ـ[الدب الأبيض]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 09:47 م]ـ
التوحيد حقيقة نادي بها كل الخلاق منذ آدم عليه السلام وسيظل ينادي بها إلي قيام الساعة كما أعيب القول (نادي بها الكهان) لأنهم قوم ضلال لا قوم حق كما أنه في القول (الاشتراكيون أنت إمامهم) تقليل من قدر النبي الذي أرسل للناس كافة
ـ[المحاربة الشجاعة]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 11:38 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , أعزائي في الفصيح ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
أعجبتني بعض الأبيات التي قيلت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أدونها هنا , وأرجو ممن لديه قصائد غيرها أن يضعها .....
أول تلك القصائد هي لابن المقرئ , يقول فيها:
شمل بفضل رسول الله ينتظم ***** فوراً وصدع بجاه منه يلتئم
وحسن ظن وآمال تبشرني ***** عنه بما يدفع الأمر الذي يضم
قيا صروف زماني قد شددت يدي ***** بعروة منه وثقى ليس تنفصم
ويا حوادث دهري فاتكن فتى ***** أمسى بحبل رسول الله يعتصم
أيقنت أن دوائي قد ظفرت به ***** وأن دائي بحمد الله منحسم
وأنني آمن مما أحاذره ***** بسيد منه لي ركن وملتزم
محمد سيد الكونين أفضل من *****مشت به فوق هامات العلى قدم
من لا تعد ولا تحصى فضائله ***** فكيف يحصى الحصى أو تحصر الديم
وكل معجزة للرسل فهي له ***** إذ كان من نوره اشراق نورهم
كالشمس ما كوكب يبدو ولا قمر ***** إلا ومن نورها النور الذي يهم
فكم به بشرت من قبلنا رسل ***** وكم به آمنت من قبلنا أمم
غاضت بحيرة غيظاً يوم مولده ***** وبات إيوان كسرى وهو منهدم
وأخمد الله ناراً بعدما لبثت ***** في فارس ألف عام وهي تضطرم
هم أوقدوها وقاموا يعبدون لها ***** الرب يحيي وهم يحيون ربهم
جاءت به ساجداً لله آمنة ***** والعرب في شركهم معبودهم صنم
والجن تغشى السما للسمع تسرقه ***** منها وتلقى إلى الكهان علمهم
فأرصد الله هذي الشهب تحفظها ***** فها هي اليوم في أدبارهم رجم
وأرضعته بنو سعد فأسعدهم ***** حتى غدا الجدب مثل الخصب عندهم
وكان طفلاً متى ما يلق مئزره ***** يزجره ملك فيستحي ويحتشم
وسار في ملأ والحر متقد ***** فظللته الغمام الجون دونهم
أسرى به ليلة إسرا وصاحبه ***** جبريل فيها وأملاك السما خدم
رقى سماءً سماءً وهو يصحبه ***** حتى انتهى حيث لا يخطو به قدم
وقال لو جزت هذا قدر أنملة ***** هلكت فاذهب فأنت المفرد العلم
دنا وزج به في النور حيث دنا ***** كقاب قوسين واستقبلته النعم
وأقبل الوحي بالترحيب واتصلت ***** به الرسالة والآيات والحكم
وقام في قومه يدعو وينذرهم ***** فكذبوه وقالوا مسه لمم
فآمنت فتية منهم فجاهدهم ***** بهم جهاداً وهم قل عديدهم
فكان يقتلهم في كل معترك ***** ليؤمنوا ولتهواه قلوبهم
وإن من أعجب الأشياء لو فهموا ***** محبة نالها منهم بقتلهم
فهل علمتم بحرب كان موقعها ***** في معشر سبب التأليف بينهم
حتى يود الفتى يفدي بمهجته ***** من ظل يقتل آباه ويغتنم
هذي هي الآية الكبرى فلو فهموا ***** هذي الدقيقة ردتهم عقولهم
.................................................................
عليك منه صلاة لا انتهاء لها ***** ولا يحيط بها لوح ولا قلم
وخصت الآل والأصحاب واتصلت ***** بالمسلمين وعمتهم جميعهم
...................................................
للأمانه حذفت بعض الأبيات لأنه غلى فيها , ....... لمن أراد الاطلاع عليها فليراجع ديوان ابن المقرئ
ـ[المحاربة الشجاعة]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 04:06 م]ـ
أما القصيدة التاليه فإنها لابن الخطيب ... محمد بن عبدالله بن الخطيب:
سل ما لسلوى بار الهجر تكويني ***** وحبها في الحشى من قبل تكويني
وفي مناها تمنيت المنى فغدا ***** قلبي كئيباً ببلواه يناجيني
وفي قِباب قُبا قامت لنا بقَبا ***** طرازها مُذهب في حسن تزيين
لمَّا انثنت في الحلى تزهو ببهجتها ***** وبالغزالين تزري والسّراحين
لمَّا تفنّنت في أفنان قامتها ***** تفنّنت بفنون الصد تُفنيني
ويحسب الصبّ يسليني محبّتها ***** هيهات لو أن جمّ النار يُصْليني
النارُ في كبدي والشوق يقلقني ***** والقرب ينشرني والبعد يطويني
وركن صبري تخلى في الغرام وقد ***** تمكّن الحبّ منيّ أي تمكيني
وقد رأيت مسيري عزَّ مطلبه ***** والطَّرف والظَّرف يبكيني ويكويني
(يُتْبَعُ)
(/)
نصبت حالي لرفع الضّم منجزم ***** بالكسر علَّ برشف الضم تحييني
يا صاح عُج بالحمى وانزل بهم سحراً ***** وانظر لعجب أثيلات البساتين
*وفوق سفح عقيق الدمع عج لترى ***** جآذر الحي بين الخُرد العِين
ومِل على أَثلات البان منعطفاً ***** وحيِّ سلعا وسل عن حال مسكين
ثم ائْت جزعاً وجز عن حيّ كاظمة ***** واقر السلام على خير النبيِّين
محمد المصطفى المختار من ظهرت ***** آياته فتسلَّى كل محزون
من خصَّه الله بالقرآن معجزةً ***** ما نالها مرسل قد جاء بالدين
ومن شهاب بدا من نوره رجمت ***** شهب الدياجي رجوماً للشياطين
وفوق راحته صمُّ الحصى نطقت ***** والماء من كفه يزري بجيحون
وهو الذي اختاره الباري وأرسله ***** برَّاً رؤوفاً رحيماً بالمساكين
إن سار في الرمل لم يظهر له أثرٌ ***** وإن علا الصخر عاد الصخر كالطين
كأن بالرمل ما بالصخر من جلد ***** شوقاً وبالصخر ما بالرمل من لين
وفي الصحيحين أن الجذع حن له ***** والعذق أنَّ إليه أي تأنين
وقد سمعنا بأن الطير خاطبه ***** في منطق مُفصح من غير تلكين
والظبي والضبّ جاءا يشهدان بأن ***** لا شيء أعظم من طه وياسين
فكيف أحسن مدحاً في محاسنه ***** لكن لديّ قبول منه يكفيني
أُقبل الأرض إجلالاً لهيبته ***** وألثم الترب عل الوصل يحييني
وقد أقول: ابن حمدان الغريب أتى ***** منادياً بفؤاد منه محزون
يا خالق الخلق شفّع في من كرمت ***** أخلاقه وتعالى في النبيين
إِني سألتك فاقبلني وخذ بيدي ***** ومن لهيب لظى جِرني وسجين
وقد أتيتك فارحمني وجد فعسى ***** من هول يوم اللقا والحشر تنجيني
وكن مجيري من النيران يا أملي ***** لعل أحظى بأجر غير ممنون
وصل ربِّ على المختار ماصدحت ***** قُمريّة فوق أفنا الرياحين
وصل ربِّ على المختار ما غردت ***** حمائمٌ فوق أغصان البساتين
وصل ربِّ على المختار ما وفدت ***** نُويقة لحمى الأطلال تبريني
وصل ربِّ على المختار ما هطلت ***** مدامع السحب أو عين المحبين
وصل ربِّ على المختار ما ضحكت ***** مباسم الزهر في ثغر الأفانين
وألفُ ألفِ صلاة لا نفاد لها ***** مضروبة في ثمان ألف تسعين
عليك يا خير خلق الله قاطبة ***** وألفُ ألفِ سلامٍ في ثمانين
وآلك الغر والأصحاب كلهم ***** وتابعيهم ليوم الحشر والدين
ما عطّر الروض في الأسحار عرف صبا ***** وفاح نشر خزامى منه نسرين
وما شدا منشد صبٌ لفرط جوىً ***** سل ما لسلمى بنار الهجر تكويني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 09:06 م]ـ
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ?? ? چ چ چ چ ? ? ? چ الأحزاب: 56
الأخت الفاضلة/ المحاربة الشجاعة
بارك الله لك.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 09:49 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية والعزيزة: المحاربة الشجاعة
جزاك الله خيرا، نافذة جميلة ورائعة، أسأل الله أن يكتب لك ِ بها الأجر والمثوبة، وأن يجعلها في موازين حسناتك يوم تلقينه / اللهم آمين.
مشاركة / وهي قصيدة للعشماوي:
من نبع هديك تستقي الأنوار .... وإلى ضيائك تنتمي الأقمار
رب العباد حباك أعظم نعمة .... دينا يعزُّ بعزَّه الأخيار
حُفظت بك الأخلاق بعد ضياعها ... وتسامقت فى روضها الأشجار
وبُعثت للثقلين بعثة سيدٍ ..... صدقتْ به وبدينه الأخبار
أصغت اليك الجن وانبهرت بما ..... تتلو، وعَمَّ قلوبها استبشار
يا خير من وطيءَ الثرى وتشرفت .... بمسيره الكثبان والأحجار
يا من تتوق إلى محاسن وجهه ..... شمسٌ ويفْرَحُ أن يراه نهار
بأبي وأمي أنتَ، حين تشرَّفت ..... بك هجرة وتشرَّفَ الأنصار
أنْشَأْتَ مدرسة النبوة فاستقى ...... من علمها ويقينها الأبرار
هي للعلوم قديمها وحديثها ..... ولمنهج الدين الحنيف منار
لله درك مرشدا ومعلما ...... شَرُفَتْ به وبعلمه الآثار
ربَّيْتَ فيها من رجالك ثُلَّةً ..... بالحقِّ طافوا في البلاد وداروا
قوم إذا دعت المطامع أغلقوا ..... فمها، وإن دعت المكارم طاروا
إن واجهوا ظلماً رموه بعدلهم ..... وإِذا رأوا ليل الضلال أناروا
قد كنت قرآناً يسير أمامهم ..... وبك اقتدوا فأضاءت الأفكار
عمروا القلوب كما عَمَرْت، فما مضوا .... إلا وأفئدة العباد عَمَار
(يُتْبَعُ)
(/)
لو أطلق الكونُ الفسيحُ لسانه ... لسرتْ إليك بمدحه الأشعار
لو قيل: مَنْ خيرُ العبادِ، لردَّدتْ ..... أصواتُ مَنْ سمعوا: هو المختارُ
لِمَ لا تكون؟ وأنتَ أفضلُ مرسلٍ .... وأعزُّ من رسموا الطريق وساروا
ما أنت إلا الشمس يملأ نورُها ..... آفاقَنا، مهما أُثيرَ غبار
ما أنت إلا أحمد المحمود فى ..... كل الأمور، بذاك يشهد غار
والكعبة الغرَّاءُ تشهد مثلما ..... شهد المقامُ وركنها والدَّار
يا خير من صلى وصام وخير من .... قاد الحجيج وخير من يَشْتَارُ
سقطت مكانة شاتم، وجزاؤه ...... إن لم يتب مما جناه النار
لكأنني بخطاه تأكل بعضها ...... وهناً، وقد ثَقُلَتْ بها الأوزار
ما نال منك منافق أو كافر ..... بل منه نالت ذلة وصَغَار
حلّقت في الأفق البعيد، فلا يدٌ ..... وصلت إليك، ولا فمٌ مهذار
وسكنت فى الفردوس سُكْنَى من به ..... وبدينه يتكفَّل القهَّار
أعلاك ربك همة ومكانة ...... فلك السمو وللحسود بوار
إنا ليؤلمنا تطاول كافر ...... ملأت مشارب نفسه الأقذار
ويزيدنا ألماً تخاذل أمةٍ ..... يشكو اندحار غثائها المليار
وقفت على باب الخضوع، أمامها ..... وهن القلوب، وخلفها الكفار
يا ليتها صانت محارم دارها ..... من قبل أن يتحرك الاعصار
يا خير من وطيء الثرى، فى عصرنا ..... جيش الرذيلة والهوى جرَّار
فى عصرنا احتدم المحيط ولم يزل ...... متخبِّطاً فى موجه البحَّار
جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى .... ومن الهوى تتسرَّب الأخطار
أنت البشير لهم، وأنت نذيرهم ..... نعم البشارةُ منك والإنذار
لكنهم بهوى النفوس تشربوا ..... فأصابهم غَبَشُ الظنونِ وحاروا
صبغوا الحضارةَ بالرذيلةِ فالْتقى ..... بالذئبِ فيها الثَّعْلبُ المَكَّارُ
ما (دانمركُ) القوم، ما (نرويجهم)؟ ..... يُصغي الرُّعاةُ وتفهم الأبقار
ما بالهم سكتوا على سفهائهم ..... حتى تمادى الشرُّ والأشرار
عجباً لهذا الحقد يجري مثلما ..... يجري (صديدٌ) فى القلوب،و (قََارُ)
يا عصرَ إلحاد العقولِ، لقد جرى .... بك في طريق الموبقاتِ قطار
قََرُبَت خُطاك من النهاية، فانتبهْ .... فلربَّما تتحطَّم الأسوار
إني أقول، وللدموع حكايةٌ .... عن مثلها تتحدَّث الأمطار:
إنَّا لنعلم أنَّ قَدْرَ نبيِّنا ..... أسمى، وأنَّ الشانئينَ صِغَارُ
لكنه ألم المحب يزيده .... شرفاً، وفيه لمن يُحب فخار
يُشقي غُفاةَ القومِ موتُ قلوبهم .... ويذوق طعمَ الرَّاحَةِ الأغْيارُ
وأعتذر لأن القصيدة غير منسقة / ولكنها قصيدة رائعة للعشماوي
فجزاه الله خيرا الجزاء على تلك القصيدة الرائعه .. وأسأل الله أن تكون له شفيعة عند ربه ..
وهذا الدكتور العشماوي على اليوتوب كذلك يلقي شعرا في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام:
http://www.youtube.com/watch?v=LO7vsK0NHW0
ودمت ِ موفقة أختي العزيزة: المحاربة الشجاعة
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 11:25 م]ـ
صفحة جميلة جدا
بارك الله فيك
وهناك قصيدة أحمد شوقي أمير الشعراء:
وُلِد الُهدى، فالكائنات ضياء .... وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائك حوله .... للدين والدنيا به بُشراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صباحُه .... ومساؤه بمحمد وضاءُ
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلت على تيجانهم أصداء
نعم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليتم رزق بعضه و ذكاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبراء
لو لم يُقم دينًا، لقامت وحدها .... دينا تضيء بنوره الآناء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ .... هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هزة .... تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السماء قضاءُ
وإذا حميت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيت الله، لم .... يدخل عليه المستجير عداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته .... فجميع عهدك ذمة و وفاء
يا أيها الأمي، حسبك رتبةً .... في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر http://www.arabiyat.com/forums/images/smilies/aya.gif ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقدم البلغاء والفصحاء
حسدوا فقالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحسود يكون الاستهزاء
دين يشيِّد آية في آية .... لبناته السورات والأضواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جل جلاله البَنَّاءُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخلوفي]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 11:43 م]ـ
(أحبك يا رسول الله) صلوات ربي وسلامه عليه قصيدة رائعة وجدتها في أحد المنتديات لعلها تروق لكم
للشاعر عبدالعزيز جويدة
صحيحٌ ما رأيتُ النورَ
من وجهِكْ
ولا يومًا سمعتُ العذبَ
من صوتِكْ
ولا يومًا حملتُ السيفَ في رَكبِكْ
ولا يومًا تطايرَ من هنا غضبي
كجمرِ النارْ
ولا حاربتُ في أُحُدٍ
ولا قَتَّلتُ في بدرٍ ..
صناديدًا من الكفَّارْ
وما هاجرتُ في يومٍ،
ولا كنتُ .. من الأنصارْ
ولا يومًا حملتُ الزادَ والتقوى
لبابِ الغارْ
ولكنْ يا نبيَّ اللهْ
أنا واللهِ أحببتُكْ
لهيبُ الحبِّ في قلبي
كما الإعصارْ
فهل تَقبلْ؟
حبيبي يا رسولَ اللهِ
هل تقبلْ؟
نعم جئتُ ..
هنا متأخرًا جدًّا
ولكنْ .. ليس لي حيلةْ
ولو كانَ ..
قدومُ المرءِ حينَ يشاءْ
لكنتُ رجوتُ تعجيلَهْ
وعندي دائمًا شيءٌ من الحيرةْ
فمَن سأكونْ
أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ
فما كنتُ ..
أنا "أنسَ" الذي خدمَكْ
ولا "عُمرَ" الذي سندَكْ
وما كنتُ ..
"أبا بكرٍ" وقد صدَقَكْ
وما كنتُ ..
"عليًّا" عندما حَفِظَكْ
ولا "عثمانَ" حينَ نراهُ قد نصرَكْ
وما كنتُ ..
أنا "حمزةْ"
ولا عَمْرًا، ولا "خالدْ"
وإسلامي ..
أنا قد نِلتُهُ شرفًا
من الوالِدْ
ولم أسمعْ "بلالاً" لحظةَ التكبيرْ
ولا جسمي انشوى حيًا
بصحراءٍ بكلِّ هجيرْ
وما حطَّمتُ أصنامًا
ولا قاتلْتُ في يومٍ ..
جنودَ الكفرِ والتكفيرْ
وما قُطِعَتْ يدي في الحربْ
ولم يدخلْ هنا رمحٌ
إلى صدري
يَشُقُّ القلبْ
ولم أُقدِمْ على شيءٍ،
ولم أهربْ
ولا يومًا حَملْتُ لواءْ
ولا واجهتُ في شَممٍ
هنا الأعداءْ
ولا يومًا رفعتُ الرايَ خفَّاقةْ
أنا طفلٌ يُداري فيكَ إخفاقَهْ
ولكنْ يا رسولَ اللهْ
أنا نفسي
لحبِّكَ يا رسولَ اللهْ
وحبِّ اللهِ تَوَّاقَةْ
...
أُحبُّكَ يا رسولَ اللهْ
وليسَ الحبُّ تعبيرًا
عن التقوى أو الإيمانْ
وليسَ لأنني المسلمْ
وليسَ لأنني الولهانْ
وليسَ لأنني عبدٌ
ومأمورٌ من الرحمنْ
فحبُّكَ داخلي نوعٌ من الظمأِ،
من الحرمانْ
أنا الماءُ ..
على شفتي
ودومًا في الهوى ظمآنْ
أحبُّكَ يا رسولَ اللهْ
أحبُّ محمدَ الإنسانْ
أحبُّ محمدَ العدلَ
طليقَ الوجهِ إذْ يعفو
أحبُّ محمدَ الصادقْ ..
إذا ما قالْ
أحبُّ محمدَ البرَّ ..
بكلِّ الناسِ
يُعطيهم بغيرِ سؤالْ
أحبُّ محمدَ الأخلاقْ
أحبُّ محمدَ الإشفاقْ
أحبُّ محمدَ الجارَ الذي يُكرِمْ
أحبُّ محمدَ الأبَّ الذي يحنو
أحبُّ محمدَ الميثاقْ
أحبُّ محمدَ الزوجَ الذي يَعدِلْ
كما الميزانْ ..
إذا قَسَّمْ
أحبُّ محمدَ الصدقَ
إذا قالَ،
وإن أقسَمْ
أحبُّ محمدَ الواثقْ
أحبُّ محمدَ المكسورَ للخالقْ
أحبُّ محمدَ الطاهرْ
أحبُّ محمدَ الصابرْ
أحبُّ محمدَ القائدْ
أحبُّ محمدَ الزاهدْ
أحبُّ محمدَ الرحمةْ
أحبُّ محمدَ الطِيبَ الذي يَنضحْ
أحبُّ محمدَ الإنسانَ
إذْ يأسَى، وإذْ يفرحْ
أحبُّ محمدًا في الغارِ
ينتظرُ ..
هنا جبريلْ
وغيثَ بكارةِ التنزيلْ
وأوَّلَ أحرُفٍ جاءَتْ من الترتيلْ
وتقديسًا له قد جاءَ
في القرآنِ، والتوراةِ، والإنجيلْ
أحبُّ محمدًا طفلاً
بصدرِ "خديجةٍ" يبكي من الخوفِ
تُدثِّرُهُ خديجتُهُ
بدمعِ الحبِّ والتدليلْ
أحبُّ محمدَ الأوابْ
و"فاطمةٌ" ترُدُّ البابْ
وتشكو لو "عليٌ" غابْ
تُطمئنُها
وألمحُ فوقَ ركبتِكَ
هنا "الحسنَ"
وذاكَ "حُسينْ"
كلؤلؤتينْ
وفي رِفقٍ حملتَهما،
حضنتَهما،
وقبَّلتَ ..
عيونَهما،
وشعرَ الرأس، والكفينْ
كأنَّ فراقَكم آتٍ
وأنتَ تراهُ في الغيبِ
كرؤيةِ عينْ
وجبريلٌ يَمُدُّ يديهِ في شغفٍ
ويَمسحُ فوقَ خديكَ
دموعَ البينْ
وأصحابُكْ، وأحبابُكْ
قناديلٌ مُعلقةٌ
بكلِّ سماءْ
ودمعُ الناسِ حباتٌ من اللؤلؤْ
موزعةٌ على الأرجاءْ
وصوتُ الحقِّ في قلبِ المحبينَ
كترتيلٍ، وهمسِ دعاءْ
هنا يبكي "أبو بكرٍ"
ويرتجفُ ..
هنا "عثمانْ"
"عليٌ" يدخلُ القاعةْ
ويقرأُ سورةَ الرحمنْ
وتُخضِعُ نفسَهُ الطاعةْ
مع الإيمانْ
وصوتُ "بلالْ"
يَهُزُّ جِبالْ
وصدرُ الناسِ يرتجفُ ..
من الأهوالْ
و"مكةُ" مثلُ قديسةْ
تفوحُ بحكمةٍ وجلالْ
وعبدٌ يَكسرُ الأغلالْ
وبذرةُ أُمَّةٍ زُرِعَتْ
فينبُتُ نورُها في الحالْ
ووجهُكَ يا حبيبَ اللهِ
كالبدرِ بكلِّ كمالْ
نبيٌّ يرفعُ الرأسَ
بكلِّ خشوعْ
وفي عينيهِ لؤلؤتانِ قد فاضا
أسىً ودموعْ
وفي الخلفِ ..
ألوفٌ سُجَّدٌ وركوعْ
ملائكةٌ من الرحمنِ قد جاءَتْ
تُطمئنُ قلبَكَ المفجوعْ
...
وللديانِ قد جئنا
حفاةً كلُّنا وعُراةْ
كأفراخٍ بلا ريشٍ
كطفلٍ ضائعٍ بفلاةْ
نُفتشُ عنكَ في هلعٍ
ونصرخُ: يا رسولَ اللهْ
أجِرْنا من عذابِ اليومِ
وارحمنا ..
من الهولِ الذي نلقاهْ
وأنتَ أمامَنا تقفُ
نبيَّ الرحمةِ المهداةْ
وتطلبُ منهُ أن يعفو،
وأن يغفرْ
فهذا الوعدُ من ربي
فيا رُحماهْ
فذُدْ عنَّا
وطمئنَّا
لأن الخوفَ يقتلُنا
فها نحنُ ..
وقفنا كلُّنا نبكي
أمامَ اللهْ
أنا لا شيءَ أملكُهُ
ولا شيءٌ سيُدركُني وأُدركُهُ
سوى أملي
لعلَّ العفوَ يَشملُني
بحبِّكَ يا رسولَ اللهْ
إن راقتك فدعوة لاخيك بظهر الغيب ويؤمن عليها ملك ويدعو لك بالمثل لعل الله يرفعني واياك بها ويغفر لي ولك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيكم، وشكر لكم.
في القصائد هنّات عقديّة لا تخفى على ذي فطرة سويّة، وكنتُ آمل لو خلت منها مشاركاتكم الجميلة.
لعلي أعود لاحقا، إن يسّر الله لي، لأجتهد في إزالة ما ينبغي.
لكم الشكر جزيلا جزيلا.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 12:33 م]ـ
بارك الله فيكم، وشكر لكم.
في القصائد هنّات عقديّة لا تخفى على ذي فطرة سويّة، وكنتُ آمل لو خلت منها مشاركاتكم الجميلة.
لعلي أعود لاحقا، إن يسّر الله لي، لإاجتهد في إزالة ما ينبغي.
لكم الشكر جزيلا جزيلا.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: معالي
أهلا وسهلا بك ِ / أي القصائد تقصدين؟! بارك الله فيك؟!
ـ[السيدالهاشمي]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 08:30 م]ـ
في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
مولاي صلي وسلم دائماً أبدا
على حبيبك خير الخلق كلهم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى
أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى
تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهبٍ
عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته
إن الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من
لولاه لم تخرج الدنيا من العدمِ
محمد سيد الكونين والثقلين
والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستسكون به
مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهو الذي تم معناه وصورته
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه
فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم
لو ناسبت قدره آياته عظماً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
لم يمتحنا بما تعيا العقول به
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى
في القرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعُدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ
وأنه خير خلق الله كلهمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بها
فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها
يظهرن أنوارها للناس في الظلم
أكرم بخلق نبيّ زانه خلقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همم
كانه وهو فردٌ من جلالته
في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ
من معدني منطق منه ومبتسم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثمِ
للإمام محمد البوصيري -رحمه الله
وأجمل منك لم ترا قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيبا كأنك قد خلقت كما تشاء
ـ[فتون]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 06:45 ص]ـ
اللهم صل وسلم عليه ماتعاقب الليل والنهار
وصل عليه ماخطت الأقلام على الأوراق
اللهم صل وسلم عليه ماتتابعت فينا أنفاس
بأبي هو وأمي ...
جعلت أرواحنا وأهلينا وكل مانملك فدا لك
يا إمام المرسلين.
صاحبة القلم
ما أروع نافذتك؛ إذا جعلتيها خالصة لمدح سيد الأنبياء
وخير من وطئ الثرى ...
أشكرك كل الشكر على هذه النافذة العظيمة، وأتمنى أن تثبت.
صاحبة القلم
جزاك الله كل الخير.(/)
ساروا وأكبادنا جرحى
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 10:28 م]ـ
ساروا وأكبادنا جرحى وأعيننا =قرحى وأنفسنا سكرى من القلقِ
تشكو بواطننا من بعدهم حرقاً =لكن ظواهرناتشكو من الغرقِ
كأنهم فوق أكوار المطي وقد =سارت مقطرةً في حالك الغسقِ
درارئ الزهر في الأبراج زاهرةً =تسير في الفلك الجاري على نسقِ
يا موحشي الدار مذ بانوا كما أنست =بقربهم لا خلت من صيبٍ غدقِ
إن غبتم لم تغيبوا عن ضمائرنا =وإن حضرتم حملناكم على الحدقِ
الخطيب الحصكفي الشافعي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 02:14 ص]ـ
أحسنت الأختيار اخي أحيمر
وأعجبني هذا البيت حقاً
تشكو بواطننا من بعدهم حرقاً
لكن ظواهرناتشكو من الغرقِ
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 10:25 م]ـ
شكراً لك رسالة الغفران(/)
من أحسن ما قيل في الشّعْر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 10:59 م]ـ
من أحسن ما قيل في الشعر قول بكر بن النطاح:
بيضاء تسحبُ من قيامٍ فرعَها = وتضلُّ فيه وهو جثلٌ أسْحَمُ
وكأنها فيه نهارٌ ساطعٌ = وكأنه ليلٌ عليها مظلِمُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:21 ص]ـ
قال المطراني الشاشي:
ظباء أعارتها المها حسنَ مشيها = كما قدْ أعارتها العيونَ الجآذرُ
فمن حسن حال المشي جاءتْ فقَبّلتْ = مواطىء من أقدامِهَنَّ الضفائرُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:30 ص]ـ
قال المتنبي:
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها = في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبلت قمر السماء بوجهها = فأرتني القمرين في وقت معا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:36 ص]ـ
أحسنت الإنتقاء أخي ليث ...
أبيات معبرة وجميلة جدا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 01:54 م]ـ
أحسنت الإنتقاء أخي ليث ...
أبيات معبرة وجميلة جدا.
بارك الله فيك أخي رعد على مرورك الكريم، وعلى ذوقك الرفيع.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 02:22 م]ـ
قال ابن المعتزّ:
سقتْني في ليلٍ شبيهٍ بشعرها = شبيهة خدَّيها بغير رقيبِ
فأمْسيْت في ليلين بالشعر والدُّجى، = وشمسيْن من خمْرٍ وخدِّ حبيبِ
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 10:40 ص]ـ
:):)
مشكور أخي ليث على هذا الذوقع الرائع تسلم إيدك.
أتحفنا بالمزيد بارك الله فيك.
تحياتي ..
:):)
.............
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 02:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي عصام على مرورك العطر، ولك ما طلبت.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 03:06 م]ـ
قال المتنبي:
لبسن الوشي لا متجمِّلاتٍ = ولكن كي يضنَّ به الجمالا
وصفَّرن الغدائرَ لا لحسنٍ = ولكن خفن في الشَّعر الضَّلالا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 03:48 م]ـ
موضوع ماتع أخي الليث، لا تنتقي إلا الماتع:)
قال ابراهيم الطبطبائي:
سفرت فأبدت تحت غيهب شعرها = صبحاً تبلج تحت جنح الظلماء
تعطو كما يعطو الغزال بجيده = ولها التفافت الظبية الأدماء
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 04:00 م]ـ
قال ابن حزم الأندلسي
يمدح الشعر الأشقر ويذم الأسود " ولا أوفقه الرأي":)
يعيبونها عندي بشقرة شعرها = فقلت لهم هذا الذي زانها عندي
يعيبون لون النور والتبر ضله = لرأي جهولٍ في الغواية ممتد
وهل عاب لون النرجس الغض عائب = ولون النجوم الزاهرات على البعد
وأبعد خلق اللَه من كل حكمةٍ = مفضل جرم فاحم اللون مسودٌ
به وصفت ألوان أهل جهنم = ولبسة باكٍ مثكل الأهل محتد
ومذ لاحت الرايات سوداً تيقنت = نفوس الورى أن لا سبيل إلى الرشد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 04:10 م]ـ
موضوع ماتع أخي الليث، لا تنتقي إلا الماتع:)
ليناسب ذوقك الرفيع يا عزيزي، وبارك الله فيك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:07 ص]ـ
قال ابن المعتزّ:
سقتني في ليل شبيهٍ بشعرها = شبيهةٌ خدَّيها بغير رقيبِ
فأمسيت في ليلين للشَّعر والدُّجى = وشمسين من خمرٍ وخدِّ حبيبِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:10 ص]ـ
وقال مسلم بن الوليد:
أجدَّكِ هل تدرين أن رُبَّ ليلة = كأنَّ دجاها من قرونكِ ينشرُ
نصبت لها حتَّى تجلَّت بغرَّةٍ = كغرَّة يحيى حين يذكر جعفرُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:30 ص]ـ
وقال ابن الرُّومي:
وفاحمٍ واردٍ يقبَّل ممـ = ـشاه إذا اختالَ مسبلاً عذرهْ
أقبلَ كاللَّيلِ في مفارقه = منحدراً لا يلومُ منحدرهْ
حتَّى تناهى إلى مواطئهِ = يلثم من كلِّ موطئٍ عفرهْ
كأنَّه عاشقٌ دنا شغفاً = حتَّى قضى من حبيبهِ وطرهْ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:25 م]ـ
أبيات وحدانية في أحسن ما قيل في الشَعر
قال نجيب الحداد
بيضاء يحدق شعرها بجبينها = فتريك عين الصبح في وجه الدجى
.
قال هلال بن سعيد العماني
إذا ابتسمتْ في شعرِها وهو مُنْشَرٌ = فللهِ برقٌ بالظلامِ قَبيسُ
.
قال مصطفى صادق الرافعي:
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها = كالليلةِ الظلماءِ أو شبهها
فلم نزلْ نرقبُ بدرَ الدجى = حتى تجلى البدرُ من وجهها
.
قال كشاجم:
مَنَعُوهَا لُبْسَ الحِدَادِ وَلَكِنْ = نَشَرَتْ شَعْرَها فَكَانَ حِدَادَا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 05:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي رسالة الغفران على ما قدمته من أبيات رائعة أثرت الموضوع وزادته حسنا وجمالا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:49 ص]ـ
تلوحُ الثريا والظلامُ مقطِّبٌ = فيضحك منها عن أغرَّ مفلَّجِ
تسير وراءً والهلالُ أمامَها = كما أومأتْ كفٌّ إلى نصف دملجِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 04:15 م]ـ
شمس هوتْ وهلالُ الشهر يتبُعها = كأنها سافرٌ قدّام منتقبِ
تبدو الثريا وأمرُ الليل مجتمعٌ = كأنها عقربٌ مقطوعةُ الذَّنبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 04:17 م]ـ
سقتني في ليلٍ شبيهٍ بشعرها = شبيهةَ خديها بغيرِ رقيبِ
فأمسيتُ في ليلينِ بالشعرِ والدجى = وشمسين من خمرٍ ووجهِ حبيبِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 04:19 م]ـ
وقال ذو الرمة
وتدني على المتنينِ وحفاً كأنه = عناقيدُ يهويها شنوءةُ أو قسرُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:42 م]ـ
قال ابن المعتز:
دَعْني فما طاعَةُ العُزّالِ من ديني = ما سالمُ القلب في الدُنيا كَمَفْتونِ
أيْقنتُ أنِّيَ مجنونٌ بِحُبِّكُمُ = وليس لي عندكم عُذرُ المجانينِ
ذو طُرَّةٍ نَظمتْ في عاج جَبهته = من شَعْرِهِ حَلَقاً سودَ الزَرافيِن
كأنَّ خطَّ عذارٍ فوقَ عارِضهِ = ميدانُ آسٍ على وردٍ ونِسرينِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:46 م]ـ
وقال:
بَخيلٌ قد شَقيتُ بهِ = يُكدُّ الوعدَ بالحُججِ
على بُستان خدَّيْهِ = زَرافينٌ من السَّبَجِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 12:38 ص]ـ
قال السروري:
وَذي دلالٍ كأنَّ طُرَّتَهُ = بُستانُ حُسنٍ بالزهرِ مَنْقوشُ
ورَوْضةُ الياسميِن عارِضُهُ = وهو بلحْظِ المحبِّ مخدوشُ
والدُرُّ في ثغرهِ منابِتُهُ = والمسكُ في عارضيْهِ مَفروشُ
وقد زَها في قضيبِ قامَتِهِ = عُنقودُ صُدغٍ عليهِ مَعروشُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 12:22 ص]ـ
قال كشاجم:
حُورٌ شَغَلنَ قلوبَنا بفراغِ = ورسائلٌ قصَرتْ عن الإبْلاغِ
ومَنعْنَ وردَ خُدودهِنّ فلم نُطِقْ = قَطْفاً لها لعقاربِ الأصداغِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:26 ص]ـ
قال العلوي:
وعهدي بالعَقاربِ حيَن تَشْتُو = تُخَفِّفُ لَدْغَها وتَقلُّ ضُرّا
فما بالُ الشتاءِ أتى وهذي = عقاربُ صُدغهِ تزدادُ شرّا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:30 ص]ـ
قال نزار قباني:
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها = في شعرك المنساب نهر سواد
ـ[نيرمين]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 09:23 م]ـ
يا معشر الطلاب هذا عهدكم=فاسعوا لكسب المجد سعي عظام
أنتم رجاء الشعب انتم ذخره=و حماه في مستقبل الأيام
اني ارى فيكم محايل فطنة=كالبرق يومض من خلال غمام
و أرى دراستكم دراسة فطنة=و دراية و رعاية ونظام
فتدارسوا القرآن فهو هدى لكم=و شفاء أنفسكم من الأسقام
و تعلموا فصحى اللغات فانها=علوية الأسرار و الأنغام
كونوا عماليق الشباب شهامة=و كرامة و اسموا عن الأقزام
ان الشباب اذا سما بطموحه=جعل النجوم مواطىء الأقدام
في كل قلب منه قلب مجاهد=و بكل نفس منه نفس عصام
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 02:02 ص]ـ
قال الرقي:
أبداً نحنُ في خلافٍ فَمنِّي = فرطُ حُبٍ، ومنكَ لي فرطُ بُغضِ
فَتْلُ صُدغيْكَ فوقَ خطِّ عِذارٍ = ظُلماتٌ، وبعضُها فوقَ بعضِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 11:37 م]ـ
وقال آخر:
غِشاءُ خَدَّيهِ جُلَّنارُ = وَوجههُ الشمسُ والنّهارُ
أطوفُ حيرانَ في هواهُ = يُديرُني لَحْظُهُ المُدارُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:57 م]ـ
قال ابن المعذل:
ومُتَّخذٍ على خَدَّيـ = ـهِ من أصداغهِ حَلَقا
يكادُ يذوبُ حين نُديـ = ـرُ في وجَنَاتهِ الحَدَقا
إذا جَمَّشْتَه باللَّحْـ = ـظِ بُلَّ جبينهُ عَرَقا
كشمسِ الأفقِ آخذَةٌ = على أبْصارنا الطُرُقا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 08:03 ص]ـ
قال ابن المعتز:
ولاحَ ضوءُ هلالٍ كادَ يَفْضَحُهُ = مِثلَ القُلامةِ قد قُصَّتْ من الظُفُرِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 08:13 ص]ـ
قال ابن المعتز:
ريمٌ يتيهُ بِحُسنِ صُورتهِ = عَبَثَ الفُتورُ بِلحظِ مُقلتهِ
وكأنَّ عَقْربَ صُدغه وقفتْ = لمّا دَنَتْ من نارِ وجْنَتهِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 04:54 م]ـ
وقال نزار قباني:
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها = في شعرك المنساب نهر سواد
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:04 م]ـ
قال الشيخ الرئيس ابن سينا
هذّب النفس بالعلوم لترقى ++++ وخذ الكل فهي للكلّ بيت
إنما النفس كالزجاجة والعل ++++ م ضياء وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنك حىّ ++++ وإذا أظلمت فإنك ميت
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 05 - 2008, 10:28 م]ـ
تروعنا الجنائزُ مقبلاتٍ = فنلهوُ حينَ تذهبُ مدبراتِ
كروعة ِ هجمة ٍ لمغارِ سبعٍ = فَلَمّا غابَ عادَتْ رائِعاتِ
جرير
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 06:16 ص]ـ
وقال الشماخ:
دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نقولُ لها = يا ظبيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجيدِ
تُدْني الحمامةُ منها وهي لاهيةٌ = من يانِعِ الكَرْم قِنْوانَ العَناقيدِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 10:54 م]ـ
وقال المتنبي
كُلُّ خُمْصَانَةٍ أرَقُّ منَ الخَمْـ = ـرِ بقَلْبٍ أقسَى مِنَ الجُلْمُودِ
ذاتِ فَرْعٍ كأنّما ضُرِبَ العَنْـ = ـبَرُ فيهِ بمَاءِ وَرْدٍ وَعُودِ
حالِكٍ كالغُدافِ جَثْلٍ دَجُو = جيٍّ أثيثٍ جَعْدٍ بلا تَجْعِيدِ
تَحْمِلُ المِسْكَ عن غَدائرِها الرّيـ = ـحُ وَتَفْتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرُودِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 08:28 م]ـ
وقال الصفدي:
لولا شفاعة شعره في صبه = ما كان زار ولا أزال سقاما
لكن تنازل في الشفاعة عنده = فغدا على أقدامه يترامى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:50 م]ـ
وقال ذو الرمة:
هِجانٍ تَفُتُّ المسكَ في مُتَناغمٍ = سُخامِ القرونِ غيرِ صُهْبٍ ولا زُعْرِ
وتُشعرُهُ أعطافَها وتَشُمُّه = وتمسحُ منه بالتَرائب والنحْرِ
لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقَةٍ = بَدت من سحابٍ وهي جانِحةُ العَصْرِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:21 ص]ـ
وَمُبْتَسِمٍ إليَّ من الأقاحي = وقد لبسَ الدُجى فوقَ الصباحِ
له وجهٌ يَتِيهُ به وعيٌن = يُمَرِّضُها فيَسْكِرُ كلَّ صاح
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:50 م]ـ
وقد أخذ التمام البدر فيهم = وأعطاني من السقم المحاقا
وبين الفرع والقدمين نور = يقود بلا أزمتها النياقا
وطرف إن سقى العشاق كأساً = بها نقص سقانيها دهاقا
وخصر تثبت الأحداق فيه = كأن عليه من حدق نطاقا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 10:26 م]ـ
بدر تجلى أم ضياء ذكاء = بزغت بحالك ليلة ليلاء
سفرت فأبدت تحت غيهب شعرها = صبحاً تبلج تحت جنح الظلماء
تعطو كما يعطو الغزال بجيده = ولها التفافت الظبية الأدماء
حوراء قد أخذت تدير سلافها = لرفاقها من مقلة حوراء
إبراهيم الطباطبائي
1248 - 1319 هـ / 1832 - 1901 م
إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.
شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.
كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.
له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 10:36 م]ـ
تَبارك حسن لَيلى إن لَيلى = كعابٌ شعرها الذهب المذابُ
عيون تفتن الألبابَ سودٌ = ووجه منه يندفق الشباب
لَقَد أَرسلت عَن بعد كتاباً = إلى لَيلى فَما رجع الجواب
فَما أَدري أَليلى لَم ترد أَن = تجيب عليه أَم ضاع الكِتاب
جميل صدقي الزهاوي
1279 - 1354 هـ / 1863 - 1936 م
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.
شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.
وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط)، و (المجمل مما أرى-ط)، و (أشراك الداما-خ)، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و (الكلم المنظوم-ط)، و (الشذرات-ط)، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط)، و (اللباب -ط)، و (أوشال -ط).
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 10:44 م]ـ
أَتَت من محياها بشمس منيرة = ومن شعرها المسود جاءَت بغيهب
تحارب عَن قدّ وعن لمح ناظر = برمح ردّيني وسيف مجرّب
حسن القيم الحلي
1276 - 1318 هـ / 1859 - 1900 م
حسن بن الملا محمد بن يوسف بن إبراهيم بن إسماعيل بن سلمان بن عبد المهدي.
من أكابر شعراء عصره، أديب وخطيب كانت صنعته الأحزمة المطرزة المعروفة ب (الحيص) وكان يجتمع في حانوته الكثير من الأدباء والشعراء مع أنه لا يعرف القراءة أو الكتابة!
كان أحد أجداده سادناً على مقام الإمام المهدي في سوق الهرج في الحلة، هاجر والده من الحلة واستوطن بغداد في أواسط القرن الثالث عشر في عهد الحاج محمد صالح كبة (1287هـ) ثم توفي والده في الحلة سنة (1293هـ)
ذكره محسن الأمين في أعيان الشيعة وقال: وكان يحذو حذو مهيار في شعره ويعارض قصائده ..
توفي في الحلة 23 ذي الحجة 1318هـ ودفن بالنجف الأشرف.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 10:55 م]ـ
لَمْ أنْسَ إذْ قَالَتْ وَقَدْ عَاتَبْتُهَا = يَا مَا لَقِينَا مِنْهُ أوْ يَامَا لَقِي
تَخْتَالُ مَا بَيْنَ الدِّجِنَّةِ وَالضّبَا = منْ شَعْرِهَا وَجَبِينِهَا المُتَألِّقِ
فَتُرِيكَ مَهْمَا رُمْتَ تَشْهَدُ ذَاتَهَا = بدراً مُنِيراً فَوْقَ غُصْنٍ مُورِقِ
قَالَتْ وَقَدْ غَرَقَ الشَّقِيقُ بِخَدّهَا = لَوْلاَ تَرَقْرُقُ مَائِهِ لَمْ يغرِقِ
وَدَعَا عُطَارِدُ خَالِهَا فِي خَدّهَا = لَوْلاَ اقْتِرَانُ الشَّمْسِ بِي لَمْ أُحْرَقِ
شهاب الدين الخلوف
829 - 899 هـ / 1425 - 1494 م
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين.
شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه.
زار القاهرة أكثر من مرة.
له (ديوان شعر - ط) (ومواهب البديع) و (جامع الأقوال في صيغ الأفعال) أرجوزة في الفرائض.
(وتحرير الميزان) في العروض، (ونظم المغني) في النحو، و (نظم التلخيص) في المعاني والبيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:46 م]ـ
http://img267.imageshack.us/img267/9059/mnwa9or6.gif أخي رعد على هذا الإثراء المميز.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 04:10 ص]ـ
نزار قباني
"رآها تتسرّح مرة وتنثر
الليل على كتفيها ... "
يا شَعْرَها .. على يدي
شَلالَ ضَوْءٍ أسودِ ..
ألمُّهُ .. ألمُّهُ
سنابلاً لم تُحْصَدِ ..
لا تربطيهِ .. واجعلي
على المساءِ مَقْعَدي ..
من عُمْرنا .. على مخدَّاتِ
الشذا، لم نرْْقُدِ ..
...
وحَرَّرَتْهُ .. من شريطٍ
أصفر .. مُغرِّدِ
واستغرقتْ أصابعي
في ملعبٍ .. حُرٍّ .. نَدِي
وفَرَّ .. نَهْرُ عُتْمةٍ
على الرُخامِ الأجْعَدِ ..
تُقِلُّني .. أرجوحةٌ سوداءُ
حيرى المقصدِ ..
توزّعُ الليلَ .. على
صباحِ جيدٍ أجْيَدِ
هناكَ. طاشتْ خُصْلةٌ
كثيرةُ التَمَرُّدِ ..
...
قد نلتقي في نجمةٍ
زَرْقَاءَ .. لا تَسْتَبْعِدي
تَصوَّري .. ماذا يكونُ العُمْرُ
لو لم تُوجَدي!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 12:35 ص]ـ
اللَيلُ سَوادٌ غرتها = وَالفَجرُ ضِياءٌ طرتها
جَناتُ نَعيمي صُرَّتها = وَسُروري أَلعَبُ بِالخصرِ
أمين الجندي
1180 - 1257 هـ / 1766 - 1841 م
أمين بن خالد بن محمد بن أحمد الجندي.
شاعر، من أعيان مدينة حمص، مولده ووفاته فيها، تردد كثيراً إلى دمشق فأخذ عن علمائها وعاشر أدباءها، ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة، فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إصطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين.
له (ديوان شعر - ط) وفي شعره كثير من الموشحات وتواريخ الوفيات الشائعة في أيامه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 10:34 م]ـ
وقال ابن دريد الأزديّ:
غرَّاء لو جلت الخُدود شُعاعها = للشَّمْس عند طُلُوعها، لم تُشْرقِ
غُصْن على دعْصٍ تألَّق فوقه = قمرٌ تألَّق تحت ليل مُطبقِ
لو قيل للحُسْن: احتكم لم يعْدُها = أو قيل: خاطبْ غيرها! لم ينْطقِ
فكأنَّنا من فرعها في مغربٍ، = وكأنَّنا من وجهها في مشرقِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:55 م]ـ
وقال عمر بن أبي ربيعة:
سبتْهُ بوحْف في العقاص كأنَّهُ = عناقيدُ، دلاَّها من الكّرم قاطِفُ
أسيلات أبدانٍ، دقاقٌ خصورها = وثيرات ما التفَّت عليه الملاحفُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 06:55 ص]ـ
وقال آخر:
نشرتْ عليَّ ذوائباً من شعرها = حذر الكْواشح والعدوِّ المُحْنقِ
فكأنَّني وكأنها وكأنه = صُبحانِ باتا تحت ليلٍ مُطبق
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 09:17 ص]ـ
فَيا لَيتَ شِعري وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ = مَتى تَجمَعُ الأَيّامُ يَوماً بِها شَملا
وَكَيفَ يَنالُ الحاجِبِيَّةَ آلِفٌ = بِيَليَلَ ممساهُ وَقَد جاوَزَت نَخلا
فَيا عَزَّ إِن واشٍ وَشى بِيَ عِندَكُم = فَلا تُكرِميهِ أَن تَقولي لَهُ أَهلا
كَما لَو وَشى واشٍ بِوُدِّكِ عِندَنا = لَقُلنا تَزَحزَح لا قَريباً وَلا سهلا
فَأَهلاً وَسَهلاً بِالَّذي شَدَّ وَصلَنا = وَلا مَرحَباً بِالقائِلِ اِصرِم لَها حَبلا
أَلَم يَأنِ لي يا قَلب أَن أَترُكَ الجَهلا = وَأَن يُحدِثَ الشَيبُ المُلِمُّ لِيَ العَقلا
كثير عزة40 - 105 هـ /
660 - 723 مكثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة.
واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.
وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 09:07 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كنت أود أن أضع المشاركه السابقه في موضوع أجمل ما قيل في العتاب ولكن وضعتها هنا فأنا اسف على هذا الخطأ وسمحونا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 10:12 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كنت أود أن أضع المشاركه السابقه في موضوع أجمل ما قيل في العتاب ولكن وضعتها هنا فأنا اسف على هذا الخطأ وسمحونا
لا تثريب عليك، جل من لا يسهو.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 10:07 ص]ـ
وقال المتنبي:
دعت خلاخيلها ذوائبها = فجئْن من فرْقها إلى القدمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 11:45 ص]ـ
وقال ابن لنْكك:
هل طالبٌ ثأر من قد أهدرت دمهُ = بيضٌ، عليهنّ نذْرٌ قتل من عشقاً؟
من العقائل ما يخطرن عن عُرُضٍ = إلاَّ أريْنك في قدٍّ قناً ونقاً
رواعفٌ بخدودٍ زانها سبجٌ = قد زرْفن الحسن في أصداغها حلقاً
نواشرٌ في الضُّحى من فرعها غسقاً = وفي ظلام الدُّجى من وجهها فلقاً
أعرن غيد ظباءٍ رُوِّعت غيداً = والورد توريد خدٍّ، والمها حدقاً
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 12:56 م]ـ
أسبَلَت شَعرَهَا عَلَى وَجهِهَا فَخ = راً عَلَى شَعرِ تِربِهَا وَدَلاَلا
ثُمَّ لَمَّا أمَاطَتِ الشَّعرَ عَنهُ = سَلَخَت مِن لَيلٍ نَهَاراً تَلاَلا(/)
من أحسن ما قيل في العيون
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 11:59 م]ـ
ومن أحسن ما قيل في العيون قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور = قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به = وهنّ أضعف خلق الله أركانا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:11 ص]ـ
قال ذو الرمة:
وعينانِ قال الله كونا فكانتا = فعولان بالألبابِ ما تفعلُ الخمرُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:13 ص]ـ
قال علي بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر = جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:25 ص]ـ
قال المطراني الشاشي:
ظباء أعارتها المها حسنَ مشيها = كما قدْ أعارتها العيونَ الجآذرُ
فمن حسن حال المشي جاءتْ فقَبّلتْ = مواطىء من أقدامِهَنَّ الضفائرُ [/ QUOTE]
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:38 ص]ـ
قال عدي بن الرقاع:
وكأنها بينَ النساء أعارها = عينيه أحورُ من جآذرِ جاسمِ
وسْنان أقصدهُ النعاسُ فرّنقتْ = في عينه سنةٌ وليس بنائمِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:43 ص]ـ
وقال جميل بثينة متغزلا في العيون:
لها مقلة كحلاء نحلاء خلقة =كأن اباها الظبي أو أمها مها
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:47 ص]ـ
وقال إبراهيم بن المهدي:
نظر العيون إلى العيون هو الذي =جعل العيون على العيون وبالاً
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:49 ص]ـ
وقال الأديب القيسراني:
وإن تك في عينها زرقةٌ=فإن سنان القنا أزرقُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:54 ص]ـ
وقال عكاشة العمّي:
وجاءوا إليه بالتعاويذ والرقي وص=بوا عليه الماء من شدة النكس
وقالوا به من أعين الجن نظرة =ولو عقلوا قالوا به أعين الأنس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:00 ص]ـ
وقالوا:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر=أو شرفتان راح ينأى عنهم القمر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:03 ص]ـ
وقالوا:
نصبت حبائل هدبها فتصيدت=قلبي فراح فريسة الأهداب
ماكنت أعلم قبل طارقة الهوى =أن العيون مصائد الألباب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:05 ص]ـ
أشارت بطرف العين خيفة أهلها =إشارت محزون ولم تتكلم
ففأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً=أهلاً وسهلا بالحبيب المتيم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:12 ص]ـ
وقال الشاب الظريف:
فيا تلك العيون أري عجيباً=سهاماً كلما كسرت تصيب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:20 ص]ـ
وقالوا في العيون:
يسبي قلوب العاشقين بمقلة=طرف السنان وطرفها سيان
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 10:02 ص]ـ
عيناكِ؟ أم وتران رفّافانِ .. في الليل الخليّ؟
صدحا بأنغام الجمالِ فضوّءا الدرب الدجيّ
وتدفقا حين التفتِّ؛ فرقرقا السر الخفيّ
أواه من سحر لدى عينيكِ مسحور، أبيّ
يهدي إلى الروح المحيرَّ هدأة اللحن السنيّ
ويزف للقلق المعذّب راحة القلب الرضيّ
ويعيد للأرق المسهد، بسمة الصبح النديّ
********
عيناكِ؟ أم بحران يصطفقان بالموج العتيّ
فوق الشواطيء يلقيانِ مراصدا تَسْبي الكميّ
وتسوق كل محصن قسرا إلى الحسن العتيّ
لا السيف يستلان ثَمَّ.، ولا الرماح، ولا القسيّ
لكنه لمح يدير وغاه لمح عبقريّ
*********
كم جئت أستاف الجمالَ .. بمهجتي وبناظريّ
ومضيت للسر الشَّرودِ .. بخافقي، وبراحتَيّ
قد خلت أني قد ملكت الأفْق حين رنا إليّ
وظننت أن عجائب الأعماق قد ملأت يديّ
وحسبت أن لديَّ أسرارا من الكنز العصيّ
أو أن طيف الحسن رافقني وقاسمني المضيّ
فأفقت والسحر المحجّب يُسهِر الأحلام فيّ
أرنو إلى شدو السنا المنهلِّ كالروض الحفيّ
وأظل أرتقب الشذا الخفاق في الدرب القصيّ
...
فدعي الفؤاد يغيب في دنيا من السحر البهيّ
واروي الصدي الهيمان؛ إن المستهام به رئيّ
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 10:06 ص]ـ
قال علي بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر = جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدن جمرِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 01:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذا الإثراء الممتع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 01:51 م]ـ
بارك الله فيك أختي عزي إيماني على هذه القصيدة الجميلة.
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 10:47 ص]ـ
:):):)
سلمتم لنا ودمتم بالف خير أخي ليث انت والاخ رعد ازرق.
دمتم لنا ذخراً.
لا عدمنكم مشكورين ماقصرتم.
تحياتي.
:):)
....................
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 04:31 م]ـ
موضوع شيق
قال المتنبي في الالحاظ
مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ = لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 05:06 م]ـ
ماكنت أعلم قبل طارقة الهوى **أن العيون مصائد الألباب
الآن قد علمت!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 06:40 م]ـ
مَن لي بِعَينٍ غَدَت بِالغُنجِ ناعِسَةً =أَجفانُها وَكَّلَت جَفني بِتَسهيدِ
وَحاجِبٍ فَوقَهُ تَشديدُ طُرَّتِهِ =كَأَنَّما النونُ مِنهُ نونُ تَوكيدِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 07:35 م]ـ
وقال الأديب القيسراني:
وإن تك في عينها زرقةٌ=فإن سنان القنا أزرقُ
لاموا افتتاني بزرقاء العيون ولو = رأوا جمالك ما لاموا افتتاناتي
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها = ما اختاره الله لونًا للسماواتِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:02 ص]ـ
قال عبد الله بن المعتز:
عليمٌ بما تحت الصُّدور من الهوى = سريعٌ بكرِّ اللَّحظ والقلب جازعُ
ويجرح أحشائي بعينٍ مريضةٍ = كما لان مسُّ السيف والسيف قاطعُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:03 ص]ـ
وقال خالد:
عينه سفَّاكةُ المُهج = من دمي في أعظم الحرج
أسهرتني وهي لاهيةٌ = باحورار العين والدَّعج
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:27 ص]ـ
وقال الهمْذانيّ:
تعمل الأجفان بالدَّعج = عمل الصَّهباء بالمُهَجِ
قلْ لظبْيٍ تُسْترقُّ له = مُهج الأحرار بالدَّعجِ
أنت والأجفان ما لحظتْ = من فُتور العين في حرجِ
كيف أدعو الله أسأله = فرجاً ممَّنْ به فرجي؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:10 ص]ـ
وقال أبو تمام:
يا سقم الجفن من حبيبي = ألبستني حُلَّة السِّقامِ
كمْ قتلتْ مُقْلتاك ظُلْماً = من عاشق القلب مُستهام
يا من بعينيه لي غرامٌ = قرَّب من مُهْجتي حمامي
قد رويتْ من دمي، فحسْبي = صوائبُ النَّبْلِ والسِّهامِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:12 ص]ـ
وقال العسكريّ:
فأرْعى تحت حاشية الدَّياجي = شقائق وجنةٍ سُقيتْ مُداماً
إذا كرَّتْ لواحظ مقلتيه = حسبت قلوبنا مُطرت سهاماً
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:55 ص]ـ
قال أبو نواس:
رَبعُ البِلى بَينَ الجُفُونِ مُحِيلُ = عَفّى عليه بكىً عَليكَ طَويلُ
يا ناظِراً مَا أقلَعَتْ لَحَظَاتُهُ = حَتى تَشَحّطَ بَيْنَهُنّ قَتيل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 07:42 ص]ـ
برَّح السُّقْمُ بي وليس صحيحاً = منْ رأت عينه عُيوناً مراضاً
إنَّ للأعْيُنِ المراض سهاماً = صيَّرتْ أنفُس الورى أغْراضاً
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 03:50 م]ـ
وقال أبو هفّان:
أخُو دنفٍ رمتْه فأقصدتْهُ = سهامٌ من جفونك لا تطيشُ
قواتل لاقداح سوى احورارٍ = بهنَّ، ولا سوى الأهداب ريشُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 03:53 م]ـ
وقال ابن المعلم:
سلْ من بعينيه يصولْ: = أهي اللِّحاظُ أم النُّصُولْ؟
ما جُرِّدت يوم النَّوى، = إلا لتخْتلس العقولْ
شهرت عيونهم سيو = فاً، ما بمضْربها فُلولْ
تُصْمي بغير جراحةٍ، = تفري بغير دمٍ يسيلْ
ولها بأفئدة الهوى = فتْكٌ، وليس لها صليلْ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 07:41 ص]ـ
وقال آخر:
روحي الفداء لمن أدار بلحظه = صهباء في عقْلي لها تأثيرُ
ومن العجائب أن يدير بلحظه = مشمولةً، وإناؤها مكسورُ
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 07:53 ص]ـ
ويلحقها لحظ العيون صبابة إذا طلعت فوق الأرائك تنظر
ـ[البرنس]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 12:36 م]ـ
:::
جميل ماشاركت به أخ ليث ولقد أعجبني ذاللك
ـ[البرنس]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 01:19 م]ـ
ومن أجمل ماقال جميل بثينة:
إذا ما أرسلت يوماًبثينة تبتغي يميني وقد عزة على يميني
لأعطيتها ما جاء يبغي رسولها وقلت لها بعد اليمين سليني
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:21 م]ـ
:::
جميل ماشاركت به أخ ليث ولقد أعجبني ذاللك
أشكرك على مرورك العذب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 12:42 ص]ـ
وقال أبو تمام:
متطلِّبٌ بصدوده قتلي = فرد المحاسن وجهه شُغلي
ألحاظه في الخلق مُسْرعةٌ = فيما تُريد كسرعة النَّبْلِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 12:11 ص]ـ
وقال آخر:
ألحاظكم تجرحنا في الحشا = ولحظنا يجرحكم في الخُدودْ
جرح بجرح، فاجعلوا ذا بذا = فما الَّذي أوجب هذا الصُّدودْ؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:11 ص]ـ
وقال آخر:
ومُقْلة شادن أودت بقلبي = كأنَّ السُّقْم لي ولها لباسُ
يسلُّ اللحظ منها مشْرفيّاً = لقتلي، ثم يغمده النُّعاسُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:14 ص]ـ
وقال ابن الروميّ:
يا عليلاً، جعل العلـ = ـلة مفتاحاً لظلمي!
ليس في الأرض عليلٌ = غير جفنيك وجسمي
بك سُقْمٌ في جفون = سُقْمها أكَّد سُقمي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:16 ص]ـ
وقال أبو دلف:
نقتنص الآساد من غيلها = وأعين العين لنا صائدهْ!
ينبو الحسام العضب عنا وقد = تكْلُم فينا النظرة القاصدةْ!
تهابنا الأُسْدُ، ونخشى المها: = آبدةٌ ما مثلها آبدهْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 12:22 ص]ـ
وقال تاج الدين بن أيوب:
أسقمني طرْفُك السَّقيم، وقد = حكاه منِّي في سُقْمه الجسدُ
هبَّ نسيمٌ من نحو أرضك لي = فزادني في هواك ما أجدُ
وهاج شوقي، والنار ما برحت = عند هبوب الرِّياح تتَّقدُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:53 ص]ـ
وقال آخر:
لله ما صنعت بنا = تلك المحاجر في المعاجرْ!
أمضى وأنفذ في القلو = ب من الخناجر في الحناجرْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 11:33 م]ـ
قال عديّ بن الرقاع:
وكأنَّها بين النِّساء أعارها = عينيه أحور من جاذر جاسم.
وسنان أقصده النُّعاسُ فرنَّقتْ = في عينه سنةٌ وليس بنائم؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:58 م]ـ
قال ابن المعذل:
ومُتَّخذٍ على خَدَّيـ = ـهِ من أصداغهِ حَلَقا
يكادُ يذوبُ حين نُديـ = ـرُ في وجَنَاتهِ الحَدَقا
إذا جَمَّشْتَه باللَّحْـ = ـظِ بُلَّ جبينهُ عَرَقا
كشمسِ الأفقِ آخذَةٌ = على أبْصارنا الطُرُقا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 07:51 ص]ـ
وقال آخر:
ينظرن من خلل السُّجوف كأنَّما = يُمْطرن أحشاء الكريم نبالاً!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 08:14 ص]ـ
قال ابن المعتز:
ريمٌ يتيهُ بِحُسنِ صُورتهِ = عَبَثَ الفُتورُ بِلحظِ مُقلتهِ
وكأنَّ عَقْربَ صُدغه وقفتْ = لمّا دَنَتْ من نارِ وجْنَتهِ
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:53 م]ـ
جميلٌ ما ذكرتم .. وبديعٌ ما طرحتم ..
سلمت الأيمان على النقل ..
مما يحرّك ذا القلب الشجيّ قول أبي الطيب المتنبي:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي = وللحبّ ما لم يبق مني وما بقي
وما كنتُ ممن يدخل العشقٌ قلبَهُ = ولكن من يبصرْ جفونك يعشقِ
وأظنه أتى بالغاية التي لا تدرك ..
ولم يترك لمن بعده مجالاً ..
فهو ركّز على الجمال المعنوي للفظ العين
وضرب عن ذكر الحس صفحاً لأنه مستيقنٌ أن القارئ أو السامع سيفزع بخياله إلى عين ما في ذهنه يتيه في سحرها وجمالها ..
فلهذا سلب هذا البيت الألباب .. :)
عافاكم الرحمن من سحر سقائم الأجفان .. :)
والسلام,,
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 01:23 ص]ـ
جميلٌ ما ذكرتم .. وبديعٌ ما طرحتم ..
سلمت الأيمان على النقل ..
مما يحرّك ذا القلب الشجيّ قول أبي الطيب المتنبي:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي = وللحبّ ما لم يبق مني وما بقي
وما كنتُ ممن يدخل العشقٌ قلبَهُ = ولكن من يبصرْ جفونك يعشقِ
وأظنه أتى بالغاية التي لا تدرك ..
ولم يترك لمن بعده مجالاً ..
بارك الله فيك أستاذ رؤبة على الحلة الجميلة التي كسوت الموضوع بها، أرى التوفيق حليفك في اختياراتك التي تسلب العقل، وتخترق الفؤاد.
سلمت أناملك يا رجل.
............... = ولكن من يبصرْ جفونك يعشقِ
ومن ذا الذي ينجو شغاف قلبه من وقع سهام العيون إذا ما صوبت نحوه؟!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 01:19 م]ـ
وقال ابن الروميّ:
نظرت، فأقصدت الفؤاد بطرفها، = ثم انثنت عنيِّ، فكدتُ أهيمُ!
ويلاي! إن نظرت وإن هي أعرضتْ: = وقع السِّهام ونزعهنّ أليمُ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 10:58 م]ـ
وقال المتنبي:
وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ=فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ
رَامِياتٍ بأسْهُمٍ رِيشُها الهُدْ=بُ تَشُقّ القُلوبَ قبلَ الجُلودِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:10 ص]ـ
وقال ابن الرومي:
لطرفها وهو مصروفٌ كموقعه = في القلب حين يروع القلب موقعُه.
تصُدّ بالطَّرْف لا كالسَّهم تصْرفه = عنِّي، ولكنَّه كالسَّهْم تنْزعُه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:46 م]ـ
وقال الأرّجاني:
نقّبوهنَّ خشية العشَّاق = أو لم تكْف فتنة الأحداق؟
إن في الأعين المراض لشغلاً = للمُعنَّى عن الخدود الرِّقاق
كلُّ ما فات في الليالي المواضي = فهو في ذمّة اللِّيالي البواقي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:16 ص]ـ
وقال أيضاً:
سترْن المحاسن إلا العيونا = كما يشهد المعرك الدَّارعونا
سللن سيوفاً ولاقيننا = فلا تسأل اليوم ماذا لقينا
كسرن الجفون ولولا الرِّضا = بحكمْ الغرام كسرْنا الجُفُونا
وحسْب الشهيد سُروراً بأن = يُعاين حُوراً مع القتل عينا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:59 م]ـ
قال كشاجم:
يا منْ لأجفان قريحَهْ = سهرتْ لأجفانٍ مليحَهْ
لم تتركِ المقلُ المريضةُ= فيَّ جارحةً صحيحَهْ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 09:49 م]ـ
واحدة من معجزات الله على ارضه العيون، حركات حافلة جداً بالمعاني الرائعات تدل على الحب اذا اتسعت وعلى الكرة اذا ضاقت، فيها الجاذبية وفيها القوة، فيها الحقد وفيها الحسد، وفيها المكر وفيها الدهاء.
أجمل العيون:
اذا اردنا ان نتحدث عن اجمل العيون فأجمل العيون لم نعثر لها على تعريف محدد .. وقد وصف العرب العيون بصفات عديدة هي:
- العين (الدعجاء) وهي العين شديد السواد مع اتساع في المقلة.
- العين (البرجاء) وهي شديد السواد شديد البياض.
- العين (النجلاء) وهي العين الواسعة.
- العين (الكحلاء) وهي العين التي اسودت جفونها من غير كحل.
- العين (الحوراء) وهي العين التي اتسع سوادها.
- العين (الوطفاء) وهي العين التي صالت اشفارها.
- العين (الشهلاء) و (الضمأ) وهي العين رقيقة الجفن.
بعض اجزاء العيون:
وقد اطلق العرب بعض الاسماء المتعددة على بعض اجزاء العيون منها:
? اللحظ: وهو مؤخرة العين الذي يلي الصدغ.
? الموق: وهو طرف العين الذي يلي الأنف وهو مخرج الدمع.
? المحجر: وهو فجوة العين وهو ما بدأ من البرقع والنقاب.
? الوصف: وهو كثرة شعر العينين مع استرخاء وطول.
وكل هذه العيون جميلة وعالمها غريب فيه المتناقضات وفيه اسرار عجيبة وغريبة تتطلب فراسة ومعرفة، وفيها زسرار وألغاز يصعب حلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 09:56 م]ـ
واكثر الغزل الذي قيل في العيون يدور حول الشكوى والتوجع من سهام العيون. يقول ابن ابي حجلة:
كل الحوادث مبداها من النظر =ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها =فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها =في اعين الغيد موقوف على الخطر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 10:02 م]ـ
جميلٌ ما ذكرتم .. وبديعٌ ما طرحتم ..
سلمت الأيمان على النقل ..
مما يحرّك ذا القلب الشجيّ قول أبي الطيب المتنبي:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي = وللحبّ ما لم يبق مني وما بقي
وما كنتُ ممن يدخل العشقٌ قلبَهُ = ولكن من يبصرْ جفونك يعشقِ
وأظنه أتى بالغاية التي لا تدرك ..
ولم يترك لمن بعده مجالاً ..
فهو ركّز على الجمال المعنوي للفظ العين
وضرب عن ذكر الحس صفحاً لأنه مستيقنٌ أن القارئ أو السامع سيفزع بخياله إلى عين ما في ذهنه يتيه في سحرها وجمالها ..
فلهذا سلب هذا البيت الألباب .. :)
عافاكم الرحمن من سحر سقائم الأجفان .. :)
والسلام,,
أهلا وسهلا أخي رؤبة، أطلت الغيبة اشتقنا اليك
ما هذه اللمسات الرائعة لا بل الرائعات
كفَّيت ووفيت
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 10:14 م]ـ
نحن نعرف أن العينين براقتان لا معتان ولكن السياب عكس ذلك ليعمق الصورة ويظهر صورة العراق، انظر إلى هذه الصورة:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:03 م]ـ
نَواعِمُ شَنَّت في المُحِبّينَ غارَةً = بِها اللُدنُ قَدٌّ وَالسِهامُ عُيونُ
نِبالٌ وَلَكِنَّ القِسِيَّ حَواجِبٌ = نِصالٌ وَلَكِنَّ الجُفونَ جُفونُ
نَهَبنَ قُلوبَ العاشِقينَ وَغادَرَت = بِجِسمي ضَنىً لِلقَلبِ مِنهُ شُجونُ
نُحولٌ وَصَبرٌ قاطِنٌ وَمُقَوَّضٌ = وَدَمعٌ وَقَلبٌ مُطلَقٌ وَرَهينُ
نُحولٌ وَصَبرٌ قاطِنٌ وَمُقَوَّضٌ = وَدَمعٌ وَقَلبٌ مُطلَقٌ وَرَهينُ
صفي الدين الحلي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 11:41 م]ـ
جزى الله أخوينا محمد سعد ورعد أزرق خيرا على هذا الإثراء الممتع. http://img267.imageshack.us/img267/2308/ndeuzyty12zxym3oidztwu2.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 09:14 م]ـ
قال الشريف الرضي
يا قلب مالك لاتفيق وقد رأت = عيناك كيف مصارع العشاق
فتكت بك الحدق المراض ولم = تزل تشجي القلوب جناية الأحداق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 12:59 م]ـ
وقال الآخر:
ينظرنَ من خلل السجوفِ كأنما = يمطرنَ أحشاءَ الكريم نبالا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 07:05 ص]ـ
وقال الآخر:
لا شيءَ أعجب في جفنيه أنهما = لا يضعفان القوي إلا إذا ضعفا
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 11:51 م]ـ
موضوع رائع وأكثر من رائع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 10:29 ص]ـ
قال ابن المعتز:
ويجرحُ أحشائي بعينٍ مريضة = كما لان متنُ السيف والحدُّ قاطعُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 03:59 م]ـ
يا ذا الذي في الحبّ يَلحى أما = واللهِ لَوْ حُمّلْتَ مني كمَا
حُمّلتُ من حُبٍّ بديعٍ لمَا = لُمتَ على الحبِّ فدَعني وما
ألقى فإني لَستُ أدري بِمَا = قُتِلتُ، إلاّ أنّني بَينَمَا
أنا بِبَابِ الدارِ في بعضِ ما = أطْلُبُ من دارِهم إذ رَمَى
ظَبيٌ فؤادي بِسِهام، فَمَا = أخطأ سَهْمَاهُ وَلكِنّمَا
سَهْمَاهُ عَينَاهُ التي كُلّمَا = أرادَ قَتلي بهما سَلّمَا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:32 ص]ـ
موضوع رائع وأكثر من رائع
الروعة تتجلى في مرورك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 12:34 ص]ـ
قال ابن الرومي:
قالوا اشتكت عينهُ فقلتُ لهم = من كثرةِ القتلِ مسها الوَصَبُ
حُمرَتها من دماء من قتلت = والدمُ في النّصلِ شاهدٌ عجب
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 09:13 م]ـ
ابن ابي الحديد
هن البدور النيرات سوافر = تهتز في كثب بهن غصون
البرء ما أهدت لهن مباسم = والسقم ما بعثت لهن عيون
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 09:14 م]ـ
ابن الرومي
وعيونٍ ما مثلها من عيونٍ = آخذاتٍ مختارَ كُلِّ كلام
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:25 م]ـ
نبضُ الصَّوارِم تفدي الأعيُن السودا = فتلك لا تَبتغي للضرب تجريدا
واسمَر الرمح يفدي العطفَ منثنياً = فَذاكَ لا يَبتَغي للطعن تسديدا
هي المحاسن احلاهنَّ افتكُها = بنا واكثرها بطشاً وتبديدا
نَهوى العيونَ كما نهوى المنونَ عَلى = جهلٍ ونحسَبُ أَنّا نعشق الغيدا
قتَّالةٌ بالعيون النُجل مُحييةٌ = بالوصل لو أَنَّ من اخلاقها الجودا
خليل ناصيف اليازجي
.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 11:53 م]ـ
بارك الله فيكما أخوي رسالة الغفران وفائقا على هذه المشاركات الجميلة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 12:07 م]ـ
يطوف بها ساقٍ كحيلٌ عيونه = تناجي كليمَ الشوق بالغُنْج والسحر
غزال رمتْ بالنبل أهدابُ جفنه = وكم صادتِ الآسادَ بالشَرك الشَّعر
إذا ما بدا كالصبح فَرْقُ جبينه = دعوت على عين العواذل بالفجر
ابن الرومي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 06:24 م]ـ
يطوف بها ساقٍ كحيلٌ عيونه = تناجي كليمَ الشوق بالغُنْج والسحر
غزال رمتْ بالنبل أهدابُ جفنه = وكم صادتِ الآسادَ بالشَرك الشَّعر
إذا ما بدا كالصبح فَرْقُ جبينه = دعوت على عين العواذل بالفجر
ابن الرومي
أشكرك أخي رعدا على هذه المشاركات الرائعة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 06:26 م]ـ
قال ابن الحجاج:
أنا الفداء لعين بعض أسهمها = مسكونة بين أحشائي وفي كبدي
فيها فتور سقام لا خفاء به = يجرد السقم في قلبي وفي جسدي
كانت تعلّ فؤادي وهي سالمة = فكيف بي وهي تشكو علة الرمد؟
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 11:46 م]ـ
ما قيل في وصف العيون
قال البحنري
غداةَ تثنتْ للوداعِ وسلمتْ = بعينيِ موصولٍ بجفنيهما السحرُ
توهمتها ألوى بأجفانها الكرى = كرى النومِ أو مالت بأعطافها الخمرُ
وقال ذو الرمة
وعينانِ قال اللهُ كونا فكانتا = فعولانِ بالألبابِ ما تفعلُ الخمرُ
وقال البحتري
تحسبهُ نشوانَ إما رنا = للفتر من أجفانهِ وهو صاحْ
وشبهوا العينَ بالنرجس فقال ابن الرومي المتقارب
وأحسنُ ما في الوجوهِ العيونُ = وأشبهُ شيءٍ بها النرجسُ
وقال أيضاً
كأنَّ تلكَ الدموعَ قطرُ ندًى = يسقطُ من نرجسٍ على وردِ
وقال ابن المعتز
وسنانُ قد خدع النعاسُ جفونهُ = فحكى بمقلتهِ ذبولَ النرجسِ
ويشبهون العين في تلونها بعين الغزال وهذا تشبيه قديم كقول ذي الرمة
يذكرني ميَّا من الظبي عينهُ = مراراً وفاها الأقحوانُ المنورُ
وقال ابن الرقاعِ العاملي
وكأنها وسطَ النساء أعارها = عينيهِ أحورُ من جاذرِ جاسمِ
وسنانُ أقصدهُ النعاسُ فرنقتْ = في عينهِ سنةٌ وليسَ بنائمِ
وقال ذو الرمة
إذا أعرضت ب أدماءُ عوهجٌ = لنا قلتُ هذى عينُ ميٍّ وجيدها
.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 01:27 ص]ـ
بارك الله فيك أخي فائقا على هذا الإثراء الممتع.
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:50 م]ـ
أشكركم على هذه المشاركات الجميلة
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 05:06 م]ـ
حقيقه أنا من عشاق الأدب
بارك الله فيك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 10:21 م]ـ
قال شاعر:
تعرَّضنَ مرمى الصَّيدِ ثمَّ رَمينا =منَ النَّبلِ لا بالطَّائشاتِ الخواطفِ
ضعائفٌ يقتلنَ الرِّجالَ بلا دمٍ =فيا عجباً للقاتلاتِ الضَّعائفِ
وللعينِ ملهًى في التلادِ ولمْ يقدْ =هوَى النَّفس شيئاً كاقتيادِ الطَّرائفِ
وقال آخر:
وكمْ منْ فتًى جَلدٍ يقادُ لحينهِ =بطرفٍ مريضِ النَّاظرَينِ كحيلِ
إذا ما الهوى منهُ تعزَّزَ جانبٌ =فما شئتَ مِن مقتولةٍ وقتيلِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 11:16 م]ـ
صَحا القلبُ إلا خَطرةً تَبعثُ الأَسى = لها زَفرةٌ مَوصولةٌ بحَنينِ
بلى ربَّما حَلَّتْ عُرى عَزَماتهِ = سَوالفُ آرامٍ وأعينُ عِينِ
لَواقطُ حبَّاتِ القُلوبِ إذا رنَتْ = بسحرِ عُيونٍ وانْكِسارِ جُفونِ
ورَيطٌ متينِ الوَشيِ أَينعَ تحتَهُ = ثِمارُ صُدورٍ لا ثِمارُ غُصونِ
بُرودٌ كأنوارِ الربيع لبسْنَها = ثيابُ تَصابٍ لا ثيابُ مُجنونِ
فَرَينَ أَديمَ الليلِ عن نُورِ أَوجهٍ = تُجَنُّ بها الأَلبابُ أيَّ جنونِ
وجوهٌ جرى فيها النَّعيمُ فكُلِّلتْ = بورْدِ خُدودٍ يُجْتنَى بعُيونِ
سألبسُ للأحزانِ ثَوبَ تَصبُّرٍ = وإِنْ لم يكُنْ عندَ اللّقا بحَصينِ
فكيفَ ولي قلبٌ إِذا هبَّتِ الصَّبا = أَهابَ بشوقٍ في الفؤادِ كمينِ
ويهتاجُ منه كُلُّ ما كانَ ساكناً = دعاءُ حمامٍ لم يبِتْ بوُكونِ
وإِنَّ ارْتياحي من بكاءِ حمامةٍ = كذي شجنٍ داويتُهُ بشُجونِ
كأَنَّ حَمامَ الأيكِ حينَ تَجاوبَتْ = حزينٌ بكى من رحمةٍ لحزينِ
ابن عبد ربه الأندلسي
246 - 328 هـ / 860 - 939 م
أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر.
الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة. كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية.
وكان ابن عبد ربه شاعراً مذكوراً فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها.
له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب.
وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر.
أما كتابه (العقد الفريد -ط) فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد.
وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم!!
ولم يذكر علياً فيهم وقد طبع من ديوانه خمس قصائد وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 01:04 ص]ـ
أشكركم على هذه المشاركات الجميلة
وأشكرك أيضا على المرور.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 01:07 ص]ـ
حقيقه أنا من عشاق الأدب
بارك الله فيك
بارك الله فيك يا عاشقة الأدب.
دمت فصيحة أديبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 01:09 ص]ـ
بارك الله في أخوي محمدا ورعدا على المشاركات الأنيقة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 09:14 م]ـ
وقال آخر:
يكسِر لي طرفاً به حمرةٌ = قد خلطَ النّرجِسَ في وردهِ
ما احمرت العينُ ولكنه = يكحلها من وردتيْ خدِّهِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 09:35 م]ـ
نَظَرَتْ فَفاجَأَتِ النُّفوسَ مَنونُ = وَشَكَتْ قُلوبٌ ما جَنَتْهُ عُيونُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:00 ص]ـ
قال ابن الرومي أو الناجم:
قالوا اشتكت عينهُ فقلتُ لهم = من كثرةِ القتلِ مسها الوَصَبُ
حُمرَتها من دماء من قتلت = والدمُ في النّصلِ شاهدٌ عجب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:25 ص]ـ
جارِيَةٌ كَحلاءُ مَمشوقَةٌ = في صَدرِها حُقّانِ مِن عاجِ
شَجا فُؤادي طَرفُها الساجي = وَكُلُّ ساجٍ طَرفُهُ شاجِ
أبو فراس الحمداني
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 01:31 ص]ـ
ذَاتُ عَينٍ بِالهَوى نَابِعَةٌ = ضَلّ في الحُبِّ بِها مَن يَهتَدي
وهيَ نَجلاءُ حَكاها سِعَةً = جُرحُها في كُلِّ قَلبٍ مكمَدِ
ابن حمديس
ـ[الندم القاتل]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 03:17 ص]ـ
قصيدة (عندما تمطر فيروزا) لنزار قباني:
لا تسأليني هل أحبهما
عينيك اني منهما لهما
ألدي مرآتان من ذهبٍ
ويُقال لي لا أعتني بهما؟
أستغفر الفيروز كيف أنا
أنسى الذي بيني وبينهما
أبلحظة تنسين سيدتي
تاريخي المرسوم فوقهما؟
وجميع أخباري مصورة ٌ
يوما فيوماً في اخضرارهما
نهران من تبغ ٍ ومن عسل ٍ
ما فكرت ْ شمسٌ بمثلهما
و ستارتان إذا تحركتا
أبصرتُ وجه ( ... ) خلفهما
عام ٌ وبعض العام سيدتي
وأنا أضيئ الشمع حولهما
كم جئت أمسح فيهما تعبي
كم نمت كم صليت عندهما
كوخان عند البحر .. هل سنة
إلا قضيت الصيف تحتهما
أحشو جيوبي كلها صدفا
وأذيب حزني في مياههما
عاد الشتاء بكل قسوته
يمتص أيامي فأين هما؟
الشمس منذ رحلتِ مطفأة
والارض غير الارض بعدهما
الآن أدرك حيث لا قمرٌ
ماذا انا ماذا بدونهما
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 01:27 ص]ـ
[ quote= الندم القاتل;251605] قصيدة (عندما تمطر فيروزا) لنزار قباني:
[/] [/ quote
بارك الله فيك أخي على المشاركة الجميلة ولو حذفت البيت الذي حذفت منه كلمة لكان أفضل، أليس كذلك؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:18 ص]ـ
وقال آخر:
قالوا بدت في عينه حمرةٌ = قد حازها من وردةِ الخدِّ
فقلت لم يرمدْ ولكنه = يصاحفُ النرجسَ بالوردِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 02:49 م]ـ
قال أبو دهبل:
سللن سيوفاً من عيون قواتل = ولم أر سيفاً تنتضيه المحاجر
وقفنا لتجديد العهود وبيننا = دموع وأنفاس وداء مخامر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 04:13 ص]ـ
وقال آخر:
كأنما ازدادَت قوى أجفانها = ضعفاً تقوينَ على ضعفِ القوي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:07 م]ـ
صاح في العاشقين يا لكنانة =رشأ في الجفون منه كنانة
بدوي بدت طلائع لحظيه =فكانت فتاكة فتانة
رد منا القلوب منكسرات =عندما راح كاسرا أجفانه
وغزانا بقامة وبعين =تلك سيّافة وذي طعّانة
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 11:59 م]ـ
وغزانا بقامة وبعين ... تلك سيّافة وذي طعّانة(/)
طيبة الطيبة
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:13 ص]ـ
سأجمع هنا بعض ما قيل في أحب البقاع إلى قلبي طيبة الطيبه وطيبة الأطياب على من شرّفها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
لعبد الملك السلمي المشهور بابن حبيب:
لله در عصابةٍ صاحبتها =نحو المدينة تقطع الفلوات
ومهامهٍ قد جبتها ومفاوزٍ =ما زلت أذكرها بطول حياتي
حتى أتينا القبر قبر محمدٍ =خص الإله محمداً بصلاة
خير البرية والنبي المصطفى =هادي الورى لطرائق الجنات
لما وقفت بقربه لسلامه =جادت دموعي واكف العبرات
ورأيت حجرته وموضعه الذي =قد كان يدعو فيه في الخلوات
مع روضة قد قال فيها: إنها =مشتقة من روضة الجنات
وبمنزل الأنصار وسط قبابهم =بيت الهداية كاشف الغمرات
وبطيبةٍ طابوا ونالوا رحمةً =مغنى الكتاب ومحكم الآيات
وبقبر حمزة والصحابة حوله =فاضت دموع العين منهمرات
سقياً لتلك معاهداً شاهدتها =وشهدتها بالخطو واللحظات
لا زلت زواراً لقبر نبينا =ومدينة زهراء بالبركات
صلى الإله على النبي المصطفى= هادي البرية كاشف الكربات
وعلى ضجيعيه صلاة مردداً =ما لاح نور الحق في الظلمات
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:22 ص]ـ
ولست من سكرتي مفيقا =حتى أرى حجرة الرسول
فإن يُسهّل لي الطريقا= فذاك أقصى منىً وسول
متى ترى عيني العقيقا =ويفرح القلب بالوصول
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:25 ص]ـ
كم قلت والصبر مستعار= للركب إذ غادروا المنام
ونسمة الشوق حركتني =وزاد بي الوجد والغرام
قواموا فقد طال ذا الجلوس= وبادروا زورة الحبيب
تاقت إلى طيبة النفوس= لا عيش من دونها يطيب
لا حبذا دونها الغروس= والماء والشادن الربيب
وحبذا الرمل والقفار= والعرب في تلكم الخيام
وأم غيلان ظلتني =والأيك والأثل والثمام
يا طيبة حزت كل طيب= بسيد فيك ذي حلول
نداء مستضعف غريب= في غر أمداحه يقول
وهو من السامع المجيب= لمدحه يسأل القبول
أنت الغني لي فلا افتقار= وأنت عزي فلا أضام
مستمسك منك حسن ظني =بعروة ما لها انفصام
بسيد العالمين أجمع =بأحمد المجتبي الرسول
ومن هو الشافع المشفع =في موقف المحشر المهول
إذ لا كلام هناك يسمع =للغير والناس في ذهول
إذ السماء لها انفطار =والشهب منثورة النظام
كذا الجبال انثنت كعهنٍ =سريعة المر كالغمام
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:28 ص]ـ
يا أول الرسل في الفضيله =وإن تأخرت في الزمن
شفاعة نلت مع وسيله =فمن يضاهي علاك من
علت بك الرتبة الجليله= وطبت في السر والعلن
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 01:59 ص]ـ
موضوع رائع أخي الكريم الأحيمر ...
وبانتظار طلتك البهية على الفصيح
ومنها إلى الأمام إن شاء الله
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 10:27 م]ـ
بارك الله فيك اخي رسالة الغفران ورفع المولى قدرك
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 11:32 م]ـ
أطاب الله أيامك و جميع أوقاتك بنفحات الروحانية من طيبة الطيبة.
رزقنا الله صلاة في مسجد نبيه - صلى الله عليه وسلم - قريباً.
وفقك الباري وفتح على قلبك فتوح العارفين.
.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 11:17 م]ـ
أطاب الله أيامك و جميع أوقاتك بنفحات الروحانية من طيبة الطيبة.
رزقنا الله صلاة في مسجد نبيه - صلى الله عليه وسلم - قريباً.
وفقك الباري وفتح على قلبك فتوح العارفين.
.
باركك المولى وحقق أمانيك أختي الفاضله(/)
ياظبية اشبة شئ بالمها
ـ[المهاج]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 06:01 م]ـ
ياظبية أشبه شيء بالمها ترعى الخزامى بين أشجار النقا
إما تري رأسي حاكى لونه طرةَ صبح تحت أذيال الدجى
واشتعل المُبيَضُّ في مسودِّه مثل اشتعال النار في جزل الغضا
فكان كالليل البهيم حل في أرجائه ضوء صباح فانجلى
عجبت من مستيقن أن الردى إذا أتاه لا يداوى بالرقى
إذا أحس نبأة ريع وإن تطامنت عنه تمادى ولها
كثلة ريعت لليث فانزوت حتى إذا غاب اطمأنت أن مضى
نهال للأمر الذي يروعنا ونرتعي في غفلة إذا انقضى
إن الجديدين إذا ما استوليا على جديد أدنياه للبلى
تكفون ساعدوني
س: ماذا يقصد بالجديدين؟ [/ center]
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 12:23 ص]ـ
هما الليل والنهار رغم أن مالنا دخل(/)
الشيخ عبدالله الخليلي
ـ[أبو شهاب]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 07:22 م]ـ
هذه أول مشاركة لي في منتدى الأدب ,فأتمنى أن تنال اعجابكم
شاعر عُمان عبد الله الخليلي .. شيخ حفظ للشعر رصانته - قد وافته المنية
بتاريخ 2000/ 7/30 وهو يمثل أحد أهم أعمدة القصيدة الكلاسيكية العمانية.
ويعد عبد الله الخليلي معلماً من معالم الثقافة العمانية بالنظر لتوظيفه الموروث الشعري التقليدي في الموضوعات التي عالجها الشاعر في قصائده مع الإشارة الي كونه برغم كل ما يحيط القصيدة الكلاسيكية من صرامة فقد جنح الي كتابة قصيدة التفعيلة ومسايرة الحداثة الشعرية كمحاولة لخلق فضاءات شعرية منفتحة تدلل علي سعة عقله وصدره وثقافته.
وهو بالإضافة الي موسوعته اللغوية والتاريخية وبراعته في الشعر فقد حفظ القرآن ومع براعة في الأعراب وعلوم العربية والعلوم الدينية التي أجاد فيها وأصبح مرجعاً لها.
يقول الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي المقيم بعمان إن موكب الشاعر الخليلي مر مجللا بهواء شعري جديد أزال الغبار الذي خلفته (أطلال) الذائقة الشعرية التقليدية ليملأ رئتي القصيدة العمانية بأريج جديد ينشر العافية في أوصالها ولتصبح قصيدته جسراً بين من سبقوه ومن لحقوه من شعراء تأثروا بتجربته كعبد الله الطائي الذي بدوره مهد لظهور جيل السبعينيات الشعري في السلطنة والذي يمثله: سعيد الصقلاوي وذياب العامري وهلال العامري وسعيدة بنت خاطر الفارسي.
في أشعار الخليلي معالجات متنوعة تتطور مع تطور العصر الذي عاشه، ويعتمد الخليلي علي الكلمات البسيطة السهلة علي أذن المتلقي مع ميل لأوزان موسيقية خفيفة تتخلل المقاطع الشعرية بعد أن كان يعتمد الجزالة في اللغة الشعرية التي تضمنتها قصائده الأولي.
عانق الروض يا نسيم عليلا
وتدارك قلبا هناك عليلا
وأنثر الطل في الزهور ثغورا
باسمات تراود التقبيلا
وأفتح السمع من ضميرك أني
سوف ألقي عليك قولا ثقيلا
عاش الخليلي (1922 ــ 2000) حياة حافلة بالشعر والأدب والفلسفة والتتبع الثقافي فاتسعت مداركه ومواهبه واتسعت دائرة إبداعه. ويبدو أن الشاعر الخليلي يعد رائد الشعر المسرحي في عمان، حيث قدم مسرحية (جذيمة والملك) التي أستقي أحداثها من عصر ما قبل الإسلام مستغلا معرفته بالسرد القصصي ليوظفها في هذا النتاج.
بين روح وروح
طاف كف المسيح
والمني حضر
والتهاني تلوح
فأنتهز فرصة
من زمان شحيح
وكتب الخليلي الشعر الاجتماعي والسياسي الوطني والديني الفلسفي، وهذا التنوع في اللغة يمنح قصيدة الخليلي ليس القوة الشعرية بل أتساع مدي مساحتها وحركتها في قلوب الناس الذين حفظوها ورددوها في مجالسهم الخاصة والعامة.
يقول الشاعر العماني سيف الرحبي: (الشيخ عبدالله بن علي الخليلي هو من تلك السلالة الشعرية الكبيرة في عمان والوطن العربي، التي حفظت للشعر مجده ورصانته وتاريخه، من أبي مسلم البهلاني الرواحي، عمانيا وحتي بدوي الجبل والجواهري عربيا، بما يعني ذلك الحفظ من تواتر قيم إبداعية وأرث من الرؤي والتصورات أبدعها أسلاف الشعر العظام من مختلف العصور .. الشيخ الخليلي ينتمي الي شجرة الأنساب الشعرية هذه عبر مناخاته العمانية وخصائصها المكانية والروحية).
ومن أول أعمال الشاعر التي يتذكرها عن مسقط رأسه مدينة سمائل:
هذي سمائل في انتظار قدومكم
تزهو وتصبح كل يوم تزهر
كالروض باكرة الحيا فاقاحه
ثغر ونرجسه عيون تنظر
والآس من تحت النسيم كأنه
قد يقدمه الهوي ويؤخر
والياسمين علي البنفسج طافح
والورد يفتحه الغمام وينشر
قدم الشاعر أعمالاً شعرية مطبوعة منها ديوان (من نافذة الحياة) و (من وحي العبقرية) و (وحي النهي) وهو مقصورة شعرية في الحكم نظمها الشيخ مرتبة علي حروف المعجم طبعت لأول مرة عام 1980، كما أصدر الشاعر كتاباً يتضمن كثيراً من قصائده ومعالجات في الفقه والعلم (بين الفقه والأدب) طبع عام 1988 وديوان (علي ركاب الجمهور) عام 1988 أيضاً.
وأصدر الشاعر قصصاً بعنوان (بين الحقيقة والخيال) صيغت بقالب شعري جميل وطبعت عام 1990 وقد ترك الشاعر الكبير أرثا ثقافياً يستحق الاهتمام والعناية والدراسة وأخراج ما تبقي للشاعر من الدواوين المخطوطة الي حيز النور حيث ان له من المخطوطات: ديوان وحدة الشعب ثم أرج البردة وهو تخميس لقصيدة البوصيري ثم الخيال الزاخر وهو مجموعة قصائد وديوان الخيال الوافر وسجلات الأدب وفارس الضاد.
ومن القصائد المشهورة والمتداولة شعبياً قصيدته (عمان) التي يصف فيها بلده ومرتع طفولته وجمال طبيعتها وطيبة أهلها ومنها:
هزت كياني وما أدراك ما الحال
وأرقتني ولما يهدأ البال
وجاذبتني عناني وهي صامدة
والحاديات الي الغايات آمال
وسابقت خطوات الدهر صاعدة
حتي تسامت وكل الكون إقبال
وحاذت الركب في زحف التقدم عن
وعي وشاهد نص القول أفعال
الي أن يقول:
عمان منبت أهل الله من قدم
ومعقل العزٌ والعلياء سربال
عمان ما جشأت للذعر جازعة
يوما ولاركعت والشر زلزال
هبت الي المصطفي تسعي طواعية
ولم يقدها له سيف وعسٌال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:43 ص]ـ
سلمت يداك أخي ابا شهاب
و لعمري تعجبني فصاحة أهل عمان و اهتمامهم باللغة
و لكم طربت لشعرائهم و وجدت لديهم نفسا عربيا أوشك على الذهاب
و حبذا و ذكرت لنا مزايدا من شعر الخليلي رحمه الله
ـ[السراج]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 08:47 ص]ـ
كنتُ قد عقدتَ العزم على بناء موضوع عن شاعرنا عبدالله الخليلي أدرج فيه بعض المقاطع الشعريه لهذا الشاعر فبحثتُ أولا فوجدت هذا الموضوع بين ثنايا الفصيح .. فحولتُ فكرتي إليه كي أكملُ ما جاء به ..
لذا أدرج هنا بعض المقاطع الشعرية لشاعرنا عبدالله الخليلي، وآثرت أن تكون مقاطع وليست قصائد بأكملها لنترك مساحة جيدة هنا في الفصيح ..
في الخميلة:
وخميلة حاك الربيع بساطها=خضرا ونمنمها بزهر كاس
من أحمر مثل العقيق وأصفر=ومورد زاه كوجنة حاس
غناء باكرها الحياء فأتاحها=ثغر ونرجسها ذوات نعاس
والياسمين على البنفسج طافح=والورد جوري على منعاس
والآس من تحت النسيم كأنه=مرح المليح بقده المياس
وكأن وسوسة الجداول في الدجا=حلي الكعاب برنة الوسواس
وكأن هينمة الصبا وحفيفها=همسات مشتاقين خوف حراس
وهذا مقطع من قصيدته (عمان) التي يصف فيها بلده:
هزت كياني وما أدراك ما الحال=وأرقتني ولما يهدأ البال
وجاذبتني عناني وهي صامدة=والحاديات الي الغايات آمال
وسابقت خطوات الدهر صاعدة=حتي تسامت وكل الكون إقبال
وحاذت الركب في زحف التقدم عن=وعي وشاهد نص القول أفعال
عمان منبت أهل الله من قدم=ومعقل العزٌ والعلياء سربال
عمان ما جشأت للذعر جازعة=يوما ولاركعت والشر زلزال
هبت الي المصطفى تسعي طواعية=ولم يقدها له سيف وعسٌال
ولي عودة بإذن الله ..
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 07:08 ص]ـ
من قصيدة له اسمها روضة الشجو، هذه الأبيات:
قمْ يا رقيبُ فإن النوم ترويحُ=وأطبق الجفن إن المتن مشروحُ
نم فالمقاصد سكرى في مذاهبها=والهم تحت جماح الوهم مكبوح
نم فالمعالم أقصى أن تحيط بها=وأنت في قبلات السرّ مفضوح
إن الغرام جماح ليس تكبحه=هذه العيون ولا هذي المصابيح
يا من أودّ وبعض القول تلويح=ماللجمال له بالجفن تقريحُ
هذي الحقيقة في معناه حائرة=خلف الخيال وبعض القول تلميح
جُننتُ بالشوق حتى جنّ بي فمضى=يطوي الظلام وتطويه التباريح
وعذتُ بالصبر فانهارت قوائمه=فعاد بي عائذاً والجفنُ مقروحُ
ورحتُ أستعتب الشكوى فما ملكت=رداً ومدمعها في الخدّ مسفوح
وبتّ أهمس في أذن الهوى جزعا=فراح أجزع مني وهو مجروحُ
يا ناظريْ أملي هذي المصابيح=وهذه نسمات اللطف والشيحُ
وهذه بسمات الحسن تبرق من=تحت اللثام وباب الأنس مفتوح
ـ[السراج]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 09:53 م]ـ
من قصيدة اسمها (قابيلان) .. وهي في الحكمة
عليك نفسك إن النفس شيطان=والطبع تحت ظلام الجهل ثعبان
عليك نفسك لا يهوى بها نزق=أو يستبد بها وهنٌ وخذلان
وأكمل الناس من جلّت إرادته=وجللته من التوفيق تيجان
والناس بالجهل فوضى كالسباع فإن=تعلموا فهم للدهر ميزان
والرأي شتى فذو طيش وذو خور=وقلما رجحت بالحلم أوزان
...
هناك ألفيتُ آمالي مكبلة=كأنها صافن تزريه أرسان
صامت على ظمأ والماء في فمها=ناراً، أما آن من إفطارها آن
إن النهى صدقتني الرأى قائلة=إن المنى دونها بيض ومران
فمن لطالع جد لا سماء له=غير العناية والتوفيق أحضان(/)
شعر التفعيلة
ـ[الهامس]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 08:58 م]ـ
السلام عليكم:
أرجوكم أريد توضيحا بشأن شعر الحداثة، كلهم يقولون بأن أول من أبدع هذا النوع هو السياب أو نازك الملائكة،
لكن نزار قباني له قصائد صدرت في 1944 من نوع التفعيلة،
أفيدوني يا أساتذتي، بارك الله فيكم(/)
من شعر عبد الله بن المبارك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 01:08 ص]ـ
شعر ابن المبارك
نهاية الثراء
ألا قف بدار المترفين وقل لهم:= ألا أين أرباب المدائن والقرى؟
وأين الملوك الناعمون بغبطة= ومن عانق البيض الرعابيب (1) كالدمى؟
فلو نطقت دار لقالت ديارهم= لك الخير صاروا للتراب وللبلى
وأفناهم كرّ النهار وليله= فلم يبق للأيام كهل ولا فتى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البيض الرعابيب: النساء الحسناوات، والرعابيب جمع رعبوب وهي المرأةالغضة الطويلة الممتلئة الجسم أو البيضاء الحلوة الناعمة.(/)
من شعر ابن المبارك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 01:11 ص]ـ
نهاية الثراء
ألا قف بدار المترفين وقل لهم:= ألا أين أرباب المدائن والقرى؟
وأين الملوك الناعمون بغبطة =ومن عانق البيض الرعابيب (1) كالدمى؟
فلو نطقت دار لقالت ديارهم= لك الخير صاروا للتراب وللبلى
وأفناهم كرّ النهار وليله =فلم يبق للأيام كهل ولا فتى
........................................................
(1) البيض الرعابيب: النساء الحسناوات، والرعابيب جمع رعبوب وهي المرأةة الغضة الطويلة الممتلئة الجسم أو البيضاء الحلوة الناعمة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 01:27 ص]ـ
وقال عبدالله بن المبارك
عظة الشيب
أبإذن نزلت بي يا مشيب= أي عيش ـ وقد نزلت ـ يطيب
وكفى الشيب واعظا غير أني= آمل العيش والممات قريب
كم أنادي إذ بان مني =ونداي مولّيا ما يجيب (1) .................................
(1) وقال أمير الشعراء أحمد شوقي في هذا المعنى:
ليت الشباب يعود يوما= فأخبره بما فعل المشيب(/)
في غرر التوقيعات الإسلامية للملوك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 01:52 ص]ـ
في غرر التوقيعات الإسلامية للملوك
كتب خالد بن الوليد: إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه من دومة الجندل يستأمره في أمر العدو، فوقع إليه: أدن من الموت، توهب لك الحياة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 01:53 ص]ـ
وكتب سعد بن أبي وقاص: إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الكوفة يستأذنه في بناء دار الإمارة، فوقع إليه: إبن ما يستر من الشمس ويكن من المطر.(/)
يحن لهم قلبي وهم بين اضلعي - لمن هذا البيت؟
ـ[عز الدين 26]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 07:50 ص]ـ
يحن لهم قلبي وهم بين اضلعي ... وتشتاق لهم عيني وهم في سوادها
البحث هذا البيت أتعبني!!!
بحثت عن قائله في الشبكة العنكبوتية
في موسوعة شعرية (2400000 بيت)
لكن لا جدوى ...
فمن يساعدني له جزيل الشكر(/)
جمع المخطوطات
ـ[فتى اللغة العربية]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 01:28 م]ـ
ما رأيكم في تجميع أسماء المخطوطات وأماكنها ووضعها تحت أيدي المختصين في هذا المجال .... ؟ بمعنى من يعلم اسم مخطوطه وكاتبها أو ناسخها ومكانها هذا؛ كمحاولة من المنتدى لفهرسة المخطوطات في المكتبات الخاصة.
والله من وراء القصد وهو الهادي الصراط المستقيم.(/)
موحة ابن زمرك. دلوني عليها.
ـ[هرمز]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 08:40 م]ـ
سلام
اريد من الاخوة ان يدلوني على مؤحة ابن زملؤك في مدح النبي
شكرا.(/)
موشحة ابن زمرك. دلوني عليها.
ـ[هرمز]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 08:41 م]ـ
سلام
اريد من الاخوة ان يدلوني على موشحة ابن زمرك في مدح النبي
شكرا.(/)
سلسلة (ظهر الحق) ... (1) ... (نسب المتنبي)
ـ[متعصب للمتنبي]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 09:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .........
قال صلى الله عليه وسلم (من كتم علماً لجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) .... أو كما قال.
عندي علم لن أكتمه لكي لا ألجم , عندي علم سأبينه لتظهر الحقيقة لكم , حقيقة (المتنبي) , كثير من الناس يجهلون التاريخ الحقيقي للمتنبي , وقد كنت منهم , ولكن منّ الله عليّ بالمعرفة.
ما سأسطره هنا بإذن الله هو التاريخ الصحيح للمتنبي الذي كتبه الدكتور محمود محمد شاكر في كتابه الموسوم (المتنبي ... رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) و هذا الكتاب أفضل كتاب من صنع البشر اقرأه , لأن الكاتب اعتمد فيه على (منهج التذوق).
صدر هذا الكتاب بعد ألف سنة من وفاة المتنبي , و بعد ألف سنة من صفع المتنبي بالأكاذيب قيض الله لنا رجل غير معصوم ولا يدعي العصمة بل ذكر بعد كل أكذوبة تفنيدها بالشكل الذي أرتضاه , وهو في كتابه لا يدافع عن المتنبي بل يصحح ما كتب عنه بالعقل و الدليل بالمنطق و الإثبات.
هذا الكتاب يصحح الخاطئ و يبين الحقيقة التي أجراها الله على لسان الدكتور (محمود محمد شاكر) رحمه الله , هذا الرجل لقب بشيخ العربية وحارسها , ومن حكمة الخالق أنه خلقه للفترة التي عاش فيها , فترة الضياع , فترة الإنبهار بما جاء به المستعمرون لأرض الكنانة , وفي هذه فترة كان يرد ويفند ويكذب ويصحح لمجتمعه الفاسد دينياً قبل أين يكون فاسداً أدبياً.
هذا الرجل له منهج سار عليه واسمه (منهج تذوق الكلام) وهو "منهج جامع شامل متشعب الأنحاء والأطراف" كما قال هو , ويقول " ولا أزعم , معاذ الله , أني ابتدعت هذا المنهج ابتداعاً بلا سابقة و لا تمهيد , فذا خطل وتبجح " فهو إذاً منهج سبق إليه " وكان نابعاً من صميم المناهج الخفية التي سن لنا آباؤنا و أسلافنا طرقها " و محمود محمد شاكر كل ما يزعمه " أنه بالجهد والتعب و بمعاناة التفتيش في هذا الركام من الكلام , جمع شتات هذا المنهج في قلبه " و " أن كل جهده فيه , هو معاناة كانت منه لتبيين دروبها ومسالكها , ثم إزالة الغبار الذي طمس معالمها "
و لم يكن هذا المنهج بالصدفة أو بالإلهام و لكن يحدثنا أن هذا المنهج تأتى له من بعد منِّ الله بـ " إعادة قراء الشعر العربي كله أولاً , ثم قراءة ما يقع تحت يدي من هذا الإرث العظيم الضخم المتنوع من تفسير و حديث وفقه , و أصول فقه وأصول دين (علم الكلام) , وملل ونحل , إلى بحر زاخر من الأدب و النقد والبلاغة و النحو و اللغة , حتى قرأت الفلسفة القديمة و الحساب القديم و الجغرافية القديمة , و كتب النجوم و صور الكواكب , و الطب القديم و مفردات الأدوية , وحتى قرأت البيزرة والبيطرة و الفراسة ........... " , لله دره.
أطلت في كلامي عن الشيخ ومنهجه و لكن عذري , ما قاله المتنبي:
وقد أطال ثنائي عليه طول لابسه ..... إن الثناء على التبال تنبال
التنبال: القصير.
بحثي يا أخوان .... , وقبل ذلك كتاب الدكتور هو فيمن قال البيت السابق (المتنبي) , وهو رد الأكاذيب عن شاعر العربية و لسانها الحكيم كما قال محمود محمد شاكر , و دفع الأذى عن إمبراطور الشعراء الشاعر الأسطورة كما قال الدكتور عائض القرني.
سأقسم البحث عدة أجزاء في عدة أيام إن لم تكن أسابيع , لكي لا تملوا و أيضاً وهو المهم لكي تقرأوا بقلب صافي وذهن منتبه , ومن لم يجد في نفسه هاتين الصفتين فليغلق الصفحة فأنا لا أحتاج قراءته ولا لرأيه " وكفى الله المؤمنين شر القتال ".
البحث من قول الدكتور شاكر , وماقمت به أنا سوى التنسيق لعدم تشتت الذهن
الفصل الأول (سنة 303 - 321) المتنبي , أخبار نسبه و نقدها.
الكوفة:
يقول المتنبي:
أمنسيَّ السكونَ و حضرموتا .......... و والدتي و كندة و السبيعا
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الواحدي (أحد شراح ديوان المتنبي): (هذه أماكن بالكوفة سميت بأسماء قبائل كان ينزلون هذه المحال) , ولا شك أن "محلة كندة" التي ولد بها صاحبنا أو الطيب كانت خطة من خطط الكوفة ......... ولكن مما نعجب له أن بشر بن عبد الوهاب يقول: إن دور أهل اليمن ....... بالكوفة كانت في سنة 314 هـ وما قبلها عدتها (ستة الآف دار) , و يقول صاحب (إيضاح المشكل في شعر المتنبي) أبو القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الأصفهاني أن (ابن النجار) حدثه ببغداد: (أن مولد المتنبي كان بالكوفة في محلة تعرف (بكندة) بها ثلاثة آلاف بيت من بين روّاء و نسّاج) وذلك سنة 303هـ ..
يقول شاكر مفنداً:
1/ (فليت شعري أكان جل أهل اليمن النازلين بالجانب الشرقي من الكوفة وهو خير جوانبها ما بين سقاء و نساج؟ هذا عجب أن يكون ذلك كذلك , إذا كان النساجون و السقاؤون وحدهم قد شغلوا من دور أهل اليمن بالكوفة , ثم بمحلة كندة وحدها , ثلاثة آلاف دار , فكم شغل من بقي من أهل اليمن من أصحاب الصناعات ومن لفّ لفّهم من التجار وأصحاب الأرضين. ثم ما يبقى من أهل اليمن لرجالات اليمن و أشرافها و فرسانها وعلمائها و شعرائها و أدبائها , وهم كثر.
هذه المبالغة وجه من وجوه إسقاط قول (ابن النجار) ......
2/ ... لو نظرت إلى أقوال الأصفهاني صاحب (إيضاح المشكل) وما رواه في مقدمه كتابه , رأيته ممن كان يتحامل على أبي الطيب , و يذكره بالسوء في كل قولة , وما أتى بمحمدة إلا و أتبعها بمذمة بالغة قارصة.
3/ كتب الأصفهاني هذا الكتاب لأحد أولاد عضد الدولة وهو "بهاء الدولة" , حيث أن المتنبي مدح أخويه وهما أكبر منه , حيث قال المتنبي:
فعاشا عيشة القمرين يحيا ........... بضوئهما ولا يتحاسدان
و لقد وصف المؤرخون "بهاء الدولة" بأبشع الصفات فقالوا إنه كان " ظلوماً غشوماً سفّاكاً للدماء , حتى إنه كان خواصّه يهربون من قربه ........... " فليس عندي بمستغرب ولا مستبعد أن يضطغن مثل هذا السقيم المريض القلب على المتنبي , لأنه مدح أباه و أخويه ورفع من ذكرهم, ولم يجد هو من شعراء زمانه من يقول فيه .... فكتب الأصفهاني كتابه تقرباً و زلفى إليه ..... أهـ بتصرف.
نسب المتنبي
الروايات التي ذكرت في نسب المتنبي:
1/ حدّث علي بن المحسن التنوخي , عن أبيه (المحسن بن علي التنوخي) قال: اجتمعت بعد موت المتنبي مع القاضي أبي الحسن بن أمّ شيبان الهاشمي و جرى ذكر المتنبي فقال: كنت أعرف أباه بالكوفة شيخاً يسمى "عيدان" , يستسقي على بعير له , وكان جعفياً صحيح النسب.
2/ وحدّث التنوخي أيضاً عن أبيه قال:
حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي , قال: كان المتنبي وهو صبي ينزل في جواري الكوفة , وكان يعرف أبوه بعيدان السقاء يستسقي لنا و لأهل المحلة.
3/ و قال أبو الحسن العلوي الزيدي أيضاً من حديث التنوخي عنه: كان عيدان والد المتنبي , يذكر أنه جعفي , واكنت جدة المتنبي همدانية صحيحة النسب لا أشك فيها , وكانت جارتنا , وكانت من صلحاء النساء الكوفيات ..........
4/ثم قال التنوخي (علي بن المحسن) , قال أبي:
فاتفق مجيء المتنبي بعد سنين إلى الأهواز منصرفاً من فارس , فذكرته بأبي الحسن (يعني محمد بن يحيى العلوي الذي مر آنفاً) فقال: تربي و صديقي و جار ي بالكوفة و أطراه و وصفه.
(و سألت المتنبي عن نسبه فما أعترف لي به , وقال: أنا رجل أخبط القبائل , وأطوي البوادي وحدي , ومت انتسبت لم آمن من أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها و بينالقبيلة التي أنتسب إليها , وما دمت غير منتسب إلى أحدٍ , فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني).
هذا ما ذهب إليه رواتنا ممن وقع إلينا كلامهم في نسب المتنبي يزيد بعضهم و ينقص بعض .....
أولاً: من هو التنوخي؟؟!!
هو القاضي أبو علي المحسّن بن علي التنوخي ولد سنة 327هـ , تقلد القضاء سنة 346هـ , فكان من أصحاب الوزير أبي محمد المهلبي.
التفنيد:
1/ كان المتنبي حين دخل بغداد في طريقه إلى عضد الدولة بشيراز , قد ترفع (لاحظ كلمة ترفع) عن أن يمدح الوزير المهلبي , فأغرى المهلبي به الشعراء و غيرهم , فلا عجبأن يكون محسن التنوخي من أعداء أبي الطيب لصلته القريبة بالوزير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا عجب أن يستند التنوخي روايته أو (كذبه) إلى بعض شيوخه لئلا يفتضح , ولذلك زعم كما قدمنا لك (الرواية رقم 1) أن القاضي ابن أم شيبان حدّثه .......... و القاضي ابن أم شيبان يحتاج أمره إلى بعض النظر ..... لأني أخشى أن تكون صلته قريبة جداً بحياة المتنبي وما لقيه من العلويين ..... أهـ بتصرف
2/ وهذا الشيخ التنوخي يقول: إنه سأل المتنبي عن نسبه فما (اعترف له به) (الرواية رقم4) , كان إذ ذاك شاباً في السابعة والعشرين , وكان المتنبي قد نيّف على الخمسين , فما نظن أن القاضي التنوخي كان يجرؤ أن يسأل المتنبي عن ذلك , لبعد ما بينهما , و لتعالي المتنبي و ترفعه حتى على الخلفاء و الوزراء , وأيضاً لما يعلم من صلة القاضي بالوزير المهلبي و تحققه بخدمته.
3/ إن كان سأل قد المتنبي حقاً كما يقول , فما يكون جواب المتنبي عن ذلك هذا الكلام الملفق الضعيف الذي يضع من رأي صاحبه و يَسْتَفْسِدُ من عقله: (أنا رجل أطوي البوادي وحدي و أخبط القبائل .... ) فلم يكن المتنبي ممن يطوي البوادي وحده إذ ذاك , بعد أن سار اسمه مسير الشمس ما بين مشرقها ومغربها.
و المتنبي الذي لم يخف أن يخرج غير محروس يوم قتل وقد أوعدوه , وأرصدوا له , و تححق هو ذلك , لا يقول (ومتى انتسبت لم آمن من أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها و بين القبيلة التي أنتسب إليها) وهل أذل من قوله (وما دمت غير منتسب إلى إلى أحد , فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني)؟ أهذا يقوله من أوعد الملوك وجاهرهم بالعدواة في عصر كانت تذهب فيه الأرواح مع كلمات الوشاية و الدسيس و المكر السيء؟! كلا يا أبا علي ...
كلا يا أبا علي ... صدقت يامحمود شاكر , أيقول هذا الكلام من جر الملك كافور من على كرسيه بالهجاء , أيقول هذا الكلام من قال لملك كعضد الدولة:
لتعلم مصر و من بالعراق ....... ومن بالعواصم أني الفتى
و أني أبيت و أني وفيت ........ و أني عتوت على من عتى
يقول شاكر ... (فمن جهل هذا التنوخي بأساليب الوضع المتقنة .... أنه جمع بين النقائض في الكلام الواحد الذي يراد به إثبات مالا يكون , أو كون مالم يثبت ,فمن ذلم أن روى أن أبا الرجل كان سقاء يسقي على بعير له , ثم حدّث عن الرجل نفسه أنه قال: (متى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها و بين القبيلة التي أنتسب إليها ............ , و أن رجلاً قد سقط بآبائه السواقط إلى السقاءة وغيرها من حقيرة المهن , لاتبغي عنده طائلة , وإن بُغيت فما يكون لمدركها عنده فخر.
رايت قبل أن الذي قال: إن والد المتنبي هو "عيدان السقاء" إنما هو أبو علي المحسن التنوخي , وهو من شيوخ العراق و أصحاب الوزير المهلبي , فزد على هذا أيضاً أن المتنبي حين دخل العراق بعد فراق كافور , أعرض عن المهلبي ولم يمدحه ولم يبال به فأغرى به الشعراء و غيرهم من الكتاب و الأدباء , وكان شعراء العراق يخافون أن ينال أبو الطيب في العراق ما نال في الشام , فيذهب بأرزاقهم من المدحو يعصف بذكرهم عند المولك و الأمراء كما فعل بمن هم أعلى منهم طبقة من شعراء الشام كأبي فراس الحمداني و السري الرفاء.
فذكر المتنبي بالسوء و زعمهم أن أباه كان سقاءً , من مصنوعات العراق و تجارته التي كان المهلبي وزيراً لها إذ ذاك على ما نرجح , فكم اتجر صاحبنا المهلبي بالأكاذيب في أيام وزارته , كما روت التواريخ عنه وعن أيام أصحابه , و إلا فكيف (يصح في الأذهان) أن يقف إبن السقاء , هذا المتنبي كما زعموا , في كل المواطن موقف المتعالي المتكبر الذي لا يرى أحداً فوقه ولا أحداً مثله , حتى سيف الدولة ابن حمدان ولي نعمته و صاحبه و مكرمه على حين مساءة من الزمان؟ 1 يا عجباً!! ألم يكن في مجلس سيف الدولة من يعرف ذلك يوم غضب عليه , وترك الشعراء يقعون فيه , و يتصدى له أبو فراس وهو ينشد , فيجبهه و يقطعه عن الإنشاد؟ يقول المتنبي في هذا المجلس:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ........ بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ........... و أسمعت كلماتي من به صمم
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر كيف فضّل نفسه على من ضم مجلس سيف الدولة وفيهم سيف الدولة نفسه , ولم يزد أبو فراس وهو قريع المتنبي في الشعر و عدوه لمنزلته عند سيف الدولة على أن قال له فيما قال: (ومن أنت يادعي كندة)!! و في قوله (دعي كندة) نظر.
فما نظن الرجل ادعى كندة , وأصحابنا يزعمون أنه كان يخفي نسبه , وكان أولى بأبي فراس , و أوقع في المتنبي , و أوضح له في تيهه و تعاليه على الأمراء و الملوك وكبار الشعراء كأبي فراس نفسه أن يقول له إذ ذالك (ومن أنت يا ابن سقاء كوفان) ...
و هذا ابن السقاء يتحداهم و يتحدى سيف الدولة نفسه , و أبو فراس قريعه و عدوه في ذاك المجلس إذ يقول:
كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ......... و يكره الله ما تأتون و الكرم
ما أبعد العيب و النقصان من شرفي ....... و أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
اقرأ ديوان الرجل كله , تجده تيّاهاً بنفسه على كل ممدوح , و يتعالى على كل أهل عصره ,
العلويون والمتنبي
يقول شاكر .... (ففي ديوان المتنبي معنى من المعاني , وإخاله سراً من الأسرارلعله أن يكون يوماً ما مفتاحاً تتسنى له الأبواب المغلقة في نسب الرجل ......... .
نشأ صاحبنا بالكوفة وهي إذ ذاك دار العلويين , ومعقل الأئمة منهم و النابهين من رجالهم و شجعانهم .......... فعجباً لأبي الطيب أيما عجب , أن لا يكون مدح من العلويين إلا رجلين ما امتد به العمر و قد بين أبو الطيب في إحدى قصيدتيه , و بينت الرواية في الأخرى سبب ذلك المدح ..
القصيدة الأولى: هي في محمد بن عبيد الله العلوي المعروف بالمشطب و سبب مدح المتنبي له هي الرواية التي ذكرها ابن العديم (588 - 660) في ترجمته: أن المتنبي أرضعته إمرأة علوية من آل عبيد الله, و آل عبيد الله هم (بنو عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) , ومنهم المشطب الذي مدحه , و الأرجح أن المتنبي أخو المشطب من الرضاع على الأقل , بل تبين في الترجمة التي ذكرها الربعي (1984) أن المنتبي نفسه قال: (رضعت بلبان علوية من بنات عبيد الله بن يحيى).
القصيدة الثانية: فهي في أبو القاسم طاهر بن الحسن بن طاهر العلوي , لم يمدحه المتنبي ابتداءًكما مدح غيره , وفي ما نرويه لك خبره عجب ....
كان الأمير أبو محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج وهو بالرملة لم يزل يراسل أبا الطيب بطبرية سنة 336 هـ و يعزم عليه في القدوم عليه , فلما كثر ذلك منه أجابه و مدحه و أقام عنده مُديْدةً , فلم يزل أبو محمد (الحسن بن عبيد الله بن طغج) يسأل أبا الطيب أن يخص أبا القاسم (طاهراً العلوي) بقصيدة من شعره (وأنه قد اشتهى ذلك)!! و أبو الطيب يقول ما قصدت إلا الأمير (ولا أمدح سواه)!! فقال له أبو محمد (عزمت عليك أن أسألك قصيدة تنظمها في وتجعلها فيه) "تأمل هذا" و ضمن له عنده مئات من الدنانير , فأجاب.
أو ماترى بعد أن في تجنب المتنبي مدح العلويين و رجالهم و أئمتهم في أول أمره وهو بالكوفة , إلا واحداً كان رفيق صباه و أحد أسنانه , وأخاه في الرضاعة , .......... , ثم في طلب الأمير منه أن يمدح طاهراً العلوي .......... أن هناك سراً من الحفظية بينه و بين العلويين الذين نشأ بينهم وفي ديارهم , ودرس في مكاتبهم بين أولادهم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 10:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المتعصب المتنبي موضوع شيق جدا وماتع أيضا
بانتظار الآتي أخي الكريم بشغف ...
ولكن خبر المتنبي والعلوي لم أقهم مغازاه ومبتغاه!!
بالتوفيق اخي الكريم
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:05 ص]ـ
اخي الكريم متعصب للمتنبي
كنت و لم أزل أتجاوز المواضيع الطويلة لشعوري السريع بالملل
غير أنني قرأت هنا كل كلمة و بتمعن مستمتعا بما ذكر
و إنني بانتظار انتهاء الموضوع بأكمله حتى يتسنى لنا إبداء الآراء
و اسلم لأخيك(/)
أمن تذكر جيران بذي سلم .. البوصيري .. نهج البردة
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 12:55 ص]ـ
:::
أحببت أن أضع في فصيحنا قصيدة لها قصة رائعة وذات شجون، ولكن في البداية، من هو البوصيري؟
شرف الدين البوصيري
محمد بن سعيد بن حماد بن "محسن بن" عبد الله بن صهناج بن ملال الصهناجي؛ كان
أحد أبويه من أبو صير والآخر من دلاص، فركبت له نسبة منهما وقيل الدلاصيري، لكنه
اشتهر بالبوصيري.
كان يعاني صناعة الكتابة والتصرف، وباشر الشرقية ببلبيس.
أما القصة العجيبة وهي عن لسانه:
كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها ما
كان اقترحه علي الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير، ثم اتفق أن أصابني فالج أبطل
نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة فعملتها، واستشفعت به إلى الله تعالى في أن
يعافيني، وكررت إنشادها وبكيت ودعوت وتوسلت، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه
وسلم، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى علي بردة فانتبهت، ووجدت في نهضة
فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحد، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد
أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أيها؟ فقال:
التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمايل وأعجبته
وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك وشاع المنام إلى أن اتصل
بالصاحب بهاء الدين ابن حنا، فبعث إلي وأخذها وحلف أن لا يسمعها إلا قائماً حافياً
مكشوف الرأس، وكان يحب سماعها هو وأهل بيته. ثم إنه بعد ذلك أدرك سعد الدين
الفارقي الموقع رمد أشرف منه على العمى فرأى في المنام قائلاً يقول له: اذهب إلى
الصاحب وخذ البردة واجعلها على عينيك فتعافى بإذن الله عز وجل، فأتى إلى الصاحب
وذكر منامه فقال: ما أعرف عندي من أثر النبي صلى الله عليه وسلم بردة، ثم فكر ساعة
وقال: لعل المراد قصيدة البردة التي للبوصيري، يا ياقوت افتح الصندوق الذي فيه الآثار
وأخرج القصيدة للبوصيري، وأت بها، فأتى بها، فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه
فعوفي، ومن ثم سميت البردة، والله أعلم.
تم نقل القصة والنسب من كتاب فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي
أما الآن مع القصيدة
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ =مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ= وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا= ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ= ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ= ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَ ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ =بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى =مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني= والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً =منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ =عن الوُشاة ِ ولادائي بمنحسمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ= إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ= والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ =من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى= ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنتُ أَعْلَمُ أنِّي ما أوَقِّرُهُ= كتمتُ سِراً بدا لي منهُ بالكتمِ
من لي بِرَدِّ جماٍ من غوايتها =كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها= إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على =حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ= إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ =وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً =من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع= فَرُبَّ مَخْمَصَة ٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ= مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما= وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً= فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ= لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ= وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلة ً= ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى= أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى =تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ =عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ= إنَّ الضرورة َ لاتعدو على العصمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ= لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـ ـينِ وال=فريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ= أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْهُ وَلا «نَعَمِ»
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفاعَتُهُ =لكل هول من الاهوال مقتحم
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ= مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ =ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ =غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهم=ِ من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه =ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىء ُ النَّسمِ
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ =فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ =وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ =وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ= حَدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بفَمِ
لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً= أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بما تعْمل العُقولُ بِهِ = حِرْصاً علينا فلمْ نرتب ولَمْ نَهَمِ
أعيا الورى فهمُ معناهُ فليس يُرى= في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ
كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ =صَغِيرَة ٍ وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أممٍ
وكيفَ يُدْرِكُ في الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ= قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ
فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ= وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ
وَكلُّ آيِ أَتَى الرُّسْلُ الكِرامُ بها= فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ
فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها= يُظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ في الظُلَم
أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ= بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ= والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ
كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ= في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاهُ وفي حَشَمِ
كَأَنَّما اللُّؤْلُؤُ المَكْنونُ في صَدَفِ= من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمَّ أَعْظُمَهُ= طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ ومُلْتَئِم
أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ= يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه ومُخْتَتَمِ
يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهم ُ =قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ
وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ= كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ
والنَّارُ خامِدَة ُ الأنفاس مِنْ أَسَفٍ =عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ
وساء سلوة َ أن غاضتْ بحيرتها =ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمى َ
كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ حُزْناً =وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعة ٌ= والحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنى ً ومِنْ كَلِم
عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ= تُسْمَعْ وَبارِقَة ُ الإِنْذارِ لَمْ تُشَم
مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ كاهِنُهُمْ =بأَنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ= منقضة ٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ
حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ= من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كأَنُهُمْ هَرَباً أبطالُ أَبْرَهَة ٍ= أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما= نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ
جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَة ً =تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ
كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ =فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ
مثلَ الغمامة ِ أنى َسارَ سائرة ٌ =تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي
أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ =مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرُورَة َ القَسَمِ
ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم= وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي
فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما= وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ
ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُوتَ على = خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُم
وقاية ُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفة ٍ =من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ
ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُ بهِ =إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ
ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ =إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ =قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ
وذاكَ حينَ بُلوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ= فليسَ يُنْكَرُ فيهِ حالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ الله ما وحْيٌ بمُكْتَسَبٍ= وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَتهُ =وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَة ِ اللَّمَمِ
وأحْيَتِ السنَة َ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ =حتى حَكَتْ غُرَّة ً في الأَعْصُرِ الدُّهُمِ
بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها =سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ
دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ =ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ
فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ =وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ
فما تَطاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى= ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ
آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثة ٌ =قَدِيمَة ٌ صِفَة ُ المَوْصوفِ بالقِدَم
لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا =عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ
دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ مُعْجِزَة ٍ =مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدُمِ
مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ =لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ أ=َعْدَى الأعادي إليها مُلقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُها دَعْوى مُعارِضِها =ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ
لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْر في مَدَدٍ =وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها =ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له =لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ
إنْ تَتْلُها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى =أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّجمِ
كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به= مِنَ العُصاة ِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ
وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَة ً =فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ
لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها= تَجاهُلاً وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ =ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم
يا خيرَ منَ يَمَّمَ العافُونَ ساحَتَهُ = سَعْياً وفَوْقَ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَمَنْ هُو الآيَة ُ الكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ و=َمَنْ هُوَ النِّعْمَة ُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ =كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَة ً =من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ
وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها =والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم
وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ =في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمُسْتَبِقٍ =من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ =نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَم
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ= عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ =وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ =وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا= من العناية ِ رُكناً غيرَمنهدمِ
لمَّادعا الله داعينا لطاعتهِ =بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتهِ= كَنَبْأَة ٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ
ما زالَ يلقاهمُ في كلِّ معتركٍ =حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وضَم
ودوا الفرار فكادوا يغبطونَ بهِ =أشلاءَ شالتْ مع العقبانِ والرَّخمِ
تمضي الليالي ولا يدرونَ عدتها =ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ =بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِم
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَة ٍ =يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ
من كلِّ منتدبٍ لله محتسبٍ =يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصطَلِم
حتَّى غَدَتْ مِلَّة ُ الإسلام وهْيَ بِهِمْ =مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَة َ الرَّحِم
مكفولة ً أبداً منهم بخيرٍ أبٍ= وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ =ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَم
وسل حُنيناً وسل بدراً وسلْ أُحُداً =فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَم
المصدري البيضَ حُمراً بعدَ ما وردت= من العدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللممِ
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ= أقلامهمْ حرفَجسمٍ غبرَ منعجمِ
شاكي السِّلاحِ لهم سيمى تميزهمْ =والوردُ يمتازُ بالسيمى عن السلمِ
تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نشرهمُ =فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمي
كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ رُباً =مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحُزُم
طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقاً= فما تُفَرِّقُ بين البهمش والبُهمِ
ومن تكنْ برسول الله ونصرتُه =إن تلقهُ الأُسدُ في آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ =بهِ ولا مِنْ عَدُوّ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
أحلَّ أمَّتَهُ في حرزِ ملَّتهِ =كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم
كمْ جدَّلَتْ كلماتُ اللهِ من جدلٍ =فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ
كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ مُعْجِزَة ً= في الجاهلية ِ والتأديبِ في اليتمِ
خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ =ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم
إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ= كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَم
أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا= حصلتُ إلاَّ على الآثامِ والندمِ
فياخسارة َ نفسٍ في تجارتها= لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ بِعاجِلِهِ =يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ
إنْ آتِ ذَنْباً فما عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ = مِنَ النبيِّ وَلا حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
فإنَّ لي ذمة ً منهُ بتسميتي =مُحمداً وَهُوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ
إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِذاً بِيَدِي= فضلاً وإلا فقلْ يازَلَّة َ القدمِ
حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمهُ =أو يرجعَ الجارُ منهُ غيرَ محترمِ
ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحهُ =وَجَدْتُهُ لِخَلاصِي خيرَ مُلْتَزِم
وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْهُ يداً تَرِبَتْ =إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَة َ الدُّنْيا التي اقتطَفَتْ =يدا زُهيرٍ بما أثنى على هرمِ
يا أكرَمَ الرُّسْلِ مالي مَنْ أَلُوذُ به= سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُكَ بي= إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ
فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها =ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ
يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّة ٍ عَظُمَتْ= إنَّ الكَبائرَ في الغُفرانِ كاللَّمَمِ
لعلَّ رحمة َ ربي حين يقسمها =تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ
ياربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ =لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ مُنْخَزِمِ
والطفْ بعبدكَ في الدارينِ إنَّ لهُ =صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزمِ
وائذنْ لِسُحْبِ صلاة ٍ منكَ دائمة ٍ =على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ
ما رَنَّحَتْ عَذَباتِ البانِ ريحُ صَباً = وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ بِالنَّغَمِ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رسالة الغفران على الانتقاء الموفق والاختيار العذب
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 05:27 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخانا المبارك (رسالة الغفران) ـ غفر الله له ـ أستميحك عذرا في أن أقف وقفة عجلى مع القصيدة وقصتها ولعلي ألخصها في خمس نقاط:
الأولى: لسنا ضد مدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدح الملتزم بضوابط الشريعة كيف وقد مدحه أصدق القائلين فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) ولا ينكر شمائل المصطفى وفضائله إلا جاهل أو مكابر
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم
الثانية: الحب الحقيقي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو في امتثال ما جاء به وأن ادعاء الحب مع المخالفة تناقض ظاهر، إن المحب لمن يحب مطيع.
الثالثة: المنامات لم تكن في يوم من الأيام مصدراً للتشريع وإنما تؤخذ الشريعة من الكتاب والسنة أما الاتكاء على المنامات في تقرير البدع والمخالفات فهو من شأن أهل الأهواء الذين لم يجدوا ملجأ يجمحون إليه غير تلك التخييلات.
الرابعة: لعل من العدل أن نقول: القصيدة من الناحية الفنية هي من عيون الشعر العربي بل لعلها أفضل المدائح النبوية صنعة بعد البردة الأم لكعب ـ رضي الله عنه ـ لكن هذا لا يعني حسن مضمونها ـ وإن كان فيها من الأبيات ما هو سليم في المعنى والبنى ـ.
الخامسة: هذه بعض المخالفات المختصرة في القصيدة وقصتها وهي على سبيل المثال لا الحصر أرجو أن يتسع صدرك أخانا الحبيب لقبولها:
فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمايل وأعجبته
كيف يتمايل أعلم الخلق بالله عند سماعه لقصيدة تعج بالشرك الذي جاهد وجالد من أن أجل تطهير الأرض منه.
فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه فعوفي،
لم يكن ذلك الفعل سببا شرعيا ولا عقليا لشفاء الأمراض.
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُمَنْ لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ يقول الله سبحانه ((وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)) فالحمكة من الخلق هي عبادة الله.
39 وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ كيف يستفيد السابق من الاحق، لا يمكن تصور هذا إلا على طريقة المنحرفين من الصوفية.
43 دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ يقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) ـ رواه البخاري ـ
46 لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ إساءة أدب مع الله.
58 لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمَّ أَعْظُمَهُ طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ ومُلْتَثم
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد.
75 أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرُورَة َ القَسَمِ
شرك أصغر يقول الخليل ـ صلى الله عيه وسلم ـ (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)
ـ رواه أحمد والترمذي ـ
80 ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُ بهِ إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ
81 ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ
والله تعالى يقول ((وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو))
ويقول ((فما بكم من نعمة فمن الله)) كما أن نسبة الضيم إلى الدهر فيها تعدي.
146 فإنَّ لي ذمة ً منهُ بتسميتي مُحمداً وَهُوَ (الخَلْيقِ) أوفى الخلق بالذِّمَمِ
متى كانت التسمية حسنة تجعل للمسمى ذمة عند حبيبنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو القائل لبنته التي من صلبه (لا أغني عنك من الله شيئا) ـ رواه البخاري ـ
152 يا أكرَمَ الرُّسْلِ مالي مَنْ أَلُوذُ به سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ فأين الله،
شرك أكبر لما في ذلك من الاستغاثة بغير الله يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار)
154 فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ صدق الله وكذب الشاعر يقول الله ((وإن لنا للآخرة والأولى)) ويقول ((قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله))
156 لعلَّ رحمة َ ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ متى كانت الرحمة جزاء على العصيان فليستكثر الناس من المعاصي إذا،
يقول الحق ((إن رحمت الله قريب من المحسنين)) ولا أرى العصيان إحسانا إلا على مذهب البوصيري.
ختاما: أعلم أن نقل القصيدة لا يعني بالضرورة الموافقة على جميع ما فيها وإنما جرى التنبيه على ما سبق من شطحات القصيدة لما نراه من عموم خطرها واتساع ضررها لا سيما مساسها برأس مال المسلم العقيدة، ثم إني أكرر اعتذاري للأحبة وأسأل الله أن يرينا وإياهم الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويزقنا اجتنابه.
ـ[عبدالله]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 11:50 م]ـ
لا فض فوك أخي أبا مالك
و جعل الله ما تفضلت به في ميزان حسناتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 12:41 ص]ـ
وإياك أخانا عبدالله.
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 08:35 ص]ـ
" رسالة الغفران" شكراً لك، و للتو عرفت سبب تسمية القصيدة بهذا الاسم.
" أبو مالك التميمي " استمتعت كثيراً بقرآءة المآخذ، وفقكم الله و حفظ لنا عقيدتنا التي هي رأس مالنا و لبّ عيشنا.
.(/)
سؤال عن مصطلح ظهر في العصر العباسي
ـ[كاهن مشاعر]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 03:08 م]ـ
وردني سؤال من أستاذ جامعي قال فيه:
مامعنى كلمة (الفكرة)؟
علما أنها مصطلح ظهر في العصر العباسي (حسب كلامه)
لاأدري حقيقة عن هذا المصطلح شيئا فطول دراستي وقراءتي لم اسمع عن هذا المصطلح غير المعنى اللغوي لهذه الكلمة وهي (الفكرة مفردة أفكار).
أتمنى منكم المساعدة.
ـ[كاهن مشاعر]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 02:32 م]ـ
أعجز جهابذة اللغة عن حله؟؟؟!!
فكيف حالي أنا إذا عجزتم أساتذتي عن الحل؟
ـ[*عابرسبيل*]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 03:30 م]ـ
فكر (لسان العرب)
الفَكْرُ والفِكْرُ: إِعمال الخاطر في الشيء؛ قال سيبويه: ولا يجمع الفِكْرُ ولا العِلْمُ ولا النظرُ، قال: وقد حكى ابن دريد في جمعه أَفكاراً.
والفِكْرة كالفِكْر وقد فَكَر في الشيء (* قوله «وقد فكر في الشيء إلخ» بابه ضرب كما في المصباح) وأَفْكَرَ فيه وتَفَكَّرَ بمعنىً.
ورجل فِكِّير، مثال فِسِّيق، وفَيْكَر: كثير الفِكْر؛ الأَخيرة عن كراع. الليث: التَّفَكُّر اسم التَّفْكِير.
ومن العرب من يقول: الفِكْرُ الفِكْرَة، والفِكْرى على فِعْلى اسم، وهي قليلة. الجوهري: التَّفَكُّر التأَمل، والاسم الفِكْرُ والفِكْرَة، والمصدر الفَكْر، بالفتح. قال يعقوب: يقال: ليس لي في هذا الأَمرِ فكْرٌ أَي ليس لي فيه حاجة، قال: والفتح فيه أَفصح من الكسر.
فكر (الصّحّاح في اللغة)
التَفَكُّرُ: التأملُ.
والاسم الفِكْرُ والفِكْرَةُ.
والمصدر الفَكْرُ بالفتح. قال يعقوب: يقال ليس لي في هذا الأمر فِكْرٌ، أي ليس لي فيه حاجة. قال: والفتح فيه أفصح من الكسر.
وأفْكَرَ في الشيء وفَكَّرَ فيه وتَفَكَّرَ، بمعنًى.
ورجلٌ فِكِّيرٌ: كثيرُ التَفَكُّر.
الفِكْرُ (القاموس المحيط)
الفِكْرُ، بالكسر ويُفْتَحُ: إِعمالُ النَّظَرِ في الشيءِ،
كالفِكْرَةِ والفِكرَى، بكسرهما
ج: أفْكارٌ. فَكَرَ فيه وأفْكَرَ وفَكَّرَ وتَفَكَّرَ.
وهو فِكِّيرٌ، كسِكِّيتٍ،
وفَيْكَرٌ، كَصَيْقَلٍ: كثيرُ الفِكْرِ.
ومَالي فيه فَكْرٌ، وقد يُكْسَرُ، أي: حاجةٌ.
فكر (مقاييس اللغة)
الفاء والكاف والراء تردُّدُ القَلْب في الشَّيء. يقال تفكّرَ إذا ردَّدَ قلبه معتبِرا.
ورجلٌ فِكِّير: كثير الفِكر.
الله ينفعنا وإياكم.(/)
من غرائب اللغة العربية .. !!
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 03:24 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من غرائب اللغة العربية .. !!
تزخر لغتنا العربية الجملية بكثير من الغرائب و الطرائف و المعاني الجميلة التي قلما تجدها في اية لغة أخرى وها هي بعض منها:
أبيات كل حروفها بدون تنقيط:
الحمد لله الصمد حال السرور والكمد
الله لا اله إلا الله مولاك الأحد
أول كل أول اصل الأصول و العمد
الحول والطول له لا درع إلا ما سرد
أبيات تقرأ طرديا وعكسيا بدون تغيير:
قمر 'يفرط عمدا 'مشرق' رش ماء دمع' طرف يرمق'
قد حلا كاذب وعد تابع لعبا تدعو بذاك الحدق
قبسٌ يدعو سناه إن جفا فجناه انس وعد يسبق
قر في إلف نداها قلبه بلقاها دنف لا يفرق
بيتا مدح يصيران هجاءً بقراءة كل بيت عكسا:
باهي المراحم لابس كرما قدير مسند
باب لكل مؤمل 'غنمٌ لعمرك 'مرفد
اذا عكسنا ترتيب حروف كل بيت
دنس مريد قامر كسبَ المحارم لا يهاب
دفَِرٌ مكِرٌ 'معلَم' نغل مؤمل كل باب
أبيات في كل كلماتها حرف شين:
فأشعاره مشهورة ومشاعره وعشرته مشكورة وعشائره
شمائله معشوقة كشموله ومشهده مستبشر ومعاشره
شكور ومشكور وحشو مشاشه شهامة 'شمير يطيش 'مشاجره
بيت تتشابه فيه نطق بعض الكلمات وتختلف في المعنى:
طرقت' الباب حتى كل متني ولما كل متني كلمتني
المقصود بكلمة كل متني أي تعبت اكتافي من طرق الباب
الكلمات المنحوتة أي المركبة من كلمتين او اكثر وقد تكون جملة مثل:
- برمائي: بر وماء
- إمّعَ او إمّعة: من يتبع رأي الناس، من كلمة (اني معك).
- بسملة: من كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم).
- سبحل: من كلمة (سبحان الله).
- حمدل: من كلمة (الحمد لله).
- حسبل: من كلمة (حسبي الله ونعم الوكيل).
المثنى الدال على كائنين غير متشابهين:
- الثقلان: الانس والجان
-الوالدان: الاب و الام.
-الداران: الدنيا و الآخرة.
-العشاءان: المغرب والعتمة.
-الأصغران: القلب و اللسان.
-الأصفران: الذهب والزعفران.
أصل تسمية الشهور الهجرية:
- محرم: لانه أحد الأشهر الحرم عند العرب.
- صفر: لان ديار العرب كانت تخلو من اهلها في هذا الشهر بخروجهم الى الحرب
بعد شهر محرم، ويقال: اصفرت الدار اذا خلت.
- ربيع الاول، ربيع الآخر: لوقوعهما في الربيع.
- جمادي الاولى، جمادي الآخرة: لانهما يأتيان في الشتاء حيث يتجمد الماء.
- رجب: كان العرب يعظمونه بترك القتال.
- شعبان: كانت القبائل تتشعب للحرب و الاغارات بعد تركهم لها في رجب.
- رمضان: اشتق من كلمة الرمضاء لوقوعه في وقت اشتداد الحر.
- شوال: لان الابل كانت تشول فيه بأذنابها أي ترفعها طلبا للتلقيح.
- ذو القعدة: كانت العرب تقعد فيه عن القتال.
- ذو الحجة: كان الحج يقام فيه.
معاني بعض الاسماء:
- زينب: شجرة حسنة المنظر طيبة الرائحة.
- خديجة: الطفلة التي تولد قبل الشهر التاسع.
- خنساء: من بها جمال في انفها.
- فاطمة: المرأة التي فطم عنها ولدها.
- ام كلثوم: المرأة ذات الوجه الممتلئ.
- لجين: الفضة.
- هيثم: ابن الصقر.
- هشام: الجود و الكرم.
- جعفر: النهر الصغير.
- الحارث: الكاسب للمال.
- علي: كثير الارتفاع والعلو.
- صهيب: تصغير أصهب والصهبة من ألوان الإبل بياض يعلوه شبيه بالصفرة
الشعر وقد خالط لونه الحمرة
- حسين: الجبل العالي.
- ياسين: يا انسان بالحبشية.
- المقداد: الجميل الحسن القوام.
- حمزة، اسامة، رستم، عنتر، تيمور، عباس، بهنس.: من أسماء الأسد.
منقول .... :)
ـ[رحيق القلم]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 08:43 م]ـ
بوركت أخي أبا إسكندر
لطائف وفوائد لغوية طريفة!! وما أكثرها في لغتنا الجميلة!!(/)
كل محبوب سوى الله سرفْ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 06:43 م]ـ
لا محبوب إلا الله
وأخبرنا أبو بكر أيضاً، حدثني يحيى بن علي الطيب العجلي، سمعت عبد الله بن محمد الدامغاني يقول: سمعت الحسن بن علي بن يحيى بن سلام يقول: قيل ليحيى بن معاذ: يروى عن رجل من أهل الخير قد كان أدرك الأوزاعي وسفيان، أنه سئل: متى تقع الفراسة على الغائب؟ قال: إذا كان محباً لما أحب الله مبغضاً لما أبغض الله، وقعت فراسته على الغائب. فقال يحيى:
كلّ محبُوبٍ، سِوَى اللهِ سرَفْ = وَهُمُومٌ وَغُمُومٌ وَأَسَفْ
كلّ محبُوبٍ، فَمِنْهُ خَلَفٌ = ما خَلا الرّحمنَ ما منهُ خَلَفْ
إنّ للحُبّ دَلالاتٍ، إذا = ظهرَتْ من صَاحِبِ الحبّ عُرِفْ
صَاحِبُ الحُبّ حَزِينٌ قَلبُهُ = دائمُ الغُصّةِ مَحزُونٌ دَنِفْ
هَمُّهُ في اللهِ لا في غَيْرِهِ = ذاهِبُ العَقلِ وَباللهِ كَلِفْ
أشعَثُ الرّأسِ خَمِيصٌ بطنُهُ = أصْفَرُ الوَجنَةِ والطَّرْفُ ذَرفْ
دَائِمُ التّذكارِ مِنْ حُبّ الذي = حُبُّهُ غَايَةُ غَايَاتِ الشّرَفْ
فإذا أمعنَ في الحُبِّ لَهُ = وَعَلاهُ الشّوْقُ من داءٍ كثفْ
باشرَ المحرَابَ يَشكُو بثَّهُ = وَأمَامَ اللهِ مَوْلاهُ وَقَفْ
قَائماً قُدّامَهُ مُنْتَصِباً = لَهِجاً يَتْلُو بآياتِ الصُّحُفْ
رَاكِعاً طَوْراً وَطَوْراً ساجداً = باكياً وَالدّمعُ في الأرضِ يَكِفْ
أوْرَدَ القَلبَ على الحُبّ الّذي = فِيهِ حُبُّ اللهِ حَقّاً، فَعَرَفْ
ثمّ جَالَتْ كَفُّهُ في شَجَرٍ = أنبَتَ الحُبَّ، فَسمَّى واقتَطَفْ
من كتاب (مصارع العاشقين)
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 07:19 م]ـ
مقتطفات لطيفة كاختياراتك أخي أبو سهيل، فبارك الله لك.
ـ[أحلام]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 08:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع
لم يذكر الحب في القرآن إلا لله ولرسوله
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران31
ولكن بين بني آدم أو بين بني آدم وغير الله كما هو شائع يذكر بالذم
الأمثلة
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} البقرة
- {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المائدة
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} يوسف30
{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} الفجر20
- {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة
{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} يوسف
- {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} العاديات8
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} القيامة
{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} الفجر
بينما بين الزوج وزوجه يذكر:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21
(يُتْبَعُ)
(/)
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} الشورى2
ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 08:42 م]ـ
بوركت أبا سهيل على الانتقاء الرائع.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:09 م]ـ
مقتطفات لطيفة كاختياراتك أخي أبو سهيل، فبارك الله لك.
جزاك الله خيرا أستاذنا الغنام
ولا حرمنا الله إطلالتك
دمت ودودا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:15 م]ـ
الأستاذة أحلام أحسن الله إليك
وجزاك خيرا على هذه المشاركة الطيبة
وإليك هذه الدرة البهية من كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر
التفكر في الله ومحبته
تأملت قوله تعالى: " يُحِبُّهُم وَيُحبُّونهُ ". فإذا النفس تأبى إثبات محبة للخالق توجب قلقاً وقالت: محبته طاعته، فتدبرت ذلك فإذا بها قد جهلت ذلك لغلبة الحس. وبيان هذا: أن محبة الحس لا تتعدى الصور الذاتية، ومحبة العلم والعمل ترى الصور المعنوية فتحبها.
فإنا نرى خلقاً يحبون أبا بكر رضي الله عنه، وخلقاً يحبون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقوماً يتعصبون لأحمد بن حنبل، وقوماً للأشعري، فيقتتلون ويبذلون النفوس في ذلك.
وليسوا ممن رأى صور القوم، ولا صور القوم توجب المحبة.
ولكن لما تصورت لهم المعاني فدلتهم على كمال القوم في العلوم، وقع الحب لتلك الصور التي شوهدت بأعين البصائر.
فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية وبذلها؟ وكيف لا أحب من وهب لي ملذوذات حسي، وعرفني ملذوذات علمي؟ فإن التذاذي بالعلم وإدراك العلوم أولى من جميع اللذات الحسية، فهو الذي علمني وخلق لي إدراكاً وهداني إلى ما أدركته. ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع، وحسن ذلك المصنوع.
فكل محبوباتي منه، وعنه، وبه، الحسية والمعنوية، وتسهيل سبل الإدراك به، والمدركات منه، وألذ من كل لذة عرفاني له، فلولا تعليمه ما عرفته.
وكيف لا أحب من أنا به، وبقائي منه، وتدبيري بيده ورجوعي إليه، وكل مستحسن محبوب هو صنعه وحسنه وزينه وعطف النفوس إليه. فكذلك الكامل القدرة أحسن من المقدور، والعجيب الصنعة أكمل من المصنوع، ومعنى الإدراك أحلى عرفاناً من المدرك.
ولو أننا رأينا نقشاً عجيباً لاستغرقنا تعظيم النقاش وتهويل شأنه، وظريف حكمته عن حب المنقوش. وهذا مما تترقى إليه الأفكار الصافية، إذا خرق نظرها الحسيات ونفذ إلى ما وراءها، فحينئذ تقع محبة الخالق ضرورة.
وعلى قدر رؤية الصانع في المصنوع يقع الحب له.
فإن قوي أوجب قلقاً وشوقاً.
وإن مال بالعارف إلى مقام الهيبة أوجب خوفاً.
وإن انحرف به إلى تلمح الكرم أوجب رجاء قوياً، " قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ "
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:19 م]ـ
بوركت أبا سهيل على الانتقاء الرائع.
أسعدني مرورك يا أبا مالك فلك كل الشكر
دمت بخير وعافية
ـ[أحلام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 10:44 م]ـ
الأخ الفاضل أبوسهيل
كل الشكر على هذا التعقيب الطيب
وجزاك الله خيرا
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 12:03 ص]ـ
أبا سهيل، شكراً لهذه المقتطفات الرائعة من لغتنا الجميلة،
و لتسعد أكثر فقد قمت بإلقائها على من كان معي في غرفتي فأعجبوا بها كثيراً.
دمت رائعاً.
.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 12:14 ص]ـ
لك الشكر أستاذتنا صاحبة السر
وأسأل الله أن يسعدك في الدارين الدنيا والآخرة
و لتسعد أكثر فقد قمت بإلقائها على من كان معي في غرفتي فأعجبوا بها كثيراً.
ربما كان إعجابهم بإلقائك الجيد:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 04:06 ص]ـ
ولا تزال فلك الشعر تجري في بحار حب الله ومنها:
هنيئاً لمن أضحى وأنت حبيبه = ولو أنَّ لوعاتِ الغرامِ تُذيبه
وطوبى لعبدٍ أنتَ ساكنُ سرِّه = ولو بانَ عنه إلفه وحبيبه
وما ضرَّ صباً أن يبيتَ وماله = نصيبٌ من الدنيا وأنتَ نصيبه
ومن تكُ راضٍ عنه في طي غيبه = فما ضَرَّه في الناس من يستغيبه
فيا علَّةً في الصدر أنت شفاؤها = ويا مرضاً في القلب أنت طبيبه
تصدق على من ضاع منه زمانه = ولم يَدْر حتى لاحَ منه مشيبه
تالله ما أحلى الحديث عن حب الله
وكيف لا؟ وقد جبلت القلوب على محبته!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 12:02 ص]ـ
ولا تزال الفلك تجري
أناجيك في ليلي وفي العين أدمعُ = ومالي إلا رحمة منك تشفعُ
أأدعوك جهرا أم أناجيك خفية؟ = وأنت لزحف الظل والنمل تسمع
وأخشع في ذلي لديك فأنثني = وفي النفس إحساس من العز أرفع
وأحسب أني قد بلغت تجليا = وإذ بيَ في درع من الطين أصرع
فؤاديَ في كفيك ليس يناله = سواك فمن للقلب إلاك مرجع
وعينيَ كم جالت دموع حبيسة = بمقلتها ترجو انسكابا فتمنع
بذلت قصارى الجهد أرجو مكانة = لديك متى يارب للنور أرجع؟
صبرت وهل أقوى على الصبر بعدما = غدوت كليلا ليس في القوس منزع
إلهيَ إن كانت ذنوبي كثيرة = فعفوك يألله للذنب أوسع
مُنَى القلب أن يحيا صفاء مجنِّحا = لدى نورك القدسي يسمو ويخشع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النفس]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 12:52 ص]ـ
:::
ان البدوي الذي يتنقل في الصحراء ويسيح فيها لابد له أن ينتمي الى رئيس قبيلة، ويدخل تحت حمايته، كي ينجو من شر الاشقياء، وينجز اشغاله ويتدارك حاجاته، وإلاّ فسيبقى وحده حائراً مضطرباً أمام كثرة من الاعداء، ولا حد لها من الحاجات.
وهكذا .. فقد توافق ان قام اثنان بمثل هذه السياحة؛ كان احدهما متواضعاً، والآخر مغروراً، فالمتواضع انتسب الى رئيس، بينما المغرور رفض الانتساب. فتجولا في هذه الصحراء .. فما كان المنتسب يحل في خيمة إلا ويقابل بالاحترام والتقدير بفضل ذلك الاسم وإن لقيه قاطع طريق يقول له: ((إنني اتجول باسم ذلك الرئيس)) .. فيتخلى عنه الشقي. اما المغرور فقد لاقى من المصائب والويلات ما لا يكاد يوصف، اذ كان طوال السفرة في خوف دائم ووجل مستمر، وفي تسوّل مستديم، فأذلّ نفسه واهانها.
فيا نفسي المغرورة! إعلمي! .. انك انتِ ذلك السائح البدوي. وهذه الدنيا الواسعة هي تلك الصحراء. وان ((فقرك)) و ((عجزك)) لاحد لهما، كما ان اعداءك وحاجاتك لا نهاية لهما. فما دام الأمر هكذا؛ فتقلدي اسم المالك الحقيقي لهذه الصحراء وحاكمها الأبدي، لتنجي من ذُلّ التسول امام الكائنات، ومهانة الخوف امام الحادثات.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 05:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وما أجمل حديث النفس للنفس يا نفس:): D:)
دمت طيبا مطمئنا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 06:15 م]ـ
إليكم تلك الدرة البهية من كلام ابن قيم الجوزية
فصل ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} منزلة المحبة
وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون،وإليها شخص العاملون،وإلى علمها شمر السابقون،وعليها تفانى المحبون،وبروح نسيمها تروح العابدون،فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون،وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات،والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات،والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام،واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام.
وهي روح الإيمان والأعمال،والمقامات والأحوال،التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه،تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها،وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها،وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها،وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما إلى الحبيب،وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب،تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب،وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب،فيا لها من نعمة على المحبين سابغة،تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون، وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون
من لي بمثل سيرك المدلل ... تمشي رويدا وتجي في الأول
أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح،وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم وكان بذلهم بالرضى والسماح،وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح،تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم،وشكروا مولاهم على ما أعطاهم،وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح.
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد = حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
وقل لمنادي حبهم ورضاهم = إذا ما دعا لبيك ألفا كواملا
ولا تنظر الأطلال من دونهم فإن = نظرت إلى الأطلال عدن حوائلا
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد = ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا
وخذ منهم زادا اليهم وسر على= طريق الهدى والفقر تصبح واصلا
وأحي بذكراهم سراك إذا ونت = ركابك فالذكرى تعيدك عاملا
وإما تخافن الكلال فقل لها = أمامك ورد الوصل فابغ المناهلا
وخذ قبسا من نورهم ثم سر به = فنورهم يهديك ليس المشاعلا
وحي على واد الأراك فقل به = عساك تراهم فيه إن كنت قائلا
وإلا ففي نعمان عند معرف ال = أحبة فاطلبهم إذا كنت سائلا
وإلا ففي جمع بليلته فإن = كفت فمتى يا ويح من كان غافلا
وحي على جنات عدن بقربهم = منازلك الأولى بها كنت نازلا
ولكن سباك الكاشحون لأجل ذا = وقفت على الأطلال تبكي المنازلا
فدعها رسوما دارسات فما بها = مقيل فجاوزها فليست منازلا
رسوم عفت يفنى بها الخلق كم بها = قتيل وكم فيها لذا الخلق قاتلا
(يُتْبَعُ)
(/)
وخذ يمنة عنها على المنهج الذي = عليه سرى وفد المحبة آهلا
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة = فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلا
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي = ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا
أول نقدة من أثمان المحبة بذل الروح، فما للمفلس الجبان البخيل وسومها!
بدم المحب يباع وصلهم ... فمن الذي يبتاع بالثمن
تالله ما هزلت فيستامها المفلسون،ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون،لقد أقيمت للعرض في سوق المزيد،فلم يرض لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطالون،وقام المحبون ينظرون،أيهم يصلح أن يكون ثمنا، فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}
لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى،فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي،فتنوع المدعون في الشهود،فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه،فطولبوا بعدالة البينة بتزكية {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}
فتأخرا أكثر المحبين وقام المجاهدون،فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم،فهلموا إلى بيعة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}
فلما عرفوا عظمة المشتري،وفضل الثمن،وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع،عرفوا قدر السلعة وأن لها شأنا،فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس،فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار،وقالوا والله لا نقيلك ولا نستقيلك،فلما تم العقد وسلموا المبيع، قيل لهم مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعافها معا {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
إذا غرست شجرة المحبة في القلب،وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب،أثمرت أنواع الثمار،وآتت أكلها كل حين بإذن ربها،أصلها ثابت في قرار القلب،وفرعها متصل بسدرة المنتهى،لا يزال سعي المحب صاعدا إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} .... اهـ من مدارج السالكين(/)
الخنساء ترثي أبا سُلْمَى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 12:36 ص]ـ
الخنساء: هي أخت زهير بن أبي سلمى، شاعرة إخوتها أهل بيتها، قالت ترثي
أباها:
ولا يغني توقي المرء شيئاً= ولا عقد التميم ولا الغضار
إذا لاقى منيته فأمسى= يساق به وقد حق الحذار(/)
من يأتي بصدرين؟
ـ[أريدأن أتعلم]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:02 ص]ـ
من يأتينا بصدرين لهذين العجزين؟
...................... = وقدغرفوامن دنياودين
...................... = وقدعرفوابالخلق الرزين(/)
القوس العذراء
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:37 ص]ـ
الحمد لله وبعد
فإنني لا أخفي اعجابي بآل شاكر رحمهم الله جميعا
سواءا أبي الاشبال الشيخ أحمد أو أخيه أبي فهر محمود أو أبيهم محمد شاكر
ومن هذا الحب فإنني أتلهف شوقا لأن يقع في يدي شئ خطته يراعهم
ولقد ظفرت بهذه القصيدة فأردت أن تشاركونيها فإليكموها
القوس العذراء
محمود محمد شاكر
إلى صَدِيقٍ لا تَبْلِى مودَّتُه:
أمّا بَعْدُ، فإني لم أكنْ أتوقََّّعُُ يومئذ أن ألقاكَ. وإذا كُنتَ قد أُوتيتَ حياء يغلُبك عند البغْتَة على لسانك، حتى يُعوزَك (1) ما تقول، فقد أُوتيت أنا ضَرباً ثَرثاراً من الحياء، يُطْلِق لساني أحياناً عند البَغْتَة، بما لا أُحبُّ أن أقول، وبما لا أدري كيف جاء، ولم قيل! كنت خليقا يومئذ أن أقول غير ما قلت، ولكني وجدت شيئا منك يَنْسَرِبُ (2) في نفسي فيُثيرها، حتى يدورََ حديثي كُلُّه على إتقان الأعمالِ التي يُتَاح للمرء أن يزاولهَا ـ في لِمحة خاطفة من الدهر، نُسميها نحن الناسَ: العُمُر!! ياله من غُرُور! بيدَ أنّ هذا الحديثَ أَبَى إلا أن ينقلبَ عائداً معيَ في الطريق، يُسايرني، ويُصاَحِبني، ويُؤنس وَحْشتي، ويُسرُّ إليَّ بوَسْوسة خفية من أحاديثه التي لا تتشابَه، والتي لا تَتَناهى والتي هي أيضا لا تُمَلُّ. وإذا كانتْ ثرثرةُ حيائي قد صَكّت مَسامعك ببعض عُنفي وصَرَامتي، فعَسى أن يبعثَ في نفسك بعضَ الرضى، ما أرْوِيهِ لك من بقايا َتلك الأحاديث التي رافقتني منذُ فارقتك إلى أن استقرت بي الدارُ، ثم طارت عني إلى حيثُ يطير كُلُّ فِكْرٍ، وغابتْ حيثُ َيغيب!
الإنسانُ خَلقٌ عجيبٌ!! كلّ حَيٍّ، بل كُلّ شيء مخلوق، يسير على نَهْج (3) ٍ لاَحب لا يختلّ، يُؤَيِّده هَدْيٌ صادق لا يتبدَّل. ومهما تباينتْ مسالكُهُ في حياته، وتنوَّعت أعمالُه في حِياطة مَعِيشته، فالنهجُ في كل دَربٍ من دُروبها هُوَ هُوَ لا يتغَّيروالهَدْي في كل شأن من شؤونها هو هو لا يتخلّفُ (4).
تُولد الذَّرَّة (5) من النِّمال، وتنمو، وتبدأ سيرتها في الحياة، وتعمل فيها عملَها الجِدَّ، وتَفرغ من حَقِّ وجُودها، ثم تقضي نَحبَها (6) وتموت. هكذا مُذْ كانت الأرضُ وكانت النِّمال: لا تتحوّل عن نَهجٍ، ولا تَمْرقُ (7) من هَدْيٍ. وتاريخ ُأحدثِها مِيلاداً في مَعْمعة الحياة، كتاريخ أعَرقِ أسلافها هَلاكاً في حَومِة الفَنَاء. لا هي تُحدِث (8) لنفسها نَهجاً لم يكنْ، ولا هي تبتدعُ لوارثِها هَدْيا لم يتقدَّمْ.
فسَلْ كل حيًّ: كيف تعملُ؟ ولِمَ تعمَلُ؟ ومَنِ الذّي عَلَّمَكَ وهَدَاك؟ ومَنِ الإمامُ الذي سَنَّ لك الطريقَ (9)؟ وبأيّ عبقريّة يأتي إبداعُك؟ ولمَ كان عملُك نَسَقاً (10) مُنْقادًا لا يتغير؟ وكيف كَانتْ مهَارتُك تُراثاً (11) مُؤَبَّدًا لا يتبدل؟ وحذْقُك طَبْعاً راسخا ًلا يتحوَّل؟ ولم صارتْ سُنّة (12) الأوائل منكم لِزَاماً على الأواخر؟ ومِنهاج (13) الغابرين شَرَكاً للوارثين! بل كيف أخطأ الآخرُ منكُمْ أن يَسْتدرِك عَلَى الأوَل؟ والخَلفُ أن يُنَافس صَنعْةَ السَّلَف؟ وعَجَباً إذنْ! كيف صارَ كُلّ عملٍ تَعْمَله مُتْقناً، وأنت لم تَجْهَدْ في إتقانه؟ وأنى بلغتَ فيه الغاية، وأنت مسلوبٌ كلّ تدبيرٍ ومَشِيئة؟ وما أنتَ وعملُك؟ أتحبُّه وتألفُه؟ أم تَشْنَؤُه (14) وتسأَمُه؟ أتُخامُرك نَشْوة الإعجابِ؟ أبدعتَ فيه؟ أم تنتَابُك لَوْعة الحُزْن إذ أصابه ما يُتْلِفُه أويؤْذيه؟ ألم تسألْ نفسكَ قطُّ: فيمَ أعمَل؟ ولمَ خُلِقت؟ وفيمَ أعيشُ؟
وأنا على يقين من أنّك لن تسمَعَ جواباً إلا الصَّمَت المُستَنِكرَ، والذُّهولَ المُعرضَ، والصمَم المُسْتَخِفَّ الذي لا يَعْبَأ.
* * *
إلاّ الإنْسانُ!! إلاّ الإنْسان!!
ليتَ شِعْري كيف كَانَ مَدْرَجُ (15) أوَّله على أمِّه الأرض؟ وأيُّ هَدْيٍ كان لَفَرطه في مَطْلَعِ الفجْر؟
إنّه ككلّ حيّ، لم يُخْلَق سُدًى (16) ولم يُتْرك هَمَلاً. سلَك له ربُّه النَّهْجَ الأوّل (17) حتى يتكاثَر، وآتاهُ الهدْيَ القديمَ حتّى يَسْتَحْكِمَ، وسدَّد يَدَيْه حتى يشتدّ، وأنارَ بَصِيرتَه حتى يَسْتَكِمل، وأنْبَطَ (18) فيه ذخائر الفطْرة حتى يَسْتبحِر، وفَجَّرَ فيه سَرائرَ الإتقان حتى يَسُودَ ويتملَّك، وعلّمه البَيانَ حتى يَسْتَفْهِمَ، وكرَّمه بالفَتْحِ حتى يَتَغلَّب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلّما ثَبَتَ عليها وتأيَّد (19)، وتأَثَّل فيها وعَمَر، نَظَر إلى معروفها فاعتَبَر، وهجَم على مَجهولها فاستنكَرَ، فكأنَّهُ من يومئذٍ حادَ (20) عن النهج الذي لا يخَتلّ، ومَرَق من الهَدْي الذي لا يتبدّل.
ابتُليَ من يومئذ فتَمرَّس (21)، وأُسلِم لمَشِيئته فتحيَّر. جارَ وعَدَل، فعَرف وجرّبَ. أخطأَ وأصاب، ففكّر وتدبر. نزع (22) إلى النهج الأوّل، فأخفَق وأدرك. تاق إلى الهدي القديمِ، فأعْطِي وحُرِم. احتَفر (23) ذخائر الفِطرة، فأَكْدَت عليه تارَةً ونَبَعْت. التمس شواردَ الإتقان، فنَدّتْ (24) عليه مرَّةً واستقادتْ. وإذا كلُّ صُنْعٍ يتقاضاه حَقُّ إحسانِه، وكلّ عملٍ يَحنُّ بِه إلى قرارِة إتْقانه. فعندئذ حاكَ الشكُّ في صدْر اللاحقِ، حتى قَدَح في تمام صُنْع السَّابِقِ، فَاسْتدرَك عليه. وقلِقَ الوارثُ، حتى خاف تقصيرَ الذاهب، فاستنكفَ الإذعانَ إليه. فكذلك جاشتْ نفسُه (25)، حتى انْدفقت صُبابةٌ منها فيما يعمل، وتَضَرَّمَ قلبُه، حتى ترك مِيسَمه (26) فيما أنشأ فَتَدَلَّهَ بصُنْع يديْه، لأنّه استودعه طائفة من نفسه، وفُتِن بما اسْتَجَاد (27) منه، لأنه أفْنَى فيه ضِراماً من قْلبه. ِ وإذا هو يَسْتَخِفُّهُ الزَّهْوُ (28) بما حَازَ منه ومَلَك، ويُضنِيه الأَسَى عليه إذا ضاع أوْ هلَك.
هذا هُوَ الإنسان وعملُه. فإذا دبَّت بِينَهما جَفْوة تَخْتل (29) النَّفس حتى تَمَلّ وتَسْأم، أوْ عَدَتْ اليهما (30) نَبْوة تُراودُ القلبَ حتى يَميل ويُعرضَ، انطمستْ عندئذٍ أعَلامُ (31) النهج الأوّل، وركدتْ بَوارقُ (32) الهدْيِ المُتقادِم، وبقي الإنسانُ وحيداً مَلُوماً محُسوراً لا يزال يسْأل نفسَه: فيمَ أعملُ؟ ولم خُلِقت؟ وفيَم أعيش؟ فما يكون جوابُه إلاَ حَيْرةً لا تَهْدَأ، ولهيباً لا يَطفَأ، وظَلاماً لا يَنْقِشع.
* * *
بل حَسْبي وحسُبك. فلقد خشيتُ أن تقول لي: إنّما أنتَ تحدّثني عن الفنّ، ـ فهذه صفِة أهله ـ لا عن العمل، فليس هذا من نَعْتِه! وكأنّي بك قد قلتَ: إنَ الفنّ تَرَفٌ مُسْتَحْدَثٌ، أما العمل فشقاء مُتَقادِم. هذا مّما تَعجَّله الإنسانُ وعاناهُ لقَضاء حاجته، وذاك مّما تَأنَّى فيه وصافَاه (33) للاستمتاع بلذّته. والإنسان إذا جوَّدَ العمل، فمُنْتهَى هَمِّه أن يجعلَه على قضاِء مآرِبه أعْوَنَ، أو يكونَ له في أسباِب معيشته أنَجح وأربح. أمّا الفنّ، فَثَمَرة لغَير شجرته، يَسْقيها متأنِّق (34) من ينابيعَ ثرَّةٍ في وُجْدانه، وينْضجُها مشغوفٌ بِلاعجٍ منْ وَجْده وافتتانِه، في غير مَخَافةٍ مَرْهوبة، ولا مَنْفعة مَجْلوبَة، فذاك إذن بطبيعته مستهلك مُمتَهن (35)، وهذا لحرمة نَشْأته مَذْخورٌ (36) مُكرَّم.
وأقول: بل أنت تحدّثني عن الإنْسان وقد فَسَق (37) عن تِلاد فطْرته، واسَتْغَواه (38) الشُّحّ حتى انْسلخ من ركاز جبلَّتَه. غَرَّهُ ما أُوتيَ من التدبير، فاقتحم على غَيْب مُدَبَّر، يَعْتسفُه بسَفاهة جُرأته. واستخفّه ما أُعين به من المَشيئة، فهجَم على خْيرٍ مبذول، يستكثِر منه بضَراوة (39) نَهْمَته. فانْبَتَّ من يومئذ في فَلاة مَطْموسة بلا دَليل، يَظلُّ يكدح فيها كدْحًا حتى يُنادَى للرَّحيل!
جَاء مُيسَّراً لشيء خُلقَ له، فظلمه حقَه حتى عَضِل (40) بأمره فتعسَّر، وهُديَ مسددًا إلى غاية، فَغَفل عنها حتى تبدّد خَطوه واختلّ. ولو دانَ الإنسانُ بالطاعة لِفطْرته المكنونة فيه منذُ وُلِد، لأفْضى إلى خَبْئها (41) التَّليد إذا ما اسْتوىَ نَبْتُه واستحصَد. ولصارَ كلّ عمل يَعْتَمِلُه (42)، تدريبا لما استْعَصى منه حتَّى يلينَ وَيْنقادَ، وتهذيباً لما تراكم فيه حتى يَرِفَّ (43) ويتوهَّج. فإذا دَرِب عليه وصَبَر، أزال الثرى عن نَبْعٍ مُنْبِثق، فإذا ألحّ ولم يَملَّ، انشَقَّت فطرتُه عن َفْيضٍ متدفّق. ويومئذ يُسْفر (44) لَعينيه مَدَب ُّالنَّهجِ الأوّل، بعد دُرُوسه وعِفائه، ويَسْتَشْرِي في بَصيرته وَميضُ الهَدْي المتقادِم، بعد رَكْدته وخفائِه. وإذا كلّ عملٍ يَفْصم عنْه مُتْقَنًا، وكأنّه لم يجْهد في إتْقانِه، وإذا هو مُشرفٌ فيه على الغاية، وكأنه مسلوبٌ كلّ تدبيٍر ومَشِيئة، ولكنّه لايَفْصمُ عنه حين يفصِم، إلاّ مَطْويًا على حُشاشةٍ (45) من سِرّ نَفْسه وحياته، موسوماً بلَوْعَةٍ مُتَضرمة، على صَبْوَةٍ (46) فَنِيتْ في عِشرته ومُعَاناته.
فالعملُ كما تَرَى، هو في إرثِ (47) طَبِيعته فنٌ مُتمكّن، والإنسانُ بَسِليقة (48) فِطْرَتِه فَنَّان مُعْرِقٌ.
* * *
وإنّي لَمُحدِّثك الآنَ عن رجُلٍ من عُرض البشَر (49)، يَتَعيش بكدِّ يَديْه، صابَرَ (50) الفاقةَ عامَيْن، يعمَل عملاً يُفْلِتُ نَفَسًا من الغنى إليه، أغواهُ ثَراء يَبْهرهُ، فما كاد يُسْلِمه للبَيْع حتى بكَى عليه.
لم أعْرفُه، ولكن حدَثني عنه رجُلٌ مثْلُه عَمَلُه البَيان، ذاك فِطْرتُه في يَدَيه، وهذا فطْرتُه في اللِّسان.
* * *
هذا عامرٌ أخو الخُضْر: توجَّسَتْ (51) به الوحْشُ من عِرْفانها شدّةَ نِقْمته، جاءتْ ظامئة في بَيْضَة الصيف (52)، فراعَها مَجْثَمهُ في قُتْرتِه. قليلُ التِّلاد، غيرَ قوسٍ أو أسْهُمٍ، خفيّ الِمهَاد، غيَر مُقْلة تتضرَّم. تبيَّنتْ لَمْحَ عَيْنيه، فانقلبَت عن شريعة الماء هاربة، ذكرت نِكاية مَرْماهُ، فآثرت مِيتَةَ الظَّمأ على فَتْكة الأسْهُم الصائبة.
وما عامرٌ وقَوْسَه؟! يتبع
التوقيع
كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها فأي البائعين انت "ابوهمام"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:39 ص]ـ
(1) أعوزه الأمر يعوزه: إذا اشتد عليه وعسر، واحتاج إليه فلم يقدر عليه.
(2) ينسرب: يجري سائلاً متتابعاً لا يكاد يحسه.
(3) النهج: الطريق المستقيم الواضح البين. واللاحب: الطريق الواسع الأملس، لا يعوقك في مسيرك فيه شيء. والهدي: السيرة المستقيمة المؤدية إلى غاية لا تضل عنها.
(4) لا يتخلف: لا ينقطع عنها فيتأخر، ويأتي في غير موعده ومكانه.
(5) الذرة: النملة الصغيرة الحمراء. النمال (جمع نملة).
(6) تقضي نحبها: تفرغ من عملها، وتبلغ مدة أجلها.
(7) تمرق: تخرقه وتخرج منه ضالة على وجهها.
(8) تحدث: تبتدع طريقاً مخالفاً لسنة خلقها.
(9) سن الطريق: بينه ووطأه مستقيماً إلى قصد معروف.
(10) نسقاً: أي نظاماً متتابعاً متواتراً على سواء السبيل. منقاداً: سلساً مفضياً إلى نهايته.
(11) التراث: الإرث المورث، والمؤبد: الخالد منذ أبد الآبدين.
(12) السنة: الطريقة والسيرة اللازمة.
(13) المنهاج: المسلك الواضح. الغابر: الماضي. والشرك: جادة الطريق لاتخفى معالمها، لظهور آثار السائرين فيها، فالسائر كأنه يهتدي فيها ويستقيم اضطراراً.
(14) تشنؤه: تجده قبيحاً شنيعاً فتبغضه، تخامرك: تخالط نفسك فَتُغَطِّي على حسن تمييزك، كما تفعل الخمر بالعقول.
(15) مدرج أوله: دبيب آبائه الأولين عليها. درج الصبي: دب على الأرض ومشى مشياً ضعيفاً. والفرط: السابق المتقدم.
(16) سدى: مهملاً غير مأمور ولا منهي ولا مسدد. الهمل: الضال المتروك بلا بيان يهديه أو يحكمه.
(17) النهج الأول، والهدي القديم هو الفطرة التي فطر الله عليها آدم وولده قبل اختلافهم وضلالهم، ونزول التكليف، وبعثة الأنبياء.
(18) أنبط: استخرج الماء من بطن الأرض. الذخائر (جمع ذخيرة) وهو ماتخيرته فأخفيته ودفنته عن العيون. يستبحر: ينشق ويتسع ويصير كالبحر لاينقطع ماؤه. السرائر (جمع سريرة):وهو ماكان مكتوماً كالسر، لايعرف حتى تعلنه. والفتح: ما انفتح بعد استغلاق.
(19) تَأَيَّد: صار ذا أيد وقوة وتمكن. تأثل: تقادم عهده وثبت أصله. عمر: عاش وبقي زمانا طويلاً.
(20) حاد: مال عنه وعدل إلى غيره. مرق: خرقه وخرج إلى ضلال المسالك.
(21) تمرس: احتك بالشيء فأثر فيه. أسلم: ترك مخذولا بلا هداية.
(22) نزع: حن واشتاق.
(23) احتفر: بذل الجهد في الحفر. أكدى حافر البئر: إذا حفر فبلغ الصخور، فقطع الحفر خيبة ويأساً.
(24) ندت: نفرت هاربة واستصعبت. استقادت: خضعت وأعطته المقادة.
(25) جاشت نفسه: فارت وارتفعت. والصبابة: بقية الماء التي تصب.
(26) الميسم: اثر الوسم بالنار، تدله: ذهب عقله من الحب والهوى
(27) استجاد: وجد لذة جودته وحسنه.
(28) الزهو: التيه والفخر والعظمة.
(29) ختله: خدعه على حين غفلة.
(30) عدت إليه: أسرعت إليه على حين بغتة. والنبوة: القلق الذي يمنع الاطمئنان.
(31) أعلام (جمع علم): وهو المنار الذي ينصب في الطرق لهداية السارين.
(32) ركد البرق: سكن وميضه. والبوارق (جمع بارقة): وهي السحابة ذات البرق.
(33) صافاه: أخلص له الحب، وأعطاه صفو مودته وهمه.
(34) المتأنق: الذي يعمل الشيء بتجويد يأتي فيه بالعجب، حباً لما يعمل وإعجاباً به. ثرة: غزيرة الماء. لاعج: محرق يستعر في القلب ويترك فيه آثاراً.
(35) ممتهن: مبتذل.
(36) مذخور: يتخذه المرء ذخيرة يصطفيها ويضن بها.
(37) فسق: خرج منها إلى الضلال. والتلاد: القديم الموروث الذي يولد معك.
(38) استغواه: طلب غوايته وضلاله. وانسلخ: نزع نفسه منه. والركاز: أصله، قطع الذهب والفضة المركوزة المدفونة في باطن الأرض. والجبلة: الطبيعة الراسخة التي يبنى عليها الخلق. يعتسفه: يركب طريقه بلا روية ولاهداية ولا أناة.
(39) الضراوة: اعتياد الشيء حتى لايكاد المرء يصبر عنه. والنهمة: الشهوة التي تسوق النفس فلا تكاد تنتهي. انبت: أتعب دابته في السير حتى انقطعت بلا رجعة. والفلاة: الصحراء المنقطعة لا ماء بها ولا أنيس. مطموسة: دارسة لا أثر فيها.
(40) عضل: ضاق فلم يدخل ولم يخرج.
(41) الخبء: المخبوء. التليد: القديم الموروث. استوى: بلغ غاية نمائه واعتدل. واستحصد: حان له أن يؤتي حصاده.
(42) يعتمله: يجاهد في عمله.
(43) يرف: يبرق ويتلألأ.
(44) يسفر: يشرق ويبين ويتوضح، والمدب: موضع دبيب الأقدام. والدروس: ذهاب الآثار وامحاؤها. والعفاء: تراكم التراب الذي يطمس الآثار. استشرى البرق: تتابع لمعانه. الوميض: لمعان البرق في نواحي الغيم. يفصم: ينفصل عنه دون أن ينقطع السبب بينه وبين عمله.
(45) الحشاشة: روح القلب، ورمق حياة النفس.
(46) الصبوة: الحنين الداعي إلى الميل مع الهوى.
(47) الإرث: الأصل الموروث.
(48) السليقة: الطبيعة التي لاتحتاج إلى تعلم. معرق: أصيل، له عروق ممتدة إلى أصوله.
(49) عرض البشر: غمارهم وكثرتهم، بلا تحديد أو تعيين.
(50) صابر: تكلف معها الصبر على عنت ومشقة. نفساً: قليلا ينفس عنه.
(51) توجست: تسمعت إلى صوته الخفي على خوف.
(52) بيضة الصيف شدة حره. مجثمه: جثومه في مكمنه لا يتحرك. والقترة: حفرة الصائد يكمن فيها. قليل التلاد: لا مال له موروث. والمهاد: الموضع الذي يمهده لنفسه. شريعة الماء: الموضع الذي ينحدر إلى الماء
التوقيع كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها فأي البائعين انت "ابوهمام"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:40 ص]ـ
توقفنا علي هذه الجملة "هذا عامرٌ أخو الخُضْر: توجَّسَتْ به الوحْشُ من عِرْفانها شدّةَ نِقْمته، جاءتْ ظامئة في بَيْضَة الصيف، فراعَها مَجْثَمهُ في قُتْرتِه. قليلُ التِّلاد، غيرَ قوسٍ أو أسْهُمٍ، خفيّ الِمهَاد، غيَر مُقْلة تتضرَّم. تبيَّنتْ لَمْحَ عَيْنيه، فانقلبَت عن شريعة الماء هاربة، ذكرت نِكاية مَرْماهُ، فآثرت مِيتَةَ الظَّمأ على فَتْكة الأسْهُم الصائبة." ونكمل
وما عامرٌ وقَوْسَه؟!
1 ـ فَدَعِ الشَّمَّاخَ يُنْبِئْكَ عن قَّواسِها البَائِس في حَيْثُ أَتاَهاَ
2 ـ أيْن كاَنتْ فيِ ضَمِير الغَيْبِ منْ غِيلٍ (53) نَماَهاَ؟
3 ـ كَيْف شقَّتْ عينُهُ الحجْبَ إليْها، فاجْتَبَاهَا (54)؟
4 ـ كَيْفَ يَنْغَلُّ (55) إلَيْهاَ فيِ حَشاَ عِيصٍ وقاَهَا؟
5 ـ كَيْفَ أَنحى (56) نَحْوَها مِبْرَاتَهُ، حتى اخْتَلاَهَا؟
6 ـ كَيْفَ قَرَّتْ فيِ يديه، واطْمأنَّتْ لِفَتَاهَا؟
7 ـ كَيْفَ يَسْتَودِعُها الشَّمْسَ عَامَيْن .. تَرَاهُ وَيَرَاهَا؟
8 ـ كَيْفَ ذَاقَ البُؤْس .. حتى شَربَتْ ماَء لِحاَها (57)؟
9 ـ كَيْفَ نَاجَتْهُ .. وَنَاجَاها .. فَلاَنَتْ .. فَلوَاهَا؟
10 ـ كَيْفَ سَوَّاهَا .. وَسَوَّاهَا .. وَسَوَّاهَا فَقَامَتْ .. فَقَضَاهَا؟
11 ـ كَيْفَ أَعطَتْهُ منَ الِّليِن، إذَا ذَاقَ (58)، هَوَاهَا؟
12 ـ أيُّ ثَكْلَى أَعَولَتْ إذْ فَارَقَ السَّهْمُ حَشَاهَا؟
13 ـ كَيْفَ يُرْضِيهِ شَجَاهَا؟ كَيْفَ يُصْغِي لبُكاَهَا؟
14 ـ كَيْفَ ريعَ الوَحْشُ مِن هَاتِفِ سَهْم إِذْ رَمَاهَا؟
15 ـ كَيْفَ يَخْشَى طَارِقاً، فيِ لَيْلةٍ يَهْمِي (59) نَدَاهَا؟
16 ـ كَيْفَ رَدَّاهَا (60) حَريرَ البَزِّ حِرْصاً وَكسَاهَا؟
17 ـ كَيْفَ هَزَّتْهُ فَتَاهَا؟ وَتَعالَى وَتَبَاهى؟
18 ـ كَيْفَ وَاَفى مَوْسَم الَحج بِهَا؟ .. مَاذَا دَهَاهَا؟
19 ـ أيُّ عَيْن ٍلَمَحَتْ سرَّهُمَا المُضْمَرَ؟ .. بَلْ كَيْفَ رَآهَا؟
20 ـ انبَرَى كَالصَّقْرِ يَنْقَضُّ إلَيهَا .. فَأَتَاهَا!!
21 ـ مَسَّهَا ذُو لَهْفَة تَخْفى .. ، وَإنْ جَازَتْ مَدَاهَا
22 ـ قَالَ: سُبْحَانَ الذيِ سَوَّى!! وأَفْدِي مَنْ بَرَاهَا
23 ـ أَنْتَ .. !! بِعْنِيهَا ..
ـ نَعَمْ إن شِئْتَ!! [تَعْسَا وَسَفَاهَا] (61)
24 ـ قَالَ: بِالتِّبْرِ .. وَبالفِضَة، بالخزِّ .. وَمَا شِئْتَ سِوَاهَا
25 ـ بِثِيَاب الخالِ (62) .. بِالعَصْبِ المُوَشَّى .. أَتَراهَا؟
26 ـ وأدِيِمِ (63) الماعزِ المَقْرُوظِ .. أرْبَى مَنْ شَراهَا!
27 ـ[كَيْفَ قَالَ الشَّيخُ؟! .. كَلاَّ! إنَّهَا بعْضِي وَالمَالُ؟. بَل ِالمالُ فَدَاهَا
28 ـ إنّها الفاقةُ والبُؤسُ!! .. نَعَمْ! .. هذا غِنًى!! .. كَلاَّ وشَاهَا (64)
29 ـ بَلْ كَفَاني فَاقَةً .. لاَ! .. كَيْفَ أَنْساهَا؟ .. وَأَنَّى؟! وَهَوَاهَا]
30 ـ لَمْ يَكَدْ .. حَتَّى رَأَى نَاسَا، وَهَمْساً، وَشِفَاهَا:
31 ـ بَايِع الشَّيْخَ! أَخَاكَ الشَّيْخَ! .. قَدْ نِلتَ رِضَاهَا!!
32 ـ إنَّهُ رِبْحٌ .. ! فَلاَ يُفلتْكَ! .. أَعطَى، واشْتَرَاهَا (65)!
33 ـ وَرَأْى كَفَّيِه صفْراً، وَرَأَى المَالَ ... فَتَاهَا (66)
34 ـ لَمْحةً ... ، ثُمَّ تَجَلى الشَكُ عَنْهُ ... ، فَبَكَاهَا!
35 ـ وَرَثَاها بدُمُوع، وَيحَهُ! كَيْفَ رَثَاهَا؟ 1
36 ـ فَتَوَلَّى .. وَسَعِيرَ النَّارِ يُخْفِي وَلظَاهَا!
37 ـ حَسْرَةٌ تُطْوَى عَلَى أَخْرَى .. ، فأَغْضْى ... وَطَوَاهَا!
هوامش
(53) الغيل: الشجر الكثير الملتف. نماها: رفعها وسواها وانتسبت إليه
(54) اجتباها: اختارها واصطفاها.
(55) انغل: تغلغل بين شجرها. الحشا: الجوف. العيص: الشجر النابت بعضه في أصول بعض.
(56) أنحى: وجه وسدد. اختلاها: جزها وقطعها.
(57) اللحاء: قشر العود من الشجر.
(58) ذاق القوس: جذب وترها لينظر ماشدتها.
(59) يهمي: يسقط ويسيل.
(60) رداها: جعله لها رداء والبز: الثياب.
(61) سفاها: دعاء عليه بخسران نفسه.
(62) ثياب الخال: ثياب رقيقة تصنع ببلدة الخال. العصب: برود كانت تصنع باليمن، يعصب غزلها ويجمع ثم يصبغ فيأتي موشىً لبقاء ماعصب منه أبيض لم يأخذه صبغ. والموشى: المختلط الألوان.
(63) الأديم: الجلد المدبوغ. المقروظ: المدبوغ بالقرظ. أربى: زاد ماله وارتفع على مايستحقه. شراها: باعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(64) شاه الوجه: صار قبيحاً مشوهاً تكرهه النفس.
(65) اشتراها: باعها.
(66) تاه: من التيه، وهو العجب والفرح.
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:42 ص]ـ
فاسمعْ إذنْ صَدَى صوتِ الشّمَّاخ:
38 ـ تَجَاوبُ عَنْهُ كُهُوفُ القُرُونِ، تَرَدَّدَ فِيها كَأنْ لم يَزَلْ
39 ـ وَأوْفَى عَلَى القِمَم الشَّامخَات: جبَالٌ مِنَ الشِّعْر مِنْهَا اسْتَهلْ (67)
40 ـ تَحَدَّرُ أَنْغْامُه المُرْسَلاَتُ، أَنَغَامَ سَيْل طَغْى وَاحتَفَلْ (68)
41 ـ رَأَى حُمرَ الوَحْشِ، فَابْتَزَّهَا (69) بِلاَبِلَها منْ حَدِيِث الوَجَلْ
42 ـ رَآهَا ظَمَاءً إلَى مَوْرِدٍ، فَفَزَّعَها عَنْه خَوْفٌ مَثَلْ (70)
43 ـ فَطَارتْ سِراعَا إلى غَيِِرِه، بِعَدْوٍ تَضَرَّمَ حَتى اشتَعَل
44 ـ فَلَم تَدْنُ حَتَّى رَأتْ صَائِدَينِ، فَصدَّتْ عَنِ المَوْتِ لما أَهَلّ
45 ـ فَكَالبَرْقِ طَارَتْ إلى مَأمَن عَلَى ذِي الأرَاكَةِ (71) صافيِ النَّهَلْ
.. فحَّلأهَا عَنْ ذِي الأرَاكَةِ عَامِرٌ
أخُو الخُضْر، يَرْمِي حَيْثُ تُكْوَى النَّواحِزُ
ـ قلِيلُ التِّلاَد، غَيَر قَوْسٍ وَأَسْهُمٍ؛
كَأَنَّ الَّذي يَرْمِي منَ الوَحْشِ، تَارِزُ
ـ مُطِلاَّ بزُرْقٍ مِا يُدَاوَى رَمِيُّها،
وَصَفْرَاءَ مِن نَبْعٍ عَلَيْهَا اَلَجلاَئِزُ
46 ـ فَكَيْفَ تَدَسَّسَ هَذَا البَيانُ حَتَّى رَأَى بعُيُونِ الحُمرْ؟
47 ـ وَكَيْفَ تَغَلْغَلَ هَذَا اللسَانُ وَبَيَّنَ عَنْ رَاجِفَاتِ الحَذَرْ (72)
48 ـ لَوَاهَا (73) عَنِ الَّريِّ عِرْفَانَهَا أَخَا الخُضْرِ، عرْفَان مَن قَدْ عَقَلْ!
49 ـ وَعَلَّمهاَ أَيْن تُكْوى اُلُجنُوب بنَارِ الطَّبِيبِ لِدَاءِ نَزَلْ!
50 ـ وَأَنَّ اَلخَصَاصَةَ (74) قَوْسُ البَئِيسِ، إذا انْقَذفَ السَّهْمُ عَنْها قَتَلْ!
51 ـ يُسَابِقُ مُسْتَنْهِضَاتِ (75) الفِرَارِ فَيَقْتُلُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلْ!
52 ـ فَيُدرِكُهَا الَموتُ مَغروسَة قَوائِمُها في الثَّرى .. ، لَمْ تَزُلْ!
53 ـ وَعَرَّفَهَا أَنَّهُنَّ السِّهَامُ: زُرْقٌ تَلأَلأُ أَوْ تَشْتَعلْ!
54 ـ وَصَفْرَاءُ فَاقِعَة (76)، أَذْ كَرَتْ مَصَارِعَ آبآئِهِن الأول
55 ـ سِهَامٌ تَرَى مَقْتَلَ الحَائمَاتِ (77)، وقَوسٌ تُطلُّ بِحتْفٍ أَظَلّْ!
ـ تَخَّيرَهَا القَوَّاسُ مِنْ فَرْعِ ضَاَلِة
لَهَا شَذَبٌ مِنْ دُونِها وَحَوَاجزُ
ـ نَمَتْ فيِ مَكَانٍ كنهَا، فَاسْتَوتْ بِهِ،
فَمَا دُونَها مِنْ غِيلِهَا مُتَلاَحِزُ
ـ فَمازَالَ يَنْجُو كُلَّ رَطبٍ وَيَابِس
وَيَنْغَلُّ .. ، حَتَّى نَالَهَا وَهْوَ بَارِزُ
ـ فأَنْحَى عَلَيْها ذَاتَ حَدّ، غُرَابُهَا
عَدُوٌّ لأِوْسَاط العِضَاهِ مُشَارِزُ
ـ فَلما اطْمَأَنَّتْ في يَديْهِ .. ، رَأَى غِنًى
أحَاطَ بِهِ، وَأَزْوَرَّ عَمَّنْ يحُاَوِزُ
56 ـ تَخَّيرهَا بَائِسٌ، لَمْ يزل يُمَارِسُ أَمْثَالهَا مُذْ عَقَلْ
57 ـ تَبَيَّنَهَا وَهْيَ مَحْجُوَبةٌ، وَمِنْ دُونِها سِتْرُهَا المُنْسَدِلْ (78)
58 ـ حَمَاهَا العُيُونَ فأَخْطَأنَهَا، إلىَ أنْ أَتَاهَا خَبِيٌر عَضِلْ (79)
59 ـ رَأَى غَادَةَ نُشَّئَتْ في الظِّلاَل، ظِلالِ النعيِم، فَصَلَّى (80) وهَلّ
60 ـ فَنَادَتْه مِنْ كِنِّهَا (81) فَاسْتَجَابَ: لَبَّيْكِ! [يَاقَدَّها المُعتَدلْ]
61 ـ سُتُورٌ مُهَدَّلَةٌ (82) دُونَهَا، وَحُرَّاسُها كَرِمَاِح الأَسَلْ
62 ـ يَبيسٌ (83) ورَطْبٌ وَذُو شَوكة فأَشَرطَها نَفْسَهُ .. لمُ يَبلْ
63 ـ وَسلَّ لِسَاناً من الباتِرَاتِ، ... وَانَغلَّ (84) عاشِقُها اُلمخْتَبَلْ!!
64 ـ يَحُتُّ اليَبِيسَ (85)، ويُرْدِي الرِّطَابَ، ويُغْمِضُ في ظُلَمات تُضِلْ
65 ـ فَهَتَّكَ أَسْتَارَهَا بَارِزاً إلى الشَّمْسِ .. قد نَالَها! حَيَّهَلْ (86)!!
66 ـ فَأَنْحَى إلَيْها الِّلسَان الحَدِيدَ يَبْرُقُ .. ، وَهْوَ خَصِيمٌ جَدِلْ
67 ـ عَدُوٌّ شرِيس (88)، لَه سَطْوَةٌ بكُلِّ عَتِيٍ قَدِيِمِ الأَجَلْ
68 ـ فَأَثْكل أُمّا غذَتْها النَّعيمَ، ورَاحَ بِهاَ وَهْوَ بَادِي الجَذَلْ (89)
69 ـ فَلَمَّا اُطْمَأَنَّتْ على رَاحَتَيِه، وَعَيْنَاهُ تَسْتَرِقَانِ (90) القَبَلْ
70 ـ رَقَاهَا، فأَحْيَى صَبَابَاتِها بتَعْوِيذَةٍ مِنْ خَفِيِّ الغَزَلْ
71 ـ فَنَاجَتْه .. ، فَاهتَّز من صَبْوةٍ، وَمِن فَرَح بِالغِنَى المُقْتَبَلْ (91)
(يُتْبَعُ)
(/)
72 ـ وَأَعْرَضَ عَنْ كُلّ ذِي خَلّةِ (92)، غِنىً بالّتيِ حَازَهَا ... وَانْفَتَلْ ...
ـ فَمَظَّعَهَا عَامَيْن ِمَاءَ لحَائِهَا
وَيَنْظُرُ منهَا: أَيَّهَا هُو غَامِزُ
ـ أَقَامَ الثِّقافُ وَالطَّرِيدَةُ دَرْأَهَا،
كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ
73 ـ مَعَ الشَّمْسِ عَامَيْنِ .. حَتَّى َتِجفَّ وَتَشْرَبَ مَاءَ لِحَاءِ (93) خَضلْ
74 ـ وَفِي البُؤسِ عَامَيْنِ ... يَحْيَى لَهَا، وَيُحْييه منها: الغنَى وَالأَمَلْ
75 ـ تَردَّدَ عَامَيْنِ ... مِنْ كَهْفِهِ إلَى مَهْدِهَا، عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلْ
76 ـ يُغَنِّي لَهَا، وَهُوَ بَادِي الشَّقاءِ، بَادِي البَذاذةِ (94)، حَتَّى هُزِلْ
77 ـ يُقلبها بِيَديْ مُشْفِقٍ لَهِيف (95)، لطِيف، رَفِيق، وَجِلْ
78 ـ يُعَرِّضَها لِلَهيبِ الهَجِيِر، رَؤُوفاً بِهَا، عَاكِفاً لا يَمَلْ
79 ـ فَلَمَّا تَمَحَّصَ (96) عَنْهَا النَّعِيمُ، وَاْشْتَدَّ أُمْلُودُهَا، وَاْنْفَتَلْ
80 ـ عَصَتْهُ، وَسَاءتْهُ أَخْلاَقُهَا نُشُوزا (97) ً .. فَلَمَّا اْلتَوَتْ كَالمُدلْ
81 ـ أَعَدَّ الثِّقَافَ (98) لَهَا عاشِقٌ يُؤدِّبُها أَدَبَ المُمْتَثِلْ
82 ـ وَعَضَّ عَلَيْها .. فَصَاحَتْ لَهُ، فَأَشْفَقَ إشْفَاقَةً، وَانْجَفَلْ (99)
83 ـ فَجَسَّ، فَغَاظَتْهُ وَاْسْتَغْلَظَتْ، فَعَضَّ بأُخْرَى، فَلَمْ تَمْتَثِلْ
84 ـ فَأَلْقَى الثِّقَافَ ... ، وَأَوْصى الطَّرِيدَةَ (100) أَنْ تَسْتَبِدَّ بِهَا، لاَ تَكِلْ
85 ـ وَألْقَمَهَا قَدَّها، فَانْبَرَتْ تُخَاشِنُها بغَلِيظٍ مَحِلْ (101)
86 ـ يُجَرِّدُهَا مِنْ ثِيَابِ العِنَادِ، وَمِنْ دِرْعِها الصَّعْبِ، حَتَّى تَذِلْ
87 ـ فَلمَّا تَعَرَّتْ لَهُ حُرَّةً وَمَمْشُوقَةَ القدَّ رَيَّا (102)، جَفَلْ
88 ـ وَسَبَّحَ لَمَّا اسْتَهَلَّتْ لَهُ، وَلاَنَ لَهُ ضِغْنُهَا (103) ... وَابْتَهَلْ
ـ وذَاَقَ .. ، فَأَعْطَتْهُ مِنَ الَّلينِ جَانباً
كَفَى ـ وَلََهَا أَنْ يُغْرِقَ السَّهْمَ حَاجِزُ
ـ إذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ عَنْهَا، تَرَنَّمَتْ
تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا اَلجنَائزُ
ـ هَتُوفٌ .. ، إذَا ماخَالطَ الظَّبْيَ سَهْمُهَا!
وَإنْ رِيعَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوَاقِز
89 ـ أَطَاعَتْهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ لَوَّعَتْهُ بَالوجْدِ عَامَيْنِ حَتَّى نَحلْ
90 ـ يُزَلْزِلُهُ أَمَلٌ يَسْتَفِزُّ فِي قَيْدِ بُؤْسٍ يُميِتُ الأَمَلْ
91 ـ فَلَمَّا أَذَاقَتْهُ، إذْ ذَاقَهَا، هَوًى أَضَمَرْتهَُ لَهُ لَمْ يَزَلْ
92 ـ تَبَّينَ إذْ رَامَهَا، حُرَّةً حَصَاناً (104)، تَعِفُّ فَلاَ تُبْتَذلْ
93 ـ تَلِينُ لأِنْبلِ عُشَّاقِهَا، وَتَأْبَى عَلَيْهِ إذَا مَا جَهِلْ (105)
94 ـ فَأَغْضى حَيَاءً .. ، وَأَفْضَى بِهَا إلَى كَهْفِهِ خَاطِفًا، قدْ عَجِلْ
95 ـ فَأَهْدَى لَهَا حِلْيةً صَاغَهَا بِكَفَّيْهِ، وَهْوَ الرَّفِيقُ العَمِلْ (106)
96 ـ تَخَيَّرَهَا مِنْ حَشَا أَذْؤبٍ (107)، رَآهَا لَدى أَمِّها تَسْتظِلْ
97 ـ أَعَدَّ لَهَا وَتَراً كَالشُّعاعِ حُرَّا .. ، عَلَى أَرْبَعٍ (108) قَدْ فُتِلْ
98 ـ فَلَمَّا تَحَلتْ بِهِ، مَسَّهَا فَحَنَّتْ (109) حَنِينَ المَشُوقِ المُضِلْ
99 ـ فَكَفَّلَهَا (110) مِنْ بَنِي أُمِّها صَغِيراً، تَرَدى بِرِيشٍ كَمَلْ
100 ـ لَهُ صَلعَةٌ كَبَصِيصِ الَّلهِيبِ مِنْ جَمْرةٍ حَيَّةٍ تَشْتَعِلْ
101 ـ فَضَمَّتْ عَلَيْه الَحشَا رَحْمَةً وَكَادَتْ تُكَلِّمُهُ .. لَوْ عَقَلْ!
102 ـ فَجُنَّ جُنُونُ المُحبِّ الغَيُورِ .. ! فَأَنْبَضَ (111) عَنْها أَبِيٌّ بَطَل! ّْ
103 ـ أرَنَّتْ (112) تُبَكِّي أَخَاهَا الصَّغِيرَ: وَيْحِي!! أَخِي!! وَيْلَهُ!! أَيْنَ ضَلّْ
104 ـ فَظَلَّ يُفَجِّعُها (113): أَنْ تَرى جَنَائِزَ إخْوَتِها ... وَآ ثَكَلْ!
105 ـ فأَعْرَضَ ظَبْيٌ (114) فَنَادَى بِهِ أَخُوهَا .. ، وَنَادَتْهُ: هَا! قَدْ قُتِل
106 ـ وَقَفَّاهُ (115) ظَبْيٌ فَصَاحَتْ بِهِ .. ، فَخَارَتْ قَوَائِمُهُ .. ، فَاضْمَحَلّْ
107 ـ فَآبَا .. يَسَائُلهَا: هَلْ رَضِيتِ بثُكلِ الأَحَبَّةِ؟ قَالَتْ: أَجَلْ
108 ـ فَبَاتَا بلَيْلِة مَعْشُوقَةٍ تُباذِلُ عَاشََقَها مَا سَأَلْ
ـ كَأَنَّ عَلَيْهَا زَعْفَرَانَاً تَميرُهُ
خَوَازِنُ عَطَّارٍ يَمَان كَوَانِزُ
ـ إذَا سَقَط الأَنْدَاءُ، صِينَتْ وأُشْعرِتْ
حَبِيرًا، وَلَمْ تُدْرَجْ عَلَيهَا المَعَاوِزُ
109 ـ يُغَازِلُهَا، وَهْيَ مُصْفَرَّةٌ، عَلَيْها بَقِيَّةُ حُزْنٍ رَحَلْ
110 ـ تُنَاسِمُهُ (116) عِطْرَها، وَالشَّذَا شَذَا زَعْفَرانٍ عَتِيقِ الأَجَلْ
111 ـ تَوَارَثْنَهُ الغِيدُ يَكْنِزْنَهُ لِزِينَتِهنَّ، خَفِيَّ المَحَلّْ
112 ـ فَسَاهَرهَا (117) يَزْدَهِيِه الجَمَالُ وَيُسكِرُهُ العَرْفُ، حَتَّى ذَهَلْ
113 ـ فَنَادَتْهُ: وَيْحَكَ! أَهَلَكْتَنِي! أَغِثْنِي ... هَذَا النَّدَى قَدْ نَزَلْ
114 ـ فَطَارَ إلَى عَيْبَة (118) ضُمِّنَتْ حَرِيرًا مُوَشَّى نَقِيَّ الخَمَلْ
115 ـ كَسَاهَا حَفِيّ بهَا عَاشِقٌ! إذَا أَفْرَطَ الحُبُّ يَوْمًا قَتَلْ
116 ـ فَأَلْبَسَها الدِّفْءَ ضِنَّا بِها ... وَبَاتَ قَرِيرًا (119) .. عَلَيْه سَمَلْ!!
ـ فَوَافى بِهَا أَهْلَ المَوَاسِم، فاْنْبَرَى
لَهَا بَيِّع يُغْلي بِهَا السَّوْم رَائِزُ
ـ فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَشْتَرِيهَا؟! فَإِنَّهَا
تَبُاَعُ بِمَا بِيعَ التِّلاِدُ الحَرَائِزُ
ـ فَقَالَ: إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ، وَأَرْبَعٌ
منَ السَّيَرَاءِ، أَوْ أَوَاقٍ نَوَاجِزُ
ـ ثَمَانٍ مِنَ الكُورِيِّ، حُمْرٌ، كَأنَّها
مِنَ الجَمْرِ مَا أَذْكَى عَلَى النَّارِ خَابِزُ
ـ وَبُرْدَانِ مِن خَالٍ، وَتِسْعونَ دِرْهَمًا،
عَلَى ذاكَ مَقْروظٌ مِنَ الجِلْدِ مَاعِزُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:45 ص]ـ
117 ـ تَمَتَّع دَهْرًا بأَيَّامِهَا وَلَيْلاَتِهَا نَاعِماً قِدْ ثَمِلْ (120)
118 ـ يَرَاهَا، عَلَى بُؤْسِهِ، جَنَّة تَدَلَّتْ بِأَثْمَارِهَا، فَاسْتَظَلّْ
119 ـ تُصَاحِبُهُ فِي هَجِير القِفَارِ، وَفِي ظُلَم الَّليْلِ أَنَّى نَزَلْ
120 ـ فَيَحْرُسُهَا وَهْو فِي أَمْنَةٍ (121)، وَتَحْرُسُهُ فِي غَوَاشِي الوَجَلْ
121 ـ يَجُوبُ الوِهادَ (122)، وَيَعَلُو النِّجادَ، وَيَأْوِي الكَهُوفَ، وَيَرْقَى القُلَلْ
122 ـ ويُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ: فِي دَارِ نِمْرِ، وَذِئْبٍ، وَصِلّْ (123)
123 ـ مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْقى ثَمُودَ، وَحِمْيَرَ، وَالبَائِدَاتِ (124) الأُوَلْ
124 ـ مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيسٍ، وَلاَ رَسْم دَارٍ يُرَى أَوْ طَلَلْ
125 ـ يُعَلِّمُهَا كَيْفَ كَانَ الزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم، وَكَيْف انَتَقَلْ!
126 ـ وَكَيْفَ تَسَاقَى بِهَا الأَوَّلُونَ رَحِيقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ!
127 ـ وَأَيْنَ الأَخِلاَّء كَانُوا بِها يَجُّرونَ ذَيْلَ الهَوَى وَالغَزَلْ!
128 ـ وَملْكٌ تَعَالَى، وَطَاغٍ عَتَا، وَحُر أَبَى وَحَرِيصٌ غَفَلْ!
129 ـ فَدَمْدَمَ (125) بَيْنَهُمُ صَارِخٌ: بَقَاء قَلِيلٌ!! وَدُنْيَا دُوَلْ!!
130 ـ فَعَرْشٌ يَخِرُّ، وَسَاعٍ يَقَرُّ (126)، وَسَاقٍ يَمِيلُ .. وَنَجْمٌ أَفَلْ!!
131 ـ زَهِدْتُ إليْك وَفَارَقْتُهُمْ أَخِلاَّءَ عَهْدِ الصِّبَا وَالجَذَلْ
132 ـ فَنِعْمَ الصَّدِيقُ! وَنِعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ .. وَنَعْمَ البَدَلْ!!
133 ـ صَدِيقٌ (127) صَدَاقَتُها حُرَّةٌ، وََخِل خِلاَلَتُهَا لاَ تُمَلّْ
134 ـ وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ، وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ
135 ـ وَعَنْ فِتْنَةٍ تُذْهِلُ العَاشِقَيْن، تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ
136 ـ وَطَالَ الزَّمَانُ، فَحَنَّتْ بِهِ إلى الحَجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهلّ (128)
137 ـ آَذَانٌ مِنَ اللّْهِ! كَيْفَ القَرَارُ؟ وَأَيْنَ الفِرَارُ؟ وَكَيْفَ المَهَلْ (129)
138 ـ تُرَدِّدُهُ البَيدُ بَيْنَ الفِجَاجِ، وَفَوْقَ الجِبَالِ، وَعِنْدَ السُّبُلْ
139 ـ أَصَاخَ لَهُ، وَأصَاخَتْ لَهُ، وَلَبَّتْهُ فَاْمْتَثَلتْ، وَامْتَثَلْ
140 ـ وَطَارَا معًا كَظِمَاءِ القَطَا (130)، إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ
141 ـ فَوَافى المَوَاسِم. فَاسْتَعْجَلتْ تُسَائلُهُ: مَنْ أَرَى؟ .. أَيْن ضَلْ؟
142 ـ أَسَرَّ إلَيْها: أولاَكِ الحَجِيجُ!! فَلَبَّى لِرَبٍ تَعَالَى وَجَلْ
143 ـ وَنَادَتْهُ جَافِلَةً (131): مَا تَرَى! أَجَذْوَة نَارٍ أَرَى أَمْ مُقَلْ؟
144 ـ فَمَا كَادَ ... حَتَّى رَأَى كَاسِرًا (132) تَقَاذَف مِن شَعَفَاتِ الجَبّلْ
145 ـ يُدَانِي الخُطَا، وَهْوَ نَارٌ تَؤُجُّ (133)، وَيُبْدِي أَنَاةً تَكْفُّ العَجَلْ
146 ـ وَمَدَّ يَدا لا تَرَاها العُيُونُ، أَخْفَى إذَا مَا سَرَتْ مِنْ أجَلْ
147 ـ وَنَظْرَةَ عَيْنٍ لَهَا رَوْعَةٌ، تُخَالُ صَلِيلَ سُيُوفٍ تُسَلّْ
148 ـ فَلَمَّا أَهَلَّ وَأَلْقَى السَّلاَمَ، واْفتر عَنْ بَسْمِة المخْتَتِلْ (134)
149 ـ وَقَالَ: أذِنْتَ؟! وَيُمنَى يَدَيْه تَمَسُّ أَنَامِلُهَا مَا سَأَلْ
150 ـ رَأَى بَائسا مَالهُ حُرْمةٌ تَكُفُّ أَذىً عنه .. ، بُؤْسٌ وذُلْ
151 ـ وَقَالَ: فَدَيْتُكَ! مَاذَا حَمَلتَ؟ وَمَاذَا تَنَكَّبْتَ (135) ياَذَا الرِجُلْ؟!
152 ـ وَأَفْدِي الَّذِي قَدْ بَرَى عُودَهَا، وَقَوَّمَ مُنْآدَها (136)، وَاعْتَمَلْ!!
153 ـ فَهَزَّتْهُ مَا كِرَةٌ، (137) لم يَزَلْ يَتِيهُ بِهَا السَّمْعُ، حَتَّى غَفَلْ
154 ـ فَأَسْلمَهَا لِشَدِيد المِحَالِ (138)، ذَلِيقِ الِّلسَانِ، خَفِيِّ الحِيَلْ
155 ـ فَلَمَّا تَرَامَتْ عَلَى رَاحَتَيْه، وَرَازَ (139) مَعَاطِفَهَا وَالثِّقَلْ
156 ـ دَعَتْ: يَاخَلِيليَ! مَاذَا فَعَلْتَ؟! أَأَسْلَمْتَني؟! لِسَوَاكَ الهَبَلْ (140)!!
157 ـ فَخَالَسَهَا (141) نَظْرَةً خَفَّضَتْ غَوَارِبَ جَأْشٍ غَلاَ بِالوَهَلْ
158 ـ وَقَالَ: لَكَ الخَيْرُ! فَدَّيْتَنِي بنَفْسِكَ!!
ـ بَارِي قِسِيّ!
ـ أَجَلْ!!
159 ـ فَبِعْنِي إذَنْ!!
ـ هِيَ أغْلَى عَلَّي، إذَا رُمْتَهَا، مِنْ تِلاَد (142) ٍ جَلَلْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
160 ـ فَقَالَ: نَعَمْ! لَكَ عِنْدِي الرِّضى، وَفَوْقَ الرِّضَى!
ـ[وَيْلهُ مَنْ مُضِلْ!]
161 ـ فَهَلْ تَشْتَرِيهَا (143)؟! ..
ـ نَعَمْ أَشْتَرِي!
ـ لَكَ الوَيْلُ مِثْلُك يَوْمًا بَخِلْ!
162 ـ فَدَيْتُكَ!! أَعْطَيْتُ مَا تَشْتَهِيهِ! .. مَابِيَ فَقْرٌ ولا بِي بَخَلْ (144)!
163 ـ فَنَادَتْهُ، وَيْحَكَ! هَذَا الَخِبيثُ! خُذْنِي إَليْكَ، وَدَعْ مَا بَذَلْ
164 ـ فَبَاسَمَها (145) نَظْرَةً .. ، ثُمَّ رَدَّ إلَى الشَّيْخِ نَظْرَةَ سُخْرٍ مُطِلّْ:
165 ـ بكَمْ تَشْتَرِيها؟! ..
فَصَاحَتْ بِهِ: حَذَارِ! حَذَارِ! دَهَاكَ الخَبَلْ!!
166 ـ لَهُ رَاحَةٌ نَضَحَتْ (146) مَكْرهَاَ عَلَي، فَدَع عَنْكَ! لاَ تُغْتَفَلْ
167 ـ فَقَالَ: إزَارٌ مِنْ الشَّرْعَبِيِّ (147) وَأَرْبَعُ مِنْ سِيَرَاءِ الحُلَلْ
168 ـ بُرُودٌ تَضِنُّ بِهِنَّ التِّجَارُ (148) إذَا رَامَهُنَّ مَلِيكٌ أَجَلّْ
169 ـ وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ: حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا (149) الهِرَقْلِيُّ، مِثْلُ الشُّعَلْ
170 ـ ثَمَان تُضيءُ عَليكَ الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَِدلْ
171 ـ وَبُرْدَانِ من نَسْجِ خَالٍ (150)، أَشَف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ .. ، بَلْ
172 ـ إذَا بُسِطَا َتْحَتَ شَمْسِ النَهارِ، فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا .. ، لَيْسَ ظِلّْ
173 ـ وَتِسْعُون مِثْلُ عُيُونِ الجَرَادِ .. ، بَرَّاقَةٌ كَغَدِيرِ (151) الوَشَلْ
174 ـ كَمِرْآةِ حَسْنَاءَ مَفْتُونٍة، كَرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ
175 ـ أَجَلْ .. !! وَأَدِيمٌ (152) كَمِثْلِ الحَرِيرِ، يُطْوَى وَيُرْسَلُ مثْلَ الخَصَلْ
176 ـ وَحَوْلَهُمَا زَفَرَاتُ الزِّحَامِ، وَأَذْنٌ تَمِيلُ، وَرَأْسٌ يُطِلّْ
177 ـ وَغَمْغَمَةٌ (153)، وَحَدِيثٌ خَفِيٌ وَنَغْيَةُ زَارٍ، وآتٍ سَأَلْ
178 ـ وَعَاشِقةٌ في إِسَارِ (154) السوَامِ!! وَعَاشقُها في الشَرَاكِ اُحْتُبِلْ
179 ـ تُنَادِيه مَلْهُوفَة تَسْتَغِيثُ، ضَائَعَةُ الصَّوْتِ .. ، عَنْهَا شُغِلْ
ـ فَظَلَّ يُنَاجِي نَفْسَهُ وَأمِيرِهَا
أيَأْتِي الَّذِي يُعْطى بِهَا أَمْ يُجَاوزُ
ـ فَقَالوا لهُ: بَايِعْ أَخَاكَ .. وَلا يَكُنْ
لَكَ اليَوْمَ عَنْ رِبْحٍ مِنَ البَيْعِ لاَهِزُ
ـ فَظَلَّ يُنَاجِي نَفْسَهُ وَأمِيرِهَا
أيَأْتِي الَّذِي يُعْطى بِهَا أَمْ يُجَاوزُ
ـ فَقَالوا لهُ: بَايِعْ أَخَاكَ .. وَلا يَكُنْ
لَكَ اليَوْمَ عَنْ رِبْحٍ مِنَ البَيْعِ لاَهِزُ
180 ـ[أَعُوذُ بِرَبِّي وَرَبّ السَمَاء وَالأرْض! .. مَاذَا يَقْولُ الرَّجُلْ؟!
181 ـ أَجُنَّ؟! نَعَمْ .. لاَ! .. أَرَى سُورةً (155) مِنْ العَقْل، لاَخَلجَاتِ الخَبَلْ!
182 ـ وَعَيْنَيْ صَفَاءِ كَمَاء القلاَتَ (156)، وَعِرْنِينَ أَنْفٍ سَمَا وَاعتَدَلْ
183 ـ وَجَبْهَةَ زَاك (157)، نَمَاهُ النَّعِيمُ في سُؤْدُدٍ وَسَرَاءٍ نَبُلْ
184 ـ أَيُعْطِي بِهَا المَالَ؟! هَذَا الخَبَالُ! قَوْس وَمَالٌ كَهَذَا؟ ثُكِلْ!!
185 ـ وَيَارَبِّ! يَارَبِّ! مَاذْا أقَولُ؟ .. أقَولُ نَعَمْ!.لا فَهَذَا خَطَلْ
186 ـ أَبِيعُ!! وَكَيْفَ! .. لَقَدْ كَادَنِي (158) بِعَقْلِي هَذَا الخَبيثُ الَمِحْل
187 ـ أُفَارِقُها! وَيْكَ (159)!! هَذَا السَّفَاهُ! قَوْسِيَ! كَلاَ! خَدَيني وَخِلّْ!!
188 ـ أَجَلْ!! بَلْ هُوَ البؤْسُ بَادٍ عَليَّ! فأَغْراهُ بي! وَيْحَهُ! مَا أَضَلّْ!!
189 ـ يُسَاوِمُنِي المَالَ عَنهَا؟! نَعَمْ! .. إذَا لَبِسَ البُؤْسُ حُرَّا أَذَلّْ
190 ـ إذَا مَا مَشَى تَزْدَرِيِه العُيُونُ، وَإنْ قَالَ رُدّ كَأَنْ لَمْ يَقُلْ
191 ـ نَعَمْ! إنَّهُ البُؤْسُ!! أَيْنَ المَفَرُّ مِنْ بَشَرٍ كَذِئَاب الجَبَلْ؟!
192 ـ ثَعَالبُ نُكْرٍ (160) تُجِيدُ النِّفَاقَ حَيْثُ تَرَى فُرْصةً تُهْتَبَلْ
193 ـ كلاَبٌ مُعَوَّدَةٌ لِلهَوَانِ تُبَصْبِصُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ بَذلْ
194 ـ فَوَيْحِي مِنَ البُؤْسِ! .. وَيْلٌ لَهُمْ!!. أَرى المَالَ نُبْلاً يُعَلي السِّفَلْ (161)
195 ـ فَخُذْ مَا أَتَيِتَ بِهِ .. !! إِنَّه مَلِيك يُخَافُ، وَرَبٌ يُجَلّْ
196 ـ وَسُبْحَانَ رَبِّي! يَدِي! مَا يَدِي؟! بَرِيْتُ القِسِيَّ بها لم أَمَلْ!
197 ـ حَبَاني (162) ِ به فاطِرُ النَيِرِّات وَبَاري النَّباتِ وَمُرْسِي الجَبَلْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
198 ـ وَأَوْدَعَهَا سِرَّهَا عَالِم خَبِيرٌ بَمكْنُونِها لَمْ يَزَلْ!
919 ـ وَفِي المَالِ عَوْنٌ عَلى مِثْلِها! وَفِي البُؤْسِ هُونٌ (163)، وَذُلٌّ، وَقُلّْ!]
200 ـ تَنَادَوْا بِهِ: أنْتَ؟! مَاذَا دَهَاكَ؟! مَالكَ يَا شَيْخُ؟! قُلْ يَا رَجُلْ!
201 ـ وَآتٍ يَُصِيحُ، وَكَفٌّ تُشِيرُ، وَصَوْتٌ أَجَشُّ (164)، وَصَوْتٌ يَصِلّْ!
202 ـ وَطَنَّتْ مَسَامِعُهُ طَنَّةً .. ، وَزَاغَتْ نَوَاظِرُهُ وَاخْتُبِلْ
203 ـ .. وَأَفْضَى إِلَيْهِ كَهَمْسِ المَرِيضِ أَشْفَى (165) عَلَى المَوْتِ مَا يَسْتَقِلّْ ..
204 ـ تُنَادِيِه: وَيْحَكَ! وَيحِي!! هَلَكْتُ!! أَتَوْكَ بَقَاصِمَةٍ! وَآثَكَلْ!
205 ـ تَلَفتَ يَصْغِي .. ، وَمِثْلُ الَّلهيبِ ضَوْضَاءُ وَعْوَعَةٍ (166) فِي زَجَلْ
206 ـ فَهَذَا يُؤُجُّ (167) .. ، وَهَذَا يَعَجُّ .. ، وَهَذَا يَخُورُ .. ، وَهَذَا صَهَلْ!
207 ـ وَدَان يُسِرُّ .. ، وَدَاعٍ يَحُثُّ .. ، وَكَفٌّ تُرَبِّتُ: بِعْ يَا رَجُلْ!
208 ـ لَقَدْ بَاعَ! بْع! بَاعَ! لاَ لَمْ يَبِعْ! غِنَى المالِ! وَيْحَكَ! بعْ يَا رَجْل!
209 ـ[وَحَشْرجَةُ (168) الموْتِ: خُذْنِي .. إلِيكَ!!
ـ لَبِّيْكِ!! لَبِّيْكِ!]
بِعْ يَا رَجُلْ!!
210 ـ[أَغِثْنِي!. أَجَلْ!]
بَاعَ! مَاذَا؟! أَبَاعَ؟! نَعْم بَاعَ قَدْ بَاعَ! حَقّاً فَعَلْ؟!
211 ـ[أَغِثْنِي! أَغِثْنِي! نَعَمْ!]
قَدْ رَبِحْتَ!! .. بُورِكَ مَالُكَ!
أَيْنَ الرَّجُلْ؟!
112 ـ مَضَى! .. أَيْنَ! .. لاَ، لَسْتُ أَدْرِي! .. مَتَى؟
لَقَدْ بِعْتَ؟! .. كَلاّ وَكَلاّ .. أَجَلْ!
213 ـ لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بِعْتَ!
ـ كَلاّ! كَذَبْتَ!
لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بَاعَ!
ـ وَيْحِي! أَجَلْ
214 ـ لَقَدْ بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ!! ..
215 ـ أَجَلْ بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا. بِعْتُهَا!! أَجَلْ بِعْتُهَا!! لا، َ أَجَلْ لا، َ أَجَلْ
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:46 ص]ـ
214 ـ لَقَدْ بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ!! ..
215 ـ أَجَلْ بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا. بِعْتُهَا!! أَجَلْ بِعْتُهَا!! لا، َ أَجَلْ لا، َ أَجَلْ
فَلَمَّاَ شَرَاهَا فَاضَتِ العَيْنُ عَبْرَةً،
وَفِي الصَّدرِ حَزَّازٌ مِنَ الوَجْدِ حَامِزُ
216 ـ[أَجَلْ .. لاَ أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا!. أَجَلْ بعتها! بِعْتُهَا! .. لاَ أَجَلْ
217 ـ وفَاضَتِ دُمُوعٌ كَمِثْلِ الحَمِيم (169)، لَذَّاعَةٌ، نَارُها تَسْتَهِلّْ
118 ـ بُكَاء مِنَ الجَمْرِ جَمْرِ القُلُوبِ، أَرْسَلهَا لاَعِجٌ (170) مِنْ خَبَلْ
219 ـ وَغَامَتْ بِعَيْنَيْهَ، وَاْسْتَنْزَفَتْ دَمَ القَلْبِ يَهْطِلُ فِيما هَطَل
220 ـ وَخَانِقَةٌ ذَبَحَتْ صَوْتَهُ، وَهيضَ (171) اللِّسَانُ لَهَا وَاعْتقِلْ
221 ـ وَأَغْضَى عَلى ذِلَّة مُطْرِقًا، عَلْيه مِنْ الهَمِّ مِثْلُ الجَبلْ
222 ـ أَقَامَ .. ، وَمَا إِنْ بِهِ مِنْ حَرَاكٍ، تَخَاذلُ (172) أَعَضَاؤُهُ كَالأَشَلّْ
223 ـ وَفِي أُذَنْيهِ ضَجِيجُ الزِّحَامِ، وَ «بعْ بَاعَ، بعْ بَاعَ، بعْ يَا رَجُلْ»!
224 ـ وَأَخْلَدَ فِي حَيْثُ طَارَ السوَامُ (173) بِمُهْجَتِهِ، كَأرُومٍ مَثَلْ
225 ـ كَأَنْ صَخْرةٌ نَبَتَتْ، حَيْثُ قَامَ، تِمثَال حُزْنٍ صَلُودٍ (174) عُتُلْ
226 ـ وَمِنْ حَوْلِهِ النَّاسُ مِثْلُ الدَّبَى (175) عِجَالاً تَنَزى، دَهَاهُنَّ طلْ
227 ـ فَمِنْ قَائِلٍ: فَازَ! رَدَّت عَلَيْهِ قَائِلَةٌ: لَيْتَهُ مَا فَعَلْ!
228 ـ وَمِنْ هَامِسٍ: وَيْحَهُ مَادَهَاهُ! وَمِنْ مُنْكِرٍ: كَيْفَ يَبْكِي الرَّجُلْ!
229 ـ وَمِنْ ضَاحِكٍ كَرْكَرَتْ (176) ضَحْكَةٌ لَهُ مِنْ مَزُوحٍ خَبِيثٍ هَزَلْ
230 ـ ومِنْ سَاخِر قَالَ: يَا آ كِلاً! تَلَّبسَ فِي سَمْتِ (177) مِنْ قَدْ أُكِلْ!
231 ـ وَمِنْ بَاسِطٍ كَفَهُ كَالمُعَزِّي وَهَيْنمَةٍ (178) غَمْغَمَتَ لَمْ تُقَلْ
232 ـ وَمِنْ مَشْفِقٍ سَاقَ إِشْفَاقَهُ وَوَلَّى، وَمُلْتَفِتٍ لَمْ يُوَلّ
233 ـ وَسَالَت جُمُوعُهُمُ فِي الرِّمَالِ .. وَمَاتَ الوَغَى (179) .. غَيْرَ حِسّ يَصِلّْ
234 ـ وَأَسْفَرَ (180) وَانْجَابَ دَاجِي السَّوَادِ عَنْ مُخْبتٍ خَاشِع كَالمُصَلّْ
(يُتْبَعُ)
(/)
235 ـ وَظَلَّ طَوِيلاً .. لَهُ سَبْتَةٌ (181) وَإطْرَاقَةٌ، وَأَسىً يَنْهَمِلّْ
236 ـ أَفَاقَ وَقَيذَاً (182)، بَطِيءَ الإِفَاقَةِ .. يَرْفَعُ مِنْ رَأْسِهِ كَالمُطِلّْ
237 ـ وَقَلّبَ عَيْنِيهِ: ماذَا يَرى؟ وَأَيْنَ الزِّحَامُ؟ وَأيْنَ الرَّجُلْ!
238 ـ رَأَى الأرْضَ تَمْشِي بِهِم كَالخَيَال، أَشَبْاحُهُمْ خُشُبٌ تَنْتَقِلْ
239 ـ وَهَامٌ (183) مُحَّلقَةٌ رُجَّفٌ، وأُخْرى بَدَتْ كَنَزِيعِ البَصَلْ
240 ـ وَأَغْربةٌ (184): بَعْضُها جَاثِم يُحَرِّك رَأْسًا، وَبَعْضٌ حَجَلْ
241 ـ وَحَيَّاتُ وَادٍ، لِشَمْسِ الضُّحَى تُلوّي حَيَازَيمَها (185) والقُلَلْ
242 ـ وَأَزْفَلَةٌ (186) مِنْ ضِبَاع الفَلاَة تَخْمَعُ مِنْ حَوْلِ قتْلَى هَمَلْ
243 ـ وَهَنَّا وَهَنَّا ضِبَابٌ (187) مَرَقْن مِنْ كُلّ جُحْر لسَيْل حَفَلْ
244 ـ وَثَوْبٌ يََطِيرُ بِلاَ لاَبِسٍ، يَمِِيلُ مَعَ الرِّيحِ أَنَّى تَمِلْ
245 ـ تَمَطّى بِهِ البعْثُ مِنْ نَعْسَةٍ، ومِنْ سِنة كَفُتُورِ الكَسَلْ
246 ـ وَدَبَّتْ إِليْه بَقَايَا الحَياةِ، فَرَفَّعَ أَعْطَافَهُ (188) وَاعْتَدَلْ
247 ـ وَظَلَّ يُنَازِعُ كَبْلَ (189) الذُّهُول وَيَحْتَلِجُ النَّفْسَ مِنْ أَسْرِ غُلْ
248 ـ كَنَاشِطِ (190) ثِقْلٍ طَوِيلِ الرِّشَاِء مِنْ هُوّة في حَضِيض الجَبَلْ
249 ـ رُوَيْدَا رُوَيْدَا فَثابَتْ لَهُ مُلَجْلَجَةً (191) يَعْتَرِيهَا هَلَلْ
250 ـ وَمِثْلَ الحَمَامَة بَيْنَ الضّلُوعِ قَدْ انْتَفَضَتْ مِنْ غَواشِي بَلَلْ
251 ـ يُقَلِّبُ جمْجُمَةً، خَالهَا كَجُلمُودِ صَخْرٍ رَكين (192) ٍ حَمَلْ
252 ـ فَلأياً بِلأَي (193) ٍ وَآبَتْ لَهُ مُبَعْثَرَة مِنْ أَقَاصِي العِلَلْ
253 ـ وَنَفَّسَ عَنْ صَدْرِهِ زَفْرَةً، وَخَامَرَهُ (194) البُرْءُ حَتَّى أَبَلّْ
254 ـ أَحَسَّ بكَالجَمْر فِي رَاحَتَيْه: سَعِير تَوَقّد!! مَاذَا احْتَمَل؟
255 ـ وَيَبْسُطُ كَفَيهِ: مَاذَا أَرى جَوَابٌ حَثِيثٌ وَلوْ لَمْ يَسَلْ!!
256 ـ عُيُونٌ تُحَمْلِقُ فِي وَجْهِه، مِنْ الخُبْثِ تَزْهَرُ (195) أَوْ تأتَكِلْ!!
257 ـ[أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا بِعْتُهَا! .. بَقَاءٌ قَلِيلٌ وَدُنْيَا دُوَلْ!]
258 ـ وَألْقَى الغَنىِ لِلثَّرى! وَانَتَحَى (196) وَنفَّض كَفَيْهِ: [حَسْبي! أَجَلْ]
259 ـ وَألْقَى إلَى غَالِيَاتَ الثِّيَابِ وَالبَزِّ نَظْرَةَ لاَ مُحْتَفلْ!
260 ـ وَوَلى كَئيبًا ذَلِيلَ الخُطَا، بَعيدَ الأَنَاةِ، خَفَّيِ الغُلَلْ (197)!
261 ـ وَأَوْغل فِي مُضْمرَاتِ (198) الغُيُوبِ يَطْوِي البَلاَبلَ طَيَّ السِّجِلّْ
262 ـ أرَادَ لِيَنْسَى وَبَيْنَ الضُّلوُعِ نَوَافِذ مِنْ ذِكَرٍ تَنْتَضِلْ
663 ـ فَأَحْيَتْ صَبَابتَهُ، وَالجِرَاحُ دِمَاءٌ مُفَزَّعَةٌ لَمْ تَسِلْ
264 ـ تُرِيهِ الرُّؤَى وَهْوَ حَيُّ النَّهارِ، وَتسْري بِهِ وَهْوَ لَمْ يَنْتَقِلْ
266 ـ وَيَبْسُطُ كَفَّيه مُسْتَغْرِقًا، فَتَحْسَبُهُ قَارِئًا قَدْ ذَهِلْ
267 ـ يَرَى نِعْمَة لَبِسَتْ نِقْمةً، وَنُورًا تَدَجَّى (199)، وَسِحْرا بَطَلْ
268 ـ وَآيَتَهُ (200) عَاثَ فِيهَا الشُّحُوبُ فَأنَكَرَ مِنْ لَوْنِها مَا نَصَلْ
269 ـ وَأسَرارَهَا (201) فَضَّهَا طَائف لَهُ سَطْوَة وأَذى حَيْثُ حَلْ
270 ـ وَسَحْقَ (202) غِشَاءِ عَلَى أَعْظُمُُ، تَهَّتَك مثْلَ الأدِيم النَّغِلْ
271 ـ وَمَستْ أَنامِلَهُ رَجْفَةٌ، تَسَاقَطَ عَنَها سَنَاهَا (203) وَزَل
272 ـ وَأَفْضَى بَنظْرَتِهِ نَافِذًا إلى غَيْبِ مَاضٍ بَهَيمِ (204) السُبُل
273 ـ تَلاَوَذُ (205) أَشباحُهُ، كَالذَّليلِ، بِلُغْزِ نَخِيلٍ، وَدَاجِي دَغَلْ
274 ـ وَأَسْوِدَةً خَطِفَتْ فِي الظلاَم هَارِبة مِنْ صَيُودٍ خَتَلْ
275 ـ وَطْيرًا مُرَوَّعَةً أَجْفَلَت، وَآمِنَ طَيْرٍ وَدِيعٍ هَدَلْ (206)
276 ـ وَشقَّت لَهُ السُّدَفَ (207) الغَاشِيَاتِ حَسْنَاء ضالٍ عَلَيهْا الحُلَلْ
277 ـ أَضَاءَ الظَلاَمُ لَهَا بَغْتَةً، وَقَوَّضَ خَيْمتَهُ وَاُرْتَحَل
278 ـ أَطَلَّتْ لَهُ مِنْ خِلاَل الغُصُونِ عَذْرَاء مَكْنُونَة لَمْ تُنَلْ
279 ـ «رَأى غَادَةً نُشّئَتْ فِي الظِّلاَلِ، ظِلاَل النَّعِيم»، عَلَيْهَا الكللْ (208)
280 ـ عَروسٌ تَمَايَلُ مُخْتَالَةً، تُمِيتُ بدَلّ، وَتُحْيِي بِدَلَ
281 ـ وَنَادَتْه، فَاَرَتَدَّ مُسْتَوفِزًا (209) بَجُرْحٍ تَلَظى وَلمْ يَنْدمِلْ:
282 ـ أفِق! قَدْ أَفَاقَ بِها العَاشِقُون قَبْلَكَ، بَعْدَ أَسىً قَدْ قَتَلْ!
283 ـ أَفِقْ! يَا خَلِيلِي! أفِق! لاَ تَكُنْ حَلِيف الهُمُومِ، صَرَيع العِلَلْ
284 ـ فَهَذَا الزَّمَانُ، وَهَذِي الحيَاةُ، عَلّمْتِِنيها قَدِيمًا: دُوَلْ!!
285 ـ أَفِقْ! لاَ فَقَدْتُكَ! مَاذَا دَهَاكَ؟! تَمَّتعْ! تَمَتَّع! بِهَا! لاَ تَبلْ!
286 ـ بِصُنْع يديْك تَرَاني لَدَيْكَ، فِي قَد أخْتِي! وَنِعْمَ البَدَلْ!
287 ـ صَدَقْتِ! صَدَقْتِ!. وَأَيْنَ الشبَابُ؟ وَأَيْنَ الوَلْوعُ؟ وَأَيْنَ الأَمَلْ
288 ـ صَدَقْتِ صَدَقْتِ!! .. نَعْمَ قَدْ صَدَقْتِ! وَسِر يَدَيْك كَأنْ لَمْ يَزَلْ
289 ـ حَبَاكَ بِهِ فَاطِر النَيِّراتِ، وَبَارِي النَّبَاتِ، وَمَرْسِي الجَبلْ
290 ـ فَقُمْ! وَاسْتَهِلَّ (210)، وَسَبِّحْ لَهُ! وَلبّ لِرَبٍ تَعالىَ وَجَلّْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:47 ص]ـ
.... وَأستغْفِر اللَّه، فإلا تكنْ رَضيتَ فقد أَمْلَلْتك، وَإذَا أنا قد أسأتُ من حيثُ أردْتُ الإحسان .. ولكنَّكَ بعثتَ كَوامِنَ نفسِي مُنْذ رأيتُك، فتوَسَّمْتُ وَجْهك، وعرفتُ فيه شيئًا أخطأتُه في وُجوه كثير من أهلِ زَماننا، فأحببتُ أن أعِظك وَأعظَ نفسي بِنْعمة اللَّه عَلَى عباده، إذ جَعَل بعضَهم لبعضٍ قُدوة ًوَعِبْرَةً، وَآتاهُم من مكنونِ عِلْمه مالا يغُفلُ عَنْه إلاّ هالكٌ، ولا يُضَّيعه إلاّ مُسْتَهينٌ لا يبالي. وقد بلّغنَا رسولُ اللَّه عن ربهِّ بلاغًا يُضيء لكَل حَيِّّ نَهْجَ حياتِه، ويُمْسِكُ عليه هَدْي فِطْرته، إذ قال: «إنّ اللَّه يُحِبُّ إذَا عَمِل أَحَدُكُم عملاً أن يُتْقِنَه» وقال: «إنّ اللَّه كتَبَ الإحْسانَ على كُلِّ شيء، فإذَا قَتَلْتم فأحسِنُوا القِتلة، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنُوا الذِّبْحة، وَليُحدَّ أحدُكُمْ شَفْرتَه، ولْيُرِحْ ذَبِيحتَه» فَانْظُر إلى أين كتب اللَّه عَلَينا أن نبلُغَ في إتقان ما نَصْنع، وإحسانِ ما نَعْمَل!
اللهُم إنَّا نسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشْد، والإتقَان في العَمَل، وَالإحسانَ فيما نأتي وما نَذر. وَنسْأَلُكَ منْ خير ما تَعْلم، ونعوذُ بك من شَرّ ما تَعْلم. وَنسألُك قَلْبا سَلِيمَا، ولسانًا صادقًا، وعملاً صالحًا، وسَداداً في الخير. والسلامُ على مِنْ اتَّبَع الهُدَى.
من أخيك ..
محمود محمد شاكر
القاهرة: 17 ربيع الآخر سنة 1371هـ
15 يناير سنة 1952م
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:48 ص]ـ
(67) استهل المطر: هطل واشتد انصبابه.
(68) احتفل السيل: جاء بملء جنبي الوادي.
(69) ابتزها: غلبها وغصبها وسلبها، والبلابل: وساوس القلب التي تضطرب فيه. الوجل: شدة الخوف.
(70) مثل: انتصب قائماً.
(71) ذو الأراكة: موضع ماء. النهل: أول الشرب عند ورد مناهل الماء.
(72) راجفات الحذر: التي ترجف بالقلب، حتى يضطرب اضطرابا شديدا.
(73) لواها: صرف وجوهها عن الشرب.
(74) الخصاصة: الجوع والفقر والحاجة وسوء الحال. والبئيس: الفقير البائس الشديد البؤس.
(75) مستنهضات الفرار: التي تنهض به داعية الفرار.
(76) فاقعة: خالصة اللون مشرقة.
(77) الحائمات: التي تحوم الماء عطاشاً. الحتف: الهلاك. أظل: دنا وقرب، وألقى على الشيء ظله.
(78) المنسدل: الطويل المسترخي المرسل.
(79) عضل: داهية منكر شديد الغلبة.
(80) صلى: دعا وعظم الله وقدسه. هل: فرح وصاح.
(81) الكن: المكان الذي يسترها ويحجبها عن العيون.
(82) مهدلة: مرخاة متدلية. الأسل: نبات دقيق القضبان طويل شديد الاستواء.
(83) يبيس: يابس. ذو شوكة: ذو شوك. أشرطها نفسه: أعد لها نفسه، إما أن ينالها أو يهلك، غير مبال.
(84) انغل: تغلغل. المختبل: الذاهب العقل.
(85) يحت اليبيس: يستأصل اليابس ويرميه. ويردي: يسقط الرطب. ويغمض: يوغل.
(86) حيهل: كلمة تقال للحث والاستعجال.
(87) أنحى: وجه ناحيتها. اللسان الحديد: هو المبراة الحادة القاطعة. خصيم: شديد الخصومة. جدل: شديد اللدد في الخصومة.
(88) شريس: شديد الشراسة. عتى: طال تمرده وكبره. قديم الأجل: متقادم العمر.
(89) الجذل: الفرح الذي يهز الأعطاف.
(90) تسترق: تسرق خلسة مرة بعد مرة.
(91) المقتبل: الذي سوف يستقبله.
(92) الخلة: الصداقة التي تتخلل النفس.
(93) اللحاء: قشر العود من الشجر. الخضل: الناعم الرطب الندي.
(94) البذاذة: رثاثة الهيئة وسوء الحال.
(95) لهيف: شديد التلهف والأسى مخافة أن تتلف وقد أشرف على صنعها.
(96) تمحص: سقط عنها فخلصت منه واشتدت. أملودها: قوامها اللدن الناعم.
(97) النشوز: العصيان وترك الطاعة.
(98) الثقاف: حديدة في طرفها خرق يتسع للقوس، ليقوم عوجها، الممتثل: المحتذي بالأمر الذي يؤمر به.
(99) انجفل: ارتاع فارتد مسرعاً.
(100) الطريدة: قصبة مجوفة بقدر ما يلزم القوس، فيها سفن خشن، والسفن (بفتحتين) هو ما يسمى (السنفرة).
(101) محل: شديد المكر والقوة.
(102) ريا: ناعمة يبرق فيها ماء الصفاء.
(103) ضغنها: عسرها والتواؤها وصعوبة انقيادها.
(104) الحصان: الحرة الممتنعة التي تعف عن الريبة.
(105) جهل: استزله الشيطان واستخفه.
(106) العمل: الذي يحسن العمل والحركة فيما يعمل.
(107) أذؤب: (جمع ذئب).
(يُتْبَعُ)
(/)
(108) على أربع: أي على أربع طاقات. وهو أكرم للوتر وأقوى.
(109) حنت: رجعت صوتها ترجيع المشتاق أو الباكي. المضل: الذي قد ضل عنه أحبابه أو فارقوه، فهو ينشدهم.
(110) كفلها: جعلها تكفله وتضمه إليها كالأم. الصغير من بني أمها: أخوها السهم.
(111) أنبض القوس: جذب وترها ثم أرسله: فيسمع له صوت كالبكاء.
(112) أرنت: صاحت صياح النائحة الحزينة.
(113) يفجعها: ينزل بها الفجيعة بعد الفجيعة.
(114) أعرض الظبي: أمكن الرامي من عرضه، أي جانبه.
(115) قفاه: تبعه وجاء بعده، اضمحل: سقط وانقشع.
(116) تناسمه: تهدي إليه نسيمها، والشذا: الرائحة الطيبة.
(117) ساهرها: بات معها ساهراً. يزدهيه: يستخف لبه العرف: الرائحة الطيبة يعرف بها صاحبها.
(118) العيبة: وعاء من أدم تحفظ فيه الثياب. الخمل: هدب القطيفة وزئبرها.
(119) قرير: قد أخذته قرة البرد، وهو أشده، والسمل: الثوب الخلق الدريس البالي.
(120) ثمل: أخذ فيه الشراب والسكر.
(121) أمنة: أمان من الخوف. غواشي الوجل: ما يغشاه من المخاوف.
(122) الوهاد: الأرض المنخفضة. النجاد: الأرض المرتفعة. القلل (جمع قلة): وهو رأس الجبل.
(123) الصل: حية تقتل إذا نهشت من ساعتها، لا تنفع فيها الرقية.
(124) البائدات الأول: طسم وجديس وجرهم، وما باد من العرب العاربة.
(125) الدمدمة: صوت مزعج يرجف على الناس ويطبق.
(126) ساع يقر: بينا هو يسعى هنا وهناك، إذ ثبت مكانه. أفل: غاب وهوى.
(127) الصديق، والخل: يقال للمذكر والمؤنث جميعا. والخلالة: الصداقة التي تتخلل النفوس.
(128) تستهل: ترفع الصوت إهلالا بالحج، وتلبية لله سبحانه.
(129) المهل: الاستنظار والتؤدة.
(130) ظماء القطا: القطا الوارد الماء. محتفل: فيه محافل الناس ومجامعهم
(131) جافلة: مذعورة تكاد ترتد. جذوة النار: الجمرة الملتهبة.
(132) الكاسر: الذي ضم جناحين وانقض: تقاذف: هوى على عجل. شعفات الجبل: رؤوسه وقممه.
(133) تؤج: تتلهب، ويسمع لتلهبها صوت، وهو أجيج النار.
(134) المختتل: المخادع الذي يطلب غفلة الصيد.
(135) تنكب القوس: وضعها على منكبه.
(136) المنآد: المعوج. اعتمل: جاهد في عملها.
(137) ماكرة: كلمة مكر.
(138) المحال: الكيد والمكر الشديد الخفي. ذليق اللسان: فصيح اللسان طليقه.
(139) راز الشيء: وضعه في كفه ليعرف ثقله وامتحنه، ومعاطف القوس: مقدار انعطافها إذا حناها وشد وترها.
(140) الهبل: ثكل الولد.
(141) خالسها: نظر إليها خلسة. خفضت: سكنت. الغوارب: أعالي الموج. الجأش: رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع. الوهل: الفزع الملحق بالجنون.
(142) التلاد: المال الموروث الذي ولد عندك. الجلل: الجليل العظيم القدر.
(143) تشتريها: تبيعها.
(144) البخل (بفتحتين)، هو البخل.
(145) باسمها: نظر إليها نظرة سخر مبتسم.
(146) نضحت: فضت مكرها كالعرق، دع عنك: احذر، تغتفل: تؤخذ من غفلتك.
(147) الشرعبي: ثياب جياد سابغة. السيراء: برد فيه سيور يخالطها الحرير.
(148) التجار (جمع تاجر).
(149) جلاها: صقلها. الهرقلي: الرومي، نسبة إلى هرقل الملك.
(150) خال: مكان تضع فيه البرود الجيدة.
(151) الغدير: مكان يغادر السيل فيه بعض الماء. والوشل: الماء يتحلب من جبل أو صخرة، يقطر قليلا قليلا، لا يتصل قطره.
(152) الأديم: الجلد المدبوغ اللين. الخصل (جمع خصلة): وهي لفيفة من الشعر المجتمع.
(153) غمغمة: الكلام الذي لا يتبينه السامع، والنغية: كلمة ذات نغمة. الزاري: العائب المظهر للاحتقار.
(154) الإسار: الأسر. والسوام: المساومة في البيع. والشراك (جمع شرك): وهو حبالة الصائد يرتبك فيها الصيد. احتبل: وقع في حبالة الصائد.
(155) السورة المنزلة الرفيعة المشرفة الظاهرة. خلجات الخبل: مايتجاذب المخبول من الاضطراب، فتتَفكك أوصاله، ويتمايل يمنة ويسرة.
(156) القلات (جمع قلت، بسكون اللام): نقرة في الجبل يقطر فيها ماء واشل من سقف أو كهف، وهو أصفى ماء. والعرنين: الأنف تحت مجتمع الحاجبين، حيث يكون الشمم، وهو دليل على كرم الأصل.
(157) الزاكي: النابت في نعمة وخصب وكرم، والسراء: المروءة والسخاء والشرف.
(158) كاده بعقله: احتال عليه وغلب عقله. المحل: الشديد المكر والدهاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
(159) ويك: مثل، ويلك، تعجب وتهديد، السفاه: السفه والطيش. الخدين: الصديق المصاحب. والخل: الصديق المتداخل المودة.
(160) النكر: الدهاء المنكر الخبيث: اهتبل الفرصة: اغتنمها وافترصها على غفلة.
(161) السفل (جمع سفلة): وهُم أراذل الناس وسقاطهم.
(162) حباه: أعطاه فأكرمه. فاطر النيرات: المبتدئ خلق الكواكب المنيرة. وباري النبات: خالقه.
(163) الهون: الهوان والخزي. والقل: القلة والنقص.
(164) أجش: فيه جشة أي: غلظ وبحة. صل الصوت: إذا خالطته حدة كأنها صوت حديد على الصفا. اختبل: أخذه الخبل، كالمجنون المضطرب.
(165) أشفى: أشرف. يستقل: ينهض.
(166) وعوعة: صوت مختلط كوعوعة الكلاب، والزجل: الجلبة كأصوات اللاعبين.
(167) يؤج: يصوت بكلام مرتفع سريع. ويعج: يصيح صياحاً عالياً كالهدير. ويخور: يصيح بصوت غليظ كخوار الثور. وصهل: أخرج صوتاً مبحوحاً كصهيل الخيل.
(168) الحشرجة: غرغرة الميت، وتردد نفسه.
(169) الحميم: الماء الحار. تستهل: تنصب.
(170) لاعج: محرق. الخبل: اضطراب الجنون.
(171) هيص: انكسر وتدلى. واعتقل: حبس ومنع الكلام.
(172) تخاذل: تتخاذل، يخذل بعضها بعضاً.
(173) السوام: المساومة في البيع، والأروم: أصل الشجرة إذا ماتت وسقطت أغصانها. مثل: انتصب.
(174) صلود: صلب أملس. عتل: غليظ ثقيل ثابت.
(175) الدبى: الجراد قبل أن يطير، تنزى: تثب وتنقز. دهاه: غشيه وأصابه، والطل: المطر الخفيف.
(176) كركر الضاحك: ردد الضحك.
(177) السمت: الهيئة.
(178) هينمة: الكلام الخفي كالدندنة. غمغمت: اختلطت ولم تتبين.
(179) الوغى: الصوت المتداخل كأصوات النحل المجتمع. يصل: يكون له صوت كأصوات أجواف الخيل إذا عطشت.
(180) أسفر: أشرق. انجاب: انكشف. المخبت: الخاشع المتضائل.
(181) سبتة: سكون وإطراق بلا حراك.
(182) الوقيذ: المريض الدنف المشفي على الهلاك.
(183) هام محلقة: روؤس محلوقة. رجف (جمع راجف): ترتجف وتضطرب. نزيع البصل: المنزوع بجذوره.
(184) أغربة (جمع غراب).
(185) الحيازيم (جمع حيزوم): وهو ما اكتنف الحلقوم والقلل: الرؤوس، والحية تفعل ذلك وهي تتشمس.
(186) أزفلة: الجماعة تأتي مسرعة. والضباع: من لئام الحيوان. تخمع: تعرج. همل: مهملة ملقاة.
(187) الضباب تخرج من جحورها إذا دهمها السيل.
(188) الأعطاف (جمع عطف): وهو الجانب، من الرأس إلى الورك.
(189) الكبل: القيد الضخم الثقيل. والغل: القيد الذي يجمع الأيدي إلى الأعناق.
(190) الناشط: الجاذب الدلو من البئر. والرشاء: حبل الدلو الطويل.
(191) ملجلجة: مترددة ثقيلة لاتكاد تخرج أو تدخل: هلل: فزع وفرق ونكوص.
(192) ركين: عالي الأركان ثقيل.
(193) لأيا بلأي: بعد مشقة وجهد وإبطاء واحتباس.
(194) خامره: غشي نفسه. أبل: برأ من مرضه وأفاق.
(195) تزهر: تتلألأ. تأتكل: تتوهج كالنار إذا اشتد لهبها، وأكل بعضها بعضا.
(196) انتحى: اعتزل ناحية.
(197) الغلل (جمع غلة): وهي حرارة الحزن.
(198) المضمرات: البعيدة التي يخفى مكانها، والغيوب (جمع غيب): هو الأرض المطمئنة، التي يغيب فيها سالكها، والبلابل: قلقات الهموم. والسجل: الكتاب أوالصك الذي يطوى. نوافذ: ماضيات، كالسهام تنفذ في النفس. تفتضل: تترامى وتختصم.
(199) تدجى: لبسه الظلام.
(200) الآية: العلامة العجيبة، وهي يده. نصل: طفىء لونها وذهب.
(201) أسرار الكف: خطوطها التي تدل على المغيب من أسرارها.
(202) السحق: البالي المنسحق. تهتك: تخرق وتساقط. الأديم: الجلد المدبوغ. النغل: الذي فسد دباغه فتفتت وترفت.
(203) السنا: الضوء العالي.
(204) بهيم: مظلم لا ضوء فيه، ولا منفذ لبصر.
(205) تلاوذ: تدور كأنها تطلب ماتلوذ به. اللغز: الطريق الملتوي المشكل يضل سالكه. الداجي: الساتر الذي يلبس ما فيه ويستره. والدغل: الشجر الملتف المشتبك النبت. أسودة (جمع سواد): وهو شخص الشيء، لأنه يرى من بعيد أسود. خطفت: تسرع كالشعاع الخاطف.
(206) هدل: غنى غناء الحمام.
(207) السدف: (جمع سدفة): ظلمة مختلطة بضوء يشوبها. الضال: السدر ينبت في السهول. تسوى من قضبانه السهام.
(208) الكلل (جمع كلة): وهي الستر الرقيق، كالذي تكون فيه العروس.
(209) المستوفز: هو القاعد إذا استقل على رجليه يتهيأ للقيام، ولما يستو قائما بعد.
(210) استهل: رفع صوته بالإهلال والتلبية لله سبحانه.
نشر في مجلة (الأدب الإسلامي) عدد (16) بتاريخ (1418هـ)
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:49 ص]ـ
وبعد كل هذا العناء الذي جشمتكه في فهم ما خط أبو فهر
أراك تريد نقاشي في بعض ما استغربته من معان
كلي آذان صاغية لما تريد أن تقوله
لكن لا تعبر سبيلي دون ان تعرج علي ولو بلفظ
فانني اتوق لذلك اللفظ
ولن يكلفك شيئا
التوقيع كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها فأي البائعين انت "ابوهمام"(/)
مصطلحات أدبية
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 04:26 م]ـ
الدراماتورج
الدراماتورجية هي فن إعادة كتابة النص المسرحي ليتلاءم مع التمثيل على خشبة المسرح, والدراماتورج هو مؤلف النص ومؤلف التمرين والنوع والتوجه ومؤلف العرض المسرحي, وهو حلقة الوصل بين الكاتب والمخرج.
والملم بكل العناصر المسرحية من الديكور الى الموسيقى الى الاداء المسرحي والنقد, والمعني ببناء الشكل واستنباط وسائل التعبير, ووضع خطة العمل المسرحي, لاتسامه بسعة الافق والمهارات المتعددة.
الشكلانية
مصطلح يطلق على تيار تنظيري أدبي ظهر في روسيا ما بين 1915و 1930 كان من أبرز أعلامه باختين، واخنباوم، وبروب، و تيتانوف، وشخلوفسكي، وفينوغرادف.
وتعتمد الشكلانية في تحليلها على الوصفية شبه الإحصائية وتراكيب الأعمال الشعرية وبنيات العمل.
كما تضع الشكلانية الروسية مبدأ الالتصاق بالنص الأدبي من منظور بنيوي يعالج الشكل كمجموعة وظائف
التطهير
Catharsis
يراد به في المأساة عند أرسطو حسبما اورده في كتابه (الشعر)، تنقية نفوس النظارة بوساطة فزعهم مما يحدث لبطل المسرحية، وشفقتهم عليه، إذ يقول إن التراجيديا هي محاكاة فعل جليل، كامل، له عِظَم ما، في كلام ممتع تتوزع أجزاء القطعة عناصر التحسين فيه. محاكاة تمثل الفاعلين ولا تعتمد على القصص، وتتضمن الرحمة والخوف لتحدث تطهيراً لمثل هذه الانفعالات.
التبئير
focalization
التبئير focalization يعني هذا المصطلح الانتقال في زاوية الرؤية الذي يحدث في العمل الأدبي بانتقال زاوية الرؤية من شخصية إلى أخرى، ويلفت التبئير الانتباه إلى الطريقة التي ينتقل بها تركيز القارئ تبعاً لتغير زاوية الرؤية.
انتشر هذا المصطلح فيما يعرف بـ ( narratology) أي نظرية السرد.
الدادية
DADAISME
حركة فنية أدبية، بدأها تريستان تزارا tristan tzara في زيورخ حوالي عام 1916. ويعني المصطلح النزعة العدمية التي تحتج على المنطق والعرف والقواعد والمثل العليا والادب نفسه وتطالب بحرية مطلقة. ولكي يبرهن انصار تلك الحركة على ازدرائهم للمدنية كتبوا اشعارا لاتفهم ومسرحيات غريبة عجيبة ورسموا لوحات تصدم المتلقين. وفي البداية كان اندريه بريتون Andre Breton الشاب من انصار تلك النزعة قصيرة العمر لكنه اسهم في تأسيس السريالية التي حلت محلها ابتداء من 1922.
النقد الوجودي
Exiestential Criticism
ينسب النقد الوجودي إلى المفكر والكاتب الفرنسي جان بول سارتر وأتباعه. يتركز اهتمام واشتغال الناقد الوجودي على استكشاف معالجة النص الأدبي للقضايا والمسائل الوجودية، وتأثيره على الوعي الوجودي للقارئ.
النهجية
طريقة في الفن ظهرت في القرن السادس عشر، من أبرز ممثليها (بونترمو) في إيطاليا ومدرسة (فونتين بلو) في فرنسا وهي تقسم إلى عدة مراحل، إلا أن اسلوبها الأساسي (حسب مقولة فريدلاند) هو الأسلوب المعاكس للكلاسيكية وقد تأثرت بفن (مايكل أنجلو) والفن الغوطي الحديث، والفن الألماني وكذلك بالنقوش البارزة للعصور القديمة.
الاستلاب
Alienation
حالة الفرد الذي يكون قد انقطع عن الانتماء إلى نفسه، أو عن الشعور بانه المتصرف في نفسه، فيعامل معاملة الشيء. وهذا المفهوم شاع في الأدب الغربي الحديث، وفي علم الاجتماع وعلم النفس عند تحليل الإنسان العصري، وهو مستمد من فلسفة هيجل، والاستلاب هو أهم سمة تميز شخصيات فرانز كافكا في رواياته.
التأويل
يستعمل مفهوم (التأويل) في السيميائية، بمعنيين مختلفين يرتبطان بفرضية الأساس، الذي يحمل عليه ضمنياً، أو مباشرة، أي الشكل/ المضمون.
والتأويل السيميائي يعيد إنتاج نفس التمفصلات ويمكن أن يقدم تحت نفس قواعد الشكل والمؤول، وهنا يكمن التحديد الممكن للغات الشكلية من الوجهة السيميائية. ويعتمد التأويل على تفسير النص، وبحث معناه، وتخريج قواعده، وترجمتها إلى لغات ثانية وثالثة.
الجمالية
نزعة مثالية تبحث في الخلفيات التشكيلية، للإنتاج الأدبي والفني، وتختزل جميع عناصر العمل في جمالياته .. وترمي النزعة الجمالية إلى الاهتمام بالمقاييس الجمالية، بغض النظر عن الجوانب الأخلاقية انطلاقاً من مقولة (الفن للفن).
وينتج كل عصر (جمالية) إذ لا توجد (جمالية مطلقة) بل جمالية نسبية تساهم فيها الأجيال- الحضارات- الإبداعات الأدبية والفنية.
ولعل شروط كل إبداعية هي بلوغ (الجمالية) إلى إحساس المعاصرين.
المعادل الموضوعي
المعادل يقابل من الوجهة الدلالية هوية سيمية جزئية تقع بين وحدتين أو أكثر من الوحدات المعروفة، كما يسمح المعادل بفهم السير اللساني للخطاب والتحليل الدلالي مرخصاً بالاختزال.
أما المعادل الموضوعي، فهو مواقف/موضوعات أحداث تعبرعن الانفعال، في صورة فنية أو أدبية ما، وعرف المعادل الموضوعي في المقاربات النقدية وعند إليوت خاصة كما يمثل مقابلاً لغوياً للواقع المادي.
التخفي
يشار بالتخفي في السيميائية السردية إلى أبعاد كل برنامج سردي للفاعل خارج النص.
وتعود العملية السابقة إلى المضايقات التي تفرضها النصية الأفقية للبنيات السردية، من جهة، والتي تعوق قيام خطاب ببرنامجين، من جهة أخرى.
والتخفي معارضة للظهور، في السيميائية السردية، وهذا يقابل كذلك ثنائية المباشرة/ الضمنية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 04:33 م]ـ
إبداع (خلق)
يوضع الخلق في الأدب أحيانا مقابل المحاكاة أو المعرفة باعتباره نقيضهما. ولكنه ليس خلقا من عدم إذ يفترض مادة لغوية ومواضعات فنية تاريخية ومبادئ تشكيل سابقة قابلة لأن تتلقى العناصر والأبنية الجديدة التي يقدمها الخيال الخلاق. ويقف الخيال الخلاق في الأدب على قمة جديدة تنهض على التمثلات في الخبرة الإنسانية اليومية التي لا تخلو من فكر إبداعي. فتلك التمثلات هي صور تخيلية منصبة على الأشياء التي أدركناها حسيا في الماضي ولكنها لم تعد تؤثر في إحساساتنا الآن بل تستبقيها الذاكرة في صور يشكلها الخيال متحررا من تأثيرها المباشر معمما شهادة الحواس جميعها، مستفيدا من التصورات الذهنية المحصلة. وتأتي الصورة الفنية لتعيد تشكيل الترابط بين التمثلات، كما تعيد تشكيل التمثلات نفسها لإحداث انطباعات جديدة تستهدف غاية معينة ومثالا جماليا رفيعا وتتشبع بمقدرة على إثارة الانفعال. ولا تقف تلك الصور الفنية على التجميل الانفعالي لمكافئ ذهني جاهز. فلها حركتها الخاصة.
الإحالة
إرجاع تعبير لغوي إلى ما يشير إليه خارج اللغة. وقد يعني ذلك أشياء أو عمليات أو أوضاع في الواقع. وترفض البنيويةإحالة العلامة اللغوية إلى مرجع خارجي وتقدم بدلا من المرجع أو المشار إليه تصور المدلول. وفي النقد الأدبي هناك اتجاه حديث يرى العمل الأدبي مكتفيا بذاته تام الاستقلال يقوم على محاوره الذاتية وحدها.
الأدب
في اللغة العربية يعني الأدب من حيث الأصل اللغوي الدعوة إلى الطعام، وسمي "بالأدب" توسعا بعد ذلك القول الذي "يأدب" أي يدعو الناس إلى المحامد أو التحلي بالخلق الفاضل أو القيام بأمر جلل. واتسع المعنى في العصرين الأموي والعباسي ليشمل التعليم والتهذيب. فقد كان الأدب شديد الرحابة يضم أنواعا من المعرفة بالإضافة إلى صناعة الكلام البديع (عند الجاحظ)، فهو عند المبرِّد يشمل الكلام المنثور والشعر والمثل السائر والموعظة والخطبة والرسالة، وكما يشمل عند آخرين أخبار العرب وأنسابهم. وداخل ذلك الاتساع بدأت عناصر نوعية في البروز، فعند ابن خلدون كان الأدب هو الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم وإن ظل بمعنى الأخذ من كل علم بطرف.
وكان الوضع في الغرب مشابها لذلك، فقد انتقل من كتلة الأعمال المكتوبة إلى الأعمال التي تستحق المحافظة عليها باعتبارها جزءا من إعادة الإنتاج الجارية للمعاني داخل ثقافة معطاة. وفي منتصف القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر مع صعود الطبقة الوسطى وهيمنتها وفرضها التخصص على سائر مجالات الحياة، أصبح للأدب نطاق محدد يعتمد على الفرد والذات. وانفصل الأدب بمعاييره الخاصة بالإبداع والخيال والقيمة الجمالية عن الأعمال المرتبطة بالإحالة الواقعية والعملية، عن أعمال العلم والتعليم والخطابة والدعاية والفلسفة والتاريخ. فانتقل الأدب من توصيل المعارف وتهذيب السلوك إلى الذوق أو الحساسية كمعيار لتحديد الخاصية الأدبية، وإلى المخيلة الإبداعية كملكة متميزة. أي أن التأليف اللغوي الأدبي أصبح متخصصا في التجربة الحسية والتجربة الانفعالية للفرد وليس في القضايا الفكرية، كما تخصص في إبداعات المخيلة وليس في المسائل الواقعية النفعية. ولم يعد الأدب يستهدف الإقناع أو الحث على الفعل المؤثر أو الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي بل إحداث اللذة الجمالية (انظر أدبية). وما سبق يتعلق بالاتجاه السائد، ولكن مفهوم الأدب يظل فضفاضا يفتقر إلى تعريف يلتف حوله الجميع. وهناك التعريف الإشاري الذي يضع في اعتباره كتلة الأعمال التي اصطلح على أنها أدبية طوال التاريخ من ملاحم ومآس وأعمال درامية وغنائية وروائية، وهو تعريف قاصر لأن تلك الأعمال المقرة اختلفت باختلاف المجتمعات والعصور، كما أن هناك أعمالا حدودية تقع على الخط الفاصل بين الأدب واللا أدب في بعض الفترات (الرواية عند نشأتها، الحكايات الشعبية والسير).
الأدب العالمي
(يُتْبَعُ)
(/)
المصطلح ألماني قدمه جوته (1827) ليعني الأدب الصادر عن كل الأمم والشعوب، ويتوسط بينها عن طريق التبادل والتفاعل لإثراء روح الإنسان بتجاوزه حدود قوميته. والأدب العالمي ليس نقيضا أو بديلا للآداب القومية، كما أنه ليس حاصل جمع تلك الآداب. فهناك تيارات أدبية عالمية تظهر لدى عدد من الشعوب في الفترة نفسها أو في فترات زمنية متقاربة، وهناك تقاليد أدبية دخلت المسار العالمي وتمثلتها الآداب القومية المتعددة وكان لها تأثيرها الملموس عليها، وهناك الأعمال التي لقيت الانتشار خارج حدود منطقتها اللغوية لقيمتها الفنية الرفيعة. إن التيارات الشاملة الثقافية والأدبية رومانتيكيةواقعيةورمزيةوسيريالية، والتقاليد الشاملة (الأشكال والشفراتوالأدوات والمواضعات) والروائع الأدبية وإن نشأت على أرض قومية بالضرورة، تتخطى تلك الحدود، وتشكل عناصر في بنية دائمة التطور هي بنية الأدب العالمي، تستمد خصوبتها لا من آداب اللغات الأوروبية وحدها، بل من آداب لغات العالم جميعا. فلا وجود لأدب عالمي خارج الإسهامات القومية المتعددة.
الأدب المقارن
دراسة وتحليل العلاقات وأوجه الشبه بين آداب الأمم والشعوب المختلفة. وهو تخصص حديث بدأ في مطلع القرن التاسع عشر. ويدرس المشترك العام بين الخصوصيات القومية في الإنتاج الأدبي، سواء أكان ذلك المشترك ناجما عن اتصال وتأثير وتأثر وتفاعل بين الآداب القومية المتنوعة، أو كان ثمرة لنمو تلقائي وتواز مستقل في المواضيع والمعالجات.
وهناك اتجاه يركز على تأثير الآداب بعضها في بعض، تأثير في مواضيع التناول ونشأة أنواع جديدة (الدراماوالروايةفي الأدب العربي) وصيغ أسلوبية (الشعر الحر) وتأثير شخصيات بارزة (موباسان وتشيخوف في السرد العربي).
واتجاه آخر يحد من نطاق التأثير ويعلي من شأن التطور الداخلي للأدب القومي، ويرى أن الأوضاع المتشابهة بين قوميتين من حيث الاحتياجات الروحية تؤدي إلى نتائج أدبية متشابهة، فلم يهتم الأدب العربي بالرواية والدراما قبل نشأة فردية الطبقة الوسطى كما أن استيعاب العناصر الأجنبية يتطلب تهيؤ الأرض المحلية لاستقبال البذرة ودرجة نضج داخلية وانبثاق أسئلة تقدم التأثيرات الخارجية إجابة عنها.
ويرى هذا الاتجاه أن هناك في الآداب المختلفة تشابها منتظما للظواهر في المراحل المتعاقبة، مثل إمكان تعاقب تيارات أدبية معينة من الإحياءوالكلاسيكية الجديدةإلى الرومانسيةوالواقعيةوالمدارس الطليعية، حيث يكون التأثير الخارجي حافزا إضافيا. كما أن هناك تشابها منتظما في الجدل النقدي حول القديم والجديد، واتباع عمود الشعر أو كسره، وإنتاج صيغ أسلوبية متماثلة وأشكال نوعية مشتركة. (مثل رواية الأجيال وقصيدة النثر). وترجع هذه التشابهات المنتظمة إلى توفر شروط داخلية محددة، كما أن التجانس لا يكون مكتملا. فالتيارات الرئيسية العالمية تكتسب طابعا قوميا في كل أدب، وبعض الآداب قد تكون أكثر نموذجية في تعبيرها عن تيار بعينه، أو قد تختلط داخلها التيارات (رومانسيةمحملة بعناصر واقعيةأو العكس، وواقعية (تستفيد من تقنيات حداثية).
ويعاني الأدب المقارن من نزعة المركزية الأوروبية، التي تضع علامة التساوي بين الأدب العالميوالأدب المكتوب بلغات أوروبية (الآداب الأوروبية وآداب الأمريكيتين وبعض آداب آسيا وأفريقية المكتوبة بلغة أوروبية). وهذه النزعة تعتبر أن أدب العالم الغربي يشكل وحدة متكاملة هي التي تجسد وحدة الخيال البشري طول التاريخ، والخصائص الأبدية للأدب، كما أن هذا الأدب الغربي هو معيار المقارنة ومثالها لكل الآداب الأخرى.
ويبرز في العالم العربي اتجاه يرفض هذه المركزية الأوروبية كما يرفض الانغلاق القومي، ويقيم أسسه على الخصوصية المتفتحة المتفاعلة مع الأدب العالمي ولا يغفل عقد المقارنات مع آداب آسيا وأفريقيا الحديثة والتراثية.
الاستطراد
- في الاستعمال الأدبي يعني المصطلح فقرة أو جزءا معينا ينحرف عن الموضوع الرئيسي أو الحبكة الأساسية.
- ويعتبر بعض القراء أن الكثير من فقرات الوصف المطولة أو التي تبدو ضئيلة الأهمية في رواية من الروايات استطرادا.
الاستعارة الشعرية
لا يعبر الشعر عن المعنى من خلال التجريدات بل من خلال الجزئيات العينية ذات الأهمية القصوى التي لا تقتصر على التجميل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعقد تلك الصور مقارنات من أنواع مختلفة ومن ثم فهي وسائل مهمة من وسائل التفسير. وتؤثر الصور في المعنى بطرق مختلفة غير مباشرة، لذلك يصعب تقديم تعريف دقيق أنيق لوظيفتها. ولم يعد القول العتيق بأن الاستعارة أو التشبيه وظيفتهما الإيضاح والتجميل صالحا، وتبدو الاستعارة وكأنها تقدم وصفا بديلا، وصفا أبسط وأكثر ألفة وأيسر استيعابا. حقا أن المقارنة الاستعارية غالبا ما تقوم بذلك، ولكنها الوسيلة الوحيدة في الشعر التي يستطيع بها الشاعر أن يصف لنا الموقف الذي يريد تقديمه، وقد تكون المقارنة دقيقة وعميقة.
فإحدى وظائف الاستعارة هي اكتشاف الحقيقة لا توضيحها فحسب بمعنى تبسيطها. كما أن التجميل يتضمن شيئا من التزييف الجزئي (أي إضافة تلوين خاص أو زخرفة خاصة) ولكن للمقارنة الاستعارية وظيفة بنائية، فهي الطريقة الوحيدة المتاحة أمام الخطابوهي جزء من أساس القول وليست زائدة تجميلية، وليست الاستعارات ذات الفاعلية في حاجة إلى أن تمضي أو تشير إلى موضوعات جميلة، فبعض موضوعاتها محايد أو دميم (كما في الهجاء).
ويخطئ الإيضاح والتجميل الهدف باعتبارهما الوظيفة الأساسية للاستعارة. فالاستعارة وسيلة للحدس والاستبصار وهي أداة للخلق وليست قشرة يمكن نزعها عن لب موجود بدونها، وهي جزء بنائي لا يمكن فصله عن القصيدة كما لا يمكن التعبير بأشياء غيرها. إنها ترتبط بالمعنى الكلي المكتمل للقصيدة ارتباطا مرنا مرهفا، وليست الاستعارات أدوات ميتة خاملة تبعد القارئ عن قلب القصيدة ببهرجها الخاص كأجزاء من زينة غبية لا تلفت النظر إلا إلى نفسها، فوظيفتها الإضافة إلى المعنى الكلي وخلقه داخل سياق خاص.
الأسلوب
الطريقة المخصوصة في استعمال اللغة التي تميز مؤلفا أو مدرسة أو فترة أو نوعا أدبيا. ويمكن تعريف الأساليب المحددة بواسطة أدائها اللغويومعجمها وتركيبها وصورها وإيقاعها واستعمالها للأشكال المجازية وغير ذلك من السمات اللغوية، وقد سميت أنواع من الأسلوب، باسم مؤلفين معينين (أسلوب شيشيرون، أسلوب بديع الزمان الهمذاني، أسلوب الجاحظ) وباسم فترات (الأسلوب الجاهلي، الأسلوب العباسي أسلوب عصر النهضة. الأسلوب الحديث)، وباسم مجالات (أسلوب علمي) أسلوب صحفي، أسلوب شعري) وباسم مدارس فنية (الأسلوب القوطيالأسلوب الباروكي، الأسلوب الواقعيالأسلوب الكلاسيكي. وفي العربية تدل الكلمة على الطريق الممتد، والوجه والمذهب، وعلى الفن فأساليب القول هي أفانينه.
وتعني الكلمة في أصلها اللاتيني أداة الكتابة. وعلى الرغم من أن الكلمة غير قابلة للتعريف الدقيق فإنها تقترب الآن من وصف الخصائص المميزة لنص أدبي والمتعلقة بشكل التعبير أكثر من تعلقها بأي فكرة يقوم النص الأدبي بتوصيلها، بالإضافة إلى أن الأسلوب يشير إلى طرائق الكاتب الفرد المميزة له، وهو بذلك وصفي يختلف عن البلاغة ذات الطابع المعياري العام، وقد أخذ الأسلوب الفردي أكبر اهتمام في الدراسات الأسلوبية الحديثة.
الأصالة
المحافظة على السمات العريقة المميزة لثقافة ما، وفي الأدب تعني المحافظة على التقاليد التاريخية للأجناس الأدبية والعمل على تطويرها من داخلها مع استبقاء أسسها والإخلاص لروحها. ففي الشعر قد تعني الأصالة استلهام البحوروالتفعيلات وتطويعها للتجربة العصرية، وفي القص قد تعني الإفادة من التراث السردي في ألف ليلة والسيرة الشعبية (التغريبة) والكتابة التاريخية ومواقف المتصوفة والمقامة والحكاية وأدب الرحلات ... إلخ. كما فعل نجيب محفوظ في رحلة ابن فطومة وجمال الغيطاني في الكثير من أعماله.
الانتحال
السرقة الأدبية وهي أخذ أو محاكاة للغة ومعاني مؤلف آخر وتقديمها كما لو كانت من بنات أفكار السارق والتعبير مشتق من كلمة لاتينية تعني المختطف، ونطاقه يمتد من ذكر المعاني بألفاظ مختلفة غير ملائمة إلى السرقة السافرة. كما أن الاقتباس أو الاقتراض من الأصل إذا لم يطرأ عليه تحسين على يدي المقتبس يعتبر انتحالا.
الانطباعية
نزعة أدبية لا تشدد النبر على الواقع بل على انطباعات الكاتب أو إحدى الشخصيات.
- وهي نظرية أدبية (أو فنية عموما) تذهب إلى أن الهدف الأساسي للأدب هو تفسير ما يطرأ على الذهن والوجدان والضمير لا تقديم أوصاف تفصيلية للمناظر والأحداث.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وتتخلى الانطباعية عن التصميم العام وعن التأثير الإيهامي المكتمل، وهي أسلوب شخصي في الكتابة يطور به الكاتب الشخصيات ويرسم المناظر كما تبدو له في لحظة معينة بدلا من تقديمها كما هي في الواقع أو كما قد تكون في الواقع. وهي نزعة ذاتية تنصب على التأثيرات المتغيرة للون والجو وتجعل من تصيد الانطباعات هدفا في ذاته وتبتعد عن تصوير الأعماق والأوجه الجوهرية النموذجية. وعلى سبيل المثال فإن الفقرات التي تسمى بفقرات عين الكاميرا، في رواية "دوس باسوس": "الولايات المتحدة": " U.S"، ذات صبغة انطباعية.
- ورواية جويس " صورة الفنان في شبابه" تكشف مشاعر ستيفن ديدالوس ولا تكشف إلا أقل القليل عما يحيط به من بيئة مادية أو عن مناشطه الشخصية.
الأيدلوجية
قد تعني في الاستعمالات العامة:
(1) نسق معتقدات ينتمي إلى فئة أو طبقة اجتماعية، أو (2) نسق أفكار زائفة أو وعي زائف في مقابل المعرفة الصحيحة التي يمكن التحقق منها، (3) أو نظاما من العلامات ينتج معاني وأفكارا حول المجتمع والسلطة. ومن الشائع في الأدب رفض الإيديولوجية بأى شكل من أشكالها باعتبارها فرضا لتجريدات مثالية على التجربة الحية، وباعتبارها تغليبا للسياسي على الأدبي. ولكن هناك اتجاهات مختلفة تعتبر الإيديولوجية ماثلة بالضرورة على نحو مضمر في كل عمل أدبي، فهي شبكة تصورات وقيم وأخيلة تتعلق بالوضع البشري والطبيعة البشرية والمسعى الإنساني والعلاقات الإنسانية المتصارعة. وتتعلق الإيديولوجية كذلك بالشكل فكل ترتيب للعناصر يتضمن افتراضات عن المعنى ونوعيته أو عن غيابه وهذه الاتجاهات عن ضرورة الإيديولوجية تقسم الإيديولوجية إلى دوائر مختلفة سياسية وفلسفية ودينية وجمالية تناظر علاقات اجتماعية محددة، كما تذهب إلى أن لكل دائرة استقلالها الذاتي رغم التفاعل فيما بينها، وبالإضافة إلى ذلك تفرق تلك الاتجاهات بين إيديولوجية الكاتب أو الشاعر وإيديولوجية النصوص التي ينتجانها. إن آليات الإنتاج الأدبيوالتلقي الأدبي ترتبط عند هذه الاتجاهات بالصراع بين القيم الجمالية السائدة أو البازغة أو المقموعة وكلها لها علاقة ما بالفئات الاجتماعية وإيديولوجياتها. وفي النقد العربي كان النقد الإيديولوجي عند محمد مندور يدعو إلى الوظيفة الاجتماعية للأدب، التي تهتم بالقضايا العامة وبالنواحي السياسية والاجتماعية. ولكن هذا النقد كان يفرق بين الأدب والدعاية، ويهتم بالقيم الجمالية.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 05:05 م]ـ
البدائية
تعني الولاء للطبيعة مقابل المؤسسات والمواضعات، وتعلي من شأن الأشكال البسيطة للصحبة والالتقاء التي تعد طبيعية مقابل الأشكال المعقدة المركبة، كما تمتدح الغرائز والعواطف الطبيعية مقابل إعمال التفكير والعقل. وفي التعبير تعني الاعتماد على التلقائية والتدفق اللغوي بدلا من الصنعة والخضوع للقواعد المقننة، وأنصارها يخطون بعيدا عن المدنية المعاصرة ويمجدون بداوة العلاقات البسيطة الطبيعية ويرفضون علاقات تقسيم العمل المعقدة في المجتمع الحديث. وشعر النزعة البدائية حافل بالحنين إلى البساطة والفضائل الأصيلة داخل حيا ة حقة متخيلة تقوم على البراءة والتحرر من قيود المدنية والاستمتاع بأحضان الطبيعة في انسجام كامل مع نظامها. وتمجد تلك النزعة في الأدب شخصيات تحمل البدائية داخلها في أنماط الشعور والمواقف.
والكاتب من أصحاب هذه النزعة يقف ضد المدنية والحضارة الصناعية وفكرة التقدم. وتنتشر مواضيع التناول البدائية في الأدب قديما وحديثا ومن أمثلتها البارزة حكاية الشتاء وكما تهواها لشيكسبير والقرية المهجورة لجولد سميث. ومن أهم المدافعين عن تلك النزعة جان جاك روسو في دفاعه عن الهمجي النبيل. ونرى ورد سورث يعيد إحياء المشهد الطبيعي، ويبث الحياة في الأفكار والمشاعر عن طريق الأساطير الجمعية الفولكلورية. وهناك أمثلة للبدائية عند كوبر وملفيل وكونراد ود. هـ. لورانس. والشعر الرمانسي العربي حافل بمفردات تلك النزعة.
البنيوية
(يُتْبَعُ)
(/)
حركة فكرية حديثة واسعة النطاق تحلل الظواهر الثقافية وفقا لمبادئ مستمدة من علم اللغة، فالبنية ترابط داخلي بين الوحدات التي تشكل نسقا لغويا، وهذه الوحدات لا تتصف بصفات باطنة فيها بل باختلاف عن وحدات أخرى تمكن مقارنتها بها (حار - دار - نار) للوصول إلى الوحدة الصوتية Phonème ، Phoneme، فالبنية هي منظومة اختلافات وفوارق، وتقوم على تضاد ثنائي أساسي بين الهوية والاختلاف. وهناك تضاد ثنائي مهم هو التضاد بين اللغة والكلام. وسوسير Saussure مؤسس البنيوية لم يستخدم كلمة بنية وإن استخدم كلمة نسق أو منظومة Systeme بنفس المعنى. وقد ركز بحثه على تحليل اللغة في بعدها العام الجمعي باعتبارها نسقا مكتفيا بذاته، فهي ثابتة موضوعية سابقة على الأداء الكلامي، أي على الأحداث الفردية. وقد دار اهتمامه على القواعد بدلا من التعبيرات وعلى النحو بدلا من الاستعمال، والنماذج بدلا من المعطيات، والقدرة بدلا من الأداء، والنماذج بدلا من التجسيد الجزئي. ولكي يتم تشييد نسق لغوي كلي تطلب ذلك تعليق التطور التاريخي للغة ودراسة عناصرها المتواقتة في لحظة معطاة، فالثنائية المهمة الأخرى هي التضاد بين المتواقت Synchronic , Synchronique والمتعاقب Diachronic , Diachronique في دراسة النسق. فالاهتمام منصب على البنى السفلى اللا واعية المتواقتة للظواهر. وتعتبر البنيوية اللغة نموذجا أساسيا لكل أنظمة الدلالة لا بسبب طبيعة العلامة والنسق فحسب بل لأن الذهن الإنساني ومن ورائه الكون كله يشتركان في بنية واحدة هي بنية اللغة (تودوروف) كما أن بناء النفس البشرية يقوم على مصطلحات نحوية (تشومسكي) وكذلك الحال مع السلوك الاجتماعي (ليفي ستراوس).
وفي مجال الأدب، حاولت البنيوية تحديد مبادئ تشكيل البنية التي تعمل لا في الأعمال المفردة وحدها، بل من خلال العلاقات بين الأعمال داخل المجال الأدبي كله. فالمنهج البنيوي لا يقف عند الأعمال بوصفها ذرات مستقلة بل يحلل مجمل الظواهر الأدبية لتأسيس نموذج لمنظومة الأدب، للوصول إلى المواضعات التي تجعل الأدب ممكنا ولصياغة القواعد العامة التي تميز الخطاب الأدبي عما عداه، والمبنية على عمليات التكرار والتوازي والتكافؤ. ويستعمل هذا المنهج النموذج اللغوي لاستنباط نموذج مجرد للسرد القصصي لا يفترض أن العمل السردي يعبر عن معنى يقصده مؤلف، أو يعكس واقعا بل هو بنية موضوعية تقوم بتفعيل شفراتومواضعات مستقلة عن المؤلف والمتلقي وكل ما هو خارج الأدب. والنموذج السردي الكلي التام وحدته الأولية هي الجملة التي تتألف من موضوع ومحمول أو مسند ومسند إليه، مبتدأ وخبر، فاعل وفعل. فالعناصر الأولية لعلم السرد هي الاسم والصفة والفعل كما أن العناصر الثانوية هي النفي والتضاد والمقارنات. فالشخصية القصصية اسم وما يقوم به فعل بالمعنى النحوي، والربط بين اسم وفعل هو اتخاذ الخطوات الأولى نحو السرد. وينتقل السرد إلى وحدات أكبر من مستوى الجملة، إلى الخطاب ونجد عند بروب Propp نموذجا للسرد بوصفه سردا، يسمح بإعادة كتابة أحداث الأعمال المفردة باعتبارها تعاقبا لا متغيرا من الوظائف، فوظائف الشخصيات تستخدم بوصفها عناصر ثابتة دائمة مستقلة عن كيف تتحقق وبواسطة من، كما أن تعاقب الوظائف المحدودة العدد متماثل دائما، ونصل إلى بنية متماثلة وراء كل الحكايات المتغايرة، لقد اختزل هذا النموذج تنوعا ضخما من الأحداث التجريبية أو السطحية إلى عدد صغير من الوظائف المنتمية إلى بنية أعمق. بعد ذلك أضفى ليفي ستراوس وجريماس على الوظائف طابعا شكليا أعمق لا يجعلها مصوغة بمقولات السرد القصصي مهما تكن درجة عموميتها، لقد كان بروب يفسر الوظيفة التي تستهل التعاقب الأساسي بنقص أو رغبة أما ستراوس وجريماس فيفسرانها بخلل في الاتزان أو نقض للعقد، أي في مستوى مختلف من التجريد. كما أن بروب يعتمد على حركة السرد القصصي في الزمان على النقيض من ستراوس وجريماس اللذين يعيدان تفنيط الوظائف في مجاميع ليس بينها إلا علاقات دلالية أو منطقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الشعر نرى في تحليل ياكوبسون وليفي ستراوس لقصيدة القطط Les chats لبودلير تحليلا للقصيدة إلى كل أشكال التماثلات في القوافي والتراكيب النحوية الدقيقة لتحويلها إلى موضوع شكلي متناسق الطرز، ساكن ولا شخصي خارج الممارسات الاتصالية والتفاعلات الشخصية.
وقد تنبأ سوسير بإمكان قيام تخصص جديد هو علم العلامات العاميلعب فيه علم اللغة البنيوي دورا أساسيا، ويدرس العلم الجديد كل أنظمة العلامات.
وفي النقد العربي إسهامات تستفيد من المنهج البنيوي في دراسات عميقة عند كمال أبو ديب وصبري حافظ وصلاح فضل وأحيانا عند جابر عصفور.
البلاغة
هي نظرية ومبادئ استخدام الألفاظ وبناء الجملة والصور الفنية من زاوية التأثير الفعال للغة داخل الأساليب الأدبية. والبلاغة مطابقة الكلام عند العرب لمقتضى الحال وهو العلم الذي يدرس وجوه حسن التعبير ويشمل المعاني والبديع والبيان. وعند قدامى اليونان كانت البلاغة ضرورية في المجادلات والخطابة (كلمة Rhetor باليونانية تعني الخطابة). وعند أرسطو كانت البلاغة طريقة لتنظيم المادة اللازمة لتقديم الحقيقة، على العكس من سقراط وكثير من المفكرين الآخرين الذين اعتبروا البلاغة فنا ضحلا يجعل الأمور الكبرى صغيرة والأمور الصغرى كبيرة. وفي الأزمنة الحديثة أصبحت البلاغة تعني فن أو علم الاستعمالات الأدبية للغة، وأصبحت مادة دراستها فاعلية التواصل وتأثيره العام، وطرائق تحقيق الصفة الفنية الرفيعة.
،،،،،،،،،،،،،،،
التأويل
علم التأويل هو النظرية العامة للتفسير وممارساته، ويعنى بالمشاكل العامة لفهم معاني النصوص. وممارساته تعود إلى تفسير نصوص الكتب المقدسة وتحليلها منذ القدم. فقد فسرت الواقعة الحرفية التاريخية لأسر بني إسرائيل في مصر باعتبارها عبودية المؤمن للإثم وشواغل العالم الدنيوي (قدور اللحم)، كما انتقلت مستويات التفسير من الحرفي إلى المجازي إلى الأخلاقي إلى الروحي، من المدلول النصي التاريخي عن اليهود في العهد القديم إلى المستوى المجازي عن المسيح في العهد الجديد، فالتحرر من مصر مماثل لتحرر المسيح من كل إغواء وبعثه، وهنا وقوف عند الفرد وأخلاقه. ثم ننتقل إلى المستوى الصوفي الروحي وبدلا من شعب واحد نصل إلى مصير الجنس البشري كله وخلاص روحه.
تحليل النص
الشرح أو التفسير والعمل على جعل النص واضحًا جليًا: وترد الكلمة في سياق تفسير النص، دون اللجوء إلى شيء خارجه. وهي طريقة من طرق النقد الأدبي في تناول النصوص تتضمن الدراسة الوثيقة التفصيلية والتحليل والبيان التفسيري. ومن هذا المنطلق يركز الناقد على اللغة والأسلوب والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والكل، لكي يصبح معنى النص ورمزيته واضحَين.
التفكيكية
منهج فلسفي يطرح للتساؤل إمكان المعنى المتسق في اللغة واستعمالاتها، ابتدأه جاك ديريدا في فرنسا في أواخر الستينات من القرن العشرين وتبناه عدد من منظري ونقاد الأدب البارزين في الولايات المتحدة من أمثال هارولد بلوم Harold Bloom ، وبول دي مان Poul de Man وجيوفري هارتمان Geoffrey Hartman وجيه. هيليس ميللر J. Hillis Miller وإي. دوناتو E. Donato ابتداء من السبعينات المبكرة. وكان من المعتاد أن توجد خيوط من التفكيكية ومصطلحاتها مجدولة في المشاريع النقدية المختلفة، الشكلانية والظاهرياتية والتأويلية والماركسية كما كانت الحال مع مدرسة النقد الجديد، وبعض النقاد يطلقون عليها النقد الجديد الجديد.
التعبيرية
المصطلح في الأدب فضفاض على الرغم من دقته النسبية في الفن التشكيلي، وفي البداية كان يشير إلى حركة في التصوير، كان من ممثليها كاند نسكي Kandinsky وكلي Klee تركت محاكاة الواقع الخارجي لكي تعبر عن الذات الداخلية أو عن رؤية شخصية جوهرية للعالم وكانت رد فعل على الانطباعيةوفي الأدب ليس هناك تعاقب معترف به لتلك النزعة أو مدرسة محددة، بل هناك تقنيات مثل التصميم المتجزئ (الأرض الخراب لإليوت) أو التحول الرمزي للشخصيات (في فنجانزويك لجويس) أو أي تحريف (تشويه) متعمد للواقع وبالإضافة إلى ذلك كسر التوالي الزمني الطبيعي يمكن أن تطلق عليها تقنيات تعبيرية. ومن المبادئ الأولى لتلك النزعة أن التعبير يحدد الشكل، ويحدد بناء الصور وتركيب الجمل. وهكذا يمكن تحوير وفك أوصال أي قاعدة شكلية أو عنصر من
(يُتْبَعُ)
(/)
عناصر الكتابة لتلائم هدف التعبير.
وفي الدراما تلجأ التعبيرية إلى تجسيد حالة شعورية بواسطة البنية غير الواقعية والشخصيات الرمزية وتنظيم خاص للأسلوب. وقد انتشرت التعبيرية في بدايات القرن العشرين وتبلغ قمة مجدهما في مسرحية الحلم وسوناتا الشبح لاسترندبرج Strindberg ثم توالت المسرحيات طوال العقد الثاني بأقلام فديكند Wedekind وإرنست توللر Ernst Toller وجورج كايزر Georg Kaiser وغيرهم، ثم كادت تنقرض في منتصف العشرينات ولكنها أثرت في بعض أعمال يوجين أونيل Eugene onel وإلمررايس ElmerRice.
وفي الروايات والقصص القصيرة تؤثر أفكار التعبيرية في تمثيل العالم الموضوعي خلال الانطباعات المكثفة والأحوال الوجدانية للشخصيات، وخاصة خلال أذهان شخصيات بعيدة عن العادية أو السواء أو من خلال إسقاط مفاهيم ومواقف المؤلف نفسه ونجد تأثرًا محدودًا بالتعبيرية عند فيرجينا وولف وكافكا وويليام فوكنر.
وفي الشعر هناك نطاق واسع لما يعرف بتقنيات التعبيرية من الاعتماد على التأثيرات الصوتية واللونية، وعلى تراسل الحواسحيث لا يكون المعنى هو الأساس. ومن المتأثرين جيرارد مانلي هوبكنز Gerard Manley Hopkins وروي كامبل Roy Campell .
التناص
مصطلح صاغته جوليا كريستيفا للإشارة إلى العلاقات المتبادلة بين نصمعين ونصوص أخرى، تجسيدا لأفكار أستاذها باختين، وهي لا تعني تأثير نص في آخر أو تتبع المصادر التي استقى منها نص تضميناته من نصوص سابقة بل تعني تفاعل أنظمة أسلوبية. وتشمل العلاقات التناصية إعادة الترتيب، والإيماء أو التلميح المتعلق بالموضوع أو البنية والتحويل والمحاكاة الهزليةأو المقابسة. وقد تزايدت أهمية المصطلح في النظريات البنيويةوما بعد البنيويةالتي ترى أن النصوص تشير إلى نصوص أخرى أو تشير إلى نفسها كنصوص بدلا من الإشارة إلى واقع خارجها.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 05:09 م]ـ
ثراء الدلالة
يقاس غنى الدلالة بنسبتها إلى الثروة الإنسانية، وثراء المعنى ليس ازدحامه أو تعقده. وتلك الثروة الإنسانية هي شمول الحاجات والقدرات وألوان الممارسة المبتهجة والقوى الخلاقة للأفراد وهم ينتجون الطيبات في تواصل متبادل. وهي أيضا التطوير المكتمل (أو السائر نحو الاكتمال) لسيطرة الإنسان على قوى الطبيعة، طبيعته الإنسانية والطبيعة الصماء. وتقوم الدلالات الغنية على الإنضاج المستمر الشامل لاستعدادات الإنسان الخلاقة بوصفها استعدادات إنسانية، وتتابع الارتقاء التاريخي السالف الذي جعل تلك الاستعدادات والقوى إنسانية. وهذا الإنضاج (والتطوير) هدف في ذاته لا يقاس بمقياس عتيق أقر سلفا، وهو إنضاج نحو أوضاع لا يعيد الإنسان فيها إنجاب نفسه في صورة قد تحجر تحددها وتعينها الحتمي. فالإنسان يخلق كليته وشموله لا في شكل صاغه الماضي نهائيا وفرغ منه بل في حركة وصيرورة لا تنقطعان.
وأمام تلك الحركة لا توجد أغراض مثبتة متحجرة ذات جانب واحد تضحي بالغاية وهي ازدهار وتفتح القدرات الخلاقة للإنسان تحت قهر أو إملاء خارجي. ولا يوجد وضع يتوقف عنده المسير، كما أن تلك الحركة لا تسير في خط أو دون تناقضات وعثرات.
ثغرة "بياض"
جزء ناقص في مخطوط. أو نوع من انقطاع السياق ويشير التعبير أحيانا إلى ثغرات محا التمزق أو التقادم ما كان عليها من كتابة.
ثلاثية
سلسلة مكونة من ثلاث روايات أو تمثيليات. وعلى الرغم من أن كلا منها مكتمل بذاته إلا أن هناك صلات تربطها من حيث الفكرة الرئيسية والسياق. مثل الأجزاء الثلاثة لمسرحية شيكسبير هنري الرابع ورواية "الولايات المتحدة" لدوس باسوس التي تضم "خط العرض الثاني والأربعين" و"عام 1919" و"رأس المال الكبير". وقد أطلق التعبير لأول مرة على مجموعة من ثلاث مآس كانت تمثل في أعياد ديونيسيوس مثل أوريستيا إيسميلوس التي تضفي طابعا دراميا على قصة أجامنون وأوريست. وأشهر ثلاثية في الأدب العربي هي ثلاثية نجيب محفوظ، وهناك ثلاثية إدوار الخراط المكونة من رامة والتنين والزمن الآخر ويقين العطش.
،،،،،،،،،،،،،،،
جملة متوازنة
(يُتْبَعُ)
(/)
بنية لغوية تبرز فيها أجزاء الجملة من تراكيب وكلمات في وضع متواز لتأكيد التضاد أو التماثل في المعنى مثل ملاحظة بيكون عن الكتب: بعض الكتب يصلح لنتذوقها، وبعضها الآخر يصلح لابتلاعه، وقليل منها يصلح للمضغ والهضم.
جناس
تماثل كلمتين أو تقاربهما في اللفظ واختلافهما في المعنى لتوكيده أو للوصول إلى معنى مزدوج. وكثيرا ما يؤدي ما في الجناس من مفارقة إلى تحقيق أثر فكاهي.
جنس (نوع) أدبي
صنف أو فئة من الإنتاج الفني له شكل متعين وتقنيات ومواضعات محددة. وهناك اتجاهات حديثة ترفض نقاء النوع الأدبي وتمزج بين الأنواع كما أن هناك اتجاهات ترفض فكرة النوع وتدعو إلى نصوص لا نوعية. والكلمة الإنجليزية أصلها فرنسي وهي مرادفة للنوع أو الصنف. ومن بين الأنواع الأدبية هناك الرواية والقصة القصيرة والمقالة والملحمة ... إلخ والكلمة عامة مرنة الحدود، فالشعر يدل على نوع أدبي ولكن الشعر الغنائي والرعوي والأغنية والمرثية وغير ذلك كلها أنواع أدبية فرعية لها استقلالها.
أما في التصوير فالمصطلح الإنجليزي والفرنسي ينطبق على الأعمال التي تعالج الحياة اليومية مستخدمة تقنيات ذات نزعة واقعية
جو انفعالي
من الواضح أن هذا التعبير استعاري في ذاته وهو يشير إلى الشعور العام الذي ينتشر داخل العمل الأدبي ويتخلله بالإضافة إلى أنه يحدد نطاق معالجة المادة الأدبية والأثر الكلي للعمل ويضع شروط معالجتها. ومن الخطأ أن يعتبر الجو مقصورا على وصف مسرح الفعل أو خلفية العمل رغم أن الخلفية تسهم إسهاما كبيرا في تجسيد الجو الانفعالي. فالإيقاع ونوع الصور قد تسهم أيضا في تحقيقه.
والجو الانفعالي يتضمن الحالة الانفعالية المهيمنة على اختيار الأديب كما تتحقق في المشهد والوصف والحوار: ويخلق مطلع القصيدة الجاهلية جوا انفعاليا، كما يخلق الحوار بين قيس وليلى في مسرحية شوقي مجنون ليلى هذا الجو وبالمثل فإن المقاطع الوصفية في شعر البحتري تقوم بنفس الشيء.
والجو الانفعالي يحتضن التفصيلات الفيزيقية والسيكولوجية التي يقع عليها الاختيار، كما يحتضن الانطباع الذي يقصد المؤلف إحداثه في القارئ، أو الاستجابة الانفعالية المتوقعة عند القارئ.
جونجورية - أسلوب الزخرفة اللفظية
أسلوب مفتعل مصطنع مثقل بالزخارف في الكتابة. وهو ينتسب إلى اسم شاعر أسباني في بواكير القرن السابع عشر يقال إنه أسرف في استخدام الكلمات المنمقة الطنانة والتحليق مع نزوات الخيال والمفارقات والتوريات والكثير من خصائص التأنق البديعي.
ولكن شعر هذا الشاعر الأسباني نفسه يعد من الأمثلة الرفيعة للشعر عند كثيرين.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 05:44 م]ـ
حادثة
حدث أو جزء متميز من الفعل. وهو سرد قصصي موجز أو قصير يتناول موقفا واحدا، وحينما تنتظم الأحداث معا ويجمعها خيط واحد بطريقة مترابطة تصبح سلسلة أحداث في الحبكة.
حالة الموسيقى في الشعر (1)
تحقق ذلك المطمح - وهو وصول الشعر إلى حالة الموسيقى- في البدايات الأولى لنشأة الحكايات والأغاني في الرقصة الطقسية. وكان الهدف تكثيف الحياة فيما هو أبعد من ضروراتها في جمال وغضب ونشوة. فهناك دورة كاملة للحياة الإنسانية تبدأ قبل الميلاد وتستمر بعد الوفاة تتمثل في التضحية والبعث في عالم يقوم على الانسجام.
وكانت الموسيقى متحدة مع الرقص والأغاني متخذة شكلا من سرد حكاية تعطي للكلمات طابعا فنيا خاصا. فهي مؤثرات ووحدات تكرارية أو دائرية. فقد تحكي عن عدد من الأخوة مثلا يقومون بنفس المحاولة ولا ينجح إلا الأخير، وتحكي كل محاولة بنفس الكلمات ويحدث التغيير أخيرا باعتباره تقدما مفاجئا واختراقا للسدود.
كما كانت هناك تكرارات الرقص وأنواع العمل مع اللازمة (واللازمة أو القرار هي عبارة تتكرر على نحو موصول في قصيدة أو أغنية) تمثل قائد الرقصة أو العمل في علاقته بالآخرين. وينشأ عن ذلك توتر درامي تبنيه الحركات والكلمات. ونجد أساس المقطع الشعري (والمقطع هو مجموعة من الأبيات موحدة الوزن والقافية في قصيدة) واللازمة وتطورهما الدرامي في الرقصة، وخاصة في الرقصة الإيمائية، كما نجد محاولة لتحقيق تطابق أو تغاير ما بين النطق والتصفيق ودقات الطبول ووقع الأقدام وبين إيقاع ونبرات الأغنية. وقد نجد شكلا آخر للتكرار في الشعر البدائي لتنظيم البنية الإيقاعية
(يُتْبَعُ)
(/)
في تكديس المترادفات والاستعارات، وفي الإطناب والحشو لتحقيق دوران حول نفس المعنى أو التعبير في مواربة. ويصاحب ذلك كله تقريرات متوازية قد تعكس عند بعض الباحثين الانشطار الثنائي للقبيلة في عشائر متماثلة. ومن الاتجاه إلى التماثل (السيمترية) جاء الدوبيت (الكوبليه) المقفى أو الرباعية المقفاة. فقد كان هناك اتجاه نحو استخدام المترادفات والتكرار لإحداث تأثير بالتوازن الكلي يعبر عن فاعلية متدفقة في وحدة مع الطبيعة والعالم.
وكانت الموسيقى البدائية المصاحبة للعمل والرقص والأغنية الشعرية تتكون من وحدات إيقاعية متشابهة تتكرر باستمرار في تنوعات، وتنتظم على أساس من التوتر بين بداية الوحدة الإيقاعية وبين النغمة الختامية، وكانت تلك الوحدات الإيقاعية المتشابهة وسلسلة تكراراتها تنمو وفقا لنسق دائري حول نغمة مركزية، قد يكون مجرد تنويعات أو توسيع للمدى والنطاق. وأصبح هناك نظام تكراري من التنويع والدوران يشترك بين الحكاية والأغنية والموسيقى. وكان للوحدات الإيقاعية المتكررة أسماء محددة تنطبق على انفعالات وأشياء. ونصل من ذلك إلى أن بنية القصيدة الموسيقية مستمدة من تمثل تاريخها مع الرقصة والموسيقى حينما سادهما جميعا طابع جمعي تميز بغياب تناحرات إشكالية، لذلك اتسمت موسيقى الشعر البدائي التي ما تزال تواصل نوعا من الوجود بالتناغم اللحني والتماثل المنسجم (السيمترية).
ويذهب أصحاب الموسيقى إلى أن الإيقاع النغمي هو العنصر الحي في الموسيقى والتجسيد الخارجي لنبضاتها الباطنة. والإيقاع بوجه عام (حتى إيقاع الكون) هو الانتظام والتناسب في المكان والزمان للخطوط والأشكال والحركات والأصوات. وهم يفرقون بين الإيقاع ووزن الإيقاع Measure وهو صورة الإيقاع وقد رسمت في خطوطها العريضة التي اختزلت إلى مقادير رياضية (في انحطاط الشعر إلى نظم موزون). والإيقاع عند أصحاب الموسيقى خاص بالنغم، أما تعاقب الأنغام المنتظمة بطريقة ترتاح لها الأذن فهو اللحن (أو الميلوديا)، وحينما تتراكب ألحان (ميلوديات) بعضها فوق بعض وتكون لمجموعتها شخصية مؤكدة تنتظم في علاقات يتحقق ما يسمى بالانسجام (الهارمونية) متعدد الأنغام (البوليفونية).
حالة الموسيقى في الشعر (2)
في الرمزية الحديثة نتعرف على اتجاه يرجع الشعر إلى الموسيقى، ويستخدم المصادر والإمكانات الموسيقية للغة استخداما متعمدا. ولكن موسيقية الشعر لا تقاس بترابطات صائنة للكلمات في معادلات شبه رقمية كنسق خالص من الأصوات. فالموسيقى الشعرية ليست علاقات صوتية بسيطة، فذلك يغفل القدرة الممكنة للإيحاء النفسي للكلمات نفسها. فهناك درجة من القربى عند الشاعر الموسيقي بين عالم الصوت وعالم الفكر والانفعال، وليس الصوت عنده دندنة أو ترنما. وللوصول إلى تلك التناظرات الخفية الغامضة نجد أن بعض مقاطع الكلمة تمتلك وفاقا مرهفا دقيقا بينها وبين معنى الكلمة التي تشكلها نظرا للذكريات المختلطة التي تستثيرها الكلمة وليس بسبب الفتنة الصوتية للكلمة نفسها. فهي تستهوي الذهن وتحركه في مسار معين. وليس من الممكن أيضا أن ننظر إلى القيمة السيكولوجية للكلمة وكنزها المخبوء من الصور والتداعيات بمعزل عن صفاتها الصوتية. ولا يمكن تمييز موسيقى السياق اللفظي من معانيه إلا تمييزا تعسفيا. وينبغي إذن أن توضع الموسيقى الداخلية للكلمات فوق الانسجام الصوتي (الهارمونيا) الفيزيائي الكاذب أو ما يشبهه، فهو لا يبهج إلا الأذن فحسب بضوضاء منتظمة لا قيمة لها.
وبعض شعراء الرمزية يعون جيدا تعقد تلك الظاهرة، ولكن منهم من يزعم - مثل سانت بول رو - أنه في عمله الشعري يرتب التدفق الهائل للكلمات بطريقة موسيقية واضعا إياها على مدرج أوركسترالي، فهنا الأوتار وآلات النفخ الخشبية وهناك النحاسيات والمرددات. وهنا نجد فضيلة قد دفعت إلى حدها الأقصى فهزمت نفسها في عبودية جديدة. فمثل هذا الشاعر يضحي بالموسيقى الداخلية لحساب قعقعات أو اهتزازات صائنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
حقا إن ما تحققه الموسيقى خلال التنافر النغمي Dissonance وإعادة توجيه العناصر في كلٍ جديد يتجه نحو الانسجام (الهارموني) في بعض الأحيان له مقابل شعري في أنواع من تعليق لمعنى القضايا اللغوية ثم الوصول إلى ضروب من الحسم له طابع دوري. ولكن المعنى اللغوي في الشعر لا الرخامة وحسن الوقع في الأذن هو البنية الهارمونية للشعر، أما ميلوديا اللفظ فهي أقرب إلى لون النغمة Tone Colour في الموسيقى. وهنا يجب أن نفهم المعنى اللغوي باعتباره لا يتعلق بقضايا القصيدة أو دلالاتها الاستعارية الواضحة، بل بهما معا في إطار القصيدة المكوّن من الجرس الصوتي للكلمات، والتعاقب في سياق، والإيقاع ومعاودة الوقوع والقافية والصور وسرعة حركاتها أي يتعلق بالقصيدة كشكل ذي دلالة.
ويناظر اتجاه الرمزية في الموسيقى الشعرية بعض الاتجاهات في الموسيقى الحديثة من ناحية احتضان نزعة انطباعية ترفض الحس بالتآزر وتؤكد الجو واللون والمرونة والحيوية وتهمل التصميم والتوازن البنائي لتصل إلى غيوم وأعتام بدلا من منطق واضح. فهنا وهناك نجد رفضا للاستمرار الخطي والتصميم السيمتري ودعوة إلى "ثورة" هارمونية (ديبوسي مثلا). ولكن لا شعراء الرمزية خلقوا سياقات لفظية جديدة ولا ديبوسي تجاوز التجميعات الهارمونية القديمة، وكلاهما يستخدم السياق الهارموني باعتباره كيانا قائما بذاته له مقدرته الخاصة لا باعتباره وحدة في تنمية أو "مناقشة" انفعالية أو موسيقية، وكأنه صورة هيروغليفية تدعو إلى انسجام من أجل الانسجام، وتقدم نماذج إيقاعية معلقة في الهواء. وفي موسيقى الشعر كما في بعض اتجاهات الموسيقى الحديثة هجر الاتفاق والتضاد والتعليق والحل عند الرومانسيين. وأصبح الصوت لا يستثير استجابة ذهنية كناقوس يدعونا إلى كنيسة أو صفارة تدعونا إلى العمل بل أصبح يصدم حواسنا كصورة في حلم، أو صوت نتعرف عليه نصف تعرف في الطبيعة ويثير حنينا غامضا لا نستطيع أن نتذكر ارتباطاته السابقة، وبدلا من تكرارات التأكيد نجد تأكيدا ساكنا يشبه تراتيل كاهن قديم يحطم المعاني السطحية للجملة بحيث تخاطب "أغوار النفس" لا الفهم وتقدم عالما من نصف إضاءة ونصف إظلام وانفعالات تتحقق في خفوت وأعتام.
ونجد أحيانا في الشعر الحر ميلا لأن ينصهر الإيقاع اللفظي في الإيقاع النفسي، لنصل إلى بيت شعر خافت النبرات، خافت التأكيد هو بمثابة وحدة بنائية فكرية.
ويبدو أن المبالغة في اعتبار الشعر موسيقى قد استنفدت أغراضها وبدأ الرمزيون الجدد يقارنون أنفسهم بالرسامين ويستعيرون مصطلحات التشكيل، ويذهبون إلى أن الانسجام (الهارموني) قد مات واستنفد إمكانياته ولم يبق من الموسيقى نفسها إلا الأسلوب التجريدي، وما زالوا يواصلون "تحليل" الموسيقى حتى يصلوا إلى درجة إلغائها من الوجود. فالوعي المزعوم الجديد النقي الذي لم يسمع به أحد من قبل يحول الموسيقى إلى أصوات إلكترونية بلا معنى والصور الشعرية إلى مونولوجات تصدر عن غيبوبة، ويعمل في مواد منظمة مطهرة بشكل مطلق من التراث الفني السابق أي البدء من صفحة بيضاء.
حامل بذور النمو
صفة بمعنى شديد الابتكار ويؤثر بذلك في تطور أحداث المستقبل. وأعمال الكاتب من هذا القبيل (مثل بيكون وشيكسبير وطه حسين وجبرا إبراهيم جبرا) تمتلك بذورا قابلة للنمو، وتسبب تغييرات وتطورات في أفكار ومواقف الآخرين من قراء وكتاب على السواء.
حب بلاطي
القواعد الرمزية ذات الطابع الفروسي الرومانسي، وفلسفة الوقوع في الحب وممارسته. وكان الحب البلاطي دائما محظورا محرما، سريا كتوما متحفظا مقتصرا على امرأة واحدة ممتلئا بالتكريس والولاء. ونجده في حكايات المغامرات العاطفية عن الملك آرثر والملكة جينيفير والفارس لانسلوت عاشقها.
حبكة
(يُتْبَعُ)
(/)
الحبكة في العربية من حبك الثوب أي أحكم نسجه، وكانت الحبكة عند أرسطو تدل عليها الكلمة التي تعني أسطورة mythos لأن المسرحيات كانت مستمدة عادة من هذا النبع الميثولوجي، والترجمة الفرنسية للحبكة Fable تشير إلى شيء قريب من ذلك قد يعني حكاية خرافية أو رمزية. أما الكلمة الإنجليزية فتشير ابتداء من القرن السادس عشر وعصر الطباعة إلى قطعة أرض، ثم إلى وصفها وتحديد أبعادها، وقطعة الأرض هذه قد يملكها شخص واحد بدلا من أن تكون ملكية جماعية كما هي الحال في الحبكات "الأسطورية" الموروثة.
وتختلط كلمة حبكة في بعض الكتابات بكلمة عقدة Complication وتعني دفع التعقيدات في الأحداث إلى ذروتها لكي تحل بعد ذلك في النهاية، ولكن ليس شرطا أن تترادف الحبكة مع تعقيد وحله، وتشجع الكلمة الفرنسية intrigue التي تستخدم بمعنى حبكة على شيوع هذا الترادف، لأنها تعني تسلسل الأحداث وتعقدها اللذين يؤديان إلى خاتمة. وهي بذلك تعني نوعا خاصا من الحبكات.
وقد ميز الشكلانيون الروسبين المادة الخام القصصية الأساسية Fabula أي مجموع الأحداث المروية في السرد، والحبكة Syuzhet التامة، أي القصة كما تحكى بالفعل عن طريق ربط الأحداث معا بالتقديم والتأخير، فالمادة القصصية هي ماذا حدث بالفعل والحبكة هي كيف أصبح القارئ واعيا بما حدث أي نظام ظهور الأحداث في العمل الأدبي نفسه سواء على النحو التقليدي من حيث الترتيب الزمني أو على نحو استرجاعي (فلاش باك) أو في وسط الأشياء. فالحبكة بمعنى ترتيب الأحداث هي إجراء يقوم به الخطابالروائي، فهو الذي يحول الأحداث إلى حبكة والخطاب هنا هو نمط العرض، والحبكة هي القصة كما صنعها الخطاب. وليس ترتيب العرض بالضرورة هو نفس ترتيب المنطق الداخلي الطبيعي للقصة، لأن وظيفة ترتيب العرض توكيد أحداث بعينها أو نزع التوكيد عنها، وتفسير بعض الأحداث وإغفال تفسير أحداث أخرى، وتركها لاستنتاج القارئ، والتقديم المباشر لأحداث والحكي الموجز عن أحداث أخرى. فالمؤلف يستطيع ترتيب الأحداث على أنحاء متغايرة، وكل ترتيب يؤدي إلى حبكة مختلفة، ويمكن بناء كثير من الحبكات من القصة الواحدة نفسها. ويرى الناقد والروائي إي. إم. فورستر E.M. Forester أن تعريف الحبكة ماثل في التأكيد على السببية داخل التعاقب الزمني. فالقول "مات الملك ثم ماتت الملكة" قصة أما "مات الملك ثم ماتت الملكة من الحزن" فهو حبكة. ولكن هذا التعريف ينطبق على الحبكات الروائية كما كان ينطبق على الحبكات في السرد التراثي. ولم تعد للسببية مكانتها القديمة في الروايات الحداثيةوما بعد الحداثيةوقد أوضح أرسطو أن نطاق السببية يختلف من البداية حيث يبدو كل شيء ممكنا إلى الوسط حيث تصبح الأشياء محتملة، إلى النهاية حيث تتجلى الضرورة. ولكن مفهوم البداية والوسط والنهاية لا ينطبق على الأفعال الواقعية، على القصة بل على القصة بعد أن يجسدها الخطاب (الحبكة). فهذه الحلقات المتتابعة لا معنى لها في الواقع، بل تكتسب المعنى تبعا للخطاب، فأين نضع نقطة البداية؟ إن الميلاد ليس بداية والموت ليس نهاية، والتوجه إلى قلب الأشياء قرار تحكمي يتعلق بالخطاب، بالفن لا بالحياة.
وفي الرواية الحداثية تغيرت آلية الحبكة. فبدلا من أن تكون الأحداث متسلسلة ذات نتائج على نحو جذري تغير الوضع، ولم يعد من المفترض صياغة سؤال عما سيحدث ولا تقديم إجابة عنه، فالأشياء ستظل كما هي عموما، ولم تعد المسألة حسم الأحداث على نحو سعيد أو تعيس بل الكشف عن وضع للأمور، ولم يعد للترتيب الزمني دلالة كبيرة في حبكات الكشف وإماطة اللثام، كما لم تعد الأحداث تلعب الدور الرئيسي، فالحبكات الحداثية تتجه نحو الشخصية بقدر متزايد، فأفعال الشخصية غير السببية غير الدافعة إلى الأمام ستكشف عن ملامح من الشخصية وعن معاناتها. فالمبدأ المنظم هنا هو إمكان الحدوث في أفعال وأحداث مفككة عرضية يربطها تواز أسطوريأو مجاز تصويريوتغيب الحبكة من قص شريحة الحياة Slice of life , Tranche de vie الذي يقدم الحياة في عريها وتدفقها الحشوي وبواعثها الأولية دون تنظيم.
حبكة فرعية
حبكة ثانوية أو صغيرة الحجم في تمثيلية أو عمل قصصي قد تكون في تضاد مع الحبكة الرئيسية، أو قد تعمل على إضاءتها إضاءة أقوى أو قد تكون في موازاتها واهية الصلة بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
حبكة مقابلة
موضوع أو فكرة ثانوية في تمثيلية أو رواية يستعمل إما كتنويع على نفس الموضوع الرئيسي أو كمقابل مضاد له. وتلك الحبكة الفرعية تتكون من فعل ذي صلة بالموضوع الرئيسي رغم انفصاله وتميزه.
وتظهر الكثير من الحبكات الفرعية في عدد من مسرحيات شيكسبير مثل هاملت والملك لير وهنري الرابع. وفي المسرحية الأخيرة تعتبر أفعال فولستاف وصحبه حبكة فرعية بينما الحبكة الرئيسية هي إخماد تمرد سياسي.
وفي هاملت يعتبر الصراع بين ليارتيس وهاملت حبكة مضادة بالنسبة إلى الصراع الأساسي بين هاملت وكلوديوس. وفي الملك لير تحدد الشخصية الرئيسية في الحبكة المضادة (إدموند) نتيجة الفعل الرئيسي.
حتمية آلية
- مذهب فلسفي يقول بأن كل الوقائع والأحداث تحددها علل خارجية، وأن النتائج والمعلولات تحكمها قوانين طبيعية. ويذهب دعاته إلى أن الاختيارات والقرارات الإنسانية تتحكم فيها مصادر خارجية، وأن إرادة الإنسان ليست حرة أو قادرة على الفعل.
- وترتبط تلك الحتمية الآلية بالمذهب الطبيعي في الأدب فهما يقولان بأن كل ما يفكر فيه الإنسان ويفعله ويقوله تمليه الوراثة والبيئة، وأن ليس للإنسان سيطرة على الوراثة والبيئة.
حداثة أدبية
ليست النزعة الحداثية في الأدب مرادفة للأدب المعاصر، فالمعاصرة تشير إلى الزمن في حياد، أما "المودرنزم" أو الحداثة فتشير إلى الحساسية والأسلوب اللذين يصدران أحكاما على ما سبقهما من أدب، ويهدفان إلى أنه يحلا محله.
ويصعب عادة على القراء فهم ذلك الأدب حتى أصبحت الصعوبة علامة عليه. فهو يبدو ضد كل الأساليب والمواضعات الفنية المتوارثة، فكيف يكون من الممكن تعريف تلك النزعة العصرية في الأدب؟ قد يكون من الأوفق أن نبدأ بتمييزها باعتبارها تحولا عن كل ما سبق .. أنها قول: "لا" على وجه قاطع شامل، يرمي في وجه أساليب الإدراك والوجدان المألوفة، فتلك النزعة غضبة لا تهدأ ضد ما استقر من مواضعات أدبية. واتساقا مع ذلك لن تقيم أسلوبا سائدا تتميز به، فلو فعلت ذلك لتناقضت مع ما بدأت به وكفت عن أن تكون حداثة، وأصبحت شيئا مقفلا عتيقا. فهي نزعة تختلف عما سبقها من محاولات تجديدية في أنها تأخذ على عاتقها أن تختلف مع ما سبقها دون أن تصل إلى انتصار. فعليها أن تصارع المدارس والأساليب الفنية القديمة دائما… لكي لا تنتصر. فأعمال تلك النزعة الأدبية تقوم على التجريب، وتعتبر العرف الأدبي المألوف قيدا مضجرا، وما يدافع عنه الأدب الرائج خداعا ونفاقا، وتتمرد على الطرق المقرة المفروضة تقليديا في الكتابة الأدبية. وكتاب تلك النزعة لا يهدفون إلى الوصول إلى قالب يتفق عليه الجميع. فهم يرون في الشك والريبة من جانب الكاتب تجاه الأخلاقيات القاطعة التي توجه العمل الروائي مثلا علامة من علامات الصحة. وقد يصل الأمر بالروائي أو القصاص أو الشاعر أن يتخذ من القيم السوقية الموقرة للمجتمع المحترم موقفا هازئا، ويعلق الحكم عليها ولا يصل إلى اتخاذ موقف محدد، كما يعمد إلى القيام بتجارب على الإحساسات وارتياد معايير لم تتشكل بعد.
ولا نجد عند تلك النزعة احتفاء بما يمتلئ به الأدب، الذي تعتبره قديما، من حكمة الأجيال السابقة التي تتهادى على طرقها المعبدة، بل نجد احتفاء بالهاوية والأعماق المعتمة الوعرة. فهنا نجد الكاتب يقترح ويستكشف الأسلوب الحداثي الفذ "للخلاص"، وهو خلاص تقوم به ذات الفرد من أجل نفسها لكي تتحرر من ذاتها الجاهزة أيضا في غمرة ما تتحرر منه.
حدس
هو المقدرة على فهم الحقيقة مباشرة وفجأة دون تمهيد منطقي استدلالي، فالبديهيات على سبيل المثال حدسية، وكذلك الاستيعاب المباشر لجوهر الأشياء قبل أن تكون التجربة العلمية والاجتماعية قد وصلت تدريجيا إلى ذلك الجوهر. وليس الحدس قدرة صوفية مضادة للممارسة والمنطق أو مرحلة خاصة في المعرفة أو موهبة تتجاوز العقل أو انعطافا بعيدا عن طريق المعرفة. فالحدس يعتمد في وثبته على الممارسة والمنطق السابقين لأن المقدرة على استيعاب الحقيقة فجأة يكمن وراءها تراكم من التجربة والمعرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلعب الحدس دورا واضحا في الوصول إلى الافتراضات العلمية، وله أهميته في الاستيعاب الجمالي للواقع. ومن الخطأ أن يؤخذ الحدس- في تضاد مع المعرفة العقلية التجريبية- طريقا للمعرفة الفنية، فهو يرتكز على تلك المعرفة وهي الفيصل النهائي في الحكم على الحدوس بالخصب أو العقم.
حديث جانبي
مواضعة مسرحية يستخدمها مؤلف الدراما للإشارة إلى كلمات تنطق بها الشخصية ويسمعها جمهور المتفرجين ولكن لا تسمعها الشخصيات الموجودة على خشبة المسرح.
وقد يستعمل الروائي وكاتب القصة القصيرة أو الشاعر تلك الوسيلة التي يشوبها التصنع. استخدمها من المحدثين يوجين أونيل وقلة من كتاب المسرح البارزين ولكن مواضعة تلك "الهمسة" على خشبة المسرح نادرة التحقق في أدب القرن العشرين.
حديث منفرد
- التعبير الإنجليزي والفرنسي مشتق من أصل يوناني يعني كلمة واحدة أو حديثا واحدا ويشير إلى حديث يقوم به شخص واحد.
- وفي الدراما يشير التعبير إلى شكل من العرض يقوم به متكلم واحد أو إلى جزء ممتد من النص المسرحي ينطق به ممثل واحد (مناجاة ذاتية).
- أما الوسيلة الفنية المستخدمة للكشف عن تدفق الأفكار داخل أذهان الشخصيات في التمثيليات والروايات فتسمى بالمونولوج الداخلي.
حذلقة
استعراض المعرفة، وعبودية الاهتمام بالقواعد والتفصيلات، والتشبث بالمعرفة المستمدة من الكتب مع افتقار إلى الحكمة العملية. ويطلق المصطلح على الكتابات التي تحتوي على إيماءات كثيرة إلى النصوص التقليدية كما تحتوي على عبارات أجنبية واستشهادات واقتباسات وما شابه ذلك. ونجد عند شيكسبير على سبيل المثال في "جهد الحب الضائع" شخصية ناظر مدرسة القرية وهو متحذلق لا شفاء له يهنئ نفسه مفتخرا بدقة نطقه وإلمامه باللاتينية. وكذلك الحال مع مسرحية النسوة المتعالمات لموليير.
حرفيا
تعبير يعني "بنفس الكلمات على وجه الدقة"، حيث تماثل كل كلمة نظيرها في النص الأصلي. وكان النساخ في العصور الوسطى وقبل مجيء الطباعة ينفقون ساعات طويلة في إعداد نسخ من أي كتاب تطابق الأصل حرفيا. وتضم كتب المختارات أو المقتطفات نسخا طبق الأصل حرفيا من النصوص الأدبية الأصلية.
حساسية
كان المصطلح في القرن الثامن عشر في إنجلترا يعني صفة تلقي المديح عادة، فهي القابلية للمشاعر الرقيقة، وللإحساس بالآخرين وآلامهم، والاستجابة لما هو جميل. وكانت عقيدة الحساسية رد فعل للنزعة العقلانية الصارمة في القرن السابع عشر، والقول بالأنانية الفطرية للإنسان. وكثيرا ما دفعت الحساسية حتى أصبحت عاطفية. ويعني المصطلح الآن إدراكا عاطفيا وعقليا عالي التطور، وخاصة فيما يتعلق بالاستجابة للظواهر الجمالية. ويستخدم النقد الجديدالمصطلح لوصف خصائص الأمزجة والاستعدادات التي تنتج الشعر أو تتذوقه. ويعتبر إليوت T.S. Eliot أن الحساسية تمثل الملكة الإبداعية والخاصية المزاجية في الشاعر وعادة ما تعتبر أن حساسية كاتب هي طريقته المتميزة في الاستجابة للتجربة عقليا وانفعاليا.
حسي- (شهوي)
1 - يشير التعبير دائما في معناه غير اللائق إلى المتع والملذات المستمدة من الحواس وتتضمن عادة الغلظة والفسوق، مثل حصول فولستاف على متعة حسية من الطعام والشراب.
2 - ويشير التعبير في معناه اللائق إلى ما تصل إليه التجربة من خلال الحواس، فالقارئ يستمتع بقصيدة حسية لما فيها من تجربة حسية تلقائية.
حكاية
سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة ذات الحبكة المتراخية الترابط، مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر. وقد يشير التعبير دون دقة إلى رواية كما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز.
حكاية (أقصوصة)
المصطلح الفرنسي ينطبق أصلا على أية حكاية أو قصة قصيرة وعلى الأخص تلك التي تتعامل مع أحداث أسطورية خارقة ذات طابع مغرق في الخيال. ولكنها الآن في الاستخدام العام تعني أي قصة قصيرة ترتبط أجزاؤها فيما بينها ارتباطا وثيقا
حكايات "العباءة والخنجر"
(يُتْبَعُ)
(/)
تشير إلى مسرحيات وروايات الجاسوسية والمؤامرات وهي ذات طابع مائج بالحركة والانفعالات الرومانسية الصبيانية. وهناك نوع قريب الصلة من ذلك اسمه حكاية العباءة والسيف حيث ترتدي الشخصيات بالفعل عباءات وتتسلح بالسيوف، ويسلكون على طريقة آداب البلاط الملكي ويقطعون وقتا طويلا في المبارزات مثل الفرسان الثلاثة لديماس الأب.
حكاية بطولات
اسم عتيق الطراز لقصة مغامرات خيالية شعرية أو نثرية. والكلمة الإنجليزية والفرنسية مشتقة من كلمة لاتينية تعني المنجزات أو المآثر. وقد استخدمت مجموعة من القصص في القرن الثالث عشر باسم Gesta Romanarum أي مآثر الرومان استخداما واسعا كمصدر أدبي للمؤلفين الذين أتوا بعد ذلك ومن بينهم شيكسبير.
حكاية بطولية (ساجا)
سرد قصصي طويل أو خرافة عن أحداث بطولية. والكلمة الإنجليزية والفرنسية مشتقة من أصل أيسلندي يعني المثل السائر .. وهي تنطبق خاصة على أي قصة تنتمي إلى العصور الوسطى وتتناول مغامرات أفراد ذوي مكانة رفيعة مثل السيرة الهلالية ولكنها تشير الآن إلى أي خرافة أو أسطورة أو حكاية تتضمن تجارب وإنجازات خارقة وقد أطلق جالزورذي Galsworthy ذلك المصطلح على ثلاثيته "آل فورسايت" الذين تتحدد شخصياتهم جميعا بالموقف من الامتلاك دون بطولة من أي نوع في أجيالهم المتعاقبة.
حكاية الجان (الكائنات السحرية)
حكاية عن الجنيات ضئيلات الحجم أو عن التنين الهائل أو الأشباح الصغيرة الخبيثة أو الغيلان البشعة أو المخلوقات السحرية الأخرى. وتصور هذه "الأرواح" الغيبية في العادة كما لو كانت سيئة الطوية، فائقة الحكمة والقوة، قادرة على تشكيل مصائر الإنسان على النحو الذي تختاره. ومن أشهر كتاب (أو جامعي) قصص الجان الأخوان جريم Grimm في ألمانيا وهانز كريستيان أندرسون (الدنمرك). وتحفل ألف ليلة وليلة بحكايات الجان وينطبق مصطلح قصص الجان على أي قصة أو اعتقاد مضلل أو لا يقبل التصديق.
حكاية خرافية
قصة متداولة عن الأزمنة القديمة ومقبولة شعبيا بوصفها حقيقية. وكان التعبير في الأصل يشير إلى قصة تحكى عن كرامات قديس. ولكنه ينطبق الآن على أي قصة خيالية تتعلق بشخص واقعي أو حدث أو مكان. والحكاية الخرافية أقل اعتناء بعالم ما فوق الطبيعة أو عالم الخوارق من الأسطورة ولكن التعبيرين وثيقا الصلات
حكاية شعبية
خرافة (أو سرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية. وخاصة في التراث الشفاهي. ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان. وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية.
الحكاية الشعرية
حكاية شعرية قصصية تتكون من مقاطع شعرية قصيرة. (ويتكون المقطع الشعري من عدد من الأبيات المقفاة) يقصد منها الغناء أو الإلقاء الشفاهي وعادة ما تتناول القصة الشعرية حدثا مثيرا أو دراميا.
حكاية عجيبة
سرد قصصي يروي أحداثا ووقائع حافلة بالمبالغة يصعب تصديقها، ومن أشهر أمثلتها "الضفدعة الشهيرة النطاطة من بلاد كالافاريس" لمارك توين.
حكمة (مثل)
قول موجز يعبر عن معنى مفيد في الحياة أو عن حقيقة تتعلق بالواقع المألوف. ويعبر عن الحكم في لغة بسيطة عادية قد تكون في بعض الأحيان مجازية أو رمزية. مثل قد ضل من كانت العميان تهديه.
حكي خيالي
تعبير نقدي حديث يصف قصا يعلن عن ابتهاجه بوعيه بذاته وهو يبني نصوصا لغوية بعيدا عن مواضعاتالواقعية، عند جون بارث John Barth وك. فونيجت K.Vonnegut وغيرهم. وهذه الصيغة القصصية كوميدية مجازية تنتحل أشكال الرومانسوالرواية التسكعيةوقريب من هذا التعبير مصطلح ما بعد القص Metafiction , Metafiction وهو قص عن القص يعلق مباشرة على وضعه كقص خيالي، واع بذاته القصصية، كثيرا ما يقطع فيه المؤلف السرد لشرح طرائقه في الكتابة ويقترح على القارئ نهايات بديلة. وقريب أيضا من التعبيرين السابقين تعبير فوق القص Surfiction , Surfiction أو القص ما بعد الحداثي وهو لا يعكس عند واضعه الكاتب التجريبي الأمريكي ريموند فدرمان Raymond Federman عام 1973 واقعا سابق الوجود ويهجر الواقعية مصرحا بوضعه المصطنع. وهذا القص لا يحاول أن يمتلك معنى أو حقيقة أو واقعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك مصطلح صاغه أندريه جيد Andre' Gide هو المضاعفة بلا نهاية mise-en-abyme، ويعني الازدواج الداخلي لعمل أدبي أو لجزء منه. ففي روايته "مزيفو النقود" نجد الشخصية المركزية بدورها روائيا يؤلف داخل العمل رواية اسمها "مزيفو النقود" تشبه الرواية التي هو إحدى شخصياتها، وهناك رجوع لا متناه، وتعاقب لا ينتهي للازدواجات الداخلية. وتلك الأداة يستخدمها روائيو ما بعد الحداثة من أمثال بورخس Borges وإيتالو كالفينو Italo Calvino..
حل العقدة - (النتيجة النهائية لوضع معقد)
مصطلح يرجع أصله إلى كلمة فرنسية تعني فك أو حل.
- يشير إلى عاقبة أو نتيجة أي وضع معقد أو أي سياق لتعاقب الأحداث.
- ويشير بنوعيته الأدبية إلى النتيجة الختامية أو كشف اللثام عن التعقيدات الدرامية الرئيسية في تمثيلية أو رواية أو عمل أدبي.
- وحل العقدة هو عملية فك خيوط حبكة أو إزالة توهم أو إطفاء اهتمام بمآل وضع معقد، على نحو غير مصطنع، ويتطلب ذلك بعض الشروح والتفسيرات للأسرار المختبئة وضروب سوء الفهم ذات الصلة بالعقدة.
- وفي الدراما يستعمل مصطلح حل العقدة في أغلب الأحيان عند الإشارة إلى الكوميديات.
حلقة (زمرة. جماعة)
مجموعة من الأشخاص تتجمع لتشابه المشارب والأهداف. ومن أشهر الحلقات الأدبية حلقة "أبناء بن" وهي تضم عددا من شعراء القرن السابع عشر حاولوا مواصلة مثل بن جونسون الكاتب المسرحي في عصر إليصابات (1572 - 1637)، وحلقة البتنيك Beat Gemeration وهي حلقة متراخية دون ضوابط للانضمام إليها ولكنها مزدحمة بالذين يعتبرون أنفسهم جزءا منها، وحلقة "إضاءة" في الشعر المصري أثناء السبعينات.
حوار
تعني الكلمة محادثة أو تجاذبا لأطراف الحديث. وهي تستتبع تبادلا للآراء والأفكار، وتستعمل في الشعر والقصة القصيرة والروايات والتمثيليات لتصوير الشخصيات ودفع الفعل إلى الأمام.
حوار السطر الواحد (المبارزة الكلامية)
في الأصل يشير التعبير إلى حوار في مسرحية إغريقية تتبادل فيه الشخصيات عبارات لا تزيد على سطر واحد. وقد اتسع معنى المصطلح بعد ذلك ليشمل كل حضور للبديهة يتجلى في الإجابة السريعة، وكل المبارزات الكلامية التي تدور بين الشخصيات في المسرحيات أو الأنواع الأدبية الأخرى. ومن أمثلته ما تبادله هاملت وأمه من حديث في المنظر الذي قتل فيه بولونيوس (الفصل الثالث - المنظر الرابع)، وما تبادله الملك والملكة من حوار مسهب في ريتشارد الثالث (الفصل الرابع - المنظر الرابع). ومن أمثلته الحديثة خطاب الفرسان الموجه إلى توماس بيكيت في سطور أربعة كل منها كالنصل الحاد (جريمة قتل في الكاتدرائية لإليوت).
حواري
مصطلح مرتبط بأعمال المنظّر الروسي ميخائيل باختين Mikhail Bakhtin التي تدور حول اللغة والكلام (انظر أجناس الكلام) والوعي والأنواع الأدبية والرواية، والمصطلح حواري الذي يعني صفة التفاعل والاستجابة المتبادلة يقابل مصطلح أحادي الصوت أو مونولوجي Monological , Monologique، ويعتبر باختين في نظريته الخاصة بفلسفة اللغة أن المنطوقات (الملفوظات) الفعلية حوارية بمعنى أنها غائصة في سياق من الحوار أي أنها تستجيب لملفوظات سابقة لمشارك في الحديث، كما تحاول أن تستخلص استجابة معينة من سامع محدد. ولا يقف الأمر عند ذلك فهذا الحوار هو الذي يحدد وجود الشخصية، فلا وجود لشخصية جاهزة سابقة على العمليات اللغوية الاجتماعية مع الآخرين. وقبل أن تستطيع تلك الشخصية استخدام الكلمات في التعبير الذاتي الداخلي لا بد لها من أن تكون قد نمت اللغة خلال الحوار مع الآخرين. ولا يستعمل باختين مصطلح الحوار بالمعنى المعتاد أي تجاذب أطراف الحديث بين شخصين أو أكثر. بل يبرز مسألة كيف تكون تلك الحوارات ممكنة. ويرجع ذلك الإمكان إلى أن اللغة نشاط بين ذوات أي نشاط اجتماعي وهي تسبق الذاتية من الناحية المنطقية، وليست محايدة قط أو خارج علاقات الاتصال أو خالية من مطامح الآخرين فهي حوارية. ويترتب على ذلك إحاطة الفردية المستقلة بالتساؤل، فالأنا التي تتكلم، تتكلم في نفس الوقت تعددا من اللغات مستمدة من أصول وسياقات اجتماعية متعددة. فكل أنا هي نحن. ويخصص باختين لهذه الحقيقة قيمة كبرى، فعند مناقشة النوع الأدبي أو الروايةعلى الأخص يناقش مسألة تعدد الأصوات (البوليفونية Polyphony ,
(يُتْبَعُ)
(/)
Polyphonie ) مقابل واحدية الصوت (مونولوجيزم Monologism , Monologisme ) أو اختزال الأصوات المتعددة من حيث الإمكان (أو الشخصيات) في صوت مفرد متسلط. ويرى باختين أن الرواية مؤهلة بتقنياتها لأن تمثل لغات غير لغة المؤلف وخاصة بتقنية الخطاب غير المباشر الحر (تقديم أفكار وملفوظات شخصية ما من وجهة نظر تلك الشخصية بالجمع بين سمات نحوية وغير نحوية لكلام الشخصية المباشر وسمات من تقرير الراوي غير المباشر وبذلك يسمح هذا الخطاب للسرد بضمير الغائب أن يستغل وجهة نظر المتكلم ( Free indirect style , Style indirect libre) ولكن النص الحواري يظل استثناء وإمكانا تجريبيا حيث يفكر الروائي معتمدا على تعدد في وجهة النظر والوعي والصوت. ومن الأصول التاريخية لهذه الحوارية يقدم باختين المحاورات السقراطية، وبطلها سقراط يرتدي القناع الشعبي لأبله متحير ولكنه حكيم في أعلى مراتب الحكمة، وصورته هي صورة ملتبسة لجهل حكيم يمدح ذاته في المحاورة على أساس أنه يحكم الجميع لأنه يعرف أنه لا يعرف شيئا. بالإضافة إلى أن المحاورات تبرز صورا كارنيفالية في علاقة سقراط بزوجته زانتيب Xanthipp ، فالبطل ينقلب إلى مهرج مضحك، كما تبرز نسقا مركبا من الأساليب واللهجات هي نماذج محاكاة هزلية من لغات وأساليب (كإرهاص بنوع متعدد الأساليب هو الرواية). وقد نشأت الأهجية المينبية Menippean Satire, Satire Menippée من اضمحلال المحاورة السقراطية، وهي تبعا لروح الكرنفال حرة في الحط من قدر الأشياء وقلب الجوانب الرفيعة للعالم رأسا على عقب. وكذلك الحال مع وجهات النظر إلى العالم، وهي حرية صادمة وأكثر خشونة وحدة من المحاورة السقراطية. وبالإضافة إلى ذلك هناك في تلك الأهجية روح البحث والتساؤل والاستقصاء مع خيال طوباوي.
إن الخاصية الكرنفالية في الأنواع الأدبية أي قلب التراتبات الاجتماعية والحقائق الجاهزة بواسطة أصوات وطاقات كانت مقموعة عادة ولكنها تبرز مطالبة بمكانة حوارية متساوية، هي خاصية تعدد الأصوات حيث يكتسب كل صوت مركزه الخاص المستقل لغويا وفكريا ويدخل مع الأصوات الأخرى ومع صوت المؤلف في علاقة حوارية، ليست متصفة بالخضوع أو التشيؤ. وهنا نصل إلى أن العمل الأدبي (وخصوصا الروائي) متعدد الدلالات وليس وحدة عضوية في مركزها إرادة المؤلف. ومن ناحية أخرى فإن المؤلف في النص الحواري الروائي يكتسب معنى جديدا وإن لم يصل إلى موت المؤلف. فالشخصيات عند دوستويفسكي النموذج البارز عند باختين للحوارية مكتفية بذاتها وليست مفعولا به للخيارات والخطط المتاحة أمام المؤلف الضمني بل هي متساوية الحقوق معه.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:13 م]ـ
خامة الصوت
ترابط منسجم للاصوات ذو جرس ممتع. والكلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني رخامة الصوت وهي نقيض النشاز. ويتصف الشعر الجيد بعذوبة الجرس إلا إذا حاول الشاعر أن يحقق تأثيرا حادا خشنا بأصوات ذات صرير.
خارج حسي
صفة تعني أشياء لا يمكن إدراكها بالحواس المعتادة، أو أشياء "فوق طبيعية". ولكن في بعض الأحيان يمكن للحدسأن يستشعرها دون لجوء إلى الحواس في زعم القائلين بالإلهام. ويحاول الكتاب المتمكنون أن "يعرضوا" ما يعنون ولكنهم، ومعهم الشخصيات التي يخلقونها، يعتمدون دائما على مشاعر داخلية وانفعالات يمكن تتبعها مباشرة وإرجاعها إلى ما تلقوه عبر تلك الاستبصارات غير المعتادة
خرافة أخلاقية
حكاية خلقية أو سرد قصصي تعليمي وهي أحد أشكال المجاز. مثل معظم قصص التوراة وحكايات إيزوب وكليلة ودمنة.
خرافة ذات مغزى (قصة رمزية على لسان الحيوان)
قصة بسيطة قصيرة، تكون شخصيتها من الحيوانات عادة وتستهدف تعليم الحقائق الأخلاقية. وتسمى مثل هذه القصص أحيانا "خرافة الحيوان" مثل كتاب الأدغال لكبلينج وكليلة ودمنة. وينطبق المصطلح في بعض الأحيان على قصص تدور حول شخصيات غيبية، وعلى حكايات فائقة للطبيعة وعلى الأساطير.
خصم
(يُتْبَعُ)
(/)
الشخص الذي يدخل في نزاع أو يعارض شخصا آخر في قتال أو في معركة إرادية. وفي الأدب يمثل هذا المنازع الخصم الرئيسي للشخصية الأساسية، لذلك يسمى في الغالب (وكثيرا ما تبتعد هذه التسمية عن الدقة أو الصواب) بالشرير Villain Traitre فإذا كانت الحبكة الرئيسية ترتكز على إنجازات ضخمة لبطل يقهر خصما يحاول إعاقته فالخصم هو الـ Antagonist والبطل هو الـ Protagonist وهو نصير القضية الفعال. أما إذا دارت الحبكة الرئيسية حول أعمال الشرير التي يقهرها ويحبطها أحد الأبطال، يصبح ذلك البطل هو الخصم والشرير هو المدافع أو النصير
خصة شعرية (إجازة)
الحرية التي يعطيها لنفسه الكاتب (الشاعر والروائي والدرامي وكاتب المقالات) لإحداث تأثير مقصود، بالخروج والانحراف عن الشكل الاصطلاحي والقواعد المقرة أو حتى بالانحراف عن الواقع والمنطق. فأي كاتب على سبيل المثال (وخاصة الشاعر) قد يعطي لنفسه رخصة الخروج عن الترتيب المعتاد للكلمات أو رخصة استخدام الكلمات العتيقة المهجورة أو استعمال اللغة المجازية الاستعارية والإسراف في ذلك الاستعمال واستخدام الإيقاع وتنسيق الإيقاع بدرجات لا توجد في الكلام العادي. ولكن أعظم الشعراء لا يجيزون للحرية أن تصبح ترخصا، ونادرا ما يطلقون العنان لأنفسهم في خرق القواعد والنحو والنطق (من أجل القافية مثلا).
خطاب
المعنى التقليدي هو الكلام المستعمل في سياق الاتصال والذي يزيد على الجملة الواحدة. وما يزال الاهتمام بفهم الاستعمال اللغوي في سياق الاتصال مهما في التصور المعاصر للخطاب. وقد أدمجت نظرية الكلام - الفعل أو فعل الكلام Speech-act - Acte de parole عند اوستن Austin وسيرل Searle في تحديد دلالة الخطاب عند البحث الأنجلو أمريكي. وهي نظرية تقول بأن اللغة لا تقتصر على بناء قضايا عن العالم صادقة أو كاذبة بل هي نوع من الفعل والتعبير عن قصد. وفهم معنى نطق يتطلب ما هو أكثر من معرفة ما يشير إليه، أي فهم قوته، وتأثيره في السامع. فالكلمات تقوم بأشياء فهي تأمر وتسأل وتعد وتعلم وتقنع وتخدع وتخيف وتسلي، فهناك جانب يتعلق بالتحقيق Illocution-Illocution ويمكن توصيله بوسائل غير لغوية، تحركات مثلا ولا يقف عند القول أو العبارة Locution - Locution من الناحية النحوية، بالإضافة إلى جانب ما تفعله الكلمات في الواقع أي تأثيرها على السامع وهو الجانب الأدائي Perlocution-Perlocution.
وتلك النظرية تصور الشروط الضرورية لفعل توصيل يفي بمتطلبات الصلاحية. وهناك مساحات أخرى للبحث مرتبطة بالخطاب، تحاول فهم اللغة كقوة اجتماعية، بتحليل الأنتظامات والضوابط المؤثرة في المحادثات الجارية (انظر أجناس الكلام). ويعمل علم اللغة الوظيفي على تحديد تفاضل الأشكال النحوية من ناحية علاقتها بالسياق والاحتياجات الاجتماعية والشخصية التي تخدمها اللغة. ويرتبط ذلك التفاضل بين الأشكال (مثل البناء للمعلوم والبناء للمجهول) بسياق أوسع إيديولوجي وسياسي. (مثل استخدام الأسماء الكلية أو الشخصية). فعلم اللغة الوظيفي يسلط الضوء على تأثير تفاوت السلطة والمكانة في الاستخدامات اللغوية. وقد قدم تحليل الخطاب بالطرائق السابقة تحولا في النظر إلى الأعمال الأدبية، من أفكار النقد الجديدوالشكلانية، اللذين كانا يعتبران الأعمال أشياء قائمة بذاتها مستقلة عن قصد المؤلفوالتأثير في القارئإلى أعتبار الأعمال ممارسة اتصاليةتتحدد اجتماعيا، بين القراء والمؤلفين.
والمصطلح بالفرنسية حينما استخدم كما هو في الكتابات النظرية الإنجليزية كان يحمل معنى خاصا أعطاه له عالم اللغة إميل بنفنست Emile Benveniste الذي يميز بين الخطاب باعتباره صيغة ذاتية للكلام أو الكتابة والقصة Histoire الموضوعية. وفي الخطاب يشار إلى الوضع الحاضر للكلام أو الكتابة بواسطة علامات تحديد الزمان والمكان Deixis - Deictique ( مثل ضمير المتكلم والمخاطب وهنا وهناك والآن ... إلخ) وبواسطة صيغ الفعل. وعلى حين يكشف الخطاب عن طبيعته باعتباره نطقا يستلزم علاقة بين متكلم/كاتب وسامع/قارئ، تخفي القصة ذلك بتركيزها على المنطوق (الملفوظ). وبالإضافة إلى ذلك هناك تمييز آخر يدعو للتشويش ويستعمل في الدراسات السردية. بين القصة والخطاب، فالقصة هي سلسلة أحداث (أفعال-وقائع) وموجودات (شخصيات- ومفردات
(يُتْبَعُ)
(/)
المشهد) أما الخطاب فهو التعبير ووسائل توصيل المحتوى، أي أن القصة هي ماذا يتم تصويره والخطاب هو كيف يتم ذلك. وفي النظرية الثقافية الحديثة وخاصة عند ما بعد البنيويةيقدم الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي ميشيل فوكو Michel Foucault منظورا آخر للخطاب وتحليله يختلف عن المنظور الأنجلو أمريكي، فالخطاب يعني ممارسة تتألف من مجموعة متسقة الانتظام من العبارات تقدم تقريرا يؤكد نفسه بنفسه عن الواقع بواسطة تعريف لموضوع الاهتمام وإنتاج مفاهيم لتحليله (مثل الخطاب الطبي، الخطاب القانوني، الخطاب الجمالي) ويحكم الخطاب الخاص الذي تجيء فيه العبارة أنواع الروابط التي يمكن إقامتها بين الأفراد كما يستتبع افتراضات معينة عن نوع المخاطبين. وفوكو باختلاف مع الكتابات الانجلو أمريكية يذهب إلى أن الخطاب ظاهرة تاريخية، ولا يؤسس نظرية عامة في الخطاب أو اللغة بل يعكف على وصف أشكال تاريخية متنوعة من الخطابات أو الممارسات الخطابية. ولا يخلط فوكو بين اتساق العبارات في الخطابات والاتساق المنطقي أو النسقي، فالخطاب حدث تاريخي وليس تجسيدا لأي نسق سابق الوجود. وتحليل الخطاب هو مسألة بحث الشروط التاريخية التي تسمح بظهوره دون أن تضمن هذا الظهور. وبما أن الخطاب يحدد موضوعه فلن توجد معايير صدق خارجه. ونحن نصدق خطابا عن الجنس لأننا لا نملك بديلا له فالصدق (والحقيقة) هو القصة الخيالية غير المعترف بها لخطاب ناجح. وحينما يناقش فوكو التقليد الأدبي يرفض الاستمرار ويؤكد الاختلاف والانقطاع، كما يشكك في فكرة المؤلفالتي قد تكون ممارسة خطابية عابرة تاريخيا. فليس التأليف نشاطا تعبيريا يحقق ذات المؤلف بتعبيره عن انفعالات وعواطف داخل الفرد. وليس الأدب هو الاستخدام التعبيري بامتياز للغة، ولا يحوي العمل الأدبي انسجاما جماليا مثاليا ولا يحل التوترات السيكولوجية في الكاتب والقارئ حلا مثاليا، بل هو أحد مستويات مؤسسة الأدب المتغايرة تاريخيا، وهي مؤسسة تتوسط العلاقات بين الكاتب والقارئ بطرائق مختلفة في الأزمنة المختلفة.
وبشكل عام يدل مصطلح الخطاب على اللغة في استخدامها الفعلي داخل سياقها الاجتماعي والإيديولوجي وداخل تمثيلات للعالم ذات طابع مؤسسي، وكما يوضح العلاقات والسياقات النوعية المحيطة بالاستعمالات التاريخية للغة.
خطاف قصصي (الشص القصصي)
وسيلة تستخدم في بداية عمل قصصي لإثارة اهتمام القراء وحثهم على متابعة القراءة. فالبداية من قلب الأحداث ووسطها نوع من "الخطاف" السردي. وهناك أشكال أخرى مثل استخدام التناقض الظاهري أو استعمال اقتباس أو استشهاد مذهل، أو ذكر مصرع إحدى الشخصيات أو أحد الحوادث أو أي تصريح بشيء يثير فضولا ويتطلب إشباعا. وبداية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ بخروج البطل من السجن هي نوع من الخطاف القصصي.
خطايا سبع مهلكات (الكبائر السبع)
وفقا للاهوت المسيحي في العصر الوسيط كانت الخطايا السبع المهلكات (الكبائر) هي الكبرياء والغضب والحسد والخمول (الكسل) والفسق والبخل والجشع. وتؤدي كل خطيئة من هذه الخطايا إلى الموت الروحي، ولا يمكن التكفير عن أي منها إلا بواسطة التوبة الكاملة النصوح. وكانت هذه الخطايا تقدم كثيرا أثناء العصر الوسيط وعصر النهضة في الأدب المجازي مجسدة مشخصة وقد تناولها دانتي واحدة واحدة في شعره، وكما صورها تشوسر في "حكاية الكاهن" وسبنسر في "ملكة الجنيات".
خطبة (تلقى في مناسبة)
قول يلقي لمناسبة خاصة. والخطبة تتميز بأسلوبها اللغوي الرفيع وبالإلقاء المدروس، وهي خطاب بليغ يليق بالاحتفالات العامة، والجدال السياسي والجنازات. وقد تكون أشهر خطبة في الأدب تلك الواردة على لسان مارك أنطونيو في "يوليوس قيصر" لشيكسبير (الفصل الثالث المنظر الثاني)، ومن الخطب الأخرى كذلك هجاء ديموثنيس لفيليب المقدوني وهجاء شيشيرون لكاتيلين وخطبة الحجاج الأولى في أهل العراق وخطبة سحبان وائل المسماة الشوهاء وخطب الوعظ عند الحسن البصري وغيلان الدمشقي
خطبة (خطاب رنان متقد)
خطاب حماسي عنيف وخاصة ذلك الذي يلقى في جمهور بقصد إثارة انفعالاته، ومن أشهر أمثلته خطب هنري الخامس قبل المعركة في مسرحية شيكسبير بنفس الاسم. وقد اتسع معنى التعبير الآن بحيث أصبح يعني أي خطاب طويل طنان أو أي هجوم ساخن.
خطبة قدح
كلام ممتلئ بالاتهامات الغاضبة والتنديد والتحقير الهجائي الموجع. والتعبير الإنجليزي والفرنسي مستمد من خطب ديموثنيس (القرن الرابع قبل الميلاد)، رجل الدولة الاثيني، التي تهاجم الملك فيليب المقدوني باعتباره عدوا لليونان
خلاصة (1)
في المعنى الخاص يشير التعبير إلى موجز أو ملخص لمضمون العمل الأدبي. تطلق على مادة التناول أو الفكرة المحورية أو حتى حبكة الرواية أو القصيد القصصي. وقد أعد ملتون خلاصة لكل كتاب من كتب الفردوس المفقود، كما عرض كوليردج أيضا خلاصة في بداية "الملاح القديم". ويعرف بعض النقاد تلك الخلاصة في الشعر بأنها ذلك الجزء من الفكرة أو المعنى الذي يمكن إعادة صياغته بألفاظ أخرى مع المحافظة على المعنى
خلاصة (2) (صورة مصغرة)
(1) تقريرات موجزة أو مكثفة عن عمل أدبي.
(2) مثال يقدم صورة مصغرة لموضوع كبير أو مادته أو صفاته النموذجية.
خلاف أو نزاع
الكلمة الإنجليزية والفرنسية أصلها الإغريقي يعني النزاع. وفي الدراما الإغريقية القديمة كانت تعني الجدال أو المناقشة بين شخصين يؤيد كل منهما جوقة. وتشير الكلمة، في ألوان الأدب المختلفة، إلى معنى الصراع
خلف طالح (التابع المقلد)
- مقلد أو تابع لأديب كبير يفتقر إلى ما كان عنده من امتياز.
- الكلمة الإنجليزية والفرنسية مشتقة من عبارة يونانية تعني "مولود بعد ذلك".
- وبمعنى من المعاني يمكن اعتبار كل كتاب الدراما بعد شيكسبير متسمين بملامح معينة من التبعية والتقليد وقد ينطبق الأمر على كل كتاب الملحمة الشعرية بعد جون ميلتون أيضا، وعلى شعراء عصور الانحطاط العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:19 م]ـ
دادية
حركة فنية أدبية، بدأها تريستان تزارا Tristan Tzara في زيوريخ حوالي عام 1916. ويعنى المصطلح النزعة العدميةالتي تحتج على المنطق والعرف والقواعد والمثل العليا والأدب نفسه وتطالب بحرية مطلقة. ولكي يبرهن أنصار تلك الحركة على ازدرائهم للمدنية كتبوا أشعارا لا تفهم ومسرحيات غريبة عجيبة ورسموا لوحات تصدم المتلقين. وفي البداية كان أندريه بريتون André Breton الشاب من أنصار تلك النزعة قصيرة العمر، ولكنه أسهم في تأسيس السيرياليةالتي حلت محلها ابتداء من 1922.
دخيل (غريب - زائد عن الحاجة - يعوزه الترابط)
- نعت يعني غير ذي صلة بالموضوع، وغير قابل للتطبيق ولا تمس إليه الحاجة وغير ضروري.
- وينطبق المصطلح على تلك المادة في النص الأدبي التي تبدو مقحمة من الخارج ولا تتواءم في إحكام مع الفكرة الرئيسية أو الصراع الرئيسي أو مشهد النص نفسه.
- وغالبا ما يكون الاستطراد دخيلا ولكن الأعمال الأدبية جيدة التصميم لا تسمح بتطفل أي مادة لا تسهم في تحقيق غرض الكاتب في أن يصل بالقارئ إلى الانطباع المهيمن المرجو.
- ويقول كثيرون وراء إدجار ألن بو أنه حينما يقوم فنان ما في مجال الأدب ببناء حكاية، فإنه لا يصوغ أفكاره لتلائم الأحداث بل يتصور بكل ما لديه من اهتمام تأثيرا فريدا مفردا عليه أن يعمل على تشكيله، ثم يبتكر بعد ذلك تلك الحوادث التي تقدم له أكبر عون على تحقيق ذلك التأثير الذي يتصوره الكاتب مسبقا. وإذا لم تتجه الجملة الاستهلالية نفسها نحو إبراز ذلك التأثير يكون الكاتب قد أخفق ابتداء من الخطوة الأولى. وينبغي ألا توجد في النص بأكمله كلمة مكتوبة لا تتجه نحو تحقيق هذا التصميم المعد مقدما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ولكن ذلك ينطبق على الشعر الغنائي والقصة القصيرة في المحل الأول وترفض التفكيكيةهذا التصور لوحدة المعنى.
دراسة الدلالة
فرع من الدراسات اللغوية يدرس معاني الكلمات والتغيرات التاريخية التي طرأت على هذه المعاني. والجانب الدلالي من أي تعبير هو معناه في تقابل مع شكله.
دراما
- تأليف أو تكوين أو إنشاء نثري أو شعري يعرض في إيماء صامت أو في حركات وحوار قصة تتضمن صراعا وغالبا ما تكون مصممة للعرض على خشبة مسرح.
- مشتقة من كلمة يونانية تعني يفعل أو يسلك عرفها أرسطو باعتبارها محاكاة لفعل إنساني وهو تعريف يظل محتفظا بجدواه. والدراما تفترض مسرحا وممثلين وجمهورا لكي تكتمل خبرة تذوقها.
- نشأت من الاحتفالات الدينية (احتفالات ديونيزية) Dionysia. وكل من المأساة والملهاة اليونانية ارتقى عن موضوعات (تيمات) متغايرة في احتفالات الخصب والحياة والموت.
- ودراما العصور الوسطى تطورت على الأعم من الشعائر التي تعيد ذكرى ميلاد المسيح ونشوره (تمثيلية المعجزات، والتمثيلية الأخلاقية، مسرحيات الأسرار).
- وابتداء من عصر النهضة اتسعت العناصر الدرامية ونمت وتطورت، بطرق كثيرة متباينة حتى أصبحت الدراما الآن لا تحمل إلا شبها خافتا ببداياتها.
- وعلى الرغم من ذلك فما تزال التمثيلية على ما كانت عليه منذ ألفي عام صورة للحياة الإنسانية يكشف عنها في تغيرات متعاقبة للأحداث يحكي عنها أو تبرز في حوار وفعل للترفيه عن الجمهور وتثقيفه.
دراما بطولية
شكل من الدراما تطور في إنكلترا في آخر القرن السابع عشر وكان يغلب على هذه الدراما البطولية أن تكون مكتوبة شعرا وتتسم بالحوار الرنان والصراع العنيف والمشاهد التي تتضمن حبا عاصفا بالأهواء، ومعارك قتالية وحشية، وتعتبر مسرحية درايدن فتح غرناطة The conquest of Granada من أمثلة هذا النوع. وهناك محاكاة ساخرة منتشرة لهذا النوع من الدراما وتستوحي الأفلام والمسلسلات التليفزيونية التاريخية العربية هذا النوع
دراما شعبية
- تتكون الدراما الشعبية بشكل عام من المناشط الدرامية لعامة الناس في الاحتفالات الشعبية والشعائر الدينية والمناسبات الأخرى.
- وفي إنجلترا في العصر الوسيط اتسع معنى المصطلح ليشمل مسرحيات عن أبطال شعبيين مثل القديس جورج وروبين هود.
- ومصطلح الدراما الشعبية يشير الآن إلى مسرحيات يكتبها كتاب دراميون عن موضوعات شعبية تكشف عن مواقف ومشكلات وعادات ولغة عامة الناس أكثر مما تكشف عن علية القوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- والكثير من دراما الحركة الأدبية الإيرلندية مثل مسرحيات ليدي جريجوري وسنج وغيرهما تندرج تحت هذا التصنيف، وكذلك "مسرحيات الفلاحين" لبيراندللو، ومسرحيات بعض الكتاب الأمريكيين مثل بول جرين التي تعكس حياة رجال الجبال والزنوج، والمسرحيات العربية التي تصور حياة عامة الناس.
درجة النغم (طبقة الصوت)
تنويعات بين الصوت العالي والمنخفض وهي تعتمد في الموسيقى والغناء على السرعة النسبية للذبذبات الصوتية، ويشير المصطلح إلى درجة ارتفاع أو عمق النغمة الصوتية.
وهو يطلق استعاريا على النغمة الوجدانية في الأعمال الأدبية وعلى تنوع طرق التعبير عن الانفعالات
دعاية (بروبا جنده)
إعلام أو أفكار أو شائعات تذاع وتنشر لمساعدة أو لإيقاع الضرر بشخص أو مجموعة أو حركة أو معتقد أو مؤسسة أو أمة. وكان التعبير في الأصل يشير إلى لجنة من الكاردينالات تأسست في فترة مبكرة من القرن السابع عشر بواسطة الكنيسة الكاثوليكية للإشراف على تدريب القساوسة على العمل في البعثات الخارجية. ويطلق التعبير الآن على أي عمل أدبي أو مشروع أو رابطة للتأثير في الآراء السياسية والاجتماعية والدينية والأخلاقية والاقتصادية أو غيرها من الأمور. وتهدف المسرحية أو الرواية الدعائية إلى الدفاع عن مبادئ أو مذاهب معينة، مثل روايات أبتون سنكلير التي تنادي بالاشتراكية.
ويهاجم معظم النقاد والقراء الأعمال الدعائية الأدبية لأنها مباشرة لا تهتم بالجانب الفني وغالبا ما تكون سطحية. وقد عرف الأدب العربي في الخمسينات بعض الأعمال الدعائية التي تنادي بالاشتراكية والقومية بطريقة مباشرة فجة.
دفاع
تبرير لأحد المعتقدات أو إحدى القضايا أو النصوص المكتوبة ودفاع عنها وشرح لها.
وأشهر دفاع هو دفاع سقراط أمام محكمة أثينا التي حكمت عليه بالموت. وقد كتب تشوسر في نهاية حكايات كانتربري دفاعا عن ذلك العمل، يعتبر شرحا للحكايات. وهناك دفاع عن المتبطلين للشاعر الإنكليزي ستيفنسون هو عند الكثيرين من أمتع الكتابات الأدبية.
دلالة
ليست الدلالة سبابة تشير إلى شيء قائم نهائي أو إلي عنوان أو متهم أو وصفة، بل هي فكرة الاتجاه والتوجيه ومدى الحركة الإنسانية ونطاقها الذي يزداد رحابة، وفكرة حركة هادفة (ليست عشوائية كغبار في مهب الرياح). تعني هنا أنها تتحدث عن "حاجات" الكائن الحي في بيئة هي التي تحقق تلك الحاجات أو تخنقها، هذا إذا تحدثنا في مستوى قبل إنساني عن ايقاعات الحياة لكل ما ينمو ويتحرك ويخاف ويجوع ويظمأ ويحس. وتلك الإيقاعات نجدها في مستواها الأدنى أفعالا منعكسة تتعلق بالدوافع الفطرية الأولية مثل رائحة الطعام ورائحة الحيوان المفترس القريب. وهي حركة ضيقة تتجة نحو (أو بعيدا عن) صفات لصيقة بموضوع الرغبة أو الخوف. ونحن هنا إزاء نظام ضيق جدا من الطعوم والروائح والملمس يوجه الكائن الحي توجيها محدود النطاق، وإزاء إشارات جامدة محدودة وإيقاع حركة محدود وتكيف سلبي على موضوعات حاضرة حضورا مباشرا (فعل منعكس لا شرطي لم يصبح بعد عرضا دالا على وجود حالة معينة مثل الثدي وفم الرضيع وبلل القماط والصراخ).
ومع تطور الكائن البيولوجي وخاصة جهازه العصبي، تبدأ النظم الإشارية (نظم الدلالة) في مستواها الأدنى تتيح حركة أوسع مدى وتكيفا في اتجاه للحركة أكثر مرونة وغنى، فبدلا من الصفات الحسية الملموسة في موضوع الرغبة أو التجنب (الذي لا بد أن يكون حاضرا)، نجد لتلك الإشارات القليلة إشارات لا حصر لها مقترنة بها اقترانا شرطيا مثل آثار الأقدام والأصوات وسائر المصاحبات الخارجية الأخرى لموضوع الرغبة أو الخوف. ومع ظهور العمل الإنساني عند درجة عالية من تطور المخ يأتي نظام الإشارة اللغوي (العلامات اللغوية) وهو يجرد الإشارات السابقة ويعممها. وهذا التجريد الماثل في اللغة يسمح بتوجيه الحركة وتكيف الكائن الناطق على نطاق أوسع في تواصل مع الآخرين لكي يضع خططا تنطبق على أشياء ليست حاضرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينما تنمو مقدرة الإنسان على أن يحول تكامل الخبرة الاجتماعية السابقة من انفعالات ومعرفة وميول وقدرات إلى صيغ مادة لغوية أو طرائق محددة للسلوك والفعل تصبح للإنسان حركة ذات اتجاه قيمي تكشف عن فهم مستويات أعمق من الحقيقة وعن مبادئ خلقية ومعتقدات. وتأسيس القيمة هنا يعني أن ينسب الإنسان حركته ويقيم تعادلا بينها وبين تكامل الخبرة الاجتماعية.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:21 م]ـ
ذاتية
التركيز على النفس وانشغال الشخص بنفسه أو الكاتب بمواده وإغفاله الموضوعية. وتشير الذاتية إلى طريقة في الكتابة تضع في المحل الأول التعبير عن المشاعر والتجارب الشخصية، مثل الكثير من الأعمال التي تكاد أن تكون سير ذاتية، ("طريق كل البشر" لصامويل بتلر و"أغلال الإنسانية" لسومرست موم و"لن تستطيع العودة إلى البيت مرة ثانية" لتوماس وولف). وتقترب السيرة الذاتية من أن تكون ذات طابع ذاتي كلي ويشترك معها في ذلك الكثير من المقالات ذات الصبغة الشخصية. فالكثير من مقالات ديلان توماس وقصائده تتركز حول تجارب الشاعر واستجاباته الفردية وكذلك المقالات القصصية لإبراهيم عبد القادر المازني.
وتشير الذاتية أيضا إلى أفكار ومشاعر الشخصيات الأدبية، حيث يكون العنصر المركزي هو إفضاء الشخصية بعالمها الداخلي. فتراجم الحياة والقصص التي تسمى سيكولوجية يظل همها الدائم توكيد شخصية المترجم له أو الشخصية القصصية.
وفي الكتابات النقدية يكون الذوق الشخصي أحيانا، ومعه المقاييس الفردية الأدبية، شديد البروز، وإذا أخذنا الذاتية بمعنى خصوصية الفكر والفردية أصبحت عنصرا يشمل الأدب كله. ولكن الذاتية المغلقة التي لا تأبه بالعالم الخارجي وما فيه من قوى وتغلب تحيزاتها الضيقة التي تمتصها دون وعي من واقعها تفرض الفقر على الأعمال الأدبية.
ذاتية الحداثة
في تلك الرؤية الحداثية تبتلع الذات الأدبية موضوعها الأدبي حينما تدركه، فلا نجد شخصيات مكتملة في الرواية، أو انفعالات لها مسار متسق في القصيدة، ولا نلتقي إلا بذات الروائي أو الشاعر. ويحل فعل الإدراك الأدبي محل مادة الواقع كله. فلا يزعم الأديب أنه يقدم أشياء أو موضوعات أو شخصيات (أي يقدم تصويرا للواقع)، بل يقدم ذاته الخالقة وهي ترى العالم أثناء عملية الرؤية فحسب.
فالذاتية المغلقة هي الشرط الأول المميز للنزعة الحداثية عند الذين ينتقدونها.
وحينما نشأت هذه النزعة، ولم تكن حريصة بعد على إنكار بنوتها للرومانسية، صخب شعراؤها بالحديث عن تضخيم الذات وتمجيدها، والانتشاء بما للشخصية من تدفق للحيوية في مواجهة عالم ضخم من الأشياء والأحداث. ولكن سرعان ما بدأت خطوات الذات تنأى بعد ذلك عن أشياء العالم وأحداثه، متجهة نحو أن تصبح هي نفسها مادة العالم وجسمه. لذلك رأينا تلك النزعة أثناء حبوها عاكفة على استقصاء شديد الرهافة لمويجات الذات وديناميتها الداخلية وحرية تدفقها وانطلاقها وما يعترض سبيلها وما يتقافر داخلها من نزوات (فرجينيا وولف). ولكننا بعد الخطوتين السالفتين نرى النزعة الحداثية وقد بدأت تتخفف من محتويات الذات الداخلية وتنفر من ثقل الفردية وإضنائها ومنجزاتها السيكولوجية التي كانت تعتبرها كسبا (بيكيت) وهو شيء ينسب الآن إلى ما بعد الحداثة.
لقد واصلت النزعة الحديثة إذن اقترابها من حدود تصوير ذات فردية في لحظة فردية لا ترى عالما خارجها.
وقد اخترق بعض الكتاب والشعراء تلك الحدود: فالعالم الخارجي ليس موجودا ولا وجود إلا للوعي الإنساني، يبني دائما عوالم جديدة من مقدرته الخالقة وحدها، ويعيد بناءها من جديد (جوتفريد بن مثل).
ويقبع وراء تلك الذاتية المغلقة في أقصى تطرفها إحساس بمأزق تاريخي لا مخرج منه، وبأن الأجيال الحاضرة محاصرة بين عصرين وبين نمطين للحياة، وتفقد كل رغبة في الفهم. فهي تفتقد المعايير والطمأنينة والتوافق البسيط.
ذروة
تلك اللحظة (في مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة أو قصيدة قصصية) التي تصل فيها الأزمة إلى أشد نقاطها كثافة وتكون قد اقتربت من الحل في بعض الأوجه.
والمصطلح يشير إلى الاستجابة الانفعالية من جانب القارئ والمتفرج في نفس الوقت الذي يشير فيه إلى نقطة التحول في الفعل الدرامي.
ذيل شارح (ملحق)
(يُتْبَعُ)
(/)
- مناقشة تفصيلية لنقطة معينة من كتاب وخاصة تلك التقريرات التي تظهر كذيل أو ملحق.
- والكلمة تشير إلى استطراد طويل يبتعد عن موضوع رئيسي أو سرد قصصي.
- وتعتبر الحواشي المطولة والذيول التي تظهر عادة في أعقاب عمل تاريخي أو ترجمة حياة ضربا من الذيول والملاحق.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:29 م]ـ
رائعة (مأثرة- تحفة)
الكلمة تعني إحدى الروائع الفنية. فرائعة ميلتون مثلا هي الفردوس المفقود ورائعة المعري قد تكون رسالة الغفران.
ربات الفنون- (الملهمات)
الربة التي كانت تعتبر ملهمة للشاعر. وتشير الكلمة إلى واحدة من الآلهة في الميثوليوجيا الكلاسيكية وعلى الأخص بنات زيوس التسع اللاتي كن يهيمن على الفنون المختلفة ويقمن برعايتها، وكانت دوائر نفوذهن تشمل الشعر الملحمي والشعر الغنائي والتاريخ والموسيقى والرقص والتراجيديا والموسيقى الدينية والكوميديا والفلك.
وقد بدأ هوميروس الإلياذة بمخاطبته إحدى الملهمات، وفي الكتاب السابع من الفردوس المفقود عند ميلتون يناشد الشاعر الربة الملهمة أن تنزل من السماء. ولا يؤمن شعراء العرب القدامى بربات للشعر، ولكنهم يؤمنون بأن لكل شاعر قرينا من الجن في وادي عبقر يلهمه الشعر.
رسالة (رسالة رسمية. رسالة إنجيلية)
خطاب رسمي على وجه الخصوص يتميز بطابعه التعليمي وتختلف الرسالة عن الخطاب المعتاد أو الذي جرى عليه العرف، بأنها تتخذ صبغة أدبية عن وعي، مقصودا بها النشر عمدا. وينطبق المصطلح على أجزاء متعددة من الكتاب المقدس، وعلى الخطابات التعليمية الرسمية وعلى التعليقات المنشورة حول المسائل السياسية والدينية والأدبية. ومن أمثلتها الرسائل الديوانية ورسائل الخلفاء إلى الولاة.
رصيد (الريبرتوار)
مستودع أو ذخيرة من الأعمال الدرامية المتاحة، وهو قائمة من المسرحيات يكون ممثلو الفرقة متأهبين لتمثيلها. وقد يطلق التعبير على الأعمال الكاملة لمؤلف أو على أنواع من التجارب الشخصية والمواد المجمعة يستطيع الكاتب استعمالها عند الطلب في مؤلفاته.
رعوي
1 - قصيدة أو أي إنشاء فني آخر يتناول حياة الرعاة أو الوجود الريفي البسيط.
2 - عمل أدبي أو فني يمثل حياة الرعاة.
3 - البساطة والسحر والرصانة التي تنسب جميعا إلى حياة الريف.
والمصطلح بالإنجليزية والفرنسية مشتق من كلمة لاتينية تعني الراعي وينطبق على أي عرف أدبي يتدفق مادحا عندما يضع سكان الريف في مناشط تتخذ من الطبيعة مركزا لها. ويطلق المصطلح كذلك على قطع موسيقية (الأوبرا مثلا) توحي بالحياة الريفية. أما الدراما الرعوية والمرثية الرعوية والقصة العاطفية الرعوية فهي أشكال مختلفة من الإنشاء الأدبي تشترك في المشهد الريفي والطابع الريفي والشخصيات الريفية.
رعوية (قصيدة رعوية)
التعبير بالإنجليزية والفرنسية مشتق من كلمة يونانية تعني نخبة منتقاة وتشير إلى قصيدة رعوية قصيرة لتمجيد الحياة الريفية. ومن أشهر هذه القصائد الرعوية قصائد فوجيل وقصيدة عصر القلق لأودن Auden . وقد تأخذ شكل حوار أو مناجاة ذاتية.
رفيق ملازم (الدليل)
العبارة اللاتينية معناها اصطحبني، وتشير إلى أي من الأشياء التي يحملها المرء معه للاستعمال الدائم. ويستخدم التعبير في الأغلب ليشير إلى كتيب صغير أو إلى مرجع يمكن الاستعانة به مباشرة ويصلح لأن يحمله الإنسان معه. كما يشير التعبير أحيانا إلى فلسفة الفرد المهيمنة عليه أو إلى معتقداته الثابتة في الحياة.
رقصة سريعة (متوثبة بالحيوية)
- يظهر هذا التعبير بالإنجليزية في الكثير من روايات القرن الثامن عشر والتاسع عشر التي تتناول الحياة الريفية مثل روايات توماس هاردي.
- ولكن التعبير في عصر الملكة إليصابات كان يعني فاصلا دراميا مسليا، تصحب الكلمات فيه الحركات الراقصة. وفي مسرحية هاملت يوصف بولونيوس بأنه مولع بتلك الرقصة وبالحكايات البذيئة كذلك.
رقعة أرجوانية
(يُتْبَعُ)
(/)
تعبير جاء عند هوراس في فن الشعر" Purpureus.. Pannis"، وهي كتابة تحفل بالأساليب البيانية والمحسنات البديعية. وقد أطلقت عليها صفة الأرجوانية لأن ذلك اللون يستتبع المكانة الرفيعة في رداء من يلبسه. ويسرف النثر الأرجواني في استخدام الفقرات المتوازية والتقابلات والصيغ البلاغية والإيقاعية. وتسمى هذه الكتابة بالرقعة الأرجوانية لأنها تبرز في شكل متميز بالنسبة إلى ما حولها من فقرات في الموضع الذي ترد فيه من عمل أدبي.
رمز
شيء يعتبر ممثلا لشيء آخر. وبعبارة أكثر تخصيصا فإن الرمز كلمة أو عبارة أو تعبير آخر يمتلك مركبا من المعاني المترابطة، وبهذا المعنى ينظر إلى الرمز باعتباره يمتلك قيما تختلف عن قيم أي شيء يرمز إليه كائنا ما كان. وبذلك يكون العلم وهو قطعة من القماش يرمز إلى الأمة والصليب يرمز إلى المسيحية والصليب والمعقوف يرمز إلى النازية .. إلخ. كما استخدم الكثير من الشعراء الوردة رمزا للصبا والجمال، واستخدم إليوت الرجال الجوف رمزا للتدهور، واستخدم ملفيل "موبي ديك" رمزا للشر ويستخدم الأدب المجازي الرموز كثيرًا
رمز المنزلة الاجتماعية
شيء أو عادة أو عرف أو حيازة يمكن بواسطته الحكم على الوضع الاقتصادي لمن يملكه أو يقوم به. وفي المعتاد يكون ذلك الرمز مقصودا به أن يعكس مكانة اجتماعية اقتصادية أعلى مما حققته الشخصية في الواقع.
رمز ومجاز
أدى نزوع الرمزية في القرون الوسطى نحو اعتبار كل ما يقبل اسما (مثل الجمال والرقة والنصوع) كيانا يأخذ شكلا يرفعه إلى سموات المثل، إلى التشبيه الإنساني. فنسبة وجود واقعي إلى الفكرة، ورغبة الذهن في أن يرى تلك الفكرة حية يجعلان الذهن يحقق ذلك بتشخيصها. ومن هنا تولد نزعة مجازية فالرمزية تعبر عن صلة غامضة خفية بين فكرتين، أما المجاز فيعطي شكلا مرئيا لتصور مثل هذه الصلة. والرمزية وظيفة عميقة من وظائف الذهن الإنساني بينما ليس للمجاز إلا وظيفة سطحية. ويساعد المجاز التفكير الرمزي في التعبير عن نفسه ولكنه يحيطه بالخطر إذ يقدم شيئا أو هيئة بدلا من الفكرة الحية، وما أسهل أن يفقد الرمز قوته في بعض أشكال المجاز فالمجاز يتضمن منذ البداية اضفاء المعيار والبلورة.
ويحفل تاريخ الأدب بأشكال من التمثيل الرمزي وقد تحولت إلى مجاز، مثل ما حدث للرموز العددية وتحول ما تعكسه من أفق للعلاقات المثالية إلى مسائل في الحساب. فالاثنا عشر شهرا هم الرسل، والفصول الأربعة هي كتاب الأناجيل. وهناك عنقود منتظم من نسقات سباعية: فضائل تقابل دعوات صلوات المسيح وهدايا الروح القدس والنعم ومزامير التكفير. وهذه المجموعات ترتبط بلحظات الألم وكل منها مضاد للكبائر المهلكة التي تمثلها سبعة حيوانات تتبعها سبعة أمراض. فالرموز قد تدهورت في مجازات لا تصلح إلا لقطع الوقت في تتبع التشابهات. وحتى الملابس النسائية اقتحمها المجاز فالحذاء يمثل الدأب والمثابرة ورباط الجورب التصميم والعزم. كما أضحت الكنيسة جسدًا إنسانيا له ثياب ذات ألوان وبهاء وحلي أو قد تكون مريضة عند الدعوة للإصلاح. وقد لعب الشعراء بهذه الرموز المجازية حتى أزهقوا روحها لعبا. ولم يقف الأمر عند ذلك فالرمزية المقدسة للكوكبين المضيئين (البابا والإمبراطور) عاقت نقد الإمبراطور والكهنة. وقد بدأ دانتي بإنكار ملاءمة تلك الرمزية والإشارة إلى خطورة المجازات العشوائية التعسفية العقيمة التي تحتويها.
لقد كانت الرمزية عند تدهورها إلى مجاز ترجمة معيبة للصلات الخفية المعتمة إلى صور تشبه ما تفصح عنه الموسيقى البدائية. فالذهن حينما يواجه مشكلة أو لغزا يمضي إلى تمييز الصور التي في المرآة شارحا الصورة بصورة أخرى تقدمها مرآة ثانية أقيمت أمام مرآة العالم الظاهري نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختزلت النزعة المجازية الجمال إلى الاكتمال والتناسب والروعة، فما ليس كاملا محكم الكمال يصبح دميما، وكذلك الحال مع التناسب الصحيح والتناغم، والنصوع اللوني المتألق. وبذلك فرض طابع مجرد على فكرة الجمال لكي تتجنب الجمال الأرضي الملموس وتصل إلى الملائكة والآلهة والمفهومات المجردة. ولا يعود هناك مكان للجمال الفني الذي حل محله المقياس والترتيب والتناسب. فالجمال من الناحية الحسية مختزل إلى إحساس بالنور والرهبة (فالأشياء الروحية تقارن بالنور) والعلم والحكمة والفن أنوار للذهن تقوم على النصوع والتألق. وأسرف الشعراء في استخلاص الجمال من الاشرعة وألوانها وتألقها متطاير الشرر حينما تغمرها الشمس بأشعتها، وكذلك من الدروع ونصال الرماح وألوان الرايات الصارخة وملابس جموع الفرسان في ألوانها الرمزية، فالأزرق والأخضر في الثياب هما ألوان الحب الخاصة فالأزرق للإخلاص والأخضر للانفعال الغرامي .. إلخ.
رمزية حديثة
رمزية تجد بدايتها عند إدجار ألان بو وبودلير وتصل إلى مالارميه. وتذهب تلك المدرسة إلى أن الذهن لا يدرك واقعا منفصلا عنه بل يدرك الأوجه الظاهرة للواقع في خبرة أو تجربة توحد الذات والموضوع، وتتضمن تلك التجربة الحساسية الموحدة للذات. وبخلاف الفهم الديكارتي، الذي يقوم بإمكان استيعاب التجربة بواسطة الذهن في كليتها، تصبح تلك التجربة عملية اكتشاف ومغامرة تفتقد المفهومات القبلية التي تنهض عليها، فهي رحلة نحو المجهول تحاول اكتشاف شيء في ذاته أو حقيقة داخلية. والكلمات هي أدوات الاستكشاف. ولا تكسو تلك الكلمات مفهومات أو انفعالات بل هي وسائل لمحاولة الإيحاء برسم تخيلي للتجربة التي عاشها الفنان في مسراه إلى المعرفة الحسية والذهنية في نفس الوقت. وهنا لا يقف الذهن متعاليا فوق الحواس مدركا لها. والجانب الحسي صوري وموسيقي يتآلف فيه الإيقاع والمعنى المنطقي في صيغة جديدة. وتلك الصيغة لا تصف بل تحاول أن توحي بذلك التوتر المتحرك نحو لب ينزاح وينحسر دائما بعيدا. أي أن العمل الفني يوجد في الذهن وليس على الورق، وهو لا يوجد كاملا في ذهن الشاعر بل يتحقق بالتجريب على أجزاء العمل، فالمسار في الخلق لا ينطلق من الفكرة أو المعنى إلى التعبير بل من التعبير إلى الفكرة أو المعنى. وتتحقق فردية الفنان خلال اكتشاف ذاتي أثناء الخلق الفني دون فكرة سبق تصورها أو مثال متخيل سلفا أو هدف موضوع. كما تصبح المعرفة عند الشاعر وعيا. ولكن الوعي لم يعد كيانا ديكارتيا بل صيرورة برجسونية بلا بنية. فالأنا لا يعرف نفسه إلا في فعل الوعي فحسب ويظل بقية الأوقات بين قوسين. أي أن الوعي لم يعد تصورا أو نقطة بداية بل غاية تستهدفها الرحلة من اللا وجود والإعتام إلى الوجود والإشراق فالحلم عند بودلير وفاليري ليس هو اللاشعور عند فرويد بل حالة تتحقق فيها المناشط الإدراكية والعقلية لا وفقا لنماذج تصورية إرادية بل كنمو يختلف مداه وقوته بمقدار عبقرية الشاعر متجها نحو الوعي والمعرفة. وعند شعراء الرمزية يصبح الوعي هو ذلك الترابط الذي لا تتمايز خيوطه في التجربة والإلمام بتلك التجربة في نفس الوقت، وهو ينبلج في رفق كالفجر من الظلام ثم يزداد قوة وينفذ إلى الأعماق والوديان حتى يضيء الجبال والسماء في روعة النهار المتألقة وذلك هو العمل الفني المكتمل أو القصيدة. أي أن العمل الفني هو تجربة معرفية توشك أن تذوب عرضية عابرة وليس وعاء يابسا جامدا له لب جاهز ناجز، وتنخفض قيمته الإشارية (أو الرمزية) بالمعنى التقليدي إلى الحد الأدنى. فهو يتكون من خبرات نفسية عابرة عرضية لا تمثل شيئا بل تقوم بذاتها كأنها نغمات الموسيقى.
ويوحي الإيقاع البنائي أيضا بالخبرة الشعورية والانفعال وهي خبرة شعورية تسيل في مرونة وتقترب من الموسيقى. ويتصور شعراء الرمزية ونقادها الحياة في كل أوجهها الضئيلة أو الهائلة الكونية، الجامدة أو المتوثبة وكل أوجه النفس البشرية حركة وتحررا من الزمن وانطلاقا أبديا. كما أن الرواية عندهم لا تحكي قصصا عبر شخصيات لنقد المجتمع في تتابع زمني بل تنقل لحظة التجربة الحاضرة وكثافتها، ويأتلف فيها - سواء استغرقت الرواية أربعا وعشرين ساعة أو سنوات طوالا - تزامن الأحداث المتباينة في زمن وقوعها التي تشكل ديمومة وعي بشري (بروست).
(يُتْبَعُ)
(/)
رمزية حيوانية
نمط أدبي تستخدم فيه الدواب والطيور والزواحف وحتى الأسماك لكي تقدم دروسا أخلاقية وتدعم مذاهب الكنيسة، وتعرض دروسا في التاريخ الطبيعي.
ومن أشكال ذلك النمط النموذجية تلك التي تتناول عادات واستجابات مخلوقات خرافية مثل وحيد القرن والعنقاء وطائر السمندر (له رأس امرأة وجسم طائر صغير). وربما كانت العبارة الشائعة عن دموع التماسيح مستخلصة من حكاية عتيقة من هذا النمط تصور التمساح يذرف الدموع وهو يلتهم فريسته.
رمزية القرون الوسطى المسيحية
ساد الاعتقاد في العصر الوسيط أن كل الأشياء تصبح سخفا وعبثا إذا استنفدت وظيفتها ومعناها في عالم الظواهر، أي إذا لم تصل بماهيتها إلى عالم وراء ذلك العالم.
فهناك دلالات عميقة في الأشياء العادية. وبذلك تتحول كل الأشياء وتصبح محملة بتهديد أو إشكال يستوجب حلا، من وقع قطرات المطر على أوراق الشجر إلى الضوء الذي تسكبه الشمعة على المنضدة. وقد يعيشها الإنسان كمصدر للطمأنينة حينما يشعر بأن حياته أيضا تضرب جذورها في المعنى الخفي للعالم.
ولكن ذلك الشعور حينما يتركز حول مطلق معين تفيض منه الأشياء ما أسرع ما يميل إلى أن يتحول من استبصار بلحظة شفافة إلى اعتقاد جازم يأخذ صيغة جامدة. وفي البداية كان الاعتقاد بمعنى متعال في كل الأشياء يتجه نحو أن يجد صياغة مستوعبة (أي القول بأن العالم يتكشف ويتفتح باعتباره كلا شاسعا يتكون من رموز) مؤديا إلى تصور ثري الإيقاع للعالم وإلى تعبير متعدد النغمات عن التآلف الأبدي الأزلي المزعوم.
وكان التمثل الرمزي للصفات المشتركة يفترض أن تلك الصفات جوهرية في الأشياء. فرؤية ورود بيضاء وحمراء تزدهر بين الأشواك أدت إلى تمثل رمزي يدور حول العذارى والشهداء يتألقون مجدا وسط الجلادين، لأن ألوان الورد هي ألوان العذارى واللون الأحمر هو دم الشهداء. ويقوم المعنى الصوفي في هذا المثال على أن الحد الاوسط الذي يربط الحدين في التصور الرمزي يعبر عن شيء جوهري مشترك بينهما: فالحمرة والبياض أكبر من اسمين لاختلاف فيزيائي قائم على الكم، فهما ينتميان إلى الجوهر والكليات الواقعية. فالجمال والرقة والبياض كليات واقعية وهي كيانات أيضا، لذلك فكل ما هو جميل رقيق أبيض له جوهر مشترك هو مبرر وجوده وعلته وله نفس الدلالة أمام الله. "فالواقعية" السكولائية ليست مجرد فلسفة بل كانت الموقف الذهني لعصر كامل وقد سيطرت على الفكر والخيال معا.
فكل ما يقبل اسما يصبح كيانا ووجودا ويأخذ شكلا يرفعه إلى السماوات. وكان هذا الشكل في أغلب الأحوال هو الشكل الإنساني. فتلك النزعة "الواقعية" - التي تقول بواقعية الأسماء الكلية ولا علاقة لها بالواقعيةكما نفهمها الآن - لا بد أن تؤدي إلى التشبيه الإنساني.
رموز أدبية تقليدية
اعتبر هوميروس سهام أبوللو رمزا لأشعة الشمس واعتبر أنكسا جوراس أن نسيج بنيلوبي رمز لخطوات القياس المنطقي. وتعتبر الرمزية التقليدية الأبطال الملحميين عموما رموزا لفضائل معينة. وجاء الكتاب المقدس بعد هوميروس والأساطير نبعا رئيسيا للرموز.
فكانت الأشخاص والحكايات في التوراة رموزا شائعة للفضائل والرذائل والصراع الخلقي. وفي القرن السادس اعتبرت إنيادة فرجيل رمزا للنفس الإنسانية. أما في القرون الوسطى فقد ساد الاعتقاد بأن هناك في الأدب الديني والدنيوي ثلاث طبقات من المعاني عند جريجوريوس الكبير: المعنى الحرفي (التاريخي) والرمزي (النموذجي) والمجازي (الأخلاقي) وزاد المتأخرون المعنى الباطني أو الصوفي. وقد أخذ دانتي بهذه الطبقات في الكوميديا الإلهية. وحينما جاء عصر النهضة كان بترارك يقرأ الانيادة على أنها خرافة أخلاقية ذات مغزى.
رواقية
كبح الانفعال وعدم الاكتراث باللذة أو الألم. والمصطلح يرجع إلى فلسفة مجموعة من الفلاسفة الإغريق في القرن الرابع قبل الميلاد ثم استمرت بعد ذلك. ومن الشائع أن الرواقيين ذهبوا إلى أن الإنسان يجب أن يتحرر من الأهواء لا يحركه حزن أو سرور، وأن يستقبل في سلبية كل ضروب المصائب التي تحيق بالصحة والسعادة والرخاء. وتعكس أعمال ابيكتيتوس وهو من فلاسفة اليونان في القرن الأول الميلادي وماركوس أوريليوس وهو امبراطور وكاتب روماني في القرن الثاني الميلادي تلك الفلسفة. وتظهر في الأدب أعراض الرواقية بأشكال مختلفة في الشخصية
(يُتْبَعُ)
(/)
القياسية للرجل القوي الصامت، وفي بعض الشخصيات في بعض الروايات والقصص القصيرة عند رديارد كبلينج وجاك لندن. والرواقية من النزعات المنتشرة كموقف فكري في بعض الاتجاهات الأدبية العصرية، التي تذهب إلى أن زمن بطولة الأفعال قد ولى، ولم تبق إلا بطولة المشاعر وقبول الهزيمة في عدم اكتراث. كما هي الحال عند همنجواي وأندريه مالرو إلى بعض الحدود.
رواية
سرد قصصي نثري طويل يصور شخصيات فردية من خلال سلسلة من الأحداث والأفعال والمشاهد. والرواية شكل أدبي جديد لم تعرفه العصور الكلاسيكية والوسطى، نشأ مع البواكير الأولى لظهور الطبقة البورجوازية وما صحبها من تحرر الفرد من ربقة التبعيات الشخصية. وتختلف الحبكة في الرواية عن الحبكة في الملحمة الكلاسيكية وملحمة عصر النهضة، فهي لم تعد مرتكزة على التاريخ الماضي أو الأساطير. وقد تحدت الرواية لاول مرة وبشكل كامل النزعة التقليدية التي تحكم على الأعمال الأدبية وفقا لمعايير اللياقة الأدبية السائدة المستخلصة من النماذج البارزة في النوع الأدبي التي تضرب بها الأمثال، وقدمت معيارها الجديد وهو الصدق إزاء الخبرة الفردية. وكان الكتاب قديما قد اعتادوا استخدام الحبكات التقليدية من الاساطير والتاريخ والخرافات والأدب السابق لأنهم قبلوا المسلمة العامة لازمانهم القائلة بأن الطبيعة الإنسانية والطبيعة الخارجية على السواء قد اكتملتا من الناحية الجوهرية ولا مجال لتغيرهما، وأن سجلات الطبيعة وما تفصح عن نفسها فيه سواء في الكتاب المقدس أو التاريخ أو الأساطير يظل ذخرا مجمعا قد استكمل سماته من الخبرة الإنسانية. أما الرواية فقد تطورت مع اتجاه متنام منذ عصر النهضة فصاعدا، يهدف إلى أن تحل الخبرة الفردية محل التقليد الجمعي باعتبارها الفيصل النهائي في الحكم على الوقائع. وأصبح من المسموح به لسياق السرد أن يتدفق تلقائيا منطلقا من فهم الروائي الخاص لما ينبغي على أبطاله أن يفعلوا حدثا بعد حدث، ليقدم وصفا للتجارب الفردية يتسم بالتنوع والطزاجة والابتكار. فالحقيقة يمكن للفرد أن يصل إليها بخبرته الشخصية الذاتية. والرواية هي الشكل الأدبي الذي يعكس بأكبر اكتمال ذلك التغير في الاتجاه العام للثقافة والأدب من الممارسة التقليدية إلى الابتكار. والطابع الفردي. والرواية نوع هجين استطاع أن يدمج داخله أشكالاً من القص الشعبي التقليدي.
رواية أو مسرحية ذات مشكلة
في كل الأعمال الأدبية القصصية هناك تناول لمشكلة تتعلق بضروب من الخيار في الفعل مغلقة أو مفتوحة أمام الشخصيات أو المجتمع. وبذلك تكون المشكلة في الرواية أو المسرحية هي تصوير الشخصيات في حالة من الصراع وذلك يصدق على كل الأدب القصصي الجدير بالقراءة.
إما بالمعنى الضيق فإن الرواية أو المسرحية ذات المشكلة هي التي تطرح قضية. ونجد أن رواية "كوخ العم توم" هي رواية ذات مشكلة، لا للصراع الناشب بين شخصياتها فحسب بل لأنها تكشف عن شرور العبودية. وكذلك مسرحية آرثر ميللر "موت بائع متجول" فهي تعالج المشاكل التي يواجهها ويلي لومان وزوجته وابنه ولكنها مسرحية ذات مشكلة أيضا من زاوية أخرى، فهي تعني بما يعتبره الكاتب قيما فاسدة في المجتمع. ومن الأمثلة الأخرى التي تنمي صراعا بين الشخصيات وتكشف عن قضية في نفس الوقت رواية ريمارك "كل شيء هادئ في الميدان الغربي" ورواية شتاينبك "عناقيد الغضب" ومسرحية "العدالة" لجون جالزورثي ومعظم روايات حنا مينا ومسرحيات يوسف إدريس.
رواية تاريخية
ليس معناها العميق الحدوث في الزمن الماضي فهي رواية تستحضر ميلاد الأوضاع الجديدة. وتصور بداية ومسارا وقوة دافعة في مصير لم يتشكل بعد. وهي عمل يقوم على توترات داخلية في تجارب الشخصيات تمثيلا لنوع من السلوك والشعور الإنساني في ارتباطهما المتبادل بالحياة الاجتماعية والفردية، وهي تمثل بالضرورة تعقيدا وتنوعا في الخبرة والتجربة. وهي تختلف أيضا عن ذلك النوع من الروايات الاجتماعية التي تتطلب استقرارا. فلكي "تصنع" تلك الروايات شريحة من الحياة يجب أن يكون الواقع مستقرا هادئا تحت مبضع الروائي. ولكن الرواية التاريخية لا تأخذ مجتمعها كقضية مقرة، هادئا راسخا تحت عدستها، تدرس تدرجاته وتعدد ألوانه، فهي تواجه مجتمعا بعيدا عن الثبات والرسوخ. وينتقل الاهتمام بدلا من التدرجات
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعدد الألوان إلى مصير المجتمع نفسه. وتصبح لغة الأفراد سؤالا يدور حول "أتقف مع هذا المجتمع أو ضده" وإجابة تجعلهم يطابقون بين أنفسهم وبين فكرة ما أو دور ما. فهناك حلبة معركة أمام طاقات البطل وهو يشق طريقه إلى المجتمع وخلال المجتمع، لا بمواهبه وطاقاته الفردية فحسب بل خلال متغيرات في علاقات الواقع الذي لم يعد مصطلحا ثابتا متجانسا. فقواعد الصعود قد استقرت ثم هوت واضمحلت وأصبح على إرادته الفردية في عصر الثبات والاستقرار أن تكون جزءا من مصير اجتماعي اتخذ شكلا، وتصاعدا مدرجا. ولكن تلك الدرجات بدأت تذود عن وضعها المغلق أمام الوافدين الجدد المتسلقين بقوة إرادتهم وطاقاتهم الفردية المتأقلمة وحدها.
وتقوم الرواية التاريخية باستخلاص فردية الشخصيات من الطابع التاريخي الخاص لعصرهم لا من مجرد أزياء العصر. فنرى فولتير وديدرو قد وضعوا رواياتهم التاريخية في زمان ومكان متخيلين ومع ذلك أبرزوا ملامح الصراع الماثلة في عالمهم بواقعية جريئة نفاذة، أما فيلدنج فقد اتخذ عنده مكان الفعل وزمانه طابعا تفصيليا ملموسا في الأشخاص والأحداث. وكانت الرواية التاريخية عند فولتير إعداد فكريا للثورة الفرنسية، واستهدفت إبراز ضرورة تحويل المجتمع غير المعقول للحكم الإقطاعي المطلق.
وعند وولتر سكوت نرى الأحداث المؤثرة هي عملية تحويل وجود الناس ووعيهم في أرجاء أوروبا. وهناك الرواية التاريخية عند جورج زيدان ومحمد فريد أبو حديد وسعيد العريان وعلي الجارم وجمال الغيطاني
رواية تكوين الشخصية وتنشئتها
قصة عن حياة الصبا وتطور شخصية رئيسية. والكلمة الألمانية الأولى مركبة من كلمتين Bildung وتعني تكوين تطور و Roman رواية. ومن أمثلتها "طريق البشر" لصامويل بتلر و"دافيد كوبرفيلد" لديكنز و"أغلال الإنسانية" لسومرست موم. والكلمة الثانية مشتقة من كلمة تنشئة الألمانية وكلمة رواية الفرنسية، وتعني رواية تتناول سنوات النشأة في حياة الشخصية المحورية. وتتناول رواية السراب لنجيب محفوظ تصوير تكوين شخصية بطلها، وكذلك رواية "البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا".
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:34 م]ـ
رواية حياة الفنان
- من Kunstler الألمانية بمعنى فنان و Roman بمعنى رواية.
- يشير التعبير إلى سرد قصصي يتتبع تطور المؤلف (أو شخصية متخيلة تشبه المؤلف) من الطفولة حتى النضج.
- ومعظم هذه الروايات تصور مجاهدات طفل فنان ممتلئ بالحساسية ليفلت من قبضة سوء الفهم والمواقف البورجوازية لعائلته ومعارفه ومن أمثلتها صورة الفنان في شبابه لجيمس جويس. والبحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست.
رواية ذات مفتاح
عبارة فرنسية تدل على رواية تمثل شخصيات وأحداثا تاريخية فعلية في شكل قصصي متخيل. وتمشيا مع المعنى الحرفي للمصطلح تعتبر رواية الدوس هكسلي "نقطة مقابل نقطة" ورواية همنجواي "والشمس تشرق أيضا" ورواية سومرست موم "كعك وجعة" من الروايات ذات المفتاح.
(فمثلا قد تشير "كعك وجعة" إلى شخصية الكاتب توماس هاردي). وقد تشير شخصية ميخائيل في رامة والتنين من بعض الوجوه إلى المؤلف إدوار الخراط.
رواية رخيصة (التي تنعدم فيها القيمة الفنية)
أي عمل قصصي رخيص ميلو درامي إثاري، وكانت تلك الروايات تباع بعشرة سنتيمات في فترات انتشارها العظيم (1850 - 1920).
رواية (دراما) سوسيولوجية
عمل قصصي أو درامي يتناول في المحل الأول المسائل والمشكلات الاجتماعية وينصب اهتمامه على العوامل البيئية والحضارية ولا يولي اهتماما كبيرا للسمات المميزة الشخصية والسيكولوجية.
والعمل الفني السوسيولوجي يركز اهتمامه على المجتمع الذي تعيش فيه الشخصيات وتأثير ذلك المجتمع في الشخصيات، وعلى القوى الاجتماعية التي تتحكم فيما تقوم به تلك الشخصيات من أفعال. ومثل هذا العمل الفني يصور قضية معينة (له رسالة) وليس من الضروري أن يهبط ليصبح جهدا دعائيا. فرواية "مدل مارش" لجورج اليوت تقوم باستقصاء سوسيولوجي في شكل روائي لمدينة صغيرة. وهناك أعمال روائية سوسيولوجية مرموقة كتبها أبتون سنكلير وجون شتاينبك وأرسكين كالدوبل وجون دوس باسوس وهناك أيضا مسرحيات سوسيولوجية مرموقة كتبها كليفورد أوديتس وأروين شو وأرثر ميللر. وروايات حنا مينا وبعض روايات يوسف إدريس مثل الحرام والعيب تنتمي إلى هذه الرويات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذهب الكثيرون إلى أنه ليس هناك سور يفصل بين الروايات والمسرحيات السوسيولوجية وبقية الأعمال الأدبية، فليس هناك مثل هذا السور بين المصير الاجتماعي والسيكولوجيا الفردية، ولكن ليست مهمة الأدب أن يقدم بحوثا اجتماعية يقتصر فيها دور الشخصية على أن تكون مثلا توضيحيا للقوى الاجتماعية.
رواية حداثية
وتلك الرواية لا تحاول تصوير الطبيعية البشرية في أوجهها المختلفة وقابليتها للتطور، بل ينصب اهتمامها على الطبيعة الإشكالية للخبرة الفردية. وهي لا تعتمد على الوصف والتحليل والتفسير بل على افتراضات مضمرة: فالفنان الروائي لا يخلق ذاتا ثابتة لها طابع شخصي وسلوك وإحساسات، بل يخلق حالات تآصلية للذات الفردية (مثل ذرة الكربون فقد تكون ماسا أو فحما). فالذات لم تعد محددة متسقة أو لها بنية وثيقة الترابط، بل أصبحت مساحة أو ساحة نفسية للصراع الشخصي، أو لغزا لا يحل، أو مجرد مناسبة لتدفق مدركات وأحاسيس. وتذوب الشخصية بذلك في تيار من الخبرات المهشمة ذريا، وبعد ذلك تقطع الشخصية علاقتها بنفسيتها وتقتصر على أن تكون تواليا من أحداث موضوعية قاسية التحدد (شيئية).
لقد فقد الروائي الإيمان السابق بالمصير الجماعي المشترك. ولا يبدو بطل الرواية الحديثة مقتنعا أنه - أو أي أحد آخر - يمتلك مقدرة تمكن من تغيير الوجود الإنساني. ولم يعد معبرا عن اختيار معين للخلاص باسم وصية إلهية أو إرادة وطنية. ولم تعد العلاقة بين الفرد والجماعة محل اهتمام الرواية الحداثية، وأصبحت المسألة ارتطاما بين شعور يجسد إمكانات إنسانية ومجتمع يسير في إيقاع لا شخصي قد يكون غريبا أو معاديا أو غير مكترث بتلك الطاقة الشعورية عند الفرد.
وعلى العكس من الرواية التقليدية التي جسدت وحدة القيم والسلطة في إيمان بانتصار الخير في بناء الرواية، ترى الرواية الحداثية أن القيم من ناحية والسلطة التي تؤدي إلى النتيجة الختامية قد تفككا وتباعدا (عند همنجواي ثمن المجد هو رفض العالم، وعند مالرو تنبع ضرورة الفعل من إيمان بعقم ذلك الفعل، وعند سيلوني شرط الإنسانية هو استعداد فحسب للفعل) وبين التصور والفعل يسقط ظل عدم التأكد. وتبقى معرفة الذات في وحدتها الأزلية. فالفعل يتطلب إيمانا بمعقولية الوضع البشري، ولكن الشخصية كلما قامت بالفعل عثرت على عقم الوجود واكتفت بوضع ندبة جرح على خريطة العالم. وليس هناك مكان في الرواية الحداثية لشخصيات محملة بالغرض والمعنى والإيمان بالتقدم، فقد تحرك العالم الروائي إلى ما وراء فكرة التقدم.
لذلك أصبح السؤال المطروح في الرواية الحداثية هو هل تستطيع الشخصية تغيير نفسها بدلا من السؤال الذي كان مطروحا في الرواية التقليدية عن توقع تغيير العالم. (فعالم همنجواي مثلا لا يقبل التغيير رغم كل شيء فهو عالم روائي تنسكي شديد الخصوصية قاصر على قلة من غير السعداء اختارت لنفسها في رواياته طريقة إرادية للسلوك تجعل من الممكن كما يقولون لأنفسهم بذل الجهد والتجدد والهزيمة المشرفة).
لقد انتقلت الرواية الحداثية من الفعل "البطولي" إلى بطولة المشاعر وهي بطولة لا تتحقق إلا بالهزيمة. ويأتي بطل الرواية الحداثية فاتحا ولكنه يظل في رحلة تنسك تسجل الآلام والمقاساة، وهو يدرك أنه لا يستطيع أن يكون بطلاً ولكنه حينما يواجه نتائج هذا الاكتشاف يستطيع أن ينقذ جزءًا من البطولي.
ويترتب على ذلك الاختلاط المتألق، والتشبث بجماليات تجديد لا نهاية له، البحث عن شكل متحرر من البداية والنهاية (شكل غير مقفل) والسعي وراء حياة دون أوتاد تثبتها أو نتيجة ختامية (إرفنج هاو).
رواية الغرب الأمريكي
الرواية التقليدية التي تصور الأولاد الأشرار في صراعهم ضد الأولاد الطيبين، وهي تقدم مطاردة طويلة درامية وتنتهي بالأولاد الطيبين مثخنين بالجراح ولكنهم منتصرون. وتقع الرواية عادة في طريق رئيسي يمر بقرية من قرى الحدود. وفي السنوات الأخيرة حاول بعض الكتاب الذين يكتبون ذلك النوع من الروايات مثل كونراد ريشتر أن يتجنبوا المواقف المتكررة المبتذلة والشخصيات المتحجرة في قوالب وأن يتعاملوا مع الغرب الأمريكي باعتباره رمزًا دراميًا وأن يظلوا قريبين من الواقع التاريخي للنصف الثاني من القرن التاسع عشر متجنبين الإثارة التي صاحبت ذلك النوع من الروايات وخاصة في مسلسلات الأفلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
رواية قصيرة
تعبير يدل على سرد قصصي نثري يحتفظ بخصائص الرواية الفنية ولكنه أقصر طولاً مثل كانديد لفولتير وجاتسبي العظيم لفيتزجرالد والدكتور جيكل ومستر هايد لستيفنسون والعجوز والبحر لهمنجواي. وهي لا تهتم بتصوير شبكة العلاقات الاجتماعية وتركز على موقف إنساني، وقد انتشرت في الأدب العربي مثل وردية ليل لإبراهيم أصلان، وصخب البحيرة لمحمد البساطي
رواية نفسية
سرد قصصي يتركز حول الحياة الانفعالية لشخصياته ويرتاد المستويات المختلفة لمناشطهم الذهنية. وتولي الرواية النفسية اهتمامها الأساسي لسبب الفعل ونتائجه أكثر من اهتمامها بماذا حدث. ويؤكد هذا السرد رسم الشخصيات من داخلها وإبراز البواعث التي تؤدي إلى فعل "خارجي". وبمعنى من المعاني يمكن اعتبار الرواية السيكولوجية تفسيرًا لحياة داخلية غير مرئية، مثل الأحمر والأسود لستندال.
ولكن المصطلح يستخدم الآن بطريقة مختلفة، فهو يشير إلى أعمال القرن العشرين الأدبية التي تستخدم وسائل مثل المونولوج الداخلي وتيار الشعور وتعني بالآليات الداخلية للقدرات النفسية أكثر من عنايتها بإبراز الطابع الفردي السيكولوجي للشخصية.
رواية مضادة
شكل من القص التجريبي يحدث قطيعة مع العناصر التقليدية في القص، فما من محاولة للإيهام أو تحليل الحالات الذهنية للشخصيات أو تقديم حبكةتقوم على التعاقب المقنع. والمصطلح يرتبط عادة بالرواية الفرنسية الجديدة عند آلان روب جرييه Alain Robbe Grillet وناتالي ساروت Natlalie Sarraute وميشل بوتور Michel Butor. وهذا التجديد موجود أيضًا في أعمال تجريبية مثل مأتم فنجانز لجيمس جويس والأمواج لفرجينيا ولف وروايات بكيت المبكرة (انظر قص ما بعد حداثي) ومن السمات المألوفة في الرواية المضادة غياب الحبكة الظاهرة، واستطرادية الحادثة، وضآلة تطور الشخصية والتحليل التفصيلي للأشياء، والتكرارات الكثيرة والتجارب المتعلقة بالمفردات والتراكيب وتغاير التعاقب الزمني والبدايات والنهايات البديلة.
روح شخص أو شعب (مزاجه - عبقريته)
(1) الشخصية أكثر مما تحددها أفكارها وانفعالتها.
(2) مبادئ ومعتقدات وتقاليد شخص (أي طبعه) أو جماعة أو مجتمع أو أمة كما يصورها التشخيص الروائي.
(3) الاعراف والممارسات الرئيسية لمجتمع.
(4) الروح الجوهرية لحضارة معينة.
روح العصر
كلمة ألمانية تشير إلى الاتجاه العام للفكر أو الشعور المميزين لفترة معينة من الزمان. وعلى سبيل المثال فقد اعتبر الكثير من الكتاب، أثناء الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، أن روح العصر نتيجة للتحولات الاجتماعية أصبحت تتمثل في عدم الاستقرار الحضاري والسياسي والانفعالي، وأن روح العصر في نهاية هذا القرن تنبثق عن الشرط ما بعد الحداثي.
رومانس (قصة البطولة الخيالية أو الحب الملتهب)
مصطلح يشير في الأصل إلى قصة من قصص العصر الوسيط شعرية أو نثرية تتناول شخصيات وأحداثًا بطولية. ولكن المصطلح يشير الآن إلى أي تصوير قصصي للمنجزات البطولية، والمشاهد صارخة الألوان والحب الملتهب أو التجارب الخارقة للطبيعة. وفي بعض الأحوال يشير المصطلح إلى قصة مغرقة في الأوهام أو أحلام اليقظة. ولكن الاستخدام الحديث للمصطلح يجعله ينطبق في أغلب الأحوال على القصص ذات الطابع الرومانسي أو على قصص الغرام المشبوب. وتعد دون كيشوت محاكاة ساخرة للرومانس البطولي.
رومانسية
لا يمكن أن ينطبق مصطلح الرومانسية بدقة على حالة ذهنية نوعية أو على زاوية نظر معينة أو على تكنيك أدبي محدد. والرومانسية كحركة، نشأت بطريقة تدريجية جدًا بأوجه متباينة جدًا في أجزاء كثيرة جدًا من أوروبا، بحيث أصبح الوصول إلى تعريف جامع لها ضربًا من المستحيلات. وقد اقترح فيكتور هوغو (1802 - 1885) في فرنسا أن تكون الفكرة المهيمنة في الرومانسية هي الليبرالية في الأدب وتحرير الفنان من القيود والقواعد التي فرضها الكلاسيكيون وتشجيع الأفكار السياسية الثورية. وفي ألمانيا ذهب هنريخ هايني (1797 - 1856) إلى أن الوجه المهيمن في الرومانسية هو محاولة إحياء الماضي (العصر الوسيط) في الأدب والفن والحياة. بينما يقترح كاتب أحدث منهما هو وولتر باتر (1839 - 1894) أن إضافة الغرابة إلى الجمال هو ما يشكل الروح الرومانسية للعصر. وقد أكد كتاب آخرون أن ما يسمى بالمزاج الرومانسي هو
(يُتْبَعُ)
(/)
رغبة في الهرب من الواقع وخاصة الواقع الكئيب. وتبدي تلك الحركة الرومانسية واسعة الانتشار التي تنتمي إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كلاً من هذه الخصائص. ويمكن أن تسمى الرومانسية لتحديد نوعيتها موقفًا أدبيًا يعتبر الخيال أكبر أهمية من القواعد والعقل (في مواجهة الكلاسيكية) ومن الحس بالواقع والحقيقة (في مواجهة الواقعية).
والرومانسية كما تنطبق على الثورة الاجتماعية والسياسية والأدبية التي اندلعت في أوروبا الغربية من عام 1798 حتى 1832، لها متضمنات سيكولوجية، وتومئ إلى تغيرات في الموقف من التجربة الإنسانية التي ينبع منها الأدب. ومن بين تلك التغيرات التأكيد المتزايد على الفرد في مقابل العرف والتقليد الاجتماعيين، والتأكيد على الغوامض وما هو فائق للطبيعة أي الغرابة والروعة في مقابل الفهم المشترك، وعلى اللا متناهي في مقابل المتناهي، والتأكيد على الخيالي والانفعالي في مقابل العقلي، والنداء الموجه إلى القلب في مقابل النداء الموجه إلى العقل.
ومن ناحية التأثير نجد الرومانسية موقفًا أدبيًا وفلسفيًا يتجه نحو وضع الفرد في مركز الحياة والتجربة، وهي تمثل تحولاً من الموضوعية إلى الذاتية. وتنتمي روايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وعبد الحليم عبد الله إلى الرومانسية كما تنتسب أشعار المهجر وجماعة أبوللوإليها.
رؤية أدبية
الرؤية أي الوعي الاجتماعي تشتمل على الأيديولوجية (الرؤية الفكرية) والسيكولوجيا الاجتماعية. وهناك خلط بدائي بينهما: فهناك تلك النزعة التبسيطية التي تسمى جوانب مختلفة في الفن والعالم الداخلي رؤية فكرية. وتشمل السيكولوجيا الاجتماعية كل الأوجه الحسية العقلية والإرادية والحدسية في الإدراك الإنساني. ويشمل العالم الداخلي للإنسان السيكولوجيا الفردية والخصائص الشخصية والانطباعات والخواطر التي لا ينتظمها نسق والمعاني والانفعالات والميول والسمات المميزة للشخصية والعادات واللا شعور. ويجسد الأدب كل جوانب الحياة الروحية للإنسان في تداخلها وترابطها الطبيعي. ولا شك في أن عملية تشكيل الرؤية الأدبية الفنية عملية معقدة ولا تقف عند الانتقاء الأيديولوجي والتقييم والإدراك العقلي، فهي تتضمن الحدس والخيال والانفعال والدوافع اللا شعورية. فكل كيان الكاتب الروحي ينهمك في عملية الخلق. وخيال الفنان هو القوة الخلاقة التي ترتب المواد الأولية وتشكلها في كل موحد، ويعطيها الشكل الذي ينظم تيار الانطباعات المتباينة. ولا يؤكد الأديب الخلاق رؤيته بالفكر وحده، بل بكل حواسه. فالتأكيد الانفعالي للذات الإنسانية له دور كبير في التمثل الجمالي للعالم. فلا ينفصل التفكير المبدع وفقًا لمعايير الجمال عن الإدراك الانفعالي.
ولا يقدم الأدب إعلامًا في المحل الأول، فهو لا يقدم "معلومات" إلا تلك التي تسهم في تشكيل العالم الروحي والانفعالي للإنسان. وليس ثمة تضاد مطلق بين الفكر والشعور أو بين المعرفة والأثر الانفعالي، فالأدب يقدم نماذج وتعميمات لظواهر الحياة. ولا ينفصل في عملية الخلق ما هو انفعالي عما هو معرفي وخاصة عند خلق النماذج الشخصية. ويتحول الانفعال إلى فلسفة في الفن الروائي ولكنها فلسفة تقدم في شكل يتمثلها انفعاليًا. ولا توجد المفهومات الفلسفية في الفن كمواد مباشرة بل كبواعث تكمن وراء تطور التجربة الفنية وتشكلها. وليس معنى ذلك أن ليس ثمة تناقضات بين الأيديولوجية والسيكولوجيا الاجتماعية، فكثيرًا ما تحتدم تلك التناقضات بين تلقائية الاستجابات السيكولوجية للواقع المباشر، والقالب العقلي الإيديولوجي المتوارث ذي الاتساق الفكري إلى هذه الدرجة أو تلك. وقد يكون لتلك التناقضات خصوبتها في التصوير الأدبي. فليست الرؤية الفنية شيئًا ذاتيًا فحسب لا يرتبط إلا بالمواقف الشخصية للكاتب تجاه مواده وذوقه الشخصي (فليس ذلك إلا جانبًا مهمًا من المسألة)، بل أن هناك مقدمات موضوعية اجتماعية تحدد الرؤية الفنية للواقع. وتبدو نظرة الكاتب إلى الحياة في الطريقة التي يميز بها بين الجوهري والعرضي والقريب والبعيد والقديم والجديد وتحديد مكان التأكيد أو التخفيف. فكل تجسيد للواقع يستتبع تقويمًا، وثمة وحدة حافلة بالتناقض بين الصدق الفني ووجهة نظر الكاتب داخل الأعمال الأدبية. فأعمال تولستوي لا تعكس ضروب الصراع في الحياة فحسب بل تعكس تناقضات رؤيته أيضًا. فليست النظرة إلى العالم في الأدب متكاملة دائمًا أو متناغمة دائمًا، فهي معقدة ومتضاربة في الكثير من الأحوال. فليس هناك تطابق آلي بين ما في ذهن الكاتب وبين ما قاله أو استطاع قوله ونجح أو أخفق في قوله بالفعل. فهناك منطق الواقع وعملياته ووقائعه الموضوعية التي تعدل من نوايا الكاتب الأصلية. وعلى الرغم من أهمية قوة الملاحظة والمقدرة والخبرة الفنية فإن "المواد" التي يكتب بها ومن خلالها مثل السيكولوجيا الاجتماعية والفردية قادرة على أن تقدم مقاومة كبيرة لتحيزه وتعاطفه وعدائه. والكثير من الكتاب يتجاوزون في أعمالهم مفهوماتهم ورؤيتهم الشخصية. فليست الرؤية الفنية نظرة إلى العالم متجسدة في صور.
رؤيوي (متعلق بالرؤيا)
سمة مميزة للأدب الذي يقدم رؤيا أو نبوءة ملهمة. والمصطلح يرجع إلى سفر الرؤيا للقديس يوحنا ولكنه يطلق الآن على أي قول أدبي يكشف عن المستقبل ويتنبأ به وخاصة إذا كان منذرًا بالهلاك حافلاً بالتهديد محذرًا الخطاة من الهول الآتي، وبالإضافة إلى ذلك إذا كان مؤكدًا أن نهاية العالم وشيكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 07:21 م]ـ
زلة تراجيدية
خطأ في الحكم والتقدير. وأصل المصطلح اليوناني عند أرسطو يعني عدم إصابة الهدف أحيانًا باعتبارها الخلل التراجيدي لأنها تمثل نقطة ضعف قاتلة تسبب سقوط الشخصية الرئيسية في التراجيديا. وقد يكون السبب في ذلك الخلل ضعفا موروثا أو سمة ضعف في الشخصية أو تقديرا شخصيا متهافتاً. ومهما يكن السبب فالنتيجة فعل أو إحجام عن فعل يؤدي إلى الهلاك والموت. وكان الاندفاع هو النقيصة الشخصية التي أدت بأوديب إلى قتل والده كما أدى الجهل إلى أن يتزوج أمه. أما نقيصة ماكبث فكانت الطموح بينما نجد الغيرة هي نقيصة عطيل.
،،،،،،،،،،،،،،،
سجل اليوميات
- سجل يومي لمواقف كاتبه وملاحظاته وخبراته.
- وليس سجل اليوميات مقصودا به النشر في العادة لأنه يسجل تلك الأفكار والأحداث شديدة الخصوصية ولكن الكثير من تلك اليوميات عرف طريقه إلى النشر، كما هي الحال مع يوميات أندريه جيد.
سخرية جوفينال
نسبة إلى الشاعر الروماني الساخر جوفينال (60 - 140 ميلادية)، مثل جوناثان سويفت بانتقاداته الموجعة اللاذعة الحادة وإميل حبيبي في رواياته عن وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال.
سرعة البديهة
الإدراك اللماح والتعبير المبتكر الملائم للفكرة بحيث يثير الدهشة والابتهاج على غير توقع. والكلمة الإنجليزية مشتقة من أصل إنكليزي قديم يعني المعرفة، ومن ثم يأتي تعريف الكلمة بأنها مسألة فهم وإدراك في المحل الأول.
وعند المقارنة بالفكاهة Humour , Humour نرى سرعة البديهة عرضًا عقليًا للابتكار الذكي وسرعة الإدراك بالقياس إلى الفكاهة التي لا تتسم بالاستيعاب العقلي في تناولها لنقاط الضعف والقصور والأفكار الغربية وأفعال الناس عمومًا.
وتعتمد سرعة البديهة على حيوية التعبير وملاءمته، أما الفكاهة فتنشأ عن الموقف أو الأحداث ولا تعتمد على حدة أو لباقة التعبير.
ويتضمن المرح Merriment , Gaiêté في إقراره بنقاط الضعف الإنساني مشاركة متعاطفة.
سطر من الشعر
وحدة شكلية بنائية في قصيدة ويتحول كل سطر متجهًا نحو سطر آخر، فهو ليس وحدة مغلقة، ليس بيتًا مغلقًا مثلما كانت الحال في القصيدة العربية الكلاسيكية. ويصنف السطر الشعري تبعًا لعدد التفاعيل التي يحويها.
سفر الكياسة
هو كتاب يشرح مثُل وواجبات وسلوك الأشخاص الذين ينتوون الخدمة في البلاط في القرون الوسطى. وهذا الكتاب يأخذ عادة شكل حوار يشرح أصول مزاولة الحب البلاطي وواجبات ومسئوليات رجل البلاط ومعارفه وصفاته.
سقراطي
تعبير يشير إلى سقراط الفيلسوف الأثيني في القرن الخامس قبل الميلاد. والتهكم Irony , Ironie السقراطي هو تكنيك التظاهر بالجهل بهدف إلحاق الهزيمة بالخصم عند المحاورة.
وتتضمن طريقة المجادلة السقراطية استخدام الأسئلة في تطوير فكرة ومتابعة تنميتها. ومقصد الأسئلة هو دفع المجيب إلى تشكيل آرائه الخاصة أو إلى القيام بتنازلات تكون عونًا على تأسيس قضية فكرية.
سلسلة قصصية
مجموعة من التمثيليات أو القصص تدور حول شخصية محورية أو موضوع أو حادث رئيسي مثل قصص حرب طروادة وملاحم شرلمان وقصص بطولة الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة والسيرة الهلالية.
سميوطيقي (ألـ)
مصطلح استخدمته جوليا كريستيفا Julia Kristeva في كتاب ثورة اللغة الشعرية La Revolution du Langage Poetique بصيغة المذكر ليشير إلى الدوافع الغريزية المتفجرة داخل الجسد، إلى تدفق الإيقاعات السابقة على اللغة وهو ما يضع دخول الطفل إلى النظام الرمزيللغة حدا له.
وعندها أن الطاقات اللا شعورية للسميوطيقي تتعرض للكبح والتهميش من جانب المنطق الأبوي والعقلانية. ولكن هذه الطاقات ما تزال قادرة على بث الخلل في النظام الرمزي منتهكة مقولاته الجامدة (بما فيها مقولات الهوية والاختلاف الجنسي). ويرتبط السميوطيقي عند كريستيفا بجسد الأم ولكنها تكتشف الطاقات الفوضوية للسميوطيقي في كتابات المؤلفين الإناث والذكور وخاصة عند شعراء الرمزيةوالحداثة.
سؤال خطابي
هو سؤال يسأل لإحداث تأثير أو لتقرير حقيقة دون توقع لتلقي إجابة. والغرض من مثل هذا السؤال الذي تكون إجابته واضحة هو إحداث تأثير في السامعين أو القراء أعمق من تأثير العبارة التقريرية المباشرة.
سورة الانفعال
(يُتْبَعُ)
(/)
التعبير بالإنجليزية والفرنسية مأخوذ من كلمة يونانية تعني المعاناة والمكابدة. وهو يشير إلى تلك القدرة الموجودة في الأدب على استثارة مشاعر الشفقة والتراحم والمشاركة الوجدانية والشجن وجعلها في حالة من الجيشان تجمع بين تلك المشاعر المترابطة.
سوفوكليسي (طابع سوفوكليسي)
إشارة إلى سوفوكليس الكاتب الدرامي الإغريقي الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد. وكان تأثير سوفوكليس في المسرحيات وخاصة مسرحيات عصر النهضة عميقًا. ويعتبره الكثيرون تجسيدًا نموذجيًا لما يسمى بالروح الإغريقية فهو مباشر متألق الوضوح وبسيط ومعقول، كما كان تراجيديًا عظيمًا وشاعرًا رفيع الموهبة وكانت له في رصده للحياة نظرات مستقلة.
سوقي (مبتذل)
صفة لشخص لا يهتم بالثقافة والتهذيب، ويجمع الابتذال إلى محاكاة التقاليد السائدة. وكان اليهود القدامى يعتبرون سكان فلسطين القديمة (وهم الأصل اللغوي الاشتقاقي للتعبير الإنجليزي والفرنسي) برابرة قساة محبين للحرب بعيدين عن الثقافة والدماثة.
وقد أطلق ماثيو أرنولد منذ قرن ذلك المصطلح على أي شخص معاد للثقافة ويكرس حياته للرخاء المادي. والمصطلح الآن يعني شخصًا تتسلط عليه فكرة الكسب والثراء، ويزدري الفن والجمال والثقافة والأشياء الروحية.
سوناتا
قصيدة من أربعة عشر بيتًا لها طراز محدد في ترتيب القوافي. وتعبر السوناتا دائمًا عن فكرة أو عاطفة مفردة مكتملة. والكلمة مستمدة من تعبير لاتيني يعني الصوت، وقد تطورت السوناتا في إيطاليا في بواكير عصر النهضة وأدخلت إلى إنكلترا في القرن السادس عشر وواصلت الازدهار منذ ذلك الحين على جانبي الأطلنطي. ومن الشعراء البارزين الذين كتبوا السوناتا دانتي وشيكسبير وبترارك وسبنسر وميلتون وقد حاول صلاح عبد الصبور كتابة سوناتا عربية.
سياق (بيئة الكلام ومحيطه وقرائنه)
بناء نصي كامل من فقرات مترابطة، في علاقته بأي جزء من أجزائه أو تلك الأجزاء التي تسبق أو تتلو مباشرة فقرة أو كلمة معينة. ودائمًا ما يكون سياق مجموعة من الكلمات وثيق الترابط بحيث يلقي ضوءاً لا على معاني الكلمات المفردة فحسب بل على معنى وغاية الفقرة بأكملها.
وكثيرًا ما يغير المحيط الذي توجد فيه العبارة من المعنى الذي كان يبدو واضحًا في العبارة ذاتها أو يوسعه أو يعدله وهناك فقرات في الكثير من الروائع الأدبية تبدو بذاتها قاسية أو بذيئة ولكنها تصبح ذات معان مختلفة إذا أخذت في سياقها.
والاختبار الأساسي لتمييز الأدب الفاحش هو تحديد مقصد العمل بكامله وهدفه وطابعه لا التركيز على فقرة معينة تبرز فيها البذاءة والإسفاف. ويعتبر انتزاع الاستشهادات من سياقها وقراءة العبارات خارج سياقها من الآفات الخطيرة في النقد الأدبي. وقد أدى تطور النظريات السياقية للمعنى إلى التركيز على أنواع الإبهام وعلى الاستعارة والرمز والمفارقة واللغة الشعرية.
سيرة ذاتية
سرد قصصي يتناول فيه الكاتب نفسه ترجمة حياته الخاصة. ويحاول كاتب السيرة الذاتية أن يعرض حكاية مستمرة لما يعتبره أكثر أحداث حياته أهمية ودلالة.
ولا يكشف كاتب السيرة الذاتية عادة إلا تلك الأوجه التي تريد أن يتذكرها الناس ويعرفوها. وتشبه السيرة الذاتية أشكالاً أدبية متعددة مثل أدب الترجمة الشخصيةواليوميات وأدب المراسلات والذكريات.
أما ترجمة الحياة الشخصية فهي كتابة تاريخ حياة شخص يضطلع به شخص آخر غير المترجم له. وكذلك اليوميات وأدب المراسلات أو الرسائل الإخوانية والذكريات، فهي استحضار لأحداث يسجلها من وقعت له.
والسيرة الذاتية والمذكرات الشخصية Memoirs , Memoires هي سرد لأحداث، وغالبًا ما تطول وتنتظم حكاياتها وتعد لقراءة الآخرين، ولكن المذكرات الشخصية تركز على طور بعينه من حياة الشخص لا على حياته بأكملها.
وفي الأغلب تؤكد المذكرات علاقات كاتبها بأشخاص مرموقين وأحداث ذات ضخامة بدرجة أكبر من السيرة الذاتية التي تنحو إلى أن تتركز حول الذات وما تستبطنه داخلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما اليوميات Diary , Journal فهي تركز على حلقات التتابع الزمني يومًا بعد يوم أو مناسبة بعد مناسبة، وهي ذات علاقة أوثق بالنفس الباطنة، ويأخذ فيها التتابع الزمني طابعًا متعمدًا أكبر من السيرة الذاتية. أما المراسلات فتقدم استبصارًا يتفاوت في ألفته ونفاذه إلى العلاقات الحميمة وفقًا لشخصية الكاتب والذي يراسله وإمكان أن تصبح تلك العلاقات أمرًا دائمًا.
والسيرة الذاتية هي أكثر تلك الأشكال ارتفاعًا في التقدير. وبين السيرة الذاتية الشامخة نجد اعترافات القديس أوجستين وتربية هنري آدمز وأيام طه حسين والسيرة الذاتية للعقاد والمازني.
وهناك عناصر تنتمي إلى السيرة الذاتية سواء كانت واقعية أو متخيلة في الأنواع الأدبية الأخرى مثل روايات روبنسون كروزو ومول فلاندرز لديفو، ودافيد كوبرفيلد لدكنز وصورة الفنان في شبابه لجويس، وأغلال البشرية لسومرست موم ورامة والتنين لإدوار الخراط.
وتبنى الكثير من المقالات والقصائد والقصص القصيرة على مواد من السيرة الذاتية وهو أمر مفهوم حيث لا يملك الأدب إلا أن يستمد الكثير من فكر الكاتب وخياله وتجربته.
سيريالية
حركة فنية أدبية خرجت من تحت جناح الداديةوكرد فعل عليها فيما يتعلق بالعدمية، والتصقت في فترة مبكرة بالسياسات الراديكالية. وأبرز دعاتها أندريه بريتون André Breton في بيان السريالية الأول (1924) بعد انفصاله عن الدادية عام 1922. وقد سبق للشاعر جيوم أبو لينير Guillaume Apollinaire في 1917 أن استخدم المصطلح ليعني محاولة تجاوز حدود الواقع. ولا يرفض بريتون أن تكون هناك صلة بين السيريالية والرومانسية في الاهتمام بالأحلام والجنون والهلاس عند نوفاليس Novalis ونرفال Nerval. وكان هدف السيرياليين تغيير العالم من خلال الثورة وخصوصًا ثورة الوعي. وكانت تقنيات السيريالية هي الكتابة الآلية التلقائية لنصوص تحاول تفادي السيطرة الواعية والاستقاء من قوى اللا شعورالحدسيةاللا منطقية. كما أن تلك النصوص كانت تلهمها وتشكلها المصادفة ورؤى الأحلام، وكان الهدف تقويض الجماليات السائدة وتقديم انقلاب في فهم "الواقع"، فكثرت عندهم الصورة المتناقضة التي تسخر من الفكر والإدراك العقلانيين، في ترابط اعتباطي وتجاور مدهش، يدمج استبصارات اللا شعور ويحتفي بدور المصادفة التلقائية والنزعة الشهويةوقد جذبت السيريالية شعراء كبارًا من أمثال بول إيلوار Paul Eluard ولوي أراجوان Louis Aragon تركاها بعد ذلك، كما جذبت الشاعر المصري الذي يكتب بالفرنسية جورج حنين. ولم تعد السيريالية حركة متماسكة منذ نهاية الثلاثينات ولكنها ظلت مؤثرة في الأدب العالمي.
سيكولوجية الدلالة
هناك تمييز عند فريجه Frege وكارناب Carnap بين المعنى Sinn والدلالة Bedeutung في عبارة معينة، الأول هو التنظيم الشكلي الذي لا يتغير والثانية هي تقييمها الذي تحال إليه العبارة بواسطة أجيال متعاقبة من القراء. وعند ديلتاي Dilthey تكون الدلالة هي العلاقة بين الجزء والكل في عملية الحياة العقلية، وهي الوحدة الحيوية التي تحافظ عليها العلاقات والعمليات البنائية في حياة وعي فردي أو جماعي. ومن الناحية السيكولوجية تقوم الدلالة على الخبرة الماضية ويتجه المعنى إلى المستقبل وقد تكون سيكولوجية الدلالة منطوية على معرفة ما وعلى أحوالها. وتلك الأحوال هي الإدراك الحسي أو التذكر أو التمثل أو الحكم أو التدليل. وليس الأمر مقتصرًا على الناتج الختامي للمعرفة سواء أكان نظرية أو قانونًا أو معادلة أو مفهومًا مجردًا. فمسار اكتشاف الناتج النهائي وحلقاته ومستوياته المتضادة التي ننساها ونغفلها بعد الوصول إليها، كلها ذات طابع معرفي وذات صلة بالدلالة. ويبرز في الفن أهمية الحدس الخلاق والإسهام في صياغة "المفهومات" التوليدية الكبرى عن الإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تنطوي سيكولوجية الدلالة على وجدان (أي على ذلك الجانب من الخبرة المتعلق باللذة والألم والاهتمام). وذلك الوجه الانفعالي من الخبرة وتلك النغمة الشعورية للإحساس يرتبطان بمستوى من الإبهاج والإمتاع ودرجته (أو العكس). ولتلك النغمة الشعورية نبرة خاصة وصبغة خاصة أو درجات لونية أو أثر لتداخل الظل والضوء الانفعاليين بالإضافة إلى مدرج لوني متعدد الألوان. أي أن ذلك الوجه الانفعالي من الخبرة لا يشير إلى قائمة انفعالات ناجزة لكل منها اسم وقد اصطفت داخل النفس كالمصارعين أو المتسابقين في حلبة، ولكن المعنى القائم على مقصد لم يتحقق بعد، والمعنى القائم على الخبرة الماضية (الدلالة) لا يقطنان بلدين مختلفين. فقد يكون بينهما تساوق واستمرار أو قد يتنافيان في تطاحن أو قد يتجاوزان في خمول راكد أو قد يتوازنان في أنماط مختلفة من الاتزان.
كما أن المقصد المتجه إلى المستقبل (المعنى) قد يعيد صياغة الدلالة القائمة على الماضي ويستوعبها مندمجة داخله بعد أن يتمثلها تمثلاً نقديًا. وليس ذلك شيئًا يمتلكه المستقبل المفترض كامتياز خاص انطلاقًا من ضروب تعين أو يقين حتمي سالف بل فتحًا واكتشافًا. كما أنه ليس صيغة مختصرة وثيرة نقبع داخلها في طمأنينة الوصول.
وهذا الماضي المتشكل من "لحظات" كانت مستقبلاً بالنسبة إلى ما سبقها ما أكثر ما أقيم فيه التركيب الجديد الذي يعيد بناء عناصر الماضي وتشكيلها وتعديلها عضويًا، وما أكثر ما تمثلت الدلالة الماضية عناصر من مقصد المستقبل، وأقامت توافقًا مؤقتًا في معنى مغلق أو طريق جانبي مسدود.
سيكولوجية المعنى
يتعلق المعنى بسيكولوجية النية أو المقصد. فالشخصية على سبيل المثال تؤسس غرضًا أو مقصدًا محددًا، يختلف عن مجرد توقع ما سيجيء أو استباق حدوثه أو عن إدراك أنها ستسلك بطريقة خاصة. وذلك المقصد هو الطور الأول من خبرة الفاعلية النفسية المتجهة إلى خارجها بوصفها النمط النهائي للخبرة والذي نسميه النزوع (في المستقبل).
ويتعلق المعنى أيضًا بسيكولوجية الدلالةوهو ذلك النوع الثاني من المعنى الذي يكتسبه مؤثر أو موقف حاضر للشخصية من الخبرة الماضية فالدلالة مرادفة للإشارة وترتكز على الماضي.
سيناريو
موجز لحبكة عمل درامي في خطوطها العامة، يقدم السمات الخاصة للشخصيات والمشاهد والمواقف. ولكن الكلمة تستخدم في أغلب الأحوال لتشير إلى نص تفصيلي مكتوب لأحد الأفلام يتناول الفعل في السياق الذي يتبعه، ويقدم أوصافًا تفصيلية للمناظر والشخصيات والكلمات الفعلية التي تنطقها، وتظهر على الشاشة. وفي بعض الأحيان تسمى حبكة الفيلم دون دقة بالسيناريو.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 07:31 م]ـ
شاعر البلاط
شاعر يعين مدى حياته موظفًا مادحًا للبيت الملكي في بريطانيا العظمى. وكان من المتوقع أن ينظم الشعر في مناسبات الدولة. ولكن منذ قرن أصبح اللقب علامة امتياز للشاعر الذي يعترف الجميع له بالسبق ونموذجية التعبير وتمثيله للعصر.
وكان أول شاعر يلقى الاعتراف الرسمي هو بن جونسون (1573 - 1637) ولكن اللقب المحدد أعطى أول ما أعطى إلى جون دريدن (1631 - 1700) ومن بين الذين نالوا اللقب وردزورث وتنسون وألفريد أوستين وفي العالم العربي كان شوقي شاعر الأمير وأمير الشعراء
شاعر القبيلة
هو شاعر قبلي- ينظم القصائد حول المآثر البطولية وينشدها بمصاحبة قيثارة وقد يطلق المصطلح على الشاعر الذي يلقي اعترافًا شاملاً بنبوغه.
شاعر مغن
1 - منادم محترف في القرون الوسطى ملحق بأحد البيوتات الكبرى أو يتجول هائمًا على وجهه في الريف.
2 - كوميدي متجول مغطى الوجه بالألوان ويقابله منشدو الربابة في الأسواق العربية.
الشجن الشامل
يمكن تعريف الكلمة الألمانية بالتشاؤم العاطفي. وهي تعبر عن مشاعر الأسى وخيبة الأمل وعدم الرضا التي يستشعرها الإنسان ويتقبلها بفتور كجزء من واقع الحياة الذي تفصله هوة سحيقة عن الصورة المتخيلة المثالية. وذلك الشجن الشامل يتخلل الكثير من الكتابات وما فيها من مواقف تجاه الحياة الاجتماعية وخاصة عند الكتاب الوجوديين وكتاب مسرح اللا معقول.
شخصية تالية
الشخصية التالية في الأهمية للبروتاجونست (الشخصية القيادية أو الرئيسية) وخاصة الشخصية التي تقوم بدور المنازع Antagonist أو الخصم.
شخصية جاهزة قياسية
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل البطل والشرير في الميلودراما (وهما في متناول اليد حسب المواصفات)، وأبله البلاط والجندي المتفاخر في جعجعة والساحرة الشريرة والعبيط أو القروي الساذج، ورجل البوليس السري حاد الشم، والصديق (أو الصديقة) المؤتمن على الأسرار والمرأة الشبقة، كلها شخصيات جاهزة قياسية في الأشكال المتنوعة للأدب والأدب الزائف.
شخصية راكدة (متحجرة)
شخصية في رواية أو مسرحية أو قصة قصيرة تتغير قليلاً أو لا تتغير على الإطلاق أثناء تقدم الفعل.
شخصية رئيسية
الشخصية التي تقود الفعل وتدفعه إلى الأمام في الدراما والرواية أو أي أعمال أدبية أخرى. وتعني الكلمة في أصلها اليوناني المقاتل الأول. وليس من الضروري أن تكون الشخصية الرئيسية بطل العمل دائمًا ولكنها دائمًا هي الشخصية المحورية. وقد يكون هناك منافس أو خصم لهذه الشخصية.
وفي رواية سومرست موم "أغلال الإنسانية" نجد الفتى الأعرج هو الشخصية الرئيسية، وفي رواية العجوز والبحر لهمنجواي نجد أن صائد الأسماك الكوبي هو الشخصية الرئيسية وفي البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا نجد أن وليد مسعود هو الشخصية الرئيسية.
شخصية مسطحة
- تعبير صاغه أي. إم. فورستر E.M. Forester في كتابه "أوجه الرواية" عام 1927 ليشير إلى شخص يظهر في العمل الأدبي ولا يزيد عن كونه اسمًا، أو لا تعرضه أمامنا إلا سمة مفردة.
- والشخصية المسطحة لا تتطور ولا تكتمل، وتفتقد التركيب ولا تدهش القارئ أبدًا بما تقوله أو تفعله وتمكن الإشارة إليها كنمط ثابت أو كاريكاتير.
- أما الشخصية التامة الممتلئة: Round Character , Personnage Epais فعلى العكس من ذلك لها عمق واضح وأبعاد مركبة وتطور مكتمل وقادرة على أن تدهش القارئ إدهاشًا مقنعًا مرات عدة.
- وتضم كل الأعمال الأدبية الكبرى التي تصور الشخصيات هذين النوعين معًا الشخصيات المسطحة والشخصيات التامة الممتلئة كما تفعل الحياة نفسها.
فماكبث مثلاً شخصية تامة ممتلئة أما الملك دنكان فهو شخصية مسطحة.
شخصية ممتلئة (مكتملة)
هي شخصية في نص أدبي، توصف في اكتمال بحيث تصبح قابلة للتعرف عليها وفهمها وتمييزها كفرد يختلف عن الآخرين الذين يظهرون في نفس النص. ويذهب أي. إم. فورستر إلى أن اختبار الشخصية الممتلئة هو التساؤل عن مقدرتها على الإدهاش بطريقة مقنعة. وقد عنى بذلك أن تلك الشخصية ليست من الشخصيات الجاهزة القياسيةوليست مجرد نمط عام.
شريحة الحياة
تقديم الأدب القصصي أو الدرامي نسخة مطابقة للأصل من تجربة فعلية. وفي هذه التقنية يفتح الروائي أو مؤلف الدراما بابا للقارئ ويسمح له بأن يرى الشخصيات ويسمعها ثم يغلق الباب في وجهه دون تعليق أو ملاحظات من المؤلف. وتنتسب تلك الأداة التقنية إلى تقنية تيار الشعور على الرغم من وجود اختلاف بينهما من ناحية تصوير الاستجابات الجسمية مع الاستجابات الذهنية النفسية. ولكنهما يتفقان في تصوير تلك الاستجابات كما تأتي وترد، أي كما هي، وفي الإغفال المتعمد لصلتها بالحالة المعينة. أو بعبارة أخرى تفترض التقنيتان أن الاستجابات في غزارتها التي لا تعرف تمايزا تشكل بذاتها موضوع تناول المؤلف.
وكانت تقنية عرض الحياة دون انتقاء (عرض الحياة كما تسير بالفعل دون بداية معينة محددة بأناقة ودون نهاية، ومراعاة "الواقعية" إلى أقصى مدى) أداة مهمة عند كتاب مثل زولا وموباسان وجيمس جويس.
ولكن الكثير من النقاد يذهبون إلى استحالة الواقعية المطلقة، فمن غير الممكن تصوير العناصر اللا متناهية للواقع كما هي. كما يذهبون إلى أن عناصر الواقع لا تقف على قدم المساواة من ناحية الدلالة وإلا وقف الكاتب عند القش الطافي على سطح الواقع وجعله مساويا لتيارات الأعماق.
شرير
شخصية في تمثيلية أو رواية أو قصة قصيرة لها فاعلية تميل نحو الشر في بناء الحبكة. وسلوك تلك الشخصية يأتي مضادًا لسلوك البطل. وقد يكون الشرير في بعض الأعمال الأدبية محتلاً لمركز الاهتمام مثل الشيطان في "الفردوس المفقود" لميلتون أو ماكبث- في مسرحية شيكسبير أو ياجو في "عطيل"، فعلى الرغم من أن الشرير لا يتصدر كل المشاهد فإن الفعل الدرامي يتوقف عليه، والشرير من العناصر الضرورية في بنية الحكاية الشعبية.
شطح خيالي
(يُتْبَعُ)
(/)
تحليق الخيال متقلب الأهواء المنصب على المواقف الغربية الشاذة، ويستلهم حالات مزاجية مغرقة في الوهم. ويوحي التعبير بميل طريف للغرابة كما يؤكد فكرة النزوة المتقلبة مثل شخصية بيتربان الصبي الذي لا يكبر أبدًا.
شعار رمزي
علامة أو هيئة مصورة ترمز إلى تمثيل شيء أو التطابق معه. مثل الذئب الغادر والأسد المرعب ملك الحيوان وحمامة السلام.
شعر
(1) عمل أدبي في شكل موزون أو في لغة ذات نسق منتظم (كلام موزون مقفي).
(2) فن الإنشاء اللغوي الإيقاعي الذي يهدف إلى تحقيق متعة خاصة عبر المعاني الجمالية الرفيعة مجنحة الخيال أو ذات العمق، أو التي تعبر عن الإحساس والشعور.
ومن العسير تعريف الشعر لأنه يتضمن الكثير من الأوجه المتباينة في مادة التناول والشكل والتأثير. ونقدم في السطور الآتية عددًا صغيرًا من بين آلاف المحاولات لشرح ما هو الشعر وما هو تأثيره.
- الشعر هو سجل لأفضل اللحظات وأكثرها سعادة عند أفضل الأذهان وأكثرها سعادة. شيللي.
- الشعر هو ... نقد للحياة في الشروط التي تضعها لهذا النقد قوانين الحقيقة الشعرية والجمال. ماتيو أرنولد.
- الشعر هو التعبير الخيالي عن وجدان عارم، إيقاعي في المعتاد ... وهو التدفق التلقائي لمشاعر قوية يتم تذكرها عند الهدوء. ورد زورث.
- الشعر هو الخلق الإيقاعي للجمال والفيصل الوحيد الذي يعترف به هو الذوق، وباستثناء بعض الحالات العرضية فهو لا يأبه على الإطلاق بالواجب أو بالحقيقة. إدجار آلان بو.
- الشعر لغة تنبئنا عبر استجابة انفعالية إلى هذا الحد أو ذاك بشيء لا يمكن قوله بطريقة أخرى. أدوين أرلنجتون روبنسون.
ويمكننا أن نسمي كل الشعر نظمًا ولكن ليس كل النظم شعرًا. فالنظم موزون مقفي ولكنه ليس شعرًا لأنه لا يحتوي على فكر رفيع أصيل أو على خيال مبدع أو انفعال عميق كالشعر الحقيقي.
شعر حر
هو شعر أكثر اتصافًا بالإيقاع من النثر الفني العادي ولكنه يتخفف من الطراز الوزني المنتظم ومن القافية الرتيبة ومن طول البيت المقرر، ويعتمد في الإنجليزية على تنوع الأوزان وتغايرها وتقابل المقاطع المنبورة وغير المنبورة، ويمكن أن يكتسب عند الشعراء الموهوبين إيقاعات وألحانًا خاصة. وقد استخدم في ترجمة المزامير ونشيد الأنشاد من العهد القديم إلى الإنجليزية، وكان ميدانًا للتجريب في الشعر الأوروبي عند هايني Heine وجوتة Goethe في ألمانيا وبودلير في فرنسا وبليك Blake وأرنولد Arnold في إنجلترا. وكان والت ويتمان الأمريكي من أبرز مطوري الشعر الحر. وقد مارسه إزرا باوند وإليوت ولورنس. ومطالع قصائد كمنجز E.E Cummings أمثلة جميلة لإيقاع متحرر من تفعيلة متكررة.
والشعر الحر الفرنسي تعبير عن تجديد في القرن السابع عشر يتعلق بتنويعات في السطر الشعري وطول المقطع وتغاير القوافي ومن أمثلته حكايات الحيوان fables عند لافونتين La Fontaine وبعد ذلك توالت التجديدات في تجارب الشعر الحر الفرنسي للتخلي عن قواعد الطرز الوزنية المتكررة وعن العدد المقرر من المقاطع في البيت. وقد اعتبر الشعر الحر أن الإيقاع وتقسيم الشعر إلى وحدات إيقاعية هو الأمر الجوهري وإن أضاف إلى ذلك الطابع الشخصي للإيقاع عند الشاعر الفرد. وقد كتب رامبو وفيرلين ولافورج قصائد تنتمي إلى الشعر الحر، وظل شعراء من أمثال ألن جنسبرج Allen Ginsberg وسيلفيا بلات Sylvia Plath خارج فرنسا يزاولون التجريب في الشعر الحر.
وقد استعملت نازك الملائكة في مقدمة ديوانها "شظايا ورماد" مصطلح الشعر الحر وهي تعني به الالتزام بالتفعيلة بدلاً من البحر الكامل، وعدم التقيد بالقافية في أغلب الأحوال. وقد شاع شعر التفعيلة في الخمسينات، وكانت نازك الملائكة قد أرخت للشعر الحر بعام 1947 وهو تاريخ كتابة قصيدتها "كوليرا". ومن الذين كتبوا قصيدة التفعيلة السياب والبياتي وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وبلند الحيدري. وفي بداية مجلة "شعر" منذ عام 1957 كانت تدعو إلى ما تسميه "الشعر الحر" الذي يخلو من الوزن والقافية ولا يأبه بالتفعيلة والذي يحدث قطيعة مع تراث الشعر العربي، وبعد ذلك شاع مصطلح "قصيدة النثر"ليعبر عن اتجاه المجلة. وفي فترة مبكرة بعد الحرب العالمية الأولى في مصر استخدم محمد فريد أبو حديد مصطلح الشعر المرسل ليعبر عما وجده في مسرحيات شيكسبير من التزام
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاعر وزنًا واحدًا في أكثر المسرحية بغير أن يتقيد بقافية. فالتخفف من القافية وما فيها من دواع للتكلف كما يقول يتيح الشاعر فرصًا للتعبير الشعري، ففي هذا القالب حيوية ورحابة. وقد ترجم ملحمة "سهراب ورستم" لماتيو أرنولد، وماكبث لشيكسبير شعرًا مرسلاً أي بلا قافية.
لقد كان "الشعر الحر" بمعانيه المختلفة في العالم العربي تعبيرًا عن كسر عمود الشعر كما دعا إلى ذلك لويس عوض في مقدمة ديوانه "بلوتو لاند".
شعر الحكمة
- أبيات موجزة محكمة ذات صدق عام، تقدم العبرة الحسنة في شكل مختصر جامع مانع. والشعر العربي حافل بالحكم التي تتخلل المعلقات. كما أن المتنبي والمعري مشهوران بأبيات الحكمة.
- وفي اليونان القديمة كانت هناك مجموعة من شعراء الحكم المأثورة يتناولون المسائل الأخلاقية والفلسفية في أمثلة زاخرة بالبلاغة والإسراف في الوعظ الخلقي.
وتظهر عناصر من تلك النزعة في الشعر الحديث عند كارل ساندبرج وو. هـ. أودن وأرشيبالد ماكليش ولكنها تكاد تنقرض في الشعر الحداثي العربي.
شعر خفيف
- شعر يستهدف الترويح والتسلية أو الإمتاع. والشعر الخفيف يتميز بما فيه من حضور مرح للبديهةورهافة واكتمال في الشكل وهو بعيد عن العمق والدلالة الحقيقية ويشمل الشعر الخفيف ضروبًا مختلفة مثل:
- الشعر الركيك Vers de mirliton - Doggerel ( انظر).
- الإبيجراما وهي قصيدة قصيرة وتنتهي بمفارقة.
- الليميرك Limerick - Limerick وهي قصيدة فكاهية خماسية الأبيات.
بالإضافة إلى شعر الهراء الحلمنتيشي والمحاكاة الهزلية ومن أشهر مؤلفي الشعر الخفيف أوجدن ناش وكمنجز وقبلهما لويس كارول وهيلير بيلوك.
شعر درامي
مصطلح ينطبق على شعر يستخدم الشكل الدرامي ومن أمثلته المونولوج الدرامي وهو شعر يقوم على متكلم واحد متخيل يخاطب جمهورًا متخيلاً عند كبلنج وييتس وروبرت فروست. وبالتوسع في الاستخدام يمكن أن ينطبق على تمثيليات كتب جزء منها شعرًا والباقي نثرًا (مثل بعض العروض الشيكسبيرية).
شعر ركيك
(شعر هزلي رديء محطم الأوزان)
مصطلح يصف شعرا فجا غير مصقول مفكك النسيج محطم الأوزان. وذلك يجعله قادرا على تصوير الصفات الكوميدية أو الهزلية. والمصطلح يعرف أي محاولة شعرية هزيلة تتناول مادة تافهة وتبالغ في نزعتها العاطفية بالإضافة إلى رتابة شكلها. وفي شعر العامية المصرية هناك الشعر الحلمنتيشي القريب من ذلك عند حسين شفيق المصري.
شعر المزاح الاجتماعي
شعر مرح خفيف لعوب يتناول ما في زمانه من سخف. والتعبير فرنسي الأصل ينطبق على الأعمال التي تداعب المجتمع الراقي وشواغله العابثة وتضحك منها. وقد يكون هذا الشعر ساخرا في رقة أو غزليا ولكنه دائما فكه سريع الخاطر من ناحية القصد وأن لم يستطع بلوغ ذلك في الواقع. ومن أمثلة ذلك الشعر ما كتبه ايرل أوف روشستر مقترحا أن ينقش على ضريح الملك تشارلز الثاني:
هنا يرقد مولانا الأعظم الملك، الذي لا يوجد إنسان يثق في كلمته، إنه لم يقل أبدا شيئا غبيا، ولم يقل كذلك أبدا كلمة حكيمة.
شعر المناسبات
شعر يكتب (أو يقال) خصيصا لمناسبة معينة، هي عادة الاحتفال بذكرى حدث اجتماعي أو تاريخي أو أدبي. ومن الامثلة المشهورة قصيدة "أنشودة زفاف" التي يحتفل فيها الشاعر سبنسر بزواجه، وقصيدة تينسون في رثاء دوق ولنجتون وقصيدة كبلنج بمناسبة العيد الماسي للملكة فكتوريا وقصائد الرثاء والمديح العربية وكذلك قصيدة شوقي عن توت عنخ آمون بمناسبة اكتشاف مقبرته وقصيدة حافظ إبراهيم عن حريق طوكيو.
الشعر المنثور (النثر الشعري)
اللغة العادية التي تستعمل الإيقاع وتنسيق الإيقاع والبلاغيات والوسائل الأخرى التي ترتبط بالشعر. وكثيرا ما يكتب الروائيون وكتاب المقالات والقصة القصيرة داخل أعمالهم فقرة قصيرة من الشعر المنثور لتحقيق تأثير خاص. ومن أشهر الأمثلة كتابات جبران خليل جبران ومصطفى صادق الرافعي وحسين عفيف.
شفرة
(يُتْبَعُ)
(/)
نظام متفق عليه من القواعد أو المواضعاتيمكن بواسطته الجمع بين علامات لكي يمكن توصيلها من نقطة مصدر إلى نقطة وصول، وقد يمكن اعتبار لغة ما مثل العربية أو الانجليزية شفرة، كما أننا لا نعرف العالم من خلال خبرة خالصة مباشرة بل عبر صيغ لغوية، تعمل على تعديل المعطيات وإعادة تركيبها. كما يمكن اعتبار اللغة ضيقة الاستعمال عند قادة السيارات من إشارة بالأيدي والأنوار وصوت النفير شفرة. وتعتبر البنيوية الأدب نشاطاً اصطلاحياً يعمل وفق قواعد مقررة، فالأعمال الأدبية عندها تستخدم معاني صيغت من قبل في شفرات هي وسائل لتحديد المعنى وتكييفه ولا تقدم الواقع كما هو في تجليات جديدة، فالأدب من وجهة النظر هذه يعتمد على الشفرات المصنوعة للتعامل مع العالم وخلقه من جديد، وهو مكتف بذاته قائم على تفاعل الشفرات. وبالإضافة إلى ذلك فالعلاقة بين الكاتب والقارئ ليست علاقة بريئة مباشرة بل تتضمن استعمالا للشفرات، ويستخدم رولان بارت R. Barthes خمس شفرات لقراءة رواية قصيرة لبلزاك هي:
1 - التأويلية Hermeneutic - Hermeneutique بواسطتها يطرح لغز ويحل في النهاية.
2 - الدلالية Semic - Sèmique وهي التي تحدد التيمات وظلال المعاني التي تبتعثها الأوصاف وترسم الشخصيات.
3 - الرمزية Symbolic - Symbolique وهي الدائرة التي تصبح فيها المعاني متعددة التكافؤ قابلة لأن تأخذ عكس مسارها.
4 - متعلقة بالأفعال Proairetic - Proairetiqe - وتحدد السلوك والفعل.
5 - ثقافية Cultural - Culturel وتقدم إعلاماً ومعرفة شاملة متعددة الأنواع. وهذه الشفرات تعمل على تشكيل بنية النصوص الأدبية، ويقتسمها المؤلف والقارئ، وهي تخلق شبكة يمر من خلالها النص ليصبح نصاً، وتختلف في وضعها عن وضع النموذج بل هي أمثلة ومستويات للكلام لا للغة. وليس هناك شيء أدبي نوعي باطن فيها، فهي تعمل باعتبارها جزءاً من الثقافة بأكملها. إن الشفرة المفردة منظور للاقتباسات ومنطقها هو منطق ما تم عمله من قبل أو ما تمت قراءته من قبل. ووظيفة الشفرات هي المشاركة في عملية تشكيل بنية النص، وهي العملية التي لا يمكن أن تكتمل.
شكاة نائحة
- شكوى حزينة، وتعبير عن الأسف وإدانة اقتراف الشرور.
- وقد أخذت اسمها بالإنجليزية والفرنسية من اسم إرميا نبي العهد القديم وتشير إلى أي عمل أدبي يتضمن توقعًا لهول آت أو لكوارث مقبلة أو شكاة متصلة من سوء حال المجتمع والزمان. ونجد في أشعار أبي العلاء المعري كثيرًا منها.
شكل (أو صورة مقابل مادة)
- طريقة وأسلوب ترتيب أجزاء التأليف الأدبي والتنسيق بينها. النسق البنائي لعمل من أعمال الفن. فالشكل الشعري ينطبق على تنظيم وحدات إيقاعية في بيت من الشعر، والشكل الروائي ينطبق على ترتيب الوقائع والأحداث في تقسيمات أوسع.
- وفي الأدب ينطبق تعبير الشكل فيما ينطبق على الأجناس الأدبيةمثل شكل القصة القصيرة، شكل الرواية، شكل المرثية، وشكل القصص الشعري.
- والشكل يعني أكثر من مجرد رسم تخطيطي خارجي يفرض على موضوع المعالجة، بل ينبغي اعتباره التكامل البنائي بأجمعه للتعبير والفكر.
- وشكل العمل الأدبي يصاغ من داخله ولا يفرض عليه من الخارج. وفي الأعمال الأدبية ذات المستوى الرفيع ينصهر الشكل مع المادة ويكونان كلاً واحداً متعدد المستويات.
شكلانية
يعني المصطلح عموما أن التقنية والأسلوب هما الأمر المهم وليس مادة التناول، فالشكل يؤكد بمعزل عن المعاني، وهو المعيار الأساسى للقيمة الجمالية، وليست التقنية طريقة أو منهجا فحسب بل هي موضوع الفن الأدبي، كما أن ما يقوله الكاتب ليس مهما بل كيف يقوله.
الشكلانية الروسية
مدرسة في النقد الأدبي ازدهرت في روسيا أثناء العشرينات وقدمت إسهامات في النظرية الأدبية والتحليل الأدبي.
وأفردت أدبيةالأدب موضوعا للدراسة، فالعمل الأدبي مستقل من المؤثرات الاجتماعية والسياسية والفلسفية والنفسية وعن قصد المؤلف واستجابة القارئ، كما أن لغة الأدب ليست استمراراً للأشكال الأخرى من اللغة. وقد شرع الشكلانيون في الدراسة "العلمية" الوصفية للأسلوبالأدبي باعتباره انحرافا عن المعايير المقرة بواسطة مجموعة من الأدواتالقابلة للوصف والتحليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعريف الشكلانية للأدب لا يرتكز على خصائصه الداخلية بل هو تعريف تفاضلي تمييزي بالتضاد، فقوام الأدب اختلافه عن أنماط أخرى من الوقائع، والمفهوم الإجرائي في هذا التجديد هو نزع الألفةوهو بالروسية Ostranenie. ففي الشعر تشكل اللغة العادية العملية العنصر الأساسي الآلي الذي يعمل الفن على نزع الألفة عنه. كما أن الأدوات الشكلية مثل الوزن والقافية تعمل على تغريب الكلمات والتراكيب العادية لتجدد إدراكنا الحسي بها، فقد تركز نزع الألفة في اللغة. وكانت الشكلانية الروسية في طورها الأول تعتبر أن بطل الأدب الوحيد هو الأداة، وأن العمل الأدبي هو مجموع أدواته الأدبية. ولكن الطور اللاحق أضاف أن الأدوات نفسها عرضة بتكرارها لإضفاء الطابع الآلي على الإدراك الحسي. إن أدبية الإيقاع الشعري على سبيل المثال لا يمكن نسبتها إلى مجرد إيقاع أصبح روتينيا بل من المحتمل أن تصير مستمدة بدرجة أكبر من بث التشويش في هذا الإيقاع، فالإيقاع الشعري هو إيقاع اختلال في النظام العادي، ولو أصبح اختلال النظام مواضعةمتكررة لأصبح أداة غير فعالة شعريا.
وهكذا دخل التمييز بين الأداة والوظفية، فلم يعد مجرد وجود الأداة هو مناط الأدبية بل وظيفتها داخل العمل. فالعناصر التي تظل تقوم بنزع الألفة، هي العناصر التي توضع في الصدارة (الأمامية - Foreground Premier Plan) وقد ذهب تنيانوف Tynyanov إلى أن العمل الأدبي نسق مؤلف من عناصر متفاعلة مترابطة لكي يميز بين عوامل مهيمنة وعوامل صارت آلية. فالنسق ليس تفاعلا حرا بين عناصر متساوية ولكنه يفترض هيمنة أو وضعا في الأمامية لمجموعة واحدة من العناصر وإخضاعا لعناصر أخرى، ويصبح العمل أدبا من خلال العنصر المهيمن أو المجموعة المهيمنة. والمجموعتان المهيمنة والخاضعة شكليتان. لقد أصبح العمل نسقا وليس مجموعة عشوائية من الأدوات، فالنسق (أو البنية) يحدد لكل أداة وظيفتها سواء أكانت وظيفة مهيمنة أو آلية. وبذلك أصبح من الممكن إدراج عناصر لا أدبية في العمل دون تخل عن أدبيته. فالمقصود باستقلال العمل هو هيمنة الوظيفة الجمالية على الوظائف الأخرى. ويرى الشكليون أن الأدب ليس مستمداً من الواقع بل من أدب سابق كما أن تطوره لا ينشأ عن واقع متغير ويتحدد به بل عن الحاجة إلى تجديد أشكال أدبية أصبحت آلية. فالواقع ليس إلا أحد مكونات العمل المعطى مع اللغة العادية وليس مرجعا ودوره هو مجرد تحفير الأداة.
شكوى
شعر غنائي يعلق على بؤس قائله، وعادة ما يشير إلى تقلب مشاعر المحبوبة أو قسوة أوضاع العالم أو تعاسة الشاعر عمومًا. وكانت شكوى الزمان من الأغراض الشائعة في الشعر العربي وخاصة عند أبي العتاهية.
شمول
الشمول هو تلك الصفة في الأدب التي تعطيه دلالة ليست مقصورة على مكان معين أو زمان معين. ويمتلك العمل الأدبي تلك الصفة حينما يقدم انفعالات وأفعالا جوهرية كلية مشتركة بين كل القوى المتقدمة في جميع الحضارات لأنها تنتمي إلى تلك النقاط العقدية في التقدم الاجتماعي للإنسانية، لذلك يظل ذلك العمل حافلا بالمعنى إلى زمن غير محدد، يرضي كل القوى الحية ويرضيها دائما.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 07:38 م]ـ
صادر عن سلطة (بمقتضى السلطة)
العبارة اللاتينية تعني صادر عن الكرسي العالي، ويعني المصطلح ما له سلطة أو نفوذ وما يأتي عن مصدر من مصادر السلطة المعصومة التي لا تناقش في جميع المجالات الفكرية والأدبية.
صدى تلميح
شكل من التلميح أو الإشارة الضمنية، يكرر قولا سائرا بعد تغييره، مثل إشارة أوسكار وايلد إلى قول إبراهام لنكولن عن الديموقراطية: ولكن الديموقراطية تعني ببساطة إكراه الشعب (أو ضربه بالهراوات) بواسطة الشعب من أجل الشعب.
صديق مؤتمن على الأسرار
شخص يؤتمن على الأفكار الحميمة، فهو صديق وثيق الصلة أو أحد المعارف الذي يستشعر الإنسان معه حرية في مناقشة الأسرار أو الشؤون الخاصة.
وفي أغلب الأحوال يفضل كتاب الدراما والروائيون اللجوء إلى هذا المؤتمن على الأسرار بدلا من الحديث الجانبي والمناجاة الفردية للكشف عن أفكار الشخصيات الرئيسية، ولتلخيص أحداث لا تظهر على المسرح ولا يكشف عنها في لقطات استرجاع الماضي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغالبا ما يكون ذلك المؤتمن على الأسرار شخصية ثانوية ليتيح للمؤلف أن يصور الشخصية الرئيسيةفي تفصيلاتها الحميمة حينما لا يكون ذلك متاحا للمؤلف بالوسائل الأخرى.
ويكشف الدكتور واطسن بوصفه مؤتمنا على الأسرار الكثير عن شرلوك هولمز، كما يكشف هوراشيو الكثير عن هاملت (وليدي مكبث عن زوجها). وفي الشعر العربي القديم يخاطب الشاعر صاحباً (يا صاحبي أو أصاح)، وفي شعر التفعيلة نجد سيدة غامضة يخاطبها الشاعر ويكشف لها عن مكنون فؤاده.
صراع: (تضارب - نزاع)
يسمى تضاد الأشخاص أو القوى الذي يعتمد عليه الفعل في الدراما والقصة صراعا. والصراع الدرامي هو الصراع الذي ينمو من تفاعل قوى متعارضة (أفكار ومصالح وإرادات) في حبكة، ويمكن القول إن الصراع هو المادة التي تبنى منها الحبكة.
وللصراع أنواعه المختلفة:
- فهناك الصراع البدائي الأولي بين الإنسان والعالم الطبيعي وهو يمثل الإنسان في مواجهة قوى الطبيعة، مثل المصاعب والمخاطر التي يواجهها المستكشفون والملاحون ورواد الفضاء. فسيول الأمطار ولذعة البرد وهجير الحر والوحوش الفترسة في الغابة وموجات البحر في مدها الغادر عوائق دائمة أمام الإنسان. وتلك الصراعات البدائية تكثر عادة في الأفلام وتمثيليات التليفزيون الميلودرامية ومجلات الإثارة ولكنها يمكن أن تظهر في الروائع الدرامية في بعض الأحوال إذا ارتبطت بمكونات أخرى.
- وهناك الصراع الاجتماعي، الصراع بين الإنسان والإنسان. ويبنى الكثير من القصص الرائج شعبيا على الصراع الاجتماعي: تنافس رجال الاعمال وعلاقتهم بالعمال، فتاة عصرية تواجه مصاعب مع والديها على مسلكها، التحيزات العنصرية والطائفية.
- وهناك نوع ثالث من الصراع هو الصراع السيكولوجي داخل النفس، صراع بين الرغبات داخل الشخصية وفي هذا النوع قد تكون القوى الخارجية مهمة، وقد تظهر شخصيات أخرى في القصة ولكن البؤرة تكمن، في كل الأحوال، فيما تكابده الشخصية الرئيسيةمن اضطراب واهتياج.
- وهناك أشكال فرعية من الصراع الاجتماعي مثل صراع الشخصية الرئيسية ضد مجتمع ما كما هو الحال في بعض روايات ديكنز وجورج إليوت وتيودور درايزر، واللص والكلاب لنجيب محفوظ.
- وهناك نوع خامس من الصراع هو صراع الإنسان ضد القدر والمصير مثلما نجده في مسرحيات سوفوكليس أو روايات توماس هاردي.
ولكن معظم ضروب الصراع هي من ناحية الأساس طبيعية أو اجتماعية أو نفسية داخلية أو مزيجا من هذه الأنواع الثلاثة.
الصفة الكونية
صفة للامتداد الذي لا يقبل قياسًا في الزمان والمكان. وتستعمل الصفة للإشارة إلى أحداث ومفهومات مثل التي في "الكوميديا الإلهية" لدانتي أو "الفردوس المفقود" عند ميلتون، وتلك الأحداث والمفهومات شاسعة الشمول كلية الإحاطة وهي تتخطى الأرض بطبيعة الحال.
صلب الدراما
جزء من الدراما تتطور فيه الحوادث بين المقدمة وحل العقدة. وكان هذا المصطلح يستخدم ليدل على حركة الفعل في التمثيلية مشيرا إلى ذلك الجزء من الدراما الذي يتلو المقدمة حيث يقوم المؤلف بتنمية الفعل الرئيسي، وينطبق المصطلح على الفعل الدرامي في مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة عند تأهبه لحل العقدة.
صنمية
استعمال بعض الاشياء والنظر إليها باعتبارها مقدسة تجسد قوة خفية أو تحل فيها تلك القوة.
وتعتبر الشعائر السحرية المؤدية إلى ما يقترب من غيبوبة النشوة في بعض الشعوذات الافريقية شكلا من أشكال الصنمية. وفي التحليل النفسي تشير الكلمة إلى الاستعمال القسري لشيء أو جزء من الجسم كحافز للوصول إلى المتعة الجنسية (خصلة شعر - حذاء - جزء من الملابس الداخلية .. قدم ... إلخ).
وفي الأدب قد يشير المصطلح إلى أي فكرة أو شيء أو موضوع يستدعي تبجيلاً أو توقيراً أو تكريساً غير متناسب معه، مثل قيام فرسان القرون الوسطى بواجبات للسيد وللمحبوبة. وفي العصر الحديث هناك ضمنية السلع التي تحجب العلاقات الاجتماعية وراء حركة الأشياء المادية، وتفرض سيادة الأشياء على الإنسان. وفي النقد الأدبي هناك اتجاه نحو "ضمنية اللغة" يسبغ على اللغة طابعاً مطلقاً في العمل الأدبي.
صورة أدبية دقيقة (مختصرة)
(يُتْبَعُ)
(/)
تعبير يعني بالفرنسية الكرمة الصغيرة (من النقوش الزخرفية التي تشبه أغصان الكرمة في المخطوطات والكتب القديمة)، وهو ينطبق الآن عادة على اللقطات أو الاعمال الادبية الموجزة ذات الدقة في الصياغة اللغوية والرقة في المشاعر. ويوحي التعبير بالصورة المبهجة أو الانطباع الخاطف لمشهد أو شخصية أو موقف.
صورة جانبية
يشير التعبير بشكل عام إلى لمحة تحدد الخطوط الخارجية المختصرة وخاصة الوجه الإنساني منظورا إليه من جانب. وفي الأدب يشير التعبير إلى شكل في الكتابة يجمع بين مادة السيرة الشخصية (ترجمة الحياة) وبين تفسير الشخصية وتقدم الصورة الجانبية تصويرا ظليا ولمحة جزئية، ولا تقدم صورة مكتملة لشخصية. وتشبه العلاقة بين الصورة الجانبية ولوحة السيرة الشخصية الكاملة من بعض النواحي العلاقة بين القصة القصيرة والرواية.
صورة جوهرية
- شخصية مركزية أو فكرة مركزية ينتظم حولها العمل الأدبي.
- وحينما يفرد الكاتب وجها أو سمة من موضوع أو فكرة للوصف والتناول الفني فإنه ينمي صورة جوهرية يقصد بها أن يختزل كلا شاملا بادي التعقيد إلى أساس بنائي موحد
صورة محسوسة
1) مثيل "فيزيائي" لشخص أو حيوان أو شيء يرسم أو ينحت أو يصور بحيث يكون مرئيا.
2) الانطباع الذهني أو التشابه المتصور الذي تستدعيه كلمة أو عبارة أو جملة.
ويستطيع الكاتب أن يستخدم لغة بلاغية (من التشبيهات والاستعارات) ليخلق صورا لها من الحيوية مثل ما للحضور الواقعي للاشياء والافكار نفسها.
والصورة هي عنصر جوهري مميز، ومكون أساسي لكل النثر والشعر القائم على الخيال الإبداعي.
صورة مهيمنة (مسيطرة قائدة)
استعارة أو صورة تواصل البقاء طوال عمل معين وتحدد شكله وطبيعته. فالصورة المهيمنة في رواية قد تكون صورة إنسان خجول مكتئب يتحمل المضايقات المستمرة ويحاول أن يتفادى الآلية المضجرة. والصورة المهيمنة في الكثير من كتابات فوكنر هي التحلل والاضمحلال وعند همنجواي الشجاعة تحاصرها الضغوط. وفي روايات نجيب محفوظ الواقعية هي الفرد الباحث عن الصعود الاجتماعي، وفي رواياته الفلسفية الفرد الباحث عن معنى الحياة من خلال التوفيق بين الأرض والسماء. أما في أشعار صلاح عبد الصبور فهي صورة الإنسان المغترب في كون وعالم اجتماعي لا يكترثان به.
صياغة كلمات مبتكرة
بالمعنى العام تشير الكلمة إلى ما يصنع أو يخترع وفي الأدب تشير إلى تلك الكلمات التي تنحت بطريقة واعية تحكمية مقابل الكلمات التي دخلت اللغة عبر عمليات طبيعة طويلة المدى. وتلك الصياغات المبتكرة قد تثري اللغة، مثل كلمة ثقافة، وكلمة اتباعية لتعني كلاسية، وهاتف أي تكلم عبر التليفون.
صيغة اصطلاحية (القالب الشكلي)
- تعني في الأدب طريقة اصطلاحية ثابتة لتنمية الحبكة. وهناك طراز جامد ثابت متكرر للحبكة يظهر في الأفلام وتمثيليات التليفزيون .. إلخ.
- وهناك صيغ متعددة متكررة للحبكة مثل صيغة "الهداية" حيث يسترجع كائن منحل أوضاع إنسانيته، وصيغة حكاية سندريللا حيث تفوز فتاة فقيرة فاضلة بزوج غني تنتزعه من بين مخالب منافسة غنية. وصيغة القروي الساذج وهو يهزم أحد خبثاء المدينة.
ويمكن القول أن كل الكتابات الأدبية تتبع صيغة ما بشكل أو بآخر، ولكن الأدب الحق لا تستعبده تلك الصيغة، بل هو على العكس من ذلك يبدي من الخصائص والمكونات الإبداعية ما يتجاوز ابتذالات التكرار في الأوضاع والمواقف، وما يتجاوز الانماط المتجمدة في الفعل ورسم الشخصيات.
صيغة "الكل"
كل موحد، نسق أو شكل له بنية لا يكفي مجموع أجزائها لتفسيرها. ويذهب علم نفس الجشطلت إلى أن الأفعال الفسيولوجية والعقلية لا تحدث من خلال الافعال المنعكسة والمؤثرات والاحساسات بل من خلال صيغ كلية تعمل منفصلة وبطريقة مستقلة وهي فطرية في الذهن.
وفي الادب ينطبق المصطلح على طريقة للتأليف أو الإنشاء مثل التي يوضحها إصرار كوليردج على أن الشعر والنثر يبدي كل منهما تصميما أو صيغة أو جشطلت.
ووفقا لتلك النظرية فالقصيدة إنشاء في لغة نسقية لا يكفي لتفسيره الوزن والقافية وبنية المقاطع .. إلخ التي يقوم كل منها بدوره بطريقة متميزة منفصلة رغم ترابط صلاتها الداخلية. وتتحدى التفكيكيةاعتبار العمل الأدبي كلا موحدا.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 07:42 م]ـ
ضلال - (انخداع. وهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتقاد أو رأي باطل. ويزخر الأدب بشخصيات ذات طرق خاطئة في التفكير وإصدار الأحكام:
- دون كيشوت على سبيل المثال انخدع بقراءاته لقصص الفروسية فأغلق نفسه داخل دروع صدئة وخوذة من الورق المقوى ليجوب آفاق العالم بوصفه فارسا جائلا.
- وعطيل عند شيكسبير كابد ضلال الرأي إزاء إخلاص زوجته وبراءتها، ونتج عن ذلك غيرة في غير موضعها أدت إلى مأساة.
وفي علم النفس يشير المصطلح إلى اعتقاد باطل لا يمكن تغييره أو هزه بالتدليل العقلي.
،،،،،،،،،،،،،،،
طابع دُوري - بضم الدال - (اتصاف بالبساطة)
- معني المصطلح بسيط بلا ادعاء.
- والمصطلح نسبة إلى بلدة دوريس (دلاكونيا)، وهي بلدة ريفية صغيرة في اليونان استقر فيها غزاة يحملون اسم الدوريين ابتداء من القرن الثاني عشر (ق. م.) ويتحدث سكانها بلهجة "دورية" قروية. وقد كتب الشعراء ذوو النزعة الرعوية الأوائل قصائدهم في تلك اللهجة. وقد استعمل جون ميلتون عنوان "أغنية دورية" كمرادف لقصيدة رعوية.
- واعتمادا على أن اللهجة الدورية لهجة ريفية، وأن العمارة الدورية تتسم بالبساطة والقوة فقد وصف الكثير من المنتخبات الأدبية النضرة الخالية من التكلف بأنها دورية مثل قصائد وردزوورث عن الطبيعة.
طابع عام (نغمة)
1) موقف الكاتب من موضوع التناول وبهذا المعنى يصبح طابع مدام بوفاري لفلوبير طبيعيا قاتما باعثا على الكآبة وطابع أو نغمة الشحاذ لنجيب محفوظ التساؤل المحير عن معنى الحياة.
2) الوسائل المستخدمة في خلق الحالة الوجدانية وجو العمل الأدبي عموما وبهذا المعنى تكون أدوات القصيدة في خلق طابعها هي صورها ووزنها وقافيتها ورمزيتها وبقية الأساليب البيانية.
3) الخاصة الموسيقية للغة ويقترح بعض الشعراء والنقاد أن تبدي أصوات الكلمات ما في الجرس الموسيقي من خصائص، ويطلقون على تآزر سلسلة من الأصوات (التناغم بين قافية وقافية وبين حرف متحرك وحرف متحرك آخر .. إلخ) اللون النغمي.
طابع محلي
(1) نزعة تصور في الأدب بقعة معينة.
(2) الإخلاص في الكتابة لمنطقة جغرافية محددة وتمثيل لهجتها في الكلام، وطرائق سلوك أفرادها عاداتهم وفولكورهم ومعتقداتهم وثيابهم وتاريخهم. كما في كتابات يحيى الطاهر عبد الله عن أعماق الصعيد المصري.
والطابع المحلي عنصر في كل أدب لأن معظم النصوص الأدبية تتضمن موقعا أو مشهدا للأحداث، ولكن المصطلح لا ينطبق إلا على كتابات تعتبر "المكان الخاص" موضوعا قائما بذاته وموضعا للاهتمام بفضل سماته الخاصة.
ومن ألمع أمثلة الطابع المحلي ما نحده عند توماس هاردي في روايات ويسكس، ووليام فوكنر في روايات الجنوب الأمريكي. ويعتبر كثيرون من الكتاب ذوي الخبرة التقنية الكبيرة أن بواعث كتابتهم وأفكارهم وصورهم وبلاغياتهم تنبع من الناس الذين يعيشون في صلة وثيقة بهم، والأرض التي يحيون فوقها .. وهناك روايات عن النوبة مثل دنقلة لإدريس علي والشمندورة لخليل قاسم وريف الوجه البحري في مصر عند محمد عبد الحليم عبد الله ومصر الوسطى عند محمد مستجاب والمدينة والبحر في سوريا عند حنا مينا.
طاقة حيوية نفسية (الليبيدو)
يشير التعبير عادة إلى الغريزة الجنسية (عند فرويد). ولكنه يدل على الطاقة النفسية بوجه عام وعلى الرغبات المستمدة من اللاشعور. وعند يونج يشير إلى الحوافز المحركة للفرد عموماً.
طباقي (كونترا بنطى)
تعبير يستخدم أصلا في الموسيقى ويعني "مركباً من لحنين مستقلين أو أكثر". وهو مشتق من كلمات لاتينية تعني نقطة ضد نقطة. فالميلوديات (الألحان) تتراكب معا لتنتظم في علاقات منسجمة. والترابط الأفقي بين الألحان هو الترابط الطباقي ويتميز عن الترابط الرأسي الهارموني. وفي الرواية يشير التعبير إلى تنمية موضوع رئيسي أو فكرة رئيسية في تناقض وتوازن مقابل موضوع رئيسي آخر. ويستخدم شيكسبير تنمية طباقية للشخصيات في تصويره التضاد بين افتقاد هاملت للحسم وبين رغبته في الانتقام. وهذا البناء المركب سمة للأدب الحداثي في العالم العربي الذي يتميز بالشخصيات والانفعالات والشخصيات المركبة.
طعن - تشهير
كلمات مكتوبة أو مطبوعة تسيء إلى السمعة أو تصور شخصا بطريقة تشوهه وتشهر به دون مراعاة للوقائع الحقيقية، وكثيرا ما لجأ أشخاص إلى القضاء ضد روائيين على اعتباره أن أشخاصهم هي المصورة في الروايات بطريقة تسئ إليهم.
طليعة
مصطلح فرنسي عسكري الأصل امتد ليشمل الحركة السياسية والفنية، وهو يعني في الأدب مجموعة الكتاب والشعراء الذين يكرسون جهودهم لفكرة أن الفن تجريب وثورة على التقليد، والفنانون هم قرون استشعار الجنس البشري كما يقول إزرا باوند لذلك فإن عليهم واجب أن يسبقوا العصر بالتجديد في الأشكال ومواضيع التناول. وفي الأدب العربي موجات متعاقبة من أدباء الطليعة.
طوبائية (نزعة المدينة الفاضلة)
(الإصلاحية الاجتماعية الخيالية)
نزعة مؤسسة على الكمال المثالي أو الخيالي. والتعبير مأخوذ عن كلمة يونانية تعني "لا مكان" ويصف نوعا من الأدب يصور مجتمعا مثاليا. وكان التعبير الذي يعني الآن بلدا مثاليا أو بقعة مثالية هو العنوان الذي أعطاه سير توماس مور عام 1516 لكتاب يصف جزيرة خيالية بلغت الكمال في القوانين والسياسة والعادات.
وهناك أنواع مختلفة من تلك النزعة، فجمهورية أفلاطون كانت تستهدف إلغاء التناقضات الاجتماعية في المدينة - الدولة اليونانية، وإقامة مجتمع طبقي جامد، على العكس من الكتابات التي أتت بعد عصر النهضة وتحلم بمجتمع لا طبقي لم تنضج القوى الاجتماعية القادرة على تحقيقه بعد. وفي أيامنا هذه تظهر كتابات تسخر من فكرة مجتمع مثالي وتقدم طوبائية مضادة مثل رواية عالم جديد شجاع لألدس هكسلي ومسرحية الفرافير ليوسف إدريس التي كتبها بعد مسرحية طوبائية قديمة هي جمهورية فرحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 07:52 م]ـ
ظاهريات (فلسفة)
حركة فلسفية أسسها الفيلسوف الألماني إدموند هوسيرل Edmund Husserl في السنوات المبكرة من القرن العشرين. وكان هوسيرل يهدف كما يقول إلى إقامة أسس المعرفة ومعايير الصدق العلمي بتجاوز التجريبية والمثالية والرجوع إلى الأشياء (المواضيع) كما تزاول الذوات تجربتها. ومحور الظاهريات هو الوصف التأملي للتجربة، لساحة إدراكية يعمل فيها الذات والموضوع على الترادف. وعلى حين أن المواضيع تجيء إلى الذات من خلال الحدس المباشر فإن الذات تشكل المواضيع في أفعال إعطاء المعنى. ولأن الذات والموضوع يتبادلان التضمن واللزوم فلن يكون الوعي عند هوسيرل فارغا أبدا، فمن المستحيل وجود "أنا أفكر" على نحو خالص، فللوعي دائما مضمون وهو دائما الوعي بشيء ما. والقصدية هي الرابطة الأساسية بين الذات والموضوع في التجربة وهي الواقعة الأولية للذهن باعتباره وعيا بشيء ما، والقصدية Intentionality, Intentionalite' تعني أن الظواهر لا توجد مستقلة عن الذوات، فالذوات تشكل الظواهر وهي تعطيها المعنى، وتكون الظواهر قصدية بالنسبة للوعي الإنساني. وللوصول إلى الأشياء نفسها، قدم هوسيرل منهج الوضع بين قوسين Epoche ، الإبوخيه بالألمانية ويعني تعليق الافتراضات المسبقة والاستدلالات والأحكام والإسقاطات الانفعالية، فكلها خارجية تشوه التجربة. إن الاختزال الظاهرياتي هو الامتناع عن إصدار أي أحكام تتعلق بالواقع الموضوعي أو تذهب وراء حدود التجربة الذاتية، والاختزال الآخر المسمى بالمتعالي أو بالترانسند نتالي هو رفض أن تكون ذات المعرفة كائنا واقعيا إمبريقيا اجتماعيا، وبذلك يجري وصف مواضيع الوعي في كل منظوراتها، ويتم من خلال الاختزال المتعالي حدس ما يتكشف في تيار الشعور ثم يتم الاستيعاب بواسطة الاختزال الماهوى لما ينبثق بوصفه جوهريا في تجربة المجال الكلي للمواضيع.
فالمنهج عند هوسيرل - لا يهدف إلى معرفة تدفق عرضي من الظواهر أو شهادة شخصية بل يهدف إلى معرفة الماهية الكلية ( Eidos) فالمنهج، في زعم هوسيرل يعيد الفلسفة إلى التجربة العيانية ويكشف عن البنى الجوهرية للوعي. وقد أثر هوسيرل في الوجوديةعند هيدجر وفي تقليد التأويلكما لعبت الظاهريات دورا في التمهيد لنظرية الاستقبال بإبراز وعي القارئ بالأعمال الأدبية.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 08:01 م]ـ
عابر (زائل)
صفة تعني المؤقت قصير العمر، وهي واحدة من الموضوعات الدائمة في الأدب وخاصة الشعر الغنائي حيث يكون الأسف على الطبيعة العابرة للحياة الإنسانية والحب والسعادة. وقد عبر آلاف من الكتاب بمئات من الطرق عن حقيقة أن كل ما يتعلق بالفرد الإنساني ليس باقيا أو دائما أو خالدا.
عاصفة واندفاع
تعبير ألماني الأصل، ويستخدم الآن ليشير إلى زمن تكثر فيه القلاقل والمصاعب والمعاناة في حياة فرد أو جماعة أو أمة. ويشير التعبير تاريخيا إلى حركة أدبية ألمانية في القرن الثامن عشر تميزت بمعارضتها لاشكال المجتمع القديمة الراسخة، وبالتطرف في قوميتها وبالرعونة في الأسلوب والبيان، وابتعادها عن النزعة العقلية. وكان من أنصارها جوته وشيللر في فترة الشباب.
عاطفية مسرفة وسقوط غير إرادي من الذروة
النزعة العاطفية الصبيانية المتهافتة التي تجسد فورة انفعالية زائفة فتأتي بنتيجة عكسية، وتعني الكلمة الإنجليزية المشتقة من أصل يوناني بمعنى العمق سقوط كاتب أو شاعر كان يهدف إلى تحقيق الجلال في وهدة من اللغو.
عالم الترحال
تعبير بالألمانية سنة التيه وينطبق على فترة في حياة الإنسان، يهيم فيها على وجهه ويتغيب بعيدا عن عمله وموطنه ودراسته وينشغل بالسفر والتفكير والبحث عن تجارب جديدة أو بصيرة جديدة.
عبادة الكتب
عكوف مبالغ فيه على الكتب واعتماد مفرط عليها من جانب ديدان الكتب البشرية وإهمال لتجارب الحياة وخبراتها.
عبارة اصطلاحية
(1) لغة أو لهجة أو أسلوب في الكلام خاص بشعب معين أو جماعة فرعية.
(2) التعبيرات أو التراكيب في لغة معينة التي لا تفهم بمجرد فهم ألفاظها المنفصلة والتي لا مقابل لها في لغة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت الكلمة في أصلها اليوناني تعني مواطنًا مفردًا خاصًا، أو شيئًا يتعلق بهذا المواطن الخاص أو شيئًا شخصيًا. وبتوسيع المعنى أصبحت الكلمة تعني الفردي أو الفريد المتميز.
والعبارة الاصطلاحية واسعة الاستخدام الآن فهي تطلق على الحساسية الجديدةوقصيدة النثروالأدب الملتزم.
عبيط
شخص أبله أو شديد الغباء. وفي الدراما نلتقي بالعبيط بوصفه مضحك البلاط أو مهرجا محترفا يخفي أحيانا فطنته وسرعة بديهته وفهمه خلف رداء من ادعاء البلاهة. وفي بعض الأعمال الأدبية مثل "الليلة الثانية عشرة" و"الملك لير" تؤدي بساطة مثل هذه الشخصية إلى أن تكون ملاحظاتها موضحة ومعمقة للمعاني الكامنة في الاحداث. وكلما ظهرت شخصية العبيط في الأدب كان دورها الرئيسي دائما هو دور الذي يظهر بالمغايرة فضائل الشخصيات الأخرى وصفاتها الأساسية. وفي الكثير من الأحوال يعبر العبيط عن نظرة متحررة من المواصفات المتحجرة أو الجائزة.
عدالة شعرية
توزيع مثالي للمثوبة والعقاب. وقد استخدمت العبارة أول مرة في القرن السابع عشر لتعبر عن أنه ينبغي في الأدب (كما لا يحدث دائما في الحياة) أن يكافأ الخير ويعاقب الشر. وكلمة "شعرية" لا تتضمن أن العبارة تشير إلى الشعر فقط، بل تشير إلى المصطلح اليوناني الذي اشتق منه لفظ الشعر وهو يعني الصانع أو الخالق. فهي تنطبق على أي كاتب للشعر أو النثر. وتشير العبارة كما تفهم على وجه العموم إلى النتيجة المنطقية الناجمة عن بواعث تتصف بالشمول والاستيعاب في تمثيلية أو رواية أو شعر قصصي، حتى وإن بدا الشر هو الذي يتلقى المكافأة مؤقتا والخير هو الذي يلقى الهزيمة وتحل به الكارثة.
عدمية
مصطلح مشتق بالإنجليزية والفرنسية من كلمة لاتينية تعني لا شيء أو تعني شيئا لا قيمة له .. والمصطلح يعني: (1) الرفض الشامل للقوانين والمؤسسات القائمة (2) النزعة التدميرية الشاملة ال.
وفي الفلسفة يشير المصطلح إلى شكل متطرف من نزعة الشك يتضمن القول بإنكار وجود أي أساس موضوعي ممكن للحقيقة والصدق.
ويذهب الكثيرون إلى أن هناك عناصر من العدمية في بعض أشكال الوجودية بمقدار ما تعتبر القيم والمعتقدات التقليدية بلا أساس، والوجود الإنساني بأكلمه خاويا من الهدف والمعنى والجدوى. وينطبق ذلك أيضا على بعض كتابات النزعة الحداثية.,
عدمية حداثية
قد تعني العدمية عصيانا أدبيا شاملا في وجه النفوذ المعنوي التقليدي كما قد تعني تعمدا واعيا، وتأكيدا إراديا لفقدان الاعتقاد في المطلقات المتعالية الكهنوتية والقيم الزمنية الأرضية للسادة والصفوة باعتبارها مرشدا أخلاقيا. ويصحب ذلك وجدان غائم بأن المعنى غائب عن الوجود الإنساني. وعلى ذلك فهناك فقدان لتلك الأشواق إلى وجود فاعل له حيويته ونضاله نجد إرهاصا به عند دوستويفسكي. ولم يعد الروائي الغربي يؤمن بشيء خارج الحسي والحواس التي سرعان ما تستهلك نفسها، فالطريقة القديمة في الإيمان بالإله الأب مستحيلة ويصبح كل شيء مستحيلا بدون هذا الإله الأب. لقد قال دوستويفسكي "نحن جميعا عدميون" وهو في مسار نضاله ليجعل من نفسه شيئا آخر.
والعدمية، كما تجيد بعض شخصيات دوستويفسكي تصويرها، اختلال اجتماعي دون حدود وبلا خجل من نفسه، فأحد أبطاله في عربدة من اللا فعل يسخر من فكرة "غرضية" أي شيء وكأنه يقول بأخلاقية انتحار جماعي منقضا على أسمى الكلمات ليجوفها ويفرغها بالسخرية الهازلة. ونجد شخصية ستافروجين أفعى سامة رفيعة، صعقها اليأس الفلسفي وتركبه شياطين التهكم. وتبدو تلك الشخصية كما لو كانت العدمية في تمثيلها النهائي: اللا شيء، العدم بلحمه وعظمه ودمه، كيان جسمي هو لاشيء.
ونجد إرهاصات العدمية كذلك عند فلوبير فهو يقول:
"الحياة بشعة جدا بحيث لا يمكن للإنسان تحملها الا بتجنبها وذلك بأن يعيش في عالم الفن". وتلك فكرة مهمة في العدمية العصرية، فالفن ملاذ مقدس من حياة قد أفرغت وتبعثر ما فيها من حياة ومعنى. وكما كان غياب إله أب عند نيتشه واقعة بسيطة معطاة ينجم عنها نزع القيمة عن القيم والإحساس بالقتامة (وذلك هو تعريف العدمية عنده)، فقد ذهب دوستويفسكي إلى أن كل ما هو بشع أصبح ممكنا. ويتخلل الأدب العصري القول بأن مواجهة الخواء العدمي هو المقدمة الأولى للحرية الإنسانية والأدبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند كافكا يظل النفي والإيمان متوازيين إلى الأبد فوق قمة علامة استفهام، فلا إجابات ولا نهاية .. ولن نعرف أبدا هل توجد عدالة في "المحاكمة" أو حقيقة في "القلعة".
أما "بروست" فيبني عالما اجتماعيا متينا، غنيا في تنوعه وكثافته ونسيجه. ولكنه ليس إلا ظلا وطيفا وشبحا تطوح به نفثة نسيم. وبروست يحاول إنقاذ بعض البقية من المعنى عبر قيمة الفن وسطوته.
وكان "جويس" مرتادا عميقا ومستكشفا حديثا للعدمية، يراها في كل شيء وفي مكان: في مكتب الجريدة والكنيسة والشارع والسرير، في التحليق والروتين على السواء. وهو يعرض شخصياته لكل تنوعات الغثيان وازدراء النفس، ويخرج بتأكيد متدفق الطاقة لم يمسسه دنس الحياة مضمر في كل حركة من حركات كتاباته.
وشيطان العدمية قد ينتصر أو ينهزم في الأدب الحداثي، ويحل محله ميل نحو التشكك واللا أدرية.
عرض (تقديم - تفسير)
- ذلك الشكل من القول الذي يشرح ويعرف ويفسر. وهو يضم كل أنواع التأليف الشفاهي والكتابي التي لا تعني في المحل الأول بتصوير موضوع أو حكاية قصة أو تجسيد.
- وينطبق المصطلح أيضا على الأجزاء الابتدائية في حبكة حيث تعرض المادة التي تشكل الخلفية.
- فعلى سبيل المثال نجد شيكسبير يقدم تفصيلات عن الشخصيات والأوضاع في بداية معظم مسرحياته.
- وتتكون مقالات المجلات والافتتاحيات في المعتاد من بيان تفسيري على الأغلب.
عرض صامت
1 - مشهد يمثل دون كلمات. وكانت تلك العروض شائعة في الدراما الإليصاباتية حيث كانت تقدم تفسيرات رمزية أو مجازية للفعل الأساسي في التمثيلية.
2 - تمثيلية داخل التمثيلية تقدم جزئيا في إيماء صامت مثل التي تظهر في "هاملت" (الفصل الثالث المنظر الثاني).
عرض نقدي - مقالة نقدية
مقال يقوم عملا أدبيا. وهو اسم آخر للعرض النقدي.
عرضي (بفتح الراء) أو استطرادي
صفة تشير إلى عمل أدبي يتكون من عدد من المشاهد والاحداث والقصص، تربطها صلات بالموضوع ولكنها واهنة الارتباط فيما بينها. والكتير من الروايات التي تنشر على حلقات تمت بصلة إلى تلك الحبكة الاستطرادية منذ ذيوعها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقد اعتبرها أرسطو أضعف الحبكات، وهي سمة سائدة الآن في القص.
عرف
مصطلح تعميمي يبرز التشابهات المتكررة في عدد كبير من الأعمال الأدبية، ويدرج عملا محددا تحت هذا العرف بهدف تصنيفه، والعرف هنا مقولة فرعية تنتسب إلى التقليد، فكما تهواها لشيكسبير مثلا تنتسب إلى العرف الرعوي، وتنسب قصائد عربية كثيرة إلى عرف المدح. (انظر مواضعات)
عرف أدبي طبيعي (في فرنسا)
كان ذلك العرف تعليقا قاسيا على العقلية الرومانسية، فنجد عند فلوبير تصويرا للتألق الزائف لمغامرات إما بوفاري وعجزها المادي والمعنوي عن الهرب من بشاعة بيئتها ومسلكلها، كما نجد انتحارا يوصف في تفصيلات بشعة، فهناك دائما الاشمئزاز من الحياة كما هي. فالآمال الإنسانية تنتهي لا بتحرر من الوهم وخيبة أمل تراجيدية بل في تدهور واضمحلال تدريجيين. وكان فلوبير هو داعية النزعة اللا شخصية التي تميز ما يسمى بالرواية الجديدة الفرنسية الشيئية اليوم وخاصة عند روب جرييه. ويقول فلوبير "إن على الفنان أن يرتب المواد والاحداث بحيث يقتنع القادمون بعد ذلك أنه لم يعش "قط". وذلك العرف الأدبي يهتم بإبراز التفصيلة المفردة وتميزها. "فالشيء" قد أصبح سلعة وليس جزءا منا نستكشف إمكاناته، وكذلك الحياة النفسية فهي أجزاء ممزقة وليس إلا لجزء ضئيل منها ثمن في سوق العمل. وجاء زولا بعد ذلك كعالم من علماء الحشرات يكشف عن حياة نفسية هابطة لم ترتفع بها الحياة الاجتماعية، وتقف عند المستوى البيولوجي.
ويبرز زولا في الحب آلية دامية بشعة وعمليات فسيولوجية عمياء وسموما خفية، ويحتفي بالافعال المنعكسة الآلية وانتفاخات الغدد وافرازاتها. ويرسم لوحة لتلك القوى التي توحد الحب والموت في الحياة. وأصبح الأدب لا يخاطب العقل أو القلب بل يرفس الشبكات العصبية وكأنه يرفس الكلب "القاريء" في أمعائه. ويتم ذلك بجسارة وبراعة في التصويب ربما كان المقصود بها إيقاظ العالم. ولكن سرعان ما تحول ذلك إلى نزوة أدبية تمارس من أجل النزوة بعد أن هضم ذلك العرف تجاريا وابتعد عن المستوى الفني الرفيع لفلوبير وزولا.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن إخفاق الآمال بالجملة لم يجعل لفاعلية الفرد الغنية قيمة، وأصبحت حياة الفرد النفسية الحقة بعيدة عن آلية اجتماعية ذاتية التنظيم. لذلك هبطت الثروة النفسية إلى غبار متطاير من دوافع وبواعث بدائية أو منتمية إلى الأسطورة والتاريخ القديم والغنائية اللفظية. (لوكاتش)
عرف درامي (مواضعات إيهامية)
- الوسائل المستخدمة في تمثيلية كبدائل للواقع، ويفترض أن المتفرجين يقبلونها كأشياء حقيقية وواقعية. فالجوقة في المسرحيات اليونانية هي عرف إيهامي في الدراما وكذلك الستارة التي ترتفع ثم تنزل فتفتتح الفعل ثم تنهيه، وكذلك خشبة المسرح نفسها التي يجب أن تعتبر مشهدا فعليا أو موقعا جغرافيا للفعل، والممثلون أنفسهم ينبغي أن يتقبلهم المتفرج باعتبارهم أشخاصا واقعيين مشتبكين فعلا في قصة درامية.
- ففي الحياة الواقعية نادرا ما يخاطب الناس أنفسهم في مونولوجات بلاغية طويلة (وذلك المونولوج هو عرف إيهامي آخر).
- ومناجاة النفسحيث يتكلم المرء كما لو كان بمفرده هي إيضا عرف ايهامي. وكذلك الحديث الجانبيالمفترض ألا يسمعه الممثلون على خشبة المسرح ولكن يسمعه المتفرجون. وحتى المسرح نفسه هو عرف إيهامي نتيجة لحائطه الرابع غير المرئي الذي يرى خلاله المتفرجون الفعل في الداخل.
وكل نوع من أنواع الأدب يستخدم وسائل من هذا القبيل ذات قبول عام، ولكن وسائل الدراما أكبر عددا وإيغالا في الخيال واقتضاء لمشاركة المتفرج أو القارئ بالقياس إلى الأشكال الأدبية الأخرى.
عرف درامي (مواضعات إيهامية)
- الوسائل المستخدمة في تمثيلية كبدائل للواقع، ويفترض أن المتفرجين يقبلونها كأشياء حقيقية وواقعية. فالجوقة في المسرحيات اليونانية هي عرف إيهامي في الدراما وكذلك الستارة التي ترتفع ثم تنزل فتفتتح الفعل ثم تنهيه، وكذلك خشبة المسرح نفسها التي يجب أن تعتبر مشهدا فعليا أو موقعا جغرافيا للفعل، والممثلون أنفسهم ينبغي أن يتقبلهم المتفرج باعتبارهم أشخاصا واقعيين مشتبكين فعلا في قصة درامية.
- ففي الحياة الواقعية نادرا ما يخاطب الناس أنفسهم في مونولوجات بلاغية طويلة (وذلك المونولوج هو عرف إيهامي آخر).
- ومناجاة النفسحيث يتكلم المرء كما لو كان بمفرده هي إيضا عرف ايهامي. وكذلك الحديث الجانبيالمفترض ألا يسمعه الممثلون على خشبة المسرح ولكن يسمعه المتفرجون. وحتى المسرح نفسه هو عرف إيهامي نتيجة لحائطه الرابع غير المرئي الذي يرى خلاله المتفرجون الفعل في الداخل.
وكل نوع من أنواع الأدب يستخدم وسائل من هذا القبيل ذات قبول عام، ولكن وسائل الدراما أكبر عددا وإيغالا في الخيال واقتضاء لمشاركة المتفرج أو القارئ بالقياس إلى الأشكال الأدبية الأخرى.
عصر النهضة (الرينيسانس)
فترة إعادة إحياء الفن والمعرفة والادب وروحها في أوروبا. وتلك الفترة تمتد لتشمل ما يقرب من ثلاثمائة عام (1350 - 1650). وتعني الكلمة إعادة الميلاد، ولكن عصر النهضة لم يكن إعادة ميلاد إلا قليلا. فقد كان عصر انتقال من العصر الوسيط إلى العصر الحديث.
وقد تميزت تلك الفترة في الأدب بإعادة الحياة إلى الاهتمام بالدراسات الإنسانية وإعادة اكتشاف الأعمال الكلاسيكية ذات الأصل الإغريقي والروماني. وكان عصر النهضة متعدد الأوجه شمل اتجاهات جديدة عارمة في الفن والعلم والدين والسياسة. كما افتتح ذلك العصر نمو المدن والحياة الحضرية والتجارة والأسفار عبر أوروبا كلها والشرق واستعمار العالم الجديد في مثابرة حازمة. وقد شهدت الفترة من الناحية العقلية والاجتماعية تأكيدا متصاعدا لأهمية الحياة الفردية الإنسانية على النقيض من خضوع الأفراد وتبعيتهم في أزمنة الاقطاع، كما شهدت رد اعتبار للجسم الإنساني والحواس الإنسانية.
عصور الظلام
يستخدم التعبير، دون دقة صارمة، للدلالة على كل العصر الوسيط ابتداء من عام 476 بعد الميلاد حتى عصر النهضة. ويتجنب الباحثون استخدام ذلك التعبير لغموضه من ناحية، ولأن ذلك العصر التاريخي كان من الناحية الفعلية عصر نشاط ملحوظ في الميادين العقلية والثقافية والعلمية والفنية عند العرب خاصة ويستخدم ذلك التعبير في المحل الأول للإشارة إلى الفترة المبكرة من العصور الوسطى من القرن الخامس إلى القرن الحادي عشر في أوربا.
عقدة
تعني أحداث الحبكة في مسرحية على وجه العموم ولكنها تعني بشكل خاص الحبكة المسرحية المحكمة حينما تكون مكائد شخصية هي القوة الدافعة للحركة مثل بعض كوميديات كونجريف Congreve .
عقلانية
قبول العقل باعتباره السلطة العليا في مسائل الاعتقاد والسلوك والرأي. والنزعة العقلية مذهب فلسفي يقول بأن العقل وحده هو مصدر المعرفة قبل الخبرة والتجربة لأن المبادئ العقلية فطرية في الذهن والنزعة العقلية، بإعلائها من قيمة العقل ووضعه فوق ما عداه، كانت حليفة للنزعة الكلاسيكية الجديدةفي الأدب.
عقيدة جامدة
- رأي جازم عند الفرد لا يقبل مناقشة، أو مذهب معين تضعه سلطة ذات نفوذ مثل كنيسة أو مجتمع أو ملك أو حكومة أو حزب سياسي.
- وليست تلك العقائد أو المبادئ مضرة أو خاطئة بالضرورة ولكن المذهب القطعي Dogmatism Dogmatisme - ( وهو التوكيد الملح على الرأي بوصفه حقيقة نهائية جازمة) نادرا ما نراه في الأدب القيم وهناك النقد القطعي أو الدوجماطيقي الذي يتناول الأعمال الأدبية بمعايير تبدو نهائية لا تقبل مناقشة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 08:06 م]ـ
علاقة الحلم بالشعر
تذهب بعض النزعات الحداثيةإلى أن اللا شعوروتعبيره عن رغباته الكامنة بالتداعي وبعناقيد من الصور، تعبيرا حلميا سيالا ملتويا، يماثل الكيفية الأساسية للتشكيل الشعري. فكل حلم هو تلبية أمنية ينكرها الواقع، وهو إشباع متخيل. وهذا الإشباع يأخذ مسارا ملتويا غير مباشر. فهناك فرق بين المحتوى البادي الذي يتذكره النائم من الحلم وبين محتواه الكامن الذي يشكل المحرك الواقعي للحلم أي العمليات النفسية المكبوتة. وتلك العمليات اللا شعورية تستخدم أفكارا أخرى وصورا ورموزا كأقنعة تنكرية تستطيع بها أن تفلت من الرقيب لكي تجد تعبيرا عنها في الشعور. فالحلم هو التحقيق المتنكر لرغبة مكبوتة. ووسائل تحويل المحتوى الكامن إلى محتوى ظاهر في الحلم تشبه في الأدب، الذي يستلهم التحليل النفسي، الآليات الداخلية لتكوين الصور الشعرية وتلك الوسائل هي:
1 - التكثيف
وهو نوع من الترجمة المختصرة لما يكمن في اللا شعور. وهو عملية يتحول بها عدد من العناصر في المحتوى الكامن إلى صورة واحدة أو معنى واحد. وتلك العناصر التي تجمع بينها سمات مشتركة تنصهر معا، فيأتي شخص في الحلم يشبه شخصا معينا ويمشي كشخص آخر ويرتدي ملابس شخص ثالث وكذلك الحال مع الأماكن. فكلها تمثل تركيبا رمزيا من تداعيات تسمح بامتزاجها في الحلم الظاهر في صورة واحدة.
فهنا نجد تناسجا وتشابكا في الخيوط بين المحتوى الظاهر والكامن. ويتوقف معنى كل عنصر في الحلم الظاهر على التفسير الكلي للحلم.
2 - الإزاحة
وهي أكثر العمليات الحلمية أهمية وهي المسئولة أساسا عن الطبيعة غير المفهومة مباشرة للحلم الظاهر. فقد ينحي (بالبناء للمجهول) الاهتمام الانفعالي الملتصق بعنصر كبير الأهمية في المحتوى الكامن ويقصى عن مكانه ليلتحق بعنصر آخر أقل أهمية، وبذلك يكون النبر مشددا في الحلم الظاهر على عناصر قليلة الأهمية. وما يبدو في الحلم أو القصيدة بوصفه، ظاهريا، الموضوع المركزي قد لا يكون إلا عاملا ضئيل الأهمية، بينما يكون المعنى الحقيقي للحلم مستترا في عنصر قليل السطوع والوضوح في الحلم الظاهر أو القصيدة.
3 - التجسيد الدرامي
وبه تعطى الأفكار في الحلم شكلا بصريا، وتمثل الأفكار المجردة بواسطة أشياء عينية. ويرتبط ذلك ارتباطا وثيقا بالإزاحة، لأن أحد أسباب اختيار"فكرة" ما، لتأخذ على عاتقها انتقال النغمة الانفعالية لعنصر آخر أكثر أهمية، يتمثل في المدى الذي تسمح به للتمثيل البصري لذلك العنصر. فالنشاط الحلمي لا يتردد في إعادة صياغة الفكرة غير المطواعة في شكل لفظي آخر، حتى إذا كان شكلا غير معتاد أو أكثر غرابة، طالما أن هذا الشكل يجعل التجسيد الدرامي ممكنا، وبذلك يضع نهاية للضيق النفسي الناجم عن التفكير المقيد تحت هراوة الرقيب.
4 - الإعداد الثانوي
ويتحقق لحظة الاستيقاظ ويستمر بعدها، فترتبط العناصر المتنوعة، ويشكل الحلم كلا مترابطا بدرجة من الدرجات.
وبطبيعة الحال ليس هناك إلا مدى محدود للتشابه بين آليات الحلم الداخلية وتلك المنتسبة إلى التشكيل الشعري للصور. فالتشكيل الشعري أوسع مدى وأغنى في وسائله وأدواته، ولا يستخدم تلك الوسائل إلا جزئيا. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأدوات الصياغية في الشعر لها وظيفة مختلفة عن مثيلاتها في الحلم.
وتنحصر الرمزية الحلمية في أن يحل عنصر محل عنصر آخر بصفة مشتركة خافية لا يدركها الوعي، وهي تنقل الاهتمام الانفعالي من موضوع إلى آخر وهو ما نراه في الأسطورة والطقوس الشعائرية. فالخبز والنبيذ جسم المسيح ودمه، والعدالة أنثى معصوبة العينين تحمل ميزانا. والترميز بهذا المعنى استجابة لحاجة العقلية البدائية لأن تعبر عن أفكارها في شكل عيني ملموس. وتصبح الرموز مجرد ملابس تنكرية، لأن أشياء بعيدة الترابط تنتقى لتمثل بواعث مكبوتة. وهناك رموز معينة تستخدم في الأحلام وتطرأ دوما بطريقة متكررة بحيث أصبح من المألوف اعتبارها رموزا كلية شاملة. كما أن عدد الأشياء التي يعبر الحلم رمزيا عنها ليس كبيرا (فهناك الجسم البشري ككل والأبوان والأطفال والإخوة والأخوات والموت والميلاد والعري) فالبيت هو التمثيل النموذجي للشكل البشري: وجدرانه الملساء (وواجهته) تعني رجلا أما الشرفات والحواجز التي يمكن إمساكها فتعني امرأة
(يُتْبَعُ)
(/)
والأبوان ملك وملكة أو شخصيات عالية القدر. ويعامل الحلم الأطفال والإخوة والأخوات دون رقة كحيوانات صغيرة أو حشرات طفيلية، كما أن الميلاد تمثله إشارة إلى الماء بالسقوط فيه أو محاولة الخروج. والموت بدء رحلة أو السفر بالقطار. والأزياء الرسمية تمثل العري وأعضاء التناسل عند الرجل يمثلها الشجر والعصي والأعمدة أو ما يخترق مثل السكاكين والخناجر والسيوف وعند الأنثى حفرة أو كهف ... إلخ. وتلك الرموز شديدة الفقر خاوية التكرار بالنسبة إلى الرموز الشعرية.
علاقة اللغة بالتفكير
أن تكن اللغة هي الواقع المباشر للفكر فليست اللغة والتفكير متطابقين رغم تداخل دائرتيهما، أنهما وجهان متميزان للفاعلية العقلية.
فالفاعلية العقلية، بمشروعاتها وخططها وأهدافها، تتجه نحو العالم في حركتها ذات التناقضات، وهي تحاول أن تدنو في حركة لا نهاية لها من أشياء الواقع وعملياته. وهنا تنشأ التناقضات ويتعثر الفكر أو يخطئ أو يصل إلى تقريب يتلوه تقريب، ويحل التناقض دون اكتمال في أحد المستويات لا في اللغة فحسب بل في كل ضروب المناشط الإنسانية التي تجسد هي أيضًا فكر الإنسان. وقد تكون الأسماء والمصطلحات والمفاهيم المنطقية متعثرة أحيانًا خلف تطور الفكر، فما أكثر ما نلتقي بحضارة متقدمة تجسد الفكر الإنساني وليس لديها إلا تطورات منطقية متحجرة. وكل وجود فردي في الواقع تطلق عليه اللغة كلمة أو اسمًا، وهذا الاسم في أبسط حالاته (مثل بوبي كلب) يحتضن "النوع" على وجه التقريب فحسب. فالنوع لا يشمل كل صفات أفراده إلا على وجه التقريب. والفرد لا يدخل إلا دون اكتمال في أي نوع أو فئة. فالفرد الواقعي مرتبط (وعلى صلة)، بآلاف الانتقالات والحالات الوسطية والوسائط، بأنواع مختلفة من الأفراد والأشياء والظواهر والعمليات. وتلك الارتباطات والوسائط على درجات متفاوتة من الضرورة أو العرضية. فإطلاق اسم على كائن فردي مثل: هذا رجل وهذه ورقة شجر يعني إغفال آلاف الصفات باعتبارها عرضية. فالتسمية تقتطع الجوهري (في إحدى مراتبه) من آلاف الصفات والأوجه والميول العرضية وتقيم مواجهة أو مقابلة بينهما. وفي تلك العبارة البسيطة مثل تسمية كائن مفرد هناك جراثيم مفهومات أكبر تتعلق بالفرد في نسيج من روابط وصلات، ولا يقف الأمر عند تسمية صفوف من أشياء قائمة بذاتها ومفهومات محددة نهائية بأسمائها التي تطلق على كل وجه أو جزء ترمز إليه. فالتسمية البسيطة وراءها عملية فكرية معقدة.
وحينما تكتسب الفاعلية الإنسانية خبرة متطورة بالعالم الخارجي يصبح الذهن في وضع يمكنه من سيطرة متزايدة على مفهومات أكثر تعقيدًا أو من تعديل مفهوماته القديمة والربط بينها بطريقة مختلفة. ففي الكون والحياة الاجتماعية والنفسية آلاف الأشياء وتنوعاتها تختزلها اللغة العادية إلى عدد شديد الضآلة من التصورات وتدمجها أو تدرجها في نطاقها. وقد يكون ذلك تعسفيًا أو تقريبيًا أو موغلاً في الخطأ. بالإضافة إلى أن لغة التواصل العادية حينما تصف الألوان المرئية نفسها- لا ما لا نراه أو نعرفه- تغفل ما تعتبره فقير الأهمية من تدرجات وظلال بالنسبة إلى الحياة العملية، ولكن متطلبات تلك الحياة نفسها بتدقيقاتها وتطويراتها تدخل إرهافًا وتدقيقًا قد لا تستوعبه الألفاظ والتركيبات السائرة. فما بالك بما لا نعرفه من أشياء عن بنية الكون ومنشأ الحياة والوراثة وعمليات النفس حيث ظل البحث والتحقق التجريبيان ضئيلي القدر. ألم نستخدم في وصفها مفهومات الحياة اليومية والخيال والأسطورة بألفاظها؟ ولكن نضوج الفاعلية الإنسانية يصحح المفهومات أو يقلبها. وقد لا تكون الكلمات المثقلة بتاريخ التحيزات السابقة حادة أو دقيقة فيستبدل بها رموز ومعادلات أخرى.
وتلعب اللغة الأدبية بالمثل دورًا خلاقًا بالنسبة إلى التجربة الإنسانية وتصويرها في كلمات، فهي لغة مستمدة
من لغة التخاطب ولكنها أكثر غنى ودقة. فهي عند الكاتب ليست مادة هامدة يأخذها كما هي، وهو بالمثل لا يأخذ ما في اللغة العادية من تداعيات وذكريات بدلالتها المباشرة، بل يعيد تشكيلها على الرغم من أن اللغة الأدبية- كما يذهب الكثير من النقاد- أشد إيغالاً في التراث التاريخي للغة. فاللغة الأدبية ليست مجرد علامات فلها وظيفة جمالية تفرض تنظيمًا متعمدًا إبداعيًا على مصادر اللغة اليومية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس من الصواب المبالغة في إبراز التضاد بين استخدامين للغة يقسمها إلى لغة فكر مقابل لغة للانفعال هي اللغة الأدبية. فالأدب له جانبه الفكري الخاص الذي لا يمكن إغفاله بالإضافة إلى أن اللغة الانفعالية المزعومة لا تقتصر على الأدب، فاللغة العادية تتسع لمناجاة العشاق وكل ضروب المشاعر وصراعها.
علة ومعلول (السبب والنتيجة)
- الكثير مما نقرؤه نتاج لعلاقات السببية. فحينما نقرأ إجابة عن سؤال "لماذا حدث ذلك؟ " نكون في نطاق العلل والأسباب. وحينما نقرأ سؤال ماذا سيفعل؟ فان الاجابة تكون في نطاق النتائج والمعلولات فالسبب هو ما يحدث أثرا، هو تلك الشخصية أو الفكرة أو الحادثة التي ينجم عنها أو التي تحدث نتيجة. والنتيجة هي ما ينتج عن قوة فاعلة أو سبب.
"كان سبب خصامهم سوء تفاهم حول المال".
نتيجة المورفين هي تخفيف الألم والتنويم.
- الإيجاد أو التحقيق هو معنى العلة وهي ما عنه يحدث شيء أو ما من أجله ينتج.
- في بعض الأشكال الأدبية مثل المقال والأشكال الأخرى من النثر التقريري تنهض الفقرات وتتعاقب تنميتها وفقا لخطة تقوم على العلية. وهنا تقوم الجملة الرئيسية في الموضوع بعرض تقرير معمم أو استخلاص نتيجة تعتمد على بيانات وتفصيلات ومعان وإيحاءات هي التي تشكل ما تحمله الفقرة من مواد.
وعلى العكس فإن المواد الحاملة قد توضح نتائج العبارة المعممة في الجملة الرئيسية.
فمثلا حين يكتب كاتب أن مولد جزيرة بركانية حدث يتميز بمخاض طويل عنيف، فقوى الأرض تعمل جاهدة على خلق الجزيرة وقوى البحر كلها تعارض - فإن بقية الفقرة تورد تفصيلات خاصة حية عن أن ذلك الصراع العنيف هو سبب المخاض. وبالمثل فإن كاتبًا آخر في مسألة "لماذا يتحارب الناس"؟ يفتتح فقرة بالنقطة الأساسية في الموضوع: "إن الحرب الحديثة تنتج آثارًا اقتصادية معقدة" فتأتي تلك الآثار التي تطرأ على حياة الناس وممتلكاتهم لتشكل تنمية ما يبقى من الفقرة.
وتعني الحياة بجميع أقطارها أعظم عناية بأسباب مجيء الأشياء إلى الوجود وبأسباب وجودها على الوجه الذي توجد به. فالسبب هو المؤثر والنتيجة هي عاقبة يحدثها فعل المؤثر. والسبب والنتيجة مترابطان بالضرورة. فقد قتل ماكبث في مسرحية شيكسبير دنكان بسبب طموح ماكبث وجشعه، وكانت نتيجة الاغتيال هي المادة الحاملة لتراجيديا أدت بماكبث إلى الدمار الشامل. وهذا القول حول ماكبث يشير إلى أن العلة الشاملة لأي حدث، معقدة وتستتبع التحامًا متشابكًا لقوى سابقة وأحداث سابقة، فالآثار الشاملة لأي علة معينة تتجاوز نطاق النتائج المباشرة أو الفورية.
ويذهب كتاب الحداثة وكتاب مسرح اللا معقول، إلى إنكار السببية تعبيرًا عن افتقاد الوجود المعني وعجز البشر عن أن يحرروا أنفسهم من أغلال الوضع البشري.
علم أسماء الأعلام
دراسة أصل أسماء الأعلام وتاريخها، والمصطلح بالإنجليزية والفرنسية مشتق من تعبير يوناني يعني "الأسماء"، وتلك الدراسة تعني بالأسماء الواردة في التراث الشعبي وأصولها ونطقها ومعانيها.
علم أصل الكلمات وتاريخها
- كلمة بالإنجليزية والفرنسية مشتقة من أصلين يونانيين يشيران إلى المعنى الحق، والكلمة.
- والمصطلح ببساطة يعني دراسة التغيرات اللغوية التاريخية في الكلمات.
علم أصول الكلمات الشعبي
شرح ممتلئ بالخيال لأصول واشتقاقات الكلمات. وهو يقوم على تحوير للكلمات بعيد عن الصحة والمعرفة العلمية، وعلى التماثلات السطحية التي ليست لها صلة بالموضوع. مثل أن مصر سميت باسم الأمير مصرايم في سيرة سيف بن ذي يزن.
علم الدلالة العام
دراسة نسقية للعلاقات بين الكلمات والأشياء وأفعال الناس، وللصلات بين الكلمات، باعتبارها رموزًا، والسلوك الإنساني. والسيمانطيقا العامة تعني بمعاني الكلمات في نواح تتجاوز معناها المعجمي، فهي تعالج أنواعًا متنوعة من المعاني اللفظية وغير اللفظية وأهمية هذه المعاني في الحياة الخاصة والشؤون العامة كما تدرس تغيراتها وتأثيرها العملي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتزعم السيمانطيقا العامة أن معاني الكلمات تحل في الشخص الذي يستخدمها أو يستجيب لها. فقد أشار دارس للسيمانطيقا العامة إلى أن المرء لا يستطيع أن يعثر في القاموس على معنى غروب معين للشمس، فالمعنى الصحيح لغروب الشمس يمكن داخل الإنسان في أفكاره ومشاعره فيما يقوله ويفكر فيه ويفعله إزاء غروب للشمس.
وتؤكد السيمانطيقا العامة أن معاني الكلمات لا توجد داخل الكلمات نفسها. وتعكس أفكار وصور الكثيرين من الشعراء والروائيين هذا المفهوم لمعاني الكلمات، فالعبارة التي كتبها دارس للسيمانطيقا العامة عن معاني المرج الأخضر كان يمكن أن يكتبها فنان أدبي حينما يقول أن تلك المعاني هي الأطفال الذين يطاردون الفراشات والفنان الذي يرسمه والأبقار التي ترعى فيه والجندي المسن الذي يتذكر المعركة التي نشبت عبر منحدراته الخضراء.
علم العروض
قواعد أوزان البحور العربية، وهي تتأسس على التقطيع. وتقطيع الشعر يعني مقابلة ألفاظ الشعر بالألفاظ التي تؤلف الميزان. وهذه الألفاظ عشرة تسمى التفاعيل وهي فعولن، مفاعيلن، مفاعلتن، فاعلن، فاعلاتن (فا، علا، تن) متفاعلن، مستفعلن (مس، تف، علن)، مفعولات، فاع لاتن (فاع، لا، تن)، مستفع لن (مس، تفع، لن) وحروف هذه الألفاظ تقابل في الوزن حروف كلمات بيت الشعر، المتحرك يقابل متحركًا والساكن يقابل ساكنًا والتفاعيل هي لبنات البحر.
وحروف الميزان هي الفاء والعين واللام والنون والميم والسين والتاء وحروف العلة، وتجمعها عبارة: لمعت سيوفنا. وتتألف التفعيلات من مقاطع. وقد يتكون المقطع من حرفين متحرك يتلوه ساكن أو من متحركين، وفي أحيان أخرى قد يتكون من ثلاثة حروف: متحركين يتلوهما ساكن أو متحركين يفصلهما ساكن. ويسمى المقطع المكون من حرفين سببًا، ومن ثلاثة أحرف وتدًا.
علم العلامات (السيميوطيقا)
الدراسة النسقية للعلامات، إنتاجها وتوصيلها وتصنيفها في لغات أو شفرات، ووظيفتها الاجتماعية أو بعبارة أخرى إنتاج المعاني من أنظمة العلامات اللغوية أو غير اللغوية، وهو دراسة الظواهر الثقافية باعتبارها أنظمة علامات، فالثقافة اتصال.
ويشيع في الكتابات الإنجليزية مصطلح السيميوطيقا على حين تستخدم الكتابات الفرنسية مصطلح السميولوجيا فقد نشأ العلم على يدي الفيلسوف الأمريكي بيرس C.S Peirce (1839-1914) بهذا الاسم، وبطريقة مستقلة على يدي عالم اللغة السويسري دي سوسير (1857 - 1913) F.De Saussure الذي اقترح أن يكون علم اللغة جزءًا من علم عام للعلامات هو السميولوجيا. وهو علم مهم في دراسة الأدب، الذي يستعمل اللغة وهي نظام العلامات الأول في الثقافة الإنسانية، ثم يتم تنظيمه من خلال شفراتفرعية مثل مواضعاتالنوع (الجنس الأدبي) على سبيل المثال. ومفاهيم سوسير - في الدال والمدلول والعلاقة الاعتباطية بينهما، وفي نسق العلامات التي تشكل اللغة والذي لا يعبر عن معاني معطاة بل تنشأ تلك المعاني عن العلاقات المتبادلة داخل النسق - تلعب دورًا مهمًا في هذا العلم. فهو ليس معنيًا بالعلاقات بين العلامات والأشياء بل بالعلاقات المتبادلة بين العلامات نفسها داخل شفرات دلالتها. والمنحى السميوطيقي في تناول الأعمال الأدبية يؤكد إنتاج المعاني الأدبية من مواضعات وشفرات. ولكن نطاق علم العلامات يتعدى اللغة ليشمل أنواعًا أخرى من أنظمة الاتصال مثل السينما والمسرح والإعلان والملابس والسلوك المهذب.
علم الكتابات القديمة
المصطلح بالإنجليزية والفرنسية مستمد من كلمتين يونانيتين تعنيان القديم والكتابة. وهو يشير إلى طريقة تهدف إلى تحديد تاريخ المخطوطات وأصلها ونسبتها الصحيحة من خلال دراسة لمواد الكتابة وأساليب خط اليد وأنواع المداد .. إلخ.
عملية الاستدلال العقلي
عملية التدليل المنطقية. وهي منهج نسقي في التفكير يقوم على الترتيب المنتظم والدقة. ويبدأ من الاختبار المستقصي للمواد إلى النتيجة ذات الصياغة اللغوية الدقيقة. وقد أعطى إدجار آلن بو لهذا التعبير دلالة أدبية حينما كتب عددًا من القصص سماها قصصًا ذات طابع استدلالي منطقي بينها "قصة الخطاب المسروق" و"البقة الذهبية" و"سر ماري روجيه". والتعبير يشير إلى نوع من الكتابة يحل لغزًا عبر عمليات فكرية منطقية مثلما نجد في الروايات البوليسية.
عناصر الأدب البنائية
(يُتْبَعُ)
(/)
ليست الألفاظ هي وحدات العمل الأدبي، فالعمل الأدبي ليس سجلاً اعتباطيًا للمفردات، وأحجار بناء العمل تنتظم في نمط ثابت هو الوسيط الأدبي (مثل السلم الموسيقي فهو لا يتكون من الأنغام لا متناهية العدد بل من أنغام مرتبة بطريقة منتظمة تبعًا لمدى انخفاضها وارتفاعها ولا وجود لها في خبرتنا اليومية). وذلك الوسيط الأدبي يجمع بين العناصر اللغوية والحسية، وبين الترتيب الشكلي تبعًا لنمط معين في مواضعة فنية أو جنس أدبي تتحقق فيهما قيم رمزية. فلكي توجد أي قصة مثلاً لا بد من وجود تصورات مشتركة بين السامع والراوي، وهي عموميات تعبيرية تفسر عناصر القصة المتنافرة، أي لا بد من لغة شائعة وسياق مشترك لفهم الحبكة ومنطق بنائي معين بمثابة الأرضية التي تمضي فوقها الأجزاء المتفرقة المتتابعة.
وداخل ذلك النسق البنائي هناك وسائل تشكيلية مثل:
(أ) عودة أحد العناصر بعد تطوير مسار العمل وتوسيعه في تقابل مع العناصر الأخرى. ويعطي توقع مجيء ذلك العنصر إحساسًا بالترقب والإلحاح. مثل السياق الجديد الذي تعود إليه صورة شعرية سابقة أو جزء البيت ومكانه في القصيدة حينما يتكرر تكرارًا بسيطًا.
(ب) أو تغير الصورة أو أحد أجزاء البيت حينما يتكرر الورود في السياق الجديد، فاللازمة المتكررة تتغير في الأقصوصة الشعرية في سياق متغير.
(جـ) الإيقاع الأدبي، وهو نمط من التأكيد والتوقف مثل تكرار الوزن الشعري أو تغييره.
(د) تغيير "المركز" الإيقاعي والانتقال المفاجئ إلى تأكيد عنصر أو موضوع أو وجه لم يؤكد من قبل.
(هـ) خلق الإيقاع نفسه بتوزيع التأكيد في تدرج لمراتب الأهمية، أو وجود عنصر مهيمن وتنظيم اللوحة الأدبية باعتبار أن هناك عنصرًا في مركز العمل أو باعتبار أن هناك توازنًا بين العناصر يتحقق بالتضاد بين عناصر متباينة.
(و) التطوير حيث تؤثر أجزاء العمل الأدبي السابقة فيما يأتي بعد ذلك مثل حبكة الرواية وتنميتها حيث يخلقان سويًا معنى كليًا.
فعلى سبيل المثال إذا كانت مادة الشعر هي الكلمات فإن فحواه ليس ما تقدمه الكلمات من تقرير لفظي ولكن الطريقة التي يصنع بها ذلك "التقرير". وتتضمن تلك الطريقة الصوت والإيقاع وهالة تداعي الكلمات، والسياقات الطويلة أو القصيرة للأفكار، وغنى الصور التي تحتويها، والتوقف المفاجئ للخيال بواسطة الواقعة الخالصة أو توقف واقعة مألوفة بواسطة خيال مباغت، وتعليق المعنى اللفظي بواسطة التباس يطول ثم يحل بواسطة كلمة - هي بمثابة مفتاح - طال انتظارها وبناء الإيقاع وهيكله الموحد الشامل (ستولنيتز).
عنوان (شرح أو تعليق)
المصطلح مشتق من كلمة لاتينية تعني الإمساك، وهو يعني ما يأتي تحت الرسم التوضيحي من عبارة وصفية. وهدف هذا العنوان الفرعي جذب الانتباه.
عياني (ملموس)
يضفي الكتاب ذوو التأثير الطابع العيني على أعمالهم بإعطاء تلك الأعمال صفات الواقع، وهي عناصر نوعية يستطيع القارئ أن يراها ويسمعها ويشعر بها ويشمها ويذوقها. ومن الممكن حتى بالنسبة إلى الانفعالات والإحساسات أن تبدو ملموسة في الكتابة الجيدة. فالفنان الأديب في العادة لا يقف عند أن ينبئنا عن الشخصيات التي يرسمها بل يعرض أمامنا تلك الشخصيات في أفعالها وأفكارها.
فنجد شيكسبير مثلاً، حينما يصف لنا ملامح كاسيوس في تأملاته الكثيفة العاكفة على الذات، لا يلاحظ تلك السمات المميزة فحسب بل يكتب أن لكاسيوس مظهرًا جائعًا أعجف، وبذلك أضفى شيكسبير على تعاسة وإحباط الرجل الذي يفكر كثيرًا جدًا طابعًا حيويًا لا تخطئه العين، وكذلك نرى الغيرة في عطيل كوحش أخضر العينين، وفي روميو وجولييت يلاحظ البطل أن لا أحد يستطيع أن يفهم عمق حبه لجولييت لأن أحدًا قبله لم يحب مثل هذا الحب، "يسخر من آثار الجروح ذلك الذي لم يشعر أبدًا بجرح".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولدى الكتاب بطبيعة الحال المقدرة على التجريد والتعميم وغالبًا ما يستخدمون تلك المقدرة. ولكن هدف الكتاب أن يحركوا القراء ويستثيروهم لا أن ينقلوا إليهم معارف فحسب، أن يصوروا لا أن يتفلسفوا فحسب. فالكتاب يقومون في مناسبات معينة بتجريدات ولكنهم في أغلب الأحوال يتركون للقارئ أن يقوم بنفسه بالتجريد واستخلاص النتائج. ومعظم الكتابات تستهدف في المحل الأول أن تجعل القارئ يشعر ثم يفكر بعد ذلك كما يقول الكاتب الفرنسي جي دي موباسان: "إن الجمهور يتكون من مجموعات متعددة تصرخ في وجوه المؤلفين: واسوني .. سرّوا عني .. اجعلوني متعاطفًا .. اجعلوني أحلم .. اجعلوني أضحك، اجعلوني أرتجف، اجعلوني أبكي، اجعلوني أفكر". وفي المعتاد فإن الكتابة ذات الطابع العياني وحدها هي التي تستطيع أن تحقق كل هذه التأثيرات.
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 08:13 م]ـ
غنائي
1 - قصيدة لها شكل وصفات الأغنية الموسيقية.
2 - قصيدة قصيرة ذاتية تتفجر فيها أعمق معاني المؤلف ومشاعره بطريقة تشبه الأغنية.
3 - صفة تعني ما هو تلقائي بلا انتظام جامد، وممتلئ بالجذل والانتشاء.
والكلمة بالإنجليزية والفرنسية مستمدة من الاسم اليوناني اللاتيني لآلة موسيقية تشبه القيثارة. وينطبق التعبير على أي شعر يعبر عن الانفعالات الشخصية، وعلى أي قصيدة قصيرة لا تحكي قصة في المحل الأول، وعلى أي نثر أو شعر يتميز بتفجر تلقائي لمشاعر كثيفة.
،،،،،،،،،،،،،،،
فاتحة - تمهيد
عبارة استهلالية ومقدمة أو مدخل. وهي بالإنجليزية والفرنسية مشتقة من كلمات لاتينية تعني "يمشي قبل" وهي تنطبق على أي جزء تمهيدي من عمل مكتوب وتقدم أسباب ما سيأتي بعدها والغرض منه.
فارس (شهم - متعجرف - مختال)
للمصطلح الإنجليزي معان متعددة حينما يرد كصفة أو اسم:
1 - مختال يزدري من حوله.
2 - مرتجل فظ في غير كياسة لا يأبه بالمواضعات.
3 - جندي يمتطي صهوة حصان.
4 - أحد السادة المهذبين في بلاط ملكي يسلك وفق شهامة محسوبة.
5 - مرافق السيدات من كبار العقيلات أو المفضل لديهن لمآثره الجسمية والمعنوية.
وفي التاريخ الأدبي كانت الكلمة تشير إلى أحد أتباع تشارلز الأول في إنجلترا في صراعه مع البرلمان.
ويتميز إنتاج شعراء الفروسية مثل كاريو Carew ولافليس Love-Lace وسكلنج Suckling برشاقته وجودة صقله واقتحامه وتخففه من القواعد الصارمة. وللفروسية في الشعر العربي تراث طويل يربط بين الشجاعة الجسدية والقيم الخلقية عند عنترة العبسي وفي مدائح المتنبي وقصائد الفخر عند أبي فراس الحمداني.
فاصل
(1) حادث اعتراضي أو مكان أو فترة من الزمان.
(2) (فصل درامي) يتخلل فصول المسرحية أو يقدم كجزء إضافي من عرض آخر.
والكلمة بالإنجليزية والفرنسية أصلها لاتيني وتعني ما بين التمثيل وتنطبق على أي مقاطعة للحبكة الرئيسية في رواية أو مسرحية أو أي انقطاع في محاضرة أو مقال.
فانتازي (عجائبي)
نوع أدبي أو صيغة تقنية يجعل ما هو ممكن وفقًا لقوانين الطبيعة، وما هو فائق للطبيعة أو مستحيل مختلطين معًا، فالعجائبي The Marvelous , Le Merveilleux يقتحم الحياة الواقعية، ويترك ذلك القارئ - ومعه في أحيان كثيرة الراوي أو الشخصية الرئيسية- حائرًا مترددًا دون حسم بين التفسير الفائق للطبيعة (العجائبي) والتفسير الطبيعي أو السيكولوجي للعنصر الخارق (قص غرائبي The Uncanny , L' Etrange ) فهناك صدمة في القراءة نتيجة للتصادم بين الطبيعي وما هو فائق للطبيعي، بين المألوف وغير المألوف. وفي الفانتازي يتحول العنصر العجائبي إلى الدائرة المهيمنة في الوجود، وهي دائرة تقدم رؤية للعالم تنطوي على الرعب والقلق والتردد دون حسم بين ما هو عقلي وما ليس بعقلي مما يبتعث ريبة في المسلمات المستقرة، وعجزًا عن تمييز صورة كلية بين اختلاط الرؤى والتخيلات والأحلام. ويفرق تودوروف Todorov بين الغرائبي وفيه يمكن تفسير غير المألوف بأنه نتاج حلم أو هلاس أو ضلال، والعجائبي المنتمي إلى ما هو فوق طبيعي. وقصة دكتور جيكل ومستر هايد (التفسير بانفصام الشخصية) قصة غرائبية أما حكايات ألف ليلة وليلة حيث يتحول البشر بالسحر إلى حيوانات وحيث تظهر العفاريت لتؤدي أنواعًا من الخدمات فهي عجائبية. وبعض النقاد يختلفون مع إدراج الحكايات السحرية في العجائبي لأنها لا تنتهك
(يُتْبَعُ)
(/)
منطق العالم الواقعي المألوف بل تضيف إليه زوائد متخيلة. ويربط بعض النقاد بين النصوص الفانتازية وأوضاع مجتمعاتها. ويردونها إلى أن الفرد في المجتمع الحديث يحس بأنه خاضع لقوى غريبة غير مرئية تستعصى على فهمه، لذلك يترجمون العجائبي الفائق للطبيعة بأهواله إلى مقابلات اجتماعية في عالم لم يعد واقعيًا وفقًا للمفاهيم المألوفة.
وتعد أعمال بورخيس أمثلة نموذجية للعجائبي. كما تعد رواية سليم بركات "فقهاء الظلام" من الأمثلة البارزة له في الأدب العربي.
فانتازيا (خيال جامح متحرر من القيود الشكلية)
خيال مسرف، لا تحده عوائق، في تشكيل صور تقوم على الغرابة والمفارقة.
ويطلق المصطلح على عمل أدبي تدور حوادثه مثلاً في عالم لا وجود له ولا واقعية، مثل بلاد الجان. أو تتضمن شخصيات غير قابلة للتصديق مثل "الطائر الأزرق" لميترلنك.
فرسان المائدة المستديرة
نظام أسطوري من أنظمة الفروسية خلقه الملك آرثر. ووفقًا للسير توماس مالوري (1400 - 1471) وكتابه "موت آرثر" فإن مائة وخمسين فارسًا كانت لهم مقاعد حول منضدة لم يكن هناك من يحتل "رأسها" أو مكان الصدارة فيها، وقد خاطر هؤلاء الفرسان بالذهاب إلى كل ما كان معروفًا في ذلك الوقت من أقطار بحثًا عن المغامرة.
وكان بين هؤلاء الفرسان السير مودرد Sir Modred وهو نموذج للخيانة والسير لانسلوت Sir Lancelot وهو نموذج للشجاعة وسهولة الانقياد في الحب وسير جاوين Sir Gawain وهو نموذج لمراعاة آداب السلوك وغيرهم كنماذج للعفة والطهارة وما إلى ذلك.
فروسية (شهامة- جود)
تعني حرفيًا ركوب الجياد. ولكنها تعني اصطلاحيًا قواعد فرسان القرون الوسطى وعاداتهم في السلوك. وتلك القواعد تشمل الصفات والمؤهلات المثالية للفارس مثل الإقدام والكرم واللياقة إزاء السيدات والشهامة في معاملة العدو والولاء لمن هم أعلى. وبطبيعة الحال هناك المهارة في ركوب الخيل وإجادة فنون القتال في المحل الأول. يقول عنترة العبسي:
ينبئك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم
و:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
حتى يداري جارتي مأواها
وتقترب طرق السلوك وقواعد الأخلاق المتضمنة في الفروسية من أن تكون بناء رمزيًا ذا طابع ديني لموسوعة من القواعد (تهتدي) بها الطبقات العليا في العصور الوسطى أو تدعي الاهتداء بها.
وكانت مآثر الفرسان المقاتلين مادة للكثير من قصص المغامرات الخيالية في العصر الوسيط.
فنجد أن "حكايات كانتربري" يصور فيها تشوسر فارسًا مهذبًا بلغ الكمال، كما ملأ سبنسر "ملكة الجنيات" بمواكب متألقة الألوان من رجال محشوين باللياقة والبطولة يسيرون في الوهاد ويخترقون الغابات. وأدب الفروسية في أعم صفاته هو أدب مقاتلين يتحلون بأخلاق الفرسان، بولائهم لله والملك وإخلاص كل منهم للسيدة موضع الحب، ينجدون كل من يقع في ضائقة ولكنهم يحملون الموت للطغاة والمردة والمسوخ.
ونجد على سبيل المثال عند وولتر سكوت في رواية "إيفانهو" متابعة للتقاليد المثالية الفروسية. كما يمكن العثور على تصورات أكثر واقعية في "موت آرثر" لمالوري وفي الصفحات الساخرة من "دون كيشوت" لسيرفانتس. ويحفل شعر الجاهلية العربية وخصوصًا في أشعار عنترة العبسي، ويحفل شعر المتنبي وأبي فراس الحمداني بالتغني بقيم الفروسية.
فرويدية
- نظريات سيجموند فرويد (1856 - 1939) المحلل النفسي النمسوي في تشخيص وعلاج الحالات العصابية والذهانية وتفسير الأحلام وما يشبه ذلك.
- وقد أثرت نظريات فرويد (مثل ارتياد اللا شعور وتأكيده على الحافز الجنسي)، في الأدب تأثيرًا عميقًا مستمرًا. ومن أمثلته أعمال د. هـ. لورنس.
- والكاتب الفرويدي يبحث عن الرموز في أحلام شخصياته وحديثهم وأفعالهم، ويعني بمتابعة الطاقة الحيوية الغريزية وأنواع القلق المكبوتة وأعمق أفكار الشخصيات وأشدها خصوصية.
- ونجد عناصر فرويدية قوية في رواية يوليسيس و"مأتم فينيجانز" لجيمس جويس وفي الكثير من مسرحيات أوجين أونيل وتنسي ويليامز وإدوارد ألبي وفي بعض أعمال ويليام فوكنر.
ويزعم النقد الموجه إلى الفرويدية أنها تسرف في تأكيد الجانب الغريزي الذي تزعم ثباته الأبدي. ولا تعترف بأثر التطور الاجتماعي التاريخي في إعادة تشكيل ذلك الجانب، وتقف عند تضاد ميتافيزيقي بين الحياة النفسية والتطور الاجتماعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضائل سبع
وفقًا لتعاليم الفلسفة المدرسية كانت الفضائل السبع هي الشجاعة والحصافة (التدبر) والعدالة وضبط النفس (الاعتدال) والإخلاص والرجاء والإحسان، وكانت هذه الفضائل تتحول في الأدب المجازي إلى تشخيصات ملموسة. ونجد ذلك على سبيل المثال في "ملكة الجنيات" لسبنسر.
فعل
حدث أو سلسلة أحداث واقعية أو متخيلة تشكل المادة التي تتناولها القصة أو الرواية أو المسرحية أو القصص الشعري. ومثل ذلك التكشف للأحداث يشكل إجابة على سؤال ماذا حدث؟ فما تقوله الشخصيات وتفعله وتفكر فيه وما يترتب على قولها وعملها وتفكيرها يشكل الفعل في كل الأدب القصصي. وتلك السلسلة من الأفعال التي تترابط فيما بينها ويجمعها تصميم أو خطة، سواء أكانت أفعالاً عملية أو ذهنية هي حبكة العمل القصصي.
ويستهدف ذلك الرسم التخطيطي أو الخطة البنائية غرضًا معينًا. وفي الأدب القصصي جميعًا تدل الحبكة على ترتيب الأحداث ترتيبًا معينًا يحقق أثرًا مقصودًا. ويجب أن تكون الأفعال الرئيسية في القصة متعاقبة زمنيًا، ولازمة منطقيًا. وثمة زعم بأن القوى الدافعة المحركة لتعاقب الأفعال وما في القصة من سياق متحرك، ترجع إلى الخلط بين التعاقب الزمني واللزوم المنطقي. فكل ما يأتي فيما بعد يغري القارئ باعتباره معلولاً أو نتيجة لما سبق وهناك دائمًا شرك وقوع القارئ في المغالطة المنطقية القائمة على فهم ما يأتي بعد على أنه أتى بسبب. ولكن هذا التداخل بين المنطق اللا زمني، والتعاقب الذي يحدث في زمان له مساره، يتحقق في نطاق الأفعال الرئيسية.
وما يجعل تلك الأفعال رئيسية ليس خاصيتها المثيرة للعجب أو اتسامها بالضخامة أو كونها مذهلة. بل أن ما يجعلها رئيسية ليس الحجم أو الطبيعة غير المعتادة أو الأثر الذي تؤدي إليه، بل كونها تعبر عن لحظات محملة "بالمخاطرة"، تشير إلى تشعب السبل، وإلى توتر في نقطة معينة. وفي الأدب الحديث نجد أن الترتيب الزمني للتعاقب يمتصه ويذيبه نسيج سرد لا زمني ويقوم على نزع الزمن من "المتصل القصصي"، ليعيد تأسيس ذلك المتصل القصصي أي ذلك التضامن والتآزر بين الأفعال، في تركيب متخيل له اتساق نوعي.
فعل صاعد
ذلك الجزء من الحبكة الذي يتضمن التعقيدوالصراعمؤديًا إلى الذروةأو نقطة التحول في تمثيلية (أو رواية).
وفي الكثير من الدراما الكلاسيكية يقع الفعل الصاعد في أغلب الأحوال في الفصلين الأولين من مسرحية ذات خمسة فصول.
فعل مقدم (سابق)
يشير المصطلح إلى الأحداث التي وقعت قبل بداية الفعل في رواية أو مسرحية أو قصة أو قصيدة قصصية. وحينما يصبح من الضروري للقارئ أن يفهم ما حدث في الماضي فسوف يكشف عن هذا الفعل المقدم (السابق) في الحوار أو العرض المباشر.
فكاهة
حس الفكاهة المؤدي إلى جو من الظرف والدعابة. وترجع الفكاهة في المحل الأول إلى التعرف على الخصائص الغريبة والشاذة والخارجة على المألوف في موقف أو فعل والتعبير عنها. وليست الفكاهة دائما خفيفة وباعثة على الابتهاج، رغم مقدراتها الدائمة على إدراك ما هو مسل أو مثير للضحك.
وقد كتبت جورج إليوت، وهي من روائيي القرن التاسع عشر ولا يعرف عنها ولعها بالفكاهة، "إن الفكاهة هي التفكير المازح والشعور الجاد" وهناك فروق بين الفكاهة وسرعة البديهة. .
فلسفة المدرسة الرمزية
تذهب تلك الفلسفة إلى أن الحياة الباطنة، والفاعلية النفسية، ليست هي الجانب الجسماني مقلوبًا ظهرًا لبطن، وواقعتها الأولية الشعورية (الشعور هو معرفة الذات بالذات) هي الأنا. وتلك الأنا ليست الأنا الديكارتية باعتبارها شيئًا أو جوهرًا بل "وظيفة حس باطن" وفعل تلقائي، فهي واقعة أولية لنشاط نفسي يقوم بخلق روحي. وفي تلك النقطة تلتقي تلك الفلسفة بفلسفة برجسون التي تقول بديمومة خلاقة هي كثرة من لا تجانس وتغير تقوم على تغلغل باطن واتصال ونفاذ متبادل، أي على تلقائية حرة وتطور خلاق لا على ضرورة حتمية، على شعور حي لا آلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهناك ديمومة محضة وهي شكل يتخذه توالي أحوال الشعور حين تدع الأنا نفسها تحيا، وحين تكف عن تقرير فصل بين الحال الحاضرة والأحوال السابقة. ويتم الانتقال بين تلك الأحوال بوثبات وعي، فتواليها هو تداخل متبادل، وتضامن وتآزر، وتنظيم باطن للعناصر الشعورية، وكل منها وهو يمثل الكل لا يتميز منه ولا ينعزل عنه. ففي ميدان الشعور لا توجد حالات متجاورة بل كل شيء في علاقة تضامن وتداخل متبادل. فلسنا إزاء شيء بل معنى ومسرى يتقدم (الفلسفة المعاصرة في فرنسا ترجمة د. عبد الرحمن بدوي). وما في العالم من قدرة إبداعية هو الانفعال النابض في الماضي، قاذفًا نفسه محولاً نفسه إلى واقعة متعالية هي لحظة الخلق أو الوعي. ولا يبقى أمام الشاعر والروائي إلا ارتياد أحوال الروح.
ويجمع الرمزيين قبيل القرن العشرين احتجاج على المجتمع الغربي الحديث والفلسفة الوضعية، وحس عميق بحياة الروح وحدس للسر والغموض. وهم يولون اهتمامهم "لواقع" يتجاوز عالم الظواهر متعاليًا ويحاولون استيعاب جوهر الشعر متحررًا من النزعة التعليمية أو العاطفية. ويتمثل ذلك في أشعار مالارميه وبعض قصائد إليوت.
وذلك التصور الفكري للرمزية الحديثة يعتبر العالم الواقعي انعكاسًا لعالم متعال لا يعرفه إلا الحدس الصوفي للشاعر، ولا يقبل التوصيل إلا في رموز فنية غير متعينة، فهي تدرجات لونية للروح مرتبطة بما هو أزلي، فكل الأشياء تفتقر إلى الوضوح أو الثبات. وهي فلسفة توفيقية تجمع أشتاتًا من فلسفة أفلاطونعن تعالي المثل ومفارقتها وفلسفة كانط في التفرقة الجازمة بين الشيء في ذاته والظواهر، وفلسفة برجسون.
فلسفة المنفعة
مذهب في فلسفة الأخلاق ينتمي إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ويقول بأن الفضيلة والخير يرتكزان على المنفعة وأن السلوك يجب أن يحاول تحقيق أكبر سعادة لأكبر عدد من الناس. وكانت المنفعة عند جيريمي بنتام مؤسس ذلك الاتجاه، تعتبر مرادفة للذة. ولكن الكتاب الذين أتوا بعد ذلك بما فيهم جون سيتوارت مل اعتبروا اللذة والسعادة تفصلهما فوارق كيفية لا كمية فحسب. وتلك الفلسفة تعتبر المجتمع مكونًا من ذرات فردية لا من قوى اجتماعية وهي ذرات تنتمي إلى مرحلة معينة من التنظيم الاجتماعي، هي المرحلة الرأسمالية، التي تعتبرها وضعًا خالدًا يلائم طبيعة بشرية دائمة.
فن الإلصاق (يجمع قطعًا مختلفة)
تقنية لتأليف عمل فني بإلصاق مواد ليست أصلاً ولا عادة مرتبطة فيما بينها على سطح واحد، مثل قصاصات الصحف وسدادات الزجاجات وتذاكر المسرح .. إلخ. ونرى أمثلة من هذا الفن في الأدب في أعمال جيمس جويس وت. س. إليوت وإزرا بوند، الذين يدمجون إيماءات وتعبيرات من لغات مختلفة واستشهادات من كتاب آخرين في مقالاتهم وقصائدهم ويستخدم الإلصاق كذلك في الرواية المضادة.
فولكلور (المأثورات)
عادات شعب وتقاليده الراسخة وحكاياته وأقواله المأثورة المحفوظة المتناقلة شفهيًا في معظمها. والكلمة لا تنطبق الآن على التناقل الشفاهي فحسب، بل تنطبق أيضًا على السجلات المكتوبة للتقاليد والأدب والحذق اليدوي والعادات الشعبية. ونجد الكثير من الفولكلور في الأشعار القصصية وملاحم الحيوان وقصص الجان والأمثال والحكم والأساطير والحكايات والألغاز. .
في قلب الأشياء
التعبير اللاتيني يعني في وسط الأشياء. وينطبق على الوسيلة الأدبية التي تبدأ السرد القصصي بعد أن يكون مسار الأحداث قد قطع شوطًا ملحوظًا. وهذه الوسيلة هي إحدى مواضعات الشعر الملحمي وتستخدم كثيرًا في الروايات والقصص القصيرة والدراما والشعر القصصي. وتلك الوسيلة تهدف إلى جذب النظر مباشرة وتحتفظ بالاهتمام معلق الأنفاس.
فعلى سبيل المثال تبدأ إلياذة هوميروس في السنة الأخيرة من حرب طروادة، وتحكي عن بداية الحرب بعد ذلك في مسار الملحمة. وتبدأ الشحاذ لنجيب محفوظ بزيارة البطل لطبيب، ثم يعود إلى الوراء.
وحينما تبدأ قصة عند نقطة غير بدايتها في التعاقب الزمني تُستخدم وسيلة الارتداد إلى الوراء استرجاع الماضيأو سلسلة من تلك الارتدادات والرجوع القهقري.
فيكتوري
نسبة إلى حكم الملكة فيكتوريا (1837 - 1901)، والمواقف والخصائص المميزة لذلك العهد. ويوحي التعبير في خصوصيته بالرضا عن النفس والنفاق والاعتداد بالنفس والتزمّت الخلقي الظاهري. وكانت ملامح العهد المتسمة بالرضا عن النفس ترجع إلى الثروة القومية المتزايدة وما صاحبها من التقدم الصناعي والعلمي والتظاهر بمراعاة قواعد اللياقة والأخلاق. ويشير التعبير- كما ينطبق في الأدب- إلى انعدام روح الفكاهة وقبول السلطة الحاكمة والعرف السائد دون تساؤل في مسائل السياسة والدين، والإفراط في مراعاة الاحتشام والتشبث الظاهري بالتقاليد الأخلاقية والاجتماعية. وفي الواقع كان الأدب الفيكتوري ظاهرة مركبة متعددة الجوانب ولكن تعبير "الفيكتوري" يحمل تداعيات مظاهر الاحترام الفارغة والتواضع الزائف والطمأنينة المتصلبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 08:14 م]ـ
مسرح القسوة
Theatre of cruelty
يرجع المصطلح إلى المسرحي الفرنسي أنتونان آرتو الذي نادى بضرورة وجوده لإبراز ما في الحياة من شرور تتجسد عبر الأساطير التي لها صدى في نفس الجمهور.
ويمثل مسرح القسوة المعاصر تيارات العنف المنتشرة في اوروبا، ويعتمد على جو من السحر والطقوس السرية والجنون واللامعقول والقسوة العشوائية. وهو بلورة للأهواء والأحلام الكامنة في النفس.
مصطلح
المقالة
تأليف أدبي قصير يدور حول موضوع معين أو فكرة رئيسية. ويكون نثرا في المعتاد، ويغلب عليه الطابع الفكري أو التفسيري. والمصطلح يصعب تعريفه تعريفا جامعا يقبله الجميع نظرا للتوسع وعدم الدقة في استعماله، وبعض المقالات وصفية وبعضها ذات طابع قصصي، وقد يكون المقال موضوعيا أو ذاتيا. وقد استخدم مونتني المصطلح بالفرنسية أول مرة عام 1580 ليشير إلى بعض التأملات التي لا تتصف بمراعاة العرف وشكلياته، وقد دارت تلك التأملات حول الكاتب والإنسانية عموما.
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 08:03 م]ـ
نشكرك على الجهد الذي يشهد لك بالحرص, ولكننا نستغرب ما أوردت من الألفاظ الأعجمية في النص العربي.ولا نشك أنّ العربية قادرة على هذه المعاني التي ترينها لا تستقيم في أفهام الناس إلاّ بالملحقات الغريبة. في العربية كفاية.وبها غناء عن غيرها ,ولقد شاع في الجامعات العربية مثل هذا الصنيع لأن المشرفين يعتبرونه من تمام البحث العلمي.والحق أنه جنس من قبول الدّنية في العربية, فإذا كان منتدانا حقا لفصيح العربية, فالواجب أن نجتهد في الشرح والتفسير والتعريف فلا ندخل عليها ما ليس منها ,وهل ترين العربية عاجزة عن تبليغ مفهوم أو بيان مصطلح؟ ونحن لا نرى هذا في العربية ولا نراه في لسان من الألسنة التي يتكلم بها البشر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 09:23 م]ـ
نشكرك على الجهد الذي يشهد لك بالحرص, ولكننا نستغرب ما أوردت من الألفاظ الأعجمية في النص العربي.ولا نشك أنّ العربية قادرة على هذه المعاني التي ترينها لا تستقيم في أفهام الناس إلاّ بالملحقات الغريبة. في العربية كفاية.وبها غناء عن غيرها ,ولقد شاع في الجامعات العربية مثل هذا الصنيع لأن المشرفين يعتبرونه من تمام البحث العلمي.والحق أنه جنس من قبول الدّنية في العربية, فإذا كان منتدانا حقا لفصيح العربية, فالواجب أن نجتهد في الشرح والتفسير والتعريف فلا ندخل عليها ما ليس منها ,وهل ترين العربية عاجزة عن تبليغ مفهوم أو بيان مصطلح؟ ونحن لا نرى هذا في العربية ولا نراه في لسان من الألسنة التي يتكلم بها البشر
لم أكن أريد الرد على هذه المشاركة , غير أن ردك أخي "خليل التطواني " شجعني كي أرد بقصيدة حافظ إبراهيم.
يقول حافظ إبراهيم:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي = وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني = عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي = رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً = وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ = وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ = فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني = وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني = أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً = فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ = يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ = بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً = يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ = لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ = حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً = مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً = فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ = إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى = لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً = مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ = بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى = وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ = مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
واحترامي للجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 11:02 م]ـ
بوركت أخي وقد كنت أرى أن يهدينا الله بعد نصف قرن أو زد عليه إلى التعريب والتعرب فإذا نحن مسرفون في الهرب من بيوتنا الّتي ولدنا فيها, لقدتمادينا والغريب أنّ هذا يتم بمباركة من عامة المشرفين على البحوث الجامعية. بل يجري لسان المدرس الجامعي بالعامي وهو بالفرنسية والانجليزية أجرى إذا كان يدرس في أقسام اللغة العربية
ـ[شذور الضاد]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 10:01 م]ـ
سلمت يداك خاله
موضوع روعه
لا فض فوك و مات حاسدوك
ـ[مختار العزيزي]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 10:00 م]ـ
جزى الله الجميع خيرااااااااااااااا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 10:10 م]ـ
سلمت يداك خاله
موضوع روعه
لا فض فوك و مات حاسدوك
بارك الله فيك أختنا الكريمة ... (شذور الضاد) ...
حبذا لو دعوت لنا بالشهادة في أرض الرباط.
التوقيع
حاسد.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 09:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة أم هشام ..
بارك الله فيك .. وجزيت خيرا .. فقد أحصيت ما لو جُمع لكان كتابا .. أو كتيبا على أقل تقدير ..
وقد والله أفدت كثيرا بهذا البيان الجميل لهذا الكمّ من المصطلحات الأدبية , ولعلك -أختي الفاضلة-خير من يعرف أن الأديب لا يتمكن في فنه وأدبه ولمّا يفقه بعد هذا النوع من المصطلحات الأدبية , وإلا فهو يخبط في عماية , أو حاطب ليل يسوق أحاديثه ينفش بعضها في بعض ..
هذه مسألة ..
مسألة أخرى -أختي الكريمة- فيما يتعلق بمصطلح الأدب ما هو ..
أتفق مع السيد قطب في كتابه الجميل (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) في تعريف الأدب إذ يقول الأدب "تعبير عن تجربة شعورية بصورة موحية " ..
وقد ذكر الكاتب والمفكر الإسلامي محمد قطب في كتابه منهاج الفن الإسلامي تعريفا يشبه هذا التعريف ..
وساق الرافعي صاحب السفر النفيس في الأدب العربي (وحي القلم) كلمة في الأدب تندرج تحت هذا المعنى ..
وكذلك عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد في كتابه مطالعات في الحياة والأدب جاء بكلام في الأدب يتفق مع المعنى المذكور ..
فأعتقد أن الأدب هو الترجمة الدقيقة لتجربة شعورية ..
هذا .. وعذرا إن عقبت على كلمتكم ..
لكم مني جزيل الشكر ..
أخوكم علي جاسم ..
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 11:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة أم هشام ..
بارك الله فيك .. وجزيت خيرا .. فقد أحصيت ما لو جُمع لكان كتابا .. أو كتيبا على أقل تقدير ..
وقد والله أفدت كثيرا بهذا البيان الجميل لهذا الكمّ من المصطلحات الأدبية , ولعلك -أختي الفاضلة-خير من يعرف أن الأديب لا يتمكن في فنه وأدبه ولمّا يفقه بعد هذا النوع من المصطلحات الأدبية , وإلا فهو يخبط في عماية , أو حاطب ليل يسوق أحاديثه ينفش بعضها في بعض ..
.
جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة وجعل عملكِ في موازين حسناتك ..
أخوتي الكرام ..
لم تأت الأخت أم هشام بهذه المصطلحات من بنات أفكارها .. ولم تضعها لنغفل عن لغتنا ..
ولكن هذا ما نطالب به في جامعاتنا .. فلابد أن يكون لدينا معرفة بتلك المصطلحات قليلة أو كثيرة .. فالعلم بالشيء خير من الجهل به
والحق أن هذه المصطلحات هي الدارجة لدينا حتى في عاميتنا .. ابتداءً .. برومانسية وكلاسيكية ..... إلى مالا نهاية.
هذا أمر والأمر الآخر .... أن هناك الكثير من المسميات والمصطلحات هي في أساسها أسماء للآلهة اليونانية القديمة .. وللأسف الكثير يفضل استخدامها ويعجب بها لما يكتنهها من غموض لا يعلمه الآخرون ..
ولكن هذا شأن من يمزج ثقافة بثقافة دون علم أو بحث لأصول الكلمة .. فقط اتباع للتقليد والتطبع واعتبار أن كل جديد ماهو إلا ثقافة وحضارة ورقي ..
ـ[الطاهرة]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 05:23 م]ـ
تشكري اختي العزيزة على هذا الطرح الرائع، اتمنى الاستفادة للجميع
ـ[سامية بن العابد]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 08:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم حفظك الله و أدامك و أتمنى أن تكمل جميلك بتعريف النادرة و خصائصها فأنا لم أجدها حتى الان و ليجعلها الله في ميزان حسناتك آمين يارب العالمين.(/)
شلشلة الأعشى،وسلسلة مسلم،وقلقلة المتنبي،وبلبلة الثعالبي
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 04:35 ص]ـ
يقول الواحدي في شرح ديوان المتنبي:
سمعت الشيخ أبا منصور الثعالبي رحمه الله يقول: قال لي أبو نصر بن المرزبان: ثلاثة من رؤساء الشعراء شلشل أحدهم،وسلسلَ الثاني،وقلقلَ الثالث
أما الذي شلشل فالأعشى وهو من رؤساء شعراء الجاهلية قال:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبُعني = شاوٍ مشلٌّ شلول شلشلٌ شولُ
وأما الذي سلسل فمسلم بن الوليد وهو من رؤساء المحدثين وهو الذي قال:
سلَّت وسلت ثم سلَّ سليلُها = فأتى سليلُ سليلها مسلولا
وأما الذي قلقل فهو المتنبي وهو من رؤساء العصريين وهو الذي يقول:
فقلقلتُ بالهمّ الَّذي قلقلَ الحشا = قلاقلَ عيسٍ كلُّهنّ قلاقلُ
فبلبلْ أنت أيضا فقلت له أخشى أن أكون رابع الشعراء أعني قول من قال:
الشعراء فاعلمن أربعة:
فشاعرٌ يجري ولا يجرى معهْ
وشاعرٌ ينشدُ وسطَ المعمعةْ
وشاعرٌ من حقه أن تسمعه
وشاعرٌ من حقه أن تصفعه
فقال: بل لا تكون رابع الشعراء. قال: ثم قلت بعد حينٍ من الدهر:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها = فانفِ البلابلَ باحتساءِ بلابل
دمتم بخير
ـ[أبو شهاب]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 10:23 ص]ـ
جزيت خيرا أبا سهيل. وبطبيعة الحال هذا يدل على مدى مقدرة الشاعر في صياغته للشعر.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 03:13 م]ـ
شكر موصول أخي الكريم ابا سهيل
وهذا لا يدل إلا على سلاسة اللغة العربية وفصاحتها في نفس الآن ..
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 11:49 م]ـ
جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما
وبطبيعة الحال هذا يدل على مدى مقدرة الشاعر في صياغته للشعر.
وهذا لا يدل إلا على سلاسة اللغة العربية وفصاحتها في نفس الآن ..
هذه الأبيات - على جلالة أصحابها - معيبة
وإليكم تلك المجموعة من النصوص
يتيمة الدهر للثعالبي
تكرير اللفظ في البيت الواحد من غير تحسين
كقوله:
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
وقوله في هذه القصيدة:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيس كلهن قلاقل
قال الصاحب: وما زال الناس يستبشعون قول مسلم:
سلت وسلت ثم سل سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
حتى جاء هذا المبدع فقال:
وأفجع من فقدنا من وجدنا ... قبيل الفقد مفقود المثال
وأظن المصيبة في الراثي أعظم منها في المرثي.:)
سر الفصاحة ابن سنان الخفاجي
فأما قول أبي الطيب:
لك الخير غير رام من غيرك الغنى ... وغيري بغير اللاذقية لاحق
فلا خفاء بقبحه للتكرار وكذلك قوله:
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
لأنه ذكر الجهل خمس مرات وكرر بي فلم يبق من ألفاظ البيت ما لم يعده إلا اليسير. وأما قوله أيضاً:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيش كلهن قلاقل
غثاثة عيشى أن تغث كرامتي ... وليس بغث أن تغث المآكل
فقد اتفق له أن كرر في البيت الأول لفظة مكررة الحروف فجمع القبح بأسره في صيغة اللفظة نفسها ثم في إعادتها وتكرارها واتبع ذلك بغثاثة في البيت الثاني وتكرار تغث فلست تجد ما تزيد على هذين البيتين في القبح ولم يزل الناس على وجه الدهر منكرين قول امرئ القيس بن حجر:
ألا إنني بال على جمل بال ... يقود بنا بال ويتبعنا بال
وهو لعمري قبيح وإن كان بيت هذا الفن الذي لا غاية وراءه في القبح قول مسلم بن الوليد الأنصاري:
سلت وسلت ثم سل سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
ولولا أن هذا البيت مروي لمسلم وموجود في ديوانه لكنت أقطع على أن قائله أبعد الناس ذهناً وأقلهم فهماً وممن لا يعد في عقلاء العامة فضلاً عن عقلاء الخاصة، ولكنى أخال خطرة من الوسواس أو شعبة من البرسام عرضت له وقت نظم هذا البيت فليته لما عاد إلى صحة مزاجه وسلامة طباعه جحده فلم يعترف به ونفاه فلم ينسبه إليه وما أضيف هذا وأمثاله إلا إلى عوز الكمال في الخلقة وعموم النقص لهذه الفطرة
نضرة الإغريض في نصرة القريض
كما قال مسلم بنُ الوليدِ في صفةِ الخمْرِ:
سُلَّتْ وسُلّتْ ثم سُلَّ سَليلُها ... فأتى سَليلُ سَليلِها مسْلولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يريدُ أنّها سُلّتْ من كرمِها عِنَباً، ثم سُلّتْ من عِنَبِها خمراً، ثم سُلّتِ الخمرُ من دنِّها. وقيلَ بل أراد رقَّتَها وأنها قد صارتْ مسلولةً من السِّلِّ الذي هو العِلّة. وليس على قُبْحِ هذا البيت زيادة. وقد كان الأصمعيّ يستَبْشِعُ قولَ الشاعر:
فما للنّوَى، جَدَّ النّوى، قَطعَ النّوى ... كذاك النّوى قطّاعةٌ لوِصالِ
ويقول: لو سلّط الله على هذا البيت شاةً لأكلتْ نواهُ، وأراحتِ الناسَ منه:).
الصناعتين لأبي الهلال
وقد جاء في أشعار المتقدمين من هذا الجنس نبذ يسير منه قول امرئ القيس:
وسنّ كسَّنيقٍ سناءَ وسنَّماً ... ذعرت بمدلاج الهجير نهوضِ
ولم يعرف الأصمعي وأبو عمرو معنى هذا البيت، وقال الأعشى:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبُعني ... شاوٍ مشلٌّ شلول شلشلٌ شولُ
تبعه مسلم بن الوليد، فقال:
سلّتْ وسلتْ ثم سلَّ سليُلها ... فأتى سليلُ سليلها مسلولا
وقال أبو الغمر يصف السحاب:
نسجته الجنوبُ وهي صناعٌ ... فترّقى كأنه حبشيُّ
وقرى كلَّ قريةٍ كان يق ... ريها قرىً لا يجف منه قريُّ
وهذا مستهجن لا يجوز لمتأخر أن يجعله حجة في إتيان مثله، لأن هذا وأمثاله شاذ معيب، والعيب من كل أحد معيب، وإنما الاقتداء في الصواب لا في الخطأ.
وقد قال بعض المتأخرين ما هو أقبح من جميع ما مر في قوله وليس من التجنيس:
ولا الضِّعف حتى يتبعَ الضّعف ضعفهُ ... ولا ضعفَ ضعفِ الضِّعفِ بل مثله ألفُ
وقوله:
فقلقلتُ بالهمّ الَّذي قلقلَ الحشا ... قلاقلَ عيسٍ كلُّهنّ قلاقلُ
البديع في نقد الشعر لأسامة بن منقذ
وكما قال الأعشى في قصيدته التي أولها: ودع هريرة إن الركب مرتحل وهي في غاية الفصاحة:
وقدْ غدوت إلى الحاناتِ يتبعني ... شاوٍ مشلّ شلولٌ شلشلٌ شولُ
سئل الأصمعي عن هذا البيت فقال: لا أعرف معناه.
ومنه قول مسلم في الخمر:
سلتْ وسلتْ ثم سلَّ سليلها ... فغدا سليلُ سليلها مسلولا
وتبعه أبو تمام في مثل هذا فقال يصف مطراً:
وقرى كلَّ قريةٍ كان يق ... ريها قرىً لا يجف منه قريُّ
جمع الغثانة والرثاثة والثقل والركاكة.
وقال أبو الطيب المتنبي:
وقلقلَ بالوجد الذي قلقلَ الحشا ... قلاقلَ همٍّ كلهنَّ قلاقلُ
فقال بعض البلغاء: إن الأعشى شلشل، وإن مسلماً سلسل، وإن المتنبي قلقل.
ولقد أحسن من قال:
إن حشو الكلام من لكنة ال ... مرء، وإيجازه من الإحسان
دمتم بخير
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 04:34 م]ـ
أخي الكريم جُزيت خيرا
وكلامك عين الصواب بان تكرار اللفظ مقبح عند العرب، ولكن الا ترى أن لكل قاعدة شواذ؟؟
فمثلا المتنبي
ما وصلنا من ديوانه إلا بعضه، فحذف المتنبي الكثير منه لرخاوته وضعفه، ولا يخلو لديك جزالة وقوة المتنبي في شعره، وكذلك من ذكرتهم كالاعشى، فهل تعتقد بأنهم كرروا اللفظ اعتباطاً؟
لو كان غير من ذكرت من الشعراء، لوافقتك:)
بانتظار مزيدك يا ابا سهيل:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 05:21 ص]ـ
فهل تعتقد بأنهم كرروا اللفظ اعتباطاً؟
لا ولا أظن أحدا يقول بهذا فكل كلمة لها معنى مقصود وهؤلاء فحول الشعراء
حتى بيت مسلم بن الوليد على الرغم من أنهم وصفوه بأنه الغاية في القبح إلا أنهم ذكروا له معنى طريفا يقول صاحب الرسالة الموضحة في ذكر سرقات المتنبي و ساقط شعره
قلت: إن مسلماً وإن كّرر اللفظ، فلبيته معنى لطيف أنا أورده، وقد أورده الباهلي في كتاب (المعاني)، فزعم أنه يريد هذه الحمرة سلت من الكرم باقتطافه، ثم سلت من العنب باعتصاره، ثم سلّ العصير من الدن ببزله، وقوله:
فغداَ سَليلُ سَليلها مسَلولا
يريد بول شاربها.اهـ
فتعمد الجناس بين الألفاظ وكثرة التكرار هو السبب في استشناع هذه الأبيات لا المعاني.
ومع فحولة هؤلاء فالأمر كما قال أبو الهلال
هذا مستهجن لا يجوز لمتأخر أن يجعله حجة في إتيان مثله، لأن هذا وأمثاله شاذ معيب، والعيب من كل أحد معيب، وإنما الاقتداء في الصواب لا في الخطأ. اهـ
وقديما قالوا لكل جواد كبوة ولكل سيف نبوة
دمت سالما يا رسالة الغفران
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 04:22 ص]ـ
أين أنت يا رسالة الغفران؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:59 م]ـ
أخي الكريم أبا سهيل .. ان شاء الله
كلامك جميل جدا، وتتحدث بعين المنطق، لله درك يا ابا سهيل، أمهلني ختى المساء وسأجيب بحول الله وقوته
ودمت سالما.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 02:26 م]ـ
أبا سهيل .. أمتعتنا .. فزندا بفرط الحب فيك تحيرا ..
سلمت
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 03:39 م]ـ
:):):)
مشكور أخي أبو سهيل على هذة المشاركة الجميلة والرائعة
بارك الله فيك وأدامك.
:):)
.............
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقديما قالوا لكل جواد كبوة ولكل سيف نبوة
نعم كما قلت يا عم، ولكن المتنبي لا يكبو هكذا
أتعلم واظن بأنك تعلم بأن المتنبي لم يضع شعره كله في ديوانه الذي قام بجمعه ابن جني، اتعرف لماذا .. ؟
لكي يزيل كبواته:)
أقرأ هذا البيت مع كثرة الجناس فيه ولكنه ابداع، لشاعر صالح العرندس:
فذلي بكم عزٌ وفقري بكم غنىً = وعسري بكم يسرٌ وكسري بكم جبر
يا عمي الكريم .. أعلم بأن الجناس وتكرار المعاني امر شنيع لدى الكثير من علمائنا الأفاضل.
ولكن في بعض الأحيان يشل البيت إن لم يكرر فيه اللفظ وا يضع الجناس، كذلك السجع ففي وقتنا الحالي هو منبوذ لدى الكثيرين .. لماذا؟؟ لأن الكتّاب يتكلفون في السجع ولكن عندما تقرأ ما قاله السابقون .. كقول فاطمة الزهراء: r :
الحمدلله على ما أنعم، وله الشكر على ما الهم، والثناء بما قدم، من جزيل عموم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها ... الخ
قمة البلاغة
ومن الجناس البديع قول امرؤ القيس الذي أوقف العرب على قدم وساق: D
(( مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً)) = كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
أخي الكريم أبا سهيل، أستميحك عذرا على الإطالة.
وما ذكرته من كلام لا اعلم مدى صحته فلعلي أكون مخطئا.
ودمت سالما، وإلى اللقاء العاجل إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماله]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 10:55 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 07:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
فدائما تشحذون الهمة وتجددون العزيمة
فلكم الشكر تترا
أتعلم واظن بأنك تعلم بأن المتنبي لم يضع شعره كله في ديوانه الذي قام بجمعه ابن جني، اتعرف لماذا .. ؟
لكي يزيل كبواته
برأيك يا رسالة الغفران هل وفق المتنبي حقا في إزالة كبواته من ديوانه؟
أرى أن ديوانه يقول غير ذلك وما خبر قصيدته (ما أنصف القوم ضبة) عنك ببعيد ومع ذلك فهي في ديوانه و جل ما أنكره عليه مخالفوه من الناحية النحوية والبلاغية واللغوية موجود أيضا في ديوانه لم يحذف! فإزالة الكبوات هذه فيها كثير نظر خاصة إذا نظرنا إلى الكبوة من جهة المخالف فلو أنه حذف كل ما بيت اعتُرضَ عليه فيه لحذف الكثير
ولو نظرنا إلي مسألة إزالة الكبوة من جهته فلم لم يحذف قصيدته (ما أنصف القوم ضبة) مع أن الواحدي يقول في شرح ديوان المتنبي (وكان المتنبي إذا قرئت عليه هذه القصيدة ينكر إنشاده وأنا أيضا والله أكره كتابتها وتفسيرها ولست أرويها إنما أحكيها على ما هي عليه واستغفر الله تعالى من خط ما لا يزلف لديه)
ومع ذلك فأنا أستغرب استماتتك في الدفاع عن المتنبي مع أنهم أنكروا على من هم أعظم فحولة منه وأفصح وشعرهم لا خلاف في لاحتجاج به فقد أنكر القوم على الأعشى شلشلته وعلى امرئ القيس قوله
وسنّ كسَّنيقٍ سناءَ وسنَّماً ... ذعرت بمدلاج الهجير نهوضِ
ومع هذا لم يقل أحد أن هذا يقدح في فحولتهما وكذا نقول في المتنبي
وقديما قالوا: كفى بالمرء نبلا أن تعد مثالبه
أقرأ هذا البيت مع كثرة الجناس فيه ولكنه ابداع، لشاعر صالح العرندس:
ومن الجناس البديع قول امرؤ القيس الذي أوقف العرب على قدم وساق
للأسف لم أستطع قراءة الأبيات لأن المتصفح عندي لا يظهر الأبيات المنسقة عجل الله شفاءه: p
أعلم بأن الجناس وتكرار المعاني امر شنيع لدى الكثير من علمائنا الأفاضل.
ولكن في بعض الأحيان يشل البيت إن لم يكرر فيه اللفظ وا يضع الجناس، كذلك السجع ففي وقتنا الحالي هو منبوذ لدى الكثيرين .. لماذا؟؟ لأن الكتّاب يتكلفون في السجع
كلام جميل ورائع فالتكلف ممقوت في كل شيء فالجناس والسجع من المحسنات التى تضفي على النص روعة وجملا فإذا دخلها التكلف انقلبت للضد فبدلا من أن تضيف تحسينا تنقلب تشويها ومقياس ذلك قبول السمع ووضوح المعنى
أما قبول السمع فلأنها محسنات لفظية وأما المعنى فلأنه الغاية من الكلام
يقول صاحب نضرة الاغريض في نصرة القريض
(باب التجنيس
وهو أن يأتي الشاعرُ بكلمتين مُقترنتين متقاربتين في الوزْنِ، غير متباعدَتَيْن في النظم، غير نافرتين عن الفهْم، يتقبّلُهما السّمْعُ، ولا ينبو عنهما الطبعُ. فإن زادَ في التجنيس فثلّثَ كان ذلكَ فساداً في الصّنعةِ لأن الكلمتين تتقابلان وتنفردُ الأخرى بغير قرينة، وربما استحسنَ قومٌ من ذلك شيئاً لكثرة استعمالِه وأُنس السّمْعِ به، كقول الطائي:
سلّم على الرَّبْعِ من سَلْمَى بذي سَلَمِ
فقوله: سلّم وسَلَم كلمتان متقابلتان، وانفردتْ لفظةُ سَلمي بغير قرينةٍ وإنما لأُنسِ السّمعِ باسم سَلْمى والسّلام والسَّلَم صار كأنه شيءٌ واحدٌ، ولوْ ربّعَ لصحّتِ المُقابلة ... مثالُ التربيعِ أنه كان يقول:
سلّمْ سَلمْتَ على سَلْمى بذي سَلَمِ)
فالمسألة ليست حسابية لكنها ذوقية وضوح المعنى واستحسان السمع
فليتك تطبق هذه القاعدة على تلك الأبيات ليتضح لك وجه استقباح البلاغيين لهذه الأبيات
كما قلت يا عم
يا عمي الكريم
لها وقع جميل هذه الكلمة في أذني:) فلك كل الشكر يا ابن أخي: D:D:D
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 10:04 م]ـ
أين ذهبت يا ابن أخي؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 11:09 ص]ـ
عفوا يا عم على الاطالة في البعد، كنت مسافرا ورجعت بالأمس:)
للأسف لم أستطع قراءة الأبيات لأن المتصفح عندي لا يظهر الأبيات المنسقة عجل الله شفاءه
عجل الله شفاء منسق الأبيات لديك:)
الأبيات التي وضعتها أنا
أقرأ هذا البيت مع كثرة الجناس فيه ولكنه ابداع، لشاعر صالح العرندس:
فذلي بكم عزٌ وفقري بكم غنىً ... وعسري بكم يسرٌ وكسري بكم جبر
ومن الجناس البديع قول امرؤ القيس الذي أوقف العرب على قدم وساق
((مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً)) ... كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
فدائما تشحذون الهمة وتجددون العزيمة
فلكم الشكر تترا
أنتم من تشحذون الهمة يا عم وتجددون العزيمة
فليتك تطبق هذه القاعدة على تلك الأبيات ليتضح لك وجه استقباح البلاغيين لهذه الأبيات
تحت امرتك، ولكن ...
أتمنى أن أرى تعليقك على موضوع رعد الازرق (المحسنات البديعية)
واعتذر مرة أخرى على الإطالة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقرأ هذا البيت مع كثرة الجناس فيه ولكنه ابداع، لشاعر صالح العرندس:
فذلي بكم عزٌ وفقري بكم غنىً = وعسري بكم يسرٌ وكسري بكم جبر
يا عمي الكريم .. أعلم بأن الجناس وتكرار المعاني امر شنيع لدى الكثير من علمائنا الأفاضل.
ولكن في بعض الأحيان يشل البيت إن لم يكرر فيه اللفظ وا يضع الجناس،
ومن الجناس البديع قول امرؤ القيس الذي أوقف العرب على قدم وساق: d
(( مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً)) = كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
أخي الكريم أبا سهيل، أستميحك عذرا على الإطالة.
وما ذكرته من كلام لا اعلم مدى صحته فلعلي أكون مخطئا.
ودمت سالما، وإلى اللقاء العاجل إن شاء الله
تحياتي أخي الكريم
أين الجناس في الأبيات التي ذكرتها؟!
ربما قصدت الطباق؛ لأن الجمع بين الكلمة وضدها طباق، أما الجناس فهو اتفاق كلمة أو أكثر مع كلمة أخرى في اللفظ واختلافهما في المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الخضري]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 01:58 م]ـ
مشاركة جميلة
وإن استكرهت العرب تكرار الالفاظ ولكن ندرة الشيء المستكره تكون طريفة أحيانا مثل ماقال شعراءنا آنفا.
فهناك ما يسمى بالاستعراض اللغوي أي أن الشاعر يستعر مهاراته في قول الشعر بتكرار بعض الألفاظ بحيث يخرج البيت غير مستطاع التقليد من غيره وكما نعلم أن الاقتباس في الشعر كثير جدا.
عش ابق اسم سد قد مر انه اس فه تسل
غظ ارم صب احم اغزو اسب رع زع دل اثن نل
مثل هذا البيت للمتنبي
وهذا موجود عند كثير من الشعراء
دعواتي ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 08:29 م]ـ
تحياتي أخي الكريم
أين الجناس في الأبيات التي ذكرتها؟!
ربما قصدت الطباق؛ لأن الجمع بين الكلمة وضدها طباق، أما الجناس فهو اتفاق كلمة أو أكثر مع كلمة أخرى في اللفظ واختلافهما في المعنى.
أحسنت بارك الله فيك
اقصد الطباق هنا والمحسنات البديعية عامة
ـ[ابوحسان]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 02:10 ص]ـ
مشكور أخي الكريم ابا سهيل على هذا الطرح الوافي الكافي والذي أمتعنا جدا
وأحب أن أعرف لمن ينسب هذا البيت الشعري:
لوكنت كنت كتمت السر كنت كما=كنا وكنت لكن ذلك لم يكن
حفظك الله ورعاك
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 04:08 م]ـ
تفيض الحروف عن المتنبي حديثا .. :)
إذن ..
سأكون هنا قريبا يا أحمد!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 02:49 ص]ـ
مشكور أخي الكريم ابا سهيل على هذا الطرح الوافي الكافي والذي أمتعنا جدا
وأحب أن أعرف لمن ينسب هذا البيت الشعري:
لوكنت كنت كتمت السر كنت كما=كنا وكنت لكن ذلك لم يكن
حفظك الله ورعاك
لك جزيل الشكر يا أبا حسان
أما البيت فرأيت من ينسبه للمتنبي وما زال البحث مستمرا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 02:50 ص]ـ
تفيض الحروف عن المتنبي حديثا .. :)
إذن ..
سأكون هنا قريبا يا أحمد!
أستاذتنا المستبدة
ننتظر بشوق مرورك الطيب عن أبي الطيب
ـ[صلاح الصابوني]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 06:00 م]ـ
شكرا لكم على هذه الإطلالات والمداخلات
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 06:02 ص]ـ
شكرا لكم على هذه الإطلالات والمداخلات
والشكر لك أخي الكريم
وأهلا ومرحبا بك في الفصيح
نتمنى لك طيب المقام مفيدا ومستفيدا
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 09:44 ص]ـ
أأبا سهيل
وماذا يُسمَّى مثل قوله:
لا تبكيّنَّ -أخي- الشهيدَ، بُكاكَ عَيْبُ=أبداً ولا تندُبْهُ نَدْبُ النَّدْبِ نُدْبُ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 12:08 ص]ـ
يمكننا تسمتها ندببة (ابتسامة)
لكن لمن هذا الندب؟ أقصد البيت؟
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 12:54 ص]ـ
لقد ندببتُ به يوماً
أضحك الله سنك
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 06:54 ص]ـ
أقلني أقال الله عثرتك
فأنا لم أكن أعلم أنها لك أستاذنا الحبيب
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 07:15 ص]ـ
لا عليك أستاذي الفاضل
فقد وضعته لذلك!!
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا سهيل ..
لكل جواد كبوة ..
----------
و مما قاله المتنبي:
عَظُمتَ فَلَمّا لَم تُكَلَّمْ مَهابَةً=تَواضَعتَ وهوَ العُظمُ عُظماً عَنِ العُظمِ
فلما سمعه الصاحب بن عباد قال: هذا البيت يصلح أن يكون ناووسا في كبار المقابر لكثرة ما فيه من العظام
وقال أيضا:
ولا الضِعفَ حَتّى يَتبَعَ الضِعفَ ضِعفُهُ=ولا ضِعفَ ضِعْفِ الضِّعفِ بَل مثلهُ أَلفُ
فلما سمعه الصاحب بن عباد قال: هذا البيت يصلح أن يكون مسألة في كتاب ديوفيطس.
إشارة منه إلى تعقيده الشديد و كثرة الأضعاف فيه مما جعله
يدخل ساحة علم الكلام و المنطق و الفلسفة و الرياضيات بجدارة
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 06:41 ص]ـ
بارك الله فيك شاعرنا الباز
زاد الموضوع ثراء بمشاركتك
والعجب لأبي الطيب ملأ الدنيا وشغل الناس ومع ذلك له في هذا الباب غرائب فسبحان من له الكمال
يقول الثعالبي في كتابه أبو الطيب المتنبي ماله وما عليه:
ومنها
تكرير اللفظ
في البيت الواحد من غير تحسين
كقوله (من الطويل):
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل
وقوله في هذه القصيدة:
فقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عسي كلهن قلاقل
قال الصاحب: وما زال الناس يستبشعون قول مسلم (من الكامل):
سلت وسلت ثم سل سليلها **** فأتى سليل سليلها مسلولا
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى جاء هذا المبدع فقال (من الوافر):
وأفجع من فقدنا من وجدنا **** قبيل الفقد مفقود المثال
وأظن المصيبة في الراثي أعظم منها في المرثى.
وقوله (من الطويل):
عظمت فلما لم تكلم مهابة****تواضعت وهو العظم عظما عن العظم
قال الصاحب: وما أحسن ما قال الأصمعي لمن أنشده (من الطويل):
فما للنوى جد النوى قطع النوى ***** كذاك النوى قطاعة لوصال
لو سلط الله تعالى على هذا البيت شاة فأكلت هذا النوى كله! وقوله (من الطويل):
ولا الضعف حتى يتبع الضعف ضعفه **** ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف
وقوله (من الوافر):
ولم أر مثل جيراني ومثلي **** لمثلي عند مثلهم مقام
وقوله (من البسيط):
العارض الهتن ابن العارض الهتن **** ابن العارض الهتن ابن العارض الهتن
وقوله (من الطويل):
وإني وإن كان الدفين حبيبه ... حبيب إلى قلبي حبيب حبيبي
وقوله (من الطويل):
لك الخير غيري رام غيرك الغني **** وغيري بغير اللاذقية لاحق
وقوله (من المنسرح):
ملولة ما تدوم ليس لها **** من ملل دائم بها ملل
وقوله (من الوافر):
قبيل أنت أنت وأنت منهم **** وجدك بشر الملك الهمام
وقوله (من الوافر):
وكلكم أتى مأتي أبيه ... فكل فعال كلكم عجاب
وقوله (من الطويل):
وما أنا وحدي قلت ذا الشعر كله **** ولكن شعري فيك من نفسه شعر
وقوله (من الخفيف):
إنما الناس حيث أنت، وما الناس **** بناس في موضع منك خالي
وقوله (من الطويل):
ولولا تولي نفسه حمل حمله **** عن الأرض لانهدت وناء بها الحمل
وقوله (الوافر):
ونهب نفوس أهل النهب أولى **** بأهل النهب من نهب القماش
وقوله (من الطويل):
وطعن كأن الطعن لا طعن عنده
وقوله (من الطويل):
أراه صغيرا قدرها عظم قدره ... فما لعظيم قدره عنده قدر
وقوله (من الوافر):
جواب مسائلي أله نظير **** ولا لك في سؤالك لا ألالا
قال الصاحب: ما قدرت أن مثل هذا البيت يلج سمعا، وقد سمعت الفأفاء، ولم أسمع باللألا، حتى
رأيت هذا المتكلف المتعسف، الذي لا يقف حيث يعرف." اهـ
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 08:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
استحقت اللغلة العربيه ان تكون لغة القران ولغة اهل الجنه فقد جمعت في جوانبها مالم يجتمع في اي لغة في العالم فلله الحمد الذي علم الانسان مالم يعلم
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 02:55 ص]ـ
يحاول بعضهم ان ينفي الخطأ عن المتنبي. حقا هو شاعر عملاق.وإنك لتقف أحيانا تتامل قصائده فتقول:حقا اوتي سحر البيان
لكن لاحظنا في مجالس كثيرة اناس متميزون أذكياء ومع ذالك تاخذهم سنة من الغفلة فيخطئون في أشياء جد بسيطة.
لم لايجري هذا علي الشاعر المتنبي فهو اولا واخيرا إنسان والكمال لله وحده.(/)
أمير البيان
ـ[أبو شهاب]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 11:18 ص]ـ
ها انا ذا أعود من جديد وأسرد بعضا من قصائد الشيخ عبدالله الخليلي.
هذه قصيدته السينية في كتاب وحي العبقرية يصف فيها سمائل مسرح طفولته الغضة ومرتع صباه الباكر حيث قال:
وخميلة حاك الربيع بساطها
**** خضرا ونمنمها بزهر كاس
من أحمر مثل العقيق وأصفر
**** ومورد زاه كوجنة حاس
غناء باكرها الحياء فأتاحها
**** ثغر ونرجسها ذوات نعاس
والياسمين على البنفسج طافح
**** والورد جوري على منعاس
والآس من تحت النسيم كأنه
**** مرح المليح بقده المياس
وكأنما النسرين في باقاته
**** أقراط غانية على مقباس
وكأنما الرمان أثداء المها
**** والكرم يلحفه بليل عاس
وكأن زغردة الهزار بغصنه
**** نغم الحسان تهيم في الأجراس
وكأن ترجيع البلابل حوله
**** داود هاج بلابل الجلاس
وكأن وسوسة الجداول في الدجا
**** حلي الكعاب برنة الوسواس
وكأن هينمة الصبا وحفيفها
**** همسات مشتاقين خوف حراس
وأنتظروني في وقت لاحق لأمتعكم بقصيدته التي يقول فيها:
أقم على العلم واترك رأي من خملا ... واستعمل الفكر حتى تبلغ الأملا
وأشرب العقل كأساً كلهُ حكم ... حتى يفيض بنور الله مشتعلا
ـ[البرنس]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 01:43 م]ـ
قصيدة جميلة أخي الكريم ولكن لي فيها ملاحظة صغيرة أرجوا أن تقبلها مني:
في أحد أبياتة التي قال فيها:
وكأن ترجيح البلابل حوله **** داودهاج بلابل الجلاس
فلوأنه قال: وكأن تغريد البلابل حوله لكان المعنى وصل
ـ[أبو شهاب]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 03:46 م]ـ
ليس لدي اي مانع ولك الحق في ذلك فهذا رأيك.(/)
أدب الإيمان .. أدب الإنسان .. مهما اختلف اللسان؟!
ـ[النفس]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 12:44 ص]ـ
:::
فيا نفسي إعلمي! ان هذه الكلمة الطيبة المباركة " بسم الله " كما أنها شعار الإسلام، فهي ذكر جميع الموجودات بألسنة أحوالها ..
فان كنت راغبة في إدراك مدى ما في ((بسم الله)) من قوة هائلة لا تنفد، ومدى ما فيها من بركة واسعة لا تنضب، فاستمعي الى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة: .........(/)
ابني يسائلني
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 12:07 ص]ـ
ابني يسائلني
د. عبدالرحمن صالح العشماوي
(ألحَّ عليَّ ابني زياد ذو الأحد عشر عاماً بأسئلةٍ دامية فكانت هذه القصيدة، وهي أسئلة حائرة في أذهان أجيالنا الصاعدة) العشماوي
ابني يسائلني، والقلب مكتئبُ =إلى متى هذه الأحوال تضطربُ؟
إلى متى أمَّتي تبقى على جُرُفٍ =هارٍ يحاصرها الإعياء والتَّعَبُ؟
إلى متى يا أبي تبقى مَواجعُنا =ناراً من الحزن في الأعماق تَلْتَهِبُ؟
إذا نظرتُ إلى التِّلفاز أرْعبني =طوفان ظلمٍ، له في أرضنا صَخَبُ
وحين أصغي إلى الأخبار يُلْجِمُني = خوفٌ، له في حنايا مُهجتي شُعَبُ
فلست أسمع إلا صوتَ أمَّتِنا =تَئِنُّ، والمعتدي يسطو ويغتصبُ
ولست أُبصر إلاَّ وَجْهَ طاغيةٍ =لكلِّ فعلٍ من العدوانِ يرتكبُ
إذا نَظَرْتُ إلى الأقصى، رأيتُ يداً =للمعتدي، بدماءِ النَّاس تَخْتَضِبُ
وإنْ نظرتُ إلى آفاقِ غزَّتنا =رأيتُها بنقاب الحزنِ تَنْتَقِبُ
تَبيتُ في ظلمات الحزنِ، يهجرها =في ليلها المُدْلَهِمِّ البدرُ والشُّهُبُ
وإنْ نظرت إلى بغدادنا احترقتْ =أوراقُ صبري وأَوْرى زَنْده الغَضَبُ
ماذا أعدِّد من أحداث أمتنا =وكيف يَروي الأسى مأساة مَنْ نُكِبُوا؟!
إني لأسألُ نفسي: كيف تنفعني =هذي الدفاترُ والأقلامُ والكتبُ؟!
وكيف ينفعني تعليمُ مَدْرستي =وشمس إِحساسنا بالأمنِ تحتجبُ؟
وكيف أطمع في تحقيق أمنيتي =وأمتي خَلْفَ باب الذُّلِّ تنتحبُ؟!
أبي العزيزَ، أَجِبْني: كيف تحملني =رِجْلاي والدَّرْبُ فيه الخوفُ والرَّهَبُ؟!
أما ترى يا أبي آفاقَ أمَّتِنا =فيها الدُّخانُ، وفي أوطانها الشَّغَبُ
أموالُ أمتنا في الأرض سائحةٌ =ونحن عند فُتاتِ الحُزْنِ نَحْتَرِبُ
مستقبلي أيُّها المحبوب أرَّقني =أخاف ممَّن بنا في عصرنا لَعِبوا
بُنيَّ - مَهْلَك - فالدنيا لها خُلُقٌ =من التلوُّنِ، فيه الحالُ تنقلبُ
يضيع فيها مَنْ اغترُّوا بزينتها =ومَنْ على متنها نَحْوَ الرَّدَى ركبوا
في هذه الأرض أسبابٌ، مَن انصرفوا =عنها، فليس لهم في نَيْلِها أَرَبُ
فكم تَواثبَ قومٌ بعدما عثروا =وكم تعثَّر قومٌ بعدما وثبوا
وكم تمكَّن قوم بعدما انهزموا =وكم تضعضع قوم بعدما غلبوا
بُنيَّ ما زال في الدنيا لذي خُلُقٍ =مكانةٌ تتسامى عندها الرُّتَبُ
وما يليق بنا يَأْسٌ ونحن على =هَدْيٍ من الملَّةِ الغرَّاءِ نحتسِبُ
خُذْ يا بُنَيَّ بأسباب النجاح فكم =نال المجدُّون ما راموا وما طلبوا
صوتُ الهزيمةِ صوتٌ لا مكانَ له =عند المجاهدِ مهما زادتِ الكُرَبُ
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 09:32 م]ـ
ابني يسائلني
د. عبدالرحمن صالح العشماوي
(ألحَّ عليَّ ابني زياد ذو الأحد عشر عاماً بأسئلةٍ دامية فكانت هذه القصيدة، وهي أسئلة حائرة في أذهان أجيالنا الصاعدة) العشماوي
فكم تَواثبَ قومٌ بعدما عثروا =وكم تعثَّر قومٌ بعدما وثبوا
وكم تمكَّن قوم بعدما انهزموا =وكم تضعضع قوم بعدما غلبوا
يوم لك ويوم عليك،،!!
القصيدة رائعة و من أجمل ما قرأت لحسان الصحوة >> لقب أشتهر به العشماوي.
شكراً لك " ليث بن ضرغام " تعجبني انتقاءاتك غير المستهلكة فاستمر على هذا المنهج بارك المولى في عملك وبارك في أوقاتك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 12:18 ص]ـ
يوم لك ويوم عليك،،!!
القصيدة رائعة و من أجمل ما قرأت لحسان الصحوة >> لقب أشتهر به العشماوي.
شكراً لك " ليث بن ضرغام " تعجبني انتقاءاتك غير المستهلكة فاستمر على هذا المنهج بارك المولى في عملك وبارك في أوقاتك.
أشكرك أختي صاحبة السر العنيد على هذا المرور العذب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 05:41 م]ـ
بينما أنا أتجول في المشاركات القديمة وقعت عيني على مشاركتي هذه التي أرجو أن تنال إعجابكم، خاصة أنها للشاعر الإسلامي المبدع عبد الرحمن العشماوي.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 06:49 م]ـ
بصراحة أنا لم أكن أعرفه من قبل وتالله ما أتى به لعجيب جميل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 06:59 م]ـ
بصراحة أنا لم أكن أعرفه من قبل وتالله ما أتى به لعجيب جميل
انتظرني قليلا سأعود لك بما يسرق للدكتور العشماوي
سيظهر لك بعد قليل موضوع بعنوان صياغة جديدة لمعلقة عنترة
تفضل بقراءته وأخبرني برأيك
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 07:06 م]ـ
أنا في الانتظار .......
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 07:13 م]ـ
أنا في الانتظار .......
تفضل ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30123)
ـ[الوافية]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 07:16 م]ـ
اسمحوا لي بهذه المشاركة, من ديوانه"عندما يعزف الرصاص":
نسبى ونطرد يا أبي ونباد=فإلى متى يتطاول الأوغاد
نصحو على عزف الرصاص كأننا=زرع وغارات العدو حصاد
يتسامر الأعداء في أوطاننا=ونصيبنا التشريد والإبعاد
وتفرّخ الأمراض في أجسادنا=أوّاه مما تحمل الأجساد
سلت سيوف المعتدين وعربدت=وسيوفنا ضاقت بها الأغماد
هذا هو الأقصى يلوك جراحه=والمسلمون جموعهم آحاد
خمسون عاما أتخمت سنواتها=ذلا, فكل زمانها إخلاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة=فالموت في درب الهدى ميلاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 03:50 ص]ـ
أنصحك أختي الوافية بمعاينة القصيدة قبل إرسالها.
ـ[الوافية]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 12:52 م]ـ
أنصحك أختي الوافية بمعاينة القصيدة قبل إرسالها.
أشكرك على النصيحة أخي ليثا
قد عاينت مشاركتي قبل إرسالها, ولكني أهتم بوضوح الخط أكثر من اهتمامي بجمال الشكل.
قد أكون مخطئة ولكني قست الأمر على نفسي, فالألوان البراقة تتعب عينيّ.
ربما كنتَ محقا في حجم الخط.
وفي كل الأحوال أقدم اعتذاري الشديد ,إن كنت قد شوهت صفحتك.
ويمكنك أن تطلب من أستاذنا/أبي فادي حذف مشاركتي.
شكرا لك مرة أخرى.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:12 م]ـ
أشكرك على النصيحة أخي ليثا
قد عاينت مشاركتي قبل إرسالها, ولكني أهتم بوضوح الخط أكثر من اهتمامي بجمال الشكل.
قد أكون مخطئة ولكني قست الأمر على نفسي, فالألوان البراقة تتعب عينيّ.
ربما كنتَ محقا في حجم الخط.
وفي كل الأحوال أقدم اعتذاري الشديد ,إن كنت قد شوهت صفحتك.
ويمكنك أن تطلب من أستاذنا/أبي فادي حذف مشاركتي.
شكرا لك مرة أخرى.
أختي الكريمة لا تأخذي الأمور بحساسية، مشاركتك جميلة، جديرة بالبقاء، كل ما قصدته حجم الخط بارك الله فيك.(/)
معين الدمع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 12:17 ص]ـ
معين الدمع
الدكتور تميم البرغوثي
معين الدمع لن يبقى معينا=فمن أي المصائب تدمعينا
زمانٌ هون الأحرار منا=فديت وحكم الأنذال فينا
ملأنا البر من قتلى كرام=على غير الإهانه صابرينا
كأنهم أتوا سوق المنايا=فصاروا ينظرون وينتقونا
لو أن الدهر يعرف حق قوم= لقبل منهم اليد والجبينا
عرفنا الدهر في حاليه حتى = تعودناهما شدا ولينا
فما رد الرثاء لنا قتيلا=ولا فك الرجاء لنا سجينا
سنبحث عن شهيد في قماط = نبايعه أمير المؤمنينا
ونحمله على هام الرزايا=لدهر نشتهيه ويشتهينا
فإن الحق مشتاق إلى أن=يرى بعض الجبابر ساجدينا
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 08:33 ص]ـ
قصيدة رائعة للشاعر تميم البرغوثي
ألقاها بطريقة رائعة في برنامج مسابقة أمير الشعراء
شكرا لك أخي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 11:27 ص]ـ
مجهود رائع أخي ليث ...
ولا فظ فوه الشاعر
فإن الحق مشتاق إلى أن
يرى بعض الجبابر ساجدينا
صدق والله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 09:29 م]ـ
قصيدة رائعة للشاعر تميم البرغوثي
ألقاها بطريقة رائعة في برنامج مسابقة أمير الشعراء
شكرا لك أخي
مجهود رائع أخي ليث ...
ولا فظ فوه الشاعر
فإن الحق مشتاق إلى أن
يرى بعض الجبابر ساجدينا
صدق والله
أشكركما أختي لغتي العربية وأخي رسالة الغفران على مروركما العطر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 10:45 م]ـ
أشكرك أخي الليث.
قصيدة رائعة وفذة , ولولا ضيق وقتي كنت تابعت جميع مواضيعك الباهرة الشيقة.
بارك الله فيك وفي شاعرنا الفلسطيني تميم البرغوثي وزادكما الله من مناهل علمه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 12:04 ص]ـ
أشكرك أخي الليث.
قصيدة رائعة وفذة , ولولا ضيق وقتي كنت تابعت جميع مواضيعك الباهرة الشيقة.
بارك الله فيك وفي شاعرنا الفلسطيني تميم البرغوثي وزادكما الله من مناهل علمه.
أعانك الله أخي الفاضل، ويشرفني متابعتك مواضيعي وتسعدني ردودك العطرة.
وبارك الله فيك يا أخي
ـ[نسيم28]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 05:29 م]ـ
قصيدة رائعة للشاعر تميم البرغوثي
ألقاها بطريقة رائعة في برنامج مسابقة أمير الشعراء
شكرا لك أخي
يطيب لي سماعها فهل من مساعد(/)
رثاء المعري لأمه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 12:23 ص]ـ
رثاء المعري لأمه
مضت وقد اكتهلت فخلت أني =رضيع ما بلغت مدى الفطام
فيا ركب المنون أما رسول=يبلغ روحها أرج السلام
سألت متى اللقاء? فقيل حتى=يقوم الهامدون من الرجام
فصرفني فغيرني زمان=سيعقبني بحذف وادّغام
كفاني ريّها من كل ريٍّ =إلى أن كدت أحسب في النعام
سقتك الغاديات فما جهام=أظل على محلك بالجهام
وقطر كالبحار فلست أرضى=بقطر صاب من خلل الغمام
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 11:03 ص]ـ
جميل مانقلت أخي محمد .. وهكذا عهدنا بكل ماتأتي به.
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 09:15 م]ـ
أدام الجميع في أحضان أمهاتهم ,
بارك المولى مسعاك على انتقائك.
ـ[بثينة]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 01:53 ص]ـ
ما أروعها، و ما أحزنها.
جزيت ألف خير.
سألت متى اللقاء? فقيل حتى
يقوم الهامدون من الرجام
با رك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 12:32 ص]ـ
رثاء المعري لأمه
مضت وقد اكتهلت فخلت أني =رضيع ما بلغت مدى الفطام
بارك الله فيك أخي محمد سعد على النفل المتميز المعبر.
وقال أحد الحكماء:
يظل الرجل طفلاً , حتى تموت أمه , فإذا ماتت، شاخ فجأة
ـ[نزار جابر]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم
بوركت أيها الخال المبجل على ما تتحفنا به
نفع الله بك الامة(/)
حفصة بنت الحاج الركوني الغرناطي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 10:41 م]ـ
هي حفصة بنت الحاج الركوني الغرناطي (530هـ 580هـ) (1135م ?1184م): شاعرة مجيدة، رقيقة الشعر، نعتها ابن بشكوال بأستاذة زمانها، كانت مديرة لمدرسة البنات التي بناها المنصور عبد المؤمن بن علي، فولع بها ولعا شديدا وبسببها قتل أخلص أصدقائه أبا جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد العنسي، أشهر شعرها قولها:
أغار عليك من عيني وقلبي=ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني جعلتك في عيوني=إلى يوم القيامة ما كفاني
معجم الأدباء لياقوت
لها ديوان منشور، في الموسوعة الشعرية
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 11:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على ما تقدمت به، ويا لها من شاعرة مُجيدة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 11:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على ما تقدمت به، ويا لها من شاعرة مُجيدة.
ويا لك من متذوق أديب ..
شكرا لمرورك وتعليقك المحبوب دائما.
بارك الله فيك ودمت أخ وصديق وفي لي وللفصحاء.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 12:20 ص]ـ
بورك انتقاؤك أخ رعد أبيات لطيفة عذبة وقلما يتطرق أحدهم إلى الشواعر وذكرهن
وفقك الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:07 ص]ـ
بورك انتقاؤك أخ رعد أبيات لطيفة عذبة وقلما يتطرق أحدهم إلى الشواعر وذكرهن
وفقك الله
وبورك مرورك العطر وتعليقك الجميل أختي الباحثة عن الحقيقة.(/)
الحنين إلى الوطن
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 01:08 ص]ـ
من علامة الرُّشد أن تكون النفس إلى مولدها مشتاقة وإلى مسقط رأسها توّاقة
ولو كان مخلوطاً بسم الأساود
قال شاعر:
يقرُّ بعيني أن أرى من مكانه =ذُرى عقدات الأبرق المتقاودِ
وأن أرد الماء الذي شربت به =سُلَيمى وقد ملّ السُّرى كلُّ واخدِ
وألصق أحشائي ببرد ترابها =وإن كان مخلوطاً بسم الأساودِ
اللغة في الأبيات (عن الكامل للمبرد)
يريد جمع أسود سالخ، وجمعه على أساود، لأنه يجري مجرى الأسماء، وما كان من باب "أفعل" اسما فجمعه على أفاعل، نحو أفكل وأفاكل، والأكبر والأكابر، وكذلك كل ما سميت به رجلاً، تقول:أحمد وأحامد وأسلم وأسالم، فإن كان نعتاً فجمعه "فعل" نحو أحمر وحمر وأصفر وصفر، ولكن أسود إذا عنيت به الحية، وأدهم إذا عنيت به القيد، وأبطح إذا عنيت المكان المنبطح، والأبرق إذا عنيت المكان، مضارعة للأسماء، لأنها تدل على ذات الشيء، وإذا كانت في الأصل نعتاً محضاً، تقول في جمعها: الأباطح والأبارق والأداهم والأساود، فإن أردت نعتاً محضاً يتبع المنعوت، قلت: مررت بثياب سود، وبخيل دهم، وكل ما أشبه هذا فهذا مجراه.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 07:43 م]ـ
فوائد وفرائد تمتعنا بها أخي محمد، بوركت وزادك الله من فضله.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 07:59 م]ـ
اختيار جميل اخي محمد المكنى بأبي جاسم لدينا في الكويت:)
بانتظار مزيدك
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:25 م]ـ
:):):)
مشكور أخي محمد سعد على هذا الإختيار الموفق.
وفقك الله وبارك فيك دمت لناذخرا ..
:):)
...................
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:37 م]ـ
وهذه أبيات للعباس بن الأحنف قالها وهو على فراش الموت غريباً:
يا غريبَ الدّار عنْ وَطنِهْ = مُفرَدًا يَبكي على شجَنِهْ
شفّهُ ما قدْ شفّني فبَكى = كُلّنا يَبْكي على سَكَنِهْ
وَ لقدْ زادَ الفؤادَ شجًا = طائِرٌ يَبْكي على فنَنِهْ
كلّما جَدَّ البُكاءُ بهِ = دَبَّتِ الأسْقامُ في بَدَنِهْ
ـ[نزار جابر]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:25 م]ـ
بارك الله فيك يا جهبذ العربيّة ووسامها(/)
أبحث عن تسجبلات فاروق شوشة
ـ[وحيد الرحمن]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 01:49 م]ـ
:::
ابحث عن تسجبلات فاروق شوشة فى برنامجه الاذاعى الرائع " لغتنا الجميلة " فهل من دال عليه؟ و جزاكم الله عنا كل خير
ـ[وحيد الرحمن]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 07:41 م]ـ
ارجو النظر في طلبي(/)
ما أحسن طبعة لكتاب أدب الكاتب
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 03:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:58 ص]ـ
أخي الكريم الزمخشري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بإذن الله تجد ما تريد في مكتبة الوراق , وإليك الرابط.
لكن عليك بالتسجيل المجاني أولا , ثم البحث.
http://www.alwaraq.net
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:54 م]ـ
شكرا أخي الكريم
أنا أريد أن اقتني الكتاب ورقيا
بارك الله فيك
ـ[قافلة النور]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 10:46 م]ـ
ومعك حق في ذلك، أشتريت من قبل نسخة قديمة بالية من كتاب أدب الكاتب، وكم آلمتني هذه الطبعة أثناء القراءة، لغياب التشكيل والتحقيق والخط الحسن معًا!
إن كنت ناصحًا سأنصح بطبعة أدب الكاتب تحقيق وشرح الأستاذ علي فاعور، عن دار نشر "دار الكتب العلمية"
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 09:25 م]ـ
بوركت أخي الكريم(/)
مختارات من اللافتات
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:32 ص]ـ
في هذا الموضوع أنتقي بعض ما خطت يد الشاعر الفذ أحمد مطر وما جادت به تلك القريحة الشعرية المتوقدة و الآن أترككم مع بعض لافتاته:
الثور والحظيرة
الثورُ فرَّ من حظيرةِ البَقَرْ
الثورُ فَرْ
فَثارتْ العُجولُ في الحَظيرهْ
تبكي فِرارَ قائدِ المَسيرهْ
وشُكِّلَتْ على الأَثَرْ
مَحكَمةٌ .. ومؤتَمرْ
فقائلٌ قالَ: قَضَاءٌ وَقَدَرْ
وقائلٌ: لقَدْ كَفَرْ
وقائلٌ: إلى سَقَرْ
وبعضُهمْ قالَ: امنَحوهُ فرصَةً أخيرهْ
لَعَلّهُ يعودُ للحظيرهْ
وفي خِتام المؤتَمرْ
تقاسَموا مَرْبِطَهُ .. وجَمّدوا شَعيرَهْ
* * *
وبعدَ عامٍ، وقَعَتْ حادِثَةٌ مُثيرهْ
لم يَرجِعِ الثَّورُ
ولكنْ
ذَهَبتْ وراءهُ الحَظيرهْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:34 ص]ـ
حكاية عباس
" عبّاسُ " وَراء المِتراسْ
يَقِظٌ .. مُنْتَبِهٌ .. حَسّاسْ
منذ سنين الفتحِ .. يُلَمِّعُ سَيْفَهْ
ويُلَمِّعُ شَاربَه أيضاً ..
منتظراً .. مُحتضِناً دُفَّهْ!
* * *
بَلَعَ السارقُ ضَفَّهْ
قَلَّبَ عبّاسُ القِرطاسْ
ضَرَبَ الأخماسَ لأسداسْ
بقيتْ ضَفَّهْ
لملمَ عبّاسُ ذخيرتَه والمتراسْ
ومضى يصقُل سَيفَه
* * *
عَبَرَ اللصُّ إليهِ .. وَحَلّ ببيتِهْ
أصبَحَ ضيفَهْ
قدَّمَ عبّاسُ لهُ القهوهْ
ومضى يصقُل سَيفَه
* * *
صرخَتْ زوجتُه: عبّاسْ
أبناؤكَ قتلى .. عبّاسْ
ضيفُكَ رَاودني عبّاسْ
قُم أنقذني يا عبّاسْ
* * *
عبّاسُ وَراء المِتراسْ
مُنْتَبِهٌ .. لم يسمَعْ شيئاً
زوجتُه تغتابُ الناسْ!
* * *
صرخَتْ زوجتُه: عبّاسْ
الضيفُ سيسرقُ نعجتَنا
عبّاس اليَقِظُ الحسّاسْ
قَلَّبَ أوراقَ القِرطاسْ
ضَرَب الأخماسَ لأسداسْ
أرسل برقيةَ تهديدْ!
* * *
- فلمن تصقُل سيفَكَ يا عبّاسُ!
- لوقتِ الشِّدهْ
- أصقلْ سيفَكَ يَا عبّاسْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 12:33 ص]ـ
الجدار
وقفتُ في زنزانتي
أُقَلِّبُ الأفكارْ:
أنا السجينُ ها هُنا
أم ذلك الحارسُ بالجوارْ؟
فكلُّ ما يفصلنا جدارْ
وفي الجدارِ فتحةٌ
يرى الظلامَ من ورائِها
وألمحُ النهارْ!
* * *
لحارسي، ولي أنا .. صِغارْ
وزوجةٌ ودارْ
لكنَّهُ مثلي هُنا
جاءَ بهِ وجاءَ بي قَرارْ
وبيننا الجدارْ!
يوشِكُ أن ينهارْ!
* * *
حدّثني الجدارْ
فَقال لي: أنّ الذي ترثي لهُ
قد جاء باختيارهِ
وجئتَ بالإجبارْ.
وقبل أن ينهارَ فيما بيننا
حدّثني عن أَسَدٍ
سجَّانُهُ حِمارْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 12:40 ص]ـ
لن أُنافق
نافِقْ
ونافِقْ
ثمَّ نافِقْ، ثمَّ نافِقْ.
لا يَسلَمُ الجسدُ النحيلُ من الأذى
إنْ لم تُنافِقْ.
نافِقْ
فماذا في النفاقِ
إذا كَذَبْتَ وأنتَ صادِقْ؟
نافِقْ
فإنَّ الجهلَ أن تَهوي
ليرقى فوقَ جُثَّتِكَ المنافِقْ
لكَ مَبدأٌ؟ لا تَبْتَئِسْ
كُنْ ثابتاً
لكنْ .. بمختلَفِ المناطِقْ!
واسبِقْ سِواكَ بكلِّ سابِقَةٍ
فإنَّ الحُكْمَ محجوزٌ
لأربابِ السوابِقْ
* * *
هذي مقالةُ خائِفٍ
مُتملِّقٍ، مُتسلِّقٍ
ومقالتي: أَنا لنْ أُنافِقْ
حتّى ولو وضعوا بِكَفَيَّ
المغاربَ والمشارِقْ.
يا دافنينَ رُؤوسَكُمْ مِثلَ النَعامِ
تَنَعَّمُوا.
وتَنقَّلوا بينَ المبادئِ كاللقالِقْ
وَدَعوا البطولةَ لي أنا
حيثُ البطولةُ باطِلٌ
والحَقُّ زاهِقْ!
هذا أنا
أُجْري مع الموتِ السباقَ
وإنّني أدري بأَنَّ الموتَ سابِقْ
لكنّما سَيظلُّ رأسي عالياً أبداً
وحَسْبي أَنَّني في الخَفْضِ شاهِقْ!
فإذا انتهى الشوطُ الأخيرُ
وصَفَّقَ الجَمْعُ المنافِقْ
سَيَظَلُّ نَعْلِي عالياً
فوقَ الرؤوسِ
إذا علا رأسي
على عُقَدِ المشانِقْ!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 01:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الليث ,على هذه المختارات واللافتات.
لكن أين صاحبي حسن؟؟؟؟
ها هو:
زارَ الرّئيسُ المؤتمن
بعضَ محافظات الوَطنْ
وحينَ زارَ حينا
قالَ لنا:
هاتوا شكاواكم بصِدقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أَحَداً ..
فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ.
فقالَ صاحِبي (حَسَنْ):
يا سيّدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ؟
وأينَ توفيرُ الدّواءَ للفقيرِ بلا ثَمَنْ؟
يا سيّدي
لمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً.
قالَ الرئيسُ في حَزَنْ:
أحْرَقَ ربّي جَسَدي
أَكُلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي؟!
شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَدي
سوفَ ترى الخيرَ غَداً.
**
وَبَعْدَ عامٍ زارَنا
ومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا:
هاتوا شكاواكُمْ بِصدْقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أحَداً
فقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ.
لم يَشتكِ النّاسُ!
فقُمتُ مُعْلِناً:
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ؟
وأينَ توفيرُ الدّواءَ للفقيرِ بلا ثَمَنْ؟
.. وَأينَ صاحبي (حَسَنْ)؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 11:47 م]ـ
حكمة الغاب
تَعدو حميرُ الوحشِ في غاباتِها
مُسَوَّمَهْ.
قويَّةً مُنتَقِمَهْ
لا تقبلُ الترويضَ والمُسالَمَهْ.
فالغابُ قد عَلَّمَها
أن تركلَ السِلْمَ وراءَ ظهرِها
لكي تَظلَّ سالِمَهْ!
* * *
وفي زَرائبِ القُرى .. المنظَّمَهْ
تغفو الحميرُ الخادمَهْ
ذليلةً مُسْتسلِمَهْ
لأنَّها قد نَزَعتْ جُلودَها المقلَّمَهْ
وعافتِ المُقاوَمَهْ
وأصبحتْ مُطيعةً. .
تسيرُ حَسْبَ الأنظمَهْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 11:49 م]ـ
أنشودة
شعبُنا يومَ الكفاحْ
رأسُهُ .. يتبعُ قَولَهْ!
لا تقُلْ: هاتِ السلاحْ.
إنَّ للباطلِ دَوْلَهْ.
ولنا خَصْرٌ، ومِزمارٌ، وطَبْلَهْ
ولنا أنظمةٌ
لولا العِدا
ما بَقِيَتْ في الحُكْمِ لَيْلَهْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:27 م]ـ
أقزام طوال .. !!
أيُّها الناس قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن ..
ولكنّا غرقنا في الجدال
عند فقدان النعال!
لا تلوموا
" نصف شبر" عن صراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدّة .. (آباءُ ر غال!
لا تلوموه
فكل الصف أمسى خارج الصف
وكل العنتريات قصور من رمال.
لا تلوموه
فما كان فدائياً .. بإحراج الإذاعات
وما باع الخيال .. في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال
ومن الخير استقال
هو إبليس فلا تندهشوا
لو أن إبليس تمادى في الضلال
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا
صبغت راية فرعون
وموسى فلق البحر بأشلاء العيال
ولدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الآية الكبرى
يداً بيضاء .. من ذُلِّ السؤالْ!
أفلح السحر
فها نحن بيافا نزرع "القات"
ومن صنعاء نجني البرتقال!
* * *
أيها الناس
لماذا نهدر الأنفاس في قيلٍ وقالْ؟
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا والغزال
فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هذا لا تزال
تحت نير الاحتلال
من حدود المسجد الأقصى .. إلى) البيت الحلال (!
* * *
لا تنادوا رجلاً فالكل أشباه رجال
وحواةٌ أتقنوا الرقص على شتى الحبالْ.
و يمينيون .. أصحاب شمالْ
يتبارون بفنِّ الاحتيالْ
كلهم سوف يقولون له: بعداً
ولكن .. بعد أن يبرد فينا الانفعال
سيقولون: تعال
وكفى الله "السلاطين" القتال!
إنّني لا أعلم الغيب
ولكن .. صدّقوني:
ذلك الطربوش .. من ذاك العقال!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 06:04 م]ـ
يا قدس معذرة
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذرُ
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثرُ
عار علي السمع والبصرُ
وأنا بسيف الحرف أنتحرُ
وأنا اللهيب وقادتي المطرُ
فمتى سأستعرُ؟
لو أن أرباب الحمى حجرُ
لحملت فأسا فوقها القدرُ
هوجاء لا تبقي ولا تذرُ
لكنما أصنامنا بشرُ
الغدر منهم خائف حذرُ
والمكر يشكو الضعف إن مكروا
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوترُ
والسلم مختصرُ
ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدرُ
وموائد من حولها بقرُ
ويكون مؤتمرُ
هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذرُ
عاش اللهيب ويسقط المطر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 06:05 م]ـ
يا قدس يا سيدتي معذرة
فليس لي يدان
وليس لي أسلحة ... وليس لي ميدان.
كل الذي أملكه لسان!
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة
والموت بالمجان ...
سيدتي أحرجتني!
فالعمر سعر كلمة واحدة
وليس لي عمران
أقول نصف كلمة
ولعنة الله على وسوسة الشيطان:
جاءت إليك لجنة
تبيض لجنتان ..
تفقسان بعد جولتان عن ثمان ..
وبالرفاء والبنين .. تكثر اللجان ..
ويسحق الصبر على أعصابه
سيدتي ...
حي على اللجان!!!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:26 م]ـ
مجهود طيب اخي الليث
وأود أن اضيف هذه اللافته الجميلة بعد اذنكم:)
اللغز
قالت امي مره
يا أولادي عندي لغز
من منكم يكشف لي سره
تابوت قشرته حلوى
داخله خشب والقشره
زاد للرائح والغادي
قالت اختي .. التمره
احتضنتها امي ضاحكةً
لكني خنقتني العبره
قلت
بل تلك بلادي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:35 م]ـ
مجهود طيب اخي الليث
وأود أن اضيف هذه اللافته الجميلة بعد اذنكم:)
اللغز
قالت امي مره
يا أولادي عندي لغز
من منكم يكشف لي سره
تابوت قشرته حلوى
داخله خشب والقشره
زاد للرائح والغادي
قالت اختي .. التمره
احتضنتها امي ضاحكةً
لكني خنقتني العبره
قلت
بل تلك بلادي
بارك الله فيك أخي رسالة الغفران على هذا الانتقاء الجميل، ويسعدني إثراؤك الموضوع باختياراتك الرائعة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 08:14 ص]ـ
ربما ..
رُبَّما الزاني يَتوبْ.
رُبَّما الماءُ يَروبْ!
رُبَّما يُحْمَلُ زَيتٌ في الثقوبْ!
رُبَّما شمسُ الضُّحَى
تُشرقُ من صَوبِ الغروبْ!
رُبَّما يَبرأُ إبليسُ منَ الذَّنْبِ
فيعفو عنهُ غَفَّارُ الذنوبْ!
إنَّما لا يَبرأُ الحُكَّامُ
في كلِّ بلادِ العُرْبِ
من ذَنْبِ الشُّعوبْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 01:42 م]ـ
التقرير
كلبُ والينا المُعَظَّمْ
عضَّني اليومَ، وماتْ!
فدعاني حارسُ الأمنِ لأُعدَمْ
بعدما أثبتَ تقريرُ الوفاةْ
أنَّ كلبَ السَّيدِ الوالي
تسمَّم!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 10:42 م]ـ
قيصريّة
في البلادِ العربيّهْ
عندما ترفضُ أن تُولَدَ عبداً
يَسْحَبُ الجرَّاح رِجليكَ
فتأتي مُرغماً بالقيصريَّهْ
حاملاً حُريّةً في يَدِكَ اليمنى
وفي اليُسرى .. وَصِيّهْ.
فإذا عِشْتَ .. تَموتْ
حَسْبَ قانونِ السُكوتْ
وكما جِئْتَ توافيكَ المنيَّهْ:
يَسْحَبُ "الجرَّاحُ" رِجليكَ
إلى القبرِ
فتمضي مُرغماً .. بالقيصريَّهْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 10:50 م]ـ
يا قدس معذرة
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذرُ
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثرُ
عار علي السمع والبصرُ
وأنا بسيف الحرف أنتحرُ
وأنا اللهيب وقادتي المطرُ
فمتى سأستعرُ؟
لو أن أرباب الحمى حجرُ
لحملت فأسا فوقها القدرُ
هوجاء لا تبقي ولا تذرُ
لكنما أصنامنا بشرُ
الغدر منهم خائف حذرُ
والمكر يشكو الضعف إن مكروا
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوترُ
والسلم مختصرُ
ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدرُ
وموائد من حولها بقرُ
ويكون مؤتمرُ
هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذرُ
عاش اللهيب ويسقط المطر
قصيدة رائعة أخ ليث بارك الله فيك، لم أقرأها إلى الآن ..
تعبير واضح وسخرية قاتلة .. لو كان الحرف سيفاً أو بندقية لقتل هؤلاء المكرة والذين كما قلت (الغدر منهم خائف حذر) ولكن الحرف أضحى جراحاً تنزف في قلوب من يشعر بها فقط وأين هؤلاء؟؟؟!!
وفقك الله وسلم يديك ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 11:17 م]ـ
قصيدة رائعة أخ ليث بارك الله فيك، لم أقرأها إلى الآن ..
تعبير واضح وسخرية قاتلة .. لو كان الحرف سيفاً أو بندقية لقتل هؤلاء المكرة والذين كما قلت (الغدر منهم خائف حذر) ولكن الحرف أضحى جراحاً تنزف في قلوب من يشعر بها فقط وأين هؤلاء؟؟؟!!
وفقك الله وسلم يديك ..
الروعة تتجلى أختي الكريمة في تعليقاتك المؤثرة، وأسلوبك الأدبي، الذي يكسب الموضوع رونقا وبهاء، ويلبسه حلية وجمالا.
دمت فصيحة متألقة. http://img444.imageshack.us/img444/4898/mnwa11ra1.gif
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 01:41 م]ـ
الطب يضر بصحتك
لي صاحبٌ
يدرسُ في الكُلَّية الطبيَّهْ
تأكَّدَ المخبرُ من ميولهِ الحزبيّهْ
وقامَ باعتقالِهِ
حينَ رآهُ مَرَّةً
يَقرأُ عن تَكَوُّنِ " الخليّهْ "!
* * *
وبعدَ يومٍ واحدٍ
أُفْرِجَ عن جُثَّتِهِ
بحالةٍ أمْنيَّهْ:
في رأسِهِ رَفْسَةُُ بُندقيّهْ!
في صَدْرِهِ قُبْلَةُ بُندقيّهْ!
في ظَهْرِهِ صُورَةُ بُندقيّهْ!
لكنَّني
حينَ سألتُ حارسَ الرعيَّهْ
عن أمرِهِ
أخبرني
أنَّ وفاةَ صاحبي قد حَدَثَتْ
بالسكتةِ القلبيَّهْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:23 ص]ـ
واعظ السلطان
حَدَّثنا الإمامْ
في خُطبةِ الجُمْعةِ
عن فضائلِ النظامْ
والصبرِ والطاعةِ والصّيامْ.
وقالَ ما معناهْ:
إذا أرادَ ربُّنا
مُصيبةً بعبدِهِ ابتلاهْ
بكثرةِ الكلامْ.
لكنَّهُ لم يَذْكُرِ الجِهادَ في خُطْبَتِهِ
وحينَ ذَكّرناهْ
قالَ لَنا: عليكم السلامْ!
وبعدَها قامَ مُصلِّيَاً بنا
وعندما أذَّنَ للصلاهْ
قالَ:
نَعَمْ. . إلهَ إلاّ الله!
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 05:59 م]ـ
هنا باقون
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع نعرى نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصحرا
ونأكل التراب إن جعنا ولا نرحل
وبالدم الزكى لا نبخل لا نبخل لا نبخل
هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل
توفيق زياد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 10:40 م]ـ
آه لو يجدي الكلام
الملايينُ على الجوعِ تَنامْ
وعلى الخوفِ تَنَامْ
وعلى الصمتِ تَنَامْ.
والملايينُ التي تُسْرَقُ من جيبِ النيامْ
تتهاوى فوقَهُمْ سيلَ بنادِقْ
ومشانِقْ
وقراراتِ اتِّهامْ
كُلَّما نادَوا بتقطيعِ ذراعَيْ
كُلِّ سارِقْ
وبتوفيرِ الطعامْ!
* * *
عِرضُنا يُهتَكُ فوقَ الطُرقاتْ
وحُماةُ العِرضِ. . أولادُ حَرَامْ
نهضوا بعدَ السُباتْ
يفرشونَ البُسُطَ الحمراءَ
من فيضِ دمانا
تحتَ أقدامِ السلامْ!
* * *
أرضُنا تصغُرُ عاماً بعدَ عامْ
وحُماةُ الأرضِ. . أبناءُ السماءْ
عُملاءْ
لا بِهِمْ زَلْزَلةُ الأرضِ
ولا في وَجْهِهِمْ قطرةُ ماءْ
كُلَّما ضاقتْ بنا الأرضُ
أفادونا بتوسيعِ الكلامْ
حولَ جَدوَى القُرْفُصَاءْ
وأبادوا بعضَنا
من أجلِ تخفيفِ الزِحامْ
* * *
آهِ لو يُجْدِي الكلامْ
آهِ لو يُجْدِي الكلامْ
آهِ لو يُجْدِي الكلامْ
هذه الأمَّةُ ماتتْ
. . . والسلامْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:25 ص]ـ
إنجيل بوليس!
في البدء كانَ الكَلِمهْ
ويومَ كانتْ أصبحتْ مُتّهَمَهْ
فطُورِدَتْ
وحُوصِرَتْ
واعْتُقِلَتْ
.. وأعدمتها الأنظمهْ.
* * *
في البدء كانَ الخاتِمهْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 01:26 ص]ـ
العِلّة
قالَ ليَ الطبيبْ:
خُذْ نَفَساً.
فكِدتُ - من فَرْطِ اختناقي
بالأسى والقهْرِ – أَستجيبْ
لكنّني
خَشِيتُ أن يَلمحَني الرقيبْ.
وقالَ: ممَّ تشتكي؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنّني
خَشِيتُ أن يَسمعَني الرقيبْ.
وعندما حيَّرتُهُ بصمتيَ الرهيبْ
وَجَّهَ ضَوءاً باهِراً لمقلتي
حَاولَ رَفْعَ هامتي
لكنّني خَفضتُها
ولُذْتُ بالنحيبْ
قلتُ لهُ: معذرةً يا سيّدي الطبيبْ
أودُّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنّني
أخافُ أن .. يحذِفَهُ الرقيبْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باهي]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 06:25 ص]ـ
في هذا الموضوع أنتقي بعض ما خطت يد الشاعر الفذ أحمد مطر وما جادت به تلك القريحة الشعرية المتوقدة و الآن أترككم مع بعض لافتاته:
الثور والحظيرة
الثورُ فرَّ من حظيرةِ البَقَرْ
الثورُ فَرْ
فَثارتْ العُجولُ في الحَظيرهْ
تبكي فِرارَ قائدِ المَسيرهْ
وشُكِّلَتْ على الأَثَرْ
مَحكَمةٌ .. ومؤتَمرْ
فقائلٌ قالَ: قَضَاءٌ وَقَدَرْ
وقائلٌ: لقَدْ كَفَرْ
وقائلٌ: إلى سَقَرْ
وبعضُهمْ قالَ: امنَحوهُ فرصَةً أخيرهْ
لَعَلّهُ يعودُ للحظيرهْ
وفي خِتام المؤتَمرْ
تقاسَموا مَرْبِطَهُ .. وجَمّدوا شَعيرَهْ
* * *
وبعدَ عامٍ، وقَعَتْ حادِثَةٌ مُثيرهْ
لم يَرجِعِ الثَّورُ
ولكنْ
ذَهَبتْ وراءهُ الحَظيرهْ!
_______________________________________
بارك الله فيك على النقل والاختيار،ومناسبة هذه القصيدة أن زعماء العرب في
أواخر السبعينات عقدوا مؤتمرا في بغداد لمعاقبة دولة على مبادرة السلام وبعد سنوات تسابقوا على السلام.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 12:00 م]ـ
_______________________________________
بارك الله فيك على النقل والاختيار،ومناسبة هذه القصيدة أن زعماء العرب في
أواخر السبعينات عقدوا مؤتمرا في بغداد لمعاقبة دولة على مبادرة السلام وبعد سنوات تسابقوا على السلام.
صدقت أخي الكريم
بارك الله فيك على مرورك الرائع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:51 ص]ـ
المتهم
كنتُ أمشي في سلامْ
عازِفاً عن كلِّ ما يَخدِشُ
إحساسَ النظامْ.
لا أُصِيخُ السمعَ
لا أَنظرُ
لا أَبلعُ ريقي.
لا أَرومُ الكشفَ عن حُزني
وعن شدَّةِ ضيقي.
لا أُمِيطُ الجفنَ عن دمعي
ولا أَرمي قِناعَ الابتسامْ
كنتُ أَمشي … والسلامْ.
فإذا بالجُندِ قد سدّوا طريقي
ثم قادوني إلى الحبسِ
وكانَ الإتِّهَامْ:
أنَّ شخصاً مَرَّ بالقصرِ
وقد سبَّ الظلامْ
قبلَ عامْ.
ثُمَّ بعدَ البحثِ والفحصِ الدقيقِ
عَلِمَ الجُندُ بأنَّ الشخصَ هذا
كانَ قد سَلَّمَ في يومٍ
على جارِ صديقي!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:56 ص]ـ
هويّة
في مطارٍ أجنبيْ
حَدّقَ الشّرطيُّ بيْ
- قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقي -
ولمّا لم يجِدْ عِندي لساناً أو شَفَهْ
زمَّ عينَيهِ وأبدى أسَفَهْ
قائلاً: أهلاً وسهلاً
.. يا صديقي العَرَبي!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:58 ص]ـ
الرجل المناسب
باسمِ والينا المبجَّلْ
قرَّروا شنقَ الذي اغتالَ أخي
لكنّهُ كانَ قصيراً
فمضى الجلاد ُيسألْ:
رأسُهُ لا يَصِلُ الحبْلَ
فماذا سوفَ أفعَلْ؟
بعد تفكيرٍ عميقٍ
أمرَ الوالي بشنقي بدلاً منهُ
لأنّي كنتُ أطولْ!
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:48 م]ـ
العِلّة
قالَ ليَ الطبيبْ:
خُذْ نَفَساً.
فكِدتُ - من فَرْطِ اختناقي
بالأسى والقهْرِ – أَستجيبْ
لكنّني
خَشِيتُ أن يَلمحَني الرقيبْ.
وقالَ: ممَّ تشتكي؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنّني
خَشِيتُ أن يَسمعَني الرقيبْ.
وعندما حيَّرتُهُ بصمتيَ الرهيبْ
وَجَّهَ ضَوءاً باهِراً لمقلتي
حَاولَ رَفْعَ هامتي
لكنّني خَفضتُها
ولُذْتُ بالنحيبْ
قلتُ لهُ: معذرةً يا سيّدي الطبيبْ
أودُّ أن أرفعَ رأسي عالياً
لكنّني
أخافُ أن .. يحذِفَهُ الرقيبْ!
أبيات قاتلة .. تثير النخوة والحمية (فهي موجودة وإن غشيها تراب التسلط والجبن)
ماهذا الذل والخنوع .. ماهذا الجبن والاستسلام؟؟ وهل نخضع للتنويم المغناطيسي .. أم لغسيل الدماغ؟؟
أكره هذه الأبيات لصدقها في التعبير وأكره أن نبقى هكذا .. فرأسنا خلق ليرتفع ولو قطع .. ولساننا خلق لينطق ولو سحق ..
لا للذلة والخنوع .. لا للكبت والدموع .. فلن يأخذ الروح إلا من خلقها .. فلا نامت أعين الجبناء ..
بوركت أخ ليث .. خياراتك تثير الغيرة والغضب .. تستل الكرامة من أغمادها ..
لتعود النفوس كما كانت شامخة عزيزة ..
وفقك الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:19 م]ـ
أبيات قاتلة .. تثير النخوة والحمية (فهي موجودة وإن غشيها تراب التسلط والجبن)
ماهذا الذل والخنوع .. ماهذا الجبن والاستسلام؟؟ وهل نخضع للتنويم المغناطيسي .. أم لغسيل الدماغ؟؟
أكره هذه الأبيات لصدقها في التعبير وأكره أن نبقى هكذا .. فرأسنا خلق ليرتفع ولو قطع .. ولساننا خلق لينطق ولو سحق ..
لا للذلة والخنوع .. لا للكبت والدموع .. فلن يأخذ الروح إلا من خلقها .. فلا نامت أعين الجبناء ..
بوركت أخ ليث .. خياراتك تثير الغيرة والغضب .. تستل الكرامة من أغمادها ..
لتعود النفوس كما كانت شامخة عزيزة ..
وفقك الله
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة، ويا لكلماتك العذبة كم تعزز الفكرة، وتترك أثرا واضحا في نفوس قارئيها.
أشكرك على هذه الكلمات الصادقة المعبرة، ودمت فصيحة بارعة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 03:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الروائع في اختيار الكلمة
وبارك الله فيك فها انت تفتح جرحا عميقا عسى ان يندمل ...
وهمسة في اذنك ... اين اصبح موضوع: من الحب ما قتل ... (ابتسامة حزينة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الروائع في اختيار الكلمة
وبارك الله فيك فها انت تفتح جرحا عميقا عسى ان يندمل ...
أشكرك أخي على المرور.
وهمسة في اذنك ... اين اصبح موضوع: من الحب ما قتل ... (ابتسامة حزينة)
في غيابة الجب حتى حين
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:59 م]ـ
البؤساء
آهِ لو يُدركُ حُكَّامُ بلادي
مَنْ أكونْ.
آهِ لو هُمْ يُدرِكونْ
لَدَعَوْا لي بالبقاءْ
كلَّ صُبحٍ وَمَساءْ.
أنا مجنونٌ؟
أجَلْ أدري،
وأدري أَنَّ أشعاري جُنونْ.
لكِنِ الحُكَّامُ لَوْلايَ
ولولا هذهِ الأشعارُ ماذا يعملونْ؟
فإذا لم أكتُبِ الشِعرَ أنا
كيفَ يعيشُ المخبرونْ؟
وإذا لم أَشْتمِ الحُكّامَ
مَنْ يَعتقلونْ؟
وإذا لم أُعْتَقَلْ حيّاً
فمَنْ يَستجوبونْ؟
وبماذا يُطلِقُ الصوتَ وكيلُ الإدّعاءْ؟
وبماذا يا تُرى
يَعملُ أربابُ القضاءْ؟
وعلى مَنْ يَحكُمونْ؟
وإذا لم يَسجنوني
فَلِمَنْ تُفْتَحُ أبوابُ السُّجونْ؟!
هؤلاءِ البؤساءْ
هُمْ يَدُ الحُكْمِ
ولولا أنّنِي حَيٌّ لطاروا في الهواءْ!
فأنا أركضُ. .
والمُخبِرُ، والشرطيُّ، والسجَّانُ،
والجَلاّدُ، والفَرَّاشُ، والكاتِبُ،
والحاجِبُ، والقاضي
ورائي يَركضونْ!
كُلُّهم باسمي أنا يَشتغلونْ.
كُلُّهم من خيرِ شِعري يأكُلونْ!
* * *
آهِ لو يُدركُ حُكَّامُ بلادي العقلاءْ
آهِ لو هُمْ يُدرِكونْ
أنَّهم لولا جنوني. . عاطلونْ
لَرَمَوا تيجانَهُمْ تحتَ الحذاءْ
وأتَوا من تُهمتي يَعتذِرونْ!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:35 م]ـ
سلمت اناملك يا عزيزي
في غيابة الجب حتى حين
بانتظار ان يلتقطه بعض السيارة(/)
فورك المجنون
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:35 ص]ـ
فورك المجنون
قال بعضهم: مررت بفورك المجنون وقد أتاه أهله بطبيبٍ، يقال له عبد العزيز، ليعالجه. فسملت وقلت: ما خبرك يا أبا محمّد؟ فقال: خبري والله مع هؤلاء المجانين ظريفٌ. أنا عاشقٌ وهم يظنّون بي جنّة وقد أتوني بهذا الطّبيب ليعالجني. ثمّ أنشأ يقول:
أتوني بالطّبيب فعالجوني = على أن قيل مجنونٌ غريب
طبيب الأجر فيه عساه يوماً = من الأيّام يعقل أو يتوب
وما صدقوا الفتى محوي قلبي = أجلّ من أن يعالجه الطّبيب
وما بي جنّةٌ لكنّ قلبي = به داءٌ تموت به القلوب
وما عبد العزيز طبيب قلبي = ولكنّ الطبيب هو الحبيب
أخبار النساء لابن الجوزي(/)
رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) ونقد الشعر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:48 م]ـ
الرسول صلى الله عليه وسلم ونقد الشعر
محمد (:=) حامل لواء هذا الدين، ما موقفه من الشعر؟ وهل للنبي دور في نقد الشعر؟ وهل تعرض لشعر ما بالنقد؟ ما الأسس التي أقام عليها النبي موقفه؟ على الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الشعر ولم يعلمه الله إياه، إلا أنه، كان يعجب له ويطرب طرب العربي صاحب الذوق السليم؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم عربي، وقد وهبه الله من صفاء الذهن، وسلامة الذوق، والقدرة على تمييز الحسن من القبيح من الكلام - ما فاق العرب جميعاً، وهو ذو بصر بصناعة الكلام، فيعجب الرسول صلى الله عليه وسلم بشعر النابغة الجعدي، ويقول له: "لا يفضُض الله فاك"، وبلغ من استحسانه لقصيدة (بانت سعاد) أن صفح عن كعب وأعطاه بردته، واستمع إلى الخنساء واستزادها مما تقول، وتأثر تأثراً رقيقاً لشعر قُتيلة بنت النضر، وقد تعدى الرسول هذا الدور إلى دعوة الشعراء للمنافحة عن الدعوة وهجاء المشركين.الذين وقفوا في وجه الدعوة الإسلامية، فالشعر سلاح لصاحب الدعوة فقد معارك كلامية بين المسلمين والمشركين بجانب المعركة الحربية، وأن شعراء المسلمين كانوا يقفون في صف واحد أمام شعراء المشركين، كي يردوا عليهم افتراءاتهم وأباطيلهم التي كانوا يرمون بها الإسلام والمسلمين، لذلك لا نعجب إذا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعراء المسلمين من أمثال حسان بن ثابت وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة - إلى الدفاع عن الإسلام، وإلى الدعوة إليه، ومما يدل على ذلك ما روي أنه: لما كان عام الأحزاب، وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، قال الرسول:=: "من يحمي أعراض المسلمين؟ " فقال كعب بن مالك: أنا يا رسول الله! وقال عبد الله بن رواحة: أنا يا رسول الله! وقال حسان: أنا يا رسول الله! فقال عليه الصلاة والسلام: "نعم اهجهم أنا (يعني حساناً) فإنه سيعينك روح القدس".وروي أيضا أن رسول الله:= قال: "أمرت عبد الله بن رواحة، فقال وأحسن وأمرت كعب بن مالك فقال وأحسن، وأمرت حسان بن ثابت فشفى واشتفى" ولا عجب إذا رأينا رسول الله:=يستحسن الشعر، ويستنشده أصحابه ويمدح به، ويثيب عليه، بل ينقده ويصلح منه.
المقاييس النقدية عند الرسول ينبغي أن نلاحظ أن الرسول الكريم قد جاء بدين قويم يدعو إلى الفضائل، وينهى عن الرذائل، ويدعو - قبل ذلك وبعده - إلى عبادة إله واحد لا شريك له، وإذا لاحظنا ذلك علمنا أن المقاييس النقدية التي كان على أساسها يحكم الرسول على الشعر ويبني نقده وتوجيهه له - هي المقاييس والأسس الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم، من التسامح والتواضع والعدل والإحسان والخلق الحسن، وهي الأسس والمقاييس العربية التي أقرها الإسلام، كالكلام والشجاعة والنجدة وحفظ الجوار، وهذه الأسس هي أسس تتصل بالمعاني التي يجب يدور حولها الشعر، وإذا كان الرسول الكريم قد اتخذ من المعاني الإسلامية والتوجيهات الخلقية لهذا الدين مقياساً وأساساً ينقد الشعر على أساسه، ويصلح منه - فإنه:= قد اتخذ من القرآن الكريم - أيضاً – أسلوباً ولفظا ونظماً أساساً له ومنهاجاً؛ لما امتاز به من سماحة في القول، وسلامة في التعبير، وطبعية في الأسلوب، وبعد عن التكلف والغلو. ولا نعجب إذا رأينا شعراء المسلمين يتمثلون القرآن الكريم في شعرهم - على اختلاف فنونه وأغراضه - يتمثلونه معنى وموضوعاً، وأسلوباً ونظماً، فيبنون فخرهم ومدحهم وهجاءهم .. على أسس من المبادئ الإسلامية، والقيم الأخلاقية الرفيعة التي استحدثها الدين الإسلامي، في هذا المجتمع الجديد، وعلى دعامة من الفضائل العربية التي أقرها الإسلام، كما كانوا يتخذون من بلاغة القرآن وسحر بيانه أساساً لنظمهم ودعامة لبيانهم ...
وجملة القول أن هناك أساسين أو مقياسين كان على أساسهما يحكم الرسول على الشعر وينقده، هذان الأساسان أو المقياسان هما:
(أ) المقياس الديني الإسلامي
(ب) والمقياس البياني.
1 - المقياس الديني الإسلامي:
حينما نستعرض نقدات الرسول الكريم التي وجهها إلى الشعر والشعراء، نلاحظ أن الجوانب الدينية والمعاني الإسلامية كانت المحور الأساسي، لنقد الرسول الكريم، ولعلنا نستطيع أن نرى هذا المقياس بوضوح في النقدات الآتية:
(يُتْبَعُ)
(/)
روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أصدق كلمةٍ قالها شاعر قول لبيد
ألا كل شيء - ما خلا الله - باطل ** وكل نعيم - لا مَحالة - زائلُ "
ونلاحظ من هذا الحكم الذي حكم به الرسول:=على قولة لبيد أن الرسول:= قد رأى فيها ما يتسق مع الروح الإسلامية، ويترجم عن وحي الإسلام.
وحينما ينشده النابغة الجَعدي قصيدته التي مطلعها:
خليلَيّ عُوجا ساعة وتهجَّرا ** ولُوما على ما أحدَث الدهر أو ذرا1
يُعجب الرسول هذا الشعر، وحينما يبلغ قوله:
بلَغْنا السماءَ مجدُنا وجدودُنا ** وإنا لنرجو فوقَ ذلك مَظهرا
يظهر الغضب في وجه الرسول:=، ويقول للنابغة: "إلى أين أبا ليلى؟ " فقال: إلى الجنة، فيقول الرسول - وقد اطمأن إلى أنه حين عبّر بمجد جدوده المتطاول قد انتهى إلى التطلع في ظل الإسلام إلى ما هو أعظم -: "نعم إن شاء الله".ويمضي النابغة قائلاً:
ولا خير في حِلمٍ إذا لم تكن له ** بوادرُ تحمي صَفوَه أن يُكدَّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ** حليمٌ إذا ما أورد الأمر أصدرا
فيزداد ارتياح الرسول الكريم إلى ما يسمع من وحي الروح الدينية، ومن التوجيه الخلقي الرشيد، ويقول له: "لا يَفضُض الله فاك"ويطرب الرسول لشعر كعب بن زهير حين يمدحه بقصيدته التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ** متيم إثرها لم يفد مكبول
وحين يبلغ كعب قوله:
إن الرسول لنور يستضاء به ** مهند من سيوف الهند مسلول
يصلح له الرسول قوله هذا ويجعله:
................................ ** مهند من سيوف الله مسلول
ونلمح من خلال هذا النقد النبوي ما انطوى عليه من تعديل وجّه كعباً إليه، حيث الرأي الصائب والقول السديد، وهو أن سيوف الله هي التي لا تفل، ولا تنبو ظباتها، ولا تحيد عن مواطن الحق، أما غيرها من السيوف فهي تفل وتنبو وتتلثم، وهذا معنى إسلامي جميل.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على كعب بن مالك، وهو ينشد، فلما رآه كعب بدا كأنه انقبض، فقال الرسول: "ما كنتم فيه؟ " قال: كنت أنشد، فقال له: "أنشد"، فأنشد حتى أتى على قوله:
مَجالِدنا عن جِذْمِنا كل فخمة
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "أيصِحّ أن تقول:
مَجالِدنا عن ديننا كل فخمة؟
قال: نعم، فقال له: "فهو أحسن".
وواضح من هذا التوجيه الذي أسداه الرسول:=إلى كعب أن الجلاد والقتال إنما ينبغي أن يكون عن الدين، لا عن الأصل والنسب.
- المقياس البياني: ونعني به قياس النتاج الأدبي، وتقويمه على أساس ما ينبغي أن يكون عليه النظم أو الكلام من جمال الأسلوب وروعة الأداء، وحسن النظم، وهو ما نسميه بالبيان والبلاغة، ويتصل بهذا المقياس، سلامة القول وسلامة التعبير والتزام الصدق، والبعد عن التكلف. وحينما نتصفح نقدات الرسول الآتية، نجدها قائمة على هذا الأساس واضحة خير ما يكون الوضوح. روي أن الرسول:=سأل عمرو بن الأهتم عن الزبرقان ابن بدر، فقال عمرو: مانع لحوزته مطاع في عشيرته، فقال الزبرقان: أما إنه قد علم أكثر مما قال، لكنه حسدني شرفي، فقال عمرو: أما لئن قال ما قال فوالله ما علمته إلا ضيق العَطَن، زَمِن المروءة، لئيم الخال، حديث الغِنى، فلما رأى الإنكار في عيني الرسول بعد أن خالف قوله الآخر قوله الأول، قال: يا رسول الله! رضيتُ فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمتُ، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الثانية، فقال النبي:=: "إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة".وقد انطلق حكم الرسول الكريم هذا على قول عمرو بن الأهتم لما يحويه هذا القول من أسلوب جميل وأداء رائع، يأسر النفس ويفعل بها فعل السحر، ولما فيه من حكمة ومعنى حسن.
كان رسول الله:= يستحسن قول طرفة بن العبد ويتمثل به، وهو قوله:
ستُبدي الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار من لم تُزوّد
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي أن الرسول:= أمر في دية الجنين بغُرّة، فقال أحدهم: يا رسول الله! أأدي من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، ومثل ذلك يُطل، فترك رسول الله:=جانبا، واتجه إلى المتكلم، فأنكر عليه أسلوبه ومنطقه، وقال له: "أسجعاً كسجع الكهان"؟!.وما أنكر الرسول:=هذا القول إلا لأن صاحبه آثر السجع المتكلف وابتعد عن سهولة الأسلوب وسلاسته، وانطلاقا من مبدأ السلامة في التعبير والسلاسة في القول، والبعد عن التكلف والغلو والتشدق، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجالس يوم القيامة الثرثارون، المتشدقون، المتفيهقون"، ويقول: "إياكم والتشادق"، ويقول: "إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها".
ولم يقف نفقد الرسول للشعر والنثر عند حدّ النقد العلمي الذي أوردناه منه آنفا بعض الأمثلة، بل كان الرسول كثيراً ما يتعدى ذلك إلى لون آخر من النقد، وهو النقد التوجيهي، الذي يتمثل في إرشاد الأدباء والشعراء وتوجيههم إلى ما يحسن به أدبهم، ويرتفع باتباعه شعرهم، من تلك الأقوال والنصائح، حتى يُعينهم اتباعها على تحسين أعمالهم، وبلوغها حدّ الكمال والجمال الأدبي، من ذلك ما أوردنا آنفاً من نصائح، يضاف إليها قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله وجه رجل أوجزَ في الكلام، واقتصر على حاجته".وقوله:=لجرير بن عبد الله البجلي: "يا جرير إذا قلت فأوجز، وإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف".
ومنها قول:=: "لا تكّلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوهم أصلها فتظلموهم".وفي أقوال الرسول:=السابقة - بما تحمل من توجيهات وإرشادات - نقدات أدبية غاية في الأهمية، فهي تدعو إلى الصدق في القول، وعدم التكلف والغلو فيه كما تدعو إلى ترك التظاهر بالبلاغة والتشادق بالفصاحة، وترك السجع المتكلف؛ لأن هذه الأمور الأخيرة المنهي عنها، قد تبهم المعنى، وتضيع الحقيقة، وقد تلبس الباطل ثوب الحق.
هذه النقدات الأدبية بشقيها: الفعلي والتوجيهي، التي وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشعراء والأدباء، والتي وقفنا على طرف منها فيما أوردنا من أمثلة - هذه النقدات تمثل تطوراً لتلك المحاولات النقدية التي بدأت منذ العصر الجاهلي، وهي محاولات تعتمد على الذوق والفطرة والطبع وصِحة الفهم وسَعة الرواية، والخِبرة المستفادة من المعارف العامة، مستظلة بروح الدين وتعالميه وآدابه، متجهة إلى اللفظ والمعنى والأسلوب والغرض.
كما يلاحظ - أيضاً - من نقد الرسول الكريم استعمال المصطلحات النقدية؛ فلأول مرة تستعمل في محيط النقد الأدبي ألفاظ تتصل بهذا الفن، لتدل على سير هذا الفن خطوات إلى الأمام، فاستعمل لأول مرة لفظ (البيان) في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحراً"، ولفظ البلاغة مشتقاً منه لفظ (البليغ) في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها"، والرسول يعني بالبليغ: الذي يتقن الصنعة بقصد تزوير القول.
ونظرة إلى الأحكام النقدية التي وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشعر والشعراء نرى أنها أحكام اتسمت بالعموم والإيجاز، كإعجابه بقول لبيد، وطربه لشعر النابغة الجعدي، واستحسانه لبيان عمرو بن الأهتم، وتعديله للمعاني التي أتى بها كل من كعب بن زهير، وكعب بن مالك، من تلك النقدات التي عرضناها من قبل.
كما يلاحظ القارئ أنها أحكام اتسمت بالجزئية، فنقده صلى الله عليه وسلم كان متجهاً إلى اللفظ أو المعنى دون غيرهما من الجوانب النقدية الأخرى، فإعجابه بقول لبيد كان متجهاً للمعنى، فالمعنى عند لبيد جميل وشريف لانسجامه مع الروح الإسلامية، وكذلك طربه لمعنى النابغة يجري مع غاية ما يطمح إليه المؤمن، حينما جعل نهاية مطمحه الجنة.
واستحسان الرسول لبيان عمرو بن الأهتم في قوله عن الزبرقان بن بدر راجع إلى ما يحويه من رائع اللفظ وحسن البيان، وتعديله لشعر كعب بن زهير وشعر كعب بن مالك منصرف إلى المعنى، حيث وجههما الرسول إلى ما ينبغي أن يكون عليه المعنى من تلاق مع الروح الإسلامية، فسيوف الله أكثر اتساقاً مع روح الإسلام من سيوف الهند، والمجالدة عن الدين أحسن وأفضل من المجالدة عن الأصل والنسب.
كما أن استهجان الرسول لقول بعضهم وقد غلب عليه السجع المتكلف راجع إلى اللفظ، حيث وجهه الرسول إلى ما ينبغي أن يكون عليه النظم من سلاسة في التعبير، وسلامة في المنطق، بعيداً عن السجع المتكلف، والتشادق المقصود، وهكذا.
(منقول بتصرف)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 02:36 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا القدير على بديع ما نقلتم ..
أبقى الله فصيحنا عامرا بإبداعاتكم ..
سلمت يمناك.
دمتم بتميز.(/)
انظر للأهمية
ـ[طالب الحق]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 05:25 م]ـ
السلام عليكم
أخواني الأعضاء الكرام. كيف حالكم وكيف الصحة؟ أسأل الله أن يفرج كربكم وكُرب المسلمين أجمعين. أخوكم بحاجة لديوان الأعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني (محمود درويش). فمنذ فترة أبحث عنه وللأسف لم أجده. إذ إنّ رسالتي الماجستير تتكئ عليه بشكل كبير. فمن يتوفر لديه هذا الديون فيرسله لي. وسأكون له من الشاكرين والداعين
جزاكم الله خيرا وجزى القائمين على المنتدى المنير كل الخير.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 03:17 ص]ـ
حييت أخي طالب الحق
الطلبات تكون بصيغة الرجاء ونحوه لا الأمر
أقول هذا لأنك على وشك تقديم رسالة ماجستير
أرجو أن تجد من يلبي مبتغاك
دمت مسددا(/)
الأدب في محكمة الفصيح
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 06:57 م]ـ
حتى نحاكم أدبنا ينبغي أن ننظر إليه نظرة شمولية، تتسم بالموضوعية وتراعي الظروف والأحوال والأجواء التي ألقت بظلالها عليه في كل عصر من عصوره، دون إطلاق للأحكام مجازفة وبعيدا عن تدخل المزاج.
هو أدب عريق تزخر المكتبة العربية بما تبقى منه بعد أن ضاع منه الكثير
فهل هذا الأدب غث أم سمين؟ وما هي المعايير التي نحكم من خلالها على الأدب بأنه غث أو سمين؟ وكم هي نسبة السمين فيه؟ وكيف نتعامل مع الغث منه هل نقتله أم نطرحه أرضا؟!
الأسئلة كثيرة عندي وعندكم فليسأل كل من لديه سؤال وليجب كل من أحب الإجابة، وليحترم كل منا رأي أخيه وكما قال القائل: " .. فخذ من المائدة ما يعجبك، واتهم رأيك
فكم من عائب رأيا سليما = وآفته من الفهم السقيم"
وليكن شعارك ما عندي صحيح يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصحة
بارك الله في أختي الباحثة عن الحقيقة على لفتها انتباهي إلى هذا الموضوع.
والآن أترككم لتدلوا بدلوكم وتسمعونا آرائكم النيرة
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 10:41 م]ـ
[الأسئلة كثيرة عندي وعندكم فليسأل كل من لديه سؤال وليجب كل من أحب الإجابة، وليحترم كل منا رأي أخيه وكما قال القائل: " .. فخذ من المائدة ما يعجبك، واتهم رأيك
فكم من عائب رأيا سليما = وآفته من الفهم السقيم"
وليكن شعارك ما عندي صحيح يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصحة
بارك الله في أختي الباحثة عن الحقيقة على لفتها انتباهي إلى هذا الموضوع. [/ COLOR]
والآن أترككم لتدلوا بدلوكم وتسمعونا آرائكم النيرة
بارك الله بك أخ ليث على انتقائك لهذاالموضوع الذي يحتمل الكثير من النقاش والآراء وسأجهز موضوعاً في القريب العاجل بإذن الله لأشارككم فيه ومثلك بانتظار آراء الجميع وعلى الأسس التي ذكرتها عسى أن تعم الفائدة وفقك الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 02:30 ص]ـ
لعلك تقصد محاكمة المواضيع في الفصيح أخي ليث!!!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 03:59 م]ـ
بارك الله بك أخ ليث على انتقائك لهذاالموضوع الذي يحتمل الكثير من النقاش والآراء وسأجهز موضوعاً في القريب العاجل بإذن الله لأشارككم فيه ومثلك بانتظار آراء الجميع وعلى الأسس التي ذكرتها عسى أن تعم الفائدة وفقك الله
بارك الله فيك أختي الباحثة عن الحقيقة، ونحن بانتظار موضوعك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 04:26 م]ـ
لعلك تقصد محاكمة المواضيع في الفصيح أخي ليث!!!
بل أقصد الأدب أخي الفاضل فقد امتلأت بطون أمهات كتبنا الأدبية، بما "يخدش الحياء"، وبما ينأى عن القيم والأخلاق.
فما هي المساحة المتاحة للتعاطي مع هذا النوع من الأدب، فإذا ما قدر لي أن أدرس أو أشرح معلقة امرئ القيس فكيف أتعامل مع الأبيات:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة = ...........................
......................... = ............................
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له = ........................
وإذا ما شرحت بردة كعب التي مدح فيها الرسول عليه السلام فهل ألغي قوله:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة= لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت=كأنه منهل بالراح معلول
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:45 م]ـ
حتى نحاكم أدبنا ينبغي أن ننظر إليه نظرة شمولية، تتسم بالموضوعية وتراعي الظروف والأحوال والأجواء التي ألقت بظلالها عليه في كل عصر من عصوره، دون إطلاق للأحكام مجازفة وبعيدا عن تدخل المزاج.
هو أدب عريق تزخر المكتبة العربية بما تبقى منه بعد أن ضاع منه الكثير
فهل هذا الأدب غث أم سمين؟ وما هي المعايير التي نحكم من خلالها على الأدب بأنه غث أو سمين؟ وكم هي نسبة السمين فيه؟ وكيف نتعامل مع الغث منه هل نقتله أم نطرحه أرضا؟!
الأسئلة كثيرة عندي وعندكم فليسأل كل من لديه سؤال وليجب كل من أحب الإجابة، وليحترم كل منا رأي أخيه وكما قال القائل: " .. فخذ من المائدة ما يعجبك، واتهم رأيك
فكم من عائب رأيا سليما = وآفته من الفهم السقيم"
وليكن شعارك ما عندي صحيح يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصحة
بارك الله في أختي الباحثة عن الحقيقة على لفتها انتباهي إلى هذا الموضوع.
والآن أترككم لتدلوا بدلوكم وتسمعونا آرائكم النيرة
بل أقصد الأدب أخي الفاضل فقد امتلأت بطون أمهات كتبنا الأدبية، بما "يخدش الحياء"، وبما ينأى عن القيم والأخلاق.
فما هي المساحة المتاحة للتعاطي مع هذا النوع من الأدب، فإذا ما قدر لي أن أدرس أو أشرح معلقة امرئ القيس فكيف أتعامل مع الأبيات:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة = ...........................
......................... = ............................
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له = ........................
وإذا ما شرحت بردة كعب التي مدح فيها الرسول عليه السلام فهل ألغي قوله:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة= لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت=كأنه منهل بالراح معلول
آمل أن تجيبوا عن هذه التساؤلات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 04:18 ص]ـ
لن أستطيع التطاول لأحاكم أدبنا الشامخ والذي سطر تاريخ حضارتنا العريقة منذ الأزل، ولكن ربما تكون نظرة أو حرفاً في مشروع دراسة أونقد فليتكم تشاركوني النقاش أو تهدوا إلي أخطائي ..
إن الأدب كان وما يزال مرآة عصره بكل ما يحويه هذا العصر من فن وعلم وأخلاق وسياسة ودين وثقافة وفكر وأعراف وتقاليد ..
فإن ارتقوا ارتقى وإن انحطوا انحط .. فكأن الأدب بكل ألوانه تأريخ وتوثيق لحضارة الشعوب، ومن يدرسه ويبحث في أساليبه ومعانيه يستطيع أن يعرف من أي عصر هو ..
وعندما نتعاطى مع الأدب .. كتأريخ ودراسة لانستطيع أن نغفل شيئاً من باب العلم والدراسة فنذكر الغث والسمين، فحكمنا عليه كغث أو سمين يرتبط بنوعية ثقافتنا ورؤيتنا للأدب بمعايير معينة اتفقت في أمور معينة فنية غالباً واختلفت في أمور أخرى تتصل بالفكر والثقافة والدين والحضارة، وقد وضعت لتحكم المبنى والمعنى، وإن ابتعدنا عن التأريخ للأدب كدراسة وعلم لنتذوقه كفن نجد أنفسنا سنعجب بأبيات لقوتها وجودة صياغتها ومتانة نسجها وسلاسة لفظها رغم أننا قد نعيب معانيها أو أغراضها كالهجاء مثلاً فلن أستطيع تجاهل سلاسة أبيات جرير وقوة شعر الفرزدق والأخطل وإبداعاتهم رغم أني لا أحب غرض الهجاء ولا أستسيغه مهما أبدعوا فيه (وهذا أمر شخصي) وكذلك المديح للتكسب فمهما علا شعر حسان بن ثابت وقوي وجزل في المديح إلا أنني عندما أجده يدفعه للغساسنة والمناذرة للتكسب منهم أشعر بالامتعاض وألتفت لأحيي شعره الإسلامي رغم أنه ضعف قليلاً بمبناه وشكله .. رغم أن الكثير من الشعراء استطاع جذبنا بالشكل والمعنى والهدف والمضمون مع اختلاف المعايير من بيئة لأخرى ومن فكر لآخرومن زمن لآخر ..
ولو تأملنا الشعر الجاهلي لوجدنا أن للجاهليين معاييرهم للحكم عليه من حيث المبنى والصياغة وفن التعامل مع العروض والقوافي واتباع قواعد وتسلسلٍ معينٍ من الوقوف على الأطلال ووصف الناقة والخمر و فراق الحبيبة وما إلى ذلك حتى يصل الشاعر غلى غرضه الرئيسي بعد طول انتظار منه ومنا، ثم الخاتمة .. أما المعاني فقد كانت تختلف حسب شخصية الشاعر ونفسيته وبيئته ففرق كبير بين معاني امرئ القيس من ناحية الفحش وبين عنترة وعفته .. ومع ذلك فقد علق العرب قصائد الاثنين على أستار الكعبة المشرفة واعتبرت من عيون الشعر ..
ولكن النقطة الأهم أننا الآن في عصر منَّ الله علينا بالإسلام وما أتانا به الرسول الكريم من أوامر ونواهٍ لايحق لنا تجاوزها أو التغاضي عنها وأحكامنا لابد أن تنضوي تحت جناح هذا الدين من حلال وحرام فأبيات عنترة التي علقت آنذاك ورغم روعتها أدبياً وفنياً يقول فيها:
ولقد شربت من المدامة بعدما= ركد الهواجر بالمشوف المعلم
فإذا سكرت فإنني مستهلك = مالي وعرضي وافر لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندىً = وكما علمت شمائلي وتكرمي
فهو لا يعتبر الخمر عيباً بل يذكرها في معرض فخره بشمائله فقد تعجبني فنياً ولكني أذكر حرمة الخمر فأعيبها
وهذا عمرو بن كلثوم الذي قال في الفخر أبياتاً مجلجلة تهز المشاعر وتقشعر الأبدان لصلابتها مبنىً ومعنىً:
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا = فنجهل فوق جهل الجاهلينا
لنا الدنيا ومن أمسى عليها = ونبطش حين نبطش قادرينا
إذا بلغ الفطام لنا صبيٌ = تخر له الجبابر ساجديناولكننا بعدما منَّ الله علينا بدينه الحنيف نلتزم بمبادئه وأحكامه فنرفض أن نجهل فوق جهل الجاهلين، كما نعوذ بالله من البطش والظلم والظلام ... أما السجود فلايجوز إلا لرب العزة فخير لي عند الحكم أن أحكم للعدل أولاً بمعيار المرحلة نفسها ورؤاها ثم أعود بالحكم الشخصي لنفسي وثقافتي وبيئتي وفكري
ونأتي إلى العصر الإسلامي بمختلف مراحله وهي تتباين بين الضعف والخور وبين القوة والنضوج الديني والفكري والأدبي فنجد الشعر متبايناً كذلك .. وعندما ننظر إلى أحد هذه المراحل و وأقتبس هنا من كلام الأخ ليث قوله:" حتى نحاكم أدبنا ينبغي أن ننظر إليه نظرة شمولية، تتسم بالموضوعية وتراعي الظروف والأحوال والأجواء التي ألقت بظلالها عليه في كل عصر من عصوره، دون إطلاق للأحكام مجازفة وبعيداً عن تدخل المزاج ".وخير ما يدلنا على اختلاف النظرة والحكم بين الجاهلية والإسلام شاعر النبوة حسان بن ثابت فكان قبل الإسلام هجاءً
(يُتْبَعُ)
(/)
شديد الفخر بنفسه وقومه يمتدح ملوك الغساسنة والمناذرة ويتقبل صلاتهم وبعد الإسلام صار فخره بإسلامه ومديحه للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
هجوت مباركاً براً حنيفاً =أمين الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي= لعرض محمد منكم وِقاء
وهنا أذكر الموضوع الذي قراته COLOR="red"] "] للأستاذ محمد سعدعن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونقد الشعر وأقتبس منه مقطعاً صغيراً [/ COLOR][/B][/[/COLOR]"] ونظرة إلى الأحكام النقدية التي وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشعر والشعراء نرى أنها أحكام اتسمت بالعموم والإيجاز، كإعجابه بقول لبيد، وطربه لشعر النابغة الجعدي، واستحسانه لبيان عمرو بن الأهتم، وتعديله للمعاني التي أتى بها كل من كعب بن زهير، وكعب بن مالك، من تلك النقدات التي عرضناها من قبل.
كما يلاحظ القارئ أنها أحكام اتسمت بالجزئية، فنقده صلى الله عليه وسلم كان متجهاً إلى اللفظ أو المعنى دون غيرهما من الجوانب النقدية الأخرى، فإعجابه بقول لبيد كان متجهاً للمعنى، فالمعنى عند لبيد جميل وشريف لانسجامه مع الروح الإسلامية، وكذلك طربه لمعنى النابغة يجري مع غاية ما يطمح إليه المؤمن، حينما جعل نهاية مطمحه الجنة.
واستحسان الرسول لبيان عمرو بن الأهتم في قوله عن الزبرقان بن بدر راجع إلى ما يحويه من رائع اللفظ وحسن البيان، وتعديله لشعر كعب بن زهير وشعر كعب بن مالك منصرف إلى المعنى، حيث وجههما الرسول إلى ما ينبغي أن يكون عليه المعنى من تلاق مع الروح الإسلامية، فسيوف الله أكثر اتساقاً مع روح الإسلام من سيوف الهند، والمجالدة عن الدين أحسن وأفضل من المجالدة عن الأصل والنسب.
كما أن استهجان الرسول لقول بعضهم وقد غلب عليه السجع المتكلف راجع إلى اللفظ، حيث وجهه الرسول إلى ما ينبغي أن يكون عليه النظم من سلاسة في التعبير، وسلامة في المنطق، بعيداً عن السجع المتكلف، والتشادق المقصود، وهكذا." [/ COLOR] وكما ذكرنا الموضوع كبير ويحتمل الكثير من الآراء ... وربما هذه نظرة سريعة في عجالة إلى جزء منه .. لم نتطرق فيها للشعر في بقية العصور الإسلامية من أموي وعباسي مملوكي وعثماني وكذلك الحديث بما يحويه حقاً من غث وسمين وهنا يطول الحديث ... وشكراً لاحتمالكم إطالتي وبانتظار آرائكم وتعليقاتكم على نواح أخرى أوسع وأشمل وشكراً مرة أخرى للأخ ليث لطرح الموضوع على بساط النقاش والبحث ..
وفقكم الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:51 م]ـ
لم تبق لنا أختي الأستاذة الباحثة عن الحقيقة ما نقوله.
لو حكمنا على الشعر الجاهلي , فليس لنا عليه مآخذ في المعاني مهما كانت , ويجب أن تكون نظرتنا إلى البلاغة جمال الوصف والتعبير وإتمام الغرض الشعري بدقة , فليس بعد الكفر ذنب.
من وجهة نظري: فأنا أقدم معلقة امرؤ القيس علي معلقة عنترة في جيع المعايير , كما قدمه معظم النقاد , فإن ذكرنا الخمر على سبيل المثال , فهي لم تكن محرمة أو معيبة في جميع الأديان التي سبقت الإسلام.
وفي العصر الإسلامي فإنني أنظر للأدب العربي فقط من الناحية الجمالية والبلاغية , فالكثير من الشعراء ذكروا أبيات غير لائقة , فهل يحق لنا طمسها؟
ولو أعطيناك هذه الفرصة كي تلغي ما جاء من القبيح في الشعر أو النثر في الأدب العربي , هل توافقك نفسك أن تلغها من تاريخنا الأدبي؟.
سؤال أرجو الإجابة عليه , إن كان لا فهذا اعتراف منك بلزومه واعتراف بإثرائه للأدب العربي ولا يجوز طيه أو حرقه أو إلقائه في نهر دجلة والفرات كما فعل المغول والتتار.
أما بعض المناظرات الشعرية التي وردت في كتب الأدب , كان لا محال منها , كما ورد في ردود ليلى الأخيلية على بعض الشعراء حين هجوها , ولم يكن ما جئت به أنا من عينة في موضوع (من نوادر ليلى الأخيلية) ما هو إلا قطرة من غيث.
أوافقك أن بعض الشعراء قد تجاوزوا حدود اللائق من الأدب والشعر , لكن ما ورد وسطر لا يجرؤ أحد على طيه ,.
ألم يسمع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما قاله امرؤ القيس , فهل ورد أن صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قراءته وسماعه؟؟
كما وأن قصيدة كعب بن زهير التي مدح فيها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , بدأت بالغزل (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) , حتى وإن كانت سعاد شخصية خيالية , لكنه الغزل ولم ينه عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:00 م]ـ
أخي أستاذ ليث الموقر حفظه الله.
ما جاء في ردي على الأستاذة الباحثة عن الحقيقة هو أيضا رد على تساؤلاتك.
أرجو أن تعذرني وبارك الله فيك ودمت أخا عزيز.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 08:19 م]ـ
أشكر أخوي رعد أزرق والباحثة عن الحقيقة لتفاعلهم مع هذا الموضوع الذي لم يلق اهتماما من إخواني الفصحاء على أهميته، ومع ذلك أجدد الدعوة لفصحائنا الكرام ليتحفونا بآرائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 12:21 ص]ـ
لن أستطيع التطاول لأحاكم أدبنا الشامخ والذي سطر تاريخ حضارتنا العريقة منذ الأزل، ولكن ربما تكون نظرة أو حرفاً في مشروع دراسة أونقد فليتكم تشاركوني النقاش أو تهدوا إلي أخطائي ..
.................................................................................................... ..............................
................ وبانتظار آرائكم وتعليقاتكم على نواح أخرى أوسع وأشمل وشكراً مرة أخرى للأخ ليث لطرح الموضوع على بساط النقاش والبحث ..
وفقكم الله
جميل ما طرحت فهي دراسة موجزة شاملة تسترعي الاهتمام وتستجوب النظر
كان بودي أن نصول ونجول في خضكم هذا الموضوع الذي يتسع لوجهات النظر المتباينة ويمتد أفقه إن لم يكن إلى النجوم فإلى ناطحات السحاب.
لكن يا للأسف وقد هبت رياح جرفت الموضوع إلى غرفة العناية المكثفة، ولكم وقفت وتحسرت عليه إلا أن اليأس كان سيد الموقف فكنت في كل مرة ألملم أوراقي وأعود وفي جعبتي أسألة كنت أفضل أن تبقى أسيرتي.
وبعد أن تأملت ما كتبت أختي الكريمة اكتشفت السر الذي يكمن في أن البساط الذي فرشته أدنى من المستوى المطلوب، ولا أدل على ذلك من أن عدد من شاهدوا الموضوع 129 شخصا ومن تفاعل معه اثنان، .............
ومع ذلك سأواصل المشوار .....
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 01:14 ص]ـ
لو حكمنا على الشعر الجاهلي , فليس لنا عليه مآخذ في المعاني مهما كانت , ويجب أن تكون نظرتنا إلى البلاغة جمال الوصف والتعبير وإتمام الغرض الشعري بدقة , فليس بعد الكفر ذنب.
من وجهة نظري: فأنا أقدم معلقة امرؤ القيس علي معلقة عنترة في جيع المعايير , كما قدمه معظم النقاد , فإن ذكرنا الخمر على سبيل المثال , فهي لم تكن محرمة أو معيبة في جميع الأديان التي سبقت الإسلام.
وفي العصر الإسلامي فإنني أنظر للأدب العربي فقط من الناحية الجمالية والبلاغية , فالكثير من الشعراء ذكروا أبيات غير لائقة , فهل يحق لنا طمسها؟
ولو أعطيناك هذه الفرصة هل تلغي ما جاء من القبيح في الشعر أو النثر في الأدب العربي؟.
لتفعيل هذا الموضوع أخي ليث عليك الرد على التساؤولات السابقة أولا.
أما بعض المناظرات الشعرية التي وردت في كتب الأدب , كان لا محال منها , كما ورد في ردود ليلى الأخيلية على بعض الشعراء حين هجوها , ولم يكن ما جئت به أنا من عينة في موضوع (من نوادر ليلى الأخيلية) ما هو إلا قطرة من غيث.
أوافقك أن بعض الشعراء قد تجاوزوا حدود اللائق من الأدب والشعر , لكن ما ورد وسطر هل يجرؤ أحد على طيه؟
.
لم لم تجب على السؤال السابق؟
ألم يسمع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما قاله امرؤ القيس , فهل ورد أن صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قراءته وسماعه؟؟
كما وأن قصيدة كعب بن زهير التي مدح فيها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , بدأت بالغزل (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) , حتى وإن كانت سعاد شخصية خيالية , لكنه الغزل ولم ينه عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وهذا السؤال أيضا ينتظر الجواب.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 02:29 ص]ـ
:::
هذا الموضوع الموجز إهداء إلى عمي الأحيمر السعدي وإلى الاحباء في هذا الفصيح
من هو الأحيمر السعدي؟
وهو الأحيمر بن فلان بن الحارث بن يزيد السعدي
شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كان لصاً فاتكاً مارداً، من أهل بادية الشام.
وهو القائل:
وإني لأستحي من الله أن أرى ***** أجرّر حبلاً ليس فيه بعير
وأن أسأل الحبس اللئيم بعيره ***** وبعران ربيّ في البلاد كثير
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ***** وصوّت إنسان فكدت أطير
أتى العراق، وقطع الطريق، فطلبه أمير البصرة (سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس) ففر وأهدر دمه وتبرأ منه قومه.
وطال زمن مطارته،
فحن الى وطنه فنظم قصيدة حنين إلى الشام، يقول في أولها:
عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذا عَوى ***** وَصَوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
يَرى اللَهُ إِنّي لِلأَنيسِ لَكارِهٌ ***** وَتُبغِضُهُم لي مُقلَةٌ وَضَميرُ
فَلِلَّيلِ إِن واراني اللَيلُ حكمُهُ ***** وَلِلشَمسِ إِن غابَت عَلَيَّ نُذورُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنّي لَأستَحيي مِنَ اللَهِ أَن أُرى ***** أُجَرِّرُ حَبلاً لَيسَ فيهِ بَعيرُ
وَأَن أَسأَلَ المَرءَ اللَئيمَ بَعيرَهُ ***** وَبَعرانُ رَبّي في البِلادِ كَثيرُ
لَئِن طالَ لَيلي بِالعِراقِ لَرُبَّما ***** أَتى لِيَ لَيلٌ بِالشَآمِ قَصيرُ
مَعي فِتيَةٌ بيضُ الوُجوهِ كَأَنَّهُم ***** عَلى الرَحلِ فَوقَ الناعِجاتِ بُدورُ
أَيا نَخلاتِ الكَرمِ لا زالَ رائِحاً ***** عَلَيكُنَّ مُنهَلُّ الغَمامِ مَطيرُ
سُقيتُنَّ ما دامَت بِكَرمانَ نَخلَةٌ ***** عَوامِرَ تَجري بَينَكُنَّ بُحورُ
سُقيتُنَّ ما دامَت بِنجدٍ وَشيجَةٍ ***** وَلا زالَ يَسعى بَينَكُنَّ غَديرُ
أَلا حَبِّذا الماء الَّذي قابَلَ الحِمى ***** وَمُرتَبِعٌ مَن أَهلِنا وَمَصيرُ
وَأَيّامُنا بِالمالِكِيَّةِ إِنَّني ***** لَهُنَّ عَلى العَهدِ القَديمِ ذَكورُ
وَيا نَخلاتِ الكَرخِ لا زالَ ماطِرٌ ***** عَلَيكُنَّ مُستَنُّ الرِياحِ ذَرورُ
وَما زالَتِ الأَيّامُ حَتّى رَأَيتُني ***** بِدَورَقَ مُلقىً بَينَهُنَّ أَدورُ
تُذَكِّرُني أَظلالُكُنَّ إِذا دَجَت ***** عَلَيَّ ظِلالَ الدَومِ وَهيَ هَجيرُ
وَقَد كُنتُ رَملِياً فَأَصبَحتُ ثاوِياً ***** بِدَورَقَ مُلقى بَينَهُنَّ أَدورُ
وَقَد كُنتُ ذا قُربٍ فَأَصبَحتُ نازِحاً ***** بِكَرمانَ مُلقى بَينَهُنَّ أَدورُ
وَنُبِّئتُ أَنَّ الحَيَّ سَعداً تَخاذَلوا ***** حَماهُم وَهُم لَو يَعصِبونَ كَثيرُ
أَطاعوا لِفِتيانِ الصَباحِ لِئامَهُم ***** فَذوقوا هَوانَ الحَربِ حَيثُ تَدورُ
خَلا الجَوفُ مِن قُتّالِ سَعدٍ فَما بِها ***** لِمُستَصرِخٍ يَدعو الثُبورَ نَصيرُ
نَظَرتُ بِقصرِ الأَبرَشِيَّةِ نَظرَةً ***** وَطَرفي وَراءَ الناظِرينَ بَصيرُ
فَرَدَّ عَلَيَّ العَينَ أَن أَنظُرَ القُرى ***** قُرى الجَوفِ نَخلٌ مُعرِضٌ وَبُحورُ
وَتَيهاءُ يَزوَرُّ القَطا عَن فَلاتها ***** إِذا عَسبَلَت فَوقَ المِتانِ حَرورُ
كَفى حَزَناً أنَّ الحِمارَ بنَ بَحدَلٍ ***** عَلَيَّ بِأَكنافِ السَتّارِ أَميرُ
وَأَنَّ اِبنَ موسى بائِعَ البَقلِ بِالنَوى ***** لَهُ بَينَ بابٍ وَالسِتارِ خَطيرُ
وَإِنّي أَرى وَجهَ البُغاةِ مُقاتِلاً ***** أُدَيرَةَ يَسدي أَمرَنا وَيُنيرُ
هَنيئاً لِمَحفوظٍ عَلى ذاتِ بَينِنا ***** وَلِاِبنِ لَزازٍ مَغنَمٌ وَسُرورُ
أَناعيمُ يَحويهِنَّ بِالجَرَعِ الغَضا ***** جَعابيبُ فيها رِثَّةٌ وَدُثورُ
وذكر العقد الفريد لابن عبد ربه
وقال الأحيمر السعدي: كنت ممن خلعني قومي وأطل السلطان دمي، وهربت وترددت في
البوادي حتى ظننت أني قد جزت نخل وبار أو قريباً من ذلك، وإني كنت أرى النوى في
رجيع الذئاب، وكنت أغشى الذئاب وغيرها من بهائم الوحش، ولا تنفر مني لأنها لم تر
أحداً قبلي، وكنت أمشي إلى الظبي السمين فآخذه، إلا النعام فإني لم أره قط إلا نافراً فزعاً.!
تعبت في الحصول على هذه المعلومات، تمت الإستعانة بكتاب العقد الفريد لابن عبد ربه، وكتاب اللآلي في شرح آمالي القالي لصاحبه البكري
تم بحمد الله
لقد أشركت رسالة الغفران في هذا الموضوع رغم أنفه.
وبالنظر لهذه الأبيات الخارجة عن النص للأحيمر السعدي أيضا ...
لو نصبناك القاضي عليها وحدها أخي أستاذ ليث .. ما هو الحكم الذي تستطيع أن تصدره عليها ...
لقد افتقناك , أين أنت؟؟؟؟؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 02:46 م]ـ
لتفعيل هذا الموضوع أخي ليث عليك الرد على التساؤولات السابقة أولا.
لم لم تجب على السؤال السابق؟
وهذا السؤال أيضا ينتظر الجواب.
لقد طرحت هذا الاقتباس في وقت سابق
بل أقصد الأدب أخي الفاضل فقد امتلأت بطون أمهات كتبنا الأدبية، بما "يخدش الحياء"، وبما ينأى عن القيم والأخلاق.
فما هي المساحة المتاحة للتعاطي مع هذا النوع من الأدب، فإذا ما قدر لي أن أدرس أو أشرح معلقة امرئ القيس فكيف أتعامل مع الأبيات:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة = ...........................
......................... = ............................
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له = ........................
وإذا ما شرحت بردة كعب التي مدح فيها الرسول عليه السلام فهل ألغي قوله:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة= لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت=كأنه منهل بالراح معلول
على أية حال أنا لا أختلف معك أخي رعد بل أنني متفق معك فيما تذهب إليه، وربما هذا يفسر اعتقادك أنني لا أرد، وكم كان بودي أن أسمع رأي أصحاب الاتجاه الآخر، الذين دفعوني إلى فتح هذا الموضوع لنتناقش فيستمع كل منا إلى الرأي الآخر، ويسمع كل منا وجهة نظر صاحبه.
وأنت تعرف أخي أن هذا الموضوع فتحتُه بعد أن ثارت ثائرة البعض بعد موضوع كنتَ قد كتبت فيه، ظنا مني بأن هذا الموضوع سيلقى عناية ممن انبرت أقلامهم في وقت سابق.
لكن أحدا لم ينبس ببنت شفة وكأن هذا الموضوع سقط لا يرتقي إلى مستوى النظر، ولا يستحق المناقشة فمناقشته إضاعة للوقت.
هذا الأمر هو الذي جعلني أطيل الغياب عن هذا المنتدى الأغر الذي كنت أعطيه من وقتي ما يزيد على خمس ساعات يوميا على أقل تعديل.
وربما في حلقة قادمة أوضح سبب عودتي إلى هذا الموضوع بالذات خاصة وأن العشب قد نبت على تربته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 04:29 م]ـ
هل قرأتم مقدمة عيون الأخبار لابن قتيبة؟
ففيها ما يشفي غليلكم وابن قتيبة هو خطيب أهل السنة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 08:22 م]ـ
هل قرأتم مقدمة عيون الأخبار لابن قتيبة؟
ففيها ما يشفي غليلكم وابن قتيبة هو خطيب أهل السنة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
أشكرك أخي الكريم على ما تقدمت به، وبالنسبة لمقدمة عيون الأخبار فقد قرأتها، وكم كان بودي أن أسمع الآراء المخالفة التي تتعامل مع هذا الجانب من الأدب بحساسية مفرطة وقد بدا هذا واضحا عندما طرح أحد الإخوة موضوعا ذا صلة، كان لي رأي فيه، وعند أخذ الأمر منحى .... أقفلنا باب النقاش فيه، وقمت بفتح هذا الموضوع ليناقش الموضوع بشفافية بعيدا عن الحدية والتعصب للرأي.
وكنت أتمنى أن نناقش هذا الأمر علنا نصل إلى نتيجة في هذا الموضوع، لكن من يريد أن يناقش عليه أن يذعن للرأي الآخر أو على أقل تعديل يقبله ويحترمه أن رأى حجته قويه، ولا أظن الجميع مستعد لذلك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:15 ص]ـ
أهلا بكما أخي ليث وأخي رعد، وتحية طيبة لكما
وها هو الموضوع يطرح مرة أخرى نرجو من الإخوة المشاركة
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 03:15 ص]ـ
لم تبق لنا أختي الأستاذة الباحثة عن الحقيقة ما نقوله.
لو حكمنا على الشعر الجاهلي , فليس لنا عليه مآخذ في المعاني مهما كانت , ويجب أن تكون نظرتنا إلى البلاغة جمال الوصف والتعبير وإتمام الغرض الشعري بدقة , فليس بعد الكفر ذنب.
من وجهة نظري: فأنا أقدم معلقة امرؤ القيس علي معلقة عنترة في جيع المعايير , كما قدمه معظم النقاد , فإن ذكرنا الخمر على سبيل المثال , فهي لم تكن محرمة أو معيبة في جميع الأديان التي سبقت الإسلام.
وفي العصر الإسلامي فإنني أنظر للأدب العربي فقط من الناحية الجمالية والبلاغية , فالكثير من الشعراء ذكروا أبيات غير لائقة , فهل يحق لنا طمسها؟
ولو أعطيناك هذه الفرصة كي تلغي ما جاء من القبيح في الشعر أو النثر في الأدب العربي , هل توافقك نفسك أن تلغها من تاريخنا الأدبي؟.
سؤال أرجو الإجابة عليه , إن كان لا فهذا اعتراف منك بلزومه واعتراف بإثرائه للأدب العربي ولا يجوز طيه أو حرقه أو إلقائه في نهر دجلة والفرات كما فعل المغول والتتار.
أما بعض المناظرات الشعرية التي وردت في كتب الأدب , كان لا محال منها , كما ورد في ردود ليلى الأخيلية على بعض الشعراء حين هجوها , ولم يكن ما جئت به أنا من عينة في موضوع (من نوادر ليلى الأخيلية) ما هو إلا قطرة من غيث.
أوافقك أن بعض الشعراء قد تجاوزوا حدود اللائق من الأدب والشعر , لكن ما ورد وسطر لا يجرؤ أحد على طيه ,.
ألم يسمع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما قاله امرؤ القيس , فهل ورد أن صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قراءته وسماعه؟؟
كما وأن قصيدة كعب بن زهير التي مدح فيها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , بدأت بالغزل (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) , حتى وإن كانت سعاد شخصية خيالية , لكنه الغزل ولم ينه عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
ردي هو ذاته رد رعد الازرق فقد اتمّ حق الاتمام في ايجازه ....
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 08:29 م]ـ
أهلا بكما أخي ليث وأخي رعد، وتحية طيبة لكما
وها هو الموضوع يطرح مرة أخرى نرجو من الإخوة المشاركة
يبدو أن الإخوة بانتظار مشاركتك أخانا الكريم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 08:49 م]ـ
لقد طرحت هذا الاقتباس في وقت سابق
على أية حال أنا لا أختلف معك أخي رعد بل أنني متفق معك فيما تذهب إليه، وربما هذا يفسر اعتقادك أنني لا أرد، وكم كان بودي أن أسمع رأي أصحاب الاتجاه الآخر، الذين دفعوني إلى فتح هذا الموضوع لنتناقش فيستمع كل منا إلى الرأي الآخر، ويسمع كل منا وجهة نظر صاحبه.
وأنت تعرف أخي أن هذا الموضوع فتحتُه بعد أن ثارت ثائرة البعض بعد موضوع كنتَ قد كتبت فيه، ظنا مني بأن هذا الموضوع سيلقى عناية ممن انبرت أقلامهم في وقت سابق.
لكن أحدا لم ينبس ببنت شفة وكأن هذا الموضوع سقط لا يرتقي إلى مستوى النظر، ولا يستحق المناقشة فمناقشته إضاعة للوقت.
هذا الأمر هو الذي جعلني أطيل الغياب عن هذا المنتدى الأغر الذي كنت أعطيه من وقتي ما يزيد على خمس ساعات يوميا على أقل تعديل.
وربما في حلقة قادمة أوضح سبب عودتي إلى هذا الموضوع بالذات خاصة وأن العشب قد نبت على تربته.
أخي ليث إن أردت تفعيل هذا الموضوع عليك بإثارة وتوضيحها دون تحفظ وعدم الحذف , كيف لك أن تحاكم متهم دون عرض لائحة الإتهام , فالجميع يمر على هذه الأبيات منهم من لا يكترث بسبب عدم اكمالها , وبعضهم لا يعرف تكملتها , فمهما كانت قبيحة فهي مازالت مهذبة أكثر من أبيات كثيرة عرضت دون حذف حرف , فكيف وقد حذفت شطرا كاملا ..
سأكملها عنك , ومن له رأي سواء مع أو ضد عليه بالبيان والتبيين ...
ولنسمي الموضوع ب"الإتجهاه المعاكس ".
مع احترامي للجميع وستقبل جميع الآراء المختلفة بكل صدر رحب ودون تعصب لرأي.
وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ = فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَعاً = عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ = وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ = فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ = بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 09:18 م]ـ
فرصة أخيرة للصامتين، هل عندكم رأي، هل لكم كلمة، تخالف ما ذ ُكر - وإن كان ما ذكر غيض من فيض - أم أنكم بتّم مقتنعين بما طرح إخوانكم من حجج قوية دامغة، لا طاقة لمخالف بها.
أراكم تقولون إننا قرأنا مقدمة عيون الأخبار وسمعنا رأي ابن قتيبة خطيب أهل السنة في عصره كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، فاقتنعنا بما يقول.
للحديث بقية
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:52 ص]ـ
أرى أننا حين نعرض لشعر امرئ القيس وعنترة يجب أيضا أن نعرض لشعر زهير بن أبي سلمى وأمية بن أبي الصلت فليس كلهم على شاكلة وهم في العصر الجاهلي شأنهم كشأن بقية العرب ليس كلهم يعاقر الخمر أو يرضى الفحش في الكلام والتشبيب وبعض العرب حرم الخمر على نفسه قبل الإسلام وكانوا يروون الشعر ولو لم يكن متوافقا مع أفكارهم ربما من باب أن الشعراء "يقولون ما لا يفعلون"
وذكر بعض الأشياء التي يتحفظ المحدثون الآن منها هي في الحقيقة كانت وما زالت تدور في مجالس الناس وتكون في حديثهم ومجالسهم وينطق بها ولا يكنى عنها حتى عند علية القوم ولا ينتقصون ذلك ولا يشنعون عليه وإنما التحفظ أتى بعد ذلك وأظنه في العصور المتأخرة الحديثة وربما الهدف من ذلك التشنيع على الأدب العربي حتى أن بعض المحققين يضعون النقط محل الكلمات التي يشمئزون منها وفي الحقيقة أني مؤيد لرأي ابن قتيبة في ذلك
ورأيه كما يعلمه الجميع وهو في الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=34986
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 11:08 ص]ـ
قول ابن قتيبة مقنع لكل ذي عقل ودين، ونقل رأيه في هذا الموضوع مناسب تماماً للغرض وفي مكانه وزمانه ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:29 م]ـ
أرى أننا حين نعرض لشعر امرئ القيس وعنترة يجب أيضا أن نعرض لشعر زهير بن أبي سلمى وأمية بن أبي الصلت فليس كلهم على شاكلة وهم في العصر الجاهلي شأنهم كشأن بقية العرب ليس كلهم يعاقر الخمر أو يرضى الفحش في الكلام والتشبيب وبعض العرب حرم الخمر على نفسه قبل الإسلام وكانوا يروون الشعر ولو لم يكن متوافقا مع أفكارهم ربما من باب أن الشعراء "يقولون ما لا يفعلون"
وذكر بعض الأشياء التي يتحفظ المحدثون الآن منها هي في الحقيقة كانت وما زالت تدور في مجالس الناس وتكون في حديثهم ومجالسهم وينطق بها ولا يكنى عنها حتى عند علية القوم ولا ينتقصون ذلك ولا يشنعون عليه وإنما التحفظ أتى بعد ذلك وأظنه في العصور المتأخرة الحديثة وربما الهدف من ذلك التشنيع على الأدب العربي حتى أن بعض المحققين يضعون النقط محل الكلمات التي يشمئزون منها وفي الحقيقة أني مؤيد لرأي ابن قتيبة في ذلك
ورأيه كما يعلمه الجميع وهو في الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=34986
بارك الله فيك أخي زين الشباب على المشاركة الرائعة
وأنا بصدد وضع رأي ابن قتيبة هنا ليتسنى للجميع الاطلاع عليه.
لقد كان عندي بحث طويل أعددته في وقت سابق أبحث عنه لأدرجه هنا، من بين ما جاء فيه ما ذكرته أخي زين الشباب مشكورا.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:31 م]ـ
قول ابن قتيبة مقنع لكل ذي عقل ودين، ونقل رأيه في هذا الموضوع مناسب تماماً للغرض وفي مكانه وزمانه ..
مقنع لمن يريد الاقتناع أما ...............
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:47 م]ـ
لقد كان عندي بحث طويل أعددته في وقت سابق أبحث عنه لأدرجه هنا، من بين ما جاء فيه ما ذكرته أخي زين الشباب مشكورا.
بانتظار بحثك يا استاذي الفاضل
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 08:43 م]ـ
الكلام على الأدب بشكل عام هو السهل الممتنع اخي ليث
ولكن أستطيع القول بأن الأدب مرتبط بالمجتمع وبحسب النقد الماركسي هو انعكاس لصورة المجتمع وقد عرف أسلافنا رحمهم الله هذا قبل منظري النقد الاجتماعي
حين قالوا بأن الشعر ديوان العرب وكما تعلم فإن جلّ نتاجنا الأدبي شعر في المرحلة الأولى
والقيمة التي يحظى بها الادب العربي بين آداب العالم تشهد لها مدوناتهم انفسهم
فحين يقول أحدهم ان الأدب الأندلسي مثلا هو البذرة الأساس في ظهور الرومانسية الغربية
وحين تجد الجذور العربية في أشهر مدوناته وأشدد على كلمة أشهر
فهذا يعني اعترافا صريحا بقيمة الأدب (العربي -الإسلامي) فخذ مثلا الكوميديا الإلهية لدانتي تجد رسالة الغفران ورسالة ابن شهيد وحتى قصة الإسراء و المعراج لها اكبر الاثر على هذا الأثر الأدبي الأوربي الذي لا بد لدارس الأدب عندهم من الإطلاع عيه
وروبنسن كروزو لدانييل ديفو تشهد لابن طفيل الأندلسي بالتفوق
وتطول الأمثلة حول هذا
الخلاصة إنه إذا اعترف الغير بقيمة وعبقرية أدبنا فأعتقد انه علينا أن نفخر
ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح:
أين أين أدب اليوم من الأمس؟؟
لمَ هذه الغربة بين ادبنا الحديث وبين تراثننا
وهل سينزل ادبنا الحديث من عليائه ليصبح لسان حال شعوبنا؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 08:51 م]ـ
بالنسبة لما يخدش الحياء
فقد قيل قديما أنه لكل مقام مقال ولو نظرت في الأغاني للأصفهاني
لرأيته يزخر بالكلام الساقط البذيء
بصراحة أنا لا ألوم الاصفهاني فلو كنت مكانه لقمت بذات الشيء فهو مؤرخ للأدب ليس إلا
ومغامرات امرئ القيس في دارة جلجل وغيرها
أو فحش الفرزدق وبشار وخلاعيات أبي نواس والمجون في ألف ليلة وليلى
هي من الساقط الذي يستطيع المتلقي أن يتبين رداءته
ولكنني لست مع الحذف والتغييب
فالتأريخ-من حيث هو فعل- هو التأريخ لا تنظر بعين واحدة بل انظر بعينيك
كما قال امرؤ القيس أبياتا فيها من السقط والفجور فإن له أبياتا تطرب لها الأسماع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 12:15 م]ـ
بارك الله في كل من أتحفنا برأي في هذا المجال وعندي سؤال أطرحه عليكم يا أصحاب الأفكار الراقية والعقول النيرة:
- لماذا نتعامل بحساسية مفرطة مع بعض أبيات الغزل ونستمع للهجاء المقذع بل أريحية، مع العلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام استمع للغزل ونهى عن الهجاء الذي ينال من الأعراض، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم؟؟!!
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 07:11 م]ـ
بارك الله في كل من أتحفنا برأي في هذا المجال وعندي سؤال أطرحه عليكم يا أصحاب الأفكار الراقية والعقول النيرة:
- لماذا نتعامل بحساسية مفرطة مع بعض أبيات الغزل ونستمع للهجاء المقذع بل أريحية، مع العلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام استمع للغزل ونهى عن الهجاء الذي ينال من الأعراض، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم؟؟!!
السبب ياليث بن ضرغام كامن في ثقافتنا وطبائعنا:):):)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 10:39 م]ـ
بارك الله في كل من أتحفنا برأي في هذا المجال وعندي سؤال أطرحه عليكم يا أصحاب الأفكار الراقية والعقول النيرة:
- لماذا نتعامل بحساسية مفرطة مع بعض أبيات الغزل ونستمع للهجاء المقذع بل أريحية، مع العلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام استمع للغزل ونهى عن الهجاء الذي ينال من الأعراض، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم؟؟!!
السبب ياليث بن ضرغام كامن في ثقافتنا وطبائعنا:):):)
ومن أين نستمد ثقافتنا أخي الكريم؛ من عصر النور أم من عصر الظلام؟
أم إن كثيرا من الرواسب الاجتماعية تلقي بظلالها علينا، فلا نرى ما وراءها؟
أشكرك أخي زين الشباب على التفاعل والتواصل مع الموضوع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:01 ص]ـ
ومن أين نستمد ثقافتنا أخي الكريم؛ من عصر النور أم من عصر الظلام؟
أم إن كثيرا من الرواسب الاجتماعية تلقي بظلالها علينا، فلا نرى ما وراءها؟
أشكرك أخي زين الشباب على التفاعل والتواصل مع الموضوع
ما رأيكم؟
ـ[أم أسامة]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:08 ص]ـ
أحيي فيك أخي ليث روح الحوار هذه وتقبل الأخر ...
دمت متميزاً
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 03:12 م]ـ
أهلا بك يا ليث
إنما قلت ما قلت مداعبة يا صديقي
وللبيئة المحيطة حولنا أبرز أثر في النفوس كأن يكن تقبل الهجاء أيسر من تقبل الغزل.
وليس كل الناس يفضل الهجاء على الغزل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 11:04 م]ـ
أهلا بك يا ليث
إنما قلت ما قلت مداعبة يا صديقي
وللبيئة المحيطة حولنا أبرز أثر في النفوس كأن يكن تقبل الهجاء أيسر من تقبل الغزل.
وليس كل الناس يفضل الهجاء على الغزل.
أشكرك أخي زين الشباب على تفاعلك وتواصلك، وتسعدني ردودك.
أتفق معك أن أغلب الناس يتقبلون الهجاء أكثر من الغزل، وربما ألتمس عذرا لعامة الناس، ولكن المتعلم لا أجد له عذرا في ذلك.
لا أعرف كيف يقيسون وبم يسترشدون؟
ألم يقرأوا التاريخ؟ هل هم أكثر حرصا من بعض العلماء وكبار الفقهاء؟!
لقد قرأت قبل أيام موضوعا للشيخ الطنطاوي، بعنوان غزل الفقهاء، من خمس حلقات، ربما أقتطف منه هنا أو أتحدث عنه في نافذة جديدة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 11:33 م]ـ
أشكرك أخي زين الشباب على تفاعلك وتواصلك، وتسعدني ردودك.
أتفق معك أن أغلب الناس يتقبلون الهجاء أكثر من الغزل، وربما ألتمس عذرا لعامة الناس، ولكن المتعلم لا أجد له عذرا في ذلك.
لا أعرف كيف يقيسون وبم يسترشدون؟
ألم يقرأوا التاريخ؟ هل هم أكثر حرصا من بعض العلماء وكبار الفقهاء؟!
لقد قرأت قبل أيام موضوعا للشيخ الطنطاوي، بعنوان غزل الفقهاء، من خمس حلقات، ربما أقتطف منه هنا أو أتحدث عنه في نافذة جديدة.
فلتكن نافذة جديدة أخي ليث ..
بوركت وبورك قلمك المتألق.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 11:50 م]ـ
أتذكرون هذه الزاوية؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 12:43 ص]ـ
أتذكرون هذه الزاوية؟
نذكرها جيداً ... لكننا مازلنا ننتظر الرأي الآخر أخي" ليث " أبا همام!!!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 03:31 ص]ـ
أتذكرون هذه الزاوية؟
لا أقول قول عنترة:
يا طائِرَ البانِ قَد هَيَّجتَ أَشجاني = وَزِدتَني طَرَباً يا طائِرَ البانِ
بل أقول قول سلم جُدي
يا طائر البان قد هيجت أشجاني = وزدتني حرقة يا طائر البانِ(/)
القصيدة التي غفل عنها العلماء
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 10:37 م]ـ
في كتاب الأمالي لأبي علي القالي قصيدة لأبي صفوان الأسدي يقول فيها:
نأت دار ليلى وشط المزار * فعيناك ما تطعمان الكرى
ومرَّ بفرقتها بارح * فصدق ذاك غراب النوى
فأضحت ببغدان في منزل * له شرفات دوين السما
وجيش ورابطة حوله * غلاظ الرقاب كأسد الشرى
بأيدهم محدثاث الصقال * سريجية يختلين الطلى
ومن دونها بلد نازح * يجيب به البوم رجع الصدى
ومن منهل آجن ماؤه * سدى لا يعاذ به قد طما
ومن حنش لا يجيب الرقاة * أسمر ذي حمة كالرشا
أصم صموت طويل السباة * منهرت الشدق حاري القرا
له في اليبيس نفاث يطير * على جانبيه كجمر الغضا
وعينان حمر مآقيهما * تبصان في هامة كالرحا
إذا ما تثاءب أبدى له * مذربة عصلا كالمدى
كأن حفيف الرحا جرسه * إذا اصطك أنيابه وانطوى
ولو عض حرفي صفاة إذا * لأنشب أنيابه في الصفا
القصيدة رائعة وجميلة والذي لفت نظري فيها روعة التصوير وحسن الانتقال من غرض إلى آخر ... أرجو العودة إليها ومن يعرف عنها شيئًا فلا يبخل بما لديه ودمتم موفقين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 10:45 م]ـ
مشكور أخي صريع على هذه القصيدة، هي بحاجة أيضاً إلى شرح لغوي
ولنا عودة معها إن شاء الله(/)
الأمثال العربية الفصحى , والحكمة منها , والرواية التي أطلقتها.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 12:46 ص]ـ
أقترح عليكم أيها الفصحاء بفتح هذا الباب , للأمثال العربية الفصحى والحكمة منها , والرواية التي أطلقتها.
فأرجو ممن أراد التفاعل أن يدلي بدلوه.
قطعت جهيزة قول كل خطيب
أصله أن قوما اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيين قتل أحدهما من الآخر قتيلا، ويسألون أن يرضوا بالدية، فبينا هم في ذلك إذ جاءت أمة يقال لها جهيزة فقالت: إن القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله. فقالوا عند ذلك: قطعت جهيزة قول كل خطيب. أي قد استغني عن الخطب. يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه بحماقة يأتي بها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 01:05 ص]ـ
رجع بخفي حنين
كان إِسكافاً من أهل الحيرة ساوَمَه أعرابي بخُفَّين، فاختلفا حتى أَغْضبه، فأَراد أن يَغِيظ الأعرابيّ، فلما ارتحل أخذ أحدَ الخُفين فألقاه في طريق الأعرابيّ، ثم أَلقى الآخر بموضع آخر على طَرِيقه، فلما مَرَّ الأعرابيّ بالخُف الأول، قال: ما أشبه هذا بِخُفِّ حُنين، لو كان معه صاحبُه لأخذتُه، فلمِا مَرَّ بِالآخر نَدِم على تَرْك الأوّل، فأناخ راحلتَه، وانصرف إلى الأوّل، وقد كَمن له حُنين، فوَثب على راحلته وذَهب بها، وأقبل الأعرابيّ ليس معه غير خفَّي حُنَين، فَذَهبت مَثَلاً.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 01:40 ص]ـ
بلغ السيل الزبى
هي جمع زبية، وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده. وأصلها الرابية لا يعلوها الماء فإذا بلغها السيل كان جارفا مجحفا.
يضرب لما جاوز الحد.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 01:53 ص]ـ
بارك الله بك أخ رعد على الموضوع الممتع والمفيد وسأشارككم بهذا المثل:
بعد اللتيا والتي:
هما الداهية الكبيرة والصغيرة. وكني عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهاً بالحية، فإنها إذا كثر سمها صغرت، لأن السم يأكل جسدها. وقيل: الأصل فيه أن رجلاً من جديس تزوج امرأة قصيرة فقاسى منها الشدائد، وكان يعبر عنها بالتصغير، فتزوج امرأة طويلة فقاسى منها ضعف ما قاس من الصغيرة، فطلقها وقال: بعد اللتيا والتي لا أتزوج أبداً. فجرى ذلك منهم مثلاً
منقول: عن مجمع الأمثال للميداني
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:02 م]ـ
إن من البيان لسحراً
قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين وفد عليه عمرو بن الأهتم والزبرقان فقال بن بدر وقيس ابن عاصم فسأل عليه الصلاة والسلام عمرو بن الأهتم عن الزبرقان فقال عمرو: مطاع في أدنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره فقال الزبرقان: يا رسول الله إنه ليعلم مني أكثر من هذا ولكنه حسدني فقال عمرو: أما والله إنه لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الوالد لئيم الخال والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الأخرى ولكني رجل رضيت فقلت أحسن ما عملت وسخطت فقلت أقبح ما وجدت. فقال عليه الصلاة والسلام: إن من البيان لسحراً. يعني أن بعض البيان يعمل عمل السحر؛ ومعنى السحر إظهار الباطل في صورة الحق، والبيان اجتماع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسن وإنما شبه بالسحر لحدة عمله في سمامعه وسرعة قبول القلب له يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:42 م]ـ
إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى
المنبت المنقطع عن أصحابه في السفر. والظهر الدابة. قاله عليه الصلاة والسلام لرجل اجتهد في العبادة حتى هجمت عيناه أي غارتا فلما رآه قال له: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق إن المنبت أي الذي يجد في سيره حتى ينبت أخيراً سماه بما تؤؤول إليه عاقبته كقوله تعالى: " إنك ميت وإنهم ميتون " يضرب لمن يبالغ في طلب الشيء ويفرط حتى ربما يفوته على نفسه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:46 م]ـ
إن الجواد عينه فراره
الفرار بالكسر النظر إلى أسنان الدابة لتعرف قدر سنها وهو مصدر ومنه قول الحجاج فررت عن ذكاء ويروى فراره بالضم وهو اسم منه يضرب لمن يدل ظاهره على باطنه فيغني عن اختباره حتى لقد يقال إن الخبيث عينه فراره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:50 م]ـ
إن البغاث بأرضنا يستنسر
البغاث ضرب من الطير وفيه ثلاث لغات الفتح والضم والكسر والجمع بغثان، قالوا هو طير دون الرخمة واستنسر صار كالنسر في القوة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير يضرب للضعيف يصير قوياً وللذليل يعز بعد الذل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:51 م]ـ
إن الرثيئة تفثأ الغضب
الرثيئة اللبن الحامض يخلط بالحلو. والفثء التسكين. زعموا أن رجلاً نزل بقوم وكان ساخطاً عليهم وكان مع سخطه جائعاً فسقوه الرثيئة فسكن غضبه يضرب في الهدية تورث الوفاق وإن قلت.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:54 م]ـ
إن الموصين بنو سهوان
والأصوب في معناه أن يقال إن الذين يوصون بالشيء يستولي عليهم السهو حتى كأنه موكل بهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:56 م]ـ
إن دواء الشق أن تحوصه
الحوص الخياطة يضرب في رتق الفتق وإطفاء النائرة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:59 م]ـ
إن الجبان حتفه من فوقه
الحتف الهلاك ولا يبنى منه فعل وخص هذه الجهة لأن التحرز مما ينزل من السماء غير ممكن. يشير إلى أن الحتف إلى الجبان أسرع منه إلى الشجاع لأنه يأتيه من حيث لا مدفع له. قال ابن الكلبي: أول من قاله عمرو بن أمامة في شعر له وكانت مراد قتلته فقال هذا الشعر عند ذلك وهو قوله:
لقد حسوت الموت قبل ذوقه = إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مقاتل عن طوقه = والثور يحمي أنفه بروقه
يضرب في قلة نفع الحذر من القدر. وقوله حسوت الموت قبل ذوقه الذوق مقدمة الحسو فهو يقول قد وطنت نفسي على الموت فكأني بتوطين القلب عليه كمن لقيه صراحاً.
ـ[عبدالله]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:10 م]ـ
سلمت أيديكم على تفضلتم به
أخي الأستاذ رعد
عند ذكرك المثل " قطعت جهيزة قول كل خطيب " علقت بأنه:
" يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه بحماقة يأتي بها "
عفوا هل جاء في احد شروح المثل ذكر الحماقة أو ما يشابهها؟
أرجو إفادتي
واسلم
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:23 م]ـ
مساء الخير أخي عبد الله.
نعم لقد ورد هذا القول في كتاب (مجمع الأمثال للميداني)
بارك الله فيك وشكرا على المداخلة العطرة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:25 م]ـ
إن البغاث بأرضنا يستنسر
البغاث ضرب من الطير وفيه ثلاث لغات الفتح والضم والكسر والجمع بغثان، قالوا هو طير دون الرخمة واستنسر صار كالنسر في القوة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير
يضرب للضعيف يصير قوياً وللذليل يعز بعد الذل.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:28 م]ـ
كأن على رؤوسهم الطير.
وفي صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم اطرق جلساؤه كأنما على رؤوسه الطير. يريد أنهم يسكنون ولا يتكلمون، والطير لا تسقط إلا على ساكن.
يضرب للساكن الوادع.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 10:32 م]ـ
يداك أوكتا وفوك نفخ
يقال أن رجلاً كان في جزيرة من جزر البحر فأراد أن يعبر على قربة قد نفخ فيها فلم يحسن إحكامها. حتى إذا توغل في البحر خرج منها الهواء فغرق، حتى إذا أوشك على الموت استغاث برجل فقال الرجل له: يداك أوكتا وفوك نفخ
يضرب لمن يجني على نفسه الشر.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:32 ص]ـ
إنما نعطي الذي أعطينا
وأصل هذا المثل أن رجلاً ولدت له زوجته بنتاً فامتعض وصبر، ثم أنجبت له ابنة ثانية فتضايق وصبروفي المرة الثالثة أنجبت له ... بنتاً كذلك، فما كان منه إلا أن هجرها وأقام في بيت قريبٍ منها فلما رأت ذلك قالت:
ما لأبي الذلفاء لا يأتينا = وهو في البيت الذي يلينا
يغضب أن لم تلد البنينا = وإنما نعطي الذي أعطينافلما سمع الرجل ذلك طابت نفسه ورجع إليها. يضرب في الاعتذار عن شيء لا يملك الإنسان دفعه أو حدوثه
ـ[نزار جابر]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:33 ص]ـ
خلّ سبيلَ من وَهى سقاؤه
التخلية: عدم التّعرّض، ووهى السّقاء يهي وهيا: تمزّق، والسّقاء: القِربة
ويضرب هذ المثل في الرّجل لا يستقيم في أمره، وأنّه لا ينبغي أن يعاني. وقيل إنّه يُضرَب في إفشاء السّر بمعنى إذا باح صاحبك بسرّك، ونضح به كما ينضح السّقاء الواهي بالماء، فدعه عنك ولا تؤاخه ولا تصاحبه فلا خير فيه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 12:19 م]ـ
لو ترك القطا ليلا لنام
نزل عمرو بن مامة على قوم من مراد فطرقهم ليلا، فأثار القطا من أماكنها، فسمعت امرأة رفرفتها، فنبهت المرأة زوجها فقال: إنما هي القطا؛ فقالت: لو ترك القطا ليلا لنام.
يضرب لمن حمل على مكروه من غير إرادته.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:19 م]ـ
إن لله جنوداً منها العسل
قاله معاوية لما سمع أن الأشتر سقي عسلاً فيه سم فمات يضرب عند الشماتة بما يصيب العدو.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:21 م]ـ
إن الشفيق بسوء ظن مولع
يضرب للمعنى بشأن صاحبه لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث كنحو ظنون الوالدات بالأولاد.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:22 م]ـ
إن المعاذير يشوبها الكذب
يقال، معذرة ومعاذر ومعاذير. يحكى أن رجلاً اعتذر إلى إبراهيم النخعي فقال إبراهيم: قد عذرتك غير معتذر إن المعاذير المثل.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:26 م]ـ
إن الدواهي في الآفات تهترس
ويروى ترتهس وهو قلب تهترس من الهرس وهو الدق يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضاً كثرة يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن واصلة أن رجلاً مر بآخر وهو يقول يا رب إما مهرة أو مهراً فأنكر عليه ذلك وقال لا يكون الجنين إلا مهرة أو مهراً فلما ظهر الجنين كان مشيأ الخلق مختلفه فقال الرجل عند ذلك:
قد طرقت بجنين نصفه فرس = أن الدواهي في الآفات تهترس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:27 م]ـ
إن وراء الأكمة ما وراءها
أصله أن أمة واعدت صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغت من مهنة أهليها ليلاً فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل فقالت حين غلبها الشوق حبستموني وإن وراء الأكمة ما وراءها يضرب لمن يفشي على نفسه أمراً مستوراً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:29 م]ـ
إن خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوء
يضرب للرجل يعتذر من شيء فعله بالكذب يحكى هذا المثل عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وهذا كقولهم عذره أشد من جرمه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:30 م]ـ
إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
هذا من كلام عمران بن حصين. والمعاريض جمع المعراض يقال عرفت ذلك في معراض كلامه أي في فحواه قلت أجود من هذا أن يقال التعريض ضد التصريح وهو أن يلغز كلامه عن الظاهر فكلامه معرض والمعاريض جمعه ثم لك أن تثبت الياء وتحذفها والمندوحة السعة وكذلك الندحة يقال إن في كذا ندحة أي سعة وفسحة. يضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:04 م]ـ
إن الهوان للئيم مرأمة
المرأمة الرئمان وهما الرأفة والعطف يعني إذا أكرمت اللئيم استخف بك وإذا أهنته فكأنك أكرمته كما قال أبو الطيب:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته= وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا = مضر كوضع السيف في موضع الندى
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:06 م]ـ
إن الكذوب قد يصدق
قال أبو عبيد هذا المثل يضرب للرجل تكون الإساءة الغالبة عليه ثم تكون منه الهنة من الإحسان.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:12 م]ـ
إنما خدش الخدوش أنوش
الخدش الأثر وأنوش هو ابن شيت بن آدم صلى الله عليهما وسلم أي إنه أول من كتب وأثر بالخط في المكتوب. يضرب فيما قدم عهده.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:14 م]ـ
إن النساء لحم على وضم
الوضم ما وقي به اللحم من الأرض من بارية أو غيرها وهذا المثل يروى عن عمر رضي الله عنه حين قال: لا يخلون رجل بمغيبة أن النساء لحم على وضم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:17 م]ـ
إني لآكل الرأس وأنا أعلم ما فيه
يضرب للأمر تأتيه وأنت تعلم ما فيه مما تكره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:18 م]ـ
إذا جاء الحين حارت العين
قال أبو عبيد: وقد روي نحو هذا عن ابن عباس. وذلك أن نجدة الحري أو نافعاً الأزرق قال له: أنك تقول أن الهدهد إذا نقر الأرض عرف مسافة ما بينه وبين الماء وهو لا يبصر شعيرة الفخ. فقال: إذا جاء القدر عمي البصر.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:20 م]ـ
أنف في السماء واست في الماء
يضرب للمتكبر الصغير الشأن.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:22 م]ـ
أنفك منك وإن كان أذن
الذنين ما يسيل من الأنف من المخاط وقد ذنّ الرجل يذن ذنيناً فهو أذنّ، والمرأة ذناء. وهذا المثل مثل قولهم أنفك منك وإن كان أجدع.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:23 م]ـ
إذا أرجعن شاصياً فارفع يدا
وروى أبو عبيد أرجحن وهما بمعنى مال ويروى أجرعن وهو قلب أرجعن وشاصياً من شصا يشصو شصواً إذا ارتفع يقول إذا سقط الرجل وارتفعت رجله فاكفف عنه يريدون إذا خضع لك فكف عنه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:25 م]ـ
إن كنت بي تشد أزرك فأرخه
أي أن تتكل علي في حاجتك فقد حرمتها.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:30 م]ـ
إلى أمه يلهف اللهفان
يضرب في استعانة الرجل بأهله وأخوانه واللهفان المتحسر على الشيء واللهيف المضطر فوضع اللهفان موضع اللهيف ولهف معناه تلهف أي تحسر وإنما وصل بالي على معنى يلجأ ويفر وفي هذا المعنى قال القطامي:
وإذا يصيبك والحوادث جمة = حدث حداك إلى أخيك الأوثق
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 05:33 م]ـ
إذا عز أخوك فهن
قال أبو عبيد: معناه مياسرتك صديقك ليست بضيم يركبك منه فتدخلك الحمية به إنما هو حسن خلق وتفضل فإذا عاسرك فياسره وكان المفضل يقول أن المثل لهذيل بن هبيرة التغلبي وكان أغار على بني ضبة فغنم فاقبل بالغنائم فقال له أصحابه: أقسمها بيننا. فقال: إني أخاف أن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب. فأبوا. فعندها قال: إذا عز أخوك فهن. ثم نزل فقسم بينهم الغنائم وينشد لابن أحمر:
دببت له الضراء وقلت أبقى = إذا عز ابن عمك أن تهونا
أخاك أخاك إن من لا أخا له = كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 06:08 م]ـ
أخوك من صدقك النصيحة
يعني، النصيحة في أمر الدين والدنيا، أي صدقك في النصيحة، فحذف في وأوصل الفعل. وفي بعض الحديث، الرجل مرآة أخيه، يعني، إذا رأى من ما يكره أخبره به ونهاه عنه، ولا يوطئه العشوة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:43 م]ـ
إلا حظية فلا ألية
مصدر الحظية الحظوة والحظوة والحظة والألية فعيلة من الألو وهو التقصير ونصب حظية وألية على تقدير إلا أكن حظية فلا أكون ألية وهي فعيلة بمعنى فاعلة يعني آلية، ويجوز أن يكون للإزدواج والحظية فعيلة بمعنى مفعوله. يقال: أحظاها الله فهي حظية ويجوز أن تكون بمعنى فاعلة. يقال: حظي فلان عند فلان يحظى حظوة فهو حظيّ والمرأة حظية. قال أبو عبيد: أصل هذا في المرأة تصلف عند زوجها. فيقال لها: إن أخطأتك الحظوة فلا تألي أن تتوددي إليه. يضرب في الأمر بمداراة الناس ليدرك بعض ما يحتاج إليه منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:52 م]ـ
إنما أنت خلاف الضبع الراكب
وذلك، أن الضبع إذا رأت راكباً خالفته وأخذت في ناحية أخرى هرباً منه والذئب يعارضه مضادة للضبع. يضرب، لمن يخالف الناس فيما يصنعون.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:57 م]ـ
إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض
روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حين رأى خلاف أصحابه وتخاذلهم، تمثل بقولهم " إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " يعني إنما خذلت يوم خذل عثمان؛ وحكاية هذا المثل أنهم قالوا: اصطحب أسد، وثور أحمر، وثور أبيض، وثور أسود في أجمة؛ فقال الأسد للأحمر والأسود: هذا الأبيض يفضحنا بلونه، ويطمع فينا من يقصدنا! فلو تركتماني آكله، أمنا فضيحة لونه؛ فأذنا له في ذلك فأكله؛ ثم قال للأحمر: هذا الأسود يخالف لوني ولونك ولو بقيت أنا وأنت، ظنك من يراك أسداً مثلي فدعني آكله، فسكت عنه فأكله؛ ثم قال للثور الأحمر: لم يبق إلا أنا وأنت، وأريد أن آكلك! فقال: إن كنت فاعلاً ولا بد، فدعني أصعد تلك الهضبة، وأصيح ثلاثة أصوات، فقال: افعل ما تريد، فصعد وصاح ثلاثة أصوات: " ألا إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " فجرت مثلاً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:59 م]ـ
إذا حككت قرحة أدميتها
يحكى هذا عن عمرو بن العاص، وقد كان اعتزل الناس في آخر خلافة عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، فلما بلغه حصره ثم قتله، قال: إنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة أدميتها. روي عن عامر الشعبي أنه كان يقول الدهاة، أربعة: معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:00 م]ـ
إنما هو كبرق الخلب
يقال: برق خلب وبرق خلب بالإضافة، وهما البرق الذي لا غيث معه كأنه خادع، والخلب أيضاً، السحاب الذي لا مطر فيه. فإذا قيل، برق الخلب، فمعناه، برق السحاب الخلب يضرب، لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:01 م]ـ
إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر
قال المفضل بن محمد: بلغنا أن بني ثعلبة بن سعد بن ضبة في الجاهلية تراهنوا على الشمس والقمر ليلة أربع عشرة. فقالت طائفة: تطلع الشمس فتراضوا برجل جعلوه بينهم فقال رجل منهم: إن قومي يبغون علي؛ فقال: العدل أن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر. فذهب مثلاً هذا كلامه، والبغي الظلم. يقول: إن ظلمك قومك لا يظلمك القمر فانظر يتبين لك الأمر والحق. يضرب، للأمر المشهور.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:06 م]ـ
أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك
قال المفضل: بلغنا أن فتاة من بنات العرب كانت لها خالات وعمات فكانت إذا زارت خالاتها ألهينها وأضحكنها وإذا زارت عماتها أدبنها وأخذن عليها. فقالت لأبيها: إن خالاتي يلطفنني وإن عماتي يبكينني. فقال أبوها وقد علم القصة: أمر مبكياتك أي الزمي واقبلي أمر مبكياتك. ويروى أمر بالرفع أي أمر مبكياتك أولى بالقبول والأتباع من غيره.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:43 م]ـ
أنا ابن جلا
يضرب للمشهور المتعلم. وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا = متى أضع العمامة تعرفونيوتمثل به الحجاج على منبر الكوفة قال بعضهم: ابن جلا النهار. وحكي عن عيسى بن عمر أنه كان لا يصرف رجلاً يسمى بضرب ويحتج بهذا البيت ويقول لم ينون جلا لأنه على وزن فعل قالوا وليس له في البيت حجة لأن الشاعر أراد الحكاية فحكى الاسم على ما كان عليه قبل التسمية وتقديره أنا ابن الذي يقال له جلا الأمور وكشفها.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:55 م]ـ
به لا بظبي أعفر
الأعفر، الأبيض، أي لتنزل به الحادثة لا بظبي .. قاله الفرزدق حين نعي إليه زياد بن أبيه فقال:
أقول له لما أتاتني نعيه=به لا بظبي بالصريمة أعفرا
يضرب عند الشماتة.
هذا البيت يدعم موقفي في موضوعي (جرير والفرزدق والأخطل في محكمة الفصيح).
كما ترون ... الفرزدق يشمت في الموت!!!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 12:51 ص]ـ
أنا ابن جلا
يضرب للمشهور المتعلم. وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا = متى أضع العمامة تعرفونيوتمثل به الحجاج على منبر الكوفة قال بعضهم: ابن جلا النهار. وحكي عن عيسى بن عمر أنه كان لا يصرف رجلاً يسمى بضرب ويحتج بهذا البيت ويقول لم ينون جلا لأنه على وزن فعل قالوا وليس له في البيت حجة لأن الشاعر أراد الحكاية فحكى الاسم على ما كان عليه قبل التسمية وتقديره أنا ابن الذي يقال له جلا الأمور وكشفها.
معلومة جيدة أخي الأستاذ الليث , لم نكن نعرفها.
شكرا لك على مشاركاتك العذبة الشيقة .........
بارك الله فيك.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 02:43 ص]ـ
FF0033
يروى أن امرأ القيس لما أراد الخروج الى قيصر استودع السموءل بن حيان بن عادياء دروعاً فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام فتحرز منه السموءل فأخذ الملك ابناً له وكان خارجاً من الحصن
فصاح الملك بالسموءل فأشرف عليه فقال: هذا ابنك في يدي وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي ومن عشيرتي وأنا أحق بميراثه فإن دفعت الي الدروع وإلا ذبحت ابنك فقال: أجلني فأجله فجمع أهل بيته ونساءه فشاورهم فكلٌّ أشار عليه أن يدفع الدروع ويستنقذ ابنه فلما أصبح اشرف عليه وقال: ليس إلى دفع الدروع سبيل فاصنع ما أنت صانع فذبح الملك ابنه وهو مشرف ينظر اليه ثم انصرف الملك بالخيبة فوفى السموءل بالدروع فدفعها الى ورثة امرئ القيس وقال في ذلك:
وفيت بأدرع الكندي إني = إذا ما خان أقوام وفيت
وقالوا إنه كنز رغيب = ولا والله أغدر ما مشيت
بنى لي عاديا حصناً حصيناً = وبئراً كلما شئت استقيت
فذهب موقفه هذا يضرب لوفاء الرجل بأمانته واتسع استخدامه فصار يضرب لمن يفي بوعده أو يصدق بقوله أو ينفذ كل ما التزم به من عمل على أحسن وجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 02:45 ص]ـ
أوفى من السموءل
يروى أن امرأ القيس لما أراد الخروج الى قيصر استودع السموءل بن حيان بن عادياء دروعاً فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام فتحرز منه السموءل فأخذ الملك ابناً له وكان خارجاً من الحصن
فصاح الملك بالسموءل فأشرف عليه فقال: هذا ابنك في يدي وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي ومن عشيرتي وأنا أحق بميراثه فإن دفعت الي الدروع وإلا ذبحت ابنك فقال: أجلني فأجله فجمع أهل بيته ونساءه فشاورهم فكلٌّ أشار عليه أن يدفع الدروع ويستنقذ ابنه فلما أصبح اشرف عليه وقال: ليس إلى دفع الدروع سبيل فاصنع ما أنت صانع فذبح الملك ابنه وهو مشرف ينظر اليه ثم انصرف الملك بالخيبة فوفى السموءل بالدروع فدفعها الى ورثة امرئ القيس وقال في ذلك:
وفيت بأدرع الكندي إني = إذا ما خان أقوام وفيت
وقالوا إنه كنز رغيب = ولا والله أغدر ما مشيت
بنى لي عاديا حصناً حصيناً = وبئراً كلما شئت استقيت
فذهب موقفه هذا يضرب لوفاء الرجل بأمانته واتسع استخدامه فصار يضرب لمن يفي بوعده أو يصدق بقوله أو ينفذ كل ما التزم به من عمل على أحسن وجه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:04 ص]ـ
أنا ابن جلا
يضرب للمشهور المتعلم. وهو من قول سحيم بن وثيل الرياحي:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا = متى أضع العمامة تعرفونيوتمثل به الحجاج على منبر الكوفة قال بعضهم: ابن جلا النهار. وحكي عن عيسى بن عمر أنه كان لا يصرف رجلاً يسمى بضرب ويحتج بهذا البيت ويقول لم ينون جلا لأنه على وزن فعل قالوا وليس له في البيت حجة لأن الشاعر أراد الحكاية فحكى الاسم على ما كان عليه قبل التسمية وتقديره أنا ابن الذي يقال له جلا الأمور وكشفها.
أغلب الناس وحتى المثقفون يعتقدون أن هذا البيت للحجاج , كنت أعرف أنه ليس للحجاج , لكنني لم أكن أعرف أنه لسحيم بن وثيل الرياحي.
بارك الله فيك ودمت لنا فصيحا مجددا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:02 م]ـ
زعموا أن عمرو بن عدس
بن زيد بن عبد الله بن دارم تزوج بنت عمه دخنتوس بنت لقيط بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارمبعدما أسن، وكان أكثر قومه مالاً وأعظمهم شرفاً فلم تزل تولع به وتؤذيه وتسمعه ما يكره وتهجره وتهجره حتى طلقها، وتزوجها من بعد عمير بن معبد بن زرارة وهو ابن عمها، وكان رجلاً شاباً قليل المال، فمرت إبله عليها كأنها الليل من كثرتها فقالت لخادمتها: ويلك انطلقي إلى أبي شريح - وكان عمرو يكنى بأبي شريح - فقولي له فليسقنا من اللبن، فاتاها الرسول فقال: إن بنت عمك دختنوس تقول لك اسقنا من لبنك، فقال لها عمرو قولي لها الصيف ضيعت اللبن. ثم أرسل إليها بلقوحين ورواية من لبن، فقال الرسول: أرسل إليك أبو شريح بهذا وهو يقول: الصيف ضيعت اللبن، فذهبت مثلاً فقالت وزوجها عندها، وحطأت بين كتفيه، أي ضربت: هذا ومذقة خير فأرسلتها مثلاً. والمذقة شربة ممزوجة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:15 م]ـ
إن خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوء
يضرب للرجل يعتذر من شيء فعله بالكذب يحكى هذا المثل عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وهذا كقولهم عذره أشد من جرمه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:18 م]ـ
إن من لا يعرف الوحي أحمق
ويروى الوحي مكان الوحي يضرب لمن لا يعرف الإيماء والتعريض حتى يجاهر بما يراد إليه.
إن اللبيب بالإشارة يفهم:)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:20 م]ـ
إن المقدرة تذهب الحفيظة
المقدَرة والمقدِرة القدْرة والحفيظة الغضب. قال أبو عبيد: بلغنا هذا المثل عن رجل عظيم من قريش في سالف الدهر كان يطلب رجلاً بذحل فلما ظفر به قال: لولا أن المقدرة تذهب الحفيظة لانتقمت منك ثم تركه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:23 م]ـ
إن السلامة منها ترك ما فيهاقيل أن المثل في أمر اللقطة توجد وقيل: إنه في ذم الدنيا والحث على تركها وهذا في بيت أوله:
والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت=أن السلامة منها ترك ما فيها
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:25 م]ـ
إن الهوان للئيم مرأمة
المرأمة الرئمان وهما الرأفة والعطف يعني إذا أكرمت اللئيم استخف بك وإذا أهنته فكأنك أكرمته.
كما قال أبو الطيب:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته =وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:39 م]ـ
إذا جاء الحين حارت العين
قال أبو عبيد: وقد روي نحو هذا عن ابن عباس. وذلك أن نجدة الحري أو نافعاً الأزرق قال له: أنك تقول أن الهدهد إذا نقر الأرض عرف مسافة ما بينه وبين الماء وهو لا يبصر شعيرة الفخ.
فقال:
إذا جاء القدر عمي البصر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 11:43 م]ـ
أنفك منك وإن كان أذن
الذنين ما يسيل من الأنف من المخاط وقد ذنّ الرجل يذن ذنيناً فهو أذنّ، والمرأة ذناء. وهذا المثل مثل قولهم أنفك منك وإن كان أجدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:11 م]ـ
أحشفا وسوء كيلة
الحشف:أردأ التمر_الكيلة: نوع من الكيل
والمعنى:تجمع حشفا وسوء كيل. يضرب لمن يجمع بين خصلتين مذمومتين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:25 م]ـ
إذا أبصرَ المرْءُ المروءَة والتُّقى= وإنْ عَمِيَ العينانِ فهْو بصيرُ
إذا كان المرء يميز الخير من الشر ويعرف مواطن المروءة والتقوى، فهو البصير، بفؤاده. وإن كان أعمى العينين.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 08:44 م]ـ
إنّ غدا لناظره قريب
يضرب للتريث والإنتظار وقرب المأمول
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:14 م]ـ
تحسبها حمقاء وهي باخس:
أي أنها ذات بخس، تبخس الناس حقوقهم.
يقال: أول من تكلم بهذا المثل رجل من بني العنبر من تميم.
جاورته امرأة فنظر إليها فحسبها حمقاء لا تعقل ولا تحفظ
ولا تعرف مالها، فقال العنبري: ألا أخلط مالي ومتاعي بمالها
ومتاعها، ثم أقاسمها فآخذ خير متاعها وأعطيها الرديء من
متاعي، فقاسمها بعدما خلط متاعه بمتاعها، فلم ترض عند المقاسمة حتى أخذت متاعها.
ثم نازعته وأظهرت له الشكوى حتى افتدت منه بما أرادت،
فعوتب عند ذلك فقيل له: اختدعت امرأة، وليس ذلك بحسن،
فقال: تحسبها حمقاء وهي باخس.
يضرب لمن يتباله وفيه دهاء
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 10:33 م]ـ
سُرق السارق فانتحر:
أصله أن سارقاً سرق شيئاً فجاء به إلى السوق ليبيعه، فسرق،
فنحر نفسه حزنا عليه، فصار مثلاً للذي ينتزع من يديه ماليس له فيجزع عليه.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 12:49 ص]ـ
إياك وأن يضر لسانك عنقك
أي، إياك إن تلفظ بما فيه هلاكك، ونسب الضرب إلى اللسان لأنه السبب. كقوله تعالى: ينزع عنهما لباسهما.
يضرب لمن يجلب لنفسه الهلاك بزلة لسانه
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 01:06 ص]ـ
لو ذات سوار لطمتني
أي لو لطمتني ذات سوار لأن " لو " طالبة للفعل داخلة عليه. والمعنى: لو ظلمني من كان كفئاً لي لهان علي، ولكن ظلمني من هو دوني. وقيل: أراد لو لطمتني حرة، فجعل السوار علامة للحرية، لأن العرب قلما تلبس الإماء السوار. فهو يقول: لو كانت اللاطمة حرة لكان أخف علي. وهذا كما قال الشاعر:
فلو أني بليت بهاشمي = خؤولته بنو عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن = تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 12:04 ص]ـ
محا السيف ما قال أبن دارة أجمعا.
قال أبو عبيد: وهو سالم بن دارة من بني عبد الله أبن غطفان، وكان هجا بعض بني فزارة
ففتك به بعضهم، فضربه بسيفه فقتله، فقيل فيه هذا المثل يقول: إنَّ الحقيقة إنّما هي بالفعل لا بالقول.
قال الأصمعي: ومن أمثالهم في هذا قولهم:
حلبت حلبتها ثم أقلعت.
يضرب للرجل يجلب ويصخب ساعة ثم يسكت من غير أن يكون منه في ذلك أكثر من القول.
.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 01:49 ص]ـ
ضرب أخماساً لأسداس
الخمس السدس من أظماء الإبل. والأصل فيه أن الرجل إذا أراد سفراً بعيداً عود إبله أن تشرب خمساً ثم سدساً حتى إذا أخذت في السير صبرت عن الماء. وضرب بمعنى بين وأظهر كقوله تعالى: " ضرب لكم مثلاً ". والمعنى أظهر أخماساً لأجل أسداس، أي رقى إبله من الخمس إلى السدس.
يضرب لمن يظهر شيئاً ويريد غيره.
أنشد ثعلب:
الله يعلم لولا أنني فرق = من الأمير لعاتبت ابن نبراس
في موعد قاله لي ثم أخلفني =غداغدا ضرب أخماس لأسداس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 02:24 ص]ـ
ضاقت عليه الأرض برحبها
يضرب لمن يتردد في أمره.(/)
سرقات المتنبي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 02:55 ص]ـ
سرقات المتنبي ممن سبقه من الشعراء ومن بعض معاصريه كما ورد في كتاب يتيمة الدهرفي محاسن أهل العصر للثعالبي
قال عمرو بن كلثوم:
فآبوا بالنهاب وبالسبايا= وإبنا بالملوك مصفدينا
أخذه أبو تمام فأحسن إذ قال:
إن أسود الغاب همتها =يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
وأخذه أبو الطيب فلم يحسن في تكرير لفظ النهب وذكر القماش إذ هو من ألفاظ العامة:
ونهب نفوس أهل النهب أولى = بأهل المجد من نهب القماش
وقال بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه
أخذه أبو الطيب وذكر الرماح مكان الأسياف فقال:
وكأنما كسي النهار بها دجى = ليل، وأطلعت الرماح كواكبا
وقال مسلم بن الوليد:
أرادوا ليخفوا قبره من عدوه = فطيب تراب القبر دل على القبر
ألم به أبو الطيب فقال:
وما ريح الرياض لها ولكن = كساها دفنهم في التراب طيبا
وقال الفرزدق:
وكنت فيهم كممطور ببلدته = يسر أن جمع الأوطان والمطرا
أخذه أبو الطيب فقال:
وليس الذي يتبع الوبل رائداً =كمن جاءه في داره رائد الوبل
وقال أبو نواس، ويقال: إنه أمدح بيت للمحدثين:
وكلت بالدهر عيناً غير غافلة = بجود كفيك تأسو كل ما جرحا
أخذه أبو الطيب وزاد فيه حسن التشبيه فقال:
تتبع آثار الرزايا بجوده = تتبع آثار الأسنة بالقتل
وقال أبو نواس، وهو من قلائده في وصف الخمر:
إذا ما أتت دون اللهاة من الفتى =دعا همه من صدره برحيل
أخذه أبو الطيب ونقله إلى معنى آخر فقال:
وما هي إلا لحظة بعد لحظة =إذا نزلت في قلبه رحل العقل
وقال ابن عيينة، ويروي للخليل:
زر وادي القصر، نعم القصر والوادي = في منزل حاضر، إن شئت، أو بادي
ترقى به السفن والظلمان حاضرة = والضب والنون والملاح والحادي
وهذا أحسن ما قيل في وصف مكان يجمع بين أوصاف البر والبحر والحاضرة والبادية، ألم به أبو الطيب في وصف متصيد عضد الدولة بناحية سهلية جبلية تجمع الأضداد:
سقياً لدشت الأرزن الطوال = بين المروج الفيح والأغيال
مجاور الخنزير والرئبال= داني الخنانيص من الأشبال
مستشرف الدب على الغزال = مجتمع الأضداد والأشكال
وقال بعض العرب، وهو من الأمثال السائرة:
إذا بل من داء به ظن أنه = نجا، وبه الداء الذي هو قاتله
أخذه أبو الطيب فقال واحسن:
وإن أسلم فما أبقى ولكن =سلمت من الحمام إلى الحمام
وقال بعض الرجاز:
هل يغلبني واحد أقاتله = ريم على لباته سلاسله
سلاحه يوم الوغى مكاحله
أخذه أبو الطيب فأكمل الوصف وأظهر الغرض حيث قال:
من طاعني ثغر الرجال جآذر= ومن الرماح دمالج وخلاخل
ولذا اسم أغطية العيون جفونها = من أنها عمل السيوف عوامل
وقال أبو تمام:
غربت خلائقه وأغرب شاعر =فيه فأبدع مغرب في مغرب
أخذه أبو الطيب فقال:
شاعر المجد خدنه شاعر اللف = ظ كلانا رب المعاني الدقاق
وقال ابن الرومي:
لا قدست نعمى تسربلتها = كم حجة فيها لزنديق
أخذه أبو الطيب فقال:
فإنه حجة يؤذي القلوب بها = من دينه الدهر والتعطيل والقدم
ولابن الرومي وقد أجاد:
وأحسن من عقد العقيلة جيدها =وأحسن من سربالها المتجرد
أخذه أبو الطيب فقال:
ورب قبح وحلي ثقال = أحسن منها الحسن في المعطال
وقال عبيد الله طاهر:
وجربت حتى لا أرى الدهر مغرباً = علي بشيء لم يكن في تجاربي
أخذه أبو الطيب فقال:
قد بلوت الخطوب حلواً ومراً = وسلكت الأيام حزناً وسهلا
وقتلت الزمان علماً فما يغ = رب قولاً ولا يجدد فعلا
وكرر هذا المعنى فقال:
عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا = فلما دهتنا لم تزدني بها علماً(/)
فصيحتكم تحتاجكم في بحثها
ـ[نون النسوة]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 10:32 م]ـ
أنا طالبة جامعية
عندي مشروع بحث للتخرج
أفكر بالكتابة حول شيوع العنف في لغة الحب
مبدئيا ثمة فرضيات طرحتها في ذهني ( ops
ولكن أجهل تماما مراجع تتحدث عن ذلك
أفكر بعرض نماذج لشعراء وأدباء ظهرت هذه الظاهرة في إنتاجهم (من يعرف أرجوكم لايبخل علي)
مايحضرني الآن: امرؤ القيس نزارقباني أحلام مستغانمي وغيرهم
وأيضا لو تعرفون أدباء أو شعراء أجانب تعرضوا لذلك (ثمة فرضية تتعلق بهذه الجزئية وسأشير إليها بشكل عابر)
وسأطرح الفرضيات وأثبت بعضها وأنفي بعضها بناء على المعطيات التي أمامي
فأي المراجع أرجع إليها لموضوعي؟
حاليا أغلب المراجع من الدواوين والقصص وكتب نفسية
هل من أحد يعاونني ويشير علي بمراجع نقدية تعرضت لهذا الموضوع مثلا أو يزودني بأسماء كتاب أو شعراء برزت هذه الظاهر عندهم عربا كانوا أو من الغرب؟ هل تتذكرون مقالا أو دراسة تناولت هذا الموضوع؟ بحثت في محرك بحث المكتبة ولم أجد ربما لأني لم أحسن البحث عن العنوان جيدا فأنا أبحث عن العنف في الغزل ويبدو أني سأقضي يوما بالمكتبة للاطلاع على كتب تناولت الغزل بالتفصيل فربما أجد إلماحة هنا أو هناك
الموضوع يلفت نظري وأشعر بحماس لخوضه وأذكر أن طرحت فرضياتي بشكل عابر على أحد الأساتذة فأشاد بذلك ولكني مرتبكة لقلة المادة العلمية التي سأعتمد عليها؟
ولكم مني الدعاء
أحتاجكم
فصيحتكم الصغيرة
نون النسوة
ـ[نون النسوة]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 03:14 ص]ـ
في انتظاركم يا أصدقاء
أشعر أن المرحلة الأصعب في كتابة البحث هي اختيار الموضوع
أشعر بارتباك أريد التزود بالقراءة في هذا المجال حتى تبلور الفكرة في رأسي
فهل من مساعد؟
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:37 ص]ـ
فكرة رائعة وبرأيي المتواضع جديدة، على العموم لا أتذكر شئ حالياً و متى ما أسعفتني ثقافتي الأدبية بما ينفعك فلن أبخل عليك عزيزتنا ..
دعواتي الصادقة لك عزيزتي بأن يوفق المولى مسعاك ويبارك على دروب الخير مسراك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 01:40 م]ـ
الموضوع غامض بعض الشيء فإذا كان هناك توضيح قليل للمقصود بظاهرة العنف هذه أخيتي ولو استطعت ان تجدي كلمة غير العنف اذا كان بالامكان طبعاً.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 02:40 م]ـ
فكرة رائعة وبرأيي المتواضع جديدة، على العموم لا أتذكر شئ حالياً و متى ما أسعفتني ثقافتي الأدبية بما ينفعك فلن أبخل عليك عزيزتنا ..
دعواتي الصادقة لك عزيزتي بأن يوفق المولى مسعاك ويبارك على دروب الخير مسراك.
شكرا لك على كلماتك المحمسة:)
بانتظارك
ـ[نون النسوة]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 02:45 م]ـ
الموضوع غامض بعض الشيء فإذا كان هناك توضيح قليل للمقصود بظاهرة العنف هذه أخيتي ولو استطعت ان تجدي كلمة غير العنف اذا كان بالامكان طبعاً.
يبدو أني لم أجد اللفظة المناسبة بدليل لم تسعفني اللفظة في محركات البحث للوصول لمراجع مناسبة ( ops
أقصد في الغزل كثيرا مانجد تعبيرات مثل قتلني حبها رمتني بعينيها سهام حبها
وفي مشاهد الحب في الروايات قد نجد العنف حاضرا وبقوة في مشاهد الحب قد يوصف الوصول للحبيبة كمشهد حربي مثلا
ربما لم أوفق في اختيار لفظة العنف
مارأيك في الموضوع؟ وهل تحضرك كتبا تناولت ذلك أو شعراء برزت هذه الظاهرة لديهم؟
ـ[نون النسوة]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 02:16 م]ـ
للرفع
المكتبة تخصص يوما واحدا في الأسبوع للنساء وأريد الذهاب لها قريبا بانتظار اقتراحاتكم في الكتب
ـ[نون النسوة]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 09:38 م]ـ
ما أنا سوى حبة خردل بين نوابغ شبكة الفصيح
أتمنى أن أجد من يساعدني لو بفكرة عابرة
أو أسماء أشخاص من الممكن أن يفيدوني في هذا الموضوع
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:12 ص]ـ
يبدو أني لم أجد اللفظة المناسبة بدليل لم تسعفني اللفظة في محركات البحث للوصول لمراجع مناسبة ( ops
أقصد في الغزل كثيرا مانجد تعبيرات مثل قتلني حبها رمتني بعينيها سهام حبها
وفي مشاهد الحب في الروايات قد نجد العنف حاضرا وبقوة في مشاهد الحب قد يوصف الوصول للحبيبة كمشهد حربي مثلا
ربما لم أوفق في اختيار لفظة العنف
مارأيك في الموضوع؟ وهل تحضرك كتبا تناولت ذلك أو شعراء برزت هذه الظاهرة لديهم؟
مافهمته يا أختي انك تقصدين التشبيهات والاستعارات التي في النصوص الشعرية للشعراء وان بحثك حولها أليس كذلك وضحي لنا حتى نسعفك بما نقدر;)
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:22 ص]ـ
في الحقيقة لستُ أهلاً للإجابة أمام جهابذة الفصيح , لكن ربما تجدين مبتغاك فيي شروح دواوين أولئك الشعراء
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:31 ص]ـ
تقريبا
ليس فقط على مستوى التشبيهات والاستعارات وإن كنت أنوي التركيز على هذه النقطة
ولكن حتى على مستوى الألفاظ والمعنى يتم تصوير هذه الأنثى كفريسة مثلا؟ أو العكس تكون هي الصياد وترميه بسهامها وتقتله بجمالها
الحب شعور والحب عاطفة ولكن نلمح بعدا عنيفا في تصويره أحيانا
انظر مثلا لامريء القيس كيف يصور لقاءه بالمرأة وكيف اجتاز الطرق للوصول إليها
كيف يصور نظرات المرأة
وماذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
نزار وهو شاعر حديث مثلا بعض تعابيره تطفح وحشية رغم أنها عن المرأة أذكر تعبيرا ولكن أفضل ألا أورده لتجاوزه الأخلاقي
وحتى على مستوى الفن التشيكيلي قد نلمح هذه الوحشية أو العنف عند التعبير عن الحب
أود أن أبحث عن الأسباب في بحثي
أتمنى أن تكون فكرتي واضحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:41 ص]ـ
تقريبا
ليس فقط على مستوى التشبيهات والاستعارات وإن كنت أنوي التركيز على هذه النقطة
ولكن حتى على مستوى الألفاظ والمعنى يتم تصوير هذه الأنثى كفريسة مثلا؟ أو العكس تكون هي الصياد وترميه بسهامها وتقتله بجمالها
الحب شعور والحب عاطفة ولكن نلمح بعدا عنيفا في تصويره أحيانا
انظر مثلا لامريء القيس كيف يصور لقاءه بالمرأة وكيف اجتاز الطرق للوصول إليها
كيف يصور نظرات المرأة
وماذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
نزار وهو شاعر حديث مثلا بعض تعابيره تطفح وحشية رغم أنها عن المرأة أذكر تعبيرا ولكن أفضل ألا أورده لتجاوزه الأخلاقي
وحتى على مستوى الفن التشيكيلي قد نلمح هذه الوحشية أو العنف عند التعبير عن الحب
أود أن أبحث عن الأسباب في بحثي
أتمنى أن تكون فكرتي واضحة
لعلك تقصدين الغزل الصريح أختي " نون النسوة ", وإن قصدتي فعلا بعض التعبيرات القاسية والعنيفة , سوف تجدينها أيضا في هذا النوع من الغزل , ألا وهو الغزل الصريح.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:22 ص]ـ
أستاذ رعد
تقريبا كما قلت ولكن ليس هو الغزل الصريح تماما ولكن هو جزئية من الغزل الصريح
فقد يتطرق الشاعر للجسد دون توحش أو حضور للعنف كأن يصف شعرها وجيدها .... وما أعنيه هو إقحام العنف في الغزل (توصيف شعرها بالثعابين وعينيها بالسهام) وهذا الإقحام لايحدث مع الغزل العفيف غالبا بل الصريح ولكنه ليس لازما من لوزامه
مالأنسب في نظرك أن ننعت هذه الظاهرة بالعنف أم الوحشية؟
أتدري مداخلتك أعطتني مؤشرا للبحث في المواد التي تناولت الغزل الصريح
شكرا لك
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:24 ص]ـ
في الحقيقة لستُ أهلاً للإجابة أمام جهابذة الفصيح , لكن ربما تجدين مبتغاك فيي شروح دواوين أولئك الشعراء
مرحبا بك
شكرا لمداخلتك هل يحضرك شعراء برزت هذه الظاهرة عندهم
عربا كانوا أم من غير العرب: rolleyes:
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 03:06 ص]ـ
أستاذ رعد
تقريبا كما قلت ولكن ليس هو الغزل الصريح تماما ولكن هو جزئية من الغزل الصريح
فقد يتطرق الشاعر للجسد دون توحش أو حضور للعنف كأن يصف شعرها وجيدها .... وما أعنيه هو إقحام العنف في الغزل (توصيف شعرها بالثعابين وعينيها بالسهام) وهذا الإقحام لايحدث مع الغزل العفيف غالبا بل الصريح ولكنه ليس لازما من لوزامه
مالأنسب في نظرك أن ننعت هذه الظاهرة بالعنف أم الوحشية؟
أتدري مداخلتك أعطتني مؤشرا للبحث في المواد التي تناولت الغزل الصريح
شكرا لك
نعم تحديد وتقليص البحث يساعد في العثور على المطلوب.
بارك الله فيك أختي الكريمة.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:37 م]ـ
أستاذتي تقول أن في كتب الغذامي إشارة لهذا الموضوع ولم تذكر كتابا محددا
في مكتبة الجامعة كتب الغذامي قليلة ولا تعار وجدت كتاب الحداثة وفي الانترنت المشاكلة والاختلاف والقصيدة والنص المضاد واطلعت عليها سريعا ولم أجد شيئا يتعلق بموضوعي
كتاب أظن اسمه المرأة واللغة والجسد هل أجد فيه مايفيدني في هذا الموضوع؟
حتى أذهب لمكتبة أخرى واطلع عليه أو أشتريه؟
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:11 ص]ـ
إليك أختي الكريمة هذه الروابط , علك تجدين ضالتك فيهن أو في إحداهن.
تمنياتي لك بالتوفيق.
http://www.shamela.ws/download.php
http://www.alwaraq.net
http://www.almeshkat.net/books/index.php
ـ[نون النسوة]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 12:39 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:01 ص]ـ
إليك هذا الرابط:
http://www.poetsgate.com/
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:19 ص]ـ
الله يحفطك ويراعاك موضوع جديد وتذكري بأن البداية صعبة جدا ولكن بعد ذلك تفرج
سأبحث ولي عودة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 02:12 ص]ـ
ذكرتني هذه القصيدة التي وضعها أخي الأحيمر في موضوع مستقل بنوعية القصائد التي تقصدينها فاقتبستها ..
فهل ينطبق عليها ما تقصدين حقا؟؟ ..
إليك القصيدة:
غزتني بجيشٍ من محاسن وجهها=
فعبا لها طرفي ليدفع عن قلبي
فلما التقى الجمعان أقبل طرفها=
يريد اغتصاب القلب قسرا على الحرب
ولما تجارحنا بأسياف لحظنا=
جعلت فؤادي في يديها على العضب
وناديت من وقع الأسنة والقنا=
على كبدي يا صاح ما لي وللحب
فصرت صريعا للهوى وسط عسكر=
قتيل عيون الغانيات بلا ذنب
وأرجو العذر من أخي الأحيمر.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:23 م]ـ
نعم هو كذلك:)
..............................
مشرفة البحث اقترحت علي اقتراح دراسة هذه الظاهرة عند شاعر واحد حتى لايتشتت بحثي
طلبت مني إعداد قاموس لغوي كنقطة انطلاق للبحث وحتى الآن مترددة في الشاعر الذي سأختاره أفكر بنزار قباني ومن الاقتراحات التي قدمتها الأستاذة الشريف الرضي والمتنبي ولكن أشعر أن إنتاجهما غزير فضلا عن احتمالية تكرار الصور والمعاني
وأستاذة أخرى رشحت لي روايات الطيب صالح ولكن مدة البحث قصيرة نوعا ما ولا أظنه ستكفي لدراسة روايات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 08:11 م]ـ
وهل في العربية لغة للحب وأخرى للحرب وثالثة للسلم؟ هذا سؤال على الحساب حتّى نفهم المراد من العنف
ـ[نون النسوة]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 10:39 م]ـ
وهل في العربية لغة للحب وأخرى للحرب وثالثة للسلم؟ هذا سؤال على الحساب حتّى نفهم المراد من العنف
لم أقصد ذلك ربما لم أوفق بانتقاء الألفاظ ( ops
لنقل الأسلوب مثلا في الغزل
في وصف المشاهد العاطفية كما في بعض الروايات
ألا يحضر فيها العنف أحيانا؟ كقضية االقتل المعنوي أو وصف شعر المحبوبة بالثعابين
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 11:35 م]ـ
لم أقصد ذلك ربما لم أوفق بانتقاء الألفاظ ( ops
لنقل الأسلوب مثلا في الغزل
في وصف المشاهد العاطفية كما في بعض الروايات
ألا يحضر فيها العنف أحيانا؟ كقضية االقتل المعنوي أو وصف شعر المحبوبة بالثعابين
عندي استعداد للعمل في المسألة بشرط بسيط وهو تصحيح المفاهيم قبل بداية العمل, ثم إنّ العنف بهذا المعنى الّذي اخترت في مشاركتك الأخيرة قد يكون سمة للأصوات وهذه فكرة شائعة لكنها محض انطباع لا يصدقه العقل ولا الذوق الأدبي بل هو إسقاط, أمّا ما أردت من القتل المعنوي أو صفة شعر الحبيبة بالثعابين أو بالليل وما إليه فهو باب أوسع من معنى العنف ولكنه جدير ببحوث تطلب أساليب الشعراء وما يختارونه في أشعارهم من المعاني ثمّ ينظر الباحث في قيمه الفنية والأدبية ويستطيع من بعد ذلك أن يضع يده على المشترك المعنوي بين شعراء العربية ودلالات كل ذلك في الثقافة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 01:26 ص]ـ
عندي استعداد للعمل في المسألة بشرط بسيط وهو تصحيح المفاهيم قبل بداية العمل, ثم إنّ العنف بهذا المعنى الّذي اخترت في مشاركتك الأخيرة قد يكون سمة للأصوات وهذه فكرة شائعة لكنها محض انطباع لا يصدقه العقل ولا الذوق الأدبي بل هو إسقاط, أمّا ما أردت من القتل المعنوي أو صفة شعر الحبيبة بالثعابين أو بالليل وما إليه فهو باب أوسع من معنى العنف ولكنه جدير ببحوث تطلب أساليب الشعراء وما يختارونه في أشعارهم من المعاني ثمّ ينظر الباحث في قيمه الفنية والأدبية ويستطيع من بعد ذلك أن يضع يده على المشترك المعنوي بين شعراء العربية ودلالات كل ذلك في الثقافة
أخي التطواني , ما قصدته أختنا نون النسوة هو:
إستخدام بعض الشعراء كلمات قاسية في التعبير عن معاني قد تكون القصد منها الرقة أو الود والحب والجمال ..
كأن يعبر الشاعر عن اللحظ بالسهم , خفقان القلب بالقصف , والهيام بالقتل , وتبادل الحب بالحرب.
هذا ما فهمته من شرحها , قد يكون لديك تعبير أدق مما ورد في قولها؛ الغزل العنيف , أعتقد أن هنا بيت القصيد؟؟.
لو وجدنا المسمى الدقيق لمثل هذا الغزل نكون قد قطعنا نصف الطريق , قد تكون الأقدر على إيجاد كنيته الدقيقة ...
ـ[سيف الاسلام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 01:37 ص]ـ
فصيحتنا نونالنسوة يمكنك اضافة ديواني الشاعرين بشار بن برد 0 وبدرشاكر السياب الىمراجك ففيهما مفيد في
موضوعك واللاهالموفق
ـ[سيف الاسلام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 01:42 ص]ـ
فصيحتنا نونالنسوة يمكنك اضافة ديواني الشاعرين بشار بن برد 0 وبدرشاكر السياب الىمراجك ففيهماا ما يفيد في موضوعك واللاه الموفق0.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 03:11 ص]ـ
أستاذ خليل التطواني
شكرا لعودتك مرة أخرى هل من اقتراح حول توظيف كلمة غير العنف؟ أرحب جدا باقتراح كهذا
أستاذ رعد رزق
كلمات الشكر لاتكفي أستاذي. نعم هو كما ذكرت
سيف الإسلام
بشار والسياب سأفكر فيهما وأرى
وإن كنت أعرف نفسي إن أمسكت ديوان السياب لن أطلق سراحه وسيكون مصير بحث التخرج النفي حتى حين!
شكرا لمروركم!
جزاكم الله كل خير
دعواتكم يافصحاء
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 03:33 ص]ـ
وفقك الله أخت نون النسوة ولك كل المحبة والتقدير
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:51 ص]ـ
وجدت في مكتبتي كتابا قديما فأحببت أن أشير عليك به وهو."الحياة والموت في الشعر الجاهلي"لمصطفى عبد اللطيف جياووك _من منشورا ت وزارة الإعلام _ الجمهورية العراقية-1977
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:59 ص]ـ
أمّا بحوث الأستاذ الغذّامي فليس يحضرني الآن ما فيها و هوذوصلة بمحيط المعاني التي تتصل بهذا المقترح في البحث.والّذي أراه الآن لقدم ما قرأت له أن تجعلي أفكاره ضمن ما تناقشين وتنقدين وتردّين وهذا من محمود ما يكون في البحوث. ثمّ إنّي بدأت أشعر بتقدّم في حصر الموضوع بفضل جهود الإخوة ,وأتفاءل خيرا في هذا الباب ووفقك الله ولنا عودة إن شاء الله
ـ[نون النسوة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 12:29 م]ـ
أستاذ خليل التطواني
دونت اسم الكتاب
جزاك الله خيرا ووفقك في الدنيا والآخرة
شكرا لك ولكل العابرين على هذا المتصفح
دمتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 04:52 م]ـ
السلام عليكم.لقد راجعت أكثر ما كتبت وكتب الأخ رعد. فوجدت أول الأمر أنّ رائحة غذّاميّة في كلامك ووفّقت أستاذتك في الإشارة إليه ومازلت أبحث عنه في ذاكرتي قبل مكتبتي, فهذا مذهبه في التفكير ومن محاسن الخواطر أنّي نصحتك بأن تجعليه بين ما تنقدين ,,,,,,,,,.ثمّ تبيّن لي أنّك تذهبين مرةإلى المعاني الشعرية حتى تقعي على مفهومك للعنف, وتذهبين مرة ثانية إلى التعابير والصور والألفاظ
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 04:57 م]ـ
الأصل في الغزل اللطف والسهولة واليسر وما وجدنا شاعرا سعى إلى غير هذا فذلك عندهم شرط الحديث إلى النساء فالرجل الغزل _ بكسر الزاي_ هو الذي يحسن عطف قلوبهن. فذلك مبلغ علمي من شعر العرب لعلّ أحد العلماء يأتينا بشاهد على الغلظة أو الشدة في خطاب النساء
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 05:05 م]ـ
الأصل الثاني في اللغة والبلاغة بجميع أبوابها هو ما كان مضمون سؤالي الأوّل ليس في العربية كلمة قاسية وأخرى رفيقة, أمّا تشبيه اللحظ بالسهم وأمثاله فمما يجري في مجاز العبارة ويشبهه في باب الحماسة بتشبيه أبي الطيب للطعن بالقبل في مطلع إحدى فرائده قال"أعلى الممالك ما يبنى على الأسل؛؛؛؛؛والطعن عند محبّيهن كالقبل"_______
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 05:30 م]ـ
عندي هذه الاستعارة المشهورة الّتي لا ينفك المعلمون يرددونها.نستعير للشجاع من الرجال لفظ الأسدونأتي به في كلام فنقول دخل علينا الأسد. السؤال الذي يتردد في عقل كل متأمّل في اللغة "إذا كان المتكلم أراد بلفظ الأسد الرجل فهل انفكّ لفظ الأسد عن معناه؟ أي هل يكفي أن نرجع لفظ الرجل إلى محله في الكلام حتّى يستقيم المعنى في عقولنا؟ لا اعتقد ذلك.وكذلك كنت في مبحث العنف. كنت واقعة في مهبّ ريح مازلت أعتبر الأستاذ الغذّامي من ضحاياها. واللغة بين الحقيقة والمجاز تعرف أوساعها , لقد وسّع الله بها على المتكلّمينمن هذه الجهة ومن جهات أخرى. فيا أيتها الفصيحة اختاري بين مبحثين جليلين في هذا الباب وهما {مجازات الشدة في شعر العرب في النّساء وإليهنّ؛×ولك أن تقتصري على عهد من عهود الشعر أو شاعر _ وهو ما سماه الأخ رعد بحصر الموضوع} ________ {الثاني تواشج المعاني الشعرية في الغزل ×ولك أن تبحثي مع مجاز الشدة مجازالموت ومجاز العلل وتعرفين البقيّة}
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 11:00 م]ـ
أين بلغ بك البحث؟ إذا اكتفيت بهذا قطعت مشاركتي هنا
ـ[نون النسوة]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 09:36 م]ـ
أهلا بك أستاذ خليل وأعذر لي تأخري في الرد لانشغالي
ربما لم أوفق في انتقاء مصطلح مناسب هي فكرة عابرة في ذهني دونتها هنا وها أنا أقرأ لعلها تتبلور وتتشكل
ناقشت الأمر مع أستاذتي فقالت إني أبحر في بحر لا ساحل له وعلي تحديد بحثي أكثر (هي المرة الأولى التي أكلف بها ببحث حسب المفهوم العلمي للبحث)
اقترحت علي دراسة الظاهرة عند شاعر واحد أو مدرسة واحدة حتى يتحدد البحث أكثر كما اقترحت عدة أسماء كالمتنبي وبشار (كما ذكرت سابقا)
بعد اطلاعي على بعض قضائد المتنبي لم أجد أنها تشكل ظاهرة بل أغلب ماجاء به في هذا الباب تكرار لمن سبقه كتشبيه النظرة بالسهام مثلا أو غيره مما جاء في الغزل فلم أر أنها ظاهرة في شعره. وقرأت بعض قصائد السياب فوجدت فيها شيئا مختلفا عما يدور ببالي قصائده تلبس رداء التفجع وتنحى منحى سياسيا غالبا.
ثم قرأت لنزار وهناك وجدت الظاهرة متجلية عنده وأحسب أنه لم يقف على السهام وغيره بل بعض الأبيات بالغة العنف والقسوة في التصوير رغم أنها غزلية (لم أطلع على كل انتاجه ولكن بالأمس توقفت على 3 دواويين) وبعض دواويينه لم تظهر بها هذه الظاهرة وأظنها دواوينه الأولى لست متأكدة ولكن اعتمادا على ذاكرتي المهترئة ;)
سأأتي بأمثلة مما وجدته بالأمس وأنا أقرأ
مثلا في إحدى قصائده يقول
متى يذبحني سيف الجنون
وأيضا
امثلي لأحكامي
فحبي دائما عادل
فأحبيني , كما كنت , بعنف وجنون
واعصري قلبي , كالتفاحة الحمراء , حتى تقتليني
وأيضا يخاطب امرأة فيقول
فإني اللحم وأنت الظفر
هاجمي أنت
اقتحمي أنت
وعشقي لك بدائيا همجيا انتحاريا
وكثيرا مايوظف الرصاص سمك القرش وغيرها في الغزل
انطلقت هذه الفكرة على أساس أن المرأة كائن ضعيف ورقيق كثيرا مانرى من الشعراء من يربطها بالطبيعة مثلا أو يحولها لكائن روحاني أو غيره. أو يصفها شكليا فيتغزل بجمالها ..
لكن البعض يصورها القوية وهو الضعيف فيوظف العنف حتى تكاد تتحول اللحظة لحرب أو قتال , قد يستلذ بتعذيبها أو العكس , وقد يتجاوز العنف المعنوي للعنف الجسدي.
ربما بعضه مبرره المحاكاة فقط كتشبيه اللحظ بالسهام مثلا أظنني مبالغة عندما وصفته بالعنف لأنه شاع فلربما وظفه الشاعر من باب التقليد.
ولكن ماذا عن الأمثلة السابقة وغيرها مما يظهر في دوواين نزار؟ أليس شيئا غريبا وغير اعتيادي؟
بل لقد وجدت أبياتا تأخذ بعدا إجراميا إن صح التعبير ولكني أترفع عن ذكرها
الدكتورة اقترحت أن أتناول الظاهرة أسلوبيا وبيانيا وأفكر بتناولها نفسيا أيضا إذ أني أظن أنه لابد من التطرق لهذا الجانب , أذكر أني قرأت شيئا من هذا في الموسوعات النفسية إن استطعت سأبحث في خلال اللقاءات التي أجريت معه أو الكتب التي تحدث فيها عن نفسه لمن قرأ نزار؟ وهل تراه تأثر بشاعر غيره؟ قد يكون متأثرا بشاعر عربي أو غربي وقد تكشف لنا أحاديته عن نفسه جانبا نفسيا يعلل ظهور هذه الظاهرة في شعره
إلى هنا توصلت لا أدري ماالذي سيطرأ لاحقا قد أحذف شيئا وقد أضيف شيئا
ثرثرت كثيرا ولكن يعلم الله كم أثق بكم وبمبلغ علمكم
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء وأن يوفقني وإياكم
لدي أسئلة ولكن الحياء يمنعني أشعر أني أثقلت الرد هنا
قد أعود فلا أظنني بغنى عن شبكة القصيح
محضن العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 09:54 م]ـ
السلام والتحية والإكرام لقد أطلت الغيبة على المنتدى ولقد وضعت لك في ردّ سابق مقترحين في البحث أراهما مبنيين على حذر علمي شديد راجعيهما ففيهما حد متوسط من البحث و يبسط أمامك المنهج أحذر عليك المتاهة هنا الخلط , راجعي ما كتبت لك عما في عقلك وعنوان الرد الذي في عقلك ويتردد
ـ[نون النسوة]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 09:58 م]ـ
وعليك السلام والرحمة
قرأت ردك وسأفكر به
أشكر لك اهتمامك واقتراحاتك
جعله الله في موازيين حسناتك
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 10:03 م]ـ
بارك الله بك وسأعيد التفكير في مقالتك الأخيرة حتى أتبين وجه المسألة في ذهنك بدقة فو فقك الله إلى ما تريدين
ـ[نون النسوة]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 02:53 م]ـ
رفعت الأقلام
حدث مالم أكن أتوقعه
لن أكتب هذا البحث
أسأل الله أن يعينني في البحث عن مشكلة أخرى في أقرب وقت
الوقت يفر سريعا
وأنا لم أصل بعد لما أريد
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 07:35 م]ـ
السلام والتحية والإكرام. لاتبحثي عن المشاكل و أعانك الله على ما تريدين. علم الله أنّي اجتهدت معك, بما أملك فلك ما اخترت
ـ[نون النسوة]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 11:05 م]ـ
سأروي ماحدث
المراجع ضئيلة لنزار في مكتباتنا إضافة لحساسية الخوض في نزار
يعلم الله أن عليه مآخذا وأني لاأتفق في بعض محاوره
ولكن بحثي كنت سأنوي التطرق لظاهرة ظهرت في شعره وكنت أريد الخوض فيها أسلوبيا وبيانيا ونفسيا
أظن في البحث جدة + الجانب النفسي الذي أميل إليه
وقد أشاد به أساتذتي حتى المحافظ منهم بل بعضهم اقترح أن أؤجله كرسالة للماجستير
ولكن نظرات التعجب والاستنكار من غيرهم حيرتني وندرة المراجع أربكتني حتى وصل الأمر أن المكتبة العامة رفضت أن أطلع على الكتب كوني طالبة بكالوريوس ولست طالبة ماجستير خاصة وأن المادة تتعلق بنزار
صدمت
أعددت قاموسا لبعض دواوينه
وتهيأت نفسيا لتناول هذا الموضوع
وفجأة أجد نفسي في مأزق ألا وهو محاولة العثور على مشكلة أو قضية بحثية جديدة في أقرب وقت
علي أن أنجذب لموضوع ما حتى أستطيع تناوله
أفكر بسعاد الصباح في فترة ما أحببت قصائدها ولكن لا أدري عن أي جانب سأتحدث في ظل توتري لا أعرف ماذا أفعل ولم يتبين لي شيء؟
أرهقتكم بثرثرتي
كل هذا حدث في يوم واحد
اعتبروه هذيانا إن شئتم
أسأل الله أن يعينني(/)
غزة الحبيبة عذرا ...
ـ[محمد السكافي]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 05:08 ص]ـ
http://www.for-allah.net/php/pic/6.gif
غزة الحبيبة عذرا إن كانوا لا يسمعون ..
فالشتاء قارص
وفي الدفء هم ينعمون ويغرقون ..
لا تزعجي النيام بأنينك
فلو ذبحوك ألف مرة ما استيقظون ..
قد ماتوا منذ زمن وما يعلمون ..
وتحللت وتعفنت ضمائرهم وقلوبهم ..
فكيف بربك بجراحك أنتي سيشعرون؟!!
بمن تستغيثي يا نبض قلبي ...
بمن للفضائيات يركعون ويسجدون ..
وبحمد من باعوك يسبحون ويشكرون ...
وإن صادفت عيونهم دماء أطفالك متناثرة على الشاشات
ينفرون و يهربون
وإن سمعوا صراخ نساءك
من ضمائرهم يتبرأون ..
وعلى اللهو والعبث يبحثون
ليخدروا شظايا النخوة التي احترقت في رذائلهم ...
حبيبتي لا تبكي.
قد ماتت العروبة وشيعوها منذ سنين
نحن الآن في عصر القذارة الأبدي
العصر العربي الأسود
فلتصرخي بملء صوتك
ما عاد الصراخ يوقظ الميتين
ولن يجدي صراخك مع من كان أصما أو مجنون
لا تحزني ...
أو تجزعي
ولتشفقي عليهم ..
التمسي لقبحهم عذرا ... ولعجزهم أعذرا
إنهم أناس يجهلون ...
ولا تنتظري فرجا من حاكم عربي مخذول
قد فرطوا في كل شئ إلا الكلام
ما عادوا يملكون إلا لسانا يتبجحون به ويستنكرون
منذ عهد طويل كالببغاوات هم يتحدثون
ماذا ستنفع شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع
ستطعم طفلا؟! ا ...
ستنقذ كهلا؟! ا ...
حفروا رؤوسنا بالكلام
أي شئ غير الكلام هم يتقنون
فليلتزموا الصمت قد يكون لأمثالهم أشرف
وليعتكفوا في البيوت كما النساء يفعلون ...
ولا يقلقوا على غزة وأطفالها
فشتان بين صبرنا وانحطاطهم
بين شموخنا وهوانهم
بين من هم في القصور يسرحون ويمرحون
وبين طفل يلتمس الأمن في ظلمة قبر
غزة تغرق في الظلام ...
يستنكرون ويصرخون
مخطأون هم يا دهشة عمري
بل الظلام يغرق في غزة يفترض أن يرددون
أما أخبرتهم أن الشمس تدق سماءك كل صباح
ويقتلها الخجل ...
تستعير شرايينك كي توقد شمعة
تؤنسها في وحشة الليل
والقمر يجيئك كل مساء متوسلا متذللا كي تشاركينه السهر
لا تندهشوا إن إنحنى النخل وانكسر
وإن تفتفت الجبل وانتحر
فقد اكتشفا صدفة
أن شموخهما لم يكن سوى كذبة
وأيقنوا أن للصمود أبجدية جديدة
لم يتعلماها بعد
تجسدت في كف طفل يمسك دفترا وحجر
غزة ... من أين أتيتي بكل هذا العنفوان خبريهم؟
من رملك
من بحرك
من دماء أطفالك
أم من نبض شاب يكفر بالمستحيل
أم من صبر النساء
ودموع النازحين
من أين ورثتي الصبر؟ ... أمن أيوب
أي مدينة أنتي؟
يحترق الموت على اعتابك
فليرددوا غزة مدينة الموت والقهر والظلم
إن كنتي بطهارة العذراء سنحبك ..
وإن كنتي بقذارة الشيطان سنحبك ..
لم يعلمونا يوما كييف نتنفس هواء بدون نكهتك
لقد تعودت صدورنا على رحيق الرصاص والبرتقال
تعودنا على الموت وعلى أحزان البعد
فكيف لنا أن نحب أرضا غير أرضك
وإن شردنا حبك
أو شتتنا
أوبددنا
لا يمكن أن نحمل في حقائبنا نبضا إلا نبضك
أي شئ في الدنيا سيأخذنا منك؟
وكلما هربنا منك هربنا إليك
http://www.for-allah.net/php/pic/1012010713101lw2.gif
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:14 م]ـ
وعذرا أخي محمد السكافي لعدم مروري , فقد قطع النت عندنا لمدة يومين ولم أر هذه القصيدة إلا الآن.
قصيدة رائعة وبارك الله فيك ودمت متألقا في سماء الفصيح.
ـ[محمد السكافي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 11:45 م]ـ
أعانكم الله اخي الكريم
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك على المرور(/)
المعَّريّ ورسالة الصَّاهل والشَّاحج
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 05:46 م]ـ
رسالة الصاهل والشاحج
ألف أبو العلاء المعري رسالة الصاهل والشاحج سنة 411 هـ/1020م، وفي سنة 1395 هـ/ 1975 م حققتها عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ، ونشرتها دار المعارف المصرية في تلك السنة، وتقع في 806 صفحات.
ومما قاله المعري، وهو يوجه كلامه إلى الشاحج، أي البغل: ” ولست أسأَلُكَ ما سألتُ الصاهِلَ (الحصان) من حَمْلِ الشِّعر. لأني لم أرَ بَرَكَةً في ذِكْرِهِ: أَدَّاْنِيْ إلى طُوِل مُناقضةٍ، وأوقع بيني وبين الفاخِتَةِ حتى وَشَتْ بِي إليك، فصَنعتَ بِي ما تراه.
ومع هذا فإني كرهت أن أتصَوَّر بصُوَرِ أهل النظم الْمُتكسِّبين الذين لم يَتْرُكْ سؤالُ الناس في وجوهِهم قطرةً من الحياء، ولا طُوْلُ الطمَع في نفوسِهم أَنَفَةً مِن قَبِيْحِ الأفعَال. فعَدَلْتُ عن ذلك إلى تَحْمِيْلِك أخباراً مُستطرَفَةً، لها في السَّمْع ظاهِرُ، ولها في المعنى باطِنٌ، أَنْحُو بِها ما نَحاهُ ابنُ دُرَيْدِ في كتاب الملاحِنِ، وابن فارس الرازي في كتاب فُتْيَاْ فَقِيْهِ العرب.
وإذا ألقيتُ إليك ما تيسَّر منها عندي، فأحْسِنْ حِفْظَهُ وخَزْنَهُ، وإذا بلغت في سَفَرِكَ مَبَاْرِكَ الإبل مِنَ الْحضرةِ الجليلة فارفعْ صوتَك بالْعَجِيْجِ، فلَعَلَّهُ يُفْهَمُ عنك. ففي نَحْوٍ من حديثنا ضُرِبَ الْمَثَلُ: كَفَىْ بِرُغَاْئِهَا مَنَادياً.
(وإلى واحة أخرى من الرسالة: مع شكري الجزيل للأخ أحمد الغنام لاطلاعي على هذه الرسالة القيمة، وما فيها من مسائل لغويّة ونحوية وصرفية)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 06:17 م]ـ
أخي محمد عودتنا على فرائد اللغة شعراً ونثراً .. وهذه الرسالة من أجمل ماكتب المعري وهي تكاد تكون معجماً بحد ذاتها والوقوف عليها لاشك سيكون ممتعاً فننتظر مزيداً من المحطات على هذه الرسالة، بارك الله لك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 07:35 م]ـ
في معرض حديثه عن الحمامة نرى المعري يتعرض لآراء نقدية في الشعر،فعند قراءتنا لهذه الرسالة اللطيفة تمر علينا هذه اللفتة من المعري وأمثاله كثير فيها:
... وقد بلغك دعوة " نوح " صلى الله عليه وسلم لها، وأداؤها الأمانة له لما أرسلها. قال الشاعر:
وقد هَاجَني صوتُ قُمْريةٍ = هتوفِ العَشِيِّ طروبِ الضُّحَا
مُطَوَّقةٍ كُسِيَتْ حُلَّةً= بدَعوةِ نوحٍ لها إِذ دَعَا
من الوُرْقِ نوَّاحَةٍ باكرتْ = عَسِيبَ أَشَاءٍ بِذَاتِ الأَضَا
تغَنَّتْ عليه بشَجْوٍ لها = يُهَيِّجُ للصبِّ ما قد مَضَى
ألا ترى إلى مناقضته كيف جعلها نواحة مغنية في حال واحدة؟ ولعل صوتها تسبيح للقادر المجيد، ليس بنياحة ولا غناء.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 06:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد دائما تأتي بالدرر
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله أبا العلاء وبارك مسعى بنت الشاطئ فيما حققت من ذخائر التراث
تحيّة عطرة لهذا الموضوع فعامة أدب الرسائل جدير بمحل كريم في منتدى الأدب العربي
رسالة الصاهل والشاحج قطعة من نثرنا العظيم حوت أدبا وساقت من مسائل اللغة ما يصلح أن يفرد في كتاب. أراها تمثل مع شقيقتها رسالة الغفران طورا من أطوار الترسل في العربيّة تصب فيه المعارف في قالب الحكاية بل تستمد الحكاية من معارف العالم الشيخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وساقت من مسائل اللغة ما يصلح أن يفرد في كتاب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد أفردت في كتاب فعلا، وذلك في رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى بعنوان (المسائل اللغوية في رسالة الصاهل والشاجح لأبي العلاء المعري) للدكتور عبد المجيد الحارثي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 10:55 م]ـ
وهناك كتاب آخر بعنوان (المسائل اللغوية في رسالة الغفران)
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 01:06 ص]ـ
ومما قاله المعري، وهو يوجه كلامه إلى الشاحج، أي البغل: ” ولست أسأَلُكَ ما سألتُ الصاهِلَ (الحصان) من حَمْلِ الشِّعر. لأني لم أرَ بَرَكَةً في ذِكْرِهِ: أَدَّاْنِيْ إلى طُوِل مُناقضةٍ، وأوقع بيني وبين الفاخِتَةِ حتى وَشَتْ بِي إليك، فصَنعتَ بِي ما تراه.
أخي محمد ..
بل هو كلام الشاحج (البغل) متحدّثاً إلى أبي أيوب (البعير) بعد أن اشتكى له من تنكر الصاهل (الحصان) لخؤولته، وأذيّة الفاختة (الحمامة) له ..
دعنا نستمتع بقراءتك واختياراتك لواحات الكتاب ..
وجزاك الله خيراً(/)
من يسعفني بهذه القصيده كامله
ـ[طارق بن زياد]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:21 م]ـ
وهي للشاعر محمد احمد محجوب من ديوانه .. الفردوس المفقود
وهذا مطلعها ...
نزلت شطك بعد البين ولهانا .... فذقت فيك من التبريح الوانا
ـ[أديب ولكن]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:16 م]ـ
وجدت في الانترنت هذه الأسطر أنقلها كما كتبت
نزلت شطك بعد البين ولهانا
فزقت فيك من التبريح الوانا
وسرت فيك غريباً ضل سامره
داراً وشوقاً واحباباً واخوانا
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمات كما كنا وما كانا
ولا الخمائل تشجينا بلابلها
ولا النخيل سقاه الطل يلقانا
ولا المساجد يسعى في مأذنها
مع العشيات صوت الله ريانا
فتلك دعد سواد الشعر كللها
اختي لقيتك بعد الهجر ازمانا
اختي لقيت ولكن ليس تعرفني
فقد تباعد بعد القرب حيانا
طفنا بقرطبةالفيحاء نسألها
عن الجدودوعن اثار مروانا
عن ملاعب كانت للهوى قدساً
وعن مسارح حسن كن بستانا
ابا الوليد قد هاج منه
هوى ولادة شجناً
وفجر الشوق اطيافا والوانا
ابا الوليداعني ضاع تالدنا
في السالفات فهذا البعد اعيانا
هذي فلسطين كادت والوغى دولا
تكون اندلساص اخرى واحزانا
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:38 م]ـ
نزلت شطك بعد البين ولهاناً=فذقت فيك من التبريح ألواناً
و سرت فيك غريباً ضل سامره =داراً و شوقاً و أحباباً و إخواناً
فلا اللسان لسان العرب نعرفه =و لا الزمان كما كنا و ما كانا
و لا الخمائل تشجينا بلابلها = و لا النخيل سقاه الطل يلقانا
و لا المساجد يسعى في مآذنها = مع العشيات صوت الله ريانا
وجدت لك هذه الأبيات ولكن يبدو أن لها بقيه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:39 م]ـ
أحسنت أخي أديب والمعذره لم أر مشاركتك
ـ[طارق بن زياد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 07:26 م]ـ
الاخوان الكريمان
اديب ولكن
والاحيمر السعدي
شكرآ لكما ... ولعلي اذا وجدت القصيدة انشرها هنا كامله
لكم كل الشكر والتقدير(/)
المهلهل يرثي أخاه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 12:03 ص]ـ
هو عدي بن ربيعة التغلبي، خال امرىء القيس، وجدّ عمرو بن كلثوم. قيل إنّه من أقدم الشعراء الذين وصلت إلينا أخبارهم وأشعارهم، وإنّه أوّل من هلهل الشعروقيل سمي بذلك لِرَداءة شعْره، وقيل: لأَنه أَوَّل من
أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة والمشهور أنه ابو ليلى عَدِيّ بن ربيعة) أَخو كُليب وائل؛ وقيل: سمي مهلهِلاً بقوله لزهير بن جَناب:
لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجِينُهُمْ،=هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا
وقال ابن بري: ويقال: هَلْهَل فلان شعْره إِذا لم ينَقِّحه وأَرسله كما حضَره ولذلك سمي الشاعر مُهَلهِلاً. توفّي المهلهل عام 92 ق. هـ / 530م.
ومن مراثيه المشهورة في أخيه:
أهاج قذاء عيني الإدِّكارُ =هدوءاً فالدموع لها انحدارُ
وصار الليلُ مشتمِلاً علينا =كأنّ الليلَ ليس له نهارُ
دعوتُكَ يا كليب فلم تُجِبْني =وكيف يجيبني البلد القِفَارُ
وإنّك كنتَ تحلم عن رجال =وتعفو عنهم ولك اقتِدار
(تاريخ الأدب العربي / الدكتور عمر فرّوخ: ج1، ص111.)
ـ[بثينة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
ما شاء الله، وهذه الأبيات له كذلك:
وبتُّ أراقبُ الجوزاء حتى = تقارب من أوائلها انحدارُ
أصرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ = تباينت البلادُ بهم فغاروا
وأبكي والنجومُ مُطَلعات = كأن لم تحوها عني البحارُ
على من لو نُعيت وكان حياً = لقاد الخيلَ يحجبُها الغبارُ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 04:47 ص]ـ
بوركت أخ محمد وأخت بثينة وأكمل معكما قول المهلهل:
يعيش المرء عند بني أبيه=ويوشك أن يصير بحيث صاروا
أرى طول الحياة وقد تولى=كما قديسلب الشيء المعارُ
كأني إذ نعى الناعي كليباً=تطاير بين جنبي الشرار
فدرت وقد غشيَ بصري عليه= كما دارت بشاربها العقار
وحادت ناقتي عن ظل قبر=ثوى فيه المكارم والفخار
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:51 م]ـ
ومن مراثيه:
فإن يك بالذنائب طال ليلي * فقد أبكي من الليل القصير
وأنقذني بياض الصبح منها * لقد أنقذت من شر كبير
كأن كواكب الجوزاء عوذ * معطفة على ربع كسير
كأن الجدي في مثناة ربق * أسير أو منزلة الأسير
كأن النجم إذ ولى سحيرا * فصال جلن في يوم مطير
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:18 م]ـ
أرجو أن تسمح لي أخي أستاذ محمد سعد بهذه المشاركة.
وهذه القصيدة من أجمل قصائد عدي بن ربيعة (المهلهل) , في رثاء أخيه وائل بن ربيعة (كليب) ,.
وسمي وائل بن ربيعة بهذه الكنية (كليب) لأنه اتخذ جرو كلب , فكان إذا نزل منزلا به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي , فلا يرعى أحدا هذا الكلأ إلا بإذنه , وكان يفعل هذا أيضا بحياط الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه , أو من آذن بحرب، فضرب به المثل في العز فقيل: أعز من كليب.
أليلتنا بذي حسم أنيري = إذا أنت إنقضيت فلا تحوري
فإن يك بالذناب طال ليلي = فقد أبكي من الليل القصير
وأنقذني بياض الصبح منها = لقد أنقذت من شر كبير
كأن كواكب الجوزاء عوذ = معطفة على ربع كسير
كأن الجدي في مثناه ربق = أسير أو بمنزلة الأسير
كأن النجم إذا ولى سحيرا = فصال جلن في يوم مطير
كواكبها زواحف لاغبات = كأن سماءها بيدي مدير
فلو نبش المقابر عن كليب = فيخبر بالذنائب أي زير
بيوم الشعثمين لقر عينا = وكيف لقاء من تحت القبور
وإني قد تركت بواردات = بجيرا في دم مثل العبير
هتكت به بيوت بني عباد = وبعض القتل أشفى للصدور
وهمام بن مرة قد تركنا = عليه القشعمين من النسور
قتيل ما قتيل المرء عمرو = وجساس بن مرة ذو ضرير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا رجف العضاة من الدبور
على أن ليس عدلا من كليب = إذا طرد اليتيم عن الجزور
على أن ليس عدلا من كليب = إذا ما ضيم جيران المجير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا خيف المخوف من الثغور
على أن ليس عدلا من كليب = غداة بلابل الأمر الكبير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا هبت رياح الزمهرير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا وثب المثار على المثير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا برزت مخبأت الخدور
على أن ليس عدلا من كليب = إذا علنت نجيات الأمور
وتسألني بديلة عن أبيها = ولم تعلم بديلة ما ضميري
فلا وأبي بديلة ما أفأنا = من النعم المؤبل من بعير
ولكنا طعنا القوم طعنا = على الأثباج منهم والنحور
نكب القوم للأذقان صرعى = ونأخذ بالترائب والصدور
فدى لبني شقيقة يوم جاءوا = كأسد الغاب لجت في الزئير
تركنا الخيل عاكفة عليهم = كأن الخيل تدحض في غدير
كأنا غدوة وبني أبينا = بجنب عنيزة رحيا مدير
ولولا الريح أسمع أهل حجر = صليل البيض تقرع بالذكور
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:29 م]ـ
أشكرك على عنايتك ونقلك القصيدة كاملة. فلقد وقفت عندها وأنا أحفظها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بثينة]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 01:13 ص]ـ
و منها:
سألتُ الحي أين دفنتموهُ = فقالوا لي بأقصى الحي دارُ
فسرتُ إليه من بلدي حثيثاً = وطار النومُ وامتنع القرارُ
وحادت ناقتي عن ظلِ قبرٍ = ثوى فيه المكارمُ والفَخارُ
لدى أوطان أروع لم يَشِنهُ = ولم يحدث له في الناس عارُ
أتغدو يا كليبُ معي إذا ما = جبان القوم أنجاه الفِرارُ
أتغدو يا كليبُ معي إذا ما = حُلُوق القوم يشحذُها الشَّفارُ
أقولُ لتغلبٍ والعزُ فيها = أثيرُها لذلكم انتصارُ
تتابع أخوتي ومضَوا لأمرٍ = عليه تتابع القوم الحِسارُ
خُذِ العهد الأكيد عليَّ عُمري = بتركي كل ما حوت الديارُ
ولستُ بخالعٍ درعي وسيفي = إلى أن يخلع الليل النهارُ
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 06:38 م]ـ
:):):)
مشكورين كلكم على هذا الجهد الرائع الذي بذلتموه في إخراج قصائد رثاء المهلهل لأخية.
بارك الله فيكم.
:):)
....................
مع تحياتي أبوأحمد الظفاري
ـ[بثينة]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 11:17 م]ـ
و من رثاء المهلهل لأخيه كليب:
كليب لأخير في الدنيا ومن فيها = إن أنت خليتها في من يخليها
نعى النعاة "كليبا" فقلت لهم = مادت بنا الأرض أم مادت رواسيها
ليت السماء على من تحتها وقعت = وحالت الأرض فانجابت بمن فيها
أضحت منازل بالسلان قد درست = تبكي "كليبا" ولم تفزع أقاصيها
كليب أيّ فتى عز ومكرمة = تحت السقائف إذ يعلوك سافيها
الحزم والعزم كانا في طبائعه = ما كل ألائه ياقوم أحصيها
الناحر النوق للضيفان يطعمها = والواهب المئة الحمرا براعيها
الحلم والجود كانا من طبائعه = ما كل الطافه ياقوم نحصيها
القائد الخيل تردي في اعنتها = زهوا إذا الخيل بحت في تعاديها
تكون أولها في حين كرتها = وأنت بالكرّ يوم الكرّ حاميها
غدرك جساس يا عزي ويا سندي = وليس جساس من يحبو تواليها
لا أصلح الله منا من يصالحهم = حتى يصالح ذيب المعز راعيها
وتولد البغلة الخضراء خدالجة = وأنت تحيا من الغبراء تلبيها
وتحلب الشاة من أسنانها لبنا = وتسرح النوق لا ترعى مراعيها
ـ[هرمز]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 05:28 م]ـ
سلام:
قيل ان خال المريء القيس المهلهل هو القائل: اليوم خمر وغدا امر لما سمع بمقتل اخيه كليبا و كان وقتها يشرب خمرا.و قتله جساس بن مرة فنشبت حرب البسوس ل40 سنة دامت.
و قيل القائل هو امرؤ القيس حين قتل أبوه
سلام. ـ(/)
من أروع الغزل - مجنون ليلى
ـ[نزار جابر]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:47 م]ـ
تذكرت ليلى والسّنين الخواليا=وأيّام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظلّ الرّمح قصّرت ظلّه=بليلى فلهّاني وما كنت لاهيا
بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي=بذاتِ الغضى تزجي المطيّ النّواجيا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبا=بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له بل نار ليلى توقدت=بعليا تسامى ضوؤها فبدا ليا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة=إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
خليليّ إن تبكياني ألتمسْ=خليلاً إذا أنزفت دمعي بكى ليا
فما أشرف الأيفاع إلاّ صبابة= ولا أنشد الأشعار إلاّ تداويا
وقد يجمع الله الشّتيتين بعدما= يظنّان كلّ الظنّ أن لا تلاقيا
لحا الله أقواماً يقولون إنّنا= وجدنا طوال الدّهر للحبّ شافيا(/)
الشهيد الدكتور الشاعر: عبد العزيز الرنتيسي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:38 م]ـ
الشهيد الدكتور الشاعر: عبد العزيز الرنتيسي.
مولده ونشأته:
وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في 23/ 10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا). لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور. نشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة و أختين.
تعليمه:
التحق و هو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و اضطر للعمل أيضاً و هو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة. و أنهى دراسته الثانوية عام 1965، و تخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام 1976.
حياته و نشاطه السياسي:
- متزوّج و أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات).
- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة و الهلال الأحمر الفلسطيني.
- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، و الهلال الأحمر الفلسطيني.
- عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم و علم الوراثة و علم الطفيليات.
- اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، و في 5/ 1/1988 اعتُقِل مرة أخرى لمدة 21 يوماً.
- أسّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987.
- اعتقل مرة ثالثة في 4/ 2/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني، و أطلق سراحه في 4/ 9/1990، و اعتُقِل مرة أخرى في 14/ 12/1990 و ظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام.
- أُبعِد في 17/ 12/1992 مع 400 شخصٍ من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الصهيوني على إعادتهم.
- اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام 1997.
- كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام 1987، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987، ففي 15/ 1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة.
- و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/ 3/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس و صياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير"، ليطلق سراحه في 4/ 9/1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/ 12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل.
- و في 17/ 12/1992 أُبعِد مع 416 مجاهد من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني، و قد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني و عن مواقف الحركة الخالدة، و يشجّع على النهوض من جديد، و لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ 10/ 4/1998 و ذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية و أفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته و هو في المعتقلات الفلسطينية .. ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني و هو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية.
- حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.
- الدكتور الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل و ذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، و له قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن و الشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، و هو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف.
و لقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال و كلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي ... و الدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله.
- و في العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني، و ذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه و عددٌ من المارة بينهم طفلة.
- و في الرابع والعشرين من آذار (مارس) 2004، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين.
- واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 10:44 م]ـ
قصيدة الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي في رثاء قائد القسام المهندس يحيى عياش.
عياش حيٌ لا تقل عياش ماتْ = أو هل يجف النيل أو نهر الفرات
عياش شمسٌ والشموس قليلة = بشروقها تهدي الحياة إلى الحياةْ
عياش يحيا في القلوب مجدداً = فيها دماء الثأر تعصف بالطغاةْ
عياش ملحمة ستذكر نظمها = أجيال أمتنا كأغلى الذكرياتْ
عياش مدرسة تشع حضارةً = عياش جامعة البطولة والثباتْ
يا سعد أم أرضعتك لبانها = فغدت بيحيى شامةً في الأمهات
اليوم يا يحيى ستنهض أمةٌ = وتثور تنفض عن كواهلها السباتْ
ونعيد ماضينا ويهتف جندنا = النصر للإسلام بالقسام آتْ
فتصيح من دفء اللقاء ديارنا = عاد المهاجر من دياجير الشتات
عبدت درباً للشهادة واسعاً = ورسمت من آي الكتاب له سماتْ
وغرست أجساد الرجال قنابلاً = وكتبت من دمك الرعيف لنا عظات
فغدت جموع البغي تغرق كلما = دوى بيانٌ: من هنا عياش فاتْ
وارتد بأسهم شديداً بينهم = وتفرقوا بين الحمائم والغلاة
هذي الألوف أبا البراء تعاهدت = أن لا نجونا إن نجت عُصبُ الجناةْ
وتآلفت منها القلوب فكلها =يحيى فويلٌ للصهاينة الغزاةْ
يا ذا المسجى في التراب رفاته = من لي بمثلك صانعاً للمعجزات؟
أنعم بقبرٍ قد تعطر جوفه = إذ ضم في أحشائه ذاك الرفاتْ
آن الأوان أبا البراء لراحة = في صحبة المختار والغر الدعاةْ
أبشرْ فإن جهادنا متواصلٌ = إنْ غاب مقدامٌ ستخلفه مئاتْ
يتبع
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 11:00 م]ـ
رحمة الله عليك يا أسد فلسطين، إن الناظر إليك ليرى فيك عزة واستعلاء المؤمن، فارقت الحياة الدنيا وظلت ذكراك الطيبة أريجا يعطر أرجاء فلسطين، يا لك من رجل تقف الكلمات عاجزة عن وصفه، هنيئا لك الجنة أيها القائد المقدام، وبارك الله فيك أخي رعد على هذه السطور النيرة عن حياة الرنتيسي المشرقة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 11:09 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك أخي الليث وفي جميع المخلصين للدين والوطن وفلسطين والقدس.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 11:10 م]ـ
(أواه يا عبد العزيز)
للشاعر الدكتور: عبد الرحمن العشماوي_حفظه الله_ يرثي فيها الشيخ المجاهد الدكتور: عبدالعزيز الرنتيسي رحمه الله
فتحوا لك الباب الجميل سريعاً=فنجوت أنت وإن رأوك صريعاً
وسموت أنت إلى العلا وتهافتوا=وغدوت في زمن الجفاف ربيعا
خضعوا لأهواء النفوس وغدرها=وأبيت أنت تزلفاً وخضوعا
قتلوك غدراً يا حبيب وإنما=بالغدر صار حديثهم مسموعا
والله _لولا الغدر_ ما اجتمعوا على=أرض الرباط ولا رأوا تطبيعا
لو واجهوك لواجهوا البطل الذي=يأبى إلى غير الشموخ نزوعا
قتلوك يا عبد العزيز فأحدثوا=والله جرحاً في الفؤاد وجيعا
ماذا يقول لك المحب؟ وناره=قد لوعت وجدانه تلويعا
أنا لست أنكر أنهم قد أحزنوا=قلب المحب وأورثوه صدوعا
لكنه حزن يزيد قلوبنا=أملا تمد به الأصول فروعا
عبد العزيز، رحلت عنا شامخاً=ولقيت رب العالمين مطيعا
أدركت ياسين الحبيب كأنما=ساق اشتياقك قلبَك المفجوعا
قدمت نفسك وانطلقت بها ولم=تملأ عيون مرافقيك دموعا
طرتم بأجنحة البطولة إخوة=لاذوا برب العالمين جميعا
لكأنني بكم اتخذتم موقعاً=عند الإله ومنزلاً مرفوعا
وتركتم الماء المكدر عندنا=وشربتموا ماء الحياة نجيعا
أشلاء أبطال الجهاد تحولت=درراً، وصارت في الظلام شموعا
ودماء أبطال الجهاد تدفقت=مسكاً، يضوع كوننا تضويعا
إني لأسمع في التراب نشيدها=وأرى عليه كتابها المطبوعا
وأكاد أسمع من حديث عجينها=قولاً ينبه غافلا مخدوعا:
خاب اليهود وخاب من يبني على=خطط اليهود لنفسه مشروعا
عبد العزيز رحلت عنا مثلما=رحل الضياء مكرما مرفوعا
ودعتنا شهماً أجاد بصدقه=حسن اللقاء، وأحسن التوديعا
لم يقتلوك، وإنما نصبوا لنا=علماً من الشرف العظيم رفيعا
أبكيك؟ لا والله بل أبكي على=من يجهل التدوير والتربيعا
أنا-يا أخا الإسلام- أبكي غافلاً=من قومنا لم يفهم الموضوعا
أواه يا عبد العزيز لأمة=ما زال حبل إبائها مقطوعا
نهشت كلاب المعتدي أعضاءها=ويظل مليار الغثاء وديعا
بيعت كرامتها، وسيف جهادها=في سوق تجار المبادئ بيعا
وأرى لها ثوباً تمزق لم تجد=ثوباً سواه، ولم تُجِد ترقيعا
أنا ما يئست ولا جزعت فإنما=تطوي الهزائم في الحياة جَزُوعاً
أنا لا أقول أُضيعَ مجدُ عقيدتي=لكن عزم المسلمين أُضيعا
يا أهل أبطال الجهاد، عزاؤنا=أن الشهيد غداً يكون شفيعا
ما أقرب الدنيا من الإخرى فلا=نامت عيون تعشق التلميعا
لا فرق بين الناس في لغة الردى=من عاش ألفاً أو قضى اسبوعا
إنا نهنئ من نعزي حينما=تزداد بارقة الجهاد سطوعا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 11:13 م]ـ
قصيدة الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي في رثاء قائد القسام المهندس يحيى عياش.
أنعم بقبرٍ قد تعطر جوفه = إذ ضم في أحشائه ذاك الرفاتْ
آن الأوان أبا البراء لراحة = في صحبة المختار والغر الدعاةْ
أبشرْ فإن جهادنا متواصلٌ = إنْ غاب مقدامٌ ستخلفه مئاتْ
يتبع
رحم الله الشهيد الرنتيسي وكل الشهداء وأدخلهم فسيح جناته وبارك الله فيك أخ رعد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 11:13 م]ـ
قصيدة التحدي:
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر = فتجارة الأوطان من كبرى الكبائر
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام = الليل بالأكفان مجداً للأواخر
ونراه يغزل في الدجى المسكون = بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
عودوا إلى المشلول ياسين العلا = بحماسه دارت على البغي الدوائر
من جوف بطن النون يهتف غاضباً = لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها = لتثور بركاناً يزلزل كل خائر
عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى = بخنادق الإخوان بصور باهر
عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى = بيسان ترقب من يزف لها البشائر
للمجدل المحزون يسكب في الدجى = عبراته الحرّى على أطلال عاقر
لجبالنا الشماء ترفع هامها = لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى آثارها آبارنا = أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا = أن المبادئ لا تذل إلى مكابر
يا زمرة الأقزام كيف ترونها = أرضاً بلا شعب فتعساً للمغائر
فلمن فلسطين الرباط ومن له = المسرى وحتى النصر أين وأين ثائر
أين الشعارات التي قد ظللت = منا الألوف وزيفت فيض المشاعر
كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم = قد بح من فرط النباح بها حناجر
النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا = تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر
فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً = والله لا يُعلى سنام النصر فاجر
يا أيها المهزوم لم يسلم لنا = وطن ولا بقيت تلملمنا أوامر
لكنني والحق يشهد أنني = آبي القنوط فذاك من شيم الكوافر
فغدا تعود لنا الديار تبثنا = أشواقها ونقيل في ظل البيادر
الشهيد الدكتور
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 09:19 م]ـ
رحم الله الشهيد الرنتيسي وكل الشهداء وأدخلهم فسيح جناته وبارك الله فيك أخ رعد
أشكر أستاذتنا الباحثة عن الحقيقة على مرورها العطر والتعليق الجميل.
وبارك الله فيها.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 09:35 م]ـ
قصيدة, (قال السجين):
ناديت جاري ما الخبر = قال السجين وما انتظر
يا صاح فلتبكي الدنا = حيث السلام قد اندثر
بغياب حكم محمد = وظهور راية من كفر
فالحق صار سياسة = والظلم ضاق به البشر
والقتل بات هواية = والأمن للأمن افتقر
والخوف ساد بشرعهم = والسجن ضج وما اصطبر
قتلوا المروءة في الذي = كان الشريف المنتظر
هذه السجون ألا ترى = من كان فج تمتطر
بشباب شعب مسلم = فقد العتاد سوى الحجر
يرمي به ذاك الذي = طرق المنازل في السحر
حيث الكتائب داهمت = بيت الصبا ابن العشر
ساقوه ضربا بالعصا = فالعظم منه قد انكسر
ثم الأيادي كبلت = رغم الحداثة في الصغر
وعيونه قد غميت = بالخيش إذ حجب النظر
أما الثياب فجردت = فقضى الليالي في المطر
يا صاح في السجن الذي = منه الفؤاد قد انفطر
هذا أخي يبكي هنا = يوما عصيبا إذ حضر
حيث العيون تآكلت = منها الشباك فذا القدر
قد جاء بالأمر الذي = من هوله زاغ البصر
والعين تشكو بثها = صوب الذي شق القمر
فعلى البكاء تضرعا = لله إذ حل الخطر
فرج بعونك كربة = لأبي أسامة إذ صبر
حتى إذا صعد الدعا = جاء الجواب على الأثر
لبيك عبدي إنني = أحيي الرميم إذا انتخر
هذي العيون نردها = صفا وقد دفع الضرر
ونفك قيدك منة = ونرد روحك للدرر
لترى بنيك وأمهم = وكذاك نجزي من شكر
هذا عطائي عبرة = ولذي النهى نسدي العبر
وهنا الحناجر كبرت = لله والبشر انتشر
هذه القلوب أيا أخي = حب المجيب بها وقر
فاجمع إلهي شملها = في جنة حيث النهر
وارحم بفضلك ضعفها = واكتب لها يوم الظفر
نصرا عزيزا خالصا = يحيي القلوب ويستطر
خاطبتها يا مهجتي = يا خير آلاء القدر
أنا لو وصف محبتي = عجز اللسان عن الخبر
ما ينبغي هجرانكم = لو كان رأيي يعتبر
لكن بعدي عنكم = في شأنه لم أستشر
وهنا تهلل وجهها = بشرا وزينه النضر
ثم اختفت بصفائها = فرجعت أرنو للقمر
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي (أسد فلسطين).
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:11 ص]ـ
طابا
لجنة التحكيم قالت = بعد لأيٍ وانتظار
إن طابا عربية = هكذا يبدو القرار
هل يعيد الضعف أرضا = في البوادي والقفار
أو يرد الذل شعبا = للروابي والديار
إن طابا مسرحية = فارتقب فتح الستار
كي ترى كيف انتكسنا = يوم غيرنا المسار
واعتمدنا السلم حلا = وعلا فينا الخوار
كي تكون اليوم طابا = من مواخير الدعارة
عشش الموساد فيها = ممعنا في الانتشار
بين أبناء العروبة = يبتغي نشر الدمار
فأبيح الخمر فيها = وكذا لعب القمار
والزنا فيها مباح = يا لها وصمة عار
ثم تبدو اليوم طابا = للمهازيل افتخار
كي تضيع القدس منا = عندما ترضى الحوار
في مصير القدس حلا = ترتضى يا للشنار
حكم باريس ولندن = ثم روما والكبار
أسوة في حل طابا = فهو عين الانتحار
إنها قصة خزي = ينجلي عنه الغبار
مخطئ من ظن يوما = أن في الذل انتصار
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:12 ص]ـ
شرم الشيخ
[ poem font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="sandybrown" bkimage="http://www.alfaseeh.net/vb/images/toolbox/backgrounds/17.gif" border="groove,8,sandybrown" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دعونا اليوم نعلنها صراحة
فشرم الشيخ تنضح بالوقاحة
علوج الكفر والأذناب هبوا
إلى صهيون كي تبري جراحه
فقام كبيرهم في القوم يفتي
فهز الذيل أصحاب السماحة
دماء المسلمين وإن أريقت
بلا سبب ولا جرم مباحة
وقتل الغاصب المحتل كفر
وإن صبغت دماء الغدر راحه
وما في الدين من ثأر لعرض
فبيع الأرض مفتاح السياحة
وإن سلبت ديار العرب قسراً
وأضحت قدسهم للبغي راحة
فإن سماحة الإسلام تقضي
إلى المظلوم أن يلقي سلاحه
فهدد خائن الأقصى وأرغى
وأسمع غاصب الأقصى نباحه
بأن يقضى على الإسلام فكراً
ويسقط راية ابن أبي رواحة
فأطلق شعبنا المغوار عهداً
وقد أمضى بلا خور رماحه
* يحرر غزة من دنس خيانة *
ورب البيت ,, ورب البيت
لن نرضى سلاما
به الأوطان تبقى مستباحة
ومن عجب يقال لنا استريحوا
وهل في الذل للأحرار راحة
ويأبى القدس أن يبقى ذليلاً
وقد كسر اليهود له جناحه
فصاح الأقصى يا حطين هبي
وأحيي اليوم للأقصى صلاحه
فلبى من ذرا القسام جيل
وألبس قبة الأقصى وشاحه
فقر الدين بالقسام عيناً
وحق اليوم أن يبدي ارتياحه [/ poem
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:17 ص]ـ
شرم الشيخ.
دعونا اليوم نعلنها صراحة
فشرم الشيخ تنضح بالوقاحة
علوج الكفر والأذناب هبوا
إلى صهيون كي تبري جراحه
فقام كبيرهم في القوم يفتي
فهز الذيل أصحاب السماحة
دماء المسلمين وإن أريقت
بلا سبب ولا جرم مباحة
وقتل الغاصب المحتل كفر
وإن صبغت دماء الغدر راحه
وما في الدين من ثأر لعرض
فبيع الأرض مفتاح السياحة
وإن سلبت ديار العرب قسراً
وأضحت قدسهم للبغي راحة
فإن سماحة الإسلام تقضي
إلى المظلوم أن يلقي سلاحه
فهدد خائن الأقصى وأرغى
وأسمع غاصب الأقصى نباحه
بأن يقضى على الإسلام فكراً
ويسقط راية ابن أبي رواحة
فأطلق شعبنا المغوار عهداً
وقد أمضى بلا خور رماحه
* يحرر غزة من دنس خيانة *
ورب البيت ,, ورب البيت
لن نرضى سلاما
به الأوطان تبقى مستباحة
ومن عجب يقال لنا استريحوا
وهل في الذل للأحرار راحة
ويأبى القدس أن يبقى ذليلاً
وقد كسر اليهود له جناحه
فصاح الأقصى يا حطين هبي
وأحيي اليوم للأقصى صلاحه
فلبى من ذرا القسام جيل
وألبس قبة الأقصى وشاحه
فقر الدين بالقسام عيناً
وحق اليوم أن يبدي ارتياحه
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيك يارعد
ورحم الله هذا البطل وتقبله من الشهداء
وليتك تجمع لناماتستطيع من شعره في هذه الصفحة
ولك تحياتي على هذا العطاء والتألق
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 02:44 ص]ـ
بارك الله فيك يارعد
ورحم الله هذا البطل وتقبله من الشهداء
وليتك تجمع لناماتستطيع من شعره في هذه الصفحة
ولك تحياتي على هذا العطاء والتألق
كما تريد أخي نعيم , سوف أضع كل ديوانه هنا.
وسلمت لنا أخا عزيزا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 02:59 ص]ـ
أحيوا ضمائركم
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر = فتجارة الأوطان من كبرى الكبائر
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام = الليل بالأكفان مجداً للأواخر
ونراه يغزل في الدجى المسكون = بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
عودوا إلى المشلول ياسين العلا = بحماسه دارت على البغي الدوائر
من جوف بطن النون يهتف غاضباً = لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها = لتثور بركاناً يزلزل كل خائر
عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى = بخنادق الإخوان بصور باهر
عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى = بيسان ترقب من يزف لها البشائر
للمجدل المحزون يسكب في الدجى = عبراته الحرّى على أطلال عاقر
لجبالنا الشماء ترفع هامها = لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى آثارها آبارنا = أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا = أن المبادئ لا تذل إلى مكابر
يا زمرة الأقزام كيف ترونها = أرضاً بلا شعب فتعساً للمغائر
فلمن فلسطين الرباط ومن له = المسرى وحتى النصر أين وأين ثائر
أين الشعارات التي قد ظللت = منا الألوف وزيفت فيض المشاعر
كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم = قد بح من فرط النباح بها حناجر
النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا = تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر
فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً = والله لا يُعلى سنام النصر فاجر
يا أيها المهزوم لم يسلم لنا = وطن ولا بقيت تلملمنا أوامر
لكنني والحق يشهد أنني = آبي القنوط فذاك من شيم الكوافر
فغدا تعود لنا الديار تبثنا = أشواقها ونقيل في ظل البيادر
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:04 ص]ـ
تغمد الله الشهيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، بوركت أخ رعد على هذا الاختيار
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:22 ص]ـ
تغمد الله الشهيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، بوركت أخ رعد على هذا الاختيار
شكرا أختي الباحثة عن الحقيقة لمرورك العطر وبارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 12:49 م]ـ
قم للوطن
قم للوطن وادفع دماك له ثمن = فالموت أهون من غبار مذلة
أفمن يذوق الموت كأسا واحدا = أمن يعيش العمر ميتا يشتهي
قم واصنع التاريخ واسلل غيظه = خل البكاء إلى النساء مطية
وارق الشدائد ترق أسباب العلا = مزق إهاب الليل وانزع ثوبه
من للبلاد وقد تدنس قدسها = من ينقذ المسرى ويمسح همه
قولوا لخيبر إذ تعود لغدرها = لا طاب عيش إن نجوت فأبشري
وهناك ذا القعقاع ينثر رمسه = وكذا المهندس قام يسرج خيله
إن جردت أسد الكتائب سيفها = أما إذا صار التخاذل شرعة
واطرح بعيدا كل أسباب الوهن = فلرب ذل دام ما بقي الزمن
يجلو كما الترياق أوصاب البدن = طعم البلى فيرد كلا ل ا ولن
قد لطخ التاريخ صناع الوثن = واربأ بنفسك أن تسربل بالحزن
ودع الخضوع فمن يهن أبدا يهن = واخطف عيون الفجر من حجب الوسن
إن لم يكن صيد الرجال إذن فمن = أسد الشرى أم صب خضراء الدمن
وتقيم ما ابتدع اليهود من السنن = بكتائب الفرسان خلف أبي الحسن
ويحل من بعد الرقاد عرى الكفن = ما عاد يخمد غيره نار الفتن
سهل البلاد وغورها أبدا يصن = كلا وربك لن يقوم لنا وطن
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[نسيم28]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 05:32 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الجهد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا الجهد
شكرا لك أخي نسيم على المرور العطر.
وإليك قصيدة أحيمد.
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 12:30 ص]ـ
أحيمد
لم يا بني أراك تبحث في الزحام = لم يا بني أراك تأرق في المنام
نم يا أحيمد لا تمزق مهجتي = نم يا أحيمد حيث قد نام الحمام
أنا يا أحيمد لا يفارقني الأسى = أنا يا أحيمد قد هجرت الإبتسام
هذي السلاسل يا صغيري فتنة = الله قدرها ليختبر الأنام
لا تبك يا ولدي كفاك فإنني = رغم القيود سأمتطي متن الغمام
إن فرقوا بيني وبين أحبتي = أو مزقوا قلبي بأنصال السهام
أو أرقوا نومي ونوم أحيمدي = أنا لن أطأطئ لا ولن ألقي الحسام
هذا السبيل سبيل من طلب العلا = هذا السبيل سبيل مرشدنا الإمام
هذا سبيل العارفين بربهم = هذا سبيل الخالدين من العظام
فإذا عرفت اليوم سنة أحمد = وزهدت في دنيا الثعالب واللئام
وعلمت أن الصابرين مقامهم = يوم الحساب يضاهئ الصحب الكرام
فأرسم على الثغر إبتسامة شاكر = واصبر بني غدا سينقشع الظلام
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:51 م]ـ
سأل الطبيب
سأل الطبيب بكتسيعوت عن البلاء= فحص الجوانح باحثا عن كل داء
أخبرته أني مريض قلبه =من وجده خلط الهموم مع الدماء
أخبرته أني ضحية خائن = يسطو على أرضي وفكري والولاء
فغدوت أهذي في الضلال مرددا = سقط الفطين وعاش كل الأغبياء
ومضيت أعبد قاتلي ومعذبي = وهجرت أسباب السلامة والشفاء
أصبحت كما مهملا بين الورى = أصبحت فوق السيل كالزبد الغثاء
ولذا تركت الأرض دون تلكؤ = وأخذت أبحث في الوكالة عن غذاء
وغدا الثرى بعد النعيم وسادتي = أقضي الليالي ساهرا تحت السماء
أما الثياب فلا تسل عن أصلها = فالخيش صار لحاءنا وهو الغطاء
يا فاحصي فأعلم بأن مصيبتي = من هولها استعصت على كل الدواء
قال الطبيب عرفت علتك التي = حارت لها كل العقول على السواء
أنت الفلسطيني عشت مشردا = أنت ابن هذي الأرض مهد الأنبياء
قد أودعوك السجن دون جريرة = إلا لأنك قد أبيت الانحناء
ونشدت مجدا ضائعا في عزة = وطلبت نصرا بالعقيدة والفداء
ثم اقترفت من الجرائم رأسها = يوم انتشقت كسائر الناس الهواء
ومضيت تعمل في الظلام مخططا = فدعوت سرا للمحبة والإخاء
هذا الذي اقترفت يداك من الأذى = يكفي لسجنك أو لنفيك والفناء
ولذا فخذ مني النصيحة ولتكن = بين الجموع مطأطئا للأقوياء
وهنا صرخت مدويا في وجهه = أنت السقيم معالجي فكفى هراء
أما أنا فعلى الصراط سأقتفي = أثر الذين ببذلهم رفعوا اللواء
ثم التفت إلى الطبيب مودعا = هذا طريقي واضح فإلى اللقاء
الشهيد الدكتور / أسد فلسطين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:03 م]ـ
الليل آذن بالرحيلْ
أنَّى التفتُّ وجدت أن الليل آذن بالرحيلْ
فالكل من حولي يسوق بشائر المجد الأثيل
الماء والأزهار والأطيار والظل الظليل
والجنة الغناء والأفياء والنسم العليل
وتمايل الأغصان مثل الغيد في دلٍّ تميل
والفجر وصوص من قريب يرقب الصبح الجميل
والبدر يحكي في العلا شمما بطولات الرعيل
والقلب وشوشني بأن الظلم أوشك أن يزول
فانظر إلى الفرسان في القسام إن تبغ الدليل
أرواحهم تهفو إلى العلياء جيلا بعد جيل
بالعزم بالإيمان بالإصرار بالصبر الجميل
ألحانهم عند اللقاء رنين قعقعة الصليل
وسنابك الأجياد صائلة وحمحمة الصهيل
وانظر إلى الطوفان بعد الطل يجتاح الفلول
لكأنه الضعفاء لما أقبروا الصمت الذليل
أعناقهم لما أطلوا خلتها جيد النخيل
الشهيد عبد العزيز الرنتيسي (أسد فلسطين)
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 04:23 م]ـ
رحمة الله على الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والشيخ الشهيد أحمد ياسين والشهيد الرائيس ياسر عرفات وكل شهداء الشعب الفلسطيني والإنتفاضة الفلسطينية رحمهم الله والحقنا بهم وجمعنا بهم يوم القيامة إن شاء الله تعالى بارك الله فيكم جميعاًاخواني في فلسطين وفي كل من شارك معنا.
...............
مع تحيات أبوأحمد الظفاري قلوبنا معكم اخواني
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:35 م]ـ
رحمة الله على الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والشيخ الشهيد أحمد ياسين والشهيد الرائيس ياسر عرفات وكل شهداء الشعب الفلسطيني والإنتفاضة الفلسطينية رحمهم الله والحقنا بهم وجمعنا بهم يوم القيامة إن شاء الله تعالى بارك الله فيكم جميعاًاخواني في فلسطين وفي كل من شارك معنا.
...............
مع تحيات أبوأحمد الظفاري قلوبنا معكم اخواني
بارك الله فيك أخي (أبو أحمد الظفاري) على المرور العطر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:48 م]ـ
رُغمَ الجراح الداميات بغزّةٍ
رُغمَ الجراح الداميات بغزّةٍ = رُغم العذابِ من اليهودِ صلاني
بالرغم من بيتي المدمر إنني = أهدي التحيّة شعبنا الأفغاني
في الشرق في كابول تُبنى دولةٌ = تُحيي الخلافة رغم أنفِ الجاني
لتكون أوّل دولة قد آمنت = بالسنَة الغراءِ والقرآنِ
وزعيمها خير الأنامِ محمد = نور القلوب وسيّد الثقلانِ
نبراسها الصدِّيق ثم دليلها = عمر الخليفة والأمير الثاني
وحماس يا إخواننا رفعت هنا = نفسَ اللواءِ على رُبى الأوطانِ
روحُ الشهيد بأرضكم وشهيدُنا = عند المسا في العرس يلتقيانِ
لاتعجوبوا إخواننا فكلاهما = أعطى الولاء جماعة الإخوان
للهِ باعوا مالهم ودماءهم = ليُمَتَّعوا بالروح والريحانِ
سياف إنا في فلسطين التي = من كيد احفاد القرود تعاني
برهان إنا في في فلسطين التي = فيها حماس تكيد للطغيان
منكم أخذنا الدرس في إعلانها = حربا على صهيون والأعوان
وإليك حكمت يار ألف تحبة = يا قائد الأجناد في الميدان
عزّامُ إنّا في فلسطين التي = من كيد أبناء القرود تعاني
إخواننا فالنصر بات حليفكم = بعد الجهاد لنصرة الإنسان
هذي جيوشُ الروس جرَّت عارها = خسأت جيوش الكفر والطغيان
ياجند جورباتشوف إن جسومكم = باتت طعام الطير والفئران
ياجند جورباتشوف إن نفوسكم = ذاقت وبال الغدر والكفران
يا جند جورباتشوف أين مطارقا = ومناجلا آلت إلى النسيان
ولَّت كما وليتموا هربا فلا = نُصرت ولا سلمت من الخذلانِ
حربا على الله العزيز أقمتموا = فأصابكم بالخزي والخسرانِ
فانظر أخي صوب المعارك كي ترى = آيات تأييد من الرحمن
هذا الملاك على الحصان مسوما = ليجذ أعناقا وكل بنان
والطير تخبرهم إذا يوما رأت = للروس سربا من قوى الطيران
وترى الرصاص ممزقا لثيابهم = واعجب أخي لسلامة الأبدان
والمسك فاح من الشهيد معطرا = سفح الجبال وسائر الوديان
هذا قليل من كثير سُقتُهُ = فالنصرُ مقرونٌ مع الإيمانِ
عند الختام تحية نهديكها = يا خير شعب قد عرفه زمانِ
وحماسنا إخواننا قد أعلنت = تأييدها للشعب والربّانِ
وإلى اللقا في القدس يا إخواننا = لعمارة البنيان والأركان
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 10:20 م]ـ
شعبي المغوار
يا شعبي المغوار دع عنك الكرى = بزغ النهار فهل تعود القهقرى
إن الشعوب إذا تراها استيقظت = رغم أنوف الظالمين إلى الثرى
فالشعب طوفان يدك عروشهم = والشعب زلزال إذا يوما حرى
والشعب بالإيمان طود شامخ = والشعب بالقرآن يقتحم الذرى
قم واكسر الأغلال يا ابن عقيدتي = عند الصباح سيحمد القوم السرى
واستقرئ التاريخ واسبر غوره = ما عز بين الناس خوار ترى
أما الرجال الصابرون تهابهم = عند اللقاء جموع آساد الشرى
طه الرسول أما عرفت ثباته = رفض الرضوخ إلى الصقور كما ترى
يوم التقى الجمعان في بدر علا = جند الإله بدينهم أهل القرى
دانت لهم أهل الجزيرة بعدما = فتح الإله عليهم أم القرى
ومضى الخليفة في ثبات نادر = ليحس من منع الزكاة ومن قرى
وكذا جنود المسلمين بعزمهم = فتحوا البلاد يقودهم خير العرى
والركب سار على الطريق مجاهدا = بدمائه وسخائه النصر اشترى
حتى أتى قوما أضاعوا دينهم = دالت خلافتهم وخاب من اشترى
من بعدهم بعث الإله إمامنا = ليضئ نورا في الظلام إلى الورى
فاسلك أيا شعبي المعنى دربه = تسري إلى حيث الرسول بنا سرى
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 12:53 ص]ـ
عانق الشوق فؤادي
عانق الشوق فؤادي = إذ ذكرت اليوم أحمد
يتهادى نحو قلبي = شارد العين تنهد
فارق البسم شفاهي = عندما الحزن تجدد
فإذا بالعين جادت = دمعها لم تتمرد
عله يغسل همي = فيعيد القلب أجرد
فإذا بالحقد ينمو = ويصير القلب أحقد
ضد من فرق جسمي = فإذا الجسم تبدد
جله رهن لقيد = روحه في البيت تسعد
تلثم الوجه بشوق = من صفاء يتورد
وتجوب البيت حينا = من هيام تتأود
تحمل الأشواق حرى = لإيناس ومحمد
ولآسيا وأسيما = ولعمرو تتودد
سمر في القلب تحيا = وفؤادي يتوقد
ولأمتي كل غال = من شغاف القلب يمهد
عمتي أنت ملاكي = طاهر بالخير ينهد
أخوتي ذاك سلامي = فلكم في القلب سؤدد
ولزوجي كل حب = فلزوجي اليوم أشهد
أنها سر ثباتي = وإبائي حين أصفد
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 06:08 ص]ـ
كفكف الدمع
كفكف الدمع أنت على الهدى = إني أعاني اليوم كي تحيى غدا
ثم ابتسم رغم الجراح أحيمدي = واصبر ولا تبد الكآبة للعدى
فالنصر بالصبر الجميل إذا اكتسى = بعبادة التقوى يبيت مؤكدا
وارفع جبينك يا بني ولا تهن = واعلم بأن الذل يعقبه الردى
ثم افتخر فالسجن إن ضم الأبا = فهي الشهادة يا صغيري أحمدا
إني رفضت القهر في أوطاننا = وصرخت في وجه الطغاة مرددا
يا جند صهيون استعدوا إنني = أنذرتكم عند الصباح الموعدا
لأطهر المسرى الأسير من الذي = نشر الدمار على البلاد وأفسدا
ولأقتل الأفعى التي رابينها = جاب البلاد مزمجرا ومعربدا
فترى الصغار تضرجوا بدمائهم = لما اللعين من الحياء تجردا
برصاصهم قتلوا الشيوخ وهشموا = بعصيهم منا الجماجم و اليدا
حتى النساء فما سلمن من الأذى = لما تنمر كلبهم واستأسدا
أما عن الموت البطيء فلا تسل = فالكل بات من الفناء مهددا
هذي الحشيش تناثرت أطنانها = تغزوا عقول شبابنا فتمردا
دفعوا الفساد بكيدهن إليهم = ليكون درب الساقطين ممهدا
كي يسقط الأوغاد نخوة شعبنا = ليسود خنزير اليهود ويسعدا
ولدي محمد قل لأحمد إنني = حر بني وإن غدوت مصفدا
فالحر من يأبى الحياة ذليلة = حتى وإن يقض الزمان مشردا
والعبد من أعطى الدنية طائعا = من نفسه والحس منه تبلدا
هذا الحديث كتمته في أضلعي = لما أخذت إلى القضاء مقيدا
ورأيت أحمد ثابتا في خطوة = حبس الدموع بعينه وتجلدا
فضممته وشممته ولثمته = والجند من حولي يرون المشهدا
ثم التفت إلى الجنود مؤكدا = لا لن يضيع جهادنا أبدا سدا
الشهيد الدكتور / أسد فلسطين , عبد العزيز الرنتيسي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 11:19 م]ـ
ماذا دهاك
ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن = تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب
ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن = ونعمت رغد العيش في ظل الشباب
يا هذه يهديك ربك فارجعي
القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي
فالموت خير من حياة الخنع
ولذا فشدي همتي وتشجعي
هاأنت ترسف في القيود بلا ثمن = وغدا تموت وتنتهي تحت التراب
وبنيك واعجبي ستتركهم لمن = والزوج تسلمها فتنهشها الذئاب
القيد يظهر دعوتي يوما فع
وإذا قتلت ففي إلهي مصرعي
والزوج والأبناء مذ كانوا معي
في حفظ ربي لا تثيري مدمعي
وعلى البلاء تصبري لا تجزعي
إني أخاف عليك أن تنفى غدا = ويصير بيتك خاويا يشكو الخراب
وتهيم بحثا عن خليل مؤتمن = يبكي لحالك أو يشاطرك العذاب
إن تصبري يا نفس حقا ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعي
إلا بنيل شهادة فتشفعي
إني أراك نذرت نفس للمحن = وزهدت في دنيا الثعالب والكلاب
وعشقت رمسا يحتويك بلا كفن = فرجوت ربي أن تكون على صواب
أنا لن أبيت منكسا للألمع
وعلى الزناد يظل دوما أصبعي
ولئن كرهت البذل نفسي تصفعي
من كل خوار ومحتال دعي
وإذا بذلت الغال مجدا تصنعي
إني أعيذك أن تذل إلى وثن = أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقض الحياة كما تحب فلا ولن = أرضى حياة لا تظللها الحراب
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 01:02 م]ـ
يا طائر الدوح
يا طائر الدوح بلغ أمة العرب = أني كفرت بهذا الصمت واللعب
يا للهوان فعرض العرب منتهك = والشعب بات أسير الزيف والكذب
هذي فلسطين يا ابن العرب في نصب = والكفر يعثو بترب القدس والنقب
والقدس تصرخ بالإسلام نصركم = لا بالطبول وبح الصوت بالخطب
هذا الرسول بجنح الليل شرفني = على البراق يغذ السير في طلبي
وذا الخليفة عند الباب يطرقه = يحرر البيت من رجس لمغتصب
من لي بخالد سيف الله مسلول = من لي بحمزة والقعقاع للندب
من لي بحطين تحيي مجد أمتنا = كي ينشر الأمن في الوديان والهضب
أبو عبيدة في عمواس يحرسني = وذا معاذ يقود الصحب كالشهب
فأين أمثالهم مني وليتهم = ما فارقوا صخرتي في المسجد الرحب
فالمجد ضاع وبات الذل يخلفه = يوم التقينا لجمع المال والذهب
والبعض صار يؤم الدب يعبده = والجل صار لأمريكا كما الذنب
هذا مليك يقود القمع في بلد = وذا رئيس يعد الشعب للنصب
أما هناك بأرض الأرز واأسفي = بت القتال رباط الدين والنسب
لبنان من للثكالى من بني وطني = من الأرامل من للأهل والسلب
من لليتامى يعيد اليوم بسمتهم = فأبكي فلسطين يا للعار وانتحبي
من للمخيم في بيروت منتحرا = يشكو الدمار بفعل القيم الخرب
حب الزعامة أعمى اليوم مقلتهم = فأهلكوا الحرث والولدان والنشب
والخصم يرقب نشوانا مجازرهم = وفي الظلام يمد النار بالحطب
لكن فلسطين قري العين وانتفضي = هذي حماس تعد النشء في الشعب
فبالعقيدة ساد الدين وانتشرت = جند الإله تدك الكفر باللهب
وبالعقيدة صار العز شيمتنا = نأبى الهوان وخفض الرأس في الكرب
هذا الشباب يخاف الكفر غضبته = يرمي الجنود بزخات من الحصب
يلقي الرصاص بآيات يرددها = ففي الكتاب دليل النصر للنجب
وللشهيد بآي الله منزلة = تبقي المجاهد في شوق إلى الرتب
يا راقصون على آهات أمتنا = هذي الجموع تشق الدرب للأرب
هذي الجموع تقول الله غايتنا = فأبشر محمد عاد المجد للعرب
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[قطرالندى_88]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 05:49 م]ـ
حقا قصائد رائعة للشهيد الرنتيسي جمعنا الله به في الجنة
جزاك الله خيراً
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 11:01 م]ـ
قصيدة الانتفاضة
الله أكبر كلما رفع اللواء= الله أكبر كلما عظم العطاء
الله أكبر والثكالى في الدجى= أرقن نوم الليل من فرط البكاء
الله أكبر واليتيم حنينه= قطع النياط صداه من قلب الصفاء
الله أكبر والحجارة قزمت = كل الذين تنكبوا درب السماء
الله أكبر والسواعد بددت= حجب الظلام فلاح في الأفق الضياء
الله أكبر وانتفاض حماسنا= بالعزم والصبر الجميل وبالفداء
قد أيقظ الشعب الذليل من الكرى= وتقهقر الجند البغاة إلى الوراء
وإذا بجيش الكفر يعلن أنه= لم يغد في نظر الشباب سوى إماء
فتراه حينا ملقيا لسلاحه = يجثو ذليلا ثم يجهش بالبكاء
وتراه حينا مطلقا سيقانه = للريح مذعورا بقلب من هواء
وتراه محصورا ليندب حظه= إذ بللت منه الثياب بلا حياء
وعلى النقيض كما ترى أشبالنا = يتواثبون بخفة مثل الظباء
مطروا الجنود حجارة وصلوهم = بالمولوتوف من الصباح إلى المساء
ثم استراحوا ليلهم ليعاودوا = عند الصباح جهادهم عند اللقاء
فتراهم حول الجنود تزاحموا=يستبشرون بطلقة فيها الشفاء
كل يريد شهادة يحيى بها = بين الجنان مصاحبا للأنبياء
حتى إذا سقط الشهيد مجندلا = قد فاز من بين الصحاب بالاصطفاء
يحمله أبطال الحجار بفرحة = غمرتهم والوالدين على السواء
والبيت زين للشهيد وعرسه = ثم التهاني قدمت بدل العزاء
أما إذا صدر البيان تحركت= أشبالنا متسترين وفي الخفاء
في ليلة الإضراب حيث يزينوا = جدر المدينة بالشعار وبالنداء
وليرفعوا راياتهم بإبائها = فوق المآذن أو خطوط الكهرباء
أما صناديد القتال فهاهم = قلبوا موازين اليهود بلا مراء
مثل النسور تمثلت فرسانهم = بأبي عبيدة والمثنى والبراء
نصار رمز حماسنا ببطولة = فيها الشجاعة تلتقي حسن البلاء
ليخطف الأجناد ثم يذيقهم = كأس المنون فجرعوا مر القضاء
فتعطلت سبل الخيانة بعدما = قتلوا رموز الغدر أسباب الشقاء
هذي نماذج من أسود قادها = شيخ جليل همه بذل الدماء
ذا أحمد الياسين قاد جهادنا = وصلاح ثم نزار كانوا الأوفياء
حملوا الأمانة لاستعادة أرضنا = وظهور دعوتنا ونصر الأبرياء
وتخلقوا بحماسهم للوائها = بالخوف من بطش العزيز وبالرجاء
وتسلحوا بعد الثبات على الوغى = بالذكر والعزم القوي وبالدعاء
فأثبهم مولاي بعد عنائهم = بالنصر والفوز العظيم وبالرفاء
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 11:07 م]ـ
حقا قصائد رائعة للشهيد الرنتيسي جمعنا الله به في الجنة
جزاك الله خيراً
أشكرك أختي قطر الندى على مرورك العطر , بارك الله فيك وأنالك وأنالنا ما تمنيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 11:21 م]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على هذه القصائد المعبرة ولاسيما بعد المحرقة الغاشمة التي يقوم بها أولئك المجرمون ومعهم من شاء من الخونة
رب وامعتصماه انطلقت =ملء أفواه البنات اليتم
صادفت أسماعهم لكنها = لم تلاق نخوة المعتصم
ـ[الوافية]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذه الدرر التي تتحفنا بها. رحم الله الشهيد الدكتور/عبدالعزيز الرنتيسي. والشهيد المهندس/يحيى عياش. والشهيد الشيخ/أحمد ياسين. وكل شهداء فلسطين. وجمعنا بهم في جنات النعيم.
ـ[أبو الحسنات الدمشقي]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 01:53 ص]ـ
رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين الأحياء منهم والميتين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 02:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رعد على هذه الدرر التي تتحفنا بها. رحم الله الشهيد الدكتور/عبدالعزيز الرنتيسي. والشهيد المهندس/يحيى عياش. والشهيد الشيخ/أحمد ياسين. وكل شهداء فلسطين. وجمعنا بهم في جنات النعيم.
كل الشكر لك أختي الكريمة "الوافية" على مرورك العطر ....
وجمعنا وجمعكم الله معهم ومع النبي الصادق الأمين وأصحابه الغر الميامين والشهداء والصديقين ...
بارك الله فيك وأنار دربك ورزقنا ورزقك الشهادة في فلسطين.
آمين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 02:19 ص]ـ
رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين الأحياء منهم والميتين
أشكرك أخي "الدمشقي" على مرورك العطر وتعليقك الطيب.
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 02:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخ رعد على هذه القصائد المعبرة ولاسيما بعد المحرقة الغاشمة التي يقوم بها أولئك المجرمون ومعهم من شاء من الخونة
رب وامعتصماه انطلقت =ملء أفواه البنات اليتم
صادفت أسماعهم لكنها = لم تلاق نخوة المعتصم
أما أنت أختي "الباحثة عن الحقيقة" فيعجز اللسان عن شكرك وتقديرك على هذه الكلمات الرائعة التى تنم عن أحاسيس وطنية صادقة وفهم جيد لواقعنا.
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 03:10 ص]ـ
أشباه الرجال
في السجن أشباه الرجال = يبنون مجدا في الخيال
عشقوا التسلق يا لهم = في الوحل إذ فقدوا الجبال
هتفوا بأعلى صوتهم = لا حل إلا في القتال
وتستروا خلف الذي = رفعوه رمزا للنضال
إن هام قيس في الجنوب= أو مات قيس في الشمال
صدر البيان مدويا= أبطالنا عند النزال
قد حققوا النصر الذي =غاظ اليهود ولا يزال
نسبوا الرجال إليهم = زورا وغالوا في الضلال
أما هم يا ويحهم= عند اللقاء فكالغزال
أو كالنعام بسالة = دفنت رؤوسهم الرمال
ومن العجيب رموزهم = دوما يثيرون السؤال
حول الذين تخلفوا= بالدين واعتمدوا الظلال
عند الحوار تراهم = أمضوا شهورا في الجدال
نكث العهود سبيلهم = في الغدر قد ضربوا المثال
جمعوا النفاق سياسة = رقصوا على شتى الحبال
إن مسنا خيرا علت= أصواتهم في الابتهال
يتضرعون يسوؤهم =ألا يؤول إلى زوال
فإذا أصاب صفوفنا = شر عظيم أو وبال
فإذا بهم ينتابهم = طربا فتعسا للبغال
إن حل في دلهي لنا = خصم له شدوا الرحال
من جهلهم في ديننا = خلطوا الحرام إلى الحلال
ظلموا الصحابة عندما = نسبوا لهم سوء الفعال
للمال أبدوا عشقهم= من أجله لثموا النعال
ولذا فإن صلاحهم = قد بات وهما أو محال
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:10 م]ـ
وصية
هذي وصية والد خلف السدود=لم تثنه الآلام عن كسر القيود
أنا يا محمد يا بني مجاهدا =أرجو الشهادة أو إلى يبنا نعود
فهناك بيتي حيث مسقط هامتي = وهناك آثاري ومقبرة الجدود
وهناك مدرستي ومسجد بلدتي = فاعبر إليها واقتحم تلك الحدود
واعلم بأن بلادنا وقف فلا = تخدعك أحلام السلام مع اليهود
فبدون تطهير البلاد من العدا = فالسلم وهم أو سراب من وعود
فبدين طه يا محمد فاعتصم = فهو السبيل لقهر إخوان القرود
وإذا زحفت عليهم يوما فكن = عند اللقاء على مقدمة الجنود
وإذا سقط أيا بني مجندلا = فمآلك الفردوس تنعم بالخلود
بين الجنان مع النبي المصطفى=وبصحبة الصديق والصحب الوفود
هذي المنازل يا محمد فانطلق= لتصيب منها المرتقى الصعب الكؤود
واعلم بان منالها فوز فلا = يقعدك عنها كل كفار كنود
وعليك بالخلق الكريم وبالتقى = والصوم والإكثار من طول السجود
وانصر كتاب الله ينصرك الذي = نصر الرسول على قوى الكفر الحقود
واصبر بني إذا ابتليت ولا تكن = جزعا فإن الصبر مدعاة الصمود
بطلا أريدك يا محمد فلتكن =أسدا مهيبا بل وتخشاك الأسود
لتقر عيني في التراب وعندها= فاغرس على قبري رياحين الورود
الشهيد الدكتور / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 12:18 ص]ـ
رحم الله أسد فلسطين رمز العزة والكرامة
وبارك الله فيك أخي رعد على ما تتحفنا به
http://img267.imageshack.us/img267/9059/mnwa9or6.gif
http://img293.imageshack.us/img293/3823/20939911uo6.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:14 م]ـ
أنا يا محمد يا بني مجاهدا=أرجو الشهادة أو إلى يبنا نعود
فهناك بيتي حيث مسقط هامتي=وهناك آثاري ومقبرة الجدود
وإذا سقط أيا بني مجندلا=فمآلك الفردوس تنعم بالخلود
بين الجنان مع النبي المصطفى=وبصحبة الصديق والصحب الوفود
بطلا أريدك يا محمد فلتكن=أسدا مهيبا بل وتخشاك الأسود
لتقر عيني في التراب وعندها=فاغرس على قبري رياحين الورود
بوركت أخ رعد على انتقائك وما أجملها من وصية
رحمة الله على الشهيد أسد فلسطين عبد العزيز الرنتيسي
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
رحم الله شهيدنا المغوار أبا محمد
وإن كانت الكلمات لا توفيه حق علينا نحن ابناء فلسطين فهو أكثر مما قيل ويقال فيه
جال بخاطري من ذكراك طيف. حين التقيتك واقفا بالباب
ضرغام حماس ونيّر اهلها. بطلها المغوار في يوم العباب
إلى مرج الزهور كان مبعده. حين انتقى رابين زمرة الاطياب
يا يوم عودته للأرض متشحا. ثوب الفخار بنصر غير هيّاب
عرفت معني النصر في ذل العدا. فغدوت مشكاة لنا ومآب
كم حاولوا فيك مكرا فكدت لهم. ورددت مكرهم على أعقاب
فاحت رياحين من نعش حُملت به. وكسيت من نفح الشذا أثواب
دعوت الله أن يسكنك جنته. مع النبي وأبي بكر وخبّاب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 11:10 م]ـ
الصبر
اصبر وإن وأدوا المهج=فالصبر مفتاح الفرج
لا تيأسن ولا تهن = حتى وإن ظهر الهمج
فاليأس من شيم الذي =عن دينه طوعا خرج
وغدا أسيرا للهوى =وعلا إذن فيه النهج
واعلم بأن حماسنا= نور يشع وذو وهج
فالحق كان سبيلها = لا زيغ فيه ولا عوج
والحق نور ساطع = هل يحجب النور الرهج
ولذا فإنك ظافر= يوما وإن عز الفلج
*****
واصبر وإن سلبوا النظر = فالصبر زادك للظفر
واعلم بان مصابنا = خير يجود به القدر
حتى تعود صفوفنا = بنقائها مثل المطر
فترى الغثاء قد انتهى=فيه المآل إلى الحفر
أما "الشراتحة" الذي=بفدائه نغزوا القمر
ومحمد النصار =والمبحوح كالجمر استعر
ذبحوا رؤوس الكفر في=أوكارها ذبح البقر
*****
واصبر إذا حل الدمار= ونفيت من هذي الديار
ومضيت تنشد قائدا=يسعى إلى فك الإسار
فرأيت من ألقى القنا = ورجا السلامة في الحوار
لا تركنن لمرجف = أعياه طول الانتظار
واتبع زعيم حماسنا = ياسين إن رمت الفخار
ثم التحق برجالها = إما صلاح أو نزار
واعزم على خوض الوغى = واركب لها موج البحار
واعلم بأنك عائد= يوما إذا طلع النهار
*****
واصبر أخي إن عذبوك= أو بالسلاسل كبلوك
أو هم أثاروا فرية = لتكون نهبا للشكوك
متشدد متعصب=أو بالعمالة يرجموك
واصبر على جمر ولا = تذعن لهم إن هودوك
وارفع جبينك عاليا= من فوق تيجان الملوك
واذكر ترابا رشه= بدمائه يوما أبوك
واحمل سلاحك واصطبر= واقتل أخي من هجروك
واعلم بأن شعارنا= لا للتنازل والصكوك
*****
واصبر وإن ذبحوا الجنين=واثبت ثبات الأولين
إياك أن تبدي لهم=ضعفا ولا يوما تلين
واعلم بأنك مسلم= ستدك صرح الغاصبين
فالحق أصل ثابت= وانظر فتوح المسلمين
ثم اعتبر فرجالنا = كانوا على مر السنين
أسدا تهابهم العدا= نعم الأباة الفاتحين
أرأيت روحي مشتهى= كاد الغزاة المعتدين
وأخاه يحيى عندما = خطفوا العيون الخائنين
*******
واصبر إذا حم القضاء= ثم التمس نصر السماء
والله دوما ناصرا= للصابرين على البلاء
ومؤيد ومعزز= من كان يصدقه الولاء
فإلى الجهاد أحبتي= رفعت حماس له اللواء
لتكون من أبنائها = كأبي دجانة أو بهاء
حسن ونصر أو كما=دهشان خالد أو ضياء
فالشافعي إمامهم = لبوا إذا سمعوا النداء
فالحق بركب المصطفى = واصدق إذا جد اللقاء
الشهيد / عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 10:05 م]ـ
لا تسلني
لا تسألني يا بني عن الديار عن الضياع
لا تسألني أين كنا يوم آلت للضياع
لا تسألني عن خيام العار في كل البقاع
لا تسألني عن ثياب الخيش تسكنها البقاع
لا تسألني عن فتات الغرب يلقى للجياع
لا تسألني كيف صرنا اليوم من سقط المتاع
فخيانة الزعماء في وطني لها في الأمر باع
وسياسة التجهيل للشعب المعنى والخداع
فغدا الأبي مطاردا أما الوضيع له السماع
ثم انحراف الشعب عن درب الصحابة والتباع
بالغزو للفكر الذي لقي القبول من الرعاع
أما عن الداء الخطير بجهل أسباب الصراع
أدى إلى استجدائنا للخصم في فك النزاع
وغدا الخنوع بسالة لرجاله أمر يطاع
تركوا السلاح وأعلنوا أن البطولة في الوداع
فتكشفت سوءاتهم من بعد ما سقط القناع
ورأى الشباب بلادهم في غفلة منهم تباع
فتسربلوا بحماسهم وتواصلوا دون انقطاع
في البذل دون كلالة ليدمروا تلك القلاع
ويحطموا أكذوبة أن الأرانب كالسباع
فلك التحية شعبنا في الضفتين وفي القطاع
بعد انتفاضتك التي للذل أعلنت الوداع
معك الإله شبابنا وعدونا معه سواع
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 04:07 م]ـ
[
poem font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alfaseeh.net/vb/images/toolbox/backgrounds/18.gif" border="none,6,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هون عليك فإن الجمع منهزم = وكيف ينصر قوم ربهم صنم
عمى بصائرهم غفل ضمائرهم = غلف القلوب و في آذانهم صمم
الخمر غايتهم والجبن صبغتهم = والذل وحدهم والهون والسَّلَم
ويقول في أخرى بعنوان "قم للوطن"
قم للوطنْ .. وانثر دماك له ثمن = واخلع فديتك كل أسباب الوهن
فإذا قُتلتَ فلست أنت بميت = فانعم بعيش لا يبيد مع الزمن
أفمن يذوق القتل في ساح الوغى = يجلو كما الترياق أوابَ البدن
الشهيد /د، عبد العزيز الرنتيسي [/ poem]
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:03 م]ـ
العشيقة
في السجن لي رفيقة=جميلة أنيقة
قوامها بديع=نحيفة دقيقة
تطير في دلال=بجنحها الرقيقة
فتختفي وتبدو=سريعة رشيقة
وبيننا أقيمت = علاقة وثيقة
إن نمت أيقظتني=لقبلة عميقة
ولو غفوت حتى=أقل من دقيقة
إن كان ذا هيام=فبئست العشيقة
فعشقها غرام= عجزت أن أطيقه
سلوكها غريب=لكنها السليقة
فإن أفقت غابت=لفهمها الحقيقة
إن تبد لي ثوان=جعلتها سحيقة
فلم تكن لعطفي=ورحمتي خليقة
أما إذا سلتني=فحرة طليقة
فإن أطل صبح =يمنحني بريقه
تنام في سلام=بقمة سميقة
كانها بريئة=ولم تكن صفيقة
رفيقتي الرشيقة=بعوضة عريقة
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 10:07 م]ـ
[
poem font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.alfaseeh.net/vb/images/toolbox/backgrounds/18.gif" border="none,6,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هون عليك فإن الجمع منهزم = وكيف ينصر قوم ربهم صنم
عمى بصائرهم غفل ضمائرهم = غلف القلوب و في آذانهم صمم
الخمر غايتهم والجبن صبغتهم = والذل وحدهم والهون والسَّلَم
ويقول في أخرى بعنوان "قم للوطن"
قم للوطنْ .. وانثر دماك له ثمن = واخلع فديتك كل أسباب الوهن
فإذا قُتلتَ فلست أنت بميت = فانعم بعيش لا يبيد مع الزمن
أفمن يذوق القتل في ساح الوغى = يجلو كما الترياق أوابَ البدن
الشهيد /د، عبد العزيز الرنتيسي [/ poem]
مداخلة جميلة أعتز بها أختي " عفاف صادق " ....
بارك الله فيك.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 09:22 م]ـ
شعر: الدكتور عبد العزيز الرنتيسي - رحمه الله
رُغمَ الجراح الداميات بغزّةٍ ... رُغم العذابِ من اليهودِ صلاني
بالرغم من بيتي المدمر إنني ... أهدي التحيّة شعبنا الأفغاني
في الشرق في كابول تُبنى دولةٌ ... تُحيي الخلافة رغم أنفِ الجاني
لتكون أوّل دولة قد آمنت ... بالسنَة الغراءِ والقرآنِ
وزعيم! ها خير الأنامِ محمد ... نور القلوب وسيّد الثقلانِ
نبراسها الصدِّيق ثم دليلها ... عمر الخليفة والأمير الثاني
وحماس يا إخواننا رفعت هنا ... نفسَ اللواءِ على رُبى الأوطانِ
روحُ الشهيد بأرضكم وشهيدُنا ... عند المسا في العرس يلتقيانِ
للهِ باعوا مالهم ودماءهم ... ليُمَتَّعوا بالروح والريحانِ
عزّامُ إنّا في فلسطين التي ... من كيد أبناء القرود تعاني
إخواننا فالنصر بات حليفكم ... بعد الجهاد لنصرة الإنسان
هذي جيوشُ الروس جرَّت عارها ... خسأت جيوش الكفر والطغيان
يا جند جورباتشوف أين مطارقا ... ومناجلا آلت إلى النسيان
ولَّت كما وليتموا هربا فلا ... نُصرت ولا سلمت من الخذلانِ
حربا على الله العزيز أقمتموا ... فأصابكم بالخزي والخسرانِ
فانظر أخي صوب المعارك كي ترى ... آيات تأييد من الرحمن
هذا قليل من كثير سُقتُهُ ... فالنصرُ مقرونٌ مع الإيمانِ
عند الختام تحية نهديكها ... يا خير شعب قد عرفه زمانِ
وحماسنا إخواننا قد أعلنت ... تأييدها للشعب والربّانِ
وإلى اللقا في القدس يا إخواننا ... لعمارة البنيان والأركان
رحمه الله ونحسبه شهيد ولانزكي على الله احد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:21 م]ـ
مشكورة أختنا عفاف على اهتمامك وتواصلك المحمود.
أرجو قراءة الموضوع من البداية للنهاية إن أمكن ...
بوركت.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 09:58 م]ـ
خيرات حسان
أنتن خيرات حسان=أنتن ترياق الجنان
أسماء تسكن مهجتي=وإناس مني المقلتان
سمر بخفة ظلها =ملأت فؤادي بالحنان
وكأن آسيا بوجهها=بدر بليلة أضحيان
هن الفؤاد ونبضه=وحياته في كل آن
لما ذكرت جمالهن=غارت زهور الأرجوان
وإذا ذكرت صلاتهن= وسعيهن إلى الأذان
وقيامهن وصومهن=وحفظهن إلى اللسان
وعفافهن مع التقى=والصدق والعرض المصان
أيقنت حقا أنهن=بإذن ربي في أمان
وازداد شوقي للقا =وانساب مني دمعتان
ورجوت أني كلما =زاد الجوا منهن دان
كم كنت أكره أنني =فارقتهن ولو ثوان
فلقاؤهن سعادة= وفراقهن هو الهوان
رباه إني ضارع=أنت المجيب المستعان
فاحفظ بناتي ربنا= من كل إنسي وجان
مولاي واجمع شملنا= ثم اطو بي بعد الزمان
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 10:57 م]ـ
رحم الله الدكتور الشهيد
رحم الله الشهداء الذين قضى نحبهم
والله أنتم الاحياء ونحن الأموات
لانامت أعين الجبناء
اللهم لاتحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:16 م]ـ
رحم الله شاعرنا الشهيد عبد العزيز الرنتيسي .. ما أروع عواطفه الدفاقة فهو وطني وأب وإنسان
بوركت أخ رعد ازرق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:25 م]ـ
الشكر لك أخي رعد
وكذلك نشكر الإخوة الذين يضفون على الموضوع
ألقا وجمالا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:47 م]ـ
الشكر الجزيل لكم جميعا إخوتي الفصحاء ..
"أحلام "
"الباحثة عن الحقيقة"
"محمد سعد "وبارككم المولى وحفظكم ولا عدمنا اطلالتكم البهية.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:59 م]ـ
الشكر الجزيل لكل الاخوة والاخوات على ما اتحفونا به من اشعار الهمام عبد العزيز الرنتيسي
لقد كان حقا أسد الانتقاضة المباركة
ويعجبني قول أحدهم
سننتصر يا بوش قول زأرت به = زلزلت أبيضهم فصار سواد
.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 10:43 م]ـ
أماه
لا تعجبوا إن كنت لا أنساها=فهي التي حضنت صباي يداها
وحنت علي إذا مرضت ولم يذق=طعم النعاس لياليا جفناها
وتعود إن حل الشفاء قريرة =بعد الوجوم تبسمت شفتاها
وتطير من فرح إذا ناديتها = وكذاك إن سبقت خطاي خطاها
وتجود إيثارا علي بزادها= وإذا ظمئت تغيثني سقياها
صبرت على الإعواز أعواما وما=قبلت سوى التعليم لي عقباها
فمداد محبرتي دماء فؤادها=ودفاتري أوراقها كفاها
فأخذت أجهد في الدروس وغايتي=أني أنال شهادة ترضاها
فالعلم والإيمان من نفحاتها=والحب للوطن العزيز رضاها
والجود والإيثار والصدر النقي= والبذل والإقدام بعض هداها
سهرت علي تفانيا في خدمتي=ليكون من خير الثمار جناها
وبعيد أعوام عجاف أدبرت =أصبحت دكتورا فيا بشراها
كانت دليلي في الصلاح وخدمتي= أبناء شعبي والصلاح مناها
فالخير والإحسان من أخلاقها=وكذا الحياء وزانه تقواها
يا خير أم للورى شقت لنا = من دمعها خير الدروب ذراها
يا أم فواز استعيني بالذي= برأ الخلائق والسماء بناها
وتصبري أماه ثم تفاءلي = فالنصر بين عشية وضحاها
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:24 م]ـ
رحمك الله يا أسد فلسطين، وبارك الله في جهودك أخي رعد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:36 م]ـ
رحمك الله يا أسد فلسطين، وبارك الله في جهودك أخي رعد
دائما في الميدان أخي " ليث " سباقا ومبادرا في الخير ..
دمت لأخويك " رعد وعبد العزيز " ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ
دائما في الميدان أخي " ليث " سباقا ومبادرا في الخير ..
دمت لأخويك " رعد وعبد العزيز " ..
اللهم آمين، اللهم آمين.
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:32 م]ـ
أقبل العيد
أقبل العيد فهيا=نتسامى يا أخيا
ننشر الخير ونمضي=نبتغي لثم الثريا
ننشد المجد لشعب=من فناء هب حيا
ينفض الذل ويروي=من دماه الأرض ريا
هكذا فلتبق شعبي= شامخا شهما أبيا
أقبل العيد ينادي=حطموا كيد الأعادي
وارفعوا الصوت يدوي=واهتفوا في كل وادي
نحن أحفاد صلاح=نحن آساد البوادي
نحن للأقصى فداء=قد بعثنا للجهاد
هكذا فلتبق شعبي= شامة بين البلاد
أقبل العيد وكبر =هاتفا الله أكبر
أرضكم للدين مهد=أرضكم بالحق تجأر
أرضكم للقدس أم =أرضكم تزهو وتفخر
حيث أن الدين يعلو=وشباب الدين يزأر
هكذا فلتبق شعبي=عاملا بالدين تنصر
أقبل العيد يناشد=كل أشبال المساجد
أنتم الأعلون دوما=فوق من للدين جاحد
فاثبتوا أبناء ديني=واصبروا صبر المجاهد
واعلموا أن المعالي = لم تكن يوما لقاعد
هكذا فلتبق شعبي=ثابتا في الأرض صامد
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
يتبع إن شاء الله
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي رعد.
نتابع.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخي رعد.
نتابع.
شكرا لك متابعتك أخي " ليث ".
سأنقله إن شاء الله كله لكم , سبب تأخري هو أنني لا أجيد الطباعة , وقد يكون الفصيح هو أول موقع يحظى بكل قصائده لأن ديوان الشهيد عبد العزيز موجود كله عندي , غير أنه على ورق وغير مطبوع على الوورد , وقد خصصت لديوانه صفحة في بوابة الشعراء ونقلت جزء منه ولم أكمله لأن البوابة قيد الصيانة.
بارك الله فيك.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 01:15 ص]ـ
أقبل العيد
أقبل العيد فهيا=نتسامى يا أخيا
ننشر الخير ونمضي=نبتغي لثم الثريا
ننشد المجد لشعب=من فناء هب حيا
ينفض الذل ويروي=من دماه الأرض ريا
هكذا فلتبق شعبي= شامخا شهما أبيا
أقبل العيد ينادي=حطموا كيد الأعادي
وارفعوا الصوت يدوي=واهتفوا في كل وادي
نحن أحفاد صلاح=نحن آساد البوادي
نحن للأقصى فداء=قد بعثنا للجهاد
هكذا فلتبق شعبي= شامة بين البلاد
أقبل العيد وكبر =هاتفا الله أكبر
أرضكم للدين مهد=أرضكم بالحق تجأر
أرضكم للقدس أم =أرضكم تزهو وتفخر
حيث أن الدين يعلو=وشباب الدين يزأر
هكذا فلتبق شعبي=عاملا بالدين تنصر
أقبل العيد يناشد=كل أشبال المساجد
أنتم الأعلون دوما=فوق من للدين جاحد
فاثبتوا أبناء ديني=واصبروا صبر المجاهد
واعلموا أن المعالي = لم تكن يوما لقاعد
هكذا فلتبق شعبي=ثابتا في الأرض صامد
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
يتبع إن شاء الله
ما أروعها من قصيدة .. هكذا الشعر أو فلا .. يشحذ الهمم، ويرفع الهامات .. رحم الله الرنتيسي وعزته وكبرياءه وصموده ..
وتحية إلى أهل فلسطين .. وليفخروا أنه منهم .. وأظن الجميع رنتيسياً ..
وأنت منهم أخ رعد .. وكل فلسطيني وعربي مسلم يأبى الذل والخنوع ..
بوركت أخ رعد فدائماً تتحفنا بأشعار رائعة للرنتيسي وغيره
وفقك الله وسدد خطاك نحو المعالي والمكرمات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 12:00 م]ـ
شكرا لك متابعتك أخي " ليث ".
سأنقله إن شاء الله كله لكم , سبب تأخري هو أنني لا أجيد الطباعة , وقد يكون الفصيح هو أول موقع يحظى بكل قصائده لأن ديوان الشهيد عبد العزيز موجود كله عندي , غير أنه على ورق وغير مطبوع على الوورد , وقد خصصت لديوانه صفحة في بوابة الشعراء ونقلت جزء منه ولم أكمله لأن البوابة قيد الصيانة.
بارك الله فيك.
بارك الله فيك أخي رعد وفي جهودك الخيرة.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 02:21 م]ـ
شكرا للأخ رعد أزرق ولكل من تفاعل وشارك
لا حُرِمتم الثواب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 08:55 م]ـ
ما أروعها من قصيدة .. هكذا الشعر أو فلا .. يشحذ الهمم، ويرفع الهامات .. رحم الله الرنتيسي وعزته وكبرياءه وصموده ..
وتحية إلى أهل فلسطين .. وليفخروا أنه منهم .. وأظن الجميع رنتيسياً ..
وأنت منهم أخ رعد .. وكل فلسطيني وعربي مسلم يأبى الذل والخنوع ..
بوركت أخ رعد فدائماً تتحفنا بأشعار رائعة للرنتيسي وغيره
وفقك الله وسدد خطاك نحو المعالي والمكرمات
الروعة تتجلى في مرورك العطر وتعليقك الطيب أختي الكريمة , بوركت وبورك على عربي حر غيور على دينه وأرضه وعرضه ...
جزاك الله خيرا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 08:58 م]ـ
شكرا للأخ رعد أزرق ولكل من تفاعل وشارك
لا حُرِمتم الثواب
الشكر كل الشكر لمرورك الطيب الذي شرفنا به أخي " ابو اسيد " ..
بوركت وجزيت خيرا.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 09:22 م]ـ
تناشدني
تناشدني وقد نزفت جراحي=بأن ألقي ويا أسفي سلاحي
فمن للأهل بعد الله غيري =ومن للدين إن كسرت رماحي
ومن يا قوم للأوطان ذخرا=إذا اقتصر النضال على النباح
فلسطيني أنت فكيف ترضى=سلام الذل من ولد السفاح
فلا سلمت يداي ولا فؤادي=إذا امتدت إلى صهيون راحي
أما آن الأوان لأن تفيقوا=فنحن اليوم نذبح كالأضاحي
أما آن الأوان لأن تعدوا=لهذا الخطب أسباب الفلاح
مجالسكم أيا حكام عفنا =فما برحت مسارح للنطاح
فدوما لا تقودوا إلى وفاق =وأنا أن تكلل بالنجاح
على أعتاب أمريكا جثوتم=فبتم سبتة في كل ساح
وضاق الشعب بالحكام ذرعا=وقال الحق ينزع بالكفاح
فأما مجلس الأمن المفدى=فلا يجدي به طول النواح
نريد اليوم أحفاد المثنى =وخالد أو أسامة أو صلاح
نريد العود للإسلام حكما=ونبذ شرائع الكفر البواح
أعلمانية الإتحاد خير=أم القرآن يأمر بالصلاح
فلا لمسيلم الكذاب كلا=ولا لنبوة الحمقى سجاح
ولا للعابثين بلا حياء=ولا للراقصين على الجراح
فإما أن تقيموا الدين فينا=وإلا تطلقوا قسرا سراحي
فلست بخافض ما دمت حيا = لغير الله في ذل جناحي
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 01:50 ص]ـ
في السجن
في السجن يختبر البشر= في السجن تنطلق الفكر
فالكل يكشف سره=مهما تنكر واستتر
هذا سجين مؤمن=بدأ النشاط مع السحر
بصلاته أحيا الدجى =بدعائه أبكى القمر
بوقاره وسلوكه = وبصدقه الحق انتصر
بثباته وإبائه =وشموخه في السجن افتخر
الخير عم بفضله=والشر ولى واندحر
وعلى النقيض ترى هنا=عجبا فذا رجل كفر
قتل الحياء بفسقه=عقد الجبين إذا بسر
وإذا تحدث يا له= مثل الحمار إذا شخر
في الصوم عبدا للمعى= أكل الطعام كما البقر
يدعو الجموع ليضربوا=يبغي الظهور إذا ابتهر
حتى إذا وقع الذي =منه الرفيق على حذر
أما الجنود تجمعوا=فورا وقد حل الخطر
أنهى الصيام مبررا=أن العدو قد انقهر
هذا النضال ألا ترى=عند القطيعة غدا أثر
ومن العجيب ترى هنا=من للعدو كما النظر
رفع النضال شعاره=ثم الصفوف هنا نخر
خطب الجموع مدويا=أن اليهود إلى سقر
ودعا الجميع ليهتفوا=عاش الممثل للظفر
فترى البغال يقودهم=هذا العميل إلى الحفر
يا حسرتا هذا الذي=فقد البصيرة والبصر
ومن البلية أن ترى=في السجن شيخا يحتضر
أبدى لنا وجه التقى=والدمع منه قد انهمر
يبكي زمانا عاشه=جحد الجميل وما شكر
يصلي المساجد فتنة=فبها الحليم قد انبهر
واليوم ينفث سمه=رغم القيود وما صبر
فترى الجبال تهدمت=من مكره لما مكر
ترك الجماعة معلنا=أن الصلاة بها بطر
ومضى يحل لنفسه=صب الوقود على الشرر
بنميمة يمشي هنا= الشيخ للصدق افتقر
هذا النفاق بعينه= يا شيخ كلا لا وزر
فغدا نعود لربنا=فإلى الإله المستقر
يا قارئين لشفرنا=في سجننا الخير انتشر
في كتسعوت شبابنا =بدعائهم جلبوا المطر
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسيكتسيعوت: سجن يهودي في النقب أعد للمجاهدين الفلسطينيين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 11:04 ص]ـ
الشيخ القعيد
من كتسيعوت تحية فاليوم عيد=نهديكها أستاذنا الشيخ القعيد
علمتنا حب الشهادة والفدا=علمتنا كيف اليهود غدا نكيد
علمتنا أن المعالي دربها=درب طويل شائك صعب شديد
فترى الشباب تسابقوا لسلوكه=كل يسارع صادقا شرفا يريد
عمروا السجون بصومهم وصلاتهم=والسجن بات بقربهم جذلا سعيد
بدمائهم لله رووا أرضنا =هتف التراب مناشدا هل من مزيد
وهنا الصفوف تزاحمت بجراحها = وغدا الشهيد مشيعا تلو الشهيد
إنا عرفنا في الحماس طريقنا=عن دربها يا شيخنا لا لن نحيد
نعطي الولاء معاهدين ببيعة=لله ناصرنا وللعرش المجيد
لا صوت يعلو فوق صوت حماسنا=لزم الجميع بيانها فغدا الوحيد
والخصم حار لما رأى من بأسها=فحجارة الأشبال أمست من حديد
أملا كبيرا في الخلاص لشعبنا =من قيده من ربقة الخصم المريد
والشعب في شوق يتوق لدولة= في ظلها يحيا المجاهد والطريد
في ظلها الإسلام يرفع صوته=يحيي لنا بحماسنا المجد التليد
يا شيخنا قل للذين نحبهم = لا تأمنوا إلا إلى الرجل الرشيد
أما الذين تنكبوا درب الهدى = فولاؤهم للخصم قد أضحى أكيد
للدين أبدوا حقدهم وعدائهم = أما لنا فتراهم حملوا الوعيد
لكننا والحمد للمولى هنا=لا ننثني أبدا فإنا كالحديد
الشهيد / د. عبد العزيز الرنتيسي
كتسيعوت: سجن صهيوني في النقب أعد للمقاومين الفلسطينيين.(/)
كعب بن مالك الأنصاري في أحد
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 12:05 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه قصيدة من ديوان كعب بن مالك الأنصاري في غزوة أحد
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِماذا لَقِينا وما لاقوا من الهَرَبِ
كنّا الأُسُودَ وكانوا النُّمورَ إذ زَحَفُواما إنْ نراقِبْ مِنْ آلٍ ولا نَسَبِ
فَكَمْ تَرَكْنا بِها مِنْ سَيِّدٍ بَطَلٍحامي الذِمارِ كريمِ الجَدّ والحَسبِ
فِينا الرسُولُ شِهابٌ ثُمَّ يَتْبَعُهُنُورٌ مُضيءٌ لَهُ فَضْلٌ على الشُّهُبِ
الحَقُّ مَنْطِقُهُ والعَدْل سِيرَتُهُفَمَنْ يُجبْهُ إليهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ
نَجْدُ المقدَّمِ ماضي الهمِّ مُعْتَزِمٌحينَ القلوبُ على رجفٍ منَ الرُّعُبِ
يَمْضي ويذْمرُنَا عَنْ غيرِ مَعْصِيةٍكأَنَّه البَدْرُ لم يُطْبَعْ على الكَذِبِ
بَدَا لنا فاتَّبَعْناهُ نُصَدِّقُهُوَكَذَّبه فكُنَّاأسْعَدَ العَربِ
جالُوا وجُلْنا فَمَا فَاؤوا وما رَجَعواونَحْنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نَأْلُ في الطلبِ
ليسَا سواءً وشتَّى بين أمِرهمَاحِزْبُ الإلهِ وأهْلُ الشِّركِ والنُّصبِ
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 12:08 ص]ـ
قصيده رائعه جداً أخي لكريم
هل تسمح لي بتنسيقها؟
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 12:11 ص]ـ
تسلم أخي لقد نسيت أن أنسقها فسبحان من لا ينسى مسموح لك أخي السعدي
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 12:20 ص]ـ
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ=ماذا لَقِينا وما لاقوا من الهَرَبِ
كنّا الأُسُودَ وكانوا النُّمورَ إذ زَحَفُوا=ما إنْ نراقِبْ مِنْ آلٍ ولا نَسَبِ
فَكَمْ تَرَكْنا بِها مِنْ سَيِّدٍ بَطَلٍ =حامي الذِمارِ كريمِ الجَدّ والحَسبِ
فِينا الرسُولُ شِهابٌ ثُمَّ يَتْبَعُهُ=نُورٌ مُضيءٌ لَهُ فَضْلٌ على الشُّهُبِ
الحَقُّ مَنْطِقُهُ والعَدْل سِيرَتُهُ=فَمَنْ يُجبْهُ إليهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ
نَجْدُ المقدَّمِ ماضي الهمِّ مُعْتَزِمٌ=حينَ القلوبُ على رجفٍ منَ الرُّعُبِ
يَمْضي ويذْمرُنَا عَنْ غيرِ مَعْصِيةٍ=كأَنَّه البَدْرُ لم يُطْبَعْ على الكَذِبِ
بَدَا لنا فاتَّبَعْناهُ نُصَدِّقُهُ=وَكَذَّبوه فكُنَّا أسْعَدَ العَربِ
جالُوا وجُلْنا فَمَا فَاؤوا وما رَجَعوا =ونَحْنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نَأْلُ في الطلبِ
ليسَا سواءً وشتَّى بين أمِرهمَا=حِزْبُ الإلهِ وأهْلُ الشِّركِ والنُّصبِ
شكراً لك.
ـ[قافلة النور]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 03:16 ص]ـ
شكرًا وجزاك الله خيرًا على نقلها:)(/)
دواوين الشعراء
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 12:20 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني أحباب المنتدي أضع بين أيديكم الرابط التالي لمن يعشق الشعر العربي على اختلاف عصوره
http://www.babile.com/adb/memberlist.php?&
ونزهة ممتعة في رياض الشعر
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 06:44 م]ـ
:):):)
.مشكور أخي تأبط شعرا على هذا الرابط بارك الله فيك وجزاك الله خير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 09:51 م]ـ
شكرأ أخي تأبط شعرا على هذا الرابط الممتع , فقد تأبطت خيرا هذه المرة.
بارك الله فيك.
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:34 ص]ـ
مشكور أخي رعد أزرق على ردك لكن هناك فرق بين الشعر بالكسر والشعر بالفتح
أشكرك كثيرا كثيرا كثيرا(/)
نسيم الصبا تالله قف في بلادهم
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 01:31 ص]ـ
نسيم الصبا تالله قف في بلادهم = وقل بعد تبليغ الدعاء مناديا
إليكم. لكم. منكم. عليكم. أحبتي= حنيني. أنيني. حر قلبي. بكائا
سمعت بذكراكم فصرت كأنني=رحيقاً عتيقاً قد تجرعت صافيا
فسقياً لعيشٍ قد مضى في وصالكم=وتباً لعمرٍ كان في الهجر باقيا
ـ[مروان بن محمد]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 12:53 ص]ـ
تالله إنها لأبيات جميله أيها الجار
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:01 ص]ـ
باركك الله أخي الأحيمر وبارك إنتقاءك الرائع ,هكذا عهدناك دائما.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 04:20 ص]ـ
الأخ مروان، الأخ رعد،
شكراً لكما(/)
كتاب ينوب عن كتائب!
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 11:20 م]ـ
هذه رسالة ابن العميد إلى ابن بلكا عند استعصائه على ركن الدولة يقول:
(كتابي وأنا مترجح بين طمع فيك ويأس منك، وإقبال عليك وإعراض عنك؛ فإنك تُدِلُّ بسابق حرمة وتمُتُّ بسالف خدمة أيسرهما يوجب رعاية ويقتضي محافظة وعناية. ثم تشفعهما بحادث غلول وخيانة، وتتبعهما بآنف خلاف ومعصية، وأدنى ذلك يحبط أعمالك، ويمحق كلَّ ما يرعى لك.
لا جرم أني وقفت بين ميل إليك وميل عليك. أقدم رجلا لصدمك، وأؤخر أخرى عن قصدك، وأبسط يدًا لاصطلامك، وأثني ثانية لاستبقائك واستصلاحك، وأتوقف عن امتثال بعض المأمور فيك ضنًّا بالنعمة عندك، ومنافسة في الصنيعة لديك، وتأميلاً لفيئتك وانصرافك، ورجاءً لمراجعتك وانعطافك، فقد يعزب العقل ثم يؤوب، ويغرب اللب ثم يثوب، ويذهب الحزم ثم يعود، ويفسد العزم ثم يصلح، ويضاع الرأيُ ثم يُستدرك، ويسكر المرء ثم يصحو، ويكدر الماء ثم يصفو. وكلُّ ضيقة إلى رخاء، وكل غمرة فإلى انجلاء.
وكما أنك أتيت من إساءتك بما لم تحتسبه أولياؤك، فلا يدع أن تأتيَ من إحسانك بما لم ترتقبْه أعداؤك، وكما استمرت بك الغفلة حتى ركبتَ ما ركبتَ، واخترتَ ما اخترتَ، فلا عجب أن تنتبه انتباهة تبصر فيها قبحَ ما صنعتَ، وسوء ما آثرتَ. وسأقيم على رسمي في الإبقاء والمماطلة ما صلح، وعلى الاستناء والمطاولة ما أمكن؛ طمعًا في أنانيتك، و تحكيمًا لحسن الظن بك، فلستُ أعدَمُ فيما أظاهره من أعذار، وأرادفه من إنذار؛ احتجاجًا عليك واستدراجًا لك.
فإن يشأِ اللهُ يرشدْك، ويأخذْ بك إلى حظك ويسددْك، فإنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جديرٌ.
وزعمتَ أنك في طرف من الطاعة بعد أن كنتَ متوسطَها، وإذا كنتَ كذلك فقد عرفت حاليَها، وحلبتَ شطريها، فنشدتُكَ اللهَ لمَّا صدقتَ عما أسألك:
كيف وجدتَ ما زلتَ عنه؟ وكيف تجد ما صرتَ إليه؟ ألم تكن من الأول في ظل ظليل، ونسيم عليل، وريح بليل، وهواء غذي، وماء روي، ومهاد وطي، وكن كنين، ومكان مكين، وحصن حصين يقيك المتالفَ، ويؤمنك المخاوفَ، ويكنفك من نوائبِ الزمان، ويحفظك من طوارقِ الحدَثان؛ عززتَ به بعد الذلة، وكثرتَ بعد القلة، وارتفعتَ بعد الضعَةِ، وأيسرتَ بعد العُسرةِ، وأثريتَ بعد المتربة، واتسعتَ بعد الضيقة، وطفرتَ بالولايات، وخفقتْ فوقك الراياتُ، ووطئ عَقِبَك الرجالُ، وتعلقتْ بك الآمالُ. وصرتَ تكاثر ويكاثر بك، وتشير ويشار إليك، ويُذكر على المنابر اسمُك، وفي المحاضر ذكرك.
ففيم الآن أنت من الأمر؟ وما العوض عما عدوتَ والخلف مما وصفتَ؟
وما استفدتَ حين أخرجتَ من الطاعة نفسَك، ونفضتَ منها كفَّك، وغمستَ في خلافها يدَك؟ وما الذي أظلك بعد انحسار ظلها عنك؟ أظلٌّ ذو ثلاثِ شعَبٍ لا ظليلَ ولا يغني من اللهب؟!
قل: نعم، كذلك. فهو - والله - أكثفُ ظلالِك في العاجلة، و أروحها في الآجلة؛ إن أقمتَ على المحايدة و العُنُود، ووقفتَ على المشاقة والجحود.
تأملْ حالك وقد بلغتَ هذا الفصل من كتابي فستنكرها، والمسْ جسدَك وانظر هل يحس؟! و اجسُسْ عرقَك هل ينبضُ؟! و فتشْ ما حنا عليك هل تجد في عرضها قلبك؟ وهل حَلِيَ بصدرك أن تظفر بفوت سريح أو موت مريح؟ ثم قسْ غائبَ أمرِك بشاهده، وآخر شأنك بأوله).(/)
ثلاثة أبيات وكفى ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 02:58 ص]ـ
:::
اللهم غفراً غفراً وشكراً شكراً ..
عدنا والعود أحمد,,:)
________
هذه ثلاثة أبيات لا أعرف قائلها لكن ذكرها القرشي في حماسته ..
هزّت عطف قلبي هزّاً ..
يقول ربّها:
نهاري نهارُ النّاسِ، حتّى إذَا بدَا = ليَ اللَّيلُ هزَّتنِي إليكِ المضاجعُ
أقضّي نهارِي بالحديثِ وبالمنَى = ويجمعنِي والهمّ باللّيلِ جامعُ
لقدْ ثبتتْ في القلبِ منكِ محبَّةٌ = كمَا ثبتتْ في الرّاحتينِ الأصابعُ
وأعملوا النظر في البيت الأخير منها ..
ولكم أن تتخيّلوا الشاعر وهو يقبض على راحتيه قائلاً:
لقد ثبتت في القلب منك محبّةٌ ..
فنظر إليهما ثمّ قال وهو يفتح أصابعه:
كمَا ثبتتْ في الرّاحتينِ الأصابعُ!! ..
سلمت أصابعه:) ..
والسلام
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 03:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أنت يا رجل أفتقدناك كثيراًً
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 03:39 ص]ـ
بل نُعمل النظر وندعوك معنا الى إعمال النظر في البيت الثاني ألم تشعر يوماً في حياتك الروتينيه بالرعب من العوده إلى الأختلاء بنفسك وبقلبك وبأحلامك ليلاً؟؟؟
وأظنها لمجنون ليلى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 04:50 ص]ـ
أين أنت يا أبا الهذيل، كل ما المقطعة التي أوردتها جميل، والأجمل تلك الإشارة إلى الصورة التعبيرية المشهدية التي تحدثت عنها، لأنه لا يمكن الحديث عن صورة عادية إنها صورة تمر أمام عينيك كأنها فلم تلفازي بالصوت والصورة.
لا تذهب بعيداً عنَّا أبا الهذيل
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أنت يا رجل أفتقدناك كثيراًً
أين أنت يا أبا الهذيل، كل ما المقطعة التي أوردتها جميل، والأجمل تلك الإشارة إلى الصورة التعبيرية المشهدية التي تحدثت عنها، لأنه لا يمكن الحديث عن صورة عادية إنها صورة تمر أمام عينيك كأنها فلم تلفازي بالصوت والصورة.
لا تذهب بعيداً عنَّا أبا الهذيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,
أحمد الله على إطلالة أساتذتنا المتميّزين .. :)
أبا فادي ..
أبا مروان ...
أما إني بخير حال ..
وإنما صبرني ما صبرني ..
ولله الحمد من قبل ومن بعد ..
بل نُعمل النظر وندعوك معنا الى إعمال النظر في البيت الثاني ألم تشعر يوماً في حياتك الروتينيه بالرعب من العوده إلى الأختلاء بنفسك وبقلبك وبأحلامك ليلاً؟؟؟
وأظنها لمجنون ليلى
صدقت والله ..
وإنه لمنظرٌ رهيب أن تخلو بأحزانك فتسيل إليك من جهاتها الأربع ..
لتقيمك وتقعدك وتقلبك وتثبتك ..
لأنه لا يمكن الحديث عن صورة عادية إنها صورة تمر أمام عينيك كأنها فلم تلفازي بالصوت والصورة.
وهذه هي روعة التصوير .. أستاذي القدير محمد
أن يجعلك البيت أو النص الأدبي تتحرك وتضطرب وهو جامدٌ في صفحته ..
ويدخل في هذا الباب قوله تعالى:
(فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)
وقوله تعالى:
(فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت)
وهذه الآية بالذات تجبرك أن تضحك أو تبتسم -ولو كنت في صلاة-
من مشهد ألائك المنافقين الجبناء
لا تذهب بعيداً عنَّا أبا الهذيل
حضرني قول العباس بن الأحنف:
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا ... وتسكب عيناي الدموع لتجمدا: D
وقد لامته طائفةٌ من النقّاد ..
وجعلوا هذا البيت شاهداً على التعقيد المعنوي ..
لكني أرى معناه متجلياً لمن ذاقه .. :)
أما إنكم مني قريبٌ يا آل الفصيح ..
وأخصّ وأعمّ ..
فلا يبعدنكم الله عني ..
والسلام,,
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 03:30 م]ـ
عوداً حميداً أخي رؤبة .. وعودة قوية من خلال ثلاثية لطيفة، واليك هذه الثلاثية وكفى للحطيئة:
و لست أرى السّعادة جمع مالٍ = و لكنّ التقيّ هو السّعيدُ
و تقوى الله خير الزّاد ذخراً = و عند الله للأتقى مزيد
وما لا بدّ أن يأتي قريب = و لكنّ الذي يمضي بعيد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 04:22 م]ـ
:::
اللهم غفراً غفراً وشكراً شكراً ..
عدنا والعود أحمد,,:)
________
هذه ثلاثة أبيات لا أعرف قائلها لكن ذكرها القرشي في حماسته ..
هزّت عطف قلبي هزّاً ..
يقول ربّها:
نهاري نهارُ النّاسِ، حتّى إذَا بدَا = ليَ اللَّيلُ هزَّتنِي إليكِ المضاجعُ
أقضّي نهارِي بالحديثِ وبالمنَى = ويجمعنِي والهمّ باللّيلِ جامعُ
لقدْ ثبتتْ في القلبِ منكِ محبَّةٌ = كمَا ثبتتْ في الرّاحتينِ الأصابعُ
وأعملوا النظر في البيت الأخير منها ..
ولكم أن تتخيّلوا الشاعر وهو يقبض على راحتيه قائلاً:
لقد ثبتت في القلب منك محبّةٌ ..
فنظر إليهما ثمّ قال وهو يفتح أصابعه:
كمَا ثبتتْ في الرّاحتينِ الأصابعُ!! ..
سلمت أصابعه:) ..
والسلام
بارك الله فيك أستاذ رؤبة على هذه الأبيات التي هيجت عواطفي وألهبت مشاعري، وزلزلت كياني وأججت نيران قلبي، ويا للشاعر العذري الذي صدح بهن عندما ثارت كوامن الشوق في قلبه؛ فما أروع شعرك يا قيس بن الملوح! وما أصدق كلماتك يا مجنون ليلى!
مرة أخرى سلمت يداك على ما اتحفتنا به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 04:46 م]ـ
حياك الله أخي (رؤبة) بعد الغياب الطويل، ولعل المانع أن يكون خيرا بإذن الله
على العموم، عودا حميدا، وعمرا مديدا، وعملا رشيدا، وقولا سديدا. إن شاء الله.
لقد وقفتُ على اختيارك للأبيات السابقة، فوجدته اختيارا موفقا، وأعملت النظر في البيت الأخير منها فإذا هو غاية في إصابة التشبيه، وواقع في الذروة العليا منه.
ولقد قادني مباشرة إلى البيت الآخر، ولعلها إشارات الأصابع، وذلك قوله:
وأصبحت من ليلى الغداة كقابض = على الماء خانته فروج الأصابع
فسبحان الله! بالرغم من ثبات الأصابع في الراحة؛ إلا أنها إذا انفرجت تسرب منها ما لو أحكمت عليه القبض وأنت في أشد الحاجة إليه لم ينفعك ذلك، وهو الماء!
فهذان بيتان غاية في تشبيه ما يكون بين الأحباب من الوصل والجفاء. وأعلى منهما طبقة في التشبيه وأكرم منزلة، وإن لم يأت فيه ذكر للأصابع؛ ولكنه في نفس المدار يدور، قول كثير عزة:
وإني بتهيامي بعزة بعدما = تخليت عما بيننا وتخلتِ
لكالمرتجي ظل الغمامة كلما = تبوأ منها للمقيل استقلتِ
فانظروا يا رعاكم الله إلى هذا التشبيه، وأمعنوا النظر فيه، فإنه غاية في بابه، ومستقل بذاته.
بارك الله في الجميع
والسلام عليكم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 07:05 م]ـ
أهلا أهلا بالأخ الكريم رؤبة
أين أنت يا ملك
لسان حالي يقول:
فراق فراق الروح لي بعد بعدكم ... ودار برسم الدار في خاطري الفكر
وأقول قول الليث حين قال:
بارك الله فيك أستاذ رؤبة على هذه الأبيات التي هيجت عواطفي وألهبت مشاعري، وزلزلت كياني وأججت نيران قلبي، ويا للشاعر العذري الذي صدح بهن عندما ثارت كوامن الشوق في قلبه؛ فما أروع شعرك يا قيس بن الملوح! وما أصدق كلماتك يا مجنون ليلى!
مرة أخرى سلمت يداك على ما اتحفتنا به
وأود أن أقوم بتكملة الأبيات التي وضعتها، بعد أذنك طبعا: p
نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا بَدا = لِيَ اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكِ المَضاجِعُ
أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى = وَيَجمَعُني وَالهَمَّ بِاللَيلِ جامِعُ
لَقَد ثَبَتَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ = كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ
وَلَو كانَ هَذا مَوضِعَ العَتبِ لَاِشتَفى = فُؤادي وَلَكِن لِلعِتابِ مَواضِعُ
وَأَنتِ الَّتي صَيَّرتِ جِسمي زُجاجَةٌ = تَنِمُّ عَلى ما تَحتَويهِ الأَضالِعُ
أَتَطمَعُ مِن لَيلى بِوَصلٍ وَإِنَّما = تُضَرِّبُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ
ودمتم سالمين ...
ـ[الراجز]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 08:52 م]ـ
السلام عليكم:
أحسنتم في مشاركاتكم وفقكم الله. ولكن الأبيات التي أوردها أبو العجاج - وإن كانت جميلة من الناحية الأدبية - فيها من ذلة العشاق وهوانهم ما يحزن قلوب المؤمنين. فنعوذ بالله من قلب استولى عليه مثل هذا الهيام, الذي هو غاية الذل لمخلوق ضعيف لا يملك ضرا ولا نفعا. نعوذ بالله من الخذلان وتعلق القلوب بغير الكريم الرحمن.
وفق الله جميع الإخوة الكرام لكل خير. والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 05:16 ص]ـ
يا لله .. : rolleyes:
كل ردّ يحتاجٌ إلى صفحة مفردة:) ,,
بارك الله في حضوركم ومروركم أجمعين ...
__________
أستاذي الغنام شكر الله لك إضافتك الكريمة ولنعم ما أضفت وأفدت فبورك فيك ..
_________
أستاذ ليث حياك الله وبياك والعذر على تأجيج مشاعركم ( ops:D
____________
أستاذي القدير والشاعر النحرير أبا يحيى ..
حياك الله وبياك .. :)
و بمثل ما دعوت به آتاك ..
وقفتك وقفةٌ بصير خبير ..
ولعمر الله لقد أجدت وأصبت ..
ولعلّي أتفرغ لردك بإسهاب بإذن الله لأنه موضوعٌ في موضوعٍ ..
______________
أخي رسالة شكر الله لك سؤالك وإضافتك ..
ولتعذرني فقد نقلت الأبيات من حماسة القرشي ..
ورأيتها لا مزيد عليها ..
لكن سبحان الله أبهرتنا بمزيدك فلك الشكر الجزيل ..
____________
أخي الراجز شكر الله لك مرورك وحضورك ..
ونحن كما ترى إنما نعجب من المعاني وجمال العبارة
وعذوبتها ووقعها في القلب ..
والإنسان يألف ويحب فطرةً وطبيعةً ..
ومن هذا الحب يحصل له الشوق والوجد ..
والإسراف قبيحٌ ولا شك ...
وقد يفضي والعياذ بالله إلى الشرك ..
وهذا الباب -باب النسيب- فيه .. وفيه .. وله .. وعليه ..
فنسأل الله العفو والعافية وحسن العاقبة ..
شكر الله لك مجدّداً ..
ولا حُرمنا منك متابعةً ولا حضوراً ..
______________
ولكل من سوف يمر بإذن الله الشكر الجزيل مسبقاً:)
والسلام
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:53 م]ـ
هذه ثلاثة أبيات لا أعرف قائلها لكن ذكرها القرشي في حماسته ..
وجدت في كتاب معاهد التنصيص على شواهد التلخيص ما نصه
(ومن شعر ابن الدمينة الأبيات المشهورة من الطويل:
أَقضي نَهاري بالحديثِ وبالمنى ... ويَجْمعُنْي وَالهمَّ بالليل جامعُ
نَهاري نَهارُ الناس حتى إذا بدا ... ليَ الليلُ شاقتني إليكِ المضاجعُ
لَقدْ ثَبتَتْ في القلبِ مِنكِ مَحَبة ... كما ثبتت في الراحتينِ الأصابِع
وهي من قصيدة طويلة يخلطها الناس كثيراً بقصيدة لمجنون ليلى، لأنها توافقها في الوزن والقافية.)
ومن عجب أن الأصفهاني في الأغاني نسبها مرة إلى المجنون ثم ذكرها مرة أخرى في شعر ابن الدمينة
دمت سالما أبا الهذيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 02:18 م]ـ
ودمت كذلك أبا سهيل ..
بورك فيك ..
حضورك لا يعدم منه خيرٌ قط .. :)
فجزيت كل خيرٍ ..
والسلام,,,(/)
دعونا نتذكر هنيهات!
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الرحمن وبركاته ..
هذه القصيدة ليست بجديدة على أهل الأدب ولكن كم هو جميل أن نذكر بعضنا بعضا بهادم اللذات ألا وهو الموت الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد .. فكما يقول لبيد ..
ألا كل ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائلُ.
وكل أناس سوف تدخل بيوتهم ... دويهية تصفر منها الأنامل.
تقول القصيدة ..
ِالنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها ... إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه ... وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي ِِِمتسلطنة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قدِِ بنيت ... أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها ... فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ ... من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها ... والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ ... الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ... والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها ... ولست ارشدُ إلا حين أعصيها
واعمل لدارغداً رضوانُ خازنها ... والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ... والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل ... والخمريجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً ... تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها ... بركعةٍ في ظلام الليل يحييها
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:16 ص]ـ
وتقول فصيدة أخرى أشد على النفس إيلام ..
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِِ = إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ = على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
لا تَنْهَرنَّ غريباً حَالَ غُربتهِ = الدَّهْرُ يَنْهْرُه بالذُّلِ والمِحَنِ
ِسَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني = وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني
وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها = الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني = وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ ساعاتُ أَيَّامي بِلا نَدَم = ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً = عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ =يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها =وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ
دَعْ عَنْكَ عَذْلي يَا مَنْ كان يَعْذِلُني =لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا بي كُنْت تَعْذُرُني
دَعْني أَسِحُّ دُمُوعاً لا انْقِطَاعَ لَهَا =فَهَلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَا تُخَلِّصُني
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً =عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني
كَأَنَني وَحَوْلي مَنْ يَنُوحُ ومَنْ =يَبْكِي عَلَيَّ ويَنْعَاني وَيَنْدُبُني
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني =وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها =مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها =وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا = بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ =نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً =حُراً أَرِيباً لَبِيباً عَارِفاً فَطِنِ
فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني =مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً =وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني =غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لها =وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً =عَلى رَحِيلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُني
وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ =مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا =خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّى ثمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لها =ولا سُجودَ لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ = وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني =وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً =وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمواِ =حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا =أَبٌ شَفيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُني
وَهَالَني صُورَةْ في العَين إذ نَظَرَتْ =مِنْ هَوْلِ مَا قَدْ كَانَ أَدْهَشَني
فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبرِ، يا أَسَفاً =عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ =مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم =قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهِمُ =مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَليِ =فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا =وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلي =وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَها =وَصَارَ مَالي لهم حِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها =وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها =هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها =هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً =ءيَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي =فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً =عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختارِ سَيِّدِنا =مَا وَضّأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَا وَمُصْبِحِنَا =بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَنِ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:26 ص]ـ
وما أجمل قول أبي العتاهية حينما قال ..
اذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل = خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبنّ الله يغفل مرّة =ولا أن ما يخفى عليه يغيب
لهونا لعمر الله حتى تتابعت = ذنوب على آثارهنّ ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى = ويأذن في توباتنا فنتوب
أقول إذا ضاقت عليّ مذاهبي = وحلّ بقلبي للهموم ندوب
لطول جناياتي وعظم خطيئتي = هلكت ومالي في المتاب نصيب
وأغرق في بحر المخافة تائها = وترجع نفسي تارة فتثوب
ويذهلني عفو الكريم عن الورى = فأحيا وأرجو عفوه فأنيب
فأخضع في قولي وأرغب سائلا = عسى كاشف البلوى عليّ يتوب
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:42 ص]ـ
ولأبي العتاهية أيضا ..
يا عجبا للناس لو فكروا و حاسبوا أنفسهم أبصروا
و عبروا الدنيا إلى غيرها فأنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى غدا إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التقى و البر كانا خير ما يدخر
عجبت للإنسان فى فخره و هو غدا فى قبره يقبر
ما بال من أوله نطفه و جيفه أخره يفجر
أصبح لا يملك تقديم ما يرجو و لا تأخير ما يحذر
و أصبح الامر الى غيره فى كل ما يقضى و ما يقدر
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:44 ص]ـ
ويقول أعرابي ..
فى السابقين الاولين من القرون لنا بصائر
لما رايت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمأضى الأكابر والأصاغر
ايقنت اني لا محاله حيث سار القوم سائر
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:59 ص]ـ
سألت الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد ii رحلوا
فقلت فأين أطلبهم؟ وأيّ منازلٍ نزلوا
فقالت بالقبور وقد لقوا والله ما!! فعلوا
أناسٌ غرهم أملٌ فبادرهم به! الأجل
فنوا وبقي على الأيام ما قالوا وما عملوا
وأثبت في صحائفهم قبيح الفعل!! والزلل
فلا يستعتبون ولا لهم ملجأ ولا!! حيل
ندامى في قبورهم ومايغني وقد!! حصلوا
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة,,
على هذا العرض والطرح المبارك,,
ونسأل الله حسن الخاتمة ..
متابعون لمزيدكم ..
والسلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 03:59 م]ـ
وهذه قصيدة من زُهديَّات أبي العتاهية
لدو للموت وابنوا للخرابِ= فكلكم يصير إلى تبابِ
لمن نبنى ونحن إلى ترابِ= نصير كما خلقنا من ترابِ
ألا يا موت! لم أر منك بدا=أتيت وما تحيف وما تحابى
كأنك قد هجمت على مشيبى= كما هجم المشيب على شبابى
أيا دنياى! مالى لا أرانى= أسومك منزلا إلا نبا بى
ألا وأراك تبدل، يا زمانى =لى الدنيا وتسرع باستلابى
وإنك يا زمان لذو صروف= وإنك يا زمان لذو انقلابِ
فمالى لست أحلب منك شطرا= فأحمد منك عاقبة الحلابِ
ومالى لا ألح عليك إلا =بعثت الهم لى من كل بابِ
أراك وإن طلبت بكل وجه= كحلم النوم أو ظل السحابِ
أو الأمس الذى ولّى ذهابأ =وليس يعود أو لمع السرابِ
وهذا الخلق منك على وفاء= وأرجلهم جميعا فى الركابِ
وموعد كل ذى عمل وسعى=بما أسدى غدا دار الثوابِ
تقلدت العظام من البرايا=كأنى قد أمنت من العقابِ
ومهما دمت فى الدنيا حريصا=فإنى لا أفيق إلى الصوابِ
سأسأل عن أمور كنت فيها =فما عذرى هناك وما جوابى
بأيّة حجة أحتج يوم الـ= ـحساب، إذا دعيت إلى الحسابِ
هما أمران يوضح عنهما لى =كتابى حين أنظر فى كتابىِ
فإمّا أن أخلّد فى نعيم= وإمّا أن أخلّد فى عذابِ
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة,,
على هذا العرض والطرح المبارك,,
ونسأل الله حسن الخاتمة ..
متابعون لمزيدكم ..
والسلام ..
اللهم أمين .. لكم ولنا ولجميع المسلمين ...
بارك الله فيك أخي رؤبة الخير على متابعتكم ..
دمتم بخير.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 06:43 م]ـ
وهذه قصيدة من زُهديَّات أبي العتاهية
لدو للموت وابنوا للخرابِ= فكلكم يصير إلى تبابِ
لمن نبنى ونحن إلى ترابِ= نصير كما خلقنا من ترابِ
ألا يا موت! لم أر منك بدا=أتيت وما تحيف وما تحابى
كأنك قد هجمت على مشيبى= كما هجم المشيب على شبابى
أيا دنياى! مالى لا أرانى= أسومك منزلا إلا نبا بى
ألا وأراك تبدل، يا زمانى =لى الدنيا وتسرع باستلابى
وإنك يا زمان لذو صروف= وإنك يا زمان لذو انقلابِ
فمالى لست أحلب منك شطرا= فأحمد منك عاقبة الحلابِ
ومالى لا ألح عليك إلا =بعثت الهم لى من كل بابِ
أراك وإن طلبت بكل وجه= كحلم النوم أو ظل السحابِ
أو الأمس الذى ولّى ذهابأ =وليس يعود أو لمع السرابِ
وهذا الخلق منك على وفاء= وأرجلهم جميعا فى الركابِ
وموعد كل ذى عمل وسعى=بما أسدى غدا دار الثوابِ
تقلدت العظام من البرايا=كأنى قد أمنت من العقابِ
ومهما دمت فى الدنيا حريصا=فإنى لا أفيق إلى الصوابِ
سأسأل عن أمور كنت فيها =فما عذرى هناك وما جوابى
بأيّة حجة أحتج يوم الـ= ـحساب، إذا دعيت إلى الحسابِ
هما أمران يوضح عنهما لى =كتابى حين أنظر فى كتابىِ
فإمّا أن أخلّد فى نعيم= وإمّا أن أخلّد فى عذابِ
ياالله!!! رحماك يا ربنا ...
فإمّا أن أخلّد فى نعيم= وإمّا أن أخلّد فى عذابِ
اللهم اجعله نعيما مقيما ولا تجعله عذابا أليما ..
بارك الله فيك أستاذ محمد على هذا النقل المؤثر .. وجزاك الله كل خير
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 07:55 م]ـ
يا نفس توبي
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا = واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا = لقطاً و تلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه = نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها=خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضيتها لعباً = قد آن أن تقتصري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا = ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا = كان زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن = كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا = مستبدلين من الاوطان اوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها = واستفرشوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً = ورافلا في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب = يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 09:49 م]ـ
يا نفس توبي
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا = واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا = لقطاً و تلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه = نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها=خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضيتها لعباً = قد آن أن تقتصري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا = ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا = كان زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن = كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا = مستبدلين من الاوطان اوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها = واستفرشوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً = ورافلا في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب = يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
بارك الله فيك أخي ليث على هذه القصيدة الرائعة .. وجزاك الله كل خير ..
دمتم بخير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 09:54 م]ـ
بكَتْ عَيني على ذَنْبي وما لاقَيْتُ مِنْ كَرْبي
فَيا ذُلّي، ويا خَجَلي إذا ما قالَ لي رَبّي
أمَا استَحيَيتَ تَعصِيني ولا تَخشَى مِنَ العَتْبِ
وتُخفي الذّنبَ من خَلقي وتأبَى في الهَوَى قُرْبي
فَتُبْ مِمّا جَنيْتَ عسَى تَعُودُ إلى رِضَى الرّبّ
ـ[بثينة]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله ألف خير أختي " صاحبة القلم"، و أرجو أن تقبلي مروري.
و من زهديات أبي العتاهية:
أيا تائها في سهوبِ المجون ِ = وياغارقا في فتونِ الحياةْ
ويا راحلا صوب أنثى غرورٍ = جَثتْ تحتَ أحداقِها الأمنياتْ
إذا ما توغلَ فيك الزمانُ = وعاثت بأنفاسك الحادثات
وذاك البهاءُ ذرته السنون = وسالت قواريرك المترعاتْ
على غِرةٍ قد عراكَ الذبولُ = وأسدى لك الدهرُ مُرَّ العظاتْ
لتقبع في جوفِ رمسٍ وحيدا = ونيسك خطواتك الغابراتْ
وقيل سلام على الآفلين = سلام على روح ذاك الرفاتْ
وناديت إذ ذاااك هل من رفيق ٍ = ينادمني علقم الموبقاتْ
ينادمني حسرة القانطين = ويرجعُني كي أعيدَ الفواتْ
وأين أحبتي الأقربون = وأين قصور المنى الشاهقاتْ
ونادى المنادي بسرِ الوجودِ = هنا الباقياتُ .... هنا الصالحاتْ
فخذ ماسَطَرْتَ على صفحتيك = يمين الهدى أوشمال العصاة ْ
على ضفتي الصراط المآلِ = فكن حيث ترجو عليه الثباتْ
فإما ثُبورٌ بقعر ِ الجحيمِ = بوجهٍ أثيمٍ غضوب السماتْ
وإما هناء و جناتُ عدنٍ = لها يهفو الشوق والأمنياتْ
ـ[بثينة]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:47 م]ـ
و من قصائده:
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ = كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما = يُرَى عاشِقُ الدّنْيا بجُهْدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزُوجَةٌ بمَرارَةٍ = وراحَتُها مَمْزُوجَةٌ بعَنَاءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ = فإنّكَ من طينٍ، خُلقتَ، وماءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً = وقَلّ امرُؤٌ يَرْضَى لَهُ بقَضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ = وللْهِ إحسانٌ وفضْلُ عَطاءِ
وما الدّهرُ يوماً واحداً في اختلافِه = وما كُلّ أيّامِ الفتى بسَوَاءِ
وما هوَ إلاّ يَوْمُ بُؤسٍ وشدّةٍ = ويَوْمُ سُرُورٍ، مَرّةً، ورَخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ = وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عَجَباً للدّهرِ لا بلْ لرَيْبِهِ = يُخَرمُ رَيبُ الدّهرِ كلَّ إخاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَةٍ = وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى = فحَسبي بهِ نَأياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قُبُورَ المُتْرَفِينَ فَلا أرَى = بَهاءً، وكانوا، قَبلُ، أهل هاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ = وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يَعِزُّ دِفاعُ المَوْتِ عن كلّ حيلَةٍ = ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواء
ونَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بنَمَائِها = وللنّقْصِ تَنْمُو كلُّ ذاتِ نَماءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ = حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ = يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ = وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُما ورَجاءِ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا = ولكِنْ كَساهُ اللّهُ ثوْبَ غِطاءِ
منقول
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ = يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 11:31 م]ـ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ
يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ
وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُما ورَجاءِ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا
ولكِنْ كَساهُ اللّهُ ثوْبَ غِطاءِ
نعم قول صحيح: سلمت أيتها الأخت الفاضلة (بثينة) على هذا النقل رائع، كما أشكر الأخت صاحبة القلم على اختياراتها.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:38 م]ـ
أختي الحبيبة بثينة ..
بارك الله فيك أختي الحبيبة بثينة على جميل ما أوردتيه ..
وجزاك الله كل خير ..
أعتذر عن تأخري في الرد ..
...
وبارك الله في الأستاذ المفضال محمد سعد على مروره مجددا ..
دمتم بخير
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 04:00 م]ـ
صفحة مضيئة تتلألأ العبرات منها كالعقد، فبارك الله صفحتك هذه أخية وجعلها تثقل موازينك ..
وأترك هنا "معية"شاعرنا عمر بهاء الدين الأميري:
أيا ربّ إنّيَ وجَّهتُ خَطْويْ = بملءِ يَقينيَ كي أَتبَعَكْ
وأصغيتُ من غور قلبيْ وعَقليْ = وسمعيْ وطَبعيَ كي أَسمَعَكْ
وإنّي وإنْ كنتُ جِرماً صغيراً = لأدركَ يا ربّ ما أوسعكْ
فلا ترمِ بي بين شدقَيْ غَرورٍ = عَقورٍ ودعْنيَ أجريْ مَعَكْ
أعيشُ بِحُبكِ في خَفْقِ قلبيْ = وتهتِف عينايَ: ما أَنصَعَكْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بثينة]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 04:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
أختي الغالية " صاحبة القلم" دمت أختا محبة. و أحبك الله الذي أحببتني فيه.: p
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإنّي وإنْ كنتُ جِرماً صغيراً لأدركَ يا ربّ ما أوسعكْ
فلا ترمِ بي بين شدقَيْ غَرورٍ عَقورٍ ودعْنيَ أجريْ مَعَكْ
أعيشُ بِحُبكِ في خَفْقِ قلبيْ وتهتِف عينايَ: ما أَنصَعَكْ!.
يا رب.
بارك الله فيكم.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:03 م]ـ
صفحة مضيئة تتلألأ العبرات منها كالعقد، فبارك الله صفحتك هذه أخية وجعلها تثقل موازينك ..
وأترك هنا "معية"شاعرنا عمر بهاء الدين الأميري:
أيا ربّ إنّيَ وجَّهتُ خَطْويْ = بملءِ يَقينيَ كي أَتبَعَكْ
وأصغيتُ من غور قلبيْ وعَقليْ = وسمعيْ وطَبعيَ كي أَسمَعَكْ
وإنّي وإنْ كنتُ جِرماً صغيراً = لأدركَ يا ربّ ما أوسعكْ
فلا ترمِ بي بين شدقَيْ غَرورٍ = عَقورٍ ودعْنيَ أجريْ مَعَكْ
أعيشُ بِحُبكِ في خَفْقِ قلبيْ = وتهتِف عينايَ: ما أَنصَعَكْ!
تضيع مني الكلمات والحروف ... وتنسكب من عيني دموع الحيرة .. فلا أجد تعليقا أبلغ من الصمت المتأمل ..
فبارك الله فيك وجزاك الله كل خير ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:04 م]ـ
الأخت الحبيبة بثينة ..
مرورك اللطيف بظلك الخفيف أسعدني:) ...
دمت بود ..
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 12:53 ص]ـ
عجباً لذاكر الموت كيف يلهو، ولخائف الفوت وهو يسهو، ولمتيقن حلول البلى ثم يزهو، وإذا ذكرت له الآخر مر يلغو
لأبي العتاهية
إني أرقت وذكر الموت أرقني =فقلت للدمع أسعدني فأسعدني
إن لم أبك لنفسي مشعرا حزنا =قبل الممات ولم آسف لها فمن
يا من يموت ولم تحزنه موتته =ومن يموت فما أولاه بالحزن
لمن أثمر أموالي واجمعها =لمن أروح لمن أغدو لمن لمن
لمن سيرفع بي نعشي ويتركني =في حفرتي ترب الخدين والذقن
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 12:57 ص]ـ
عجبا لراحل مات وما تزود للرحلة ولمسافر ماج وما جمع للسفر رحلة ولمنتقل إلى قبره لم يتأهب للنقلة ولمفرط في أمره لم يستشر عقله
لا مرية في الردى ولا جدل =العمر دين قضاؤه الأجل
للمرء في حتف أنفه شغل =فما تريد السيوف والأسل
يفرى الدجى والضحى بأسلحة =سيان فيها الدروع والحلل
كأس أديرت على لذاذتها =عدل فيها الزعاف والعسل
كل إلى غاية يصير ولا =تمييز إلا الإسراع والمهل
والناس ركب يهوون حثهم =ولا يسرون أنهم نزل
وسوف تطوى مسافة ذملت =بقاطعيها ركائب ذلل
كيف يعد الدنيا له وطنا =من هو عنها ينأى وينتقل
نسخو بأعمارنا ونبخل بالمال =فتب السخاء والبخل
أضاع راقي الداء العضال كما =ضيع في سمع عاشق عدل
ولو نجا الهائب الجبان من =الموت نجا في أقدامه البطل
ما أسلموا هذه النفوس إلى =الأجداث إلا إذ ضاقت الحيل
ضرورة ذلت القروم لها =وقد تقود المصاعب الجدل
ومن حذار تبوأ الكدية الضب =وأوفى الشواهق الوعل
يقاد في عزه الخبعثنة الضاري =ويدهي في ذله الجعل
وهل يرد الأحباب إن ظعنوا =على محب أن يندب الطلل(/)
ورقة التوت
ـ[عاملة]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 12:07 م]ـ
كثيراً ما يُقال عند انكشاف السترعن شيء: سقطت ورقة التوت عنه، أو سقطت ورقة التوت الأخيرة عنه، فما هو منشأ هذا التعبير؟!
ـ[عاملة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:38 م]ـ
لا حياة لمن أنادي؟!
ها قد سقطت ورقة التوت عنكم، يا أبناء منتدى الأدب العربيّ!!!!!
ـ[أحاول أن]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:22 م]ـ
لا أسقط الله لنا سترا أيّها الكريم ..
أظنّه إشارة لما ورد من أن الشجرة التي استتر بأوراقها سيدنا آدم عليه السلام كانت شجرة توت ..
والله أعلم ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 04:08 م]ـ
وعندما تسقط الورقة تنكشف العورات وهو كناية والله أعلم. العلم يحتاج الى صبر أخي الكريم عاملة.
ـ[عاملة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 08:34 م]ـ
سلاماً أيّها العزيزان، لكما من الشّكر وافره، ومن الودّ خالصه ..
العلم يحتاج إلى صبْرٍ، نعم، ولكنْ قديماً قيل: زاحموا العلماء، وألحّوا في أخذ العلْم عنهم، وما استعجالي إلاّ لذلك .. فشكراً شكراً .. وفقكم الله ونفع بعلومكم ..(/)
أريد أن أفهم بعض الأبيات بارك الله فيكم
ـ[فرحان]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:18 م]ـ
السلام عليكم
أَيَّتُهَا النّفْسُ أَجْمِلِي جَزَعَا*إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَعا
إنَّ الذي جَمَّعَ السَّمَاحةَ والنّ*جدَةَ والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا
الألْمَعِيَّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظّـ*ـنَّ كان قَدْ رَأى وَقدْ سَمِعَا
والشيء الذي أشكل علي هو كلمة جُمَعا البيت الأخير لو شرح لي أحدكم الجميع لكان خيرا
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,
القصيدة لشاعر مضر في الجاهلية أوس بن حجر التميمي
يرثي بها فضالة بن كلدة الأسديّ
ولفظ جمعا أظنه واضحاً أي جميعاً أو أجمعاً ....
الألمعيّ أي الحديد القلب الذكيُّه ..
ومعنى البيت الأخير:
أن هذا الميت كان من حدة فؤاده وثقوب رأيه ..
كأنما هو مطلّع على الغيب ..
فهو يظنّ الظنّ ويرى الرأي كأنّه رأى عاقبته
واقعةً بعينيه وسمعها حقيقةً بأذنيه ..
وهذا تفسير لفظ الألمعيّ ..
والله أعلم ..
والسلام,,,(/)
قضية للنقاش
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 03:16 م]ـ
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ في شأنه والشعر:
ولولا الشعر بالعلماء يزري = لكنت اليوم أشعر من لبيد
فما الذي دعا الشافعي إلى مثل هذا الحكم؟
وهل كان يرى أنه لم يصل إلى الدرجة العليا في الشعر، مع تضمن شعره قيما إيمانية عليا، هذا فضلا عن القيم الإنسانية والقيم الفنية؟
ولمَ اختار لبيدا بالذات لعقد المقارنة والموازنة؟ علما بأن لبيدا ـ كما تقول الروايات ـ قد ترك الشعر بعد إسلامه؛ حتى لقد قالوا إنه لم يقل شعرا بعد إسلامه إلا قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي = حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وما علاقة ذلك كله بضعف الشعر، وأنه ـ أي الشعر ـ نكد بابه الشر؟ وأنه إذا دخل في باب الخير
لان؟
وإذا صدقت هذه المقولة، فماذا نقول لمن ينكرها؟ ثم كيف نفسر مكمن هذا اللين وماهيته؟ وأثره على القيمة الفنية؟
أحبتي في الفصيح:
هذه قضية كبرى، وهي من القضايا التي أشغلتني جدا، وكلما حسبتني وصلت فيها إلى حكم قاطع، رجعت القهقرى، وعاودت أدراجي.
فهل من معاون في التصدى لها، ومحاولة حسم النزاع فيها.
أدعوكم أيها الأحبة إلى التفاعل، وإبداء الرأي.
شاكرا لكم ومقدرا،،،
أخوكم / أبو يحيى(/)
القصيدة البلبليَّة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 04:19 م]ـ
كتب علي الشرقي هذه القصيدة البلبلية وقد نال من الإعجاب مالم ينله رفاقه البلبليون (وهم: احمد شوقي وعمر ابو ريشة وعلي الشرقي وحميد السماوي وكوكبة طويلة من الشعراء) بعد أن أثار الدهشة قول للجاحظ في كتابه الحيوان:
(البلبل رعاك الله لاينسل في قفص)
معي يابلبل الروض فهذا مجلس الورد
وطارحني بما عند ك أطارحْكَ بما عندي
خضضنا رغوة العمر لكي تفصح عن زبد
فلم نلق سوى الخض من المهد الى اللحد
معي يابلبل الروض الى الذروة او ابعد
يريد الكلم الطيب ان يصعد فلنصعد
حدود القوم تستهزي بمكن خطط او حدد
نظام يفسد الصالح والراضي به افسد
معي يابلبل الروض من القداح والطلع
نحيي الطاهرالطيب بالذات وبالطبع
أردت الأذن للرؤيا لكي ابصر بالوضع
عسى ان ننظر الوضع كما نسمع للوضع
يفوح الورد بالطيب ألا ياوردتي فوحي
تريد الأريحيات شذا من حقلك الروحي
وبالأسرار للعالم ياقيثارتي بوحي
عسى أن ترقص الدنيا ولو رقصة مذبوح
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 05:44 م]ـ
أحسنت النقل أستاذ محمد .. آنستنا .. وأمتعتنا ..
ـ[قافلة النور]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 06:08 م]ـ
أجمل من صداح يا ملك الكنار لشوقي؟؟
حقًا تختلف المعايير:)(/)
حبي نبي الهدى ديني وإيماني
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 09:30 م]ـ
حبي نبي الهدى ديني وإيماني = يسري مع الدم يحيي نبض شرياني
يسمو بنفسي على الدنيا وزخرفها = وهو السلام على روحي ووجداني
وتخشع النفس في محراب سيرته = فأذرفُ الدمعَ من شوق وتحنان
هذي الجوارح بالتسبيح لاهجةً = تسبِّح الله في سري وإعلاني
وبالصلاة على المختار من مضر = ما دام للوُرق سجع فوق أغصان
هو المقدم في نفسي على نفسي = وأهل بيتي وأحبابي وخلاني
وكيف لا تعتلي قلبي محبته = ونوره في العُلا عامٌّ ببرهان
هو السراج المنير في الورى أبدًا = أعزُّ – وهو الهدى – من كل سلطان
هو الأعزّ الذي رقا السماء سنى = وحاز منزلة لم يرقَها دانِ
هو الأعزّ ومن يشنأ أياديَه = عاش الحياة ذليل القدر والشانِ
يا أيها النور ما لا ينطفي أبدًا = مهما العِدا حاولوا كفرًا بإمعان
نفسي الفداءُ لعرض أنت صاحبه = برئت من إفكهم من كل بهتانِ
ـ[ماله]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 10:35 م]ـ
فداك أبي وأمي يارسول الله
جزاك الله خيرا أبيات جميلة(/)
كيف يمكن تحليل هذه المقامة؟؟
ـ[محمود الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 12:39 ص]ـ
ارجو ان تبينوا لي تحليل هذه المقامة رجاء
المقامة القردية
حَدَّثنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: بَيْنَا أَنا بِمَديِنَةِ
السَّلامِ، قَافِلاً مِنَ البَلَدِ الحرَامِ، أَمِيسُ مَيْسَ
الرِّجْلَةِ، على شاطئِ الدِّجْلَةِ، أَتَأَمَّلُ تِلْكَ الطَّرَائِفَ،
وَأَتَقَصَّى تِلْكَ الزَّخَارِفَ، إِذْ انْتَهَيْتُ إِلَى حَلْقَةِ
رِجَالٍ مُزْدَحِمِينَ يَلْوي الطَّرَبُ أَعْنَاقَهُمْ، وَيَشَّقُ
الضَحِكُ أَشْداقَهُمْ، فَسَاقَنِي الحِرصُ إِلى مَا ساقَهُمْ، حَتَّى
وَقَفْتُ بِمَسْمَعِ صَوتِ رَجُلٍ دُونَ مَرأَيَ وَجْهِهِ لِشِدَّةِ
الهَجْمَةِ وَفَرْطِ الزَّحْمَةِ، فَإِذَا هُوَ قَرَّادٌ يُرْقِصُ
قِرْدَهُ، وَيُضْحِكُ مَنْ عِنْدَهُ، فَرقَصْتُ رَقْصَ المُحَرَّجِ،
وَسِرتُ سَيْرَ الأَعْرَجِ، فَوْقَ رِقَابِ النَّاسِ يَلْفِظُنِي
عَاتِقُ هَذا لِسُرَّةِ ذَاكَ، حَتَّى افْتَرَشْتُ لِحَيَةَ
رَجُلَيْنِ، وَقَعَدْتُ بَعْدَ الايْنَ، وَقَدْ أَشْرَقَنِي الخَجَلُ
بَرِيقهِ، وَأَرْهَقَنِي المَكانُ بِضِيِقِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ
القَّرادُ مِن شُغْلِهِ، وانْتَفَضَ المَجْلِسُ عَنْ أَهْلِهِ، قُمْتُ
وَقَدْ كَسَانِي الدَّهَشُ حُلَّتَهُ، وَوَقَفْتُ لأَرَى صُورَتَهُ،
فَإِذا هُو واللهِ أَبو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ، فَقُلتُ: مَا
هَذِهِ الدَّنَاءَةُ وَيْحَكَ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
الذَّنْبُ لِلأَيَام لاَ لِي ... فَاعْتِبْ عَلَي صَرْفِ
اللَّيالِي
بِالحْمْقِ أَدْرَكْتُ المُنَى ... وَرَفَلْتُ فَي حُلَلِ
الجَمَالِ
ـ[محمود الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:55 ص]ـ
اخواني كيف تدرس هذه المقامة؟
ـ[محمود الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 05:03 م]ـ
للرفع ارجو المساعدة(/)
الحياة
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 01:09 ص]ـ
الْحياة
لَيْلٌ عَلىَ الدّنْيا يَكرّ’ ... وَقَوافِلٌ أبَدا ً تَمُرّ’
’زمُرٌ تَجيء’ وَمِثْلُها ... ’زمُرٌ تَروح’ وَتَسْتَقِرّ’
والنّاس’ في ظِلِّ الزّمانِ ... لّهُمْ رَحيلٌ مُسْتَمِرّ’
يا قَلْب’ ما لَكَ والْحَياة ... فَلَيْسَ فيها ما يَسُرّ’
تَحْلو’ لِعَيْن ِ النّاظِرينَ ... وَحُلْوُها كَالصّبْر مُرّ’
تَبدو’كَحَسْناءِ النّساءَِِِِِِِِِِِِ ... وَكُلّ’ حَسْناء ٍتَغُرّ’
فَإذا نَفَذْتَ إلىَ الّلُبابِ ... فَكُلُّه’ خُبْثٌ وشَرّ’
وَهَمومُها تَمْضي الْمساء ... وَفي غَداةِ غَد ٍ تَذُرّ’
ما إنْ تَنامَ شُرورُها ... حَتَىَ نَراها تّسْتّحِرّ’
لا يَسْتَريح’ المَرْء’ في ِ ... أحْضانِها لا يَسْتَقِرّ’
فَكَأنّها الحَرْب’ الْعَوان’ ... سَبيلُها كَرٌّ وفَرّ’
يَوْما ًتَسُرّكَ في الْخِداع ... وَألْف يَوْم ٍ لا تَسُرّ’
فاتْرُكْ هَواها واسْتَرِحْ ... فالْعَيْش’ أيّامٌ تَمُرّ’
أطْلِقْ جَناحَكَ لِلْخَيال ِ ... وَطرْ هُناكَ وأنْتَ حُرّ’
المرحوم الوالد: عبدالهادي كامل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 01:20 ص]ـ
أخي الكريم قصيدة جميلة، وغمد الله الوالد في فسيح جناته، وأكرمه الرحمة
وبعد أذنك سأقوم بتنسيق القصيدة، لأنها تستحق ذلك:
الْحياة
لَيْلٌ عَلىَ الدّنْيا يَكرّ’ = وَقَوافِلٌ أبَدا ً تَمُرّ’
’زمُرٌ تَجيء’ وَمِثْلُها = ’زمُرٌ تَروح’ وَتَسْتَقِرّ’
والنّاس’ في ظِلِّ الزّمانِ = لّهُمْ رَحيلٌ مُسْتَمِرّ’
يا قَلْب’ ما لَكَ والْحَياة = فَلَيْسَ فيها ما يَسُرّ’
تَحْلو’ لِعَيْن ِ النّاظِرينَ = وَحُلْوُها كَالصّبْر مُرّ’
تَبدو’كَحَسْناءِ النّساءَِِِِِِِِِِِِ= وَكُلّ’ حَسْناء ٍتَغُرّ’
فَإذا نَفَذْتَ إلىَ الّلُبابِ = فَكُلُّه’ خُبْثٌ وشَرّ’
وَهَمومُها تَمْضي الْمساء= وَفي غَداةِ غَد ٍ تَذُرّ’
ما إنْ تَنامَ شُرورُها =حَتَىَ نَراها تّسْتّحِرّ’
لا يَسْتَريح’ المَرْء’ في = أحْضانِها لا يَسْتَقِرّ’
فَكَأنّها الحَرْب’ الْعَوان’ = سَبيلُها كَرٌّ وفَرّ’
يَوْما ًتَسُرّكَ في الْخِداع = وَألْف يَوْم ٍ لا تَسُرّ’
فاتْرُكْ هَواها واسْتَرِحْ = فالْعَيْش’ أيّامٌ تَمُرّ’
أطْلِقْ جَناحَكَ لِلْخَيال ِ = وَطرْ هُناكَ وأنْتَ حُرّ’
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 01:26 ص]ـ
رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته
لم اقرأ وصف للدنيا مثل ما قرأت اليوم
نرغب بالمزيد أخي شائق
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 01:28 ص]ـ
جزاك الله كل الخير أخي الكريم
شكْري وتقديري .... أخلاق عاليه ....(/)
شاعر الحب والحرب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:53 م]ـ
ما مظاهر الفخر عند عنترة، انظر إليه وهو يخاطب عبلة طالباً منها:
أثني عليَّ بما عَلِمْتِ فإنني =سَمْحٌ مُخالقتي إذا لم أُظلَمِ
ويسألها أن تمدحَه بِما علِمتْ من صفاته، ويَحُضُّها ثانيةً على السُّؤال بصيغة الماضي الذي هو بمنزلة الأمر، ويُناديها في قوله:
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنةَ مالِكٍ=إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَم تَعْلَمِي
يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي=أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِوانظر إلى قوله وتأمل به:
ولقد شفى نفسي وأبرأَ سُقْمَها =قِيلُ الفوارسِ وَيْكَ عنترَ أقدِمِ
ما الدافع الذي جعل عنترة يخوض المعلركة مفتخراً:
ولقد ذكرتُكِ والرّماحُ نواهِلٌ =منّي وبِيضُ الهندِ تقطر من دمي
فَوَدِدْتُ تقبيلَ السُّيوفِ لأنّها =لَمَعَتْ كبارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ
فهو شاعر الحرب والحُب، وإذا كان حُبُّهُ لم يُرَوِّ نفْسَهُ، فإنّ الحربَ رَوَّتْها، ورَفَعتْ اسمَهُ، وأقرَّتْ شجاعتَهُ في النّفوس، وحرّرتْهُ من العبوديّة، وجعلَتْهُ المَثَلَ الأعلى للفارس البطل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 09:12 م]ـ
هذي قصيدة رائعة من عيون الشعر العربي جمع فيها عنترة بين الغزل والحمكة والفخر والحماسة وإليكموها:
حكم سيوفك في رقاب العذل = وإذا نزلت بدار ذل فارحل
وإذا بليت بظالم كن ظالما = وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل
وإذا الجبان نهاك يوم كريهة = خوفا عليك من ازدحام الجفل
فاعص مقالته ولا تحفل بها = واقدم إذا حق اللقافي الأول
واختر لنفسك منزلا تعلو به= أو مت كريما تحت ظل القسطل
فالموت لا ينجيك من آفاته = حصن ولو شيدته بالجندل
موت الفتى في عزة خير له = من أن يبيت أسير طرف أحكل
إن كنت في عدد العبيد فهمتي = فوق الثريا والسماك الأعزل
أو أنكرت فرسان عبس نسبتي = فسنان رمحي والحسام يقر لي
وبذابلي ومهندي نلت العلا = لا بالقرابة والعديد الأجزل
ورميت مهري في العجاج فخاضه = والنار تقدح في شفار الأنصل
ولقد نكبت بني حريقة نكبة = لما طعنت صميم قلب الأخيل
وقتلت فارسهم ربيعة عنوة = والهيذبان وجابر ابن مهلل
وابني ربيعة والحريش ومالكا = والزبرقان غدا طريح الجندل
وأنا ابن سوداء الجبين كأنها = ضبع ترعرع في رسوم المنزل
الساق منها مثل ساق نعامة = والشعر منها مثل حب الفلفل
والثغر من تحت اللثام كأنه = برق تلألأ في الظلام المسدل
يا نازلين على الحمى ودياره = هلا رأيتم في الديار تقلقلي
قد طال عزكم وذلي في الهوى = ومن العجائب عزكم وتذللي
لا تسقني ماء الحياة بذلة = بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم = وجهنم بالعز أطيب منزل
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 10:20 م]ـ
ومن جميل قصائده:
إذا كشف الزمان لك القناعا * ومد إليك صرف الدهر باعا
فلا تخش المنية والقينها * ودافع ما استطعت لها دفعا
ولا تختر فراشًا من حرير * ولا تبك المنازل والبقاعا
وحولك نسوة يبكين حزنًا * ويهتكن البراقع واللفاعا
يقول لك الطبيب: دواك عندي * إذا ما جس كفك والذراعا!
ولو علم الطبيب دواء داء * يرد الموت ما قاسى النزاعا
وفي يوم الذوابل قد تركنا * لنا بفعالنا خبرًا مشاعا
أقمنا بالذوابل سوق حرب * وصيرنا النفوس لها متاعا
حصاني كان دلال المنايا * فخاض غمارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيبًا * يداوي رأس من يشكو الصداعا
أنا العبد الذي خُبرت عنه * فقد عاينتني فدعِ السماعا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 10:41 م]ـ
مشكور أيها الكريم: صريخ الحيارى على ما قدمت
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:21 م]ـ
أخي محمد:
يسقط الطير حيث ينتثر الحب * وتُغشى منازل الكرماء
(نحن في منتدى الأدب)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:37 م]ـ
بارك الله لك وقفاتك أخي محمد عند أبواب عنترة ..
ومنهم من يرى أنه كان يظهر عند الحديث في الحب جباناً على خلاف ماكان في الحرب.
فما رأيك في ذلك؟(/)
مواقع الأدب والشعر
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:24 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي زوار الفصيح أضع بين أيديكم رابطا
لمجموعة من المواقع الأدبية عربية وشعبية رجاء استفادتكم منها.
http://www.alnemr.com/showthread.php?t=5564
ولا تنسونا بخالص الدعاء
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:17 م]ـ
شكرا لك أخي المتأبط:)
دمت موفقاً
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:39 م]ـ
شكر الله هذا الجهد اللطيف وجزاك الله من الخير ما ينجيك.(/)
المعري وخيام النيسابوري وشوبنهاور ونيتشه؟
ـ[حسن عريضي]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:29 م]ـ
ساعدوني في بحثي حول فلسفة التشاؤم في آثار هولاءالادباء وعقايدهم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:48 م]ـ
بارك الله لك.الاسم حسن والجنس أنثى هل هناك ثمة من خطأ؟!
واليك هذا الرابط والذي فيه بعض ما أردت .. على أن يكتب المعري وبعدها تباعاً الأسماء المطلوبة في مربع البحث، يسر الله لك طريق العلم.
http://www.al-mostafa.com/(/)
أبّهة الخضوع ........ زهدية خاشعة لابن الروميّ
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 02:17 م]ـ
:::
الحمد لله وكفى وسلامٌ على حبيبه المصطفى
وعلى آله وصحبه ألي النصرة والوفا
اللهم انتقم لنا ممن آذاه وعاداه
وأرنا فيه فوق ما كنا نطمع أن نراه
أما بعد:
فهذه أبياتٌ خاشعةٌ خافتةٌ خفوت السحر
انتقيتها للشاعر العباسي النحرير
عليّ بن العبّاس بن جريجس المشهور بابن الرومي,,
وإني والله لأرى فيها من أبَّهة الخضوع ما لا أراه في غيرها من الزهديات ..
وإليكم بها:
بات يدعو الواحدَ الصمدا = في ظلام الليل منفردا
خادمٌ لم تُبقِ خدمتَهُ = منه , لا روحاً ولا جسدا
قد جفت عيناه غمضهما = والخليُّ القلبِ قد رقدا
في حشاه من مخافته = حُرُقاتٌ تلذع الكبِدَا
لو تراه وهو منتصبٌ = مُشعرٌ أجفانَهُ السُهُدا
كلما مرّ الوعيد به = سحّ دمعُ العين فاطّردا
قائلٌ:" يا منتهى أملي = نجّني مما أخافُ غدا
أنا عبدٌ غرّني أملي = وكأنّ الموتَ قد وردا
وخطيّاتي التي سلفت = لستُ أحصي بعضَها عددا
فلي الويلُ الطويلُ غداً = ليتَ عمري قبلها نَفَدا
ويح عيني ساءَ ما نظرت = ويحَ قلبي ساءَ ما اعتقدا
ليت عيني قبل نظرتها = كحلت أجفانُها رَمَدا
ولله درّه في هذين البيتين:
ويح عيني ساءَ ما نظرت = ويحَ قلبي ساءَ ما اعتقدا
ليت عيني قبل نظرتها = كحلت أجفانُها رَمَدا
صدق والله ..
ويحهما ..
وليتها ...
نسأل الله أن يُشرب طباعنا بصفة هذا العبد الناسك في الأبيات ..
أترك قلوبكم لتتأمّل معناها وتستشعر فحواها
والسلام,,,
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:29 م]ـ
بارك الله لك أخي رؤبة على هذا الاختيار والذي نقول فيه كسابقيه!
نعم الزهد ونعم الشعور بالأوزار غفر الله له ولنا ..
ومابالك بهذا البيت أخي رؤبة:
وخطيّاتي التي سلفت ... لستُ أحصي بعضَها عددا
فكيف لو أحصاها كلها!!! بيت تجري له العبرات ..
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:42 م]ـ
أنا عبدٌ غرّني أملي
وكأنّ الموتَ قد وردا
وخطيّاتي التي سلفت
لستُ أحصي بعضَها عددا
فلي الويلُ الطويلُ غداً
ليتَ عمري قبلها نَفَدا
ويح عيني ساءَ ما نظرت
ويحَ قلبي ساءَ ما اعتقدا
ليت عيني قبل نظرتها
كحلت أجفانُها رَمَدا
يا الله .... رحماك ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:48 م]ـ
اخي رؤبة ماذا أقول بعد هذا الاختيار، ليس هذا هو الغوص، هو درس لتعليم الغوص، وليس كل من سبح يسمى غواصاً، فالغواصون كثر ولكن الصفات لا تخرج مع صاحبها.
أنا عبدٌ غرّني أملي=وكأنّ الموتَ قد وردا
وخطيّاتي التي سلفت=لستُ أحصي بعضَها عددا
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 06:35 م]ـ
شكر الله لكم أساتذتنا الكرام
على مروركم المثري والمربع ..
وصدقت أستاذي أحمد إنها لمما تسكب العبرات بها ..
وأما الغوص - أستاذي أبا فادي -
فلولا أجياد ذائقتكم البهيّة
ما غصنا منقبين لها الجواهر التي تزيد جمالها جمالاً ..
لا حرمنا الله من مروركم ..
والسلام,,,
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:12 م]ـ
أخي الكريم رؤبة .. أختيار موفق
رحم الله الشاعر
أجاد والله
كلما مرّ الوعيد به **** سحّ دمعُ العين فاطّردا
دمت موفقاً
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 01:06 ص]ـ
حياك الله أخي رسالة على المرور الكريم .. :)
ودمت في حفظ الرحمن ..
والسلام,,
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 02:01 ص]ـ
بات يدعو الواحدَ الصمدا = في ظلام الليل منفردا
وما تقترح علينا أن نقول نحن أخي رؤبة؟
هل نقول:
بات يساجل شعره الغزلا = في ظلام الليل منفردا؟
يا ويلنا مما ينتظرنا ...
ليتنا نستطيع أن نعمل بقوله ..
غفر الله لنا ..
بارك الله فيك أخي رؤبة.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 02:14 ص]ـ
وفيك بارك أستاذي رعد,,
نسأل الله العفو والعافية وأن يتجاوز عنا ..
ويكرمنا بلذة الوقوف بين يديه قانتين ..
دام حضورك كعادته مشرقاً ..
وكتب الله لكم أجر رباطكم ولا حرمنا من فضله ..
والسلام,,,
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:15 م]ـ
هذا مقام الهيبة والخوف
بات يدعو الواحدَ الصمدا = في ظلام الليل منفردا
خادمٌ لم تُبقِ خدمتَهُ = منه , لا روحاً ولا جسدا
قد جفت عيناه غمضهما = والخليُّ القلبِ قد رقدا
في حشاه من مخافته = حُرُقاتٌ تلذع الكبِدَا
لو تراه وهو منتصبٌ = مُشعرٌ أجفانَهُ السُهُدا
كلما مرّ الوعيد به =سحّ دمعُ العين فاطّردا
قائلٌ:" يا منتهى أملي = نجّني مما أخافُ غدا
وذاك مقام الحب والرجاء
صَاحِبُ الحُبّ حَزِينٌ قَلبُهُ = دائمُ الغُصّةِ مَحزُونٌ دَنِفْ
هَمُّهُ في اللهِ لا في غَيْرِهِ = ذاهِبُ العَقلِ وَباللهِ كَلِفْ
أشعَثُ الرّأسِ خَمِيصٌ بطنُهُ = أصْفَرُ الوَجنَةِ والطَّرْفُ ذَرفْ
دَائِمُ التّذكارِ مِنْ حُبّ الذي = حُبُّهُ غَايَةُ غَايَاتِ الشّرَفْ
فإذا أمعنَ في الحُبِّ لَهُ = وَعَلاهُ الشّوْقُ من داءٍ كثفْ
باشرَ المحرَابَ يَشكُو بثَّهُ = وَأمَامَ اللهِ مَوْلاهُ وَقَفْ
قَائماً قُدّامَهُ مُنْتَصِباً = لَهِجاً يَتْلُو بآياتِ الصُّحُفْ
رَاكِعاً طَوْراً وَطَوْراً ساجداً = باكياً وَالدّمعُ في الأرضِ يَكِفْ
أوْرَدَ القَلبَ على الحُبّ الّذي = فِيهِ حُبُّ اللهِ حَقّاً، فَعَرَفْ
ثمّ جَالَتْ كَفُّهُ في شَجَرٍ = أنبَتَ الحُبَّ، فَسمَّى واقتَطَفْ
فيا عجبا من قلوب لا تعرف خوفا ولا رجاء
أسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا
جزاك الله خيرا يا رؤبة الخير على تلك الموعظة الجميلة
دمت سالما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 02:22 م]ـ
هذا مقام الهيبة والخوف
بات يدعو الواحدَ الصمدا = في ظلام الليل منفردا
خادمٌ لم تُبقِ خدمتَهُ = منه , لا روحاً ولا جسدا
قد جفت عيناه غمضهما = والخليُّ القلبِ قد رقدا
في حشاه من مخافته = حُرُقاتٌ تلذع الكبِدَا
لو تراه وهو منتصبٌ = مُشعرٌ أجفانَهُ السُهُدا
كلما مرّ الوعيد به =سحّ دمعُ العين فاطّردا
قائلٌ:" يا منتهى أملي = نجّني مما أخافُ غدا
وذاك مقام الحب والرجاء
صَاحِبُ الحُبّ حَزِينٌ قَلبُهُ = دائمُ الغُصّةِ مَحزُونٌ دَنِفْ
هَمُّهُ في اللهِ لا في غَيْرِهِ = ذاهِبُ العَقلِ وَباللهِ كَلِفْ
أشعَثُ الرّأسِ خَمِيصٌ بطنُهُ = أصْفَرُ الوَجنَةِ والطَّرْفُ ذَرفْ
دَائِمُ التّذكارِ مِنْ حُبّ الذي = حُبُّهُ غَايَةُ غَايَاتِ الشّرَفْ
فإذا أمعنَ في الحُبِّ لَهُ = وَعَلاهُ الشّوْقُ من داءٍ كثفْ
باشرَ المحرَابَ يَشكُو بثَّهُ = وَأمَامَ اللهِ مَوْلاهُ وَقَفْ
قَائماً قُدّامَهُ مُنْتَصِباً = لَهِجاً يَتْلُو بآياتِ الصُّحُفْ
رَاكِعاً طَوْراً وَطَوْراً ساجداً = باكياً وَالدّمعُ في الأرضِ يَكِفْ
أوْرَدَ القَلبَ على الحُبّ الّذي = فِيهِ حُبُّ اللهِ حَقّاً، فَعَرَفْ
ثمّ جَالَتْ كَفُّهُ في شَجَرٍ = أنبَتَ الحُبَّ، فَسمَّى واقتَطَفْ
فيا عجبا من قلوب لا تعرف خوفا ولا رجاء
أسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا
آمين ..
جزاك الله خيرا يا رؤبة الخير على تلك الموعظة الجميلة
دمت سالما
وإياك وبارك فيك وعافاك ..
والسلام,,,(/)
قصة دمعتين!!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 02:34 م]ـ
قصة دمعتين!!!
"قصصة حقيقية "
كانت حياتها مفعمة بالأمل،تضحك مع زهور الربيع،
تمشي مع الأيام وتدور مع الأحلام، وكانت هي في ريعان الشباب!
يتجمع حولها أولادها كالنجوم الزاهرة،
تلاعبهم تضمهم الى روحها مثل كل الأمهات.
عندها أحلام تحقق قليل منها، وبقي الكثير ينتظر ..
وفي لحظة من لحظات الحياة، قدر لها أن تفارقها ومن غير عودة!
مثلها مثل جميع المخلوقات المقهورة بالموت.
أدخل أطفالها الثلاثة لكي يلقوا عليها آخر نظرة!
قبل رقودها في مثواها الأخير ..
وقال لي من كان معهم في الغرفة أنه تعجب كل العجب!
عندما رأى أطفالها وهم ينظرون اليها نظرة الوداع
كانت هناك دمعتان تنحدران من عينيها!!!
أحمد حمود الغنام
ـ[ابو وميض]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 09:02 م]ـ
مشكور اخي على المشاركة المميزة
تحيتي ومودتي
العاني
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 12:42 ص]ـ
أوجعتني والله
ولن أقول غير ذلك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 07:22 م]ـ
مشكور اخي على المشاركة المميزة
تحيتي ومودتي
العاني
المعذرة على التأخر في الرد لأسباب فنية على النت ..
والشكر موصول لكم أخي الكريم العاني على طيب المرور.
لك عاطر التحية،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 07:23 م]ـ
أوجعتني والله
ولن أقول غير ذلك.
لاأراك الله مكروهاً أخي الكريم الأحيمر، ومتعك الله بالصحة والعافية .. مشكور على عاطر المرور.
ـ[بثينة]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 07:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 10:39 ص]ـ
بوركت أخية بثينة على كريم المرور، نفع الله بك.(/)
"حكمة الدهر" والأميري
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 04:12 م]ـ
"
حكمة الدهر":
استوقفتني طويلاً
لا تُضعْ لمحةً من العمر هَدراً = وارتفعْ عن كثافةِ الأرض قَدرا
وتقدّسْ بِحمْلِ همِّ البرايا = واسألِ اللهَ فوقَ صبرِكَ صَبرا
وتفاهمْ والدَّهرَ فهوَ حكيمٌ = لا تقلْ: جارَ! إنّه بك أدرى
رُبَّ عُسرٍ شكوتَ منهُ ملحّاً = يُضمرُ الدَّهرُ في خفاياهُ يُسرا
فتشبَّثْ مسلِّماً لِقضاءِ = اللهِ وادأبْ في السعي -يا عبدُ- حُرّاً
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 04:46 م]ـ
رُبَّ عُسرٍ شكوتَ منهُ ملحّاً ........ يُضمرُ الدَّهرُ في خفاياهُ يُسرا
أنت صاحب حكمة، شكرا أخي أحمد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 05:21 م]ـ
شكر الله لك مرورك الكريم يا صاحب الحكم أخي محمد.
ـ[بثينة]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 06:57 م]ـ
لا تُضعْ لمحةً من العمر هَدراً ... وارتفعْ عن كثافةِ الأرض قَدرا
وتقدّسْ بِحمْلِ همِّ البرايا ... واسألِ اللهَ فوقَ صبرِكَ صَبرا
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل "أحمد".
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:40 م]ـ
بوركت أخية على كريم المرور نفع الله بك.
ـ[رفات حرف]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 08:30 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ أحمد وهل لي بالقصيدة كاملة؟؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 02:47 م]ـ
بوركت أخي رأفت على المرور الكريم ..
هذه الأبيات يقال لها الخماسيات أي خمس أبيات فقط.
وتجد منها الكثير على هذه الصفحة تحت اسم روائع من خماسيات الأميري.(/)
أجركم عند الله
ـ[بثينة]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 07:43 م]ـ
::: السلام عليكم و رحمة الله
قال امرؤ القيس في بكائه على الأطلال:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا = نبكي الديار كما بكى بن حازم
أساتذتي الأفاضل ... " جزاكم الله خيرا" ...
من يشرح لي هذا البيت؟
ومن المقصود "بابن حازم" في قوله؟
بارك الله فيكم.
ـ[بثينة]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:55 م]ـ
أعتذر هو ابن حزام و ليس حازم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 09:24 م]ـ
::: السلام عليكم و رحمة الله
قال امرؤ القيس في بكائه على الأطلال:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا = نبكي الديار كما بكى بن حازم
أساتذتي الأفاضل ... " جزاكم الله خيرا" ...
من يشرح لي هذا البيت؟
ومن المقصود "بابن حازم" في قوله؟
بارك الله فيكم.
ابنتي الكريمة بثينة إليك ما يلي علَّه يفيد ولو قليلاً:
يكاد إجماع المؤرخين والباحثين ينعقد على أن الشعر العربي قديم موغل في القدم لايكاد أحد يتبين أوائله في أغوار الماضي البعيد. وما يحكيه بعض المتحدثين لا يعدوأن يكون ضربا من الحدس والظن لا يقوم له سند من دليل ناصع أو إثبات مقنع. ويستطيع الباحث المعاصر أن يحكم على أقوال هؤلاء حكما قد لا يخلو من وجاهة إذ يتصور ان حديثهم ذلك إنما هو عن فن الشعر العربي الذى تكامل نماؤه و تأصلت أصوله. ولهذا نجد بعضهم يدعى ان أول من أصل أصوله ووضع له التقاليد امرؤ القيس،ويرد عليهم آخرون بقول امرؤ القيس نفسه:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا= تبكي الديار كما بكى ابن حزام
ويرون في هذا دليلا على ان امرؤ القيس نفسه قد حكم على نفسه انه انما ينهج نهج شاعر سبقه إلى الوقوف على الديار والبكاء على الإطلال.
فنجد أن لا أحد* ?يعرف عن ابن حزام شيئا سوى ذكر اسمه في* ?طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي*.
إن أهم ما يميز القصيدة العربية التقليدية مقدمتها والتي عادة ما تكون في النسيب أو البكاء على الأطلال أو وصف الطيف أو الشكوى من الشيب.
ولكن ما الأطلال ولم هذه المقدمة الطللية؟
الأطلال هي ما شَخَص من آثار الديار وما خلفه ساكنوها بعد رحيلهم، وقد دأب الشعراء الجاهليون على بدء قصائدهم بوصف تلك الآثار.
تدور المقدمة الطللية حول أطلال الحبيبة التي رحلت فأقفرت دارها بعد رحيلها وعفت، وللطلل حضور بارز في القصيدة العربية، فقد كانت حياة القبائل تقوم على الحركة والتنقل،
ـ[بثينة]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 09:36 م]ـ
ابنتي الكريمة بثينة إليك ما يلي علَّه يفيد ولو قليلاً:
أستاذي الفاضل "محمد سعد" أشكرك من صميم قلبي، لقد وصلت إلى مرادي.
جزاك الله الفردوس الأعلى.
(و الله ظني في محله، عرفت أنك أول من يجيب ـ وليس غريب عليك ـ)
بارك الله فيكم.(/)
مواقع أدبية وشعرية .. نرجو مشاركة الجميع.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 12:05 ص]ـ
:::
هذا موقع أدب ومن أفضلها وأكبرها حيث يسمى بموسوعة العالمي للشعر العربى واربطه من هنا ( http://www.adab.com/index.php)
أتمنى من جميع الأعضاء مشاركتنا فى هذا الموضوع وطرح اكبر عدد من المواقع التى يمكن الاستفادة منها فى الأدب العربى.
كما أتمنى من المشرف التثبيت للفائدة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 02:23 ص]ـ
باركك المولى أخي إسكندر ...
وشكرا لك على إهتمامك للصالح العام.(/)
القصيدة العربية بين التحرر والجمود
ـ[نزار جابر]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 07:50 ص]ـ
بداية اود ان انوه الى ان هذه المقالة ليست دراسة علمية اكاديمية بقدر ما هي انطباعات وملاحظات، تجمعت لدي حول ما يخص موجة شعر الطلاسم المنسوب الى الفصيلة الحداثية ومن يقف وراءه ويحركه في اطار انسلاخ عن واقع ثقافي اصيل، لا يهدف الى التطوير والتحديث بقدر ما يهدف الى التدمير.
لمن يكتب الشعراء؟ هل يكتبون لأنفسهم؟، ام لخاصة من ذوي الفكر والثقافة؟، ام لشعراء امثالهم؟، ام للناس الآخرين، وهم المساحة الكبرى من المتلقين؟. انه سؤال متعدد الاطراف يبدو محيرا ومعقدا، ذلك ان هناك مذاهب في الاجابة عنه، كون الشعراء وبالذات في العصر الحاضر قد غيروا المعادلة، فأصبح كل يغني على ليلاه، ولكل مآرب وغايات ومسارات، ولغة يحاول من خلالها الوصول الى شط أمان في غمرة معترك يخوضه مع الكلمة والرؤيا.
وفي حقيقة الأمر، لا يهمنا لمن يكتب الشعراء، ذلك انهم في كل مجموعة شعرية او ربما قصيدة ييممون صوب اتجاه ما لغاية ما. لكن ما يهمنا هنا ماذا يكتبون؟، ماذا يحرك اقلامهم؟، وفي أي الفضاءات تسبح رؤاهم؟.
قديما، وحتى عهد قريب كان الشعراء يكتبون وهم احرار، لم يخضعوا لأي شكل من اشكال القيود التي فرضها شعراء اليوم على اقلامهم، او انها فرضت عليهم، فيمموا صوب كل الإتجاهات. كان ثمة قيد واحد يشد الشعراء اليه، هو الانتماء للفكرة، للعقيدة، لاسلوب الحياة التي درجوا عليه، للناس الذين احبوهم، للجماعة الانسانية التي خرجوا من بين ظهرانيها، للثقافة القومية التي تجذرت في ذاكرتهم.
ويومها لم تكن هناك مدارس ولا اتجاهات نقدية او ادبية استوردها البعض بغية زج حرية الابداع واصالته خلف قضبان هذه الحداثة. ويومها لم يستفحل الترف الأدبي بعد حتى يفرز اولياء امور يطفون على سطح الابداع حراسا لنقائه واستمرارية حداثته، محللين محرمين، مانحين تأشيرات مرور لابداع دون آخر، ومبشرين بعهد تنحر فيه رؤاه القومية في مذبح العولمة.
ويوم بشر اول مبشر بالحداثة الشعرية، فهمناها وفهمها كل غيور على ثقافة الوطن على انها تجاوز لراهن الجمود وعدم وقوف وتحجر عند اطلال الماضي والنسج على منواله. ونظرنا اليها على انها انطلاقة الى فضاءات ومدارات نستمطر منها رؤى جديدة لواقع جديد حفاظا على ديمومة العطاء واستمراريته وتجدده، وانها بادىء كل ذي بدء وليدة منظومة التاريخ والتراث والرؤية العربية، تنطلق منها وتعود اليها.
الا ان هذا المنظور القومي للحداثة اغتيل في مهده العربي على ايدي دعاة حداثة اخرى تسري في شرايينها دماء العولمة الثقافية القائمة على "الابدال والاحلال"، ابدال الثقافة القومية موروثها ومعاصرها، واحلال ثقافة السيد الغربي الذي لا يهادن ولا يتعايش الا مع ثقافته هو، وتشكل الثقافات الاخرى مصدر خطر وتهديد له واعاقة لاستكمال مشروعه العولمي الشامل.
وفي عالم الكتابة الشعرية، زحف اعصار الحداثة القادم من اصقاع الشمال الباردة جنوبا الى اجواء القصيدة العربية الحارة، فجمد بحورها، واخرس موسيقاها، واعتقل قوافيها وجردها من حليها، وعراها من تفردها وتميزها وخصوصيتها، وقدمها الى محاكمة سريعة بتهمة الخطابية المباشرة، والارتجالية الانفعالية، والسطحية الفكرية، والتخلف وعدم مسايرة روح العصر. وتمخض "جبل الحداثة " ليلد "فأر قصيدة النثر".
والى عهد قريب كانت وما زالت:القصيدة الحرة" التي على ما يبدو سوف تطيح بها ما يسمى قصيدة النثر، لتنتهي بذلك كل علاقة وصلة دامت تاريخا طويلا بالقصيدة العربية الاصيلة شكلا ومضمونا. اما الشكل فلا بحور ولا قواف ولا اوزان ولا تفعيلات. اما المضمون فهو الآخر اعتمد على لغة ظاهرها عربى، الا ان باطنها غير ذلك، ذلك ان العربية هي لغة الفصاحة والبلاغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه اللغة مبهمة مخادعة ماكرة متعالية، لا تحترم عقل المتلقي، وتلتف على ادراكاته وتشعره انه ناقص، وان طرحها هو فوق مداركه. وفي الحقيقة ان نعتها بلغة ما هو الا من قبيل المجاز، وفي الواقع هي لغات لا حصر لها ولا عد، وكل شاعر من شعراء هذه الموجة له لغة منها، لا يمكن لاي لغوي في كثير من الاحيان ان يفهم تراكيبها، ولا العلاقة بين مفرداتها ومدلولات هذه المفردات، او الصلات ما بين سطر واخر.
ثمة اضاءة واحدة في خضم هذا الفضاء الغارق في الحلكة يخص ما يمكن ان تسقطه هذه اللغة، فترسم لنا عواطف مضطربة منهكة مهترئة تتقيأ اضغاث رؤى اعياها العبث فتهشمت قبل الوصول. ان قصيدة الحداثة بشكليها المذكورين آنفا هي بمثابة رحلة عودة الى المجهول والتهويم، حقائبها محملة بالطلاسم والاساطير، في عصر قضى فيه العلم والمعرفة والتقنية على هذه المنظومة الخرافية. ان ما يسمى قصيدة الحداثة ليست عربية الجذور والمنتمى والتاريخ، تسللت في عتمة ليل الثقافة العربية الحالك لكي تغتال تاريخا وتراثا وذاكرة.
لقد استبيحت القصيدة، وابيحت لكل من يدعي فروسية الشعر، فوجدها مطية سهلة، فصال وجال وملأ الميدان غبارا يظنه الجاهل سحابا، وما هو الا سراب. ولكي ننتقل من المجرد الى المحسوس، نتساءل هل حقا ان شعراء هذه الموجة الحداثية يكتبون ليجعلوا القارىء المتلقي يحلق معهم الى مزيد من التفكير، او ان يفكر بالمعاني التي طرحوها ورسموها له على خارطة قصيدتهم؟ وهل هم حريصون على ان يأتي هذا المتلقي بصور جديدة تضاف الى صورهم؟ وهل هم حقا يعملون بهدف تطوير ثقافة التلقي، واعادة برجتها على اسس عصرية؟.
وما زلنا نتساءل هل لدى هؤلاء الشعراء قواعد ضابطة ومعايير تحدد مساراتهم اللغوية واتجاهاتها؟ اننا نشك في ذلك، فحقيقة الامر كما يبدو انهم يكتبون لكي يقال انهم معاصرون مجددون ينطلقون من مدارس مجددة يرودها نقاد حداثيون عالميون في تطلعاتهم ورؤاهم. والحقيقة انهم سادرون في كتابتهم، سواء فهم المتلقون ام لم يفهموا هذه الشعوذة اللغوية، اذ يبدو ان الهدف هنا ليس هو الفهم بقدر ما هو الغموض، وليس هو التجلي بقدر ما هي الحيرة والارباك، وليست في النهاية هي اوراق شاعر، بقدر ما هي رقى ساحر. اغلب الظن انه لا هذا ولا ذاك هو الهدف ما دام هذا المتلقي لا يفهم شيئا من هذه اللغة، وقبله لم يفهم اللغويون الحقيقيون هذه اللغة.
في غمرة هذه المتاهة تظل القصيدة العربية الأصيلة بكل اشكالها العمودية وقصيدة التفعيلة رمزا للأصالة ومنارا للانتماء وجهاز مناعة فاعلا وحصينا في وجه تحديات عمليات التذويب والتغريب. ويظل الشعر بخير ما دام هناك شاعر واحد يرفض هذه الحداثة الضالة المضلة الدخيلة على تاريخنا وعلينا.
واما المتلقي فله كل الاحترام والتقدير، فهو في النهاية مصب الابداع وينتهي عنده. وعندما يكتب المبدعون والشعراء الحقيقيون فانهم يفكرون به حاملين له الوطن والحب والجمال وكل المشاعر الانسانية على اجنحة قصائدهم لتدخل بسلام الى كل جارحة من جوارحه، فتسافر به الى فضاءات تلون مشاعره وتنقلها من حالة الجمود الى حالة الحركة، وتحدث بها ايقاظا من غفوة، لا صدمة ولا تهويما ولا سفرا الى مجهول وضياع.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 05:52 م]ـ
مشكر أخي نزار على ما قدمت(/)
وصيَّة أبي فراس لابنته
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 01:49 م]ـ
أبنيّتي لا تحزني=كل الأنام إلى ذهابْ
أبنيّتي صبراً جميلاً=للجليل من المصابْ
نوحي عليّ بحسرةٍ=من خلفِ ستركِ والحجابْ
قولي إذا ناديتني=وعييتُ عن ردِّ الجوابْ
زين الشباب أبو فراسٍ=لم يمتَّعْ بالشبابْ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 01:53 م]ـ
أعيد تنسيق النص لخلل أصابه: يقول أبو فراس مخاطبًا ابنته:
أبنيّتي لا تحزني=كل الأنام إلى ذهابْ
أبنيّتي صبراً جميلاً=للجليل من المصابْ
نوحي عليّ بحسرةٍ=من خلفِ ستركِ والحجابْ
قولي إذا ناديتني=وعييتُ عن ردِّ الجوابْ
زين الشباب أبو فراسٍ=لم يمتَّعْ بالشبابْ
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 03:20 م]ـ
وصرخة أبي فراس في وجه الحياة في رومياته:
ونحن أناس لا توسط عندنا * لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا * ومن خطب الحسناء لم يغلِه المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا * وأكرم من فوق التراب ولا فخر
ـ[قافلة النور]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 06:10 م]ـ
رائعة هذه الأبيات:)
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:18 م]ـ
بارك الله فيك .. وجزاك الله كل خير على نقوتك الرائعة
أبنيّتي لا تحزني=كل الأنام إلى ذهابْ
أبنيّتي صبراً جميلاً=للجليل من المصابْ
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:47 ص]ـ
:):):)
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل محمد سعد على هذا الاختيار الجميل فأنت كما عودتنا بمشاركاتك الجميلة وارًد الرائع دمت لنا عوناً وذخرا بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
:):)
.........
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[بثينة]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 03:20 م]ـ
السلام عليكم.
أبنيّتي لا تحزني
كل الأنام إلى ذهابْ
نعم و لن يبقى إلاّ الباقي الواحد الأحد.
أبنيّتي صبراً جميلاً
للجليل من المصابْ
و الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله و إن إليه راجعون. ـ الحمد لله ـ
نوحي عليّ بحسرةٍ
من خلفِ ستركِ والحجابْ
بارك الله فيك أستاذي، و سلمت يمناك.
جزاك الله الفردوس الأعلى، يا رب.(/)
نهج البردة لشوقي
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 06:09 م]ـ
ريمٌ على القاع بين البان والعلم =أحل سفك دمي في الأشهر الحُرُم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسداً = يا ساكن القاع، أدرك ساكن الأجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة= يا ويح جنبك، بالسهم المصيب رُمِي
جحدتها، وكتمت السهم في كبدي= جُرحُ الأحبة عندي غيرُ ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خُلق =إذا رُزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه - والهوى قدر= لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
لقد أنلتك أذناً غير واعيةٍ =ورُب منصتٍ والقلبُ في صمم
يا ناعس الطرف، لاذقت الهوى أبداً = أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أفديك إلفاً، ولا آلو الخيال فدًى = أغراك بالبخل من أغراه بالكرم
سرى فصادف جُرحاً دامياً، فأسا=ورُبَّ فضلٍ على العشاق للحلم
هذه القصيدة لأحمد شوقي الشاعر الذي أتحفنى بقصائد خالدة
وكانت هذه القصيدة نهج البردة من القصائد اللتي حفظتها منذ صغري لأن أم كلثوم غنتها ولأنها مدح في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
أتمنى مساعدتي بتحليل أول عشر أبيات من هذه القصيدة ,انا أكمل الأبيات 190 الباقية , أواجه صعوبة بالغة لأني لست متخصصا في اللغة , وأتمنى أرشادي لمصادر تساعدني على تحليل الأبيات المتبقية.
ولكم مني التحايا.
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 06:12 م]ـ
هلموا إلي ياااااجهابذة العربية!!
ـ[قافلة النور]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 06:12 م]ـ
إذا كنت تقصد الشرح فهو مطبوع أكثر من مرة بالمكتبات وزهيد الثمن للغاية
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:07 م]ـ
أولا مشكور على تفاعلك مع موضوعي
ثانيا أنا أريد تحليل للنص هل أجد تحليل لهذا النص ومااسم المرجع ومؤلفه
تقبل تحياتي العطرة
ـ[قافلة النور]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 08:04 م]ـ
جميع ما أعرفه أنه شرح أدبي للمعاني والكلمات، وأسم الكتاب الذائع الصيت هو: وضح النهج
لشيخ الأزهر سليم البشري
والكتاب عبارة عن القصيدة الميمية الضخمة وهامشها هو هذا الشرح المسمى بوضح النهج
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 08:27 م]ـ
مارأيك بترتيب الأبيات على هذا الشكل أخي الكريم خالد ..
أما عن المعنى حاول أنت شرح ماتفهمه والأخوة يساعدونك ان شاء الله.
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:20 ص]ـ
بارك الله لك أخي ترتيب منمق وجميل , أنا بحاول لكن مساعدتكم أطلبها , لايخفى عليكم البداية صعبة خاصة إذا كان غير متخصص في اللغة.(/)
فلسفة الموت عند لبيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 08:24 م]ـ
كان الخليفة المعتصم العباسي يعجب بشعر لبيد بن أبي ربيعة فقال: مَن منكم يروي قول: بلينا وما تبلى النجوم الطوالع .... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
فقال بعض الجلساء: أنا فقال أنشدنيها فأنشد:
وقد كنت في أكناف جار مضنة =ففارقني جار بأربد نافع
فلا جزع إن فرق الدهر بيننا =وكل فتى يوما به الدهر فاجع
فلا أنا يأتيني طريف بفرحة =ولا أنا مما أحدث الدهر جازع
وما الناس إلا كالديار وأهلها =بها يوم حلوها وغدوا بلاقع
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه =يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
وما البر إلا مضمرات من التقى =وما المال إلا معمرات ودائع
وما المال والأهلون إلا وديعة =ولا بد يوما أن ترد الودائع
ويمضون أرسالا ونخلف بعدهم =كما ضم أخرى التاليات المشايع
وما الناس إلا عاملان فعامل =يتبر ما يبني وآخر رافع
فمنهم سعيد آخذ لنصيبه =ومنهم شقي بالمعيشة قانع
أليس ورائي إن تراخت منيتي =لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
أخبر أخبار القرون التي مضت =أدب كأني كلما قمت راكع
فأصبحت مثل السيف غير جفنه =تقادم عهد القين والنصل قاطع
فلا تبعدن إن المنية موعد =عليك فدان للطلوع وطالع
أعاذل ما يدريك إلا تظنيا =إذا ارتحل الفتيان من هو راجع
تبكي على إثر الشباب الذي مضى =ألا إن أخدان الشباب الرعارع
أتجزع مما أحدث الدهر بالفتى =وأي كريم لم تصبه القوارع
لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى =ولا زاجرات الطير ما الله صانع
سلوهن إن كذبتموني متى الفتى =يذوق المنايا أو متى الغيث واقعفبكى المعتصم حتى جرت دموعه وترحم على المأمون:
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:17 م]ـ
سلّمك الله أستاذ محمد على نقلك الطيب ...
فتالله لو وضعت قصيدته على جبل من حديد لأذابته ..
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 01:20 ص]ـ
:):):)
بارك الله فيك استاذنا محمد سعد وسلًم الله هذة اليد التي كتبت لا عدمناك أخي أطال الله في عمرك وزادك من علمه ودمت لنا بصحة وعافية.
:):)
............
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[بثينة]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:06 م]ـ
اي نعم القول:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... حور رمادا بعد إذ هو ساطع
وما البر إلا مضمرات من التقى ... وما المال إلا معمرات ودائع
وما المال والأهلون إلا وديعة ... ولا بد يوما أن ترد الودائع
ويمضون أرسالا ونخلف بعدهم ... كما ضم أخرى التاليات المشايع
بارك الله فيك، استاذي سلمت يداك.
جزاك الله كل الخير.
نعم صدقت أختي "صاحبة القلم".
فتالله لو وضعت قصيدته على جبل من حديد لأذابته ..(/)
العرب أقدر على البيان
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:00 م]ـ
قال عمرو بن طنابة وهو أحد من ملك الحجاز في الجاهلية:
إني من القوم الذين إذا انتدوا = بدؤا بحق الله ثم النائل
المانعين من الخنا جارتهم = والحاشدين على طعام النازل
والخالطين فقيرهم بغنيهم = والباذلين عطاءهم للسائل
* بلوغ الأرب للآلوسي باب العرب أقدر على البيان من غيرهم(/)
نحو منهج أصيل ودقيق في قراءة الشعر العربي القديم
ـ[رائد الوسمي]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 11:18 م]ـ
نحو منهج أصيل ودقيق في قراءة الشعر العربي القديم:
من أهم ما يواجه المحلل للشعر العربي القديم من معضلات:مشكلة المنهج،فهو يجدنفسه في مفرق طرق تتقاذفه الاتجاهات والنظريات،ومما يؤسف له أن الكثير مما يطرح في الساحة النقدية هو نتاج ثقافي نبت في تربةغريبة عنا ولظروف ثقافية مغايرة لمالدينا ومع كل هذا تجدطائفةمن النقاد العرب تعمل على إخضاع الشعر العربي لتلك المناهج.وهناعلى الغيارى من النقاد العرب أن تتظافر جهودهم البحثية لتأصيل منهج نقدي أصيل في تحليل شعرنا العربي،ولذا أقترح على هذا المنتدى المبارك أن يتبنى الدعوة إلى طرح الأفكار والتجارب النقدية في تحليل الشعر علها أن تكون غرسا كريما وخطوة نورانية نحو التأصيل لمنهج عربي إسلامي في تحليل الشعر.
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:33 ص]ـ
:):):)
مشكور أخي رائد على هذة المشاركة الجميلة والإقتراح الرائع ولكن هذة المناهج النقدية اثبتت نجاحاً واسعاً ولا يمكن الإستهانة به.
مشكور مرة اخرى واهلاً وسهلاً بك في الشبكة.
:):)
..........
مع تحيات أبوأحمد الظفاري(/)
إن المعلم لا يعيش طويلا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:49 ص]ـ
يقول إبراهيم طوقان في الرد على شوقي
شوقي يقول وما درى بمصيبتي = قم للمعلم وفه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً = من كان للنشئ الصغار خليلا!
ويكاد يفلقني الأمير بقوله = كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التدريس شوقي ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبة = مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مائة على مائة إذا هي صلحت = وجد العمى نحو العيون سبيلا
لو أن في التصليح نفعاً يرتجى =وأبيك، لم أك بالعيون بخيلا
لكن أصلح غلطة نحوية = مثلا وأتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغر من آياته =أو بالحديث مفصلا تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي =ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى = وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حماراً بعد ذلك كله = رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبو إن صحت يوماً صيحة =ووقعت ما بين الدروج قتيلاً
يا من يريد الانتحار وجدته = إن المعلم لا يعيش طويلاً
ولاعزاء للمعلمين: rolleyes:
دمتم سالمين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 01:55 ص]ـ
مائة على مائة إذا هي صلحت = وجد العمى نحو العيون سبيلا
لكن أصلح غلطة نحوية = مثلا وأتخذ الكتاب دليلا
ألا ترى أنها غلطة نحوية أخي أبا سهيل؟؟؟
أنا واثق أنها غلطة طباعية ...
وكان الأصح أن نقول:
مئة على مئة إذا هي صلحت = وجد العمى نحو العيون سبيلا
وبارك الله فيك على النقل المتميز.
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 01:10 م]ـ
:):):)
مشكور أخي أبا سهيل على هذا النقل الرائع وكذلك انت أخي رعد على هذا الرد الجميل بارك الله فيكما ونفعنا بكما وجزاكم الله عنا خيرا ..
............
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 05:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عصام الظفاري دائما تسعدني بمشاركتك
والشكر كل الشكر لأستاذنا رعد أزرق
مائة
ألا ترى أنها غلطة نحوية أخي أبا سهيل؟؟؟
في الحقيقة كتابة مائة بزيادة الألف ليس خطأ نحويا ولا صرفيا ولا كتابيا بل هو أمر جرت به العادة كما يقول الأستاذ سليمان فياض في كتابه الدليل اللغوي العام يقول (وجرت العادة في كتابتها هكذا (مائة) وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة كتابة الهمزة فيها ومضاعفاتها على نبرة فتكتب:مئة ومئتان ... وهكذا)
وذكر الأستاذ عبد العليم إبراهيم في كتابه (الإملاء والترقيم) أن الألف تزاد في مائة مفردة ومركبة أما مجموعة فلا تزاد فيها الألف ثم قال في خاتمة كتابه (وأرى حذف الألف المقحمة في (مائة) إذ لا فرق في النطق بين مائة وفئة ورئة ولقد أدى إقحام الألف إلى تحريف نطقها في مجال التقدير العددي إذ يقول كثيرون من الصيارف (ماية) بنطق الألف التي يرونها في الكتابة)
أنا واثق أنها غلطة طباعية ...
هذا حسن ظن منك أشكرك عليه
دمتم سالمين
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 09:37 م]ـ
وكتب آخر
وأكون منشغلا بشرحي غارقا = بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحوار وتارة = أجد السؤال يفيد والتعليلا
فأسائل الطلاب عن مضمونه = وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوته = (يردُّ الفرات زئيره والنيلا)
أستاذ أستاذي ويرفع إصبعا = ويقيم أخرى ترفض التنزيلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحة = هيا بنيَّ أجب أراك نبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر = هب لي إلى الحمام منك سبيلا
وأكاد أصعق منه إلا أنني = أجد التصبر نافعا وجميلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني = يشكو زميلا مؤذيا وكسولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا = فيفوق (هوميروس) أو (فيرجيلا)
أو قد يقول مباهيا ومفاخرا = إني رأيتك تحمل الزنبيلا
أو قد رأيتك قائما أو قاعدا = أو في الحديقة جالسا مفتولا
حتى كأني قد فعلت جريمة = أو قد قتلت من الأنام قتيلا
أو صار من بين البرية واعظي = ومعلمي التحريم والتحليلا
وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي = وأزيل هما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة = أو بالهواء مطيبا وعليلا
وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا = أستاذ صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع الطلاب طابورا ولا = تدع النظام ولا تندّ قليلا
واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم= فطريقك المعتاد بات طويلا
واجعل نشاطك في الصحافة و الإذا = عة و الريادة بينا مقبولا
وإذا كتبت محضّرا في دفتري = أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي = ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء الوكيل وقال عدل يا فتى = اشطب وسجل غيره مقبولا
خصص ومثّل للنشاطات التي = أعطيتها واجعل لديك دليلا
قد صار في التحضير عندي عقدة = فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطعام وتارة = أهذي به إذ ما رأيت خليلا
حتى الجوار تعقدوا من هوله = والحي صار بعقدة مشمولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة = ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = إن المعلم لا يعيش طويلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 09:51 م]ـ
وكتب آخر
وأكون منشغلا بشرحي غارقا = بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحوار وتارة = أجد السؤال يفيد والتعليلا
فأسائل الطلاب عن مضمونه = وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوته = (يردُّ الفرات زئيره والنيلا)
أستاذ أستاذي ويرفع إصبعا = ويقيم أخرى ترفض التنزيلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحة = هيا بنيَّ أجب أراك نبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر = هب لي إلى الحمام منك سبيلا
وأكاد أصعق منه إلا أنني = أجد التصبر نافعا وجميلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني = يشكو زميلا مؤذيا وكسولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا = فيفوق (هوميروس) أو (فيرجيلا)
أو قد يقول مباهيا ومفاخرا = إني رأيتك تحمل الزنبيلا
أو قد رأيتك قائما أو قاعدا = أو في الحديقة جالسا مفتولا
حتى كأني قد فعلت جريمة = أو قد قتلت من الأنام قتيلا
أو صار من بين البرية واعظي = ومعلمي التحريم والتحليلا
وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي = وأزيل هما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة = أو بالهواء مطيبا وعليلا
وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا = أستاذ صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع الطلاب طابورا ولا = تدع النظام ولا تندّ قليلا
واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم= فطريقك المعتاد بات طويلا
واجعل نشاطك في الصحافة و الإذا = عة و الريادة بينا مقبولا
وإذا كتبت محضّرا في دفتري = أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي = ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء الوكيل وقال عدل يا فتى = اشطب وسجل غيره مقبولا
خصص ومثّل للنشاطات التي = أعطيتها واجعل لديك دليلا
قد صار في التحضير عندي عقدة = فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطعام وتارة = أهذي به إذ ما رأيت خليلا
حتى الجوار تعقدوا من هوله = والحي صار بعقدة مشمولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة = ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = إن المعلم لا يعيش طويلا
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، فعلا من أراد الانتحار فليكن في مجال التعليم
في وقت لم تعد للمدرس قيمة،فالجميع يتطاول عليه ويجعله موضوع نكته، كقولهم: (أبو طبشورة) وهلم جرا. فما عسى يفعل الأستاذ المسكين في عالم همشه؟؟
ـ[نزار جابر]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيرا ونعم الصدق يخرج منكم يا أساتذتنا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 10:01 م]ـ
جزاكما الله خيرا
وأشكر لكما مشاركتكما
دمتما سالمين(/)
قصيدة للشاعر / فارس عودة في رثاء الشيخ أحمد ياسين
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 02:45 ص]ـ
"ومضات الخالدين"
فَاضَتْ لفَقْدِكَ يَاأَبِي عَبَرَاتِي = وَتَبَعْثَرَتْ مِنْ غُصَّةٍ كَلِمَاتِي
مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ رَمَانَا بُعْدُكُمْ = ظُلُلاً مِنَ الأَحْزَانِ وَالظُّلُمَاتِِ
رَحَلَ الحَبِيبُ وَلَمْ نَزَلْ مِنْ بُعْدِِهِ = نَشْقَى بِحمْلِ الوَجْدِ وَالآهَاتِ
مَرَّتْ بِنَا ذِكْرَاكَ يَمْلأُهَا الأَسَى = وَالْكَوْنُ فِي سُحُبٍ مِنَ الزَّفَرَاتِ
قَدْ كُنْتَ فِينَا للمَكَارِمِ سَيِّداً = وَأَباً عَطُوفاً بَاسِمَ القَسَمَاتِ
يَاسِينُ يَارَمْزَ البُطُولَةِ وَالإِبَا = وَمُزَلْزِلَ الأَوْتَادِ بِالْعَجَلاتِ
يَامَنْ صَنَعْتَ مِنَ الحَمَاسِ صَوَاعِقاً = تََرْمِي جُنُودَ البَغْيِ بِالجَمَرَاتِ
وَمَلأْتَ أَرْضَ الأَنْبِيَاءِ ضَوَارِياً = تَحْمِي حِمَى الأَغْوَارِ وَالفَلَوَاتِ
يَمْضِي عَلَى دَرْبِ الفِدَاءِ شَهيدُهَا = يَوْمَ الكَرِيهَةِ ثَابِتَ الخُطُوَاتِ
دَمُكَ الزَّكِيُّ وَقَدْ تَضَوَّعَ نَشْرُهُ = فََوْقَ البِطَاحِ بِأََرْوَحِ النَّسَمَاتِ
وَغَرَسْتَ أَشْجَارَ الفِدَاءِ بِأَرْضِنَا = وَمَضَيْتَ تَجْنِي أَطْيَبَ الثَّمَرَاتِ
قَدْ كُنْتَ فِينَا وَالعَزِيزَ عَوَاصِماً = نَأْوِي لَهَا فِي أَحْلَكِ الأَزَمَاتِ
عَبْدَ العَزِيزِ أَرَاكَ تَمْرَحُ فِي الرُبَى = بَيْنَ الحِسَانِ مُوَرَّدَ الوَجَنَاتِ
كَمْ عِشْتَ فِينَا بِالْقَصِيدِ مُرَنِّماً = كَالطَّيْرِ تَشْدُو أَرْوَعَ النَّغَمَاتِ
كَمْ عِشْتَ تَهْتِفُ بِالْحَمَاسِ مُدَوِّياً = بِصَدىً يَهُزُّ مَضَاجِعَ الأَمْوَاتِ
أَبَتِي لِصَوْتِكَ فِي المَسَامِعِ هِزَّةٌ = وَعَلَى لِسَانِكَ عِزَّةُ الكَلِمَاتِ
وَعَلَى جَبِينِكَ مَسْحَةٌ عُمَرِيَّةٌ = وَبِمُقْلَتَيْكَ تَوَهُّجُ النَّظَرَاتِ
وَلِسَاعِدَيْكَ إِذَا هَتَفْتََ عَزِيمَةٌ = أَقْوَى مِنَ القَعْقَاعِِ فِي الغَزَوَاتِ
يَمَّمْتَ يَاأَبَتِي الجِنَانَ مُسَبِّحاً = وَدَمُ الشَّهَادَةِ أَعْظَمُ القُرُبَاتِِ
وَتَرَكْتَنَا نَجْتَرُّ آلامَ النَّوَى = وَمَرَارةَ الأَشْوَاقِ وَالحَسَرَاتِ
نَبْكِي عَلَى البَدْرِ المُنِيرِ وَقَدْ مَضَى = صَوْبَ الخُلُودِ مُنَسَّقَ الخُطُوَاتِ
وَالْكَوْنُ بَعْدَ رَحِيلِكُمْ فِي مَأْتَمٍ = وَالْقَلْبُ فِي حُلَكٍ مِنَ الظُّلُمَاتِِ
تَبْكِيكُمَا الأَرْضُ الوَقُورُ بِحَسْرةٍ = وَالْقُدسُ يَسْفَحُ بالأَسَى العَبَرَاتِ
وَفَمُ السَّمَاءِ تَبَسُّمٌ وَتَرَنُّمٌ = للخَالِدِينَ يُمَطِّرُ القُبُلاتِ
وَمَآذِنُ الأَقْصَى تَصِيحُ بأُمَّةٍ = تَلْقَى عَدُوَّ اللهِ بالبَسَمَاتِ
تَمْضِي إِلَى التَّطْبِيعِ مُسْرِعَةَ الخُطَى = وَإِلَى الجِهَادِ تَنُوءُ بالعَثَرَاتِ
تَبْنِي إِلَى المُحْتَلِّ جِسْرَ مَوَدَّةٍ = وَإِلَى الأُبَاةِ تُسَيِّرُ الحَمَلاتِ
وَتَنُوحُ حُوْلَ مَقَاعِدٍ وَمَقَابِرٍ = جُمِعَتْ بِهَا الأَحْيَاءُ بالأمْوَاتِ
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ صَبْراً إِنَّمَا = قَبْلَ الهَدِيرِ تَتَابُعُ القَطَرَاتِ
وَالنَّصْرُ إِنْ طَالَ الزَّمَانُ فَإِنَّهُ = قَسَماً بِمَنْ رَفَعَ السَّمَاءَ لآتِ
سَتَعُودُ رَايَاتُ الهُدَى خَفَّاقَةً = تُحْيِي قُلُوبَ النَّاسِ بِالخَفَقَاتِ
وَيَهُبُّ عِمْلاقُ الفِدَاءِ مُزَمْجِراً = لِيَدُوسَ مَا يَلْقَى مِنَ الحَشَرَاتِ
سَيَظَلُّ نَجْمُ الخَالِدَيْنِ مُشَعْشِعاً = يَجْلُو الظَّلامَ بِأَََسْطَعِ الوَمَضَاتِ
يَحْدُو إِلَى رَبَّ السَّمَاءِ مَسِيرَنَا = وَإِلَى الخُلُودِ يُرَسِّمُ الخُطَواتِ
وَعَلَى خُطَى القَسَّامِِ يَمْضِي رَكْبُنَا = وَمَعَ الرَّصَاصِ نُرَتِّلُ الصَّلَوَاتِ
فَعَلَى تِلالِ القُدْسِ ثَمَّ كَتَائِبٌ = تَلْقَى عَدُوَّ اللهِ بالصَّفَعَاتِ
وَسَوَاعِدُ الأَبْطَالِ جُنْدُ مُحَمَّدٍ = للمُعْتَدِينَ تُسَدِّدُ اللكَمَاتِ
حَتَّى تَعُودَ لَنَا الدِّيَارُ عَزِيزَةً = وَاللهُ عِزُّ الدَّارِ وَالحُرُمَاتِ
وَيَهُبُّ مِنْ تِلْكَ البِطَاحِ تَأَرُّجٌ = يُهْدِي النَّسَائِمَ أَعْذَبَ النَّفَحَاتِ
وَيُرَدِّدُ الأَقْصَى صَدَى أُنْشُودَةٍ = تَشْدُو بِحَرْفِ النَّصْرِ مِنْ كَلِمَاتِي
الشاعر / فارس عودة
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:56 م]ـ
:):):)
بارك الله فيك أخي رعد على هذا الاختياروبارك الله في الشاعر وافصح الله لسانه ورحم الله شهيد الأمة الاسلامية الشيخ أحمد ياسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته وحشره في زمرة الانبياء والشهداء والصالحين وجمعنا به جميعاً يوم القيامة في جناته جنة النعيم إن شاء الله.
مشكووووووووور أخي رعد وبارك الله فيك.
.................
مع تحيات أبو احمد الظفاري
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:58 م]ـ
باركك المولى وأنالك ما طمحت له إنشاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 09:06 ص]ـ
بوركت أخ رعد على اختيارك رحم الله شهداء الأمة الإسلامية وجعل خاتمتنا بالشهادة
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 06:13 ص]ـ
بوركت أخ رعد على اختيارك رحم الله شهداء الأمة الإسلامية وجعل خاتمتنا بالشهادة
وبوركت أختي الباحثة عن الحقيقة ..
وشكرا على المرور العطر والتعقيب العذب وختم الله لنا ولك بالشهادة.(/)
مختارات من روائع الأدب
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وبعد:
كثيرا ما يضع الأخوة الأعضاء مختارات أدبية من عيون المختارات (من أدب ساخر، حكم، مواعظ، نوادر، سؤدد، آداب الحديث ... )، لكنها قلما تجد لها غرفة تجمعها أو بابا يضمها، ويلم شتاتها، ويجمع شملها، لذلك أرى أن تثبت هذه الصفحة كباب نوضع به مختارات الأعضاء من روائع الأدب ..
هذه الفكرة كانت تجول في خاطري إلى أن أتى الأخ محمد سعد جزاه الله خيرا فأثارها، وتعهد - وهو صاحب الاختيارات الأدبية الرائعة- أن يشرف على هذه الصفحة، ويقوم بتصنيف المختارات.
سأضع هنا بعض الروابط التي تدعم الموضوع ..
وهيا لنبدأ على بركة المولى ..
تأملات خاصة في شوارد الأبيات ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?4930- تأملات-خاصة-في-شوارد-الأبيات)
شلشلة الأعشى، وسلسلة مسلم، وقلقلة المتنبي، وبلبلة الثعالبي ـ أبو سهيل ـ منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31206)
من روائع الغزل - أبو همام - منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27602)
مختارات أدبية - رائد عبد اللطيف - منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14075)
أجمل ما قيل- رائد عبد اللطيف - منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13023)
نوادر وطرائف العربية- سعد- منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26046)
أجمل ماقيل في الرثاء- الدجران- منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=12118)
مصطلحات أدبية - أم هشام - منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31173&highlight=%E3%D5%D8%E1%CD%C7%CA)
منهجية دراسة وإتقان علم وفن الأدب - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=50273)
أمثال عربية - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=29694)
الأمثال العربية الفصحى , والحكمة منها , والرواية التي أطلقتها. - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31364)
من ضرب المثل به!! - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=35960)
من الحب ما قتل - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30091)
وهناك الكثير من المشاركات في منتدى الأدب العربي ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 10:52 م]ـ
محبوكات صفي الدين الحلي- رعد أزرق- منتدى الأدب العربي. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=29565)
محبوكات علي الحصري القيرواني. - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=35391)
محبوكات علي الحصري القيرواني. - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=35418)
محبوكات بن رزيق. - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=35863)
محبوكات ابن دريد الأزدي - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=54256)
...
روائع الأشعار في مدح سيد الأخيار- صاحبة القلم- منتدى الأدب العربي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30909&highlight=%E3%CF%CD+%C7%E1%E4%C8%ED)
من رثي نفسه , ووصف قبره وما يكتب على القبر - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36053)
ظلم الأدباء للشواعر من النساء: دعوة للإنصاف - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=40873)
أحاجي شعرية - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36401)
شارك بتغيير البيت - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38806)
كلمات مبعثرة - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18877)
طبقات الأنساب الجاهلية - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=28833)
صورةٌ وتعليق - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36324)
الدكتور منذر عمران الزاوي - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=41048)
مـ في ورطة ــــــــــــــــلازم أول - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=40273&highlight=%E3%E1%C7%D2%E3+%C3%E6%E1+%C3%C8%C7+%CF%CC%C7%E4%C9)(/)
ما أجمل هذا الوصف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:30 م]ـ
في سهرة أدبية رائقة جمعتني وأخي الأديب رائد عبد اللطيف، انتهت بهذه الأبيات التي قالها أخي رائد، وهي من جمال الوصف، فلك أن تتخيل قول ابن معتوق:
لما رأت روض البنفسج قد ذوى =من ليلنا وزها رياض العصفر
فزعت فضرست العقيق بلؤلؤ=سكنت فرائده غدير السكر
فتنعدت جزعا فأثر كفها =في صدرها، فنظرت مالم أنظر
أقلام مرجان كتبن بعنبر =في صفحة البلور خمسة أسطر
ـ[بثينة]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 12:29 ص]ـ
نعم صدقت هو جميل جدا.
و ما أجمل الأخوة في الله أيضا.
أدامكما الرحمان و جمعكما في جنانه الفسيحة.
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 12:57 ص]ـ
:):):)
مشكورجداً أخي محمد سعد على هذة الابيات الجميلة والرائعة فعلاً وصف رائع وحس شفاف وسلاسةفي اللفظ ورقة في المعنى بارك الله فيك أخي محمد.
..............
مع تحيات أبو أحمد الظفاري(/)
فلسفة الحياة عند الشعراء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 12:28 ص]ـ
إليا أبي ماضي
نزع إليا في شعره إلى التأمل، ودعا إلى التفاؤل، لكنّه كان ينطوي على تشاؤم فكري عميق، من أشهر قصائده الطوال: الأسطورة الأزلية، والطلاسم، والطين. وفلسفة الحياة، وهذا هو النص:
أيها ذا الشاكي وما بك داء =كيف تغدو اذا غدوت عليلا
ان شر الجناة في الارض نفس =تتوخى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى =ان ترى فوقها الندى اكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل =من يظن الحياة عبئاً ثقيلاً
والذي نفسه بغير جمال =لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مراً =ويظن اللذات فيها فضولا
أحكم الناس في الحياة أناس =عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه =لا تخف أن يزول ... حتى تزولا
واذا ما أظل رأسك همٌ =قصر البحث فيه ... كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الروابي =فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها =تخذت فيه مسرحا ومقيلا!
تتغنى .. والصقر قد ملك الج =و عليها - والصائدون - السبيلا
تتغنى ... وقد رأت بعضها يؤ =خذ حياً والبعض يقضي قتيلا
تتغنى ... وعمرها بعض عام =أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو =سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طوراً على الثرى واقعات =تلقط الحب أو تجر الذيولا
كلما أمسك الغصون سكون =صفقت للغصون حتى تميلا
فاذا ذهب الأصيل الروابي =وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فاطلب اللهو مثلما تطلب الأط =يار عند الهجير ظلاً ظليلا
وتعلم حب الطبيعة منها =واترك القال للورى والقيلا
فالذي يبتغي العواذل يلقى =كل حين في كل شخص عذولا
كن هزاراً في عشه يتغنى =ومع الكبل لا يبال يالكبولا
لا غراباً يطارد الدود في الأر =ض وبوماً في الليل يبكي الطلولا
كن غديراً يسير في الأرض رقرا =قاً فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى =كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاء يقذر الماء حتى =تستحيل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأز =هار شماً وتارة تقبيلا
لا سموماً من السوافي اللواتي =تملأ الأرض في الظلام عويلا
ومع الليل كوكبا يؤنس الغا =بات والنهر والربى والسهولا
لا دجى يكره العوالم والنا =س فيلقي على الجميع سدولا
أيها ذا الشاكي وما بك داء =كن جميلا تر الوجود جميلا
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:38 ص]ـ
بارك الله فيك اخي محمد سعد ومشكور جداً على كل ما اتحفتنا بة من هذة المواضيع الجميلة جزاك الله خير اخي محمد وادامك ونفعنا بك وبالساتذتنا الاجلاء الموجودين معنا في هذا المنتى الطيب وكل القائمين علية.
...................
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[نزار جابر]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 09:44 م]ـ
بارك الله بك على عطائك يا فيلسوف الحياة بوركت(/)
القصيدة النونية للإمام ابن قيم الجوزية.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:43 ص]ـ
لقد استوقفتني هذه القصيدة , فقد تذكرت أن أحد الفصحاء الذي لا أتذكر إسمه , أنه طلبها كاملة قبل فترة , ولم يدله أحد عليها ,وها أنا قد وجدتها كاملة.
القصيدة النونية
الكافية الشافية
في الانتصار للفرقة الناجية
للامام ابن قيّم الجوزية
25 شعبان 1423 هجرية
على هذا الرابط.
http://www.almaktba.com/index.php?cid=92(/)
حاشية الكلام
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:00 م]ـ
حاشية الكلام
رعد رحمة السيفي
في مكانٍ ما ..
أُخبئُ في حاشية الكلام
أسراراً ..
لن يقرأها أحدٌ!
لأنَّ أصدقائي ..
الذين ينامون في تفاصيله
ذهبوا .. في نزهة الحربِ ..
ولن يعودوا!
هناكَ ..
في حدائق قاحلة،
سأتلو نشيدهم
ثُمَّ أُطلقَ لأحلامي
أنْ تتسلق جدار الذكريات
علّهَا .. تطلُّ من شرفةِ الظلام
على أسرّة الشموسْ.
حيثُ يمكثُ أصدقائي ..
تحت سماءٍ تئنُ ..
كنتُ دائماً ..
أحلُمُ بهم
وهُمْ يأتلقونَ قرب سياح الأبديّة،
حيثُ ولائم الندى ..
فوقَ ملكوت العشب.
أولئك الذين
أثثوا الظهيرةَ بالشموس؛
أسرجوا للنهاراتِ .. نُصُباً ..
منيرةً ..
أصدقائي!!
. . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . .
أصدقائي الذين هناك ..
حيثُ لا إشارةَ للعبورِ
إلى أرضهم!
أسمعهم .. يروون لي ..
عن لُهاثِ الجنادبِ
تحتَ أرديتهم المبلّلة بالحمّى!
ونهارهم المكلّلِ بالرمال ..
صباحاتهم ساكنة ..
ومواقدهم .. مطفأة ..
وقهوتهم .. باردة!
تأكُلُ أيامهم ..
أجنحةُ اللهاث ..
ويزنّرُ النحلُ قاماتِهم
في ممالك النسيانْ،
حيثُ تنهبُ الريحُ
ملامحهم ..
وتأكُلُ الثنايا ..
أسرارهم الكامنة في الثغور ..
ليندثرَ كُلّ ما بيننا
من عشبِ الكلام
.................
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 12:54 م]ـ
قرات هذة القصيدة فأعجبتني كثيراً فاردت ان أشارككم فيها فما رائيكم فيها بارك الله فيكم.
وهذة القصيدة لشاعر عراقي دكتور متخصص في الادب الحديث ..
..................
مع تحيات أبو أحمد الظفاري(/)
الارض
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:11 م]ـ
=
الأرض =
شعر: وليد مشوح
يا أمناْ يا طيبةْ
يا جنةً محببةْ
نهديكِ كلَّ جهدناْ
وفيكِ ينموْ كدناْ
يا أرضناْ يا طيبةْ
يا جنةً محببهْ
** ** **
نسقيكِ منْ ماءِ الفراتْ
فأنت تعنين الحياةْ
أبناؤكِ الشمُّ الأباةْ
قدْ ورّثوناْ التجربة
يا أرضناْ يا طيبةْ
يا جنةً محببهْ
....................
مع تحيات أبو أحمد الظفاري
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:06 م]ـ
هذة القصيدة للشاعر الدكتور وليد مشوح دكتور متخصص في أدب الطفل وهي ذات الفاظ سهلة تحمل معاني كبير تجاة الوطن تربي الأطفال على حب الوطن.
فاحببت المشاركة فيه.
.............
مع تحيات أبوأحمد الظفاري(/)
المحسنات البديعية
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 02:09 م]ـ
لقد لاحظت أن كثيرا من الفصحاء خصوصا الطلاب , بتكرار طلبهم لشرح المحسنات البديعية في قصيدة ما يقومون بعرضها , وقد استوقفتني هذه الطلبات الملحة , فقمت بإعداد هذا الموضوع , أرجو أن ينال إعجاب الجميع ويكون كاف لتلبية رغباتهم , ولكي يستطيعون البحث بانفسهم عن طلباتهم.
وبارك الله فيكم جميعا.
المحسنات البديعية
هي من الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه، وللتأثير في النفس، وهذه المحسنات تكون رائعة إذا كانت قليلة و مؤدية المعنى الذي يقصده الأديب، أما إذا جاءت كثيرة ومتكلفة فقدت جمالها و تأثيرها و أصبحت دليل ضعف الأسلوب، وعجز الأديب.
نذكر أن:
المحسنات تسمى أيضاً " الزينة اللفظية - الزخرف البديعي - اللون البديعي - التحسين اللفظي ".
1 - الطباق:
هو الجمع بين الكلمة وضدها في الكلام الواحد.
وهو نوعان:
أ - طباق إيجابي: إذا اجتمع في الكلام المعنى وعكسه.
مثل:
* - (لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
* - (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 26 - 27).
ب - طباق سلبي: هو أن يجمع بين فعلين أحدهما مثبت، والآخر منفي، أو أحدهما أمر و الأخر نهي.
مثل:
*- (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: من الآية9).
* - (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن) (المائدة: من الآية44).
2 - المقابلة: هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة، ثم يؤتى بما يقابل ذلك الترتيب.
مثل:
* - (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث) (الأعراف: من الآية157).
* - (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل من5: 10).
* - (اللهم أعطِ منفقا خلفا و أعطِ ممسكا تلفا).
الأثر الفني للتضاد والمقابلة:
يعملان على إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه و إثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده.
3 - الجناس **
تعريفه - اتفاق أو تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى، وهو نوعان:
أ - جناس تام (موجب):
و هو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمور:
نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها
مثل:
* - (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة) (الروم: من الآية55)
* - (صليت المغرب في أحد مساجد المغرب)
* - (يقيني بالله يقيني)
* - (أَرْضِهم مادمت في أَرْضِهم)
ب - جناس ناقص (غير تام):
و هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة السابقة: نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها.
مثل:
* - الاختلاف في نوع الحروف: مثل قول أبي فراس الحمداني:
من بحر شعرك أغترف .. وبفضل علمك أعترف
* - الاختلاف في عدد الحروف:
فيا راكب الوجناء (الناقة الشديدة) هل أنت عالم .. فداؤك نفسي كيف تلك المعالم
* - الاختلاف في الترتيب: مثل قول أبي تمام: بيض الصفائح (السيوف) لا سود الصحائف (م صحيفة).
*- الاختلاف في الضبط: كقول خليل مطران:
يا لها من عَبْرَة للمستهام (الهائم) وعِبْرَة للرائي
... سر جمال الجناس ...
أنه يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن. كما يؤدِّى إلى حركة ذهنية تثير الانتباه عن طريق الاختلاف في المعنى، ويزداد الجناس جمالاً إذا كان نابعاً من طبيعة المعاني التي يعبر عنها الأديب ولم يكنْ متكلَّفاً وإلا كان زينة شكلية لا قيمة لها
... الخلاصة في سر جماله ...
أنه يعطى جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ويُثير الذهن لما ينطوي عليه من مفاجأة تقوى المعنى.
4 - السجع:
... هو توافق الفاصلتينِ في فِقْرتين أو أكثر في الحرف الأخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
*** أو هو توافق أواخر فواصل الجمل [الكلمة الأخيرة في الفقرة]، ويكون في النثر فقط
مثل:
*- (الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع).
* - (المعالي عروس مهرها بذل النفوس).
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي (أي إثمي)، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ... ].
من السجع ما يسمى " الترصيع "، وهو أن تتضمن القرينة الواحدة سجعتين أو سجعات
** كقول الحريري: " فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه "
سر جمال السجع:
يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن إذا جاء غير متكلف.
... يجدر الذكر ...
*- أن الشعر يحْسُنُ بجمال قوافيه، كذلك النثر يَحْسُنُ بتماثل الحروف الأخيرة من الفواصل.
*- أجمل أنواع السجع ما تساوت فقراته مثل:
*- (الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب) اللجاج: التمادي في الخُصومة
*- إذا لم يكن هناك سجع بين الجمل يسمى الأسلوب مترسلاً.
5 - التورية:
هي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر بعيد خفي وهو المقصود و المطلوب، وتأتي التورية في الشعر و النثر.
مثل:
* - قول الشبراوي: فقد ردت الأمواج سائله نهراً.
[سائله]: لها معنيان الأول قريب وهو " سيولة الماء "، ليس المراد.
الثاني بعيد و هو " سائل العطاء " و هو المراد.
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو " نهر النيل "، ليس المراد.
الثاني بعيد و هو " الزجر والكف " و هو المراد.
* - أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى
[تعالى]: لها معنيان الأول قريب وهو " تعاظم وعلا "، ليس المراد.
الثاني بعيد و هو " طلب الحضور " و هو المراد.
* - قال حافظ مداعبا شوقي
يقولون إن الشوق نار ولوعة .. فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
(شوقى) شدة الشوق (شوقى) اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
* - فرد عليه شوقي قائلا:
وحملت إنسانا وكلبا أمانة .. فضيعها الإنسان والكلب حافظ.
(حافظ) صانها (حافظ) اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
* - النهر يشبه مبردا فلأجل ذا يجلوا الصدى
(الصدى) الصدأ (الصدى) العطش
غير مقصود وهو المقصود
... سر جمال التورية ****
تعمل على جذب الانتباه و إيقاظ الشعور و إثارة الذهن ونقل إحساس الأديب.
6 - الازدواج: هو اتفاق الجمل المتتالية في الطول والتركيب و الوزن الموسيقي بشرط ألا يوجد اتفاق في الحرف الأخير، ويأتي في النثر فقط.
مثل:
*- " حبب الله إليك الثبات، و زيّن في عينيك الإنصاف، و أذاقك حلاوة التقوى "
* - " لا يترفع عند بني أو زاهد، ولا ينحط عن دني أو خامل ".
... قيمته الفنية ...
مصدر للموسيقى الهادئة التي تطرب الأذن.
7 - مراعاة النظير:
هو الجمع بين الشيء وما يناسبه في المعنى بشرط ألا يكونا ضدين.
مثل:
* - سناء تقرأ ورانيا تكتب.
* - كقوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)
* - أكلنا و شربنا.
... قيمته الفنية ...
تقوية المعنى، وتأكيده و نقل إحساس الأديب
8 - التصريع:
هو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في البيت الأول.
مثال:
* - سكت فغر أعدائي السكوتُ وظنوني لأهلي قد نسيتُ
... سر جماله ...
يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن.
9 - حسن التقسيم: هو تقسيم البيت إلى جمل متساوية في الطول والإيقاع، ويأتي في الشعر فقط.
مثال:
* - الوصل صافية، والعيش ناغية والسعد حاشية والدهر ماشينا.
* - متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي.
... سر جماله ...
يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن.
10 - الالتفات:
هو الانتقال من ضمير إلى ضمير كأن ينتقل من ضمير الغائب إلى المخاطب أو المتكلم و المقصود واحد.
* - كقوله تعالى:
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (الكهف47:48).
فقد تكلم الله عن المشركين بضمير الغائب في قوله: (وحشرناهم) ثم بضمير المخاطب في قوله: (جئتمونا). وتكلّم جلّ وعلا عن نفسه فقال: (وحشرناهم) بضمير المتكلم ثم قال: (وعرضوا على ربّك).
* - يقول البارودي: أنا المرء لا يثنيه عن طلب العلا نعيم ولا تعدو عليه المقافر
فقد انتقل الشاعر من ضمير المتكلم [أنا] إلى ضمير الغائب في [يثنيه]
... سر جمال الالتفات ...
إثارة الذهن وجذب الانتباه ودفع الملل.
ـ[علوم]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 12:20 م]ـ
مشكور على هذا الشرح الوافي
تسلم يمينك
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 04:33 م]ـ
موضوع مهم وشرح مبسط ووافي بوركت أخ رعد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 06:02 ص]ـ
موضوع مهم وشرح مبسط ووافي بوركت أخ رعد
تشكري أختي الباحثة عن الحقيقة على مرورك العطر وباركك المولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 07:20 ص]ـ
جزيت خيرا أخي رعد حقيقة إنه شرح مبسط يستفيد منه طلابنا إن شاء الله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:53 م]ـ
مشكور على هذا الشرح الوافي
تسلم يمينك
وسلمت أختي "علوم ".
هذا أقل ما يجب ... آسف على السهو وتأخر الرد.
شكرا لمرورك العطر وباركك المولى.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:55 م]ـ
جزيت خيرا أخي رعد حقيقة إنه شرح مبسط يستفيد منه طلابنا إن شاء الله
أشكرك أخي "هاني " على المرور العطر والتعقيب اللطيف.
وبارك الله فيك.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 09:25 م]ـ
أخي الكريم رعد ... دمت موفقا
جهد واضح .. يستحق التقدير
لا شلت يمينك يا رعد:)
ودمت موفقا
السلام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 12:58 م]ـ
أخي الكريم رعد ... دمت موفقا
جهد واضح .. يستحق التقدير
لا شلت يمينك يا رعد:)
ودمت موفقا
السلام
مرور كريم عطر وإطراء لا أستحقه.
ودمت أخ عزيز كريم ...
بارك الله فيكم.
ـ[أريج الورد]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 03:03 ص]ـ
أخي العزيز أنا زائرة قليلة الورود على هذا الموقع ولكن أعجني أنك تعمل من أجل الأخرين بوركت جهودك
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 03:33 ص]ـ
بداية؛ شكراً جزيلاً للأخت (أريج الورد) التي نبشَت الموضوعَ الرّائع والنافِع.
ولا غرابة في ثنائكِ على الأستاذ القدير (عِز الدين القسّام) وهذا ديدنُه في نشر كُل ما هو مُفيدٌ ونافِع.
وأسئلتي للأستاذ عز الدين:
قالَ شاعِر:
سَل ما لِسَلمى بِنارِ الشوْقِ تكويني ... وحُبُّها في القلْبِ مِنْ يومِ تكويني
ما نوع الجناس هنا؟
وكذلك في:
كتبْتُ بِدمع عيْني صَفحَ خَدّي ... وقد منعَ الكَرى هجْرُ الخليلِ
ورابَ الحاضِرينَ فقُلْتُ هذا ... كِتابُ العَيْنِ يُنسَبُ لِلخليلِ
وهل الأبيات التاليَة تُعتبَر جِناساً أم طِباقاً؟ وما نوعُها:
رأيْتُ الناسَ قد مالُوا ... إلى مَن عِندَهُ مالُ
ومَن لاعِندهُ مالوا ... فعَنْهُ الناسُ قد مالوا
رأيْتُ الناسَ قد ذهَبُوا ... إلى مَن عِندَهُ ذهَبُ
ومَن لاعِندَهُ ذهَبُ ... فعَنْهُ الناسُ قد ذهَبُوا
رأيْتُ الناسَ مُنفَضّه ... إلى مَن عِندَهُ فِضّه
ومَن لاعِندَهُ فِضّه ... فعَنْهُ الناسُ مُنفَضّه
وماذا عن:
ملِكتُم مُهجَتي بيْعاً ومقدِرَةً ... فأنتُمُ اليومَ أغلالي وأغلى لي
علَوْتُ فخراً ولكِنّي ضُنيتُ ... هواً .. فحُبُّكُم هُوَ أعلى لي وأعلالي
أوصَى لِيَ البيْنُ أنْ أشقى بِحُبِّكُمُ ... فقطَّعَ البيْنُ أوصالي وأوصى لي
وأيضاً:
طرقْتُ البابَ حتّى كلَّ متني ... ولمّا كلّ متني كلّمتْني
فقُلتُ أيا أسماعِيلَ صبرِاً ... فقالت أيا اسماعيلَ صبري
وأخيراً وليسَ آخِراً:
عندما هجا المُتنبّي كافوراً (محمود العبد) قائلاً:
ما كُنتُ أحسَبُني أحيا إلى زمَنٍ ... يُسئُ فيهِ كلْبٌ وهوَ محمودُ!!
أطلتُ عليك، وما اضطِراري للإطالة إلاّ كي أستفيد ويستفيد الأخوَة القرّاء
بارَك اللهُ بك
ـ[الأسد]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 04:08 م]ـ
جميل جدا ما تقدمه
أظن لو تنقل هذه الصفحة لركن البلاغة لكان ذلك أحسن.
ـ[د. أنوار السوداني]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 02:54 م]ـ
موضوع المحسنات البديعية جميل جدا،وأكثر ما يشدني التكرارات والجناسات التي يستعملها الشعراء في نصوصهم الشعرية،وروعة توظيفها، جهد واضح منك سيدي الكريم، بارك الله فيك، ووفقك لكل خير، وكان بإمكاني الإجابة عما سأل عنه الأخ (طالب علم)،فما جاء به جميل وسهل، ولكني لا أستطيع تجاوز صاحب الموضوع.
دمت موفقاً.
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 02:05 ص]ـ
وصاحِبُ الموضوعِ تأخر عن الردّ:)
ونتمنى أن يكونَ بخيرٍ وعافِيَة
وأنا سألتُ وإذا تأخّرَ المسؤولُ يحقّ لأستاذٍ مُعنى بالإجابة أن يرُد، ولا أظن أنّ الأستاذ القسّام يغضَب مِن ذلك.
تفضّلي بالإجابة دكتورة
ـ[د. أنوار السوداني]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 04:50 م]ـ
[ quote= طالب عِلم
[وأسئلتي للأستاذ عز الدين:
قالَ شاعِر:
سَل ما لِسَلمى بِنارِ الشوْقِ تكويني ... وحُبُّها في القلْبِ مِنْ يومِ تكويني
ما نوع الجناس هنا؟
الجناس تام بين (تكويني) أحرقتني النار من شدة الوجد والشوق، و (تكويني) بداية خلقي أو نشأتي.
وكذلك في:
(يُتْبَعُ)
(/)
كتبْتُ بِدمع عيْني صَفحَ خَدّي ... وقد منعَ الكَرى هجْرُ الخليلِ
ورابَ الحاضِرينَ فقُلْتُ هذا ... كِتابُ العَيْنِ يُنسَبُ لِلخليلِ
الجناس تام بين كلِمَتي (الخليلُ)، فالأولى تعني الحبيب، والثانية: يُقصَدُ الخليل بن أحمد الفراهيدي،واضع علم العروض، وصاحب كتاب العين.
وهل الأبيات التاليَة تُعد جِناساً أم طِباقاً؟ وما نوعُها:
رأيْتُ الناسَ قد مالُوا ... إلى مَن عِندَهُ مالُ
ومَن لا عِندهُ مالوا ... فعَنْهُ الناسُ قد مالوا
رأيْتُ الناسَ قد ذهَبُوا ... إلى مَن عِندَهُ ذهَبُ
ومَن لا عِندَهُ ذهَبُ ... فعَنْهُ الناسُ قد ذهَبُوا
رأيْتُ الناسَ مُنفَضّه ... إلى مَن عِندَهُ فِضّه
ومَن لا عِندَهُ فِضّه ... فعَنْهُ الناسُ مُنفَضّه
هنا مجموعة جناسات ناقصة؛ لاختلاف الكلمات بالحروف من دون النطق، أو قد يسمى الجناس المتشابه إذا تركب من كلمتين فأكثر مع تشابه الخط.
مالوا الأولى =من الميل.
مالوا الثانية = من الأموال والمراد أصحاب المال.
ذهبوا =من الذهاب.
ذهب الثانية= المعدن النفيس المعروف.
وكذلك منفضه وفضة.
الأولى=منصرفة عنه، أو ذاهبة، والثانية من الفضة المعدن النفيس.
وماذا عن:
ملِكتُم مُهجَتي بيْعاً ومقدِرَةً ... فأنتُمُ اليومَ أغلالي وأغلى لي
الجناس هنا، والأبيات التي بعدها، يسمى المفروق: وهو ما تركب من كلمتين فأكثر مع اختلاف خطي.
أغلالي: الغلال، أي القيد، إذ يشبه الشاعر من ملك عليه فؤاده بالقيود التي قيدته، وأغلى لي: ضد الرخص.
علَوْتُ فخراً ولكِنّي ضُنيتُ ... هواً .. فحُبُّكُم هُوَ أعلى لي وأعلالي
أعلى لي: من العلو والسمو، وإعلالي: سقامي، وأمراضي.
أوصَى لِيَ البيْنُ أنْ أشقى بِحُبِّكُمُ ... فقطَّعَ البيْنُ أوصالي وأوصى لي
أوصالي: مفاصلي، أوصى لي: من الوصية.
وأيضاً:
طرقْتُ البابَ حتّى كلَّ متني ... ولمّا كلّ متني كلّمتْني
فقُلتُ أيا أسماعِيلَ صبرِاً ... فقالت أيا اسما عيلَ صبري
الجناس مفروق، كلَّ متني: تعبت يدي.
كلمتني: حادثتني.
أسما: أسماء (اسمها).
عيل صبري: نفد صبري من الانتظار.
اسماعيل صبري: اسم شاعر مصري، وفي الوقت نفسه تقول له: صبرا حتى أفتح الباب.
وأخيراً وليسَ آخِراً
عندما هجا المُتنبّي كافوراً (محمود العبد) قائلاً:
ما كُنتُ أحسَبُني أحيا إلى زمَنٍ ... يُسئُ فيهِ كلْبٌ وهوَ محمودُ
في البيت تورية، فالمتلقي عند سماعه للبيت، وللفظة محمود، يعتقد أن الشاعر يصف كافورا أنه محمود السلوك، ولكنه أراد شتمه وسبه،فنعته بالكلب ــ أجلَّ الله السامعين، والقارئين ــ ودائما ما يستعمل المتنبي هذا الأسلوب مع أسلوب الذم بما يشبه المدح، أو العكس.
أخي الفاضل طالب العلم، أجبتك اختصارا،بعد إذن السيد صاحب الموضوع، أتمنى على الله أن يعود سالماً، ولا يطيل غيبته، وعسى أن أكون قد أوصلت المعلومةالصحيحة.
تحياتي.
/ quote]
ـ[الباز]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 08:34 م]ـ
ألف شكر أخي عز الدين
موضوع قيم
والشكر موصول لكل من أثرى الموضوع
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 11:23 م]ـ
باركَ اللهُ بكِ دكتورتنا الفاضِلة على ما أوضحتِ لنا.
ماشاء الله عليكِ .. أتيتِ بالهَيلِ والهيلُبان!!
حضرتُكِ فسّرتني كُلّ مُفرَدة، وبيّنتِ نوع الجناس والتوريَة في كثيرٍ مِن الأبيات.
اقتباس للدكتورة:
ملِكتُم مُهجَتي بيْعاً ومقدِرَةً ... فأنتُمُ اليوم أغلالي وأغلى لي
الجناس هنا، والأبيات التي بعدها، يسمى المفروق: وهو ما تركب من كلمتين فأكثر مع اختلاف خطي.
انتهى الإقتباس
دكتورة .. هذا بالنِسبة لـ (أغلى لي) .. فهل " المفروق " ينسحِب أيضاً في مسألة:
(اسماعيل) و (أوصى لي) و (أعلا لي)
؟؟
كما شكَرناكِ في البداية؛ نشكركِ مقدّما للإجابة
ـ[د. أنوار السوداني]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:50 ص]ـ
سلمك الله أخي،وحفظك، ورعاك، كلنا طلاب علم في ظل مدرسة الحياة، أنا لست مختصة بعلوم البلاغة، ولكني أقرأ فيها، وأرجو أن تكون إجاباتي القاصرة قد جاءت بفائدة لك،ولكل طالب علم.
أخي الكريم: بالنسبة لقول الشاعر (اسماعيلُ، وأسما عِيلَ)، و (أوصالي، وأوصى لي)، و (اعلالي،وأعلا لي)،فجميعها تدخل في الجناس المفروق.
دمتم للغة القرآن والعربية.
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 03:48 ص]ـ
الأستاذة الدكتورة:
أنوار
باركَ اللهُ لكِ وباركَ بكِ وبارَكَ مِنكِ وبارَكَ عليكِ
على التوضيحِ والشرحِ البيِّن
وجعلَ اللهُ مِن تحتِكِ نوراً ومِن فوقِكِ نوراً وعن يمينِكِ نوراً وعن شِمالِكِ نوراً ومِن أمامِكِ نوراً ومِن خلفِكِ نوراً
وجعَلَ عِلمَكِ على أمثالي نوراً على نورٍ
بإنتظار ما سوف نقرأهُ لكِ في القريبِ العاجل(/)
آذان الله
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 10:12 م]ـ
أذان الله
في هذه اللوحة العذبة يقتنص محمود حسن إسماعيل لحظة انطلاق داعي السماء بأذان الله، ساعتها ترفرف على البشرية أنداء الطمأنينة والسكينة والحق وأنوار الإسلام، فهو لحن يهدي القلوب والعقول وهو الرحيق المصفى من قبسات الحقيقة الإلهية.
يا أذان الحق يا صوت السماء
طف على الدنيا ورفرف بالنداء
واملأ الأرواح من نور الرجاء
أنت لحن عاطر يهدي قلوب الحائرينا
ورحيق طاهر يروي يقين المؤمنينا
فانشر الرحمة في كل صباح ومساء
واسكب التوحيد واصعد بين أجواز الفضاء
سبحت باسمك يا رب شفاه وقلوب
والسموات العلا والأرض والكون الرحيب
وجرت بالحمد والإيمان أنفاس الهواء
قانتات عابدات ضارعات للسماء
ربنا افتح قلبنا للحق أنت المستجيب(/)
تحليل للمقامة البغدادية للهمذانى والحريري؟؟
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 10:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد مساعدتكم اخوانى في تحليل هاتين المقامتين ........................... فهل من مساعد؟
بوركتم
والسلام
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 08:19 م]ـ
بوركت ذكرتنا بقطعة رائعة من النثر العربي إذا لم يكن هذا مخالفا لسنن المنتدى التي تمنع حل الواجب المدرسي أو الجامعي فنحن ندلك إن شاء الله تعالى على أبواب تحليل المقامة البغدادية لبديع الزمان.(/)
تاريخ ومنبت الشعر الجاهلي.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 11:25 م]ـ
الشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم، وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإن العرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمة. يقول ابن سلام: "وكان الشعر في الجَاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصيرون" ,فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الأبنية. ومع اهتمام العرب العظيم بالشعر إلا أننا لم نقف على محاولاتهم الأولى، وإنما وجدنا شعراً مكتمل النمو مستقيم الوزن تام الأركان.
لقد اجتهد عدد من الباحثين فحاولوا تعليل نشأة الشعر العربي، فمنهم من قال إن شعراء العرب عندما سمعوا وقع أخفاف الإِبل على الأرض قلدوها فأنشأوا الأوزان الشعرية وقد ساعدهم في ذلك الحُدَاء وهو سَوْقُ الإبل والغِنَاءُ لها. ومنهم من قال إن أصل الأوزان الشعرية السجع الذي تطور إلى بحر الرجز، ثم نشأت البحور الشعرية الأخرى. ومنهم من قال إن أصل الأوزان يرجع إلى الغناء فالعربي في صحرائه يحتاج إلى الترانيم والغناء فيأخذ مقاطع من الكلام يغني بها فتطور ذلك حتى أصبح شعراً موزوناً مقفى.
والشعر العربي قديم ولكن الذي وصل إلينا هو ما قيل في العصر الجاهلي، ومما يدل على قِدَم الشعر قول امرىء القيس:
عُوجَا على الطّلَلِ المُحيلِ لَعَلَّنَا= نَبْكِي الدِّيَارَ كَمَا بَكَى ابنُ حِذَامِ
وقول عنترة:
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ من مُتَرَدَّمِ =أم هلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّم
فبكاء الديار في زمن امرىء القيس ليس جديداً فقد بكاها شعراء قبله منهم ابن حذام الذي لم يصل إلينا من شعره شيء، وأما عنترة فيقول لقد سبقنا الشعراء إلى المعاني فإذا قلنا شعراً فإنما نكرر معاني القدماء. وقد قال ابن سلام: "ولا نجد لأولية العرب المعروفين شعراً، ويرى ابن سلام أن أول ما وصل إلينا من الشعر قول العنبر بن عمرو بن تميم:
قَدْ رَابَني من دَلْوِيَ اضْطِرَابُهَا= والنَأيُ في بَهْرَاء وَاغْتِرَابُهَا
إنْ لا تَجِئْ مَلأىَ يَجِئْ قِرَابُهَا
ووصلت إلينا بعد ذلك أشعار المهلهل بن ربيعة وامرئ القيس وغيرهم من شعراء الجاهلية، فأول من قصد القصائد وأكثر من قول الشعر الذي وصل إلينا هو المهلهل بن ربيعة التغلبي الرَّبَعِي، وعلى هذا تكون قبيلة ربيعة هي أول قبيلة عرف فيها الشعر، ومن شعراء هذه القبيلة في العصر الجاهلي: طرفة والحارث ابن حلزة والأعشى وعمرو بن كلثم. والشاعر الثاني الذي يلي المهلهل في القدم امرؤ القيس وهو شاعر قحطاني أصله من اليمن ولكنه عاش في نجد بين القبائل العدنانية، وشعره أقدم شعر جيد.
والقبيلة الثانية هي قبيلة قيس فقد اشتهر من شعراء هذه القبيلة في العصر الجاهلي عدد كبير منهم النابغة: الذبياني والنابغة الجعدي ولبيد بن ربيعة. وتأتي قبيلة تميم في الدرجة الثالثة فالشعر العربي نشأ ونقل عن هذه القبائل الثلاث، وهذا لا يمنع أن تكون قبيلة مضر بجميع فروعها تقول الشعر، وأن القبائل العدنانية والقحطانية فيها شعراء في العصر الجاهلي.
ومواطن نشأة الشعر الجاهلي بلاد نجد والحجاز والبحرين (شرقي الجزيرة العربية)، أما اليمن وعمان فلم تكونا موطناً لنشأة الشعر العربي؛ أما اليمن فكانت لغته في الجاهلية اللغة الحميرية، وأما عمان فكان يخالط سكانه الفرس والهنود.
ومن خلال تتبعنا لنشأة الشعر واكتماله يظهر لنا أن امرأ القيس هو رائد الشعر الجاهلي، لأن شعره هو أول شعر قوي مكتمل يتناقله الرواة.
وقد عاش امرؤ القيس في النصف الأول من القرن السادس لميلاد المسيح ويأتي بعد امرئ القيس من الشعراء المشهورين الحارث بن حِلِّزَة اليشكري البكري الرَّبَعِي. ويلي الحارث بن حلِّزة عمرو بن كلثوم، وبرز عنترة العبسي بعد عمرو بن كلثوم، ويلي عنترة زهير بن أبي سُلْمَى؛ فقد ذاعت شهرته على رأس المائة السادسة لميلاد المسيح، واشتهر لبيد بن ربيعة العامري الذي أدرك الإِسلام. فهؤلاء الشعراء وغيرهم هم الذين وصلت إلينا أشعارهم، وكلهم قد عاشوا في العصر الجاهلي، وأقدمهم لا يتجاوز خمسين ومائة سنة، فتكون مدة العصر الجاهلي خمسين ومائة سنة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 12:40 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أسلوب الشعر الجاهلي:
عندما نستعرض الشعر الجاهلي نجده متشابهاً في أسلوبه، فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالوقوف على الأطلال وذكر الأحبة كما نجد ذلك عند امرىء القيس في قوله:
قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ= بِسَقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَل
وينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه بما فيه من وحش، ثم يصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج والأسلوب الذي ينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعر.
وإذا أردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيب التي يتكون منها ذلك الشعر.
فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر النابغة الذبياني وعنترة العبسي وعمرو بن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ.
وهناك نوع من الألفاظ يتصف بالعذوبة؛ لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:
وما ذَرَفت عيناكِ إلا لِتَضْرِبِي =بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتل
ومعظم ألفاظ الشعر الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص، ولكنها تأتي مع ذلك ملائمة للمعنى الذي تؤديه، ويمثل هذا النوع مدح زهير بن أبي سلمى وذمه للحرب ومن ذلك قوله:
وما الحربُ إلا ما علمتُمْ وذقتُمُ= وما هُوَ عَنهَا بالحديثِ المُرَجَّم
وألفاظ الشعر الجاهلي مفهومة في معظمها ولكنها مع ذلك تشتمل على الغريب الذي يكثر في الرجز، أما الشعر فالغريب فيه أقل، ومن الغريب الوارد في الشعر قول تأبط شراً:
عاري الظَّنَابِيبِ، مُمْتَدَّ نَوَاشِرُهُ=مِدْلاَجِ أدْهم واهي الماء غَسَّاقِ
ويغلب على الألفاظ الجاهلية أداء المعنى الحقيقي أما الألفاظ التي تعبر عن المعاني المجازية فهي قليلة.
والتراكيب التي تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة الألفاظ، وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى.
وملامح الأسلوب العامة تتبين لنا بعد أن تعرفنا على الألفاظ والتراكيب، فهو أسلوب قوي متين تعتريه الغرابة أحياناً، وهو يسير مع طبيعة الشاعر وسجيته؛ فليس فيه تكلف أو صنعة، ولا يوجد من شعراء الجاهلية من يعيد النظر في شعره مرة بعد مرة إلا زهير بن أبي سلمى، أما بقية الشعراء فهم يقولون شعرهم ويذيعونه في الناس بدون مراجعة أو إعادة نظر فيأتي أسلوبهم معبراً عن طبيعة الشاعر وطبيعة الشعر الخالي من التكلف. وأسلوب الشعر الجاهلي وإن كانت تعتريه الغرابة أحياناً كما نجد في شعر تأبط شراً أو الشنفرى أو بعض شعر النابغة، إلا أنه أسلوب واضح ليس فيه خفاء أو تعقيد.
ومما يتصف به أسلوب الشعر الجاهلي الإيجاز وعدم الإطناب؛ فهم يعشقون الإيجاز في القول لأنهم يعتمدون على الحفظ، وشيء آخر وهو أن الشعر القليل يسيطر عليه الشاعر من ناحية إحكام الأسلوب وتجويده.
هذه هي الملامح العامة والصفات المميزة لأسلوب الشعر الجاهلي فهو يختلف عن أساليب الشعر في العصور الإسلامية المختلفة.
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 08:15 م]ـ
غيّر العنوان ففيه عيب شنيع من عيوب العربية المستعملة في الإعلام اليوم نقول بلسان عربي’’تاريخ الشعر الجاهلي ومنبته’’ وبارك الله فيك وفي فوائدك الأدبية
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 09:43 م]ـ
غيّر العنوان ففيه عيب شنيع من عيوب العربية المستعملة في الإعلام اليوم نقول بلسان عربي’’تاريخ الشعر الجاهلي ومنبته’’ وبارك الله فيك وفي فوائدك الأدبية
شكرا للمداخلة اللطيفة أخي خليل التطواني , معك الحق كله , لكن ليس بإستطاعتي تغيير العنوان الآن!!.
بارك الله فيك أخي خليل ودمت أخا عزيزا.
لقد سعدت بمداخلتك الطيبة التي وإن دلت تدل على موهبة وقدرة عالية وتمكن من لغتنا العربية الحبيبة , لكن ما يواسيني أنني لست متخصصا في اللغة العربية , فأنا من هواة الأدب العربي وتخصصي في مجال الطب فقط.
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك ووسّع عليك لرحابة صدرك واعتذر لفجاجة المشاركة ولي عودة إن شاء اللّه إلى بعض ما ورد في موضوعك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 12:43 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك ووسّع عليك لرحابة صدرك واعتذر لفجاجة المشاركة ولي عودة إن شاء اللّه إلى بعض ما ورد في موضوعك
حاشاك الله أن تكون فظ , مداخلتك مقبولة ...
بلاد العرب أوطاني =من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن = إلى مصر فتطوان
أيها التطواني .. بارك الله فيك.
ـ[الدكتور حاتم الحوفي]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 01:22 ص]ـ
أسلوب الشعر الجاهلي:
عندما نستعرض الشعر الجاهلي نجده متشابهاً في أسلوبه، فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالوقوف على الأطلال وذكر الأحبة كما نجد ذلك عند امرىء القيس في قوله:
قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ= بِسَقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَل
وينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه بما فيه من وحش، ثم يصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج والأسلوب الذي ينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعر.
وإذا أردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيب التي يتكون منها ذلك الشعر.
فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر النابغة الذبياني وعنترة العبسي وعمرو بن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ.
وهناك نوع من الألفاظ يتصف بالعذوبة؛ لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:
وما ذَرَفت عيناكِ إلا لِتَضْرِبِي =بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتل
ومعظم ألفاظ الشعر الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص، ولكنها تأتي مع ذلك ملائمة للمعنى الذي تؤديه، ويمثل هذا النوع مدح زهير بن أبي سلمى وذمه للحرب ومن ذلك قوله:
وما الحربُ إلا ما علمتُمْ وذقتُمُ= وما هُوَ عَنهَا بالحديثِ المُرَجَّم
وألفاظ الشعر الجاهلي مفهومة في معظمها ولكنها مع ذلك تشتمل على الغريب الذي يكثر في الرجز، أما الشعر فالغريب فيه أقل، ومن الغريب الوارد في الشعر قول تأبط شراً:
عاري الظَّنَابِيبِ، مُمْتَدَّ نَوَاشِرُهُ=مِدْلاَجِ أدْهم واهي الماء غَسَّاقِ
ويغلب على الألفاظ الجاهلية أداء المعنى الحقيقي أما الألفاظ التي تعبر عن المعاني المجازية فهي قليلة.
والتراكيب التي تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة الألفاظ، وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى.
وملامح الأسلوب العامة تتبين لنا بعد أن تعرفنا على الألفاظ والتراكيب، فهو أسلوب قوي متين تعتريه الغرابة أحياناً، وهو يسير مع طبيعة الشاعر وسجيته؛ فليس فيه تكلف أو صنعة، ولا يوجد من شعراء الجاهلية من يعيد النظر في شعره مرة بعد مرة إلا زهير بن أبي سلمى، أما بقية الشعراء فهم يقولون شعرهم ويذيعونه في الناس بدون مراجعة أو إعادة نظر فيأتي أسلوبهم معبراً عن طبيعة الشاعر وطبيعة الشعر الخالي من التكلف. وأسلوب الشعر الجاهلي وإن كانت تعتريه الغرابة أحياناً كما نجد في شعر تأبط شراً أو الشنفرى أو بعض شعر النابغة، إلا أنه أسلوب واضح ليس فيه خفاء أو تعقيد.
ومما يتصف به أسلوب الشعر الجاهلي الإيجاز وعدم الإطناب؛ فهم يعشقون الإيجاز في القول لأنهم يعتمدون على الحفظ، وشيء آخر وهو أن الشعر القليل يسيطر عليه الشاعر من ناحية إحكام الأسلوب وتجويده.
هذه هي الملامح العامة والصفات المميزة لأسلوب الشعر الجاهلي فهو يختلف عن أساليب الشعر في العصور الإسلامية المختلفة.
أخي العزيز أين الأبيات التي ذكرتها؟؟ هل سقطت ولم تنزل؟ ارجو اعادة كتابتها وشكراً
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 01:39 ص]ـ
أخي العزيز أين الأبيات التي ذكرتها؟؟ هل سقطت ولم تنزل؟ ارجو اعادة كتابتها وشكراً
أخي العزيز دكتور حاتم الحوفي , لم أفهم ما قصدته ..
لم تسقط مني أبيات سهوا , وإن كنت تقصد أبيات النابغة الذبياني , فالقصد هنا جميع قصائده وهي معروفة , كذلك قصائد زهير وغيره من شعراء العصر الجاهلي , فجميعها معروفة وفي متناول الجميع.
واليك هذا الرابط: http://www.poetsgate.com/
للتجول فيه وتتعرف على الشعر في جميع العصور.(/)
معركة
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:52 ص]ـ
غزتني بجيشٍ من محاسن وجهها=
فعبا لها طرفي ليدفع عن قلبي
فلما التقى الجمعان أقبل طرفها=
يريد اغتصاب القلب قسرا على الحرب
ولما تجارحنا بأسياف لحظنا=
جعلت فؤادي في يديها على العضب
وناديت من وقع الأسنة والقنا=
على كبدي يا صاح ما لي وللحب
فصرت صريعا للهوى وسط عسكر=
قتيل عيون الغانيات بلا ذنب
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 02:15 ص]ـ
قصيدة جميلة أيها الأحيمر ...
أعذرني بإقتباسها لموضوع آخر , وبارك الله فيك.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 11:55 م]ـ
قصيدة جميلة أيها الأحيمر ...
أعذرني بإقتباسها لموضوع آخر , وبارك الله فيك.
شكراً لك ولك ما تشاء
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 09:51 م]ـ
قصيدة جميلة اخي الكريم الأحيمر ..
بانتظار مزيدك إن شاء الله
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 10:07 م]ـ
مشكلة هذه المعركة أننا معاشر الرجال دائما ما نهزم في هذه الحرب الضروس؟
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 10:54 م]ـ
مشكلة هذه المعركة أننا معاشر الرجال دائما ما نهزم في هذه الحرب الضروس؟
ماذا تفيد ال ((ما)) هنا أخي أبا سهيل؟:)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 02:35 م]ـ
أشكر لك مرورك الكريم أخي رسالة الغفران
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 02:40 م]ـ
مشكلة هذه المعركة أننا معاشر الرجال دائما ما نهزم في هذه الحرب الضروس؟
أنا لستُ كذلك أيها الحبيب فالإنسحاب من المعارك ديدني قبل البدء وذلك لعدم التسليح الجيد: p
شرّفتني بمرورك ايها الفاضل
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 09:33 م]ـ
طلبته قبلة منه على عجل * فاحمر من خجل واصفر من وجل
واعتل ما بين إشفاق يردده * وبين عذر تمادى فيه في العلل
وقال وجهي بدر لا خفاء به * ومبصر البدر لا يدعوه للقبل
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 01:41 ص]ـ
طلبته قبلة منه على عجل * فاحمر من خجل واصفر من وجل
واعتل ما بين إشفاق يردده * وبين عذر تمادى فيه في العلل
وقال وجهي بدر لا خفاء به * ومبصر البدر لا يدعوه للقبل
هذه ليست "معركة" ياصريخ،
هي "تحالف"
بل لعمري إنها" المهادنة"بعينها:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 02:39 ص]ـ
مشكلة هذه المعركة أننا معاشر الرجال دائما ما نهزم في هذه الحرب الضروس؟
ماذا تفيد ال ((ما)) هنا أخي أبا سهيل؟
لعلها زائدة أو للتوكيد!
بالمناسبة
ماهي فائدة (ال) في هذه الجملة: D:D:D
ماذا تفيد ال ((ما)) هنا أخي أبا سهيل؟
دمت يقظا فطنا
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 04:17 م]ـ
بالمناسبة
ماهي فائدة (ال) في هذه الجملة: D :D :D
تفيد التعيين: D
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم ...
أيها الزائر ... فضلاُ لا ترحل:)
ـ[أبو حازم]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 11:35 م]ـ
سلوا أم عمرو كيف بات أسيرها=تفك الأسارى دونه وهو موثق
فلا هو مقتول ففي القتل راحة=ولا هو ممنون عليه فيعتق(/)
شرح
ـ[الهامس]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 05:03 م]ـ
السلام عليكم:
أرجو منكم شرح كلمة "هيولاه"
ألف شكر
ـ[قافلة النور]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 07:35 م]ـ
لا أعلم ولكني أعتقد أنها تعني (العدم) أو (أصل العدم وبداية نشأة الكون) أو (أثر الغبار)؛ وتأكد من ذلك أفضل والله أعلم:)
ـ[الهامس]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 05:52 م]ـ
لقد وردت كلمة هيولاه في قصيدة نزار قباني ورقة الى القارىء من ديوان قالت لي السمراء،أرجو منكم يا سادتي شرح الكلمة
وبارك الله فيكم(/)
شعر عن النخلة
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 06:14 م]ـ
:::
الله يعافيكم ويجزاكم خير اريد منكم بيت شعري عن النخله لاي شاعر واكون لكم من الشاكرين
ـ[فارس]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 06:22 م]ـ
لا أحفظ واحدا و لكني أستطيع تأليف واحد لو شئت!
ـ[قافلة النور]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 07:01 م]ـ
لأمير الشعراء شوقي هذه الرائعة:)
وهاكها كما وجدتها هي وتعليقها على النت:
عروس الصحراء والحقول:
1 - أرى شجراً في السماء احتجب وشق العنان بمرأىً عجب
البيت الاول: الشاعر بدأ قصيدته بالفعل (رأى) وهذا دليل على نفسه الحاضرة ويقول بأنه يرى شجراً قد علا علواً شاهقاً حتى يكاد يحتجب في السماء بشق سحابها في منظر يثير الدهشة،
تعليق: على الرغم من أن القصيدة تتحدث عن النخلة إلا أن الشاعر فضل أن يبدأ قصيدته بكلمة (شجراً) وليس نخيل أو نخلة وذلك ليجذب انتباه القارئ ويشوقه ويثيره لمعرفة ماهية هذه الشجرة المجهولة وليعطينا صورة كلية عن هذه الشجرة ثم يبدأ بالتفصيل
*احتجب وشق العنان: تدل على مدى طول هذه الأشجار وعلوها بحيث تصل إلى السماء فتشق السحب وكلمة تشق فيها نوع من القوة.
-----------------------------------------------------------------------------------------
البيت الثاني والثالث:
2 - مآذن قامت هنا أو هناك ظواهرها درج من شذب
3 - وليس يؤذن فيها الرجال ولكن تصيح عليها الغرب
في هذين البيتين يشبه الشاعر النخيل بالمآذن ويوازن بينهما فيقول بأن النخلة كالمآذن منتشرة في جميع الأرجاء ولها درج من شذب ويكون من الخارج ولايؤذن فيها الرجال وإنما تصيح عليها الغرب .. فهي أوكارها.
وجه التشابه والاختلاف بين المآذن والنخلة:
- كل منهما يتميز بطوله المرتفع.
- للمآذن درج ولكن يكون من الداخل أما النخلة فيكون درجها من الخارج.
-المآذن يوذن فيها الرجال أما النخلة فالغراب يصيح عليها على اعتبار أن الغراب يحب الأماكن العالية والنخلة بطبعها باسقة مرتفعه.
-النخلة تنتشر في جميع الأرجاء في الحقول، وفي الصحاري، أيضاً المآذن تنتشر في جميع أرجاء الدول.
* هذه الصورة موحية ومعبرة زادت المعنى جمالا وأيضاً أكدت على صفة من صفات النخلة وهي الطول حينما شبهها الشاعر بالمآذن.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
البيت الرابع:
4 -
وباسقة من بنات الرمال نمت وربت في ظلال الكثب
هذه النخلة بُنية من بنات الرمل فهي تربت في أحضانها وكبرت وأصبحت باسقة تحت رعاية ظلال الرمال المتجمعه.
تعليق: استخدم الشاعر اسلوب ((بنات الرمال)) هنا: إنما هو تشبيه حيث شبه الشاعر النخلة بالبنت التي تتربى في أحضان وكنف أمها وهذه الأم ليست الأم البشرية .. وإنما هي الرمال.
هذا التشبيه أعطانا صورة حية فأصبحت النخلة كالبنت والكثب الرملية كالأم.
---------------------------------------------------------------------------------------------
البيت الخامس:
5 - كسارية الفلك أو كالمسلة أو كالفنار وراء العبب
هذا البيت كله عبارة عن صورة بلاغية وهي تشبيه .. فسارية الفلك هي العمود الطويل الذي يوضع عليه شراع السفينة، أما المسلة فهي عمود حجري مرتفع يتدرج شيئا فشيئا حتى يصير مدبب الطرف وكانت تسجل عليها كتابات ونقوش، الفنار هو البناء المرتقع في وسط البحار والذي يهدي السفن إلى الطريق الصحيح.
فشبه النخلة بسارية الفلك لعلوها وارتفاعها ولصمودها في وجه الرياح. وشبهها بالمسلة لطولها ونقوشها كالنخلة ووجه الشبه يتمثل في الطول والارتفاع والنقوش التي تتمثل في المسلة مثلها مثل الجذوع الصغير بالنخلة.
--------------------------------------------------------------------------------------------
البيت السادس:
6 - تطول وتقصر خلف الكثيب إذا الريح جاء به أو ذهب
يواصل الشاعر وصفه للنخلة ويوصفها لنا وصفا دقيقا حينما تأتي عليها الريح ويقول: ومن العجب أنها تبدو أحيانا قصيرة وذلك حينما تتجمع عليها الرمال .. لكنها تعود فتطول إذا كشفت الريح عنها هذه الرمال ...
سر جمال هذه الصورة كما لو كانت هناك حركة خفية تجعل من النخلة تطول تارى .. وتقصر تارة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
* (تطول وتقصر): طباق الغرض منه توضيح أن النخلة لا تكون على حال واحدة وإنما تمر بعدد من التغييرات التي تعطي النخلة جمالا وحركة.
* (جاء أو ذهب): طباق الغرض منه الدلالة على أن الريح تكون في حركة مستمرة وهذا الطباق ساعد على إعطاء النخلة إيحاء بالقصر والطول والتغير في كل لحظة.
--------------------------------------------------------------------------------------------
البيت السابع والثامن والتاسع:
7 - قد اعتصبت بفصوص العقيق مفصلة بشذور الذهب
8 - وناطت قلاشد مرجانها على الصدر واتشحت بالقصب
9 - وشدت على ساقها مئزرا تعقد من رأسها للذنب
فإذا تأملتها في موسم الإثمار عندما تتدلى عذوقها متراصة في الكباسات محملة بالبلح الأحمر وجدت فصوص عقيق منظومة تفصل بينها ألوان صفراء محمرة كأنها القطع الذهبية، ورأيت جيدها كأنه ازدان من ذلك بقلائد من المرجان تجمّل صدرها مع أوشحة ذهبية مطرزة بالقصب تتدلى من أعاليها ... اما ساقها فقد لفت عليه إزاراً منسوجاًمن عُقد متصلة.
تعليق وصور بلاغية:
1 - شبه الشاعر النخلة في الابيات السابع والثامن والتاسع بالمرأة التي تلبس عقداً من المرجان وقطع الذهب لتزين بها صدرها في ليلة زفافها.
مع أوشحة ذهبية مطرزة وإزاراً منسوجاً من عُقد متصلة .. فالنخلة هي المرأة العروس .. والرطب الأحمر بعناقيده الذهبية هو العقد الذي يزينها
10 - أهذا هو النخل ملك الرياض أمير الحقول عروس ((العزب))؟
الشاعر يبدأ البيت العاشر بأسلوب استفهام الغرض من هالتعجب ويقول: أذلك هو النخل الذي طالما تحدث الناس عنه فجعلوه لثمره وجماله وبهائه مليك البساتين؟ لأنه يبدو مشرفاً عليها من مكان عالٍ فتحسبه الملك وسط رعيته، وأمير الحقول لأن الزروع تتصاغر حوله .. وعروس المزارع لجمال منظره.
تعليق وصور:
1 - ملك الرياض، أمير الحقول: شبه الشاعر النخيل بالملك والأمير الذي تحيط به رعيته مثل النخلة التي تحيط بها النباتات والمزروعات.
2 - عروس العزب: تشبيه النخلة وهي في وسط المزارع بالعروس التي تتميز عن باقي الحضور بجمالها وزينتها وبهائها.
* استخدم كلمة (عروس العزب): لما فيها من قرب من طبيعه النخلة الجميلة القريبة المحببة إلى نفوس كل الناس من دون أن تتميز عليهم بألقاب ملكية أو أميرية.
كما أن الشاعر استخدم كلمة العزب لما فيها من دلالة على بيئة الشاعر الاجتماعية وأنها أنسب لوزن البيت وقد يعود ذلك إلى شهرة هذه الكلمة في بيئة الشاعر ولأن الشاعر يريد أن يكون واقعيا.
---------------------------------------------------------------------------------------------
11 - طعام الفقير وحلوى الغني وزاد المسافر والمغترب
هذا البيت هو إجابة للسؤال الذي تم طرحه بالبيت السابق فالشاعر يقول بأن خير النخل قد عمّ الجميع .. فثمره الحلو الطيب ينتفع به الناي على اختلاف طبقاتهم .. فالفقير يجد فيه طعاما له .. والغني يجد فيه نوعا من الحلوى اللذيذة .. والمسافر يتخذ منه زاداً يتزود به وكذلك المغترب.
---------------------------------------------------------------------------------------------
12 - فيا نخلة الرمل لم تبخلي ولا قصرت نخلات الترب
13 - وأنتن في الهاجرات الظلال كأن أعاليكن العزب
الشاعر يناجي النخلة ويحدثها قائلا: ما أكرمك أيتها النخلة .. وما أعظم فضلك علينا، أينما كنتِ في الرمال أو المزارع فأنت مصدر رزق وخير وبركة .. : في الهاجرات الظلال وعندما يشتد الحر نجد لديكِ ومن عطاء أعاليكِ الظل والراحة.
تعليق: الشاعر في بداية البيت الثاني عشر يخاطب النخلة كما لو كانت إنساناً يسمع ويتكلم فهنا أنسنة لهذه النخلة أما البيت الثالث عشر فيشبه الشاعر النخلة بالرجل الذي يضع ويلف على رأسه عمامة تقيه من حر الشمس.
----------------------------------------------------------------------------------------------
14 - وأنتن في عرصات القصور حسان الدمى الزائنات الرحب
يواصل الشاعر ذكره لفوائد النخلة ويقول بأن النخيل أيضاً موجودة في ساحات القصور الواسعة منتشرة هنا وهناك .. تزينها كما لو كانت تحفاً جميلة.
تعليق:
تشبيه النخلة بالتحف والتماثيل الجميلة التي تزين بها أرجاء القصور وساحاتها وهذا دليل على مدى جمال النخلة وروعتها وأهميتها .. لذلك فهي تتخذ كوسيلة لتجميل الساحات والأماكن.
-------------------------------------------------------------------------------------------
15 - جناكن كالكرم شتى المذاق وكالشهد في كل لون يُحب
ثمر النخيل متعدد المذاق مثله مثل الكرم أي العنب وأيضاً مختلف الألوان كالشهد أي العسل يُحب ويُفضل.
تعليق: تشبيه الرطب بالكرم الذي يتميز بتعدد وتنوع ألوانه وبالعسل الذي له عدة ألوان وبكل لون يُحب.
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 08:14 م]ـ
مشكور وياليت تكتب لي القصيده بدون شرح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 08:42 م]ـ
قال المرار بن منقذ الحنظلي العدوي:
فإِنَّ لَنا حَظَائِرَ ناعِماتٍ عطاءَ اللهِ ربِّ العالَمِينَا
طَلَبْنَ البَحْرَ بالأَذنابِ حتَّى شَرِبْن جِمامَهُ حتَّى رَوِينَا
تُطاوِلُ مَخْرِمَىْ صُدُدَيْ أُشَيٍّ بَوَائِكَ ما يُبالِينَ السنينَا
كأَنَّ فُرُوعَها فِي كل رِيحٍ جَوَارٍ بالذَّوائِبِ يَنْتَصِينَا
بَناتُ الدَّهْرش لا يَحْلِفْنَ مَحْلاً إِذَا لم تَبْقَ سَائمةٌ بَقِينَا
إِذا كانَ السِّنُونَ مُجَلِّحاتٍ خَرَجْنَ وما عَجِفْنَ مِن السِّنِينَا
يَسِيرُ الضَّيْفُ ثمَّ يَحُلُّ فيها مَحَلاًّ مُكْرَماً حتَّى يَبِينَا
فتِلْكَ لنا غِنىً والأَجْرُ باقٍ فَغُضِّي بعضَ لَوْمِكِ يا ظَعِينَا
بنَاتُ بَناتِها وبناتُ أُخرَى صَوادٍ ما صَدِينَ وقد رَوِينَا
______________
القصيدة في المفضليات - طبعة دار المعارف بمصر - ص 73
ـ[قافلة النور]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 09:31 م]ـ
أرى شجراً في السماء احتجب وشق العنان بمرأىً عجب
مآذن قامت هنا أو هناك ظواهرها درج من شذب
وليس يؤذن فيها الرجال ولكن تصيح عليها الغرب
وباسقة من بنات الرمال نمت وربت في ظلال الكثب
كسارية الفلك أو كالمسلة أو كالفنار وراء العبب
تطول وتقصر خلف الكثيب إذا الريح جاء به أو ذهب
قد اعتصبت بفصوص العقيق مفصلة بشذور الذهب
وناطت قلائد مرجانها على الصدر واتشحت بالقصب
وشدت على ساقها مئزرا تعقد من رأسها للذنب
أهذا هو النخل ملك الرياض أمير الحقول عروس العزب
طعام الفقير وحلوى الغني وزاد المسافر والمغترب
فيا نخلة الرمل لم تبخلي ولا قصرت نخلات الترب
وأعجب كيف طوى ذكركن ولم يحتفل شعراء العرب
وأنتن في الهاجرات الظلال كأن أعاليكن العزب
وأنتن في عرصات القصور حسان الدمى الزائنات الرحب
جناكن كالكرم شتى المذاق وكالشهد في كل لون يُحب
--
وتوجد مقالة عن النخل في الشعر العربي القديم في مجلة العربي وللأسف لا اتذكر العدد ولا السنة وإن كان يغلب على ظني أن هذه المقالة بقلم فاروق شوشة.
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:17 م]ـ
مشكووورين وجعله الله في ميزان حسناتكم(/)
تحية لغزة- أحمد مطر
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 08:22 م]ـ
تحية إلى غزة ..... للشاعر الكبير أحمد مطر
ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ
وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا!
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ
فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُمْ
وارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا ..
وَاتركوا القُدسَ لمولاها
فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي
لِكَيْ تلقى الوكيلا!
* * *
طَفَحَ الكَيْلُ
وَقدْ آنْ لَكُمْ
أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا
وَعَصر ناكُمْ
وَجَفَّفنا الغسيلا
إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ
يهوديّاً دخيلا
فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ
لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداءُ
يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا
واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ
لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ
يا شُجعانَ سِلْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ
وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا!
* * *
أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً!
كَلاَّ
كَفى
شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ
ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً
ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ
أَنْ يَستقيلا
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكُمْ هذا الجميلا!
* * *
ارحَلوا ...
أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْدِ
إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ
أن يَقْتلَ فِيلا؟!
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ
ليغتَال القَتيلا؟!
* * *
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً
وَنُذِلُّ المستحيلا
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 01:41 ص]ـ
مشكووووووووووو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رر جداً أخي نزار على هذة المشاركة الجميلة.
.....................
مع تحيات ابو احمد الظفاري
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 01:55 ص]ـ
باركك المولى أخي "نزار جابر" وسلمت وسلم شاعرنا أحمد مطر, سلمتما لأهلكم في غزة.
ـ[نزار جابر]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 01:27 ص]ـ
بوركتما على تفضلكم ومروركم جزيتما خيرا على ما قدمتما
ـ[مايا]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 07:15 ص]ـ
سلمت يداك أخي نزار على ما قدّمت .... فهذا من أبسط واجباتنا نحو إخواننا في غزّه ... فيجب علينا مسادتهم .... وإن كان بالشّعر!!!!!!!!
كنت أتابع أخبار اللّيلة .. وأتساءل داخل نفسي ... ما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين يقتلون بلا سبب؟؟؟؟ أذنبهم الوحيد فقط أنّهم حين وُلدوا كتب على هويّتهم ....
فلسـ ـــــــطينيّ
اللهم يا ملك الملوك أعن أهل غزّة وصبّرهم وثبّت أقدامهم وانصرهم على من عاداهم .......... يارب(/)
رباعيّات الأيّام
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 11:45 م]ـ
: r
1 يَا نَسِيمَ الْفَجرِ قدْ ناحَ اليمامٌ=بَينَ أَغْصَانٍ هَوَىْ، أبكى الورودا
2 حِينَ صَاحَ الْجُرْحُ مِنْ سَهمٍ زَحوفٍ=هَلّ دَمعٌ، منْ غَياثٍ، كي يَزُودا
3 يَسْأَلُ الأقدَارَ عَنْ غدرِ الّليالي=كََيفَ أََطْيَارٌ عَلََتْ أََضْحَتْ رقُوْدَا!
4 دربُ إِنسٍ،قد جَرَتْ فيه الخطايا=أشعلتْ حِقداً، سَرى أدمى الْوُجُودَا
5 ذِكْرَيَاتُ الأَيْكِ قدْ فَاضَتْ نُوَاحَاً=كُلُّ طَيرٍ قَدْ نَعَى، ظِلاّ ً نَدِيمَا
6 يَذكُرُ الأيّامَ لَمّا َالْغُصْنُ نادَى=طَلْعَ فَجرٍ بالْمُنى يبدو كَلِيما
7 مِنْ سَناهُ، الصّبحُ يَدنو َمُستَنِيراًً=بَاسماً، يَدعُو الْمُنى، خِلاًّ حَمِيمَا
8 أيّها الْحبُُّ الّذي يَحبو كَسيراً=هَلْ سَتَبقَى بَاكيِاً، طِفلاً يَتِيمَا؟!
9 إٍِسْتَطَالَ الْغَدْرُ أَزهَاراً تُغَنّي=قَدْ سَقَاهَا مِنْ رَكِيدٍ مِنْ وَبَالٍ
10 وَانْحَنَتْ أَغْصَانُها تَشكُو بِشجوٍ=قَلْبَ إنْسٍ في صُدودٍ كَالْجِبالِ
11 ثمّ صَاحَتْ مِنْ أَنِينٍ وَاصْطِبارٍيَا= رَبِيعَاً أَيْنَ عَهدٌ بالْوِصِالِ!
12 كُنتَ لِي لُقْيَا وُجُودِي وَاشتياقي=ثمّ صِرتَ الآنَ تُبلى بِاعْتلالِ
13 كَمْ يعاني الْكون ُ، أدواءً وجوراً=وَارْتوَى ثغرُ الْوجُودِ الْكَأسَ جَمْراً
14 إِنْ بَكَىْ طَيرٌ جِرَاحَاً، قَالَ ظّنّاً=أنّه، غنّى الْهَوَى عَذبَاً وَ قطراً
15 أينَ وردُ الأمسِ يجري بالأماني=كانَ شهداً، نستقيهِ اليومَ مرّاً
16 وَ اكْتَوى أََعْوَادَنَا،دمعُ الأَيَامَى=ثمّ بَاتتْ فِي لَََهيِبِ الْقهْرِِ قَسْراً
17 يَاْ وُجُودَاً مُنذُ خَلْقٍ فِيْ عَنَاءٍ=حِينَ سَالَتْ وَاغْتلَتْ أَغلَى دِمَاءُ
18 أَزْهقتْ قلباً نديّاً وَاكْتوتهُ=في رَدَى، قََامَتْ لََهُ، تَبْكِي السَّمَاءُ
19 نَهجُ إِنْسٍِ لا يُبَالِي، صَوْنَ عِرْضٍ=غَوْثَ أَرْضٍِ بَعْدَمَا ضَاعَ الْوَفَاءُ
20 وَاجْتَبَى دربَ الْوَغَى، درباً شَقياً=منْ صَلِيلِ الْْجورِِ قَدْ عَمّ الْفَنَاءُ
21 يَاْ ضَمِيرَاً يَرْتَضي حَقّاً سَليِباً=وانْزَوَىْ عَنْ رَحْمَةٍ تَهْدِي الْعُقُوْلَ
22 واسْتَقَى نَوْحَ الثّكالى فِيْ خُنُوعٍ=وانْتَشَى مِنْ صَرخِ جُرْحٍ كَيْ يزُوْلَ
23 أَيْنَ عَهْدٌ كَانَ عَدْلاً، دَاْمَ أَمنَاًّ؟ =لَمْ يَرَ الْهَونَ الْذِي أَشْقَىْ الْكُهُوْلَ
24 هَلْ نَسِيتَ الْفجْرَ لَمَّاْ جَاْءَ هَدْيَاً!؟ =عنْ يقينٍ قَدْ طَوَىْ، فِكْرَاً جهُوْلَ
25 لَمْ تَعُدْ شَمسُ الْحَياةِ اليومَ تَزْهُو=كُلُّ صُبْحٍ منْ عَزَاءٍ فِيْ شحُوبٍ
26 قدْ تَوَارَى الْبَدْرُ فِي لَيلٍ غَسَوقٍ=أَكْثرَ الإنْسَانُ مِنْ هَولِ الْخُطُوبِ
27 حِدّةُ الأحْزَانِِ جَاْبَتْ كُلَّ وَادٍ=غَضْبَةُ الأقْدَارِ تَعْدُو فِي هَبُوبِ
28 يَاْ هُدَى الأيّامِ في كونٍ ذهوبٍ=طَالَ سُقْيَا الْخَوفِ بطشاً بالّشعُوبِ
29 حُلم طفلٍ قد تباكى مِنْ حَتوفٍ=أيقظََ الأيَّامَ، كي تشْكُو الْعِبَادَا
30 يَحْسَبُ الإنْسان لنْ يؤتى حساباً=سوف يَحيَا، دُونَمَا يَلقَى لِحَادَا
31 رَاغباً عنْ توبة، يَلْهُو ظَلُوْمَاً=يمْتطى ظهرَ الرّدى يَمضي عِنَادَا
32 قَدْ تنَاسَىْ هَدْرَ أَزْمَانٍ تدَاعَتْ=فَوقَ أَجْسَادٍ، بَلَتْ، وَلّتْ رَمَادَا
33 كُلُّ مَاْضٍِ كَانَ يَزْهُو فِيْ بُرُوجٍ=صَارَ ذِكْرَىْ حِينَ أَرْدَتْهُ الْمَنَايَا
34 مُنْيَةٌ دَامَتْ عُلُوّا وَارْتِقَاءًقْدْ تَهَاوَتْ بَينَ أَجْدَاثِ الْبَرَايَا
35 دَوْلَةٌ قَامَتْ بِكِبْرٍ وَاقْتِدَارٍ=لَمْ تعُدْ إلاّ سَرَابَاً أَوْ بَقَايَا
36 أَيْنَ مَنْ ظَنّوُا حَيَاةً فيْ خلودٍ!؟ =قَدْ تَلاشَوْا مِثلَ طَيْفٍ فِيْ مَرَايَا
38 كُلُّ جُرمٍ سَوفَ يَحسُو منْ جزاءٍ=قدرةُ الْمَوْلَى بحدٍ للْعصاةِ
39 أَيُّهَا الإنْسَانُ إنّ الكون فانٍ=كُلُّ سُلطَانٍ بلحدٍ في الْمَماتِ
40 كْنْ خَشيّاً عَابِدَاً، تَرْجُو الْمَفَازَا=لا تُطعْ قلباً غَفيّاً عنْ صلاةِ
41 يَا جُنُونَِ الإنْسِ إِِنّ الْحقَّ آتٍ=دَعْ عُيونَ الْحبِِّ تغْفُو فِيْ أَمَانٍ
42 عُدْ إِلَىْ فَجْرِ شَدَا حِينَ الْتقاهُ=دَربُ هديٍ، وَاسْتَقَى نهرَ الإيمَانِ
43 سِرْ عَلَىْ نََهجٍِ سَما دِينَاً وَعِلْمَاً=سَوفَ تَنأَىْ عَنْ ضَنِينٍ، عَنْ هَوَانِ
44 لَنْ يَدُومَ الظّلمُ، ُأَوْ يَجْنِي ثِمَارَاً=كُلُّ خَيرٍ من هُطُولِ الْغَيثِ، دَانِ
45 حُلْمُ طَيْرٍ فِيْ قِيِودٍ سَوفَ يَبقَىْ=آملاً فِيمَنْ سَيعْلُو منْ رِفَاقٍ
46 يَحْمِلُونَ الْعَهدَ نَبضَاً فِيْ عِرُوقٍ=وَالأَمَانِي سابحاتٍ، بِِاشْتِياقٍ
47 كُلّ غُصْنٍ سَالَ دَمْعَاً أَوْ تَهاوى=فِيْ بُطُوْنِ الأَرْضِِ، نَبْتُ الْجذْرِ بَاقٍ
48 إِِنْ تَوَاْرَىْ الْبَدرُ يَوْمَاً مِنْ غَمَامٍ=إِنّ طلعَ الْحُسْنِ دَومَاً فِيْ عِنَاقٍ
49 كلُ أدواءٍ سَتمْضِي كَالّليَالِي=ثمّ تَصْحُو الّشَمْسُ تَرْنُو للْوُجُودِ
50 ضحْكَةُ الأطْفَالِ تَشدُو فِيْ رَبِيعٍٍ=وَالمُنى تَزهُو عَلَى غُصْن ِالْوُرُودِ
51 حِينَ يَغدُو الصّبحُ أَنْسَامَاً وَعِطْرَاً=تُقبلُ الأيّامُ تسمو بِالْوُعُودِ
52 يَسْتَدِيمُ الْعَدلُ أَزْهَاراً وَظِلاّ=يكسرُ الأحرارُ أوهام القيودِ
53 يَاْ هُدَى الْخَلْقِ، الَّذِي أَحيا قُلُوباً=خَيْرَ نَهجٍ ٍ لِلْوَرَى، أَنْحَىْ الظّلاَمَا
54 كيفَ سِرْنَا خَلفَ نَفْسٍ في مَعَاصٍإِنْ تَسَامَتْ عَنْ عِدَا تَحْيَا سَلاَمَا
55 أَوْ تَعُودُ الرّوحُ تُسْقَى مِنْ طَهُورٍ=بِاهْتِدَاءِ تَرتَقِي، تَغْدُو إِمَامَا
56 ثُمّ تَسْرِي، فِيْ وتينِ الْقَلبِ تَصْفُو=تَجْتَبِي الْحبَّ الّذِي يَلْقَى المَلاَمَا
57 مَاْ أَقَامَ الْغَدرُ أَمنَاً أَوْ حَيَاةً=مَاْ أَدَامَ الْجَاهُ عُمْراً أَوْ أَعَادَا
58 لَو يَطُولُ الْعَيشُ دَهرَاً، كُلّ ذَاتٍ=فِي فِرَاقٍ مِثلَمَا جَاءَتْ فُرَادَى
59 أَيّهَا الإنْسَانُ فِيْ يَومٍ حَسُوْبٍ=حِيْنَ تَلْقَىْ الْوَعدَ تَرْجُو أََنْ تُعَادَا
60 يَوم حَقّ ٍ لاَ تَرَى خِلاّ شَفِيعَاً=غَيرَ رُوحٍ إنْ هَوتْ دَامَتْ وَقَادَا(/)
ما الذي أطربْه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 12:40 ص]ـ
قال عبد العزيز بن عبد الرحمن بن مهذب:
وما طربتُ لمشروبٍ ألذُّ به =و لا لعشقِ ظباءِ الُعْجم و العرب
لكنْ طربتُ إلى دهرٍ أنال منه = غِنى فأبذله في عصبة الأدب [الظباء: الغزلان والمقصود بها هنا حسان العجم والعرب من النساء].(/)
عنترة والفخر والاعتذار
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 11:15 م]ـ
عنترة بن شداد هو أحد أمثلة الفتوة والبطولة العربية في عهد ما قبل الإسلام، وعلم شامخ من أعلام القوة والنضال والصبر والجلد عند استعار وطيس الوغى واشتعال نار الحرب والقتال، لقد كانت حياة أسد البيداء، وقاهر الصحراء سلسلة انتصارات رائعة سطرت أمجاده في التاريخ بحروف متألقة، وجعلته أسطورة من الأساطير تتحدث عنها الأجيال وتفاخر بها القرون، ولا مراء مطلقاً في أن عنترة كان أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وأبعدهم صيتاً وأسيَرهم ذكراً، بما كان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، وأجودهم بما ملكت يده، وأوفاهم بالعهد وأنجزهم للوعد، نظمت فروسية عنترة أشعاره، وصدقت أشعاره فروسيته، شاعر ينطق لسانه عن سنانه، وتتجلى مآثره في بيانه، ويضرب المثل في شجاعته وأخلاقه، وفي شدوته ولينه وفي قتاله ونسيبه.
هذه الشخصية الفذة الشجاعة هي موضوع هذه الصفحة نسطر فيها فخره بنفسه وبيان ملحمته الحماسية التي تعد من ملاحم العرب الشهيرة، وموقفه من سواد بشرته والتي هي من أهمّ ما كان عنترة يطرقه في أشعاره.
قال عنترة يعتذر عن سواده ويفتخر بنفسه:
تعيرني العدا بسواد جلدي = وبيضُ خصائلي تمحو السوادا
سلي يا عبل قومك عن فعالي = ومن حضر الوقيعةَ والطرادا
وردتُ الحربَ والأبطالُ حولي = تهزُّ أكفها السمرَ الصعادا
وخضتُ بمهجتي بحرَ المنايا = ونارُ الحربِ تتقد اتقادا
وعدتُ مخضباً بدم الأعادي = وكربُ الركض قد خضبَ الجوادا
وكمْ خلفتُ من بكرٍ رداحٍ = بصوت نواحها تشجي الفؤادا
وسيفى مرهفُ الحدينِ ماض= تقدُّ شفاره الصخرَ الجمادا
ورمحي ما طعنتُ به طعيناً = فعادَ بعينه نظرَ الرشادا
ولولا صارمي وسنانُ رمحي = لما رفعتْ بنو عبسٍ عمادا (الموضوع لم ينته، وللجديث بقية)(/)
على الذبالة والفانوس والجازعيشي حياتك
ـ[السدوسي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 12:05 م]ـ
بين ابن خميس وغازي القصيبي
اشترى الشاعر والمؤرخ عبد الله ابن خميس دارا في وادي ابن عمار. ووادي ابن عمار يضم العمارية وأبا الكباش والمعيذر والملقى والوصيل. وسكن ابن خميس في دارته وكان ينتظر أن تمتد الكهرباء إلى دارته. وبعد انتظار طويل أرسل قصيدة إلى وزير الصناعة والكهرباء آنذاك يستعطفه ان يوصل الكهرباء إلى داره فيقول في تلك القصيدة انه يعيش في الظلام ويعترف في قصيدته أن وزير الصناعة والكهرباء سابقا الدكتور غازي القصيبي قد قهر الظلام في أماكن كثيرة ولكنه لم يقهره في وادي ابن عمار وانه يعيش في الظلام مع صديقين هما كشافه وعكازه.
يقول ابن خميس:
على الذبالة والفانوس والجازٍ
عيشى ظلامك حتى يأذن الغازي
وسعته الصبر مهمازا فأوسعني
صدّا فحطم هذا الصد مهمازي
فرت جيوش الدياجي من مكامنها
من دار همدان حتى دار عنازِ
إذا سألت وزير الكهرباء بها
من انجز النور فيها؟ قال: إنجازي
وان سألت لماذا ظلَّ في غلسِ
وادي ابن عمارَ؟ هز الرأس كالهازي
أظل فيه بلا نور يؤانسني
وفي حنادسه عطلت تلفازي
ولي قرينان لا أنفك دونهما
أصاحب الليل كشافي وعكازي
هذا يضىء لخطوي منتهى قدمي
وذا ينفّر عني كل وخّازِ
فرد الدكتور القصيبي بقصيدة على نفس الروي والوزن وتناول في مطلعها جهود إيعازه لموظفي وزارته جاء في قصيدته:
أوعزت للقوم حتى كل إيعازي
وقلت لا تتركوا صحبي على الجازِ
وقلت هذا خميس الشعر جاءكمُ
يحدو الشوارد لم تهمز بمهمازِ
أعطاكم من حسان الشعر فاتنةً
مجلوّة ًبين إبداع وإعجازِ
وما هجاكم وحلو الطبع شيمته
ولو هجاكم لذقتم سطوة الغازي
أى الوساطات بين الناس نافذةً
ان الوساطة أفعى ذات إنجازِ
فوسط الشعر لم يشفع له أحدُ
سوى القوافي وإكباري وإعزازي
ويمضي الوقت وينتظر الشيخ ابن خميس وتمر الأيام والشهور والسنون فيخرج متفجعا متألما بقصيدة يصف فيها المهندس الطيب الذي أوكلت إليه آلاف المعاملات فلا يستطيع انجاز شيء لوادي ابن عمار يقول فيها:
وعدتم غير أن الوعد خيل
أتى منا على خمس عجافِ
دفعتم بالمقاول كي نراه
فما وفّى القليل ولن يوافي
أثيرا عنده خمسون شغلا
ويرضيهم بما دون الكفافِ
فلو ان المدى شهر وشهر
وتسعة أشهر عداً توافي
ولكن المدى مطل ومينٌ
وتسويف عقوبته عوافي
وهنا يرد وزير الكهرباء بقصيدة رابعة ولكنه في هذه المرة يأخذ دور المهاجم فيعتب على ابن خميس أنه سكن في بيت بعيد لا تصله طائرات الهليكوبتر ولا سيارات الجمس فيقول له:
أعبدالله يا شيخ القوافي
ومرتجل البديعات الظرافِ
هجرت الناس والدنيا وحيدا
بعماريةٍ وسط الفيافي
يفرقها عن العمران دربٌ
طويل ذو انعراج وانعطافِ
فلا هليكوبتر تفضي إليه
ويشكو الجمس من طول المطافِ
فتغفو انت في ظل ظليل
وتمرك يانع والماء صافي
وأقرأ ألف معروض وشكوى
وتقرأ أنت أشعار الرصافي
ثم يطمئنه انه قد تناول موضوعه في الوزارة وقد أخبروه انه في شهرين ستمد الكهرباء لوادي ابن عمار فيقول في نفس القصيدة:
سألت القوم عنك فأخبروني
بأن الكهرباء غداً توافي
فإن جاءت فكافئنا بشعر
كضوء الحب في ليل الزفاف
وفي بستانك المعمور أولِم
بهرفي سمين في الخراف
والشاعر عبدالله بن خميس قد بلغ من الكبر عتيا وقد زرته فوجدته قد خرف فنسأل الله له حسن الختام.
وأما الدكتور غازي فقد قال مرثية جميلة ظننته أنه سيترك الدنيا بعدها ويطلقها .... ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (يهرم بن آدم وتبقى منه اثنتان الحرص والأمل) رواه أحمد وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
ـ[قافلة النور]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 02:18 م]ـ
مساجلة ممتعة بينهما
أسعدك الله:)
ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 07:50 ص]ـ
وأسعدك.(/)
طلب: ديوان حسان بن ثابت و شرحه
ـ[علوم]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 08:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:):)
محتاجة ديوان حسان بن ثابت و كذلك شرحه
فاللي عنده رابط اقدر احمله منه فارجوا منه تزويدي به
و شكرا
ـ[الباز]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 10:30 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حمل من هنا ( http://www.w7m.org/2008/Jan/1204485615.zip)
الكتاب بصيغة word
تحيتي
ـ[علوم]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 06:43 م]ـ
مشكور اخوي و ما قصرت
واذا احد يعرف مراجع تتحدث عن الشاعر حسان بن ثابت يزودني بها(/)
النابغة الجعدي
ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ...
رجاءً أتمنى من يعرف أي مرجع رائع ومفيد حول الشاعر المخضرم: النابغة الجعدي-: r -, شعره وسيرته
, ودراسة شعره , آراء النقاد حول شعره, فرق قول شعره بين الإسلام والعصر الجاهلي.
علما أنني سوف انقل ما استفدت من المراجع في منتدانا الرائع , لأجل الفائدة , ولإبراز الشاعر الصحابي.
ولكم خالص شكري ودعائي.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 12:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 - الأغاني - أبو الفرج الأصفهاني
2 - طبقات فحول الشعراء - ابن سلام الجمحي3 -
الوافي بالوفيات - صلاح الدين الصفدي4 -
الشعر والشعراء - ابن قتيبة الدنوري
5 - نقد الشعر - قدامة بن جعفر ((في باب النعوت))
ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 09:53 م]ـ
جزاك الله خيرا , وأجل لك المثوبة.
أتمنى مشاركة أكبر , وإفادة أعظم , دعوة للأعضاء.
أما رسالة الغفران فلك الشكر ما قصرت.(/)
ابوفراس الحمداني .. ارجو الدخول
ـ[عفاف حسن]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على أشرف الخلق وسيد البشر محمد صلوت ربي عليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
وبعد ...
أنا طالبة جامعيه وأعمل على بحث التخرج
كما تعرفون من الموضوع سيكون بإذن الله تعالى عن ابوفراس الحمداني
وأريد أن أطلب منكم طلب .. وهو تزويدي بمراجع ومصادرأستطيع الرجوع اليها والتزود بها لكي يكون موضوعي متكامل .. ويا حبذا لو تكون متوافره على الشبكة العنكبوتيه الانترنتيه
وأنا كلي أمل أن تساعدوني ..
وجزاكم الباري خير الجزاء ..
ودعواتي لكم بالتوفيق والسداد ..
الطالبة \ عفاف
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 12:22 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سأضع بين يديكِ بعض والمراجع ولكن لا علم لي إن كانت متوفرة في الإنترنت
1 - الوافي بالوفيات - صلاح الدين الصفدي
2 - نشوار المحاضرة - القاضي التنوخي
3 - وفيات الأعيان وانباء أهل الزمان - ابن خلكان
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 11:23 م]ـ
http://69.25.64.6:112/books/default.asp?Book=16
عليك بهذا الرابط
ـ[عفاف حسن]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 09:58 م]ـ
رسالة الغفران ..
لا يسعني في هذا المقام
إلا أن اتقدم لك بوافر الشكروالعرفان
على مجهودك الجميل والطيب
تحيه بعبق الياسمين اتوجه بها لك
عفاف
ـ[عفاف حسن]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 10:03 م]ـ
الأحمير السعدي كم افدتني بهذا الرابط
جزيت خيراً من الباري ..
أقدم لك شكري وتقديري ..
وتحيه عطره بأريج الزهر ابعثها لك
عفاف
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 11:51 م]ـ
هل هذا الشاعر من شعراء الجاهليه؟؟؟؟؟؟
ـ[عفاف حسن]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 06:09 ص]ـ
لا بل هو من الشعراء الذين ظهروا في العصر العباسي
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 09:57 ص]ـ
شعر أبي فراس الحمداني
- دراسة دلالية -
رسالة تقدمت بها
أميرة محمد محمود البياتي
إلى مجلس كلية التربية للبنات/ جامعة بغداد
وهي جزء من متطلبات نيل درجة الدكتوراه في
فلسفة اللغة العربية وآدابها
بإشراف
الأستاذ الدكتور كاصد ياسر الزيدي
شوال 1424هـ ....... كانون الأول 2003م(/)
من لهذا البيت؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 04:44 م]ـ
من قائل هذا البيت
وهبني قلت هذا الصبح ليل
أيعمى العالمون عن الضياء
ودمتم بحفظ الله
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 05:18 م]ـ
أخي الكريم هذا البيت لأبي الطيب المتنبي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 05:39 م]ـ
نعم لأبي الطيب كما قال أخي محمد سعد
ولكن لماذا قلت من لهذا البيت، ولم تقل لمن هذا البيت؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 06:42 ص]ـ
أشكركم أخوتي ولا عدمناكم في سماء الفصيح أعلاما متميزة تشع نورا وعلما.
أما عن قولي " من لهذا البيت " ولم أقل لمن هذا البيت فهذا من باب إثارة النخوة لأحصل على رد سريع.(/)
دليل مواقع أدب وشعر مختلفة لزوار المنتدى
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 01:01 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي رواد منتدى الأدب أقدم لكم هذا الرابط الذي يحيلكم على مجموعة من مواقع الأدب والشعر تستفيدون منها وتفيدون ولا تنسونا من خالص الدعاء
وهذا الرابط
http://dir.khayma.com/links.asp?cat=26
ـ[مختار العزيزي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عفاف حسن]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 06:06 ص]ـ
شكراً لكـ
وموفق ان شاء الله(/)
تحذير عاجل
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 01:24 ص]ـ
:::
إخواني السلام عليكم وبعد
احذروا من هذا الموقع فقد يضر بأجهزتكم
http://www.adab.com/
ـ[غير مسجل]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 12:50 ص]ـ
ما مدى الضرر؟
فأنا أفتحه كل يوم تقريبا!!
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 08:45 م]ـ
سيدي إنه يحوي فيروسات وملفات تجسس وأنا غختبرت ذلك بالبرنامج
ـ[مختار العزيزي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أفيدوني عن الشاعر محمد سعيد جرادة
ـ[تغريد الشميري]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 10:11 ص]ـ
:::أساتذتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقد
أحترت في موضوع هذا الشاعر وأردت منكم المساعدة؛ فأنا أبحث عن الوطنية في شعر جرادة،في ديوان ((لليمن حبي)) ................
ولكم جزيل الشكر.
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رابط به مجموعة من قصائد الشاعر
http://www.tajsaba.com/vb/showthread.php?t=10384(/)
من قائل هذا البيت؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:04 م]ـ
من قائل هذا البيت
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب؟؟
ودمتم بحقظ الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ...
القائل هو أبو العتاهية. وللعلم أبو العَتاهِيَة 130 - 211 هـ / 747 - 826 م إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق. شاعر مكثر، سريع الخاطرة، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد. كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء، وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
ـ[المعتصم]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:53 ص]ـ
دمت ذخرا للعربية
ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 08:18 ص]ـ
قال المبرد في كتابه الفاضل في اللغة والأدب:
وقال محمد بن عبد الملك الزيات يشتكي مصابه ويذكر فجيعته ويبكي على زمانه:
عَرِيت من الشباب وكنتُ غَضّا كما يعرى من الورق القضيبُ
ونُحْت على الشباب بدمع عيني فما نفع البكاءُ ولا النحيبُ
فيا أسفا أسِفتُ على شباب نفاه الشيبُ والرأسُ الخضيبُ
ألا ليت الشبابَ يعودُ يوما فأخبرهُ بما فعل المشيبُ
وهناك من نسبه لأبي العتاهية.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 07:49 م]ـ
نسبه العبدلكاني الزوزني، في حماسته؛
حماسة الظرفاء؛ للشاعر حاتم الطائي، وفيه:
((باب:
الكبر والشَّيْب:
وقال حاتم طيء:
عَرِيتُ عن الشَّبابِ وكنتُ غَضّاً = كما يعرَى عن الورَقِ القضيبُ
ونُحْتُ على الشَّبابِ بدمعِ عيني = فما نفَعَ البكاءُ ولا النَّحيبُ
ألا ليتَ الشَّبابَ يعودُ يوماً = فأُخبِرَهُ بما فعَلَ المشيبُ))
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 07:53 م]ـ
وقال المبرد، في كتابه الفاضل:
((وقال محمد بن عبد الملك الزيات يشتكي مصابه،
ويذكر فجيعته ويبكي على زمانه:
عَرِيت من الشباب وكنتُ غَضّا = كما يعرى من الورق القضيبُ
ونُحْت على الشباب بدمع عيني = فما نفع البكاءُ ولا النحيبُ
فيا أسفا أسِفتُ على شباب = نفاه الشيبُ والرأسُ الخضيبُ
ألا ليت الشبابَ يعودُ يوما = فأخبرهُ بما فعل المشيبُ))
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 07:57 م]ـ
ونسبه صديق حسن خان القنوجي، في كتابه؛
نشوة السكران:
((وقول العلوي الحماني:
عريت عن الشباب وكنت غضا = كما يعري عن الورق القضيب
ونحت على الشباب بدمع عيني = فما نفع البكاء ولا النحيب
ألا ليت الشباب يعود يوما = فأخبره بما فعل المشيب))
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 10:54 م]ـ
ووجدت ممن ذكر هذه الأبيات، من القدامى:
أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (المتوفى: 291هـ)،
في مجالسه؛ (مجالس ثعلب)، ولكمها، وللأسف الشديد
بلا نسبة!!!
(وأنشد:
عريت من الشباب وكان غضاً = كما يعرى من الورق القضيب
ونحت على الشباب بدمع عينى = ومنتحباً فما أغنى النحيب
فيا أسفاً أسفت على شباب = نعاه الشيب والرأس الخضيب
فيا ليت الشباب يعود يوماً = فأخبره بما فعل المشيب
تجلاني وبيض عارضى = وغيرني فأنكرني الحبيب))
ـ[نزار جابر]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:19 ص]ـ
بوركتم على هذه الفائدة التي أفدتمونا بها
فجزاكم الله خيرا(/)
لمن ينسب هذا البيت؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:05 م]ـ
من قائل هذا البيت
حبذا العيش حين قومي جميع
لم تفرق أمورها الأهواء؟؟
ودمتم بحقظ الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ...
ابن قيس الرقيات.
وارجع إلى ديوانه.
ـ[المعتصم]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:53 ص]ـ
شكرا لك على جهدك السريع
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 12:37 م]ـ
صرخ الحيارى اسمٌ على مسمّى:) ..
جزيت خيراً وللسائل العفو ..
والسلام عليكما
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 09:05 م]ـ
وعليكم السلام أخي رؤبة. نحن هنا نستفيد منكم.(/)
الديانات في الأندلس
ـ[فتافيت]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:14 م]ـ
مرحبا أساتذتي ....
أرجوا المساعدة ..
أحتاج الى معرفة الديانات في الأندلس
(الديانات في عصر الدولة الأندلسية)
وشكرا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم
اختي الكريمة اولا انا لست بأحد الاساتذة
ولكن لعلي افيدكِ
من المراجع التي تتحدث عن الاندلس،قد تفيدك في مبتغاك
ولكن لدي العلم بانها مراجع فيها كم كبير عن الاندلس
1 - نصح الطيب في غصن الاندلس الرطيب - المقري التلمساني
2 - الاحاطة في اخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب
3 - الوافي بالوفيات - صلاح الدين الصفدي
4 - الروض المعطار في خبر الاقطار - ابن عبدالمنعم الحميري
5 - جذوة المقتبس في ذكر ولاة الاندلس - الحميدي
6 - المغرب في حلى المغرب - ابن سعيد المغربي
7 - نهاية الارب في فنون الادب - النويري(/)
من قائل ذا الابياتـ .. :)
ـ[مصقوعهـ بغضارهـ]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:30 م]ـ
وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن .. نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى
غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا .. كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا
وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَيٍّ .. لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ .. فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
كُلُّ ما لَم يَكُن مِنَ الصَعبِ في الأَنـ .. ـفُسِ سَهلٌ فيها إِذا هُوَ كانا
***************
بكرت تخوفني الحُتوف كأنني .. أصبحت عن غَرَض الحُتوف بمعزل
فأجبتها إن المنيَّة منهل .. لا بد أن أسْقى بكأس المنهل
فاقْنَي حياءك لا أبا لك واعلَمي .. أني امرؤ سأموت إن لم أقْتل
إن المنية لو تمثل مُثلت .. مثلِي إذا نَزلوا بضنْك المنزِل
والخيل ساهمة الوجوه كأنما .. تُسقى فوارسها نقيع الحنظل
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:38 م]ـ
السلام عليكم أخية ... القائل هو: أبو الطيب المتنبي. وهو القائل:
(ومن يجعل الضرغام بازا لصيده ... يصيده الضرغام فيما تصيدا)
(وإذا ما خلا الجبان بأرض ***** طلب الطعن وحده والنزالا)
ـ[مختار العزيزي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:40 م]ـ
السلام عليكم أخية ... القائل هو: أبو الطيب المتنبي. وهو القائل:
(ومن يجعل الضرغام بازا لصيده ... يصيده الضرغام فيما تصيدا)
(وإذا ما خلا الجبان بأرض ***** طلب الطعن وحده والنزالا)
من لها غير شاااااااااااعر العربية الأول المتنبي
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 09:44 ص]ـ
من لها غير شاااااااااااعر العربية الأول المتنبي
يستحق أكثر من هذا اللقب:)
ـ[مصقوعهـ بغضارهـ]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:39 م]ـ
كل القصيدتين هو المتنبي
؟؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:04 م]ـ
كل القصيدتين هو المتنبي
؟؟
تقصدين: كلتا القصيدتين
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:05 م]ـ
الأبيات الأخرى
بكرت تخوفني الحتوف كأنني ........... أصبحت عن عرض الحتوف بمعزل
لعنترة بن شداد العبسي(/)
النابغه
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 04:06 م]ـ
السلا م عليكم
بطلب منكم
شرح لمعلقة النابغه الذبياني شرح تفصيلي وشرح لمعاني الكلمات
وشرح لابيات الشنفري
بس الاهم النابغه الذبياني
ولكم خالص الشكر والتقدير
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 02:28 ص]ـ
ارجوكم يااخواني واخواتي محتاجه للتحليل كثي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 01:21 م]ـ
؟؟؟؟
؟؟؟؟
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ارجعي للكتب المختصة بالمعلقات وسوف تجدين المعلقه بفرداتها
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 11:42 م]ـ
اخي اين اجد هذا الكتاااااب افدني جزاك الله خيرا
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 07:24 م]ـ
الكتاب هو المعلقات العشر يوجد في المكتبات كذلك عندما تكتبين تحليل معلقة النابغة في قوقل سوف تظهر لكي مجموعة من المنتديات متخصصه في المعلقات
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 11:07 م]ـ
هذا الشرح منقول للامية العرب
أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني الى قوم سواكم لاميل
بنو الأم: الأشقاء أو غيرهم ما دامت تجمعهم الأم، واختار هذه الصِّلة لأنًها أقرب الصِّلات إلى العاطفة والمودَّة. والمطيّ: ما يُمتَطى من الحيوان، والمقصود بها، هنا، الإبل. والمقصود بإقامة صدورها: التهيؤ للرحيل. والشاعر يريد استعدادهم لرحيله هو عنهم لا لرحيلهم هم، وربما أشار بقوله هذا إلى أنَهم لا مقام لهم بعد رحيله فمن الخير لهم أن يرحلوا والميل هنا أفعل لرغبته الميل لقوم غيرهم.
2 - فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْلُ مُقْمِرٌ وَشُدَّتْ لِطِيّاتٍ مَطَايَا وَأرْحُلُ
حُمَّت: قُدِّرتْ ودُبِّرت. والطِّيَّات: جمع الطِّيَّة، وهي الحاجة، وقيل: الجهة التي يقصد إليها المسافر. وتقول العرب: مضَى فلان لطيَّته، أي لنيّته التي انتواها. الأرْحل: جمع الرحل، وهو ما يوضَع على ظهر البعير. وقوله:" واللَيل مقمِر " كناية عن تفكيره بالرحيل في هدوء، أو أنه أمر لا يُراد إخفاؤه. ومعنى البيت: لقد قُدِّر رحيلي عنكم، فلا مفرّ منه، فتهيؤوا له.
3 - وفي الأَرْضِ مَنْأَى لِلْكَرِيمِ عَنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ
المَنأى: المكان البعيد. القِلى: البغض والكراهية. والمتعزِّل: المكان لمن يعتزل الناس. والبيت فيه حكمة: ومعناه أن الكريم يستطيع أن يتجنب الذلّ، فيهاجر إلى مكان بعيد عمَّن يُنتظر منهم الذلّ، كما أن اعتزال الناس أفضل من احتمال أذيتهم.
4 - لَعَمْرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَاً أَوْ رَاهِبَاً وَهْوَ يَعْقِلُ
لعمرك: قَسَم بالعمر. سرى: مشى في الليل. راغباً: صاحب رغبة. راهباً: صاحب رهبة. والبيت تأكيد للبيت السابق، ومعناه أن الأرض واسعة سواء لصاحب الحاجات والآمال أم للخائف.
5 - وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُون: سِيدٌ عَمَلَّسٌ وَأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وَعَرْفَاءُ جَيْأََلُ
دونكم: غيركم. الأهلون: جمع أهل. السِّيد: الذئب. العملَّس: القويّ السَّريع. الأرقط: الذي فيه سواد وبياض. زُهلول: خفيف. العرفاء: الضبع الطويلة العُرف. جَيْئَل: من أسماء الضبع. والمعنى أن الشاعر اختار مجتمعاً غير مجتمع أهله، كلّه من الوحوش، وهذا هو اختيار الصعاليك.
6 - هُمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّرِّ ذَائِعٌ لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْذَلُ
هم الأهل أي الوحوش هم الأهل، فقد عامل الشاعِرُ الوحوشَ معاملة العقلاء، وهو جائز. وقوله: "هم الأهل " بتعريف المسنَد، فيه قَصر، وكأنَه قال: هم الأهل الحقيقيّون لا أنتم. والباء في " بما " للسببية. والجاني: المقْترف الجناية أي الذنب. جرَّ: جنى. يُخْذَل: يُتَخلّى عن نصرته. والشاعر في هذا البيت يقارن بين مجتمع أهله ومجتمع الوحوش، فيفضل هذا على ذاك، وذلك أن مجتمع الوحوش لا يُفْشِي الأسرار، ولا يخذل بعضه بعضاً بخلاف مجتمع أهله.
7 - وَكُلٌّ أَبِيٌّ بَاسِلٌ غَيْرَ أنَّنِي إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِدِ أبْسَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلٌّ: أي كل وحش من الوحوش التي ذكرتها. أبيّ: يأبى الذّلَّ والظلم. باسل: شجاع بطل. الطرائد: جمع الطريدة، وهي كل ما يُطرد فيصاد من الوحوش والطيور. أبْسَل: أشَدّ بسالَةً. والشاعر يتابع في هذا البيت مدح الوحوش فيصفها بالبسالة، لكنه يقول إنّه أبسل منها.
8 - وَإنْ مُدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُنْ بَأَعْجَلِهِمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
الجَشع: النَّهم وشدَّة الحرص. وفي هذا البيت يفتخر الشاعر بقناعته وعدم جشعه، فهو، وإنْ كان يزاحم في صيد الطرائد، فإنه لا يزاحم في أكلها.
9 - وَمَا ذَاكَ إلّا بَسْطَةٌ عَنْ تَفَضُّلٍ عَلَيْهِمْ وَكَانَ الأَفْضَلَ المُتَفَضِّلُ
ذاك: كناية عن أخلاقه التي شرحها. البسطة: السعة. التفضُّل: ادّعاء الفضل على الغير، والمعنى أنَّ الشاعر يلتزم هذه الأخلاق طلباً للفضل والرِّفعة.
10 - وَإنّي كَفَانِي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً بِحُسْنَى ولا في قُرْبِهِ مُتَعَلَّلُ
التعلّل: التلهِّي، والمعنى: ليس في قربه سلوى لي، يريد: أني فقدتُ أهلًا لا خير فيهم، لأنهم لا يقدِّرون المعروف، ولا يجزون عليه خيراً، وليس في قربهم أدنى خير يُتَعلّل.
11 - ثَلاَثَةُ أصْحَابٍ: فُؤَادٌ مُشَيَّعٌ وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْرَاءُ عَيْطَلُ
المُشيَّع: الشجاع. كأنَّه في شيعة كبيرة من الناس. الإصليت: السَّيف المُجرَّد من غمده. الصفراء: القوس من شجر النَّبع. العيطل: الطويلة. والمعنى أن عزاء الشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع، وسيف أبيض صارم مسلول، وقوس طويلة العنق.
12 - هَتُوفٌ مِنَ المُلْسَِ المُتُونِ تَزِينُها رَصَائِعُ قد نِيطَتْ إليها وَمِحْمَلُ
هتوف: مُصَوِّتة. الملس: جمع ملساء، وهي التي لا عُقَد فيها. المُتون: جمع المتن، وهو الصُّلب. والرصائع: جمع الرصيعة، وهي ما يُرصَّع أي يُحلَّى به. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: ما يُعلَّق به السيف أو القوس على الكتف. والشاعر في هذا البيت يصف القوس بأنّ لها صوتاً عند إطلاقها السهم، وبأنَّها ملساء لا عُقد فيها تؤذي اليد، وهي مزيَّنة ببعض ما يُحلَّى بها، بالإضافة إلى المحمل الذي تُعلَّق به.
13 - إذا زَلََّ عنها السَّهْمُ حَنَّتْ كأنَّها مُرَزَّأةٌ عَجْلَى تُرنُّ وَتُعْوِلُ
زلّ: خرج. حنين القوس: صوت وترها. مُرزَّأة: كثيرة الرزايا (المصائب). عَجْلى: سريعة. تُرنّ: تصوِّت برنين، تصرخ. تُعول: ترفع صوتها بالبكاء والعويل. والمعنى أن صوت هذه القوس عند انطلاق السهم منها يشبه صوت أنثى شديدة الحزن تصرخ وتولول.
14 - وَأغْدو خَمِيصَ البَطْن لا يَسْتَفِزُّنيِ إلى الزَادِ حِرْصٌ أو فُؤادٌ مُوَكَّلُ
خميص البطن ضامره، يستفزّني: يثيرني. الحِرْص: الشَّرَه إلى الشيء والتمسّك به.
15 - وَلَسْتُ بِمِهْيَافٍ يُعَشِّي سَوَامَه مُجَدَّعَةً سُقْبَانُها وَهْيَ بُهَّلُ
المهياف: الذي يبعد بإبله طالباً المرعى على غير علم، فيعطش. السوام: الماشية التي ترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء. السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة وهي التي لا صرار عليها (الصِّرار: ما يُصَرّ به ضرع الناقة لئلا تُرضَع). يقول: لستُ كالراعي الأحمق الذي لا يُحسن تغذية سوامه، فيعود بها عشاءً وأولادها جائعة رغم أنها مصرورة. وجوع أولادها كناية عن جوعها هي، لأنها، من جوعها، لا لبن فيها، فيغتذي أولادها منه.
16 - ولا جُبَّأٍِ أكْهَى مُرِبٍّ بعِرْسِهِ يُطَالِعُها في شَأْنِهِ كَيْفَ يَفْعَلُ
الجُبّأ: الجبان. والأكهى: الكدِر الأخلاق الذي لا خير فيه، والبليد. مُرِبّ: مقيم، ملازم. عرِسه: امرأته. وملازمة الزوج يدلّ على الكسل والانصراف عن الكسب والتماس الرزق. وفي هذا البيت ينفي الشاعر عن نفسه الجبن، وسوء الخلق، والكسل، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها.
17 - وَلاَ خَرِقٍ هَيْقٍ كَأَنَّ فؤادَهُ يَظَلُّ به المُكَّاءُ يَعْلُو وَيَسْفُلُ
الخرق: ذو الوحشة من الخوف أو الحياء والمراد، هنا، الخوف. والهيق: الظْليم (ذكَر النعام)، ويُعرف بشدّة نفوره وخوفه. والمُكّاء: ضرب من الطيور. والمعنى: لست مِمَّن يخاف فيقلقل فؤاده ويصبح كأنّه معلّق في طائر يعلو به وينخفض.
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - ولا خَالِفٍ دارِيَّةٍ مُتَغَزِّلٍ يَرُوحُ وَيغْدُو داهناً يَتَكَحَّلُ
الخالف: الذي لا خير فيه. يقال: فلان خالفة (أو خالف) أهل بيته إذا لم يكن عنده خير. والدَّاريّ والداريّة: المقيم في داره لا يبرحها. المتغزّل: المتفرّغ لمغازلة النساء. يروح: يسير في الرواح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى اللَّيل. يغدو: يسير في الغداة، وهو الوقت من الصباح إلى الظهر. والداهن: الذي يتزيَّن بدهن نفسه. يتكحّل: يضع الكحل على عينيه. والمعنى أن الشاعر ينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.
19 - وَلَسْتُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيْرِهِ ألَفَّ إذا ما رُعْتَهُ اهْتَاجَ أعْزَلُ
العَلّ: الذي لا خير عنده، والصَّغير الجسم يشبه القُراد. ألفّ: عاجز ضعيف. رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: الذي لا سلاح لديه.
20 - وَلَسْتُ بِمِحْيَارِ الظَّلاَمِ إذا انْتَحَتْ هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ
(20) المِحْيار: المتحيّر. انْتَحَتْ: قصدت واعترضَتْ. الهدى: الهداية، والمقصود هداية الطريق في الصحراء. الهوجل: الرجل الطويل الذي فيه حمق. العِسِّيف: الماشي على غير هدى. اليَهْماء: الصحراء. الهَوْجَل: الشديد المسلك المَهول. وفي البيت تقديم وتأخير. والأصل: لست بمحيار الظلام إذا انتحت يهماء هوجل هدى الهوجل العسيف. والمعنى: لا أتحيّر في الوقت الذي يتحير فيه
21 - إذا الأمْعَزُ الصَّوّانُ لاقَى مَنَاسِمِي تَطَايَرَ منه قَادِحٌ وَمُفَلَّلُ
الأمعز: المكان الصّلب الكثير الحصى. الصَّوّان: الحجارة الملس. المناسم: جمع المنسم، وهو خفّ البعير. شبّه قدميه بأخفاف الإبل. القادح: الذي تخرج النار من قدمه. مفلَّل: متكسِّر. والمعنى أنه حين يعدو تتطاير الحجارة الصغيرة من حول قدميه، فيضرب بعضها بحجارة أخرى، فيتطاير شرر نار وتتكسَّر.
22 - أُديمُ مِطَالَ الجُوعِ حتّى أُمِيتَهُ وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحاً فأُذْهَلُ
أُديم: من المداومة، وهي الاستمرار. المطال: المماطلة. أضرب عند الذِّكْر صَفْحاً: أتناساه. فأذهل: أنساه. يقول: أتناسى الجوع، فيذهب عنّي. وهذه الصورة من حياة الصَّعْلَكَة.
23 - وَأَسْتَفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى لَهُ عَلَيَّ مِنَ الطَّوْلِ امْرُؤٌ مُتَطَوِّلُ
الطَّوْل: المَنّ. امرؤ متطوِّل: منّان. والمعنى أنه يفضل أن يستفَّ تراب الأرض على أن يمدّ أحد إليه يده بفضل أو لقمة يمنّ بها عليه.
24 - ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْفَ مَشْرَبٌ يُعَاشُ به إلاّ لَدَيَّ وَمَأْكَلُ
الذَّأم والذَّام: العيب الذي يُذمّ به. يُلفى: يوجد. والمعنى: لولا تجنُّبي ما أذمّ به، لحصلت على ما أريده من مأكل ومشرب بطرق غير كريمة.
25 - وَلكِنّ نَفْسَاً مُرَّةً لا تُقِيمُ بي على الذامِ إلاَّ رَيْثَما أَتَحَوَّلُ
مرَّة: صعبة أبيّة. الذَّام: العيب. وفي هذا البيت استدراك، فبعد أن ذكر الشاعر أنّه لولا اجتناب الذمّ لحصل على ما يريده من مأكل ومشرب، قال إن نفسه لا تقبل العيب قَطّ.
26 - وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ خُيُوطَةُ مارِيٍّ تُغَارُ وتُفْتَلُ
الخَمص: الجوع، والخُمص: الضُّمر. الحوايا: جمع الحويَّة، وهي الأمعاء. الخيوطة: الخيوط. ماريّ فاتل، وقيل: اسم رجل اشتُهر بصناعة الحبال وفتلها. تغَارُ: يُحكم فتلها. والمعنى. أطوي أمعائي على الجوع، فتصبح، لخلوّها من الطعام، يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها.
27 - وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيدِ كما غَدَا أَزَلُّ تَهَادَاهُ التنَائِفَ أطْحَلُ
أغدو: أذهب في الغداة، وهي الوقت بين شروق الشمس والظهر. القوت: الطعام. الزهيد: القليل. الأزلّ: صفة للذئب القليل اللحم. تهاداه: تتناقله وتتداوله. التنائف: الأرضون، واحدتها تنوفة، وقيل: هي المفازة في الصحراء. الأطحل: الذي في لونه كدرة. يشبه الشاعر نفسه بذئب نحيل الجسم جائع يتنقل بين الفلوات بحثاً عن الطعام.
28 - غَدَا طَاوِياً يُعَارِضُ الرِّيحَ هَافِياً يَخُوتُ بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الطاوي: الجائع. يعارض الريح: يستقبلها. أي: يكون عكس اتجاهها. وهذا الوضع يساعده على شمّ رائحة الفريسة واتّباعها. الهافي: الذي يذهب يميناً وشمالاً من شدَّة الجوع، وقيل: معناه السريع. يخوت. يختطف وينقض. أذناب: أطراف. الشِّعاب: جمع الشِّعب، وهو الطريق في الجبل. يعسل: يمر مَرَّاً سَهْلاًَ. وفي هذا البيت تتمة لما في البيت السابق من وصف للذئب.
29 - فَلَما لَوَاهُ القُوتُ مِنْ حَيْثُ أَمَّهُ دَعَا فَأجَابَتْهُ نَظَائِرُ نُحَّلُ
لواه: دفعه، وقيل: مطله وامتنع عليه. أَمَّه: قصده. النظائر: الأشباه التي يشبه بعضها بعضاً. نُحَّل: جمع ناحِل، وهو الهزيل الضامِر. يقول: بعد أن يئس هذا الذئب من العثور على الطعام، استغاث بجماعته، فأجابته هذه، فإذا هي جائعة ضامرة كحاله.
30 - مُهَلَّلَةٌ شِيبُ الوُجُوهِ كأنَّها قِدَاحٌ بأيدي ياسِرٍ تَتَقَلْقَلُ
مُهَلَّلة: رقيقة اللحم، وهي صفة لـ" نظائر " التي في البيت السابق. شِيب: جمع أَشْيَب وشيباء. القِداح: جمع قِدْح، وهو السَّهْم قبل بريه وتركيب نصله، وهو، أيضاً، أداة للقمار. الياسر: المقامِر. تتقلقل: تتحرك وتضطرب. وفي هذا البيت يصف الشاعر الذئاب الجائعة الباحثة عن الطعام، فإذا هي نحيلة من شدة الجوع، بيضاء شعر الوجه، مضطربة كسهام القمار.
31 - أوِ الخَشْرَمُ المَبْعُوثُ حَثْحَثَ دَبْرَهُ مَحَابِيضُ أرْدَاهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ
"أو" للعطف إمّا على الذئب الأزلّ في البيت الذي سبق قبل ثلاثة أبيات، وإمَّا على، " قداح " التي في البيت السابق، وجاز عطف المعرفة على النكرة لأنه أراد بـ" الخشرم " الجنس إبهاماً، و" قداح " وإن كان نكرةً، فقد وُصف، فاقترب من المعرفة. والخشرم: رئيس النحل. حَثْحَثَ: حرك وأزعج. الدَّبْر: جماعة النَحْل. المحابيض: جمع المحبض، وهو العود مع مشتار العسل. أرداهُنَّ: أهلكهنّ. السامي: الذي يسمو لطلب العسل. المعَسَّل: طالب العسل وجامعه.
32 - مُهَرَّتَةٌ فُوهٌ كَأَنَّ شُدُوقَها شُقُوقُ العِصِيِّ كَالِحَاتٌ وَبُسَّلُ
المُهَرَّتة: الواسعة الأشداق. الفُوه: جمع "الأفوه " للمذكَّر، والفوهاء للمؤنث، ومعناه المفتوحة الفم. الشدوق: جمع الشّدق، وهو جانب الفم. كالحات: مكشرة في عبوس. البُسَّل: الكريهة المنظر. والشاعر في هذا البيت يعود إلى وصف الذئاب التي تجمّعت حول ذلك الذي دعاها لإنجاده بالطعام، فيصفها بأنها فاتحة أفواهها، واسعة الشدوق، كئيبة كريهة المنظر.
33 - فَضَجَّ وَضَجَّتْ بالبَرَاحِ كأنَّها وإيّاهُ نُوحٌ فَوْقَ عَلْيَاءَ ثُكَّلُ
ضجَّ: صاح. البراح: الأرض الواسعة. النوح: النساء النوائح. العلياء: المكان المرتفع. الثكَّل: جمع الثَّكْلى، وهي المرأة التي فقدت زوجها أو ولدها أو حبيباً. والمعنى أن الذئب عوى فعوتِ الذئاب من حوله، فأصبح وإيّاها كأنَّهن في مأتم تنوح فيه الثكالى فوق أرض عالية.
34 - وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتَّسَى واتَّسَتْ به مَرَامِيلُ عَزَّاها وعَزَّتْهُ مُرْمِلُ
أغْضى: كفّ عن العواء. اتَّسَى، بالتشديد: افتعل من "الأسوة "وهي الاقتداء، وكان الأصل فيه الهمزة، فأبدلت الهمزة ياء لسكونها وكسر همزة الوصل قبلها، ثُم أُبدلت الياء تاء، وأُدغمت في تاء الافتعال. ويروى بالهمزة فيهما من غير تشديد، وهو أجود من الأوّل، لأن همزة الوصل حذفت لحرف العطف، فعادت الهمزة الأصليّة إلى موضعها، كقولك: وائتمنه، والذي ائتمن. والمراميل: جمع المرمل، وهو الذي لا قوت له. والمعنى أن الذئب وجماعته وجدا حالهما متّفقين يجمعهما البؤس والجوع، فأخذ كل منهما يعزِّي الآخر ويتأسَّى به.
35 - شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ
شكا: أظهر حاله من الجوع. ارعوى: كفَّ ورجع. الشكو: الشَّكوى. وعجز هذا البيت حكمة، ومفادها أنَّ الصبر أفضل من الشكوى إن كانت غير نافعة.
36 - وَفَاءَ وَفَاءَتْ بَادِراتٍ وَكُلُّها على نَكَظٍ مِمَّا يُكَاتِمُ مُجْمِلُ
فَاءَ: رجع. بادرات: مسرعات، وبادره بالشيء أسرع به إليه. النكظ: شدَّة الجوع. يكاتم: يكتم ما في نفسه. مُجْمِل. صانع للجميل. وفي هذا البيت يتابع الشاعر وصف الذئاب، فيقول إنهنَّ بعد يأسهن من الحصول على الطعام، عدن إلى مأواهنَّ، وفي نفوسهن الحسرة والمرارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
37 - وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُدْرُ بَعْدَما سَرَتْ قَرَبَاً أحْنَاؤها تَتَصَلْصَلُ
الأسآر: جمع سؤر، وهو البقيَّة في الإناء من الشراب. القطا: نوع من الطيور مشهور بالسرعة. الكدر: جمع أكدر للمذكَّر وكدراء للمؤنَّث، والكُدرة: اللَّون ينحو إلى السواد. القَرَب: السير إلى الماء وبينك وبينه ليلة. الأحناء: جمع الحنو، وهو الجانب. تتصلصل تصوِّت. والمعنى أنِّي أريد الماء إذا سايرت القطا في طلبه، فأسبقها إليه لسرعتي، فترد بعدي، فتشرب سُؤري.
38 - هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَا وأسْدَلَتْ وشَمَّرَ مِنِّي فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
هَمَمْتُ بالأمر: عزمتُ على القيام به ولم أفعله. والتاء في " هَمَّتْ " تعود إلى القطا، والمعنى: أنا وإيَّاها قصدنا الماء. ابتدرنا: سابق كلٌّ منّا الآخر. أسدلت: أرخت أجنحتها كناية عن التعب. الفارط: المتقدِّم، وفارط القوم: المتقذِّم ليصلح لهم الموضع الذي يقصدونه. يقول: ظهر التعب على القطا، وبقيت في قمَّة نشاطي، فأصبحت متقدِّماً عليها دون أن أبذل كلَّ جهدي، بل كنتُ أعدو متمهِّلاً لأنني واثق من السبق.
39 - فَوَلَّيْتُ عَنْها وَهْيَ تَكْبُو لِعُقْرِهِ يُبَاشِرُهُ منها ذُقُونٌ وَحَوْصَلُ
ولَّيت: انصرفت. تكبو: تسقط. العُقْر: مقام السَّاقي من الحوض يكون فيه ماء يتساقط من الماء عند أخذه من الحوض. الذّقون: جمع الذقن، وهو منها ما تحت حلقومها. الحَوْصل: جمع الحوصلة، وهي معدة الطائر. يقول: سبقت القطا بزمن غير قصير حتى إنِّي شربت وانصرفت عن الماء قبل وصولها مجهدةً تتساقط حول الماء ملتمسةً الماء بذقونها وحواصلها.
40 - كأنَّ وَغَاها حَجْرَتَيْهِ وَحَوْلَهُ أضَامِيمُ مِنْ سَفْرِ القَبَائِلِ نُزَّلُ
وغاها: أصواتها. حَجْرتاه: ناحيتاه، والضمير يعود على الماء. والأضاميم: جمع الإضمامة، وهي القوم ينضمّ بعضهم إلى بعض في السَّفَر. السَّفْر: المسافرون. نزَّل: جمع نازل، وهو المسافر الذي حطَّ رحله، ونزل بمكان معيَّن، وحوله جماعات من المسافرين حطَّت الرحال محدثةً صخباً كبيراً، والمعنى أن أصوات القطا حول الماء كثيرة حتى كأنَّها أَلََّفت جانبي الماء.
41 - تَوَافَيْنَ مِنْ شَتَّى إِلَيْهِ فَضَمَّهَا كما ضَمَّ أذْوَادَ الأصَارِيمِ مَنْهَلُ
توافين: توافدن وتجمَّعن، والضمير يعود إلى القطا. شتَّى: متفرِّقة، والمقصود متفرّقة. الأذْواد: جمع ذود، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإبل. ومن أمثال العرب: " الذَّود إلى الذَّودِ إبل "، وهو يُضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتّى يؤدِّي إلى الكثير. الأصاريم: جمع الصرمة، وهي العدد من الإبل نحو الثلاثين. والمَنْهل: الماء. والمعنى أنَّ أسراب القطا حول الماء تشبه أعداداً كثيرة من الإبل تتزاحم حول الماء.
42 - فَغَبَّ غِشَاشَاً ثُمَّ مَرَّتْ كأنّها مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِلُ
العَبّ: شرب الماء من غير مصّ. الغشاش: العجلة. والركب خاصّ بركبان الإبل. أحاظة: قبيلة من اليمن، وقيل: من الأزد. المُجْفل: المنزعج، أو المسرع. والمعنى أن القطا لفرط عطشها شربت الماء غبا، ثمّ تفرقت بسرعة.
43 - وآلَفُ وَجْهَ الأرْضِ عِنْدَ افْتَراشِها بأَهْدَأَ تُنْبِيهِ سَنَاسِنُ قُحَّلُ
آلف: أتعوَّد. الأهدأ: الشديد الثبات. تنبيه: تجفيه وترفعه. السناسن: فقار العمود الفقري. قُحَّل: جافة يابسة. يقول: ألفتُ افتراش الأرض بظهر ظاهرة عظامه، حتَّى إنَّ هذه العظام هي التي تستقبل الأرض، فيرتفع الجسم عنها، وهذا كناية عن شدَّة هزاله.
44 - وَأعْدِلُ مَنْحُوضاً كأنَّ فُصُوصَهُ كعَابٌ دَحَاهَا لاعِبٌ فَهْيَ مُثَّلُ
أعدل: أتوسَّد ذراعاً، أي: أسوِّي تحت رأسي ذراعاً. المنحوض: الذي قد ذهب لحمه. الفصوص: مفاصل العظام. الكعاب: ما بين الأنبوبين من القصب، والمقصود به هنا شيء يُلعب به. دهاها: بسطها. مُثَّل: جمع ماثل، وهو المنتصب. والمعنى أن ذراعه خالية من اللحم لا تبدو فيها إلاَّ مفاصل صلبة كأنها من حديد.
45 - فإنْ تَبْتَئِسْ بالشَّنْفَرَى أمُّ قَسْطَلٍ لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْوَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
تبتئس: تلقى بؤساً من فراقه. القسطل: الغبار. وأمّ قسطل: الحرب. و"ما "، في " لما " بمعنى الذي. اغتبطت: سرَّت. والمعنى أنَّ الحرب إذا حزنت لفراق الشنفرى إيَّاها، فطالما سرَّت بإثارته لها.
46 - طَرِيدُ جِنَايَاتٍ تَيَاسَرْنَ لَحْمَهُ عَقِيرَتُهُ لأِيِّها حُمَّ أَوَّلُ
طريد: مطرود. الجنايات: المقصود بها غاراته في الصعلكة. تياسرن لحمه: اقتسمنه. عقيرته: نفسه. حُمَّ: نزل، ولم يؤنَّث "حُمَّ " لأنَّه لـ "أيّ "، ولفظها مذكَّر. والمعنى أنَّه مطارد ممَّن أغار عليهم، وهؤلاء يتنافسون للقبض عليه والانتقام منه.
47 - تَنَامُ إذا مَا نَامَ يَقْظَى عُيُونُها حِثَاثَاً إلى مَكْرُوهِهِ تَتَغَلْغَلُ
تنام: أي الجنايات، وعبَّر بها عن مستحقِّيها. حثاثاً: سراعاً. تتغلغل: تتوغَّل وتتعمَّق. يقول: إنَّ أصحاب الجنايات في غاية اليقظة للانتقام مني، وهم إنْ ناموا، فإنَّ عيونهم تظل يقظى تترصَّدني للإيقاع بي. وقيل: المعنى أنَّه إذا قصَّر الطالبون عنه بالأوتار لم تقصَّر الجنايات.
48 - وإلْفُ هُمُومٍ ما تَزَالُ تَعُودُهُ عِيَاداً كَحُمَّى الرِّبْعِ أو هِيَ أثْقَلُ
الإلف: الاعتياد، وهنا بمعنى المعتاد. والربع في الحمّى أن تأخذ يوماً، وتدع يومين، ثمّ تجيء في اليوم الرابع. و"هي": ضمير يعود على "الهموم "، يعني الهموم أثقل عنده من حُمَّى الربع.
49 - إذا وَرَدَتْ أصْدَرْتُها ثمّ إنّها تَثُوبُ فَتَأتي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَلُ
وردت: حضرت، والضمير يعود للهموم. والورد خلاف الصَّدر. وأصدرتها: رددتها. تثوب: تعود. تُحيت: تصغير "تحت". عَلُ: مكان عالٍ. والمعنى أنَّ الشاعر كلَّما صرف الهموم، عادت إليه من كلّ جانب، فهي، أبداً، ملازمة له.
50 - فإمّا تَرَيْنِي كابْنَةِ الرَّمْلِ ضَاحِيَاً على رِقَّةٍ أحْفَى ولا أَتَنَعَّلُ
ابنة الرمل: الحية، وقيل: هي البقرة الوحشية. ضاحياً: بارزاً للحرِّ والقرّ. رقّة: يريد رقّة الحال، وهي الفقر. وأحفى: من الحفاء وهو عدم لبس النعل. وفي هذا البيت يتخيَّل الشاعر امرأةً، كعادة الشعراء القدماء، فيخاطبها قائلاً لها إنه فقير لا يملك ما يستر به جسده من لفح الحرّ والقرّ، ودون نعل ينتعله فيحمي رجليه.
51 - فإنّي لَمَولَى الصَّبْرِ أجتابُ بَزَّهُ على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ
مولى الصبر: وليّه. أجتاب: أقطع. البزّ: الثياب. السِّمع: ولد الذّئب من الضْبع. أنعل: أتخذه نعلاً. يقول إنّه صبور، شجاع، حازم.
52 - وأُعْدِمُ أَحْيَاناً وأَغْنَى وإنَّما يَنَالُ الغِنَى ذو البُعْدَةِ المُتَبَذِّلُ
أُعدِم: أفتقر. البعدة، بضمّ الباء وكسرها، اسم للبعد. المتبذِّل: المُسِفّ الذي يقترف ما يُعاب عليه. يقول إنه يفتقر حيناً ويغتني حيناً آخر، ولا ينال الغنى إلا الذي يقصر نفسه على غاية الاغتناء.
53 - فلا جَزِعٌ مِنْ خَلَّةٍ مُتَكَشِّفٌ ولا مَرِحٌ تَحْتَ الغِنَى أتَخَيَّلُ
الجزع: الخائف أو عديم الصبر عند وقوع المكروه. الخَلَّة: الفقر والحاجة. المتكَشِّف: الذي يكشف فقره للناس. المَرِح: شديد الفرح. المُتخَيِّل: المختال بغناه. يقول: لا الفقر يجعلني أبتئس مظهراً ضعفي، ولا الغنى يجعلني أفرح وأختال.
54 - ولا تَزْدَهِي الأجْهالُ حِلْمِي ولا أُرَى سَؤُولاًَ بأعْقَاب الأقَاويلِ أُنْمِلُ
تزدهي: تستخفّ. الأجهال: جمع الجَهْل، والمقصود الحمق والسفاهة. سؤول: كثير السؤال، أو ملحّ فيه. الأعقاب: جمع العقب، وهو الآخر. أنمل: أنمّ، والنملة، بفتح النون وضمّها، النميمة. والمعنى أنّ الشاعر حليم لا يستخفه الجهلاء، متعفِّف عن سؤال الناس، بعيد عن النميمة وإثارة الفتن بين الناس.
55 - وَلَيْلَةِ نَحْسٍ يَصْطَلي القَوْسَ رَبُّها وَأقْطُعَهُ اللَّاتي بِهَا يَتَنَبَّلُ
النَحْس: البرد. يصطلي: يستدفىء. ربّها: صاحبها. الأقطع: جمع قِطْع، وهو نصل السّهم. يتنبَّل: يتخذ منها النّبل للرمي. والمعنى: ربَّ ليلةٍ شديدة البرد يُشعل فيها صاحب القوسِ قوسَه ونصال سهامه، فيجازف بفقد أهمّ ما يحتاج إليه، ليستدفىء.
56 - دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتي سُعَارٌ وإرْزِيزٌ وَوَجْرٌ وَأفَكَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
دعست: دفعت بشدّة وإسراع، وقيل: معناه مشيت. أو وطئت. الغَطْش: الظلمة. البغش: المطر الخفيف. صحبتي: أصحابي. السّعار: شدّة الجوع، وأصله حرّ النار، فاستُعير لشدّة الجوع، وكأنّ الجوع يُحدث حرَّاً في جوف الإنسان. الإرزيز: البرد. والوجر: الخوف. والأفكل: الرعدة والارتعاش.
57 - فأيَّمْتُ نِسْوَانَاً وأيْتَمْتُ إلْدَةً وَعُدْتُ كما أبْدَأْتُ واللَّيْلُ ألْيَلُ
أيَّمت نسواناً: جعلتُهن أيامى، أي بلا أزواج. والأيِّم: من لا زوج له من الرجال والنساء على حدٍّ سواء. الإلدة: الأولاد. وأيتمتُ إلدة: جعلتهم بلا آباء. أبدأت: بدأت. أليل: شديد الظلمة.
58 - وأصْبَحَ عَنّي بالغُمَيْصَاءِ جَالساً فَرِيقَانِ: مَسْؤُولٌ وَآخَرُ يَسْألُ
أصبح: فعل ماض ناقص، اسمه "فريقان"، وخبره "جالساً". ويجوز أن يكون فعلاً تامَّاً فاعله "فريقان"، و"جالساً"، حال. والغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكة. والجَلْس. اسم لبلاد نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى الجَلْس، فهو جالس، كما يقال: أتْهَمَ، إذ أتى تهامة. يقول: كان من نتائج غارتي اللّيليّة، التي وصفها في الأبيات الثلاثة السابقة، أنه عند الصباح أخذ الذين غرت عليهم يسأل بعضهم بعضاً، وهم بنجد، عن آثار غارتي متعجّبين من شدّتها وآثارها الأليمة.
59 - فَقَالُوا: لَقَدْ هَرَّتْ بِلَيْلٍ كِلَابُنَا فَقُلْنَا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ عَسَّ فُرْعُلُ
هَرَّت: نبحت نباحاً ضعيفاً. عَسَّ: طاف باللَّيل، ومنه العَسَس، وهم حرَّاس الأمن في اللَّيل. الفُرعُل: ولد الضبع. يقول: إن القوم الذين أغرت عليهم يقولون: لم نسمع إلا هرير الكلاب، وكان هذا الهرير بفعل إحساسها بذئب أو بفرعل.
60 - فَلَمْ يَكُ إلاَّ نَبْأةٌ ثُمَّ هَوَّمَتْ فَقُلْنَا: قَطَاةٌ رِيعَ أمْ رِيعَ أجْدَلُ
النبأة: الصوت، والمقصود صوت صدر مرّةً واحدة ضعيفاً. هوَّمت: نامت، والضمير في هذا الفعل يعود على الكلاب. القطاة: نوع من الطيور، يسكن الصحراء خاصَّةً. رِيع: خاف. وفاعله "قطاة"، ولذلك كان على الشاعر أن يقول "ريعتْ"، ولم يؤنث لوجهين: أحدهما على الشذوذ، والثاني أنَّه حمل القطاة على جنس الطائر، فكأنَّه قال: طائر ريع. والأجدل: الصَّقْر. وهمزة الاستفهام محذوفة، والتقدير: أقطاة ريعت أم ريع أجَدَلُ. وهذا البيت استدراك للبيت السابق، فقد استدرك القوم الذين أغار عليهم، فقالوا: إن هرير الكلاب لم يستمرّ، وإنَّما كان صوتاً واحداً ضعيفاً، ثم نامت الكلاب، فقالوا، عندئذ، لعل الذي أحسَّت به الكلاب قطاة أو صقر.
61 - فَإِنْ يَكُ مِنْ جِنٍّ لأبْرَحُ طارِقاً وإنْ يَكُ إنْسَاً ما كَها الإنسُ تَفْعَلُ
أبرح: أتى البَرَح، وهو الشِّدَّة، وقيل: هو أفعل تفضيل من البرح، وهو الشِّدَّة والقوَّة. الطارق: القادم باللَّيل. والكاف في "كها" للتشبيه. والمعنى أن الذين أغار عليهم تعجَّبوا وتَحيَّروا، فقد تعوَّدوا أن يقوم بالغارة جماعة من الرجال لا فرد واحد، وأن يشعروا بها فيدافعوا عن أنفسهم وحريمهم، أمَّا أن تكون بهذه الصورة الخاطفة فهذا الأمر غير مألوف، ولعل الذين قاموا بها من الجنّ لا من الإنس.
وهذا البيت شاهد للنحاة على جر الكاف للضمير في "كها" شذوذاً.
62 - وَيومٍ مِنَ الشِّعْرَى يَذُوبُ لُعَابُهُ أفاعِيهِ في رَمْضائِهِ تَتَمَلْمَلُ
الشِّعرى: كوكب يطلع في فترة الحر الشَّديد، ويوم من الشِّعرى: يوم من الحرّ الشديد. واللّواب (كما في بعض الروايات): اللعاب، والمقصود به ما ينتشر في الحر كخيوط العنكبوت في الفضاء، وإنما يكون ذلك حين يكون الحز مصحوباً بالرطوبة، الأفاعي: الحيَّات. الرمضاء: شدَّة الحرّ. تتململ: تتحرك وتضطرب. يقول: ربَّ يومٍ شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها على شدَّة الحر.
63 - نَصَبْتُ له وَجْهي ولا كِنَّ دُونَهُ ولا سِتْرَ إلاَّ الأتْحَمِيُّ المُرَعْبَل
نصبت له وجهي: أقمته بمواجهته. الكِنّ؛ السِّتر. الأتحميّ: نوع من الثياب كالعباءة. المرعبل: المُمَزَّق. وهذا البيت مرتبط بسابقه، ومعناهما: ربَّ يوم شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها شدَّة الحرّ، واجهت لفح حرِّه دون أيّ ستر على وجهي، وعليّ ثوب ممزّق لا يردّ من الحرِّ شيئاً قليلاً.
64 - وَضَافٍ إذا طَارَتْ له الرِّيحُ طَيَّرَتْ لبائِدَ عن أعْطَافِهِ ما تُرَجَّلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الضافي: السابغ المسترسِل، ويعني شَعره. اللبائد: جمع اللبيدة، وهي الشَّعر المتراكب بين كتفيه، المتلبِّد لا يُغْسَل ولا يُمشَّط. الأعطاف: جمع العَطف، وهو الجانب. ترجَّل: تسرَّح وتمشَّط. والمعنى: أنَّه لا يستر وجهه وجسمه إلا الثوب الممزَّق، وشعر رأسه، لأنه سابغ. إذا هبّت الريح لا تفرِّقه لأنّه ليس بِمسرَّح، فقد تلبَّد واتَّسخ لأنَّه في قفر ولا أدوات لديه لتسريحه والعناية به.
65 - بَعِيدٌ بِمَسِّ الدُّهْنِ والفَلْيِ عَهْدُهُ له عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْوِلُ
بعيد بمسّ الدهن والفلي أي منذ زمن بعيد لم يعرف الدهن والفَلْي (الفلي: إخراح الحشرات من الشَّعر. العَبَس: ما يتعلَّق بأذناب الإبل والضّأن من الرَّوث والبول فيجف عليها، ويصبح وسخاً. عافٍ: كثير. مُحْوِل: أتى عليه حول (سنة). والأصل: محوِل من الغَسْل. والبيت بكامله وصف لشعره.
66 - وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّرْسِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ بِعَامِلَتَيْنِ، ظَهْرُهُ لَيْسَ يُعْمَلُ
الخَرْق: الأرض الواسعة تتخرَّق فيها الرياح. كظهر الترس: يعني أنَّها مستوية. قَفْر: خالية، مقفرة، ليس بها أحد. العاملتان: رجلاه. والضمير في "ظهره" يعود على الخرق. ليس يُعمل: ليس مِمَّا تعمل فيها الركاب.
67 - فألْحَقْتُ أُوْلاَهُ بأُخْرَاهُ مُوفِيَاً عَلَى قُنَّةٍ أُقْعِي مِرَارَاً وَأمْثُلُ
ألحقت أولاه بأخراه: جمعت بينهما بسيري فيه، قطعته. والضمير في "أولاه" و "أخراه " يعود على (الخرق) المذكور في البيت السابق. والمعنى: لشدَّة سرعتي لحق أوّله بآخره. موفياً: مشرفاً. القُنَّة: أعلى الجبل، مثل القلَّه. الإقعاء: أن يلصق الرجل ألْيَتَيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويتساند ظهره. أمثل: أنتصب قائماً. يقول: وربَّ أرض واسعة قطعتها مشرفاً من على قمَّة جبل، جالساً حيناً، وسائراً حيناً آخر.
68 - تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلي كأنّها عَذَارَى عَلَيْهِنَّ المُلاَءُ المُذَيَّلُ
ترود: تذهب وتجيء الأراوي: جمع الأرويَّة، وهي أنثى التيس البريّ. الصُّحْم: جمع أصحم للمذكر، وصحماء للمؤنث، وهي السوداء الضارب لونها إلى الصفرة، وقيل: الحمراء الضارب لونها إلى السواد. العذارى: جمع العذراء، وهي البكر من الإناث. الملاء: نوع من الثياب. المُذَيَّل: الطويل الذيل.
69 - ويَرْكُدْنَ بالآصَالِ حَوْلِي كأنّني مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ
يركُدْن: يثبتن. الآصال: جمع الأصيل، وهو الوقت من العصر إلى المغرب. العُصم: جمع الأعصم، وهو الذي في ذراعيه بياض، وقيل: الذي بإحدى يديه بياض. الأدفى من الوعول: الذي طال قرنه جداً. ينتحي: يقصد. الكِيحَ: عرض الجبل وجانبه. الأعقل: الممتنع في الجبل العالي لا يُتوصَّل إليه. والمعنى أن الوعول آنستني، فهي تثبت في مكانها عند رؤبتي، وكأن الشاعر أصبح جزءاً من بيئة الوحوش، وإن كان أخطر وحوشها(/)
إلى غزة
ـ[نزار جابر]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 05:55 م]ـ
عندي مشاعِرُ لو تفيض لأغرقت شَطّ العَرَبْ
والقلبُ يزفر من أوار جهنم يرمي لهَبْ
والروح تعلن في جنون، ترتقي أفق الغضب
تلك الجموعُ كما الفراش، وفي جنونٍ تضطرب
والكل يرنو للذينَ بلهوهم ألهوا الطَّرَبْ
والحال تعربُ في جنونٍ فاضحٍ أيْنَ العرب؟
هذي جراحي من شمالِ الأرضِ جاوبها النَّقَبْ
والليل ساد بعتمة الظلم انتصب
لا السَلمُ داواها، ولا أقواَلُ مغوار غَضِبْ
فالطائرات المتقناتُ تُعِدُّ موتاً لم يخِبْ
شكراً لأن القتلَ سهلٌ، بالمدافعِ قد سُكبْ!!
لهفي على أطفالنا يتمٌ بلا راعٍ وأبْ
شكراً لكل الجامعينَ من الدنانير الذهَبْ
لكننا نبغي جيوشاً هدّها حُسْنُ الأَدَبْ!!
ما ضرّهم لو أسمعونا قصفهم في تل ابَبْ
منهم صواريخ الكلامِ، وأتخمونا بالخُطَبْ
منى وداعاً للقتيلِ، شهيدِنا فجراً سَرَبْ
اهدأ بموتك فالشموعُ ضياؤها غَمَرَ الشُّعَبْ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 11:08 م]ـ
بوركت أخ نزار على هذه القصيدة التي تعبر عن واقع فلسطين وغزة بلد الشهداء والأبطال
ظنوا أنهم سيحرقون أعلام الشرفاء وبيارقهم بمحرقتهم ولكنكم ياأهل البطولة تأبون في ظلمة ودياجير الخيانة والذلة والخنوع إلا أن تكونوابارقة الأمل وشعاع العزة والإباء المتبقي لنرفع ما خنع من رؤوسنا ولنتعلم منكم الشموخ والأنفة والكبرياء الذي زرعه فينا ديننا وإسلامنا والذي نسيناه فذكرتمونا به
شهداؤكم بإذن الله في جنان الخلد وأنتم بصبركم وصمودكم وسط اللهيب والدخان تعيدون لنا اعتزازنا وشرفنا الكليم.
فامضوا وسنتبعكم وسيتبعكم أبناؤنا بإذن الله رغم أنف الخونة والجاحدين ولنهنأ معكم بإحدى الحسنيين الشهادة أو النصر بإذن الله
ـ[نزار جابر]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 05:50 م]ـ
بوركت وجزاك الله خيرا على هذا الكلام الطيب ولك من كل الاحترام وتفضلك بالمرور(/)
سيف الدولة
ـ[مختار العزيزي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:43 م]ـ
هل يطلق عليه سيف الدولة الحمداني بفتح الميم أم تكون الميم ساكنة؟ وشكراااااااااا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 07:24 م]ـ
الميم ساكنة
لأن النسب إلى حَمْدان يكون حَمْدانيّ
لك الشكر
ـ[مختار العزيزي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 09:12 م]ـ
الميم ساكنة
لأن النسب إلى حَمْدان يكون حَمْدانيّ
لك الشكر
جزاك الله خيرا أخي محمد , أنا كنت محتارا ومستغرب الاسم (حمدان) بفتح الحاء وسكون الميم
مع أن الشائع أنها بكسر الحاااااااااااء
ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 03:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد , أنا كنت محتارا ومستغرب الاسم (حمدان) بفتح الحاء وسكون الميم
مع أن الشائع أنها بكسر الحاااااااااااء
دمت مسددا(/)
توضيح قصيدة ياعذبة الروح لمحمد المقرن
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 07:29 م]ـ
الله يجزاكم خير ساعدوني في شرح الابيات الاربع الاولى من القصيدة وتوضيح الصور البيانية
ـ[الزهرة الأخيرة]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 09:23 م]ـ
مشكورة ولكن اين القصيدة
ـ[خالد الحمد]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 06:13 م]ـ
لم نرَ الأبيات وشرحها!!(/)
تحليل قصيدة محمد بن عبدالرحمن
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 01:29 م]ـ
فداك روحي واحشائي وفيض دمي
فداك قلب بنبض الحب موار
اماة اماة يالحن الهوى بفمي
ياعذبة الروح فيك الشعر يحتار
افديك اماة يانبض الهوى بدمي
ان كنت لؤلؤة فالقلب محار
يامن سهرتي لترعي انتي وعلى
اجفانك الدمع بالآمال موار
ارجوكم افيدوني في تحليل النص وتوضيح الصور البيانية
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:04 م]ـ
لماذا ياأخوان تأخر ردكم لي ثلاثة ايام وانا انتظر الرد لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ساعدونيييييييييييييي
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 10:22 م]ـ
ماذا تعرفون عن الشاعر محمد المقرن
ـ[ابن شمسي]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 01:45 ص]ـ
قصيدة سقيمة!
لا أدري لم اختيرت ليتذوقها طلاب الصف الثالث المتوسط، إلا إن ظنَّ واضعو المنهج أنَّ ذائقة الطلاب لا تفرّق بين هذه القصيدة وقصيدة الرُّنْدي!!
أعذرني ـ أبا غيداء ـ أنا (أسقطْتُ) هذه القصيدة من المنهج: فاسترحتُ وأرحْتُ!!
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 07:20 م]ـ
مشكور لكن هل ارشدتني الى مراجع لتحليلها فانا بحاجة ماسة
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 01:22 ص]ـ
الله يجزاكم خير ساعدوني فانا بحاجه ماسة وضرورية لتحليل النص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا تاخر ردكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لماذا لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 01:28 ص]ـ
ارجوا مساعدتكم عاجلا اريد تحليل لنص تكفووووووووووووووووون يااهل الخبرة والمعرفة في تحليل النصوص الشعرية تكفوووووووووووووووووووووووووون(/)
المتنبي وسيف الدولة
ـ[الوافية]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 08:54 م]ـ
سألنا أحد الأساتذة منذ خمسة أعوام عن هذا البيت للمتنبي:
واقفا تحت أخمصي قدر نفسي واقفا تحت أخمصي الأنام
كيف استطاع المتنبي أن يلقيه بحضرة سيف الدولة دون أن يغضب الأخير؟
لم أنس البيت ولم أعرف الجواب حتى الآن فمن يخبرني مشكورا به؟
ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 12:02 م]ـ
البيت أيتها الوافية من قصيدة للمتنبي- كما ذكرت- مطلعها:
لا افتخارٌ إلاّ لمن لايضامُ **** مُدركِِ أومُحاربِ لاينامُ
ومعنى البيت:
واقفا تحت أخمصي قدر نفسي ... واقفا تحت أخمصيّ الأنامُ
الأخمص: باطن القدم، والأنام:الخلق، يقول: أنا واقف دون قدر نفسي وما بلغت المنزلة التي أستحقها وإنْ كان الخلق كلهم تحت قدمي،وهذا من استعظامه لنفسه.
وفي رأيي الشخصي أن المتنبي استطاع أن يلقيه بحضرة سيف الدولة؛ لأن المتنبي يقول في أحد أبيات هذه القصيدة:
إنّ بعضا من القريض هُذاءٌ ... ليس شيئا وبعضه أحكامُ
فربّما حمل سيف الدولة بيت المتنبي السابق على أنه من الهُذاء ولذلك لم يغضب.
هذه مجرد وجهة نظر.مع تحياتي
ـ[الوافية]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 03:15 م]ـ
حياك الله أستاذي الفاضل. معنى البيت بالنسبة لي كان واضحا جدا, وليس فيه أي لبس. ولكن المحير هو أنه ألقاه في مجلس سيف الدولة الذي هو ولا ريب من الأنام الذين عناهم.ربما كان البيت الذي ذكرته هو السبب في أن سيف الدولة لم يغضب. ربما. شكرا جزيلا وافيا لك.(/)
أحلى ما قيل في الأمهات .... "متجدد"
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 09:43 م]ـ
:::
الحمد لله على ما نعم وله الشكر على ما الهم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله صحبه الطيبين الطاهرين
أما بعد ..
أود في هذا الموضوع أن أضع بين أيديكم كل ما يختص بالأم من شعر ونثر وقصص وأحاديث وغيرها الكثير
ولن يحصل ذلك إلا بمشاركة الجميع وتعزيزكم للموضوع.
في البداية.
وخير ما نبدأ به الموضوع
قال الله تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً" النساء: 36
وقال
تعالى: "وقضى ر بك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً" الإسراء: 23
وقال تعالى:
"أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير" لقمان: 114.
وقال تعالى: "فلا تقل لهما أف ولا
تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما
ربياني صغيرا" الإسراء: 23 - 24
تقول العرب: الأم والأمة: الوالدة
وقال بعضهم: الأمهات فيمن يعقل، والأمات بغير هاء فيمن لا يعقل، فالأمهات للناس والأمات للبهائم.
وقال ابن بري: الأصل في الأمهات أن تكون للآدميين، وأمات أن تكون لغير الآدميين.
وفي ذلك تفصيل ...
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 09:59 م]ـ
أبيات لا تخفى على أحد
حافظ ابراهيم
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها = أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا= بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى = شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 10:07 م]ـ
الأم تلثم طفلها وتضمه
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه = حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ
تتألّه الأفكارُ، وهْي جوارَه = وتعودُ طاهرة ً هناكَ الأنفُسُ
حَرَمُ الحياة ِ بِطُهْرِها وَحَنَانِها = هل فوقَهُ حرَمٌ أجلُّ وأقدسُ؟
بوركتَ يا حرَمَ الأمومة ِ والصِّبا = كم فيك تكتمل الحياة ُ وتقدُسُ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 09:30 ص]ـ
تَعَزَّ بِحَوّاءَ الَّتي الخَلقُ نَسلُها = فَمِن دونِها في العَصرِ يَتبَعُهُ العَصرُ
نِساءُ النَبِيِّ المُصطَفى أُمَّهاتُنا = ثَوَينَ فَمَغناهُنَّ مُذ حُقُبٍ قَفرُ
وَجازَيتَها الحُسنى فَأُمٌّ شَفيقَةٌ = تَحَفّى بِها اِبنٌ كُلُّ أَفعالِهِ بِرُّ
تَمَنَّت وَفاةً في حَياتِكَ بَعدَما = تَوالَت كَنَظمِ العِقدِ آمالُها النَثرُ
إِذا ما ذُكِرتُم وَاِستُشِفَّت خِلالُكُم = تَضَوَّعَتِ الأَخبارُ وَاِستَمجَدَ الخُبرُ
من قصيدة رائعة طويلة على البحر الطويل؛
لأمير الشعر الأندلسي ابن زيدون:
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
وهو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:33 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم الدكتور مروان
ونطمح بمزيدك
وننتظر مشاركة الجميع
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:34 م]ـ
ابن الحاج النميري
وَلَدَيَّ حُبٌّ فِيكَ لِي فَخْرٌ بِهِ = آيَاتُهُ تُتْلَى عَلَى الجُلاَّسِ
وَتَشَيُّعٌ أَجْنِي بِهِ ثَمَرَاتِ مَا = أَوْدَعْتُ رَوْضَ مُنَايَ مِنْ إِغْرَاسِ
وَبِخِدْمَةٍ لَكَ لِي أَجَلُّ تَشَرُّفٍ = أَثْوَابُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَدْنَاسِ
وَصِلِ الَّذِي عَوَّدْتَنِي مِنْ حُرْمَةٍ = تَنْظُرْ بِذَلِكَ مَا الحَسُودُ يُقَاسِي
وَاجْعَلْ مَكَانِي فِي الأُلى بِكَ عَرَّفُوا = صِدْقَ الرَّجَاءِ وَنَسْجَ حُكْمِ البَاسِ
لاَ زِلْتَ فِي السَّعْدِ المُجَدَّدِ مَا نَثَا = عَرْفُ الصَّبَا أَعْطَافَ قُضْبِ اليَاسِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:37 م]ـ
ابو الفضل الوليد
كنتُ يا أُمّاهُ أرعى النَّجما = وإذا ثغرُكِ فيها ابتسما
فتشوَّقتُ إلى قُبلاتهِ = إنها كانت لجرحى بَلسما
وكَذا عَينُكِ فيها سَطَعت = فأنارَت من فؤادي ظُلما
ففُؤادي بشعاعٍ عالقٌ = خافقٌ مابين أرضٍ وسما
كنتُ وحدي ساهراً في رَوضةٍ = وإذا فيها نسيمٌ تمتَما
فتذكَّرتُ غِناءً مُطرباً = فوقَ مَهدي وأحاديثَ الحِمى
ذلك الصَّوتُ الذي علَّلني = مثل شِعري وشُعوري انسَجما
ولهُ بين ضُلوعي نغمٌ = أخرجت من شفتيَّ النغما
ليتَ لي في البعدِ تقبيلَ يدٍ = يجلبُ السَّعدَ ويَشفي الألما
إنّ صَرفَ الدّهرِ لا يسمح لي = فأنا أشكُو على الماءِ الظلما
فاقبلي من ولدٍ أحبَبتِهِ = رَسمَ قلبٍ فوقه الدَّمعُ همى
واذكريهِ إن تُصلي في الدُّجى = فله قلبٌ يُحِبُّ النجما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 07:43 م]ـ
أبو الفضل الوليد يرثي أمه في قصيدة من أروع قصائدة
البحر الطويل
أفيقي فردّي بسمةً وسلاما = نسيمُ الحمى في الوردِ شقَّ كماما
ألا طالما بكّرتِ للشّغلِ والتُّقى= صلاةٌ وتدبيرٌ كذلكَ داما
أطلِّي فما أحبَبتِهِ لكِ باسمٌ = ولم يدرِ أن جاءَ النهارُ خِتاما
خفيفٌ وتغريدٌ وشمسٌ وخضرةٌ = وزهرٌ وأفنانٌ تشوقُ رهاما
لقد كنتِ تهوينَ الربيعَ أنيسةً = فلا كانَ فصلٌ إذ رَحَلتِ أقاما
أبعد اشتياقِ النورِ والعطرِ والصَّبا = تحلّينَ رَمساً ضاقَ عنكِ وضاما
فوا ضيقَ صَدري حين بدّلت فيه من = نسيمٍ ونورٍ حبسةً وظلاما
عزيزٌ علينا أن تموتي وفَصلُنا = ربيعٌ يُميطُ العيدُ فيه لِثاما
يزادُ معَ العمرِ الحبيبِ محبَّةً = وما عرفَ الحبُّ الشريفُ سآما
نقهتِ فأمّلنا شفاءً وصحةً = فأعقَبنا ذاكَ الأمانُ حِماما
فما أنتِ للإيناسِ والعطفِ بيننا = ولا نحنُ نرجو مُلتقى ولزاما
هنيئاً لأبناءٍ لهم أُمهاتُهم = وفي ذمةِ الرحمنِ دمعُ يَتامى
حكَيتُ يتيماً في الكهولةِ ما له = قوىً بل رضيعاً لا يُطيقُ فطاما
فلم ينقطع دَمعي وذكركِ ساعةً = بدارٍ تَغشَّت ظلمةً وجهاما
وكم لاحَ فيها وَجهكِ الحلُو كوكباً = وفاضَ الحديثُ العذبُ منك جماما
فأصغي وأرنو حيثُ كنتِ فلا أرى = وأسمعُ ما قلبي استَحبَّ وراما
فيا حبّذا صوتٌ رخيمٌ وطلعةٌ = وقورٌ وما للبيتِ كانَ دعاما
حياتُك كانت لي نعيماً وغبطةً = وموتُك عادَ الصدرُ منهُ حطاما
فما كان أغناني عن الحبّ والأسى = هما عذَّباني منذ كنتُ غُلاما
رفيقينِ كانا فالجوَى يصحبُ الهوى = وقد حملا سمّاً لنا ومداما
فلا صبر لي يا أُمّ عنكِ فإن يَكُن = لكِ الصّبرُ عنّي قد رضيتُ تماما
كفاكِ الذي عانيتِ ستينَ حجَّةَ = فلا داءَ بعدَ اليومِ حلَّ عقاما
سهدتِ طويلاً ثم نمتِ وهكذا = شكَوتِ سهاداً فاشتكيتُ مناما
إذن فاستريحي في ضريحٍ مقدَّسٍ = تباركَ لما ضمَّ منكِ عظاما
ليهنئكِ يا أمّاه نومُكِ في الضُّحى = ترينَ حقولاً أنضرت وأكاما
فميتَتُكِ الحُسنى على النورِ نعمةٌ = وحولكِ قد جلَّى الصباحُ قتاما
إلى مَطلعِ الأنوار طِيري خفيفةً = فلا أُفقَ في تلك المنازلِ غاما
ولا جسمَ منهوكٌ ولا صدرَ ضيِّقٌ = ولا قلبَ مصدوعٌ يعلُّ سماما
لَنحنُ بنو البؤسى على الفقرِ والغِنى = وُلِدنا لكي نَلقى الخطوب جساما
همومٌ وأمراضٌ وموتٌ وحسرةٌ = فنفرحُ يوماً ثم نحزنُ عاما
تعاودُ تذكاراتُكِ النفسَ كلما = نظرتُ إِلى اللآثارِ منك ركاما
أحبُّ الذي أحببتهِ باكياً له = وروحُك في رُوحي تُثِيرُ ضِراما
وأُعرِضُ عما فيهِ لهوٌ ولذةٌ = ويخشى ضَميري في السلوّ ملاما
بكيتِ لأجلي في الحياةِ وإنَّني = أَفيكِ من الدّمع الصفيّ سجاما
وما كنتُ في دَمعي وشعري مكافئاً = فأطوادُنا تحني لفَضلِكِ هاما
أنا الولدُ البرُّ الذي قد عَرفتِه = يُجِلُّ كريماتٍ وَلدنَ كراما
ألم تَعهديني كلَّ صبحٍ وليلةٍ = لديكِ قعوداً أشتهي وقياما
نثرتُ عليكِ الزهرَ والدمعَ والحَشى = وأوشكتُ أن أقضي شجىً وهياما
وإني لراضٍ منكِ بالطيفِ والشّذا = فلا تحرميني نفحةً ولماما
يرى البعضُ من أهلِ المقابرِ وحشةً = ومنكِ أرى لي بهجةً وسلاما
سأحيا بذكراكِ التي هي كلُّها = فضائلُ تبقى إن غدوتِ رماما
لئن كان للأرواحِ نجوى صبابةٍ = فأشباحُنا لا تستطيعُ كلاما
وفي الصّمتِ ما فيه من الشَّوقِ والجوى = حللت نجوماً أو حللتِ رجاما
إذا زرتِني بالرّوحِ يا أُمِّ نبِّهي = بهينَمةٍ منّي تهزُّ قواما
كما رقتِ الورقاءُ أو هفَّتِ الصَّبا = فأعلمُ أني قد بَلغتُ مراما
وإن لم يكن بعد المماتِ تعاطفٌ = رحمتُ هجوداً يَعشقونَ نياما
رأى الناسُ منكِ الخيرَ والحزَم والنُّهى = وما وَجَدُوا بينَ المحامدِ ذاما
هي المرأةُ الفُضلى يَقولونَ كلما = ذُكِرتِ وقد أعلى الصلاحُ مقاما
وفي ذاكَ فخرٌ لا عزاءٌ فإنّهُ = لحمدٌ يمرُّ الذكرُ فيهِ حُساما
سَلَكتِ سبيلَ الصالحاتِ وكنتِ لي = معلمةً تَبغي هُدى ونِظاما
فلي خيرُ إرثِ من فضائلَ جمَّةٍ = ومن موهباتٍ كنَّ فيكِ عِظاما
لكِ اللهُ يا أُمّاهُ أنتِ شهيدةٌ = تهالكُها كانت تراهُ ذماما
فأدمعَ عَينَيها وأدمى فؤادَها = شعورٌ كما ترمي القسيُّ سِهاما
أطيّبَةَ الآباءِ والأمَّهاتِ هَل = من الطّيبِ إِلا الطّيبُ طبتِ مقاما
ستلقينَ خالاتي الحسانَ فسلّمي = على أخواتٍ يَستَطِرنَ حَماما
ذوَيتُنَّ في ظلّ الخدورِ كما ذوَت = زنابقُ في ظلِّ الغياضِ أواما
كذا ذبلت قبلَ الأوان ولم يكن = لغيرِ نعيمٍ مَيلُها ونعامى
فنعمَ المحباتُ اللواتي إِلى الرَّدى = تَوالينَ يحسبنَ الحياةَ حراما
سلامٌ على جسمٍ طَهورٍ منزَّهٍ = تهدَّمَ همّاً ثمّ ذابَ سقاما
به حفَّتِ الأملاكُ حياً وميِّتاً = على طول ما صلّى وعفَّ وصاما
سلامٌ على قبرٍ غدا طيّبَ الثَّرى = سأبكي وأستبكي عليهِ غماما
وأنشقُ منهُ نفحةً ملكيَّةً = وألثمُ لحداً فوقَه ورغاما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 04:35 م]ـ
لِلّهِ أُمّي التي لمَّا رأَت كِبَرِي = دَرّت عَليَّ وآوَتنِي إلى كَنَفِ
تَسَلّمتنِيَ عن أُخرى مَباركةٍ = باتت تَرِفُّ عليها تُربَةُ الجُرُفِ
وما الّتي أَرضعَتني أَمسِ في صِغَري =فوقَ التي أَرضَعتني اليومَ في خَرَفي
جادَت بِدِرَّتِها حتّى إذا نزفت = سكّنت أَحشاءَها من شِدَّةِ الشَّغَفِ
يا ذِمّةً عصفت ريحُ النَّوال بها = إنّي على ثِقَةٍ من عاجِل الخَلَفِ
لابن أبي الخصال:
465 - 540 هـ / 1073 - 1146 م
وهو محمد بن مسعود بن طيّب بن فرج بن أبي الخصال خلصة الغافقي، أبو عبد الله.
وزير أندلسي، شاعر، أديب، يلقب بذي الوزارتين، ولد بقرية (فرغليط) من قرى (شقورة) وسكن قرطبة وغرناطة. وأقام مدة بفاس، وتفقه وتأدب حتى قيل: لم ينطلق اسم كاتب بالأندلس على مثل ابن أبي الخصال.
له تصانيف، منها (مجموعة ترسُّله وشعره) في خمس مجلدات، و (ظل الغمامة -خ) في مناقب بعض الصحابة، و (منهاج المناقب -خ)، و (مناقب العشرة وعمّي رسول الله -خ)، وكان مع ابن الحاج (أمير قرطبة) حين ثار على (ابن تاشفين) وانتقل معه إلى سرقسطة، واستشهد في فتنة المصامدة بقرطبة.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 04:40 م]ـ
خَلِيليَّ هذا قبرُ أمي فورِّعا = من العَذْل عني واجعلا جابتي نَعمْ
فما ذَرفتْ عيني على رسمِ منزلٍ = ولا عكفَتْ نفسي هناك على صنمْ
فما ذَرفتْ عيني على رسمِ منزلٍ = ولا عكفَتْ نفسي هناك على صنمْ
خليليَّ رِقّا لي أعِينا أخاكما = نَشَدْتُكما مَنْ تَرْعيانِ مِنَ الحُرمْ
أمِنْ كَرَبِ الشكوى تَمَلّانِ جُزْتُما = سبيل اغتنامِ الحمد والحمدُ يُغْتَنمْ
لابن الروميّ:
221 - 283 هـ / 836 - 896 م
وهو علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي.
شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس.
ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه.
قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 05:12 م]ـ
من جواهر القصائد لأبي فراس الحمداني
أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ = بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ!
أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ = تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!
أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ= إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟
أيا أمَّ الأسيرِ، لمن تربى وقدْ = متِّ، الذوائبُ والشعورُ؟
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ = فمنْ يدعو لهُ، أو يستجيرُ؟
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ = ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ!
وَقَد ذُقتِ الرَزايا وَالمَنايا =وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلا عَشيرُ
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ = مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِ حُضور
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ =مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِ فيهِ =إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ!
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ =أجرتيهِ، وقدْ عزّ المجيرُ!
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍ فَقِيرٍ =أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِ زِير
أيا أماهُ، كمْ همٍّ طويلٍ =مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ!؟
أيا أماهُ، كمْ سرٍّمصونٍ =بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور
أيا أماهُ، كمْ بشرى بقربي= أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير
إلى منْ أشتكي؟ ولمنْ أناجي = إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ؟
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى = بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ؟
بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى =بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ
نُسلَّى عنكَ: أنا عنْ قليلٍ = إلى ما صرتِ في الأخرى، نصيرُ
ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 05:52 م]ـ
لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ مَا لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتْ الأُمَّهَاتُ
- جميل الزهاوي -
********
العَيْشُ مَاضٍ فَأَكْرِمْ وَالِدَيْكَ بِهِ
والأُمُّ أَوْلَى بِإِكْرَامٍ وَإِحْسَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَحَسْبُهَا الحَمْلُ وَالإِرْضَاعُ تُدْمِنُهُ
أَمْرَانِ بِالفَضْلِ نَالاَ كُلَّ إِنْسَانِ
- أبوالعلاء المعري -
أَحِنُّ إِلَى الكَأْسِ التِي شَرِبَتْ بِهَا
وأَهْوَى لِمَثْوَاهَا التُّرَابَ وَمَا ضَمَّا
- المتنبي -
********
الأُمُومَه أعظمُ هِبَةٍ خَصَّ الله بها النساء
- ماري هوبكنز
ليس في العالم وِسَادَةٌ أنعم من حضن الأم
- شكسبير
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 07:22 م]ـ
لو بكى ناظري بِصَوْبِ دماءٍ = ما وَفَى الأسى بحسرةِ أُمَّي
مَنْ تَوَسّدْتُ في حشايا حشاها = وارتدى اللحمَ فيه والجلدَ عظمي
وضعتْني كَرْهاً كما حملتني = وجرى ثديُها بشربي وَطُعمي
شرَحَ اللّه صَدرَها لي فأشْهَى = ما إليها إحصانُ جسمي وضمّي
بحنانٍ كأنّها في رضاعي = أمّ سَقْبٍ دَرّتْ عليْه بشمِّ
يا ابن أمي إني بحكمك أبكي = فَقْدَ أمي الغداةَ فابكِ بحُكمي
ولو أنّي كففتُ دمعي عليها = عقّني برّها فأصبحَ خصمي
أُمّتا هل سمعتني من قريبٍ = حيثُ لي في النياح صَرْخةُ قرمِ
كنتُ أخشى عليك ما أنت فيه = لو تخيّلتُ في مُصابك همّي
كنتُ أخشى عليك ما أنت فيه = لو تخيّلتُ في مُصابك همّي
وبناتٌ عليك منتحباتٌ = بخدودٍ مخدّرات بلطمِ
بِتْنَ يَمسحْن منكِ وجهاً كريماً = بوجوهٍ من المصيبةِ قُتْمِ
وينادينَ بالتّفجّعِ أمّاً = يا فداءً لها إجابةُ غتمِ
كان بين الأناس عُمْرُكِ حمداً = قد تبرّأتِ فيه من كلّ ذمِّ
أنتِ في جنّةٍ وروضِ نعيمٍ = لم يَسِمْ أرْضها السحابُ بوسم
لابن حمديس الصقليّ:
447 - 527 هـ / 1053 - 1133 م
وهو عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.
شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.
وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.
له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:03 ص]ـ
قال حدثنا الحسن عن أنس بن
مالك، قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد ولا
أقدر عليه؟ قال: هل بقي من والديك أحد؟ قال: أمي، قال: قابل الله في برها، فإذا فعلت
ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا رضيت عنك أمك فاتق الله وبرها.
حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري وأبو عاصم، قالا حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال قلت يا رسول
الله: من أبر؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: قلت ثم من؟ قال: ثم أباك ثم
الأقرب فالأقرب.
عن أنس الجهني عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره".
عن أبي سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: "بر الوالدين يزد في العمر، والكذب ينقص من الرزق، والدعاء يرد
البلاء، ولله في خلقه قضاءان، قضاء نافذ وقضاء ينتظر، وللأنبياء على العلماء فضل
درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة".
عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: "بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس يعف نساؤكم،
ومن أتاه أخوه فليقبل منه ذلك حقاً أو باطلاً، فإن لم يقبل ذلك منه لم يرد على حوضي".
الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "عفوا يعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، واقبلوا من التنصل محقاً كان
أم مبطلاً، فمنن لم يقبل من متنصل عذره فلا نالته شفاعتي، أو قال فلا ورد على حوضي".
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:09 م]ـ
محظوظ يا أمير الشعراء إن كنت تملك حقاً هذه الجده: D
لي جدة ترأف بي= أحنى علي من أبي
و كل شيء سرني= تذهب فيه مذهب
إن غضب الأهل علي= كلهم لم تغضب
مشى أبي يوما إلي = مشية المؤدب
غضبان قد هدد بالضرب = و إن لم يضرب
فلم أجد لي منه غير= جدتي من مهرب
فجعلتني خلفها= أنجو بها و اختبي
وهي تقول لأبي= بلهجة المؤنب
ويح له ويح لهـ = ـــذا الولد المعذّب
ألم تكن تصنع ما = يصنع إذ أنت صبي؟ ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:22 م]ـ
وقال أبو فراس وهو أسير في بلاد الروز يوصي أمه بالصبر الجميل ويدعوها إلى القة بالله:
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ =مَا خِفْتُ أسْبَابَ المَنِيّهْ
وَلَكَانَ لي، عَمّا سَأَلْـ= ـتُ منَ الفدا، نفسٌ أبيهْ
لكنْ أردتُ مرادها،= وَلَوِ انْجَذَبْتُ إلى الدّنِيّهْ
وَأرَى مُحَامَاتي عَلَيْـ =ـهَا أنْ تُضَامَ مِنَ الحَمِيّهْ
أمستْ بـ " منبج "، حرة ً= بالحُزْنِ، من بَعدي، حَرِيّهْ
لوْ كانَ يدفعُ حادثٌ،= أوْ طارقٌ بجميلِ نيهْ
لَمْ تَطّرِقْ نُوَبُ الحَوَا= دثِ أرضَ هاتيكَ التقيهْ
لَكِنْ قَضَاءُ الله، وَالـ =أحكامُ تنفذُ في البريهْ
وَالصَّبْرُ يَأتي كُلَّ ذِي =رُزْءٍ عَلى قَدْرِ الرّزِيّهْ
لا زَالَ يَطْرِقُ مَنْبِجاً،= في كلِّ غادية ٍ، تحيهْ
فيها التقى، والدينُ مجـ =ـمُوعَانِ في نَفْسٍ زَكِيّهْ
يَا أُمّتَا! لا تَحْزَني،= وثقي بفضلِ اللهِ فيَّهْ!
يَا أُمّتَا! لا تَيّأسِي= للهِ ألطافٌُ خفيهْ
كَمْ حَادِثٍ عَنّا جَلا =هُ، وَكَمْ كَفَانَا مِنْ بَلِيّهْ
أوصيكِ بالصبرِ الجميـ =ــلِ ! فإنهُ خيرُ الوصيهْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:31 م]ـ
بلغ أبا فراس أن أمه ذهبت من منبج إلى حلب تكلم سيف الدولة في المفاداة فردّها خائبة، فبعث اليه يقول:
يا حَسرَةً ما أَكادُ أَحمِلُها =آخِرُها مُزعِجٌ وَأَوَّلُها
عَليلَةٌ بِالشَآمِ مُفرَدَةٌ =باتَ بِأَيدي العِدى مُعَلِّلُها
تُمسِكُ أَحشاءَها عَلى حُرَقٍ =تُطفِئُها وَالهُمومُ تُشعِلُها
إِذا اِطمَأَنَّت وَأَينَ أَو هَدَأَت= عَنَّت لَها ذُكرَةٌ تُقَلقِلُها
تَسأَلُ عَنّا الرُكبانَ جاهِدَةً =بِأَدمُعٍ ماتَكادُ تُمهِلُها
يامَن رَأى لي بِحِصنِ خِرشَنَةٍ= أُسدَ شَرىً في القُيودِ أَرجُلُها
يامَن رَأى لي الدُروبَ شامِخَةً =دونَ لِقاءِ الحَبيبِ أَطوَلُها
يامَن رَأى لي القُيودَ موثَقَةٌ= عَلى حَبيبِ الفُؤادِ أَثقَلُها
يا أَيُّها الراكِبانِ هَل لَكُما= في حَملِ نَجوى يَخِفُّ مَحمَلُها
قولا لَها إِن وَعَت مَقالَكُما =وَإِنَّ ذِكري لَها لَيُذهِلُها
يا أُمَّتا هَذِهِ مَنازِلُنا= نَترِكُها تارَةً وَنَنزِلُها
يا أُمَّتا هَذِهِ مَوارِدُنا= نَعُلُّها تارَةً وَنُنهَلُها
أَسلَمَنا قَومُنا إِلى نُوَبٍ =أَيسَرُها في القُلوبِ أَقتَلُها
وَاِستَبدَلوا بَعدَنا رِجالَ وَغىً =يَوَدُّ أَدنى عُلايَ أَمثَلُها
لَيسَت تَنالُ القُيودُ مِن قَدَمي= وَفي اِتِّباعي رِضاكَ أَحمِلُها
ياسَيِّداً ماتُعَدُّ مَكرُمَةٌ= إِلّا وَفي راحَتَيهِ أَكمَلُها
لاتَتَيَمَّم وَالماءُ تُدرِكُهُ= غَيرُكَ يَرضى الصُغرى وَيَقبَلُها
إِنَّ بَني العَمِّ لَستَ تَخلُفُهُم =إِن عادَتِ الأُسدُ عادَ أَشبُلُها
أَنتَ سَماءٌ وَنَحنُ أَنجُمُها =أَنتَ بِلادٌ وَنَحنُ أَجبُلُها
أَنتَ سَحابٌ وَنَحنُ وابِلُهُ= أَنتَ يَمينٌ وَنَحنُ أَنمُلُها
بِأَيِّ عُذرٍ رَدَدتَ والِهَةً =عَلَيكَ دونَ الوَرى مُعَوَّلُها
جاءَتكَ تَمتاحُ رَدَّ واحِدِها =يَنتَظِرُ الناسُ كَيفَ تُقفِلُها
سَمَحتَ مِنّي بِمُهجَةٍ كَرُمَت =أَنتَ عَلى يَأسِها مُؤَمَّلُها
إِن كُنتَ لَم تَبذِلِ الفِداءَ لَها= فَلَم أَزَل في رِضاكَ أَبذِلُها
تِلكَ المَوَدّاتُ كَيفَ تُهمِلُها =تِلكَ المَواعيدُ كَيفَ تُغفِلُها
تِلكَ العُقودُ الَّتي عَقَدتَ لَنا= كَيفَ وَقَد أُحكِمَت تُحَلِّلُها
أَرحامُنا مِنكَ لِم تُقَطِّعُها= وَلَم تَزَل دائِباً تُوَصِّلُها
أَينَ المَعالي الَّتي عُرِفتَ بِها= تَقولُها دائِماً وَتَفعَلُها
ياواسِعَ الدارِ كَيفَ توسِعُها= وَنَحنُ في صَخرَةٍ نُزَلزِلُها
ياناعِمَ الثَوبِ كَيفَ تُبدِلُهُ= ثِيابُنا الصوفُ مانُبَدِّلُها
ياراكِبَ الخَيلِ لَو بَصُرتَ بِنا= نَحمِلُ أَقيادُنا وَنَنقُلُها
رَأَيتَ في الضُرِّ أَوجُهاً كَرُمَت= فارَقَ فيكَ الجَمالَ أَجمَلُها
قَد أَثَّرَ الدَهرُ في مَحاسِنِها =تَعرِفُها تارَةً وَتَجهَلُها
فَلا تَكِلنا فيها إِلى أَحَدٍ= مُعِلُّها مُحسِناً يُعَلِّلُها
لايَفتَحُ الناسُ بابَ مَكرُمَةٍ =صاحِبُها المُستَغاثُ يُقفِلُها
أَيَنبَري دونَكَ الكِرامُ لَها =وَأَنتَ قَمقامُها وَأَحمَلُها
وَأَنتَ إِن عَنَّ حادِثٌ جَلَلٌ =قُلَّبُها المُرتَجى وَحُوَّلُها
مِنكَ تَرَدّى بِالفَضلِ أَفضَلُها =مِنكَ أَفادَ النَوالَ أَنوَلُها
فَإِن سَأَلنا سِواكَ عارِفَةً =فَبَعدَ قَطعِ الرَجاءِ نَسأَلُها
إِذا رَأَينا أولى الكِرامِ بِها= يُضيعُها جاهِداً وَيُهمِلُها
لَم يَبقَ في الناسِ أُمَّةٌ عُرِفَت= إِلّا وَفَضلُ الأَميرِ يَشمَلُها
نَحنُ أَحَقُّ الوَرى بِرَأفَتِهِ= فَأَينَ عَنّا وَأَينَ مَعدِلُها
يامُنفِقَ المالِ لايُريدُ بِهِ =إِلّا المَعالي الَّتي يُؤَثِّلُها
أَصبَحتَ تَشري مَكارِماً فُضُلاً= فِداؤُنا قَد عَلِمَت أَفضَلُها
لايَقبَلُ اللَهُ قَبلَ فَرضِكَ ذا= نافِلَةً عِندَهُ تُنَفِّلُها
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 01:01 م]ـ
قصيدة من روائع الشعر الحديث للأخطل الصغير بعنوان
" هند وأمها "
أتت هند تشكو إلى أمها = فسبحان من جمع النيرين
فقالت لها إن هذا الضحى = أتاني وقبلني قبلتين
وفر فلما رآني الدجى = حباني من شعره خصلتين
وما خاف يا أمي بل ضمني= وألقى على مبسمي نجمتين
وذوب من لونه سائلاً = وكحلني منه في المقلتين
وجئت إلى الروض عند الصباح = لأحجب نفسي عن كل عين
فنادانيَ الروض يا روضتي = وهمَّ ليفعل كالأولين
فخبأت وجهي ولكنه = إلى الصدر يا أمَّ مدّ اليدين
ويا دهشتي حين فتّحت عيني = وشاهدت في الصدر رمانتين
وما زال بي الغصن حتى انحنى = على قدمي ساجدا سجدتين
وكان على رأسه وردتان = فقدم لي تينك الوردتين
وخفت من الغصن إذ تمتمت = بأذني أوراقه كلمتين
فرحت إلى البحر للابتراد = فحملني ويحه موجتين
فما سرت إلا وقد ثارتا = بردفيَّ كالبحر رجراجتين
هو البحر يا أم كم من فتى= غريق وكم من فتى بين بين
فها أنا أشكو إليك الجميع = فباالله يا أم ماذا ترين .. ؟
فقالت وقد ضحكت أمها = وماست من العجب في بردتين
عرفتهُمُ واحداً واحداً = وذقت الذي ذقتيه مرتين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 01:18 م]ـ
النعجة و أولادها
لأحمد شوقي
اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي = وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي
كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ = بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي
قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ = لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي
أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ = وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي
فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ = تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ
بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى = بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي
فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً = يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي
وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق = فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ
فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي =حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ
إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت = سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 03:05 ص]ـ
أبيات لأبي الفضل الوليد
يا خاتماً يلمعُ في أصبعي =أشرَقتَ كالنجمِ على البلقَعِ
كنتَ لأمي ثم أصبَحتَ لي = فإن أمُت في البعدِ تُدفن معي
آنستَني بالذكرِ في وَحشتي = وأنتَ في الأصبعِ والأضلُع
خاتمَ أمي أنتَ تعويذةٌ = أقوى وأوقى لي من الأدرع
كم مرةً أكسَبتَني قوةً = لولاكَ لم أُقدم ولم أشجع
تذكارُها فيكَ هَداني إلى = ما فيهِ حفظُ الشَّرَفِ الأرفع
تاللهِ لن تُنزَعَ بعد الرَّدى = منِّي وحتى اليومَ لم تُنزع
وعِندَما تَكمَدُّ يا خاتمي = أجلوكَ بالتقبيلِ والأدمع
كل هذا لأنه من الأم!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 12:17 م]ـ
يقول أحمد شوقي في قصيجة " ولد الغراب "
وَمُمَهَّدٌ في الوَكرِ مِن= وَلَدِ الغُرابِ مُزَقَّق
كَرُوَيهِبٍ مُتَقَلِّسٍ =مُتَأَزِّرٍ مُتَنَطِّق
لَبِسَ الرَمادَ عَلى سَوا = دِ جَناحِهِ وَالمَفرِق
كَالفَحمِ غادَرَ في الرَما = دِ بَقِيَّةً لَم تُحرَق
ثُلثاهُ مِنقارٌ وَرَأ = سٌ وَالأَظافِرُ ما بَقي
ضَخمُ الدِماغِ عَلى الخُلُو= وِ مِنَ الحِجى وَالمَنطِق
مِن أُمِّهِ لَقِيَ الصَغي =رُ مِنَ البَلِيَّةِ ما لَقي
جَلَبَت عَلَيهِ ما تَذو =دُ الأُمَّهاتُ وَتَتَّقي
فُتِنَت بِهِ فَتَوَهَّمَت =فيهِ قُوىً لَم تُخلَق
قالَت كَبِرتَ فَثِب كَما = وَثَبَ الكِبارُ وَحَلِّق
وَرَمَت بِهِ في الجَوِّ لَم = تَحرِص وَلَم تَستَوثِق
فَهَوى فَمُزِّقَ في فِنا =ءِ الدارِ شَرَّ مُمَزَّق
وَسَمِعتُ قاقاتٍ تُرَد = دَدُ في الفَضاءِ وَتَرتَقي
وَرَأَيتُ غِرباناً تُفَر =رِقُ في السَماءِ وَتَلتَقي
وَعَرَفتُ رَنَّةَ أُمِّهِ = في الصارِخاتِ النُعَّق
فَأَشَرتُ فَاِلتَفَتَت فَقُل = تُ لَها مَقالَةَ مُشفِق
أَطلَقتِهِ وَلَوِ اِمتَحَن =تِ جَناحَهُ لَم تُطلِقي
وكما ترفق والدا = ك عليك لم تترفقي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 12:37 م]ـ
أحمد شوقي يبكي والدته
إلى الله أَشكو مِن عَوادِي النَّوَى = سهما أصابَ سويداءَ الفؤادِ وما أصمَى
من الهاتكاتِ القلبَ أوَّلَ وهلة ٍ =ومَا دَخَلَتْ لحماً، ولا لامستْ عظما
تَوَارَدَ والنَّاعِي، فأَوْجَسْتُ رَنَّة ً =كلاماً على سمعي، وفي كبدي كلما
فما هتفا حتى نزا الجنبُ وانزوَى= فيا وَيْحَ جَنْبِي! كم يَسيلُ؟ وكم يَدمَى؟
طَوَى الشرقَ نحوَ الغربِ، والماءَ للثَّرَى = إليَّ، ولم يركبْ بساطاً ولا يمَّا
أبانَ ولم ينبسْ، وأدَّى ولم يفهْ= وأدمى وما داوى، وأوهى وما رمَّا
إذا طويتْ بالشهبِ والدُّهمِ شقة ٌ= طَوَى الشُّهْبَ، أَو جاب الغُدافِيَّة َ الدُّهْما
ولم أَرَ كالأَحداثِ سهماً إذا جرَتْ= ولا كالليالي رامياً يُبعِدُ المَرْمَى
ولم أَرَ حُكماً كالمقاديرِ نافذاً= ولا كلقاءِ الموتِ من بينهما حتما
إلى حيثُ آباءُ الفتى يذهبُ الفتى= سَبيلٌ يَدينُ العالَمون بها قِدْما
وما العيشُ إلا الجسمُ في ظلِّ روحهِ= ولا الموتُ إلا الرُّوحُ فارقَتِ الجِسما
ولا خلْدَ حتى تملأَ الدهرَ حِكْمة ً= على نزلاءِ الدهرِ بعدكَ أو علما
زجرتُ تصاؤيفَ الزمانِ، فما يقعْ= ليَ اليومَ منها كان بالأمس لي وهما
وقدَّرتُ للنعمانِ يوماً وضدَّهُ =فما اغترَّتِ البوسى، ولا غرَّتِ النَّعمى
(يُتْبَعُ)
(/)
شربتُ الأَسى مصروفة ً لو تعرضتْ =بأَنفاسِها بالفمِّ لم يستفِقْ غَمَّا
فأَتْرِعْ وناوِلْ يا زمانُ؛ فإنما= نديمكَ سقراطُ الذي ابتدعَ السمَّا
قَتلتُكَ، حتى ما أُبالِي: أَدَرْتَ لي= شهيدة ِ حربٍ لم تُقارِفْ لها إثما
مُدَلَّهة ٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفْرَة ً= وأنزهِ منْ دمعِ الحيا عبرة سحما
سقاها بَشيرِي وهْيَ تَبكِي صَبابةً= فلم يَقْوَ مَغناها على صَوْبِهِ رَسْما
أَسَتْ جُرحَها الأَنباءُ غيرَ رَفيقة ٍ= وكم نازعٍ سهماً فكان هو السَّهما!
تغارُ على الحمَّى الفضائلُ والعلا= لما قبَّلتْ منها، وما ضمَّتْ الحمَّى!
أكانت تمنَّاها وتهوى لقاءها= إذا هي سَمَّاها بذي الأَرض مَنْ سَمّى؟
أَلَمَّتْ عليها، واتَّقتْ ثمراتِها =فلمَّا وقوا الأسواءَ لم ترها ذمَّا
فيا حسرتا أَلاَّ تراهم أَهِلَّة ً= إذا أَقْصَرَ البدرُ التمامُ مَضوْا قُدْما!
رياحينُ في أنف الوليِّ، وما لها= عدوٌّ تراهم في معاطسهِ رغما
وألاَّ يطوفوا خشَّاً حولَ نعشها =ولا يُشبِعوا الركنَ استلاماً ولا لَثْما
حلَفْتُ بما أَسلَفْتِ في المهد مِنْ يَدٍ =واوليتِ جثماني من المنَّة ِ العظمى
وقبرٍ مَنُوطٍ بالجلال مُقَلَّدٍ= تليدَ الخلالِ الكثرَ، والطارفَ الجمَّا
وبالغادياتِ الساقياتِ نزيلهُ =ولا رُمْتُ هذا الثكلَ للناس واليتما
ولم يكُ الطيرِ بالرقّ لي رضاً =فكيف رضائي أَن يَرَى البَشَرُ الظُّلما؟
ولم آلُ شُبّانَ البريّة ِ رِقَّة ً= كأن ثمارَ القلب منْ ولدي ثمَّا
وكنتُ على نهجٍ من الرأي واضحٍ =أرى الناس صنفينِ: الذئابَ أو البهما
وما الحكمُ إلا أولي البأسِ دولة ً =ولا العدلُ إلا حائطٌ يعصمُ الحكما
نزلْتُ رُبَى الدنيا، وجَنّاتِ عَدْنِها= فما وَجَدَتْ نفسي لأَنهارها طعما
أُرِيحُ أَرِيجَ المِسْكِ في عَرَصاتِها =وإن لم أُرِحْ مَرْوانَ فيها ولا لَخْما
إذا ضحكتْ زهواً إليَّ سماوها= بكيتُ النَّدى في الأرض والبأسِ والحزما
أطيفُ برسمٍ، أو ألمُّ بدمنة ٍ =أَخال القصور الزُّهر والغُرَفَ الشُّما
فما برحَتْ من خاطري مصرُ ساعة =ً ولا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلْتِ لي هَمّا
إذا جَنَّنِي الليلُ کهْتَزَزْتُ إليكما =فجنحا إلى سعدى، وجنحا إلى سلمى
فلما بدا للناس صُبْحٌ من المُنَى =وأَبصرَ فيه ذو البصيرة ِ والأَعمى
وقرَّتْ سيوفُ الهندِ، وارتكز القَنا =وأَقْلَعَتِ البَلْوَى، وأَقْشَعَتِ الغُمَّى
وحَنَّتْ نواقيسٌ، ورَنّتْ مآذنٌ =ورَقَّتْ وجوهُ الأَرضِ تَستقبلُ السلمى
أتى الدهرُ من دونِ الهناءِ، ولم يزلْ= ولوعاً ببنيانِ الرجاءِ إذا تمّا!
إذا جال في الأعيادِ حلَّ نظامها= أَو العُرسِ أَبْلى في معالمه هَدْما
لئن فاتَ ما أمَّلته من مواكبٍ =فَدُونَكِ هذا الحشدَ والموكبَ الضَّخما!
رثيْتُ به ذَات التُّقى ونظمتُه= لعنصره الأَزكى وجوهرِهِ الأَسمى
نمتكِ مَناجيبُ العُلا ونمَيْتِها =فلم تلحقي بنتاً ولم تسبقي أُمّا
وكنتِ إذا هذي السماءُ تخايلتْ= تواضعتِ، لكنْ بعد ما فُتِّها نجما
أتيتُ به لم ينظم الشِّعر مثله= وجِئْتِ لأَخلاق الكرامِ به نَظما
ولو نهضَتْ عنه السماءُ، ومَخَّضَتْ= به الأرضُ كان المزنَ والتبرَ والكرما!
ـ[ابن آدم]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 08:33 م]ـ
لا يوجد أنعم وسادة في العالم من حضن الأم
شكسبير
ـ[العايد]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 12:07 ص]ـ
:::
عَبْرَةٌ مِنْ بَحْرِ دَمْعِيْ
? إلى مَنْ رَحَلَتْ؛ لِتَزْرَعَ في قَلْبِيَ الأَسَى والحُزْنَ بِغَيْرِ اِخْتِيَارٍ مِنْهَا ولا مِنِّيْ.
? إلى مَنْ تَمَنَّتْ بَعْدَ رَحِيْلِهْا كُلُّ أُمٍّ لَوْ كَانَتْ هَِي الرَاحِلَةَ؛ بِسَبَبِ كَثْرَةِ دُعَاءِ النَاسِ لَهَا وَثَنَائِهِمْ عليها.
? إلى مَنْ أَحْيَتْ بِمَوْتِهَا القُلُوْبَ، فَصَحَّ فيها قَوْلُ القَائِلِ:
(عَجَباً لأَمْوَاتٍ تَحْيَا بِِذِكْرِهِمُ القُلُوْبُ، وَعَجَباً لأَحْيَاءٍ تَمُوْتُ بِمُجَالَسَتِهِمُ القُلُوْبُ).
? إلى مَنْ يُذَكِّرُني بِهَا كُلُّ شيءٍ:
أَذَانُ المُؤذِّنِ؛ فَمَا أذَّنَ مُؤَذِّنٌ إلا تَذَكَّرْتُ تَسْبِيحَ أُمِّيْ
وَقِرَاءَةُ الإِمَامِ؛ فَمَا تَلا إمامٌ آيَةً إلا جَرَتْ دَمْعَتِيْ أَسَفاً على فِرَاقِ أُمِّيْ
وَنَسِيْمُ الصَبَاحِ؛ فَمَا هَبَّتْ نَسْمَةٌ إلا وَجَدْتُ فيها شيئاً مِنْ حَنَانِ أُمِّيْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَشَمْسُ الأصيلِ؛ فما أَفَلَتْ شمسٌ إلا تَدَاعَتْ إلى مُخَيِّلَتي صورةُ قبرِ أُمِّيْ
وَشَفَقُ الغُُرُوْبِ؛ فَمَا احْمَرَّ شَفَقٌ إلا ذَكَرْتُ سَاعَةَ وَفَاةِ أُمِّيْ
وَرُؤْيَةُ أَيِّ أُمٍّ؛ فَمَا لَمََحْتُ أُمّاً إلا خَفَقَ قَلْبِيْ حَزَناً على رَحِيْلِ أُمِّيْ
وَصَوْتُ أَيِّ أُمٍّ؛ فَمَا سَمِعْتُهُ إلا تَشَوَّفَتْ أُذُنَايَ بِيَأْسٍ لأَحَادِيْثِ أُمِّيْ
بَلْ كُلُّ هَمْزَةٍ وَمِيْمٍ؛ فَمَا مِنْ حَرْفٍ إلا يَنْشُرُ صَفَحَاتِ الأُنْسِ مِنْ حَيَاةِ أُمِّيْ
? إلى مَنْ صَيَّرَتْنِيْ:
أَبِيْتُ على الذِكْرَى وأَصْحُوْ بِمِِثْلِهَا
وَإِنْ نِمْتُ لَمْ يَبْرَحْ خَيَالُكِ زَائِرِيْ (112)
? إلى مَنْ جَعَلَتْنِيْ أَنَامُ على دَمْعَةٍ، وَأَصْحُوْ على دَمْعَةٍ.
? إلى أُمِّيَ الحَبِيْبَةِ _رَحِمَهَا اللهُ_ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَرَى.
? إليكِ يا أُمِّيَ الغَالِيَةَ _بَعْدَ أنْ أَسْأَلَ اللهَ لَكِ المَغْفِرَةَ والرِضْوَانَ_ أُهْدِيْ
"عَبْرَةً مِنْ بَحْرِ دَمْعِيْ"
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ عَلَى القُرْبِ والبُعْدِ= أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَلَوْ كُنْتِ في اللَحْد
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَظَلَّ سَحابُهُ = لأَهْمَى بِلا بَرْقٍ يَلُوْحُ ولا رَعْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ مَزَجْتُ رَحِيْقَهُ = بِبَحْرٍ لَصَارَ البَحْرُ أَحْلَى مِنَ الشَهْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ سَقَيْتُ بِمَائِهِ = فَيَافِيَ نَجْدٍ أََوْرَقَ الشِيْحُ في نَجْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ بَسَطْتُ رِدَاءَهُ = عَلَى القَاعِ فَاقَ الرَوْضَ بِالعُشْبِ وَالرَنْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَثَرْتُ عَبِيْرَهُ = بِدَرْبِ عَرُوْسٍ مَا اشْتَهَتْ عِطْرَهَا الوَرْدِيْ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَقَشْتُ حُرُوْفَهُ = عَلَى الصَخْرِ ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ قَدَحْتُ زِنَادَهُ = عَلَى التُرْبِ أَوْرَى كَالهَشِيْمِ مَعَ الزَنْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَعَرْتُ قَلِيْلَهُ = لِغَيْرِيَ لَمْ يَكْتُمْ عُقُوْقاً وَلَمْ يُبْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ يَفِيْضُ يَسِيْرُهُ = عَلَى النَاسِ عَاشَ النَاسُ طُرّاً بلا حِقْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ = لَكَانَ كَطِيْبِ العُوْدِ يَزْكُوْ مَعَ العَهْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً فَاقَ حُبِّيْ أَحِبَّتِيْ = فَلَيْسَ لِحُبِّ الأُمِّ في القَلْبِ مِنْ نِدِّ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ = بِهِ تُضْرَبُ الأَمْثَالُ في صَادِقِ الوُدِّ
وَحُبُّكِ يَا أُمِّيْ جَنِيْناً عَرَفْتُهُ = وَأرْضَعْتِنيْ إِيَّاهُ مُذْ كُنْتُ في المَهْدِ
أُحِبُّكِ وَالأَحْزَانُ لَيْلٌ يَحُوْطُنِيْ = وَمَا أَطْوَلَ اللَيْلَ البَهِيْمَ بِلا سَعْدِ
إذا أَشْرَقَتْ شَمْسٌ ذَكَرْتُ أُمَيْمَتِيْ = وَإنْ غَرَبَتْ شَمْسٌ بَكَيْتُ مِنَ السُهْدِ
وَإنْ بَزَغَ البَدْرُ بَدَا كَاسِفَ الرُؤَى = تَوَشَّحَ في هَالٍ مِنَ الحُزْنِ مُرْبَدِّ
تَنُوْحُ حَمَامُ الدَوْحِ مِثْلِيْ صَبَابَةً = وَمَا حُزْنُهَا حُزْنِيْ ولا وَجْدُهَا وَجْدِيْ
فَقَدْ فَقَدَتْ إِلْفاً يُعَاضُ بِمِثْلِهِ = وَمَنْ يَفْتَقِدْ أُمّاً فيا بُؤْسَ لِلفَقْدِ
ولِلْحُزْنِ آيَاتٌ تَدُلُّ على الفتى= عِيَاناً وما تَخْفَى على الأَعْيُنِ الرُمْدِ
أَنِيْْنٌ وَزَفْرَاتٌ وَغَمٌّ وَحَسْرَةٌ= وَكُلٌّ على كُلٍّ مِنَ البُؤْسِ يَسْتَعْدِي
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَمَنْ ذَا يَلُوْمُنِيْ = لِحُزْنِيْ عَلَيْكِ إذْ سَبَقْتِ إلى اللَحْدِ
وَحُزْنِيْ عَلَيْكِ الدَهْرَ لَيْسَ بِبَارِحٍ = بِغَيْرِ جِوَارِيْ مَعْكِ في جَنَّّةِ الخُلْدِ
انْتَهَتْ
من كتابي: (يظلُّ الرجلُ طفلاً حتى تموتَ أمُّهُ).
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 08:04 ص]ـ
بسم الله ..
السلام عليكم ......
ومن أبلغ ما سمعت في هذا المقام المبارك:
أغرى امرؤ يوما غلاماً جاهلاً
بنقوده كي ما ينال به ضررْ
قال: ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الجواهر والدراهم والدررْ
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها
والقلبَ أخرجه وعاد على الأثرْ
لكنه من فرط سرعته هوى
فتدحرج القلب المقطع إذ عثرْ
ناداه قلب الأم وهو معفّر:
ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضررْ؟
فكأن هذا الصوت،رغم حنوه،
(يُتْبَعُ)
(/)
غضب السماء على الغلام قد انهمرْ
فارتد نحو القلب يغسله بما
لم يأتها أحد سواه من البشرْ
واستل خنجره ليطعن نفسه
طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبرْ
ويقول: يا قلب انتقم مني ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفرْ
ناداه قلب الأم: كف يداً ولا
تذ بح فؤادي مرتين على الأثرْ
ـ[أحاول أن]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 12:56 م]ـ
:::
عَبْرَةٌ مِنْ بَحْرِ دَمْعِيْ
? إلى مَنْ رَحَلَتْ؛ لِتَزْرَعَ في قَلْبِيَ الأَسَى والحُزْنَ بِغَيْرِ اِخْتِيَارٍ مِنْهَا ولا مِنِّيْ.
? إلى مَنْ تَمَنَّتْ بَعْدَ رَحِيْلِهْا كُلُّ أُمٍّ لَوْ كَانَتْ هَِي الرَاحِلَةَ؛ بِسَبَبِ كَثْرَةِ دُعَاءِ النَاسِ لَهَا وَثَنَائِهِمْ عليها.
? إلى مَنْ أَحْيَتْ بِمَوْتِهَا القُلُوْبَ، فَصَحَّ فيها قَوْلُ القَائِلِ:
(عَجَباً لأَمْوَاتٍ تَحْيَا بِِذِكْرِهِمُ القُلُوْبُ، وَعَجَباً لأَحْيَاءٍ تَمُوْتُ بِمُجَالَسَتِهِمُ القُلُوْبُ).
? إلى مَنْ يُذَكِّرُني بِهَا كُلُّ شيءٍ:
أَذَانُ المُؤذِّنِ؛ فَمَا أذَّنَ مُؤَذِّنٌ إلا تَذَكَّرْتُ تَسْبِيحَ أُمِّيْ
وَقِرَاءَةُ الإِمَامِ؛ فَمَا تَلا إمامٌ آيَةً إلا جَرَتْ دَمْعَتِيْ أَسَفاً على فِرَاقِ أُمِّيْ
وَنَسِيْمُ الصَبَاحِ؛ فَمَا هَبَّتْ نَسْمَةٌ إلا وَجَدْتُ فيها شيئاً مِنْ حَنَانِ أُمِّيْ
وَشَمْسُ الأصيلِ؛ فما أَفَلَتْ شمسٌ إلا تَدَاعَتْ إلى مُخَيِّلَتي صورةُ قبرِ أُمِّيْ
وَشَفَقُ الغُُرُوْبِ؛ فَمَا احْمَرَّ شَفَقٌ إلا ذَكَرْتُ سَاعَةَ وَفَاةِ أُمِّيْ
وَرُؤْيَةُ أَيِّ أُمٍّ؛ فَمَا لَمََحْتُ أُمّاً إلا خَفَقَ قَلْبِيْ حَزَناً على رَحِيْلِ أُمِّيْ
وَصَوْتُ أَيِّ أُمٍّ؛ فَمَا سَمِعْتُهُ إلا تَشَوَّفَتْ أُذُنَايَ بِيَأْسٍ لأَحَادِيْثِ أُمِّيْ
بَلْ كُلُّ هَمْزَةٍ وَمِيْمٍ؛ فَمَا مِنْ حَرْفٍ إلا يَنْشُرُ صَفَحَاتِ الأُنْسِ مِنْ حَيَاةِ أُمِّيْ
? إلى مَنْ صَيَّرَتْنِيْ:
أَبِيْتُ على الذِكْرَى وأَصْحُوْ بِمِِثْلِهَا
وَإِنْ نِمْتُ لَمْ يَبْرَحْ خَيَالُكِ زَائِرِيْ (112)
? إلى مَنْ جَعَلَتْنِيْ أَنَامُ على دَمْعَةٍ، وَأَصْحُوْ على دَمْعَةٍ.
? إلى أُمِّيَ الحَبِيْبَةِ _رَحِمَهَا اللهُ_ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَرَى.
? إليكِ يا أُمِّيَ الغَالِيَةَ _بَعْدَ أنْ أَسْأَلَ اللهَ لَكِ المَغْفِرَةَ والرِضْوَانَ_ أُهْدِيْ
"عَبْرَةً مِنْ بَحْرِ دَمْعِيْ"
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ عَلَى القُرْبِ والبُعْدِ= أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَلَوْ كُنْتِ في اللَحْد
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَظَلَّ سَحابُهُ = لأَهْمَى بِلا بَرْقٍ يَلُوْحُ ولا رَعْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ مَزَجْتُ رَحِيْقَهُ = بِبَحْرٍ لَصَارَ البَحْرُ أَحْلَى مِنَ الشَهْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ سَقَيْتُ بِمَائِهِ = فَيَافِيَ نَجْدٍ أََوْرَقَ الشِيْحُ في نَجْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ بَسَطْتُ رِدَاءَهُ = عَلَى القَاعِ فَاقَ الرَوْضَ بِالعُشْبِ وَالرَنْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَثَرْتُ عَبِيْرَهُ = بِدَرْبِ عَرُوْسٍ مَا اشْتَهَتْ عِطْرَهَا الوَرْدِيْ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَقَشْتُ حُرُوْفَهُ = عَلَى الصَخْرِ ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ قَدَحْتُ زِنَادَهُ = عَلَى التُرْبِ أَوْرَى كَالهَشِيْمِ مَعَ الزَنْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَعَرْتُ قَلِيْلَهُ = لِغَيْرِيَ لَمْ يَكْتُمْ عُقُوْقاً وَلَمْ يُبْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ يَفِيْضُ يَسِيْرُهُ = عَلَى النَاسِ عَاشَ النَاسُ طُرّاً بلا حِقْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ = لَكَانَ كَطِيْبِ العُوْدِ يَزْكُوْ مَعَ العَهْدِ
أُحِبُّكِ حُبّاً فَاقَ حُبِّيْ أَحِبَّتِيْ = فَلَيْسَ لِحُبِّ الأُمِّ في القَلْبِ مِنْ نِدِّ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ = بِهِ تُضْرَبُ الأَمْثَالُ في صَادِقِ الوُدِّ
وَحُبُّكِ يَا أُمِّيْ جَنِيْناً عَرَفْتُهُ = وَأرْضَعْتِنيْ إِيَّاهُ مُذْ كُنْتُ في المَهْدِ
أُحِبُّكِ وَالأَحْزَانُ لَيْلٌ يَحُوْطُنِيْ = وَمَا أَطْوَلَ اللَيْلَ البَهِيْمَ بِلا سَعْدِ
إذا أَشْرَقَتْ شَمْسٌ ذَكَرْتُ أُمَيْمَتِيْ = وَإنْ غَرَبَتْ شَمْسٌ بَكَيْتُ مِنَ السُهْدِ
وَإنْ بَزَغَ البَدْرُ بَدَا كَاسِفَ الرُؤَى = تَوَشَّحَ في هَالٍ مِنَ الحُزْنِ مُرْبَدِّ
تَنُوْحُ حَمَامُ الدَوْحِ مِثْلِيْ صَبَابَةً = وَمَا حُزْنُهَا حُزْنِيْ ولا وَجْدُهَا وَجْدِيْ
فَقَدْ فَقَدَتْ إِلْفاً يُعَاضُ بِمِثْلِهِ = وَمَنْ يَفْتَقِدْ أُمّاً فيا بُؤْسَ لِلفَقْدِ
ولِلْحُزْنِ آيَاتٌ تَدُلُّ على الفتى= عِيَاناً وما تَخْفَى على الأَعْيُنِ الرُمْدِ
أَنِيْْنٌ وَزَفْرَاتٌ وَغَمٌّ وَحَسْرَةٌ= وَكُلٌّ على كُلٍّ مِنَ البُؤْسِ يَسْتَعْدِي
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَمَنْ ذَا يَلُوْمُنِيْ = لِحُزْنِيْ عَلَيْكِ إذْ سَبَقْتِ إلى اللَحْدِ
وَحُزْنِيْ عَلَيْكِ الدَهْرَ لَيْسَ بِبَارِحٍ = بِغَيْرِ جِوَارِيْ مَعْكِ في جَنَّّةِ الخُلْدِ
انْتَهَتْ
من كتابي: (يظلُّ الرجلُ طفلاً حتى تموتَ أمُّهُ).
أستاذنا وشاعرنا الكبير:
هل تشرفنا بفتح موضوع خاص في منتدى الإبداع؛يليق بهذه الرائعة ِ الدامعة ,الباكية ِ المُبكية , الملتاعة ِ الموجعة .. ..
وغفر الله لها ولموتى المسلمين , ورحم أمهاتنا وآباءنا كما ربونا صغارا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العايد]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 02:38 م]ـ
أستاذنا وشاعرنا الكبير:
هل تشرفنا بفتح موضوع خاص في منتدى الإبداع؛يليق بهذه الرائعة ِ الدامعة ,الباكية ِ المُبكية , الملتاعة ِ الموجعة .. ..
وغفر الله لها ولموتى المسلمين , ورحم أمهاتنا وآباءنا كما ربونا صغارا ..
قد فعلتُ، علماً بأنني لستُ بشاعرٍ لا كبيرٍ ولا صغيرٍ.
وأسأل الله تعالى أن يقبلَ دعاءك.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 06:08 م]ـ
أخواني الكرام
العايد - عبدالقادر - أحاول أن
شكرا لكم على هذه المشاركات الجميلة
المؤثرة حقا
في رعاية الله
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 06:12 م]ـ
وما أحسن قول كشاجم يرثي أمه:
فأُقسم لو أبصرتني عند موتها = وجفني يسحّ الدّمع سجلا على سجل
رثيت لنصلٍ يأخذ الموت جفنه = وأُعجبت من فرعٍ ينوح على أصل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 06:19 م]ـ
هبة الله بن الرشيد
قال موشحاً يرثي أمه:
يا مَا عَرَا قلبي وما دهاهْ = مضى نُهَاهْ
لما نهاهُ الوجد مَعْ مَنْ نَهاهْ
ما زال لي مذ دهاني الزمانْ
أُنْسٌ شجاعٌ واصطبارٌ جَبَانٌ
وعَبْرَةُ خالِعَةٌ للعِنَانْ
لا تقبلُ الصونَ وترضى الهوانْ
وناظري قد غاب عنه كراهْ = تُرى سَرَاه
أَو يُفْسِحُ الدهرُ له في شِرَاهْ
صبراً جميلاً أين صبرٌ جميلْ
ذاك سبيلٌ ما إليه سبيلْ
وقتي قصيرٌ وحديثي طويلْ
حسبكَ مَنْ راحتُهُ في العويلْ
وجُلُّ ما يبغيه لُقْيَا الوفاهْ = وهي شِفَاهْ
تَبْرِي خطوباً خاطَبَتْهُ شِفَاهْ
حزني على أُمِّيَ حزنٌ شديدْ
تَبْلَى الليالي وهو غَضٌّ جديدْ
فقلْ لنارِ القلب هل مِنْ مَزِيدْ
وقل لصَرْفِ الدهر هل من مَحِيدْ
غلطتُ دعْ دهري وما قد نواهُ = فهل عساهْ
يأتي إِلا دون ما قد أَتَاهْ
لهفي على من شطَّ منها المزارْ
وأَظلمتْ من بعدها كلُّ دار
وصار للمقدارِ فيها الخيارْ
وقد بكى الليلُ لها والنهارْ
هذا لفقدِ العُرْفِ ما قد شجاه = وللصلاه
هذا أطالَ الوجدُ فيها بكاه
يا ليتني سابِقُهَا للمماتْ
ولا أَرى نفسي بشر الصِّفاتْ
منتزَعَ الصبرِ عديمَ الثبات
فكم ثكالى قُلْنَ مستعجلاتْ
هذا المسيكينْ ما بَقَى لَهُ حَيَاهْ = هَدَّ قُواهْ
واهاً عليه ثم واهاً وواهْ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 06:22 م]ـ
أبو سويد بن عبد القوي بن محمد بن ابي العتاهية
يقولُ أناسٌ: قد جفا قبرَ أمهِ = وما قبرها إلا الفؤادُ الذي فجعْ
لقد ضاقَ بي من عالم الله كلهِ = عشيةَ أودتْ روحها كلَّ متسعْ
وله فيها أيضاً:
بادَ أنسي، فربعُ دار = ي من الأنسِ مقفرُ
كيفَ يقلا قبرٌ هو ال = قلبُ، أمْ كيف يهجرُ
من فؤادي دونَ الأما = كنِ أمي ستحشرُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 05:53 م]ـ
المتوكل العباسي
- من المجتث -
إني وجدت اليوم حقاً فوق وجد العالمينا
رحم الله عجوزاً = تركت شخصاً حزيناوله فيها مرثية ومنها بيت مختار وهو: - من الطويل -
تصبرت لما فرق الدهر بيننا = وعزيت نفسي بالنبي محمد
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 06:00 م]ـ
أمية بن عبد العزيز الأندلسي
مدامعَ عيني استبدلي الدمعَ بالدّمِ = ولا تسأمي أن يسْتبِلّ وتسْجم
يلحُقّ بأن يبكي دماً جفنُ مقلتي = لأوجبِ من فارقتُ حقاً وألزَمِ
أخِلاءُ صدقٍ بدّد الدهرُ شملَهم = فعاد سحيلاً منهمُ كل مبرَمِ
طوت منهمُ الأحداثُ أوجهَ أوجُه = وأيمنَ أيمانٍ وأعظمَ أعظُمِ
فقد كثرَت في كل أرض قبورهم = ككثرة أشجاني ولهفي عليهمِ
وما تلك لو تدري قبورُ أحبّة = ولكنها حقاً مساقطُ أنجُم
رزِئْتُ بأحفى الناس بي وأبرهم = وأكبِرْ بفقْدِ الأم رزءاً وأعظِمِ
فأصبحَ دُرّ الشِّعْر فيكِ منظَّماً = وأصبح دَرّ الدمع غيرَ منظّم
تصرّمُ أيامي وأمّا تلهّفي= فباقٍ على الأيام لم يتصرّمِ
كأن جفوني يومَ أودعتكِ الثّرى = نضحْنَ على جيْبِ القميصِ بعندمِ
يهيجُ لي الأحزان كَلّ فلا أرى = سوى موجعٍ لي بادّكاركِ مؤلمِ
أنوح لتغريد الحمائم بالضّحى = وأبكي للَمْعِ البارقِ المتبسّم
وأرسلُ طرفاً لا يراكِ فأنطوي = على كبدٍ حرّى وقلبٍ مكلّمِ
وما أشتكي فقدَ الصّباح لأنّني = لفقدكِ في ليلٍ مدى الدهر مُظلِم
تطول ليالي العاشقين وإنّما = يطولُ عليكِ الليلُ ما لم تهوّمي
وما ليلُ من وارى الترابَ حبيبهُ = بأقصرَ من ليل المحبّ المتيّمِ
فكم من بين راجٍ للإياب وآيسٍ = وأين جميل في الأسى من متمِّمِ
ومنها:
ولم يبقَ في الباقين حافظ خُلّةٍ = فعشْ واحداً ما عشتَ تنجُ وتسلمِ
فلستَ ترى إلا صديق لموسرٍ = حسوداً لمجدودٍ عدواً لمعدِم
وكنتُ إذا استبدلتُ خِلاً بغيره = كمستبدلٍ من ذئب فقرٍ بأرقَمِ
فجانبْهمُ ما اسطَعْتَ واقبلْ نصيحتي = ومن لم يطِعْ يوماً أخا النُصح يندَمِ
فإن لم يكن بُدّ من الناس فالقَهُم = ببِشْرٍ وصُنْ عنهم حديثك واكتُم
فمن يلقَهُم بالبِشْرِ يُحْمَدْ بفعلِه = ومن يلقهم بالكبْرِ يُعتبْ ويُذمَمِ
ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرة = يُضرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسِم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 12:00 م]ـ
ابراهيم عبدالقادر المازني
ترى يذكر الأحياء أهل المقابر = ويعتادهم فيها كشوق المسافر
وهل تظمأ الأم العطوف إلى ابنها = إذا انتزعتها منه أيدي المقادر
تقول ألا يا ليته لصق أضلعي = كعهدي به والنوم ملء المحاجر
أضم إلى صدري حشاشة نفسه = وأملأ قلبي منه بعد النواظر
وهل يحمل الصب المشوق ولوعه = ويصبو إلى سحر العيون الزواهر
ويذكر أيام القطعية والنوى = وأيام وصل الآنسات الغرائر
فإن جشأت في صدره غصص الجوى = وجلله وجد الحسان النوافر
بكى شجوه في ظلمة القبر وانثنى = يعالج المام الخيال المزاور
وما حال طفلٍ ضامر ظامئ الحشا = إذا غاله سهم المنايا الجوائر
أيذكر ثدي الأم في كل لحظةٍ =ويبكي حجور المحصنات الحرائر
وهل يحلم المفلوك في رقدة الردى = بما كان يلقى في الليالي الغواير
فيحلم بالأيسار طوراً وبالغنى = وبالفقر والإملاق في كل آخر
وهل يسع الملحود ريعان زفرة =ينفسها قلبٌ جريح الضمائر
على هرم هم برى الدهر عظمة = وقوسه عبء السنين المواقر
قراه أسىً قد ضاق عنه احتماله= ومؤنسه في العيش سود الخواطر
وتحسبه مما تقيد دميةً = سوى حسراتٍ أردفت بزاوفر
وتحسبه مما تقوس طائراً = ولكنه عن عشه غير طائر
ستخبرني نفسي إذا حان حينها = وصرت كمن بادوا رهين حفائر
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 12:55 م]ـ
أبو الهدى الصيادي
فراق الأم أم رحاب قلبي = بآلام وطرزه بحزن
فقلبي كلما خطرت ببالي = يئج جوى ودمعي فيض مزن
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 12:56 م]ـ
أبو الهدى الصيادي
فراق الوالدين لذي كمال = وعقل صائب فقد الصديق
وفقد الأم أصعبه وهذا = حقيقة أمره حر الحريق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 01:03 م]ـ
الأم والعلم
أحمد تقي الدين
العلمُ بعد محاسن الأخلاقِ =هي منه كالإنسان في الأَحداقِ
وغلائلُ الآداب أجملُ حِلية = تاهت بها نفس على إملاقِ
العلم للإنسان دون فضائلٍ = كالغصن يُرضي العينَ بالأَوراق
إني إلى الآداب نضِوُ مَفاوزٍ = ولكم أعاني دونَها وأَلاقي
استنُّ في هذا السُّرى وحدي بَلى = خُلقي معي والصدقُ خيرُ رفاقي
خُلق تغذّى بالفضيلة عودُه = فنما صحيحاً طيّبَ الأَعراق
والفضل للآباء في تلقيحهم = غرسَ البنينَ بأَنفسَ الأَعلاق
والأُم أَولى الوالدَيْن بوِلْدِها = تَسقيه من دم قلبها الخفّاق
الأم مدرسةُ البنينَ وحسبُهم = أن يغتدوا من ثديها المهراق
هي تُرضعُ الأجسامَ والأرواحَ ما = في صدرها من صحة وخَلاق
فإذا هي انحّطتْ فنشءٌ خاملٌ = وإذا ارتقتْ بشِّرْ بنشءٍ راقي
الطفلُ مثلُ الشمعِ لَدْنٌ فاْطبعي = يا أُمُّ فيه محاسنَ الأّخلاق
يا صاحبيَّ قفا على هذي الرُّبى = تزهو بخير بدائع الآفاق
وطنٌ كساهُ اللهُ أحسنَ حِليةٍ = يُكسى بها جبلٌ على الإطلاق
وبقَدْرِ ما حبتِ الطبيعةُ أرضَه = ضنَّت على سُكانه بوفاقِ
ـ[بثينة]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 01:39 م]ـ
وفقد الأم أصعبه وهذا .... حقيقة أمره حر الحريق
بارك الله فيك و لا حرمنا من أناملك الذهبية ..
أسأل الله أن يدخلك جنّة الفردوس أخي .. آمين.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 04:47 ص]ـ
لا تنس يا رسالة الغفران هذه الرائعة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=32781
شعر عبدالعزيز جويدة
أنا الكلماتُ تحترقُ ..
على شفَتي
وأنفاسي تَهُبُّ كمثلِ نيرانٍ على رئتي
أنا قلتُ: مساءُ الخيرِ يا أمي
وما ردَّتْ
تُراها قد نسَتْ لغتي؟
فتحتُ البابْ،
وأغلقتُ .. ورائي البابْ
ونادتْني ليالي الأمسِ والأحبابْ
وحييتُ الذي يجلسْ ..
جواري دائمًا أبدًا:
مساءُ الخير يا حزني
فردَّ الحزنُ بالترحابْ
****
تذكرتُ ..
هنا وجهَكْ
ووجهُكِ طلَّةٌ من نورْ
وقلبًا يُشبهُ البلُّورْ
وتسبيحًا وتكبيرًا
وعطرَ بخورْ
تذكرتُ ..
هنا التنورْ
وخبزًا جافْ
وظِلَّ شُجيرةِ الصفصافْ
وضمَّةَ صدرِكِ الحاني
على طفلٍ رضيعٍ خافْ
تذكرتُ ..
دعاءَكِ في صلاةِ الفجرْ
تذكرتُ الكلامَ الحلوَ في يومٍ
تذكرتُ الكلامَ المرْ
ويومَ سألتِني مرَّةْ
عن الموتِ،
وأولِ ليلةٍ في القبرْ
وعن حالِ السنينَ هناكْ،
وكيفَ تمُرّ؟
ومرَّ العمرْ
وصارَ المرُّ في حلقي
هناكَ أمَرّ
وظلَّ السرُّ مطويًا
وخلفَ السرّ
أنا مازلتُ يا أمي على قبرِكْ
هنا طفلاً ..
يبيعُ الصبرْ
أُناديكِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنتظرُ .. يجيءُ الردّ
وأصبحَ بيننا سدٌ
وماذا خلفَ هذا السدّ
بدأْنا العدّ
أنا طفلٌ حديثُ العهدِ باليُتمِ
ولا أدري وماذا بعدْ
فمنْ بعدَكْ ..
عليَّ يرُدْ؟
ومَن بعدَكْ ..
إذا قبَّلتُ كفَّيهِ ..
أذوقُ الشهدْ؟
ومن يمسحْ ..
على رأسي إذا أأسى؟
ومن بعدَكْ ..
يُقبِّلُني لكي أنسى؟
ومن في الصبحِ أشتَمُّ ..
بأنفاسِهْ ..
عبيرَ الوردْ؟
****
دخلتُ الآنَ حجرتَكِ
وجدتُ النورَ قد غادَرْ
وطيبَكِ من هنا سافَرْ
سألتُ النورَ عن شيءٍ هنا ترَكَهْ
لماذا البيتُ ما عادَ
فلا صوتٌ ولا حرَكَةْ
ولا خيرٌ ولا بركَةْ؟
هنا مازالَ مقعدُكِ
وصوتٌ من كلامِ الأمسْ
جميعًا كنَّا ننتظرُكْ
فهُلِّي مثلما أنتِ
فقد كنتِ ..
هنا بالأمسْ
وبينَ اليومِ والأمسِ
تغيَّرْنا
فلا شكلٌ ولا لونٌ،
ولا طعمٌ ولا مَعنى
ولا أنتِ ..
هنا معَنا
لأوَّلِ مرَّةٍ في العمرِ يا أمي
نذوقُ اليُتمَ أجمعَنا
نُغمِّسُ خبزَنا اليابسْ ..
بأدمُعِنا
هنا بخَّاخةُ الربوِ، ومِسبحَتُكْ،
وطرحتُكِ، وسجَّادَةْ،
ومِذياعٌ صغيرٌ
يقرأُ القرآنَ كالعادَةْ
أتى العيدُ ولم يطرُق ْ على بابي هنا أحدٌ
تعجَّبتُ ..
تُرى قد جاءَ هذا العامُ يا أمي
بلا أعيادْ؟
ولم أسمعْ هنا صوتَكْ ..
يُناديني
فناديتُ ... وناديتُ ...
وخوفٌ داخلي يزدادْ
فأين فُطورُنا أينَ
وأينَ جميعُ من في البيتِ
يلتفُّونَ من حولِكْ؟
هنا كنَّا على ميعادْ
هنا في البهوِ ننتظرُكْ
وهذا المِقعدُ الخالي
أُحدِّقُ فيه ..
ويقتُلُني سؤالٌ دارَ في بالي
طرقتُ البابَ لم أسمعْ ..
هنا صوتَكْ
وناديتُ: أيا أمي .. أيا أُمي
فتحتُ البابَ في صمتٍ
سريرُكِ ها هنا خالِ
وِسادتُكِ، وجلبابُكْ، ومسبحتُكْ،
وبسمتُكِ .. دُعابتُكِ،
ومصروفٌ لأطفالي
وأدويةٌ مُبعثرةٌ
سؤالُكِ دائمًا عني
وعن حالي
ورُقيتُكِ، ودعوتُكِ
ونومي فوقَ رُكبتِكِ
ونظرتُكِ، وضمَّتُكِ، وقُبلتُكِ
وحضنٌ فيه آمالي
بأن أرتاحَ من تعبي، وترحالي
تساقطْتُ ..
على الأرضِ
لأنَّ العجزَ قد دبَّ ..
بأوصالي
****
أُحسُّكِ دائمًا قربي تُناديني
بكلِّ مساءْ
فأجري نحوَ غُرفتِكِ
بكوبِ الماءْ
وقُرصِ دواءْ
فلا أجدُكْ ...
أضمُّكِ داخلي وأذوبْ
فلا يَبقى هنا منِّي ولا منكِ
سوى أنَّا
فَناءٌ ذائبٌ بفناءْ
وقد أعطيتِني روحًا
فحلَّقتُ ..
أنا معَكِ
بكلِّ سماءْ
فيا أمي التي اختصرَتْ بداخلِنا ..
مواسمَنا
فصرنا والسنينَ بكاءْ
مُسافرةٌ إلى أينَ حبيبَتَنا
مسافرةٌ بلا أشياءْ
حقيبتُكِ التي كانتْ
تُسافرُ دائمًا معَكِ
نراها لا تُطيقُ بقاءْ
ضَحكْتِ علينا واللهِ
وسافرتِ على استحياءْ
بغيرِ وداعْ
وسافرتِ ..
لأبعدِ نُقطةٍ في الكونِ سافرتِ
بلا أشياءْ
سِوى زادٍ من التقوى،
وإيمانٍ كنبعِ الماءْ
تُراكِ الآنَ يا أمي
بأيِّ سماءْ؟
****
وتعبسُ حولنا الأشياءُ معلنةً
قدومَ الموتْ
قطارٌ سوفَ يحملُنا لبلدانٍ
ونجهلُها
نسميها بلادَ الصمتْ
لدارٍ غيرِ تلكَ الدارِ يا أمي
وبيتٍ غيرِ هذا البيتْ
أُناديكِ
وأصرخُ دائمًا وحدي
بأعلى صوتْ
رجوتُكِ أن تجيبيني
وأن تَبقَيْ هنا معَنا
لبعضِ الوقتْ
****
أنا أمسكتُ بالهاتِفْ
لأطلبَ نفسَ أرقامِكْ
فكم يأتي جميلاً رائعًا ردُّكْ
إذا كانتْ مهاتفتي
مفاجأةً،
وما دارتْ بحسبانِكْ
بكِلْماتٍ تُزلزلُني ..
تردِّينَ
وتختصرينَ قاموسًا
من الكلِماتِ في ذلكْ
أُحسُّ بقلبِكِ الملهوفِ ينصهرُ
عطاءً مُرهقًا جدًّا
يُغالبُ ما بإمكانِكْ
فأيُّ حكايةٍ أنتِ
وكلُّ منابعِ الحبِّ
تصُبُّ الحُبَّ في ذاتِكْ
أنا من جَمِّ تقديسِكْ وإجلالِكْ
فلو كانَ ..
لغيرِ اللهِ مسموحٌ بأن أسجُدْ
لعشتُ العمرَ يا أمي
لأسجدَ عندَ أعتابِكْ
أنا مازلتُ والهاتِفْ
وعشرونَ محاولَةً
فرُدِّي مثلما كنتِ
وصُبِّي داخلَ الشريانِ تَحنانَكْ
فهذا اليومُ عيدُ الأمِّ يا أمي
وأغنيةٌ أنا قد عشتُ أعشقُها
وأنتِ السرُّ في ذلكْ
أتى العيدُ
وهاتفُكِ يرنُّ ولا تُجيبينَ
هداياكِ أتتْ من كلِّ أحبابِكْ
ولكنْ لم نكنْ ندري
بأنَّكِ دونَ أن ندري
هنا غيَّرْتِ عنوانَكْ
****
أنا الندمانُ من رأسي إلى قدمي
أنا ندمي
على أني تركتُكِ لحظةً في العمرِ
ما كنتِ معي فيها
فعودي لي وأُقسِمُ لَكْ
بأني كلُّ أيامي سأقضيها
لأجلسَ تحتَ أقدامِكْ
أُقبِّلُها وأحملُها على رأسي
أُهدهدُها، أُغطيها
فقد خدعتْني أيامي
ورحلةُ عمرِنا مرَّتْ
ولم أعرفْ
(يُتْبَعُ)
(/)
تواعَدْنا على شيءٍ
أنا واللهِ لم أُخلِفْ
ولكنْ أخلفَ الموتُ ..
الذي في لحظةٍ يَخطَفْ
تخيَّلتُ ..
بأن العمرَ ممتدٌّ
وأن هناكَ متسعًا من الأيامْ
وكم كانتْ لدينا هاهنا أحلامْ
رأيتُ الموتَ في عينيكِ في يومٍ
ولكنْ خلتُها أوهامْ
حكيتِ لنا عن الماضي
تركتِ بداخلي جرحًا
كألفِ علامةِ استفهامْ
ومرَّ الوقتُ لم نُكملْ
وقد قلنا:
غدًا إن شاءَ نستكملْ
وجاءَ الغدُّ يا أمي
وهاأنذا وحيدًا، ضائعًا، مُهمَلْ
فبعدَكِ يا أحبَّ الناسْ
بهذا القلبِ من بعدِكْ
أنا ماذا بهِ أفعلْ
...
جميلٌ كلُّ شيءٍ فيكِ يا أمي
جميلٌ كلُّ شيءٍ كانْ
بحقٍّ كنتِ رائعةً، ويافعةً،
ويانعةً كما البستانْ
رأيتُكِ بسمةً تمتدُّ شلالاً
وتسكنُ مدخلَ الشريانْ
حنانُكِ عالمٌ يمتدُّ داخلَنا بلا آخِرْ
بحورٌ ما لها شطآنْ
وجودُكِ وحدَهُ كافٍ
ليبعثَ داخلي اطمئنانْ
ففي كفيكِ يا أمي
شطوطُ أمانْ
أُحسُّكِ رغمَ ما فيكِ
كأنكِ قد فرشتِ الأرضَ
من تحتِ البشرْ ..
أحضانْ
صلاحٌ ما لهُ آخِرْ
وأنتِ كروضةٍ كبرى من الإحسانْ
تصالحتِ معَ الناسِ
فما أغضبتِ في يومٍ هنا إنسانْ
وما يومًا طلبتِ متاعَ دنيانا
فما شيءٌ على قلبِكْ ..
لهُ سلطانْ
تعلَّقتِ بحبلِ اللهِ في صبرٍ
وكنتِ بكلِّ نائبةٍ لكِ البرهانْ
يجيءُ الفجرُ يسألُني
يدقُّ البابَ في خجلٍ
كطفلٍ تائهٍ حيرانْ
ويجلسُ ينزوي وحدَهْ
ويسألُ عنكِ يا أمي
فصوتُ مؤذنِ الفجرِ
هنا قد حانْ
فلا صوتٌ لهذا البيتِ من بعدِكْ
فأينَ الآنَ همهمتُكْ
بتسبيحٍ وترتيلٍ من القرآنْ
فقدناكِ .. على غِرَّةْ
وسافرتِ ..
ولا ندري لأيِّ مكانْ
لأوَّلِ مرَّةٍ في العمرِ تغتربينَ يا أمي
وسافرتِ ..
إلى الأبدِ ..
بلا استئذانْ
وهذا هو تعليق أستاذنا الدكتور العايد
رائعة جداً يا أستاذ عبد العزيز جويدة، وأستأذنك في أن أضيفها إلى الطبعة الجديدة من كتابي (يظلُّ الرجلُ طفلاً حتى تموتَ أمّه) معزوّة إلى صاحبها بإذن الله تعالى.
تحياتي وتقديري أيها البارع.
أظنها لا تحتاج إلى تزكية بعد هذا
دمت سالما
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 08:15 ص]ـ
نِساءُ النَبِيِّ المُصطَفى أُمَّهاتُنا = ثَوَينَ فَمَغناهُنَّ مُذ حُقُبٍ قَفرُ
للشاعر الأندلسيّ ابن زيدون
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 08:24 ص]ـ
هَل باسمِ أُمي في الهمومِ سِوى = تجديد آمالٍ وبردِ جَوى
هَل باسمِ أُمي في الهمومِ سِوى = تجديد آمالٍ وبردِ جَوى
فَغَدَوتُ أنشُرُ ما حَوى وطوَى
يا أعذَبَ الأسماءِ في سَمعي = أطرَبتَني كالنَّظمِ والسَّجعِ
كم شُقتني في البيتِ والربعِ = فافترَّ ثَغري أو جرى دَمعي
وإذا ضعفتُ أَخذتُ منكَ قوى
يا قلبَ أُمي أنتَ ريحانُ = قَلبي إِلى ريّاهُ حنّانُ
لي منكَ إبلالٌ وسلوانُ = إن حلَّ بي داءٌ وأحزانُ
يا قلبَ أُمي العَطفُ فيكَ ثوى
يا قلبَ أُمي فيكَ أنفاسي = محصورةٌ تَنمُو كأغراسِ
رُكِّبتَ مِن درٍّ ومن ماسِ = والحبُّ يَبقى فيكَ كالآسِ
يا قلبَ أُمي لا ذبلتَ نوى
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 10:05 م]ـ
لعل القصيدة ليست من أحلى ما قيل، ولكنها مما قيل:)
الشاعر: أحمد نسيم
أرى اللآمهات يلمن العذارى = إلى الرجلين عليهن عار
وهذي البنات على ما لهنَّ = احق من الامهات انتصارا
فتربية الطفل من لعبه = تبين وتصدر عنهُ اضطرارا
هي الأم تحنو على بنتها =إلى أن تعد الحنو افتخارا
وما هو إلَّا احتقار لها = ورب افتخار يجر احتقارا
هل البنت تعرف من نفسها = اذا ازيَّنت ان تطيل الازارا
وتحسن في وجهها صبغة =تزيد بها وجنتيها احمرارا
ومن علمَّ البنت وقت الشراب = أن تخلع البنت فيه العذارا
تنادم هذا وتسكر ذاك = وتشرب نخبا على القوام دارا
وتعجب طوراً فتظهر قرطاً = وتفخر حينا فتبدى سوارا
وتخطر لابسة حليها = فآناً لجيناً وآناً نضارا
ألم تكن الأمُّ أصل البلاءِ = وبئس بلاءٌ يكون اختياىا
ويا آنسات كفاكنَّ زهواً =وأصلحن حالاً تجرُّ البوارا
فان لفى الزهو داءً عضالاً = وإن لفى اللهو جرحاً جبارا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:47 ص]ـ
قصيدة للأمين العباسي
"يحاكيها"
يَعِزُّ عليَّ ما لاقيتِ فيه = وأنتِ الأمُّ خيرُ الأمّهات
ولم أرضَ الذي فَعلوا إليهِ = من القَتلِ المخالِفِ والشّتات
أمَرتُ بأخذِ هذا الأمرِ مِنهُ = وقَبضِ يديه عن تلك الهناتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنِّي مِثلُه لكِ فاعلَمِيه = على ما كانَ ما بقيَت حياتي
وثأري بعد ثأرِ الله فيه = سَيَذهَبُ بالجبابرةِ العُتاةِ
بَنى لك جَعفَر بيتاً مَنيعاً = وشَيَّدَهُ بأعلى المكرُماتِ
أمير المؤمنين ورثتُ حقاً= وأنتِ أميرةٌ للمؤمناتِ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:59 ص]ـ
الغشري
جرى حكم ربي بالبقاء لنفسه = وما قَدْ سواه هالك فله الحمد
وما هو مسطور فلا شك كائنٌ = جَرَى حكمُه حَتْماً وليْسَ لَهُ رَدٌّ
رَضَى بقضاء الله فينا وعدلِه = وإذْ حَكَمَ المَوْلَى فيَسْتَسْلِمُ العبْدُ
ومَن أبَوَاهُ في التُّرَابِ ووُلْدُه = أينعَمُ عيْشاً أو يطيبُ له مهد
إذا كان أقْصَى مدَّةِ المرءِ غَصَّةٌ= وموتٌ فما منه إذاً أبداً بُدُّ
فكيف تَقَرُّ العَيْنُ أو تًسْكن الحشا = وما نومُه الأهنى وما عيشُه الرغد
ولا لم يكن نارٌ ولا جهة وما = حساب به يوماً سرائرُنا تبدو
ولكن كفى أهلَ النهي أيُّ رادعٍ = تَجَرُّعُ كأسِ الموتِ والقْبرُ واللَّحْدُ
فكيف وللعاصي سعيرٌ تضَرَّمَتْ = بها خالدٌ ليس انقطاعق ولا حَدُّ
فذكْرُ خُلُودِ الخالدينَ مقطِّعٌ = قلوباً فكيف النارُ والمَسْكَنُ الخُلْدُ
فدنياكم بحرٌ تلاطَمَ مَوْجُها = بِه هالكٌ من فاته العلم والزهد
عليكم ببر الوالدين فإنها = وصيّة مولانا وليس له ضد
وقارَنَ شُكرَ الوالدين بشكره = له المنُّ والآلاءُ والحمدُ والمجدُ
ولو لم يكن وَصَّى الإلهُ بِبِرِّهم = لأوجبه الفعلُ المميِّزُ والرُّشْدُ
فإنَّ حقوق الوالدين مضيَّعٌ = فعفوا إلهي منكَ إن ساعدَ الجدُّ
مطايا الليالي مسرعاتٌ حثيثةٌ = وحادِي المنايَا خلفهَا أبداً يحْدُو
تنوب خطوبُ الدهرِ وهْي فجيعةٌ = وليس لِفَقْدِ الأمِّ صبرٌ ولا جَلْدُ
عشية واراها التراب تكاثفت = عليَّ الرزايا الهم والحزن والفقد
فلا بعدها في العالمين مُشَافِقٌ =عليَّ ولا خدن نصيح ولا ود
ومَنْ بعدها إن نابني الدهر نوبة = يبيتُ سهيرَ العينِ أو ضَمَّنِي بُعْدُ
فأمٌّ ولا بَرَّتْ ولودٌ بإبنها = كما هي بَرَّتْ بي فإحسانُها يبدو
فلست أؤدِّي عشر معشار حقها= عليَّ لها من بعدِ مولى الورى الحمدُ
تبيتُ تُجافي جنبْها عن مهادها = قياماً لمولاها وقرآنُه ورد
من الراكعات الساجداتِ لربها = بها شيمة من زهدها الجد والجهد
وكانت غياثة للأرامل إنْ عَدَا = زمانٌ وللأيتامِ والضعفا وِرْدُ
سلامٌ على الأم الشفيقة حينما = جرتْ فرقةٌ من ربنا ما لها بُدُّ
سلام وريحانٌ ورَوْحٌ ورحمةٌ = عليهَا من الرحمن ما سبَّحَ الرعد
سقى قبرَها الوسميُّ صبحاً ومُوهنِاً = هتُوناً جرى من كل سارية تغدو
فيا جاعدٌ صبراً ويا ناصر عَزًى = فللحرِّ عزمٌ ما يقاومُهُ الصَّلْدُ
فغفرانك اللهم بي ثم والدي = ووالدتي إنا على بابك الوفد
وللمسلمين الصالحين جميعهم = فرحمتك اللهم لم يحصها العد
ويا رحمة المولى زَرِي عند مصرعي= وحيناً على عَقْر الثرى يُوضَعُ الخَدُّ
وصلِّي على المختار ما رَنَّح الصَّبَا = لِبانِ الحمى مولاكم الواحدُ الفردُ
ـ[بثينة]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 05:28 م]ـ
لأمك حق عليك كبيرُ = كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي = لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ = فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها = وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها = ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها = حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً = وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى = وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها = فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 04:11 ص]ـ
أُمِّي
شعر: عيسى جرابا
14\ 5\1429هـ
حَمَلُوْكِ ... لا وَاللهِ بَلْ حَمَلُوْنِي
دَفَنُوْكَ ... لا وَاللهِ بَلْ دَفَنُوْنِي
مَا مُتِّ يَا أُمَّاهُ كَلاَّ بَلْ أَنَا
مَنْ مَاتَ قَبْرِي حَسْرَتِي وَشُجُوْنِي
تَتَصَاعَدُ الآهَاتُ نَاراً أَحْرَقَتْ
قَلْبِي وَأَطْفَأَتِ الدُّمُوْعُ عُيُوْنِي
أَنَا لا أَرَى فِيْمَا أَرَى إِلاَّ أَسَىً
مُتَغَلْغِلاً فِي كُلِّ ذَرَّةِ طِيْنِ
الفَقْدُ يَا أُمَّاهُ خِنْجَرُ غَادِرٍ
أَهْوَى بِهِ فَجَرَتْ دِمَاءُ حَنِيْنِي
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَا مَا بَكَيْتُ عَلَيْكِ بَلْ أَبْكِي عَلَى
نَفْسِي بُكَاءَ الخَائِرِ المَغْبُوْنِ
الكَوْنُ بَعْدَكِ فَارِغٌ وَالقَلْبُ بَعْـ
ـدَكِ فَارِغٌ صَارَ الفَرَاغُ خَدِيْنِي
مَنْ ذَا يُعَزِّيْنِي وَرَوْضِي مُجْدِبٌ
مِنْ دَفْقِ إِحْسَاسٍ وَخَفْقِ لُحُوْنِ؟
أَوَّاهُ لَوْ تَدْرِيْنَ كَيْفَ تَفَجَّرَتْ
سُحُبُ الدُّمُوْعِ عَلَى بِسَاطِ جُفُوْنِي
هَلْ أَنْتِ رَاضِيَةٌ؟ سَأَرْضَى بِالإِشَـ
ـارَةِ عَنْ شُرُوْحٍ جَمَّةٍ وَمُتُوْنِ
لا تَصْمُتِي أُمَّاهُ صَمْتُكِ وَالسُّـ
ـؤَالُ يُمَزِّقَانِ القَلْبَ كَالسِّكِّيْنِ
أمي فَدَيْتُكِ مَا لِمِثْلِي حِيْلَةٌ
الفَقْدُ زَلْزَلَنِي وَهَدَّ حُصُوْنِي
أَتُرَى أَعُوْدُ فَلا أَرَاكِ؟ فَجِيْعَتِي
بَحْرٌ هَوَتْ أَمْوَاجُهُ بِسَفِيْنِي
البَيْتُ كُنْتُ أَظُنُّهُ حَجَراً وَلمَّـ
ـا غِبْتِ نَاحَ عَلَيْكِ كَالمَحْزُوْنِ
وَسَرِيْرُكِ الخَشَبِيُّ حِيْنَ تَرَكْتِهِ
أَنَّتْ مَفَاصِلُهُ أَحَرَّ أَنِيْنِ
وَهُنَاكَ تَذْرِفُ دَمْعَهَا سُجَّادَةٌ
تَهْفُو لِنُوْرِ هُدَىً وَبَرْدِ يَقِيْنِ
أَيُلامُ طِفْلٌ أَنْ بَكَى شَوْقاً إِلَى
حِضْنٍ أَرَقَّ مِنَ النَّسِيْمِ حَنُوْنِ؟!
فِي خَاطِرِي أَطْيَافُ ذِكْرَى كُلَّمَا
لاحَتْ سَكَبْتُ الآهَ كَالمَطْعُوْنِ
وَالشَّوْقُ يَا أُمِّي مَرَاجِلُ تَغْتَلِي
بَيْنَ الضُّلُوْعِ أَزِيْزُهَا يَكْوِيْنِي
أُمَّاهُ مُدِّي لِي يَداً إِنِّي لأَطْـ
ـمَعُ بِالقَلِيْلِ وَدُوْنَهُ يَكْفِيْنِي
المَاءُ مِنْ حَوْلِي ... وَلَكِنْ ظَامِئٌ
مَنْ لِي سِوَاكِ حَبِيْبَتِي يَرْوِيْنِي؟
وَأَمَامِيَ النُّوْرُ المُبِيْنُ ... وَلا أَرَى
مَنْ كَانَ غَيْرُكِ نُوْرُهُ يَهْدَيْنِي؟
لَوْ عُدْتِ كُنْتُ حَبَسْتُ كُلَّ لُحَيْظَةٍ
حَتَّى أُعَفِّرَ فِي رِضَاكِ جَبِيْنِي
يَا بَهْجَةَ الدُّنْيَا وَيَا عَبَقَ الحَيَـ
ـاةِ وَيَا نَمِيْرَ العُمْرِ لِلمِسْكِيْنِ
غَنَّيْتُ أُغْنِيَةَ الوَدَاعِ وَلَمْ أَزَلْ
مِنْ هَوْلِ مَا لاقَيْتُ رَهْنَ ظُنُوْنِي
رُوْحِي وَرُوْحُكِ تَوْأَمَانِ وَإِنَّمَا
أَجْسَادُنَا طِيْنٌ هَفَا لِلطِّيْنِ
المَوْتُ لَمْ يُمْهِلْ فُؤَادِي كَلَّ يَـ
ـوْمِ رَاحِلٌ ... أَيَعِيْشُ لِلتَّأْبِيْنِ؟
فَارْحَمْ إِلَهِي مَنْ أَتَتْكَ وَلَمْ تَكُنْ
إِلاَّ بِحَمْدِكَ عَذْبَةَ التَّلْحِيْنِ
وَاسْكُبْ عَلَى قَبْرِ الحَبِيْبَةِ صَيِّباً
كَمْ سَبَّحَتْكَ ... فَكُنْتَ خَيْرَ مُعِيْنِ
أُمَّاهُ شِعْرِي لَمْ يُحِطْ بِمَشَاعِرِي
عِنْدَ الفِرَاقِ وَلَمْ يَكُنْ بِضَنِيْنِ
هُمْ كَفَّنُوْكِ وَشَيَّعُوْكِ وَكُنْتُ قَبْـ
ـلَكِ دُوْنَ تَشْيِيْعٍ وَلا تَكْفِيْنِ [/ B]
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 06:05 م]ـ
صورة الأم في ذاكرة الشعراء
الكتاب: محمد بن رجب السامرائي
اشتقت الأمومة من الأُمّ، وأُمّ كل شيء: معظمه، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه: هو أُمٌّ له: " فأُمُّه هاوية"، سورة القارعة/ 9.
والأمومة: عاطفة رُكزت في الأُنثى السوية، تدفعها إلى مزيد من الرحمة والشَفقة. وأم كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره، وبهذا المعنى ورد تعبير "أم الكتاب" في عدة سور قرآنية وهي: في سورة آل عمران/ 7، وفي سورة الرعد/13،، وفي سورة الزخرف /4. وجاءت الأم في القرآن الكريم، ونحوه نحو: "أم القرى" في سورتي الأنعام/ 92، وفي الشورى/7، وأم القرى: مكة قال سبحانه وتعالى: " وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً "، سورة القصص/59.
لقد أوصى القرآن الكريم بالأم، لفضلها ومكانتها فقال عزّ وجل: " ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون"، سورة لقمان/14 - 15.
وكررّ تعالى هذه الوصية فقال الحق: " ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً " الأحقاف/15.
وفضل الأم على الأب له موجباته وهو الحمل والرضاع والرعاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسلام قدّ س رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وشتان بينهما قال سبحانه: " وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم"، سورة الأحزاب/ 4، كذلك قوله الحكيم: " الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم "، سورة المجادلة/2.
وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" الجنة تحت أقدام الأمهات". كذلك فقد حظيت الأم بنصيب وافر في تراث الأمم والأقوام منذ فجر التاريخ وإلى اليوم، ونالت عند العرب حظوة ومكانة منذ بدء الرسالة النبوية حيث أعطيت للمرأة نصيبها من الحياة وجعلها حُرّة ونبذ عادة وأد البنات التي شاعت أيام الجاهلية الأولى. وتغنى الشعراء بالأم عبر العصور الأدبية، كيف لا وهي التي تلد الذكور والإناث، وتسهر على راحتهم، وتعتني بتربيتهم ليصبحوا رجالاً ونساءً في المجتمع.
وردت الأم في اللغة بقول ابن منظور في لسان العرب، من أنّ: الأم والأمة بمعنى: الوالدة؛ وأنشد ابن بري:
تقبلها من أمة ولطالما =تنوزع في الأسواق منها، خمارها
وقال سيبويه لأمك؛ وقال أيضاً:
اضرب الساقين أمك هابل
قال ابن بري: الأصل في الأمهات أن تكون للآدميين، و أمات أن تكون لغير الآدميين، قال: وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفاح اليربوعي في الأمهات لغير الآدميين:
قوال معروف وفعاله، =عقار مثنى أمهات الرباع
قال: وقال ذو الرمة:
سوى ما أصاب الذئب منه وسربة =أطافت به من أمهات الجوازل
فاستعمل الأمهات للقطا واستعملها اليربوعي للنوق؛ وقال آخر في الأمهات للقردان:
رمى أمهات القرد لذع من السفا، =وأحصد من قربانه الزهر النضر
الأم في العصور الأدبية
وقفنا في هذا البحث لاختيار الأبيات التي أشار فيها الشعراء العرب عبر العصور المختلفة إلى الأم من عصر قبل الإسلام وإلى العصر الحديث، وذلك من خلال قراءتنا لدواوين الشعر العربي الكبير، آملين أن نكون قد رسمنا صورة للأم الرؤوم الحانية التي تعطي أكثر مما تأخذ، حتى خلدها الشعراء في قوافيهم في ذاكرة الناس من خلال التوقف عند شعراء ما قبل الإسلام، وعند الشعراء المخضرمين، وفي العصر الأموي، والعصر العباسي، وفي شعر العصر الفاطمي، وفي المغرب وبلاد الأندلس، وكذلك في أشعار شعراء العصر الأيوبي، والعصر المملوكي، وعند شعراء العصر العثماني، وأخيراً ختام البحث بذكر نماذج من شعر شعراء العصر الحديث عن الأم.
شعراء قبل الإسلام
أشار شعراء العرب قبل الإسلام إلى الأم في قصائدهم، متخذين صوراً عديدة من حياتها، ومنهم الطفيل الغنوي، وجليلة، وعروة بن الورد، فقال الغنوي:
يقولون لمّا جمعوا العدوّ شملهم =لك الأم منّا في المواطن والأبِ
وقالت جليلة في الأم:
تحملُ العينَ كما تحمل =الأمُ أذى ما تفتلي
أما عروة بن الورد أمير الصعاليك، فقال عن الأم:
فإنّي وإياكم كذي الأم أرهنت =لهُ ماء عينها تفدي وتحمل
الشعراء المخضرمون
ذكر الشعراء المخضرمون الأم في أبياتهم ومنهم العجّاج، وتميم بن أُبي وحسان بن ثابت الأنصاري، فقال العجّاج:
خواديا أهونهنّ الأم
بينما قال تميم بن أُبي عن الأم:
وملجأ مهروئين يلفى به الحَيا =إذا جفلت كُحل هو الأم والأبُ
وقال شعر الرسل صلى الله عليه وسلّم حسان بن ثابت الأنصاري:
جعلتم فخركم فيه لعبدٍ =من الأم مضنْ يطأ عَفْرَ التُرابِ
في الشعر الأموي
تناول شعراء عصر بني أمية الأم في قصائدهم، ونشير إلى عدد منهم مثل: الفرزدق، والكميت الأسدي، والمغيرة بن حنباء، وثابت قطنة، وجرير، وعلي الغنوي، وعمر بن لجأ التميمي، ومعاوية بن أبي سفيان، ومعن المزني. فأنشد شاعر النقائض جرير عن الأم قائلاً:
أغرّ كان البدر تحت ثيابه =كريمٌ إلى الأمِ الكريمة والأب
وقوله أيضاً:
على ابنك وابن الأم ذا أدركتهما =المنايا وقد افنين عاداً وتُبعَا
وكذلك قوله:
حملنا إليها من معاوية التي هي =الأم تغشى كل فرخٍ منقنقِ
وقال الشاعر الكميت بن زيد الأسدي عن الأم:
وكانت من اللا لا يغيرها ابنها =إذا ما الغلام الأحمق الأُم غيرَا
وقوله عنها:
كان الأم أم هذه لمّا =جلوا عنه غطاطة حابلينا
وأما المغيرة بن حنباء فقال في الأم:
(يُتْبَعُ)
(/)
تهجو الكرام وأنتَ الأم من مشى =حسباً وأنتَ العِلْجُ حين تكلم
كذلك أنشد ثابت قطنة عن الأم بقوله:
كل القبائل من بكرٍ تعدهُم =واليشكريونَ منهم الأم العربُ
قال جرير شاعر النقائض في العصر الأموي:
فما الأمُ التي ولدت أباكم =بمقرنة النجار ولا عقيم
ويقول علي الغنوي عن الأم:
وكنت ذا لاقيتهم عند كربةٍ =جمعتُ لهم الأم الكريمة والأبا
بينما قال عمر بن لجأ التميمي:
من قبل الأم ومن آبائِها
وقال الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان:
خالي وعمي وعم الأم ثالثهم =وحنظل الخير قد أهدى لي الأرَقا
وآخر شعراء الأمويين معن المزني الذي قال بحق الأم:
فما زلت في ليني له وتعطُفي عليهِ =كما تحنو على الولدِ الأمُ
الأم عند العباسيين
أبرز شعراء العصر العباسي الأم في أغلب أشعارهم، وتناولوا صفاتها والإشادة بدورها في الحياة الأسريّة، ونشير لذكر طائفة منهم وهم: ابن الرومي، وابن الزيات، وابن نباته السعدي، وأبو نواس، والأمين العباسي، والبحتري، والخليفة المأمون، والشاعر المتنبي، وكشاجم، وآخرهم مهيار الديلمي. ذكر الشاعر ابن الرومي الأم بعدد من قصائده منها قوله عنها:
كيف أهجو أمراً كريماً لئيماً =واحد الأم خلقة الآباءِ
وقوله أيضاً:
معروفة الأم ولكنّها مثلك =لم يعرف لها والد
وقال فيها:
تضنُّ به الأم الرؤوم على ابنها =وإن كان مأمولات لسدِ المغاقرِ
وكذلك قوله الآخر في الأم:
يدي سائلي الأم الرؤوم التي غدت =تسومك حرمان الغني بالملأ
وأيضاً قوله فيها:
وإن الذي تسترحم الأم ابنها =بها وبهِ لاشك أرحم راحمِ
وما الأمُ إلاّ أمة في حياتها =وأمٌ إذا فادت وما الأم بالأممِ
هي الأمُ يا للنّاسِ جرعت ثكلها =ومَن يَبْكِ أمّاً لم تذم قطُ لايذمِ
ثم انشد ابن الزيات قائلاً:
يا بخست الست الأم به برى =وهو العرش من أنسٍ ومن جانِ
قال الشاعر ابن نباته السعدي:
وفينا لهُ إذا ضيّع النّاس عهده =وكُنّا إذا الأم الحفية والأبا
كذلك قال الشاعر العباسي أبو نواس في الأم أبياتاً منها قوله:
فإذا أطفنَ بها صمتنَ لها =صمت البنات مهابة الأمِ
وقوله أيضاً:
وأنظر إذا هي قابلتك تهيؤ =نظر اليتيم إلى يدِّ الأمِ
ثم قال أبو نواس عنها:
ربيب بيت وأنيس ولم يُربّ =بريش الأم محضونا
نشد الخليفة العباسي الأمين بن هارون الرشيد في الأم قائلاً:
يعزُّ عليَّ ما لاقيتُ فيه =وأنتِ الأمُ خير الأمهاتِ
قال الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد في الأم قائلاً:
وعائش الأم لست أشتمها =مَنْ يفتريها فنحن منه برا
أما الشاعر أبو الطيب المتنبي فقال:
رموا برأس أبيه =وباكوا الأم غلبه
وقال أيضاً:
فما كان فيه الغدر إلاّ دلالة =على أنّه فيه الأم والأبِ
وكقوله الآخر فيها:
ملك إذا امتلأت مالاً خزائنه =أذاقها طعم ثكل الأم للوالدِ
أما الشاعر كشاجم فذكر الأم بقوله:
أبعدَ مُصاب الأم ألفا مضجعاً وآوي =إلى خفض من العيش أو ظلِ
وقال الشاعر مهيار الديلمي للأم:
من خير قوم أباً وأكرمهم أماً =أما عابت الأب والأُم
في العصر الفاطمي
كذلك أشاد شعراء العصر الفاطمي بالأم في أشعارهم كونها الفؤاد الحاني الذي يحدب على العناية بأولادها والمحافظة عليهم من كل مكروه، ومن هؤلاء الشعراء: ابن الهبارية، وابن منير الطرابلسي، وأبو العلاء المعري. حيث قال الشاعر ابن الهبارية:
قد تضطرب الأم الرؤوم طفلها =فهل يذم ذو شادٍ فعلها
بينما عبر ابن منير الطرابلسي عن الأم بقوله:
حدب الأب البّر الكبير وأرفة =الأم الحفية باليتيم الأصغرِ
وأنشد الشاعر أبو العلاء المعري* في الأم أبياتاً عديدة منها قوله فيها:
وأردد إلى الأم شبحاً طال معهدها =بضمه وهي لا ترجى لتربيتِ
وقال أيضاً:
نادى حشا الأم بالطفل الذي اشتملت =عليه ويحك لا تظهر ومُتِ
ثم ذكرها قائلاً:
وتحبّ الأم الخلوب وداود =يحب الدنيا ويتلو الزَبور
أو كقوله عنها:
لو أنّك العرس أوقعت الطلاق بها =لكنّك الأم هل لي عنكِ منصرف
ومثله قوله الآخر:
من غير الخيل فقد خبلا =هل تحمل الأم إلاّ الثكل والهبلا
أو قوله أيضاً:
بئست الأم للأنام هي الدنيا =وبئس البنون للأمِ نحنُ
وأخير قول المعري في الأم:
لا أفجع الأم بالرضيع ولا أشرك =هذا الغرير في اللبنِ
عند شعراء المغرب وبلاد الأندلس
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلما حظيت الأم مكانتها في قصائد الشعراء العرب خلال العصور المختلفة، فإنّ شعراء المغرب وبلاد الأندلس أشادوا بها في أبياتهم الشعرية، ومجدّوا فعالها لأنّ لها دورها الكبير في بناء المجتمع من خلال تربية أبنائها على القيم والمثُل الأصيلة النابعة من التراث والدين الإسلامي الحنيف. وممن ذكرها من شعراء المغرب والأندلس الشعراء: ابن حمديس الصقلي، وأبو إسحاق الألبيري، والأعمى التطيلي، والعفيف التلمساني، وأميّة الدّاني، وعلي الحصري القيرواني، ولسان الدين ابن الخطيب. فقال عنها ابن حمديس:
خودٌ تلقن تربها حججا =كالبنِ مُصغية إلى الأمِ
ثم ذكرها الألبيري بقوله:
ولقد عهدنا الأم تلطف بابنها =عطفاً عليهِ وأنت ما أقساك
بينما أشار إليها التطيلي قائلاً:
وأكرم مضن يُرجى لدفعِ مُلمةٍ =إذا الطفل لم يسكن إلى لطفِ الأمِ
وقال العفيف التلمساني في حق الأم:
فيأخذ من هذا لهذا بحقهِ =على نسبة محفوظة الأم والأبِ
أما أميّة الدّاني فقال:
رزئت بأحفى النّاسِ بي وأمرّهم =وأكبر بفقد الأمِ رزءاً وأعظم
وهذا علي الحصري القيرواني صاحب زهر الآداب، الذي أنشد للأم بقوله:
نهكته علّة مبدؤها وحشة =الأم متى تذكر تشق
في حين يذكر لسان الدين ابن الخطيب حول الأم:
توالى مَن استرعيت أمناً وارفة =ورفقاً كما تحنو على المرضع الأم
الأم في أشعار الأيوبيين
هناك شعراء من العصر الأيوبي تناولوا في أشعارهم دور الأم في المجتمع، نحو الشعراء: ابن مقرب العيوني، واسامة الشيزري، والأمير عبد المؤمن، والحيص بيص، وسبط ابن التعاويذي، وشرف الدين الحلي، ومحيي الدين بن عربي، ومما قاله العيوني هو:
بأيسر مهر عند الأم خاطب =ووالدها غيظاً معيضّ الرواجيا
وقال الشاعر الشيزري:
بئست الأم رمت أولدها =برزاياها ألا بئس الرضيع
كذلك قوله:
هي الأم لا برّ لديها وردن =إلى بطنها بعد الولاد هو البِّرُ
أما الأمير ابن عبد المؤمن فقال:
وإن كل عاد لاكل الغذا =وما يترك الأم أو يفتقر
ويقول الشاعر حيص بيص في الأم:
واشتجار الضرب من حرّته =مذهل الأم عند الطفل الرؤوم
أو قوله الآخر:
وعم بلطف رأفته الرعايا =حنو الأم واحدها غلام
ثم ذكر الشاعر سبط ابن التعاويذي قائلاً:
ولا يرى الأم من خائب =ينافس العذراء في المهر
وقوله أيضاً:
وحنّت إلى أن يبذل العُرف كفّه =كما حنّت الأم الرقوب إلى الطفلِ
كما قال صفي الدين الحلي:
وأيتمت أبناء الرجال وطالما =دعاهم فأغناهم عن الأمِ والأبِ
بينما أشار إلى الأم محيي الدين بن عربي بقوله:
قالت لها مبلية الأم ثانية عساه =يحيى كمثل النفخ في الصورِ
وقال أيضاً:
كما الأم تضرب أولادها =لتظهر مرتبة الولد
ثم قال:
هي الأم سماها ذلولاً لخلقهِ =وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنبِ
إذا كان حال الأم هذا فإنني =لأولى به منها إلى انقضا نحبي
في الشعر المملوكي
أنشد للأم في هذا العصر عدد من الشعراء الذي كتبوا عن دور الأم ومكانتها في النفوس ومنهم: ابن نباتة المصري، والستالي، والشاب الظريف وشهاب الدين المخلوف، وصفي الدين الحلي، ويوسف الثالث، فقال ابن نباتة عن الأم:
ليتَ ابن إدريس لاقى ابن الدروس =بها لكان يملأ قلبَ الأم بالجَذَل
وقوله أيضاً:
سامعة لما تُشيرُ الأم =مع أنّها مثل الحجار صُمّ
وقال الشاعر الستالي:
نماه من الأبِ العتكي مجدٌ =بمجدِ الأمِ من مُضر مشُوب
أما الشاب الظريف فقال عن الأم
كم من أبٍ قد غدا أما لمعشرة =فأعجب لإعطاء لفظ الأمِ للذكر
كما قال شهاب الدين بن الخلوف:
وكم تركت أباً يبكي على ولدٍ =إذ ذقته طعم ثكل الأم للولدِ
بينما ذكر الشاعر صفي الدين الحلي** الأم بقوله عنها:
سليل صفي المُصطفى وابن سبطهِ =لقد تابَ منهُ الأم والأب والجد
وكقول الشاعر يوسف الثالث:
وكم حالت الأحوال منّا بحالةٍ =نعمنا بها والنفس الأم طالبُ
عند شعراء العصر العثماني
تناول شعراء العصر العثماني الأم في أشعارهم مبينين الدور الذي تلعبه في بناء جيل صحيح مثل الشعراء: ابن رازكة، والحبس، والعشاري، وعبد العزيز الفشتالي، وعبد الغني النابلسي، ومحمد الصفاقسي، يقول الشاعر ابن رازكة:
أبو الطلاب لا ينفك منهم =حنان الأم بالطفلِ العظيمِ
وقول الحبسي:
مَن جَرّب الناس لم تخدمه ضاحكة =في الناس شتان بين الأم والأبِ
وقال العشاري:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنت يماني الأصول ويانع الفروع =وزكي الأم والأب والجد
ثم ذكر عبد العزيز الفشتالي الأم قائلاً:
يا مولداً وبهِ الأيام قد عُقمت =وهي الولائد عقم الأم بالولدِ
كذلك قال عنها عبد الغني النابلسي:
لم يُدنس لهُ نسب بكفرٍ =إذا ما الأم تظهر تزدرِيه
ثم أشد محمد الصفاقسي قائلاً:
فتعطاه بنت الأم إن تكُ حيَّة =وإلاّ فللّزوج المعصّب ذي الولا
في العصر الحديث
نختتم أشعار الأم التي ذكرها الشعراء خلال العصور الأدبية، وفي القرون الماضية، بما كتبه شعراء العصر الحديث عن الأم الحنون، نحو: أبو القاسم الشابي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران، وعلي الجارم، وعلي محمود طه المهندس، ومصطفى الغلاييني، ومصطفى صادق الرافعي، ومعروف الرصافي، وناصيف اليازجي، ونبدأ بنماذج شعراء هذا العصر بقول الشاعر أبي القاسم الشابي:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه =حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس
وقوله الآخر عنها:
فخرّت الأم حول =الصبيّ تصرخ ويلي
أما الشاعر أحمد شوقي فقال في حق الأم:
يسيرُ على أشلاء والده الفتى =وينسى هناك المرضع الأم والأبِ
أو قوله عنها:
فيقالُ الأم في موكبها =ويُقال الحرم العالي المَصُون
كما قال:
وَصُن لغة يحق لها الصِيان =فخير مظاهر الأم البيان
وذكرها بقوله:
فأشتغل القلب عليه وأشتغل =وسارت الأم به على عجل
ثم قال شوقي أيضاً:
فناحت الأم وصاحت واهاً =إنّ المَعالي قتَلت فَتَاها
كذلك أشاد الشاعر حافظ إبراهيم بمنزلة ومكانة الأم في المجتمع في قصيدته المشهورة ومنها قوله فيها:
الأمُ مدرسة إذا أعدَدْتَها =أعدَدْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُ روضٌ إن تعهده الحيا =بالريِّ أورَق أيمّا إيرَاقِ
الأم أستاذ الأساتذة الأُلى =شغَلَت مآثرهم مَدى الآفاقِ
وقال خليل مطران:
نعمت الأمُ أنجبت خيرة الأولاد =للبِّرِ والنَدى والوفاءِ
وقال أيضاً:
رأينا كمالَ الأم والبيت عندهم =وحكمة فتيان وعفة خرد
أو قوله عنها:
الأمُ شمس والثريا لكم =أخت وما منكم سوى بدر
ثم قال:
وأحنُو عليها حنية الأمِ مُشفِقاً =وهيهات تحميها من البينِ أضلعي
أما الشاعر علي الجارم فقال:
هل أُفكر في الأمِ تندب حظها =والزّوج يسكت والهين يتامى
وقوله الآخر عنها:
نسيتُ به أهلي وياربّ صاحب =أبَرّ مِن ابنِ الأمِ قلباً وأنفعُ
كما كتب علي محمود طه المهندس عن الأم بقوله:
دَعا فَلَبُوهُ صوت من عروبتهم =كما يُلبي هتاف الأم أبنَاءُ
وكتب مصطفى الغلاييني قائلاً:
وأطيعُ الأم دوماً =فهي روض البركات
أو قوله أيضاً:
قالت الأم يابُني وعضّت =بإكتآب أدرى الفتى ما تريد
وللأديب مصطفى صادق الرافعي قوله عن الأم:
تودعُك الدُنيا وتستقبل الدُجى =كما ودّع الأم الرحيمة أطفال
ثم قال الشاعر معروف الرصافي:
إن خدمنا فلا تريد جزاء =ومِن الأمِ هل يُرادُ جزاء
وقوله عنها:
فحضن الأمِ مدرسة تسّامت =بتربية البنين والبناتِ
أو كقوله الآخر:
فعاش عيش الأم لم يوَفِه =مَلبَسه ولا مطعمه
وختام حديثنا عن أشعار الأم في الشعر العربي أبيات للشاعر ناصيف اليازجي منها قوله:
ألِف هذي الحياة جدد في الأم =نفس أنسابها فطالها الحنين
ثم قوله:
المالُ يُفرِّقُ بين الأم والولد فذاك =أدنى نسيب عند كلِ يد
وقوله أيضاً:
هي الأم التي ضمّت بَنِيها =إلى أحشائِها ترجو الثوابا
وأخيراً قوله عنها وهو:
يا أيّها الأم الحزينة أجملي صبراً =فإنّ الصّبر خير طبيب
________________________________
* لا أعرف لماذا جعل المعري فاطميّ العصر!
** نرى بأن الكاتب عاد مرة أخرى وذكر صفي الدين الحلي في العصر المملوكي، وقد ذكره سالفا في العصر الأيوبي وهو أحق ان يكون في المملوكي
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 09:42 م]ـ
شكراً أخي رسالة الغفران على هذه القصائد التي أتحفتنا بها والتي تدل على حسن الاعتراف بالجميل فلا يعرف فضل الأم وقدرها إلا طيب المحتد عريق الأصل
واسمح لي أخي أن أشاركك في هذه الأبيات للشاعر محمد عبد المطلب:
تكشفت للأحداث بعدك يا أمي = فيا طول ما ألقى من الحزن والهم
لي اللَه يا أماه ما أنا بالذي = تعود أن يقوى على الحادث الجم
تلمست حزمي في المصاب فعزني = لقد غاب عني في الثرى مصدر الحزم
فقدت التي كانت إذا شط بي النوى = تسائل عني في الدجى ساري النجم
وإن ترمني الأقدار منها بحادث = تلقفه عني على الروح والجسم
وإن تربت كفي تجود بروح = مخافة مالم أحتمله من العدم
وإن مسنى سقم ثوت عند مرقدي = لزاماً فلم تبرحه إلا مع السقم
على أنها والسقم يبري عظامها = تحاول أن تخفيه عني بالكتم
ولو أنها اسطاعت لدى الموت خفيه = لأخفته إشفاقاً علي من الغم
فيا رحمتا للفاقدي أمهاتهم =من الناس مثلي أو من الطير والبهم
فإن الحنان الحق في الأم وحدها= وغير حنان الأم ضرب من الوهم
هي الأم سر لست تعرف كنهه =وإن خلتها في صورة الدم واللحم
يقولون فانظر رسمها بعد موتها= فقلت لهم في الرمس أمي أمي لا الرسم
فإن فاتني ذاك الحنان التمسته =على حسرة من ذاك القبر باللثم
دفنت به من لاين إن دعوته = إلى معاشر صم إذا مادعوا بكم
فإن قلت يا أماه أغناني اسمها= عن الأب والأبناء والخال والعم
عصامية كانت على حين أنها =لها نسب فوق النقيصة والذم
وأمية كانت ولكن رأيها = لدى وعضلات المرفوق ذوي العلم
فقدت أبي طفلاً فلم أدر ما الأسى= وأفقدتها كهلاً فأدهى الأسى عظمي
سلوني أحدثكم عن اليتم بعدها = فإن اليتيم الكهل أعرف باليتم
فياليت أيام الحياة وقفن بي = لدى موضعي منها من اللثم والضم
وياليت لم يقطع بنا الدهر شوطه = فإن خطاه للقطيعة والصرم
سرى لي ياأماه طيفك في الكرى =مناب خيال الأم عن زورة الأم
وأني لي السلوى وقد حال دونها = مثالك في عيني وطيفك في حلمي
سأخضع يا أمي لقلبي ومدمعي = على رغم ما أسديت من نصحك الجم
وأبكيت بالقلب الذي تعرفينه = وللدمع شأن غير قلبي في الحكم(/)
إذا قال البحتري هذا القول .. ماذا نقول نحن!؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 03:54 ص]ـ
قصيدة من وجهة نظري تحكي الحال
مع فائق احترامي وتقديري للجميع
يائِبنَةَ الدَهرِ هَل رَأَيتِ كَمِثلي = عِندَ دَفعِ المُنى وَنفيِ الشُكوكِ
أَركَبُ المَهمَهَ المَهولَ بِعَزمٍ = وَثِيابي ظَلامَةُ الحَلكوكِ
وَأَشُقُّ الجُيوبَ مِن خَلعِ اللَي = لِ بِكَفٍّ مِنَ الزَماعِ بَتوكِ
وَأَنا الباعِثُ العَزيمَ إِلى الهَم = مِ فَأُجليهِ عَن ثَباتِ الحَنيكِ
شَمَّرِيُّ الجَنانِ كَالخَذمِ الصا = رِمِ بَينَ الإِرهافِ وَالتَحبيكِ
في غِرارَيهِ وَالذُبابِ بَناتُ الذَر = رِ يَرفُلنَ في نَهيكٍ سَبيكِ
مُتَجافٍ عَنِ الوِسادِ بِقَلبٍ = يَقِظِ اللُبِّ غَيرِ جَوشٍ صَكيكِ
أَركَبُ اللَيلَ في زُها هائِلِ اللَي = لِ وَرَأدَ الضُحى لِوَقتِ الدُلوكِ
وَكَذا أَشتَهي يَكونُ فَتى الحِم = مَةِ غَيرَ الخُمَيِّمِ المَأفوكِ
وَإِلى اِخوَتي ذَوي الرَدَبِ الغُر = رِ أُؤَدّي تَحِيَّتي وَأَلوكي
حَيِّهِم مِنهُمُ كَشاهِدِ عُربٍ = غائِبٍ مِنهُمُ بِدارِ عَتيكِ
فَمَديحُ فَغورِها فَتِهامٍ = فَبِأَرضِ العِراقِ وَاليَرموكِ
فَخُراسانَ صاحَ فَاليَمَنِ النا = زِحِ صَنعائِها فَأَهلِ تَبوكِ
وَيلَكُم وَيبَكُم لَقَد هُتِكَ الشِع = رُ فَبَكّوا لِسِترِهِ المَهتوكِ
يا اِمرَأَ القَيسِ لَو رَأَيتَ حَبيكَ ال = شِعرِ يُغدى بِماءِ لَفظٍ رَكيكِ
لَبَكَيتَ الدِماءَ لِلأَدَبِ الغَضِّ = بِفَيضٍ مِنَ الدُموعِ سَفوكِ
وَلَأَبكَيتَ طَرفَةً وَزُهَيراً = وَلَبيداً وَقَرمِ آلِ نَهيكِ
وَبَكى النابِغانِ مِن فَرطِ وَجدٍ = ثُمَّ صَنّاجَةُ القَريضِ المَحوكِ
أَينَ شَمّاخُ وَالكُمَيتُ وَذو الرُم = مَةِ وَصّافُ مَهمَهٍ وَنَبيكِ
أَينَ ذاكَ الظَريفُ أَعني اِبنَ هاني = حَسَناً وَيبَهُ نَديمَ المُلوكِ
حَكَمَت فيكُمُ أَكُفُّ المَنايا = فَجَرى حُكمُها بِغَيرِ شُكوكِ
وَتَبَدَّلتُ مِنهُمُ البَدَلَ الأَع = وَرَ بَينِ قُذرَةٍ وَأَفيكِ
ذَهَبَ الناسُ بَل مَضى زَمَنُ النا = سِ وَخُلِّفتُ لِلزَمانِ الهَتوكِ
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 07:50 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
أما عن نفسي، فأقول:
يا سقى اللهُ أعظماً بالياتٍ =بِمُلِثِّ الحَيَا سَفُوحٍ سَفُوكِ
غَدَقاً يستمدُّ من كلِّ وادٍ = وينادِي بغدوةٍ ودُلوكِ
إيهِ كم منزلٍ كريمٍ أقَلَّتْ = بِيْضُ بطحائها ومجدٍ عَتِيكِ
أُودِعُوا الثرى ودَعُّوا الثريا = فغَدَوا كالملوك بين الملوكِ
ذِكْرهمْ طافحٌ بمجدٍ وحمدٍ = بفصيحِ المقال غيرِ ركيكِ
نضّدوا الدرَّ في السلوكِ نظاماً = بفريدٍ فَرْدٍ وسَبْكٍ سَبِيكِ
لم نَزَلْ بعدهمْ بحالٍ بَئيسٍ = من غليظِ الطباعِ فَدْمٍ صَكِيكِ
ذهبَ الدهرُ بالكرامِ وأبقى = سوقة الناس من غثاءٍ ونوكِ
لا يُلامُ الزمانُ فيهم ولكنْ = يا ليالِيَّ ما أجَدَّ بَنُوكِ
هُمْ أبَتُّوا ما بَتَّ فيه سواهمْ = نقضوا غَزْلهمْ بِكَفِّ بَتُوكِ
هتكوا سترهمْ فيا ليت شعري = مَنْ يُبَكِّي لسترهِ المهتوكِ!
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 05:45 م]ـ
غُصّ رحب القريضِ بعد انشراحٍ ... في مضيقٍ من الفنونِ ضنيكِ
إنّ عصراً يلوك شعر ابن يحيى ... لم يزل بَعْدُ في رفيعَ تُموكِ: rolleyes:
لا فض فوكما
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:39 م]ـ
[ QUOTE= رؤبة بن العجاج;219872] غُصّ رحب القريضِ بعد انشراحٍ ... في مضيقٍ من الفنونِ ضنيكِ
إنّ عصراً يلوك شعر ابن يحيى ... لم يزل بَعْدُ في رفيعَ تُموكِ: rolleyes:
يا أبا الهذيل، ويا رؤبة الخير والخيل، ويا فارس اللغة ومحككها الجذيل.
بالله عليك، إلاّ فسرت لي تلك القافية الأخيرة، التي بعد أن أعملت فيها التظليل والتكبير والتحمير: D ( تُموكِ) تحقق فيّ قول أبي الطيب:
اذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب
بارك الله فيك وزادك علما
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 12:03 ص]ـ
حياك الله أبا يحيى وبيااك:) ,,
والعذر على الإغراب: p
هذا ما ذكره ابن منظور رحمه الله عن تمك:
(وتَمَكَ السنامُ يَتْمِكُ ويَتْمكُ تُموكاً وتَمْكاً اكتنز وتَرَّ) انتهي كلامه رحمه الله,,
وأردت أن الشعر لم يزل -بعد- ذا سنامٍ تامك رفيع الإشراف والإرتفاع ,,
والعذر على الإزعاج: D :)..
والسلام,,
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 04:59 م]ـ
أخي الكريم أحمد بن يحيى شكراً لك على المشاركة المثمرة حقاً
ذهبَ الدهرُ بالكرامِ وأبقى = سوقة الناس من غثاءٍ ونوكِ
............. لا تعليق ;)
هتكوا سترهمْ فيا ليت شعري = مَنْ يُبَكِّي لسترهِ المهتوكِ!
أصبت، فقد حاكيت قلبي بهذا البيت:)
ويا عزيزي رؤبة
لا فض فوكما
ومات حاسدوك:)
وأردت أن الشعر لم يزل -بعد- ذا سنامٍ تامك رفيع الإشراف والإرتفاع
من وجهة نظرك
ولعل هذا الموضوع يدافع عن وجهتي: p
موسوعة الأخطاء في وسائل الاعلام - المشاركة بواسطة أنوار الأمل ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24909)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:00 م]ـ
إني معك أخي رسالة في كل ما ترى ,,
لكني أقول:
بما أنّ أمثالكم لا زال يتردد في جنبات هذا العصر,,
وأمثال أبي يحيى وشعراء الفصيح وغيرهم ممن اعتصموا بحبل تليدهم
وعقدوا به حديث طريفهم ..
فلن يزال الشعر- بإذن الله - في رفيع تموك:) ..
وإن تعرّض سنامه لآفة التغريب وجلده لجرب التعتيم
والسلام,,
أبا يحيى أستأذنك في نقل أبياتك هذه للإبداع ...
أنتظر ردك حفظك الله,,
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 07:11 م]ـ
أبا يحيى أستأذنك في نقل أبياتك هذه للإبداع ...
أنتظر ردك حفظك الله,,
لك ذلك أخي (رؤبة)
بارك الله فيك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 05:36 م]ـ
إني معك أخي رسالة في كل ما ترى ,,
لكني أقول:
بما أنّ أمثالكم لا زال يتردد في جنبات هذا العصر,,
وأمثال أبي يحيى وشعراء الفصيح وغيرهم ممن اعتصموا بحبل تليدهم
وعقدوا به حديث طريفهم ..
فلن يزال الشعر- بإذن الله - في رفيع تموك ..
وإن تعرّض سنامه لآفة التغريب وجلده لجرب التعتيم
أخي الكريم ...
رؤبة
دمت مشكوراً
ولا فضت يداك:) على ما جادت به أناملك
ونطمح بمزيدك يا رؤبة ..
وأنت كذلك يا أحمد نطمح بمزيدك
فلا تطمع علينا:)
ـ[ابن آدم]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 10:10 م]ـ
شكر الله لك يا باعث العزم إلى الهم ليجليه عن ثبات الحنيك
وقيض الله للسان كتابه الحكيم من يذوذ عن حياضه(/)
لمن هذه الأبيات
ـ[فتافيت]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:10 م]ـ
من قائل هذان البيتان:
*جمعت صنوف العي من كل وجهة وكنت حريا بالبلاغة من كثب
ابوك معم في الكلام ومخول وخالك وثاب الجراثيم في الخطب
* لو صحبت شهرين دأبا لم تمل وجعلت تكثر قول لا وبل
حبك للباطل قدما قد شغل كسبك عن عيالنا قلت اجل تضجرا مني وعيا بالحيل
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 08:25 م]ـ
أختي الكريمة
في كتاب البيان والتبين وضع الجاحظ هذه الابيات ولكن لم ينسبها لأحد
ولكن هناك اختلاف بسيط في البيت الاول عندكِ وعند الجاحظ:)
وقال آخر:
جَمَعْتَ صنوف العِيِّ من كلِّ وِجهَةٍ = وكنتَ جديراً بالبلاغة من كَثَبْ
أبوكَ مُعِمٌّ في الكلام ومُخْوَِلٌ = وخالك وثّابُ الجراثيمِ في الخُطَبْ
وقال آخر:
لو صَخِبَتْ شَهْرينِ دأْباً تَمَلّ = وجَعلَتْ تُكثر من قولٍ وَبَلْ
حبُّكَ للباطل قِدْماً قد شَغَلْ = كسْبَكَ عن عِيالنا، قلتُ: أجَلْ
تضجُّراً مِنَّي وعِيّاً بالحِيَلْ
ولكن!:)
كتاب مجالس الثعلب- لأحمد بن يحيى المعروف بثعلب
قال غير ما قاله الجاحظ
وسأذكر ما قال نصاً
وأنشد أبو العباس لأبي الخطاب عمر بن عيسى البهدلي، قال أبو العباس: كان في عصر
هارون الرشيد:
ضجت ولجت في العتاب والعذل = صخابة ذات لسان وجدل
لو صخبت شهرين دأباً لم تبل = وجعلت تكثر من قول العلل
حبك للباطل قدماً قد شغل = كسبك عن عيالنا قلت أجل
تبرماً منى وعياً بالحيل = ويحك قد ضعفت عن ذاك العمل
ونكس الشيخ قفاه وسفل = وضعفتت قوته فقد ذبل
والناس قد قالوا عليك بالبصل =وجزراً نياً وهليوناً فكل
والبيض تحسوه وبالبيض المثل = وافل العصافير بزيت لا بخل
والحبة الخضراء كلها بالعسل = والجوز والخشخاش عنه لا تسل
واشرب نبيذ الصرفان لا الدقل = فقلت عزم عاجل فهل عمل
ترضى به ذات الخضاب والحلل = قالوا عسى قلت عسى في است الجمل
مالي وضرب القلعى ذى الخلل = على دواء دغل من الدغل
ـ[فتافيت]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 08:23 م]ـ
شكرا يا رسالة الغفران
لك مني جزيل الشكر والعرفان(/)
ما أعذبُ مطلع شعر قرأته؟
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 08:45 ص]ـ
أما عن نفسي؛ فيعجبني قول الشاعر (ابن عنين) في مطلع قصيدة له مختارة:
ماذا على طيف الأحبة لو سرى = وعليهمُ لو سامحوني بالكرى
فيالله العجب!
أي عذوبةٍ هذه!
وأي ترنّم!
وأي تطريب!
سبحان مقسم الأرزاق بين العباد، لقد كاد هذا المطلع في رقته وعذوبته وطلاوته أن يفوق كل حاضر وباد!
ومن العجب العجاب أن صاحبه شاعر هجّاء من الطراز الأول، كما ورد في كتب الأدب ;)
ويعجبني كذلك قول الآخر (ولا أعلم من هو ولا أين قرأت هذا المطلع ( ops) :
أتظنني من زلة أتعتَّبُ = قلبي أرق عليك مما تحسب
لله ما أرقّ قلبك يا رجل!
وما أعذب شعرك!
إن هو إلا كالماء العذب النمير على وقد القيظ ولفح الهجير. فإن خصِرتْ له الأكباد؛ فلا عجب؛ فهو البرد البراد!
إلى هنا وقوفي
وتلك تلك الراية
هلمَّ خذوها
وأكملوا الحكاية.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 12:50 م]ـ
من أعذب المطالع
قول السيد رضا الهندي رحمه الله
أمفلج ثغرك أم جوهر = ورحيق رضابك أم سكر
وأيضاً بيت المتنبي
واحرّ قلباه ممن قلبه شبم = ومن بجسمي وحالي عنده سقم
وهناك الكثير الكثير من المطالع الجياشة بالعذوبة، سؤالك محير يا أخي أحمد ( ops
دمت موفقاً
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 05:33 م]ـ
أما عن نفسي؛ فيعجبني قول الشاعر (ابن عنين) في مطلع قصيدة له مختارة:
ويعجبني كذلك قول الآخر (ولا أعلم من هو ولا أين قرأت هذا المطلع ( ops) :
أتظنني من زلة أتعتَّبُ = قلبي أرق عليك مما تحسب
[/ B][/CENTER] .
في كتاب الأمالي؛ لأبي علي القالي:
وأنشدني نفطويه لنفسه:
أتخالني من زلّة أتعتّب = قلبي عليك أرقّ مما تحسب
قلبي وروحي في يديك وإنما = أنت الحياة فأين عنك المذهب
وفي معجم الأدباء؛ لياقوت الحمويّ:
قال وأنشدنا لنفسه؛ (أي نفطويه):
أتخالني من زلة أتعتب = قلبي عليك أرق مما تحسب
قلبي وروحي في يديك وإنما = أنت الحياة فأين منك المهرب
قال مؤلف الكتاب:
ولم يورد أبو عبيد الله إلا هذين البيتين، وأنشدني بعض الأصدقاء، البيت الأول منها، وأتبعه بما لا أعلم ..
وكذلك نسبهما له ابن حجر العسقلاني؛ في: لسان الميزان ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 05:38 م]ـ
أما المرزباني، فقد نسبهما، في كتابه:
نور القبس:
لأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن عبد الله بن عبيد الله بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، كان ثقة فقيهاً على مذهب داود الاصبهاني.
وجاء فيه:
وقال "من الكامل":
أتخالُني من زلَّةٍ أتعتبُ = قَلبي عليكَ أرقُّ ممّا تحسبُ
قلبي وروحي في يديك وإنما = أنت الحياةُ فأين عنك المذهبُ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 05:45 م]ـ
والعجب العجاب أن صاحب:
الإيضاح في علوم البلاغة؛ جلال الدين القزوينيّ؛
نسبهما لأبي الطيب المتنبيّ، وفيه:
وقول أبي الطيب:
أتظنني من زلة أتعتب = قلبي أرق عليك مما تحسب
وليسا في ديوان أبي الطيب المتنبيّّ!!!
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 11:58 م]ـ
أخي الكريم: (رسالة الغفران):
أحييك على هذه المشاركة العذبة اللذيذة:)
ولمَ الحيرة يا أخي، من حضره مطلع عذب فليتحفنا به.
وإن اثنان
وإن ثلاثة
ولكن لا تزد على ثلاثة:)
مع خالص تقديري
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 12:01 ص]ـ
المحقق الفاضل: د. مروان
بارك الله فيك، ونفع بك، وزادك علما وحرصا
تقبل فائق تحياتي
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 12:17 ص]ـ
يا حبّذا الطيف حيانا فأحيانا ... أهدى لنا قربهُ روْحاً و ريحانا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 03:17 ص]ـ
كليني لهم يا أميمة ناصب = وليل أقاسيه بطيء الكواكب
بيت أعشقه ودائما ما أردده
أجمع الأدباء على تقدمه وحسن سبكه وروعة معناه
يقول ابن قتيبة في الشعر والشعراء
(قول أوس بن حجر:
أيَّتُهَا النَّفْسُ أَجْمِلى جَزَعَا ... إنَّ الَّذِي تَحْذرِينَ قَدْ وَقَعَا
لم يبتدى أحدٌ مرثيةٌ بأحسن من هذا.
قول النابغة:
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ ... ولَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِىءِ الكَوَاكِب
لم يبتدى أحدٌ من المتقدمين بأحسن منه ولا أغرب.)
في تحرير التحبير لابن أبي الإصبع
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقد روي أن أحسن ابتداء ابتدأ به مولد قصيدة قول إسحاق بن إبراهيم الموصلي، حيث يقول خفيف:
هل إلى أن تنام عيني سبيل ... إن عهدي بالنوم عهد طويل
ومن إنشادات ابن المعتز في هذا الباب قول النابغة الذبياني طويل:
كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
ولعمري لقد أحسن ابن المعتز الاختيار، فإني أظنه نظر بين هذا الابتداء وبين ابتداء امرئ القيس في معلقته حيث قال طويل:
قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فرأى أن ابتداء امرئ القيس على تقدمه وكثرة معاني ابتداءاته متفاوت القسمين جداً، لأن صدر البيت جمع بين عذوبة اللفظ وسهولة السبك، وكثرة المعاني بالنسبة إلى العجز ما لم يجمع العجز، فإن ألفاظ العجز غريبة بالنسبة إلى ألفاظ الصدر، والعجز أقل معان من الصدر بخلاف بيت النابغة، فإنه لا تفاوت بين قسميه البتة، فبيت امرئ القيس وإن كان أكثر معان من بيت النابغة، فبيت النابغة أفضل، من جهة ملاءمة ألفاظه، ومساواة قسمية)
ويقول أبو الهلال في الصناعتين
(أحسن ابتداءات الجاهلية قول النابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمةَ ناصبِ ... وليلٍ أقاسيه بطئ الكواكب
وأحسن مرثية جاهلية ابتداء قول أوس بن حجر:
أيّتها النفس أجملِي جزعا ... إنَّ الذي تحذرين قد وقعا)
قالوا: وأحسنُ مرثية إسلامية ابتداء قول أبي تمام:
أصمّ بك الناعي وإن كان أسمَعا ... وأصبحَ مغنى الجودِ بعدَك بلقعَا)
وفي الصبح المنبي عن حيثية المتنبي
(قول النابغة:
كليني لِهَمّ يا أميمةَ ناصب ... وليل أقاسيه بطيءِ الكواكب
قدمه ابن المعتز وغيره لسلامته على قول امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ ... بسِقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُول فَحوْمَل
لما فيه من عدم التناسب، فإنه وقف، واستوقف، وبكى، واستبكى، وذكر الحبيب والمنزل في نصف بيت عذب اللفظ سهل السبك، ولم يتفق له مثل ذلك في النصف الثاني بل أتى فيه بمعان قليلة في ألفاظ غريبة، فباين الأول بخلاف بيت النابغة، فإنه لا تفاوت بين قسميه.)
في نهاية الأرب
(قيل: إن أحسن ابتداء ابتدأت به العرب قول النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب)
دمت سالما يا أبا يحيى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 03:44 ص]ـ
افاطم قبل بينك متعيني =ومنعك ما سئلت كأن تبيني
فلا تعدي مواعد كاذبات =تمر بها رياح الصيف دوني
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 03:47 ص]ـ
أقول لصاحبي والعيس تهوي =بنا بين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجد =فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد =وريا روضة غب القطار
ـ[السامي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 03:03 ص]ـ
ليالَّي بعد الظاعنين شكول=طوال وليل العاشقين طويلُ
يُبنًّ لي البدر الذي لا أريده=ويخفين بدراً ما إليه سبيلُ
وما عشت من بعد الأحبة سلوة=ولكنني للنائبات حَمولُ
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 03:52 ص]ـ
أحسنتم جميعكم:)
الأستاذ / محمد سعد: ما أعذب ما اخترت! بوركت
الأستاذ السامي: إلى الآن اختيارك هو الأعذب؛ كيف لا وهو لأبي الطيب رائد حسن المطالع في الشعر العربي دون جدال.
وهو مطلع على عذوبته بلغ غاية الحزن؛ فكأنما مزج ماء روائه بماء بكائه!
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 03:58 ص]ـ
بالمناسبة أيها السامي:
توقيعك رائع جدا:)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 04:26 ص]ـ
رب ورقاءَ هتوفِ في الضُّحى ... ذات شجوٍ صدحت في فننِ
ذكرَت إلفا ودهراً سالفا ... وبكت حزناً فهاجت حَزَني
فبكائي ربما أََرّقَها ... وبكاها ربما أَرّقَني
ولقد أشكو فما أفهمها ... ولقد تشكو فما تفهمني
غير أني بالجوى أعرفها ... وهي أيضاً بالجوى تعرفني
ـ[شذور الضاد]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 09:51 م]ـ
افاطم مهلاً بعض هذا التذلل ... و ان كنت قد ازمعت صرمي فاجملي
وان كنت قد ساءتك مني خليقة ... فسلي ثيابك من ثيابي تنسلي
اغرك مني ان حبك قاتلي ... وانك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك الا لتقدحي ... بسهميك في اعشار قلبي المقتل
ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 04:47 ص]ـ
أعذب مطلع:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر **أما للهوى نهي عليك ولاأمر
بلا أنا مشتاق وعندي لوعة ... ولكن مثلي لايذاع له سر
لأبي فراس الحمداني.
ـ[السامي]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 02:20 م]ـ
الأستاذ السامي: إلى الآن اختيارك هو الأعذب؛ كيف لا وهو لأبي الطيب رائد حسن المطالع في الشعر العربي دون جدال.
وهو مطلع على عذوبته بلغ غاية الحزن؛ فكأنما مزج ماء روائه بماء بكائه!
حياك الله استاذنا الفاضل ... ما أنا إلا متطفل صغير أبحث عن الجمال بين
ثنايا لغتنا , ولكنه الجمال العذب الذي يجبر الصغير قبل الكبير على تذوقه.
بالمناسبة أيها السامي:
توقيعك رائع جدا:)
شكراً أخي الكريم ... والأكثر روعة حسن عبارتكم.
وإن كان التوقيع رائعاً فذلك لروعة نظرتك ورفيع ذوقك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ودمت بحفظ الله ,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دنياك دنياي]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 05:04 م]ـ
قذىً بعينك أم بالعين عوار=أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 05:11 م]ـ
أبو العتاهية:
هي الدنيا رأيت الحب فيها=عواقبه التفرّق عن ثقال
ـ[عبدالله]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 03:51 م]ـ
أعجبني هذا الموضوع لأني من المهتمين بالمطلع الذين يعطي التصور الأول عن القصيدة من خلال مطلعها
و على ما تقدم يعجبني قول البارودي:
قليل بآداب المودة من يفي ... فمن لي بخل أصطفيه و أكتفي
و قول صفي الدين الحلي:
قفي ودعينا قبل وشك التفرق ... فما انا من يحيا الى حين نلتقي
و قول المتنبي:
لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت انت و هن منك اواهل
و قول ابراهيم الجراح رحمه الله (احد شعراء الكويت):
اذا رزق الإنسان خلا يحبه ... فقد رزق الدنيا و ذلك حسبه
و من يكتسب عن خبرة و دراية ... صديقا وفيا طاب و الله كسبه(/)
لماذا أقدِّم أبا تمام (في سبع حلقات قصار)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 01:18 ص]ـ
(1)
أقدِّم أبا تمام؛ لأنهم قالوا إنه أبعدَ في لفظه وأغرق، وأرعدَ في صنعة البديع وما أبرق؛ حتى غَلِقَتْ عليه في ذلك مغالقُه، وعلقت به معالقه، فكثرت له مزالقه. وهيهات، ما وجدتُ أحسنَ أحاسِنِه إلا عندَه، ولا رأيت كمثله أكرمَ وَفدَه ورِفدَه، وهل كانت الشعراءُ فيه إلا عالةً عليه بعدَه!
وقد نظرتُ في جناسه الذي قال فيه:
وأنجدتمُ من بعدِ إتهامِ داركمْ = فيا دمعُ أنجدني على ساكني نجدِ
فوجدته قد أتهم فيه وأنجد، وتصدَّر له؛ فما صدر عنه فيه غيره ولا أورد! فيا ليت شعري أنّى لمثل الشعراء بمثل هذا؛ ولو أتهموا وأنجدوا، وقرَّبوا وبعَّدوا!
ونظرتُ في طباقاته؛ فما وجدت أخفى عنده ولا أوفى، ولا أصفى لقلب المنافح عنه ولا أشفى، من قوله:
مها الوحش إلا أنّ هاتا أوانسٌ = قنا الخط إلا أنَّ تلك ذوابلُ
فهل بدا لأحد أن يطابق بين أساميّ الإشارة بأمثال تلك العبارة!
وقوله الآخر المزبرج، مما مثّلوا به على الطباق المدبّج:
تردّي ثيابَ الموت حُمْراً فما أتى = لها الليلُ إلا وهْيَ من سندسٍ خُضْرُ
ولقد وجدت أرباب هذا الفن ما فتئوا لهذا البيت الأخير مصدِّرين، وعليه في نحو بابه مقتصرين.
فإذا جمع التمّامي بين تلك الألوان المختارة ولون الاستعارة، بدت معها ألوان عدّة مبهجة مدبجة، كأنها بأنواع سلاح الفن والفتنة مدجّجة، وكأنما هي الأنوار المنوّرة أو العطايا المقدّرة، في قوله:
وأحسن من نَور يفتحه الصَّبا = بياضُ العطايا في سواد المطالب
أو أنها الحياة مولَّدة ًمن الممات، في قوله:
وتنظّري خببَ الرِّكابِ ينصُّها = محيي القريضِ إلى مميت المال
ـ[أحاول أن]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:03 ص]ـ
سبع ٌ قصار ٌ لفظا .. وما أطولها معنى!
أتعلم أين الإشكال؟
أن قراء أبي تمام ليسوا كما أبي يحيى .. !!
تبارك الله .. وأتم إلهي نعمته عليك ..
ولعل الوقت يسعفني لأضيف حلقات لحديثك الحاذق الرائق عن أبي تمام ..
بيد أني سأترك التعليق عليها لذائقتكم الخبيرة .. ولغتكم الغزيرة ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:24 ص]ـ
أستاذتي المبجلة / أحاول أن
سأوالي بين هذه الحلقات السبع ما أمكنني الجهد، وأسعفني الوقت
وفي أثناء ذلك؛ فإني أتشرف بتعليقاتكم السديدة، وتوجيهاتكم المباركة، واستدراكاتكم الموفقة، كما هو العهد بكم ـ بارك الله فيكم.
والدعوة موجهة لأعضاء الفصيح كافة؛ لا سيما محبو أبي تمام أمثالي:)
تشرفت الصفحة بهطولكم الغدق
وإلى لقاء قريب بإذن الله
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:36 ص]ـ
رحم الله أبا تمام وغفر له,,
كان غزير البحر عميق القعر,,
وكما قلت كل من بعده عيالٌ عنده ..
ونحن في عصر العقوق .. :) ..
بورك فيك أبا يحيى:) ,,
عبهرةٌ من عباهرك ..
في انتظار مزيدك ..
والسلام,,
(العبهرة المرأة التامة الخلق والجمال وهكذا هي صفحتك:)). .
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 04:04 ص]ـ
أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، من نفس طيّىء صليبة. مولده ومنشؤه منبج، بقرية منها يقال لها جاسم.
شاعر مطبوع، لطيف الفطنة، دقيق المعاني، غواص على ما يستصعب منها، ويعسر متناوله على غيره. وله مذهب في المطابق، هو كالسابق إليه جميع الشعراء، وإن كانوا قد فتحوه قبله، وقالوا القليل منه، فإن له فضل الإكثار فيه، والسلوك في جميع طرقه. والسليم من شعره النادر شيء لا يتعلق به أحد. وله أشياء متوسطة، ورديئة رذلة جداً.
وفي عصرنا هذا من يتعصب له فيفرط، حتى يفضله على كل سالف وخالف، وأقوام يتعمدون الرديء من شعره فينشرونه، ويطوون محاسنه، ويستعملون القحة والمكابرة في ذلك، ليقول الجاهل بهم: إنهم لم يبلغوا علم هذا وتمييزه إلا بأدب فاضل، وعلم ثاقب. وهذا مما يتكسب به كثير من أهل هذا الدهر، ويجعلونه وما جرى مجراه من ثلب الناس، وطلب معايبهم، سبباً للترفع، وطلباً للرياسة. وليست إساءة من أساء في القليل، وأحسن في الكثير، مسقطة إحسانه؛ ولو كثرت إساءته أيضا ثم أحسن، لم يقل له عند الإحسان أسأت، ولا عند الصواب أخطأت، والتوسط في كل شيء أجمل، والحق أحق أن يتبع.
وقد روي عن بعض الشعراء أن أبا تمام أنشده قصيدة له أحسن في جميعها، إلا في بيت واحد، فقال له: يا أبا تمام، لو ألقيت هذا البيت ما كان في قصيدتك عيب. فقال له: أنا والله أعلم منه مثل ما تعلم، ولكن مثل شعر الرجل عنده مثل أولاده، فيهم الجميل والقبيح، والرشيد والساقط، وكلهم حلو في نفسه، فهو وإن أحب الفاضل، لم يبغض الناقص، وإن هوي بقاء المتقدم، لم يهو موت المتأخر.
واعتذاره بهذا ضدٌّ لما وصف به نفسه في مدحه الواثق، حيث يقول:
جاءتك من نظم اللسان قلادة ... سمطان فيها اللؤلؤ المكنون
أحذاكها صنع اللسان يمدّه ... جفرٌ إذانضب الكلام معين
ويسيء بالإحسان ظناً لا كمن ... هو بابنه وبشعره مفتون
فلو كان يسيء بالإساءة ظناً ولا يفتتن بشعره، كنا في غنّى عن الاعتذار له.
وقد فضل أبا تمام من الرؤساء والكبراء والشعراء، من لا يشق الطاعنون عليه غباره، ولا يدركون وإن جدوا آثاره، وما رأى الناس بعده إلى حيث انتهوا له في جيده نظيراً ولا شكلاً، ولولا أن الرواة قد أكثروا في الاحتجاج له وعليه، وأكثر متعصبوه الشرح لجيد شعره، وأفرط معادوه في التسطير لرديئه، والتنبيه على رذله ودنيئه، لذكرت منه طرفا، ولكن قد أتى من ذلك مالا مزيد عليه. اهـ الأغاني
بوركت أبا يحيى وفي انتظار مزيدك
فقد صرت شغوفا بتتبع مشاركاتك
دمت رائعا أديبا وشاعرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخابيط]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 05:14 ص]ـ
السلام عليكم
هو كما قالت أحاول أن, فآفتنا من الفهم السقيم! ولعلك يا أحمد تذكر لنا شرحا وافيا كافيا لديوان أبي تمام, "فإن عبارات ديوانه لبعد عهدها منا، وانقطاع أهل جيلنا عن أصل لساننا قد نجد فيها غرائب ألفاظ في غير وحشية، وجزالة تركيب في غير تعقيد، فربما وقف فهم المطالع دون الوصول إلى مفهومات بعض المفردات أو مضمونات بعض الجمل. وليس ذلك ضعفا في اللفظ أو وهنا في المعنى وإنما هو قصور في ذهن المتناول."
والسلام
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 06:05 ص]ـ
إخواني
ما لكم، غفر الله لكم!
أتذبحون أخاكم بغير سكين: mad:
ما أنا إلا واحد منكم، بل أقل شأنا من كثير منكم!
لا أقول ذلك ادعاء للتواضع. والله يعلم ما نخفي وما نعلن.
اللهم ربنا لا تجعلنا من المتشبعين بما لم يعطوا
وارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وانفعنا بما آتيتنا وانفع بنا
آمين
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 07:40 م]ـ
اعذروني يا إخواني على هذه الحدّة
ولكني لما رأيت أخي (أخابيط) ـ غفر الله له ـ قد رفعني إلى مقام لا أستحقه، وإن كان من باب حسن الظن، عجبت وذهلت.
شرح ديوان أبي تمام شرحا وافيا كافيا
الله أكبر!
من لهذا رجلا في هذا الزمان، ولو اعتكف عليه مائة عام، إلا أن يشاء الله!
أحبتي في الفصيح، لعلي أوثر في هذه الحلقات أن أختار من شعر أبي تمام ما قرب وسهل، وسار على ألسنة الناس واشتهر.
وغرضي فقط هو عرض شعر أبي تمام بطريقة هي أقرب إلى الخواطر الذوقية، منها إلى الدراسة العلمية المنهجية. لنتذوق شعر الرجل فحسب، ونعرف له قدره لو عرفنا.
فإن أحسنت ففضل من الله، وإن كانت الأخرى؛ فما أنا إلا شادٍ في الأدب أقوم وأقع.
والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 09:53 م]ـ
أخي الكريم: (أخابيط)
اعذرني على عدم حمل سؤالك على الوجه الصحيح
وإنما أتيتُ من الفهم السقيم. والله المستعان
أما عن سؤالك فإني بحاجة إليه مثلك أو أكثر
ولعل الخبراء في هذا المجال يفيدوننا
أما النسخة التي بين يدي فهي بشرح الخطيب التبريزي، ولكنها لا تجدي شيئا كثيرا لأمثالنا من المبتدئين
أما عن نفسي فأحب أن أقرأ ما كتب عن شعر أبي تمام في كتب الأدب والنقد التي اهتمت بشعره ومنهجه؛ كالموازنة ونحوها، التي أجدها من وجهة نظري: (تضع الهناء مواضع النقب).
هذا والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 01:03 ص]ـ
(2)
أقدِّم أبا تمام، لأنهم قالوا إنه قد خالف النَّهْج، ودرج على غير الدَّرْج؛ فصرف المعاني عن أكثر جهاتها، وترسَّمَ بها رسماً لغير ذواتها.
وهذا لعمري منهم قولٌ يربي في غلوائه، ويكاد يعدل بعذل سجرائه:
قَدْكَ اتئد أربيتَ في الغلواء = كم تعذلون وأنتمُ سجرائي
وماذا عليهم لو قال كما قال:
أجْدِرْ بجمرةِ لوعةٍ إطفاؤها = بالدمعِ أنْ تزدادَ طولَ وقود
فصرفَ المعنى ثمَّةَ إلى المفارقة، ولم يوافقهم عليه تمام الموافقة!
وهل كان الدمعُ على كل حال مُعافيا، وللاعجِ الأشواق مداوياً ومشافيا! بل كم من جوىً تلجلج حرجاً ما بين الجوانح، لم يحطْ به بارحٌ من الدمع فضلاً عن سانح!
هذا، وما كانت أبكار المعاني يوماً حكراً على أحد، ولو قامت لها مُضَر، أو قعدت بنو أسد!
إنما هي لواقحُ الأفكار وسُقْيا العقول، ما فضل بها زمان إلا ولها من بعدُ فضول وفصول.
على أنّ أبا تمام لم يكن في ذلك إلا مُقاربا، ولطرائق العرب محاذيا ومصاحبا؛ فهل اتصل مشهور قوله في (ماء الملام):
لا تسقني ماءَ الملامِ فإنني = صَبٌّ قد استعذبتُ ماءَ بكائي
هل اتصل إلى بفصيح القول وبليغ الكلام!
على أنَّ ماء الملام إنما هو شكلٌ من أشكال ماء الدمع، وإن لم يكونا من نفس الرَّكِيَّة وعين النبع!
وقد قال في ذلك جملةٌ من أولي الفضل؛ فآلوا في ذلك إلى الحمد وزادوا على الفضل، فلله الحمد والمنة والفضل.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 04:23 ص]ـ
(3)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقدِّمُ أبا تمَّام، لأنهم قالوا إن البحتريَّ أقومُ بعمود الشعر وألزم، وأدنى إلى طريق السلامة وأسلم؛ فشعره لذلك كثير الماء، غزير الرواء، له حلاوة وطلاوة، وعليه من ديباجة الحسن ملاوة. وليس ذلك لأبي تمام، ولا هو منه بطرف الثمام!
وهذا - والله - منهم حكمٌ جائر، وصرفٌ عن باطن الحقّ بالظاهر، وما ننكر الفضلَ لأبي عبادة؛ وإنه لمستملح اللفظ، قريب الإجادة. ولكنْ، من كان في ذلك أستاذَ من؟ ومن دفع بوصية الشعر لا تُعْدَل بثمن؟ وهل كلُّ متمكِّنٍ كمن هو متمكِّنٌ أمكن!
وقد شهد بذلك أبو عبادة، فما كتم الشهادة؛ فقال قولا يفصح بظاهره عن خبيئه: جيدُه خير من جيدي، ورديئي خير من رديئه.
وهو قول من القول له ما وراءه، لمن ترك عنه فيالةَ رأيه ومِراءَه؛ فإنَّ مَنْ سلكَ وَفْقاً من النظم قد اتّفق، انتظم له فيه نظامه واتّسق؛ لا سيما إن كان ذا قلب وعي، ولسان لوذعي، كما هو البحتري!
على أنّ من تنكّب – كأبي تمام – طُرُقَ الإعادة، واختطَّ سُبُلَ الريادة، فهو المقدَّم عندي، وله الحسنى وزيادة.
على أنّ البحتري لم يكن إلا بشِعْرِ شيخه لائذا، وبركنه عائذا، وعليه معوِّلا، وله مؤوِّلا، وبه مستهترا، ومنه مستكثرا؛ فإذا قال أبو تمام:
فإِنْ أنا لَمْ يَحْمَدْكَ عَنِّي صاغِراً = عَدُوُّكَ فاعْلَمْ أَنَّني غَيْرُ حامِدِ
قال البحتري:
لَيُواصِلَنّكَ ذكُر شِعْرٍ سائرٍ = يَرْويه فيكَ لحسِنِه الأعْدَاءُ
وإذا قال:
ونَغْمَةُ مُعْتَفِي جدْوَاهُ أَحْلَى = على أذُنيْهِ مِنْ نَغَمِ السَّماعِ
قال:
نَشْوانُ يطَربُ للسؤَالِ كأنما = غَنَّاهُ مالكُ طيئٍ أوْ معبدُ
وإذا قال:
ومُجَرَّبُونَ سَقَاهُمُ من بَأسِهِ = فَإذَا لَقُوا فكأَنَّهم أغْمَارُ
قال:
مَلِكٌ لهُ في كل يومِ كريهةٍ = إِقدامُ غِرٍّ واعتزامُ مُجَرِّبِ
وإذا قال:
البيدُ والعِيسُ والليلُ التَّمام معاً = ثَلاثةٌ أَبداً يُقْرَنَّ فِي قَرَنِ
قال:
اطلُبَا ثالثاً سِوَاىَ فإِنِّي = رَابعُ العِيسِ والدُّجَى والبِيدِ
وإذا قال:
مُتَوَطِّئُو عَقِبَيْكَ فيِ طَلَبِ العُلاَ = والمْجدِ ثُمَّتَ تَسْتوِي الأَقدامُ
قال:
حُزْتَ العُلا سَبْقاً وصلَّى ثانياً = ثم اسْتَوَتْ من بَعْدِه الأَقْدَامُ
ومثل ذلك أكثر من أن يُذكَر فيُعلَم، وأشهرُ من أن يُنكَر فيُكتَم. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 05:45 ص]ـ
فَماتَ الشِّعْرُ مِنْ بَعْدِ ابنِ أَوْسٍ ... فَلاَ أَدَبٌ يُحَسُّ وَلاَ أَديِبُ
وكُنْتَ ضَرِيبَ وَحْدِكَ يا ابنَ أَوْسٍ ... وَهَذا النَّاسُ أخلاقٌ ضُروبُ
لِئنْ قَطَعَتْكَ قَاطِعَةُ المنَايَا ... لَمِنْكَ وَفيكَ قطِّعتِ القُلوبُ
في انتظار مزيدك أستاذنا أبا يحيى
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 06:39 ص]ـ
شكرا لكم أيها الأحبة
وللعلم
فإن قرية (جاسم) مسقط رأس أبي تمام السورية مازالت قائمة
وقرية جاسم هي في شمال نوى، من قرى مدينة درعا:
ودرعا هي من مدن سورية وتعد من أقدم المدن العربية، تقع في جنوب البلاد
بالقرب من الحدود الأردنية.
كانت في تاريخنا عاصمة إقليم حوران الذي يمتد من جنوب سوريا
إلى منطقة شمال الأردن حيث تعد درعا مركز الإقليم.
وتغنى بها الشعراء قديما باسم " أدرُعات " ..
وأهل المدينة يعتزون بابن بلدهم الشاعر أبي تمام؛
ولذلك نصبوا له نصبا تذكاريا في وسط المدينة ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 12:02 م]ـ
يا أبا يحيى ...
هل هناك من مصادر لحديثك أم أنه وجدان العقل؟:)
مع العلم بأن ما ذكرته امتعني جداً
ولكن احببت أن أعرف إن كان هناك مصادر، لأتمكن من ذكر المصادر اذا احتجت اليها دمت موفقا أخي الكريم
السلام عليكم
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 09:01 ص]ـ
فَماتَ الشِّعْرُ مِنْ بَعْدِ ابنِ أَوْسٍ ... فَلاَ أَدَبٌ يُحَسُّ وَلاَ أَديِبُ
وكُنْتَ ضَرِيبَ وَحْدِكَ يا ابنَ أَوْسٍ ... وَهَذا النَّاسُ أخلاقٌ ضُروبُ
لِئنْ قَطَعَتْكَ قَاطِعَةُ المنَايَا ... لَمِنْكَ وَفيكَ قطِّعتِ القُلوبُ
في انتظار مزيدك أستاذنا أبا يحيى
بارك الله فيك يا أبا سهيل
ومن الله نسأل العون
تقبل فائق تقديري
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 09:04 ص]ـ
شكرا لكم أيها الأحبة
وللعلم
فإن قرية (جاسم) مسقط رأس أبي تمام السورية مازالت قائمة
وقرية جاسم هي في شمال نوى، من قرى مدينة درعا:
ودرعا هي من مدن سورية وتعد من أقدم المدن العربية، تقع في جنوب البلاد
بالقرب من الحدود الأردنية.
كانت في تاريخنا عاصمة إقليم حوران الذي يمتد من جنوب سوريا
إلى منطقة شمال الأردن حيث تعد درعا مركز الإقليم.
وتغنى بها الشعراء قديما باسم " أدرُعات " ..
وأهل المدينة يعتزون بابن بلدهم الشاعر أبي تمام؛
ولذلك نصبوا له نصبا تذكاريا في وسط المدينة ..
وجزاكم الله خيرا
معلومات قيمة ثرية
شكرا لك دكتورنا الفاضل: "مروان"
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 09:40 ص]ـ
يا أبا يحيى ...
هل هناك من مصادر لحديثك أم أنه وجدان العقل؟:)
مع العلم بأن ما ذكرته امتعني جداً
ولكن احببت أن أعرف إن كان هناك مصادر، لأتمكن من ذكر المصادر اذا احتجت اليها دمت موفقا أخي الكريم
السلام عليكم
حياك الله أخي "رسالة"
وبارك الله فيك
ما يكتبه أخوك أبو يحيى هنا - وإن كان من قبيل الخواطر الأدبية؛ إلا أن ما فيه من أحكام نقدية كبرى؛ إنما هو مستمد من كتب النقد العربي الكبرى، كالموازنة للآمدي، والوساطة للقاضي الجرجاني، والعمدة لابن رشيق، بالإضافة إلى كتاب أخبار أبي تمام للصولي. وغيرها الكثير ... فليس لأخيك من فضل في ذلك إلا الصياغة والاختصار، ومحاولة جعل المتلقي يستمتع كما استمتعت أنت، وكم يسرني ذلك!
وكما تعلم أخي؛ فإن كتابا نقديا أو أدبيا، لم يخلُ من ذكر أبي تمام، أو التمثّل ببعض شعره.
وأنصحك في هذا الصدد باقتناء أكبر كمّ ممكن من كتب النقد الأدبي فضلا عن كتب الأدب الخالصة كالأغاني ونحوها.
ويمكنك الاستفادة في هذا مما وصلت إليه التقنية في هذا المجال؛ فإن ساحة هذه الشابكة مليئة بكل ما لذ وطاب من ذلك. خذ على سبيل المثال ما جمعته الموسوعة الشاملة بإصدارها الجديد من كتب الكترونية أدبية، كان جمعها فيما مضى ضربا من المحال. فالحمد لله على هذه النعمة؛ ولم يبقَ منا إلا أن نقرأ ونقرأ ونقرأ، فلا عذر لنا الآن. والله المستعان.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 03:30 م]ـ
(4)
أقدِّم أبا تمام، لأنهم قالوا إنه نَكِدُ المطلَع، رَكِدُ المقطَع، ما لأشعاره عند دَوْحِ النسيبِ من مَربَعٌ ولا مَرْتَع، كأنما هُنَّ في قاعٍ من القفر صفصفٍ بَلْقَع!
وما أُراهم قد عَلِقوا في ذلك إلا بأوهى العلائق؛ وأوهنَ حتى من بيوت الخدارق؛ فتعلّقوا بمثل قوله:
قَدْكَ اتَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ = كَمْ تعذِلون وأنتمُ سُجَرَائي
وقوله:
هُنَّ عوادي يوسفٍ وصواحبُه = فعَزْماً فقِدْماً أدركَ السؤلَ طالبُه
وقوله:
تَقِي جَمَحاتي لستُ طوعَ مؤنِّبي = وليس جَنيبي إنْ عذَلْتِ بِمُصْحِبي
فإنْ أبَوا في ذلك إلا ركوبَ الغَرَر على الغَرَر؛ فما لهم يستشرفون العُرَرَ دون مشارف الغُرَر، ولو أنصفوا لعرفوا، ولو عرفوا لوقفوا، ولو وقفوا لوسعهم قوله:
ما في وقوفكَ ساعةً من باسِ = نَقضي ذِمام الأربُعِ الأدْرَاسِ
وقوله:
أرامةُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ = لو استمتعتِ بالأنس القديم
وقوله:
عسى وطنٌ يدنو بهم ولعلَّما = وأنْ تُعْتِبَ الأيامُ فيهم فَرُبَّما
بل لوسعهم ما أجمعَ عليه أهل الحلِّ والعقد، من المقدّمين في ميدان البلاغة والنقد؛ مِنْ أنه صاحبُ أحسن مطلعٍ في الرثاء مولَّد، وذلك قوله:
أَصَمَّ بك الناعي وإنْ كان أسمَعا = وأصبح مَغْنَى الجودِ بعدكَ بَلْقعا
وقد نظرتُ في قصيدته الأسطورية في فتح عمورية؛ فوجدتها على أحسن ما يكون مطلعا، وأكمل ما يكون مقطعا. وقد افتتحها الطائي بحد السيف، حتى حزّ بها غلاصم أهل الدجل والزيف، فقال - رحمه الله -:
السيف أصدق أنباء من الكتب = في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في = متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعة = بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية أم أين النجوم وما = صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرصا وأحاديثا ملفقة = ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
ثم سار فيها متنقِّلاً من فَنَنٍ إلى فنن، ومتوصّلا من حسنٍ إلى أحسن، حتى إذا انتهى إلى قوله:
تدبيرُ معتصمٍ باللهِ منتقمٍ = لله مُرْتقبٍ في الله مُرْتَغبِ
لم يَغزُ قَوماً ولم يَنْهَدْ إلى بلدٍ = إلا تقدَّمَهُ جيشٌ منَ الرُّعُبِ
لو لم يَقُدْ جَحْفَلاً يوْمَ الوَغَى لَغَدا = من نَفْسِه وَحْدَها في جَحفلٍ لَجِبِ
وقوله:
خليفة الله جازى الله سعيك عن = جرثومة الدين والإسلام والحسب
بَصُرْتَ بالراحةِ الكُبرى فلم تَرَها = تُنالُ إلا عَلَى جِسْرٍ من التّعَبِ
إن كانَ بينَ صروفِ الدهرِ من رحمٍ = مَوْصُولةٍ أو ذِمامٍ غيرِ مُنْقَضِبِ
فبينَ أيامِكَ اللائِي نُصِرْتَ بِها = وبين أيامِ بدرٍ أقربُ النَّسَبِ
أبْقتْ بني الأصفرِ الممراضِ كاسمهمِ = صفر الوجوه وجلَّتْ أوجه العرب
انتهى في القريض إلى الغاية العلياء، وأصبحت بعده الشعراء في طباقاء عَيَاياءَ!
ونحوٌ من ذلك، ممّا تماسَكَ فيه قصيدُه وتمالَك، قوله في قصة خروج الخرّمي بابَك:
الحقُّ أبلجُ والسيوف عوارِ = فحَذَارِ من أسدِ العرينِ حذارِ
وهي من أمهات شعره، ومن بُنيَّات فكره.
والله أعلم
ـ[عبدالله]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 03:36 م]ـ
سلمت يداك أخي احمد بن يحيى على ما سطرت
لطالما اعجبت بهذا الشاعر الرائع و عجبت له كيف ينظم أبياته مضمخة بالبديع
دون أن تشعر بثقل الصنعة
و لكم اعجبني قوله في وصف مسافر:
كأن به ضغنا على كل جانب ... من الأرض أو شوقا الى كل جانب
عجبا له كيف جمع النقيضين
و كم اردد قوله:
إن يكد مطرف الإخاء فإننا ... نغدو و نسري في إخاء تالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 06:24 م]ـ
سلمت يداك أخي احمد بن يحيى على ما سطرت
جزاك الله خيرا أخي عبدالله، وأنت فسلمتَ وسلمتْ يداك!
لطالما اعجبت بهذا الشاعر الرائع و عجبت له كيف ينظم أبياته مضمخة بالبديع
دون أن تشعر بثقل الصنعة
صدقت أخي؛ إذا اعتبرنا أن البديع هو البديع بمفهومه الشامل؛ فليست الصنعة عند أبي تمام صنعة فنية فحسب؛ وإن بدا ظاهرها كذلك؛ ولكنها صنعة فكرية (فلسفة حياة)؛ وهي خلطة سرية لا يعرف سرها إلا أبو تمام وحده.
ولكم اعجبني قوله في وصف مسافر:
كأن به ضغنا على كل جانب ... من الأرض أو شوقا الى كل جانب
عجبا له كيف جمع النقيضين
هذه طريقة من طرائق الصنعة عند أبي تمام، وقد اشتهر في شعره بما يسمى: (نوافر الأضداد)، وله فيها فلسفة نادرة!
و كم اردد قوله:
إن يكد مطرف الإخاء فإننا ... نغدو و نسري في إخاء تالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد
أبيات جميلة حقا؛ وهي تهدينا إلى جانب مهم من شخصية أبي تمام؛ فلقد كان صادقا صدوقا مع أصدقائه الخلّص؛ وإن كان مقياسه في الصداقة حازما جدا!
بوركت أخي
وتقبل خالص شكري وتقديري
ـ[عبدالله]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 11:51 م]ـ
و ها هو يقدم انموذجا لخلق يكاد يكون قد عدم بين الناس بأبياته الآتية:
من لي بإنسان اذا أغضبته ... و جهلت كان الحلم رد جوابه
و اذا صبوت الى المدام شربت من ... أخلاقه و سكرت من آدابه
و تراه يصغي للحديث بطرفه .. و بقلبه و لعله أدرى به
فانظر الى بيته الأخير و ما أكثر من يقطع عليك حديثك هذه الأيام بقوله " إي أعرف هالقصة "
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 05:15 ص]ـ
(5)
أقدِّم أبا تمَّام لأنهم قالوا إنه إذا تَخَيَّل تَحَيَّل مُبْعِدا ًعن القَصْدِ إلى الإحاله، وإذا تَأوَّل تَغَوَّل مُصْعِدا ً في طُرُق الإغاله، حتى إذا أُتِيَ من جهة فلسفتِه حَطَبَ بِلَيْل ٍ وجَمَعَ ثِغْثا ً على إِبَّالَه؛ فتأويلاتُه لذلك ــ وإنْ تَمَنْطَقَتْ بِلَبُوس ِ المنطق ــ فاسدة ٌ بارده، وتخييلاتُه ــ وإن ِ الْتَبَسَتْ بظاهرالصُّورة ــ إلا أنها عن حاقِّ الحقِّ حائدة ٌ شارده!
ذلك هو قولهم؛ على ما فيه مِن أشدِّ الوهم، لم يصْدُروا فيه عن حزم، ولم يُوردوا عن عزم. وهل كان مثْلُ قول ِ أبي تمَّام، مُسْتَظْهِرا ً بأحوال ِ ظاهِرِ الغَمام:
ليسَ الحِجابُ بِمُقْصٍ عنكَ ليْ أمَلاً = إنَّ السَّحابَ يُرَجَّى حين يحتجبُ
هل كان إلا تخييلا ً هو أشْبَهُ بالحقيقة لاعتدالِه، وممَّا تَعَلَّقَ به ظاهِرُ الدَّعوَى بالعِلَّة ِ، ممَّا لا سبيلَ إلى اختلالِه واعتلالِه!
ونحوٌ منه ــ وإنْ كان التأويلُ فيه على الصِّفة ِ المُستَدَلَّه، مِن غير أنْ يكونَ ثَمَّة مَعْلولٌ ولا عِلَّه ــ قولُه ناقِلا ً الْتِمَاع َ الشَّيْب مِن خِلال الخِضاب إلى ابتسام ِ الرَّأي وحِلْيَة ِ الآداب:
ولا يُرَوِّعْكِ إيماضُ القَتِيْرِ بِهِ = فإنَّ ذاكَ ابتسامُ الرَّأيِ والأدَبِ
وذلك كان مَقْصِدُه في كلِّ ما هو منه بِسبيل؛ ألا تَرَى إلى قولِه مُجَلَّلا ً بِحُسْن التعليل بِمَزيدِ التخييل:
لا تُنْكِريْ عَطَلَ الكريمِ منَ الغِنَى = فالسَّيْلُ حَرْبٌ للمكانِ العالي
ألا ترى كيف " أُعْطِيَ شَبَها ً من الحَقّ، وَغُشِّيَ رونَقا ً من الصِّدق، بِاحْتِجاج ٍ تُمُحِّل، وقِياس ٍ تُصُنِّعَ فيه وتُعُمِّل "، كما قال ذلك إمامُ البلاغة ِ عبدُ القاهر؛ مُحَرِّرا ً في أسراره أسرارَ ذلك التعليل ِ الباهر، والاستدلال الظاهر.
على أنَّ أكثرَ تخييلاتِ أبي تمَّام إنمّا جاءت بطريق التصوير والتمثيل؛ بحيثُ تَتَجَلَّى الفكرة ُ في لَبُوس ِ المَحْسُوس ِ مِنْ وراء ِ أسْتَار ِ المَعْقُول؛ فَيَقْوَى لذلك أثرُها، ويَعْظُمُ خطرُها. كما في قولِهِ في أثَر لسان ِ الحسود ِ وإنْ كانَ نارا، عندما يتضوَّعُ بطِيب ِ عَرْف ِ العُود ِ ادِّكَارا ً وانتشارا:
وإذا أرادَ اللهُ نَشْرَ فضيلةٍ = طُوِيَتْ، أتاحَ لها لسانَ حَسُودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاوَرَتْ = ما كان يُعْرَفُ طِيْبُ عَرْفِ العُوْدِ
والظاهرُ أنَّ أبا تمَّام ــ والله أعلم ــ لم يكن يُعْوِزُهُ في مثل ذلك كبيرُ هَمّ؛ إلا أنْ يَعْزِمَ العَزم، ويَسْتَجْمِعَ الهَمّ؛ فإنَّهُ لمَّا أنشَدَ في حضرة المعتصم:
إقْدامُ عَمْرو في سماحَةِ حاتمٍ = فيْ حِلْمِ أحْنَفَ فيْ ذكاءِ إياسِ
قيل له: الأميرُ فوقَ مَنْ وَصَفْت؛ فما هي إلا سحَابَة ُ فكرة ولُحَيْظَة ُ صَمْت؛ حتى قال في أحسن ِ مثال، وأكمَل ِ استدلال:
لا تنكروا ضَربيْ لهُ مَنْ دُوْنَهُ = مثلاً شَروداً في النَّدَى والباسِ
فاللهُ قد ضَرَبَ الأقَلَّ لِنُورِه = مثلاً من المِشْكاةِ والنِّبْرَاسِ
فلمْ يكنْ عَجَبُ الحاضرين مِنْ نفَادِ بصيرتِهِ وحِدَّة ِ ذكائِه، بِأَقَلَّ من إعجابهم بِحُسْن ِ تَأتِّيْه ِ للمَثَل ِ وجودة ِ استقرائِه.
هذا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 05:30 ص]ـ
والظاهرُ أنَّ أبا تمَّام ــ والله أعلم ــ لم يكن يُعْوِزُهُ في مثل ذلك كبيرُ هَمّ؛ إلا أنْ يَعْزِمَ العَزم، ويَسْتَجْمِعَ الهَمّ؛ فإنَّهُ لمَّا أنشَدَ في حضرة المعتصم:
إقْدامُ عَمْرو في سماحَةِ حاتمٍ ... فيْ حِلْمِ أحْنَفَ فيْ ذكاءِ إياسِ
قيل له: الأميرُ فوقَ مَنْ وَصَفْت؛ فما هي إلا سحَابَة ُ فكرة ولُحَيْظَة ُ صَمْت؛ حتى قال في أحسن ِ مثال، وأكمَل ِ استدلال:
لا تنكروا ضَربيْ لهُ مَنْ دُوْنَهُ ... مثلاً شَروداً في النَّدَى والباسِ
فاللهُ قد ضَرَبَ الأقَلَّ لِنُورِه ... مثلاً من المِشْكاةِ والنِّبْرَاسِ
فلمْ يكنْ عَجَبُ الحاضرين مِنْ نفَادِ بصيرتِهِ وحِدَّة ِ ذكائِه، بِأَقَلَّ من إعجابهم بِحُسْن ِ تَأتِّيْه ِ للمَثَل ِ وجودة ِ استقرائِه.
هذه وحدها تكفي في تقديم أبي تمام
وأنى لغيره مثلها؟!
بورك فيك يا أبا يحيى
وما زلنا في المتابعة.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 06:57 ص]ـ
بورك فيك يا أبا يحيى
وما زلنا في المتابعة.
وفيك، فبارك الله يا أبا سهيل
شاكراً لك كريم متابعتك، وجميل تحفيزك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 09:33 ص]ـ
وفي كتاب:
أخبار أبي تمام؛ للصوليّ:
صفة أبي تمام وأخبار أهله:
حدثني عون بن محمد قال: كان أبو تمام طوالاً، وكانت فيه تمتمة يسيرة، وكان حلو الكلام فصيحاً، كأن لفظه لفظ الأعراب.
حدثني علي بن الحسن الكاتب قال:
رأيت أبا تمامٍ وأنا صبي صغير، فكان أسمر طوالاً.
حدثني أحمد بن يزيد المهلبي قال:
كنت جالساً مع ابن عتاب، فمر بنا رجل من الكتاب، فجلس إلينا وكان فصيحاً مليح الحديث، فأطال معنا ثم قام، فقال لي ابن عتاب:
ما رأيت رجلاً أشبه لفظاً بأبي تمامٍ من هذا إلا حبسة قليلةً كانت في لسان أبي تمام.
حدثني عبد الله بن عبد الله قال: كان لأبي تمامٍ أخ يقال له سهم، وكان يقول الشعر، فمن شعره:
ونازَعْتُهُ شَيئاً إليه مُبَغَّضاً = فلما رأى وَجدْي به صار يَعْشَقُهْ
فَدَعْه ولا تحزَنْ على فائزٍ بِه = فإنَّ جَديداتِ الَّليالي سَتُخْلِقُهُ
حدثني سوار بن أبي شراعة قال، حدثني البحتري قال:
كان لأبي تمامٍ أخ يقال له سهم، وكان يقول شعراً دوناً، فجاء إلى أبي تمام يستميحه فقال له: والله ما يفضل عني شيء، ولكني أحتال لك، فكتب إلى يحيى بن عبد الله بقصيدةٍ أولها:
إِحْدَى بنِي بكرِ بن عبدِ مَنَاهِ = بيْن الكثيبِ الفَرْدِ فالأمْوَاهِ
فقال فيها:
سَهْمُ بنُ أَوْسٍ في ضَمَانِكَ وَاثِقٌ = أَنْ لَسْتَ بالنَّاسِي ولا بالسَّاهي
أَجْزِلْ له الحظَّينِ مِنَكَ وكُنْ له = رُكْناً عَلَى الأيَّامِ ليسَ بِوَاهِي
بِوِلايتيْنِ ولاَيَةٍ مَشْهورةٍ = في كُورَةٍ ووِلايةٍ بالَجْاهِ
هُوَ في الغِنَى غَرْسِي، وَغَرسُكَ في العُلا = أَنَّي أردتَ، وأنتَ غَرْسُ اللهِ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 09:35 ص]ـ
تابع:
حدثني أحمد بن إسماعيل قال، حدثني أبو سهل الرازي قال: لما ولي محمد بن طاهرٍ خراسان، دخل الناس لتهنئته، فكان فيهم تمام بن أبي تمام الطائي فأنشده:
هنَّاكَ رَبُّ الناسِ هَنَّاكا = ما مِنْ جزَيلِ المُلْكِ أعْطَاكاَ
قَرَّتْ بِما أُعطيِتَ يا ذَا الحِجَي = والبَاسِ والإنْعامِ عَيْناكاَ
أَشْرقَتِ الأَرضُ بِما نِلتَهُ = وَأَوْرقَ العُودُ لِنَجْواكاَ
فاستضعفت الجماعة شعره وقالوا:
يا بعد ما بينه وبين أبيه!!!
فقال محمد لعبد الله بن إسحاق، وكان يعرفه الناس وهو على أمره:
قل لبعض شعرائنا: أجبه، فغمز رجلا في المجلس، فأقبل على تمامٍ فقال:
حيَّاكَ ربُّ الناسِ حيَّاكا = إِنَّ الذي أمَّلْتَ أخْطاكا
مَدحْتَ خِرْقاً مُنْهباً مالَهُ = ولَوْ رأى مدْحاً لَواسَاكا
فهاك إِنْ شِئْتَ بها مِدْحَةً = مِثلَ الذي أَعْطَيْتَ أعْطَاكا
فقال تمام:
أعز الله الأمير، إن الشعر بالشعر رباً، فاجعل بينهما رضخاً من دراهم حتى يحل لي ولك! فضحك محمد وقال:
إن لم يكن معه شعر أبيه، فمعه ظرف أبيه، أعطوه ثلاثة آلاف درهم، فقال عبد الله بن إسحاق: ولقول أبيه في الأمير عبد الله بن طاهرٍ:
أَمَطْلِعَ الشَّمسِ تَنْوِي أنْ تَؤُمَّ بنا؟ = فقُلتُ: كلاَّ، ولكنْ مطْلِعَ الجُودِ
ثلاث آلافٍ أخرى، قال: ويعطي ذلك.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 09:44 ص]ـ
أخبار لأبي تمام متفرقة:
حدثني أبو جعفر أحمد بن يزيد المهلبي قال، حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه -وكان ابن مهرويه هذا يسمع معنا من المغيرة بن محمد المهلبي وغيره بالبصرة، ولم أسمع منه شيئاً عن الحمدوي- قال:
سمعت أبا تمامٍ يقول:
أنا كقولي:
نَقِّلْ فُؤادَكَ حيثُ شِئْتَ مِن الهَوَى = ما الحبُّ إلاّ للحبيبِ الأَولِ
كم مَنْزلٍ في الأرضِ يألَفُهُ الفَتَى = وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنْزِلِ
وحكى محمد بن داود هذا الشعر في كتابه وقال:
أخذه من قول ابن الطثرية:
أَتانِي هَوَاها قبلَ أنْ أعرِفَ الهَوى = فصادَفَ قلباً فارِغاً فتَمَكَّنَا
وهو عندي بقول كثيرٍ أشبه، ومنه أخذه:
إذا وصَلَتْنَا خُلَّةٌ لِتُزِيِلَها = أَبَيْنَا وقُلْنَا: الحَاجِبِيَّةُ أوَّلُ
وهو يتعلق أيضاً بما قاله من جهةٍ:
حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي قال، حدثنا أبي قال: أنشدت يوماً لجرير:
وما زَالَ معْقُولاً عِقَالٌ عَن النَّدى = وما زَالَ مَحبُوساً عَنِ الخَيْرِ حَابِسُ
حكى محمد بن داود أن أبا عبد الله أحمد بن محمد الخثعمي الكوفي قال لأبي تمامٍ وقد اجتمعا فقام أبو تمام إلى الخلاء:
أتدخلك!؟ فقال: نعم، لا نحملك.
حدثني أحمد بن موسى قال: أخبرني أبو الغمر الأنصاري عن عمرو بن أبي قطيفة قال: رأيت أبا تمام في النوم فقلت له: لم ابتدأت بقولك:
كَذَا فَلْيجِلَّ الخطْبُ وليَفْدَحِ الأَمْرُ= ..............
فقال لي: ترك الناس بيتاً قبل هذا، إنما قلت:
حَرامٌ لَعْينٍ أنْ تَجِفَّ لَهَا شُفرُوَأَنْ = تَطْعَم التَّغْميِضَ مَا أَمْتَعَ الدهرُ
كذا فليجل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 09:56 ص]ـ
حدثني علي بن الحسن الكاتب قال: الذي يقول فيه أبو تمام:
يَاسَمٍيَّ النبِيِّ في سُورَةِ الجنِّ = ويا ثانيَ العزيزِ بِمْصرِ
هو عبد الله بن يزيد بن المهلب الطرهباني، من أهل الأنبار، كاتب أبي سعيد الثغري، ثم كتب بعده لابنه يوسف.
حدثني ابن المتوكل القنطري قال:
دخل أبو تمام إلى نصر بن منصور، فأنشده مدحاً له، فلما بلغ إلى قوله:
أَسَائِلَ نَصْرٍ، لاَ تَسَلْهُ، فَإنَّهُ = أَحَنُّ إلى الإِرْفَادِ مِنْكَ إلى الرِّفْدِ
قال له نصر:
أنا والله أغار على مدحك أن تضعه في غير موضعه، ولئن بقيت لأحظرن ذلك إلا على أهله، وأمر له بجائزةٍ سنيةٍ وكسوة. قال:
فمات نصر بعد ذلك في شوال سبعٍ وعشرين ومائتين.
حدثنا أحمد بن إسماعيل قال، حدثني من سأل أبا تمام عن قوله:
غُرْبَةٌ تقَتْدَي بِغُرْبِة قَيْس بْ = نِ زُهَيْرٍ وَالحارِثِ بن مُضَاضِ
فقال: أما غربة قيس بن زهير العبسي فمشهورة، وهذا الحارث بن مضاض الجرهمي زوج سيدة من إسماعيل بن إبراهيم، ثم تحدث بحديثٍ طويلٍ، قد ذكرناه في شعره عند هذا البيت.
حدثني محمد بن البربري قال، حدثني الحسن بن وهبٍ قال: قلت لأبي تمام: أفهم المعتصم بالله من شعرك شيئاً!!؟
قال: استعادني ثلاث مراتٍ:
وَإنَّ أَسْمَجَ مَنْ تشْكُو إليْهِ هَوىً = مَنْ كانَ أحْسَنَ شَيءٍ عِندَهُ العَذَلُ
واستحسنه، ثم قال لابن أبي دؤاد:
يا أبا عبد الله، الطائي بالبصريين أشبه منه بالشاميين.
حدثنا أبو عبد الله الألوسي قال، أخبرني أبو محمد الخزاعي المكي صاحب -كتاب مكة- عن الأزرقي قال: بلغ دعبلاً أن أبا تمامٍ هجاه عندما قال قصيدته التي رد فيها على الكميت وهي:
أَفِيِقي مِن مَلاَمِكِ يا ظَعِينَا = كَفَاكِ اللّوْمَ مَرُّ الأرْبَعينَا
فقال أبو تمام:
نَقَضْنَا لِلْحطَيْئَةِ أَلْف بَيْتِ = كَذَاكَ الحيُّ يَغْلبُ أَلفُ مَيْتِ
وذَلكِ دِعْبلٌ يرجوُ سَفَاهاً = وَحمُقاً أنْ ينَالَ مَدىَ الكُمَيْتِ
إذا مَا الحيُّ نَاقَضَ جِذْمَ قَبْرٍ = فَذَلكُمُ ابنُ زَانِيَةٍ بِزَيْتِ
وأن دعبلاَ قال لما بلغته هذه الأبيات:
يا عَجَبَا مِنْ شاعرٍ مُفْلِقٍ = آبَاؤُهُ في طَيِّئٍ تَنْمِي
أُنْبِئْتُهُ يَشْتِمُ مِنْ جَهْلِهِ = أُمِّي، وَمَا أَصْبَحَ مِنْ هَمي
فَقُلْتُ: لكنْ حَبَّذَا أُمُّهُ = طَاهِرَةٌ زَاكِيَةٌ عِلْمِي
أَكْذِبُ وَاللهِ عَلَى أُمِّهِ = كَكِذْبِهِ أيضاً عَلى أُمِّي!!!
وقد رويت هذه الأبيات التائية لأبي سعد المخزومي،
ورويت الأبيات الميمية لغير دعبلٍ في أبي تمام.
وزعم ابن داود أن محمد بن الحسين حدثه قال:
زار الحسن بن وهبٍ وأبو تمام، أبا نهشل بن حميدٍ،
فقال أبو تمام وقد جلسوا:
أعَضَّكَ اللهُ أَبَا نَهْشَلِ
ثم قال للحسن: أجز، فقال:
بِخّدِّ رِيمٍ شَادِنٍ أَكْحَلِ
ثم قال لأبي نهشل:
أجز، فقال:
يُطمِعُ في الوصْلِ فإن رُمْتَهُ = صَارَ مَعَ العَيًّوقِ في مَنْزِلِ
حدثنا ميمون بن هرون قال، حدثني صالح غلام أبي تمام قال:
غضب على أبو تمام فكتبت إليه بهذا الشعر، وهو أول شعر قلته قط:
إذَا عاقَبْتَنِي في كلِّ ذَنبٍ = فما فضْلُ الكرِيمِ عَلَى اللَّئيمِ
فإِنْ تكُنِ الحوادِثُ حَرَّكَتْنِي = فإنَّ الصَّبْرَ يَعْصِفُ بالهُمُوم
فجاءني إلى الموضع الذي كنت فيه فترضاني.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 11:22 ص]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الفاضل "مروان"
لقد زدتَ فأثريت، وتفضلتَ فأفضلت
فجزاك الله خير الجزاء
وبارك في جهودك
وتقبل خالص التحية والتقدير
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 01:33 م]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الفاضل "مروان"
لقد زدتَ فأثريت، وتفضلتَ فأفضلت
فجزاك الله خير الجزاء
وبارك في جهودك
وتقبل خالص التحية والتقدير
شكرا لك أخي الحبيب الأديب أحمد بن يحيى
لقد فتحت بابا رائعا
سلمت يداك
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 03:37 ص]ـ
(6)
أقدم أبا تمام لأنهم قالوا إنه إنما يمتح من معين غيره لا من ذات نفسه؛ فهو يسبي من كرائم شعر العرب مما استأثر بعلمه دون بني جنسه؛ فشعره لذلك مأخوذ مسروق، وعند من سبقه معروف مطروق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال بهذا القول المغرض وقام به جماعة؛ حتى آلوا فيه إلى غاية البشاعة والشناعة؛ فكان أن قالوا في قصيده العتيد في رثاء القائد ابن حميد، الذي أوله:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر = فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
قالوا:إنه مأخوذ من شعر بعض الأعراب. وهذا والله منهم العجب العجاب! ولا تعليق عليه ولا جواب؛ إلا أن هذه الغانية قد غنيت بحسنها عن الأتراب، فضلا عن أن تتعلق بفضلة الأنساب!
ثم إنهم قد غلوا في ذلك غلوا ظاهرا؛ حتى قال قائلهم وبالإنصاف متظاهرا: إن شعر أبي تمام مسروق كله إلا معان ثلاثه؛ كأنه قد أحصى أمد القريض واستوفى ميراثه. وماذا عليه لو لم يستثني؛ فيعنِّي نفسه كل هذا التعني!
ولو أمَّ الناسُ هذا الأمّّ، وترسّموا هذا الرسم؛ لما بقي للشعراء من شعرهم إلا بقية من رسم. ولبطل قول الآخر، مما تعاظم به وتفاخر:
وإني وإن كنت الأخير زمانه = لآت بما لم تستطعه الأوائل
ولكن طرائق السَّرَق والأخذ معدودة معروفة، وهي عند أئمة البيان والنقد محدودة موصوفة، ثم إن لهم فيها بعدُ مندوحة وسَعَه، لا تسعها عقول هؤلياء المبتدعه.
على أن من نظر إلى شعر الرجل بعين التجرد والإنصاف؛ لا سيما شعره في الحكمة والأوصاف؛ لجرَّد من بدائعه وروائعه وعجائب صنائعه، ما يملأ ما بين الدفتين، ويقع مما سبقه ولحقه موقع الحاجب من العين. وهل أجهدَ أبا تمام وذهب بماء حياته لا حيائه؛ إلا ما وطَّن له شعره من استخراج الدرر من عين المحيط، واستدخال الخيط في مضيق عين المخيط. كقوله:
لا تنكري منه تخديداً تجلّله = فالسيف لا يزدرى إن كان ذا شُطب
وقوله:
والسهم بالريش اللؤام ولن ترى = بيتاً بلا عمدٍ ولا أطناب
وقوله:
رُبّ خفضٍ تحت السرى وغناء = من عناء، ونضرةٍ من شحوبِ
وقوله:
لو رأينا التوكيد خطة عجز = ما شفعنا الأذان بالتثويب
وقوله:
ومن لم يُسلِّم للنوائب أصبحت = خلائقه طُراً عليه نوائبا
وقد يَكهم السيف المسمى منيّة = وقد يرجع المرء المظفر خائباً
فآفة ذا ألا يصادق مضرباً = وآفة ذا ألا يصادف ضاربا
وقوله:
أحلى الرجال من النساء مواقعاً = من كان أشبههم بهن خدودا
وقوله:
ما إن ترى الأحساب بيضاً وضّحاً = إلا بحيث ترى المنايا سودا
وقوله:
إن ريب الزمان يحسن أن يهدي الرْ= رَزايا إلى ذوب الأحساب
فلهذا يجفّ بعد اخضرارٍ = قبل روض الوهاد روض الروابي
وقوله:
وطول مقام المرء في الحي مخلق = لديباجتيه، فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة = إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
وقوله:
محاسنُ أصناف المغنين جمة = وما قصبات السبق إلا لمعبدِ
وقوله:
وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ = طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت = ما كان يُعرف طيب عَرف العود
ولو استزدتَ من ذلك لزدت، ولجدتُ لك بمثله ولاستجدت، ولكن حسبي ما أحاط بالعنق من القلاده، وفي القليل غنية عن الكثير، ولله الحمد، وزياده.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 10:44 ص]ـ
(7)
أقدم أبا تمام لأنهم قالوا إن بين اختياراته لغيره وما ارتضاه لنفسه تفاوت واختلاف؛ وما ذلك عندي بعجيب؛ فكما أن الشعرَ للقلب شِغاف، فإنه كذلك للعقل ثقاف. وقد كان أبو تمام شاعرا عالما بالشعر؛ فهو فيهما إمام، وكم عالم ٍ برد شعره واستثقل حتى وخم حاشا أبا تمام!
هذا ما كان من شأن أبي تمام؛ إذ هو في الشعر كبدر التمام. ولم ينازعه في هذه المنزلة إلا البحتري وأبو الطيب؛ فاختلف العلماء بالشعر، بين مقدم ومؤخر، ومبعد ومقرب.
على أن أحسن من فصّل في ذلك: صاحب المثل السائر؛ حيث قال في بيان ساحر، ومنطق باهر ظاهر:
" وهؤلاء الثلاثة - أبو تمام، والبحتري، والمتنبي - هم لات الشعر، وعُزَّاه، ومناتُه، الذين ظهرت على أيديهم حسناته ومستحسناته، وجمعت بين الأمثال السائرة وحكمة الحكماء؛ وقد حوت أشعارهم غرابة المحدثين إلى فصاحة القدماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أبو تمام: فإنه رب معان، وصيقل ألباب وأذهان، وقد شُهد له بكل معنى مبتكر، لم يمش فيه على أثر، فهو غير مدافع عن مقام الإغراب، الذي برّز فيه على الأضراب، ولقد مارست من الشعر كل أول وأخير، ولم أقل ما أقول فيه إلا عن تنقيب وتنقير، فمن حفظ شعر الرجل وكشف عن غامضه، وراض فكره برائضه، أطاعته أَعِنّة ُ الكلام، وكان قوله في البلاغة ما قالت حذام، فخذ مِنِّي في ذلك قول حكيم، وتعلَّم، ففوق كل ذي علم عليم.
وأما أبو عبادة البحتري: فإنه أحسن في سبك اللفظ على المعنى، وأراد أن يشعر فغنى، ولقد حاز طرفي الرقة والجزالة على الإطلاق، فبينا يكون في شظف نجد إذ تشبث بريف العراق، وسئل أبو الطيب المتنبي عنه وعن أبي تمام وعن نفسه فقال: أنا وأبو تمام حكيمان، والشاعر البحتري. ولعمري إنه أنصف في حكمه، وأعرب بقوله هذا عن متانة علمه، فإن أبا عبادة أتى في شعره بالمعنى المقدود من الصخرة الصماء، في اللفظ المصوغ من سلاسة الماء، فأدرك بذلك بعد المرام، مع قربه إلى الأفهام، وما أقول إلا أنه أتى في معانيه بأخلاط الغالية، ورقى في ديباجة لفظه إلى الدرجة العالية.
وأما أبو الطيب المتنبي: فإنه أراد أن يسلك مسلك أبي تمام فقصرت عنه خطاه، ولم يعطه الشعر من قياده ما أعطاه، لكنه حظي في شعره بالحكم والأمثال، واختص بالإبداع في وصف مواقف القتال، وأنا أقول قولا لست فيه متأثما، ولا منه متلثما: وذاك أنه إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها، وأشجع من أبطالها، وقامت أقواله عند السامع مقام أفعالها، حتى تظن الفريقين قد تقابلا، والسلاحين قد تواصلا، فطريقه في ذلك تضل بسالكه وتقوم بعذر تاركه، ولاشك أنه كان يشهد الحروب مع سيف الدولة فيصف لسانه، ما أدى إليه عيانه، وعلى الحقيقة فإنه خاتم الشعراء ومهما وُصف به فهو فوق الوصف وفوق الإطراء "
قلت: وهذا منه قول بيِّن الإنصاف، ما عليه ــ بحمد الله ــ خلاف.
رحم الله أبا تمام؛ فقد ترك برحيله ثغرة في القريض لا تُسَدّ، وثلمة لا تكاد تُردّ. وقد صدق ـ والله ـ راثيه وأحسن حين قال:
فُجِعَ القَريضُ بخاتَمِ الشُّعراءِ = وغَديرِ رَوْضَتِهَا حَبيبِ الطَّائي
مَاتَا مَعاً فتجاوَرَا في حُفْرَةٍ = وكذاكَ كاناَ قبلُ في الأَحيَاءِ
تمت سبع ُ الحلقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 10:50 ص]ـ
أحبتي في الفصيح:
سأغيب عن هذا المنتدى المبارك وعنكم فترة قد تطول ( ops
وإلى ذلك الحين: أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.
ولا تنسونا من دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم / أبو يحيى
ـ[أحاول أن]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 04:08 م]ـ
سبع ٌ تامَّات رائعات يا أستاذنا ..
عرض يندر أن يتكرر بهذا السبك المقنع , فبارك الله في عمرك وعملك ..
سنفتقد مدادك الأصيل , ولكن لعلّه غياب قصير, وعودة مرتقبة ..
حفظكم الله أينما كنتم ..
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 04:50 م]ـ
أحبتي في الفصيح:
سأغيب عن هذا المنتدى المبارك وعنكم فترة قد تطول ( ops
وإلى ذلك الحين: أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.
ولا تنسونا من دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم / أبو يحيى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله ياأبايحي وماشاء الله موضوع رائع كروعة الكاتب زادك الله من فضله
والحق أن من وصف المتنبي والبحتري وأبوتمام فقد جاءبالغائبه كمايقولون ولكن لم أجده ذكرجرير فقلت في نفسي لعله من نمير
ولكن غيابك أخشى أن يكون تهرباً من اللغز؟
عسى خبرالغياب خير, وكم ستغيب لأن صاحبك رؤبة وعدنا بعودة قوية بعد الإمتحانات وحصوله على الشهادة الموقرة وليته يقاسمينها ولوإنه صارمايرد من يوم سكن البيت الجديد:)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 06:57 م]ـ
أرجو أن يكون الغياب خيراً، أمتعتنا بعرض الجميل وأوصلت ما تريد بلغة سهلة رائقة. ولنا عودة حين عودتك إن شاء الله(/)
القصيدة التي أبكت جميع الحضور
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصيدة التي ابكت جميع الحضور ..... القاها شاب سوري في الحفل الختامي للتخرج في جامعة دمشق
قالت وفي عينها من رمشها كحل
قف وانتظرني فقد أودى بي الحول
أنا الغريبة يا عمري وكم نظرت
إليك عيني بقلب ملؤه الوجل
والولهى على مضضأنا المحبة
فكن رحيما وقف يا أيها الرجل
لاتتركني فإني بت مغرمة
بحسن وجهك لما اختاره الخجل
صددت عني فكاد الصد يقتلني
وغبت عني فكاد العقل يختبل
فكرت أنساك لكني كواهمة
ظنت بأن قلوب الغيد تنتقل
فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما
علمت قلبي إلا فيك يشتغل
ينام كل الورى حولي ولا أحد
يدري بأن فؤادي منك يشتعل
فكن شفوقا وجد لي بالوصال فما
أريد غيرك أنت الحب والأمل
جد لي ولا تك مغرورا فما أحد
رأى جمالي إلا إغتاله الغزل
ألا ترى قدي المياس لو نظرت
إليه أجمل من في الأرض تختجل
ووجهي الشمس هل للشمس بارقة
إذا شخصت إليها فهي ترتحل
فقلت والحزن مرسوم على شفتي
وفي فؤادي من أقوالها دخل
أختاه لا تهتكي ستر الحياء ولا
تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا
والله لو كنت من حور الجنان لما
نظرت نحوك مهما غرني الهدل
أختاه إني أخاف الله فاستتري
ولتعلمي أنني بالدين مشتمل
تمسكي بكتاب الله واعتصمي
ولا تكوني كمن أغراهم الأجل
أختاه كوني كأسماء التي صبرت
وأم ياسر لما ضامها الجهل
كوني كفاطمة الزهراء مؤمنة
ولتعلمي أنها الدنيا لها بدل
كوني كزوجات خير الخلق كلهمو
من علم الناس أن الآفة الزلل
من صانت العرض تحيا وهي شامخة
ومن أضاعته ماتت وهي تنتعل
كل الجراحات تشفى وهي نافذة
ونافذ العرض لا تجدي له الحيل
من أحصنت فرجها كانت مجاهدة
كمريم ابنت عمران التي سألوا
ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة
تريد تسير من قد عاقه الشلل
أختاه من كانت العلياء غايته
فليس ينظر إلا حيث تحتمل
أختاه من همه الدنيا سيخسرها
ومن إلى الله يسعى سوف يتصل
أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنا
وسوف نسأل عما خانة المقل
أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي
ولا يغرنك الإطراء والدجل
توبي إلى الله من ذنب وقعت به
وراجعي النفس إن الجرح يندمل
منقول
ـ[عربي أيضا]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[بثينة]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 02:09 ص]ـ
أختاه من كانت العلياء غايته = فليس ينظر إلا حيث تحتمل
أختاه من همه الدنيا سيخسرها = ومن إلى الله يسعى سوف يتصل
أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنا = وسوف نسأل عما خانه المقل
ما شاء الله ... بارك الله فيك أخي.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 02:16 ص]ـ
أخي الكريم
قصيدة جميلة جدا
ولكن ليتك لو تصحح بعض الأخطاء الاملائية
مثل
والولهى على مضضأنا المحبة
دمت موفقا مشكورا
ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 11:54 ص]ـ
أشكرك أخي محمد على هذا الاختيار الجميل، ولله الحمد فتياتنا تنبهن إلى مايحاك ضدهن من أعداء الدين وأنا على يقين أن النصر قريب.
ـ[عاشور عبد المالك]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:23 ص]ـ
يسلم لسان الشاعر ابيات تهز الوجدان شعر ممزوج بالحكم(/)
فليقل شعرا أو ليصمت.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:43 م]ـ
أين ذهب الشعر العربي؟
د. عبد الوهاب الأفندي
awahab40*************
(1)
لا أكاد أقرأ شيئاً من الشعر العربي المعاصر هذه الأيام أو أسعى للاستماع إليه، وإن كان لي حاجة إلى تذكير بالسبب فقد جاءني على شكل ملحق "كتاب في جريدة" الذي وزع مع "القدس العربي" في الشهر الماضي. وقد تناول ذلك العدد الذي حرره الصديق الشاعر أمجد ناصر مع فخري صالح الشعر المعاصر في في الأردن وفلسطين ضمن سلسلة "ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين." وقد فاتني الاطلاع على الأعداد الخمسة السابقة من هذه السلسلة، ولكن قياساً على ما حملته صفحات هذا العدد فإنه لم يفتني الكثير.
(2)
لا شك أن زهدي في متابعة انتاج الشعراء العرب المعاصرين يعتبر تقصيراً من ناحيتي، ولكني على مذهب ذلك الرجل الذي ظل يترقب نعي صاحبه في الصفحة الأولى من الصحيفة، أعتقد أنه لو كانت هناك قصائد متفردة لبلغني خبرها.
(3)
بالنسبة لشخص نصف أمي مثلي بدت كل القصائد التي حفل بها هذا "الديوان" كأنها تنويعات على قصيدة واحدة هي في نهاية الأمر عبارة عن نثر مبهم، فمعظمها تخلو من الموسيقى التي هي عندي روح الشعر. ولو حجبت أسماء الشعراء لما شككت في أن الناظم (أو الناثر إن شئنا الدقة) واحد.
(4)
لا تخلو قلة من القصائد المزعومة من مسحات جمالية تنبع أساساً من كونها محاولات لرسم لوحات سريالية باستخدام الكلمات. ولكنها لم تحرك في داخلي ذلك التجاوب الذي أعهده مع مغناطيسية الشعر.
(5)
لا يعود هذا الجدب لأميتي المتأصلة: أولاً لأن الفنون من شعر ورسم وموسيقى وغيرها تستمد قيمتها من تذوق الجمهور "الأمي". وثانياً لأنني لست غريباً تماماً على عالم الشعر. مازلت أذكر تماماً الزمان والمكان الذي نظمت فيه أول بيت شعر: تحت نافذة فصل السنة الثانية في مدرسة بربر الابتدائية، وكنت في الثامنة من العمر. كان في مدح المدرسة، وكان وزن الشطر الأول يختلف عن الثاني.
(6)
أذكر جيداً كذلك زيارة محمود درويش لنا في جامعة الخرطوم عام 1975 حين قرأ لأول مرة رائعته "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق." وقد شهدت تجربتي الشعرية تحولاً جذرياً منذ تلك اللحظة.
(7)
طوال سني الدراسة كان تذوق الشعر (وقرضه أحياناً) يمثل جزءاً محورياً من نشاطنا العام. فقد كنت سكرتير الجمعية الأدبية في المرحلتين الوسطى والثانوية، وويل لأي فريق كان ينافسنا في مسابقات المطارحة الشعرية وقتها. وفي الجامعة كنت أشارك أستاذنا د. كمال شداد الإشراف على منتدي الفلاسفة ولقاءاته الأسبوعية التي كانت تجمع بين النقاش الفلسفي والقراءات الشعرية والأداء الموسيقى من كبار الشعراء والمطربين. وقد قرأت في بعض تلك الجلسات الرائعة بعض قصائدي التي استلهمت درويش.
(8)
في مقدمتهما للديوان ذكر ناصر وصالح أن الشعراء المختارين قد استوحوا بدورهم "شعراء الموجة السبعينية" العرب إضافة إلى استلهام شعراء أجانب مثل لوركا وويتمان وريتسوس وغيرهم. أن تستوحي (حتى لا أقول تقلد) درويش يشبه إلى حد كبير استلهام الرسامين لبيكاسو. لا يكفي أن تقلد الشكل إن لم تكن تلك الروح الدفاقة هناك. ولكن ما يسوق على أنه شعر عربي معاصر هو همهمات تخلو من الروح ومن المعنى معاً. فاستخدام الرمز في اللغة لا يكون له معنى إذا كان الشاعر هو وحده الذي يفهم الرمز. فكما قال فيتكنشتاين فإن اللغة "الخاصة" التي لا يفهمها إلا شخص واحد لا تكون "لغة".
(9)
كنت قد أشرت تعليقاً على دورة قرطبة لجائزة البابطين الشعرية في عام 2005 أن الذي أنقذ الموقف يومها كان الشعراء الأسبان الذين أمتعونا بانتاجهم عبر حاجز اللغة، بينما كانت اللغة المشتركة مع شعرائنا العرب غمة علينا حتى فرحنا عندما تعثرت ترجمة بعض ما قيل إلى الاسبانية خوف الفضيحة.
(10)
أعتقد أن الوقت حان ليقول قائل لفرعون الشعر العربي المعاصر إن ملابسك المتخيلة لا وجود لها، وإنك يا صاحب السمو تخطر بيننا عارياً كيوم ولدتك أمك. فلتذهب سموك إلى قصرك حتى تجد بعض الثياب لزوم الستر. أو فلتستعر ثياباً من بعض المتسولين في الشارع.
(11)
إننا معشر العرب فقراء في أمور كثيرة ومنكوبون بجوائح أقلها في السياسة والحرب والاقتصاد. ولكنا ظللنا دائماً نفخر بأن الشعر هو مملكتنا التي لا ننازع فيها. وآخر ما نحتاج إليه هو نكبة شعرية تحرمنا من آخر ما بقي لنا. فأعيدوا إلينا رحمكم الله الشعر على الأقل. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر (وحتى من لا يؤمن) من المتصدين للنظم، فليقل شعراً أو يتوخى ثواب الصمت الجميل.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:48 م]ـ
أيها الفصحاء، هذا مقال لأخينا الدكتور عبد الوهاب الأفندي أستاذ العلوم السياسية في الجامعات البريطانية، يعبر فيه عن رأيه في الشعر العربي المعاصر أو ما يدعى كذلك اليوم، أنقله إليكم من موقع (سودانايل)؛لأرى فيه رأيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 03:46 م]ـ
إن الزاوية التي يرى منها الدكتور هي نفسها التي تشع على متذوقي الشعر الأصيل ..
وأحسب أن الشعر العربي طُعن بوفاة محمد الجواهري .. ولكن هناك من الشعراء الرائعين في الساحة العربية.هم قلة.
شكراً لك.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 09:11 م]ـ
إني أرى حجراً قد أصاب الرأس مني=فيا ربي على هذا أعني
أظن أن هذا المقال قد طرق باب موضوعي: يا شعراء الفصحى نريد الجديد ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=29403&highlight=%D4%DA%D1%C7%C1+%C7%E1%DD%D5%CD%EC+%E4%D1%ED%CF+%C7%E1%CC%CF%ED%CF)
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 10:37 م]ـ
تحية إلى العراق ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30841)
صرخة من غزة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30659)
هل يقل شعرا أم يصمت؟
أظنه يصمت ...
ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 01:46 ص]ـ
بارك الله فيك د/سليمان على هذا النقل الرائع , أماعن رأيي الشخصي , أقول:سبحان الله من قال لهم أننا بحاجةإلى فك طلاسمهم هذه , فالأصل عندنا وفي تراثنا , ولكنني لاأعلم لماذا يصرون على هذا الغثاء الذي لايعرف فيه كوع من باع؟!!!.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 03:16 م]ـ
أشكركم جميعا، إخوتي وأخواتي على عنايتكم بهذا المقال، وأنتم أهل الرأي في موضوعه، أما أنا فمجرد ناقل، وأرجو أن أنال أجر النقل والإفادة من آرائكم في الموضوع.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 12:40 ص]ـ
دكتورناالحبيب سليمان ليتك تسمح لنا بنقل هذا الموضوع الرائع لقسم الأدب العربي ليدورالحوارحوله
ونستمع (نقرأ) الآراء
ورأيي الموجز حول هذا أن الشعرالعربي المعاصريجاري ماكان من الشعرفي العصورالسابقة لكن المشكلة التي تواجهه أو تواجه الشعراء تكمن في المجتمع (المتلقي) والملهيات والمغريات والمتغيرات المدعومة إعلامياً والذي يبرز الساقط ويسقط البارز
على كل حال هذه مجرد وجهة نظرليس إلا قد اكون فيها جانبت الصواب أوصوبت الجواب:)
لك وللجميع تحياتي
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 03:03 م]ـ
أخانا المفضال الأستاذ نعيم، شكرا لمرورك العطر من هنا. أما الموضوع فلك أن تنقله إلى مكانه المناسب؛ لنرى فيه آراء أهل الشأن هناك. وبارك الله فيك.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 01:08 ص]ـ
تحياتي لدكتورنا الحبيب ونقلنا الموضوع للأدب العربي للمطاحنة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 12:48 م]ـ
الأمة تحتاج إلى شاعر في هذا الوقت لا أقول يؤرخ أمجادها فليس ثمت أمجاد لكن يواسي الشعب العربي ما أكثر الحوادث التي مرت بنا اذكروا لي بالله شاعرا مجيدا فحلا طرقها.
رحم الله زمانا جاد بشوقي وحافظ وأحمد محرم واسماعيل صبري وعبد الحليم المصري وعلي الغاياتي وعباس محمود العقاد وطه حسين وغيرهم
كان الشعب العربي في زمنهم يتابع الشعر والأدب وحق له!
من في مكانهم؟
أسأل جادا
هل من مجيب؟
كانوا لايغادرون صغيرة ولا كبيرة إلا طرقوها.
يوعون وينقدون ويرثون ويمدحون.
هل ليس فينا من يستحق المدح أو الرثاء؟
هل عقمت العربية؟
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 12:49 م]ـ
دكتورناالحبيب سليمان ليتك تسمح لنا بنقل هذا الموضوع الرائع لقسم الأدب العربي ليدورالحوارحوله
ونستمع (نقرأ) الآراء
ورأيي الموجز حول هذا أن الشعرالعربي المعاصريجاري ماكان من الشعرفي العصورالسابقة لكن المشكلة التي تواجهه أو تواجه الشعراء تكمن في المجتمع (المتلقي) والملهيات والمغريات والمتغيرات المدعومة إعلامياً والذي يبرز الساقط ويسقط البارز
على كل حال هذه مجرد وجهة نظرليس إلا قد اكون فيها جانبت الصواب أوصوبت الجواب:)
لك وللجميع تحياتي
أصبتَ ما في نفسي وما عجزتُ عن تحويله إلى كلمات ولا غرابة أن تصيب.
الشعر موجود بصوره وأشكاله المتعدده ولكن إصرارنا على أن يبقى الشعر كما كان في الحاهليه يجهض الكثير من المحاولات الإبداعيه فالمبدع بطبعه يبحث عن التجديد
متألقاً كعادتك دكتور سليمان موضوع جدير بالمناقشه
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 07:56 م]ـ
أخي الأستاذ نعيم، شكر الله لك نقل هذا النقل إلى حيث يجد النظر والنقد.
أخي زين الشباب، شكر الله لك مرورك وتعليقك القوي.
وكل الألق في مرورك وتعليقك، أخي الأستاذ الأديب المتميز الأحيمر السعدي.
شكرا لكم جميعا من مجرد الناقل، ورب حامل فقه غير فقيه.(/)
ما هو رأيك في هذا المنتدى؟
ـ[الربعي12]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 08:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد التفضل منكم بتقييم هذا المنتدى؛لأني مطالب من قبل الدكتور حبيب بن معلا المطيري -حفظه الله-نقد هذا المنتدى وإبراز محاسنه ومعايبه.
ولكم جزيل الشكر
أخوكم / موسى الربعي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية اللغة العربية المستوى الثامن.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 08:46 م]ـ
أهلا بك
مسألة التقييم يا عزيزي لا تكون هكذا على عجالة، غص يا رجل، وقلب نظرك عن اليمين وعن الشمال، ودع أناملك تعانق لوحة المفاتيح متصفحا الموضوعات متأملا في المشاركات، وعندها ستخرج وافرا مكتنزا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 12:12 ص]ـ
أهلا بك
مسألة التقييم يا عزيزي لا تكون هكذا على عجالة، غص يا رجل، وقلب نظرك عن اليمين وعن الشمال، ودع أناملك تعانق لوحة المفاتيح متصفحا الموضوعات متأملا في المشاركات، وعندها ستخرج وافرا مكتنزا
بعد التحية ...
ألا ترى معي يا أخي الكريم أنه لو عانقت أنامله الفأرة لكانت مهمته أسهل وسبيله أيسر.
التوقيع
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة = ولكن تفيض العين عند امتلائها
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 12:47 ص]ـ
أعندك سنة جانبية؟!، إذن أضحك الله سنتك الجانبية أخي:)
وهذا يعتمد على (الفأرة)، وقد تكون مشاغبة، والأسلم أن يتكىء على الأسهم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 04:35 ص]ـ
الأخ موسى
الدكتور حبيب طلب رأيك وتقييمك لا رأينا وتقييمنا
ومهما يكن من أمر، اكتب في تقييمك كل المحاسن وغض الطرف عن العيوب، وإن ذكرت عيبا واحدا سأبلغ الدكتور وأطلب منه وضع نتيجتك في الدرك الأسفل من النتائج، فلي به صلة واسمك وبحثك ظاهر:)
وقد أعذر من أنذر
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 05:26 ص]ـ
ومهما يكن من أمر، اكتب في تقييمك كل المحاسن وغض الطرف عن العيوب، وإن ذكرت عيبا واحدا سأبلغ الدكتور وأطلب منه وضع نتيجتك في الدرك الأسفل من النتائج، فلي به صلة واسمك وبحثك ظاهر
وقد أعذر من أنذر
أضحك الله سنك يا أبا سارة
وأظن الربعي لن ينام الليلة خوفا من تهديدك: D
ومع ذلك أطمئن الربعي فأقول
يكفيك أن تكتب على طرة تقيمك بالخط العريض (أبو سارة)
فهذه وحدها تكفيك لتحصل على الدرجة النهائية: p
أما إن رسبت فهذه قضية أخرى: p
ـ[الربعي12]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 09:42 م]ـ
أشكركم على هذه الردود،ولكني أريد رأي الزوار.
ـ[الوافية]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 12:28 م]ـ
أخي الفاضل
الزوار لا يستطيعون المشاركة إلا في المنتدى المخصص لهم.لذلك كان الأجدى أن تطرح سؤالك في منتدى الزوار وليس هنا. أما بالنسبة للأعضاء فأحسب أننا سنعدد لك المحاسن دون العيوب من باب:
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ............................
و
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ...............................
وفقك الله.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ...
وفقك الله أيها الربعي، وأعانك على تحمل المسؤلية ما بعد الجامعة:
إنني أضم صوتي مع إخواني. نعم، التقييم مطلوب منك، ولم يطلب منا نحن.
فقلب صفحات المنتديات، وأبدِ رأيك فالأمر بسيط جدا جدا، ولا تحمل همًّا أخي المبارك.فكل ما عليك أن تتصفح المنتديات، وتسجل ملاحظاتك بكل صدق ثم الحذرَ الحذرَ أن تقول شيئًا لم تقتنع به؛ فلربما سألك الدكتور حبيب: لماذا قلتَ كذا؟ فتتورط.
المسألة كلُّها: اكتب ما تراه وتعتقده، وأنت الآن في منتدى الأدب.
والدكتور حبيب يدرسكم في مادة النقد.
فهل طلب منك تقييم منتدى الأدب أم تقييمًا للمنتديات عامة؟!
تأنَّ بارك الله فيك.
وفقك الله ورعاك.
ـ[ابو الفوارس]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 11:00 م]ـ
السلام عليكم
عدنا والعود أحمد:)
أعتقد أن هذا المنتدى أغناني عن الكثير من الكتب الأدبيه و أثرانا جميعاً بمعلومات قيّمه.(/)
الكتابة الوصفيه في عصر الضعف
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 12:24 ص]ـ
الكتابة الوصفية: قيمتهاووجهتها في العصر المملوكي
الحمد لله الذي هَدَانَا لِهَذَا، وَمَا كُنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي علم بالقلم، عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام علىالمبعوث رحمةً للعالمين والداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، سيدنا محمد وعلىآله وأصحابه أجمعين:
والكتابة الوصفية فن من فنون الكتابة الإنشائية، بل هي أبرز الفنون الكتابية عندالمنشئين؛ فهي الحلبة التي تتجلى فيها المنافسة الأدبية، وتظهر فيها آثار القرائحونبضات العواطف ومواطن الإحسان ومناط الخيال والإبداع، فهي رسائل أدبية نَدِيَّةومعارض من القول ذات رؤى، وقد استجاب الأدباء المترسلون لعواطفهم، وانقادوالأحساسيهم، فصوروا انفعالاتها تجاه الكون وبدائعه والظواهر الطبيعية ومشكلاتالثقافة والفن، بل وصوروا كل ما يتصل بالنفس والمجتمع والحياة في رسائل وصفية، فيهذا اللون الوصفي نلمح أثر الخيال اللماح، وتفنن الكتاب في الوصف، والبراعة فيالتعبير الأنيق، من هذه الرسائل الوصفية ما كتبه ابن حبيب الحلبي المتوفى في سنةتسع وسبعين وسبعمائة للهجرة في وصف سفينةٍ في بحرٍ هائج، جاءت هذه الرسالة الوصفيةفي كتاب ابن حبيب الحلبي (نسيم الصبا) وهو في الأدب الوصفي، يقول:
هَزَّتْنِي رياح الأمل البسيط إلى امتطاء ثبج البحر المحيط، فأتيت سفينةً يطيبللسفر مثواها، وركبت فيها باسم الله مجراها ومرساها، يا لها سفينة على الماء أمينة، ذاتِ دسر وألواح -ولك أن تقول على القطع ذاتُ دسر وألواح-، تجري مع الرياح، وتطيربغير جناح، وتعتاض عن الحادي بالملاح، تخوض وتلعب، وترد ولا تشرب، لها قلاعكالقلاع، وشراع يحجب الشعاع، وسكينة وسكان، ومكانة ومكان، وجؤجؤ وفقار، وأضلاعمحكمة بالقار، وجسم عارٍ عن الفؤاد، وهو في عين الماء بمنزلة السواد، من أحسنالجواري المنشآت في البحر، معقود بنواصيها الخير كالخيل، لا تمل من سير النهار ولامن سرى الليل:
ما رأى الناس من قصور على الميا
ه تسير سير القداح
حاكمها عادل في حكمه، عارف بنقض أمرها وبرمه، يهتدي بالنجوم، ويبتدي باسم الحيالقيوم، يَبْرُزُ من نَوَاتِيهَا في جنود، يتأنقون فيما يعملون، ويفعلون ما يؤمرون، يكثرون الصياح حتى كأن السُّفْنَ تجري من خوف ذاك الصياح، فبينما نحن من البحر فيقاموسه، كتب الجو حروف الغيم في طُرُوسِهِ، وثارت ريح عاصف يتبعها رعد قاصف، فمالتبنا الفُلْك واضطربت، ودنت شفتها من رشف الماء واقتربت، واستمرت ترفع الماء وتخفض، وتقرب وترفض، وتعلوا كالأطواد، وتهيم في كل واد، وتحوم وتحول، وتحور وتجول، وتضرمفي القلوب نار ناجر إلى أن بلغت القلوب الحناجر:
ألا فارجه واخشه إنه
هو البحر فيه الغنى والغرقْ
ثم نظر إلينا من لا تخفى عليه السرائر، وأمر الجارية بحمل العبيد إلى بعضالجزائر، فلم ندرِ إلا ونحن تجاه جزيرة تسر النفوس بمحاسنها الغزيرة، فانحدرتماضيًا إلى بنيها، نائيًا عن السفينة وساكنيها، فوجدتها مخضرة الأفنان مخضلَّةَالكثبان ... إلى آخر الرسالة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 12:50 ص]ـ
وهو في عين الماء بمنزلة
دمت مشكورا أيها المتأبط
امتعنا بالمزيد امتعك الله بخيراته
ويا حبذا لو تذكر الوصف الغريب في ذلك العصر بالشعر
دمت موفقا(/)
قصيدة لأبي ماضي
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 01:06 ص]ـ
:::
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ******وحلاوة إن صار غيرك علقما
إنالحياةحبَتك كلَّ كنوزها *****لا تبخلن على الحياة ببعض ما ..
أحسِنْ وإنلم تجزَ حتى بالثنا ******أيَّ الجزاء الغيث يبغي إن همى؟
مَن ذايُكافئ زهرة فواحة؟ ***** أو مَن يثيب البلبل المترنما؟
عُدَّ الكرام المحسنين وقِسهم****** بهما تجد هذين منهمأكرما
يا صاح خُذ عِلمَ المحبة عنهما****** إني وجدتُ الحب عِلماقيِّما
لو لم تَفُح هذي، وهذا ما شَدا****** عاشت مذممة وعاش مذمما
فأعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم *****إن شِئتَ تسعد في الحياةوتنعما
أَيقِظ شُعورَك بالمحبة إن غفا *****لَو لا الشعور الناسكانوا كالدُمى
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 01:53 ص]ـ
أخي الكريم المتأبط
دائماً وأبدا ما تتميز في أختيار الموضوعات المتميزه، وهذا الأمر لا يدل إلا على الحاسة الذوقية الجياشة بالرقه وعنفوانيتك بالأحاسيس العذبة.
ولكن اسمح لي بان أقوم بتنسيق القصيدة ووضعها كاملة
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما= وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها= لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا= أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً؟ = أو من يثيبُ البلبل المترنما؟
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ= بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما= إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي، وهذا ما شدا =، عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم= إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
...
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا= لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا= وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ= والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ= بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها= زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ= لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه= ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ= المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم =مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه= وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
...
يا من أتانا بالسلام مبشراً =هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ= علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى= سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ= هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ= وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ =أخشابها للزهوِ أن تتكلما
إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى =عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما
وأحبّ حتى من أحب هلاكه= وأعان حتى من أساء وأجرما
نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ= فإليك نشكو الهاجعين النوّما
عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه= وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما
كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا= فتألمت من قبلُ أن تتألما!
زعموا الإله أعدّها لعذابنا= حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما
ما كان من أمر الورى أن يرحموا =أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ= ألله لم يخلق لنا إلا السما
كل الشكر والتقدير لك أخي الكريم المتأبط
... وأرجو من الأخوة الكرام عدم تعنيفي على بعض الأبيات التي قد تتشابك معانيها لدى البعض
ودمتم سالمين
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشكرك على الرد الجميل يا رسالة الغفران أما قضية التنسيق فتعود إلى أن أدوات الصندوق السحري عندي لاتعمل
وأشكرك مرة أخرى على مرورك(/)
في رثاء الهر!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 02:49 ص]ـ
:::
بعد ما وضعت رثاء الحمار " أجلكم الله "
ها أنا أضع بين أيديكم رثاء الهر:)
وهي لـ
أبو بكر ابن العلاف من مرثية الهر المشهورة: من المنسرح
يا من لذيذ الفراخ أوقعه = ويحك هلا قنعت بالغدد
أطعمك الغي لحمها فرأى = قتلك أربابها من الرشد
ولم تزل للحمام مرتصداً = حتى سقيت الحمام بالرصد
ما كان أغناك عن تسلقك ال = برج ولو كان جنة الخلد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما = لم ترث منها لصوتها الغرد
أذاقك الموت من أذاق كما = أذقت أطياره يداً بيد
لا بارك الله في الطعام إذا = كان هلاك النفوس في المعد
عاقبة البغي لا تنام وإن = تأخرت مدة من المدد
كم دخلت أكلةٌ حشا شره = فأخرجت روحه من الجسد
إن الزمان استقاد منك ومن = يظلم بعين الزمان يستقد
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 01:23 م]ـ
لافض فوه .. !!
هذا هو الشاعر ..
يستنبط الجد من الهزل ..
ويستخرج الحكم من السخرية ...
أحسنت الإنتقاء ..
وأنت من المحسنين بإذن الله:)
والسلام,,(/)
كيف أحلل مقامة؟؟؟
ـ[تحياتي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 05:24 م]ـ
;) السلام عليكم يا أهل الفصيح، الحقيقة أنا طالب في الدراسات العليا (ماجستير)
في الفصول التمهيدية قبل مرحلة كتابة الرسالة، وقد كلفت بتحليل (نقد) مقامة من مقامات الحريري وهي المقامة " المكية " وأنا لا أستغني عن توجيهاتكم وإرشادكم لي لأدوات النقد والتحليل، او كتب تفيدني بهذا المجال.
ولكم شكري وتقديري،،،، تحياتي(/)
الخصائص الفنية والأدائية في الخطابة النبوية
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 07:44 م]ـ
الخصائص الفنِّيّة والأدائيّة في الخطابة النّبويّة.
حين نتساءل عن الخصائص الفنية والأدائية للخطابة النبوية:
نجِد أنّ خطابة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قضَتْ على كلِّ لوْن قديم من الخطابة الجاهلية لا يتّفق وروح الإسلام، مثل خطابة المناثرات. فقد نهى الإسلام عن التكاثر بالآباء والأنساب والأحزاب. وكذلك تُخالف خطابة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في رُؤاها وفي أفكارها، وفي صياغتها وتراكيبها، الخطابةَ في العصر الجاهلي؛ حيث كان المصطفى -عليه الصلاة والسلام- لا يسجع في خطابته. وكان ينفر منه حين يلجأ إليه أحدُ محدِّثيه كراهية التّشبّه بالقرآن في سجعهم.
الخطابة في العصر الجاهلي لم تكن ذاتَ موضوع محدّد؛ ومن ثَمَّ كانت تأخذ شكل أقوال متناثرة لا رابط بينها. أمّا في العصر الإسلامي فقد أصبح للخطابة موضوع واضح يجول فيه الخطيب ويصول؛ إذ يحدِّث للناس واعظاً، أو يعرض عليهم حدثاً محدّداً من أحداث الإسلام. وكان محمد -صلى الله عليه وسلم- يخطب في العرب على هدي القرآن الكريم، ليخرجهم من ظلمات الوثنية إلى نور الهداية السماوية. وقد أوتي من اللّسَن والفصاحة ما ملَك به أزمّة القلوب، وكأنما كانت المعاني موقوفة بشخوصها بين يديْه ليختار منها ما تهشّ له الأسماع وتُصغي له الأفئدة.
ومن الخصائص الأدبية لخطابة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-:
أنه كان يستعمل جميع فمِه في التّكلّم، ولا يقتصر على تحريك الشفتيْن، كما يقول هند بن أبي هالة، يقول:
يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلّم بجوامع الكلِم.
قد برّأه الله سبحانه رسولَه من عيوب المنطق: العيوب الخِلْقيّة التي لا تتّفق مع جلال الرسالة ومهابة التبليغ، حيث برئ الأداءُ النبوي في منطقه من عيوب النّطق مثل: التمتمة، والفأفأة، وغيرها ...
وبرئ أسلوبه كذلك ونُطْقه من تنافر الحروف، ومن التعقيد والمعاضلة، ومن الغرابة المستكرَهة، ومن الألفاظ الوعرة الوحشيّة في غير قصد أو غرض.
كما برئ مَنطقُ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في خطابته وأحاديثه من عيوب النطق التي تصدر عن مبالغة وتكلّف، كسْباً لرِضَى المستمعين واستجلابا لثنائهم، مثل: عيب التنطّع والتمطّق والتفيهق، وغيرها من هذه العيوب ...
وتتّسم خطابة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالدِّقّة والوضوح وعدم المبالغة؛ فالخطبة نسيج متلاحم من الفكر التشريعي الواضح، على هدي التعاليم القرآنية.
ونجد أنّ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في أسلوبه الخطابي بعيد عن الانفعال الذي ينأى بالخطيب عن دائرة الحقيقة؛ فكلّ ما يتفوّه به في خطابته صدق وجِدّ، وترغيب وترهيب، وإرشاد وتشريع، وهداية وتبشير.
نجِد مقدّمات الخُطب النبويّة تُنبئ عن مقوِّمات الشخصية الإسلامية، في إيمانها بالغيب، وفي توكُّلها على الله. وكذلك يُهيِّئ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الجوّ النّفسي للمستمعين، ويأتي في مقدّمات خُطبه بما يلائم أحوال المستمعين، ويُرغِّبهم ويهيِّئهم للجوّ المناسب لطبيعة الموضوع. ففي أوّل خُطبة خطَبها -عليه السلام-، بعد أن حَمد الله وأثنى عليه، يقول في عبارة موجَزة تُطمْئن النفوس، وتَنزع الجزع من نفوس أهل مكة، وتشدُّهم في صدق وحبّ ويقين إلى اتّباع الإسلام، وإلى حبّ النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((إنّ الرّائدَ لا يَكذِبُ أهلَه)). والرائد هو: المُرسَل في طلَب الكلإ، أي: الذي يُرسله الناس لِيبحث عن الطعام؛ فهو يَصدق أهله ودائما لا يَخدعهم.
وبعد أن يُطمْئن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القومَ بهذه العبارة الجامعة الدّالّة المُوحية، التي تدلّ وتشير إلى أنه دائماً سيكون صادقاً معهم، ولن يأتيَهم بما يَخدعهم، يقول لقومه أهل مكة، في صيغة القَسَم الذي يُؤكِّد صدْق البشير النذير في دعوته، وفي وفائه بالعهد: ((والله لو كذَبْتُ الناسَ جميعاً ما كَذَبْتُكم! ولو غررْتُ الناس جميعاً ما غررْتُكم! والله الذي لا إله إلاّ هو، إني لَرسولُ الله إليكم خاصّة، وإلى الناس كافّة! والله لتَموتُنّ كما تنامون! ولتبعثُنّ كما تستيقظون! ولَتُحاسبُنّ بما تعملون! ولتُجزَوُنّ بالإحسان إحساناً، وبالسوء سوءاً! وإنها لجنّةٌ أبداً أو لَنارٌ أبداً!)).
(يُتْبَعُ)
(/)
والمصطفى -صلى الله عليه وسلم- معصوم من الكذِب ومن التّغرير، ولذلك أتى بأسلوب الشّرط. وهذا الأسلوب أداته: "لو"، وهي أداة امتناع الامتناع. فكذِبه على قومه مستحيل، لأنّ كذِبه على الناس جميعاً مستحيل. وكذلك تغريره بقومه مستحيل، لأنّ تغريره بغيرهم من الناس داخل في دائرة الاستحالة.
ونجد المؤانسة والمؤاخاة والمُصافاة والمحبّة الصافية تَسكن حروفَ هذه الكلمات النّقيّة الحانية. وليس هناك أصفى وداً، أو أنقى إخاءً، أو أشبع عاطفةً، من إشباع الإحساس بالخصوصية والمودّة في القربى. وهذه الخصوصية تَعبق بعِطرها الإنساني والنبوي هذه العبارةُ الحانية الراشدة، بما تنشره من ظلال الأمان في النفوس، وبما تزرعه من ثمار الهداية في القلوب. يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة -أحبّ البلاد إليه-، يقول: ((إنِّي لَرسول الله إليكم خاصّة، وإلى الناس كافّة)).
وبعد هذا التواصل الحميم، وهذا التأثير العميق، يُقرِّر المصطفى -عليه الصلاة والسلام- حقيقةَ الحقائق، ولُبّ الألباب، وجوهرَ العقيدة، وصُلب الرسالة، وهي: حتميّة الإيمان بالبعث، والإيمان باليوم الآخِر وما فيه من ثواب وعقاب وجنّة ونار. ويتوسّط دائرةَ الإيمان بالبعث، ووجوبية وجود الجنة والنار، محور الوجود الإنساني في حياته الدنيا، وضرورة الإيمان بالحساب والجزاء على ما تقدّم من أعمال، فيقول: ((ولَتُحاسَبُنّ بما تعمَلون! ولَتُجْزَوُنّ بالإحسانِ إحساناً، وبالسوء سوءاً!)). فهنا العدالة في أسمى تصوّرٍ لها؛ فالخطاب للجميع، والثواب للمُحسن، والعقاب للمُسيء، عمَلاً بقول الله -عز وجل-: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}، ويقول تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ}.
هو في أوّل خطبة خطَبها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالمدنية، نجِده يُحذِّر البشرية كلّها من الغفلة والتفريط في المسؤولية، ويُطلِعُهم على مصير المعانِدين والجاحدين الذين لم يُنفِّذوا تعاليم الله ولم يطبِّقوا منهَجَه في الأرض، ويُرشد الناس إلى طريق الخير وإلى سُبل النجاة من النار؛ وكلّ ذلك يتمّ عَرْضه في صياغة متنوّعة الأساليب، وفي جُمَل واضحة لا التواء فيها ولا ابتذال، وإنّما تفيض هذه الجُمل بالقوّة والصِّدق، والحرْص على نجاة كلّ من آمن بالله وبرسوله ورسالة الإسلام.
ويروي ابن هشام في "السيرة النبوية" نصّ هذه الخطبة قائلا: وكانت هذه أوّل خطبة خطَبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما بلغني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قال: نعوذ بالله أن نقول على رسول الله ما لم يَقُلْ -كأنه يُؤكِّد أنّ هذا النص روايته صحيحة- فيقول: ((إنه قام فيهم، فحمِد الله وأثنى عليه بما هو أهلٌ له، ثم قال: أمّا بعد، أيّها الناس! قدِّموا لأنفسكم! تَعلَمُنَّ والله، لَيُصْعَقَنّ أحدُكم، ثم لَيدَعَنّ غنمَه ليس لها راعٍ، ثم ليقولَنّ له ربُّه وليس له ترجمان ولا حاجب يَحجُبه دونه: "ألم يأتِك رسولي فبلّغَك؟ وآتيتُك مالاً، وأفضلتُ عليك؟ فما قدّمتَ لنفسك؟ ". فلَينظُرَنّ يميناً وشمالاً، فلا يرى شيئاً. ثم لَينظُرَنّ قدَُّامه، فلا يرى غيرَ جهنّم! فمَن استطاع أن يقِيَ وجهَه من النار ولو بشِقِّ تمرة فلْيفعَلْ! ومن لم يجِدْ فبكلمة طيِّبة؛ فإنّ بها تُجْزَى الحسنةُ عشْرَ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعف -ثم قال:- والسلام عليكم وعلى رسولِ الله، ورحمةُ الله وبركاتُه)).(/)
خطبة زياد بن أبيه
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 07:59 م]ـ
نصّ خطبةزياد بن أبيه، ومصادرها.
حين نبحث في أّمّهات الكُتب، نَجِد أنّ هذه الخطبة، -خطبة زياد بن أبيه بالبصرة-، ورَد نصُّها في "الطبري" الجزء السادس، وفي "البيان والتبيين" للجاحظ، وفي "عيون الأخبار" في الجزء الأول، وفي "العِقد الفريد" الجزء الرابع. وتختلف هذه الكتب في رواية نص الخطبة؛ حيث تختلف الألفاظ، ولكن لا تختلف المعاني.
والنص هنا الذي نشرحه من رواية الطبري، وفي كتاب "البيان والتّبيِين"، يقول الجاحظ في إسناد الخطبة: "قال أبو الحسن المدائني -ذَكر ذلك عن مَسلمة بن محارب، وعن أبي بكر الهذلي-، قال: قدِم زياد البصرة والياً لمعاوية بن أبي سفيان، وضمّ إليه خراسان، وسجستان، والفسق بالبصرة كثير فاشٍ ظاهر. قال: فخطب خطبة بتراء، لم يحمد الله فيها. وقال غيرهما: بل قال: "الحمد لله على إفضاله وإحسانه، ونسأله المزيد من نِعمه وإكرامه. اللهم كما زوّدتنا نِعماً، فألهمنا شكراً. أمّا بعد: فإنّ الجهالة الجهلاء، والضلالة العمياء، والفجر الموقِد لأهله النار، الباقي عليهم سعيرها: ما يأتي سفهاؤكم، ويشتمل عليه حُلماؤكم من الأمور العظام؛ ينبُت فيها الصغير، ولا يتحاشى منها الكبير؛ كأن لم تسمعوا بآيِ الله، ولم تقرؤوا كتاب الله، ولم تسمعوا ما أعدّ الله من الثواب الكبير لأهل طاعته، والعذابِ الأليم لأهل معصيته، في الزمن السرمد الذي لا يزول. أتكونون كمن طَرَفت عينَه الدنيا؟ وسَدّت مَسامعَه الشهوات؟ واختارت الفانية على الباقية؟ ولا تَذكرون أنّكم أحدَثتم في الإسلام الحَدث الذي لم تُسبَقوا به، مِن تركِكم هذه المواخير المنصوبة، والضعيفة المسلوبة، في النهار المبصِر، والعَدد غير قليل؟ ألم تكن منكم نُهاة تَمنع الغُواة عن دَلْج الليل، وغارة النهار؟ قرّبتم القرابة، وباعدتم الدِّين. تعتذرون بغير العُذر، وتُغَطّون على المختلِس. كلّ امرئ منكم يذبّ عن سفيه، صَنيعَ من لا يخاف عقاباً، ولا يرجو مَعاداً. ما أنتم بالحُلماء، ولقد اتّبعتم السفهاء، ولم يزل بهم ما ترون من قيامكم دونهم، حتى انتهكوا حَرم الإسلام، ثم أطرَقوا وراءكم كُنوساً في مَكانس الرِّيَب. حرام عليّ الطعام والشراب، حتى أسوِّيها بالأرض هدماً وإحراقاً".
ثم يتابع قوله، ويؤكِّد منهجَه قائلاً -بعد أن أظهر عيوبهم، وأظهر مَثالبهم، وأظهر مخالفاتهم-: "إني رأيت هذا الأمر لا يَصلُح إلاّ بما صلَح به أوّلُه: لين في غير ضعف، وشدّة في غير جَبْرية وعُنف. وإنّي أقسم بالله! لآخذنّ الوليّ بالمَولَى، والمقيمَ بالظاعن، والمقبِلَ بالمدبِر، والصحيح منكم بالسقيم، حتى يَلقى الرجل منكم أخاه فيقول: "أُنجُ سعد! فقد هلك سعيد! "، أو تستقيمَ لي قَناتُكم. إنّ كَذِبة المنبر بَلقاء مشهورة؛ فإذا تعلّقتم عليّ بكِذبة فقد حلّت لكم معصيتي. وقد أحدثتم أحداثاً لم تكن، وقد أحدثنا لكلّ ذنب عقوبة: فمن غرّق قوماً غرّقناه، ومن حرّق على قوم حرّقناه، ومن نَقب بيتاً نقبنا عن قلبه، ومن نبش قبراً دفنّاه حيّاً فيه. فكفُّوا عنّي أيديَكم وألسنتَكم، أكفف يدي وأذاي. لا يَظهر مِن أحد منكم خلاف ما عليه عامّتكم، إلاّ ضربتُ عُنقه. وقد كانت بيني وبين أقوام إِحن، فجعلتُ ذلك دَبَر أذنيّ، وتحت قدَميّ؛ فمن كان منكم مُحسناًَ فليزددْ إحساناً، ومن كان مُسيئاً فليَنزع عن إساءته. إنّي لو علمت أنّ أحدكم قد قتله السّلّ من بغضي، لم أكشف له قناعاً، ولم أهتك له سِتراً، حتى يُبدي لي صفْحتَه؛ فإذا فعل لم أناظره. فاستأنِفوا أموركم، وأعِينوا عليّ أنفسكم؛ فرُبّ مبتئسٍ بقدومنا سيُسرّ، ومسرور بقدومنا سيَبتئس! ".
ثم يوجّه إليهم بعض الحقائق التي تُمثِّل العَلاقة بين الرّاعي والرّعية، وبين الحاكم والمحكومِين، يقول: "أيّها الناس! إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة -أي: مدافعين-. نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفَيء الله الذي خوّلنا -أي: عهد إلينا بالحُكم-؛ فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببْنا، ولكم علينا العدل فيما وُلِّينا. فاستوجِبوا عدْلنا وفيْئنا بمُناصحتكم لنا. واعلموا أنّي مهما قصّرت، فإنّي لا أقصِّر عن ثلاث: لست محتجِباً عن طالب حاجة منكم، ولو أتاني طارقاً بليل، ولا حابساً رزقاً ولا عطاءً عن إبّانه، ولا مجمِّراً لكم بَعثاً -أي: ولست تاركاً الجيش في بلاد الأعداء-. فادْعوا الله بالصلاح لأئمِّتكم؛ فإنّهم ساستكم المؤدِّبون لكم، وكهْفكم الذي إليه تأوُون، ومتى تَصلُحوا يصلُحوا. ولا تُشربوا قلوبكم بُغضَهم، فيشتدّ لذلك غيظُكم، ويطول له حِرمانكم، ولا تدركوا حاجتكم، مع أنّه لو استجيب لكم، لكان شراً لكم. أسأل الله أن يُعين كلاً على كلّ".
ثم يَختم خطبته كما بدأها بمقدّمة عنيفة، قاسية، متوعِّدة، مهدِّدة، فيقول: "وأيْمُ الله! -وأصلها وأيمن الله، اسم يوضع للقَسَم- إنّ لي فيكم لصَرْعَى كثيرة! فلْيحذر كلّ امرئ منكم أن يكون من صَرعاي! ".
مصدر الخطبة تاريخ الطبري(/)
القيمة التاريخية للمقامة واستشفاف لبعض نماذجها في عصر الضعف
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 12:01 ص]ـ
للمقامة قيمتها التاريخية التي لا تُجْحَد؛ إذ هي تَنْطِق بما يُلِمّ بالعصر منأحداث، وتفصح عن أخلاق أهله وألوان الحياة لديهم، وذلك على غرار مقامة الشيخ جمالالدين عمر الرصعني في وصف وقعة حلب، منها:
"هذا وقد نزلت فنون البلاء بالشام، وهَمَلَتْ عُيُونُ العناء كالغمام، وصار وشامالإسلام كالوشام، وخفيت آثار المآثر ودَرَسَتْ، وطفئت أنوار المنابر وطمست، وحلبتالعيون ماءَهَا على حلب، وسكبت الجفون دماءها من الصَّبَب، والتقى عليها الختلوالاختلال، واحتفى بها القتل والوبال، وتخرَّبَتِ الدور والقصور، ونُحِرَتِ الحورفي النحور، وجرت عيونها على أعيانها، وهمت جفونها على شُبَّانها، ولما تعظم العدووتكبر، وتقدم بالعتوِّ وتجبر، أطلع الله له طلائع اللواء المظفر ... إلى آخر ما جاءفي هذه المقامة.
هي مقامة طويلة تنفر مما بها من تكلف، كان وراء تسمية ابن الوردي إياهابالـ"مرصعة"، جدير بالذكر أن جل كتاب المقامات في هذا العصر كانوا يُطَرِّزُونَمقاماتهم بأشعارهم على نحو ما فعل الشاب الظريف في مقامته التي تدور حول شابٍ أرادأن يستمتع بالرياض، فوجد جماعةً يتذاكرون الأدب ويروون الشعر والخطب، وبينهم شابعليه أمارات الغرام أعجب الحاضرون بحديثه، وفي المقامة ينشد الشاب قوله:
هل عائدٌ والأماني ربما صدقتْ
دهرٌ مضى، ومغاني حسنهم أَمَمُ
يا غائبين ووجدي حاضر بهم
وغائبين وذنبي في الغرام همُ
ومن مقامات العصر الشهيرة: مقامة حاتم ابن أحمد العطار والتي منها -وهي مروية فيكتاب (الطالع السعيد) للإدفوي - يقولالعطار:
روي في الأخبار عن حاتم العطار إذًا هو الراوي؛ إذًا لا راوية هنا في مقاماتالعصر المملوكي، إن الكاتب حَلَّ نفسه محل البطل عند الهمذاني والحريري، "روي فيالأخبار عن حاتم العطار"، إذًا الحرص على السجع المتواتر أو البديع المتواتر مازالقائمًا لا يَريم في مقامات العصر المملوكي:
"روي في الأخبار عن حاتم العطار قال: "ضربت بظاهر بعض الأمصار، لأقضي وَطَرًا منالأوطار، فنظرت إلى أعلام على أطلال، تلوح على البعد كالجبال، ففسحت الخطى في السعيإليها، وَعَوَّلْت في المسير لديها، فإذا هي روضة قد زهت أوساق بواسقها، وأمرعتأفنان حدائقها، وذُلِّلَت قطوفها، وجلت عن الإحصاء صنوفها، وصَفَّقَتْ جداولها، وزَمْزَمَتْ على إيقاع الأوتار بلابلها، وأخذ بها الهزار في الهديل، وتغنت الشحاريرعلى حس النواعير.
قَدْ تَبَاهَى الْمَنْثُورُ فِيهَا عَلَى الْوَرْ
دِ وَنِسْرِينُهَا عَلَىالْجُلنارِ
ثم قال -في وصف أهلها-: كحورٍ متكئين، على سررٍ متقابلين - قد فضوا قمص الوقار، وتحلَّوا بحلي البهاروالنضار، يتناشدون الأشعار الأوسية، والملح الأدبية ويتواردون الأخبار النبوية، والخطب الوعظية، ويتناظرون في الآراء الطبية، والأحكام الفلكية.
"فبينما هم على تلك الحال، إذ ورد عليهم رجل من الرجال، -وراح يحكي ما دار بينهموبين هذا الرجل.
هذه المقامة تجري على هذا النسق لوحاتٍ متعاقبة يظهر فيها الكاتب مقدرته الفنية، فَيُمْتِعُ السامعين من أهل المجلس، وهي قريبة مما كان يرتجله بطل مقامات الهمذاني، وَيَلْجَأُ إليه من تمويه على السامعين ببراعته الأدبية؛ نظمًا ونثرًا.
جدير بالذكر أن نقول: إنَّ المقامة شاركت الرسالة، وإن المقامة قامت في عصرالمماليك بدور المقالة في العصر الحديث، هكذا رأيتَ أنَّ الكتابة بفنونها وأغراضهاقد تفاعلت مع الحياة، وتجاوبت مع ظواهرها المختلفة، فكانت المرآة المجلوَّة التيصَوَّرَتْ في دقةٍ وأمانةٍ أبعاد ومناحي الحيوات: السياسية والاجتماعية والدينيةوالثقافية، وما نبا شيءٌ ما من ظواهرها عن أَقْلَامِ الأدباء في عصر المماليك، وكانت الكتابة بشموليتها في هذا العصر أسعد حظًّا من الشعر، وعلى الرغم من ذلك فلمتصل الكتابة إلى ما كانت عليه في ظلال العباسيين.
لقد كانت الكتابة بكل فنونها وأغراضها أسعد حظًا من الشعر في عصر المماليك، لكنعلى الرغم من ذلك لم تصل الكتابة إلى ما كانت عليه في ظلال العباسيين من قوةٍونشاطٍ وازدهارٍ وروعةٍ ورقي.(/)
طريقة المساجلة في الفصيح
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 02:20 م]ـ
:::
هذا الموضوع كتب بواسطة الدكتور مروان في احدى صفحات المساجلة
ولكن لأهمية هذا الموضوع قمت بوضعه في موضوع خاص، لتعم الفائدة على الجميع، ولأنسى بالذكر أخي الكريم الدكتور مروان على جهده المتميز ودام تفوق اناملك الذهبية:)
واستأذنك في وضع هذا الموضوع يا أخي الكريم ( ops
حروف القافية:
تتكون القافية من حرف أساسي ترتكز عليه يعرف باسم " الروي ". والروي هو آخر حرف صحيح في البيت ترتكز عليه القصيدة. وهو عماد القافية ومركزها وما عداه من الوصل والردف والتأسيس والخروج يدور حوله.
والروي اقل شيئ تتألف منه القافية إن كان ساكنا فإذا زاد الشاعر شيئا آخر فلهذه الزيادة اصطلاحات.
أولا: الوصل: وهو حركة المد المتولد عن إشباع حركة الروي بحركة مد أو هاء ساكنة فيكون ألفا أو واوا أو هاء ساكنة أو محركة. مثال الهاء الساكنة وصلا: بيض الحمائم حسبهنهْ إني أردد سجعهنهْ
ثانيا: الخَروج: حركة هاء الوصل ـ إشباعها ـ مثل شبابهُ تلفظ (شبابهو) فالواو التي نتجت عن إشباع الهاء تسمى خَروجا. فالواو والياء والألف التي تنتج عن الإشباع تسمى خَروجا.
ثالثا: الرِدف: حرف مد أو لين قبل الروي مباشرة مثل، أوطان، هيمان، جوعان، تعبان سواء كان هذا الروي ساكنا أو متحركا.ويجب على الشاعر متى بدء قصيدته باستخدام الردف أن يلتزم به طوال القصيدة وإلا اعتبر ذلك عيبا من عيوب القافية يسمى "سناد الردف ".
مثال على قصيدة مشتملة على ردف وروي ووصل وخَروج:
نجا وتماثل ربانها = ودق البشائر ركبانها
تحول عنها الأذى وانثنى = عباب الخطوب وطوفانها
الألف قبل النون للتأسيس، والنون هي الروي والهاء هو الوصل والألف هي الخَروج.
رابعا: التأسيس: حرف مد بينه وبين حرف الروي حرف صحيح مثل، حاجب، صاحب، شبابه، عتابه .. الخ فالألف هنا تسمى التأسيس والروي هو الباء والحرف الواقع بين الروي وحرف التأسيس يسمى الدخيل.
الدخيل: هو الحرف الذي يفصل بين الروي وحرف الألف الذي يسبقه ولا يشترط في الدخيل اتحاد النوع.ولكن وجود التأسيس يستلزم وجود الدخيل،والعكس صحيح.
قد يجتمع التأسيس والدخيل والروي والوصل والخروج في قافية واحدة مثل قول بشارة الخوري:
قف في ربى الخلد واهتف باسم شاعره = فسدرة المنتهى أدني منابره
وإن كانت الألف من كلمة أخرى سابقة والكلمة التي فيها الروي منفصلة عنها بمعنى أنها ليست ضميرا فلا تسمى تأسيسا ولا تلزم. أما إذا كانت منفصلة والروي ضمير أو جزء من ضمير مثل حياتي، هما فيصح التأسيس.
الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا إلا بشروط:
الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا:
حروف المد الثلاثة والهاء، والتنوين " تنوين الترنم " كقول جرير:
أقلي اللوم عاذل والعتابن =وقولي إن أصبت لقد أصابن
- الأحرف التي تصلح رويا ووصلا بقيود هي:
الألف والواو والياء والهاء وتاء التأنيث وكاف الخطاب.
فإن التزم الشاعر ما قبلها كان ما قبلها رويا وإلا كانت هي الروي.
تصلح الألف للروي والوصل إن كانت أصلية وكان ما قبلها مفتوحا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها كروي. حينها تسمى قصيدة مقصورة، أما إذا التزم الشاعر ما قبلها كروي أصبحت الألف وصلا.
والألف غير الأصلية هي ألف التثنية وألف الإطلاق وهو الحرف المتولد عن إشباع الحرف مثل له ويلفظ لهو، والألف المنقلبة عن نون التوكيد الخفيفة وكذلك ألف أنا وألف ها الغائبة مثل لها.
وإليك مثال لقصيدة لخليل مطران المقصورة:
ولقد علوت سراة أدهم لو جرى =في شأوه برق تعثر أو كبا
يجري على عجل فلا يشكو الوجى =قدَّ النهار ولا يمَلُّ من السرى
وإليك مثال عن الروي الحرف الذي قبل الألف والألف وصل.
قال أبو العلاء المعري:
منك الصدود ومني بالصدود رضا = من ذا علي بهذا في هواك قضى
بي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت = من الكآبة أو بالبرق ما ومضا
إذا الفتى ذم عيشا في شبيبته = فما يقول إذا عصر الشباب مضى
وقد تعوضت عن كل بمشبهه = فما وجدت لأيام الصبا عوضا
جربت دهري فما تركت لِيَ = التجارب في ود امرئ غرضا
(يُتْبَعُ)
(/)
تصلح الياء كروي ووصل إن كانت أصلية وما قبلها مكسورا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها. والياء غير الأصلية هي ياء الإطلاق وياء المتكلم مثل ياء عني.
وإذا التزم الشاعر ما قبلها كان رويا وكانت الياء وصلا حتى لو كانت أصلية.
وإن كانت الياء أصلية متحركة ـمع تحرك قبلها أو سكونه ـ تعين أن تكون الياء رويا ومثال قول شوقي:
أولا: مثال الياء المتحركة مع تحرك ما قبلها:
وما العشق إلا لذة ثم شقوة = كما شقي المخمور بالسكر صاحِيا
ثانيا: مثال الياء المتحركة وما قبلها ساكنا:
جبريل أنت هدى السمـ = ـاء وأنت برهان العنايةْ
ابسط جناحيك اللذ= ين هما الطهارة والهدايةْ تصلح الواو للروي والوصل إن كانت ممدودة أصلية وكان الحرف الذي قبلها مضموما ولم يلتزم الشاعر ما قبلها.
والواو غير الأصلية هي واو الإطلاق وواو الجماعة والواو اللاحقة لضمير الجمع مثل شعارهمُ وتلفظ شعارهمو.
تصلح الهاء أن تكون رويا ووصلا إن كانت أصلية من بنية الكلمة وكان ما قبلها محركا، وما عدا ذلك تكون وصلا.
والهاء ثلاثة:
هاء السكت وهاء الضمير الساكنة، وهاء الضمير المتحركة.
والهاء بعد الردف تكون رويا مثل أتاها وبناها الخ، وإن كانت الهاء للسكت أو هاء الضمير أو تاء التأنيث الساكنة التي تنطق هاء فأنها في هذه الحالة تكون وصلا لا رويا.
وإن كان قبل الهاء حرف مد أو لين تكون الهاء هي الروي
وما قبلها ردفا مثل:
فلا كان بانيها ولا كان ركبها = ولا كان بحر ضمها وحواها
تاء التأنيث والمقصود تاء التأنيث المتحرك ما قبلها ـ أي التي ليس قبلها مدة مثل زلت، استحلت، تخلت ـ فإذا لم يلتزم الشاعر الذي قبلها اعتبرت رويا سواء كانت محركة بالكسر أو بياء المتكلم واعتبرت حركتها هي الوصل وإذا التزم الشاعر ماقبلها رويا كانت وصلا وحركتها خروجا.
كاف الخطاب التي لم يكن قبلها مد والتزم الشاعر ما قبلها رويا كانت وصلا وإلا أصبحت هي الروي.ويجوز اعتبارها في المثال الأول رويا كذلك.
أما إذا سبق الكاف حرف من أحرف المد الثلاثة فإنه يتعين أن تكون الكاف رويا ..
ويا أخي الكريم الدكتور مروان
وإليك مثال لقصيدة لخليل مطران المقصورة:
ولقد علوت سراة أدهم لو جرى = في شأوه برق تعثر أو كبا
يجري على عجل فلا يشكو الوجى= قدَّ النهار ولا يمَلُّ من السرى
وجدتها لمحمود البارودي وليست لخليل مطران
كقول جرير:
أقلي اللوم عاذل والعتابن = وقولي إن أصبت لقد أصابن
وجدته غير ما كتبته ( ops
أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا = وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا
بالفتحة
الموضوع منقول من الدكتور مروان
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 11:44 م]ـ
أحببت أن أعرض عليكم طريقة المساجلة الشعرية
وطريقة المساجلة الشعرية كالآتي:
وهي أن يأتي شخص ببيت شعر ويقوم الشخص الذي يليه بكتابة
بيت شعر جديد بنفس الحرف الذي انتهى به بيت شعر الشخص الأول ..
وذلك بأن أكتب بيت شعر، وينتهي مثلا بحرف (اللام)
ويبدأ الذي يأتي بعدي ببيت شعر بحرف (اللام)
ولو انتهي هذا بحرف النون مثلا
فمن يأتي بعده يبدأ بحرف النون
وهلمّ جرا
هذه هي الفكره باختصار،،،
أتمنى أنني قد وفقت في إيصال المعلومة اليكم .. !
تمنياتي للجميع بالتوفيق ..
ولاتحرمونا من مشاركتكم الطيبة ..(/)
استفسار
ـ[نوراء]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 07:45 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم أشهر شاعرات العصر الأموي؟
ـ[لخالد]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 07:57 م]ـ
ليلى الأخيلية
ـ[نوراء]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 08:03 م]ـ
ليلى الأخيلية
ليلى الاخيلية مشهورة كثير أريد غيرها
وانا ابحث لم ألقى سوا ليلى الأخيلية و سكينة بنت الحسين
هل كان العصر الأموي لا يوجد به شاعرات غير هاتين؟
ـ[لخالد]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 08:33 م]ـ
بعضهن هنا ( http://www.alhwadi.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lstsh&catid=21&start=0)
لا بد من الرجوع إلى مصادر موثوقة للتوثيق
ـ[نوراء]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 08:38 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريم ... هذا ما وجدته في الموسوعة الشعرية لدي عن الشاعرات في العصر الاموي، وهذا ما تمكنت من الحصول عليه
وأرجو أن لا أكون مقصراً معك
أروى بنت الحارث
? - 50 هـ / ? - 670 م
أروى بنت الحارث بن عبد المطلب القرشية.
صحابية اشتهرت بالفصاحة، عاشت إلى زمن معاوية بن أبي سفيان، وكان مقامها بالمدينة، فوفدت عليه إلى دمشق وهي عجوز، فعاتبته على خصومته لعلي بن ابي طالب (ابن عمها) وفاخرته ببني هاشم وفضلتهم على بني أمية، فاعترضها عمرو بن العاص فعيرته بنسبه، وتكلم مروان فأفحمته، فاعتذر لها معاوية عنهما وسألها عن حاجتها فقالت: ما لي إليك حاجة! وقامت فخرجت، فقال معاوية لأصحابه: والله لو كلمها من في مجلسي جميعاً لأجابت كل واحد بغير ما تجيب الآخر! وإن نساء بني هاشم لأفصح من رجال غيرهم! وبعث لها قبل رحيلها فأكرمها، وعادت إلى المدينة فتوفيت بها في أيامه.
أسماء بنت أبي بكر
? - 73 هـ / ? - 692 م
أسماء بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر، من قريش.
صحابية، من الفضليات، آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة، وهي أخت عائشة لأبيها، وأم عبد الله بن الزبير، تزوجها الزبير بن العوام فولدت له عدة أبناء بينهم عبد الله، ثم طلقها الزبير فعاشت بمكة مع ابنها عبد الله، إلى أن قتل، فعميت بعد مقتله وتوفيت بمكة، وهي وابنها وأبوها وجدها من الصحابة.
شهدت اليرموك مع ابنها عبد الله وزوجها، وكانت فصيحة حاضرة القلب واللب، تقول الشعر، وخبرها مع الحجاج بعد مقتل ابنها عبد الله مشهور.
عاشت مائة سنة وهي محتفظة بعقلها، وسميت (ذات النطاقين) لأنها صنعت للنبي (صلى الله عليه وسلم) طعاماً حين هاجر إلى المدينة، فلم تجد ما تشده به، فشقت نطاقها وشدت به الطعام.
لها 56 حديثاً.
ابنة أسلم بنت عبد البكري
? - ? هـ / ? - ? م
ابنة أسلم بنت عبد البكري.
شاعرة إسلامية.
قبض الحجاج على والدها وأراد قتله، فقال له: إني أعول أربعاً وعشرين امرأة، فأحضرهن وكانت بينهن جارية بلغت عشر سنين، فسألها الحجاج من أنت؟
قالت: ابنته وأنشأت شعراً رق له قلب الحجاج وبكى، فكتب إلى عبد الملك بن مروان يشرح له حالهم، فأمره بإكرامهم وعفا عن الرجل.
ابنة عقيل بن أبي طالب
? - ? هـ / ? - ? م
ابنة عقيل بن أبي طالب.
شاعرة إسلامية.
لها شعر في رثاء الحسين ومقتله في كربلاء.
أم حكيم الخارجية
? - ? هـ / ? - ? م
أم حكيم الخارجية.
شاعرة من الخوارج، وذهب أبو الفرج إلى أنها هي أم حكيم التي ذكرها قطري، وأنها كانت معه في معسكره.
وكانت من أجمل الناس وجهاً وأشجعهم وأحسنهم بدينها تمسكاً، وكان قطري يحبها ويجلها وقد أخبر من شاهدها في تلك الحروب تقول رجزاً.
والخوارج يفدونها بالآباء والأمهات، لها شعر في كتاب شعر الخوارج.
أم سنان بنت خيثمة
? - ? هـ / ? - ? م
أم سنان بنت جشمة.
شاعرة أموية.
كانت من نصيرات علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وفدت على معاوية تشكو إليه واليه على المدينة مروان بن الحكم، وقالت في ذلك شعراً.
حميدة بنت النعمان بن بشير
? - 85 هـ / ? - 704 م
حميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي.
شاعرة دمشقية، أصلها من المدينة.
كان أبوها والياً على حمص. تزوجت المهاجر بن عبد الله بن خالد -بدمشق- لما قدم على عبد الملك بن مروان، وطلقها، فهجته.
تزوجت الحارث بن خالد المخزومي ثم روح بن زنباع، ولها معهما مساجلات شعرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتزوجت بعدهما فيض بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، فأحبته، وولدت له ابنة تزوجها الحجاج بن يوسف.
وتوفيت حميدة بالشام في أواخر ولاية عبد الملك بن مروان.
شقراء بنت الحباب
? - ? هـ / ? - ? م
شقراء بنت الحباب.
شاعرة أموية.
أحبت شقراء بنت الحباب يحيى بن حمزة حباً أنساها زوجها، وجعلها متعلقة بيحيى أشد التعلق، فكان شعرها في الحنين والشوق إليه.
فاطمة بنت الحسين40 - 110 هـ / 660 - 728 م
فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب.
تابعية، من راويات الحديث، روت عن جدتها فاطمة مرسلاً، وعن أبيها وغيرهما، ولما قتل أبوها حملت إلى الشام مع أختها سكينة، وعمتها أم كلثوم بنت علي، وزينب العقيلية؛ فأدخلن على يزيد فقالت: يا يزيد أبنات رسول الله سبايا؟ قال: بل حرائر كرام، ادخلي على بنات عمك، فدخلت على أهل بيته، فما وجدت فيهن (سفيانية) إلا نادبة تبكي، وعادت إلى المدينة فتزوجها ابن عمها (الحسن بن الحسن بن علي) ومات عنها، فتزوجها عبد الله بن عمرو بن عثمان، ومات، فأبت الزواج من بعده إلى أن توفيت.
من كلامها: (ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئاً ولا أدركوا من لذاتهم شيئاً إلا وقد ناله أهل المروآت فاستتروا بجميل ستر الله).
كنزة أم شملة بن برد المنقري
? - 100 هـ / ? - 718 م
كنزة أم شملة بن برد المنقري التميمي.
شاعرة اختار لها أبو تمام قطعتين في (الحماسة) وقال: كانت أمة لبني منقر اشتراها برد (وهو ولد قيس بن عاصم المنقري) فولدت له ابنه شملة وكان صاحب ذي الرمة.
ليلى الأخيلية? - 80 هـ / ? - 700 م
ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عامر بن صعصعة.
شاعرة فصيحة ذكية جميلة. اشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير.
قال لها عبد الملك بن مروان: ما رأى منك توبة حتى عشقك؟ فقالت: ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة!
وفدت على الحجاج مرات فكان يكرمها ويقربها وطبقتها في الشعر تلي طبقة الخنساء. وكان بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة.
وسألت الحجاج وهو في الكوفة أن يكتب لها إلى عامله بالري، فكتب ورحلت فلما كانت في (ساوة) ماتت ودفنت هناك.
واسم جدها كعب بن حذيفة بن شداد، وسميت (الأخيلية) لقولها أو قول جدها، من أبيات:
نحن الأخايل ما يزال غلامنا حتى يدب على العصا مذكورا
وقال العيني: أبوها الأخيل بن ذي الرحالة بن شداد بن عبادة بن عقيل.
ليلى العامرية
هـ 68/ ? - 688 م
ليلى بنت مهدي بن سعد، أم مالك العامرية من بني كعب من ربيعة.
صاحبة (المجنون) قيس بن الملوح. وفي وجودهما شك كبير قيل في خبرها: مر بها قيس وهي مع بعض النسوة فتحابا وكانت مغرمة بأحاديث الناس والأشعار، وهو من الرواة الحفاظ للأخبار، وكثر تلاقيهما وهما من قبيلة واحدة، ثم حجبت عنه، وامتنع أبوها عن زواجها به، لاشتهار حبهما وأشعاره فيها، وأكرهت على الزواج بشخص آخر ويروى لها شعر منه:
كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين
وكيف يفوت هذا الناس شيء وما في القلب تظهره العيون
وقيل في ابتداء حبهما: أنهما نشئا صغيرين يرعيان الغنم، وحجبت عنه لما كبرت.
والقائلون بأن قصتهما غير مخترعة، يذكرون أن (المجنون) مات سنة 68ه ويقول بعضهم: توفيت ليلى قبله.
هند بنت يزيد الأنصارية
? - ? هـ / ? - ? م
هند بنت يزيد الأنصارية.
شاعرة إسلامية.
من أنصار علي كرم الله وجهه، وقد اشتهرت بحسن الرأي وجودة البيان، لها شعر في رثاء حجر بن عدي.
مريم زوجة المختار
? - ? هـ / ? - ? م
الجديعاء بنت الأعلم.
مريم زوجة المختار بن عوف بن حمزة،وكما في شرح النهج الجديعاء بنت الأعلم، إحدى شواعر الخوارج.
دمتم سالمين
ـ[نوراء]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 10:04 ص]ـ
اشكرك أخي رسالة الغفران على المجهود الذي بذلته
جزالك الله خيراً
تحياتي
نوراء(/)
حنين عنترة
ـ[عازف]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 01:26 ص]ـ
يا طائرَ البان قد هيّجتَ أشجاني =وزدتني طرباً يا طائر البانِ
إن كنتَ تندبُ إلفاً قد فُجِعتَ بهِ =فقد شجاك الذي بالبين أشجانِ
زدني من النوح واسعدني على حزني = حتى ترى عجباً من فيض أجفاني
وقفْ لتنظرَ ما بي لا تكن عجِلاً =واحذر لنفسكَ من أنفاس نيراني
وطرْ لعلكَ في أرض الحجاز ترى =رُكباً على "عالجٍ" أو دونَ "نعمانِ"
يسري بجاريةٍ تنهلّ أدمعها = شوقاً إلى وطنٍ ناءٍ وجيرانِ
ناشدتكَ الله يا طير الحمام إذا = رأيتَ يوماً حَمول القوم فانعاني
وقُلْ طريحاً تركناهُ وقد فُنيَتْ = دموعهُ وهوَ يبكي بالدمِ القاني(/)
ردود متعلقة بموضوع (مختارات من روائع الأدب)
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:19 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الجهود
والشكرالجزيل لصاحب الفكرة أستاذنا محمد سعد وللأستاذ رائد على بلورة هذه الفكرة وإخراجها للنور
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 09:43 م]ـ
أختي شذور الضاد، هل تحققت من صحة هذه القصة اعتقد لا بل أجزم أن هذه القصة مختلقة، ولا دخل للاصمعي فيها من قريب ولا من بعيد، اين ذكرت هذه القصة؟
مع الشكر الجزيل لك.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 11:04 م]ـ
انا معك يا محمد
القصيدة خالية من الصواب
دمتم موفقين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 02:34 ص]ـ
قال بعض الشعراء المتقدمين في كرم الضيافة
أُضاحك ضيفي قبل إنزال رحله= ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر = القرى ولكنما وجه الكريم خصيب
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 10:36 ص]ـ
اين ذكرت هذه القصة؟
مع الشكر الجزيل لك.
جاءت في كتاب (إعلام الناس بما وقع للبرامكة) للإتليدي/ ص 210
تحت عنوان:
"خلافة أبي جعفر المنصور"
* محمد بن دياب الإتليدي (مؤرخ وقاص من إقليم منية الخصيب بمصر).
هذا ما عثرت عليه .. والله وحده أعلم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 04 - 2008, 04:52 م]ـ
جاءت في كتاب (إعلام الناس بما وقع للبرامكة) للإتليدي/ ص 210
تحت عنوان:
"خلافة أبي جعفر المنصور"
* محمد بن دياب الإتليدي (مؤرخ وقاص من إقليم منية الخصيب بمصر).
هذا ما عثرت عليه .. والله وحده أعلم.
هذان البيتان وجدتهما في كتاب (جواهر الأدب في أدبيات وانشاء لغة العرب- السيد أحمد الهاشمي ص468)
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 02:59 ص]ـ
لأخوي محمد ورائد
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11078&highlight=%D5%E6%CA+%D5%DD%ED%D1+%C7%E1%C8%E1%C8%E1
ـ[الأخفش]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 05:08 م]ـ
روائع رائعة جداً .. اسمتعت في قراءتها كثيرا ... فمنذ يومين وانا ادخل لهذه الصفحة وأقرأ ما خطته أناملكم .. من روائع أدبية .. فكم هو رائع .. أن يتبادل الأدباء مثل هذه المختارات .. !
بارك الله فيكم.
من نوادر الطفيليين
- مرَّ طُفَيْليّ بقوم يأكلون فقال لهم: ما تأكلون؟؟ فقالوا: نأكل سمًّا! فأجاب الطفيليّ: لا خير في الحياة بعدكم!! وقام يأكل معهم.
- وحضر طفيلي مجلس قوم يأكلون، فجلس يأكل معهم بغير استئذان، فقالوا له: هل تعرف منا أحدًا!!
قال: نعم.
قالوا: من هو؟ قال: هذا!! وأشار إلى الخبز.
- قيل لطفيلي: إشترِ لنا لحما , فقال: لا أحسن الشراء
فقيل له: أوقد النار , فقال: أنا أخاف النار.
فقيل له: اطبخ , فقال: لا أحسن الطبخ
فلما جهز الطعام , قيل له: تقدم فكُل , فقال: أكره أن أكثر مخالفتكم
حسناء .... ولكن!!!
سَمِيَّةُ بَدْرٍ لَوْ بَدَتْ لَتَلَفَّعَا بِكُلِّ غَمَامٍ أَوْ لَغَارَ فَوَدَّعَا
رَبِيبَةُ عَيْشٍ رَاغِدٍ وَ مُنَعَّمٍ وَتَحْسَبُ عَيْشَ النَّاسِ عَيْشَا مُمَتَّعَا
وَتُبْصِرُ أَجْفَانَ الخَلَائِقِ أَدْمُعَا = وَتَسْأَلُ حَيْرَى ما لِدَمْعِكُمُ سَعَى
وَتُصْبِيكَ حَتَّى تَسْتَبيكَ و تَغْتَدِي = بِكُلِّ فُؤَادٍ رَاءَهَا فَتَوَجَّعَا
فَإِنْ هِيَ أَبْدَتْ لِلْحِكَايَةِ رَغْبَةً = يُدَاعِبُ شَمَّ النَّاسِ مِسْكٌ تَضَوَّعَا
وَإِنْ هِيَ قَامَتْ أَوْ تَهَيَّأ بَعْضُهَا = تَأوَّهَ قَلْبٌ وَ انْثَنَتْ فَتَلَوَّعَا
فَمَنْ رَامَ وَصْلَاً أَتْلَفَ القَلْبَ هَمُّهُ = فَإِنَّ وَرَاءَ الوَصْلِ حِصْنَاً مُمَنَّعَا
كَذَاك هِيَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ = بِكُلِّ جَمَالٍ كَيْ تَغُرَّ لِتَمْنَعَا
قَليلُ انْتِفَاعِ المَرْءِ مِنْها سَلَامَةٌ = وَمَنْ بِقَليلِ العَيْشِ يَرْضَى لِيَقْنَعَا
وَحَسْبُ ذَوِي الدُّنْيَا مَضَاضَةُ عَيْشِهِمْ = وَإِنْ أَظْهَرُوا السُّكْنَى وَأَخْفَوْكَ مَجْزَعَا
فَلَا تَأْسِرِ الدُّنْيا فُؤَادَكَ خُدْعَةً = ولا تَحْسَبِ العَيْشَ الرَّغِيدَ تَمَتُّعَا
فَمَا غَضَّتِ الدُّنيا الكَحِيلَ جَهَالَةً = وَمَا أَبْدَتِ الوَجْهَ الجَميلَ لِتَنْفَعَا
وَمَا أَضْحَكَتْ سِنَّاً لِتَلْقَاكَ بَاسِماً = فَمَنْ أَضْحَكَتْ أَجْرَتْ عُيُونَهُ أَدْمُعَا
أَرَى المرْءَ دَهْري دُونَ وَجْهِهِ بُرْقُعَا = وَكُلَّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ مُرَقَّعَا
أَرَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ التَّوَدُّدَ لِلْوَرَى = وفي جَنَبَاتِ الصَّدْرِ قَلْبَاً مُصَدَّعَا
وَفي كُلِّ صِدْعٍ مِلْءُ أَرْضٍ ضَغِينَة =تُفَرِّقُ بَيْنَ القَلْبِ أَنْ يَتَجَمَّعَا
سَقَى اللهُ في الأَ بْدَانِ مِنَّا نُفُوسَنَا =تُذَلُّ فَتَأْبَى أَوْ تُعَزُّ فَتُرْفَعَا
تَجُوزُ إلى العَلْيَاءِ تَسْمُو و تَرْتَقِي = وَعَادَ عِدَاهَا بِالمَذَلَّةِ خُضَّعَا ..
منقووووول
ـ[الشيزاوي]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 06:54 م]ـ
مجهود يذكر فـ يشكر ..
دمتم مبدعين أخوتي الكرام ..
فاروق(/)
شرح أبيات
ـ[مذوبه البنات]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 04:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب شرح لهذه الابيات
لم يلد على الحاني السمر وانت لي في نشيد حالم وتر
غنيت باسمك فاهتر الوجود الى دنيا المتع فيها السمع والبصر
الى فتى ليس مجد الواهبين سوى قدر ضئيل جدواه يفتقر
الى الصلابة من أجل الحياة ترى حرب المقاديرأو يستلم القدر
لى الحسين وهل غير الحسين اذا ما التاث فكر ومناع الورد والصدر
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ... (الدين النصيحة) لله وللرسول وعامة المسلمين.
أختي المسلمة، كان أجدر بك أن تضعي لقبًا أرقى من هذا؛ ففي لقبك هذا صارف عن إجابة تساؤلاتك.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 10:51 م]ـ
أضم صوتي لصوتك استاذي صريخ الحيارى ,,, كا أن هذا اللفظ عامي و المنتدى خاص للفصيح من القول.(/)
أينكم يا أهل الفصيح!
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 10:11 م]ـ
:::
نَرى عِظَماً بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعظَمُ = وَنَتَّهِمُ الواشينَ وَالدَمعُ مِنهُمُ
اعذورني على هذا الخطاب الجلد
فقد
وانطوى في القلب منها حرقةٌ = ذابت الأحشاءُ من وقدانها
ففي الآونة الأخيرة نرى بأن هذا المنتدى وهو منتدى الادب العربي يعيش حالة من الخمول والكسل كمن يحت الحصا عن جنبه من كثرة رقاده
أين أنتم يا أهل الفصيح، كنتم أعلاما لهذا المنتدى تثقفونه وتوصلونه إلى الأوج، فمالكم الآن والنوم! فها أنا منذ الأمس وأنا أقوم بمشاهدة هذا المنتدى وهو على حاله لم يتسنه! إلا موضوع المساجلة الشعرية وأكمل هذا البيت!!
أخواني الكرام تعالوا وشدّوا حيازيمكم ليستتنشط ونراه كما كان، والله لا أقول هذا القول إلا لتأسفي على ما رأيته في المنتدى.
أينك يا .....
- الليث بن الضرغام
- رؤبة بن العجاج
- أحمد الغنام
- الأحيمر السعدي
- رعد الأزرق
- أحمد بن يحيى
- تأبط شراً
- الدكتور مروان
- قطر الندى
- احاول أن
- محمد سعد
- صاحبة القلم
- أبا سهيل
- عصام الظفاري
- نزار جابر
- صريخ الحيارى
- متعصب للمتنبي
- ام هشام
أين الذين عهدتهم ولعزهم = ذلا تخر معاقد التيجان
كالوا نجوم من اقتدى فعليهم = يبكي الهدى وشعائر الإيمان
والكثير الكثير ولكن هذا ما جادت به الذاكرة
واعتذر من الجميع على هذا الأسلوب، ولكن ...
أرجوكم أفيقوا
أفيقوا يا بني أمي أفيقوا = أفيقوا ويحكم طال المنام
دمتم موفقين
والسلام عليكم
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لعمري لقد أحسنت إذ عتبت، ولك العُتبى حتى ترضى.
وأبشر بما يسرك.
ولك - أيدك الله - أن تعذر إخوانك فمن مشغول في أهل بيته، ومن قائم بعمل لما ينته.
(والتمس لأخيك المسلم عذرًا) وبلهجة أدبية: (لعل له عذرًا وأنت تلوم).
متواصلون يا رسالة الغفران ولكن خفض عليك أيدك الله.
(ويعجبني من يتفقد إخوانه مثلك - وهو خلق نبوي - فلاحرمنا الله صحبة أمثالك).
دمت نافعًا منتفعًا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 11:57 م]ـ
أخي الكريم رسالة الغفران، مشكور على هذه الغيرة على منتدانا العزيز على قلوبنا جميعاً
ولكن هذه الأيام هناك من هو منشغل بإعراب أجزاء من القرآن الكريم، ومثلي أيضاً من هو مشغول في وضع اشئلة الاختبارات الشهرية والتصحيح
لكن أبشرك في جعبتنا الكثير ونحن قادمون
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز .. (رسالة الغفران) ...
وشكرا على السؤال الذي ينم عن خلق عظيم ...
بالنيابة عن إخوتي الفصحاء الذين ذكرتهم وبالأصالة عن نفسي .. أقول ..
لقد شغلنا في أسمى عمل ألا وهو (إعراب القرآن الكريم) ....
وعن نفسي .. أعدك بالعودة القريبة لمقارعتك في أقرب فرصة.
ـ[معالي]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 01:42 ص]ـ
أشهد أنك صادق!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 04:34 ص]ـ
يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم ... بالعذر منى فيه لم يلوموني
لك الشكر تترا أيها الخل الوفي
وأعدك أن أعود قريبا ومعي الكثير الكثير
وحينها إياك أن تكتب (ارحمنا يا أبا سهيل): D
دمت سالما يا ابن أخي:)
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً,,
إنّ القصور لواردٌ ..
ولرب فترة تفضي إلى شرة ..
وأبشر بما تقر به الأعين ..
دام الفصيح بك عامراً ..
والسلام,,
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 08:37 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على غيرتك على هذا المنتدى من جهة وعلى تذكرك إخوانك من جهة أخرى.
بالنسبة لي لم أغب عن المنتدى، فأنا من المتابعين لما تجود به أقلام العارفين من أصحاب العلم والاختصاص، ففي كل يوم لي فيه رحلة أشم فيه عبير أقلامهم.
عزيزي رسالة الغفران الغياب صعب، والبعد مر، وأنا شخصيا لا أقوى عليه، وأكثر ما كان يؤلمني عندما وجهت وجهي صوب مكان تهوي إليه أفئدة الناس وقلوبهم، هو الغياب عن هذا المنتدى الذي عشقته وسرى هواه في عروقي.
لكن لا أخفي عليك أن في النفس شيء، وفي الحلق غصة، وفي القلب ألم وعذاب ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما يطول الغياب لكنني سأعود إن شاء الله، فما زال بعض المواضيع والاختيارات تنتظرني، وما زالت بعض الاختيارات تتمنى أن تشرق عليها شمس منتدانا.
وأخيرا أشكرك أخي على إحساسك الصادق ومشاعرك النبيلة والتي لا تقل عن حبي لمن يعرفون أنني أحبهم وأصدقك القول فأنت واحد منهم.
أتذكركم دائما يا أعزائي، فحبكم يحتم علي ألّا أفارقكم.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لعمري لقد أحسنت إذ عتبت، ولك العُتبى حتى ترضى.
وأبشر بما يسرك.
ولك - أيدك الله - أن تعذر إخوانك فمن مشغول في أهل بيته، ومن قائم بعمل لما ينته.
(والتمس لأخيك المسلم عذرًا) وبلهجة أدبية: (لعل له عذرًا وأنت تلوم).
متواصلون يا رسالة الغفران ولكن خفض عليك أيدك الله.
(ويعجبني من يتفقد إخوانه مثلك - وهو خلق نبوي - فلاحرمنا الله صحبة أمثالك).
دمت نافعًا منتفعًا.
وعليكم السلام أخي الكريم صريخ الحيارى، دمت مشكورا ووفقك الله لما تحب ويرضاه، ويشهد الله عليّ أني لم أذكرت ما ذكرت الا لمحبتي لكم وحرقة قلبي عليك، عذرت ومن ثم عذرت حتى كلّت الأذهان وأزف الصبر، ولكن لا عليك سأعذر من أجل رسولنا الكريم وكتاب الله الحكيم.
أخي الكريم رسالة الغفران، مشكور على هذه الغيرة على منتدانا العزيز على قلوبنا جميعاً
ولكن هذه الأيام هناك من هو منشغل بإعراب أجزاء من القرآن الكريم، ومثلي أيضاً من هو مشغول في وضع اشئلة الاختبارات الشهرية والتصحيح
لكن أبشرك في جعبتنا الكثير ونحن قادمون
أخي محمد، أولا ما أجمل اسمك، سيكون اسم المولود إن شاء الله (إلى الآن لم أتزوج، أفكر بإسم الولد: D ) أعلم يا أخي بانكم منشغلون في ما هو أعظم من هذا المنتدى ولكم الحق في أن تغيبوا ولكن ليس طول الأمد!!
ووفقك الله في وضع اشئلة: p الأختبارات الشهرية والتصحيح
وبانتظار ما بجعبتكم بصبابة:)
دمت موفقا ...
بارك الله فيك أخي العزيز .. (رسالة الغفران) ...
وشكرا على السؤال الذي ينم عن خلق عظيم ...
بالنيابة عن إخوتي الفصحاء الذين ذكرتهم وبالأصالة عن نفسي .. أقول ..
لقد شغلنا في أسمى عمل ألا وهو (إعراب القرآن الكريم) ....
وعن نفسي .. أعدك بالعودة القريبة لمقارعتك في أقرب فرصة.
أهلا أهلا
أهلا برعد - معلل الأعضاء في المساجلة - ( ops
عفواً لم نقم إلا بالواجب.
وبالنسبة عن قولك بانه قد شغلك ما هو أسمى عملا الا وهو اعراب القرآن
نعم هو أسمى وأرقى وأجزل فضلا، ولكن لا تبخلوا علينا ها هنا، فإذا ذهب جميع الأعضاء إلى اعراب القرآن، وتركتم المنتديات الأخرى فارغة ستصبح المنتديات رسما من رسوم الجاهلية، تخلوا من أهلها، وتبعد زائرها أيضاً، فلذلك شارك باعراب كتاب الله الحكيم، وشارك في إثراء منتداك اللطيف:)
وبانتظار عودتك الحميدة بلهفة
دمت سالما معافى
أشهد أنك صادق!
أهلا بمعالينا الكريمة
شكرا جزيلا على المشاركة الموجزة، والصادقة حقا، دمتي موفقةً يا بنة الرياض:)
يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم ... بالعذر منى فيه لم يلوموني
لك الشكر تترا أيها الخل الوفي
وأعدك أن أعود قريبا ومعي الكثير الكثير
وحينها إياك أن تكتب (ارحمنا يا أبا سهيل): D
دمت سالما يا ابن أخي:)
أهلا بالعم الكريم
ما اشتَمَلت عَيِني عَلى رَقدَةٍ = مُذ غِبت عن عَيني الى النَومِ
فَبِتُ مَفتوقَ مَجاري البُكا = مُعَطَّلَ العَينِ عَنِ النَومِ
عفوا يا عم
اشتقت لمجادلتك المثمرة!
وبانتظار عودة غرتك البهية يا عم
ولا تخف ... لا أقول ارحمنا يا عم: D
جزاك الله خيراً,,
إنّ القصور لواردٌ ..
ولرب فترة تفضي إلى شرة ..
وأبشر بما تقر به الأعين ..
دام الفصيح بك عامراً ..
والسلام,,
رؤبة ... غريد الفصيح، ومحامي الأخطل أهلا بك ...
دمت موفقا، وحزيت خيرا على هذا المرور المتميز
وبانتظار انقرار الأعين:)
بارك الله فيك أخي الكريم على غيرتك على هذا المنتدى من جهة وعلى تذكرك إخوانك من جهة أخرى.
بالنسبة لي لم أغب عن المنتدى، فأنا من المتابعين لما تجود به أقلام العارفين من أصحاب العلم والاختصاص، ففي كل يوم لي فيه رحلة أشم فيه عبير أقلامهم.
عزيزي رسالة الغفران الغياب صعب، والبعد مر، وأنا شخصيا لا أقوى عليه، وأكثر ما كان يؤلمني عندما وجهت وجهي صوب مكان تهوي إليه أفئدة الناس وقلوبهم، هو الغياب عن هذا المنتدى الذي عشقته وسرى هواه في عروقي.
لكن لا أخفي عليك أن في النفس شيء، وفي الحلق غصة، وفي القلب ألم وعذاب ....
ربما يطول الغياب لكنني سأعود إن شاء الله، فما زال بعض المواضيع والاختيارات تنتظرني، وما زالت بعض الاختيارات تتمنى أن تشرق عليها شمس منتدانا.
وأخيرا أشكرك أخي على إحساسك الصادق ومشاعرك النبيلة والتي لا تقل عن حبي لمن يعرفون أنني أحبهم وأصدقك القول فأنت واحد منهم.
أتذكركم دائما يا أعزائي، فحبكم يحتم علي ألّا أفارقكم.
أهلا بالأخ العزيز ... الليث
بالنسبة لقولك أنك موجود وتشم عبير الأقلام، هذا كلام لا يروق لي، فمثل ما أنت تريد أن تشم، أنا أيضا أريد أن اشم عبير قلمك وخصوصا في موضوع " من الحب ما قتل ".
أخي الكريم ...
دعك من الغصص الآلم
وقرأ قصيدة ايليا ابوماضي " ابتسم ":)
ما أضيق العيش لولا فسحة الامل
لماذا يطول الغياب: mad: ؟ أسرع جزيت خيرا
ولا تطل الغياب، واسعفنا بحضورك:)
___________________________________
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول شكرا لكل من شارك في هذا الموضوع، فقد ارجعتم روح التفاؤل إلى صدري، وقرة عيني بكم.
قال ابن الفارض:
وحياتِكُمْ وحياتِكُمْ قَسَماً وفي = عُمري بغيرِ حياتِكُمْ لم أحْلِف
لو أَنّ رُوحي في يدي وَوَهَبْتُها = لمُبَشّري بِقُدُومكمْ لم أُنْصِف
ابا سهيل لا تعلق على ابيات ابن الفارض:)
دمتم سالمين
و مع السلامة
(يُتْبَعُ)
(/)