب.
والشعر يبدأ من دمشق وعندها ... تبقى اللغات وتحفظ الأنساب.
ودمشق تعطي للعروبة شكلها ... وبأرضها تتشكل الأحقاب.
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي ... هذا المساء ومن هو العراب؟
أأنا مغني القصر ياقرطاجة؟ ... كيف الحضور وماعلي ثياب؟
ماذا أقول فمن يفتش عن فمي؟ ... والمفردات حجارة وتراب.
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا ... يوما ولا كل الشراب شراب.
من أين يأتي الشعر حين نهارنا ... قمع وحين مساؤنا إرهاب.
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا ... فبأي شيء يكتب الكتاب.
والحكم شرطي يسير وراءنا ... سرا فنكهة خبزنا استجواب.
الشعر رغم سياطهم وسجونهم ... ملك وهم في بابه حجاب.
من أين أدخل في القصيدة ياترى ... وحدائق الشعر الجميل خراب.
لم يبق في دار البلابل بلبل ... لا البحتري هنا ولا زرياب.
شعراء هذا اليوم جنس ثالث ... فالقول فوضى والكلام ضباب.
يتكلمون مع الفراغ فماهم ... عجم إذا نطقوا ولا أعراب.
اللاهثون على هوامش عمرنا ... سيان إن حضروا وإن هم غابوا.
يتهكمون على النبذ معتقا ... وهم على سطح النبيذ ذباب.
الخمر تبقى إن تقادم عهدها ... خمرا وإن تتغير الأكواب.
من أين أدخل في القصيدة ياترى ... والشمس فوق رؤوسنا سرداب.
إن القصيدة ليس ما كتبت يدي ... لكنها ماتكتب الأهداب.
نار الكتابة أحرقت أعمارنا ... فحياتنا الكبريت والأحطاب.
ماالشعر ماوجع الكتابة ما الرؤى؟ ... أولى ضحايانا هم الكتاب.
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم ... حظ البغايا مالهن ثواب.
ياتونس الخضراء كأسي علقم ... أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب؟
ياتونس الخضراء هذا عالم ... يثري به الأمي والنصاب.
فمن المحيط إلى الخليج قبائل ... بطرت فلا فكر ولا آداب.
هل في العيون التونسية شاطئ ... ترتاح فوق رماله الأعصاب؟
أنا ياصديقي متعب بعروبتي ... فهل العروبة لعنة وعقاب؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا ... فعلى الخريطة كلنا أغراب.
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي ... وأعيد لكن ماهناك جواب.
لولا العباءات التي التفوا بها ... ماكنت أحسب أنهم أعراب.
يتقاتلون على بقايا تمرة ... فخناجر مرفوعة وحراب.
قبلاتهم عربية من ذا أرى ... فيما أرى قبلا لها أنياب.
وخريطة الوطن الكبير فضيحة ... فحواجز ومخافر وكلاب.
والعالم العربي إما نعجة ... مذبوحة وإما حاكم قصاب.
والعالم العربي يرهن سيفه ... فحكاية الشرف الرفيع سراب.
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا؟ ... لم يبق من كتب السماء كتاب.
ماتت خيول بني أمية كلها ... خجلا وظل الصرف والإعراب.
فكأنما كتب التراث خرافة ... كبرى فلا عمر ولا خطاب.
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها ... وعزيز مصر بالفصام مصاب.
بحرية العينين ياقرطاجة ... شاخ الزمان وأنت بعد شباب.
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ... أم أن حبي التونسي سراب؟
أنا متعب ودفاتري تعبت معي ... هل للدفاتر ياترى أعصاب؟
حزني بنفسجة يبللها الندى ... وضفاف جرحي روضة معشاب.
لا تعذليني إن كشفت مواجعي ... وجه الحقيقة ماعليه نقاب.
إن الجنون وراء نصف قصائدي ... أو ليس في بعض الجنون صواب.
فتحملي غضبي الجميل فربما ... ثارت على أمر السماء هضاب.
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم ... فلكي يعيش الحب والأحباب.
وإذا قسوت على العروبة مرة ... فلقد تضيق بكحلها الأهداب.
فلربما تجد العروبة نفسها ... ويضيء في قلب الظلام شهاب.
ولقد تطير من العقال حمامة ... ومن العباءة تطلع الأعشاب.
قرطاجة قرطاجة قرطاجة ... هل لي بصدرك رجعة ومتاب؟
لا تغضبي مني إذا غلب الهوى ... إن الهوى في طبعه غلاب.
فذنوب شعري كلها مغفورة ... والله جل جلاله التواب.
نزار قباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:14 م]ـ
انتقاء مميز يدل على ذوق فني راق
بوركت أخي رعد
مرور طيب عطر أختي الكريمة الأستاذة " عفاف " ونرجو تواصلك , لرفع هامة مغربنا الحبيب.
باركك المولى.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:43 م]ـ
ياتونس الخضراء جئتك عاشقا=وعلى جبيني وردة وكتاب.
إني الدمشقي الذي احترف الهوى=فاخضوضرت لغنائه الأعشاب.
أحرقت من خلفي جميع مراكبي=إن الهوى أن لايكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر=قطعا فعمري الموج والأخشاب.
لم أنس أسماء النساء وإنما=للحسن أسباب ولي أسباب.
ياساكنات البحر من غرناطة=جف الشذا وتفرق الأصحاب.
أين اللواتي حبهن عبادة=وغيابهن وقربهن عذاب.
اللابسات قصائدي ومدامعي=عاتبتهن فما أفاد عتاب.
أحببتهن وهن ما أحببنني=وصدقتهن ووعدهن كذاب.
هل دولة الحب التي أسستها=سقطت عليّ وسدت الأبواب.
تبكي الكؤوس فبعد ثغر حبيبتي=حلفت بألا تسكر الأعناب.
ماذا جرى لممالكي وبيارقي؟ =أدعو رباب فلا تجيب رباب.
أأحاسب امرأة على نسيانها=ومتى استقام مع النساء حساب؟
ماتبت عن عشقي ولا استغفرته=ما أسخف العشاق إن هم تابوا.
قمر دمشقي يسافر في دمي=وبلابل وسنابل وقباب.
الفل يبدأ من دمشق بياضه=وبعطرها تتطيب الأطياب.
والماء يبدأ من دمشق فحيثما=أسندت رأسك جدول ينساب.
والشعر عصفور يمد جناجه=فوق الشآم وشاعر جواب.
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا=عبدوا الجمال فذوبوه وذابوا.
والخيل تبدأ من دمشق مسارها=وتشد للفتح الكبير ركاب.
والشعر يبدأ من دمشق وعندها=تبقى اللغات وتحفظ الأنساب.
ودمشق تعطي للعروبة شكلها=وبأرضها تتشكل الأحقاب.
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي=هذا المساء ومن هو العراب؟
أأنا مغني القصر ياقرطاجة؟ =كيف الحضور وماعلي ثياب؟
ماذا أقول فمن يفتش عن فمي؟ =والمفردات حجارة وتراب.
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا=يوما ولا كل الشراب شراب.
من أين يأتي الشعر حين نهارنا=قمع وحين مساؤنا إرهاب.
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا=فبأي شيء يكتب الكتاب.
والحكم شرطي يسير وراءنا=سرا فنكهة خبزنا استجواب.
الشعر رغم سياطهم وسجونهم=ملك وهم في بابه حجاب.
من أين أدخل في القصيدة ياترى=وحدائق الشعر الجميل خراب.
لم يبق في دار البلابل بلبل=لا البحتري هنا ولا زرياب.
شعراء هذا اليوم جنس ثالث=فالقول فوضى والكلام ضباب.
يتكلمون مع الفراغ فماهم=عجم إذا نطقوا ولا أعراب.
اللاهثون على هوامش عمرنا=سيان إن حضروا وإن هم غابوا.
يتهكمون على النبذ معتقا=وهم على سطح النبيذ ذباب.
الخمر تبقى إن تقادم عهدها=خمرا وإن تتغير الأكواب.
من أين أدخل في القصيدة ياترى=والشمس فوق رؤوسنا سرداب.
إن القصيدة ليس ما كتبت يدي=لكنها ماتكتب الأهداب.
نار الكتابة أحرقت أعمارنا=فحياتنا الكبريت والأحطاب.
ماالشعر ماوجع الكتابة ما الرؤى؟ =أولى ضحايانا هم الكتاب.
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم =حظ البغايا مالهن ثواب.
ياتونس الخضراء كأسي علقم=أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب؟
ياتونس الخضراء هذا عالم=يثري به الأمي والنصاب.
فمن المحيط إلى الخليج قبائل=بطرت فلا فكر ولا آداب.
هل في العيون التونسية شاطئ=ترتاح فوق رماله الأعصاب؟
أنا ياصديقي متعب بعروبتي=فهل العروبة لعنة وعقاب؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا=فعلى الخريطة كلنا أغراب.
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي=وأعيد لكن ماهناك جواب.
لولا العباءات التي التفوا بها=ماكنت أحسب أنهم أعراب.
يتقاتلون على بقايا تمرة=فخناجر مرفوعة وحراب.
قبلاتهم عربية من ذا أرى=فيما أرى قبلا لها أنياب.
وخريطة الوطن الكبير فضيحة=فحواجز ومخافر وكلاب.
والعالم العربي إما نعجة =مذبوحة وإما حاكم قصاب.
والعالم العربي يرهن سيفه=فحكاية الشرف الرفيع سراب.
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا؟ =لم يبق من كتب السماء كتاب.
ماتت خيول بني أمية كلها=خجلا وظل الصرف والإعراب.
فكأنما كتب التراث خرافة=كبرى فلا عمر ولا خطاب.
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها=وعزيز مصر بالفصام مصاب.
بحرية العينين ياقرطاجة=شاخ الزمان وأنت بعد شباب.
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة=أم أن حبي التونسي سراب؟
أنا متعب ودفاتري تعبت معي=هل للدفاتر ياترى أعصاب؟
حزني بنفسجة يبللها الندى=وضفاف جرحي روضة معشاب.
لا تعذليني إن كشفت مواجعي=وجه الحقيقة ماعليه نقاب.
إن الجنون وراء نصف قصائدي=أو ليس في بعض الجنون صواب.
فتحملي غضبي الجميل فربما=ثارت على أمر السماء هضاب.
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم=فلكي يعيش الحب والأحباب.
وإذا قسوت على العروبة مرة=فلقد تضيق بكحلها الأهداب.
فلربما تجد العروبة نفسها=ويضيء في قلب الظلام شهاب.
ولقد تطير من العقال حمامة=ومن العباءة تطلع الأعشاب.
قرطاجة قرطاجة قرطاجة=هل لي بصدرك رجعة ومتاب؟
لا تغضبي مني إذا غلب الهوى=إن الهوى في طبعه غلاب.
فذنوب شعري كلها مغفورة=والله جل جلاله التواب.
نزار قباني.
بوركت أختي " الوافية " قصيدة جميلة ومشاركة عذبة تشكرين عليها.
أرجو دوام التواصل ولك منا عظيم الشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:59 م]ـ
شعب الجزائر مسلم =وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله=أو قال مات فقد كذب
أو رام إدماجا له=رام المحال من الطلب
يا نشأ أنت رجاؤنا=وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحها=وخض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإ=حسان واصدم من غضب
واقلع جذور الخائنين=فمنهم كلّ العطب
وأذق نفوس الظالمين=سمّا يمزج بالرهب
عبد الحميد بن باديس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:33 م]ـ
هو النصر معقود برايتنا الحمرا = على أنه في الحرب آيتنا الكبرى
حليفان من نصر مبين وراية = به وبها نعلو على غيرنا قدرا
لئن أدبر الطليان عند كفاحنا = فإن لهم في بطش شُجعاننا عذرا
فإنا لقوم إن نهضنا لحادث = من الدهر أفزعنا بنهضتنا الدهرا
ندُك هضاب الأرض حتى نثيرها = غُباراً على أعدائنا يكثح الذعرا
ونأكل مُرّ الموت حتى كأننا = نَلوك به ما بين أضراسنا تمرا
فسل جيش كانيفا بنا كيف قَوَّمت = شِفار مواضينا خدودهم الصُعرا
وكيف هزمناهم فَولَّوْا كأننا = وإياهم أسد الشَرى تَطرد الحُمرا
وكم قد نثرنا بالسيوف جماجماً = نظمنا بها فوق الثرى للعدى شعرا
وما جزعي للحرب يَحمَى وطيسها = ولكن لأرواح بها أزهقت صبرا
لك الله يا قتلى طرابلس التي = بها حكَّم الطليان أسيافهم غدرا
أداموا بها قتل النفوس نكايةً = إلى أن اصاروا كل بيت بها قبرا
ولما أحاط المسلمون بجيشهم = فعاد الفضاء الرحب في عينه شِبرا
تقهقر يبغي في الديار تحصُّناً = فقرَّبها من خشية الموت واستذرى
وأصبح ينكي أهلها من تغيُّظ = فيقتلهم صبراً ويُرهقهم عسرا
فأوسعهم بالسيف ضرباً رقابَهم = وآنافَهم جَدعاً وأجوافهم بَقرا
وما ضرّ كانيفا اللعين لو أنه = تقحمّ في الهيجاء عسكرنا المجرا
أيُحجم عنا هارباً بعُلوجه = ويبغي بقتل الأبرياء له فخرا
وهل حسِبوا قتل النساء شجاعة = وقد تركوا عند الرجال لهم ثأرا
لقد شجُعوا والموت ليس له يد = ولم يَشجُعوا والموت يطعنهم شزرا
يعِزّ على أسيافنا اليوم أنها = تقارع قوماً قرعهم بالعصا أحرى
ولم تك لولا الحرب تعلو سيوفنا = رءوسا نرى ملء القحوف بها عهرا
ومن مبكيات الدهر أو مضحكَاته = لدى الناس حرٌّ لم يكن خصمه حرا
لئن أيها القتلى أريقت دماؤكم = فما ذهبت عند العدى بعدكم هدرا
سنثأر حتى تسأم الحرب ثأرنا = ونقتل عن كل امرئ أنفساً عشرا
وإني لتغشاني إذا ما ذكرتكم = لواعج حزن ترتمي في الحشا جمرا
على أن قرص الشمس عند غروبها = يذكرني تلك الدماء إذا احمرّا
فأبكي تجاه الغرب والبدر لائح = من الشرق حتى أُبكي الشمس والبدرا
ويا أهل هاتيك الديار تحيّةً = توفّيكم الشكر الذي يرأس الشكرا
فقد قمتم للحرب دون بلادكم = تذودون عن أحواضها البغي والنُكرا
وثرتم أسوداً في الوغى يعرُبيّةً = غدا كل سيف في براثنها ظُفرا
تراها لدى الحرب العوان مُشيحةً = تُهَمهم حتى تُنطق الفتكة البكرا
ولو أن كَفّي تستطيع تناوُشاً = فتبلغُ في أبعادها الأنجم الزُهرا
لرتّبت منها في السماء قصيدة = لكم واتخذت البدر في رأسها طُغرى
وخلّدتها آياً لكم سَرمديّةً = مدائحها تستوعب الكون والدهرا
يقولون إن العصر عصر تمّدن = فما باله أمسى عن الحق مُزورا
إلى الله أشكو في الورى جاهليّة = يَعدّون فيها من تمدّنهم عصرا
أتتنا بثوب العلم تمشي تبختُراً = إلى الخير لكن قد تأبّطت الشرا
فلا تلتَمِظ في مدحها متمطِّقاً = فإن أظهرت حلواً فقد أبطنت مرا
لقد ملك الإفرنج أرض مراكش = وقد ملكوا من قبلها تونس الخضرا
ففاجأنا الطليان من بَعد مُلكهم = لكي يسلبونا في طرابلس الأمرا
وقالوا ألم تأت الفرنجة تونسا = وهذي جيوش الإنكَليز أتت مصرا
فخلُّوا لنا ما بين هذي وهذه = وإلاّ قسرناكم على تركها قسرا
فقلنا لهم إنا أحقّ بمُلكها = فقالوا ولكن زند قُوّتنا أورى
أهذا هو العصر الذي يدّعونه = فسحقاً له سحقاً ودفراً له دفرا
حليفان من نصر مبين وراية = به وبها نعلو على غيرنا قدرا
لئن أدبر الطليان عند كفاحنا = فإن لهم في بطش شُجعاننا عذرا
فإنا لقوم إن نهضنا لحادث = من الدهر أفزعنا بنهضتنا الدهرا
ندُك هضاب الأرض حتى نثيرها = غُباراً على أعدائنا يكثح الذعرا
ونأكل مُرّ الموت حتى كأننا = نَلوك به ما بين أضراسنا تمرا
فسل جيش كانيفا بنا كيف قَوَّمت = شِفار مواضينا خدودهم الصُعرا
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف هزمناهم فَولَّوْا كأننا = وإياهم أسد الشَرى تَطرد الحُمرا
وكم قد نثرنا بالسيوف جماجماً = نظمنا بها فوق الثرى للعدى شعرا
وما جزعي للحرب يَحمَى وطيسها = ولكن لأرواح بها أزهقت صبرا
لك الله يا قتلى طرابلس التي = بها حكَّم الطليان أسيافهم غدرا
أداموا بها قتل النفوس نكايةً = إلى أن اصاروا كل بيت بها قبرا
ولما أحاط المسلمون بجيشهم = فعاد الفضاء الرحب في عينه شِبرا
تقهقر يبغي في الديار تحصُّناً = فقرَّبها من خشية الموت واستذرى
وأصبح ينكي أهلها من تغيُّظ = فيقتلهم صبراً ويُرهقهم عسرا
فأوسعهم بالسيف ضرباً رقابَهم = وآنافَهم جَدعاً وأجوافهم بَقرا
وما ضرّ كانيفا اللعين لو أنه = تقحمّ في الهيجاء عسكرنا المجرا
أيُحجم عنا هارباً بعُلوجه = ويبغي بقتل الأبرياء له فخرا
وهل حسِبوا قتل النساء شجاعة = وقد تركوا عند الرجال لهم ثأرا
لقد شجُعوا والموت ليس له يد = ولم يَشجُعوا والموت يطعنهم شزرا
يعِزّ على أسيافنا اليوم أنها = تقارع قوماً قرعهم بالعصا أحرى
ولم تك لولا الحرب تعلو سيوفنا = رءوسا نرى ملء القحوف بها عهرا
ومن مبكيات الدهر أو مضحكَاته = لدى الناس حرٌّ لم يكن خصمه حرا
لئن أيها القتلى أريقت دماؤكم = فما ذهبت عند العدى بعدكم هدرا
سنثأر حتى تسأم الحرب ثأرنا = ونقتل عن كل امرئ أنفساً عشرا
وإني لتغشاني إذا ما ذكرتكم = لواعج حزن ترتمي في الحشا جمرا
على أن قرص الشمس عند غروبها = يذكرني تلك الدماء إذا احمرّا
فأبكي تجاه الغرب والبدر لائح = من الشرق حتى أُبكي الشمس والبدرا
ويا أهل هاتيك الديار تحيّةً = توفّيكم الشكر الذي يرأس الشكرا
فقد قمتم للحرب دون بلادكم = تذودون عن أحواضها البغي والنُكرا
وثرتم أسوداً في الوغى يعرُبيّةً = غدا كل سيف في براثنها ظُفرا
تراها لدى الحرب العوان مُشيحةً = تُهَمهم حتى تُنطق الفتكة البكرا
ولو أن كَفّي تستطيع تناوُشاً = فتبلغُ في أبعادها الأنجم الزُهرا
لرتّبت منها في السماء قصيدة = لكم واتخذت البدر في رأسها طُغرى
وخلّدتها آياً لكم سَرمديّةً = مدائحها تستوعب الكون والدهرا
يقولون إن العصر عصر تمّدن = فما باله أمسى عن الحق مُزورا
إلى الله أشكو في الورى جاهليّة = يَعدّون فيها من تمدّنهم عصرا
أتتنا بثوب العلم تمشي تبختُراً = إلى الخير لكن قد تأبّطت الشرا
فلا تلتَمِظ في مدحها متمطِّقاً = فإن أظهرت حلواً فقد أبطنت مرا
لقد ملك الإفرنج أرض مراكش = وقد ملكوا من قبلها تونس الخضرا
ففاجأنا الطليان من بَعد مُلكهم = لكي يسلبونا في طرابلس الأمرا
وقالوا ألم تأت الفرنجة تونسا = وهذي جيوش الإنكَليز أتت مصرا
فخلُّوا لنا ما بين هذي وهذه = وإلاّ قسرناكم على تركها قسرا
فقلنا لهم إنا أحقّ بمُلكها = فقالوا ولكن زند قُوّتنا أورى
أهذا هو العصر الذي يدّعونه = فسحقاً له سحقاً ودفراً له دفرا
معروف الرصافي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:32 م]ـ
عظمت صيحة الفداء وعزّت=أن توارى في دامس الظلماء
هي في غضبة الملايين تهوي=فوق جلادها سياط ازدراء
وهم المجرمون لن يطفئواالش=مس بإرهاب غيمة سوداء
تتحداهمالسجينة بالصم=ت رهيبا و البسمة الزهراء
تتحداهم صخورك يا أوراس=أن يوقفوا زئير القضاء
موجة تحمل العروبة فيها=من جديد مقدسات السماء
سليمان العيسى
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
قام يختال كالمسيح وئيدا =يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالط= فل، يستقبل الصباح الجديدا
شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً =رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا
رافلاً في خلاخل، زغردت تم= لأ من لحنها الفضاء البعيدا
حالماً، كالكليم، كلّمه المج= د فشد الحبال يبغي الصعودا
وتسامى، كالروح، في ليلة القد=ر، سلاماً، يشِعُّ في الكون عيدا
وامتطى مذبح البطولة مع راجاً،= ووافى السماءَ يرجو المزيدا
وتعالى، مثل المؤذن، يتلو= كلمات الهدى، ويدعو الرقودا
صرخة، ترجف العوالم منها =ونداءٌ مضى يهز الوجودا
اشنقوني، فلست أخشى حبالا= واصلبوني فلست أخشى حديدا
.
وامتثل سافراً محياك جلا =دي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا
واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ= أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا
أنا إن مت، فالجزائر تحيا،= حرة، مستقلة، لن تبيدا
قولةٌ ردَّد الزمان صداها= قدُسِياً، فأحسنَ الترديدا
(يُتْبَعُ)
(/)
احفظوها، زكيةً كالمثاني =وانقُلوها، للجيل، ذكراً مجيدا
وأقيموا، من شرعها صلواتٍ=، طيباتٍ، ولقنوها الوليدا
زعموا قتلَه…وما صلبوه، ليس= في الخالدين، عيسى الوحيدا
لفَّه جبرئيلُ تحت جناحي =ه إلى المنتهى، رضياً شهيدا
وسرى في فم الزمان "زَبَانا"= مثلاً، في فم الزمان شرودا
يا"زبانا"، أبلغ رفاقَك عنا في= السماوات، قد حفِظنا العهودا
.
واروِ عن ثورة الجزائر، للأف =لاك، والكائنات، ذكراً مجيدا
ثورةٌ، لم تك لبغي، وظلم =في بلاد، ثارت تفُكُّ القيودا
ثورةٌ، تملأ العوالمَ رعباً =وجهادٌ، يذرو الطغاةَ حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها= وبهرنا، بالمعجزات الوجودا
واندفعنا مثلَ الكواسر نرتا= دُ المنأيا، ونلتقي البارودا
من جبالٍ رهيبة، شامخات،= قد رفعنا عن ذُراها البنودا
وشعاب، ممنَّعات براها= مُبدعُ الكون، للوغى أُخدودا
وجيوشٍ، مضت، يد الله تُزْ= جيها، وتَحمي لواءَها المعقودا
من كهولٍ، يقودها الموت للن =صر، فتفتكُّ نصرها الموعودا
وشبابٍ، مثل النسورِ، تَرامى= لا يبالي بروحه، أن يجودا
.
وشيوخٍ، محنَّكين، كرام =مُلِّئت حكمةً ورأياً سديدا
وصبأيا مخدَّراتٍ تبارى= كاللَّبوءات، تستفز الجنودا
شاركتْ في الجهاد آدمَ حو=ا هُ ومدّت معاصما وزنودا
أعملت في الجراح، أنملَها اللّ =دنَ، وفي الحرب غُصنَها الأُملودا
فمضى الشعب، بالجماجم يبني =أمةً حرة، وعزاً وطيدا
من دماءٍ، زكية، صبَّها الأح= رارُ في مصْرَفِ البقاء رصيدا
ونظامٍ تخطُّه ثورة التح= رير كالوحي، مستقيماً رشيدا
وإذا الشعب داهمته الرزايا، هبَّ= مستصرخاً، وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني، =هام في نيْلها، يدُكُّ السدودا
دولة الظلم للزوال، إذا ما =أصبح الحرّ للطَّغامِ مَسودا!
.
ليس في الأرض سادة وعبيد= كيف نرضى بأن نعيش عبيدا
أمن العدل، صاحب الدار يشقى= ودخيل بها، يعيش سعيدا
أمن العدل، صاحبَ الدار يَعرى= وغريبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا
ويجوعُ ابنها، فيعْدمُ قوتاً= وينالُ الدخيل عيشاً رغيداً
ويبيح المستعمرون حماها =ويظل ابنُها، طريداً شريدا
يا ضَلال المستضعَفين، إذا هم= ألفوا الذل، واستطابوا القعودا
ليس في الأرض، بقعة لذليل= لعنته السما، فعاش طريدا…
يا سماء، اصعَقي الجبانَ، ويا= أر ض ابلعي، القانع، الخنوعَ، البليدا
يا فرنسا، كفى خداعا فإنّا =يا فرنسا، لقد مللنا الوعودا
صرخ الشعب منذراً، فتصا =مَمْتِ، وأبديت جَفوة وصدودا
.
سكت الناطقون، وانطلق الرش= اش، يلقي إليكِ قولاً مفيدا:
نحن ثرنا، فلات حين رجوعٍ= أو ننالَ استقلالَنا المنشودا
يا فرنسا امطري حديداً ونارا =واملئي الأرض والسماء جنودا
واضرميها عرْض البلاد شعالي= لَ، فتغدو لها الضعاف وقودا
واستشيطي على العروبة غيظاً= واملئي الشرق والهلال وعيدا
سوف لا يعدَمُ الهلال صلاحَ الد= ين، فاستصرِخي الصليب الحقودا
واحشُري في غياهب السجن شعبا= سِيمَ خسفاً، فعاد شعباً عنيدا
واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا =إن في بربروس مجداً تليدا
واربِطي، في خياشم الفلك الدوَّ= ار حبلاً، وأوثقي منه جيدا
عطلى سنة الاله كما عط=لتِ من قبلُ "هوشمينَ" المريدا
.
إن من يُهمل الدروس، وينسى= ضرباتِ الزمان، لن يستفيدا…
نسيَت درسَها فرنسا، فلقنَّا =فرنسا بالحرب، درساً جديداً
وجعلنا لجندها "دار لقمَا نَ"= قبوراً، ملءَ الثرى ولحودا
يا "زبانا" ويا رفاق "زبانا" =عشتمُ كالوجود، دهراً مديدا
كل من في البلاد أضحى "زبانا"= وتمنى بأن يموت "شهيدا"
أنتم يا رفاقُ، قربانُ شعب= كنتم البعثَ فيه والتجديدا
فاقبلوها ابتهالةً، صنع الرش= اشُ أوزانهَا، فصارت قصيدا
واستريحوا، إلى جوارِ كريمٍ =واطمئنوا، فإننا لن نحيدا
المفدى زكريا
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 05:11 م]ـ
قام يختال كالمسيح وئيدا =يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالط= فل، يستقبل الصباح الجديدا
شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً =رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا
رافلاً في خلاخل، زغردت تم= لأ من لحنها الفضاء البعيدا
حالماً، كالكليم، كلّمه المج= د فشد الحبال يبغي الصعودا
وتسامى، كالروح، في ليلة القد=ر، سلاماً، يشِعُّ في الكون عيدا
وامتطى مذبح البطولة مع راجاً،= ووافى السماءَ يرجو المزيدا
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعالى، مثل المؤذن، يتلو= كلمات الهدى، ويدعو الرقودا
صرخة، ترجف العوالم منها =ونداءٌ مضى يهز الوجودا
اشنقوني، فلست أخشى حبالا= واصلبوني فلست أخشى حديدا
.
وامتثل سافراً محياك جلا =دي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا
واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ= أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا
أنا إن مت، فالجزائر تحيا،= حرة، مستقلة، لن تبيدا
قولةٌ ردَّد الزمان صداها= قدُسِياً، فأحسنَ الترديدا
احفظوها، زكيةً كالمثاني =وانقُلوها، للجيل، ذكراً مجيدا
وأقيموا، من شرعها صلواتٍ=، طيباتٍ، ولقنوها الوليدا
زعموا قتلَه…وما صلبوه، ليس= في الخالدين، عيسى الوحيدا
لفَّه جبرئيلُ تحت جناحي =ه إلى المنتهى، رضياً شهيدا
وسرى في فم الزمان "زَبَانا"= مثلاً، في فم الزمان شرودا
يا"زبانا"، أبلغ رفاقَك عنا في= السماوات، قد حفِظنا العهودا
.
واروِ عن ثورة الجزائر، للأف =لاك، والكائنات، ذكراً مجيدا
ثورةٌ، لم تك لبغي، وظلم =في بلاد، ثارت تفُكُّ القيودا
ثورةٌ، تملأ العوالمَ رعباً =وجهادٌ، يذرو الطغاةَ حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها= وبهرنا، بالمعجزات الوجودا
واندفعنا مثلَ الكواسر نرتا= دُ المنأيا، ونلتقي البارودا
من جبالٍ رهيبة، شامخات،= قد رفعنا عن ذُراها البنودا
وشعاب، ممنَّعات براها= مُبدعُ الكون، للوغى أُخدودا
وجيوشٍ، مضت، يد الله تُزْ= جيها، وتَحمي لواءَها المعقودا
من كهولٍ، يقودها الموت للن =صر، فتفتكُّ نصرها الموعودا
وشبابٍ، مثل النسورِ، تَرامى= لا يبالي بروحه، أن يجودا
.
وشيوخٍ، محنَّكين، كرام =مُلِّئت حكمةً ورأياً سديدا
وصبأيا مخدَّراتٍ تبارى= كاللَّبوءات، تستفز الجنودا
شاركتْ في الجهاد آدمَ حو=ا هُ ومدّت معاصما وزنودا
أعملت في الجراح، أنملَها اللّ =دنَ، وفي الحرب غُصنَها الأُملودا
فمضى الشعب، بالجماجم يبني =أمةً حرة، وعزاً وطيدا
من دماءٍ، زكية، صبَّها الأح= رارُ في مصْرَفِ البقاء رصيدا
ونظامٍ تخطُّه ثورة التح= رير كالوحي، مستقيماً رشيدا
وإذا الشعب داهمته الرزايا، هبَّ= مستصرخاً، وعاف الركودا
وإذا الشعب غازلته الأماني، =هام في نيْلها، يدُكُّ السدودا
دولة الظلم للزوال، إذا ما =أصبح الحرّ للطَّغامِ مَسودا!
.
ليس في الأرض سادة وعبيد= كيف نرضى بأن نعيش عبيدا
أمن العدل، صاحب الدار يشقى= ودخيل بها، يعيش سعيدا
أمن العدل، صاحبَ الدار يَعرى= وغريبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا
ويجوعُ ابنها، فيعْدمُ قوتاً= وينالُ الدخيل عيشاً رغيداً
ويبيح المستعمرون حماها =ويظل ابنُها، طريداً شريدا
يا ضَلال المستضعَفين، إذا هم= ألفوا الذل، واستطابوا القعودا
ليس في الأرض، بقعة لذليل= لعنته السما، فعاش طريدا…
يا سماء، اصعَقي الجبانَ، ويا= أر ض ابلعي، القانع، الخنوعَ، البليدا
يا فرنسا، كفى خداعا فإنّا =يا فرنسا، لقد مللنا الوعودا
صرخ الشعب منذراً، فتصا =مَمْتِ، وأبديت جَفوة وصدودا
.
سكت الناطقون، وانطلق الرش= اش، يلقي إليكِ قولاً مفيدا:
نحن ثرنا، فلات حين رجوعٍ= أو ننالَ استقلالَنا المنشودا
يا فرنسا امطري حديداً ونارا =واملئي الأرض والسماء جنودا
واضرميها عرْض البلاد شعالي= لَ، فتغدو لها الضعاف وقودا
واستشيطي على العروبة غيظاً= واملئي الشرق والهلال وعيدا
سوف لا يعدَمُ الهلال صلاحَ الد= ين، فاستصرِخي الصليب الحقودا
واحشُري في غياهب السجن شعبا= سِيمَ خسفاً، فعاد شعباً عنيدا
واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا =إن في بربروس مجداً تليدا
واربِطي، في خياشم الفلك الدوَّ= ار حبلاً، وأوثقي منه جيدا
عطلى سنة الاله كما عط=لتِ من قبلُ "هوشمينَ" المريدا
.
إن من يُهمل الدروس، وينسى= ضرباتِ الزمان، لن يستفيدا…
نسيَت درسَها فرنسا، فلقنَّا =فرنسا بالحرب، درساً جديداً
وجعلنا لجندها "دار لقمَا نَ"= قبوراً، ملءَ الثرى ولحودا
يا "زبانا" ويا رفاق "زبانا" =عشتمُ كالوجود، دهراً مديدا
كل من في البلاد أضحى "زبانا"= وتمنى بأن يموت "شهيدا"
أنتم يا رفاقُ، قربانُ شعب= كنتم البعثَ فيه والتجديدا
فاقبلوها ابتهالةً، صنع الرش= اشُ أوزانهَا، فصارت قصيدا
واستريحوا، إلى جوارِ كريمٍ =واطمئنوا، فإننا لن نحيدا
المفدى زكريا
(يُتْبَعُ)
(/)
القصيدة قيلت في الشهيد البطل (أحمد زبانا) رحمه الله حينما نفذ فيه المستعمر الغاشم حكم الإعدام بالمقصلة.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 05:19 م]ـ
بهواك بالدم فوق تربك يا جزائر
يجري وينبع من حشاشة كل ثائر
بشهيدك الملقى على سفح المجازر
بالسخط يغلي في القلوب وفي الخناجر
بالرابضين على القمم
الثائرين على الظُّلم
سنفجر الأضواء في تلك الدياجر
و تسيل أفراح الحياة على المقابر
هاشم الرفاعي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 10:38 م]ـ
:::
في البداية تحية إلى الأستاذ القدير رعد
والتحية ثانياً إلى المغرب العربي بكل بلدانه وأهله بكل من ضمت من أحرار وأشاوس ومبدعين وشعب أبي وأذكر هنا أبيات شوقي وهو يرثي البطل الكبير عمر المختار الذي استشهد على أرض ليبيا وهو يدافع عنها ضد المستعمر الايطالي الغاشم
ركزوا رفاتك في الرمال لواء = يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم = توحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد = بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية= تتلمس الحرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا = يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند= أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شباب أمية= وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل = دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله وجباله = وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها = دار السلام وجلّق الشماء
*****
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى = لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما = ليس البطولة أن تعب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها = ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم = لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية من وراء قبورهم =يبكون زيد الخيل والفلحاء
*****
في ذمة الله الكريم وحفظه = جسد ببرقة وسّد الصحراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما = تبلى ولم تبق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقية ضيغم = باتا وراء السافيات هباء
بطل البداوة لم يكن يغزو على = تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها = وأدار من أعرافها الهيجاء
*****
لبى قضاء الأرض أمس بمهجة= لم تخش إلا للسماء قضاء
وافاه مرفوع الجبين كأنه = سقراط جرّ إلى القضاة رداء
شيخ تمالك سنه لم ينفجر = كالطفل من خوف العقاب بكاء
وأخو أمور عاش في سرائها = فتغيرت فتوقع الضراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى=في السجن ضرغاما بكى استخذاء
وأبي الأسير يجر ثقل حديده =أسد يُجرّز حية رقطاء
عضت بساقيه القيود فلم ينؤ = ومشت بهيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهق = لترجلت هضباته إعياء
خفيت عن القاضي وفات نصيبها= من رفق جند قادة نبلاء
والسن تعصف كل قلب مهذب = عرف الجدود وأدرك الآباء
*****
دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا = يأسو الجراح ويُعلق الأسراء
ويشاطر الأقران ذخر سلاحه =ويصف حول خوانه الأعداء
وتخيروا الحبل المهين منية = لليث يلفظ حوله الحوباء
حرموا الممات على الصوارم والقنا = من كان يعطي الطعنة النجلاء
إني رأيت يد الحضارة أولعت = بالحق هدما تارة وبناء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم = إلا أباة الضيم والضعفاء
*****
يأيها الشعب القريب أسامع = فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت = أذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم وأنت باق خالد = فانقد رجالك واختر الزعماء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى= واحمل على فتيانك الأعباء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 10:55 م]ـ
بوركت أختي الكريمة " الباحثة عن الحقيقة " على هذا التواصل المحمود ...
قصيدة رائعة ,
لك منا كل الشكر والتقدير ..
نرجو منك دوام التواصل.
ـ[لخالد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم
لست تلقى كالمغرب الفذ أرضا =ولو اجتزت الأرض طولا وعرض
كرمت منبتا, وطابت هواء = ونعيما , فليس يبرح غضا
يتناجى السحاب والأرز فيها =من تآخ يصافح البعض بعضا
يصدح الطير فيها بأناشيد =لها الوحش يركض ركضا
جنة من مناظر تلهم الشعر= بجو نقي من الصحو غضا
ذي بلادي ينهال منهال اعتزازي=نابض حبها مع الروح نبضا
أمة نحن بالجلالة والعز=عرفنا مذ كانت الأرض أرضا
القصيدة غير مكتملة و ربما مبتورة ,سأحاول البحث عنها إن شاء الله
و هي للشاعر عبد المالك البلغيتي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:33 م]ـ
"فتية المغرب"
الشاعر الفلسطيني
" إبراهيم طوقان "
فتيةَ المَغربِ هَيّا للجِهاد = نَحنُ أَولى الناسِ بِالأَندَلُسِ
نَحنُ أَبطال فَتاها ابنِ زِياد = وَلَها نُرخِصُ غالي الأَنفُسِ
قِف عَلى الشاطئ وَاِنظُر هَل تَرى = لَهَبَ النارِ وَآثارَ السَفين
يَومَ لا طارقُ عادَ القهقري = لا وَلا آباؤنا أُسدُ العَرين
يَومَ لا عَزمُ الجِبالِ الراسيات = مُشبهٌ عَزمَ شَبابِ المَغربِ
لا وَلا همةُ بَحرِ الظُلمات = أَشبَهَت هِمّةَ جَيشِ العَرَبِ
يا فَتى المَغربِ سَلها مَن بَني = دارَها الحَمراءَ تَسمَع عَجَبا
فَأعِدها لِذَويِها وَطَنا = تَحسد الدُنيا عَلَيهِ العَرَبا
نَحنُ أَهلوها وَإِن هَبَّت صَبا = مِن رُباها فَعَلَينا أَوَّلا
جَنَّةُ الفَردوسِ هاتيكَ الرُبى = كَيفَ تَبقى لِسِوانا نُزُلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:25 م]ـ
شُعراءُ طَنجَةَ كلِّهم وَالمَغرِبِ = ذَهَبوا مِن الاغراب أَبعَدَ مَذهَبِ
سألوا العسيرَ مِنَ الأَسير وَإِنَّهُ = بِسُؤالهم لأحَقُّ مِنهُم فاِعجَبِ
لَولا الحَياءُ وَعِزَّةٌ لَخيمةٌ = طَيَّ الحَشا لحكاهمُ في المَطلِبِ
قَد كانَ إِن سئل النَدى يُجزِل وَإِن = نادى الصَريحُ بِبابِهِ اِركَب يَركَبِ
المعتمد بن عباد431 - 488 هـ / 1040 - 1095 م
محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل اللخمي أبو القاسم المعتمد على الله.
صاحب إشبيلية وقرطبة وما حولهما وأحد أفراد الدهر شجاعة وحزماً وضبطاً للأمور.
ولد في باجة بالأندلس وولي إشبيلية بعد وفاة أبيه سنة 461ه وامتلك قرطبة وكثيراً من المملكة الأندلسية.
واتسع سلطانه إلى أن بلغ مدينة مرسية، وأصبح محط الرجال يقصده العلماء والشعراء والأمراء، وما اجتمع في باب أحد من ملوك عصره ما اجتمع في بابه من أعيان الأدب.
وكان فصيحاً شاعراً وكاتِباً متَرسلاً بديع التوقيع له (ديوان شعر -ط)
وقد وقعت بينه وبين أفونس السادس معركة الزلاقة سنة 479ه يعاونه يوسف بن تاشفين فأوقعوا به هزيمة نكراء وأبيد أكثر جيشه.
قال ابن خلكان: وثبت المعتمد في ذلك اليوم ثباتاً عظيماً وأصابه عدة جراحات في وجهه وبدنه وشهد له بالشجاعة.
وثارت فتنة في قرطبة 483 قتل فيها ابن للمعتمد، وأخرى في إشبيلية أطفأ نارها فخمدت ثم ظهرت وثارت مرة أخرى وظهر من ورائها جيش يقوده سير بن أبي بكر الأندلسي انتهت بأسر المعتمد وقتل ولديه وموت المعتمد في الأسر في أغمات في مراكش وللشعراء في اعتقاله وزوال ملكه قصائد كثيرة وهو آخر ملوك الدولة العبادية.
ـ[الوافية]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 10:56 ص]ـ
من وحي الجزائر
تحية مأسور الفؤاد سليبه = تخبطه مسا فراق حبيبه
تحية من يبكي إذا الليل جنه = ويضحك والأشواق ملء قلوبه
تحية ملسوع الغرام سليمه = تحية مأخوذ الفؤاد سليبه
رمته عروب الحسن من جانب الحمى = فخر صريعا بين عطفي عروبه
أحباي مالي والنوى تقتضي يدي = كأني وراء النجم طوع دؤوبه
سلام عليكم من مشوق تذيبه = ليالي المنى في ذكريات مذيبه
يصافح في ريف الجزائر أيديا = غذاها جلال الفخر فضل حليبه
مدينة ألف الألف من شهدائها = بأزكى دم هام الجلال بطيبه
تشرفت الفصحى بهم وأراشها = نداهم فهامت في فنون ضروبه
كرام لهم في دوحة العز مضرب = كأنهم دون البرايا حظوا به
رقوا سلما لا الدهر يبلغ شأوه = ولا الفلك الدوار خلف خطوبه
فجاءوا إلى العلياء من فوق هامها = على شرف لم يسبقوا بضريبه
هو الفخر والتاريخ يكتب بالدما = صحائف تلقى العز خلف حروبه
يرقمها بالنور من منبع الضيا = ويقرؤها والجد صوت خطيبه
ويرسمها بالحمد في صحف النهى = ففي كل عقل نسخة تنجلي به
بني يعرب فيها ومن لي بيعرب = إذا الدهر ضم السوء طي جيوبه
ورثتم إراقات الدما عن أبوة = لها دان صرف الدهر تحت ندوبه
تزعمها المختار والدهر بازل = فذل لسيف الله رغم شطوبه
وقاومها الصديق والناس ردة = فعاد جلال الحق بين شعوبه
وقارعها الفاروق شرقا ومغربا = فحطم سيف الشرك تحت صليبه
إليها إليها أنتم أهل صرحها = وبانوه في خبث الزمان وطيبه
سلام عليكم من مدين بحبكم = يهيم به في فخره ونسيبه
دعاه إليكم باعث ملء قلبه = يمثل فيه شعبه في أريبه
له دعوة بالعلم طالت صروحها = على الكون في مألوفه وغريبه
تجلى بها إيمان شعب مقدس = شقيق لكم في شرقه وجنوبه
عمان الذي ماذل للدهر لحظة = وكم جاءه من بأسه في عصيبه
تحدى الليالي وهي سود كوالح = فهد قواها والقضا في دروبه
يحملني أزكى التحيات والثناء = لكم ليفي من حقكم بوجوبه
رأى مجدكم سطرا على جبهة العلى = فجاء إليكم في لسان أديبه
ليكتب معنى الحمد شعرا على الوفا = ويختمه بالمسك في نفح طيبه
الشاعر العماني/عبدالله بن علي الخليلي
ـ[الوافية]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 11:16 ص]ـ
من وحي تونس
دعاني في هذي الربوع أهيم=فتمث تأثير الجمال عظيم
ولاتبعداني عن مرابع أنسها=فكافي منها للجمال رسوم
ولاتلماني أن أهيم بحبها=فكم هام بالحسن العريق حليم
على تونس مني وأبناء تونس=سلام بميمون الوئام سجوم
يمثلني فيهم وإن غبت عنهم=ويغدو بأشواقي وهن كلوم
ويرتع بي بين الحدائق شاعرا=وطائر فكري كيف شاء يحوم
حدائق للزيتون فيها تناسق=كما سنن المشط القويم حكيم
نظرت إليها والكروم بجنبها=وللحسن منها منصف وظلوم
وسرحت طرفي في رباها فراعني=مناظر فيها للطبيعة خيم
بجانب أخلاق لمست بشعبها=كما هب عن عرف الرياض نسيم
بنو يعرب لا الدهر يعفي حلومهم=ولا الفلك الدوار وهو غشوم
أناخوا على عرش المعالي ركابهم=فبورك منهم راحل ومقيم
ونالوا من العلياء أسمى حظوظها=وللدهر أنف بالتراب رغوم
أإخواننا في الغرب إنا على الوفا=لكم والوفاء شيمة وعزوم
عمان الذي لايمتطي الذل ظهره=إذا ذل بين الأكرمين كريم
له في رؤوس البغي درع وصارم=ولكنه بالمؤمنين رحيم
نمثله في دعوة أحمدية=إلى العلم فيها نزعة وحلوم
فلله من كل الشعوب تجاوب=لمسناه منكم والمرام جسيم
ولله منكم نزعة عربية=كما فاح عن عطر الختام شميم(/)
عبارة ومعنى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:16 م]ـ
-جاءوا على بكرة أبيهم
البكرة (بالفتح ثم السكون): الفتية من الإبل، و الفتى منها بَكْر. وكان يقال البكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس، و البكرة بمنزلة الفتاة، و القَلوص بمنزلة الجارية الشابة، و البعير بمنزلة الإنسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة. والبكرة أيضا بكرة الدلو التي يُستقى عليها.
واختلف في معنى هذا المثل فقيل: معنى جاءوا على بكرة أبيهم: جاءوا مجتمعين، لم يتخلف منهم أحد ... وفي الحديث جاءت هوازن على بكرة أبيها. و قيل هو وصف بالقلة والذلة، أي جاءوا بحيث تكفيهم بكرة واحدة يركبون عليها، وذكر الأب احتقار.
وقيل إن أصل هذا المثل أن قوما قتلوا فحملوا على بكرة أبيهم، فقيل فيهم ذلك، ثم صار مثلا للقوم يجيئون معا. وقيل إن البكرة هاهنا هي بكرة الدلو، والمعنى جاءوا بعضهم في إثر بعض، كدوران البكرة على نسق واحد. وقيل: أريد بالبكرة الطريقة، أي: جاءوا على طريقة أبيهم يقتفون أثره
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:19 م]ـ
أخف من لا على اللسان
الخفة ضد الثقل، لا: حرف نفي، وهي خفيفة على اللسان. فيضرب المثل بذلك في الخفة، وهو يحتمل أن تكون الخفة من جهة اللفظ لقلته وهو ظاهر، أو من جهة المعنى لملاءمة الإنكار للطبع غالبا، وخفة التبري والتنصل على النفس في أكثر الأمور، أو منهما معا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 11:21 م]ـ
رب رمية من غير رام
الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا تقل: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه ... و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوإ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام.(/)
ارجووووووووووووكم ادخلوا ضروري
ـ[ام علللي]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:00 م]ـ
ابي بحث ورقه اوورقتين عن راي جورج زيدان حول التوليد؟؟؟(/)
آراء حول كتاب الأغاني
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 04:26 ص]ـ
الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني
من هو أبو الفرج الأصبهاني؟
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الفرج الأصبهاني الكاتب العلامة الاخباري صاحب الأغاني. ولد سنة أربع وثمانين
ومائتين، وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة، كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره. القالي وصاحب الأغاني، وثلاث ملوك: معز الدولة وكافور وسيف الدولة.
وسمع أبو الفرج من جماعة لا يحصون، وروى عنه الدارقطني وغيره.
استوطن بغداد وكان من أعيان أدبائها، وأفراد مصنفيها، وكان أخبارياً نسابة، شاعراً
ظاهر التشيع. قال أبو علي التنوخي: كان يحفظ أبو الفرج من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات
والأنساب ما لم أر قط من يحفظ مثله. ويحفظ من سوى ذلك من علوم أخر، منها: اللغة
والنحو والخرافات والمغازي والسير، وصنف لبني أمية أقاربه ملوك الأندلس تصانيف
وسيرها إليهم، وجاءه الإنعام على ذلك. قال الشيخ شمس الدين: رأيت شيخنا ابن تيمية
يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه حرجاً إلا قول ابن أبي الفوارس:
خلط قبل أن يموت. وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء، انتهى. قال ابن عرس الموصلي: كتب إلي أبو تغلب ابن ناصر الدولة يأمرني بابتياع كتاب الأغاني،
فابتعته له بعشرة آلاف درهم، فلما حملته إليه ووقف عليه قال: لقد ظلم وراقه المسكين،
وإنه ليساوي عشرة آلاف دينار، ولو فقد ما قدرت عليه الملوك إلا بالرغائب، وأمر أن
يكتب له به نسخة أخرى. وأبيعت مسودات الأغاني وأكثرها في ظهور بخط التعليق،
فاشتريت لأبي أحمد بن محمد بن حفص بأربعة آلاف درهم. وأهدى أبو الفرج به نسخة
لسيف الدولة ابن حمدان فأعطاه ألف دينار. وبلغ ذلك الصاحب ابن عباد فقال: لقد قصر
سيف الدولة، وإنه يستاهل أضعافها، ووصف الكتاب وأطنب في وصفه، ثم قال: لقد
اشتملت خزانتي على مائتي ألف مجلد وسبعة عشر ألف مجلد ما منها ما هو سميري غيره،
ولا راقني منها سواه. ولم يكن كتاب الأغاني يفارق سيف الدولة في سفر ولا حضر.
وقال
أبو الفرج: جمعته في خمسين سنة، وكتبت به نسخة واحدة وهي التي أهديت لسيف
الدولة.
قال ياقوت: كتبت منه نسخة بخطي في عشر مجلدات، وجمعت تراجمه، ونبهت على
فوائده، وذكرت السبب الذي من أجله وضع تراجمه. ووجدته يعد بشيء ولا يفي به في
غير موضع منه، كقوله في آخر أخبار أبي العتاهية: وقد طالت أخباره ها هنا، وسنذكر
أخباره مع عتب في موضع آخر، ولم يفعل. وقال في موضع آخر: أخبار أبي نواس مع
جنان، إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت، ولم يتقدم شيء، إلى أشباه ذلك. والأصوات
المائة هي تسع وتسعون، وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء، أو يكون النسيان
غلب عليه، والله أعلم.
قلت: وقد ذكرت في صدر الكتاب في الديباجية عندما سردت أسماء الكتب المصنفة في
التواريخ، جماعة ممن اختار كتاب الأغاني. وكان أبو الفرج من أصحاب الوزير أبي محمد
المهلبي الخصيصين به، وكان أبو الفرج وسخاً في نفسه ثم في ثوبه قذراً، لم يكن يغسل دراعة
يلبسها، ولا تزال عليه أن تبلى. وكان له قط اسمه يقق، مرض ذلك القط بقولنج فحقنه
بيده، وخرج ذلك الغائط على يديه، وقد طرق الباب عليه بعض أصحابه الرؤساء، فخرج
إليهم وهو بتلك الحال، لم يغسل يديه، واعتذر إليهم بشغله عنهم بأمر القط. وكان يوماً على
مائدة الوزير أبي محمد المهلبي، فقدمت سكباجة، فوافقت من أبي الفرج سعلة، فبدر من
فمه قطعة بلغم وقعت في وسط السكباجة، فقال الوزير: إرفعوها وهاتوا من هذا اللون
بعينه في غير هذه الغضارة. ولم يبن عنده ولا في وجهه إنكار، ولا داخل أبا الفرج استحياء
ولا انقباض.
وكان الوزير من الصلف على ما حكي عنه، أنه كان إذا أراد أكل شيء بملعقة كالأرز
واللبن وغير ذلك، وقف من الجانب الأيمن غلام معه ثلاثون ملعقة زجاجاً مجروداً، فيأخذ
ملعقة ويأكل بها لقمة واحدة، وناولها لغلام آخر وقف على يساره، ثم يتناول ملعقة غيرها
جديدة ويأكل بها لقمة واحدة، ثم يدفعها إلى الغلام الذي على يساره حتى لا يدخل الملعقة
(يُتْبَعُ)
(/)
في فمه مرة أخرى. وكان مع هذا الصلف والظرف والتجنب يصبر على مواكلة أبي الفرج
ويحتمله لأدبه ومحادثته. ولما طال الأمر على الوزير، صنع له مائدتين عامة وخاصة، يدعو
إلى الخاصة من يريد مواكلته.
وكان أبو الفرج أكولاُ نهماً، فإذا ثقل الطعام على معدته تناول خمسة دراهم فلفلاً مدقوقاً،
ولا يؤذيه ولا تدمع منه عيناه. وكان لا يقدر أن يأكل حمصة واحدة، ولا يأكل طعاماً فيه
حمص، وإذا أكل شيئاً منه سرى بدنه كله، وبعد ساعة أو ساعتين يفصد، وربما لذلك
دفعتين. قال: ولم أدع طبيباً حاذقاً إلا سألته عن ذلك ولا يخبرني عن السبب، ولا يعلم له
دواء. فلما كان قبل فالجه ذهبت عنه العادة في الحمص، فصار يأكله ولا يضره، وبقيت
عليه عادة الفلفل.
وكان يوماً هو والوزير المهلبي في مجلس شراب، فسكر الوزير ولم يبق أحد من الندماء غير
أبي الفرج فقال له: يا أبا الفرج، أنا أعلم أنك تهجوني سراً فاهجني الساعة جهراً. فقال:
الله الله أيها الوزير في إن كنت قد مللتني انقطعت، وإن كنت تؤثر قتلي فبالسيف إذا شئت،
فقال: لا بد من ذلك، فقال:
لي أير بلولب
فقال الوزير
في حر أم المهلب
هات مصراعاً آخر، فقال: الطلاق يلزم الأصفهاني إن زاد على هذا.
وكان أبو القاسم الجهني المحتسب على فضله فاحش الكذب. كان في بعض الأيام في مجلس
فيه أبو الفرج، فجرى حديث النعنع وإلى أي حد يطول. فقال الجهني: في البلد الفلاني نعنع
يتشجر حتى يعمل من خشبه السلاليم، فاغتاظ أبو الفرج من ذلك وقال: نعم عجائب الدنيا
كثيرة، ولا يدفع هذا ولا يستبعد. وعندي ما هو أعجب من هذا وأغرب، وهو زوج حمام
راعبي يبيض في كل نيف وعشرين يوماً بيضتين فأنتزعهما من تحته، وأضع مكانهما صنجة
مائة وصنجة خمسين، فإذا انتهت مدة الحضان تفقست الصنجتان عن طست وإبريق أو
سطل وكرنيب. فعم أهل المجلس الضحك، وفطن الجهني وانقبض عن كثير مما كان يحكيه.
ومن تصانيف أبي الفرج: كتاب الأغاني الكبير، كتاب مجرد الأغاني، كتاب التعديل
والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها، كتاب مقاتل الطالبيين، كتاب أخبار الفتيان، كتاب
الإماء الشواعر، كتاب المماليك الشعراء، كتاب أدب الغرباء، كتاب الديارات، كتاب تفضيل
ذي الحجة، كتاب الأخبار والنوادر، كتاب أدب السماع، كتاب أخبار الطفيليين، كتاب
مجموع الأخبار والآراء، كتاب الخمارين والخمارات، كتاب الفرق والمعيار في الأوغاد
والأحرار، وهو رسالة عملها في هرون بن المنجم، كتاب دعوة التجار، كتاب أخبار جحظة
البرمكي، كتاب جمهرة النسب، كتاب نسب بني عبد شمس، كتاب نسب بني شيبان، كتاب
نسب المهالبة، كتاب نسب بني تغلب، كتاب الغلمان المغنين، كتاب مناجيب الخصيان،
عمله للوزير المهلبي في خصيين كانا له مغنيين، كتاب الحانات.
الوافي بالوفيات للصفدي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 04:36 ص]ـ
قصة الكتاب
أشهر دواوين الأدب العربي وأضخمها، وأجلها وأقدمها. ضربت في جودة تأليفه الأمثال. قال صاحب كشف الظنون: (كتاب لم يؤلف مثله اتفاقاً). طبع لأول مرة ببولاق في القاهرة سنة (1285هـ) في (20) جزءاً، ثم أكمله (رودولف برونو) بطبعه الجزء (21) في ليدن بهولندا سنة 1306هـ 1888م. ووضع له المستشرق الإيطالي غويدي فهرساً أبجدياً مطولاً بالفرنسية سنة 1895م يعرف ب (جداول الأغاني الكبير) أحصى فيه أسماء (1150) شاعرا، ورد ذكرهم في الكتاب. وموضوعه الحديث عن الشعر العربي الذي غناه المغنون، منذ بدء الغناء العربي وحتى عصره، مع نسبة كل شعر إلى صاحبه، وذكر نبذ من طرائف أخباره، وتسمية واضع اللحن، وطرق الإيقاع، والأصبع الذي ينسب إليه، ولون الطريقة، ونوع الصوت، وكل ما يتصل بذلك، ثم ميز مائة صوت كانت قد جمعت لهارون الرشيد وعرفت بالمائة المختارة، وافتتح كتابه بالكلام عنها وعن ثلاث أغان اختيرت من المائة. وذكر من سبقه إلى التأليف في الأغاني، كيحيى المكي وإسحق الموصلي ودنانير وبذل. وترجم فيه ل (426) علماً من أعلام الشعر والغناء، أتى الحمودي وسلوم على ترتيبها وتنسيقها في كتابهما: (شخصيات كتاب الأغاني). وجمع د. حسن محسن الألفاظ التي فسرها أبو الفرج في كتاب: (معجم الألفاظ المفسرة في كتاب الأغاني). قال ابن خلدون: (وكتاب الأغاني ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل من فنون الشعر والتاريخ والغناء
(يُتْبَعُ)
(/)
وسائر الأحوال، ولا يعول به على كتاب في ذلك فيما نعلمه، فهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنى له بها). ونبه السيد أحمد صقر في مقدمة نشرته ل (مقاتل الطالبيين) إلى أن (الأغاني) لم يطبع كاملاً، بل سقطت من طبعته تراجم برمتها مثل ترجمة صريع الغواني وهي (34) صفحة، نقلها ناشر ديوانه عن الأغاني. (ليدن 1875م). ومما ألف فيه: (دراسة كتاب الأغاني) د. داود سلو، تضمن معلومات مهمة حول اختلاف نسخ الكتاب، كنسخة مكتبة غوتة بألمانيا، وفيها ترجمة لأبي نواس، خلافاً للنسخ المطبوعة. ولابن منظور صاحب اللسان كتاب " مختار الأغاني في الأخبار والتهاني" اختصر به كتاب " الأغاني" وقد طبع هذا المختصر في ثمانية أجزاء، وفي الجزء الثالث منه ترجمة موسعة لأبي نواس، تضمنت أخباراً وأشعاراً لأبي نواس، لا تجدهما في الأصل، وذلك أن لابن منظور كتاباً مفرداً لأخبار أبي نواس، وهو مطبوع. وانظر (دراسة الأغاني) للمرحوم شفيق جبري. و (صاحب الأغاني) د. خلف الله. و (السيف اليماني في نحر الأصفهاني) لوليد الأعظمي. و (مواطن الخلل والاضطراب في كتاب الأغاني) محمد خير شيخ موسى (التراث العربي س9 ع34 ص47). و (رسالة ابن المنجم فى الموسيقى، وكشف رموز كتاب الأغانى) لأبي أحمد يحيى بن على بن المنجم ت300هـ نشرة: مركز تحقيق التراث: القاهرة:1976) وانظر في مجلة العرب (السنة3 ص702 والسنة 4 ص64) بحثاً للأستاذ علي العُمير حول كلمة النوبختي: (كان أبو الفرج من أكذب الناس، وكان يدخل سوق الوراقيين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئاً كثيراً من الصحف، ويحملها إلى بيته، ثم تكون رواياته كلها منها). وانظر في الفهرست لابن النديم ترجمة إسحاق الموصلي، والكلام على كتابه في (الأغاني) وهو غير كتاب (الأغاني الكبير) الذي صنف له. وفي الفهرست أيضاإشارة إلى كتب كثيرة مؤلفة في الأغاني في عصر أبي الفرج، ومنها كتاب قريص الجراحي، من أصحاب ابن الجراح صاحب (الورقة) توفي عام (324هـ) قال: وله من الكتب: (كتاب صناعة الغناء وأخبار المغنين، وذكر الأصوات التي غني فيها على الحروف) يقع في ألف ورقة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:18 ص]ـ
يقول الدكتور مروان عطية- استاذ جامعي في سلطنة عمان
مختصرات الأغاني:
لا شك أن في كتاب الأغاني من المظاهر والبواطن ما يغري بعض العلماء على اختصار أو تبسيطه. واختصار الكتب الكبيرة أمر جرت عليه طبيعة الثقافة العربية.
وكان لكل من حاول اختصار الأغاني وجهة نظر خاصة به طبقها حين مارس عملية الاختصار التي أقدم عليها.
وتنتهي إلى علمنا ثماني محاولات من هذا القبيل.
كان أولها ما قام به الوزير الحسين بن علي المعروف بالمغربي المتوفى عام 418هـ وكان آخرها ما قام به الشيخ محمد الخضري العالم المصري الجليل الذي توفى عام 1927م.
غير أن أشهر مختصرات الأغاني والمطبوع منها هي:
1 - ما قام بعمله ابن واصل الحموى المتوفى سنة 697 هـ وقد سمى كتابه ((تجويد الأغاني من ذكر المثالث والمثاني)) وعنوان المختصر يفيد أنه جرده من صفته الموسيقية، وهذا هو ما قام به بالفعل، كما أنه خلصه من الأخبار والأشعار المشتركة ومن التكرار والعنعنات واقتصر فيه على غرر فوائده ودرر فرائده، وأضاف إليه فوائد أخرى تتعلق به، وزاد بأن شرح الصعب من الألفاظ، وقد طبع في مصر بين عامي 1955 – 1965، في ستة أجزاء في طبعة علمية محققة.
2 - ما قام به ابن منظور المصرى المتوفى سنة 711 هـ صاحب ((لسان العرب)) وقد سمى كتابه:
((مختار الأغاني في الأخبار والتهاني))، وهو من الأعمال الجليلة التي تيسر النفع وتصل بالباحث إلى ضالته في سرعة ويسر.
وقد رتب الكتاب ترتيبا هجائيا، وذلك بالنسبة إلى التراجم وقد زاد فيه بعض التراجم مثل ترجمة أبي نواس الحسين بن هانئ التي أغفلتها نسخ الأغاني فعقد لها ابن منظور كتابا خاصا أشبع فيه الحديث عنه، ولمّ شتات أخباره ووسمه بالجزء الثالث من تقسيمات مختارة.وقد طبع الكتاب طبعة علمية محققة في مصر في ثماني مجلدات بين عامي 1965 – 1966.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ومنهم في العصر الحديث الأب أنطون الصالحاني وقد سمى كتابه ((رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني)) في ثلاثة أجزاء اختارها من كتاب الأغاني وقسمه إلى ثلاثة أجزاء، الأول في الروايات الاُدبية، والثاني في أخبار المغنين والشعراء، والثالث في أيام وحروب العرب في الجاهلية والإسلام، وقد جرده الأب أنطون الصالحاني من الأسانيد والأغاني وأبقى الروايات على حدة.
والكتاب مطبوع في المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1888 و 1908 م.
4 – وما قام به الشيخ محمد الخضري الأستاذ بالجامعة المصرية، وهو لم يختصر الكتاب الأغاني على النحو الذي مرّ ذكره، ولكنه في الواقع هذب الكتاب وصنع منه شيئا آخر، وهو لذلك سماه ((تهذيب الأغاني)) وجعله في سبعة أجزاء وخصص جزءاً أضافه إلى السبعة ضمنه الفهارس والملاحظات، وقد فصل الشيخ الخضري بين الغناء
والشعر، ورد الأشعار إلى أصولها طبقا لروايتها الصحيحة وليس تبعا لما
غناه المغنون أو المغنيات وأتم القصائد المبتورة، وجعله في قسمين:
- في القسم الأول الشعراء.
- وفي القسم الثاني المغنون.
ورتّب الشعراء ثلاث طبقات:
الأولى طبقة الشعراء الجاهلين ...
والثانية طبقة الشعراء الاسلاميين ...
والثالثة طبقة الشعراء المُحْدَثين ...
وجعل المخضرمين بين كل طبقتين مع الأولى منهما.
ونظم في سلكٍ شعراء كل قبيلة من كل طبقة، فبدأ بشعراء قحطان، ثم ثنّى بشعراء عدنان، وبدأ الأولين بشعراء حمير، وأثنى بشعراء كهلان، وبدأ الآخرين بشعراء ربيعة وأثنى بشعراء مضر.
وقد طبع الكتاب في ثمانية أجزاء:
الأول والثاني في الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين والمخضرمين.
والثالث والرابع في الطبقة الثانية من الشعراء الإسلاميين ومخضرمي الدولتين.
والخامس والسادس في الطبقة الثالثة من الشعراء المُحْدَثين.
والسابع في المغنين، وفيه مقدمة في الغناء العربي.
والثامن فيه الفهارس والملحوظات.
وأخيراً .... ومهما كان الأمر فإن كتاب الأغاني بكل ما فيه من غث وسمين، وبكل ما اشتمل عليه من حسن وقبيح، وبكل ما ضمه من درر ٍ وبحص ٍ، يعتبر حتى الآن قمة التأليف في الأدب العربي، ولا يزال نسيج وحده منهلا للأدباء، وموردا سائغاً للدارسين.(/)
نال الوسام شرفا إذ تعلق بصدر رسالة الغفران
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نال الوسام شرفا إذ تعلق بصدر
رسالة الغفران
كل ما قيل من قبل كان لحاجة في نفس أبي يزن قضاها.
وإن لم تنل الوسام فحري بمن ناله أن يستحيي
مرجو لك التوفيق أخي الكريم
ـ[ضاد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:21 م]ـ
بورك الموسَّم والموسِّم. شرف الوسام أن يعلق على صدر أخينا رسالة الغفران.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:29 م]ـ
أجمل التهاني أسوقها إليك يا ابن أخي:)
وأتمنى لك دوام التميز
ـ[بثينة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:34 م]ـ
مبارك لك هذا التميز أخي رسالة الغفران
دمت متميزا
ـ[الوافية]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:18 م]ـ
مبارك يابن المعري.
أسأل الله أن يجعله دافعا لمزيد من العطاء والتميز.
وفقك المولى.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:36 م]ـ
هنيئا لك التميز أستاذ "رسالة الغفران ", ومصحوب ٌ بزوابع خيرٍ ممطرة حيثما حللت ..
ومبارك للفصيح تميز الأساتذة: جلمود / أبو سهيل / ناجي إسكندر / عبدالعزيز العمار/ بثينة/ الوافية ..
أعضاء مميزون حقا , يضيفون للأوسمة قيمة ً أكثر مما تضيف إليهم ..
إلى مزيد ٍ من التألق والتأنق والعطاء ..
ـ[الراجي علما]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك، وهنيئا ثم هنيئا بالوسام،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:39 م]ـ
أفضل وسام هو جهدك الواضح وبصماتك الجلية على كافة الأقسام أخي رسالة الغفران .. ولمزيد من العطاء.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 10:39 م]ـ
مبارك لك الوسام الذي شهد الجميع أنك أهل له وهو أهل لك، مع دعواتي لك بالتوفيق، أخي الفاضل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 10:59 م]ـ
ألف تحية وأبارك لك أخي رسالة الغفران هذا التميز
وتستحق هذا الوسام عن جدارة
كما نشكر الأخ محمد التويجري الذي يقدر الجهود المبذولة في الفصيح
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:10 م]ـ
http://img185.imageshack.us/img185/3084/168bm7.gif مبارك لك الوسام، دمت متألقا. http://img185.imageshack.us/img185/3084/168bm7.gif
http://img242.imageshack.us/img242/7185/mnwa15wl2.gif أخي رسالة الغفران.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:14 م]ـ
مبارك تميزك أخي رسالة الغفران ومبارك الوسام الذي نلته وفقك الله ووفق الإدارة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:01 ص]ـ
مبارك لك الوسام أخي الحبيب " رسالة الغفران " , تستحقه بجدارة وإن جاء متأخرا ....
أرجو الإستمرار في العطاء ولا تفعل كما فعل الآخرون ,
دمتم بود ...
أخوك .. رعد ..
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:42 ص]ـ
كفانا من الموضوع العنوان وقد صدق التويجري
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 03:46 ص]ـ
ونِلتَ المَجْدَ والتَصْفيقُ سيل ٌ .. وللأعلام تجتمعُ الوفودُ
كَأنِّي بالوفودِ أقولُ حقا ً .. بنيل الجُهْدِ تفتخرُ الأسودُ
[هذا إهداء بسيط إلى الصديق الغالي والجدير بالوسام]
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 08:34 م]ـ
مبارك هذا التميز والتألق أخي رسالة الغفران.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 10:44 م]ـ
مبارك لك أخي رسالة الغفران
فرد بجمع المساعي الغر متصف ....... ما في الأنام له ند يدانيه
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:36 م]ـ
يستحق أخي رسالة الغفران هذا التكريم
ويستحق أكثر وأكثر
دمت متألقا نافعا
رسالة الغفران.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:04 ص]ـ
ما لي لا أرى أخانا المتميز رسالة الغفران؟ لعل المانع من حضوره خير.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 09:12 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لكم جميعا على هذا التبريك الحافل الرائع المتميز الذي تدمع له العين فرحا ...
لكم مني جزيل الشكر والعرفان على تميزكم انتم ...
وثنائكم هو الوسام المشرف والرفيع ...
ولولاكم لم احصل على الوسام التقديري ...
فهنيئا لي بكم
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 11:39 م]ـ
بخٍ بخٍ للوسام بتألقه على صدرك
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 12:29 ص]ـ
مبارك أخي الوسام والتميز
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:52 م]ـ
مبارك لك الوسام أخي رسالة الغفران , زادك الله علما , ونفع بك(/)
هل قرأتم أبهى من هذه الأبيات؟
ـ[العايد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:31 م]ـ
وَعِنْدِيْ مِنَ البَلْوَى ضُرُوْبٌ كَأنَّمَا=إليَّ البَلايَا مِنْ مَعَادِنِهَا تُجْبَى
وَلَوْ أنَّ دُنْيَا لِلنَصَارَى تَعَرَّضَتْ =إذَنْ لَدَعَوْهَا دُوْنَ أَصْنَامِهِمْ رَبَّا
وَلَوْ غُمِسَتْ في البَحْرِ والبَحْرُ مَالِحٌ =لأَصْبَحَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ طِيْبِهَا عَذْبَا
تَطَيَّبُ دُنْيَانَا إذَا مَا تَنَفَّسَتْ = كَأنَّ فَتِيْتَ المِسْكِ في دُوْرِنَا نُهْبَا
وَأَحْبَبْتُهَا حُبّاً يَقَرُّ بِعِيْنِهَا=وَحُبِّيْ إذَا أَحْبَبْتُ لا يُشْبِهُ الحُبَّا
ـ[أحاول أن]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:50 م]ـ
أساذنا الدكتور العايد / بارك الله حضوركم ..
الأبيات لا تظهر لا ادري هل هذا للتنسيق عندي أم أنها لا تظهر للجميع ..
وما زادنا غيابها إلا تشويقا!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:55 م]ـ
وكذا اختفت كل الأبيات المنسقة في جميع أقسام المنتدى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:01 م]ـ
وأنا لا تظهر عندي
ـ[من هناك]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 03:32 ص]ـ
وانا كذالك
ـ[الوافية]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 08:33 م]ـ
إلى حين عودة الأبيات المنسقة أدرج لكم أساتذتي أبيات أستاذنا الدكتور العايد:
وَعِنْدِي مِنَ البَلْوى ضُروبٌ كَأَنَّما ... إِلَيَّ البَلايا مِنْ مَعَادِنِها تُجْبَى
وَلَوْ أَنَّ دُنْيا لِلنّصارى تَعَرّضَتْ ... إِذَنْ لَدَعَوْها دونَ أَصْنامِهِمْ رَبَّا
وَلَوْ غُمِسَتْ في البحْرِ والبَحْرُ مالِحٌ ... لَأصْبَحَ ماءُ البَحْرِ مِنْ طيبِها عَذْبا
تطَيَّبُ دُنْيانا إِذا ما تنَفَّسَتْ ... كأَنّ فتيتَ المِسْكِ في دُورِنا نُهْبا
وأحْبَبْتُها حُبّا يقَرُّ بِعيْنِها ... وحُبّي إذا أَحْبَبْتُ لا يُشْبِهُ الحُبّا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
وَعِنْدِيْ مِنَ البَلْوَى ضُرُوْبٌ كَأنَّمَا=إليَّ البَلايَا مِنْ مَعَادِنِهَا تُجْبَى
وَلَوْ أنَّ دُنْيَا لِلنَصَارَى تَعَرَّضَتْ =إذَنْ لَدَعَوْهَا دُوْنَ أَصْنَامِهِمْ رَبَّا
وَلَوْ غُمِسَتْ في البَحْرِ والبَحْرُ مَالِحٌ =لأَصْبَحَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ طِيْبِهَا عَذْبَا
تَطَيَّبُ دُنْيَانَا إذَا مَا تَنَفَّسَتْ = كَأنَّ فَتِيْتَ المِسْكِ في دُوْرِنَا نُهْبَا
وَأَحْبَبْتُهَا حُبّاً يَقَرُّ بِعِيْنِهَا=وَحُبِّيْ إذَا أَحْبَبْتُ لا يُشْبِهُ الحُبَّا
ما شاء الله
إلى حين عودة الأبيات المنسقة أدرج لكم أساتذتي أبيات أستاذنا الدكتور العايد:
وَعِنْدِي مِنَ البَلْوى ضُروبٌ كَأَنَّما ... إِلَيَّ البَلايا مِنْ مَعَادِنِها تُجْبَى
وَلَوْ أَنَّ دُنْيا لِلنّصارى تَعَرّضَتْ ... إِذَنْ لَدَعَوْها دونَ أَصْنامِهِمْ رَبَّا
وَلَوْ غُمِسَتْ في البحْرِ والبَحْرُ مالِحٌ ... لَأصْبَحَ ماءُ البَحْرِ مِنْ طيبِها عَذْبا
تطَيَّبُ دُنْيانا إِذا ما تنَفَّسَتْ ... كأَنّ فتيتَ المِسْكِ في دُورِنا نُهْبا
وأحْبَبْتُها حُبّا يقَرُّ بِعيْنِها ... وحُبّي إذا أَحْبَبْتُ لا يُشْبِهُ الحُبّا
ـ[ماريا.]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 12:45 ص]ـ
أبيات رائعة ...
شكرا جزيلا لك ... وأود أن أعرف من صاحب هذه الأبيات الرائعة؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 01:52 ص]ـ
لعلها لأبي عيينة بن أبي عيينة
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 05:49 ص]ـ
وَأَحْبَبْتُهَا حُبّاً يَقَرُّ بِعِيْنِهَا ... وَحُبِّيْ إذَا أَحْبَبْتُ لا يُشْبِهُ الحُبَّا
لا أبهى من ذلك
إنه التفرد في الحب
لكن ما علاقة البيت الأول ببقية الأبيات؟
دمت بخير أستاذنا
ـ[العايد]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 04:10 م]ـ
لعلها لأبي عيينة بن أبي عيينة
عزاها أبو عليّ الفارسيّ إلى (ابن أبي عيينة).(/)
بليييز مساااعدة في شرح الابيات ...
ـ[&روح الامل&]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ابى منكم مسااعدة بلييييز في شرح هذه الابيات لشاعر محمود سامي البارودي
موضحة فيها خصائص وسمات المذهب الكلاسيكي من حيث المضمون والاسلوب ..
والدهر كالبحرلاينفك ذا كدر
وانما صفوة بين الورى لمع
لو كان للمرء فكر في عواقبة
ماشان أخلاقة حرص ولا طمع
وكيف يدرك مافي الغيب من حدث
من لم يزل بغرور العيش ينخدع
دهر يغروامال تسر وأعمار
تمر وأيام لها خدع
يسعى الفتى لامور قد تضر به
وليس يدعو ما يأتي وما يدع
يأيها السادة المزور من صلف
مهلا يعلم مايأاتي وما يدع
دع مايريب وخد فيما خلقت له
لعل قلبك بالايمان ينتفع
ان الحياة لثوب سوف تخلفة
وكل ثوب اذا مارث ينخلع
ـ[ضاد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 09:30 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=10(/)
وسام التَّميُّز - لـ أبي سهيل ورسالة الغفران وناجي اسكندر وبثينة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
أتقدم بأسمى آيات التهاني
والتبريكات للإخوة أبي سهيل ورسالة الغفران وناجي اسكندر وبثينة
فقد حققوا دورا مبرزا بوصفهم أعضاء فاعلين في منتدى الأدب العربي
من خلال مشاركاتهم المتميزة وعطائهم الفاعل
ومن هنا نعلن أنهم حققوا بجدارة لقب (العضو المتميز) نسأل الله لإخوتنا السمو والرفعة، وأن يزيدهم من فضله
ووفق الله الجميع
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:17 م]ـ
مبارك لكم جميعاً الوسام والتألق إخوتي (أبا سهيل ورسالة الغفران وناجي اسكندر وبثينة)
ودمتم متألقين وفقكم الله
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:19 م]ـ
مبارك للجميع هذا التميز الذي استحقوه نتيجة تألقهم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:23 ص]ـ
مبارك
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:36 ص]ـ
مباركٌ للمتميزين
أنتم أهل لذلك، زادكم الله من فضله
طابت أوقاتكم
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 12:46 ص]ـ
نهني الفصيح بهذه النخبة المميزة
ونسأل الله أن يجعل ماقدموا ويقدمون في موازين حسناتهم
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 03:50 ص]ـ
.. جهد واضح وتكريم يستحقه هؤلاء الأعضاء الذين قدموا الأفضل .. مبارك لهم .. :)
ـ[الوافية]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 08:09 م]ـ
مبارك لكم أيها المميزون. (أبو سهيل وأبو إسكندر ورسالة الغفران وبثينة).
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
دام تألقكم.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 08:27 م]ـ
أصدق التهاني (أبو سهيل، رسالة الغفران، ناجي اسكندر، بثينة) مزيدا من التميز والرقي
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 10:04 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله!
مبارك للجميع تميزهم، وأعتذر عن التأخير بالتهنئة، ولكنني فرحت من قلبي لكم.
أما وقد تميزتم فكونوا كذلك دائمًا وأسأل الله لكم الهداية والصلاح والعلم والأدب.
مبارك مبارك مبارك.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 10:36 م]ـ
ألف ألف مبروك للمتميزين فهم من اناروا صفحات الفصيح بمداد كلماتهم وجلاء عقولهم
فأقول لهم كما قال الشاعر:
وأنتم غايةُ الآمالِ عندي .......... وان بخلت تُقرِّبكُم ظنونُ
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:39 م]ـ
بارك الله فيهم
وهم مستحقون لهذا التميز
نعم تميزهم شمس في هذا المنتدى
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:07 ص]ـ
بارك الله فيهم، وبارك لنا في جهدهم، ووفقهم وأعانهم وزادهم من فضله، ونفع بهم العربية وأهلها، وألف مبارك لهم جميعا.
ـ[بثينة]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:51 م]ـ
مبارك لكم أساتذتي الكرام:
أبو سهيل ,, رسالة الغفران ,, و ناجي اسكندر
أنتم أهلا لذلك
دمتم متميزين و أنار الله طريقكم
احترامي لكم
ـ[بثينة]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
أتقدم بأسمى آيات التهاني
والتبريكات للإخوة أبي سهيل ورسالة الغفران وناجي اسكندر وبثينة
فقد حققوا دورا مبرزا بوصفهم أعضاء فاعلين في منتدى الأدب العربي
من خلال مشاركاتهم المتميزة وعطائهم الفاعل
ومن هنا نعلن أنهم حققوا بجدارة لقب (العضو المتميز) نسأل الله لإخوتنا السمو والرفعة، وأن يزيدهم من فضله
ووفق الله الجميع
شكرا لك أستاذي الفاضل محمد سعد
جزاك الله خيا كثيرا ووفقك لما يحب و يرضى سبحانه
دمت في رعاية الله و حفظه
أشكر كل من هنأني بهذا التميز الذي لا أستحقه ( ops ,, فأنتم متميزين حقا
بارك الله فيكم و زادكم علما و رفعة
جزاكم الله خيرا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
مبارك لأصدقائي الأعزاء أبي سهيل وأبي اسكندر وثينة
يستحقون بليغ الثناء على جهدهم المتميز ...
وشكرا جزيلا لكل من بارك لي ولو بهمسه:)
وكلامكم هو الوسام ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 03:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فقد أحسنتم بنا الظن
أسأل الله أن يجعلنا خيرا مما تظنون وأن يغفر لنا ما لا تعلمون
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 12:39 ص]ـ
مبارك عليكم إخوتى (أبو سهيل، ورسالة الغفران، وبثينة) فأنتم تنيرون الفصيح بإطلالتكم الدائمة وأنتم تستحقونه بشهادة إخوانكم هنا المهنئين فأنا أضعفكم علماً وعملا.
فدمتم متألقين وإلى الأمام وشكراً لكل من بارك لى ولإخوانى الفصحاء المتميزين.
وأسال الله أن نكون دوماً عند حسن الظن فلا نغتر بالأوسمة بل نجتهد وننافس بعضنا البعض على الخير.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 07:23 م]ـ
مبارك لجميع المتميّزين
وفقكم الله وسدد على الخير والحق خطاكم
ـ[المعلم22]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 09:19 م]ـ
مباركٌ للمتميزين
أنتم أهل لذلك وعذرا للتأخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 01:56 ص]ـ
ما شاء الله على هذه الثلة من الأولين، بارك الله تميزكم والذي سيكون محفزاً لكم لمزيد من العطاء.
ـ[البراء بن عازب]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 02:10 م]ـ
مبارك لهم ...
وطوبى لمن سار على الدرب
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 11:24 ص]ـ
مبارك لكم هذا الوسام , أنتم أهلٌ لذلك .....(/)
. بداية الشعراء في شبكة الفصيح بحفظ الثمين .. [حصريا]
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:49 ص]ـ
.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الأخوة الأعزاء أعضاء منتدى شبكة الفصيح .. الجميع يعلم أن الشاعر بشكل خاص والمتعلم بشكل عام بحاجة خاصة لأن يحفظ أبياتا شعرية تعينه في التعبير عن ما يريد .. وأنا شخصيا تواجهت مع الحَيْرة .. فسألت نفسي ماذا أحفظ من الشعر .. فالجميع يعلم أن عالم الشعر ينقسم إلى أزمان .. منها الجاهلي ومنها بداية الإسلام ومنها العصر الحديث .. ومنها أزمان خاصة لا يعرفها ولا يطلع عليها إلا الأديب والمثقف شعريا .. لهذا أردت فتح هذا الموضوع .. المطلوب من كل عضو [أن يقوم باختيار عدة قصائد] .. وأن تكون هذه القصائد هي الأجمل بنظره .. والأفضل [لو قام بتشكيل اختياره من بين الأزمنة] .. يأتي بقصائد من الجاهلية ومن زمن بداية الإسلام ومن الزمن الحديث .. أتمنى [أن لا تقل عن أربع أو خمس أبيات] .. وأن لا يشير العضو إلى الأبيات دون أن يأتي بها .. فالأفضل هو [الإتيان بها من محركات البحث مع اسم الشاعر] .. ويستحسن الإتيان بأقوال أدباء أو علماء في قصيدة ما لو كان هناك أقوال مهمة ومميزة لهذه القصيدة تشهد لها بالجمال والإنفراد .. والرائع لو قام العضو بشرح غريب الأبيات من ألفاظ غريبة .. أو أن يشير إلى جمالية الأبيات وترابط الأفكار فيها وسبب اختياره لهذه الأبيات .. تذكروا يا أعضاء هذا الموضوع سيكون بمثابة بناء المتعلم أو الشاعر نحو الحفظ الجيد والصحيح .. ونريد أن نحفظ أجود ما قدم الشعر في أي زمن ما .. الموضوع لم أقم بوضعه إلا لأنني أول المهتمين لهذا الموضوع .. ليكن هذا الموضوع طريقا مليئا بالجواهر الشعرية للقارىء .. في انتظار المختارات الشعرية .. أخوكم جرول بن أوس:)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 03:05 ص]ـ
شكرا لك اخي الكريم جرول
فكرة جميلة تستحق الثناء
بالنسبة للشعر الجاهلي وهو من أهم الأسس لامتلاك المفردات الكثير والتشعب في الاختيار وحتى الشعر في بداية الاسلام لا يقل اهمية عن الشعر الجاهلي لما يحمله من معاني سامية في العصر فلذلك اختار
معلقة عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم = أم هل عرفت الدار بعد التوهم
واختار قصيدة الامام علي بن ابي طالب:
صرمت حبالك بعد وصلك زينب = فدهر فيه تصرم وتقلب
لأن قصائد الحكم والعظة تزيد على الحافظ الأخلاق الحميدة والسمات الصالحة
وموضوعك هذا يطول البحث عنه والتحدث فيه فلذلك لي عودة بحول الله وقوته
دمت متميزا يا جرول
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 12:02 ص]ـ
أخي جرول، شكرا لك على هذا التواصل
قد ننقل هذا الموضوع إلى أجمل ما قيل
وهو موجود على صفحات المنتدى المثبتة في المنتدى الأدبي(/)
مقتطفات من الدواوين
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سأضع هنا إن شاء الله مقتطفات من قصائد الشعراء، ابتداء من العصر الجاهلي إلى الحديث، و يُسعدني أن تشاركوني في الموضوع
ديوان زهير بن أبي سلمى
ألا أبلِغ لديكَ بني سُبيع
وأيام النوائب قد تدورُ
فإن تك صِرمة أُخذت جهارا
لغَرسِ النخل أرّزه الشّكيرُ
فإن لكم مآقطَ غاشيات
كيوم أُضر بالرؤساء إيرُ
كأن عليهم بجنوب عِسر
غماما يستهلّ ويستطيرُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 07:49 م]ـ
زهير بن أبي سلمى يقول:
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه = ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
ومهما يكن عند امرىء من خليقة = ولو خالها تخفي عن الناس تعلم
ومن لا يصانع في أمور كثيرةٍ = يضرس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه = يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله = على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه = يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومن يعص أطراف الزجاج فإنه = مطيع العوالي ركبت كل لهذم
وقال أيضاً:
وهل ينبت الخطى إلا وشيجه = وتغرس إلا في منابتها النخل
وقال أيضاً:
والستر دون الفاحشات وما = يلقاك دون الخير من ستر
وقال أيضاً:
فإن الحق مقطعه ثلاثٌ = يمينٌ أو نفارٌ أو جلاء
يقول: إنما الحقوق تصح بواحدة من هذه الثلاث: يمينٌ أو محاكمةٌ أو حجةٌ واضحة.
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 08:24 م]ـ
حين توفي سنان بن أبي حارثة والد هرِم، رثاه زهير بهذه القصيدة:
إن الرزية لا رزية مثلُها
ما تبتغي غَطًفان يوم أضلتِ
إن الركاب لتبتغي ذا مِرة
بجُنوب نخلَ إذا الشهور أحَلتِ
ينعوْن خير الناس عند شديدة
عظُمت مصيبته هناك وجلّتِ
ومُدَفَّع ذاق الهوان مُلعّن
راخيت عقدة حبله فانحلتِ
ولنِعمَ حشو الدرع أنت لنا إذا
نهِلت من العلَق الرماح وعلَّتِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 01:33 ص]ـ
وقال زهير بن أبي سلمى:
من يلق يوماً على علاته هرماً = يلق السماحة منه والندى خلقا
قد جعل المبتغون الخير في هرم = والسائلون إلى أبوابه طرقا
وليس مانع ذي قربى ولا رحمٍ = يوماً ولا معدماً من خابط ورقا
ليثٌ بعثر يصطاد الرجال إذا = ما الليث كذب عن أقرانه صدقا
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا = ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا = يعطي بذلك ممتناً ولا نزقا
لو نال حي من الدنيا بمكرمة = أفق السماء لنالت كفه الأفقا
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 01:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي رسالة الغفران على تفاعلك مع الموضوع
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 08:05 م]ـ
قال زهير:
لعمركَ والخطوب مغيِّرات
وفي طول المعاشرة التقالي
لقد باليتُ مظعنَ أم أوفى
ولكنْ أم أوفى لا تُبالي
فأما إذ نأيتِ فلا تقولي
لذي صِهْر: أُذِلتُ ولم تُذالي
أصبتُ بنِيّ منكِ ونلتِ مني
من اللذات والحُلَل الغَوالي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:19 ص]ـ
وقال زهير بن أبي سلمى:
ثنت أربعاً منها على ثني أربعٍ = فهن بمثنياتهن ثماني
إليك من الغور اليماني تدافعتْ = يداها ونسعا غرضها قلقان
تظل تمطى في الزمام كأنها = إذا بركت قوس من الشريان
نهوز بلحييها أمام سفارها = ومعتلة إن شئت في الجمزانِ
الغرض: حزام الرحل، والشريان: شجر تتخذ منه القسي، وحرك الراء. والنهوز: التي تمد
عنقها تنهز به الزمام من نشاطها. والسفار: حديدة تجعل على أنف البعير مثل الحكمة،
وجماعها سفر.
ـ[مُسلم]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 04:39 م]ـ
شكرا على الموضوع الرائع ... نرجو الاستمرار ..
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:22 م]ـ
خاطب زهير زوجته أم كعب فقال:
قالت أمُّ كعب: لا تزُرني
فلا و الله ما لكَ من مزارِ
رأيتُكَ عِبتني و صددتَ عني
و كيف عليكَ صبري و اصطباري
فلم أُفسد بنيكَ و لم أُقرِّب
إليكَ من الملمّات الكبارِ
أقيمي أم كعب و اطمئني
فإنكِ ما أقمتِ بخير دارِ
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 08:56 م]ـ
و قال ذات مرة:
جرى دمعي فهيّج لي شُجونا
فقلبي يستجنّ له جُنونا
أأبكي للفراق و كلُّ حيّ
سيبكي حين يفتقد القرينا
فإنْ تُصبح ظليمةُ فارقتني
ببَينٍ فالرزيئة أنْ تَبينا
فقد بانت بكَرهي، يوم بانت
مُفارقةً، و كنتُ بها ضنينا
ملاحظة: الأبيات التي وضعتها لزهير من ديوان زهير بن أبي سلمى، اعتنى به و شرحه حمدو طمّاس
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 09:02 م]ـ
ديوان طرفة بن العبد
يا لكِ من قُبّرة بمعمرِ
خلا لكِ الجو فبيضي و اصْفِري
قد رُفع الفخُّ فماذا تحذري؟
و نقّري ما شئتِ أن تُنقّري
قد ذهب الصيّاد عنكِ فابشري
لا بُدّ يوما أن تُصادي فاصبري(/)
أروع ماقال البردوني
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 12:03 م]ـ
يقال أن البردوني تميز بشعره الكلاسيكي والرومانسي تميزاً كبيراً
وهي حقيقة واضحة
وإني سوف أخصص هذه الصفحه لهذا الشاعر الكبير
واضعاً فيها أروع ماقال البردوني رحمة الله عليه
لا تقل لي: سبقتني و لماذا =لا أوالي وراءك الإنطلاقا؟
لم أسبقك في مجال التدنّي =و التلوّي: فكيف أرضي اللّحاقا؟
أنا إن لم يكن قريني كريما= في مجال السباق عفت السباقا
لا تقل: ضاع في الوحول رفاقي= و أضاعوا الضمير و الأخلاقا
لم أضيّع أنا ضميري و خلقي =و كفاني أنّي خسرت الرفاقا
لا تقل كنت صاحبي فادن منّي= لست أشري و لا أبيع نفاقا
لا تقل لي أين التقينا؟ و لا أين= افترقنا، فنحن لم نتلاقى؟
قد نسيت اللّقاء يوما و إنّي =لست أدري متى نسيت الفراقا؟
لا تذوّق صراحتي فهي مرّ= إنّما من تذوق المرّ ذاقا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 03:03 م]ـ
أهلا وسهلا أخي الحارث
عودة ميمونة إن شاء الله
اتحفتنا وهذا شيء قد تعودناه منك
لا حرمنا من قلمك
ونحن بانتظار المزيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 03:24 م]ـ
شاعر مبدع، لأنه عرف معنى الإبداع دون أن يرمي من ورائه إلى الوصول، وجد له من المحبين والمستمتعين بشعره أكثر مما كان يتوقع عرفوه ولم يعرفهم
وهذا رائعة من روائعه
ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب = وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها = أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر ... نصر الأقوياء بلا =فهم .. سوى فهم كم باعوا ... وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى = أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا =شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني? = عفواً سأروي .. ولا تسأل .. وما السبب
يدمي السؤال حياءً حين نسأله = كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ = كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة =وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل iكذبت = أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على = وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا =وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا =نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني = نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ = مليحة عاشقاها: السل والجرب
ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن = ولم يمت في حشاها العشق والطرب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها» قحطان «أو» كرب «
وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «= ثان كحلم الصبا ... ينأى ويقترب
» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شبابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيت كل جديب لحم راحلة = كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر = أضنى لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر = رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا = في داخلي ... أمتطي ناري واغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي = وحولي العدم المنفوخ والصخب
» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده = لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني =والأربعون على خدّي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على =وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على = نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة =وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب
شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) = يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه =لادة من صباها ترضع الحقب
» حبيب «مازال في عينيك أسئلة = تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ =من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا =ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا =يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا = (إن السماء ترجى حين تحتجب)
ـ[مُسلم]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:15 م]ـ
شاعر مبدع، لأنه عرف معنى الإبداع دون أن يرمي من ورائه إلى الوصول، وجد له من المحبين والمستمتعين بشعره أكثر مما كان يتوقع عرفوه ولم يعرفهم
وهذا رائعة من روائعه
ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب = وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها = أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر ... نصر الأقوياء بلا =فهم .. سوى فهم كم باعوا ... وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى = أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا =شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني? = عفواً سأروي .. ولا تسأل .. وما السبب
يدمي السؤال حياءً حين نسأله = كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ = كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة =وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل iكذبت = أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على = وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا =وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا =نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني = نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ = مليحة عاشقاها: السل والجرب
ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن = ولم يمت في حشاها العشق والطرب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها» قحطان «أو» كرب «
وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «= ثان كحلم الصبا ... ينأى ويقترب
» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شبابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيت كل جديب لحم راحلة = كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر = أضنى لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر = رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا = في داخلي ... أمتطي ناري واغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي = وحولي العدم المنفوخ والصخب
» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده = لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني =والأربعون على خدّي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على =وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على = نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة =وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب
شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) = يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه =لادة من صباها ترضع الحقب
» حبيب «مازال في عينيك أسئلة = تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ =من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا =ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا =يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟
ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا = (إن السماء ترجى حين تحتجب)
بارك الله فيك اخى .... رحمه الله ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 06:14 م]ـ
ماشاء الله أخي الحارث! عودة قوية مع شاعرنا الأديب الأريب البردوني رحمه الله .. سننتظر إشراقاتكم على هذه الصفحة الطيبة.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 08:09 م]ـ
سلمت يداك أخي محمد
أستاذي احمد الغنام إنما أنا طويلب في منتدى الفصيح وأحد تلامذتك
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 08:17 م]ـ
قلبه المستهام ظمآن عاني= يحتسي الوهم من كؤوس الأماني
قلبه ظاميء إليك فصبّي فيه =عطر الهوى و ظلّ التداني
واذكري قلبه الحبيس المعنّى =وامتلئي الكأس من رحيق الحنان
إنّه عاشق و أنت هواه= إنّه فيك ذائب الروح فانّي
أنت في همسة مناجاة أوتا ر= و في صمته أرقّ الأغاني
إنّه في هواك يحرق بالحبّ =و يدعوك من وراء الدخان
سابح في هواك يهفو كفكر= شاعر يرتمي وراء المعاني
أين يلقاك أين ماتت شكاوا ه= و جفّت أصداؤه في اللّسان
إنّه ظاميء إلى ريّك الحا ني= مشوق إلى الظلال الحواني
تائه في الحنين يهوى كروح= ضائع يسأل الدجا عن كيان
ظاميء يشرب الحريق المدمّى= و يعاني من الظمأ ما يعاني
أنت في قلبه الحياة و كلّ الحـ= ب كلّ الهوى و كلّ الغواني
فيك كلّ الجمال فيك التقى الحسـ= ن و فيك التقت جميع الحسان
لم يهب قلبه سواك و لكن= لم يذق منك غير طعم الهوان
فامنحيه يا واحة الحبّ ظلّا و= انفضي حوله ندى الأقحوان
و اسكبي الفجر في دجاه وزفّي= في شقا حبّه رفيف الجنان
إنّه هائم يعيش و يفنى= بين جور الهوى و ظلم الزمان
ميّت لم يمت كما يعرف النا س= و لكن يموت في كلّ آن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 10:49 م]ـ
أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره، العمى والقيد والجرح يقول:
هدني السجن وأدمى القيد ساقي= فتعاييت بجرحي ووثاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى =والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر ما لاقيت في رح=لة التيه وما سوف ألاقي
سوف يفنى كل قيد وقوي= كل سفاح وعطر الجرح باقي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 10:58 م]ـ
للبردوني عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. .
صدرت دراسته الأولى "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" عام 1972.
أما دواوينه فهي على التوالي:
- من أرض بلقيس 1961 –
- في طريق الفجر 1967 –
- مدينة الغد 1970
- - لعيني أم بلقيس 1973
- - السفر إلى الأيام الخضر 1974
- - وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 –
- زمان بلا نوعية 1979
- - ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
- - كائنات الشوق الاخر 1986 –
- رواء المصابيح 1989
أنا والشعر
هاتي التآويه يا قيثارتي هاتي =ورددي من وراء الليل آهاتي
وترجمي صوت حبي للجمال ii ففي =نجواك- يا حلوة النجوى - صباباتي
قيثارتي صوت أعماقي عصرت بها =روحي وأفرغت في أوتارها ذاتي
قيثارتي أنت أم الشعر لم تلدي =إلا غنا الخلد أو لحن البطولات
أودعت نجواك آيات النبوغ فيا =قيثارتي لقني التاريخ آياتي
وغردي بخيالاتي العذاب ii فما =حقيقة السحر إلا من خيالاتي
وشاعر الطبع موسيقى الغيوب إذا =غنى أرى الأرض أسرار السموات
قيثارتي إنني ابن الشعر انجبني =للخلد، للعبقريات الفتيات
وللحياة وللدنيا ونضرتها =للحب للنور للزهر الصبيات
وحدي مع الشعر هزتني عواطفه =فرقصت عطفه النشوان رناتي
وشف لي خافي الدنيا وألهمني =سحر الجمال وأسرار الجلالات
وهبت للشعر إحساسي وعاطفتي =وذكرياتي وترنيمي وأناتي
فهو ابتسامي ودمعي وهو تسليتي =وفرحتي وهو آلامي ii ولذاتي
يفنى الفنا! وأنا والشعر أغنية =على فم الخلد يا رغم الفنا العاتي
أحيا مع الشعر يشدو بي وأنشده =والخلد غاياته القصوى وغاياتي
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:38 م]ـ
لا أدري كيف أشكرك أخي محمد
كبير في كل شئ
قال البردوني
يخوّفني بالنهب و القتل ناقم =عليّ و هل لي ما أخاف عليه؟
إذا رام نهبي لم يجد ما يرومه= و إن رام موتي فالمصير إليه
إذا سلّ روحي سلّني من يد الشقا= و خلّصني من شرّه بيديه
و أطلقني من سجن عمري فقاتلي= عدوّ، مروءات الصديق لديه
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 09:48 م]ـ
مثل طفل حالم يصحو ويغفو= يرسب الصّمت بعينيه ويطفو
ينطوي خلف تلوّي جلده= كعقاب ينتوي الفتك ويعفو
يهمس الإنشاد … ينسى صوته= يتزيّا بالهوى يحنو … ويجفو
يحتسي أنفاسه … يراسلها= زمرا كالنّحل ترتدّ وتهفو
ينحني … يرحل في لحيته= جاثيا ينجرّ … يغبرّ … ويصفو
بعضه ينسلّ منه … بعضه= يمتطي أطراف كفّيه ويقفو
صرخة المذياع تدمي هجسه: =قاتلوا في (قبرص) اليوم وكفّوا
((الفيتكنج)) استحالوا شجرا= هبطوا كالجمر كالعقبان خفّوا
ارتدى أبطال سيجون الحصى =دخلوا الأعشاب كالأعشاب جفّوا
حشدت ((واشنطن)) الموت سدى= ركض الأموات أخطارا وحفّوا
أنبتت كلّ حصاه موكبا =كعفاريت الرّبى اصطفوا وصفّوا
وثبوا كالسّيل، كالسيل انثنوا= تحت أمطار اللّظى احمروا ورفّوا
قرّر الأقطاب حلا حاسما …= للماسي لحظة، تابوا وعفّوا
استشفّوا إن إقلاق الأسى =يطلق الأطفال … هذا ما استشفوا
انتهت أخبارنا فانتظروا =واستراحوا ساعة، غنّوا وزفوا
يخلع الصّمت هنا ألونه =يتعب التمزيق فيها ثم يرفو.(/)
مَنْ هو الحَيْصَ بَيْص
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 04:09 م]ـ
الحيص بيص لقب الشاعر المشهور سعد بن محمد بن سعد، الملقب شهاب الدين، أبو الفوارس التميمي، ويعرف بابن الصيفي ولقب بالحيص بيص لأنه رأى الناس في حركة مزعجة واختلاط، فقال: ما للناس في حيص بيص؟ ومعناه الشدة والأختلاط، وتفقه على مذهب الشافعي، وغلب عليه الشعر والأدب.
له ديوان شعر مشهور، توفي يوم الثلاثاء خامس شهر شعبان من هذه السنة، وله ثنتان وثمانون سنة، وصلّي عليه بالنظامية، ودفن بباب التبن، ولم يعقب، ولم يكن له في المراسلات بديل، كان يتقعر فيها ويتفاصح جداً، فلا تواتيه إلا وهي معجرفة.
ومن شعر الحيص بيص الجيد:
سلامة المرء ساعة عجب =وكل شيءٍ لحتفه سبب
يفر والحادثات تطلبه =يفر منها ونحوها الهرب
وكيف يبقى على تقلبه =مسلماً من حياته العطب
ومن شعره أيضاً:
لا تلبس الدهر على غرة =فما لموت الحي من بد
ولا يخادعك طول البقا =فتحسب التطويل من خلد
يقرب ما كان آخراً =ما أقرب المهد من اللحد
ويقرب من هذا ما ذكره صاحب (العقد) أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي في عقده:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكةٍ =إذا اخضر منها جانب جف جانب
وما الدهر والآمال إلا فجائع =عليها وما اللذات إلا مصائب
فلا تكتحل عيناك منها بعبرةٍ =على ذاهب منها فإنك ذاهب
ملحظة: مَنْ أراد معرفة إعراب حيص بيص فهي موجودة في منتدى النحو والصرف
وسوف أتابع أخبار الحيص بيص وشعره إن شاء الله
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:05 م]ـ
ومن أمثالهم أخي الكريم الغالي محمد:
ــ إنك لتحسب علي الأرض حيصاً بيصاً:
وحيص بيص، أي ضيقة.
ــ تركتهم في حيصَ بيصَ وحيصِ بيصِ:
ويقال: حيصَ بيصَ وحيصِ بيصِ. فالحيص، الفرار. والبوص، الفوت. وحيص من بنات الياء، وبيص من بنات الواو، فصيرت الواو ياء ليزدوجا. يضرب لمن وقع في أمر لا مخلص له منه فراراًِ أو فوتاً.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:08 م]ـ
أشكرك د. مروان على ما تقدمه
كما أشكرك على تحقيق المبهج فقد أبدعت
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:29 م]ـ
ومن طرائف ما يروى عنه ماذكره العلامة المدقق المحقق
ابن خلكان؛ في وفيات الأعيان، في ترجمة:
ابن قطان البغدادي؛
أبو القاسم هبة الله بن الفضل بن القطان بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي بن أحمد ابن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم، المعروف بابن قطان الشاعر المشهور البغدادي:
((وله مع حيص بيص ماجرايات، فمن ذلك أن حيص بيص خرج ليلة من دار الوزير شرف الدين أبي الحسن علي بن طراد الزينبي، فنبح عليه جرو كلب وكان متقلداً سيفاً، فوكزه بعقب السيف فمات، فبلغ ذلك ابن الفضل المذكور، فنظم أبياتاً وضمنها بيتين لبعض العرب قتل أخوه ابناً له، فقدم إليه ليقتاد منه فألقى السيف من يده وأنشدهما، والبيتان المذكوران يوجدان في الباب الأول من كتاب " الحماسة "، ثم إن ابن الفضل المذكور عمل الأبيات في ورقة وعلقها في عنق كلبة لها أجر ورتب معها من طردها وأولادها إلى باب دار الوزير كالمستغيثة، فأخذت الورقة من عنقها وعرضت على الوزير، فإذا فيها:
يا أهل بغداد إن الحيص بيص أتى = بفعلة أكسبته الخزي في البلد
هو الجبان الذي أبدى تشاجعه = على جري ضعيف البطش والجلد
وليس في يده مال يديه به = ولم يكن ببواء عنه في القود
فأنشدت جعدة من بعدما احتسبت = دم الأبيلق عند الواحد الصمد
" أقول للنفس تأساء وتعزية = إحدى يدي أصابتني ولم ترد "
" كلاهما خلف من فقد صاحبه = هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي "
والبيت الثالث مأخوذ من قول بعضهم:
قوم إذا ما جنى جانيهم أمنوا = من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا
"وهو من جملة أبيات في الكراس الذي أوله لقي بشار، وينظر في الحماسة" وهذا التضمين في غاية الحسن، ولم أسمع مثله مع كثرة ما يستعمل الشعراء التضمين في أشعارهم، إلا ما أنشدني الشيخ مهذب الدين أبو طالب محمد المعروف بابن الخيمي - المذكور في ترجمة الشيخ تاج الدين الكندي في حرف الزاي - لنفسه وأخبرني أنه كان بدمشق وقد رسم السلطان بحلق لحية شخص له وجاهة بين الناس، فحلق نصفها، وحصلت فيه شفاعة، فعفا عنه في الباقي، فعمل فيه ولم يصرح باسمه، بل رمزه وستر، وهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
زرت ابن آدم لما قيل قد حلقوا = جميع لحيته من بعد ما ضربا
فلم أر النصف محلوقاً فعدت له = مهنئاً بالذي منها له وهبا
فقام ينشدني والدمع يخنقه = بيتين ما نظما ميناً ولا كذبا
إذا أتتك لحلق الذقون طائفة =" فاخلع ثيابك منها ممعناً هربا "
" وإن أتوك وقالوا: إنها نصف = فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا "
والبيتان الأخيران منها في كتاب " الحماسة " أيضاً في باب مذمة النساء، لكن الأول منهما فيه تغيير، فإن بيت الحماسة:
لا تنكحن عجوزاً إن أتيت بها = واخلع ثيابك منها ممعناُ هربا
وحضر ليلة الحيص بيص وابن الفضل المذكور على السماط عند الوزير في شهر رمضان، فأخذ ابن الفضل قطاة مشوية، وقدمها إلى الحيص بيص، فقال الحيص بيص للوزير: يا مولانا هذا الرجل يؤذيني، فقال الوزير كيف ذلك? قال: لأنه يشير إلى قول الشاعر:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا = ولو سلكت سبل المكارم ضلت
وكان الحيص بيص تميمياً - كما تقدم في ترجمته - وهذا البيت للطرماح بن حكيم الشاعر، وهو من جملة أبيات، وبعد هذا البيت:
أرى الليل يجلوه النهار، ولا أرى = خلال المخازي عن تميم تجلت
ولو أن برغوثاً على ظهر قملة = يكر على صفي تميم لولت
ودخل ابن الفضل المذكور يوماً على الوزير المذكور الزينبي، وعنده الحيص فقال: قد عملت بيتين ولا يمكن أن يعمل لهما ثالث، لأنني قد استوفيت المعنى فيهما، فقال الوزير: هاتهما، فأنشده:
زار الخيال نحيلاً مثل مرسه = فما شفاني منه الضم والقبل
ما زارني قط إلا لكي يوقظني = على الرقاد فينفيه ويرتحل
فالتفت الوزير إلى الحيص وقال له: ما تقول في دعواه? فقال: إن أعادهما سمع الوزير لهما ثالثاً، فقال له الوزير:
أعدهما، فأعادهما، فوقف الحيص بيص لحظة، ثم أنشد:
وما درى أن نومي حيلة نصبت = لطيفه حين أعيا اليقظة الحيل
فاستحسن الوزير ذلك منه.
وسمعت لبعض المعاصرين، ولم أتحقق أنها له حتى أعينه، وقد أخذ هذا المعنى ونظمه وأحسن فيه، وهو:
يا ضرة القمرين من لمتيمٍ = أرديته وأحلت ذاك على القضا
وحياة حبك لم ينم عن سلوة = بل كان ذلك للخيال تعرضا
لا تأسفي إن زار طيفك في الكرى = ما كان إلا مثل شخصك معرضا
ثم وجدت هذه الأبيات لأبي العلاء بن أبي الندى المعروف.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:35 م]ـ
أشكرك د. مروان على ما تقدمه
كما أشكرك على تحقيق المبهج فقد أبدعت
شكرا لك أخي الحبيب الغالي محمد سعد
وهذا العمل من بواكير أعمالي
وسوف أرسله لك هديه ـ بمشيئة الله ـ
في طبعته الجديدة، على مخطوطة جديدة
وذلك إذا أرسلت لي عنوانك وهاتفك على الخاص
وما زلت أنتظر ردك حول كتاب ابن جني في
شرح الحماسة؛ فأنا بحاجة ماسة إليه جدا جدا
وأنا ـ والله ـ أحبك في الله
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:38 م]ـ
(وما زلت أنتظر ردك حول كتاب ابن جني في
شرح الحماسة؛ فأنا بحاجة ماسة إليه جدا جدا)!!
وللعلم ..
فهو مطبوع في الأردنّ،،،
والله العظيم!!!
كما أخبرني من أثق به!!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:57 م]ـ
أخي د. مروان
سابحث لك عن الكتاب بكل قوة
أرسلت لك على الخاص
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:59 م]ـ
من أبياته الشهيرة:
ملكنا فكان العفو منا سجية =فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما =غدونا عن الأسرى نعف ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا =وكل إناء بالذي فيه ينفع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 06:05 م]ـ
ومن شعره:
صدف عن الزاد الشهي فؤاده =غيب إلى الزاد التقي والفضائل
جرئ إلى قول الصواب لسانه =إذا ما الفتاوى أفحمت بالمسائل
أعيدت له شمس الأصيل جلالة =وقد حال ثوب الصبح في أرض بابل
وله ايضاً:
ياطالب الرزق في الآفاق مجتهداً =أقصر عناك فأن الرزق مقسوم
الرزق يسعى إلى من ليس يطلبه =وطالب الرزق يسعى وهو محروم(/)
شعراء عرفوا بألقابهم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:19 م]ـ
أبو الشيص الخزاعي
130 - 196 هـ / 747 - 811 م
محمد بن علي بن عبد الله بن رزين بن سليمان بن تميم الخزاعي.
شاعر مطبوع، سريع الخاطر رقيق الألفاظ.
من أهل الكوفة غلبه على الشهرة معاصراه صريع الغواني وأبو النواس. وانقطع إلى أمير الرقة عقبة بن جعفر الخزاعي فأغناه عقبة عن سواه.
ولقبه أبو الشيص ويقال للنخلة إذا لم يكن لها نوى وذلك رديء مذموم.
وهو ابن عم دعبل الخزاعي، عمي في آخر عمره قتله خادم لعقبة في الرقة.
وكميت أرّقها وَهَجُ الشَّمْ
وكميت أرّقها وَهَجُ الشَّمْ = سِ وصيْفٌ يَغْلي بها وشتاءُ
طبختها الشعرى العبور وحثَّت = نارها بالكواكب الجوزاءُ
محضتها كواكب القَيْظ حتى = أقلعت عن سمائها الأقذاءُ
هي كالسُّرْج في الزجاج إذا ما = صَّبها في الزُّجاجة الوُصَفاءُ
ودم الشَّادن الذَّبيح وما يَحْ = تَلِبُ السَّاقيان منها سواءُ
قد سقتني والليل قد فتق الصُّبْ = ح بكأسين ظَبْية حَوْراءُ
عن بَنان كأنَّها قُضُب الفِضْ = ضَة حنَّى أطرافها الحِنّاءُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:10 ص]ـ
الحُطَيئَة? - 45 هـ / ? - 665 م
جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية.
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه. وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.
فقال:
أعوذ بجدك إني امرؤٌ = سقتني الأعادي إليك السجالا
فإنك خيرٌ من الزبرقان = أشد نكالاً وأرجى نوالا
تحنن علي هداك المليك = فإن لكل مقامٍ مقالا
ولا تأخذني بقول الوشاة =فإن لكل زمانٍ رجالا
فإن كان ما زعموا صادقاً = فسيقت إليك نسائي رجالا
حواسر لا يشتكين الوجا = يخفضن آلاً ويرفعن آلا
فلم يلتفت عمر إليه حتى قال أبياته التي أولها:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخٍ(/)
مُساجلة في السِّواك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:00 ص]ـ
عن يميني بشار بن برد والذي أمامي ابن الرومي وأمامه ابن الوردي وهناك قريبا من جذع الشجرة أبو حيان الأندلسي ... وقبل أن أتم جولة بصري فيهم سمعت ابن الرومي يقول لبشار: فما تقول يا بشار في السواك؟
استغربت من سؤاله , بل استغربت أكثر حينما قال بشار:
هنيئاً لمسواكِ الأراكةِ إذ جرى =بثغرك واِستولى رضاب لماكِ
لَمّا أَتَتني عَلى المِسواكِ ريقَتُها =مَثلوجَةَ الطَعمِ مِثلَ الشَهدِ بِالراحِ
قَبَّلتُ ما مَسَّ فاها ثُمَّ قُلتُ لَهُ =يالَيتَني كُنتُ ذا المِسواكَ يا صاحِ
فأتبعه ابن تمرداش:
أقول لمسواك الحبيب لك الهنا =برشف فم ما ناله ثغر عاشق
فقال وفي أحشائه حرقة الجوى =مقالة صب للديار مفارق
تذكرت أوطاني فقلبي كما ترى =أعلله بين الغديب وبارق
فأعجبني حالهم , وطربت وقد غمرتني فرحة ما ظننت أجدها هنا ونسيت تعبي
فسمعت بشارا يعاود فيقول:
يا أطيب الناس ريقاً غير مختبر =إلاّ شهادة أطراف المساويك
ثم قال أبو الفتح البستي وكان أقربهم إلي:
قد تمنَّيْتُ أن أراكَ فلّما =أنْ رأيْتُ الأراكَ قلْتُ أراكا
وتخوَّفْتُ أنَّهُ لسِواكَ =أن يكونَ الّذي أراه أراكا.
ثم سكن القوم يتضحاكون ويتغامزون.
ثم قام رجل لا أعرفه على ركبتيه لافتا نظر الجميع إليه وهو يبتسم ويقول:
اِستاكَ بِالمِسواكِ خالي اللّمَى =وَقَبَّلَ المِسواك منهُ الشّفاهْ
فَأَورَقَ المِسواك مِن حينِهِ =وَقالَ إِذ قَد مالَ فَخراً وَتاه
إِنْ صِرتُ مِنْ ذا خَضِراً لا اِمترا =أَما شَرِبت ماءَ عَينِ الحَياه
كدت أقف من شدة الطرب والجميع يكبر ويسبح طربا مستمتعين.
ثم سكن الجميع فقال ابن الرومي لابن الوردي: وأنت يا ابن الوردي ما عندك؟
فسكت الجميع وهم ينظرون إليه على وجوههم سحنة خشوع, فقال ابن الوردي وأمارات السخرية على وجهه بادية:
قالتْ وناولْتُها سواكا =سادَ بفيها على الأراكِ
سوايَ ما ذاقَ طعم ريقي =قلت بلى ذاقه سواكي
فتنهد الجميع وتنهدت معهم. ثم قام أبو معصوم واقفا هذه المرة, نعم هو ابن معصوم, أعرفه جيدا , فقلت: ما جمع هذا بهؤلاء؟
فأنشد مترنما وهو يتمايل:
ما ذقتُ موردَها ولكن هَكَذا =نقلَ الأَراكُ وحدَّث المِسواكُ
فتابعه اللخمي وقال: عندي مثله ثم أنشد:
وما ذقت فاها غير أني رويته =عن الثقة المسواك وهو موافيها
فضحك الجميع. ثم التفت بشار إلى ابن الرومي يقول: وأنت يا ابن الرومي أنشد:
فأنشد في الحال وكله ثقة:
تعنّت بالمسواك أبيض صافياً =يكاد عذاري الدرّ منه تحدّر
وما سرّ عيدان الأراك بريقها =تأوّدها في أيكها تتهصّر
وما ذقته إلاّ بشيم ابتسامها =وكم مخبر يبديه للعين منظر
طأطأ الجميع رؤوسهم وكان أثرها مخدرا. فأخرجهم من ذا أبو العباس بن العريف الزاهد بقوله:
فاح النّدىّ بنطقي فتنازعوا =أبإسحل أستاك أم بأراك
هيهات عهدي بالسّواك وإنما =شفة الحبيب جعلتها مسواكي
وكأنما عادت إليهم الحياة فصاح بعضهم ... ورمى البعض الآخر عمامته ... واستلقيت أنا على ظهري من شدة الطرب.
اِستاكَ بِالمِسواكِ رب البها =فارتشف الصهباء خَلف الشّفاهْ
قالَ وَقَد أَورَق مِن ريعةٍ =لا تَعجَبوا شَرِبت ماءَ الحَياه
سمعتها ولم أدر من قالها فكدت أجن, فسألت الله أن يثبتني.ثم جلست. وبادرني محي الدين ابن قرناص فقال:
سألتك يا عود الأراكة إن تعد =إلى ثغر من أهوى فقبله مشفقا
ورد من ثنيات الغديب منيهلا =تسلسل ما بين الأبيرق والنقا
ثم صمت الجميع وانتبهت إلى أنهم يلاحظونني.وكأنهم ما رأوني إلا الآن, أو أنهم لم يرضوا بسكوتي.وكأن شرط المنادمة الإنشاد ,فأشار إلي أحدهم: شاعر أو متطفل؟.
لم أدر كيف لكنني قلت:
قد فزت يا عود الأراك بثغرها =ما خفت يا عود الأراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك =ما فاز مني يا سواك سواك
فتعالى تكبيرهم , وقام بعضهم يزفن كالأحمق, وبعضهم انزوى يبكي! ... ما أدري ما هؤلاء؟! .. وربت بعضهم على كتفي قائلا:أهي لك؟
قلت: تنسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فسكت الجميع تأدبا. وصرخ ابن معصوم: مرحا مرحا بالمحب!
ما أدري ما قصد وإن كنت أشك أنه ظن فيَّ غير ما أنا عليه. ثم عاد الجميع إلى ما كانوا عليه فأنشد ابن حمديس وكان عن يسار بشار:
وما ذُقتُ فاها وَلَكِنَّني =نَقَلْتُ شهادَةَ عُودِ الأراك
وتتابع الجميع فقال ابن الرومي
وما سرَّ عيدانَ الأراك برِيقها =تَناوُحها في أيكها تتهصَّرُ
فتبعه أبو الشيص الخزاعي منشدا
وَتجيلُ مِسواك الأراك عَلى =رَتلٍ كأنَّ رُضابه الشُّهدُ
ثم قال أبو حيان:
وَتَجلو لآلي ثَغرِها وَتمجّها =جَنى شَهدَةٍ أَضحى الأَراك يَشورُها
وقال أيضا:
هنيئاً لمسواكِ الأراكةِ إذ جرى =بثغرك واِستولى رضاب لماكِ
وها هو الشماخ الذبياني يقول:
تَميحُ بِمِسواكِ الأَراكِ بَنانُها =رُضابَ النَدى عَن أُقحُوانٍ مُفَلَّجِ
ثم تبعه الأبيوردي وأنشد
وَحدَّثَني أَترابُها أَنَّ ريقَها =عَلى ما حَكى عودُ الأراكِ لَذيذُ
وتتابعوا منشدين مترنمين.ولا أخفي أنني صرت أتمايل مع كل بيت حتى خفت على نفسي.فبادرت بالقيام.ثم استأذنتهم فأذنوا لي غير آبهين بانصرافي وهم على حالهم ... غريب أمرهم ... وقمت , وعدت إلى المكان الذي كنت اخترته لأنام, فوضعت رأسي فنمت سريعا. ما أدري كم نمت, لكنني استيقظت على صوت زوجتي وهي تزيل عني المسند من فوق صدري. فجلست أزيل عن عيني أثر النوم ثم أقبلت علي مرة ثانية مبتسمة وفي فمها عود أراك وهي تسألني غير مبالية: كنت طوال نومك تحرك شفتيك بشيء. ما الذي رأيت؟ ابتسمت ... وأنا أنظر إلى السواك في فمها ... !
هكذا حكى لي صاحبي ... !
(منقول)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:47 ص]ـ
جميل ما ذكرته يا صديقي
رائع وماتع ...
ولكن هل لك ان تذكر المصدر إن حصل، لأن المطروح يذكرني برسالة صاحبي أبي العلاء المعري في رسالته رسالة الغفران ...
شكرا لك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:01 ص]ـ
جميل مانقلت أخي محمد ويفوح منه المسك بل الأراك!
ولا أخفيك أني كنت أجمع الأبيات التي قيلت في المسواك فأرحتني من عناء التجميع ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:08 ص]ـ
وربما نضيف على الموضوع الإبداعي في بابه بعض الأبيات الشوارد عن الراوي:
وقال ابن هاني المغربي: من الطويل
وما عذب المسواك إلا لأنه = يقبلها دوني وإني لراغم
وقلت له صف لي جنا رشفاتها = فالثمني فاها بما هو زاعم
ومما نسب إلى مجنون ليلى:
نظرت لليلى والسواك قد ارتوى =بريق عليه الطرف مني باكي
تمرِّرُه من فوق درِّ منضد= سناهُ لأنوار البروق يُحاكي
فقلت وقلبي قد تفطر غيرة = أيا ليتني قد كنتُ عود أراك
فقالت أما ترضى السواك = فقلتُ وربِّك مالي حاجة بسواك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:20 ص]ـ
وأجاد زهير في قوله: من الطويل
وقد شهد المسواك عندي بطيبه = ولم أر عدلا وهو سكران يطفح
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:46 م]ـ
أخي رسالة الغفران، أبحث عن المصدر الأصلي
للموضوع وإن حصل شيء أبلغك به إن شاء الله
شكرا لمرورك فقد عطرت الصفحة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:47 م]ـ
أخي أحمد، دخولك للموضوع هو إضافة جديدة له
لا حرمنا قلمك أيها الصديق(/)
" الحيوان " في شعر أحمد شوقي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:27 ص]ـ
من الطريف والظريف أن أحمد شوقي قد نظم كثيرا من القصائد على لسان الحيوان على غرار كتاب كليلة ودمنة , وسأحاول وضع ما استطعت من هذه القصائد الطريفة بين أيديكم , وأرجو المشاركة لإثراء الموضوع بكل ما هو طريف وشيق من تلك القصائد الجميلة.
وإليكم بعض هذه القصائد الممتعة:
بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ = تَخطِرُ في بَيتٍ لَها طَريفِ
إِذا جاءَها هِندي كَبيرُ العُرفِ = فَقامَ في البابِ قِيامَ الضَيفِ
يَقولُ حَيّا اللَهُ ذي الوُجوها = وَلا أَراها أَبَداً مَكروها
أَتَيتُكُم أَنشُرُ فيكُم فَضلي = يَوماً وَأَقضي بَينَكُم بِالعَدلِ
وَكُلُّ ما عِندَكُمُ حَرامُ = عَلَيَّ إِلّا الماءُ وَالمَنامُ
فَعاوَدَ الدَجاجَ داءُ الطَيشِ = وَفَتَحَت لِلعِلجِ بابَ العُشِّ
فَجالَ فيهِ جَولَةَ المَليكِ = يَدعو لِكُلِّ فَرخَةٍ وَديكِ
وَباتَ تِلكَ اللَيلَةَ السَعيدَه = مُمَتَّعاً بِدارِهِ الجَديدَه
وَباتَتِ الدَجاجُ في أَمانِ = تَحلُمُ بِالذِلَّةِ وَالهَوانِ
حَتّى إِذا تَهَلَّلَ الصَباحُ = وَاِقتَبَسَت مِن نورِهِ الأَشباحُ
صاحَ بِها صاحِبُها الفَصيحُ = يَقولُ دامَ مَنزِلي المَليحُ
فَاِنتَبَهَت مِن نَومِها المَشؤومِ = مَذعورَةً مِن صَيحَةِ الغَشومِ
تَقولُ ما تِلكَ الشُروط بَينَنا = غَدَرتَنا وَاللَهِ غَدراً بَيِّنا
فَضَحِكَ الهِندِيُّ حَتّى اِستَلقى = وَقالَ ما هَذا العَمى يا حَمقى
مَتى مَلَكتُم أَلسُنَ الأَربابِ = قَد كانَ هَذا قَبلَ فَتحِ البابِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:30 ص]ـ
بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً = في شِعارِ الواعِظينا
فَمَشى في الأَرضِ يَهذي = وَيَسُبُّ الماكِرينا
وَيَقولُ الحَمدُ لِل = هِ إِلَهِ العالَمينا
يا عِبادَ اللَهِ توبوا = فَهوَ كَهفُ التائِبينا
وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ ال = عَيشَ عَيشُ الزاهِدينا
وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن = لِصَلاةِ الصُبحِ فينا
فَأَتى الديكَ رَسولٌ = مِن إِمامِ الناسِكينا
عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ = وَهوَ يَرجو أَن يَلينا
فَأَجابَ الديكُ عُذراً = يا أَضَلَّ المُهتَدينا
بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي = عَن جدودي الصالِحينا
عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن = دَخَلَ البَطنَ اللَعينا
أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال = قَولِ قَولُ العارِفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً = أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:35 ص]ـ
بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه = وَقَلبُهُ مُمتَلِئٌ مَسَرَّه
فَقالَ فَضلي قَد بَدا يا خِلّي = وَآنَ أَن تَعرِفَ لي مَحَلّي
إِذ كُنتَ أَمسِ ماشِياً بِجانِبي = تَعجَبُ مِن رَقصِيَ تَحتَ صاحِبي
أَختالُ حَتّى قالَتِ العِبادُ = لِمَن مِنَ المُلوكِ ذا الجَوادُ
فَضَحِكَ الحِصانُ مِن مَقالِهِ = وَقالَ بِالمَعهودِ مِن دلالِهِ
لَم أَرَ رَقصَ البَغلِ تَحتَ الغازي = لَكِن سَمِعتُ نَقرَةَ المِهمازِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:41 ص]ـ
اللَيثُ مَلكُ القِفارِ = وَما تَضُمُّ الصَحاري
سَعَت إِلَيهِ الرَعايا = يَوماً بِكُلِّ اِنكِسارِ
قالَت تَعيشُ وَتَبقى = يا دامِيَ الأَظفارِ
ماتَ الوَزيرُ فَمَن ذا = يَسوسُ أَمرَ الضَواري
قالَ الحِمارُ وَزيري = قَضى بِهَذا اِختِياري
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت = ماذا رَأى في الحِمارِ
وَخَلَّفَتهُ وَطارَت = بِمُضحِكِ الأَخبارِ
حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّى = كَلَيلَةٍ أَو نَهارِ
لَم يَشعُرِ اللَيثُ إِلّا = وَمُلكُهُ في دَمارِ
القِردُ عِندَ اليَمينِ = وَالكَلبُ عِندَ اليَسارِ
وَالقِطُّ بَينَ يَدَيهِ = يَلهو بِعَظمَةِ فارِ
فَقالَ مَن في جُدودي = مِثلي عَديمُ الوَقارِ
أَينَ اِقتِداري وَبَطشي = وَهَيبَتي وَاِعتِباري
فَجاءَهُ القِردُ سِرّاً = وَقالَ بَعدَ اِعتِذارِ
يا عالِيَ الجاهِ فينا = كُن عالِيَ الأَنظارِ
رَأيُ الرَعِيَّةِ فيكُم = مِن رَأيِكُم في الحِمارِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:53 ص]ـ
حكاية الصياد والعصفورة
حِكايَةُ الصَيّادِ وَالعُصفورَه = صارَت لِبَعضِ الزاهِدينَ صورَه
ما هَزَأوا فيها بِمُستَحِقِّ = وَلا أَرادوا أَولِياءَ الحَقِّ
ما كُلُّ أَهلِ الزُهدِ أَهلُ اللَهِ = كَم لاعِبٍ في الزاهِدينَ لاهِ
جَعَلتُها شِعراً لِتَلفِتَ الفِطَن = وَالشِعرُ لِلحِكمَةِ مُذ كانَ وَطَن
وَخَيرُ ما يُنظَمُ لِلأَديبِ = ما نَطَقَتهُ أَلسُنُ التَجريبِ
أَلقى غُلامٌ شَرَكاً يَصطادُ = وَكُلُّ مَن فَوقَ الثَرى صَيّادُ
فَاِنحَدَرَت عُصفورَةٌ مِنَ الشَجَر = لَم يَنهَها النَهيُ وَلا الحَزمُ زَجَر
قالَت سَلامٌ أَيُّها الغُلامُ = قالَ عَلى العُصفورَةِ السَلامُ
قالَت صَبِيُّ مُنحَني القَناةِ = قالَ حَنَتها كَثرَةُ الصَلاةِ
قالَت أَراكَ بادِيَ العِظامِ = قالَ بَرَتها كَثرَةُ الصِيامِ
قالَت فَما يَكونُ هَذا الصوفُ = قالَ لِباسُ الزاهِدِ المَوصوفُ
سَلي إِذا جَهِلتِ عارِفيهِ = فَاِبنُ عُبَيدٍ وَالفُضَيلُ فيهِ
قالَت فَما هَذي العَصا الطَويلَه = قالَ لِهاتيكِ العَصا سَليلَه
أَهُشُّ في المَرعى بِها وَأَتَّكي = وَلا أَرُدُّ الناسَ عَن تَبَرُّكِ
قالَت أَرى فَوقَ التُرابِ حَبّا = مِما اِشتَهى الطَيرُ وَما أَحَبّا
قالَ تَشَبهتُ بِأَهلِ الخَيرِ = وَقُلتُ أَقري بائِساتِ الطَيرِ
فَإِن هَدى اللَهُ إِلَيهِ جائِعاً = لَم يَكُ قُرباني القَليلُ ضائِعا
قالَت فَجُد لي يا أَخا التَنَسُّكِ = قالَ اِلقُطيهِ بارَكَ اللَهُ لَكِ
فَصَلِيَت في الفَخِّ نارَ القاري = وَمَصرَعُ العُصفورِ في المِنقارِ
وَهَتَفَت تَقولُ لِلأَغرارِ = مَقالَةَ العارِفِ بِالأَسرارِ
إِيّاكَ أَن تَغتَرَّ بِالزُهّادِ = كَم تَحتَ ثَوبِ الزُهدِ مِن صَيادِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 12:57 ص]ـ
الغَزالُ وَالخَروفُ
تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَروفُ = وَقالَ كُلٌّ إِنَّهُ الظَريفُ
فَرَأَيا التَيسَ فَظَنّا أَنَّهُ = أَعطاهُ عَقلاً مَن أَطالَ ذَقنَه
فَكَلَّفاهُ أَن يُفَتِّشَ الفَلا = عَن حَكَمٍ لَهُ اِعتِبارٌ في المَلا
يَنظُرُ في دَعواهُما بِالدِقَّه = عَساهُ يُعطي الحَقَّ مُستَحِقَّه
فَسارَ لِلبَحثِ بِلا تَواني = مُفتَخِراً بِثِقَةِ الإِخوانِ
يَقول عِندي نَظرَةٌ كَبيرَه = تَرفَعُ شَأنَ التَيسِ في العَشيرَه
وَذاكَ أَن أَجدَرَ الثَناءِ = بِالصِدقِ ما جاءَ مِنَ الأَعداءِ
وَإِنَّني إِذا دَعَوتُ الذيبا = لا يَستَطيعانِ لَهُ تَكذيبا
لِكَونِهِ لا يَعرِفُ الغَزالا = وَلَيسَ يُلقي لِلخَروفِ بالا
ثُمَّ أَتى الذيبَ فَقالَ طِلبَتي = أَنتَ فَسِر مَعي وَخُذ بِلِحيَتي
وَقادَهُ لِلمَوضِعِ المَعروفِ = فَقامَ بَينَ الظَبيِ وَالخَروفِ
وَقالَ لا أَحكُمُ حَسبَ الظاهِرِ = فَمَزَّقَ الظَبيَينِ بِالأَظافِرِ
وَقالَ لِلتَيسِ اِنطَلِق لِشَأنِكا = ما قَتَلَ الخَصمَينِ غَيرُ ذَقنكا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:01 ص]ـ
جهد تشكر عليه أخي الكريم رعد
دائما متميز ...
ارجو ان يفيدك هذا الموضوع ...
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=33288
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 01:03 ص]ـ
الكلب والحمامة
حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه = تَشهَدُ لِلجِنسَينِ بِالكَرامَه
يُقالُ كانَ الكَلبُ ذاتَ يَومِ = بَينَ الرِياضِ غارِقاً في النَومِ
فَجاءَ مِن وَرائِهِ الثُعبانُ = مُنتَفِخاً كَأَنَّهُ الشَيطانُ
وَهَمَّ أَن يَغدِرَ بِالأَمينِ = فَرَقَّتِ الوَرقاءُ لِلمِسكينِ
وَنَزَلَت توّاً تُغيثُ الكَلبا = وَنَقَرَتهُ نَقرَةً فَهَبّا
فَحَمَدَ اللَهَ عَلى السَلامَه = وَحَفِظَ الجَميلَ لِلحَمامَه
إِذ مَرَّ ما مَرَّ مِنَ الزَمانِ = ثُمَّ أَتى المالِكُ لِلبُستانِ
فَسَبَقَ الكَلبُ لِتِلكَ الشَجَرَه = لِيُنذِرَ الطَيرَ كَما قَد أَنذَرَه
وَاِتَّخَذَ النَبحَ لَهُ عَلامَه = فَفَهِمَت حَديثَهُ الحَمامَه
وَأَقلَعَت في الحالِ لِلخَلاصِ = فَسَلِمَت مِن طائِرِ الرَصاصِ
هَذا هُوَ المَعروفُ يَا أَهلَ الفِطَن = الناسُ بِالناسِ وَمَن يُعِن يُعَن
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:08 م]ـ
جهد تشكر عليه أخي الكريم رعد
دائما متميز ...
ارجو ان يفيدك هذا الموضوع ...
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=33288
أشكرك أخي " رسالة الغفران " موضوعك ممتاز ومميز وشامل أكثر من موضوعي المتخصص فقط في حكايات الحيوان , لو كنت رأيته قبل أن أبدأ موضوعي لما وضعته , وكنت اكتفيت بأن أشاركك في موضوعك , ,,,
بارك الله فيك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:25 م]ـ
الثعلب والأرنب
أَتى نَبِيَّ اللَهِ يَوماً ثَعلَبُ = فَقالَ يا مَولايَ إِنّي مُذنِبُ
قَد سَوَّدَت صَحيفَتي الذُنوبُ = وَإِن وَجَدتُ شافِعاً أَتوبُ
فَاِسأَل إِلهي عَفوَهُ الجَليلا = لِتائِبٍ قَد جاءَهُ ذَليلا
وَإِنَّني وَإِن أَسَأتُ السَيرا = عَمِلتُ شَرّاً وَعَملتُ خَيرا
فَقَد أَتاني ذاتَ يَومٍ أَرنَبُ = يَرتَعُ تَحتَ مَنزِلي وَيَلعَبُ
وَلَم يَكُن مُراقِبٌ هُنالِكا = لَكِنَّني تَرَكتُهُ مَع ذَلِكا
إِذ عِفتُ في اِفتِراسِهِ الدَناءَه = فَلَم يَصِلهُ مِن يَدي مَساءَه
وَكانَ في المَجلِسِ ذاكَ الأَرنَبُ = يَسمَعُ ما يُبدي هُناكَ الثَعلَبُ
فَقالَ لَمّا اِنقَطَعَ الحَديثُ = قَد كانَ ذاكَ الزُهدُ يا خَبيثُ
وَأَنتَ بَينَ المَوتِ وَالحَياةِ = مِن تُخمَة أَلقَتكَ في الفَلاةِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:31 م]ـ
أبو الحصين
أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه = فَعَرَفَ السَمينَ وَالسَمينَه
يَقولُ إِنَّ حالَهُ اِستَحالا = وَإِنَّ ما كانَ قَديماً زالا
لِكَونِ ما حَلَّ مِنَ المَصائِبِ = مِن غَضَبِ اللَهِ عَلى الثَعالِبِ
وَيُغلِظُ الأَيمانَ لِلدُيوكِ = لِما عَسى يَبقى مِنَ الشُكوكِ
بِأَنَّهُم إِن نَزَلوا في الأَرضِ = يَرَونَ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ يُرضي
قيلَ فَلَمّا تَرَكوا السَفينَه = مَشى مَعَ السَمينِ وَالسَمينَه
حَتّى إِذا ما نَصَفوا الطَريقا = لَم يُبقِ مِنهُم حَولَهُ رَفيقا
وَقالَ إِذ قالوا عَديمُ الدينِ = لا عَجَبٌ إِن حَنَثَت يَميني
فَإِنَّما نَحنُ بَني الدَهاءِ = نَعمَلُ في الشِدَّةِ لِلرَخاءِ
وَمَن تَخافُ أَن يَبيعَ دينَه = تَكفيكَ مِنهُ صُحبَةُ السَفينَه
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:38 م]ـ
أشكرك أخي " رسالة الغفران " موضوعك ممتاز ومميز وشامل أكثر من موضوعي المتخصص فقط في حكايات الحيوان , لو كنت رأيته قبل أن أبدأ موضوعي لما وضعته , وكنت اكتفيت بأن أشاركك في موضوعك , ,,,
بارك الله فيك
أخي رعد، أكمل يا رعاك الله، ولا عليك من موضوعي حتى يكون موضوعك متخصص، وأنت دائما متميز في طرحك المشوق الرائع ...
أكمل يا رعاك الله، بانتظار ابداعك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:39 م]ـ
"العصفور والغدير"
أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ = قَد غابَ تَحتَ الغابِ في الأَلفافِ
يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى = خَشيَةَ أَن يُسمَعَ عَنهُ أَو يُرى
فَاِغتَرَفَ العُصفورُ مِن إِحسانِهِ = وَحَرَّكَ الصَنيعُ مِن لِسانِهِ
فَقالَ يا نورَ عُيونِ الأَرضِ = وَمُخجِلَ الكَوثَرِ يَومَ العَرضِ
هَل لَكَ في أَن أَرشِدَ الإِنسانا = لِيَعرِفَ المَكانَ وَالإِمكانا
فَيَنظُرَ الخَيرَ الَّذي نَظَرتُ = وَيَشكُرَ الفَضلَ كَما شَكَرتُ
لَعَلَّ أَن تُشهَرَ بِالجِميلِ = وَتُنسِيَ الناسَ حَديثَ النيلِ
فَاِلتَفَتَ الغَديرُ لِلعُصفورِ = وَقالَ يُهدي مُهجَةَ المَغرورِ
يا أَيُّها الشاكِرُ دونَ العالَمِ = أَمَّنَكَ اللَهُ يَدَ اِبنِ آدَمِ
النيلُ فَاِسمَع وَاِفهَمِ الحَديثا = يُعطي وَلَكِن يَأخُذُ الخَبيثا
مِن طولِ ما أَبصَرَهُ الناسُ نُسي = وَصارَ كُلُّ الذِكرِ لِلمُهَندِسِ
وَهَكَذا العَهدُ بِوُدِّ الناسي = وَقيمَةُ المُحسِنِ عِندَ الناسِ
وَقَد عَرَفتَ حالَتي وَضِدَّها = فَقُل لِمَن يَسأَلُ عَنّي بَعدَها
إِن خَفِيَ النافِعُ فَالنَفعُ ظَهَر = يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:50 م]ـ
الدب وسوء الظن
الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ = فَاِسمَع حَديثَهُ العَجيبَ عَنّي
لَمّا اِستَطالَ المُكثَ في السَفينَه = مَلَّ دَوامَ العيشَةِ الظَنينَه
وَقالَ إِنَّ المَوتَ في اِنتِظاري = وَالماءُ لا شَكَّ بِهِ قَراري
ثُمَّ رَأى مَوجاً عَلى بُعدٍ عَلا = فَظَنَّ أَنَّ في الفَضاءِ جَبَلا
فَقالَ لا بُدَّ مِنَ النُزولِ = وَصَلتُ أَو لَم أَحظَ بِالوُصولِ
قَد قالَ مَن أَدَّبَهُ اِختِبارُه = السَعيُ لِلمَوتِ وَلا اِنتِظارُه
فَأَسلَمَ النَفسَ إِلى الأَمواجِ = وَهيَ مَعَ الرِياحِ في هياجِ
فَشَرِبَ التَعيسُ مِنها فَاِنتَفَخ = ثُمَّ رَسا عَلى القَرارِ وَرَسَخ
وَبَعدَ ساعَتَينِ غيضَ الماءُ = وَأَقلَعَت بِأَمرِهِ السَماءُ
وَكانَ في صاحِبِنا بَعضُ الرَمَق = إِذ جاءَهُ المَوتُ بَطيئاً في الغَرَق
فَلَمَحَ المَركَبَ فَوقَ الجودي = وَالرَكبُ في خَيرٍ وَفي سُعودِ
فَقالَ يا لَجَدّيَ التَعيسِ = أَسَأتَ ظَنّي بِالنَبي الرَئيسِ
ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ = وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:59 م]ـ
القبرة تطير ابنها
رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه = تُطَيِّرُ اِبنَها بِأَعلى الشَجَرَه
وَهيَ تَقولُ يا جَمالَ العُشِّ = لا تَعتَمِد عَلى الجَناحِ الهَشِّ
وَقِف عَلى عودٍ بِجَنبِ عودِ = وَاِفعَل كَما أَفعَلُ في الصُعودِ
فَاِنتَقَلَت مِن فَنَنٍ إِلى فَنَن = وَجَعَلَت لِكُلِّ نَقلَةٍ زَمَن
كَي يَستَريحَ الفَرخُ في الأَثناءِ = فَلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَواءِ
لَكِنَّهُ قَد خَالَفَ الإِشارَه = لَمّا أَرادَ يُظهِرُ الشَطارَه
وَطارَ في الفَضاءِ حَتّى اِرتَفَعا = فَخانَهُ جَناحُهُ فَوَقَعا
فَاِنكَسَرَت في الحالِ رُكبَتاهُ = وَلَم يَنَل مِنَ العُلا مُناهُ
وَلَو تَأَنّى نالَ ما تَمَنّى = وَعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنّا
لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ وَقتُهُ = وَغايَةُ المُستَعجِلينَ فَوتُهُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:05 م]ـ
أخي رعد، أكمل يا رعاك الله، ولا عليك من موضوعي حتى يكون موضوعك متخصص، وأنت دائما متميز في طرحك المشوق الرائع ...
أكمل يا رعاك الله، بانتظار ابداعك ...
بارك الله فيك أخي " رسالة الغفران " ودمت لأخيك "رعد ".
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:16 م]ـ
الفأرة الثكلى
سَمِعتُ أَنَّ فَأرَةً أَتاها = شَقيقُها يَنعى لَها فَتاها
يَصيحُ يا لي مِن نُحوسِ بَختي = مَن سَلَّط القِطَّ عَلى اِبنِ أُختي
فَوَلوَلَت وَعَضَّتِ التُرابا = وَجَمَعَت لِلمَأتَمِ الأَترابا
وَقالَتِ اليَومَ اِنقَضَت لَذّاتي = لا خَيرَ لي بَعدَكَ في الحَياةِ
مَن لي بِهِرٍّ مِثلِ ذاكَ الهِرِّ = يُريحُني مِن ذا العَذابِ المُرِّ
وَكانَ بِالقُربِ الَّذي تُريدُ = يَسمَعُ ما تُبدي وَما تُعيدُ
فَجاءَها يَقولُ يا بُشراكِ = إِنَّ الَّذي دَعَوتِ قَد لَبّاكِ
فَفَزِعَت لَمّا رَأَتهُ الفارَه = وَاِعتَصَمَت مِنهُ بِبَيتِ الجارَه
وَأَشرَفَت تَقولُ لِلسَفيهِ = إِن متُّ بَعدَ اِبني فَمَن يَبكيهِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:25 م]ـ
الغزالة والأتان
غَزالَةٌ مَرَّت عَلى أَتانِ = تُقَبِّلُ الفَطيمَ في الأَسنانِ
وَكانَ خَلفَ الظَبيَةِ اِبنُها الرَشا = بِوُدِّها لَو حَمَلتهُ في الحَشا
فَفَعَلَت بِسَيِّدِ الصِغارِ = فِعلَ الأَتانِ بِاِبنِها الحِمارِ
فَأَسرَعَ الحِمارُ نَحوَ أُمِّهِ = وَجاءَها وَالضِحكُ مِلءُ فَمِهِ
يَصيحُ يا أُمّاهُ ماذا قَد دَها = حَتّى الغَزالَةُ اِستَخَفَّتِ اِبنَها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:30 م]ـ
حكاية الطاووس
سَمِعتُ بِأَنَّ طاووساً = أَتى يَوماً سُلَيمانا
يُجَرِّرُ دونَ وَفدِ الطَي = رِ أَذيالاً وَأَردانا
وَيُظهِرُ ريشَهُ طَوراً = وَيُخفي الريشَ أَحيانا
فَقالَ لَدَيَّ مَسأَلَةٌ = أَظُنُّ أَوانَها آنا
وَها قَد جِئتُ أَعرضُها = عَلى أَعتابِ مَولانا
أَلَستُ الرَوضَ بِالأَزها = رِ وَالأَنوارِ مُزدانا
أَلَم أَستَوفِ آيَ الظَر = فِ أَشكالاً وَأَلوانا
أَلَم أُصبِح بِبابِكُم = لِجَمعِ الطَيرِ سُلطانا
فَكَيفَ يَليقُ أَن أَبقى = وَقَومي الغُرُّ أَوثانا
فَحُسنُ الصَوتِ قَد أَمسى = نَصيبي مِنهُ حِرمانا
فَما تَيَّمتُ أَفئِدَةً = وَلا أَسكَرتُ آذانا
وَهَذي الطَيرُ أَحقَرها = يَزيدُ الصَبَّ أَشجانا
وَتَهتَزُّ المُلوكُ لَهُ = إِذا ما هَزَّ عيدانا
فَقالَ لَهُ سُلَيمانٌ = لَقَد كانَ الَّذي كانا
تَعالَت حِكمَةُ الباري = وَجَلَّ صَنيعُهُ شانا
لَقَد صَغَّرتَ يا مَغرو = رُ نُعمى اللَهِ كُفرانا
وَمُلكُ الطَيرِ لَم تَحفِل = بِهِ كِبراً وَطُغيانا
فَلَو أَصبَحتَ ذا صَوتٍ = لَما كَلَّمتَ إِنسانا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:39 م]ـ
بوركت أخ رعد على هذا الانتقاء فالأبيات طريفة وكلها حكم
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي
وتربت يداك فموضوعاتك كلها مميزة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:43 م]ـ
حكاية الفأر مع القط
فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ = مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصارِ
وَالكَلبُ في حالَتِهِ المَعهودَه = مُستَجمِعاً لِلوَثبَةِ المَوعودَه
فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه = وَقالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه
لَعَلَّهُ يَكتُبُ بِالأَمانِ = لي وَلِأَصحابي مِنَ الجيرانِ
فَسارَ لِلكَلبِ عَلى يَدَيهِ = وَمَكَّنَ التُرابَ مِن عَينَيهِ
فَاِشتَغَلَ الراعي عَنِ الجِدارِ = وَنَزَلَ القِطُّ عَلى بِدارِ
مُبتَهِجاً يُفَكِّرُ في وَليمَه = وَفي فَريسَةٍ لَها كَريمَه
يَجعَلُها لِخَطبِهِ عَلامَه = يَذكُرُها فَيَذكُرُ السَلامَه
فَجاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ = وَقالَ عاشَ القِطُّ في هَناءِ
رَأَيتَ في الشِدَّةِ مِن إِخلاصي = ما كانَ مِنها سَبَبَ الخَلاصِ
وَقَد أَتَيتُ أَطلُبُ الأَمانا = فَاِمنُن بِهِ لِمَعشَري إِحسانا
فَقالَ حَقّاً هَذِهِ كَرامَه = غَنيمَةٌ وَقَبلَها سَلامَه
يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه = أَنَّكَ فَأرُ الخَطبِ وَالوَليمَه
وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ = يَأكُلُهُ بِالمِلحِ وَالرَغيفِ
فَقُلتُ في المَقامِ قَولاً شاعا = مَن حَفِظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:50 م]ـ
غرور ثعلب
قَد سَمِعَ الثَعلَبُ أَهلَ القُرى = يَدعونَ مُحتالاً بِيا ثَعلَبُ
فَقالَ حَقّاً هَذِهِ غايَةٌ = في الفَخرِ لا تُؤتى وَلا تُطلَبُ
مَن في النُهى مِثلِيَ حَتّى الوَرى = أَصبَحتُ فيهِم مَثَلاً يُضرَبُ
ما ضَرَّ لَو وافَيتُهُم زائِراً = أُريهُمُ فَوقَ الَّذي اِستَغرَبوا
لَعَلَّهُم يُحيونَ لي زينَةً = يَحضُرُها الديكُ أَوِ الأَرنَبُ
وَقَصَدَ القَومَ وَحَيّاهُمُ = وَقامَ فيما بَينَهُم يَخطُبُ
فَأُخِذَ الزائِرُ مِن أُذنِهِ = وَأُعطِيَ الكَلبَ بِهِ يَلعَبُ
فَلا تَثِق يَوماً بِذي حيلَةٍ = إِذ رُبَّما يَنخَدِعُ الثَعلَبُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:55 م]ـ
عصفورتان
عُصفورَتانِ في الحِجا = زِ حَلَّتا عَلى فَنَن
في خامِلٍ مِنَ الرِيا = ضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن
بَيناهُما تَنتَجِيا = نِ سَحَراً عَلى الغُصُن
مَرَّ عَلى أَيكِهِما = ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن
حَيّا وَقالَ دُرَّتا = نِ في وِعاءٍ مُمتَهَن
لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَن = عاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن
خَمائِلاً كَأَنَّها = بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن
الحَبُّ فيها سُكَّرٌ = وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن
لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم = يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن
هَيّا اِركَباني نَأتِها = في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن
قالَت لَهُ إِحداهُما = وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن
يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبي = لِ ما عَرَفتَ ما السَكَن
هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن = لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:59 م]ـ
الحمار لا يهضم
سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى = فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا
حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِهِ = نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ
قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً = لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:07 م]ـ
الظبي المفتون
ظَبيٌ رَأى صورَتَهُ في الماءِ = فَرَفَعَ الرَأسَ إِلى السَماءِ
وَقالَ يا خالِقَ هَذا الجيدِ = زِنهُ بِعِقدِ اللُؤلُؤِ النَضيدِ
فَسَمِعَ الماءَ يَقولُ مُفصِحا = طَلَبتَ يا ذا الظَبيُ ما لَن تُمنَحا
إِنَّ الَّذي أَعطاكَ هَذا الجيدا = لَم يُبقِ في الحُسنِ لَهُ مَزيدا
لَو أَنَّ حُسنَهُ عَلى النُحورِ = لَم يُخرِجِ الدُرَّ مِنَ البُحور
فَاِفتَتَنَ الظَبيُ بِذي المَقالِ = وَزادَهُ شَوقاً إِلى اللآلي
وَلَم يَنَلهُ فَمُهُ السَقيمُ = فَعاشَ دَهراً في الفَلا يَهيمُ
حَتّى تَقَضّى العُمرُ في الهُيامِ = وَهَجرِ طيبِ النَومِ وَالطَعامِ
فَسارَ نَحوَ الماءِ ذاتَ مَرَّه = يَشكو إِلَيهِ نَفعَهُ وَضَرَّه
وَبَينَما الجارانِ في الكَلام = أَقبَلَ راعي الدَيرِ في الظَلام
يَتبَعُهُ حَيثُ مَشى خِنزيرُ = في جيدِهِ قِلادَةٌ تُنيرُ
فَاِندَفَعَ الظَبيُ لِذاكَ يَبكي = وَقالَ مِن بَعدِ اِنجِلاءِ الشَك
ما آفَةُ السَعيِ سِوى الضَلالِ = ما آفَةُ العُمرِ سِوى الآمالِ
لَولا قَضاءُ الملِكِ القَدير = لَما سَعى العِقدُ إِلى الخِنزير
فَاِلتَفَتَ الماءُ إِلى الغَزالِ = وَقالَ حالُ الشَيخِ شَرُّ حالِ
لا عَجَبٌ إِنَّ السِنينَ موقِظَه = حَفِظتَ عُمراً لَو حَفِظتَ مَوعِظَه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:14 م]ـ
حكاية القرد والفيل
قِردٌ رَأى الفيلَ عَلى الطَريقِ = مُهَروِلاً خَوفاً مِنَ التَعويقِ
وَكانَ ذاكَ القِردُ نِصفَ أَعمى = يُريدُ يُحصي كُلَّ شَيءٍ عِلما
فَقالَ أَهلاً بِأَبي الأَهوالِ = وَمَرحَباً بِمُخجِلِ الجِبالِ
تَفدي الرُؤوسُ رَأسَكَ العَظيما = فَقِف أُشاهِد حُسنَكَ الوَسيما
لِلَّهِ ما أَظرَفَ هَذا القَدّا = وَأَلطَفَ العَظمَ وَأَبهى الجِلدا
وَأَملَحَ الأُذنَ في الاِستِرسالِ = كَأَنَّها دائِرَةُ الغِربالِ
وَأَحسَنَ الخُرطومَ حينَ تاها = كَأَنَّهُ النَخلَةُ في صِباها
وَظَهرُكَ العالي هُوَ البِساطُ = لِلنَفسِ في رُكوبِهِ اِنبِساطُ
فَعَدَّها الفيلُ مِنَ السُعود = وَأَمَرَ الشاعِرَ بِالصُعود
فَجالَ في الظَهرِ بِلا تَوانِ = حَتّى إِذا لَم يَبقَ مِن مَكان
أَوفى عَلى الشَيءِ الَّذي لا يُذكَرُ = وَأَدخَلَ الأصبُعَ فيهِ يَخبُرُ
فَاِتَّهَمَ الفيلُ البَعوضَ وَاِضطَرَب = وَضَيَّقَ الثَقبَ وَصالَ بِالذَنَب
فَوَقَعَ الضَربُ عَلى السَليمَه = فَلَحِقَت بِأُختِها الكَريمَه
وَنَزَلَ البَصيرُ ذا اِكتِئابِ = يَشكو إِلى الفيلِ مِنَ المُصابِ
فَقالَ لا موجِبَ لِلنَدامَه = الحَمدُ لِلَّهِ عَلى السَلامَه
مَن كانَ في عَينَيهِ هَذا الداءُ = فَفي العَمى لِنَفسِهِ وَقاءُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
لَيتَهُ ماتَ مَحسوداً بِتُخمَه
كانَ ذِئبٌ يَتَغَذّى = فَجَرَت في الزَورِ عَظمَه
أَلزَمَتهُ الصَومَ حَتّى = فَجَعَت في الروحِ جِسمَه
فَأَتى الثَعلَبُ يَبكي = وَيُعَزّي فيهِ أُمَّه
قالَ يا أُمَّ صَديقي = بِيَ مِمّا بِكِ غُمَّه
فَاِصبِري صَبراً جَميلاً = إِنَّ صَبرَ الأُمِّ رَحمَه
فَأَجابَت يا اِبنَ أُختي = كُلُّ ما قَد قُلتَ حِكمَه
ما بِيَ الغالي وَلَكِن = قَولُهُم ماتَ بِعَظمَه
لَيتَهُ مِثلَ أَخيهِ = ماتَ مَحسوداً بِتُخمَه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:25 م]ـ
النعجة والجزار
كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان = وَكانَتا في الغَيطِ تَرعَيانِ
إِحداهُما سَمينَةٌ وَالثانِيَه = عِظامُها مِنَ الهُزالِ بادِيَه
فَكانَتِ الأولى تُباهي بِالسِمَن = وَقَولِهِم بِأَنَّها ذاتُ الثَمَن
وَتَدَّعي أَنَّ لَها مِقدارا = وَأَنَّها تَستَوقِفُ الأَبصارا
فَتَصبِرُ الأُختُ عَلى الإِذلالِ = حامِلَةً مَرارَةَ الإِدلالِ
حَتّى أَتى الجَزّارُ ذاتَ يَومِ = وَقَلبَ النَعجَةَ دونَ القَومِ
فَقالَ لِلمالِكِ أَشتَريها = وَنَقَدَ الكيسَ النَفيسَ فيها
فَاِنطَلَقَت مِن فَورِها لِأُختِها = وَهيَ تَشُكُّ في صَلاحِ بَختِها
تَقولُ يا أُختاهُ خَبِّريني = هَل تَعرِفينَ حامِلَ السِكّينِ
قالَت دَعيني وَهُزالي وَالزَمَن = وَكَلِّمي الجَزّارَ يا ذاتَ الثَمَن
لِكُلِّ حالٍ حُلوُها وَمُرُّها = ما أَدَبُ النَعجَةِ إِلّا صَبرُها
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:53 م]ـ
النملة والمقطم
كانَتِ النَملَةُ تَمشي = مَرَّةً تَحتَ المُقَطَّم
فَاِرتَخى مَفصِلُها مِن = هَيبَةِ الطَودِ المُعَظَّم
وَاِنثَنَت تَنظُرُ حَتّى = أَوجَدَ الخَوفُ وَأَعدَم
قالَتِ اليَومَ هَلاكي = حَلَّ يَومي وَتَحَتَّم
لَيتَ شِعري كَيفَ أَنجو = إِن هَوى هَذا وَأَسلَم
فَسَعَت تَجري وَعَينا = ها تَرى الطَودَ فَتَندَم
سَقَطَت في شِبرِ ماءٍ = هُوَ عِندَ النَملِ كَاليَم
فَبَكَت يَأساً وَصاحَت = قَبلَ جَريِ الماءِ في الفَم
ثُمَّ قالَت وَهيَ أَدرى = بِالَّذي قالَت وَأَعلَم
لَيتَني لَم أَتَأَخَّر = لَيتَني لَم أَتَقَدَّم
لَيتَني سَلَّمتُ فَالعا = قِلُ مَن خافَ فَسَلَّم
صاحِ لا تَخشَ عَظيما = فَالَّذي في الغَيبِ أَعظَم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 01:32 ص]ـ
حكاية الغزال المدلل
كانَ فيما مَضى مِنَ الدَهرِ بَيتٌ = مِن بُيوتِ الكِرامِ فيهِ غَزالُ
يَطعَمُ اللَوزَ وَالفَطيرَ وَيُسقى = عَسَلاً لَم يَشُبهُ إِلّا الزُلالُ
فَأَتى الكَلبَ ذاتَ يَومٍ يُناجي = هِ وَفي النَفسِ تَرحَةٌ وَمَلالُ
قالَ يا صاحِبَ الأَمانَةِ قُل لي = كَيفَ حالُ الوَرى وَكَيفَ الرِجالُ
فَأَجابَ الأَمينُ وَهوَ القَئولُ الصا = دِقُ الكامِلُ النُهى المِفضالُ
سائِلي عَلى حَقيقَةِ الناسِ عُذراً = لَيسَ فيهِم حَقيقَةٌ فَتُقالُ
إِنَّما هُم حِقدٌ وَغِشٌّ وَبُغضٌ = وَأَذاةٌ وَغَيبَةٌ وَاِنتِحالُ
لَيتَ شِعري هَل يَستَريحُ فُؤادي = كَم أُداريهِم وَكَم أَحتالُ
فَرِضا البَعضِ فيهِ لِلبَعضِ سُخطٌ = وَرِضا الكُلِّ مَطلَبٌ لا يُنالُ
وَرِضا اللَهِ نَرتَجيهِ وَلَكِن = لا يُؤَدّي إِلَيهِ إِلّا الكَمالُ
لا يَغُرَّنكَ يا أَخا البيدِ مِن مَو = لاكَ ذاكَ القَبولُ وَالإِقبالُ
أَنتَ في الأَسرِ ما سَلِمتَ فَإن تَم = رَض تُقَطَّع مِن جِسمِكَ الأَوصالُ
فَاِطلُبِ البيدَ وَاِرضَ بِالعُشبِ قوتاً = فَهُناكَ العَيشُ الهَنِيُّ الحَلالُ
أَنا لَولا العِظامُ وَهيَ حَياتي = لَم تَطلُب لي مَعَ اِبنِ آدَمَ حالُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 01:38 ص]ـ
حكاية جمل
كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ = حَمَّلَهُ المالِكُ ما لا يُحمَلُ
فَقالَ يا لِلنَحسِ وَالشَقاءِ = إِن طالَ هَذا لَم يَطُل بَقائي
لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملي = أَظُنُّ مَولايَ يُريدُ قَتلي
فَجاءَهُ الثَعلَبُ مِن أَمامِه = وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِه
فَقالَ مَهلاً يا أَخا الأَحمالِ = وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمالِ
فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيكَ حالا = لِأَنَّني أَتعَبُ مِنكَ بالا
كَأَنَّ قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ = تَسأَلُني عَن دَمِها المَسفوكِ
كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنَبِ = إِذا نَهَضتُ جاذَبتني ذَنَبي
وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ في مُناخِها = فَجعتُها بِالفَتكِ في أَفراخِها
يَبعَثُني مِن مَرقَدي بُكاها = وَأَفتَحُ العَينَ عَلى شَكواها
وَقَد عَرَفتَ خافِيَ الأَحمالِ = فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّةِ الجِمالِ
لَيسَ بِحملٍ ما يَمَلُّ الظَهرُ = ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 01:46 ص]ـ
حكاية الجمل والحمار
كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل = نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل
فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ = وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ
يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه = وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه
فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها = وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها
وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ = اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ
وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ = فَقِف فَمشي كُلُّهُ عَقيمُ
فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي = عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ
قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى = أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا
لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ = لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي
فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا = فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 03:43 ص]ـ
ملك الغربان
كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك = وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك
فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود = لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ
جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ = وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ
قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين = أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين
سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور = جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور
فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها = قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها
ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال = ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال
أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح = أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح
أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور = أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور
ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام = قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام
وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها = فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها
فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير = وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير
فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول = وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول
يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح = ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح
قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور = أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 12:33 م]ـ
بوركت أختي الكريمة " الباحثة عن الحقيقة " ..
قصيدة رائعة تنم عن ذوق رفيع تحسدين عليه , ..
دمت متألقة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 09:31 م]ـ
قطعته لأنه ... فصيح
كانَ لِبَعضِ الناسِ بَبَّغاءُ = ما مَلَّ يَوماً نُطقَها الإِصغاءُ
رَفيعَةُ القَدرِ لَدى مَولاها = وَكُلُّ مَن في بَيتِهِ يَهواها
وَكانَ في المَنزِلِ كَلبٌ عالي = أَرخَصَهُ وُجودُ هَذا الغالي
كَذا القَليلُ بِالكَثيرِ يَنقُصُ = وَالفَضلُ بَعضُهُ لِبَعضٍ مُرخِصُ
فَجاءَها يَوماً عَلى غِرارِ = وَقَلبُهُ مِن بُغضِها في نارِ
وَقالَ يا مَليكَةَ الطُيورِ = وَيا حَياةَ الأُنسِ وَالسُرورِ
بِحُسنِ نُطقِكِ الَّذي قَد أَصبى = إِلّا أَرَيتِني اللِسانَ العَذبا
لِأَنَّني قَد حِرتُ في التَفَكُّرِ = لَمّا سَمِعتُ أَنَّهُ مِن سُكَّرِ
فَأَخرَجَت مِن طَيشِها لِسانَها = فَعَضَّهُ بِنابِهِ فَشانَها
ثُمَّ مَضى مِن فَورِهِ يَصيحُ = قَطَعتُهُ لِأَنَّهُ فَصيحُ
وَما لَها عِندِيَ مِن ثَأرٍ يُعَدُّ = غَيرَ الَّذي سَمَّوهُ قِدماً بِالحَسَد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 09:42 م]ـ
دودة القز
لِدودَةِ القَزِّ عِندي = وَدودَةِ الأَضواءِ
حِكايَةٌ تَشتَهيها = مَسامِعُ الأَذكِياءِ
لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي = تُنيرُ في الظَلماءِ
سَعَت إِلَيها وَقالَت = تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ
أَنا المُومَّلُ نَفعي = أَنا الشَهيرُ وَفائي
حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى = رَضيتُ فيهِ فَنائي
وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى = بِوَجهِكِ الوَضّاءِ
فَهَل لِنورِ الثُرى في = مَوَدَّتي وَإِخائي
قالَت عَرَضتِ عَلَينا = وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ
مَن أَنتِ حَتّى تُداني = ذاتَ السَنا وَالسَناءِ
أَنا البَديعُ جَمالي = أَنا الرَفيعُ عَلائي
أَينَ الكَواكِبُ مِنّي = بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ
فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي = إِذ لَستِ مِن أَكفائي
وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت = حَسناءُ مَع حَسناءِ
تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي = في حُسنِه وَالبَهاءِ
كَم عِندَنا مِن أَيادٍ = لِلدودَةِ الغَراءِ
ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي = تَقولُ لِلحَمقاءِ
هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ = في رُتبَتي القَعساءِ
وَقَد رَأَيتِ صَنيعي = وَقَد سَمِعتِ ثَنائي
إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ = إِنَّ الثَناءَ ضِيائي
وَإِنَّهُ لَضِياءٌ = مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 04:42 م]ـ
جنت عله أمه
وَمُمَهَّدٌ في الوَكرِ مِن = وَلَدِ الغُرابِ مُزَقَّق
كَرُوَيهِبٍ مُتَقَلِّسٍ = مُتَأَزِّرٍ مُتَنَطِّق
لَبِسَ الرَمادَ عَلى سَوا = دِ جَناحِهِ وَالمَفرِق
كَالفَحمِ غادَرَ في الرَما = دِ بَقِيَّةً لَم تُحرَق
ثُلثاهُ مِنقارٌ وَرَأ = سٌ وَالأَظافِرُ ما بَقي
ضَخمُ الدِماغِ عَلى الخُلُو = وِ مِنَ الحِجى وَالمَنطِق
مِن أُمِّهِ لَقِيَ الصَغي = رُ مِنَ البَلِيَّةِ ما لَقي
جَلَبَت عَلَيهِ ما تَذو = دُ الأُمَّهاتُ وَتَتَّقي
فُتِنَت بِهِ فَتَوَهَّمَت = فيهِ قُوىً لَم تُخلَق
قالَت كَبِرتَ فَثِب كَما = وَثَبَ الكِبارُ وَحَلِّق
وَرَمَت بِهِ في الجَوِّ لَم = تَحرِص وَلَم تَستَوثِق
فَهَوى فَمُزِّقَ في فِنا =ءِ الدارِ شَرَّ مُمَزَّق
وَسَمِعتُ قاقاتٍ تُرَد = دَدُ في الفَضاءِ وَتَرتَقي
وَرَأَيتُ غِرباناً تُفَر = رِقُ في السَماءِ وَتَلتَقي
وَعَرَفتُ رَنَّةَ أُمِّهِ = في الصارِخاتِ النُعَّق
فَأَشَرتُ فَاِلتَفَتَت فَقُل = تُ لَها مَقالَةَ مُشفِق
أَطلَقتِهِ وَلَوِ اِمتَحَن = تِ جَناحَهُ لَم تُطلِقي
وَكَما تَرَفَّقَ والِدا = كِ عَلَيكِ لَم تَتَرَفَّقي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 04:57 م]ـ
قطتي الأليفة
هِرَّتي جِدُّ أَليفَه = وَهيَ لِلبَيتِ حَليفَه
هِيَ ما لَم تَتَحَرَّك = دُميَةُ البَيتِ الظَريفَه
فَإِذا جَاءَت وَراحَت = زيدَ في البَيتِ وَصيفَه
شُغلُها الفارُ تُنَقّي الر = رَفَّ مِنهُ وَالسَقيفَه
وَتَقومُ الظُهرَ وَالعَص = رَ بِأَورادٍ شَريفَه
وَمِنَ الأَثوابِ لَم تَم = لِك سِوى فَروٍ قَطيفَه
كُلَّما اِستَوسَخَ أَو آ = وى البَراغيثَ المُطيفَه
غَسَلَتهُ وَكَوَتهُ = بِأَساليبَ لَطيفَه
وَحَدَّت ما هُوَ كَالحَمّا = مِ وَالماءِ وَظيفَه
صَيَّرَت ريقَتَها الصا = بونَ وَالشارِبَ ليفَه
لا تَمُرَّنَّ عَلى العَينِ = وَلا بِالأَنفِ جيفَه
وَتَعَوَّد أَن تُلاقى = حَسَنَ الثَوبِ نَظيفَه
إِنَّما الثَوبُ عَلى الإِن = سانِ عُنوانُ الصَحيفَه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 10:45 م]ـ
وجه الغراب مشوم
مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ = قَد غابَ عَنها الفَطيمُ
تَقولُ وَالدَمعُ جار = وَالقَلبُ مِنها كَليمُ
يا لَيتَ شِعرِيَ يا اِبني = وَواحِدي هَل تَدومُ
وَهَل تَكونُ بِجَنبي == غَداً عَلى ما أَرومُ
فَقالَ يا أُمَّ سَعدٍ = هَذا عَذابٌ أَليمُ
فَكَّرتِ في الغَدِ وَالفِك = رُ مُقعِدٌ وَمُقيمُ
لِكُلِّ يَومٍ خُطوبٌ = تَكفي وَشُغلٌ عَظيمُ
وَبَينَما هُوَ يَهذي = أَتى النَعِيُّ الذَميمُ
يَقولُ خَلَّفتُ سَعداً = وَالعَظمُ مِنهُ هَشيمُ
رَأى مِنَ الذِئبِ ما قَد = رَأى أَبوهُ الكَريمُ
فَقالَ ذو البَينِ لِلأُم = مِ حينَ وَلَّت تَهيمُ
إِنَّ الحَكيمَ نَبِيٌّ = لِسانُهُ مَعصومُ
أَلَم أَقُل لَكِ توا = لِكُلِّ يَومٍ هُمومُ
قالَت صَدَقتَ وَلَكِن = هَذا الكَلامُ قَديمُ
فَإِنَّ قَومِيَ قالوا = وَجهُ الغُرابِ مَشومُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:05 م]ـ
سفينة نوح
لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه = وَحَرَّكَتها القُدرَةُ المُعينَه
جَرى بِها ما لا جَرى بِبالِ = فَما تَعالى المَوجُ كَالجِبالِ
حَتّى مَشى اللَيثُ مَعَ الحِمارِ = وَأَخَذَ القِطُّ بِأَيدي الفارِ
وَاِستَمَعَ الفيلُ إِلى الخِنزيرِ = مُوتَنِساً بِصَوتِهِ النَكيرِ
وَجَلَسَ الهِرُّ بِجَنبِ الكَلبِ = وَقَبَّلَ الخَروفُ نابَ الذِئبِ
وَعَطَفَ البازُ عَلى الغَزالِ = وَاِجتَمَعَ النَملُ عَلى الأَكّالِ
وَفَلَتِ الفَرخَةُ صوفَ الثَعلَبِ = وَتَيَّمَ اِبنَ عِرسَ حُبُّ الأَرنَبِ
فَذَهَبَت سَوابِقُ الأَحقادِ = وَظَهَرَ الأَحبابُ في الأَعادي
حَتّى إِذا حَطّوا بِسَفحِ الجودي = وَأَيقَنوا بِعَودَةِ الوُجودِ
عادوا إِلى ما تَقتَضيهِ الشيمَه = وَرَجَعوا لِلحالَةِ القَديمَه
فَقِس عَلى ذَلِكَ أَحوالَ البَشَر = إِن شَمِلَ المَحذورُ أَو عَمَّ الخَطَر
بَينا تَرى العالَمَ في جِهادِ = إِذ كُلُّهُم عَلى الزَمانِ العادي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:15 م]ـ
قطتي الأليفة
هِرَّتي جِدُّ أَليفَه = وَهيَ لِلبَيتِ حَليفَه
هِيَ ما لَم تَتَحَرَّك = دُميَةُ البَيتِ الظَريفَه
فَإِذا جَاءَت وَراحَت = زيدَ في البَيتِ وَصيفَه
شُغلُها الفارُ تُنَقّي الر = رَفَّ مِنهُ وَالسَقيفَه
وَتَقومُ الظُهرَ وَالعَص = رَ بِأَورادٍ شَريفَه
وَمِنَ الأَثوابِ لَم تَم = لِك سِوى فَروٍ قَطيفَه
كُلَّما اِستَوسَخَ أَو آ = وى البَراغيثَ المُطيفَه
غَسَلَتهُ وَكَوَتهُ = بِأَساليبَ لَطيفَه
وَحَدَّت ما هُوَ كَالحَمّا = مِ وَالماءِ وَظيفَه
صَيَّرَت ريقَتَها الصا = بونَ وَالشارِبَ ليفَه
لا تَمُرَّنَّ عَلى العَينِ = وَلا بِالأَنفِ جيفَه
وَتَعَوَّد أَن تُلاقى = حَسَنَ الثَوبِ نَظيفَه
إِنَّما الثَوبُ عَلى الإِن = سانِ عُنوانُ الصَحيفَه
لله درك أختي " الباحثة عن الحقيقة " , مشاركات رائعة كنت على وشك وضعها قبل أن أتفاجأ بك وقد سبقتين بوضعها ,,,
لك منا الشكر العظيم ودمت متواصلة بأعمالك ومشاركاتك القيمة.,,
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:46 م]ـ
حكاية " الليث مع العجل والثعلب "
نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين = كانَ بِالقُربِ عَلى غَيطٍ أَمين
فَاِشتَهَت مِن لَحمِهِ نَفسُ الرَئيس = وَكَذا الأَنفُسُ يُصيبُها النَفيس
قالَ لِلثَعلَبِ يا ذا الاِحتِيال = رَأسُكَ المَحبوبُ أَو ذاكَ الغَزال
فَدَعا بِالسَعدِ وَالعُمرِ الطَويل = وَمَضى في الحالِ لِلأَمرِ الجَليل
وَأَتى الغَيطَ وَقَد جَنَّ الظَلام = فَرَأى العِجلَ فَأَهداهُ السَلام
قائِلاً يا أَيُّها المَولى الوَزير = أَنتَ أَهلُ العَفوِ وَالبِرِّ الغَزير
حَمَلَ الذِئبَ عَلى قَتلى الحَسَد = فَوَشى بي عِندَ مَولانا الأَسَد
فَتَرامَيتُ عَلى الجاهِ الرَفيع = وَهوَ فينا لَم يَزَل نِعمَ الشَفيع
فَبَكى المَغرورُ مِن حالِ الخَبيث = وَدَنا يَسأَلُ عَن شَرحِ الحَديث
قالَ هَل تَجهَلُ يا حُلوَ الصِفات = أَنَّ مَولانا أَبا الأَفيالِ مات
فَرَأى السُلطانُ في الرَأسِ الكَبير = مَوطِنَ الحِكمَةِ وَالحِذقِ الكَثير
وَرَآكُم خَيرَ مَن يُستَوزَرُ = وَلِأَمرِ المُلكِ رُكناً يُذخَرُ
وَلَقَد عَدّوا لَكُم بَينَ الجُدود = مِثلَ آبيسَ وَمَعبودِ اليَهود
فَأَقاموا لِمَعاليكُم سَرير = عَن يَمينِ المَلكِ السامي الخَطير
وَاِستَعَدَّ الطَيرُ وَالوَحشُ لِذاك = في اِنتِظارِ السَيِّدِ العالي هُناك
فَإِذا قُمتُم بِأَعباءِ الأُمور = وَاِنتَهى الأُنسُ إِلَيكُم وَالسُرور
بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان = وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان
وَكَفاكُم أَنَّني العَبدُ المُطيع = أَخدُمُ المُنعِمَ جَهدَ المُستَطيع
فَأَحَدَّ العِجلُ قَرنَيهِ وَقالَ = أَنتَ مُنذُ اليَومِ جاري لا تُنال
فَاِمضِ وَاِكشِف لي إِلى اللَيثِ الطَريق = أَنا لا يَشقى لَدَيهِ بي رَفيق
فَمَضى الخِلّانِ تَوّاً لِلفَلاه = ذا إِلى المَوتِ وَهَذا لِلحَياه
وَهُناكَ اِبتَلَعَ اللَيثُ الوَزير = وَحَبا الثَعلَبَ مِنهُ بِاليَسير
فَاِنثَنى يَضحَكُ مِن طَيشِ العُجول = وَجَرى في حَلبَةِ الفَخرِ يَقول
سَلِمَ الثَعلَبُ بِالرَأسِ الصَغير = فَفَداهُ كُلُّ ذي رَأسٍ كَبير
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:16 م]ـ
بارك الله فيك أخى الفاضل رعد ازرق على هذا الموضوع الجميل ولقد درسنا الحيوان فى شعر شوقى فى السنة الربعة بكلية التربية عندنا وكنت أشتاق لحفظه وتسميعه دوماً حتى مذاكرته كنت دائماً ما أحب مذاكرة هذه الأشعار الجميلة ...
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:23 م]ـ
بارك الله فيك أخى الفاضل رعد ازرق على هذا الموضوع الجميل ولقد درسنا الحيوان فى شعر شوقى فى السنة الربعة بكلية التربية عندنا وكنت أشتاق لحفظه وتسميعه دوماً حتى مذاكرته كنت دائماً ما أحب مذاكرة هذه الأشعار الجميلة ...
بارك الله فيك أخي اسكندر ..
تشرفنا بكم وتشرف الموضوع بمروركم العطر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 09:46 م]ـ
" الفصيح " من ينطقه مكانه
مِن أَعجَبِ الأَخبارِ أَنَّ الأَرنَبا = لَمّا رَأى الديكَ يَسُبُّ الثَعلَبا
وَهوَ عَلى الجِدارِ في أَمانِ = يَغلِبُ بِالمَكانِ لا الإِمكانِ
داخَلَهُ الظَنُّ بِأَنَّ الماكِرا = أَمسى مِنَ الضَعفِ يُطيقُ الساخِرا
فَجاءَهُ يَلعَنُ مِثلَ الأَوَّلِ = عِدادَ ما في الأَرضِ مِن مُغَفَّلِ
فَعَصَفَ الثَعلَبُ بِالضَعيفِ = عَصفَ أَخيهِ الذيبِ بِالخَروفِ
وَقالَ لي في دَمِكَ المَسفوكِ = تَسلِيَةٌ عَن خَيبَتي في الديكِ
فَاِلتَفَتَ الديكُ إِلى الذَبيحِ = وَقالَ قَولَ عارِفٍ فَصيحِ
ما كُلُّنا يَنفَعُهُ لِسانُه = في الناسِ مَن يُنطِقُهُ مَكانُه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:14 م]ـ
أغرقه الكذب
لَم يَتَّفِق مِمّا جَرى في المَركَبِ = كَكَذِبِ القِردِ عَلى نوحِ النَبي
فَإِنَّهُ كانَ بِأَقصى السَطحِ = فَاِشتاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلمَزحِ
وَصاحَ يا لِلطَيرِ وَالأَسماكِ = لِمَوجَةٍ تَجِدُّ في هَلاكي
فَبَعَثَ النَبي لَهُ النُسورا = فَوَجَدَتهُ لاهِياً مَسرورا
ثُمَّ أَتى ثانِيَةً يَصيحُ = قَد ثُقِبَت مَركَبُنا يا نوحُ
فَأَرسَلَ النَبِيُّ كُلَّ مَن حَضَر = فَلَم يَرَوا كَما رَأى القِردُ خَطَر
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَينَما السَفيهُ يَوماً يَلعَبُ = جادَت بِهِ عَلى المِياهِ المَركَبُ
فَسَمِعوهُ في الدُجى يَنوحُ = يَقولُ إِنّي هالِكٌ يا نوحُ
سَقَطتُ مِن حَماقَتي في الماءِ = وَصِرتُ بَينَ الأَرضِ وَالسَماءِ
فَلَم يُصَدِّق أَحَدٌ صِياحَه = وَقيلَ حَقّاً هَذِهِ وَقاحَه
قَد قالَ في هَذا المَقامِ مَن سَبَق = أَكذبُ ما يُلفي الكَذوبُ إِن صَدَق
مَن كانَ مَمنُوّاً بِداءِ الكَذِبِ = لا يَترُكُ اللَهَ وَلا يُعفي نَبي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 10:53 م]ـ
خبث عقربة
وَهَذِهِ واقِعَةٌ مُستَغرَبَه = في هَوَسِ الأَفعى وَخُبثِ العَقرَبَه
رَأَيتُ أَفعى من بَناتِ النيلِ = مُعجَبَةً بِقَدِّها الجَميلِ
تَحتَقِرُ النُصحَ وَتَجفو الناصِحا = وَتَدَّعي العَقلَ الكَبيرَ الراجِحا
عَنَت لَها رَبيبَةُ السَباخِ = تَحمِلُ وَزنَيها مِنَ الأَوساخِ
فَحَسِبَتها وَالحِسابُ يُجدي = ساحِرَةً مِن ساحِراتِ الهِندِ
فَاِنخَرَطَت مِثلَ الحُسامِ الوالِجِ = وَاِندَفَعَت تِلكَ كَسَهمٍ زالِجِ
حَتّى إِذا ما أَبلَغَتها جُحرَها = دارَت عَلَيهِ كَالسِوارِ دَورَها
تَقولُ يا أُمَّ العَمى وَالطَيشِ = أَينَ الفِرارُ يا عَدُوَّ العَيشِ
إِن تِلجي فَالمَوتُ في الوُلوجِ = أَو تَخرُجي فَالهُلكُ في الخُروجِ
فَسَكَتَت طَريدَةُ البُيوتِ = وَاِغتَرَّتِ الأَفعى بِذا السُكوتِ
وَهَجَعَت عَلى الطَريقِ هَجعَه = فَخَرَجَت ضَرَّتُها بِسُرعَه
وَنَهَضَت في ذِروَةِ الدِماغِ = وَاِستَرسَلَت في مُؤلِمِ التَلداغِ
فَاِنتَبَهَت كَالحالِمِ المَذعورِ = تُصيحُ بِالوَيلِ وَبِالثُبورِ
حَتّى وَهَت مِنَ الفَتاةِ القُوَّه = فَنَزَلت عَن رَأسِها العُدُوَّه
تَقولُ صَبراً لِلبَلاءِ صَبرا = وَإِن وَجَدتِ قَسوَةً فَعُذرا
فَرَأسُكِ الداءُ وَذا الدَواءُ = وَهَكَذا فَلتُركَبُ الأَعداءُ
مَن مَلَكَ الخَصمَ وَنامَ عَنهُ = يُصبِحُ يَلقى ما لَقيت مِنهُ
لَولا الَّذي أَبصَرَ أَهلُ التَجرِبَه = مِنّي لَما سَمّوا الخَبيثَ عَقرَبَه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 10:34 م]ـ
أُريدُ دايَةً مِن جِنسي
قَد حَمَلَت إِحدى نِسا الأَرانِبِ = وَحَلَّ يَومُ وَضعِها في المَركَبِ
فَقَلقَ الرُكّابُ مِن بُكائِها = وَبَينَما الفَتاةُ في عَنائِها
جاءَت عَجوزٌ مِن بَناتِ عِرسِ = تَقولُ أَفدي جارَتي بِنَفسي
أَنا الَّتي أُرجى لِهَذي الغايَه = لِأَنَّني كُنتُ قَديماً دَأيَه
فَقالَتِ الأَرنَبُ لا يا جارَه = فَإِنَّ بَعدَ الأُلفَةِ الزِيارَه
مالي وُثوقٌ بِبَناتِ عِرسِ = إِنّي أُريدُ دايَةً مِن جِنسي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 07:59 م]ـ
يامعشر الأرانب
يَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ = قَد أَخَذَت مِنَ الثَرى بِجانِبِ
وَاِبتَهَجَت بِالوَطَنِ الكَريمِ = وَمَوئِلِ العِيالِ وَالحَريمِ
فَاِختارَهُ الفيلُ لَهُ طَريقا = مُمَزِّقاً أَصحابَنا تَمزيقا
وَكانَ فيهِم أَرنَبٌ لَبيبُ = أَذهَبَ جُلَّ صوفِهِ التَجريبُ
نادى بِهِم يا مَعشَرَ الأَرانِبِ = مِن عالِمٍ وَشاعِرٍ وَكاتِبِ
اِتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي = فَالاتِّحادُ قُوَّةُ الضِعافِ
فَأَقبَلوا مُستَصوِبينَ رايَه = وَعَقَدوا لِلاجتِماعِ رايَه
وَاِنتَخَبوا مِن بَينِهِم ثَلاثَه = لا هَرَماً راعَوا وَلا حَداثَه
بَل نَظَروا إِلى كَمالِ العَقلِ = وَاِعتَبَروا في ذاكَ سِنَّ الفَضلِ
فَنَهَضَ الأَوَّلُ لِلخِطابِ = فَقالَ إِنَّ الرَأيَ ذا الصَوابِ
أَن تُترَكَ الأَرضُ لِذي الخُرطومِ = كَي نَستَريحَ مِن أَذى الغَشومِ
فَصاحَتِ الأَرانِبُ الغَوالي = هَذا أَضَرُّ مِن أَبي الأَهوالِ
وَوَثَبَ الثاني فَقالَ إِنّي = أَعهَدُ في الثَعلَبِ شَيخَ الفَنِّ
فَلنَدعُهُ يُمِدُّنا بِحِكمَتِهِ = وَيَأخُذُ اِثنَينِ جَزاءَ خِدمَتِهِ
فَقيلَ لا ياصاحِبَ السُمُوِّ = لا يُدفَعُ العَدُوُّ بِالعَدُوِّ
وَاِنتَدَبَ الثالِثُ لِلكَلامِ = فَقالَ يا مَعاشِرَ الأَقوامِ
اِجتَمِعوا فَالاِجتِماعُ قُوَّه = ثُمَّ احفِروا عَلى الطَريقِ هُوَّه
يَهوي إِلَيها الفيلُ في مُرورِهِ = فَنَستَريحُ الدَهرَ مِن شُرورِهِ
ثُمَّ يَقولُ الجيلُ بَعدَ الجيلِ = قَد أَكَلَ الأَرنَبُ عَقلَ الفيلِ
فَاِستَصوَبوا مَقالَهُ وَاِستَحسَنوا = وَعَمِلوا مِن فَورِهِم فَأَحسَنوا
وَهَلَكَ الفيلُ الرَفيعُ الشانِ = فَأَمسَتِ الأُمَّةُ في أَمانِ
وَأَقبَلَت لِصاحِبِ التَدبيرِ = ساعِيَةً بِالتاجِ وَالسَريرِ
فَقالَ مَهلاً يا بَني الأَوطانِ = إِنَّ مَحَلّي لَلمَحَلُّ الثاني
فَصاحِبُ الصَوتِ القَوِيِّ الغالِبِ = مَن قَد دَعا يا مَعشَرَ الأَرانِبِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 10:34 م]ـ
بوركت أختي الكريمة " الباحثة عن الحقيقة " وبوركت جهودك ...
دمت متألقة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 09:07 م]ـ
الحمق داء ليس له دواء
يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه = آمِنَةً في عُشِّها مُستَتِرَه
فَأَقبَلَ الصَيّادُ ذاتَ يَومِ = وَحامَ حَولَ الرَوضِ أَيَّ حَومِ
فَلَم يَجِد لِلطَيرِ فيهِ ظِلّاً = وَهَمَّ بِالرَحيلِ حينَ مَلّا
فَبَرَزَت مِن عُشِّها الحَمقاءُ = وَالحُمقُ داءٌ ما لَهُ دَواءُ
تَقولُ جَهلاً بِالَّذي سَيَحدُثُ = يا أَيُّها الإِنسانُ عَمَّ تَبحَثُ
فَاِلتَفَتَ الصَيادُ صَوبَ الصَوتِ = وَنَحوَهُ سَدَّدَ سَهمَ المَوتِ
فَسَقَطَت مِن عَرشِها المَكينِ = وَوَقَعَت في قَبضَةِ السِكّينِ
تَقولُ قَولَ عارِفٍ مُحَقِّق = مَلَكتُ نَفسي لَو مَلَكتُ مَنطِقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 01:00 ص]ـ
مملكة النحل
مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه = بِاِمرَأَةٍ مُؤَمَّرَه
تَحمِلُ في العُمّالِ وَالص = صُنّاعِ عِبءَ السَيطَرَه
فَاِعجَب لِعُمّالٍ يُوَل = لونَ عَلَيهِم قَيصَرَه
تَحكُمُهُم راهِبَةً = ذَكّارَةٌ مُغَبِّرَه
عاقِدَةٌ زُنّارَها = عَن ساقِها مُشَمِّرَه
تَلَثَّمَت بِالأُرجُوا = نِ وَاِرتَدَتهُ مِئزَرَه
وَاِرتَفَعَت كَأَنَّها = شَرارَةٌ مُطَيَّرَه
وَوَقَعَت لَم تَختَلِج = كَأَنَّها مُسَمَّرَه
مَخلوقَةٌ ضَعيفَةٌ = مِن خُلُقٍ مُصَوَّرَه
يا ما أَقَلَّ مُلكَها = وَما أَجَلَّ خَطَرَه
قِف سائِلِ النَحلَ بِهِ = بِأَيِّ عَقلٍ دَبَّرَه
يُجِبكَ بِالأَخلاقِ وَه = يَ كَالعُقولِ جَوهَرَه
تُغني قُوى الأَخلاقِ ما = تُغني القُوى المُفَكِّرَه
وَيَرفَعُ اللَهُ بِها = مَن شاءَ حَتّى الحَشَرَه
أَلَيسَ في مَملَكَةِ الن = نَحلِ لِقَومٍ تَبصِرَه
مُلكٌ بَناهُ أَهلُهُ = بِهِمَّةٍ وَمَجدَرَه
لَوِ اِلتَمَستَ فيهِ بَط = طالَ اليَدَينِ لَم تَرَه
تُقتَلُ أَو تُنفى الكُسا = لى فيهِ غَيرَ مُنذَرَه
تَحكُمُ فيهِ قَيصَرَه = في قَومِها مُوَقَّرَه
مِنَ الرِجالِ وَقُيو = دِ حُكمِهِم مُحَرَّرَه
لا تورِثُ القَومَ وَلَو = كانوا البَنينَ البَرَرَه
المُلكُ لِلإِناثِ في الد = دُستورِ لا لِلذُكَرَه
نَيِّرَةٌ تَنزِلُ عَن = هالَتِها لِنَيِّرَه
فَهَل تُرى تَخشى الطَما = عَ في الرِجالِ وَالشَرَه
فَطالَما تَلاعَبوا = بِالهَمَجِ المُصَيَّرَه
وَعَبَروا غَفلَتَها = إِلى الظُهورِ قَنطَرَه
وَفي الرِجالِ كَرَمُ الض = ضَعفِ وَلُؤمُ المَقدِرَه
وَفِتنَةُ الرَأيِ وَما = وَراءَها مِن أَثَرَه
أُنثى وَلَكِن في جَنا = حَيها لَباةٌ مُخدِرَه
ذائِدَةٌ عَن حَوضِها = طارِدَةٌ مَن كَدَّرَه
تَقَلَّدَت إِبرَتَها = وَاِدَّرَعَت بِالحَبَرَه
كَأَنَّها تُركِيَّةٌ = قَد رابَطَت بِأَنقَرَه
كَأَنَّها جاندَركُ في = كَتيبَةٍ مُعَسكِرَه
تَلقى المُغيرَ بِالجُنو = دِ الخُشُنِ المُنَمِّرَه
السابِغينَ شِكَّةً = البالِغينَ جَسَرَه
قَد نَثَرَتهُم جُعبَةٌ = وَنَفَضَتهُم مِئبَرَه
مَن يَبنِ مُلكاً أَو يَذُد = فَبِالقَنا المُجَرَّرَه
إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ = لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَه
ما المُلكُ إِلّا في ذُرى ال = أَلوِيَةِ المُنَشَّرَه
عَرينُهُ مُذ كانَ لا = يَحميهِ إِلّا قَسوَرَه
رَبُّ النُيوبِ الزُرقِ وَال = مَخالِبِ المُذَكَّرَه
مالِكَةٌ عامِلَةٌ = مُصلِحَةٌ مُعَمِّرَه
المالُ في أَتباعِها = لا تَستَبينُ أَثَرَه
لا يَعرِفونَ بَينَهُم = أَصلاً لَهُ مِن ثَمَرَه
لَو عَرَفوهُ عَرَفوا = مِنَ البَلاءِ أَكثَرَه
وَاِتَّخَذوا نَقابَةً = لِأَمرِهِم مُسَيَّرَه
سُبحانَ مَن نَزَّهَ عَن = هُ مُلكُهُم وَطَهَّرَه
وَساسَهُ بِحُرَّةٍ = عامِلَةٍ مُسَخَّرَه
صاعِدَةٍ في مَعمَلٍ = مِن مَعمَلٍ مُنحَدِرَه
وارِدَةٍ دَسكَرَةً = صادِرَةٍ عَن دَسكَرَه
باكِرَةٍ تَستَنهِضُ ال = عَصائِبَ المُبَكِّرَه
السامِعينَ الطائِعي = نَ المُحسِنينَ المَهَرَه
مِن كُلِّ مَن خَطَّ البِنا = ءَ أَو أَقامَ أَسطُرَه
أَو شَدَّ أَصلَ عَقدِهِ = أَو سَدَّهُ أَو قَوَّرَه
أَو طافَ بِالماءِ عَلى = جُدرانِهِ المُجَدَّرَه
وَتَذهَبُ النَحلُ خِفا = فاً وَتَجيءُ مُوقَرَه
جَوالِبَ الشَمعِ مِنَ ال = خَمائِلِ المُنَوَّرَه
حَوالِبُ الماذِيِّ مِن = زَهرِ الرِياضِ الشَيِّرَه
مَشدودَةٌ جُيوبُها = عَلى الجَنى مُزَرَّرَه
وَكُلُّ خُرطومٍ أَدا = ةُ العَسَلِ المُقَطِّرَه
وَكُلُّ أَنفٍ قانِئٍ = فيهِ مِنَ الشُهدِ بُرَه
حَتّى إِذا جاءَت بِهِ = جاسَت خِلالَ الأَدوِرَه
وَغَيَّبَتهُ كَالسُلا = فِ في الدِنانِ المُحضَرَه
فَهَل رَأَيتَ النَحلَ عَن = أَمانَةٍ مُقَصِّرَه
ما اِقتَرَضَت مِن بَقلَةٍ = أَوِ اِستَعارَت زَهَرَه
أَدَّت إِلى الناسِ بِهِ = سُكَّرَةً بِسُكَّرَه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 07:50 م]ـ
حكاية " الخفاش ومليكة الفراش"
مَرَّت عَلى الخُفاشِ = مَليكَةُ الفَراشِ
تَطيرُ بِالجُموعِ = سَعياً إِلى الشُموعِ
فَعَطَفَت وَمالَت = وَاِستَضحَكَت فَقالَت
أَزرَيتَ بِالغَرامِ = يا عاشِقَ الظلامِ
صِف لي الصَديقَ الأَسوَدا = الخامِلَ المُجَرَّدا
قالَ سَأَلتِ فيهِ = أَصدَقَ واصِفيهِ
هُوَ الصَديقُ الوافي = الكامِلُ الأَوصافِ
جِوارُهُ أَمانُ = وَسِرُّهُ كِتمانُ
وَطَرفُهُ كَليلُ = إِذا هَفا الخَليلُ
يَحنو عَلى العُشّاقِ = يَسمَعُ لِلمُشتاقِ
وَجُملَةُ المَقالِ = هُوَ الحَبيبُ الغالي
فَقالَتِ الحَمقاءُ = وَقَولُها اِستِهزاءُ
أَينَ أَبو المِسكِ الخَصي = ذو الثَمَنِ المُستَرخَصِ
مِن صاحِبي الأَميرِ = الظاهِرِ المُنيرِ
إِن عُدَّ فيمَن أَعرِفُ = أَسمو بِهِ وَأَشرُفُ
وَإِن سُئِلتُ عَنهُ = وَعَن مَكاني مِنهُ
أُفاخِرُ الأَترابا = وَأَنثَني إِعجابا
فَقالَ يا مَليكَه = وَرَبَّةَ الأَريكَه
إِنَّ مِنَ الغُرورِ = مَلامَةَ المَغرورِ
فَأَعطِني قَفاك = وَاِمضي إِلى الهَلاك
فَتَرَكَتهُ ساخِرَه = وَذَهَبَت مُفاخِرَه
وَبَعدَ ساعَةٍ مَضَت = مِنَ الزَمانِ فَاِنقَضَت
مَرَّت عَلى الخُفّاشِ = مَليكَةُ الفَراشِ
ناقِصَةَ الأَعضاءِ = تَشكو مِنَ الفَناءِ
فَجاءَها مُنهَمِكا = يُضحِكُهُ مِنها البُكا
قالَ أَلَم أَقُل لَكِ = هَلكتِ أَو لَم تَهلِكي
رُبَّ صَديقٍ عَبدِ = أَبيَضُ وَجهِ الوُدِّ
يَفديكَ كَالرَئيسِ = بِالنَفسِ وَالنَفيسِ
وَصاحِبٍ كَالنورِ = في الحُسنِ وَالظُهورِ
مُعتَكِرَ الفُؤادِ = مُضَيِّعَ الوِدادِ
جِبالُهُ أَشراكُ = وَقُربُهُ هَلاكُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:26 م]ـ
عاشَ حِماراً وَمَضى حِمارا
لَمّا دَعا داعي أَبي الأَشبالِ = مُبَشِّراً بِأَوَّلِ الأَنجالِ
سَعَت سِباعُ الأَرضِ وَالسَماءِ = وَاِنعَقَدَ المَجلِسُ لِلهَناءِ
وَصَدَرَ المَرسومُ بِالأَمانِ = في الأَرضِ لِلقاصي بِها وَالداني
فَضاقَ بِالذُيولِ صَحنُ الدار = مِن كُلِّ ذي صوفٍ وَذي مِنقارِ
حَتّى إِذا اِستَكمَلت الجَمعِيَّه = نادى مُنادي اللَيثِ في المَعِيَّه
هَل مِن خَطيبٍ مُحسِنٍ خَبير = يَدعو بِطولِ العُمرِ لِلأَمير
فَنَهَضَ الفيلُ المُشيرُ السامي = وَقالَ ما يَليقُ بِالمَقام
ثُمَّ تَلاهُ الثَعلَبُ السَفيرُ = يُنشِدُ حَتّى قيلَ ذا جَرير
وَاِندَفَعَ القِردُ مُديرُ الكاسِ = فَقيلَ أَحسَنتَ أَبا نُواسِ
وَأَومَأَ الحِمارُ بِالعَقيرَة = يُريدُ أَن يُشَرِّفَ العَشيرَه
فَقالَ بِاِسمِ خالِقِ الشَعير = وَباعِثِ العَصا إِلى الحَمير
فَأَزعَجَ الصَوتُ وَلِيَّ العَهدِ = فَماتَ مِن رَعدَتِهِ في المَهدِ
فَحَمَلَ القَومُ عَلى الحِمارِ = بِجُملَةِ الأَنيابِ وَالأَظفارِ
وَاِنتُدِبَ الثَعلَبُ لِلتَأبين = فَقالَ في التَعريضِ بِالمِسكين
لا جَعَلَ اللَهُ لَهُ قَراراً = عاشَ حِماراً وَمَضى حِمارا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 11:48 م]ـ
بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها
أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن = أَصبى الطُيورَ فَناجَتهُ وَناجاها
أَعطى بَلابِلَهُ يَوماً يُؤَدِّبُها = لِحُرمَةٍ عِندَهُ لِلبومِ يَرعاها
وَاِشتاقَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ رُؤيَتَها = فَأَقبَلَت وَهيَ أَعصى الطَيرِ أَفواها
أَصابَها العِيُّ حَتّى لا اِقتِدارَ لَها = بِأَن تَبُثَّ نَبِيَّ اللَهِ شَكواها
فَنالَ سَيِّدَها مِن دائِها غَضَبٌ = وَوَدَّ لَو أَنَّهُ بِالذَبحِ داواها
فَجاءَهُ الهُدهُدُ المَعهودُ مُعتَذِراً = عَنها يَقولُ لِمَولاهُ وَمَولاها
بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلا وُلِدَت = خُرساً وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها
ولو أن كل فصيح كان شاركنا =في صفحة الحيوان ما أخطاهم الشرف
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 10:50 م]ـ
سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي
اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي = وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي
كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ = بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي
قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ = لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي
أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ = وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي
فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ = تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ
بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى = بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي
فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً = يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي
وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق = فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ
فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي = حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ
إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت = سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي
ولو أن كل فصيح كان شاركنا=في صفحة الحيوان ما أخطاهم الشرف
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 11:00 م]ـ
مَن خانَ خانَتهُ الكَرامَه
كانَ اِبنُ داوُدٍ يُقَر = رِبُ في مَجالِسِهِ حَمامَه
خَدَمَتهُ عُمراً مِثلَما = قَد ساءَ صِدقاً وَاِستِقامَه
فَمَضَت إِلى عُمّالِهِ = يَوماً تُبَلِّغُهُم سَلامَه
وَالكُتبُ تَحتَ جَناحِها = كُتِبَت لَها فيها الكَرامَه
فَأَرادَتِ الحَمقاءُ تَع = رِفُ مِن رَسائِلِهِ مَرامَه
عَمَدَت لِأَوَّلِها وَكا = نَ إِلى خَليفَتِهِ برامَه
فَرَأَتهُ يَأمُرُ فيهِ عا = مِلَهُ بِتاجٍ لِلحَمامَه
وَيَقولُ وَفّوها الرِعا = يَةَ في الرَحيلِ وَفي الإِقامَه
وَيُشيرُ في الثاني بِأَن = تُعطى رِياضاً في تِهامَه
وَأَتَت لِثالِثِها وَلَم = تَستَحي أَن فضَّت خِتامَه
فَرَأَتهُ يَأمُرُ أَن تَكو = نَ لَها عَلى الطَيرِ الزَعامَه
فَبَكَت لِذاكَ تَنَدُّماً = هَيهاتَ لا تُجدي النَدامَه
وَأَتَت نَبِيَّ اللَهِ وَه = يَ تَقولُ يا رَبِّ السَلامَه
قالَت فَقَدتُ الكُتبَ يا = مَولايَ في أَرضِ اليَمامَه
لِتَسَرُّعي لَمّا أَتا = ني البازُ يَدفَعُني أَمامَه
فَأَجابَ بَل جِئتِ الَّذي = كادَت تَقومُ لَهُ القِيامَه
لَكِن كَفاكِ عُقوبَةً = مَن خانَ خانَتهُ الكَرامَه
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 11:30 م]ـ
سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي
اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي = وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي
كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ = بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي
قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ = لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي
أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ = وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي
فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ = تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ
بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى = بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي
فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً = يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي
وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق = فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ
فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي = حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ
إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت = سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي
ولو أن كل فصيح كان شاركنا=في صفحة الحيوان ما أخطاهم الشرف
عذرا أنا لا أحب كثيرا الحيوانات، وعليه لم أشارك في هذا الموضوع الشيق.
بارك الله فيك أخي رعد ودمت ذخرا للفصيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 12:50 ص]ـ
عذرا أنا لا أحب كثيرا الحيوانات، وعليه لم أشارك في هذا الموضوع الشيق.
بارك الله فيك أخي رعد ودمت ذخرا للفصيح.
بوركت أختي " عفاف " مرورك عطر ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 03:12 م]ـ
أحب الحيوان
الحَيوانُ خَلقُ = لَهُ عَلَيكَ حَقُّ
سَخَّرَهُ اللَهُ لَكا = وَلِلعِبادِ قَبلَكا
حَمولَةُ الأَثقالِ = وَمُرضِعُ الأَطفالِ
وَمُطعِمُ الجَماعَه = وَخادِمُ الزِراعَه
مِن حَقِّهِ أَن يُرفَقا = بِهِ وَأَلّا يُرهَقا
إِن كَلَّ دَعهُ يَستَرِح = وَداوِهِ إِذا جُرِح
وَلا يَجُع في دارِكا = أَو يَظمَ في جِوارِكا
بَهيمَةٌ مِسكينُ = يَشكو فَلا يُبينُ
لِسانُهُ مَقطوعُ = وَما لَهُ دُموعُ
شوقي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 08:21 م]ـ
أحب الحيوان
الحَيوانُ خَلقُ = لَهُ عَلَيكَ حَقُّ
سَخَّرَهُ اللَهُ لَكا = وَلِلعِبادِ قَبلَكا
حَمولَةُ الأَثقالِ = وَمُرضِعُ الأَطفالِ
وَمُطعِمُ الجَماعَه = وَخادِمُ الزِراعَه
مِن حَقِّهِ أَن يُرفَقا = بِهِ وَأَلّا يُرهَقا
إِن كَلَّ دَعهُ يَستَرِح = وَداوِهِ إِذا جُرِح
وَلا يَجُع في دارِكا = أَو يَظمَ في جِوارِكا
بَهيمَةٌ مِسكينُ = يَشكو فَلا يُبينُ
لِسانُهُ مَقطوعُ = وَما لَهُ دُموعُ
شوقي
لله في خلقه شؤون،فهناك من يحب النباتات مثلي وهناك من يحب الحيوانات وهكذا ............ المهم هو أن نرفق بجميع المخلوقات.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
لله في خلقه شؤون،فهناك من يحب النباتات مثلي وهناك من يحب الحيوانات وهكذا ............ المهم هو أن نرفق بجميع المخلوقات.
لا نبات بدون طيور تغرد فوقه ..
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
وَقَفَ الهُدهُدُ في با = بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
قالَ يا مَولايَ كُن لي = عيشَتي صارَت مُمِلَّه
متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ = أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه
لا مِياهُ النيلِ تُروي = ها وَلا أَمواهُ دِجلَه
وَإِذا دامَت قَليلاً = قَتَلَتني شَرَّ قتلَه
فَأَشارَ السَيِّدُ العالي = إِلى مَن كانَ حَولَه
قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً = وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه
تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد = رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه
ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا = سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً = يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 11:13 م]ـ
أبيات رائعة وحكمة بليغة .. رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي وبارك الله في اختياراتك أخ رعد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 11:24 م]ـ
أبيات رائعة وحكمة بليغة .. رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي وبارك الله في اختياراتك أخ رعد
بوركت أختي الكريمة " الباحثة عن الحقيقة "
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 09:27 م]ـ
سفينة نوح
قَد وَدَّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قَومَهُ = فَدَعا إِلَيهِ مَعاشِرَ الحَيوانِ
وَأَشارَ أَن يَلِيَ السَفينَةَ قائِدٌ = مِنهُم يَكونُ مِنَ النُهى بِمَكانِ
فَتَقَدَّمَ اللَيثُ الرَفيعُ جَلالُهُ = وَتَعَرَّضَ الفيلُ الفَخيمُ الشانِ
وَتَلاهُما باقي السِباعِ وَكُلهُم = خَرّوا لِهَيبَتِهِ إِلى الأَذقانِ
حَتّى إِذا حَيّوا المُؤَيَّدَ بِالهُدى = وَدَعَوا بِطولِ العِزِّ وَالإِمكانِ
سَبَقَتهُمُ لِخِطابِ نوحٍ نَملَةٌ = كانَت هُناكَ بِجانِبِ الأَردانِ
قالَت نَبِيَّ اللَهِ أَرضى فارِسٌ = وَأَنا يَقيناً فارِسُ المَيدانِ
سَأُديرُ دِفَّتَها وَأَحمي أَهلَها = وَأَقودُها في عِصمَةٍ وَأَمانِ
ضَحِكَ النَبِيُّ وَقالَ إِنَّ سَفينَتي = لَهِيَ الحَياةُ وَأَنتِ كَالإِنسانِ
كُلُّ الفَضائِلِ وَالعَظائِمِ عِندَهُ = هُوَ أَوَّلٌ وَالغَيرُ فيها الثاني
وَيَوَدُّ لَو ساسَ الزَمانَ وَمالَهُ = بِأَقَل أَشغالِ الزَمانِ يَدانِ(/)
مالفرق بين الفخر والغرور
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 06:49 م]ـ
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي"قصة شعرية"
أبيات من الشعر اطلقها المتنبي ذات يوم من الأيام فغدت مثلاً للمفتخر بنفسه
الثقه بالنفس والغرور صفتان تتصف بهما النفس البشرية
أحبائي إن كان هناك شاعرٌ غنيٌ عن التعريف فهو شاعرنا هذا إنه امبراطور الشعراء بلا جدال. ولا حَظَّ في الشعر ولا في الأدب لمن لايعرف اسم شاعرنا هذا! وكيف لا وأكثر الأشعار التي يتمثل بها الناس من شعر شاعرنا هذا فمن لم يمر به قول شاعرنا:
ماكل مايتمنا ه المرء يدركه تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
ومن لم يمر به قول شاعرنا:
ياأعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أو قوله:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
وغير هذا من الأبيات التي لو استرسلنا في ذكرها لطال الحديث فالأبيات التي يتمثل بها محبو الأدب من شعر المتنبي تصل إلى المئات ولك أن تتخيل أن شعراء مثل امرئ القيس والنابغة الذبياني و جرير والفرزدق وأبو نواس لايتمثل لهم الناس بأكثر من خمسة أو ستة أبيات لتعلم بعد ذلك مرتبة شاعرنا بين الشعراء وتعلم أنه أتعب من بعده وغمر من قبله فلم يعد لهم ذكر مع ذكره.
شاعرنا إخوتي اسمه أحمد بن الحسين وكنيته أبو الطيب ولقبه الناس بالمتنبي وأشهر ماقيل في سبب إطلاق هذا اللقب عليه أن علو همته وطموحه الذي لايحده حدود قاداه إلى أن ادعى النبوة عند بعض قبائل الأعراب البسطاء ليكون بهم جيشاً يسقط به دول المماليك الذين بسطوا سيطرتهم على البلاد العربية في عهد المتنبي ولكن حيلته فشلت وتعلق به هذا اللقب الذي جعل كثيراً ممن يسمع هذا اللقب يتهم أبا الطيب بالزندقة. أما نسبه فكان فيه خلاف فعدد غير قليل من علماء الأدب قالوا أن شاعرنا من قبيلة كندة العربية وأثبتوا ذلك بأنه نشأ في الحي الذي كانت تسكنه قبيلة كندة في الكوفة، لكن بعضاً من الأدباء حاولوا أن يجزموا أن أبا الطيب من الأشراف العلويين ويعللون ذلك بأنه درس في كتاب كان لايدرس فيه إلا أولاد الأشراف العلويين. نشأ شاعرنا في الكوفة وتعلم في كتاتيبها واتضحت همته العالية في الأدب من تردده على عدد من قبائل العرب في البادية ليتعلم منهم اللغة الفصحى ثم من بعد ذلك من عمله مع الوراقين (باعة الكتب) وحفظه لكل ماقرأه من الكتب وكذلك من تردده على أشهر علماء عصره في علوم العربية والتعلم على يدهم ... وما أن بلغ شاعرنا السابعة عشرة حتى استوت سليقته الأدبية وأصبح شاعراً يشار له بالبنان فاتجه إلى الشام يمدح وجهاءها وأعيانها. وبعد سنتين أو ثلاث من انتقاله إلى الشام حصلت قصة ادعائه النبوة فقبض عليه والي حمص وأودعه السجن ولم ينج من سجنه ذلك إلا بمدح والي حمص الذي استتابه ثم أطلق سراحه.
انطلق المتنبي بعد ذلك يمدح وجهاء الشام ومنهم أبو العشائر الحمداني الذي قدمه لسيف الدولة الحمداني أمير دولة بني حمدان فأخذه سيف الدولة معه إلى حلب عاصمة الدولة الحمدانية وهناك ابتسمت الأيام للمتنبي ونال الحظوة والشرف وقدمه سيف الدولة على جميع مرتادي مجلسه الذي كان عامراً بالأدباء والقادة وأغدق عليه من العطايا ماجعل الحساد يكثرون عليه ويوغرون سيف الدولة عليه، وفعلاً نجحوا في ذلك حتى حصل في أحد الأيام أن دخل المتنبي
على سيف الدولة وجرى على عادته من إنشاد قصيدته وهو جالس على غير عادة بقية الشعراء حين ينشدون الوجهاء وهم وقوف فتعرض ابن خالويه لأبي الطيب وضربه بالمفتاح بعد أن علم إعراض سيف الدولة عن أبي الطيب وقيل بل إن سيف الدولة بنفسه رمى أبا الطيب بدواة الحبر فشج رأسه وهنا جادت قريحته بالقصيدة التي سوف نذكرها وكانت آخر مدائحه في سيف الدولة وبعدها ترك بلاط سيف الدولة ليتنقل قليلاً قبل أن تستقربه الحال عند كافور الإخشيدي مادحاً له فأكرمه كافور أفضل إكرام؛ ولكن طموح شاعرنا لم يكن يرضى من كافور إلا أن يوليه ولاية ولكن كافور ظل يماطل أبا الطيب إلى أن مل أبو الطيب من مماطلة كافور فهاجر من مصر وبعدها هجا كافور أمر الهجاء، ثثم ظل يتنقل بين الوجهاء والأمراء يمدحهم وينال الجزيل من عطاياهم حتى انتهى به الأمر قتيلاً على يد فاتك الأسدي الذي قيل أنه قتله انتقاما منه لهجائه لأحد أقاربه
ياترى من يحدد الخط الفاصل بين الغرور والثقه بالنفس؟؟؟!!!!
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:35 م]ـ
مالخط الفصل بينهما؟؟؟ انتظر
لماذا يوجد صمت عجيب!!!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 09:48 م]ـ
مالخط الفصل بينهما؟؟؟ انتظر
لماذا يوجد صمت عجيب!!!
لي عودة لسؤالك ان شاء الله
ولقبه الناس بالمتنبي وأشهر ماقيل في سبب إطلاق هذا اللقب عليه أن علو همته وطموحه الذي لايحده حدود قاداه إلى أن ادعى النبوة عند بعض قبائل الأعراب البسطاء ليكون بهم جيشاً يسقط به دول المماليك الذين بسطوا سيطرتهم على البلاد العربية في عهد المتنبي
لي عودة ايضا لهذه النقطة ...
كافور الإخشيدي مادحاً له فأكرمه كافور أفضل إكرام
ولهذه ايضاً
شكرا لك اخي الكريم على الطرح الجميل ...
ليتك تذكر المصدر يا صديقي
شكرا لك مرة اخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 03:19 م]ـ
حقيقة من إطلاعي الدائم
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 11:54 م]ـ
ليس لدي مصدر محدد
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 01:15 ص]ـ
مالخط الفصل بينهما؟؟؟ انتظر
لماذا يوجد صمت عجيب!!!
الثقة بالنفس، او ما يسمى أحيانا بالاعتداد بالنفس تتأتى من عوامل عدة، اهمها: تكرار النجاح، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة، والحكمة في التعامل، وتوطين النفس على تقبل النتائج مهما كانت، وهذا شيء إيجابي.
اما الغرور فشعور بالعظمة وتوهم الكمال، اي ان الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أن الأولى تقدير للامكانيات المتوافره، اما الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير.
وقد تزداد الثقة بالنفس لدرجة يرى صاحبها ـ في نفسه "القدره على كل شيء" فتنقلب إلى غرور.
يقال بأن مابين الثقة بالنفس والغرور، شعره!
وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه كلما اشتدت تلك الشعرة واقتربت من الانقطاع!
ولا شك أن الثقة بالنفس تعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورقي حياة الإنسان وتطورها.
وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه، كلما أصبح أكثر قدره على مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها وهمومها، ولكن إذا ما تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب والمعقول فإنها بذلك تصبح وبالا وخطرا على صاحبها!
لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى غرور ...
(منقول)
فلذلك أنت من يحكم
إن كان المتنبي مغرورا أم معتدا بنفسه؟
إن كان ما يقوله عن نفسه واقعي أم محض خيال
وخصوصا في بيته " أنا الذي نظر الاعمى ... إلخ "
" أنام ملء جفوني .... "
"الخيل والليل .... "
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 01:45 ص]ـ
كافور الإخشيدي مادحاً له فأكرمه كافور أفضل إكرام
جاء في " وفيات الاعيان وأنباء أهل الزمان" لابن خلكان
فهذا ابن خلكان يقول عن المتنبي ...
ثم التحق بالأمير سيف الدولة بن حمدان في سنة سبع وثلاثين وثلثمائة، ثم فارقه ودخل
مصر سنة ست وأربعين وثلثمائة، ومدح كافوراً الإخشيدي وأنوجور ابن الإخشيد، وكان
يقف بين يدي كافور وفي رجليه خفان وفي وسط سيف ومنطقة ويركب بحاجبين من
مماليكه وهما بالسيوف والمناطق، ولما لم يرضه هجاه وفارقه ليلة عيد النحر سنة خمسين
وثلثمائة، ووجه كافور خلفه رواحل إلى جهات شتى فلم يلحق، وكان كافور وعده بولاية
بعض أعماله، فلما رأى تعاليه في شعره وسموه بنفسه خافه ...
جاء في "مرآة الجنان وعبرة اليقضان " لليافعي
قال أبو الفتح بن جني: كنت أقرأ ديوان أبي الطيب عليه، فقرأت عليه قوله في كافور
القصيدة التي أولها:
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة = ولا أشتكي فيها ولا أتعتب
وفيما يدور الشعر عني أقله = ولكن قلبي يأتيه القوم قلب
قال: فقلت له تعز علي كيف يكون هذا الشعر في ممدوح غير سيف الدولة؟ فقال:
حذرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه:
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك = ولا تعطين الناس ما أنت قائل
فهذا الذي أعطاني كافور بسوء تدبيره وقلة تميزه.
وانظر "معاهد التنصيص على شواهد "التلخيص لعبد الرحيم العباسي
وانظر " الوافي بالوفيات " للصفدي وغيره الكثير ...
اعتذر يا صديقي عن الإطالة
لك مني جزيل الشكر والعرفان يا بن الكرام:)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 02:10 ص]ـ
ولقبه الناس بالمتنبي وأشهر ماقيل في سبب إطلاق هذا اللقب عليه أن علو همته وطموحه الذي لايحده حدود قاداه إلى أن ادعى النبوة عند بعض قبائل الأعراب البسطاء ليكون بهم جيشاً يسقط به دول المماليك الذين بسطوا سيطرتهم على البلاد العربية في عهد المتنبي
رد أبي العلاء المعري على ادعاء من قال ان المتنبي ادعى النبوة ...
جاء في " رسالة الغفران " لأبي العلاء المعري ص-" 247" طبعة بيروت - المكتبة العصرية
وحدثت أنه كان إذا سئل عن حقيقة هذا اللقب، قال:
هو من النبوة، أي المرتفع من الأرض. وكان قد طمع في شيء قد طمع فيه من هو دونه.
وإنما هي مقادير، يديرها في العلو مدير، يظفر بها من وفق، ولا يراع بالمجتهد أن يخفق.
وقد دلت أشياء في ديوانه أنه كان متألهاً، ومثل غيره من الناس متدلهاً فمن ذلك قوله:
ولا قابلاً إلا لخالقه حكما
وقوله:
ما أقدر الله يخزي بريته = ولا يصدق قوماً في الذي زعمواوإذا رجع إلى الحقائق، فنطق اللسان لا ينبيء عن اعتقاد الإنسان، لأن العالم مجبول على
الكذب والنفاق، ويحتمل أن يظهر الرجل بالقول تديناً، وإنما يجعل ذلك تزيناً، يريد أن يصل به
إلى ثناء، أو غرض من أغراض الخالبة أم الفناء، ولعله قد ذهب جماعة هم في الظاهر متعبدون، وفيما بطن ملحدون.
انتهى ...
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 06:47 م]ـ
جزيت خيراً يارسالة الغفران أسأل الله العلي القدير أن يجعلة في موازين حسناتك
دمت لي أخاً حنوناً وصاديقاً مبدعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:41 ص]ـ
أبا غيداء، أنا كذلك أحن عليك. (ابتسامة)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 06:25 م]ـ
وأنا كذلك اسأل عنك دائماً يابن العرب
دمت لي أخاً وصاحباً حنون ياعبدالعزيز
أتمنى لك التوفيق من كل قلبي
وتقبل خالص تحياتي
ابنك وتلميذك
أبا غيداء (*~*)
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 08:41 ص]ـ
حيآك الله وبيآك عزيزي أبو غيداء.
كان لي مقالا كتبته في المتنبي وذكرت فيه ما يلي:
في زمن مالئ الدنيا وشاغل الناس " المتنبي " ذلك الشاعر الذي
قد شغل شعراء عصره مما جعلهم يقدحون في شعره ويتهمونه بالسرقة ممن كانوا قبله
ولكن بعض الحساد يُشهر خصمه دون علمه , فكانت تلك الشائعات التي يطلقونها بعض
الشعراء كالوقود الذي تزود به المتنبي للوصول إلى قلوب الناس , فلولا تلك الاتهامات التي
انتشرت لما كان للمتنبي هذا الصيت الذائع والذكر الشائع , ومن ابرز الشائعات التي كان لها
انتشاراً واسعاً هي قولهم بأنه ادعى النبوة فكان لنظرتهم القاصرة وقراءتهم السطحية دور
في إطلاق مثل هذه الاتهامات جزافا فقد بنو مقولتهم بدعائه النبوة من خلال قوله:
أنا في أمة تداركها الله ///غريب كصالح في ثمود
ما مقامي بأرض نخلة إلا/// كمقام المسيح بين اليهود
فالقراءة النقدية لم تعد ساذجة سطحية تقرأ ما هو مكتوب ومباشر بل إن النقد تطور فأصبح
يبحث عما وراء السطور ليستشف روح الشاعر وإحساسه والمقصد الرئيس من ذكره لمثل
هؤلاء الأنبياء , فهناك وجه شبه بين محاولة المتنبي لإصلاح قومه ومن حوله وكلنا يعلم
انه كان يريد المنصب والحكم , فكان يحاول تصوير نفسه بأنه هو المصلح الذي سوف يكون
دوره في الإصلاح كدور أولئك الأنبياء وحرصهم على إرشاد قومهم وتقويم سلوكهم , ولعل
قد يتبادر للذهن , لماذا سمي بالمتنبي وما علاقة هذا الاسم بالنبوة؟
في الحقيقة هو سؤال وجيه والذي بين أيدينا يثبت انه اشتهر بهذا اللقب فكان يلقب بنبي الشعر
لروعة شعره وانتشاره في أفواه الناس , ومما يدل على ذلك قول الطبسي حينما رثا المتنبي:
كان من نفسه الكبيرة من جيـ/// ــش وفي الكبرياء ذا سلطاني
وهو في شعره نبي ولكن/// وجدت معجزاته في المعاني
بعد أن كثر الحديث عن المتنبي وكثر الخصوم جاء من يضع الحد الفاصل بين تلك الخصوم
فيكون المدافع عن المتنبي , فكان ذلك لإحقاق الحق وإبطال الباطل , ففي القرن الخامس
ظهر الإمام عبد لقاهر الجرجاني وألف كتاباُ سماه " الوساطة بين المتنبي وخصومه " بين فيه
العديد من القضايا التي كانت تدور حول المتنبي وحول سرقاته من الشعراء الآخرين فكان
لهذا الكتاب دور كبير في استعادة الصورة الحقيقية للمتنبي وأن يعود للمكان الذي يليق به في
طبقات الشعراء العرب الذي أثرو الديوان العربي في ألفاظ ومعاني وأفكار كانت لهم قدم سبق
فيها.
-------------------------
مالخط الفصل بينهما؟؟؟ انتظر
لماذا يوجد صمت عجيب!!!
أبرز تعريف أجده للثقة بالنفس:
هي عملية توافق وانسجام وتوازن بين ثلاثة أبعاد للشخصية وهي رؤية الشخص لنفسه، ورؤية الآخرين له، وكما هو على حقيقته، فإن رأى الشخص نفسه، أو شعر بذاته أكثر من حقيقته وأكثر مما يراه الناس أصابه الشعور بالعظمة وما يصاحبه من غرور وتعالي. وإن رأى الشخص نفسه وشعر بذاته أقل من حقيقته أصابه الشعور بالنقص والدونية وما يصاحبه من قلق وخجل، فالثقة بالنفس إذن فضيلة تقع وسطاً ما بين طرفين نقيضين من الرذائل. هما الشعور بالعظمة والشعور بالنقص، بين الغروروالضعة)) (د. الراوي 1987 ص 144).
------------------------
ولي تحفظ على بعض ما ذكرته يا عزيزي في موضوعك مثل:
تتخيل أن شعراء مثل امرئ القيس والنابغة الذبياني و جرير والفرزدق وأبو نواس لايتمثل لهم الناس بأكثر من خمسة أو ستة أبيات
* فلا نريد أن نجحف أحدا حقه , فهناك فحولا في الشعر لا ينسون أبدا
أمثال زهير ابن أبي سلمى , عنترة العبسي وأيامه مع عبلة , ومجنون ليلى
وطرفة ابن العبد و إمرؤ القيس .. الخ
والمتنبي شاعر متميز وانا من المعجبين بشعره وهذا لا يقلل من شأن غيره.
- والبعض قد قدح في المتنبي من باب أنه يحاول استغلال الشعر للتكسب
فهو لا يمدح إلى لثمن ولا يهجو إلى لذلك.
- والبعض قال هو من أوائل من جعل الشعر سلعة تباع وتشترى فلا يصدق
الشاعر في أحاسيسه , مجرد عبدا للدرهم والدينار.
- و الأقوال كثيرة والمقام لا يتسع لذكر المزيد.
أعتذر على الإطالة.
تحيتي لك
ياسر البهيجان(/)
عرض مختصر لمعلقة امرؤ القيس بن حجر
ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:13 م]ـ
:::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أساتذتي الكرام أعضاء شبكة الفصيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا بعد
فيسرني أن أعرض لحضراتكم هذا المختصر المعتصر لمعلقة امرو القيس، ورحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه، فأنا هنا في محل المتعلم لا المعلم، وهذه مجرد مذاكرة ومدارسة لا أكثر، حفظكم الله تعالى ومتعنا بعلمكم.
التعريف:
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر، واسمه حندج وقيل عدي وقيل مليكة، ويكنى بأبي وهب ويلقب بذي القروح والملك الضليل وأشهر ألقابه امرؤ القيس.
ينقسم شعره إلى قسمين:
1 - مرحلة الشباب واللهو، وفيها كتب معلقته.
2 - مرحلة ما بعد مقتل أبيه، وفيها قولته المشهورة: اليوم خمر وغداً أمر.
العرض:
1 - بدأ معلقته بالوقوف على الأطلال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل=بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم=يقولون لا تهلك أسى وتجمل
2 - ثم انتقل إلى وصف ذكريات العبث واللهو:
ويوم عقرت للعذارى مطيتي=فيا عجباً من كورها المتحمل
أفاطم مهلاً بهد هذا التدلل=وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
3 - انتقل بعدها إلى وصف الليل:
وليل كموج البحر أرخى سدوله=عليّ بانواع الهموم ليبتلي
4 - ومن ثم وصف الصيد ووصف الفرس:
وقد أقتدي والطير في وكناتها=بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مبدر معا=كجلمود صخر حطه السيل من عل
5 - ثم ختمها بوصف البرق والمطر الذي عم ديار بني أسد:
أحار ترى برقاً كأن وميضه=كلمع اليدين في حبي مكلل
استعنت بملخص كتاب الأدب الجاهلي للدكتور الفاضل أحمد عودات، والكتاب للدكتور شوقي ضيف.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 01:51 م]ـ
مشكور اخي محمد العتيبي
ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 07:39 م]ـ
حيّاكم الله أستاذي الفاضل، تشرّفت بمروركم العطر(/)
مطلوب قصص قصيره لنجيب الكيلاني ..
ـ[طالبة عربي]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
السلام عليكم ..
اتمنى ان احظى بقصص قصيره لنجيب الكيلاني من عندكم ..
ودمتم بكل خير ( ops ..
ـ[طالبة عربي]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 04:10 م]ـ
8 زيارات بدون ردود؟!
اتمنى المساعده فـ أنا في حاجه لهم بخصوص بحث: ( ..(/)
طلب تخريج شاهد شعري
ـ[لمار]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 12:26 ص]ـ
وأدغمت في قلبي من الحب شعبة / تذوب لها حرّا من الوجد أضلعي
من قائل هذا البيت وما مصدره؟
بوركتم
ـ[لمار]ــــــــ[02 - 11 - 2010, 11:59 م]ـ
للرفع(/)
الحركة الشعرية في منطقة الخليج العربي في مرحلتها القديمة
ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 12:08 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أنقل لكم -رعاكم الله- ما قد قرأته في هذا الموضوع، وهو من كتاب (الحركة الشعرية في الخليج العربي بين التقليد والتطور) للدكتورة نورية صالح الرومي.
الجوانب الفنية:
1 - القصائد في هذه المرحلة تلتزم بالشعر التقليدي للقصيدة العربية، كالوقوف على الاطلال، والغزل، ووصف الرحلة، والمديح، والرثاء. انظر قصائد ابن عثيمين، وأبي الصوفي، وابن مشرّف.
مثال:
قفوا بي على الربع المحيل أساله=وإن كان أقوى بعد ما خف أهله
وما في سؤال الدار إطفاء غلةٍ=لقلبٍ من التذكار جم بلابله
2 - مقدمات القصائد الغزلية تكون بمرأة عامة كرمز عام.
مثال:
تبدت لنا يا حسنها غادة عذرا=وأبدت محيّا يفضح الشمس والبدرا
ووافت فأوفت حين أوفت بوعدها= فألفت حزيناً ساهراً يرقب النسرا
3 - نلاحظ أن شعراء نجد يبدأون قصائدهم بوصف الخمر ومجالسها، وكذلك وصف القهوة ومجالسها.
مثال:
قم بالغدّو واترع الأقداحا=واشرب على نغم الهناء الراحا
وانعش بكأس الراح روح حياتنا=أوما ترى ساقي الهنا مرتاحا
4 - بعض الشعراء يصف الطبيعة قبل الدخول للمديح أو الرثاء، وهذا ملاحظ في شعراء هَجَر (الإحساء).
مثال:
والقفر أصبح بالنبات مطرزا=فبنفسج بمروجه وبشام
والريح تسحب بالمروج ذيولها=وبكفها تتفتّح الأكمام
5 - هناك من الشعراء من يدخل بالموضوع مباشرة، دون بدئها بالوقوف على الأطلال أو الغزل ... الخ. (وذلك بسبب كثرة المناسبات وتوالي الأحداث).
مثال:
على الوالي المهذب خير والىٍ=إمام المسلمين أخى المعالي
سلامٌ فاق عرف المسكِ نفحاً=بنظم مثل منظوم اللآلى
6 - احتذاء صور الشعر القديم بتشبيهاتها واستعاراتها في نوعين:
أ- احتذاء معاني وألفاظ وصور. (كالمدح والكرم والشجاعة).
ب- احتذاء قصائد كاملة. (تشمل الأوزان والقافية).
اللغة الشعرية:
اللغة في هذه المرحلة على نوعين:
أ- لغة تتميز بالوضوح والابتذال. (قِصَر الهمّة الفنيّة وضيق الثقافة اللغوية)
مثال:
بدا طالع الإقبال يتبعه السعدُ=غداة سعود الملك تم له العهد
فثغرُ الهدى والمجد يبسم بالهنا=ووجهُ عدّو الله بالذل يسود
ب- لغة نمطية تماثل لغة الشعر القديم. (جزالة المعجم اللغوي وتعقد التراكيب الأسلوبية)
مثال:
أنت الذي قدتَها جرداً مسوَّمة=يورى الحباحب في أرساغها الحجر
من كل مركة كالسيد محكمة=خيفانة زانها التحجيل والغرر
وإن شاء الله تعالى سأفرد موضوع آخر عن حركة أو تيّار التطور (مرحلة ما بعد ظهور النفط)، والتغيرات التي طرأت.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 02:14 م]ـ
جهد واضح اخي الكريم
تستحق ان تشكر عليه
دمت مجتهدا أخي الكريم
وبانتظار مزيدك
ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 03:21 م]ـ
مرحباً بكَ أخي الفاضل رسالة الغفران
أسعدني مرورك العطر(/)
قالوا في العتاب والاستزادة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 12:27 م]ـ
قال جميل:
رد الماء ما جاءت بصفو ذنائبه =ودعه إذا خيضت بطرق مشاربه
أعاتب من يحلو علي عتابه =وأترك ما لا أشتهي وأجانبه
ومن لذة الدنيا وإن كنت ظالما =عتابك مظلوما وأنت تعاتبه(/)
من المقصود بالكلام في هذا البيت
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال
من المقصود بالكلام في هذا البيت , الشاعر أم علي كرم الله وجهه
قال الكميت بن زيد:
1 - و قالوا: ترابي هواه و رأيه كذلك أدعى فيهم و ألقب
2 - و قالوا: و رثناها أبانا وأمنا و ما ورثتهم ذاك أم ولا أب
3 - و لكن مواريث ابن آمنة الذي به دان شرقي لكم ومغرب
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 03:31 ص]ـ
جاء في خزانة الادب ولب لباب لسان العرب
وهذا البيت من قصيدة طويلة للكميت بن زيد - وقد تقدّمت ترجمته في الشاهد
السادس عشر من أوائل الكتاب - مدح بها آل بيت النبي:=، وهي
إحدى القصائد الهاشميّات، وهي من جيّد شعره.
وقد استشهد النّحاة بأبيات من هذه القصيدة، وهذا مطلعها مع جملة أبيات منها:
"الطويل"
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب= ولا لعباً منّي وذو الشّيب يلعب
ولم تلهني دارٌ ولا رسم منزل = ولم يتطرّبني بنانٌ مخضّب
ولا السّانحات البارحات عشيّةً = أمرّ سليم القرن أم مرّ أعضب
ولكن إلى أهل الفضائل والنّهى = وخير بني حوّاء والخير يطلب
إلى النّفر البيض الذين بحبّهم = إلى الله فيما نابني أتقرّب
بني هاشمٍ رهط النّبيّ وإنّني = بهم ولهم أرضى مراراً وأغضب
خفضت لهم منّي جناح مودّتي = إلى كنفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبٌ
بأيّ كتابٍ أم بأيّة سنّةٍ = ترى حبّهم عاراً عليّ وتحسب
ومالي إلاّ آل أحمد شيعةٌ = ومالي إلاّ مشعب الحقّ مشعب
ومن غيرهم أرضى لنفسي شيعةً = ومن بعدهم لا من أجلّ وأرحب
إليكم ذوي آل النّبيّ تطلّعت = توازع من قلبي ظماءٌ وألبب
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً = تأوّلها منّا تقيٌّ ومعرب
فإنّي على الأمر الذي تكرهونه = بقولي وفعلي ما استطعت لأجنب
يشيرون بالأيدي إليّ وقولهم = ألا خاب هذا والمشيرون خيّب
فطائفةٌ قد أكفرتني بحبّهم = وطائفة قالوا: مسيءٌ ومذنب
يعيبونني من غيّهم وضلالهم = على حبّكم بل يسخرون وأعجب
وقالوا ترابيّ هواه ودينه = بذلك أدعى فيهم وألقّب
فلا زلت فيهم حيث يتّهمونني = ولا زلت في أشياعهم أتقلّب
ألم ترني في حبّ آل محمّدٍ = أروح وأغدر خائفاً أترقّب
كأني جانٍ محدثٌ وكأنّما = بهم يتّقي من خشية العرّ أجرب
على أيّ جرمٍأم بأيّة سيرةٍ =أعنّف في تقريظهم واؤنّب
أناسٌ بهم عزّت قريشٌ فأصبحوا = وفيهم خباء المكرمات المطّنب
و لكن مواريث ابن آمنة الذي به دان شرقي لكم ومغرب
صرح في هذا البيت حينما قال ابن امنة الا وهو الرسول الأعظم:=
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 08:57 ص]ـ
عزيزي عنتر الجزائري , من المعروف أن الكميت الأسدي (60هـ - 126هـ)
قد غلب على شعره مدح آل بيت الرسول عليه وعلى آل بيته الصلاة والسلام
---------------------
و إليك نموذجاً لبعض مدائحه:
"بني هاشم رهط النبي فإنني"
"بهم ولهم مرارا أرضى وأغضب"
"خفضت لهم مني جناحي مودة"
"إلى كنف عطفاه أهل ومرحب"
"وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا "
"محبا على إني أذم وأغضب"
"وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها"
"واني لأوذى فيهم وأؤنب"
----------------------
وقد نظم مجموعة قصائد سميت " الهاشميات " وكان هدفه منها دعوة المسلمين
إلى موالاة آل البيت و الثورة على الحكم الأموي.
اما بخصوص الأبيات التي اوردتها يا عزيزي عنترة الجزائري سوف أذكر لك
تفسيرها من وجهة نظر الكميت:
.يثبت الكميت تناقض نظرية الامويين، ويبين انهم مغتصبون، ويثبت حق الهاشميين بتولي الخلافة، استنادا الى ما جاء في القرآن الكريم من آيات، منها ما جاء في سورة ((حم)): (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى)، ومنها ما جاء في آيات اخرى، مثل قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه) و (وانما يريد اللّهليذهب عنم الرجس آل البيت ويطهركم تطهيرا) و (واعلموا انما غنمتم من شيء فان للّه خمسه وللرسول ولذي القربى).
وهي فتنة نشبت في ذلك الوقت وكثر اللغط فيها و أصبح كل مذهب لا يرى إلا بعين وواحدة
ويكفر المذاهب الأخرى , ولا يسعنا أن نقول في هذا المقال إلا قوله تعالى:
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص: 55]
تحيتي لك ...
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:05 ص]ـ
بارك الله لكما
كلام جميل وأدب رفيع
لكن سؤالي أحبتي عن المقصود من كلام الأمويين هل يقصدون بالنسبة الى (الترابي هواه ورأيه) عليا كرم الله وجه أم الشاعر الكميت
و قالوا: ترابي هواه و رأيه == كذلك أدعى فيهم و ألقب
ودمتم سالمين
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 03:36 م]ـ
أخي عنتر، بارك الله فيك.
واضح من عجر البيت أن المقصود بالترابي هو الشاعر كميت، فهو قد قال بضمير المتكلم: كذلك أدعى فيهم وألقب. والمعنى أنهم نسبوه إلى أبي تراب-وهو عليّ كرم الله وجهه- في حبه ورأيه في:من الأولى بالخلافة، ولا يعقل أنه قصد عليا نفسه؛ لأن المرء لا ينسب إلى نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 09:35 م]ـ
بارك الله فيك استاذي المحترم الدكتور سليمان خاطرولا حرمنا من علمكم وأدبكم
فعلا هذا ما فكرت فيه عندما تمعنت في الشطر الثاني(/)
القصيدة الدَّامغة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:43 ص]ـ
الدّامِغَة
قصيدةُ الحسن بن أحمد الهَمْدانيّ (ت 334 هـ)
تعدُّ الدّامغة أتمَّ المُطوّلات التي انتهت إلينا من تَرِكَة شعراء هذا اللّسان العربيّ، وليس تمامها هو مبعث أهمّيتها فحسب، بل احتواؤها على إشاراتٍ عظيمةِ الخَطَر، وتخصُّرُها نُتَفًا من القصائد التي قِيلت قبلها، كقصيدة الكميت الأَسَدِي، ودِعبل الخُزاعيّ، والأعور الكلبيّ، هاتيك القصائد التي أمدّت أدبنا برافدٍ غزير العيون، مستمرّ الجريان، ثمّ حُجِبت عنّا فيما حُجِب من ذخائرَ نفيسةٍ، وأعلاقٍ عزيزة، فلم ينته إلينا منها إلاّ النّزر اليسير، وقد سُلَّتْ هذه القصيدة من مخطوطين هالكين لشرح الدّامغة، شِيْبَا بمطبوعٍ مطموسٍ، وقُرئت قراءةً هي أقرب ما تكون إلى الصّواب، ثمّ صُدِّرتْ بترجمةٍ يسيرةٍ لصاحبها، مع التّنبيه على عِلْمِهِ وفَضْلِهِ وتآلِيْفِهِ.
ـ ترجمته:
هو أبو محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان الهَمْدانيّ، المعروف بلسان اليمن، وبالنَّسّابة، وبابن الحائك، وبابن الدُّمَيْنة. شاعرٌ يماني، عبّاسيّ مُفْلِقٌ فَحْل، محسِنٌ في تصريف القوافي، قابضٌ بنَواصِيها، وأديبٌ فَطِنٌ بتوليد المعاني، مولعٌ بابتكارها، ولُغَوِيٌّ مُتَبَحِّرٌ في لسانه، ونَحْوِيٌّ حَذِقٌ بأَنْحاء العربيّة، ونَسّابةٌ لم يبلغْ شَأْوَه غيرُهُ، عليه كان المعوَّل في أنساب الحِمْيَرِيِّين، وفيلسوفٌ ممنوحٌ علمَ الفلسفة، مُهَيّأٌ طَبْعُهُ للعَناية به، وجُغرافيٌّ مُنَقِّبٌ بَحّاثة، وأَثَرِيٌّ فَكَّ طَلاسِم الخَطّ المُسْند، وأَنْطَق حروفه، وأحيا لسان حمير ـ عصرَه ـ حياةً طيّبةً، ومُنَجِّم بارعٌ، «لو قال قائلٌ: إِنّه لم تُخرجِ اليمن مثلَه لم يزلَّ؛ لأَنّ المُنَجِّم من أهلها لا حظَّ له في الطِّبّ، والطّبيبَ لا يَدَ له في الفقه، والفقيهَ لا يَدَ له في علم العربيّة، وأيّامِ العرب وأنسابها وأشعارها، وهو قد جمع هذه الأنواعَ كلَّها، وزاد عليها».
لُقِّب بابن الحائك لحَوْكِه الشِّعر، إِذْ كان سليلَ أسرة توارثتْ حَوْكَ القوافي وتَثْقِيْفَها، ولجدّه سليمان بن عمرو المعروف بذي الدِّمْنَة الشّاعر، أبياتٌ في الحكمة مُسْتَجادةٌ مُسْتَحْسَنة، تَغصُّ بالمعاني الشّريفة، منها:
إِذا المَرْءُ لم يَسْتُرْ عنِ الذَّمِّ عِرْضَهُ=بِبُلْغَةِ ضَيْفٍ أو بِحاجَةِ قاصِدِ
فَما المالُ إِلاّ مُظْهِرٌ لِعُيُوبِهِ =وداعٍ إِلِيْهِ مِنْ عَدُوٍّ وحاسِدِ
وما المَرْءُ مَحْمُودًا على ذِي قَرابَةٍ =كَفاهُ مُهِمًّا دونَ نَفْعِ الأَباعِدِ
ومَنْ لا يُواتِيْهِ على الجُوْدِ وَجْدُهُ =فإِنَّ جَمِيْلَ القَوْلِ إِحْدَى المَحامِدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدَّمْغ: القَهْرُ والغلبة والأَخْذُ من فوقُ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ، قال تعالى:" بَلْ نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل فيدْمَغُه" [الأنبياء: 18]. وسُمِّيت قصيدة الهَمْدانيّ بالدّامغة؛ لأنّه دَمَغ بها الكميت وغلبه، وأَفحمه بِحِجاجٍ قويّ، ولقوله فيها (البيتان: 63، 64):
ودَامِغَةٍ كَمِثْلِ الفِهْرِ تَهْوِي=على بَيْضٍ فَتَتْرُكُهُ طَحِيْنا
تَرُدُّ الطُّولَ للأَسَدِيِّ عَرْضًا=وتَقْلِبُ مِنْهُ أَظْهُرَهُ بُطُونا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:44 ص]ـ
نبحث عن القصيدة الدامغة
من عنده علم بها
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 02:55 م]ـ
بارك الله فيك، أخي العزيز.
هي-جزاك الله خيرا-في الموسعة الشعرية وعدتها 603 بيت من الوافر.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
أَلا يَا دَارُ لَوْلاَ تَنْطِقِيْنَا=فَإِنَّا سَائِلُونَ ومُخْبِرُونَا
بِمَا قَدْ غَالَنَا مِنْ بَعْدِ هِنْدٍ=ومَاذَا مِنْ هَوَاهَا قَدْ لَقِيْنَا
فَضِفْنَاكِ الغَدَاةَ لتُنْبِئِيْنَا=بِهَا أيْنَ انْتَوَتْ نَبَأً يَقِيْنَا؟
وعَنْكِ، فَقَدْ نَرَاكِ بَلِيْتِ حَتَّى=لَكِدْتِ، مِنَ التَّغَيُّرِ، تُنْكَرِيْنَا
أَمِنْ فَقْدِ القَطِيْنِ لَبِسْتِ هَذا=فَلاَ فَقَدَتْ مَرَابِعُكِ القَطِيْنَا
أَمِ الأَرْوَاحُ جَرَّتْ فَضْلَ ذَيْلٍ=عَلَى الآيَاتِ مِنْكِ فَقَدْ بَلِيْنَا
بِكُلِّ غَمَامَةٍ سَجَمَتْ عَلَيْهَا=تُرَجِّعُ بَعْدَ إِرْزَامٍ حَنِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَبْقَتْ مِنْكِ آيَكِ مِثْلَ سَطْرٍ=عَلَى مَدْفُونِ رَقٍّ لَنْ يَبِيْنَا
فَخِلْتُ دَوادِيَ الوِلْدَانِ هَاءً=إلَى أُخْرَى، وخِلْتُ النُّؤْيَ نُوْنَا
إِلَى شَعْثِ الذَّوَائِبِ ذِي غِلالٍ=يَبُثُّ النَّاظِرِيْنَ لَهُ شُجُونَا
وسُفْعٍ عَارِيَاتٍ حَوْلَ هَابٍ =شَكَوْنَ القَرَّ إنْ لَمْ يَصْطَلِيْنَا
تَرَى أَقْفَاءهَا بِيْضًا وحُمْرًا=وأَوْجُهَهَا لِمَا صُلِّيْن جُوْنَا
وبَدَّلَكِ الزَّمَانُ بِمِثْلِ هِنْدٍ=لِطُوْلِ العَهْدِ أَطْلاءً وعِيْنَا
وإِلاَّ تَرْجِعِنَّ لَنَا جَوَابًا=فَإنَّا بِالجَوَابِ لَعَارِفُونَا
كَأَنِّي بِالحُمُولِ وقَدْ تَرَامَتْ =بِأمْثَالِ النِّعَاجِ وقَدْ حُدِيْنَا
وقَدْ جَعَلُوا مُطَارِ لَهَا شِمَال =اًكَمَا جَعَلُوا لَهَا حَضَنًا يَمِيْنَا
فَخُلْنَ، وقَدْ زَهَاهَا الآلُ، نَخْلاً=بِمَسْلَكِهَا دَوالِحَ أَوْ سَفِيْنَا
فَأضْحَتْ مِنْ زُبَالَةَ بَيْنَ قَوْمٍ=إلَى عُلْيَا خُزَيْمَةَ يَعْتَزُونَا
وظَنَّ قَبِيْلُهَا أَسْيَافَ قَوْمِي=يَهَبْنَ الخِنْدِفِيْنَ إِذَا انْتُضِيْنَا
لَقَدْ جَهِلُوا جَهَالَةَ عَيْرِ سُوْءٍ=بِسِفْرٍ عَاشَ يَحْمِلُهُ سِنِيْنَا
لَقَدْ جُعِلُوا طَعَامَ سُيُوفِ قَوْمِي=فَمَا بِسِوَى أُولَئِكَ يَغْتَذِيْنَا
كَمَا الجِرْذَانُ للسِّنَّورِ طُعْمٌ=ولَيْسَ بِهَائِبٍ مِنْهَا مِئِيْنَا
كَمَا جُعِلَتْ دِمَاؤُهُمُ شَرَابًا=لَهُنَّ بِكُلِّ أَرْضٍ مَا ظَمِيْنَا
فَلَو يَنْطِقْنَ قُلْنَ: لَقَدْ شَبِعْنَا=بِلَحْمِ الخِنْدِفِيْنَ كَمَا رَوِيْنَا
وأَضْحَكْنَا السِّبَاعَ بِمُقْعَصِيْهَا=وأَبْكَيْنَا بِهَا مِنْهَا العُيُونَا
فَصَارَ البَأْسُ بَيْنَهُمُ رَدِيْدًا=لِعُدْمِهِمُ مِنَ الخَلْقِ القَرِيْنَا
كَأَكْلِ النّارِ مِنْها النَّفْسَ، أَنْ =لَمْتَجِدْ حَطَبًا، وبَعْضَ المُوقِدِيْنَا
إذًا لَمْ يَسْكُنِ الغَبْرَاءَ خَلْقٌ=مِنَ الثَّقَلَيْنِ ـعِلْمِيْ ـمَا بَقِيْنَا
سِوَانَا يَالَ قَحْطَانَ بْنِ هُوْدٍ=لأَنَّا لِلْخَلاَئِقِِ قَاهِرُونَا
ونَحْنُ طِلاَعُ عَامِرِهَا، وإِنَّا=عَليْهِ لِلثَّرَاءِ المُضْعِفُونَا
وصِرْنَا إِذْ تَضَايَقَ في سِوَاهُ=مِنَ العَافِي الخَرَابِ لَهَا سُكُونَا
فَأصْبَحَ مَنْ بِهَا مِنْ غَيْرِ قَوْمِي=بِهَا، حَيْثُ، انْتَهَوا مُتَخَفِّرِيْنَا
كَأنَّهُمُ إِذَا نَظَرُوا إِلَيْنَا=لِذِلَّتِهِمْ قُرُوْدٌ خِاسِئُونَا
نَذَمُّ لَهُمْ بِسَوْطٍ حَيْثُ كَانُوا=فَهُمْ مَادَامَ فِيْهِمْ آمِنُونَا
فَإنْ عَدِمُوْهُ أَوْ عَدِمُوا مَقَامًا=لِوَاحِدِنَا فَهُمْ مُتَخَطَّفُونَا
ولَوْلاَ نَبْتَغِي لَهُمُ بَقَاءً=لَقَدْ لاقَوا بِبَطْشَتِنَا المَنُونَا
أَوِ اسْتَحْيَوا، عَلَى ذُلٍّ، فَكَانُوا=كَأَمْثَالِ النِّعَالِ لِوَاطِئِينَا
ولَكِنَّ الفَتَى، أَبَدًا، تَرَاهُ=بِمَا هُوَ مَالِكٌ، حَدِبًا ضَنِيْنَا
فَرُوِّيَ عَظْمُ يَعْرُبَ، في ثَرَاهُ،=مِنَ الفَرْغَيْنِ، وَاكِفَةً هَتُوْنَا
أَبِي القَرْمَينِ: كَهْلاَنٍ أَبِيْنَا، =وحِمْيَرَ عَمِّنَا وأَخِي أَبِيْنَا
كما نَجَلَ المُلُوْكَ وكَلَّ لَيْثٍ=شَدِيْدِ البَأسِ، مَا سَكَنَ العَرِيْنَا
ولَكِنْ قَدْ تَرَى مِنْهُ إِذَا مَا=تَعَصَّى السَّيْفَ ذَا الأَشْبَالِ دُوْنَا
وذَاكَ إذَا نُسِبْنَا يَوْمَ فَخْرٍ=يَنَالُ بِبِعْضِهِ العُلْيَا أَبُونَا
بِهِ صِرْنَا لأَدْنَى مَا حَبَانَا=مِنَ المَجْدِ الأَثِيْلِ مُحَسَّدِيْنَا
تَمَنَّى مَعْشَرٌ أَنْ يَبْلُغُوهُ=فأَضْحَوا لِلسُّهَا مُتَعَاطِيِيْنَا
وأَهْلُ الأَرْضِ لَوْ طَالُوا وطَالُوا=فَلَيْسُوا لِلْكَوَاكِبِ لامِسِيْنَا
فَلَمَّا لَمْ يَنَالُوا ما تَمَنَّوا=وصَارُوا للتَّغَيُّظِ كاظِميْنَا
أَبَانُوا الحِسْدَ والأَضْغَانَ مِنْهُمْ=فَصَارُوا للجَهَالَةِ سَاقِطِيْنَا
وغَرَّهُمُ نُبَاحُ الكَلْبِ مِنْهُمْ=وظَنُّونَا لِكَلْبٍ هَائِبِيْنَا
وإِنْ تَنْبَحْ كِلابُ بَنِيْ نِزَارٍ=فَإِنَّا للنَّوَابِحِ مُجْحِرُونَا
ونُلْقِمُهَا، إذا أَشْحَتْ، شَجَاهَا=لِيَعْدِمْنَ الهَرِيْرَ، إذَا شَحِيْنَا
ونَحْنُ لِنَاطِحِيْهِمْ رَعْنُ طَوْدٍ=بِهِ فُلَّتْ قُرُونُ النَّاطِحِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولَوْ عَلِمُوا بِأَنَّ الجَوْرَ هُلْكٌ =لَكَانُوا في القَضِيَّةِ عَادِلِيْنَا
ولَيْسَ بِشَاهِدِ الدَّعْوَى عَلَيْهَا=ولا فِيْهَا يَفُوزُ الخَاصِمُونَا
ولَوْ عَلِمُوا الَّذِي لَهُمُ، ومَاذَا=عَليْهمْ مِنْهُ، كَانُوا مُنْصِفِيْنَا
ولَوْ عَرَفُوا الصَّوَابَ بِمَا أَتَوْهُ=لَمَا كَانُوا بِجَهْلٍ نَاطِقِيْنَا
وكَانُوا لِلْجَوَابِ بِمَا أَذَاعُوا=عَلَى أَخْوَالِهِمْ مُتَوَقِّعِيْنَا
فَكَمْ قَومٍ شَرَوا خَرَسًا بِنُطْقٍ =لمُرْغِمِهِ الجَوَابَ مُحَاذِرِيْنَا
فَمَا وَجَدُوا رَعَاعًا يَوْمَ حَفْلٍ =ولا عِنْدَ الهِجَاءِ مُفَحَّمِيْنَا
ولا وَجَدُوا غَداةَ الحَرْبِ عُزْلاً=لِحَدِّ سُيُوفِهِمْ مُتَهَيِّبِيْنَا
ولَكِنْ، كُلَّ أَرْوَعَ يَعْرُبِيٍّ =يَهُزُّ بِكَفِّهِ عَضْبًا سَنِيْنَا
يُعَادِلُ شَخْصُهُ في الحَرْبِ جَيْشًا=وأَدْنَى كَيْدِهِ فِيْهَا كَمِيْنَا
ودَامِغَةٍ كَمِثْلِ الفِهْرِ تَهْوِي =عَلَى بَيْضٍ فَتَتْرُكُه طَحِيْنَا
تَرُدُّ الطُّوْلَ للأَسَدِيِّ عَرْضًا=وتَقْلِبُ مِنْهُ أَظْهُرَهُ بُطُونَا
فَيَا أَبْنَاءَ قَيْذَرَ عُوْا مَقَالِي =أَيَحْسُنُ عِنْدَكَمْ أَنْ تَشْتُمُونَا؟
ونَحْنُ وُكُوْرُكُمْ في الشِّرْكِ قِدْمًا=وفي الإِسْلامِ نَحْنُ النَّاصِرُونَا
ونَحْنُ لِعِلْيَةِ الآبَاءِ مِنْكُمْ =بِبَعْضِ الأُمَّهَاتِ مُشَارِكُونَا
كَمَا شَارَكْتُمُ في حِلِّ قَومِي =بِحُورِ العِيْنِ، غَيْرَ مُسَافِحِيْنَا
فَلاَ قُرْبَى رَعَيْتُمْ مِنْ قَرِيْبٍ =ولا لِلْعُرْفِ أَنْتُمْ شَاكِرُونَا
وكَلَّفْتُمْ كُمَيْتَكُمُ هِجَاءً=لِيَعْرُبَ بالقَصَائِدِ مُعْتَدِيْنَا
فَبَاحَ بِمَا تَمَنَّى إِذْ تَوَارَى =طِرِمَّاحٌ بِمُلْحَدِهِ دَفِيْنَا
وكَانَ يَعِزُّ ـوَهْوَ أَخُو حَيَاةٍ =ـعَلَيْهِ الذَّمُّ لِلْمُتَقَحْطِنِيْنَا
ولَسْتُمْ عَادِمِيْنَ بِكُلِّ عَصْرٍ=لَنَا إِنْ هِجْتُمُ مُتَخَمِّطِيْنَا
وسَوْفَ نُجِيْبُهُ، بِسِوَى جَوابٍ =أَجابَ بِهِ ابْنُ زِرٍّ، مُوْجِزِيْنَا
وغَيْرِ جَوَابِ أَعْوَرَ كَلْبَ، إِنَّا=مِنَ المَجْدِ المُؤَثَّلِ مُوْسَعُونَا
وقَدْ قَصَرَا، ولَمَّا يَبْلُغَا مَا=أَرَادَا مِنْ جَوابِ الفَاضِلِيْنَا
وكُثِّرَ حَشْوُ ما ذَكَرُوا ولَمَّا=يُصِيْبَا مَقْتَلاً لِلآفِكِيْنَا
وخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقُهُ كَمَا إِنْنَ =شَرَّ القَوْلِ كِذْبُ الكَاذِبِيْنَا
وما عَطِبَ الفَتَى بالصِّدْقِ يَوْمًا=ولا فَاتَ الفَتَى بِالكِذْبِ هُوْنَا
فَلا يُعْجِبْكُمُ قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ=فَمَا هُوَ قَائِدٌ لِلشَّاعِرِيْنَا
ولا وَسَطًا يُعَدُّ، ولا إِلَيْهِ،=ولَكِنْ كَانَ بَعْضَ الأَرْذَلِيْنَا
لَقَدْ سَرَقَ ابْنَ عابِسَ بَعضَ شِعْرٍ= «قِفُوا بالدَّارِ وِقْفَةَ حَابِسِيْنَا»
وما قِدَمُ الفَتَى إِنْ كَانَ فَدْمًا=يَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَا
ولا تَأْخِيْرُهُ إِنْ كَانَ طَبًّا=يَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَا
ونَحْنُ مُحَكِّمُوْنَ مَعًا وأَنْتُمْ=بِمَا قُلْنَا وقُلْتُمْ، آخَرِيْنَا
فِإنْ حَكَمُوا لَنَا طُلْنَا، وإِنْ هُمْ=لَكُمْ حَكَمُوا، فَنَحْنُ الأَقْصَرُونَا
أَلاَ إِنَّا خُلِقْنَا مِنْ تُرَابٍ =ونَحْنُ مَعًا إِلَيْهِ عَائِدُونَا
وأَنْ لَسْتُمْ بِأَنْقَصَ مَنْ رَأَيْتُمْ=ولا أَهْلُ العُلُوِّ بِكَامِلِيْنَا
ومَا افْتَخَرَ الأَنَامُ بِغَيْرِ مُلْكٍ=قَدِيْم،ٍ أَوْ بِدِيْنٍ مُسْلِمِيْنَا
ومَا بِسِوَاهُمَا فَخْرٌ، وإِنَّا=لِذَلِكَ، دُونَ كُلٍّ، جَامِعُونَا
ألَسْنَا السَّابِقِينَ بِكُلِّ فَخْرٍ=ونَحْنُ الأَوَّلُونَ الأَقدَمُونَا
ونَحْنُ العَارِبُونَ فَلاَ تَعَامَوا=وأَنْتُمْ بَعْدَنا المُسْتَعْرِبُونَا
تَكَلَّمْتُمْ بِأَلْسُنِنَا فَصِرْتُمْ =بِفَضْلِ القَوْمِ مِنَّا، مُفْصِحِيْنَا
مَلَكْنَا، قَبْلَ خَلْقِكُمُ، البَرايَا=وكُنَّا، فَوْقَهُمْ، مُتَأَمِّرِيْنَا
فَلَمَّا أَنْ خُلِقْتُمْ لَمْ تَكُونُوا=لَنَا في أمْرِنَا بِمُخَالِفِيْنَا
وكُنْتُمْ في الَّذِي دَخَلَ البَرَايَا=بِطَوْعٍ أَوْ بِكَرْهٍ دَاخِلِيْنَا
ومَا زِلْتُمْ لنَا، في كُلِّ عَصْرٍ، =مَلَكْنَا أَوْ مَلَكْتُمْ، تَابِعِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَعَنَّاكُمْ بِدَوْلَتِكُمْ، ولَمَّا=نُرِدْ مِنْكُمْ، بدَوْلَتِنَا، مُعِيْنَا
لِفَاقَتِكُمْ إِليْنَا إِذْ حَسَرْتُمْ =وإِنَّا عَنْ مَعُونَتِكُمْ غَنِيْنَا
وإِنَّا لَلَّذِيْنَ عَرَفْتُمُوهُ =لَكُمْ في كُلِّ هَيْجٍ قَاهِرِيْنَا
وإِنَّا لَلَّذيْنَ عَلِمْتُمُوهُ =لَكُمْ، في كُلِّ فَخْرٍ، فَائِتِيْنَا
يَراكُمْ بَيْنَ قَومِي مَنْ يَرَاكُمْ=كَمِلْحِ الزَّادِ، لا بَلْ تَنْزُرُونَا
ونَحْنُ أَتَمُّ أَجْسَامًا ولُبًّا=وأَعْظَمُ بَطْشَةً في البَاطِشِيْنَا
سَنَنَّا كُلَّ مَكْرُمَةٍ فَأَضْحَتْ =لِتَابِعِنَا مِنَ الأَدْيَانِ دِيْنَا
ولَوْلاَ نَحْنُ لم يَعْرِفْ جَمِيْلاً=ولا قُبْحًا، جَمِيْعُ الفَاعِلِيْنَا
وعَرَّفْنَا المُلُوْكَ بِكُلِّ عَصْرٍ=بِآسَاسِ التَّمَلُّكِ، مُنْعِمِيْنَا
وعَوَّدْنَا التَّحِيَّةَ تابِعِيْهِمْ =ومَا كَانُوا لَهَا بِمُعَوَّدِيْنَا
وإِلاَّ فَانْظُرُوا الأَمْلاكَ تَلْقَوا=جَمِيْعَهُمُ بِقَوْمِي مُقْتَدِيْنَا
وسَنَّنَّا النَّشِيْطَةَ والصَّفَايَا=ومِرْبَاعَ الغَنَائِمِ غَانِمِيْنَا
وبَحَّرْنَا وسَيَّبْنَا قَدِيْمًا=فَمَا كُنْتُمْ لِذَاكَ مُغَيِّرِيْنَا
فَكُنْتُمْ لِلُّحَيِّ كَطَوْعِ كَفٍّ=وكُنْتُمْ لِلنَّبِيِّ مُعَانِدِيْنَا
وأَحْدَثْنَا الأَسِنَّةَ حِيْنَ كَانَتْ=أَسِنَّةُ آلِ عَدْنَانٍ قُرُونَا
وآلاتِ الحُرُوْبِ مَعًا بَدَعْنَا=وفِيْنَا سُنَّةُ المُتَبَارِزِيْنَا
وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِأَنْ مَلَكْنَا=بِسَاطَ الأَرْضِ غَيْرَ مُشَارَكِيْنَا
ونِصْفَ السَّقْفِ مِنْهَا غَيْرَ شَكٍّ =إِلَيْنَا لِلتَّيَمُّنِ تَنْسُبُونَا
مِنَ الغَفْرَيْنِ حَتَّى الحُوْتِ طُوْلاً=وعَرْضًا في الجَنُوْبِ بِمَا وَلِيْنَا
ومُلْقِحَةُ السَّحَابِ لَنَا، ومِنَّا=مَخَارِجُهَا، ومِنَّا تُمْطَرُونَا
وما بِحِذَاءِ ضَرْعِ الجَوِّ قَوْمٌ =سِوَانَا، مُنْجِدِيْنَ ومُتْهِمِيْنَا
لَنَا مَطَرُ المَقِيْظِ بشَهْرِ آبٍو =تَمُّوْزٍ، وأَنْتُمْ مُجْدِبُونَا
يَظَلُّ بِصَحْوَةٍ ويَصُوبُ فِيْنَا=زَوَالَ الشَّمْسِ غَيْرَ مُقَتَّرِيْنَا
ونَزْرَعُ بَعْدَ ذاكَ عَلَى ثَرَاهُ =ونَحْصِدُ والثَّرَى قَدْ حَالَ طِيْنَا
عَلَى أَنْ لَم يُصِبْهُ سِوَى طِلالٍ =شُهُوْرًا ثُمَّ نُصْبِحُ مُمْطَرِيْنَا
وِأَنْفَسُ جَوْهَرٍ لِلأَرْضِ فِيْنَا=مَعَادِنُهُ غَنَائِمُ غَانِمِيْنَا
وأَطْيَبُ بَلْدَةٍ لا حَرَّ فِيْهَا=ولا قَرَّ الشِّتَاءِ مُحَاذِرِيْنَا
بِهَا إِرَمُ الَّتي لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ، =مُشْبِهَهَا بِدَارِ مُفَاخِرِيْنَا
وإِنْ عُدَّتْ أَقَالِيْمُ النَّواحِي =فَأَوَّلُهَا، بِزَعْمِ الحَاسِبِيْنَا،
لَنَا، ولَنَا جِنَانُ الأَرْضِ جَمْعًا=ونَارُ الحُكْمِ غَيْرَ مُكَذَّبِيْنَا
فَأَيَّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَرِثْنَا=وأَيَّ العِزِّ إِلاَّ قَدْ وَلِيْنَا
وأَ [وْ] ضَحْنَا سَبِيْلَ الجُوْدِ حَتَّى=أَبَانَتْ في الدُّجَى لِلْسَّالِكِيْنَا
ولَوْلاَ نَحْنُ مَا عُرِفَتْ لأَنَّا=إِلى سُبِلِ المَكَارِمِ سَابِقُونَا
ومَا أَمْوَالُنَا فِيْنَا كُنُوْزًا=إِذَا اكْتَنَزَ الوُفُوْرَ الكَانِزُونَا
ولَكِنْ للوُفُوْدِ وكُلِّ جَارٍ=أَرَقَّ ولِلضُّيُوفِ النَّازِلِيْنَا
نُعِدُّ لَهمْ مِنَ الشِّيْزَى جِفَانًا=كَأَمْثَالِ القِلاتِ إِذَا مُلِيْنَا
فَمِنْ شِقٍّ يَنَالُ الرَّكْبُ مِنْهَا=ومِنْ شِقٍّ يَنَالُ القَاعِدُونَا
تَلَهَّمُ نِصْفَ كُرٍّ مِنْ طَعَامٍ=وكَوْمَاءَ العَرِيْكَةِ أَوْ شَنُوْنَا
عَبِيْطَةَ مَعْشَرٍ لَمَّا يَكُوْنُوا=بِأَزْلاَمٍ عَلَيْهَا يَاسِرِيْنَا
ومَا نَزَلَتْ لَنَا في الدَّهْرِ قِدْرٌ=عَنِ الأُثْفَاةِ، أَجْلَ الطَّارِقِيْنَا
فَمَا لَيْلُ الطُّهَاةِ سِوَى نَهَارٍ=لَدَيْنَا ذَابِحِيْنَ وطَابِخِيْنَا
وأَكَلُبُنَا يَبِتْنَ بِكُلِّ رِيْعٍ =لِمَنْ وَخَّى المَنَازِلَ يَلْتَقِيْنَا
فَبَعْضٌ بالبَصَابِصِ مُتْحِفُوهُ =وبَعْضٌ نَحْوَنَا، كَمُبَشِّرِيْنَا
لِمَا قَدْ عُوِّدَتْ وجَرَتْ عَلَيْهِ=لِوَفْدٍ عِنْدَنَا لا يُفْقَدُونَا
تَرَاهُمْ عِنْدَ طَلْعَتِهِمْ سَوَاءً=وأَمْلاكًا عَلَيْنَا مُنْزَلِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَا كُنَّا كَمِثْلِ بَنِيْ نِزَارٍ=لأَطْفَالِ المُهُودِ بِوَائِدِيْنَا
ومَا أَمْوالُنَا مِنْ بَعْدِ هَذَا=سِوَى بِيْضِ الصَّفَائِحِ، ما غُشِيْنَا
وأَرْمَاحٍ مُثَقَّفَةٍ رِوَاءٍ=بِتَامُورِ القُلُوْبِ مَعَ الكُلِيْنَا
ومُشْطَرَةٍ مِنَ الشَّرْيَانِ زُوْرٍ=كَسَوْنَاهُنَّ مَرْبُوعًا مَتِيْنَا
بِهِ عِنْدَ الفِرَاقِ لِكُلِّ سَهْمٍ=يَكُونُ بِزَوْرِهَا يُعْلِي الرَّنِيْنَا
وجُرْدٍ كَانَ فِيْنَا لا سِوَانَا=مَعَارِقُهَا مَعًا، ولَنَا افْتُلِيْنَا
ومِنَّا صِرْنَ في سَلَفَيْ نِزَارٍ=لِمَا كُنَّا عَليَهِ حَامِليْنَا
رَبَطْنَاهَا لِنَحْمِلَهُمْ عَلَيْهَا=إِذا وَفَدُوا ونَحْمِي مَا يَلِيْنَا
ولَوْلاَ نَحنُ مَا عَرَفُوا سُرُوْجًا=ولا كَانُوا لَهُنَّ مُلَجِّمِيْنَا
عَلَوْنَاهُنَّ قَبْلَ الخَلْقِ طُرًّا=وصَيَّرْنَا مَرَادِفَهَا حُصُونَا
تُرَاثُ شُيُوُخِ صِدْقٍ لَمْ يَزالُوا=لَهَا مِمَّنْ تَقَدَّمَ وَارِثِيْنَا
يَظَلُّ النَّاسُ مِنْ فَرَقٍ إِذَا مَا=عَلَوْنَاهُنَّ في شِكَكٍ ثُبِيْنَا
ونَمْنَعُ جَارَنَا مِمَّا مَنَعْنَا=ذَوَاتِ الدَّلِّ مِنْهُ والبَنِيْنَا
ومَا هُمْ عِنْدَنَا بِأعَزَّ مِنْهُمْ =نَقِيْهِمْ بالنُّفُوسِ ولَو رَدِيْنَا
ونَكْظِمُ غَيْظَنَا أَلاَّ يَرَانَا=عَدُّوٌ أَوْ مُحِبٌّ، طَائِشِيْنَا
وعَلَّ بِكُلِّ قَلْبٍ مِنْ جَوَاهُ =لِذَاكَ الغَيْظِ نَارًا تَجْتَوِيْنَا
نَصُوْنُ بِذَاكَ حِلْمًا ذَا أَوَاخٍ =رَسَا فِيْهَا حِرَاءُ وطُورُ سِيْنَا
نَظَلُّ بِهِ إِذًا، مَا إنْ حَضَرْنَا=جَمَاعَةَ مَحْفِلٍ، مُتَتَوِّجِيْنَا
ولَسْنَا مُنْعِمِيْنَ بِلا اقْتِدَارٍ=ونِعْمَ العَفْوُ عَفْوُ القَادِرِيْنَا
وإِنْ نَعْصِفْ بِجَبَّارٍ عَنِيْدٍ=يَصِرْ بَعْدَ التَّجَبُّرِ مُسْتَكِيْنَا
كَعَصْفَتِنَا بِمَنْ عَلِمَوا قَدِيْمًا=مِنَ الخُلَفَاءِ لَمَّا سَاوَرُونَا
ولَسْنَا حَاطِمِيْنَ إِذَا عَصَفْنَا=سِوَى الأَمْلاكِ والمُتَعَظِّمِيْنَا
كَعَصْفِ الرِّيْحِ يَعْقِرُ دَوْحَ أَرْضٍ=ولَيْسَ بِعَاضِدٍ مِنْهَا الغُصُونَا
ونَغْدُوا بِاللُّهَامِ المَجْرِ، يُغْشِي =بِلَمْعِ البَيْضِ مِنْهُ، النَّاظِرْينَا
فَنَتْرُكُ دَارَ مَنْ سِرْنَا إِلَيْهِ تَئِنُّ لَدَى القُفُولِ بِنَا أَنِيْنَا
وقَدْ عُرِكَتْ فَسَاوَى الحَزْنُ مِنْهَا=سَبَاسِبَهَا، بِكَلْكَلِ فَاحِسِيْنَا
كَما دَارَتْ رَحًى مِنْ فَوْقِ حَبٍّ =تَدَاوَلُهَا أَكُفُّ المُسْغَبِيْنَا
فَأَصْبَحَ مَا بِهَا لِلرِّيْحِ نَهْبًا= [كَمَا] انْتَهَبَتْ، لخِفَّتِهِ، الدَّرِيْنَا
سِوَى مَنْ كَانَ فِيْهَا مِنْ عَرُوْبٍ =تُفَتِّرُ، عِنْدَ نَظْرتِهَا، الجُفُونَا
فإِنَّا مُنْكِحُو العُزَّابِ مِنَّا=بِهِنَّ لأَنْ يَبِيْتُوا مُعَرِسِيْنَا
بِلاَ مَهْرٍ كَتَبْنَاهُ عَلَيْنَا=ومَا كُنَّا لَهُنَّ بِمُحْصِرِيْنَا
سِوَى ضَرْبٍ كَأَشْدَاقِ البَخَاتِي=مِنَ الهَامَاتِ، أَو يَرِدُ المُتُونَا
تَرَى أَرْجَاءهُ، مِمَّا تَنَاءتْ، =وأَرْغَبَ كَلْمِهَا لا يَلْتَقِيْنَا
وطَعْنٍ مِثْلِ أَبْهَاءِ الصَّيَاصِي =وأَفْوَاهِ المَزَادِ إِذَا كُفِيْنَا
تَرَى مِنْها إِذَا انْفَهَقَتْ بِفِيْهَا=مِنَ الخَضْرَاءِ بَاعًا مُسْتَبِيْنَا
ولَسْنَا للغَرائِبِ مُنْذُ كُنَّا=بِغَيْرِ شَبَا الرِّمَاحِ، بِنَاكِحِيْنَا
ومَا بَرزَتْ لَنَا يَوْمًا كَعَابٌ =فَتَلْمَحَهَا عُيُونُ النَّاظِرِيْنَا
ولا أَبْدَى مُخَلْخَلَهَا ارْتِيَاعٌ =لأِنَّا لِلْكَواعِبِ مَانِعُونَا
ولا ذَهَبَ العَدُوُّ لَنَا بِوِتْرٍ=فَأَمْسَيْنَا عَلَيْهِ مُغَمِّضِيْنَا
نُضَاعِفُهُ إِذَا مَا نَقْتَضِيْهِ =كإِضْعَافِ المُعَيِّنَةِ الدُّيُونَا
وقَدْ تَأْبَى قَنَاةُ بَنِيْ يَمَانٍ =عَلَى غَمْزِ العُدَاةِ بِأَنْ تَلِيْنَا
كَمَا تَأْبَى الصُّدُوْعَ لَهُمْ صَفَاةٌ=تُحِيْطُ بِهَا فُؤُوْسُ القَارِعِيْنَا
وكَبْشِ كَتِيْبَةٍ قَدْ عَادَلَتْهُ =بِأَلْفٍ، في الحديْدِ مُدَجَّجِيْنَا
أُتِيْحَ لَهُ فَتًى مِنَّا كَمِيٌّ =فَأَرْدَاهُ وأَرْكَبَهُ الجَبِيْنَا
وغَادَرَهُ كَأَنَّ الصَّدْرَ مِنْهُ =وكَفَّيْهِ، بِقِنْدِيْدٍ طُلِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
تَظَلُّ الطَّيْرُ عَاكِفَةً عَلَيْهِ=يُنَقِّرْنَ البَضِيْعَ ويَنْتَقِيْنَا
وأَبْقَيْنَا مَآتِمَ حَاسِرَاتٍ =عَلَيْهِ يَنْتَزِيْنَ ويَسْتَفِيْنَا
فَكَيْفَ نَكُوْنُ في زَعْمِ ابْنِ زَيْدٍ=عَلَى هَذَا: «كَشَحْمَةِ مُشْتَوِيْنَا»؟
ونَحْنُ لِلَطْمَةٍ وَجَبَتْ عَلَيْنَا=دَخَلْنَا النَّارَ عَنْهَا هَازِئِيْنَا
ونَحْنُ المُرْجِفُوْنَ لأَرْضِ نَجْدٍ=بِأَنْفِ قُضَاعَةٍ والمَذْحِجِيْنَا
فَمَادَتْ تَحْتَنَا لَمَّا وَطِئْنَا=عَلَيْهَا وَطْأةَ المُتَثَاقِلِيْنَا
أَبَلْنَا الخَيْلَ فِيْهَا غَيْرَ يَوْمٍ =وظَلَّتْ في أَطِلَّتِهَا صُفُونَا
ورُحْنَ، تَظُنُّ مَا وَطِئَتْهُ ماءً=يَموُجُ مِنَ الوَجَى في الخَطْوِ طِيْنَا
ورُحْنَا مُرْدِفِيْنَ مَهَا رُمَاحٍ =تُقَعْقِعُ عِيْسُنَا مِنْهَا البُرِيْنَا
تَنَظَّرُ وَفْدَ مَعْشَرِهَا عَلَيْنَا=لِمَنٍّ أَوْ نِكَاحٍ تَمَّ فِيَنْا
ونَحْنُ المُقْعِصُونَ فَتَى سُلَيْمٍ =عُمَارةَ بالغُمَيْرِ مُصَبِّحِيْنَا
وحَمَّلْنَا بَنِيْ العَلاَّقِ جَمْعًا=بِعِتْقِ أَخِيْهِمُ حِمْلاً رَزِيْنَا
وطَوَّقْنَا الجَعَافِرَ في لَبِيْدٍ =بِطَوْقٍ كَانَ عِنْدَهُمُ ثَمِيْنَا
ولَمْ نَقْصِدْ لِوَجٍّ، إِنَّ فِيْهَا =ـفَلاَ قَرُبَتْ ـمَحَلَّ الرَّاضِعِيْنَا
وغَادَرْنَا بَنِي أَسَدٍ بِحُجْرٍ=وقَد ثُرْنَا حَصِيْدًا خامِدِيْنَا
كَمِثْلِ النَّخْلِ مَا انْقَعَرَتْ، ولَكِنْ =بِأَرْجُلِهِمْ تَرَاهُمْ شَاغِرِيْنَا
تَقَوَّتُهُمْ سِبَاعُ الأَرْضِ حَوْلاً=طَرِيًّا، ثُمَّ مُخْتَزَنًا قَيِيْنَا
وزَلْزَلْنَا دِيَارَهُمُ فَمَرَّتْ =تُبَادِرُنَا بِأَسْفَلِ سَافِلِيْنَا
بِمُضْمَرَةٍ، تُقِلُّ لُيُوْثَ هَيْجٍ،=عَلَى صَهَواتِهَا، مُسْتَلْئِمِيْنَا
تَظَلُّ، عَلَى كَوَاثِبِهَا، وَشِيْجٌ =كَأَشْطَانٍ بِأَيْدِيْ مَاتِحِيْنَا
ومَا قَتَلُوا أَخَانَا، يَوْمَ هَيْجٍ، =فَنَعْذُرَهُمْ، ولَكِنْ غَادِرِيْنَا
ومَا كَانَتْ بَنُو أَسَدٍ فَغُرُّوا =بِجَمْرَةِ ذِيْ يَمَانٍ، مُصْطَلِيْنا
أَلَيْسُوا جِيْرَةَ الطَّائِيْنَ مِنَّا=بِهِمْ كَانُوا قَدِيْمًا يُعْرَفُونَا
هُمُ كَانُوا قَدِيْمًا قَبْلَ هَذَا=لإِرْثِهِمُ لِهَالِكِهِمْ قُيُونَا
وحَسْبُكَ حِلْفُهُمْ عَارًا عَلَيْهِمْ =وهُمْ كَانُوا لِذَلِكَ طَالِبِيْنَا
ولَوْ قَامَتْ، عَلَى قَوْمٍ، بِلَوْمٍ =جَوارِحُهُمْ، مَقَامَ الشَّاهِدِيْنَا
إِذًا، قَامَتْ عَلَى أَسَدٍ وحَتَّى =ثِيَابُهُمُ اللَّوَاتِيْ يَلْبَسُونَا
بِلَوْمٍ، لا تَحِلُّ بِهِ صَلاةٌ =بِهِ أَضْحَوا لَهُنَّ مُدَنِّسِيْنَا
ولَيْسَ بِزائِلٍ عَنْهُمْ إِلَى أَنْ =تَرَاهُمْ كَالأَفَاعِي خَالِسِيْنَا
ولاسِيَمَا بَنِي دُوْدَانَ مِنْهَا=وكَاهِلِهَا إِذَا ما يُجْبَرُونَا
وهُمْ مَنُّوا، بِإِسْلامٍ رَقِيْقٍ،=عَلَى رَبِّيْ، ولَيْسُوا مُخْلِصِيْنَا
وثُرْنَا بِابْنِ أَصْهَبَ وابْنِ جَوْنٍ =فَكُنَّا حِيْنَ ثُرْنَا مُجْحِفِيْنَا
فَخَرَّتْ جَعْدَةٌ، بِسُيُوفِ قَوْمِيْ، =وضَبَّةُ، حِيْنَ ثُرْنَا، سَاجِدِيْنَا
وآلُ مُزَيْقِيَا، فَلَقَدْ عَرَفْتُمْ =قِرَاعَهُمُ، فَكُرُّوا عَائِدِيْنَا
ويومَ أُوَارَةَ الشَّنْعَاءِ ظَلْنَا=نُحَرِّقُ بِابْنِ سَيِّدِنَا مِئِيْنَا
ودَانَ الأَسْوَدُ اللَّخْمِيُّ مِنْكُمْ=بَنِي دُوْدَانَ والمُتَرَبِّبِيْنَا
بِيَوْمٍ يَتْرُكُ الأَطْفَالَ شِيْبًا=وأَبْكَارَ الكَوَاعِبِ مِنْهُ عُوْنَا
وصَارَ إِلَى النِّسَارِ يُدِيْرُ فِيْكُمْ =مُطَحْطَحَةً لِمَا لَهِبَتْ طَحُونَا
فَقَامَ بِثَأْرِ بَعْضِكُمُ وبَعْضٌأَ=حَلَّ بِهِ مُشَرْشَرَةً حَجُونَا
وأَشْرَكَ طَيِّئًا فِيْهَا فَجَارَتْ =رِمَاحُهُمُ عَلَى المُتَمَعْدِدِيْنَا
أَدَارُوا كَأْسَ فاقِرَةٍ عَلَيْكُمْ =فَرُحْتُمْ مُسْكَرِيْنَ ومُثْمَلِيْنَا
وآبُوا بِابْنِ مَالِكٍ القُشَيْرِيْ =فَسَرَّحَ مِنْكُمُ الدَّاءَ الكَنِيْنَا
وهُمْ مَنَعُوا الجَرَادَ أَكُفَّ قَوْمٍ=دَعَوْهَا جَارَهُمْ مُتَحَفِّظِيْنَا
وعَنْتَرَةَ الفَوَارِسِ قَدْ عَلِمْتمُ =بِكَفِّ رَهِيْصِنَا لاقَى المَنُونَا
ويَسَّرْنَا شَبَاةَ الرُّمْحِ تَهْوِي =إِلَى ابْنِ مُكَدَّمٍ، فَهَوَى طَعِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَوْرَدْنَا ابْنَ ظَالِمٍ المَنَايَا=ولَسْنَا لِلْخَتُوْرِ مُنَاظِريْنَا
فَذَاقَ بِنَا أَبُو لَيْلَى رَدَاهُ =وكُنَّا لابْنِ مُرَّةَ خَافِرِيْنَا
أَجَرْنَاهُ مِرَارًا ثُمَّ لَمَّا=تكَرَّهَ ذِمِّةَ الطَّائِيْنَ حِيْنَا
وعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَيْمِيْيُ، =مِنْ رِعْلٍ، قَتِيْلُ الخَثْعَمِيْنَا
فَليْسَ بِمُنْكَرٍ فِيْكُمْ، وهَذَا=سُلَيْكٌ، قَتْلَهُ لا تُنْكِرُوُنَا
وغَادَرْنَا الضِّبَابَ عَلَى صُمَيْلٍ =يَجُرُّوْنَ النَّوَاصِيَ والقُرُونَا
وفَاتِكَكُمْ تَأَبَّطَ قَدْ أَسَرْنَا=فَأُلْبِسَ، بَعْدَهَا، ذُلاًّ وهُوْنَا
وطَاحَ ابْنُ الفُجَاءِ مَطَاحَ سُوْءٍ =تَقَسَّمُهُ رِمَاحُ بَنِيْ أَبِيْنَا
وكَانُوا لِلْقَمَاقِمِ مِنْ تَمِيْمٍ =عَلَى زُرْقِ الأَسِنَّةِ شَائِطِيْنَا
هَوَى، والخَيْلُ تَعْثُرُ في قَنَاهَا،=لِحُرِّ جَبِيْنِهِ في التَّاعِسِيْنَا
ومَا زِلْنَا بِكُلِّ صَبَاحِ حَيْفٍ =نُكِبُّ، عَلَى السُّرُوْجِ، الدَّارِعِيْنَا
ولَمَّا حَاسَ جَوَّابٌ كِلابًا=تَمَنَّعَ فَلُّهُمْ بِالحَارِثِيْنَا
وهُمْ عَرَكُوْهُمُ مِنْ قَبْلِ هَذَا=كَمَا عَرَكَ الإِهَابَ الخَالِقُونَا
وأَسْقَوا يَوْمَ مَعْرَكِهِمْ دُرَيْدًا=بِعَبْدِ اللهِ في كَأْسٍ يَرُونَا
وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَمِيْمٍ =لأَبْحُرِ كُلِّ آلٍ خَائِضِيْنَا
فَأُسْجِرَ بَيْنَهُمْ فِيْهَا وَطِيْسٌ =فَصَلَّوْهَا، وظَلُّوا يَصْطَلُوْنَا
وفي يَوْمِ الكُلاَبِ فَلَمْ يُذَمُّوا=عَلَى أَنْ لَمْ يَكُوْنُوا الظَّافِرِيْنَا
وقَلَّدَ تَيْمَ أَسْرُهُمُ يَغُوْثًا=مَخَازِيَ، ما دَرَسْنَ، ولا مُحِيْنَا
لِشَدِّهِمُ اللِّسَانَ بِثِنْيِ نِسْعٍ =فَكَانُوا بِالشَّرِيْفِ مُمَثِّلِيْنَا
وهُمْ مَنَعُوا القَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ=حِمَى نَجْرَانَ إِلاَّ زَائِرِيْنَا
ونَحْنُ المُرْحِلُوُنَ جُمُوْعَ بَكْرٍ=وتَغْلِبَ مِنْ تِهَامَةَ نَاقِلِيْنَا
ومَا فَتَكَتْ مَعَدُّ كَمَا فَتَكْنَا=فَتَقْعَصَ بِالرِّمَاحِ التُّبَّعِيْنَا
أَوِ الأَقْوَالَ إِذْ بَذِخُوا عَلَيْهَا=لِمَا كَانُوا لَهَا مُسْتَمْهَنِيْنَا
وكَيْفَ وهُمْ إِذَا سَمِعُوا بِجَيْشٍ =يُسَيَّرُ، أَصْبَحُوا مُتَخَيِّسِيْنَا؟
يَرُوْدُوْنَ البِلادَ مَرَادَ طَيْرٍ=تَرُوْدُ [لِمَا] تُفَرِّخُهُ وُكُوْنَا
فَإِنْ زَعَمُوا بِأَنَّهُمُ لَقَاحٌ =ولَيْسُوا بِالإِتَاوَةِ مُسْمِحِيْنَا
فَقَدْ كَذَبُوا، لأَعْطَوْهَا، وكَانُوا=بِهَا الأَبْنَاءَ دَأْبًا يَرْهَنُوْنَا
ولِمْ صَبَرُوا عَلَى أَيَّامِ بُؤْسٍ =لأَهْلِ الحِيْرَةِ المُتَجَبِّرِيْنَا
يَسُومُهُمُ بِهَا النُّعْمَانُ خَسْفًا=وهُمْ في كُلِّ ذَلِكَ مُذْعِنُونَا
ويَبْعَثُ كَبْشَهُ فِيْهِمْ مَنُوْطًا=بِهِ سِكِّيْنُهُ لِلذَّابِحِيْنَا
فمَا أَلْفَاهُمُ بِالكَبْشِ يَوْمًا=فَكَيْفَ بِذِيْ الجُمُوْعِ بِفاتِكَيْنَا؟
فَلمَّا مَاتَ لَمْ يَنْدُبْهُ خَلْقٌ =سِوَاهُمْ بِالقَصِيْدِ مُؤَبِّنِيْنَا
وقَدْ كَانُوا، لَهُ إِذْ كانَ حَيًّا=وخَادِمِهِ عِصامٍ، مَادِحِيْنَا
ويَومَ قُراقِرٍ لَمَّا غَدَرْتُمْ =بِعُرْوَةَ لَمْ تَكُوْنُوا مُفْلَتِيْنَا
عَلَوْناكُمْ بِهِنَّ مُجَرَّدَاتٍ =كَأَمْثالِ الكَوَاكِبِ يَرْتَمِيْنَا
فَمَا كُنْتُمْ لِمَاءِ قُراقِرِيٍّ =مَخافَةَ تِلْكَ يَوْمًا وَارِدِيْنَا
وقَدْ هَمَّتْ نِزَارٌ كُلَّ عَصْرٍ=بِأَنْ تَضْحَى بِعَقْوَتِنَا قَطِيْنَا
لِمَا نَظَرُوا بِهَا حَتَّى تَوَلَّوا=وهُمْ مِنْهُ حَيَارَى بَاهِتُونَا
وقَدْ نَظَرُوا جِنَانًا مِنْ نَخِيْلٍ =ومِنْ كَرْمٍ، وبَيْنَهُمَا، مَعِيْنَا
وأَسْفَلَهَا مَزَارِعَ كلِّ نَبْتٍ،=وأَعْلاهَا المَصَانِعَ والحُصُونَا
وحَلُّوا دَارَ سُوْءٍ لَيْسَ تَلْقَى =بِهَا لِلطَّيْرِ مِنْ شَظَفٍ وُكُوْنَا
فَثُرْنَا في وُجُوْهِهِمُ بِبِيْضٍ =يُطِرْنَ الهَامَ أَمْثَالَ الكُرِيْنَا
وإِنْ خَسَفَتْ مَفَارِقَ طَارَ مِنْهَا=فَرَاشُ الهَامِ شَارِدَةً عِزِيْنَا
وقَالَتْ تَحْتَهُنَّ: قَبٍ وقَقٍّ،=وقَدْ ورَدَتْ مَضَارِبُهَا الشُّؤُونَا
وأَظْهَرْنَا عَلى الأَجْلاَدِ مِنَّا=لُمُوْعَ البَيْضِ، والحَلَقَ الوَضِيْنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
سَرَابِيْلاً تَخَالُ الآلَ، لَمَّا=تَرَقرَقَ في الفَلاَ مِنْهَا، الغُضُونَا
بِكِدْيَوْنٍ وكُرٍّ أُشْعِرَتْهُ =سَحِيْقًا في مَصَاوِنِهَا جُلِيْنَا
ووَقَّاهَا النَّدَى والطَّلَّ حَتَّى=أَضَأْنَ فَمَا طَبِعْنَ، ولا صَدِيْنَا
وطِرْنَا فَوْقَ أَكْتَادِ المَذَاكِيْ=كَأَنَّا جِنَّةٌ مُتَعَبْقِرُونَا
فَوَلَّوا، حِيْنَ أَقْبَلْنَا عَلَيْهِمْ =نَهُزُّ البِيْضَ، مِنَّا، يَرْكُضُونَا
يَوَدُّ جَمِيْعُهُمْ أَنْ لَوْ أُمِدُّوا =بِأَجْنِحَةٍ فَكَانُوا طَائِرِيْنَا
بِذَا عُرِفُوا إِذَا مَا إِنْ لَقَوْنَا=لأَثَوَابِ المَنِيَّةِ مُظْهِرِيْنَا
فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ اللهُ خَيْرًا=بِكُمْ بَعَثَ ابْنَ آمِنَةَ الأَمِيْنَا
يُعَلِّمُكُمْ كِتَابًا لَمْ تَكُوْنُوا=لَهُ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ قَارِئِيْنَا
ويُخْبِرُكُمْ عَنِ الرَّحْمَنِ مَا لَمْ =تَكُوْنُوا، لِلْجَهَالَةِ، تَعْقِلُونَا
فَأَظْهَرْتُمْ لَهُ الأَضْغَانَ مِنْكُمْ =وكُنْتُمْ مِنْ حِجَاهُ سَاخِرِيْنَا
ولَوْلاَ خِفْتُمُ أَسْيَافَ غُنْمٍ =لَكَانَ بِبِعْضِ كَيْدِكُمُ مُحِيْنَا
فَأَمَّا الحَصْرُ والهِجْرَانُ مِنْكُمْ=لَهُ، وجَسِيْمُ مَا قَدْ تَهْمِمُونَا
فَقَدْ أَوْسَعْتُمُوْهُ مِنْ أَذَاةٍ=فَأَمْحَلْتُمْ بِدَعْوَتِهِ سِنِيْنَا
وقَابَلَهُ بَنُو يَالِيْلَ مِنْكُمْ =بِوَجٍّ، والقَبَائِلُ حَاضِرُونَا
بِأَنْ قَالُوا: تُرَى مَا كانَ خَلْقٌ،=سِوَى هَذَا، لِرَبِّ العَالَمِيْنَا
رَسُولاً بِالبَلاغِ؟! وإِنْ يَكُنْهُ =فَنَحْنُ بِهِ، جَمْيِعًا، كَافِرُونَا
وقُلْتُمْ: إِنْ يَكُنْ هَذَا رَسُوْلاً=لَكَ اللَّهُمَّ فِيْنَا، أَنْ نَدِيْنَا
فَصُبَّ مِنَ السَّمَاءِ سِلاَمَ صَخْرٍ =عَلَيْنَا اليَوْمَ غَيْرَ مُنَاظَرِيْنا
وعَذِّبْنَا عَذَابًا ذَا فُنُوْنٍ =فَكُنْتُمْ لِلرَّدَى مُسْتَفْتِحِيْنَا
وخَبَّرَنَا الإِلَهُ بِمَا عَمِرْتُمْ =بِهِ وبِدِيْنِهِ تَسْتَهْزِئُونَا
أَهَذَا ذَاكِرُ الأَصْنَامِ مِنَّا=بِمَا يُوْحَى لَهُ، مُتَكَرِّهِيْنَا
فَلَمَّا أَنْ حَكَيْتُمْ قَوْمَ نُوْحٍ =دَعَانَا فَاسْتَجَبْنَا أَجْمَعِيْنَا
وسَارَ خِيَارُنَا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ =إِلَيْهِ مُؤْمِنِينَ مُوَحِّدِيْنَا
فَآسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ، وأَصْفَوا=لَهُ مَا مُلِّكُوْهُ طَائِعِيْنَا
وكُنْتُمْ مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ رَبِّيْ =مَتَى تُحْفَوا تَكُونُوا بَاخِلِيْنَا
وكَانَ المُصْطَفَى، بِأَبِيْ وأُمِّيْ، =بِأَفْخَرِ مَفْخَرٍ لِلآدَمِيْنَا
ولَمْ يَكُ في مَعَدَّ لَهُ نَظِيْرٌ=ولا قَحْطَانَ، غَيْرَ مُجَمْجِمِيْنَا
فَمِمَّا قَدْ جَهِلْتُمْ لَمْ تَكُوْنُوا =لِمَا أُعْطِيْتُمُوهُ آخِذِيِنْا
ونُصْرَتُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ مِنَّا=فَأَقْبَلْنَا إلَيْهِ مُبَادِرِيْنَا
فَأَحْرَزْنَاهُ دُوْنَكُمُ، وأَنْتُمْ =قِيَامٌ، كَالبَهَائِمِ تَنْظُرُونَا
تَرَوْنَ ضَنِيْنَكُمْ فِي كَفِّ ثَانٍ =وذَلِكَ سُوْءُ عُقْبَى الجَاهِلِيْنَا
فَتَمَّمْنَا مَفَاخِرَنَا بِذَاكُمْ =فَزِدْنَا، إِذْ نَرَاكُمْ تَنْقُصُونَا
لَقَدْ لُقِّيْتُمُ فِيْهِ رَشَادًا=فَتَتَّبِعُونَ دُوْنَ بَنِيْ أَبِيْنَا
إِذًا نِلْتُمْ بِهِ فَخْرًا، وكَانُوا،=عَلَى قَدْرِ الوِلادَةِ يُشْرِكُونَا
وكَانَ دُعَاؤُهُ: يَا رَبِّ إِنِّيْ =بِقَرْيَةِ قَوْمِ سُوْءٍ فَاسِقِيْنَا
فَأَبْدِلْنِيْ بِهِمْ قَوْمًا سِوَاهُمْ =فَكُنَّاهُمْ، وأَنْتُمْ مُبْعَدُونَا
وآوَيْنَاهُ إذْ أَخْرَجْتُمُوهُ =وكُنَّا فِيْهِ مِنْكُمْ ثَائِرِيْنَا
وأَسْلَمْتُمْ بِحَدِّ سُيُوْفِ قَوْمِي =عَلَى جَدْعِ المَعَاطِسِ صَاغِرِيْنَا
وأَذْعَنْتُمْ، وقَد حَزَّتْ ظُبَاهَا=بِأَيْدِيْنَا عَلَيْكُمْ كَارِهِيْنَا
وكَانَ اللهُ لَمَّا أَنْ أَبَيْتُمْ =كَرَامَتَهُ، بِنَا لَكُمُ مُهِيْنَا،
وصَيَّرَنَا، لِمَا لَمْ تَقْبَلُوا مِنْ =كرَامَتِهِ الجَسِيْمَةِ، وارِثِيْنَا
وكَنْتُمْ حِيْنَ أُرْمِسَ في ثَرَاهُ =لَهُ في الأهْلِ بِئْسَ الخَالِفُونَا
غَدَرْتُمْ بِابْنِهِ فَقَتَلْتُمُوْهُ =وفِتْيَانًا مِنَ المُتَهَشِّمِيْنَا
وأَعْلَيْتُمْ بِجُثَّتِهِ سِنَانًا=إِلَى الآفَاقِ مَا إنْ تَرْعَوُونَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وكُنْتُمْ لابْنِهِ، كَيْ تَنْظُرُوهُأَ=أَتْفَثَ تَقْتُلُوْهُ، كَاشِفِيْنَا
وأَشْخَصْتُمْ كَرَائِمَهُ اعْتِدَاءً=عَلَى الأَقْتَابِ غَيْرَ مُسَاتِرِيْنَا
أَكَلْتُمْ كِبْدَ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحْدٍ=وكُنْتُمْ بِاجْتِدَاعِهِ مَاثِلِيْنَا
وهَا أَنْتُمْ إلَى ذَا اليَوْمِ عَمَّا=يَسُوْءُ المُصْطَفَى مَا تُقْلِعُونَا
فَطَوْرًا تَطْبُخُونَ بَنِيْهِ طَبْخًا=بِزَيْتٍ، ثُمَّ طَوْرًا تَسْمُرُونَا
فَهُمْ في النَّجْلِ لِلأَخْيَارِ دَأْبًا=وأَنْتُمْ غَيْرَ شَكٍّ تَحْصدُونَا
كَأَنَّ اللهَ صَيَّرَهُمْ هَدَايَا=لِمَنْسَكِكُمْ، وأَنْتُمْ تَنْسُكُونَا
وأَنْتُمْ قَبْلَ ذَلِكَ مُسْمِعُوْهُ =قَبِيْحَ المُحْفِظَاتِ مُوَاجِهِيْنَا
وهَاجُوْهُ، ومُرْوُو ذَاكَ فِيهِ =قِيَانَ ابْنِ الأُخَيْطِلِ عَامِدِيْنَا
وقُلْتُمْ: أَبْتَرٌ، صُنْبُورُ نَخْلٍ =وقُلْتُمْ: يابْنَ كَبْشَةَ، هَازِئِيْنَا
وطَايَرْتُمْ عَلَيْهِ الفَرْثَ عَمْدًا=وكُنْتُمْ لِلثَّنِيَّةِ ثَارِمِيْنَا
وكُنَّا طَوْعَهُ في كُلِّ أَمْرٍ=مُطَاوَعَةَ البُرُوْدِ اللاَّبِسِيْنَا
ومَا قُلْنَا لَهُ كَمَقَالِ قَوْمٍ =لِمُوْسَى خِيْفَةَ المُتَعَمْلِقِيْنَا:
أَلاَ قَاتِلْ بِرَبِّكَ إِنَّ فِيهَا=جَبَابِرَةً، وإِنَّا قاعِدُونَا
وقُلْنا: سِرْ بِنَا إِنَّا لِجَمْعٍ =أَرَادَ لَكَ القِتَالَ، مُقَاتِلُونَا
فَلَوْ بِرْكَ الغِمَادِ قَصَدْتَ كُنَّا=لَهُ مِنْ دُوْنِ شَخْصِكَ سَائِرِيْنَا
وكُلُّ مُؤَلَّفٍ فِيْكُمْ، ولَمَّا=يَكُنْ في اليَعْرُبِيْنَ مُؤَلَّفِيْنَا
وآتَيْنَا الزَّكَاةَ وكُلَّ فَرْضٍ =وأَنْتُمْ، إِذْ بَخِلْتُمْ، مَانِعُونَا
ومَا حَارَبْتُمُ إِلاَّ عَلَيْهَا=ولَوْلا تِلْكَ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَا
فأَيُّ المَعْشَرَيْنِ بِذَاكَ أَوْلَى=عَلَى مَا قَدْ ذَكَرْنَا، واصْدقُونَا؟
وفَخْرُكُمُ بإِبْرَاهِيْمَ جَهْلاً=فإِنَّا ذَاكَ عَنْكُمْ حَائِزُونَا
ونَحْنُ التَّابِعُوْنَ لَهُ، وأَوْلَى =بِهِ مِنْكُمْ، لَعَمْرِيْ، التَّابِعُونَا
دَعَانَا يَوْمَ أَذَّنَ فَاسْتَجَبْنَا=بِأَنْ لَبَّيْكَ، لَمَّا أَنْ دُعِيْنَا
وإِنْ تَفْخَرْ بِبُرْدَيْهِ نِزَارٌ=فَنَحْنُ بِهِ عَلَيْكُمْ فَاخِرُونَا
وإِنْ كَانُوا بَنِيْهِ فَنَحْنُ أَوْلَى =لأَنَّا التَّابِعُونَ العَاضِدُونَا
وقَدْ يَزْهُو بِبُرْدِ مُحَرِّقٍ، مِنْ =تَمِيْمٍ، وَهْوَ مِنَّا، البَهْدَلُونَا
وهُمْ نَادَوا رَسُولَ اللهِ يَوْمًا=مِنَ الحُجُرَاتِ غَيْرَ مُوَقِّرِيْنَا
ويَفْخَرُ بالدُّخُوْلِ عَلَى بَنِيْهِ =أُمَيَّةُ رَيِّسُ المُتَدَعْمِصِيْنَا
ويَعْلُوْ قُسُّكُمْ بِالفَخْرِ لَمَّا=رَأَى مِنَّا المُلُوْكَ البَاذِخِيْنَا
وطَالَ بِكَفِّ ذِيْ جَدَنٍ عَلَيْكُمْ =وكَانَ مِنَ المُلُوْك الوَاسِطِيْنَا
فَدَلَّ بِأَنَّكُمْ لَمَّا تَكُوْنُوا=بِكَفٍّ لِلْمُلُوْكِ مُصَافِحِيْنَا
وتَفْخَرُ بالرِّدَافَةِ مِنْ تَمِيْمٍ =رِيَاحٌ، دَهْرَهُمْ، والدَّارِمُونَا
وقَدْ طَلَبَ ابْنُ صَخْرٍ يَوْمَ قَيْظٍ =إِلَى عَبْدِ الكَلالِ بِأَنْ يَكُونَا
لَهُ رِدْفًا، فَقَالَ لَهُ: تُرَانَا= [نَكُوْنُ] لِذِي التِّجَارَةِ مُرْدِفِيْنَا؟
فَقَالَ: فَمُنَّ بِالنَّعْلَيْنِ، إِنِّيْ =رَمِيْضٌ، قَالَ: لَسْتُمْ تَحْتَذُونَا،
حِذَاءَ مُلُوْكِ ذِيْ يَمَن،ٍ ولَكِنْ =تَفَيَّأْ، إِنَّنَا لَكَ رَاحِمُونَا
ونَحْنُ بُنَاةُ بَيْتِ اللهِ قِدْمًا=وأَهْلُ وُلاتِهِ والسَّادِنُونَا
وخيْفَ مِنًى مَلَكْنَاهُ وجَمْعًا=ومُشْتَبَكَ العَتَائِرِ والحُجُونَا
ومُعْتَلَمَ المَوَاقِفِ مِنْ إِلالٍ =بِحَيْثُ تَرَى الحَجِيْجَ مُعَرِّفِيْنَا
فَصَاهَرَنَا قُصَيٌّ، ثُمَّ كُنَّا=إِلَيْهِ بالسِّدَانِةِ، عَاهِدِيْنَا
وأَصْرَخَهُ رِزَاحٌ في جُمُوْعٍ =لِعُذْرَةَ في الحَدِيْدِ مُقَنَّعِيْنَا
فَكَاثَرَ في الجَمِيْعِ بِهِمْ خُزَاعًا=فَأَجْذَمَ بِاليَسَارِ لَنَا اليَمِيْنَا
ولَوْلاَ ذَاكَ مَا كَانَتْ بِوَجْهٍ =خُزَاعَةُ في الجَمِيْعِ مُكَاثَرِيْنَا
ولا فَخْرٌ لِعَدْنَانٍ عَلَيْنَا=بِمَا كُنَّا [لَهُمْ] بِهِ مُتْحِفِيْنَا
ومَا كُنّا لَهُمْ، مِنْ غَيْرِ مَنٍّ،=طِلاَبَ الشُّكْرِ مِنْهُمْ، واهِبِيْنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ونَحْنُ غَدَاةَ بَدْرٍ قَدْ تَرَكْنَا=قَبِيْلاً في القَلِيْبِ مُكَبْكَبِيْنَا
ويَوْمَ جَمَعْتُمُ الأَحْزَابَ كَيْمَا=تَكُونُوا لِلْمَدِيْنَةِ فَاتِحِيْنَا
فَسَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ وُسُوْقَ تَمْرٍ=يَكُوْنُ بِهَا عَلَيْكُمْ مُسْتَعِيْنَا
فَقُلْنَا: رَامَ ذَاكَ بَنُو نِزَارٍ،=فَمَا كَانُوا عَلَيْهِ قَادِرِيْنَا
وإِنْ طَلَبُوا القِرَى والبَيْعَ مِنَّا، =فَإِنَّا واهِبُونَ ومُطْعِمُونَا
فَلَمَّا أَنْ أَبَوا إِلاَّ اعْتِسَافًا=وأَضْحَوا بِالإِتَاوَةِ طَامِعِيْنَا
فَلَيْنَا هَامَهُمْ بِالبِيْضِ، إِنَّا=كَذَلِكَ لِلْجَمَاجِمِ مُفْتَلُونَا
وذَاكَ المُوْعِدُ الهَادِيْ بِخَيْلٍ =وفِتْيَانٍ عَلَيْهَا عَامِرِيْنَا
فَقَالَ المُصْطَفَى: يَكْفِيْهِ رَبِّيْ =وأَبْنَاءٌ لِقَيْلَةَ حَاضِرُونَا
ومَا إِنْ قَالَ: تَكْفِيْهِ قُرَيْشٌ، =ولاَ أَخَوَاتُهَا المُتَمَضِّرُونَا
وأَفْنَيْنَا قُرَيْظَةَ إِذْ أَخَلُّوا =وأَجْلَيْنَا النَّضِيْرَ مُطَرَّدِيْنَا
وسِرْنَا نَحْوَ مَكَّةَ يَوْمَ سِرْنَا=بِصِيْدٍ دَارِعِيْنَ وحَاسِرِيْنَا
فَأَقْحَمْنَا اللِّوَاءَ بِكَفِّ لَيْثٍ =فَقَالَ ضِرَارُكُمْ مَا تَعْرِفُونَا
فَآثَرَنَا النَّبِيُّ بِكُلِّ فَخْرٍ، =وسَمَّانَا إلَهِي المُؤْثِرِيْنَا
وحَانَ بِنَا مُسَيْلِمَةُ الحَنِيْفِيْيُ،=إِذْ سِرْنَا إِلَيْهِ مُوْفِضِيْنَا
وزَارَ الأَسْودَ العَنْسِيَّ قَيْسٌ =بِجَمْعٍ مِنْ غُطَيْفٍ مُرْدِفِيْنَا
فَعَمَّمَ رَأَسَهُ بِذُبَابِ عَضْبٍ =فَطَارَ القَحْفُ يَسْمَعُهُ حَنِينَا
وهَلْ غَيرُ ابْنِ مَكْشَوحٍ هُمَامٌ=نَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَمَرِّسِيْنَا
وطَارَ طُلَيْحَةُ الأَسَدِيُّ لَمَّا=رآنَا لِلصَّوَارِمِ مُصْلِتِيْنَا
ونَحْنُ الفَاتِحُونَ لأَرْضِ كِسْرَى=وأَرْضِ الشَّامِ غَيْرَ مُدَافَعِيْنَا
وأَرْضِ القَيْرَوَانِ إلى فِرَنْجَا=إِلَى السُّوْسِ القَصِيِّ مُغَرِّبِيْنَا
وجَرْبِيَّ البِلادِ فَقَدْ فَتَحْنَا=وسِرْنَا في البِلادِ مُشَرِّقِيْنَا
كَأَنَّا نَبْتَغِيْ مِمَّا وَغَلْنَا=ورَاءَ الصِّيْنِ، في الشَّرْقِيِّ، صِيْنَا
وغَادَرْنَا جَبَابِرَهَا جَمِيْعًا=هُمُوْدًا في الثَّرَى، ومُصَفَّدِيْنَا
وتَابِعَهُمْ يُؤَدِّيْ كُلَّ عَامٍ=إِلَيْكُمْ مَا فَرَضَنَا مُذْعِنِيْنَا
وآزَرْنَا أَبَا حَسَنٍ عَلِيًّا=عَلَى المُرَّاقِ بَعْدَ النَّاكِثِيْنَا
وصَارَ إِلَى العِرَاقِ بِنَا، فَسِرْنَا=كَمِثْلِ السَّيْلِ نَحْطِمُ مَا لَقِيْنَا
عَلَيْنَا اللأْمُ لَيْسَ يَبِيْنُ مِنَّا=بِهَا غَيْرُ العُيُونِ لِنَاظِرِيْنَا
فأَرْخَصْنَا الجَمَاجِمَ يَوْمَ ذَاكُمْ =ومَا كُنَّا لَهُنَّ بِمُثْمِنِيْنَا
وأَجْحَفْنَا بِضَبَّةَ يَوْمَ صُلْنَا=فَصَارُوا مِنْ أَقَلِّ الخِنْدِفِيْنَا
وطَايَرْنَا الأَكُفَّ عَلَى خِطَامٍ =فَمَا شَبَّهْتُهَا إِلاَّ القُلِيْنَا
وعَنَّنَّا الخُيُوْلَ إِلَى ابْنِ هِنْدٍ=نُطَالِبُ نَفْسَهُ أَوْ أَنْ يَدِيْنَا
وظَلْنَا نَفْتِلُ الزَّنْدَيْنِ حَتَّى= [أَ] طَارَا ضَرْمَةً لِلْمُضْرِمِيْنَا
لإِعْظَامِ الجَمِيْعِ لَهُ فَلَمَّا=تَوَقَّفَ وَقَّفُوا، لا يَحْرُكُونَا
وكُنْتُمْ بَيْنَ عَابِدِ مَا هَوِيْتُمْ =وبَيْنَ زَنَادِقٍ ومُمَجِّسِيْنَا
كَآلِ زُرَارَةٍ نَكَحُوا بِجَهْلٍ =بَنَاتِهِمُ، بِكِسْرَى مُقْتَدِيْنَا
ونَبَّوا مِنْهُمُ أُنْثَى، وقَالُوا =نَكُونُ بِهَا الذُّكُوْرَةَ مُشْبِهِينَا
وضَارِطُهُمْ فَلَمْ يَخْجَلْ، ولَمَّا=يَكُنْ لِنَشِيْدِهِ مِالقَاطِعِيْنَا
ولاَ تَنْسَوا طِلاَبَ هُذَيْلَ مِنْكُمْ =لِتَحْلِيْلِ الزِّنَا مُسْتَجْهِدِيْنَا
وبَكْرًا يَوْمَ بَالُوا في كِتَابٍ =أَتَى مِنْ عِنْدِ خَيْرِ المُنْذِرِيْنَا
وكَانَتْ عَامِرٌ [بِكِتَابِ] حَقٍّ =أَتَى مِنْهُ لِدَلْوٍ رَاقِعِيْنَا
وعُكْلٌ يَوْمَ أَشْبَعَهُمْ فَتَرُّوا=بِرِسْلِ لِقَاحِهِ مُتَغَبِّقِيْنَا
فَكَافَوْهُ بِأَنْ قَتَلُوا رِعَاهُ =وشَلُّوْهُنَّ شَلاًّ مُسْرِعِيْنَا
ونَحْنُ بِصَالِحٍ، والجَدِّ هُوْدٍ، =وذِي القَرْنَيْنِ، والمُتَكَهِّفِيْنَا،
وفَيْصَلِ مُرْسَلِيْ رَبِّيْ، شُعَيْبٍ،=وذِيْ الرَّسِّ ابْنِ حَنْظَلَ، فَاخِرُونَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وبِالسَّعْدَيْنِ سَعْدٍ ثُمَّ سَعْدٍ=وعَمَّارِ بْنِ يَاسِرَ طَائِلُوْنَا
ولُقْمَانُ الحَكِيْمُ فَكانَ مِنَّا=ومَوْلَى القَوْمِ في عِدْلِ البَنِيْنَا
ومِنَّا شِبْهُ جِبْرِيْلٍ، ومِنْكُمْ =سُرَاقَةُ شِبْهُ إِبْلِيسٍ يَقِيْنَا
بِبَدْرٍ يَوْمَ وَلَّى لَيْسَ يُلْوِيْ =عَلَى العَقِبَيْنِ أُوْلَى النَّاكِصِيْنَا
ومِنَّا زَيْدٌ المَشْهُوْرُ بِاسْمٍ =مِنَ التَّنْزِيْلِ بَيْنَ العَالَمِيْنَا
ورِدْفُ المُصْطَفَى مِنَّا ومِنَّا=فَأَنْصَارٌ لَهُ ومُهَاجِرُونا
ومِنَّا ذُو اليَمِيْنَيْنِ الخُزَاعِيْ =وذُو السَّيْفَيْن خَيْرُ المُصْلِتِيْنَا
ومِنَّا ذُو الشِّمَالَيْنِ المُحَامِي =وذُو العَيْنَيْنِ عُجْبَ النَّاظِرِيْنَا
وذُو التَّمَرَاتِ مِنَّا، ثُمَّ حُجْرٌ،=وخَبَّابٌ إمَامُ المُوقِنِيْنَا
وذُو الرَّأْيِ الأَصِيْلِ، وكَانَ مِنَّا=خُزَيْمَةُ عِدْلُ شَفْعِ الشَّافِعِيْنَا
ومِنَّا أَقْرَأُ القُرَّا أُبَيٌّ =ومِنَّا بَعْدُ رَأْسُ الفَارِضِيْنَا
ومِنَّا مَنْ تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتٍ =فَأَخْبَرَ عَنْ مَصِيْرِ المَيِّتِيْنَا
وأَوَّلُ مَنْ بِثُلْثِ المَالِ أَوْصَى =لِيُفْرَقَ بَعْدَهُ في المُقْتِرِيْنَا
ومَنْ أُرِيَ الأَذَانَ، وكَانَ مِنَّا=مُعَاذٌ رَأْسُ رُسْلِ المُرْسَلِيْنَا
ومِنَّا مَنْ رَأَى جِبْرِيْلَ شَفْعًا=ومِنَّا في النَّبِيِّ الغَائِلُونَا
ومِنَّا مَنْ أَبَرَّ اللهُ رَبِّي =لَهُ قَسَمًا، وقَلَّ المُقْسِمُونَا
ومَنْ بَسَطَ النَّبِيُّ لَهُ رِدَاءً=وأَوْصَاكُمْ بِهِ لِلسَّيِّدِيْنَا
ومِنَّا ذُو المُخَيْصِرَةِ بْنُ غُنْمٍ =ومِنَّا لِلْقُرَانِ الحَافِظُونَا
ومِنَّا المُكْفَنُونَ، وذَاكَ فَخْرٌ=بِقُمْصِ المُصْطَفَى، إِذْ يُدْفَنُونَا
كَصَيْفِيِّ بْنِ سَاعِدَ، وابْنِ قَيْسٍ=وعَبْدِ اللهِ رَأْسِ الخَزْرَجِيْنَا
ومَا ابْنُ أَبِيْ سَلُوْلٍ ذَا نِفَاقٍ =فَإِنْ قُلْتُمْ: بَلَى، فَاسْتَخْبِرُونَا
أَلَيْسَ القَوْلُ يُظْهِرُ كُلَّ سِرٍّ=لَهُ كُلُّ الخَلاَئِقِ كَاتِمُونَا؟
ونَحْنُ نَرَاهُ عَاذَ بِمَا يُصَالِي =بِجِلْدِ الهَاشِمِيِّ، ولَنْ يَكُونَا
بِغَيْرِ حَقِيقَةٍ إِلاَّ شَقَقْنَا=لَكُمْ عَنْ قَلْبِهِ تَسْتَيْقِنُونَا
كَمَا قَدْ قَال أَحْمَدُ لابْنِ زَيْدٍ=لِقَتْلِ فَتًى مِنَ المُسْتَشْهِدِيْنَا:
فَلَوْلاَ إذْ شَكَكْتَ شَقَقَتَ عَنْهُ =فَتَعْلَمَ أَنَّهُ في الكَافِريْنَا
وفِيْنَا مَسْجِدُ التَّقْوَى، وفِيْنَا=إذَا اسْتَنْجَيْتُمُ المُتَطَهِّرُونَا
ومِنَّا الرَّائِشَانِ، وذُو رُعَيْنٍ =ومَنْ طَحَنَ البِلادَ لأَنْ تَدِيْنَا
وقَادَ الخَيْلَ لِلظُّلُمَاتِ تَدَمَى =دَوَابِرُهَا لِكَثْرَةِ مَا وَجِيْنَا
يُطَرِّحْنَ السِّخَالَ بِكلُِّ نَشْزٍ=خِدَاجًا لَمْ تُعَقَّ لِمَا لَقِيْنَا
طَوَيْنَ الأَرْضَ طُوْلاً بَعْدَ عَرْضٍ =وهُنَّ بِهَا، لَعَمْرُكَ، قَدْ طُوِيْنَا
فَهُنَّ لَوَاحِقُ الأَقْرَابِ قُبٌّكَ =أَمْثَالِ القِدَاحِ إذَا حُنِيْنَا
يَطَأنَ عَلَى نُسُوْرٍ مُفْرَجَاتٍ =لِلَقْطِ المَرْوِ مَا اعْتَلَتِ الوَجِيْنَا
فَتُحْسَبُ لِلتَّوَقُّمِ مُنْعَلاَتٍ =بِأَعْيُنِهِنَّ مِمَّا قَدْ حَفِيْنَا
تَكَادُ إِذا العَضَارِيْطُ اعْتَلَتْهَا=يُلاثِمْنَ الثَّرَى مِمَّا وَنِيْنَا
فَدَانَ الخَافِقَانِ لَهُ، وأَضْحَى=مُلُوكُهُمَا لَهُ مُتَضَائِلِيْنَا
أَبُو حَسَّانَ أَسْعَدُ ذُو تَبَانٍ =وذَلِكَ مُفْرَدٌ عَدِمَ القَرِيْنَا
ومِنَّا الحَبْرُ كَعْبٌ، ثُمَّ مِنَّا=إِذَا ذُكِرُوا خِيَارُ التَّابِعِيْنَا
أَخُو خَوْلاَنَ، ثُمَّ أَبُو سَعِيْدٍ،=وثَالِثُهُمْ إذَا مَا يُذْكَرُونَا
فَعَامِرُ، وابْنُ سِيْرِيْنٍ، وأَوْسٌ،=وذاكَ نَعُدُّهُ في الشَّافِعِيْنَا
وبِابْنِ الثَّامِرِيِّ إذَا افْتَخَرْنَا=ظَلَلْنَا لِلْكَوَاكِبِ مُعْتَلِيْنَا
ومِنَّا كُلُّ ذِيْ ذَرِبٍ خَطِيْبٍ =ومِنَّا الشَّاعِرُونَ المُفْلِقُونَا
ومِنَّا بَعْدُ ذَا الكُهَّانُ جَمْعًا=وحُكَّامُ الدِّمَاءِ الأَوَّلُونَا
ومِنَّا القَافَةُ المُبْدُونَ، مَهْمَا =بِهِ شَكِلَتْ، عُرُوقَ النَّاسِبِيْنَا
ومِنَّا عَابِرُ الرُّؤْيَا بِمَا قَدْ =تَجِيءُ بِهِ، ومِنَّا العَائِفُونَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِنَّا رَاوِيُو خَبَرِ البَرايَا=ومِنَّا العَالِمُونَ النَّاسِبُونَا
ومِنَّا أُسْقُفَا نَجْرَانَ كَانَتْ =بِرَأْيِهِمَا النَّصَارَى يَصْدُرُونَا
وتَفْخَرُ بِالخَلِيْلِ الأَزْدُ مِنَّا=وحُقَّ لَهُمْ حَكِيْمُ المُسْلِمِيْنَا
ومِنَّا سِيْبَوِيْهِ، وذُو القَضَايَا=أَخُو جَرْمٍ رَئِيْسُ الحَاسِبِيْنَا
ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْنِ مَعْدِيْ =وزَيْدِ الخَيْلِ مُرْدِي المُعْلِمِيْنَا
وفَرْوَةَ، وابْنِ مَكْشُوحٍ، وشَرْحٍ =ووَعْلَةَ فَارِسِ المُتَرَسِّبِيْنَا
ومُسْهِرَ، وابْنِ زَحْرٍ، ثُمَّ عَمْرٍو =وعَبْدِ اللهِ سَيْفِ اليَثْرِبِيْنَا
وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ، [و] ابْنِ بَحْرٍ=ومِنَّا الفِتْيَةُ المُتَهَلِّبُونَا
ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَاعِ جَمْعًا=وكَانُوا لِلْخَوَارِجِ شَاحِكيْنَا
ومَا لِلأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ يَوْمًا=ولا قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ مُشْبِهُونَا
ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ، وابْنِ قَيْسٍ =سَعِيْدِ المَلْكِ قَرْمِ الحاشِدِيْنَا
وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْفٍ =ومَا مِثْلُ ابْنِ وَرْقَا تَنْجُلُونَا
ومِنَّا المُتَّلُوْنَ لِكُلِّ فَتْحٍ =ورَائِبُ صَدْعِكمْ والرَّاتِقُونَا
وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي =إِذا مَا تَذْكُرُونَ المُطْعِمِيْنَا
فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الرُّوْمِ لَمَّا=رَأَتْهُ عِدْلَ نِصْفِ المُعْرِبِيْنَا
بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَارَى =وتِمْثَالاً بِطُرْقِ السَّابِلِيْنَا
ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ، وابْنِ كُرْزٍ،=وعَبْدِ يَغُوثَ بَيْنَ القاَتِلِيْنَا
فَهَذَا مُصْلِحٌ شِسْعًا، وهَذَا=يَقُولُ قَصِيدَةً في الجَاذِلِيْنَا
وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِنْ بَعْدِ قَتْلٍ =بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الجَازِعِيْنَا
ومَدَّ بِذاكَ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَى =ولَمْ يَكُ لِلْمَنِيَّةِ مُسْتَكِيْنَا
ومَا كَجَوَادِنَا فِيْكُمْ جَوَادٌ،=وكَلاَّ، لَيْسَ فِيْكُمْ بَاذِلُونَا
وأَيْنَ كَحَاتِمٍ فِيْكُمْ، وكَعْبٍ،=وطَلْحَةَ لِلْعُفَاةِ المُجْتَدِيْنَا؟
وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَدْ تَوَلَّى =خِلافَتَكُمْ، وأَنْتُمْ حَاضِرُونَا
ومَنْ خِفْتُمْ غَوَائِلَهُ عَلَيْهَا=وكُنْتُمْ مِنْهُ فِيْهَا مُوْجَلِيْنَا
ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ، يَوْمَ أَوْدَى =عَلَيْهِ مِنْ لِوَاءٍ، أَرْبَعِيْنَا
ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَا أُلُوفٍ =وأَعْتَقَ أُمَّةً يَتَشَهَّدُونَا
ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِيْ صَعِيْرٍ =ومُذْكُو الحَرْبِ ثُمَّ المُخْمِدُونَا
وقَاتِلُ صِمَّةَ الهِنْدِيِّ مِنَّا =ومِنَّا بَعْدَ ذَا المُتَصَعْلِكُونَا
كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى، وهُمَامِ نَهْدٍ=حَزِيْمَةَ أَمْرَدِ المُتَمَرَدِّيْنَا
ونَدْمَانُ الفَرَاقِدِ كَانَ مِنَّا=وضَحَّاكُ بْنُ عَدْنَانٍ أَخُوْنَا
ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا=ومَا كَانُوا لِخَلْقٍ خَادِمِيْنَا
وبَادِرُنَا فَلَمْ نَحْصِيْ إذَا مَا=عَدَدْتُمْ أَوْ عَدَدْنَا المُفْرَدِيْنَا
ونَاقِلُنَا قَدِ اتُّبِعُوا لَديْكُمْ =وكَانُوا خَلْفَ قَوْمِيْ تَابِعِيْنَا
وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَا، ولَكِنْ =قَصَرْنَا؛ إِذْ يُعَابُ المُسْهِبُونَا
ولَكِنِّيْ كَوَيْتُ قُلُوْبَ قَوْمٍ =فَظَلُّوا بِالمَنَاخِرِ رَاغِمِيْنَا
يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِنْ خَزَاءٍ =ومَاذَاكُمْ بِشَافِي النَّادِمِيْنَا
فَلاَ فَرَجَ الإِلَهُ هُمُوْمَ قَوْمٍ =بِقُبْحِ القَوْلِ كَانُوا مُبْتَدِيْنَا
هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَانَ نَهْجًا=فَصَادَفَهُمْ بِهِ مَا يَحْذَرُوْنَا
وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا في قَبِيْلِيْ =يُقِيْمُ مُخَلَّدًا في الخَالِدِيْنَا
فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْدِيْ بِهَدْمٍ =فَيَهْدِمَهُ بِإِذْنِ الشَّائِدِيْنَا
فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ، غَيْرَ كِذْبٍ،=مِنَ البُنْيَانِ عِنْدَ الهَادِمِيْنَا
ولَوْ أَنِّيْ أَشَاءُ لَقُلْتُ بَيْتًا=تَكَادُ لَهُ الحِجَارَةُ أَنْ تَلِيْنَا
ولَكِنِّي لِرَحْمَتِهِمْ عَلَيْهِمْ =بِتَزْكِيَةٍ مِنَ المُتَصَدِّقِيْنَا
فَكَمْ حِلْمٍ أَفَادَ المَرْءَ عِزًّا=ومِنْ جَهْلٍ أَفَادَ المَرْءَ هُوْنَا
وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يُضْحِيْ =عَلَيْهِ لِلْعِدَاءِ لَهُ مُعِيْنَا
رد جميل أخي محمد:)(/)
اقرأ هذه الأبيات بتَمَعُّن
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:54 ص]ـ
قال سليمان بن عمرو (ذو الدمنة) وكان شاعراً:
إذا المرء لم يستر عن الذم عرضه= ببلغة ضيف أو بحاجة قاصد
فما المال إلا مظهر لعيوبه= وداع إليه من عدو وحاسد
وما المرء محموداً على ذي قرابة= كفاه مهما دون نفع الأباعد
ومن لا يواتيه على الجود وجده= فإن جميل القول إحدى المحامد
بذلك أوصاني أبي عن جدوده =وأوصوا بذاكم عن بكيل وحاشد
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 03:03 م]ـ
هي من أجمل ما قرأت في الحكمة، وتستحق التأمل والنظر، وبها يعجب كل كريم يعمل.
جزاك الله خيرا على ما تتحفنا به من مثل هذه الروائع.
والبيتان الثالث والرابع أروع في الحكمة، فإن أذنت لي وضعتهما في توقيعي لبعض الوقت.(/)
ظواهر فى الشعر العربى القديم والحديث
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:38 ص]ـ
لم يزل التراث العربى بحاجة الى تنقيب وبحث فى دقا ئق هذا التراث الذى اعمتدنا فى الوصول اليه على يد المستشرقين الذين اكتشفوا لنا تراثنا برمته ونمنا عن قراءة التراث بكل انواعه وقد اهتم دارسوا الشعر العربى القديم بالمشهورات فى كتب الشعر كالحماسات والمفضليات والمعلقات والاصمعيات واعتبروا أن هذا جُل الشعر العربى القديم وأقاموا على ذلك أحكامهم وتنظيراتهم المختلفة حول الشعر ولذلك لا نستغرب حين نجد أن الدراسات الحديثة للشعر القديم كلها يخرج من رحم بعضها غير أن هناك اشياء يعتبرها البعض من الصغائر فى الشعر القديم وهى ذات قيمة عالية منها نظرة الشاعر القديم إلى (الصلع) ولم يرد فى موضوع الصلع إلا القليل من الشعر الذى يكشف عن الروح الفكهة للشاعر العربى القديم وربما هذه القلة راجعة إلى أن العربي القديم كان يغطِّى الرأس فلم يلفت ذلك نظر الشاعر القديم.
وجاء فى فقه اللغة للثعالبى أن الأصلع هو الذى زاد انحسار الشعر عن نصف رأسه والأقرع الذى ذهبت بشرته مع شعره والشاعر العربى نظر إلى الصلع على أنه يجعل المرأة تزهد فى صاحبها كما قال رؤبة العجاج يصف اندهاش سلمى من صلعه:
قال سليمى: والكبير يصلع؟ = ما رأس ذا الا جبين أجمع
وقال عمرو بن معد يكرب
وسوق كتيبة دلفت لأخرى = كأن زهاءها رأس صليع
وقد تندر عبد الرحمن بن أبى شريح الانصارى من صلع الخطباء والشعراء المعمرين بقوله:
ان قيامة الرجل تقوم اذا حدثت به ثلاث علامات
إذا رأيت صلعا فى الهامة
وحدبًا بعد اعتدال القامة
وصار شعر الرأس كالثغامة
بينما يرى ابن الرومى رأيا آخر فى الصلع إذ يرى أن الرأس الصلعاء تشبه المرآة فى لمعانها وذلك حين يقول فى هجاء أبى حفص:
يا صلعة لأبى حفص ممردة = كأن ساحتها مرآة فولاذ
وهناك من يرى أن الصلع والشيب من علامات الهيبة إلى التدفع أصحابها إلى العز والسيادة مثل قول الشاعر:
فقلت لها لا تنكرينى فقلما = يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا
ولذلك فالبقاء للأصلع و مثل هذه الموضوعات خفيفة الظل تثبت لتراثنا خفة الظل وتنفى عنه دعوى التجهم والثقل التى يروج لها من عجزوا عن استيعاب هذا التراث
وسوف نخصص هذه الصفحات للكثير من الظواهر التي طرحها الشعر القديم والحديث.
ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 12:49 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً أ. محمد سعد على هذا الموضوع الماتع
فإنّي ممن يستفيدون من مواضيعك القيّمة
سر على بركة الله، وفي انتظار المزيد من هذه الظواهر(/)
رثاء المدن والممالك
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 01:34 م]ـ
الرثاء غرض شعري قديم،وفيه يقوم الشاعر بتأبين الميت فيذكر محاسنه ومآثره.
غير أن شعراء الأندلس لم يقفوا بهذا الفن عند حد رثاء أمواتهم من الملوك والأهل و الأقارب، وإنما وجدناهم قد توسعوا فيه، وطوروا مفهومه وذلك برثاء المدن، تلك التي غلبهم عنها أعداؤهم وأخرجوهم منها مشردين في أنحاء الأندلس.
وقد أكثر شعراء الأندلس القول في رثاء مدنهم،حتى صار فنا شعريا قائما بذاته في أدبهم.
ربما نجد في أدب المشارقة شيئا من هذا القبيل،كقصيدة ابن الرومي في رثاء مدينة البصرة،عندما أغار عليها الزنج من 255للهجر
قال ابن الرومي:
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام= شغلها عنه بالدموع السجام
أي نوم من بعد ما حل بالبصرة=ما حل من هنات عظام
أي نوم من بعد ما انتهك الز=نج جهارا محارم الإسلامة.
لكن المشارقة لم يتوسعوا في رثاء المدن توسع الأندلسيين ولذلك لم يظهر هذا اللون من الشعر في أدبهم كما ظهر في الأدب الأندلسي.
وذكر صاحب نفح الطيب أن من أول ما استرده الإفرنج من مدن الأندلس مدينة طليطلة التي استولى عليها النصارىسنة 478للهجرة بعد حصار طويل وكان سقوطها مصابا جللا هز نفوس الأندلسيين.فقال قائلهم:
طليطلة أباح الكفر منها= حماها ... إن ذانبأ كبير
كفى حزنا بأن الناس قالوا=إلى أين التحول والمسير؟
ولا ثمّ الضياع تروق حسنا=نُباكرها فيعجبنا البكور
ألا ررجل له رأي أصيل=به مما نحاذر نستجير؟
وقال ابن خفاجة في رثاء مدينة بلنسية التي سقطت في أيدي الأعداء سنة488 للهجرة.
عافت بساحتك العدى يا دار =ومحا محاسنك البلى والنار
ولعل نونية أبي البقاء الرندي هي أروع وأشجى ما جادت به قريحة شاعر
أندلسي،اذ يقول:
لكل شيئ إذا ما تم نقصان =فلا يُغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دُول= من سرّه زمن ساءته أزمان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له= هوى له أُحُد و أنهد ثهلان
فاسأل بلنسية:ما شأن مرسية =وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم=من عالم قد سما فيها له شان؟
قواعد كن أركان البلاد فما= عسى البقاء إذا لم تبق أركان
وتبكي الحنيفية البيضاء من أسف=كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية =قد اقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما=فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة=حتى المنابر ترثي وهي عيدان
كم يستغيث بنوا المستضعفين وهم= قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
يا من لذلة قوم بعد عزهم=أحال حالهم جور وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم=واليوم هم في بلاد الكفر عُبدان
ولو رايت بكاهم عند بيعهم=لهالك الأمر واستهوتك أحزان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد=إن كان في القلب إسلام و إيمان
يتبع .............
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 05:03 م]ـ
موضوع جميل أخت عفاف
تابعي نحن في الانتظار
ـ[لون السماء]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 05:09 م]ـ
كلام جميل .. !
لم أعتد على قراءة مثل هكذا مواضيع رائعة في المنتديات الأخرى .. شكرا لك ِ
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:45 م]ـ
ولعل أبرز المدن التي لقيت إهتماما من الشعراء قرطبة، فندبوها بمراثيهم،وممن رثاها الوزير أبو عامر ابن شهيد فقال:
ما في الطلول من الأحبة مخبر=فمن الذي عن حالها نستخبر
ولا تسألن ّسوى الفراق فانّه=ينبيك عنهم أنجدوا أم أوغرواويصف حال أهلها:
فلمثل قرطبة يقل بكاء من=يبكي بعين دمعها متفجر
دار أقال الله عثرة أهلها=فتبربروا وتغربوا وتمصروا
في كل ناحية فريق منهم=متفطّر لفراقها متحيّر
عهدي بها والشمل فيها جامع=من أهلها والعيش فيها أخضر
ورياح زهرتها تفوح عليهم=بروائح يفتر منها العنبر
والقصر قصر بني أمية وافر=من كل أمر الخلافة أوفر
يا جنة عصفت بها وبأهلها =ريح النوى فتدمرّت وتدمروا
آسى عليك من الممات وحقّ لي=إذ لم نزل بك في حياتك نفخر
كما رثاها ابن حزم نثرا وشعرا حين وقف على منازل أهله ورآها، وقد طمرت اعلامها وخفيت معاهدها وغيرها البلى فصارت صحارى مجدبة بعد العمران،وفيافي موحشة بعد الأنس. فمن شعره فيها:
سلام على دار رحلناوغودرت=خلاء من الأهلين موحشة قفرا
تراها كأن لم تغن بالأمس بلقعا=ولا عمرت من أهلها قبلنا دهرا
فيا دار لم يقفرك منّا اختيارنا=ولو أننا نستطيع كنت لنا قبرا
ولكنّ الأقدار من الله أنفذت=تدمرنا طوعا لما حل أو قهرا
فيا خير دار قد تركت حميدة= سقتك الغوادي ما أجلّ وما أسرى
ويا دهرنا فيها متى أنت عائد=فنحمد منك العود إن عدت والكرا
سأندب ذاك العهد ما قامت الخضرا=على الناس سقفا واستقلت بنا الغبرا
وللكلام بقية ................
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 02:36 م]ـ
شكرا على الموضوع الجدير بالبحث ولك هذه المختارات في بكاء المدن _ بكاءعلي الحصري للقيروان يقول من البسيط:
هل مطمعٌ أن تُرد القيروانُ لنا \\\\\\\ وصبرةُ والمصلّى والحنيّات
ما أن سجا الليلُ إلاّ زادني شجنا\\\\\\\ فأتبعت زفراتي فيه أنّات
ولا تنفّستْ أنفاس الرياض ضُحى \\\\\\\ إلاّ بدت زفرات مستكنّات
وكم دعيتُ لبستان فجدَّدَ لي \\\\\\\ شوقا ولو كان في مغناه سلْواتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 08:11 م]ـ
شكرا على الموضوع الجدير بالبحث ولك هذه المختارات في بكاء المدن _ بكاءعلي الحصري للقيروان يقول من البسيط:
هل مطمعٌ أن تُرد القيروانُ لنا \\\\\\\ وصبرةُ والمصلّى والحنيّات
ما أن سجا الليلُ إلاّ زادني شجنا\\\\\\\ فأتبعت زفراتي فيه أنّات
ولا تنفّستْ أنفاس الرياض ضُحى \\\\\\\ إلاّ بدت زفرات مستكنّات
وكم دعيتُ لبستان فجدَّدَ لي \\\\\\\ شوقا ولو كان في مغناه سلْواتُ
مرور طيب أخي الكريم،مزيدا من التواصل في هذا الموضوع
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 08:56 م]ـ
كما تعد مرثية الشاعر ابن الأبار لمدينة بلنسية من المراثي المشهورة في الأندلس، فقد أرسل بها على لسان أميره إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس مستنجدا به لنصرة الأندلس ومطلعها:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا= إن السبيل إلى منجاتها درسا
وهب لها من عزيز النصر ما التمست =فلم يزل منك عزّ النصر ملتمسا
ويحكي هذا النص يأس أهل الأندلس من حكامهم المسلمين ومن ثم توجهوا لطلب النصرة من خارج الأندلس كما تصور حال بلنسية وقد تحولت المساجد إلى كنائس وفرض الكُفر سلطانه على الجزيرة وأن الذي أصاب بلنسية يوشك أن يصيب باقي المدن الأندلسية:
مدائن حلها الإشراك مبتسما =جذلان، وارتحل الإيمان مبتئسا
ياللمساجد عادت للعدا بيعا= وللنداء غدا أثناءها جرسا
ثم يلتفت إلى أبي زكريا سلطان تونس قائلا:
طهّر بلادك منهم إنهم نجس =ولا طهارة ما لم تغسل النجسا
وأوطئ الفيلق الجرار أرضهم= حتى يطأطئ رأسا كل من رأسا
وأملأ هنيئًا لك التأييد ساحتها= جرُدًا سلاهب أو خطية دُعُسا
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 09:33 م]ـ
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ..
ما أطيب اللقيا بلا ميعادِ
عينان سوداوان .. في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعاد ..
هل أنت إسبانية .. ساءلتها
قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة وصحت قرون سبعة
في تينك العينين .. بعدرقاد
وأميّة .. راياتها مرفوعة
وجيادهاموصولة بجياد ..
ماأغرب التاريخ .. كيف أعادني
لحفيدة سمراء .. من أحفادي
وجه دمشقي .. رأيت خلاله
أجفان بلقيس .. وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة
كانت بها أمّي تمدّ وسادي
والياسمينة, رُصعت بنجومها
والبركة الذهبيّة الإنشاد ..
ودمشقُ .. أين تكون؟ قلتُ:ترينها
في شعرك المنساب نهرَ سواد
في وجهك العربيِّ, في الثّغر الذي
مازال مختزنا شموس بلادي
في طيب "جنّات العريف" ومائها
في الفلِّ, في الريحان, في الكبّاد
سارت معي .. والشعرُ يلهثُ خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد ..
يتألّق القرط الطّويل بجيدها
مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائيَ التاريخ .. كوم رماد ..
الزخرفات أكادأسمع نبضها
والزركشات تنادي على السقوف تنادي
قالت: هنا الحمراء .. زهْوُ جدودنا
فاقرأْ على جدرانها أمجادي
أمجادُها؛؛ومسحت جرحا نازفا
ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
أنّ الذين عنتهمُ أجدادي ..
عانقت فيها عندما ودّعتها
رجلايُسمّى (طارق بن زياد)
هذا نزار يبكي غرناطة أجمل ما يبكي رجل مدينة
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:16 م]ـ
أعتذر للقارئين لقد كررت تنادي في قول نزار:
والزركشات على السقوف تنادي
وهذا أصحّ
فليصوبها من له إمكان التصويب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:38 م]ـ
موضوع متميز رائع , وقصائد في غاية الروعة ..
سأحاول المشاركة إن تمكنت ما استطعت ... لي عودة إنشاء الله.
بارك الله فيك.
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:09 م]ـ
لي عودة إن شاء الله بقطع في بكاء القيروان بعد زحف الهلاليين
وإنّي أرى قطعا أخرى أشد على قلوب عشاق الحواضر.وهي في بكاء بغداد وما بغداد في المدن
أخي رعد هل عندك شيء في بكاء القدس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:15 م]ـ
في رثاء "الأندلس"
لابن الأبار
نَادَتْكَ أنْدَلُسٌ فَلَبِّ نِداءَها = واجْعل طَواغيتَ الصّليبِ فِداءَها
صَرَختْ بِدَعوَتك العليّة فاحْبُها = من عاطِفاتك ما يقي حوْباءها
واشدُدْ بِجلبك جُرْد خَيلك أزْرَها = تَرْدُدْ على أعْقَابِها أرْزَاءها
هيَ دَارُك القُصوى أوَتْ لإِيالَةٍ = ضَمِنْتَ لها معَ نصْرِها إيواءَها
وبَها عَبيدُك لا بَقاءَ لَهُم سوى = سُبُل الضّراعة يَسْلُكون سَواءَها
(يُتْبَعُ)
(/)
خَلَعَتْ قُلُوبُهُمُ هُناك عزَاءَها = لمّا رأتْ أبْصارُهُم مَا ساءها
دُفِعوا لأبكارِ الخُطوب وعُونها = فَهُمُ الغَداةَ يُصابِرونَ عَنَاءَها
وَتَنَكّرَتْ لَهُم اللَّيالي فَاقْتَضَتْ = سَرَّاءَها وَقَضَتْهُمُ ضَرّاءَها
تِلك الجَزيرَةُ لا بقاء لها إذا = لَمْ يَضْمن الفَتْحُ القريب بَقاءَها
رِشْ أيها المولى الرّحيمُ جناحَها = واعْقِدْ بِأرْشية النّجاة رِشاءَها
أَشفى على طرفِ الحياةِ ذَماؤُها = فاستبْق للدّين الحَنيف ذماءَها
حاشَاكَ أنْ تَفْنى حُشاشتُها وَقدْ = قَصَرتْ عليك نداءها ورَجَاءَها
طَافَتْ بِطَائفَة الهُدى آمالُهَا = تَرْجو بِيَحيى المُرْتَضى إحْياءَها
واسْتَشرفَتْ أمْصَارُها لإمَارة = عَقَدت لنَصر المُسْتضام لوَاءَها
واسْتَشرفَتْ أمْصَارُها لإمَارة = عَقَدت لنَصر المُسْتضام لوَاءَها
يا حَسْرَتِي لِعقائِلٍ مَعْقولَةٍ = سَئم الهُدى نحْو الضّلالِ هِداءها
إيهٍ بَلَنْسيَةٌ وفي ذكراكِ ما = يمري الشؤون دماءَها لا ماءَها
كيف السّبيلُ إلى احتِلال معاهدٍ = شبّ الأعاجِم دُونها هيْجاءها
وإلى رُبىً وأباطِحٍ لَمْ تَعْرَ مِنْ = خلَعِ الرّبيع مصيفَها وشِتاءَها
طابَ المُعرّسُ وَالمَقيلُ خِلالَها = وَتطلّعَتْ غُرَر المُنى أثْناءها
بِأبي مدارسُ كالطلول دَوارسٌ = نَسختْ نواقيسُ الصّليب نِداءَها
ومصانعٌ كسَف الضّلالُ صَباحها = فيخالُه الرّائي إليْه مَسَاءَها
رَاحَتْ بها الوَرْقاءُ تُسمعُ شدوَها = وغَدت تُرجِّعُ نَوْحَها وبكاءَها
عَجَباً لأهْل النار حلّوا جَنّةً = مِنْهَا تمُدُّ عَلَيْهِم أفْيَاءَها
أمْلتْ لهُم فتعجّلوا ما أمّلوا = أيّامُهُم لا سُوِّغوا إملاءها
أمْلتْ لهُم فتعجّلوا ما أمّلوا = أيّامُهُم لا سُوِّغوا إملاءها
بُعْداً لِنَفْس أبْصَرَتْ إسْلامَهَا = فَتَوكَّفَتْ عنْ جزّها أسْلاءَها
أمّا العُلوجُ فَقَد أحالُوا حالها = فَمَن المُطيقُ علاجَها وشِفَاءها
أهْوى إليْها بالمكاره جارح = لِلكُفْر كَرّه ماءَها وهواءَها
وكفى أسى أن الفواجعَ جمّة = فَمَتى يُقاوم أسْوُها أسْوَاءها
هَيهات في نَظَر الإمارَة كفُّ ما = تخْشاه ليْت الشُّكرَ كان كِفاءها
مَولاي هَاك معادةً أنْباءَها = لِتُنيلَ منْك سعادةً أبْناءَها
جَرِّدْ ظُباك لمحو آثار العدى = تَقْتلْ ضَراغِمَها وتَسْبِ ظِباءَها
واسْتدْع طائِفَة الإمام لِغَزْوها = تَسْبِق إلى أمثالِها استدْعاءَها
لا غَرْو أن يُعْزى الظهور لملة = لَمْ يَبْرحُوا دُون الوَرى ظُهَراءها
إنّ الأعاجِم للأعاربِ نُهْبَة = مَهْما أمَرْتَ بِغَزْوها أحْياءهَا
إنّ الأعاجِم للأعاربِ نُهْبَة = مَهْما أمَرْتَ بِغَزْوها أحْياءهَا
تالله لو دَبّت لها دَبّابُها = لَطَوَتْ عَلَيها أرْضَها وَسَمَاءَها
وَلو اسْتَقَلَّت عَوْفُها لقتالها = لاسْتَقبلت بالمُقرَبات عَفَاءَها
أرْسِل جَوارِحَها تَجئك بصيدها = صَيْداً وناد لِطَحْنِها أرْحَاءَها
هُبُّوا لها يا مَعْشَرَ التَّوحِيدِ قَدْ = آن الهُبوبُ وأحْرِزوا عَلْياءها
إنّ الحَفائِظَ من خلالِكُمُ التي = لا يَرْهَبُ الداعي بِهِنّ خَلاءها
هي نُكتةُ الدّنيا فحيهلاً بها = تَجدوا سناها في غدو سناءها
أوْلوا الجَزيرَةَ نُصْرَةً إن العدى = تَبْغِي على أقطارها اسْتيلاءَها
نُقِصَتْ بِأهل الشّرك من أطرافها = فَاستحْفِظوا بالمُؤْمنين بقاءَها
حاشاكُم أنْ تُظْهروا إلْقاءَها = في أزْمةٍ أو تُضْمروا إقْصاءَها
خُوضوا إليها بحْرها يُصبح لكمْ = رَهواً وجوبوا نحوَها بيداءها
وافى الصَّريخ مُثوّبا يدعو لها = من يصْطفي قصد الثّواب ثواءها
دَارُ الجِهاد فلا تَفُتْكمُ سَاحَةً = ساوَتْ بها أحياؤُها شُهَدَاءها
هَذي رسائِلُها تُناجي بِالتي = وَقَفَتْ عَلَيْهَا رَيْثَها ونجَاءَها
ولَرُبّمَا أنْهَت سَوالِبَ للنهى = منْ كائِنات حُمّلت إنْهاءها
وفَدَت على الدّار العَزيزة تَجْتَني = آلاءَهَا أوْ تَجْتَلِي آرَاءَها
مُسْتَسْقِياتٍ مِنْ غُيوث غياثها = ما وَقْعُه يَتَقَدّمُ اسْتسقَاءَها
قَدْ أمّنَتْ في سُبْلها أهْوَالَها = إذْ سَوَّغَت في ظِلِّها أهْواءها
وبِحَسْبِهَا أنّ الأمير المُرْتَضَى = مُتَرَقِّبٌ بِفُتوحها أنْبَاءها
في الله ما يَنويه من إدراكها = بكلاءةٍ يفدي أبي كلاءها
بُشْرى لأَنْدلُسٍ تُحبُّ لقَاءه = ويُحِبّ في ذات الإلَه لِقاءَهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
صَدَقَ الرُّواةُ المُخْبِرونَ بأنّه = يَشْفِي ضَنَاهَا أوْ يُعيدُ رُوَاءها
إنْ دَوَّخَ العُرْب الصّعابَ مَقَادَةً = وأبى عليها أن تُطيع إبَاءها
فكأن بِفيْلقه العرمْرَم فالقاً = هَامَ الأعاجم نَاسِفاً أرْجَاءَها
أنْذرْهُمُ بِالبَطْشَة الكُبْرى فقدْ = نذَرت صَوارمُه الرّقاقُ دِماءَها
لا يَعدَم الزّمنُ انتصارَ مؤيَّدٍ = تَتَسوَّغُ الدُّنيا بِه سَرّاءَها
ملِكٌ أمَدَّ النَيّرات بِنُوره = وأفادَها لألاؤُه لألاءَها
خَضَعَتْ جَبَابِرَة المُلوكِ لِعزه = ونَضَتْ بِكَفّ صغارِها خُيَلاءَها
أبقى أبُو حَفْصٍ إمَارَتَه له = فَسَمَا إلَيها حامِلاً أعْبَاءهَا
سَلْ دَعْوَةَ المَهْديّ عن آثاره = تُنْبِئْك أنّ ظُباه قُمْنَ إزَاءَها
سَلْ دَعْوَةَ المَهْديّ عن آثاره = تُنْبِئْك أنّ ظُباه قُمْنَ إزَاءَها
قبضت يداه على البسيطة قَبْضَةً = قادَتْ له في قدّه أمراءَهَا
فعلى المَشارق والمغارب ميسَمٌ = لِهُداه شَرّفَ وَسْمُه أسْماءَها
تَطْمو بِتُونِسها بِحارُ جُيوشه = فيزورُ زاخر موْجها زَوْرَاءها
وَسع الزمانَ فضاقَ عنْه جَلالةً = والأرضِ طُرّا ضَنكها وفَضَاءَها
ما أزْمَع الإيغال في أكْنَافِها = إلاّ تصَيّد عَزْمُهُ زُعَمَاءَها
دانَتْ له الدُّنيا وشُمُّ مُلوكِها = فاحْتَلَّ منْ رُتَب العُلى شمّاءها
رَدّتْ سَعَادَتُه على أدْراجِها = غِيَل الزّمان ونَهْنهت غُلَواءها
إن يغْتِم الدُّوَلَ العَزيزَة بأسُه = فَلأنْ يُوالي جُودُه إعطاءَها
تَقَعُ الجَلائلُ وهْو راسٍ راسخٌ = فيها يُوقّعُ للسعودِ جلاءَها
كالطَّوْد في عَصْف الرياح وقَصْفها = لا رَهْوَها يَخْشى ولا هْوجاءها
بَرَكَتْ بكُلّ مَحَلّةٍ بركاتُه = شَفْعاً يُبَادرُ بذلُها شُفعاءها
كالغَيْث صَبّ على البَسيطة صَوْبَه = فَسَقى عَمائِرَها وجَاد قَواءَها
يَنْميه عَبْد الواحِد الأرْضى إلى = عُلْيا تَجَنّح بَأسها وَسَخَاءَها
في نَبْعَةٍ كَرُمتْ وطابَتْ مَغْرِساً = وسَمَتْ وطالتْ نضْرَةً نُظراءها
ظهرت بِمحتدها السّماء وجاوَزَتْ = بِسُرادقاتِ فخارها جوْزاءها
فئةٌ كرامٌ لا تكُفّ عن الوغى = حتّى تُصرِّعَ حوْلها أكفاءها
وتَكُبُّ في نار القِرى فوْقَ الذُّرى = من عِزّةٍ لُوّاتِها وكُبَاءَها
قد خلقوا الأيَّامَ طيبَ خَلائِق = فَثَنَتْ إلَيهمْ حَمْدها وثَنَاءَها
يُنْضُونَ في طَلَب النّفائِس أنْفُساً = حَبَسوا على إحرَازِها أنْضَاءَها
وَإذا انْتَضَوْا يَوْمَ الكَريهَة بيضَهُمْ = أبْصَرْت فيهم قَطْعها وَمَضاءَها
لا عُذْر عند المكرُماتِ لهم متى = لم تَسْتَبن لعُفاتِهم عذْرَاءها
قَوْمُ الأمير فمنْ يقُومُ بِما لهم = من صالِحاتٍ أفحَمتْ شُعَرَاءَها
صَفْحاً جَمِيلاً أَيُّها المَلك الرّضي = عنْ مُحكماتٍ لم نُطق إحْصَاءها
تَقِفُ القوافي دُونَهنّ حَسيرةً = لا عِيّها تُخْفي ولا إعْيَاءها
فلعل عَلْيَاكمْ تُسامح راجياً = إصْغاءها ومُؤمّلاً إغضاءَها
ابن الأبار595 - 658 هـ / 1199 - 1260 م
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله.
من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس.
فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده.
ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه.
فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس.
وله شعر رقيق.
من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و (المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:38 م]ـ
لي عودة إن شاء الله بقطع في بكاء القيروان بعد زحف الهلاليين
وإنّي أرى قطعا أخرى أشد على قلوب عشاق الحواضر.وهي في بكاء بغداد وما بغداد في المدن
أخي رعد هل عندك شيء في بكاء القدس
نعم عندي ..
قصيدة في رثاء " القدس "
للشاعر الفلسطيني " عبد الرحيم محمود "
دَع عَنكَ رائِعَةَ الأَغاني = جَفَّت عَلى شَفَتِي الأَماني
أَرفَوسُ لَيسَ بِمُستَطي = عٍ أَن يُهَدهِدَ لي جَناني
أَدِر الكُؤوسَ مَليئَةً = وَذَرِ المَثالِثَ وَالمَثاني
(يُتْبَعُ)
(/)
بَل بِالدِّنانِ فَعاطِني = لا أَرتَوي بِسِوى الدِنانِ
هاتِ اِسقِني كاساً لِأَن = سَى فَوقَ أَرضِكَ ما كَياني
هاتِ اِسقِني حَتّى أُحَل = لِقَ مِن سَمائي في العِنانِ
وَأَفِّرُّ مِن شَرَكِ الزَما = نِ وَمِن أَحابيلِ المَكانِ
أَتَسَلَّقُ النورَ الشُعا = عَ إِلى كَواكِبَ لي رَواني
أَنا مِن هُناكَ مِنَ السَما = ءِ فَمَن عَلى الدُنيا رَماني
مَن دَنَّسَ القُدسَ الطَهّو = رَ وَحَطَّ بِالعَفِّ الحَصانِ
أَو فَاِسقِني بِالقِبَّةِ الزَر = قاءِ كَأسُكَ ما رَواني
هُوَ مَن ثَرى التُربَ الخَسي = سِ فَما أَفادَ وَما شَفاني
وَأَراهُ لَم يَبعَث بِقَل = بي بَعضَ آمالي الفَواني
أَدنى مِنَ الأَلَمِ القَصِي = ي وَأَضاعَ أَحلامي الدَواني
هاتِ اِسقني واجعل كؤو = سَ الراحِ أَفواهَ الحِسانِ
فَأَذوقُها مَمزوجَةً = بِشَذا الهَوى وَلُفى الحِنان
أَو فَاِسقنيِها في العُيو = نِ الموحِياتِ ليَ المَعاني
أَو في النُحورِ البيض تُغ = ري فَوقَ أَغصانٍ لِدانِ
أَو في كِمامِ الوَردِ رَيْ = يا أَو ثُغورِ الأُقحُوانِ
هذي اِوانٍ وَالجَما = لُ يَزيدُهُ حُسنُ الأَواني
وَالراحُ روحلٌ لَيسَ يَج = لُوها سِوى حُسنِ المَباني
هاتِ اِسقِني وَاِحلُل بِرا = حِكَ عُقدَةً زَمَّت لِساني
إِنّي أَراني إِن ظَمِئ = تُ إِلى الطَلاعِيِّ البَيانِ
شَفَتي وَكَأسكَ عاشِقا = نِ عَنِ الهَوى يَتَحَدَّثانِ
غَنَماً مِنَ الدَهرِ الخَؤو = نِ مُنىً فَباتا في قرانِ
دَقّاتُ قَلبي وَالحبا = بُ مِنَ الجَوى يَتَشاكَيانِ
هاتِ اِسقِني كَأَساً لِأَغ = رَقَ فيهِ أَثقَلَ ما أُعاني
جِسمي وَروحي في سَعي = رٍ سَرمَدٍ يَتَحَرَّقانِ
يوحي إِلَيَّ الكَأسُ ما = يوحي فَعَزّوني بِثانِ
لِتَشيعَ في قَلبي الحَزي = نِ رُؤى رَجاها مِن زَمانِ
أَطفىءْ صَدايَ فَإِنَّني = جَفَّت عَلى شَفَتي الأَماني
عبد الرحيم محمود
1331 - 1367 هـ / 1913 - 1948 م
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.
شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس.
وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935.
المسجد الأقصى أجئت تزوره
أم جئته قبل الضياع تودعه
وطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده.
وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها.
وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:53 م]ـ
بوركت أخي ورحمه الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 12:19 ص]ـ
في رثاء " فلسطين "
إبراهيم طوقان
أحرارنَا قد كشفتم عن بطولتكم = غظاءَ ها يوم توقيع الكفالاتِ
أنتم رجال خطابات منمَّقةٍ = كما علمنا وأبطال احتجاجاتِ
وقد شبعتم ظهوراً في مظاهرةٍ = مشروعةٍ وسكرتم بالهتافاتِ
ولو أُصيب بجرحٍ بعضُكم خطاً = فيها إذاً لرتعتم بالحفاواتِ
بل حكمةُ اللهِ كانت في سلامتكم = لأَنكم غير أهل للشهاداتِ
أضحتْ فلسطينُ من غيظ تصيح بكم = خلوا الطريق فلستم من رجالاتي
ذاك السجين الذي أغلى كرامته = فداؤه كل طلاّب الزعاماتِ
إبراهيم طوقان
1323 - 1360 هـ / 1905 - 1941 م
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان.
شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها: (عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً، وكان يعاني مرضاً في العظام، فأنهكه السفر فمات شاباً.
وكان وديعاً مرحاً.
له (ديوان شعر).
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 12:50 ص]ـ
1 الدهر يفجعُ بعد العين بالأثرِ = فما البكاءُ على الأشباح و الصور
2 فلا تغرَّنك من دنياك نومتها = فما صناعة عينيها سوى السّهر
3 كم دولة وَليَت بالنصر خدمتها = لم تبقِ منها ـ وسَل ذكراك ـ من خبرِ
4 بني المظفر و الأيام ما برحت = مراحلا و الورى منها على سَفر
5 سُحقا ليومكم يوما و لا حَمَلت = بمثله ليلة في مقبل العمر
6 من للبراعة أو من لليراعة أو = منْ للسّماحة أو للنفع و الضرر
7 ويح السّماح و ويح البأس لو سلما = واحسرة الدين و الدنيا على عُمر
8 سقت ثرى الفضل و العباس هامية = تعزى إليهم سماحا لا إلى المطر
9 أين الجلال الذي عمّت مهابتُه = قلوبنا و عيون الأنجم الزّهر
10 منْ لي و منْ لهم إن أظلمت نُوَبٌ = و لم يكن ليلُها يُفضي إلى سَحر
11 على الفضائل إلا الصبرَ بعدهمُ = سلام مرتقبٍ للأجر منتظر
وهذه قصيدة لابن عبدون في رثاء دولة بني الأفطس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 11:36 م]ـ
من شعر المقاومة العراقية
من رحم المأساة و من قسوة الاصداف تخرج الدرر .. في ابان الاعتداء الاستعماري الامريكي على بلد العراق مهد الحضارت و منبع الثقافات ظهر ما يسمى بأدب المقاومة و اصبح ظاهرة ادبية وجب الاحتفاء بها.
في رثاء " بغداد " الحبيبة.
من صدمتي قد أُلجِمَ الحرفُ = ولِما جرى أعيا فمي الوصفُ
بغدادُ إنّ قلوبَنا عُصِرتْ = حزناً عليكِ وهدّها الخوفُ
وتكسّرتْ كلماتنا خجلا = مما اعتراكِ وأطرقَ الطرفُ
بغدادُ كيفَ الحالُ؟ كيف غدتْ = فيكِ الرّبى والنهرُ والجُرفُ؟
أو ما يزالُ النّهرُ مبتهجاً = والبدرُ فوق مياهه يطفو؟
أو ما يزال الليلُ ساحرةً = أنوارُهُ .. فكأنّها طيفُ؟
وحدائقُ الساحات كيف بدتْ؟ = أو ما يزالُ بزهرها عَرْفُ؟
أو ما يزالُ بكلّ داليةٍ = طيرٌ يحط ُّ وجنبهُ إلفُ؟
في بيتنا النّارنجُّ كيف غدا؟ = أعليهِ ما زال النّدى يغفو؟
هل يا تُرى أغصانُهُ كبُرَتْ؟ = لَكأنّها بالقلب تلتفُّ
فمن الحمائم حولها حِلَقٌ = ومن السنونو فوقها صفُّ
أوّاهُ يا بغدادُ .. إنّ بنا = شوقاً شديداً دونه اللهفُ
أدمنتُ فيكِ الحبَّ من صِغَري = ولغيره بسواكِ لا أهفو
جسرُ الرصافةِ منذ فارقني = نِصفٌ هناك وفي الحشا نِصفُ
بغدادُ أتعبني الحنينُ وما = عنه الفؤادُ بوسعه الكَفُّ
في كلّ يومٍ عنكِ يقتلني = خبرٌ يطلُّ كأنّه السيفُ
ومشاهدٌ لكأنّها جبل = فوقي ينوءُ بحمله الكتْفُ
القدسُ كانت همُّنا زمنا = والآنَ بعدَكِ همُّنا ضِعْفُ
شاخ الفؤادُ من الأسى وغدا = عُمْرُ الفؤادِ كأنه ألفُ
أُخِذ َالبريءُ بذنب ظالمِه = وعلى القضيّةِ أُسْدِلَ السَّجْفُ
بغدادُ كم عين ٍ بكتْكِ وهلْ = بعد الجريمةِ ينفعُ العطفُ؟
بأكفِّنا اغتلناكِ من زمن = وغداً بذاك ستشهدُ الكفُّ
منذ ارتضينا العنفَ يحكمُنا = أضحى يشوبُ طباعَنا العنفُ
ساد الهوى فينا وصارَ لهُ = مثلَ العبيدِ قلوبُنا الغُلْفُ
بالأيدلوجياتِ كمْ خُدعَتْ = فينا العقولُ وغرّها الزيفُ
وكم اطّرحنا خلفَنا قِيَماً = من دونها الإسلامُ لا يصفو
هذا الذي نلقاهُ من يدنا = مهما علا بشموخه الأنفُ
فمن ِابتنى بالظلم دولته = سيخرُّ يوماً فوقه السقْفُ
بغدادُ عنكِ الأرضُ تسألني = ويجيشُ من أحزانِها الجوفُ
وعليكِ يبكي النخلُ من جزع = ويئنُّ فوق جذوعه السّعْفُ
ماذا أحدّثُ عنكِ يا نغما = يحلو به الإنشادُ والعزفُ
قيثارةُ الشعراءِ قد كُسِرتْ = منذ انكسرتِ وحُطّمَ الدُّفُ
فلتغفري ضعفي وحشرجتي = إنّ المُحبَّ بطبعِه الضَّعْفُ
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 11:43 م]ـ
من شعر المقاومة العراقية
من رحم المأساة و من قسوة الاصداف تخرج الدرر .. في ابان الاعتداء الاستعماري الامريكي على بلد العراق مهد الحضارت و منبع الثقافات ظهر ما يسمى بأدب المقاومة و اصبح ظاهرة ادبية وجب الاحتفاء بها.
في رثاء " بغداد " الحبيبة.
من صدمتي قد أُلجِمَ الحرفُ = ولِما جرى أعيا فمي الوصفُ
بغدادُ إنّ قلوبَنا عُصِرتْ = حزناً عليكِ وهدّها الخوفُ
وتكسّرتْ كلماتنا خجلا = مما اعتراكِ وأطرقَ الطرفُ
بغدادُ كيفَ الحالُ؟ كيف غدتْ = فيكِ الرّبى والنهرُ والجُرفُ؟
أو ما يزالُ النّهرُ مبتهجاً = والبدرُ فوق مياهه يطفو؟
أو ما يزال الليلُ ساحرةً = أنوارُهُ .. فكأنّها طيفُ؟
وحدائقُ الساحات كيف بدتْ؟ = أو ما يزالُ بزهرها عَرْفُ؟
أو ما يزالُ بكلّ داليةٍ = طيرٌ يحط ُّ وجنبهُ إلفُ؟
في بيتنا النّارنجُّ كيف غدا؟ = أعليهِ ما زال النّدى يغفو؟
هل يا تُرى أغصانُهُ كبُرَتْ؟ = لَكأنّها بالقلب تلتفُّ
فمن الحمائم حولها حِلَقٌ = ومن السنونو فوقها صفُّ
أوّاهُ يا بغدادُ .. إنّ بنا = شوقاً شديداً دونه اللهفُ
أدمنتُ فيكِ الحبَّ من صِغَري = ولغيره بسواكِ لا أهفو
جسرُ الرصافةِ منذ فارقني = نِصفٌ هناك وفي الحشا نِصفُ
بغدادُ أتعبني الحنينُ وما = عنه الفؤادُ بوسعه الكَفُّ
في كلّ يومٍ عنكِ يقتلني = خبرٌ يطلُّ كأنّه السيفُ
ومشاهدٌ لكأنّها جبل = فوقي ينوءُ بحمله الكتْفُ
القدسُ كانت همُّنا زمنا = والآنَ بعدَكِ همُّنا ضِعْفُ
شاخ الفؤادُ من الأسى وغدا = عُمْرُ الفؤادِ كأنه ألفُ
أُخِذ َالبريءُ بذنب ظالمِه = وعلى القضيّةِ أُسْدِلَ السَّجْفُ
بغدادُ كم عين ٍ بكتْكِ وهلْ = بعد الجريمةِ ينفعُ العطفُ؟
بأكفِّنا اغتلناكِ من زمن = وغداً بذاك ستشهدُ الكفُّ
منذ ارتضينا العنفَ يحكمُنا = أضحى يشوبُ طباعَنا العنفُ
ساد الهوى فينا وصارَ لهُ = مثلَ العبيدِ قلوبُنا الغُلْفُ
بالأيدلوجياتِ كمْ خُدعَتْ = فينا العقولُ وغرّها الزيفُ
وكم اطّرحنا خلفَنا قِيَماً = من دونها الإسلامُ لا يصفو
هذا الذي نلقاهُ من يدنا = مهما علا بشموخه الأنفُ
فمن ِابتنى بالظلم دولته = سيخرُّ يوماً فوقه السقْفُ
بغدادُ عنكِ الأرضُ تسألني = ويجيشُ من أحزانِها الجوفُ
وعليكِ يبكي النخلُ من جزع = ويئنُّ فوق جذوعه السّعْفُ
ماذا أحدّثُ عنكِ يا نغما = يحلو به الإنشادُ والعزفُ
قيثارةُ الشعراءِ قد كُسِرتْ = منذ انكسرتِ وحُطّمَ الدُّفُ
فلتغفري ضعفي وحشرجتي = إنّ المُحبَّ بطبعِه الضَّعْفُ
بوركت أخي رعد،فهذه مأساة أخرى تضاف إلى جراحات الأمة العربية
فهل من معتبر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 12:14 ص]ـ
بوركت أخي رعد،فهذه مأساة أخرى تضاف إلى جراحات الأمة العربية
فهل من معتبر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشكر لك أختي " عفاف " على هذا الموضوع الذي نبهنا إلى ما نحن فيه من ذل وهوان ..
فهل بقي من جسد هذه الأمة موضع إلا وفيه طعنة غاصب أو ضربة محتل؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم
جهد مميز من قبلكم اختي الكريمة عفاف
بانتظار المزيد من روائع الادب ...
سلمت اناملك الذهبية
من شعر المقاومة العراقية
من رحم المأساة و من قسوة الاصداف تخرج الدرر .. في ابان الاعتداء الاستعماري الامريكي على بلد العراق مهد الحضارت و منبع الثقافات ظهر ما يسمى بأدب المقاومة و اصبح ظاهرة ادبية وجب الاحتفاء بها.
في رثاء " بغداد " الحبيبة.
من صدمتي قد أُلجِمَ الحرفُ = ولِما جرى أعيا فمي الوصفُ
بغدادُ إنّ قلوبَنا عُصِرتْ = حزناً عليكِ وهدّها الخوفُ
وتكسّرتْ كلماتنا خجلا = مما اعتراكِ وأطرقَ الطرفُ
بغدادُ كيفَ الحالُ؟ كيف غدتْ = فيكِ الرّبى والنهرُ والجُرفُ؟
أو ما يزالُ النّهرُ مبتهجاً = والبدرُ فوق مياهه يطفو؟
أو ما يزال الليلُ ساحرةً = أنوارُهُ .. فكأنّها طيفُ؟
وحدائقُ الساحات كيف بدتْ؟ = أو ما يزالُ بزهرها عَرْفُ؟
أو ما يزالُ بكلّ داليةٍ = طيرٌ يحط ُّ وجنبهُ إلفُ؟
في بيتنا النّارنجُّ كيف غدا؟ = أعليهِ ما زال النّدى يغفو؟
هل يا تُرى أغصانُهُ كبُرَتْ؟ = لَكأنّها بالقلب تلتفُّ
فمن الحمائم حولها حِلَقٌ = ومن السنونو فوقها صفُّ
أوّاهُ يا بغدادُ .. إنّ بنا = شوقاً شديداً دونه اللهفُ
أدمنتُ فيكِ الحبَّ من صِغَري = ولغيره بسواكِ لا أهفو
جسرُ الرصافةِ منذ فارقني = نِصفٌ هناك وفي الحشا نِصفُ
بغدادُ أتعبني الحنينُ وما = عنه الفؤادُ بوسعه الكَفُّ
في كلّ يومٍ عنكِ يقتلني = خبرٌ يطلُّ كأنّه السيفُ
ومشاهدٌ لكأنّها جبل = فوقي ينوءُ بحمله الكتْفُ
القدسُ كانت همُّنا زمنا = والآنَ بعدَكِ همُّنا ضِعْفُ
شاخ الفؤادُ من الأسى وغدا = عُمْرُ الفؤادِ كأنه ألفُ
أُخِذ َالبريءُ بذنب ظالمِه = وعلى القضيّةِ أُسْدِلَ السَّجْفُ
بغدادُ كم عين ٍ بكتْكِ وهلْ = بعد الجريمةِ ينفعُ العطفُ؟
بأكفِّنا اغتلناكِ من زمن = وغداً بذاك ستشهدُ الكفُّ
منذ ارتضينا العنفَ يحكمُنا = أضحى يشوبُ طباعَنا العنفُ
ساد الهوى فينا وصارَ لهُ = مثلَ العبيدِ قلوبُنا الغُلْفُ
بالأيدلوجياتِ كمْ خُدعَتْ = فينا العقولُ وغرّها الزيفُ
وكم اطّرحنا خلفَنا قِيَماً = من دونها الإسلامُ لا يصفو
هذا الذي نلقاهُ من يدنا = مهما علا بشموخه الأنفُ
فمن ِابتنى بالظلم دولته = سيخرُّ يوماً فوقه السقْفُ
بغدادُ عنكِ الأرضُ تسألني = ويجيشُ من أحزانِها الجوفُ
وعليكِ يبكي النخلُ من جزع = ويئنُّ فوق جذوعه السّعْفُ
ماذا أحدّثُ عنكِ يا نغما = يحلو به الإنشادُ والعزفُ
قيثارةُ الشعراءِ قد كُسِرتْ = منذ انكسرتِ وحُطّمَ الدُّفُ
فلتغفري ضعفي وحشرجتي = إنّ المُحبَّ بطبعِه الضَّعْفُ
احسنت اخي رعد ...
لا اعلم لماذا ... ينكسر قلبي عندما اسمع كلمة العراق عامة وبغداد خاصة حتى ولو كانت من فمٍ ملؤه فرح وسرور ...
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 03:25 ص]ـ
احسنت اخي رعد ...
لا اعلم لماذا ... ينكسر قلبي عندما اسمع كلمة العراق عامة وبغداد خاصة حتى ولو كانت من فمٍ ملؤه فرح وسرور ...
أخي رسالة الغفران لم أفهم ماذا تقصد ب "ولو كانت من فمٍ ملؤه فرح وسرور "
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:19 م]ـ
قلمي يراودني لنظم قصيدة = عصماء تنحت من صميم فؤادي
فبدأت أرسم لوحة شعرية = ألوانها ممزوجة بسواد
الحزن يرقص في ثنايا وجهها = وإطارها نقشت عليه (بلادي)
سمراء لم تحفل بثوب زفافها = وأقام فيها (بوش) عيد حداد
عذراء كانت قبل هتك ستارها = بيد العلوج ومعشر الأوغاد
بغداد صورتك تعانق مكتبي = ونوافذي وحوائطي ومهادي
بغداد جئتك والقصيد عباءتي = أروي معين محبتي وودادي
أقتات من وحي النخيل مشاعري = فالسيف سيفي والجياد جيادي
بغداد شعري والنخيل يراعتي = والغيم طرسي والفرات مدادي
بغداد جئتك والقصيد مراسلي = في نشرة الأخبار صاح ينادي
(بغداد هذا اليوم جرح نازف = أين السلام بداره يا حادي)؟
خرس اللسان ومنطقي متلعثم = وبكيت أذكر ما بنى أجدادي
في عصر هارون الرشيد فتية = حسناء تخضب مسكها بالكادي
واليوم تختضب الدماء - حبيبتي - = وتريد طي صحائف الأمجاد
لا تيأسي فالمجد في فلوجتي = نهم براية عزة وجهاد
للشاعر " طارق زيد العقيلي "
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:01 ص]ـ
أخي رسالة الغفران لم أفهم ماذا تقصد ب "ولو كانت من فمٍ ملؤه فرح وسرور "
أي لو سمعت كلمة " عراق " من انسان مبتسم ضاحك فرح مسرور لكان ينبغي ان ابتسم في وجهه ولكن الواقع سيرغمني أن احزن عند سماعي كلمة " عراق " حتى ولو كانت في طُرْفة ...
سلمت يداك اخي الكريم رعد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:18 ص]ـ
أي لو سمعت كلمة " عراق " من انسان مبتسم ضاحك فرح مسرور لكان ينبغي ان ابتسم في وجهه ولكن الواقع سيرغمني أن احزن عند سماعي كلمة " عراق " حتى ولو كانت في طُرْفة ...
سلمت يداك اخي الكريم رعد ...
شكرا لك أخي رسالة الغفران على التوضيح ,, واعذرني لدهشتي بسماع كلمة فرحة وسرور حين ذكر الجراح الدامية ...
وسلمت وسلمت يداك وقلبك العربي الأصيل.
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 10:52 ص]ـ
موضوع جميل اختي عفاف , ومن أفضل ما سمعت في رثاء المدن هي قصيدة
ابن الرومي التي أشرتي أليها حين قلتِ:
كقصيدة ابن الرومي في رثاء مدينة البصرة،عندما أغار عليها الزنج من 255للهجر
ة.
والتي قال فيها:
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام /// شغلها عنه بالدموع الجسام
أي نوم من بعد ما حل بالبصـ///ــرة ما حل من هناتِ عظام
ما تذرت ما أتى الزنج إلا /// أضرم القلب أيما إضرام
ما تذرت ما أتى الزنج إلا /// أوجعتني مرارة الإرغام
لعلي آتيكم بها كاملة بإذن الله.
تحيتي لكم ...
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 10:54 م]ـ
مشكور أخي ياسر على المرور الطيب
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 11:26 م]ـ
ولا يقف رثاء المدن عند الأندلس أو العراق ففلسطين الحبيبة،وما تكابده من ويلات،رثاها عدد من الشعراء،فهاهو القاضي مجد الدين محمد بن عبد الله الحنفي قاضي الطور يقول في خراب القدس.
مررت على القدس الشريف مسلماً
على ما تبقى من ريوع كأنجم
ففاضت دموع القدس مني صبابة
على ما مضى من عصرنا المتقدم
كذلك رثاها شهاب الدين أبو يوسف بن المجاورحيث قال:
لتبك على ما حل بالقدس طيبة
وتشرحه في أكرم الحجرات
وقد هدموا مجد الصلاح بهدمها
وقد كان مجداً باذخ الغُرُفات
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:22 ص]ـ
بوركت أخت عفاف على انتقائك لهذا الموضوع وسلمت أناملك فكل ما تأتين به جميل والحق معك فبلادنا من فلسطين إلى العراق إلى الأندلس إلى قلب الشعوب العربية في بلادها؛ لا نستطيع إزاءها إلا الرثاء فقد ولى زمن الفخر إلا بالأمجاد الغابرة وبما يصنعه الأبطال القلة في زمننا من مقاومين للعدو ومن وطنيين صادقين ...
ولكن أملي بأمتنا كبيربأن يعود زمن العزة والفخار وكما بشر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن الخير في أمتي إلى يوم الدين ..
بورك إخوتنا الفصحاء بما قدموه من قصائد
وكم ألهبت قلبي قصيدة الأخ رعد عن بغداد فبوركت أخي فما تنتقيه يدل على الوطنية الصادقة رغم أنك فلسطيني وفلسطين أرض الجهاد والرباط فإنك لم تنسَ جراح أختنا بغداد
بغداد شعري والنخيل يراعتي=والغيم طرسي والفرات مدادي
بغداد جئتك والقصيد مراسلي=في نشرة الأخبار صاح ينادي
(بغداد هذا اليوم جرح نازف=أين السلام بداره يا حادي)؟
خرس اللسان ومنطقي متلعثم=وبكيت أذكر ما بنى أجدادي
في عصر هارون الرشيد فتية=حسناء تخضب مسكها بالكادي
واليوم تختضب الدماء - حبيبتي -=وتريد طي صحائف الأمجاد
لا تيئسي فالمجد في فلوجتي=نهم براية عزة وجهاد
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:24 ص]ـ
قلمي يراودني لنظم قصيدة = عصماء تنحت من صميم فؤادي
فبدأت أرسم لوحة شعرية = ألوانها ممزوجة بسواد
الحزن يرقص في ثنايا وجهها = وإطارها نقشت عليه (بلادي)
سمراء لم تحفل بثوب زفافها = وأقام فيها (بوش) عيد حداد
عذراء كانت قبل هتك ستارها = بيد العلوج ومعشر الأوغاد
بغداد صورتك تعانق مكتبي = ونوافذي وحوائطي ومهادي
بغداد جئتك والقصيد عباءتي = أروي معين محبتي وودادي
أقتات من وحي النخيل مشاعري = فالسيف سيفي والجياد جيادي
بغداد شعري والنخيل يراعتي = والغيم طرسي والفرات مدادي
بغداد جئتك والقصيد مراسلي = في نشرة الأخبار صاح ينادي
(بغداد هذا اليوم جرح نازف = أين السلام بداره يا حادي)؟
خرس اللسان ومنطقي متلعثم = وبكيت أذكر ما بنى أجدادي
في عصر هارون الرشيد فتية = حسناء تخضب مسكها بالكادي
واليوم تختضب الدماء - حبيبتي - = وتريد طي صحائف الأمجاد
لا تيأسي فالمجد في فلوجتي = نهم براية عزة وجهاد
للشاعر " طارق زيد العقيلي "
قصيدة رائعة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:55 ص]ـ
"لبيك يا علم العراق"
(يُتْبَعُ)
(/)
لنْ تُنكسَ الأعلام في الأوطانِ=" اللهُ أكبرُ " رايةُ الإيمانِِ
تَبقى تُرفْرِفُ عالياً خفّاقةً=فوقَ الجِبالِِ وأرضِ كُردستانِِ
فوقَ الهضابِ وفوقَ ساريةِ العُلا=فوقَ السُّهولِ وخُضرةِ الوديانِ
ومنَ الشِّمالِ إلى الجنوبِ عراقُنا=مُتوحِّدٌ بتآزُرِ الإخوانِ
وليَعلمِ الأوغادُ أنَّ نهايةً=حانتْ لكلِّ عصابةِ الطُّغيانِِ
يا ويلَهُ منْ خانَ راية شعبهِ=زُمرِ الخِيانةِ , زمرةِ العصيانِِ
آتونَ نرفعُ رايةً منصورةً=نُبقي العراق حَضارةَ الإنسانِ
يومُ الحسابِ يُخيفُهمْ , وفُلولُهم=لكُهوفِها سَتفرُّ كالجُرذانِ
العُربُ والأكرادُ شعبٌ واحدٌ=منذَ القديمِ وسالفِ الأزمانِ
كنّا نردِّدُ كلْمةً: " كاكَا " أخٌ=فَتهزُّنا حبًّا منَ الوجدانِ
شَربوا مياهَ الخيرِ, دجلةَ بالهَوى=وتَمرَّدوا للأرضِ بالنُّكرانِ
ما فرَّقَ الإخوانَ إلاّ خائنٌ=لعقَ الخيانةَ منْ فمِِ الشيطانِِ
لنْ تنكسَ الرّاياتُ فوقَ جِبالِنا=وأسودُنا جيشٌ منَ الشُّجعانِ
قلْ للّذي رَفضَ العراقَ برايةٍ=إنَّ العراقَ منارةُ الأوطانِ
قلْ لابنِ راقصةِ المَلاهي إنَّنا=آتونَ كي نقتصَّ بال " نِعلانِ "
إنْ غابَ نسرٌ قدْ ترى متطاولاً=قد ظنَّ أنَّ الأرضَ للغربانِ
خَسئوا , فراقصةُ المَلاهي عاهرٌ=أمّا الحقيرُ , مِنِ اسمهِ هوَ " زاني "
ما همَّ ينعقُ كالغُراب بعشِّهِ=ستحينُ يوماً ساعةُ الخسرانِ
وَطني العراقُ موحَّدٌ أبداً , ولنْ=نرضى بحكمِ الجرذِ و" الكَشوانِ "
فأولئكَ الأوغادُ كمْ حَلموا بهِ=ماءِ الفُراتِ بلوعةِ العَطشانِِ
لكنَّهم لنْ يَهنأوا فمياهُهُ=عَسلٌ لنا, نارٌ على العُدوانِ
وسَيرحلُ الفُرسُ المَجوسُ بخيبةٍ=يتجرَّعونَ مَرارةَ الخُذلانِ
والكاظمُ الغيظَ الجوادُ يمدُّها=بمحبَّةٍ يدَهُ إلى النُّعمانِ
حتّى وإنْ نَسفوا الجُسورَ بِفرقةٍ=رغمَ العَويلِ و لطمةِ النسوانِِ
والغَربُ لنْ يَحظى بِما يَرمي لهُ=نُمسي ولاياتٍ بِلا أديانِ
لا بأسَ يا بغدادُ , إنّا ها هُنا=نقتَصُّ منْ متآمرٍ وجبانِ
قمْ يا عِراقي وانتَفضْ في ثورةٍ=وأعدْ كتابَةَ صَفحةٍ وبَيانِِ
هيَ " ثورةُ العشرينَ " دقَّتْ طبلَها=فليهربِ الأشرارُ من " بَغدانِ "
لبَّيكَ يا علمَ العُروبةِ , كلُّنا=نحوَ الشَّهادةِ , جَنةِ الرَّحمنِِ
علمٌ " يمدُّ على العراقِ جناحَهُ "=و" النِّسرُ " تاريخٌ منَ الألوانِِ
لبَّيكَ يا علمَ العِراق بوحدةٍ=فالنَّصرُ والدُّستورُ في القِرآن
للشاعر: " عادل العاني "
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:02 م]ـ
بوركت أخت عفاف على انتقائك لهذا الموضوع وسلمت أناملك فكل ما تأتين به جميل والحق معك فبلادنا من فلسطين إلى العراق إلى الأندلس إلى قلب الشعوب العربية في بلادها؛ لا نستطيع إزاءها إلا الرثاء فقد ولى زمن الفخر إلا بالأمجاد الغابرة وبما يصنعه الأبطال القلة في زمننا من مقاومين للعدو ومن وطنيين صادقين ...
ولكن أملي بأمتنا كبيربأن يعود زمن العزة والفخار وكما بشر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن الخير في أمتي إلى يوم الدين ..
بورك إخوتنا الفصحاء بما قدموه من قصائد
وكم ألهبت قلبي قصيدة الأخ رعد عن بغداد فبوركت أخي فما تنتقيه يدل على الوطنية الصادقة رغم أنك فلسطيني وفلسطين أرض الجهاد والرباط فإنك لم تنسَ جراح أختنا بغداد
بغداد شعري والنخيل يراعتي=والغيم طرسي والفرات مدادي
بغداد جئتك والقصيد مراسلي=في نشرة الأخبار صاح ينادي
(بغداد هذا اليوم جرح نازف=أين السلام بداره يا حادي)؟
خرس اللسان ومنطقي متلعثم=وبكيت أذكر ما بنى أجدادي
في عصر هارون الرشيد فتية=حسناء تخضب مسكها بالكادي
واليوم تختضب الدماء - حبيبتي -=وتريد طي صحائف الأمجاد
لا تيئسي فالمجد في فلوجتي=نهم براية عزة وجهاد
بورك شعورك الطيب وكلماتك الرقيقة والمعبرة عن شعور نبيل وروح مفعمة بحب الأمة العربية، دام تواصلك.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 06:30 م]ـ
يقول ابن المجاور شهاب الدين يوسف بن الحسين بن محمد وهو وزير السلطان عثمان بن صلاح الدين الأيوبي:
_ أعينيَ لا ترقي من العَبرَاتِ
صِلي في البكا الآصال بالبُكُراتِ
لعل سيولَ الدمع يطفيءُ فيضهُا
توقد ما في القلب من جمراتِ
ويا قلبُ أسعِر نا وجدك كلّما
خبت بادّ كارٍ يبعث الحسراتِ
ويا فمُ بحُ بالشجو منك لعلّه
يروّح ما ألقى من الكُرُباتِ
على المسجد الأقصى الذي جلّ قدره
على موطن الإخبات والصلوات
على منزل الأملاك والوحي والهدى
على مشهد الأبدال والبدَلات
على سلَم المعراج والصخرة التي
أنافت بما في الأرض من صخرات
على القبلة الأولى التي اتجهت لها
صلاة البرايا في اختلاف جهات
على خير معمور وأكرم عامر
وأشرف مبنيّ لخير بناة
عفا المسجد الأقصى المبارك حوله
الرفيع العماد العالي الشرفاتِ
عفا بعد ما قد كان للخير موسماً
وللبر والإحسان والقُرُباتِ
يوافي إليه كلٌ أشعثَ قانت
لمولاه، برٌ دائم الخلواتِ
خلا من صلاة لا يمل مقيمها
توشح بالآيات والسوراتِ
خلا من حنين التائبين وحزنهم
فمن بين نواح وبين بكاةِ
لتبك على القدس البلاد بأسرها
وتعلن بالأحزان والترحات
لتبك عليها مكة فهي اختها
وتشكو الذي لاقت إلى عرفات
لتبك على ما حل بالقدس طيبةُ
وتشرحه في أكرم الحجرات
فمن لي بنواح ينحن على الذي
شجاني بأصوات لهن شجاةِ
يرددن بيتاً للخزاعي قاله
يؤّبن فيه خيرة الخيراتِ
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزلُ وحيٍ مُقفِرِ العرصاتِ
منقول عن نادي رشف المعاني الأدبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 06:35 م]ـ
فالشاعر هنا يرثي القدس، ويطلب من الدمع أن يفيض سيولا،علّها تطفئ جمرات الأسى والحزن.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:25 م]ـ
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن .... سرُّنا فيهِ سِواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
قَد رَأَينا النار يَعلوها الرَماد
يا فلسطين فَقُمنا للجهاد
وَنَفَضنا الذُلَّ عَنا وَالرَقاد
وَنَهَضنا نَهضةً تُحيي البِلاد
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن .... سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
المسيحي أَخ للمسلم
يا فَلسطين بَقَلب وَفَم
فَاِنشُري حبهما في العلم
رَمزنا عَقد الثريا في الدَم
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن .... سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
حرم طَهره فادي الوَرى
وَإِلَيهِ المُصطَفى لَيلاً سَرى
وَكَذا البَيعة حَيث عمرا
حبنا حُبٌّ أَبى أَن يُنكرا
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن .... سرُّنا فيهِ سَواء وَالعلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
لاحمى مثل فَلسطين حمى
مَجدها سَطر في لَوح السَما
أَي مَجد مثله مَهما سَما
إِنَّهُ نور يُضيء الأَنجُما
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن .... سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
يا فَلسطين دَمي وَقفٌ عَلى
أَن تَفوقي الشَمس مَجداً وَعُلا
وَعلي العَهد أَلا أَقبَلا
بِك ملك الأَرض طراً بَدَلا
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن .... سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
إبراهيم طوقان
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 11:26 م]ـ
وكم ألهبت قلبي قصيدة الأخ رعد عن بغداد فبوركت أخي فما تنتقيه يدل على الوطنية الصادقة رغم أنك فلسطيني وفلسطين أرض الجهاد والرباط فإنك لم تنسَ جراح أختنا بغداد
بغداد شعري والنخيل يراعتي=والغيم طرسي والفرات مدادي
بغداد جئتك والقصيد مراسلي=في نشرة الأخبار صاح ينادي
(بغداد هذا اليوم جرح نازف=أين السلام بداره يا حادي)؟
خرس اللسان ومنطقي متلعثم=وبكيت أذكر ما بنى أجدادي
في عصر هارون الرشيد فتية=حسناء تخضب مسكها بالكادي
واليوم تختضب الدماء - حبيبتي -=وتريد طي صحائف الأمجاد
لا تيئسي فالمجد في فلوجتي=نهم براية عزة وجهاد
أختي " الباحثة عن الحقيقة "
قبل أن أكن فلسطينيا أنا عربي , وقبل أن أكن عربيا أنا مسلم.
بلادُ العُربِ أوطاني= منَ الشّامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ =إلى مِصرَ فتطوانِ
فلا حدٌّ يباعدُنا= ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا= بغسَّانٍ وعدنانِ
بلادُ العُربِ أوطاني= من الشّامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍ= إلى مصرَ فتطوانِ
لنا مدنيّةُ سَلفَتْ= سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ= دهاةُ الإنسِ و الجانِ
بلادُ العُربِ أوطاني= من الشّامِ لبغدانِ
ومن نَجدٍ إلى يَمَنٍ= إلى مصرَ فتطوانِ
فهبوا يا بني قومي= إلى العلياءِ بالعلمِ
و غنوا يا بني أمّي= بلادُ العُربِ أوطاني
بلادُ العُربِ أوطاني =منَ الشّام لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍ= إلى مِصرَ فتطوانِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 11:32 م]ـ
فالشاعر هنا يرثي القدس، ويطلب من الدمع أن يفيض سيولا،علّها تطفئ جمرات الأسى والحزن.
بوركت أختي " عفاف " وبورك قلمك "الكيبورد والماوس ": D.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 03:20 ص]ـ
أختي " الباحثة عن الحقيقة "
قبل أن أكن فلسطينيا أنا عربي , وقبل أن أكن عربيا أنا مسلم.
بلادُ العُربِ أوطاني= منَ الشّامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ =إلى مِصرَ فتطوانِ
فلا حدٌّ يباعدُنا= ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا= بغسَّانٍ وعدنانِ
بلادُ العُربِ أوطاني= من الشّامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍ= إلى مصرَ فتطوانِ
لنا مدنيّةُ سَلفَتْ= سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ= دهاةُ الإنسِ و الجانِ
بلادُ العُربِ أوطاني= من الشّامِ لبغدانِ
ومن نَجدٍ إلى يَمَنٍ= إلى مصرَ فتطوانِ
فهبوا يا بني قومي= إلى العلياءِ بالعلمِ
و غنوا يا بني أمّي= بلادُ العُربِ أوطاني
بلادُ العُربِ أوطاني =منَ الشّام لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍ= إلى مِصرَ فتطوانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ رعد: أنا لم أذمك بقولي رغم كونك فلسطينياً بل امتدحت حسك الوطني بإحساسك بجراح العراق وماتزال جراح فلسطين تنزف وقلوبنا مع كل الجراح الدامية في كل البلاد العربية
ودمت سالماً مع الاحترام والتقدير
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 03:58 ص]ـ
المهرولون لنزار قباني
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا ..
ورقصنا ..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء ..
سقطت ..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز .. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا فى زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا ..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا فى آخر الصوم الينا
بصلة ...
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدى العرب
سقط التاريخ من أيدى العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا ..
سقطت انطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدى الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوى
ولا ثم رجولة ....
سقطت آخر محظياتنا
فى يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد فى قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. والجنس
فعن ماذا ندافع؟؟
لم يعد فى يدنا ..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الزوجات .. والأولاد ..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش .. والنعناع منا
وقناديل الجوامع ...
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة) ...
عظمة يابسة تدعى (أريحا) ..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع
لم يعد ثمة أطلال لكى نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع؟؟
بعد هذا الغزل السرى فى أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين!! ...
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب!!
بعد خمسين سنة ..
ما وجدنا وطنا نسكنه
الا السراب.
ليس صلحا ..
ذلك الصلح الذى أدخل كالخنجر فينا ..
انه فعل اغتصاب!! ...
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا فى مزبلة!!
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات ...
والتجار .. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين ..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة ..
وجميع السائلين ...
وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا ..
وأخذناها الى شهر العسل ..
وسكرنا ... ورقصنا ..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا - لسوء الحظ - أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد!!
لم يكن فى العرس رقص عربى
أو طعام عربى
أو غناء عربى
أو حياء عربى
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلوا خردلة!! ..
كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسى بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا ..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المارينز ...
كلها قد صنعت فى أمريكا ...
وانتهى العرس ... ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط ..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى ..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى ..
ليس هذا الثوب ثوبى ..
ليس هذا العار عارى ..
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 12:19 ص]ـ
الأخ رعد: أنا لم أذمك بقولي رغم كونك فلسطينياً بل امتدحت حسك الوطني بإحساسك بجراح العراق وماتزال جراح فلسطين تنزف وقلوبنا مع كل الجراح الدامية في كل البلاد العربية
ودمت سالماً مع الاحترام والتقدير
أختي الكريمة الموقرة الأستاذة " الباحثة عن الحقيقة " ....
أعلم أنك لا تقصدين ما رحت إليه , وأعلم أنك تمتدحينني وحاشاك أن تكوني قد قصدتي الإساءة , ,,
للتوضيح ..
أنا قصدت أنني أحمل هموم الأمة العربية بالموازاة مع حملي هموم فلسطين ,,
فلسطين ليس للفلسطينيين وحدهم ,, هي لجميع العرب والمسلمين فهي بلاد وقف إسلامي ,,
كما وأن جرح العراق جرح جديد أضيف إلى جسدنا ,, فهذا الجرح يزيد من ألمنا ويحزننا أن تزداد جراحنا قبل أن تبرأ الجراح القديمة التي ما زالت تنزف ..
فلا تظنين أننا لا نحس بمعاناة أهلنا في العراق وغيره من بلاد العرب والمسلمين بسبب معاناتنا في فلسطين , نحن نسمو ونعلو فوق جراحنا عندما يصاب أي عربي بنفس الجرح ..
ولعل جرحنا يوجع غيرنا من العرب والمسلمين ’’.
لك منا كل الاحترام والتقدير ..
بوركت ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 01:41 م]ـ
بطاقة هوية
سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهم سيأتي بعد صيفْ
فهل تغضبْ
سجل
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسل لهم رغيف الخبزِ
والأثواب والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسل الصدقات من بابكْ
ولا أصغرْ
أمام بلاطِ أعتابك
فهل تغضبْ
*
سجل
أنا عربي
اسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كل ما فيها
يعيض بفورة الغضبِ
جذوري
قبل ميلاد الزمان رستْ
وقبل تفتح الحقبِ
وقبل السرْوِ والزيتونْ
وقبل ترعرع العشبِ
أبي من أسرة المحراث
لا من سادةٍ نُجُبِ
وجدي كان فلاحاً
بلا حسبٍ ولا نسبِ
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتبِ
وبيتي كوخ ناطورٍ
من الأعواد والقصبِ
فهل ترضيك منزلتي
انا اسمٌ بلا لقبِ
*
سجل
أنا عربي
ولون الشعر فحْميٌّ
ولون العين بنيِّ
وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوق كوفيهْ
وكفي صلبة كالصخرِ
تخمش من يلامسها
وعنواني: أنا من قريةٍ عزْلاءَ ... منسيهْ
شوارعها بلا أسماءْ
وكل رجالها في الحقل والمحجرْ
فهل تغضبْ
سجل أنا عربي
سلَبْتَ كروم أجدادي
وأرضاً كنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا ولكل أحفادي
سوى هذي الصخورِ ... فهل ستأخذها حكومتكم كما قيلا
إذن
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكني إذا ما جعتُ
آكل لحم مغتصبي
حذار حذارِ من جوعي
ومن غضبي
الشاعر الفلسطيني محمود رويش
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غبت عن المنتدى وقتا فوجدت الزاوية قد عدلت عن أصل موضوعها وهو بكاء المدن والبلدان, بل وجدت بعض النصوص لا تظهر
والحقُّ أنّ معنى بكاء بلد لعلة من العلل يختلف عمّا نسميه اليوم الشعر الوطني وهو شديد الصلة بالمعاني السياسية والاجتماعية وأظهرُ مثال عليه شعر شوقي والشابي وغيرهما
فمن صناعة الأديب فصله بين المعاني في جمعه للقطع الأدبية وفي نقده ,لهذا نطلب رعاية هذا الأصل المنهجي في تحرير الفقر واختيار القطع
أمّا اختفاء بعض نصوص الأعضاء فلا أدري أسبابه الفنية ولا سبيل أراه إلى حلّه
___تلي قطع مختارة في بكاء القيروان_(/)
الحركة الشعرية في منطقة الخليج العربي (تيّار التطوّر)
ـ[محمد العتيبي]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 05:31 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقل لكم إخوتي الأفاضل ماستخلصته من قراءة في هذا الموضوع، ولو كان بصورة مختصرة غير شاملة.
بعد ظهور النفط انتقل الشعر في الخليج العربي إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة تغيّرت فيها الظروف الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحصل اتصال بالعالم الخارجي عن طريق السفر إلى الخارج للدّراسة أو التجارة أو عن طريق قدوم الوافدين للمنطقة، فأصبحت هناك نقلة حضاريّة وثقافيّة سريعة (نقلة فجائيّة) أدّت إلى ظهور آثارها على الشعر ممّا أدّى إلى تحقيق قدراً لا بأس به من التطوّر الفنّي (مرحلة انتقال فنّي)، حيث ابتعد عن الأسلوب التقليدي الذي كان سائداً.
أدّت هذه المرحلة الانتقاليّة إلى ظهور (التيّار الوجداني) وانتشر في مناطق الخليج العربي كلّها، ففي الكويت على سبيل المثال، نجد الشاعر (صقر الشبيب) (1) وهو شاعر تقليدي ولكن لم يمنعه ذلك من التعبير عن ذاته في قصائده بدلاً من أن يعبّر عن غيره كما كان سابقاً، فأصبح يتحدّث عن محنة العمى التي يعاني منها. وكذلك نجد الشاعر (فهد العسكر) (2) الذي انتقل شعره إلى الشعر الرومانسي في صورته الفنيّة.
لقد أخذ شعر الوجدان الذّاتي يغزو قصائدهما -الشبيب والعسكر- وانعكس على موضوعاتهما في المعاني والصّور الشعريّة، ويلاحظ القارىء في دواوينهما ظهور شعر الحبّ والمبالغة في بيان معاناتهما وقلقهما من الحياة، وكلها معاني ومواقف نفسيّة يظهر فيها مستوى الشّعر الرومانسي في صورته الحقيقيّة.
مقارنة بين الشاعران:
أولاً: صقر الشبيب:
1 - يتحدّث كثيراً عن وحدته وقلقه، حيث أخذ النّغم الذّاتي يظهر في شعره، والذي يتلخّص بأنه وُلِدَ فقيراً وعاش فقيراً يجاهد ظروف الحياة، بالإضافة إلى معاناته النفسيّة من العمى.
2 - لديه القدرة على التفريع والتشقيق، بمعنى أنه يفصل بقصيدته عن نفسه وعن قلقه من الحياة.
3 - محنة العمى متسلّطة على نفسه وشعره، وهي على شكلين:
أ- الاهتمام بغيره من العميان ودعوة المجتمع إلى العطف عليهم.
ب- الربط بين اسمه (صقر) وبين الصقر الطائر في قصائده.
4 - يكثر في شعره "النّور"، "الشّمس"، "الفجر"، وهذه من المفارقات حيث أنّه أعمى.
5 - يكثر في شعره التقديم والتأخير والجمل الاعتراضيّة.
6 - كان يعتمد على ذاكرته أكثر من أي شيء آخر.
ثانياً: فهد العسكر:
1 - جعل من شعره مرحلة فنيّة جديدة، حيث انتقل به إلى الشعر الرومانسي وادخال شعر الوجدان الذاتي في قصائده.
2 - نجح في إيجاد خصائص الفن الرومانسي رغم أنه في بيئة ليس فيها طبيعة كالتي يصورها في شعره (كالأجشار، والزهور، والطيور، والجداول).
3 - يمتاز شعره بالاتّجاه الرومانسي في أمرين:
أ- شكلي (استغلال الطبيعة).
مثال: اتخذ من البلبل صورة لنفسه، والخريف لحياته، والربيع للمستقبل.
ب- موضوعي (تحديد موقفه من الحياة).
4 - كثير الشكوى من الواقع ومن الناس ومن حياته، وكان يكثر من الدموع والبكاء والصراخ (لغة وجدانية حزينة) ولم يحدد سبباً لذلك.
5 - استخدم الطبيعة استخدام فنّي بأن تكون وسيلة رمزية لنقل أحاسيسه.
6 - حقق التأصيل للاتجاه الوجداني وفتح الطريق لمن بعده من الشعراء في هذا المجال.
[ line]
(1) صقر بن سالم الشبيب 1894 - 1963، نشأ يتيم الأبوين، وفقد بصر وهو في التاسعة من عمره، تعلم في الكتّاب فحفظ القرآن الكريم ثم سافر إلى الاحساء 1914 ـ 1916 ليتتلمذ على أيدي علمائها في علوم اللغة والفقة والنحو، اختار العزلة في بيته عشرين عاماً تقريبا، جمع شعره وطبع بعد وفاته بإشراف: احمد البشر الرومي.
(2) فهد بن صالح بن محمد العسكر 1917 - 1951، درس في المدرسة المباركية ثم تركها معتمد على التثقيف الذاتي، كان جده محمد، من أهل الرياض واستوطن بالكويت، ووالده صالح نشأ في الكويت وصار إمام مسجد البحر، مما أدى الى تربية الشاعر تربية دينية، ولم يبق من نظمه إلا ما كان بين أيدي أصدقائه أو في بعض الصحف، فجمعها صديقه عبد الله زكريا الانصاري.
المرجع: الحركة الشعرية في الخليج العربي بين التقليد والتطور-الدكتورة نورية صالح الرومي.(/)
وقفة مؤلمه ولازلت تطعن الجراح دعونا نتأمل
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 06:51 م]ـ
أنشودة المطر
تحكي مأساة الشعب العراقي
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ .. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجذافُ وَهْناً ساعةَ السحر ...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم ..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر ...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسف من ترابها وتشرب المطر ..... الخ
التمهيد ..
يعد بدر شاكر السياب من الذين وظفوا المطر ليكون رمزا واسعاً على حمل هواجس النفس الإنسانية وعرض همومه الفردية منطلقاً منها إلى عدد من الهموم الاجتماعية مثل الفقر والجوع على الرغم من وجود الخير الكثير في بلده، فقد حوّل المطر إلى قيمة ثرية غنية بالدلالات.
ولعل المحور الرئيسي الذي تدور حوله هذه الأبيات من القصيدة هو قضية العراق والاستعمار الذي طالما حاول النيل منها ولا عجب أن تتفق هذه الرؤية مع الواقع الحالي الذي يعيشه العراق فقد استبد فيه الطامعين (الطامعون) وحولوه إلى ساحة قتال لهدف واحد وهو الثروات العراقية التي تزخر بها.
الأفكار:أفكار القصيدة مترابطة، وقد ابرز الشاعر أفكاره من خلال التشخيص والتجسيم والرمز فلم يعبر عنها صراحة ولكن ضمنا حيث نجده يبدأ القصيدة بذكرياته الجميلة في العراق ثم يبين المناحي التي تبعث السرور في حياته والمناحي التي تثير الحزن فيها والأسى، فينطلق مباشرة إلى الهم الذي يؤرقه ويؤرق العراق كلها وهو طمع المستعمر فيها.
العاطفة:
عاطفة الشاعر في هذه القصيدة إنسانية عامة، فهو يريد أن يدفع الخطر عن وطنه المتمثل في المستعمر الغاصب لخيرات بلاده فحب الوطن والانتماء إلى الأرض يشترك فيه جميع الناس، فالعاطفة صادقة " بين الألم والحزن والأمل والفرحة " نابعة من حب الشاعر لوطنه وأرضه وشعبه المقهور.
الألفاظ:استخدم الشاعر الألفاظ السهلة الواضحة موحية (الموحية) فجاءت ملائمة للموضوع، وقد استخدم الشاعر الرمز للتعبير عما يريد دون خوف مثل:
الطفل: رمز للمستقبل الذي يبشر بالأمل، والأم: رمز للوطن، والصياد: رمز للشعب اليائس الذي يصارع الحياة، والمهاجرين: رمز للمستعمرين الذين يغتصبوا ثروات العراق.
الأساليب
تنوعت الأساليب في القصيدة بين الخبرية والإنشائية التي توحي بالصراع المرير والحزن
فمن الأساليب الإنشائية أكثر من النداء والاستفهام للتعبير عن الجو النفسي الذي يعيشه الشاعر.
وبالنسبة للأساليب الخبرية نجد الشاعر وفق في استخدام الجمل الاسمية التي توحي بالسكون والهدوء و يعقبها بالجمل الفعلية التي تسبب الحركة وبدء الحياة وتجددها.
وكذلك استعان الشاعر بأسلوب التقديم لما حقه التأخير مثل تقديم الحال
كما ضمن الشاعر بعض الأساليب القرآنية ويعاب عليه الخلط بين عاد وثمود.
الصور والأخيلة:
جمع الشاعر بين التصوير الكلي والجزئي لتوضيح الفكرة والتعبير عن المشاعر فنجده يفصّل الصور الكلية بصور جزئية تثري العمل الفني مثل: " عيناك حين تبسمان " صورة كلية فسرها بعدة صور جزئية مثل:" ترقص الأضواء كالأقمار في نهر، كأنما تنبض في غوريهما النجوم، وتغرقان في ضباب من أسى شفيف، كالبحر سرح اليدين فوقه المساء "
فنلاحظ تداعي الصور الشعرية فالصور تتوالد داخليا لتشكل حشداً هائلا من الصور المبنية على التشبيه والتي تعد بمثابة إشعاعات تومض بصفة دورية.
المحسنات البديعية:غير متكلفة وقد استخدم الشاعر بعض المتناقضات للتعبير عما بداخله من إحساس
كالموت والميلاد، والظلام والضياء، دفء وارتعاشة
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 06:03 م]ـ
أبا غيداء، رائع أنت كالمطر صفاء ونقاء.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 06:53 م]ـ
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
تعابير تعيد للقلوب ابتسامتها في حين تزدحم المآسي فيه
وأيد تكتب في أوراق القلب
فتثمر شكرا لك أيها الفصيح (ابو غيداء)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 08:10 م]ـ
انشودة المطر في كل قطرة لها أنين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 08:35 م]ـ
أخي فهد، تحية لك على هذا العرض الجميل لأنشودة السياب
فقد وضحت الكثير مما غمض في النص.
والناظر في القصيدة يلحظ أن لفظ المطر ومشتقاته قد غطى كامل مساحة النص
لما يحمله من دلالات ورأيت أجمل ما في النص
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
كيف استطاع الشاعر أن يحول العينين اللامعتين البراقتين وهو الأصل إلى صورة معتمة ضبابية غير واضحة المعالم ليظهر لنا الواقع العراقي وما يعانيه من تسلط الأجنبي
أكرر شكري لك أخي فهد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على نقلك هذا الموضوع واختياره لنا؛ فما كان لي أن أطّلع على التحليل الرائع الموسّع لهذه القصيدة لولا نقلك له على صفحات موقعنا الفصيح.
جزاك الله خيرا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 10:02 م]ـ
أبا غيداء، رائع أنت كالمطر صفاء ونقاء.
وهطولا أيضاً
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:25 ص]ـ
سأكمل تحليل هذة القصيدة التي لها أنين في كل قطرة من قطرات المطر
أنشودة المطر
لبدر شاكر السياب
التعريف بالشاعر:
بدر شاكر السياب شاعر عربي عراقي ولد1929م بقرية (جيكور) بالبصرة، كانت طفولته سعيدة يحب مراقبة السفن والمراكب وقد تركت حكايات جدته انطباعات عميقة الأثر في نفسه جسدها شعرا فيما بعد، أتم تعليمه الثانوي فيها ثم التحق بدار المعلمين ببغداد وتخصص في اللغة العربية والإنجليزية وزادت شهرته من خلال المجالس الأدبية عمل معلما كما عمل في الاستيراد والتصدير بميناء البصرة، وخسر في الجميع لمواقفه السياسية فقد كانت الحركات اليسارية العربية في العراق مشتعلة وقد انضم السياب إلى الموجة الشيوعية والتي انعكست على شعره فاتسم بالبعد عن مقتضى الإيمان ثم حدثت بعض المفارقات التي أبعدته عن الفكر الشيوعي فقد كان طريدا من قبل الحكومة مما دفعه للجوء إلى إيران. أصيب السياب بداء عضال أقعده فكان الجسر الذي عبر من خلاله إلى التوبة وتفجرت من خلاله المعاني الإيمانية، يعد من رواد شعر التفعيلة، وقد تأثر السياب بالأدب العربي و الأوروبي والإنجليزي والصيني مما كان عاملا لنزوعه إلى الأسطورة والرمز، له عدة دواوين منها: أزهار ذابلة وأساطير وأنشودة المطر وقد جمعت في مجلدين.
مناسبة القصيدة
اتخذ بدر شاكر السياب من المطر رمزا واسعا قادرا على حمل هواجس النفس الإنسانية. فيتخذ الشاعر من موطنه العراق حبيبة يتغنى بها ويتمنى أن يعم وطنه الخير والخصب والنماء منطلقا من همه الفردي الخاص إلى عرض بعض الهموم الاجتماعية مثل: الفقر والجوع على الرغم من وجود الخير الكثير في بلده.
1 - ذكريات الشاعر الجميلة:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ .. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر ...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم ..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر ...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
المفردات:
السحر: قبل الصبح (ج) أسحار، ينأى: يبتعد، تورق: تكثر أوراقها " دلالة على الإزهار والإثمار"، الكروم: شجر العنب، يرجه: يهزه بشدة ويحركه، المجداف: خشبة يحرك بها القارب (ج) مجاديف، وهناً: نصف الليل ووَهِنَ بمعنى أصابه الوجع ويقال "دخل في الوهن من الليل "، تنبض: تحرك الشيء في مكانه، غور: القعر والعمق (ج) غيران وأغوار، تغرقان: يغلب عليها الماء حتى يهلكها، الضباب: سحاب يغشى الأرض كالدخان، أسى: حزن، شفيف: شديد، سرَّح: أرسل، ارتعش: ارتجف واضطرب، تستفيق: أفاق فلان أي عاد إلى طبيعته من غشية لحقته، ملء: قدر ما يأخذه الإناء، رعشة: رجفة، نشوة: أول السكر والارتياح للأمر والنشاط له والمراد بها الرغبة، وحشية: عارمة لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يسيطر عليها، تعانق: تحتضن حباً،
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:28 ص]ـ
الشرح
يتخيل الشاعر العراق حبيبة له ويتذكر من خلالها ذكرياته الجميلة بها فيتذكر غابات النخيل الشامخة في أواخر الليل بهدوئها وسكونها، فعندما يعم السلام والسعادة في العراق تتحرك كل مباهج الكون وتعزف أنشودة الحياة التي يراها في شجر الكروم الذي كثرت أوراقه وكذلك في الأضواء المنبعثة من القمر التي تتراقص وتتلألأ على سطح الماء عندما يتحرك المجداف بضعف قبيل الصباح. يتذكر الشاعر لمعان النجوم الخافت الذي يكاد يختفي في الضباب الشديد مما يسود البلاد من حزن شديد للأوضاع العامة فيعم الظلام على البحر والبر وبدأ الشاعر يستشعر بالعراق فشعر بدفء شتاء الوطن ورعشة الخريف فيه فتدور بداخله ملحمة عظيمة يروى من خلالها قصة الحياة بين الموت والميلاد، بين النور والظلام، مما أفاق بداخله الشعور الجارف بالبكاء على هذا الوطن فيشعر بالرغبة الشديدة للتحرر والارتباط بعالم السماء الرحب فيرى بصيص من الأمل المتمثل في المستقبل والطفل، ويعود مرة أخرى فيتذكر طفولته في العراق وقد امتلأ الجو فيها بالسحب الماطرة التي بدأت تقضي على الغيوم فيسقط المطر قطرة قطرة وقد تهلل الأطفال فرحين في عرائش العنب وبدا المطر محركاً لصوت العصافير على الشجر يعزف أنشودة الحرية والخصب والنماء " مطر ... مطر .... مطر ".
مواطن الجمال:
• عيناك غابتا نخيل ساعة السحر: شبه عينا الحبيبة بغابتا النخيل وقت السحر للدلالة على الهدوء والسكون.
• أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر: شبه عينا الحبيبة بالشرفتين اللتين بعد عنهما القمر للدلالة على الأمل في التحرر من الليل.
• يلاحظ استخدام الشاعر للجمل الاسمية مما يوحي بالسكون والهدوء ويبدأ يعقبها بالجمل الفعلية التي تسبب الحركة وبدء الحياة وتجددها مثل: " تورق الكروم، ترقص الأضواء، يرجه المجداف، تنبض في غوريهما .......... "
• استخدام الشاعر للأفعال المضارعة للدلالة على الاستمرارية والدوام
• عيناك حين تبسمان: تراسل حواس حيث أعطى وظيفة الفم للعين.
• استعارة مكنية شبه العين بالإنسان الذي يبتسم.
• ترقص الأضواء: استعار مكنية شبه الأضواء بإنسان يرقص.
• ترقص الأضواء كالأقمار في نهر: شبه رقص الأضواء باهتزاز القمر في النهر عندما يتحرك المجداف فوق الماء.
• كأنما تنبض في غوريهما النجوم: استعارة مكنية شبه النجوم بالقلب الذي ينبض.
• وتغرقان في ضباب من أسى شفيف: استعارة تمثيلية شبه النجوم التي تختنق بالضباب بالإنسان الذي يغرق في الحزن الشديد.
• كالبحر سرح اليدين فوقه المساء: استعارة مكنية شبه المساء بالإنسان الذي أرسل يده فوق البحر.
• الموت والميلاد، الظلام والضياء: طباق يوضح المعنى ويبرزه.
• ونشوة وحشية تعانق السماء: وصف النشوة بالوحشية دلالة على عدم قدرته على السيطرة عليها
• وفيها استعارة مكنية شبه النشوة بالحيوان المفترس، وشبه السماء بالإنسان الذي يعانق، وشبه النشوة بالإنسان الذي يعانق.
• ونشوة وحشية كنشوة الطفل إذا خاف من القمر: شبه النشوة الوحشية بنشوة الطفل عند خوفه من القمر.
• وهنا إشارة لأسطورة خسوف القمر والخوف الذي يدفع الأطفال للغناء والإنشاد.
• والطفل هنا يرمز إلى المستقبل الذي يبشر بالأمل.
• كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم: استعارة مكنية شبه السحاب بالإنسان الذي يشرب الغيم.
• وقطرة فقطرة تذوب في المطر: تقديم ما حقه التأخير
• وكركر الأطفال في عرائش الكروم: كناية عن السعادة التي يحملها المستقبل و تجدد الحياة وولادة العالم الفتي الذي بدأ يلوح في الأفق.
• ودغدغت صمتَ العصافير على الشجر: كناية على الحرية والانطلاق
• تكرار كلمة مطر يدل على حرص الشاعر على إظهار أثر المطر في الخصب والنماء
ليتك يابدر موجود لترى ماذا حل بالعراق اليوم
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:30 ص]ـ
محمد سعد
ليث بن ضرغام
رسالة الغفران
شكري الخاص والجزيل لكم
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:35 م]ـ
المناحي التي تبعث السرور والحزن في نفس الشاعر:
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود ... "
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرِّفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك
ويلعنُ المياهَ والقدر
وينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر
مطر، مطر، المطر
أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟
وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟
وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع
كالحبّ كالأطفالِ، كالموتى –
هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ بالشروق
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار
أصيحُ بالخيلج: "يا خليج
يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"
فيرجع الصدى
كأنّهُ النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
المفردات:
تثاءب: تصنّع الثوباء، الثوباء حركة للفم لا إرادية من هجوم النوم أو الكسل، تسح: تنزل وتنصب، الثقال: الشيء الكريه للنفس، يهذي: تكلم بغير معقول لمرض، أفاق: تنبه، لج: ألح ولزم الشيء ولم ينصرف عنه، تهامس: تكلم بصوت منخفض، التل: ما علا من الأرض (ج) تلال، اللحود: مفردها لحد وهو القبر، تسف: تأكل، يلعن: يسب، القدر: قضاء الله، ينثر: ينشر، يأفل: يغيب، تنشج: ونَشَجَ الباكي يَنْشِج نَشْجاً ونَشيجاً، إذا غَصَّ بالبكاء في حلقه من غير انتحاب، المزاريب: مفردها مزراب وهي مجاري للماء، انهمر: سال بشدة، الضياع: الفقد والهلاك، المراق: المسال، مقلتاك: عيناك، تطيفان: تأتيان كالخيال، المحار: حيوان بحري ينتج اللؤلؤ، تهم: تشرع، دثار: ما يتدثر به (يتغطى به) الإنسان من كساء أو غيره، واهب: معطي، الردى: الموت والهلاك، الصدى: رجع الصوت.
الشرح:
يستمر الشاعر في تداعي الذكريات التي تربطه بالوطن في تعبيرات رمزية رائعة، فيرى دخول الليل وما زالت الغيوم تنزل المطر الذي أثقل كاهلها فيرى أبناء العراق الذين استفاقوا من غفوتهم للتحرر يحملون معهم الأمل الذي سيتحقق طالما أصروا عليه وقد أخذ بعض الرفاق البعيدين عن الوطن يتكلمون همسا أن العراق ما زالت في رقادها وذلها وهوانها فالشعب يعاني فيها في يأس وحزن ينعى حظه وقدره يحاول أن يتغلب على قهره بالغناء عندما يغيب القمر منشدا " مطر ... مطر .. "
ثم يوضح الشاعر أن المطر يبعث الحزن في نفسه، فعندما ينهمر المطر ويسمع صوت وقع الماء من المزاريب وكأنه بكاء عنيف يشعر الإنسان الوحيد بالضياع والهلاك ولا ينتهي هذا الشعور كالشعور الناجم من رؤية الدم المسال والناس الجوعى أو الشعور بالحب المتجدد والحنين للوطن والشعور النابع من رؤية طفل أو ميت، فالمطر يطلق هذا الشعور باستمرارية.
تمر علي هذه الأطياف أطياف الوطن مع هطول المطر فأقف أتأمل أمواج الخليج التي تحمل معها الأمل من جديد وقد رأيت الأحرار الذين يعدون أنفسهم لتخليص العراق من الظلم واسترداد ثرواتها المسلوبة وكأنهم سيشرقون بعراق جديد ولكن هذه المحاولات انتهت بالفشل وسالت دماء هؤلاء الأحرار ومن بقى منهم لاجئا بعيدا عن وطنه ليس له إلا أن ينادي على الخليج الذي يهب الخير والعطاء وكذلك الهلاك لصعوبة الحصول على خيراته ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتفشل هذه الحركات التحررية.
مواطن الجمال:
• تثاءب المساء: استعارة مكنية شبه المساء إنسانا يتثاءب
• الغيوم ما تزال تسح ما تسح من دموعها الثقال: استعارة مكنية شبه الغيوم بالمرأة التي تبكي بشدة.
• دموعها الثقال: كناية عن شدة ما يعانيه الوطن من ظلم وقهر.
• كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام:: يربط الشاعر صورة الغيوم التي تذرف الدمع بصورة الطفل الذي فقد أمه ويبكي سألا عنها
• يستخدم الشاعر الطفل رمزا للمستقبل الذي يحمل الأمل في الحرية
• ويستخدم الشاعر الأم رمزا للوطن المستعمر.
• حين لج في السؤال
قالوا له بعد غد تعود
لا بد أن تعود: نلمح إصرار الشاعر وتحدي المناضل الطريد على تحرير الوطن وعودة العراق حرة كما كان.
• وإن تهامس الرفاق: الهمس هنا يدل على مدي الخوف والقلق الذي يملأ النفوس.
• تنام نومة اللحود: كناية عن الموت والخراب الذي حل بالوطن.
• تسف من ترابها وتشرب المطر: كناية عن الذل الذي تعيش فيه العراق.
• كأن صيادا حزينا يجمع الشباك
ويلعن المياه والقدر
وينثر الغناء حيث يأفل القمر: ربط الشاعر حال العراق بحال الصياد الذي نصب شباكه للصيد وأتى المطر وخرب عليه الصيد فأخذ يجمع شباكه لاعناً القدر الذي لم يمكنه من صيده.
• فالصياد رمز للشعب اليائس الحزين الذي يصارع الحياة.
• وينثر الغناء حيث يأفل القمر: كناية عن الألم الذي يعانيه الشعب في وجود الظلم والاحتلال.
• تكرار كلمة " مطر " يدل على الثورة العارمة والصراع.
• أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزا ريب إذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
أساليب إنشائية استفهام غرضها التقرير.
• كالدم المراق .. كالجياع .. كالحب .. كالأطفال .. كالموتى: كلمات تحمل ترسبات الماضي في نفس الشاعر مما يوحي بالمفارقات الكامنة بنفسه.
• تمسح البروق سواحل العراق: استعارة مكنية شبه البروق بالإنسان الثائر ضد الظلم.
• النجوم والمحار: كناية عن الثروات الموجودة بالعراق.
• كأنها تهم بالشروق: كناية عن الأمل في زوال المستعمر.
• فيسحب الليل عليها من دم دثار: شبه الليل بالإنسان الذي يغطي، والدم بالغطاء، دلالة على العنف المتواجد في العراق.
• يا خليج، يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى: أسلوب نداء يدل على بعد الشاعر وغربيه عن الوطن
• اللؤلؤ والمحار والردى: اللؤلؤ والمحار كناية عن مهنة الغوص والتي ارتبطت بالموت للدلالة على صعوبة العيش في العراق
• كأنه النشيج: كناية عن الألم الذي يعتصر العراق من المستعمر.
• عودة الصدى " يا واهب المحار والردى " تحمل دلالة ضياع خيرات العراق وثرواته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:27 م]ـ
الهم الذي يؤرق السياب:
أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود
في الوادِ من أثر
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر .. مطر .. مطر
المفردات:
يذخر: خبأ لوقت الحاجة، الرعود: صوت السحاب المصطدم المحمل بالمطر، البروق: مفردها برق وهوا للمعان الناتج من اصطدام السحب ببعضها، فضّ: فض الشيء فرقه، ختمها: ختم النحل أي ملأ خليته عسلا، واختم الشيء أي أتمه، ثمود: إشارة إلى قوم ثمود الذين أخذهم الله بالصيحة والرجفة والزلزلة، تئن: تتألم، المهاجرين: المستعمرين، يصارعون: يقاتلون، المجاذيف: مفردها مجذاف وهو ما تتحرك به السفينة، القلوع: مفردها قلع وهو الشراع، عواصف: مفردها عاصفة وهي الريح الشديدة.
الشرح
في هذا المقطع يوضح السياب الهم الذي سبب له الأرق وهو المستعمر الذي غزا بلاده فنجده يعايش الموقف بالعراق فالثورة قائمة والعراقيون يستعدون للقاء المستعمر وحربه ولكن تفرقوا وتشتت أمرهم فلم يبق إلا صوت المطر الذي يضفي الحزن في النفس وكذلك القرى التي لحقها الدمار من جراء الصراع الذي دار بينهم وبين المستعمر لاقتلاع خيرات الخليج.
مواطن الجمال
• اسمع العراق: شخص الشاعر العراق بالإنسان الذي يتكلم.
• يذخر الرعود، يخزن البروق: أساليب خبرية تدل على الثورة الموجودة داخل العراق.
• لم تترك الرياح من ثمود
في الوادي من أثر: إشارة إلى قوم ثمود الذين أخذهم الله بالصيحة والرجفة والزلزلة وقد التبس الأمر على الشاعر بين قوم عاد وثمود فعاد هم من أخذوا بالريح الباردة " وهنا لجأ الشاعر إلى استخدام معاني القرآن الكريم "
• أكاد أسمع النخيل يشرب المطر: استعارة مكنية شبه النخيل بالإنسان الذي يشرب.
• أسمع القرى تئن: استعارة مكنية شبه القرى بالإنسان الذي يئن.
• المهاجرين يصارعون عواصف الخليج: شبه أهل العراق بالعواصف في ثورتهم.
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:30 م]ـ
الوحدة العضوية:
تتحقق الوحدة العضوية حيث نرى أن حب الوطن والانتماء إليه يدفع الشاعر لدفع خطر المستعمر عن بلاده، ووحدة الجو النفسي والتي تمثلت في الفاجعة والحزن لما آل إليه الوطن الجريح.
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر:
1 - اختيار الألفاظ السهلة الموحية المعبرة الموسيقية.
2 - عدم الالتزام بقافية واحدة.
3 - الميل إلى التجسيم والتشخيص والاهتمام بالصورة الشعرية.
4 - التحرر من المحسنات البديعية المتكلفة.
5 - التجديد في شكل القصيدة.
6 - البناء على وحدة التفعيلة
7 - استخدام الرمز في قصائده.
8 - التأثر بالآداب الغربية والصينية.
9 - استخدام الأسطورة أو الحكايات المروية من التراث.
*ليتك ترى يا بدر عراقك اليوم*
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:32 م]ـ
هذه القصيدة لها أثر كبير في نفسي كلما سمعتها أرى أن العراق ماثلة أمامي
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 08:29 م]ـ
أصيحُ بالخيلج: "يا خليج
يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"
فيرجع الصدى
كأنّهُ النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين قرأت القصيدة أو بالأصح قرأت العراق في القصيدة انتابني شعور مؤلم بائس حيث الآن لا وطن. صدق - والله - الخليج واهب الردى.
مطر! بل أقول:
أنشودة الدماء
دمٌ
دمٌ
دمٌ!
أخي أباغيداء، كنت رائعًا في عرض المشاركة من خلال الشاعر أولا ثم النص ثم التحليل الفني؛ فقد جعلتنا نطوف في مرابع الألم نبكي ونمسح دموعنا لعراقنا، ونتخيل أن المطر ما هو إلا دموعنا يهطل على أرض الذل مع شديد الأسف.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:02 م]ـ
لعل نصا شعرياً حديثاً لم يظفر من قراءات المعاصرين بمثل ما ظفر به نص بدر شاكر السياب:
(أنشودة المطر) ويرجع هذا الاهتمام اللافت للانتباه إلى أمور، أهمها اثنان:
أولهما ما هو خارج النص، وثانيهما ما هو داخل النص،
أما الأول فيتمثل في منزلة السياب ضمن حركة الشعر الحر فهو:
أحد رواد حركة الشعر الحر الذين أسهموا في بلورة مواقفها الفكرية وقيمها الجمالية ..
وأما الثاني فيتمثل في موقع القصيدة في شعر السياب خاصة والشعر الحديث عامة فالقصيدة تشكل نموذجاً لبدايات الشكل الشعري الجديد ..
وقفة فيها تذكرة أخي الحبيب الغالي فهد عبدالله الزامل
واستطعت بهذا أن تنكأ الجراح؛ فالعراق يئن تحت جراحات الاحتلال
وبغداد حزينة باكية ـ ردها الله فرحة مستبشرة ـ
شكرا لك
ونحن متابعون معك
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً أنا فخور بإطلاعكم على الموضوع
جعلة الله في موازين حسناتكم(/)
شاعرية أعرابي
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وقف أعرابي يسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
ياعمر الخير جزيت الجنة - اكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا من الزمان جنه - أقسم بالله لتفعلنه
قال عمر: فإن لم أفعل؟
قال الأعرابي: إذا أبا حفص لأذهبنه
قال عمر: ثم ماذا؟
قال الأعرابي:
والله عن حالي لتسألنه - يوم تكون الأعطيات منه
وموقف المسؤول بينهنه - إما إلى نار وإما إلى جنه
فبكى عمر وقال: ياغلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره , والله لا أملك غيره.
{رضي الله عنك يا أبا حفص}
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 07:38 م]ـ
رضيَ اللهُ عن عُمَرَ الفَارُوق
أعدَل أهلِ الأرضِ بعدَ نبيّهِ الكريم
رضيَ اللهُ عنهُ و أرضاهُ و سائرَ صحابةِ الحبيب المصطفى الميامينَ
إلى يوم الدّين
جُزيتِ خيرًا أخي أبا عبد الملك على هذهِ السُّقيا و الهطُولِ المُبارَك
ولا حرَمَكِ العلَيُّ الأجرَ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 11:00 م]ـ
رضي الله عن الفاروق وأرضاه ..
قصة طريفة وأشعار بليغة ,, رحم الله الإعرابي ..
جزالك الله خيرا على ما أتحفتنا به ..(/)
مثلث قطرب
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 12:14 ص]ـ
مثلث قطرب قصيدة لأبي علي محمد بن المستنير ابن الميرزا النحوي اللغوي البصري المعروف بقطرب واشتهرت القصيدة بإسم المثلثه لأنها تحتوي في كل بيت منها على ثلاثة كلمات بنفس الأحرف ويختلف معناها باختلاف ضبط أولها وهي لدي بصوت فضيلة الدكتور عبد الرحمن الحمين ولكن لم أتمكن من وضع الرابط لعدم معرفتي بذلك.
يَا مُولعْاً بِالْغَضَبِ وَالهْجْرِ وَالتَّجَنُّبِ = هَجْرُكَ قَدْ بَرَّح بي في جِدِّه وَاللَّعِبِ
إِن دُمُوعِي غَمرُ وَلَيْس عِندي غِمرُ = فَقُلْتُ يَا ذَا الْغُمرُ أَقصرْ عَنِ التَّعَتُّبِ
بِالْفَتْحِ مَاءٌ كَثُرا وَالْكَسْرِ حِقْدٌ سَتَرا = وَالضَّمِ شَخْصٌ مَا دَرَى شَيئاً وَلمْ يجُرّبِ
بَدا فَحيَّا بِالسَّلام رَمَى عُذولي بِالسِّلام = أَشَار نحَوْي بِالسُّلام بِكَفِّهِ المُخْضِبِ
بِالْفَتْح لَفْظَ المُبْتَدِي وَالْكَسْر صَخْرُ الجْلْمدِ = وَالضَّم عَرْق في الْيَد قَدْ جَاء في قَوْل النَّبي
تَيَّم قَلْبي بِالْكَلام وفي الحْشَا مِنُه كِلام = فَصِرْتُ في أَرْضٍ كُلاَم لِكي أَنَال مَطْلبي
بِالْفَتْح قَوْل يُفْهَمُ وَالْكَسْر جُرح مُؤَلمُ = وَالضَّم أَرْض تَبرم لِشِدَّةِ التَّصَلُّبِ
ثَبت بأَرْض حَرَّة مَعْروفَة بِالحِرَّة = فَقُلْتُ يَا ابْن الحُرَّة إِرْثَ لمِا قَدْ حلَّ بي
بِالْفَتْح لِلَّحجَارة وَالْكَسْر لِلْحَرارة = وَالضَّمِ لِلْمُخْتَارة مِنْ النِّسا في الحجبِ
جْد فَلا دِيم حَلْم وَمَا بَقِي لي حِلْم = وَمَا هَناني حُلُم مُذْ غِبْت يَا مُعَذَّبي
بِالْفَتْح جَلْد نُقبا وَالكَسْر عَفْو الأُدبا = وَالضَّمِ في النَّوْم هبا حْلم كَثير الْكَذِبِ
حمَدْت يَوم السَّبتِ إِذ جَاء محُذي السِّبتِ = عَلَى نَبات السُّبْتِ في المَهْمَةِ المُسْتَصْعَبِ
بِالْفَتَحِ يَوْم وَإِذا كَسَرته فَهُو الخِذا = والضَّم نَبْتٌ وَغِذا إِذْا نَشا في الرَّبْرَبِ
خَدد في يَوْم سَهَام قَلبي بِأَمْثَال السِّهام = كَالشَّمْس تُرمي بِالسُّهام بِضَؤهَا وَاللَّهَبِ
بِالْفَتْح حرٌّ قَوِيا وَالْكَسر سَهْم رُميا = وَالضَّم نُورٌ وَضيا لِلْشَّمْس عِنْد المغْربِ
دَعَوْت رَبي دَعْوَة لمَا أتَى بالدِّعْوَةِ = فَقُلْت عِنْدي دُعْوة إِنْ زُرْتني في رَجبِ
بِالْفَتْحِ للهِ دَعَا وَالْكَسر في الأَصْل ادَّعا = وَالضَّم شَئٌ صُنِعا لِلأَكْل عِنْدَ الطَّربِ
ذَلَفْت نحَو الشَّرب فَلَمْ أَدر عَنْ شِرب = فَانْقَلَبُوا بِالشُّرب وَلم يخافُوا غَضَبي
بِالْفَتْح جمَعُ الأَشْربة وَالكَسْر مَاء شَربه = والضَّم مَاء الْعِنبه عِنْد حُضُور العِنبِ
رَام سلوك الخَرق مَعَ الطَّريقِ الخِرق = إِنَّ بَيَان الخُرقِ عِنْدَ رُكُوب السَّببِ
بِالْفَتْح أَرضٌ وَاسعة وَالكَسْر كَفٌّ هَامِعة = وَالضَّم شَخْصٌ مَا مَعَه شَيء مِنَ التَّهذَّبِ
زَادَ كَثيراً في اللِّحا مِنْ بَعْد تَقْشِير اللِّحا = لمَا رَأى شَيْب اللُّحا صَرَّم حَبْل النَّسبِ
بِالْفَتْح قَوْل العدل وَالكَسْر لحي الرَّجل = والضَّم شَعراتٌ تَلي لحي الفَتى وَالأَشْيبِ
سَار مجُداً في المَلا وَأَبحرُ الشَّوْقِ مِلا = وَلبْسه لين المُلا فَقُلْتُ يَا لِلْعَجَبِ
بِالْفَتْح جَمْع البشر وَالكَسْر ماء الأَبحرِ = والضَّم ثَوْب الْعَبْقري مُرَصَّع بِالذَّهَبِ
شَاكلني بِالشَّكل تَيمَّني بِالشِّكل = وَغَلَّني بِالشُّكل في حُبُه واحزبِ
بِالْفَتْح مِثُل المثَل والكَسْر حُسْن الدَّلّ = والضَّم قَيْد الْبَغل خَوْفٌ مِنْ التوثَبِ
صَاحبَني في صَرَّةٍ في لَيْلة ذي صِرةٍ = وَمَا بَقي في صُرَّتي خَرْدَلَةٌ مِنْ ذَهَبِ
بالْفَتْح جمَع الْوفد والكَسْر كَثْر الْبرَد = والضَّم صرَّ النَقْد في ثَوْبه بِالهدبِ
ضَمْنْته بِنْت الكَلا بالحِفْظ مِنى وَالكِلاَ = فَشَجَّ قَلْبي وَالكُلى عَمداً وَلم يُراقبِ
بِالْفَتْح نَنْتُ لِلْكلا والكَسْر حِفْظ لِلْوَلا = والضَّم جمَع لِلْكلا مِنْ كُلِّ حَي ذي أَبِ
طَارَحَني بالقَسط وَلمْ يَزِن بِالْقِسط = في فِيهِ عِرْق القُسط وَالْعَنْبر المطيَّبِ
بِالْفَتْح جَوْر في القضا والكَسْر عَدْل يَرْتضي = والضَّم عُود قَبَضا رَخَاوة لِلْعَصَبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ظَبيٌ ذَكِي الْعَرَف وَآخذ بِالْعِرف = وآمرٌ بِالعُرفِ سَام رَفيع الرُّتبِ
بِالْفَتْح عَرْف طيَّب والكَسْر صَبر يُندبُ = والضََّم قَوْل يجب عِنْد ارْتكَاب الرِّيبِ
عَالٍ رَفيع الجَدِّ أفَعاله بالجِدّ = لَقِيتُه بِالجُدّ كَالمعَطل المحُزَّبِ
بَفَتْحها أَبو الأَب والكَسْر ضدُّ اللَّعبِ = والضَّم بَعْض الْقُلب كَان لِبَعْض العربِ
غَنى وَغَنَّته الجَوارِ بِالْقُرب مِني وَالجِْوار=فَاسْتمعُواصَوت الجُوارثمُ انْتَنُوا بِالطَّرَبِ
بِالْفَتْح جمْع جَارية والكَسْر جَار داريه = والضَّم صَوْت الدَّاعية بِوَيْلِها وَالحربِ
فَأمَّ قَلْبي أَمَّه عِنْد زَوال الإِمَّة = فَاسْتَمِعُوا يَا أُمَّة بحقَّكُم مَا حَلْ بي
بِالْفَتْح شجَّ الرَّأس والكَسْر ضدَّ الباسِ = والضَّم جمْع النَّاس مِنْ عَجَم أَوْ عَرَبِ
قُولُوا الأَطْيار الحَمام يَبْكينَني حتىَّالحِمام=أَمَا تَرى يا ابن الحُمام مَا في الهوى مِنْ طَربِ
بِالْفَتْح طَير يهدرُ والكَسْر مَوْت يقدر = والضَّم شَخْص يُذكر بالإِسمِ لاَ بِاللْقَبِ
كَأنما بي لَمَّة قَدْ شَاب شَعْر اللِمة = وَمَا بقي لي لمُة وَلاَ لِقا مِنْ نَصَبِ
بِالْفَتْح خَوْف الباسِ والكَسْر شَعرُ الرَّأس =والضَّم جمَع النَّاسِ مَا بَين شَيْخٍ وَصَبي
لمَا أَصاب مَسْكِي فَاحَ عَبير المِسْك = فَكانَ مِنْه مُسكي وَرَاحَتي مِنْ تَعَبِ
بِالْفَتْح ظَهر الجلد والكَسْر طِيب الهِندِ = والضَّم مَا لا يُبدِي مِنْ راحَة المُسْتَوهَبِ
مَلَت دُموعي حَجْري وَقَلَّ فِيه حِجري = لَوْ كُنْت كابْن حُجري لَضاق فِيه أَدبِ
بِالْفَتْح حجر الرَّجل والكَسْر جمع العَقل = والضَّم اسْم النَّقل لِرَجُلٍ مُنْتَسِبِ
نَاول بردَّ السَّقْطِ مَنْ فِيه عين السِّقط = فَلاحَ رَمْي السُّقطِ وَمِيضه كَالشُّهُبِ
بِالْفَتْح ثَلْج وَبَرَد والكَسْر نَارٌ مِنْ زَند = والسُّقْط بالضَّم الْوَلد قَبْل تمام الأَرَبِ
وَجَدْته كالقَمَّة في جَبلٍ ذي قِمَّة = مُطََّرح كالقُمَّة فَقُلْت هَذا مَطْلبِ
بِالْفَتْح أَخذ النَّاس والكَسْر أَعلى الرَّأس = والضَّم للإِنْكَاسِ مِنَ المكَانِ الخربِ
هَذي علامات الرَّقَاق فانْظُر إلى أَهل الرِّقاق = هَلْ يَنْطقوا قَبْل الرُّقاق بِالصِّدْق أَمْ بِالكذِبِ
بِالْفَتْح رجل مُتَّصل والكَسْر خُبْز قَدْ أُكل = والضَّم أَرْض تَنْفصل عَلى أَمانِ النصبِ
لاَ تَرْكننْ لِلصَّلِ وَلاَ تَثِق بِالصِّلِ = وَاحْذر طَعَام الصُّل وَانهَض نهُوض المجُدبِ
صَوْت الحديد صَرْصرا وحيَّة إِن كُسِرا = وَالماءُ إِن تَغَيرا بِضَمَّها لم يُشربِ
يُسْفر عَنْ عَينْ الطَّلا وَجنَّة تحَكي الطِّلا = وَجِيدهُ مِنْ الطُّلا غِيداً وَلمْ تحتجبِ
بِالْفَتْح أَوْلاد الظِّبا والكَسْر خمر شُرِبا = الضَّم جِيدٌ ضُرِبا بحُسْنهِ جيد الظَّبا
أَتَيْتُه وَهُوَ الَقَى فَبَشَّ لي عِنْد اللِّقا = وَقَال أَطْعِمني لُقى فَذَاكَ أَقصى إِرَبِ
بِالْفَتْح كَنْس المْنزلِ والكَسْر لِلْحَرب قَلي = والضَّم مَاء الْعَسل عَقَدْته بِاللَّهبِ
دَيارُهُ قَدْ عَمَرت وَنَفْسهُ قَدْ عَمِرت = وَارسنه قَدْ عَمُرت مِنْ بَعْدَ رَسمٍ خَربِ
بِالْفَتْح فِيه سَكَنا وَكَسْرهَا نَال الْقنا = والضَّم مَهْما أَمْعَنا في حَرْثِهِ المجُربِ
صَاحَبَني وَهُوَرَشا كَصُحْبة الدَّلْوالرِّشا=حَاشَاهُ مِنْ أَخذ الرُّشا في الحُكم أَوْمِنْ رِيَبِ
بِالْفَتْح لِلْغَزالِ والكَسْر لِلحِبال = والضَّم بَذلُ المالِ لِلْحاكم المُسْتَكْلَبِ
الرَّيق مِنْهُ كَالزَّجاج وَلحظهُ يحكي الزِّجاج=وَالقَلبُ مني كالزُّجاج وادٍ سَريع العَطَبِ
بَالْفَتْح لِلْقَرَنْفُل والكَسْر زَج الأَسَل = والضَّم ذَاتُ الشُّغل مِنْ الزجاجِ الحلَبِ
لِلذع أَلْف مَنَّه وَلاَ أَحتِمال مِنَّه = مَنْ كَان فِيه مُنَّه فَلْيَسْتَرِح بِالهْربِ
بِفَتْحها لِلْحيَّةِ وَكَسْرها لِلهبَّة = وَضَمَّها لِلْقُوةِ وَهُوَ دَلِيلُ الْغَلَبِ
وَرث ضُعْفا في القَرا كَثْرة معانِ بالقِرا = وَذَاك في غَير القُرى فَكَيْف عِنْدالْعَرَبِ
بِالْفَتْح ظَهر الوهدِ والكَسْر طَعم الْوَفد = والضَّم جمْع الْبلدِ كَمَكَّةٍ أَوْ يَثْربِ
مَنْ لي بَرَشْف الظَّلم أَوْ اصْطياد الظِّلم = مَا عِنْده مِنْ ظُلم وَلاَ مَقَال الكَذبِ
بَالْفَتْح مَا الأسَنان وَللنِعامِ الثَّاني = والظَّلم للإِنسان مجْلَبَةٌ لِلْغَضَبِ
فَالْقَطْر جُودٌ كَفَّه وَالْقِطر سَيْل حَتْفه = وَالْقُطر مَاءُ أَنْفه وَخَدَّهُ مِنْ ذَهَبِ
بِالَفْتَح غَيْث سَكَبا والكَسْر صفر ذُوِّبا = والضَّم عُود جُلبا مِنْ عدنٍ في المرْكَبِ
لمَا رَأَيْت دَلَّهُ وَهَجْرهُ وَمَطْلهُ = رَثَيٍت مِنْ حُبي لَه مُثلِّثاً لِقُطْربِ
وَابْنُ زُريقٍ نَظَما شَرحاُ لما تَقَدَّما = فَربمَّا تَرَحمَّا عَلَيْه أَهْل الأَدبِ
أَدَّيْت فِيه واجبي في خِدمةِ المُخالبي = أَحمْد ذِي المواهبِ وذَ النِّجادِ الطَّيَّبِ
مَنْ جَاءهُ وَأَمَّله يَنالُ مِنْه أَمَلَه = يَا سَعْد مَنْ قَدْ وَصَله مِنْ أَهْلِ عِلْم الأَدبِ
إِمَّا بِبحث بحَثَه أَوْ اختراعٍ أَحْدَثه = في شَرْح ذِي المُثلَّثة بِنَظْمهِ المُهذَّبِ
مُصَلَّياً مُسَلَّما عَلى النَّبي كُلَّما = رَقْرَق بَرْق أَوْ همَا بالْوَدق مُزْن السُّحُبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 12:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الأحيمر
طالت غيبتك
اشتقنا إليك
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ونحن والله كذلك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:04 ص]ـ
أهلا بأخي الأحيمر ...
اشتقنا لك كثيرا ,
قصيدة في غاية الروعة مثل ناقلها , تأتي دائما بما هو نادر ومتميز.
بارك الله فيك ..
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 01:29 ص]ـ
إِن دُمُوعِي غَمرُ وَلَيْس عِندي غِمرُ
فَقُلْتُ يَا ذَا الْغُمرُ أَقصرْ عَنِ التَّعَتُّبِ
إِنَّ دُمُوعِي غَمْرُ (فتح حرف الغين)
وَلَيْسَ عِنْدِي غِمْرُ (كسر حرف الغين)
فَقُلْتُ يا ذا الغُمْرِ (ضم حرف الغين)
أَقْصِرْ عَن التَّعَتُّبِ
بالفَتْحِ ماءٌ كَثُرا (هنا الشرح اي ان كلمة غمر بفتح الغين معناها الماء الكثير)
والكَسْرِ حَقْدٌ سُتِرا (وبكسرها معناها حقد دفين)
والضَّمِّ شَخْصٌ ما دَرَى (وبضمها الشخص الذي لم يجرب الامور)
شَيْئًا وَلَم يُجَرِّبِ
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:18 م]ـ
أسعدني مرورك أخي رعد
شكراً لك
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:09 م]ـ
سلمت يداك أخي الاحيمر
ـ[عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 05:03 م]ـ
سلمت يداك أخي الأحيمر
و قد قرأت في أحد الكتب - نسيت اسمه و اسماء مؤلفيه - الشارحة للمثلثة أن قطرب وضع الابيات ذوات الكلمات المتشابهة بينما الابيات الشارحة وضعها
ابن زريق - لا اعرف من هو تحديدا - و استدلوا بذلك من القول في الخاتمة:
وَابْنُ زُريقٍ نَظَما شَرحاُ لما تَقَدَّما
فَربمَّا تَرَحمَّا عَلَيْه أَهْل الأَدبِ
و الملاحظ أن ابيات قطرب الاولى قد استوفت حروف الهجاء بحسب ترتيبها (ثم زاد عليها)
إن دموعي غمر ...
بدا فحيا بالسلام
تيم قلبي بالكلام
و هكذا حتى تنتهي بحرف الياء و إن كنت أرى هنا أن
"لا تركنن للصل " سبقت " يسفر عن عين الطلا "
و عذرا على الإطالة
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:51 م]ـ
أخوي الكريمين الحارث السماوي وعبد الله
شكراً لكما على المرور
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 03:53 ص]ـ
قصيدة قمة في الابداع
رائعة جدا
سلمت يداك يا صديقي العزيز ...(/)
عيد الأضحى و فلسطين للعلامة محمد البشير الابراهيمي
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:02 م]ـ
:::
عيد الأضحى و فلسطين للعلامة محمد البشير الابراهيمي
نشرت سنة 1948 (البصائر)
النفوس حزينة، و اليوم يوم الزينة، فماذا نصنع؟
إخواننا مشرّدون، فهل نحن من الرحمة و العطف مجرّدون؟
تتقاضاناالعادة أن نفرح في العيد و نبتهج، و أن نتبادل التهاني، و أن نطرح الهموم، و أننتهادى البشائر.
و تتقاضانا فلسطين أن نحزن لمحنتها و نغتمّ، و نُعنى بقضيتنا ونهتم.
و يتقاضانا إخواننا المشردون في الفيافي، أبدانهم للسوافي، و أشلاؤهمللعوافي، و أن لا ننعم حتى ينعموا، و أن لا نطعم حتى يطعموا.
ليت شعري! ... هل أتى على عبّاد الفلس و الطين، ما حل ببني أبيهم في فلسطين؟
أيها العرب، لاعيد، حتى تنفذوا في صهيون الوعيد، و تنجزوا لفلسطين المواعيد، و لا نحر، حتى تقذفوابصهيون في البحر.
و لا أضحى، حتى يظمأ صهيون في أرض فلسطين و يضحى.
أيهاالعرب: حرام أن تنعموا و إخوانكم بؤساء، و حرام أن تطعموا و إخوانكم جياع، و حرامأن تطمئنّ بكم المضاجع و إخوانكم يفترشون الغبراء.
أيها المسلمون: افهموا مافي هذا العيد من رموز الفداء و التضحية و الماعاناة، لا ما فيه من معاني الزينة والدعة و المطاعم، ذاك حق الله على الروح، و هذا حق الجسد عليكم.
إن بين جنبيألما يتنزّى، و إن بين جوانحي نارا تتلظّى، و إن بين أناملي قلما سُمته أن يجريفجمح، و أن يسمح فما سمح، و إن في ذهني معاني أنحى عليها الهم فتهافتت، و إن علىلساني كلمات حبسها الغم فتخافتت.
و لو أن قومي أنطقتني رماحهم **** نطقت و لكنالرماح أجرتِ
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:16 م]ـ
بوركت
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
ما بين هذا الكلام الأصيل وزماننا؟
بوركت على الانتقاء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 12:04 ص]ـ
بوركت أخي تأبط شعرا ..
وهاهي غزة تغرق في [ COLOR="Black"] الظلام , فهل من مغيث غير الله؟؟ Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alfaseeh.net/vb/images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لقد أسمعتَ إذ ناديتَ حياً = لهُ تِلقَاءَ داعيهِ انبعاثُ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 12:31 ص]ـ
بوركت أخي تأبط شعرا ..
وهاهي غزة تغرق في [ COLOR="Black"] الظلام , فهل من مغيث غير الله؟؟ Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alfaseeh.net/vb/images/toolbox/backgrounds/20.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لقد أسمعتَ إذ ناديتَ حياً = لهُ تِلقَاءَ داعيهِ انبعاثُ
أضم صوتي لصوت أخي رعد
والسلام عليكم(/)
"رَجَوْتُكَ يا حبيبُ"
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 12:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"رَجَوْتُكَ يا حبيبُ"
"من فتًى فلسطيني إلى صديق طفولته"
10 - 1 - 1428هـ
د. عبد الرحمن صالح العشماوي
دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيبُ ... وصافِحْنِي فأنتَ أخٌ قريبُ
رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي ... تُصيبُكَ مثلما قلبي تُصيبُ
وقاتِلُنا هو المقتولُ فينا ... وأَسْعَدُنا هو الأشقى الكئيبُ
لماذا يا أخي ترتدُّ نحوي ... ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!
ألم نَسْكُنْ مُخيَّمَنا جميعاً ... تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُوبُ؟!
ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنا صِغَاراً ... وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ؟!
دَعِ الأعداءَ لا تَرْكَنْ إليهم ... فما يُعطيكَ إلاَّ الغَدْرَ (ذِيبُ)
إذا امتدَّتْ يدُ الباغي بمالٍ ... إليكَ فَخَلْفَهُ هدفٌ مُرِيبُ
لنا أرضٌ مُبارَكةٌ دَهَاهَا ... منَ الأعداءِ عُدْوانٌ رَهِيبُ
ألم يُدْفَنْ أبي وأبوكَ فيها ... وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيبُ؟!
ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْأَى ... بنا عن طَرْدِ غاصِبِها الدُّروبُ
أخي ورفيقَ آلامي وحُزْني ... وأحلامي، رَجَوْتُكَ يا حبيبُ
رَجَوْتُكَ أنْ تكونَ أخا وفاءٍ ... لِئَلاَّ يَدْفِنَ الشمسَ الغُروبُ
كأنِّي بالرَّصاصِ يقولُ: كلاَّ ... ويَحْلِفُ أنَّهُ لا يستجيبُ
يقولُ لنا: دَعُوا هذا التَّجَافِي ... وكُفُّوا عن تَنَاحُرِكُم وتُوبُوا
أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمساً ... يُلازِمُها الشُّروقُ فما تَغِيبُ
فلا تَتْرُكْ يدَ الأحقادِ تُدْمِي ... جَبِيناً لا يَلِيقُ بهِ الشُّحُوبُ
سَمِعْتُ مآذنَ الأقصى تُنادِي ... وفي البيتِ الحرامِ لها مُجِيبُ
وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو ... وفي أَصْدَائِهِ نَغَمٌ عَجِيبُ:
إذا دَعَتِ المآذِنُ بالتَّآخِي ... فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُوبُ
أخي، بيني وبَيْنَكَ نهرُ حُب ... وإخلاصٍ بهِ تَرْوَى القُلُوبُ
لِقَلْبَيْنَا منَ الإحساسِ دِفْءٌ ... أرى جبلَ الجليدِ بهِ يَذُوبُ
كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصارٍ ... يعودُ لنا بهِ الوطنُ السَّلِيبُ
كِلانَا في فلسطينَ الْتَقَيْنَا ... على هَدَفٍ، لِيَنْهَزِمَ الغَريبُ
لِنَرْفَعَ رايةً للحقِّ تُمْحَى ... بها من صَدْرِ أُمَّتِنَا الكُرُوبُ
أخا الإسراءِ والمعراجِ، بيني ... وبَيْنَكَ حَقْلُ أزهارٍ وطِيبُ
بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا ... فلا عاشَ المُخَالِفُ والكَذُوبُ
وللعلم فأنا من محبى هذا الشاعر الرائع المتميز ....
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:22 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمْتَ , وسلمت أناملك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:26 م]ـ
أخي اسكندر
سلمت وكما تحب هذا الشاعر نحن نحبه مثلك
زدنا من اختياراتك الرائعة التي تدل على ذوقك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:46 م]ـ
دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيبُ = وصافِحْنِي فأنتَ أخٌ قريبُ
رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي = تُصيبُكَ مثلما قلبي تُصيبُ
ألم نَسْكُنْ مُخيَّمَنا جميعاً = تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُوبُ؟!
ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنا صِغَاراً = وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ
لنا أرضٌ مُبارَكةٌ دَهَاهَا = منَ الأعداءِ عُدْوانٌ رَهِيبُ
ألم يُدْفَنْ أبي وأبوكَ فيها = وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيبُ
أبيات رائعة حقا وشاعر عظيم له منا كل الحب والتقدير.
واختيار موفق ينم عن ذوق رفيع ...
بوركت وبورك قلمك أخي " اسكندر".
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 11:01 م]ـ
كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصارٍ ... يعودُ لنا بهِ الوطنُ السَّلِيبُ
كِلانَا في فلسطينَ الْتَقَيْنَا ... على هَدَفٍ، لِيَنْهَزِمَ الغَريبُ
ألا ليت تلكم الكلمات تعيها قلوبنا وتعمل بها أيدينا فنحن أشد ما نكون لنعمل بهذه الكلمات
سلمت وطاب ما أتحفتنا به من هذا الاختيار
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 12:10 م]ـ
جزيتما خيراً إخوتى الكرام وبأذن الله أتحفكم بما خطت أنامل هذا الشاعر المتميز الرائع والله الموفق.
والأبيات هى رسالة أتمنى أن تصل إلى إلى إخواننا وأحبابنا وأهلنا فى فلسطين الحبيبة،
ونسأل الله بأن ينصر إخواننا المستضعفين فى فلسطين وفى شتى بقاع المسلمين.(/)
من شعراء مكة المكرمة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 01:53 م]ـ
شعراء مكة المكرمة
محمد بن سرور الصبّان
1316 هـ – 1391 هـ
الشاعر المكي الأديب
ولد محمد بن سرور في شهر ذي القعدة سنة 1316 هـ بمدينة القنفذة ثم انتقلت أسرته إلى جده عام 1320 هـ ولما نشئت الحرب العثمانية الإيطالية انتقلت أسرته إلى مكة و بها نشأ وترعرع و فيها أخذ علومه الأولية ثم التحق بمدرسة الخياط ليتلقي مزيداً من العلوم، وفي سنة 1336 هـ عُين كاتب يومية بإدارة مكه ثم رقُي إلى وظيفة محاسب. ولمّا شكلت حكومة جلالة الملك عبد العزيز طّيب الله ثراه البلدية عام 1343 هـ عين بنفس الوظيفة مارس الأعمال التجارية الحرة إلى أن عين رئيساً لقلم التحريرات بوزارة المالية ثم مديراً لإدارتها.
كان من دعاة النهضة الفكرية في الحجاز وفي أوائل الأدباء الذين سعو إلى نشر إنتاج الشباب ومن شعراء وأدباء بلده ووطنه.
أسس مكتبة تجارية لبيع الكتب في مكه ووكل أمر أدارتها إلى أخيه الشيخ عبد الله سرور وجلب مطبعة خاصة لطبع مصحف (أم القرى – مكه) الذي نسخة الخطاط الشهيد محمد طاهر الكردي ونشر كثير من مؤلفات أدباء الحجاز.
تولي محمد سرور منصب وزارة المالية في عهد الملك فيصل كما تولي أمانة رابطة العالم الإسلامي إبّان تأسيسها، وبقي يشغل هذا المنصب إلى أن توفي رحمة الله سنة 1391 هـ في القاهرة ونقل جثمانه إلى مكه ودفن في مقابر المعلى.
آثارة 1.
أدب الحجاز طبع القاهرة سنة 1344 هـ، وهو أول كتاب صدر في العصر الحديث ليؤرخ بداية الحركة الأدبية في الحجاز ثم طبع في جده أيضا سنة 1387 هـ.
2. العرض: وهو مجموعة من الآراء في اللغة العربية كتبها أدباء الحجاز طبع سنة 1345 هـ في القاهرة.
3. مجموعة من المقالات والمقاصد طبع سنة 1355 هـ في القاهرة.
من شعر الشاعر محمد سرور
قصيدة رائعة أولها:
يا ليل صمتك راحة = للموجعين أسي وكربا
خففت من آلامهم = و وسعتهم رفقاً وحبّا
أو ما ترى حدث الزما = ن أمضهم عسفا وغلبا
ومنها:
يا ليل ما للبدر يمـ = رح في السما شرقا وعزبا
تبدو فتضحك ساخراً = منها وطوراً قد تحبا
تعلو على متن السحا = ب يسوقها سربا فسربا
أتراه يعبث كالوليد = فليس يخشي بعد عيبا
ومنها:
يا ليل لو أن الغزا = لة سّرها قد كان غيبا
لم تفش من مكنونها = أمرا ولم تأت عيبا
لغدت بنا الآكل تضرب = في الورى جمعاً وصحباً
ومن شعره الرائع في الغزل:
أنا لا أزال شقي حسك = هائماً في كل واد
زعم العواذل أنني = أسلو وأجنح للرفاد
كذبوا وحقك لست أقد=ر أن أعيش بين فؤاد
ولسوف أصبر للمصا = ئب والكوارث والبعاد
حتى أراك ممتعاً = بالعز ما بين الفؤاد
ومن شعره:
ويل أم العزول يطلب منّي = ما تكون السماء أقرب منة
كيف أسلو غذاء نفسي وقلبي = ذاب وجدا فمن يرفه عنه
ومن شعره في الفخر:
كأن لي مال وجاه وندى= وسماح فوق وصف الواصفين
أجمع المال لكي أنفقه = في مواساة العباد البائسين
فكأني حاتم في قومه = أهرف الأهوال في وجه قمين
يلهج الناس بشكري دائماً = ويعيش بفعلي آمنيس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 02:09 م]ـ
محمد عمر عرب (1318هـ)، من مواليد مكة المكرمة. وهو زميل محمد سرور الصبان، أديب رائد من الحجاز. من خريجي مدرسة الفلاح بمكة، عمل في التعليم والمجلس البلدي لمكة، عمل محررا بديوان النباية العامة. اشتهر محمد عمر بالشعر وله نثر رصين، من أشهر أعماله الأدبية ديو967م، ان شعر عصري جميل باسم "الشجرة ذات السياج الشوكي" صدر عام.عُرف بولعه بمعارضة المهجريين, من ذلك قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
ياشرق هل نفدت قواك وهدك الخطب الكبير ..
فهي معارضة لميخائيل نعيمة في قصيدته التي مطلعها:
يانهر هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير ..
وله قصيدة عنوانها " عصر الشباب ":
حدِّثيني عم الصِّبا والشباب= عن زمان الهناء بين الصحاب
حدثيني عن الهوى يا مهاتي= إن هذا الحديث يحيي رفاتي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 02:42 م]ـ
أحمد إبراهيم الغزاوي (شيخ الشعراء)
ولد عام 1318هـ في مكة المكرمة و توفي عام. تلقى علومه بالمدارس الأهلية. عمل في عدد من الوظائف الحكومية , و رأس تحرير جريدة ((أم القرى)) و مجلة ((الإصلاح)) , و نشر كتاب الإثنينينة أعماله الشعرية الكاملة و أعماله النثرية.
وهذا مقطع من قصيدة له يحاكي أبا فراس الحمدانى وخاصة في رومياته، وفي مناجاته للحمام في مجال تذكرة الوطن حيث يقول:
حمائم الأيك إن أبكاك ذو شجن =أصفيته الحب إسراراً وإعلاناً
وبت فيه على ذكري وموجدة =تذرين دمعك أسجاعاً وألحانا
وظل دأبك في الأسحار أغنية =يخالها السمع بالتوقيع عيدانا
فما بنفسي مما تشتكي حرق =ولا تعشقت أرامتا وغزلان
لكن سكبت دمي دمعاً على وطني =قد كان في المجد والتاريخ ما كانا(/)
من كنوز لغتنا الجميلة (قصيدة وحيد لابن الرومي)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 03:27 م]ـ
قصيدة " وحيد "
ابن الرومي
أحب ابن الرومي مغنية عصره الذائعة الصيت، الفائقة الجمال، وهام بها وجداً وعشقا، وارتجف بهذا الحب ريشته الساحرة الملهمة، فيفتن في رسم لوحته الشعرية الفريدة عن " وحيد" وهذه القصيدة واحدة من عيون قصائده، تنطق بقدرته الخارقة على التصوير والتجسيد، والاستقصاء البارع اليقظ في تناول التفاصيل الدقيقة، وأصالته الشعرية التي تتفجر بها كلماته وموسيقاه، بينما يتحدث هو عن " وحيد" حديث العارف الخبير المحيط بكل أوصافها وحالاتها يقول:
يا خليلي، تيمتني وحيد= ففؤادي بها معنىَّ عميد
غادة زانها من الغصن قدٌّ =ومن الظبي مقلتان وجيد
وزهاها من فرعها ومن الخدين=، ذاك السواد والتوريد
أوقد الحسن ناره في وحيد= فوق خدٍّ ما شانه تخديد
فهي برد بخدها وسلام =وهي للعاشقين جهد جهيد
لم تضر قط وجهها وهو ماء= وتذيب القلوب وهي حديد
ما لما تصطليه من وجنتيها =غير ترشاف ريقها تبريد
وبعد هذا العرض يعرض محاسنها في بساطة آسرة وسهولة ممتنعة فيقول:
مثل ذاك الرضاب أطفأ ذاك= الوجد، لولا الإباء والتصريد
وغريرٍ بحسنها قال: صفها! =قلت: أمران، هين وشديد
يسهل القول إنها أحسن الأشياء= طرا، ويعسر التحديد
شمس دَجن، كلا المنيرين - من شمس= وبدر - من نورها يستفيد
تتجلى للناظرين إليها =فشقي بحسنها وسعيد
ظبية تسكن القلوب وترعاها=، وقمرية لها تغريد
وهنا يصل ابن الرومي إلى ذروة الإبداع الشعري عندما يرسم بريشته المقتدرة هذه الصورة الوصفية لوحيد وهي تغني، وهنا نجد لونا من التناول الشعري لا مثيل له في شعرنا العربي كله يقول:
تتغنى، كأنها لا تغني= من سكون الأوصال، وهي تجيد
لا تراها هناك، تجحظ عين= لك منها، ولا يدِرُّ وريد
من هدوٍّ، وليس فيه انقطاع= وسُجُوّ، وما به تبليد
مد في شأو صوتها نفس كاف=، كأنفاس عاشقيها مديد
وأرقَّ الدلال والغنجُ منه= وبراه الشجا، فكاد يبيد
فتراه يموت طورا ويحيا =مستلَذٌّ بسيطه والنشيد
فيه وشي، وفيه حلي من النغم= مصوغ يختال فيه القصيد
طاب فوها وما ترجع فيه =كل شيء لها بذاك شهيد
ثَغَبٌ ينقع الصدى، وغناء =عنده يوجد السرور الفقيد
فلها - الدهر - لاثم مستزيد= ولها - الدهر - سامع مستعيد
وفي نهاية النص يكشف ابن الرومي عن مدى تعلقه وحبه لوحيد فهو لا يستمع لنصح يلومه في هواها بعد أن تملكه هذا الهوى وسدّ عليه كل الاتجاهات، فاين منه المفر:
في هوى مثلِها يخف حليم=راجح حلمه، ويغوى رشيد
ما تعاطي القلوب إلا أصابت= بهواها منهن حيث تريد
وترُ العزفِ في يديها مضاهٍ =وتَرَ الرجفِ فيه مهم شديد
وإذا أنبضته للشرب يوما= أيقن القوم أنها ستصيد
" معبد"في الغناء وابن"سريج"= وهي في الضرب"زلزل"و" عقيد"
عيبها أنها إذا غنت الأحرا=ر ظلوا وهم لديها عبيد
واستزادت قلوبهم من هواها= برُقاها، وما لديهم مزيد
وحسان عرضن لي، قلت: مهلا =عن وحيد، فحقها التوحيد
حسنها في العيون حسن وحيد =فلها في القلوب حب وحيد
ونصيحٍ يلومني في هواها= ضل عنه التوفيق والتسديد
لو رأى من يلوم فيه لأضحى= وهو لي المستريث والمستزيد
ضَلَّةٌ للفؤاد يحنو عليها= وهي تزهو - حياته - وتكيد
سحرته بمقلتيها فأضحت =عنده والذميم منها حميد
خلقت فتنة، غناء وحسنا =ما لها فيهما جميعا نديد
فهي نُعْمى، يميد منها كبير= وهي بلوى، يشيب منها وليد
لي - حيث انصرفت منها - رفيق =من هواها - وحيث حلت قعيد
عن يميني، وعن شمالي، وقدَّامي= وخلفي، فأين عنه أحيد
سد شيطان حبها كل فج =إن شيطان حبها لمريد
ليت شعري إذا أدام إليها =كرَّة الطرف، مبدئ ومعيد
أهي شيء لا تسأم العين منه؟ =أم لها كل ساعة تجديد
بل هي العيش لا يزال متى استعـ=رض يملي غرائبا ويفيد
منظر، مسمع، معان من اللهو، عتـ=اد لما يحب عتيد
لا يدب الملاك فيها، ولا ينقض= ض من عقد سحرها توكيد(/)
شعر وشرح
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 07:19 م]ـ
للمتنبي
أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني =وفرق الهجر بين الجفن والوسنِ
يقال بَلِيَ الثوب يبلى بِلًى وبلاءً وأبلاه غيره يبليه ابلاءً والاسف شدة الحزن يقال أسف يأسف أسفاً فهو آسف وأسف ومعنى ابلاءً يشتد عند الفراق والهوى عذب مع الوصال سمّ مع الفراق كما قال السريّ الرفاء، وارى الصبابةَ أريةً ما لم يشب، يوماً حلاوتها الفراقُ بصبابه، وانتصب أسفا على المصدر ودل على فعل ما تقدمه لأن ابلاءً الهوى بدنه يدل على أسفه كأنه قال أسفت أسفا ومثله كثير في التنزيل كقوله تعالى صنع الله الذي أتقن كل شيءٍ ويوم النوى ظرف للابلاء ويجوز أن يكون معمول المصدر الذي هو أسفا والمعنى يقول أدى الهوى بدني إلى الأسف والهزال يوم الفراق وعبد هجر الحبيب بين جفني والنوم أي لم أجد بعده نوماً.
روح تردد في مثل الخلال إذا=أطارت الريح عنه الثوب لم يبنِ
يقول لي روح تذهب وتجيء في بدن مثل الخلال في النحول والرقة إذا طيرت الريح عنه الثوب الذي عليه لم يظهر ذلك البدن لرقته أي إنما يرى لما عليه من الثوب فإذا ذهب عنه الثوب لم يظهر ويجوز أ، يكون معنى لم يبن لم يفارق أي أن الريح تذهب بالبدن مع الثوب لخفته ومثل الخلال صفة لموصوف محذوف تقديره في بدنٍ مثل الخلال وأقرأني أبو الفضل العروضي في مثل الخيال قال أقرأني أبو بكر الشعراني خادم المتنبي الخيال قال لم أسمع الخلال إلا بالري فما دونه يدل على صحة هذا إن الوأواء الدمشقيّ سمع هذا البيت فأخذه فقال، وما أبقى الهوى والشوق منّي، سوى روح تردد في الخيال، خفيت على النوائب أن تراني، كأن الروح مني في محال،
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل =لولا مخاطبتي إياك لم ترني
يقول كفى بجسمي نحولا أنني رجلا لو لم أتكلم لم يقع على البصر أي إنما يستدل عليّ بصوتي كما قال أبو بكر الصنوبري، ذبت حتى ما يستدل على أني حيٌّ إلا ببعض كلامي، واصل هذا المعنى قولا الأول، ضفادع في ظلماء ليلٍ تجاوبت، فدل عليها صوتها حية البحر، والباء في بجسمي زائدة وهي تزاد في الكفاية في الفاعل كثيرا كقوله سبحانه وكفى بالله شهيداً كفى بالله وكيلاً وقد تراد في المفعول أيضا كقول بعض الأنصار، وكفى بناء فضلاً على من غيرنا، حب النبي محمدٍ إيانا، معناه كفانا فضلا فزاد الباء وقد قال أبو الطيب، كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً، فزاد في المفعول وقوله بجسمي معناه جسمي كما ذكرنا وانتصب نحولا على التمييز لأن المعنى كفى جسمي من النحول.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:21 م]ـ
أخي الحارث، نحن ننتظر الأكثر
زدنا من هذه التُّحف، اشتقنا لهذا الصيد
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم
نعم أخي الكريم
امتعنا بالمتنبي
زادك الله من خيره ...
ننتظر بحرقة ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 03:58 م]ـ
ومن لها غيرك ايها الحارث في السما، زدنا بارك الله لك.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 09:22 م]ـ
لكم مني الف تحية
ولكم مني ما تريدون
إنما المرء بإخوانه
ـ[بثينة]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 09:59 م]ـ
باك الله فيك و زادك من فضله
جزيت خيرا أستاذ(/)
من القائل أهلَ الأدب؟
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:13 م]ـ
سلام عليك ورحمة الله وبركاته ...
تنام عينك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنم
أيها الأحباب، من القائل؟ وأريد القصيدة كاملة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:23 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته:
القائل هو: علي بن أبي طالب.
وقد ذكر قبله بيت واحد فقط ولا شيء بعده:
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:37 م]ـ
بوركتما على هذين البيتين.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:49 م]ـ
بارك الله فيكما أخوي َّ.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 07:15 م]ـ
أشك في نسبة الأبيات للإمام عليّ ـ رضي الله عنه ـ
ولم أجدها في كتب التراث منسوبة لأحد، وهي
مع بيت ثالث في كتاب:
سراج الملوك؛ للطرطوشيّ:
وقال بعض الحكماء:
اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند المقدرة قدرة الله عليك، ولا يعجبك امرؤ رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لا يموت.
وروي أن بعض الملوك رقم على بساطه هذه الأبيات:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً = فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه = يدعو عليك وعين الله لم تنم
لا شك دعوة مظلوم يحل بها = دار الهوان ودار الذل والنقم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 02:45 م]ـ
والله إني لأطمأن لك ولإجاباتك أيها الدكتور الفاضل.
لأطمئن
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 08:15 م]ـ
عفوا موجودة عندي في ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه.(/)
تفضل بزيارة هذه الصفحة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 02:30 م]ـ
الأخوة أعضاء الفصيح الكرام
نتشرف بزيارتكم هذه الصفحة، ولكن إخوتي أرجو عدم الخروج منها إلا وشاركتمونا ببيت أو بيتين في موضوعنا هذا لمدة أسبوعين وهو (حب الوطن والديار) بمناسبة مرور الذكرى الذكرى الستين للنكبة.
لقد استقر حب الوطن في نفوس البشر، منذ بدء الخليقة، وبات الدفاع عن الأوطان قاموساً للفخر، وميداناً لبذل المُهَج، ومسرحاً للفداء. قال ابن الرومي:
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعهُ=وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدتُ به شرخ الشباب ونعمةٍ=كنعمةِ قومٍ أصبحواْ في ظلالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه=لها جسدٌ إن بان غودرتُ هالكا
وحبّب أوطان الرجال إليهمُ=مآرب قضّاها الشباب هنالكا
إذا ذكرواْ أوطانهم ذكّرتهمُ=عهود الصبا فيها فحنواْ لذلكا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 03:48 م]ـ
يقول شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه = نازعتني إليه في الخلد نفسي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 04:18 م]ـ
ومهما بعدت ومهما قربت =
غرامك فوق ظنوني ولبي
وقالوا هجرت ربوع البلاد
= وهمت مع الشعر في كل وادي
أجل قد بعدت لأزداد قربا=
ويلهب حب بلادي فؤادي
عشقت لأجلك كل جميل=
وهمت لأجلك في كل وادي
شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 04:23 م]ـ
"فلسطين"*
للشاعر السوداني عبد الله حسن كردي – الخرطوم بحري
وردت هذه القصيدة في جريدة أم القرى الصادرة من مكة المكرمة يوم الجمعة 9/صفر/1368 الموافق 10/ 12/1948 أي عُقيب النكبة وإعلان تأسيس الكيان الصهيوني.
أجل إن قلبي قد يهيج به الحبُّ= ويَعروه وجدٌ كلما رحل الركبُ
ولكن هّمي أن أرى الشرق ناهضاً=وسادتَه في كل أنحائه عُرْب
ورايتَه تهفو بنصرٍ وجُنده =إذا اقتحم الهيجاءَ يحذره الغرب
***********
إلا ليت شعري هل (فلسطينُ) بعدما=غدا أمنُها خوفاً وساء بها الخطب
تعود لياليها الِحسانُ لأهلها=وبالسِّلم في أرجائها يفرح القلب
ويَخزَى يهودٌ خيّب الله سعيَهم=أراذلُ قومٍ ما لهم أبداً صَحْب
تعهّدهم خُسْرٌ وإن قيل في الربا=لهم رأس مال كلّ آونة يربو
لئامٌ هواهم في الحطام وفي الخنا=وتاجرهم لصٌ وناسكهم خِبُّ
وجيرتهم شرٌ على كل مسلم=وقربهمو منه المصائب تنصبّ
تجنّوا على الإسلام والشرقِ كله =بحرب لها نار لقد أوشكت تخبو
***********
ترى هل درى أبناءُ صهيون أنهم= بهجرتهم للشرق ضاق الفضا الرحب
وأن قتال المسلمين ينالهم =بقتلٍ وأسرٍ كلما طالت الحرب
فما الحرب مذ كانت حديثاً بندوة=ولا هي راحٌ طابَ في جامِها الشرب
ولمّا تكن بعض الكلام الذي غدا =به يستقلّ الرفعُ والجر والنصب
ولا صوغ قول من بلاغة شاعرٍ=يميل بأعطاف الورى لفظُه العذب
ولكنها طعنُ الفوارس بالقَنا=وبِيضٌ من الأغماد جرّدها الضرب
وخوض غِمارٍ كلما اسودّ نقعه=على قَدَرٍ يغشى عجاجته الندب
وبأس شديد آل صهيون دونه=يشرّدهم قتل ويزعجهم رعب
عزيز عليهم ما تمنّوه في غدٍ=فإن مُنَى الأحلام منشؤها الكِذْب
وما النصر آتيهم ولا القَطْر أهله=يخافون أن يجتاح أحياءَهم ذئب
أسُود وهل للأُسْد من دافعٍ إذا=بأشبالها في الغاب قد نزل الكرب
وأبطال حرب في الوقائع ضربهم =تهون به الجُلّى ويفتخر العصب
***********
فيا عرباً أخبارهم لم تزل وغى=وعزمتهم دهراً بها ذُلِّل الصعب
وبذل القِرَى للضيف فيهم سجيةٌ=وأموالهم للجود في رَبْعهم نهب
وأيامهم للدين والعلم بهجة=وأعوامهم يُمْنٌ وعيشهمو خِصب
ومن ظل يرجوهم لخير مؤمّل=إذا بِهَتُون القَطْر قد ضنّت السحب
أعِدُّوا لحرب القاسطين رماحَكم=وأسيافَكم فالنصر غايته كسب
ولا تهِنوا أو تجعلوا السِّلم همّكم=فأنتم لرب العرش سبحانه حِزب
ولن يغلب الأعداءُ حزباً قد انتمى =لربٍّ على الأكوان سلطانه غصب
وإمّا دُعِيتم للقتال فسارعوا=بخيلٍ جياد لا تنوء ولا تكبو
معوّدة دك الحصون بِغارةٍ=لها في الضحى ليلٌ تلوح به الشهب
وجِدّوا بطعنٍ لليهود فقتلهم=بمرّانكم طعناً لأمراضهم طب
وأجلوهمو عن أرضكم ودياركم=فهم مَلأٌ للشرِّ يا طالما هبّوا
ولا تركنوا للغرب فالغرب ما به=رجالٌ لهم سمع يعى القولَ أو لبُّ
ولا ترهبوا كيد العدو فكيدُه=ضعيفٌ وأقصى ما يؤمّله غيب
فلسطين قُطر للثَّواء محبّب=حدائقه الغناء في أرضه غلب
أعيدوا له مجداً مضى في ربوعه =قلوب بني الدنيا له أبداً تصبو
*************
ويوماً به حطِّين ساء صباحها= بخيلٍ عن الغارات ما إن لها غِبّ
(صلاح) فتى الأملاك يُزْجِي رعيلها=إلى معشر في الصدق ينتابهم ريب
بهم طاحت الهيجا وظلت وجوهُهم=بضربٍ على الأعناق في الأرض تنكبّ
وناب الملوكََ الصِّيد أسرٌ وجيشُهم=لقد هزَمت أبطالَه السُّمْرُ والقُضْب
وللمسلمين النصر هبت رياحه=ونامت عيون الشرق وانفجع الغرب
وقامت على القتلى هناك مآتمٌ=ودمعُ الأسى قد فاض لؤلؤه الرطب
ولم يُغْنِ أُمّاً وَجْدُها بعد ما انقضى=لأبنائها الطاغين يوم الوغى نحب
وكم ذاتِ بَعلٍ قد بكت فَقْدَ بَعْلِها =ومِن صبرِها نال التوجُّع والندب
************
لكم في صلاحٍ أسوة بجهادكم =ونصرة أهل الشرق أولى بها العُرب
وللعُرْبِ فتحٌ خالدُ السيفِ ذِكرُه = وغنت به الدنيا وضاقت به الكتب
ومَن غيرُكم يرجى لحرب تسعّرت = زعانفُ ثوار اليهود لها حَصْب
تخوضونها لا بالحديث وإنما = بكل حسام حين يضرب لا ينبو
سعوديّكم مثل العراقيْ فإنكم = و (مصريّكم) في كل وَعْرٍ له درب
وشاميّكم شهمٌ لغسّان ينتمي = وغسانُ في (لبنان) أحفاده شَعب
وجنديُّكم لا يرهب الموتَ باسلٌ =أخو غَضْبةٍ لمّا يلِنْ عودُه الصُّلب
وطيّارُكم في الجو نسرٌ محلِّقٌ =إذا ما رآه الطير هاج له سِرب
أيرضيكمو أن يستباح لكم حِمَى=ويختال صهب فيه ضرغامهم كلب
خذوهم وغلّوهم وسدّوا طريقَهم =إليكم فغدرُ المسلمين لهم دأب
*************
دهت آل صهيونَ الخطوبَ ولا بكت=عليهم سماءٌ دمعُ وابِلها سَكْب
وحُقّت عليهم لعنةُ الناس كلّهم =فلعنتهم قِدْماً بها رَضِيْ الرب
ــــــــــــــ
* استخرجها من مظانها الدكتور أسامة جمعة الأشقر
القصيدة منقولة عن مؤسسة فلسطين للثقافة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 04:31 م]ـ
ستون عاما يا وطن
شعر: أ. ابتسام صايمة
ستون عاما يا وطن، والذكرياتُ هي الكفن!!
ستون عامًا والجراحُ تمزقُ القلبَ الذي ما عادَ يحوى غيرَ أناتِ التوجعِ والوهنْ
ستون عاماً ....... والجراحُ هي الجراحُ تنوءُ بالزمنِ الطويلْ
تعب المشرد ُ من تراويد المساوف حين أضناه الرحيلْ
ستون عاما!!
والحقائبُ في الموانئ والمعابرِ تنتظر!!
ما عاد متسعا لرحلاتٍ أُخر.
هذى الروايةُ والفصولُ تُعيد ترتيبَ الجناةِ ومن تورط في الخيانةِ بعدما كُشف المخبَّأ يا جيوش العُرب في زمن الخَدَر ...
ستون عاما والجناةُ هم الجناةُ وكلُّ حقيّ مغتصبْ!!
أواه يا جرحي الذي فتح الجراحَ الماضياتِ وزاد في صدري اللهبْ!
ما عاد لي حلمٌ يداعب مقلتيّ ببعض أسياف العرب!!
كسروا النصالَ على النصالِ وحاصروا دمعي الذي
ينهال من جفن الصغير ولا مغيثُ سوى الكفن!!
من لي يكفكف مدمعي والكل غادر ساحتي، ودماء جرحيَ نازفاتٌ ...... لا حبيبَ ولا سَكَن!
أواهُ يا هذا الزمن ْ .........
كنا هناكَ وكانت الضحكاتُ تعلو في سماءِ البيدرِ المعطاءِ تعلنُ عن بداياتِ الحكاياتِ الجميلةِ
عند نبع ِالماءِ كانت ..
جفرا وربع القرية النشوى بحقل القمح، في تلك السنابل مثقلاتْ
كنا هناك ونرسم البسماتِ في ساحات يافا والجليل وقدسنا المحفور في تلك التجاويف العميقة ... في جدار الروح ننقشها رسوما لن يغيبّها الممات
أواه يا هذى الحياةْ!
باتت دمانا في المزادات التي عقد َالذئابُ لواءَها وتراجعت في أفقنا كلُّ القضية ........ لم تعد إلا لقاءَ مفاوضات!!
حقي أنا!!
حقي هنا .......
في القدس في يافا ومجدل في الخليل وناصرة
يا قاتلي ...
لن تشطبَ الحقَ الموشحَ بالدماءِ، فكلنا جذرٌ تشعب في حنايا الأرض زيتونٌ، يضيء لمن أتوا بعدي حنايا الذاكرة!!
منقول عن مؤسسة فلسطين للثقافة
ـ[مغني اللبيب]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 04:32 م]ـ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى ... وحنينُه أبدًا لأوّل منزلِ
رسائل الجاحظ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 10:57 م]ـ
قصيدة للشاعر الفلسطيني / الشهيد عبد الرحيم محمود
دَعا الوَطَنُ الذَبيحُ إِلى الجِهادِ = فَخَفَّ لِفَرطِ فَرحَتِهِ فُؤادي
وَسابَقتُ النَسيمَ وَلا اِفتِخارٌ = أَلَيسَ عَلَيَّ أَن أُفدي بِلادي
حَمَلتُ عَلى يَدي روحي وَقَلبي = وَما حَمَّلتُها إِلّا عَتادي
وَقُلتُ لِمَن يَخافُ مِنَ المَنايا = أَتَفرَقُ مِن مُجابِهَةِ الأَعادي
أَتَقعُدُ وَالحِمى يَرجوكَ عَوناً = وَتَجبُنُ عَن مُصاوَلَةِ الأَعادي
فَدونَكَ خِدرُ أُمِّكَ فَاِقتَحِمهُ = وَحَسبُكَ خِسَّةُ هذا التَهادي
فَلِلأَوطانِ أَجنادٌ شِدادُ = يَكيلونَ الدَمارَ لِأَيِّ عادي
يُلاقونَ الصِعابَ وَلا تُشاكي = أَشاوِسُ في مَيادينُ الجِلاد
تَراهُم في الوَغى أُسداً غِضاباً = مَعاويناً إِذا نادى المُنادي
بَني وَطَني دَنا يَومُ الضَحايا = أَغَرُّ عَلى رُبا أَرضِ المعادِ
فَمَن كَبشُ الفِداءِ سِوى شَبابٍ = أَبِيٍّ لا يُقيمُ عَلى اِضطِّهادِ
وَمَن لِلحَربِ إِن هاجَت لَظاها = وَمِن إِلّاكُمُ قَدحُ الزِنادِ
فَسيروا لِلنِّضالِ الحَقِّ ناراً = تُصَبُّ عَلى العِدى في كُلِّ وادِ
فَلَيسَ أَحَطَّ مِن شَعبٍ قَعيدٍ = عَنِ الجُلّى وَمَوطِنُهُ يُنادي
بَني وَطَني أَفيقوا مِن رُقادٍ = فَما بَعدَ التَعَسُّفِ مِن رُقادِ
قِفوا في وَجهِ أَيٍّ كانَ صَفّاً = حَديداً لا يَؤولُ إِلى اِنفِرادِ
وَلا تَجِموا إِذا اِربَدَّت سَماءٌ = وَلا تَهِنوا إِذا ثارَت بِوادي
وَلا تَقِفوا إِذا الدُنيا تَصَدَّت = لَكُم وَتَكاتَفوا في كُلِّ نادي
إِذا ضاعَت فِلِسطينُ وَأَنتُم = عَلى قَيدِ الحَياةِ فَفي اِعتِقادي
بِأَنَّ بَني عُروبَتِنا اِستَكانوا = وَأَخطَأَ سَعيَهُم نَهجَ الرَشادِ
أشكرك جزيل الشكر أخي " محمد سعد " على هذه المبادرة الطيبة
فقد ذهبت عن أذهاننا نحن أهل النكبة ...
بارك الله فيك وجزيت خيرا ..
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 11:09 م]ـ
أناديكِ في الصّرصر العاتيهْ= وبين قواصفها الذاريه
وأدعوكِ بين أزيز الوغى = وبين جماجمها الجاثيه
وأذكر جرحكِ في حربنا= وفي ثورة المغرب القانيه
فلسطينُ ... يامهبط الأنبيآ= ويا قبلة العرب الثانيه
ويا حجّة الله في أرضه = ويا هبة الأزل, الساميه
ويا قدُساً, باعهُ آدم= كما باع جنته العاليه
وأضحى ابنه - بين إخوانه = يلقّبه العرْبُ , بالجاليه
فلسطينُ, والعُرب في سكرة = قد انحدروا بك للهاويه
رماكِ الزمان بكل لئيمٍ= زنيمٍ, من الفئة الباغيه
وكل شريد على ظهرها = تسخّره, بطنه الخاويه
وألقى بكِ الدهر شُذّاذه= ومن لم تؤدِّبْهُ " ألمانيه"
وصبَّ بكِ الغَرب أقذاره= ورجسَ نفاياته الباقيه
وحط ابنُ صهيونَ - أنذاله= بأرضكِ, آمِرةً ناهيه
ومن ليس يهتزُّ فيه ضمير= ولا في حوانيهِ إنسانيه
وبالمال تغدقه الصدقات= مضت فيك بائعة شاريه
ودسّ –ابن خريون- أوساخه= فعجّلَ -من نتنها- الغاشيه
بكيتِ فلسطينُ في حائط= به - قبل - قد كانتِ الباكيه
فيالكَ من معبد نجسّوا= حناياه بالسوءة الباديه
ويالك من قِبلة كدّسوا = بمحرابها الجيَف الباليه
ويالكَ من حَرم آمِنٍ = جياع ابن آوى به عاويه
مفدي زكرياء
منقول عن منر دنيا الوطن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 11:12 م]ـ
أناديكِ في الصّرصر العاتيهْ= وبين قواصفها الذاريه
وأدعوكِ بين أزيز الوغى = وبين جماجمها الجاثيه
وأذكر جرحكِ في حربنا= وفي ثورة المغرب القانيه
فلسطينُ ... يامهبط الأنبيآ= ويا قبلة العرب الثانيه
ويا حجّة الله في أرضه = ويا هبة الأزل, الساميه
ويا قدُساً, باعهُ آدم= كما باع جنته العاليه
وأضحى ابنه - بين إخوانه = يلقّبه العرْبُ , بالجاليه
فلسطينُ, والعُرب في سكرة = قد انحدروا بك للهاويه
رماكِ الزمان بكل لئيمٍ= زنيمٍ, من الفئة الباغيه
وكل شريد على ظهرها = تسخّره, بطنه الخاويه
وألقى بكِ الدهر شُذّاذه= ومن لم تؤدِّبْهُ " ألمانيه"
وصبَّ بكِ الغَرب أقذاره= ورجسَ نفاياته الباقيه
وحط ابنُ صهيونَ - أنذاله= بأرضكِ, آمِرةً ناهيه
ومن ليس يهتزُّ فيه ضمير= ولا في حوانيهِ إنسانيه
وبالمال تغدقه الصدقات= مضت فيك بائعة شاريه
ودسّ –ابن خريون- أوساخه= فعجّلَ -من نتنها- الغاشيه
بكيتِ فلسطينُ في حائط= به - قبل - قد كانتِ الباكيه
فيالكَ من معبد نجسّوا= حناياه بالسوءة الباديه
ويالك من قِبلة كدّسوا = بمحرابها الجيَف الباليه
ويالكَ من حَرم آمِنٍ = جياع ابن آوى به عاويه
مفدي زكرياء
منقول عن منبر دنيا الوطن(/)
من القائل؟ وهل ترتيب البيت صحيح؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[المعلم22]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 09:15 م]ـ
ليس الفتى من قال كان أبي ... إن الفتى من قال هاأنا ذا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 12:05 ص]ـ
قال علي بن ابي طالب
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً = يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ = بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا = لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
ـ[المعلم22]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الغالي وهل هناك رواية أخرى يروى بها البيت على الرواية التي ذكرتها في سؤالي؟ فلقد لاحظت كثرة من يذكر البيت بهذه الرواية واذا كان كذلك فهل هو بيت يتيم أم مأخوذ من قصيدة؟ ولكم مني جزيل الشكر والامتنان
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 01:27 ص]ـ
اهلا بك اخي العزيز
البيت ليس يتيما بل قبله بيتين ...
ووجدته كما وضعته انا في الكثير من الكتب ولم اره معكوسا ...(/)
لامية ابن الوردي في الأخلاق والحكم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 02:31 ص]ـ
لامية ابن الوردي في الأخلاق والحكم
اعتزل ذكر الأغاني والغزل = وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا = فلأيام الصبا نجمٌ أفل
إن أهنا عيشة قضيتها= ذهبت لذاتها والإثم حل
واترك الغادة لا تحفل بها= تمس في عز وترفع وتجل
وانه عن آلة لهو أطربت =وعن الأمرد مرتج الكفل
وافتكر في منتهى حسن الذي = أنت تهواه تجد أمراً جلل
واهجر الخمرة إن كنت فتى = كيف يسعى في جنون من عقل
واتق الله فتقوى الله ما= جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً= إنما من يتقي الله البطل
صدق الشرع ولا تركن إلى= رجل يرصد في الليل زحل
حارت الأفكار في قدرة من= قد هدانا سبلنا عز وجل
أي بني اسمع وصايا جمعت= حكماً خصت بها خير الملل
اطلب العلم ولا تكسل فما= أبعد الخير على أهل الكسل
واحتفل للفقه في الدين ولا= تشتغل عنه بمال وخول
واهجر النوم وحصله فمن = يعرف المطلوب يحقر ما بذل
لا تقل قد ذهبت أربابه = كل من سار على الدرب وصل
في ازدياد العلم إرغام العدا= وجمال العلم إصلاح العمل
جمل المنطق بالنحو فمن= يحرم الإعراب بالنطق اختبل
مات أهل الفضل لم يبق سوى= مكرف أو من على الأصل اتكل
أنا لا أختار تقبيل يدٍ = قطعها أجمل من تلك القبل
إن جزتني عن مديحي صرت في= رقها أولا فيكفيني الخجل
ملك كسرى تغني عنه كسرةٌ = وعن البحر اجتزاء بالوشل
أعذب الألفاظ قولي لك خذ= وَأَمرُّ اللفظ نطقي بلعل
اعتبر نحن قسمنا بينهم = تلقه حقاً وبالحق نزل
ليس ما يحوي الفتى من عزمه = لا ولا ما فات يوماً بالكسل
اطرح الدنيا فمن عاداتها = تخفض العالي وتعلي من سفل
عيشة الراغب في تحصيلها= عيشة الجاهد فيها أو أقل
كم جهول وهو مسرٍ مكثر = وعليم مات منها بالعلل
كم شجاع لم ينل فيها المنى = وجبان نال غايات الأمل
أيُ كف لم تَفد مما تُفد = فرماها الله منه بالشلل
لا تقل أصلي وفصلي أبداً= إنما أصل الفتى ما قد حصل
قد يسود المرء من غير أبٍ = وبحسن السبك قد ينفى الزغل
وكذا الورد من الشوك وما =يطلع النرجس إلا من بصل
قيمة الإنسان ما يحسنه = أكثر الإنسان منه أو أقل
اكتم الأمرين فقراً وغنى= واكسب الفلس وحاسب من بطل
وادَّرع جداً وكداً واجتنب =صحبة الحمقى وأرباب الخلل
بين تبذير وبخل رتبةٌ = وكلا هذين إن دام قتل
لا تخض في سب سادات مضوا= إنهم ليسوا بأهل للزلل
وتغافل عن أمور إنه =لم يفز بالحمد إلا من غفل
ليس يخلو المرء من ضدٍ وإن = حاول العزلة في رأس جبل
مِل عن النمام وازجره فما = بلغ المكروه إلا من نقل
دار جار السَّوء بالصبر وإن = لم تجد صبراً فما أحلى النُقل
جانب السلطان واحذر بطشه = لا تعاند من إذا قال فعل
لا تل الحكم وإن هم سألوا= رغبة فيك وخالف من عذل
إن نصف الناس أعداء لمن = ولي الأحكام هذا إن عدل
فهو كالمحبوس عن لذاته = وكلا كفيه في الحشر تغل
إن للنقص والاستثقال في = لفظة القاضي لوعظاً ومثل
لا تواز لذة الحكم بما = ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل
فالولايات وإن طابت لمن = ذاقها فالسم في ذاك العسل
نَصَبُ المنصب أوهى جلدي =وعنائي من مداراة السِفل
قصِّر الآمال في الدنيا تفز = فدليل العقل تقصير الأمل
غِب وزر غِباً تزد حباً فمن = أكثر الترداد أقصاه الملل
خذ بحد السيف واترك غمده = واعتبر فضل الفتى دون الحُلل
لا يضر الفضلَ إقلالٌ كما =لا يضر الشمس إطباق الطفل
حبك الأوطان عجز ظاهرٌ = فاغترب تلقَ عن الأهل بدل
فبمكث الماء يبقى آسناً = وسُرى البدر به البدر اكتمل
لا يغرنك لين من فتى = إن للحيات ليناً يعتزل
أنا مثل الماء سهل سائغٌ = ومتى سخن آذى وقتل
أنا كالخيزور صعب كسره = وهو لينٌ كيفما شئت انفتل
غير أني في زمان من يكن = فيه ذا مال هو المولى الأجل
واجب عند الورى إكرامه = وقليل المال فيهم يستقل
كل أهل العصر غمرٌ وأنا = منهم فاترك تفاصيل الجمل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 04:57 م]ـ
مشكور أخي ابا سهيل على ما جئت، وهذا يدل على ذائقتك الرائعة
ابن الوردي، عمر بن المظفر بن عمر زين الدين بن الوردي، الفقيه الشافعي الشاعر المشهور، يتصل نسبه بأبي بكر الصديق: r ولِدَ في المعرة ونشأ في حلب وبها تفقه، تولى القضاء مدة ً ثم عزل نفسه عنه بمحض إرادته، كان رجلا ً صالحا ً كثير الخيرات، له مقام عظيم عند الناس بسبب ما كان عليه من الزهد والورع والخوف من الله تعالى، كان مولده سنة 689 هـ توفِّيَ بالطاعون سنة 749 هـ.
حشد ابن الوردي في هذهالقصيدة مجموعة من النصائح الدينية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية، وأضاف إليها ما استخلصه من تجارب الحياة، لينتفع بها الناس على مر العصور.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:06 ص]ـ
أحسن الله إليك أستاذنا محمد سعد
وأشكر لك إضافتك الطيبة
دمت بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 07:10 م]ـ
شكر الله لك هذا الإختيار الراقي أخي أبو سهيل والشكر موصول لأخينا محمد لإثرائه الجميل.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:54 ص]ـ
والشكر لك أيضا أستاذنا الغنام
فدائما أستبشر بمرورك
خاصة عندما تكسد بضاعتي:)
دمت مبشرا
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 03:18 ص]ـ
رحم الله شيخنا الألباني، وبوأه الفردوس الأعلى.
تذكرت أني قد سمعته وهو يثني على هذه اللامية، ويذكر أنها مما حفظه في صباه، وذلك في معرض حديثه عما يسمى بالأناشيد الإسلامية اليوم!
شكر الله لكم، أستاذنا وشاعرنا المبدع أبا سهيل.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 03:20 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذتنا معالي
وأشكرك على تلك الفائدة النفيسة
ورحم الله الشيخ الألباني
فقد ترك ترجمة حافلة بالدروس في شتى مناحي الحياة علما ومعاملة وسلوكا وأخلاقا وتربية
تعلم ما الرزية فقد مال ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر ... يموت بموته بشر كثير
رحم الله شيخنا الألباني
فقد كان فقده مصيبة
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 05:58 ص]ـ
من كلامه يرحمه الله:
" .... حفظته في صباي، بقي في ذهني بعض منه لجماله و قوته، و انظروا هذا المعنى ما أجمله، لا نسمع مثله إطلاقا، لماذا؟ لا يناسب أهواءهم و أذواقهم ...
اعتزل ذكر الأغاني و الغزل
و قل الفصل و جانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا
فلأيام الصبا نجم أهل
بعدين شنو يقول:
و دع الخمرة إن كنت فتى
كيف يسعى في جنون من عقل
إلى آخره … أشياء كثيرة كنت أحفظها
مثل هذا الكلام اللي فيه نصائح، فيه مواعظ، فيه الأمر بالتمسك بالأخلاق التي جاء فيها قوله عليه السلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ا. هـ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 04:09 ص]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17256
هنا القصيدة مسموعة ومعها بعض الشروح المسموعة أيضا
لا تفوتنكم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 11:44 ص]ـ
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ = وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
أبيات من درر أخي أبا سهيل .. حكم ومواعظ لا تقدر بثمن ...
اختيار راق ..
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 03:46 م]ـ
ما أوعها من قصيدة أخي أبا سهيل ..
شاعر بارع ... فلم تات ألا بقول بارع ..
بارك الله فيك أخي على ما أتيت به .. ونفع بك .. وجزااك أوفر الجزااء
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 02:09 ص]ـ
أخي رعد أختي الفاضلة صاحبة القلم
أبهجني مروركما العاطر
فلكما خالص شكري وتقديري
دمتما بخير وعافية
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 03:44 م]ـ
أحسنت ............
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:27 ص]ـ
انتقاء موفق، بارك الله في أخي أبا سهيل.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:56 ص]ـ
أحسنت ............
بوركت:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:57 ص]ـ
انتقاء موفق، بارك الله في أخي أبا سهيل.
جزيت خيرا أخي ليث(/)
الشِّعْر والنقود
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 07:02 م]ـ
لا تَأْتي الدَّراهم في شِعْرٍ إِلّا بَرَّدَتْهُ، وَضَعَّفَتْهُ، إِلّا ما جاءَ في هذا البيت:
نَثَرْتَهُم فَوْقَ الْأُحَيْدِبِ نَثْرَةً =كَما نُثِرَتْ فَوْقَ الْعَروسِ الدَّراهِم
ما رأيكم بما جاء به المتنبي؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:10 م]ـ
وهل لنا من راي بعد المتنبي والناقل عنه أخي محمد! من أجمل الأبيات، ولكن هل سبب له البيت مشاكل مع سيف الدولة؟(/)
من أحسن ما قيل في الخال
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:11 م]ـ
قال ابن الصائغ:
بروحي أفدي خاله فوق خده = ومن أنا في الدنيا فأفديه بالمال
تبارك من أخلى من الشعر خده = وأسكن كل الحسن في ذلك الخال
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:50 م]ـ
قال الشيخ جمال الدين بن نباتة:
لله خال على خد الحبيب له = في العاشقين كما شاء الهوى عبث
أورثته حبة القلب القتيل به = وكان عهدي بأن الخال لا يرث
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:02 م]ـ
وقال آخر:
يا سالباً قمر السماء جماله = ألبستني في الحزن ثوب سمائه
أحرقت قلبي فارتمى بشرارة = علقت بخدّك فانطفت في مائه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:07 م]ـ
له خال على صفحات خد ... كنقطة عنبر في صحن مرمر
ـ[الأحمر]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الناس تعشق خالا قرب وجنته # فكيف بي وحبيبي كله خال
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 10:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الناس تعشق خالا قرب وجنته # فكيف بي وحبيبي كله خال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنرت هذه الصفحة يا عزيزي
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 03:25 ص]ـ
الناس تعشق خالا قرب وجنته # فكيف بي وحبيبي كله خال
أليس الشطر الأول:
الناس تعشق من في خده خالُ
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 08:10 ص]ـ
قال مظفر الأعمى:
لا تحسبوا شامة في خده طبعت على صحيفة خد راق منظره
وإنما خده الصافي تخال به سواد عينيك خالاً حين تنظره
وأحسن منه في هذا المعنى قول بعضهم:
صقيل الخد أبصر مَن رآه سواد العين فيه فخال خالا
وقال ابن حمديس:
يا سالبًا قمر السماء جماله ألبَستني في الحب ثوب سمائه
أشعلت قلبي فارتمى بشرارة علقت بخدك فانطفت في مائه
ومثله قول المقري في مزدوجته:
وما أرى في خدك اليسار أنقطتا مسك بجلنار
أم ذاك لهيب النار رمى شرارتين في الأوار
وينظر إليه قول الأستاذ الشيخ عبد الغني الرافعي الشهير وأحسن ما شاء:
وما نقط ذاك الخال في الخد خلقة ولا حيلة جاءت بها صنعة السحر
ولكننا لما اجتمعنا عشية وقدمت من أهوى اعتناقًا إلى صدري
تقاطر دمعي فوق جمرة خده فكان سواد الخال من ذلك القطرِ
وينظر إلى قول المقري: (أنقطتا مسك بجلنار) قول بعضهم:
ومهفهف من شعره وجبينه يبدو الورى في ظلمة وضياء
لا تنكروا الخال الذي في خده كل الشقيق بنقطة سوداء
وقال ابن رشيق في خال تحت الحنك:
حبذا الخال كائنًا منه بين الـ ـخد والجِيد رقية وحذارا
رام تقبيله اختلاسًا ولكن خاف من سيف لحظه فتوارى
وأحسن منه في بابه قول الشاب الظريف:
وبين الخد والشفتين خال كزنجي أتى روضًا صباحا
تحير في الرياض فليس يدري أيجني الورد أم يجني الأقاحا
ويناسبهما قول في الخال تحت الشعر:
والخال لص شام ثغرك ضاحكًا فأتى ليسرق منه ذاك الجوهرا
لكنه خاف اللحاظ وقد رأى آس العذار مخيمًا فتسترا
وقال غوث الدين العجمي في العذار والخال:
لهيب الخد حين بدا لعيني هوى قلبي عليه كالفراشِ
فأحرفه فصار عليه خالاً وها أثر الدخان على الحواشي
وللشيخ ناصيف اليازجي معنى في الخال:
مليح شهدنا أن نارًا بخده لأنا وجدنا بينها فحم خاله
وأنت ترى أنه أهان الخال ونقصه قدره،
وهو ذنب لا يغفره له عشاق الحسان،
ويستحق عليه الهجر من الغوان!
وقريب من هذا قوله:
في خدها نار المجوس التي قام لديها الخال كالموبذان
وقال في مطلع قصيدة:
ما بال تلك الشامة الخضراء في النار وهي كأنها في الماء
ومما قاله ابن سهل في ذلك:
غزال براه الله من مسكة بري بها الحسن منا مسكة المتجلدِ
وأبدع فيها الصنع حتى أعارها بياض الضحى في نعمة الغصن الندي
وأبقى لذاك الأصل في الخد نقطة على أصلها في اللون إيماء مرشدِ
وله في الخال أيضًا:
لا أرى الخال فوق خد يك ليلاً على فلق
إنما كان كوكبًا قابل الشمس فاحترق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:37 م]ـ
بارك الله فيك واسعد د. منذر اشرقت الصفحة بوجودك
كما أشكر الاخ ضرغام على لفتاته الجميلة
ـ[الأحمر]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 04:51 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة معالي
أنا أحفظ البيت كما كتبتُه وقد يكون كلانا على صواب لأن البيت موزون في الروايتين
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 05:14 م]ـ
وللسيد رضا السندي هذه الأبيات:
أمُفلّجُ ثَغركَ أم جوهرْ= و رحيقُ رضابِك أم سُكّرْ
قَد قال لثغرِكَ صانِعهُ = إنّا أعطيناكَ الكَوّثَرْ
والخالُ بخدكَ أم مِسكٌ = نقطتَ بهِ الوَردَ الأحمرْ
أم ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخَدُ = فتيتُ النّدّ على مَجمرْ
عجباً من جَمرتِهِ تَذكو = وبها لا يحترقُ العنبرُ
يا مَن تبدو لي وَفرَتُهُ = في صُبحِ محَياهُ الأزهرْ
فأجنُّ به بالليل إذا =يغشى والصُّبحِ إذا أسفرْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:53 م]ـ
أشكر كل من شارك في هذا الموضوع.
لقد لفت انتباهي أن كل المشاركات في هذا الموضوع لمشرفين.
لقد سرني هذا الحضور اللافت للنظر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:02 ص]ـ
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ = لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ = فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
إبراهيم الطباطبائي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.
شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.
كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.
له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:07 ص]ـ
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ = لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ = فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
إبراهيم الطباطبائي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.
شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.
كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.
له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:10 ص]ـ
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ = لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ = فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
إبراهيم الطباطبائي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.
شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.
كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.
له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:16 ص]ـ
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ = لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ = فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
إبراهيم الطباطبائي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.
شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.
كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.
له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.
لا يكتمل الموضوع إلا بمشاركاتك العذبة أخي رعد.
أشكرك على هذه المشاركات الماتعة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 01:12 م]ـ
قال الشيخ تقي الدين بن حجة:
قلت للخال إذ بدا = في نقا جيده السعيد
فزت يا عبد قال لي = أنا عبد لكل جيد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:14 ص]ـ
وقال آخر:
يكون الخال في خد قبيح = فيكسوه الملاحة والجمالا
فكيف يلام ذو عشق على من = يراها كلها في الخد خالا(/)
من أحسن ما قيل في الوجه الحسن
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 09:33 م]ـ
قال ابن نباتة:
إنسية في مثال الجن تحسبها = شمساً بدت بين تشريق وتغميم
شقّت لها الشمس ثوباً من محاسنها = فالوجه للشمس والعينان للريم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 10:00 م]ـ
بدت أسماءُ تسحب ذيل عطرِ = وتغزو الليل بالوجه الأغر
تملكت الجمال إذا تبدّت = تتيهُ على سنا شمسٍ وبدرِ
تميس بقامةٍ سَكرى دلالاً = لديها في الدلال اليوم سُكري
لديها في الغِنا نسبٌ وحدٌّ = فذا يصبو وهذا قط يفري
لها جِيد كجيد الريم لكن = تحلى جيدها بعقود دُرِّ
لها فرع ووجه شارقيٌّ = أبانا صبغَتَيْ وَرَقٍ وحِبْرِ
فهذا الصبح سار بلا دليل = وهذا الليل في الظلمات يَسْري
أُعاتبها فتَبْسِم عن جمال = تُعَلُّ بمسكِ دارينٍ وخمرِ
وأشكو عندها ضُرّي وأبكي = فتسكب مقلتاي سُموط تِبرِ
تقول أتيتُ مشفقة لأشفي = بما تلقاه من ألمٍ وضرِّ
وبتنا ليلنا نمحو ذنوباً = جناها الدهرُ من بُعدٍ وهجرِ
تصول عواذلي فيها بعذر = وما علموا بأنَّ الحب عذري
ابن شيخان السالمي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 10:36 م]ـ
بارك الله لك أخي ليث على هذه الصفحة المشرقة، وتحية الى أخي رعد السباق الى الخير.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
بارك الله لك أخي ليث على هذه الصفحة المشرقة، وتحية الى أخي رعد السباق الى الخير.
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif
أخي الفاضل على المرور الكريم، والإطلالة المشرقة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:31 م]ـ
بدت أسماءُ تسحب ذيل عطرِ = وتغزو الليل بالوجه الأغر
تملكت الجمال إذا تبدّت = تتيهُ على سنا شمسٍ وبدرِ
تميس بقامةٍ سَكرى دلالاً = لديها في الدلال اليوم سُكري
لديها في الغِنا نسبٌ وحدٌّ = فذا يصبو وهذا قط يفري
لها جِيد كجيد الريم لكن = تحلى جيدها بعقود دُرِّ
لها فرع ووجه شارقيٌّ = أبانا صبغَتَيْ وَرَقٍ وحِبْرِ
فهذا الصبح سار بلا دليل = وهذا الليل في الظلمات يَسْري
أُعاتبها فتَبْسِم عن جمال = تُعَلُّ بمسكِ دارينٍ وخمرِ
وأشكو عندها ضُرّي وأبكي = فتسكب مقلتاي سُموط تِبرِ
تقول أتيتُ مشفقة لأشفي = بما تلقاه من ألمٍ وضرِّ
وبتنا ليلنا نمحو ذنوباً = جناها الدهرُ من بُعدٍ وهجرِ
تصول عواذلي فيها بعذر = وما علموا بأنَّ الحب عذري
ابن شيخان السالمي
أشكرك أخي رعد على إثرائك وحسن اختيارك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:36 م]ـ
أَبكاكَ بَدرُ السَماءِ أَن لاحا = قَد مَر بَعدَ مَوتِهِ قاحا
عَلى حَبيبٍ يَبيتُ مُلتَدِماً = يُبكيكَ نَوحُ الحَمامِ إِن ناحا
ذَكَّرَكَ البَدرُ وَجهَها فَتَلا = لِلَّهِ وَجهُ الحَبيبِ مِصباحا
كَأَنَّ في قَرقَرٍ تَضَمَّنَها = سَفَرجُلاً طَيِّباً وَتُفّاحا
بشار بن برد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
أقيمي مكان البدر إن أفل البدر = وقومي مقام الشمس قد أمّها الفجر
ففيك من الشمس المنيرة نورها = وليس لها منك التبسّمُ والثغر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:50 م]ـ
لا تُوقِدِ المِصْباحَ واعْلَمْ أنّ لي = منْ وَجْهِ مَنْ أحْبَبْتُهُ مِصْباحا
حُثَّ الكؤوسَ وهاتِنيها قَهْوَةً = تَنْفي الهُمومَ وتَجْلِبُ الأفْراحا
منْ كَفِّ فاتِنَةِ اللِّحاظِ غَريرةٍ = سَكْرى الجُفونِ وما سُقينَ الرّاحا
هيَ روضةٌ تَجْنيكَ بينَ لِثاتِها = خَمْراً ومنْ وَجَناتِها تُفّاحا
فإذا اعتَنَقْتَ أوِ ارْتَشَفْتَ فإنّما = عانَفْتَ غُصْناً وارْتَشَفْتَ أقاحا
لسان الدين بن الخطيب
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:51 م]ـ
دائما متميزون يا اصدقاء ...
وادعو لنا ان نوفق في مشاركتكم ...
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:59 م]ـ
دائما متميزون يا اصدقاء ...
وادعو لنا ان نوفق في مشاركتكم ...
التوفيق حليفك، ومشاركتك تشرفنا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:05 ص]ـ
بارك الله لك أخي ليث على هذه الصفحة المشرقة، وتحية الى أخي رعد السباق الى الخير.
بوركت أخي "أحمد الغنام" ولك مني التحية , ودمت أخا عزيزا ..
أشكرك أخي رعد على إثرائك وحسن اختيارك.
الشكر الجزيل لك أنت أخي " ليث " على اختياراتك الممتعة ,التي تجذبنا كما تجذب النار الفراش.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:17 ص]ـ
وقال ابن نباتة:
أيها العاذل الغبيّ تأمل = من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجب لطرة وجبين = إن في الليل والنهارعجائب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:28 ص]ـ
طَيِّبُ النَشرِ يَجرَحُ اللَحظُ خَدَّي = هِ وَيُدمي أَعضاهُ مَسُّ القُباطي
طَلقُ وَجهٍ تَلَهَّبَ الخَدُّ في = هِ وَوافى عِذارُهُ كَالسِراطِ
طِرسُ خَدٍّ لَهُ عَليهِ سُطورٌ = ما أَلَمَّت بِهِ يَدُ الخَطّاطِ
صفي الدين الحلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:36 ص]ـ
غادة زانها من الغصن قد=ومن الظبي مقلتان وجيد
وزهاها من فرعها ومن الخدين=ذاك السواد والتوريد
ابن الرومي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 03:04 ص]ـ
سَجَدَ الجَمالُ لِحُسنِ وَج = هِكَ وَاِستَراحَ إِلى جَمالِك
وَتَشَوَّقَت حورُ الجِنا = نِ مِنَ الخُلودِ إِلى مِثالِك
فَعَشِقتُ وَجهَكَ إِذ رَأَي = تُكَ وَاِعتَمَدتُ عَلى وِصالِك
يا ظالِمي لَيسَ المُحِب = بُ وَإِن تَجَلَّدَ مِن رِجالِك
أبو نواس
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:57 م]ـ
وقال عبد الله بن أبي خبيص:
تصد من غير علة = بالعز أضحت مذلةْ
كأنها حين تدنو = شمس عليها مظلةْ
وإن أضاءت بليل = تفوق نور الأهلّةْ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:43 م]ـ
وقال آخر:
يامفرداً في الحسن والشكل = من دل عينيك على قتلي
البدر من شمس الضحى نوره = والشمس من نورك تستملي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:57 م]ـ
وقال محمود المخزومي:
رأيتك في الشمس المنيرة غدوة = فكنت على عيني أبهى من الشمس
لأنك تزهو إن بدا الليل بهجة = وشمس الضحى ليست تضيء إذا تمسي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:00 ص]ـ
وقال آخر:
إذا احتجبت لم يكفك البدر وجهها = وتكفيك فقد البدر إن غرب البدر
وحسبك من خمر مذاقة ريقها = ووالله ما من ريقها حسبك الخمر
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 01:20 ص]ـ
موضوع لطيف ومشاركات ممتعة جميلة
اسمحوا لي بالمشاركة معكم بأبيات لابراهيم طوقان
روحي فِداءُ عصابةٍ زَرقاءِ = لَمّت شُعورَ مَليحة حَسناءِ
ما زَيّنَتكِ وَإِنَّما زَيّنتِها = بِجوارها لجبينك الوضّاءِ
وَدُنوّها مِن مُقلة مَكحولة = فَتّانةٍ فَتّاكةٍ حَوراءِ
إِن الجمال إِذا تجمّع شَمله = فَالوَيل كُل الوَيل للشعراءِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 12:48 ص]ـ
وَيا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ وَلَيلَةٍ = بِآنِسَةٍ كَأَنَّها خَطُّ تِمثالِ
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها = كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
كَأَنَّ عَلى لَبّاتِها جَمرَ مُصطَلٍ = أَصابَ غَضىً جَزلاً وَكَفَّ بِأَجذالِ
وَهَبَّت لَهُ ريحٌ بِمُختَلَفِ الصَوا = صَباً وَشِمالاً في مَنازِلِ قَفّالِ
امرؤ القيس
امرؤ القَيس
130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 01:43 ص]ـ
بَيضاءُ آنِسَةُ الحَديثِ كَأَنَّها = قَد أُشعِلَت مِن حُسنِها إِشعالا
في وَجهِها وَرَقُ النَعيمِ مَلا العُيو = نَ مَلاحَةً وَظَرافَةً وَجَمالا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 01:07 م]ـ
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ذات حسن إن تغب شمس الضحى = فلنا من وجهها عنها خلف
أجمع الناس على تفضيلها = وهواهم في سوى هذا اختلف
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:21 ص]ـ
وقال آخر:
أقسم بالله وآياته = ما نظرت عيني إلى مثله
ولا بدا وجهه طالعاً = إلا سألت الله من فضله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
لِطَلعةِ حُسنِها انهزَمَ الإياسُ = فقلبي كلُّه أملٌ وباسُ
أماطت عن محيّاها نقاباً = وقلبي فيه للحبّ انبجاس
فبتُّ كأنني صنمٌ لأني = فتى في الحبِّ ليسَ له مِراس
فقالت وهي باسمةٌ أتخشى = مهاةً ضمَّها هذا الكناس
لبسمَتِها رَأيتُ فماً صغيراً = كخاتِمها الذي فصّاهُ ماس
وفي أنفاسِها نفَسُ النّعامى = بروضٍ كلُّهُ وردٌ وآس
فطاوَعنا الهوى حتى عَصَتنا = جوارحُنا وأخضَعنا النُّعاس
أبو الفضل الوليد
1303 - 1360 هـ / 1886 - 1941 م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:03 م]ـ
لِطَلعةِ حُسنِها انهزَمَ الإياسُ = فقلبي كلُّه أملٌ وباسُ
أماطت عن محيّاها نقاباً = وقلبي فيه للحبّ انبجاس
فبتُّ كأنني صنمٌ لأني = فتى في الحبِّ ليسَ له مِراس
فقالت وهي باسمةٌ أتخشى = مهاةً ضمَّها هذا الكناس
لبسمَتِها رَأيتُ فماً صغيراً = كخاتِمها الذي فصّاهُ ماس
وفي أنفاسِها نفَسُ النّعامى = بروضٍ كلُّهُ وردٌ وآس
فطاوَعنا الهوى حتى عَصَتنا = جوارحُنا وأخضَعنا النُّعاس
أبو الفضل الوليد
1303 - 1360 هـ / 1886 - 1941 م
أشكرك أخي رعد على هذه الأبيات الرقيقة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 11:48 ص]ـ
وقال ابن لنْكك:
هل طالبٌ ثأر من قد أهدرت دمهُ = بيضٌ، عليهنّ نذْرٌ قتل من عشقاً؟
من العقائل ما يخطرن عن عُرُضٍ = إلاَّ أريْنك في قدٍّ قناً ونقاً
رواعفٌ بخدودٍ زانها سبجٌ = قد زرْفن الحسن في أصداغها حلقاً
نواشرٌ في الضُّحى من فرعها غسقاً = وفي ظلام الدُّجى من وجهها فلقاً
أعرن غيد ظباءٍ رُوِّعت غيداً = والورد توريد خدٍّ، والمها حدقاً
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 06:36 م]ـ
وأرانا، وقد تبسم برقا =فأريناه ديمة هتّانة
فهو يقضي على النفوس ولم تقض= من الوصل في هواه لبانه
سافر الوجه عن محاسن بدر =مائس القد عن معاطف بانه
لست أدري أراكة هز من= أعطافه الهيف أم لوى خيزرانه
خطرات النسيم تجرح خديه =ولمس الحرير يدمي بنانه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 12:09 م]ـ
أتَتْكَ وَقَدْ هَزَّ الدّجَى مَضْجِعَ الْفَجْرِ = بِكَأْسَيْنِ مِنْ رِيقٍ بَرُودٍ وَمِنْ خَمْرِ
وَأَبْهَجَتِ الأَبْصَارَ وَالْحُسْنُ مُبْهِجٌ = بِدُرَّيْنِ مِنْ عِقْدٍ نَفِيسٍ وَمِنْ ثَغْرِ
وَكَمْ سُتِرَ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ وَوَجْهُهَا = بِلَيْلَيْنِ مِنْ جُنْحٍ بَهِيمٍ وَمِنْ شَعْرِ
وَجُلِّيَ جُنْحُ اللَّيْلِ لَمَّا بَدَتْ لَنَا = بِنُورَيْنِ مِنْ وَجْهٍ جَمِيلٍ وَمِنْ بَدْرِ
وَحَيَّتْ وَقَدْ لَذَّ السُّرَى سَحَراً لَنَا = بِصُبْحَيْنِ مِنْ أَضْوَاءِ أُفْقٍ وَمِنْ بِشْرِ
وَمِنْ عِطْفِهَا إِذْ طَابَ نَشْراً فَعطَّرَتْ = بِطِيبَيْنِ مِنْ مِسْكٍ يَضُوعُ وَمِنْ نَشْرِ
وَمَالَتْ عَلَى الرَّوْضِ النَّضِيرِ فَرَاقَنَا = بِغُصْنَيْنِ مِنْ قَدٍّ وَمِنْ فَنَنٍ نَضْرِ
وَجَادَ هَوىً بِي وَالْهَوَاءُ الَّذِي لَهُ = بِغَيْثَيْنِ مِنْ دَمْعٍ يَصُوبُ وَمِنْ قَطْرِ(/)
تزوجها لفصاحتها وفطنتها {لأنها من أكبر الغنائم}
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:30 ص]ـ
حكي عن أبي عبد الله النميري أنه قال: كنت يوماً مع المأمون وكان بالكوفة، فركب للصيد ومعه سرية من العسكر، فبينما هو سائر إذ لاحت له طريدة، فأطلق عنان جواده وكان على سابق من الخيل، فأشرف على نهر ماء من الفرات، فإذا هو بجارية عربية خماسية القد، ... ، كأنها القمر ليلة تمامه، وبيدها قربة قد ملأتها وحملتها على كتفها، وصعدت من حافة النهر، فانحل وكاؤها فصاحت برفيع صوتها: يا أبت أدرك فاها قد غلبني فوها لا طاقة لي بفيها، قال: فعجب المأمون من فصاحتها ورمت الجارية القربة من يدها، فقال لها المأمون: يا جارية من أي العرب أنت؟ قالت: أنا من بني كلاب، قال: وما الذي حملك أن تكوني من الكلاب؟ فقالت: والله لست من الكلاب وإنما أنا من قوم كرام غير لئام يقرون الضيف، ويضربون بالسيف، ثم قالت: يا فتى من أي الناس أنت؟ فقال: أو عندك علم بالأنساب. قالت: نعم. قال لها: أنا من مضر الحمراء، قالت: من أي مضر؟ قال: من أكرمها نسباً، وأعظمها حسباً، وخيرها أماً وأباً، وممن تهابه مضر كلها قالت: أظنك من كنانة، قال: أنا من كنانة، قالت: فمن أي كنانة؟ قال: من أكرمها مولداً وأشرفها محتداً وأطولها في المكرمات يداً، ممن تهابه كنانة وتخافه، فقالت: إذن أنت من قريش، قال: أنا من قريش، قالت: من أي قريش؟ قال: من أجملها ذكراً وأعظمها فخراً، ممن تهابه قريش كلها وتخشاه، قالت: أنت والله من بني هاشم، قال: أنا من بني هاشم، قالت: من أي هاشم، قال: من أعلاها منزلة، وأشرفها قبيلة، ممن تهابه هاشم وتخافه، فعند ذلك قبلت الأرض، وقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين، وخليفة رب العالمين. قال: فعجب المأمون وطرب طرباً عظيماً وقال: والله لأتزوجن بهذه الجارية لأنها من أكبر الغنائم، ووقف حتى تلاحقته العساكر، فنزل هناك، وأنفذ خلف أبيها وخطبها منه، فزوجه بها وأخذها وعاد مسروراً، وهي والدة ولده العباس والله أعلم.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 01:10 ص]ـ
شكرا لك ايها الليث
لو كنت مكان المأمون لتزوجتها أنا ايضا:)
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:57 م]ـ
كأنها القمر ليلة تمامه .. و .. من أفصح النساء .. وعالمة بالأنساب .. إنها لجوهرة عظيمة لا يستحقها إلا رجل فصيح و داهية مثل المأمون .. رزقنا الله وإياكم مثل هذه المرأة .. :)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:01 م]ـ
قصة لطيفة أخي ليث بوركت على هذا الجهد، وياحبذا ذكر المصدر للتوثيق.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:09 م]ـ
قصة لطيفة أخي ليث بوركت على هذا الجهد، وياحبذا ذكر المصدر للتوثيق.
http://img293.imageshack.us/img293/8076/134za8.gif أخي الكريم
المستطرف في كل فن مستظرف 60 - 61 طبعة دار الكتب العلمية
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:11 م]ـ
كأنها القمر ليلة تمامه .. و .. من أفصح النساء .. وعالمة بالأنساب .. إنها لجوهرة عظيمة لا يستحقها إلا رجل فصيح و داهية مثل المأمون .. رزقنا الله وإياكم مثل هذه المرأة .. :)
أشكرك عزيزي على مرورك وحسن دعائك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 06:14 م]ـ
شكرا لك ايها الليث
لو كنت مكان المأمون لتزوجتها أنا ايضا:)
بارك الله فيك أخي
اللهم هب أخانا رسالة الغفران زوجة مثلها.(/)
الشاعرية ..
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:40 م]ـ
سؤال:ـ
كيف يزيد الشاعر من شاعريته؟؟ مع التوضيح؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 07:01 م]ـ
.. لعل الجواب الكافي والشافي لهذا السؤال هو ما قاله ابن خلدون في نهاية مقدمته:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الخامس و الخمسون: في صناعة الشعر و وجه تعلمه:
اعلم أن لعمل الشعر و إحكام صناعته شروطا أولها: الحفظ من جنسه أي من جنس شعر العرب حتى تنشأ في النفس ملكة ينسج على منوالها و يتخير المحفوظ من الحر النقي الكثير الأساليب. و هذا المحفوظ المختار أقل ما يكفي فيه شعر شاعر من الفحول الإسلاميين مثل ابن ربيعة و كثير و ذي الرمة و جرير و أبى نواس و حبيب و البحتري و الرضي و أبى فراس. و أكثره شعر كتاب الأغاني لأنه جمع شعر أهل الطبقة الإسلامية كله و المختار من شعر الجاهلية. و من كان خاليا من المحفوظ فنظمه قاصر رديء و لا يعطيه الرونق و الحلاوة إلا كثرة المحفوظ. فمن قل حفظه أو عدم لم يكن له شعر و إنما هو نظم ساقط. و اجتناب الشعر أولى بمن لم يكن له محفوظ. ثم بعد الامتلاء من الحفظ و شحذ القريحة للنسج على المنوال يقبل على النظم و بالإكثار منه تستحكم ملكته و ترسخ. و ربما يقال إن من شرطه نسيان ذلك المحفوظ لتمحى رسومه الحرفية الظاهرة إذ هي صادرة عن استعمالها بعينها. فإذا نسيها و قد تكيفت النفس بها انتقش الأسلوب فيها كأنه منوال يؤخذ بالنسج عليه بأمثالها من كلمات أخري ضرورة. ثم لا بد له من الخلوة و استجادة المكان المنظور فيه من المياه و الأزهار و كذا المسموع لاستنارة القريحة باستجماعها و تنشيطها بملاذ السرور. ثم مع هذا كله فشرطه أن يكون على جمام و نشاط فذلك أجمع له و أنشط للقريحة أن تأتي بمثل ذلك المنوال الذي في حفظه. قالوا: و خير الأوقات لذلك أوقات البكر عند الهبوب من النوم و فراغ المعدة و نشاط الفكر و في هؤلاء الجمام. و ربما قالوا إن من بواعثه العشق و الانتشاء ذكر ذلك ابن رشيق في كتاب العمدة و هو الكتاب الذي انفرد بهذه الصناعة و إعطاء حقها و لم يكتب فيها أحد قبله و لا بعده مثله. قالوا: فإن استصعب عليه بعد هذا كله فليتركه إلى وقت أخر و لا يكره نفسه عليه. و ليكن بناء البيت على القافية من أول صوغه و نسجه بعضها و يبني الكلام عليها إلى آخره لأنه إن غفل عن بناء البيت على القافية صعب عليه وضعها في محلها. فربما تجيء نافرة قلقة و إذا سمح الخاطر بالبيت و لم يناسب الذي عنده فليتركه إلى موضعه الأليق به فإن كل بيت مستقل بنفسه و لم تبق إلا المناسبة فليتخير فيها كما يشاء و ليراجع شعره بعد الخلاص منه بالتنقيح و النقد و لا يضن به على الترك إذا لم يبلغ الإجادة. فإن الإنسان مفتون بشعره إذ هو نبات فكره و اختراع قريحته و لا يستعمل فيه من الكلام إلا الأفصح من التراكيب. و الخالص من الضرورات اللسانية فليهجرها فإنها تنزل بالكلام عن طبقة البلاغة. و قد حظر أئمة اللسان المولد من ارتكاب الضرورة إذ هو في سعة منها بالعدول عنها إلى الطريقة المثلى من الملكة. و يجتنب أيضا المعقد من التراكيب جهده. و إنما يقصد منها ما كانت معانيه تسابق ألفاظه إلى الفهم. و كذلك كثرة المعاني في البيت الواحد فإن فيه نوع تعقيد على الفهم. و إنما المختار منه ما كانت ألفاظه طبقا على معانيه أو أوفى منها. فإن كانت المعاني كثيرة كان حشوا و استعمل الذهن بالغوص عليها فمنع الذوق عن استيفاء مدركه من البلاغة. و لا يكون الشعر سهلا إلا إذا كانت معانيه تسابق ألفاظه إلى الذهن. و لهذا كان شيوخنا رحمهم الله يعيبون شعر أبى بكر بن خفاجة شاعر شرق الأندلس لكثرة معانيه و ازدحامها في البيت الواحد كما كانوا يعيبون شعر المتنبئ و المعري بعدم النسج على الأساليب العربية كما مر فكان شعرهما كلاما منظوما نازلا عن طبقة الشعر و الحاكم بذلك هو الذوق. و ليجتنب الشاعر أيضا الحوشي من الألفاظ و المقصر و كذلك السوقي المبتذل بالتداول بالاستعمال فإنه ينزل بالكلام عن طبقة البلاغة و كذلك المعاني المبتذلة بالشهرة فإن الكلام ينزل بها عن البلاغة أيضا فيصير مبتذلا و يقرب من
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم الإفادة كقولهم: النار حارة و السماء فوقنا. و بمقدار ما يقرب من طبقة عدم الإفادة يبعد عن رتبة البلاغة إذ هما طرفان. و لهذا كان الشعر في الربانيات و النبويات قليل الإجادة في الغالب و لا يحذق فيه إلا الفحول و في القليل على العشر لأن معانيها متداولة بين الجمهور فتصير مبتذلة لذلك. و إذا تعذر الشعر بعد هذا كله فليراوضه و يعاوده فإن القريحة مثل الضرع يدر بالامتراء و يجف بالترك و الإهمال.
ـ الفصل السابع و الخمسون: في أن حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ و جودتها بجودة المحفوظ
قد قدمنا أنه لا بد من كثرة الحفظ لمن يروم تعلم اللسان العربي و على قدر جودة المحفوظ و طبقته في جنسه و كثرته من قلته تكون جودة الملكة الحاصلة عنه للحافظ. فمن كان محفوظه من أشعار العرب الإسلاميين شعر حبيب أو العتابي أو ابن المعتز أو ابن هانئ أو الشريف الرضي أو رسائل ابن المقفع أو سهل ابن هارون أو ابن الزيات أو البديع أو الصابئ تكون ملكته أجود و أعلى مقاما و رتبة في البلاغة ممن يحفظ شعر ابن سهل من المتأخرين أو ابن النبيه أو ترسل البيساني أو العماد الأصبهاني لنزول طبقة هؤلاء عن أولئك يظهر ذلك للبصير الناقد صاجب الذوق. و على مقدار جودة المحفوظ أو المسموع تكون جودة الاستعمال من بعده ثم إجادة الملكة من بعدهما. فبارتقاء المحفوظ في طبقته من الكلام ترتقي الملكة الحاصلة لأن الطبع إنما ينسج على منوالها و تنمو قوى الملكة بتغذيتها. و ذلك أن النفس و إن كانت في جبلتها واحدة بالنوع فهي تختلف في البشر بالقوة و الضعف في الإدراكات. و اختلافها إنما هو باختلاف ما يرد عليها من الإدراكات و الملكات و الألوان التي تكيفها من خارج. فبهذه يتم وجودها و تخرج من القوة إلى الفعل صورتها و الملكات التي تحصل لها إنما تحصل على التدريج كما قدمناه. فالملكة الشعرية تنشأ بحفظ الشعر و ملكة الكتابة بحفظ الأسجاع و الترسيل، و العلمية بمخالطة العلوم و الإدراكات و الأبحاث و الأنظار، و الفقهية بمخالطة الفقه و تنظير المسائل و تفريعها و تخريج الفروع على الأصول والتصوفية الربانية بالعبادات و الأذكار و تعطيل الحواس الظاهرة بالخلوة و الانفراد عن الخلق ما استطاع حتى تحصل له ملكة الرجوع إلى حسه الباطن و روحه و ينقلب ربانيا و كذا سائرها. و للنفس في كل واحد منها لون تتكيف به و على حسب ما نشأت الملكة عليه من جودة أو رداءة تكون تلك الملكة في نفسها فملكة البلاغة العالية الطبقة في جنسها إنما تحصل بحفظ العالي في طبقته من الكلام و بهذا كان الفقهاء و أهل العلوم كلهم قاصرين في البلاغة و ما ذلك إلا لما سبق إلى محفوظهم و يمتلئ به من القوانين العلمية و العبارات الفقهية الخارجة عن أسلوب البلاغة و النازلة عن الطبقة لأن العبارات عن القوانين و العلوم لا حظ لها في البلاغة فإذا سبق ذلك المخفوظ إلى الفكر و كثر و تلونت به النفس جاءت الملكة الناشئة عنه في غاية القصور و انحرفت عباراته عن أساليب العرب في كلامهم. و هكذا نجد شعر الفقهاء و النحاة و المتكلمين و النظار و غيرهم ممن لم يمتلئ من حفظ النقي الحر من كلام العرب. أخبرني صاحبنا الفاضل أبو القاسم بن رضوان كاتب العلامة بالدولة المرينية قال: ذكرت يوما صاحبنا أبا العباس بن شعيب كاتب السلطان أبي الحسن و كان المقدم في البصر باللسان لعهده فأنشدته مطلع قصيدة ابن النحوي و لم أنسبها له و هو هذا:
لم أذر حين وقفت بالأطلال ما الفرق بين جديدها و البالي
فقال لي على البديهة: هذا شعر فقيه، فقلت له: و من أين لك ذلك، فقال: من قوله ما الفرق؟ إذ هي من عبارات الفقهاء و ليست من أساليب كلام العرب، فقلت له: لله أبوك إنه ابن النحوي. و أما الكتاب و الشعراء فليسوا كذلك لتخيرهم في محفوظهم و مخالطتهم كلام العرب و أساليبهم في الترسل و انتقائهم لهم الجيد من الكلام. ذاكرت يوما صاحبنا أبا عند الله بن الخطيب وزير الملوك بالأندلس من بني الأحمر و كان الصدر المقدم في الشعر و الكتابة فقلت له: أجد استصعابا علي في نظم الشعر متى رمته مع بصري به و حفظي للجيد من الكلام من القرآن و الحديث و فنون من كلام العرب و إن كان محفوظي قليلا. و إنما أتيت و الله أعلم بحقيقة الحال من قبل ما حصل في حفظي من الأشعار العلمية و القوانين التألفية. فإني حفظت
(يُتْبَعُ)
(/)
قصيدتي الشاطبي الكبرى و الصغرى في القراءات في الرسم و استظهرتهما و تدارست كتابي ابن الحاجب في الفقه و الأصول و جمل الخونجى في المنطق و بعض كتاب التسهيل و كثيرا من قوانين التعليم في المجالس فامتلأ محفوظي من ذلك و خدش وجه الملكة التي استعددت لها بالمحفوظ الجيد من القرآن و الحديث و كلام العرب تعاق القريحة عن بلوغها. فنظر إلي ساعة معجبا ثم قال: لله أنت و هل يقول هذا إلا مثلك؟ و يظهر لك من هذا الفصل و ما تقرر فيه سر آخر و هو إعطاء السبب في أن كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة و أذواقها من كلام الجاهلية في منثورهم و منظومهم. فإنا نجد شعر حسان بن ثابت و عمر بن أ بي ربيعة و الحطيئة و جرير و الفرزدق و نصيب و غيلان ذي الرمة و الأحوص و بشار ثم كلام السلف من العرب في الدولة الأموية و صدرا من الدولة العباسية في خطبهم و ترسيلهم و محاوراتهم للملوك أرفع طبقة في البلاغة من شعر النابغة و عنترة و ابن كلثوم و زهير و علقمة بن عبدة و طرفة بن العبد و من كلام الجاهلية في منثورهم و محاوراتهم و الطبع السليم و الذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة. و السبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن و الحديث اللذين عجز البشر في الإتيان بمثليهما لكونها ولجت في قلوبهم و نشأت على أساليبها نفوسهم فنهضت طباعهم و ارتقت ملكاتهم في البلاغة على ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية ممن لم يسمع هذه الطبقة و لا نشأ عليها فكان كلامهم في نظمهم و نثرهم أحسن ديباجة و أصفى رونقا من أولئك و أرصف مبنى و أعدل تثقيفا بما استفادوه من الكلام العالي الطبقة. و تأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق و البصر بالبلاغة. و لقد سألت يوما شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا و كان شيخ هذه الصناعة أخذ بسبتة عن جماعة من مشيختها من تلاميذ الشلوبين و استبحر في علم اللسان و جاء من وراء الغاية فيه فسألته يوما ما بال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين؟ و لم يكن ليستنكر ذلك بذوقه فسكت طويلا ثم قال لي: و الله ما أدري، فقلت: أعرض عليك شيئا ظهر لي في ذلك و لعله السبب فيه. و ذكرت له هذا الذي كتبت فسكت معجبا ثم قال لي: يا فقيه هذا كلام من حقه أن يكتب بالذهب. و كان من بعدها يؤثر محلي و يصيخ في مجالس التعليم إلى قولي و يشهد لي بالنباهة في العلوم، و الله خلق الإنسان و علمه البيان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
.. أتمنى أن يكون الجواب مفيدا .. وشكرا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 05:59 ص]ـ
ليس الجواب مفيدا، بل إنه كافيا شافيا.(/)
من قائل هذين البيتين
ـ[سنابل]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:58 م]ـ
من قائل أو قائلة هذين البيتين:
أَلا أيّها الزاري عليّ بأنّني = نِزاريةٌ أبكي كريماً يمانيا
وَما ليَ لا أَبكي يزيد وردّني = أَجرّ جَديداً مدرعي وَرِدائيا
بحثت عن القائل ولم اجده
لذلك أرجو الافادة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:27 م]ـ
http://img293.imageshack.us/img293/8076/134za8.gif
القائلة هي زينب بنت مالك بن جعفر بن كلاب
قالت زينب بنت مالك بن جعفر بن كلاب أخت ملاعب الأسنة ترثي يزيد بن عبد المدان:
بكيت يزيد بن عبد المدا = ن حلت به الأرض أثقالها
شريك الملوك ومن فضله = يفضل في المجد أفضالها
فككت أسارى بني جعفرٍ = وكندة إذ نلت أقوالها
ورهط المجالد قد جللت = فواضل نعماك أجبالها
وقالت أيضاً ترثيه:
سأبكي يزيد بن عبد المدان = على أنه الأحلم الأكرم
رماح من العزم مركوزة = ملوك إذا برزت تحكم
قال: فلامها قومها في ذلك وعيروها بأن بكت يزيد؛ فقالت زينب:
ألا أيها الزاري علي بأنني = نزارية أبكي كريماً يمانيا
ومالي لا أبكي يزيد وردني = أجر جديداً مدرعي وردائيا
كتاب الأغاني
ـ[سنابل]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 02:03 م]ـ
حياك الله ليث
ولك فائق الشكر(/)
النابغة الجَعْديّ وأحسن ما رُوي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:00 م]ـ
حَدَّثني نوحُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبيهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: جاءَ النّابِغَةُ الْجَعْديُّ إِلى رَسولِ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ! - فَقالَ: هَلْ مَعَكَ مِنَ الشِّعْرِ ما عَفَا اللّهُ عَنْهُ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: أَنْشِدْني مِنْهُ! فَأَنْشَدَه:
وَإِنّا لَقَوْمٌ ما نُعَوِّدُ خَيْلَنا =إِذا مَا الْتَقَيْنا أَنْ تَحيدَ وَتَنْفِرا
وَتُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوانَ خَيْلِنا =مِنَ الطَّعْنِ حَتّى تَحْسِبَ الْجَوْنَ أَشْقَرا
وَلَيْسَ بِمَعْروفٍ لَنا أَنْ نَرُدَّها= صِحاحًا وَلا مُسْتَنْكَرًا أَنْ تُعَقَّرا
بَلَغْنَا السَّماءَ مَجْدُنا وَسَناؤُنا =وَإِنّا لَنَبْغي فَوْقَ ذلِكَ مَظْهَرا
فَقالَ لَه رَسولُ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ! -: إِلى أَيْنَ، يا أَبا لَيْلى! فَقالَ: إِلَى الْجَنَّةِ! فَقالَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ! -: إِلَى الْجَنَّةِ، إِنْ شاءَ اللّهُ! ثُمَّ رَجَعَ في قَصيدَتِه، فَقالَ:
وَلا خَيْرَ في جَهْلٍ إِذا لَمْ يَكُنْ لَه ..... حَليمٌ إِذا ما أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرا
وَلا خَيْرَ في حِلْمٍ إِذا لَمْ يَكُنْ لَه ..... بَوادِرُ تَحْمي صَفْوَه أَنْ يُكَدَّرا
فَقالَ رَسولُ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ! -: لا فَضَّ اللّهُ فاكَ! - قالَ - فَأَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرونَ وَمِئَةُ سَنَةٍ، كُلَّما سَقَطَتْ لَه سِنٌّ اثَّغَرَتْ أُخْرى مَكانَها، لِدَعْوَةِ رَسولِ اللّهِ - صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ! فَهذا أَحْسَنُ ما رُوِيَ فِي الْبادِرَةِ الَّتي يُصانُ بِهَا الْحِلْمُ.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:08 م]ـ
لا فض الله فاك أخي "محمد سعد"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:31 م]ـ
وأنا اشكرك جزيل الشكر على هذا المرور العطر
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 05:58 ص]ـ
ومن الغريب أنهم سموه بالنابغة ليس لأنه نبغ في الشعر
مبكرا - كما يتبادر إلى الأذهان - ولكن لأنه جلس نحو
أربعين سنة لا يقول الشعر ثم قاله بعد الأربعين.(/)
وصْفُ الهاجرةِ كما تمثلها الشعراء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:26 م]ـ
لِكَيْ تَتَمَثَّلَ مَعْنَى الْهاجِرَةِ كَما يُعانيها مَنْ يَقْطَعُ الْبَواديَ في زَمانِ الْقَيْظِ، فَانْظُرْ إِلى ما وَصَفَ ذُو الرُّمَّةِ إِذْ قالَ:
وَهاجِرَةٍ شَهْباءَ ذاتِ وَديقَةٍ= يَكادُ الْحَصى مِنْ حَمْيِها يَتَصَدَّع
نَصَبْتُ لَها وَجْهي وَأَطْلالَ بَعْدَ ما =أَزَى الظِّلُّ وَاكْتَنَّ اللَّياحُ الْمُوَلَّع
وَالشَّهْباءُ الْبَيْضاءُ مِنْ شِدَّةِ الْتِهابِ الشَّمْسِ، وَ" ذاتِ وَديقَةٍ "، الوَديقَةُ شِدَّةُ وَدُنوُّ حَمْيِ الشَّمْسِ - " شِدَّةُ دُنوِّ حَمْيِ الشَّمْسِ " - كَأَنَّ حَرَّها يَنْدَلِقُ عَلَى الْأَرْضِ، وَيَنْصَبُّ مِنْ قَريبٍ. وَأَطْلالُ ناقَةُ ذِي الرُّمَّةِ، و" أَزَى الظِّلُّ "، تَقَبَّضَ، وَقَلَصَ؛ فَلا يَكادُ يوجَدُ لِشَيْءٍ ظِلٌّ، وَذلِكَ في وَقْتِ الزَّوالِ. وَ" اللَّياحُ الْمُوَلَّع "، الثَّوْرُ الْوَحْشيُّ الْأَبْيَضُ الَّذي في قَوائِمِه سَوادٌ - وَهُوَ التَّوْليعُ - يَلوذُ بِالِكِنِّ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ.
وَانْظُرْ ما يَقولُ أَيْضًا مِسْكينٌ الدّارِميُّ في وَصْفِها، وَكُلُ حَيٍّ يُسْرِعُ مِنْ وَقْدَتِها، كَأَنَّه مُطارَدٌ بِأَسِنَّةِ الرِّماحِ، وَذلِكَ حَيْثُ يَقولُ:
وَهاجِرَةٍ ظَلَّتْ كَأَنَّ ظِباءَها= إِذا مَا اتَّقَتْها بِالْقُرونِ سُجود
تَلوذُ بِشُؤْبوبٍ مِنَ الشَّمْسِ فَوْقَها =كَما لاذَ مِنْ حَرِّ السِّنانِ طَريد
فَالظِّباءُ تَتَّقي نارَهُ الْمُرْسَلَةَ بِما لا يَكادُ يَقي، بِالْقُرونِ، تُطَأْطِئُ لِيُصيبَ أَبْدانَها بَعْضُ الظِّلِّ الَّذي لا يُغْني
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:35 م]ـ
قمة البلاغة في الوصف ..
اختيار موفق وممتع حقا يستحق الوقوف و التمعن ..
بوركت أخي " محمد سعد ".(/)
ما أفضل الكتب الأدبية؟
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أحببت أن أستشير أساتذتي الفضلاء عن أفضل الكتب الأدبية مع ذكر أفضل تحقيق لكل كتاب تنصح بقراءته.
قد يتساءل أحدكم عن أي الكتب الأدبية تتحدث؟ فأقول: عن كل الكتب الأدبية، وأخص الكتب التي تسهب في سرد أخبار الشعراء ومناسبة القصيدة قبل ذكرها.
لا حرمكم الله الأجر.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:47 ص]ـ
.. هناك كتاب البيان والتبيين للجاحظ .. وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة .. وبالنسبة للشعر .. كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة .. وطبقات الشعراء لابن سلام .. والأفضل منهم والأشمل منهم .. والأفضل لدي حتى الآن هو [العقد الفريد] لابن عبد ربه .. والأخير هو الأشمل والأفضل بالنسبة لي .. هذا ما لدي .. وننتظر بقية الردود:)
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 01:23 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي جرول،،
أوافقك على روعة ((العقد الفريد))
بانتظار بقية الإخوة،،
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 06:08 م]ـ
والأمالي لأبي علي القالي
والكامل للمبرد
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 07:52 م]ـ
قال ابن خلدون في مقدمته:
" وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين، وهي:
أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي.
وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها " ا. هـ.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 07:57 م]ـ
وأفضل طبعات أدب الكاتب: أفضل طبعة له طبعة الرسالة بيروت د. محمد الدالي، ومن شروحه شرح البطليوسي "الاقتضاب".
وأما الكامل فتحقيق أخي الدكتور محمد الدالي أيضا والناشر نفسه، وله شرح نفيس للعلامة المرصفي؛ شيخ العلامة محمود محمد شاكر، صورته دار الفاروق الحديثة بالقاهرة.
وأما البيان والتبيُّن؛ فتحقيق العلامة عبد السلام محمد هارون.
وأما الأمالي؛ فطبعة دار الكتب المصرية.
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 12:03 ص]ـ
زين الشباب، الدكتور مروان،،
لكما جزيل الشكر على الإفادة.
ـ[شيمة الشمري]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 03:33 م]ـ
المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها لـ عبدالله الطيّب
تحية للجميع(/)
مَنْ يشرح لي هذه الأبيات مشكوووورًا ....
ـ[الأخفشية]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أتمنى منكم تحليل هذه الأبيات وشرحها شرحًا أدبياً ...
صَبَرْتُ عنكَ بِصَبْرٍ غيرِ مَغْلُوبِ * * * ودَمْعِ عَيْنٍ على الخَدّيْنِ مَسْكُوبِ
صَيَّرتني مُسْتَقرّاً لِلهَوى وطَنًا * * * لِلحُزْنِ يا مُستَقَرَّ الحُسْنِ والطِّيبِ
لَئِنْ جَحَدْتُكَ ما لاقيتُ فيكَ فَقدْ * * * صَحّتْ شُهُودُ تَبارِيحي وتَعْذِيبي
بِزَفْرةٍ بعد أُخْرَى طالَما شَهِدَتْ * * * بأَنَّها انتُزعتْ من صَدْرِ مَكْرُوبِ
لكنْ عدَوْتَ على جِسْمي فبِنْتَ بهِ * * * يا مَنْ رَأَى الظَّبْيَ عَدَّاءً على الذِّيبِ؟!
شاكرة لكم حُسن صنيعكم ...(/)
كَرَمُ العَرَبيِّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 02:34 م]ـ
أَنْشَدَ أَبو الْعَبّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزيدَ
إِذا ما صَنَعْتِ الزّادَ فَالْتَمِسي لَه= أَكيلًا فَإِنّي لَسْتُ آكُلُه وَحْدي
قَصيًّا كَريمًا أَوْ قَريبًا فَإِنَّني= أَخافُ مَذَمّاتِ الْأَحاديثِ مِنْ بَعْدي
قالَ أَبو الْعَبّاسِ: اسْتَثْنى الْكَرَمَ في الْقَصيِّ الْبَعيدِ، وَلَمْ يَسْتَثْنِه في الْقَريبِ، لِأَنَّ أَهْلَه جَميعًا كِرامٌ(/)
من أدقِّ الوصف الواقعيّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 05:19 م]ـ
إن من أدق الوصف الواقعي لدى الجاحظ ما ذكره عن علي الأسواري، على لسان الحارثي، وكلاهما بخيل. قال الحارثي:
"والله إني لو لم أترك مؤاكلة الناس وإطعامهم، إلا لسواء رِعَة علي السواري لتركته. وما ظنكم برجل نهش بضعة لحم تعرُّقاً، فبلع ضرسه وهو لا يعلم. فعل ذلك عند إبراهيم بن الخطاب، مولى سُلَيم. وكان إذا أكل ذهب عقله، وجحظت عيناه، وسكر وسدِر وانبهر، وتربَّد وجهه، وعصِب ولم يسمع، ولم يبصر، فلما رأيت ما يعتريه وما يعتري الطعام منه، صرت لا آذن له إلا ونحن نأكل التمر والجوز والباقلي. ولم يفجأني قط وأنا آكل تمراً إلا استفَّه سفاً، وحساه حسواً، وزدا به زدواً. ولا وجده كنيزاً إلا تناول القطعة كجمجمة الثور، ثم يأخذ بحضنيها، ويقلها من الأرض. ثم لا يزال ينهشها طولاً وعرضاً، ورفعاً وخفضاً، حتى يأتي عليها جميعاً. ثم لا يقع عضبه إلا على الأنصاف والأثلاث. ولم يفصل تمرة قط من تمرة. وكان صاحب جُمَل ولم يكن يرضى بالتفاريق، ولا رمى بنواةٍ قط، ولا نزع قمعاً، ولا نفى عنه قشراً، ولا فتّشه مخافة السوس والدود. ثم ما رأيته قط إلا وكأنه طالب ثأر، وشحْشَحان صاحب طائلة. وكأنه عاشق مغْتَلِم، أو جائع مقرور" (35).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحاجري، طه (1990): البخلاء للجاحظ، تحقيق وتعليق، دار المعارف، الطبعة الخامسة، ص ص 79 - 80(/)
سوانح مُنَوَّعة من الأدب العربيّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 05:26 م]ـ
عبد الله بن محمد المعتز المشهور بابن المعتز (247هـ/861م - 296هـ/909م)
من أكابر الشعراء المبدعين الذين امتازوا بوصف الطبيعة وصفاً دقيقاً فيه غضارة الإحساس ورهافة الشعور ونقاء التعبير. كنت وما زلت من المولعين بأوصافه البارعة وتشبيهاته الممتعة.
هذه أبيات بديعة يصف فيها سحابة مطرت طوال الليل ثم انجلت في أخرياته فلاحَ لازورد السماء مع السحر كرياض البنفسج النديّة ونجومها بينها كأنوار الأقاحي المتفتحة:
وموقرةٍ بثقْل الماء جاءت =تهادى فوق أعناق الرياح
فجادت ليلها سحّاً وويْلاً =وهطلاً مثل أفواه الجراح
كأن سماءها لما تَجَلَّتْ =خلال نجومها عند الصباح
رياضُ بنفسج خَضِلٍ ثراه =تفتَّح بينه نورُ الأقاحي(/)
|| دحض أخبار سكينة بنت الحسين ||
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 05:10 ص]ـ
:::
هذا ما أبعدني عنكم في الفترة السابقة.
المقدمة
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما الهم والثناء بما قدم، من جزيل عمومٍ ابتداها وسبوغ آلاء اسداها وتمام مننٍ أولاها جم عن الاحصاء عددها والصلاة والسلام على خير خلقه المبعوث الأمجد المصطفى المؤيد أبي القاسم محمد عليه وعلى اله الاطهار واصحابه الأبرار أتم التسليم والصلاة.
أما بعد،،،
يدور موضوع هذا البحث المتواضع عن بعض الأخبار التي رويت عن السيدة سكينة بنت الحسين، و دحض تلك الروايات التي لا تليق لسيدة سكينة بنت الحسين، فهي سكينة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب، من بيت علوي هاشمي تحفه الأملاك من كل جانب وتقدمه العفة ويغطيه الإيمان.
أخبار سكينة بنت الحسين
ذكر الاصبهاني: أخبرني ابن أبي الأزهر قال: حدثنا حماد عن أبيه، عن أبي عبد الله الزبيري، قال:
اجتمع بالمدينة راوية جرير وراوية كثير وراوية جميل وراوية نصيب وراوية الأحوص، فافتخر كل واحد منهم بصاحبه، وقال: صاحبي أشعر. فحكموا سكينة بنت الحسن بن علي عليهما السلام، لما يعرفونه من عقلها وبصرها بالشعر، فخرجوا يتقادون، حتى استأذنوا عليها، فاذنت لهم، فذكروا لها الذي كان من أمرهم، فقالت لراوية جرير: أليس صاحبك الذي يقول:
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا = حين الزيارة فارجعي بسلاموأي ساعة أحلى للزيارة من الطروق، قبح الله صاحبك، وقبح شعره! ألا قال: فادخلي بسلام!
ثم قالت لراوية كثير: أليس صاحبك الذي يقول:
يقر بعيني ما يقر بعينها = وأحسن شيء ما به العين قرت
فليس شيء أقر لعينها من النكاح، أفيحب صاحبك أن ينكح؟ قبح الله صاحبك، وقبح شعره! ثم قالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
فو تركت عقلي معب ما طلبتها = ولكن طلابيها لما فات من عقلي
فما أرى بصاحبك من هوى، إنما يطلب عقله، قبح الله صاحبك وقبح شعره! ثم قالت لراوية نصيب: أليس صاحبك الذي يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فيا حربا من ذا يهيم بها بعدي
فما أرى له همة إلا من يعشقها بعده! قبحه الله وقبح شعره! ألا قال:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت = فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي
ثم قالت لراوية الأحوص: اليس صاحبك الذي يقول:
من عاشقين تواعدا وتراسلا = ليلا إذا نجم الثريا حلقا
باتا بأنعم ليلة وألذها = حتى إذا وضح الصباح تفرقا
قال: نعم، قالت: قبحه الله وقبح شعره! ألا قال: تعانقا.
قال إسحاق في خبره: فلم تثن على أحد منهم في ذلك اليوم، ولم تقدمه.
قال: وذكر لي الهيثم بن عدي مثل ذلك في جميعهم إلا جميلاً، فإنه خالف هذه الرواية،
وقال: فقالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
فيا ليتني أعمى أصم تقودني = بثينة لا يخفى علي كلامهاقال: نعم. قالت: رحم الله صاحبك كان صادقاً في شعره، كان جميلاً كاسمه، فحكمت
له. (1)
الهامش
1 - الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ج16 ص 93.
************************
المصدر
المصدر الأول لهذه الأخبار هو الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وقد استل بعض رواياته من كتاب جمهرة نسب قريش للزبير بن البكار وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري والبعض الأخر " الكثير " كان هو بنفسه أول من رواه وتوالت الكتب من بعده تروي هذه الأخبار مثل كتاب " أخبار النساء لابن الجوزي " وكتاب " الزهرة لابن داوود الأصفهاني" وكتاب " ديوان الصبابة لابن ابي حجلة " وكتاب " زهر الأكم للأليوسي " وكتاب " زهر الآداب للحصري القيرواني " وكتاب " وفيات الأعيان لابن خلكان " وكتاب " العمدة " لابن رشيق القيرواني وغيرهم ... فكل هؤلاء الكتّاب ولدوا بعد أبي الفرج الأصفهاني بقرون، وفي هذه الكتب لا نرى لسكينة بنت الحسين إلا خبراً واحداً أو خبرين ولكن الأغاني يحتوي على أكثر من اربعيين خبراً عن السيدة سكينة بنت الحسين ...
الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الفرج الأصبهاني. ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة، كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره. واختلف بي سنة موته.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كتابه الأغاني فهو غني عن التعريف وقد تحدث الكثير من العلماء عن كتاب الاغاني وعن صاحبه فقالوا:
ياقوت الحموي إلى شيء من ذلك في نقده للكتاب وقد قرأه مرات واستوعبه استيعابه لغيره وذلك في قوله:
((وقد تأملت هذا الكتاب وعنيت به وطالعته مرارا وكتبت منه نسخه بخطي في عشر مجلدات، ونقلت منه إلى كتابي الموسوم بأخبار الشعراء فأكثرت، وجمعت تراجمه فوجدته يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه، كقوله في أخبار أبي العتاهية: " وقد طالت أخباره هاهنا وسنذكر أخباره مع عتبة في موضع آخر " ولم يفعل.
وقال في موضع آخر: " أخبار أبي نواس مع جنان إذا كانت سائر أخباره قد تقدمت " ولم يتقدم شيء إلى أشباه ذلك ..... )).
وهذه مجموعة من أقوال العلماء والباحثين في أبي الفرج الأصبهاني وكتابه الأغاني:
أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه أن أبا محمد الحسن بن الحسين ابن النوبختي ([1]) كان يقول:
(كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس، كان يشتري شيئاً كثيراً من الصحف، ثم تكون كل رواياته منها) ([2]).
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
( ... ومثله لا يوثق بروايته، يُصرِّح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهوِّن شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني، رأى كل قبيح ومنكر) ([3]).
وقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
(علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني، الأموي، صاحب كتاب:الأغاني شيعي، وهذا نادر في أموي، كان إليه المنتهى في معرفة الأخبار وأيام الناس، والشعر، والغناء والمحاضرات. يأتي بأعاجيب بحدثنا وأخبرنا) ([4]).
وفي موضع آخر قال: (رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعِّفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به ... ) ([5]).
وقد دُرست شخصية أبي الفرج الأصفهاني وكتابه: الأغاني في الكتابات المعاصرة ومنها ما يقوله الدكتور: محمد أحمد خلف، في خاتمة كتابه (أبو الفرج الأصفهاني الراوية) بعد دراسة متأنية له:
(ولقد وقفنا على ما لأبي الفرج من ميول وأهواء فيجب أن نحذر هذه الميول وهذه الأهواء، كلما حاولنا الاعتماد على ما خلَّف الرجل من مرويات فقد يكون الرجل مضللاً.
وقد يكون صاحب غرض وهوى.
وليس يخفى أن للأهواء حكمها في التاريخ، وهو حكم قد يملي رغبته لا في ذكر الأخبار فحسب، وإنما أيضاً في الكتمان) ([6]).
ويقول وليد الأعظمي في كتابه: السيف اليماني في نحر أبي الفرج الأصفهاني:
(اعتمد أبوالفرج الأصفهاني في كثير من أخباره السوداء المظلمة المسمومة، على طائفة خبيثة من الرواة الكذابين، والمجروحين، والمطعون عليهم، واعتبر أخبارهم موثقةً ولوَّث صفحات تاريخنا وأدبنا بالسخائم والبلايا.
ولقد حَمَل كتاب الأغاني الإساءة إلى آل البيت ـ عليهم السلام ـ فـ:
(إن كتاب الأغاني طافح بالأخبار التي تسئ إلى آل البيت النبوي الشريف، وتجرح سيرتهم، وتقدح في سلوكهم، وتهوِّن أمرهم، وتوهِّن شأنهم، وتجعل منهم عُشَّاقاً للهو والطرب والعبث. فالإمامان الحسن والحسين مغفَّلان منقادان لابن أبي عتيق ([7])، والإمام الحسين يقضي وقته لاهياً مع أشعب ([8]) في المدينة.
الهامش
([1]) هو الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل، أبو محمد النوبختي الكاتب، قال الأزهري عنه: "كان النوبختي رافضيًّا ردئ المذهب". وسئل البرقاني عن النوبختي فقال: "كان معتزليًّا، وكان يتشيع، إلا أنه تبين أنه صدوق! ". توفي سنة 402هـ.
ينظر: تاريخ بغداد (7/ 299).
([2]) تاريخ بغداد (11/ 398).
([3]) كتاب: المنتظم لابن الجوزي (7/ 40).
([4]) ميزان الاعتدال، للذهبي (5/ 151)، وانظر: لسان الميزان، لابن حجر (4/ 221).
([5]) عيون التاريخ، لابن شاكر، نقلاً عن كتاب أبو الفرج الأصبهاني، وكتاب الأغاني، لمحمد عبدالجواد الأصمعي (ص 95).
([6]) (ص 318)، وانظر: كتاب أبو الفرج الأصبهاني وكتابه الأغاني، لمحمد عبدالجواد الأصمعي (ص 161 – 197)، وكتاب دراسة الأغاني، تأليف: شفيق جبري.
([7]) لم يتضح لي من المقصود بابن أبي عتيق هذا.
([8]) هو أشعب بن جبير، الطامع، مدني، يعرف بابن أم حميدة، له نوادر، توفي سنة 154هـ.
ينظر: كتاب تاريخ بغداد (6/ 38)، وميزان الاعتدال (1/ 422)، ومعجم الأعلام (ص 109).
** تم الاستعانة بموقع الوراق وتعليق الدكتور مروان عطيه **
**************************
الوضاعون
(يُتْبَعُ)
(/)
اسنايد تلك الأخبار أغلبها لمصعب الزبيري وابن اخيه بكار الزبيري والهيثم بن عدي الطائي الكوفي وصالح بن حسان وأشعب الطامع وأضرابهم الذين كانوا يعادون أهل البيت عامة والعلويين خاصة.
فقد قال المرزباني:انحراف الزبير بن بكار عن أهل البيت (ع) ظاهر فلا يقبل ما جمعه من سرقات كُثير الشاعر لتشيعه وهجائه لآل الزبير. {(1)}
ولم يعتمد أحمد بن علي السليماني على روايات الزبير بن بكار لاكثاره الرواية عن الضعفاء. {(2)}
ويقول ابن الأثير عن مصعب الزبيري: كان مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام منحرفا عن علي (ع). {(3)}
ويقول ابن النديم كان مصعب الزبيري وابوه عبد الله من اشرار الناس متحاملين على ولد علي وخبر عبد الله مع يحيى بن عبد الله المحض معروف، وكان حديثه معه انه جاء الى الرشيد واخبره بأن يحيى اراده على البيعة وقد سعى لنقص سلطانه فجمع الرشيد بينهما فأنكر يحيى ذلك وقال ان هذا الزبيري ما زال يريد الوثوب على الملك وقد خرج مع محمد ذي النفس الزكية وهو القائل من أبيات:
قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا = ان الخلافة فيكم يا بني حسن
ولم تكن سعايته إلا بغضا لنا لا الحب لك ولو وجد أنصارً لخرج علينا جميعاً واني مستحلفه فان حلف فدمي لأمير المؤمنين هدر فلما أراد أن يستحلفه تلكأ الزبيري فوكزه (الفضل) وقال لماذا تمتنع ان كنت صادقا ثم التفت اليه يحيى وقال قل: (تقلدت الحول والقوة دون حول الله قوته إلى حولي وقوتي ان لم اكن صادقاً.)
فلما حلف به كبر يحيى ... . {(4)}
وأما الهيثم بن عدي الكوفي فعند البخاري والنسائي ويحيى بن معين انه كذاب له مناكير غير ثقة فهو متروك الحديث. {(5)}
وأما صالح بن حسان الأنصاري فعند البخاري والنسائي ويحيى بن معين انه منكر الحديث غير ثقة ولا مأمون النقل. {(6)}
وأما أشعب فلا يخفى على أحد كثرة مجونه وانه من أهل المجون وما تركوا الخلاعة والتهتك فأحاديثه من هذا القبيل، إذا فأي عبرة برواياته لا اذا كان من ينبزه علويا.
الهامش
1 - الموشح ص 154
2 - تهذيب التهذيب لابن حجر ج3 ص 313
3 - كامل بن الاثير ج7 ص19 حوادث سنة 236.
4 - مروج الذهب للمسعودي ج2 ص 266 في اخبار الرشيد.
5+6 - لسان الميزان للعسقلاني
***************************
عفة العرب
لما شبب عبد الله بن مصعب المعروف بعائذ الكلب بامرأة من بني نصر بن دهمان وكان اسمها " جمل " عمد اليها اخوتها فقتلوها غيرة منهم. {(1)}
ولما بلغ الحجاج الثقفي ان محمد بن عبد الله النميري شبب باخته زينب اسمعه السباب المقذع ولم يتركه حتى كتب الى عبد الملك بن مروان بذلك ولما شبب وضاح بامرأة الوليد قتله. {(2)}
وغضب يزيد بن معاوية على عبد الرحمن بن حسان لما شبب باخته رملة بنت معاوية واستعدى عليه اباه معاوية بن ابي سفيان {(3)}.
ونزل رجل على صديق له مستتراً خائفاً من عدو له، فأنزله في منزله وتركه فيه، وسافر لبعض حوائجه، وقال لامرأته: أوصيك بضيفي هذا خيراً، فلما عاد بعد شهر قال لها: كيف ضيفنا: قالت: ما أشغله بالعمى عن كل شيء، وكان الضيف قد أ طبق عينيه، فلم ينظر إلى امرأة صاحبه ولا إلى منزله إلى أن عاد من سفره. {(4)}
والأخبار في ذلك كثير نحن في غنى عنها، هذه العرب عامة فما بالك بسكينة، أيتركها أخوها علي بن الحسين الملقب بزين العابدين لكثرة تعبده والزهده وورعه تجالس الرجال وتحادثهم وتقول لهذا قبحك الله ولذاك قبح شعر صاحبك ومن هذا القبيل!، هذا امر منهي ومحال ومستصعب ان يخرج من فم سكينة بنت الحسين ...
هامش
1 - شرح امالي القالي للبكري ج2 ص 659.
2 - شرح امالي القالي للبكري ج2 ص 658
-3 نفس المصدر
4 - المستطرف في كل فن مستظرف للأبهيشي.
***************************
الخاتمة
قد آن لنا أنْ نمسك عنان القلم الذي جمح، فقد طال بنا الكلام في هذه الترجمة، ومن نظر ما أوردنا بعين الرضا ولمح، التمس لنا أحسن الأعذار وأغضى وسمح، والحديث ذو شجون، وكما قيل في الامثال، وربما تكثر المناسبات وتنثال؛ ومقصودنا الفائدة، وهذه الأشياء المجلوبة بها غاية، والله يوفقنا إلى عمل يرضي به عنا، ويدفع كل خطب أتعب وعسى يقبل منا، ويعاملنا بمحض كرمه تطولا ومنا، فليس لنا رب سواه، لا اله إلاّ هو.
و صلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً؛ ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، ووهو حسبنا.
اعداد: حسن عبد المحسن السماك - الكويت.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 03:03 ص]ـ
أحسنت يا رسالة الغفران
أسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 04:40 ص]ـ
الهي امين
شكرا لك اخي المفضال، وزادك الله من فضله الوافر ...
ولكن هل بحثي سيء حتى اني لا ارى ردا على الموضوع ام ماذا.؟
اتمنى تنبيهي من قبل اخواني الاعضاء ان كان في الموضوع رديئة أو حسنة ...
السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 05:03 ص]ـ
معذرة أخي الحبيب حسن
فلم أشاهد موضوعك الأكاديميّ الرائع
المتميز إلا الآن!!
ووجدت فيه روح الباحث المحقق المدقق
ومعرفة كيفية سياسة البحوث الأدبية الراقية المبدعة
هكذا نريد قلمك أدبيا سيالا شارحا ناقدا متحليا بالأمانة العلمية
لقد سررتني جدا جدا، وبلا مجاملة، أو محاباة ..
بارك الله خطاك، وأحسن إليك
وسدد خطاك .. وشكرا لك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 09:41 ص]ـ
شكرًا أخي رسالة الغفران على هذا الموضوع المتميز
يستق القراءة والتأمل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:08 م]ـ
أخي رسالة الغفران جميل ما طرحت، ورائع المنهج العلمي الذي اتبعت.
جهد واضح تشكر عليه.
بارك الله فيك ودمت متألقا.
ـ[رحيق القلم]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:09 م]ـ
أخي رسالة الغفران شكرا لك على جهدك المبارك وغيرتك على شرف وجناب بيت النبوة!
لكنني أعتقد أن ماقمت به في هذه العجالة لايكفي لإصدارحكم كبيركهذا! ولايحتمل عنواناضخما ينوءبحمله كماهوحال عنوان بحثك القيم المختصر!!
أخي رسالة الغفران أعلم أن صدرك سيتسع لنقدي بل هوماتنشده من وراءنشرذلك البحث الذي أفدت منه حقيقة!
أخي المبارك لقد تناولت قضية كبيرة أخذت حيزا واسعا في تاريخ الأدب العربي ورواهامن رواهامن عمالقة الفكروالأدب والتاريخ في القديم والحديث عبرقرون متتابعة وسطروا بهاكتبهم ومقالاتهم وبنواعليهاأحكامهم حتى غدت في حكم المتفق عليه فكان لزاماعلى من يتصدى لهذه القضية وينقض عراها ويدحض كذبها ويبني على أنقاضهاحكماآخر أن يشحذهمته ويسن أسلحته ويجمع جيوش فكره ويتمنطق بحبل الحزم والعزم والبحث والتأمل وينشرخصال شعرالمسألة خصلة خصلة ويردكل شعرة إلى منبتها!!
تمنيت لوأنك ـ وقدوفقك الله لبحث هذه المسألة الشائكة ـ وسعت مصادربحثك ورجعت لمصادرترجمة سكينة ممن سبقواالأصفهاني ومن عاصروه ومن جاؤا بعده من المؤرخين والأدباء فأقمت بينهامقارنة سريعة ونظرت في تأثربعضها ببعض ونقل اللاحق عن السابق وتناقض بعضهاإن وجد! وموافقة أومخالفة بعضهالحقائق تاريخية أوسياسية أواجتماعية ونحوذلك!!
تمنيت أيضا لوأنك جمعت من الأدلة العلمية والتاريخية والعقلية مايؤيد نتيجة بحثك المختصر
ورتبتهاترتيبامنطقيا وأزلت عنهاشبه الاعتراض!!
كماتمنيت أنك بحثت في أقوال علماءالسلف والخلف عمايؤيدأصل فكرتك وينفي عن سكينة تلك التهمة بذاتها التي لاأخفيك سرا أنهاكثيراماتساورهمي وتشاغب تفكيري كلماطرأت على خاطري!! وأتمنى أن أرى فيهامايبل الصدى ويروي الظما ويوافق هوى في نفسي!! لكن الحقائق العلمية لاترد إلابمثلها!!
وياحبذا لوا استعنت ببعض علماءالتاريخ والأدب والشريعة المعاصرين فلربمااستفدت من سؤال بعضهم ماينيرلك شيئامن مسالك هذه المسألة المعتمة وماذلك عليك بعسير!!
مع أنني في الختام أقدرلك ماقمت به من جهد مبذول وعمل مشكورأفدت منه كثيرا وسأفيدمنه أكثرإن قدرلي بحث هذه المسألة!! ولكن حالي معك أخي كماقال المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا 0000 كنقص القادرين على التمام
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:22 م]ـ
أخي الكريم رسالة الغفران بحث منهجي نفتقر إلى أمثاله هنا وفي المنتديات، وللحقيقة عند قراءتنا لكثير من كتب التراث نتوقف حائرين عند الكثير من المواقف الهجينة والتي نستغربها، والتي كنت أعتقد أنها مدسوسة او مكبرة تحت المجهر عن قصد وفي غير قصد،وبحثك هذا يميط اللثام عن بعضها والمكتبات العربية تحتاج إلى المزيد والمزيد من مثل هذه الكتب التي تنقح تراثنا من المدسوس ..
بارك الله لك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:55 م]ـ
طرح منطقي لا غبار عليه " أخي رسالة الغفران "
مجهود عظيم يستحق الوقوف والتأمل ..
فكتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني " الفارسي " ليس كتابا منزلا كما يصوره البعض ويحتمل الخطأ والصواب , بل ويحتمل الخطأ أكثر من الصواب ,
بارك الله فيك على هذا الإثراء المتميز ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:19 ص]ـ
أخي الحبيب الغالي رسالة الغفران
بارك الله فيك
أرجو أن تتابع ما بدأت به
وأن تنشر بحوثا أخر
ولا بأس عليك لو رجعت إلى ما تفضل به
الأخوة في المنتدى، وناقشت الأفكار التي تفضلوا بها
مشكورين مأجورين،،
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذلك مايجعل بحثك غنيا بهيا سنيا،،
والكمال لله وحده
وشكرا لك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 11:43 م]ـ
معذرة أخي الحبيب حسن
فلم أشاهد موضوعك الأكاديميّ الرائع
المتميز إلا الآن!!
ووجدت فيه روح الباحث المحقق المدقق
ومعرفة كيفية سياسة البحوث الأدبية الراقية المبدعة
هكذا نريد قلمك أدبيا سيالا شارحا ناقدا متحليا بالأمانة العلمية
لقد سررتني جدا جدا، وبلا مجاملة، أو محاباة ..
بارك الله خطاك، وأحسن إليك
وسدد خطاك .. وشكرا لك
شكرا لك أنت، وقولك هذا شهادة اعتز بها جدا، وعسى ان نكون عند حسن ظنكم، لكم مني جزيل الشكر والعرفان لمساعدتك اياي ... [/ COLOR]
شكرًا أخي رسالة الغفران على هذا الموضوع المتميز
يستق القراءة والتأمل
العفو يا عزيزي واسعدت كثيرا بمرورك ...
أخي رسالة الغفران جميل ما طرحت، ورائع المنهج العلمي الذي اتبعت.
جهد واضح تشكر عليه.
بارك الله فيك ودمت متألقا.
أهلا بالليث ...
عفوا يا صديقي العزيز، وسعدت حقا بمرورك ...
أخي رسالة الغفران شكرا لك على جهدك المبارك وغيرتك على شرف وجناب بيت النبوة!
العفو يا استاذي الفاضل، وعيب علي أن اقرأ واغض طرفي عن هذه الأمور الحادة.
لكنني أعتقد أن ماقمت به في هذه العجالة لايكفي لإصدارحكم كبيركهذا!
لماذا لا يمكنني ان اصدر حكما كهذا، إن وجِدَت البراهين؟
ولايحتمل عنوانا ضخما ينوء بحمله كماهوحال عنوان بحثك القيم المختصر!!
في الحقيقة احترت في اختيار العنوان، ولذلك بعدت عن التشكيل والغرابه ووضعت عنوانا يتحدث عن البحث ...
أخي رسالة الغفران أعلم أن صدرك سيتسع لنقدي بل هو ماتنشده من وراءنشرذلك البحث الذي أفدت منه حقيقة!
نعم يا صديقي بالطبع سيتسع صدري بل سيرحب بنقد الجميع ...
أخي المبارك لقد تناولت قضية كبيرة أخذت حيزا واسعا في تاريخ الأدب العربي ورواها من رواها من عمالقة الفكروالأدب والتاريخ في القديم والحديث عبر قرون متتابعة وسطروا بها كتبهم ومقالاتهم وبنواعليها أحكامهم حتى غدت في حكم المتفق عليه فكان لزاما على من يتصدى لهذه القضية وينقض عراها ويدحض كذبها ويبني على أنقاضها حكما آخر أن يشحذ همته ويسن أسلحته ويجمع جيوش فكره ويتمنطق بحبل الحزم والعزم والبحث والتأمل وينشر خصال شعرالمسألة خصلة خصلة ويرد كل شعرة إلى منبتها!!
لقد شحذت همتي وسننت اسلحتي وجمعت بجيوش فكري وفعلت كل ما ذكرته ( ops وهذا ما استطعت ان افعله
تمنيت لوأنك ـ وقدوفقك الله لبحث هذه المسألة الشائكة ـ وسعت مصادر بحثك ورجعت لمصادرترجمة سكينة ممن سبقوا الأصفهاني ومن عاصروه ومن جاؤا بعده من المؤرخين والأدباء فأقمت بينها مقارنة سريعة ونظرت في تأثر بعضها ببعض ونقل اللاحق عن السابق وتناقض بعضها إن وجد! وموافقة أومخالفة بعضه الحقائق تاريخية أوسياسية أواجتماعية ونحوذلك!!
وجدت ما ذكرته ممن كانوا قبل الاصبهاني في ترجمة سكينة وذكرتهم في البحث، ولم ارى احدا خالف هذه الروايات ولكن وجدت كتبا كثيرة تذكر اخبار ً حسنه لسكينة بنت الحسين من دون ان تخدش حياءها، واستبعدت تلك الاخبار، لأسباب وهي إن هذا البيت الكريم لا يخفى على احد افضاله وقد تطرقت في اخر البحث لعلي بن الحسين بعض الشيء.
تمنيت أيضا لوأنك جمعت من الأدلة العلمية والتاريخية والعقلية مايؤيد نتيجة بحثك المختصر
ورتبته اترتيبا منطقيا وأزلت عنها شبه الاعتراض!!
هل لك ان تبين لي كيف، لأني في الواقع ارى بأني قمت بذكر الأدلة العلمية والتاريخية والعقليه التي تؤيد بحثي، ورتبتها ترتيبا منطقيا!
كماتمنيت أنك بحثت في أقوال علماءالسلف والخلف عما يؤيد أصل فكرتك وينفي عن سكينة تلك التهمة بذاتها التي لاأخفيك سرا أنها كثيرا ماتساورهمي وتشاغب تفكيري كلماطرأت على خاطري!! وأتمنى أن أرى فيها مايبل الصدى ويروي الظما ويوافق هوى في نفسي!! لكن الحقائق العلمية لاترد إلابمثلها!!
لم الق في الكتب الكبيرة ممن يدحض اخبار سكينة ولكن وجدت من يدحض اخبار اهل البيت لدى الاصبهاني وذكرت ذلك في اقوال العلماء في الاصفهاني، واتمنى ان اكون قد خففت عليك هذا الهم المتساور لديك ( ops .
(يُتْبَعُ)
(/)
وياحبذا لوا استعنت ببعض علماءالتاريخ والأدب والشريعة المعاصرين فلربما استفدت من سؤال بعضهم ماينيرلك شيئا من مسالك هذه المسألة المعتمة وماذلك عليك بعسير!!
سأحاول قدر المستطاع، وبصراحة ما جعلني اكتب هذا البحث هو استاذتي في الجامعة الدكتورة سهام الفريح حيث انها الفت كتابا اسمه " المرأة العربية و الإبداع الشعري " منذ زمن، وذكرت اخبار سكينة بنت الحسين، فلذلك قمت بالرد على تلك الاخبار، ولا اخفيك سرا اني ذكرت لها ما وضعته وكم كنت اود ان اصحح معلوماتها ولكن للأسف تشبثت برأيها من دون دليل مع العلم بأن الكثير من الطلبة قاموا بتأييد ما ذكرته، ولكن حرف الدال عند البعض لا يستطيع ان يقول بأنه مخطئ: D
مع أنني في الختام أقدرلك ماقمت به من جهد مبذول وعمل مشكورأفدت منه كثيرا وسأفيد منه أكثرإن قدرلي بحث هذه المسألة!! ولكن حالي معك أخي كماقال المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا 0000 كنقص القادرين على التمام
لا يسعني إلا ان اشكرك على نقدك البناء، وعلى سعة صدرك معي ...
واتمنى ان ارى اجوبتك ...
أخي الكريم رسالة الغفران بحث منهجي نفتقر إلى أمثاله هنا وفي المنتديات، وللحقيقة عند قراءتنا لكثير من كتب التراث نتوقف حائرين عند الكثير من المواقف الهجينة والتي نستغربها، والتي كنت أعتقد أنها مدسوسة او مكبرة تحت المجهر عن قصد وفي غير قصد،وبحثك هذا يميط اللثام عن بعضها والمكتبات العربية تحتاج إلى المزيد والمزيد من مثل هذه الكتب التي تنقح تراثنا من المدسوس ..
بارك الله لك.
شكرا لك يا صديقي العزيز على هذا الاطراء، ونعم كما قلت هناك الكثير مما هو مدسوس في تراثنا المجيد، ويقف العقل عنده اما حائرا واما مذهولا، وكم اود ان اشاهد من اصدقائي من يقوم ايضا بتحقيق الاخبار ...
واسعدني كثيرا مرورك العبق ...
طرح منطقي لا غبار عليه " [ COLOR="Blue"] أخي رسالة الغفران "
مجهود عظيم يستحق الوقوف والتأمل ..
فكتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني " الفارسي " ليس كتابا منزلا كما يصوره البعض ويحتمل الخطأ والصواب , بل ويحتمل الخطأ أكثر من الصواب ,
بارك الله فيك على هذا الإثراء المتميز ..
اهلا بالصديق الازرق:)
سامحك الله يا رعد .... فارسي!!
بل هو اموي مرواني العرق اقرأ ترجمته في الاعلى يا صديقي ...
وباقي ما ذكرته كان عين الصواب: p
وتتجلى الروعة في مرورك الجميل
أخي الحبيب الغالي رسالة الغفران
بارك الله فيك
أرجو أن تتابع ما بدأت به
وأن تنشر بحوثا أخر
ولا بأس عليك لو رجعت إلى ما تفضل به
الأخوة في المنتدى، وناقشت الأفكار التي تفضلوا بها
مشكورين مأجورين،،
وفي ذلك مايجعل بحثك غنيا بهيا سنيا،،
والكمال لله وحده
وشكرا لك
اهلا بالاستاذ الفاضل
عسى ان نوفق في ان نعمل بحوثا اخرى، وما هذا العمل إلا خطوة البداية، واتبعت نصيحتك وقمت بمناقشة افكار الاعضاء، وسأقوم بعمل بحوث اخرى ولكن بعد انتهاء مدة الامتحانات ان شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 12:22 ص]ـ
ماذا تعرف عن أبي فرج الأصفهاني
صاحب كتاب الأغاني
الذي مجده الغرب تمجيداً عظيماً
كنت في دراسة تنتقد كتاب
سوسيولجيا النقد العربي القديم
(دراسة العلاقة بين الناقد والمجتمع)
للمؤلف:الأستاذ الدكتور داود سلوم
وجدت الكثير من المغالطات والشطحات , وما كان ذلك إلا من عودة الباحث لأخبار الأصفهاني , وكانت لديه المفسر للكثير من آرائه فهل نقول وافق شن طبقة
وأعرض لكم هنا كلاماً يبين حقيقة هذا الرجل , كي يعرف الباحث من أي المصادر يستقي شواهده:
" جاء في ميزان الاعتدال في نقد الرجال أن الأصفهاني في كتابه الأغاني كان يأتي بالأعاجيب بحدثنا وأخبرنا. وقال الخطيب: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد طباطبا العلوي , سمعت أبا محمد بن الحسين بن النوبختي كان يقول: كان أبو الفرج
الأصفهاني أكذب الناس, , كان يشتري شيئاً من الصحف ثم تكون رواياته كلها منها, ثم قال العلوي: وكان أبو الحسن البتي يقول: لم يكن أحد أوثق من أبي الفرج الأصفهاني ,فمن هو أبو الحسن البتي؟ من البتي هذا الذي شهد هذه الشهادة للأصفهاني؟ إذا رجعنا إلى ترجمته في الأعلام مثلاً نجده ماجناً خليعاً , فماجن خليع ترفض شهادته بحق ماجن خليع مثله!
وجاء في معجم الأدباء , أن أبا الفرج الأصفهاني: علي بن الحسن بن محمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو الفرج الأصفهاني. مات في رابع عشر ذي الحجة سنة 356 هـ في خلافة المطيع لله , من كتبه:
أخبار القيان.
كتاب المماليك الشعراء.
كتاب أخبار الطفيليين.
كتاب الخمارين والخمارت.
كتاب الغلمان والمغنين.
كتاب مناجيب الخصيان.
وكان وسخاً قذراً لم يغسل ثوباً منذ فصله إلى أن قطعه , كان وسخاً في نفسه , ثم في ثوبه ونعله , وحتى إنه لم يكن ينزع
دراعة إلا بعد إبلائها وتقطيعها , ولا يعرف لشيء من ثيابه غسلاً ولا يطلب منه في مدة بقائه عوضاً. وجاء في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) , كان وسخاً قذراً لم يغسل ثوباً منذ فصله إلى أن قطعه ... ثم ذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء وأضاف في الصفحات 160/ 161/162 غرامياته ومجونه. "
ص 210 من كتاب هارون الرشيد أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا لشوقي أبو خليل – دار الفكر1991 م
منقول
مشكور أخي رسالة على التوضيح ..
وقد قصدت ب"فارسي" الثقافة ولم أرد الخوض أكثر منعا للحساسية الطائفية , ودمتم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وخط المشيب]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 07:18 ص]ـ
شكرا لك
موضوع يستحق الرفع
ـ[الباز]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 05:54 م]ـ
ألف شكر لك أخي الكريم
جهد تشكر عليه(/)
رأي ابن قتيبة في ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 04:35 م]ـ
الذي حداني أن أكتب الموضوع هنا هو الأمل بالخروج برؤية متقاربة حول هذا الموضوع ولننظر إلى أسلافنا من قال ومن روى وليس في الأمر تحرج أبدا
ولا يتحرجن أحد من إفراد هذا الأمر بموضوع مستقل
وانظر إلى ماقال ابن قتيبة في مقدمة كتابه عيون الأخبار ففيه ما يغني عن كثير من القول وأحببت أن تطلعوا عليه على الأقل لمعرفة وجهة نظر ابن قتيبة
وأبدأ بنبذة مختصرة عن ابن قتيبة لنعرف علمه وفضله
هو أبو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213 - 276 هـ) أحد العلماء الأدباء والحفاظ الأذكياء كان إماما في اللغة والأدب والأخبار وأيام الناس متفننا فيها صادقا فيما يرويه عالما بمشكل القرآن ومعانيه وغريب الحديث ومراميه ودقيق الشعر ومغازيه
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير سورة الإخلاص:
" وهذا القول هو اختيار كثير من أهل السنة منهم ابن قتيبة ... وابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة "
وقال: " يقال - يعني ابن قتيبة - هو لأهل السنة مثل الجاحظ للمعتزلة فإنه خطيب السنة كما أن الجاحظ حطيب المعتزلة "
وكان من أهل الحديث ونقل ابن تيمية عن صاحب كتاب (التحديث بمناقب أهل الحديث) قوله: "وهو أحد أعلام الأئمة والعلماء والفضلاء وأجودهم تصنيفا وأحسنهم ترصيفا له زهاء ثلاثمائة مصنف وكان يميل إلى مذهب أحمد وإسحاق ... وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون: من استجاز الوقيعة في ابن قتيبة يتهم بالزندقة ... " ومن مؤلفاته أعد منها ولا أعددها:
غريب القرآن
مشكل القرآن
معاني القرآن
إعراب القراءات
الرد على القائل بخلق القرآن
آداب القراءة
غريب الحديث
مشكل الحديث
المسائل والأجوبة
دلائل النبوة
جامع الفقيه أو كتاب الفقه
الرد على المشبهة
أدب الكاتب
يقول رحمه الله في مقدمة كتابه عيون الأخبار:
" وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تصعر خدك وتعرض بوجهك فإن أسماء الأعضاء لا تُؤْثم وإنما المأثم في شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب. قال رسول الله:=:"من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكْنوا" وقال أبو بكر الصديق: r لبديل بن ورقاء حين قال للنبي:= -إن هؤلاء لو قد مسهم حز السلاح لأسلموك-:" اعضض ببظر اللات، أنحن نسلمه"
وقال علي بن أبي طالب: r :" من يطل أير أبيه ينتطق به" وقال الشاعر في هذا المعنى:
فلو شاء ربي كان أير أبيكم=طويلا كأير الحارث بن سدوس
قال الأصمعي: كان للحارث بن سدوس أحد وعشرون ذكرا، وقيل للشعبي: إن هذا لا يجيء في القياس، فقال: أير في القياس، الولد ذكر
وليس هذا من شكل ما تراه في شعر جرير والفرزدق لأن ذلك تعيير وابتهار في الأخوات والأمهات وقذف للمحصنات الغافلات، فتفهم الأمرين وافرق بين الجنسين، ولم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هجيراك على كل حال وديدنك في كل مقال، بل الترخص مني فيه عند حكاية تحكيها أو رواية ترويها،تنقصها الكناية ويذهب بحلاوتها التعريض، وأحببت أن تجري في القليل من هذا على عادة السلف الصالح في إرسال النفس على السجية والرغبة بها عن لبسة الرياء والتصنع. ولا تستشعر أن القوم فارقوا وتنزهت وثلموا أديانهم وتورعت ... "
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 03:20 ص]ـ
شكرا لك اخي الكريم ...
وعلى التنبيه أيضا ...(/)
نظم اللآلْ في الحكم والأمثال
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 01:02 ص]ـ
الحكمة والمثل في الأدب العربي بعامة والشعر العربي بخاصة مكانة ممتازة.
وقد جمع المرحوم الأستاذ عبد الله فكري طائفة غير قليلة من الحكم والأمثال العربية من مختلف العصور. فنجد فيها ما هو من العصر الجاهلي، ثم الأموي ثم العباسي بل نجد بعض الأمثال من العصور المتأخرة.
وقد رتبها الأستاذ حسب أوائل الحروف الأبجدية، وبلغت 1232 حكمة ومثلاً.
المؤلف عبد الله فكري (1250 - 1306) هـ و (1834 - 1889)
فقد وردت في الأعلام للزركلي ج 4 ص 252 - 253 ترجمته كما يأتي:
"وزير مصري. من المتأدبين. له نظم. ولد بمكة (وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر) ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر.
ثم كان وكيلاًٍ لنظارة المعارف فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299 واستقال بعد أربعة أشهر، واتهم بالاشتراك في الثورة العرابية. فسجن وبرئ. واختير سنة 1306 هـ رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر استوكهلم وتوفي في القاهرة. له كتب منها: (الفوائد الفكرية- ط). و (المملكة الباطنية- ط) و (شرح بديعية صفوت-ط) ورسائل ومقالات.
ولمحمد عبد الغني حسن كتاب "عبد الله فكري: عصره وحياته وأدبه- ط" –انتهى-
ومن مؤلفات عبد الله فكري هذا الكتاب الجامع لعدد كبير من الحكم والأمثال ونلاحظ أن هذه الحكم والأمثال تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
-الحكم والأمثال المحافظة التي تدل على الحياة الاجتماعية والفكرية في العصور القديمة.
-الحكم والأمثال الإنسانية التي تصلح لكل زمان ومكان وتعبر عن معاناة الإنسان في نضاله في سبيل الحياة والحضارة والتقدم.
-الحكم والأمثال الفردية التي تعكس تجارب الفرد في معاملته لأخوانه وحياته في مجتمعه.
ولكن كل هذه الأمثال بأقسامها الثلاثة تعكس في شكل كامل الحياة العامة والفردية وتجارب المجتمعات الإنسانية وأفراد هذه المجتمعات.
وعملي في هذا الكتاب أني شرحت في اختصار ما ورد فيه من حكم وأمثال، أما الألفاظ فيأتي تفسيرها ضمن الشرح.
دمشق
عبد المعين الملوحي
حرف الهمزة
1
ابْدأ بنفسِكَ فانهَها عن غيّها= فإذا انتهَتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ
عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال.
-اجعلْ جليسَك دفتراً في نَشرِه= للمَيْتِ من حِكَم العلومِ نشورُ
اجعل الكتاب جليسك، فإن في نشره نشراً للحكمة والعلم يحيا به الميت.
احذرْ محلَّ السوءِ لا تنزلْ بهِ=وإذا نَبا بِكَ منزِلٌ فتحوَّلِ
لا تنزل منزل السوء والذل، فإذا ضاق بك منزل فاتركه وتحول إلى غيره.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 01:54 م]ـ
قال أبو الفتح البستي
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهمُ= فطالما استعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
إحسانك للناس يجعلهم لك أخواناً وأنصاراً، والإنسان عبد الإحسان.
أحسَنُ ما يخرْجُ مِن يَديْكا= تأديةُ الحقِّ الذي عَليْكا
إذا أديت حق الناس عليك فعلت ما يليق بك، وكان ذلك خيراً من أن تعطي من ليس له عليك
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 02:32 م]ـ
أمثال رائعة وخيارات موفقة بوركت جهودك أخ محمد
ننتظر المزيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 03:23 م]ـ
احفظْ لسانكَ أنْ يقولَ فتُبتلى=إنَّ البلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنْطقِ
لا تقل شيئاً يسبب لك الأذى والبلاء، وصن لسانك، فإن البلاء مرتبط باللسان.
احفظْ لسانكَ أيُّها الإنسانُ= لا يلْدَ غَنَّك إنَّه ثُعبانُ
احفظ لسانك، فإنه يلدغك كالثعبان.(/)
جماليَّة الصُّورة عند أبي تمَّام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:36 م]ـ
قال أبو تمام في فتح عمُّوريَّة
حَتّى إِذا مَخَّضَ اللّهُ السِّنينَ لَها =مَخْضَ الْبَخيلَةِ كانَتْ زُبْدَةَ الْحِقَب
هذِهِ اسْتِعارَةٌ لَمْ تُسْتَعْمَلْ قَبْلَ الطّائيِّ. وَأَصْلُ الْمَخْضِ فِي اللَّبَنِ؛ يُقالُ: مَخَضْتُ الْوَطْبَ مَخْضًا، إِذا حَرَّكْتَه لِتُخْرِجَ زُبْدَه. وَجَعَلَه مَخْضَ الْبَخيلَةِ، لِأَنَّها أَشَدُّ اجْتِهادًا مِنَ السَّمْحَةِ؛ فَهِيَ تُطيلُ مُدَّةَ الْمَخْضِ يَقولُ: جَمَعَ خَيْراتِها كَما يُجْمَعُ خَيْرُ ما فِي اللَّبَنِ بِالْمَخْضِ!
ومعنى البيت أن هذه المدينة لما أغفلتها السِّنون حتى حسُنت وصارة زبدة أتاها المعتصم ففتحها وجمع خيراتها كما يجمع خير ما في اللبن بالمخض. وجعل أبو تمام المخض مخض البخيلة لأنها تطيل مدة المخض لتحصل على جميع ما في اللبن من الزبد.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:42 م]ـ
وقال أبو تمام:
خَرْقاءُ يَلْعَبُ بِالْعُقولِ حَبابُها =كَتَلَعُّبِ الْأَفْعالِ بِالْأَسْماء
الْخَرْقاءُ الَّتي لا تُحْسِنُ الْعَمَلَ مِنَ النِّساءِ، فَاسْتَعارَ هذِهِ الْكَلِمَةَ لِلرّاحِ. وَلَعَلَّها ما وُصِفَتْ بِالْخُرْقِ مِنْ قَبْلِ الطّائيِّ. ثُمَّ ذَكَرَ مَعَ ذلِكَ أَنَّها تُحْسِنُ اللَّعِبَ بِعُقولِ الشَّرْبِ، كَتَلَعُّبِ الْأَفْعالِ بِالْأَسْماءِ، يُريدُ أَنَّها تُغَيِّرُها مِنْ حالٍ إِلى حالٍ؛ فَتَرْفَعُها تارَةً، وَتَنْصِبُها أُخْرى.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:47 م]ـ
http://img267.imageshack.us/img267/2356/9449638zk5.gif
http://img174.imageshack.us/img174/7601/24pv4.gif
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 09:04 م]ـ
هديّة إليكم إلَيَّ يا نبض الضّاد شعر الإحتراف:مثال أبي تمّام
http://www.zshare.net/download/12562656fac96136(/)
إنَّ السَّماء لا تُمْطِر ذهبًا ولا فضَّة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 08:35 م]ـ
قالَ بَعْضُ الْمُحارِفينَ الْفُقَراءِ أَوْ الطِّيابِ الشُّعَراءِ:
أوْتُراني أَقولُ يَوْمًا مِنَ الدَّ=هْرِ لِبَعْضِ التِّجارِ أَفْسَدت مالي
أَوْ تُراني أَقولُ مِنْ أَيْنَ جاءَتْ =لِدَوابي بِذَا الشَّعيرِ جِمالي
أَوْ تُراني أَقولُ يا قَهْرَماني= سَلْ غُلامي مُوَفَّقًا عَنْ بِغالي
أَوْ تُراني أَمُرُّ فَوْقَ رِواقٍ =لِيَ عالٍ في مَجْلِسٍ لِيَ عال
أَسْرِجوا لي فَيُسْرِجونَ دَوابي= فَأَقولُ انْزِعُوا السُّروجَ بَدا لي
هَذَيانًا كَما تَرى وَفُضولًا =دائِمَ النَّوْكِ مِنْ عَظيمِ الْمُحال
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز" محمد سعد " على هذا الانتقاء الرائع كما عهدنا منك.(/)
استفسار {من القائل}
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أيها الأدباء الكرام , ياحبذا لو ساعدتموني في نسب قائل هذه الأبيات:
أحل الكفر بالإسلام ضيما - يطول عليه للدين النحيب
فحق ضائع وحمى مباح - وسيف قاطع ودم صبيب
وكم من مسلم أمسى سليبا - ومسلمة لها حرم سليب
إلى آخر الأبيات ..................
وكذلك من قائل هذه الأبيات من فضلكم:
لحملي الصخر من قمم الجبال - أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار - فقلت العار في ذل السؤال
فأنا بانتظار الجواب
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:36 م]ـ
وعليكم والسلام ورحمة والله وبركاته
أحل الكفر بالإسلام ضيما - يطول عليه للدين النحيب
فحق ضائع وحمى مباح - وسيف قاطع ودم صبيب
وكم من مسلم أمسى سليبا - ومسلمة لها حرم سليب
قائلها مجهول
لحملي الصخر من قمم الجبال - أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار - فقلت العار في ذل السؤال
تنسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
وتكملتها:
بلوت الناس قرنا بعد قرن
ولم أر مثل محتال بمال
وذقت مرارة الأشياء طرا
فما طعم أمر من السؤال
ولم أر في الخطوب أشد هولا
واصعب من مقالات الرجال
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
لحملي الصخر من قمم الجبال - أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار - فقلت العار في ذل السؤال
القائل: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:46 م]ـ
آسف أخي محمد فقد سبقتني إلى الجواب ولم إجابتك
فعلا قائل الأبيات الأولى مجهول
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:26 ص]ـ
قصيدة للشاعر وجيه بن عبدا لله بن نصر التنوخي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة
عندما أخذ الفرنج بيت المقدس، وقتلوا بالمسجد الأقصى ما يزيد عن سبعين ألفا
أحل الكفر ُ بالإسلام ضيماً= يطولُ عليه للدين النحيبُ
فحقٌ ضائعٌ، وحِمى مُباحُ= وسيفٌ قاطعٌ، ودمٌ صبيبُ
وكم من مسلمِ أمسى سليباً= ومُسلمة لها حَرَم ٌ سليبُ
وكم من مسجدٍ جعلوه ديراً=على محرابه نُصبَ الصليبُ
دمُ الخنزيرُ فيه لهم خََلُوقِِِ=وتًحريقُ المصاحفِ فيه طيبُ
أمورٌ لو تأملهن طِفْل= لَطَفَلَ في عوارضهِ المشيبُ
أتُسبى المسلماتُ بكلِ ثغرٍ=وعيشُ المسلمين إذا يطيبُ
ما واللهِ و الإسلامُ حقٌ=يُدافعُ عنه ُ شُبانٌ وشيبُ
فقل لذوي البصائرِ حيثُ كانوا= أجيبوا الله ويْحَكمُ أجيبوا
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:37 ص]ـ
بارك الله لكم جميعا , ونفعنا بعلمكم.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:59 ص]ـ
لكن العجلونيّ في:
كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس 135،
نسبها للإمام الشافعيّ!!
((والأحاديث الواردة في التعفف عن سؤال الناس مفردة بالتأليف، ومن أقربها لهذا الحديث، الحديث الصحيح لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها نفسه خيرا له من أن يسأل الناس أعطَوْه أو مَنَعْوه، وما أحسن قول إمامنا الشافعي رضي الله عنه:
لنقل الصخر من قلل الجبال = أحب إلي من منن الرجال
وقالوا لي بأن الكسب عار = فقلت العار في ذل السؤال))
وشكرا لكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 09:26 ص]ـ
أخي وأستاذي د. مروان الشكر لك على البيان
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 06:11 م]ـ
كل شعر جهل قائله نسب إلى:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والشافعي رحمه الله
نسب ابن قتيبة الأبيات المذكورة إلى الأفوه الأودي:
بلوت الناس قرنا بعد قرن=فلم أر غير ختال وقالي
وذقت مرارة الأشياء جمعا=فما طعم أمر من السؤال
ولم أر في الخطوب أشد هولا=وأصعب من معاداة الرجال
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 07:05 م]ـ
أخي وأستاذي د. مروان الشكر لك على البيان
هلا وغلا بالحبيب الغالي
الأستاذ الأديب اللبيب محمد
بل؛ كل الشكر لك
أيها الحبيب
ودمت بودٍّ
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 07:07 م]ـ
جزء من مشاركة محمد الجهالين
تنسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
أوافقك يا زين الشباب فقد حاذرت أن أقول إنها لعلي رضي الله عنه، فهي تنسب له مثلما تنسب للشافعي كما زادنا علما الدكتور مروان، وها هي ذي تنسب للأفوه الأودي كما أفدتنا أيها الزين.
أزيدكم من الشعر أبياتا:
نسبها صاحب المستطرف لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه.
نسبها ابن المعتز في طبقات الشعراء لأبي العتاهية في قصيدته التي مطلعها:
نعى نفسي إليّ من الليالي ... تصرفهن حالاً بعد حال
بيد أني لم أجدها في ديوانه.
نسبها المعافى بن زكريا في الجليس الصالح والأنيس الناصح للأفوه الأودي وأشار إلى أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قد أنشدها جوابا لسؤال معاوية رضي الله عنه عن أبيات غريبة.
نسبها ابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس لأبي دلف العجلي.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 07:10 م]ـ
كل شعر جهل قائله نسب إلى:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والشافعي رحمه الله
نسب ابن قتيبة الأبيات المذكورة إلى الأفوه الأودي:
بلوت الناس قرنا بعد قرن=فلم أر غير ختال وقالي
وذقت مرارة الأشياء جمعا=فما طعم أمر من السؤال
ولم أر في الخطوب أشد هولا=وأصعب من معاداة الرجال
بل
كل شعر فيه حكمة وموعظة وتعفف
وزهد ورقة وشفافية
نسب للإمامين ـ رضي الله عنهما ـ
وهنا تأتي مهمة المحقق الثبت؛ ليميز
الحق من الباطل!!
وها هوذا العلامة ابن قتيبة ينسب البيتين
للشاعر الأفوه الأوديّ
ولو كان ديوانه أمامي؛ لتثبت من الأمر!!
وشكرا لك على الإضافة أخي الحبيب زين الشباب
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 06:27 م]ـ
نسبها المعافى بن زكريا في الجليس الصالح والأنيس الناصح للأفوه الأودي وأشار إلى أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قد أنشدها جوابا لسؤال معاوية رضي الله عنه عن أبيات غريبة.
والله أعلم
كذلك نسبها ابن كثير في البداية والنهاية للأفوه الأودي في ترجمة عبدالله بن الزبير وذكر خبر إنشادها عند معاوية كما تفضلت أخي محمد
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 06:29 م]ـ
بل
كل شعر فيه حكمة وموعظة وتعفف
وزهد ورقة وشفافية
نسب للإمامين ـ رضي الله عنهما ـ
وهنا تأتي مهمة المحقق الثبت؛ ليميز
الحق من الباطل!!
وها هوذا العلامة ابن قتيبة ينسب البيتين
للشاعر الأفوه الأوديّ
ولو كان ديوانه أمامي؛ لتثبت من الأمر!!
وشكرا لك على الإضافة أخي الحبيب زين الشباب
صدقت يادكتور مروان إنما هو كل شعر فيه حكمة وزهد ورقة
ومثلكم المحقق الثبت(/)
المُبالغةُ في عِظَمِ الأمر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:58 ص]ـ
قال جرير يرثى عمر بن عبدالعزيز
الشمس طالعة ليست بكاسفة =تبكي عليك نجوم الليل والقمرا.
وقال يزيد بن مفرغ الحميري
الريح تبكي شجوها =والبرق يلمع في الغمامه.
وهذا صنيعهم في وصف كل أمرئ جل خطبه وعظم موقعه فيصفون النهار بالظلام وان الكواكب طلعت نهارا لفقد نور الشمس وضوئها.
قال النابغة
تبدو كواكبه والشمس طالعة =لا النور نور ولا الاظلام إظلام.
وقال طرفة
ان تنوله فقد تمنعه =وتريه النجم يجرى بالظهر.
ومن هذا قولهم"لآرينك الكواكب بالنهار" ومعناه أورد عليك ما يظلم له في عينك النهار فتظنه ليلا ذا كواكب. وأما بيت جرير فقد قيل في انتصاب القمر والنجوم وجوه ثلاثة. أحدها انه أراد الشمس طالعة وليست مع طلوعها كاسفة نجوم الليل والقمر لان عظم الرزء قد سلبها ضوء ها فلم يناف طلوعها ظهور الكواب. والوجه الثاني أن يكون انتصاب ذلك كما ينتصب في قولهم لا أكلمك الابد والدهر وطوال المدد وما جري مجرى ذلك فكأنه أخبر بان الشمس تبكيه ما طلعت النجوم وظهر القمر. والوجه الثالث أن يكون القمر ونجوم الليل باكين الشمس على هذا المرثى فبكتهن أي غلبتهن بالبكاء كما يقال باكاني عبدالله فبكيته وكاثرني فكثرته أي غلبته وفضلت عليه.(/)
من أخبار الفرزدق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 01:40 ص]ـ
روي أنه قيل للفرزدق هل حسدت أحدا على شئ من الشعر فقال لا لم أحسد على شئ منه إلا ليلى الاخيلية في قولها
ومخرق عنه القميص تخاله =بين البيوت من الحياء سقيما
حتى اذارفع اللوي رأيته =تحت اللوي على الخميس زعيما (1)
لا تقربن الدهر آل مطرف =لا ظالما أبدا ولا مظلوما.
قال على أنني قد قلت
وركب كأن الريح تطلب عندهم =لها ترة من جذبها بالعصائب
سروا يخبطون الليل وهي تلفهم =إلي شعب الاكوار من كل جانب
اذا أبصروا نارا يقولون ليتها =وقد خصرت أيديهم نار غالب (2)
وليس أبيات الفرزدق بدون أبيات ليلى بل هي أجزل ألفاظا وأشد أسرا الا أن أبيات ليلى أطبع وأنصع. وقد كان الفرزدق مشهورا بالحسد على الشعر والاستكثار لقليله والإفراط في استحسان مستحسنه. وروي أنَّ الكميت بن زيد الأسديّ رحمه الله لما عرض على لفرزدق أبياتًا من قصيدته التي أوله
أتصرم الحبل حبل البين لم أم تصل =فكيف والشيب في فوديك مشتعل
والابيات لما عبات لقوس المجد أسهمها =حيث الجدود على الاحساب تتصل
أحرزت من عشرها تسعا وواحدة =فلا العمى لك من رام ولا الشلل
الشمس أياك إلا أنها امرأة =والبدر إياك إلا أنه رجل
حسده الفرزدق فقال له أنت خطيب وانما سلم له الخطابة ليخرجه عن أسلوب الشعر ولما بَهَره من حُسن الأبيات وأفرط بها إعجابه ولم يتمكن من دفع فضلها جملة عدل في وصفها الي معنى الخطابة.
وحسد الفرزدق على الشعر وإعجابه به من أدل دليل على حُسن نقده وقوة بصيرته فيه وإن كان يطرب للجيد منه فضل طرب ويعجب منه فضل عجب ويدل أيضا على إنصافه فيه وأنه مستقل للكثير الصادر من جهته فان كثيرًا من الناس قد يبلغ بهم الهوى والإعجاب والاستحسان لما يظهر منهم من شعر وفضل إلى أن يعموا عن محاسن غيرهم ويستقلوا منهم الكثير ويستصغروا الكبير.
ولإبيات الفرزدق التي ذكرناها خبر مشهور متداول أخبرنا أبوعبدالله المزرباني قال أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا أبوحاتم قال أخبرنا أبوعبيدة عن يونس قال دخل الفرزدق على سليمان بن عبد الملك ومعه نصيب الشاعر فقال سليمان للفرزدق أنشدني فأنشده الابيات التي تقدم ذكرها فاسود وجه سليمان وغاظه فعله وكان يظن أنه ينشده مديحا له فلما رأى نصيب ذلك قال ألا أنشدك فانشده
أقول لركب قافلين لقيتهم= قفا ذات أو شال ومولاك قارب
قفوا خبروني عن سليمان إنني =لمعروفه من أهل ودان طالب
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله =ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
فقال له سليمان أنت أشعر أهل جلدتك. وفي بعض الاخبار ان الفرزدق قال ذلك في نصيب سأله عنه سليمان. وروي أيضا انه لما أنشد نصيب أبياته قال له سيلمان أحسنت ووصله ولم يصل الفرزدق فخرج الفرزدق وهو يقول:
وخير الشعر أكرمه رجالا = وشر الشعر ما قال العبيد
ولا شبهة في ان أبيات الفرزدق مقدمة في الجزالة والرصانة على أبيات نصيب وان كان نصيب قد أغرب وأبدع في قوله.
ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
الا
ان أبيات نصيب وقعت موقعها ووردت في حال تليق بها وأبيات الفرزدق جاء ت في غير وقتها على غير وجهها فلهذا قدمت أبيات نصيب والفرزدق مع تقدمه في الشعر وبلوغه فيه الذروة العليا والغاية القصوى شريف الآباء كريم البيت له ولآبائه مآثر لا تدفع ولا تجحد والفرزدق لقب لقب به وليس باسمه وانما لقب به لجهامة وجهه وغلظه لان الفرزدقة هي القطعة الضخمة من العجين وقيل انها الخبزة الغليظة التي تتخذ منها النساء الفتوت. واسمه همام بن غالب وكنيته أبوفراس وقيل انه كان يكنى في شبابه بأبي مكية (3) وهي أغرب كناه. وكان شيعيا مائلا إلى بني هاشم ونزع في آخر عمره عما كان عليه من القذف والفسق وراجع طريقة الدين على انه لم يكن في خلال فسقه منسلخا من الدين جملة ولا مهملا أمره أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يشهد بذلك ما أخبرنا به على بن محمد الكاتب عن أبي بكر محمد بن يحيي الصولى عن أبي حفص الغلاس عن عبدالله ابن سوار عن معاوية بن عبدالكريم عن أبيه قال دخلت على الفرزدق فجعلت أحادثه فسمعت صوت حديد يتقعقع فتأملت الامر فاذا هو مقيد الرجلين فسألت عن السبب في ذلك فقال اني آليت على نفسي انى لا أنزع القيد من رجلي حتى أحفظ القرآن. وأخبرنا أبوعبيدالله المرزباني قال أخبرني أبوذر القراطيسي قال أخبرنا ابن أبي الدنيا قال حدثني الرياشي عن الاصمعي عن سلام بن مسكين قال قيل للفرزذق علام تقذف المحصنات فقال والله الله أحب الي من عيني هاتين أفتراه يعذبني بعدها. وروي انه تعلق باستار الكعبة فعاهد الله على ترك الهجاء والقذف اللذين كان ارتكبهما. وقال
ألم ترني عاهدت ربي وإنني = لبين رتاج قائما ومقام
على حلفة لا أشتم الدهر مسلما =ولا خارجا من في زور كلام
أطعتك يا إبليس تسعين حجة =فلما قضى عمري وتم تمامي
فزعت إلي ربي وأيقنت أنني =ملاق لايام الحتوف حمامي.
وروى الصولي عن الحسين بن الفياض عن إدريس بن عمران قال جاء ني الفرزدق فتذاكرنا رحمة الله وسعتها فكان أوثقنا بالله فقال له رجل ألك هذا الرجاء والمذهب وأنت تقذف المحصنات وتفعل ما تفعل فقال أترونني لو أذنبت إلى أبوي أكانا يقذفاني في تنور وتطيب أنفسهما بذلك قلنا لا بل كانا يرحمانك قال فأنا والله برحمة ربي أوثق مني برحمتهما.
وأخبرنا أبوعبيدالله المرزباني قال حدثنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا عبدالله بن أبي سعيد الوراق قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان الطفاوي قال حدثني أبي عن جدى قال شهدت الحسن البصرى في جنازة النوار امرأة الفرزدق وكان الفرزدق حاضرا فقال له الحسن وهو عند القبر يا أبا فراس ما عددت لهذا المضجع قال شهادة أن لا إله الا الله منذ ثمانون سنة فقال له الحسن هذا العمود فاين الطنب. وفي رواية أخرى أنه قال نعم ما أعددت ثم قال الفرزدق في الحال
أخاف وراء القبر إن لم يعافني =أشد من الموت التهابا وأضيقا
إذا جاء ني يوم القيامة قائد =عنيف وسواق يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى =إلى النار مغلول القلادة أزرقا
يقاد إلى نار الجحيم مسربلا =سرابيل قطران لباسه محرقا.
قال فرأيت الحسن يدخل بعضه في بعض ثم قال حسبك. ويقال ان رجلا رأى الفرزدق بعد موته في منامه فقال ما فعل الله بك فقال عفا عني بتلك الابيات.
وأما ما يدل علي تشيعه وميله إلى بنى هاشم فما أخبرنا أبوعبيدالله المزرباني قال حدثني عمر ابن داود العماني قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابى قال حدثنا مهدي بن سابق قال حدثنا أبولبيد قال جاء الكميت إلى الفرزدق فقال يا عم اني قد قلت قصيدة أريد أعرضها عليك فقال له قل.
فأنشده
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب.
فقال له الفرزدق فالي من طربت ثكلتك أمك فقال:
ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
ولم تلهني دار ولا رسم منزل =ولم يتطربني بنان مخضب
فقال له إلام طربت فقال:
ولا أنا ممن يزجر الطير همه =أصاح غراب أم تعرض ثعلب
[قال المرتضى رضى الله عنه].
تقف علي الطير ثم تبتدئ بهمه ليعلم الغرض
ولا السانحات البارحات عشية =أمر سليم القرن أم مر أعضب (4)
ولكن إلي أهل الفضائل والنهى =وخير بني حواء والخير يطلب.
قال الفرزدق هؤلاء بنو دارم.
فقال الكميت
إلى النفر البيض الذين بحبهم =إلى الله فيما نابني أتقرب
فقال الفرزدق هؤلاء بنو هاشم فقال الكميت:
بني هاشم رهط النبي فانني =بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
فقال له الفرزدق والله لو جزتهم إلى سواهم لذهب قولك باطلا.
ومما يشهد أيضا بذلك ما أخبرنا به أبوعبيدالله المرزباني. قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا جدي يحيي ابن الحسن العلوي قال حدثنا الحسين بن محمد بن طالب قال حدثنى غير واحد من أهل الادب أن علي بن الحسين عليه السلام حج فاستجهر الناس جماله وتشوفوا له وجعلوا يقولون من هذا فقال الفرزدق:
هذا ابن خير عباد الله كلهم =هذا التقى النقى الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته =والبيت يعرفه والحل والحرم
اذا رأته قريش قال قائلها =الي مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته =ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم
يغضى حياء ويغضى من مهابته = فما يكلم إلا حين يبتسم
(يُتْبَعُ)
(/)
أى القبائل ليست في رقابهم = لاولية هذا أو له نعم
من يشكر الله يشكر أولية ذا = فالدين من بيت هذا ناله الامم.
وفي رواية الغلابي أن هشام بن عبدالملك حج في خلافة عبدالملك أو الوليد وهو حدث السن فاراد أن يستلم الحجر فلم يتمكن من ذلك لتزاحم الناس عليه فجلس ينتظر خلوة فأقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء وهو من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز فجعل يطوف بالبيت فاذا بلغ الحجر تنحى الناس له عنه حتى يستلمه هيبة له واجلالا فغاظ ذلك هشاما فقال له رجل من أهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وكان هناك حاضرا لكني أعرفه وذكر الابيات وهي أكثر مما رويناه لكنا تركناها لانها معروفة. قال فغضب هشام وأمر بحسب الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فبعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم وقال اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر منها لوصلناك به فردها الفرزدق وقال ياابن رسول الله ما قلت الذى قلت الا غضبا لله ورسوله وما كنت لارزأ عليه شيئا وردها اليه فردها عليه وأقسم عليه في قبولها وقال له قد رأى الله مكانك وعلم نيتك وشكر لك ونحن أهل بيت اذا انفذنا شيئا لم نرجع فيه فقبلها وجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس. ومما هجاه به:
أتحبسني بين المدينة والتي =اليها رقاب الناس يهوي منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد =وعينا له حولاء باد عيوبها
.....................................
(1) - اللوى - اللواء سمى بذلك لانه يلوى به يقال ألوى الرجل بثوبه اذا أشاح به - والخميس - الجيش لان له خمسة أركان مقدمة ومؤخرة وقلب وجناحان - والزعيم - الكفيل بالامر القائم به.
(2) - خصرت - أصابها الخصر وهو شدة البرد - وغالب - أبوالفرزدق. يقول انهم يتمنون اذا أبصروا نارا أن تكون نار غالب لانهم يرون عندها من القرى مالا يرون عند نار أخرى.
(3) كنى بذلك ببنت له اسمها مكية وكانت كأبيها حاضرة الجواب خبيثة اللسان فيقال ان رجلا قرع باب الفرزدق يسأل عنه وكان مقطوع اليد فخرجت اليه مكية فسألها عن أبيها فقالت انه خرج في بعض حاجه ثم قالت مالي أرى يدك مقطوعة فقال قطعها الحرورية فقالت بل قطعت في اللصوصية فانصرف الرجل خجلا ثم جاء الفرزدق فأخبر بذلك فقال أشهد انها بنتي حقا ثم أنشأ يقول
حام اذا ماكنت ذا حميه ....... بدارمي بنته صيية
صمحمح يكنى أبا مكيه وكانت مكية هذه من زنجية
(4) - السانحات - جمع سانحة - والبارحات - جمع بارحة والسانح من الطير ما مر من مياسرك إلى ميامنك والبارح بعكسه والعرب كانوا يتيمنون بالسانح ويتشاء مون بالبارح. ومن أمثالهم من لى بالسانح بعد البارح أى بالمبارك بعد المشؤم.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 02:22 ص]ـ
أحسنت وأجد يابن الكرام الطيبين
موضوع شيق واستحق القراءة
لك مني جزيل الشكر والعرفان وبانتظار مزيدك الماتع
دمت سالما
السلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 09:29 ص]ـ
وأنا أشكر لك هذا المرور الذي عطر الموضوع أيها المميَّز الكريم(/)
هذه بنات أفكاري
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
{هذه بنات أفكاري} , عبارة أدبية يطلقها الشخص على أفكاره التي ينشئها فهو يغار عليها ويدافع عنها كإحدى بناته ومحارمه , ومع هذه المكانه فالمنصف يقصد إصابة الحق في أرائه , ومتى ماتبين له الحق عند غيره بادر إليه , وقد رجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قول امرأة في المهر وقال كل الناس أفقه من عمر!
كلما أدبني الدهر - أراني نقص عقلي
وإذا مازدت علما - زادني علما بجهلي(/)
من صاحب ملئى السنابل؟؟؟
ـ[12126]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو إفادتي عن قائل ...
ملئى السنابل تنحني بتواضع ٍ
.................. والفارغات رؤوسهن شوامخ ُ
من هو؟ والنص كامل؟
ارجو السرعة في الرد
ـ[12126]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 02:13 م]ـ
لا إفاده؟؟؟؟؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم يا أخي الكريم: اثنا عشر ومئة وستة ً وعشرون، ان عدم الإفادة تعني عدم معرفة الاعضاء الاكارم صاحب هذا البيت، لأنهم لن يقصروا في مساعدتك لو علموا ...(/)
مَنْ أشْعَرهم؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:36 م]ـ
روي أن عبدالله بن طاهر كان يوما عند المأمون فقال له يا أبا العباس من أشعر من قال الشعر في خلافة بني هاشم قال أمير المؤمنين أعرف بهذا مني قال قل على كل حال قال عبدالله أشعرهم الذي يقول في معن بن زائدة
أيا قبر معن كنت أول حفرة =من الارض خطت للسماحة مضجعا
أيا قبر معن كيف واريت جوده =وقد كان منه البر والبحر مترعا
بلى قد وسعت الجود والجود ميت =ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا
والأبيات للحسين بن مطير الأسدي وهي تزيد على هذا المقدار وأولها
ألما علي معن فقولا لقبره =سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا.
ومنها
فتى عيش في معروفه بعد موته =كما كان بعد السيل مجراه مرتعا
فلما مضى معن مضى الجود وانقضى =واصبح عرنين المكارم أجدعا
(أمالي المرتضى)(/)
من القائل
ـ[درجة]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 10:21 م]ـ
من القائل:
تكاثرت الذئاب على خراشٍ فهل لي في محبتكم نصيرُ؟(/)
مِسْكين الدَّارمي والغِيْرة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 02:47 م]ـ
قال الأصمعي أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي
ألا أيها الغائر المستشيط =علام تغار إذا لم تغر
فما خير عرس إذا خفتها =وما خير بيت إذا لم يزر
تغار على الناس أن ينظروا =وهل يفتن الصالحات النظر
فإني سأخلي لها بيتها =فتحفظ لي نفسها أو تذر
إذا الله لم يعطه ودها =فلن يعطي الود سوط ممر
ومن ذا يراعي له عرسه =إذا ضمه والمطي السفر
[قال المرتضى] وكان مسكين كثير اللهج بالقول في هذ المعنى فمن ذلك قوله
وإني امرؤ لا آلف البيت قاعدا = إلى جنب عرسي لا أفرطها شبرا
ولا مقسم لا أبرح الدهر بيتها =لأجعله قبل الممات لها قبرا
إذا هي لم تحصن أمام قبابها =فليس بمنجيها بنائي لها قصرا
ولا حاملي ظني ولا قيل قائل =على حائط حتى أحيط بها خبرا
فهبني امرأ راعيت ما دمت شاهدا =فكيف إذا ما سرت من بيتها شهرا
وأنشد أبو العيناء عن أبي العالية لمسكين [125]
ما أحسن الغيرة في حينها = وأقبح الغيرة في غير حين
من لم يزل متهما عرسه =مناصبا فيها لوهم الظنون
يوشك أن يغريها بالذي =يخاف أو ينصبها للعيون
حسبك من تحصينها ضمها =منك إلى خلق كريم ودين
لا تظهرن منك على عورة =فيتبع المقرون حبل القرين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:37 م]ـ
[ QUOTE= محمد سعد;241733]
قال الأصمعي أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي
ألا أيها الغائر المستشيط =علام تغار إذا لم تغر
فما خير عرس إذا خفتها =وما خير بيت إذا لم يزر
تغار على الناس أن ينظروا =وهل يفتن الصالحات النظر
فإني سأخلي لها بيتها =فتحفظ لي نفسها أو تذر
إذا الله لم يعطه ودها =فلن يعطي الود سوط ممر
ومن ذا يراعي له عرسه =إذا ضمه والمطي السفر
[قال المرتضى] وكان مسكين كثير اللهج بالقول في هذ المعنى فمن ذلك قوله
بارك الله فيك أخانا محمد.
هل هذه الأبيات في الغيرة أخي الكريم وأين الغيرة فيها؟!
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:41 م]ـ
أحسنت-أخي الكريم الأستاذ محمد- كشأنك دائما، شكر الله لم غَيرتك على العربية وعلومها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 04:22 م]ـ
يقول صاحب كتاب الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين في تعليقه على الأبيات السابقة:"وما نعلم أن أحداً من الشعراء سهَّل ترك الغيرة غير هذا. ونظنّه كأنَّه يقول بالإباحة، وإلاَّ فأيّ شيء دعاه إلى هذا القول الَّذي يأنف منه الأحرار."
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:54 م]ـ
لا حرمنا من اختياراتك أستاذ محمد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 01:43 م]ـ
لا حرمنا من اختياراتك أستاذ محمد
ولا حرمنا من إطلالاتك.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 01:16 ص]ـ
ولا حرمنا من إطلالاتك.
بارك الله فيك أيها الليث
ولي عودة إلى هذا الموضوع غدا إن شاء الله، وأرجو أن يتسع صدرك لما سأقول.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 02:02 ص]ـ
أَغارُ عليكَ من عيني ومنّي = ومنك ومن زمانك والمكانِ
وَلو أنّي خبأتك في عيوني = إِلى يومِ القيامة ما كفاني
حفصة بنت الحاج الركونية530 - 580 هـ / 1135 - 1184 محفصة بنت الحاج الركونية الأندلسية.
شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر.
وهي من أهل غرناطة ووفاتها بمراكش.
نعتها ابن بشكوال بأستاذة زمانها، وكانت تعلم النساء في دار المنصور ولها أخبار معه.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 11:43 م]ـ
بارك الله فيك أيها الليث
ولي عودة إلى هذا الموضوع غدا إن شاء الله، وأرجو أن يتسع صدرك لما سأقول.
لقد قرأت القصة في كتاب الأغاني كما ذكرها الأستاذ محمد سعد، لا كما تقول أنت أستاذ ليث.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 12:29 ص]ـ
ذكر الخالديان في كتاب: الأشباه والنظائر
وأمَّا أبياته في ذكر قلَّة الغيرة، فقد ردَّ مثلها في موضع آخر من شعره وهو:
أَلا أيُّها الغائر المستَشيطُ =علامَ تغارُ إذا لم تُغَرْ
فما خيرُ عِرس إذا خِفتَها = وما خَير بيت إذا لم يُزَرْ
تغارُ على النَّاس أن يَنظروا = وهل يفتِنُ الصالحاتِ النظَرْ
فإنِّي سأُخلي لها بيتَها = فتحفَظ لي نفسَها أو تَذَرْ
وما نعلم أن أحداً من الشعراء سهَّل ترك الغيرة غير هذا. ونظنّه كأنَّه يقول بالإباحة، وإلاَّ فأيّ شيء دعاه إلى هذا القول الَّذي يأنف منه الأحرار.
وذكر الراغب الأصفهاني قول الخالدي وزاد عليه فقال في تيك الأبيات:
قال الخالدي: ما أراه إلا وكان يقول بالإباحة، وإلا فلم يجوز ما يأنف منه الأحرار؟ وقيل:
اتهام الرجل المرأة في غير موضع التهمة يدعوها إلى ارتكابها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 12:31 م]ـ
لقد قرأت القصة في كتاب الأغاني كما ذكرها الأستاذ محمد سعد، لا كما تقول أنت أستاذ ليث.
هل كتاب الأغاني منزل؟!
هل عرضت ما جاء في كتاب الأغاني على عقلك؟ وهل اقتنعت بما قاله الأصفهاني؟
إذا كانت الإجابة نعم، أرجو منك أن توضحي لي مواطن الغيرة في الأبيات، ولك الشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 12:34 م]ـ
يقول صاحب كتاب الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين في تعليقه على الأبيات السابقة:"وما نعلم أن أحداً من الشعراء سهَّل ترك الغيرة غير هذا. ونظنّه كأنَّه يقول بالإباحة، وإلاَّ فأيّ شيء دعاه إلى هذا القول الَّذي يأنف منه الأحرار."
ذكر الخالديان في كتاب: الأشباه والنظائر
وأمَّا أبياته في ذكر قلَّة الغيرة، فقد ردَّ مثلها في موضع آخر من شعره وهو:
أَلا أيُّها الغائر المستَشيطُ =علامَ تغارُ إذا لم تُغَرْ
فما خيرُ عِرس إذا خِفتَها = وما خَير بيت إذا لم يُزَرْ
تغارُ على النَّاس أن يَنظروا = وهل يفتِنُ الصالحاتِ النظَرْ
فإنِّي سأُخلي لها بيتَها = فتحفَظ لي نفسَها أو تَذَرْ
وما نعلم أن أحداً من الشعراء سهَّل ترك الغيرة غير هذا. ونظنّه كأنَّه يقول بالإباحة، وإلاَّ فأيّ شيء دعاه إلى هذا القول الَّذي يأنف منه الأحرار.
وذكر الراغب الأصفهاني قول الخالدي وزاد عليه فقال في تيك الأبيات:
قال الخالدي: ما أراه إلا وكان يقول بالإباحة، وإلا فلم يجوز ما يأنف منه الأحرار؟ وقيل:
اتهام الرجل المرأة في غير موضع التهمة يدعوها إلى ارتكابها.
بارك الله فيك أخي رسالة الغفران.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 01:20 ص]ـ
هل كتاب الأغاني منزل؟!
هل عرضت ما جاء في كتاب الأغاني على عقلك؟ وهل اقتنعت بما قاله الأصفهاني؟
إذا كانت الإجابة نعم، أرجو منك أن توضحي لي مواطن الغيرة في الأبيات، ولك الشكر.
يبدو أنك أستاذ ليث على حق، وأرجو من الاستاذ محمد سعد أن يجيب عني أن كان ما ذهب إليه صحيح.
يطيب لي سماع رأيك في الموضوع أستاذ محمد حتى يطمئن قلبي.
وبارك الله فيك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 01:57 ص]ـ
يبدو أنك أستاذ ليث على حق، وأرجو من الاستاذ محمد سعد أن يجيب عني أن كان ما ذهب إليه صحيح.
يطيب لي سماع رأيك في الموضوع أستاذ محمد حتى يطمئن قلبي.
وبارك الله فيك.
السلام عليكم
وأشكر لك المتابعة
أولا: أنا لم استق الأبيات من الأغاني ولا اعتمد عليه في الكثير من كتاباتي
وإذا عدنا إلى الأبيات وكما قال الأصمعي تلمح الغيرة من خلال القراءة
ثانيا: أنا قلت قال الأصمعي أجمل ما قيل في الغيرة ولم أقل أن مسكين كان يغار على زوجته، وهذا توضيح للأبيات:
وأقول:
بالقراءة المتأنية بعض الشيىء،لأبيات قصيدة الدارمى،أجد فيها ميثاق الشرف للتعامل بين الرجل وزوجته،وحقوق المرأة المفروضة لها،وهى على أرقى مستوى من التعامل الإنسانى الحضارى الذى ما زلنا نتعثر فى الوصول إليه.
ماذا يقول الدارمى فى أبياته السبعة؟
1 - أيها الرجل الغضبان والممتلأ غيرة،ماالذى يدعوك للغيرة ولا يوجد سبباً لذلك.
2 - ما الخير الذى يعود عليك من زوجة تخاف منها، ومن بيت لايزورك فيه أحد.
3 - تغار على زوجتك إذا نظر إليها الناس،وهل نظرات الناس تُفسد الصالحات من النساء.
4 - أما أنا فأترك لها الحرية الكافية فى بيتها،لتصون نفسها أو لاتصونها.
5 - إذا كان الله عز وجل،لم يهبك حبها ولم يعطك ودها،فلن ينفع ضربك لها بالسوط المفتول، لاستعادة حبها وودها.
6 - ماالذى يحدث لهذا الرجل المنفجر غضباً وتنشق ضلوعه ثورة وجحيماً إذا رأى زائراً أو زائرين يدخلون بيته؟؟؟!!!
7 - وإذا كنتُ أراقبها أثناء وجودى معها،إذن من الذى يراقبها أثناء سفرى؟!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 10:36 م]ـ
قال الأصمعي أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي
ألا أيها الغائر المستشيط =علام تغار إذا لم تغر
فما خير عرس إذا خفتها =وما خير بيت إذا لم يزر
تغار على الناس أن ينظروا =وهل يفتن الصالحات النظر
فإني سأخلي لها بيتها =فتحفظ لي نفسها أو تذر
إذا الله لم يعطه ودها =فلن يعطي الود سوط ممر
ومن ذا يراعي له عرسه =إذا ضمه والمطي السفر
[قال المرتضى] وكان مسكين كثير اللهج بالقول في هذ المعنى فمن ذلك قوله
]
[ quote= محمد سعد;241733]
قال الأصمعي أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي
بارك الله فيك أخانا محمدا.
هل هذه الأبيات في الغيرة أخي الكريم وأين الغيرة فيها؟!
كان بودي أن ترد علي في حينه، ألا تعتقد بأن السؤال في مكانه؟!
وما قولك فيما جاء في المشاركة الآتية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول صاحب كتاب الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين في تعليقه على الأبيات السابقة:"وما نعلم أن أحداً من الشعراء سهَّل ترك الغيرة غير هذا. ونظنّه كأنَّه يقول بالإباحة، وإلاَّ فأيّ شيء دعاه إلى هذا القول الَّذي يأنف منه الأحرار."
لقد كتبت المشاركة السابقة قبل أن أقرأ ما جاء في الأشباه والنظائر؛ لأنني لم أر في الأبيات للغيرة مكان، بل رأيت فيها عكس ما تقول، فآثرث البحث خاصة أن الكلام للأصمعي والكل يعرف من هو الأصمعي، والنقل للأستاذ محمد و الأستاذ محمد علم في هذا المنتدى فكانت النتيجة موافقة رأيي، ولو كانت غير ذلك لصدحت بزللي وقد فعلت ذلك من قبل.
ثم جاءت مشاركة رسالة الغفران:
ذكر الخالديان في كتاب: الأشباه والنظائر
وأمَّا أبياته في ذكر قلَّة الغيرة، فقد ردَّ مثلها في موضع آخر من شعره وهو:
أَلا أيُّها الغائر المستَشيطُ =علامَ تغارُ إذا لم تُغَرْ
فما خيرُ عِرس إذا خِفتَها = وما خَير بيت إذا لم يُزَرْ
تغارُ على النَّاس أن يَنظروا = وهل يفتِنُ الصالحاتِ النظَرْ
فإنِّي سأُخلي لها بيتَها = فتحفَظ لي نفسَها أو تَذَرْ
وما نعلم أن أحداً من الشعراء سهَّل ترك الغيرة غير هذا. ونظنّه كأنَّه يقول بالإباحة، وإلاَّ فأيّ شيء دعاه إلى هذا القول الَّذي يأنف منه الأحرار.
وذكر الراغب الأصفهاني قول الخالدي وزاد عليه فقال في تيك الأبيات:
قال الخالدي: ما أراه إلا وكان يقول بالإباحة، وإلا فلم يجوز ما يأنف منه الأحرار؟ وقيل:
اتهام الرجل المرأة في غير موضع التهمة يدعوها إلى ارتكابها.
ولم نسمع لك تعليقا، وبعد أن غاب الموضوع حتى كاد يكون في طي النسيان، خرجت إلينا رفيف، ويا ليتها لم تفتح الموضوع من جديد
يبدو أنك أستاذ ليث على حق، وأرجو من الاستاذ محمد سعد أن يجيب عني أن كان ما ذهب إليه صحيح.
يطيب لي سماع رأيك في الموضوع أستاذ محمد حتى يطمئن قلبي.
وبارك الله فيك.
السلام عليكم
وأشكر لك المتابعة
أولا: أنا لم استق الأبيات من الأغاني ولا اعتمد عليه في الكثير من كتاباتي
وإذا عدنا إلى الأبيات وكما قال الأصمعي تلمح الغيرة من خلال القراءة
ثانيا: أنا قلت قال الأصمعي أجمل ما قيل في الغيرة ولم أقل أن مسكين كان يغار على زوجته، وهذا توضيح للأبيات:
وأقول:
بالقراءة المتأنية بعض الشيىء،لأبيات قصيدة الدارمى،أجد فيها ميثاق الشرف للتعامل بين الرجل وزوجته،وحقوق المرأة المفروضة لها،وهى على أرقى مستوى من التعامل الإنسانى الحضارى الذى ما زلنا نتعثر فى الوصول إليه.
ماذا يقول الدارمى فى أبياته السبعة؟
1 - أيها الرجل الغضبان والممتلأ غيرة،ماالذى يدعوك للغيرة ولا يوجد سبباً لذلك.
2 - ما الخير الذى يعود عليك من زوجة تخاف منها، ومن بيت لايزورك فيه أحد.
3 - تغار على زوجتك إذا نظر إليها الناس،وهل نظرات الناس تُفسد الصالحات من النساء.
4 - أما أنا فأترك لها الحرية الكافية فى بيتها،لتصون نفسها أو لاتصونها.
5 - إذا كان الله عز وجل،لم يهبك حبها ولم يعطك ودها،فلن ينفع ضربك لها بالسوط المفتول، لاستعادة حبها وودها.
6 - ماالذى يحدث لهذا الرجل المنفجر غضباً وتنشق ضلوعه ثورة وجحيماً إذا رأى زائراً أو زائرين يدخلون بيته؟؟؟!!!
7 - وإذا كنتُ أراقبها أثناء وجودى معها،إذن من الذى يراقبها أثناء سفرى؟!
أخي محمد أرجو منك أن تراجع المشاركات التي جاءت في موضوع الغيرةُ عند الشعراء وتقارن بينها وبين أبيات مسكين وتعطينا رأيك
هل أبيات مسكين أحسن ما قيل في الغيرة؟
أما زلت مصرا على رأيك أخي الكريم؟
أرجو أن يتسع صدرك أخي الكريم فالاختلاف في الرأي مشروع، ومقارعة الحجة بالحجة مطلوبة، والحكمة ضالة المؤمن، والعلم ليس فيه محاباة.
مع احترامي وتقديري لشخصك وعلمك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 11:58 م]ـ
أَلا يَا نسيمَ الروحِ رِفْقاً يجسمُها = وإياك تطمعْ يا نسيم بلَثْمها
وحاذرْ تُنادي يَا نسيمُ باسمها = أغار عَلَيْهَا من أبيها وأمها
ابن الصوفي
أنا لا أرى في الغيرة عيب ..
العيب هو في الشك وسوء الظن القاتل ..
وخير شاهد ابن الصوفي الذي يغار على حبيبته أو زوجته من النسيم ومن أبيها وأمها ..
قال تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم ترأنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون).
(يُتْبَعُ)
(/)
الجدل هنا أصبح جدل بيزنطي.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ليث أكرمك الله وتحية لك، أما بالنسبة لموضوع مسكين الدارمي، أقول توضيحا بعد توضيحي السابق
يبدو أن عنوان المشاركة قد فهم خطأ العنوان هو (مسكين الدارمي والغيرة) ولم أقل غيرة مسكين الدارمي فالعنوان لا يتحدث على أن مسكين الدارمي كان يغار وإنما هذه الأبيات توضح موقفه من الغيرة وكنت شرحت الأبيات في مشاركة سابقة، وقول الأصمعي يشير إلى ما قلته أي هذه الأبيات أحسن ما قيل في وصف الغيرة وكان الدارمي متقدما على غيره من الشعراء.
وقال الاصمعي أحسن ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي
ألا أيها الغائر المستشيط * علام تغار إذا لم تغر
فما خير عرس إذا خفتها * وما خير بيت إذا لم يزر
وكان مسكين كثير اللهج بالقول في هذا المعنى فمن ذلك قوله
وإني امرؤ لا آلف البيت قاعدا * إلى جنب عرسي لا أفرطها شبرا
ولا مقسم لا أبرح الدهر بيتها * لأجعله قبل الممات لها قبرا
إذا هي لم تحصن أمام قبابها * فليس بمنجيها بنائي لها قصرا
ولا حاملي ظني ولا قيل قائل * على حائط حتى أحيط بها خبرا
فهبني امرأ راعيت ما دمت شاهدا * فكيف اذا ما سرت من بيتها شهرا
وأنشد أبو العيناء عن أبي العالية لمسكين
ما أحسن الغيرة في حينها * وأقبح الغيرة في غير حين
من لم يزل متهما عرسه * مناصبا فيها لوهم الظنون
يوشك أن يغريها بالذي * يخاف أو ينصبها للعيون
حسبك من تحصينها ضمها * منك إلى خلق كريم ودين
لا تظهرن منك على عورة * فيتبع المقرون حبل القرين
وهذه الأبيات تبين موقف مسكين الدارمي
شعره في الغيرة أشعر ما قيل فيها: أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال: حدثني محمود بن داود عن أبي عكرمة عامر بن عمران عن مسعود بن بشر عن أبي عبيدة أنه سمعه يقول: أشعر ما قيل في الغيرة قول مسكين الدارمي:
أرجو أن يكون الأمر قد اتضح أخي ليث، مع كل الاحترام والتقدير لك.
كان بودي أن ترد علي في حينه، ألا تعتقد بأن السؤال في مكانه؟!
وما قولك فيما جاء في المشاركة الآتية؟
أخي ليث ليس مفروضا علي َّ أن أرد على كل مشاركة وتريثت حتى تتبين أنت موضوع الأبيات، وقد نسيت الأمر حتى عاد مرة أخرى بالأمس ووضحت وجهة نظري
لقد كتبت المشاركة السابقة قبل أن أقرأ ما جاء في الأشباه والنظائر؛ لأنني لم أر في الأبيات للغيرة مكان
وهل قلت أن في الأبيات ما يشير إلى غيرة الدرامي؟
ولم نسمع لك تعليقا، وبعد أن غاب الموضوع حتى كاد يكون في طي النسيان، خرجت إلينا رفيف، ويا ليتها لم تفتح الموضوع من جديد
لماذا تلح علي بأن أجيب، وأنا قرأت ما كتب في مصدر المعلومة وأعرفها
ولم أفهم وجهت نظرك مع هذا التمني بعدم فتح الموضوع؟
أرجو أن يتسع صدرك أخي الكريم فالاختلاف في الرأي مشروع، ومقارعة الحجة بالحجة مطلوبة، والحكمة ضالة المؤمن، والعلم ليس فيه محاباة.
مع احترامي وتقديري لشخصك وعلمك
أخي ليث صدري يتسع لكل الحوارات البناءة مثل هذا الحوار، وأنا من المؤمنين باختلاف الآراء وخاصة في أمور الأدب.
كل الاحترام لك أخي ليث. سلم قلمك وهذا المداد السيِّال
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 12:31 م]ـ
[ quote= ليث بن ضرغام;241751]
ولم نسمع لك تعليقا، وبعد أن غاب الموضوع حتى كاد يكون في طي النسيان، خرجت إلينا رفيف، ويا ليتها لم تفتح الموضوع من جديد
أخي محمد أرجو منك أن تراجع المشاركات التي جاءت في موضوع الغيرةُ عند الشعراء وتقارن بينها وبين أبيات مسكين وتعطينا رأيك
هل أبيات مسكين أحسن ما قيل في الغيرة؟
أما زلت مصرا على رأيك أخي الكريم؟
أرجو أن يتسع صدرك أخي الكريم فالاختلاف في الرأي مشروع، ومقارعة الحجة بالحجة مطلوبة، والحكمة ضالة المؤمن، والعلم ليس فيه محاباة.
مع احترامي وتقديري لشخصك وعلمك
لقد جاءت رفيف مؤيدة لرأيك، وحتى لو أتت معارضة، أليس من حقها أن تشارك وتدلي بوجهة نظرها يا أستاذ ليث، صحيح أنني متعلمة، وأنتم أساتذة ومع ذلك من حقي أن أشارككم نقاشكم، وبعد ما دار من نقاش صدقني انني أميل إلى وجهة نظرك، فآمل ألا أكون قد أزعجتك هذه المرة بمشاركتي هذه.
وأنا متأكدة أن الأستاذ محمد يتقبل مشاركاتي حتى وإن كانت مخالفة.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 12:39 م]ـ
أَلا يَا نسيمَ الروحِ رِفْقاً يجسمُها = وإياك تطمعْ يا نسيم بلَثْمها
وحاذرْ تُنادي يَا نسيمُ باسمها = أغار عَلَيْهَا من أبيها وأمها
ابن الصوفي
أنا لا أرى في الغيرة عيب ..
العيب هو في الشك وسوء الظن القاتل ..
وخير شاهد ابن الصوفي الذي يغار على حبيبته أو زوجته من النسيم ومن أبيها وأمها ..
قال تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم ترأنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون).
الجدل هنا أصبح جدل بيزنطي.
أخي الدكتور رعد الخلاف الحاصل ليس بين مؤيد للغيرة ومعارض لها بل هو يدور حول الأبيات الأولى من مشاركة الأستاذ محمد، فالاستاذ محمد ينقل قول الأصمعي الذي يقول إنها أحسن ما قيل في الغيرة، والأستاذ ليث ينقل رأيا ورد في كتاب الأشباه والنظائر مفاده أن الأبيات لا تمت إلى الغيرة بصلة، وأظن أن المسافة بين الرأيين واسعة، فلا ضير في مناقشتها والمشاركة بالرأي ولا أعتقد أن ما دار من نقاش يدخل في باب الجدل البيزنطي.
بارك الله فيك يا دكتورنا الكريم
ولك تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 01:58 م]ـ
وأنا متأكدة أن الأستاذ محمد يتقبل مشاركاتي حتى وإن كانت مخالفة
الأخت رفيف، نحن في الفصيح نتقبل كل الآراء سواء الموافقة أم المخالفة، المهم أن لا تخالف شروط الفصيح، ورأيك محترم عندنا ولا نملك أن نحجر على رأيك، أمَّا موضوع الأبيات يبدو هناك خلط في فهم الموضوع فقط، ورأي الأخ ليث له كل الاحترام، وليس بيننا معلم وتلميذ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 01:22 ص]ـ
[ quote= ليث بن ضرغام;251259]
لقد جاءت رفيف مؤيدة لرأيك، وحتى لو أتت معارضة، أليس من حقها أن تشارك وتدلي بوجهة نظرها يا أستاذ ليث، صحيح أنني متعلمة، وأنتم أساتذة ومع ذلك من حقي أن أشارككم نقاشكم، وبعد ما دار من نقاش صدقني انني أميل إلى وجهة نظرك، فآمل ألا أكون قد أزعجتك هذه المرة بمشاركتي هذه.
وأنا متأكدة أن الأستاذ محمد يتقبل مشاركاتي حتى وإن كانت مخالفة.
بلى من حقك أن تشاركي، وتدلي بدلوك، مؤيدة أو معارضة، فهي وجهة نظرك، نحترمها ونقدرها، فلم نعهد منك مشاركات لا تحترم.
ولم يكن قصدي ما فهمت وكل ما قصدته أن عودة الموضوع تجعلني أشارك مشاركة مخالفة كنت أتصور أنها لن تروق لأخي محمد الذي أختلف معه في هذا الموضوع.
بارك الله فيك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 02:29 ص]ـ
اعذروني
بعد مراجعتي للموضوع جيدا ولم أكن قد تمعنته جيدا قبل ..
فهذا دلوي:
قال رسول الله:= " ما اختلى رجل وامرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما "
قالوا: ولو كانت صالحة يارسول الله:=
قال:=: ولو كانت مريم بنت عمران
لذلك أقول:
الغيرة مطلوبة والحفاظ على المرأة مطلوب ولا مكان للقول بأنها صالحة , فصلاحها لا يعلمه إلا الله ,,
وكلنا نعرف قصة المرأة التي سمعها عمر بن الخطاب: r وكانت تتغنى بكلام يفيد شوقها للجماع وأن الحياء والخوف من الله يمنعانها من الوقوع في الخطيئة، وإشباع رغباتها بطرق غير مشروعة،.
هنا أقول:
حتى لو تشوقت المراة للحرام ولم تفعله , فهذا كفيل بأن يجعل زوجها يشيط غيظا أو يطلقها ..
وقال فيلسوف:لأن ينظر مائة رجل لزوجتي خير من أن تنظر زوجتي لرجل واحد ...
لذلك من غير المستحب ترك المرأة وعدم إظهار الغيرة القاتلة لها ...
و" من لا يغار على عرضه ديوث ". حديث شريف.(/)
أجْمَلُ الأوصاف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:05 م]ـ
وأخبرنا المرزباني قال حدثنا محمد بن أحمد الكاتب قال حدثنا أحمد بن يحيى النحوي قال، قال الأصمعي:
ما وصف أحد الثغر إلا احتاج إلى قول
بشر بن أبي خازم
يفلجن الشفاه عن أقحوان =جلاه غب سارية قطار
ولا وصف أحد اللون بأحسن من قول
عمر بن أبي ربيعة
وهى مكنونة تحير منها =في أديم الخدين ماء الشباب
شف منها محقق جندبى =فهي كالشمس من خلال السحاب
ولا وصف أحد عيني امرأة إلا احتاج إلى قول
ابن الرقاع
لولا الحياء وأن رأسي قد بدا =فيه المشيب لزرت أم القاسم
فكأنها وسط النساء أعارها =عينيه أحور من جآذر جاسم
وسنان اقصده النعاس فرنقت =في عينه سنه وليس بنائم
ولا وصف أحد نجيبا إلا احتاج إلى قول
حميد بن ثور
محلى بأطواق عتاق يبينها =على الضر راعي الضأن لو يتقوف
ولا وصف أحد ظليما إلا احتاج إلى قول علقمة بن عبدة
هيق كأن جناحيه وجؤجؤه= بيت أطافت به خرقاء مهجوم
ولا اعتذر أحد إلا احتاج إلى قول النابغة
فانك كالليل الذي هو مدركي = وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
[قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه. أما قول حميد - محلى بأطواق عتاق - فانه يريد أن عليه نجار الكرم والعتق فصارت دلالتهما وسماتهما حلية من حيث كان موسوما بهما. ومعنى - يبينها على الضراء - يتبينها ويعرفها هذا الراعي فيعلم انه كريم - والتقوف - من القيافة. فأما قول علقمة هيق - فالهيق - ذكر النعام. ومعنى - أطافت به خرقاء - أي عملته وابتنته وقيل إن خرقاء ههنا هي الحاذقة وان هذه اللفظة تستعمل على طريق الاضداد في الحاذقة وغير الحاذقه. ومعنى - مهجوم - أي مهدوم.
وقال الأصمعي معنى أطافت به عملته فخرقت في عمله يقول قد أرسل جناحيه كأنه خباء امرأة خرقاء كلما رفعت ناحية استرخت ناحية أخرى والوجه الثاني أشبه وأملح. فأما قول بشر بن أبى خازم في وصف الثغر فأحسن منه أكشف وأشد استيفاء للمعنى قول النابغة
كالأقحوان غداة غب سمائه =جفت أعاليه وأسفله ند
فإنما وصف أعاليه بالجفوف ليكون متفرقا متنضدا غير متلبد ولا مجتمع فيشبه حينئذ الثغور.
ثم قال وأسفله ند حتى لا يكون قحلا يابسا بل يكون فيه الغضاضة والصقالة فيشبه غروب الأسنان التي تلمع وتبرق.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:42 م]ـ
وسنان اقصده النعاس فرنقت = في عينه سنه وليس بنائم
أوصاف رائعة كروعة ناقلها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:52 م]ـ
شكرا لك أخي ضرغام وبورك فيك
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 06:16 م]ـ
ما أجمل ما اخترت من أوصاف ناطقة وكأنها تتكلم عن نفسها
واعجبني قوله
كالأقحوان غداة غب سمائه = جفت أعاليه وأسفله ند
ويعجبني بيتين للشاعر ابراهيم الصولي في وصف الكريم:
يقول الشاعر:
أراك إذا أيسرت خيّمتَ عندنا = مُقيما وإن أعسرتَ زُرتَ لِماما
فما أنت إلّا البدرُ إن قلّ ضوؤه = أغبّ وإن كان الضياءُ أقاما
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ محمد على هذه المواضيع الجميلة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:48 ص]ـ
بَينا تَرى خَدَّهُ مِن فَوقِ سالِفَةٍ = كَمَن يُشاوِرُهُ في حُسنِ تَدبير
تَراهُ يُزعِجُهُ عُنفاً وَيُسخِطُهُ = بِضَربِ أَوتارِهِ عَن حِقدِ مَوتور
وَالراقِصاتُ وَقَد مالَت ذَوائِبُها = عَلى خُصورٍ كَأَوساطِ الزَنابيرِ
يُخفي الرِدا سُقمَها عَنّا فَيَفضَحُها = عَقدُ البُنودِ وَشَدّاتُ الزَنانيرِ
إِذا اِنثَنَينَ بِأَعطافٍ يُجاذِبُها = مَوّارُ دِعصٍ مِنَ الكُثبانِ مَمطورِ
رَأَيتَ أَمواجَ أَردافٍ قَدِ اِلتَطَمَت = في لُجِّ بَحرٍ بِماءِ الحُسنِ مَسحورِ
مِن كُلِّ مائِسَةِ الأَعطافِ مِن مَرَحٍ = مَقسومَةٍ بَينَ تَأنيثٍ وَتَذكيرِ
كَأَنَّ في الشيزِ يُمناها إِذا ضَرَبَت = صَبحٌ تَقَلقَلَ فيهِ قَلبُ ديجورِ
تَرعى الصُروبَ بِكَفّيها وَأَرجُلِها = وَتَحفَظُ الأَصلَ مِن نَقصٍ وَتَغيِيرِ
صفي الدين الحلي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 01:10 م]ـ
وجَنَاتُهُ تَجْنِي علَى عُشَّاقِه= ببديعِ مَا فِيهَا منَ اللألاَءِ
بِيضٌ عَلَتْهَا حُمْرَةٌ فتَوَرَّدَتْ= فِعْلَ المدامِ مزَجْتَهَا بالمَاءِ
فَكَأَنَّمَا بَرَزَتْ لنا بغِلالَةٍ= بيْضَاءَ تحْتَ غِلاَلَةٍ حَمْرَاءِ
أبو فراس الحمداني(/)
ذو الرّمة في وصف الثَّغْر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:40 م]ـ
روى الرياشي قال سمعت الأصمعي يقول أحسن ما قيل في وصف الثغر
قول ذي الرمة
وتجلو بفرع من أراك كأنه = من العنبر الهندي والمسك ينضح
ذرا أقحوان واجه الليل وارتقى = إليه الندى من رامة المتروح
هجان الثنايا مغربا لو تبسمت =لأخرس عنه كاد بالقول يفصح(/)
دع الأيام
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ألقي بين أيديكم الكريمة قصيدة من روائع ما قاله الإمام الشاقعي رحمه الله ... وإن كانت عنكم لا تخفى ..
دع الأيام تفعل ما تشاء=وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثه الليالي =فما لحوادث الدنيا من بقاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً=وشيمتك السماحة والوفاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا=وسرك يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيبٍ= يغطيه كما قيل السخاء
ولا ترى للأعادي قط ذلاً=فإن شماته الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل=فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني=وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور=ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ=فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا=فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن=إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين=فما يغني عن الموت الدواء
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ألقي بين أيديكم الكريمة قصيدة من روائع ما قاله الإمام الشاقعي رحمه الله ... وإن كانت عنكم لا تخفى ..
دع الأيام تفعل ما تشاء=وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثه الليالي =فما لحوادث الدنيا من بقاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً=وشيمتك السماحة والوفاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا=وسرك يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيبٍ= يغطيه كما قيل السخاء
ولا ترى للأعادي قط ذلاً=فإن شماته الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل=فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني=وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور=ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ=فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا=فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن=إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين=فما يغني عن الموت الدواء
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif على اختياراتك العذبة.
قصيدة رائعة كلها حكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 10:25 م]ـ
اختيار رائع " صاحبة القلم " لا عدمناك ولا حرمنا من هذه الاطلالات
ـ[بثينة]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ألقي بين أيديكم الكريمة قصيدة من روائع ما قاله الإمام الشاقعي رحمه الله ... وإن كانت عنكم لا تخفى ..
دع الأيام تفعل ما تشاء=وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثه الليالي =فما لحوادث الدنيا من بقاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً=وشيمتك السماحة والوفاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا=وسرك يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيبٍ= يغطيه كما قيل السخاء
ولا ترى للأعادي قط ذلاً=فإن شماته الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل=فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني=وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور=ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ=فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا=فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن=إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين=فما يغني عن الموت الدواء
بارك الله فيك أختي و لا حرمنا منك ومن اختياراتك
دمت في عناية الله
دع الأيام تفعل ما تشاء = وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثه الليالي = فما لحوادث الدنيا من بقاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً = وشيمتك السماحة والوفاء
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 10:59 م]ـ
أحسنت يا أخيتي
اطلالة رائعة، بانتقاء أروع ...
لا عدمنا طلتك المشرقة ...
وبانتظار تميز آخر
السلام
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:54 م]ـ
أبيات رائعة أختي صاحبة القلم وفقك الله ودام قلمك متميزاً
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 03:36 م]ـ
الأستاذة الكرام .. ليث بن ضرغام ** محمد سعد ** رسالة غفران
والأخوات الفضلييات .. الباحثة عن الحقيقة ** بثينة
بارك الله فيكم جميعا أيها الأعزاء ... على مروركم الكريم وردودكم الرقيقة ...
دمتم بخير ..(/)
هكذا وصفوا الشيب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:05 م]ـ
أما مدح الشيب وتفضيله على الشباب فقد قال فيه الناس فأكثروا فمما تقدم من ذلك قول رؤبة بن العجاج ويقال ان رؤبة لم يقل من القصيدة إلا هذين البيتين
أيها الشامت المعير بالشيب =أقلن بالشباب افتخارا
قد لبست الشباب غضا جديدا =فوجدت الشباب ثوبا معارا
ولعلي بن جبلة
جفا طرب الفتيان وهو طروب =واعقبه قرب الشباب مشيب
تجافت عيون البيض عنه وربما =مددن اليه الوصل وهو حبيب [
لعمري لنعم الصاحب الشيب واعظا =وإن كان منه للعيون نكوب
خليط نهى منباة حلم وإنه =على ذاك مكروه الخلاط مريب
ولآخر
وتنكرت شيبى فقلت لها =ليس الشباب بناقص عمري
سيان شيبي والشباب إذا =ما كنت من عمري على قدر
ولآخر
إن أكن قد رزئت أسود كالفحم =واعقبت مثل لون النعامه
فلقد اسعف الكريم واحبو =أهله بالندي وآبى الظلامه
غير أن الشباب كان رداء =خاننا فيؤه كفئ الغمامه
ولآخر
إن المشيب رداء الحلم والادب =كما الشباب رداء اللهو واللعب
تعجبت أن رأت شيبي فقلت لها =لاتعجبي من يطل عمر به يشب
ولابن الجهم
حسرت عني القناع ظلوم =وتولت ودمعها مسجوم
أنكرت ما رأت براسي فقالت =أمشيب أم لؤلؤ منظوم
قلت شيب وليس عيبا فأنت =أنة يستثيرها المهموم
شد ما أنكرت تصرم عهد =لم يدم لى وأى شئ يدوم
ولابي هفان
تعجبت در من شيبي فقلت لها =لاتعجبي فطلوع الشيب في السدف
وزادها عجبا لما رأت سملي =وما درت دران الدر في الصدف
وقد أحسن أبوتمام غاية الاحسان في قوله
أبدت أسى إذ رأتنى مخلس القصب =فآل ما كان من عجب إلى عجب
ست وعشرون تدعوني فاتبها =إلى المشيب ولم تظلم ولم تحب
فلا يؤرقك إيماض القتير به =فإن ذاك أبتسام الرأي والادب
وللبحترى
عيرتني المشيب وهى بدته =في عذارى بالصد والاجتناب
لا تريه عارا فما هو بالشب = ولكنه جلاء الشباب
وبياض البازي اصدق حسنا =إن تأملت من سواد الغراب
وله
ها هو الشيب لائما فأفيقى =واتركيه إن كان غير مفيق
فلقد كف من عناء المعنى = وتلافي من اشتياق المشوق
عذلتنا في عشقها أم عمرو =هل سمعتم بالعاذل المعشوق
ورأت لمة ألم بها الشيب =فريعت من ظلمة في شروق
ولعمرى لولا الاقاحى لابصر =ت أنيق الرياض غير أنيق
وسواد العيون لو لم يكمل =ببياض ما كان بالموموق
ومزاج الصهباء بالماء أولى =بصبوح مستحسن وغبوق
أى ليل يبهى بغير نجوم =أو سماء تندى بغير بروق
ولمحمود الوراق في مثل هذه المعني قوله
ما الدر منظوما بأحسن من = شيب يخلل هامة الكهل
وكأنه فيها النجوم إذا = جد المسير بها على مهل
لاتبكين على الشباب إذا= بكى الجهول عليه للجهل
واشكر لشيبك حسن صحبته = فلقد كساك جلالة الفضل
ولآخر في مدح الشيب
لايرعك المشيب يا ابنة عبدالله =فالشيب حلية ووقار
إنما تحسن الرياض إذا ما =ضحكت في خلالها الانوار
وممن عدل بين الشيب والشباب ومدح كل واحد منهما طريح بن اسمعيل الثقفى فقال
والشيب للحكماء من سفه الصبا =بدل يكون لذي الفضيلة مقنع
والشيب غاية من تأخر حينه =لا يستطيع دفاعه من يجزع
إن الشباب له لذادة جدة =والشيب منه في المغبة أنفع
لايبعد الله الشباب فمرحبا =بالشيب حين أوى اليه المضجع
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:48 م]ـ
يقول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار * ليتها عيرتني بما هو عار
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:00 ص]ـ
وإذ كنا قد ذكرنا في الأبيات السابقة طرفا من الشعر في تفضيل الشيب وتقديمه والتعزى عنه والتسلى عن نزوله فنحن متبعوه بطرف مما قيل في ذمه والتألم به والجزع منه.:
قال أبو حيَّة النميرى
ترحل بالشباب الشيب عنا =فليت الشيب كان به الرحيل
وقد كان الشباب لنا خليلا =فقد قضى مآربه الخليل
لعمر أبي الشباب لقد تولى =حميدا ما يراد به بديل
إذ الايام مقبلة علينا =وظل أراكة الدنيا ظليل
قال الفرزدق
أرى الدهر أيام المشيب أمره =علينا وأيام الشباب أطايبه
وفي الشيب لذات وقرة أعين =ومن قبله عيش تعلل جاذبه
إذا نازل الشيب الشباب فاصلتا =بسيفيهما فالشيب لاشك غالبه
فيا خير مهزوم وياشر هازم = إذا الشيب وافت للشباب كتائبه
وليس شباب بعد شيب براجع =مدى الدهر حتى يرجع الدر حالبه
وما المرء منفوعا بتجريب واعظ = إذا لم تعظه نفسه وتجاربه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:05 ص]ـ
الخال يقبح بالفتى في خذه = والخال في خدّ الفتاة مليح
والشيب يحسن بالفتى في رأسه = والشيب في رأس الفتاة قبيح
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:07 ص]ـ
تشكر أخي ليث على المرور والمشاركة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 06:35 م]ـ
قال المتنبي:
المرء يأمل والحياة شهية=والشيب أوقر والشبيبة أنزق
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 03:04 ص]ـ
يقول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار * ليتها عيرتني بما هو عار
عيرتني بالشيب وهو وقار**ليتها عيرت بما هو عار
أعرف البيت بهذا الشكل أخيتي بنت فلسطين ..
واسمح لي بهذه المشاركة أخي محمد ولو أنك ماتركت لنا ماننقله:
لأبي عبد الله الشريف:
أيا منكراً أن عارض الشيب عارضي = على أن عهدي بالولاء قريب
ألا إن نور الشيب في الوجه قد سرى = من القلب لما سار وهو منيب
لدن أن فطمت النفس عن كأس لذةٍ = وأورثتها ما الجسم منه يذوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 03:40 ص]ـ
ومما ينسب لابن دقيق العيد:
تمنيت أن الشيب عاجل لمتي = وقرب مني في صباي مزاره
لآخذ من غض الشباب نشاطه = وآخذ من عصر المشيب وقاره
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 04:14 ص]ـ
يامن يعلل نفسه بالباطل=نزل المشيب فمرحبا بالنازل
ان كان ساءك طالعات بياضه=فلقد كساك بذاك ثوب الفاضل
لا تبكين على الشباب وفقده=لكن على الفعل القبيح الحاصل
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 01:25 م]ـ
وقال أبو فراس الحمداني:
رَأَيْتُ الشَّيْبَ لاَحَ فَقُلْتُ أَهْلاً= وَوَدَّعْتُ الْغوَايَةَ والشَّبَابَا
بَعَثْنَ مِن الهُمُومِ إَلَيَّ رَكْباً= وَصَيَّرْنَ الصُّدُودَ لَهُ رِكَابَا
وَمَا إِنْ شِبْتُ من كِبَرٍ وَلَكِنْ= لَقِيتُ مِنَ الأحِبَّةِ مَا أَشَابَا(/)
أَلا أَسعِديني بِالدُّموعِ السَواكِبِ ,,,
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
العباس بن الأحنف
أَلا أَسعِديني بِالدُّموعِ السَواكِبِ = عَلى الوَجدِ مِن صَرمِ الحَبيبِ المُغاضِبِ
فَسُحّي دُموعاً هامِلاتٍ كَأَنَّها = لَها آمِرٌ بِالفَيضِ مِن تَحتِ حاجِبِ
أَلا وَاستَزيديها هَوىً وَتلَطُّفاً = وَقولي لَها في السِرِّ يا أُمَّ طالِبِ
لِماذا أَرَدتِ الصِرمَ مِنّي وَلَم أَكُن = لِعَهدِكُمُ بِيَ بالمَذوقِ المُوارِبِ؟
وَإِن كانَ هَذا الصِرمُ مِنكِ تَدَلُلاً = فأَهلاً وَسَهلاً بِالدَلالِ المُخالِبِ
وَإِن كُنتِ قَد بُلِّغتِ يا فَوزُ باطِلاً = تُقوِّلَ عَنّي فَاِسمَعي ثُمَ عاتِبي
وَلا تَعجَلي بِالصِرمِ حَتّى تَبَيَّني = أَقَولَ مُحِقٍّ كانَ أَم قَولِ كاذِبِ؟
كَأَنَّ جَميعَ الأَرضَ حَتّى أَراكُمُ = تَصَوَّرُ في عَيني سودَ العَقارِبِ
وَلَو زُرتُكُم في اليَومِ سَبعينَ مَرَّةً = لَكُنتُ كَذي فَرخٍ عَنِ الفَرخِ غَائِبِ
أَراني أَبيتُ اللَيلَ صاحِبَ عَبرَةٍ = مَشوقاً أُراعي مُنجِداتِ الكَواكِبِ
أُراقِبُ طولَ اللَيلِ حَتّى إِذا اِنقَضى = رَقَبتُ طُلوعَ الشَمسِ حَتّى المَغارِبِ
إِذا ما مَضى هَذانِ عَنّي بِلَذَّتي = فَما أَنا في الدُنيا لِعَيشٍ بِصاحِبِ
فَيا شُؤمَ جَدّي كَيفَ أَبكي تَلَهُّفاً = عَلى ما مَضى مِن وَصلِ بَيضاءَ كاعِبِ
رَأَت رَغبَةً مِنّي فَأَبدَت زَهادَةً = أَلا رُبَّ مَحرومٍ مِنَ الناسِ راغِبِ
أُريدُ لِأَدعو غَيرَها فَيَجُرَّني = لِساني إِلَيها بِاِسمِها كَالمُغالِبِ
يَظَلُّ لِساني يَشتَكي الشَوقَ وَالهَوى = وَقَلبي كَذي حَبسٍ لِقَتلٍ مُراقِبِ
كَأَنَّ بِقَلبي كُلَمّا هاجَ شَوقُهُ = حَراراتِ أَقباسٍ تَلوحُ لِراهِبِ
وَلَو كانَ قَلبي يَستَطيعُ تَكَلُّماً = لَحَدَّثَكُم عَنّي بِكُلِّ العَجائِبِ
كَتَبتُ فَأَكثَرتُ الكِتابَ إِلَيكُمُ = عَلى رَغبَةٍ حَتّى لَقَد مَلَّ كاتِبي
أَما تَتَّقين اللَه في قَتلِ عاشِقٍ = صَريعٍ نَحيلِ الجِسمِ كالخَيطِ ذائِبِ
فَأُقسِمُ لَو آبصَرتِني مُتَضَرِّعاً = أُقَلِّبُ طَرفي ناظِراً كُلَّ جانِبِ
وَحَولي مِنَ العوّادِ باكٍ وَمُشفِقٍ = أُباعِدُ أَهلي كُلَّهُم وَأَقارِبي
لَأَبكاكِ مِنّي ما تَرينَ تَوَجُّعًا = كَأَنَّكِ بي يا فَوزُ قَد قامَ نادِبي
لَقَد قالَ داعي الحُبِّ هَل مِن مُجاوِبٍ = فَأَقبَلتُ أَسعى قَبلَ كُلِّ مُجاوِبِ
فَما إِن لَهُ إِلا إِلَيَّ مَذاهِبٌ = تَكونُ وَلا إِلا إِلَيهِ مَذاهِبي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 03:09 ص]ـ
لله درك ...
والله وتالله انك قد امتعتني حق المتعة في هذه القصيدة الرائعة
جميلة حقا ...
تستحق ان تكتب بماء الذهب، فشكرا كثيرا على هذه المشاركة القيمة والمتألقة وما أجمل هذه الابيات:
فَسُحّي دُموعاً هامِلاتٍ كَأَنَّها = لَها آمِرٌ بِالفَيضِ مِن تَحتِ حاجِبِ
وَلَو زُرتُكُم في اليَومِ سَبعينَ مَرَّةً = لَكُنتُ كَذي فَرخٍ عَنِ الفَرخِ غَائِبِ
أُريدُ لِأَدعو غَيرَها فَيَجُرَّني = لِساني إِلَيها بِاِسمِها كَالمُغالِبِ
وَلَو كانَ قَلبي يَستَطيعُ تَكَلُّماً = لَحَدَّثَكُم عَنّي بِكُلِّ العَجائِبِ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 03:31 ص]ـ
الحبيب الغالي رسالة الغفران أحسن الله إليك
دائما تأتي أولا:) ولا عجب فهذه واحدة من أمارات التميز
وما أجمل هذه الابيات:
فَسُحّي دُموعاً هامِلاتٍ كَأَنَّها = لَها آمِرٌ بِالفَيضِ مِن تَحتِ حاجِبِ
وَلَو زُرتُكُم في اليَومِ سَبعينَ مَرَّةً = لَكُنتُ كَذي فَرخٍ عَنِ الفَرخِ غَائِبِ
أُريدُ لِأَدعو غَيرَها فَيَجُرَّني = لِساني إِلَيها بِاِسمِها كَالمُغالِبِ
وَلَو كانَ قَلبي يَستَطيعُ تَكَلُّماً = لَحَدَّثَكُم عَنّي بِكُلِّ العَجائِبِ
سبحان الله
عندما كتبت هذه القصيدة على صفحة (الورد) كنت قد ميزت هذه الأبيات بعينها باللون الأحمر وزدت عليها هذه الأبيات الثلاثة
أَراني أَبيتُ اللَيلَ صاحِبَ عَبرَةٍ * مَشوقاً أُراعي مُنجِداتِ الكَواكِبِ
أُراقِبُ طولَ اللَيلِ حَتّى إِذا اِنقَضى * رَقَبتُ طُلوعَ الشَمسِ حَتّى المَغارِبِ
إِذا ما مَضى هَذانِ عَنّي بِلَذَّتي * فَما أَنا في الدُنيا لِعَيشٍ بِصاحِبِ
لكن بعد تنسيقها على الفصيح ذهب اللون الأحمر
(يُتْبَعُ)
(/)
فأتت مشاركتك لتثبت لي أن الأبيات الشاردة لا تحتاج إلى تلوين فعين القارئ الحصيف لا تفوتها الروائع أبدا
دمت أديبا حصيفا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 05:55 ص]ـ
" العباس بن الاحنف ابن الاسود بن طلحة الشاعر المشهور، كان من عرب خراسان ونشأ ببغداد، وكان لطيفا ظريفا مقبولا حسن الشعر.
قال أبو العباس قال عبد الله بن المعتز: لو قيل لي من أحسن الناس شعرا تعرفه؟ لقلت العباس:
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا ... وفرق الناس فينا قولهم فرقا
فكاذب قد رمى بالظن غيركم ... وصادق ليس يدري أنه صدقا
وقد طلبه الرشيد ذات ليلة في أثناء الليل فانزعج لذلك وخاف نساؤه، فلما وقف بين يدي الرشيد قال له: ويحك إنه قد عن لي بيت في جارية لي فأحببت أن تشفعه بمثله، فقال: يا أمير المؤمنين ما خفت أعظم من هذه الليلة، فقال: ولم؟ فذكر له دخول الحرس عليه في الليل، ثم جلس حتى سكن روعه ثم قال: ما قلت يا أمير المؤمنين؟ فقال:
حنان قد رأيناها ... فلم نر مثلها بشرا
يزيدك وجهها حسنا * إذا ما زدته نظرا
فقال الرشيد: زد.
فقال:
إذا ما الليل مال علي * ك بالاظلام واعتكرا
ودج فلم تر فجرا ... فأبرزها تر قمرا
فقال: إنا قد رأيناها، وقد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم.
ومن شعره الذي أقر له فيه بشار بن برد وأثبته في سلك الشعراء بسببه قوله:
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا
وله أيضا:
وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ... جنونا فزدني من حديثك يا سعد
هواها هوى لم يعرف القلب غيره ... فليس له قبل وليس له بعد
قال الاصمعي: دخلت على العباس بن الاحنف بالبصرة وهو طريح على فراشه يجود بنفسه وهو يقول:
يا بعيد الدار عن وطنه ... مفردا يبكي على شجنه
كلما جد النحيب به ... زادت الاسقام في بدنه
ثم أغمي عليه ثم انتبه بصوت طائر على شجرة فقال:
ولقد زاد الفؤاد شجا ... هاتف يبكي على فننه
شاقه ما شاقني فبكى ... كلنا يبكي على سكنه
قال ثم أغمي عليه أخرى فحركته فإذا هو قد مات.
قال الصولي: كانت وفاته في هذه السنة - يعني سنة 92 -
وقيل بعدها، وقيل قبلها في سنة ثمان وثمانين ومائة فالله أعلم.
وزعم بعض المؤرخين أنه بقي بعد الرشيد." اهـ (البداية والنهاية)
ومن أجمل ما قرأت من شعره قوله
نزف البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ... عيناً لغيرك دمعُها مِدْرَارُ
مَنْ ذا يعيرُكَ عينَهُ تبكي بها ... أَرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 07:08 ص]ـ
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا
الله الله الله
ابو سهيل خفف على اخيك ...
نزف البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ... عيناً لغيرك دمعُها مِدْرَارُ
مَنْ ذا يعيرُكَ عينَهُ تبكي بها ... أَرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟!
الله الله الله
اقول لك خفف وانت تزيد!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 02:04 ص]ـ
أبكي الذين أذاقوني مودتهم ... حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا ... بثقل ما حملوني منهم قعدوا
الله الله الله
ابو سهيل خفف على اخيك ...
نزف البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ... عيناً لغيرك دمعُها مِدْرَارُ
مَنْ ذا يعيرُكَ عينَهُ تبكي بها ... أَرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟!
الله الله الله
اقول لك خفف وانت تزيد!
أنت ذواقة يا رسالة الغفران(/)
أجمل ما قيل في الاعتذار والعتاب.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 12:47 م]ـ
أجمل ما قيل في الإعتذار والعتاب.
الرجاء من جميع الأخوة الفصحاء المشاركة مشكورين ..
فيى الإعتذار للشاعر " حسن قشاقش ":
عذيري من أخي رأى مصيب=وفهم خارق حجيب الغيوب
أراني من مقالته عجيباً=كذاك الدهر يأتي بالعجيب
مقال قال للحسرات هبي=إلى قلبي وللأحشاء ذوبي
يرى الحسنات من أردى نعالي=وينظمهن في سلك الذنوب
رأيت السهم يخطىء من بعيد=ولست أراه يخطىء من قريب
ومن يأت أخو الأسقام يوما=إذا كان السقام من الطبيب
يعنفني على كسب المعالي=وأخذي من معادنها نصيبي
وطيبي في تطلبها الفيافي=وكسرى سورة الأسد المهيب
وكم لي في الدياجي من مسير=يقصر خطوة الفرس النجيب
فيا من عزمه كالسيف ماضٍ=لدى اللزبات في اليوم العصيب
ومن أخلاقه تزهو كروض=أصيب بعارض الغيث الصبيب
طليق في السماح إذا تبدت=سنو المحل بالوجه القطوب
له حلم كشامخة الرواسي=وطبع مثل معتل الجنوب
أودّك في البعاد وفي التداني=وفي حال الحضور وفي المغيب
ولست مداهناً أبدي مقالا=وأخفي ضده فعل المريب
عهدتك لا تميل إلى صدودي=وتغضي عين صفحك عن عيوبي
وتلقاني إذا ما ضاق أمر=عليّ بذلك الصدر الرحيب
فكيف تروم هجراني وبعدي=وإسلامي لطارقة الخطوب
وشعري وصلة لرضاك عني=وإن الصفح من شيم اللبيب
حسن قشاقش
1299 - 1368 هـ / 1881 - 1948 م
حسن بن محمود بن علي بن محمد الأمين بن أبي الحسن الحسيني الشقرائي العاملي المعروف بقشاقش والشهير بالأمين.
عالم جليل وشاعر مطبوع.
ولد في قرية عثرون ونشأ بها فقرأ في مدرسة أخيه السيد علي نحو 6 سنوات، ثم هاجر إلى العراق، فدرس علم الأصول والفقه.
توفي ببيروت، ودفن في قرية خربة سلم.
له: مجلد في الطهارة لم يتم، رسالة في الرد على الوهابية، ومنظومة في الرضاع، وأخرى في الاجتهاد والتقليد.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 03:54 م]ـ
النابغة الذبياني علم من أعلام الشعر العربي في العصر الجاهلي عاش في بلاط المناذرة زمنا نديما للنعمان بن المنذر يمدحه فيجزل له العطاء وبصحبته المنخل اليشكري.
برع النابغة في شعر المديح والاعتذار ولم يكن العرب يجيدون فن الاعتذار لصلافة حياتهم ولتعصبهم حتى كانت قصة المتجردة زوج النعمان وذاك أنها دخلت مجلس النعمان فسقط نصيفها والنصيف لباس للرأس؛ فطلب النعمان من النابغة أن يصف المتجردة وكانت على قدر من الجمال فقال قصيدته وسأذكر ما يسمح لي المقام بذكره من أبيات القصيدة:
أمن آل مية رائح أومغتد=عجلان ذا زاد وغير مزود
وبعد أن أكمل النابغة قصيدته قا ل المنخل اليشكري والله ما قالها الا مجرب فغضب النعمان وأهدر دمه؛وكان هروبه للغساسنة ومن هناك بدأ ببعث أعتذارياته للنعمان ومن ذاك اليوم نشأ فن الأعتذار في الشعر العربي ومن جميل اعتذارياته:
أتاني أبيت للعن أنك لمتني=وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشنني =هراسا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة =وليس وراء الله للمرء مذهب
لئن كنت قد بلغت عني خيانة =لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولكنني كنت امرأ لي جانب =من الأرض فيه مستراد ومذهب
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم =أحكم في أموالهم وأقرب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم =فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
فلا تتركني بالوعيد كأنني =إلى الناس مطلي به القار أجرب
ألم تر أن الله أعطاك سورة =ترى كل ملك دونها يتذبذب
فإنك شمس والملوك كواكب =إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ولست بمستبق أخا لا تلمه =على شعث أي الرجال المهذب
فإن أك مظلوما؛ فعبد ظلمته =وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب
الديوان 72 - 74 بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 03:55 م]ـ
قال ابن الرومي:
يا أخي أين ريع ذاك الإخاء=أين ما كان بيننا من صفاء
أنت عيني وليس من حق عيني=غض أجفانها على الأقذاء
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:10 م]ـ
من الشعراء الذين عرفوا بهذا الغرض في العصر الجاهلي،النابغة الذبياني إذ يقول معتذرا ومستعطفا أمير الحيرة النعمان بن المنذر:
أتاني _أبيت اللعن_أنّك لمتني=وتلك التي أهتمّ منها وأنصب
فبتّ كأنّ العائدات فرشن لي=هراسا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت فلم اترك لنفسك ريبة=وليس وراء الله للمرء مذهب
لئن كنت قد بلّغت عني خيانة=لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولكنّني كنت امرءا لي جانب=من الأرض فيه مستراد ومذهب
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم =أحكّم في أموالهم وأقرّب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم= فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
فلا تتركنّي بالوعيد كأنّني=غلى النّاس مطليّ به القار أجرب
الم تر أنّ الله أعطاك سورة=ترى كلّ ملك دونها يتذبذب
فإنّك شمس والملوك كواكب=إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب
ولست بمستبق أخا لا تلمه=على شعث أيّ الرجال المهذب؟
فإن أك مظلوما فعبد ظلمته=وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:19 م]ـ
ومن اعتذاريات النابغة
عفا ذو حسى من فرتني فالفوارع = فجنبا أريك فالتلاع الدوافع
فمجتمع الأشراج غير رسمها = مصايف مرت بعدنا ومرابع
توهمت آيات لها فعرفتها = لستة أعوام وذا العام سابع
رماد ككحل العين لأيا أبينه = ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع
كأن مجر الرامسات ذيولها = عليه حصير نمقته الصوانع
على ظهر مبناة جديد سيورها = يطوف بها وسط اللطيمة بائع
فكفكفت مني عبرة فرددتها = على النحر منها مستهل ودامع
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت: ألما أصح والشيب وازع
وقد حال هم دون ذلك شاغل = مكان الشغاف تبتغيه الأصابع
وعيد أبي قابوس في غير كنهه = أتاني ودوني راكس فالضواجع
فبت كأني ساورتني ضئيلة = من الرقش في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمها = لحلي النساء في يديه قعاقع
تناذرها الراقون من سوء سمها = تطلقه طورا وطورا تراجع
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني = وتلك التي تستك منها المسامع
مقالة أن قد قلت: سوف أناله = وذلك من تلقاء مثلك رائع
لعمري وما عمري علي بهين = لقد نطقت بطلا علي الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها = وجوه قرود تبتغي من تجادع
أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة = له من عدو مثل ذلك شافع
أتاك بقول هلهل النسج كاذب = ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
أتاك بقول لم أكن لأقوله = ولو كبلت في ساعدي الجوامع
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع
بمصطحبات من لصاف وثبرة = يزرن إلالا سيرهن التدافع
سماما تباري الريح خوصا عيونها = لهن رذايا بالطريق ودائع
عليهن شعث عامدون لحجهم = فهن كأطراف الحني خواضع
لكلفتني ذنب امرئ وتركته = كذي العر يكوى غيره وهو راتع
فإن كنت لا ذو الضغن عني مكذب = ولا حلفي على البراءة نافع
ولا أنا مأمون بشيء أقوله = وأنت بأمر لا محالة واقع
فإنك كالليل الذي هو مدركي = وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيف حجن في حبال متينة = تمد بها أيد إليك نوازع
أتوعد عبدا لم يخنك أمانة = وتترك عبدا ظالما وهو ضالع
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه = وسيف أعيرته المنية قاطع
أبى الله إلا عدله ووفاءه = فلا النكر معروف ولا العرف ضائع
وتسقى إذا ما شئت غير مصرد = بزوراء في حافاتها المسك كانع
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:22 م]ـ
أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
وكل ما أثرته حولك من غبار
أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
في لحظة انهياري
فالشعر، يا صديقتي، منفاي واحتضاري
طهارتي وعاري
ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري
من أجل هذا .. جئت يا صديقتي
أقدم اعتذاري
أقدم اعتذاري
نزار قباني
[ line]
نزار قباني]
نزار قباني (1923 دمشق - 1998 لندن) تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي، وتنقل خلاله بين القاهرة، وأنقرة، ولندن، ومدريد، وبكين، ولندن. وفي ربيع 1966، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:43 م]ـ
قال المتنبي معاتبا سيف الدولة:
واحر قلباه ممن قلبه شبم = ومن بجسمي وحالي عنده سقم
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي = وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته = فليت أنا بقدر الحب نقتسم
قد زرته و سيوف الهند مغمدة = وقد نظرت إليه و السيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلهم = وكان أحسن مافي الأحسن الشيم
فوت العدو الذي يممته ظفر = في طيه أسف في طيه نعم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت = لك المهابة مالا تصنع البهم
ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها =أن لا يواريهم بحر و لا علم
أكلما رمت جيشا فانثنى هربا = تصرفت بك في آثاره الهمم
عليك هزمهم في كل معترك = و ما عليك بهم عار إذا انهزموا
أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر= تصافحت فيه بيض الهندو اللمم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي = فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره =إذا استوت عنده الأنوار و الظلم
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا = بانني خير من تسعى به قدم
انا الذي نظر العمى إلى ادبي= و أسمعت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها = ويسهر الخلق جراها و يختصم
و جاهل مده في جهله ضحكي = حتى اتته يد فراسة و فم
إذا رايت نيوب الليث بارزة = فلا تظنن ان الليث يبتسم
و مهجة مهجتي من هم صاحبها = أدركته بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد = وفعله ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفلين به = حتى ضربت و موج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيداء تعرفني = والسيف والرمح والقرطاس و القلم
صحبت في الفلوات الوحش منفردا =حتى تعجب مني القور و الأكم
يا من يعز علينا ان نفارقهم = وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقنا منكم بتكرمة = لو ان أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا = فما لجرح إذا أرضاكم ألم
و بيننا لو رعيتم ذاك معرفة= غن المعارف في اهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم = و يكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي = أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
ليت الغمام الذي عندي صواعقه = يزيلهن إلى من عنده الديم
أرى النوى تقتضينني كل مرحلة = لا تستقل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا = ليحدثن لمن ودعتهم ندم
إذا ترحلت عن قوم و قد قدروا = أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به = و شر ما يكسب الإنسان ما يصم
و شر ما قنصته راحتي قنص= شبه البزاة سواء فيه و الرخم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة=تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك إلا أنه مقة = قد ضمن الدر إلا أنه كلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 05:34 م]ـ
من أحسن الاعتذار؛ قول أبي تمام:
قال محمود الوراق:
كنت جالساً بطرف الحير حير سر من رأى، ومعي جماعة لننظر إلى الخيل، فمر بنا أبو تمام فجلس إلينا، فقال له رجل منا: يا أبا نمام، أي رجلٍ أنت لو لم تكن من اليمن؟ قال له أبو تمام: ما أحب أني بغير الموضع الذي اختاره الله لي، فممن تحب أن أكون!؟ قال من مضر.
فقال أبو تمام إنما شرفت مضر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولولا ذلك ما قيسوا بملوكنا وفينا كذا وفينا كذا، ففخر وذكر أشياء عاب بها نفراً من مضر، قال: ونمي الخبر إلى ابن أبي دؤاد، وزادوا عليه، فقال: ما أحب أن يدخل إلى أبو تمام، فليحجب عني، فقال يعتذر إليه ويمدحه:
سَعِدتْ غُرْبةُ النَّوى بسُعَادِ = فَهْيَ طَوعُ الإِتْهَامِ والإنْجادِ
شابَ رأسِي وما رأيتُ مَشيبَ الرَّ = أُسِ إلاَّ من فَضْلِ شَيْبِ الفُؤادِ
وكذاكَ القُلوبُ في كلِّ بؤْسٍ = ونَعيمٍ طلائعُ الأَجْسادِ
طال إِنكاريَ البيَاضَ وإنْ عُمْى = مِرتُ شيئاً أَنْكَرتُ لَوْنَ السَّوادِ
يا أَبا عبد الله أَوْرَيتْ زَنْداً = في يَدِي كَانَ دَائِمَ الإِصْلادِ
أنتَ جُبْتَ الظَّلاَمَ عن سُبُلِ الْ = آمَالِ إذْ ضَلَّ كلُّ هَادٍ وحَادي
وضِيَاءُ الآمَالِ أَفْسَحُ في الطّرْ = فِ وَفيِ القَلْبِ مِنْ ضِيَاء البِلاَدِ
ثم وصفَ قوماً لزموا ابن أبي دؤاد، وأنه أحظ به مع ذاك منهم، فقال:
لَزِمُوا مَرْكزَ النَّدَى وذَرَاهُ = وعَدَتْنا عَنْ مِثلِ ذاكَ العَوادي
غيرَ أنَّ الرُّبَى إلى سَبَلِ الأَنْ = وَاءِ أَدْنَى والحظُّ حظُّ الوِهَاد
بَعْدَ ما أَصْلَتِ الوُشَاةُ سُيوفاً = قَطَعَتْ فيَّ وهْيّ غَيرُ حِدَاد
مِنْ أَحاديثَ حِينَ دَوَّخْتَها بالرَّ = أيِ كانتْ ضَعيفَةَ الإِسْنَاد
فنَفَى عَنْكَ زُخْرفَ القَوْلِ سَمْعٌ = لم يكُنْ فُرصَةً لِغيرِ السَّدَاد
ضَرَبَ الحِلْمُ والوَقَارُ عَليْه = دُونَ عُورِ الكَلامِ بالأَسْداد
وحَوَانٍ أَبَتْ عليْها المعَاليِ = أَنْ تُسْمَّى مَطِيَّةَ الأَحْقَاد
وقد أفصح عما قرف به، واعتذر منه إلى ابن دؤاد، فقال وهو عندي من أحسن
الاعتذار:
سَقَى عَهْدَ الحِمى سَبَلُ العِهَادِ = ورَوَّضَ حَاضِرٌ مِنْه وَبادِي
ثم قال:
وَإنْ يَكْ مِنْ بَنِي أُدَدٍ جَنَاحي = فإنَّ أَثيِثَ رِيشيِ في إِيَادِ
لَهُمْ جَهْلُ السِّبَاعِ إذَا المنَايا = تَمَشَّتْ في القَنَا وَحُلُومُ عَاد
لَقدْ أَنْسَتْ مَساوِئَ كلِّ دهْرٍ = مَحاسِنُ أَحْمدَ بن أَبي دُؤَاد
مَتَى تَحْلُلْ بِهِ تَحْلُلْ جنَاباً = رَضِيعاً لِلسَّوَاري والغَوادي
فما سَافَرْتُ في الآفَاقِ إلاّ = وَمِنْ جَدْوَاكَ رَاحِلتَي وَزَادي
مقيمِ الظَّنِّ عِندَكَ والأمانِي = وَإنْ قلقِتْ رِكاَبي في البِلاَدِ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 05:36 م]ـ
وهذا من قول أبي نواس:
وَإنْ جَرَتِ الأَلفَاظُ يوماً بِمِدْحَةٍ = لغْيِركَ إنْسَاناً فأَنتَ الذي نَعْني
مَعَادُ البْعثِ مَعْروُفٌ وَلكنْ = نَدَى كفَّيْكَ في الدُّنْيَا مَعَادِي
أَتَانِي عَائِرُ الأنْبَاءِ تَسْرِي = عَقَارِبُهُ بِدَاهِيَةٍ نَآدِ
بِأَنِّي نِلْتُ مِنْ مُضَرٍ وَخَبَّتْ = إلَيْكَ شَكَّيِتِي خَبَبَ الجَوَادِ
لقد جَازَيتُ بالإحْسَانِ سُوءًا = إِذَنْ وَصَبَغْتُ عُرْفَكَ بالسَّوَادِ
وَسِرْتُ أَسُوقُ عِيرَ اللُّؤْمِ حَتى = أَنَخْتُ الكُفْرَ فيِ دَارِ الجِهَادِ
وَلَيْسَتْ رُعْوَتِي مِنْ فوْقِ مَذْقٍ = وَلاَ جَمْرِي كمِينٌ في الرَّمَادِ
تَثَبَّتْ، إِنَّ قَوْلاً كانَ زُوراً = أَتَى النُّعْمَانَ قَبْلَكَ عَنْ زِيَادِ
إلَيْكَ بَعَثتُ أَبْكَارَ المَعَانيِ = يَلِيهَا سَائِقٌ عَجِلٌ وَحَادِي
يُذَلّلُها بِذِكرِكَ قِرْنُ فكْرٍ = إذَا حَرَنتْ فتَسْلَسُ في الْقِيَادِ
مُنَزَّهَةُ عَنِ السَّرَقِ المُوَرَّي = مُكَرَّمَةً عَنِ المعْنى المُعَادِ
تَنَصَّلَ رَبُّهَا مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ = إلَيْكَ سِوَى النّصِيحَةِ وَالوِدادِ
وَمَنْ يَأذَنْ إلى الوَاشِينَ تُسْلَقْ = مَسَامِعُهُ بأَلْسِنَةٍ حِدَادِ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 05:47 م]ـ
قال أبو بكر الصولي؛ في أخبار أبي تمام:
وطال غضب ابن أبي دؤادٍ عليه، فما رضى عنه حتى شفع فيه خالد بن يزيد الشيباني، فعمل قصيدةً يمدح ابن أبي دؤاد، ويذكر شفاعة خالد بن يزيد إليه، وأغمض مواضع منها في اعتذاره فما فسرها أحد قط، وإنما سنح لي استخراجها لحفظي للأخبار التي أومأ إليها، فأما من لا يحفظ الأخبار؛
فإنها لا تقع له، وأولها:
أَرَأََيْتَ أَيُّ سَوالِفٍ وَخُدُودِ عَنَّتْ لَنا بينَ الِّلوَى فَزَرُود؟
فقال فيها:
فاسْمَعْ مقالة زائرٍ لم تَشْتَبهْ = أرْآؤُهُ عِنْدَ اشْتِباهِ البيدِ
أَسْرَى طَرِيداً لِلْحَيَاءِ مِنَ التَّي = زَعَمُوا، ولَيْسَ لِرَهْبَةٍ بِطَريِدِ
كُنتَ الرَبيعَ أَمامَهُ وَوَراءَهُ = قَمَرُ القَبائِلِ خالِدُ بن يَزيدِ
فَالغَيْثُ مِنْ زُهُرٍ سَحابةُ رَأفةٍ = وَالرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديِد
زهر والحذاق قبيلتان من إيادٍ رهط ابن أبي دؤاد.
وَغَداً تَبَيَّنُ مَا بَرَاءَةُ سَاحَتِي = لَوْ قدْ نَفَضْتَ تَهائِمي ونُجَودِي
هذَا الْوَليدُ رَأَى التَثَبُّتَ بَعْدَمَا = قَالوا يَزيِدُ بنُ المُهَلَّبِ مُودِي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 05:57 م]ـ
يعني الوليد بن عبد الملك، لما هرب يزيد بن المهلب من حبس الحجاج، واستجار بسليمان بن عبد الملك، وكتب الحجاج في قتله إلى الوليد، فلم يزل سليمان بن عبد الملك وعبد العزيز بن الوليد يكلمانه فيه، فقال: لابد من أن تسلموه إلي، ففعل سليمان ذلك، ووجه معه بأيوب ابنه، فقال: لا تفارق يدك يده، فإن أريد بسوءٍ فادفع عنه حتى تقتل دونه.
فَتَزَعْزَعَ الزُّورُ المؤَسَّسُ عِندَهُ = وَبِنَاءُ هذَا الإِفكِ غَيْرُ مَشِيدِ
وتَمَكَّنَ ابنُ أبِي سَعيدٍ مِنْ حِجَي = مَلِكٍ بشُكْرِ بني الملوكِ سَعيدِ
-ابن أبي سعيد- يعني يزيد بن المهلب، لأن كنية المهلب أبو سعيد.
-من حجي ملك- يعني سليمان بن عبد الملك. -
بشكر بني الملوك-يعني آل المهلب، أن سليمان يسعد باقي الدهر بشكرهم له.
ما خَالدٌ لِي دُونَ اَيُّوبٍ وَلاَ = عَبْدِ العَزِيزِ وَلَسْتَ دُونَ وَليدِ
يقول: شفيعي خالد بن يزيد، وليس هو عندك بدون عبد العزيز بن الوليد، وأيوب بن سليمان عند الوليد؛ هو بك أخص من ذينك بالوليد، ولا أنت دون وليدٍ في الرأي، وجميل العفو.
نَفْسِي فِدَاؤُكَ أَيُّ بابِ مُلمَّةٍ = لم يُرْمَ فِيهِ إلَيكَ بالإقليدِ
لَمَّا أَظَلَّتْني غَمامُكَ أَصْبَحَتْ = تِلْكَ الشُّهُودُ عَلَىَّ وَهْيَ شُهُودِي
مِنْ بَعْدِ مَا ظَنُّوا بأنْ سَيَكُونُ لِي = يَوْمٌ بِبَغْيِهِمِ كَيَوْمِ عَبيدِ
يعني عبيد بن الأبرص: لقي النعمان في يوم بؤسه وهو يوم كان يركب فيه، فلا يلقاه أحد إلا قتله، وخاصة أول من يلقاه، فلقيه عبيد فقتله.
نَزَعوا بَسهْمِ قَطيِعةٍ يَهْفُو بِهِ = ريِشُ العُقُوقِ فكَانَ غَيْرَ سَدِيدِ
وإذَا أَرَادَ اللهُ نَشْرَ فَضيِلَةٍ = طُويِتْ أَتَاحَ لَها لِسَانَ حَسُودِ
لَوْلاَ اشْتِعالُ النَّارِ فيما جَاوَرتْ = مَا كَانَ يُعْرفُ طِيبُ عَرْفٍ العُودِ
لَوْلاَ التَّخَوُّفُ لِلْعَواقِبِ لم تَزَلْ = للِْحاسِدِ النُّعْمَى عَلَى المحْسُودِ
الحمد الله وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم تسليما.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 07:49 م]ـ
وما رأيكم لهذا النوع من الإعتذار!!
قول المؤمل:
شكوت ما بي إلى هندٍ فما اكترثت=يا قلبها أحديدٌ أنت أم حجر
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم=وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 08:21 م]ـ
وهذاعذر من نوع آخر وليس للبشروإنما لصرصور
عذراً للصرصور
دخلت بيتي يوماً فوجدت صرصوراً قد صرعه الجوع فقلت أرثيه وأعتذر منه:
عذراً إليك وأي عذر ينفع = مادام ركب الموت فينا يسرع
قد زرتني ترجو لجوعك مرتعاً =ماكان في بيت الموظف مرتع
عقدٌ .. ونصف العقد من عمري مضى = وأنا بباب وظيفتي أتسكع
أملت مني مأملي بوظيفتي = ولكم تضل الأمنيات وتخدع
هيهات أن تلقى ببيت موظف=شيئاً ترى الصرصور منه يشبع
عذراً وأي العذر ينفع من قضى =جوعاً وهل يجدي الصريعَ الأدمع
بالرغم مما قد أسأت فإنني=لمماتِ مثلك جائعاً أتوقع
وغداً إذا كان الحساب وجيء بي = وسئلت عن ضيف أتاه المصرع
سأقول كنت موظفاً وأظنها= عن كل ذنب في حياتي تشفع [ line]
[FONT=Times New Roman] الشاعر مصطفى عكرمة
البلد: سوريا
ولد في قرية ((الحفة)) من محافظة اللاذقية سنة 1943.
نظم الشعر صغيرا، ثم عمل فنياً في التلفزيون السوري،و الآن يعمل في مجال النشر
له عدد من الدواوين، منها: ((يقظة))، و ((صيحة)) و ((على منابر نصير الضاد)) و ((محمديات))
• حصل على عدة جوائز عن عدد من ِأعماله الأدبية.
• كتب العشرات من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية في الدراما وأدب الأطفال والبرامج الأدبية التاريخية.
• نشر الكثير من مقالاته الأدبية وقصائده الشعرية في عدد من الصحف والمجلات العربية.
• عضو اتحاد الكتاب العرب ورابطة الأدب الإسلامي العالمية.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 09:54 م]ـ
وهذاعذر من نوع آخر وليس للبشروإنما لصرصور
[ FONT="Times New Roman"]
عذراً للصرصور
دخلت بيتي يوماً فوجدت صرصوراً قد صرعه الجوع فقلت أرثيه وأعتذر منه:
عذراً إليك وأي عذر ينفع = مادام ركب الموت فينا يسرع
قد زرتني ترجو لجوعك مرتعاً =ماكان في بيت الموظف مرتع
عقدٌ .. ونصف العقد من عمري مضى = وأنا بباب وظيفتي أتسكع
أملت مني مأملي بوظيفتي = ولكم تضل الأمنيات وتخدع
هيهات أن تلقى ببيت موظف=شيئاً ترى الصرصور منه يشبع
عذراً وأي العذر ينفع من قضى =جوعاً وهل يجدي الصريعَ الأدمع
بالرغم مما قد أسأت فإنني=لمماتِ مثلك جائعاً أتوقع
وغداً إذا كان الحساب وجيء بي = وسئلت عن ضيف أتاه المصرع
سأقول كنت موظفاً وأظنها= عن كل ذنب في حياتي تشفع [ line]
بارك الله فيك على هذه القصيدة الطريفة في ظاهرها العميقة في أثرها ومعانيها، فهي بحق تشجي القلوب وتبعث الألم في النفوس، كيف لا وهي تصور حال طبقة ينبغي أن تكون لها الريادة والسيادة في المجتمع غير أن هذه الطبقة تعاني مرارة البؤس وألم الفقر، بسبب سياسة دولنا التي لا تقدر العقول ولا ترعى الكفاءات، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
على هامش الموضوع ها هو موظف آخر يشكو ألمه ويبث همومه في قصيدة تصور وضع الموظف، وهذه أبيات منها:
....................... = ........................
فلا تدنو الضرائب من حمانا = ولا نخشى اللصوص المجرمينا
وماذا يبتغي لص غبي = ببيت فيه قوم مفلسونا؟
نعيش على التقشف في خشوع = على نهج التقاة الزاهدينا
نباتيون من دون اختيار = ولكن تكثر الجلطات فينا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 12:20 ص]ـ
الشكر الجزيل لكم أساتذتي على هذا الإثراء الرائع ..
دكتور مروان
رسالة الغفران
الباحثة عن الحقيقة
عفاف صادق
ليث بن ضرغام
محمد سعد
أحمد الغنام
مشاركات قيمة وأشعار غنية بالمعاني , وحقا ممتعة ومتميزة
أرجو دوام التواصل ,
بوركتم.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 03:00 ص]ـ
الشكر الجزيل لكم أساتذتي على هذا الإثراء الرائع ..
دكتور مروان
رسالة الغفران
الباحثة عن الحقيقة
عفاف صادق
ليث بن ضرغام
محمد سعد
أحمد الغنام
مشاركات قيمة وأشعار غنية بالمعاني , وحقا ممتعة ومتميزة
أرجو دوام التواصل ,
بوركتم
شكرتني قبل أن اشارك ...
ولكن لن أخيب أملك وأضيع شكرك
ابن زريق وقصيدته المشهورة " لا تعذليه "
التي قالها في ابنة عم له يحبها اشد الحب وهي تحبه اشد الحب وكانا
يقيمان في بغداد فاضطر لفقره وقلة ذات اليد الى الارتحال عنها, ويمم وجهه
شطر الاندلس طلبا للرزق وسعة العيش, يقال انه قصد اباالخيبر عبدالرحمن
الاندلسي ومدحه بقصيدة بليغة فلم يعطه الا عطاء قليلا فاغتم ومرض, ثم سال عنه
عبدالرحمن بعد ايام وذهبوا يتفقدونه في الخان الذي يسكن فيه فوجدوه ميتا
وعند رأسه هذه القصيدة البليغة المعبرة, وقد تميزت هذه القصيدة بسهولة
وسلاسة الفاظها وكلماتها مع عمق في معانيها, والقصيدة بعنوان
لا تعذليه
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ =قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ =مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً =مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ =فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ =مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ =رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ =مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً =وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه =للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ =رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ =لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى =مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت =بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه =إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً =بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي =صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً =وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ =عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ =بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ =وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا =شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ =كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ =الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ =لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها =بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ =بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا =لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي =بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ =عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً =فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست =آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا =أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ =وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ =كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا =جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي =بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً =فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا =جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن ينلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ =فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 09:48 ص]ـ
احب أن اشارك في عتاب للشاعر مصطفى التل يعتب فيها على حكام دولته يقول فيها
أأسجن الناس ارضاء لخاطركم = وخشية العزل من ذا المنصب الدون
أم رغبة بتقاضي راتب ضربوا = نقوده من دماء في شراييني
هذي الوظيفة إن كانت وجائبها = وقفاً عليكم فعنها اللّه يغنيني
إن الصعاليك اخواني وإن لهم = حقاً به لو شعرتم لم تلوموني
فالعزل والنفي حباً بالقيام به = أسمى بعيني من نصبي وتعييني
يا شر من منيت هذي البلاد بهم = ايذاؤكم فقراء الناس يؤذيني
إن الصعاليك مثلي مفلسون وهم = لمثل هذا الزمان الزفت خبوني
والأَمر لو كان لي لم تفرحوا أبداً = من أجل دين لكم يوماً بمسجون
فبلطوا البحر غيظاً من معاملتي = وبالجحيم إن اسطعتم فزجوني
فما أنا راجع عن كيد طغمتكم = حفظاً لحق الطفارى والمساكين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 12:24 م]ـ
قصيدة جميلة أخي" فائق الغندور "
بارك الله فيك.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 11:24 م]ـ
ياقدس معذرة ومثلي ليس يعتذر
مالي يد في ما جرى فالأمر ماأمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثر
عار علي السمع والبصر
وأنا بسيف الحرب أنتحر
وأنا اللهيب وقادتي المطر
فمن سأستعر؟
لو أن أرباب الحمى حجر
لحملت فأسا فوقها القدر
هوجاء لا تبقي ولا تذر
لكنما أصناما بشر
الغدر منهم خائف حذر
والمكر يشكو الضعيف ان مكروا
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر
والسلم مختصر
ساق على ساق وأقداح يعرش فوقها الخدر
وموائد من حولها بقر ويكون مؤتمر
هزي اليك بجذع مؤتمر
يساقط حولك الهذر
عاش اللهيب ويسقط المطر
أحمد مطر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 11:53 م]ـ
قصيدة رائعة أختي " عفاف " لك منا ومن القدس التحية والسلام على هذا الحس الوطني
بارك الله فيك
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 12:24 ص]ـ
قصيدة رائعة أختي " عفاف " لك منا ومن القدس التحية والسلام على هذا الحس الوطني
بارك الله فيك
فلسطين في القلب رغم بعد المسافات. شكرا أخي رعد على مرورك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:13 ص]ـ
في الاعتذار لإبراهيم الطباطبائي
خليلي إِن القلب عاد إلى السلوى = ومذ كنت كان الحب ايسره البلوى
يريك الرضا وجهي وقلبيَ ساخط = تحمَّل مالا فيك يحمله رضوى
اظنُّك لما قد بلوت قوائمي = توهمتني نضواً فحملتني اللأوا
وهبنيَ نضواً دأبه السَّير والسرى = فما عجب نضو بديمومة خوَّى
اراك على صفح فأصفح معرضاً = وقد كان لي قلب على الصفح لا يقوى
اعدّي عن العتبى وفي الضمن عاتب = وقد تعقب العتبى التي توجب العدوى
وما حسنٌ اشكو وانت شكيتي = ولو كنت تصغي لي ذكرت لك الشكوى
وانت الذي قد خامر الحب قلبه = فكيف اذاً قد كنت لو لم تكن تهوى
لك اللَه كم اطوي وانشر لوعة = فما برحت في القلب تنشر أو تطوى
فيا كوكباً قد زيَّن الارض نوره = ويا قمراً قد زان افق السما الجلوى
ويا راحة العاني ويا مجلب العنا = ويا مقصي الداني ويا جنة المأوى
لحسبك في سري ونجواي عالماً = وحسبي ربي عالم السر والنجوى
ابي العدل تقضي من لوى بن غالب = فتى بالغ في حبه الغاية القصوى
مضت بك ايام صفت ليَ بالصفا = ومرَّت ليالٍ قد حلت بك في المروا
فردَّ عناني عن هوىً لك كاذب = الى صادق في وده رشا أحوى
والا سألوي عن ودادك راغباً = وكم صاحب عن صاحبٍ جائر الوى
فدعني اروي من دموعيَ او فدع = اروّي بها الوادي بمعتلجي اروى
إبراهيم الطباطبائي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.
شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.
كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.
له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 06:05 م]ـ
للشاعر أحمد مطر
يا رسول الله عذرا = قالت الدنمارك كفرا
قد أساءوا حين زادوا = في رصيد الكفر فجرا
حاكها الأوباش ليلاً = و استحلوا السب جهرا
حاولوا النيل و لكن = قد جنوا ذلا و خسرا
كيف للنملة ترجو = أن تطال النجم قدرا
هل يعيب الطهر قذف = ممن استرضع خمرا
دولة نصفها شاذ = ولقيط جاء عهرا
آه لو عرفوك حقاً = لاستهاموا فيك دهرا
سيرة المختار نورٌ = كيف لو يدرون سطرا
لو دروا من أنت يوماً = لاستزادوا منك عطرا
قطرة منك فيوض = تستحق (العمر) شكرا
يا رسول الله نحري = دون نحرك أنت أحرى
أنت في الأضلاع حي = لم تمت و الناس تترا
حبك الوردي يسري = في حنايا النفس نهرا
أنت لم تحتج دفاعي = أنت فوق الناس ذكرا
سيد للمرسلين = رحمة جاءت و بشرى
قدوة للعالمين = لو خبت لم نجن خيرا
يا رسول الله عذرا = قومنا للصمت أسرى
ندد المغوار منهم = يا سواد القوم سكرا
أي شئ قد دهاهم = ما لهم يثنون صدرا؟
لم يعد للصمت معنا = قد رأيت الصمت وزرا
ملت الأسياف غمدا = ترتجي الآساد ثأرا
إن حيينا بهوان = كان جوف الأرض خيرا
يألم الأحرار سب = لرسول الله ظهرا
و يزيد الجرح أنا = نسكب الآلام شعرا
فمتى نقذف نارا = تدحر الأوغاد دحرا
يا جموع الكفر مهلا ً = إن بعد العسر يسرا
إن بعد العسر يسرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 11:05 م]ـ
شكري العميق وامتناني لهذه المداخلات والمشاركات الرائعة
كل الود(/)
خنساء غزة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 04:04 ص]ـ
ردت قيادة حماس المظفرة الفتى محمد فرحات الذي جاءها مطالباً بإرساله في عملية استشهادية لصغر سنه وأعادته أمه إليهم مع رسالة تطالبهم بها بقبوله استشهادياً، فكان لهُ ولها ما أرادا في أجرأِ عملية استشهادية، فإليها أعزها الله وإلى كلِّ أمهاتِ المجاهدين، والمجاهدات، أُهدي هذه القصيدة.
خنساء غزة
أعددتُ طفلي لكي ألقاه في الشُّهدا=فحاذِروا أن تقولوا: لم يزلْ ولدا
ما مرَّ يومٌ بنا إلا وزاد به = شوقاً توقَّد كيْ يُرضي الجهادَ غدا
أعدْدتُه وأنا أدري بأن غداً=لا لن يجيءَ إذا لم نرسلِ الشُهدا
قد كان يكبُر عاماً كلَّ ثانيةٍ=وكلُّ ثانيةٍ زادتْ هُداه هدى
حبُّ الرسولِ، وصدقُ الأوفياء له=لدى المعاركِ زادت عزمَه رشدا
ما زال يزداد في استشهادِه أملاً=فكيف يُحرمُ من حقاً به اعتقدا!
أدرى بطفلي أنا من كلِّ من زعموا=بأنه زهرةٌ لا تستحقُّ ردى
أرسلتُه فاقبلوه إنه بطلٌ=قد آثر الموتَ عن عيشٍ به اضطِهدا
لا تحسبوا فقرَنا يَثني عزيمَته=فنحن بالله أندى العالمينَ يدا
أدرى بطفلي أنا فلْترسلوه غداً=إلى العدوّ، ولا تخشوْا عليه عِدى
وحاذروا أن تقولوا: إنه ولدٌ=فإنّ إعدادَه لا لن يضيعَ سُدى
وأرسَلوه فدائياً فكان له=فوق الذي كان يرجو حينما نهدا
جاز الحصونَ، ولاقى الموتَ مبتسِماً=لمّا رأى حوله أعداءه بَددا
وقرَّ عيناً بما كفّاه قد حصَدت=من العدوِّ الذي من أهله حصدا
وزغردتْ أمُّهُ في الحيِّ هاتفةً=للهِ درُّ فتَىً وفّى بما وعدا
إني احتسبتُكَ عند الله يا ولدي=إذْ فُقْتَ بالصدقِ جيشاً كدَّس العُددا
ما أهونَ الجيشَ قد غُلَّتْ يداه، وما=أعزّ طفلاً تحدّى الموتَ، واتقدا!
وقال للمسجد الأقصى فداكَ دمي=وما تردّد يوماً أن يكون فدا
أمّ الشهيدِ أنا أصبحتُ يا ولدي=أمَا على عهدنا الرحمنُ قد شهدا!
حسبي بأنكَ ما أخلفتَ موعدَنا=ولم تهبْ كلَّ ما الطاغوتُ قد حشدا
في كلِّ تهليلةٍ للهِ سوف أرى=لك ابتسامةَ وجهٍ تنعشُ الكبدا
وكلُّ تكبيرةٍ للهِ أنت بها=صوتُ البشيرِ بنصرٍ قادمٍ أبدا
فاهنأ بُنيَّ وطبْ نفساً فموعدنا=كما نُرجّي بفردوس الإله غدا
لم نُخلفِ اللهَ عهداً في مجاهدةٍ=واللهُ لن يخلف الوعدَ الذي وعدا
الشاعر السوري: مصطفى عكرمة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 06:35 ص]ـ
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif أختي الباحثة عن الحقيقة على مواضيعك القيمة، ولفتاتك الرائعة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 12:47 م]ـ
بارك الله فيك أختي " الباحثة عن الحقيقة "
وإليك ولجميع الفصحاء والزوار قصة " خنساء فلسطين "
أم نضال فرحات .. خنساء فلسطين
بقلم الكاتب / "عادل أبو هاشم "
نقف اليوم بإجلال وإكبار .. وننحن أمام جلل عظيم .. نقف والكلمات تتلعثم في الأفواه عاجزة عن الكلام والوصف .. كنا نفتخر حين نقرأ قصص الأجداد عن بطولاتهم وتضحياتهم وكم يعتصرنا الألم ونشعر بالأسى عندما تبتعد المسافات بيننا وبين الأجداد في وقت يخيم فيه علينا الصمت والخنوع حيال ما يجري في فلسطين، فيمر شريط الذكريات في خيالنا يحمل بين طياته صورًا لخولة بنت الأزور والخنساء ونسيبة بنت كعب وأم سعد بن معاذ وغيرهم.
أننا أمام ظاهرة جديدة، ظاهرة "أم نضال فرحات" .. ، هذه المرأة المجاهدة التي أوت في بيتها ذات مرة القائد المجاهد الشهيد عماد عقل والتي كانت تستشعر أمومتها لكل مجاهد فلم تؤثر الصمت وظهرت في شريط الفيديو وهي تودع ابنها المجاهد وهي تعلم أنه لن يعود إليها.
هذه المرأة العظيمة مدرسة بأكملها بإيمانها، بتواضعها، بصبرها، وثباتها ورباطة جأشها .. إنها حجة على الأمة جميعها، وقفت شامخة بكل تواضع تدعو إلى الجهاد، تدعو الأمهات وتدعو شعب فلسطين وتدعو المسلمين جميعًا.
ظهرت في الشريط وهي تعلم أن هذا قد يعرضها للأذى، ولكن ظهورها أمر ضروري ليكشف عن حياة هذه الأمة وحيويتها، إن هذه الأمة التي أنجبت الخنساء قادرة على أن تنجب خنساوات كثيرات في كل عصر طالما أن المحرك هو نفسه الذي حرك الأوائل، ألا وهو الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن شريط الذكريات توقف ليتحول إلى حقيقية حين نقف أمام التضحيات الجسام التي تقدمها الأم الفلسطينية المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد وتحمد الله وتشكره على هذه النعمة الذي انعم عليها الله بها.
الأم الفلسطينية المجاهدة أم نضال فرحات هي من الأمهات الفلسطينيات التي دفعت الغالي والنفيس من أجل وطنها الغالي فلسطين والتي يطلق عليها اليوم "خنساء فلسطين" وما أكثرهن اليوم في فلسطيننا الحبيبة، أم نضال فرحات التي دفعت ولدها في عتمات الليل لتجعل من جسد ولدها شعلة مضيئة على طريق تحرير فلسطين.
هكذا هي الأم الفلسطينية وهكذا عودتنا دائما أن تكون مصنعًا للرجال، أم نضال هي أم الأسير، وهي أم الثلاثة شهداء محمد فرحات من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة أحد أبطال عز الدين القسام، والشهيد القائد نضال فرحات أحد القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام والشهيد المجاهد رواد فرحات.
فباستشهاد المجاهد القسامي رواد فتحي فرحات في غارة إسرائيلية على سيارته في مدينة غزة يوم السبت 24/ 9/2005م، تكون "خنساء فلسطين" السيدة الفاضلة أم نضال فرحات قد قدمت ثلاثة من أبناءها المجاهدين في سبيل الله فداءً للوطن وللقضية.
لم تجزع أم نضال فرحات عند سماعها بنبأ استشهاد ابنها "رواد"، بل قالت بصوت ملؤه الثبات أنها مستعدة لتقديم كل أبنائها للمقاومة.
وأضافت: " ابني رواد، الله يرضى عليه، يسعى دائماً للجهاد والمقاومة، والحمد لله بكلّ فخرٍ واعتزاز أستقبل هذا الخبر، وأريد أنْ أقول إنّه صحيح أنّ فراق الابن صعب، خاصةً أنّه أصغر أبنائي وعزيز على نفسي، لكن لا يعزّ شيء على الله عز وجل، والحمد لله فهو منخرط في صفوف القسام منذ صغر سنه، وهو يعمل عمل الشباب الحمد لله والله يتقبل كلّ الشهداء يا رب".
عندما تسمع عنها يخيل إليك أنها أتت من زمان غير زماننا، أو أن عاطفة الأمومة نُزعت من قلبها، وغُرس بدلا منها حب المقاومة والوطن، كيف بها تطلب من ابنها إيواء مطارَدين لجيش الاحتلال في بيتها رغم معرفتها أنها يمكن أن تفقد أولادها الستة لهذا السبب؟ وكيف تدفع بابنها "محمد" ليتسابق في نيل شرف مقاومة جيش الاحتلال، وتوصيه بالثبات حتى يلقى ربه شهيدا؟!
مريم محمد فرحات " أم نضال فرحات" نذرت أبناءها لله، فقالت لهم ذات يوم: محمد .. نضال .. مؤمن .. وسام .. رواد .. أرضكم مدنسة وأنتم تنظرون، أريدكم منتصرين أو على الأعناق محمولين!
استجابوا للنداء على الفور، لأنهم بكتاب ربهم مؤمنون، وبسنة نبيهم متمسكون، وسام -هو الآن- في ظلمة السجون بعد أن ضاق به المحتلون، أما محمد ونضال ورواد فقالوا: "إنا لفلسطين منتقمون"، فكان نصيبهم أنهم في حواصل طير خضر يسرحون ويمرحون إن شاء الله.
السيدة "أم نضال فرحات" والدة الشهيد "محمد" والشهيد "نضال" والشهيد "رواد" والمعتقل "وسام" –رغم المرض الذي ألمّ بها- ضربت أروع مثل في صور جهاد المرأة الفلسطينية التي تدفع أولادها ثمنا لتحرير الوطن.
لقد سجلت أم نضال فرحات أروع الصور لجهاد المرأة الفلسطينية، وضربت مثلا بدفعها ابنها محمد للمشاركة في اقتحام مستوطنة صهيونية وقتل العشرات من مستوطنيها رغم صغر سنه، بعد أن نمّت الجرأة في قلبه وهي تقول له: "أريدك أن تقاتل بالسلاح لا بالحجر"، لذلك سرعان ما فكر في البحث عن عمل ليدخر منه ثمن السلاح الذي لا تستطيع هذه الأسرة أن توفره لولدها، حثته أمه على العمل والكد حتى يستطيع أن يمتلك السلاح، ويحافظ عليه لأنه عرف مدى صعوبة الحصول عليه.
تقول أم نضال: "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا يمكن أن يسير في طريق الجهاد".
لم تبدأ فصول مقارعة السيدة أم نضال فرحات للعدو الصهيوني بدفع ابنها "محمد" للجهاد، بل في عام 1992م حيث آوت في بيتها المتواضع المناضل الذي وصفه الإسرائيليون "بذي الأرواح السبعة" .. إنه القائد "عماد عقل" قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" الذي قال عبارته المشهورة: "إن قتل الإسرائيليين عبادة أتقرب بها إلى الله" والذي استشهد في منزلها بتاريخ 24/ 11/1993م بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن مائتي جندي صهيوني قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عماد عقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس غريبا على مثل هذه الأم أن تتمنى أن يرزق الله جميع أولادها الشهادة وحب الاستشهاد ليسيروا على درب عقل، وهي القائلة: "من يحب الله والوطن فلا يتوانى عن تقديم أبنائه فداء له، والأم التي تحب ولدها تطلب له النجاة في الدنيا والآخرة وتدفعه للجهاد ولا تجزع عند فوزه بها، ولا تشمت الأعداء بشعبنا بدموعها على شاشات التلفزة".
"تزحزح قليلاً يا بني، ضع يدك على كتفي، دعني أُقبلك قبلة الوداع، هيا التقط صورتك أيها المصور وأنا أزف ولدي إلى الشهادة".
صورة تكاد تنبض فيها الحياة وتدور بينك وبينها حوارات طويلة .. هكذا كانت اللقطة التاريخية التي سجلتها أم نضال مع ابنها محمد فرحات وهي تزفه إلى الشهادة أو في مفهوم البعض إلى الموت.
لقد سنّت أم نضال سنة حسنة جديدة ربما في الواقع هي قديمة بقدم تاريخ الأرض والتقطت لها صورة مع محمد في شرائط الفيديو المعتادة التي كانت تسجل مع الشهيد قبل عمليته؛ فالشهيد هذه المرة لم يكن وحيدًا، بل كان معه والدته.
الصورة الرمز التي تخفي وراءها جيشًا من الأمهات والآباء الصابرين .. هي ولا شك نقلة نوعية في مشاعر الأمومة، فالكثير يتحدث عن نقلة نوعية في أساليب المقاومة في انتفاضة الأقصى، إلا أن أحدًا لم يذكر مع تلك الأسلحة هذه النقلة الجديدة التي سجلت براءتها أم نضال ومثيلاتها .. والتي أضافت قائلة: "ابني الشهيد هو خير من يبرني فهو الذي سيشفع لي بشهادته .. من كانت تحب ولدها فلتعطه أغلى ما تستطيع .. وأغلى ما يمكن أن تقدمه هو الجنة" .. كانت هذه الكلمات هي الإمضاء الذي سطرته على طرف صورتها.
وفي يوم الخميس السابع من شهر آذار "مارس" عام 2002م خرج ألاستشهادي محمد حاملا سلاحه ومضى في رحلته الأخيرة بعد أن ودع والدته الذي تلقى منها درسًا في الثبات والإقدام .. وتمكن من اجتياز كافة الإجراءات الأمنية والحواجز والبوابات الإلكترونية الصهيونية إلى أن دخل مستوطنة "عتصمونا" ومكث فيها زهاء عشر ساعات متواصلة دون خوف وبقلبه الصغير الشجاع انتظر تجمع أكبر عدد من العسكريين الصهاينة، فخرج من مربضه كالأسد ليفاجأهم، ويقتل سبعة منهم ويجرح العشرات من طلبة الأكاديمية العسكرية في مستوطنة "عتصمونا" الملعونة.
وشكلت العملية الاستشهادية النوعية مفخرة لكل إنسان فلسطيني وأثبتت القدرات التي تمتع بها هذا الشبل الفلسطيني الذي تمكن من تحقيق ما لم تحققه فرق عسكرية مدربة في الجيوش مؤكدًا أن ما يتبجح به هذا العدو من قوة ما هي إلا أوهام واهية يستطيع الفلسطيني بإرادته وتصميمه أن يجعلها سرابًا.
الشهيد القسامي محمد فتحي فرحات لم يدخل كلية عسكرية يتعلم فيها فنون القتال واقتحام المواقع بل تعلم على يد والدته مريم (أم نضال) خنساء فلسطين دروسًا في التضحية والإقدام والثبات.
ودع محمد والدته التي علمت أن ابنها في طريقه للشهادة، وبدون دموع قالت أم نضال "لو كنت أعرف كيف أزغرد فرحًا بخبر استشهاد ابني لفعلت"، نالت أم نضال الشرف حين وقفت أمام شبلها وهو يقرأ وصيته في شريط مصور تناقلته وسائل الإعلام فقبلته وأوصته بذكر الله والتوكل على الله والتركيز في تنفيذ العملية وأن النصر حليفه وحليف المجاهدين.
وبقيت أم نضال مستيقظة طوال الليل تدعو الله عز وجل بنجاح العملية، وتابعت أم نضال نشرات الأخبار إلى أن وصل خبر العملية وأنها نجحت فحمدت الله فأسرعت إلى أولادها لتبشرهم بنجاح العملية، لم تقبل أم نضال التعزية بشبلها بل زغردت له ووزعت الحلوى وفتحت بيتها لاستقبال المهنئين باستشهاده وبنجاح العملية.
تقول أم نضال فرحات وهي تستذكر الأيام التي سبقت استشهاد ابنها محمد "كانت الجنة أمام عينه كان فرحًا لأنه حدد موعد استشهاده .. رفض أن يذهب لأي مكان قبل استشهاده بأيام، كان يقول لي أنا لا أستطيع فعل شيء سوى انتظار الشهادة .. كنت أوصيه بمزيد من الصلاة وقراءة القرآن حتى يوفقه الله".
وأضافت "في هذا المنزل كان الشهيد عماد عقل يخطط لعملياته وعلى باب منزلنا استشهد عماد .. كان محمد حينها في العاشرة من عمره .. ولقد اعتقل ابني نضال لحظة استشهاد عماد".
وتضيف أم نضال فرحات "في ذلك اليوم الذي صادف يوم الخميس كان الشهيد محمد فرحات صائمًا وعندما وصل إلى رفح اتصل بي على الهاتف الخلوي وأوصيته حينها بألا يتردد".
(يُتْبَعُ)
(/)
تقدم محمد في ذلك اليوم نحو المستوطنة "عتصمونا" وقطع حدودها دون أن يشعر به الحراس الصهاينة الذين كانوا يملئون المكان، وتمكن محمد بعون الله من الوصول إلى غرف التدريب حيث ألقى قنابله عليهم وأتبعها برصاص غزير من رشاشه محولا حياتهم إلى جحيم وظل يطلق النار لمدة عشرين دقيقة تمكن خلالها من إلقاء تسع قنابل يدوية وإفراغ تسعة أمشاط من الذخيرة .. في عشرين دقيقة فقط سيطر محمد على "عتصمونا" غوش قطيف وكان وحيدًا في مواجهة المستوطنين والجنود الصهاينة وعندما أنهى محمد ما بحوزته من ذخيرة هم بالخروج من المستوطنة إلا أن أحد الجنود الحاقدين عاجله برصاصة أدت لاستشهاده.
وتستذكر أم نضال اللحظات الأخيرة التي عاشتها مع ابنها "أوصيته أن يستعين بالله، ويجعله في قلبه، وأن يذكر اسم الله على كل شيء، ويلتزم بتعليمات إخوانه المجاهدين، وينفذها بحذافيرها".
وتابعت أم نضال قائلة "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا".
وأضافت أم نضال "علمته من البداية أن يكون صادقًا معي، ولا يخفي عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه، ومع حلول شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام بشرني بالتحاقه بكتائب القسام، وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية".
وقالت "لا أنكر أني جزعت في البداية لأني أيقنت أني أعُد الأيام الأخيرة لولدي الخامس ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه، فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدًا بعد أن ينتصر عليهم".
وصفت أم نضال الساعات الأخيرة قبل استشهاد ولدها، فقالت: "أخبرني قبل أسبوع بأن الموعد تحدد لتنفيذ العملية، وأخذ يصف لي بعض تفاصيلها العريضة حتى لا أجزع عند استشهاده، ولم أستطع عندها أن أتمالك دموعي، وغلبتني عاطفة الأمومة، وبكيت أمامه، ولكني قلت له: إياك أن تصدق دموعي".
لم تنته قصة خنساء فلسطين بعد: فقد استشهد القائد نضال فتحي فرحات "أبو عماد" أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام والمهندس الأول لصواريخ القسام، وهو ابن خنساء فلسطين "أم نضال فرحات" عصر يوم الأحد 16/ 2/2003م، عندما تسلم نضال الجزء الثاني من طائرة صغيرة ضمن استعدادات الكتائب لتطوير عملياتها ضد قوات الاحتلال وانطلق إلى منزل يقع في حي الزيتون بمدينة غزة.
وكان نضال قد تسلم الجزء الأول من الطائرة قبل فترة بسلام من قبل مورد للسلاح داخل فلسطين المحتلة عام 1948م، رغم الشكوك التي ساورت نضال حول مورد الطائرة نتيجة أحداث سابقة، لكنه مضى بسيارته لفحصها ووصل إلى منزل في حي الزيتون وتصادف وجود مجموعتين من كتائب القسام في نفس المكان، رفض نضال كل محاولات إخوانه السماح لهم بفحصها قبله لكن القائد أبى إلا فحصها بنفسه، وبحسب مقربين منه فقد كان يجمع قطع الطائرة وفقًا لإرشادات مرسلها على الهاتف النقال الذي شدد عليه أنه يجب عليه هو أن يقوم بتجميعها، اطمأن نضال إلى الطائرة قليلاً واقترب إخوانه المجاهدين منه، فقد كانوا فرحين بها لدرجة أنها ألهتهم عن الإجراءات الوقائية المتبعة عادة في مثل هذه القضايا، في هذه الأثناء كانت طائرة مراقبة صهيونية تجوب سماء المنطقة.
لحظات وحدث الانفجار بفعل عبوة ناسفة متطورة زرعت فيها يبدو أنها تلقت إشارات من الطائرة وأودى الانفجار بحياة كل من القائد نضال فتحي فرحات من حي الشجاعية والقائد أكرم فهمي نصار من حي الزيتون والقائد أيمن إبراهيم مهنا من حي الشيخ رضوان من قادة كتائب القسام ومحمد إسماعيل سلمي ومفيد عوض البل وإياد فرج شلدان وجميعهم من حي الزيتون.
أم نضال فرحات: نشعر أولا بالفخر .. ونشعر ثانية بالخجل حين نقف أمامك، أمام حنون قامت بعمل عجزت عنه أعتى الرجال حين أبعدوا أبنائهم عن ساحة الجهاد والفوز بالجنة ليستمتعوا بصحبتهم.
نحن بحاجة إلى مدرستك لنتعلم منها دروس التضحية والثبات وقوة الإيمان ونستخلص منها العبر بان الآجال مقدرة من عند الله وأن الفوز بالشهادة هو الانتصار الحقيقي والمنتظر.
كنت مثال الأم الحنونة وكنت نموذج الأم المعطاء والمحسوس والمجبول بدم فلذات الأكباد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما قدمت أبنائك قربانًا لشيء عظيم، وفقدتيهم في يوم عظيم، ولكن لا تنسي أيتها الأم الحنونة أم نضال بان كل أبناء فلسطين هم أبناؤك، وما أروع هذا الشرف الذي سيتباهى به كل أبناء فلسطين.
أم نضال فرحات: ليتقبل الله جهادك وتضحيتك وصبرك ويتقبل أبنائك الثلاثة مع الصالحين وجمعك بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 04:37 م]ـ
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif أختي الباحثة عن الحقيقة على مواضيعك القيمة، ولفتاتك الرائعة.
شكراً لمرورك الكريم أخ ليث .. ولك كل الاحترام والتقدير
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 04:56 م]ـ
بارك الله فيك أختي " الباحثة عن الحقيقة "
وإليك ولجميع الفصحاء والزوار قصة " خنساء فلسطين "
أم نضال فرحات .. خنساء فلسطين
بقلم الكاتب / "عادل أبو هاشم "
مريم محمد فرحات " أم نضال فرحات" نذرت أبناءها لله، فقالت لهم ذات يوم: محمد .. نضال .. مؤمن .. وسام .. رواد .. أرضكم مدنسة وأنتم تنظرون، أريدكم منتصرين أو على الأعناق محمولين!
استجابوا للنداء على الفور، لأنهم بكتاب ربهم مؤمنون، وبسنة نبيهم متمسكون، وسام -هو الآن- في ظلمة السجون بعد أن ضاق به المحتلون، أما محمد ونضال ورواد فقالوا: "إنا لفلسطين منتقمون"، فكان نصيبهم أنهم في حواصل طير خضر يسرحون ويمرحون إن شاء الله. .........
تقول أم نضال: "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا يمكن أن يسير في طريق الجهاد".
..........
لم تبدأ فصول مقارعة السيدة أم نضال فرحات للعدو الصهيوني بدفع ابنها "محمد" للجهاد، بل في عام 1992م حيث آوت في بيتها المتواضع المناضل الذي وصفه الإسرائيليون "بذي الأرواح السبعة" .. إنه القائد "عماد عقل" قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" الذي قال عبارته المشهورة: "إن قتل الإسرائيليين عبادة أتقرب بها إلى الله" والذي استشهد في منزلها بتاريخ 24/ 11/1993م بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن مائتي جندي صهيوني قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عماد عقل.
"تزحزح قليلاً يا بني، ضع يدك على كتفي، دعني أُقبلك قبلة الوداع، هيا التقط صورتك أيها المصور وأنا أزف ولدي إلى الشهادة".
صورة تكاد تنبض فيها الحياة وتدور بينك وبينها حوارات طويلة .. هكذا كانت اللقطة التاريخية التي سجلتها أم نضال مع ابنها محمد فرحات وهي تزفه إلى الشهادة أو في مفهوم البعض إلى الموت ...........
وفي يوم الخميس السابع من شهر آذار "مارس" عام 2002م خرج ألاستشهادي محمد حاملا سلاحه ومضى في رحلته الأخيرة بعد أن ودع والدته الذي تلقى منها درسًا في الثبات والإقدام .. وتمكن من اجتياز كافة الإجراءات الأمنية والحواجز والبوابات الإلكترونية الصهيونية إلى أن دخل مستوطنة "عتصمونا" ومكث فيها زهاء عشر ساعات متواصلة دون خوف وبقلبه الصغير الشجاع انتظر تجمع أكبر عدد من العسكريين الصهاينة، فخرج من مربضه كالأسد ليفاجأهم، ويقتل سبعة منهم ويجرح العشرات من طلبة الأكاديمية العسكرية في مستوطنة "عتصمونا" الملعونة .................
الشهيد القسامي محمد فتحي فرحات لم يدخل كلية عسكرية يتعلم فيها فنون القتال واقتحام المواقع بل تعلم على يد والدته مريم (أم نضال) خنساء فلسطين دروسًا في التضحية والإقدام والثبات.
ودع محمد والدته التي علمت أن ابنها في طريقه للشهادة، وبدون دموع قالت أم نضال "لو كنت أعرف كيف أزغرد فرحًا بخبر استشهاد ابني لفعلت"، نالت أم نضال الشرف حين وقفت أمام شبلها وهو يقرأ وصيته في شريط مصور تناقلته وسائل الإعلام فقبلته وأوصته بذكر الله والتوكل على الله والتركيز في تنفيذ العملية وأن النصر حليفه وحليف المجاهدين.
وبقيت أم نضال مستيقظة طوال الليل تدعو الله عز وجل بنجاح العملية، وتابعت أم نضال نشرات الأخبار إلى أن وصل خبر العملية وأنها نجحت فحمدت الله فأسرعت إلى أولادها لتبشرهم بنجاح العملية، لم تقبل أم نضال التعزية بشبلها بل زغردت له ووزعت الحلوى وفتحت بيتها لاستقبال المهنئين باستشهاده وبنجاح العملية.
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول أم نضال فرحات وهي تستذكر الأيام التي سبقت استشهاد ابنها محمد "كانت الجنة أمام عينه كان فرحًا لأنه حدد موعد استشهاده .. رفض أن يذهب لأي مكان قبل استشهاده بأيام، كان يقول لي أنا لا أستطيع فعل شيء سوى انتظار الشهادة .. كنت أوصيه بمزيد من الصلاة وقراءة القرآن حتى يوفقه الله".
وأضافت "في هذا المنزل كان الشهيد عماد عقل يخطط لعملياته وعلى باب منزلنا استشهد عماد .. كان محمد حينها في العاشرة من عمره .. ولقد اعتقل ابني نضال لحظة استشهاد عماد".
وتضيف أم نضال فرحات "في ذلك اليوم الذي صادف يوم الخميس كان الشهيد محمد فرحات صائمًا وعندما وصل إلى رفح اتصل بي على الهاتف الخلوي وأوصيته حينها بألا يتردد".
تقدم محمد في ذلك اليوم نحو المستوطنة "عتصمونا" وقطع حدودها دون أن يشعر به الحراس الصهاينة الذين كانوا يملئون المكان، وتمكن محمد بعون الله من الوصول إلى غرف التدريب حيث ألقى قنابله عليهم وأتبعها برصاص غزير من رشاشه محولا حياتهم إلى جحيم وظل يطلق النار لمدة عشرين دقيقة تمكن خلالها من إلقاء تسع قنابل يدوية وإفراغ تسعة أمشاط من الذخيرة .. في عشرين دقيقة فقط سيطر محمد على "عتصمونا" غوش قطيف وكان وحيدًا في مواجهة المستوطنين والجنود الصهاينة وعندما أنهى محمد ما بحوزته من ذخيرة هم بالخروج من المستوطنة إلا أن أحد الجنود الحاقدين عاجله برصاصة أدت لاستشهاده.
وتستذكر أم نضال اللحظات الأخيرة التي عاشتها مع ابنها "أوصيته أن يستعين بالله، ويجعله في قلبه، وأن يذكر اسم الله على كل شيء، ويلتزم بتعليمات إخوانه المجاهدين، وينفذها بحذافيرها".
وتابعت أم نضال قائلة "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا".
وأضافت أم نضال "علمته من البداية أن يكون صادقًا معي، ولا يخفي عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه، ومع حلول شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام بشرني بالتحاقه بكتائب القسام، وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية".
وقالت "لا أنكر أني جزعت في البداية لأني أيقنت أني أعُد الأيام الأخيرة لولدي الخامس ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه، فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدًا بعد أن ينتصر عليهم" ..................
نحن بحاجة إلى مدرستك لنتعلم منها دروس التضحية والثبات وقوة الإيمان ونستخلص منها العبر بان الآجال مقدرة من عند الله وأن الفوز بالشهادة هو الانتصار الحقيقي والمنتظر.
كنت مثال الأم الحنون وكنت نموذج الأم المعطاء والمحسوس والمجبول بدم فلذات الأكباد.
ربما قدمت أبنائك قربانًا لشيء عظيم، وفقدتهم في يوم عظيم، ولكن لا تنسي أيتها الأم الحنون أم نضال بان كل أبناء فلسطين هم أبناؤك، وما أروع هذا الشرف الذي سيتباهى به كل أبناء فلسطين.
أم نضال فرحات: ليتقبل الله جهادك وتضحيتك وصبرك ويتقبل أبنائك الثلاثة مع الصالحين وجمعك بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
شكراً أخ رعد لمرورك العطر وشكراً لتوضيحك قصة هذه المجاهدة العظيمة لنا الخنساء الفلسطينية
دائماً تتحفنا بمواضيعك القيمة بوركت ..
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 11:27 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا على ما قدمتموه لخنساء غزة ونسأل الله ان يجمعها مع أبنائها في الفردوس الاعلى
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 02:06 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخ فائق الغندور وأسأل الله تعالى أن يجمعنا بشهدائه الأبرار في الفردوس الأعلى بإذنه تعالى
ـ[بثينة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 06:32 م]ـ
شكرا لك الأخت الباحثة عن الحقيقة
قصيدة في غاية الروعة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 07:00 م]ـ
شرفت الصفحة بمرورك الكريم أخت بثينة .. وفقك الله وسدد خطاك
ـ[المتطلع المتطلع]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 02:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هده القصيدة الرائعة اختي الباحثة عن الحقيقة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 02:20 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخي المتطلع وبارك الله فيك(/)
ممَّا قاله الأصمعي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 04:11 م]ـ
قال الأصمعي:
قال محمد بن واسع (1): ما آسي من الدنيا إلا على ثلاث: بُلْغَةٍ من عيش ليس لأحد فيها علىَّ مِنَّة ولا لله فيها عليَّ تبعة، وصلاةٍ في جَمْعٍ أكفَى سهوهَا ويُدَّخر لي أجرُها، وأخٍ في الله غذا ما اعوجَجْتُ قَوَّمَني.
..................
1 - هو ابوبكر أو أبو عبد الله محمد بن واسع بن جابر الأزدي البصري، روى عن أنس ومطرف والأعمش وغيرهم، وكان أحد النساك العُباد الزهاد. توفي هو ومالك بن دينار سنة 123هـ. (تهذيب التهذيب والمعارف. 209)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 04:17 م]ـ
وقال الأصمعي
قال يونس بن عبد الأعلى: لا يزال الناس بخير ما داموا إذا تخّلَّج (*) في صدر الرجل شيء وجد مَنْ يفرِّج عنه. (البيان والتبين)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تخلج: اضطرب وتحرك ومثله خلج واختلج
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 10:22 م]ـ
قال الأصمي:سمعت أعرابيّا يقول: إذا ترعت هتوف الضحى على الغصون، أرسلت الشئون مياها إلى العيون،فمن ذاد عينيه عن البكا أورث قلبه حزنا.
ـ[بثينة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 06:36 م]ـ
شكرا أستاذي الفاضل على ما تفضلت بذكره
وفقك الله(/)
أعجبني هذا البيت في وصف صيَّاد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 05:54 م]ـ
قال أوس بن حجر
صدى غائر العينين خبَّب لحمه= سمائم قيظ فهو أسود شاسف
*خبب لحمه، وخدد لحمه أي ذهب لحمه، فريئت له طرائق في جلده.
*الشَّاسِفُ: القاحِلُ الضامِرُ. الجوهري: الشاسِفُ اليابسُ من
الضُّمْرِ والهُزالِ
المتفحص في هذه الصورة الوصفية يرى مقدار البؤس الذي لحق بهذا الصياد إذ لم يبق بينه وبين الموت فاصل(/)
من القائل؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 07:18 م]ـ
من قائل البيت التالي
فيا موت زر إن الحياة كريهة
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 07:30 م]ـ
من قائل البيت التالي
فيا موت زر إن الحياة كريهة
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
قال أبو العلاء المعري
إذا وصف الطائي بالبخل مادر ... وعير قسا بالفهامة باقل
وقالت سها للشمس أنت ضئيلة .... وقال الدجى يا صبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة ... وفاخرت النجم الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي إن عيشك هازل
ـ[المعتصم]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك(/)
الغزل والحديث الموزون
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 07:21 م]ـ
قال الشاعر هو ذو الرمة
لها بشر مثل الحرير ومنطق =رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
(الهراء - الكثير - والنزر - القليل)
وكأنه قال ان حديثها لا يقل عن الحاجة ولا يزيد عليها وهذا يجري مجرى أن يقول هو موزون.
وقال مالك بن أسماء بن خارجة الفزارى
وحديث الذه هو مما = ينعت الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا =نا وخير الحديث ما كان لحنا
في قول الشاعر وتلحن أحيانا فلم يرد اللحن في الاعراب الذي هو ضد الصواب وانما أراد به الكناية عن الشئ والتعريض بذكره والعدول عن الافصاح عنه على معنى قوله تعالى (ولتعرفهم في لحن القول).
وقول الشاعر
ولقد وحيت لكم لكيما تفطنوا = ولحنت لحنا ليس بالمرتاب
وقد قيل ان اللحن الذي عنى به في البيت هو الفطنة وسرعة الفهم على معنى ما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال لعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته أي أفطن لها وأغوص عليها.
ومما يشهد لما ذكرناه ما أخبرنا به أبوعبيدالله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال حدثنا أحمد بن عبدالله العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثنا على بن اسماعيل اليزيدي قال أخبرنا اسحاق بن ابراهيم تكلمت هند بنت أسماء بن خارجة فلحنت وهي عند الحجاج فقال لها أتلحنين وأنت شريفة وفي بيت قيس قالت أما سمعت قول أخى مالك لامرأته الانصارية قال وما هو قالت قال
منطق صائب وتلحن أحيا =نا وخير الحديث ما كان لحنا
فقال لها الحجاج انما عنى أخوك اللحن في القول اذا كنى المحدث عما يريد ولم يعن اللحن في العربية فأصلحي لسانك.
[قال المرتضى] قد ظن عمرو بن بحر الجاحظ مثل هذا بعينه وقال ان اللحن مستحسن من النساء الغرائر وليس بمستحسن منهم كل الصواب والتشبه بفحول الرجال واستشهد بأبيات مالك بعينها وظن انه أراد باللحن ما يخالف الصواب.
(عن أمالي المرتضى)(/)
تعليقات ونوادر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 11:44 ص]ـ
التعليقات و النوادر
هذه ملتقطات من كتاب " كتاب غزير المنفعة، من نفائس كتب الأدب. انفرد بذكر قصائد لشعراء عاشوا ما بين القرن الأول والرابع الهجريين، ومجموع من فيه: (425) شاعراً، و (76) راجزاً. بناه الهجري ورتبه على ذكر نوادر كل راو من الرواة. واشتهر قديما باسم (النوادر المفيدة) ..
حدثني ابو يعقُوب يُوسف بن يعقوب بن عبد العزيز الكاتب، قال: لقيت بَدويّةً
من أهلِ الشامِ في بعضِ المواسم، من بني مُرَّةَ فأَنشدتني لنفسِها: 1
وكنا كمن قد كانَ يُذكَرُ قَبلَنا = من الناسِ في الحُبِّ الذي كان بينَنا
فأَمسى فِراقُ الموتِ فرّقَ بينَنَا = وشَتَّت بعْدَ الوصلِ للحينِ وصلنا
فياليتَ أَنا ما خُلِقنا وليتنا= نُسيَنا وُكنّا لا علينا ولا لَنا
فقال: قِف باللهِ ناقتي، فإنك لا تجدُ مَزيداً إلا دُونَ هذا، وغُشيَ عَليها.
ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الأثر السلبي للشعر الجاهلي على اللغة
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 07:39 م]ـ
هذا المقال نشرته صحيفة الجزيرة اليوم الجمعة25/ 5 /1425هـ
وهو بعنوان:
(الأثر السلبي للشعر الجاهلي على اللغة)
للكاتب: أحمد بن عبدالعزيز المهوس
أرجو من القراء الكرام التعليق عليه ..
شعر الأمة العربية لا يدانيه أي شعر من أشعار الأمم الأخرى، حيث كانت بلا فنون غيره، فهو شعر صعب، حصره الجاهليون في أمرين: الوزن والقافية. وكان مرادهم من هذا الحصر أن يكون الكلام سهل الحفظ، وله قافية ينتظرها السامع عند نهاية البيت متشوقًا، فكان الشاعر العربي يحرص على ذين الأمرين حين كانت القبائل تحتفل ببروز شاعر فيها، فكان اللسان موازيًا للسيف، وتذكيهما العصبية القبلية.
لم يكن العرب إلا بدوًا رحّلاً على الأغلب، فكانوا لا يحملون معهم إلا ما خف وزنه، لذلك نجد ظاهرة الوثنية وانتقالها إلى مكة جديدة على ساكن الصحراء، حيث إنه لا يستطيع أن يحمل صنمه الكبير كما صنم هبل معه كلما ارتحل، فكانت قريش تركز على أمرين: قدسية دينية حيث الكعبة والأوثان، والاهتمام بالشعر، فتأمن على تجارتها من قطاع الطرق ذات الشتاء والصيف.
ليس بالمجهول حرص النبي - عليه الصلاة والسلام - على أن يقضي على الأصنام بإزاء الشعر، فقد حطمها يوم فتح مكة، وقتل الشعراء المناوئين قبل الفتح وبعده من مثل: أبي خطل وهو متعلق بأستار الكعبة، وعبد الله بن أبي الحقيق اليهودي، وكعب الأشراف ....
إن الشعر الجاهلي يهتم في المقام الأول بالألفاظ تبعًا للوزن والقافية، فكان حظ المعاني فيه قليلاً؛ ذلك لأن الشاعر الجاهلي يريد كلمة ترن في الأذن، فيطير بها الرواة، ولا يهمه بعد ذلك جودة البيت، وإنما يركز على الكلمة الواحدة في البيت كله، ثم يبدأ بتحري القافية، فلو ترجمنا أغلب شعرنا العربي إلى النثر لحصلنا على ما نكاد نلفظه لفظ النواة! لقد تنبأ زهير بن أبي سلمى إلى ذلك في زمنه حين قال يصف المعاني: ما أرانا نقول إلا معاراً أو معادًا من قولنا مكروراً .. كان الشاعر الجاهلي في لغته ميوعًا، حيث يأتي بها كيفما اتفق له الوزن والقافية، فجاء اللغويون والنحاة فحصرونا في قواعدهم، فهم جمدوا اللغة، وأفقدوها التوليد والاشتقاق لدى المتأخرين، يروى عن الفرزدق أنه قال يرد على من عاب عليه مخالفته للغة: (علينا أن نقول، وعليكم أن تتأولوا).
مشكلة النحو العربي أنه جمع بين منطق أرسطو وبين الشعر العربي، فكانت البصرة أول من اهتم بالنحو، وكانت تعج بالمناطقة، فالخليل بن أحمد الفراهيدي أستاذ سيبويه كان صديقًا لابن المقفع الذي ترجم المنطق في البصرة، فكان أن تأثر سيبويه من تأثر الخليل بصديقه، فنشأ النحو قيّاسًا بالدرجة الأولى، حيث توضع القواعد، ثم يبحث لها عن شواهد! وبهذا يشبه إلى حد بعيد ما كان من وضع اللحن المغنّى أولاً، ثم يطلب من الشاعر وضع الأبيات المناسبة! كان النحاة لا يقبلون من الأعرابي إذا خالف قواعدهم، أما آيات القرآن المخالفة فهم يؤولونها ويعللونها بما يشاؤون، فكان أن بدأ النحو متعسفًا، ولم ينظر إلى لغة القرآن التي راعت لغة القبائل التي نزلت بتسعة أحرف، بل إننا نجد أن علم النحو أصبح له سوقًا رائجة لمن يريد أن يتقرب من الخلفاء ويحظى بالجوائز، كما فعل الكسائي وغيره حين أخفق سيبويه في تقربه في المناظرة الشهيرة.
جاء ابن مالك متأخرًا عن سيبويه بقرون، فوضع ألفيته الشهيرة، فلم يكن للنحوي حين يخالفه أحد سوى أن يأتي ببيت لابن مالك فيفحم بها خصمه، وكأنه آية قرآنية لا تقبل التأويل كما كانوا يؤولون من قبل. لقد جنى الشعر الجاهلي على اللغة العربية حين كان كتاب سيبويه فيه أكثر من ألف شاهد نحوي من الشعر، ولم يتنبه سيبويه ومن كان معه من النحاة من أن لغة الشعر تختلف عن الحديث الدارج، فألزموا النحو بلغة الشعر التي هي مناقضة للغة النثر.
لقد جمّد النحو العربي لغة العرب، وأنزلها منزلة القوالب التي لا يحق للمتأخرين استبدالها، فكان أن وقفت اللغة، بل رأينا من يتهم الشعر بأنه منحول أكثره لاختلافه عن أسلوب القرآن، كما فعل طه حسين، ولو أنصف لعلم أن القرآن كتاب تعاليم دينية، وليس فني كما الشعر، فلا يُعنى بالمظاهر الاجتماعية كما الشعر. لقد آن للعرب أن يتحرروا من سطوة الشعر الجاهلي ونحوهم، فإن اللغة طيعة متطورة، فالشاعر المحتذي للشعر الجاهلي يجمد ولا يتقدم، والنحو جاء عن طريق المنطق قيّاسًا، فمن المعلوم من أن العرب تنطق بكلام ساكن الأواخر، مفهوم المعنى، وليس كما النحو حين يهتم بتركيب الجملة وأواخرها ولو لم تكن ذات مفهوم سريع.
ahmad-37-@hotmail com
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 09:08 م]ـ
أشكرك أخي سامي الفقيه الزهراني.
فعلا، هذا مقال يستحق النقاش؛ فقد جلبت لنا اليوم مقالا ساخنا.
سأعود بعد أن أثقف رمحي، وأشحذ سيفي.
وإنه - وقبل كل شيء - يسوؤني أن يتعرض شخص - مهما كان علمه - للعلماء القدماء الذي لم تغمض عيونهم، ولم يهدأ لهم بال حتى حفظوا الآلاف، وأمعنوا النظر ودققوا سنين عددا، فكانوا يتحرجون من كلمة أو إشارة نحن اليوم من أسهل الأمور نطلقها عفوًا رهوًا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 10:34 م]ـ
المقصد من كلام الأخ الدعوة إلى اللحن وترك الإعراب وإهمال علم النحو الذي وضعه المحافظون على العربية ولم يعلم مدى انزعاج العرب من اللحن في الكلام فليس التقيد بالنحو في الشعر فقط بل في الكلام أيضا ومن لحن في كلامه لحن في قراءة القرآن فغير المعنى فلا نشك في نحونا هذا
أما الشعر الجاهلي فهو أساس العربية ونبعها الصافي وكان عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهما يستشهدان بالشعر الجاهلي في تفسير القرآن ومعرفة المعاني ففيه الألفاظ الفصيحة والمعاني الحسان
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 11:17 م]ـ
لقد آن للعرب أن يتحرروا من سطوة الشعر الجاهلي ونحوهم
لكن إلى أين؟
إلى لغة بلا نحو ولا شعر
أُفّ وتُفّ وجَوْرَب وخُفّ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 11:31 م]ـ
لقد جمّد النحو العربي لغة العرب، وأنزلها منزلة القوالب التي لا يحق للمتأخرين استبدالها، فكان أن وقفت اللغة، بل رأينا من يتهم الشعر بأنه منحول أكثره لاختلافه عن أسلوب القرآن، كما فعل طه حسين، ولو أنصف لعلم أن القرآن كتاب تعاليم دينية، وليس فني كما الشعر، فلا يُعنى بالمظاهر الاجتماعية كما الشعر.
وهل جمد النحو العربي أيضا بلاغة " القرآن الكريم " وقيده؟؟
ونعم الذي استشهد به!!
تعالى الله عما تصفون.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 12:53 ص]ـ
إن الشعر الجاهلي يهتم في المقام الأول بالألفاظ تبعًا للوزن والقافية، فكان حظ المعاني فيه قليلاً؛
واعجباه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سامحه الله، هل قرأ الكتب بالمقلوب؟
الرده عليه يحتاج بحثا مطولا
ـ[ضاد]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:04 ص]ـ
ليس من الهين مناقشة هذا الموضوع, لأنه يطلب أمرا غير موجود, يطلب عربا يتكلمون العربية على السليقة في زمن تتعلم فيه العربية في المدارس وليس في البيت. لكي يكون ما أراد من تطويع العربية بحرية متكلمها مثلما كان ذلك في زمن السليقة, فإنه ينبغي أن نتخلى عن كل اللهجات التي نتكلمها ونتكلم بدلا منها الفصحى في حياتنا كلها, وعندئذ تتكون الملكة المطوعة للغة والمشكلة لها حسب رغبة المتكلم, وهذا أمر مستحيل, وذلك سبب وجود النحو, لتعليم الفصحى لمن لا يتكلمها, سواء من غير العرب أو من أمثالنا الذين يتكلمون لهجة ويكتبون فصحى أو شبه فصحى. فالنحو حبل يعتصم به من يريد تعلم الفصحى, ولا مجال - خصوصا في عصرنا - لتعلم الفصحى دون نحو. ولي عودة بإذن الله.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بادئ ذي بدء، أقدس حرية رأ ي الآخر وله أن يقول ما يريد صواباً كان أم خطأ
وهنا .. يأتي دور الرأي الآخر يدافع عما يراه صواباً ولابد للحقيقة أن تنجلي ..
حتى لو غطاها الغمام أو حاول، وكلما كانت الحجة واضحة دامغة مع احترام الشخص الآخر ورأيه كلما اقتنع بسرعة أكبر ..
اللغة العربية بشهادة القاصي والداني لغة حية على مر العصور وقد حفظها القرآن الكريم من الزوال فاللغة العربية لغة مطواع بين يدي العارف بها يستطيع أن يعبر بها عن كل خلجات الشعور ويسمي بها كل الماديات بأسماء وأفعال وحروف، ولا أدري كم من المتناقضات أرى في هدة المقالة فهو يراه (شعر صعب، حصره الجاهليون في أمرين: الوزن والقافية) كما قال: (إن الشعر الجاهلي يهتم في المقام الأول بالألفاظ تبعًا للوزن والقافية، فكان حظ المعاني فيه قليلاً)
وماذا نقول عن أبيات زهير بن أبي سلمى بالحكمة والتي مازال الناس يتداولونها حتى الآن؟؟؟ وهل وضعها فقط لإرضاء القافية والوزن؟
حسناً .. وماذا يقول بأبيات امرئ القيس والقصص التي رواها في شعره بسلاسة وبنفس الوقت بقوة وجزالة؟؟
وماذا نقول عن عنترة وعن المهلهل وماذا وماذا؟؟؟؟
وهل يعتقد أن التدني في لغتنا هذه الأيام نابع من خطأٍ في اللغة؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لاوالله ... فالخطأ فينا نحن إذ أهملناها .. فالتطور العلمي يستدعي من أهل اللغة وعشاقها تطويرها لايستدعي فقط بل هو واجب، ولا أعني بالتطوير المساس بأساسياتها من نحو وصرف وبلاغة وعروض بل أقصد العمل على تطويع الألفاظ لمواكبة المخترعات الحديثة ليستطيع القارئ والكاتب التعبير بلغة عربية فصحى معتمدة عما يراه حوله من مستجدات كالأفكار الجديدة والاختراعات والمصطلحات الحديثة فيستطيع استعمالها بيسر
وحاشى أن تكون لغة القرآن الكريم التي أتت بلغة العرب جامدة بل تصلح لكل زمان
والحديث ذو شجون ... فتقدموا بما لديكم إخوتي الفصحاء ودافعوا عن لغتكم الأم ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 05:55 ص]ـ
هذا المقال مررت عليه سابقا، ولولا دعوة من أخ كريم؛ لما توقفت عنده؛
لأنها شنشنة نعرفها من أخزم!!
(الشنشنة هي الطبيعة، ويقال: إنه حين مات أخزم، هبّ أولاده، وقتلوا جدّهم فقال قبل أن يلفظ آخر أنفاسه:
إنّ بنيّ رموني بالدم!!
والكاتب (المهووس) هذا من سلالة أخزم، وهو يدّق الآن طبول الحرب أو عطر منشم، على لعتنا الحبيبة، وعلى أسياده الذين علموه كيف يكتب ويقرأ الحرف العربي، ويعبر عنه فيما عبر من هوس سبقه إليها كبار المتنصرين والمستشرقين ..
وإننا نحن العرب نادرا ما ننظر إلى لغتنا من جانبها الفلسفي والرياضياتي، فاللغة عندنا للتواصل أو الشتيمة أو الثرثرة، متناسين أن اللغة إبداع إنساني، بل إنها الإبداع الحقيقي، وتطورها هو الذي يسهم بتطور العلوم والفنون كافة.
وإذا ما ذُكر تاريخ النحو العربي فكثيرًا ما يُقرن بأثر أجنبي أسهم في نشوئه.
ومن ذلك القول بأن النحو العربي متأثر بالدراسات اليونانية، أو متأثر بالدراسات الهندية.
لكن هذا الحال تغير خصوصًا مع ازدهار الدراسات اللسانية المتأثرة بفكر تشومسكي.
ذلك أنه ينظر إلى اللغات عمومًا على أنها تمثُّلات لشيء واحد عام في بنى الإنسان مخصوصين به.
لذلك لا نستغرب التشابهات الكثيرة العميقة بين اللغات كما لا نستغرب أن يصل بنو الإنسان في دراسة لغاتهم إلى نتائج متشابهة.
ونتيجة لهذا الأثر بدأ توجُّه جديد يهتم بالدراسات العربية في الغرب من حيث البحث في تاريخ النحو العربي:
(ومن أوائل الأبحاث الحديثة المتأثرة بالفكر اللساني لتشومسكي وتنحو هذا المنحى مقال كتبه ديفد بترسون بعنوان بعض الوسائل التفسيرية عند النحويين العرب)
ويناقش فيه لجوء النحويين العرب إلى التأويل والتجريد، ويختمه بقوله:
يجب أن يكون واضحًا من النقاش الذي تقدم أن النحويين العرب لم يكونوا وصفيين لا يهتمون إلا بالظاهر في أية حال؛ بل هم بنيويون بالمعنى نفسه الذي يصنَّف به أكثر الدرس اللساني في القرن العشرين، ومن ضِمنه النحو التوليدي التحويلي بأنه بنيوي.
لقد كان النحويون العرب مهتمين بالتحليل البنيوي الذي يصل الأشكال بعضها ببعض، وذلك ما يؤدي إلى تفسيرها وتوضيها.
ومن أجود ماقرأته، إنصافا للنحو العربي، والدراسات النحويه
قول لبعض الدارسين الغربيين الذين كتبوا عن النحو العربي،
(وقد غاب اسمه عني الآن)، وهو بخصوص ما تتصف به المقالات التي تؤرِّخ للنشاط النحوي العربي:
(المقالات التي تهتم بتاريخ بعض النحويين) أنها تتعدى حدود المناهج التقليدية في البحث، تلك التي تركز أساسًا على التفصيلات الخاصة بسِيَر حياة النحويين، وتنحو إلى فحص إنتاجهم العلمي بوصفه منظومة من الأفكار الثابتة التي لابد أنهم حصلوا عليها من سابقيهم، وبهذه الطريقة لم يُعترف إلا بوجود عدد قليل من العباقرة".
لقد كان النحويّ المسلم حرًّا في تطوير أي رأي يراه معقولاً ومتماشيًا مع دينه، لذلك يجب أن يتوقف القارئ المعاصر عن النظر إلى الإسلام على أنه عنصرُ كَبْت، وأن ينظر بدلاً عن ذلك إلى الخصوصية والمبادرة التي كان المثقفون المسلمون أحرارًا في اتخاذها.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 06:58 ص]ـ
شنشنة أعرفها من أخزم:
قال ابن الكلبي:
إن الشعر لأبي أخزم الطائي، وهو جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له
ابن يقال له أخزم، وقيل كان عاقاً، فمات وترك بنين فوثبوا يوماً على جدهم أي أخزم فأدموه، فقال:
أن بني ضرجوني بالدم = شنشنة أعرفها من أخزم
ويروى: زملوني، وهو مثل ضرجوني في المعنى، أي لطخوني، يعني أن هؤلاء أشبهوا أباهم في العقوق. والشنشنة، الطبيعة والعادة. قال شمر: وهو مثل قولهم: العصا من العصية.
ويروى: نشنشة، وكأنه مقلوب شنشنة. وفي الحديث أن عمر قال لابن عباس رضي الله عنهم، حين شاوره فأعجبه: إشارة شنشنة أعرفها من أخزم. وذلك أنه لم يكن القرشي مثل رأي العباس رضي الله عنه. فشبهه بأبيه في جودة الرأي. وقال الليث: الأخزم، الذكر.
وكمرة خزماء، قصر وترها. وذكر أخزم.
قال: كأن لأعرابي بني يعجبه فقال يوماً:
شنشنة من أخزم.
أي قطران الماء من ذكر أخزم. يضرب في قرب الشبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 10:09 ص]ـ
فكان أن بدأ النحو متعسفًا، ولم ينظر إلى لغة القرآن التي راعت لغة القبائل التي نزلت بتسعة أحرف،
Ahmad-37-@hotmail Com
غريب أمره، ألم يعلم أن قواعد اللغة العربية إنما استقرأها العلماء من القرآن الكريم ثم السنة النبوية ثم كلام العرب.
إذا العلماء لم يأتوا بشيء من عقولهم إنما أنزلوا كلام القرآن و الرسول و العرب على شكل قواعد بعد أن ظهر اللحن في ألسنة العرب و سبب ذلك لوثة العجمة.
حفظ الله لغتنا الكريمة من الجهلة الذين يريدون أن يعيدوا وقفة العداء للغة العربية.
.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 10:12 ص]ـ
القرآن الكريم هو الهدف الحقيقي من وراء مثل هذه الدعوات
عن ابن عباس قال إن الوليد بن المغيرة، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال اقرأ علي. فقرأ عليه (16: 90) "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" الآية فقال: "أعد". فأعاد. فقال "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشر". يعني لا يستطيع قوله بشر.
القرآن الكريم كلام رب العالمين (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42)، فلا يخضع لمعايير النقد، إذ لا مأخذ عليه، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلامهم. ومن أهم وجوه الإعجاز فيه أنه القمة في لغة العرب، فما قبله صعود وتقدم وارتقاء، وما بعده هبوط وتراجع وانحدار، والتعهد الرباني بحفظ القرآن الكريم يعني أن اللغة العربية قد بلغت بواسطته إلى القمة، لأن كلام الله يعلو ولا يعلى عليه، لكن كلام الناس يهبط ويصعد بالنسبة إليه، ولذلك فإن كل نزول وانحدار في كلام العرب عن مستوى لغة القرآن يعتبر تراجعا ونكوصا في اللغة، وكل صعود وارتقاء إلى مستوى لغة القرآن يعتبر تقدما وتطورا.
إن تهجم أعوان إبليس من المشككين والمنكرين والملحدين والمنصرين والمستشرقين والمتفرنجين والجهلة المناهضين للإسلام على لغتنا العربية لغة القرآن الكريم، ودعواتهم المشبوهة إلى التغيير بدعوى التطوير، هو نفس حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بغربال يمسكه في يديه.
إن الهدف الخفي الأساسي من وراء مثل هذه الدعوات والادعاءات المشبوهة هو الطعن في إعجاز القرآن الكريم وفي مكانته تمهيدا لإسقاط حجيته واتهامه بالغلط والركاكة والهفوات وعدم الثبات، ثم تغيير اللغة العربية بدعوى التطوير من أجل إيجاد هوة بين الأجيال القادمة من المسلمين وبين قرآنهم وتراثهم الإسلامي وكتب الفقه والتفسير، وإسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور في نهاية الأمر، ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
صدق الله العظيم
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:59 م]ـ
أتمنى ألا يُلتفت إلى ما طرحه هذا الكاتب؛ فهو باحثٌ عن الشهرة بل لاهثٌ خلفها، وغاية ما يتمنى أن يرد عليه هذا العالم الفاضل أو ذاك، فيكون معروفًا بين الناس، وينال ما أراد.
هذا الكلام لم أقله من فراغ، فلهذا الكاتب كتابات عديدة تنضح بالحماقة والسوء، وهو غير جدير بالرد والمناقشة.
دعوه فالزمن كفيل برمي هذا الطرح في سلة المهملات،،
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 04:35 م]ـ
القرآن الكريم هو الهدف الحقيقي من وراء مثل هذه الدعوات
عن ابن عباس قال إن الوليد بن المغيرة، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال اقرأ علي. فقرأ عليه (16: 90) "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" الآية فقال: "أعد". فأعاد. فقال "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشر". يعني لا يستطيع قوله بشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن الكريم كلام رب العالمين (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42)، فلا يخضع لمعايير النقد، إذ لا مأخذ عليه، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلامهم. ومن أهم وجوه الإعجاز فيه أنه القمة في لغة العرب، فما قبله صعود وتقدم وارتقاء، وما بعده هبوط وتراجع وانحدار، والتعهد الرباني بحفظ القرآن الكريم يعني أن اللغة العربية قد بلغت بواسطته إلى القمة، لأن كلام الله يعلو ولا يعلى عليه، لكن كلام الناس يهبط ويصعد بالنسبة إليه، ولذلك فإن كل نزول وانحدار في كلام العرب عن مستوى لغة القرآن يعتبر تراجعا ونكوصا في اللغة، وكل صعود وارتقاء إلى مستوى لغة القرآن يعتبر تقدما وتطورا.
إن تهجم أعوان إبليس من المشككين والمنكرين والملحدين والمنصرين والمستشرقين والمتفرنجين والجهلة المناهضين للإسلام على لغتنا العربية لغة القرآن الكريم، ودعواتهم المشبوهة إلى التغيير بدعوى التطوير، هو نفس حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بغربال يمسكه في يديه.
إن الهدف الخفي الأساسي من وراء مثل هذه الدعوات والادعاءات المشبوهة هو الطعن في إعجاز القرآن الكريم وفي مكانته تمهيدا لإسقاط حجيته واتهامه بالغلط والركاكة والهفوات وعدم الثبات، ثم تغيير اللغة العربية بدعوى التطوير من أجل إيجاد هوة بين الأجيال القادمة من المسلمين وبين قرآنهم وتراثهم الإسلامي وكتب الفقه والتفسير، وإسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور في نهاية الأمر، ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
صدق الله العظيم
ذاك هو جوهر الموضوع،فصدقت أخي منذر.
الواقع الذي نعيشه بطغيان العولمة فيه والتغيرات في شتى المجالات، يتطلب منا
تطويع لغة الضاد بطريقة لا تخرج بها عن قداستها وعراقتها،
ولن يكون هذا إلا اذا التزمنا الجدّ وابتعدنا عن توافه الأمور.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 06:50 م]ـ
أتمنى ألا يُلتفت إلى ما طرحه هذا الكاتب؛ فهو باحثٌ عن الشهرة بل لاهثٌ خلفها، وغاية ما يتمنى أن يرد عليه هذا العالم الفاضل أو ذاك، فيكون معروفًا بين الناس، وينال ما أراد.
هذا الكلام لم أقله من فراغ، فلهذا الكاتب كتابات عديدة تنضح بالحماقة والسوء، وهو غير جدير بالرد والمناقشة.
دعوه فالزمن كفيل برمي هذا الطرح في سلة المهملات،،
صدقت أخي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 09:43 م]ـ
هذا المقال مررت عليه سابقا، ولولا دعوة من أخ كريم؛ لما توقفت عنده؛
لأنها شنشنة نعرفها من أخزم!!
(الشنشنة هي الطبيعة، ويقال: إنه حين مات أخزم، هبّ أولاده، وقتلوا جدّهم فقال قبل أن يلفظ آخر أنفاسه:
إنّ بنيّ رموني بالدم!!
والكاتب (المهووس) هذا من سلالة أخزم، وهو يدّق الآن طبول الحرب أو عطر منشم، على لعتنا الحبيبة، وعلى أسياده الذين علموه كيف يكتب ويقرأ الحرف العربي، ويعبر عنه فيما عبر من هوس سبقه إليها كبار المتنصرين والمستشرقين ..
وإننا نحن العرب نادرا ما ننظر إلى لغتنا من جانبها الفلسفي والرياضياتي، فاللغة عندنا للتواصل أو الشتيمة أو الثرثرة، متناسين أن اللغة إبداع إنساني، بل إنها الإبداع الحقيقي، وتطورها هو الذي يسهم بتطور العلوم والفنون كافة.
وإذا ما ذُكر تاريخ النحو العربي فكثيرًا ما يُقرن بأثر أجنبي أسهم في نشوئه.
ومن ذلك القول بأن النحو العربي متأثر بالدراسات اليونانية، أو متأثر بالدراسات الهندية.
لكن هذا الحال تغير خصوصًا مع ازدهار الدراسات اللسانية المتأثرة بفكر تشومسكي.
ذلك أنه ينظر إلى اللغات عمومًا على أنها تمثُّلات لشيء واحد عام في بنى الإنسان مخصوصين به.
لذلك لا نستغرب التشابهات الكثيرة العميقة بين اللغات كما لا نستغرب أن يصل بنو الإنسان في دراسة لغاتهم إلى نتائج متشابهة.
ونتيجة لهذا الأثر بدأ توجُّه جديد يهتم بالدراسات العربية في الغرب من حيث البحث في تاريخ النحو العربي:
(ومن أوائل الأبحاث الحديثة المتأثرة بالفكر اللساني لتشومسكي وتنحو هذا المنحى مقال كتبه ديفد بترسون بعنوان بعض الوسائل التفسيرية عند النحويين العرب)
ويناقش فيه لجوء النحويين العرب إلى التأويل والتجريد، ويختمه بقوله:
يجب أن يكون واضحًا من النقاش الذي تقدم أن النحويين العرب لم يكونوا وصفيين لا يهتمون إلا بالظاهر في أية حال؛ بل هم بنيويون بالمعنى نفسه الذي يصنَّف به أكثر الدرس اللساني في القرن العشرين، ومن ضِمنه النحو التوليدي التحويلي بأنه بنيوي.
لقد كان النحويون العرب مهتمين بالتحليل البنيوي الذي يصل الأشكال بعضها ببعض، وذلك ما يؤدي إلى تفسيرها وتوضيها.
ومن أجود ماقرأته، إنصافا للنحو العربي، والدراسات النحويه
قول لبعض الدارسين الغربيين الذين كتبوا عن النحو العربي،
(وقد غاب اسمه عني الآن)، وهو بخصوص ما تتصف به المقالات التي تؤرِّخ للنشاط النحوي العربي:
(المقالات التي تهتم بتاريخ بعض النحويين) أنها تتعدى حدود المناهج التقليدية في البحث، تلك التي تركز أساسًا على التفصيلات الخاصة بسِيَر حياة النحويين، وتنحو إلى فحص إنتاجهم العلمي بوصفه منظومة من الأفكار الثابتة التي لابد أنهم حصلوا عليها من سابقيهم، وبهذه الطريقة لم يُعترف إلا بوجود عدد قليل من العباقرة".
لقد كان النحويّ المسلم حرًّا في تطوير أي رأي يراه معقولاً ومتماشيًا مع دينه، لذلك يجب أن يتوقف القارئ المعاصر عن النظر إلى الإسلام على أنه عنصرُ كَبْت، وأن ينظر بدلاً عن ذلك إلى الخصوصية والمبادرة التي كان المثقفون المسلمون أحرارًا في اتخاذها.
طبيب بداء فنون الكلا = م لم يعي يوماً ولم يهذر
فإن هو أطنب في خطبة = قضى للمطيل على المنزر
وإن هو أوجز في خطبة = قضى للمقل على المكثر
الشكر الجزيل لأخي العزيز "دكتور مروان" ...
إنه "القول الفصل" ...
بارك الله فيكم ودمتم لنا ذخرا ومنهلا للعلم والأدب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 10:44 م]ـ
القرآن الكريم هو الهدف الحقيقي من وراء مثل هذه الدعوات
عن ابن عباس قال إن الوليد بن المغيرة، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال اقرأ علي. فقرأ عليه (16: 90) "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" الآية فقال: "أعد". فأعاد. فقال "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشر". يعني لا يستطيع قوله بشر.
القرآن الكريم كلام رب العالمين (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42)، فلا يخضع لمعايير النقد، إذ لا مأخذ عليه، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلامهم. ومن أهم وجوه الإعجاز فيه أنه القمة في لغة العرب، فما قبله صعود وتقدم وارتقاء، وما بعده هبوط وتراجع وانحدار، والتعهد الرباني بحفظ القرآن الكريم يعني أن اللغة العربية قد بلغت بواسطته إلى القمة، لأن كلام الله يعلو ولا يعلى عليه، لكن كلام الناس يهبط ويصعد بالنسبة إليه، ولذلك فإن كل نزول وانحدار في كلام العرب عن مستوى لغة القرآن يعتبر تراجعا ونكوصا في اللغة، وكل صعود وارتقاء إلى مستوى لغة القرآن يعتبر تقدما وتطورا.
إن تهجم أعوان إبليس من المشككين والمنكرين والملحدين والمنصرين والمستشرقين والمتفرنجين والجهلة المناهضين للإسلام على لغتنا العربية لغة القرآن الكريم، ودعواتهم المشبوهة إلى التغيير بدعوى التطوير، هو نفس حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بغربال يمسكه في يديه.
إن الهدف الخفي الأساسي من وراء مثل هذه الدعوات والادعاءات المشبوهة هو الطعن في إعجاز القرآن الكريم وفي مكانته تمهيدا لإسقاط حجيته واتهامه بالغلط والركاكة والهفوات وعدم الثبات، ثم تغيير اللغة العربية بدعوى التطوير من أجل إيجاد هوة بين الأجيال القادمة من المسلمين وبين قرآنهم وتراثهم الإسلامي وكتب الفقه والتفسير، وإسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور في نهاية الأمر، ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
صدق الله العظيم
بارك الله فيك أخي العالم الباحث منذر
والحقيقة هذا مايريده هؤلاء من خبثهم
الذي ينفخونه من كيرهم، ويريدون من أمثاك من الأفاضل
أن يتصدى لهم؛ ولكن الغيرة على لغة القرآن هي التي تحركنا
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 10:49 م]ـ
طبيب بداء فنون الكلا = م لم يعي يوماً ولم يهذر
فإن هو أطنب في خطبة = قضى للمطيل على المنزر
وإن هو أوجز في خطبة = قضى للمقل على المكثر
الشكر الجزيل لأخي العزيز "دكتور مروان" ...
إنه "القول الفصل" ...
بارك الله فيكم ودمتم لنا ذخرا ومنهلا للعلم والأدب.
والله
يا أخي الحبيب الغالي الأديب اللبيب رعد
في الجعبة الكثير الكثير
ولكن كلام هؤلاء إلى مزبلة التاريخ
من كبيرهم مرجليوث اللعين، إلى أعمى البصر والبصيرة
مرورا بهؤلاء الحثالة الأقزام ..
{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} [الرعد:17].
وشكرا لك
وجزاك الله خيرا(/)
من سير الشعراء والأدباء والكتاب: أحمد بن يوسف الكاتب ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 06:58 م]ـ
من سير الشعراء والأدباء والكتاب:
أحمد بن يوسف الكاتب (000 - 213 ه = 000 - 828 م)
أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح العجلي بالولاء، المعروف بالكاتب: وزير من كبار الكتاب. من أهل الكوفة. ولي ديوان الرسائل للمأمون، واستوزره بعد أحمد بن أبي خالد الاحول، وتوفي ببغداد. وكان فصيحا، قوي البديهة، يقول الشعر الجيد، له (رسائل) مدونة.
وهو صاحب البيت المشهور:
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضيق
(1) *
===========
(هامش 1) * (1) تاريخ بغداد 5: 216 والوزراء والكتاب 304 ومعجم الادباء 2: 160 والبداية والنهاية 10: 269 والنجوم الزاهرة 2: 206 وأمراء البيان 1: 218 - 243 وفهرست ابن النديم: الفن الثاني من المقالة الثالثة.
وجاءت أخباره في:
مختصر تاريخ دمشق؛ لابن منظور:
((أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح
أبو جعفر الكاتب أصله من الكوفة.
ولي ديوان الرسائل للمأمون.
يقال: إنه من بني عجل، وكان له أخ يقال له القاسم بن يوسف كان شاعراً كاتباً، وهما وأولادهما جميعاً أهل أدب وطلب للشعر والبلاغة.
قال أحمد بن يوسف الكاتب:
رآني عبد الحميد بن يحيى أكتب خطاً رديئاً، فقال لي:
إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها ثم قال: (من الطويل)
إذا جرح الكتاب كان قسيهم = دوايا وأقلام الدوي لهم نبلا
والجلفة: فتحة رأس القلم.
قال رجل لأحمد بن يوسف كاتب المأمون:
والله ما أدري أيك أحسن: أما وليه من خلقك أم ما وليته من أخلاقك? ومن شعر أحمد بن يوسف: (من البسيط)
يزين الشعر أفواهاً إذا نطقت = بالشعر يوماً وقد يزري بأفواه
قد يرزق المرء لا من حسن حيلته = ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي
ما مسني من غنى يوماً ولا عدمٍ = إلا وقولي عليه: الحمد لله
ومن شعر أحمد بن يوسف أيضاً: (من الطويل)
إذا قلت في شيء نعم فأتمه = فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل: لا، واسترح وأرح بها = لئلا يقول الناس إنك كاذب
ومن شعره في إفشاء السر: (من الطويل)
إذا المرء أفشى سره بلسانه = ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي استودعته السر أضيق
كان لأحمد بن يوسف جاريةٌ مغنيةٌ شاعرةٌ يقال لها: نسيم، وكان لها من قلبه مكان، فقالت وقد غضب عليها: (من الطويل)
غضبت بلا جرمٍ علي تجرماً = وأنت الذي تجفو وتهفو وتغدر
سطوت بعز الملك في نفس خاضعٍ = ولولا خضوع الرق ما كنت أصبر
فإن تتأمل ما فعلت تقم به ال = معاذير أو تظلم فإنك تقدر
فرضي عنها، واعتذر إليها، وقالت ترثيه: (من البسيط)
نفسي فداؤك لو بالناس كلهم = ما بي عليك تمنوا أنهم ماتوا
وللورى موتةٌ في الدهر واحدةٌ = ولي من الهم والأحزان موتات
ومن شعره: (مجزوء الكامل)
قلبي يحبك يا منى = قلبي ويبغض من يحبك
لأكون فرداً في هوا = ك فليت شعري كيف قلبك
كان أحمد بن يوسف من أفاضل كتاب المأمون، وأذكاهم، وأفطنهم، وأجمعهم للمجالس، وكان جيد الكلام، فصيح اللسان، حسن اللفظ، مليح الخط. يقول الشعر في الغزل، والمديح، والهجاء.
أشرف أحمد بن يوسف وهو في الموت على بستان له على شاطىء دجلة فجعل يتأمله؛ ويتأمل دجلة، ثم تنفس وقال متمثلاً: من البسيط
ما أطيب العيش لولا موت صاحبه = ففيه ما شئت من عيبٍ لعائبه
فما أنزلوه حتى مات.
ومات في سنة ثلاث عشرة. وقيل: أربع عشرة ومئتين.
وهو في سخطةٍ من المأمون.
للحديث بقية >>
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 07:10 م]ـ
بوركت أيها المُحقق البارع
أسلوب ينمُّ عن عالم خبر الأدب وفنونه
عرض ماتع يغري بالمتابعة
ودُّ متتابع لروحك الجميلة
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 05:56 ص]ـ
وبما أنني أحفظ هذين البيتين:
إذا قلتَ في شيئٍ "نعم"؛ فأَتِمَّهُ = فإنّ "نعم" دَينٌ على الحُرِّ واجِبُ
وإلاّ فقُل "لا"؛ واسْتَرِح وأَرِح بها = لكيلا يقولَ الناسُ إنكَ كاذِبُ
فقد رجعت إلى مصادري ومراجعي، ووجدت في حماسة البحتريّ أن هذين البيتين لشاعر اسمه:
هرم بن غنّام السلوليّ!!
ووجدتهما أيضا في ديوان أبي الأسود الدؤليّ، من قصيدة في تسعة أبيات، وهي:
وعدد من الرحمان فضلا ونعمة = عليك إذا ماجاء للخير طالب
وأن أمرا لايرتجى الخير عنده = يكن هيناً ثقلاً على من يصاحب
أرى دولاً هذا الزمان بأهله = وبينهم فيه تكون النوائب
فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً = فإنك لاتدري متى أنت راغب
وإن قلت في شيء (نعم)؛ فأتمه = فإن نعم دين على الحرّ واجب
وإلا فقل: (لا)؛ واسترح وأرح بها = لكيلا يقول الناس: إنك كاذب
إذا كنت تبغي شيمة غير شيمة = جبلت عليها لم تطعك الضرائب
تخلق أحيانا إذا ما أردتها = وخلقك من دون التخلق غالب
رَأَيتُ التِوا هَذا الزَمانِ بِأَهلِهِ = وَبينَهُمُ فيهِ تَكونُ النَوائِبُ
فهل توهم البحتري في نسبتهما لهذا الرجل:
(هرم بن غنّام السلولي)؛
الذي لم أجد له ذكرا في أيّ كتاب آخر!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 06:04 ص]ـ
بوركت أيها المُحقق البارع
أسلوب ينمُّ عن عالم خبر الأدب وفنونه
عرض ماتع يغري بالمتابعة
ودُّ متتابع لروحك الجميلة
شكرا لك أخي الحبيب الأديب محمد سعد
مرورك العطر الكريم
دمت بودٍّ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 06:24 ص]ـ
ومما أحفظه أيضا في معنى هذين البيتين قول الشاعر دِعامة بن زيد الطائيّ:
ولا تفشينْ سرّا إلى ذي نميمة = فذاك إذ ًا ذنْبٌ برأسك يُعصبُ
إذا ما جعلت السرَّ عند مضيِّع = فإنك ممن ضيَّع السرّ أذنبُ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 06:44 ص]ـ
ورأيت في كتاب:
الكامل في اللغة والأدب؛ للمبرّد،
والمحاسن والأضداد؛ للجاحظ،
والمحاسن والمساوئ؛ لإبراهيم البيهقيّ:
أبياتا للعتبي، ورد فيها إشارة إلى ما هو مذكور في بيتي أحمد بن يوسف الكاتب،
وها هي ذي:
ولي صاحب سري المكتم عنده = محاريق نيران بليل تحرق
غدوت على أسراره فكسوتها = ثياباً من الكتمان ما تتخرق
فمن كانت الأسرار تطفو بصدره = فأسرار صدري بالأحاديث تغرق
فلا تودعن الدهر سرك أحمقاً = فإنك إن أودعته منه أحمق
وحسبك في ستر الأحاديث واعظاً = من القول ما قال الأديب الموفق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضيق
وللعلم:
فإن العتبيّ توفي سنة 427 هـ؛ أي بعد وفاة أحمد بن يوسف الكاتب بأكثر من مئتي سنة؛ ولهذا يمكن أن يقال:
إنه اقتبس بيت أحمد بن يوسف الكاتب.
وأشار إليه، بقوله:
الأديب الموفق!!
والله أعلم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 09:56 م]ـ
موضوع ممتع وشيق كما عهنا مواضيعكم , يقف قلمي عاجزا أمامه ..
بارك الله فيكم أخي الحبيب وأستاذي المبجل " دكتور مروان ".
لقد ذكرتم أن " العتبي "توفي في 427 هـ , في حين أن تاريخ وفاته في الموسوعة الشعرية هو 228 هـ , وقد نقلت لكم ما كتب عنه ...
الرجاء توضيح مدى دقة ماكتب للفائدة العامة ..
واقبلوا فائق الاحترام والتقدير.
العتبي
133 - 228 هـ / 750 - 842 م
محمد بن عُبيدالله بن عمرو، أبو عبد الرحمن الأموي.
من بني عتبة بن أبي سفيان.
أديب، كثير الأخبار، حسن الشعر، من أهل البصرة، ووفاته فيها.
له تصانيف، منها (أشعار النساء اللاتي أحببن ثم أبغضن)، و (الأخلاق)، و (أشعار الأعاريب)، و (الخيل).
قال ابن النديم: كان العتبي وأبوه سيدين أديبين فصيحين.
وقال ابن قتيبة: الأغلب عليه الأخبار، وأكثر أخباره عن بني أمية.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 02:11 ص]ـ
وذكر الصفدي وبن خلكان ايضا انه مات في سنة 228
وذكر الحافظ اليغموري ذلك ايضا وكتب عنه باطناب،،،
بوركتم جميعا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 08:19 ص]ـ
ما شاء الله عليك ياأخي الحبيب رعد
والله تصلح أن تكون معي في مدرسة
تحقيق التراث الإسلاميّ!!
وللعلم ..
فإن من يعرف بالعتبي من الأعلام القدامى ثلاثة:
1 ـ محمد بن عبيدالله ـ 228 هـ
2 ـ محمد بن أحمد ـ 255 هـ
3 ـ عبيد الله بن أحمد ـ 390 هـ
4 ـ (المؤرخ المشهور)، محمد بن عبد الجبّار ـ 428 هـ
وقد انصرف ذهني للأخير، وأنا أبحث عنه؛ لشهرته،
مع أنني أنقل عن كتب لعلماء ماتوا قبل ذلك بكثير
وأنا أدقق في ذلك، وبه أعرف كيفية تحقيق النصّ،
وبسبب ذلك أحفظ ـ والحمد لله ـ وفيات أكثر من تسعين
بالمئة من وفيات الأعلام،،
وما ذهبت إليه هو الصحيح.
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 08:28 ص]ـ
(العتبيّ)
(. . - 428 ه =. . 1036 م):
محمد بن عبد الجبّار العتبي، من عتبة بن غزوان، أبو نصر:
مؤرخ من الكتاب الشعراء. أصله من الري.
نشأ في خراسان، وولي نيابتها. ثم استوطن نيسابور.
وانتهت إليه رئاسة الإنشاء في خراسان والعراق، وناب عن شمس المعالي قابوس بن وشمكير في خراسان إلى أن توفي.
من كتبه:
(لطائف الكتاب) في الأدب، و (اليميني)؛ نسبة إلى السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين، شرحه المنيني في مجلدين، ويعرف بتاريخ العتبيّ.(/)
وصية خروف لابنه
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 02:03 ص]ـ
حقاً .. هل أحد منا كالخراف؟؟ لاأظن
ولدي إليك وصيتي عهد الجدود= الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود
نرتاح للإذلال في كنف القيود= و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود
كن دائما بين الخراف مع الجميع= طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب، يعيش منا من يطيع =إياك يا ولدي مفارقة القطيع
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة =لا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه =لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه
لا تستمع ولدي لقول الطائشين =القائلين بأنهم أسد العرين
الثائرين على قيود الظالمين =دعهم بني و لاتكن في الهالكين
نحن الخراف فلا تشتتك الظنون =نحيا وهمُّ حياتنا ملء البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون= إن الخراف نعيمها ذل وهون
ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب= فاهرب بنفسك وانج من ظفر وناب
و إذا سمعت الشتم منهم والسباب= فاصبر فإن الصبر أجر وثواب
إن أنت أتقنت الهروب من النزال =تحيا خروفاً سالماً في كل حال
تحيا سليماً من سؤال واعتقال =من غضبة السلطان من قيل وقال
كن بالحكيم و لاتكن بالأحمق =نافق بني مع الورى وتملق
و إذا جررت إلى احتفال صفق =و إذا رأيت الناس تنهق فانهق
انظر ترَ الخرفان تحيا في هناء =لاذل يؤذيها ولا عيش الإ ماء
تمشي ويعلو كلما مشت الثغاء =تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء
ما العز، ما هذا الكلام الأجوف =من قال إن الذل أمر مقر ف
إن الخروف يعيش لا يتأفف =مادام يسقى في الحياة ويعلف
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 02:41 ص]ـ
لله درك.
لقد عزفت على الوتر الحساس.
فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 04:20 ص]ـ
وقال المتلمّس:
إنَّ الهوان حمار البيت يألفه ... والحرُّ ينكره والفيل والأسد
ولا يقيم بدار الذُّلِّ يألفها ... إلاَّ الذّليلان عير الحيِّ والوتد
هذا على الخسف مربوطٌ برمَّته ... وذا يشجُّ فما يأوي له أحد
الحديث ذو شجون
والله وحده المستعان وعليه التكلان
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 10:50 م]ـ
شكراً لمروركما الكريم أخوي: محمد ينبع الغامدي
و أبا سهيل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 11:21 م]ـ
[ quote= الباحثة عن الحقيقة;243036] حقاً .. هل أحد منا كالخراف؟؟ لاأظن
لا تتساءلي إن كنا كالخراف =فنحن أسود تحكمها خراف
بوكت أختي " الباحثة عن الحقيقة "
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 11:31 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم وتعليقك الجميل أخ رعد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 11:41 م]ـ
[ quote= الباحثة عن الحقيقة;243036] حقاً .. هل أحد منا كالخراف؟؟ لاأظن
لا تتساءلي إن كنا كالخراف =فنحن أسود تحكمها خراف
بوكت أختي " الباحثة عن الحقيقة "
أختلف معك أخي رعد هذه المرة
فما ذكرت يخالف نواميس الطبيعة
كيف تحكم الخراف أسودا؟!
وهل من شيم الأسود أن ترضى بحكم الخراف.
على أية حال أخي رعد أحترم وجهة نظرك، فقد تكون مصيبا، فالأسد ليس معصوما.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 12:21 ص]ـ
[ quote= رعد ازرق;243256]
أختلف معك أخي رعد هذه المرة
فما ذكرت يخالف نواميس الطبيعة
كيف تحكم الخراف أسودا؟!
وهل من شيم الأسود أن ترضى بحكم الخراف.
على أية حال أخي رعد أحترم وجهة نظرك، فقد تكون مصيبا، فالأسد ليس معصوما.
لا تختلف وفكر جيدا ..
ألسنا أسود تحكمنا اليهود؟؟
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 08:21 م]ـ
حقاً .. هل أحد منا كالخراف؟؟ لاأظن
ولدي إليك وصيتي عهد الجدود= الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود
نرتاح للإذلال في كنف القيود= و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود
كن دائما بين الخراف مع الجميع= طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب، يعيش منا من يطيع =إياك يا ولدي مفارقة القطيع
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة =لا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه =لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه
لا تستمع ولدي لقول الطائشين =القائلين بأنهم أسد العرين
الثائرين على قيود الظالمين =دعهم بني و لاتكن في الهالكين
نحن الخراف فلا تشتتك الظنون =نحيا وهمُّ حياتنا ملء البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون= إن الخراف نعيمها ذل وهون
ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب= فاهرب بنفسك وانج من ظفر وناب
و إذا سمعت الشتم منهم والسباب= فاصبر فإن الصبر أجر وثواب
إن أنت أتقنت الهروب من النزال =تحيا خروفاً سالماً في كل حال
تحيا سليماً من سؤال واعتقال =من غضبة السلطان من قيل وقال
كن بالحكيم و لاتكن بالأحمق =نافق بني مع الورى وتملق
و إذا جررت إلى احتفال صفق =و إذا رأيت الناس تنهق فانهق
انظر ترَ الخرفان تحيا في هناء =لاذل يؤذيها ولا عيش الإ ماء
تمشي ويعلو كلما مشت الثغاء =تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء
ما العز، ما هذا الكلام الأجوف =من قال إن الذل أمر مقر ف
إن الخروف يعيش لا يتأفف =مادام يسقى في الحياة ويعلف
ذوق شعري متميز،بوركت أختي الباحثة عن الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 09:24 م]ـ
وهل للخروف أن يكون غير خروف؟ لم أسمع بخروف استأسد يوما. بوركتم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 10:39 م]ـ
وهل للخروف أن يكون غير خروف؟ لم أسمع بخروف استأسد يوما. بوركتم.
قال ابن المقرب العيوني:
يستأسدُ الضب من جيراننا طمعاً = فيستهين بليثٍ يسدل اللبدا
ابن المقرّب العيوني
572 - 629 هـ / 1176 - 1231 م
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.
شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.
ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.
وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.
واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.
وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.
وقال أيضا:
بِنا يَستَنسِرُ العُصفُورُ تِيهاً = وَتَخشى الأسدُ صَولاتِ الضِباعِ
وقالوا:
إن البُغاث بأرضنا يستنسر!
وقد استنسر علينا البغاث واستأسدعلينا الضب ..
فلا نضع رؤوسنا في الرمال كالنعام ..
فلننظر حولنا من هم هؤلاء الذين مزقونا شر ممزق , أليس هم من كانوا " المستضعفون في الأرض "؟؟؟ وها هم الذين كانوا غارقون في الظلام عندما كنا نحن العرب والمسلمون نحكم الأرض برمتها , وكان الشجاع منهم يهاب أن تقع عيناه في عين العربي المسلم ,
هاهو الضب "بوش" قد إستأسد في أرضنا وهاهو البغاث "أولمرت" قد إستنسر ..
إن كان ما أقوله غير مصيب فنحن حقا الخراف وها هو الأسد "بوش" يتغذى علينا واحد تلو الآخر والنسر"أولمرت" يصطادنا واحد تلو الآخر ..
إذا هيا يا أسود ... هبوا على الضباء.
وهيا يا نسور ... هبوا على البغاث ..
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 10:40 م]ـ
شكراً للمرور الكريم أخ ليث وعلى المداخلة الطيبة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 10:44 م]ـ
شكراً لمرورك الكريم أخت عفاف
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 10:45 م]ـ
شرفتنا بمرورك الكريم أخ ضاد وشكراً للتعلق أخ رعد(/)
أحكام فقهية تتعلق بالشعر
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 03:41 ص]ـ
أحكام شرعية تتعلق بالشعر
من الموسوعة الفقهية الكويتية
اختلف الفقهاء في حكم تعلّم الشّعر وإنشائه وإنشاده وغير ذلك من مسائله على التّفصيل التّالي:
«أوّلاً: إنشاء الشّعر وإنشاده واستماعه»
- قال ابن قدامة: ليس في إباحة الشّعر خلاف، وقد قاله الصّحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللّغة العربيّة، والاستشهاد به في التّفسير، وتعرّف معاني كلام اللّه تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويستدلّ به أيضاً على النّسب والتّاريخ وأيّام العرب، يقال: الشّعر ديوان العرب.
وقال ابن العربيّ: الشّعر نوع من الكلام، قال الشّافعيّ: حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيحه: يعني أنّ الشّعر ليس يكره لذاته وإنّما يكره لمتضمّناته.
وقال النّوويّ: قال العلماء كافّةً: الشّعر مباح ما لم يكن فيه فحش ونحوه، وهو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وهذا هو الصّواب، فقد سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم الشّعر واستنشده، وأمر به حسّان بن ثابت رضي الله تعالى عنه في هجاء المشركين، وأنشده أصحابه بحضرته في الأسفار وغيرها، وأنشده الخلفاء وأئمّة الصّحابة وفضلاء السّلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه، وإنّما أنكروا المذموم منه وهو الفحش ونحوه.
وقال ابن حجر: الّذي يتحصّل من كلام العلماء في حدّ الشّعر الجائز أنّه إذا لم يكثر منه في المسجد، وخلا عن هجو وعن الإغراق في المدح والكذب المحض والغزل الحرام، فإنّه يكون جائزاً.
ونقل ابن عبد البرّ الإجماع على جوازه إذا كان كذلك، واستدلّ بأحاديث وبما أنشد بحضرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو استنشده ولم ينكره، وقد جمع ابن سيّد النّاس مجلّداً في أسماء من نقل عنه من الصّحابة شيء من شعر متعلّق بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم خاصّةً، وأخرج البخاريّ في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّها كانت تقول: الشّعر منه حسن ومنه قبيح، خذ الحسن ودع القبيح، ولقد رويت من شعر كعب بن مالك أشعاراً منها القصيدة فيها أربعون بيتاً، وأخرج البخاريّ في الأدب المفرد أيضاً من حديث عبد اللّه بن عمرو رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً بلفظ: «الشّعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام». وروى مسلم عن عمرو بن الشّريد عن أبيه قال: «ردفت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: هل معك من شعر أميّة بن أبي الصّلت شيء؟ قلت: نعم، قال: هيه فأنشدته بيتاً فقال: هيه ثمّ أنشدته بيتاً فقال: هيه حتّى أنشدته مائة بيت».
قال القرطبيّ: وفي هذا دليل على حفظ الأشعار والاعتناء بها إذا تضمّنت الحكم والمعاني المستحسنة شرعاً وطبعاً.
وإنّما استكثر النّبيّ صلى الله عليه وسلم من شعر أميّة لأنّه كان حكيماً، وقال صلى الله عليه وسلم: «كاد أميّة بن أبي الصّلت أن يسلم».
ولمّا أراد العبّاس رضي الله تعالى عنه مدح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأبيات من الشّعر قال صلى الله عليه وسلم له: «هات، لا يفضض اللّه فاك».
وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل مكّة في عمرة القضاء وعبد اللّه بن رواحة رضي الله تعالى عنه بين يديه يمشي وهو يقول:
خلّوا بني الكفّار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر: يا ابن رواحة، في حرم اللّه وبين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «خلّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النّبل». وروى أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ من الشّعر حكمةً».
وبهذا يتبيّن أنّه لا وجه لقول من حرّم الشّعر مطلقاً أو قال بكراهته.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - قال جمهور الفقهاء: فقد يكون فرضاً كما نقل ابن عابدين عن الشّهاب الخفاجيّ قال: معرفة شعر أهل الجاهليّة والمخضرمين - وهم من أدرك الجاهليّة والإسلام - والإسلاميّين روايةً ودرايةً فرض كفاية عند فقهاء الإسلام، لأنّ به تثبت قواعد العربيّة الّتي بها يعلم الكتاب والسّنّة المتوقّف على معرفتهما الأحكام الّتي يتميّز بها الحلال من الحرام، وكلامهم وإن جاز فيه الخطأ في المعاني فلا يجوز فيه الخطأ في الألفاظ وتركيب المباني.
9 - وقد يكون مندوباً، وذلك إذا تضمّن ذكر اللّه تعالى أو حمده أو الثّناء عليه، أو ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم أو الصّلاة عليه أو مدحه أو الذّبّ عنه، أو ذكر أصحابه أو مدحهم، أو ذكر المتّقين وصفاتهم وأعمالهم، أو كان في الوعظ والحكم أو التّحذير من المعاصي أو الحثّ على الطّاعات ومكارم الأخلاق.
10 - وقد يكون الشّعر حراماً إذا كان في لفظه ما لا يحلّ كوصف الخمر المهيّج لها، أو هجاء مسلم أو ذمّيّ، أو مجاوزة الحدّ والكذب في الشّعر، بحيث لا يمكن حمله على المبالغة، أو التّشبيب بمعيّن من أمرد أو امرأة غير حليلة، أو كان ممّا يقال على الملاهي.
11 - وقد يكون الشّعر مكروهاً وللمذاهب في ذلك تفصيل:
فعند الحنفيّة أنّ المكروه من الشّعر ما داوم عليه الشّخص وجعله صناعةً له حتّى غلب عليه وشغله عن ذكر اللّه تعالى وعن العلوم الشّرعيّة، وما كان من الشّعر في وصف الخدود والقدود والشّعور، وكذلك تكره قراءة ما كان فيه ذكر الفسق والخمر.
وقال المالكيّة: يكره الإكثار من الشّعر غير المحتاج إليه لقلّة سلامة فاعله من التّجاوز في الكلام لأنّ غالبه مشتمل على مبالغات، روى ابن القاسم عن مالك أنّه سئل عن إنشاد الشّعر فقال: لا تكثرنّ منه فمن عيبه أنّ اللّه تعالى يقول: «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ».
قال: ولقد بلغني أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كتب إلى أبي موسى الأشعريّ أن اجمع الشّعراء قبلك، وسلهم عن الشّعر، وهل بقي معهم معرفة، وأحضر لبيداً ذلك، فجمعهم فسألهم، فقالوا: إنّا لنعرفه ونقوله، وسأل لبيداً فقال: ما قلت بيت شعر منذ سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: «الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ».
وقال ابن العربيّ: من المذموم في الشّعر التّكلّم من الباطل بما لم يفعله المرء رغبةً في تسلية النّفس وتحسين القول.
وقال الشّافعيّة: يكره أن يشبّب من حليلته بما حقّه الإخفاء، وذلك ما لم تتأذّ بإظهاره وإلاّ حرم. وقال الحنابلة: يكره من الشّعر الهجاء والشّعر الرّقيق الّذي يشبّب بالنّساء.
12 - وقد يكون الشّعر مباحاً وهو الأصل في الشّعر. ونصوص فقهاء المذاهب في ذلك الحكم متقاربة:
قال الحنفيّة: اليسير من الشّعر لا بأس به إذا قصد به إظهار النّكات والتّشابيه الفائقة والمعاني الرّائقة، وما كان من الشّعر في ذكر الأطلال والأزمان والأمم فمباح.
وقال المالكيّة: يباح إنشاد الشّعر وإنشاؤه ما لم يكثر منه فيكره، إلاّ في الأشعار الّتي يحتاج إليها في الاستدلال.
وقال الشّافعيّة: يباح إنشاء الشّعر وإنشاده واستماعه ما لم يتضمّن ما يمنعه أو يقتضيه اتّباعاً للسّلف والخلف، ولأنّه صلى الله عليه وسلم كان له شعراء يصغي إليهم كحسّان بن ثابت وعبد اللّه بن رواحة وكعب بن مالك رضي الله تعالى عنهم، ولأنّه صلى الله عليه وسلم استنشد من شعر أميّة ابن أبي الصّلت مائة بيت، أي لأنّ أكثر شعره حِكَم وأمثال وتذكير بالبعث ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كاد أن يسلم» ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من الشّعر حكمةً». وقال ابن قدامة: ليس في إباحة الشّعر خلاف، وقد قاله الصّحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه.
«ثانياً: تعلّم الشّعر»
- ذهب الفقهاء إلى أنّ تعلّم الشّعر مباح إن لم يكن فيه سخف أو حثّ على شرّ أو ما يدعو إلى حظره.
وتعلّم بعض الشّعر يكون فرض كفاية عند الحنفيّة كما نقل ابن عابدين عن الشّهاب الخفاجيّ. وقال المالكيّة: لا نزاع في جواز تعلّم الأشعار الّتي يذكرها المصنّفون للاستدلال بها.
ونصّ الحنابلة على أنّه يصحّ استئجار لتعليم نحو شعر مباح ويجوز أخذ الأجر عليه.
«ثالثاً: منع النّبيّ صلى الله عليه وسلم من الشّعر»
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء، وقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، ولكنّه صلى الله عليه وسلم حجب عنه الشّعر لما كان اللّه سبحانه وتعالى قد ادّخره له من فصاحة القرآن وإعجازه دلالةً على صدقه، كما سلب عنه الكتابة وأبقاه على حكم الأمّيّة تحقيقاً لهذه الحالة وتأكيداً، ولئلاّ تدخل الشّبهة على من أرسل إليه فيظنّ أنّه قوي على القرآن بما في طبعه من القوّة على الشّعر.
قال اللّه تعالى: «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ».
15 - وقد اختلف في جواز تمثّل النّبيّ صلى الله عليه وسلم بشيء من الشّعر وإنشاده حاكياً عن غيره، والصّحيح جوازه لما روى المقدام بن شريح عن أبيه قال: قلت لعائشة: أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتمثّل بشيء من الشّعر؟ قالت: «كان يتمثّل بشعر ابن أبي رواحة ويتمثّل ويقول ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد».
وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ألا كلّ شيء ما خلا اللّه باطل».
وإصابة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وزن الشّعر لا يوجب أنّه يعلم الشّعر، وكذلك ما يأتي من نثر كلامه ممّا يدخل في وزن كقوله صلى الله عليه وسلم: «هل أنت إلاّ أصبع دميت وفي سبيل اللّه ما لقيت».
وقول صلى الله عليه وسلم: «أنا النّبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب».
فقد يأتي مثل ذلك في آيات القرآن الكريم كقوله تعالى: «لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ».
وقوله سبحانه: «نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ».
وقوله عزّ وجلّ: «وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ» إلى غير ذلك من الآيات، وليس هذا شعراً ولا في معناه، ولا يلزم من ذلك أن يكون النّبيّ صلى الله عليه وسلم عالماً بالشّعر ولا شاعراً، لأنّ إصابة القافيتين من الرّجز وغيره من غير قصد كما قال القرطبيّ، لا توجب أن يكون القائل عالماً بالشّعر ولا يسمّى شاعراً، كما أنّ من خاط خيطاً لا يكون خيّاطاً، قال أبو إسحاق الزّجّاج: معنى «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ» وما علّمناه أن يشعر، أي ما جعلناه شاعراً، وهذا لا يمنع أن ينشد شيئاً من الشّعر.
«رابعاً: إنشاد الشّعر في المسجد»
16 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ العبرة بمضمون الشّعر، فإن كان حسناً جاز إنشاده في المسجد وإلاّ فلا.
قال ابن عابدين: أخرج الطّحاويّ في شرح معاني الآثار: «أنّه صلى الله عليه وسلم نهى أن تنشد الأشعار في المسجد، وأن يباع فيه السّلع، وأن يتحلّق فيه قبل الصّلاة» ثمّ وفّق بينه وبين ما ورد: «أنّه صلى الله عليه وسلم وضع لحسّان منبراً ينشد عليه الشّعر» بحمل الأوّل على ما كانت قريش تهجوه به، أو على ما يغلب على المسجد حتّى يكون أكثر من فيه متشاغلاً به، وكذلك النّهي عن البيع فيه هو الّذي يغلب عليه حتّى يكون كالسّوق لأنّه صلى الله عليه وسلم لم ينه عليّاً عن خصف النّعل فيه. مع أنّه لو اجتمع النّاس لخصف النّعال فيه كره، فكذلك البيع وإنشاد الشّعر والتّحلّق قبل الصّلاة فما غلب عليه كره وما لا فلا. وهذا نظير ما قاله القرطبيّ.
ونقل الزّركشيّ عن النّوويّ أنّه ينبغي ألاّ ينشد في المسجد شعر ليس فيه مدح للإسلام ولا حثّ على مكارم الأخلاق ونحوه، فإن كان لغير ذلك حرم.
ونقل عن الصّيمريّ قوله: كره قوم إنشاد الشّعر في المساجد وليس ذلك عندنا بمكروه، وقد كان حسّان بن ثابت ينشد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الشّعر في المسجد، وأنشده كعب بن زهير قصيدتين في المسجد، لكن لا يكثر منه في المسجد، قال الزّركشيّ: والظّاهر أنّ هذا محمول على الشّعر المباح أو المرغّب في الآخرة أو المتعلّق بمدح النّبيّ صلى الله عليه وسلم وذكر بعض مناقبه ومآثره لا مطلق الشّعر، وقال الماورديّ والرّويانيّ: لعلّ الحديث في المنع من إنشاد الشّعر في المسجد محمول على ما فيه هجو أو مدح بغير حقّ، فإنّه عليه الصلاة والسلام مدح وأنشد مدحه في المسجد فلم يمنع منه، وقال ابن بطّال: لعلّه كان فيما يتشاغل النّاس به حتّى يكون كلّ من في المسجد يغلب عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الرّحيبانيّ: يباح في المسجد إنشاد شعر مباح لحديث جابر بن سمرة قال: «شهدت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرّة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشّعر وأشياء من أمر الجاهليّة فربّما تبسّم معهم».
«خامساً: إنشاد المحرم الشّعر»
17 - يجوز للمحرم إنشاد الشّعر الّذي يجوز للحلال إنشاده، فيجوز للمحرم إنشاد الشّعر الّذي فيه وصف المرأة بما لا فحش فيه، وقد روي أنّ أبا هريرة رضي الله تعالى عنه أنشد مثل ذلك وهو محرم، وروى أبو العالية قال: كنت أمشي مع ابن عبّاس وهو محرم، وهو يرتجز بالإبل ويقول: وهنّ يمشين بنا همياً ... إلخ، فقلت: أترفث وأنت محرم؟ قال: إنّما الرّفث ما روجع به النّساء.
«سادساً: كتابة البسملة قبل الشّعر»
18 - ذهب الفقهاء إلى أنّه يسنّ ذكر «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» في ابتداء جميع الأفعال والأقوال غير المحظورة، وفي ابتداء الكتب والرّسائل، عملاً بقول النّبيّ: «كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم فهو أقطع» أي: ناقص غير تامّ، فيكون قليل البركة.
ونقل ابن الحكم - كما قال البهوتيّ - أنّ البسملة لا تكتب أمام الشّعر ولا معه، وذكر الشّعبيّ أنّهم كانوا يكرهونه، قال القاضي: لأنّه يشوبه الكذب والهجو غالباً.
«سابعاً: جعل تعليم الشّعر صداقاً»
19 - نصّ الشّافعيّة على أنّه يصحّ جعل تعليم الشّعر للمرأة صداقاً لها إذا كان ممّا يحلّ تعلّمه، وفيه كلفة بحيث تصحّ الإجارة عليه، وقد سئل المزنيّ عن صحّة جعل الصّداق شعراً فقال: يجوز إن كان مثل قول القائل وهو أبو الدّرداء الأنصاريّ:
يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى اللّه إلاّ ما أرادا
يقول المرء فائدتي وزادي ... وتقوى اللّه أعظم ما استفادا
«ثامناً: القطع بسرقة كتب الشّعر»
20 - نصّ الشّافعيّة على أنّه يجب القطع بسرقة كتب التّفسير والحديث والفقه، وكذا الشّعر الّذي يحلّ الانتفاع به، وما لا يحلّ الانتفاع به لا قطع فيه، إلاّ أن يبلغ الجلد والقرطاس نصاباً وللتّفصيل - ر: سرقة -.
«تاسعاً: الحدّ بما جاء في الشّعر»
21 - اختلف الفقهاء فيما إذا اعترف الشّاعر في شعره بما يوجب حدّاً، هل يقام عليه الحدّ أم لا؟
فذهب البعض إلى أنّه يقام عليه الحدّ بهذا الاعتراف.
وذهب الأكثرون إلى أنّه لا يقام عليه الحدّ، لأنّ الشّاعر قد يبالغ في شعره حتّى تصل به المبالغة إلى الكذب وادّعاء ما لم يحدث ونسبته إلى نفسه، رغبةً في تسلية النّفس وتحسين القول، روى عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: «وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ» قال: أكثر قولهم يكذبون فيه، وعقّب ابن كثير بقوله: وهذا الّذي قاله ابن عبّاس رضي الله عنه هو الواقع في نفس الأمر، فإنّ الشّعراء يتبجّحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم ولا عنهم، فيتكثّرون بما ليس لهم.
وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنّه سمع شعراً للنّعمان بن عديّ بن نضلة يعترف فيه بشرب الخمر، فلمّا سأله قال: واللّه يا أمير المومنين ما شربتها قطّ، وما فعلت شيئاً ممّا قلت، وما ذاك الشّعر إلاّ فضلةً من القول، وشيء طفح على لساني، فقال عمر: أظنّ ذلك، ولكن واللّه لا تعمل لي عملاً أبداً وقد قلت ما قلت، فلم يذكر أنّه حدّه على الشّراب وقد ضمّنه شعره، لأنّ الشّعراء يقولون ما لا يفعلون ولكن ذمّه عمر رضي الله عنه ولامه على ذلك وعزله به.
«عاشراً: التّكسّب بالشّعر»
22 - ذهب بعضه الفقهاء إلى أنّ التّكسّب بالشّعر من المكاسب الخبيثة ومن السّحت الحرام، لأنّ ما يدفع إلى الشّاعر إنّما يدفع إليه عادةً لقطع لسانه، والشّاعر الّذي يكون كذلك إنّما هو شيطان لما في الصّحيح عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله تعالى عنه - قال: «بينا نحن نسير مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد، فقال صلى الله عليه وسلم: خذوا الشّيطان». قال القرطبيّ: قال علماؤنا: وإنّما فعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم هذا مع هذا الشّاعر لما علم من حاله، فلعلّه كان ممّن قد عرف أنّه اتّخذ الشّعر طريقاً للتّكسّب، فيفرط في المدح إذا أعطي، وفي
(يُتْبَعُ)
(/)
الهجو والذّمّ إذا منع، فيؤذي النّاس في أموالهم وأعراضهم، ولا خلاف في أنّ من كان على مثل هذه الحالة، فكلّ ما يكتسبه بالشّعر حرام، وكلّ ما يقوله من ذلك حرام عليه، ولا يحلّ الإصغاء إليه، بل يجب الإنكار عليه، فإن لم يمكن ذلك لمن خاف من لسانه قطعاً تعيّن عليه أن يداريه بما استطاع، ويدافعه بما أمكن، ولا يحلّ له أن يعطي شيئاً ابتداءً، لأنّ ذلك عون على المعصية، فإن لم يجد بدّاً من ذلك أعطاه بنيّة وقاية العرض، فما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقةً.
وذكر الحصكفيّ الحنفيّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يعطي الشّعراء ولمن يخاف لسانه، ونقل ابن عابدين ما ورد عن عكرمة مرسلاً قال: أتى شاعر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يا بلال، اقطع عنّي لسانه فأعطاه أربعين درهماً».
وقال عديّ بن أرطاة لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المومنين، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد مدح وأعطى وفيه أسوة لكلّ مسلم، قال: ومن مدحه؟ قال: عبّاس بن مرداس السّلميّ فكساه حلّةً قطع بها لسانه.
أمّا الشّاعر الّذي يؤمن شرّه، ولا يعطى مداراةً له وقطعاً للسانه، فالظّاهر أنّ ما يدفع إليه حلال، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دفع بردته إلى كعب بن زهير رضي الله عنه لمّا امتدحه بقصيدته المشهورة.
ولمّا استخلف عمر بن عبد العزيز وفد عليه الشّعراء كما كانوا يفدون على الخلفاء قبله، فأقاموا ببابه أيّاماً لا يأذن لهم بالدّخول، حتّى قدم عديّ بن أرطاة وكانت له مكانة، فتعرّض له جرير وطلب شفاعته، فاستأذن لهم، فلم يأذن إلاّ لجرير، فلمّا مثل بين يديه قال له: اتّق اللّه ولا تقل إلاّ حقّاً، فمدحه بأبيات، فقال عمر: يا جرير، لقد ولّيت هذا الأمر وما أملك إلاّ ثلاثمائة، فمائة أخذها عبد اللّه، ومائة أخذتها أمّ عبد اللّه، يا غلام: أعطه المائة الثّالثة، فقال: واللّه يا أمير المؤمنين، إنّها لأحبّ مال كسبته إليّ.
«حادي عشر: شهادة الشّاعر»
23 - ذهب الفقهاء إلى قبول شهادة الشّاعر الّذي لا يرتكب بشعره محرّماً أو ما يخلّ بالمروءة، فإن ارتكب ذلك ففي ردّ شهادته به تفصيل:
قال الحنفيّة: من كثر إنشاده وإنشاؤه حين تنزل به مهمّاته ويجعله مكسبةً له تنقض مروءته وتردّ شهادته.
وقال المالكيّة: تجوز شهادة الشّاعر إذا كان لا يرتكب بشعره محرّماً، وإلاّ امتنعت شهادته. وقال الشّافعيّة: تردّ شهادة الشّاعر إذا هجا معصوم الدّم - مسلماً أو ذمّيّاً - بما يفسق به، بخلاف الحربيّ فلا يحرم هجاؤه، ولا تردّ شهادة الشّاعر بهجائه، لأنّ «النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر حسّان بن ثابت رضي الله تعالى عنه بهجاء الكفّار».
وظاهر كلامهم جواز هجو الكافر المعيّن، وعليه فيفارق عدم جواز لعنه بأنّ اللّعن الإبعاد من الخير، ولاعِنه لا يتحقّق بعده منه فقد يختم له بخير.
وقالوا: تردّ شهادة الشّاعر كذلك إذا شبّب بامرأة معيّنة بأن ذكر صفاتها من نحو حسن وطول وغير ذلك، لما فيه من الإيذاء، وكذلك إذا هتك السّتر ووصف أعضاءها الباطنة بما حقّه الإخفاء ولو كان من حليلته، ومثل المرأة في ذلك الأمرد إذا صرّح بعشقه، فإذا لم يعيّن الشّاعر من يشبّب به فلا إثم عليه لأنّ التّشبيب صنعة، وغرض الشّاعر تحسين صنعته لا تحقيق المذكور فيه، فليس ذكر شخص مجهول تعييناً، لكنّ بعض الشّعراء قد ينصبون قرائن تدلّ على تعيين المشبّب به، وعندئذ يكون التّشبيب مع هذه القرائن في حكم التّشبيب بمعيّن.
وتردّ شهادة الشّاعر كذلك عند الشّافعيّة إن أكثر الكذب في شعره، وجاوز في ذلك الحدّ بحيث لا يمكن حمله على المبالغة.
وقال الحنابلة: الشّاعر متى كان يهجو المسلمين أو يمدح بالكذب أو يقذف مسلماً أو مسلمةً فإنّ شهادته تردّ، وسواء قذف بنفسه أو بغيره.أهـ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 10:18 م]ـ
موضوع مهم يستحق الاحترام ولا غبار عليه .....
شكرا جزيلا لكم على حسن الاختيار والإفادة ..
بوركتم.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 02:01 ص]ـ
أحسن الله إليك أستاذي الفاضل رعد أزرق(/)
ما أصعب الكلام
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 02:32 م]ـ
قيلت هذه القصيدة في رثاء ناجي العلي وقائلها هوشاعر الحرية احمد مطر
ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني مشهور، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. رسم ما يقدر بأكثر من 40 ألف رسم، إغتيل على يد مجهول عام 1987 في لندن. كان دائم التهجم علي مصر, وقد قام الفنان نور الشريف بعمل فيلم لة بأسم ناجي العلي اثاؤ ضجة في وقتها وطالب الصحفيون بمنع الفيلم
سيرته الذاتية
لا يعرف تاريخ ميلاده ولكن يرجح انه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وهاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة بعد الاجتياح الإسرائيلي، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان. وفي الجنوب اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطه، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. تم إعتقاله أكثر من مرة في ثكنات الجيش اللبناني وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.
سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات.
تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية في فلسطين وأنجب منها أربع أبناء هم خالد وأسامة وليال وجودي. المزيد عن حياته و أعماله
رسومه
كان الصحفي غسان كنفاني قد شاهد ثلاث اعمال من رسوم ناجي في زيارة له لمخيم عين الحلوة فنشر له اولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.
في سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.
حنظلة
حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبي في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، واصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. و قد لقي هذا الرسم و هذا الفنان حب الجماهير العربية كلها و خاصة الفلسطينية و خاصةً أن حنظلة هو شبه للفلسطيني المعذب و القوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو دائر ظهره 'للعدو'.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه اذا ما جبن أو تراجع.
مقولات لناجي العلي
اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو: ميت
هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب
الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة
كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
متهم بالإنحياز, وهي تهمة لاأنفيها, أنا منحاز لمن هم "تحت"
أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية
ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.
وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة،وعندما يسترد الانسان العربي شعوره بحريته وانسانيته.
شخصيات أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه شخصية فاطمة, هي شخصية لا تهادن, رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها, بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا, كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا - سامحني يا رب, بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة -الله لا يسامحك على هالعملة
أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: -شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط كلاسين للولاد
أما شخصية زوجهاالكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله
مقابل هاتيك الشخصيتين تقف شخصيتان أخريتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الإنتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية
اغتياله
اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فاصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن
ولم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. وإختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.
يتهم البعض إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة
يتهم آخرون م. ت.ف وذلك بسبب انتقاداته اللاذعة التي وجهها لقادة المنظمة. بحسب تقرير للبي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي قال أن بضعة أسابيع قبل إطلاق النار عليه التقى بناجي العلي مسؤول رفيع في م. ت.ف. وحاول إقناعه على تغيير أسلوبه فقام ناجي العلي بعد ذلك بالرد عليه بنشر كاريكاتير ينتقد ياسر عرفات ومساعديه [3]. ويؤكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر عام 1999 كتابا بعنوان "أكله الذئب" كما يدعي أيضا في كتابه أن محمود درويش كان قد هدده أيضا ويورد مقتطفات من محادثة هاتفية بينهما كان العلي قد روى ملخصها في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170/ 1986/ ص14) [4].
دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230190 وقبره هو القبر الوحيد الذي لا يحمل شاهدا ولكن يرتفع فوقه العلم الفلسطيني. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والإعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ =يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم =في غمرةِ التدبيج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُه =أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَرتْ في البيدِ =لانحلّتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغدو على أعتابها =مجنونُ ليلى أعقلَ العقلاءِ
وشجاعةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ =للقاتلين بغيرِما أسماءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا =أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا =تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ =إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
(يُتْبَعُ)
(/)
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما =أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها =الموتى، وناجي آخر الأحياء!
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ =من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا =في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا =والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم =ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم =ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ =أحدٌ بها .. من كثرة الآباءِ!
إصعَدْ فموطنك المُرّجَى مخفرٌ =متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة =الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ =من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق =للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين =إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا =واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ =فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ =من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً =ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ =حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى =ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ =لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها =وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي =ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت =بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها =صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها =بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ =مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء؟
ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى =وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ =حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا =لم يتركوا منها سوى الأسماءِ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا =متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ =ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً =إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً =ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً =ما دام وسْطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ =فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفتِ" كلُّ طباعنا =ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ!
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ =يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ =والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ =وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ =بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ =ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَلِ النعيمِ =على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا =ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ!
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ =الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي =أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً =من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ"!
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي =ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ =لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْوَ مُخَمِّنٌ أنَّ الرَدى =بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ!
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما =نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري =وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحدَ الهوى =وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ =ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني .. تحت الثرى =روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ =ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي =وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً =حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ =والأُغنياتِ بطعنَةٍ نجلاءِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً =لقصائدٍ .. سأخطُّها بحذائي
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي =وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم =زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم =قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم =مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل =واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم =وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي =وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابَهم =وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُدْ في العمرِ إلا ساعةٌ =لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ!
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما =أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي =عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً: =دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو =أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ: ="حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على =كينونتي: شكراً على إلغائي؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري =فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ =وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء!
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى=ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف =ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ =للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ مِنْ =غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى =وجبت لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ =منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ =إلا عن الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ =مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ =لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ =مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ =تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ؟ =كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟ =كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ؟ =كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا =كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا =كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا =كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا =رملٌ تناثر في ثرى سيناء!
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى =وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً =ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا =حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا =ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ =مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا =قُمْ وارثنا .. يا آخِرَ الأحياءِ!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 02:50 م]ـ
أهلا أخي الحارث طلَّة رائع
أمتعتنا وأفدتنا
شكرا لك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 02:59 م]ـ
طرح رائع جدا أخي العزيز
لا عدمناك ان شاء الله
وعسى الله أن يترحم على ناجي الأمة ناجي العلي وأن يفك قيد حنظلة ويقوي زوج فاطمة!
كم أود من حضرتكم ان تسعفونا بكاركاتيرات لناجي العلي، حتى نرى أعماله، إن وجد،،،
ولا فضضت اضراسك يا احمد مطر،،،
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ = من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
و
لو لم تَعُدْ في العمرِ إلا ساعةٌلقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ!
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما = أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي = عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً =:دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي؟
و
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ = للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
بل كانت عشرون عاما يا أحمد،،،
كانت!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 03:21 م]ـ
بارك الله لك اخي الحارث على هذه الإطلالة الجميلة لاحرمنا منها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 04:47 م]ـ
طرح رائع جدا أخي العزيز
لا عدمناك ان شاء الله
وعسى الله أن يترحم على ناجي الأمة ناجي العلي وأن يفك قيد حنظلة ويقوي زوج فاطمة!
كم أود من حضرتكم ان تسعفونا بكاركاتيرات لناجي العلي، حتى نرى أعماله، إن وجد،،،
[ color="red"] بل كانت عشرون عاما يا أحمد،،،
كانت! [/ b]
حياك الله أخي رسالة الغفران وأنا على استعداد لتلبية النداء بعد يوم أو يومين لأني الآن مشغول في الجداول المدرسية والشهادات، بعدها سأقوم بإذن الله بتصويرها عبر الماسح الضوئي ورفعها على هذه الصفحة إن أحببت أو على صفحة جديدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 12:50 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم الليث، و خذ سعتك، ولا تضغط على نفسك،،،
وبانتظار مسحكم الضوئي للصور:)
بوركتم جمعا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:43 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم الليث، و خذ سعتك، ولا تضغط على نفسك،،،
وبانتظار مسحكم الضوئي للصور:)
بوركتم جمعا
أخي رسالة الغفران يبدو أن الماسح الضوئي سيستريح من هذا العمل.
تفضل ( http://najialali.hanaa.net/naji_toons1.html)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 01:37 ص]ـ
اسمح لي أخي العزيز " ليث " بوضع الرابط للجميع
" ناجي العلي " ( http://najialali.hanaa.net/naji_toons1.html)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 02:40 ص]ـ
شكرا لكم،،،(/)
ابن حلِّزة وابن شرف القيرواني
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 03:25 م]ـ
وأما ابن حِلّزة فسهل الحزون، قام خطيباً بالموزون؛ والعادة أن يسهل شرح الشعر بالنثر، وهذا أسهل بالوعر؛ وذلك مثل قوله:
أبْرَموا أمرَهم عِشاءً فلمّا =أصبحوا أصبحتْ لهم ضَوْضاء
مِن مُنادٍ ومن مُجيبٍ ومن تَصْ =هالِ خَيْلٍ خلالَ ذاك رُغاء
فلو أجتمع كلُّ خطيب ناثر، من أول وآخر؛ يصفون سفراً نهضوا بالأسحار، وعسكراً تنادى بالنهوض إلى طلب الثار: ما زادوا على هذا إن لم ينقصوا منه، ولم يقصروا عنه. وسائر قصيدته في هذا السلك شكاية وطلاب نصفة، وعتاب في عزة وأنفة؛ وهو من شعراء وائل، وأحد أسنة هاتيك القبائل.(/)
مِنْ عُيوب الشِّعْر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 03:42 م]ـ
ومن عيوب الشعر اللحن الذي لا تسعه فسحة العربية، كقول الفرزدق:
وعَضّ زمانٌ يابن مروان لم يَدَعْ =من المال إلا مُسحتاً أو مجلفُ
فرفع (مجلفاً) وحقه النصب. وقد تحيل له بعض النحويين بكلام كالضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع، وكقول جرير بن الخطفى:
ولو ولدتْ فُقيرةُ جروَ كَلبٍ =لسُبّ بذلك الجرو الكلابَا
فنصب (الكلاب) بغير ناصب. وقد تحيّل أيضاً بعض النحويين على وجهٍ، الإقفاء أحسن منه، فاحذر هذا ومثله. وإياك وما يعتذر منه بفسيح من العذر، فكيف بضيق ضنك.
قال: ومما يعاب به الشعر، ويستهجنه النقد، خشونة حروف الكلمة، كقول جرير:
وتقولُ بَوزَعُ قد دببتَ على العصا =هلاً هزِئْتِ بغيرنا يا بَوْزَعُ
وهذا البيت في قصيدة من أحلى قصائد جرير وأملحها، وأجزلها وأفصحها، فثقلت القصيدة كلها بهذه اللفظة.
وللفرزدق أيضاً لفظات خشنة الحروف كهذه تجدها في شعره. قال: ويكره النقاد تعقيد الكلام في الشعر وتقديم آخره وتأخير أوله، كقول الفرزدق:
وما مثله في الناس إلاّ مملّكاً =أبو أمه حيّ أبوه يُناسبه
يمدح به إبراهيم بن هشام المخزومي، وهو خال هشام بن عبد الملك. فمعنى هذا الكلام أن إبراهيم بن هشام ما مثله في الناس حي إلا مملك. يعني هشاماً أبا أمه، أي جد هشام لأمه أبو إبراهيم هذا الممدوح، فهو خاله أخو أمه، فهو يشبهه في الناس لا غير، وهذا غاية التعقيد والتنكيد، وليس تحته شيء سوى أنه شريف كابن أخته شريف.
قال أبو الريان: ومن شر عيوب الشعر كلها الكسر، لأنه يخرجه عن نعته شعراً، وليس مما يقع لمن نعت بشاعر. فأما الإقواء، والإبطاء، والسناد، والإكفاء، والزحاف، وصرف ما لا ينصرف، فكل ذلك يستعمل، إلا أن السالم من جميع ذلك أجمل وأفضل.(/)
شِعرٌ يُحفظ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 11:15 م]ـ
قالَ بَعْضُهُمْ في تَشْبيهِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ - وَهذا شِعْرٌ يَنْبَغي أَنْ يُحْفَظَ -:
وَهَيَّجَ صَوْتُ النّاعِجاتِ عَشيَّةً =نَوائِحَ أَمْثالَ الْبِغالِ النَّوافِر
يُمَخِّطْنَ أَطْرافَ الْأُنوفِ حَواسِرًا=يُظاهِرْنَ بِالسَّوْءاتِ هُدْلَ الْمَشافِر
بَكَى الشَّجْوَ ما دونَ اللَّهى مِنْ حُلوقِها =وَلَمْ يَبْكِ شَجْوًا ما وَراءَ الْحَناجِر
وَما سَمِعْنا في صِفَةِ النَّوائِحِ الْمُسْتَأْجَراتِ، وَفِي اللَّواتي يَنْتَحِلْنَ الْحُزْنَ وَهُنَّ خَليّاتُ بالٍ - بِأَحْسَنَ مِنْ هذَا الشِّعْرِ!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 01:47 ص]ـ
جميل جدا
شكرا لك يا ابا فادي(/)
البحتري يفتخر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 12:16 ص]ـ
البحتري قالَ يَفْتَخِرُ:
هذِهِ الْقَصيدَةُ في رَأْيِنا مِنْ أَوائِلِ شِعْرِهِ الَّذي نَظَمَه حَوالَيْ عامِ 220هـ.
ما لَها أولِعَتْ بِقَطْعِ الْوِداد = كُلَّ يَوْمٍ تَروعُني بِالْبِعاد
ما عَلِمْتُ النَّوى وَلا الشَّوْقَ حَتّى= أَشْرَقَتْ لِي الْخُدورُ فَوْقَ النِّجاد
فَوَقَفْنا عَلَى الطُّلولِ يَفيضُ= اللُّؤْلُؤُ الرَّطْبُ مِنْ عُيونٍ صَواد
في رِياضٍ قَدِ اسْتَعارَ لَهَا الْوَبْـ=لُ رِداءً مِنِ ابْتِسامِ سُعاد
وَسُعادٌ غَرّاءُ فَرْعاءُ تَسْقي=كَ عُقارًا مِنَ الثَّنايا الْبُراد
نَكِرَتْني فَقُلْتُ لا تَنْكَريني= لَمْ أَحُلْ عَنْ خَلائِقي وَاعْتِيادي
إِنْ تَرَيْني تَرَيْ حُسامًا صَقيلًا= مَشْرَفيًّا مِنَ السُّيوفِ الْحِداد
ثانِيَ اللَّيْلِ ثالِثَ الْبيدِ وَالسَّيْ=رِ نَديمَ النُّجومِ تِرْبَ السُّهاد
كُلِّمَ الْخِضْرُ لي فَصَيَّرَني بَعْ=دَكِ عَيْنًا عَلى عِيارِ الْبِلاد
لَيْلَةً بِالشَّآمِ ثُمَّتَ بِالْأَهْوازِ= يَوْمًا وَلَيْلَةً بِالسَّواد
وَطَني حَيْثُ حَطَّتِ الْعيسُ رَحْلي= وَذِراعِي الْوِسادُ وَهْوَ مِهادي
لي مِنَ الشِّعْرِ نَخْوَةٌ وَاعْتِزازٌ= وَهُجومٌ عَلَى الْأُمورِ الشِّداد
فَإِذا ما بَنَيْتُ بَيْتًا تَبَخْتَ=رْتُ كَأَنّي بَنَيْتُ ذاتَ الْعِماد
أَوْ كَأَنّي أَحوكُ حَوْكَ زِياد = أَوْ كَأَنّي أَبو دُؤادَ الْإِيادي
لي مُعينانِ هِمَّةٌ وَاعْتِزامٌ تِلْكَ= مِنْ طارِفي وَذا مِنْ تِلادي
لي نَديمانِ كَوْكَبٌ وَظَلامٌ= لا يَخونانِ صُحْبَتي وَوِدادي
لي مِنَ الدَّهْرِ كُلَّ يَوْمٍ عَناءٌ= فُرْقَتي مَعْشَري وَقِلَّةُ زادي
ما حَديثي إِلّا حَديثُ كُلَيْبٍ =وَبُجَيْرٍ وَالْحارِثِ بْنِ عُباد
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت اخي الكريم
ولكن لم أفهم معنى هذا البيت ...
ثانِيَ اللَّيْلِ ثالِثَ الْبيدِ وَالسَّيْ =رِ نَديمَ النُّجومِ تِرْبَ السُّهاد
ماذا يقصد بثاني الليل وثالث البيت
لعله يقصد بثاني الليل انه يُثنّي الليل أما ثالث البيد لم افهمها، أرجو توضيح البيت ممن يستطيع،،،
السلام(/)
النزعة العقلية في القصيدة العربية
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 04:06 م]ـ
لقد نزع الشعراء عامة في العصر العباسي للتزود بجميع ألوان المعرفة وما كانوا يجدون في ذلك من لذة عقلية.وقد مضوا يتمثلون كثيرا من هذه الألوان ويحيلونها غذاء شعريا بديعيّا، سواء منها الهندي والفارسي واليوناني، وما لم يحيلوه تأثروا به من قريب أو بعيد، ولنقف قليلا عند الثقافة الهندية في قول أبي نواس في بعض
قل لزهير إذا حدا رشدا=أقلل أو أكثر فأنت مهذار
سخنت من شدة البرودة=حتى صرت عندي كأنك النار
لا يعجب السامعون من صفتي=كذلك الثلج بارد حار المغنيين هاجيا:
وهذا الشعر دليل على نظرة أبي نواس في علم الطبائع، لأنّ الهند تزعم أن الشيئ إذا أفرط في البرد عاد حارا مؤذيا ... وكان تأثير الثقافة الفارسية في الشعر والشعراء أشد وأقوى من تأثير الثقافة الهندية،إذ كان كثير من الشعراء يتقنون اللغة الفهلوية، وقد مضى الشعراء منذ ظهور كتابي الأدب الكبير والأدب الصغير لابن المقفع يتأثرون بما نقله فيهما من تجارب الفرس وحكمهم ووصاياهم في الصداقة والمشورة وآداب السلوك والسياسة ومن يرجع إلى بشار يجده يفرد للمشورة قطعة طويلة في إحدى مدائحه:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن=برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة=فإنّ الخوافي قوة للقوادمولا ريب في أنّ الثقافة اليونانية كان تأثيرها في الشعر والشعراء أعمق وأبعد غورا، بما فتحت أمامهم من أبواب الفكر الفلسفي وأبواب المنطق ومقاييسه.
وأدلته، وما بعثت فيهم من محاولات استكشاف دفائن المعاني واستخراج دقائقها.
يتبع .................
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:33 م]ـ
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن=برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة=فإنّ الخوافي قوة للقوادم
.
دعيني هنا أختي الكريمة " عفاف صادق " أن أخالفك الرأي ...
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس رأيًا فضلاً عن كونه مؤيدًا بالوحي الإلهي فقد أمره الله تعالى بمشاورة أصحابه ليعلم الأمة ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده، حيث يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران:159].
فهل أخذ الرسول الكريم:= الشورى عن الفرس؟؟ وهو الذي لا ينطق عن الهوى.
(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) صدق الله ورسوله
كما وصف الله تبارك وتعالى مجتمع المؤمنين بالعديد من الصفات الكريمة التي كان من أهمها: قيام المجتمع على أساسٍ من الشورى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى:38].
قال ابن عطية: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، مَن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه، وقد مدح الله المؤمنين بقوله: {وأمرهم شورى بينهم}. قال أعرابي: ما غُبنتُ قط حتى يُغْبن قومي. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا أفعل شيئًا حتى أشاورهم.
وقال ابن خُوَيْز مَنْدَادَ: واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون وما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها، وكان يقال: ما ندم من استشار، وكان يقال: من أُعجب برأيه ضل.
ـ[ضاد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:37 م]ـ
لم أر فيما ذكرت استئثارا لحضارة دون أخرى بالمعاني المقولة, فهذه حكم ومعان مشاعة بين الأمم. ولعل فيما يتبع تحديد للنزعة العقلية والتأثر بالحضارات الأخرى. شكرا.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ
دعيني هنا أختي الكريمة " عفاف صادق " أن أخالفك الرأي ...
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس رأيًا فضلاً عن كونه مؤيدًا بالوحي الإلهي فقد أمره الله تعالى بمشاورة أصحابه ليعلم الأمة ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده، حيث يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران:159].
فهل أخذ الرسول الكريم:= الشورى عن الفرس؟؟ وهو الذي لا ينطق عن الهوى.
(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) صدق الله ورسوله
كما وصف الله تبارك وتعالى مجتمع المؤمنين بالعديد من الصفات الكريمة التي كان من أهمها: قيام المجتمع على أساسٍ من الشورى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى:38].
قال ابن عطية: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، مَن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه، وقد مدح الله المؤمنين بقوله: {وأمرهم شورى بينهم}. قال أعرابي: ما غُبنتُ قط حتى يُغْبن قومي. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا أفعل شيئًا حتى أشاورهم.
وقال ابن خُوَيْز مَنْدَادَ: واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون وما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها، وكان يقال: ما ندم من استشار، وكان يقال: من أُعجب برأيه ضل.
شتان بين الثرى والثريا فكلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك فيه أخي رعد، أماعن ما ذكرته يدور حول النواحي الأدبية،والإشارة أيضا إلى التمازج الثقافي الذي عرفه العصر العباسي. شكرا على التعليق الطيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 12:15 ص]ـ
شتان بين الثرى والثريا فكلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك فيه أخي رعد، أماعن ما ذكرته يدور حول النواحي الأدبية،والإشارة أيضا إلى التمازج الثقافي الذي عرفه العصر العباسي. شكرا على التعليق الطيب.
الشكر لك على سعة صدرك ..
بوركت.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 02:17 م]ـ
وقد مضى كثير من الشعراء يزيدون محصولهم من تلك الثقافة، بل كان منهم من ألف في المنطق حتى يشحذ ذهنه وأذهان الشعراء من حوله.وكان مما ترجم لهم من تلك الثقافة مراثي فلاسفة اليونان للإسكندر المقدوني عند وفاته وقد نقل منها أبو العتاهية أطرافا إلى مراثيه:
بكيتك يا علي بدمع عيني=فما أغنى البكاء عليك شيا
كفى حزنا بدفنك ثم أنّي= نفضت تراب قبرك عن يديا
وكانت في حياتك لي عظات=وأنت اليوم أوعظ منك حيا
ولعل أكبر بيئة عنيت بهذه الثقافة بيئة المعتزلة، إذ كانت تقوم من الفكر العباسي في هذا العصر مقام السكان والمجداف من السفينة، فهي تثيره وتدفعه إلى أن يزيد محصوله من جميع المعارف و المعتقدات، وأن يتمثلها إلى أبعد حد ممكن، وبدأوا بأنفسهم فتثقفوا من كل ما ترجم عن الهنود والفرس واليونان وعكفوا على الفلسفة اليونانية عكوفا جعلهم يقفون على شِعبها ومناحيها في الفكر الدقيق ولم يلبثوا أن استكشفوا لأنفسهم عالمهم العقل الذي يموج بطرائق الذهن في جميع المعاني الحسية والعقية، وكانوا يحاورون أصحاب الملل والنحل في المساجد الجامعة ومن حين إلى حين يحاور بعضهم بعضا في غوامض الفلسفة محللين مستنبطين ......... واشتقوا لهم آراء جديدة يدعمها العقل الذي شغفوا به وبأدلته وبراهينه، وهو شغف صوّره بشر بن المعتمر:
لله در العقل من رائد=وصاحب في العسر واليسر
وحاكم يقضي على غائب=قضية الشاهد للأمر
يتبع ..............
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:26 م]ـ
وقد سخّر بشر عقله في نظم قصائد تدخل في التاريخ الطبيعي يتحدث فيها عن مشاهد الطبيعة ودلالتها على قدرة الخالق ... كما نظم شعراء من المعتزلة شعرا لم يكن بعيدا عن دوائر الشعر المألوف من المديح والغزل والهجاءوالرثاء والوصف بَيدَ أنهم طبعوه بطوابع جديدة من دقة المعاني ومن غرائب الأخيلة والصور. ومن أهم المشاكل التي عالجها الشعراء مشكلة الجبر والإختيار وفكرة التولد (وهو الفعل الذي ينشأ عن فعل آخر دون قصد)،وفكرة الجزء الذي لا يتجزأ وفكرة الجوهر الفرد.
يقول أبو نواس متغزلا ومحاورا ومجادلا نظراءه المعتزلة:
يا عاقد القلب عنّي=هلاّ تذكرت حلاّ
تركت منّي قليلا=من القليل أقل
يكاد لا يتجزأ=أقل في اللفظ من لا
هكذا كان رقي الحياة العقلية في العصر العباسي،وأثر نزعتها على القصيدة في تلك الفترة،وما استحضر من شواهد في هذه الفقرات لقليل جدا نظرا لغزارة مادتها،وما هيأته الظروف المساعدة لكل ذلك في هذا العصر.
من كتاب العصر العباسي الاول (بتصرف)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:44 م]ـ
بحث راقي أخت عفاف ونحن بأمس الحاجة الى مثله، بوركت على هذا الجهد الثري وننتظر البقية، وارى أن البحث لايتطرق الى الفقه والله أعلم.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:26 م]ـ
بحث راقي أخت عفاف ونحن بأمس الحاجة الى مثله، بوركت على هذا الجهد الثري وننتظر البقية، وارى أن البحث لايتطرق الى الفقه والله أعلم.
مشكور أخي أحمدعلى مرورك الكريم. صحيح لا يتطرق البحث إلى الفقه.(/)
أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء: أبو سليمان حمد الخطّابيّ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 05:48 م]ـ
أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء:
أبو سليمان حمد الخطّابيّ:
(319 - 388 ه = 931 - 998 م)
حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البُستي، أبو سليمان:
فقيه محدث، من أهل بست (من بلاد كابل)، من نسل زيد بن الخطاب: (أخي عمر بن الخطاب) ـ رضي الله عنهما؛ ولذلك سمّوه بالخطابيّ.
وكان يعرف أيضا: بحمد بن محمد؛ ولذلك رثاه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الحنبلي، فقال:
وقد كان حمداً كاسمه حمد الورى = شمائل فيها للثناء ممادح
خلائق ما فيها معابٌ لعائبٍ = إذا ذكرت يوماً فهنّ مدائح
وكان كاتبا وشاعرا.
ومن مؤلفاته:
(معالم السنن) في شرح سنن أبي داود، و (بيان إعجاز القرآن)، و (إصلاح غلط المحدثين - ط) باسم (إصلاح خطأ المحدثين) و (غريب الحديث)، و (شرح البخاري)؛ باسم (تفسير أحاديث الجامع الصحيح للبخاري) منه نسخة في الرباط (180 أوقاف).
وله شعر أورد منه الثعالبي في (اليتيمة) نتفا جيدة، وكان صديقا له.
توفي في بست (في رباط على شاطئ هيرمند).
ومن أشهر أبياته، قوله:
ارض للناس جميعا = مثل ما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعا = كلهم أبناء جنسك
غير عدل أن توخى = وحشة الناس بأنسك
فلهم نفس كنفسك = ولهم حس كحسك
===============
(1) تحفة ذوي الأرب 154، والوفيات 1: 166،
وفيه: سمع في اسم أبيه (أحمد) أيضا، والصحيح (حمد).
ومجلة المجمع العلمي 15: 241، وإنباه الرواة 1: 125 وسماه (أحمد)، والبغدادي في خزانة الأدب 1: 282، وسماه (أحمد)، وقال:
مات سنة 386 ه.
ويتيمة الدهر 4: 231 وهو فيه (أحمد).
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 06:27 م]ـ
قال السلفي:
ذكر الجمّ الغفير والعدد الكثير أن اسمه حمد، وهو الصواب وعليه الاعتماد. وذكره ياقوت في معجم الأدباء في باب أحمد وقال إن الثعالبي وأبا عبيد الهروي كانا معاصريه وتلميذيه سمياه أحمد وقد سماه الكحاكم ابن البيع في "كتاب نيسابور" حمداً وجعله في باب من اسمه حمد، وذكر أبو سعد السمعاني في "كتاب مرو" وسئل أبو سليمان عن اسمه فقال: اسمي الذي سميت به حمد، لكن الناس كتبوه أحمد فتركته عليه ..
وقال عنه ابن خلكان، في كتابه:
وفيات الأعيان:
(أبو سليمان الخطابيّ:
أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي؛ كان فقيهاً أديباً محدثاً له التصانيف البديعة منها "غريب الحديث" و"معالم السنن في شرح سنن أبي داود" و"أعلام السنن في شرح البخاري" وكتاب "الشحاح" وكتاب "شأن الدعاء" وكتاب "إصلاح غلط المحدثين" وغير ذلك.
سمع بالعراق أبا علي الصفار وأبا جعفر الرزاز وغيرهما، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله ابن البيع النيسابوري وعبد الغفار بن محمد الفارسي وأبو القاسم عبد الوهاب بن أبي سهل الخطابي وغيرهم، وذكره صاحب "يتيمة الدهر"، وأنشد له:
وما غمة الإنسان في شقة النوى = ولكنها والله في عدم الشكل
وإني غريب بين بست وأهلها = وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
وأنشد له أيضاً:
شر السباع العوادي دونه وزر = والناس شرهم ما دونه وزر
كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع = وما ترى بشراً لم يؤذه بشر
وأنشد له أيضاً:
فسامح ولا تستوف حقك كله = وأبق فلم يستقص قط كريم
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد = كلا طرفي قصد الأمور ذميم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 06:36 م]ـ
وكان أبو سليمان واسع الصدر مع أهل زمانه، كما رأينا في الأبيات الثلاثة التي ذكرناها؛ ولكنه كان مع ذلك يتضجر من عيشه في زمانه؛ حتى إنه قال في بلده بُسْت:
وما غمة الإنسان في شقة النوى = ولكنها والله في عدم الشكل
وإني غريب بين بست وأهلها = وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
ومما يدلّ على تبرّمه بالناس وبمجتمعه وشدّة إعراضه عن أهل زمانه، قوله يخاطب طائرا رآه على شجرة وحده، يتغنى لنفسه:
يا ليتني كنت ذاك الطائر الغردا = من البرية منحازاً ومنفردا
في غصن بان دهته الريح تخفضه = طوراً وترفعه أفنانه صعدا
خلو الهموم سوى حب تلمسه = في الترب أو نفية يروى بها كبدا
ما إن يؤرقه فكر لرزق غد = ولا عليه حساب في المعاد غدا
طوباك من طائر طوباك ويحك طب = من كان مثلك في الدنيا فقد سعدا
ومن شعره في اليتيمة، وهو من أشعاره في الغربة، وعدم وجود الصديق الموافق:
وليس اغترابي عن سجستان أنني = عدمت بها الإخوان والدار والأهلا
ولكنني مالي بها من مشاكل = وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا
ومن شعره الرائع في إضرار الناس بالناس:
شر السباع العوادي دونه وزر = والناس شرهم ما دونه وزر
كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع = وما ترى بشراً لم يؤذه بشر
ومنه أيضاً:
ما دمت حياً فدار الناس كلهم = فإنما أنت في دار المداراة
من يدر دارى، ومن لم يدر سوف يرى = عما قليل نديماً للندامات
ومنه أيضاً:
وقائل ورأى من حجبتي عجباً = كم ذا التواري وأنت الدهر محجوب؟
فقلت: حلت نجوم الدهر منذ بدا = نجم المشيب ودين الله مطلوب
فلذت من وجل بالاستتار عن ال = أبصار إن غريم الموت مرهوب
ومنه أيضاً:
تغنم سكوت الحادثات فإنها = وإن سكنت عما قليل تحرك
وبادر بأيام السلامة إنها = رهان وهل للرهن عندك مترك
ومنه أيضاً:
تسامح، ولا تستوف حقك كله = وأبق ولم يستقص قط كريم
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد = كلا طرفي قصد الأمور ذميم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:12 ص]ـ
لا عدمناك يا دكتور
شكرا جزيلا لك ...(/)
السِّحر الحلال
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 07:34 م]ـ
وكانوا يسمّون الكلام الغريب السَحر الحلال، ويقولون: اللفظ الجميل من إحدى النّفَثَاتِ في العُقَد.
وذكر بعضُ الرُواة أنه لما اسْتُخْلِفَ عمرُ بن عبد العزيز، رضي اللّه عنه، قَدِمَ عليه وُفُودُ أهلِ كلِّ بلد؛ فتقدَّم إليه وَفْدُ أهلِ الحجاز، فأشْرَأب منهم غلامٌ للكلام، فقال عمر: يا غلام، ليتكلمْ مَنْ هو أَسَن منك! فقال الغلام:
يا أمير المؤمنين، إنّما المرءُ بأَصغريه، قلبهِ ولسانِهِ، فإذا مَنَح اللَّهُ عبدَه لساناً لافظاً، وقلباً حافظاً، فقد أجاد له الاختيار؛ ولو أن الأمور بالسن لكان هاهنا مَنْ هو أحق بمجلسك منك.
فقال عمر: صدقت، تكلّم؛ فهذا السحْرُ الحلال! فقال: يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة لا وَفْدُ الْمَرْزِئة، ولم تُقْدِمْنا إليك رغبةٌ ولا رهبة؛ لأنا قد أمِنا في أيامك ما خِفْنا، وأدركْنا ما طلبنا! فسأل عمر عَنْ سِنّ الغلام، فقيل: عشر سنين.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 07:37 م]ـ
وقد روي أن محمد بن كعب القرظي كان حاضراً، فنظر وَجْه عمر قد تهلَل عند ثَناء الغلام عليه؛ فقال: يا أمير المؤمنين؛ لا يغلبَنَ جهلُ القوم بك معرفتَك بنفسك؛ فإنّ قوماً خَدَعهم الثناءُ، وغرهم الشكر، فزلّت أقدامُهم، فهوَوا في النار. أعاذك الله أن تكون منهم، وألحقك بسَالِف هذه الأمة؛ فبكى عمر حتى خِيفَ عليه، وقال: اللهم لا تُخْلِنَا من واعظ! وقد رُوي أنّ عمرَ قال للغلام: عِظْني، فقال هذا الكلام، وفيه زيادة يسيرهّ ونقص. وأخذ قولَ عمرّ: هذا السحر الحلال أبو تمام فقال يعاتب أبا سعيد محمد بن يوسف الطائي الوافر:
إذا ما الحاجةُ انبَعَثَتْ يَدَاها =جَعَلْتَ المَنْعَ منكَ لها عِقَالاَ
فأين قصائدٌ لي فيكَ تَأبى =وتأنفُ أَنْ أُهان وأَن أذَالا
هي السّحرُ الحلالُ لمُجْتَلِيه =ولم أرَ قبلها سِحْراً حَلاَلا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 07:41 م]ـ
وكتب أبو الفضل بن العميد إلى بعض إخوانِه جواباً عن كتاب وردَ إليه فأحمده:
وَصَلَ ما وصلْتَني به، جعلني اللّه فداك، من كتابك، بل نعمتك التامة، ومُنَّتك العامة؛ فقرَت عيني بوروده، وشُفِيَتْ نفسي بوفوده، ونَشَرتُه فحَكَى نسيمَ الرياض غِب المطر، وتنفسَ الأنوارِ في السَّحر، وتَأَمَلْتُ مفْتَتَحه، وما اشتمل عليه من لطائف كَلِمك، وبدائع حِكَمك؛ فوجدته قد تحمَّل من فنون البرّ عنك، وضروب الفَضْلِ منك، جِدًّاً وهزْلاً، ملأَ عيني، وعَمَرَ قلبي، وغلب فِكْري، وبَهَر لُبِّي؛ فبقيتُ لا أدري: أسُمُوط ذر خصصتَني بها، أم عقود جوهر منَحْتنِيها؟ كما لا أدري أَبِكْراً زَفَفْتَها فيه، أم روضةً جهزتها منْه؛ ولا أدري أخدوداً ضُرِّجت حياءً ضمّنته؛ أم نجوماً طلعت عشاءً أودعته؛ ولا أدري أجِدُّك أبلغ وألطف، أم هَزْلك أرفع وأظرف؛ وأنا أوَكَلُ بتَتَبع ما انْطَوَى عليه نَفْساً لا ترى الحَظَّ إلاَ ما اقْتَنته منه، ولا تَعُد الفضل إلا فيما أخذتْه عنه، وأمَتِّع بتأمّله عيناً لا تَقَرُ إلاَّ بمثْلِهِ، مِمَّا يَصْدر عن يَدِك، ويَرِدُ من عندك، وأعْطِيه نظراً لا يملُه، وطَرْفاً لا يطرِف دونه، وأجعله مِثالاً أرْتَسمه وأحْتَذِيه، وأمتعِ خلقي برَوْنَقِه، وأُغذي نفسي ببَهْجَتِه، وأمزج قريحتي برقَّته، وأشْرَح صَدْري بقراءته، ولئن كنت عن تحصيل ما قلْتَه عاجزاً، وفي تعديد ما ذكرته متخلفاً؛ لقد عرفت أنه ما سمعتُ به من السحْرِ الحلال.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 07:47 م]ـ
وقال بعض المحدثين يمدح كاتباً الكامل:
وإذا جَرَى قلم له في مُهْرَقٍ =عَجْلاَنَ في رَفَلانِهِ وَوَجِيفهِ
نَظَمَتْ مراشفُه قلائد نُظّمَت =بنَفيِسِ جَوْهَرِ لفظِهِ وشريفه
بِدْعاً من السِّحْرِ الحلال تولَدَتْ= عن ذهنِ مصقولِ الذكاءِ مَشُوفهِ
مَثَلاً لضاربهِ وزادَ مُسَافر =جُعِلَتْ وتحفةَ قادم لأَلِيفهِ
وعلى ذكر قوله وتحْفَة قادم قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وصَفَ رجل رجلاً فقال: كان والله سَمْحاً سَهْلاً، كأنّما بينه وبين القلوب نَسَب، أو بينه وبين الحياةِ سبَبٌ، إنما هو عيادة مريض، وتُحْفَة قادم، وواسِطَةُ عِقْد.(/)
هيه ياخناس
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: من لا يعرف منا الخنساء؟ كيف لا نعرفها وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أشعر الناس , حينما قدم عدي بن حاتم الطائي {رضي الله عنه} على الرسول {صلى الله عليه وسلم} وحادثه فقال: يارسول الله إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس. قال: سمهم.
قال: أما أشعر الناس امرؤ القيس بن حجر , وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد يعني أباه , وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب. فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ليس كما قلت ياعدي. أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو , وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه {صلى الله عليه وسلم} , وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب.
وقيل لجرير: من أشعر الناس؟ قال: أنا لولا الخنساء. قيل: لم فضلتك؟
قال: لقولها:
إن الزمان وما يفنى له عجب - أبقى لنا ذنبا واستأصل الرأس
إن الجديدين في طول اختلافهما - لايفسدان ولكن يفسد الناس.
وإليكم رائعة من روائع شعر الخنساء أقدمها لكم لعلها أن تعجبكم:
يؤرقني التذكر حين أمسي - ويردعني مع الأحزان نكسي
على صخر وأي فتى كصخر - ليوم كريهة وطعان خلس
وعان طارق أو مستضيف - يروع قلبه من كل جرس
ولم أرى مثله رزءا لجن - ولم أرى مثله رزءا لأنس
أشد على صروف الدهر منه - وأفضل في الخطوب لكل لبس
ألا ياصخر لا أنساك حتى - أفارق مهجتي ويشق رمسي
ولولا كثرة الباكين حولي - على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولا - يساعد نائحا في يوم نحس
تفجع والها تبكي أخاها - صبيحة رزئه أو غب أمس
يذكرني طلوع الشمس صخرا - وأبكيه لكل غروب شمس
وما يبكون مثل أخي ولكن - أعزي النفس عنه بالتأسي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:04 ص]ـ
ولولا كثرة الباكين حولي - على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولا - يساعد نائحا في يوم نحس
شكرا لك، صديقي العزيز واهلا ومرحبا بك في منتداك الفصيح حللت اهلا ووطئت سهلا،،
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 12:14 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك على هذا الموضوع الممتاز
أحب أن اعطي تعريفا لهذه الشاعره التي اعتبرها نقاد عصرها اشعر الشعراء رجالا ونساء
الخَنساء
تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضر.
أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها بني سليم. فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء.
أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظاً من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعاً فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.
توفيت سنة 24 هـ الموافق 644 م
وهذه قصيدة أعجبتني
أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا = أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ = أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ = سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ = إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا
فَنالَ الَّذي فَوقَ أَيديهِمِ = مِنَ المَجدِ ثُمَّ مَضى مُصعِدا
يُكَلِّفُهُ القَومُ ما عالُهُم = وَإِن كانَ أَصغَرَهُم مَولِدا
تَرى المَجدَ يَهوي إِلى بَيتِهِ = يَرى أَفضَلَ الكَسبِ أَن يُحمَدا
وَإِن ذُكِرَ المَجدُ أَلفَيتَهُ = تَأَزَّرَ بِالمَجدِ ثُمَّ اِرتَدى
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 06:22 م]ـ
وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أشعر الناس , حينما قدم عدي بن حاتم الطائي {رضي الله عنه} على الرسول {صلى الله عليه وسلم} وحادثه فقال: يارسول الله إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس. قال: سمهم.
قال: أما أشعر الناس امرؤ القيس بن حجر , وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد يعني أباه , وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب. فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ليس كما قلت ياعدي. أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو , وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه {صلى الله عليه وسلم} , وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب.
شكرا أبا عبد الملك
لكن لو تكرمت علينا بمصدر الحديث وبشيء عنه.
ولك الشكر
ـ[أبوعبدالملك]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 05:59 ص]ـ
شكرا للجميع على تشريفكم للموضوع , وبالنسبة يا أخي زين الشباب , المعلومة وجدتها في كتاب أعلام النساء لعمر رضا كحالة , ولا أعرف مصدر هذا الحديث الذي ذكره هذا المؤلف ,فأنا بحثت ووجدت الكثير يذكر هذه المعلومة , ولكن لا يذكر مصدرها. ولكن أعدك بأني إذا وجدت مصدرها سأخبرك بها.(/)
العجَّاج وعبد الملك بن مروان
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 02:37 م]ـ
دخل العجّاجُ على عبدِ الملك بن مروان فقال له: بلغني أنك لا تُحْسِن الهجاء، فقال: يا أمير المؤمنين، مَنْ قَدر على تشييد الأبنية، أمكنه خَرابُ الأخبية، قال: ما يمنعُك من ذلك؟ قال: إنّ لنا عِزّاً يمنعُنَا من أن نُظْلَم، وحِلْماً يمنعنا من أنْ نَظلم، قال: لَكَلِماتُك أحسنُ من شعرك! فما العزُ الذي يمنعك أن تظلم. قال: الأدب البارع، والفهْم الناصع. قال: فما الحِلمُ الذي يمنعُك من أن تظلم؟ قال: الأدب المستطرف، والطبع التالد، قال: لقد أصبحت حكيماً. قال: وما يمنعني من ذلك وأنا نَجِيّ أميرِ المؤمنين؟.
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:39 م]ـ
أدب وعلم وخلق.
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على ما نقلت.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:50 م]ـ
لله ما أجمل هذا الرجل (أعني الأستاذ محمد)
سلمت يمينك على جميل انتقائك أستاذ محمد
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:59 م]ـ
لافض فوك أخ محمد انتقيت فارتقيت .. وأبدعت فأمتعت
حكمة بليغة تكف يد الظلم والظلام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 12:16 ص]ـ
سلمت يمينك أخي "محمد سعد "
حقا إنه لحكيم وأديب ولبيب وعزيز قبل أن يكون شاعرا.
بوركت وجزيت خيرا.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 12:25 ص]ـ
ما أجملها من حكم وعبر
صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " ان من البيان لسحرا(/)
مُبارك وسام التَّميُّز لـ (ليث بن الضرغام)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
تحية طيبة وبعد
أتقدم بأسمى آيات التهاني
والتبريكات لأخينا
ليث بن الضرغام
فقد حقق دورًا مبرزًا بوصفه عضوًا فاعلاً في مُنتدى الأدب
من خلال مشاركاته المتميِّزة وعطائه الفاعل
ومن هنا نعلن أنه حقق بجدارة لقب العضو المتميزوهو متميز حقا
نسأل الله لأخينا ليث السمو والرفعة، وأن يزيده من فضله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مبارك للأستاذ ليث
وأنعم به من فصيح متميز
نسأل الله له الرفعة
دوام التميز أستاذي ليث
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 05:52 م]ـ
مبارك للأستاذ ليث
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 06:14 م]ـ
مبارك لحبيبنا ليث
واستحق الوسام عن جدارة
وفقك الله يا ليث.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 06:20 م]ـ
ألف مبارك أخ ليث .. تستحقه عن جدارة واستحقاق ..
وفقك الله وسدد خطاك ..
وسامك ليس فقط في الأدب العربي ولكن في الذوق والتهذيب بوركت وفقك الله ودمت متألقاً
ـ[بثينة]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 06:23 م]ـ
مبارك عليك الوسام أخي
ليث بن ضرغام
و أتمنى لك المزيد من التفوق و الرفعة
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 06:44 م]ـ
مبارك، أخي الكريم، وسام أنت له أهل،وفقك الله لمزيد من الإبداع والتميز.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 07:19 م]ـ
مبارك لك أخي ليث هذا التقليد وأنت أهل لذلك
زادك الله من فضله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 09:10 م]ـ
:::
مبارك أخي "ليث" وسام التميز الذي تستحقه بجدارة ...
ولو أنه جاء متخرا بعض الشيئ ..
وأتمنى لك دوام التميز والرفعة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 10:53 م]ـ
وها قد شرف الوسام لحملكم اياه، أخي ليث فالى مزيد من العطاء حتى يبقى العطاء متجددا.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألف مبارك أخي ليث ..
أخذته عن جدارة ..
جعلك الله من المتميزين في الدراين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكبر وسام لي هو معرفتي إياكم، أشكركم جميعا على التهاني والتبريكات، وآمل أن أكون عند حسن ظنكم
تشرفت بردودكم وتعليقاتكم، لكم مني كل الحب والوفاء
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير
بارك الله فيكم وبكم ولكم
http://img267.imageshack.us/img267/2308/ndeuzyty12zxym3oidztwu2.gif
أرجو المعذرة على التأخر في الرد فقد كنت مشغولا في عمل الجداول المدرسية وشهادات الطلاب، والحمد لله أننا فرغنا من هذا العمل الشاق والشغل المضني.
كان بودي أن أرد على كل مشاركة ردا خاصة إلا أن الوقت يدهمني وعندي اليوم عمل أسأل الله العون فيه، فلم يبق إلا يوم واحد لاتمام المرحلة السادسة من إعراب القرآن الكريم ولم أبدأ بها حتى اللحظة لذلك سأنطلق إلى غرفة العمل سائلا المولى عز وجل التوفيق.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 12:57 م]ـ
الله الله الله أكبر.
تستحقه - والله - أخي ليثًا الحبيب.
وفقك الله، وأسأل الله لك القبول في الدنيا والآخرة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 09:46 ص]ـ
الله الله الله أكبر.
تستحقه - والله - أخي ليثًا الحبيب.
وفقك الله، وأسأل الله لك القبول في الدنيا والآخرة.
بارك الله فيك أخي عبد العزيز
دمت أخا عزيزا، وفصيحا متألقا
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 05:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
تحية طيبة وبعد
أتقدم بأسمى آيات التهاني
والتبريكات لأخينا
ليث بن الضرغام
فقد حقق دورًا مبرزًا بوصفه عضوًا فاعلاً في مُنتدى الأدب
من خلال مشاركاته المتميِّزة وعطائه الفاعل
ومن هنا نعلن أنه حقق بجدارة لقب العضو المتميزوهو متميز حقا
نسأل الله لأخينا ليث السمو والرفعة، وأن يزيده من فضله
جئت متأخرا فاعذروني
تستحق لا شك يا أخي الليث
وإنك لجدير بما حصلت عليه
نسأل الله لك التوفيق والسداد
إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير
والعقبى لكل مجتهد ...
دعواتي
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 09:09 م]ـ
مبارك أخي ليثا
أرجو لك التوفيق ومزيدا من العطاء
أحب "المتميّزين" ولست منهم ** لعلي أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ** ولو كلنا سواء في البضاعة
اعذروني , كسرت البيت الأوّل: D(ops
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 09:34 ص]ـ
الف الف الف مبروك
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 09:31 م]ـ
الف الف مبروك لاخي وعزيزي الاخ الليث بن الضرغام
أقولها لك انك أهل لها وتستحقها بجداره
فالف الف مبروك واسف على التأخير
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 01:36 م]ـ
جئت متأخرا فاعذروني
تستحق لا شك يا أخي الليث
وإنك لجدير بما حصلت عليه
نسأل الله لك التوفيق والسداد
إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير
والعقبى لكل مجتهد ...
دعواتي
بارك الله فيك أخي الكريم، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 01:43 م]ـ
مبارك أخي ليثا
أرجو لك التوفيق ومزيدا من العطاء
أحب "المتميّزين" ولست منهم ** لعلي أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ** ولو كلنا سواء في البضاعة
اعذروني , كسرت البيت الأوّل: d(ops
بارك الله فيك أخي الفاتح وفتح لك طريق كل خير.
تحبُّ المبدعين وأنت منهم = ومثلك من ننال بهم شفاعة
وتكره من تجارته المعاصي = حماك الله من تلك البضاعة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 02:15 م]ـ
الف الف الف مبروك
http://img174.imageshack.us/img174/7370/moba2228nb7ntib5om2.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 02:18 م]ـ
الف الف مبروك لاخي وعزيزي الاخ الليث بن الضرغام
أقولها لك انك أهل لها وتستحقها بجداره
فالف الف مبروك واسف على التأخير
http://img444.imageshack.us/img444/5872/15uu6.gif
ودمت أخا عزيزا
ـ[أم أسامة]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 07:57 ص]ـ
مبارك عليك الوسام.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 06 - 2008, 12:12 ص]ـ
مبارك عليك الوسام.
http://img444.imageshack.us/img444/5872/15uu6.gif(/)
مِنْ مَجالس هارون الرَّشيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 07:37 م]ـ
قال منصور النمري:
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع =إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
بأن الشباب ففاتتني بشرته =صروف دهر وأيام لها خدع
ما كنت أو في شبابي كنه عرته =حتى مضى فإذا الدنيا له تبع*
___________________________________
*
هذه الابيات من قصيدة يمدح بها الرشيد
روي أنه دخل عليه وكان عنده الكسائي فقال له الرشيد: أنشدني فأنشده قوله: ما تنقضي حسرة ................ البيت
فتحرك الرشيد ثم أنشده حتى اتنهى إلى قوله:
ما كنت أوفي شبابي كنه غرته =حتى انقضى فاذا الدنيا له تبع
فطرب الرشيد وقال أحسنت والله، وصدقت لا والله لا يتهنى أحد بعيش حتى يخطر في رداء الشباب وأمر له بجائزة سنية ومن أبياتها الحسان قوله:
ان المكارم والمعروف أودية =أحلك الله منها حيث يتسع
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 07:49 م]ـ
أمتعتنا بارك الله فيك ومتعك بالجنة.
الهمزة فوق \بان\ زائدة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 10:26 م]ـ
أمتعتنا بارك الله فيك ومتعك بالجنة.
الهمزة فوق \بان\ زائدة.
أهلا وسهلا بأخينا ورفيق الدرب ضاد
سعدت بمرورك الذي عطر الموضوع
واعتذر عن الخطأ غير المقصود
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:40 م]ـ
لا عدمنا مواضيعك الممتعة المتميزة أخي " محمد سعد "
بارك الله فيك وجزاك عنا كل الخير ..(/)
من مَجالس الأدب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:22 م]ـ
كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج إنه لم يبق شئ من لذة الدنيا إلا وقد أصبت منه ولم يبق لي من لذة الدنيا إلا مناقلة الإخوان الأحاديث وقبلك عامر الشعبي فابعث به إلى يحدثني فدعا الحجاج بالشعبي وجهزه وبعث به إليه وأطراه في كتابه فخرج الشعبي حتى إذا كان بباب عبد الملك قال للحاجب استأذن لي قال ومن أنت قال عامر الشعبي قال حياك الله ثم نهض وأجلسه على كرسيه فلم يلبث أن خرج الحاجب إليه فقال ادخل قال فدخلت فإذا عبد الملك جالس على كرسي وبين يديه رجل أبيض الرأس واللحية على كرسي فسلمت فرد السلام ثم أومأ إلى بقضيبه فقعدت عن يساره ثم أقبل على الذي بين يديه فقال ويحك من أشعر الناس قال أنا يا أمير المؤمنين
فأظلم على مابيني وبين عبد الملك ولم أصبر أن قلت ومن هذا يا أمير المؤمنين الذي يزعم أنه أشعر الناس فعجب عبد الملك من عجلتي قبل أن يسألني عن حالي ثم قال هذا الأخطل قلت يا أخطل أشعر منك الذي يقول
هذا غلام حسن وجهه = مقتبل الخير سريع التمام
للحارث الأكبر والحارث ال= أصغر والحارث خير الأنام
خمسة آباء هم ماهم هم = خير من يشرب صوب الغمام (1)
فقال عبد الملك ردها على فرددتها حتى حفظها فقال الأخطل من هذا يا أمير المؤمنين فقال هذا الشعبي قال صدق والله النابغة أشعر منى. قال الشعبي ثم أقبل على عبد الملك فقال كيف أنت يا شعبي قلت بخير لازلت به ثم ذهبت لأصنع معاذيري لما كان من خلافي على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد الأشعث فقال مه فإنا لا نحتاج إلى هذا المنطق ولا تراه منا في قول ولأفعل حتى تفارقنا ثم أقبل على فقال في النابغة قلت يا أمير المؤمنين قد فضله عمر بن الخطاب في غير موطن على جميع الشعراء وذاك أنه خرج يوما وببابه وفد غطفان فقال يا معاشر غطفان أي شعرائكم الذي يقول
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وليس وراء الله للمرء مذهب
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
لأنك شمس والملوك كواكب = إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
لئن كنت قد بلغت عنى خيانة = لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولست بمستبق أخا لا تلمه = على شعث أي الرجال المهذب___________________________________
(1) وروي أن الشعبي لما أنشد هذه الأبيات قال الأخطل أن أمير المؤمنين إنما سألني عن أشعر أهل زمانه ولو سألني عن أشعر أهل الجاهلية لكنت حريا أن أقول كما قلت (*)
قالوا النابغة قال فأيكم الذي يقول
فإنك كالليل الذي هو مدركي = وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيف جحن في حبال متينة = تمد بها أيد إليك نوازع
قالوا النابغة قال أيكم الذي يقول
إلى ابن مخرق أعملت رحلي = وراحلتي وقد هدت العيون
أتيتك عاريا خلق ثيابي = على خوف تظن بي الظنون
فألفيت الأمانة لم تخنها = كذلك كان نوح لا يخون
قالوا النابغة قال هذا أشعر شعرائكم.
للموضوع صلة ............
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:50 م]ـ
بوركت أخي محمد على ماتتحفنا به من درر مكنونة تخرجها من بين طيات الكتب!(/)
سؤال: ما هي أفضل الروايات الغربية؟
ـ[أسامة الشامخ]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 05:07 ص]ـ
:::
أسأل الأخوة الذين لديهم إهتمام بالأدب العالمي
عن أفضل الروايات العالمية (المترجمة)، التي لا تخرج عن حدود الأدب الأخلاقي؟ سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[أسامة الشامخ]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 05:09 ص]ـ
أسأل الأخوة الذين لديهم إهتمام بالأدب العالمي
عن أفضل الروايات العالمية (المترجمة)، التي لا تخرج عن حدود الأدب الأخلاقي؟
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 07:54 ص]ـ
استاذي الفاضل ان كنت تبحث عن الأدب والاخلاق فانصحك مجموعة كتب مصطفى لطفي المنفلوطي
مثل رواية: الشاعر و ماجدولين و الفضيلة ... الخ
والجميل في الأمر إن مصطفى لطفي المنفلوطي لا يقوم بترجمة الرواية ولكن يقوم بتنقيح الترجمة ويحسنها و يلطفها بالألفاظ الجميلة حتى يستمتع القارئ بها
السلام(/)
من القصائد النادرة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 05:12 م]ـ
المريمي
وهو القاسم بن يحيى، من ولد أبي مريم السلمى صاحب النبي عليه السلام، يخاطب أبا يعقوب إسحاق بن نصر الكاتب العبادي عند إسلام الوليد ابن أخيه، وكان إسحاق هذا كاتب أبي الجيش بن طولون صاحب مصر:
تعزَّ فإنَّ الحرَّ لا بدَّ يخلق =وكل امرئ للخير والشرِّ يخلق
وما فرج الأيام إلا مواهبٌ =فمن بين محرومٍ وآخر يرزق
وما الحزم إلا أن ينزه نفسه =فتىً كاد في بحرٍ من الهمِّ يغرق
إذا لم يكن في ردِّ ما فات حيلة = فإن الفتى بالصبر أحرى وأخلق
أتاني غمٌ من سرورٍ سمعته = فلا أنا مأسورٌ ولا أنا مطلق
سررت بإسلام الوليد ديانةً = وأقلقني علمي بأنك مقلق
فقلبي به شطران جذلان واحدٌ = وآخر محزونٌ من أجلك محرق
أنار لكم فينا وأشرق كوكبٌ =لنا مثله فيكم ينير ويشرق
فكم راعنا من مسلمٍ متنصرٍ =فهذا بهذا والسعيد الموفق
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 09:19 م]ـ
ما شاء الله ... قصيدة جميلة ونادرة ..
بارك الله فيك أستاذ محمد على نقولاتك الطيبة .. وجزاك الله كل خير
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:30 م]ـ
فكم راعنا من مسلمٍ متنصرٍ = فهذا بهذا والسعيد الموفق
نعم السعيد هو الموفق
وفقك الله بما اتحفتنا به
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:38 م]ـ
كالعادة ننتظر الغيث منك وكالعادة منك لاتبخل علينا نفع الله بك أخي محمد.(/)
الحب ما منع الكلام الألسنا
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 08:42 م]ـ
للشاعر المتنبي
الحب ما منع الكلام الألسنا= وألذ شكوى عاشقٍ ما أعلنا
روى الالسنا بفتح السين ويكون ما على هذه الرواية بمعنى الذي يقول غاية الحب ما منع لسان صاحبه من الكلام فلم يقدر على وصف ما في قلبه منه كما قال المجنون ولما شكوت الحب قالت كذبتني، فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا، فما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا، وتخرس حتى لا تجيب المناديا، وكما قال قيس بن دريج، وما هو إلا أن أراها فجاءة، فأبهت حتى ما أكاد أجيب، ويجوز أيضا أن يكون ما بمعنى الذي على رواية من روى الالسنا بضم السين والظاهر أن ما نفى لأن المصراع الثاني حث على إعلان العشق وإما يعلن من قدر على الكلام وهو معنى قول أبي نواس، فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى، فلا خير في اللذات من دونها ستر، ويقول علي بن الجهم، وقل ما يطيب الهوى، إلا لمنهتك الستر، وقول الموصلي، ظهر الهوى وتهتك أستاره، والحب خير سبيله إظهاره، أعصى العواذل في هواه جهارةً، فألذ عيش المستهام جهاره،
ليست الحبيب الهاجري هجر الكرى= من غير جرم واصلي صلة الضنا
بنا فلو حليتنا لم تدر ما= ألواننا مما امتقعن تلونا
يقول فارقنا احبابنا ولو أردت أن تثبت حليتنا لم تدر الواننا لتغيرها عند الفراقفكنت لاتدري بأي لون تصفنا
وتوقدت أنفاسنا حتى لقد= أشفقت تحترق العواذل بيننا
أي لشدة حرارة الوجد صارت أنفاسنا كالنار المتوقدة حتى خفت على العواذل أن يحترقن فيما بيننا وإنما خاف ذلك لأنه كان ينم على ما في قلوبهم من حرارة الهوى
أفدى المودعة التي أتبعتها= نظراً فرادى بين زفراتٍ ثنا
أي كلما نظرت إليها واحدة زفرت زفرتين وثناء ممدودة قصره ضرورة
أنكرت طارقة الحوادث مرة=ثم اعترفت بها فصارت ديدنا
أنكرتها أول ما طرقتنين وقلت ليست تقصدني وإنما اخطأت في قصدي ثم لما كثرت أقررت بها وعرفت أنها تأتيني فصارت عادة لي لا تفارقني ولا أنفك منها والديدن العادة ورواه الخوارزمي بكسر الدال الأولى كأنه أراد معرب ديدن وليس في كلام العرب فيعل بكسرة الفاء
وقطعت في الدنيا الفلا وركائبي= فيها ووقتي الضحى والموهنا
يصف كثرة اسفاره وتردده في الدنيا حتى قطع الفلوات وقطع المركوب أيضا بكثرة الإنعاب وقطع الليل والنهار والمعنى أنه قطع المكان والزمان والمركوب يعني أفنيت كلا منها هذا هو الصحيح في معنى البيت وما سوى هذا فهو تخليط وعدول عن الصواب
فوقفت منها حيث أوقفني الندا=وبلغت من بدر بن عمار المنى
منها أي من الدنيا ويروي فيها وأوقفه لغة عند بعضهم وقال ابو عمرو بن العلا لو قال رجل فلان أوقفني أي عرضني للوقوف لم أر بذلك بأسا وكذلك ههنا اوقفني الندى عرضني للوقوف يقول وقفت من الدنيا حيث حبسني الجود وأدركت من الممدوح ما كنت أتمنى
لأبي الحسين جدى يضيق وعاءه=عنه ولو كان الوعاء الأزمنا
يقول عطاؤه يضيق عنه الوعاء ولو كان الزمان مع سعته العالم بما فيه وإذا ضاق الزمان عن شيء فحسبك به عظما
وشجاعة أغناه عنها ذكرها =ونهى الجبان حديثها أن يجبنا
ذكر شجاعته واشتهارها في الناس اغناه عن اظهارها واستعمالها فكل أحد يهابه لما سمع من شجاعته وذلك أيضا يشجع الجبان لأنه يسمع ما يتكرر من الثناء عليه فيتمنى ذلك فيترك الجبن
نيطت حمائله بعاتق محرب =ما كر قط وهل يكر وما أنثنى
المحرب صاحب الحرب يقول ما عاد ولا رجع إلى الحرب لأن الكر يكون بعد الفر وهو لم ينثن ولم يول العدو ظهره فكيف يكر وهذا منقول من قول الآخر، الله يعلم أني لست أذكره، أو كيف أذكره إذ لست أنساه، والشعراء يصفون بالكر والانحياز والطراد في الحرب والمتنبي بالغ وجعل الممدوح لا ينثني البتة
فكأنه والطعن من قدامه =متخوف من خلفه أن يطعنا
يقول لشدة إقدامه وتقدمه في الحرب كان الخوف وراءه فهو يتقدم خوفا مما وراءه كما قال بكر ابن النطاح، كأنك عند الطعن في حومة الوغى، تفر من الصف الذي من ورائكا،
نفت التوهم عنه دحة ذهنه =فقضى على غيب الأمور تيقنا
هذا كأنه اعتذار له مما ذكر من إقدامه وذكر أن فطنته تقفه على عواقب الأمور حتى يعرفها يقينا لا وهما
يتفزع الجبار من بغتاته =فيظل في خلواته متكفنا
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الرجل الجبار يخاف أن يأخذ بغتة ويهجم عليه من حيث لا يدري فيظل لابس كفنه وتوقعا لوقعته ويروي متكتنا وهو المتندم يعني أنه يندم على معاداته
أمضى إرادته فسوف له قد =واستقرب الأقصى فثم له هنا
سوف للاستقبال وقد لما مضى ومقاربة الحال يقول هو ماضي الإرادة فما يقال فيه سوف يكون يقال هو قد كان والبعيد عنده قريب لقوة عزمه فما يقال فيه ثم وهو للمكان المتراخي قال هو هنا وهو يستعمل فيما دنا وجعل قد اسما فأعربه ونونه
يجد الحديد على بضاضة جلده=ثوباً أخف من الحرير وألينا
البضاضة مثل الغضاضة يقال غض بض أي طري لين وهذا من قول البحتري، ملوك يعدون الرماح مخاصرا، إذا زعزعوها والدروع غلائلا، ومثله لأبي الطيب، متعوداً لبس الدروع، البيت
وأمر من فقد الأحبة عنده=فقد السيوف الفاقدات الأجفنا
يعني أن الحرب أحب إليه من الغزل فإذا فقد سيوفه كان ذلك أشد عليه من فقد أحبته ثم وصف سيوفه بإنها فاقدة لجفونها لأنه أبدا يستعملها في الحرب
لا يستكن الرعب بين ضلوعه=يوماً ولا الإحسان أن لا يحسنا
الإحسان الأول مصدر أحسنت الشيء إذا حذقته وعلمته والإحسان الثاني هو ضد الاساءة يقول هو لا يحسن أن لا يحسن أي لا يعرف ترك الإحسان حتى إذا رام أن لا يحسن لم يعرف ذلك ولم يمكنه وهذا من قول الآخر، يحسن أن يحسن حتى إذا، رام سوى الإحسان لم يحسن، ون لا يحسن في محل النصب لأنه مفعول المصدر الذي هو الإحسان ولو قال ولا إحسان أن لا يحسن كان أقرب إلى الفهم من إستعماله بالألف واللام وإن كان المعنى سواء فإن قولك اعجبني ضرب زيدٍ أقرب إلى الفهم من قولك أعجبني الضرب زيدا ومعنى البيت لا يستكن الرعب ضلوعه ولا علم أن يترك الإحسان وقال ابن فورجة الإحسان ضد الإساءة يقول لا يستكن الإحسان حتى يحسن أي لا يثبت حتى يفعله وعلى هذا الإحسان الهم به يقول إذا هم بالإحسان لم يصبر عليه حتى يفعله
مستنبط من علمه ما في غدٍ =فكأن ما سيكون منه دونا
يقول يعرف بعلمه ما يقع فيما يستقبل فكان ما سيكون قد كتب في علمه والمعنى أن علمه صحيفة الكائنات ويروى من يومه والمعنى أنه يستدل بما في يومه على ما سيقع في غد فيعرفه
تتقاصر الأفهام عن إدراكه =مثل الذي الأفلاك فيه والدني
الدني جمع الدنيا مثل الكبر والصغر في جمع الكبرى والصغرى يقول إفهام الناس قصيرة عن إدراك هذا الممدوح كما تقاصرت عن علم الشيء المحيط بالأفلاك وبالدني فإن أحدا لا يعرف ما وراء الأفلاك وإن العالم إلى ما ينتهي من الأعلى والأسفل والتقدير تتقاصر الإفهام مثل تقاصرها عن إدراك الذي فيه الافلاك لكنه حذف لدلالة ما تقدم على ما حذف
من ليس من قتلاه من طلقائه =من ليس ممن دان ممن حينا
يقول من أفلت من سيفه فلم يقتله فهو ممن اطلقه وعفا عن ومن لم يطعه وليس من أهل طاعته فهو ممن يهلكه ويقتله وذكر لفظ الماضي لتحقق وجود الهلاك ومن روى بضم الحاء فالمعنى فهو ممن هلك
لما قفلت من السواحل نحونا =قفلت إليها وحشة من عندنا
أي كنا في وحشة من غيبتك فلما رجعت إلينا عادت الوحشة من عندنا إلى حيث انصرفت منه إلينا
ارج الطريق فما مررت بموضع=إلا أقام به الشذا مستوطنا
الشذا شدة الرائحة يقول طاب الطريق الذي سلكته ففاحت رائحته وما مررت بطريق إلا صارت الرائحة الطيبة مقيمة هناك
لو تعقل الشجر التي قابلتها =مدت محيية إليك الأغصنا
سلكت تماثيل القباب الجن من =شوقٍ بها فأدرن فيك الأعينا
يقول اشتاقت الجن إليك فتوارت بتماثيل القباب للنظر إليك وتماثيل القباب هي القباب ويجوز أن يريد بتماثيلها الصور المنقوشة عليها أي أنها تضمنت من الجن أرواحا وهذا معنى قول ابن جنى لأنه قال ما أعلم أنه وصفت صورة بأنها تكاد تنطق باحسن من هذا
طربت مراكبنا فخلنا أنها =لولا حياء عاقها رقصت بنا
أي لسرورها بقدومك طربت حتى ظننا أنها لو لا الحياء لرقصت بنا والمعنى أن سرور قدومك غلب حتى ظهر في البهيمة التي لا تعقل
أقبلت تبسم والجياد عوابس =يخببن بالحلق المضاعف والقنا
تبسم معناه باسما أريد به الحال والجياد يعني جياد الممدوح عابسة لطول سيرها ويريد بالحلق المضاعف الدروع
عقدت سنابكها عليها عثيراً =لو تبتغي عنقاً عليه أمكنا
(يُتْبَعُ)
(/)
العثير الغبار يقول عقدت سنابك الجياد فوقها غبارا كثيفا لو تطلب السير عليه أمكن كما قال، كأن الجو وعثا أو خبار، وهذا منقول من قول البحتري، لما أتاك جيشا أرعنا، يمشي عليه كثافة وجموعاً، فنقله أبو الطيب إلى الرهج
والأمر أمرك والقلوب خوافق =في موقف بين المنية والمنى
يقول أمرك مطاع والحال ما ذكر وهو اضطراب القلوب في الحرب بين القتل وبين ادراك المطلوب
فعجبت حتى ما عجبت من الظبي=ورأيت حتى ما رأيت من السنا
يقول عجبت من كثرة السيوف حتى زال تعجبي لما كثرت ورأيت من الضوء وتألق الحديد ما خطف بصري يعني يوم قدومه رأى السيوف والأسلحة مع عسكره
إني أراك من المكارم عسكرا =في عسكرٍ ومن المعالي معدنا
تقديره أني أراك عسكرا في عسكر من المكارم أي أنت في نفسك عسكر وحولك عسكر آخر من المكارم وأراك معدنا من المعالي أي أصلا لها فهي تؤخذ منك
فطن الفؤاد لما أتيت على النوى=ولما تركت مخافة أن تفطنا
يقول قلبك يعرف ما فعلته في حال بعدك وما تركته فلم أفعله خوفا من أن تعلم فتعاتبني عليه وكان قد وشى به إليه وكأنه قد اعترف بتقصير منه لأن سياق الأبيات يدل عليه
أضحى فراقك لي عليه عقوبةً =ليس الذي قاسيت فيه هينا
عليه أي على ما فعلته يقول صار فراقك عقوبةً لي على ما فعلته مما كرهته
فاغفر فدى لك واحبني من بعدها=لتخصني بعطيةٍ منها أنا
أراد فأغفر لي أي ذنبي الذي جنيته فدى لك نفسي وأعطني بعد المغفرة لأكون مخصوصا بعطية منها نفسي يعني إذا عفوت عني واعطيتني كنت قد خصصتني بعطاء أنا من جملته
وأنه المشير عليك في بضلةٍ =فالحر ممتحن بأولاد الزنا
كان الأعور بن كروس قد وشى به إلى بدر بن عمار لما سار وتأخر عنه المتنبي وجعل قبوله منه ضلةً أي أن اطعته فيّ ضللت يهدده بالهجاء ويجوز أن يريد بالضلال ما يؤمر به من هجران المتنبي وحرمانه وهذا أولى مما ذكر ابن جنى من التهديد وعنى بالحر نفسه وبأولاد الزنا الوشاة ومثله للطاءي، وذو النقص في الدنيا بذي الفضل مولع، وهذا من قول مروان ابن أبي حفصة، ما ضرني حسد اللئام ولم يزل، ذو الفضل يحسده ذون التقصير،
وإذا الفتى طرح الكلام معرضا=في مجلس أخذ الكلام اللذ عني
يعني أنه قد عرض بذكر أولاد الزمنا وقد فهمه من عناه بهذا الكلام
ومكائد السفهاء واقعة بهم =وعداوة الشعراء بئس المقتنى
يعني السعاة والوشاة الذين وشوا به يقول كيدهم يعود عليهم بالشر
لعنت مقارنة اللئام فإنها =ضيف يجر من الندامة ضيفنا
يقول مخالطة اللئيم مذمومة ملعونة لأن عاقبتها الندامة فهي كضيف معه ضيف من الندامة
غضب الحسود إذا لقيتك راضيا=رزء أخف على من أن يوزنا
أمسى الذي بربك كافرا =من غيرنا معنا بفضلك مؤمنا
أى أمسى من يكفر بالله من غيرنا مؤمنا بفضلك معنا يعني أن من يخالفنا في الأيمان يوافقنا في الإقرار بفضلك
خلت البلاد من الغزالة ليلها =فأعاضهاك الله كي لاتحزنا
الغزالة اسم الشمس يقول جعلك الله عوضا من الشمس للبلاد وأهلها عند فقد الشمس بالليل كي لا يحزنوا وسيبويه لا يجيز تقديم ضمير الغائب المتصل على الحاضر في مثل قولك ما فعل الرجل الذي أعطاهوك زيد على معنى الذي أعطاه إياك فتأتي بالضمير المنفصل وتدع المتصل وأبو العباس يجيزه والصواب عند سيبويه فأعاضها أياك والشعر موقف ضرورة فيجوز فيه ما لا يجوز في غيره ويقال عاضه وأعاضه وعوضه بمعنى وأمر بدر أن يحجب الناس عنه
ولكم منى الف تحية
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 09:26 م]ـ
ونحن نقول لك منَّا ألف تحية وسلام
وسلمت على هذا العرض الطيب
ـ[أحاول أن]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:04 ص]ـ
ما أروع ما عرضت أستاذنا القدير: الحارث السماوي ..
أسطر تستحق التوقف مليا أمام هذه الأبيات الباسقة ..
جزاك الله خيرا فقد أثريتنا ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:21 ص]ـ
أخي الحارث تغيب كمواسم الغيث!
بوركت على هذه الجولة الماتعة.
لاحرمنا من أطايب قلمك.(/)
منْ جيِّد ما قيل في الطَّيف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:17 م]ـ
"أخبرنا": أبو الحسن الأخفش قال سمعت أبا العباس المبّرد يقول: من جيد ما قيل في الطيف وأحسنه قول نصيبٍ:
أيقظان أم هبَّ الفؤاد لطائفٍ =ألمَّ فحيّا الركب والعين نائمه
سرى من بلاد الغور حتَّى اهتدى لنا =ونحن قريبٌ من عمود سوادمه
بنجدٍ وما كانت بعهدي رجيلةً =ولا ذات فكرٍ في سرى الليل فاطمه
ووالله ما من عادةٍ لك في السرى =سريت ولا إن كنت بالأرض عالمه
ولكنما مثلت ليلى لذي الهوى =فبت على خيرٍ وفارقت سالمه
فبالك ذا ودٍ ويا لك ليلةً =تجلت وكانت بردة العيش ناعمه
فلو دمت لم أملل ولكن تركتني =بدائي وما الدنيا لحيٍ بدائمه
وذكرتنا أيامنا بسويقةٍ =وليلتنا إذ النوى متلائمه(/)
أرجو من الأساتذة تقديم رأيهم في هذه الدراسة لبضعة أبيات من إحدى قصائد زهير جزاكم الله
ـ[ابنُ الربيعِ الحلبيّ]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:19 م]ـ
قال زهير بن أبي سلمى:
إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا وَعُلّقَ القلبُ مِنْ أسماءَ ما عَلِقَا
وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَهُ يوْمَ الوداعِ فأمسَى رهنُها قد غَلِقَا
وأخلفتكَ ابنة ُ البكريِّ ما وعدتْ فأصْبَحَ الحَبْلُ مِنْها واهِناً خَلَقَا
قامت تبدَّى بذي ضالِ لتحزنني ولا محالةَ أنْ يشتاقَ من عشقا
بِجِيدِ مُغْزِلَةٍ أدْماءَ خاذِلَةٍ من الظباءِ، تراعِي شادناً، خرِقا
كأنّ رِيقَتَها بعدَ الكرَى اغتُبِقَتْ مِنْ طَيّبِ الرّاحِ لمّا يَعْدُ أن عَتُقَا
شجّ السقاةُ على ناجودها شبمًا من ماء لينة لا طرقًا و لا رنقا
كَأنّ عَيْنيّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ منَ النّوَاضِحِ تسقي جَنّةً سُحُقَا
لها أداة ٌ، وأعوانٌ، غدونَ لها: قتبٌ، وغربٌ، إذا ما أفرغَ انسحقا
وقابلٌ، يتغنَّى، كلَّما قدرتْ على العراقي يداهُ، قائماً، دفقا
فعدّ عمّا ترى إذ فات مطلبه أمسى بذاك غراب البين قد نعقا
المفردات:
الخليط: المخالط في الدار. أجدّ: من الجِدّ. انفرق: انقطع. غلق: لا فكاك له , لا يقدر أنْ يفكّه. الرهن: ههنا القلب. الحبل: العهد. الواهي: الضعيف. تبدّى: تظهر. بذي ضالٍ: موضع فيه الضال وهو السدر البرّيّ. بجيد: الباء صلةٌ لـ (تبدّى). الجيد: العنق. الشادن: الذي اشتدّ لحمه. أدماء: خالصة البياض. الخاذلة: المتأخرة عن الظباء. الخرق: الذي لا يقدر أن يتحرّك لضعفه و صغره. اغتبقت: شربت على ريقها غبوقًا. لمّا يعدُ أن عتقا: لم يتجاوز أن يصير عتيقًا , أي لم يتجاوز العتق بفساد , و روق كلّ شيء أوّله. الغرْبَانِ: الدلوان الضخمان. المقتّلة: المذلّلة يعني الناقة (يقول: كأنّ عيني من كثرة دموعها غربَي ناقة يُنْضَحُ , قد قُتّلت بالعمل حتّى ذلّتْ). لها أداة: يعني الناقة. غدونَ: مؤنّث و إنْ كان للأعوان. القتب: الأحمال. انسحقا: انصبّ ما فيه. الغرب: الدلو. القابل: الذي يقبل الدلو. العراقي: الخشبتان كالصليب على الدلو. دفق الماء: صبّه في الحوض. عدِّ: اصرف هواك و تذكّرك عنه إذ فات لأنّهم صاروا إلى محاضرهم و لا سبيل إلى زيارتهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا بدّ من الإشارة أولاً إلى مكانة زهير بن أبي سلمى اللغويّة بشكلٍ عامٍّ و إلى حكمته التي بها رأى الحياة؛ فزهير من أكابر أهل المدرسة الأوسيّة وهي المدرسة الأشهر في الاهتمام بتنقيح الشعر. و لا أريد أن أطيل النَّفَس في هذه الجزئيّة لأنّ مرادي منها أنّ شعر زهير و أقرانه جديرٌ أن يوقف على كلّ جزءٍ منه باهتمام يوازي اهتمام الشاعر الذي اجتهد و اجتهد لينتج لنا هذه الأبيات الرائعة.
ثمّ لا بدّ من الإشارة إلى السبب الذي من أجله يبدأ الشعراء قصائدهم و أشعارهم بالغزل قال ابن قتيبة: سمعت بعضَ أهل الأدب يذكر أن مقصد القصيدة إنما ابتدأ بوصف الديار والدِّمَنِ والآثار؛ فبكى وشكا، وخاطَبَ الربع، واستوقف الرفيق؛ ليجعلَ ذلك سبباً لذكْر أهله الظاعنين، إذ كانت نازلةُ العمد في الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة، المَدَرِ؛ لانتقالهم من ماء إلى ماء، وانتجاعهم الكَلأ، وتتبُّعهم مساقِطَ الغيث حيثُ كان؛ ثم وصل ذلك بالنسيب، فبكى شدَة الوجد، وألم الصبابة والشوق؛ ليُمِيلَ نحوه القلوب، ويَصْرِف إليه الوجوه، ويستدعي إصغاءَ الأسماع، لأن النسيب قريبٌ من النفوس، لائط بالقلوب، لما جعل الله تعالى في تركيب العباد من محبَّةِ الغزل، وإلف النساء، فليس أحدٌ يخلو من أن يكونَ متعلّقاً منه بسبب، وضارباً فيه بسهم، حلال أو حرام. فإذا استوثق من الإصغاء إليه، والاستماع له، عَقَّب بإيجاب الحقوق؛ فرحل في شعره، وشكا النَصَبَ والسهر، وسُرَى الليل وحر الهجير، وإنضاء الراحلة والبعير، فإذا علم أنه قد أوجب على صاحبه حقّ الرجاء وذِمام التأميل، وقرّر عنده ما ناله من المكارِه في المسير، بدأ في المديح فبعثه على المكافأة، وفَضَّله على الأشباه، وصغّر في قدره الجزيلَ، وهزّه لفعل الجميل؛ فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب، وعدل بين هذه الأقسام، فلم يجعل واحداً أغلب على الشعر، ولم يطل فيُمِلّ
(يُتْبَعُ)
(/)
السامعين، ولم يقطع وفي النفوس ظمأ إلى المزيد.
إنّ زهيرًا قد بدأ قصيدته بالغزل و التشبيب متّبعًا سنّة الجاهليين , رغم أنّه لم يكن ممن شغف قلوبهم الحبّ , بل إنّه يبدأ بالغزل ليرضي سامعيه لا ليرضي نفسه , لذلك نراه مرّةً يعلم سامعيه في مطلع القصيدة باختلافه عن أقرانه ممّن يبدؤون بالتشبيب , يقول مثلاً:
صحا القلب عن سلمى و قد كان لا يسلو و أقفر من سلمى التعانيق فالثقل
و مرّةً أخرى يعلمهم بذلك في ختام قطعه الغزليّة , يقول مثلاً " فعدّ عمّا ترى .... " فهو يتغزّل جريًا على التقاليد ليس غير، و هو إذ ذاك مبدعٌ في تصوير أثر الحبّ في النفس معبّرًا بذلك عن مقدرةٍ فنّيّة لا عن مشاعر حقيقيّة.
و يمكننا بعد ذلك أنْ ننظر في هذه الأبيات فنرى أنّها تمثّل عدّة مشاهد تصوير الفراق و ما تخلّله من إخلاف للوعد، تصوير بعض صفات أسماء، تصوير حال الشاعر و تألّمه من الفراق، ثم بعد ذلك اتخاذ القرار النهائيّ في هذه المسألة.
إنّ مشهد الفراق يطالعنا منذ اللحظة الأولى " إنّ الخليط أجدّ البين فانفرقا " دون تمهيد يهيّئنا له , و قد أخبر عنه مؤكّدًا إيّاه بـ (إنّ) , و بعدُ زاد التوكيد توكيدًا بالفعل (أجدّ) الذي يفيد تعظيم الأمر و عدم الهزَرِ فيه , و قد جمع زهير في هذا الشطر أطراف مشهد الفراق و ما يلزمه من اختلاطٍ و بينٍ , و الخليط هو المخالط في الدار , و هؤلاء الذين خالطوه زمنًا فارقوه و معهم مَنْ سلبت قلبه. لكنّها إذ فارقته أخذت قلبه معها فهو متعلّق بها تعلّقا لا فكاك منه , و قد عبّر عن القلب بكلمة (الرهن) ليدلّ على تمكّنها منه , ففي قوله " فارقتك برهن لا فكاك له " إشارة إلى أنّها حين ظعنت مع قومها أخذت هذا المرهون معها و لم تدع لاسترداده سبيلاً. ثمّ يتّهمها بإخلاف وعدها الذي وعدتْ , و هو يقول ذلك بطريقته التي تؤكّد تميّزه من غيره في موضوع الغزل و الحبّ إذ إنّه جرّد من نفسه شخصًا آخر هو الذي تعرّض للوعدِ و الإخلاف , فهو ينبو بنفسه عن التعرّض لمثل هذا الأمر , ثمّ يعلم مخاطبَه المزعوم أنّ أسماء قد صرمتْ حبله و أعرضت عن وصله.
ثم ينتقل زهير إلى تشبيه عنق أسماء بعنق الظبية تارة و تشبيه ريقة أسماء بالخمرة تارة يلتقط من كلٍّ ما يجمّل صورة محبوبته. و هو انتقال لطيف دلّ عليه قوة ترابط الأبيات السابقة بالأبيات اللاّحقة.
فمحبوبته تُظْهِر له نفسها لتثير أشواقه و تحرّك لواعجه , و قد استعمل الفعل (تبدّى) الذي يفيد شدّة تأثّره و عظمة أشواقه , و يبدو أنّها قد نالت منه إذ أثارت أشواق العاشق القديم و فتحت عليه جراحاته , و نلحظ استعماله حرف الشين في الشطر الثاني في (يشتاق , عشقا) و هو حرف يفيد التّفشّي فكأنّ حبّها قد تفشّى في نفسه حتّى ملكها. ثمّ يصوّر تبدّيها تصويرًا دقيقًا بديعًا , فهي تتبدّى بجيد مغزلةٍ (و قد جعلها مغزلاً لأنّ ذلك أشدّ لانتصابها , لحذرها على مولودها) و هو يصوّر جيدها بجيد ظبية بيضاء امتلأ قلبُها بحبّ ابنها فهي عاكفة عليه. وهي شديدة البياض , شديدة الحنان (تراعي شادنا خرقا) فقد اشتدّ لحم مولودها لكنّه مازال خرقًا لا يقدر على الحركة لضعفه و صغره.
ثمّ يشبّه ريقتها بخمرٍ معتّقةٍ لم تجاوز العتق إلى الفساد , و قد مزجها الساقون بالماء لحدّتها. فقد شبّه جيدها بجيد الغزال , و شبّه ريقتها بالخمر المعتّقة , وبعد ذلك ينتقل ليشبّه عينيه بالدلوين الذين يُملآن ماءً و يسحبان بالناقة من البئر , و قد جعل الناقة التي تسحب هذين الدلوين مقتّلةً أي مذلّلة و إنّما خصّ المقتّلة لأنّها ماهرة إذ تخرج الدلو ملآن فيسيل من نواحيه أمّا الصعبة فتنفر فتهريقه فلا يبقى من الماء إلا صبابة , و هذه المقتّلة من النواضح , و الناضح هو البعير الذي يُستقى عليه , و هو يسقي جنّةً سحقا أي فسيحة مترامية الأطراف أو أنّ معنى السحق هنا النخل , و هو أكثر حاجة إلى الماء من غيره و هذا أدعى لكثرة خبرتها بنقل الماء. ثمّ يتابع في تصوير تلك الناقة من حيث ما تحمله إذ إنّ جميع ما أحاط بها هو من أحمالها و قد خصّ من هذه الأحمال الغرب (الدِّلاء) ليعود بنا إلى تصوير العينين , فهذه الدّلاء إذا ما تعرّضت للإفراغ انصبّ ما فيها , و كذلك حال عينيه إذا ما تعرّض لمثير فإنّهما تسكبان الدموع. و إنّ محبوبته كالقابل (الذي يقبل الدلو) يكثر عنده سكب الماء كما يكثر عندها سكب الدموع.
و أخيرًا يختم الشاعر هذه المعركة التي رسمها بأبدع ما أوتي الشاعر , يختمها بقوله:
فعدّ عمّا ترى إذ فات مطلبه أمسى بذاك غراب البين قد نعقا
فهو يلتفت إلى ذلك الشخص الذي جرّده من نفسه ليلقي النصيحة الأخيرة و لو كانت صعبة على نفسه و على من يخاطبه , إذ يقول له: اصرف هواك عن هذا المحبوب الذي انقطعت سبل الوصال بينك و بينه , و قد صار قومه إلى محاضرهم. و نلحظ أنّه ذكر الغراب في هذا المشهد , و هذا من تقاليد الجاهليّة إذ يتشاءمون من الغراب , و ربّما ذكر ذلك لينفّر مخاطبه عن تذكّر من لا سبيل إلى وصالهم , و قد كانوا قبلُ صرموا حبله.
و نحن نلحظ هذا التصوير البديع لهذه المشاهد و لطف الانتقال من واحد لآخر و لعلّنا نُدهش حين نعلم أنّ تصويره ذاك لم يكن عن تجربة عاشق ملتاع بل كان نتيجة براعة شاعر و مَلَكة أديب فذّ تمكّن من اللغة أيّما تمكّن , و كما أسلفنا: لم يكن غزلُه إلا تقفّيًا لأثر من سبقه , أو إرضاءً لسامعيه.
قدّمتُ هذه الدراسة كحلقة بحث في الأدب الجاهليّ و أنا طالب في السنة الثانية و أعطاها الأستاذ الدكتور عيسى على العاكوب حفظه الله درجة الممتاز , و حصلتْ من قسم اللغة العربيّة على 18 درجة من 20.
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابنُ الربيعِ الحلبيّ]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 04:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أطنّ أنّ السبب في عدم ورود الردود على بحثي هو انشغال الجميع بالامتحانات لذلك أرجو لكم التوفيق جميعًا ولا تنسوني من صالح الدعاء و السلام.
ـ[ابنُ الربيعِ الحلبيّ]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 12:51 ص]ـ
إنّ الخليطَ أجدَّ البينَ، فانفرقا وَعُلّقَ القلبُ مِنْ أسماءَ ما عَلِقَا
وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فَكاكَ لَهُ يوْمَ الوداعِ فأمسَى رهنُها قد غَلِقَا(/)
الشعر والشعراء
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 12:34 ص]ـ
أقسام الشعر
قال أبو محمد: تدبرت الشعر فوجدته أربعة أضرب.
ضربٌ منه حسن لفظه وجاد معناه، كقول القائل في بعض بني أمية:
في كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبقٌ = مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ في عرْنِينِهِ شممُ
يغْضِى حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِةِ =فَما يُكلَّمُ إلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ
لم يقل في الهيبة شيءٌ أحسن منه.
وكقول أوس بن حجر:
أيَّتُهَا النَّفْسُ أَجْمِلى جَزَعَا =إنَّ الَّذِي تَحْذرِينَ قَدْ وَقَعَا
لم يبتدى أحدٌ مرثيةٌ بأحسن من هذا.
وكقول أبي ذؤيبٍ:
والَّنْفُس رَاغِبَةٌ إذَا رَغَّبْتَهَا = وإذَا تُرَد إلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ
حدثني الرياشي عن الأصمعي، قال: هذا أبدع بيت قاله العرب.
وكقول حميد بن ثورٍ:
أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَني بَعْدَ صِحَّةٍ = وحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وتَسْلَمَا
ولم يقل في الكبر شيءٌ أحسن منه.
وكقول النابغة:
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ = ولَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِىءِ الكَوَاكِب
لم يبتدى أحدٌ من المتقدمين بأحسن منه ولا أغرب.
ومثل هذا في الشعر كثيرٌ، ليس للإطالة به في هذا الموضع وجهٌ، وستراه عنه
ذكرنا أخبار الشعراء.
وضربٌ منه حسن لفظه وحلا، فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى، كقول القائل:
ولَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجةٍ = ومَسَّحَ بِالأَرْكانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ
وشُدَّتٌ على حُدْبِ المَهَارِى رحَالُنَا = ولا يَنْظُرُ الغَادِي الذي هُوَ رَائحُ
أَخَذْنَا بِأَطْرافِ الأَحَادِيثِ بَيْنَنَا=وسَالَتْ بِأَعْنَاقِ المَطِىِّ الأَبَاطِحُ
هذه الألفاظ كما ترى أحسن شيءٍ مخارج ومطالع ومقاطع، وإن نظرت إلى ما تحتها من المعنى وجدته: ولما قطعنا أيام منى، واستلمنا الأركان، وعالينا إبلنا الأنضاء، ومضى الناس لا ينتظر الغادي الرائح، ابتدأنا في الحديث وسارت المطي في الأبطح.
وهذا الصنف في الشعر كثيرٌ.
ونحوه قول المعلوط:
إِنَّ الذين غَدَوْا بُلِّبكَ غادَرُوا = وَشَلاً بِعَيْنِكَ مَا يَزَالُ مَعِينَا
غيَّضْنَ مِنْ عَبَرَاتِهِنَّ وقُلْنَ لي = مَاذَا لَقِيتَ مِنَ الْهَوَى ولَقِينَا
ونحوه قول جريرٍ:
يا أُخْتَ نَاجِيَةَ السَّلَامُ عَلَيْكُمُ = قَبْلَ الرَّحِيلِ وقَبْلَ لَوْمِ العُذَّل
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهْدكُمْ=يَوْمُ الرَّحِيل فَعَلْتُ ما لم أَفْعَل
وقوله:
بَانَ الخلِيطُ ولوْ طُوِّعْتُ ما بَانَا = وقَطَعُوا مِنْ حِبَالِ الوَصْل أَقْرَانَا
إِنَّ العُيُونَ التي في طَرْفِهَا مَرَضٌ = قَتَّلْنَنَا ثُمَّ لم يُحيينَ قَتْلاَنَا
يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حتى لَا حَرَاكَ بِهِ =وهُنَّ أَضْعَفُ خَلْق اللهِ أَرْكانا
وضربٌ منه جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه، كقول لبيد بن ربيعة:
ما عَاتَبَ المَرْءَ الْكَريمَ كَنَفْسِهِ =والمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَلِيسُ الصَّالِحُ
هذا وإن كان جيد المعنى والسبك فإنه قليل الماء والرونق.
وكقول النابغة للنعمان:
خَطَاطِيفُ حُجْنٌ في حِبَالٍ مَتِينَةٍ =تَمُدُّ بِهَا أَيْدٍ إلَيْكَ نَوَازِعُ
قال أبو محمد: رأيت علماءنا يستجدون معناه، ولست أرى ألفاظه جياداً ولا مبينةً لمعناه، لأنه أراد: أنت في قدرتك على كخطاطيف عقفٍ يمد بها، وأنا كدلوٍ تمد بتلك الخطاطيف، وعلى أني أيضاً لست أرى المعنى جيداً.
وكقول الفرزدق:
والشَّيْبُ يَنْهَضُ في الشَّبَاب كأَنَّه = لَيْلٌ يَصِيحُ بجَانِبَيْهِ نَهَارُ
وضربٌ منه تأخر معناه وتأخر لفظه، كقول الأعشى في امرأةٍ:
وفُوها ..... كَأَقَاحِيَّ = غَذَاهُ دَائمُ الهَطْلِ
كما شِيبَ برَاحٍ بَا = رِد مِنْ عَسَل النَّحْل
وكقول:
إنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا = وإِنَّ في السَّفْرِ ما مَضَى مَهَلا
اسْتَأْثَرَ اللهُ بِالوَفَاءِ وَبِاْل = حَمْدِ وَوَلَّى المَلَامَةَ الرَّجُلا
والأَرْضُ حَمَّالَةٌ لمَا حَمَّلَ الَّل =هُ وَمَا إِنْ تَرُدُّ ما فَعَلَا
يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ = عَصْب ويَوْماً أَدِيمُهَا نَغِلَا
وهذا الشعر منحولٌ، ولا أعلم فيه شيئاً يستحسن إلا قوله:
يَا خَيْرَ مَنْ يَرْكَبُ الْمَطِىَّ ولَا = يَشْرَبُ كَأْساً بِكَفِّ مَنْ بَخِلَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يريد أن كل شاربٍ يشرب بكفه، وهذا ليس ببخيل فيشرب بكف من بخل، وهو معنًى لطيف.
وكقول الخليل بن أحمد العروض
إِنَّ الخَليطَ تَصَدَّعْ = فَطِرْ بِدَائِكَ أَوْقَعْ
لَوْلَا جَوَارٍ حِسَانٌ = حُورُ الْمَدَامِع أَرْبَعْ
أُمُّ البَنِينَ وأَسْمَا =ءٌ والرَّبَابُ وبَوْزَعْ
لَقُلْتُ لِلرَّاحِلِ ارْحَلْ =إِذَا بدا لَكَ أَوْ دَعْي:
وهذا الشعر بين التكلف ردىء الصنعة. وكذلك أشعار العلماء، ليس فيها شيءٌ جاء عن إسماحٍ وسهولة، كشعر الأصمعي، وشعر ابن المقفع وشعر الخليل، خلا خلفٍ الأحمر، فإنه كان أجودهم طبعاً وأكثرهم شعراً. ولو لم يكن في هذا الشعر إلا أم البنين وبوزع لكفاه! فقد كان جررٌ أنشد بعض خلفاء بني أمية قصيدته التي أولها:
بانَ الخَلِيطُ بِرَامَتَيْنِ فَوَدَّعُوا=أَوَ كُلَّمَا جَدُّوا لِبَيْنٍ تَجْزَعُ
كَيْفَ العَزَاءُ ولم أَجِدْ مُذْ بِنْتُمُ = قَلْباً يَقِرُّ ولا شَرَاباً يَنْقَعُ
وهو يتحفز ويزحف من حسن الشعر، حتى إذا بلغ إلى قوله:
وتَقُولُ بَوْزَعُ قَدْ دَبَبْتَ عَلَى العَصَا=هَلاَّ هَزِئْتِ بِغَيْرِنَا يَا بَوْزَعُ
قال له: أفسدت شعرك بهذا الاسم وفتر.
قال أبو محمد: وقد يقدح في الحسن قبح اسمه، كما ينفع القبيح حسن اسمه، ويزيد في مهانة الرجل فظاعة اسمه، وترد عدالة الرجل بكنيته ولقبه. ولذلك قيل: اشفعوا بالكنى، فإنها شبهةٌ.
وتقدم رجلان إلى شريحٍ، فقال أحدهما: ادع أبا الكويفر ليشهد، فتقدم شيخٌ فرده شريحٌ ولم يسأل عنه، وقال: لو كنت عدلاً لم ترض بها، ورد آخر يلقب أبا الذبان ولم يسأل عنه.
وسأل عمر رجلاً أراد أن يستعين به على أمرٍ عن اسمه واسم أبيه، فقال: ظالم بن سراق، فقال: تظلم أنت ويسرق أبوك ولم يستعن به.
وسمع عمر بن عبد العزيز رجلاً يدعو رجلاً: يأبا العمرين، فقال: لو كان له عقلٌ كفاه أحدهما! ومن هذا الضرب قول الأعشى:
وقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يتْبَعُني =شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشَلٌ شَوِل
وهذه الألفاظ الأربعة في معنىً واحد، وكان قد يستغنى بأحدها عن جميعها، وماذا يزيد هذا البيت أن كان للأعشى أو ينقص؟ وقول أبي الأسد، وهو من المتأخرين الأخفياء:
ولَائِمَة لَامَتْكَ يَا فَيْضُ في النَّدَىفَقُلْتَ لَها لَنْ يَقْدَحَ اللَّوْمُ في البَحْرِ
أَرَادَتْ لِتَثْنِي الفَيْضَ في كُلِّ بَلْدَةٍمَوَاقِعُ ماءِ المُزْنِ في البَلَدِ القَفْر
لتثنى الغيض عن عادة الندى = ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر
مَوَاقِعُ جَوُدِ الفَيْضِ في كُلِّ بَلْدَةٍمَوَاقِعُ ماءِ المُزْنِ في البَلَدِ القَفْر
كَأَنَّ وُفُودَ الفَيْضِ حِينَ تَحَمَّلُواإلى الْفَيِض وَافَوْا عْندَةُ لَيْلَةَ القَدْرِ
وهو القائل:
لَيْتَكَ آذَنْتَنِي بِوَاحدَاةٍ = تَكُونُ لي مِنْكَ سَائِرَ الأَبَدِ
تَحْلِفُ أَلاَّ تَبَرَني أَبَداً = فَإنَّ فِيهَا بَرْداً على كَبدِي
إِنْ كانَ رِزْقي إِلَيْكَ فَارْمِ بِهِ =في نَاظِرَيْ حَيَّةٍ على رَصَدِ
ومن هذا الضرب أيضاً قول المرقش:
هَلْ بِالدِّيَارِ أَنْ تُجِيبَ صَمَمْ = لَوْ أَنَّ حَيًّا نَاطِقاً كَلمْ
يَأْبي الشَّبَابُ الأَقْوَرِينَ ولاَ =تَغْبِطْ أَخَاكَ أَنْ يُقَالَ حَكَمْ
والعجب عندي من الأصمعي، إذ أدخله في متخيره، وهو شعرٌ ليس بصحيح الوزن ولا حسن الروى، ولا متخير اللفظ، ولا لطيف المعنى ولا أعلم فيه شيئاً يستحسنُ إلا قوله:
النَّشرُ مِسْك والوُجُوهُ دنَا = نِيرُ وأَطْرَاف الأَكُفِّ عَنَمْ
ويستجاد منه قوله:
لَيْسَ على طُولِ الحيَاةِ نَدَمْ =ومنْ وَرَاءِ المَرْء مَا يُعْلَمْ
وكان الناس يستجيدون للأعشى قوله:
وكَأْسٍ شَرِبْتُ على لَذةٍ =وأُخْرَى تَدَاوَيْتُ منْهَا بهَا
حتى قال أبو نواس:
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فَإنَّ اللَّوْمَ إِغْرَاءُ = وَدَاوِني بالتي كانَتْ هِي الدَّاءُ
فسلخه وزاد فيه معنًى آخر، اجتمع له به الحسنُ في صدره وعجزه، فللأعشى فضل السبق إليه، ولأبي نواسٍ فضل الزيادة فيه.
وقال الرشيد للمفضل الضبي: اذكر لي بيتاً جيد المعنى يحتاج إلى مقارعة الفكر في استخراج خبيئه ثم دعني وإياه، فقال له المفضل: أتعرف بيتاً أوله أعرابي في شملته، هاب من نومته، كأنما صدر عن ركبٍ جرى في أجفانهم الوسن فركد، يستفزهم بعنجهية البدو، وتعجرف الشدو، وآخره مدني رقيق، قد غذى بماء العقيق؟ قال: لا أعرفه، قال: هو بيت جميل بن معمر:
أَلاَ أَيُّهَا الرَّكْبُ النيَامُ أَلاَ هُبُّوا
ثم أدركته رقة المشوق، فقال:
أسائلكم: هل يقتل الرجل الحب؟
قال: صدقت، فهل تعرف أنت الآن بيتاً أوله أكثم بن صيفي في إصالة الرأي ونبل العظة، وآخره إبقراط في معرفته بالداء والدواء؟ قال المفضل: قد هولت علي، فليت شعري بأي مهرٍ تفترع عروس هذا الخدر؟ قال: بإصغائك وإنصافك، وهو قول الحسن بن هاني:
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فَإنَّ اللَّوْمَ إِغْرَاءُ = وَدَاوِني بالتي كانَتْ هِي الدَّاءُ
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 01:07 ص]ـ
عيوب الشعر
الإقواء والإكفاء
قال أبو محمد: كان أبو عمرو بن العلاء يذكر أن الإقواء: هو اختلاف الإعراب في القوافي، وذلك أن تكون قافيةٌ مرفوعةً وأخرى مخفوضةً، كقول النابغة:
قالتْ بَنُو عامِرٍ خَالُوا بَني أَسَدٍ = يا بُؤْس للجَهْلِ ضَرَّاراً لِأَقْوَامِ
وقال فيها:
تَبْدُو كَوَاكِبُهُ والشَّمْسُ طَالِعَةٌ =لاَ النُّورُ نُورٌ ولا الإظْلَامُ إِظْلَامُ
وكان يقال إن النابغة الذبياني وبشر بن أبي خازم كانا يقويان، فأما النابغة فدخل يثرب فغنى بشعره ففطن فلم يعد للإقواء.
وبعض الناس يسمى هذا الإكفاء ويزعم أن الإقواء نقصان حرف من فاصلة البيت، كقول حجل بن نضلة، وكان أسر بنت عمرو ابن كلثوم وركب بها المفاوز، واسمها النوار:
حَنَّتْ نَوَارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ = وبَدَا الَّذِي كانَتْ نَوَارُ أَجَنْتِ
لمَّا رَأَتْ مَاءَ السَّلاَ مَشْرُوباً =والفَرْثَ يُعْصَرُ في الإنَاءِ أَرَنِّتِ
سمى إقواءً لأنه نقص من عروضه قوةٌ. وكان يستوي البيت بأن تقول متشرباً. يقال أقوى فلانٌ الحبل إذا جعل إحدى قواه أغلظ من الأخرى، وهو حبلٌ قوٍ.
مثل قول حميد:
إنَّي كبِرْتُ وإنَّ كُلَ كَبِيرٍ = مِمَّا يُضَنُّ بِهِ يَمَلُّ ويَفْتُرُ
وكقول الربيع
أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرٍ = تَرْجُو النسَاءُ عَوَاقِبَ الأَطْهَارْ بن زيادٍ:
ولو كان بن زهيرة لاستوى البيت.
والسناد: هو أن يختلف إرداف القوافي، كقولك علينا في قافيةٍ وفينا في أخرى،
كقول عمرو بن كلثوم:
أَلاَ هُبّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحينَا
فالحاء مكسورة.
وقال في آخر:
تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إذَا جَرَيْنَا
فالراء مفتوحةٌ، وهي بمنزلة الحاء.
وكقول القائل:
كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيُونُ عني
ثم قال:
وأَصْبَحَ رَأسُهُ مِثْلَ اللُّجيْنِ
والإيطاء، هو إعادة القافية مرتين، وليس بعيبٍ عندهم كغيره.
الإجازة: اختلفوا في الإجازة، فقال بعضهم: هو أن تكون القوافي مقيدةً فتختلف
الأرداف، كقول امرىء القيس:
لاَ يَدَّعي القَوْمُ أَنِّي أَفِرّ
فكسر الردف، وقال في بيت آخر:
وكِنْدَةُ حَوْلي جَميعاً صُبُرْ
فضم الردف، وقال في بيتٍ آخر:
أَلْحَقْتَ شَراً بِشَرْ
ففتح الردف.
وقال الخليل بن أحمد: هو أن تكون قافيةٌ ميماً والأخرى نوناً، كقول القائل:
يا رُبَّ جعْد منهمُ لَوْ تَدْرِينْ =يضربُ ضَرْبَ السَّبِطِ المَقادِيمْ
أو طاءً والأخرى دالاً، كقول الآخر:
تَاللِه لَوْلاَ شَيْخُنَا عَبَّادُ =لَكَمَرْونا عِنْدَهَا أَوْ كَادُوا
فَرْشَطَ لَمَّا كُرهَ الفِرشَاطُ =بفيْشَةٍ كَأَنَّهَا مِلْطَاطُ
وهذا إنما يكون في الحرفين يخرجان من مخرج واحدٍ أو مخرجين متقاربين.
قال ابن الأعربي: الإجازة: مأخوذة من إجازة الحبل والوتر.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:48 م]ـ
دائما تتحفنا بالشيق والمفيد من الموضوعات،فبوركت أخي هانئ (رعد أزرق)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 09:49 م]ـ
بوركت أخ رعد على الموضوع المفيد ولكني أحب أن أتقدم ببعض المداخلات:
قسم الشعر إلى أربعة أقسام كما ذكرت ...
حسب المعنى واللفظ
وذكرت لكل قسم شاهداً
ولكن من المعروف بأن الشعر ليس معنىً ومبنىً فقط وإنما هو كذلك وزن وقافية وروي ونغم .. فأين ندرج هذا الجزء من أقسام الشعر؟؟
هل نلحقه باللفظ؟؟
أم نفرد له قسماً خاصاً بالعروض الشعري؟؟
أم نخصه بباب آخر غير أقسام الشعر؟؟؟ مارأيك أخ رعد؟؟
ودمت للفصيح على مواضيعك المتألقة دائماً ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:40 م]ـ
بارك الله جهودك أخي رعد على ماتأتينا به من أطيب الشعر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:41 م]ـ
دائما تتحفنا بالشيق والمفيد من الموضوعات،فبوركت أخي هانئ (رعد أزرق)
شكرا جزيلا على مرورك العطر أختي الأستاذة " عفاف "
بارك الله فيك وجزيت خيرا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:49 م]ـ
بوركت أخ رعد على الموضوع المفيد ولكني أحب أن أتقدم ببعض المداخلات:
قسم الشعر إلى أربعة أقسام كما ذكرت ...
حسب المعنى واللفظ
وذكرت لكل قسم شاهداً
ولكن من المعروف بأن الشعر ليس معنىً ومبنىً فقط وإنما هو كذلك وزن وقافية وروي ونغم .. فأين ندرج هذا الجزء من أقسام الشعر؟؟
هل نلحقه باللفظ؟؟
أم نفرد له قسماً خاصاً بالعروض الشعري؟؟
أم نخصه بباب آخر غير أقسام الشعر؟؟؟ مارأيك أخ رعد؟؟
ودمت للفصيح على مواضيعك المتألقة دائماً ..
بوركت اختي الأستاذة " الباحثة عن الحقيقة " ..
مرور عطر وتعليق طيب ..
كل ما ذكرتيه صحيح , رغم أنه منوه عنه بإيجاز , سأحاول العودة وتفصيل ما ذكرت إنشاء الله ..
بوركت وجزيت خيرا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:52 م]ـ
بارك الله جهودك أخي رعد على ماتأتينا به من أطيب الشعر.
[ size="5"] لقد تشرف الموضوع بمروركم الطيب أخي " أحمد "
بارك الله فيكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:47 م]ـ
العيب في الإعراب
وقد يضطر الشاعر فيسكن ما كان ينبغي له أن يحركه، كقول لبيد:
ترَّاكُ أَمْكنَةٍ إذَا لَمْ أَرْضَهَا = أَوْ يَعْتلِقْ بَعْضَ النُّفُوِس حِمَامُهَا
يريد: أترك المكان الذي لا أرضاه إلى أن أموت، لا أزال أفعل ذلك.
وأو هاهنا بمنزلة حتى. وكقول امرىء القيس:
فاليوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحِقبٍ = إثماً مِنَ اللهِ ولاَ واغِلِ
ولولا أن النحويين يذكرون هذا البيت ويحتجون به في تسكين المتحرك لاجتماع الحركات، وأن كثيراً من الرواة يروونه هكذا، لظننته.
فاليَوْمَ أُسْقَى غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ
قال أبو محمد: وقد رأيت سيبويه يذكر بيتاً يحتج به في نسق الاسم المنصوب على المخفوض، على المعنى لا على اللفظ، وهو قول الشاعر:
مُعَاوِىَ إِنَّنَا بَشَرٌ فأَسْجِعْ = فَلَسْنَا بالجبَالِ ولا الحَدِيدَا
قال: كأنه أراد: لسنا الجبال ولا الحديدا، فرد الحديد على المعنى قبل دخول الباء، وقد غلظ على الشاعر، لأن هذا الشعر كله مخفوضٌ، قال الشاعر:
فهبْهَا أُمَّةً ذَهَبَتْ ضَيَاعاً = يَزِيدُ أَمِيُرهَا وأَبُو يَزِيدِ
أَكَلْتُمْ أَرْضَنَا وجَرَدْتُمُوهَا = فَهَلْ مِنْ قَائِمٍ أَوْ مِنْ حَصِيدِ
ويحتج أيضاً بقول الهذلي في كتابه، وهو قوله:
يَبِيتُ على مَعارِىَ فَاخِرَاتٍ =بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ
وليست هاهنا ضرورة فيحتاج الشاعر إلى أن يترك صرف معارٍ ولو قال
يَبِيتُ على مَعَارٍ فَاخِراتٍ
كان الشعر موزونا والإعراب صحيحاً.
قال أبو محمد: وهكذا قرأته على أصحاب الأصمعي.
وكقوله في بيتٍ آخر:
لِيُبْكَ يَزِيدُ ضَارعٌ لِخُصُومَةٍ =ومُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطيحُ الطْوَائحُ
وكان الأصمعي ينكر هذا ويقول: ما اضطره إليه؟ وإنما الرواية:
لِيَبْكِ يَزِيدَ ضَارِعٌ لِخُصُومَة
وكذلك قول الفراء:
فَلَئنْ قَوْمٌ أَصَابُوا عِزَّةً = وأَصَبْنَا مِن زَمَانٍ رَنَقَا
للَقَدْ كَانُوا لَدَى أَزْمَاتِهِ = لَصَنِيِعينَ لِبَأْسٍ وتُقَى
هو فلقد كانوا وهذا باطل.
وكذلك قوله:
مَنْ كانَ لاَ يَزْعُمُ أَنِّي شَاعِرٌ = فَيَدْنُ مِنِّي تَنْهَهُ المَزَاجِرُ
إنما هو فليدن مني وبه يصح أيضاً وزن الشعر.
وكذلك قوله:
فَقُلْتُ اعِي وأَدْعُ فَإِنَّ أَنْدَى = لِصَوتٍ أَنْ يُنَادِىَ دَاعِيَانِ
إنما هو:
فَقُلْتُ ادْعِى وأَدْعُوَ إنَّ أنْدَى
وكقول الفرزدق:
رُحْتِ وفي رِجْلَيْكِ عُقَّالَةٌ = وقدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ المِئْزَر
وقد يضطر الشاعر فيقصر الممدود، وليس له أن يمد المقصور. وقد يضطر فيصرف غير المصروف، وقبيحٌ ألا يصرف المصروف. وقد جاء في الشعر، كقول العباس بن مرداس السلمى:
وما كانَ بَدْرٌ ولا حابِسٌ = يَفُوقَانِ مرْدَاسَ في مَجْمَعِ
وأما ترك الهمز من المهموز فكثيرٌ واسعٌ، لا عيب فيه على الشاعر، والذي لا يجوز أن يهمز غير المهموز.
وليس للمحدث أن يتبع المتقدم في استعمال وحشي الكلام الذي لم يكثر، ككثير من أبنية سيبويه، واستعمال اللغة القليلة في العرب، كإبدالهم الجيم من الياء، كقول القائل:
يا رب إن كنت قبلت حجتج يريد حجتي وكقولهم جمل بختج يريدون بختى وعلج يريدون علي.
وإبدالهم الياء من الحرف في الكلمة المخفوضة، كقول الشاعر:
لَهَا أَشَارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ = مِنَ الثَّعالِي ووَخْزٌ منْ أَرانِيهَا
يريد من أرانبها وكقول الآخر: ولضفادى جمه نقانق يريد ضفادع.
وكإبدالهم الواو من الألف، كقولهم أفعو وحبلو يريدون أفعى وحبلى وقال ابن عباس: لا بأس برمي الحدو للمحرم وأستحب له ألا يسلك فيما يقول الأساليب التي لا تصح في الوزن ولا تحلو في الأسماع، كقول القائل:
قُلْ لِسُلَيْمى إذَا لاَقَيْتَهَا = هَلْ تَبْلُغِنَّ بَلْدَةً إلا بِزَادْ
قُلْ للصَّعَالِيكِ لا تَسْتحْسِرُوا = مِن الْتماسٍ وسَيْرٍ في البِلاَدْ
فالغَزْوُ أَحْجَى على مَا خَيَّلَتْ = مِن اضْطِجَاعٍ على غَيْرِ وِسَادْ
لَوْ وصَلَ الغَيْثُ أَبْنَاءَ امْرِىءٍ = كانَتْ لَهُ قُبَّةً سَحْقُ بجَادْ
وبَلْدَةٍ مُقْفِرٍ غِيطَانُها =أَصْدُاؤُهَا مَغْرِبَ الشَّمْسِ تَنادْ
قَطَعْتُها صَاحبي حُوشيَّةٌ=في مِرْفَقَيْهَا عنِ الزَّوْرِ تَعَادْ
وكقول المرقش:
هَلْ بالدِّيارِ أنْ تُجِيبَ صَمَمْ = لَوْ أنَّ حَيًّا نَاطِقاً كَلَّمْ
يَأْبِى الشَّبَابُ الأقُوَرِينَ ولاَ = تَغبِطْ أَخاكَ أَنْ يُقَالَ حَكَمْ
قال أبو محمد: وهذا يكثر، وفيما ذكرت منه ما دلك على ما أردت من اختيارك أحسن الروى، وأسهل الألفاظ، وأبعدها من التعقيد والاستكراه وأقربها من إفهام العوام. وكذلك أختار للخطيب إذا خطب، والكاتب إذا كتب. فإنه يقال: أسير الشعر والكلام المطمع، يراد الذي يطمع في مثله من سمعه، وهو مكان النجم من يد المتناول.
قال أبو محمد: وقد أودعت كتاب العرب في الشعر أشياء من هذا الفن ومن غيره، وستراها هناك مجموعةٌ كافيةٌ، إن شاء الله عز وجل.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)