ـ[مسك]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 01:25 ص]ـ
اي وطواط:)
نعم كملف مرفق ..(/)
من القائل؟
ـ[الباحث عن الحقيقة]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم
الاخوة الكرام
من القائل:
ومن طلب العلى بغير كد اضاع العمر في طلب المحال
وشكرا لكم
ـ[حازم]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 12:11 م]ـ
الأخ الفاضل / " الباحث عن الحقيقة "
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حسب ما أعلمه أنَّ البيت للإمام الشافعي
وهو من (الوافر)
ومنه:
بقدرِ الكَدِّ تكتسبُ المعالي & ومن طلبَ العُلا سَهر الليالي
ومنْ رام العُلا من غَير كَدٍّ & أضاعَ العُمرَ في طلب المحالِ
تَرومُ العِزَّ ثمَّ تَنامُ ليلاً & يَغوصُ البَحرَ مَن طَلبَ اللآلي
مع عاطر التحايا
ـ[الباحث عن الحقيقة]ــــــــ[30 - 10 - 2004, 12:37 م]ـ
سلام الله عليكم
شكرا لك اخي الفاضل(/)
أبيات .. من أصحابها .. ؟
ـ[السراج]ــــــــ[31 - 10 - 2004, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل عن أصحاب هذه الأبيات ..
البيت الأول
انظر إلى ورق الغصون فإنها ** مشحونة بأدلة التوحيد
البيت الثاني
ترفق أيها المولى عليهم ** فإن الرفق بالجاني عتاب
البيت الثالث
بنفسي تلك الرض ما أطيب الرُبا ** وما أحسن المصطاف والمتربعا
السراج
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 12:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بالأستاذ السراج، وهذا ما وقفت عليه:
الأول للحريري، والرواية فيه:
ورق الغصون إذا نظرت دفاتر
الثاني للمتنبي.
الثالث لشاعر الغزل البدوي الصمة بن عبد الله القشيري، وفاته في آخر القرن الآول.
لك تحياتي.
ـ[السراج]ــــــــ[01 - 11 - 2004, 10:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لك - يا أستاذي - عاطر التحايا ..
ونسمات الشكر ..(/)
اليد الشلاء ... قصة مبكية!
ـ[ألف بيت]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 03:07 ص]ـ
اليد الشلاء
حسين بن رشود العفنان
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ
استفتحَ أبو عبد اللهِ اللغويّ (*) مجلسهُ بعدَ أنْ حمدَ اللهَ وأثنى على ورسولهِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ قائلا:
سأروي لكمْ قصةً تُزلُ عصيّ الدمعِ وتبكي من قلبهُ كالحجارةِ قسوةً كما تبكي من قلبهُ كالماءِ ليناً ويجني منها من كان له قلبٌ العظةَ والعبرةَ.
فاشتاقَ من حضرَ للقصةِ، ونبهَ الشيخُ بفرشهِ حواسَ طلابهِ كلِّها فشخصتْ أبصارهم فما تطرف وخرسوا فما تسمعُ لهم ركزا.
فقالَ الشيخُ: علمتْ (أم محمدٍ) أن زوجها قد بنى بزوجته هذه الليلة فانكبتْ تبكي على حصيرٍ في دارها فاختلطتْ دموعها بظلامِ ليلها وظلامِ دارها ... ظلماتٌ بعضها فوقَ بعضٍ على نفسها!
ولا أنيسَ لها يخففُ وجدها إلا وصيفةٌ مثقلةٌ تحملُ بعضَ حملها وتذهبُ إلى أبنائها تبيتُ عندهم.
هذا وإذ (بأي محمدٍ) يدخلُ والسراج في يدهِ يهتزُ وما ذاكَ لكبرٍ في سنةِ أو لضعفٍ في بدنهِ فهو لا يزالُ في العقدِ الرابعِ من عمرهِ ولكنَّ أرضَ الدارِ غير سجسجٍ ولا مستويةٍ.
فلما أحستْ بضوئهِ الضعيفِ يختلطُ بدمعها السخينِ كفكفتهُ إجلالا له فقدْ كان أبو محمدٍ رجلا صالحاً حسنَ الخلطةِ طيبَ العشرةِ فلم ترَ منه امرأتهُ سوءاً قط! فاعتدلتْ في جلستها وأرسلتْ بصرها إلى الأرضِ. فقعدَ بين يديها ووضعَ السراجَ عن يمينهِ فرأى دمعها يُضيءُ على خدها فرفعتْ بصرها إليه فكأنما أرادتْ أن تقول شيئاً فارتجَ عليها وشرقتْ بالدمعِ!
فقالَ (أبو محمدٍ): أعرفُ ما تريدينَ قولهُ فأنا واللهِ لم أقدمْ على الزواجِ رغبةً فيهِ وإن الحياةَ معكِ لا عِدل لها، ولا يوجدُ في الدنيا من يرغب عن زوجته التي تحفظهُ في غيبتهِ وشهادتهِ.
ولكنه! ... حبُ الولدِ ... ! حبُ الولدِ ... !
فأنا صائرٌ إلى ضعفٍ ومتحولٌ إلى وهنٍ وزائلٌُ لا محالةَ فأريدُ الولدَ الصالحَ شباباً ألبسهُ في هرمي وعملا صالحاً يصيبني برهُ في قبري وأنتِ ستكونين ملكةً في بيتكِ تتقلبينَ آمرةً ناهيةً لا يشارككِ في ملكهِ أحدٌ.
ثم اعلمي أنك ِبفعلكِ تعترضينَ على حكمِ اللهِ سبحانهُ وتعالى وعدلهِ، فالرجلُ لا يحبسُ نفسهُ على امرأةٍ واحدةٍ ولهُ الزواجُ بأكثرَ من ذلكَ ولا ملامَ عليهِ وإن كانتْ امرأتهُ ولوداً ودوداً ...
فاستغفري لذنبك ِوأنيبي إلى ربكِ!
فرفعتْ رأسها بعدَ نكستهِ ثم أجالتْ بصرها على وجههِ لترَ صدقَ كلامهِ لتستوثقَ وتأخذَ الأمانَ! فرأتْ ما أراحَ بالها وخففَ عنها وجدها!
مضى حينٌ من الدهرِ رُزِقَ فيهِ (أبو محمدٍ) وليداً من زوجتهِ الثانيةِ فطارَ بهِ فرحاً وأولمَ ودعا من استطاعَ إليهِ سبيلا من أصحابهِ ولداتهِ وجيرانهِ.
وكان بهِ كلفاً لا يدخلُ الدارَ إلا قبلهُ أو حملهُ ولا يخرجُ إلا شمهُ أو ضمهُ.!
ولم يعلمْ (أبو محمدٍ) أن الحزنَ والهمَ سيشوبانِ فرحهُ وينغصانِ عليه سعادته وكذا الدنيا طبعتْ على كدرٍ فمن تصفو له من الأكدارِ والأقذارِ؟!
فسكتَ الشيخُ ـ راوي القصةِ ـ وتناولَ قدحاً أمامهُ ومذقَ منه مِذقةً!
فاشرأبتْ أعناقُ من حولهُ وكأنَّ أرواحهم ردتْ إليهم وكأنهم كانوا في حلمٍ قطعتهُ عليهم هذه المذقة!
فقالَ أحدُ طلابهِ في شوقٍ: يا شيخُ و ما الذي سيصيبُ الطفلَ فينال أبويهِ مصابهُ!
فحمدَ الشيخُ اللهَ على نعمتهِ وأنزلَ القدحَ على الأرضِ ثم قالَ: في يومٍ قد قربَ غروبهُ كانتْ (أم محمدٍ) في الدارِ ترعى شؤونها والأخرى تحلبُ ضرعَ البقرةِ وقدْ تركتْ ابنها في صُفةٍ قريبةٍ منها. وبينا هي تحلبُ إذ تقهقرتِ البقرةُ فرمحتِ الإناءَ فانسكبَ الحليبُ وانساحَ على الأرضِ والتاثَ بطنُ الإناءِ بالروثِ والبعرِ فهرعتْ متضجرةً إلى ركيٍّ قريبةٍ من مكانها وامتاحتْ ما غسلتْ به الإناءَ وهي كذلكَ إذ خرجتِ البقرةُ من مكانها ترتعُ فدخلتِ الصفةَ ـ فاسترابتْ (أم محمدٍ) من دخولها وعلمتْ أنها ستصيبُ الطفلَ بسوءٍ فحبستها غيرتها في مكانها ورانتْ على عقلها فخلتْ بين الدابةِ و الطفلِ!
(يُتْبَعُ)
(/)
دخلتِ البقرةُ فوجدتِ الطفلَ قد لفَ بخرقةٍ وكان من عادتِ نساءِ تلكَ الديارِ أنهنَّ يُضمخنَ الوليدَ بسائلٍ حفاظاً على إهابهِ الرقيقِ من الذرِ وخشاشِ الأرضِ وكان هذا السائلُ يجذبُ الدوابَ فأمتهُ فشمتهُ فلاكتهُ فصرخَ الطفلُ صرخةً كانتْ بمسمعٍ من أمهِ!
فانتبهتْ ورمتْ ما في يدها وكادَ لبُّها أن يطيرَ وقلبها أن يذوبَ وركضتْ كالمجنونةِ لا تلوي على شيءٍ فإذا طفلها تكادُ كبدهُ تنصدعُ من شدةِ البكاءِ والألمِ.
فانكبتْ أمهُ تبكي وتقبلهُ وتضمهُ إلى صدرها وشقتْ نطاقاً كان على رأسها وعصبتْ به يدَ الطفلِ .. ! فأشفقتْ (أم محمدٍ) عليها وكأنَّ الندمَ قد خالطَ فؤادها.
ثم علمَ (أبو محمدٍ) بما جرى حينَ عادَ إلى الدارِ مع سوادِ الليلِ فما بضتْ عينهُ ولا جزعَ بل صبرَ واحتسبَ.
فهبطَ. الليلُ والحزنُ والهمُ على قلبِ أبويهِ فلم يستطيعا عملَ شيءٍ سوى الصبرِ والسهرِ بجانبهِ والنظرِ إلى يدهِ التي قد شلتْ وربطتْ بخرقةٍ خلقةٍ…!
و تجافتْ (أم محمدٍ) عن مضجعها فما زالَ فكرها في سماءِ ذلكَ الموقفِ تلومُ نفسها وتتجرعُ حسرتها أن خلتْ بين البقرةِ والوليدِ المسكينِ الذي أصبحَ مشلولَ اليدِ.
فكثرتِ الوساوسُ في صدرها حتى كادتْ تجنُ فطفقتْ تبكي لأمِ الذنبِ بعدَ أن عادَ إليها عقلُّها!
فلم يبتْ هذا البيتُ إلا على النشيجِ والبكاءِ!
مشى الطفلُ ويفعَ وترعرعَ وجريمتها في يدهِ تلاحقها فكلما كبرُ كبرُ حزنها وكلما نما نما حسرها حتى أهزلها وأضعف بدنها فضاقتْ بهذا فاحتجبتْ عنهُ مدعيةً أنهُ أزعجها وهي قدْ كبرتْ وضعفتْ عن الاحتمالِ والصبرِ.
ومما زادَ ألمها ألماً وحسرتها حسرةً برهُ بها فقدْ تعدى برهُ بأبويهِ حتى وصلها فكانَ يقضي حاجاتِ البيتِ كلِّه ويقومُ على شؤونهِ كلِّه!!!
ماتتْ أمهُ حينَ بلغَ سنَ الرشدِ وأوغلَ في العشرينِ وتبعها أبوهُ وهو واقفٌ على سنِ الثلاثينِ!! فلم يبقَ في البيتِ سواهما!!
فدخلَ عليها مرةً وقالَ يا أماهُ مازلتُ أرى فيكِ بقيةً من أبويَّ فقدْ كنتِ معهم خليطةً كريمةً طيبةَ العشرةِ حسنةَ الجوارِ.
وإني ما زلتُ في الإحسانِ إليك ِ مقصراً وفي البر بك مذنبا وأريدُ التكفير عن ذلك بأن أبلغك بيت الله الحرام لتؤدين منسكِ الحجِ فكادَ قلبها أن يطيرَ من الفرحِ فقالتْ: يا بني ... فحصرَ الدمعُ صوتها فلم تستطعِ الإعراب عما تكنهُ من محبةٍ ورضا وشكرٍ فكانت الدموعُ أبلغَ ما جادتْ به نفسها وكذا الإنسانُ إذا أعجزته نعمةٌ أو نقمةٌ بكى!
فرحلا إلى الحرمِ في أولِ قافلةٍ سارتْ فأما بيتَ اللهِ الحرام فكان معها في السفرِ كما كان في الحضرِ كان حسنُ خلقهِ وبرهِ يخففُ وغثاء وعناء الطريق ويزيدُ من صبرها وتجلدها.
ثم دخلا الحرمَ بعد سيرِ شهورٍ فطافا طوافَ القدومِ والشمسُ في قنةِ (1) السماءِ وفراشُ الجمرِ قدْ فرشَ وحواشي الكعبةِ كأنها تنورٌ قد سُجر منذُ سنين والطوافُ مزدحمٌ فالكتفُ بجانب الكتفِ والقدمُ على القدمِ ولو رميتَ بإبرةٍ لما وقعتْ إلا على رأسِ حاجٍ أو حاجةٍ!. فزلتْ قدمُ (أم محمدٍ) في هذا الموقفِ فسقطتْ!
فحجبَ الناسُ الهواءُ الباردُ فحمي جسمها وكادتْ أن تختنقَ فقاربتْ الموتَ وجاورتِ الهلاكَ فلم يجدِ الابنُ إلا يدهُ (الشلاءَ) .. !! يستعينُ بها بعد اللهِ في هذا اللحظةِ الحرجةِ فدسها بين الناسِ فرأتها (أم محمدٍ) ... !
فاستعبرَ الشيخُ ثم بكى فارتفعَ نشيجُ الحضورِ ونكسوا رؤوسهم فأتمَّ الشيخُ حديثهَُ:
فرأتها (أم محمدٍ) وتذكرتْ جريمتها وذنبها فبكتْ وصدتْ عنهُ فأدخلَ يدهُ تارةً أخرى فأمرها أن تستمسكَ بها فأبتْ فأدخلها ثالثةً ورابعةً فأمسكتْ بها بعد لأيٍ وجهدٍ فجذبها فأخرجها وقد غشي عليها فلما أفاقتْ طفقتْ تبكي وتبكي وتبكي ... !
فقالَ الشيخُ وعيناهُ تذرفان: لعلَ اللهَ أرادَ تخفيفَ ذنوبها والحطَ من سيئاتها وهذا دليلٌ على توبتها وندمها غفرَ اللهُ لها، الله اغفر لنا ولها ولسائرِ المؤمنين!
الله اغفر لنا ولها ولسائر المؤمنين!
الله اغفر لنا ولها ولسائر المؤمنين!
وسكتَ الشيخُ فرفعَ المؤذنُ صوتهُ بـ (الله أكبر) داعياً الناسَ لصلاةِ العشاءِ!
كتبها: حسين بن رشود العفنان/حائل
2/ 7/1425هـ
----------------
الحاشية:
(*) أبو عبد الله اللغوي شخصية استحدثتها لإدارة القصة!
(1) قنة: قمة
المصدر http://www.saaid.net/
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 09:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقاً إنها لقصةٌ رائعة، ذاتَ معانٍ عميقة ..
بُورِكَ فيك أخي طنطاوي على هذا النقل الموفق
ـ[ألف بيت]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 01:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير أخي الأديب رامي
أشكرك على التواجد
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 11 - 2004, 10:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أروعها من قصة .. فعلاً مبكية ..(/)
أريد حفظ الشعر .. فماهي نصائحكم؟
ـ[عبد المحسن]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 05:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الإخوة الكرام، أريد أن أحفظ الشعر ولكنني لم أهتد إلى كتاب يشبع نهمتي وأجد فيه عيون الشعر وجوامعه، وقد اشار على البعض بكتاب جواهر الأدب ورأيته فلم يعجبني، ونصحني البعض بكتاب مجمع الحكم والامثال في الشعر العربي ولم يعجبني ايضا لاني لم اجد فيه شعر الحماسة .. فأريد نصائحكم، ولا تبخلوا على أخيكم بها .. فبأي كتاب تنصحوني ..
أخوكم
ـ[قريع دهره]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 03:39 م]ـ
أخي الكريم
الشعر العربي له عصور كثيرة
يوجد الشعر الجاهلي ... والأموي .. والعباسي ... والأندلسي ... والدول المتأخرة .. والحديث
أنت ماهو العصر المفضل والمحبب إليك
وماهو النوع الذي تحبه بالشعر
غزل ... أم مدح ... أم هجاء ... أم رثاء
وهل تحب حفظ القصيدة كاملة أم بعض الأبيات منها؟
ـ[عبد المحسن]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 06:04 ص]ـ
الأخ قريع دهره ..
أفضل ان تكون شاملة لكل العصور ولكل انواع الشعر .. ولا يهم ان كان يورد القصيدة كاملة او مجزءة ..
شكرا لك
ـ[قريع دهره]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 05:43 م]ـ
إذن يوجد كتاب
المرقصات المطربات لإبن سعيد الأندلسي
ويوجد كتاب
العمده لابن رشيق القيرواني
ويوجد أيضا كتاب الأغاني .. طبعا هذا الكتاب يوجد به ثلث الأخبار والأشعار العربية
وغيرها من الكتب
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 07:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حول هذا الموضوع أظن أن لأبي هلال العسكري كتاب يتحدث عن هذا الأمر،ذكر به طرق فريدة للحفظ، وليت أحد الإخوة يبحث لنا و يتحفنا باسم الكتاب، ومن الأبيات الجميلة التي ذكرها بكتابه المذكور وفيها الحث على الحفظ:
علمي معي أينما يممت يتبعني ... قلبي وعاء له لا بطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... وان كنت في السوق كان العلم في السوق
ولكم خالص التحايا
ـ[قريع دهره]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 08:05 م]ـ
الله ... لله دره العسكري
أولاً: الأخ أبوسارة بريدك ممتلىء فياليتك أن تغرفه لأني أرسلت لك كذى مرة والبريد ممتلىء
وبخصوص الأديب أبوهلال العسكري ... للمعلومية هو شخص تاجر وصاحب ترحال
وأغلب الكتب التي يؤلفها ألفها وهو بالسفر .. مثل كتاب جمهرة الأمثال
وبخصوص الكتب الأخرى ... يوجد كتاب نقد الصناعتين .. وربما هو الذي تقصده
لأنه مختص بنقد الشعر .. وأنواعه
والأخ أبوغازي
إذا أردت أن تعرف ماذا تحفظ دعني أقول لك:
قال أبوبكر الخوارزمي:
من روى حوليات زهير. واعتذارات النابغة. وأهاجي الحطيئة. وهاشميات الكميت. ونقائض جرير والفرزدق. وخمريات أبونواس. وزهديات أبي العتاهية. ومراثي أبي تمام
ومدائح البحتري. وتشبيهات ابن المعتز. و روضيات الصنوبري. ولطائف كشاجم. وقلائد المتنبي .... ولم يتخرج في الشعر فلا أشبَّ الله تعالى قرنه.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 08:33 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم
والكتاب ليس هو الذي ذكرت، وأظن فيه كلمة علم، ولو رأيت عنوانه تذكرت، وآه علىالنسيان0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 11 - 2004, 11:27 م]ـ
أخي الكريم: ما رأ] ك أن تحفظ مختارات تحددها بنفسك بحيث تشمل العصور كلها، وتختار ما يعجبك من القصائد وليس ي شيء تراه في كتاب تلزم نفسك به فالظاهر أنك لا تريد أي شيء بل تحب الاختيار وفق ما يناسب ذوقك
ويمكن أن نساعدك في الدلالة على أشهر القصائد في كل عصر، ويتفضل كل عضو بإرشادك إلى قصيدة معينة ويحدثك عنها قليلا فتبحث عنها (في الكتب أو على الشبكة) وتقرر حفظها أولا
عندي كتاب حديث جمع فيه صاحبه مختارات جيدة جدا من كل العصور إلى العصر الحديث
أظن أن اسمه مختارات من الأدب أو روائع من الأدب
ـ[عبد المحسن]ــــــــ[05 - 11 - 2004, 12:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
الأخت أنوار الأمل .. ما اسم مؤلف الكتاب؟
وهل من مزيد حول ذلك؟
ـ[عبد المحسن]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 01:34 م]ـ
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا اله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 12:40 ص]ـ
هما كتابان
والمضمون متشابه تقريبا لاشتراك المؤلف
روائع من الأدب العربي: د. هاشم مناع
مختارات من الأدب العربي: هاشم مناع ووليد قصاب .. من دار القلم في دبي
أنصح بالثاني إن رغبت في أحدهما ففيه مختارات أكثر من العصر الحديث، أما الجزء الجاهلي والإسلامي فيشبه الكتاب الأول
ـ[المشلب]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:27 م]ـ
كتاب أبي هلال العسكري يا ابا سارة - بارك الله فيك - هو (ديوان المعاني) وسبحان الله قرأت هذه المشاركات وأنا أقرأ كتاب العسكري قبلها. وأنصح الأخ عبدالمحسن به.
ـ[ابو فهد 100]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 10:33 م]ـ
بحكم التجربه .. فأفضل الدوواوين التي يبدأ بها المبتدأ .. هي ديوان الإمام الشافعي أو ديوان الإمام عبد الله بن المبارك ... ولعل للأخوة رأي آخر ..
اخوكم
ابو فهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحب خطر]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 06:56 ص]ـ
صباحكم جوري
لدي موسوعة شعرية ضخمة جداً جمع فيها كل ما قيل من شعر (ماقبل الإسلام حتى عصرنا الحديث)
حاولت مراراً أن (أرفعها) (للنت) لكن للأسف حجمها كبير فشلت في تجزئتها
أرى أن هذه الموسوعة ستخدم شريحة كبيرة من محبي الشعر
إن وجدت من يساعدني سأرفعها وسأكون سعيدة جداً أن أهديها لكم
وطن من الأمن يستعمر قلوبكم الطيبة(/)
حبيبتي
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أروع تلك الفتاة التي دلهتني بحبها، وسحرتني بحسنها، وهندنتني، وحيرتني بجمالها. لها جمال عبقري أخاذ، ذات بشرة تجرح من الرذاذ، فتاة وهبها الخالق كمال الجمال، وجمال الكمال، فأصبح الكل لها عاشق، وأنا بحبها هائم وامق.
فتاة من حسنها تقول للقمر قم لأجلس مكانك، ذات ضفائر ليلية مدعجة، وأعين حوراء مدهشة، لها خدود من ورد، وشفتان كأنما ارتوتا من الدم، ذات لعس رائع، بتلك القامة الهيفاء دون عجرمة ولا استبطاء، بارقة الأسنان كالدر، ناهدة الصدر، ناعسة العينان، كحيلة الطرف، أنفاسها كالخرير، وبكاؤها كالهديل، فتاة حورية الجمال، خروعية القوام، ريحها كالمسك الممزوج بالصندل، يحبها من كان قلبه كالجندل، وما أجمل صوت الخلاخل والحلي تلك الهسهسة الهادئة، أما صوتها لم يخلق له مثيل، فلو رآها البدر لاختفى حياء منها، ولو رآها الفرناس لأصبح أمامها كالأرنب. فحينما تراها في غسق الليل وهي آتية من بعيد تظن بأن القمر هبط إلى الأرض.
فتاة ورثت الأصالة منذ زمن بعيد؛ فقد عشقها سيبويه، وأحبها الفراهيدي، وها أنا ذا أعشقها من جديد، لها في الحب لون فريد، عربية الجذور، فما يكفي لوصفها الغناء ولا القصيد، فالكل لها عبيد، فوا الله ما أحببتها إلا لحسنها الشديد، وحنانها وعطائها المديد، فهي هويتي وعنها سأكتب قافيتي، فهي بالحب قاتلتي.
كأنها غصن مياس، هي نوع نادر من الظباء، حسناء، حوراء، نجلاء، فرعاء، غراء، كأنما الجمال ثوبها والرداء، غضيضة الطرف، بارقة الثغر كالسيف، ولكني حينما أرى حالها اليوم أبكي ويزداد أسفي حينما أرى أهلها يرمونها بكل بساطة وعنف، وهي ذات مكانة عليا في علم الإبداع والنحو والصرف، فهي الخضم الزاخر بالأخلاق والقيم، واللسان الناطق بجوامع الكلم والحكم، والجبل المشمخر في الشعر والنثر، والآداب والعلم، فيا إخوتي أرحموا هذي الفتاة التي أوشكت على الموت من الألم فقد ربت أبناء، وأطفالا، ولم يردوا لها الجميل بشئ من الكرم بل وأدوها وهي في ريعان شبابها بما لديهم من البغي، والظلم وأدوها بكل وقاحة، وغباوة، وظلم. هلموا يا بني يعرب وأنقذوا ما تبقى منها من رمق ومن جسد، هلموا وصونوها من عجاريف الدهر والزمن، فهي أمنا، ولسان رسولنا.
هيهات لن أهوى سواك يا عربيتي، يا أجمل ملاك فأنت لغة محمد هادينا، وسنسير على نهجه بخطاك، حفظك الله من كل عاذل وعلاك.
ـ[يعقوب]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاك الله يا عاشقة لغة الضاد وأهلا بك في هذا المنتدى العزيز على القلوب، المميّز في الأوجه والدروب، رافع لواء العربيّة ومانع شمسها من الغروب.
نتمنى لك أمتع الأوقات في ربوع هذا الصّرح الشريف، ومع باقي الإخوة الأعضاء وهم أصحاب الأخلاق العالية والعلوم الغالية.
شكراً.
ـ[سامح]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 11:26 م]ـ
حياكِ الله أيتها العاشقة
ولازال أبناء العربية بخير مادمتِ منهم
وتبقى العربية محفوظة بحفظ الله لها
ومن أراد أن يبلغ شرف خدمة العربية فليبلغها
فإن المجال واسع والحاجة مازالت باقية ..
كذلك فإن العربية تطلب من أبنائها أن يبتكروا
ويجددوا فيها لذلك فحاولي أن تبتعدي عن التشبيهات
المطروقة .. واخلقي تشبيهات مبتكرة وحديثة
ففي الكون من إبداع الخالق مايفيض على العبد
ليبدع في نتاجه ومبتكراته ..
أعاننا الله وإياكم على خدمة العربية وإعلاء لواء الدين
وفقك الله
وحياك الله قلماً سامقا وصادقا يسقي الفصيح بري عطاه
تحياتي لك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 08:40 م]ـ
لكم التحية إخواني الكرام و شكرا لكم على المرور والتعليق، و إنه لشرف كبير لي أن أكون عضوا في منتداكم العامر، و أشكرك أخي سامح على الملاحظة و سأعمل بها إن شاء الرحمن. و لا أخفي عليكم فمن حبي البالغ للغتي العربية، أغار عليها و أدافع عنها في كل مجلس و موعد. فلا عجب في ذلك فعشاق هذه اللغة كثير و الحمد لله ألا يكفي أنها لغة القرآن و لغة محمد صلوات الله وسلامه عليه.
ـ[حمزة]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 08:56 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
مرحباً بالأخت الكريمة عاشقة لغة الضاد في المنتدى ونقول لك حللت أهلاً ونزلت سهلاً والمنتدى منور بكِ يا عاشقة اللغة ونمتنى أن نرى إسنك باستمرار.
لك التحية.
ـ[المستبدة]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 02:41 ص]ـ
أهلا بعاشقة اللغة ..
نصك الرقيق
همس لي بروحك الصادقة
الحانية على لغتها الأم ..
وهذا شرف لأبناء الضاد
يا ابنة العربية.
أتسمحين لي بمخاطبة لغتنا الحبيبة معك؟!
أستميحك في هذا ..
آهٍ يا لغتي .. كم أحبكِ .. وكم .. كم أغار عليك .. !
وكم يلفني الشوق لتقبيل وجنتيك الوضاءتين كل مساء .. !
أحببتك حبا صادقا عذبا أشرق حياتي .. ولدت وهو معي ..
أحبك لغتي رغم نزفك .. رغم جراحك .. رغم هذي الأعاصير التي تواجهين .. !
من جميل لحظاتي، معانقتك،ترتيل حروفك، والتفنن في تلوين صفحاتك .. !
ياااااااه كم تهامسنا .. وكم ضحكنا .. !
وكم ... كم بكيت معك حرقة في قلبي .. لأيام بؤسك،حزنك وألمك.
كنتِ تحدثيني دوما عن خيانة أحبابك، أصدقائك .. !
وكنتُ دوما أكرر على مسمعك الطاهر: أنّ الشمس لا يخفيها غربال .. وإن طال الزمان .. !!!
كنتِ تنظرين لي حينها .. وعينيك الجميلتين،تفيضان دموعا،وأسئلة .. !!
كانتا تهمسان: متى .. متى .. تشرق شمسي؟! متى يعود أمسي .. ؟!
متى يعود أحبتي .. !؟
كنتُ أقترب منك،أتحسس يديك الدافئتين،أحكي لك حكايات عشقك .. حبك ..
والغيرة لك.
كنتُ أعدّ لك أرقام محبيك المليونية، تسعدين،لكنك لا تلبثين أن تعاودي التحليق الأليم .. !؟
لكني أقلّب صفحاتك السعيدة المشرقة .. التي أفحمت العالم بأسره .. فتسعدين ..
نسعد .. فتأخذنا الأحلام على جناحي الأمل .. لأيامٍ،قادمة، سعيدة ..
ستسمقين بها وتشمخين .. !
مهما ابتعدتُ، اطلعت، مهما قرأتْ ..
ستظلين قمراً منيراً في حياتي، وغيرك نجوم، تعيش بجمالك ونورك.
أيقنت يا مهجتي، ذات يوم صادق أنني مهما ارتحلت، جذوري ملتصقة حيث أنتِ!!
أنت خميلة فيها جداول، جميلة، شفيفة، فاتنة كسحر السواحل .. !
أنتِ البحار .. وغيرك أنهار تنبع منك، تستظل بك، وتنهض بحنانك .. !
بحر ليس ككل البحار، خطفتي السحر، والجمال والدفء ..
حبيبتي لغتي .. كم .. لكم بكيتي معي ... وكم قاسيتي حزن ألمّ بصاحبتك .. !
نثرتِ حروفكِ الطاهرة في روحي، انتشلتني من حالٍ مكثت فيه،أزلت ثلوج
عصفت بي في أحايين من الدهر، بمجئك غادرت سحابة صيف، بعثرها حضورك ..
فسعد بك عالمي، ونثرت بهجتك في حياتي ..
كم سعدتُ .. وإياكِ، فرحت لفرحي .. بلورتِها بحروفٍ من السحر أجمل.
أجل حبيبتي .. أنتِ البياض،النقاء ..
شرّفك ربي سبحانه، بكتابه الكريم،فحق لك الزهو .. !
أنتِ سيدة اللغات، قديمهن وحديثهن، جميلهن وقبيحهن.
لا تنثري شوكا في قلبك الطاهر .. !
ثقي من ولاء أبنائك .. ثق بأنكِ أنتِ .. أنتِ وحدك .. ستبقين.
ستظلين في أغوار الروح .. تحاكين بلابله، و تسامرين لياليه.
حروفي ومهجة كلماتي أنت.
أما زلت تسألين من أنتِ؟!
.أنت الإبداع .. والإبداع أنتِ .. !
أشرق ربيعك في وجودي ..
وتلألأت ورودك في دنياي، عبقا و سحراُ
غردت بلابلك أجمل الألحان ..
نثرت درّك في أرضي
وسكبتِ جمالك في روحي ..
فأضحيت ُوليدة الجمال، طاهرة الرمال .. !
ستبقين في قلبي ما حييت ..
ستبقين أعدك ستبقين ..
ستظلين يا غالية عالية .. !
أنتِ سلالة مجد .. لن يخبو له وهج ..
هل تدرين من أنتِ .. ؟؟!
أنتِ:
اللغة العربية الحبيبة .. !
شكراً لمساحتك البيضاء أختي عاشقة
التي سمحت لحروفي مشاركتك حبك.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 01:31 ص]ـ
أشكرك الترحيب بي في خيمة اللغة الفصيحة، و أقول لك الخيمة تستمد نورها ووهجها الوضاء من عذب ابداعكم و رقة كلماتكم. فلك التحية والشكر.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 01:39 ص]ـ
أغبطك على أسلوبك الفريد في البوح عن نبل مشاعرك تجاه اللغة العربية، ولا أكذب عليك إن قلت لك أصابني عذب تعبيرك بالغيرة على لغتنا الحبيبة، و لكأنك تسكنين قلبي حيث تحدثت عنها كما لو كنت سأتحدث عنها ولكن أسلوبي المتواضع لا يضاهي أسلوبك المتألق، فهذا أكبر دليل على تشابه مشاعرنا تجاه لغتنا العربية و إنه لشرف وفخر لتلك الحسناء المعطاءة أن يعشقها أبناؤها. فلك مني التحية والتهنئة الصادقة على جمال، وروعة، وقوة أسلوبك. فدمت لمنتدى الفصيح لسانا لبق الحديث فطن الموهبة والإبداع.
ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 07:35 ص]ـ
غاليتي الرقيقة:
عاشقة اللغة العربية
(ما رأيك أن تختصري وتعطيني اسمك الألول لأناديك به من باب الاختصار: rolleyes: )
عزيزتي .. وأنا أغبطك على روحك الصافية والصادقة
والتي نثرت ما يعتمل في دواخلها بحب ورقّة ..
أشكر لك إعجابك بحروفي .. وما ذاك الجمال الذي رأيتي
إلا انعكاس لعينيك الجميلتين اللتين تريان ما حولهما جميلا ..
وأرجو ألا تكرري مثل قولك (أسلوب متواضع وآخر متألق) ..
فأنا وأنت في خطواتنا الأولى،وسنرتقي حتما إن أحسنا القراءة
والقراءة والقراءة لكل جديد ومفيد ..
أجل عزيزتي سنتفق على أن نقرأ الجيد كثيراً .. ونبحر مع النصوص
الأدبية شعرية أو نثرية .. بشرط أن تكون لوحة إبداعية ساحرة المضمون
سامية الهدف .. لترتقي أدواتنا الكتابية والمعرفية ..
ما رأيك بهذه الإتفاقيّة .. ؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:53 م]ـ
أولا للإختصار فبإمكانك تسميتي بإبنة عدنان، أما عن تلك الإتفاقية السامية فأنا موافقة عليها بكل تأكيد و فخر، تعجبني روح التواضع التي تتسمين بها و على كل حال. فما أنت و أنا إلا عصفورتان تزقزقان في صباح العروبة البهيج، و ما أنت و أنا إلا غواصان نساءل عن صدفات العربية و نغوص في أعماق بحر الفصاحة الزاخر بالجمال والشفافية.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 03:05 ص]ـ
.
ـ[المستبدة]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:58 م]ـ
و (نقطة) أخرى أيتها العاشقة الغالية الجميلة ..(/)
من يصحبني إلي قصيدة أبي ذؤيب " أمن المنون "؟!
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 05:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.
قبل السؤال والجواب .. !
أود أن أنثر في أرواحكم الجميلة عطراً وشهدا ..
وفي خطواتكم الجليلة ورداً وزهرا ..
أزجي تقديري وثنائي على سموّكم بالأدب
وسموّه بكم ..
آمل أن أكون بينكم في قادم الأيام ..
أن أرتشف من رحيقكم الطاهر
ما يروي عطشاً برائحة الحروف أُحِسّه داخلي .. !
ولتكن بدايتي بـ سؤال!!
ولن أخجل من الأدب وأهله .. !
قصيدة أمن المنون لأبي ذؤيب الهذلي ..
هل من يوصلني إليها كاملةً .. ؟
لدي (سي دي) وفيه هذه القصيدة ..
لكن للأسف في جهازي لا أتمكن
من تصفحه ..
سأحاول تصفحه عند إحداهن ..
ولحين ذهابي إلى إحدى القريبات
هل من مساعد .. ؟؟؟
ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 06:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي الكريمة بيننا
القصيدة تقع في 68بيتا أعرف منها
أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أمامة ما لجسمك شاحبا ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أما لجنبك لا يلائم مضجعا ... إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها ان ما لجسمي إنه ... أودى بني من البلاد فودعوا
أودى بني و أعقبوني حسرة ... بعد الرقاد و عبرة ما تقلع
و لقد أرى أن البكاء سفاهة ... ولسوف يولع بالبكا من يفجع
سبقوا هوي و أعنقوا لهواهم ... فتخرموا و لكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب ... و إخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... وإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن جفونها ... كحلت بشوك فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مروة ... نصف المشقر كل يوم تقرع
لابد من تلف مقيم فانتظر ... أبأرض قومك ام بأخرى المضجع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة ... ولسوف يولع بالبكامن يفجع
وليأتين عليك يوما مرة ... يبكي عليك معنفا لا تسمع
فلئن بهم فجع الزمان وريبه ... أني بأهل مودتي لمفجع
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد الى قليل تقنع
ولعل الأخوة يزودونك ببقية الأبيات
لك تقديري
أختك/ الأمل
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 06:35 م]ـ
مرحباً
اهلاً بك أختي الأمل
وأشكر لك ما قدمته لي ..
أرجو أن أجد من يساعدني،
(آمل أن أعثر عليها كاملة.)
ـ[سامح]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 11:08 م]ـ
المستبدة
كنت في الصفحة الرئيسة شهدت اسمك مدوناً
فتشوقت لمعرفة كنه هذا الاسم ومايخبئ من درر للفصيح
فعرجت بالركب هنا ووجدت اسمك متصفحة وصاحبة موضوع
ولجت .. وقرأت ..
فالتفت نحو نفسي وهمست لها بإعجاب:
قلت لكِ إن هذا الاسم يخفي خلفه شيئاً عظيماً
فضحكت
واكتفت بهز رأسها بالإيجاب.
كنت أتمنى أن أساعدك ولكن صفحة البحث أبت أن
تدلني على وكر يخبئ القصيدة كاملة لديه
والعجيب أن قصيدة أبي ذؤيب تعد إحدى عيون الرثاء العربي
ولكننا لانزال كافين وجوهنا عن استغلال التقنية استغلالا كاملا
لنشر تراثنا العربي ..
أسأل الله لك التوفيق ولعلك تجدينها لدى قريبتك
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 12:04 ص]ـ
سامح:
قرأتُك هنا كثيراً ..
أبحرت برفقة حروفك ..
تهامستُ وإيّاها ..
رميت بحروفي في حجرها
ورمت هي جميل أدب تحمله ..
فأشرقتني روحها سحراً وجمالا ..
وجدتُ ناقداً أديباً أريباً ..
أحسستُ روحاً شفيفة ألقة ..
قرأت عقلك وفكرك وحتى روحك ..
أوَ ليست حروفنا مفتاح عقولنا .. !
بجمال الأرواح الرقيقة رأيتكم ..
وهكذا رأيتُ أهل الفصيح ..
فحفظت ذاكرتي التي لا تشيخ
بعض الأسماء التي قدمت للأدب
ما يرجوه من أهلهِ وذويه .. !
هنا أسماء جليلة وأديبة تستحق الذكر
ثمة أخوان وأخوات لك يا سامح
شعرت بأرواحهم النبيلة الصادقة
الغيورة على لغتها الحبيبة.
لكم مني .. وقفة إجلال وتحية تقدير
لحياةٍ أدبيةٍ تعيشون ..
و ها أنا بينكم وقد كنت بينكم ..
(على فكرة سلام عذب لنفسك التي
تجاوبت مع همسك بالإيجاب .. !!)
أما بخصوص " أمن المنون "
فرجائي لم يسقط وأنا بين أبناء الفصيح ..
خاصة وزيارتي لقريبتي يوم الخميس القادم
ومن هنا لذاك اليوم قد يؤلف كتاب بأكمله .. !!
تحياتي ورجائي يا أمن المنون ... !!!
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 04:16 ص]ـ
الأخت المستبدة مرحبا بك بين إخوتك في الفصيح وكما قال الأستاذ سامح بأنّ هذا الاسم يخفي خلفه ما يخفي فالمستبد هو الغالب كما أذكر والمنفرد ولا بأس أن تغلبينا بعلمك الغزير أو تنفردي بين الأعضاء بأدبك الجم وخلقك الفاضل0
سأحاول أن آتيك بالقصيدة إن شاء الله0
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 05:18 ص]ـ
هذه القصيدة كما وردت في جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي ص683 وأبياتها سبعة وستّون0
قال القرشيّ:
ومات له سبعة أولاد، أصابهم الوباء في دمشق في زمان عمر رضي الله عنه0 من الكامل:
1. أمن المنون وريبها تتوجّع=والدّهر ليس بمعتب من يجزعُ؟
2. قالت أميمة مالجسمك شاحبا=منذ ابتذلت ومثل مالك ينفعُ؟
3. أم، ما لجنبك لايلائم مضجعا=إلاّ أقضّ عليك ذاك المضجعٌ؟
4. أودى بنيّ فأعقبوني حسرة=بعدالرّقاد وعبرة ما تقلعُ
5. سبقوا هواي وأعنقوا لهواهم=فتُخُرِّموا ولكلّ جنب مصرعّ
6. فعبرت بعدهمُ بعيشٍ ناصبٍ=وإخال أنّي لاحق مستتبعُ
7. ولقد حرصت بأن أدافع عنهم=فإذا المنيّة أقبلت لا تدفع
8. وإذا المنيّة أنشبت أظفارها=ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
9. فالعين بعدهمُ كأنّ جفونها=سُلمت بشوك، فهي عور تدمع
10. وتجلّدي للشامتين أريهم=أنّي لريب الدّهر لاأتضعضعُ
11. حتّى كأنّي للحوادث مروةٌ=بصفا المشقّر كلّ يوم تقرع
والبقيّة تأتي0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 05:57 ص]ـ
أهلاً بأستاذي المبدع: بديع الزمان
هل تدري أن الحروف التي تجيد مخاطبة الزمان تشوقني كثيراً ..
وهل تدري بأنّ كهذه المحاولة إبداعُ وتفرّد ..
هكذا تماماً كانت تأملاتي لاسمك ..
وإن كان لي تعليق على اسمي ..
فليس لتعريفه اللغوي الدافع الأكبر
لاختياره ..
يوماً ما وجدتني ألبسه ويلبسني
فبات يزورني بين الحين والآخر!
ليس ثمة سبب جلي ..
بل لندع هذا في رحم الغيب .. !
وما أكثر ما كان في رحم الغيب ..
أما أن أغلبكم بعلمي الغزير
فلا أدري أكنت تلمز هذا القلم الوليد هنا!!؟
أم أنك تعجب من اسمٍ قد تجده في غير موضعه .. ؟!
علمي ما زال يخطو خطواته الأولى ..
وسأقف بجواره بإذن الله إلى حين اشتداده ... !
أما بخصوص ثانيتك ..
فلا أزعم لنفسي التفرد بين
الأعضاء بما ذكرت ..
بل إني أحسبهم على كريم خلقٍ
وجميل أدب .. والله حسيبهم.
وآمل أن أكون كذلك ..
أستاذي بديع ..
يكفني فخراً أني بينكم
أتتلمذ وأنهل من نبعكم الصافي
(حقا قليل ما ذكرته فيك
في دقيقتي تلك .. )
على فكرة أستاذي:
أنتظر القصيدة منك
مع جزيل من الشكر يغرقك.
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 06:21 ص]ـ
مرحباً أستاذ: بديع
أرفقت ردي السابق للموضوع
قبل أن ألحظ ردك الثاني.
أشكر لك مساعدتي في هذا
فأنا وبالحق .. في حاجةٍ علميّة ماسة إليها
جزاك الله عني خير الجزاء أيها البديع بديع ..
تقديري
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 07:07 م]ـ
الأخت الفاضلة المستبدّة، عذرا إن ورد من عبارتي السابقة ما فهمته لمزا ومعاذ الله أن نلمز أو نغمز أخا فاضلا يشاركنا المثاقفة ويعرض علينا فكره ويمتعنا بأدبه الراقي 0 فقط أرجو أن تُحمل العبارات محملا حسنا و الله من وراء القصد0
وهنا اثنا عشر بيتا من قصيدة الهذليّ:
12. لابدّمن تلف مقيم،فانتظر=أبأرض قومك أم بأخرى المضجع؟
13. ولقد أرى أنّ البكاء سفاهة=ولسوف يولع بالبكا من يفجع
14. وليأتينّ عليك يوم مرّة=يُبكى عليك مقنّعا لا تسمع
15. والنفس راغبة إذا رغّبتها=وإذا تردّ إلى قليل تقنع
16. كم من جميع الشمل ملتئم الهوى=كانوا بعيش ناعم فتصدّعوا
17. فلئن بهم فجَع الزمانُ وريبُه=إنّي بأهل مودّتي لمُفَجّع
18. والدّهر لا يبقى على حدَثانه=جونُ السّراة، له جدائد أربع
19. صخِبُ الشوارب لا يزال كأنّه=عبدٌ لآل أبي ربيعة مُسْبَع
20. أكل الجميم وطاوعته سمْحَج=مثلُ القناة، وأزعلته الأمْرع
21. بقرار قيعان، سقاها صيُّفٌ=واهٍ، فأثْجم برهة ما يقلع
22. فمكثن حينا يعتلجن بروضة=فيجدّ حينا في العلاج ويشْمَع
23. حتى إذا جزَرت مياهُ رُزُونه=وبأيّ حينُ مُلاوة يتقطّع
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 10:35 م]ـ
24. ذكر الورود بها وشاقى أمره =شؤما وأقبل حَيْنه يتتبّع
25. فأجابهنّ من السّواء وماؤه=بثْرٌ وعانده طريقٌ مهْيَعُ
26. فكأنّهنّ رِبابة، وكأنّه=يسَرٌ، يفيض على القداح ويُصْدَع
27. فكأنها بالجِزْعِ جزْعِ يُنابعٍ=فأولاتِ ذي العرجاء، نهْبٌ مُجْمَعُ
28. وكأنّما هو مِدْوَسٌ متقلّبٌ=في الكفِّ إلاّ أنّه هو أضْلع
29. فوردن والعيُّوقُ مجلس رابِئ الرُّ=قباء، فوق النّجم،لا يتتلّع
30. فشرعن في حَجَرات عذْبٍ باردٍ=حصِبِ البطاح، تسيح فيه الأكْرُعُ
31. فشربن ثمّ سمعن حِسًّا دونه=شرَف الحجاب، وريبَ قرْعٍ يُقْرع
32. وهماهمًا من قانصٍ متلطُّفٍ=في كفُّهُ جَشْءٌ أجشّ وأقطُع
33. فنكرْنه، فنفرْنَ وامترستْ به=هوجاء هاديةٌٌ وهادٍ جُرْشُع
34. فرمى فأنفذ من نَحُوص عائطٍ=سهْمًا فخرَّ، وريشه متصمِّع
35. وبدت له أقراب هذا رائغًا=عجلا، فعيَّثَ في الكنانة يًرْجع
36. فرمى، فألحق صاعدِيًّا مُطْحرًا=بالكشْح، فاشتملت عليه الأضلع
37. فأبدّهنّ حُتُوفهُنَّ، فظالعٌ=بذَمائه، أو ساقط متجعجع
38. يعثُرْن في علَق النّجِيع، كأنّما=كسيت بُرُود بني يزيدَ الأضْلُع0
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 11:09 م]ـ
الأستاذ المشرق:
بديع الزمان
لا يخال فكرك الراقي أني أسأت الظن بك
مطلقاً لا تفكر بهذا ..
لكنها اللحظات البائسة التي قد تزورك حيناً
وقد قد تأسرك .. والرشيد من غلبها لا غلبته ..
وللأسف أحكمت قبضتها ..
ولم تنجو حروفك من قسوتها .. !
أعذر تلك اللحظة فلقد ذهبت مع الريح!!
قد تتبعثر بعض الحروف وبعض اللحظات الجميلة
لكن حروفك تلك التي لامست دقيقتي في ماضٍ ما
والتي كانت أول الردود ..
يستحيل على اللحظات بعثرتها .. وعلى الذاكرة نسيانها
بل لشد ما أنا سعيدة بك وبالفصيح
بالأساتذة الكرام والأستاذات الفضليات:
البديع و القاسم،سامح،حروف، الشبل،أنوار الأمل
والأخفش،أبو ساره،الأخطل
والنحوي،أمين،عاشق الفصحى،بو محمد
وغيرهم ممن غيّبهم النسيان.
كل من أمتعتني حروفهم بلا استثناء
وبجميع من عرفت هنا ..
وكل من رحب بخطواتي الأولى لهم من التقدير
والثناء ما أعجز عن نثره ..
أستاذي:
جزاك الله كل خير على (أمن المنون)
والتي هربت مني كثيراً
وها أنت تأتني بها منصوراً مشكوراً ..
سعدتُ كثيراً بها وأنتظر نهايتها ..
أستاذ بديع:
شكراً من الصميم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:14 ص]ـ
39. والدّهر لا يَبقى على حدَثانه=شبَبٌ، أفزّته الكلاب، مُروّع
40. شعفَ الضواري الدّاجنات فؤاده=فإذا يرى الصبح المصدَّق يفزع
41. ويلوذ بالأرطى إذا ما شفّه=قطّر وراحتْه بَليلٌ زعزع
42. يرمي بعينيه الغيوب، وطرفه=مغضٍ، يصدّق طرفه ما يسمع
43. فعدا يشرّق متنه، فبدت له=أولى سوابقها قريبا توزع
44. فانصاع من جزَع، وسدّ فروجه=غُبْسٌ ضوارٍ، وافيان وأجدع
45. فمحالها بمذلّقين، كأنّما=بهما من النّضح المجدّح، أيْدَع
46. ينْهشْنه، ويذودهنّ ويحتمي=عبْل الشّوى، بالطَّرَّتين مولّع
47. حتى إذا انكدرت، وأقصد عٌصبة=منها وقام شريدها يتضرّع
48. وكأن سفُّودين، لمّا يُفترا=عجِلا له،بشِواء شرْبٍ يُنْزع
49. وبدا له ربّ الكلاب، بكفّه=بيضٌ رقاقٌ ريشهنّ مقزّع
50. فرمى لينقذ فرّها، فأصابه=سهم، فأنفذ طرَّتيه المِنْزَع
51. فكبا كما يكبو فَنِيْقٌ تارزٌ=بالخَبْثِ، إلا أنّه هو أبرع
52. والدّهر لا يبقى على حدَثَانه=مستشعر حلق الحديد، مقنَّع
53. حميت عليه الدّرع حتى وجهُهُ=من حرّها يوم الكريهة أسفع
54. تعْدو به عجماءُ يفصم وثبها=حلَق الحديد، فهي رِخْوٌ تَمْزَع
55. قصر الصّبوح لها، فشرّج لحمُها=بالنَّيِّ، فهي تثوخ فيها الإصبع
56. تأبى بدرّتها إذا ما استغُغْضِبت=إلا الحميم فإنّه يتبضّع
57. متفلّق أنساؤها عن قانىء=كالقُرْط، صاوٍغُبْرُه لا يُرْضَع
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 03:49 ص]ـ
58. بيْنا تَعَانُقِه الكماةَ وروْغِه=يوما أتيح له جريء سلْفَع
59. يعدو به غَوْجُ اللَّبان، كأنَّه=صدَع، سليمٌ عَطْفُه، لا يَظْلع
60. فتنازعا وتوافقت خيلاهما=وكلاهما بطل اللقاء، مشيّع
61. يتحاميان المجد كلّ واثق=ببلائه، واليوم يوم أشنع
62. وكلاهما متوشّح ذا رونق=عضْبا، إذا مسّ الأيابس يَقطَع
63. فكلاهما في كفّه يزنيَّةٌ=فيها سنان كالمنارة يلمع
64. وعليهما ماذيّتان، قضاهما=داوود، أو صنَعُ السوابغ تبَّع
65. فتخالسا نفْسيهما بنوافذٍ=كنوافذ العُبْط التي لا تُرفع
66. وكلاهما قد عاش عيشة ماجد=وحمى العلى لوأنّ شيئا ينفع
67. فعفت ذيول الرّيح بعد عليهما=والدهر يحصد ريبُه ما يُزرع
تمت القصيدة كما وردت في الجمهرة مع الاعتذار إن اشتملت على بعض الأخطاء وشكر خاص للأمل الجديد على إيراد أهم الأبيات من هذه المرثية الفريدة0
ـ[أبو تمام]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 04:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إضافة على ماتفضل به الأستاذ بديع إلا ببعض ماقيل عن هذه القصيدة.
قال ابن عبد ربّه في العقد الفريد أنه لم يبق من أبنائه (أبو ذؤيب) إلا ابنا واحدا والدليل قوله:
والنفس راغبة إذا رغّبتها**وإذا تردّ إلى قليل تقنع
وقال الأصمعي:أبدع بيت قالته العرب:
والنفس راغبة إذا رغّبتها**وإذا تردّ إلى قليل تقنع
لك التحية أستاذنا الفاضل على ما اتحفتنا به، وهي بالفعل من عيون شعرنا العربي.
للجميع التحية
ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 04:52 ص]ـ
أستاذي الكريم:
بيع الزمان
أشكر لك لطفك وتفضلك
بإيصال ما بَعُد عني وجفل .. !
أثابك الله وجزاك عني خير الجزاء ..
الأستاذ الفاضل:
أبو تمام
وعليكم السلام ورحمة من الله وبركاته
أشكر لك مرورك الكريم ..
وعطفاً على ما ذكرت في هذا البيت ..
حقيقةً ثمة أبيات في هذه القصيدة ـ عندما قرأتها لأول مرة ـ
علقت في الذاكرة وكنت سأطيل وقفاتي عندها في بحثي ..
ومنها هذا البيت الحكيم ..
أشكر الجميع على حسن التعاون ..
وأعانني الله على إكمال مسيرة هذا البحث ..
(دعواتكم)
دمتم
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 07:26 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أبو تمام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إضافة على ماتفضل به الأستاذ بديع إلا ببعض ماقيل عن هذه القصيدة.
قال ابن عبد ربّه في العقد الفريد أنه لم يبق من أبنائه (أبو ذؤيب) إلا ابنا واحدا والدليل قوله:
والنفس راغبة إذا رغّبتها**وإذا تردّ إلى قليل تقنع
وقال الأصمعي:أبدع بيت قالته العرب:
والنفس راغبة إذا رغّبتها**وإذا تردّ إلى قليل تقنع
لك التحية أستاذنا الفاضل على ما اتحفتنا به، وهي بالفعل من عيون شعرنا العربي.
للجميع التحية
مرحبا أبا تمام وشكرا على هذه الإضافة الجميلة وكنت حاولت أن أقدم القصيدة كما أوردها صاحب الجمهرة بنصها وشرحها عن طرق مسحها ضوئيا ومن ثم تحميلها إلى المنتدى مصورة ليكون الانتفاع بها أكبر إلا أنني لم أتمكن من إرفاق هذه الملفات فاحتجت وقتا أطول لتقديمها نصا مكتوبا0
لك عاطر التحايا0(/)
أبو فراس
ـ[المضري]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 03:10 م]ـ
الإخوة الكرام ماهو افضل كتاب تحدث عن أبي فراس الحمداني
ولكم التحية
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 06:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مرحباً أخي المضري
لم تحدد ما يتحدث عنه الكتاب ..
لكن أجد كتاب:
ديوان أبي فراس الحمداني
شرح: د. خليل الدويهي
بسيط وسلس التصفح
وآمل من الأخوة مساعدتك في هذا ..(/)
أبيات رائعة
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 07:17 م]ـ
*_*أبيات عن لغة الضاد: للشاعرعبد الحميد الرافعي*_*
لغة بفضل جلالها وجمالها ___ شهدت شواهد محكم الفرقان
لغة إذا أدركت سحر بيانها ___ أدركت معنى السحر في الأجفان
لغة هي البحر الخضم وكيف لا ___ وبها مغاص الدر والمرجان
ضاق المجال على مبارى فضلها __ فكأنما هو فوق رأس سنان
وغدا المفكر في دقائق سرها __ متضائلاً كالتائه الحيران
ام البلاغة لا عدمنا درها __ روح العقول وراحة الاذهان
للّه ما أحلاك يا عربيتي __ في ذوق أهل الذوق والعرفان
كل اللغات لديك يالغة الهدى __ خدم وأنت مليكة الايوان
ظلموك أهلك بالجفاء فأصبحوا __ والكل يمشي مشية السرطان
لم يحفظوا لك ذمة وتعلقوا __ بهوى السوى ورموك بالهجران
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 12:47 ص]ـ
أبيات جميلة
ليتك تتحفينا بالقصيدة كاملة
وبقصائد أخرى إن كانت عندك يا عاشقة أجمل اللغات
وإليك هذا الموقع الذي يجمع بعض القصائد عن العربية في قسم شذا أشعار العربية
www.nabdh.8m.com
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 01:43 ص]ـ
لك التحية أختي العزيزة، سأجود بكل مالدي من قصائد وكلام وأشعار ونثر وابداع لمنتدى الفصيح كيف لا وهو يرقى بأمنا العربية الأصيلة ويسمو بها نحو العلا. و سأحاول كتابة القصيدة كاملة إن شاء الله.
ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 07:17 ص]ـ
للّه ما أحلاك يا عربيتي __ في ذوق أهل الذوق والعرفان
لله ما أحلاك يا عربيتي ..
ولله ما أحلى أدب تنثُرين يا عاشقة ..
قصيدة رقيقة جداً وجميلة ..
ولن أخجل أن أسأل:
من هو عبدالحميد الرافعي؟؟
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 06:37 م]ـ
عبد الحميد الرافعي
1275 - 1350 هـ / 1859 - 1932 م
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.
شاعر، غزير المادة.
عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.
من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.
ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.
واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.
وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط)، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ).
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 06:42 م]ـ
أشكرك أختي المستبدة على عذب كلماتك، و كما يقولون فإنه لا حياء في العلم، و إليك إجابة سؤالك، مع العلم بأن كلماتك الجميلة وتعليقاتك على موضوعاتي التي أنشرها في منتدى الفصيح لا تزيدني إلا عطاء و جودا لكم يا أعضاء المنتدى بل و إنها تفجر مواهبي الدفينة لأنثرها على أرض الفصاحة والعروبة.
******************************************************
ـــ من هو عبدالحميد الرافعي؟؟
هو عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.
1275 - 1350 هـ / 1859 - 1932 م
شاعر، غزير المادة.
عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.
من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.
ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.
واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.
وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط)، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ).
ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 09:55 م]ـ
مرحباً عزيزتي عاشقة ..
جودي بجميلك هنا .. فنحن جميعاً معك
وثقي أنني معك، رفيقات للخير نرتقي،
وبموطن الإبداع سنلتقي ..
فقط علينا الإستمتاع في رحلتنا الأدبية
وحتماً سنصل ..
نعم أشعر بأنّك تحملين الكثير المفيد ..
أمتعينا بحروفك ..
عاشقة لغة الضاد:
أشكر لك تنويري، والإفصاح عن كنه هذا الشاعر ..
أعتزُّ بكِ
محبتي(/)
كلمات من أجل القدس والفلوجة وكل بلاد الاسلام
ـ[الهاسرى]ــــــــ[08 - 11 - 2004, 10:28 م]ـ
أجنحة تغردها الحروف
للشاعر محمود مفلح
في سبيل الله أمضي
وعلى هدى كتاب الله قد
أحكمت نبضي
أرتدي الفجر وأمضي في سبيلي
فإذا الشمس دليلي
وإذا الأنجم في قلبي وأعراس النخيل
...
خارجاً من محنة الليل
ومن صمت القبور من نفايا العصور
نهشت أظفارهم وجهي وألقوا الشوك
في دربي
وفي جنبي عضّات الحصير
ممسكاً حفنة قمح رغم عصف
الريح والأنواء
والجرح الخطير
وسطوراً من رحيق الذكر
أتلوها فيستيقظ سيفُ المجد
أتلوها فيصحو الوردُ
أتلوها فتجري للينابيع طيوري
...
وعلى هدى كتابي
أبصر الأشياء من خلف الضباب
وأرى الأوجه من غير قناعات ومن غير خضاب
وعلى هدى كتابي
أزرع النخلة في القلب أروّيها شبابي
أبصر النحلة تجتاز المسافات لتمتص
رحيق العمر ..
من ثدي الروابي
أسمع الترنيمة الأولى لطير الفجر
والترجعية الأولى لديك الفجر
بوح الغيث للأرض اليباب
وعلى هدى كتابي
أكتب الفصل الذي يأتي
وأخطو فوق حد السيف
أستنطق عري البرق
كي أنقذ آلاف الرقاب
قد تقولون بأن السيف في كفي أقالته
المعارك .. وبأن الليل حالك ..
وبأني لم أعد أتقن شد القوس .. تسديد النبال
والفتوحات التي أدمنها العشاق .. ضرب من خيال
قد تقولون محال ..
أن يعود الركب إسلاماً، وأن تجري مع الركب الغلال ..
قد تقولون ولكني أقول
وأنا جدٌ خجول
وأنا أقرأ فصل الأمس عرس الشمس
أشواق الحقول
إن في الدرب الخيول
وعلى وقع التلاوات ستخضر الفصول
ولنا اليوم الجميل
ولنا التكبيرة الأولى لنا الآفاق والرايات والصوت البديل
ولنا السيف الذي خبأه البرق إلى اليوم
الثقيل
ولنا الشجر الأخضر والدوح تمرح فيه الطير والظل الظليل
ولنا قارورة العطر
التي تسكبها الشمس على كف الأصيلْ
ـ[الهاسرى]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 12:21 م]ـ
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين
شعر: فاروق جويدة
ماذا تبقى من بلاد الأنبياءْ ..
لا شيءَ غيرُ النجمةِ السوداءِ
ترتعُ في السماءْ ..
لا شيءَ غيرُ مواكبِ القتلى
وأنات النساء
لا شيءَ غير سيوفِ داحسِ التي
غرست سهام الموت في الغبّراء
لا شيءَ غيرُ دماء آل البيتِ
ما زالت تحاصرُ كربلاء
فالكون تابوتُ ..
وعين الشمس مشنقهُ
وتاريخ العروبة
سيف بطشٍ أو دماء ..
،،،
ماذا تبقى من بلاد الأنبياءْ
خمسون عاماً
والحناجر تملأُ الدنيا ضجيجاً
ثم نبتلعُ الهواء ..
خمسون عاماً
والفوارس تحت أقدام الخيول
تئنُ في كمد .. وتصرخ في استياءْ
خسمونَ عاماً في المزاد
وكلُ جلاد يحدق في الغَنيمةِ
ثم ينهبُ ما يشاء
خسمونَ عاماً
والزمان يدورُ في سأمٍ بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرولُ كالقطيع إلى الوراءْ ..
خمسون عاماً
نشربُ الأنخابَ من زمن الهزائم
نُغرق الدنيا دموعاً بالتعازي والرثاءْ
حتى السماء الآن تُغلقُ بابها
سئمت دعاءَ العاجزين وهل تُرى
يُجدي مع السفه الدعاءْ ..
،،،
ماذا تبقي من بلاد الأنبياءْ؟
تُرى رأيتم كيف بدلت الخيولُ صهَيلها
في مهرجان العجز ..
واختنقت بنوباتِ البكاءْ ..
أتُرى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموتَ
كيف تذوب عشقاً في الفناءْ
أطفالنا في كل صبحٍ
يرسمونَ على جدارِ العمرِ
خيلاً لا تجيء ..
وطيف قنديل تناثرَ في الفضاءْ ..
والنجمةُ السوداءُ
ترتع فوقَ أشلاء الصليب
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عينِ الصغارِ الأبرياءْ
،،،
ماذا تبقى من بلادِ الأنبياءْ؟
ما بين أوسلو
والولائم .. والموائد والتهاني .. والغناءْ
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رُفاتَها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثيابَ القدسِ
ألقوا سرها المكنونَ في قلبِ العراءْ
قاموا عليها كالقطيعِ ..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراءْ ..
كانت تحدقُ في الموائدِ والسكارى حولها
يتمايلون بنشوةٍ
ويقبلون النجمةَ السوداءْ
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناءُ والأعداءْ
وتقبلوا فيها العزاءْ ..
وأمامها اختلطتْ وجوه الناسِ
صاروا في ملامحهم سواءْ
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداءْ ..
،،،
ماذا تبقى من بلادِ الأنبياءْ؟
في حانة التطبيع
يسكر ألفُ دجالٍ وبين كئوسهم
(يُتْبَعُ)
(/)
تنهار أوطان .. ويسقط كبرياءْ
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاءْ
حملوه بين الناس
في البارات .. في الطرقات .. في الشاشاتِ
في الأوكار .. في دورِ العبادة
في قبور الأولياءْ
يتسللون على دروب العارِ
ينكفئونِ في صخبِ المزاد
ويرفعون الرايةَ البيضاءْ ..
ماذا سيبقى من نواقيس النفاقِ
سوى المهانة والرياءْ ..
ماذا سيبقى من سيوف القهرِ
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوبٍ
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت للصلاة .. وبين وكرٍ للبغاء
النجمة السوداءَ
ألقت نارها فوق النخيل
فغابَ ضوءُ الشمس .. جفَ العشبُ
واختنقت عيون الماءْ ..
،،،
ماذا تبقّى من بلاد الأنبياء؟
ماتتْ من الصمت الطويل خيولنا الخرساءْ
وعلى بقايا مجدهَا المصلوب ترتعُ نجمة سوداءْ
فالعجزُ يحصد بالردى أشجارنا الخضراءْ
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا
غير الشتات .. وفرقة الأبناء
والدهرُ يرسمَ
صورة العجز المهينِ لأمةٍ
خرجتْ من التاريخ
واندفعتْ تهرولُ كالقطيعِ إلى حمى الأعداءْ ..
في عينها اختلطتْ
دماء الناس والأيام والأشياءْ
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهامِ
ما عادت ترى الموتى من الأحياءْ
كهانُها يترنحونَ على دروبِ العجزِ
ينتفضون بين اليأسِ والإعياءْ ..
،،،
ماذا تبقى من بلاد الأنبياءْ؟
من أي تاريخٍ سنبدَأُ
بعد أن ضاقت بنا الأيامُ
وانطفأ الرجاءْ
يا ليلةَ الإسراء عودي بالضياءْ
يتسلل الضوءُ العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذنُ بالنداءْ
ويطل وجهُ محمدٍ
يسري به الرحمنُ نوراً في السماءْ ..
الله أكبرُ من زمانِ العجز ..
من وهنِ القلوبِ .. وسكرة الضعفاءْ
الله أكبر من سيوف خانها
غدرُ الرفاقِ .. وخسةُ الأبناءْ
جلبابُ مريم
لم يزل فوق الخليل يضيءُ في الظلماءْ
في المهد يسري صوتُ عيسى
في ربوع القدسِ نهراً من نقاءْ
يا ليلة الإسراء عودي بالضياءْ
هزّي بجدع النخلة العذراءْ
يَسَّاقط الأملُ الوليدُ
على ربوع القدسِ
تنتفض المآذنُ يبعثُ الشهداءْ
تتدفق الأنهار .. تشتعل الحرائقُ
تستغيثُ الأرضُ
تهدُرثورةُ الشرفاءْ ..
يا ليلة الإسراء عودي بالضياءْ
هُزي بجذع النخلة العذراءْ
رغم اختناقِ الضوء في عيني
ورغم الموت .. والأشلاء. ِ
مازلت أحلمُ أن أرى قبلَ الرحيلِ
رمادَ طاغية تناثر في الفضاءْ
مازلت أحلم أن أرى فوقَ المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعُه السماءْ
مازلت أحلمُ أن أرى الأطفالَ
يقتسمونَ قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاءْ
مازلت أحلمُ ..
أن أرى وطناً يعانقُ صرختي
ويثورِ في شممٍ .. ويرفض في إباء
مازلت أ حلم
أن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يُعانق ليلةَ الإسراء
ويطل وجهُ الله بين ربوعنا
وتعود .. أرض الأنبياءْ ..(/)
في رثاء والدنا
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 01:21 ص]ـ
مرثية الدكتور مانع سعيد العتيبة في والدنا الكبير
===================
ألوذُ مِنْكَ بِصبري أيّها القَدَرُ
والمؤمنون إذا حل القضا صبروا
يدي تلوح يوم البين في وهنٍ
والدمع خلف قناع الصبر مستتر
فزايد كان قلب الحب في وطني
والحب من بعده للقلب مفتقر
هول الفجيعة هذا كاد يُفقدني
رشدي وكاد حسام البأس ينكسر
ولا أُلامُ فمن أبكيه كان أباً
عليه قلب بلادي اليوم منفطر
لولا يقيني بأن الموت خاتمة
لكل حي وأن القبر منتظر
لما اهتدت لمواني الصبر أشرعتي
فعاصف الحزن لا يبقى ولا يذر
فراق من كان أغلى الناس زلزلني
فصحت: لا كنت إلا الزيف يا خبر
غاب الزعيم العظيم اليوم عن وطني
كما تغيب عن ظلمائنا القمر
فساءلتني طيور الدوح باكية
ألن يعود؟ فكاد الصبر ينتحر
هذي الرمال التي تزهو بخضرتها
لولاه ما زانها عشب ولا شجر
عرفته من قديم فارسا بطلا
بالحلم والجود معروف ومشتهر
كانت تجاربه الغراء مدرسة
العلم فيها كنور الشمس منتشر
يصغي الى قارئ القرآن يحفظه
ويمعن الفكر فيما دلت السور
كان المعلم والتلميذ في زمن
لم يكتسب علمه بدو ولا حضر
بفطرة الخير أعطى زايد دررا
من المآثر لا ترقى لها الدرر
رأيت فيه أبا يحنو على ولد
وعشت عمري بهذا الفضل أفتخر
أحس باليتم هذا اليوم يا وطني
لكن زايدنا أيتامه كثر
وحين يبكي اليتامى فالدموع دم
من خافق الحب والإخلاص ينفجر
ولا يلامون إن ناحوا فوالدهم
بفضل حكمته في حكمه انتصروا
رأى الجميع بعين الحب محتكما
إلى العدالة فهي السمع والبصر
يا رب هبنا عزاء الصبر في رجل
أعطى لنا سيرة تزهو بها السير
وهب خليفته التوفيق إنّ له
قلبا كبيرا يحب الشعب معتمر
على طريق أبيه اختار رحلته
وفي دروب المعالي يقتفى الأثر
جميع من عاهدوا بالامس والده
على الفداء إذا ما لوح الخطر
أتو اليه وعهد الحب يسبقهم
فهم لنصرته أرواحهم نذروا
وفي مقدمة الفرسان كان أخٌ
شهم كريم وفي الشدات مختبر
هذا محمد عون الأخ ناصره
أوفى الرجال له كفؤٌ ومقتدر
وقام في الليلة الظلماء يعضده
وفي محياه بانت للوفا صور
يا رب هب لجموع الشعب تعزية
وامنحهم الصبر حتى يرحل الكدر
واجعل نعيمك سكنى زايد فله
أسمى سجل بفعل الخير مزدخر
اليوم يلقاك يا الله مبتهجا
فجنة الخلد للأبرار تنتظر
إن سال دمعي ولم أمنع تدفقه
فلست عن ذرفه للقوم وأعتذر
رحيل زايد هذا اليوم زلزلني
ولا أُلامُ فإني يا ورى بشر
رحم الله قائدنا وجعل في عقبه الخير
دعواتكم
ـ[المستبدة]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 01:59 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ورحم الله موتى المسلمين
وجعلهم في روضةٍ
من رياض الجنة فرحين ..
آمين يا رب العالمين
ـ[الأحمر]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 04:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واغسله بالماء والثلج والبرد اللهم بدِّل سيئاته حسنات اللهم أكرم نزله ووسع مدخله
أظن أن هناك خللًا في وزن هذه الأبيات
يدي تلوح يوم البين في وهنٍ
والدمع خلف قناع الصبر مستتر
التفعيلة الثانية في الشطر الأول
غاب الزعيم العظيم اليوم عن وطني
كما تغيب عن ظلمائنا القمر
التفعيلة الثانية في الشطر الثاني
هذا محمد عون الأخ ناصره
أوفى الرجال له كفؤٌ ومقتدر
التفعيلة الثانية في الشطر الأول
وأظن أنّ في هذا البيت خطأ نحويًّا
وفي مقدمة الفرسان كان أخٌ
شهم كريم وفي الشدات مختبر
الصواب (أخًا شهمًا كريمًا)
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 05:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واغسله بالماء والثلج والبرد اللهم بدِّل سيئاته حسنات اللهم أكرم نزله ووسع مدخله0
حاول الشاعر في هذه اللوحة الحزينة أن يراوح بين صور مختلفة وألوان متفرقة من أساليب الرثاء عند العرب فطورا تراه باكيا ملتاعا وطورا تراه معزيا متصبرا محتسبا وحينا تراه نادبا وآخر تراه مادحا ........
أشعر أنه صادق في كثير من المعاني التي طرحها ولا سيما إذا عرفنا مقدار الحب الذي ذخرته قلوب أبناء الإمارات لقائدها الراحل فقد أحبوه كما يبدو من حجم حزنهم وألمهم لفقده كما لم يحبّ شعب قائده والقصيدة حملت هذه الروح بوضوح وأبانت جانبا مما يكنه أبناء الإمارات لوالدهم الراحل0
وقفت هنيهة عند هذه الصور الفنية المعبرة
لولا يقيني بأن الموت خاتمة
لكل حي وأن القبر منتظر
لما اهتدت لمواني الصبر أشرعتي
فعاصف الحزن لا يبقى ولا يذر
فساءلتني طيور الدوح باكية
ألن يعود؟ فكاد الصبر ينتحر
بحر متلاطم مظلم وسفينة كليلة تطوّح بها الأمواج العاتية يمنة ويسرة في ليلة داجية ريحها عاتيةولاهادي أو دليل!! ماذا تنتظر من نهاية لهذه السفينة إلاّ أنّ الشاطيء البيّن ذي المنارة المضيئة بوهج الصبر وقبس الإيمان اجتذب هذه السفينة الحائرة وانتزعها من دوامة الخوف والهلع 0
ومن ثم طيور باكية تسأل بألم وحسرة في تقرير بانعدام العودة مما هيّج آلام الشاعر فأوشك الصبر الذي بدا هنا طائرا كسيرا أن ينتحر في وصف بارع لحالة أبناء الإمارات بعد موت قائدهم رحمه الله0
أرى أنّ الشاعر قد أبدع فيها كثيرا وكان موفقا في انتزاعها من غيهب الألم واضطراب المشاعر 0
شكرا للأستاذة أنوار مع دعائنا لها بتعظيم الأجر0
أخي الأخفش الكريم أتأذن في مداخلة خجلى؟
لو شددنا الواو في الأولى والياء في الثانية والخاء في الثالثة وعددنا كان تامة في الرابعة أتراه يستقيم الميزان؟
للجميع عاطر التحايا0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 09:49 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله القائد الحكيم الشيخ الوالد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه ,أنزله منازل الصديقين والشهداء اللهم آمين.
العزاء بالشيخ الوالد عزاؤنا جميعنا فكلنا افتقدناه رحمه الله لما كان له من مواقف كريمة وأيادي بيضاء لنصرة المسلمين وتخفيف جراحهم وألآمهم يشهد له بها المسلمون في شتى أنحاء الأرض وليس فقط في الدول العربية الإسلامية.
وما اجتمع المسلمون على أمر كما اجتمعوا على محبة هذا الرجل الفذّ وما شهدناه في تشييعه والصلاة عليه والدعاء له في كل مساجد الدول العربية والاسلامية خير دليل على هذه المكانة التي احتلها الراحل في قلوب المسلمين فهو رحمه الله كان آخر الرجال في زمن قلّ فيه الرجال وكم كنا بحاجة لبقائه بيننا في هذه الظروف القاتمة التي يمر بها المسلون ونسأل الله تعالى أن يكون خلفه خير خلف لخير سلف وأن يتابعوا درب الشيخ القائد المغفور له بإذن الله.
ولا تقتصر محبة هذا الرجل الحكيم على أهل الإمارات ولكننا جميعاً نحبّه وندعو له ونسأل الله تعالى له الجنة والرحمة الواسعة لقد كان رحمه الله يذكرنا بالزمن الأول زمن الصحابة الكرام زمن الكرم والخير والشهامة النابعة من إيمان خالص بالله تعالى وبأن الله تعالى خلق البشر ليصلحوا في الأرض وها هي الإمارات ستشهد يوم القيامة أمام الله تعالى بأن الاصلاح كان على عهد هذا القائد الفذّ ونسأل الله تعالى أن يجعل كل ما قام به الراحل ما عرفناه وما كان في علم الله أن يجعله في ميزان حسناته يوم القيامة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى مع نبينا وقائدنا حبيبنا نحمد صلى الله عليه وسلم.
عظّم الله أجر المسلمين كافة بهذا القائد الحكيم وأحسن عزاءهم.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 01:39 م]ـ
الموت حق على الجميع، وكل شيء هالك إلا وجهه.
هناك مقولة لميل جيبسون Mel Gibson تتجسد في بعض الشخصيات، وإخال الشيخ زايدًا منهم، وهي:
Every man dies,not every man really lives
وترجمتها: كل رجل يموت، لكن ليس كل رجل يحيا.
رحمه الله، وقدس روحه.
ـ[الأحمر]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
أخي العزيز البديع بديع الزمان
لو شددنا الواو في الأولى والياء في الثانية لاستقام الوزن
أتصدقني أن أقرأ البيت بالياء (كما يغيب)
لو شددنا الخاء في الثالث لاستقام الوزن
ولكن هل تشديد الخاء لغة فيه؟
لو عددنا (كان) تامة لاستقام الوزن
ولكن هل المعنى يتطلب كون (كان) تامة؟
فالمعنى يدور حول الشيخ زايد - رحمه الله - بوصفه بالكرم والشهامة
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 07:15 م]ـ
أخي الحبيب الأخفش
وردفي الوسيط: (الأَخّ): لغة في الأَخِ.
وجاء في اللسان:. و الأَخُّ و الأَخَّةُ لغة في الأَخِ والأُخْتِ , حكاه ابن الكلبي ; قال ابن دُرَيْدٍ: ولا أَدري ما صحة ذلك.
أمّا جعل كان تامّة فأرى أنّ المعنى يستدعي نقصانها ـ والله أعلم ـ ولكنّ الشاعر اضطر إلى تمامها0
دمت لي أخا كريما وللفصيح هامة سامقة0
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 02:29 م]ـ
أشكركم على حسن التفاعل مع مصابنا، وعلى حسن العزاء في فقيدنا الكبير
رحمه الله وتقبله خير قبول، وتقبل دعاءكم
أختي المستبدة: استبددت بالبدء جعلك الله سباقة للخير دوما
أستاذنا الأخفش: تقبل الله دعاءك وشكر لك حرصك على استقامة القصيدة
أستاذنا البديع حملتنا على أجنحة الطير لنحلق في فؤاد الحزن على عظيم الخطب
سيادة المراقب العام: مقولة يستحقها زايدنا، فأحسنت العزاء بحسن الثناء
غاليتي سمر: مشاعرك أثلجت صدري وزادتني فخرا بشرف قيادته لبلادي
إن أذنتم لي المداخلة في وزن القصيدة فأرى أن قوله
هذا محمدُ عونُ الأخِ ناصره
مستفعلن / فعلن/ مستعلن / فعلن
ليس فيه خلل في الوزن، أليست (مستفعلن) مما يجوز تحويلها إلى (مستعلن)؟
وليس الاسم بالتشديد، وقد تأكدت أنه قالها بالكسر فقط من قصيدته المكتوبة بالضبط الكامل
أما الخطأ النحوي فليس كذلك، والمقصود بالأخ هو الشيخ محمد بن زايد، وليس الشيخ زايدا نفسه، راجعوا من قوله:
وهب خليفته التوفيق إنّ له
قلبا كبيرا بحب الشعب معتمر
على طريق أبيه اختار رحلته
وفي دروب المعالي يقتفى الأثر
جميع من عاهدوا بالامس والده
على الفداء إذا ما لوح الخطر
أتوا اليه وعهد الحب يسبقهم
فهم لنصرته أرواحهم نذروا
وفي مقدمة الفرسان كان أخٌ
شهم كريم وفي الشدات مختبر
هذا محمد عون الأخ ناصره
أوفى الرجال له كفؤٌ ومقتدر
أتسمحون بسؤال:
(الشدات) جمع شدة، هل من يستطيع أن يورد لنا هذا الجمع في شيء من منقول شعر العرب أونثرهم؟
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 07:26 م]ـ
أستاذة أنوار هو كما قلت فالتفعيلة هنا مطويّة والطيّ يدخل مستفلن في البسيط بقلة0
وأمّا إعراب أخ فيكون: كان أخ في مقدمة الإخوان 000 لمحة ألمعية أيتها الفاضلة0(/)
سؤال
ـ[الظامئ]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أعرف قائل هذه الأبيات
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غابة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شيء
ودمتم مشكورين
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 02:18 م]ـ
وَلَو أَنّا إِذا مُتنا تُرِكنا: لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنّا إِذا مُتنا بُعثِنا: وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ
تنسب هذه الأبيات لسيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجه، ورضي عنه.
نسأل الله أن يرزق الأمة بإمام مثله لا سيما هذه الأيام.
اللهم آمين.
اللهم آمين.
ـ[الظامئ]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:15 م]ـ
بارك الله فيك ياأبا الحسين على تشريفك وشكرا لك(/)
فلوجة العز .....
ـ[صالح العمري]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 10:50 ص]ـ
فلّوجة العزّ ..
تحيّة إجلال وإكرام للفلوجّة الصامدة بعقيدتها ومبادئها وعراقتها وشموخها ...
فلّوجةَ العزِّ جاء الفتحُ والفرجُ = والفجرُ من حندّسِ الظلماءِ ينبلجُ
للهِ كم فيكِ من ثغرٍ تُفَرْدِسُهُ = حوريّةٌ شعَّ منها النورُ والأرجُ!!
في ضفتيكِ من الأملاكِ ألويةٌ = يطيبُ في ظلّها التكبيرُ والرَّهَجُ
الله أكبرُ يا فلوجةً وقفتْ = في حقبةِ الذُّلِ تستعلي و تنتهجُ
ما ضرّها في مقام العزِّ مُنْقَلبٌ = والحسنيانِ لها في أُفْقِها سُرُجُ ..
عزّ النصيرُ .. وللأحزابِ زمجرةٌ = والله يرصدُ ما حاكوا وما نسجوا
سليبةٌ قد أحاطّ الظالمون بها = حلفُ الخيانةِ .. للصلبانِ قد خرجوا
سبيّةٌ .. في سبيل الله ما شهدتْ = يذودُ عن صدقِها البرهانُ والحُجَجُ
تستصرخُ الدينَ والدنيا وكلَّ أبٍ = فما استفاق لها عرقٌ ولا وشَجُ
كأنما الأمةُ الغفلى مخدّرةٌ ... = لم يبق من عزِّها أمْتٌ ولا عِوَجُ
تناهشتْها سباعُ الأرضِ فانطرحتْ = وليس في صدرِها قلبٌ ولا وَدَجُ
متى تثورُ لأعراضٍ مدنّسةٍ = والعلجُ يجتاحُ محماها و يختلجُ؟!
لكن إذا أذن الباري بنهضتِها .. = قامتْ، وفي قومها البركانُ والوَهَجُ
سلوا الصليب وهولاكوهُ كيف غدوا = هلكى، وما قصةُ الناجين كيف نجوا؟!
سلوا المعاجم عن "حريّةٍ" أسَرَتْ = يرسي دعائما الغوغاءُ والهمجُ!!
تبّا .. فما قَدِموا إلا لمهلكةٍ = والموتُ ذو لجُجٍ من فوقها لُجَجُ!!
والعلقميُّ وراء العلجِ مُدَّرعُ = والنار تضرمُ، والأحقادُ تعتلجُ!!
ربيبُ غدرٍ على عينٍ مُصَهْينَِةٍ = مُدجّنُ الفكرِ قد أزرى به الغَنَجُ
عبدُ العمالةِ لا دينٌ ولا خُلقٌ .. = إلا رياحُ الهوى والمعدنُ السَمِجُ
أشيمطُ الوجهِ أخزى اللهُ غُرّتَهُ = من كفّهِ الغدرُ و الإرهابُ والهَرَجُ
*****************
فلّوجةَ الحقِ هذا الكربُ فاعتصمي .. = بالصبرِ تُستعذبُ الغَدْوَاتُ والدُّلَجُ
تضرّعي عند أعتابِ الإلهِ فما = لمبتلىً عن دعاءِ اللهِ مُنْعرجُ ...
من لا يُردُّ على الأعقابِ سائلُهُ = ولا تُسَكُّ على أبوابهِ الرُّتُجُ
ثقي بمن يكشف البلوى، ففي يدهِ = زندُ السلاحِ .. وسرُّ النَّصرِ .. والمُهَجُ
سبحان من دارت الدنيا بحكمتهِ = لولاهُ ما قطعوا بحرا ولا درجوا
يارب نصراً كبدرٍ في جلالتها .. = أو خندقِ المجدِ إذ ضاقت بهم فُجَجُ
ما لي سوى الله والأمواجُ تصرعني = والليلُ يُطبقُ .. لا نجمٌ ولا سُرُجُ!!
ما لي سوى الله في كيدٍ وفي فتنٍ = وهل لها دون فضل الله مُنْفَرَجُ!!
ما لي سوى الله في أعداء ملّتهِ = وفتكِ أسلحةٍ تهوي وتختلجُ!!
ما لي سوى الله في دورٍ مهدَّمةٍ = ومسجدٍ لا يُنَادِي فيهِ مُدَّلِجُ!!
ما لي سوى الله في أنّاتِ أرملةٍ = وكَرْبِ أسرىً وراء الغلِّ قد نضجوا
***********
فلّوجة العزِّ يا آمالَ أمّتِنا = لعلنا بفتوح الله نبتَهِجُ ...
وللنفاقِ ارتكاسٌ لا قيامَ لهُ = وفوق أرضكِ رأسُ الكفرِ ينفلجُ
فليشهدْ الدهرُ والتأريخُ أنَّ لها = في سلّم المجدِ إسراءٌ و مُعْتَرَجُ
عليك منّي سلامٌ طاهرٌ عَبِقٌ = ما سبّحَ الخلقُ مولاهم وما لهجوا
فلوجتي .. لاعليكِ اليومَ من حَرَجٍ = لكنْ علينا –وربِّ الكعبةِ- الحَرَجُ!!
*********************
شعر: صالح بن علي العمري
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 12:56 م]ـ
وتحية إكبار أخرى لشاعر الفصيح م. صالح العَمْري على هذه القصيدة الجميلة.
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في العراق، يا ربُّ.
لك الشكر يا أبا علِي علَى هذا الشعور النبيل تجاه قضايا أمة الإسلام.
لك تحياتي.
ـ[المستبدة]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 06:38 م]ـ
الله أكبرُ يا فلوجةً وقفتْ
في حقبةِ الذُّلِ تستعلي و تنتهجُ
ما ضرّها في مقام العزِّ مُنْقَلبٌ
والحسنيانِ لها في أُفْقِها سُرُجُ ..
لله درّك أيها الشاعر المبدع ..
أبيات رائعة،
حروف قوية مباغتة سامقة ..
تستصرخُ الدينَ والدنيا وكلَّ أبٍ
فما استفاق لها عرقٌ ولا وشَجُ
كأنما الأمةُ الغفلى مخدّرةٌ ...
لم يبق من عزِّها أمْتٌ ولا عِوَجُ
لم يبق من عزِّها أمْتٌ ولا عِوَجُ!!
آهٍ لجرحٍ لن يندمل ...
نادت فلوجة الطهر نادت:
وإسلاماه ..
لكن لا (معتصماه) في الجوار .. !!
ويحك أمتي من سباتٍ طال .. !
فلوجتي .. لاعليكِ اليومَ من حَرَجٍ
لكنْ علينا –وربِّ الكعبةِ- الحَرَجُ!
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[09 - 11 - 2004, 07:19 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة خالد الشبل
وتحية إكبار أخرى لشاعر الفصيح م. صالح العَمْري على هذه القصيدة الجميلة.
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في العراق، يا ربُّ.
لك الشكر يا أبا علِي علَى هذا الشعور النبيل تجاه قضايا أمة الإسلام.
لك تحياتي.
ـ[الهاسرى]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 07:38 م]ـ
كأنما الأمةُ الغفلى مخدّرةٌ ... لم يبق من عزِّها أمْتٌ ولا عِوَجُ
تناهشتْها سباعُ الأرضِ فانطرحتْ وليس في صدرِها قلبٌ ولا وَدَجُ
متى تثورُ لأعراضٍ مدنّسةٍ والعلجُ يجتاحُ محماها و يختلجُ؟!
لكن إذا أذن الباري بنهضتِها .. قامتْ، وفي قومها البركانُ والوَهَجُ
_______________
هى والله كذلك وهى لا تحرك ساكنا ولا تستجيب لمستغيث
ولا تتحرك لنصرة مظلوم أوحماية عذراء ينتهك عرضها وتستباح كرامتها
أمة بالامس كانت ملأ أسماع الدنا اليوم واسفى عليها تنهشها سباع الارض
وتتكالب عليها أيدى المكر والخديعة والرجس
قصيدتك اخى الشاعر المجيد مبكية محزنة ومفرحة مطربة مبكية محزنه لانها تتحدث عن ماساتنا عن ذلتنا عن خنوعنا ومفرحة مطربة لانها تنظر بعين الامل وتستشرف نصرا قريب باذن الله
فلّوجةَ العزِّ جاء الفتحُ والفرجُ والفجرُ من حندّسِ الظلماءِ ينبلجُ
للهِ كم فيكِ من ثغرٍ تُفَرْدِسُهُحوريّةٌ شعَّ منها النورُ والأرجُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمزة]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 09:01 م]ـ
أيها الرائع الأستاذ الشاعر / صالح العمري
لله درك ولله در الأبطال الأشاوس المجاهدين في الفلوجة .. حتماً سيزول الظلم وتنقشع سحابة الغم والهم والكرب .. حتماً ستدور الدائرة على البغاة الطغاة الغاصبين الغاشمين ... حتماً سيطل الفجر الأبلج ويقهر الظلام عما قريب بإذن الله تعالى.
فسوف تصفو الليالي بعد كدرتها ... وكل دورٍ إذا ما تم ينقلبُ
لك التحية أخي العزيز صالح ودمت للمنتدى بخير.
ـ[الأحمر]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 09:16 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة حمزة
أيها الرائع الأستاذ الشاعر / صالح العمري
لله درك ولله در الأبطال الأشاوس المجاهدين في الفلوجة .. حتماً سيزول الظلم وتنقشع سحابة الغم والهم والكرب .. حتماً ستدور الدائرة على البغاة الطغاة الغاصبين الغاشمين ... حتماً سيطل الفجر الأبلج ويقهر الظلام عما قريب بإذن الله تعالى.
فسوف تصفو الليالي بعد كدرتها ... وكل دورٍ إذا ما تم ينقلبُ
لك التحية أخي العزيز صالح ودمت للمنتدى بخير.
ـ[صالح العمري]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 03:43 م]ـ
أيها الأخوة الكرام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من العايدين .. وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم .. وجعل هذا العيد عيد الفتوح والنصرة والتمكين ..
شكر الله لكم تواجدكم ومشاركتكم ومداخلاتكم الطيبة ..
ومعا على طريق الصلاح والإصلاح ......
أخوكم: صالح(/)
نجاح الفشل
ـ[الظامئ]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تعجبكم هذه المشاركة التي اخترتها لكم وهي منقوووولة عن موقع الساخر
قصة نجاح / المقهور
في محيط مليء بالفشل وأهله، ليس عيبا أن نتكلم عن النجاح ولو كان نجاحنا الشخصي.
إنني أرى الصبية الذين يقفون عند إشارات المرور يستجدون أو يغلفون استجداءهم بعلبة مناديل ورقية أو عطر للسيارة، كذلك أرى وأسمع عن الخريجين الجالسين بانتظار الوظيفة الحكومية، وأشاهد الكثير من الأنشطة التجارية والخدمية (مطاعم، مغاسل، صالات انترنت، .... ) تفتح أبوابها اليوم لتقفلها غدا بعد خسائر معتبرة ونفقات لا يستهان بها تحصدها البلديات والجهات الرسمية ذات العلاقة والعاملون في حقل الديكور واللوحات الإعلانية.
نعم .. حتى لو كان نجاحنا الشخصي.
عندما أقول أنني إنسان ناجح فأنا أستفز من حكموا على أنفسهم بالفشل للقيام بخطوة في الطريق الصحيح، ولا أقول ذلك لأتعالى أو أدعي التميز عن غيري.
فأنا إنسان عادي، حتى أنني لست عصاميا، كما يقال.
فلم أبدأ من الصفر، بل من إرث عن والدي رحمه الله، وفي زمن يعتبر فيه عدم إهدار الإرث نجاحا، فإن تنميته واستثماره المنتج نجاح مربع.
لم أرث مالا سائلا، بل كان نصيبي من تركة المرحوم والدي عمارة مكونة من أربعة أدوار في منطقة ممتازة يمكن القول أنها تجارية وسكنية في الوقت نفسه، وكل ما فعلته بعد أن آلت الملكية إلي رسميا أنني استقدمت كاتبا لمتابعة تحصيل الإيجارات وليكون سائقا شخصيا وبوابا للعمارة أيضا.
وجهت خطابات إلى السكان أطالب فيها برفع الإيجار:
الفا للشقة الصغيرة من غرفتين.
ألفين للشقة المكونة من ثلاث غرف.
وأربعة آلاف عن الشقة ذات الأربع غرف.
أما بالنسبة للمحلات التجارية الكائنة في الدور الأرضي فقد كانت الزيادة المطلوبة أكبر قليلا.
لقد كان الخطاب واضحا وحاسما: إما التوقيع على عقود بمبالغ الإيجار الجديدة أو الإخلاء عند نهاية العقود القديمة،
وقد حاول أحد المستأجرين أن يناقش الموضوع، فالعمارة قديمة ولم تطرأ عليها أية إصلاحات حتى أنه لم يعد صبغها كان الجواب واضحا وبسيطا: لقد تحسن سوق العقار خصوصا بعودة الأموال العربية من الخارج.
وقد يسأل سائل: وأين العبقرية في هذا؟؟ فقد يترك السكان شققهم وتقع الخسارة الأكيدة.
هنا يكمن الفرق بين النجاح والفشل: أن تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعف عدوك أو خصمك إن شئت التخفيف.
فلا يمكن تفعيل احتجاجات السكان إذ أن العقد شريعة المتعاقدين ولا يوجد جهة للفصل في خصومات من هذا النوع، فالمستأجر مكشوف، كما أنه من المعروف أن الإنسان بعد أن يستقر في سكنه ويرتب أمور حياته ومدارس أولاده وفقا لموقع السكن الجديد وبعد أن يضيف لمساته الشخصية على المأجور فهو ـ في الغالب الأعم ـ لن يتخلى عنه بسبب زيادة في الإيجار، إلا إذا كان أصوليا إرهابيا يدخل الدين في التجارة أو مريضا بعقدة الاضطهاد من الذين يشعرون أنهم يتعرضون للسرقة بشكل دائم.
وهكذا كان.
لقد وافق الجميع على زيادة الإيجار .. وهنا جاء الوقت لضربة ذكاء أخرى:
* وقع!
ـ ماذا أوقع؟؟
* العقد الجديد!
ـ نعم .. ولكن ما هذا؟ 3 .. ماء سنويا و 5 .. تأمين كهرباء و 12 .. لحارس العمارة و 15. لشفط البيارة .. أليس شفط البيارة مجانيا؟
* بلى .. ولكن هل تضمن أن يبقى مجانيا، ثم أن الماء ليس مجانا وحارس العمارة لا يعمل بالطاقة الشمسية
ـ أجل .. ولكن .. هذا كثير .. ثم ما هذا الشرط هنا؟
* أي شرط؟
ـ هذا .. الثامن والستون والذي يقول: يحق للمالك أن يقطع الماء والكهرباء عن المستأجر فور تخلفه عن تسديد الإيجار في التاريخ المتفق عليه ..
* أولا تنوي أن تدفع؟
ـ بلى .. ولم يحصل أن تأخرت خلال السنوات العشرين الماضية والوالد رحمه الله كان كثيرا ما يقول لي: لماذا العجلة .. لعلك في حاجة للمبلغ .. الخير موجود والحمد لله، ولكنني كنت أصر على الدفع في الموعد.
* الحمد لله! فما المشكلة
ويوقع .. يوقع وهو ينحي كوب الشاي البارد الذي أحضره البواب .. يوقع ويمضي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يمض على بداية تجربتي هذه أكثر من خمس سنوات ومع ذلك فقد أصبح عندي عمارة جديدة في موقع استراتيجي وسياراتي 2 .. 3 و 2 .. 4 وأموالي في أربعة بنوك وأولادي يدرسون في جامعات لاس فيغاس ولا أنسى أن لدي كاتبا سائقا بوابا يقبض راتبه البالغ 6 .. كل نهاية شهر
وهكذا سارت الأمور، وحققت بهذا الأسلوب هدفين طيبين بل ومندوبين أيضا:
حافظت على أملاكي ونميتها وعظمت عوائدها .. واستجلبت الرحمة على روح الوالد من جميع السكان
بعض الحساد الفاشلين من ذوي الشعارات الفارغة يقولون أنهم يلعنونني وإنني جشع
لا بأس .. فهكذا يعامل الناجحون في بلادنا الفاشلة
: D
ـ[الظامئ]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تعجبكم هذه المشاركة التي اخترتها لكم وهي منقولة من موقع الساخر
قصة نجاح / المقهور
في محيط مليء بالفشل وأهله، ليس عيبا أن نتكلم عن النجاح ولو كان نجاحنا الشخصي.
إنني أرى الصبية الذين يقفون عند إشارات المرور يستجدون أو يغلفون استجداءهم بعلبة مناديل ورقية أو عطر للسيارة، كذلك أرى وأسمع عن الخريجين الجالسين بانتظار الوظيفة الحكومية، وأشاهد الكثير من الأنشطة التجارية والخدمية (مطاعم، مغاسل، صالات انترنت، .... ) تفتح أبوابها اليوم لتقفلها غدا بعد خسائر معتبرة ونفقات لا يستهان بها تحصدها البلديات والجهات الرسمية ذات العلاقة والعاملون في حقل الديكور واللوحات الإعلانية.
نعم .. حتى لو كان نجاحنا الشخصي.
عندما أقول أنني إنسان ناجح فأنا أستفز من حكموا على أنفسهم بالفشل للقيام بخطوة في الطريق الصحيح، ولا أقول ذلك لأتعالى أو أدعي التميز عن غيري.
فأنا إنسان عادي، حتى أنني لست عصاميا، كما يقال.
فلم أبدأ من الصفر، بل من إرث عن والدي رحمه الله، وفي زمن يعتبر فيه عدم إهدار الإرث نجاحا، فإن تنميته واستثماره المنتج نجاح مربع.
لم أرث مالا سائلا، بل كان نصيبي من تركة المرحوم والدي عمارة مكونة من أربعة أدوار في منطقة ممتازة يمكن القول أنها تجارية وسكنية في الوقت نفسه، وكل ما فعلته بعد أن آلت الملكية إلي رسميا أنني استقدمت كاتبا لمتابعة تحصيل الإيجارات وليكون سائقا شخصيا وبوابا للعمارة أيضا.
وجهت خطابات إلى السكان أطالب فيها برفع الإيجار:
الفا للشقة الصغيرة من غرفتين.
ألفين للشقة المكونة من ثلاث غرف.
وأربعة آلاف عن الشقة ذات الأربع غرف.
أما بالنسبة للمحلات التجارية الكائنة في الدور الأرضي فقد كانت الزيادة المطلوبة أكبر قليلا.
لقد كان الخطاب واضحا وحاسما: إما التوقيع على عقود بمبالغ الإيجار الجديدة أو الإخلاء عند نهاية العقود القديمة،
وقد حاول أحد المستأجرين أن يناقش الموضوع، فالعمارة قديمة ولم تطرأ عليها أية إصلاحات حتى أنه لم يعد صبغها كان الجواب واضحا وبسيطا: لقد تحسن سوق العقار خصوصا بعودة الأموال العربية من الخارج.
وقد يسأل سائل: وأين العبقرية في هذا؟؟ فقد يترك السكان شققهم وتقع الخسارة الأكيدة.
هنا يكمن الفرق بين النجاح والفشل: أن تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعف عدوك أو خصمك إن شئت التخفيف.
فلا يمكن تفعيل احتجاجات السكان إذ أن العقد شريعة المتعاقدين ولا يوجد جهة للفصل في خصومات من هذا النوع، فالمستأجر مكشوف، كما أنه من المعروف أن الإنسان بعد أن يستقر في سكنه ويرتب أمور حياته ومدارس أولاده وفقا لموقع السكن الجديد وبعد أن يضيف لمساته الشخصية على المأجور فهو ـ في الغالب الأعم ـ لن يتخلى عنه بسبب زيادة في الإيجار، إلا إذا كان أصوليا إرهابيا يدخل الدين في التجارة أو مريضا بعقدة الاضطهاد من الذين يشعرون أنهم يتعرضون للسرقة بشكل دائم.
وهكذا كان.
لقد وافق الجميع على زيادة الإيجار .. وهنا جاء الوقت لضربة ذكاء أخرى:
* وقع!
ـ ماذا أوقع؟؟
* العقد الجديد!
ـ نعم .. ولكن ما هذا؟ 3 .. ماء سنويا و 5 .. تأمين كهرباء و 12 .. لحارس العمارة و 15. لشفط البيارة .. أليس شفط البيارة مجانيا؟
* بلى .. ولكن هل تضمن أن يبقى مجانيا، ثم أن الماء ليس مجانا وحارس العمارة لا يعمل بالطاقة الشمسية
ـ أجل .. ولكن .. هذا كثير .. ثم ما هذا الشرط هنا؟
* أي شرط؟
ـ هذا .. الثامن والستون والذي يقول: يحق للمالك أن يقطع الماء والكهرباء عن المستأجر فور تخلفه عن تسديد الإيجار في التاريخ المتفق عليه ..
* أولا تنوي أن تدفع؟
ـ بلى .. ولم يحصل أن تأخرت خلال السنوات العشرين الماضية والوالد رحمه الله كان كثيرا ما يقول لي: لماذا العجلة .. لعلك في حاجة للمبلغ .. الخير موجود والحمد لله، ولكنني كنت أصر على الدفع في الموعد.
* الحمد لله! فما المشكلة
ويوقع .. يوقع وهو ينحي كوب الشاي البارد الذي أحضره البواب .. يوقع ويمضي.
لم يمض على بداية تجربتي هذه أكثر من خمس سنوات ومع ذلك فقد أصبح عندي عمارة جديدة في موقع استراتيجي وسياراتي 2 .. 3 و 2 .. 4 وأموالي في أربعة بنوك وأولادي يدرسون في جامعات لاس فيغاس ولا أنسى أن لدي كاتبا سائقا بوابا يقبض راتبه البالغ 6 .. كل نهاية شهر
وهكذا سارت الأمور، وحققت بهذا الأسلوب هدفين طيبين بل ومندوبين أيضا:
حافظت على أملاكي ونميتها وعظمت عوائدها .. واستجلبت الرحمة على روح الوالد من جميع السكان
بعض الحساد الفاشلين من ذوي الشعارات الفارغة يقولون أنهم يلعنونني وإنني جشع
لا بأس .. فهكذا يعامل الناجحون في بلادنا الفاشلة(/)
من أجمل ما قرأت من شعر
ـ[الهاسرى]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 08:10 م]ـ
للشاعر أبي إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري الأندلسي
تَفُتُّ فؤادكَ الأيامُ فَتَّا وتَنْحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وتَدْعُوكَ المنونُ دُعاءَ صِدقٍ ألا يا صاحِ: أنتَ أريدُ، أنتا
أراكَ تُحِبُ عِرساً ذات غَدرٍ أبتَّ طَلاقها الأكياسُ بَتَّا
تنامُ الدهرَ ويحكَ في غطيطٍ بِها حَتى إذا مِتَّ انتبهتا
فكم ذا أنتَ مَخدوعٌ وحتى مَتى لا ترعوِي عَنها وحَتى
أبا بكرٍ دَعَوْتُكَ لو أَجَبتا إلى ما فيه حَظُّكَ إن عَقَلْتا
إلى علمٍ تكونُ به إماماً مُطاعاً إن نَهَيتَ وإنْ أَمَرْتَا
وتجلو ما بعينك مِنْ عَشَاها وتَهْديكَ السبيلَ إذا ضَلَلْتَا
وتَحملُ مِنهُ في نادِيكَ تاجاً ويكسوكَ الجمالَ إذا اغتربتا
يَنَالُكَ نَفعُهُ ما دُمْتَ حَيا ويَبقى ذُخْرُهُ لكَ إنْ ذَهَبتا
هُوَ العَضْبُ المُهنَّدُ ليسَ يَنبُو تُصِيبُ بِهِ مَقاتلَ مَنْ ضَربتا
[وكَنزٌ لا تخافُ عليه لِصاً خَفيفُ الحملِ يُوجدُ حيثُ ii كنتا
يَزيدُ بِكَثرَةِ الإنفاق منهُ وينقصُ أن بهِ كفاً شَدَدْتا
فلو قد ذُقْتَ من حلواه طَعماً لآثَرْتَ التعلُّمَ واجتهدتا
ولمْ يَشغلكَ عنهُ هَوىً مُطاعٌ ولا دُنيا بِزُخْرُفِها فُتِنتا
ولا ألهاكَ عنهُ أنيقُ رَوْضٍ ولا خِدْرٌ بِرَبْرَبِهِ كَلِفتا
فَقوتُ الروحِ أرواحُ المعاني وليس بأنْ طَعِمتَ وأن شَرِبْتا
فواظِبهُ وخذ بالجدِّ فيهِ فإنْ أعطاكَهُ اللهُ أخذْتا
وإنْ أُوتيتَ فِيهِ طَويلَ باعٍ وقال الناسُ إنَّكَ قد سبقتا
فلا تأمنْ سُؤالَ اللهِ عنهُ بتوبيخٍ: عَلِمتَ فهل عَمِلْتا؟
فرأسُ العِلمِ تَقوى اللهِ حقاً وليس بأن يُقال: لقد رأستا
وَضافي ثوبِكَ الإحسانُ لا أنْ تُرى ثَوبَ الإساءةِ قد لَبِستا
إذا ما لم يُفِدْكَ العِلمُ خيراً فخيرٌ منهُ أن لو قد جَهِلتا
وإنْ ألقَاكَ فَهْمُكَ في مهاوٍ فليتكَ ثُمَّ ليتكَ ما فَهِمتا
ستجني من ثمار العجزِ جَهلاً وتَصْغُرُ في العيونِ إذا كَبِرتا
وتُفقَدُ إن جهِلتَ وأنتَ باقٍ وتُوجَدُ إن عَلِمْتَ وقدْ فقِدتا
وتَذكرُ قَولتي لكَ بعدَ حِينٍ وتَغبِطها إذا عَنها شُغِلتا
لَسوفَ تَعَضُّ من نَدَمٍ عليها وما تغني الندامةُ إن نَدِمتا
فَراجِعها ودَعْ عنك ii الهوينى فَما بالبُطءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا [/ I][/font][/size](/)
من القائل
ـ[حسين الخطيب]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 12:13 ص]ـ
من القائل وأرجو الاعراب:
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
ـ[الأحمر]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
ألا: حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب
ليت: حرف تمنٍ ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يدخل على الجملة الاسمية فينصب المبتدأ ويسمى اسمه ويرفع الخبر ويسمى خبره
الشباب: اسم (ليت) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
يعود: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر (ليت)
يومًا: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو متعلق بالفعل (يعود) وجملة (ألا ليت ........ يومًا) لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية
فأخبره: الفاء سببية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
أخبره: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا لوقوعه بعد فاء السببية والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا) والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به
بما: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب و (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أخبر ه)
فعل: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
المشيب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وجملة (فعل المشيب لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول
ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قائل البيت / أبو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني فلم يغن البكاء ولا النحيب
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
قالوا: ما فعل المشيب يا أبا العتاهية؟
قال: أحنى ظهري, وأذهب عني لذة الشراب والطعام, وملذة المنام. فصاحب الثمانين والسبعين لا يتلذذ لا بطعام ولا بشراب ولا بمنام, وهو أمر معلوم من سير الناس.
مع تقديري
الأمل(/)
شاعر اليوم (أبو الطيب المتنبئ) نبع بلاغة لا ينضب.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 06:56 م]ـ
موضوعي اليوم عن حياة شاعر العرب، و الذي أعشق شعره كما أعشق الفصحى تماما وسأقدم لكم إن وفقني الله في الإسبوع نبذة عن شعرائنا القدامى و شعراء العصر الحديث إن شاء الله وذلك للفائدة و إحياء ذكرى هؤلاء الشعراء الذين كان لهم جزيل الفضل في الإرتقاء بلغة الضاد، أقصد بقولي هذا الشعراء الذين نظموا شعرهم في ما يرضي الله ورسوله. و ها أنا أبدأ بشاعر العروبة و لسان الفصاحبة اللبق. _أبو الطيب المتنبئ _
__________________________________________________
المُتَنَبّي
303 - 354 هـ / 915 - 965 م
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي. و لي عودة لذكر نخبة من قصائده الرائعة. إن شاء الله.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يعقوب]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 07:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت عاشقة لغة الضاد
بارك الله فيك أختي العزيزة، ولئن أرادت نفسي ذكر بعض الأحداث من حياة المتنبي وبعض الأبيات الرائعة، أنا واثقٌ بأنك سوف تفي الموضوع حقّه، وانا أحيّيك على هذه المبادرة المباركة بإذن الله.
ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 09:47 م]ـ
رائعة يا عاشقة ...
يا لجميل ما اخترتِ ..
أحمد
ومن كأحمد .. ؟!
مالئ الدنيا وشاغل الناس
نادرة الأزمان، وساحر الأنام
عزيزتي العاشقة
قد أكون معكِ هنا .. وسأشاركك الحديث عن شاعرنا الفحل.
بالطبع إن سمحتِ لي ..
فأنا لا أملك قلمي ولا حرفي عند الحديث عنه .. اسمحي لي يا ساحرة ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 10:35 م]ـ
سلام و تحية للأعضاء الكرام، لا أدري ماذا أقول لكما سوى شكرا على التعليق، وسأعمل جاهدة على ذكر كل ما يخص المتنبئ.
و مرحبا بك أختي المسبتدة بل ومرحبا بقلمك المبدع وأحرفك الرقيقة.
ـ[الا مبرااااطور]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 09:47 م]ـ
أختي عاشقة لغة الضاد
المتنبي إذا أردنا الحديث عنه لابد لنا من مجلدات
ولكن يكفيك عن هذا المبدع الاستماع فقط لشريط الدكتور / عائض القرني (امبراطور الشعراء) فهو شامل عن حياة هذا المبدع
فهو صاحب أفضل بيت في المدح
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صممٌ
ـ[المستبدة]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:15 ص]ـ
أخي الامبراطور ..
أهلاً بك في هذي المساحة المشرقة بأبي الطيب ..
وبالفعل يستحق منا مجلدات لأدبه وإبداعه الساحر ..
عدتُ هنا فقط لكي أشكرك على اسم الشريط ..
كنتُ أبحث عنه ووددت أن أعرف اسمه ..
شكراً لك بحجم تقديرك لشاعرنا المبدع ..
ـ[حمزة]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 09:01 م]ـ
يقال أن أبا جعفر المنصور كان جالساً مع أصحابه يتدارسون أخبار الشعر والشعراء فذكروا أبا الطيب المتنبي ـ وكان المنصور أشد كراهية للمتنبي وشعره ـ فقال أحد الحاضرين: لو لم يكن للمتنبي من شعره سوى " لك يا منازل في القلوب منازلُ " لكفى، فغضب المنصور غضباً شديداً وأمر بضربه وطرده من المجلس، فتعجب الحاضرون من فعله وسألوه: لم فعلت ذلك؟ وما الذنب الذي إرتكبه صاحبنا؟ فقال على الفور: لا تدرون ما يقصده هذا الخبيث، في القصيدة التي ذكرها ورد بيت يقول:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فتلك الشهادةُ لي بأني كاملُ
لك التحية أختي عاشقة الضاد على هذا الموضوع الجميل والتحية لإمبراطور الشعراء المتنبي والتحية للجميع.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أتعلم يا ابن كندة كيف أضحى **** بيانك ركن كعبتنا اليماني
فطورا نحن نلثمها وطورا **** يطول طوافنا حول المعاني
وكوفتك التي آنست فجرا **** على جمراتها السبع المثاني
غدت يا ابن الحسين سراج فكر **** وشعرك زيته أبد الزمان
بم يكنى المتنبي؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 02:29 م]ـ
يكنّى بأبي الطيب و يلقب بالمتنبئ، و إسمه الأصلي أحمد.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 08:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا أختي عاشقة لغة الضاد
التي تشعر بجمال الشعر لديها إحساس شاعر
لنقل له كنية أخرى
أتعرفينها؟؟؟
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 10:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا على المرور والتعليق الطيب، في الحقيقة لا أعرف له سوى أنه كان يكنّى بأبي الطيب فإذا لديكم المزيد عنه، فلا تبخلوا علينا فأنتم أدرى به منا.
ـ[يعقوب]ــــــــ[03 - 12 - 2004, 10:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساحة ممتعة، اما عن الحادثة التي ذكرها الأخ حمزة، فإليكم هذا الموقع ( http://www.aliman.org/la12/la16.htm) هو يتضمن قصة أخرى (وهي في إعتقادي الصحيحة).
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 12:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤيا نعاها المعري في معرته **** فأصبحت بعده يوغا لطاغور
وشامها المتنبي مرة فغوى **** فراح يبحث عنها عند طاغور
وكلما قربوا من نورها احتجبت **** على الجميع وظلت دون تفسير
خزائن النور أعطتني لآلئها **** لأن حبل اتصالي غير مبتور
آت وأحمل أوجاعي وأسئلتي **** على حطام من الأيام منخور
ترينني عائدا من مدين وأنا **** بلا عصاي بلا نار بلا طور
إن السماء إذا كانت بلا وطن **** تكون خالية من أي تعبير
يكنى المتنبي بأبي مُحَسَّد (بتشديد السين)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا معشر العروبة.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 07:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وشامها المتنبي مرة فغوى **** فراح يبحث عنها عند كافور
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 09:08 م]ـ
1_برأيكم هل المتنبئ شاعر متكسب ومادح منافق؟ وهل كان يحب سيف الدولة حبا صادقا أم أنه حب تسيطر عليه المصالح والمنافع ويشوبه النفاق والكذب؟
________________________________________
2_ في رأيكم ما هي أجمل الأبيات التي نظمها المتنبئ؟
_______________________________________
3 _ و هل شعره متكلف تكثر فيه الإستعارات والمحسنات البديعية الكثيرة التكلف، أم أنه شعر ذو ألفاظ بليغة و معان عذبة صادقة و أسلوب غير متكلف؟
__________________________________________
كل هذا بعيدا عن العواطف والمشاعر تجاه شاعرنا الكبير، فهذا استفتاء الهدف منه التوضيح و التبيين.
وأنا في إنتظار رأي كل واحد منكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[يعقوب]ــــــــ[06 - 12 - 2004, 06:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسئلة جميلة، شكراً لك وللأخ قمر لبنان.
هل المتنبئ شاعر متكسب ومادح منافق؟
حُلُم الإمارة والولاية راود المتنبي طيلة حياته. فكان هدفه هو ان يصبح والياً على منطقة تخضع لسيطرته. وقد يكون دفعه هذا الطموح إلى مدح الذين لا يجوز مدحهم، وهو ما فعل ذلك إلا طمعاً بالحكم.
فقد قال لكافور:
وغَيرُ كَثيرٍ أنْ يَزُورَكَ راجِلٌ & فيَرجِعَ مَلْكاً لِلعِراقَينِ والِيا
فَقد تًهَبُ الجيَشَ الَّذي جاء غازِيًا & لِسائِلِكَ الفَرْدِ الَّذي جاءَ عافِيا
وهل كان يحب سيف الدولة حبا صادقا أم أنه حب تسيطر عليه المصالح والمنافع ويشوبه النفاق والكذب؟
برأيي كان حب المتنبي لسيف الدولة صادقاً كلَّ الصدقِ، فقد قال
حببتك قلبي قبلَ حُبِّك من نأى & فقد كان غدّاراً فكنْ انتَ وافيا
وأعلَمُ أنَّ البَيْن يشكيكَ بَعْدَهُ & فلسْتَ فؤادي إن رأيتك شاكيا
فهو ينادي قلبه لينسى حب الحمداني إذ انه غدر به، ويدعو نفسه لنسيان ما مضى.
ولم يكن المتنبي يتكسّب لدى سيف الدولة والدليل انه تركه ومضى حين شعر بأن كرامته أُهينَت عنده.
في رأيكم ما هي أجمل الأبيات التي نظمها المتنبئ؟
له الكثير في الحكمة، اما أنا فأكتفي بهذا:
قيل للمتنبي: "على من تنبأت؟ " قال: "على الشعراء" فقيل له: "لكل نبي معجزة فما هي معجزتك؟ ". قال معجزتي هذا البيت:
ومن نكدِ الدنيا على المرءِ أن يرى & عدوا له ما من صداقته بد
أما عن التكلف في شعره فلم ألاحظ ذلك، لكنه قد يكون أتى ببعض الأبيات فيها شيء من التكلف، ولست أرى ذلك عيباً لأنه لم يستفحل في شعره.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 08:03 م]ـ
لك الشكر الجزيل أخي يعقوب على مرورك الطيب وتعليقك و إضافة رأيك لهذه الصفحة فبأمثالكم يرتقي منتدى الفصيح إلى العلياء إن شاء الله، وتقبل مني كل الإحترام والتقدير. ونحن نحترم كل الأراء بصدر رحب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الحربي]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبه ياختي لغة الضاد لموضوعك الذي طرحته فالمتنبي بلا منازع شاعر العربيه الأول
ذلك لأن شعره الذي قاله وتعبيره عن أحاسيسه قد تقاطع مع أحاسيس بني عصره وكذلك أحاسيسنا نحن، فقد تفرد المتنبي بموسيقاه المتوتره التي نلحظها في شعره، وها نحن نستشهد بأشعاره في كل وقت وننتشي بها ولا نقولها ونحن منكسرين ولاكننا ننشدها بكبرياء وعزه وهذه حاله البحث عن العزه
وليس الكبرياء في عالم القوي ياكل فيه الضعيف.
المتنبي عرف عنه التقديم والتأخير في أبياته الشعريه.
من أشهر أبياته التي نرددها وأرددها أنا وليس يسعنا الوقت في سردها جلها
واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
الحب مامنع الكلام الالسنا وألذ شكوى عاشق ما أعلنا
ليت الحبيب الهاجري هجر الكرا من غير جرم واصلي صلة الضنا
لك يامنازل في القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهل
لاتحسبوا ربعكم ولاطلله وكم حي فراقكم قتله
لكل امرء من دهره ماتعودا وعادات سيف الدوله الطعن في العدا
إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
وليس بمقدوري التعرض لكل أبياته المشهوره فلقد علمتموها واكتفيت بذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الحربي]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذراً لقد نسيت محور التكسب بالشعر
المتنبي في الحقيقه لم يمدح شخصيه إلا إذا احبها ومدحه لكافور قد يتضمن مدحه أو هجاؤه ملبس باساليب مدحيه.
وإذا أنشدنا شعره أحسسنا بصدق مدحه لانه في مدحه لسيف الدوله وهو قد أحبه فعلاً
بحثاً عن الذات العربيه المفقوده في خضم الرياح التي بدات تعصف بالدوله الإسلاميه
وهذا المناضل يجاهد الروم في الحدود الشماليه المتاخمه لحدود الروم.
ملاحظه: ننقد المتنبي ونصمه بالتكسب بالشعر ولا نستطيع أن ننقد شعراؤنا المحدثين
وكيف تبسمه بالشعر. رحم الله الملك سيف الدوله وشاعره المتنبي رحمةً واسعه
عتبي على بعض الدارسين وأعضاء هيئة التدريس إلا ماندر فلا أراهم. يترحمون عليهم
وكأ ن الله لم ينفع بهم الأمه في نظرهم. الله يغفر لنا ولهم
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 07:00 م]ـ
شكرا على مرورك أخي فهد، جميل هو رأيك في المتنبئ، ولك الشكر الجزيل على إمتاعنا به، فمنكم نستفيد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما عن قولك في أن نترحم عليه، فالرحمة على جميع المسلمين الأموات منهم والأحياء بما فيهم المتنبئ، و لا ينكر أحد فضل المتنبئ في كثير من المجالات الحياتية فلقد إستفادت منه الأمة العربية إستفادة واسعة، فقد كان ومازال وسام شرف على صدر الأمة العربية.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 03:18 م]ـ
أين أنتم أيها الفصحاء، أريد رأيكم في تلك الأسئلة المطروحة، فهلا أفدتمونا بآرائكم المفيدة، جزاكم الله خيرا، فلم أرى تفاعلا كما كنت أتوقع منكم.!!
ـ[أحمد المتنبي]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 04:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأبي فهر الشيح محمود شاكر رأي جميل في تنبؤ المتنبي، وسبب سجنه ومقتله، ووالده، ومحبته لأخت سيف الدولة ....
كل ذلك في كتابه - رحمة الله عليه -: المتنبي - رسالة في الطريق إلى ثقافتنا.
تقبلوا تحاياي
ملحوظة للفاضل الأستاذ خالد الشبل، أو أحد المشرفين:
هل تتكرموا بتعديل همزة القطع في أسفل الصفحة في مربع الحوار:
إعتمد المشاركة / إلى همزة وصل.
دمتم موفقين لكل خير
ـ[المستبدة]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 07:47 م]ـ
مرحباً بالجميع ..
غبتُ كثيراً عن هذي الصفحة المشرقة
بأبي الطيب ..
قد عتبت على غاليتي وحبيبتي .. العاشقة ..
أنْ ذكرت هنا ما قد يشوّه الصفحة المتبخترة به ..
حينما سألت:
_برأيكم هل المتنبئ شاعر متكسب ومادح منافق؟ وهل كان يحب سيف الدولة
حبا صادقا أم أنه حب تسيطر عليه المصالح والمنافع ويشوبه النفاق والكذب؟
لا أنكر عليكِ عزيزتي .. مثل هذا الطرح .. ونحن جميعاً لنا الحق في هذا ..
لكنّي أخال أن ليس هنا مجال إلا للتقدير والحب للمبدع الجليل (رحمه الله) ..
قد تكون صفحة أخرى مستقلة .. كم وددت أن يظل يعبق وينبض به ..
لكن ما لبث عتبي أن زال .... حينما قرأت رد الأستاذ الفاضل: فهد
فحروفه ورأيه السديد ... أعاد الإشراق في عينيّ لهذي الصفحة ...
وقد أفاد وأجاد .. له تقديري وجزيل شكري ..
فلله درّك يا أحمد ... ليت شعري .. ليتنا نسلّط مثل هذا .. على متشاعري هذا
الزمان ... ومتكسّبيه ...
آمل أن تكون لي عودة قريبة هنا .. وأرجو أن تكون عقب الامتحانات ..
فشاعرنا كبير كبير .. ولا بد من عودة ....
الشكر للغالية / العاشقة ...
وأكرره ثانية لتوهّجك هنا .. ونشاطك الجميل المثري للصفحات ..
دمتِ مبدعة ..
محبتي
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 03:29 ص]ـ
لك التحية أيتها المستبدة،،
أتمنى أن يكون لنا لقاء هنا، فكما تعلمين كلنا في الأمر شرق.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 09:58 ص]ـ
شهور مضت على المشاركةِ ...
للرفعِ ..
سنواصل إن أحببتم ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 03:45 م]ـ
السلام عليكم
أخي حمزة
تعديل طفيف ..
القصة التي ذكرتها وقعت في مجلس الشريف المرتضي ..
وبطلها ..
الشاعر المتعصب للمتنبي ..
أبو العلاء المعري ..
وشكرا ..
ـ[غريب الفرات]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 06:23 ص]ـ
السلام لاهل السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
لي بمستغرب ان اقول ان المتنبي يرحمه الله هو واغلب معلمي اللغه العربيه الذين علمونا الادب قبل اللغه هم من قربني من لغة الضاد وصولا الى حب القرآن واهله والشريعة بكل فروعها
فلله الحمد والمنه
وللمتنبي ولاستاذنا السيد حازم وغيره الرحمه والغفران
آمين
ولاعزاء للموظفين!!
ـ[أبوالسنابل]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 02:51 م]ـ
في ظني أن المتنبي لم يكن طموحه يقف عند حد التكسب وحشد المال بل كانت لديه نزعه نحو التعالي والحصول على القوة والمراتب العالية، حتى طلبه للمال لم يكن حباً بالمال وإنما لتحقيق غاياته وهذا ما دعاه يجوب الأقطار ويصحب الملوك، ويتعالى على الشعراء، ويساوى نفسه بممدوحيه من الأمراء!! وقد صرح يوما ما برغبته في الولاية (تلميحاً) في أحد قصائده قائلاً:
وما رغبتي في عسجد استفيده .......... ولكنها في مفخر أستجدّه
أما حبه لسيف الدولة فالواضح من خلال قصائده أن غيظه منه لم يصل إلى حد الكره بل نجد آثاراً من الحب والوفاء له، وقد صرح بذلك في بعض قصائده كقوله:
فلو كان ما بي من حبيب مقنّع ............. عذرت ولكن من حبيب معمّمِ
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى .... هوى كاسر كفي وقوسي واسهمي
- أجمل الأبيات:
كل قصائد المتنبي خالدة ومشهورة .. فمن أين أبدأ؟
نعم هناك تكلف في شعره، وهناك إبهام في كثير من أبياته، إضافة إلى شذوذه اللغوي، وأحياناً جمعه ما بين البليغ والسفساف في القصيدة الواحدة وقد قال العسكري في الصناعتين " لا أعرف أحداً كان يتتبع العيوب فيأتيها غير مكترث لها إلا المتنبي"
لكن لديه قدرة في اختراع المعاني (تشبيه – استعاره)، ووصف القتال، والبراعة في ضرب الأمثال ..
والغريب أن المتنبي لم يكن ماجناً .. ولم يكن يهتم بما كان يهتم به أكثر الشعراء من شرب مدام أو مغازلة حسان!!!
لكن الحقيقة أن هذا الشاعر على الرغم من فشله وإخفاقه في تحقيق ما يصبو إليه إلا أنه عرف الحياة وعرف حقيقة البشر فنظم لنا أبياتاً جميلة وحِكماً رائعة أدرك الناس صحتها فأصبحت أمثالاً تتداولها الألسن في كل مكان.
فلله درك أيها الشاعر المعتز بعروبته ..
ـ[سليم]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 06:38 م]ـ
السلام عليكم
يلقب بالمتنبي ,لآنه يقال انه ادعى النبوه في باديه السماوه, ويقال ايضا ان لقب بالمتنبي لانه شبه نفسه بالانبياء في قصائده منها هذا البيت:
ما مقامي بارض نخله الا= كمقام المسيح بين اليهود
فهنا شبه نفسه بالمسيح!!!
وهناك طريفه تقول في بيت الشعر الذي قتله ,حيث كان مع غلامه محسد عندما لحق به الجنود,
ولما راى بفسه لا يقدر على القتال هم بالهروب فقال له غلامه:اتهرب انت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني =والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال لغلامه لقد قتلتني!!!!
ـ[ادم خيرالله]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 05:24 م]ـ
الكلام عن الشاعر الفحل ابوالطيب رائع وبهذه المناسبة لدى بحث يتناول شخصية المتنبئ من خلال شعره ساحاول عرض جزء منه على هذا الموقع ان شاء الله اذا امكن.هذاكله طبعا بعد ان تقبلونى صديقا جديدا لمنتداكم العامر.
ابوخيرالله:;
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:55 ص]ـ
هذا هو المتنبي؛كماهو في عنوان هذه النافذة, نبع بلاغة لا ينضب!
ما زلتَ أبا الطيب مالىء الدنيا وشاغل الناس!
من جاء بهذا الخيرالسوداني؛ يبعث النافذة من جديد , ويعد بما وعد؟!
أهلّا بك خير الله في منتدى الفصيح, و نحن في شوقٍ إلى عرض دراستك أو جزءٍ منها.
وليتك تكتب موضوعًا في المنتدى العام تعرّف فيه نفسَك؛لتلقى ترحيبَ أهل الفصيح.
وشكر الله لصاحبة هذه النافذة , ولمن مروا بها مرور الكرام ـ على لغة الكرماء!
أمّا مروري هنا؛ فليس من هذا الباب؛ولعلّي أكفّر عن هذا ونحوه؛ بوقوفٍ يسُرّ كلَّ محبٍ للعربية وشاعرها العظيم ـ على شوارد المتنبي المُسْهِرات؛ رصدتُّ له عَبْرِي ,و حشدتُ له صبري, ونذرتُ له طرفًا من عمري؛ وعن أوان إخراجه ,إن سألتم؛ فما أدري!
ـ[أحاول أن]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
كل نافذة يُعلَن عليها اسم المتنبي لا تخلو من إبداع ٍ ومتعة ..
فحيَّى الله جهودكم أخانا أبا خير الله ..
أما الدكتور شوارد فما تذكرت ُ منذ قرأت ُ معرفه أول مرة إلا شوارد المتنبي ,, تلك التي نام ملء جفونه عنها ..
وقد رجوت ُ -ذات نقاش ٍ - أن تطربنا باختيار لما تراه من شوارد َ للمتنبي ,, اختيار ٌ ليس إلا , فكيف وقد رصدت َ وحشدت َ ونذرت!! ..
ما أسعدنا بهذا الإعلان! .. جعلكم الله مباركين حيثما كنتم ..
سنظل في إرهاص ٍ للإبداع ..
ونبقى بانتظار السحاب الممتلي , فجادكم الغيث ..
ـ[تنوين]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 11:26 ص]ـ
جزى الله الأستاذة الفاضلة (عاشقة لغة لضاد) على هذه الإضاءات الجميلة عن الشاعر الحكيم مالئ الدنيا وشاغل الناس أبي الطيب المتنبي , والحق أننا استمتعنا هنا بكل ماأثبته الإخوة والأخوات عن هذا الشاعر العظيم.
كما وأتمنى من الفاضل (د. شوارد) أن لا يتأخر علينا بشوارد هذا الشاعر الفحل.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. منذر عمران الزاوي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 07:08 م]ـ
ياأخ حمزة الكريم:
المتنبي لم يكن في ايام ابي جعفر المنصور فابو جعفر المنصور هو من مؤسسي الدولة العباسية الاوائل أما المتنبي فقد عاش في العصر العباسي الثاني ايام الدولة الحمدانية في حلب والموصل , والقصة التي ذكرتها هي بين ابي العلاء المعري الشاعر الاعمى الذي كان يتعصب للمتنبي وبين الشريف الرضي نقيب الاشراف الذي كان ينتقد المتنبي.
وقد نظم ابو العلاء لشدة اعجابه بقصيدة "لك يامنازل" قصيدة تشبهها على نفس الروي والقافية لاتقل عنها ابداعا واختراعا.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:18 م]ـ
لو أنفق الباحث منا عمره في البحث في المتنبي وقراءته لانتهى عمره وما نضب المتنبي.
ولو كانت في البلاد الإسلامية صحافة صفراء لأعلنت عن فضيحة مدوية فيها لمن ينتقد كل من يريد دراسة المتنبي، لكن الحمد لله ليس لدينا هذا البلاء.
والبلاد الغربية فيها صحافة صفراء لكنني أخاف أن تعلن في الصحافة الرسمية عندهم.
الحمد لله على العافية، وأرجو الله أن يهدي من يرى هذا الرأي في المتنبي أن يهديه إلى الصواب.(/)
فلوجةٌ، رفحٌ
ـ[سلاف]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 02:37 م]ـ
فلّوجةٌ، رفحٌ، وأسوارُ الرّمال= في الشام, في مصرٍ، أأشباهَ الرجالْ
يا جُنْدَ يعرُبَ تبطشون بشعبكم = أوما اكتفيتم يا حُماةَ الإحتلالْ
أنا لا ألوم عدوَّنا في بغيه = أَدَعوْهُ بوشاً أم دَعَوْهُ أبا رُغالْ
يا للرّغالات التي ملأت عوا = صمنا رموزا للخنا والإنخذالْ
وعلى رؤوسهم من التيجان ما = جادت به رومٌ عليهم من نِعالْ
لكن ألوم جيوشنا في ذلّها = لولا الجيوشُ أكانَ يحكمنا البغالْ؟
أو كان جند الرّومِ يهنأُ عندنا = بألذّ مأكولٍ وبالماء الزّلالْ
لو كنتمُ منّا لكنتم ثرتمُ = لله أو قد كان بعضكم استقالْ
أمّا وأنتم هكذا في ذلّكم = فلتلبسوا المنديلَ من دون العقالْ
أقسو عليكم! والذي أوحى إلى = طه أحبكمُ ولكنّ المقالْ
من حسرةٍ مما بإخوانٍ لنا = في كلِ صقعٍ من دنيئات الفعالْ
فهنا ديارٌ تستباحُ وأمّةٌ = صارت مساجدها لأعداءٍ مبالْ
أخبارُنا تَخْزى الكلابُ بمثلها = إنّ الوفا في الكلب من خير الخصالْ
يا إخوتي والقلبُ ينزف حسرةً = والنّارُ تمعنُ في خلاياه اشتعالْ
فتحملوا مني ملامةَ وامقٍ = وتأملوا بالله في هذا السؤالْ:
ما ذا لو انّكم كسرتم نيركمْ؟ = فلربكم لا للملوكِ الإمتثالْ
ثم اتجهتم للذين سبيلهم = من نهج أحمدَ، لا لمفتٍ رامَ مالْ
فمددتم الأيدي ببيعةِ نصرةٍ = لخليفةٍ نرنو له، فالذّلّ طالْ
فإذا العقابُ يظلنا في عزّةٍ = تجتثّ ما أعلوه من حدّ انفصالْ
فلّوجةٌ صمدتْ فكيف بجمعكم = وملائك الرحمن في ساح النزالْ
معكم كما كانت ببدرٍ صحبةً = نعمَ التجلّي في الجهاد وفي المآلْ
لا يدحر العدوانَ إلا وحدةٌ = تحت الخلافة لا العواطفُ والخيالْ
ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 01:49 ص]ـ
قصيدة رائعة ..
صدقتِ في صدقك:
لكن ألوم جيوشنا في ذلّها
لولا الجيوشُ أكانَ يحكمنا البغالْ؟
لا يدحر العدوانَ إلا وحدةٌ
تحت الخلافة لا العواطفُ والخيالْ
لا يدحر العدوان إلا وحدة ..
إلا وحدة .... !!
ترى هل من يسمع .. !!؟؟
أنا .... أشك!!(/)
عندما يحزن العيد.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 05:18 م]ـ
شعر: أحمد حسبو
ولدي رآني مطرقاً في العيدِ ..... مستغرقاً في الصمت والتنهيدِ
فرنا إليّ بمقلتيه محدِّقاً ..... وجرى إليّ بفطرة المولود
وقف الصغير مسائلاً ببراءة: ..... (ما لي أراك مُكدراً في العيد)؟!
قل لي بربك يا أبي ما تشتكي ..... صعب عليّ أراك غير سعيد
فالعيد يوم للسرور وللرضا ..... والأنس والإسعاد والتجديد
والعيد وصل والتقاء أحبة ..... والعيد مأدبةٌ ولبس جديد
والعيد طرحٌ للكآبة جانباً ..... لتعيش منطلقاً بلا تقييد
والعيد يومٌ في ظلال خميلة ..... أو روضة محفوفة بورود
والعيد في سمع الورى ترنيمةٌ ...... هو فرحة كبرى بلا تنكيد
الناس حولي للحياة تبسموا ..... واستقبلوا الدنيا بخير نشيد
فعلامَ تبدو يا أبي متجهماً ..... ومخالفاً للعرف والتقليد؟!
أم يا ترى هي حكمةٌ أُلهِمتَها ..... وسواك ذو سفه وغير رشيد؟!
صوّبت لابني نظرة أودعتها ..... ردّي وفيضَ مشاعري لوليدي
لا زالتَ غضاً يا صغيري ناشئاً ..... فاسعد بيومك والغد المنشود
فأجابني: ما عدتُ غراً يا أبي ..... فارْوِ الغليل وقل بلا تمهيد
قلت استمع فلقد أثرتَ مشاعري ..... ونكأتَ جرحاً نازفاً بوريدي
كيف السرور ومسجدي الأقصى اشتكى ..... من حال أمتنا وكيد يهود؟!
كيف السرور وصفوةٌ من أمتي ..... في الأرض بين مشرد وطريد؟
هم إخوة في الله يجمعنا بهم ..... دين يسوِّي سيداً بمسود
كيف السرور ولم تزل أخواتنا ..... يصرخْنَ من وَغْدٍ ومن عربيد
يحملن في أحشائهن معرّة ..... من صلب كلب كافر رعديد
بُحّتْ حناجرهن علّ مروءة ...... تأتي بمعتصم أو ابن وليد
لو أنّ قتلَ النفس مشروعٌ لنا ...... لقتلن أنفسهن بالتأكيد
كيف السرور وقد رأينا مسلماً ...... مدّ اليمينَ مُصافحاً ليهودي (*)
فإذا بهذا الوغد يصفعُ خده ..... صفعاً أُحسّ لهيبه بخدودي
فرأيت يا ولدي الهوان مجسداً ...... هل بعد صفع الخد من تجسيد؟؟
العيد يوم نعود قلباً واحداً ...... والحبّ يغمره مع التوحيد
حبّ لغير مصالح ترجى به ...... حب لوجه إلهنا المعبود
العيد يوم تحرر الأفهام من ...... رِقِّ التصوّر، من عمى التقليد
العيد إن عاد الجهاد وكلّنا ...... مستبشرون بعَوْدِهِ المحمود
سيعود حتماً لا محالة يا فتى ...... بمشيئة المولى ورغم حسود
وسنُطلق الأقصى الأسير وعندها ...... سيكون حقاً ذاك يوم العيد
المصدر: مجلة البيان: العدد 122
ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 03:07 ص]ـ
وقف الصغير مسائلاً ببراءة: ..... (ما لي أراك مُكدراً في العيد)؟!
كأنّي بك يا صغيري .. وقد تكسّرت حروف الدهشة في فمك:
قل لي بربك يا أبي ما تشتكي ..... صعب عليّ أراك غير سعيد
تُرى ما كان منك أيها الأب .. تجاه دهشة صغيرُكَ .. ؟!
وكيف رددت حروف الطهر والصدق في جوفٍ صغيرٍ
لا يدري عن عالمنا المحزن سِوى ضجيج صمتِ أباه .. !!!؟
صوّبت لابني نظرة أودعتها ..... ردّي وفيضَ مشاعري لوليدي
ثمَّ .. ماذا .. !
لا زلتَ غضاً يا صغيري ناشئاً ..... فاسعد بيومك والغد المنشود
أحقاً كان غضاً صغيرا .. ؟؟!
فأجابني: ما عدتُ غراً يا أبي ..... فارْوِ الغليل وقل بلا تمهيد
أتراه ابنا عربيّاً .. !؟؟
تُرى أيعقل أن تكون إجابة طفل عربي .. !!
أجل عربي .. كنتُ دوماً أردد أنّ لصلاح الدين وعمر ابن الخطاب
أحفاد سيولدون .. وسيوارون سوأة ما فعلنا ..
أكمل أيها الأب الثائر ... ما ذا كان منك تجاه طلبه؟!
قلت استمع فلقد أثرتَ مشاعري ..... ونكأتَ جرحاً نازفاً بوريدي
ونحن معه نستمع .. !
كيف السرور ومسجدي الأقصى اشتكى ..... من حال أمتنا وكيد يهود؟!
كيف السرور وصفوةٌ من أمتي ..... في الأرض بين مشرد وطريد؟
بين مشردٍ وطريد ..
بين مشرّدٍ وطريدِ ... !
ويلٌ لنا من حالٍ سيزحف رويداً رويداً إلينا جميع ...
أيها السبات .. ألم تنتهِ بعد .. ؟؟!
تُرى أين صغيري .. ؟!
بودي أنّ أعرف أين ذهب .. ؟!
بالتأكيد لطريقين لا ثالث لهما ...
فهو لثلةٍ من الأصدقاء يشعلون الألعاب الناريّة احتفالاً بجراحنا التي لن تندمل ... !!
أو هناك .. أمسك بحجرة .. وعينيه الرقيقتين الطاهرتين طال انسكاب بناتهما .. !
بقلبٍ خاشعٍ .. مكفهر لحالٍ سمعه من أبيه .. هناك واصل الطريق .. يريد أبناء
فلسطين أصدقاؤه .. ! يرمي معهم ما قد يشفي غليله .... !
نعم ولو بحجرة .. يكفي أنه فعل شيء ... !
وأسفاه يا رجال أمتي الأبيّة .. !!!
)
(
)
(
العيد يوم نعود قلباً واحداً ...... والحبّ يغمره مع التوحيد
أشكر لك أستاذ خالد .. هذه الرائعة ..
لكن بودي أن أعرف أكثر عن الشاعر أحمد ... هل هو معروف .. ؟
وفي أيّ بلاد العُربِ النازفةِ يسكن جرحه .. !؟؟
دمتم
ـ[المستبدة]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 08:36 م]ـ
يا قوم أحداً منكم لا يعرف الشاعر أحمد .. ؟
قصيدة نازفة لم ترحل من ذاكرتي مذ مصافحتها هنا ..
تحيتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 09:01 م]ـ
أشكر لكما مروركما وتعليقكما.
أما عن الشاعر فلم أجد إلا هذا ( http://www.taifedu.gov.sa/newsdatabase/newsdatabase_print.asp?pcmd=articleprint&articleid=101).
ـ[المستبدة]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 01:21 ص]ـ
إذن هو من السعودية ...
شكراً لك(/)
مُصَمّخةُ العيد
ـ[أبو صُقيه الأصمخاني]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 07:06 م]ـ
فيما مضى كنتُ بالأعياد مسرورا
فعادني العيدُ في الدّلماء مهجورا
أرى قصيديَ أوراقاً مُهمّشةً
في المنتدى وصُقيهُ الشدوِ مسطورا
أثخنتِ صوتيَ أشعاراً ومغفرةَ
وما اكتفيتِ سوى بالقلب مكسورا
أهيمُ في (النّتِ) لا هادٍ ولا هدفٌ
أُصَمِّخُ الحرفَ علَّ الشِّعر مأجورا
في الشّنْكًبُوتِيّةِ* استنزفتُ محبرتي
أخطُّ ما أرتجي نظماً ومنثورا
أُقيمُ في كلِّ ركنٍ لي مُصَمّخَةً
فَلَرُبّما أشرقتِ في المنتدى نورا
إن أقطف الردّ ممن زار قافيتي
فلستُ ممن بفيضِ الردّ مبهورا
شرّ المواقع ركنٌ لا ردودَ به
يُبقِي الودادَ حوار الفكرِ والشورى
يامن يعزُّ عليْ ألا أُعايدهُ
صارَ التعايدُ لي من بعدِهِ زورا
هذا عتابيَ إلاّ أنّه مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُّرَّ حتى صرت مغرورا
العيدُ عيدكِ فاستبقي (معايدةً)
بها تجودي على من باتَ مجبورا
[ line]
* ( مصطلح منحوت من كلمتي الشبكة والعنكبوتية)
ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 01:58 ص]ـ
الأستاذ أبو صقيه:
بل أنا من أبهرتني حروفك وروحك ..
يا لرقيق مشاعرك ..
حوار شفيف مع الآخر الحاضر الغائب ..
ترانيم قلب ... وألحان روح تبحث عن رواء ... !
دمت بهكذا إبداع أيها الشاعر.
تحيتي لحرفك.
ـ[برجوازي]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 05:40 ص]ـ
كل عام وأنت بخير أخي أبا صُقيه .. وعيد مبارك عليك ...
لا أعلم هل هي المصافة التي تقودني لأن ألتقيك حتى في تذوق الأبيات .. قبل سنة من الآن تقمصني اسمك في أحد المنتديات الأدبية الأخرى وكنتَ قد نشرتَ أربعة أبيات من هذا النص هناك ... وتطفّلتُ حينها وجلبتها لهذا المنتدى البديع .. على هذا الرابط http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2732
لاحظ أن هذه المصادفة قبل عام ... وها نحن نلتقي من جديد هنا وأجدك مع ذات النص بعد أن تبلورعلى شكل مُصمّخة بل معلقة .. لا أقصد من ذلك أن أحرق عليك مشاركتك _ حاشا لله _ وهكذا نص يلزمه أن يكون كالحوليات ليخرج كما جئت به الآن فاعذرني على تطاولي على مشاعرك السابقة فأنا لست بسارق ولا شاعر حتى، وأعترف أنني لم أشر للنص حينما شاركتُ به هنا قبل عام أنه منقول وذلك لفرط جهلي في أمور المشاركات ... وأشكرك على ما تبديه من حضور في قصائدك الجذّابة.
ـ[أبو صُقيه الأصمخاني]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 02:26 م]ـ
السلام عليكم ..
أختي المستبدة: أشكر لك مرورك على مشاركتي وحضورك الدائم في هذا المنتدى ..
عزيزي برجوازي .. تحاملت على نفسك كثيرا فيما أوردتَ ... أنا وشعرى فداك أخي الكريم ... ومن الانتشاء لحرفي المتواضع أن تتصادف معه في إبحارك الذي لا ينم إلا عن متصفح جيد للمنتديات الأدبية .. وبالمناسبة ما تحدثت عنه قبل عام كان عبارة عن توقيع فقط ذيّلت به كتاباتي هناك ... والمطلع أيضا من قصيدة مشهورة للشاعر المعتمد بن عباد أنشدها وهو في السجن:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فعادني العيد في أغماتَ مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
يغزلن للناس ما يملكنَ قطميرا
وعلى المحبة نلتقي
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:26 ص]ـ
الأستاذ أبو صقيه:
مروري كان صادقاً ..
لنزف بهذا الجمال ...
هو مرور المتأمل ..
الذي ينشد الجميل ..
تقديري ..(/)
(القلب أعلم) _ من روائع المتنبئ_
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 11:37 م]ـ
السلام عليكم أيها الأعضاء الكرام مبارك عليكم العيد، أعاده الله علينا وعلى المسلمين جميعا بالخير واليمن والبركات.
هذه قصيدة من روائع ما كتب المتنبئ في سيف الدولة الحمداني يسرد فيه خصال سيف الدولة برقة و شفافية وابداع لم يضاهيهه فيه شاعر من شعراء عصره، حيث عرف بحبه لسيف الدولة وحب سيف الدولة له، كما أن أبا فراس كان يحسده على مكانته عند سيف الدولة. فلكم هذه القصيدة، و سآتي بالمزيد إن شاء الله لتتعرفوا على شاعر العرب أكثر فأكثر.
**************************************************************************************************** ****
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ = وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى = قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً = إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ
عَجِبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم = دَع ما بَراكَ ضَعُفتَ عَن إِخفائِهِ
ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ = وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ
إِنَّ المُعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى = أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِهِ
مَهلاً فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ = وَتَرَفُّقاً فَالسَمعُ مِن أَعضائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى = مَطرودَةً بِسُهادِهِ وَبُكائِهِ
لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ = حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ
إِنَّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بِدُموعِهِ = مِثلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بِدِمائِهِ
وَالعِشقُ كَالمَعشوقِ يَعذُبُ قُربُهُ = لِلمُبتَلى وَيَنالُ مِن حَوبائِهِ
لَو قُلتَ لِلدَنِفِ الحَزينِ فَدَيتُهُ = مِمّا بِهِ لَأَغَرتَهُ بِفِدائِهِ
وُقِيَ الأَميرُ هَوى العُيونِ فَإِنَّهُ = ما لا يَزولُ بِبَأسِهِ وَسَخائِهِ
يَستَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بِنَظرَةٍ = وَيَحولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ
إِنّي دَعَوتُكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً = لَم يُدعَ سامِعُها إِلى أَكفائِهِ
فَأَتَيتَ مِن فَوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ = مُتَصَلصِلاً وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ
مَن لِلسُيوفِ بِأَن تَكونَ سَمِيَّها = في أَصلِهِ وَفِرِندِهِ وَوَفائِهِ
طُبِعَ الحَديدُ فَكانَ مِن أَجناسِهِ = وَعَلِيٌّ المَطبوعُ مِن آبائِهِ.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 03:13 ص]ـ
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً
إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ
لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ
سلمتَ وسلمَ فؤادك أيها الإنسان .. !
يااااااااااااه .. !
تُرى أتشعرون تماماً كما أشعر تجاه هذي القصيدة
من جمالٍ وطهرٍ وشفافية .. !
بل تجاه الشاعر المجيد .. والروح النبيلة الرقيقة .. أحمد
(قد أختلف مع ما يجده كثير من أصحاب النظرات السطحيّة
تجاه شاعرنا المبدع!!)
أزعم يا أبا الطيب أنَّ بطون النساء عجزت
عن ولادة شاعر .. يقف في وجهك الند بالند .. !
ألم أقل أنّك يا عاشقة .. ذات حرف رقيق .. وروح جميلة
تسعى بك نحو الجمال والسمو دوماً ..
فالآنُ أنا أُراهن على رائع لوحاتك الأدبيّة ..
لروحك المشرقة كل الحب.
)
(
)
(
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 08:50 ص]ـ
أشكرك على المرور الكريم والتعليق الرقيق، أنت لا تعرفين مدى إعجابي بشخصية المتنبئ وتيتمي بأشعاره البليغة. فعلا لم يأت الدهر بنظراء يماثلونه في البلاغة والشجاعة والإبداع. فلك التحية والشكر الجزيل.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 10:22 ص]ـ
....(/)
عنترة بن شداد رمز للشجاعة و عزة النفس.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 12:19 ص]ـ
عَنتَرَة بن شَدّاد
? - 22 ق. هـ / ? - 601 م
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي.
أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى. من أهل نجد. أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
كان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلاً، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي. و لي عودة للإتيان ببعض قصائده المختارة إن شاء الله.
ولكم التحية و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 02:02 ص]ـ
عزيزتي عاشقة لغة الضاد:
أشكر لك انطلاقك، وإشراقتك هنا ..
يعجبني حماسك ..
ما هو إلا انعكاس
لروحك المنطلقة المغرّدة ..
محبتي يا غالية ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 09:00 ص]ـ
تحيتي لك و تقديري يا عزيزتي، أنت من تفسحين المجال لروحي بالتغريد و الإبداع، فبتعليقاتك الجميلة، يكون التغريد أجمل و أعذب، فما تغريدي إلا انعكاس لعذب كلماتك ورقة حروفك. فلك التحية والمحبة دوما أيها المستبدة.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 05:43 م]ـ
سامحيني فقد كتبت الرد على عجلة. ((أيتها)).(/)
قصيدةُ النَّاعشِ النَّعُوشُ
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قصيدة لامرئ القيس وفيها يستعرض ذو القروح عظلاته اللغوية؛ بتظمينها غريب الألفاظ، وما استوحش منها.
ومن يعرف معاني بعض هذه الكمات، حبذا لو يأتي بها مشكوراً.
ملاحظة:
البيت الأول لم يرد في القصيدة؛ وإنما وضعته لكي تُقْرأُ على الوجه الصحيح، لمن لا يسعهُ ذلك.
يقول الملك الضليل فيها:
مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ فَعُولَن=مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ فَعُولُ
رَبعانِ بالوادِ بينَ حالا=واهدودمتْ منهما العروشُ
وحانَ مغناهما فأودى=وعادَ مُخْلَوْلِقاً وحيشُ
وأروقََ العِطْلِهيج فيها=وطَهطلُّ وَ طَهْطَليشُ
والهامُ والهِندجانُ فيها=والصلُّ والنمرُ والنموشُ
والفهد يغدو بِقَلْقَليْنٍ=والأكدحُ الأقرعُ الكدوشُ
مغْنىً لأمِّ الوليدِ قفرٌ=حلَّته من بَعْدها الوحوشُ
وكان عهْدي بدارِ مَيٍّ=يَحُلُّه الجهمُ والجرِيشُ
يا طالبَ الطبِّ إنَّ ميَّاً=دواءُ منْ داؤهُ عطيْشُ
العينُ قوسٌ ومقلتاها=سهمانِ والحاجبانِ ريشُ
هل يَبْلُغنِّي دارَ مَيٍّ=صُمَيْدَحِيٌّ ضَمَخْدَدِيشُ
خَيْخَضِعٌّ خَيْخَضٌ خِضمٌّ=مُرْقَاشِمٌّ قائِشٌ فشوشُ
مُلَقْلَقُ العُنْقِ عندَ عُرْفٍ=مُدْلًنْفِقُ الخُفِّ طَنْفَتِيْشُ
إن دبَّ شبَّهْتهُ عُقاباً=أو نِقْنِقاً راعهُ كَدِيْشُ
فإن يَقُدْني الهوى لِمَيٍّ=كما يُقَادُ العَرَنْدَرِيْشُ
فالقومُ قد يعلمون أنّي=نَهْدٌ إذا اصطَكَّتِ الجيوشُ
أنا الفتى الأرْيَحِيُّ فيهم=السَّيد النَّاعشُ النَّعُوشُ
أُنْعشُ بالمالِ طالِبَيْهِ=إن قيل أين الفتى البَشُوْشُ
أيامُ لا نلتقي لِلَهوٍ=إلا وأكبادنا تَجِيْشُ
وقولها لي كفى اعْتِنَاقاً=فَلْيَهْدَ مِنْكَ اليدُ البَطُوْشُ
دمتم سالمين:
وحي اليراع
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 11:29 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ: أبو محمد
شرفني مرورك الكريم على مشاركتي، وترحيبك بي. فشكرا لك.
ربما أثار عجبك - بحسب فهمي لكلامك - البيت الأول والذي هو:
مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ فَعُولَن **** مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ فَعُولُ
أخي العزيز:
ليس كل الناس سواء في مدى معرفتهم لقراءة القصائد؛ لأن البحور والأوزان - وخاصة القليل استعمالها - قد تصعب على بعض من لا يلم بها، وهذا الأمر ربما أفسد جمال القصيدة، وأقصد بذلك إذا كان من يقرأها لا يعرف موسيقاها، ووزنها الشعري.
لذلك وضعت تفعاعيل البحر الذي تنتمي إليه هذه القصيدة؛ لكي ُيستطاع قراءتها على الوجه الصحيح، وخصوصا أن بعض الألفاظ في هذه القصيدة تُسبَّب بعض اللبس في حال قراءتها.
وعلى ما أظن أنك لم تقرأ الملاحظة التي أوردتها في الأعلى، وبوسعك الرجوع إليها.
أنا أعلم أنك قصدت بقولك أن العرب لم تعرف الأوزان قبل الخليل، بأنها لم تضع لها علما له قوانينه، وأصوله، ولا اسما يفصل أوزانه، وبحوره.
وإلا فهي وربي أعلم بها من غيرها، فكيف إذن استطاعت نظم القصائد، على هذا النمط الواحد، فتجد قصائد الطويل، والكامل، والرجز ..... وغيرها، فهم يعرفونها بالحس، وبالفطرة.
أخي الكريم:
أشكر لك مرورك العَطِر.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذ وحي القلم:
هذه القصيدة مما نُسِب لامرئ القيس، ولم ترد في أصول الديوان المخطوطة، ووضعها المحقق الكبير محمد أبو الفضل إبراهيم - رحمه الله - في الملحق في آخر الديوان ص 463 - 464، ولم يشرح شيئًا من ألفاظها، لكنه عَلَّقَ على مصدر القصيدة، بقوله:" مجلة الهلال عدد 38، نوفمبر سنة 1929 ص 91 - 94 ضمن بحث لبدلي جرزي أوردها بشرح لها. كما نشرها المستشرق الإيطالي جريفيني في مجلة ( RSTOL,595-605 )
فيمكن الرجوع إلى مجلة الهلال لمطالعة الشرح الذي ذكره أبو الفضل، ومجلة الهلال ( http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/images/pic013a.jpg) أنشأها جورجي زيدان (1278 - 1332 هـ) (1861 - 1914 م) وواصل ابنه إميل زيدان إصدارها بعده.
وتقوم وحدة الميكروفيلم في مكتبة الإسكندرية ( http://www.bibalex.org/Arabic/index.aspx) بعمل كشاف لهذه المجلة بالإضافة إلي أنه سوف يتم عمل مسح إلكتروني لجميع أعداد المجلة (من سنة 1892حتى 2002) لتكون متاحة على أقراص ممغنطة ( CDs ) . مما ييسر للباحثين سبل الاطلاع عليها بل الحصول على نسخ رقمية من أعداد المجلة.
ولعل أحد الأساتذة من الإسكندرية يفيدنا بأخبار هذا العمل.(/)
لا تسقني كأس الحياة بذلةٍ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:05 ص]ـ
..... بسم الله الرحمن الرحيم ......
نعم هذا هو عنترة علم في رأسه نار، عزيز في كل موضع و موعد، يعشق الحروب كعشقه لعبلة، ويفخر بنسبه و إن كانت أمه أمة سوداء. فالعز هو العز و الإنسان لا يعرف من نسبه بل من مواقفه وصفاته و خصاله. يفضل تجرع كأس الحنظل بعزة نفس بدلا عن تجرع كأس الحياة بذلة و مهانة. فأين عنترة اليوم، بل و أين فرسان اليوم أين أمثال عنترة وخالد وعمر وأبي عبيدة، و صلاح. أماتوا أم أحياء يرزقون. فاليوم نرى الذل في كل مكان والعزة، أهناك عزة!!!؟ لا أين هي لا أحسها في شباب أمتي لا أراها. أخبروني حدثوني أهي موجودة بعد أم ماتت مع موت أصحابها و أسيادها؟؟؟. لا بد و أنها موجودة و لكنها في سبات عميق، إذن فلنوقظها كي تسير معنا في الطريق.
لكم قصيدة فارس النهار وراهب الليل: عنترة بن شداد العبسي.
___________________*****_________________*****______
حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ = وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً = وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ = خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها = وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ
وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ = أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ = حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ
مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ = مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي = فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ
أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي = فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي
وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُلا = لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ
وَرَمَيتُ مُهري في العَجاجِ فَخاضَهُ = وَالنارُ تَقدَحُ مِن شِفارِ الأَنصُلِ
خاضَ العَجاجَ مُحَجَّلاً حَتّى إِذا = شَهِدَ الوَقيعَةَ عادَ غَيرَ مُحَجَّلِ
وَلَقَد نَكَبتُ بَني حُريقَةَ نَكبَةً = لَمّا طَعَنتُ صَميمَ قَلبِ الأَخيَلِ
وَقَتَلتُ فارِسَهُم رَبيعَةَ عَنوَةً = وَالهَيذُبانَ وَجابِرَ بنَ مُهَلهَلِ
وَاِبنَي رَبيعَةَ وَالحَريشَ وَمالِكاً = وَالزِبرِقانُ غَدا طَريحَ الجَندَلِ
وَأَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّها = ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ
الساقُ مِنها مِثلُ ساقِ نَعامَةٍ = وَالشَعرُ مِنها مِثلُ حَبِّ الفُلفُلِ
وَالثَغرُ مِن تَحتِ اللِثامِ كَأَنَّهُ = بَرقٌ تَلَألَأَ في الظَلامِ المُسدَلِ
يا نازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ = هَلّا رَأَيتُم في الدِيارِ تَقَلقُلي
قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى = وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ = بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ = وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 10:20 ص]ـ
****
ـ[باوزير]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 06:08 ص]ـ
يا لها من أبيات رائعة جميلة.
ويا له من شاعر فذ.
وكل الشكر للأخت الفاضلة المشرفة على حسن الاختيار.
بارك الله في جهودكم.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 07:51 م]ـ
الفاضل / باوزير
أسعدني مروركَ ..
و فيكم و في جهودكم بارك ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 08:59 ص]ـ
الأستاذة الفضلى عاشقة لغة الضاد حفظها الله
بوركت مشرفة موجهة داعية لمكارم الأخلاق
نحسب _ على ما أصاب الأمة في هذا الزمان من وهن_ أن فيها خيرا كثيرا بإذن الله، ولن تموت هذه الأمة ما دام فيها أساس الحياة العزيزة كتاب الله الحبل المتين، ولئن بعدت أو تهاونت في الأخذ بالعروة الوثقى فإنها راجعة إلى التمسك بها بشدة وفي الأفق بشائر، فجزاك الله على هذا الاختيار وعلى توجيه الاختيار.
بقي أن أشير إلى أمر يسير أرجو ألا يؤثر على جمال الاختيار وسمو الهدف وهو أن كلمة (فاجهلي) في البيت الثاني كانت يجب أن تكتب (فاجهلِ) لئلا يفهم أنه يخاطب المؤنث، وتاء (كنت) يجب أن تكون مضمومة في قوله: إن كنت في عدد العبيد فهمتي.
يمكن التوفيق بين قول الشاعر:
مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ *****مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
وقوله:
قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى *****وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي
بأن المراد بـ (طال عزكم): طال تمنعكم، وليس المراد بالعز هنا ما يقابل الذل والهوان.
وجهنم يجب أن يفهم أن معناها البئر البعيدة القعر وليس المراد بها جهنم التي يعذب الله بها الكافرين من عباده والذين رضوا بالذل وقالوا أطعنا سادتنا وكبراءانا فأضلونا السبيلا.
مع التحية الطيبة والتقدير.
*****
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 12:50 ص]ـ
لرفع.(/)
مختارات من ديوان جميل بثينة.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أحد منا يجهل جميل بثينة فلكم هذه المختارات المنقولة، و أتمنى أن تنال إعجابكم و تمدكم بالفائدة. إن شاء الله. ولكم التحية.
للحصول على المزيد من الدواوين والكتب العربية في مختلف المجالات تفضل بزيارة موقعنا على الرابط التالي:
http://www.7olm.com/
مختارات من ديوان جميل بثينة
مرتبة حسب القوافي
هو جميل بن عبدالله بن معمر العذري القضاعي, نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة. شاعر من عشاق العرب, افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, من فتيات قومه. خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. كان له معها أخبار تناقلها الناس, وقال فيها شعرا يذوب رقة. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح. قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:
وإن سلوي عن جميل لساعة * * * من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا, يا جميل بن معمر, * * * إذا مت بأساء الحياة ولينها
مرتبة حسب القوافي
قافية الهمزة
أتاركتي للموت أنت فميّت * * * وعندكِ لي، لو تعلمين، شفاء
لقد أورَثَتْ قلبي وكان مصححا * * * بثينةُ صدغا يوم طار رداؤها
إذ خَطَرَتْ من ذكر بثنة خطرةٌ * * * عصتني شؤون العين فانهلّ ماؤها
فإن لم أزرها عادني الشوق والهوى * * * وعاود قلبي من بثينة داؤها
وكيف بنفس أنتِ هيّجتِ سقمها * * * ويمنع منها يا بثين شفاؤها
لقد كنت أرجو أن تجودي بنائل * * * فأخلف نفسي من جداك رجاؤها
فلو أن نفسي يا بثين تطيعني * * * لقد طال عنكم صبرها وعزاؤها
ولكن عصتني واستبدّت بأمرها * * * فأنتِ هواها يا بثين وشاؤها
فأحيي –هداك الله- نفساً مريضةً * * * طويلاً بكم تهْيامُها وعناؤها
وكم وَعَدَتْنا من مواعد –لو وفت * * * بوأيٍ- فلم تنجَزْ قليلٍ غناؤها
وكم لي عليها من ديونٍ كثيرةٍ * * * طويلٍ تقاضيها بطيءٍ قضاؤها
تجود به في النّوم غير معرّدٍ * * * ويحزن أيقاظاً عليها عطاؤها
قافية الباء
تعالي نَبِعْ في العام يا بثن ديننا * * * بدنيا فإنا قابلا سنتوب
فقالت: لَعَنَّا يا جميل نبيعه * * * وآجالنا من دون ذاك قريب
وأول ما قاد المودّة بيننا * * * بوادي بغيضٍ يا بثين سِبابُ
وقلت لها قولاً، فجاءت بمثله * * * لكل كلامٍ يا بثين جوابُ
ألا أيّها النوّام وَيْحَكُمُ هُبّوا * * * أُسائِلُكُمْ هل يَقْتُلُ الرّجلَ الحُبُّ؟
فقالوا: نعم حتّى يَسُلَّ عظامه * * * ويتركه حيران ليس له لُبُّ
أعاتب من يحلو لديّ عتابه * * * وأترك من لا أشتهي وأجانبه
ارحميني فلقد بليت فحسبي * * * بعض ذا الدّاء يا بثينة حسبي
لامني فيك يا بثينة صحبي * * * لا تلوموا لقد أقرح الحب قلبي
زعم الناس أن دائي طبّي * * * أنتِ والله يا بثينة طبّي
وقالوا: يا جميل أتى أخوها * * * فقلت أتى الحبيبُ أخو الحبيبِ
قافية التاء
حلفت يمينا يا بثينة صادقا * * * فإن كنت فيها كاذبا فَعَميتُ
إذا كان جلد غير جلدكِ مسّني * * * وباشرني دون الشّعار شريتُ
حلفت لها بالبدن تدمى نحورها * * * لقد شَقِيَتْ نفسي بكم وعنيتُ
ولو أن راقي الموت يرقي جنازتي * * * بمنطقها في الناطقين حييتُ
وما بكتِ النساء على قتيلٍ * * * بأشرفَ من قتيل الغانياتِ
قافية الحاء
حلفت لكي تعلمن أني صادق * * * وللصدق خير في الأمور وأنجح
لتكليم يوم من بثينة واحد * * * ورؤيتها عندي ألذ وأملح
من الدهر لو أخلو بكنّ وإنما * * * أعالج قلبا طامحا حين يطمح
وبثنة قد قالت و كل حديثها * * * إلينا ولو قالت بسوء مملح
رجال ونسوان يودون أنني * * * وإياكَ نخزى يابْن عمي ونفضح
وحولي نساء إن ذُكِرْتُ بريبة * * * شمتن وما منهن إلا سيفرح
أتقرح أكباد المحبين كالذي * * * أرى كبدي من حب بثنة يقرح
فوالله ثم الله إني لصادق * * * لذكرك في قلبي ألذ وأملح
هل الحائم العطشان مسقًى بشربة * * * من المزن تروي ما به فتريح
فقالت: فنخشى إن سقيناك شربة * * * تخبِّر أعدائي بها فتبوح
إذن فأباحتني المنايا و قادني * * * إلى أجلي عضب السلاح سفوح
أظل نهاري لا أراها وتلتقي * * * مع الليل روحي في المنام وروحها
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل لي في كتمان حبي راحة؟ * * * وهل تنفعني بوحة لو أبوحها
قافية الدال
أقول ولما تجز بالود طائلا * * * جزى الله خيرا ما أعف وأمجدا
فقالت: بغيري كنت تهتف دائبا * * * وكنت صبورا للغواني مصيدا
فقلت: فمن ذا تيّم القلب غيركم * * * وعوّده غير الذي كان عوّدا
فقالت لتربيها لتصديق قولها: * * * هلما اسمعها منه المقالة واشهدا
فقالت: وهل في ذاك بأس وإنما * * * أريد لكيما تسعداني وتحمدا
لا لا أبوح بحب بثنة إنها * * * أخذت علي مواثقا وعهودا
حلّت بثينة من قلبي بمنزلة * * * بين الجوانح لم ينزل بها أحد
يا ليتنا – والمنى ليست مقربة * * * أنا لقيناك والأحراس قد رقدوا
فيستفيق محبّ قد أضرّ به * * * شوق إليك ويشفى قلبه الكمد
وعاذلون لَحَوني في مودّتها * * * يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجد
إذا قلتُ: ما بي يا بثينة قاتلي * * * من الوجد، قالت: ثابت ويزيد
وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به * * * مع الناس، قالت: ذاك منك بعيد
فما ذُكر الخلان إلا ذكرتها * * * ولا البخل إلا قلتُ: سوف تجود
إذا فكرَتْ قالت: قد أدركت ودّه * * * وما ضرّني بخلٌ ففيم أجود
علقت الهوى منها وليدا فلم يزل * * * إلى اليوم ينمي حبّها ويزيد
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها * * * ويحيا إذا فارقتها فيعود
يقولون جاهد يا جميل بغزوة * * * وأي جهاد غيرهن أريد
ونغّص دهر الشّيب عيشي ولم يكن * * * ينغّصه إذ كنت والرأس أسود
نخصّ زمان الشّيب بالذّم وحده * * * وأي زمان يا بثينة يحمد
ليت شعري أجفوة أم دلال * * * أم عدوّ أتى بثنة بعدي
فمريني أطعك في كل أمر * * * أنت واللهِ أوجه الناس عندي
يكاد فضيض الماء يخدش جلدها * * * إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
فلا تكثرا لومي، فما أنا بالذي * * * سننت الهوى في الناس أو ذقته وحدي
قافية الراء
ومما شجاني أنها يوم ودّعت * * * تولّت وماء العين في الجفن حائر
فلمّا أعادت من بعيد بنظرة * * * إليّ التفاتا أسلمته المحاجر
يقولون لا تنظر وتلك بليّة * * * بلى كلّ ذي عين لا بدّ ناظر
أُلامُ إذا حنّت قلوصي من الهوى * * * ولا ذنب لي في أن تحنّ الأباعر
والحب أول ما يكون لجاجة * * * تأتي به وتسوقه الأقدار
حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى * * * جاءت أمور لا تطاق كبار
لا والذي تسجد الجباه له * * * ما لي بما دون ثوبها خبر
ولا بفيها ولا هممت به * * * ما كان إلا الحديث والنّظر
أقلّب طرفي في السّماء لعله * * * يوافق طرفي طرفها حين تنظر
إني عشيّة رُحْتُ وهي حزينة * * * تشكو إليّ صبابة لصبور
وتقول: بِتْ عندي فديتك ليلة * * * أشكو إليك فإنّ ذاك يسير
غرّاء مبسام كأن حديثها * * * درّ تحدّر نظمه منثور
لا حسنها حسنٌ ولا كدلالها * * * دلٌّ ولا كوقارها توقير
ألا قاتل الله الهوى كيف قادني * * * كما قيد مغلول اليدين أسير
وكان التفرّق عند الصباح * * * عن مثل رائحة العنبر
خليلان لم يقربا ريبة * * * ولم يستخفا إلى المنكر
يقولون: مسحور يجنّ بذكرها * * * فأقسم ما بي من جنون ولا سحر
* * *
تجود علينا بالحديث وتارة * * * تجود علينا بالرضاب من الثّغر
فلو سألت مني حياتي بذلتها * * * وجدت بها إن كان ذلك من أمري
هي البدر حسنا والنساء كواكب * * * وشتّان ما بين الكواكب والبدر
بقد فُضِّلتْ حُسْنا على الناس مثلما * * * على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القدر
عليها سلام الله من ذي صبابة * * * وصبّ معنّى بالوساوس والفكر
مضى لي زمان لو أخيّر بينه * * * ويبن حياتي خالدا آخر الدهر
لقلت: ذروني ساعة وبثينة * * * على غفلة الواشين ثم اقطعوا أمري
مفلّجة الأنياب لو أن ريقها * * * يُداوى به الموتى لقاموا من القبر
إذا ما نَظَمْتُ الشّعْرَ في غير ذكرها * * * أبى وأبيها أن يطاوعني شعري
وآخر عهدٍ لي بها يوم ودّعت * * * ولاح لها خدّ مليح ومحجر
عشّية قالت لا تضيعنّ سرّنا * * * إذا غبت عنّا وارعه حين تدبر
وطرفك إما جئتنا فاحفظنّه * * * فزيغ الهوى باد لمن يتبصّر
وأعرض إذا لاقيت عينا تخافها * * * وظاهر ببغضٍ إن ذلك أستر
فإنك إن عرّضت بي في مقالة * * * يزد في الذي قد قلت واشٍ مكثّر
وينشر سرّاً في الصديق وغيره * * * يعزّ علينا نشره حين ينشر
وما زلت في إعمال طرفك نحونا * * * إذ جئت حتى كاد حبّك يظهر
(يُتْبَعُ)
(/)
لأهليَ حتى لامني كل ناصح * * * شفيق له قربى لدينا وأيصر
وقطّعني فيك الصديق ملامة * * * وإني لأعصي نهيهم حين أُزْجَر
وما قلت هذا فاعلمنّ تجنّبا * * * لصرم ولا هذا بنا عنك يقصر
ولكنني –أهلي فداءك- أتقي * * * عليك عيون الكاشحين وأحذر
وأخشى بني عمّي عليك وإنما * * * يخاف ويبقي عرضه المتفكّر
وأنت امرؤ من أهل نحد وأهلنا * * * تهام وما النجدي والمتغوّر
غريب إذ ما جئت طالب حاجة * * * وحولي أعداء وأنت مشهّر
وقد حدّثوا أنا التقينا على هوى * * * فكلهم من حمله الغيظ موقر
فقلت لها: يا بثن أوصيت حافظا * * * وكل امرئ لم يرعه الله معور
فإن تك أم الجهم تشكي ملامة * * * إليّ فما ألفي من اللوم أكثر
سأمنح طرفي حين ألقاك غيركم * * * لكيما يروا أن الهوى حيث أنظر
وأكني بأسماء سواك وأتقي * * * زيارتكم والحبّ لا يتغيّر
فكم قد رأينا واجدا بحبيبه * * * إذا خاف يبدي بغضه حين يظهر
قافية العين
ديار ليلى إذ نحلّ بها معا * * * وإذ نحن منها بالمودّة نطمع
إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * * * ولا بد من شكوى حبيب يروّع
ألا تتقين الله فيمن قتلته * * * فأمسى إليكم خاشعا يتضرّع
فإن يك جثماني بأرض سواكم * * * فإن فؤادي عندك الدهر أجمع
ألا تتقين الله في قتل عاشق * * * له كبد حرّى عليك تقطّع
فيا ربّ حببني إليها وأعطني * * * المودّة منها أنت تعطي وتمنع
وإلا فصبّرني وإن كنت كارها * * * فإني بها يا ذا المعارج مولع
تمتّعْتُ منها يوم بانوا بنظرة * * * وهل عاشقٌ من نظرةٍ يتمتّع
كفى حزنا للمرء ما عاش أنه * * * ببين حبيب لا يزال يروّع
فوا حزني لو ينفع الحزن أهله * * * ويا جزعي إن كان للنفس مجزع
فأي قلوب لا تذوب لما أرى * * * وأي عيون لا تجود فتدمع
أبت مقلتي كتمان ما بي وبيّنت * * * مكان الذي أخفي وفاض المدامع
غداة لقيناها على غير موعد * * * بأسفل خيم والمطيّ خواضع
وأومت بجفن العين واحتار دمعها * * * لتقتلني مملوحة الدّلّ مانع
كمت دمعها عين الصحيح وبيّنت * * * مكان ذوي الشوق العيون الدوامع
ورقرقت دمع العين ثم ملكته * * * مجال القذى فالدمع في الجفن ناقع
أحقّا عباد الله أن لست زائرا * * * بثينة إلا أُصْغِيَتْ لي المسامع
وإلا عداني دون بثنة أعينٌ * * * حداد ولامتها النساء الهلامع
قافية الفاء
أتاركتي للموت أنت لميّتٌ * * * وعندك لي لو تعلمين شفا
فوا كبدي من حبّ من لا يحبّني * * * ومن عثرات ما لهن شفا
فما سرت من ميل ولا سرت ليلة * * * من الدهر إلا اعتادني منك طائف
ولا مرّ يوم مذ ترامت بكِ النوى * * * ولا ليلة إلا هوى منك رادف
أهمّ سلوّا عنك ثم تردّني * * * إليك وتثنيني عليك العواطف
فلا تحسبنّ النأي أسلى مودتي * * * ولا أن عيني ردّها عنك عاطف
وكم من بديل قد وجدنا وطرفة * * * فتأبى عليّ النفس تلك الطرائف
قافية اللام
بثينة من صنف يقلّبن أيدي * * * الرماة وما يحملن قوسا ولا نبلا
ولكنما يظفرن بالصيد كلما * * * جلون الثنايا الغر والأعين النجلا
يخالسن ميعادا يرعن لقولها * * * إذا نطقت كانت مقالتها فصلا
وقالوا: تراها يا جميل تبدّلت * * * وغيّرها الواشي فقلت: لعلها
أظن هواها تاركي بمضيعة * * * من الأرض لا مال لديّ ولا أهل
ولا أحد أوصي إليه وصيّتي * * * ولا وارث إلا المطيّة والرّحل
تصدّ إذا ما النّاس بالقول أكثروا * * * علينا وتجري بالصّفاء الرسائل
فإن غفل الواشون عدنا لوصلنا * * * وعاد التّصافي بيننا والتّراسل
فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها * * * وإذ هي تذري الدّمع منها الأنامل
عشيّة قالت في العتاب: قتلتني * * * وقتلي بما قالت هناك تحاول
فقلت لها: جودي! فقالت مجيبة * * * أللجدّ هذا منك أن أنت هازل؟
لقد جعل الليل القصير لنا بِكُمْ * * * عليّ لروعات الهوى يتطاول
ألا رُبَّ لاحٍ لو بلا الحبّ لم يَلُمْ * * * ولكنته من سورة الحب جاهل
فما هكذا أحببت من كان قبلها * * * ولا هكذا فيما مضى كنت تفعل
فيا قلب دع ذكرى بثينة إنها * * * وإن كنت تهواها تضنُّ وتبخل
فما غاب عن عيني خيالك لحظة * * * ولا زال عنها والخيال يزول
أتتني و العوائد مسنداتي * * * فقالت: صحّ جسمك يا جميل
فقلت لها: وأنت جزيت خيرا * * * فأنت العائد الحَسَنُ الجميل
ألا ليت قلبي عن بثينة يذهل * * * ويبدو له الهجران أو يتبدّل
(يُتْبَعُ)
(/)
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * * * تمثّل لي ليلى بكل سبيل
ولو أن ألفاً دون بثنة كلهم * * * غيارى وكل حارب مزمع قتلي
لحاولتها إما نهارا مجاهرا * * * وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي
فلا تقتليني يا بثين ولم أصب * * * من الأمر ما فيه يحِلّ لكم قتلي
فأنت لعيني قرّة حين نلتقي * * * وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي
يقولون: مهلا يا جميل وإنني * * * لأقسم ما لي عن بثينة من مهل
إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا * * * جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل
فلو تركت عقلي معي ما طلبتها * * * ولكن طلابيها لما فات من عقلي
خليليّ فيما عشتما هل رأيتما * * * قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي
ولست على بذل الصفاء هويتها * * * ولكن سبتني بالدّلال مع البخل
أيا ريح الشمال أما تريني * * * أهيم وأنني بادي النحول
هبي لي نسمة من ريح بثنٍ * * * ومُنّي بالهبوب إلى جميل
وقولي يا بثينة حسب نفسي * * * قليلك أو أقل من القليل
وإني ليرضيني قليل نوالكم * * * وإن كنت لا أرضى لكم بقليل
أشاقتك المعارف والطلول * * * عَفَوْنَ وخفّ منهنّ الحمول
نعم فذكرت دنيا قد تقضّت * * * وأيّ نعيم دنيا لا يزول
أسائل دار بثنة أين حلّت * * * كأن الدار تخبر ما أقول
فمن هذا يبلّغها رسولاً * * * كذاك لكل ذي حاج رسول
فيسألها وينظر هل إليها * * * لخلوة ساعة منها سبيل
وقلت لها: اعتللت بغير ذنب * * * وشرّ الناس ذو العلل البخيل
ففاتيني إلى حَكَمٍ من اهلي * * * وأهلك لا يحيف ولا يميل
فقالت: أبتغي حكما من اهلي * * * ولا يدري بنا الواشي المحول
فولّينا الحكومة ذا سجوف * * * أخا دنيا له طرف كليل
فقلنا: ما قضيت به رضينا * * * وأنت بما قضيت به كفيل
قضاؤك نافذ فاحكم علينا * * * بما تهوى ورأيك لا يفيل
فقلت له: قُتِلْتُ بغير جرم * * * وغِبُّ الظلم مرتعه وبيل
فسل هذي: متى تقضي ديوني * * * وهل يقضيك ذو العلل المطول؟
فقالت: إن ذا كذب وبطل * * * وشرّ من خصومته طويل
أأقلته وما لي من سلاح * * * وما بي لو أقاتله حويل؟
ولم آخذ له مالا فيلفى * * * له دين عليّ كما يقول
وعند أميرنا حكم وعدل * * * ورأي بعد ذلكم أصيل
فقال أميرنا: هاتوا شهودا * * * فقلت: شهيدنا الملك الجليل
فقال يمينها وبذاك أقضي * * * وكل قضائه حسن جميل
فبتّت حلفة ما لي لديها * * * نقير أدّعيه ولا فتيل
فقلت لها وقد غلب التّعزّي: * * * أما يُقضى لنا يا بثن سول؟
فقالت ثم زجّت حاجبيها * * * أطلت ولست في شيء تطيل
فلا يجدنّك الأعداء عندي * * * فتثكلني وإياك الثكول
أبثين إنك قد ملكت فأسجحي * * * وخذي بحظّك من كريم واصل
فلربّ عارضة علينا وصلها * * * بالجدّ تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالقول بعد تستّر * * * حبّي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في صدري كقدر قلامة * * * فضل وصلتك أو أتتك رسائلي
ويقلن: إنك قد رضيت بباطل * * * منها فهل لك في اجتناب الباطل
ولباطل ممن أحبّ حديثه * * * أشهى إليّ من البغيض الباذل
ليزلن عنك هواي ثم يصلنني * * * وإذا هويت فما هواي بزائل
صادت فؤادي يا بثين حبالكم * * * يوم الحجون وأخطأتك حبائلي
منّيتني فلويت ما منّيتني * * * وجعلت عاجل ما وعدت كآجل
وتثاقلت لما رأت كلفي بها * * * أحبب إليّ بذاك من متثاقل
وأطعت فيّ عواذلا فهجرتني * * * وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي
حاولنني لأبتّ حبل وصالكم * * * مني ولست وإن جهدن بفاعل
فرددتهنّ وقد سعين بهجركم * * * لمّا سعين له بأفوق ناصل
يمشين حول عقيلة منسوبة * * * كالبدر بين دمالج وخلاخل
نصح الحميم يجول في أقرابها * * * حول الحباب إلى الحباب الجائل
يعضضن من غيظ لعيّ أناملا * * * ووددت لو يعضضن صمّ جنادل
ويقلن: إنك يا بثين بخيلة * * * نفسي فداءك من ضنين باخل
ولن ألفتك أو وصلت حبالكم * * * لعلى المودّة من ضمير الواصل
فصلي بحبلك يا بثين حبائلي * * * وعدي مواعد منجز أو ماطل
قافية الميم
أتوها بقولٍ لم أكن لأقوله * * * وكلّهم حرف عليّ ظلوم
بقولٍ جزيت النار إن كنت قلته * * * وكلّ جزاء الظالمين أليم
لكِ الخير هلاّ عجت حتى تفهمي * * * وذو اللّب في كل الأمور فهيم
فتستيقني أن لم يكن من خلائقي * * * وذلك أمر يا بثين عظيم
ألا ليتني أعمى أصمّ تقودني * * * بثينة لا يخفى عليّ كلامها
قافية النون
شهدت بأني لم تغيّر مودّتي * * * وأني بكم حتى الممات ضنين
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن فؤادي لا يلين إلى هوىً * * * سواكِ وإن قالوا: بلى سيلين
وإني لأستغشي وما بي نعسةٌ * * * لعلّ لقاءً في المنام يكون
أرى كل معشوقين غيري وغيرها * * * يلذّان في الدنيا ويغتبطان
وأمشي وتمشي في البلاد كأننا * * * أسيران للأعداء مرتهنان
أصلي فأبكي في صلاتي لذكرها * * * لي الويل مما يكتب الملكان
ضمنت لها أن لا أهيم بغيرها * * * وقد وثقت مني بغير ضمان
ألا يا عباد الله قوموا لتسمعوا * * * خصومة معشوقين يختصمان
وفي كل عام يستجدّان مرة * * * عتابا وهجرا ثم يصطلحان
يعيشان في الدنيا غريبين أينما * * * أقاما وفي الأعوام يلتقيان
فما لك لمّا خبّر الناس أنني * * * أسأت بظهر الغيب لم تسليني
فأبلي عذرا أو أجيء بشاهد * * * من الناس عدل أنهم ظلموني
تجنّى عليّ الذّنب أهلي وأهلها * * * ولو عرفوا وجدي بها عذروني
قافية الهاء
خليليّ إن قالت بثينة: ما له * * * أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها: لها
أتى وهو مشغولٌ لعظم الذي به * * * ومن بات يرعى السّها سها
بثينة تزري بالغزالة في الضحى * * * إذا برزت لم تبث يوما بِها بَها
لها مقلة كحلاء نجلاء خلقة * * * كأن أباها الظّبي أو أمّها مها
دهتني بودّ قاتل وهو متلفي * * * وكم قتلت بالودّ من ودّها دها
أبلغ بثينة أني لست ناسيها * * * ما عشت حتى تجيب النّفس داعيها
بانت فلا القلب يسلو من تذكّرها * * * يوما ولا نحن في أمر نلاقيها
على الدار التي لبست بلاها * * * قفا، يا صاحبيّ، فسائلاها
وما يبكيك من عرصات دار * * * تقادم عهدها وبدا بلاها
ذكرت بها التي ترمي فتوري * * * إذا ما أرسلت سهما شواها
أتيحت لي ونفسي قد تجّلت * * * عماية غيّها ورأت هداها
وزايلها السفاه فليس منها * * * وتاب الحلم واجتنبت صباها
وقد طالبتها حتى مللنا * * * مواعدها وأعيانا مناها
فما جادت لنا حتى وردنا * * * حياض الموت أو كدنا نراها
ذكرتك إذ رأينا أم خشف * * * بذي ضال تريع إلى طلاها
رأتنا قاصدين لها فولّت * * * أمام الخشف مضطربا حشاها
وقد حفّ الرّماة بجانبيها * * * وكلّهم على حنق يراها
فجالت ساعة ثم استظلّت * * * إلى سند تحاول ملتجاها
إليه تارة ترمي بطرف * * * وأخرى نحونا قلقا حشاها
وقد آليت خشيتهم عليها * * * اكلّم منهم رجلا رماها
فقالوا: ما دهاك؟ فقلت: نفسي * * * وبيت الله تعلم ما دهاها
وما بي فاعلموا من حبّ ظبيٍ * * * ولكنّي ذكرت بها سواها
ألا يا شبه ذات الخال قرّي * * * بأرضك لن تراعي في رباها
فقد أشبهت ذات الخال إلا * * * مناط القرط منها أو شواها
وساقك حمشة والسّاق منها * * * خدلّجة يغضّ بها براها
ولو ماشيتها لعجلت عنها * * * وذات الخال مقصور خطاها
ولكنّ الذي أشبهتِ منها * * * مقلّدها العتيق ومقلتاها
قافية الياء
أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة * * * وقد عشت دهرا لا أعدّ اللياليا
ألم تعلمي يا عذبة الماء أنني * * * أظلّ إذا لم أُسقَ ماءك صاديا
وودت على حبّي الحياة لو أنّها * * * يزاد لها في عمرها من حياتيا
فما زادني الواشون إلا صبابة * * * ولا زادني النّاهون إلا تماديا
وقالوا به داء عياء أصابه * * * وقد علمت نفسي مكان دوائيا
هي السّحر إلا أنّ للسّحر رقية * * * وإنّي لا ألفي لها الدّهر راقيا
أحبّ من الأسماء ما وافق اسمها * * * وأشبهه أو كان منه مدانيا
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
بين أبي الطيب و عبدالله الطيب
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
نقلاً عن جريدة الصقر
بقلم: أحمد حنقة
لاشك أن البروفيسور عبدالله الطيب - رحمه الله - يعتبر علامة بارزة في مسيرة الأدب العربي، ليس في بلده السودان فحسب، وإنما على نطاق وطنه العربي الذي تجاوز حدوده أيضا إلى غرب أفريقيا حيث ضرب بسهم وافر في تثبيت أقدام الثقافة العربية الإسلامية في تلك الديار، ولذلك نال عن استحقاق وجدارة جائزة الملك فيصل عن دوره في الارتقاء بالأدب العربي.
ويمثل كتاب (مع أبي الطيب) أحد إسهامات البروفيسور المرموقة، فقد كان في حينه رؤية نقدية جديدة في شعر وشخصية الشاعر الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) أبي الطيب المتنبيء، ويشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول، ويقوم على أسلوب مبتكر في النقد يميزه ما بين أسلوب القدامى المحدثين ويستخدم الى حد كبير الطريقة السيكولوجية.
كما جاء البروفيسور الطيب في سفره القيم بقاعدة تصلح للتعامل النقدي العام مع الشعر حيث قال (والصفاء الموسيقي والتجويد والأحكام كل ذلك لا يرتفع بالشعر كما ترتفع به الحيوية) ويشرح ما يقصده بالحيوية قائلا (ومرادنا بالحيوية عنصر الشعر المنبيء فيه عن صدق التجربة وعمق الانفعال معا) وإذا كانت قد شاعت في عصرنا هذا مقولة أن أفضل النقد ما كان عن محبة، فيبدو أن بروفيسور عبدالله الطيب ينطلق في نقده للمتنبيء عن تفضيل له وانحياز اليه فتراه يقول ( .. وبعد فربما يصح أن يقال أن أكثر شعراء العرب دورانا بينهم أمرؤ القيس وزهير وأبو الطيب بطبقة الشعراء الجاهليين من الفحول الذين لا خلاف عليهم، بل ويذهب إلى أكثر من ذلك معلقا على قول لأبي منصور الثعالبي نصه (كان الصاحب يقول بديء الشعر بملك وختم بملك) وهو يعني امرأ القيس وأبا فراس، أما بروفيسور الطيب فيزعم إن الصاحب قال ذلك وهو يعني امرأ القيس، وأبا الطيب، إذ كلاهما من كنده وكلاهما طلب الملك فأخفق!
ولما كان من المعروف أن المتنبيء كان مادحا يتكسب بشعره فان البروفيسور الطيب قد دافع عن شعر المديح وكأنه يضمر الدفاع عن صاحبه، وذلك في قوله (ولعله مما أفسد على الناس رأيهم في الحكم على شعر المديح عامة، وشعراء المديح قاطبة حسبانهم أنه من التسول وان أصحابه متسولون وهذا خطأ، إذ الشعر ديوان العرب كما الإذاعه والتليفزيون والصحافة وشتى طرق ووسائل الدعاية والإعلام من ديوان مجتمعنا الحاضر، والمدح والهجاء كانا من أساليب الإعلام والدعاية المشروعة كما هو في هذا العصر).
أما عن علاقة أبي الطيب المتنبيء بمجايليه فقد أشار بروفيسور عبدالله الطيب إلى أنهم قد نظروا في شعر أبي الطيب بعد أن فتنوا به، ورام مماثلته بمحاكاته أو الأخذ عنه جماعة كأبي فراس والسري فعجزوا.
ومن بين معاصري أبي الطيب من الشعراء ركز عبدالله الطيب على أبي فراس بصفة خاصة، وقال إنه كان (يباري أبا الطيب ويجتريء على مجاراته) ومثل لذلك بقوله وهو أسير بأرض الروم):
مصابي جليل والعزاء جليل
وظني بأن الله سوف يديل
وقال أنه جارى بها قصيدة أبي الطيب التي يقول فيها:
ليالي بعد الظاعنين شكول
طوال وليل العاشقين طويل
وقد اشتمل السفر المذكور على مقارنات شعرية، مثل مقارنته بين أشعار أبي الطيب وأبي تمام، وقد شفع الكاتب سفره بالحواشي حتى لا يترك مجالا للإبهام، وأخيرا لابد من القول بأن الكتاب من الكلاسيكيات التي يظل المرء في حاجة دائمة للرجوع اليها وإعادة مطالعتها.
http://www.alsaquer.com/opin.htm
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 11 - 2004, 10:21 ص]ـ
عفوا بين أبي الطيب وعبدالله الطيب و ليس صالحا
ـ[المستبدة]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:07 ص]ـ
أختي عاشقة ..
أشكرك على النقل الجميل لموضوعٍ بهذا الثقل ..
وهذا الأديب السوداني أتحفنا بجميل أدبه ..
(لكن أليس اسمه الطيب صالح)؟!
لا أدري دوماً يلتبس على اسمه حين أذكر أدبه عند بعض الزميلات ..
ثم إن سمحتٍ لي سأنقله لمن يستفيد منه
في بعض المواقع الأدبيّة ..
محبتي
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 09:35 ص]ـ
جُزيتِ خيراً أختي عاشقة الضاد على أن اعدتي إلى ذهني ذكرى عالمنا الفَحل عبد الله الطيب (رحمه الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
كانَ الرجلُ بحقٍ فلتةً من فلتات زمانه ونادرةٌ مِن نوادرِ عصره. ملأ الدنيا وشغل الناس بعبقريته المتفتحة وبغزارة عِلمِه وسلاسةِ أسلوبه ووضوحِ حجته وبراعةَ منطقه وسعة أفقه.
ولولا أنني في عجلةٍ من أمري لأتحفتكم ببعضٍ مِن روائعِ قصائده وطريفِ نوادره. إلا أنني أمضى الآن مع الوعدِ بالعودة.
السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور عبد الله الطيب:
- الميلاد: قرية التميراب على نهرِ النيل في 25 رمضان 1339هـ الموافق 2/يونيو 1921م
- نالَ بكالوريس الآداب (مرتبة الشرف) جامعة لندن عام 1948 ثم درجة الدكتوراة عن رسالته "أبو العلاء شاعراً" من ذات الجامعة.
- يحتل الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية في السودان وغيره من البلاد العربية، وتشمل اهتماماته مختلف مجالات الفكر والأدب واللغة العربية، فهو باحث وشاعر وكاتب وروائي، وناقد ومحاضر متميّز؛ إضافة إلى أنه دارس متعمّق للأدب العالمي؛ خصوصاً الإنجليزي.
يمتد تاريخ الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب الأكاديمي إلى أكثر من نصف قرن حيث عمل محاضراً في معهد دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة لندن سنة 1950م، ثم رئيساً لقسم اللغة العربية ومناهج المدارس المتوسطة في معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين في السودان ثلاث سنوات، ثم أصبح أستاذاً في قسم اللغة العربية في جامعة الخرطوم سنة 1956م، وعميدا لكلية الآداب فيها سنة 1961م. وأشرف عام 1964م، على إنشاء كلية عبد الله باريو في جامعة أحمدو بيلو في كانو بنيجيريا، وكان أول عميد لها، وأختير مديراً لجامعة الخرطوم سنة 1974م، وفي العام التالي مديراً لجامعة جوبا التي أنشئت في ذلك الوقت لتوفير التعليم العالي في جنوب السودان، كما عمل خلال الفترة 1977 - 1986م أستاذاً للدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب، وكان عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الإفريقية في غانا، وقد كان رحمه الله عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ورئيساً لإتحاد الأدباء السودانيين، كما كان أستاذاً زائراً لعدد من الجامعات العربية والإفريقية والبريطانية.
- له عدة مؤلفات علّ أبرزها كتابه القيّم " المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها". كما أن له عدة دواوين شعرية منها أصداء النيل وبانات رامه وأغاني الأصيل وزواج الثمر.
- عمل رئيساً لمجمعِ اللغةِ العربيةِ بالخرطوم.
- مُنح الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم عام 1981م ومن جامعة أحمدوبيلو بنيجريا عام 1988م ومن جامعة الجزيرة بالسودان عام 1989م.
- فسر القرآن الكريم كاملاً في إذاعة أمدرمان بين 1958 1969م مع تلاوة الشيخ صديق أحمد حمدون (رحمه الله). كما كان له برنامجه الإسبوعي الماتع (سيرٌ وأخبار) على تلفزيون السودان.
- حصل على جائزة الشهيد الزبير للإبداع والتميز العلمي (الجائزة التقديرية الخاصة) في فبراير 2000م.
- حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال الأدب العربي في ابريل 2000م.
- توفي إلي رحمة مولاه في الخميس 19/ 06/2003م.
الأخت المُستَبِدّة علّ الأمر قد التبس عليكِ فذكرتِ الروائي الطيب صالح صاحبُ موسم الهجرةِ إلى الشمال. وهو كذلكَ كاتبُ فذٌ لا يُشَق له غُبار.
ـ[المستبدة]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 03:10 ص]ـ
الأخ: رامي
أشكر لك هذه الإضاءة ..
وأفخر بكلا الأديبين من السودان الشقيق ..
هل تسمح بكلمة شكر أخرى لحُسن تقديمك
لهذا الأديب الكبير ..
شكر الله لك
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 07:32 م]ـ
كان الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب (رحمه الله) متزوجاً من جيرزلدا، وهي فنانة تشكيلية بريطانية، تزوجها عندما كان طالبا في جامعة لندن في نهاية الأربعينات. وقد أسلمت جيرزلدا وسماها جوهرة. واعتاد (البروف) كما كان يسميه طلابه بجامعة الخرطوم على قضاء العطلة الصيفية في لندن من كل عام. وعندما جاء إلى لندن كعادته في عطلته الصيفية قبل عامين أصيب بجلطة دماغية تلقى من جرائها العلاج في بريطانيا، وكانت صحته تتقدم ببطء مما اضطر أسرته إلى نقله إلى مستشفى "ساهرون" في الخرطوم ثم بدأ يواصل تلقي العلاج في منزله إلى حين وافاه الأجل.
وكلمة البروف ما هي إلا اختصار لكلمة بروفيسور.
ومرفق لكم صورته رحمه الله.
http://www.sudanjournal.com/images/Tyb1.jpg
ـ[المستبدة]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 07:40 ص]ـ
الأستاذ: رامي
إنّي أستمع وأستمتع ..
هلّا واصلت .. يشرفني هذا ..
تحيّة للسودان الشقيق ..
لأدبه وإبداعه ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 05:36 م]ـ
أشكركم على جمال طلتكم و روعة سردكم، فلكم التحية، أخي رامي إبراهيم أشكرك بالنيابة عن كل عربي يحب معرفة الفحول الذي أبحروا في بحور لغته الحبيبة، و إنه لفخر لي أن أنشر هذا الموضوع كي يكون وسام شرف تضعه السودان على صدرها، و يفتخر به جميع العرب لأن لغتنا العربية ما زالت حية ترزق، ما دام هناك علماء فحول كهؤلاء يجدون بكل ما لديهم للغتهم العربية. ... فلكم التحية والشكر جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 07:08 م]ـ
دُعِي في مرةٍ ليشاركَ في أحدى ندوات معرض الكتاب بالشارقة، فتحدثَ وأشادَ بشيخِ الشارقة / الدكتور سلطان القاسمى ومدحهُ وقال فيه شعرا كثيراً تقديرا لاهتمامه بالعلم والأدب والأدباء وتقديرا لتبرعه ببناءِ قاعة الشارقة بجامعةِ الخرطوم أبان تقلد الدكتور إدارة الجامعة.
بعد أن ألقى القصيدة، وقف شاب إماراتي مثقف ليخاطب الدكتور عبد الله الطيب، وبعد أن أثنى عليه وعلى عِلمِهِ الغزير، وأوضح أنه تتلمذ على يده من خلال كتبه وقبل أن يعرفه، لكنه عرج إلى سؤالٍ قال فيه، بخصوص قصائد المدح: (ألا يتفق معي الدكتور أن المديح هو ضرب من ضروب النفاق)؟؟
أبتسم الدكتور عبد الله الطيب بطريقته تلك، ولم يظهر عليه أي نوعٍ من الضيق أو الحرج، وبعد أن أكمل الشاب مداخلته وجلس.
أجاب الدكتور/ عبدالله الطيب: - (أن كان المديحُ صادقاً ونابعاً من القلب فلا يعتبر نفاقاً، لكن ألا يتفق معي السائل أن النفاق هو أكثر ما يحبه الناس في هذه الأيام؟)
فضحك الجميع لهذا العالم الحاضر البديهة، وعندما انتهت الندوة، تقدم أحد شيوخ الشارقة وهو مدير الديوان الأميري وأخذه من يده وأوصله حتى سيارته وأنتظر حتى تحركت السيارة، ثم ذهب وغادر بعده.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 11:52 ص]ـ
ويروي الداعية والمفكر الإسلامي المعروف والمؤسس للجامعة الإسلامية المفتوحة في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور جعفر شيخ إدريس الذي كان قد تتلمذَ على يدِ الدكتور عبد الله الطيب – رحمه الله – عنه ما يلي:
تحولت العربية الفصيحة عند عبد الله الطيب إلى ما يشبه السليقة فكان إذا حاضر بها في القاعة يتكلمها كلاما لا تكلف فيه حتى إنك لتظن أنه إنما كان يتكلم بالعامية إلى أن ترجع إلى ما كتبته عنه لتجده عربيا فصيحا. وكان إذا ألقى القصيدة من الشعر العربي ـ حتى الجاهلي منه العصي الفهم ألقاها بطريقة يطرب لها المستمعون، وكان طلاب الجامعة كثيرا ما يعبرون عن إعجابهم بالتصفيق الشديد حين يستمعون إليه ينشد بعضها في المناسبات العامة.
كان شيخنا علّامة النحو العربي الذي لا يشق له غبار. كان مفتونا بالكتاب لسيبويه يقرؤه كالورد اليومي كلما ختمه بدأه، حتى رأيته يحمله معه ويقرؤه في المسجد الحرام تبركا به! اذكر أنه كان يقرأ في طبعة قديمة فقلت له هنالك طبعة جديدة بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون كنت قد اطلعت عليها لأمر يتعلق بالفلسفة، لكنه أعرض عن كلامي وقال إنه يفضل الطبعات القديمة ويراها مباركة، وكان هذا ديدنه فعلا مع كل الكتب العربية فكان لا يقرأ من تفسير الإمام الطبري مثلا إلا طبعة بولاق ويراها مباركة.
يقول الدكتور جعفر: دخل علي (البروف) ذاتَ يومٍ في مكتبي وهو عميد لكلية الآداب ليسألني: أليس لك الآن محاضرة في قاعةِ كذا؟ استنكرت أن يأتي عميد الكلية ليحاسبني في مكتبي على عدم الذهاب لمحاضرة، فما هكذا يعامل الأساتذة بجامعة الخرطوم.
قلت ـ ولا بد أنه رأى آثار الإنكار على وجهي- "بلى ولكنني نسيت بسبب انشغالي بهذا البحث" فابتسم وقال "الآن صرت أستاذا" فانطلقت أسارير وجهي وابتسمت وقلت " لماذا؟ " قال لأن الأستاذ الحق هو الذي تشغله بحوثه عن أموره الأخرى".
ثم شرح لي أنه إنما جاء ليستشيرني في مسألة فلسفية أشكلت عليه هو طلابه. كان هذا من تواضعه الجم الذي لم يكن يتكلفه. أبدا. وكان من تواضعه وكرمه أنه كثيرا ما يدعو طلابه إلى منزله ثم يطلب من الشعراء منهم أن يباروه قي تأليف قصيدة في موضوع يختاره.
الأخوات: عاشقة الضاد والمستبدة،،،
شكراً على حضوركما وتشجيعكما، ونواصل سمرنا في حضرة الدكتور عبد الله الطيب إن شاء الله
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 12:07 م]ـ
الروائي الطيب صالح صاحب الرواية المشهورة (موسم الهجرة إلى الشمال) غير البروفيسور عبد الله الطيب.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/11102004/5.jpg
الأستاذ الطيب صالح
سمر أدبي جميل.
واصِلُوا فالمتابِعون كثيرون.
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:32 ص]ـ
الأستاذ /رامي:
بحق تقديمك جميلٍ ومغرٍ ...
أتحفتني بذكر بعض سيرة هذا الأديب ...
هكذا هي حياة الأدباء والأعلام في ترحالٍ دائم ..
يشعرون أنْ لا مكان لهم إلا في هذا البحر ...
(الأدب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ياله من تعبٍ جميل .. !
لكن ساءني ما ذُكِر عنه حينما ذكرت:
(يقرأ كتاب سيبويه في المسجد الحرام تبركاً به)!!
آمل أن يكون هذا الحديث فضله .. مما ترافق غالب الأعلام ..
أعجبتني سرعة بديهته .. والتي أُخالها لمثلهِ دوماً مرافقة .. حين أجاب لمن سأله:
(ألا يتفق معي الدكتور أن المديح هو ضرب من ضروب النفاق)؟؟
أجاب الدكتور/ عبدالله الطيب: - (أن كان المديحُ صادقاً ونابعاً من القلب فلا يعتبر نفاقاً،
لكن ألا يتفق معي السائل أن النفاق هو أكثر ما يحبه الناس في هذه الأيام؟) ..
قد يكون تعلقي باسمه (بدءاً) بسبب أحمد الجعفي الكوفي .. !!
فما إن أقرأ من يثني على صاحبي (المتنبي) ويذكر له ما يستحق الذكر ..
إلا وأقف إعجاباً له ولحُسن اختياره ... !
وهكذا فقد قرأت في جريدة الجزيرة ذات صباح .. مقال طويل يخص حديثه عن المتنبي ..
وحوارهم بخصوص هذا الحديث ..
لكن وبالحق أقول:
إلى ساعتي هذه لا أدري أهو (الطيب صالح. أم عبدالله الطيب) .. !
قد كانت قراءتي قديمة بعض الشيء (في الأول الثانوي) ..
أرجو أن أعرف هل البروفيسور (عبدالله الطيب)
له مساهمات لأبي الطيب المتنبي .. ؟
سبحان الله وحديثنا عنه .. وقع بين يدي كتابه الكبير ..
(المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها) من إحدى الزميلات ..
وكنتُ توّاقة لقراءته ..
لكن للأسف لن يطول مقامه عندي .. لكنّي ـ بلا شك ـ سأبحث عنه ..
ولن يطيب لي خاطر حتى أقتنيه ...
قرأت مقتطفات منه ... راقني جداً وسحر لبّي وعقلي .. بجميل سبكه
وعِظَم فنّه .. ورائع أفكاره .. وجديد أسراره ..
أدهشني التقديم الجميل الصادق من عميدالأدب العربي الدكتور/ طه حسين ..
وعلّي أورد كل أو بعض مما قال عن هذا الأديب .. (إن شاء الله)
بعد تصفحي له .. قلت في نفسي:
تُرى كيف لم يشقني مثل هذا الكتاب .. !؟
يااااااااه ...
يا لجمالك لغتي ويا لسحر روّادك ...
شعرت بالزهو والفخر وأنا ابنة العربيّة .. أُدرك وأفهم ما يكتبه
هذا الأديب الأريب .. وأسفت لحالٍ أمّة لا تدري عنه شيئا .... !
أنا معك أستاذ رامي .. أكمل حديثك الشائق ..
وأرجو أن تضفي عليه بعض من إشراقاته في الأدب ..
أن تذكر بعض مؤلفاته ..
تقديري ..
أشكر للأستاذ خالد .. توضيحه ..
كما أشكر متابعته وحضوره الدائم ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 12:20 ص]ـ
أهلا بكل من فتح هذا الموضوع أو شاركنا في هذا الموضوع الفذ، والشكر الجزيل موصول للأخ رامي الخطيب، و المستبدة، و أبو محمد، و خالد الشبل، و نحن ننتظر منك المزيد المفيد يا أخ رامي. فقد تعطرت الصفحة بمعلوماتك الثرة. التي نحن في أمس الحاجة إليها.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 09:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الكريم خالد الشبل: أسعدتنا والله إطلالتك البهيّة وأشكرك على التوضيح.
الأخت المستبدة: ما أجملها من كلماتٍ تلكَ التي خطتها أناملكِ الرقيقة.
أرى فيكِ مشروعَ أديبةٍ قادمة بقوة، تمنياتي بالتوفيق.
الأخت عاشقة الضاد: الشكرُ يعودُ لكِ بدايةً على تقديمكِ لهذا الموضوع النادر.
أحاول أن أتصل ببعضٍ ممن كانت لهم علاقةً وثيقة بالبروف ليمدنا بالمزيد عنه وسيرته. أما الآن فلنطالع معاً بعضاً من الإرثِ المكتوب الذي خلفّه العلّامة:
مؤلفاته:
1 - سمير التلميذ (التعليم الأساسي).
2 - من حقيبة الذكريات.
3 - من نافذة القطار.
4 - الأحاجي السودانية " ترجم نصوصها ألي الإنجليزية مع زميله ما يكل ويست"
5 - المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها: من خمس مجلدات.
6 - مع أبى الطيب.
7 - الطبيعة عند المتنبي.
8 - كلمات من فاس.
9 - ما نشر في مجلة السودان.
10 - الحماسة الصغرى.
11 - القصيدة المادحة.
12 - شرح بائية علقمة " طحا بك قلب".
13 - شرح عينية سويد.
14 - بين النيّر والنّور.
15 - شرح أربع قصائد لذي الرمّة.
16 - النثر الفني الحديث في السودان.
17 - نوّار القطن.
18 - أندروكليس درماسد "ترجمة".
19 - المعراج.
20 - حتّام نحن مع الفتنة باليوت.
21 - Stories from the sards of Africa.
22- ملتقى السبيل.
دواوينه الشعرية:
1 - أصداء النيل.
2 - أغاني الأصيل.
3 - اللواء الظافر.
4 - بانات رامة.
5 - سقط الزند.
6 - برق المدد بعدد وبلا عدد.
مسرحياته:
1 - زواج السمر.
2 - نكبة البرامكة.
3 - الغرام المكنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - قيام الساعة.
5 - مشروع السدرة.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:04 ص]ـ
الأختُ المستبدة:
لم أُهمل ما ذَكَرتِ من أمرِ تبرّكه – رحمه الله – بكتابِ سيبويهِ في الحَرَم الشريف ولكني آثرت أن أُعلّقَ على ذلكَ لاحقاً.
علّك تلاحظين أن له مؤلفَين عنِ أحمد بن الحسين، (مع أبي الطيّب) و (الطبيعةُ عندَ المتنبئ) إذا فهو صاحبك.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 02:57 م]ـ
يواصل الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس حديثه عن البروفيسور عبد الله الطيّب فيقول:
كان شيخنا معنيا في دراسته بالجودة لا الكثرة، كان ينتقي من كل علم في غير اختصاصه كتابا يقرؤه عدة مرات ويجيد فهمه. من ذلك أنه كان يكرر قراءة كتاب برتراند رسل في تاريخ الفلسفة الغربية، وكتاب توينبي المسمى دراسة للتاريخ، وهكذا. وكان كثير القراءة لتفسير الجلالين حتى إنه ليكاد يحفظه .. وقد وجدت هذا أيضا منهج شيخنا عبد العزيز بن باز- رحمه الله- علامة عصرنا في علوم الشرع. قال لي تلاميذه إنه قرأ صحيح مسلم بشرح النووي ستين مرة! وأنه قرأ البداية والنهاية ست مرات، وهكذا. وحسبك بمرة من مرات ابن باز؛ إنها تساوي مرارا من مرات غيره.
كان البروف – رحمه الله - يضيق جداً بشكلياتِ اللوائح. أذكرُ أنه كان هنالك عالم قراءات مصري نال إعجابه فعينه أستاذا مساعداً بالجامعة رغم أنه لم تكن له شهادة دكتوراة. قال لي إن كل كتاب من كتب هذا الرجل يساوي دكتوراة. وتعيين البروف للرجل حل له مشكلة كبيرة، فقد بدأت الجامعات الأخرى ـ حتى المصرية منها ـ تقبله أستاذا بناء على أنه كان كذلك بجامعة الخرطوم حسب ما يقتضي الاتفاق بين الجامعات العربية. وحدثني ذات مرة أنه ذهب إلى مصر فوجد العلماء الحقيقيين هم الذين لا يحملون هذه الألقاب العلمية من دكتور وأستاذ وغيرها! وقد وجدت مثل هذا الموقف من الألقاب عند غير شيخنا من كثير من العلماء الراسخين في علومهم على اختلافها. فما الدكتوراة عندهم إلا شهادة كالشهادات الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية ينالها المرء ثم يتخطاها فلا يفخر بها ولا على التسمي بها. إنما يفعل ذلك بعض الضعفاء الذين يحاولون التزيي بها _ حتى لو لم يكونوا قد نالوها حقيقة _ باعتبارها حلية اجتماعية. وما مثلهم في ذلك إلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ""المتشبع بما لم يعط.كلابس ثوبي زور" (رواه البخاري)
حدثني أحدُ الأصدقاء أن البروفيسور ألقى مرةً محاضرةً في بيروت فاستشهد فيها بالعشرات من أبيات الشعر من ذاكرته حتى إن أحد أساتذة اللغة بالجامعة الأمريكية ـ (أظنه قال إنه الدكتور إحسان عباس) ـ قال مازحا: ماذا نقول لطلابنا غدا؟ هل نقول لهم إننا مثله أساتذة لغة عربية؟
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[27 - 11 - 2004, 04:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وله الحمد أولاً وأخيرا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
وبعد ففيما يلي أيها القارئ الكريم قصيدتي التي سميتها " برقُ المددِ بعدد وبلا عدد" وهى قصيدة نبوية، فيها، تعبير وتفكير في أحوال الإسلام والمسلمين والمجتمع والحضارة والتاريخ والعصر، ومنبعثة، إن شاء الله، مع ذلك كله ومن فوقه كله، من محبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين، وصحبه الأبرار من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأسأل الله التوفيق والقبول انه سميع قريب مجيب.
وقولي " برق المدد" فيه إشارة إلى منظومتين جعلتهما نموذجا وتأثرت بروح أنغامهما. وهاتان المنظموتان هما: " سر المدد والشهود " للشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين رضي الله عنه " والبراق" للسيد محمد عثمان الختم الميرغني رضي الله عنه. وكلتاهما من مجموعات مرتبه على الحروف الهجائية، كل مجموعة منها تشتمل على عدد من القطع، كل قطعة منها فيها خمسة أشطار، أربعة منها بقافية واحدة والشطر الخامس ملتزم في كل مجموعة حرفاً من حروف الهجاء بحسب ترتيبها الهجائي يجعله قافية. وأحسب أًل هذا النظام الخماسي من تخميسات العشرينات للفازازى والوتريات للوتري صاحب سلام سلام لا يحد انتشاره- والوتري والفازازى كلاهما يلتزم حرفا هجائيا واحدا في أول البيت وفى قافيته. ومن ذلك اخذ الإفرنج ما يسمونه قافية الرأس. ويحسب بعض الجهلاء أن اصل قافية الرأس والجناس الداخلي منشؤة من
(يُتْبَعُ)
(/)
تى اس ايليوت. " مَنْ يَهدِ اللهُ فَهو المُهْتَدِ ومن يُضِلل فلن تجدَ لَهُ وليّاَ مُرشِداً" (سورة الكهف الآية 17)
وأما قولي " بعدد وبلا عدد " فأردت به أن مجموعات منظومتي وهى تسع وعشرون كل مجموعة منها ذات قطع تلتزم في شطرها الخامس حرفا هجائياً واحداً بدءاً بالهمزة وانتهاءً بالياء، لم ألتزم فيها في كل مجموعة بنفس العدد من القطع، فقد تكون فيها سبع قطع، وقد يكون فيها أكثر من ذلك، فالعدد سبع وما زاد عليه فهو خروج منه، ولم أجيء بأقل من سبع قطع في المجموعة الواحدة.
وهذا والنظم على مجموعات خماسية أو تزيد اسمه التسميط، وهو أيضا قديم، وقد نسبوا منه أِياء إلى امرىْ القيس أنكرها المعرى على لسانه في رسالة الغفران أيّما إنكار، مثل:
يا قوم أن الهوى إذا أصاب الفتى
في القلب ثم ارتقى فهد بعض القوى
فقد هوى الرجل
وقد أكثر شعراء التصوف والمديح النبوي من التسميط لحلاوته في النشيد والنغم. ومن أجل ذلك خمس حذاقهم، وسبعوا وتسعوا جياد المدائح كالبردة والهمزية.
هذا وسر المدد والشهود للشيخ المجذوب رضي الله عنه ينشد أهلنا مختارات من قطعه في ليلتي الجمعة والاثنين وغيرهما من مواسم تعبدات الطريقة الشاذلية وأذكارها كقوله مثلاً:
جمالكَ يا طه جمالٌ محيرٌ
وكقوله: وحاشا إلهُ العالمين يردنا
" تكتب حاشا بالألف محاكاة لرسم المصحف في قراءة أبي عمرو"
وكقوله: " مقدم جيش المرسلين رسولنا"
وهذه قطعة " السفينة " التي يسر بها الشاذلية في المواسم ولها رنة نغم حيَّة حماسية. وفى بعض قطع المدد يفتن حذاق المنشدين بنغم سواكنى بجاوي الأصل رشيقٌ عميق.
أما البرّاق بتشديد الراء فأناشيده معروفه في الطريقة الختمية. وقد سمعت أناشيد الختمية منذ أيام نشأة الصبا في مدينة كسلا، وفى أيام المدرسة ببربر الوسطى، وفى بلدنا الدامر فى الحوليات، والمولد، وفى ليلتي الجمعة والاثنين وغيرهما من مواسم العبادة والذكر، وأذكر إذ سمعت الخليفة محجوب رحمه الله علية في أصحابٍ له ينشدون من قطع البراق
على المصطفى والآلِ والصُحبِ دائماً
صلاة تفوق المسكَ عطراً مفخماً
يطيب بها كل الوجود ويتلألأ
عند تربةِ والدي، الشيخ الطيب عبد الله -رحمه الله- قبل أن يهال التراب، ولهم بذلك نغم حزين لا يزال له في نفسي صدى حزين. وقد أشِرت إلى ذلك في قصيدتي " عرج على جوس" في كتابي " من نافذة القطار"
ولقد أذكر حضوري جنازة اللواء عمر الحاج موسى رحمه الله رحمة واسعة.
حاء رجال الجيش بضبطهم وربطهم وشيعوا جثمانه بطلقات نارية عسكرية. ثم جاء الخلفاء بالبراق فوقفوا عند التربة مثل وقوف الخليفة محجوب وأصحابه عند تربة الوالد رحمهم الله جميعا. فكان لنشيد الخلفاء عندي وقع أشجى وأبكى وأشد ملاءمة للموقف.
أسأل الله أن يضفى علينا ستره الجميل، وان يحفظنا ويحفظ سائر بلاد المسلمين من الوباء وسوء البلاء ومكر الأعداء ومن فتنة المسيح الدجال، الذي إنما هو هذا العصر الحديث، أو كأن هذا العصر الحديث من بعض علاماته. لعنة الله عليه.
أسأل الله أن تكون هذه المنظومة التي أضعها الآن بين يديك أيها القارئ الكريم من العمل الصالح والكلم الطيب الذي يرفعه، واسأله جل جلاله أن يجزى جامعة إفريقيا العالمية خير الجزاء. فقد أسدت إلى ممثلة في مديرها النابه النبيل الأريب الأديب العلامة الدكتور عبد الرحيم علي، وفى زملائه الأستاذة العلماء الغُر الميامين، يداً بيضاء واعجز كل العجز عن الوفاء بحق شكرها، من طبع هذا الكتاب والإشراف على ذلك وتحمل تكلفته، إن ذلك لعطاء جزيل جليل.
والحمد لله سبحانه وتعالى أولاً وأخيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
عبد الله الطيب
6ربيع الأول 1417هـ
كانَ هذا تقديماً للبروفيسور عن قصيدته " برق المدد بعدد وبلا عدد " التي سأجتهدُ في أن أطلعكم عليها غداً.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[27 - 11 - 2004, 06:51 م]ـ
جزاك الله خيرا، و نحن في إنتظار القصيدة.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 10:47 ص]ـ
مع الحمد باسم الله ذا النظم أفتتح نصلى على الهادي نسلم نمتدح
رسولاً به درب الهداية متضح وليس بلا حب له ديننا يصح
ونحن به من كل سقم سنبرأ
****
(يُتْبَعُ)
(/)
بحب رسول الله قلبي عامر وحب رسول الله قلبي غامر
بحب رسول الله تتلى الدفاتر ونحن به في كل فج نسافر
ونحن على الأعدا به نتجرا
****
بحب رسول الله سيفي قاطع به أنا أغزو وهو عنى يدافع
وحب رسول الله في الحرب نافع وفى السلم نور منه في القلب ساطع
وفى هذه الدنيا به الشرُّ أدرأ
****
حببت رسولَ اللهِ من أولِ الصِّبا وحب رسول الله قلبي قد سبا
بحب رسول الله أهلاً ومرحبا رميت به الأعدا فصاروا به هبا
وشعري في مدحي له سوف يقرأ
****
نصلى على الهادي النبي نسلم بحب رسول الله نحيى ونكرم
نؤم به القبرَ الشريفَ نتمم به عمرة من ذي الحليفةِ نُحرِمُ
ولا شيء كالإيمانِ أهنا وامرأ
****
شهدنا بأن الله رب نوحد وأن أمام المرسلين محمد
وملتنا الإسلام والبيت مسجد لنا قبلة والبعث للناس موعد
ودارا بسوي الإسلام لا نتبوأُ
حرف الباء
بحب رسول اللي وجهي ناضر بحب رسول الله تزكو العناصر
وتحيا به في الصالحين الأواصر ونحن به في كل فج نغامر
ومطلبنا الأقصى به يتقرب
*****
بحب رسول الله قد أتوسلُ وشعري مقفى في هواه ومرسلُ
أصول به أما الأعادي فزلزلوا ولي في ذراه دار عز وموئلُ
ويشرق بي منه على الكون كوكبُ
ألا انه النعمى إلا انه الغنى فمنه تزود حبه الزاد يقتنى
وما هذه الدنيا بدار لمن بنى يريد خلودا إنها الدار للفنا
وان الخلود بالمحبة يوهب
*****
محبته فرض من الله واجب ورأيٌ سديدٌ للمفكرِ صائبُ
ونجم إذا ما عسعس الليل ثاقب وإنا على حب النبي نواظب
وذاك لنا فاعلم من الدين مذهبُ
****
بغى آل مخزوم على آل ياسر براى أبي جهل كبغي الجبابرُ
وآذت بلالاً تحت حر الهواجر بنو جمح تستامه قول كافر
أبى أحد ربى دعا إذ يعذب
...
ونجى أبوبكر بلالاً بعتقه ونجى صحابا آخرين برفقه
وكان له في الغارِ فضلٌ بسبقه وحارب مرتداً ببيعة حقه
فدان وكذاب اليمامة يغلب
****
ألا بأبي بكر ومن بعده عمر يبين لنا سير على السنة استقر
ومن كأبي ذر عن المال قد نفر ومن مثل عثمان بن مظعون إذ صبر
عشية شعراً من لبيد يكذب
****
عجبت لقوم يرتقون المنابرا يريدون ربحاً بيعهم كان خاسرا
وهل يرتجى من قلبه ليس طاهرا بحب رسول الله منا مؤازرا
فمن منبر يرقاه انى لأعجب
لنا ملة التوحيد طه رسولنا وبالمصطفى يدنو إلى الله سولنا
وما سولنا إلا وهذي سبيلنا محبته قد أخلصت وقبولنا
لديه وعنا وجهه ليس يحجب
****
وهل يحجبن عن حضرة النور عابد بطاعة مولاه الركوع وساجد
وأدعو دعائي إن المت شدائد فتكشف ثم النصر بالله وافد
ولى كلمات حمدها الله طيب
حرف التاء
بحب رسول الله ألتمس الفدا من النار والآثام إن كثُرت غدا
وأشدو بمدحي نعم بالمدح من شدا بمدح رسول الله اصطلم العدا
ومنهم دم في نصل سيفي قارت
بحب رسول الله لفظى مدبج ومنه شذا عطر المحبة يأرج
بطيبة دار للرسول فعرجوا وصبوا دموعا بالمحبة وانخجوا
ولا ترهبوا الجهال حيث تهافتوا
ولا ترهبوا الجهال في حب من دعا إلى الله في الليل البهيم فاسمعا
وكان رسول الله أقنى وأفرعا وأبلج بساما وطلقا سميدعا
وينطق حقا وهو بالحق صامت
ويعطى العطاءَ الجزلِ كالسيلِ إذ طما ويحمى الحمى بالسيف والرمح لهذما
ويفزع للرحمن في الخطب إن غما إلى صلوات نفلها الدين تمما
وركن الفروض الخمس منهن ثابت
ويضحك لكن باسما لا يقهقه وأصحابه بالوحي يوحى تفقهوا
وسبحان ربى مبدع لا يشبه بشيء وشطر البيت قال توجهوا
فقانتة ولت إليه وقانت
وقد قال " ما ولا هم " من به سفه وعمى عن الحسنى ويغشاهم العمه
وسار حيى بالعداوة وانتبه إلى كل مسعى ضل فيه بما نجه
وفاتته من سبل النجاة الفوائتُ
كما قلب الله القلوب فثبتا فؤادى على حب الرسول فيخبتاً
تلا القارئ القران والسمع أنصتا أخاف قديم الحفظ أن يتفلتا
فهذا زمان عن سنا البر لافت
صلاة على الهادي النبي محمد دعانا إلى التوحيد يهدى فنتهدى
رسول الإله ذو المقام الممجد وقيل له قم للشفاعة واسجد
فننجو وما للاجر من بعد آلت
صلاة من المولى على خير مرشد دعانا إلى الدين الحنيف الموحد
وليس بتثليث ولا متهود وقيل له قم للشفاعة واحمد
فننجو إذا بالصور نفخ يباغت
ألأست ترى أمر الحداثة إذ افك وفيه ضلالات من الغي تشتبك
وكل سبيل الامت من طرقها سلك وللحرمات الكفر يسطو وينتهك
(يُتْبَعُ)
(/)
فمهلا رويدا نحن قوم مصالت
لنا ركن حق بالحنيفة شامخ واصل أساس في الشريعة راسخُ
وفينا كتاب الله بالرشد باذخ ومحكمة آياته ونواسخُ
وندعو به جهرا وندعو نخافت
ونتلوه مثنى أو ثلاث وموحدا ولمبغضي الإسلام كيلٌ من الردى
وريعت سراى ايفو فراعت إلى الهدى وسلت على الأعداء سيفا مهندا
وبه الصوت مسموع به الخصم ساكت
وشراً بغوا باريس كادت ولندن وبرلين كيدا قد أٍراوا وأعلنوا
ورب سواهم للمذلة أذعنوا وسيموا مرارا خطة الخسف وطنوا
نفوسا لها بئس الضعاف السبارت
وكم منهمو فى مظهر الدين بارع ووشياً من التمويه بالدين صانع
وكم منهمو أرحامه هو قاطع وللمال بالطغيان والبغي جامع
وكم منهمو في حماة السوء نابت
حرف الثاء
فتعسا لهم تعسا وإنا نلوذ بخالقنا من شرهم نتعوذ
وكم منهمو أبصرته يتلذذ بجهل كتاب الله والضاد ينبذ
فذلك في واد من الغي ماكث
صلاة على من للنبيين خاتم ومن نحن فيه الكافرين نخاصم
لنا سعة في دينه ومراغم ومن لم يحب المصطفى فهو آثم
وفى سقر هاو وثاو ولا بث
صلاة على من في أولى العزم أول وبالوحي من رب السموات مرسل
وقد جاءنا في سورة التوبة اعملوا وذا عمل نرجو لدى الله يقبل
به أنا همام إلى الأجر حارث
سلام على طه الشفيع المشفع ويا نفس للرحمن بالتوبة ارجعي
ولله جبار السموات فاخشعي ولله يا نفس اسجدي أنتِ واركعي
وحيدي عن التقليد فهو الكوارث
أريتك قوما للضلالة خضعا وكالقرد بالتقليد للغرب تبعا
أخلت اجتهادا ذاك بل كان أشنعا لعمرك عندي لو فطنت وأفظعا
فلا تغترر بالقوم قوم أخابث
فجدعا لهم جدعا وكبوا وكبكبوا ومع من غووا للنار سيقوا وعذبوا
ألا إننا بالمصطفى نتقرب إلى الله عند الله في الفوز نرغب
وكم في لظى منهم لعين ورافث
أتتنا الهدايا والمديح نحبر وملتنا الإسلام والله اكبر
أبى الله أن يرتد منا المفكر أبى الله والدين الحنيف سيظهر
ولا حبذا نكس من القوم ناكث
إليك رسول الله في الخطب نفزع وحبك للمولى به نتضرع
ويأتي به نصر من الله مسرع ومن رامنا بالشر ندعو فيصرع
وبالله إنا في الحروب ملاوث
اخى حسن ياليته قد تقدما به العمر يلفى لنقصى متمما
الم ترني دمعي لذكراه قد همى فمرا على قبرين فى دامرهما
أبى ثم أمي وهو من بعد ثالث
ولولا اصطباري وهو حبي للنبي ونعم عتادا للوحيد المعذب
أراني به أسرى فأهدى بكوكب أره بعين القلب فى كل غيهب
لقد نالني بالشر عاث وعائث
حرف الجيم
سلام على خير النبيين والرسل وان مجال القول ذو سعة فقل
وغن بايقاع بتغريده زجل وجاهر وافخر وصاول به وطل
فللكلمات الطيبات معارج
بيانك منج فانج وهو القصائد وأنت بها شاكى السلاح تجالد
ولى كلم منهن لله صاعد وبالله لي طرس وكف وساعد
بحب رسول الله في السر والجهر
إذ السر منه النور في ظلمة يرى وفى سهر الدنيا وتهمامها الكرى
ونحمد إذ لاح الصباح به السرى وتنكشف الغماء ويل من افترى
ومن هو عن منهاج أحمد خارج
أضاءت قصور الشام عند ولوده وللحور فى الفردوس بشر بعيده
ملائكة الرحمن بعض جنوده وقربه مولاه ليل وفوده
لدى قاب قوسي قربه وهو عارج
سراج لنا نعم السراج المنور وفى القول باللفظ المبين يعبر
وليس يرى في مشيه يتبختر ولكن كما في سلم يتحدر
ولم يثنه عن مسلك الحق خالج
بلطف ولين للقلوب يؤلف وليس بفظ عنه ذو اللب يصرف
يشع بنور الله والحق يعرف على وجهه الميون ساعة يشرف
كما تشرف القمراء والطرف حادج
أبته قريش وهو يدعو وصابر وحاربه القوم السراة الأكابر
ومدت نيوب منهمو وأظافر وراموا له قهرا بل الله قاهر
وتنتج بالنصر العزيز النتائج
لقد بشرت بالخلد والبيت من قصب ولا فيه إلا رحمة الله من صخب
خديجة ذات الحزم والعزم والأدب وخير نساء الأرض من عجم أو عرب
بلى فضلها باد وهاد وواضح
بحق على كل النساء تفضل كما بنتها الزهرا بمريم تعدل
وكلتاهما لو أننا نتأمل لها من رفيعات المنازل منزل
وما منهما إلا له أنت مادح
أحب ابا السبطين كان المجاهدا وفى الله معروف المقام وعابدا
وليث له بأس يروع الصناددا وحارب لا يخشى الأذى والمكايدا
وحكم لم يشكك وللسلم جانح
يطيع كتاب الله والحق يطلب ويرضى بحكم الله لله يغضب
وجندل إذا لاقاه بالفخر مرحب الا كل من لاقى عليا سيعطب
على لأعداء النبي مكافح
(يُتْبَعُ)
(/)
وولاه إذ يغزو تبوك ووجها وكان له موسى وهارون أشبها
ونزهه الرحمن لما تنزها عن الشرك ما عن سنة المصطفى سها
وأخطأ شوقي وهو بالشعر صادح
وذلك لما قال ما كان إذ قبل حكيما من التحكيم ما كان قد بذل
وقد قال لما فيه من معشر خذل الا باطل قالوه للحق منتحل
وحاكى النبي إذ سهيلا يصالح
وشتان ما بين الحديبة ابتغي بها المصطفى الإمهال كيما يبلغا
وما بين تحكيم بصفين من بغى به نال منجاةً وأوشك أن رغا
به سقبه والنصر للحق لائح
كذلك شاء الله وهو قضاؤه ومن كعلي علمه وذكاؤه
وبالمصطفى الهادي الرسول إقتداؤه وفي الدرجات العاليات سماؤه
كما قال شوقي عندها الملك فاسح
حرف الخاء
وفى خبر الإفك الوليد لقد جسر فأكذبه الزهرى لما روى الخبر
وقد جا عن أم المؤمنين لنا أثر عن ابن سلول صح عن عروة اشتهر
وقلب وليد في المكيدة راسخ
وكان هشام مثله وهو داهية وسمى ابنه فألا بملك معاوية
وصقر قريش إذ علا فوق رابية بأندلس إذ همة منه عالية
سليل له والأنف بالملك شامخ
ولكنهم قد فارقوا حين ملكوا طريق نهج العدل والدم يسفك
وضاق بهم بعد التمكن مسلك إذ الحاجب المنصور يطغى ويفتك
وكم من كتاب ظلمه المجد ناسخ
حمدت دفاع التاشفينى يوسفا فقد رد كيد الكفر والغيظ قد شفى
به علم الإسلام في الغرب رفرفا وخطبا من الرحمن ذا الدين قد كفى
بزلاقة والغدر في الكير نافخ
ولا لابن عمار حمدت ومعتمد ولا قبل قد أحمدت اسراف معتضد
وذلك كيد عنده الدين ما سعد ولوا ابن ياسين وجهد له جهد
لقد خر صرح للحنيفة باذخ
وما أنا باك لابن عباد إذ سجن بأغيمات بل هذا جزاء الذي فتن
عن الحق ثم ابناً لذي النون لم يعن على الكفر خان الدين لما به امتحن
كذا خبرت عنه إلينا التوارخ
على المسجد المعمور أبكي بقرطبا وقد كان من بين المساجد كوكبا
تكاد ترى فيه شيوخا وطلبا وصبية قران أطاعوا المؤدبا
وداع له صوت إلى الله صارخ
حرف الدال
وقد انزل الله الكتاب فاعجزا تحدى به أهل القصيد ورجزا
وحجة رب الناس بالحق عززا وبالنصر دين الله أبدى وأبرزا
ورتله التالون وانكب جاحد
وحدث عن اسفنديار ورستما عدو لدود من قريش وأقدما
إلى بدرٍ الكبرى فقيد وألجما بضربة صبر من على فجرجما
إلى غصة في النار والجمر واقد
وما جمرها إلا الحجار ولحمه ويبرى بمنشار من النار عظمه
بكت أخته حزنا وإنا نذمه فلم يك نضراً قط إذ نضر اسمه
وللمصطفى لما تلا الآي حاسد
وعادت قريش سيد الناس اجمعا لها ملا بالكفر خب واوضعا
ومن مثل مقداد ومثل ابن أكوعا والأنصار جند الله إذ اقبلوا معا
وآووا كما قد صابروا هم وجاهدوا
ألم تر أنى قد بليت فاصبر ومدح رسول الله حبي أحرر
ألا من أحب المصطفى فهو خير وينجو من المكره والخصم يقهر
بل الله أعطاني واني لحامد
وبالحمد لا أخشى الغوير وأبؤسا ولا فاقداً من كربة متنفسا
وما كنت من روح الإله لأيأسا وان تكن البلوى أٌل عندها عسى
يكون من المولى عليها مساعد
صلاة على المختار ثم سلام رسول لكل المرسلين إمام
وسل على الكفار منه حسام وغودر ملك الكفر وهو حطام
ونحس عليه المشترى وعطارد
هما كوكبا سعد وقد نحسا به وذاق من الإسلام حطين عضبه
سلام على طه النبي وصحبه وسارت إلى الآفاق رسل بكتبه
فنشهد إن الله حق وواحد
سلام على السعدين قولهما شفى وقال أشيروا أيها الناس منصفا
فقالا لو استعرضت ذا البحر مهدفا لخضناه إنا عنك لن نتخلفا
وجاء أبو جهل فبئس المعاند
ولما استشيروا في الثمار لتدفعا لرد ابن حصن آثرا منعها معا
قريظة قد همت بأمر فأفظعها وحكم سعد فارتضى الحق مقطعا
بسبي ذراريها ويردى المجالد
واسعد في ابني قيلة الدين أسسا وجاءهم بالعبدرى فدرسا
وفى أحد إذ باللواء تمرسا ومات شهيدا سندس الجنة اكتسى
وما زال الرماة فابتغى الكر خالد
واقصد وحشي بحربته الأسد ومن خير أصحاب النبي هوى عدد
وترس من دون النبي فما ابتعد سماك وشلت كف طلحة حين صد
من القوم سهما والنبي يشاهد
وفدى سعد حين في احد رمى وسار ابنه نحو الحسين فأجرما
واسلم عمرو طائعا ثم حكما بصفين في عثمان قبل تكلما
بطعن ومنه لابن حرب مساند
وذاك قضاء الله نرضى بما قضى لنا نحن في كل الأمور به الرضا
وقد كان رأيا لو أن المرء اعرضا عن الفتنة الكبرى التي أمرها مضى
وسب على وهو تالله راشد
حرف الذال
(يُتْبَعُ)
(/)
بحب رسول الله أنجو من الكرب بحب رسول الله ألتمس القرب
وحب رسول الله بلغني الرتب وحب رسول الله ساد به العرب
وانى بحبيه من الشر عائذ
لقد مدح المختار قلبي مدح كطير بأنغام البلاغة صدح
فحاكيتهم والله حالي يصلح ومن درجات المستجابين امنح
ألا برسول الله انى لائذ
لخلق رسول الله حسن وخلقه وبالمدح ما وفيت معشار حقه
ولم أ لم أسمع بمشبه صدقه مكذبه قد لج في بحر فسقه
وعاقبه أمر من الله نافذ
فيسقى شرابا من صديد ومن غصص ويبلى بشر من جذام ومن برص
علي هذه الدنيا بإجرامه حرص فكب بما مارى وكذب واخترص
ويعتله اخذ من النار جابذ
لوجه رسول الله بدر تهللا ويهدى من القول البيان الذي حلا
عليه أخو الإيمان بالله عولا محبته يغدو بها الدين أكملا
وانى إليها قول غيري نابذ
وعديت عن همس النفاق فؤاديا وأسمع من حب النبي المناديا
هلم ننل بالحب خبأ وباديا معاني يعيى غوصهن الأعاديا
وفيهن أسرار تعيها الجهابذ
ألم تر قوماً بالجهالة هدجا يخطون من غي الضلالة منهجا
لقد ضاق هذا الأمر والله فرجا فعج بى الى دار الحبيب معرجا
ولا تخش خاب الهادجون القنافذ
حرف الراء
ذراني على جسر من الحق اعبر فانى بهذا الناس أدرى واخبر
عسى السقم ان يبرا عسى الكسر يجبر عساني على المكروه أقوى وأًبر
بلى فعلى المكره إني صابر
و أرجو من الله الثواب وأنجحا بحب رسول الله والصدر أِرحا
وفي ابن العميد العلم ألأفى مبرحا أبو طيب إذ زاره متمدحا
حكيم لغور العلم بالشعر سابر
ولا يلفين العلم عندي يبرح بحب رسول الله بالعلم افرح
هو العلم يحبوه الإله ويمنح من الناس منه ما به الوزن أرجح
وأنت له من عالم الذر ذاكر
بحب الحبيب المصطفى أتدرع وخاب الذي يطغى ولا يتورع
بحب رسول الله لله اخشع وفى جنة الفردوس والخلد اطمع
وفى هذه الدنيا به النصر حاضر
شجاع رسول الله أي شجاع مطاع رسول الله أي مطاع
دنا منهمو قرما شديد قراع يدافعهم بالله اى دفاع
وقسورة ترتاع منه القساور
بغى غورث شراً يريد اغتياله ولما رأى وجها به النور هاله
فأسلم يرجو الله يصلح حاله وذاك عطاء الله مد فناله
وبحر رسول الله بالفضل زاخر
دعا الناس للإسلام والكفر ضارب جرانا على الآفاق والشرك صاخب
وللروم كسرى بالكماة محارب ومنه بأدنى الأرض للروم غالب
وللروم بأس بعد ذلك ظافر
وقد خبأ الله الفتوح لحزبه ونال رسول الله نصراً بربه
وأكمل دين الله في أرض عربه وسير إلى كسرى وبصرى بكتبه
ومصر وأمر الله بالحق ظاهر
ومن قبل عن يوم السقيفة خبر وما كان من قول الحباب بن منذر
وقص به الفاروق من فوق منبر رووه لنا قبل اغتيال بخنجر
وكاد يوصى المصطفى فتشاجروا
حديث ابن عباس بيوم خميسه وسار حثيثا للحجاز بعيسه
ترنم حاديه بوخذ هميسه وما خبرته طيره عن لميسه
وهذا عقيل للإمام مغادر
كذا ذكر التاريخ والمرء يعجب لو أن علياً كان للملك يطلب
لكان سوى ما ساره هو أصوب ولكنه للحق قد كان يدأب
وكان هو البدري وهو المهاجر
حرف الزاي
بغى غورث شرا وسل المهندا يريد بفتك أن يروع محمدا
فلما رأى منه التوكل والهدى وهيبته شام الحقيقة واهتدى
وليس سوى الله المهيمن حاجز
ولما بجيش العسرة اشتكى الظما أفاض لهم من كفه الماء أي ما
كما كان في بدر رمى الله إذ رمى وذاق عدو الله بالخزي علقما
كأن خر مرمى من الوحش تارز
يهز به سيفا من الله باتكا يخوض به يردى العدو المعاركا
الم تلفه نهجا من البر سالكا وتبصر ليل الناس اسود حالكا
وتنساب فيه الزاحفات النواكز
لقد فاض بحر النيل من جنة الرضا وأهدى من الخيرات تبراً مفضضا
وعن جعفر لما النجاشي حرضا إلى الغدر أغضى بالجميل وأعرضا
وضاق بعمرو كيده فهو عاجز
فليت بصفين ورفع المصاحف رماه أمير المؤمنين بقاذف
به قذفه في لجة من مخاوف تضيق بها أرجاء تلك التنائف
ومن كعلي فارسا إذ يبارز
أقول بانصاف اهذا تشيع وأشكو إلى رب العباد واضرع
تجادل قوم عن يزيد وتدفع ولم يك إلا خطة الظلم يصنع
عدو الأنصار النبي ونابز
وقد ذم أنصار النبي بأمره غباث بن غوث وهو مدمن خمره
ولما شكا النعمان أبيات هجره إلى ابن أبي سفيان ضن بنصره
كما قطه بالمرج منهم مناجز
وقد قال جعجع بالحسين وكيله كما حسن قد سم فهو قتيله
ولابن زياد كأسه وجزيله وولاه قتل الطف وهو خليله
(يُتْبَعُ)
(/)
أتحسب عنه ربه يتجاوز
حرف السين
لعثمان ذي النورين قلبي يحزن حبيب لخير الناس صهر ومؤمن
وقد جمع القرآن كم هو محسن ألا لقضاء الله نعنو ونذعن
ومروان كالشيطان كان يوسوس
تظاهر بالتقوى امرؤ وهو نافث ببغي وفى حاليه كالكلب لاهث
وقيل رمى بالسهم طلحة ناكث فيا عجباً إن منه للأمر وراث
وان مات مخنوقا وملكا يؤسس
بل الملك يعطيه الإله وينزع وحسب الفتى لو بالسلامة يقنع
ولكننا نبغى ونطغي ونطمع ونسعى إلى ما ضرنا نتسرع
ويجمعنا في ظلمة الظلم حندس
وقد جاءنا في الشعر نص بأنه لنا شيمة والطبع فيها أكنه
وفى الشعر حكم سيد الناس سنه فساء الذي ينعى على الشعر فنه
فكم حكمة فيه لذلك يدرس
إلى الله نشكو أنفساً لا نذلها فتعنو إلى رب جداه يظلها
تمنت فظنت أن إبليس خلها وما زال في تيه الضلال يضلها
ومنه لها يوم عبوس عرندس
نعوذ برب الناس من شر كيده ونسأله من لطفه فك قيده
ومن عمره نرجو النجاة وزيده بتوفيقه الحلو المنال وأيده
ولسنا من الروح الإلهي نيأٍ
ونتلو كتاب الله في أول السحر وفيه العظات النافعات مع العبر
بآي كتاب الله ننجو من البشر وتطفأ عنا النار منهم ومن سقر
بمنجاتنا أنا من النور نقبس
يعلمنا علم البيان جميعه ويسعف ذا الشكوى ويمحو دموعه
أيعجزنا من أمره أن نطيعه أنعصى عليما سرنا وسميعه
فان أولى الألباب بالرأي أكيس
تعجل بزاد أن يفوتك يا فتى ألأست ترى سيف المنية مصلتا
وصل وصم واخشع لربك مخبتا عسى في كتاب للهدى إن تثبتا
عسى أنت من إستبرق الخلد تلبس
بحب رسول الله جم رجاؤنا لحب رسول الله هذا وفاؤنا
بمدح رسول الله حلو غناؤها نصيح به نشدوه وهو شفاؤنا
ويخرجنا من خيفة حين توجس
لآل رسول الله منى مدامع تثج وتهمي موهنا تتتابع
شجتني في تلك المغازي مصارع لهم ولأصحاب على الحق شايعوا
وكم بهمة فيهم همام وأليس
كأبناء عفرا والألى أحد حوى وما فيهم إلا بإيمانه ثوى
ولم يغوه ميل إلى باطل الهوى كما ابن عمير مصعب صاحب اللواء
أبى ترفاً لو شاءه فيه يغمس
ـ[ابن هشام]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 12:34 ص]ـ
شكر الله لكل من شارك في هذا الموضوع الجميل. وأخص الأخت الكريمة صاحبة الموضوع وفقها الله.
وفي الحق إن الدكتور عبدالله الطيب من نوادر الرجال، وقد قرأت أغلب كتبه ودواوينه فألفيته يسير على هدى وبصيرة، ويأتي بالنوادر والغرائب، وله في نقد الشعر الجاهلي نظرات جديرة بكل تقدير وإعجاب وإن خولف في بعضها، وهكذا العلماء والنقاد المبدعون دائماً.
أشكر أخي رامي على حسن عرضه سيرة هذا الرجل العظيم رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن اللغة العربية خير الجزاء فقد انتصف لها في مواقف كثيرة من أعداءها. وقد كان رحمه الله متقناً للغة الانجليزية أيضاً فترجم كثيراً من اشعارهم، ووازن بين الشعر العربي والغربي وأتى بأشياء لم يسبق إليها لإجادته للغتين رحمه الله.
في الختام أود أن اشير إلى أن مجلة العربي الكويتية في عددها الأخير أوقبل الأخير رقم 552 رمضان 1425 ولايزال في الأسواق، قد أفردت ملفاً عن سيرته بعنوان: عبدالله الطيب - علامة السودان وأديبها الراحل، شارك فيه كل من:
- الشيخة حصة صباح السالم الصباح (في وداع العالم الكبير د. عبدالله الطيب)
- د. عبالله يوسف الغنيم (أفضل من فهم أشعار العرب)
- د. محمود الربيعي (المرشد إلى فهم اشعار العرب وصناعتها)
- فاروق شوشة (بين صخر أسوان وعيونكسلا) جمال العربية. وفيه قصيدةطريفة لعبدالله الطيب جارى فيها امرئ القيس على ضفاف النيل.
بقي أن أقول: إن كتابه المرشد في فهم اشعار العرب وصناعتها، قد طبع أخيراً في الكويت، وطبعته دار الآثار الإسلامية التابعة لوزارة الإعلام الكويتية. ويقع في أربعة مجلدات أو خمسة لأن الجزء الرابع قسمان فلا أدري هل طبع في مجلدين أم مجلد واحد. وأتمنى ممن يستطيع مساعدتي في الحصول على نسخة من هذه الطبعة من الكويت أن يمن علينا بالمراسلة وسأحول له المبلغ مع تكلفة الإرسال مع دعوات صادقة له بالتوفيق والسداد.
وفقكم الله جميعاً، وما أجمل الدنيا بصحبة أمثالكم!
محبكم / ابن هشام / الرياض
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 10:21 م]ـ
لك الشكر يا إبن هشام على المرور و التعليق العطر الذي أفادنا بإذن الله، و الشكر الجزيل موصول لمن عطر هذا الدرب بمعلوماته الثرة. الأخ رامي إبراهيم.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 10:17 ص]ـ
حقيقٌ بالنظرِ و الزيارةِ ...
أرفَعُهُ ...
تحيةٌ لكم ..
ـ[ذو القرنين]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 05:28 ص]ـ
الأحبه في منتدى الفصيح أعود إليكم بعد غياب لاقول إن المرشد لصاحب الذكر الطيب عبدالله الطيب من أندر الكتب فب الساحة الادبيه وبعد بحث مظن في عدة دول أهمها مصر والسودان والسعودية عرفت أن الكتاب طبع طبعتين الأولى في مصر عام 1956تقريبا والثانية في بيروت عام 1970أما الكويت والسودان فقد طبعتا الجزء الرابع في مجلدين الكويت عام 1990 والسودان عام 1992 ولم أطلع على طبعة الكويت ولكن طبعة السودان رديئة
وقد اضطررت إلى تصوير الكتاب كاملا وهو يزيد عن ألفي صفحة وماذاك إلا لأن الكتاب في ظني من أنفس ماألف في الأدب في العصر الحديث إن لم يكن أنفسها على الأطلاق
وأحب من الإخوة الكرام أن يعيدوا قراءةالقصيدة الرائعة للأخ رامي وأن يأخذوا على يد أخيهم خاصة في شططه في بعض مواطن مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم وعند حديثه عن بعض المواقف التاريخية كطلب علي رضي الله عنه للخلافة وغيرها
وشكرا للأحبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 09:23 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا، هنالك معلومت قليلة غير دقيقة، مثل أسماء بعض الكتب، ورسالته في الدكتوراه كانت عن درعيات أبي العلاء تحديدا، وهي باللغة الإنجليزية ما تزال غير مترجمة ولا منشورة، ولعل الله يسهل لها من يفعل ذلك، فيفيد، القصيدة المنشورة هنا غيض من فيض كتاب كامل، والأخرى عنوانها: ملقى سبيل، وعندي نسخة منها بخط الشاعر نفسه.
وإنما جئت هنا؛ لأسأل عن هؤلاء الكرام والكريمات (المستبدة، عاشقة لغة الضاد، رامي إبراهيم، ابن هشام، ذو القرنين)،أين ذهبوا؟ لا أراهم في الفصيح إلا الأستاذ الشبل وحده، وهو نفسه أصبح قليل المشاركة، أسأل الله أن يعيدهم ويحفظهم ويعينهم ويمتعنا بصحبتهم في الفصيح. ولي عودة، إن شاء الله، لإبداء بعض الملاحظات على بعض ما أثير هنا.
ـ[بندر المهوس]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 03:57 م]ـ
هُناك في المجلة الصادرة عن الشرق الأوسط عدديها السابقين , إحياء ذكرى عبدالله الطيب ... لا أذكر تاريخ العدد , لعلي أتذكره و أدلي به لكي يستفيد الجميع ..
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 11:27 م]ـ
أخي الأستاذ بندر المهوس، بارك الله فيك. مصادر ترجمة عبد الله الطيب كثيرة متنوعة غير مجموع ما فيها، وفي كل مصدر تجد عنه غير ما تجده في الآخر، فلعلك تتحفنا بما ذكرت، ونحن في انتظارك. وشكرا.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[13 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ
عُدنا والعودُ أحمد ...
علنا نواصل سمرنا في صحبةِ العلامة عبدالله الطيب رحمه الله ..
ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 02:23 ص]ـ
لا تعليق يليق ببهاء هذه الصفحة , ونضارتها رغم مرور السنوات عليها ..
حمدا لله على سلامتكم أستاذ رامي إبراهيم ..
ليتكم وأستاذنا الدكتور سليمان خاطر تغيثوننا بمزيد مما يروي ظمأ ً لسيرة العمالقة في أدبنا المعاصر أمثال العلامة عبدالله الطيب رحمه الله ..
وعودة ٌ ميمونة ٌ مباركة إن شاء الله ..
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 05:06 ص]ـ
"عبدالله الطيب" عميد الأدب العربي في السودان
أجزاء من مقال للدكتور/ حلمي محمد القاعود
في أواخر السبعينيات قرأت دراسة ممتعة، في أسلوبها ومضمونها، حول تأثر "ت. س. اليوت "، الشاعر (الأتجلو أمريكي) المعروف، بمعلقة الشاعر الجاهلي "طرفة بن العبد ". كانت الدراسة في صحيفة عربية أفسحت لصاحبها مساحة عريضة وطويلة، وكنت قد عرفته من قبل في كتاب اسمه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها "، وتوطدت معرفتي علي الورق بالعلامة السوداني "عبدالله الطيب المجذوب"، وتابعت كتاباته، وتوقفت مع أشعاره عند دراستي لبعض القضايا الأدبية، حتى جاء نعيه أواخر يونيو 2003، ولكن صحافتنا لم تلتفت إلى الرجل الذي يعد عميد الأدب العربي في السودان، ويحظى بمنزلة رفيعة في أرجاء الوطن العربي، سواء في المجامع اللغوية أو المحافل العلمية الأخرى، ونال تقديرا كبيرا من رواد أدبنا المعاصر.
الرجل من طراز رفيع وفذ، فهو أصيل في لغته وفكره ومعرفته، درس في بلاد الإنجليز واختلط بأهلها، وعمل فيها أستاذا ومعلما، ولكنه ظل وفيا لثقافته، حريصا عليها، منافحا من أجلها. ومع أنه تزوج من إنجليزية في وقت مبكر، إلا أنه بقي منتميا لدائرته العربية والإسلامية دون خجل أو إحساس بالدونية، فقد كان يعرف قيمة هذه الدائرة، وقدر الانتماء إليها.
جهود الرجل في مجالات اللغة العربية وآدابها، كبيرة وممتدة، فهو اللغوي الذي يخدم اللغة علي أكثر من مستوى، بدءا بأسلوبه المتميز الذي يحرص علي استخدام الكلمة الدقيقة، والتركيب المحكم، والصورة المضيئة، والإيقاع الجميل، ومرورا بقضاياها في مجال الدرس والبحث، إلى المشاركة فيما يدور حولها داخل مجمع اللغة العربية بمصر بوصفه عضوا فيه، ومجمع اللغة العربية في السودان بوصفه رئيسا له.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عمل أستاذا للأدب العربي داخل السودان وخارجه، فكان رئيسا لقسم اللغة العربية ومناهج المدارس المتوسطة في معهد "بخت الرضا" لتدريب المعلمين في السودان، وأستاذا في قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وعميدا لكلية الآداب فيها. وكان محاضرا في كليه الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن. وكان أستاذا زائرا في عدد من الجامعات العربية والأفريقية والبريطانية، فضلا عن عضويته في هيئه تحرير الموسوعة الأفريقية في غانا، ورئاسته لاتحاد الأدباء في السودان.
يروى عن الدكتور عز الدين إسماعيل أنه قال حين تقاسم جائزة الملك فيصل عام 2000 مع عبدالله الطيب: حاشا أن أتقاسمها مع أستاذي.
يبدو تأثر "عبدالله الطيب" بأبي العلاء المعري، وأبي الطيب، وأبي تمام، والبحتري، كبيرا وواضحا، وبارزا في أشعاره ودراساته علي السواء. وهذا التأثر هو الذي جعله وفيا للقصيدة العربية ذات الشطرين والقافية الموحدة، وجعله من أكثر الشعراء المعاصرين اعتزازا بموسيقى الشعر وتذوقا لها، وتطويعا للبحور التي يهرب منها معظم الشعراء، مثل: المنسرح، فقد حببه إليه أبو الطيب، وابن قيس الرقيات، وفي مقدمة ديوانه أغاني الأصيل يطرح قضية الموسيقى الشعرية باستفاضة، ويرى أن الشعر خيال ووجدان وحكمة وإيقاع. أما الخيال فذكريات وتجارب وأوصاف. وأما الوجدان فعواطف وعبر وأنفاس حرار طوال وقصار، وأما الحكمة فالأمثال والمواعظ والعبر تنتزع من الفلكلور مباشرة كما عند طرفة، أو تقاس عليه بدقة فكر وبلا تعمل وتكلف كما عند زهير في الأوائل، وأبي الطيب وأبي تمام في المحدثين.
وأما الإيقاع فهو الطريق الرئيسي لجميع ما تقدم ذكره من عناصر الشعر، وبه يفترق الأداء الشعري عن الأداء النثري، إذ الشعر موسيقى بيان، والنثر بيان قد تصاحبه الموسيقي أحيانا، كما في رسائل الجاحظ ومقامات الحريري، وزعم الفارابي ـ يقول عبدالله الطيب ـ أن الشعر رئيسه الهيئة الموسيقية، وأن الموسيقي إنما نتعلمها من أجل فهم الشعر وتجويده وإدراك غاياته.
إنه يدعو إلى التذوق الطيب، ويرى أن الذوق متى تعود علي خبيث فسد به، وتعذر إصلاحه أو تعسر وأعيت الرجعة إلى تذوق الطيب الذي كان من قبل أن يألفه ويحبه، فكيف إذا تعود علي الخبيث من غير سابقة عهد بالطيب لالتماس هذا فلا تجد إلا ذاك؟ فلا غرو أن نجد الناشئة الآن لا يقبلون علي الشعر الجيد حقا، بل ينفرون .. ومن جهل شيئا عاداه.
رحم الله "عبدالله الطيب المجذوب" فلو سمع بعض الدعاوى عن تغيير الذائقة، والنثر الذي يسمي شعرا؛ لقال كلاما يؤكد كلامه السابق. فتصحيح الأذواق وإصلاحها يصحح اللغة ذاتها ويحافظ عليها , فاللغة ـ كما يرى ـ عنوان نهضة الأمة العربية وشاهد عزتها بلا أدنى ريب.
====
التحية لكلِّ مَن مرّ مِن هنا، ويحسن بي أن أذكرّ الجميع بأنني لستُ إلا ناقلٍ لسيرةِ وأخبار هذا الأديب الأريب ..
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 07:23 ص]ـ
أهلا بأخي الكريم وابن بلدي العزيز الأستاذ رامي إبراهيم، عودة حميدة والعود أحمد. ولعلك تواصل ما بدأته من فضل السبق إلى التعريف بالعلامة/عبد الله الطيب، رحمه الله، وقد بدأ أخونا الأستاذ حذيفة في وضع نسخة شبكية من كتابه القيم (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها) في منتدى الكتاب من هذه الشبكة المباركة، فنسأل الله أن يعينه على إكمالها.
أستاذتنا المفضالة الناقدة البصيرة/أحاول أن، جزاك الله خيرا على مرورك وكلماتك الطيبات، ومجرد المرور منك يضيء الصفحة، وأبشري؛ فما زلنا نعمل على كتابة سيرة علمية تليق بأستاذنا العلامة، وعسى أن نكمل ذلك قريبا إن شاء الله.
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 10:04 ص]ـ
السلام عليكم
نشكر لكم هذه العودة المباركة فلولاها ما تفطنّا إلى موضوع عن هذا العالم الأديب.
وقع كثير من الإخوة في خلط ما بين الاسمين السودانيين:الطّيّب صالح وعبدالله الطيب. وقد ميّز بينهما المميّزون, وأحبّ أن أجمع بينهما في خصلة نادرة من خصال أهل العربيّة وهي أنّهما من أحفظ أهل زماننا للشعر العربي. وليس حسن نثر الطيب صالح إلاّ من تلك الأشعارالتي حفظها ويشهد له بها في المجالس
أمّا العالم عبد الله الطيّب فقد سمعت كثيرا بكتابه المرشد وكثر رجوع علماء الشعر إليه ولو كانوا من أهل الأسلوبية. لكن عزّ علينا هذا الكتاب ولم ندركه. وقد علمنا الآن أنّه بسبب من ندرة طبعاته
هذا موضوع جدير بالمتابعة وننتظر المزيد فيه وحيّاكم الله بما أحييتم منه
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 03:11 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ خليل التطواني، بارك الله فيك وفي بيانك. يمكنك تحميل الجزء الأول والثاني من هذا الكتاب، وتجد الرابط في منتدى الكتاب من هذه الشبكة، وتجد في تلك النافذة حديثا طويلا عن المؤلف وكتابه، وستأتيك الأجزاء الثلاثة الأخرى إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 05:36 م]ـ
أخي وأستاذي البعيد
بارك الله فيك.ولقد تصفحت جميع صفحات الموضوع في منتدى الكتاب. وهزّني طربٌ وحمدت الله على يوم عرفت فيه منتدى الفصيح, هومنتدى جميل بأخلاق روّاده والمشاركين فيه والمشرفين عليه,
فرحم الله والديك على الأولى وزادهما رحمة بما أريتني من صفحات الفصيح التي كنت أجهلها,
وإنّي لأكتم دمعة فرح به لغلبة هموم أخرى في حياتنا العربيّة
دمت في رعاية الله وحفظه
ـ[محمود الطناحي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 10:01 م]ـ
آسف على رفع الموضوع
ولكن لعل رفعه في فائدة حيث أنني وجدت كتابه:
المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها
في مكتبة المنصورية في مدينة بريدة بالقصيم
ولعلهم يُرسلون لمن يريد والكُلفة على المشتري , ولا أعلم.
رقم هاتفهم: 063814644
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 01:14 ص]ـ
لو لم يكن للطيب سوى كتاب المرشد لكفاه فخراً ..
شكراً بحجم السماء لكل من خط بهذه الزاوية .. وأمتعنا بفيض بيانه ..
حق لهذه الزاوية التثبيت ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 05:20 م]ـ
[ b] جزاكم الله خيرا جميعا على ابتعاث هذه السيرة العطرة.
لا عطر بعد عروس، لكن:
من آثار الرجل الخالدة: أنه عمل فترة في جامعات المغرب، وكان يشارك في الدروس الحسنية بحضورالملك الحسن -رحم الله الرجلين- في شهر رمضان، فقد كان الدكتور عبد الله الطيب يلقي درسه جالسا على كرسي عال، والملك الحسن وأسرته ووزراؤه جلوسا على الأرض.
* لم يرزق بذرية، وما زالت زوجته البريطانية باقية في السودان.
* عندما ألف كتاب "المرشد" سألته زوجته عن تثبته من محتوى الكتاب، ولما أجابها بالإيجاب، قالت:إذن يجب أن يقدم له أفضل عالم في العربية، فقال لها:إذن طه حسين. فذهبوا له في مصر، وكان الدكتور عبد الله الطيب شابا حينها، وأبقى طه حسين الكتاب معه فترة ثم دعا عبد الله الطيب، وكان قد دعا أكبر العلماء في مصر للقائه، وفاجأهم طه حسين بقوله: إن هذا الشاب من السودان قد ألف كتابا لا تستطيعون مجتمعين أن تؤلفوا مثله.
* يروى عنه -والله أعلم -أنه قال: أعرف الإنجليزية و ... وقليل من العربية.أهو تواضع العالم أم إيمانا منه بعظم العربية؟
* كان موسوعيا ملما بجميع العلوم والمعارف حتى التي ليس لها صلة بالعربية، أذكر أحد زملائه يخبر أن الدكتور عبد الله الطيب كان يشرح لفترة طويلة من الساعات عن الشعب المرجانية في البحر الأحمر!!!
رحم الله شيخنا الجليل.
وفيما ذكر الأستاذ رامي من مؤلفات الشيخ: ديوان سقط الزند، وأسمي سقط الزند الجديد، لأن القديم كان لأبي العلاء المعري [/
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 06:01 م]ـ
أما الأستاذ الطيب صالح فقد أورد الأستاذ خالد الشبل -مشكورا-صورته
وأورده في هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=CFZjeJ6DrtM&feature=related
أما البروف عبد الله الطيب ففي هذا الرابط
رحم الله الرجلين
http://www.youtube.com/watch?v=c3-4VU_Ku48
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 12:11 م]ـ
كان الدكتور عبد الله الطيب -رحمه الله- يقول عن أبي الطيب:
إن أبا الطيب كان يتعاطى مع وصف الطبيعة في ثنايا الغزل في كل قصائده.
يعلق الدكتور صديق مدير معهد عبد الله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم: هذا رأي غير مسبوق.
ـ[هنوها]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 08:06 ص]ـ
الود
المرشد الى فهم اشعار العرب
هنا ( http://www.4shared.com/file/74017100/e05d441/____.html)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 10:03 ص]ـ
حق لهذه الزاوية التثبيت
شكرا أخت انوار لهذا الرأي الموفق
الأمر لدى مشرفي الأدب،إن ارادوا التثبيت
لأن الحديث عن الرجل لا يُمَل، كما كانت أحاديثه لا تُمل
رحمه الله
ـ[عبد الرحمن العدناني]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 08:53 م]ـ
أختي عاشقة ..
أشكرك على النقل الجميل لموضوعٍ بهذا الثقل ..
وهذا الأديب السوداني أتحفنا بجميل أدبه ..
(لكن أليس اسمه الطيب صالح)؟!
لا أدري دوماً يلتبس على اسمه حين أذكر أدبه عند بعض الزميلات ..
ثم إن سمحتٍ لي سأنقله لمن يستفيد منه
في بعض المواقع الأدبيّة ..
محبتي
جزء من مقال عن المرحوم عبد الله الطيب بعد تصرف قليل
(يُتْبَعُ)
(/)
... على الرغم من أن بعضهم كان حجة في اللغة العربية والآخر من كبار الشعراء والكتاب والأدباء والحركيين السياسيين والعقائديين.
http://www.elaphblog.com/Blog/mosaabhilali/album/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8.jpg
بروفيسور عبد الله الطيب
ومن بين ما تحفظه الذاكرة السودانية أنه حين دعي السودان للمشاركة في أول مؤتمر لمجمع اللغة العربية بالقاهرة أرسلت الحكومة السودانية البروفيسور عبد الله الطيب أستاذ اللغة العربية بجامعة الخرطوم لتمثيل السودان وحين جاء دوره للتحدث بإسم السودان توجه نحو المنصة وهو يرتدي الجلباب السوداني والعمامة والقفطان وكان صغيرا آنذاك في نهاية العشرينات من عمره وضعيف البنية فلم يتمالك الحضور من جهابزة اللغة العربية وأساتذة الجامعات من أعضاء الوفود الأخرى من الضحك عليه وعلى منظره .. لم يأبه البروفيسور عبد الله الطيب واعتلى المنصة ثم بدأ يتحدث مرتجلا برصانة عربية أجبرت الجميع على الصمت. ومنهم من لم يسعفه رصيده اللغوي على إدراك واستيعاب وفهم معنى بعض ما ينطلق به عبد الله الطيب من كلمات عربية فصحى .. وعند ذلك وحين خيم الذهول على الرؤوس. إذا بالدكتور طه حسين رئيس المؤتمر يتوجه بحديثه إلى عبد الله الطيب قائلا له:
- أرجو من البروفيسور عبد الله الطيب أن يتواضع فينزل في حديثه إلى مستوى الحضور حتى يستوعبوا ما يقول.
كان الدكتور طه حسين يريد بالطبع أن يلقن أولئك الذين سخروا في البداية .. كان يريد تلقينهم درساً لا ينسونه أبداً.
ومنذ تلك الحادثة عرف من كان يضحك ويسخر مقدار وحجم البروفيسور عبد الله الطيب على الرغم من صغر سنه مقارنة بهم. حيث لم يكن يتعدي عمره 28 سنة. وأدركوا أيضا أن معلوماتهم العامة عن السودان وعروبته ومواطنيه من العرب إنما كانت مغلوطة بسبب أنهم استقوها من بعض الأفلام المصرية وقتها والتي قدمت السوداني على اعتبار أنه بواب وبربري لا يجيد التحدث باللغة العربية.
ولد البروفيسور بقرية قرب مدينة الدامر بشمالي السودان في يونيو 1921 ونال دبلوم الآداب من كلية غوردون التذكارية بالخرطوم عام 1942 ثم البكالوريوس من جامعة لندن، ثم نال الدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة لندن عام 1949.
عمل البروفيسور عبد الله الطيب أستاذا بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ثم عميدا للكلية ثم مديرا للجامعة.
ثم عين بالجامعة أستاذا مدى الحياة عام 1979. وهو المؤسس وأول مدير لجامعة جوبا عام 1975.
وفي خارج السودان عمل رحمه الله
(توفي في يونيو 2003م)
عميدا لكلية اللغة العربية بجامعة أحمدو بيلو بنيجيريا عام 1964 وأسس هناك كلية باييرو بمدينة كانو التي صارت فيما بعد جامعة كاملة وعمل أستاذا للغة العربية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالمغرب وأستاذا بجامعة الدار البيضاء عام 1978. وقد استقبله الحسن الثاني في قصره عدة مرات لإلقاء محاضرات عن اللغة العربية وتاريخ العرب والإسلام وكان يتواضع له لغزارة علمه فيجلسه على كرسي جلوس فاخر ويجلس الحسن وحاشيته ومستشاريه في مواجهته ومن حوله فوق السجاد على الأرض.
إلى جانب ذلك كان البروفيسور عبد الله الطيب الفقيد عضوا بعدد من مجامع اللغة العربية والمؤسسات الأدبية أبرزها مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو أول رئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم. وقدم الطيب خمسة آلاف حلقة إذاعية بعنوان دراسات في القرآن الكريم أكمل فيها تفسير القرآن الكريم. اهـ
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 06:32 م]ـ
جزاك الله -أخي عبد الرحمن- خيرا
أجدت وأصبت
ـ[أبو جندل]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 12:42 م]ـ
الإخوة الأفاضل هذه بعض كتب العلامة عبدالله الطيب رحمه الله تعالى تجدون فيها كتابه مع أبي الطيب
من مكتبة العلامة عبد الله الطيب رحمه الله تعالى - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=391604)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[24 - 03 - 2010, 05:18 م]ـ
وهنا تجدون كتابه المرشد كاملا بأجزائه الخمسة من تصوير الأخ الأستاذ أبي جندل ورفعه، رفع الله قدره في الدارين:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?57122- كتاب-المرشد-إلى-فهم-أشعار-العرب-وصناعتها-كاملا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 03 - 2010, 12:16 م]ـ
شكراً لكل من شارك هنا بسخاء.(/)
ابن شهيد يرثي نفسه
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن شهيد يصف حاله:
1ـ أنوح على نفسي وأندب نبلها إذا أنا في الضراء أزمعت قتلها
2ـ رضيت قضاء الله في كل حالة علي وأحكاما تيقنت عدلها
3ـ أظل قعيد الدار تجنبني العصا على ضعف ساق أوهن السقم رجلها
4ـ وأنعى خسيسات ابن آدم عاملا براحة طفل أحكم الضرُّ نصلها
5ـ ألا رب خصم قد كفيتُ، وكربة كشفتُ، ودار كنتُ في المحل وبلها
6ـ ورب قريض كالجريض بعثته إلى خطبة لا ينكر الجمع فصلها
7ـ فمن مبلغ الفتيان أن أخاهم أخو فتكة شنعاء ما كان شكلها
8ـ عليكم سلام من فتى عضه الردى ولم ينس عينا أثبتت فيه نبلها
9ـ يُبين وكفُّ الموت تخلع نفسه وداخلُها حب يُهون ثكلَها
أرجو شرح الأبيات: 3 ـ 4 ـ 6 ـ 7 ـ 9
ما إعراب قول الشاعر (ما كان شكلها) في البيت السابع؟
وجزى الله من أسعفني خيرا.
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 01:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله أخي سمط اللآلئ
سأقول ما فهمته، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان،
3 - أظل قاعداً في الدار تقودني العصا على جنب (والجنيب أيضا المتقوس)، أمشي على ساق ضعيفة أضعف المرض رجلها
4 - ولا أقبل إحسان الناس وصدقاتهم الخسيسة لي، بل أكد وأعمل براحة يدي التي تشبه في ضعفها يد الطفل، ولكنها رغم ذلك شديدة قوية بفعل الضرورة والاضطرار الذي ألجأها للعمل فأصبحت تفي بالغرض وأصبحت أصابعها قوية مثل قوة نصل (حديدة) الرمح
6 - رب شعر قلته كان كالغصة في حلق أعدائي، ورب خطبة قلتها أقر الجميع بأنها من فصل الخطاب
7 - فمن يبلغ الفتيان عني أنني كنت صاحب فتكة وبطشة مفرطة القبح، لا يشبهها ولا يشاكلها فتكة
الإعراب:
ما: نافية
كان: فعل ناسخ ناقص
شكلها: خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة على اللام وهي مضاف والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
اسم كان محذوف جوازاً تقديره: شئٌ
9 - يُبين (يفصح ويقول الشعر البين الواضح) والموت ينتزع نفسه، وداخل هذه النفس حب للموت يهون عليها الثكل والموت
والله تعالى أعلم، والمجال مفتوح للحوار
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 06:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا ـ أخي الكريم ـ على هذا الشرح الجيد للأبيات.
لكن لدي بعض التساؤلات ـ ما دام المجال مفتوحا للحوار ـ:
1ــ في قول الشاعر:
وأنعى خسيسات ابن آدم عاملا ^*^ براحة طفل أحكم الضر نصلها:
أـ كيف كانت (أنعى) بمعنى (أرفض / لا أقبل)؟ أو بعبارة أخرى: ما وجه الربط بين (أنعى) و (أرفض / لا أقبل)؟ وهل هذا من قبيل الاستعارة في الفعل؟
ب ــ هل هناك من قرينة دلت على أن (خسيسات ابن آدم) بمعنى (الصدقات)؟ وهل هذا الاستعمال (أن تستعمل " خسيسات ابن آدم " بمعنى " الصدقات ") متعارف عليه لغويا، أم هو من ابتكارات الشاعر؟
2ــ هل يصح أن تكون (يبين) ـ في أول البيت الأخير ـ بمعنى: يفارق الحياة ـ من: البين وهو الفراق ـ؟
وأشكر لكم اجتهادكم في شرح الأبيات وحسن تعاونكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 04:34 م]ـ
وإياك أخي سمظ اللآلي
المعاني كلها من اجتهادي الخاص ولم أطلع عليه في أي كتاب، ولذلك فهي قابلة للنقاش، وليست نهائية
بالنسبة لمعنى (يبين) من الممكن أن تكون بمعنى (يفارق) أي يفارق الحياة، ولكني آثرت المعنى الأول (يفصح) لمناسبته للقصيدة في رأيي، ولكن رأيك محتمل والمعنى يصح ويستقيم
أما بيت (أنعى/خسيسات) فأنا لم أنظر إلى البيت كلمة كلمة، بل حاولت تصور معناه العام، فهداني تفكيري لهذا المعنى، ولم أقرأه لدى شاعر آخر، فربما يكون مراد الشاعر غير ذلك، ويمكن الرجوع إلى مصدر الأبيات لعل فيها شرحاً لها
والمجال -بعد- مفتوح للنقاش والاجتهادات، أو من كان لديه علم من مصدر مناسب
تحياتي لك أخي الفاضل
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا ـ أخي الكريم ـ على حسن تعاونكم
أما عن مصدر الأبيات فهو (الذخيرة) لابن بسام، ولا يوجد شرح لها.
وفي الديوان لا يوجد شرح لهذه الأبيات ـ أيضا ـ.
ولا يخفى أن النصوص الأدبية مجال رحب للحوار والنقاش ...
أختكم سمط اللآلئ
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 07:43 ص]ـ
أختي الفاضلة سمط اللآلئ
بداية معذرة لأني درجت على مخاطبتك بصيغة (أخي) لأني لم أستطع من خلال الاسم المستعار أن أستدل على أن وراءه أنثى، وربما ذلك ناتج من قلة متابعاتي للمنتدى ومن ثم لمساهماتك، ثم لأن تحت اسمك عبارة (طالب علم) لا (طالبة علم) فمعذرة مرة أخرى.
أما أن الذخيرة غير مشروح فسوف أسأل أهل الاختصاص فلعل هناك من حققه وشرحه، وسأرد عليك حالما أجد الإجايبة الشافية.
تحياتي لك أيتها الأديبة الفاضلة ويسعدني التحاور معك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 09:03 ص]ـ
أختي الفاضلة سمط اللآلئ
رجعت لكتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة تأليف: أبي الحسن علي بن بسام الشنتريني وبتحقيق الدكتور إحسان عباس رحمه الله، وهو محقق ضليع، ولكن مع الأسف الأبيات غير مشروحة فيه.
ولكن المقدمة التي قدمت بها الأبيات تشئ بصحة بعض ما ذهبت إليه، وهي قوله (وكان يمشي إلى حاجته على عصا) فإنها تؤكد ما ذهبت إليه من أنه كان يعتمد على راحة كفه التي أصبحت كراحة الطفل، وأنه لا يلقى مساعدة من أحد.
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 09:57 ص]ـ
تحياتي لك أختي سمط اللآلئ
لقد بحثت في ديوان ابن شهيد بتحقيق د. محي الدين ديب، وكتاب ابن شهيد الأندلسي ناقدا تأليف: محمد سعيد محمد، وكتاب أبن شهيد الأندلسي حياته وأدبه تأليف د. حازم عبدالله خضر
ولكن لم يشرح أي منهم الأبيات رغم ورودها في هذه الكتب جميعها، وهذا من سوء حال محققينا وعجزهم مع الأسف الشديد
الذي خرجت به من هذا كله أن اسمه هو ابن شُهيد (بضم الشين) وكنت أقرأه بفتحها
تحياتي لك مرة أخرى على تحفيزك لي على البحث
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 06:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا على كل ما بذلتموه من جهد، وجعله في موازين حسناتكم.
ـ[السيوطي]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 07:42 ص]ـ
جزاكما الله خيرا(/)
المعتمد بن عباد يرثي ولديه
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المعتمد بن عباد يرثي ولديه فتحا ويزيد:
1ـ يا عين عيني أقوى منكَ تَهتانا أبكي لحزن وما حملتَ أحزانا
2ـ ونار برقك تخبو إثر وقدتها ونار قلبي تلفى الدهر بركانا
3ـ نار وماء صميم القلب أصلهما متى حوى القلب نيرانا وطوفانا
4ـ بكيت فتحا فإذ ناديت سلوته ثوى يزيد فزاد القلب نيرانا
5ـ يا فلذتيْ كبدي يأبى تقطعها عن وَجدها بكما ما عشتُ سلوانا
6ـ لقد هوى بكما نجمان ما رميا إلا من العلْو بالألحاظ كيوانا
7ـ مخفف عن فؤادي أن ثكلكما مثقل لي يوم الحشر ميزانا
8ـ يا فتح قد فتحت تلك الشهادة لي باب الطماعة في لقياك جذلانا
9ـ ويا يزيد لقد زاد الرجا بكما أن يشفع الله بالإحسان إحسانا
10ـ كما شفعت أخاك الفتح تتبعه لقاكما الله غفرانا ورضوانا
11ـ مني السلام ومن أم مفجعة عليكما أبدا مثنى ووحدانا
12ـ أبكي وتبكي ونبكي غيرنا أسفا لدى التذكر نسوانا وولدانا
أ ـ أرجو شرح البيتين: 5 ـ 6، (ومن أراد شرح المزيد فنعما ذلك)!
ب ـ هل نعتبر (سلوانا) في البيت الخامس فاعلا للفعل يأبى ـ على الضرورة الشعرية ـ؟
جـ ـ هل البيت الجار والمجرور في بداية البيت العاشرمتعلقان بما قبلهما، وكيف يكون المعنى إذا كان كذلك؟
د ـ ما إعراب (نسوانا) في البيت الأخير؟
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 10:22 م]ـ
أخي العزيز السمط
شكر لك أن أتحفتنا بهذه الرائعة المنتمية إلى غرض الرثاء الذي يستدعي معنى مهما للمتلقي يكاد يغيب في الأغراض الأخرى أعني بذلك ما يخالج هذا النوع من الشعر من صدق العاطفة الذي يمد جسرا أثيريا بينه وبين قلوب المتلقين فتجدهم يتفاعلون معه ويتجاوبون مع ما فيه من أنين وحرارة حزن0
يا فلذتيْ كبدي يأبى تقطعها <> <>عن وَجدها بكما ما عشتُ سلوانا
لقد هوى بكما نجمان ما رميا<> <> إلا من العلْو بالألحاظ كيوانا
ـ الشاعر هنا يخاطب ابنيه متفجعا متألما متذكرا أنهما قطعة من فؤاده وفلذة من كبده الحرى المتقطعة حزنا والمتفجرة بكاء ووجدا مدّة حياته المقبلة فهو لن يسلو عنهما ما عاش وسيظل يذكرهما ويبكيهما إلى أن يغيبه الموت وهنا تظهر عاطفة الشاعر الصادقة0
أمّا في البيت الثّاني فقد عاد الشاعر مادحا وهو ما يلجأ إليه الشعراء أحيانا عند الرثاء فهما ليسا مجرد ابنين غيبهما الموت! كلاّ 0فهما نجمان هويا من أعلى مراتب النجوم بدليل أنهما كانا ينظران إبّان حياتهما للنجم (كيوان) من عل فهما أعلى منه منزلة وأسمى منه مكانة 0
ـ سلوان في هذا البيت مفعول به للفعل يأبى0
ـ الجار والمجرور (منّي) يبدو لي أنهما متعلقان بالمصدر السّلام0
ـ نسوانا تعرب كما يبدو حالا مؤولة من المفعول به (غيرنا)
والله أعلم
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 11:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الجيد.
ولكن، لدي استفسار بسيط:
ما إعراب قوله: (كيوانا)؟ ليتضح المعنى أكثر.
وتقبلوا خالص الشكر والامتنان ... بارك الله فيكم.
أختكم: سمط اللآلئ
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تأملت إجابتكم؛فبدا لي أن أكتب هذه الملحوظات:
· أثار إعجابي شرحكم للبيت الأول؛ إذ أضاف معنى جديدا لم يخطر ببالي؛ فقد كنت أرى أن قوله:"تقطعها" هو المفعول للفعل"يأبى",والفاعل هو "سلوانا",وقد نصب للضرورة الشعرية , وعلى هذا الأساس كان فهمي للبيت.
· ما زال تركيب البيت الثاني مستعصيا علي , لذلك أرجو مزيدا من التوضيح، وحبذا لو أعرب البيت إعرابا تاما؛ فبالإعراب يتضح المعنى.
· قصدت بالجار والمجرور ما كان في بداية البيت العاشر من القصيدة , وهو قوله:"كما ..... ",فهل هما متعلقان بما قبلهما؟
شاكرين لكم حسن تعاونكم, والسلام.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 02:06 ص]ـ
الأخت الفاضلة،معذرة فقد أجبت عن سؤال يبدو أنني توهمته ولعل هذا ممّا يسميه أستاذنا الجليل أبو محمّد ـ إن هو لاحظه ـ الإجابة على التوهّم0
ـ كان السؤال عن تعلّق الجار والمجرور (كما شفعت) في صدر البيت الثّاني من البيتين:
9ـ ويا يزيد لقد زاد الرجا بكما أن يشفع الله بالإحسان إحسانا
10ـ كما شفعت أخاك الفتح تتبعه لقاكما الله غفرانا ورضوانا
وهو كما قلت متعلقان بالفعل (شفع) في البيت السّابق ويكون المعنى: (أرجوالله واثقا أن تكون أنت وأخاك السابق شفعين لي عند الله تعالى بالأجر والمثوبة على مصيبتيّ فأنا فقدتكما ورجائي أن أجد إحسانا يشفعه ويأزره إحسان ثان كما أنك بموتك واتباعك لأخيك في هذا الدّرب قد شفعته بعد أن كان فردا فأصبحتما معا شفعا*
ـ أمّا البيت:
لقد هوى بكما نجمان ما رميا<> <> إلا من العلْو بالألحاظ كيوانا
فإعرابه:
اللام: موطئة للقسم مبنية على الفتح لا محلّ لها0
قد: حرف تحقيق مبني على السكون لا محلّ له0
هوى: ماض مبنيّ على الفتح المقدر0
بكما: جار ومجرور متعلقان بالفعل هوى0
نجمان: فاعل لهوى مرفوع والعلامة الألف0
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محلّ له0
رمى: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر0
الألف: ضمير متصل مبني على السكون فاعل لرمى0
إلاّ: حرف استثناء ملغى يفيد مع ما النافية قبله الحصر0
من العلْو:جار ومجرور متعلقان بالفعل (رمى) 0
بالألحاظ: جار ومجرور متعلقان بالفعل (رمى) 0
كيوانا: مفعول به منصوب بالفعل (رمى) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والألف للإطلاق0
والبيت كلّه جملة لامحلّ لها من الإعراب لوقوعها في جواب القسم0
إذن: ابناه اللذان ماتا يشبهان في نظره نجمين مرتفعين في الفضاء حتى كأنهما أعلى منزلة من النجم كيوان فهما ينظران إليه (رمياه بالألحاظ: أي؛ نظرا إليه بعينيهما) من الأعلى لدنوّ منزلته عنهما0
أرجو أن أكون وفقت في تجلية المعنى وألاذ أكون ساهمت في تعميته وتعقيده والمعذرة عن التأخير مع أمنياتي بقضاء أوقات مفيدة في ربوع الفصيح0
ــــــــــــــــــــــ
* (الشَّفْعُ) ما شفَع غيرَه وجعله زوْجًا. و- خلافُ الوَتْرِ. (ج) أَشفاعٌ، و شِفاعٌ. (الوسيط)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه الإجابة التي أجدتم فيها وأفدتم، وأشكر لكم حسن تجاوبكم وتعاونكم ....
لكن ما رأيكم في أن تكون "الباء"في قوله"بكما"سببية، ويكون معنى البيت ـ على هذا ـ:
لقد هوى بسبب موتكما نجمان في السماء، أصابا ـ عند سقوطهما ـ كيوان (وهو مثل في التشاؤم ـ كما يقال ـ)؟
مع أني أرى أن المعنى الذي أشرتم إليه أوفق وأصوب؛ لشموله كل مفردات البيت، لكن: أحببت أن أسمع رأيكم فيما ذكرت، وأستفيد من علمكم ونقدكم ...
وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع .. وسامحونا على (كثرة السؤال)!!!(/)
ابن غالب البلنسي يصف الورد
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 01:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يشرح لي هذه الأبيات ـ وجزاه الله خيرا ـ:
قال ابن غالب البلنسي يصف وردة:
يا وردة جادت بها يد متحف ... فهمى لها دمعي وهاج تأسفي
حمراء عاطرة النسيم كأنها ... من خد مقتبل الشبيبة مترف
عرضت تذكرني دما من صاحب ... شربت به الدنيا سلافة قرقف
فنشقتها شغفا وقلت لصاحبي ... هي ما تمج الأرض من دم يوسف
ـ[يعقوب]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 02:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا وردة جادت بها يد مُتحف ... فهمى لها دمعي وهاج تأسفي
يناجي الوردة قائلا بأنها هديّة من يد لطيفة، فبكى لمّا رآها وتأسف وتلهّف (وسيذكر لماذا بعد حين)
حمراءُ عاطرةُ النسيم كأنها ... من خد مقتبل الشبيبة مترف
ام أفهم ما المقصود ب "مترف" هنا
المبتدأ محذوف تقديره هي
لونها أحمر وهي ذات عَبَقٍ وكأنها أُخِذت من الشباب أو تتنعّم بمحاسنه؟ أو كأنها تشرب من الشباب (ولربما هذا المقصود كما سيتوضّح الآن) ...
عرضت تذكرني دما من صاحب ... شربت به الدنيا سلافة قرقف
أثارت (للونها الأحمر ربما) في ذاكرته صورة رجلٍ مخضّب بدماء إرتوت منها الدنيا، وسلافة القرقف هي أجود الخمر وأحسنه، والمقصود هنا دماء الرجل
فنشقتها شغفا وقلت لصاحبي ... هي ما تمج الأرض من دم يوسف
تمجُّ: تشربُ
شمّ الوردة وقال: إنها شربت من دم يوسف فذلك السبب في لونها وطيبها وحسن أريجها، ولهذا بكى وتأسف وتحننّ، لأنها ذكّرته بعزيزٍ على قلبه ...
والله أعلم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 03:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأبيات في المُغْرِب في حُلى المَغْرِب، لابن سعيد (ت 685 هـ) 2/ 348، من شعر أبي عبد الله بن غالب الرصافي الرفاء، نسبة إلى رصافة بلنسية، وقد اقتصر على التعيّش من صناعة احترفها، وهي رفء الثياب، ترفعًا عن التكسب بشعره. وكان يسمى ابنَ رومي الأندلس. توفي سنة 572 هـ بمالقة، وذكر له ابن سعيد في المغرب، والمراكشي في المُعجب 286 - 292 طائفة من شعره.
والأبيات من المغرب:
يا وردةً جادتْ بها يدُ مُتْحِفِ ** فَهَمى لها دمعي وهاجَ تأسفي
حمراءَ عاطرةَ النسيم كأنها ** من خدِّ مقتبِل الشبيبة مُتْرَفِ
عَرَضَت تذكرني دَمًا من صاحبٍ ** شَرِبَت به الدنيا سُلافة قَرْقَفِ
فَنَشِقتُها شَغَفًا وقلت لصاحبي ** هي ما تَمُجُّ الأرضُ من دَم يوسفِ
والبيت الأخير في الوافي بالوفَيات للصفدي 4/ 309 الترجمة 1850:
فلثمتها شغفًا وقلت لعَبرتي.
وقال الصفدي قبل الأبيات السابقة: ومنها وقد قُتل إنسان يدعى يوسف.
وسلافة القرقف: خلاصة الخمر.
ولا مزيد على ما ذكره الأستاذ يعقوب إلا أن المُترف هو المتنعم الغضّ. وقوله: شربت بها ... يصف ذهاب دم هذا الرجل في الدنيا واستحالتَه خمرًا أحمرَ خالصًا، ثم يذكر أن هذه الوردة تغذت من دم يوسف، مما تمجه الأرض منه، فلذا صارت بهذا اللون الأحمر الجميل.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 11:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بعلمكم.(/)
هل قصة أبي زيد الهلالي حقيقية أم خيالية
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 06:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل قصة أبي زيد الهلالي حقيقية أم خيالية؟
فلقد سمعت أنها خيالية
وإذا كانت حقيقية فأين أجدُ قصتها
ولكم تحياتي .....(/)
من شعر البحرية الإسلامية في الأندلس
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يشرح لي هذه الأبيات ـ وجزاه الله خيرا ـ:
# قال ابن دراج يصف أسطول المنصور بن أبي عامر:
تحمل منه البحر بحرا من القنا ××× يروع بها أمواجه ويهول
بكل معالاة الشراع كأنها ××× ـ وقد حملت أسد الحقائق ـ غيل
إذا سابقت شأو الرياح تخيلت ××× خيولا مدى فرسانهن خيول
سحائب تزجيها الرياح فإن وفت ××× أنافت بأجياد النعام فيول
ظباء سمام ما لهن مفاحص ××× وزرق حمام ما لهن هديل
سواكن في أوطانهن كأن سما ××× بها الموج حيث الراسيات تزول
كما رفع الآل الهوادج بالضحى ××× غداة استقلت بالخليط حمول
# قال عبد الملك بن عياش يصف معركة بحرية:
حدث عن الروم في أقطار أندلس ××× والبحر قد ملأ العبرين بالعرب
من كل من يترك الهيجاء في حلك ××× جمر إذا اخضرت الغبراء بالعشب
مقلب بين مشتاة وهاجرة ××× تقلب السيف بين الماء واللهب
يرمي بهم ظهر طرف بطن سابحة ××× فالبر في شغل والبحر في صخب
# قال ابن الأبار يصف سفينة للمعتضد بن عباد:
يا حبذا من بنات الماء سابحة ××× تطفو لما شب أهل النار تطفئه
تطيرها الريح غربانا بأجنحة الـ ××× ـحمائم البيض للأشواك ترزؤه
من كل أدهم لا يلفى به جرب ××× فما لراكبه بالقار يهنؤه
يدعى غرابا وللفتخاء سرعته ××× وهو ابن ماء وللشاهين جؤجؤه
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 06:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل الشكر لك على اختياراتك الجميلة.
بانتظار المواصلة.(/)
صرخة من جريح عراقي.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 01:45 ص]ـ
ربَّما يَلْتَفُّ ثعبانُ الأعادي =ربَّما تشكو من القيد الأَيادي
ربَّما يسلبني الأعداءُ أمني =وسلامي ويصدُّونَ مُرادي
ربَّما يقتلع الصاروخُ بيتي=ويُريني فيه أكوامَ الرَّمادِ
رُبَّّما يُنْقَشُ في ظهري صليبٌ =مثلما يُنْقَشُ حزنٌ في فؤادي
ربما أسمع أصواتَ نُباحٍ =وأرى النَّجمَ السُّداسيَّ ينادي
ربما أسهرني السهمُّ طويلاً =واشتكت عيناي من طول السُّهادِ
وتجافى عن فراش النوم جنبي =فكأني فوق أشواكِ القَتادِ
ربما أطلقتُ شلاَّل دموعي =جارفاً، أبكي على حالِ بلادي
ربَّما حدَّثتِ الأشلاءُ عني =ذاتَ يومٍ، وانتهى قَدْحُ زِنادي
ربما أقْلَقَتِ الرِّيحُ شراعي =وانطوتْ في الموج أسرار ابتعادي
ربَّما كان سلاحي لا يساوي =عُشْرَ ما عند الأَعادي من عَتَادِ
ربَّما يا أمَّةَ الإسلام أمضي =قبل أنْ أَقطفَ أزهار الجهادِ
كلُّ هذا، رُبَّما يحدث، لكنْ =لم أزل أهفو إلى رَبِّ العبادِ
إنني أبصرُ - والليل بهيمٌ- =ضحْكَة الفجر على أنغامِ شادي
وأرى الباطلَ يرتدُّ ذليلاً =زائغَ العينين مسلوبَ الرَّشاد
أيُّها اللاَّئم، لو أبصرْتَ جرحي =وسوادَ الليل في (ارضِ السَّوادِ)
لو رأيتَ الدَّار لا ينطق فيها =غيرُ مأساتي التي أَدْمَتْ فؤادي
لو رأيتَ ابني جريحاً يتلوَّى =وأبي يَنزف والأمُّ تنادي
لو رأيت المعتدي يزداد عُنْفاً =حينما يُبصر ضعفي وانقيادي
حينما ناشدتُه الرَّحمةَ ألْقَى =ضحكة السَّاخر توحي بالتمادي
لو رأت عيناك (فلوجة) عزِّي =حينما دُكَّتْ ومأساة (الرَّمادي)
ربَّما لاقيتَ لي عذراً جميلاً =ورفعتَ الرأسَ بي في كلِّ نادي
وكَفَفْتَ اللَّوم والخُذْلانَ عنّي =وتفضَّلت بإعلانِ الوِدادِ
قُلْ عن الطُّغيانِ ما شِئْتَ، فإني =لم أزلْ أقرأ عن قصةٍ (عادِ)
وأرى فرعون فوق البحر جسما =هامداً، بعدَ غرورٍ وعناد
صوله الباغي، لها حبل قصيرٌ =ينتهي فيها إلى سوق الكسادِ
كل ما في هذه الدنيا ابتلاءٌ =إنَّما الحسرةُ في يوم التَّنادي
د. عبد الرحمن العشماوي ( http://suhuf.net/156640/ra1d.htm)
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 02:15 ص]ـ
ما يدور في الفلوجة في هذه الأيّام يفوق الوصف ويعجز البيان ويذيب الصخر حزنا وألما 0
الأمريكان يقولون بأفعالهم اليوم: من أشدّ منا قوّة0
تدمير للمنازل على رؤوس الصغار وتانساء،دكّ للمساجد على الملتجئين من المروّعين المذعورين ......
هجمة شرسة غاية الشراسة كشفت عنها بعض الصور التي استقرتها الشاشات خلسة تنبئ عن حقد دفين وعداوة غاشمة وهمجية فاضحة0
أيّ خزي ينتظنا وأي عار يتلبسنا وأيّ هوان أكثر ممّا نحن فيه0
يقتلون ويمثلون و يشردون ويدمرون ويهلكون الحرث والنسل وما لا نراه أفظع بكثير مما تسترقه العدسات 0 وبعد ذلك تراهم يدعون استخفافا واحتقارا التحقيق مع الجند المتجاوزين0
ماذا سنقول للأجيال القادمة؟!
ـ[المستبدة]ــــــــ[17 - 11 - 2004, 03:40 ص]ـ
وقفة إكبار لكِ يا فلوجة ..
لا أملك سوى الألم والدمعة التي لا تنجبر ..
أكفكفها بدعوةٍ قد تلقى النصر ..
رحماك ربي .. اصفح واغفر ..
* تحية للروح والمشاعر البيضاء:
د. عبدالرحمن العشماوي ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 06:56 م]ـ
شكرًا لكما على مروركما الجميل.
لكما تحياتي.
ـ[حمزة]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 06:23 م]ـ
الفلوجة (بدر أخرى)، غيث يهطل ونصر ينزل وملائكة تقاتل مع المجاهدين بإذن الله تعالى، لكن ينقصها دمع يهطل ودعوات متواصلة بالنصر المؤزر، حتماً سيطل الفجر الأبيض وتنقشع سحابة الظلام الدامس ...
التحية للجميع وكل عام وأنتم بخير وربنا يتقبل الاصيام والقيام ونسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان على الغاشمين الغاصبين المحتلين إنه سميع قريب مجيب الدعوات.(/)
للمهتمين بالشعر ساعدوني في الحصول على تتمة القصيدة
ـ[ربيع العمر]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة هذه أولى المشاركات لي والتي تحمل في طياتها تسولا ولكن من نوع آخر ... إنني أرجو ممن لديه تتمة هذه القصيدة أن يدلني عليها حيث أني بحثت عنها في المكتبات العامة في مدينتي ولم أعثر عليها وهي قصيدة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحمد محرم حيث أحفظ منها قوله
يا طريدا ملء الدنيا اسمه = وغدا لحنا على كل الشفاه
........
كما أن هناك بيتا من الشعر أعتبره من روائع الحكم لعمر أبو ريشة وأتمنى أن أجد القصيدة لديكم وهو قوله قوله
أحزم الناس عاقل = لمس الجرح وابتسم
======
أرجو تصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية متى ما وجدت
======
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 01:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بالأخ ربيع العمر، والفصيح يسعد بانضمام أمثالك إليه، فمرحبًا بك.
تجد بعض القصيدة أو كلها في هذا الرابط ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?artid=4128&catid=38).
ومن عنده الديوان قد يفيدك في وجودها فيه، إن كانت من شعره. والديوان - يبدو - موجود في منتجات التراث.
أما قصيدة أبو ريشة فهي في ثنايا قصيدته (مصرع الفنان) في مصرع صديق له (موسيقار) مات وأنامله على الأوتار. الديوان 421، وسأنتزعها من القصيدة:
لفتة نحو أمسه ** أيها الشاعر العَلَمْ
إن في سِفْر عمُْره ** صفحاتٍ من الألم
ليس يرجو من الورى ** بسمةً تغسل السقم
أحزم الناس عاقل ** لمس الجرح وابتسم
جعل اللهو سلوة ** تحمل السم في الدسمْ
لا يبالي صريعُها ** عبسَ الكونُ أم بسمْ
هكذا لاح واختفى ** في خِضمٍّ من الظُّلَمْ
تاركًا فوق أرضه ** ضجرَ الروحِ والسأم
صفحةُ الحُبِّ والهوى ** والأهازيج والنغم
قد طوتها يدُ الردى ** فهي في حجرة العدم
ـ[ربيع العمر]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 05:21 م]ـ
رفع الله قدرك وأعلى مكانك في الدنيا والآخرة
فقد كنت أبحث عن قصيدة عمر ابو ريشة وها أنت قد دللتني على مصدرها ولعلي أجدها في النادي الأدبي تحت هذا العنوان
ولعل أحد الأخوة يتحفنا بتتمة قصيدة أحمد محرم حيث أنني لم أجد له ديوانا في المكتبات ولا في الأندية الأدبية يحتوي هذه القصيدة
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:15 ص]ـ
أهلاً بربيع هنا ..
أرجو لك رحلة شائقة في ربوع الفصيح ..
أعجبني ما ذيّلت به موضوعك:
======
أرجو تصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية متى ما وجدت
======
وأنا كذلك معك .. أُطالب الفصيح بتصحيح ما يلتبس علىّ ..
أخ ربيع ..
أُدرك تماماً أنّ (تساؤل) ..
قد وقع بعضها لسرعة الكتابة .. فأضحت (تسولا) ..
أنا معك .. في ضرورة تصحيح ما نكتب ...
وأهلاً بك أخرى ..
تقديري
ـ[ربيع العمر]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 06:53 م]ـ
أشكر لك المرور أختي المستبدة ... وأحب أن أوضح أنني قصدت بالفعل التسول وإن كنت لا أرغب بأن يكون ديدن الإنسان التسول بالأمور الفكرية والثقافية فضلا عن الأمور المادية ...
وشكرا مرة أخرى .... مع رجائي أن ييسر من يدلني على تلك القصيدة
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 09:29 م]ـ
أنا من تشكرك على التوضيح ..
فتوظيف هذه الكلمة هنا جديد
بالنسبة لي ....
لا تشكرني ...
أنا هنا .. إذن حروفي هنا .. لكل جميل ..
أتمنى أن نجد من يساعدك ...
أنشغل كثيراً مع من ينشغل في
التعب الجميل (الأدب) .. !
تقديري ..
ـ[ربيع العمر]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 09:56 م]ـ
للرفع آملا عبور جواد على الموضوع يجود علي بقصيدة أحمد محرم بعد أن دلني الاستاذ خالد الشبل حفظه الله على الطلب الاول
ـ[ابن هشام]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 12:04 ص]ـ
يغلب على ظني أن هذه القصيدة ليست لأحمد محرم رحمه الله. وهي قصيدة مألوفة وقد قرأتها في ديوان صاحبها، ولكن كثرت علينا الدواوين، توقعت أن تكون للزبيري فلم أجدها في ديوانه. وبحثت عنه في الموسوعة الشعرية وهي دقيقة (المجمع الثقافي) ولم أجده لشاعر فيها فلعله شاعر ممن لم يذكر فيها ممن توفي بعد عام 1952 م حسب شرطهم في الموسوعة.
سمعت الشيخ عايض القرني وفقه الله يستشهد بها كثيراً، وعلى كل حال سنبحث معك هذين اليومين ولو وجدته بادرتك به إن شاء الله. وفقك الله وشكر الله للشيخ خالد الشبل سرعة جوابه وصوابه.
ـ[ربيع العمر]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 06:34 م]ـ
شكرا أخي على اهتمامك ولعلي أذكر لك أن الشيخ سلمان العودة ذكر في أحد محاضراته أنها لأحمد محرم وهذا الذي دعاني أن أنسبها إليه وإلا فبضاعتي قليلة ...(/)
رسالة إلى عيون الفلوجة.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 02:20 م]ـ
أوَتعلمينْ؟!
مليارُعينٍ من عيون العاشقينْ
قد شدّها سحرٌ لديكِ
يا ويحها تهفو إليكِ
وما رأوْا منكِ العيونْ!
من أين أنتِ .. وأين كنتِ؟!
أيا رياضَ الصالحينْ
...
أوَ تعلمينْ؟!
مليارُ قلبٍ من قلوب الساجدينْ
لله ربِّ العالمينْ
في ليلهم يتضرعونْ
من أجل عينِكِ .. يا لَحسنكِ
يا غُرّة الفجر المبينْ
...
أوَ تشعرينْ؟!
بحنين من رحلوا إليكِ
قلوبهم تهوي عليكِ
وكلهم لك يسألونْ:
من أي كرمٍ تقطفينَ
الفجرَ مسحورَ العيونْ؟!
قولي فما ذقناه من ماضي القرونْ
...
أوَ تسمعينْ؟!
لمّا صغاري يسألونْ:
أيا أبانا!
أيّ كربٍ قد دهاكَ
وأي كربٍ قد دهانا
وأيّ جرحٍ في حنايانا دفينْ؟!
أيُصدّقونْ؟!
أتُصدقينْ؟!
إنْ قلتُ أنتِ التي عجنتِ
الخبزَ بالدمعِ وأطلقتِ الأنينْ
أيُصدقونْ؟!
أتصدقينْ؟!
إن قلتُ أنتِ التي جعلتِ
الهمَّ والأحزانَ تسكن في العيونْ
أيُصدقونْ؟!
أتصدقينْ؟!
إن قلتُ أنتِ التي رفعتِ
الهامَ مني والجبينْ
ورفعتِ رأسي في الأعالي
يا رابعَ المدُنِ الغوالي
يا أختَ مقدسِنا السجينةْ
يا أختَ مكة والمدينةْ
...
الكلّ يسأل في ذهولِ
فلوجةَ المليار قولي
مِن أي طينةْ
جبلتِ تغشاكِ السكينةْ
رغم المنايا والمنونْ؟!
من أي طينةْ؟!
يا أختَ مكة والمدينةْ
د. عبد المعطي الدالاتي ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=28&artid=4500)
5/10/1425
18/11/2004
ـ[المستبدة]ــــــــ[19 - 11 - 2004, 08:26 م]ـ
رائعة جداً تلك الروح التي نزفت ..
رائعة جداً تلك الحروف التي انتثرت ..
أشعر بطهرِها وصدقها يعبق بها المكان ..
لكل غيور ومحب لأمته ..
لكل عاشق ينزف هماً لحالها ..
لكل من شارك ولو بالحرف ..
تقديري أمامهم ينحني(/)
ريحانة القلب.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 10:15 ص]ـ
حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ=وإن بدا فرحي للناس و الطربُ
مسافرٌٌ في دروب الشوق تحرقني=نار انتظاري ووجداني لها لهب
كأنني فارس لاسيفَ في يده=والحرب دائرة والناس تضطرب
أو أنني ُمبحر تاهت سفينته=والموج يلطم عينيها وينسحب
أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه=قيظٌ،وأوقفه عن سيره التعب
يمد عينيه للأفق البعيد فما=يبدو له منقذ في الدرب أو سبب
يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ=إلا وفي قلبه من أصلها نسب
خيول شعرك تجري في أعنّتها=ما نالها في مراقي عزّها نصب
ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ=وفجرنا في عروق الكون ينسكب
وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى=ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب
يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها=وفيه مأوى لعينيها ومنقلب
الله يكتب يا ريحانتي فإذا=أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا
لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا=ولم ُيقدّر لما فازوا بما طلبوا
ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ=فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب
ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ=ولا تباع ولايأتي بها الغَلب
قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده=ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما=تنافسوا في معانيها ولااحتربوا
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم=لا المال يبقى ولا الألقاب والّرتب
ـ[يعقوب]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله له العزة والجلال، لقد أبدَعت يا سيدي.
جمعْت فيها الأحاسيس والمشاعر الراقية مع الحكمة والخاطرة فأتت بقالب سحريّ رصّعته جواهر حكميّة.
لن أكثِر الكلام فالكلمات لن تعطك حقّك.
شكراً.
قد يعشق المرءُ من لا مالَ في يده & ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 11:38 ص]ـ
فاتني أن أذكر أن هذي القصيدةَ للشاعر عبد الرحمن العشماوي.
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:28 ص]ـ
حروف من الحُسنِ أبهى ..
ومن القمر أسمى ..
قفزات جميلة ..
مشاعر ملتهبة متدفقة ..
ما إن تُبْحِر في بيتٍ منها
إلا وينقلك جمال ما بعده
فينشلك إلى شذى وعبقٍ آخر ..
إلى لوحة فنيّة رسمتها
أنامل مبدع ..
تظل أنفاسك متلاحقة .. تتبع هذا
الجمال الذي فجّر كثير مما يختمر في دواخلك ..
لله درّ شاعرنا المبدع المتوهّج ..
شكري ينتثر أمام ناقل هذا الجمال هنا ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 09:03 م]ـ
لك الشكر الجزيل على إمتاعنا بهذه القصيدة التي ليست سوى تحفة أدبية رائعة يندر وجودها في أكبر المتاحف الشعرية، و لقد عطرت هذه الريحانة بشذاها أنحاء دار الفصاحة.(/)
إحساس شاعر
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 07:32 م]ـ
هذه قصيدة بعنوان: إحساس شاعر، للشاعر: محمد بن عبد الرحمن المقرن ...
قالوا جفاكَ ببرد الحب إحساس .. وما تنفست مذ أشقتْك أنفاس
يا شاعر الحزن رفقا بالفؤاد فقد .. مل الأسى وشكاه البؤس والباس
كأن قلبك مسجون بظلمته .. يلوكه الهم والآلام أضراس
أوقد حروفك أشواقا ومكتسبا .. ودع أساك وأطربْ يطربِ الناس
فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم .. فلي مع الشعر بالإيمان آساس
الشعر أسمى بقلبي من سواقطكم .. فيض يدفقه بالحب إحساس
لم يجفني الحب بل لم تدركوا أدبي .. وحي من الصدق لا حضن ولا كاس
إذا صرخت أنادي أمتي كلِفا .. فهو الهوى طارق والشعر أجراس
أهيج في القوم بالأشعار غيرتهم .. أمَا لأعراضنا يا قوم حراس
أسير بالشعر مختالا بقافيتي .. أجرها ويراع العز مياس
شعري لأمتنا ديْن أنوء به .. وللصدور إذا ما ضقن أنفاس
أبكي لأطفئ نارا في دمي اشتعلت .. وأنتشي أملا إن أطبق الياس
هذا هو الشعر بالإيمان أحكمه .. إن أحكمت أحرفَ الفساق أرجاس
أشعارهم عذبيني مزقي جسدي .. أموت فيك فِداكِ الكون والناس
سخافة من فراغ الروح واهية .. شوق فذل فشيطان فوسواس
تقاطر الشعر من أفواههم نجسا .. ويْ! كيف سالت من الأفواه أنجاس
داسوا الحياء وتاهوا في تخبطهم .. وما عليهم وملء الأرض جساس!!!
أما لنا غيرة لله ثائرة .. أما تحرك بالإيمان إحساس؟
يا قومنا الشعر قوس في سواعدنا .. فكيف ترمى لحرب الدين أقواس؟!
تخيروا من بنات الفكر طاهرها .. لمَا تقولون " إن العرق دساس "!!
ماذا جنينا من الأفكار ساقطة .. سلوا " نزار " وما أبقاه " عباس "
لا ترخصوا الشعر فالأهواء كاسدة .. في سوقنا وحروف الصدق ألماس
إن كان " بشار " نبراسا لماجنكم .. فلي " بحسان " أغلى الشعر نبراس
[من ديوان: مليكة الطهر، للشاعر: محمد المقرن، ص: 15ـ 17]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 07:54 م]ـ
الشاعر محمد المقرن جزل العبارة، جميل القافية.
في آخر القصيدة يبدو أن العبارة: سلوا نزارًا.
إذا قرأت مليكة الطهر تذكرت قصيدته في أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، وأخرس لسان شانئيها.
وهي هنا ( http://www.lahaonline.com/Literature/Creativity/a1-26-12-2002.doc_cvt.htm).
شكر لا يحد لسمط اللآلئ على النقل الجميل.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 10:08 م]ـ
أشكر لكم مروركم الطيب، وثناءكم العطر ...
وأما قوله: " سلوا نزار " فهكذا وجدتها في الديوان: ص17،ط: دار القاسم.
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[21 - 11 - 2004, 09:00 م]ـ
شكرا لأختنا الفاضلة سمط اللآلئ على حسن الاختيار
بالنسبة لعدم تنوين (نزار) فلأنها ممنوعة من الصرف للعلمية
وإن كانت لي ملاحظة على القصيدة الجميلة فهي في إقران الشاعر بين (نزار قباني) و (العباس بن الأحنف) الذي أحسبه يعنيه بقوله (عباس) فالبون شاسع بين الرجلين فالعباس بن الأحنف كان عفيف اللسان والقلب، عذري الهوى، ولم يكن في غزله فحش ولا كفر،، أما نزار فلم يكن عفيف اللسان والله أعلم بقلبه، وشعره يحوي العهر والكفر، فلم يكن يأبه للتجديف بلفظ الجلالة في شعره في مواضع تجل عنها.
ولكني أحسب القافية هي التي ألجأت شاعرنا لهذا الجمع غير الموفق
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:17 ص]ـ
أختي سمط الآلئ:
أهلاً بك ..
قطعة شعرية جميلة ..
يبدو أنَّ ذائقتك رائعة؟؟
سأطالبك بأخرى تأتين بها هنا ..
ما رأيك .. ؟
محبتي
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:13 م]ـ
أخي الفاضل: أبا عيسى ...
أشكركم مروركم الجميل، وأحيي فيكم هذا الحس النقدي المرهف.
لكن: لي تعليق على كلامكم؛ فأرجو أن تقبلوه بصدر رحب:
ـ أولا: (نزار)، علم ينصرف؛ لأن العلمية وحدها لا تكفي لمنع الاسم من الصرف. وقد ورد تنوين هذا العلم (نزار) في معاجم اللغة كاللسان والصحاح.
ـ ثانيا: أستبعد أن يكون الشاعر قصد بقوله " عباس ": العباس بن الأحنف؛ لسببين ـ في رأيي ـ:
أولهما: الفارق ـ الذي ذكرتم ـ بين الشاعرين.
الثاني: أن " العباس " اسم محلى بـ " أل "، بينما جرده الشاعر من " أل " فقال: " عباس "، فلعله يقصد عباسا آخر. لكني لم أعرف من هو.
وهذا لا يعني أن ما ذكرتموه غير صحيح، وإنما هو مجرد رأي أحببت أن أذكره.
ولكم جزيل الشكر ..
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:35 م]ـ
أختي الفاضلة (المستبدة): أشكر لك مرورك الطيب وثناءك العطر
وتشجيعك لي على المشاركة باختيار قصيدة أخرى؛
لذا يسعدني أن أتحفك بسينية أخرى للشاعر (محمد المقرن) .... بعنوان:
[[أمل]]
يقول الشاعر:
بشاراتي يفيض بها =لكم يا قوم إحساسي
بشاراتي زهور أيـ =ــنعت في قفر أتعاسي
بشاراتي ندى أمل =يبلل حرقة الآسي
بشاراتي أعاصير =تحطم صخر ة الياس
بشاراتي بيوم عزا =ئكم يا قوم أعراسي!!
طويت صحائف الشكوى =وجئت ببيض أطراسي
أتيت لكي أبشركم =بمصرع ليلنا القاسي
وأسمعكم بلابل عز =ة تشدو بأنفاسي
نسيت بأننا نشكو =سياط الهم والباس
نسيت بأننا نكسو =أراضينا بأرماس
نسيت جراحنا ونسيـ =ــت دهرا مطرق الراس
نسيت وفي دمي ألمي =نسيت ولست بالناسي!!
نسيت لأنني أبصر ت =ما يسلو به الآسي
أرى من قومنا طفلا =يرتل سورة " الناس "
يعوذ بربه من شرْ =ر وسواس وخناس
ويقرأ سورة " الأنفا =ل" يرهب ألف جساس
أرى جيلا بصحوتنا =شديد العزم والباس
بصوت الحق يصرخ ثا=ئرا بوجوه أنجاس
كتب الله قائدنا =نسير بخير نبراس
هو الفرقان إن تاهت =خنازير بأرجاس
هو الميزان إن مالت =يدا قس ومكاس
تظلنا خمائله =بقيظ البؤس والباس
أنخشى الناس واعجبي =وننسى خالق الناس
دعوا الأحزان يا قومي =على أبواب نحاس
وصوغوا البشر ولتحيوا =لياليكم بإيناس
تقاسي أمتي ألم الـ =ــمخاض بجرحها القاسي
تئن وفي الحشا بشرى =جنين أشقر الراس!!
جنين النصر يصرخ في =سني العجز والياس
هنالك أبصر الإسلا =م يلبس تاج ألماس
يعود لعرشه المغصو =ب يمشي مشي مياس
هناك نغسل الأرض الـ =ـتي خبثت بأنجاس
وتحلو سهرة الذكرى =بسمار وجلاس
هناك أصوغ أشعاري =وأرسمها بأطراسي
هناك بشارتي تعلو =وتعلن صدق إحساسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 12:17 ص]ـ
أختنا الفاضلة سمط الللآلئ
بالنسبة لتعليقكم حول صرف (نزار) فأنا أرجع فيها عن رأيي طالما ثبت لديكم أنه ينصرف، ولعل في الأمر خطأ طباعياً، ولا مانع من التحقق أكثر من الموضوع لوجه العلم.
أما بالنسبة لكونه يقصد العباس بن الأحنف، فهذا مما لاشك فيه عندي، لأنه لا يوجد شاعر آخر بنفس الاسم-حسب علمي- اقتصر شعره على الغزل في شهرة العباس بن الأحنف، حيث أن الجامع بينه وبين نزار إنما هو الاقتصار على الغزل. أما كونه ذكر (عباسا) غير محلى بأل، فهذا -كما لا يخفى - لضرورة الوزن، وليس ذلك بذي بال فكثيرا ما تحذف هذه الأل، ألا ترين أننا أصبحنا اليوم ندعو (الحسن والحسين) بحسن وحسين دون الأل؟
تحياتي لك وتقديري لاطلاعك الأدبي
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 10:36 ص]ـ
أشكر لكم تواصلكم.
زادكم الله علما وفهما، ونفع بكم.
ـ[المستبدة]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 06:49 م]ـ
غاليتي صاحبة الذوق الرفيع ..
أعتذر عن تأخر .. وما ذاك إلا لانشغالي بأمر بحثي وامتحاناتي ..
وقد يُغيّباني عن الفصيح في قادم الأيام ..
ثم أشكر لك لطيف كلماتك .. وحسن عباراتك ..
سعيدة بك .. وبالفصيح الذي جمعنا ...
قصيدة رقراقة .. سلسة .. ماتعة ...
يروقني الشاعر ـ أيُّ شاعر ـ في كونه شاعر الأمّة
إضافة لكونه مبدع في عالمه وشواطئه ...
أشكر لك هذه الرائعة التي أتحفتينا بها ...
آمل أن أنهل وإياك من هذا النبع الصافي (الفصيح) ..
وأن تزدان رفقتنا وتُثمر ..
بخصوص (نزار والعباس) ...
بأيِّ حالٍ ..
أؤمن دوماً بأنَّ نزار شاعر الحلوى .. !!!
نعم أنا في أحايين كثيرة ..
من تثني على بلاغته .. وجمال تعبيره ..
أقرأ بعض قصائده فتدهشني صوره الإبداعيّة ..
لكنّ ليس له وجود في قائمة الشامخين في ذاكرتي ...
لذا لا يروقني اسمه لامعاً في مدائحنا وذاكرتنا .. !
............
دمتي عزيزتي .. ألقة .. مشرقة .. كما أنتِ ..
وأرغب بالمزيد ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 07:31 م]ـ
أختي الفاضلة / المستبدة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بادئ ذي بدء: أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك في اختبارات المنتصف، وأن يعينك على إنجاز البحث ... ثم أهنئك ـ أختاه ـ على هذا الأسلوب الأدبي الرائع الذي حباك الله به ...
وفقك الله لمرضاته، ونفع بك أمتك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..(/)
بيت لا أعرف قائله
ـ[أبو عبد الجبار]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة
بيت كثيرا ما سمعته ينشد ولكن لا اعرف قائله فهل من جهبذ
يدلني على قاءله والقصيدة؟ مشكورا.
البيت
قَسَا لِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ رَاحِماً فَلْيَقْسُ أَحْيَاناً عَلَى مَنْ يَرْحَمُ
ـ[أبو عبد الجبار]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبا محمد،
أشكر لك ما قدمت وأسألل الله لك التوفيق في الدارين.
سيأتيكمو شكري على كل طائر * مذربة فوق السماء قوادمه
يحيي بها نجم الثريا كأنه * رأى عمدة الفصحى ضحوكا مباسمه
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 07:57 م]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أبو محمد
فيا معشر الفصحى لأنتم عمادها = وسادة نادينا وإنيَ خادمه
منتدى الفصيح
أستاذ أبا عبد الجبار: انتبه هذا من التشبيه المنقلب، من التواضع.(/)
أين الزرقاوي؟؟؟ قصيدة للعشماوي
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 11:13 م]ـ
قصيدة للشاعر عبدالرحمن العشماوي
أهلاً في بيتي أهلا
في أرض "الفلوجة" أهلاًً
جِئتُم ووطِئتُم سهلاً
سأُقدّم شايَ عراقِ التاريخِ المُحتلّ
الشايُ ثقيل، والسّكر أثقلُ والماءُ أقلّ
سأرطّب أجواءَ جلوسي معكم بحديثِ المحتلّ
وبِقصّةِ حرف العلّةِ في الفعلِ المعتلّ
سيكونُ حديثي مِما قلّ ودلّ
أهلاً في بيتي أهلا
سيكونُ حديثي ممزوجاً باستفهام
أينَ، وكيفَ، وبِماذا، ولِماذا الإحْجام
أينَ العدل، وأينَ الرحمةُ والإنصاف؟!
بل كيفَ تجيزُ مبادِئكم هذا الإجحاف؟!
وبماذا يُوحي هذا الإرجاف؟!
ولماذا يقتلُنا جيشُ الأحلاف؟!
أهلاً في بيتي أهلا
أقسمُ بالله، وبطني منذُ ثلاثِ ليالٍ خاوي
أبصرْتُ ألوفَ القتلى
تبكيهم أرضُ عراقي الثّكْلى
أبصرْتُ فتاةً تنزِف، شيخاً، أمًّا، طِفْلا
لمْ أبصر فيهم –أي واللهِ الأعلى-
وجهَ الزرقاوِي
أبصرْتُ وجوهَ الحمراوي والصّفراوي والسّوداوي
لمْ أبصرْ وجهَ الزرقاوي
أسألُكم عنه وفي قلبي لهبٌ كاوي
أسألُكم عنه وأسألُ عنه العلاًَّوي
وأسائلُ غُصْنَ العدلِ الذَّاوي
أين الزرقاوي؟
وليكنِ الاسمُ اللامعُ في أرضي
أيسوغ أَنْ يُهتَكَ عِرْضي
آلافُ الغَزَواتِ المحمُومة
آلافُ أواني الغازِ المسمومَة
تهدِمُ، تخنُقُ، تقتُلُ تحرِق
تُرْعِدُ في الفلوجة تُبْرِق
وهناكَ سُؤالٌ ينطِق:
أينَ الزَّرقاوي؟
سيكونُ كبيراً في نفسي
ويكونُ عَظِيماً في حِسّي
مَنْ يكشفُ منكم هذا اللّغزَ "البوشاوي".
ـ[فهد الحربي]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 09:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدايه كل عام وأنتم بخير ........... وبعد
بالنسبه للقصيده في تحتمل عدة إحتمالات فهل العشماوي يتهكم بالأمريكان وعلاوي في ادعائهم بأنهم
يلاحقون الزرقاوي. وهذه هي الحقيقه بالنسبه لي.
أم أن الشاعر ناقم عليه بأنه هو السبب في هذه الحمله على الفلوجه ويحمله النتيجه. ولربما كان الزقاوي
مجرد أكذوبه أو طعم لإكمال اللعبه.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
الحقُ أقول إن الأمرَ قد أشكَلَ عليّ أنا أيضاً فما أدري حقيقةَ مرمى الشاعر.
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 11:32 م]ـ
أخوي الكريمين فهد الحربي ورامي إبراهيم
تحياتي لكما وشكرا لمروركما
بالنسبة للمعنى الذي أشكل عليكما لا أدري من أين جاء الإشكال وكنت أظن ما يقصده الشاعر واضحاً؟ ربما لأنه استخدم أسلوب التهكم والسخرية.
وأوضح الأمر لكما -ولمن ربما التبس عليه الأمر أيضاً- بأن الشاعر يقصد أن الزرقاوي أكذوبة وحجة (بوشاوية) حسب تعبيره ليكون ذريعة للهجوم على الفلوجة وضرب المقاومة الإسلامية فيها.
أما شواهد هذا المعنى فكثيرة مثل قوله:
أقسمُ بالله، وبطني منذُ ثلاثِ ليالٍ خاوي
أبصرْتُ ألوفَ القتلى
تبكيهم أرضُ عراقي الثّكْلى
أبصرْتُ فتاةً تنزِف، شيخاً، أمًّا، طِفْلا
لمْ أبصر فيهم –أي واللهِ الأعلى-
وجهَ الزرقاوِي
أبصرْتُ وجوهَ الحمراوي والصّفراوي والسّوداوي
لمْ أبصرْ وجهَ الزرقاوي
أسألُكم عنه وفي قلبي لهبٌ كاوي
أسألُكم عنه وأسألُ عنه العلاًَّوي
وأسائلُ غُصْنَ العدلِ الذَّاوي
أين الزرقاوي؟
ثم هو يسألهم أيضاً -على لسان الفلوجي- هبوا أن هذا الزرقاوي المزعوم موجود في الفلوجة، أيبيح لكم ذلك إباحة عرض كل أهل الفلوجة؟:
وليكنِ الاسمُ اللامعُ في أرضي
أيسوغ أَنْ يُهتَكَ عِرْضي
ثم هو يتساءل أيضاً، أن آلات الدمار التي تقصف الفلوجة ليل نهار، كيف لم تجد الزرقاوي هذا؟ لو مان فعلا موجوداً فكيف لم تعثر عليه كل هذه القوات المدججة والأسلحة الفتاكة؟
آلافُ الغَزَواتِ المحمُومة
آلافُ أواني الغازِ المسمومَة
تهدِمُ، تخنُقُ، تقتُلُ تحرِق
تُرْعِدُ في الفلوجة تُبْرِق
وهناكَ سُؤالٌ ينطِق:
أينَ الزَّرقاوي؟
وأخيراً، يقرر أن كون القوات الأمريكية التي دمرت الفلوجة ومسحتها بالأرض ولم تعثر على هذا الزرقاوي المزعوم، كل هذا يشكل (لغزا) يستعصي على الحل والفهم (لغز بوشاوي)
سيكونُ كبيراً في نفسي
ويكونُ عَظِيماً في حِسّي
مَنْ يكشفُ منكم هذا اللّغزَ "البوشاوي".(/)
من يستطيع الاجابه على هالسؤال
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 06:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام كل عام وانتم بخير
بالحقيقه انها أول مرة أضهر فيها على هذا المنتدى الذي اتمنى من الله ان يوفق جميع العاملين عليه.
ومشاركتي في هذا المنتدى هو سؤال واريد الاجابة عليه واعتقد ان هذا السؤال ليس بالصعب ولكني لم استطع الوصول الى الاجابة التي تشفيني.
والسؤال هو: لماذا لم يستخدم الشعراء في جميع العصور لفظ الجمل وكانت اشعارهم جميعها في الناقة؟ مع ان الجمل في مواصفاته اقوى من الناقة وافضل.ولم يقتصر لفظ الناقة على الغزل وحسب بل في جميع اغراض الشعر. بل انه لم يذكر ان احداَ من الشعراء اتى بقصيدة يتحدث بها عن الجمل.
والسؤال في المختصر المفيد ليه الشعراء لم يستخدموا لفظ الجمل واستخدمو لفظ الناقة؟
اللي عنده هالمعلومه الله يجزاكم خير تكفون لا يبخل علينا لأني في امس الحاجة لها وله مني وافر الشكر والامتنان:; allh
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 04:12 ص]ـ
مع انني بحثت في هذا الموضوع كثيرا ومرارا وتكرارا الا انني وصلت الى اجابة قد تكون مقنعة من وجهت نظري مع انني كنت اتردد على هذا الموضوع كثيرا في المنتدى الا انني لم اجد اجابة واحده
المهم ان الاجابة وببساطه ان الناقة يحتاجها الشاعر العربي كثيرا في سفره وهي ذات وفاء نادر مع انه يستفيد من حليبها لأيام كثيرة لو طال به سفره وترحاله.
فهذه الاجابة ماهي الا اجتهاد مني فتمنى ان تكون معلومة يستفيد منها اعضاء وزوار هذا المنتدى
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 05:21 ص]ـ
أهلاً بك أستاذ / أبو إبراهيم ..
في الحقيقة لأول مرة أقرأ السؤال ...
يبدو أنّه في فترة انقطاعي ...
عموماً قبل أن أقرأ اجابتك تبادر لذهني بعض ما قلت
في استفادة الشاعر العربي من حليبها ...
أما قصة الوفاء .. فقد يصح هذا .. والله أعلم ...
أرجو و إيّاك .. أن نجد من يشاركونا التحليل ...
تقديري. . .
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 05:53 ص]ـ
آآآآآآمين
آآآآآمين
يااااارب العالمين
اللهم اجعله في جنة الخلد خالدا مخلدا فيها ااااامين
الله يعطيك العافيه أخوي ويطول في عمرك على ردك الجميل وكلامك الاجمل
وبالحقيقه هذي الاجابه ماهي الا اجتهاد مني بعد مابحثت عنها في كثير من الكتب ولم اجدها واتمنى ان نكون نفيد ونستفيد
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 06:00 ص]ـ
جزاكم الله ألف خير وخير ..
شكراً لأن أمّنت .. على صدق دعاء ..
لله درك كم أثلجت صدري .. لعبق الحروف
في هذا الصباح النديّ ...
آمل أن نعثر على إجابة ...
ـ[العاطفي]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 05:59 ص]ـ
أخي أظن والله أعلم أن العربي يستبقي الناقة لخدمته وترحاله وينحر الجمل للأضياف ولأهل بيته .. والسبب في هذا معروف عند أصحاب المواشي عموما: الابل والبقر والغنم والماعز .. فقلما تجد الذكر منها يبقيه صاحبه حتى يكبر سنه .. وكثيرا ما تجد الأنثى يستبقيها صاحبها وذلك لأسباب منها التكاثر فهو يبقيها لتلد وتتكاثر الماشية وليحلب منها صبوحه وغبوقه .. فإذا بلغت سن اليأس: D ذبحها ... وأظن أني قد عشت راعيا للغنم مدة من الزمن جعلتني أعرف هذه الأمور جيدا .. والله أعلم
.. ودمتم سالمين .. العاطفي
ـ[المستبدة]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 07:00 ص]ـ
سعيدة بالمرور ... على سؤال الأخ الكريم ..
وأهلاً بك أخو محمد العاطفي ... !
لمحتك ذكيّة جداً ...
أشعر بأنّي في عودة قريبة .. في قادمٍ جميل ..
سيتفتّق ذهني لأسئلة كثيرة ...
لتكن مستعدّاً .. أخي / العاطفي ...
سأعود بعد تعب .. !
وسأتأمَّل جيداً قولك:
(فإذا بلغت سن اليأس ذبحها)
!
تقديري لشخصكم الكريم ...
ـ[العاطفي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 09:56 م]ـ
الأخت المستبدة .. أشكرك على ثنائك العطر .. وأنا على أحر من الجمر في انتظار أسئلتك (بصراحة خوفتيني;)
معاً ضد الاستبداد: D :D
تحياتي .. العاطفي
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 04:43 ص]ـ
شكراً لك اخي الكريم العاطفي ,,,,
فأجابتك جميلة ومقنعة الى حد كبير ,,,,
فمجال خبرتك فترة من الزمن في الرعي أتت بشي بحثت عنه في كثير من الكتب فأتمنى
ان نستفيد منك أكثر فأكثر وإلى الامام أخي العاطفي.
واكرر شكري واحترامي لك ولغيرك ومن شاركني في هذا الموضوع.
فتقبلوا تحياتي /
لو انني أوتيت كل بلاغة
وافنية عمري في بحر النظم والنثر
لما كنت بعد القول إلا مقصرى
وعاجز عن تقديم وافر الشكر
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[المستبدة]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 06:26 ص]ـ
اللهم صلي وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
لا شكر على واجب أخ / أبو إبراهيم ...
سؤالك جميل .. وما زاده جمالاً ـ في عينيّ ـ حبي للشعر الجاهلي
وللأدب العربي بعامة ...
وأعلمُ ـ كما تعلم ـ تعلّق الشاعر
الجاهلى ـ في كثير ـ بناقته أو راحلته ...
وزاده إشراقاً مشاركة أخونا / أخو محمد العاطفي (سأتمسك بها حتى يأتي غيرها!) ..
زدتُ تقديراً لشخصكم الكريم .. حين أعلنت عن صحبتك
لذاك الزمن ... مع الرعي ...
أعشق كثيراً كثيراً .. حياة البادية.
فالريف يخلق في نفسي كثير من الجمال ...
وعن أسئلتي .. لن تأت لكيلا أخيفكم ..
بصراحة ... لم أعثر على واحدٍ منها الآن .... !!
قد تبخّرت في فجر ذاك اليوم ...
إن عادت عدنا والعود أحمد .... !
أنا معكم ضد الاستبداد .....(/)
ساعدوني عاجلاً أريد مسرحية لأنها مقررة
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 02:28 م]ـ
أيها الأعضاء الأكارم
نحن طلاب المستوى النهائي من كلية اللغة العربية
قرر الدكتور في مادة النصوص أن ننقد مسرحية وأنا الآن أريد مسرحية
من عنده ينسخها في الرد
عاجل غير آجل
ساعدوني ولكم مثل أجري
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 07:50 م]ـ
الأخ:عاشق البيان
إليك ما طلبت عسى أن تنال رضاك
في فصلين من تأليف الأستاذ / عبد الله سعد العروان.
يفتح الستار عن مجلس الخليفة المتوكل على الله حيث يشاهد في الوسط كرسي الخليفة وبارزاً عن غيره من المقاعد ومن حوله بعض الحاشية جالسون.
يبرز الحاجب معلناً عن قدوم الخليفة إلى مجلسه.
الحاجب مولاي الخليفة العباسي المتوكل على الله.
(يقوم الحضور احتراماً وتقديراً)
(يدخل المتوكل)
المتوكل السلام عليكم.
الحضور وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يجلس الخليفة ويجلس الحاضرون)
المتوكل مرحباً بكم يا ساده.
بعض الحضور وبك يا أمير المؤمنين.
أحد الحضور أسعد الله مساؤك يا جعفر بن المعتصم.
المتوكل ومساؤك يا عبد الله … (منادياً) أيها الطبيب.
الحاجب (يتقدم قليلاً) نعم مولاي.
المتوكل هل عاد وزير المال من بغداد؟
الحاجب نعم .. لقد عاد ليلة البارحة.
المتوكل عجبا .. ما منعه من المجيء إلي؟؟
الحاجب لا أدري يا مولاي.
المتوكل ليس كعادته .. عسى أن يكون المانع خيراً.
الحاجب هل أرسل في طلبه.
المتوكل لا .. لعله في الطريق إلينا .. ترى لماذا تأخر عن الحضور؟؟
أحد الحضور لعل السفر أجهده .. أو أنه لا يعلم بوجودك في العاصمة سامراء.
(يهز رأسه) قد يكون .. قد يكون.
(يبرز الحاجب مخبراً بقدوم الوزير)
الحاجب مولاي .. لقد أتى الوزير
المتوكل دعه يدخل .. الحمد لله (يخرج الحاجب)
(يدخل الوزير)
الوزير السلام عليكم.
الحضور وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الوزير السلام على أمير المؤمنين.
المتوكل وعليكم السلام .. يا مرحباً بك .. كيف حال أهل بغداد؟
الوزير الحمد الله .. مولاي جعفر .. كم كنت مشتاقاً لكم ولسامراء.
المتوكل لقد تأخرت أيها الوزير .. كم كنت قلقاً عليك .. فما تعودت منك ذلك.
الوزير عفواً مولاي .. لم أصل إلا متأخراً.
المتوكل متى وصلت بالسلامة؟
الوزير قبيل الفجر يا أمير المؤمنين
المتوكل أني في غاية السعادة والغبطة بوصولك أيها الوزير.
الوزير أدام الله عزك يا أبا المنتصر.
المتوكل أجلس .. أجلس أخبرني عنك وعن أهل بغداد.
الوزير مولاي .. لقد كلفت كل بناء بأن يساهم بالبناء والتعمير في جميع أنحاء البلاد ..
كما كانت أوامرك .. وقد خصصت لهم الأموال والعدة من أجل ذلك.
المتوكل وماذا بشأن الزراعة أحياء الأراضي الموات؟؟
الوزير كن مطمئناً يا مولاي .. فقد عينت الفلاحين لزراعتها. فأنا أعرف محبة أمير
المؤمنين للزراعة والعمران .. وثق بأني أطبق أوامرك.
المتوكل أني أثق بك. ولكن ليطمئن قلبي.
الوزير كما أن مدينة المتوكلية التي ستكون عاصمتنا الجديدة بدلا من سامراء. قد
أوشكت على الانتهاء.
المتوكل متى ستنتهي أخبرني؟ متى عاصمتي الجديدة المتوكلية.
الوزير بعد أشهر قليلة إن شاء الله.
المتوكل إن شاء الله الحمد لله.
(يدخل أحد الشرطة ويهمس في اذن المتوكل)
المتوكل حسناً (للحضور) أريد الخلوة بنفسي
(يخرج الحضور وهم يودعونة)
الحضور في أمان الله .. مع السلامة يأمير المؤمنين.
المتوكل في أمان الله رافقتكم السلامة .. أجلس أيها الوزير.
الوزير أستأذنك يا مولاي .. هل تسمح لي بأن أذهب للديوان كي أتم أعمال الدولة
المتوكل كان الله في عونك .. لك الأذن.
الوزير السلام عليكم (يخرج)
المتوكل وعليكم السلام (بعد خروج الوزير) أيها الحاجب
الحاجب نعم مولاي.
المتوكل هل حضر كبير الأطباء؟
الحاجب نعم انه بالباب يا سيدي.
المتوكل دعه يدخل.
الحاجب أدخل .. أيها الطبيب.
الطبيب السلام على مولاي الخليفة.
المتوكل وعليكم السلام.
الطبيب هل أرسلت في طلبي يا أمير المؤمنين؟؟
المتوكل نعم فأني أريدك في أمر هام.
الطبيب أمر مولاي .. خيراً أن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
المتوكل هون عليك .. لقد دعوتك لأمر عظيم كما ذكرت. فأن أعنتني قربتك.
ورفعت من منزلتك. وإلا سخطت عليك وأوقعت بك.
الطبيب سمعاً وطاعة.
المتوكل أيها الطبيب .. أن لي عدواً لدوداً .. أريد أن أتخلص منه. وأريد منك أن تقتله
بالسم قتلاً عاجلاً لا يدري به أحد.
الطبيب يا أمير المؤمنين .. لقد تعلمت الطب لأداوي الناس لا لأقتلهم.
المتوكل أنك تعصي أوامري وتثير سخطي عليك أيها الطبيب.
الطبيب عفواً سيدي .. لكن هذا المر سأرفضه.
المتوكل هل تريد من عدوي أن يسرح ويمرح. وأنت تستطيع قتله؟
الطبيب أني طبيب .. ولست جلاداً أو قاتلاً يا مولاي.
المتوكل أنت جبان أيها الطبيب .. ألا تعلم أن الأعداء يستحقون القتل؟
الطبيب بلى .. لكنها ليست مهمتي.
المتوكل أيها الشرطي ..
الشرطي أمر مولاي.
المتوكل أطرد هذا العاصي عن وجهي .. فأني لا أطيقه.
الطبيب لست عاصياً يا أمير المؤمنين.
المتوكل ستندم أن لم تعدل عن رأيك هذا.
الطبيب مولاي .. جوابي ما سمعت.
المتوكل أيها الشرطي نفذ ما أمرتك به .. وأطرد هذا الجبان.
الشرطي حسناً يا مولاي هيا أخرج .. هيا (يخرج الطبيب أمام الشرطي)
ستار
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني:
يفتح الستار عن نفس المكان السابق لمجلس الخليفة المتوكل ويلاحظ بعض التغير لمرور فترة زمنية يرى الخليفة في المجلس.
المتوكل أيها الحاجب.
الحاجب أمر مولاي.
المتوكل هل احضر الشرطي كبير الأطباء؟
الحاجب نعم .. أنه بالباب.
المتوكل لتأذن له بالدخول.
الحاجب سمعاً وطاعة .. (يقترب من الباب منادياً) أمير المؤمنين التوكل على الله .. يأذن
للطبيب بالدخول.
(يدخل الطبيب)
الطبيب السلام عليكم .. (ثم يقف في الركن)
المتوكل وعليكم السلام .. هاه .. هل تدبرت أمرك أم مازلت على عنادك؟
الطبيب بل ظللت علي أمانتي وليس على عنادي.
المتوكل سأعطيك ما تريد من المال .. هه .. ماذا قلت؟
الطبيب أن أموت جوعاً خيراً لي أن أغدر وأستخدم أشرف مهنة في القتل والفتك.
المتوكل لن أخبر أحداً بما فعلت .. ولن يعرف أحد بذلك.
الطبيب والله .. لو قطعتني إرباً .. فلن تجد مني سوى الرفض والامتناع.
المتوكل أذن .. أنت مصر على معصيتي؟
الطبيب غفواً سيدي أمير المؤمنين. بل مصر على صوابي ولن أتزحزح عنه.
(يمشي المتوكل بضع خطوات في صمت)
المتوكل (يقترب من الطبيب) أيها الطبيب .. هدئ من روعك فما كان كلامي لك إلا
امتحاناً لك لأمانتك وكتمانك للسر .. وقد نجحت نجاحاً باهراً. ولتكن من هذه
اللحظة .. طبيبي وطبيب عائلتي. على أن تخبرني عن سبب امتناعك عن تنفيذ
أمري.
الطبيب مولاي كان ذلك لأمرين.
المتوكل ما هما؟
الطبيب أولهما .. ديني الذي يردعني عن الغرور والخيانة. وثانيهما .. شرف مهنتي ’ فلها
علي حق يجب رعايته لأن الطب أمانه.
المتوكل بارك الله لك في مهنتك وأطال في عمرك .. لتكون منقذاً للناس من شرور الأمراض
وأهنئك على أمانتك وسأكون عوناً لك ما دمت حياً.
النهاية
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 06:30 ص]ـ
أشكرك أخي فهد وقضى الله حاجتك
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هناك مسرحيات تاريخية قصيرة للأديب علي أحمد باكثير -رحمه الله - موجودة في موقعه على هذا الرابط:
http://www.bakatheer.com/tarekh.htm
كذلك هناك مسرحيات سياسية قصيرة لنفس الأديب على هذا الرابط:
http://www.bakatheer.com/syasia.htm
ـ[بسمه ابراهيم]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 03:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن فى الفرقه الرابعه والاخيره من كلية اللغه العربيه ندرس بعض المسرحيات
منها مسرحية (البخيله) لأمير الشعراء أحمد شوقى
وهى من أجمل ماكتب فى المسرح من جهة عرض الحوار وظهور الشخصيات
من وجهة نظرى الشخصيه(/)
شعر منقح برضوان الله
ـ[عربية]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 03:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله
والحمد لله حمداً لا انقطاع له فليس احسانه عنا بمقطوع
(شعر سحيم)
والصلاة على من قال بعد سماعه لذا البيت "أحسن وصدق فإن الله ليشكرمثل هذا ... "
أبناء لغة القرآن سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات أذكر نفسي وإياكم بأن نكون على خطى شعر منقح برضوان الله فمنا من أحب الشعر فإما كاتب له أو قارئ فهل نحن معشر محبي الشعر بلغة القرآن فهمنا مهمتنا فيه بصفتنا مسلمين؟
أنظروا لفهم ديننا .. فهذا الفخر وذاك الهجاء وذاك المدح وتلك الحكمة وووكل أنواع الشعر جمله ربنا بنور الإسلام .. فالفخر فخر بديننا وقيمه العالية التي تغني من فيه دنيا وأخرى وفخر بالحبيب المصطفى زين الخلائق قالت السيدة عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً يفاخر عن رسول الله أو قالت ينافح عن رسول الله ويقول رسول الله:إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر عن رسول أو ينافح عن رسول الله " نعم فلنفخر كما فخر سيدنا حسان بالنبي ودين السلام ولندافع عن أغلى مانملك الدين ومن كنا مسلمين بفضله وفضل رسوله الكريم
والمديح امدح القيم والأخلاق وامدح من أحببته في الله لأنه تقي أحب دينه ورسوله الكريم وقبل ذلك إن أردت فكن مداحاً لحبيب الله صلى الله عليه وسلم وأكرم بها من مدح ستحيا في ذكره سعيداً وتحيا بعد حياتك طيبا وانظروا ماذا قال رسول الله لحسان: هل قلت في أبي بكر مثلاً؟ قال: نعم قال: قل وأنا أسمع .. قال حسان وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدوبه إذ يصعد الجبلا
وكان رِدفَ رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: صدقت يا حسان هو ماقلت ..
نعم فلا يكون المديح إلا لله ومن أجله ..
والهجاء فلنوجهه لإعداء الله الذين أرادوا بمبادئنا وأرادوا بقيمنا العالية كل سوء وشر فلما لانستمع لما قاله الرسول لنا حين قال: "انصروا الله بألسنتكم " فلنحارب كل القيم الفاسدة وزيغ الشيطان لنحمي أنفسنا ونحمي غيرنا وذاك من الجهاد وقد قال الرسول: كأنما تنضحوهم بالنبل "، " ذلك أقوى عليهم من وقع النبال " فالننصر دين الله بلساننا ..
والحكمة أحب قول من الشعر إلى رسول الله وقد قال: أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد:
ألا كل شيء خلا الله باطل ...
فشعر الحكمة كان يعجب الرسول لأنه أصدق الشعر ويعبر عن رأي سديد وحكمة باقية .. فلنكن حكماء في أقوالنا يسر رسول الله بنا .. عذرا منكم على طول كلماتي وأقبلوا مني خالص دعواتي ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
سؤالي صغير!!
ـ[عربية]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى بطون راح في البيت التالي:
ألستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح
أشكركم جزيل الشكر
ـ[يعقوب]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلّها تعني بطن الكفّ/اليد (عكس ظهرها)
وشكرا
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 07:47 م]ـ
ختي علربية بطون راح
أي باطن اليد راحتهاوهو مالان من اليد
والمقصود بذلك أنها ندية كناية على الكرم وإعطاء الناس
أتمنى أن تكوني فهمت
ـ[عربية]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيرا عاشق البيان ..(/)
شاعرنا لهذا اليوم هو (أبو تمام)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 09:29 م]ـ
أَبو تَمّام
188 - 231 هـ / 803 - 845 م
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
ولي عودة لنشر بعض قصائده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن هشام]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 12:42 ص]ـ
بارك الله فيك يا عاشقة الضاد.
سألني أحد الإخوة: هل صحيح أن أبا تمام لم يكن يصلي؟
فلم أحرجواباً! وقلت: أرجو أن لا يكون هذا صحيحاً فأنا أحب شعره وأطرب له. ووعدته بالبحث.
وحسب علمي أن من أفضل ما كتب عن أبي تمام ما كتبه الدكتور محمد نجيب البهبيتي المصري في كتابه عن أبي تمام وكان رسالته للماجستير، وكان كتابه أمام ناظري في المكتبة ثم اختفى لكن لعلك تفيدينا وفقك الله فأنت أعلم به منا.
ابن هشام(/)
(السيف أصدق أنباء من الكتب) قصيدة من أمهات القصائد.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم يا أعضاء الفصيح هذه القصيدة الرائعة لشاعرنا البليغ: أبي تمام. و سأوضح لكم مناسبة هذه القصيدة التي لا يجهلها أحد منا، فقد كتب أبو تمام هذه القصيدة بعد النصر الذي حققه الخليفة العباسي المعتصم حينما فتح عمورية مسقط رأس الإمبراطور الروماني (تيوفل)، و كانت هذه المعركة بمثابة رد على إعتداء إمبراطور الروم على بلدة (زبطرة) العربية، التي عاث فيها الروم فسادا و قتلا و تدميرا، و انتقاما لما حل بتلك المرأة العربية حينما إعتدى عليها، فهتفت مستنجدة ((وامعتصماه!)). ففي هذه القصيدة بل في الستة أبيات الأولى منها نجد أن الشاعر سخر من المنجميمين، حينما حذروا المعتصم من فتح عمورية، و أكد الشاعر في هذه الأبيات الستة على أن الحرب وحدها هي سبيل المجد والنصر و الحقيقة.
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ = في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في = مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً = بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما = صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً = لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ
عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً = عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ
وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ = إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً = ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ
يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ= ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ = لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ
فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ = نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ = وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ
يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت = مِنكَ المُنى حُفَّلاً مَعسولَةَ الحَلَبِ
أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ = وَالمُشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُم لَو رَجَوا أَن تُفتَدى جَعَلوا = فِداءَها كُلَّ أُمٍّ مِنهُمُ وَأَبِ
وَبَرزَةِ الوَجهِ قَد أَعيَت رِياضَتُها = كِسرى وَصَدَّت صُدوداً عَن أَبي كَرِبِ
بِكرٌ فَما اِفتَرَعتَها كَفُّ حادِثَةٍ = وَلا تَرَقَّت إِلَيها هِمَّةُ النُوَبِ
مِن عَهدِ إِسكَندَرٍ أَو قَبلَ ذَلِكَ قَد = شابَت نَواصي اللَيالي وَهيَ لَم تَشِبِ
حَتّى إِذا مَخَّضَ اللَهُ السِنينَ لَها = مَخضَ البَخيلَةِ كانَت زُبدَةَ الحِقَبِ
أَتَتهُمُ الكُربَةُ السَوداءُ سادِرَةً = مِنها وَكانَ اِسمُها فَرّاجَةَ الكُرَبِ
جَرى لَها الفَألُ بَرحاً يَومَ أَنقَرَةٍ = إِذ غودِرَت وَحشَةَ الساحاتِ وَالرُحَبِ
لَمّا رَأَت أُختَها بِالأَمسِ قَد خَرِبَت = كانَ الخَرابُ لَها أَعدى مِنَ الجَرَبِ
كَم بَينَ حيطانِها مِن فارِسٍ بَطَلٍ = قاني الذَوائِبِ مِن آني دَمٍ سَرَبِ
بِسُنَّةِ السَيفِ وَالخَطِيِّ مِن دَمِهِ = لا سُنَّةِ الدينِ وَالإِسلامِ مُختَضِبِ
لَقَد تَرَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ بِها = لِلنارِ يَوماً ذَليلَ الصَخرِ وَالخَشَبِ
غادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضُحىً = يَشُلُّهُ وَسطَها صُبحٌ مِنَ اللَهَبِ
حَتّى كَأَنَّ جَلابيبَ الدُجى رَغِبَت = عَن لَونِها وَكَأَنَّ الشَمسَ لَم تَغِبِ
ضَوءٌ مِنَ النارِ وَالظَلماءِ عاكِفَةٌ = وَظُلمَةٌ مِن دُخانٍ في ضُحىً شَحِبِ
فَالشَمسُ طالِعَةٌ مِن ذا وَقَد أَفَلَت = وَالشَمسُ واجِبَةٌ مِن ذا وَلَم تَجِبِ
و لي عودة لإكمال ما تبقى منها إن شاء الله .....
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 11 - 2004, 10:08 م]ـ
عفوا لشاعرنا البليغ أبو تمام.
ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 03:55 م]ـ
لشاعرنا البليغ أبي تمام: D
" وامعتصماه " هذا أسلوب خاطئ لأنه ليس استغاثة
عاشقة لغة الضاد مشكورة
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 10:19 م]ـ
أشكرك على مرورك الطيب و تعليقك.
ـ[يعقوب]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسَنتِ الإختياء -كالعادة- أختي.
يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ & ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
وقد قال الإمام الشافعي:
خَبِّرَا عنِّي المُنَجِّمَ أَنِّي & كَافِرٌ بِالَّذِي قَضَتْهُ الكَوَاكِبْ
عَالِماً أَنَّ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ & قَضَاءٌ مِنَ الْمُهَيْمَنِ وَاجِبْ
وامعتصماه، والوا حرف نداء للندبة، معتصماه منادى والهاء هاء السكت .. فما السوء؟
شكرا يا صديقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 12:05 م]ـ
عليكم السلام
أستاذي يعقوب، إذا كنت تراى أنه نداء ندبة والندبة نداء المتوجّع منه مثل: وارأساه، أو المتفجّع عليه، مثل وا أبتاه، فأيَّ النوعين أرادت المرأة؟
مع الشكر
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 07:58 م]ـ
لدى سؤال فاسمحوا لي: يقول البعض أن في مطلع القصيدة في الشطر الأول من البيت الأول أنها ((إنباءً)) و ليست أنباءً. فما القول الصواب؟، وجزاكم الله كل خير.
ـ[أبو صُقيه الأصمخاني]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 02:23 م]ـ
السلام عليكم ..
نعم أختي الفاضلة .. فقد ورد البيت في أكثر من مؤلف وديوان للشاعر على أنّ الكلمة هي (إنباءً) وآخر هذه المراجع إذا اعترفنا به: D كتاب الأدب العربي للصف الثاني ثانوي بنين.
المهم في الشاعرية الذوق والطبع .. فإذا ما جاء البيت على أنّ الكلمة (إنباء) وهو مصدربمعنى (إخبار)، فأرى شخصيّا أنّ الشاعر شخّص من السيف كائناً بشريّا يُخبر وينبيء .. وأيضا لأن الكُتب في الغالب لا تؤلَّف لسرد وذكر (الأنباء) في مقارنة الشاعر السيف بالكتب، هذا من كون الكلمة مصدرا، أمّا إذا أنشدناها على أنّها (أنباء) فتكون بذلك جمع تكسيرٍ للقلّة على وزن (أفعال)، وهو ما يقدح في عمل السيف من أنه ناقل للنبأ أو الخبر على قلّة _ مع أنّ هذا هو واقع الأخبار الصادقة _ مثلما هو حال (الشنكبوتية) * فـ:
(النّتُ) أصدقُ إنباءً من الصُحُفِ: p
*( الشنكبوتية) مصطلح منحوت من كلمتي الشبكة والعنكبوتيّة.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 03:05 م]ـ
شكرا لك أخي أبو صقيه على الإفادة الطيبة الشافية.
و جزاك الله خيرا
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[01 - 12 - 2004, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ها أنا و قد عدت إليكم و في جعبتي سائر أبيات (السيف أصدق ..... ) فعسى أن يكون العود أحمد.
تَصَرَّحَ الدَهرُ تَصريحَ الغَمامِ لَها = عَن يَومِ هَيجاءَ مِنها طاهِرٍ جُنُبِ
لَم تَطلُعِ الشَمسُ فيهِ يَومَ ذاكَ عَلى = بانٍ بِأَهلٍ وَلَم تَغرُب عَلى عَزَبِ
ما رَبعُ مَيَّةَ مَعموراً يُطيفُ بِهِ = غَيلانُ أَبهى رُبىً مِن رَبعِها الخَرِبِ
وَلا الخُدودُ وَقَد أُدمينَ مِن خَجَلٍ = أَشهى إِلى ناظِري مِن خَدِّها التَرِبِ
سَماجَةً غَنِيَت مِنّا العُيونُ بِها = عَن كُلِّ حُسنٍ بَدا أَو مَنظَرٍ عَجَبِ
وَحُسنُ مُنقَلَبٍ تَبقى عَواقِبُهُ = جاءَت بَشاشَتُهُ مِن سوءِ مُنقَلَبِ
لَو يَعلَمُ الكُفرُ كَم مِن أَعصُرٍ كَمَنَت = لَهُ العَواقِبُ بَينَ السُمرِ وَالقُضُبِ
تَدبيرُ مُعتَصِمٍ بِاللَهِ مُنتَقِمٍ = لِلَّهِ مُرتَقِبٍ في اللَهِ مُرتَغِبِ
وَمُطعَمِ النَصرِ لَم تَكهَم أَسِنَّتُهُ = يَوماً وَلا حُجِبَت عَن رَوحِ مُحتَجِبِ
لَم يَغزُ قَوماً وَلَم يَنهَض إِلى بَلَدٍ = إِلّا تَقَدَّمَهُ جَيشٌ مِنَ الرَعَبِ
لَو لَم يَقُد جَحفَلاً يَومَ الوَغى لَغَدا = مِن نَفسِهِ وَحدَها في جَحفَلٍ لَجِبِ
رَمى بِكَ اللَهُ بُرجَيها فَهَدَّمَها = وَلَو رَمى بِكَ غَيرُ اللَهِ لَم يُصِبِ
مِن بَعدِ ما أَشَّبوها واثِقينَ بِها = وَاللَهُ مِفتاحُ بابِ المَعقِلِ الأَشِبِ
وَقالَ ذو أَمرِهِم لا مَرتَعٌ صَدَدٌ = لِلسارِحينَ وَلَيسَ الوِردُ مِن كَثَبِ
أَمانِياً سَلَبَتهُم نُجحَ هاجِسِها = ظُبى السُيوفِ وَأَطرافُ القَنا السُلُبِ
إِنَّ الحِمامَينِ مِن بيضٍ وَمِن سُمُرٍ = دَلوا الحَياتَينِ مِن ماءٍ وَمِن عُشُبِ
لَبَّيتَ صَوتاً زِبَطرِيّاً هَرَقتَ لَهُ = كَأسَ الكَرى وَرُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عَداكَ حَرُّ الثُغورِ المُستَضامَةِ عَن = بَردِ الثُغورِ وَعَن سَلسالِها الحَصِبِ
أَجَبتَهُ مُعلِناً بِالسَيفِ مُنصَلِتاً = وَلَو أَجَبتَ بِغَيرِ السَيفِ لَم تُجِبِ
حَتّى تَرَكتَ عَمودَ الشِركِ مُنعَفِراً = وَلَم تُعَرِّج عَلى الأَوتادِ وَالطُنُبِ
لَمّا رَأى الحَربَ رَأيَ العَينِ توفِلِسٌ = وَالحَربُ مُشتَقَّةُ المَعنى مِنَ الحَرَبِ
غَدا يُصَرِّفُ بِالأَموالِ جِريَتَها = فَعَزَّهُ البَحرُ ذو التَيّارِ وَالحَدَبِ
هَيهاتَ زُعزِعَتِ الأَرضُ الوَقورُ بِهِ = عَن غَزوِ مُحتَسِبٍ لا غَزوِ مُكتَسِبِ
لَم يُنفِقِ الذَهَبَ المُربي بِكَثرَتِهِ = عَلى الحَصى وَبِهِ فَقرٌ إِلى الذَهَبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّ الأُسودَ أُسودَ الغيلِ هِمَّتُها = يَومَ الكَريهَةِ في المَسلوبِ لا السَلَبِ
وَلّى وَقَد أَلجَمَ الخَطِّيُّ مَنطِقَهُ = بِسَكتَةٍ تَحتَها الأَحشاءُ في صَخَبِ
أَحذى قَرابينُهُ صَرفَ الرَدى وَمَضى = يَحتَثُّ أَنجى مَطاياهُ مِنَ الهَرَبِ
مُوَكِّلاً بِيَفاعِ الأَرضِ يُشرِفُهُ = مِن خِفَّةِ الخَوفِ لا مِن خِفَّةِ الطَرَبِ
إِن يَعدُ مِن حَرِّها عَدوَ الظَليمِ فَقَد = أَوسَعتَ جاحِمَها مِن كَثرَةِ الحَطَبِ
تِسعونَ أَلفاً كَآسادِ الشَرى نَضِجَت = جُلودُهُم قَبلَ نُضجِ التينِ وَالعِنَبِ
يا رُبَّ حَوباءَ حينَ اِجتُثَّ دابِرُهُم = طابَت وَلَو ضُمِّخَت بِالمِسكِ لَم تَطِبِ
وَمُغضَبٍ رَجَعَت بيضُ السُيوفِ بِهِ = حَيَّ الرِضا مِن رَداهُم مَيِّتَ الغَضَبِ
وَالحَربُ قائِمَةٌ في مَأزِقٍ لَجِجٍ = تَجثو القِيامُ بِهِ صُغراً عَلى الرُكَبِ
كَم نيلَ تَحتَ سَناها مِن سَنا قَمَرٍ = وَتَحتَ عارِضِها مِن عارِضٍ شَنِبِ
كَم كانَ في قَطعِ أَسبابِ الرِقابِ بِها = إِلى المُخَدَّرَةِ العَذراءِ مِن سَبَبِ
كَم أَحرَزَت قُضُبُ الهِندِيِّ مُصلَتَةً = تَهتَزُّ مِن قُضُبٍ تَهتَزُّ في كُثُبِ
بيضٌ إِذا اِنتُضِيَت مِن حُجبِها رَجَعَت = أَحَقَّ بِالبيضِ أَتراباً مِنَ الحُجُبِ
خَليفَةَ اللَهِ جازى اللَهُ سَعيَكَ عَن = جُرثومَةِ الدِينِ وَالإِسلامِ وَالحَسَبِ
بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها = تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ
إِن كانَ بَينَ صُروفِ الدَهرِ مِن رَحِمٍ = مَوصولَةٍ أَو ذِمامٍ غَيرِ مُنقَضِبِ
فَبَينَ أَيّامِكَ اللاتي نُصِرتَ بِها = وَبَينَ أَيّامِ بَدرٍ أَقرَبُ النَسَبِ
أَبقَت بَني الأَصفَرِ المِمراضِ كَاِسمِهِمُ = صُفرَ الوُجوهِ وَجَلَّت أَوجُهَ العَرَبِ.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.:; allh :;allh :;allh :;allh
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 06:10 ص]ـ
....
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 02:09 م]ـ
ما أجمل القصيدة، وقد أحسن من اختارها.
أشكر الأستاذة الفاضلة عاشقة اللغة.
ولكن .. (وهذا الاستدراك ليس على الشكر:))
هل قصة وامعتصماه هذه صحيحية تاريخيا؟؟؟؟؟؟؟.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 05:20 م]ـ
على حد علمي أنها صحيحة تاريخياً ..
بوركتَ أخي باوزير على الحضور المميز.
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 06:27 م]ـ
وهل بالإمكان أن تأتي بما يعضد القول بصحتها.
والمعذرة على هذا الطلب وليس وراءه قصد سوى الاستفادة، لأنه صار حولها جدل.
وما أظنها إلا مما اشتهر وليس له أصل يسنده.
وهذا مجرد ظن.
وأنتظر من المبدعة (عاشقة اللغة) ردا شافيا.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشاعر البردّوني نسأل الله أن يرحمه، ألقى هذه القصيدة في مهرجان أبي تمام بالموصل في العراق عام 1971، فنال الجائزة عن جدارة و كانت صاعقة
ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب = وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها = أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر ... نصر الأقوياء بلا = فهم .. سوى فهم كم باعوا ... وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى =أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا = شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني؟ = عفواً سأروي .. ولا تسأل .. وما السبب
يدمي السؤال حياءً حين نسأله = كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ = كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة = وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم = نصدُق .. وقد صدق التنجيم والكتب
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا = وشمسنا ... وتحدى نارها الحطب
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة = أما الرجال فماتوا ... ثَمّ أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا = وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم = ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و» واشنطن «حكومتهم = واللامعون .. وما شعّوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً = للمعتدين وما أجدتهم القُرَب
لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم = هوىً إلى» بابك الخرمي «ينتسب
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت = أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على = وجودها اسم ولا لون .. ولا لقب
تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا = وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قبل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا = نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب
تنسَى الرؤوسُ العوالي نار نخوتها = إذا امتطاها إلى أسياده الذئب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني = نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدِّث عن صنعاء يا أبتي؟ = مليحة عاشقاها: السل والجرب
ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن = ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت = في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها» قحطان «أو» كرب «
وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «= ثانٍ كحلم الصبا ... ينأى ويقترب
» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شُبَّابةٌ في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيتَ كل جديبٍ لحمَ راحلةٍ = كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر = أضنى لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر = رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا = في داخلي ... أمتطي ناري واغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي = وحولي العدم المنفوخ والصخب
» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده = لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني = والأربعون على خدّي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على = وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على = نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة = وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب
شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) = يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه = ولادة من صباها ترضع الحقب
» حبيب «مازال في عينيك أسئلة = تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ = من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا = ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا = يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟
ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا = (إن السماء تُرجَّى حين تُحتَجَب)(/)
أهل العزم
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 03:27 م]ـ
أبيات مختارة من قصيدة للمتنبئ
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ = وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها = وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ = وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ = وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ = نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ = وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها = وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ = فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا = وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت = وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ. [/ poem]
ولي عودة لإكمال ما تبقى منها إن شاء الله، و ذكر المناسبة التي قيلت فيها. وذلك لأني على عجلة من أمري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
حنانكِ يا حبيبتي
ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 04:15 م]ـ
كيف أزيّن القصيدة كما تفعل عاشقة لغة الضاد؟
رثاء الشيخ مصطفى الزرقاء الله يرحمه لزوجته
بقيتُ وغِبتِ بعدكِ ما البقاءُ =فديتُكِ لو يُتاح لي الفداءُ
وددت لو أنَّ يومي قبل يومٍ =فقدتُكِ فيه وانقطع الرجاءُ
شقيقة روحيَ استمعي ورُدي =فما عهدي بشيمتك الجفاء
رثيت سواك يا فخر الغوالي =فأما أنت فاستعصى الرثاءُ
ويسألني صديقٌ كيف حالي =فَيخنُقُني ويغلبُني البكاء
كذاكِ الدمع يصبح خير راثٍ =إذ ما الرَّزءُ ضاقَ به الوعاء
تلجلج بي لسانٌ لم يَخُنّي =ولم يَكُ قطُّ يُعييهِ الأداء
ولكني بفقدك عُدتُ طفلاً =أضاع البيت إذ حلَّ المساءُ
فليس لديه غيرَ الدمع نطقٌ =ولا صبرٌ لديه ولا اهتداءُ
وبات الكون في عينيه غولاً=وليس له سوى ماما نداءُ
حنانُكِ كان إنعاشاً لروحي =ومن كُربِ الهموم هو الشفاءُ
وبيتي جنةٌ ما كنتِ فيه =ويلفحني إذا غبتِ الشقاءُ
وفي حسنِ التعاطف كان مِنَّا =لنا عن طول غُربَتنا عزاءُ
فأنتِ الرُّكنُ في دنيا حياتي =وأنتِ وأنتِ مائي والغذاءُ
وَفرْتِ رغائبي حُباً ورُشداً =كأنك قد خُلقتِ كما أشاءُ
قضينا في الشباب الثّرِّ عُمراً =وفي شيخوختي ازداد الولاء
أحَبُّ إليَّ بعدَكِ من ضِياءٍ =ظلامٌ في الليالي وانزواءُ
ففي الديجور يُمكنُنا التَّناجي =وفيه على الخيال لنا لقاءُ
فيؤنسني خيالُكِ في الدياجي =ويوحشني بفُرقَتهِ الضياءُ
ـ[يعقوب]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة غارقة في الإحساس واللوعة.
غالياً ما نجد أعذب المشاعر وأصدقها في قصائد الرثاء والحنين ..
شكراً لك أخي الكريم، واختيارٌ موفّقٌ.
ويسألني صديقٌ كيف حالي & فَيخنُقُني ويغلبُني البكاء
تلجلج بي لسانٌ لم يَخُنّي & ولم يَكُ قطُّ يُعييهِ الأداء
أحَبُّ إليَّ بعدَكِ من ضِياءٍ & ظلامٌ في الليالي وانزواءُ
فيؤنسني خيالُكِ في الدياجي &ويوحشني بفُرقَتهِ الضياءُ(/)
قصة.
ـ[منال]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 05:18 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اريد تأليف قصة و تكون عبرتها من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
فأرجوكم ساعدوني في اعطائي فكرة عن لو انتم كنتم سوف تكتبون هذا الموضوع ماذا ستكتبون
[ glint] و اتمنى ان احصل عله اجاباتكم في اسرع وقت
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [ glint]
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 05:57 ص]ـ
أجمل مافي أسئلتك أنها كلها طبيعية، مياه وحفر:)
ـ[المستبدة]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 05:44 م]ـ
منال من جديد ...
أهلاً ... أهلا ...
عزيزتي: إليكِ القصة:
كانت هناك فتاة تكرة قريبتها لأنها تغار منها ..
فحفرت في حديقة منزلها حفرة لتقع فيها القريبة ... !
وبينا هما سائرتين .. أرادت أن تقترب أكثر لتدفع بقريبتها ..
لكن تلك القريبة كانت أذكى .. فابتعدت وسقطت تلك الحاقدة ... !
فندمت على فعلتها ...
قصة جميلة أليست كذلك ....
آمل أن تعجبك ... هذا ما أستطيع فقط من أجل:
العبارة المتراقصة (أرجوكم ساعدوني) ..
أختي منولة ... أتمنى لك التوفيق في دراستك الإعدادية ..
عزيزتي منال ...
أرحب بجميع أسئلتك ....
. . .
. .
ـ[منال]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 09:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزتي المستبدة
اشكرك كثيراً على حسن تعاونك معي لقد اعجبتني قصتك كثيراً
اتمنى لك التوفيق عزيزتي في حياتك
و شكراً(/)
سؤال، أرجو التكرم بالإجابة عليه.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 08:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي سؤال قد يكون بسيطا، و لكني أريد جوابا مفصلا له، و ليس من شخص ٍ أدرى بالعربية كأبنائها الكرام، فسؤالي هو: ما هو الشعر الذاتي و الشعر الموضوعي؟، وما الفرق بينهما؟؟ و لكم جزيل الشكر مسبقا.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 01:14 م]ـ
من المعروف أنه يوجد عند الغربيين منذ اليونان أنواع مختلفة من الشعر، يردها نقادهم إلى أربعة أضرب، شعر قصصي وتعليمي وتمثيلي وغنائي، ويمتاز الضرب الأول بأن قصائده طويلة، فالقصيدة منه تمتد إلى آلاف الأبيات، وتتوالى فيها حلقات من الأحداث تنعقد حول بطل كبير، وقد يوجد بجانبه أبطال، ولكن أدوارهم ثانوية. وهي في حقيقتها قصة إلا أنها كتبت شعرا. وكانت تكثر فيها الأساطير والأمور الخارقة، وخير ما يمثلها الإلياذة لهوميروس.
والشاعر في هذا الضرب القصصي لا يتحدث عن عواطفه وأهوائه، فهو شاعر موضوعي ينكر نفسه، ويتحدث في قصته عن بطل معتمدا على خياله، ومستمدا في أثناء ذلك من تاريخ قومه، وكل ما له أنه يخلق القصة ويرتب لها الأشخاص والأشياء، ويجمع لها المعلومات، ويكون من ذلك قصيدته، وعادة ينظمها من وزن واحد لا يخرج عنه.
والضرب الثاني هو الشعر التعليمي الذي ينظم فيه الشاعر طائفة من المعارف، كما هو معروف عن أبان بن عبدالحميد شاعر البرامكة في قصيدته التي نظم فيها أحكام الصوم والزكاة.
والضرب الثالث هو الشعر التمثيلي: الذي يعتمد على مسرح وعلى حركة وعمل معقد وحوار طويل بين الأشخاص، تتخلله مشاهد ومناظر مختلفة.
والضروب السابقة جميعا موضوعية، فالشاعر فيها لا يتحدث عن مشاعره وأحاسيسه إنما يتحدث عن أشياء خارجة عنه، سواء حين يقص أو حين يعلم أو حين يمثل، فهو في كل ذلك يغفل نفسه ولا يقف عندها، إنما يقف عند جانب قصصي تاريخي يحكيه أو علمي تهذيبي يرويه أو تمثيلي مسرحي يؤديه، متجردا عن شخصه وما يتصل بذاته وأهوائه وعواطفه.
أما الشعر الغنائي (الذاتي) فهو شعر ذاتي يصور نفسية الشاعر وما يختلجه من عواطف وأحاسيس، سواء حين يتحمس ويفخر أو حين يمدح ويهجو أوحين يتغزل أو يرثي أو حين يعتذر ويعاتب، أو حين يصف أي شيء.
[من كتاب: تاريخ الأدب العربي ـ العصر الجاهلي، د. شوقي ضيف، ص190،189، بتصرف يسير].
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 03:11 م]ـ
بارك الله فيك و في أمثالك، و شكرا جزيلا لك على هذه الإجابة الشافية، الآن فقط تأكدت تماما من كرم أهلي (قوم لغة الضاد). و درايتهم بروافد نهر العروبة العذب.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 07:23 م]ـ
وإياكم ...(/)
فكرة، فما رأيكم فيها؟!
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
راودتني فكرة جميلة،أتمنى أن تعجبكم، و هي: أن يكتب كل عضو في المنتدى أبياتاً من شعر أحبها و فضلها على غيرها من الأبيات (مع العلم بأنه ليس شرطا أ ن تشارك مرة واحدة) سواء كانت هذه الأبيات حديثة أو قديمة، وأرجو منكم الرد و التفاعل، سأبدأ بالأبيات التي أعجبتي بعد معرفة رأيكم في الفكرة التي طرحتها.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يعقوب]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت عاشقة لغة الضاد دائماً مبدعة.
انا احببت هذه الفكرة، ولعلها تكون أفضل إذا التزمنا مواضيعَ معينة، فمثلا نقول ما هي الأبيات التي نحبها في الموضوع كذا أو كذا (الحب او الرثاء مثلا) فما رأيكم؟
ـ[المستبدة]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 08:26 م]ـ
مرحباً عزيزتي ... العاشقة ...
سأثرثر لكِ بأمر:
ما إن قرأت عنوان الموضوع ... إلا واقتحمت مساحتك على عجلٍ
يترنّح بالأمل ...
وأنا هكذا دوماً مع (الأفكار الجديدة) .. <== تعشق التجديد الذي يشرق بالحياة ..
وكذلك مع لغة الحوار والمشاركة ...
اقتربي أكثر:
بصراحة ... دفعني فرح .. لمثل هذا الموضوع في الفصيح ...
لأنّه بالفعل بحاجة لأن يعيش ... بل لأنّ يضاهي القمم ..
ليت شعري ومن كالفصيح ... في الجمال .. والعلم والأدب .. !
وآمل أن نفكر أيضاً وأيضاً وأيضا ....
غاليتي: العاشقة ...
أرى سماء مشرقة صافية ... تحمل من الشهد أحلى ..
سماء .. تشرقين فيها كشمس تأبى الأفول ....
أتمنى لكِ حياة أدبية ألقة كما التي تعشقين ...
أشكر للأخ يعقوب تفاعله .. وتعليقه ..
وأشدّ على ما جدّد ...
فكرتك جميلة، وسأكون معك ...
لكن قرب تسليم بحثي .. والامتحانات قد تقف عثرة في سبيل
طريقي للفصيح ...
قلبي معك ... واصلي بهكذا توهّج ..
ملحوظة:
آمل أختي ... بعد أن نرى انعكاس فكرتك في نفوس الأعضاء ...
أن تستقل بموضوع آخر غير هذا ... ثم نبدأ ..
على أن تكتبي (في سطرين) مبدأ الفكرة ..
وأن يكون العنوان (أبيات أعجبتني) ...
تقديري ..
ـ[عربية]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 10:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيد ة تنسب للإمام علي زين العابدين ابن سبط رسول الله الحسين رضي الله عنهم أجمعين
ليس الغريب غريب الشام واليمن ان الغريب غريب اللحد والكفنِ
ان الغريب له حق لغربته على المقيمين في الا وطان والسكنِ
لاتنهرنّ غريياً حال غربته الدهر ينهره بالذل والمحنِ
سفري بعيد وزادي لن يبلغنّي وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست اعرفها الله يعلمها في السر والعلنِ
ما احلم الله عني حيث امهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات ايامي بلا ندمٍ ولابكاء ولاخوف ولاحزن
انا الذي يغلق الابواب مجتهداً علذى المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني انوح على نفسي واندبها واقطع الدهر بالتفكير والحزن
كأنني بين تلك الاهل منطرح على الفراش وايديهم تقلبني
كأنني وحولي من ينوح ومن يبكي عليّ وينعاني ويندبني
وقد اتوا بالطبيب كي يعالجني ولم ارِ الطبيب اليوم ينفعني
واستخرج الروح مني في تغرغرها وصار ريقي مريراً حين غرغرني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرقٍ بلا رفق ولا هونِ
وسل روحي وظل الجسم منطرحاً بين الاهالي وايديهم تقلبني
وغمضّوني وشدوا الحلق وانصرفوا بعد الآياس وجدّوا في شرى الكفنِ
وسار من كان احب الناس في عجلٍ نحو المغسّل ياتيني ليغسلني
واضجعوني على الالواح منطرحاً وقام في الحال منهم من يغسّلني
واسكب الماء من فوقي وغسّلني غسلاً ثلاثا ً ونادى القوم بالكفنِ
والبسوني ثياباً لاكمام لها وصار زادي حنوطاً حين حنطني
واخرجوني من الدنيا فو اسفاً على رحيلٍ بلا زادٍ يبلّغني
وحملوني على الاكتاف اربعة من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدمّموني الى المحراب وانصرفوا خلف الامام وصلى ثم ودّعني
صلوا علىّ صلاةً لاركوع لها ولا سجودا ً لعل الله يرحمني
وانزلوني الى قبري على مهلٍ وقدّموا واحداً منهم يلحدني
وكشّف الثوب عن وجهي لينظرني واسبل الدمع من عينيّ قبلني
وقال هلوّا عليه التراب واغتنموا فضل الثواب وكل الناس مرتهن
وهالني اذ رأت عيناي اذ نظرت من هول مطلّع اذ كان اغفلني
من منكرٍ ونكبرٍ ما اقول لهم قد هالني امرهم جداً وافزعني
واقعدوني وجدوا في سؤالهم مالي سواك الهي من يخلصني
فامنن عليّ بعفوٍ منك يا املي امنن على تارك الاولاد والوطنِ
تقاسم اهلي الميراث وانصرفوا وصار وزري على ظهرني يثقّلني
واستبدلت زوجتي بعلاً لها بدلي وحكّمته على الاولاد والسكنِ
وصيّرت ابني عبداً ليخدمه وصار مالي لهم حِلاً بلا ثمنِ
فلا تغرنّك الدنيا وزخرفها انظر لافعالها بالاهل والوطنِ
وانظر الى من حوى الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفنِ؟
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي فظلاً جميلاً لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً عسى تجازين بعد الموت بالحسنِ
ثم الصلاة على المختار سيّدنا ما ظأظأ البرق في شامٍ وفي يمنِ
والحمد لله ممسينا ومصبحنا بالخير والعفو والاحسان والمننِ
..............
والحمدلله والصلاة على رسول الله:=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 07:51 م]ـ
لك الشكر الجزيل على هذه القصيدة الجميلة و التي لا تنشر إلا من زهرة فواحة مثلك. نشكر لك إفتتاح هذه النافذة. و لي عودة إن شاء الله.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 01:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة التي أعجبتني بعنوان " إلى ابن زيدون "، مطلعها:
شهرين في السجن قد قضّيت يا أبتي **** فرحت صرف الأسى والهم تسقينا
فكيف لو كنت في " آراك "تصرخ في **** ليل الزنازين أو تصطك في " رينا"
تشكو من السجن في أحضان قرطبة **** ماذا أقول أنا في سجن " إيفينا "
وهي التي أرضعتك الشعر من صغر **** وهي التي لقنتك الحب تلقينا
وبين قلبي وأهلي الآن ألف يد**** وكل واحدة تستل سكينا
لو كان لي وطني سجنا لكنت به **** طيرا يؤرق بالألحان " صنينا "
وأنت ما جاوزت رجلاك أندلسا **** ولا سقتك النوى صابا وغسلينا
(آراك، رينا، إيفينا) أسماء سجون تنقل الشاعر بينها أثناء سجنه الطويل.
(صنين) اسم جبل في لبنان معروف بثلجه الدائمة على مدار العام
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 01:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة التي أعجبتني بعنوان " إلى ابن زيدون "، مطلعها:
شهرين في السجن قد قضّيت يا أبتي = فرحت صرف الأسى والهم تسقينا
فكيف لو كنت في " آراك "تصرخ في =ليل الزنازين أو تصطك في " رينا"
تشكو من السجن في أحضان قرطبة =ماذا أقول أنا في سجن " إيفينا "
وهي التي أرضعتك الشعر من صغر =وهي التي لقنتك الحب تلقينا
وبين قلبي وأهلي الآن ألف يد=وكل واحدة تستل سكينا
لو كان لي وطني سجنا لكنت به =طيرا يؤرق بالألحان " صنينا "
وأنت ما جاوزت رجلاك أندلسا =ولا سقتك النوى صابا وغسلينا
(آراك، رينا، إيفينا) أسماء سجون تنقل الشاعر بينها أثناء سجنه الطويل.
(صنين) اسم جبل في لبنان معروف بثلوجه الدائمة على مدار العام
ـ[يعقوب]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 05:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ينفعنا الإنتظار وقد فتحت الأخت عربية الساحة ..
وبما أن الأخ قمر لبنان حافظ على نفس الجو الحزين لقصيدة الأخت عربية، هذه بعض الأبيات التي احبها من شعر أبي الفراس الحمداني، وهي من (الروميّات) التي قالها في السجن، وقد ذكر فيها لوعته وشوقه إلى الحبيب التي تتمنّع وتعانده، فيسرد بطولاته في الحروب وواقعة أسره، كما انه لا يخفي أمنيته بأن يخرج من السجن (وفِي اللَّيْلَةِ الظَلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ)، وينهي القصيدة بالفخر مجددا وهو الطابع الغالب عليها مع الحنين. أرجو ان تستمتعوا بها.
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
أمَا لِلْهَوَى نَهْيٌ عَلَيْكَ وَلا أمْرُ؟
بَلى، أنَا مُشتَاقٌ، وَعِنْديَ لَوْعَةٌ
وَلَكِنّ مِثْلي لا يُذَاعُ لَهُ سِرُّ
إذا اللّيلُ أضْوَاني بَسَطتُ يدَ الهَوَى
وَأذْلَلْتُ دَمْعاً من خَلائقهِ الكِبْرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَةُ والفِكْرُ
مُعَلّلَتي بالوَصْلِ، وَالمَوْتُ دُونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ
حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدّةَ بَيْنَنَا
وأحسنُ، مِن بَعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ
وَمَا هَذِهِ الأيّامُ إلاّ صَحَائِفٌ
لأَحرُفِها، مِنْ كَفّ كاتِبها، بَشْرُ
بَدَوْتُ، وَأهْلي حَاضِرُونَ، لأنّني
أرَى أنّ دَاراً، لَسْتِ مِنْ أهلِها، قَفْرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي فِي هَوَاكِ، وإنّهُمْ
وَإيّايَ، لَوْلا حُبّكِ، المَاءُ وَالخَمرُ
فإنْ يَكُ مَا قَالَ الوُشَاةُ وَلْمُ يَكُنْ
فقَدْ يَهدِمُ الإيِمَانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
وَفَيتُ، وفِي بَعضِ الوَفَاءِ مَذَلّةٌ
لآنِسَةٍ فِي الحَيّ شِيمَتُهَا الغَدْرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها
فَتَأْرَنُ، أحْيَاناً، كمَا يأرِنَ المُهْرُ
تُسَائِلُني: مَنْ أنتَ؟ وَهيَ عَلِيمَةٌ
وَهَلْ بِفَتىً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فَقُلتُ كمَا شاءَتْ وَشَاءَ لَهَا الهَوَى
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
فَقُلْتُ لَهَا: لَوْ شِئْتِ لَمْ تَتَعَنّتي
وَلَمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ
فَقَالَتْ: لَقد أزْرَى بكَ الدّهرُ بَعدنا
فَقُلتُ: مَعاذَ الله بَل أنتِ لا الدّهرُ
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ
إلى القَلْبِ، لكِنّ الهَوَى للبِلى جسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَةٌ
إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ
وَقَلّبْتُ أمْرِي لا أرَى لي رَاحَةً
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
فَلا تُنْكِرِيني، يَابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
وَإني لجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أنْ لا يَخِلَّ بِهَا النّصر
فَأَظمأُ حتَّى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتَّى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنِّسرُ
وَما حَاجَتي بالمَالِ أبْغي وُفُورَهُ
إذا لَمْ أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ
أُسِرْتُ وَما صَحبي بعُزْلٍ لدى الوَغى
وَلا فَرَسي مُهرٌ، وَلا رَبُّهُ غُمْرُ
وَلكِنْ إذا حُمّ القَضَاءُ على امرِىءٍ
فَلَيْسَ لَهُ بَرٌّ يَقِيهِ، وَلا بَحْرُ
وَقالَ أُصَيْحَابي: الفِرَارُ أوِ الرَّدى؟
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه
فلَمْ يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الذكرُ
وَلا خَيرَ فِي دَفْعِ الرّدَى بِمذَلّةٍ
كمَا رَدّهَا، يَوْماً بِسَوْءَتِهِ عَمرُو
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ
وفِي اللَّيْلَةِ الظَلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا
لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا فِي المَعَالي نُفُوسُنَا
وَمَنْ خَطَبَ الحَسناءَ لَمْ يُغلِها المَهرُ
أعَزُّ بَني الدّنْيَا وَأعْلَى ذَوِي العُلا
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ
(لمن يريد القصيدة كاملةً أدخل هنا ( http://www.dwaihi.com/waha/77fras2.htm))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 08:12 م]ـ
أعذروني على غيابي عن هذه النافذة التي أضاءت المنتدى بفضل مشاركتكم فيها فلكم مني أجمل التحايا الشرقية، مرسَلة مع عذب الألحان النسيمية، مزخرفة بأجمل التعبيرات العربية.
و لكم هذان البيتان، فأنا في منتهى الشح لآتي ببيتين فقط، و لست متأكدة من قائلها و لكني متأكدة من روعتها وهي كالتالي:
مرض الحبيب فعدته_*_*_ فمرضت من خوفي عليه
و أتى الحبيب يعودني _*_*_ فبرئت من نظري إليه
ـ[حسان]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 02:39 م]ـ
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي
ـ[يعقوب]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي حسان ذكرتني بهذا البيت لأحمد شوقي من قصيدة "يا جارة الوادي"
لا أمسِ من عمرِ الزمان ولا غدِ & جُمِعَ الزمانُ يومَ لقاكِ
ـ[الظامئ]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة جميلة أعجبتني
وإليكم هذه المشاركة عن بغداد
بكيت دما على بغداد لما فقدت غضارة العيش الأنيق
أصابتها من الحساد عين فأفنت أهلها بالمنجيق
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 08:53 م]ـ
قل للذي عبر البحار لقتلنا = لسنا كمثل الشاة والجزار
أشتاق مثلك للحياة وإنما = أشتاق مثلك أن أعز بداري
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 07:09 م]ـ
بكم يسمو القريض ويعذب، لك الشكر على جميل ما اخترتم لنا.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[12 - 12 - 2004, 08:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نغمي مترف وشخصك طاو = ما لهذا تهدهد الألحان
ملت الأرض أن يجانبها الخبـ =ز وتشقى معاول وتهان
يعتريها التصهال فتحا جديدا = فيموج التسبيح والقرآن
مرود من سنا النبوة يجري = في عيون أحداقها عنفوان
رئتي هبة الأعاصير يا شعبـ = ي وعندي الهدير والبركان
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 02:51 ص]ـ
لله ما أروعك يا قمر لبنان فمن سواك ينير هذه النافذة بعذب ألحانه الشعرية المنتقاة.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك عاشقة لغة الضاد على هذه العبارة الجميلة
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 11:42 ص]ـ
يا غيم مرّ على البقاع عشية=أهلي منازلهم على الليطاني
واترك على جفن الصويرة دمعة=خضراء كانت مرة عنواني
يا غيم أهلي ما تزال همومهم= ودموعهم تهمي على وجداني
يا غيم كيف ثرى الصويرة بعدنا=والبرق يغمزها من السلطان
وتراب جب جنين هل روّيته=بمدامع الباروك والريحان
يا روضة ما كان أشهى عطرها=ويداي بالأزهار تحترقان
أيام أخطر بين أكداس السنا=والبرق سيفي والغمام حصاني
صالحت أحزاني ورحت مع الدجى=أتسلق الأشجار في لبنان
وأضأت حزني كي يراني صوتها=والصوت أحيانا له عينان
ـ[عربية]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 08:15 م]ـ
[ size=3] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله الله الله ياقمر لبنان فعلا كلمات هذه القصيدة تحي الشجون ..
وتوقظ من الغفلة المحزون .. وتترنم فيها نسائم لبنان الحنون ..
عموماً بارك الله فيكم جميعاً .. أقترح عليك عاشقة لغة الضاد متابعة لفكرتك النيرة أن نسرد أبياتاً تحمسنا لأن نستيقظ من غفلتنا وننهض بامتنا إلى الأعالي كما كانت فما رأيك وأرجو من أحبتي في المنتدى أن يشاركوا في ذلك .. والحمد لله: rolleyes: :rolleyes:
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 08:20 م]ـ
رأيي من رأيك أخيتي العزيزة عربية فما أجملها من فكرة. وجزاك الله خيرا.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 08:47 م]ـ
نحن في الإنتظار.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 09:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك أخت عربية على هذا الكلام الجميل،
ماكتبته أبيات متفرقة من قصيدة طويلة وبصدق القصيدة رائعة.
أما بالنسبة لما طلبت فلا أعتقد أن الشعر سيوقظ أمتي من سباتها العميق
ولكن كما قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها=ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل
أنا أرى أن نترك هذه النافذة بدون قيود ولا شعر مع القيود.
ما رأيك أخيتي أن نترك أعضاء الفصيح يغردون كما يحبون، هذا يشكو الأنين، وذاك يترنح فرحا، وآخر
يتسلق المجهول ...
هذا رأيي أختي، فأنا أعشق الحرية، والانطلاق وكنت في صغري أحب الجري كثيرا لأنه يمثل بداية الرحلة
إلى عالم مجهول، أحب السفر حيث يسكن الضوء، وتزهرالحياة.
ولكم مني كل التقدير والاحترام
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 11:18 م]ـ
من هذا المنطلق نطلق لمختزننا الشعري العنان للإنبثاق حتى يصل إلى علم اللا نهاية.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 11:35 م]ـ
عفوا بالإنبثاق حتى يصل إلى عالم.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 11:39 م]ـ
أمتي هل لك بين الأمم ... منبر للسيف أو للقلم.
أتلقاك وطرفي مطرق ... خجلا من أمسك المنصرم
رب وابغداداه إنطلقت ... ملء أفواه الصبايا اليتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 01:01 م]ـ
النار في الأولمب يا سيزيف
والساق بها انحناء
والعمر لا يمنح مرتين
والزاد لا يكفي
وبعض الناس يأكلون عيون موتاهم
إذا جاعوا على الطريق
ولا ترف غيمة في الأفق أو أثارة من ماء
ـ[خالد الدخيل]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 02:17 م]ـ
لا تعذليه فإن العذل يولعه **** قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدأ أضر به **** من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي النصح في تأنيبه بدلا **** من عذله فهو مضنى القلب موجعه
يكفيه من لوعة التشتيت أن له **** من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه**** رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل **** موكل بفضاء الله يذرعه
إلى أن يقول:
أستودع الله في بغداد لي قمرا **** بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني **** صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى **** وأدمعي مستهلات وأدمعه
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 03:03 م]ـ
مرحبا بك أخي خالد الدخيل على هذه الأبيات الرائعة، ويالها من قصيدة جميلة.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 03:04 م]ـ
و جزاك الله خيرا على هذه الأبيات
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 11:59 م]ـ
أخاف عليك من صوتي=ففيه زهرة الموت
أمام صراخ قلبينا=تمزقنا من الصمت
وغادرنا جبال الليل=لم نخسر سوى الكبت
وقلبانا كقنديلين=مملوءين بالزيت
ولم نسمح لأي أسى=أمام الناس أن يأتي
وخلف الباب عانينا=وطاف الدمع بالبيت
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 09:54 ص]ـ
تداخل الحواس ومشاركتها في التصوير:
أذني تكاد ترى كلامك وارفا = كالزهر يندى بالحديث المخمل
والعين تسمع صمت روحي عندما = بك في التناجي شوق روحي يختلي
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 10:09 ص]ـ
تصوير رقة الحبيب وتفاعله الوجداني مع خواطر المحب:
توهمه طرفي فآلم خده = فصار مكان الوهم من نظري أثر
وصافحه كفي فآلم كفه = فمن لمس كفي في أنامله عقر
ومر بفكري خاطرا فجرحته = ولم أر جسما قط يجرحه الفكر
يمر فمن لين وحسن تعطف = يقال به سكر وليس به سكر
وفي الباب نفسه:
نظرت إليه نظرة فتحيرت = بدائع فكري في بديع صفاته
وأوما إليه الوهم أني أحبه = فأثر ذاك الوهم في وجناته
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 01:13 م]ـ
أحباء الضاد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لك الشكر الجزيل أخي أبا الحسن على أبياتك العذبة المختارة، ونسعد بمشاركتك معنا، فما أنتم (قمر لبنان، يعقوب، خالدالدخيل، أنوار الأمل، و أنت طبعا .... ) سوى رياحين تعطر هذا الموضوع بل وتعطر هذا المنتدى بأكمله.
فلكم مني الشكر والتحية.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 02:39 م]ـ
من قصائد أمير البيان وشيخ أدباء العرب، الأستاذ مصطفى صادق الرافعي:
ياليل هيجت أشواقا أداريها = فسل بها البدر إن البدر يدريها
رأى حقيقة هذا الحس غامضة = فجاء يظهرها للناس تشبيها
في صورة من جمال البدر ننظرها = وننظر البدر يبدو صورة فيها
************* = *************
يأتي بملء سماء من محاسنه = لمهجتي وأراه ليس يكفيها
وراحة الخلد تأتي في أشعته = تبغي على الأرض من في الأرض يبغيها
وكم رسائل تلقيها السماء بها = للعاشقين فيأتيهم ويلقيها
************* = *************
يقول للعاشق المهجور مبتسما: = خذني خيالا أتى ممن تسميها
وللذي أبعدته في مطارحها = يد النوى، أنا من عينيك أدنيها
وللذي مضه يأس الهوى فسلا: = أنظر إلي ولا تترك تمنيها
************* = *************
أما أنا فأتاني البدر مزدهيا = وقال جئت بمعنى من معانيها
فقلت: من خدها، أم من لواحظها = أم من تدللها أم من تأبيها
أم من معاطفها أم من عواطفها = أم من مراشفها أم من مجانيها
أم من تفترها، أم من تكسرها = أم من تلفتها أم من تثنيها!؟
كن مثلها لي جذبا في دمي وهوى = أو كن دلالا وكن سحرا وكن تيها
فقال وهو حزين: ما استطعت سوى = أني خطفت ابتساما لاح من فيها
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 06:37 م]ـ
لله درك يا أبا الحسن فيالها من ذائقة أدبية مرهفة تلك التي تمتلكها لتتحفنا بمثل هذه الأبيات العذبة، فلا تحرمنا من أبياتك المختارة.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 08:51 ص]ـ
أشكر الأخت عاشقة لغة الضاد على إطرائها الذي لا أستحقه. فكل ما في الأمر، هو أنني عندما أمر بأبيات تعجبني أدوّنها حتى أتذكرها دائما.
موعد:
إلى القمر الساجي انظري كل ليلة = فإني إليه في العشيّة ناظر
عسى يلتقي طرفي وطرفك عنده = فنشكو إليه ما تكنّ السرائر
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 08:56 ص]ـ
ومن الأبيات التي تعجبني جدا:
والله ما طلعت شمس ولا غربت = إلا وذكرك مقرون بأنفاسي
وما شربت لذيذ الماء من ظمأ = إلا وجدت خيالا منك في الكاس
ولا جلست إلى قوم أحدثهم = إلا وكنت حديثي بين جلاسي
وقد نظرت في البيت الأخير، فرأيته لا يتناسب وحال المحب الذي يجتهد في إخفاء محبته، فعدّلته بحيث يصير:
ولا جلست إلى قوم أحدثهم = إلا وكنت أنيسي دون جلاسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 09:59 ص]ـ
موضوع شائق، شكرًا للأساتذة الذين يثرون هذه النافذة بالإبداعات.
أما موضوع الغربة والحنين فهي ذكريات ربما كانت جميلة، وربما حزينة، وستبقى هذه الذكريات نسيماً نتنفسه عند الحنين، وزفرة نبعثها عند الأنين.
ستبقى الذكريات - بما تحمل من خطوط مستقيمة وزوايا حادة - إرشيفاً صادقاً لحقبة لا نقوى على تجاهلها،ربما كانت هي الزمن الكفيل لصناعة النفس، وربما كانت الأخرى.
ما منا من أحد إلا يحمل في نفسه هذه الذكريات، وسيحدّث بها نفسه أولاً ثم جيله الحاضر واللاحق. وسوف يبقى أثر المرء ذكراً بين الناس في خيره وشره
والناسُ صنفان: هذا عاشَ لا أثرٌ * له وإِن ماتَ لم يذكرْ له خَبَرُ
وذاكَ أبقى له ذكراهُ خالدةً * ذكرى فِعالٍ لها في قومهِ أثرُ
إن الحنين إلى الوطن غريزة فطرية لا ينفك عنها أي قلب حتى الأنبياء. وليس خافياً قول شوقي
ويا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ *^* كأني قد لقيتُ بك الشبابا
وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً *^* إِذا رزقَ السلامة والإِيابا
كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ *^* إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا
ولا ينبيكَ عن خُلُقِ الليالي *^* كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا
الغربة همّ مطبِق، وشتات يجيء من بعد اتفاق، ولو أبدى الغريب تجلّده فموعده عند الهجوع، حين تنبعث فيه كوامن الشوق، وتتفجر لديه بواعث الحنين
ما من غريبٍ وإِن أبدى تجلدَه *^* إِلا تذكرَ عندَ الغُرْبةِ الوطنا
يا غريبَ الدارِ عن وطنِهْ * مغرداً يبكي على شَجَنِهْ
كلما جدّ البكاءُ به * دبَّتِ الأسقامُ في بدنِه
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 10:37 ص]ـ
ماتت أمانينا من طول غربتنا=إن الأمانيّ أيضا ذات أعمار
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 11:47 ص]ـ
مما جاء في وصف الكرم، قول الشاعر:
شربنا وأهرقنا على الأرض قطرة = وللأرض من كف الكرام نصيب
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 11:50 ص]ـ
موعد:
إلى القمر الساجي انظري كل ليلة = فإني إليه في العشية ناظر
عسى يلتقي طرفي وطرفك عنده = فنشكو إليه ما تكن السرائر
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 11:54 ص]ـ
لقاء:
جاء الحبيب الذي أهواه من سفر = فماس تيها على الغزلان إذ خطرا
أقر عيني مذ شاهدت طلعته = والشمس قد أثرت في وجهه أثرا
فقلت من عجب: شمس على قمر = يا عصبة العشق هل لي عندكم خبرا؟
وكيف هذا وقد قال الإله لنا: = الشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
هذه الأبيات قالها أحد مشايخ مكة ترحيبا بالشيخ عبدالعزيز عيون السود رحمه الله شيخ مقارئ الشام أثناء زيارته لمكة المكرمة حفظها الله.
ـ[عربية]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 01:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فليت هوى الحبة كان عدلاً **** فحمَل كل قلب ما اطاقا
أيدري الربعُ أي دم أراقا؟ **** وأي قلوب هذا الركب شاقا
ـ[سامح]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 01:19 ص]ـ
ماأبهى هذا الحضور ياعاشقة الفصحى
فكرة متألقة .. كما هو حضورك دائماً هنا ..
أسجل انبهاري معكِ بانتقاء أبي الحسن الشامي
وإعجابي بحضور قمر لبنان الفياض هنا
بوجود الجميع
الذي حضر والذي غيب جمالاً مكتمنا لديه ..
وتقدير خاص لأستاذنا وروح الفصيح النابض دائماً
خالد الشبل
كان لحديثك الفياض الناضج النابض ملامسة
لنبض داخلي وتحريك له
لاأدري ماسره
ولكني أعلم أني احتفظت به
سأعيد قراءته
لعلي أعثر على السر ..
قبل أن أرسل ردي
أريد أن أذكركم فقط بنسبة البيت إلى قائله إذا كان معلوماً لديكم
من باب الأمانة العلمية وحسب ..
ولكم هذين البيتين:
إذا كان حُبُّ الهائمين من الورى / بسلمى وليلى يَسْلُبُ اللُّبَّ والعَقْلَ
فماذا عسى أن يصنعَ الهائمُ الذي / رى قلبهُ شوقاً إلى العالمِ الأعلى
أحب هذا البيتين ولكنني لازلت أجهل قائلهما فاعذروني ..
للجميع تحيتي وتقديري
دمتم بود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عربية]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 11:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا راحلا إن جئت وادي المنحنى ...
فاحطط وانزل على كنز الغنى
وارع الذمام لجيرة حلو به****
وانشد فؤادا ضاع في ذاك الفنا
واقرإ السلام أهيله عني وصف ...
ما حل بي بعد البعاد من الضنا
واستعطف الأحباب كيما يعطفوا ...
فهموا هموا أهل المكارم والثنا
واسألهم بالله أن لا يقطعوا****
حبل المحب المستهام وإن جنا
قل يا كرام الحي هل من زورة ...
أو عودة لمريض هجر قد حنا
لم يبق هذا الهجر من فضلاته****
إلا إهابا فوق عظم قد ونا
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[24 - 12 - 2004, 09:17 ص]ـ
صفقت لكني انكسرت بداخلي=بعض الصهيل يكون في الأغوار
بيني وبينك يا زمان عداوة= كعداوة الغازي مع الآثار
فحذار من سكينة تغتال في= رأسي العناد ومن هواي حذار
جذع يموت ولا تموت غصونه=وإذا سألت تجيب بالأثمار
إن كان جذع لا يصدّ رياحه=فالمجد كل المجد للمنشار
لا يحتمي جرح بسكّين ولا=تغدو ضمادا جمرة من نار
ما أوجع السكّين حين تكون في=عدوانها مسنونة الأعذار
جسد على خشب الصليب ممدد=ويريد غفرانا من المسمار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 10:41 ص]ـ
ما أوجع السكّين حين تكون ** فيعدوانها مسنونة الأعذار
جسد على خشب الصليب ممدد ** ويريد غفرانا من المسمار
هكذا أنت يا قمر لبنان دائما متميز، و ليس غيرك من يأتينا بالجديد المفيد، فلك الشكر أخي، ونحن في إنتظار المزيد.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 09:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك أخيتي على كلامك الجميل وبحق أنت ذواقة للشعر الجميل.
عندما يعود المساء لينام بين أضلعي، سأروي ما في نفسي من شجن وأردد قائلا:
وغدا إذا هدأت رياح مراكبي=وتمددت روحي على الشطآن
فلسوف أحكي للشواطىء كلها=ما داربين الريح والمرجان
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 03:25 ص]ـ
أطربنا أيها الصداح ....
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 10:15 ص]ـ
الثلج الحار
ليس من يذرف ثلجا يا جبل=مثل من يذرف في الدمع شعل
أنت لا تعرف ما معنى النوى=حيث لم ترحل ولا الوادي رحل
نحن جاران فهل تدري بما=يطلب الجار إذا جار نزل
أنت لم تبسط سوى الثلج لنا=كل جار حقه ألا يذل
ولسمك الثلج لا تدرك هل =طمر السفح أم الوادي انتقل
تركب الريح على الجن دجى= حيث لا تهدأ إلا في زحل
وإله الرعد يزجي غيمه=بسياط البرق في أعلى القلل
كان برق يعتريني مثله= كلما لاح تسلقت الأمل
رحلة أغرب من أسطورة= كلما لاحت بلاد قلت هل
كبرياء الحزن خلت جسدي= يقتل الصحراء في صدر الجمل
آكل الرمل بصبر أخضر= يصبح العلقم فيه كالعسل
أي قلب يا " دوماند " معي=عبر الوادي وفيه ألف صل
أصبحت أحزانه أوسمة=يتشهى حملها أي بطل
هجمة أخرى على ذاك الدجى= كنت فيها ثاقبا شع ودل
بدمي يا جسد الدنيا هنا=قد رسمت امرأة لم تكتمل
يخصف الحرمان ثوبين لها=ثم يمحوها إذا الثلج هطل
آه من حواء أفعى آدم=وجد الجنة فيها حين ضل
يا ابنة الأرض تعالي مرة=قدر الأسباب تبرير العلل
لا تخافي من أساطير الدجى=كل من سار على الحب وصل
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 08:24 م]ـ
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل
نيرون مات لم تمت روما بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 11:02 م]ـ
بلادي كلها كانت سراجي=ودمعي كان زيتا للفتيل
ويا وطني فداك وأنت تعرى= حياة يرتديها ألف جيل
لك الشرفات والقدح المعلى=وذاكرة السواحل والحقول
أجيء إليك من جثث الأماني=وفي جسدي حكايات الفصول
وكان الثلج جزءا من ثيابي=وعصف الريح جزءا من عويلي
لقد كانت همومك تحت رأسي= وسادة ذلك الحلم الثقيل
جراحك علمتني أن أغالي=وأن أخضل في زمن الذبول
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 11:28 م]ـ
أجيء إليك من جثث الأماني وفي جسدي حكايات الفصول.
لله درك أخي قمر لبنان!.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 09:26 ص]ـ
من أجمل ما قرأت في وصف الشجاعة والكرم:
ومن عجب أن الصوارم والقنا = تحيض بأيد القوم وهي ذكور
وأعجب من ذا أنها بأكفهم = تؤجج نارا والأكف بحور
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 03:43 م]ـ
ذوق رفيع تتمتع به أخي أبا حسن!! ...
فهل لديك المزيد؟
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 05:48 ص]ـ
في سحر عينيك ...
يا مُزْنةَ الطُّهرِ المُوشّح بالجمالْ=جُودي على الصبِّ المُتيّمِ بالوِصالْ
ما ذاقَ طعمَ الغَمضِ بعدَ فِراقِكمْ=كلاّ ولا هدأتْ له في البُعدِ حالْ
يشتاقُ رؤياكم وقد شطَّ النَّوى=فمتى تُشدُّ إلى أراضيكِ الرِّحالْ؟
وإذا يجِنُّ الليلُ يرقُبُ طيفَكم=أبخِلتِ يا مَهوايَ حتّى بالخيالْ؟!
...
مَنْ لي بمِثلِكِ يا مُنايَ ولو ذرعْتُ الأرضَ مِن قُطبِ الجنوبِ إلى الشمالْ
زِنتِ النِّساء بحُسنكِ الطاغي كما=زانَ الخدودَ المُزهِراتِ اللونَ خالْ
فلأنتِ ألطفُ مِن نُسيماتِ الصّبا=حِ إذا تهبُّ على الجداولِ والتِّلالْ
ولأنتِ أعذبُ مِن ضُحيكاتِ الوليـ=ـدِ وقدْ لهََى جِذلاً بحبّاتِ الرِّمالْ
و ألذُّ للظمآنِ في اليومِ الشديـ=ـدِ الحرِّ و اللأواءِ مِن بَردِ الزُّلالْ
...
أنتِ المليكةُ فانعمَي بالتّاجِ تا=جِ المُلكِ في دُنيا الأنوثةِ والدّلالْ
والقلْبُ عرشُكِ لا مُنازِع في الهوى= فلتأمريهِ الآنَ يَهزأُ بالمُحالْ
ماذا عسى الأشعارَ أن تصفَ التي=أغضتْ بجفنَيها على السِّحر الحلالْ
في سِحر عينيكِ كتبتُ قصائدي=ومِدادُها ذكراكَ أيّامَ الوِصال
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 05:53 ص]ـ
عفواً .. .
رائع ما سبق لـ د. جاسم الفهيد.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 08:51 م]ـ
ولأنتِ أعذبُ مِن ضُحيكاتِ الوليدِ وقدْ لهََى جِذلاً بحبّاتِ الرِّمالْ
أيتها الجميلة دوما و أبدا ... المستبدة.
لكِ التحية ...
أبيات تستحق القراءة، يسكنها الجمال،تماماً كما تسكنكِ الروعة ...
دمتِ جميلة شفافة ...
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[21 - 02 - 2005, 01:11 م]ـ
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب ... وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها ... أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر نصر الأقوياء بلا ... فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى ... أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا ... شيئا كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني؟ ... عفوا سأروي ولا تسأل وما السبب
يدمي السؤال حياء حين نسأله ... كيف احتفت بالعدى حيفا أو النقب
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم ... كلا وأخزى من الأفشين ما صلبوا
اليوم عادت علوج الروم فاتحة ... وموطن العرب المسلوب والسلب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[22 - 03 - 2005, 12:48 م]ـ
تظل يا وطني رغم النوى وطني=حتى ولو بدلوا مني الشرايينا
ولم نزل في بلاد الناس نحمله=وكيف نحمله إن لم يكن فينا
قضيت في البحر نصف العمر محتملا=ولادة تتلقاني على المينا
أنا بلجته" ذو النون " منتظرا=متى سيخصف عند الشط يقطينا
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 07:35 ص]ـ
قلبي القديم يعاني من وضوح دمي=فليس يقبل صدرا غير مسحور
تظل جنية الوادي تطارده=فيحتمي بين أضلاعي كعصفور
لن أبدل القلب مكسورا بلهفته=بألف قلب صحيح غير مكسور
خزائن النور أعطتني لآلئها=لأن حبل اتصالي غير مبتور
آت وأحمل أوجاعي وأسئلتي=على حطام من الأيام منخور
ترينني عائدا من مدين وأنا=بلا عصاي بلا نار بلا طور
ـ[المستبدة]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 06:10 م]ـ
اذكريني
اذكريني عند ما يصحو السَّحَرْ = وتُناغي الأيكَ حبّاتُ المطَرْ
وتهبُّ الطيرُ مِن أوكارها = تنثُرُ البِشْرَ على دنيا البَشَرْ
واذكري حبّاً رعيناهُ معاً = كان طُهْراً كان رَوْضاً مِن زَهَرْ
كم تهادينا رياحينَ الهوى = وسكِرنا من أحاديث السَّمَر
وجرينا في طريق حالمٍ = لم نخفْ شَوكاً ولم نخشَ العَثَرْ
ونسجنا الشِّعر لحناً ساحراً = أطرب النَّجمَ فغنّى للقمرْ
أصفا العيشُ لقلبي ساعةً = فخلتْ دُنياي من شَوْبِ الكدَرْ؟
أمْ تُراهُ كان حُلماً عابراً = زارَ جَفني ثمّ ولّى واندثَرْ؟!
لم يدمْ وصْلٌ ولا طابتْ منىً = مزّقَ الهجرانُ رنّاتِ الوترْ
وطوى البحرُ شراعاً تائهاً = فاسألي الأمواجَ تُنبيكِ الخبرْ
لم تدعْ لي غيرَ ذكراكم هنا = في فؤادٍ شفَّهُ طولُ السَّهَرْ
سوف يبقى حافظاً عهدَ الهوى = إنْ وفى المحبوبُ يوماً أوغدَرْ!
د. جاسم الفهيد
أكتوبر 2001
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[17 - 04 - 2005, 08:25 ص]ـ
يا سالب القلب مني عندما رمقا=لم يبق حبك لي صبرا ولا رمقا
لا تسأل اليوم عما كابدت كبدي=ليت الفراق وليت الحب ما خلقا
ما باختياري ذقت الحب ثانية= وإنما جارت الأقدار فاتفقا
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 07:39 ص]ـ
نغمي مترف وشخصك طاو=ما لهذا تهدهد الألحان
ملت الأرض أن يجانبها الخبـ=ـز وتشقى معاول وتهان
يعتريها التصهال فتحا جديدا=فيموج التسبيح والقرآن
مرود من سنا النبوة يجري=في عيون أحداقها عنفوان
رئتي هبة الأعاصير يا شعـ=بي وعندي الهدير والبركان
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 01:07 م]ـ
بغداد لا تعتبي لا ينفع العتب=على قميصك من قومي دم كذب
نبكي عليك ونحن القاتلون وقد=يكون خلف خداع الدمعة الأرب
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 02:35 م]ـ
جميل جدا.
أشكر المبدعة دوما (عاشقة اللغة).
كثيرة هي الأبيات التي تتطرب القارئ (خاصة منها أبيات أدبنا القديم القوية الجزلة المعبرة) ومن كثرتها لا يدري المرء ما يذكر.
ومن إعجابي بالفكرة التي اطلعت عليها للتو أحببت أن أقحم نفسي بين الأقوياء وأنا الضعيف دوما فأقول:
إن مما أعجبني وأردده دوما أبياتا لرجل لا أحب طريقته ومنهجه لكن هذه الأبيات مما أطربني وتدل على تراجع الرجل واسمه (ابن الفارض) يقول من ضمن ما قال (وهي من البسيط):
إن كان منزلتي في الحب عندكمُ = ما قد رأيت فقد ضيعتُ أيامي
أمنيّةٌ ظفرت نفسي بها زمنا = واليوم أحسبها أضغاث أحلامِ
وإن يكن فرط وجدي في محبتكم = إثما فقد كثرت في الحب آثامي
ولو علمتُ بأن الحب آخره = هذا الحِمام لما خالفت لوّامي
أودعتُ قلبي إلى من ليس يحفظه = أبصرتُ خلفي وما طالعتُ قدامي
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 03:07 م]ـ
ومن الأبيات الأصيلة التي تنضح حكمة وعلما وكرما وحياء وصنوفا من القيم العربية والتي أكاد أبكي لسماعها لا حزنا وإنما إكبارا وتعظيما وإعجابا، قول حاتم طيءٍ (وهي من الطويل):
أماوي قد طال التجنب والهجر= وقد عذرتني في طلابكم العذر
أماوي إن المال غاد و رائح = ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماوي إما مانع فمبين = وإما عطاء لا ينهنهه الزجر
أماوي إني لا أقول لسائل=إذا جاء يوما: حل في مالنا نزر
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى = إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
إذا أنا دلاني الذين أحبهم = لملحودة زلج جوانبها غبر
وراحوا عجالا ينفضون أكفهم = يقولون: قد دمى أناملنا الحفر
أماوي إن يصبح صداي بقفرة = من الأرض لا ماء لدي و لا خمر
تري أن ما أنفقت لم يك ضرني=وأن يدي مما بخلت به صفر
أماوي إني رب واحد أمه= أجرت فلا قتل عليه ولا أسر
وقد علم الأقوام لو أن حاتما= أراد ثراء المال كان له وفر
وأنيَ لا آلو بمال صنيعة = فأوله زاد وآخره ذخر
يفك به العاني ويؤكل طيبا = وما إن تعريه القداح و لا الخمر
و لا أظلم ابن العم إن كان إخوتي= شهودا، وقد أودى بإخوته الدهر
غنينا زمانا بالتصعلك و الغنى = كما الدهر في أيامه العسر واليسر
لبسنا صروف الدهر لينا وغلظة = وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر
فما زادنا بأوا على ذي قرابة = غنانا، ولا أزرى بأحسابنا الفقر
فقدما عصيت العاذلات، وسلطت = على مصطفى مالي أناملي العشر
وما ضر جارا يا ابنة العم فاعلمي = يجاورني ألا يكون له ستر
بعيني عن جارات قومي غفلة = وفي السمع مني عن حديثهم وقر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 10:33 م]ـ
قال الشنفرى الأزدي يصف المرأة:
فدقّت وجلّت واسبكرّت وأكملت=فلو جُن إنسان من الحُسن جنت
قال الأصمعي فيه:
لم توصف المرأة بأوجز وأحسن من قوله.
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 10:40 م]ـ
ومن الجمال الساحر قول الشاعر:
ظل اليسار على العباس ممدود=وقلبه أبدا بالبخل معقودُ
إن الكريم لتخفى عنك عسرته=حتى تراه غنيا وهو مجهودُ
إذا تكرّمتَ أن تعطي القليل ولم=تقدر على سعةٍ لم يظهر الجودُ
أورِقْ بخير يرجّى للنوال فما=تُرجى الثمارُ إذا لم يورِقِ العُودُ
الأبيات نسبت لبشار ونسبت لحماد عجرد
ـ[جهينة]ــــــــ[18 - 09 - 2005, 12:57 م]ـ
فكرة رائعة
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[19 - 09 - 2005, 02:36 م]ـ
الأبيات لميخائيل نعيمة:
أخي إنْ ضجّ بعدَ الحَر بِ غربيٌّ بأعمالِهْ
وقدّسَ ذِكرَ مَن ماتوا وعظّمَ بطشَ أبطالِهْ
فلا تَهزَجْ بِمَن سادوا ولا تَشمَتْ بمن دانا
بلِ اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشعٍ دامِ
لنبكي حظَّ موتانا
أخي إنْ عادَ بعدَ الحر بِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
وألقى جسمَهُ المنهو كَ في أحضانِ خُلاّ نِهْ
فلا تطلُبْ إذا ما عُد تَ للأوطانِ خُلاّنا
لأنّ الجوعَ لم يتركْ لنا صحباً نُناجيهم
سوى أشباحِ موتانا
أخي إنْ عادَ يحرُثُ أر ضَهُ الفلاّحُ أو يزرعْ
ويبني بعدَ طولِ الدّهـ رِ كوخاً هدّهُ المِدفعْ
فقد جفّت سواقينا وهدّ الذّلُّ مأوانا
ولم يترُكْ لنا الأعدا ءُ غَرساً في أراضينا
سوى أجيافِ موتانا
أخي قد تمّ ما لو لم نشَأهُ نحنُ ما تمّا
وقد عمّ البلاءُ ولو أردنا نحنُ ما عمّا
فلا تندُبْ فأُذنُ الغيـ رِ لا تُصغي لشكوانا
بلِ اتبعْني لِنحفرَ خنـ دقاً بالرَّفْشِ والمِعْوَلْ
نُواري فيهِ موتانا
أخي مَن نحنُ لا وطنٌ ولا أهلٌ ولا دارُ
إذا نِمنا إذا قُمنا رِدانا الخِزْيُ والعارُ
لقد خمّت بنا الدّنيا كما خمّت بموتانا
فهاتِ الرَّفْشَ واتبعني لِنحفرَ خندقاً آخرْ
نُواري فيهِ أحيانا
ـ[بحر المكارم]ــــــــ[21 - 09 - 2005, 07:56 ص]ـ
إليكم القصيدة التي أسرت قلبي وحركت مشاعري فما زالت تتلجلج في الحنايا وفي تضاعيف الوجدان: (القصيدة لابن النظر العماني)
أتأمل بعد شيب الرأس عمرا ... ومن آخيته قد مات طرا
فما زخرفت للدنيا فدعه ... وزخرف للبلى كفنا وقبرا
تظنك خالدا تحصي الليالي ** ومر شهورها شهرا فشهرا
فسوف يسوق أشهرهن يوم** يسوق إليك مجزرة وقبرا
أخو الدنيا يبيت بها غريرا ** يقلب أمرها بطنا وظهرا
إلى كم يقرع القرآن أذني ... كأن بها عن القرآن وقرا
تعلم أن تقوى الله حصن ** من البلوى وخير الزاد ذخرا
فما عذري بجهلي عند ربي ** وهل أنا واجد في الجهل عذرا
ـ[القيصري]ــــــــ[24 - 09 - 2005, 12:56 ص]ـ
بدر شاكر السياب
ما زلت أضرب مترب القدمين أشعث، في الدروب
تحت الشموس الأجنبية،
متخافق الأطمار، أبسط بالسؤال يداً ندية
صفراء من ذل و حمى: ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبية،
بين احتقار، وانتهار، وازورار .. أو (خطية)
والموت أهون من (خطية)
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية
ـ[علي العمر]ــــــــ[26 - 09 - 2005, 11:46 م]ـ
ما رأيت بداً من المشاركة
للشاعر عبدالله البردوني
متألمٌ، ممّا أنا متألمُ؟ حار السؤالُ، وأطرق المستفهمُ
ماذا أحس؟ وآه حزني بعضه يشكو فأعرفه وبعضٌ مبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي من حرقة الأعماق ما لا أعلمُ
بي من جراح الروح ما أدري، وبي أضعاف ما أدري وما أتوهم
وكأن روحي شعلةٌ مجنونةٌ تطغى فتضرمني بما تتضرم
وكأن قلبي في الضلوع جنازةٌ أمشي بها وحدي وكلي مأتمُ
أبكي فتبتسم الجراح من البكا فكأنها في كل جارحةٍ فمُ
يالابتسام الجرح كم أبكي وكم ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبداً أسيرُ على الجراح وأنتهي حيث ابتدأت فأين مني المختم
وأعاركُ الدنيا وأهوى صفوها لكن كما يهوى الكلامَ الأبكمُ
وأبارك الأم الحياة لأنها أمي وحظّي من جناها العلقم
حرماني الحرمان إلا أنني أهذي بعاطفة الحياة وأحلم
والمرء إن أشقاه واقع شؤمهِ بالغبن أسعده الخيال المنعم
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي باليأس مفعَمةٌ وجوي مفعمُ
لكنني أهوى الهموم لأنها فِكرٌ أفسر صمتها وأترجم
أهوى الحياة بخيرها وبشرها وأحب أبناء الحياة وأرحم
وأصوغ فلسفة الجراح نشائداً يشدو بها اللاهي ويُشجى المؤلَمُ
ـ[يوسف صباح]ــــــــ[28 - 09 - 2005, 09:45 ص]ـ
لم أقرأ أجمل من هذه الأبيات لهذا الشاعر المغمور
فهي من الأبيات الجميلة جداً والتي تفيض بالبلاغة والسحر والجمال
رجائي لكم أن تقرأوها وتتمعنوا في معانيها بعمق حتى تتجلى بدائعها
تلك الدماء بقلبه المتضرم=تغلي فتدفع جسمه للمأثم
رد الهوى أحلامه مشبوبة=ناراً فحلل فيه كل محرّمِ
غض الإهاب تظل تبرق عينه=نوراً تلوذ به القلوب وتحتمي
وإذا العيون لمحن فارع قده=ورشفن خمرة ثغره المتضرّمِ
أوحَيْنَ للقلب الجليد بحبه=فأطاعهن إطاعة المستسلمِ
جم الثراء سبى العذارى بالغنى=والحسن حتى ما يجُدنَ لمغرمِ
عاش الليالي وهو عفُّ طاهرٌ=يهديه روح العبقري الملهمِ
حتى أحبَّ وضيعةً غدارةً=ألقته في جنبات ليلٍ مظلمِ
قد كان يحسبها مثالاً للتقى=والطهر والخلق الرفيع الأكرمِ
حيناً وكذبت الليالي ظنَّهُ=وانجاب ثمةُ كل سرٍّ مبهمِ
ويلاه ساء بكل خَوْدٍ ظنُّه=فارتد يحرق جسمه بالمأثمِ
ما زال يروي الشعر عن شيطانه=متحلباً شراً صبيغاً بالدَّمِ
وأحبَّ غانيةً فهيأ سمه سراً=وخبأ صارماً في المبسمِ(/)
أبيات في وصف الثلج
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[25 - 11 - 2004, 11:13 م]ـ
قال أبو جعفر بن سلام يصف الثلج:
ولم أر مثل الثلج في حسن منظر .. تقر به عين وتشنؤه نفس
فنار بلا نور يضيء له سنا .. وقطر بلا ماء يقلبه اللمس
وأصبح ثغر الأرض يفتر ضاحكا .. فقد ذاب خوفا أن تقبله الشمس
من يشرح لي هذه الأبيات ـ وجزاه الله خيرا ـ؟(/)
عصفور الجنة
ـ[أميرة الحزن]ــــــــ[26 - 11 - 2004, 11:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم أريد أن اسأل لماذا سميت قصيدة عبدالرحمن شكري بعصفور الجنة.
وشكراً(/)
الشعر
ـ[محمودالعربي]ــــــــ[27 - 11 - 2004, 12:18 م]ـ
المعلقة عمرو بن كلثوم--الاي هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الاندرينا
مشعشعة كان الحص فيها اذا مما الماء خالطها سخينا
تجور بذى اللبانة عن هواة اذا ما زاقها حتى يلينا(/)
يا بني قومي تأملوا الفصاحة!!
ـ[عربية]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 10:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على الحبيب المصطفى أحبتي تأملوا هذه الخطبة وترنموا ببلاغتها وتطيبوا بعبيرها ولا تنسوا .. أن تكرموا وجه صاحبها الذي رباه قائد هذه الأمه وأفصحها عليه صلاة من ربه وسلام .. فتأملوا خطبة أبا الحسن ليث بني غالب سيدنا علي بن أبي طالب _كرم الله وجهه ورضي عنه _ من أشرف آل البيت ابن عم رسول الله وزوج ابنتنه الطاهرة الزهراء رضي الله عنهم. أجمعين ..
الخطبة العجيبة «الغراء» لسيدنا علي كرم الله وجهه
ومن خطبة له عليه السلام
وهي من الخطب العجيبة تسمّى «الغراء»
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلاَ بِحَوْلِهِ، ودَنَا بِطَوْلِهِ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وَفَضْلٍ، وَكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ وَ أَزْلٍ. أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ، وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَأُومِنُ بهَ أَوَّلاً بَادِياً، وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ _ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لإِنْفَاذِ أَمْرِهِ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ، وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ.
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي ضَرَبَ الْْأَمْثَالَ، وَوَقَّتَ لَكُمُ الْآجَالَ، وَأَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ، وَأَرْفَغَ لَكُمُ المَعَاشَ، وَأَحَاطَ بِكُمُ الْإِحْصَاءَ، وَأَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ، وَآثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابغِ، وَالرِّفَدِ الرَّوافِغ، وَأَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ، فَأَحْصَاكُمْ عَدَداً، ووَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً، فِي قَرَارِ خِبْرَةٍ، وَدَارِ عِبْرَةٍ، أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا، وَمُحَاسِبُونَ عَلَيْهَا.
فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا، رَدِغٌ مَشْرَعُهَا، يُونِقُ مَنْظَرُهَا، وَيُوبِقُ مَخْبَرُهَا، غُرُورٌ حَائِلٌ، وَضَوْءٌ آفِلٌ، وَظِلٌّ زائِلٌ، وَسِنَادٌ مَائِلٌ، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا، وَاطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا، قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا، وَقَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا، وَأَقْصَدَتْ بِأَسْهُمِهَا، وَأَعْلَقَتِ الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ قَائِدَةً لَهُ إِلى ضَنْكَ الْمَضْجَعِ، وَوَحْشَةِ الْمَرْجِعِ، ومُعَايَنَةِ الْمَحَلِّ، وَثَوَابِ الْعَمَلِ، وَكَذلِكَ الْخَلَفُ بِعَقْبِ السَّلَفِ، لاَتُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً، وَلاَيَرْعَوِي الْبَاقُونَ اجْتِرَاماً، يَحْتَذُون مِثَالاً، وَيَمْضُونَ أَرْسَالاً، إِلَى غَايَةِ الْإِنْتِهَاءِ، وَصَيُّورِ الْفَنَاءِ.
حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ، وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وَأَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ، وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ، وَأَوْجِرَةِ السِّبَاعِ، وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ، سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ، رَعِيلاً صُمُوتاً، قِيَاماً صُفُوفاً، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الْإِسْتِكانَةِ، وَضَرَعُ الْإِسْتِسْلاَمِ وَالذِّلَّةِ، قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ، وانْقَطَعَ الْْأَمَلُ، وَهَوَتِ الْْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً، وَخَشَعَتِ الْْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً، وَأَلْجَمَ الْعَرَقُ، وَعَظُمَ الشَّفَقُ، وَأُرْعِدَتِ الْْأَسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ، وَمُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ، وَنَكَالِ الْعِقَابِ، وَنَوَالِ الثَّوَابِ.
عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً، وَمَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً، وَمَقْبُوضُونَ احْتِضَاراً، وَمُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً، وَكَائِنُونَ رُفَاتاً، وَمَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً، وَمَدِينُونَ جَزَاءً، وَمُمَيَّزُونَ حِسَاباً ; قَدْ أُمْهِلُوا في طَلَبِ الْمَخْرَجِ، وَهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ، وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ، وَكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ، وَخُلُّوا لمِضْماَرِ الْجِيَادِ، وَرَوِيَّةِ الْإِرْتِيَادِ، وَأَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ، فِي مُدَّةِ الْْأَجَلِ، وَمُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَالَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً، وَمَوَاعِظَ شَافِيَةً، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زاكِيَةً، وَأَسْمَاعاً وَاعِيَةً، وَآرَاءً عَازِمَةً، وَأَلْبَاباً حَازِمَةً! َاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ، وَاقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ، وَوَجِلَ فَعَمِلَ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ، وَأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ، وَعُبِّرَ فَاعْتَبَرَ، وَحُذِّرَ فَحَذِرَ، وَزُجِرَ فَازْدَجَرَ، وَأَجَابَ فأَنَابَ، وَرَاجَعَ فَتَابَ، وَاقْتَدَى فَاحْتَذَى، وَأُرِيَ فَرَأَى، فَأَسْرَعَ طَالِباً، وَنَجَا هَارِباً، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً، وَأَطَابَ سَرِيرَةً، وَعَمَّرَ مَعَاداً، وَاسْتَظْهَرَ زَاداً لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَوَجْهِ سَبِيلِهِ، وَحَالِ حَاجَتِهِ، وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ، وَقَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ، وَاحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَاسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ، وَالْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.
ومنها: جَعَلَ لَكُمْ أسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا، وَأَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا، وَأَشْلاَءً جَامِعَةً لِأَعْضَائِهَا، مُلاَئِمَةً لِأَحْنَائِهَا في تَرْكِيبِ صُوَرِهَا، وَمُدَدِ عُمُرِهَا، بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا، وَقُلُوبٍ رائِدَةٍ لاَِرْزَاقِهَا، فِي مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ، وَمُوجِبَاتِ مِنَنِهِ، وَحَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ. وَقَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ، وَخَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ، مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ، وَمُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ. أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا دُونَ الْآمَالِ، وَشَذَّبَهمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ، لَمْ يَمْهَدُوا فِي سَلاَمَةِ الْْأَبْدَانِ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ الْْأَوَانِ. فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلاَّ حَوَانِيَ الْهَرَمِ؟ وَأَهْلُ غَضَارَةِ الصِّحَّةِ إِلاَّ نَوَازِلَ السَّقَمِ؟ وَأَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلاَّ آوِنَةَ الْفَنَاءِ؟ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ، وَأُزُوفِ الْإِنتِقَالِ، وَعَلَزِ الْقَلَقِ، وَأَلَمِ الْمَضَضِ، وَغُصَصِ الْجَرَضِ، وَتَلَفُّتِ الْإِسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ وَالْْأَقْرِبَاءِ، وَالْْأَعِزَّةِ وَالْقُرَنَاءِ! فَهَلْ دَفَعَتِ الْْأَقَارَبُ، أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ؟ وَقَدْ غُودِرَ فِي مَحَلَّةِ الْْأَمُوَاتِ رَهِيناً، وَفِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً، قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ، وَأَبْلَتِ النَّوَاهِكُ جِدَّتَهُ، وَعَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ، وَمَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ، وَصَارَتِ الْْأَجْسَادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِهَا، وَالْعِظَامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِهَا، وَالْْأَرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا مُوقِنَةً بَغَيْبِ أَنْبَائِهَا، لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا، وَلاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَيِّىءِ زَلَلِهَا! أَوَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَالْآبَاءَ، وَإِخْوَانَهُمْ وَالْْأَقْرِبَاءَ؟ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ، وَتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ، وَتَطَؤُونَ جَادَّتَهُمْ؟! فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا، لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا، سَالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمارِهَا! كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا، وَكَأَنَّ الرُّشْدَ في إحْرَازِ دُنْيَاهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّراطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ، وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ ; فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ، وَظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِه، وَأَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ، وَتَنَكَّبَ الَْمخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ، وَسَلَكَ أَقْصَدَ المَسَالِكَ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ; وَلَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ، وَلَمْ تَعْمَ عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْْأُمُورِ، ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى، وَرَاحَةِ النُّعْمَى، في أَنْعَمِ نَوْمِهِ، وَآمَنِ يَوْمِهِ. قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِيداً، وَقَدَّمَ زَادَ الْآجِلَةِ سَعِيداً، وَبَادَرَ مِنْ وَجَلٍ، وَأَكْمَشَ فِي مَهَلٍ، وَرَغِبَ فِي طَلَبٍ، وَذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ، وَرَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ، وَنَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ. فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً، وَكَفى بَالنَّارِ عِقَاباً وَوَبَالاً! وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً! وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً!
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ، وَاحْتَجَّ بِمَا نَهَجَ، وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً، وَنَفَثَ فِي الْآذَانِ نَجِيّاً، فَأَضَلَّ وَأَرْدَى، وَوَعَدَ فَمَنَّى، وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ، وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائمِ، حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ، وَاستَغْلَقَ رَهِينَتَهُ، أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ، وَاسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ، وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ.
أَمْ هذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الْْأَرْحَامِ، وَشُغُفِ الْْأَسْتَارِ، نُطْفَةً دِهَاقاً، وَعَلَقَةً مِحَاقاً، وَجَنِيناً وَرَاضِعاً، وَوَلِيداً وَيَافِعاً. ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً، وَلِساناً لْافِظاً، وَبَصَراً لْاحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرَ مُزْدَجِراً; حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ، وَاسْتَوَى مِثالُهُ، نَفَرَ مُسْتَكْبِراً، وَخَبَطَ سَادِراً، مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ، كَادِحاً سَعْياً لِدُنْيَاهُ، فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ، وَبَدَوَاتِ أَرَبِهِ; لْايَحْتَسِبُ رَزِيَّةً، وَلاَ يَخْشَعُ تَقِيَّةً ; فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً، وَعَاشَ فِي هَفْوَتِهِ يَسِيراً، لَمْ يُفِدْ عِوَضاً، وَلَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً. دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ، وَسَنَنِ مِرَاحِهِ، فَظَلَّ سَادِراً، وَبَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ الْآلَامِ، وَطَوَارِقِ الْْأَوْجَاعِ والْْأَسْقَامِ، بَيْنَ أَخٍ شَقِيقٍ، وَوَالِدٍ شَفِيقٍ، وَدَاعِيَةٍ بِالْوَيْلِ جَزَعاً، وَلَادِمَةٍ لِلصَّدْرِ قَلَقاً. وَالْمَرءُ فِي سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ، وَغَمْرَةٍ كَارِثَةٍ، وَأَنَّةٍ مُوجِعَةٍ، وَجَذْبَةٍ مُكْرِبَةٍ وَسَوْقَةٍ مُتْعِبَةٍ. ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً، وَجُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً، ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الْْأَعَوادِ رَجِيعَ وَصِبٍ، وَنِضْوَ سَقَمَ، تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ، وَحَشَدَةُ الْإِخْوَانِ، إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ، وَمُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ ; وَمُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ، وَرَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ السُّؤَالِ، وَعَثْرَةِ الْإِمْتِحَانِ. وَأَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُلُ الْحَمِيم، وَتَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ، وَفَوْرَاتُ السَّعِيرِ، وَسَوْراتُ الزَّفِيرِ، لاَ فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ، وَلاَ دَعَةٌ مُزِيحَةٌ، وَلاَ قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ، وَلاَ مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ، وَلاَ سِنَةٌ مُسَلِّيَةٌ، بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ، وَعَذَابِ السَّاعَاتِ! إِنَّا بِاللهِ عَائِذُونَ! عِبَادَ اللهِ، أَيْنَ الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا، وَعُلِّمُوا فَفَهِمُوا، وَأُنْظِرُوا فَلَهَوْا، وَسُلِّمُوا فَنَسُوا؟ أُمْهِلُوا طَوِيلاً، وَمُنِحُوا جَميِلاً، وَحُذِّرُوا أَلِيماً، وَوُعِدُوا جَسِيماً! احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ، وَالْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ. أُولِي الْْأَبْصَارِ وَ الْْأَسْمَاعِ، وَالْعَافِيَةِ وَالْمَتَاعِ، هَلْ مِنْ مَنَاصٍ أَوْ خَلاَصٍ، أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلاَذٍ، أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَحَارٍ! أَمْ لاَ؟ (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)! أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ! أَمْ بِمَاذَا تَغْتَرُّونَ؟ وَإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الْْأَرْضِ، ذَاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ، قِيدُ قَدِّهِ، مُتَعَفِّراً عَلى خَدِّهِ! الْآنَ عِبَادَ اللهِ وَالْخِنَاقُ مُهْمَلٌ، وَالرُّوحُ مُرْسَلٌ، فِي فَيْنَةِ الْإِرْشَادِ، وَرَاحَةِ الْْأَجْسَادِ، وَبَاحَةِ الْْأَحْتِشَادِ، وَمَهَلِ الْبَقِيَّةِ، وَأُنُفِ الْمَشِيَّةِ، وَإِنْظَارِ التَّوْبَةِ، وَانْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ قَبْلَ الضَّنْكِ وَالْمَضِيقِ، وَالرَّوْعِ وَالزُّهُوقِ، وَقَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ المُنتَظَرِ، وَإِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ.
قال الشريف الرضي: في الخبر: أنّه عليه السلام لمّا خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود، وبكت العيون، ورجفت القلوب. ومن الناس من يسمي هذه الخطبة: «الغراء».
المصدر من إحدى المواقع
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. و صلى الله على النور الهادي وآله وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 07:58 م]ـ
لك الشكر على موضوعك الجميل، نعم هذا هو علي كرم الله وجهه فصيح بجدارة، فمن درس خطبه و تمعنها تفرد بعالم آخر عالم الهدى و الفصاحة والمعاني الجميلة التي تريح الأنفس و تداوي القلوب. جزاك الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حمزة]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 08:52 م]ـ
أولاً نرحب بك أختي الغالية / عربية في منتدى العربية وحللت أهلاً ونزلت سهلاً في منتداكِ.
ثانياً لك التحية على مواضيعك الشيقة والتي كان آخرها خطبة الإمام علي كرم الله وجهه .. وللعلم الإمام علي كان عالماً بحق وحقيقة وكان شاعراً مجيداً حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها) وله قصيدة شهيرة وطويلة مطلعها:
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علِمتْ ... أنَّ السلامةَ منها تركُ ما فيها
وأيضاً أعجبني موضوع الحكمة من الشعر ولي رد سأدرجه لاحقاً بإذن الله تعالى.
لك مني كل الحب والتقدير والإحترام على مساهماتك.
ـ[عربية]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 07:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي في الله .. حمزة .. على كلماتك الطيبة
وإن كان ممكناً طلباً لا أمراً بعض من قصيدة سيدنا علي كرم الله وجهه التي تكرمت علينا بسرد أولها ..
وسبحان الله ما خلف نور رسولنا الحبيب عليه صلوات الله وسلامه أكرم عليه من آله الأطهار في العلم والبلاغة .. ويعلم الله بقلوبنا نحن العرب كم نورها حب الله ورسوله والآل ..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حمزة]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 09:04 م]ـ
أشكرك كثيراً على هذا الثناء العطر أختي العزيزة الطالبة " عربية " وأتمنى لك دوام الانجاح والتوفيق في تعليمك ولكِ ما طلبتِه:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السلامةَ منها تركُ ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنُها ... وإن بناها بشرٍ خاب بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً ... حتى سقاها بكأسِ الموتِ ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بُنيت ... أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
لكل نفسٍ وإن كانت على وجلٍ ... من المنية آمال تقويها
فالمرء يبسطها والدهر يقبضها ... والنفسُ تنشرها والموت يطويها
والنفس تعلم أني لا أصادقها ... ولست أرشد إلا حين أعصيها
واعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنها ... والجارُ أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهبٌ والمسك طينتُها ... والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسلٍ ... والخمرُ يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرُ تجري على الأغصان عاكفةً ... تسبح الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوسِ يعمرها ... بركعةٍ في ظلام الليل يحييها
ـ[عربية]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 06:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء
وجعلك الله من خير الصالحين ..(/)
توضيح
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 12:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشاعر:
فأمطرت لؤلؤا من نرجس فسقت وردا
وعضت على العناب بالبرد
أرجوبيان الصورة الفنية بالبيت
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 02:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأمطرت لؤلؤا من نرجس فسقت وردا
وعضت على العناب بالبرد
شبه البكاء بالمطر
شبه الدمع بالؤلؤ
وشبه الخد بالورد
وشبه الأسنان بالبرد
هذا ما توصلت له ....
وتقبل مني عاطر التحايا
ـ[يعقوب]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 05:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُضيف: كنّى العيون بالنرجس، وأطراف الأصابع بالعنّاب
أظن ان قائل هذا البيت هو بزيد بن معاوية وهو من أجمل الأبيات بلاغاً وأحسنها بياناً.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 07:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا، و لكن هناك تعقيب على ما ذكرته أخي يعقوب فهو شبه الشفاه بالعناب وذلك لأن لون شفاهها عنابي،. فهي تعض على شفاهها ذات الون العنابي بأسنانها التي شبهها بالبرد لتساوي حجمها و تناسقها و بياضها و الله أعلم
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما أجبتم به
لكن ماأريده أن هذا اللن من الشعر العربي له تسمية أخرى
وهي: التورية أي للبيت الشعري معنيان ظاهر وخفي
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 04:38 م]ـ
السلامُ عليكم ورحمة الله
البيتُ بحقٍ رائع وهو بمجمله صورة بيانية أبدع فيها الشاعر.
العجيبُ في الأمر أنّ قائل هذا البيت النادر قد اختلفت فيه الروايات، فمنَ الرواة من نَسَبه إلى يزيد بن معاوية مثل صاحب الأغاني كما تفضّل الأخ يعقوب ومنهم من قالَ بغيرِ ذلك. ولعلكم تلقون نظرة على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=114).
أخي أبو العتاهية: هل تكونُ التوريةُ في أكثرِ من كلمة؟؟ بمعني هل يصح أن نقول أن البيت كله تورية؟؟
علّك تتقدم لتشرح لنا التوريةَ في البيت فقد عَجِزتُ عن ذلك.
ولك مني أعطر تحية
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكراً لك اخي الكريم رامي:
تكون التورية في كلمة واحدة ولكنها هنا في هذا البيت تورية في المعنى
بحيث نجد للبيت معنى ظاهرومعنى خفي: فالمعنى الظاهر: وهو نزول المطر وسقايته للروض المليء بالورد
أمالمعنى الخفي فهو وصف محاسن تلك الفتاة وقد سقطت دموعها التي تشبه المطر في غزارتها وخديها اللذان
يشبهان الورد في تألقه وأطراف الأصابع التي تشبه نبات العناب في دقتها والأسنان التي تشبه البرد
في بياضها.
وقد حشد الشاعر في هذا البيت خمس استعارات فجاء البيت غاية في الروعة والجمال
ومن هذا القبيل نجد بيتا من الشعر للنابغة الذبياني حيث يقول:
وروى النعمان عن ماء السما كيف يروي مالكا عن أنس
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
أرجو المساعدة من أساتذتنا الكرام في قصيدة ضجعة الموت للمعري في أول مشاركة لي
ـ[حيران]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 07:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
كيف حالكم يا أحبتي في منتدى الفصيح، أود ان تساعدونني لو تكرمتوا في ذكر فلسفة الشاعر في الحياة من خلال الأبيات التي سأضعها من قصيدة (ضجعة الموت) و ذكر الأفكار المتواجدة فيها.
علما بأني أحتاج مساعدتكم اليوم و أتمنى أن تكونوا عند حسن ظني، و جزااااااكم الله خير و أسكنم فسيح جناته آمييييييييييين.
غَيْرُ مُجْدٍ، في مِلّتي واعْتِقادي ***** نَوْحُ باكٍ، ولا تَرَنّمُ شادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعِيّ، إذا قِيـ ***** ــسَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
أبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ، أمْ غَـ ***** ـنّتْ عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ؟
صَاحِ! هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْـ ***** ـبَ، فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْءَ! ما أظُنّ أدِيمَ الْـ ***** ـأرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا، وإنْ قَدُمَ العَهْـ***** ـدُ، هَوَانُ الآبَاءِ وَالأجْدادِ
سِرْ إنِ اسْطَعت في الهَوَاءِ رُوَيداً*****لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً*****ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُممِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ***** في طَويلِ الأزْمانِ وَالآبادِ
فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا*****مِنْ قلٍ، وآنسا من بلادِ
كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ***** وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ
تَعَبٌ كُلّها الحَياةُ، فَما أعْـ*****ـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْدِيادِ
إنّ حُزْناً، في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا*****فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
خُلِقَ النّاسُُ للبَقَاءِ، فضَلّتْ *****أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفَادِ
إنّمَا يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما*****لٍ إلى دارِ شِقوَةٍ أوْ رَشَادِ
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يَستريحُ الـ*****ـجِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
أخوكم في الله حيران:)
ـ[حيران]ــــــــ[28 - 11 - 2004, 09:02 م]ـ
أين أنتم؟
ـ[سامح]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 01:12 ص]ـ
نحن هنا ..
أظن أن التشاؤم هو الصفة الغالبة على حياة المعري
وهذا تستطيع أن تجده لدى كل من كتب عن حياته.
وأحسبه هنا يؤكد أن الحياة كلها شقاء في شقاء
وعجيب أمر هؤلاء الذين يستميتون رغبة في زيادتها.
وهو يرى أن الموت هو العتق الذي يتمنى كل أحد الحصول
عليه للخروج من عبودية الشقاء في هذه الحياة الدنيا.
وماأجمل تصويره وأكمله حين قال:
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يَستريحُ الـ*****ـجِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
لتعذرني روح المعري إن أخفقت في التحليل
واعذرني ياحيران لا حيرك الله في أمور طاعته
إن أوجزت في موضع الإطناب
أو أخفقت في الفهم والتحليل ..
شكرا لك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حيران]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 01:45 ص]ـ
جزاااااااك الله خيرا يا أخي الحبيب سامح، و أسأل الله العظيم أن يسامحك دنية و آخرة، فلقد وفيت و كفيت و أشكرك من أعماق قلبي.
أخووك حيران
ـ[يعقوب]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 05:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعتذر من الأخ حيران لتأخر الرد
ابو العلاء المعري الملقّب بشاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء يتميّز -كما قال الأخ سامح- بالتطيّر والتشاؤم والنظرة السوداوية في الحياة، فهو القائل:
أيفُكُّني هذا الحِمامُ تفضّلاً & فالعيشُ أوثقني وشدَّ رباطي
فكان يتمنّى الموت ليرتاح من هذه الحياة التي لاقى فيها ما لاقى من المتاعب، وما هذه القصيدة إلا تعبيرًا عن يأسه من الحياة و-كما رأى- عبثيّتها.
فهو قد رأى بأن الفرحَ كالتّرحِ، والضحكُ كالبكاءِ، فالحياةُ مليئةٌ بالشقاءِ، ومنتهى الجميعِ في الفناءِ وذاك للنفس راحةٌ وللروح استراحةٌ وكم تمنّى لذاك الموعد الوصولَ، و لشمسِه الأفولَ، لتحتويه الحقولَ، كما حَوَى من سبَقَه ترابُها، فما رأى من الحياة إشراقها، وتعجّب من الذي يجري وراءها كلَّ العجَبِ، فقد أتاه منها كلَّ التَّعبِ و للنفس في هذا الأمر معانٍ ليس يحكيها ما في الكتبِ.
والحمد لله.(/)
وصف البركة عند البحتري
ـ[عاشق العربية]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 12:51 ص]ـ
أريد تحليل مبسط لهذه القصيدة من قول الشاعر (يا من رأى البركة الحسناء 00)
مع الشكر
ـ[الربان]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 01:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بالأخ عاشق العربية، وأتمنى من أن يكتب الأبيات المطلوب شرحها؛ حتى يتسنى لمن يمتلك ذوقاً أدبياً راقياً الإدلاء بدلوه في شرحها، أو من لديه تحليها.
وتقبل خالص شكري وتقديري
أخوك / الربان
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 04:07 م]ـ
’’ وصف بركة المتوكل ‘‘ للبحتري
أولا: النص:
ـ أ ـ
يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها --- والآنسات إذا لاحت مغانيها
بحسبها أنها في فضل رتبتها --- تعد واحدة والبحر ثانيها
ما بال دجلة كالغيرى تنافسها --- في الحسن طورا وأطوارا تباهيها
ـ ب ـ
تنصب فيها وفود الماء معجلة --- كالخيل خارجة من حبل مجريها
كأنما الفضة البيضاء سائلة --- من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا --- مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها --- وريق الغيث أحيانا يباكيها
إذا النجوم تراءت في جوانبها --- ليلا حسبت سماء ركبت فيها
ـ ج ـ
لا يبلغ السمك المحصور غايتها --- لبعد ما بين قاصيها ودانيها
يعمن فيها بأوساط مجنحة --- كالطير تنقض في جو خوافيها
لهن صحن رحيب في أسافلها --- إذا انحططن ويهوفي أعاليها
صور إلى صورة الدلفين يؤنسها --- منه انزواء بعينيه يوازيها
ـ د ـ
محفوفة برياض لا تزال ترى --- ريش الطواويس تحكيه ويحكيها
ودكتين كمثل الشعريين، غدت --- إحداهما بإزا الأخرى تساميها
إذا مساعي أمير المؤمنين بدت --- للواصفين فلا وصف يدانيها
ثانيا: معاني المفردات:
الآنسات: جمع آنسة، وهي الجارية الطيبة النفس، مغانيها: منازلها، يعني مقاصير النساء.
بحسبها: يكفيها، رتبتها: ترتيبها.
الغيرى: التي تغار من غيرها، تباهيها: تفاخرها بمحاسنها.
معجلة: مسرعة، من حبل مجريها: يقصد منطلقة في سباق.
الصبا: ريح طيبة تهب من الشرق، الحبك: الطرائق ويراد به تجعد الماء وتكسره حين تمر به الريح.
الجواشن: الدروع. الحواشي: الجوانب.
حاجب الشمس: ما يبدو من قرصها كالحاجب. ريق الغيث: المطر الصافي.
تراءت: ظهرت.
غايتها: نهايتها، قاصيها ودانيها: بعيدها وقريبها.
الأوساط المجنحة: الزعانف التي تشبه الأجنحة، تنقض: تهبط مسرعة، الخوافي: ريش الطائر الذي يلي ريش المقدمة.
الصحن: للدار وسطها، والمراد هيا قاع البركة. البهو: هو البيت المقدم على البيوت، والمراد به ما قرب من الشاطئ.
صور إلى صورة الدلفين: يشير إلى تمثال للدلفين كان مقاما على هذه البركة في مواجهة الصحن الذي أشار إليه في البيت السابق، ومعنى صور إليه: مائلات بأعينها إليه. يؤنسها: يطمئنها. انزواء بعينيه: تحويل نظره عنها، يوازيها: يقابلها.
تحكيه: تشبهه.
الشعريين: نجمين متقابلين في السماء. تساميها: تطاولها.
مساعي أمير المؤمنين: فعاله العظيمة.
ثالثا: شرح الأبيات:
* المقطع ’’ أ ‘‘:
يصور الشاعر عجبه لما تتميز به البركة من حسن ظاهر يأخذ العين .. ولما يحف بها من منازل تموج بأسباب الأنس والسعادة.
ويؤكد هذا العجب بأن البحر على عظمته وروعته وجلاله يختلف عنها عند المقايسة والموازنة، ويلح على هذا المعنى، فيتخذ من نهر دجلة دليلا يؤيده، فيقول: إنه ينظر إليها وكأن الغيرة تحرق صدره، وتدفعه إلى منافستها في مجال الحسن .. ومباهاتها بنصيبه منه.
وإنما اختار دجلة وشحنه بهذه الغيرة وحركه إلى منافسة البركة ومباهاتها .. لأنها كانت ((بسر من رأى))، وتلك مدينة بناها المعتصم على دجلة، وقدر أن تكون مقرا لجنده من الترك.
* المقطع ’’ ب ‘‘:
يقف أمامها مصورا ماءها الغزير في قوة تدافعه وانصبابه، وفي صفائه ونقائه، وحين تمر الصبا به .. ثم حين تستقبلها الشمس طالعة، وبواكير الغيث صافية .. وأخيرا حين تتراءى النجوم على صفحتها ليلا .. فيقول: إن دفع المياه تنصب فيها في سرعة وعجلة كأنها الخيل أطلقت لها الأعنة، فمضت تركض ركضا، وهذه المياه في صفائها ونقائها كالفضة البيضاء زادها صهر سبائكها نقاء فازداد بياضها تألقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين تمر بها الصبا تترك على صفحتها اللامعة حزوزا تتفاوت في عمقها ووضوحها حتى تمحى عند الجانبين فتصبح كالدروع نرى بظاهرها طرائق وخطوطا تضعف حتى تمحى عند حواشيها وأطرافها.
وحين تشرق الشمس عليها يزداد تألقا كأن الشمس قد أسعدتها بالمضاحكة.
وحين يسقط المطر تترادف قطراته كأنها البكاء ويحبو لمعان البركة وتألقها كأنما تشارك في هذا الجو الحزين. وحين يقبل الليل تنعكس صور النجوم على صفحتها المصقولة فيحسب الرائي أن السماء كل ما فيها قد اتصلت بها وركبت فيها.
* المقطع ’’ ج ‘‘:
ويرى الشاعر في البركة سمكا، يسبح ويمرح، منطلقا في البحيرة لا يستطيع أن يبلغ نهايتها لاتساعها وترامي أطرافها .. وهو يعلو ويهبط مستعينا بزعانفه التي تقع منه موقع الأجنحة فكأنه الطير حين تهوي بأجنحتها في جو السماء. وحين يهوي يجد في قاع البركة مكانا فسيحا كأنه صحن الدار .. وحين يعلو يجد في مقدمتها منتدى يجتمع فيه .. وقد مالت منه الرؤوس في طمأنينة وهو يتجه ببصره نحو تمثال لسمكة دولفين .. وقد أذهب خوفه من أن نظر الدولفين كان مصروفا عنه، غير موجه إليه.
* المقطع ’’ د ‘‘:
وبعد أنهى الشاعر حديثه عن البركة نفسها: عن جمالها، ودقة صنعها، واندفاع الماء إليها وأثر الصبا بصفحتها، ومشاعرها ضحكا وبكاء .. وعن السمك السابح فيها صاعدا هابطا انتقل إلى ما حولها، فتلك الرياض الملونة وقد استدارت بها تشبه الطواويس جمالا وتلونا .. لا بل إن ريش الطواويس يشبهها.
وهاتان الدكتان المتقابلتان أشبه ما تكونان بالشعريين، وهما نجمان في السماء.
و لكن أفانين هذا الجمال التي عرضها الشاعر منفعلا بها، في تتابع أخاذ لا ترتفع إلى مستوى مساعي الخليفة وأعماله الجليلة .. وهو بهذا يمهد للانتقال إلى المدح وهو الغرض الأساسي للقصيدة .. ويسمي النقاد ذلك حسن تخلص.
# مصدر الدراسة:
كتاب: ’’ الأدب والنصوص والبلاغة ‘‘، للصف الثاني الثانوي، تأليف: أحمد عثمان عبدالمجيد، محمد شمس الدين عبدالحافظ، إبراهيم عابدين، درويش حمودة. ط 17، 1414هـ/ 1993ـ1994م، دولة الإمارات العربية المتحدة.(/)
أريد مساعدة عاجلة في التحليل اللغوي لقصيدة (ألا يا صبا نجد)
ـ[عاشق العربية]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 12:32 ص]ـ
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... فقد هاج لي مسراك وجدا على وجد
أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى ... على غصن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن ... جليدا وأبديت الذي لم تكن تبدي
وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل، وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ***** على أن قرب الدار خير من البعد
أريد تحليل بسيط زميسر لهذه الأبيات مشكورين
ـ[الربان]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 06:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بالأخ عاشق العربية، وله ما طلب
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مَسراكِ وجدا على وجد
أولا معاني الكلمات: الصبا هي الريح الخفيفة القادمة من الشرق ـ المسرى: الحركة ليلا من السرى .. أي بمعنى حركة الريح، ـ الوجد: المحبة والشوق البالغ
الشرح: بدأ الشاعر أبياته بكلمات تنبيهيه لجذب انتباه السامع وهي: (ألا) وحرف النداء (ياء)، إذ بدأ مخاطبا بخياله الذي تسيطر عليه الحسرة الريحَ التي تحركت في مسراها من نجد، فازداد الشاعر في مسراها حبا لها وشوقا، إذ إن الشاعر أبان لنا بأنه يعيش حالة من الحرمان من خلال قوله لقد زادني مسراك وجدا على وجدي .. والشاعر في هذا البيت شبه الريح بالإنسان الذي يستجيب لندائه الدال على قرب تلك الريح من نفسه.
أن هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن غض النبات من الرند
أولا معاني الكلمات: هتفت أي نادت ـ ورقاء: الحمامة ـ رونق الضحى أي أول الضحى، الفنن الغصن ـ وغض أي الطري ـ الرند هي شجرة صغيرة طيبة الرائحة
بكيت كما يبكي الوليد ولم تَكن
جليدا وأبديت الذي لم تكن تبدي
معاني الكلمات: جليد: الثلج
شرح البيتين: وضع الشاعر نفسه موضع الحمامة وهي على غصن شجرة الرند، تلك الحمامة حين ترسل بأنينها غير المفهومة لنا، فإن الشاعر يترجمها في بكائه هو كما يبكي الوليد، ليبدي لنا ما تخفيه الحمامة في أنينها .. وهي صورة خيالية مركبة وبذلك جسد الشاعر ألمه تجسيدا حسيا من خلال الألم المخفي للحمامة.
وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يملّ وأن النأي يشفي من الوجد
الشرح: بكل ثقة يعتقد الشاعر أن قول من يقول بأن المحب إذا دنا من حبيبه يمل منه وأن النأي أي البعد يشفي من شدة الشوق .. على أن ما هذه إلا مزاعم لا صحة لها لما عاشه هو في الحقيقة
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على
أن قرب الدار خير من البعد
الشرح: ومن خلال الحقيقة التي جربها الشاعر ذكر لنا في هذا البيت أنه تداوى بكل ذلك ولم يحصل على الشفاء .. على أن أفضل شيء جربه القرب الذي هو خير من البعد تحت أي ظرف من الظروف.
على أنّ قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود
الشرح: إلا أن ذلك القرب أيضا لن يكون بذي نفع إن كان من تحب ومن تهوى ليس في حالة ود لك.
الخلاصة: يعيش الشاعر حالة من الشوق والحنين للحبيب الذي فارقه وهو يتحسر على بعد الحبيب عنه، وقد عاش الشاعر هذه الحالة بكل صدق من خلال الكلمات الكثيرة الدالة على ذلك.
وللأمانة العلمية هذا الشرح أعده أحد الأصدقاء المعلمين قبل فترة.
ولك جزيل الشكر والتقدير(/)
وقفة مع حسان بن ثابت (أحب الرسول، فصار شاعرا له)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 01:52 ص]ـ
حسان بن ثابت
(( .... ـ 54 هـ))
هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي، الأنصاري.
صحابي جليل، شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد المخضرمين، أدرك الإسلام وعمره ستون سنة، وعاش مثلها في الإسلام، وهو أشعر أهل الحواضر في الجاهلية، اشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة، كما اشتهرت مناقضاته مع شاعر الأوس قيس بن الخطيم، وعندما أسلم أصبح شاعر النبي صلى الله عليه وسلم المنافح عن الدعوة الإسلامية.
كان شديد الهجاء قوي الشعر وشعره عال جيد. لم يشارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في القتال بسبب علة أصابته وبسبب سنه، ولكنه جاهد بلسانه جهاداً قوياً، فعندما بدأ شعراء المشركين في مكة هجاء المسلمين في المدينة وتسفيه دينهم، نهض للرد عليهم بشعره وكان أقدر شعراء المسلمين على ذلك، وقد سجل بقصائده انتصارات المسلمين في الغزوات وآلامهم في المصائب التي امتحنوا بها.
أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اهجهم (أي المشركين) وهاجهم وجبريل معك. وقال له أيضاً: أجب عني أيدك الله بروح القدس. ويروى أنه كان يضع له منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له صلى الله عليه وسلم لما هجته قريش: اهجهم وإني أخاف أن تصيبني معهم بهجو بني عمي فأت أبا بكر فإنه أعلم قريش بأنسابها فيخلص لك. قال حسان: والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم ونسبك سل الشعرة من العجين، فهجاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد شفيت واشتفيت، وقال له: رضي الله عنه اهج قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق النبل. وتقول السيدة عائشة أم المؤمنين: والله إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بكلمات قالهن لأبي سفيان بن الحارث:
هجوت محمداً فأجبت عنه --- وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي --- لعرض محمد منكم وقاء
أتهجوه ولست له بكفء --- فشركما لخيركما الفداء
عدمنا خيلنا إن لم تروها --- تثير النقع موعدها كداء
وله قصيدة قالها في هزيمة المشركين يوم بدر ومنها:
فما نخشى بحمد الله قوماً --- وإن كثروا وأجمعت الزحوف
إذا ما ألبوا جمعا علينا --- كفانا جدهم رب رؤوف
سمونا يوم بدر بالعوالي --- سراعا ما تضعضعنا الحتوف
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: حسان حجاز بين المؤمنين والمنافقين لا يحبه منافق ولا يبغضه مؤمن.
رآه عمر بن الخطاب ينشد في المسجد فلحظه فقال له: كنت أنشد فيه وفيه خير منك، قال: صدقت.
توفي سنة أربع وخمسين، وعمره مائة وعشرون عاماً. له ديوان شعر كبير مطبوع عدة طبعات، أفضلها الطبعة التي حققها الدكتور وليد عرفات.
-------------------------
للتوسع:
السيرة النبوية لابن هشام 2/ 370 ـ سير أعلام النبلاء 2/ 512 ـ الإصابة 1/ 326
شعر الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين 73، 136، 144، 190، 350، 351
الأعلام 2/ 175ـ الشعر والشعراء 1/ 192
(منقول من موقع في الشبكة العنكبوتية)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
:; allh :;allh :;allh :;allh :;allh :;allh :;allh :;allh :;allh(/)
(الفراهيدي) بذل للعربية عطاء تلو عطاء ......
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 02:06 ص]ـ
الخليل بن احمد الفراهيدي
عالم اللغة وصاحب كتاب العين
_
(محمد عبدالخالق-عُمان)
الحديث عن العالم الجليل، الخليل بن احمد الفراهيدى يثير فى النفس مشاعر العبقرية الفريدة من نوعها فقد كان الخليل يقف عند ظواهر الاشياء وقفة المتعمق ويغوص فى مكامنها غوص الواعى الحريص على استنباط كنهها واستخلاص النتائج مما غمض على عامة الدارسين من اسرارها فيبرزها فى صورة جلية واضحة سرعان ما تغدو قواعد يحتذيها كل سائر على درب الفكر والعقل. كانت عقلية الخليل بن احمد من ذات النوع الدؤوب الذي تشغله القضايا حتى تملك عليه كيانه فيظل يصارعها وتصارعه حتى يجليها الجلاء الحسن ويطرحها للناس الطرح المفيد فيفيدون منها ويحتلبون مزايدها ويطورون فيها ان استطاعوا الى ذلك سبيلا ولقد شغل الخليل نفسه بعلوم اللغة العربية وتراكبيها واوزانها واستنبط لنفسه وسائله و ادواته الخاصة شأن كل صانع ماهر وعالم حصيف يعكف على تطوير ادوات العمل التي بين يديه حتى تستجيب لتطلعاته العلمية المتشوقة الى الاستنباط والوصول الى النتائج الافضل للبحث الطويل المتعمق. ولعل الدارسين يعرفون من اعمال الخليل عملين اشتهر بهما أيما شهرة وذاع ميته فى الأفاق تأسيسا على قدرته الابداعية الفذة التي بدت معالمها فى العملين كليهما اكثر من اعماله الاخرى التي لاتقل اهمية ولكن طالت يد الحدثان منها الكثير. وكم كان يتبرم الخليل ويضيق صدرا بعجز الناس عن فهم ما يريد وعن ادراك ما يضع من اصول وقواعد، ولما كان يبلغ به اليأس مبلغه كان يلجأ الى صرف الناس عما يشغله من هموم العلم وابحاثه نظرا لما لمسه فى هؤلاء الناس المحيطين من قصور لا رجاء فيه وتقاعس لايشفى غلته الظامئة الى مواصلة البحث والتطلع الى بناء اركان علوم ثابتة الد عائم تعزز وجود اللغة العربية وتبقيها صحيحة وسالمة وطيعة الحرف لمن اراد قرض الشعر المنظوم او نطق الكلام المنثور نطقا صحيحا مستقيما يؤدى المعنى المراد فى سلاسة ويسر. حدث ذات مرة ان شعر الناس من حول الخليل بصعوبة ما يضع من قواعد واوزان فقصده رجل ينوى الاقامة معه فى داره يتعلم عنه علم العروض لعله باقامته وملازمته للخليل ينجح فى فهم ذلك العلم الذي ابتكره الخليل لضبط اوزان الشعر العربي. ولما اقام الرجل ردحا من الزمن ملازما استاذه دون ان يبلغ مراده، شعر الخليل بعجز الرجل عن ادراك مكامن ذلك العلم الوليد فأراد الخليل بأدب العالم ان يصرف تلميذه صرفا حميدا عن دراسة ما تورط فى دراسته دون رغبة صادقة فى الوقوف على اسراره، فأعجزه عدم الرغبة عن تحصيل ما رافق استاذه من اجله، فأتى له الخليل ببيت من الشعر على انه مثال على احدى قواعد العروض لكن البيت كان فى الحقيقة يتضمن نصيحة الى التلميذ غير المتحمس ان ينصرف عن دراسة علم العروض الى شي آخر اكثر نفعا له او يكون الرجل اكثر قدرة على الاستيعاب. ففال له الخليل: قطع هذا البيت تقطيعا عروضيا اذا لم تستطع شينا خدعه
وجاوزه الى ما تستطيع
ولعلنا نحاول ان نستوضح فى عجالة ملامح العملين اللذين اشتهر بهما الخليل وهما «علم العروض» الذي عنى بضبط اوزان الشعر العربي، و" كتاب العين " الذي وضعا الخليل قاموسا لغويا صوتيا يستند الى مخارج الاصوات فى وضعه وهى خاصية ميزت "قاموس العين " عن غيره من مختلف القواميس والمعاجم. اولا علم العروض الشعر فن جميل يمتلك قدرات خاصة فى تحريك الوجدان واستمالة القلوب الى الغرض الشعري الذي يخوض فيه، ومرد ذلك الى خاصية الموسيقى اللفظية التي تتولد عن تواتر النغمات وتتابع المقاطع فى جرس موسيقى شيق تتفتح له نفس المتلقى وتقلقاه المسامع فى انسيابية تميزه عن النثر الذي لايتمتن بتلك الخاصية الموسيقية التي ينفرد بها الشعر. ولقد كان الشعراء فيما قبل عصر الخليل يمتلكون ناصية اللغة امتلاكا فطريا اعانهم على التعبير عن دخائل انفسهم فى قالب شعري رصين، وفى سليقة مطبوعة على النظم الصحيح من حيث ضبط الاوزان ونظم القصائد. إلا ان مرور الايام وتغاير الازمان، وتفاوت النبوغ الفنى لدى الشعراء المتأخرين اقعد عديدا من الشعراء عن الالتزام بضوابط القرض الشعرى مما ادى الى الاخلال بأوزان الشعر نتيجة ضعف
(يُتْبَعُ)
(/)
ا لملكات الشعرية وهو الامر الذي ازعج الخليل بصفته محا لما من علماء العربية المرهفي الحس، فكان ان تفاعلت حساسيته الشديدة مع غيرته على اللغة العربية وتوقد عبقريته الاصلاحية التواقة الى الخلق والابداع ونهض ليضع امر الوزن الشعري فى نصابه ويوفر له اسانيد الاستقامة والانضباط النغمى فشرع فى تأسيس علم جديد على اللغة العربية بل ربما جديد على كل العلوم قاطبة فى مجاله وهو علم "العروض " الذي يضع القواعد الحاكمة لميزان الشعر وموسيقاه ويقوم ما اعوج من اوزان ونغمات، وقد اعتمد فى وضع هذا العلم على مصطلحات لغوية كان العرب يستخدمونها فى حياتهم اليومية كما استمد من اسماء بعض الادوات المألوفة وبخاصة تلك الادوات التي كانت تشد بها الخيمة كالأوتاد والحبال والاسباب وغيرها ليكون قريبا من اذهان المتلقين فيتقبلون العلم الجديد بقبول حسن ويفيدون منه خير افادة وحتى يقبل عليا اولئك الذين نسجوا اشعارهم على اوزان وقوالب لم يعرفها العرب، وبذلك يحتفظ الشعر العربي بخصوصياته الفريدة. وتذكر كتب تاريخ الادب فى مناسبة اقدام الخليل على وضع علم العروض انه لما ازعجه خروج الشعراء عن المألوف من الاوزان طاف بالكعبة ودعا الله ان يلهمه كلما لم يسبقه اليه احد من السابقين، ثم اعتزل الناس واغلق عليه بابه، واخذ يقضى الساعات الطوال يجمع اشعار العرب ويرنها على انغامها ويجانس بينها حتى حصر كل الاوزان الشعرية المألوفة وضبطها وحداد قوافيها فيما عرف بـ "عروض الشعر". وبعد رحيل الخليل صار علم العروض مادة يتدارسها طلاب العربية حتى يومنا هذا دون اضافات تذكر اللهم إلا بعض الشروح والتفاسير والاوزان التي ظن اللاحقون ان الخليل قد اغفلها بالرغم من انها لم ترتق الى مصاف البحور الاصلية التي وضعها الخليل رغم احتفاظها بميزة الاجتهاد والابتكار. وما يزال علماء اللغة والادب فى جلهم ينكرون الخروج على اوزان الخليل ويعتبرون الشعر الذي يتحرر من الوزن والقافية خارجا عن اطار الشعر ويلحقونه بالنثر نظرا لخلوه من اهم ما يميز الشعر عن النثر وهو ا لموسيقى النابهة عن الاوزان التي عرفت بـ "بحور الشعر" تلك التي وضعها الخليل بن احمد الفراهيدى. وقد دعا احد الباحثين المعاصرين فى "موسيقى الشعر" الى مزيد من المحاولات لاكتشاف اخيله شعرية واستعارات وتشبيهات ومجازات، وان يؤلفوا من ذلك علما وفنا لجمهور المتلقين مع الوضع فى الاعتبار القيمة الاسمي لموسيقى الشعر، واكد الباحث على ان الشعر يفقد قيمته اذا خلا من موسيقاه التي تنفعل لها النفرس وتتأثر بها القلوب "موسيقى الشعر - د. "إبراهيم انيس" ومما يجدر ذكره ان بعض علماء اللغة لجأ الى استخدام عروض الشعر كوسيلة لتسهيل حفظ قواعد اللغة العربية والدين والقراءات فعمدوا ال نظم تلك القواعد على اوزان خليلية وبذلك افادت علوما أخرى غير الشعر من علم العروض الذي وضعه الخليل فى الاصل ليكون اداة للحفاظ على موسيقى الشعر العربي وصيانة اوزانه. ومن أشهر ما ورد من نظم فى ذلك المجال الفية ابن مالك الشهيرة فى قواعد اللغة العربية التي تبدأ بقوله: كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم وفعل نم حرف الكلم
وعلى نفس المنوال نسج واضعو احكام القراءات القرآنية ليسهلوا على الطلاب حفظ تلك الاحكام اذ ان الوزن الموسيقى للقواعد يعين على استظهارها كما هو معروف وبخاصة منها ما كان صعب الاستظهار لتداخل القوانين وتشابك الاحكام، وقد تناقل الناس قصة طريفة عن طلاب الازهر الذين لجأرا الى نظم كل دروسهم نظما عروضيا حتى مادة اللغة الانجليزية وضعوها فى قالب شعري كي يسهل عليهم حفظها ولم يكونوا يقبلون عليها لحداثة اقرارها كمادة من مواد الدراسة فى الازهر واخذ بعضهم يردد: القط "كات" والفأر "رات" والنهر بدعى عندهم "ريفر" وينهض علم العروض على بحور الشعر التي وضعها الخليل وعددها خمسة عشر بحرا يتكون كل بحر منها من "تفعيلات " هي بدورها اشتقاقات من الوزن الصرفى المعروف فى النحو والمكون من الغاء والعين واللام "فعل ". والتفعيلة فى العروض هي مقطع صوتي يشبه المقطع الموسيقى فى عدم ارتباط نهايته بنهاية الكلمة، فاذا انتهى المقطع الموسيقى قبل ان تنتهي الكلمة فصلت حروف الكلمة عند انتهاء المقطع الموسيقى واذا تطابقت نهاية المقطع الموسيقى مع نهاية الكلمة فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
حاجة اذن الى تفتيت حروف الكلمة اما اذا تجاوزت المقطع الموسيقى الكلمة الى التي تليها لحقت بعض حروف الكلمة الثانية بالكلمة التي تسبقها لتكوين المقطع الموسيقى المتكامل الذي تحدده حروف "التفعيلة" ويقتضى تركيب التفعيلة ايضا فك التضعيف فى الكلمة الى حرفين وفك المد الى همزتين وتجاهل حروف العلة الممدودة التي يليها حرف ساكن واستبدال التنوين بحرف النون وغير ذلك من الضرورات التي يقتضيها ضبط الوزن الشعري القائم على التفاعيل وهو ما يتضح فى التقطيع العروضي للبيت التالي: سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عنابا
وقد جرى تقطيعه عروضيا على النحو التالي: سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعلل علل جمال لهو عتابا
هنا نلاحظ توافقا بين كلمات الشطر الاول والمقاطع الموسيقية للتفعيلة ومن ثم لم يكن هناك داع لتجزئة الكلمات او لحاق بعض منها بالبعض الأخر. اما فى الشطر الثاني فقد استلزم الامر فك التضعيف فى " لعل " فصارت لعلل اي صارت اربعة احرف الاول متحرك والثاني متحرك والثالث ساكن والرابع متحرك، كما تطلب الامر ايضا حذف حرف العلة من " علي " والحاق اداة التعريف في الكلمة التي تليه به بعد حذف الفها لانه ساكن بعد ساكن فصارت الكلمة الجديدة " علل " وكونت مع الكلمة السابقة عليها مقطعا صوتيا يقابله فى البحر تفعيلة " مفاعلتن " وهى مقطع موسيقى متكامل فيكون وزنها هكذا " ل ع ل ل ع ل ل = م في ا ع ل ت ن ". وعلى ذلك يكون تقطيع البيت كاملا على النحو الذي اشرنا اليه ويقابله التفاعيل التالية: مفاعلتن مفاعلتن فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن
وهذا الوزن العروضي يقتضى شكلا من اشكال الكتابة واعادة ترتيب الحروف فيما يسمى بـ "الكتابة العروضية " وقد اشرنا الى بعض مقتضياتها من خلال تقطيع البيت السابق. وينقل احد الباحثين فى علم العروض عن علما؟ رسم الحروف فى العربية قولهم: خطان لا يقاس عليهما: خط المصحف العثماني لانه يرتبط بالقراءات القرآنية و خط الكتابة عند العروضيين اذا ارادوا تقطيع بيت من الشعر، لان الكتابة العروضية تقتضي ان كل ما ينطق به يرسم، سواء أوافق ذلك القواعد الهجائية ام لا، وكل ما تنطق به لا يرسم وان اقتضت قواعد الهجاء كتابته. (فى علمي العروض والقافية د. امين علي السيد). وقد لاحظنا تلك القاعدة مطبقة فى تقطيع البيت السابق كما نلاحظ زيادة حرف واو فى "لهو" واصلها فى البيت أدله " وهو ما يسمى بـ "الاشباع " اي زيادة حرف علة للضمير ومثله "بهي" اي "به " وهكذا. وهكذا اقتضى وضع اصول علم العروض الكثير من الاجتهاد فى التخريج والضبط والتوصيف لكل حالة من حالات الاعراب والرسم والاشتقاق فى اللغة وهنا عمل الخليل واضع هذا العلم الى استخدام الكثير من المصطلحات التي تحدد كل حالة وكل خروج على المألوف فى الاوزان او تباين فى التفعيلات. ونظرا لان الخليل شبه بيت الشعر "بكسر الشين " ببيت الشعر "بفتح الشين " اي الخيمة فقد استخدم اسماء الادوات التي تشد بها الخيمة فى تثبيت اركان العروض الشعري فهناك الاسباب اي الحبال والاوتاد التي تشد اليها الحبال ولكل منها ايضا اقسام وانواع استخدمت فى تبرير الخروج على القاعدة العروضية التي وضعها مما لايتسع له المقام هنا، فقط نذكر بعض تلك المصطلحات وهى على سبيل المثال: القصر - القطع - القطف - القضب - البتر - الخبن - القبض - الشكل - العطب - الكف - الحذف .. . الخ ولكل مصطلح من المصطلحات السابقة مدلول وتفسير وتعريف ودور يقوم به فى علم العروض. تقوم البحور عند الخليل على خمسة عشر وزنا تسمى "بحرا" وهى: الوافر - الهزج - المتقارب - الكامل - الوجز - السريع - الرمل - الطويل - البسيط - الخفيف - المجتث - المنسرح - المديد - المضارع - المقتضب. وقد ظلت بحور واوزان الخليل مثار بحث ودراسة من بعده، وقد زاد عليه الاخفش بحرا اسماه: "المتدارك " كما ظهر لعروض الخليل الكثير من التفاسير والشروح والاجتهادات جريا على عادة الكتاب والباحثين فى الادب الحربي قديما وحديثا وقد دأبت على ان تجعل من علم العروض علما ميسورا للدارسين والراغبين فى قرض الشعر ونظمه نظما سهلا وعذبا محببا ومنضبطا فى آن واحد ومن ثم تبرز مقدرة الشاعر وتمكنه من ملكاته من.خلال الجمع بين ضبط اوزان الشعر وتضمين القصيدة المعانى
(يُتْبَعُ)
(/)
والاخيلة والصور التي تتناسب والغرض الشعري المراد. وقد ظلت اوزان الخليل أحد اهم المقاييس لبيان حسن الشعر من رديئة من حيث الموسيقى والتنغيم، كما تحفل المكتبة العربية بالعديد والعديد من المؤلفات المتعلقة بذلك العلم القديم الجديد "علم العروض " الذي يعود الفضل فى وضع اسسه واركانه للعالم العماني الخليل بن احمد الفراهيدى الذي اعجزت عبقريته من عاهره ومن جاء بعده على السواء حيث لم يجاريه فى علمه احد خلال عمره المديد الذي دام خمسا وسبعين سنة يضع القواعد والقوانين ويبتكر العلوم النافعة ويفسر ما غمض منها ويأتي بما لم يسبقه اليه سابق كما كان فطنا ذكيا لماحا زاهدا فى الدنيا وبهرجها متسما بتواضع العلماء وبلاغتهم وقد أثر عنه البيت التالي: اعمل بعلمي ولا ننظر الى عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
وهو القائل: تربع الجهل بين الحياء والكبر فى العلم وقال ايضا زلة العالم مضروب بها الطبل. وغير ذلك من الامثال والحكم المأثورة التي تدل على علم واسع وادب وفير وتواضع جم حتى قال عنه ابن المقنع حين لقيه رأيت رجلا عقله اكثر من علمه. فهل يلقى الخليل وعلومه القيمة مزيدا من البحث والتأصيل والتنقيب عما ضاع من علوم اختص بوضعها الخليل عن غيره وبعد عنها تلاميذه حتى لم يبق منها شىء؟ واذا كان عملان فقط مما وضع الخليل قد اجتذبا كل هذا الاهتمام من العلماء والباحثين وهما "العروض والقافية " وكتاب "العين" فماذا لو طالت الايدي كل او جل ما صنعت يداه وعبقريته؟ اننا جد مطالبين بملاحقة الماضي واسترداد بعض اعمال الخليل ونفض ما تراكم عليها من سحائب النسيان. ** ثانيا الخليل ومعجم العين لست اجد اي غضاضة او مبالغة فى وصف معاصري الخليل بن احمد الفراهيدى الازدي له بأنه رجل خلقه من الذهب والعنبر كذلك وصف سفيان بن عيينه الخليل فهما مادتان نفسيتان فى حياة البشر لا يضارع نفاستهما هادة أخرى ومن ثم اكتسبا هذه القيمة فى اعراف الناس وتقديراتهم. اما وصف المعاصرين بأنه كان يمثل بأعماله "نهضة" متكاملة الاركان فهو ايضا وصف لا مبالغة فيه - فى رأيي - اذ انه نهض بانجاز اعمال علمية وتأليف كتب انهضت العقل العربي ونقلته من مستوى معين فى صياغة فكره الى مستوى آخر، وقد طالعنا فى صدر هذا المقال كيف انه بذل جهدا محمودا ليحفظ لـ"موسيقى" الشعراء اركانها ويضبط معالم الطريق لمن اراد ان يلج هذا المضمار الذي يعد ميدانا يتفرد فيه العرب بميزات شعرية خاصة بهم. اما في الجانب اللغوى من تراث الخليل الخالد فهو الجانب اللغوى واقصد به على وجه التحديد "كتاب العين ". وجرى بنا ان نبذل الجهد لنقف على مزيد من جوانب شخصية الرجل الذي التف حوله التلاميذ المخلصون ينهلون من علمه ويسعون الى مواصلة الابداع الفكري الذي بدأه ويحفظون مسيرة الفكر العربي ناصعة متألقة فقد اصبح تلاميذه من بعده علماء مخلصين ظهرت عليهم معالم النبوغ فتوسدوا أعلى المراكز العلمية ثم التف من حولهم تلاميذ لهم يأخذون عنه ويطورون ما اخذوا وينشرون نتاج فبكرهم فى مختلف الاعصار العربية والاسلامية المعنية عناية قصوى بالكتب وحصائد الفكر النابه حتى جاء يوم يوزن فيه الكتاب بالذهب. ولما كان تلاميذ الخليل قد بهروا بعلمه وفطنته لذا صار منهجه فى البحث نبراسا لهم وسنة يقتدون بها. وكشأن كل العظماء عبر التاريخ ظلت شخصية الخليل، كما ظلت اعماله - وبخاصة كتاب العين - مثار جدل طويل ما بين اتفاق تارة واختلاف تارات. فهناك من شككك في نسبة كتاب العين الى الخليل وراح ينسبه الى مؤلف اخر وذلك على الرغم من وجود الشواهد التاريخية الثابتة على الاجماع على ان العالم الفذ الخليل بن احمد الفراهيدي وهو صاحب مؤلفاته وواضعها دون ادنى شك او مراء. كما لم يسلم كتاب العين ذاته - من حيث مادته - من بعض الافتراءات حتى فى عباراته فكثرت عليه التصحيفات والحواشي ونال منه توالي الايام والسنين. وقد اقام الخليل ردحا من الزمن فى مدينة البصرة بالعراق حيث كانت يوما حاضرة للثقافة العربية والادب والفكر مثلما كانت ملتقى طرق برية وبحرية عديدة مما الفه تجار ذلك الزمن الذين كان لعمان منهم الحظ الوافر ولقد جاب الخليل اصقاعا كثيرة من العالم المعروف لديه آنذاك شأن كل الكثير من العمانيين الذين احترفوا الرحلة وعشقوا الإبحار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كتاب العين بنى بعض المؤلفين القداس كتبا بكاملها مثل نص "البارع " لابي على القالي الذي يقول محققه فى صدر تحقيقه ما يثبت تلك المقولة اذ نواه يؤكد قائلا: "ولكننى بعد ان حققت النص اي نص البارع للقالي - وقعت على حقيقة طريفة جديرة بالاعلان وهى ان "البارع " ما هو إلا كتاب العين للخليل بن احمد الفراهيدى" الخليل وكتاب العين - د. هادى حسن حمودي". كما ينقل المصدر ذاته عن أبى بكر بن أريد مؤلف كتاب الجمهرة وهو ايضا تلميذ الخليل بن احمد -قوله "ولم اجر فى انشاء هذا الكتاب الى الازراء بعلمائنا ولا الطعن فى اسلافنا، وأنى يكون ذلك، وانما على مثالهم نحتذي وبسبلهم نقتدي، وعلى ما أصلوا نبتني وقد الف ابو عبدالرحمن الخليل بن احمد "الفراهيدى" رضوان الله عليه كتاب العين، فأتعب من تصدى لغايته وعنى من سما الى نهايته، فالمنصف له بالغلب معترف، والمعاند متكلف وكل من بعده تبع، اقر بذلك أم جحد،" وفى معرض دفاعه عن نسبة كتاب العين الى الخليل بن احمد الفراهيدى يقول د. هادى حسن حمودي ان ابن أريد وهو صاحب ثاني معجم فى العربية بعد كتاب العين، تاريخيا كان فى وسعه ان ينكر كتاب الخليل، وان يشن قوارع الكلام، ليجعل من كتابه هو "الجمهرة " ابتداعا جديدا لم يسبق اليه ولكن ابن دريد كان يتمتع بذلك الخلق العلمي الرصين الذي يعترف بفضل من سبق وينزل الناس منازلهم التي يستحقونها. ومثلما اورد الباحث نفسه مقولة ابن دريد راح فى دأب الباحث الحصيف يفند الاقوال ويجمع الحجج الثابتة والشهادات الموثقة من الكتب وعلي لسان العلماء الثقات على ان كتاب العين هو للخليل بن احمد بعينه وانه من صنعه ونتاج فكره إلا ما وقع فيه بعض النساخين والوراقين والشارحين من هفوات اثناء نسخهم للكتاب او تعرضهم له بالشرح والتعليق والتصحيف مما يتسامى عنه عقل الخليل وفطنته بصفته مؤلف الكتاب وواضعه حسب تأكيدات الباحثين الرواة والمستشرقين من امثال " ليتمان ". ولما اكثر القارئون للقرآن من الا غلاط واللحن فى القراءات قرر ابو الاسود الدؤلى ان يضع النقاط على الحروف لضبط مخارج الالفاظ ولكن الخليل هو الذي ابتكر الفتحة والضمة والكسرة كعلامات اعرابية وبذلك زال اللبس بين النقاط التي تميز الحروف عن بعضها وبين العلامات الإعرابية التي تختلف فى مهمتها عن النقاط التي على الحروف وانتقلت ابتكارات الخليل النحوية الى مختلف مدارس القرآن واللغة العربية عموما مما ازال الغموض عن اللغة لدى جمهور المتأخرين من العرب ومن دخل فى حوزتهم من المسلمين اذ ان العرب الاقدمين لم يكونوا بحاجة ال نقاط على الحروف او علامات اعرابية لكي يجيدوا النطق بلغتهم التي كانوا يمتلكون ناصيتها امتلاكا ودونما جهد او عناء. وهكذا صار الخليل منعطفا هاما وضروريا فى تاريخ النطق باللغة العربية وصار بمثابة نهاية عصر وبداية عصر جديد فى التعامل مع اللغة العربية بشكل سليم من خلال الضوابط التي وضعها بنتاج فكره الوقاد. ولكن ندرك مدى اهمية ما صنع الخليل علينا ان ننزع العلامات والهمزات عن الحرف ثم نقرأ اللغة العربية. . فهل لنا الى ذلك من إمكانية او سبيل؟ بل لى ان اقول ان ما نعانيه من عثرات لغوية فى عصرنا هو بسبب تجاهل ضوابط علماء اللغة كالخليل وأبى الاسود وتلاميذهما. * كيف وضع الخليل معجم العين؟ قام منهج تأليف " العين " على نظرية صوتية وضعها الخليل وهى الاخذ بالمخرج الصوتى لترتيب الحروف فى المعجم ترتيبا يبدأ من الحروف التي تخرج من الحلق ثم يتقدم شيئا فشيئا حتى ينتهى بالحروف التي تخرج من الشفة ثم بعد ذلك حروف العلة ثم الهمزة. وقد جعل الخليل لكل حرف من تلك الحروف كتابا خاصا به وقسم كل كتاب بدوره الى ابواب اسماها: باب المضاعف، باب الثلاثي الصحيح، باب الثلاثي المعتل، باب اللفيف، باب الرباعي، باب الخماسي. ثم يأخذ فى كل باب يركب الحرف الذي يبدأ به الباب مع ما يأتي بعده من حروف متناولا كل حرف على حدة وكان اول الكتب هو كتاب " العين " الذي اختير ليكون عنوان المعجم بكامله والذي يبدأ به ترتيب الحروف ترتيبا صوتيا كما يرده الخليل ويأتي على ذلك ترتيب الحروف الهجائية بكاملها على النحو التالي: ع -ح -هـ- -غ -ق -ك -ج -ش -ض -ص -س -ز-ط -د-ت -ظ - ذ-ن -ر-ز-ن - ب -م -و-أ-ى ثم الهمزة. وهكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
نلاحظ ان الترتيب الموتى عند الخليل بدأ بحرف العين الذي يخرج من اعماق الحلق ثم انتهى بحرف الميم الذي يخرج من طرف الشفة وبعده حروف العلة الواو والالف والياء ثم الهمزة. ثم من هنا يبدأ الترتيب المعتاد للمعاجم الاخرى المعروفة فى العربية لكن على الطريقة الخليلية وحسب ترتيب الحروف وتواليها عند الخليل، فإذا كانت المعاجم الاخرى تبدأ بحرف الالف ثم الباء وهكذا فإن معجم العين يبدأ بحرف العين ثم الحاه غلى طريق الكشف فى المعاجم التي يدرسها الطلاب فى قاعات الدرس. * رأي حين يشذ عقل عن المطروق من اللغة المتداولة فيبدأ فى التعامل مع اللغة على قدر نبوغه وتفرده، يعجز الناس عن مجاراة ذلك العقل ويتقاصرون عن فهم مراميه ومراداته، ومن ثم ينفرون من التجاوب معه، قعودا وتقاهرا، والتماسا للدعة وأخذا للمياة من مآخذها الهينة البسيطة فلقد شهد التاريخ العربي قديمه وحديثه علماء وادباء فاقوا أترابهم ومعاصريهم فى القدرات العلمية والعقلية فأثاروا حولهم الاقاويل والنقد والانتقاد وقد نال الخليل من ذلك قسطا وافرا على قدر وفرة التميز العقلي التي اتسم بها، واذا كان ذلك شأن الخليل فى مجال اللغة فإن هناك ابا تمام فى الشعر وقصته الشهيرة مع الرجل الذي بادره بقوله: لم لا تقول ما يفهم؟ فعاجله ابو تمام برد صار مثلا يحتذى حين قال له: ولم لاتفهم ما يقال؟ اذا فالذنب ليس ذنب العقل المبدع ان تقاصر الناس عن فهمه، وانما من اراد من الناس ان يجهد عقله ويشحذ عزيمته ليجاري العالم فى علمه حتى يرتقى الى مستواه فيأخذ عنه ويواصل المسيرة من بعده وما بغير هذا تبنى الحضارات وتسمو مروح العلم والمعرفة، وقد شهد تاريخ الادب الحديث أمثلة لذلك تمثلت فى شخصيات اتهمت من جانب الكثيرين بالالغاز والغموض فى التأليف مثل العقاد فإذا ادركنا ان الرجل الذي اعجز الناس عن فهم نتاج عقله لم ينل من التعليم إلا شهادة الابتدائية لادركنا كم من جهد بذل ليقف على ثقافته العربية وثقافات الامم الاخرى دون معلم او مدارس، فلماذا نستغرب اذن ان يسبق الخليل ابناء عصره ويضع من صفوف العلوم والمؤلفات ما يعجز معاصروه عن فهمه ومن ثم يتقاصرون عن الاستمرار فى رفع راية الابتكارات العلمية واللغوية لتنضج وتستوي على سوقها، وقد اتضح من رواية الليث ان الخليل وضع كتاب العين وهو على فراش مرض ربما كان الاخير اي انه كان فى اخريات حياته فلم يسعفه العمر لكي يوضح ما غمض ويشرح ما أجمل. بل تركت هذه المهمة لمن جاء بعده فأخطأ من أخطأ واصاب من اصاب وحمل الخليل من ذلك كله الأوزار الثقال. لقد توقفت مسيرة الخليل العلمية برفاته إلا اننا ما نزال ننعم بنتاج عقله وابداعات فكره التي طالتها ايدينا بعد رحلة الزمن الطويلة بين عصر الخليل وعصرنا، تلك الرحلة التي تزيد على الالف عام بكثير. محمد عبدالخالق: كاتب من مصر يعمل بعمان
_
اني بليت بمعشر = نوكي اخفهم ثقيل
قوم اذا عاشرتهم = نقصت بقربهم العقول
وهم كثير بي = واعرف انني بهم قليل * الخليل بن احمد الفراهيدي__
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
:; allh :;allh :;allh :;allh :;allh :;allh(/)
_شاعر يفخر به الشعر و تعتز به سوريا، بل العرب قاطبة _
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 02:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هوعمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الأضطهاد الفرنسي، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية
ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم (بيت وبيتان) وديوان باسم (نساء) وله مسرحية باسم (علي) ولأخرى باسم (الحسين) ومسرحية باسم (تاج محل) وله ديوان باسم (كاجوراو) ومجموعة قصائد باسم 0 حب) ومجموعة شعرية باسم (غنيت في مأتمي)، وله مسرحية شعرية سمها (رايات ذي قار) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم (الطوفان) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية 0
هوعمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الأضطهاد الفرنسي، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية
ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم (بيت وبيتان) وديوان باسم (نساء) وله مسرحية باسم (علي) ولأخرى باسم (الحسين) ومسرحية باسم (تاج محل) وله ديوان باسم (كاجوراو) ومجموعة قصائد باسم 0 حب) ومجموعة شعرية باسم (غنيت في مأتمي)، وله مسرحية شعرية سمها (رايات ذي قار) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم (الطوفان) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية 0
سر السراب
للشاعر / عمر أبو ريشة
((رأى الشاعر في الصحراء ماء يتموج من بعيد، فقيل له إنه السراب، فتأمله طويلاً، وأحس بالرمل الملتهب ظمأً تحت أشعة الشمس ينام ليحلم بالماء، وما هذا الذي يسمونه سراباً إلا أطياف حلمه اللذيذ، وكان الشاعر على حال عاطفية قلقة فوجد في إحساسه هذا منفذاً لها.))
كم جئت أحمل من جراحات الهوى
نجوى، يرددها الضمير ترنُّما
سالتْ مع الأمل الشهي لترتمي
في مسمعيكِ، فما غمزتِ لها فما
فخنقتها في خاطري! فتساقطتْ
في أدمعي، فشربتها متلعثما
ورجعتُ أدراجي أصيدُ من المنى
حلماً، أنام بأفقه متوهما
أختاهُ! قد أزف النوى فتنعمي
بعدي فإن الحب لن يتكلما
لا تحسبيني سالياً، إن تلمحي
في ناظري، هذا الذهول المبهما
إن تهتكي سر السرابِ وجدتِهِ
حلم الرمالِ الهاجعاتِ على الظما!!
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر:
__________________________
(موقع ألق الشعر)
جميع الحقوق محفوظة ©لـ سامي العوفي / 1422هـ
:; allh :;allh :;allh بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخت الفاضلة عاشقة لغة الضاد جزاك الله خيرا
فلقد طرقت باب علم من أعلام الشعر العربي الحديث وكان الأجدر بك أن توفيه حقه من الإيضاح والبيان
سيما وأنه جال وصال في ملاعب القوافي وشنف الآذان بالشعر العذب والقوي الجزيل وكأنه عاش في
عصر الفحول من شعراء بني أمية وبني العباس مما حدا بالنقاد أن يطلقوا عليه لقب البحتري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أوللقلم
أتلقاك وطرفي خجلا من أمسك المنصرم
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أتلقاك وطرفي مطرق ** خجلا من أمسك المنصرم (القصيدة من الرمل)
ومنها
أمتي كم صنم مجدته **** لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه **** إن يك الراعي عدو الغتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 07:59 م]ـ
رب وا معتصاماه انطلقت ملئ أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 07:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب وامعتصماه انطلقت ****ملء أفواه الصبايا اليتم
ـ[فهد الحربي]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 10:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبه للشاعر عمر أبو ريشه فلا غبارعلىشاعريته ولانشكك فيها. ويكفيك أنه ابن منبج ونعلم كيف
تخرج من هذه المدينه من الشعراء الفطاحل مثل البحتري وأبي تمام، ولله دره من شاعر، ولله درها من شام
والسلام عليكم
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 08:53 م]ـ
رب وا معتصماه انطلقت ** (((ملء))) أفواه الصبايا اليتم.
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 10:19 م]ـ
أبوريشة
كما يسمى
شاعر الصورة المحلقة فهو يتميز بها
على كل شعراء الدنيا
حتى قيل عنه أنه يرسم صورة في كل كلمة
ويتجلى ذلك في قصيدته النسر
والتي يقول في مطلعها
أصبح السفح ملعباً للنسور فاغضبي ياذرى الجبال وثوري
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[05 - 12 - 2004, 10:25 م]ـ
بوركت على الإضافة أخي عاشق البيان. هكذا هم فحول منبج.(/)
أَجْهِزْ عليه.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 01:48 م]ـ
شعر: د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي
حينما أَجْهزَ ذلك الجنديُّ المتوحش على ذلك الجريح في أحد مساجد الفلُّوجة الصامدة كان على يقين أنَّ دمه سيذهب هَدْراً.
أَجْهِزْ عليه بطَلْقةٍ من نارِ=لا تَخْشَ من نَقْدٍ ولا استنكارِ
أَجْهِزْ عليهِ كما تشاءُ فإنَّما=هو واحدٌ من أُمَّةِ المليارِ
هو واحدٌ من أُمَّةٍ قد فرَّطتْ=في دينها فتجلَّلتْ بالعارِ
مَزِّقْ بِرَشَّاشِ احتلالِكَ جسمَهُ=وانْظُرْ إليهِ بمُقْلَةِ استحقارِ
فَجِّرْ بطلقَتِكَ الدَّنيئةِ رأسَهُ=واصْعَدْ إلى المحرابِ (بالبُسْطَارِ)
فَجِّرْ ولا تَخْشَ العقابَ فإنَّهُ=من أُمَّةٍ نَسِيَتْ معاني الثَّارِ
هو ليسَ أوَّلَ مَنْ ظَفِرْتَ بقتلِهِ=من أُمَّةٍ منزوعةِ الأظفارِ
لانَتْ أصابِعُها فما شَدَّتْ بها=حَبْلاً ولا رَبَطَتْ خيوطَ إِزارِ
هو مسلمٌ دَمُهُ حرامٌ، إنَّما=حلَّلْتَهُ بطبائعِ الأَشرارِ
آذيتَ بيتَ اللهِ حينَ دخلْتَهُ=مُتباهياً بعقيدةِ الكفَّارِ
دنَّسْتَ بالقدمِ الرخيصةِ ساحَهُ=ومشَيْتَ مِشْيَةَ خادعٍ مكَّارِ
مُتَبَخْتِراً تمشي على أشلائِنَا=فوقَ المصاحفِ مِشْيَةَ استكبارِ
ما كانَ أوَّلَ مسجدٍ ذاقَ الأسَى=وبكى نهايةَ صَرْحِهِ المُنْهارِ
لو أنَّ عيسى شاهدَ الظُّلْمَ الذي=يجري وما فيكُم من الأَوْضَارِ
لَمَشَى براياتِ الجهادِ لِصَدِّكُمْ=عن ظُلْمِكُمْ، ولنُصْرَةِ المُختارِ
عيسى نبيُّ اللهِ مثلُ مُحمَّدٍ=يترفَّعانِ بنا عن (الأضرارِ)
لَسْتُمْ نَصارى للمسيحِ، وإِنَّما=جَنَحَ الصَّليبُ بكم إلى الأَوْزَارِ
هَمَجِيَّةٌ رَعْنَاءُ لم تَرْعَوْا بها=مِقدارَ محرابٍ وحُرْمَةَ دارِ
هذا قَتِيلُكَ بين نَصْرٍ عاجلٍ=وشهادةٍ لاقَى أعزَّ خِيارِ
أَطْفَأْتَ شَمْعَةَ رُوحِهِ برصاصةٍ=حتى دَنَا من رَبِّهِ الغفَّارِ
أَكْسَبْتَهُ أملَ الشهادةِ، وانتهَى=بكَ ما اقتَرَفْتَ إلى طريقِ بَوَارِ
واللهِ لولا أنَّ أُمَّتَنا رَمَتْ=بزِمامِ مركَبِها إلى الشُّطَّارِ
خَضَعَتْ لقوْمِكَ واستبدَّ بها الهوَى=ومَشَتْ بلا وَعْيٍ إلى الجزَّارِ
لولا تنكُّبُها طريقَ رَشادِها=حتى هَوَتْ في ذِلَّةٍ وصَغارِ
واللهِ لولا ضَعْفُ أُمَّتِنَا لَمَا=فَرِحَتْ يَداكَ بِلَمْسَةٍ لجدارِ
وَلَمَا وَطِئْتَ بِرِجْلِ غَدْرِكَ مسجداً=وقَطَعْتَ فيهِ عبادةَ الأخيارِ
ولما شربتَ الكأسَ فيهِ مُدَنِّساً=بالموبقاتِ براءةَ الأَسحارِ
أنا لا أَلُومُكَ؛ فالمَلامةُ كلُّها=لمُخادعٍ من أُمَّتِي ومُمَارِي
كلُّ المَلامةِ للذينَ تشاغَلُوا=عن مجْدِهِم بالنَّايِ والقِيثَارِ
كلُّ المَلامةِ للذينَ تنافَسُوا=في عِشْقِ غانيةٍ وشُرْبِ عُقَارِ
باعُوا الكرامةَ والإِباءَ بشهوةٍ=قَتَلَتْ رُجولَتَهُم ولِعْبِ قِمَارِ
يتَشاتَمُونَ على فضَائيَّاتِهِم=متجاهلينَ فظائعَ الأَخبارِ
فَلُّوجةُ العَزَماتِ تَلْقَى وحدَها=صَلَفَ الغُزاةِ وقسوةَ الأخطارِ
وغُثاءُ أُمَّتِنَا على بابِ الهوَى=يَسْرِي بهم نحوَ المَذَلَّةِ سارِي
يا جُنْدَ آكِلَةِ اللحومِ إلى متَى=تَبْقَوْنَ في دوَّامةِ الإعصارِ
سِرْتُمْ على آثارِ (كِيمَاوِيِّكُمْ) =يا شَرَّ مَنْ سَارُوا وشَرَّ مَسَارِ
ما هذهِ صفةُ الشجاعةِ إِنَّما=هيَ من صفاتِ الخائنِ الغدَّارِ
أينَ الحضارةُ؟! أصبحتْ أُكذوبةً=لمَّا بَدَتْ مكشوفةَ الأسرارِ
لا تَفْرَحُوا بالنَّصْرِ؛ فَهْوَ هزيمةٌ=أَلقَتْ بكم في حُفْرةِ الأَقذارِ
أنَّى يَنالُ النَّصْرَ مَنْ لا يَرْعَوِي=عن هَتْكِ أَعراضٍ وقَتْلِ صِغَارِ؟!
فَلُّوجةَ العَزَماتِ، أُخْتَ حَلَبْجَةٍ=لا تَيْأَسِي من نُصْرةِ القهَّارِ
أَثَرُ الجريمةِ سوفَ يَبْقَى شاهداً=عَدْلاً يَهُزُّ ضمائرَ الأَحرارِ
سَيَجِيءُ نصرُكِ حينَ تَرْفَعُ أُمَّتِي=عَلَمَ الجهادِ ورايةَ الأَنصارِ
ـ[المستبدة]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 09:33 م]ـ
لا أملك سوى عبرات تخنق حروفي ..
وأسىً يقتل في دواخلي جلَّ طموحي ... !
ترى أأبكي .. !
قد بكيت .. وقد دميت ..
تلك البسيطة التي وسعت ظلمهم
أراها تخنقني، وتأسرني لحالٍ صرنا فيه ..
ياااه يا شاعرنا .. دوما تلامس الجرح
الذي يحاول أن يغفو في دواخلنا .. ينام .. يحلم ..
لكنك تشعله .. وتلهبه .. وتدمعه ...
لله درك ..
يا أبا أسامة:
أرى الطريق الدامي في طريقه لحلب .. !
فويلٌ لأمّةٍ .. أهانت عرضها وقدسها وعزتِها ..
...
لك من الدعاء أخلصه ومن الشكر أعمقه أستاذنا خالد ..
تأملت كثيراً نبض تلك الحروف الملتهبة .. والتي
بدت لي تأكل بعضهاحرقة .. ثم أطلت النظر لتلك الخلفية الحديدية
التي تأسرنا عن حياة العزة والشموخ ... !
لكنني أرجو من لا تنام عيناه ..
أرجو الواحد الأحد ...
القاهر الصمد ...
أذقني يا رب فرحة هزيمتهم وخذلانهم ...
اللهم عليك بهم .. فهم لا يعجزونك ...
اللهم عليك بهم .. فهم لا يعجزونك ...
اللهم ارحم أمتي .. وايقظها وأعفو عنها وارحمها ..
اللهم لا تأخذنا بسوءة أشرارنا ...
اللهم .. حرّك النخوة في نفوس رجالنا ...
اللهم اجعلنا أمهات صالحات .. تربي أحفاد عمر وصلاح ..
ربي رحماك ربي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 12 - 2004, 04:46 م]ـ
لافض فوك
وأنت يادكتور عبد الرحمن أجهز عليهم
والله لشعرك عليهم (بإذن الله) أقوى من الرصاص
ايد الله كل من ساند ودعم وجاهد اخوتنا المظلومين في مشارق الارض ومغاربها(/)
أجمل ما قيل في الحكمة ..
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 09:04 م]ـ
وأنا أُتابع المشاركة الرائعة للمُبْدِع: سيد القوافي
خَطَرت لك فكرة جمْع الأشعار التي تضمّنت في طياتها الحكمة
فخرجتُ بهذه الأبيات:
قال الحطيئة:
ولست أر ى السعادة جمع مال = ولكن التقي هوالسعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخراً = وعند الله للأتقى مزيد
وما لا بد أن يأتي قريب = ولكن الذي يمضي بعيد
قال الشاعر:
ثمانية تجري على الناس كلهم = ولا بد للإنسان أن يلقى الثمانية
سرور وحزن واجتماع وفرقة = ويسر وعسر ثم سقم وعافية
قال الشاعر:
تموت الأسد في الغابات جوعاً = ولحم الضان تأكله الكلاب
وعبد قد ينام علىحريرٍ = وذو نسبٍ مفارشه التراب
قال الشاعر:
أعلمه الرماية كل حين = فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي = فلما قال قافية هجاني
قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كباراً = تعبت في مرادها الأجسام
قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها = ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
قال الشاعر:
حياك من لم تكن ترجو تحيته = لولا الدراهم ما حياك إنسان
قال أحمد شوقي:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا = إن الحياة عقيدة وجهاد
قال الشاعر:
ما كل ما يتمناه المرء يدركه = تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا = وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب = ولو نطق الزمان لنا هجانا
فديدننا التصنّع والترائي = ونحن به نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب = ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك ضان = فويل للمغير إذا أتانا
قال الشاعر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها = فرجت وكنت أظنها لاتفرج
قال الشاعر:
إذا وقع الذباب على طعام = رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء = إذا كن الكلاب ولغن فيه
قال الشاعر:
ولا ينفع الخيل الكرام ولا القنا = إذا لم يكن فوق الكرام كرام
قال الشاعر:
صلى المصلي لأمر كان يقصده = فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
قال الشاعر:
وترى الكريم محسدا لم يجترم = شتم الرجال وعرضه مشتوم
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه =والقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها = حسدا وبغضا إنه لذميم
قال الشاعر:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه = فكل رداء يرتديه جميل
قال الشاعر:
وليس يصح في الأفهام شيء = إذا احتاج النهار إلى دليل
قال الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا = صديقك لم تلق الذي تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه = مفارق ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى = ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها = كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره = هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي = الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهيت عنه فأنت حليم
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله = عار عليك إذا فعلت عظيم
والدعوة مفتوحة للجميع في جمع: أبيات الحكمة
حتى نخْرُج بحصيْلة جيدة وديوان مُبسّط للحكمة
ـ[يعقوب]ــــــــ[03 - 12 - 2004, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك لطرح هذا الموضوع الجميل.
وإذ نتكلم عن الحكمة في الشعر فلا بد من ذكر المتنبي، وكنتَ -باركك الله- قد ذكرت بعضاً من أبياته وهي (وإذا كانت النفوس ... ) (ما كل ما يتمناه المرء ... ) وكذلك بعض أبياتك للإمام الشافعي (تموت الأسد في الغابات .. ) (ضاقت فلما استحكمت ... )
ونجد أبياتاً تحمل معاني حكميّة ورد ذكرها في أبياتك، وسأذكر بعضها لإثراء المعاني وإبراز وجوهٍ أخرى لها.
ففي البيت (حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه & والقوم أعداء له وخصوم)
لك قول مروان بن أبي حفصة: ما ضَرَّني حَسَدُ اللِّئامِ وَلمْ يَزَلْ & ذُو الفَضْلِ يَحْسُدُهُ ذَوُو التَّقْصير
وأبو تمام: لَقَدْ آسَفَ الأعْداءَ فَضْلُ ابنِ يِوسفٍ & وَذُو النَّقْصِ في الدُّنيا بذي الفضل مولَعُ
وقول المتنبي من قصيدة (لكِ يا منازلٌ)
وإذا أَتَتْك مَذَمَّتي من ناقصٍ & فهي الشهادَةُ لي بأَنِّي كامِلُ
-
(وإذا كانت النفوس كبارا & ًتعبت في مرادها الأجسام)
لَحَى اللُه ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ & فكُلُّ بَعِيدِ الهَمِّ فيها مُعذَّبُ [المتنبي]
-
(وليس يصح في الإفهام شيء & إذا احتاج النهار إلى دليل)
وإذا خَفيتُ على الغَبِيِّ فَعاذِرٌ & أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْياءُ [المتنبي]
وقد بَهَرْت فما أخْفَى على أحَدٍ & إلا على أكْمَهِ لا يعْرِف القَمَرَا
-
وهنا أضيف بعض الأبيات الحكميّة الجديدة:
جَمَح الزّمانُ فلا لَذيذٌ خالِصٌ & مِما يَشوبُ ولا سرُورٌ كاملُ [المتنبي]
تدُسُّ إلى العطّار سِلعةً بيتِها & ولن يصلحَ العطَّارُ ما أفسد الدهرُ [أي ما انكسر ليس له شَعبٌ وما انفتقَ ليس له رَتقٌ]
وشكراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمزة]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 08:37 م]ـ
لك التحية أخي معلم اللغة العربية على هذه الحكم الجميلة والمفيدة ولا تنس أن تتكرم علينا بلغتك الرصينة.
قال الإمام علي كرم الله وجهه:
إياك يوماً أن تمازح جاهلاً ... فتلقى الذي لا تشتهي حين يمزحُ
ولا تكُ عرِّيضاً تشاتمُ من دنا ... فتشبه كلباً بالسفاهة ينبحُ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 09:13 م]ـ
يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا.
يزيد سفاهة فأزيد حلما** كعود زاده الإحراق طيبا.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 09:22 م]ـ
كل ابن أنث و إن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول
_________________________________________
لسانك لا تذكر به عورات ... فكل عورات وللناس ألسن
_______________________________________
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ** فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
_______________________________________
ألا كل شئ ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لامحالة زائل
_______________________________________
و ما أحد يخلد في البرايا ... بل الدنيا تؤول إلى زوال
________________________________________
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 06:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أبيات في الحكمة، يجري معظمها مجرى الأمثال، جمعتها من شعرأبي الطيب المتنبي:
لو كان يمكنني سفرت عن الصبَى ـــ فالشيب من قبل الأوان تلثّمُ
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى ـــ يَقَقا يُميت ولا سوادا يعصم
والهم يخترم الجسيمَ نحافةً ـــ ويُشيب ناصيةَ الصبي ويُهرم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ـــ وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
والناس قد نبذوا الحفاظ فمُطْلَق ـــ ينسى الذي يولَى وعافٍ يَندم
لا يخدعنَّك من عدو دمعه ـــ وارحم شبابك من عدو تَرْحم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ـــ حتى يراق على جوانبه الدم
يؤذي القليلُ من اللئام بطبعه ـــ من لا يَقِلّ كما يقل ويَلؤم
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ـــ ذا عفة فلعلة لا يَظلم
ومن البلية عذلُ من لا يرْعوي ـــ عن جهله وخطابُ من لا يفهم
*****************************
والذل يظهر في الذليل مودة ـــ وأود منه لمَن يود الأرقمُ
ومن العداوة ما ينالك نفعُه ـــ ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
*****************************
أين الأكاسرة الجبابرة الألى ـــ كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه ـــ حتى ثوى فحواه لحْد ضيق
خُرس إذا نودوا كأنْ لم يعلموا ـــ أن الكلام لهم حلال مطلَق
فالموت آت والنفوس نفائس ـــ والمستعزّ بما لديه الأحمق
والمرء يأمل والحياة شهية ـــ والشيب أوقر والشبيبة أنزق
*****************************
إذا قيل رفقا قال للحلم موضع ـــ وحلم الفتى في غير موضعه جهلُ
*****************************
إني لأعلم واللبيب خبير ـــ أن الحياة وإن حرصت غرور
ورأيت كلا ما يعلل نفسه ــ بتَعِلَّة وإلى الفناء يصيرُ
*****************************
على ذا مضى الناس اجتماع وفرقة ـــوميْت ومولود وقالٍ ووامق
*****************************
إلى كم ذا التخلف والتواني ــ وكم هذا التمادي في التمادي
وشُغل النفس عن طلب المعالي ــ ببيع الشعر في سوق الكساد
وما ماضي الشباب بمُستردّ ـــ ولا يوم يمر بمُسْتعاد
متى لحظتْ بياضَ الشيبِ عيني ـــ فقد وجَدَتْه منها في السواد
متى ما ازددت من بعد التناهي ـــ فقد وقع انتقاصي في ازديادي
*****************************
يجني الغنى للئام لو عقلوا ـــ ما ليس يجني عليهم العدمُ
همُ لأموالهمْ ولسْنَ لهم ـــ والعارُ يبقى والجرحُ يلتئم
*****************************
خليلكَ أنت لا من قلتَ خِلّي ـــ إذا كثر التجمل والكلامُ
ولو حِيزَ الحفاظُ بغير عقل ـــ تجنّبَ عُنقَ صَيقله الحسام
وشبه الشيء مُنْجذِبٌ إليه ـــ وأشبهُنا بِدُنيانا الطَّغام
ولو لم يَعْلُ إلا ذو مَحَل ـــ تعالى الجيشُ وانحطّ القَتام
ولو لم يَرْعَ إلا مستحِق ـــ لرتبته أسامَهمُ المُسام
ومن خبَرَ الغواني فالغواني ـــ ضياءٌ في بواطنه ظلام
إذا كان الشبابُ السكرَ والشيـ ـــ ـبُ هما فالحياة هي الحمام
وما كل بمعذور ببخلٍ ـــ ولا كل على بخل يلام
*****************************
(يُتْبَعُ)
(/)
فالموت تُعْرف بالصفات طباعُه ـــ لم تَلْقَ خَلْقًا ذاق موتًا آئبا
*****************************
ونذيمُهم وبهم عرفنا فضله ـــ وبضدها تتبين الأشياء
*****************************
أبلغ ما يُطلب النجاح به الـ ـــ ـطبعُ وعند التعمق الزللُ
*****************************
كذا الدنيا على من كان قبلي ـــ صُروفٌ لم يُدِمنَ عليه حالا
أشدّ الغم عندي في سرور ـــ تبقّن عنه صاحبُه انتقالا
*****************************
ومن يك ذا فم مرّ مريض ـــ يجد مرا به الماءَ الزلالا
*****************************
ما كل من طلب المعلي نافذا ـــ فيها ولا كل الرجال فُحولا
*****************************
وأنفسُ ما للفتى لبّه ـــ وذو اللب يكرهُ إنفاقَهُ
*****************************
ليس عزما ما مرّضَ المرءُ فيه ـــ ليس هما ما عاق عنه الظلام
واحتمال الأذى ورؤية جانيـ ـــ ـه غذاء تضْوى به الأجسام
ذلّ من يغبط الذليل بعيش ـــ ربّ عيش أخفّ منه الحِمام
كل حلم أتى بغير اقتدار ـــ حجةٌ لاجئٌ إليها اللئام
من يهن يسهلِ الهوانُ عليه ـــ ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
*****************************
ومن الرشد لم أزرك على القر ـــ ب، على البعد يُعرف الإلمام
ومن الخير بطء سَيْبك عني ـــ أسرعُ السحب في المسير الجَهام
*****************************
إن بعضا من القريض هُذاءٌ ـــ ليس شيئا وبعضَه أحكام
منه ما يجلبُ البراعةُ والفضـ ـــ ـلُ ومنه ما يجلُبُ البرسامُ
*****************************
فقرُ الجهولِ بلا قلبٍ إلى أدبٍ ـــ فقر الحمار بلا رأس إلى رسن
*****************************
قد هونَ الصبرُ عندي كل نازلة ـــ ولينَ العزمُ حدّ المركبِ الخشن
كم مخلص وعُلًى في خوض مهلكة ـــ وقتلةٍ قرنت بالذم في الجبن
لا يُعْجِبَنّ مَضيمًا حسنُ بزته ـــ وهل تروقُ دفينا جودةُ الكفن
*****************************
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ـــ فهي الشهادة لي بأني كامل
*****************************
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ـــ مخافة فقر فالذي فعل الفقر
*****************************
وأصبح شعري منهما في مكانه ـــ وفي عنق الحسناء يُستحسن العقد
*****************************
كثير حياة المرء مثل قليلها ـــ يزول وباقي عيشه مثلُ ذاهب
*****************************
إذا لم تكن نفس النسيب كأصله ـــ فماذا الذي تغني كرام المناصب
وما قربت أشباه قوم أباعد ـــ ولا بعدت أشباه قوم أقارب
*****************************
إذا غامرت في شرف مروم ـــ فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير ـــ كطعم الموت في أمر عظيم
...
يرى الجبناء أن العجز عقل ـــ وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني ـــ ولا مثلَ الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولا صحيحا ـــ وآفته من الفهم السقيم
ولكنْ تأخذ الآذان منه ـــ على قدَر القرائح والعلوم
*****************************
وقد يتزيا بالهوى غير أهله ـــ ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
*****************************
إذا اعتاد الفتى خوضَ المنايا ـــ فأهون ما يمر به الوُحول
*****************************
نُعِد المشرفية والعوالي ـــ وتقتلنا المنونُ بلا قتال
ونرتبط السوابقَ مقرَباتٍ ـــ وما ينجين من خَبب الليالي
ومن لم يعشق الدنيا قديما ـــ ولكن لا سبيل إلى الوصال
نصيبك في حياتك من حبيب ـــ نصيبك في منامك من خيال
*****************************
ولو كان النساء كمن فقدنا ـــ لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ـــ ولا التذكير فخر للهلال
وأفجع من فقدنا من وجدنا ـــ قُبيل الفقد مفقود المثال
يدفّن بعضنا بعضا وتمشي ـــ أواخرنا على هام الأوالي
*****************************
وإذا وكلت إلى كريم رأيَه ـــ في الجود بان مَذيقُه من محضه
*****************************
دونَ الحلاوة في الزمان مرارةٌ ـــ لا تُخْتطى إلا على أهواله
*****************************
ووجه البحر يعرف من بعيد ــ إذا يسجو فكيف إذا يموج
*****************************
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع ـــ إن قاتلوا جبُنوا أو حدثوا شَجُعوا
أهلُ الحفيظة إلا أن تجربهم ــ وفي التجارب بعد الغي ما يزع
وما الحياة ونفسي بعد ما علمت ـــ أن الحياة كما لا تشتهي طَبَع
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس الجمال لوجه صح مارنُه ُـ أنفُ العزيز بقطع العزّ يُجتدع
*****************************
لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمق ـــ فليس يأكل إلا الميتة الضبع
*****************************
فقد يُظن شجاعا من به خَرَقٌ ـــ وقد يظن جبانا من به زَمَعُ
إن السلاح جميع الناس تحمله ـــ وليس كل ذوات المخلب السبُع
*****************************
وما الخوفُ إلا ما تخوّفه الفتى ـــ وما الأمنُ إلا ما رآه الفتى أمنا
*****************************
بذا قضت الأيام ما بين أهلها ـــ مصائب قوم عند قوم فوائد
*****************************
وكل يرى طرق الشجاعة والندى ـــ ولكن طبع النفس للنفس قائد
*****************************
فإن قليل الحب بالعقل صالح ـــ وإن كثير الحب بالجهل فاسد
*****************************
وقد فارق الناسَ الأحبةُ قبلنا ـــ وأعيا دواءُ الموت كلًّ طبيب
سُبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها ـــ منعنا بها من جيئةٍ وذهوب
تملّكَها الآتي تملكَ سالب ــ وفارقها الماضي فراق سليب
ولا فضل فيها للشجاعة والندى ـــ وصبرِ الفتى لولا لقاءُ شَعوب
...
وما كل وجهٍ أبيضٍ بمبارك ـــ ولا كل جفنٍ ضيقٍ بنجيب
*****************************
فرب كئيب ليس تندى جفونه ـــ ورب ندي الجفن غير كئيب
...
إذا استقبلت نفسُ الكريم مُصابَها ـــ بخبثٍ ثنت فاستدبرته بطيب
وللواجد المكروب من زفراته ـــ سكونُ عزاءٍ أو سكون لغوب
...
وفي تعب من يحسد لشمس نورها ـــ ويجهد أن يأتي لها بضريب
*****************************
أرى كلنا يبغي الحياة لنفسه ـــ حريصا عليها مستهاما بها صبا
فحب الجبانِ النفسَ أورده البقا ـــ وحب الشجاع الحربَ أورده الحربا
*****************************
وإن كان ذنبي كل ذنب فإنه ـــ محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
*****************************
لعل عتبك محمود عواقبه ـــ فربما صحت الأجساد بالعلل
*****************************
لأن حلمك حلم لا تكلفُه ـــ ليس التكحل في العينين كالكَحَل
*****************************
وليس يصح في الأفهام شيء ـــ إذا احتاج النهار إلى دليل
*****************************
وإطراق طرف العين ليس بنافع ـــ إذا كان طرف القلب ليس بمطرق
*****************************
سوى وجع الحساد داو فإنه ـــ إذا حل في قلب فليس يحول
ولا تطمعن من حاسد في مودة ـــ وإن كنت تبديها له وتنيل
وإنا لنلقى الحادثات بأنفس ـــ كثيرُ الرزايا عندهن قليلُ
يهون علينا أن تصاب جسومنا ـــ وتسلمَ أعراض لنا وعقول
*****************************
وما قتل الأحرارَ كالعفو عنهم ـــ ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ـــ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى ـــ مضرّ كوضع السيف في موضع الندى
*****************************
وأتعب من ناداك من لا تجيبه ـــ وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
*****************************
وكم ذنب مولده دلال ـــ وكم بعد مولده اقتراب
وجرم جره سفهاء قوم ـــ وحل بغير جارمه العذاب
*****************************
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ـــ وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ـــ وتصغر في عين العظيم العظائم
*****************************
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له ـــ إذا لم يكن في فعله والخلائق
وما بلد الإنسان غيرُ الموافق ـــ ولا أهله الأدنون غيرُ الأصادق
وجائزةٌ دعوى المحبة والهوى ـــ وإن كان لا يخفى كلام المنافق
***************************
وإذا ما خلا الجبان بأرض ـــ طلب الطعن وحده والنزالا
*****************************
من أطاق التماس شيء غلابا ـــ واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
كل غاد لحاجة يتمنى ـــ أن يكون الغضنفر الرئبالا
*****************************
الرأي قبل شجاعة الشجعان ـــ هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ـــ بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتى أقرانه ـــ بالرأي قبل تطاعن الأقران
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ـــ أدنى إلى شرف من الإنسان
عقبى اليمين على عقبى الوغى ندم ـــ ماذا يزيدك في إقدامك القسم
وفي اليمين على ما أنت واعده ـــ ما دلّ أنك في الميعاد متهم
*****************************
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تفكر في الدنيا ومهجته ـــ أقامه الفكر بين العجز والتعب
*****************************
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ـــ فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
وللنفس أخلاق تدل على الفتى ـــ أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
أقل اشتياقا أيها القلب ربما ـــ رأيتك تصفي الود من ليس صافيا
خلقتُ ألوفًا لو رجعتُ إلى الصبى ـــ لفارقت شيبي موجعَ القلب باكيا
*****************************
فما الحداثة من حلم بمانعة ـــ قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
*****************************
إذا كنت في شك من السيف فابْلُه ـــ فإما تُنَفِّيه وإما تُعدُهُ
وما الصارمُ الهندي إلا كغَيْره ـــ إذا لم يفارقْه النجادُ وغمدُهُ
*****************************
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونُه ـــ وصدَّق ما يعتاده من توهم ِ
وعادى محبيه بقول عداتِه ـــ وأصبح في ليل من الشك مظلم
أصادق نفس المرء من قبل جسمه ـــ وأعرفها في فعله والتكلم ِ
وأحلم عن خِلي وأعلم أنه ـــ متى أجْزه حلما على الجهل يندم
وإن بذل الإنسان لي جودَ عابس ٍ ـــ جزيت بجود التارك المتبسم
.......
وما كل هاو للجميل بفاعل ـــ ولا كل فعال له بمتمم
*****************************
وإذا الحِلم لم يكن عن طباع ـــ لم يكن عن تقادم الميلاد
*****************************
وإذا كان في الأنابيب خُلف ـــ وقع الطيش في صدور الصِّعاد ِ
*****************************
وما الخيل إلا كالصديق قليلةٌ ـــ وإن كثرت في عين من لا يجربُ
إذا لم تشاهد غير حُسْن شِياتها ـــ وأعضائها فالحُسن عنك مغيب
*****************************
وكل امرئ يولي الجميل محبب ـــ وكل مكان ينبت العز طيبُ
*****************************
وأظلَم أهل الظلم من بات حاسدا ـــ لمن بات في نَعمائه يتقلب
*****************************
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ـــ ما دام يصحب فيه روحَك البدنُ
فما يُديم سرور ما سُررت به ـــ ولا يرد عليك الفائتَ الحزن
مما أضر بأهل العشق أنهم ـــ هوُوا وما عرفوا الدنيا وما فطِنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم ـــ في إثر كل قبيح وجهُه حسن
*****************************
إني أصاحب حلمي وهو بي كرم ـــ ولا أصاحب حلمي وهو بي جبُنُ
ولا أقيم على مال أذِل به ـــ ولا ألَذ بما عرضي به درِن
*****************************
ولو ان الحياة تبقى لِحي ٍّـ لعددنا أضلنا الشجعانا
وإذا لم يكن من الموت بد ـــ فمن العجز أن تكون جبانا
كل ما لم يكن من الصعب في الأنـ ـــ ـفس سهل فيها إذا هو كانا
*****************************
منى كن لي أن البياض خضاب ـــ فيخفى بتبييض القرون شبابُ
ليالي عند البيض فوداي فتنةٌ ـــ وفخر وذاك الفخر عنديَ عاب
فكيف أذم اليوم ما كنت أشتهي ـــ وأدعو بما أشكوه حين أجاب
جلا اللون عن لون هدى كل مسلك ـــ كما انجاب عن ضوء النهار ضباب
وفي الجسم نفس لا تشيب بشيبه ـــ ولو أن ما في الوجه منه حراب
لها ظُفُر إن كل ظفر أعده ـــ وناب إذا لم يبق في الفم ناب
*****************************
أعز مكان في الدنى سرج سابح ـــ وخير جليس في الزمان كتاب
*****************************
ولا أمسِي لأهل البخل ضيفا ـــ وليس قرىً سوى مخ النعام
ولما صار ود الناس خبا ـــ جَزَيْتُ على ابتسام بابتسام
وصرت أشك فيمن أصطفيه ـــ لعلمي أنه بعض الأنام
يحب العاقلون على التصافي ـــ وحب الجاهلين على الوَسام
وآنف من أخي لأبي وأمي ـــ إذا ما لم أجده من الكرام
أرى الأجداد تغلبها كثيرا ـــ على الأولاد أخلاق اللئام
ولست بقانع من كل فضل ـــ بأن أُعزى إلى جد همام
عجبت لمن له قد وحد ـــ وينبو نبوة القضم الكهام
ومن يجد الطريق إلى المعالي ـــ فلا يذر المطي بلا سنام
ولم أر في عيوب الناس شيئا ـــ كنقص القادرين على التمام
*****************************
لولا المشقة ساد الناس كلهم ـــ الجود يفقر والإقدام قتّال
وإنما يبلغ الإنسان طاقته ـــ ما كل ماشيةٍ بالرّحل شِملال
إنا لفي زمن تركُ القبيحِ به ـــ من أكثرِ الناسِ إحسانٌ وإجمال
ذكرُ الفتى عمرُه الثاني وحاجته ـــ ما قاته وفضولُ العيشِ أشغالُ
*****************************
تصفو الحياة لجاهل أو غافل ـــ عما مضى فيها وما يُتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسَه ـــ ويسومها طلب المحال فتطمع
(يُتْبَعُ)
(/)
أين الذي الهرمان من بنيانه ـــ ما قومه، ما يومه، ما المصرع؟
تتخلف الآثار عن أصحابها ـــ حينا ويدركها الفناءُ فتتبع
*****************************
هوِّن على بصر ما شق منظرُه ـــ فإنما يقَظاتُ العين كالحُلُم
ولا تَشَكَّ إلى خَلق فتُشمتَه ـــ شكوى الجريحِ إلى الغربان والرَّخم
وكن على حذر للناس تستره ـــ ولا يغرك منهم ثغر مبتسم
غاض الوفاء فما تلقاه في عِدَة ـــ وأعوز الصدقُ في الإخبار والقسم
*****************************
وما كل من قال قولا وفى ـــ ولا كل من سِيمَ خسفا أبى
ومن يك قلبٌ كقلبي له ـــ يشق إلى العز قلب التَّوى
ولا بد للقلب من آلة ـــ ورأي يصدعُ صمَّ الصفا
وكل طريق أتاه الفتى ـــ على قَدَر الرِّجل فيه الخُطى
*****************************
ومن جهلت نفسُه قدرَه ـــ رأى غيرُه منه ما لا يرى
*****************************
كدعواكَ كلّ يدَّعي صحةَ العقل ـــ ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهلِ
*****************************
ذريني أنلْ ما لا ينال من العلى ـــ فصعبُ العلى في الصعب والسهلُ في السهل
تريدين لقيان المعالي رخيصةً ـــ ولا بد دون الشهد من إبر النحل
*****************************
وليس الذي يتّبّع الوبلَ رائدا ـــ كمن جاءه في داره رائد الوبل
*****************************
إن في الموج للغريق لعذرا ــ واضحا أن يفوتَه تَعداده
*****************************
وليس حياء الوجه في الذئب شيمة ـــ ولكنه من شيمة الأسد الوَرْدِ
*****************************
وخلِّ زِيا لمن يحققه ـــ ما كلّ دامٍ جبينُه عابِدْ
*****************************
لم يُرَ قَرْنُ الشمس في شرقه ـــ فشكّت الأنفسُ في غربهِ
يموت راعي الضأن في جهله ـــ مِيتةَ جالينوسَ في طبّه
وربما زاد على عمره ـــ وزاد في الأمن على سِربه
وغاية المفرط في سلمه ـــ كغاية المفرط في حربه
فلا قضى حاجتَه طالبٌ ـــ فؤاده يخفق من رعبه
*****************************
يدخل صبر المرء في مدحه ـــ ويدخل الإشفاق في ثلبه
*****************************
ورب قبح وحِلًى ثِقال ـــ أحسنُ منها الحسنُ في المعطال
فخرُ الفتى بالنفس والأفعال ـــ مِن قبله بالعم والأخوال
*****************************
إذا استشفيت من داء بداء ـــ فأقتلُ ما أعلَّك ما شفاكا
*****************************
إذا اشتبهت دموعٌ في خدود ـــ تبيّن من بكى ممن تباكى
*****************************
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 12:56 م]ـ
لك الشكر الجزيل على هذه الأبيات الرائعة لا سيما أنها من نظم زعيم الشعراء _ في رأيي _ وجزاك الله خيرا. ونحن في إنتظار المزيد المفيد إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 12:34 ص]ـ
في البداية نُحِبُّ أن نشكر الجميع على هذا التفاعل الرائع
ونَخُصُّ بالذكر الأخوة:
يعقوب .. حمزة .. سمط اللالئ .. عاشقة الضاد
ونعود معكم ومع الحكمة لنقول:
قال الشاعر:
ومَنْ يجعل الضرغام للصيد بازه = تَصيّده الضرغام فيما تصيدا
قال الشاعر:
إذا شئت أن تحيا سليما من الردى = وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ = فكلك عورات وللناس أعين
قال الشاعر:
بقرت شويهتي وفجعت قلبي = وأنت لشاتنا ابن ربيب
غذيت بدرها ونشأت معها = فما أنباك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع سوء = فلا أدب يفيد ولا أديب قال الشاعر:
يخاطبني السفيه بكل قبح = فأكره أن أكون له مجيبا
يزداد سفاهة وازداد حلما = كعود زاده الإحراق طيبا
قال الشاعر:
ذهب المداوي والمداوى والذي = صنع الدواء وباعه ومن اشترى
قال الشاعر:
ألم تر أن السيف يزري بقدره = إذا قيل: هذا السيف أمضى من العصا
قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا = على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى ولكن = يعلمه التدين أقربوه
قال الشاعر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه = يكون وراءه فرج قريب
قال الشاعر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى = ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها = فرجت وكنت أظنها لا تفرج
قال الشاعر:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم = إن التشبه بالكرام فلاح
قال أبو العتاهية:
إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة
قال الشاعر:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى = عدوا له ما من صداقته بُدٌّ
قال الشاعر:
إذ المرء أعيته المروءة ناشئا = فمطلبها كهلا عليه شديد
قال الشاعر:
فما أطال النوم عمرا = ولا قصر في الأعمار طول السهر
قال أبو القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال = يعيش أبدا بين الحفر
قال الشاعر:
العبد يقرع بالعصا = والحر تكفيه الإشارة
قال الشاعر:
ترى الرجل النحيف فتزدريه = وفي أثوابه أسد هصور
بغاث الطير أطولها جسوما = ولم تطل البزاة ولا الصقور
قال الشاعر:
العلم صيد والكتابة قيده = قيّد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة = وتتركها بين الخلائق طائفة
ونحن بانتظار المزيد والمزيد من الحكمة ..
مع أصدق التحايا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 03:02 ص]ـ
لي عودة، على مر هذا الطريق الممتع. فلا تحرمونا من أشعاركم المنتخبة.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 12:51 م]ـ
إن كان جذع لا يصد رياحه=فالمجد كل المجد للمنشار
ـ[يعقوب]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لعدم المشاركة وذلك لإنشغالي بالدروس، لكني سأعود بإذن الله تعالى.
أخي قمر لبنان، حرّكت نفسي الأبيات هذه:
العلمُ صيدٌ والكتابةُ قيدهُ & قيِّدْ صيودَك بالحبالِ الواثقة
فمن الحماقةِ أنْ تصيدَ غزالةً & وتتركها بين الخلائقِ طائفة
أنا متيقِّنٌ بأني سأذكرها كلما عرضتني معلومة وأصابني الخمول.
أما الأبيات فأعرف منها (يخاطبني السفيه) (ولرُبَّ نازلةٍ) وهي للإمام الشافعي (وينشأ ناشئ الفتيان منا) لأبي العلاء المعرّي (ومن نكد الدنيا) للمتنبي
وهذان البيتان أيضا للإمام الشافعي وقد جرى أحدهما مجرى المثل:
ما حكَّ جلدَكَ مثل ظفرِك & فتولَّ أنت جميع أمرِك
وإذا قصدت لحاجةٍ & فاقصد لمعترفٍ بفضلك
وشكرا
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 09:10 م]ـ
نُكْمل معكم أحبتي الحكمة على لسان الشعراء:
قال الشاعر:
وعَيْن الرضا عن كل عيب كليلة = ولكن عين السخط تبدي المساويا
فإن تدن، تدن منك مودتي = وإن تنأ عني تلقني عنك نائيا
كلانا غني عن أخيه حياته = ونحن إذا متنا أشد تغانيا
قال ابن الخل البغدادي:
في زخرف القول تزيين لباطله = والحق قد يعتريه سوء تعبير
تقول: هذا مجاج النحل، تمدحه = وإن ذممت فقل: قئ الزنابير
مدحا وذما، وما جاوزت وصفهما = حسن البيان يرى الظلمات كالنور
قال الإمام الشافعي:
لعمرك ما الرزية فقد دار = ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر = يموت بموته خلق كثير
قال الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا = فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
قال الشاعر:
إذا لم تستطع شيئا فدعه = وجاوزه إلى ما تستطيع
قال الشاعر:
لو كنت أنت تحبه لأطعته = إن المحب لم يحب مطيع
قال الشاعر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها = ولكن أخلاق الرجال تضيق
قال الشاعر:
إذا اشتبهت دموع في خدود = تبيّن من بكى ممن تباكى
قال الشاعر:
وكل يدعي وصلا بليلى = وليلى لا تقر له بذاكا
قال أبو العيناء:
إن الدراهم في المواطن كلها= تكسو الرجال مهابة وجلالا.
فهي اللسان لمن أراد فصاحة = وهي السلاح لمن أراد قتالا
من كان يملك درهمين تكلمت = شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الفصحاء فاستمعوا له = ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي في كيسه = لرأيته شر البرية حالا
إن الغني إذا تكلم كاذبا = قالوا: صدقت وما نطقت محالا
وإذا الفقير أصاب قالوا: لم يصب = وكذبت يا هذا , فقلت ضلالا
وإلى لقاء آخر بمشيئة الله تعالى
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 09:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي معلم اللغة العربية على هذه الأبيات المفيدة، فلك مني هذه الأبيات الثلاثة، و لست متأكدة من قائلها، ولكني أعتقد أنها لعلي بن أبي طالب كرم الله وجههه.
إنما الدنيا فناء * * ليس للدنيا ثبوت.
إنما الدنيا كبحر * * يحتوي سمكا و حوت
و لقد يكفيك منها * * أيها الطالب قوت.
و لي عودة إن شاء الله.
ـ[معلم لغة عربية]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 01:13 ص]ـ
نُكْمل معكم أحبتي شعر الحكمة:
قال المتنبي:
وإذا خلا الجبان بأرض = طلب الكر وحده والنزالا
قال المتنبي:
ومن يك ذا فم مر مريض = يجد مرا به الماء الزلالا
قال أحمد شوقي:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم = فأقم عليهم مأتما وعويلا
قال المتنبي:
تريدين لقيان المعالي رخيصة = ولا بد دون الشهد من إبر النحل
قال الطغرائي:
حب السلامة بثني هم صاحبه = عن المعالي ويغري المرء بالكسل
وإنما رجل الدنيا وواحدها = من لا يعول في الدنيا على رجل
فإن علاني من دوني فلا عجب = لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
قال المتنبي:
وليس يصح في الأفهام شئ = إذا احتاج النهار إلى دليل
قال الطغرائي:
أعلل النفس بالآمال أرقبها = ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
قال أبو تمام:
ولو أنما الأرزاق تجري على الحجا = هلكن إذن من جهلهن البهائم
قال بشار بن برد:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن = برأي نصيح أو مشورة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة = فريش الخوافي قوة للقوادم
وإلى لقاء آخر بمشيئة الله تعالى ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 11:56 م]ـ
ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها ** إن السفينة لا تجري على اليبس.
________________________________________
أيهذا الشاكي ومابك داءٌ ** كن جميلاً ترَ الوجود جميلاَ
________________________________________
تواضع تكن كالنجم لاح ---_--- لناظره على صفحات الماء و هو رفيع
و لا تكن كالدخان يعلو بنفسه ---_-- إلى طبقات الجو و هو وضيع.
., .. ,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,., .. ,.,.,.,,., .. ,.,.,.,.,.,.,.,.,., ... ,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,,,., .. ,.,.
و لي عودة مرة أخرى إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 12:02 م]ـ
حسبك مما تبتغيه القوتُ * ما أكثر القوتَ لمَنْ يموت
الفقر فيما جاوز الكفافا * من اتقى الله َ رجا وخافا
إن كان لا يغنيك ما يكفيكا * فكل ما في الأرض لا يغنيكا
إن القليل بالقليل يكثر * إن الصفاءَ بالقذى ليكدرُ
ما انتفع المرءُ بمثل عقلِهِ * وخيرُ ذخرِ المرءِ حسنُ فعلِهِ
إن الفساد ضدُّه الصلاحُ * ورُبَّ جدّ جرَّهُ المزاحُ
يغنيك عن كل قبيح تركُهُ * يرتهن الرأيَ الأصيلَ شكّهُ
لكل قلب أملٌ يُقَلِّبُهْ * يَصْدُقه طورا وطورا يكذِبُهْ
من لم يصِلْ فَارْضَ إذا جفاكا * لا تقطعنَّ للهوى أخاكا
لن يصلُحَ الناسُ وأنتَ فاسدُ * هيهات ما أبعدَ ما تكابدُ
لكل ما يؤذي وإن قلَّ ألَمْ * ما أطولَ الليلَ على مَن لم ينمْ
من جعل النمّامَ عيْنًا هلكا * مُبْلِغُكَ الشرَّ كباغيهِ لكا
المكرُ والعتْب أداةُ الغادِرِ * والكذِبُ المحْض سلاح الفاجِرِ
سامِحْ إذا سمت ولا تخش الغَبنْ * لم يغلُ شيءٌ هو موجودُ الثمنْ
مَنْ عاش لم يخلُ من المصيبهْ * وقلّما ينفكُّ عن عجيبهْ
يُوَسِّعُ الضيقَ الرضا بالضيق ِ * وإنما الرشد من التوفيق ِ
أستودع اللهَ أموري كلَّها * إن لم يكن ربي لها فمَنْ لها؟
ما أبعدَ الشيءَ إذا الشيءُ فُقِدْ * ما أقربَ الشيءَ إذا الشيءُ وُجِدْ
يعيش حيٌّ بتراثِ ميْتِ * يعمُرُ بيتٌ بخرابِ بيتِ
صُلْحُ قرين ِ السوء للقرين ِ * كمثل صلْح اللحم والسكين ِ
لم يَصْفُ للمرءِ صديقٌ يَمْذُقُهْ * ليس صديقُ المرءِ مَن لا يصْدُقُهْ
معروفٌ مِنْ مَنّ بِهِ خِداجُ * ما طاب عذبٌ شابَهُ أُجاجُ
ما عيشُ مَن آفتُهُ بقاؤهْ * نغَّصَ عيشا طيِّبًا فناؤهْ
إن الشباب والفراغ والجِدهْ * مفسدةٌ للعقلِ أي مفسدهْ
إن الشباب حُجّةُ التصابي * روائحُ الجنةِ في الشبابِ
اصحب ذوي الفضل وأهلَ الدِّين * فالمرءُ منسوبٌ إلى القرينِ
إياك و الغيبة والنميمهْ * فإنها منزلةٌ ذميمهْ
لا تذهبنَّ في الأمور فَرَطا * لا تسألنَّ إن سألتَ شَطَطا
...... وكُنْ من الناس جميعا وَسَطا .......
(ديوان أبي العتاهية، دار صادر، بيروت، ص 493 ـ 496).
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 12:12 م]ـ
قال أبو الفتح البستيّ:
1ـ زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ * ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ
2ـ وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ له * فإنَّ معناه في التحقيق فِقْدانُ
3ـ يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً * بالله هل لخراب العمر عمران؟
4ـ وياحريصاً على الأموالِ تجمعُها * أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ؟
5ـ زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها * فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْرانُ
6ـ وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُها * كما يُفَصَّل ياقوتٌ ومَرْجانُ
7ـ أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ * فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسانُ
8ـ يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه * أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ؟
9ـ أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ
10ـ وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في * عُروضِ زَلّتِه صَفْحٌ وغُفرانُ
11ـ وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ * يرجو نَداك فإنَّ الحرَّ مِعْوانُ
12ـ واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً * فإنه الرُّكْنُ إن خانَتْكَ أرْكانُ
13ـ من يتق الله يُحمَد في عواقبه * ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا
14ـ من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ * فإنَّ ناصِرَه عَجْزٌ وخِذْلانُ
15ـ من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له * على الحقيقةِ إخوانٌ وأخْدانُ
16ـ من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً * إليه والمالُ للإنسانِ فَتَّانُ
17ـ من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم * وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ
18ـ من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا * وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ
19ـ من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً * أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ
20ـ من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً * لأن سوسَهُمُ بَغْيٌ وعُدوانُ
21ـ ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ * فَجُلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَوَّانُ
22ـ من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له *على حقيقةِ طَبْعِ الدهرِ بُرهانُ
23ـ من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه * ندامةً، ولِحَصْدِ الزَّرْعِ إبَّانُ
(يُتْبَعُ)
(/)
24ـ من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي * قميصِهِ منهُمُ صلٌّ وثُعبانُ
25ـ كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه * صحيفةٌ وعليها البِشْرُ عُنْوانُ
26ـ ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم * ينْدَم رفيقٌ ولم يَذْمُمْهُ إنسانُ
27ـ ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ * فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المرءِ بُنْيانُ
28ـ أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ * فلن يَدومَ على الإحسانِ إمكانُ
29ـ فالروض يزدان بالأنوار فاغمة * والحرُّ بالعَدْلِ والإحسانِ يَزْدانُ
30ـ صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه * فكلُّ حرِّ لحرِّ الوَجْهِ صَوّانُ
31ـ فإنْ لقيتَ عَدُواً فالْقَهُ أبداً * والوَجْهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّانُ
32ـ دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها * فليس يسعدُ بالخيراتِ كسلانُ
33ـ لا ظِلَّ للمَرْءِ يَعْرى من تُقىً ونُهىً * وإنْ أظلَّته أوراقٌ وأفْنانُ
34ـ والناسُ أعوانُ من والتْهُ دَولَتُهُ *وهم عليه إذا عادَتْهُ أعوانُ
35ـ (سَحْبانُ) من غيرِ مالِ (باقِلٌ) حَصِرٌ * و (باقِلٌ) في ثراءِ المالِ (سَحْبانُ)
36ـ لا تودِعِ السِّر وشَّاءً يبوحُ بهِ * فما رَعى غنماً في الدَّوِّ سِرْحانُ
37ـ لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم *غرائزٌ لستَ تُحْصيهنَّ ألوانُ
38ـ وما كلُّ ماءٍ كصدّاءٍ لوارِدِهِ * نَعَمْ، ولا كلُّ نَبْتٍ فهو سَعْدانُ
39ـ لا تَخْدِشَنَّ بمَطْلٍ وَجْهَ عارِفةٍ * فالبِرُّ يَخْدِشُه مَطْلٌ ولَيّانُ
40ـ لا تَسْتشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازمٍ يقظٍ * قد استَوى فيه إسرارٌ وإعلانُ
41ـ فللتدابير فرسان إذا ركضوا * فيها أبروا، كما للحرب فرسان
42ـ وللأمور مواقيتٌ مقدرةٌ * وكل أمر له حد وميزان
43ـ فلا تكُنْ عَجِلاً بالأمر تَطْلبُه * فليس يُحمَدُ قبلَ النُّضْج بُحْرانُ
44ـ كفى من العيش ما قد سَدَّ مِن عَوَزٍ * ففيه للحُرِّ إن حقَّقْتَ غُنْيانُ
45ـ وذو القناعةِ راضٍ من معيشتِهِ * وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ!
46ـ حَسْبُ الفتى عَقْلُه خِلاًّ يُعاشِرُه * إذا تحاماه إخوانٌ وخُلاَّنُ
47ـ هما رَضيعا لِبانٍ: حِكمةٌ وتُقًى، * وساكِناً وطنٍ: مالٌ وطغيانُ
48ـ إذا نَبا بكريم مَوْطِنٌ فله * وراءَهُ في بسيطِ الأرضِ أوطانُ
49ـ يا ظالِماً فرِحاً بالعزِّ ساعَدَهُ * إن كنتَ في سِنَةٍ فالدَّهرُ يقظانُ
50ـ ما استمرأ الظَّلمَ لو أنصفتَ آكِلُهُ * وهل يَلذُّ مذاقَ المرءِ خُطْبانُ
51ـ يا أيها العالِمُ المَرْضِيُّ سيرَتُهُ * أبشِرْ فأنتَ بغيرِ الماءِ ريانُ
52ـ وياأخا الجهلِ لو أصبحتَ في لُجَجٍ * فأنت ما بينهما لا شكَّ ظمآنُ
53ـ لا تَحسبنَّ سُروراً دائماً أبداً * مَن سَرَّه زمنٌ ساءَتْهُ أزمانُ
54ـ إذا جَفَاك خليلٌ كنتَ تألَفُه * فاطلُبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ
55ـ وإنْ نَبَتْ بك أوطانٌ نشأتَ بها * فارحلْ فكلُّ بلادِ اللهِ أوطانُ
56ـ يا رافلاً في الشَّبابِ الرَّحبِ مُنْتَشِياً * مِن كأسِهِ، هل أصاب الرشدَ نشوانُ؟
57ـ لا تَغترِرْ بشبابٍ رائقٍ نَضِرٍ * فكم تقدم قبلَ الشّيبِ شُبّانُ
58ـ وياأخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم * يكن لِمثلِكَ في اللَّذَّاتِ إمعانُ
59ـ هَبِ الشَّبيبةَ تُبدي عُذرَ صاحِبِها * ما عُذرُ أشْيبَ يَستهويه شيطانُ؟!
60ـ كلُّ الذنوبِ فإن الله يغفرها * إن شَيّعَ المرءَ إخلاصٌ وإيمانُ
61ـ وكلُّ كسرٍ فإن الدِّينَ يَجْبُرُهُ * وما لكسرِ قناةِ الدِّين جُبرانُ
62ـ خُذها سوائرَ أمثالٍ مهذبةً * فيها لمن يَبتَغي التِّبيان تِبيانُ
63ـ ما ضَرَّ حَسّانَها - والطبعُ صائِغُها - * إن لم يَصُغْها قَريعُ الشِّعرِ حَسّانُ
_ _ _ _ _ _ _ _
المرجع: صحيفة الشرق العربي -على شبكة الإنترنت -.
ـ[باوزير]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 03:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولي هذه المشاركات البسيطة
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الأمر أهون من بعض
،،،،،،،،،،،
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
،،،،،،،
إذا تم شيء بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم.
،،،،،،،
إذا محاسنيَ اللاتي أتيت بها ... غدت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر
،،،،
بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا ... وإن عدتمُ ثنّيت والعَودُ أحمد
،،،،
تعشقتها شمطاء شاب وليدها ... وللناس فيما يعشقون مذاهب
،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
رأيت الحلم دل علي قومي ... وقد يتجهل الرجل الحليم
،،،
رضيت ببعض الذل خوف جميعه ... كذلك بعض الذل أهون من بعض
،،،،،،،،،،
لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... لقد سرني أني خطرت ببالك
،،،،
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي ... فقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلي إلى من قد هويت أطير
،،،
إذا لم تكن لي والزمان شرم برم ... فلا خير فيك والزمان ترللي
،،،
إذا لم يكن فيكن ظل ولا خبا ... فأبعدكن الله من شجرات
،،،
يهمهم للشعير إذا رآه ... ويعبس إن رأى وجه اللجام
،،،
لو أن خفة عقله في رجله ... سبق الغزال ولم يفته الأرنب
،،،
كانوا بني أم ففرق شملهم ... عدم العقول وخفة الأحلام
،،،
جهلتم لؤمكم جهلا ومن لي ... بأن تدروا بأنكمُ لئام
،،،
جهلت ولا تدري بأنك جاهل ... فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري
،،،
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
،،،
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم.
،،،
يجمشك الزمان هوى وحبا ... وقد يؤذى من المقة الحبيبُ
،،،
ودع هريرة إن الركب مرتحل،،، وهل تطيق وداعا أيها الرجل؟
،،،
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت نفسي بها زمنا ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام
وإن يكن فرط وجدي في محبتكم ... إثما فقد كثرت في الحب آثامي
ولو علمت بأن الحب آخره ... هذا الحمام لما خالفت لوامي
أودعت قلبي إلى من ليس يحفظه ... أبصرت خلفي وما طالعت قدامي
،،،
أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح.
،،،
يمضي أخوك فلا تلقى له خلفا ... والمال بعد ذهاب المال مكتسب
،،،
جراحات السنان لها التئام ... ولا يلتامُ ما جرح اللسانُ
،،،
إن كنت لست معي فالذكر منك معي ... يراك قلبي إذا ما غبت عن بصري
،،،
خليليّ إن الحب صعب مِراسه،،، وإن عزيز القوم فيه يهان
،،،
أأبيت سهران الدجى وتبيته،،، نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي؟
،،،
لحى الله صعلوكا مناه وهمه ... من العيش أن يلقى لبوسا ومطعما.
،،،
غنينا زمانا بالتصعلك والغنى،،، وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر
فما زادنا بأوا على ذي قرابة،،، غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر.
،،،
إذا جاء موسى وألقى العصى،،، فقد بطل السحر والساحر.
،،،
وهناك الكثير وتأخر الوقت وأتحفونا بالمزيد ...
ـ[جهينة]ــــــــ[18 - 09 - 2005, 01:04 م]ـ
موضوع جميل
ـ[بخيت]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:22 م]ـ
حامل الهوى تعب ... .. يستخفه الطرب
ان بكى يحق له ... .. ليس ما به لعب
تضحكين لاهية ... .. والمحب ينتحب
تعجبين من سقمي ..... صحتي هي العجب
ـ[بخيت]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:32 م]ـ
للعلم ليس المقصود ابيات ابي نواس بقدر ماهو احضار للموضوع من الملفات القديمة وعودا على بدء
ـ[بخيت]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 09:34 ص]ـ
فقلد السيف يوم الروع طابعه 0000 واعطي القوس عند الرمي باريها
ـ[بخيت]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 09:50 ص]ـ
رام نفعا فضر من غير قصد 0000 ومن البر ما يكون عقوقا
ـ[بخيت]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 10:36 ص]ـ
قد يكرم الفرد اعجابا بخسته0000 وقد يهان لفرط النخوة السبع
ـ[بخيت]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 06:12 م]ـ
اعز مكان في الدنا سرج سابح .... وخير جليس في الزمان كتاب
ـ[بخيت]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 08:53 ص]ـ
ان الصريح المحض فيه دلالة ....... والعرق منكشف لمن يتوسم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 03:50 ص]ـ
نصيحة:
تواضع عند النصر، وابتسم عند الهزيمة
ـ[شائق عبدالهادي كامل]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 10:40 م]ـ
لا خيْر َ في وعْد ٍ إذا كانَ كاذِبا ً ... ولا خيْرَ في قوْل ٍ إذا لَمْ يكُنْ فِعْلُ
(السابوري)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 05:25 ص]ـ
لا تأخذ الصغائر على الخصم الظالم؛ وإلا سيتقيها؛
بل دعه يتورط في الكبائر؛ حتى يسهل تطويقه بها ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 09 - 2008, 04:28 ص]ـ
أقدام متعبة وضمير مستريح؛ خير من ضمير متعب، وأقدام مستريحه
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 06:02 ص]ـ
نحن نميل إلى تصديق أولئك الذين لا نعرفهم؛
لأنهم لم يخدعونا من قبل!!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 09:20 ص]ـ
تكلم وأنت غاضب؛ فستقول أعظم حديث
تندم عليه طوال حياتك!!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 11:29 ص]ـ
* قال أفلاطون: إن تعبت في البرّ فإن التعب يزول والبر يبقى، وإن تلذذت بالآثام فإن اللذة تزول والآثام تبقى.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 11:32 ص]ـ
* كان على خاتم فيثاغورس " شر لا يدوم خير من خير لا يدوم ".
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 04:58 ص]ـ
الأدب نور العقل؛ كما أن النار في الظلمة:
نور البصر
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 04:21 ص]ـ
العقل بلا أدبٍ؛ كالشجرة العاقرة،
ومع الأدب؛ كالشجرة المثمرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 04:42 ص]ـ
الماء ألين من القول، والقلب أقسى من الحجر،
وقد يثلم الماء الحجر؛ إذا كثر انحداره عليه
ـ[أم أسامة]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 06:37 ص]ـ
عوداً حميداً دكتور مروان ...
حمد لله على سلامتك ...
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 08:40 ص]ـ
عوداً حميداً دكتور مروان ...
حمد لله على سلامتك ...
شكرا لك أيتها الأخت الكريمة الفاضلة
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
وكل عام وأنتم بكلّ خير
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:32 ص]ـ
كفاك من عقلك؛ ما أوضح لك سبل غيك من رشدك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 12:04 ص]ـ
المَجلِسانِ عَلى التَميِيزِ بَينَهُما = مُقابِلانِ وَلَكِن أَحسَنا الأَدَبا
إِذا صَعِدتَ إِلى ذا مالَ ذا رَهَباً = وَإِن صَعِدتَ إِلى ذا مالَ ذا رَهَبا
فَلِم يَهابُكَ مالا حِسَّ يَردَعُهُ = إِنّي لأُنصِرُ مِن شَأنَيهِما عَجَبا
المتنبي
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 04:34 ص]ـ
أجهل الناس من ترك العمل بما يعلم ,
وأعلم الناس من عمل بما يعلم،
وأفضل الناس أخشعهم لله تعالى
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 10:42 م]ـ
العيون الجائعة أشد ضراوة من البطون الجائعة، هذه إذا شبعت اكتفت وتلك كلما أكلت جاعت
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 10:55 ص]ـ
نور العقل يضيء في ليل الهوى؛ فتلوح جادة الصواب،
فتلمح البصيرة في ذلك النور، عواقب الأمور
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 12:23 ص]ـ
تمشى الباطل مع الحق يوماً
قال الباطل: أنا أعلى منك رأساً
قال الحق: أنا أثبت منك قدماً
قال الباطل: أنا أقوى منك
قال الحق: أنا أبقى منك
قال الباطل: أنا معي الأقوياء المترفون
قال الحق: وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 04:38 ص]ـ
ليس العاقل الذي إذا وقع في الأمر احتال له؛
ولكن العاقل يحتال للأمر، حتى لا يقع فيه
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 04:59 ص]ـ
اتفق كثير من الحكماء على تعريف الجهل فقالوا:
الجهل مطية من ركبها ضلّ , ومن صحبها زلّ!!!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 10:13 م]ـ
ووقف حكيم بباب بعض الملوك، فحجب فتلطف برقعة أوصلها إليه.
وكتب فيها هذا البيت:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى = وأن الغني يخشى عليه من الفقر
ويقال:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى = وأن الغني يخشى عليه من الكفر
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 10:45 م]ـ
يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ = و يبقى العود ما بقي اللحاءُ
أبو تمام
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 05:34 ص]ـ
مَتى أَتَبَغّى النِصفَ مِن قَلبِ صاحِبٍ = إِذا لَم يَكُن قَلبي شَفيقاً عَلى قَلبي
فَمَن ماتَ مِن حُبٍّ فَإِنّي مَيِّتٌ = لَئِن دامَ ذا مِن شِدَّةِ البُغضِ لِلحُبِّ
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 11:54 م]ـ
من الاصمعيات
ينفَعُ الطِيِّبُ القليلُ مِن الرِزْ = قِ ولا ينفَعُ الكثيرُ الخَبِيثُ
وأتتنِي الأنباءُ عَنْ مُلكِ داوو = دَ فَقَرَّتْ عينِي بِهِ ورَضيتُ
ليسَ يُعطي القَويُّ فضلاً مِنَ الرِزْ = قِ ولا يُحرَمُ الضعيفُ الخَتِيتُ
بلْ لكُلٍّ مِنْ رِزقهِ مَا قَضَى = اللهُ ولوْ حكَّ أنفَهُ المُستميتُ
.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 09 - 2008, 05:13 ص]ـ
الطموح:
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ = رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ = ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ = يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 05:02 ص]ـ
أهميّة المبدأ:
القضاء على العدو، ليس بإعدامه؛
وإنما بإبطال مبدئه!!
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 05:23 ص]ـ
ومن الحكم المليحة، قول المجرب المجهول:
ونديمٍ .. إذا أنت نادمته، نديمَه = ونديمٍ .. إذا أنت نادمته، تندم! ْ
ـ[أنين الصمت]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 12:52 م]ـ
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباءَ محمول
بردة / لامية كعب بن زهير
*******
لكل شيء إذا ماتم نقصان فلا يغرّ بطيب العيش إنسان
أبو تمام (حبيب بن أوس الطائي)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 02:02 م]ـ
كلما خبت جذوة الهمة في فؤادك،
وكسفت شمس العزيمة؛
تذكر قول الله عزّوجلّ:
(هم درجات عند الله)
فبقدر ما نعمل .. بقدر ما نرقى
ـ[عبادي27]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 03:00 م]ـ
من قصيدة أبو ذؤيب الهذلي:
ولقد أرى أنَّ البكاء سفاهةٌ
ولسوف يولع بالبكا مَنْ يُفجع
ويقول أيضاً:
وليَأتينّ عَلَيْكَ يومٌ مَرّةً
يُبكَى عَلَيْكَ، مُقنّعاً لاَ تَسْمَعُ
والنَّفسُ رَاغِبةٌ إذا رغبّتَهَا
وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تَقْنَعُ
كمْ مِن جميعي الشّمْلِ مُلْتئمي الهَؤى
كَانُوا بَعَيْشٍ نَاعِمٍ فَتَصَدَّعُوا
فَلئِنْ بهم فَجَعَ الزّمَان وَريْبُه
إني بأهْلِ مَوَدّتِي لمُفجَّع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زينب هداية]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 03:06 م]ـ
قال سيّدنا عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ.
وقال:إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.
وقال:مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ بما لاَ يَعْلَمُونَ. والله تعالى أعلم.
ـ[جمال200885]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بداية اشكر الجميع على جمع الابيات الرائعه واعلم يقينا ان الجمع يحتاج وقت غير عادي من امهات الكتب. واعتبر نفسي محظوظا ان وفقت بعضوية المنتدى الرائع تحياتي لكم جميعا وللاداره.
ـ[جمال200885]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 03:37 م]ـ
إذا المرء لايرعاك إلا تكلفا * فدعه ولاتكثر عليه التأسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة*وفي القلب صبر للحبيب ولوجفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه*ولاكل من صافيته لك قد صفا
***********
وزهدني في الناس معرفتي بهم ****وطول اختباري صاحبا بعد صاحب
فلم ترني الايام خلا تسرني **** مباديه الا سائني في العواقب
ـ[زينب هداية]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 04:03 م]ـ
ولمّا صار ودُّ النّاسِ خبّا = جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ
وصرتُ أشكّ فيمن أصطفيه = لعلمي أنّه بعضُ الأنامِ
وآنفُ من أخي لأبي وأمّي = إذا مالم أجدْه من الكرامِ
المتنبّي
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 04:29 ص]ـ
وَإِنَّ مُقامَ مِثلي في الأَعادي = مُقامُ البَدرِ تَنبَحُهُ الكِلابُ
رَمَوني بِالعُيوبِ مُلَفَّقاتٍ = وَقَد عَلِموا بِأَنّي لا أُعابُ
وَإِنّي لا تُدَنِّسُني المَخازي = وَإِنّي لا يُرَوِّعُني السِبابُ
وَلَمّا لَم يُلاقوا فيَّ عَيباً = كَسوني مِن عُيوبِهِمُ وَعابوا
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 04:36 ص]ـ
وَإِنَّ مُقامَ مِثلي في الأَعادي = مُقامُ البَدرِ تَنبَحُهُ الكِلابُ
رَمَوني بِالعُيوبِ مُلَفَّقاتٍ = وَقَد عَلِموا بِأَنّي لا أُعابُ
وَإِنّي لا تُدَنِّسُني المَخازي = وَإِنّي لا يُرَوِّعُني السِبابُ
وَلَمّا لَم يُلاقوا فيَّ عَيباً = كَسوني مِن عُيوبِهِمُ وَعابوا
هذه أبيات قمينة بأن تكتب بماء الذهب.
لله درك أستاذنا الفاضل الدكتور مروان على إيرادها، ولله در قائلها.
بارك الله فيكم على هذه الدرر الثمينة.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 04:49 ص]ـ
خمس طيبات:
خمس يطبن بخمس:
الصحة برغد العيش، والسفر بحسن الصحبة،
والجمال بحسن الخلق، والنوم براحة البال،
والليل بذكر الله!!!
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 10 - 2008, 06:55 ص]ـ
* الدنيا بحر عريض، قد هلك فيه الأولون والآخرون ..
فإن استطعت؛ فاجعل سفينتك تقوى الله،
وعدتك التوكل على الله،
وزادك العمل الصالح، فإن نجوت فبرحمة الله،
وإن هلكت بذنوبك .. *
((لقمان الحكيم))
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 10 - 2008, 05:05 م]ـ
مَنْ أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه
(ابن حزم)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 06:13 ص]ـ
وقالوا في .. الرضا:
* لتكن غايتك فيما بينك وبين عدوك العدل،
وفيما بينك وبين صديقك الرضا،
وذلك أن العدو خصم تضربه بالحجة وتغلبه بالحكام،
وأن الصديق ليس بينك وبينه قاضِ، فإنما حكمه رضاه *
((ابن المقفع))
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 10 - 2008, 06:02 ص]ـ
سبحان ..
من جعل قلوب العارفين، أوعية الذكر،
وقلوب أهل الدنيا، أوعية الطمع،
وقلوب الزاهدين، أوعية التوكل،
وقلوب الفقراء، أوعية القناعة،
وقلوب المتوكلين، أوعية الرضا،
اللهم؛ فاملأ قلوبنا بذكرك وطاعتك وخشيتك ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 05:56 ص]ـ
إذا ماكنت في قوم غريباً = فعاملهُمُ بفعل ُيستطابُ
ولا تحزنْ إذا فاهوا بفُحْش = غريب الدار تنبحه الكلابُ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 05:45 ص]ـ
أحذرك ضحك الشيطان منك في ساعات:
ساعة الغضب , وساعة المفاخرة. وساعة المجادلة , وهجمة الزهد المفاجئة , والحماس , والحماس وأنت تخطب في الجماهير , والبكاء وأنت تعظ الناس ..
أكثر الناس جهلا بالخير , أعلاهم صوتاً في طلب الأجر عليه.
(مصطفى السباعي)
ـ[السدوسي]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 02:51 م]ـ
إذا أرسلت لتأتي ببعرٍ فلا تأت بتمرٍ، فيؤكل تمرك، وتعنف على الخلاف.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 05:34 م]ـ
حرام على قلب؛
أن يشم رائحة اليقين، وفيه سكون إلى غير الله عزّ وجلّ
وحرام على قلب؛
أن يدخله النور، وفيه شيء يكرهه الله عزّ وجلّ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 10 - 2008, 06:27 ص]ـ
تعلم الاختلاط بجميع أنواع الناس ..
وواظب على الاحتكاك المستمر بهم ..
إلى أن تتمهد الأجزاء غير المتساوية من عقليتك ..
وهذا ما لا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 05:55 ص]ـ
محبَّةُ الله تُورث السلامةَ،
ومحبَّةُ الناسِ تُورث النَّدامةَ،
ومحبَّةُ الزوجة تُورث الجُنون
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 06:00 ص]ـ
http://www.lovely0smile.com/2007/qq/qq-211.jpg
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 05:40 ص]ـ
http://www.lovely0smile.com/2007/qq/qq-212.jpg
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 02:24 ص]ـ
يقول ابن عطاء السكندري عن سهل بن عبدالله التستري:
"احذر صحبة ثلاثة من أصناف الناس، القرَّاء المداهنين، والمتصوفة الجاهلين، والجبابرة الغافلين"،
ويقول:
"كن طالب الاستقامة، ولا تكن طالب الكرامة؛ فإن نفسك تهزك لطلب الكرامة ومولاك يُطالبك بالاستقامة، ولئنْ تكن بحق ربك أولى من أن تكون بحظ نفسك"،
ويقول
عمى البصيرة ثلاثة: "إرسال الجوارح في معاصي الله، والطمع في خلق الله، والتصنع بطاعة الله".
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 11:46 ص]ـ
لا أدري هل ذكرت هذه الحكمة أو لا:
ماذهب من مالك مانفعك.
والمعنى أنك إذا خسرت مالا واستفدت خبرة من هذه الخسارة فالمال لم يذهب سدى.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 08:53 م]ـ
وقال الشاعر
ولقد أمر على اللئيم يسبني = فأجوز ثم أقول لا يعنيني.
.
قال الأحنف: ما آذاني أحد إلا أخذت في أمره باحدى ثلاث: إن كان فوقي عرفت له
فضله، وإن كان مثلي تفضلت عليه، وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 11:10 م]ـ
قال فيلسوف: الإنسان يزداد على كثرة المال نهماً كما تزداد النار على الحطب ضرماً.
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 12:53 ص]ـ
اذا اراد الله بعبد خيرا ألهمه الطاعة, و ألزمه القناعة, و فقهه في الدين, وعضده باليقين, فاكتفى بالكفاف, و اكتسى بالعفاف, و اذا اراد به شرا حبب اليه المال, و بسط منه الآمال, و شغله بدنياه ووكله الى هواه, فركب الفساد وظلم العباد
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 01:04 ص]ـ
أيام الدهر ثلاث:
يوم مضى لا يعود إليك.
ويوم انت فيه لا يدوم عليك.
ويوم مستقبل لا ندري ما حاله ومن اهله.
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 01:08 ص]ـ
أربعة تؤدي الى أربعة:
الصمت الى السلامة.
و البر الى الكرامة.
و الجود الى السيادة.
و الشكر الى الزيادة.
ـ[غسان إخلاصي]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 11:46 م]ـ
الإخوة الزملاء الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام والجميع بخير
جميعكم وجميعكنّ أفاضل وفضليات،وهذا الجهد العظيم من كم نريد أن يكون لنا ذخرا وزادا يستفيد منه الجميع،وخاصة الذين يحبون المبارزة في الشعر 0
وبدلا من أن تتعب الأخت -جزاها الله خيرا - ويتعب الأخ كذلك في جمع هذه الحكم وبهذه الطريقة الموسوعية،وعندما أريد أن أستفيد منها أجد عذابا في مراجعتها كلها 0
هناك طريقة بسيطة ومريحة ومفيدة للمنتدى والجميع تتلخص في:
يشرف أخ او أخت في طرح مسابقة الحكمة حسب الحروف الألفبائية،ولكل يوم حرف فتجمع الحكم مثلا عن حرف الألف في ملف وهكذا بقية الحروف في كل يوم،وبالتصويت -ليزداد الالتصاق بالمنتدى - نختار أجمل حكمة-،فيسمّى صاحب الحكمة
حكيم الشهر في المنتدى،وهكذا بقية الشهور وبنفس الطريقة 0
وبهذه الطريقة البسيطة يتكوّن للمنتدى لكل لحرف من حروف اللغة العربية ديوان يستفيد منه جميع الزملاء والضيوف،وهذا إنجاز للجميع وللسيد محمد التويجري 0
فما رأيكم؟ بارك الله في شهركم الفضيل وفي حبكم للمنتدى 0
ـ[رمضان]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 06:11 ص]ـ
الإخوة الزملاء الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام والجميع بخير
فما رأيكم؟ بارك الله في شهركم الفضيل وفي حبكم للمنتدى 0
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
وأنتم بألف خير
وهل لنا بعد قول أخينا الكريم غسان قول
أفكار مستنيرة واقتراحات راقية
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 02:57 م]ـ
السلام عليكم:رأي سديد وفكرة نيرة أخي أرجو العمل عليها سريعا.(/)
الغوث يا أهل الأدب والبلاغة والنقد
ـ[المسافر1]ــــــــ[04 - 12 - 2004, 06:37 م]ـ
أريد تحليلاً أدبياً تبرز من خلاله الجوانب البلاغية والفنية والصور البديعية وذلك من خلال شرح قصيد (رسالة في ليلة التنفيذ) للشاعر هاشم الرفاعي والتي مطلعها
أبتاه ماذا قد يخط بناني والحبل والجلاد منتضراني
تكفون بحث تخرج ولم أجد تحليل للقصيدة وذلك من خلال
1الأفكار والمعاني
2 الألفاظ
3 الأساليب والتراكيب
4 الصور والخيال
5 العناصر التراثية
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 12:27 ص]ـ
أعانك الله أخي المسافر1.
كم كنت اتمنى أن أجد الوقت الذي يكفي لتحليل القصيدة.
ولكني بحثت في الشبكة عن تحليل كامل لها ولم أجد سوى هذا الرابط وهو لـ محمد القوصي، والكاتب أورد مقارنة بين قصيدة الرفاعي، وقصيدة الشاعر شكر مصطفى:
رسالة في ليلة النصر ( http://www.almaqreze.com/Munawaat/Resala_fe_lelt_naser.htm)
ومن الكتب أخي الكريم: لا يحضرني سوى كتاب واحد، وأظنه سوف يغنيك، وهو كتاب للدكتور: محمد الشنطي، واسم هذا الكتاب: في الأدب الإسلامي، سوف تجد في هذا الكتاب تحليلا كاملا لقصيدة الرفاعي، أتمنى أن تستفيد منه.
مع تمنياتي لك بالتوفيق.
ـ[المسافر1]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 12:21 م]ـ
مشكور أخي وحي اليراع على ما بذلته من جهد وأجو من الله أن يجعله في ميزان حسناتك(/)
سؤالان
ـ[رفيع الشان]ــــــــ[06 - 12 - 2004, 10:13 م]ـ
- أيِّد الفكرة الآتية بالشرح, والمثال, والدليل (المقصود بالدليل الشواهد الأدبية من قرآن, أو حديث, أو شعر, أو مثل ... ):
بالعلم والإيمان نحقق كل ما نصبو إلي
السوال الثاني
اكتب رسالة ودية إلى أهلك (أو إلى واحد منهم) تبثهم أشواقك, وتُعْلمهم أخبارك, وتسأل عن أحوالهم
ملاحظة مهمة: أخي الطالب ينبغي أن تراعي في كتابة هذه الوظيفة الأمور التالية:
1 - ما جاء في كتابك المقرر الأساس والتحرير الكتابي من عناصر كل موضوع مطلوب.
2 - اجتناب الأخطاء النحوية والإملائية
3 - استعمال علامات الترقيم، ومراعاة الناحية الشكلية في كتابة الفقرة.
ـ[يعقوب]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شخص يرى لنفسه هدفاً يروم إليه، لا بد له من أدوات ووسائل تمكّنه من تحقيق ذلك الهدف.
والعلم هو من أهم تلك الوسائل، ومن دونه يكون التوجه أعمى ولا يصل إلى المبتغى. فهو الذي يحدد الطريق الذي على الشخص سلوكه لتحقيق الآمال وهو الشجرة التي إذا أثمرت اتت بالأعمال المناسبة للهدف.
وإذا كان العلم هو الموجّه للشخص، فالإيمان هو وقوده الذي يدفعه للهدف. فالعلم يوجِّه والإيمان يحفِّزه. وإذا فقد الإيمان فقد الدافع، فَرَكَدَ، والمياه الراكدة سرعان ما تصبح آسنة.(/)
سؤال عن شاعر إسلامي يكثر عنده التناص الديني
ـ[حسان]ــــــــ[06 - 12 - 2004, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن شاعر إسلامي حمل القضية الفلسطينية هما وأملا وهدفا في حياته الشعرية، بيد أن من أهم خصائص أسلوبه التناص ولاسيما التناص الديني؛ وذلك لرسالة الماجستير في الأدب ولكم الشكر.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 06:43 ص]ـ
أخي الحبيب حسان وفقه الله
قد رأيت سؤالك ولكن لم أفهم معنى التناص الديني! فتركت الجواب لعل أحد الأعضاء يتفضل بالجواب فأفهم المقصود بالتناص الديني. ولا أخفيك أنني أكره هذه العبارات الغامضة في الأدب، ولم أجدها في دواوين الأدب الكبار التي تخرج عليها أدباء العربية، ولا أجدها إلا في كتب أناس من المعاصرين لم يعرفوا بأدب ولا جزالة ولا أسلوب وإنما هي مثل هذه العبارات الغريبة (التناص) (التوليد) (الاستميولوجي) ونحو هذه العبارات المبهمة. ولست أدري ما السبب في الكتابة بهذا الأسلوب! يبدو أن الغموض هدف من أهدافهم وليس البيان والله أعلم.
آسف للإطالة لكن الخلاصة أن ترك الجواب كان بسبب الجهل بمعنى التناص. ولوشرحت لنا ماذا تعني ربما فهمنا وعرفنا الجواب وفقك الله.
واسمح لي أخي حسان بهمسة: هل يعقل أن تكتب رسالة ماجستير هكذا عن شاعر حمل القضية الفلسطينة وكثر التناص الديني في شعره! أليس لك قراءتك الخاصة ما دمت طالب في هذه المرحلة؟ أين الاطلاع على الشعراء المعاصرين إذاً؟
يعني لو اقترحت عليك مثلاً شاعراً مثل الشاعر القدير الدكتور يوسف محي الدين أبوهلالة وهو أردني من معان وله شعر كثير في فلسطين وهو من أجزل الشعراء المعاصرين عبارة وأحسنهم ديباجة. لكن لا أدري هل يكثر عنده ما سميته التناص الديني أم لا؟ وهو جديربدراسة.
وهناك الشاعر أبي سلمى. لا أدري هلى درس أم لا وله قصائد جياد ولا أدري مشربه.
أسأل الله لك التوفيق والعون ولعلك تنير لنا بعض جوانب الفكرة التي تبحث عنها ونحن في الانتظار
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 10:33 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي فهمته من التناص ( intertextuality) أنه بمعنى التفاعل النصي الصريح مع نصوص بعينها واستحضارها استحضاراً واضحاً, وتضمينها في النص عن طريق آليات كثيرة ظاهرة, وأقل ظهوراً. وهو أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص سابقة عليها أو معاصرة لها، وهو قريب من فكرة الاقتباس والتضمين بالفكرة والجماليات، أو ما يُعرف بالسرقات الأدبية، وقد يدخل فيه المعارضات الشعرية، وإن كانت السرقات الأدبية تركز على البيت الشعري المجرد، بينما تأتي فكرة التناص من تصور للنص الشعري كاملاً، لكن لا يكون التناص قائمًا على اجترار النص الشعري الحاضر للنص الغائب، وإنما التجديد. على أنه يستقر في الذهن أنه لا يوجد نص بِكْر يخلو من الإحالة على نصوص سبقته، لكن ليس يقصد بالتجديد التحوير في الأبنية، وتغيير الجسد اللفظي للنص، وإنما تطوير النص من جميع النواحي، شكلاً ومضمونًا.
يقال إن أول من استخدم مصطلح التناص الناقدةُ الفرنسيةُ جوليا كرستيفا ( J. Kristeva) عام 1966م، قاصدة به " أن كل نص هو عبارة عن فسيفساء من الاقتباسات، وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى".
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالله
الآن بدأت أفهم الفكرة.
ـ[حسان]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 10:18 م]ـ
أخي الفاضل ابن هشام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماجعلني أطرح الموضوع في المنتدى أسبابا عدة لعل من أهمها الاستفادة من خبرات الأخوة المشاركين حيث أردت توسيع دائرة المشاركة، وتناقح الأفكار وتلاقحها بغية الوصول إلى رأي سديد مفيد، أما سبب اختيار الموضوع فيعود إلى أن أدبنا العربي زاخر بشعراء فطاحل ولكن طريقة عرض بضاعة هؤلاء الشعراء من جانب الدارسين تحتاج إلى إعادة نظر، ولاسيما في ظل النقد الحديث فعلى سبيل المثال لا الحصر التناص الديني يوجد بكثرة في أساليب شعرائنا ولكن عندما يناقش هذا الموضوع إما أن يناقش تحت مسمى المصادر التراثية وإما أن يكون نظريا وغالبا ما يعمد الدارس إلى المراجع المترجمة فيأتي الموضوع ممسوخا لا هوية له مما يعقد فهم التناص، هذه نقطة أما الأخرى فنحن في حاجة ماسة إلى مواكبة العصر فقديما كان هذا الموضوع يناقش في باب السرقات الأدبية والاقتباس والتضمين، لكن هذه المصطلحات أصبحت في منأى عن الدراسات الحديثة فأرى - وجهة نظر - أن تدخل إلى النقد الحديث من هذه الأبواب ونكلم الأخرين بلغتهم التي يفهمونها ولكن بهويتنا وروادنا وفكرنا، ثم نريد أن نعلمهم عن مدى تأثير أسلوب القرآن الكريم والحديث الشريف في أساليب شعرائنا فنحن لا يستجلب أساليبنا من الخارج بل من ثقافتنا ومن دستورنا، ولكنني ربما أخطأت عندما طرحت الموضوع دون تعريف للتناص الديني، فعذرا أخي الحبيب وشكرا على المداخلة، وهذا شرف لي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 02:26 م]ـ
الأخ الفاضل حسان ...
أنصحك بعمل دراسة عن شاعر الإنسانية المؤمنة "عمر بهاء الدين الأميري" فهو شاعر يستأهل بحق أن يكون مادة لدراسات عديدة وأن يلقى اهتماما من قبل الدارسين.
فشعره ذا بعد إسلامي وإنساني، مما حدا بالعديد من المنشدين، وخاصة الحلبيين، أن يهتموا به وبأدائه لما يحويه من معاني سامية. وقد أولى اهتماما بقضايا المسلمين وبالأخص القضية الفلسطينية.
ترجمة مختصرة للأميري:
http://www.odabasham.org/odaba/ta-odaba1.htm
وهذه ترجمة أوسع له بقلم فضيلة الشيخ القرضاوي:
http://www.islamonline.net/Arabic/famous/2002/06/article02.SHTML
خماسيات الأميري:
http://www.odabasham.org/odaba/ameeri-kh.htm
وهذه دراسة مختصرة لقصيدته "أب" وهي من أروع قصائده وأحبها لقلبي، خصوصا عندما أسمعها بصوت المنشد "أبو الجود":
http://www.islammessage.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1865(/)
وتستمر معاناة المعلم - قصيدة
ـ[الظامئ]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 10:27 ص]ـ
أهدي هذه القصيدة التي أعجبتني إلى أعضاء هذا المنتدى
وهى تتحدث عن معانة المدرسين
نجومُ الحُبِّ أَحيَتْ مِهرجانا = دَعَتْ لحضورهِ الشُّهُبَ الحِِسانا
على شَرفِ الأمينِ أَبي المعاليْ =تُبينُ به الفَخارَ وما أبانا
تَتيهُ بحسْنِ طلعتِه غيارى =تُحاذِرُ أن تغادِرَهُ افتتانا
فقلتُ: أكوكبٌ في الأرضِ عانى =تخيَّرتِ الكواكبُ أن يُصانا؟
وهل مَلِِكٌ تقيٌّ أم نبيٌّ =أمَ انَّهُ صانعُ التاريخِ كانا؟
فقلنَ: وليدُ طينٍ إنَّما قد =حَباهُ الله خُلْقاً ما حَبانا
يَفُضُّ حَشاهُ يزرعُها بنشئٍ =لتُزهرَ نرجساً أو أُقحوانا
هو الفادي بما ملكَتْ يداهُ =فؤاداً باتَ في فمِه لِسانا
أَصابعُهُ مناراتُ اللياليْ =فلم ترَ كفُّهُ للبذلِ شانا
فخُذْ بيديهِ وانظرْها برفقٍ =ترَ "الطُّبشورَ" قد حَفَرَ البنَانا
رويداً يبتني بدَناً سليماً =ونفساً حُرَّةً وحِجىً مُزانا
مع الأطفالِ لا عجَباً تَراهُ =يُصفِّقُ راقصاً آناً وآنا
عَلا قِممَ المكارمِ والعطايا =ومَنْ بِعُلاهُ مُبتَهجٌ سِوانا!؟
رأينا أن نُهنِّئَهُ بعيدٍ =فأَصعدناه نُغدِقُهُ هوانا
أَيُغْدَقُ ناحِتُ الأحجارِ شُكراً =وليس يُثابُ من يبني كَيانا؟
إذا صعُبَ الوفاءُ على مُريدٍ =فعندَ مُعّلِمٍ تَلْقاهُ هانا
فقلت: فديُتُكُنَّ دعوهُ نَجْماً =أخافُ عليه إن هَبَطَ الهوانا
أَفقْتُ يهُّزني صَخَبٌ قويٌّ =وإذْ بيْ عشتُ في الرُّؤيا زمانا
إلى "طوقانَ" أُقرئُهُ سلاماً =ولستُ أظنُّهُ يوماً هجانا
قَلا "التعليمَ" يهجوُه طويلاً =أَجرّبَ غيَر عامٍ ما كوانا؟
إلى الزملاءِ معذرةً لأني =سأرفعُ عن مكابِدِنا الكَنانا
لكمْ عانيتُ مِنْ وَلدٍ بَليدٍ =أُوَضِّحُهُ السؤالَ فما استبانا
أقولُ: بُنيَّ!! ... يا روحْيِ وَعيْني =أَبوكَ ابتاعَ أَدْياكاً سِمانا
بألْفٍ سَدَّدَ الثُّلُثينِ نقْداً =وثُلْثٌ مُؤْجَلٌ، فكمِ استدانا!؟
يُقطِّبُ حاجبيهِ مُرادَ حَلِّ =ويبلعُ ريقَهُ فَعَساهُ لانا
ويفرُكُ فَرْوَةَ الرأس اهتبالاً =لعلَّ الحَلَّ في الشَّعْرِ استكانا
وَيقذِفُ شارداً رقَماً مخيفاً =يَكادُ يَهُدُّ حاصلُهُ المكانا
فأُطرِقُ ضارباً كفاً بكفٍ =وأَضْرَعُ: يا مُغيثُ أَلا ترانا؟
ومِنْ مُتمارضٍ لم يقوَ مشْياً =برفقةِ طالبينِ قدِ استعانا
على كتفيهما اتكأَتْ يداهُ =يكادُ يَخِرُّ بينهما مُهانا
وَجفنَاه قدِ انفتَحا قليلاً =تخالُ بناظريهِ الحَتْفَ حانا
فتمتمَ لاِهثاً: إنيْ مريضٌ =فقلتُ: شُفيتَ ما بِكَ؟ .... ما عسانا؟
وبيْ ممّا بهِ ريبٌ دفينٌ =تساوينا على رَيْبٍ كلانا
وقلتُ: إذن سأُرْكِنُهُ عسى أَنْ =يَمَلَّ فربما خَسِرَ الرِّهانا
وكابَرَ في تمارضهِ طويلاً =كَأَنْ رامَ الدَّعيُّ ليَ امتحانا
ولمّا أَنْ مَلَلْتُ أَذِنْتُهُ إذ =بهِ قد كَرَّ تحسَبُه حِصانا
إلى الباب العتيدِ يَهُمُّ فتحاً =كقِطٍّ غانمٍ في الأَسْرِ عانى
وحيثُ يُعارِكُ المِزْلاَجَ عَرْكاً =ومِن إنفاذِ حيلَتِهِ تدانى
مُجيلاً طَرْفَهُ المِِزْوَرَّ نحوي =يَشِفُّ لعلَّ حَدْسِيَ فيهِ خانا
صرخْتُ عليه: قِفْ وتعالَ فَوْراً =فعادَ يشُدُّ لِِلْقََدَمِِ العِنانا
يُقدِّمُ خُطوةً ويُعيقُ أُخرى =يَجُرُّ إليَّ خيبتَهُ مُدانا
وكَرَّ لِصَفِّهِ يُغضي حياءً =لِما فعلت يَداهُ وما استهانا
وآخرُ شاءَ دفنَ أخيه حيّاً =أتى وأساهُ تلحظُهُ عِيانا
يُحمِّرُ صفحَتيْ خدّيهِ دمْعٌ =يكاد يفِرُّ ناظرُهُ احتِقانا
ومسَّحَ دمعَهُ بقفا يديهِ =وطأطأَ حيث فينا الصّمْتُ رانا
فَقلتُ: بُنيَّ خَفِّفْ عنكَ، ماذا =بكاؤك؟ قال: مِنْ قَدَرٍ دهانا
فعصرَ الأَمسِ في جمعٍ غفيرٍ =إلى مثواه شَيَّعْنا أخانا
قضى في أرضِ لبنانٍ شهيداً =يُذيقُ الموتَ محتلاّ جبانا
وإِنَّ لِوالدِيَّ عليَّ حَقَّاً =بأنْ أرعى شُؤونَهما زَمانا
وخمسةُ إخوةٍ ريعوا صغاراً =بيَ التمسوا الرعايةَ والحنانا
وأَجْهَشَ يَسْتدِرُّ، فَكِدْتُ لولا =ظُنوني أَنْ يَكونَ معاً بُكانا
وما شهدت عيونيْ قطُّ دمعاً =هَمى يختارُ صاحبُهُ الأَوانا
فقلت له: فطِبْ شَرَفاً وفخراً =لأَدعو الله يُدخِلُهُ الجِنانا
ولبيّتُ الفجيعَ قضاءَ وقتٍ =مع الأهل المصابينِ الحَزانى
وطال غيابُه فرأيت أني =أَجدَرُ أن أَخُطَّ لهُمْ بيانا
ويوماً جاءني رجلٌ رزينٌ =بجانبه احتمى خَجِلاً فتانا
وناولني البيانَ وراحَ غَيْظاً =يُسَدِّدُ للفَتى نَظَراً سِنانا
وقالَ: وصلتُ مِن لبنانَ تَوَّاً =ويؤسفني غيابَ أَخٍ توانى
وإذ بأخيهِ حَيّاً جاء يسعى =صَحيحاً، لا "غُبارَ" عليه بانا
مديرٌ حازِمٌ وأخٌ هصورٌ =وقد ضحِكَ الشقيُّ على لِحانا
لواحدِ كُمْ مِنَ الأَفلاذِ خَمسٌ =يُهَيِّئُ في سياستِهم مِرانا
ونحن بألفِ محبوبٍ "شقّيٍ" =عصينا مرةً فبهِمْ رمانا
سألتُ المجدَ مَنْ سَوّاكَ مجداً =ومَنْ خَلاّك ذا قَدْرٍ مُصانا؟
تتيهُ مع الكواكبِ مُسْتفِزّاً =عنانا مِنْ أمورِكَ ما عنانا؟
تُقصِّرُ عن تطاولِكَ الأماني =وتصعُبُ إذ تُراوِدُكَ احتِضانا؟
فقال: معلِِّمٌ مَلَكَ السجايا =سأبقى الدَّهرَ أشكُرُهُ امتنانا
منقولة من موقع الساخر(/)
قصيدة ابن خفاجة في الاعتبار
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 10:19 م]ـ
قال ابن خفاجة في الاعتبار:
بعيشكَ هل تدري أهوج الجنائب ... تخبّ برحلي أم ظهور النجائبِ
فما لحْت في أولى المشارق كوكبا ... فأشرقت حتى جبْت أخرى المغارب
وحيدًا تهاداني الفيافي فأجتلي ... وجوهَ المنايا في قناع الغياهب
ولا جارَ إلا من حسام مصمم ... ولا دارَ إلا في قتود الركائب
ولا أنسَ إلا أن أضاحك ساعةً ... ثغورَ الأماني في وجوه المطالب
بليل إذا ما قلت قد باد فانقضى ... تكشّف عن وعدٍ من الظن كاذب
سحَبت الدياجي فيه سودَ ذوائب ... لأعتنق الآمال بيضَ ترائب
فمزّقت جيبَ الليل عن شخص أطلس ... تطلّع وضاحِ المضاحك قاطب
رأيت به قِطعًا من الفجر أغبشًا ... تأمّل عن نجم توقَّد ثاقب
وأرعنَ طماح الذؤابة باذخ ... يطاول أعنانَ السماء بغارب
يسدّ مهبّ الريح عن كل وجهة ... ويزحم ليلا شهْبه بالمناكب
وقورٍ على ظهر الفلاة كأنه ... طوالَ الليالي مطرق في العواقب
يلوث عليه الغيم سودَ عمائم ... لها من وميض البرق حمر ذوائب
أصخْت إليه وهو أخرس صامت ... فحدثني ليلَ السّرى بالعجائب
وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك ... وموطن أواه تبتلَ تائب
وكم مرّ بي من مدلج ومؤوب ... وقال بظلي من مطيّ وراكب
ولاطم من نكب الرياح معاطفي ... وزاحم من خضر البحار جوانبي
فما كان إلا أن طوتهم يد الردى ... وطارت بهم ريح النوى والنوائب
فما خفق أيكي غيرَ رجفة أضلع ... ولا نَوْح ورْقي غيرَ صرخة نادب
وما غيّض السلوان دمعي وإنما ... نزَفْت دموعي في فراق الأصاحب
فحتى متى أبقى ويظعن صاحب ... أودّع منه راحلا غير آيب
وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا ... فمن طالع أخرى الليالي وغارب
فرحماك يا مولايَ دعوةَ ضارع ... يمد إلى نعماك راحةَ راغب
فأسمعَني من وعظِه كل عبرة ... يترجمها عنه لسان التجارب
فسلّى بما أبكي وسرَّى بما شجا ... وكان على ليل السرى خيرَ صاحب
وقلت وقد نكبت عنه لطِيةٍ ... سلام فإنا من مقيم وذاهب
ـ[سامح]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 12:28 ص]ـ
ماأعظم هذا الحضور لابن خفاجة
وقصيدته البائية
التي خلدته
كما شعر هو بالضيق من الخلود ..
بعدما رأى كل من حوله قد تخلى عنه وغاب ..
هل أبدع ابن خفاجة لأنه ركب قصيدته تركيباً خيالياً فريداً
هل لأنه عرف كيف يختار الشبيه
فخلد إليه ونسي نفسه التي أنطقته
فراح يصف الجبل .. ويملأه شعوراً؟؟
هل لأنه رسم لوحة كاملة بأبياته
أم لأنه كان صادقاً فقط ..
وكان شفافاً ..
كان أندلسياً تسكنه روح الأندلسيين
أحسبه كان ابن خفاجة وكفى
كان روحاً أبت إلى أن تتفرد
وتركن إلى الخلود
متمردة عليه
ومستميتاً هو للسكن بداخلها ..
شكراً لك سمط اللألئ
شكراً لهذا الانتقاء
شكراً لهذا الحضور
بوركت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 02:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
أشكر للأستاذ " سامح " مروره الطيب، وتعليقه الجميل ...
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 02:06 م]ـ
FF66FF
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 02:07 م]ـ
السلام عليكم .................
مشكورين على الإبداعات الجميلة: D ...(/)
الشعر ـ إعلام واتصال ـ دعوة لاستذكار الماضي ومشاركة الجميع
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 12:17 ص]ـ
للشعر في حياة العرب أثر كبير
وفي حياة القائل نفسه علامات لا يمحوها الزمن
وله قوة واضحة جعلته عاملا مؤثرا في الحياة السياسية والاجتماعية لقومه
وكان لبعض ذاك الشعر تأثير يرفع به القوم
أو يخفضهم
أو يحفظ الأمير أو يمهد لزواله
الشعر عند العرب كان أداة إعلام
ورسائل اتصال وتواصل بين القبائل
هل يمكن أن نجمع بعض الأمثلة من أولئك الشعراء ذوي الأثر الكبر في حياة أمتهم ونعرف ماذا قالوا وكيف كانت نتائجه؟(/)
اختكم محتاجه لكم
ـ[طالبه]ــــــــ[08 - 12 - 2004, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوه والأساتذه الكرام في منتدى الفصيح ربي يخليكم على منتداكم الرائع والمفيد
ولاني طالبه وكلفي الدكتور بعمل بحث وقمت بالبحث في الانترنت ولم استطيع الجأاليكم اساتذتنا الكرام ان تفيدوا ان امكن ربي يخليكم وباسرع وقت ممكن لان الفتره قصيره جدا وخايفه اعاقب لعدم القيام بالبحث ارجوكم المساعده ربي يحفظكم
وعنوان البحث عن احد الشعراء في العصر العباسي.
متحدثا عن غرض من أغراض الشعر عند الشاعر نفسه (الحماسه - الرثاء- الغزل - المدح - الهجاء)
وبحيث ان تكون المراجع خمسه مع ذكر المرجع ورقم الطبعه واسم المؤلف.
وان يكون في عشة اوراق.
جزاكم الله خير اخوني ساعدوني
اختكم طالبه
ـ[ابن هشام]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 12:01 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة فقد أكثرت الدعاء وألححتِ في السؤال ونسأل الله لك التوفيق.
أقترح عليك أن يكون بحثك بعنوان: الرثاء عند المتنبي.
وتقومين بارك الله فيك بتخصيص البحث عن قصيدتين فقط من قصائد المتنبي:
الأولى: قصيدته في رثاء خولة أخت سيف الدولة التي مطلعها:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب = كناية بهما عن أشرف النسب
والثانية: قصيدته في رثاءجدته هو التي قال في أولها:
ألا لا أري الأحداث مدحاً ولا ذما = فما بطشها جهلا ولا صفحها حلما
وهاتان القصيدتان كما تلاحظين في رثاء النساء الأولى بعيدة النسب عنه وقيل أنه كان يجلها ويحبها دون أن يصرح بذلك. والثانية قالها في رثاء جدته التي ربته ورعته.
وهاتان القصيدتان لو قرأتيهما فقط قراءة جيدة لا ستفدت كثيراً من الأدب واللغة.
ويمكنك الاختصار في التعريف بالمتنبي وترك بقية البحث للوقوف مع الصور الجميلة في القصيدتين.
وبما إنك في كلية من الكليات لقولك أن الدكتوركلفك بالبحث فأقترح لك العودة للمراجع التالية:
- ديوان المتنبي بشرح البرقوقي فهو أنسب لك إن شاء الله. وإن شئت الرجوع لشرح الواحدي فهوحسن جداً.
- الأدب في العصر العباسي للدكتور شوقي ضيف فقد شرح فيه خصائص لشعر المتنبي وذكرما يفيدك.
- المتنبي لمحمودمحمد شاكر فهورائع ولكن أخشى عليك منطوله فإن شئت رجعت إليه وإلا فعودي إليه مستقبلاً للفائدة.
- الكتب التي ترجمت للمتنبي وهي كثيرة جداً وأخشى أن أحدد لك كتاباً فأشق عليك. وهدفي أن أكمل لك خمسة مراجع فقط. ولعل الإخوة يضيفون ما ينفعك.
وهذا كله مجرد رأي إن أخذت به فبها وإلا فالرأي لك. ولا يمكن التفصيل في المنتدى أكثر من ذلك. وإنما نكتفي هنا بالدلالة والإرشاد بقدر الوسع.
ـ[يعقوب]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجدين هاتين القصيدتين مع شروحهما هنا
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب = كناية بهما عن أشرف النسب
http://almotanaby.ajeeb.com/kased.asp?Id_art=238
ألا لا أري الأحداث مدحاً ولا ذما = فما بطشها جهلا ولا صفحها حِلْما
http://almotanaby.ajeeb.com/kased.asp?Id_art=103(/)
عاجلا أرجوكم
ـ[بسمه ابراهيم]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أريد عاجلا من فضلكم بعض الفروق فى المبادئ العامة بين مدرسة
البعث والاحياء (الكلاسيكيه)
ومدرسة التجديد (الرومانسيه) فى الادب العربى
أرجوكم أحتاجها جدا وعاجلا
ولكم منى جزيل الشكر
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[09 - 12 - 2004, 11:59 م]ـ
أهلا بالأخت بسمة:
أهم الفروق بين المدرستين: أن مدرسة الإحياء والبعث، هي مدرسة تتبع الشعر العربي القديم، ونماذجه الرفيعة،وطريقة بناءه، فهي مدرسة إتخذت من الشعر القديم أستاذا وقدوةً لها فنجد فيها:
محاكاة الأقدمين، وتعدد الأغراض في القصيدة الواحد، والعودة إلى المعجم اللغوي القديم، ومتانة التراكيب، والإعلاء من شأن العقل، والإعتماد على الصنعة، ... وغير ذلك.
أما المدرسة الرومانسية، أو الرومانتيكية، أو الرومانطيقة، فهي على النقيض من الأولى، لذلك نجد فيها الثورة على القديم ونبذه، والإتجاه إلى التجديد، والخفض من شأن العقل، وإعلاء الخيال، والموضوع الواحد في القصيدة الواحدة، وضرورة إتخاذ الشعر وسيلة للتعبير عن الذات.
لذا لم تقيد الرومانسية نفسها بالمبادئ الفنية، كم فعلت الكلاسيكة، بل هي متطورة وساعية إلى التجديد.
من شعراء الكلاسيكية:
أحمد شوقي، والبارودي، وحافظ إبراهيم، وإسماعيل صبري ... وغيرهم.
من شعراء الرومانسية:
عبد الرحمن شكري، والعقاد، والمازني.
ـ[بسمه ابراهيم]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 03:56 م]ـ
أاشكرك أخى وحى اليراع فقد كنت بحاجه اليه وقد ساعدتنى بكلامك كثيرا
جزاك الله كل خير أخى(/)
قصيدة لرواد الحداثة
ـ[حسان]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى رواد الحداثة مع التحية
أرواد الحداثة رمت نصحا ## وتذكيرا وتقويما ورشدا
لنا القرآن دستور وهْدي ## بغير الآي لا نسمو ونهدى
لنا في سنة الهادي معين ## شربنا الكأس من ذكراه شهدا
أرواد الحداثة ذا سؤال ## ونبغي من ذوي الأفهام ردا
إذا ولد القصيد بغير أم ## ولم نعرف له عما وجدا
ولم ينشأ عزيز الجنب فينا ## ولم يرضع حليب الضاد شهدا
ولم يرفل على أنغام بحر ## قوافيه تهز النفس وجدا
إذا ترك القصيد عمود شعر ## وقافية وبحر الشعر عمدا
ولم يمخر عباب الشعر لما ## رأى الأمجاد تهوي فاستعدا
ولم يعزف على أوتار جرح ## جبين الحر من مرآه يندى
فهل هذا قصيد أم تراه ## على التحقيق تخريفا وهدا؟:::(/)
تأملات خاصة في شوارد الأبيات
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 05:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مر علي زمن اشتغلت فيه بالأدب والشعر، وحرصت على جمع دواوينه مهما كلفني ذلك من المشقة والمال، حتى تحصل عندي بفضل الله عدد كبير من دواوين الشعراء في طبعاتها الأصلية الرائقة، وكنت أقضي ليالي طوال أقرأ في هذه الدواوين لا أمل ولا أكل ولا سيما دواوين الشعر الجاهلي إذ فيها شواهد اللغة والنحو، ومنها يتعرف على أساليب العرب، وكلما مر يوم زادت قناعتي بتفوق شعر الجاهلية على غيره، وصدق رأي أبي عمرو بن العلاء وابن الأعرابي وغيرهم في تقديم شعر المتقدمين على غيره، لجزالته وأصالته.
وبالأمس كنت أقرأ في هدأة الليل بعد أن أخذ الكرى بمعاقد أجفان أهل الدار، في كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة، في طبعته الأولى التي طبعتها دار الكتب المصرية وقام عليها الأديب المحقق أحمد زكي العدوي. فكنت أهتز من بديع ما أقرأ وجماله، وأعجب كيف اهتدى هذا الشاعر إلى ذاك المعنى الشارد، وأقول في نفسي: ما ذكر الناس هذا الشاعر إلا لمعرفتهم ببعد غوره في أمثال هذه المعاني التي يقتنصها كما يقتنص الصياد الماهر الصيد النافر. وقلت في نفسي لماذا لا أجعل لي زاوية أكتب فيها بحسب تيسير الله ما يعن من مثل هذه الأبيات، مع التعليق عليها بما يفتح الله، ولعلي لا أعدم أخاً أديباً أوأختاً أديبة تستحسن ما استحسنت أو تعارضه فنستفيد جميعاً. وهذا أول الأبيات:
البيت الأول:
يقول الشاعر يصف أخاً له:
إذا كان إخوان الرجال حرارةً = فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ
لنا جانب منه دميث وجانب=إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ=كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
والأبيات في عيون الأخبار لابن قتيبة رحمه الله 3/ 5 كتاب الإخوان
والشاهد عندي البيت الثالث، والأبيات غير منسوبة لشاعر. وأعجبني تصويره لما يعتري أخاه عند المكارم والبذل والندى من الهِزَّة والأريحية للبذل، ثم أعجبني جداً تشبيهه لهذه الهزة باهتزاز الغصن الرطب عندما يهزه البارح من الهواء. فتخيلت ذلك الغصن الرطب في تلك الشجرة المورقة الخضراء من الهواء العليل، ثم تخيلت أخاه الكريم الذي يشبه هذا الغصن في أريحيته وهو معنى دقيق لذيذ ذهب بي الفكر عند قراءة البيت كل مذهب، وأغلقت الكتاب وأخذت أعجب من هذا المعنى الشارد كيف حالف هذا الشاعر المبدع، وعجبت أكثر من ذلك الأخ الكريم النبيل الجواد الذي استحق أن يقال فيه هذا البيت الرائق وأخذت أكرر الأبيات حتى حفظتها.
وأقول أخيراً: ربما لا يستحسن غيري ما استحسنت، وربما كنت في حالة شعورية جعلتني أستحسن هذا البيت، ولو قرأتها في غير هذا الوقت لما كان له ذلك الأثر. أقول: ربما.
ولكن أختم برجاء ممن يقرأ هذا من أحبتي الشعراء أن يتأملوا معاني المتقدمين وعمقها، ويحاولوا المحاكاة فإن هذا باب شريف من الأدب واللغة ينفع الله به من يسلكه في عقله ولغته وأدبه.
اللهم وفق الجميع لما تحب وترضى، وارحم ابن قتيبة وجميع علمائنا الأجلاء.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 12 - 2004, 06:52 م]ـ
الأستاذ الأكرم ابن هشام ابن بجدتها:
لَكَمْ فكرت كثيرًا في ابن هشام والشعر العربي. وابن هشام والشاهد الشعري، وبالجملة ابن هشام والشِّعْر. متى ينثر عطره في أريج مربع الفصيح، وهاهو اليوم يكحل مآقينا بهذا الموضوع الرائع، ومن عيون دواوين الأدب والشعر القديم. أما عيون الأخبار، فعلى حين غفلة منك، وصلني بخلته، فسامرني أيامًا، لم أعرف فيها مللاً، وقيّدت منه كُنّاشات وقراطيس، أعز عندي من بعض الكتب، وكذا كان الشأن مع العقد الفريد، فهما معين ثرّ، وينبوع زلال.
من بديع قول الصريع:
جَعلنا عَلاماتِ اْلمَوَدَّةِ بَيْننا ** مَصايِدَ لَحْظٍ هُنَّ أَخفى من السِّحْرِ
فأعرفُ فيها الوَصْلَ في لِينِ طَرْفِها ** وأعرِف فيها الهَجْرَ في النَظَرِ الشَّزْرِ
ـ[ابن هشام]ــــــــ[11 - 12 - 2004, 03:20 ص]ـ
أخي الكريم خالد الشبل: حفظك الله، وما أجدرك بأبيات ذلك الشاعر، فنعم الأخ أنت.
البيت الثاني:
قال المهذب بن الزبير:
يا ربعُ أين ترى الأحبة يَمَّمُوا = هل أنجدوا من بعدنا أم أتهموا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نزلوا من العينِ السوادَ وإنْ نأوا = ومن الفؤاد مكانَ ما أنا أكتمُ
رحلوا وفي القلبِ المُعنَّى بعدهم=وجدٌ على مَرِّ الزمان مخيمُ
وسروا وقد كتموا المسيرَ وإنما = تسري إذا جنَّ الظلامُ الأنجمُ
وتعوضت بالإنس روحي وحشةً=لا أوحش الله المنازل منهمُ
لولاهم ما قمت بين ديارهم=حيران أستاف الديار وألثمُ
لا تبعثوا لي في النسيم تحيةً = إني أغار من النسيم عليكم
إني امرؤ قد بعت حظي راضياً=من هذه الدنيا بحظي منكم
فسلوت إلا عنكم، وقنعت = إلا منكم، وزهدت إلا فيكمُ
ما كان بعد أخي الذي فارقته = ليبوح إلا بالشكاية لي فمُ
وهي قصيدة بديعة صادقة، وخير الشعر أصدقه لا أكذبه. والمهذب شاعر مطبوع، وأعجب من عدم شهرته بين أهل الأدب في زماننا، وقد رويت له يوماً بعض قصائده في مجلس من مجالس الأدب، فلم أجد أحداً يعرفه أو سمع به، وجلهم من الأدباء والمتأدبين. وسارع بعضهم بعد ذلك إلى ديوانه فابتاعه، وأخبرني أنه شاعر مغمور على جزالة شعره وقلته. وما اشتهر بعض الشعراء في زماننا وقبل زماننا إلا لكثرة شعرهم، وإن خف وزنه عند أهل النقد، وصيارفة الشعر.
وقديماً قال أبو العتاهية - وهو من المكثرين من الشعر - لمسلم بن الوليد صريع الغواني - (الصريع) كما سماه أخي الدكتور خالد الشبل وفقه الله -، قال له يوماً: لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً لفعلت!
فقال له مسلم بن الوليد وهو من الشعراء المتقدمين: والله لو كنت أرضى أن أقول مثل قولك:
الحمد والنعمة لك = والملك لا شريك لك
لبيك إن الملك لك
لقلت في اليوم عشرة ألاف بيت، ولكني أقول:
موفٍ على مُهَجٍ في يوم ذي رَهجٍ= كأنه أجلٌ يسعى إلى أملِ
ينالُ بالرفق ما يعيا الرجالُ به=كالموت مستعجلاً يأتي على مَهَلِ
يكسو السيوفَ نفوسَ الناكثينَ به = ويجعلُ الهامَ تيجانَ القنَا الذُبُلِ
لله من هاشمٍ في أرضهِ جبلٌ=وأنت وابنكَ ركنا ذلك الجبلِ
قال ابن هشام: صدق مسلم في قوله، فإن قوله هذا يرجح بكثير من قصائد أبي العتاهية رحمهما الله وغفر لهما. ومن أراد تنقيح شعره، والنظر في مبانيه ومعانيه وقوافيه لزمه لذلك وقت طويل، وقديماً سمي بعض الشعراء بعبيد الشعر لكثرة تنقيحهم للشعر، كزهير وأضرابه من الفحول الكبار. وقد تكلم العلماء في هذا وأكثروا.
قال ابن هشام: الشاهد عندي من أبيات المهذب بن الزبير هو البيت الثاني، حيث أعجبني في بيته ثلاثة معاني:
أولها: قوله نزلوا من العين السواد، وسواد العين أغلى ما فيها، فأحلهم فيه.
الثاني: استدراكه على قوله هذا بقوله: وإن نأوا. فقد جاء هذا الاستدراك في غاية المودة والصدق والوفاء، فحتى وإن ذهبوا فمحلهم سواد العين. ولله ذلك الحب الصاق، وهو يعني أخاه الوزير فيما يقولون ولعلكم ترجعون إلى قصته وترجمته في مظانها وسأخبركم بها.
الثالث: قوله: ومن الفؤاد مكان ما أنا أكتم.
أي أنه أنزل أحبابه في المكان الذي يستودع فيه أسراره ويكتمها. فهل تعلمون أين هو هذا المكان؟ وهل يعلم أحدكم مكاناً أخفى من هذا المكان تكون فيه المحبة؟ أما أنا فلا أعلم أحصن ولا أدق من هذا الموضع، وقد استحسنت هذا المعنى للمهذب وقادني هذا البيت إلى البحث عن شعره وتتبعه، ورب بيت قاد إلى ديوان. ورب قصيدة زهدتك في مكان أو زمان أو إنسان!
تجدون ترجمة وافية للمهذب بن الزبير واسمه الحسن بن علي بن الزبير، توفي سنة 561هـ وقد جمع شعره وحققه الدكتور محمد عبدالحميد سالم وطبعته دار هجر بالقاهرة عام 1409هـ
كما تجدون ترجمة له في معجم الأدباء 9/ 47 من طبعة أحمد فريد رفاعي رحمه الله وهي طبعة بديعة مبنية على طبعة مرجليوث، وهي مشكولة جدير بكل أديب أن تكون في خزانته. وهي عندي خير طبعات معجم الأدباء ولا استثني طبعة إحسان عباس في دار الغرب.
وفق الله الجميع لكل خير. وإلى لقاء مع البيت الثالث هو على طرف الثمام!
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 06:35 ص]ـ
عليَّ أولاً أن أشكر لكم هذي التأملات في تلك الشوارد
والتي بلغت في نفسي مبلغ كل جميلٍ رقيق .. تصافحه روحي ..
حينما قبضت عيناي على جميل النبض هنا ..
لحظة جنح الفكر إلى حيث الأدب الرفيع .. والفكر النيّر ..
ما كان فوق .. براعة وتميّز في تلوين الفكرة .. والحرف .. حتى النزف الجميل .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمة دندنة تخترق كل تلك العصور .. لتقول: مازلتُ أعيش .. !
ثمة عزف تراقصت له الحروف ..
ثمة أقمار تحكي سر الخلود .. أقمار لا تأفل .. !
ثمة ورود تثرثر عن صورةٍ علِقتْ في الذاكرة ..
صورة قطرة ندى على خدِّ وردة .. !
ألا يبدو الفارق واضحاً فيما لو تبخّر ما سبق
عن تلك الفكرة الجميلة ... ؟!
نعم يا ابن هشام هكذا كانت حروفك وفكرتك النادرة ..
وهكذا أظلُّ دوماً يأسُرُني الجمال النادر .. فأظل مدينة
لتلك المساحة البيضاء التي خُلِقتْ في نفسي ..
أنا الآن هنا ..
وغير استبداد هذا الجمال فيَّ ..
جئتُ لرقيق دعوة عثرتُ عليها بين حروفك:
((ولعلي لا أعدم أخاً أديباً أوأختاً أديبة تستحسن
ما استحسنت أو تعارضه فنستفيد جميعاً))
فقد تكون صفحة يشتعل فيها النقاش
بعيداً عن كونها هي أو هو ... !
كما أُلاحظ في الفصيح ... !!
**
سأتأمل معكم .. رغم أنّي لستُ بشاعرة .. !
عموماً ..
ما أجمل الحروف حين قُلتَ:
(وقادني هذا البيت إلى البحث عن شعره وتتبعه،
ورب بيت قاد إلى ديوان.
ورب قصيدة زهدتك في مكان أو زمان أو إنسان!)
وهذا ما كنتُ أعجب له دوماً .. !
فكم من بيتٍ قادني لـ حياة .. تأريخ .. عمر .. وديوان أو حروف مشمسة!!
أعجبني كثيراً قول (الصريع) في رائيته،
كما أعجبني (المهذب بن الزبير) في ميميّته.
وفي الثاني .. وقفت كثيراً إزاء ما اختاره
الأستاذ: ابن هشام في تحليل:
نزلوا من العينِ السوادَ وإنْ نأوا
ومن الفؤاد مكانَ ما أنا أكتمُ
ياااه يا لجميلها ... !
قد رددتُها غير ساعة .. !
فخلدت في الذاكرة .. كشاهد جمال لذاك العصر ..
ثم ما أجمل ما تبعها من درٍّ:
رحلوا وفي القلبِ المُعنَّى بعدهم
وجدٌ على مَرِّ الزمان مخيمُ
وسروا وقد كتموا المسيرَ وإنما
تسري إذا جنَّ الظلامُ الأنجمُ.!!
ما ألذَّ الوجد على ذاك القلب المعنّى
ثم ما أحلى تخييمه على مرِّ الزمان .. !
ثم ياله من وصف ذاك الذي أعقبه .. !
سير .. بخفية .. ودعة ثمَّ ...
وصفٌ يقطرُ صدقاً .. ويشتعل رفعة ووهجا ... !
شدّني فيها ـ أيضاً ـ رائع المطلع الإنشائي.
هذا المطلع الذي ينزف حرقة ووجداً عليهم.
تُرى أيمموا نجد أم تهامة .. ؟!
يا لليلي بعد الظاعنين .. !؟
أدهشني:
النداء .. الضماءر المتلاحقة .. تأثير النون والميم المشدّدة .. !
اختيار: (القلب /المعنّى / وجدٌ / مخيّم) في بيتٍ واحدٍ تتلاحق أنفاسه عذوبة ..
وتزخر جنباته شوقا و وجعا ..
أنّى لي جمع الجمال فيها .. ؟
لاحظوا ذاك البيت .. الذي لو حاولنا نثره،
لملأنا خمس أسطر أو تزيد تعبيراً عن لواعج قلب .. !!
ومع ذا ما استطعنا التعبير بهذه القوّة التي كان لها ما كان
من التأثير والجمال في بيت شاعرنا بل في معظم أبياته .. !!
ولتكن لنا وقفة غير يسيرة هنا:
لولاهم ما قمت بين ديارهم
حيران أستاف الديار وألثمُ
ثم لنعقبها بـ:
لا تبعثوا لي في النسيم تحيةً
إني أغار من النسيم عليكم .. !!!
سأترك لكم محاورة الجمال في البيتين السابقين
فلن أستبدّ بهما .. لكم مساحة بيضاء
أثق بأنها ستفيض برائعهما ولا غرو ... !
شكراً ابن هشام ..
سأحفظها في قلب الذاكرة .. لتعبث بروحي
التي أضناها مثل هذا العزف ...
وأظن أنّها استقرت ... !
كما قال (المهذب) في بيتٍ يتيم:
بأيِّ بلادٍ غير أرضي أخَيِّمُ
وأىِّ أُناسٍ غير أهلي أُيَمِّمُ
وقال في بعض نتفه:
ورائِيَ أرضٌ ما بها مُتأخَّرٌ
أمامِيَ أرضٌ ما بها مُتقدَّمُ
فها أنا أختارُ النَّواءَ على الثَّوَى
ويكرهُهُ الرَّأىُ الذى هو أحزَمُ
وفي كلٍّ .. جمال وتميّز ...
فلله درك يا ابن هشام على هذه اللفتة الرائعة ...
وقد توصّلت لبعض ما قال:
بأيِّ بلادٍ غير أرضي أخَيِّمُ
وأىِّ أُناسٍ غير أهلي أُيَمِّمُ
ورائِيَ أرضٌ ما بها مُتأخَّرٌ
أمامِيَ أرضٌ ما بها مُتقدَّمُ
فها أنا أختارُ النَّواءَ على الثَّوَى
ويكرهُهُ الرَّأىُ الذى هو أحزَمُ
وقال:
ليت شعرى كيف أنتم بعدّنا
أَتُرى عندكمُ ما عندنا
**
بنتُمُ والشّوقُ عنَّا لم يَبِن
وظعنتُم والأسى ما ظَعَنا
قل لمسرورين بالبين وقد
شَفَّنا من أجلهم ما شَفَّنَا
لم يَهُن قطُّ علينا بُعدُكم
مثلما هانَ عليكم بُعدُنا
ولقد كُنَّا نُعزِّى النفسَ لو
كنتمُ قبلَ التّنائى مثلَنا
لم تُبالوا إذ رحلتم غُدوةً
أىَّ شىءٍ صنَع الدهرُ بنا
سهرت أجفانُنَا بَعدكمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فكأنَّا ما عرفنا الوَسَنا
سهرت أجفانُنَا بَعدكمُ
فكأنَّا ما عرفنا الوَسَنا
لا رأت عينٌ من بعدكم
غيرَ فَيضِ الدمعِ شيئاً حسناً
واخدعوا العينَ بطيفٍ مثلما
تخدعُ القلبَ أحاديثُ المُنى .. !!
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 06:44 ص]ـ
البيت الثالث:
وَعاذلةٍ هبّت بليلٍ تلومني
عَلى الشوقِ لَم تمح الصبابةَ مِن قَلبي
فما لي إِن أحببت أرضَ عَشيرتي
وَأَبغضت طرفاء القصيبة من ذنبِ
فَلَو أنّ ريحاً بلّغت وحي مرسلٍ
حفيٍّ لناجيت الجنوب على النقبِ
فَقلت لها أدّي إِلَيهم رِسالتي
وَلا تخلطيها طالَ سعدك بالتربِ
فَإنّي إِذا هبّت شمالاً سَألتها
هَلِ اِزدادَ صدّاح النميرة من قربِ
وجيهة بنت أوس الضبية
شاعرة جاهلية.
لها شعر في الشوق والحنين إلى الأوطان.
...
ومن جميل ما أعجبني أيضاً:
أَلا عَلِّلاني قَبلَ نَوحِ النَوائِحِ
وَقبلَ اطِّلاعِ النَفسِ بَينَ الجَوانِحِ
وَقَبلَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ
إِذا راحَ أَصحابي وَلَستُ بِرائِحِ
إِذا راحَ أَصحابي بِفَيضِ دُموعِهِم
وغُودِرتُ في لَحدٍ عَليَّ صَفائِحي
يَقولونَ هَل أَصلَحتُمُ لأَخيكُمُ
وَما الرَمسُ في الأَرضِ القِواءِ بِصالِحِ
يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني
وَليسَ مَكانُ البُعدِ إِلا ضَرائِحي
هدبة بن الخشرم
? - 50 ق. هـ / ? - 574 م
هدبة بن الخشرم بن كُرز، من بني عامر بن ثعلبة
من سعد هذيم من قضاعة.
شاعر جاهلي فصيح من قبيلة عذرة وأمه شاعرة
هي (حية بنت أبي بكر بن أبي حية) وقد سماها التبريزي (ريحانة).
وفي الأغاني: كان هدبة راوية الحطيئة وكان جميل راوية هدبة.
وليس في المصادر الكثير عن حياته وشعره
إلا ما كان بينه وبين ابن عمه (زيادة) من المقاتلة
التي أفضت إلى سجنه وقتله صبراً.
وكان أول ما أثار الخصومة بينه وبين ابن عمه زيادة
بن زيد مراهنة بين حوط بن خشرم التي جرّت الحرب بين القبيلتين.
ثم ما إرتجَزه وأفحش به زيادة في أخت هدبة ثم ردّ
هدبة عليه بالتفحش بأخت زيادة .. ثم تقاتلا فقتل
هدبة زيادة فقبض عليه وسجن ثم حكم بتسليمه إلى
أهل المقتول ليقتصوا منه فقتلوه أمام والي المدينة.
آمل أن نجد قراءة لهذه الأبيات ..
سأنتظر ..
شكراً أستاذنا مرة ثانية ..
وآمل أنْ أكون قد وصلت لما ترمي إليه ..
* المرجع / الموسوعة الشعريّة ...
ـ[سلاف]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 07:41 ص]ـ
مثلُ هذا حُقّ له التثبيت ...
أجل مثلُ هذا يستحق التثبيتَ.
بارك الله فيك أستاذي الفاضل بما أوردت وبما علقت وبارك الله في الأخ خالد الشبل والأخت المستبدة بما أجادا نقلا وتعليقا.
بعثت مشاركاتكم جميعا في نفسي خواطر عدة:
1 - ذكّرتني ببيت أبي العلاء المعرّي
إن الجمال لفي شيئين مظهره = بيت من الشِّعْر أو بيت من الشَّعَر
2 - ذكرتني قصيدة:
ليت شعرى كيف أنتم بعدّنا = أَتُرى عندكمُ ما عندنا
بقصيدة تشاركها بعض ظلال المعنى والجو الشعوري العام، ذكرني بها أن القصيدتين من نفس الوزن (الرمل) والقافية (المتراكب - على اختلاف الروي) القصيدة: ليت للبراق عينا فيرى
وقد رأيت أن أثبتها هنا في معرض ذكر الشعر الجاهلي منقولة من منتدى كنت أتصفحه أنا وأخ وكريم من منتدى الفصيح.
http://www.arood.com/vb/showthread.php?threadid=348
http://www.arood.com/vb/showthread.php?threadid=348
3- كما ذكرني قول الأخت المستبدة:
أدهشني:
النداء .. الضماءر المتلاحقة .. تأثير النون والميم المشدّدة .. !
اختيار: (القلب /المعنّى / وجدٌ / مخيّم) في بيتٍ واحدٍ تتلاحق أنفاسه عذوبة ..
وتزخر جنباته شوقا و وجعا
بموضوعين من ذات المنتدى:
أورد رابطيهما هنا يتطرقان لارتباط المعنى ببنية اللفظ:
http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=59
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&postid=2523#post2523
4- البيت:
لا رأت عينٌ من بعدكم = غيرَ فَيضِ الدمعِ شيئاً حسناً
لعل هنا خطأ مطبعيا، ويستقيم وزنه بالقول
لا رأت عينٌ (إذن) من بعدكم = غيرَ فَيضِ الدمعِ شيئاً حسناً
أو
لا رأت عينايَ من بعدكم = غيرَ فَيضِ الدمعِ شيئاً حسناً
شكرا وإن كانت لا تقوم بواجب روعة ما قرأت.
ولي عودة بإذن الله إلى رقراكم فمن انتهل منه لا بد يعل.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 05:53 ص]ـ
البيت الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
هي رَامةٌ فخُذوا يَمينَ الوادي = وذَروا السيوفَ تَقَرُّ في الأَغمادِ
وحذارِ مِنْ لَحَظاتِ أَعْيُنِ عِيْنِها = فَلَكَمْ صَرَعْنَ بِها مِنْ الآسادِ
مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ = فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!
قال ابن هشام: وهنا في الفصيح ما أنا واثق بفؤادي!
بعد هذا التحليل البديع من الأخت المستبدة، التي لم تستبد مرةً واحدةً كما قال عمر، ولكنها تفعل ذلك دائماً، فهل مِنْ مُجِيْر؟!
شكر الله لك هذا التعقيب النثري، الذي يُزري بِمختار الشعرِ والنثر، ولا أقول شيئاً فقد انعقد اللسان حياءً وخجلاً، وهذا يكفينا.
وقد بحثتُ عن الموضوعِ الآنَ لأضيف هذه المشاركة، فلم أجده في ذيل الصفحة - كما تعودت في مشاركاتي -، فاستغربتُ، فلما قمت بالبحثِ، وجدتُه في أعلى القائمة، فاستغربتُ المكان، حيث إِني لم آلفِ الصفوفَ الأولى في حياتي، ودائماً أقبعُ في آخرِ الصفوفِ، إلا إن وجدت من سبقني إليها فاضطر للوسط، وهذه من النوادر فالحمد لله، وأشكر من اقترح التثبيت، والمشرف الذي ثبت الموضوع ثبتكم الله على الصراط جميعاً. آمين
نعود للأبيات الآن، وإنْ عدتم بالتحليل عدنا بالرد الجميل. وشكر الله لكم تقديركم وحسن ثناءكم، وإنما أثنيتم على أدب أمة، ولغة دين، وما نحن إلا مِنْ جُملةِ المُحبين.
ولعَمْري إنَّ هذا لمنْ أصدقِ الحُبِّ، وأنبل الوفاء لأمةٍ قائدُها رسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وسلم، فهل تعرفون أكرم من هذا القائد؟ وأنبل من ذاك الإنسان؟
ولغتها العربية، فهل تعرفون لغةً تستحق العشق مثلها؟
أما أنا فلا أعرف، وأظنكم مثلي بل خيراً مني.
[ line]
قال ابن هشام: هذه الأبيات الثلاثة التي تقدمت للشاعر المطبوع، جمال الدين بن يحيى بن مطروح (592 - 649هـ)، وهو شاعر رقيق العبارة، صادق الشعر، غالب قصائده عيون، لولا إغراقه في المديح، ولكن مَنْ يسلمُ من الشعراء من ذلك رَحِمهم الله. وقد اشتهر بأبياته المرقصة التي يحفظها الناس حتى أنا، وهي قوله في قصة مشهورة عندكم:
قُلْ للفرنسيس إذا جئتَهُ = مقالَ صدقٍ من قؤولٍ فصيحْ
آجركَ الله على ما مضى = من قتل عُباد يسوعَ المسيحْ
قد جئتَ مصراً تبتغي أخذها = تحسب أن الزمر يا طبلُ ريحْ
فساقك الحَينْ إلى أدهمٍ = ضاق به عن ناظريك الفسيحْ
وكلُّ أصحابكَ أودعتَهم=بقبح أفعالك بطنَ الضريحْ
خَمسون ألفاً لا يُرى منهم = إلا قتيلٌ أو أسير جريحْ
فردَّكَ اللهُ إلى مثلها = لعلَّ عيسى منكمُ يستريحْ
إِنْ كان باباكم بذا راضياً=فرُبَّ غشٍّ قد أتى من نصيحْ
أوصيكمُ خيراً به إنه = لطفٌ من الله إليكم أُتيحْ
وقل لهم إن اضمروا عودةً = لأخذ ثأرٍ أو لقصدٍ صحيحْ
دارُ ابنِ لُقمانَ على حالِها=والقَيدُ باقٍ والطواشي صَبيحْ!
وأشهرها البيت الأخير، والقصة لا تخفى على متأدب مثلكم وفقكم الله.
قال ابن هشام: نعود لأبياته الثلاثة المختارة في أعلى الكلام، والشاهد عندي منها هو البيت الثالث، ولي معه الوقفات الآتية:
أولاً: إن العاشقَ الصادقَ، والمُحبَّ الوامقَ، لا يُكابرُ في فعلِ الحُبِّ بهِ، وبقلبهِ، ففؤادهُ ضعيفٌ لا يقوى على الصبر، وهو لا يثق بقلبهِ إذا مَر بِـ (المَجالِ المغناطيسي) للمحبوب، فهو يَخشى لذعةَ الوجدِ، وصَدمة الغَرامِ، على حَدِّ قول الشاعر المبدع الآخر صُرَّ دُرٍّ وهو يتحدث عن نَجدٍ، وعن انتشارِ أمراض الغرام في أجوائها، واختلاطه بترابِها، حتى لا يَنْزلها أحدٌ، ويُمسي إلا وهو مصابٌ بهذا الداء العضال:
النَّجاءَ النَّجاءَ مِنْ أرضِ نَجدِ = قبلَ أنْ يعلقَ الفؤادُ بوَجْدِ
إِنَّ هذا الثَّرى لَيُنبتُ وجداً = في حَشا مَيّتِ اللُّباناتِ صَلْدِ
كمْ خَليٍّ أتى إليها وأَمسى = وهو يهذي بِعَلوةٍ أَو بِهِنْدِ! وهذه أبيات جَميلةٌ، ولكن لا نقطعُ الحديثَ بذكرها هنا.
وكثير من الشعراء يكابر في صنع الحب به وبقلبه، وهذا إن وجد فهو من باب قول أبي ذؤيب الهذلي: (وتجلدي للشامتين ... ) لا من الصدق في الحب. وقد كان الشاب الظريف محقاً، حينما صاح في العاشقين رحمة بهم، من الصراع النفسي فقال:
لا تُخْفِ ما صنعتْ بكَ الأشواقُ = واشرحْ هَواكَ فكلُّنا عُشَّاقُ
فلقدْ يُعينكَ مَنْ شكوتَ له الهوى = في حَمْلِهِ، فالعاشقونَ رفاقُ
ثانياً: أن الصادقين يتشابهون في مواردهم وتعبيراتهم ومشاعرهم، فهنا قد وجدت هذه المعاني في شعر الشعراء كثيراً، وإذا فتشت في شعرهم وجدت لها أخوات من الصور والتعابير، فتقول: سبحان الله! تجد تشابهاً في الأفكار بين المبدعين من الشعراء، الصادقين في نقل مشاعرهم، ومشاعر الآخرين، والأديب والشاعر عندما يكتب ويصور عواطفه ومشاعره، فإنه يصور مشاعر الآخرين وعواطفهم أيضاً، ولذلك نحب قراءة ما يكتبه الأدباء في أشعارهم وآثارهم لأننا نجد فيها شيئاً منا، ولولا بطئي في الطباعة، وضيق الوقت، لأتيت لكم بأمثلة من شعر الشعراء الذين ذكروا ما ذكره ابن مطروح قبله وبعده، في عبارات لا تقل جمالاً وإن كانت عبارة ابن مطروح وبحره وقافيته جعلت المعنى يأخذ بُعْداً رائعاً في نفوس الأدباء المتذوقين كالمستبدة وسلاف وأمثالهم ممن يملكون أجهزة خاصةً للكشف عن المشاعر والعواطف بين الأبيات والكلمات، فيرون ما لا أراه وأمثالي مِن الصور والمعاني والله المعطي سبحانه.
ثالثاً: ما رأيكم بقول ابن مطروح: فهناك ما أنا واثق بفؤادي! يخيل إليَّ أنه مع رففقته التي تنوي السفر، والمرور على ديار المحبوبة، وهم يجادلونه في مرافقتهم، وهو يتأبى عليهم، تعال! تعال! وهو يتمنع، ولا يجيب! وهو يقول لهم وهم يسحبونه سحباً للركوب في السيارة! أو الركوب على الدابة! واحدة منها:
من كان منكم واثقاً بفؤاده * فهناك ما أنا واثق بفؤادي!
ربما أنتم تصبرون، وأفئدتكم قوية، أما أنا فلا أثق بفؤادي وقد جربته! اتركوني، فيذهبون ويتركونه، وهو عاد يحمد الله على السلامة، وإلى اللقاء مع البيت الرابع.:=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 07:15 ص]ـ
عزيزتي الأستاذة سلاف:
ثمة مرور يترك عبيراً بحجم خمائل العالم المنتثرة .. !
ثمة مرور .. تبتهج به الروح .. ويستنير به الفكر ..
وتحلّق معه وبه المفردة الراقية ... !
هكذا كنتِ .. وهكذا كنتُ ...
لي مع حروفك العذبة عودة ...
**
أستاذي الجليل:
ابن هشام ..
لا خلاف في فلسفة ..
ستستفهم ما هي .. وسأجيبك:
ثمة حروف تنطوي في زاويةٍ ما .. حتى يلفُّها الظلام ... !
ثمَّ .. تشرق مساحتها بحروف أخرى أديبة تجيد فن السحر ..
فتحاول محاكاتها ... !
هكذا كانت حروفي انعكاس لروح حروفكم ...
أيضاً لي عودة قريبة ....
تقديري لإبداعكما ..
ـ[العاطفي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 06:26 ص]ـ
هدبة بن الخشرم
? - 50 ق. هـ / ? - 574 م
هدبة بن الخشرم بن كُرز، من بني عامر بن ثعلبة
من سعد هذيم من قضاعة.
شاعر جاهلي فصيح من قبيلة عذرة وأمه شاعرة
هي (حية بنت أبي بكر بن أبي حية) وقد سماها التبريزي (ريحانة).
وفي الأغاني: كان هدبة راوية الحطيئة وكان جميل راوية هدبة.
وليس في المصادر الكثير عن حياته وشعره
إلا ما كان بينه وبين ابن عمه (زيادة) من المقاتلة
التي أفضت إلى سجنه وقتله صبراً.
وكان أول ما أثار الخصومة بينه وبين ابن عمه زيادة
بن زيد مراهنة بين حوط بن خشرم التي جرّت الحرب بين القبيلتين.
ثم ما إرتجَزه وأفحش به زيادة في أخت هدبة ثم ردّ
هدبة عليه بالتفحش بأخت زيادة .. ثم تقاتلا فقتل
هدبة زيادة فقبض عليه وسجن ثم حكم بتسليمه إلى
أهل المقتول ليقتصوا منه فقتلوه أمام والي المدينة.
لا أدري كيف أثني على رووووووعة هذا الموضوع .. ولكن بداية اقول للاخت المستبدة أظن ان في الموسوعة الشعرية خطأ في ذكر تاريخ وفاة الشاعر هدبة، لانه وكما في الترجمة راوية للحطيئة والحطيئة توفي 45هـ ... وكذلك في باقي الترجمة ما يدل على أن هدبة عاش في النصف الاول من القرن الاول الهجري أي بعد الهجرة وليس ق. هـ كما في الترجمة عاليه .. للتنبيه فقط وشكرا لك اختي على هذه الذائقة الجميلة ... أخو محمد العاطفي: D
.. وبعد فإني أستميح الإخوة العذر فقد أنشأت في الوورد مجلدا جديدا أنسخ فيه من لآليء هذا المنتدى الرائع وقد أوحى لي بهذه الفكرة هذا الموضوع الرائع .. فهل تأذنون لي بالنسخ واللصق دون أن أعزو الأبيات المختارة لمن اختارها وضمنها المنتدى لأن ذلك سيستهلك مساحة كبيرة وأنا أود أن يكون الملف مقتصرا على الروائع من الأبيات المختارة وسوف يكون عزوي بالجملة لموقعكم الكريم .. وهذا كله بعد أن تأذنوا لي وأنتظر الإجابة من الجميع وإلم تأذنوا لي فسأتوقف عن النسخ حفظا لحقوقكم واحتراما لأذواقكم الراااااائعة ... تحياتي لكم جميعا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 06:46 ص]ـ
الأستاذ الكريم العاطفي
العلم رَحِمٌ بين أهله.
ـ[سلاف]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 11:55 ص]ـ
الأخت الكريمة المستبدة
ودق ثنائك ينبئ عن مصدره العبق.
شكرا.
أخوك - سلاف
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 09:10 م]ـ
يقال إن القاضي عليَّ بنَ عبد العزيز الجرجاني (ت366هـ) صاحب (الوساطة)، وفارس عسكر الشعر، كما قال الثعالبي، لِيمَ على عدم اختلاطه، فقال هذه الأبيات الشهيرة:
يقولونَ ليْ فيكَ انقباضٌ وإنما ** رَأَوا رَجُلاً عن موضعِ الذلِّ أَحْجَما
أرى الناسَ مَنْ داناهم هانَ عندهم ** ومن أكرمتْه عِزّةُ النفسِ أُكرِما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني ** و لا كلُّ مَنْ لاقيتُ أرضاه منعما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت ** أقلّبُ كفي نحوه متندما
ولم أقضِ حَقَّ العلم إن كان كلما ** بدا طمعٌ صيّرته لي سُلّما
إذا قيل هذا منهلٌ قلتُ قد أرى ** و لكنَّ نفسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّما
ولم أبتذلْ في خدمة العلم مهجتي ** لأَخْدِم من لاقيتُ لكن لأُخْدَما
أأسقى به عزًّا و أسقيه ذلة ** إذا فاتباعُ الجَهْلِ قد كان أحزما
ولو أن أهلَ العلم صانوه صانَهم ** ولوعظموه في النفوس لعظما
ولكنْ أذلوه فهان و دنسوا ** محياه بالأطماع حتى تجهما
ليت أحد الأساتذة الأدباء يجلي معنى قوله:
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى
ـ[ابن هشام]ــــــــ[28 - 02 - 2005, 11:03 م]ـ
مرحباً بالإخوة الأدباء والأخوات الأديبات مرة أخرى.
بعد أن ذهب الصندوق السحري اختلط تنسيق الشعر بالنثر، وحتى يعود التنسيق إن شاء الله نكمل التأملات إن شاء الله.
تعليقاً على قول الأستاذ الفاضل خالد الشبل (ليت أحد الأساتذة الأدباء يجلي معنى قوله:
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى)
أتطفل بمحاولة الجواب حتى يتفضل أحد الأساتذة بالتقويم فأقول:
القصيدة التي أوردتها أبا عبدالله هي أجمل قصائد الجرجاني رحمه الله، وهي تتحدث عن عزة نفس العالم، وترفعه عن مطامع الدنيا. وبخله بكرامته أن يمتهنها أهل الجهل والسفاهة. وقوله (إذا قيل هذا منهلٌ، قلتُ: قد أرى) معناه: إذا قيل لي: هذا منهل عذب فَرِدْهُ - من الورود - قلت: قد عرفته ورأيته قبل أن تخبرني به، وهذا فيه نوع من الإدلال بعلمه. ولكنني لا أرده ما دام وروده يمس كرامتي! ولو مت من الظمأ فلن أرد هذا المورد (ولكن نفس الحر تحتمل الظمأ). يا سلام! ما أجمل هذه العلة (نفس الحر تحتمل الظمأ) ولكنها لا تحتمل الإهانة، ولا المساس بالكرامة.
العجيب أخي العزيز أن هذا المبدأ قديم، فقد تمسك به الشنفرى حين قال:
وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني* إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ
أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ*وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ*عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت*خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وَتُفتَلُ
إلى آخر لاميته الرائعة حقاً، والتي تتحدث عن كثيرمن قيم الكرامة والصبر، دون بذل ماء الوجه وإراقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[05 - 03 - 2005, 01:13 ص]ـ
مرحباً أيا موضوعي الجميل .. !
(وليعذرني صاحبه في " الياء " التي لحقت بكلمة موضوع!)
مرحباً يا حروف شائقة .. ساحرة ..
تحيّة جمال تخترق دفء المطر .. جماله .. وأحلامه .. !
سأكون ـ قريباً بإذن الله ـ مع الروّاد الأفاضل ..
دم بخير .. حتى رجعُ حنين ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[06 - 03 - 2005, 11:50 م]ـ
أهلاً بكم جميعاً ..
أخو محمد العاطفي .. أهلاً بك هنا ..
لمحتك ذكيّة جداً .. وسأعود لهذا ..
أشكرك على التنبيه .. (جميل جداً أن يُعمل الإنسان عقله لا أن يفك ويلصق مثلي!!)
بيد أني تعلّمت .. أن أقف جيداً .. أمام خطوتي في وضح النهار .. !
ولك أخي ما تريد بخصوص النقل لملفاتك ..
لكن لي شرط ... !
لا تخف لن تدفع شيئاً ... !: rolleyes:
بودي أن تشاركونا الرأي .. النقاش والفائدة ...
بودي أن يستفيد الجميع من القراءة الجديدة، الثريّة والرائعة للأستاذ / ابن هشام ..
ثم نشاركه .. ليقوّم ـ لنا ـ الزلل ويعفو عن الخطل ..
ونشارك الأساتذة الذين ساهموا في هذي الصفحة ..
شكراً لك مرة أخرى ... ولك النسخ حتى بدون تنفيذ (القيد) .. !
...
الأستاذ الفاضل / خالد ..
سأتطفل (أنا) في الإجابة لأرتق لحسن سؤالكم ..
أستاذنا الجليل " ابن هشام " أفاد .. فأجاد ..
تُدهشني دوماً مداخلاته .. نقاشه .. والربط اللّمّاح الذكي لمعانٍ عدة ..
" قد عرفته ورأيته قبل أن تخبرني به، وهذا فيه نوع من الإدلال بعلمه."
جميل هذا التعليل وكل ما تقوله يا أستاذنا جميل ..
" العجيب أخي العزيز أن هذا المبدأ قديم "
نعم أصبت .. هذا مبدأ قديم ..
تذكرت صاحب العينيّة،حين نثر حكمه، إبداعه، وشفافيته:
وَتَجَلّدي للشامِتين أريهمُ ** أنّي لريب الدهرِ لا أتضعضعُ!
رائع هذا البيت قد وقفتُ إزاء جماله غير ذي مرة ..
فلم أزدد إلا عجباً لهذي الروح .. التي تناضل .. تُجاهد .. مازالت رغم
ما كان من وجع الفقد .. تُجاهد .. !
عجبتُ لهذي الروح الشامخة .. التي حنّت .. فتجرّعت مرار فقد .. وحشة حياة!
غربة زمن .. وأعين جاحظة تنتظر لحظة سقوطي .. لتنكأ .. وتجرح .. !!
وكثير من قال كأبي ذؤيب .. فنراه يردد جلده .. صبره .. وكرامته التي لن
يسمح لها بالخنوع ..
**
وعودة لسابق حديث .. بخصوص قصيدة / القاضي ..
ثمة معان لاشك في أن أحدها إشارة بطرقة أو بأخرى للحقيقة
ولعلّ أقربها ما قاله الأستاذ الفاضل / ابن هشام ..
وعند قراءتي الأولى اتضح لي:
فإما
أنه يجاهد .. فلا يتعجّل في خوض معركة عِلْم .. !
حتى تطيب سريرته وتستيقن ما هو آت ...
فقد يكون ما يزعمونه منهل .. ليس سوى ظمأ!!!
هم يدركون لهفي .. وعشقي لموارد العلم لكن ليس في أن يكون مورد مزلقي .. !
وإما:
لا أُقدم على كل ما يُقدّم .. !
لكن في " لكن " (استدراك)!! ((فيتضح لي ـ أنا المستبدّة! ـ معنى قريب بوجهٍ آخر .. !))
فكلما تأنيتُ ـ أنا الشيخ/ الجرجاني!! ـ في طلبي الشريف .. ـ فيما يُقدّم ـ وقلّبت الأمر
(في قوله: قد أرى) وفصّلته ... أحسستُ الظمأ .. !
فلات مناص من رواءٍ تستكينُ به نفسي وتطيب!
وبعد قراءات .. أزعم بأن رأي الأستاذ /ابن هشام قريب .. وحقيق
بوقفات ..
أراد: سأفكّر فيما عُرض عليَّ .. لكن وفجأة .. قفز لذهنه الحرص
والتأني .. فلا يجب أن أطمع ... !
فقد يكون هذا المنهل .. زيادة للظمأ!
ففوق تأنيه (قد أرى) قال (تحتمل الظمأ) ..
سنتفق على معانٍ قويّة .. جميلة .. تظافرت في بناء النصّ، ليسحب تقديرنا
وإعجابنا ..
**
جميلة اللفتة في قوله: نفس الحرّ .. !
تأكيد آخر لهذي الحكمة التي ينعم بها .. ويعتزّ بها أيضاً .. !
أخيراً سأسألك أستاذ/ خالد، وكل من يقرأ قراءة ثانية!!:
ما رأيك .. وما رؤاك حول:
ولم أقضِ حَقَّ العلم إن كان كلما ** بدا طمعٌ صيّرته لي سُلّما
؟
وكذا في:
ولم أبتذلْ في خدمة العلم مهجتي ** لأَخْدِم من لاقيتُ لكن لأُخْدَما
؟
إلى حين إشراقة منكم ..
لا بد من عودة لوقفة الأستاذ / ابن هشام في البيت الثالث ..
آمل أن يعود المنتدى في تنسيق الشعر .. وإعادة ما قد شوّهت ملامحه.
دمتم بخير ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[14 - 03 - 2005, 08:26 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
تحياتي للجميع، وشكراً للقائمين على المنتدى إعادة تركيب الصندوق السحري وعودة تنسيق الشعر لوضعه الصحيح، وسأضع بإذن الله الحلقة القادمة قريباً. وشكراً لكل المتابعين الفضلاء والمتابعات الفاضلات.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 10:09 م]ـ
البيت الرابع:
قال العلاء بن حذيفة الغنوي:
يقولونَ: مَنْ هذا الغَريبُ بأَرْضِنا؟ =أَما والهَدايا إِنَّنِى لَغَريبُ
غَريبٌ دعاهُ الشَّوقُ، واقتادَهُ الهَوَى=كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُ
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ = مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
أُمَشِّي بأَعْطانِ المِياهِ وأَبْتَغي = قلائصَ منها صَعْبَةٌ ورَكُوبُ
قال ابن هشام: لله در الشعر الرقيق العذب، من الشاعر المطبوع الموهوب، كيف يضع يدَ الذَّوقِ على موضعِ الإبداع بأيسر طريق، فلا يزال بالذوق حتى يهذبه أحسن تهذيب، ويصقله أحسن صقل. وفي الحق إِنَّكَ لا تكادُ تجدُ أبرعَ من شعراء الجاهلية في هذا الأمر، مع إجلالي لمن بعدهم. والعلاء بن حذيفة الغنوي شاعر جاهلي مقل لم يحفظ لها إلا مقطعات كهذه المقطوعة. وكم في مقطعات شعراء الأعراب وشواعرها من الجمال الثمين، والدر النفيس. وقد صرفت المتذوقين شهرةُ عدد قليل من الشعراء في القديم والحديث، وأذهلتهم عن التأمل في مقطعات الشعر التي رويت عن أئمة الرواية في كتب الأدب الكبار كالكامل، والأغاني، والعقد الفريد، والأمالي وغيرها، والتي قالها أولئك الشعراء لوجه الشعر والصدق، لا يريدون بها مديحاً لأمير، أو هجاءً لخصيم. وإنما هي سوانح التأمل والشاعرية إذا هبت على خيام الأحباب، فحركت كامن المشاعر في تلك النفوس الصادقة.
قال ابن هشام: والشاهد عندي من أبياته البيت الثاني:
غَريبٌ دعاهُ الشَّوقُ، واقتادَهُ الهَوَى*كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُكيف استطاع في بيت واحد، أن يذكر صفته وسبب خروجه من بلده، وقدومه لهذا المكان دون غيره، ثم تشبيهه لنفسه بالعَوْدِ المؤدب، ولكلٍّ منها وقفة تأمل:
1 - في قوله «غريبٌ» استدعاء لكل ما تدل عليه هذه الكلمة من البعد عن الأهل والوطن، وما تستدعيه من الشفقة والترفق بالغريب، فهو لا ينكر غربته، وإنما يؤكدها طلباً لما يحتاجه الغريب، بل ويقسم في البيت السابق إنه كذلك (أما والهدايا إِنَّنِي لَغَريبُ».
2 - وفي قوله: «دَعاه الشوقُ». إشارة منه إلى أنه قد جاء تلبية لدعوة ملحة لم يستطع مقاومتها، فكأنه معها كحال الصارخ مع الصريخ لا يملك إلا تلبيته، والخفوف لإجابة دعوته.
3 - وفي قوله: «واقتاده الهوى». إمعان في الإشارة إلى أنه مغلوب على أمره، فليس مدعواً فحسب بدعوةٍ خَفَّ لتلبيتها، وإنما قيَّدهُ الهوى الصادقُ المُبَرِّحُ بسلاسلهِ، فلم يزل يرسف في تلك القيود حتى أحله هذا الموطن. فهو في أول أمره خف تلبية للدعوة، ولكن داعي الشوق لم يقنعه ذلك حتى أغرى به الهوى فقيده بقيده، فهل رأيتم كحال هذا الأسير يا سادة!
4 - وفي قوله: كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُ.
هل تعلمون ما هو العَوْدُ، إنه الجَمَلُ المُسِنُّ الذي لا تزال فيه بقيةٌ من نشاط، وقد صوَّره هنا بأنه قد قِيْدَ بالزمامِ فانقاد لأَدبهِ وطاعتهِ لصاحبه الذي يقوده، وهو هنا الهوى الذي قاده. وكأَنِّي به وقد شبَّه نفسَه بذلك الجَمَلِ الوقورِ المُسِنِّ المطيعِ، يرمي إلى أَنَّهُ صادقُ الحُبِّ، وقورُ الوُدِّ، لم تأتِ بهِ نَزغةُ حبٍّ كاذبةٍ كما يصنعُ قليلو الحياءِ، وعديمو الضمير من هتكة أعراض العفائف، ولصوص الأعراضِ، وإِنَّما هو ذلك الحبُّ الصادقُ الذي يقتادُ مِثلَهُ في حلمهِ وأناته، ويمنعه عفافه وحياؤه أن يبين عن حاجته، أو يصرح بطلبته.
وحسبي هذا من هذه الأبيات الأربعة البديعة، وتأملها يذهب بك بعيداً إلى تلك الأجواء البدوية التي قيلت فيها، بعيداً عن جفاف الانترنت وأكوادها، حيث لا تعرف المشاعرُ إلا الصدق، وإن حاولت الكذب لم تهتد إليه. ورحم الله ابن النحاس عندما تكلم عن إلحاحِ الشوقِ على المشتاق، وكيف يصنع الشوق الملح بصاحبه، حتى يجعله عرضة لألسنة العذال، وأدعكم في رعاية الله مع أبياته التي تشعر فيها بلفح الشوق، وسعير الفراق:
باتَ ساجي الطرفِ والشوقُ يُلِحُّ = والدُّجى إِنْ يَمْضِ جُنْحٌ يأتِ جُنْحُ
وكأَنَّ الشرقَ بابٌ للدُّجى= مالَهُ خوفَ هُجومِ الصُّبحِ فَتْحُ
لا تَسلْ عَنْ حالِ أَربابِ الهوى = يا ابنَ وُدِّي، ما لذاكَ الحَالِ شَرْحُ
يوم مِنَّا الرَّكْبُ بالرَّكْبِ التَقَى= وقَضى حاجَتَهُ الشَّوقُ المُلِحُّ! لاحظ قوله: «الشوق الملحُّ». وهو الشوق الذي دعا العلاء بن حذيفة الغنويُّ في الأبيات السابقة إلى زيارة أحبابه، واسمع إليه وهو يطلب منهم السماح له بالنظر من بعيد، وتركه وشأنه وهو أدرى بحاجته:
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ = مُطالِبُ دَيْنٍ، أَو نَفَتْهُ حُروبُ
أُمَشِّي بأَعْطانِ المِياهِ وأَبْتَغي = قلائصَ منها صَعْبَةٌ ورَكُوبُخطير!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 12:52 م]ـ
أشكر الأديبة الفاضلة المستبدة على مداخلاتها التي تفوق المشاركة الأصلية وفقها الله وزادها فقهاً في لغة القرآن وأدبها. وقد قمت بحذف المشاركة السابقة ومحاولة تحرير المشاركة الأسبق لإصلاح الخطأ الإملائي، فوفقت في الحذف وأخفقت في التصحيح لقصور الصلاحيات فأعتذر لهذا.
اقتراح:
وأقترح على سعادة المشرف العام تعيين الأستاذة المستبدة مشرفة على قسم الأدب بدلاً من (ابن هشام) لقدرتها البيانية، ومتابعتها المستمرة، بخلاف (ابن هشام) فإنه مشرف كسول، لا يحسن الإشراف وإن ادعى ذلك.
ـ[المستبدة]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 06:20 م]ـ
الأستاذ الفاضل ابن هشام ..
لك تحيّة تحملها حروفٌ حييّة ..
أشكر لك رأيك الذي يلفّني غبطة ..
لكن .. كيف لي أن أكون (بدلا من)؟
ومن من .. ؟!
إن استطعتم أن ترسموا لي صورة نجمة تملأ مكان قمر، سأرضخ وأستكين ..
لا يا أستاذ .. قدركم كبير ولستُ من تُستبدلُ به .. عفا الله عنكم.
سأسعد لو كان (مع، وليس .. بدل)
وفقكم الله .. جعلتموني في مكانٍ ليس لي فيه كثير علم أو أدب،
بل إني أنهل من معينكم وممن مثلكم ..
تحيّة ...
ـ[المستبدة]ــــــــ[03 - 04 - 2005, 07:24 م]ـ
أستاذ / سلاف ...
شكراً لمرورك العذب .. بمقدار ما أفرحتني حروفك التي تُجيد
عكس جمالها على معجبيها ..
قد أشرتَ ـ مع كثير شكر ـ للبيت الذي أضعفه الكسر، سأشكرك أولاً
على التنبيه .. ثم سأخجلُ كثيراً إن ذكرتُ لك .. أنه لم يتسنَ لي العودة للمصدر المنقول منه!
وما ذاك إلا لتقصيرٍ يلفُّني خجلا، ثمَّ لعطلٍ لا أدري سببه أهو (القرص) أم جهازي؟
صدقت أستاذنا:
إن الجمال لفي شيئين مظهره
بيت من الشِّعْر أو بيت من الشَّعَر
أما ما ورد في البيت:
ليت شعرى كيف أنتم بعدّنا
أَتُرى عندكمُ ما عندنا
فما ذاك الربط إلا لذاكرة أديبة جميلة الاختيار ..
وبخصوص الارتباط بين المعنى وبنية اللفظ ...
لن أخفيكم .. كم استفدتُ كثيراً مما أطلعتموني عليه ..
وقد تذكرت زمنا ـ ليس ببعيد نفس ـ وقفتُ فيه على مثلُ هذا ..
ومن ذاك قصيدة (العينيّة) لأبي ذؤيب ..
فوقفتُ كثيراً أمام بعض كلماته الساحرة .. فعجبتُ لهذا الاختيار .. وهذا العدول!
تأمّلت:
(المنون، الريب، شاحباً، أودى، هويّ، غصة، سملت، مروة، تخرموا،
فغبرت، أتضعضع، البكاء + البكا!!، يولع، رائغاً، نجود، تتوجع .... )
والكثير الكثير مما تكتظ به قصيدتُنا ..
فعجبت ـ حقا ـ لهذا الاختيار دون غيره!
آمنتُ بأنَّ شاعرنا لم يخترها عبثاً أو كيفما اتفق!!
بل إن وراء ذاك أسراٌر جميلةٌ، عظيمة .. نفس مكلومة،عبث بها الحزن والكمد .. !
وكل هذا يُعطينا دلالاتٍ جليّةً واضحة، كوضوح الشمس في رابعة النهار، على تأزم
مأساته وبلوغها منه كل مبلغ ..
فحينما ينفعل الأديب في أدبه .. نجده ينحني لطريقين لا ثالث لهما:
إيجابي أو إقدامي، وآخر سلبي أو إحجامي .. !! (أعني بهذا مشاعر الفرح أو الحزن!)
فاختيار (مادة) أو جذر لغوي بعينه، لا شك أنه يصوّر انفعالاته هو (أي الكاتب أو الشاعر)، وتصوراته أدق تصوير .. بأصدق تعبير .. وما هذا الاختيار إلا للتوافق النفسي
مع المعنى .. (ومع هذا أنفي تماما أنّ الشاعر المبدع من يتعسّف في حروفه واختياراته،
بل ما يأتي منها مسترسلا، يتدفق متعة سهلة ممتنعة! يدفعها صدقه .. وروحه الشفيفة!)
يعنيني كثيراً تقريب الصورة ـ للقارئ الكريم ـ، كما يعنيني كثيراً كثيراً أن يكون هذا
التقريب لبيتٍ من قصيدةٍ، لشاعر لمع اسمه في عنان السماء!
فلنقف إزاء مطلع قصيدته الذي يقول:
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ ... وجوىً يزيد وعبرة تترقرقُ
تأمل هنا .. حينما اختار لفظة (أرق) ولم يقل: (سهر)،مثلاً، بالتأكيد ثمة دلالات روحيّة
ونفسيّة أطلقت هذه اللفظة دون غيرها .. فالأرق ليس بإرادة الشخص!
هو أشدّ تعبا .. أما السهر فلا يكون بلا إرادة .. إلا في حالة التعب والإرهاق ..
ثم لمَ بدأ بهذه اللفظة (أرق) اسماً، ولم تكن فعلا؟! و لمَ اختار حرف الجر (على)
و لم يختر غيره؟! لمَ (مثلي) وليس (أنا)، مثلاً، لمَ هذا التكرار (أرق، يأرق،
تترقرق)؟ أللتصريع مثلاً .. ؟!!
إن أحسنا الإبحار هنا أدركنا أنه بدأها باسم دائم ومستمر بعكس التجدد والتغير الذي قد
(يُتْبَعُ)
(/)
يطرأ على الفعل .. (فينقص من حدة الشوق،الحنين والكمد!!) كما نجد أنَّ في الجار
والمجرور، مبالغة في الأمر، وتأكيد .. وكذلك الحال في (مثلي)، يصدح هنا اعتداده
بنفسه! واستخدم لنفسه (أرق) ولغيره (يأرق) يريد أنَّ أرقه أقوى وأدوم وأبقى بعكس
غيره! .. وهكذا. . . . فنجد أنّ الشعراء ـ وسأحدد حديثي هنا عنهم ـ دققوا في
اختياراتهم، لمعانٍ تجول وتصول في أرواحهم، فيختلف التعبير بحسب اختلاف
الدلالات التي تنطوي عليها كل لفظة عن أترابها من الألفاظ. (وهذا ما يجعلني أؤكد
على ارتباط النص بصاحبه! .. فكل نص كتَبَهُ كان يعنيه .. هو منفعل به، صادق معه
مؤمن به .. ! بعيدا عن إسقاط حروفه على حياته (الخاصّة!)، فمن يكتب يريد أن يقول ..
ومن سيقول لا بد أن ثمّة ما يعتمل في ذهنه، ويريد بعثرته في صورةٍ أدبيّة!
سواء أكان ذاك الذي يعتمل .. مشهداً قد حفظته ذاكرته، أو واقعاً لامسه،لقربه .. وعموماً
لا يجب فصل النص عن صاحبه، وهذا لا يعني إسقاطه على حياته .. وكل هذا يجعلنا
نؤمن أكثر أن المبدع يستطيع بلورة ما بنفسه بصورةٍ بعيدة تماماً عن حياته! والقارئ الذكي
لن يقتنع ـ أو دعوني أقول:لن يشك! ـ بأنَّ قصة أو حكاية مكشوفة .. هي تماما
صورة حياة الكاتب! .... )
أوووه عفوا ما لي استطردتُ .. ؟!!
فهذا الاختيار، يجعلنا نؤمن .. أنّ تميّز بعض القصائد ليس لأنها (نظم)، إنما ذاك للترابط
القويّ بين اللفظ والمعنى .. بل وحتى التناسب بين المعاني والأصوات.
فاستخدام بعض الألفاظ بتلك الهيئة .. يضيف إليها معنى آخر، ويكسبها بُعداً .. ومكانة
مشرقة تُحسب له، مثلُ كونها ـ اللفظة ـ فاعلاً أو مفعولاً، حالاً أو اسماً .. وهكذا ...
وهذا سندركه لو قمنا بإعادة صياغة الجملة من جديد وبالصورة الأصليّة للجملة ..
وتحريرها من التقديم والتأخير (ولستُ أعني بهذا، تحريرها من جمالها! بل في التقديم
والتأخير أسرار بلاغيّة بديعة ـ إن أُحسن التوظيف! ـ)
فكل ما نكتب في إطار حروف العربيّة! لكن الإبداع في التوظيف!
ومن جميل الاختيار، يكون إكساب المعاني والجمل حللا قشيبة .. تكفل لها التوهّج
والديمومة في ذهن القارئ أو السامع ..
أزعم أنَّ هذا الحديث، لو قيّد له كثير وقت، لكان من جليل الكلام وشائقه!
ـ وكل الكلام الأدبي الشامخ جميل جليل ـ كيف لا .. وبه ومنه نستشف الذوق البلاغي
الرفيع .. الروح الأدبيّة الشفيفة الأنيقة، التي استطاعت تخيّر اللفظ المناسب للمعنى
المناسب،في جملةٍ رقيقةٍ بلاغيّة، ساحرة البيان،في قفزاتٍ كالفراش على الزهر!
أبو ذؤيب: أسمعُ رجع الأنين .. !
أمِنَ المنون وريبها تتوجعُ ... والدهر ليس بمعتبٍ من يجزعُ
ـ ما الحكاية يا خويلد ... ؟!
قالت أميمة ما لجسمك شاحباً ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفعُ
أميمة .. ؟!
تُرى من هي أميمة؟! .. ما هذا الاسم اللطيف المتبختر المتدلّه؟!
قد عرّفها إلينا (أميمة)،قد تجرّد من كل شيء إلا من صدقه وحزنه (أميمة)!!؟
قد اهتزت ـ وبعنف! ـ عواطفه .. تبعثرت حياته .. لكن ما زال يذكرُ (أميمة)!!
هذه العاذلة التي جسّدها تجسيداً فنيّاً .. هي "أداة فنيّة تركّز اهتمامها على الداخل (التوجع)
، وترد مشكلة الإنسان في تصعيد الألم إلى الدهر المتسلّط الذي لا يكترث بانعكاس أثره في
تساقط الآخرين على النفس. . . فتنهض أميمة، بمهمة افتضاح الألم (الكشف) بتساؤل
أشبه ما يكون بالقالب الصياغي " ما لجسمك شاحبا " وهي مستنكرة. . . " 2
جاء هذا التعريف (باسم إنسان)، الوحيد ـ تقريباً ـ في القصيدة كاملة!!
والتي أوصلتنا إلى أنه وجد عند هذا الشخص مشاركة لمرارة الفقد!
فهي تقف في هذه المعركة ـ معركة الإنسان مع الموت، والتي هي ذاتها "معركة مع
الزمن" ـ وقفة حبيبة، (أم،أخت، زوجة، ابنة، رغم أني لم أقرأ أنّ له بنتٌ!!) .. لا
ندري .. لكن ما يجب أن ندريه .. أنه اسم له ثقله في روح شاعرنا المكلوم .. !
(لعلي أقف أكثر هنا .. !، ولتعذروني أيها الأدباء الأفاضل!،:
(أميمة)!، ليس كأي اسم مرّ بحياته .. ! بل إني أؤمن كثيراً بأن الأسماء التي تقفز
لأذهاننا في وقت الشدة والحزن والكمد .. هي أغلى .. وأصدق الأسماء في أرواحنا!
بل هي أشدها وقعاً في نفوسنا .. بدليل أنّ الحزن حالة ـ تقريباً ـ لا واعية!
(يُتْبَعُ)
(/)
مغيّبون فيها عن الواقع والحقيقة، وهنا تستبدّ الرموز والأشياء والأسماء التي تسكن
أغوار أرواحنا رغماً عنّا .. شئنا أم أبينا!!! هي التي تقفز من فورها .. وغيرها يندس
بجبن وخيانة!! ـ بالطبع كل هذا من غير حولٍ ولا قوة لا منّا ولا منها! ـ تقفز
و كأننا نُناديها .. !
نحن ـ حينها ـ في حالة عري .. فقدان .. ضياع وتشتت!
أما الفرح، فالعكس تماماً!
تختاره عقولنا وقلوبنا بوعي سطحي .. يرفرف مع هذه الفرحة! مغيّباً عن الحقيقة
التي تُريدها أرواحنا! بعيداً ـ بعض الشيء ـ عما تريد تلك الأرواح .. تلك التي لا
تستيقظ إلّا في حالة غفوتنا، وغيابنا عن عالمنا! فتمتهن ـ هي ـ البحث عن كل حقيقة
وصدق وشفافية في حياتنا! دعوني أؤكد مرة أخرى .. أنّ أكثر الأشخاص قرباً منا أولئك
الذين تبحث عنهم أرواحنا المكلومة، ونحن بلا حولٍ ولا قوة!
في الحقيقة نحنُ لا نريد شيء أكثر من: (ص. د. ق)! وَ (خ. و. ف) .. !
ودعوني ـ أيضاً، وكم تركتموني! 1 ـ أضيف للكلمة الأخيرة، ـ لكيلا .. تعتلي
الدهشة قسمات وجوهكم المتسائلة! التي تقطّب حاجباها عجباً! ـ كلمة جديدة .. !
(علينا)!! لتصير (خوف علينا)!. . .))
وعودة لسابق أبيات ...
ـ ما الحكاية ... ؟!
قالت أميمة ما لجسمك شاحباً ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفعُ
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعاً ... إلا أقضَّ عليك ذاك المضجعُ
ـ وماذا كان منك أيا شاعرنا .. ؟!
فأجبتها أن ما لجسمي أنّه ... أودى بنيَّ من البلاد فودعوا
أودى بنيَّ وأعقبوني غصة ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
سبقوا هويَّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرّموا ولكل جنبٍ مصرعُ
فغبرت بعدهم بعيشٍ ناصبٍ ... واخال أني لاحق مستتبعُ
ولقد حرصتُ بأن أدافع عنهم ... فإذا المنيّة أقبلت لا تدفع
فإذا المنيّة أقبلت لا تدفع!!!
أحسنت ... !
تجدك أمام كهذا نص ـ أيها القارئ والمتصفّح الكريم ـ قد رقّت روحك ..
وشنف سمعك .. وتأهبت روحك لحديث روحٍ محزونة محروقة ..
بل ستجد أنها غمرتك بدفئها .. فكان هذا الجوّ البارد،الشبم الذي تعيش .. قد
قُلِبَ دفئاً .. تتنفسه روحك وعقلك وقلبك! مشتعلاً قد أحرق كل جليد .. !
أنت أمام هذا النص .. كأنك في خميلةٍ هادئةٍ إلا من خرير الماء .. وانسياب الجدول
في شلالٍ يترنح صوته بأشجان،لواعج ومكنونات تفيض بها نفسه .. فتارة يعلو صوته
ـ هذا الشلّال ـ يخاطب هذا العالم:
وااااحزناااااااه!
ثم ما تلبث روحه أن تستكين .. فيتمتم: بأنها تراتيل قدر، وأنه مؤمن قانع بها غير
ساخط!
ثم لا تلبث ـ ثالثة ـ أن تفيض عيناه ببناتهما .. فلا يدر أين يولّي وجهه؟!
إلا باندفاعه .. وانسكابه في الجدول .. !
ألم تُلاحظ سقوطه من الأعلى إلى الأسفل .. ؟!!
وأنت أمام هذي النقلات البديعة الرائعة .. لا تملك إلا قلبا مشفقا .. وعينا تُشارك بأقل
جودهما .. ! وروح سافرت مع روح أخرى محزونة كليمة .. !
ثم ألم تسل نفسك ـ أيها القارئ الكريم ـ ما سرّ كل هذا الجمال .. وهذا الفن ..
بل وحتى هذا الحزن السافر .. ؟!
أمعن مرة أخرى .. !
ستجدها .. حتماً ستجدها!!
ذات الشاعر .. نفسه، روحه، لغته، براعته .. أسلوبه الفطن الساحر .. الذي صنع لنا
من مثل هذي الحروف (الثماني والعشرين) عقداً جميلاً .. بل زورقاً ملتهباً تميد به
الأمواج يمنة ويسرة ...
ثم ـ أخيراً ـ دعني أصفق لهذا الحوار مع نفسك .. !
وأن أقف إعجاباً بك ـ أيها القارئ الكريم ـ على ما توصلت إليه .. ولعلّي أؤيدك ..
فما هذا الجمال إلا لهذه الروح الشفيفة أولاً،ثم لهذا التناسب الجميل بين اللفظ والمعنى،
وهذا الاختيار الموفق والموفق جداً ... !
أعتذر عن هذا الاستطراد .. وهذا الإسهاب المخلّ للقصيدة (العينيّة) والمتطفل لوقتكم
الكريم .. وما ذاك إلا قراءة يسيرة لما انعكس في نفسي من جمال (بعض) قصيدتنا
(العينيّة) ...
آمل تصويب ما لحقني من خطأ .. فليس للكمال رداء ليزهو به أحد .. وما أنا إلا قليلة
علم أسأل الله أن يكتب لها الرواء ...
أستاذي الاكرم: ابن هشام
في ردك الذي بدأ بأبياتٍ جميلةٍ رقّت لها روحي وسمرت:
هي رَامةٌ فخُذوا يَمينَ الوادي ... وذَروا السيوفَ تَقَرُّ في الأَغمادِ
وحذارِ مِنْ لَحَظاتِ أَعْيُنِ عِيْنِها ... فَلَكَمْ صَرَعْنَ بِها مِنْ الآسادِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ ... فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!
ازددتُ إيمانا بذائقتك الأدبية .. وبرقيق معان تختار ..
وإزاء تحليلكم البديع ـ وفقكم الله ـ .. تأمّلت .. ووقفتُ غير مرة.
فمن حقك أن أقول:راااائع.
ومن حقي أن أجهر بروعتك ..
فحين استرسالي في القراءة ـ وأحسب كل من قرأ كذلك ـ كنتُ أعجب
لدقيق تحليل .. وجميل تنوير .. فكنّا في متعة وحبور ..
ولا أجدني سوى معجبة بما أوردتموه .. وموافقة لما توصّلتم إليه ..
فهي حقيقة .. المحب الصادق من لا يجفل حرفه من الجهر بما يعتمل في قلبه ..
ومن ضعفه وقلة ذات اليد أمام جبروت الحب ... فطريقه أبداً غير ممهد .. !
وهكذا دوما هي الأشياء الجميلة .. ! لا نصل إليها بسهولة .. ولا نأمن إن مررنا
بجوارها .. فلديها من السحر ما يأخذ بلبّ لباب القلب والعقل .. !
لا تُخْفِ ما صنعتْ بكَ الأشواقُ ... واشرحْ هَواكَ فكلُّنا عُشَّاقُ
فلقدْ يُعينكَ مَنْ شكوتَ له الهوى ... في حَمْلِهِ، فالعاشقونَ رفاقُ
أتدرون .. !
كم يزداد عشقي للغتي .. عروبتي .. أعشق الأدب وأهله .. إرثنا العربي الخالد ..
تجد كل تعبيرٍ جميل تاهت عنه حروفك في قالبٍ بديع الصياغة ...
وأتدرون ثانية .. ! أحسستُ الآن بتلك اللحظات التي أنطقت (تائية) شاعر النيل!
أحسستُ بحبه .. غيرته .. فخره بلغته .. شكرا حافظ .. شكراً يا مشاعره .. !
أفكر دوماً بأولئك الأدباء الشعراء الكبار الذين أفنوا حياتهم في رفعةٍ وشموخ ..
تلتفّ حروفهم في لغةٍ تعجز كل لغات العالمين عن محاكاتها .. فاسلمي لغتي، وليسلم
أهلك ...
عودة ..
((فهنا قد وجدت هذه المعاني في شعر الشعراء كثيراً،
وإذا فتشت في شعرهم وجدت لها أخوات من الصور
والتعابير، فتقول:
سبحان الله! تجد تشابهاً في الأفكار بين المبدعين من الشعراء،
الصادقين في نقل مشاعرهم، ومشاعر الآخرين،))
وهذا ما أعجبُ له دوماً ... ! فاستكين إلى حقيقة الإبداع التي ترتسم
ملامحها في لغة كل أديب مبدع .. فنعثر على التشابه تتوشح به
حروفهم .. لذا .. أعجبُ أيضاً ممن يعجل في إطلاق كلمة (سرقة أدبية)
على بعض منجزنا التاريخي .. ! فيتشاغلون عن الأهم في تقليب أبيات
للطعن في أحدهم .. فلم يصلوا لحقيقة الإبداع والتشابه الكبير في بعض
الأحايين .. أما ترى أنَّ في بعض التوأم .. شبه وامتزاج .. !
أنستطيع أن نقول أنَّ أحدهما سرق من أخيه .. !؟ ثمة شبه لكن لكلٍ روح .. !
وما هذا إلا للإبداع الذي وهبه الله سبحانه وتعالى من يشاء ..
وقد لا يكون ثمة تشابه .. لكن ثمة إبداع .. وأيضاً في هذا ملكة .. وموهبة ..
((ولذلك نحب قراءة ما يكتبه الأدباء في أشعارهم
وآثارهم لأننا نجد فيها شيئاً منا،))
أحسنت!
بالضبط هذه هي الحقيقة ... فنحن في واقع الأمر .. لا نقرأ لأنها حكايتهم
والخاصة بهم .. بل إننا " نجد فيها شيئاً منا "،
ولن أزيد على بديع ما قلتَ شيء آخر ..
أما بخصوص وقفتكَ الثالثة .. ففيها من الجمال .. ما يلجم غيرها من الحروف
فتتركني متأملة لما قرأت .. باسمة .. معجبة ... فلله دركم ..
أما بعدُ ... !
أعتذر عن الاستطراد والإسهاب، وما هذا إلا لجمال حروفٍ قرأت ..
أشكر الأساتذة الأفاضل: ابن هشام، خالد، سلاف .. ومن يقرأون .. ممن
بودي أن يشاركونا .. في التصويب ونثر الفائدة ...
أشكر الأستاذ / ابن هشام .. لأن جعل لنا الوقوف معه ..
ثم نشاركه .. لنستفيد منه، فيقوّم الزلل ويعفو عن الخطل .. ـ كما ذكرتُ
في ردٍ سابق ـ
كما أشكرهم على أن شرعوا لنا نافذة لقراءة أدبنا العظيم الخالد، و الاعتداد
به ..
آمل أن تصفحوا عن الزلل ..
[ line]
) ينظر: الأسلوب: أحمد الشايب، 74.
2) بطولة الشاعر العربي القديم، العاذلة إطاراً " دراسة نصيّة في تحولات المضمون
والبنية ": د. إبراهيم أحمد ملحم، أربد، دار الكندي، الأردن،ط 1،2001: 227.
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 02:16 م]ـ
البيت الرابع:
قال العلاء بن حذيفة الغنوي:
يقولونَ: مَنْ هذا الغَريبُ بأَرْضِنا؟ ** أَما والهَدايا إِنَّنِى لَغَريبُ
غَريبٌ دعاهُ الشَّوقُ، واقتادَهُ الهَوَى**كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُ
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ** مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
أُمَشِّي بأَعْطانِ المِياهِ وأَبْتَغي** قلائصَ منها صَعْبَةٌ ورَكُوبُ
[ line]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وسن .. دعينا من أحاديثهنّ التي شطت بنا بعيداً، ولنتأمّل كما كُنا قبل هنيهة!
(منار تُبحرُ في قسمات وجه وسن!)
ـ منار .. ما بك؟! أيّ عالمٍ قبضتِ عليه يجول في وجهي؟!!
(منار باسمة:
ـ هذا العالم الذي أبحثُ عنه يا وسن، هنا بين صباحات وجهك المشرق .. أنعمُ به دوماً، وفي أزاهير فكرك،وسمّوك أتلذذُ بدفئه!
ـ منار .. أنتِ يا عزيزتي لاترتلين إلا ما أشدو به دوماً،حين أنصهر في عالمك الفكري الأدبيّ. مشاعرك الرقيقة التي تعصف بكل جمود هذا العالم الذي أعيش! تميّزك الذي يحملني أن أؤمن ـ دوماً ـ بأنَّ الورود الحمراء مازالت تتنفس على سفوح الجبال المثلجة!
ولكن ما رأيك أن نترك هذي (المغازلة الأدبيّة)، ونعود إلى ما كان حديثنا يورق فيه،قبل أن يأتينَ صويحباتنا بصخبهنّ!
ـ نعم كنتُ سأعود .. لكنني أعجبُ دوماً ـ لن أخفيك، وأسعد ـ حين تنتصرين دوماً لدقائقك وساعاتك التي تودّين أن تنصهر ـ دوماً ـ في كل جميل، وجمالك هذا، هو الأدب الذي أُشاطرك فطائره!
زميلاتنا كُنَّ يخربشن حديثهنّ بالألوان والأزياء،وكل دستور أنثوي جديد! وكنتُ أختلسُ إليك النظر! أعبث بهذه الفرقعة التي أسرتكِ، فأشعر بكمدك! لأني أعلم حقيقتك فأنتِ ـ وأنتِ التي تُجيدين وبمهارة،كل هذه الفنون الورديّة التي يقلّبن الحديث فيها،ويأملنَ أن تقاسميهنّ الحديث ـ تثورين إن بُتِرَ حديثُ الأدبِ بسيف الجرم والظلم! أو انتُهِكَ بسرقةٍ سافرة لملامحه!!
أشعر بفوضويّة تمتلكك في تلك الأحايين! فأُقْبِلُ إليكِ صادحةً بما تُحبين: أنْ أكملي عزيزتي فأنا معك!
تذكركِ ذاكرة لن تغيبي عن أروقتها،صغيرها ولا كبيرها، أذكُرُ حديثاً ـ لكِ ـ ساخراً،يعكسُ هذا الوقت الضيّق الذي نعيشه في جامعتنا، فلا وقت للقاء أو حديث إلا في فسحة طعام! فلا لقاءات مفتوحة لعقولنا،أقول .. كنتِ تسكبين حديثك الساخر في ساعةٍ كهذه التي نعيشها الآن، قلتِ:
" أتدرين يا منار .. أُقدِّرُ (بطني) كثيراً! فهي تتبرّعُ باسمة،جذلى بغذائها لعقلي وفكري!)
أذكرُ أننا ضحكنا غير ثانية، فتعاهدنا أن يدوم هذا التبرّع! فما أجمله من تبرّع،حين نمسك كتاب لنلتهم حروفه،فنستلذَ،أو ندلف عالم أدبي آسر مع بعض الزميلات، أو نحاول أن نقرأ لغيرنا بنقد! لنستعرض عضلاتنا النقديّة التي لم تنضج بعد!،أو نقتل الوقت بحضور أصبوحةٍ أو ندوةٍ أو أننا نحنُ من يُسمع لنا!
كنتِ تتسائلين دوماً وتعجبين: لمَ لا يكون لعقولنا وقت، شبيه بوقت بطوننا! نريد لقاءات مفتوحة غير المحاضرات!
ما أجمل تلك الثلة من المثاقفات (إن صحّ التعبير) اللاتي أشعر بهنّ،وقد تبرعن،فنسعدُ أيّ سعادة!
(وسن .. وقد امتلكها هذا الحديث الشائق،الذي أجاد لمس الروح! وياااااه من يستطيع لمس الروح؟!!:
ـ منار .. نحنُ في هذي الدُنى لن نسعد بشيء بمقدار ما تُسعِدُنَا روح تُجيد مخاطبة الروح! وعقل يعرف كيف يمسك بيد عقلك،ثم يمتطي غيم السماء ليسافر من رقيّ لرقيّ، ومن سموّ لشموخٍ ورفعة ..
ـ وسن!
ـ ما بك؟!
ـ الوقت يا وسن! ستبدأ المحاضرة الثالثة، ونحن لم نُكمل بعد مسيرة جمال قد أخذتني إلى شواطئها،فعجبنا إلى رسمها وفنّها!؟
ـ آه،صحيح!!
ـ لكن أتدرين يا وسن .. رغم الضيق الذي شعرتُ به عندما علمتُ أنَّ أستاذتنا غائبة ـ وبهذا قد غاب كم من المعلومات والأسئلة التي كان لا بد لها من الانتثار! فقد نرتقي! ـ أشعرُ بالسعادة! فهذا الغياب، سكب في أيدينا مزيد وقت، ومزيد فراغ ستفيض به الحروف التي نعشق، بل هاهي فاضت! فشكراً لها!
ـ منار .. يالحديثك الساخر المشاغب هذا! أسعدُ بطريقتك العجيبة دوماً،في إخراج ضيقنا من عنق الزجاجة!
هيّا ,, سيهرب الوقت إن لم نُعالجه بما كُنا قد توقفنا عنده،قبل زميلاتنا وصخبهن!
ـ أجل، وعند أيّ شطّ توقفنا؟
ـ كنتُ أقول لكِ:
ثم تأملي يا رفيقتي، لسحر حروفه حين قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
- "وفي قوله: «واقتاده الهوى». إمعان في الإشارة إلى أنه مغلوب على أمره، فليس مدعواً فحسب بدعوةٍ خَفَّ لتلبيتها، وإنما قيَّدهُ الهوى الصادقُ المُبَرِّحُ بسلاسلهِ، فلم يزل يرسف في تلك القيود حتى أحله هذا الموطن. فهو في أول أمره خف تلبية للدعوة، ولكن داعي الشوق لم يقنعه ذلك حتى أغرى به الهوى فقيده بقيده، فهل رأيتم كحال هذا الأسير يا سادة! "
(قالت منار باسمة يفيض وجهها الصبوح بالإعجاب:
ـ لا .. لا يا بن هشام!
(بادلتُها الإعجاب ثم تابعتُ:
ـ بل تأملّي هنا:
4 - " وفي قوله: كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُ.
هل تعلمون ما هو العَوْدُ؟ "
لحظة .. لحظة .. قبل أن يُكملْ .. أتدرين ما هو العَوْدُ؟! أجيبي سؤاله!!؟
ـ الـ (العَوْدُ) الذي في البيت:
"غَريبٌ دعاهُ الشَّوقُ، واقتادَهُ الهَوَى** كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُ "
ـ نعم، وهل ثمة غيره؟؟!
ـ حسنا .. ألا يكون (الرجل الكبير) عطفا على (غريب) حين أراد تشبيه ذاك الغريب!؟
فهذا الغريب (عَوْدٌ مقيّد)!!،لدينا (بالعاميّة (العود) الرجل الكبير!!) عذراً لسرقة المعنى، ولكن يا وسن قال: (الزمام)!
وهذه توحي بـ ... لحظة .. ! ولكن أديبُ ... !
ـ إذن لندع هذه الحيرة، التي ستتبعثر وتهرب من ضياء ابن هشام،إزاء تحليله البديع،الذي سيدهشك فيه،قدرته التأمليّة في قبض الكلمات والمعاني من أوكارها،ثم سكبها في قالبٍ جمالي يغريك بالأبيات التي لم يكن لها هذا الهطول لولا مثل هذا الإغراء بمزيد قراءة .. بل وحفظ .. !
ـ أكملي بربك ماذا قال:
ـ كم تدفعين؟!
ـ وسن!!: mad:
ـ منار، لن تخيفيني! لن أُكمل، أخبريني كم ستدفعين؟!!: rolleyes:
ـ سأدفع الكثير لكن قبل هذا .. سأرى كم تدفعين أنتِ لي، لو قمتُ الآن وذهبت، وتركتك مع صويحباتنا الصاخبات بالأزياء و ...
ـ لا بربك لا تكملي .. سأُتابع .. لكن تذكري أنه انحناء السنبلة!!! ;)
ـ نعم أيتها السنبلة .. تابعي ..
ـ قال:
" هل تعلمون ما هو العَوْدُ، إنه الجَمَلُ المُسِنُّ الذي لا تزال فيه بقيةٌ من نشاط، وقد صوَّره هنا بأنه قد قِيْدَ بالزمامِ فانقاد لأَدبهِ وطاعتهِ لصاحبه الذي يقوده، وهو هنا الهوى الذي قاده. وكأَنِّي به وقد شبَّه نفسَه بذلك الجَمَلِ الوقورِ المُسِنِّ المطيعِ، يرمي إلى أَنَّهُ صادقُ الحُبِّ، وقورُ الوُدِّ، لم تأتِ بهِ نَزغةُ حبٍّ كاذبةٍ كما يصنعُ قليلو الحياءِ، وعديمو الضمير من هتكة أعراض العفائف، ولصوص الأعراضِ، وإِنَّما هو ذلك الحبُّ الصادقُ الذي يقتادُ مِثلَهُ في حلمهِ وأناته، ويمنعه عفافه وحياؤه أن يبين عن حاجته، أو يصرح بطلبته"
ـ ياااه .. ياله من أديب .. !
أتدرين ....
هذا ما يفعله الحب الصادق الذي إن فاض، فأول ما يفيض به وقاره وعفافه، ذاك التورّد الجميل على محيّاه،ما يلفّه جمالاً فوق حسنه وبهائه.
ـ راااائع.
ـ لا تعجلِ، و استمعي إلى ما أتمّ به:
"وتأملها يذهب بك بعيداً إلى تلك الأجواء البدوية التي قيلت فيها، بعيداً عن جفاف الانترنت وأكوادها، حيث لا تعرف المشاعرُ إلا الصدق، وإن حاولت الكذب لم تهتد إليه."
ـ الآن ما رأيك في كل هذا .. ؟!
ـ خطير!
[ line]
ـ بربكم .. ما هو (الدين) الذي يُطالب به هذا (العَوْد الأديب الوامق الوقور الصادق)؟!
لا تبتعدوا كثيراً،،،! ليس بأكثر من حبّ عصف بقلبه الرقيق الأبيض الطاهر .. لا يريد ولا يبتغي غير (فتاته)،أعني غير حبه .. يريد أن ينعم إلى جواره .. يرتوي من غيمه .. يجود عليه بمزنه وقطره .. يريد أن يدفء بخيوط شمسٍ ستحمي لواعج قلب .. ويسمر بصحبة قمر لم يبتذل عناء الرحيل .. ولا كمد الظعن إلا له .. !
أوَ تُراه طلب كثير؟؟!
(أو نفته حروب)؟ أتركوه بربكم أتركوه .. لا يحلم بأكثر من هذه النظرة الخجلى التي يريد .. على الرغم من فواصل زمن .. ومسافةٍ تقف .. أتركوه .. فقد نفته لدياركم هذه .. صراعات عاطفيّة، مشاعريّة، لم يقوَ على حكمها .. صراع يقوده هذا (الحب) الذي ألجم ما دونه، فساروا جنودا طائعين،غير مجافين .. تُرفرف أعلامهم لنصرةِ قائدهم الذي أضنته الحلول،عفوا .. الحروب!
فبات مكلوم الفؤاد ضعيف الوداد إلا بأُنسِ.و أنفاسِ دياركم .. هذه التي تحمل عبير من لا تدرون .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
أتركوه فقد ترك ما ضيه يعبث بعيداُ عن هنا .. تركه يعبث بمشاعره .. ويؤمِّلُ حاضره .. !
ماذا سأنتظر بعد؟ قد سار العمر بي،ولن أنتظر مزيد سير، ومزيد ظعن .. سأقف على مشارف دياركم إلى حين قدر ..
سأظلُ هنا عند صحبي (إزاء مبرك الإبل عند الماء!) أرقبُ ما يعتمل في نفسي فقد أحظى بالنظرة، وقد سيّرها صاحبها
لا يدري عما بقلبينا شيئا .. ! لن يدري عن آيات طهر ستنسكب في أرواحنا عند اللقاء ..
سأنتظر، فقد ضيّفني الصبر ولكنه رحل .. فأجملوا بربكم ولا تقهروا .. !
أتركوا هذا (العود) ينتظرُ ناقته تأتي ليرعاها وترعاه بالنظر .. !
ورب الكعبة، ليس أكثر من النظر .. !
كانت لي وقفة قويّة مع روحي، إزاء البيتين الأخيرين:
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ
مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
أُمَشِّي بأَعْطانِ المِياهِ وأَبْتَغي
قلائصَ منها صَعْبَةٌ ورَكُوبُ
ففيهما من الانكسار والنهاية (الصبر)، والحب الذي فاضت به نفسه فلم تجد الحلول سوى الوقوف غير ساعة،لانتظار
من (يبغي)، سأترككم مع هذي الكلمات القويّة:
مطالب دين، نفته حروب، (أمَشِّي، وهذه ليت ابن هشام يقف عند البلاغة في هيئتها)، أبتغي، قلائص (وهذه الحلم المقصود، والقيد الآسر من كل هذا الذي كان!)، (صعبةٌ وركوبُ، وهذه ـ أيضاً ـ ليته ـ وفقه الله ـ يمتعنا بالخلفيّة التي تنّدسُّ فيها الكلمتين)
**
سأقف معكم على ما ذُكِرَ في مختار الصحاح، دائرة المعاجم في مكتبة لبنان، د. ط، 1999: 482ـ عن (قلائص):
(القَلُوصُ) من النُّوقِ الشَّابةَّةُ وهي بِمَنْزِلَةِ الجَارِيَةِ من النِّسَاء وجَمْعُها (قُلُصٌ) بضمتين و (قَلائِصُ)، ... )
لا أدري، أشعر أنّي اكتفيتُ بهذا المعنى (الذي في مختار الصحاح)، عن مزيد تحليل،أو سبر غور للمعاني، وعن كل ما قد يشوّه ما ارتدَّ بنفسي،بعد
أن قرأت هذا المعنى .. فأدركت ما لذي يبحث عنه هذا (العود)، وليتني أستطيع أن ألّون ما أحسسته بعد قراءة (مختار الصحاح) بحروفي، لكن العزاء أن ثمة ما يفوق الوصف ..
فلله درّك أيها الشاعر المجيد (العلاء بن حذيفة الغنوي)،ولله ما أجمل قصائد أترابك في عصرك! وشكر الله لمن يزيل غبرة الزمن،عن مثل هذا الطهر والجمال.
[ line]
وضُرِبَ جرس بداية محاضرةٍ جديدة ..
فسارعتْ منار تستفهم:
ـ أوه ... ! وماذا عن:
باتَ ساجي الطرفِ الطَّرفِ والشوقُ يُلِحُّ
والدُّجى إِنْ يَمْضِ جُنْحٌ يأتِ جُنْحُ
وكأَنَّ الشرقَ بابٌ للدُّجى
مالَهُ خوفَ هُجومِ الصُّبحِ فَتْحُ
لا تَسلْ عَنْ حالِ أَربابِ الهوى
يا ابنَ وُدِّي، ما لذاكَ الحَالِ شَرْحُ
يوم مِنَّا الرَّكْبُ بالرَّكْبِ التَقَى
وقَضى حاجَتَهُ الشَّوقُ المُلِحُّ!
بادرتُها:
ـ ولكن ما رأيك بالصمت .. في حرمة هذا الجمال؟؟!
(دخلت الأستاذة .. فنظرتُ لمنار، وغمزتُها:
ـ أنْ في الوقت قادم، وفي الأستاذاتِ غيابٌ كثير .. !
[ line]
قررتا (وسن ومنار) أن ينتظرا البيت الخامس ...
فإليه ...
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:37 ص]ـ
الأستاذ الفاضل الأديب ابن هشام .. إخواني الأدباء أخواتي الأديبات
أستأذنكم في التعليق بشيء يسير على الأبيات الثلاثة التي أوردها ابن هشام نقلا عن عيون الأخبار وهي:
إذا كان إخوان الرجال حرارةً **** فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ
لنا جانب منه دميث وجانب **** إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ ****كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
ولا أدعي أني بلغت ما بلغتموه في مضمار الأدب:
وابن اللبون إذا ما لُزّ في قَرَن ***** لم يستطع صولة البُزل القناعيس
فقد شغلني النحو والتصريف فنأيت بعض الشيء عن ظل الأدب الوريف.
أعود للأبيات فأقول: لم أجد في البيت الأول وجها لقوله:
إذا كان إخوان الرجال حرارةً
فتشبيه الإخوان بالحرارة،أو جعلهم كأنهم مخلوقون من الحرارة _ كقول الخنساء: فإنما هي إقبال وإدبار_ أمر غيرمستساغ في الذوق إذ لا يتصور مثل هذا المعنى، فالإخوان قد تشوب أخلاقهم بعض الشدة والحرارة ولكن لا يبلغ بهم أن يكونوا مثل الحرارة أ كأنهم مخلوقون من الحرارة، والأشبه عندي أن يكون في البيت تحريف وقد يكون صوابه:
إذا شان إخوانَ الرجال حرارةٌ .... أو:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا عاب إخوانَ الرجال حرارةٌ ... هذا عن الشطر الأول.
أما عن الشطر الثاني وهو قوله:
فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ
فلا وجه في رأيي لكلمة (الحلال) وإنما هو الزلال، لتصير كل الأوصاف جارية على الماء أي أنت الماء الزلال الحلو البارد العذب.
وفي موضع الشاهد الذي اختاره ابن هشام أعني قوله:
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ ****كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
علق عليه ابن هشام فقال:
(ثم أعجبني جداً تشبيهه لهذه الهزة باهتزاز الغصن الرطب عندما يهزه البارح من الهواء. فتخيلت ذلك الغصن الرطب في تلك الشجرة المورقة الخضراء من الهواء العليل،)
وأقول لأستاذنا الفاضل: البارح هو الريح الحارة الشديدة في الصيف وأصل مادة (البرح) يدل على الشدة فإذا فسرنا البارح بالريح فهي الشديدة التي تحمل معها الغبار في الصيف وليست العليلة، ولا يتجه عندي أن يقال: اهتز الغصن تحت الهواء العليل، فالظرف (تحت) يدل على أن ثمة شيء فوق الغصن، لذلك أظن أن في البيت أيضا تحريفا وصوابه:
كما اهتز تحت الصادح الغصن الرطب
والصادح هو الطير المغرد كما ورد في أحد الأبيات التي أوردتها المستبدة:
فإني إذا هبت شمالا سألتها **** هل ازداد صُدّاحُ النُمَيْرة من قرب
فالصداح هو جمع صادح وهو المصوت من الطير كما شرحه الأعلم الشنتمري في شرح حماسة أبي تمام.
واهتزاز الغصن تحت الصادح يوحي بوجود النسيم العليل كما قال ابن الرومي عن الريح العليلة:
هبت سحيرا فناجى الغصن صاحبه **** سّرا بها وتنادى الطير إعلانا
وُرق تغنى على خضر مهدلة **** تسمو بها وتشمّ الأرض أحيانا
تخال طائرها نشوان من طرب **** والغصن من هزه عطفيه نشوانا
أرجو أن يكون فيما قدمته بعض الفائدة لأهل الأدب بيد أني سررت كثيرا بوقوعي على شاهد نحوي عزيز جدا وهو ما ذكره ابن هشام من قول أبي العلاء الغنوي:
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ***** مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
فجملة (نفته حروب) صفة لموصوف محذوف أي: مطالب دين أو رجل نفته حروب
والنحويون يأبون أن تقوم جملة الصفة مقام الموصوف المحذوف في الاختيار ويشترطون لجواز ذلك أن يكون الموصوف بعض ما قبله من مجرور بـ (من) كقول الشاعر:
وما الدهر إلا تارتان فمنهما **** أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
أي: فتارة منهما أموت فيها، فحذف الموصوف تارة وأقيمت جملة (منهما أموت فيها) مقامه.
أو مجرور بفي كقول الراجز:
لو قلت ما في قومها لم تيثم ***** يفضلها في حسب وميثم
أي: لو قلتَ ما في قومها امرأة يفضلها لم تأثم، فحذف الموصوف وهو (امرأة) وأقيمت جملة (يفضلها في قومها) مقام الموصوف.
وفي بيتنا نابت جملة الصفة عن الموصوف دون أن يكون الموصوف بعض ما قبله من مجرور بمن أو مجرور بفي.
فمثل هذا الشاهد يعض عليه بالنواجذ فجزى الله ابن هشام عن أهل الأدب والنحو خيرا.
مع تحيات أخيكم الأغر.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 08:57 م]ـ
أخي العزيز الأستاذ الأغر وفقه الله وزاده علماً وفقهاً سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحيا الله هذه العقلية البصيرة، التي لا تكتفي بالمرور مر الكرام على كلامٍ كثير الخلل ككلامي، بل تأبى إلا الوقوف والتأمل في تأملات عقل كليل، لترده إلى الجادة، وتعلمه كيف يتأمل شعر الشعراء. وكنت وما أزال أؤمن بأن من يقومك، ويقفك على مواطن الخلل في كلامك وفهمك، أنفع لك ممن يزجي لك الثناء العاطر، مع شكري الجزيل لكل من كلَّفَ نفسَهُ عناءَ التعقيبِ والمشاركة في هذه التأملات الأدبية.
وعُذري أيها الأخ الكريم في الأخطاء التي وقعتُ فيها سابقاً، وسأقع فيها لاحقاً أنني لا أرجع للمصادر للتدبر والتأمل والتحقق إلا في القليل، وهذا خطأٌ مني ولا عذر لي، إذ إنني أردتها تأملات عفوية أختبر بها فهمي، وأصحح بها نظري للشعر، ثم يكون في التعقبات ما يصحح الخطأ، وقد منَّ الله عليَّ بأمثالكم ممن يحرصون على العلم والأدب، ويصححون الخطأ الذي أَقَعُ فيه، فيكون في ذلك فائدة مضاعفة كما كان في تعقيبكم الثمين أيها الأستاذ الأغر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كنت كتبت أولى هذه التأملات بعد النظر في الأبيات في عيون الأخبار لا غير، فشرعت في الكتابة مباشرةً دون مراجعةٍ للأبيات في مصدرٍ آخر، واكتفيت بذلك ولم أعد إليها بعد ذلك. فلما رأيتُ ما كتبته وفقك الله، حفزني هذا لمراجعة هذه الأبيات في المصادر الأخرى، فعثرت عليها في ديوان الحماسةِ، وفي الكامل للمبرد، وفي الحماسة البصرية، وفي الأمالي للقالي، وفي بَهجةِ المَجالس لابن عبدالبَر رحِمه الله، وفي المصدر الذي أخذت منه ابتداء وهو عيون الأخبار وفي سمط اللآلي.
وأخذت أتتبع ما قاله شراح الحماسة في هذه الأبيات كالمرزوقي، والتبريزي وغيرهم. فكان في هذا التعقيب الذي تفضلتم به فوائد لا حرمك الله أجرها وبرها أيها الأستاذ الأغر ومنها:
أولاً: أشعرتني بقيمة ما كتبتهُ حول هذه الأبيات، وحفزتني حفزاً شديداً حتى شددتُ جَراميزي، واحتشدت وتَحفزَّتُ لقراءة هذه الأبيات مرةً بعد مرةٍ، والرجوع إلى كلام العلماء حولها فكان في ذلك فوائد كثيرة لا حرمك الله أجرها وسأذكر بعضها مع الاعتذار عن سوء الترتيب، وتداخل الكلام بعضه ببعض:
[ line]
ثانياً: عرفت في طريقي قائلَ هذه الأبيات الذي لم يذكره ابن قتيبة، فإذا به أبو الشغب العبسي واسمه عِكْرشَة بن أزيد بن أسحل، وهو من شعراء الدولة الأموية (انظر: وفيات الأعيان 1/ 170)، يقول هذه الأبيات في ولده رباط -فليست في الإخوان كما ذكر ابن قتيبة وحذف البيت الأول منها -، وقال البصري صاحب الحماسة 2/ 466: وتروى للأقرع بن معاذ العامري. قال ابن هشام: والذي نسبها للأقرع هو أبو عبيدة معمر بن المثنى رحمه الله.
[ line]
ثالثاً: كما قلتُ: وجدتُ هذه الأبيات في ديوان الحماسةِ ص 84 ورقمها (77)، وفي شرح التبريزي للحماسة 1/ 144 - 145، وفي الكامل للمبرد 1/ 245 بتحقيق الدكتور محمد الدالي (ط. مؤسسة الرسالة)، وفي الحماسة البصرية (بتحقيق الدكتور عادل جمال) 2/ 466، وفي الأمالي للقالي 2/ 3، وفي بَهجةِ المَجالس لابن عبدالبَر2/ 775، وفي المصدر الذي أخذت منه ابتداء وهو عيون الأخبار.
[ line]
رابعاً: سعدتُ بقول المرزوقي في شرح الأبيات: وقوله: (تحت البارح). حَسَنٌ جداً». فأسعدني استحسان المرزوقي لنفس المعنى الذي استحسنته، وقد كتبت ذلك استناداً إلى ما أزعمه من تذوقي للمعاني في الشعر فالحمد لله أن وافقت في ذلك إماماً كبيراً كالمرزوقي. وجزى الله الأغر خيراً الذي دفعني للبحث والتفتيش. وموافقة الكبار نعمة يعتدها طالب العلم الصغير مثلي، لأن التفرد موحش.
[ line]
خامساً: وقوفك مع قول الشاعر: إذا كان إخوان الرجال حرارةً. دليل على حسن تذوقك، وبصرك بكلام العرب وفقك الله. وكلامك صحيحٌ نور الله بصيرتك، وليهنك العلم. ولم أقف عندها كوقوفك.
فأما رواية الأبيات عند ابن قتيبة فهي كما نقلتُ (حرارةٌ). وأما عند المُبَرِّدُ فرواية البيت (إذا كان أولادُ الرجالِ مرارةٌ) ورواية البيت في حماسة أبي تمام، والحماسة البصرية، ورواية من روايات الكامل كما أشار المحقق:
إذا كان أولاد الرجال حَزَازَةٌوقد شرح الأبيات على هذه الرواية شراح الحماسة كالتبريزي والمرزوقي. ومعانيها على كل رواية كالتالي:
على الرواية الأولى التي بنيت نقلتها من عيون الأخبار يكون المعنى: إذا كان أولاد – لا إخوان كما ذكر ابن قتيبة رحمه الله لأن الشاعر قالها في ولده رباط والأبيات ينقصها الأول وهي كاملة:
رأيت رباطاً حين تم شبابه* وولى شبابي ليس في بره عتبُ
إذا كان أولاد الرجال مرارةً* فأنت الحلال الحلو والبارد العذب
البيتان ..
فيكون وصفه للولد العاق بالحرارة معناهُ، وعورةُ أخلاقه، ويُبوستُها وزعارتُها. والوصف بالحرارة فيه هذه المعاني التي ذكرتُها وزيادةٌ.
وعلى الرواية الثانية: إذا كان أولاد الرجال مرارةً، فهي قريبة من الأولى، مع زيادة الحسرة التي تصيب قلب الوالد من عقوق الولد، والمرارة التي يشعر بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الرواية الثالثة وهي التي وردت في حماسة أبي تمام والبصرية وغيرهما فمعناها إذا كان أولاد الرجل تقطيعاً في الصدور وتَحزِيزاً في القلوب، لعقوقهم واستعمالهم الجفاء في موضع البر مع آبائهم. وهي من الحَزِّ وهو القطعُ. وقد شرحه المرزوقي فقال: «إذا كانَ الأولادُ تقطيعاً في الصدور وتَحزيزاً في القلوب، لعقوقهم واستعمالهم الجفاء في موضع البر مع آبائهم، فأنت العسل مشوباً بالماء العذب ... وقال الخليل: الحزازة: وجعٌ في القلب من غيظٍ أو أذًى. والحزاز أيضاً كذلك، وأنشد بيت الشماخ:
وفي الصدر حزازٌ من اللوم حامز».ويبقى لتوجيهكم الكريم وقولكم: «فتشبيه الإخوانِ بالحرارة، أو جعلهم كأَنَّهم مخلوقون من الحرارة _ كقول الخنساء: فإنما هي إقبال وإدبار
أمرٌ غير مُستساغٌ في الذوق إذ لا يتصور مثل هذا المعنى، فالإخوان قد تشوب أخلاقهم بعض الشدة والحرارة ولكن لا يبلغ بهم أن يكونوا مثل الحرارة أ كأنهم مخلوقون من الحرارة، والأشبه عندي أن يكون في البيت تحريف وقد يكون صوابه:
إذا شان إخوانَ الرجال حرارةٌ .... أو:
إذا عاب إخوانَ الرجال حرارةٌ».يبقى له وجاهته، وهو جدير بكل تقدير واحترام، لحسن تدبركم وتأملكم وفقكم الله، والقول فيها كما تقدم، وأمر التذوق والتدبر في الشعر لا يحل حراماً، ولا يحرم حلالاً، والفتوى فيه ليست كالفتوى في الدين، فتجوز العلماء فيها من قديم، ولذلك فإن الجمع بين هذه الأقوال التي يمكن فهمها من الأبيات السابقة هو الأولى مع عدم وجود ما يقطع بواحد منها، تربية للذوق، وشحذاً للملكة النقدية.
[ line]
سادساً: وأما قولكم: «أما عن الشطر الثاني وهو قوله:
فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُفلا وجه في رأيي لكلمة (الحلال) وإنما هو الزلال، لتصير كل الأوصاف جاريةً على الماء أي أنت الماءُ الزلال الحلو البارد العذب.) فلا تقل جمالاً عن النقدة الأولى، ولكنني لم أجد من ذهب هذا المذهب. فقد وجدت الروايات مجمعة على لفظة (الحلال)، ووجدت المرزقي يقول في شرحها: «فأنت العسل مشوباً بالماء العذب. وقد وصف بعضهم كلاماً فقال: "هو السحر الحلال، والعذب الزلال". ويشير الشاعر إلى سهولة جانبه، وحسن طاعته، ودماثة خلقه». و وجدت في كلام الشعراء مثل هذا الوصف مثل قول الشاعر مادحاً:
ألا هلكَ الحُلوُ الحَلالُ الحلاحلُ * ومَنْ عَقدهُ حزمٌ وعزمٌ ونائلُوشرحه الأصفهاني فقال: «والحلوُ: الجميلُ، والحَلالُ: الذي ليسَ عليه في مالهِ عيبٌ. والحُلاحِلُ: الشريف العاقل». الأغاني. ووجدت في إحدى رسائل ابن العميد لبعض إخوانه قوله: «ولم تَلْفظني من فِيك، وتمجُّني من حلقكِ؟ وأنا الحلال الحُلْو، والبارد العذب». و: انه قد أخذها من الأبيات السابقة. فالوصف بأن فلان حلال وصف مطروق في الشعر، ولو تتبعها متتبع ربما يجد أكثر من هذا، ولعل من بقايا ذلك في لغة الناس اليوم قولهم (فلان ابن حلال) وإن كان ضدها معنى قبيحاً إلا أنه لا يخطر على بال المتكلم والسامع فيما أظن. وتفسير الحلال بأنه من ليس في ماله عيب، كأنه ضد الحرام معنى إسلامي فيما يبدو لي، ولعلك تنشط أو أنشط للتدبر والبحث في لفظة الحلال أكثر من هذا إن شاء الله.
[ line]
سابعاً: وأما قولكم أخي العزيز: «وفي موضع الشاهد الذي اختاره ابن هشام أعني قوله:
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ *كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
علق عليه ابن هشام فقال: (ثم أعجبني جداً تشبيهه لهذه الهزة باهتزاز الغصن الرطب عندما يهزه البارح من الهواء، فتخيلت ذلك الغصن الرطب في تلك الشجرة المورقة الخضراء من الهواء العليل). وأقول لأستاذنا الفاضل: البارح هو الريح الحارة الشديدة في الصيف. وأصل مادة (البرح) يدل على الشدة فإذا فسرنا البارح بالريح فهي الشديدة التي تحمل معها الغبار في الصيف وليست العليلة، ولا يتجه عندي أن يقال: اهتز الغصن تحت الهواء العليل، فالظرف (تحت) يدل على أن ثمة شيء فوق الغصن، لذلك أظن أن في البيت أيضا تحريفا وصوابه:
كما اهتز تحت الصادح الغصن الرطب
والصادح هو الطير المغرد كما ورد في أحد الأبيات التي أوردتها المستبدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإني إذا هبت شمالا سألتها * هل ازداد صُدّاحُ النُمَيْرة من قربفالصداح هو جمع صادح وهو المصوت من الطير كما شرحه الأعلم الشنتمري في شرح حماسة أبي تمام. واهتزاز الغصن تحت الصادح يوحي بوجود النسيم العليل كما قال ابن الرومي عن الريح العليلة:
هبت سحيرا فناجى الغصن صاحبه * سّرا بها وتنادى الطير إعلانا
وُرق تغنى على خضر مهدلة * تسمو بها وتشمّ الأرض أحيانا
تخال طائرها نشوان من طرب * والغصن من هزه عطفيه نشوانا) قال ابن هشام: هذا الاستدراك أيضاً دليل على بصرك وفقك الله وتأملك، وهو مقبول وليس هناك ما يمنع منه، ولم أكن حين كتبت هذا الكلام مستضحراً للمعنى الدقيق للبارح إلا أنه نوع من الهواء، دون أن أدقق في أنه الحار الذي يهب من الشمال في الصيف كما تفضلتم. ولما عدت إلى الروايات وجدتها كلها ترويها (البارح) وقال المرزوقي في شرح البيت: «البارح: ريحٌ حارةٌ تجيء من قبل اليمن. فيقول: تملكه عند اكتساب المكارم أريحية يهتز عندها اهتزاز الغصن الرطب، الذي جرى الماء فيه، إذا هبت عليه البارح. و"كما اهتز" أراد كاهتزاز. وقوله "تحت البارح" حسنٌ جداً، لأن الريح تعلو الغصون في مرورها. وقد نسبوا البارح إلى النجوم إذا ذكروا الأنواء. قال:
أيا بارح الجوزاء ما لك لا ترى * عيالك قد أمسوا مراميل جوعاهذا يقوله بعض المتلصصة. وعيالها: السراق، وذلك أن البارح تحمل الغبار وتدرس الآثار، فتجسر المتلصصة على السعي، وتمكنهم السرقة». وقال التبريزي في شرحه للبيت: (والبارح: ريح حارة تأتي من قبل اليمن، أخذ من البَرْحِ، وهو الأمر الشديد العجب، ... وخص البارح لأنها تهب في الصيف، والغصن في الصيف ألين منه في الشتاء). انتهى. انظر: شرح التبريزي (بتحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، ط. المكتبة التجارية وهي أجود طبعات شرح التبريزي) 1/ 264
[ line]
ثامناً: وأما قولكم حفظكم الله: «أرجو أن يكون فيما قدمته بعض الفائدة لأهل الأدب) فأقول: نعم، قد كان في هذا الذي تفضلتم به أكبر الفائدة لي شخصياً، فقد حملتني على المراجعة وإعادة النظر، وها هي المصادر والمراجع بين يدي أنظر فيها وأراجع، وقد وجدت في طريقي فوائد وطرائف، وهذه من فوائد هذه المداخلة الموفقة، جزاكم الله خيراً على هذا الطرح العلمي المؤدب، والروح الشفافة الذواقة.
[ line]
تاسعاً: وأما قولكم: «بيد أني سررت كثيرا بوقوعي على شاهد نحوي عزيز جداً وهو ما ذكره ابنُ هشامٍ من قول أبي العلاء الغنوي:
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ***** مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
فجملة (نفته حروب) صفة لموصوف محذوف أي: مطالب دين أو رجل نفته حروب
والنحويون يأبون أن تقوم جملة الصفة مقام الموصوف المحذوف في الاختيار ويشترطون لجواز ذلك أن يكون الموصوف بعض ما قبله من مجرور بـ (من) كقول الشاعر:
وما الدهر إلا تارتان فمنهما * أموت وأخرى أبتغي العيش أكدحأي: فتارة منهما أموت فيها، فحذف الموصوف تارة وأقيمت جملة (منهما أموت فيها) مقامه. أو مجرور بفي كقول الراجز:
لو قلت ما في قومها لم تيثم ** يفضلها في حسب وميثمأي: لو قلتَ ما في قومها امرأة يفضلها لم تأثم، فحذف الموصوف وهو (امرأة) وأقيمت جملة (يفضلها في قومها) مقام الموصوف.
وفي بيتنا نابت جملة الصفة عن الموصوف دون أن يكون الموصوف بعض ما قبله من مجرور بمن أو مجرور بفي. فمثل هذا الشاهد يعض عليه بالنواجذ فجزى الله ابن هشام عن أهل الأدب والنحو خيراً.)
قال ابن هشام: وأنتم جزاكم الله خيراً، وهذا الشاهد كما ذكرت وفقكم الله ونفع بكم، وأزيدك شاهداً آخر في الأبيات ولعل فيه جواباً لما سألت عنه الأخت العزيزة المستبدة من معنى قوله (يمشي بأطراف البلاد ويصطفي قلائص .. )
فقوله: يُمَشِّي. لغة في يَمْشِي، وهي شاهد لقراءة أبي عبدالرحمن السلمي رحمه الله في قوله تعالى:?وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويَمشُونَ في الأسواق? الفرقان 20 حيث قرأها أبو عبدالرحمن السلمي وغيره ?يُمَشُّونَ? وهي بمعنى قراءة الجمهور يَمْشُونَ. واستشهد لها المفسرون وأهل الاحتجاج للقراءات الشاذة ببيت أبي العلاء المتقدم:
أُمَشِّي بأعطانِ المياه وأبتغي = قلائص منها صعبة وركوبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعنى أمشي، هذا قول ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز، طبعة قطر 11/ 22، وشرح ابن جني لها أدق عندما قال إن معناها يكثرون المشي (انظر: المحتسب له 2/ 120) واستشهد لها بشاهد آخر للمتنخل الهذلي.
[ line]
عاشراً وأخيراً:
شكر الله لكم أيها الأستاذ الأغر هذه الجولة النقدية الممتعة، وقد حملتني على ترك شغل شاغل كان بيدي، للنظر في هذه الوقفات النقدية الموفقة، فلك أجزل الشكر وأعطره.
اللهم بارك لنا في العلم، وانفعنا به يا أرحم الراحمين، وأجزل المثوبة لكل من شجع وسدد الخلل، وترفق بفهمٍ علاه الصدأ، لطول العهد، واتصال البعد بكتب أهل العلم والأدب. ومثل هذه المطارحات العلمية تجلو ذلك الصدأ. فلا عدمناكم أيها الفضلاء المتأدبون، والأساتذة الأجلاء.
[ line]
وأختم بنقل كلام المرزوقي كاملاً في شرح الأبيات:
قال المرزوقي:
وقال آخر:
إذا كان أولاد الرجال حزازةً = فأنت الحلال الحلو والبارد العذب
إذا يتضمن معنى الجزاء، ولهذا احتاج إلى الجواب فجعل بالفاء. فيقول: إذا كان الأولاد
تقطيعاً في الصدور وتحزيزاً في القلوب، لعقوقهم واستعمالهم الجفاء في موضع البر مع آبائهم، فأنت العسل مشوباً بالماء العذب. وقد وصف بعضهم كلاماً فقال: "هو السحر الحلال، والعذب الزلال". ويشير الشاعر إلى سهولة جانبه، وحسن طاعته، ودماثة خلقه. وقال الخليل: الحزازة: وجعٌ في القلب من غيظٍ أو أذًى. والحزاز أيضاً كذلك، وأنشد بيت
الشماخ:
وفي الصدر حزازٌ من اللوم حامز
لنا جانبٌ منه دميثٌ وجانبٌ= إذا رامه الأعدء ممتنع صعب
خاطب في الأول ثم عدل في الثاني إلى الإخبار، وهذا عادتهم إذا افتنوا في كلامهم، نظموا
أو نثروا، لما في التحول من سهولة تجاوب الألفاظ، وتلاؤم طرائق النظام. فيقول: لنا من هذا الولد خلق سجيح، ومذهبٌ في البر فسيح، فهو هينٌ لينٌ معنا، وللأعداء منه إذا طلبوه أو جربوه جانبٌ خشنٌ مدفعٌ، وطريق صعب متلفٌ، وخلقٌ وعرٌ شرسٌ. ولم يقل للأعداء
جانب ولكن عطف الثاني على الأول، بمعنى أن أحدهما لاجتذاب الخير، والآخر لدفاع الشر. فكأن التقدير: ولنا منه جانب معدٌ للأعداء ذلك صفته، فصار الجانبان لهم في
اللفظ، والقسمة ثابتة في المعنى. والدماثة: سهولة الخلق ولين الجانب. ويروى "ممتنعٌ
صعب"، و"متلفةٌ صعب"، والمعنى ظاهر.
وتأخذه عند المكارم هزةٌ كما اهنز تحت البارح الغصن الرطب
البارح: ريحٌ حارةٌ تجيء من قبل اليمن. فيقول: تملكه عند اكتساب المكارم أريحية يهتز
عندها اهتزاز الغصن الرطب، الذي جرى الماء فيه، إذا هبت عليه البارح. و"كما اهتز"
أراد كاهتزاز. وقوله "تحت البارح" حسنٌ جداً، لأن الريح تعلو الغصون في مرورها. وقد
نسبوا البارح إلى النجوم إذا ذكروا الأنواء. قال:
أيا بارح الجوزاء ما لك لا ترى عيالك قد أمسوا مراميل جوعا
هذا يقوله بعض المتلصصة. وعيالها: السراق، وذلك أن البارح تحمل الغبار وتدرس
الآثار، فتجسر المتلصصة على السعي، وتُمكنهم السرقة». شرح المرزوقي 1/ 271 - 273
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيها الأديب الحبيب
ليس لي إلا أتمثل بقول ابن اللبانة:
سألت أخاه البحر عنه فقال لي ***** شقيقيَ إلا أنه الساكن العذب
لنا ديمتا ماء ومال فديمتي ****** تماسكُ أحيانا وديمته سكب
لقد أجدت وأفدت فجزاك الله خيرا وقد اعتذرت منك سابقا إذ تدخلت في التعليق على شواردكم وعذري أن غايتي أن أمزج النحو بالأدب والبلاغة فعلوم العربية لا يمكن قطع الوشائج بينها كما لا يخفى عليكم.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 10:17 م]ـ
جمال هذه التأملات في مشاركتكم أخي الحبيب وفقكم الله، لا في أصل التأملات، وهذا المزج مهم للجميع، فلا تتوقف عند هذا وأكمل التعقيب والتصويب فنحن نسعد بك دوماً.
ـ[السوسني]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 06:32 ص]ـ
الله الله
ما أعذب هذا الكلام وأعجبه.
ياليت المنتدى يتفتح أكثر وأكثر على مثل هذا النقد الرصين.
والله لكأنك في بستانٍ تجني منه ثمارًا يانعةً.
لقد كنت أقرأ مشاركاتكم، وأتمنى في نفسي أن لا تنقضي هذه اللطائف البارعة من ذلك النقد الجميلة.
وفق الله كل من شارك في هذا النقد.
ـ[حذيفة]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 08:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
إكتشفت هذا الموقع الرائع منذ فترة، و نقلت الخطو بين رياضه مستمتعا بما يكتبه رواده فوجدت خيرا، جزى الله القائمين عليه ورواده عن أروع لغة خيرا و غفر لهم إنه غفور رحيم.
ثم قرأت هذه التأملات الجميلة فرأيت أدبا جما و أرواحا طيبة، فبارك الله فيكم على هذا التواضع و الدماثة و الطيب!
و شاء الله عز و جل أن أتصفح البارحة كتاب: إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم لإمام اللغة و الأدب ابن خالويه، فوجدته يذكر بيتين من الشعر ترددا في هذا الشريط، و لم يعزهما لأحد، فأردت أن أشارك بهما معكم، قال: قال الشاعر:
إذا كان أولاد الرجال حزازة = فأنت الحلال الحلو و البارد العذب
و تأخذه عند المكارم هزة = كما اهتز تحت البارح الفنن الرطب
ذكرها في إعراب سورة الشمس.
بارك الله فيكم مرة أخرى، و في انتظار مزيد من تأملاتكم العذبة!
و السلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 09:03 ص]ـ
الأخ الحبيب السنوسي: حسن بصرك بالأدب، دفعك إلى إحسان الظن رضي الله عنك، وبارك فيك.
الأخ العزيز حذيفة: جزاك الله خيراً على تشجيعك، وأكرمك لهذه الفائدة، وأنا أحتفي بكتب ابن خالويه ولا سيما كتابه هذا فبارك الله فيك على هذه الفائدة.
البيت الخامس جاهز، فقط أراجعه وأضعه إن شاء الله. وأشكر أخي الكريم السوسني على اقتراحه فصل كل قطعة أدبية بمفردها، وهو اقتراح مقبول، ويبقى تنفيذه سهلاً للقائمين على الموقع لخروج ذلك عن حدود صلاحياتي التقنية في المنتدى.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 06:50 ص]ـ
سلام الله عليكم أيها الأحباب!
هل في الطلول لسائل ردُّ؟!
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 07:35 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
ياااااااااااه أستاذنا ابن هشام ..
انتظرنا حتى مللنا الانتظار!!
حضرت أخيرًا؟! ..
حسنًا ..
والأجمل في حضورك أنك أعدت الحياة لموضوع من أجمل ما قرأنا في الفصيح!
هل ستواصل؟!
نحن بانتظار تأملاتك الجميلة ..
حياالله عودتك وحضورك المتوهج ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 09:05 ص]ـ
بارك الله فيكم، وسأواصل إن شاء الله ما دام هناك من الأدباء من ينتظر.
ـ[البلاتين]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 09:01 م]ـ
هذه أول مشاركة لي في الفصيح،،
شكراً للأخ صاحب الموضوع، وأشارك الإخوان في تقدير هذا النقد الأدبي الهادئ الذي ينطلق من الذوق الشخصي الراقي. ويبدو لي أن الكاتب متخصص في اللغة العربية، ولذلك جاء نقده مؤصلاً ومؤدباً أيضاً.
فقط أحببت تسجيل إعجابي، ورغبتي في استمرار هذه التأملات.
دمتم موفقين ونحن في انتظار البيت الخامس
ـ[معالي]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 09:10 م]ـ
أنا هنا أهدّد ..
إن لم يعد أستاذنا الفاضل ابن هشام ويكمل، فسأدلي بدلوي .. وسآتي بما لم يأت به الأوائل، ولسوف تتحول الأنظار عن تأملات ابن هشام .. :)
أستاذنا الكريم ابن هشام
عدْ
وإلا .... :)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[16 - 12 - 2005, 10:50 م]ـ
شكراً جزيلاً للجميع، وحيا الله أهل الذوق الأدبي، والحرص على اللغة.
البيت الخامس:
تَخيّرتُ مِن نَعمانَ عُودَ أَراكةٍ * لِهِنْدٍ، فَمَنْ هذا يُبلِّغُهُ هِندا؟!
خليليَّ عُوجا بارك الله فيكما * وإن لم تَكُنْ هِندٌ لأَرضِكما قَصدا
وقولا لَها: ليسَ الضلالُ أَجارَنا * ولكنَّنا جُرْنَا لِنَلقَاكُمُ عَمْدا
قال ابن هشام: هذه الأبيات الثلاثة للشاعر الجاهلي عوف - وقيل عمرو- بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس من بني بكر بن وائل ولقبه الذي اشتهر به المرقش الأكبر، عشق ابنةَ عَمِّهِ أَسْماءَ، وقال فيها شِعْراً كثيراً منهُ هذه الأبيات، وشعره من الطبقة الأولى، ضاع أكثره، ولد باليمن ونشأ بالعراق واتصل مدة بالحارث بن أبي شَمِر الغساني واتخذه الحارث كاتباً له.
قال ابن هشام: والشاهد عندي من هذه الأبيات هو البيت الثالث. وقبل أن أتوقف عنده أشير إلى أن نعمان الذي قصده الشاعر، هو ما يسمى اليوم بعرفات، ويسمى نعمان الأراك، وذلك لكثرة شجر الأراك فيه، ويؤكد هذا قوله (تَخيرتُ مِنْ نعمانَ عُودَ أَراكةٍ)، وقد يستغربُ مستغربٌ، كيف تقول في ترجمته أنه كان عاشقاً لابنة عمِّه أسماءَ، وهو يقول في الأبيات (تَخيّرتُ ... لِهندٍ) (ومَن هذا يُبلِّغهُ هِندا)؟ والجواب على ذلك قد صاغه أبو العلاء المعري في رسالته البديعة (رسالة الغفران ص 348 – ط. بنت الشاطي رحمها الله، وهي أجود الطبعات) فقال: (وبعض النّاس يروي هذا الشّعر لك:
تخيّرت من نعمان عود أراكةٍ ... ولم أجدها في ديوانك، فهل ما حُكي صحيحٌ عنك؟)
فيجيبه المرقش: لقد قلتُ أشياء كثيرةً، منها ما نُقل إليكم ومنها ما لم يُنقل، وقد يجوز أن أكون قلتُ هذه الأبياتَ ولكني سَرِفْتُها - أي نسيتها - لِطولِ الأَبد، ولعلَّك تنكرُ أنّها في هندٍ، وأنَّ صاحبتي أسماء، فلا تنفر من ذلك، فقد ينتقل المُشبِّب من الاسم إلى الاسم، ويكون في بعض عُمره مُستهتراً بشخصٍ من النّاس، ثمّ ينصرف إلى شخصٍ آخر، ألا تسمع إلى قولي:
سفهٌ تذكُّره خويلة بعدما * حالت ذُرا نجران دون لقائها)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أحسن المعري الاعتذار للمرقش في مخاطبته هند، وهو يعني أَسْماءَ. وقد ألمح إلى ذلك شاعرٌ مُبدعٌ من شعراء العباسيين في أبيات مختارةٍ لعلنا نأتي عليها يوماً في إحدى هذه التأملات إن شاء الله، فلا أتعجل بذكرها إذاً، وإن كانت المناسبة تقتضيها، ولكن لا بأس من التشويق، بذكر البيت وهو قوله:
نسائلُ عن ثُمامات بُحزَوى * وبانُ الرمل يعلم مَن عَنَينا
ولو أنى أنادي يا سُليَمى * لقالوا ما أردتَ سوى لبُيَنَى
فهو ينادي: يا سُليمى!، وهو إنما يقصد لبينى.
وأما قوله:
وقولا لَها: ليسَ الضلالُ أَجارَنا * ولكنَّنا جُرْنَا لِنَلقَاكُمُ عَمْدا
ففيه لطائف منها:
1 - كأنه في قوله هذا لصاحبيه يلقنهم الجواب لسؤال يتوقعه منها وهو: ما الذي جار بكما عن الطريق إلى أرضكما؟ فيكون الجوابُ أَنَّهما لم يضلا ولم يجورا عن الطريق خطأً منهما، وقِلةَ بَصَرٍ بالطريق إلى أرضهم، ولكنهما قصدا قصداً إلى هند ليبلغاها هذا (المسواك) من حبيبها عوف.
2 - أَنَّ العِبْرةَ في الهديَّةِ هي القيمةُ المعنويةُ لها، وإلا فعودُ أراكةٍ لا يَعني من حيث القيمةُ الماديةُ شيئاً يُذكر، ولكنَّ له من المعاني في النفس أَبعادٌ وأبعاد، ولا سيما حين يكون المُهدي حبيباً إلى القلب. وإنْ كان المرقشُ لم يأخذ أولَ عُودٍ وَجَدَهُ، ولكنَّهُ تَخَيَّرَهُ واصطفاه، مِمَّا يوحي بِتَعبهِ في ذلكَ، وأَنَّهُ بَلَغَ غايةَ جهده في ذلك.
3 - أن هذه الهدية من المرقش توحي بتلك الطبيعة الصافية الصادقة في نفوس القدماء، وفي حبهم وهداياهم، فالتكلف مفقود في الحياة العربية في الجاهلية، وكل الصور مأخوذةٌ من البيئةِ، والهَديَّةُ من عود الأراك، ولكن الحب صادق، والمُهدِي وامق، ولو تأملت حالَ المُحبين في زماننا لهالك ما تراه من التكلف، والتصنع، والمبالغة في الهدايا مع ضيق ذات اليد في الغالب، ولا أعمم هذا، ولكن الثقافة السائدة هي هذه، لِمَا جَرَّتهُ وسائلُ الإعلام على الناس من البلاء في هذا الباب، وتصويرها حال العُشَّاقِ بهذا المنظر الرخيص، الذي يجري وراء الحرام من اللقاء والكلام وغير ذلك. وأمر الحب الصادق، والشوق السامي فوق ذلك كله، ولا تستقر حياة الناس إلا بذلك الحب المتبادل بين المُحبين، وأنا عندما أقول العشاق والمُحبين، فإنما أعني الأزواج ومن انعقدت بينهم أسباب الحلال، وأما غيرها فلا يخطر لي على بال، وإن ذهب بعض الناس بكلامي هذا المذهب فمعذرة، وحسبنا الله على من شوه هذه العاطفة الصافية، وكدرها بأغانيه الساقطة، ومشاهده الفاضحة، ونسأل الله لنا ولكم الستر والعفو في الدارين.
قال ابن هشام: وللبيت الأول من هذه الأبيات قصة طريفة، فقد سمعه الخليفة المأمون، فقال: اطلبوا لهذا البيت ثانياً فلم يعرف، وسألَ كُلَّ مَن بِحضرته من أهل الأدب والرواة والجلساء عن قائل هذا الشعر فلم يعرفه أحد.
فقال إسحاق بن حميد: لما رأيت ذلك عُنِيتُ بِهذا الشعر، وجهدت في المسألة، وطلبته ببغداد عند كلِّ مُتأدبٍ، وذي معرفةٍ فلم يعرفه. وقَلَّدَ المأمونُ أَبا الرازي كُورَ دِجلةَ وأَنا أكتب له، ثُمَّ نقله إلى اليمامة والبحرين.
قال إسحاق ابن حميد: فلما خرجنا ركبت مع أبي الرازي في بعض الليالي على حِمارةٍ، فابتدأ الحادي يحدو بقصيدةٍ طويلةٍ، وإذا البيت الذي كنت أطلبه، فسألته عنها فذكر أنها للمرقش الأكبر ... قال: فكتبَ بِها إلى المأمون فاستُحسِنَت ورويت. (انظر: الأغاني للأصفهاني 11/ 350 ط. دار الكتب المصرية)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[17 - 12 - 2005, 12:11 م]ـ
الأخ الكريم البلاتين: شكراً لك هذه الكلمات الطيبة.
الأخت الكريمة معالي: ليتك تفعلين وتدلين بدلوك، وكلنا طلاب في هذا المقام.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 12 - 2005, 09:40 ص]ـ
ذوقوا الثمارَ جَنِيَّةً ... ورِدُوا المَناهِلَ صافِيَهْ
ـ[ابن هشام]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 01:04 م]ـ
وهذه الأبيات الثلاثة الأخيرة للمرقش، بصوت الأستاذ الجليل أبي فهر محمود محمد شاكر، اقتطعتها من أحد دروسه التي ألقاها في الرياض عام 1396هـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وكانت تلك الدروس عن الشعر الجاهلي. أحببت إضافتها زيادة في إمتاعكم، وربما لم يسمع أحدكم من قبل صوت محمود شاكر وهو يلقي الشعر، ولا سيما القديم منه.
http://www.free-hoster.cc/users/ibnhisham/hind.ram
أو
http://www.free-hoster.cc/users/ibnhisham/hind.ram
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 07:44 م]ـ
أستاذنا الكريم ابن هشام ..
سعدتُ كثيرًا بعودة الحياة إلى هذا الموضوع الأثير ..
فجزاك الله خيرا ..
الأخت الكريمة معالي: ليتك تفعلين وتدلين بدلوك، وكلنا طلاب في هذا المقام.
لا يُفتى أيها الفاضل ومالك في المدينة!
ولكن علّي بإذن الله أفعلها يومًا ما ..
أما عن الملف الصوتي فلم يعمل معي، وكذلك الشأن مع الرابط!
فلو راجعته بارك الله فيك وجزاك خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 04:29 م]ـ
الحبيب ابن هشام
كدت أجن لما رأيتك وضعت تسجيلا لأبي فهر وهو يلقى الشعر
فأمنية حياتى أن أسمع صوته
الرابط لا يعمل أخى الحبيب فليتك تضعه مجددا
أرجو منك وضع كل ما عندك له من تسجيلات
أو ترسلها إلي
ibrahem_dr***********
ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 05:01 م]ـ
هذا الملف مرة أخرى، وأرجو أن يعمل بشكل صحيح هذه المرة إن شاء الله. بالنسبة لتسجيلات محمود شاكر رحمه الله، فليس عندي إلا ست محاضرات فقط عن الشعر الجاهلي، لكن أرجو أن تعفيني من وضعها على الانترنت أخي الحبيب، فإنني منذ سنة وعدت الإخوة بوضع تسجيل منظومة مطهرة القلوب، وما زلت مشغولاً منذ ذلك الحين بها حتى رفعتها على الانترنت أمس، ولا أدري هل ستعمل أم لا، فاعفني من هذه المهمة وفقك الله.
وهذا الملف الصوتي لمحمود شاكر الذي يقرأ فيه هذه الأبيات السالفة. رفعته بصيغة ملف مضغوط، تنزله على جهازك ثم تستمع له إن شاء الله.
http://www.free-hoster.cc/users/ibnhisham/shaker.zip
ـ[ابراهيم]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 05:31 م]ـ
ابن هشام
الملف يعمل
لعلك تضع المحاضرات بعد مطهرة القلوب فى السنة القادمة (ابتسامة)
ـ[المعلم حسونة الكبير]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 02:04 ص]ـ
.........
ـ[ابن هشام]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 10:56 ص]ـ
أَعِذني رَبِّ مِن حَصَرٍ وَعيٍ = وَمِن نَفسٍ أُعالِجُها عِلاجا
منذ مدة وأنا أحاول العودة لهذا الموضوع، وإكمال حلقاته، لما لمسته فيه من الفائدة، ولما أرجوه من العائدة الأدبية معكم أيها الأحباب، ولكن الصوارف تأخذني بعيداً عنه، والنفسُ المشتتة لا تحسن التدبر للكلام على وجهه، ولذلك فإنني أؤجل النظر في بعض الأبيات الرائعة حقاً، والتي أعرف وجهاً من روعتها، ويخفى علي وجه لخفاء أسبابه، ودقة مساربه، وبياني يقصر عن بيانه، فأقول في نفسي: دعها الآن حتى ينكشف لك وجهها، فأدعها وأنشغل بغيرها زمناً طويلاً، ثم أعود بعد مدة وقد خف البريق، وكادت تمحى معالم الطريق.
وهذا أوان البيت السادس ..
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 06:32 م]ـ
حيا الله عودتكم أستاذنا الكبير
وموضوعكم لا يزدان إلا بطلعتكم, وإن أثرته مشاركات الأفاضل؛ فلحضوركم عبق ألفناه, أطال الله فرحتنا ببقائكم.
متابعون بإذن الله.
ـ[خبر مقدّم]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 08:15 م]ـ
بورك فيك من أديب أريب.
أنا معهم من المنتظرين ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 08:27 م]ـ
أسجل حضوري إعجاباً لما يبذله الأديب حفظه الله.
دمتم بخير , ودام الخير فيكم
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 09:48 م]ـ
وأنا أيضاً أسجل إعجاباً سطره تصفح سريع للموضوع ..
فما عساني إذا قرأته كاملاً قراءة متأنية؟ ..
بوركت يا ابن هشام .. وكم يسعدنا أن نبحر معك في تأملاتك .. وإن كان مجيئنا متأخراً ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 02:55 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
عُدْنا إلى دَربِ الأحبة الأدباء بعد طول التشوق، وكثرة الانقطاع، غفر الله لي هذه المماطلة الأدبية، وتالله إنني أصبح وأمسي، وأروح وأغدو وفي نفس هم لإكمال هذا الموضوع حباً لكم، ورغبة في تلبية طلبكم، لما لمسته فيكم من حسن التذوق لكلام العرب البلغاء، والبصر بمحاسنه ومواطن تميزه. وأثني بشكر الفضلاء معالي، وخبر مقدّم، وأبو طارق، وقبة الديباج على تعقيباتهم المشجعة، وآمل أن يقرأوا في تأمل البيت السادس ما يغفر لي هذا الغياب.
[ line]
قال الشاعر مُحاربُ بن دِثارٍ يرثي الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه:
كَمْ مِن شريعةِ حَقٍّ قد أقمتَ لَهُم = كانت أُمِيْتَتْ وأُخرى منكَ تُنْتَظرُ
يا لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ = على النُّجُومِ التي تَغتالُها الحُفَرُ
ثلاثةٌ ما رأَتْ عَينٌ لهم شَبهاً = يَضمُّ أَعْظُمَهُمْ في المسجدِ المَدَرُ
فأَنتَ تتبعهمْ لمْ تَأَلُ مُجتِهِداً = سُقياً لهَا سُنناً بالحقِّ تُقْتَفَرُ
لو كنتُ أَملكُ - والأَقدارُ غالبةٌ = تأتي صَباحاً وتبياتاً وتبتكرُ
صرفتُ عَن عُمرَ الخيراتِ مَصْرَعَهُ =بِدَيْرِ سَمعانَ لكنْ يغلبُ القَدَرُ
والشاهد عندي في هذه القطعة البديعة هو البيت الثاني، وهو قول محارب بن دثار:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ = على النُّجُومِ التي تَغتالُها الحُفَرُ
أولاً: الشاعر القائل هو محارب بن دثار الذهلي السدوسي الشيباني، من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل الكوفة، كان قاضياً شاعراً، من أقواله: لما أكرهت على القضاء بكيت وبكى عيالي، فلما عزلت عن القضاء بكيتُ وبكى عيالي.
وقد رأيتُ ياقوت الحموي ينسب البيتين الأولين للفرزدق، حيث قال: (وحدث أبو بكر بن عياش قال: الفرزدق بالكوفة ينعي عمر بن عبد العزيز، - رضي الله عنه -، فقال: .. ) ثم أورد البيتين. ونفسي تميل لنسبتها لمحارب لعدم وجودها في ديوان الفرزدق، واختلاف أسلوبها عن أسلوب الفرزدق والله أعلم.
ثانياً: هل سمعتم شاعراً سبقه إلى هذا المعنى، وهو اغتيال الحفر والقبور للنجوم؟
أنا كتبتُ هذا بعد قراءتي للأبيات مباشرة، ولم أرجع إلى كثير من الأبيات التي تناولت هذا الموضوع، وهو تشبيه الميت بالنجم، وكيف غار في القبر. وقد سمعتُ من الشعراء مَن شبَّه الميتَ بالجبل العظيم، وبالنجم الذي غار في القبر، وسمعتُ مَنْ تَعجَّبَ كيف اتسع القبرُ على ضيقه للميت على جلالته وفضله وجوده.
لكن لم أقرأ لمن فَطِنَ للمعنى الذي ذكره مُحاربُ بن دثار، وهو اتهام القبور باغتيال النجوم! ياله من معنى مطربٍ لشاعر قاضٍ.
ومن تلك الأبيات التي أتذكرها الآن قول المتنبي وإن كان متأخراً عن محارب بسنين يرثي أحدهم:
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى = أَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ
والبيت بديعٌ، والقصيدة التي منها البيت من روائع مراثي المتنبي، لكن معنى مُحارب بن دثار عندي أكثر تَميزاً وإبداعاً.
ثالثاً: أن الشاعر ليس الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور في فقد الخليفة عمر بن عبدالعزيز، ولكن معه نفر كثير يَجِدُ مِن أَلَمِ فَقدِ الخليفة الصالح ما يَجدهُ، (ولهف الواجدين معي).
رابعاً:تأملوا تسميته للقبور بالحفر، وكأني بالشاعر يرمي من وراء تسميته للقبور بالحفر التهوين من شأنها وأنها رغم ذلك استطاعت احتواء هذه النجوم. ثم تأملوا وصفه لدفن الميت في القبر بالاغتيال، فكأن هذه القبور قد اغتالت هؤلاء الموتى، والاغتيال له معاني.
خامساً: من يقرأ في دواوين الشعراء يجد المديح غالباً عليها، وفي غالبه مديح مبالغ فيه في حق من لا يستحق، ولكن في هذه المرثية التي قالها محارب رحمه الله في حق الخليفة عمر بن عبدالعزيز تجد الصدق في كل عبارة منها، وأنها قيلت فيمن يستحقها تماماً رضي الله عنه وغفر له، وجمعنا به في جنات النعيم، فهو والله ما علمنا من الخلفاء الكبار الذين خلفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بالخير والعدل من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وقد أجاد محارب عندما أشار إلى قبر قدوات عمر بن عبدالعزيز الذين سار على هديهم وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر بقوله:
ثلاثةٌ ما رأَتْ عَينٌ لهم شَبهاً = يَضمُّ أَعْظُمَهُمْ في المسجدِ المَدَرُ
المصدر الذي نقلتُ منه الأبيات: ذيل الأمالي والنوادر لأبي علي القالي ص 1
وإلى البيت السابع إن شاء الله
الجمعة 17/ 11/1427هـ
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 05:50 م]ـ
عودًا حميدًا يا دكتور.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 07:31 م]ـ
وأخيرا
عادت الحياة إلى منتدى الأدب العربي
بأمثال الناقد الرئيس: ابن هشام
كم أنا مغتبط:)
إلى الأمام يابن هشام
موضوعك أكثر من رائع
مدهش
وطريف
ولطيف
مع خالص تحياتي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 10:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت ابن هشام على جميل لطائفك
لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ ** على النُّجُومِ التي تَغتالُها الحُفَرُ
رحم الله من غيبتهم الحفر , وجمعنا بهم في دار كرامته
بوركت ابن هشام
ـ[ابن هشام]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 11:08 م]ـ
أخي خالد الشبل: حياك الله وبياك، وقد اشتقنا للقائكم أبا عبدالله، فعسى أن نراك قريباً إذا مررتم بالديار، وأرجو أن تكونوا بخير وعافية.
أخي الكريم أحمد بن يحيى: أحسن الله إليك لحسن ظنك بأخيك، والرائع هو تقديرك الكريم للأدب العربي اللباب، وليتنا نحسن تفهمه وحفظه وعرضه على الوجه اللائق به في كل محفل نصل إليه، حتى نحبب الجيل فيه، فهو يقربنا من القرآن الكريم وبلاغته ولغته البديعة.
أخي الكريم أبا طارق: مرحباً بك وبحضورك الكريم، وقد اسعدني تعقيبك.
ـ[معالي]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 01:52 ص]ـ
أحقا عاد شيخ الأدب؟!
عفا الله عنكم يا دكتور!
اغتبطتُ -علم الله- بعودتكم، وبعودة الحياة إلى هذا الموضوع الأثير، فرحبتُ قبل أن أقرأ ما نظّمتم من الدرر، وما دفع هذا بمُتاح!
جزاكم الله خير الجزاء، ورفع قدركم.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:23 م]ـ
حياكم الله أختي الكريمة وبارك فيك وفي أدبك.
-
كلما نظرتُ في كتب الأدب ودواوينه، اتسعت أمام ناظري مساحة عمل الأديب الجاد رواية ودراية، ومدى المسؤولية الملقاة على عاتق كل متعلق من أدب العربية بسبب لتقريبه للناس، وتحبيبه لهم.
فليت أحد الإخوة الأدباء يطرح موضوعاً مستقلاً في كيفية تقريب الأدب للناس، وما هي أدوات هذا التقريب، كالأشرطة المسجلة مثلاً كأشرطة من القائل لابن خميس، وأشرطة قول على قول لحسن بن سعيد الكرمي، وهل هناك مجال لإقامة دورات أدبية في قراءة كتب الأدب الكبار كأمالي القالي وبهجة المجالس ودواوين الشعراء الكبار كالأعشى وزهير والمتنبي وأبي تمام وأمثالهم.
هذه أفكار متناثرة أطرحها على علاتها، حتى يستثمرها أديب أريب منكم فيتبناها ويطرحها في هيئة متكاملة ينتفع بها الجميع.
ربِّ وفقني فلا أَعدِلَ عَنْ= سَنَنِ الساعينَ في خير سَنَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السوسني]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 04:57 م]ـ
بخ بخ
ما أحسن ما تنثر يابن هشام
ماذا أقول من القيل، وقد بهرتنا بحسن تأتِّيك للقطع الأدبية الرائقة، بما أنعم الله عليك من حسن الذائقة، سِر إلى الأمام لا كبا بك الفرس.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 06:02 ص]ـ
الأخ السوسني أحسن الله جزاءه: أشكرك على تشجيعك لأخيك المقصر.
وقد حداني الشوق للمتابعة بعد التوقف في زحام أحداث الحياة، وكثرة صوارفها، مع شدة الشوق إلى حديثكم العذب، ومطارحاتكم المؤدبة، حول جماليات شوارد الأبيات.
ليس يُستحسنُ في شرع الهوى = عاشقٌ يُحسنُ تأليفَ الحُجَجْ
بُني الحُبُّ على الجَورِ فلو = أنصف المحبوبُ فيه لسَمُج
ـ[أحاول أن]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 02:43 م]ـ
يقول "ابن هشام " في الصفحة الثانية من هذه الأوراق المسفرة:
( ... لأن التفرد موحش ... )
وهو كذلك .... إلا تفرد الرموز .. وتميز الأعلام ..
من نحن بأشد الحاجة لعودة تفردهم الذي يجمعنا حول ضوئه ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 01:41 ص]ـ
غفر الله لك جعلت مثلي يرتعون في حماك
أحييك أستاذي الاريب الأديب
على جهدك وخدمتك للأدب
في الزمن القليل الأدب ..
ونحن في انتظار جديدك دائماً
والسلام,,,
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 02:56 ص]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
عُدْنا إلى دَربِ الأحبة الأدباء بعد طول التشوق، وكثرة الانقطاع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما أجمل هذه العودة، لقد اشتقنا غلى علمك وفضلك فلا تبخل علينا
ـ[مجروحة الاحساس]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 01:49 ص]ـ
بوركت ابن هشام على جميل لطائفك
مبدع بكل ما تعني الكلمة سلمك الله لنا عميد للآدب الكلمات تعجز عن قول شي أمام كلماتك.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[27 - 06 - 2007, 11:53 م]ـ
وفقكم الله جميعاً على تشجيعكم لأخيكم.
جمعتني ببعض الأصدقاء ليلة البارحة جلسة أدبية ذكرتني بموضوعنا هذا، فتذكرته بعد انقطاع لكثرة صوارف الحياة، مع رغبتي الأكيدة في مواصلته فتحية عطرة لكم جميعاً معشر أهل الأدب من أدباء وأديبات، وأسأل الله أن يوفقكم جميعاً للعلم النافع، والعمل الصالح.
في 12/ 6/1428هـ
ـ[معالي]ــــــــ[28 - 06 - 2007, 07:19 ص]ـ
مرحبًا بشيخنا من جديد.
يغيب ويغيب ثم يبدو بدرَ تمٍّ بموضوعه الأغرّ الذي يباهي به منتدى الأدب أقرانه من منتديات الفصيح الأخرى!
حُييتم، شيخنا الجليل، وتيقنوا أن بيننا مَن يترقب حضوركم على عتبة هذه التأملات؛ علّ زورة منكم تحين فيروي بها ظمأه إلى مجالس الأدب وموارد العلم.
نفع الله بكم، وأعلى قدركم، وبارك فيكم وفي علمكم.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 12:11 م]ـ
:::
الدر الفريد وبيت القصيد لمحمد بن أيدمر العلائي المتوفى سنة 710هـ ,ديوان كبير يقع في ثلاثة مجلدات كما قسمه مؤلفه, جمع فيه عشرين ألف بيتٍ من هذه الشوارد الأوابد , نشره المحقق العلامة فؤاد سزكين عن نسخة فريدة بخط المؤلف البديع , فاجتمعت لها أطراف الحسن والجمال, فكانت لكلّ أديب غاية المنال , ولكل أريب موضع الشاهد وفصل الخطاب والمقال ...
من حق هذا الشلال المتدفق من عيون الشعر أن يُرفع , وسيُتبع ... ,إن شاء الله.
سيكون لي وقفات , ولغيري ممن أحسبه سيفرح بهذه الشوارد.
ابن هشام: ستبقى شاردًا بما سطّرت من شوارد ,ومعك كل الرائعين الذين عبروا من هنا.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 09:40 م]ـ
:::
من حق هذا الشلال المتدفق من عيون الشعر أن يُرفع , وسيُتبع ... ,إن شاء الله.
سيكون لي وقفات , ولغيري ممن أحسبه سيفرح بهذه الشوارد.
ابن هشام: ستبقى شاردًا بما سطّرت من شوارد ,ومعك كل الرائعين الذين عبروا من هنا.
حياك الله أيها الأديب (شوارد) وأشكرك على تشجيعك، ولا أكتمك سراً أنني أهمُّ بالاستمرار ثم يردني ما أرى من كثرة الموضوعات الضعيفة في المنتدى وطردها لما أظنه يفيدني على الأقل. غير أن مثلك ومثل الأخت معالي والفضلاء النبلاء الذين أنتفع بمداخلاتهم وفوائدهم يردني للمنتدى، ويدفعني دفعاً للكتابة. ويبدو أن انتظار أوقات الصفاء للكتابة لن يجدي، فلعلنا نتواصل في تأملات قادمة قريباً بإذن الله.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 10:13 ص]ـ
البيت السابع:
مَنْ كانَ يَزعمُ أَنْ سَيكتُمُ حُبَّهُ= حتى يشككَ فيهِ فهو كذُوبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحبُّ أغلبُ للفؤادِ بقَهرهِ= مِن أَن يُرى للسترِ فيه نصيبُ
وإذا بدا سرُّ اللبيبِ فإِنَّهُ= لم يَبدُ إلا والفتى مغلوبُ
إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً= لم تتهمهُ أعينٌ وقُلوبُ
هذه الأبيات الطريفة لشاعر القلوب المتيمة العباس بن الأحنف، وهذا الشاعر حسن الوصف لمشاعر القلوب، وكأني به قد ذاقها ثم وصفها فوقع في وصفها على دقائق لم تتهيأ لغيره. وهذه الأبيات قد نسبت لأبي العتاهية أيضاً، غير أنه ليس فيها روح أبي العتاهية الزاهدة، وهي أليق بالعباس منها بأبي العتاهية.
والعباس بن الأحنف في هذه الأبيات يصف حالة الحب إذا طغت على صاحبها حتى يقرأها الناظر في نظراته وعبراته، وأن مبالغة العاشق في التستر والتهرب ليست من صدق المحبة في شيء، بل عدها العباس بن الأحنف من قلة الوفاء، وبرودة الطبع حتى إنه يبغض هذا النوع من العاشقين (إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً). ولم يكتف بهذا التستر بالهوى حتى اشترط له أن يكون ذائعاً تتهمه الأعين والقلوبُ بهذا الحب لما ترى عليه من علاماتها. وهذه العلامات تظهر عند ذكر المحبوب أو رؤيته أو غير ذلك على حد قول سلم الخاسر:
ولي عندَ رُؤيتهِ رَوعةٌ = تُحقِّقُ ما ظَنَّهُ المُتَّهِمْ
وهذا المعنى الذي أشار إليه العباس بن الأحنف تجده كثيراً في شعر أهل النسيب.
ولعلكم تذكرون ما مر معنا في هذه التأملات من قول جمال الدين بن مطروح:
مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ = فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!
فهو اعترافٌ بالضعف عن ملاقاة الأعين النجل وأنه لا قبل له بالصبر على غرامها ووجدها.
والشاهد عندي منها هو البيت الرابع، وهذه المعاني العفيفة الصادقة في مشاعر الحب جدير بالأزواج أن يتذاكروها فيما بينهم وأدبنا العربي مليء بها. وأذكر حديث أم زرع وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها فلا أجده يبتعد كثيراً عن مثل هذه المعاني البديعة، وكيف كانت عائشة تسأل النبي صلى الله وعليه وسلم عن مدى حبه لها وبقائه على حاله.
أيها الأدباء! لقد أساء الإعلام إلى كلمة (الحب) أيما إساءة وشوهها أيما تشويه، فهل من عودة لصفاء تلك الكلمة مع أمثال هذه المقطعات الأدبية!
أرجو ذلك.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 03:10 م]ـ
يا لَلعودة الرقيقة ..
وأن مبالغة العاشق في التستر والتهرب ليست من صدق المحبة في شيء، بل عدها العباس بن الأحنف من قلة الوفاء، وبرودة الطبع حتى إنه يبغض هذا النوع من العاشقين (إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً). ولم يكتف بهذا التستر بالهوى حتى اشترط له أن يكون ذائعاً تتهمه الأعين والقلوبُ بهذا الحب لما ترى عليه من علاماتها. وهذه العلامات تظهر عند ذكر المحبوب أو رؤيته أو غير ذلك على حد قول سلم الخاسر:
ولي عندَ رُؤيتهِ رَوعةٌ = تُحقِّقُ ما ظَنَّهُ المُتَّهِمْ
وهذا المعنى الذي أشار إليه العباس بن الأحنف تجده كثيراً في شعر أهل النسيب.
.
ويكثر هذا التكتّم عند شعراء الغزل العفيف خاصة؛ إما لحيائهم ,أولحرصهم على عفاف سمعة الطرف الآخر ..
وهذ جلي ٌ وكثير في شعر الهذليين أيضا كقول أبي صخر:
وإنِّي لتعروني لذكراك هِزَّة ٌ ... كما انتفض العصفورُ بللَّه القطر ُ
،،،,,,,,,
أما عن تأثير الإعلام فوالله لقد صدقت ..
حيث امتلأ العقل اللاواعي للمتلقي العربي بعروض الحب الرخيصة , وشعره المبتذل .. فلا تكاد تُذكر هذه العاطفة النبيلة إلا ويتبادر لذهن الكثير:الخطيئة والممنوع المحرم ..
وفي السيرة النبوية- كما تفضلتم- وسير الصالحين ما يصحح هذا لمن يتأمل ..
.......
لا أبعد الله هذه التأملات عن أعين منتظريها ..
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:47 ص]ـ
:::
مرحبا بك صاحب الشوارد:)
و حيهلا بأوقات صفائك:
فعُد بها لا عدمتها أبدا ... خيرُ صفات الكريم أعودُها
وسأعود ـ إن شاء الله ـ وإن تأخر الوفاء!
كل عام وأنتم بخير.
ـ[ابن آدم]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 04:35 ص]ـ
شكر الله لكم جميعا
ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 11 - 2007, 10:37 م]ـ
أحاول أن
د. شوارد
ابن آدم
أشكركم جميعاً على مروركم وتعقيبكم.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 06:27 ص]ـ
ذَهبَ الذين أحبُّهم = فعليكِ يا دنيا السلامُ
إِنِّي رضيعُ وِصالِهم = والطفلُ يؤلمهُ الفِطامُ
مررتُ هذا الصباح على هذا الموضوع بعد طول انقطاع فهيج لي مشاعر وذكريات جميلة أشكر من أثارها من الفضلاء بتعقيبه ومروره على هذا الموضوع، وأظنُّ معظم من عقب على هذا الموضوع قد غادروا المكان.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:11 م]ـ
ذَهبَ الذين أحبُّهم = فعليكِ يا دنيا السلامُ
إِنِّي رضيعُ وِصالِهم = والطفلُ يؤلمهُ الفِطامُ
مررتُ هذا الصباح على هذا الموضوع بعد طول انقطاع فهيج لي مشاعر وذكريات جميلة أشكر من أثارها من الفضلاء بتعقيبه ومروره على هذا الموضوع، وأظنُّ معظم من عقب على هذا الموضوع قد غادروا المكان.
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بعودتكم الوفية لجلسائكم ..
سجلت ُ لكم الحضور والغياب لقاعتكم العامرة فوجدت الغائبين أقل من الحاضرين" عددا لا مكانة ":إليكم القائمة:
أستاذنا خالد الشبل- حاضر
الأستاذة الثرية المستبدة- غائبة
الأستاذة الكريمة سلاف- غائبة
الأستاذ العاطفي- غائب
شيخنا د/الأغر- حاضر
الأستاذ السنوسي-قريب
الأستاذ حذيفة-قريب
الأستاذة معالي-حاضرة ملء المكان والسمع والبصر!
الأستاذ البلاتين, غائب
الأستاذ ابراهيم-غائب
الأستاذ خبر مقدم-غائب
مشرفنا الفاضل أبو طارق-حاضر
الشاعرة الأستاذة قبة الديباج-قريبة
الشاعر الأستاذأحمد بن يحيى -حاضر
الأستاذ السنوسي-قريب
مشرفنا الشاعررؤبة بن العجاج-حاضر
أحاول أن- حاضرة
الأديب محمد سعد-حاضر
شيخنا د/شوارد-حاضر
الأستاذ ابن آدم-قريب
الحصيلة: تسعة ,كلهم آذان صاغية , ستة , نسأل الله لهم عودا حميدا , خمسة بالقرب سيسمعون حديثكم فيُقبلون ..
والعشرات ممن يفضلون قراءة الإبداع قراءة صامتة منصتة ..
بارك الله أوقاتكم وحفظكم حيثما كنتم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 11:56 م]ـ
أشكرك أختي الكريمة على هذه المتابعة ورفع المعنويات التي أحاول أن أغالبها وأعود للكتابة (وتصرفني عن كل ذاك الصوارفُ) .. وما زلتُ أحاول أن
ـ[ابن هشام]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 10:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عثرتُ في بريدي الآن على رسالة من الفصيح، تلومني على الغياب، وتدعو لتسجيل الحضور، فقصدت مباشرةً هذا الموضوع الذي أسعدُ به وبفوائد الزملاء حوله، وحقاً إن الكتابة أمرها عجيبٌ، فقد أعدتُ الآن قراءة المشاركات من أولها بعد انقطاع بعيد فوجدت لها لذةً تدلني بحق على أن لغتنا العربية وأدبنا الرائع مليئ بالكنوز التي لم نستثمرها بعدُ.
وبهذه المناسبة في ليلة عيد الأضحى أحب أن أبارك لجميع الزملاء هنا هذا العيد، وأسال الله أن يتقبل منهم وأن يجعله عيداً مباركاً سعيداً.
ولي عودة قريبة إن شاء الله لإكمال هذه التأملات التي أستفيد منها أكثر ممن يقرؤها.
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 11:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة من الله وبركاته ..
الأستاذ القدير ابن هشام:
أهلا وسهلا ومرحبا .. أشرق الفصيح،وازدان الأدب وضاءة وزهوا.
أستاذي،والحق أقول أنني جمعت اليوم بعض الحروف في (وورد) مستقل خاص بشوارد الأبيات، أعزم مصافحته والسلام عليه .. فهذا الموضوع له ماله من الثقل الجميل في الذاكرة التي لا تشيخ.
لقد عدتُ قبل أيام .. وكانت الشوارد في أوائل الزيارات .. لله درها ..
سعيدة جدا بأن أكون أولى المبادرات بعد قدومك.
سأكون هنا قريبا ..
كل عام أنت بخير أستاذنا الجليل ..
المستبدة،،،
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 12:03 ص]ـ
العزيزة (أحاول أن):
أشكر لك أن تذكرت أختك المقصّرة "المستبدّة "
لقد دخل الدكتور القاعة .. وأنا أولى الحاضرات والحاضرين:) أنا أول من سجّلت توقيعها ... :) مارأيك بجدّي واجتهادي،أختي (أحاول أن): rolleyes: ؟؟
سأعوّض تقصيري ..
والآن ... هلموا ستبدأ الدروس ...
من الحاضر القادم؟؟؟؟؟؟
؟
؟
؟
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 12:44 ص]ـ
أنا حاضر، ومتابع.
أهلا بشيخنا ابن هشام، وننتظرك على أحر من الجمرة. مع ما أعرفه من شغولك الكثيرة لا تحرم أحبابك هنا الحضور ولو مرة واحدة في الأسبوع (لا بأس بمحاضرة أسبوعية) نقتات بها ونتحاور حولها إلى الأسبوع.
كنت عزمت على جلب بعض محاضراتك الصوتية من هناك ولكن!
متى تبدأ المحاضرات بعد العيد؟
وكل عام أنتم بألف خير.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 01:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله ومرحباً بك وبعودتك الكريمة
وكل عام وأنت والأحبة بخيروعيدكم مبارك
والشاعريقول:
الخط يبقى زمانا بعد كاتبة ... وكاتب الخط تحت الأرض مدفونا
نسأل الله أن يردكل غائب ويرحمه حياً كان أو ميتا
ـ[أحاول أن]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 03:51 م]ـ
عيدكم مبارك و تقبل الله من المسلمين والمسلمات صالح العمل ..
مرحبا بعودة الكبار هنا ..
شيخنا ابن هشام سننفضُّ إلى هذا الجمع المبارك وستجدنا إن شاء الله من المنصتين ..
وعودا حميدا ..
أستاذتنا الأديبة المستبدة:
حمدا لله على عودتك .. كان حضورك مؤثرا وغيابك أكثر تأثيرا .. ولكن الأروع عودتك البهية ..
وكما أشار أستاذنا المفضال الدكتور سليمان خاطر نطمع بدرس أسبوعي على الأقل ..
وسيكتمل بهاء النافذة وثراؤها بعودة الأديب الكبير شيخنا الدكتور علي الحارثي فكم نفتقد طرحه الزاخر ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 08:40 م]ـ
الأخت الكريمة الأديبة المستبدة.
الصديق العزيز الدكتور سليمان خاطر.
الأستاذ الكريم نعيم الحداوي.
الأخت الكريمة الأديبة أحاول أن.
تقبل الله منكم صالح الأعمال، وأشكركم جميعاً على هذه اللفتة الكريمة في الترحيب بي مع قلة وفائي لكم، وأقول لكم جميعاً وللزملاء هنا: من العايدين الفائزين، وأكرر التهنئة بعيد الأضحى للجميع والحمد لله على فضله وامتنانه علينا جميعاً.
أنا أعلمُ ضآلة قيمة ما كتبته فيما سبق، وما كنتُ ممن يغره طول ظله، غير أنَّ حسنَ أدبِكم وجَمالَ أرواحكم أبت إلا تشجيعي والأخذ بيدي، وقد وقع تشجيعكم موقعه الجميل في نفسي فجزاكم الله خيراً. وسأواصل بإذن الله الاستفادة منكم بمواصلة نشر هذه التأملات العفوية، وقد أوحى إليَّ حسنُ أدبكم بمقالةٍ حول التحليل والنقد الأدبي سأنشرها لاحقاً في منتدى الأدب هذا بإذن الله قريباً فكونوا معنا، جعلكم الله جميعاً من أهل الجنة، ولا حرمني بركم وحسن توجيهكم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 08:48 م]ـ
نحن نتقلب على جمرة الانتظار
ـ[البلاتين]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 09:05 م]ـ
الله أكبر ولله الحمد.
هذا الموضوع كان سبباً في حبي للفصيح،فلما توقف تكررت زيارتي له شهوراً دون فائدة، والآن لما وجدت اسم أستاذنا ابن هشام كدت أطير فرحاً في هذا العيد، والله إن فرحتي بعودتكم أشد من فرحتي بالعيد فهل تصدق؟؟
أرجوك لا تتوقف وارحم محبي أدبك الرفيع.
ونحن في الانتظار على أحر من الجمر كما قال من قبلي من محبيك.
البلاتين
المغرب - الجديدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 12:32 ص]ـ
سأكلم أخي الحبيب الدكتور علي الحارثي، كما سأظل أذكر شيخنا المفضال بدرسنا كل أسبوع قبل وقت كاف، إن شاء الله، وقد وعدنا بعدم الانقطاع بعد اليوم، في مشاركته الأخيرة، كما وعدنا بكنز جديد من كنوزه المعروفة، وهو ممن نعرفه إذا وعد وفى وإذا أوعد عفا. ولعل عودة هذه الدرة الثمينة إلى التدفق والاستمرار بعد التوقف والاستمطار تعيد كثيرا من أحبابنا الغائبين عن الفصيح.
وهذا أولى الموضوعات بتزيين صدر منتدى الأدب؛ فأرى تثبيته هناك؛ ليكون تاجا على الرأس، فما رأيكم،دام فضلكم؟
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 02:40 ص]ـ
أهلا بك دكتورنا /ابن هشام ..
ننتظر الجميل الذي أتحفنا زمنا .. ننتظر كلماتٍ هي أحلى ..
سننتظر الوعد،كما هو الحال مع وعد الدكتور/سليمان.
الأدباء إن وعدوا .. جاءت وعودهم درّا ومرجانا .. في بحرٍ
أنهكنا جمالا ..
د. سليمان:
سيكون ما أردتَ وهذا الذي يرغب به الجميع.
إنها تحفةٌ ستعلّق.
ننتظر ...
ـ[أحاول أن]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 08:13 ص]ـ
شكر الله لكم د/ سليمان وحق له التثبيت ..
ذوقوا الثمارَ جَنِيَّةً ... ورِدُوا المَناهِلَ صافِيَهْ
إذن بالانتظار ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 03:48 م]ـ
في الحقيقة وددت لو أن تركتُ حتى النقاط ..
ففيها الكثير الكثير .. أو ليست من أديب؟
إذن هي تعني الكثير ...
لا زلنا ننتظر ..
ـ[ابن هشام]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 04:50 م]ـ
البيت الثامن:
قال الشاعر:
لو كانَ يُوجَدُ عَرْفُ مَجْدٍ قَبْلَهُمْ = لَوَجَدْتَهُ مِنهُم على أَميالِ
إِنْ جئتَهُم أَبصرتَ بينَ بُيوتِهمْ =كَرَماً يَقيكَ مَواقفَ التسآلِ
نُورُ النُّبوةِ والمكارمِ فيهمُ= مُتوقِّدٌ في الشِّيبِ والأَطْفالِ
هذه الأبيات الثلاثة تمثل بها الشاعر مسلم بن بلال العبدي في مديح بني هاشم رهط النبي عليه الصلاة والسلام، وهي أبيات رائعة في المديح لم أتتبع كتب الأدب لمعرفة قائلها، وكنت حفظتها قديماً من كتاب زهر الآداب للحصري القيرواني عند حديثه في أول الجزء الأول عن بلاغة أهل البيت وكرمهم ولم يظهر لي حينها من سياق كلام مسلم بن بلال أنها من قوله هو.
ولن أختار منها بيتاً مفرداً شارداً ففيها كلها معانٍ بديعة وتأملوا معي هذه المعاني.
1 - في البيت الأول يقول الشاعر إنه لو كان للمجد عَرْفٌ ورائحةٌ زكيةٌ يشمها الناسُ لكنتَ تجدُ رائحة مجدهم الزكية تشم على بعد أميالٍ، وهذا معنى بديع وكأنَّه يشير فيه الشاعر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي يذكر فيها رائحة الجنة وعَرْفِها وطِيبِها وأنه يوجدُ من مسيرة أربعين خريفاً. وموضوع أخذِ الشعراء من معاني القرآن والسنَّةِ كثيرةٌ وصورها مختلفة لو تفطن لها أديبٌ لمَّاحٌ لعثر على كثيرٍ من ملامحها بطرق ظاهرةٍ وخفيةٍ بعيدةٍ أحياناً لا يكاد يفطن لها إلا القليل.
وتأملوا مدح هؤلاء القوم بكرمهم وسؤددهم ومجدهم المؤثل بهذه الصورة الجميلة التي استعار لها الرائحة الزكية النفَّاذة، التي تجدها على بعد أميال فتستدلُّ بها على أمجادهم.
لو كانَ يُوجَدُ عَرْفُ مَجْدٍ قَبْلَهُمْ = لَوَجَدْتَهُ مِنهُم على أَميالِ
وتأملوا قوله: لو كان يُوجَدُ ..
فهو لن يوجد، ولكنه قد بلغ بمديحهم مبلغاً عظيماً بقوله ذاك، وإن كان في واقع الناس لا يكون، فأدركَ بلفظهِ القَريبِ غاية المُرادِ البَعيدِ - كما يقول البحتري.
وهذا من سعة لغتنا العربية وحسن بيانها عن المعاني.
ويشبهه قول زهير بن أبي سلمى يمدح بني عبدالله بن غطفان:
لو كان يَقْعدُ فوقَ الشمسِ مِنْ كَرمٍ=قومٌ بأولهم، أو مجدِهِم قَعَدُوا
فقد بلغ بمدحهم ما شاء أن يبلغ، وإن لم يكن هذا واقعاً ممكناً.
ومثله قول الآخر:
لو كان يَقْعُدُ فوقَ الشَّمسِ مِنْ كَرمٍ = قومٌ لقيلَ اقعُدوا يا آَلَ عبَّاسِ
وهكذا تجد هذا الأسلوب شائعاً في لغة المديح عند الشعراء لما له من المعاني البعيدة في حسن المديح.
2 -
إِنْ جئتَهُم أَبصرتَ بينَ بُيوتِهمْ =كَرَماً يَقيكَ مَواقفَ التسآلِ
هل وقفتَ يوماً تسأل الناس؟ هل شعرتَ بتلك المرارة التي تتملكك وأنت تسأل الناس ثم يعرضون عنك ولا يلتفتون إليك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أنا فلم أقف هذا الموقف ولله الحمد وأسأل الله ألا أقفه ولا أحد منكم. لكنني رأيتُ كثيراً عن قربٍ من يقف هذا الموقف، يقوم بعد الصلاة فيسأل الناس المساعدة، فمنهم من يتصدق عليه بالقليل، ومنهم من يَعْبُرُه ولا يلتفت إليه. ياله من موقف ثقيل على النفوس الأبيَّة! وأنا لا أتحدث إلا عن النفوس الأبية التي تأنف الوقوف مثل هذا الموقف، أما بعض الذين استمرأوا السؤال فلم يعد لوجوههم ماء يراق فلا شأن لنا بهم.
وأذكر رجلاً مسناً قام يوماً بعد الصلاة، ثم أراد الكلام فخنقته العبرة فلم يقدر على الكلام فجلس، فلما كلمه بعضهم بعد ذلك، قال: لم أقف هذا الموقف في حياتي، فلما وقفتُ لم أستطع سؤال الناس، فأنا طيلة حياتي لم أحتج للناس، واليوم دفعني الفقر والحاجة أن أحاول سؤال الناس فلم أقدر على ذلك!
وأذكر من الكلمات الجميلة يوماً وأنا أستمع في سيارتي لبرنامج (نور على الدرب) وإذا بسائلٍ يسأل المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وفقه الله: هل نعطي من يقوم بعد الصلاة يسأل الناس ولو كان كاذباً؟ فقال: نعم أعطه، فلم يكلفنا الله التقصي عن كل مسكين يسأل الصدقة. فقال: ولكنه قد يأخذ مالاً كثيراً بهذه الطريقة؟ فقال له كلمة أعجبتي حيث قال: مهما أعطيته فلن يكون ثمناً لما أراقه من ماء وجهه أمام الناس! وصدق وفقه الله.
وهذا في السؤال الذي لا ينوي صاحبه الرد، وقد حدثني أحد أصدقائي يوماً أنه ذهب إلى أحد من كان يتوسم فيه مد يد العون له في ضائقة مرت به، فقصده طالباً قرضاً حسناً إلى أجلٍ مسمى، فأعرض عنه ولم يجبه بشيء، قال صاحبي: والله إن مرارة ذلك السؤال لا تزال تتردد في نفسي كلما تذكرت الموقف أو رأيت ذلك الرجل.
الشاعر يمدحهم بأن السائل الذي يأتيهم لا يتكلف مرارة موقف السؤال بين أيديهم، وإنما يكفى هم السؤال بقضاء حاجته بين البيوت قبل بلوغها. فهو يجد من خدمهم ومواليهم من العطاء والكرم ما يقيه موقف السؤال وذلته. وقد جعل الكرم مجسداً حتى أنك تبصره وتراه بين بيوتهم، فكيف بالبيوت نفسها التي يسكنها هؤلاء الكرام.
ومعنى كفاية مرارة موقف السؤال معنى بديع تناوله بعض الشعراء في شعرهم، ويحضرني منهم قول الشاعر أمية بن أبي الصلت يمدح ابن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني = حياؤكَ إِنَّ شيمتَك الحياءُ
إذا أثنى عليكَ المرءُ يوماً= كفاهُ مِنْ تعرُّضِهِ الحياءُ
وقول المتنبي:
وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ = سكوتي بيانٌ عندها وخطابُ
وهذا من فطنة أهل الكرم ونبلهم، ومن أنفة أهل الحاجات وكرم نفوسهم.
3 - أما البيت الثالث:
نُورُ النُّبوةِ والمكارمِ فيهمُ= مُتوقِّدٌ في الشِّيبِ والأَطْفالِ
فهو مديح رائع بأن هذه الصفات من المجد والكرم ليس حكراً على أفراد منهم، أو الكبار منهم فقط أو الموسرين منهم فقط. وإنما هو صفة مشتركة بين الصغير والكبير فيهم، وقد أحسن الشاعرُ أيما إحسان عندما ربط هذه المعاني الرائعة من الكرم والمجد والسؤدد بنور النبوة في سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام. فإن بني هاشم على فضلهم وعلو نسبهم، ما كان لهم أن يبلغوا هذه المكانة في نفوسنا إلا لشرف النبوة الذي خص الله به نبينا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم عليه الصلاة والسلام. وهذا والله الشرف الحقيقي والمجد المؤثل، وحق لآل بيت نبينا محمد بن عبدالله الحب والتقدير والموالاة في الله ولله ولقرابتهم من المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهذا حق فرَّطنا فيه كثيراً في زماننا هذا عفا الله عنا، حتى ذهب بدعوى محبة آل البيت هؤلاء الرافضة الكاذبون ونحن أهل الإسلام أولى بآل البيت منهم والله الموعد.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 05:01 م]ـ
ما أروعك أستاذي الفاضل، فلله درك.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 05:25 م]ـ
ما أروع ما قرأت في هذه النافذة ..
بوركت أستاذي الكريم .. ابن هشام
ـ[البلاتين]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 05:51 م]ـ
أستمتع بهذه التأملات العفوية كما وصفها ابن هشام، وأجد فيها روحاً تنعشني، وقد راجعتها للتو في كتاب زهر الآداب حقاً للحصري 1/ 94 وقرأتها، ولكن لم أجد فيها هذه الروح التي نفثها فيها أديبنا ابن هشام، وهنا لب التذوق وتحسس مواطن الجمال في الشعر العربي، وعلاقة الذوق الأدبي بالقدرة على إيصال هذه المعاني الرائعة للقراء.
دمت موفقاً يا ابن هشام، زادك الله علماً وبياناً، وثق أننا ننتظر البيت التاسع قريباً فلا تبخل به وقد لمستَ انتفاعنا بما تكتب رعاك الله.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 06:00 م]ـ
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله * ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب.
ولو أني أعطيت كل بلاغة * وأفنيت بحر القول في النظم والنثر
لما كنت بعد الكل إلا مقصرا * ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة * أوفى من الشكر عند الله في الثمن
أخلصتها لك من قلبي مهذبة * حذوا على نحو ما أوليت من حسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور أمتعتنا حقا.
ـ[سمية ع]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 12:46 م]ـ
بارك الله فيك أيها المفضال
و زادك علماً وبياناً ...
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 02:03 م]ـ
بارك الله في الشيخ ابن هشام، هذا تسجيل حضورٍ للمتابعة معكم.
تحياتي الحارة.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 02:44 م]ـ
الفضلاء الأدباء الكرام
الأديب اللبيب
أم أسامة
البلاتين
د. سليمان خاطر
بحر الرمل
سمية ع
أبو مصعب
أتشرف كثيراً باطلاعكم على هذه الشجون الأدبية، ومتابعتكم لها، وهذا من تواضعكم رعاكم الله، وقد تجولتُ الآن في بعض المشاركات القديمة التي كتبتها في الفصيح فاستوقفتني أبيات كنت كتبتها هناك رأيتُ من المناسب أن أعيد إيرادها هنا مع ضعفها، وهي:
مالَ قلبي عَن الغرامِ وغَنَّى= يومَ أَسْمعتَهُ بشَجوكِ لَحْنَا
ودَّ قَلبي أَبا مُحمد لمَّا = أنْ شَدَوتُمْ بالشعرِ لو كانَ أُذْنَا
والهُمامُ البليغُ لو كان يدري=أَنَّه قَد رمى الفؤادَ وثَنَّى
إيهِ يا مُنتدى الفَصيحِ تَرفقْ=بجريح، من الفراق معنى
كلما حاولَ الهجوعَ تبدى= طيفُ أحبابهِ الكرامِ فحنَّا
إنَّ في مُنتدى الفَصيحِ لَسِحْراً= يتركُ القَلبَ دَالهاً ليسَ يَهْنَا
يارِفاقَ القريضِ طَابَ هَواكمْ=إِنْ تُكُونوا أَحببتُمونَا فَإِنَّا ..
وأنا أكرر اليوم:
إِنْ تُكُونوا أَحببتُمونَا فَإِنَّا ..
* حاولتُ تنسيق الشعر ولكن لم أنجح فليتكم ...
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 02:57 م]ـ
أبو محمد والهمام في الأبيات كانا مشرفين في الفصيح ولستُ أدري هل ما زالا هنا أم لا وفقهم الله لكل خير ونفع بهم.
أخي الكريم بحر الرَّمَل رعاك الله: لعلك تتكرم بتصحيح وزن توقيعك بدل:
أسير حيث أشاء لكنني أسير!
يكون: أسير حيث أشتهي لكنني أسير!
حتى يستقيم البيت، وسامحني على التطفل بين يديك.
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 06:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد نُثِر البيت الثامن ولم نكن هنا .. فقد كنتُ في سفرٍ .. ولم أحملُ محمولا ..
لقد عدتُ قبل أيام ثلاث .. وأردتُ مصافحة "الشوارد" التي كنتُ غائبة عنها ..
قبل ذلك سأشكر الدكتور الكريم:ابن هشام الذي يثرينا بحديثه في هذه النافذة التي توهّجت بحروفه وحروف العابرين من هنا ..
الأستاذة أحاول أن:
أعذريني لم أقرأ ما قلتِ ..
قلتِ أسعدك الله:
"حمدا لله على عودتك .. كان حضورك مؤثرا وغيابك أكثر تأثيرا .. ولكن الأروع عودتك البهية .. "
وأقول: سعيدةٌ بأن منّ الله عليّ برفقتك هنا .. والأخوات الفضليات .. أشكر حروفك الرقيقة التي رسمت بصدقها لونا من الفرح أحسسته.
تحيّةٌ.
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 06:26 م]ـ
البيت الخامس:
تَخيّرتُ مِن نَعمانَ عُودَ أَراكةٍ * لِهِنْدٍ، فَمَنْ هذا يُبلِّغُهُ هِندا؟!
خليليَّ عُوجا بارك الله فيكما * وإن لم تَكُنْ هِندٌ لأَرضِكما قَصدا
وقولا لَها: ليسَ الضلالُ أَجارَنا * ولكنَّنا جُرْنَا لِنَلقَاكُمُ عَمْدا
تقول المستبدّة:
في البداية لعلي أذكّر أستاذنا الفاضل بـ:
"وقد ألمح إلى ذلك شاعرٌ مُبدعٌ من شعراء العباسيين في أبيات مختارةٍ لعلنا نأتي عليها يوماً في إحدى هذه التأملات إن شاء الله، فلا أتعجل بذكرها إذاً، وإن كانت المناسبة تقتضيها، ولكن لا بأس من التشويق، بذكر البيت وهو قوله:
نسائلُ عن ثُمامات بُحزَوى * وبانُ الرمل يعلم مَن عَنَينا
ولو أنى أنادي يا سُليَمى * لقالوا ما أردتَ سوى لبُيَنَى
فهو ينادي: يا سُليمى!، وهو إنما يقصد لبينى". "
إننا ننتظر ... :)
في الحقيقة عند ذكر اللطائف في القصيد العربي القديمة و الجديد .. يجب أن نقف عند تذوّق الشاعر لشاعر آخر .. !
فالحديث سيكون أعمق وأقوى وأبلغ ... فالشعراء يعرفون مداخل بعضهم البعض .. !!
لن أزيد على لطائف ابن هشام شيئا .. فهي ثريّة .. غير أنّ البيت الثالث في فكرته مجيد.
لله درك .. أحسنت في كل حرف يا بن هشام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس للمجاملة حرف بيننا .. فاللذين عبروا من هنا .. وأثنوا .. ونال التحليل رضاهم .. وقفز بذائقتهم الأدبيّة لا ينتظرون شيئا .. إني أشعر بهم .. فحين نقول:جزاك الله خيرا ولله درك .. و أبدعت يا أستاذنا.فنحن لا نجامل إن لم نقصّر .. في الحقيقة نال أدبكم إعجابي ولفت أدبيّتي بقوة منذ أن كنتُ هنا في بدايتي .. وأدركتُ أنّ وراء هذا الحديث جلالة قدر .. قبل أن يطلب الفصيح من أعضائه .. إضافة المؤهل العلمي أو الدرجة .. فحين عدتُ وكان مرفقا بجانب تعريف ابن هشام (دكتور) أدركتُ أنني على صواب ..
و فقكم الله وأعانكم على حمل أمانة العلم ..
تحيّة،،،
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 06:48 م]ـ
:) البيت السادس:
يقول ابن هشام:
((والشاهد عندي في هذه القطعة البديعة هو البيت الثاني، وهو قول محارب بن دثار:
يا لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ
على النُّجُومِ التي تَغتالُها الحُفَرُ
أولاً: الشاعر القائل هو محارب بن دثار الذهلي السدوسي الشيباني، من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل الكوفة، كان قاضياً شاعراً، من أقواله: لما أكرهت على القضاء بكيت وبكى عيالي، فلما عزلت عن القضاء بكيتُ وبكى عيالي.
وقد رأيتُ ياقوت الحموي ينسب البيتين الأولين للفرزدق، حيث قال: (وحدث أبو بكر بن عياش قال: الفرزدق بالكوفة ينعي عمر بن عبد العزيز، - رضي الله عنه -، فقال: .. ) ثم أورد البيتين. ونفسي تميل لنسبتها لمحارب لعدم وجودها في ديوان الفرزدق، واختلاف أسلوبها عن أسلوب الفرزدق والله أعلم.
ثانياً: هل سمعتم شاعراً سبقه إلى هذا المعنى، وهو اغتيال الحفر والقبور للنجوم؟
أنا كتبتُ هذا بعد قراءتي للأبيات مباشرة، ولم أرجع إلى كثير من الأبيات التي تناولت هذا الموضوع، وهو تشبيه الميت بالنجم، وكيف غار في القبر. وقد سمعتُ من الشعراء مَن شبَّه الميتَ بالجبل العظيم، وبالنجم الذي غار في القبر، وسمعتُ مَنْ تَعجَّبَ كيف اتسع القبرُ على ضيقه للميت على جلالته وفضله وجوده.
لكن لم أقرأ لمن فَطِنَ للمعنى الذي ذكره مُحاربُ بن دثار، وهو اتهام القبور باغتيال النجوم! ياله من معنى مطربٍ لشاعر قاضٍ.
ومن تلك الأبيات التي أتذكرها الآن قول المتنبي وإن كان متأخراً عن محارب بسنين يرثي أحدهم:
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرىأَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ
والبيت بديعٌ، والقصيدة التي منها البيت من روائع مراثي المتنبي، لكن معنى مُحارب بن دثار عندي أكثر تَميزاً وإبداعاً.
ثالثاً: أن الشاعر ليس الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور في فقد الخليفة عمر بن عبدالعزيز، ولكن معه نفر كثير يَجِدُ مِن أَلَمِ فَقدِ الخليفة الصالح ما يَجدهُ، (ولهف الواجدين معي).
رابعاً:تأملوا تسميته للقبور بالحفر، وكأني بالشاعر يرمي من وراء تسميته للقبور بالحفر التهوين من شأنها وأنها رغم ذلك استطاعت احتواء هذه النجوم. ثم تأملوا وصفه لدفن الميت في القبر بالاغتيال، فكأن هذه القبور قد اغتالت هؤلاء الموتى، والاغتيال له معاني.
خامساً: من يقرأ في دواوين الشعراء يجد المديح غالباً عليها، وفي غالبه مديح مبالغ فيه في حق من لا يستحق، ولكن في هذه المرثية التي قالها محارب رحمه الله في حق الخليفة عمر بن عبدالعزيز تجد الصدق في كل عبارة منها، وأنها قيلت فيمن يستحقها تماماً رضي الله عنه وغفر له، وجمعنا به في جنات النعيم، فهو والله ما علمنا من الخلفاء الكبار الذين خلفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بالخير والعدل من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وقد أجاد محارب عندما أشار إلى قبر قدوات عمر بن عبدالعزيز الذين سار على هديهم وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر بقوله:
ثلاثةٌ ما رأَتْ عَينٌ لهم شَبهاًيَضمُّ أَعْظُمَهُمْ في المسجدِ المَدَرُ
المصدر الذي نقلتُ منه الأبيات: ذيل الأمالي والنوادر لأبي علي القالي ص 1))
وتقول المستبدّة:
أولا: لأول مرة أسمع بشاعر البيت السادس،وما هذا والله إلا لتقصيرٍ مني،_وهذا غير محمودٍ في طالب علم _لكنني قلت ما قلت ليس جهرا بسوء أحمله .. لكن لأشكر ابن هشام على هذه الشوارد التي توقع في النفوس تقديرا وتعلقا بذكر بعض الشعراء هنا،لجميل أبيات أنشدوا.
يقول ابن هشام:
(يُتْبَعُ)
(/)
"اتهام القبور باغتيال النجوم! ياله من معنى مطربٍ لشاعر قاضٍ."
يبدو أنّ حروفي ستنطلق من هنا ..
"ومن تلك الأبيات التي أتذكرها الآن قول المتنبي وإن كان متأخراً عن محارب بسنين يرثي أحدهم:
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى
أَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ"
لا أدري ... لكن إن جاء ذكر المتنبي هنا،أو في تحليلٍ لقصيد غيره من الشعراء ستظلم حروفي قائد البيت السادس (محارب بن دثار) وستحمل الكلمات معها رؤية وتذوقا لأحمد .. :)
لكننا هنا وفي حضرة ابن هشام،وربما لن يغفر لمن يحوّر الحديث! قلت (ربما)
أعود للبيت:
يا لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ
على النُّجُومِ التي تَغتالُها الحُفَرُ
في الحقيقة هذا البيت يصافح الوجدان إذ أنّه مبنيّ على رقيق الكلم،وجميل النظم.ليس نظما بل شعرا ينساب بعذوبة لصدق موقفٍ عاشه الشاعر.فأرى أن الأبيات والقصائد متى ما كان انتثارها بصدق وشفافية يلونها إبداع فطري من الشاعر،كلما كان وقعها أبلغ وأقوى في نفوس المتلقين .. فالحادثة الصادقة القوية،تعكس تأثيرا قويا في نفس صاحبها،ثم ينعكس هذا الصدق في صدق أبيات بديعة،إن صحبها شاعر مبدع،ثم ستجد نتيجة هذا كله في نفس متلقي هذا القصيد. ستصل بقوة،ستصل بصدق،ستبني حميمية وجماليّة بين الشاعر والمتلقي،حميمية لأنها صدرت من موقف صادق،وجماليّة لبديع مبدعها ..
نعود ...
إن هذا البيت صافحني بصدق .. شعرت بحميمية تجاهه،لم يتكلّف طرق بابا ليدخل ..
يقول:
يا لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ
بدأ بيته بشطرٍ رقيق .. ألفاظه تثير شيئا في العاطفة .. فـ (يا لهف نفسي) جملة اقترنت بالتعبير عن الأحزان الموجعة:
تقول الخنساء: دهنتني الحادثات به فأمستْ
عليّ همومها تغدو وتسري
........
فلا والله لا أنساك حتى
أفارق مهجتي ويشقَّ رَمسي
فقد ودّعت يوم فراق صخر
أبي حسان لذّاتي وأُنسي
والشاهد:
فيا لهفي عليه،ولهف أمي
أيصبح في الضريح وفيه يمسي
فالشعراء المجيدون يتعاملون مع اللغة تعاملا خاصا، مستميزا عن غيره،فيوظفون الألفاظ التي تعبّر عن أفكارهم ومشاعرهم .. والتي تنسجم مع رثائياتهم .. توظيفا يعبر بقصيدهم العاديّة والمطروق المنهوك إلى فضاءات أبدع وأبلغ،لذا نجد مشاعرنا تميل مع بعضها دون الآخر،دون حول منا ولا قوة .. وما ذاك إلا لحسن صنيع إبداعهم.
لنعد:
تكرار الكلمة (يا لهف) ثمّ تلاحق بـ (ولهف) يؤدي غرضٌ في ذاته،إن تحققت كيفيّة التوظيف البديعة.،فجمال التكرار ليس بالكم بقدر ما هو بكيفيّته التي تقفز بالجميل منها قفزات المبدعين حين يتخيّر تكرار لفظه،متى وأين يكون.
ثمّ إن هذا الشطر ــ أراه ــ كان تقديما للشطر الثاني .. الذي جاء يحمل من بديع الصور ثراءً ..
بمثابة الإناء الجميل الذي يحمل لك حلوى لذيذة الشكل والطعم (وإن كان المقام هنا ـ يا مستبدّة ــ للحزن وليس للأكل:) أتدرون أن في كثير من حروفنا التي نقول (والحديث هنا عن الأدب وتحليل صوره البلاغيّة) روابط قويّة مع ما يفكر فيه عقلنا الباطن،بمعنى إن كنت جائعا مثلا ولم تتناول فطورك فلن تبتعد عن تصوير المستبدّة هنا:) طبعا حديثي مقنن،والعذر هنا كل العذر لـ مُحاربُ بن دِثارٍ فأين المقام وأين المقال؟ ــ)
نعود:
أجد أن صدر البيت كان تقديما لعجزه .. إنك حين تقرأ:
يا لَهْفَ نفسيْ، ولهفَ الواجدينَ مَعيْ
لا تلبث بحثا عن الشطر الثاني الذي يحمل ولو وصفا عن المفقود ..
على النُّجُومِ التي تَغتالُها الحُفَرُ
فلقد هيّأ المستمع برقةٍ من النظم ثمّ أردف بهذه الصورة التي لن أثريها بأكثر مما كان من الأفاضل ..
يقول ابن هشام:
"رابعاً:تأملوا تسميته للقبور بالحفر، وكأني بالشاعر يرمي من وراء تسميته للقبور بالحفر التهوين من شأنها وأنها رغم ذلك استطاعت احتواء هذه النجوم. "
نعم صحيح .. إن في ذلك لجودة.
ويقول أستاذنا:
"خامساً: من يقرأ في دواوين الشعراء يجد المديح غالباً عليها، وفي غالبه مديح مبالغ فيه في حق من لا يستحق."
هذا صحيح .. ولعلنا (نحن جميعا ممن يقرأ) نفرد ما يتحدث عن مثل هذا في موضوع مستقل .. (لقد كثرت "لعلّ" فعسى ربي أن يعين على الوفاء ... )
أما:
(((كلما نظرتُ في كتب الأدب ودواوينه، اتسعت أمام ناظري مساحة عمل الأديب الجاد رواية ودراية، ومدى المسؤولية الملقاة على عاتق كل متعلق من أدب العربية بسبب لتقريبه للناس، وتحبيبه لهم.
فليت أحد الإخوة الأدباء يطرح موضوعاً مستقلاً في كيفية تقريب الأدب للناس، وما هي أدوات هذا التقريب، كالأشرطة المسجلة مثلاً كأشرطة من القائل لابن خميس، وأشرطة قول على قول لحسن بن سعيد الكرمي، وهل هناك مجال لإقامة دورات أدبية في قراءة كتب الأدب الكبار كأمالي القالي وبهجة المجالس ودواوين الشعراء الكبار كالأعشى وزهير والمتنبي وأبي تمام وأمثالهم.
هذه أفكار متناثرة أطرحها على علاتها، حتى يستثمرها أديب أريب منكم فيتبناها ويطرحها في هيئة متكاملة ينتفع بها الجميع.
ربِّ وفقني فلا أَعدِلَ عَنْ * سَنَنِ الساعينَ في خير سَنَنْ"))
أشدّ على يديك أن تتقدم،وتقود .. فلكم نحن بحاجة لمثل هذا .. ننتظرك ابن هشام هنا في الأدب .. لننطلق لزاوية جديدة تضم بين دفتيها مثل هذا الطرح الثريّ ..
ابدأ ونحن معك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:00 م]ـ
البيت السابع:
مَنْ كانَ يَزعمُ أَنْ سَيكتُمُ حُبَّهُ
حتى يشككَ فيهِ فهو كذُوبُ
الحبُّ أغلبُ للفؤادِ بقَهرهِ
مِن أَن يُرى للسترِ فيه نصيبُ
وإذا بدا سرُّ اللبيبِ فإِنَّهُ
لم يَبدُ إلا والفتى مغلوبُ
إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً
لم تتهمهُ أعينٌ وقُلوب
...
لقد ذكّرنا ابن هشام بما لم ننس. بـ
مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ
فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!
من جميل ما تغنّت به الذاكرة ..
يقول ابن هشام:
وكأني به قد ذاقها ثم وصفها فوقع في وصفها على دقائق لم تتهيأ لغيره"""
وتقول المستبدّة: ألم نقل:أن الصدق هو مفتاح القصيد للنشيد البديع؟
ابن هشام:
" وهذه الأبيات قد نسبت لأبي العتاهية أيضاً، غير أنه ليس فيها روح أبي العتاهية الزاهدة، وهي أليق بالعباس منها بأبي العتاهية ".
عند مثل هذا نقف .. فالكبار يتحدثون.
أما والحديث عن الحب فهو لعمري ذو شجون ... لن أطيل هنا فثمّ من يجيّر البياض لسواد يلّف بعضا من الفكر .. ولكن ...
إن الحب حين يكون في رابعة النهار فهو الحب وربي.،في فطرته وقدسيته،أما وإن كان في ظلمة أسرفته وأرهقته .. فلا غبار أنه زائل بزوال النهار .. ينتظر شمسا ليهرب في عزلته .. وأنه مذموم جملة وتفصيلا ..
ولقد فصّل الشعراء في هذا وكان منهم .. من تأنق شعره في وصف الحب .. وقدسيّته .. لكني ألحظ أنّ رأي البعض يقول: كل من قال شعرا يصف فيه أو يتوجد ــ ليس الوصف الفاحش .. ولا التوجد المذموم ـ يكون قصيده سلبا أمام الأخلاق الفاضلة،وإني لأرى غير ذلك ..
فمنهم .. من جاء قصيده لمحبوبةٍ دون غيرها، علّقه بها رب العباد ــ وصحيح لو صرف طاقته للعبادة لما كان منه تعلقا مسرفا بها ــ فكان قصيده.وقد لم يكن يرغب وقت ذاك أن يعلن جلّ شعره .. ! لا ندري عن كثير من القصيد .. في بروزه للملأ! ويجب أن أقول أيضا: رغم ذلك،فالشعراء في عفتهم عند ذكر الحب هم الأولى بالإشادة ..
أما بخصوص الإعلام .. للحق أنّه شوّه الكثير .. في نظر جيل قادم يعيش الآن (مراهقته) ـإن صحّ التعبير ـ لكنني أؤمن كثيرا بأن العاقل الحصيف والتربية السليمة، ستقذف بذلك كله .. ولن ينالها شيئا منه.
خاتمة:
إن الحب بشجونه وألوانه العِذاب نعيشه نحن المسلمون حقا .. نحن من نتلذذ به ونسكن .. فالإسلام نعمة عظيمة قد تظل تلك العظمة نكتشفها كل يوم في سبلنا الحياتيّة .. لقد أزال وأضاف وأطّر. وأقول إن الحب في قصيد شعرائنا الأقدمين يحلو لي كثيرا .. نجده بألوانه .. لتختار الابنة والأخت والزوجة والصديقة و ... و ... و ... ما تهدي منه، بل وعلى الصعيد الأعظم .. قصيد نرتله للإله سبحانه وتعالى شكرا وعرفانا،ولنبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.
أشفق كثيرا على من إذا ذكرت قصائد الحب أمامهم تلوّنوا وزُمّت الشفاه غضبا .. إنهم لا يعيشونه ولا يعرفون منه إلا سواده الذي تشوّه به بعضهم الآخر ..
ألم نقل:إن الحب ذو شجون ... !
والسلام عليكم ورحمة من الله وبركاته أيها الأحباب ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:17 م]ـ
البيت الثامن:
قال الشاعر
لو كانَ يُوجَدُ عَرْفُ مَجْدٍ قَبْلَهُمْ
لَوَجَدْتَهُ مِنهُم على أَميالِ
إِنْ جئتَهُم أَبصرتَ بينَ بُيوتِهمْ
كَرَماً يَقيكَ مَواقفَ التسآلِ
نُورُ النُّبوةِ والمكارمِ فيهمُ
مُتوقِّدٌ في الشِّيبِ والأَطْفالِ
تصوير دقيق مفصّل ذلك الذي جاء به شاعرنا ابن هشام ..
في الحقيقة أبيات أمية بن أبي الصلت يمدح ابن جدعان:
جيدة خرج بالمعني إلى أقوى مظاهره ..
أما وبيت المتنبي هنا .. فلتصفح الأبيات السابقة واللاحقة .. فلقد أخمد كل نور نورها .. !! بيت عظيم لشاعر تروم قصائده النجوم ..
يقول:
وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ
سكوتي بيانٌ عندها وخطابُجمال سافر في تحقيق المعنى ..
حين جاء ذكر المتنبي توقفت .. ! أردتُ أن أستعد لأبيات جميلة، ستأخذ مني تأملات في ذاتها فريدة!
في الحقيقة أنا أقرأُ المتنبي كل يومٍ قراءة جديدة .. أتلذذ بقطع حروفه .. فتقفز ذائقتي فخرا .. وتسمر كلماتي في فضاءات فنّه ..
كلما حاولت أن أعلّق هاهنا،يلفّ حروفي الخجل في نثر بيتِ أحمد.
يكفيه أن يكون كما هو:
وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ
سكوتي بيانٌ عندها وخطابُ!! ..
فكفى .. الصمت في حرم الجمال جمال!
البيت الثالث:
هنا اختالت الحروف في ذكر الحبيب النبي صلوات الله وسلامه عليه،بأبي هو وأمي .. تضيء الكلمات أينما حل ذكره صلوات الله وسلامه عليه .. وحان للشوارد الفخر والتيه بذكر المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم في صفحاتها ..
ويكفني من هذا البيت قول أستاذنا ابن هشام:
" وقد أحسن الشاعرُ أيما إحسان عندما ربط هذه المعاني الرائعة من الكرم والمجد والسؤدد بنور النبوة في سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام. فإن بني هاشم على فضلهم وعلو نسبهم، ما كان لهم أن يبلغوا هذه المكانة في نفوسنا إلا لشرف النبوة الذي خص الله به نبينا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم عليه الصلاة والسلام."""
" وهذا حق فرَّطنا فيه كثيراً في زماننا هذا عفا الله عنا"
نعم وربي .. أشدّ على يديك ابن هشام .. لقد فرطنا كثيرا كثيرا ..
ولعلنا في قابل الأيام نفرد للأبيات التي قيلت في حضرته صلوات الله وسلامه عليه، موضوعا نثريه حديثا وبيانا،وهذا يخجل أمام الأكثر.
شكري وتقديري ابن هشام ..
فحروفك المسك أنّى وطأت ..
ننتظر شاردا تاسعا!!
أمّا:
"إنَّ في مُنتدى الفَصيحِ لَسِحْراًيتركُ القَلبَ دَالهاً ليسَ يَهْنَا
يارِفاقَ القريضِ طَابَ هَواكمْإِنْ تُكُونوا أَحببتُمونَا فَإِنَّا .. "
فلله درّها .. إن للفصيح ذاك السحر .. أخوة هنا جمعتنا الكلمة الطيبة والعلم الذي جعل بيننا نسبا .. إنّها مودّة طاهرة سامية لا ينالها إلا كل صاحب قلب أبيض ..
وفق الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:45 م]ـ
لله دركِ مستبدة ...
وكأني لم أقرأ يوماً مثل هذا الكلام ...
وكأن الأقلام لم تخط مثل كتاباتك ...
ملأ الله قلبكِ نوراً ...
والشكر موصول للدكتور ابن هشام ...
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 08:15 م]ـ
أنوار:
إن حروفك هذه خلقت في نفسي شيئا أعجزني شكرا ..
وفقك الله وبارك فيك لكلماتك التي أنارت شيئا ما يسكنني!
قد لا تكون كلماتي ذات شأن عالٍ لكن:
لنتذكر أننا دوما بحاجة لبعضنا الآخر ..
شكرا أنوار ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 08:22 م]ـ
الأستاذ:ابن هشام:
أين أنتم حفظكم الله؟
مرورك شحيح!
هو عتبي وعتب كل محبي أدب ابن هشام ..
إننا لا نلبث أن نبحث عن ردٍ أو مشاركةٍ أو طرح قضيّةٍ لك،لتزدان حصيلتنا الأدبيّة.
أدرك تماما أنّ وقتكم يفيض بالعلم وطلبته .. وكتبه و ورقه .. ودراسات ...
لكن تذكر دوما ــ أسعدك الله ــ أنّ لك في الفصيح من يبحث عنكم دوما ــ وفقكم الله ــ لينهلوا من علمكم.
لا تغب كثيرا .. كن هنا ليكن الإبداع.
،،،
ـ[ابن هشام]ــــــــ[25 - 12 - 2008, 04:44 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه التعقيبات الموفقة، وهذا أوان البيت التاسع إن شاء الله، وهكذا الشعر العربي الصادق يستدعي في النفوس المتذوقة معاني متجددة من محاسن الأخلاق والشيم، ويصنع بالنفس الحرة الكريمة ما لا يصنعُهُ غيره من الفنون، ونحن قد نقع على بعض هذه المعاني فتظهر لنا، وقد نغفل عنها أو نقع بعيداً فلا ننتفع بها حتى يأتي أمثالكم من المتذوقين فيأخذون بأيدينا ويضعونها على مواطن الجمال والإبداع فيها.
وللشعر صناعة ومَلَكَةٌ يعرفها الخبراء به كما قال ابن سلام رحمه الله، وتذوقه مَلَكَةٌ أخرى، فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ بلغت من العلياءِ كلَّ مكانِ كما قال المتنبي.
ـ[أبو المجد القرشي]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 01:46 م]ـ
قليل من الترتيب والتهذيب ويخرج ما سطره الفصحاء هنا مصنفا ينعش المكتبة الأدبية ..
لطالما راودني حلم!
أن أجتمع بثلة من الأدباء في ليلة قمرها الأدب ونجومها أبيات من عيون شعرنا العربي المجيد
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 04:24 م]ـ
قليل من الترتيب والتهذيب ويخرج ما سطره الفصحاء هنا مصنفا ينعش المكتبة الأدبية ..
ليتك تفعلُ بتنسيقها في ملف وورد فحسبُ لنستفيد منها بعيداً عن التعليقات الجانبية، أما خروجها في مصنف فهذا غير مناسب بعدُ.
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 08:18 م]ـ
تحية مثقلة بالتقدير لعودة سحر بيانكم إلى هذه الصفحات النيّرات!
كم يطرب القلب لبوح الأدباء وحديث المتأدبين! وإن في بعض ذلك لنفحة من السحر تأخذ بالألباب، وتسلب العقول، وتستميل الأفئدة!
هنيئا لنا هذه العودة الجميلة!
وهنيئا لكم ما أوتيتم -أساتيذنا- من بلاغة المقال، ورقيّ الذائقة، وطواعية الحرف!
تبارك الرحمن وزادكم من واسع فضله.
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 02:01 ص]ـ
ألج منتدى الأدب فلا ألوي على شيء حتى أزور هذه التأملات الرائعة، فإن لاح لي فيها مشاركات طارفة فرحتُ وابتهجتْ نفسي، وأقبلتُ عليها تسبقني لهفتي إلى روائع الأدب وبديع النظر وجميل التأمل!
وإن لم، فكم تضيق نفسي لذلك! حتى إني لأكاد أقترف في حق نفسي وفي حقكم جرمًا عظيما بالمشاركة في التأمل في أبيات مختارة، لا أبتغي من وراء ذلك سوى بعث الحياة في هذه الصفحات الشائقة!
أنادي الكبار: د. ابن هشام، أ. المستبدة، أ. أحاول أن، أ. رؤبة بن العجاج، أ. أحمد بن يحيى، وغيرهم من أهل الأدب والنظرممن لا يتسع المقام لذكرهم، فهل من مجيب؟!
ـ[ابن هشام]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 08:21 ص]ـ
لبيك أختي الكريمة معالي.
أنا مثلك، وقد هيأت الأبيات ولكنني توقفت عن إضافتها حياء من نفسي بعد أحداث إخواننا في فلسطين وما وقع عليهم من الظلم والأذى من الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
ولعله من المناسب أختي الكريمة أن أورد أبياتاً حفظناها قديماً أيام الدراسة الابتدائية كان يرويها لنا أحد الأساتذة الشاميين الذين كانوا يدرسوننا في إحدى قرى جبال السروات قبل ما يقارب الثلاثين سنة. وهي لشاعر فلسطيني نسيه الناس مع جودة شعره وروعته من أهل طولكرم وكان محامياً له مكتب محاماة في حيفا عام 1948م وعندما دخلها اليهود خرج مشرداً لاجئاً وأظنه مات في رحلة الاغتراب. وهذه الأبيات كأنها قيلت اليوم لتجدد الجراح والمؤامرات.
خلعتُ على ملاعبها شبابي = وأحلامي على خُضرِ الروابي
ولي في كُلِّ مُنعطفٍ لقاءٌ = موشَّى بالسلامِ وبالعتابِ
فلسطينُ الحبيبةُ كيف أَنسى؟ = وفي عَينيَّ أطيافُ العَذابِ
أُطهرُ باسمكِ الدنيا ولو لَمْ = يُبَرِّح بي الهوى لكتمتُ ما بي
تَمُرُّ قوافلَ الأيامِ تَروي = مُؤامرةَ الأعادي والصِّحابِ
فلسطين الحبيبةُ كيف أحيا= بعيداً عن سهولك والهضابِ
تناديني السفوح مخصباتٍ = وفي الآفاق آثار الخضابِ
تناديني الشواطئ باكياتٍ= وفي سمع الزمان صدى انتحابِ
الخ ...
تلك الأبيات العذبة الرقيقة التي تنادي على تلك المشاعر التي تعتلج في
نفس كل مشردٍ بلا خطيئة من إخواننا المسلمين في أرض فلسطين.
وما أجمل قوله:
تَمُرُّ قوافلَ الأيامِ تَروي = مُؤامرةَ الأعادي والصِّحابِوصدقها على هذه المؤامرات التي لا تنقطع من الصحابِ قبل الأعادي،
وهي التي نشعر بمرارتها وقسوتها كما قال طرفة في الجاهلية:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة = على النفس من وقع الحسام المهنَّدِ
قاتل الله مَن يخون دينه وأمته لعرض من الدنيا.
أكرر شكري وتقديري للأدباء جميعاً وللحديث صلة إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 07:39 م]ـ
حقيقة .. صارت لهذه التأمّلات مكانة في النفس ..
قد نبتعد .. لكنها تعود بنا تأمّلا ونظرا ..
ننظر في أمرٍ منها هنا أو هناك ..
فتزدان الثقة في تلك المكانة ..
الأستاذة معالي:
نبحث عن حروفك دوما .. فما الحال إن كانت هنا ..
أثق بأنّ لك إضافات سيلفّها الإبداع ..
همسة عزيزتي:
كنتُ قد غبتُ عن المنتدى شهرا
لقاهرٍ ألمّ ...
وحين عودتي .. بحثتُ عنك فلم أجدك ..
فأرسلتُ لك رسالة قبل أيام ثلاث ..
آمل فيها أن تكون في صحة وسعادة ..
لا أعلم هل وصلك من أمرها شيئا؟
الدكتور الفاضل ابن هشام:
أهلا بك في صفحتك المشرقة بك.
لن نملّ سؤالا عن متابعتك حفظكم الله ..
وفي الحقيقة .. الأحداث الأخيرة في غزة ألجمت كثيرا من الأقلام هنا ..
أحسسنا خيبة أمل في الجميع .. في كل من يمتلك
شيئا ليفعل .. وأعني بهذا (سياسيا) أمّا الشعوب فمكبّلة ..
لكنّ الأمل بالله كبير ..
ننتظر الأدب الفريد أن يُسكب هنا،،،
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 01:12 ص]ـ
لبيك أختي الكريمة معالي.
أنا مثلك، وقد هيأت الأبيات ولكنني توقفت عن إضافتها حياء من نفسي بعد أحداث إخواننا في فلسطين وما وقع عليهم من الظلم والأذى من الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
ولعله من المناسب أختي الكريمة أن أورد أبياتاً حفظناها قديماً أيام الدراسة الابتدائية كان يرويها لنا أحد الأساتذة الشاميين الذين كانوا يدرسوننا في إحدى قرى جبال السروات قبل ما يقارب الثلاثين سنة. وهي لشاعر فلسطيني نسيه الناس مع جودة شعره وروعته من أهل طولكرم وكان محامياً له مكتب محاماة في حيفا عام 1948م وعندما دخلها اليهود خرج مشرداً لاجئاً وأظنه مات في رحلة الاغتراب. وهذه الأبيات كأنها قيلت اليوم لتجدد الجراح والمؤامرات.
خلعتُ على ملاعبها شبابي = وأحلامي على خُضرِ الروابي
ولي في كُلِّ مُنعطفٍ لقاءٌ = موشَّى بالسلامِ وبالعتابِ
فلسطينُ الحبيبةُ كيف أَنسى؟ = وفي عَينيَّ أطيافُ العَذابِ
أُطهرُ باسمكِ الدنيا ولو لَمْ = يُبَرِّح بي الهوى لكتمتُ ما بي
تَمُرُّ قوافلَ الأيامِ تَروي = مُؤامرةَ الأعادي والصِّحابِ
فلسطين الحبيبةُ كيف أحيا= بعيداً عن سهولك والهضابِ
تناديني السفوح مخصباتٍ = وفي الآفاق آثار الخضابِ
تناديني الشواطئ باكياتٍ= وفي سمع الزمان صدى انتحابِ
الخ ... تلك الأبيات العذبة الرقيقة التي تنادي على تلك المشاعر التي تعتلج في نفس كل مشردٍ بلا خطيئة من إخواننا المسلمين في أرض فلسطين.
وما أجمل قوله:
تَمُرُّ قوافلَ الأيامِ تَروي = مُؤامرةَ الأعادي والصِّحابِ
وصدقها على هذه المؤامرات التي لا تنقطع من الصحابِ قبل الأعادي، وهي التي نشعر بمرارتها وقسوتها كما قال طرفة في الجاهلية:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة = على النفس من وقع الحسام المهنَّدِ
قاتل الله مَن يخون دينه وأمته لعرض من الدنيا.
أكرر شكري وتقديري للأدباء جميعاً وللحديث صلة إن شاء الله.
ملحوظة للمشرف: لم أعد أستطيع تنسيق الشعر، ولا أدري ما السبب فليتك تتفضل بعمل لك مشكوراً وحذف هذه الملاحظة.
أهلا ومرحبا بأديبنا الجليل الكبير!
وبانتظار صلة حديثكم الممتع، حفظكم الله وبارك في وقتكم وعلمكم.
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 01:17 ص]ـ
معالي:
نبحث عن حروفك دوما .. فما الحال إن كانت هنا ..
أثق بأنّ لك إضافات سيلفّها الإبداع ..
همسة عزيزتي:
كنتُ قد غبتُ عن المنتدى شهرا
لقاهرٍ ألمّ ...
وحين عودتي .. بحثتُ عنك فلم أجدك ..
فأرسلتُ لك رسالة قبل أيام ثلاث ..
آمل فيها أن تكون في صحة وسعادة ..
لا أعلم هل وصلك من أمرها شيئا؟
أهلا بك أستاذتي القديرة
حرفك الوفيّ يخجل قامتي القصيرة، فتنحني حياء أمام شامخ حروفك، إذ لستُ أهلا لسؤالك وافتقادك!
أقدّر لك شعورك النبيل، وأعتذر لقلة مشاركتي وذلك لصوارف الاشتغال ببحثي وشؤون بيتي.
أما عن رسالتك التي ذكرتِ فلم أتلق شيئا، وإني لأعدها وصلتْ بعد قراءتي لما كتبتِ هنا، وأعبر عن امتناني لما جاء فيها، كما أسأل الله أن يكون ما أصابك من أمر (القاهر) رفعة في درجاتك، وتكفيرا عن سيئاتك.
محبتي وودادي.
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 03:37 ص]ـ
الأستاذة الغالية /معالي:
حفظك المولى و وفقك.
أما عن رسالتك التي ذكرتِ فلم أتلق شيئا،
كانت طويلة،انتظمت بصدق. حاولت أن أعيد صياغتها .. لكنني فشلت ..
وأنا كذلك لا أملك نسج حياكتي الأولى.
لكن أملا رجوته .. أن يسعدك الله في الدارين.
موفّقة.
ـ[العابرة]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 01:53 ص]ـ
توقفت هنا حيث الأدب
لله دركم
لكم متابعه
فلست أهلا ً للمشاركة
سأرقبكم من بعيد ..
مالي أرى المشاركات متوقفة؟
كونوا هنا فضلا ً
لا كسر لكم قلما ً ولا أسكت لكم حرفا ..
ـ[الأبرق]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 08:52 م]ـ
أعجبني جدك في جمعك للدواوين، وخاصة في طبعاتها الأصلية، فهل في مكتبتك أخي الفاضل، دواوين لألف شاعر ما بين ديوان ومجموع شعر. أنا بفضل الله أملك هذا العدد وكلها في طبعاتها الأصلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن هشام]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 12:06 م]ـ
توقفت هنا حيث الأدب
لله دركم
لكم متابعه
فلست أهلا ً للمشاركة
سأرقبكم من بعيد ..
مالي أرى المشاركات متوقفة؟
كونوا هنا فضلا ً
لا كسر لكم قلما ً ولا أسكت لكم حرفا ..
بارك الله فيكم أختي الكريمة.
سنواصل بإذن الله وفي الأدب العربي ثروة لا يأتي عليها الزمان.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 12:08 م]ـ
أعجبني جدك في جمعك للدواوين، وخاصة في طبعاتها الأصلية، فهل في مكتبتك أخي الفاضل، دواوين لألف شاعر ما بين ديوان ومجموع شعر. أنا بفضل الله أملك هذا العدد وكلها في طبعاتها الأصلية.
بارك الله لك في هذا العلم.
لا أظنني بلغتُ هذا العدد، ولكن لم يفتني ديوان شاعر له شأن إن شاء الله.
ـ[جلمود]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 12:53 م]ـ
حياك الله ــ أخي الفاضل ــ على هذه الشوارد والأوابد والطرائد!
ولعلك تشعل الجذوة! فإني
أرى تحت الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام
ـ[دره النقيب]ــــــــ[09 - 07 - 2009, 12:20 ص]ـ
لله دركم يا فوارس الشعر
ولو انني اوتيت كل بلاغة=وافنيت بحر النطق في النظم والشعر
لما كنت بعد القول مقصرا=ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر
مااروعكم بالرغم من اني لم اكن شاعره
ـ[ابن هشام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 06:56 ص]ـ
حياك الله ــ أخي الفاضل ــ على هذه الشوارد والأوابد والطرائد!
ولعلك تشعل الجذوة! فإني
أرى تحت الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام
حياك وبياك يا جلمود.
نغيب ونغيب ثم نعود من جديد لتذوق هذه المقطوعات الأدبية لتنعش أرواحنا. وهذا سر من أسرار الأدب وفعله بالنفوس.
ـ[الراجز]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
لي تنبيه على أول مشاركة كتبت في هذا الموضوع, كتبها الأخ ابن هشام ولم أر أحدا من الإخوان نبه عليها فيما قرأت من الردود, لأني لم أقرأها كلها.
قال الأخ ابن هشام:
يقول الشاعر يصف أخاً له:
إذا كان إخوان الرجال حرارةً == فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ
لنا جانب منه دميث وجانب == إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ == كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
والأبيات في عيون الأخبار لابن قتيبة رحمه الله 3/ 5 كتاب الإخوان
والشاهد عندي البيت الثالث، والأبيات غير منسوبة لشاعر.
أولا: قال الأخ: إن الشاعر يصف أخا له, وهذا غير صحيح. وابن قتيبة رحمه الله لم يقل ذلك, وإن كان إيراده لها في هذا الباب يوهم ذلك, والأبيات معروفة أنها لشاعر يصف بر ابنه واسمه رباط.
قال ابن عبد البر في بهجة المجالس:
"ورضي أبو الشغب العبسي عن ابنه فقال:"
وفي الحماسة البصرية:
"قال أبو الشغب العبسي في ولده رباط ,وتروى للأقرع بن معاذ العامري"
وفي التذكرة الحمدونية:
"قال الأقرع بن معاذ القشيري يشكر بر ابنه"
وانظر شروح حماسة أبي تمام.
ويبين ذلك قوله فيها:
رَأَيْتُ رِباطاً، حِينَ تَمَّ شَبابُهُ == وَوَلَّى شَبابِي، لَيْسَ في بِرِّهِ عَتْبُ
ثانيا: رواية البيت الأول غير صحيحة وإن رواه ابن قتيبة رحمه الله هكذا. وصوابه:
إِذا كانَ أَوْلادُ الرِّجالِ حَزازَةً == فأَنْتَ الحَلالُ الحُلْوُ والبارِدُ العَذب
وهذه الرواية في حماسة أبي تمام والحماسة البصرية وأمالي القالي وبهجة المجالس والتذكرة الحمدونية, وهي الرواية الصحيحة التي يقتضيها الحال. أما قوله "حرارة" فلا أجزم أنه غير صحيح, ولكن المصادر التي وقفت عليه كلها روته "حزازة" بالزاي والله أعلم.
ثالثا: قوله: الأبيات غير منسوبة لشاعر, إن أراد بذلك أنها غير منسوبة في عيون الأخبار فهذا صحيح, وإن أراد أنه لا يعرف قائلها فليس الأمر كذلك. والأبيات نسبت لأبي الشغب العبسي ونسبت أيضا للأقرع بن معاذ القشيري العامري, والله أعلم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 02:18 م]ـ
الأستاذ الفاضل الأديب ابن هشام .. إخواني الأدباء أخواتي الأديبات
أستأذنكم في التعليق بشيء يسير على الأبيات الثلاثة التي أوردها ابن هشام نقلا عن عيون الأخبار وهي:
إذا كان إخوان الرجال حرارةً **** فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ
لنا جانب منه دميث وجانب **** إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ ****كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
ولا أدعي أني بلغت ما بلغتموه في مضمار الأدب:
وابن اللبون إذا ما لُزّ في قَرَن ***** لم يستطع صولة البُزل القناعيس
فقد شغلني النحو والتصريف فنأيت بعض الشيء عن ظل الأدب الوريف.
أعود للأبيات فأقول: لم أجد في البيت الأول وجها لقوله:
إذا كان إخوان الرجال حرارةً
فتشبيه الإخوان بالحرارة،أو جعلهم كأنهم مخلوقون من الحرارة _ كقول الخنساء: فإنما هي إقبال وإدبار_ أمر غيرمستساغ في الذوق إذ لا يتصور مثل هذا المعنى، فالإخوان قد تشوب أخلاقهم بعض الشدة والحرارة ولكن لا يبلغ بهم أن يكونوا مثل الحرارة أ كأنهم مخلوقون من الحرارة، والأشبه عندي أن يكون في البيت تحريف وقد يكون صوابه:
إذا شان إخوانَ الرجال حرارةٌ .... أو:
إذا عاب إخوانَ الرجال حرارةٌ ... هذا عن الشطر الأول.
أما عن الشطر الثاني وهو قوله:
فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ
فلا وجه في رأيي لكلمة (الحلال) وإنما هو الزلال، لتصير كل الأوصاف جارية على الماء أي أنت الماء الزلال الحلو البارد العذب.
وفي موضع الشاهد الذي اختاره ابن هشام أعني قوله:
وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ ****كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
علق عليه ابن هشام فقال:
(ثم أعجبني جداً تشبيهه لهذه الهزة باهتزاز الغصن الرطب عندما يهزه البارح من الهواء. فتخيلت ذلك الغصن الرطب في تلك الشجرة المورقة الخضراء من الهواء العليل،)
وأقول لأستاذنا الفاضل: البارح هو الريح الحارة الشديدة في الصيف وأصل مادة (البرح) يدل على الشدة فإذا فسرنا البارح بالريح فهي الشديدة التي تحمل معها الغبار في الصيف وليست العليلة، ولا يتجه عندي أن يقال: اهتز الغصن تحت الهواء العليل، فالظرف (تحت) يدل على أن ثمة شيء فوق الغصن، لذلك أظن أن في البيت أيضا تحريفا وصوابه:
كما اهتز تحت الصادح الغصن الرطب
والصادح هو الطير المغرد كما ورد في أحد الأبيات التي أوردتها المستبدة:
فإني إذا هبت شمالا سألتها **** هل ازداد صُدّاحُ النُمَيْرة من قرب
فالصداح هو جمع صادح وهو المصوت من الطير كما شرحه الأعلم الشنتمري في شرح حماسة أبي تمام.
واهتزاز الغصن تحت الصادح يوحي بوجود النسيم العليل كما قال ابن الرومي عن الريح العليلة:
هبت سحيرا فناجى الغصن صاحبه **** سّرا بها وتنادى الطير إعلانا
وُرق تغنى على خضر مهدلة **** تسمو بها وتشمّ الأرض أحيانا
تخال طائرها نشوان من طرب **** والغصن من هزه عطفيه نشوانا
أرجو أن يكون فيما قدمته بعض الفائدة لأهل الأدب بيد أني سررت كثيرا بوقوعي على شاهد نحوي عزيز جدا وهو ما ذكره ابن هشام من قول أبي العلاء الغنوي:
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ***** مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
فجملة (نفته حروب) صفة لموصوف محذوف أي: مطالب دين أو رجل نفته حروب
والنحويون يأبون أن تقوم جملة الصفة مقام الموصوف المحذوف في الاختيار ويشترطون لجواز ذلك أن يكون الموصوف بعض ما قبله من مجرور بـ (من) كقول الشاعر:
وما الدهر إلا تارتان فمنهما **** أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
أي: فتارة منهما أموت فيها، فحذف الموصوف تارة وأقيمت جملة (منهما أموت فيها) مقامه.
أو مجرور بفي كقول الراجز:
لو قلت ما في قومها لم تيثم ***** يفضلها في حسب وميثم
أي: لو قلتَ ما في قومها امرأة يفضلها لم تأثم، فحذف الموصوف وهو (امرأة) وأقيمت جملة (يفضلها في قومها) مقام الموصوف.
وفي بيتنا نابت جملة الصفة عن الموصوف دون أن يكون الموصوف بعض ما قبله من مجرور بمن أو مجرور بفي.
فمثل هذا الشاهد يعض عليه بالنواجذ فجزى الله ابن هشام عن أهل الأدب والنحو خيرا.
مع تحيات أخيكم الأغر.
وقفت على كنز هاهنا!
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 07:41 ص]ـ
أما آن لأهل هذه الدار أن يعودوا إليها؟!
ـ[أحاول أن]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 11:27 ص]ـ
بوركت قراءاتك أستاذ: الراجز، وسيكون النقاش ماتعا مع الدكتور ابن هشام كما كان مع الدكتور بهاء الدين لو عدت إليه في سابق الصفحات.
،،،
الأستاذات الكريمات:بل الصدى ومعالي
اعتاد الطلاب على الوقوف في الممر خارج الصف حتى يأتي معلموهم، لكنهم لا يبتعدون لأنهم على يقين أن دخولهم _ كنز _.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 04:07 م]ـ
أخي الراجز: شكراً جزيلاً لتعقيبك، وأظنني قد أشرتُ إلى ما تفضلتم به في أحد التعقيبات على البيت الأول.
الأخوات معالي وأحاول أن بارك الله فيكما ونفعنا جميعاً بالعلم والأدب، وقد رصدت الكثير من شوارد الأبيات لأعلق عليها، ولكن أين الوقتُ؟ نسأل الله العون والتوفيق للجميع.
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 05:05 م]ـ
أوّاااه .. ما هذا الموضوع؟!
أعتذر لكم .. لا أستطيع أن أعقب بشيء!
مَكانَتي لا تسمَحُ لي بالجلوسِ معَكُم!!!
سأرحَلُ مِن هُنا إلى موضوعٍ آخَرٍ لأساهِم في مواضيعٍ بمُستوى ثقافتي!
لماذا يا هذا؟!
لأنّ الموضوع ببساطة .. أكبَرُ مني بكثير!!
فقط سوف أجلِسُ قارئاً فرِحاً
للهِ درّك يا دكتور / ابن هشام على نبش شوارد الأبيات على مَرِّ العُصور.
وبالتأكيد سوف يأخذ الموضوعُ مِساحتَه مِنَ الإنتِشار، وكلّما انتشَر كلّما أفاد.
للموضوع إرادة قويّة -بفضلِ اللهِ ثمّ بالمُخلِصين- في أن يمتَدّ إلى ما شاء اللهُ لهُ أن يمتَد.
وشكراً للأستاذ / الراجز وكل مَن امتدَح أو انتقَد أو ساهَمَ في اطلاعِنا عمّا نحنُ -طلَبة العِلم- بحاجتِه.
اعذروا تطفّلي وهشاشة رَدّي وضحالة تعبيري.
وأعتذِر عن عدم اتخاذي الكِتابة على الأسطُرِ المُخصَّصةِ للكِتابة .. ذلك لأني سعيدٌ بما أُتابِع!
بارَكَ اللهُ بك دكتورَ الأدب وللمُشارِكينَ معَك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طرفه ابن العبد]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 02:42 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم وطرحكم المبارك جميعا
ليس لي مزيد على كلام أخينا الفاضل (طالب علم) في حقكم فقد أجاد وأفاد جزاه الله خيرا
الا أني سأجلس على المدرجات للمتابعه والاستمتاع والاستفاده من الكبارأمثالكم
فالى المزيد بارك الله فيكم
ـ[ابن هشام]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 07:55 ص]ـ
الأخوان الكريمان طالب علم وطرفة
أسعدني مروركما الكريم، وأرجو أن يوفقنا الله لما يحب ويرضى.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 07:39 م]ـ
،،،
الأستاذات الكريمات:بل الصدى ومعالي
اعتاد الطلاب على الوقوف في الممر خارج الصف حتى يأتي معلموهم، لكنهم لا يبتعدون لأنهم على يقين أن دخولهم _ كنز _.
نحن مقيمون ما أقاموا. .
فمتى نظفر بهذا الكنز؟!
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 02 - 2010, 01:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحياتي للزملاء والزميلات جميعا.
أردت كتابة البيت التاسع أو العاشر، فخانني جهازي بعد الانتهاء.
سأعيدها قريبا بإذن الله.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[18 - 02 - 2010, 03:08 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
عودا حميدا يا شيخنا
و نحن بانتظاركم.(/)
أرجو إكمال القصيدة ..
ـ[عربية]ــــــــ[12 - 12 - 2004, 02:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو يا أحبتي في الله أن تكملوا لي القصيدة لهذا الشطر:
سافر ففي الأسفار سبع فوائد ...
وجزاكم الله خيراً: rolleyes: :rolleyes:
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[12 - 12 - 2004, 04:11 م]ـ
أهلا بك أختي الكريمة:
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
تغرَّب عن الأوطانِ في طَلَبِ العُلا=وسافر فَفِي الأسفَار خمسُ فوائدِ
تفريجُ همِّ واكتسابُ معيشَةٍ=وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ
فإن قيلً في الأسفارِ همٌّ وكربةٌ=وتشتيتُ شملٍ وارتكابُ الشدائدِ
فموتُ الفتى خيرٌ له من حياتهِ=بدارِ هوانٍ بينَ واشٍ وحاسدِ
ـ[عربية]ــــــــ[12 - 12 - 2004, 07:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك: D :D
ـ[أبو دلامة]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 11:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أختي العربية على هذا الاختيار الموفق وعلى تحريك أخينا وحي اليراع فهو كجهينه عنده الخبر اليقين
أبيات مشتهرة على الألسن
وعندي تساؤل بسيط وهو أن القصيدة على البحر الطويل
طويلٌ له دون البحور فضائلٌ ** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
وهو ما ينطبق على جميع الأبيات ما عدا الشطر الأول في البيت الثاني
تفريج همٍّ واكتساب معيشة
/5/ 5//5/ 5/5//5 ///5//5
تفريج همْ مِن وكتسا ب معيشتن
وأظن أنه من البحر الكامل
من يوافق؟
أو من يصوب؟
وشكرا مرة أخرى على الإهداء الجميل والموفق من أختي عربية ومن أخي وحي القلم
أخوكم
أبو دلامة
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 04:01 ص]ـ
أهلا بأبي دلامة.
أخي الكريم، لقد صدقت فيما قلتَهُ، فالأبيات السابقة هي من بحر الطويل، ولكن كما تعلم فالكثير من الأبيات الشعرية في القصائد العربية، لا تأتي كاملة - أعني في تفاعيلها -، بل يكثر فيها الزحافات والعلل، وهذا ما اعترى البيت المقصود، والذي هو من بحر الطويل:
/5/ 5//5/ 5/5//5 ///5//5
فعلن مفاعيلن فعولُ مفاعلن
شكرا لك أخي الكريم.
ـ[عربية]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 10:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي أبو دلامة حفظك الله إني لا أستحق أبداً هذا الكلام الجميل وإني أقل من ذلك بكثير
أنتم من تستحقون أضعاف أضعاف ما وصفتني به ومنكم نستفيد ..
جزاكم الخير أجمعين:: p
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 05:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجعت إلى ديوان علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ (ط/دار اليقين)، فوجدت البيت ـ الذي اختلف الإخوة الفضلاء في وزنه ـ كالآتي:
تَفَرُّجُ همٍّ واكتساب معيشةٍ ... وعلم وآداب وصحبة ماجدِ
وعليه لن يكون في الشطر الأول خلل في وزنه؛ فهو من بحر الطويل، وذلك على النحو الآتي:
تفرُّـ ج همٍّ واكْ ـــــ تسابُ ــــــ معيشةٍ
//5/ ــــــ //5/ 5/5 ــــــ //5/ ـــــــ //5//5
فعولُ ـــــ مفاعيلن ــــــ فعولُ ــــــ مفاعلن
والله الموفق ..
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 10:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهلا بالإخوة الأفاضل:
ربما أكون أنا من سبَّب هذا اللبس، ذلك أني قد أوردت البيت السابق لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على هذا الشكل:
تفريجُ همِّ واكتسابُ معيشَةٍ ... وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ
حيث يكون تقطيع هذا البيت على هذا الشكل:
تفريـ ــــج هممن وك ــــــ تساب ـــــ معيشتن .....
\5\ 5ــــــ\ \5\ 5\5 ــــــ \\5\ ـــــ \\5\\5
فعْلن ـــــمفاعيلن ـــــــ فعولُ ـــــــ مفاعلن
ولكن كما قال أخونا سمط اللآلئ: بأن هذا البيت جاء في ديوان علي بن أبي طالب على هذا الشكل:
تفرُّج همٍ واكتساب معيشةٍ ... ...
فإن تقطيع هذا البيت يكون:
تفرُّـ ج همٍّ واكْ ـــــ تسابُ ــــــ معيشةٍ
//5/ ــــــ //5/ 5/5 ــــــ //5/ ـــــــ //5//5
فعولُ ـــــ مفاعيلن ــــــ فعولُ ــــــ مفاعلن
فلأخينا سمط اللآلئ جزيل الشكر؛ على تبيين حقيقة هذا البيت.(/)
هذا هو عيب المنتدى فمن المسئول؟
ـ[سعد الشريف]ــــــــ[13 - 12 - 2004, 09:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فلن أطيل عليكم
لاحظت وربما لاحظ غيري
من عد التفاعل في الردود
سواء من الأعضاء أو من المشرفين
على الرغم من قوة المنتدى
ومكانته الأدبية
فما السبب ياترى
وشكرا،،،،،،
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 04:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل سعد الشريف
ينتاب بعضَ الأعضاء والمشرفين عوارضُ ربما شغلتهم عن المنتدى، بله عنه وعن غيره.
وأرجو ألا يطول غياب بعضهم، فالمنتدى يفخر بأساتذته ومشرفيه.
لك الشكر على ملحوظتك، وعسى الله أن يوفق الجميع لكل خير.
لك تحياتي.
ـ[سعد الشريف]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 06:30 م]ـ
أشكرك على الرد
أستاذي
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 07:34 م]ـ
مرحبا بك أخي سعد الشريف، ربما شغلت مشاغل الحياة أعضاء الفصيح الكرام فهم يعشقون هذا المنتدى و ما فراقهم له سوى دليل على إنشغالهم، وإن شاء الله لهم عودة.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
ـ[سعد الشريف]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 08:19 م]ـ
شكراً على الرد أستاذتي عاشقة لغة الضاد(/)
أبيات لعلماء اللغة
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقترح فكرة ـ أرجو أن تنال إعجابكم ـ وهي جمع الأشعار التي جادت بها قرائح علماء اللغة ...
وأبدأ بهذا الأبيات لابن جني:
وحُلوِ شمائل الأدب ** مُنيف مراتب الحسبِ
أخي فخرٍ مفاخرُه ** عقائل عُقلةِ الأدب
له كلف بما كلفتْ ** به العلماء م ِ العرب
يبيت يفاتش الأنقا ** ب عن أسرارها الغُيُب
فمِن جَدَدٍ إلى جَلد ** إلى صُعُد إلى صبَب
ويسرُب في معانيها ** بضيضَ رواشح ِ الثغَب
ويَفرَع فِكرُه الأبكا ** ر منها مِن حِمى الحُجُب
فيُبردها و كان بها ** وإن خَفِيتْ سنا لهب
يغازل مِن تأمّلِها ** غِزال الخُرّد العُرُب
يَجِد بها و تحسبه ** للطف الفكر في لعِب
بساطةُ مَذهب سُبكتْ ** عليه ماءةُ الذهَب
ورقة مأخذ شهدتْ ** بغلظة كل منتخَب
وطردا للفروع على ** أصولٍ وُطّدٍ رُتُب
إذا ما انحط غائرُها ** سما فرعا على الرتَب
قياسا مثل ما وَقدت ** بليلٍ بَرزةُ الشهب
وألفاظا مهذبةَ الْ ** حواشي ثرّةَ السحُب
فَطوْرا من ذُرى عَلم ** وطورا من ثُرى طُنُب
إذا حازتْ لنا سلَبا ** فعَدِّ عن القنا السلب
تركتُ مُساجِلي أدبي ** طوالَ الدهر في تعب
إذا أجْرَوا إلى أمدٍ ** فقلْ في هافَة لغِب
وإن رامُوا مُبادهتي ** سبقتُ وأوطئوا عقبي
وكيف يَروم منزلتي ** نزيلُ خبائثِ التربِ؟
وهل يسمو لقارعتي ** خفيضُ الخد ذو حدَب
وهل ينتاط بي سببا ** ضعيف مقاعدِ السبَب
أغُرَّةُ وجهِ سابقها ** تقاس بشُعلة الذنب؟
شكرت الله نعمته ** وما أولاه من أرَب
زكتْ عندي صنائعُه ** فوفقني و أحسن بي
تخولني و خولني ** ونولني و نوه بي
وأخّر من يقادمني ** وأعلاني وأرغم بي
فيا بِأبي منائحه ** وقلّ لهنّ يا بأبي
ضفوْن عليّ عطف علاً ** برفلٍ جِدِّ مُنشعِب
فإن أصبِحْ بلا نسب ** فعلمي في الورى نسبي
على أني أؤول إلى ** قروم ٍ سادة نُجُب
قياصرةٌ إذا نطقوا ** أرمّ الدهرُ ذو الخُطب
أولاك دعا النبيّ لهم ** كفى شرفا دعاءُ نبي
وإما فاتني نشَبٌ ** كفاني ذاك من نشبي
وإن أركب مَطا سفرٍ ** مُجدَّ الوِرْد و القَرَب
فإني مُخلِدٌ خلفا ** يضاهي الشمس من كَثب
إذا لم يبق لي عقِب ** أقامتْ خير ما عقب
موشحةً مرشحةً ** لنيل الغاي ِ من كثب
يُصم صدى الحسود لها ** ويخرق أطرُق الركُب
إذا اهتزت كتائبها ** هفتْ خفّاقة العذَب
أزول و ذكرها باق ** ٍعلى الأيام و الحِقب
تَناقلُها الرواةُ لها ** على الأجفان من حَدَب
فيرتع في أزاهرها ** ملوك العُجم و العرب
فمِن مُغْن ٍ إلى مُدْن ** إلى مُثن إلى طرِب
كفاها أن يقول لها ** بَهاء الدولة اقتربي
إلى الله المصير غدا ** وعند الله مطَّلَبي
له ظهري و مُعتمَلي ** و متَّجهي و مُنقلبي
فقل للغامِطِي نِعَمَى ** و ما راعيتَ من قُرَبي
و تثميري و تنشئتي ** و مُحتالي و مُضطربي
و نهْضِي عنك أطعن في ** نحور أوابِدِ النُّوَب
ورفعِي من رذائلك الْ ** لواتي بعضُها سببي
ولولا أنتَ كان أديـ ** ـمُ مَأثُرَتي بلا نُدُب
ألمّا أنْ أشِرْت و أن ** نَزَتْ بك بِطْنة الكَلَب
وأكرمكَ الأكابرُ لي ** وخالطتَ الأماثل بي
ورفّعتَ الذلاذل عن ** معاطف تائه ٍ حَرِب
وأنْسيتَ الأوائل بالْ ** أواخرِ نزْقةَ العجبِ
وقلتَ أنا و أين أنا ** ومَن مِثلي وحسبُك بي
وقال ليَ الوزيرُ هنا ** و أدناني و رحّب بي
و قدّمني و لقّبني ** و وسّطني و صدّر بي
أسأتَ جِوار عارفتي ** فثِقْ بطوارق العُقُب
و حسبي أن ألّم بكِبْـ ** ـرِ مثلكَ جارحا حَسَبي
و لكن الدواء على ** كراهته شِفا الوَصَب ِ
[معجم الأدباء، ج:12، ص96ـ101].
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 02:22 م]ـ
وهذه قصيدة لابن جني ـ أيضا ـ في رثاء المتنبي:
غاض القريض وأذوت نضرة الأدب ** وصوّحتْ بعد ريّ ٍ دوحة الكتبِ
سُلبتَ ثوب بهاء كنت تلبسُه ** كما تُخطَّف بالخَطِّية السَّلبُ
ما زلتَ تَصحب في الجُلَّي إذا انشعبتْ ** قلبا جميعا وعزما غير منشعبِ
وقد حلبتَ لعمري الدهرَ أشطُرَه ** تَمْطُو بهمة لا وان ٍ ولا نَصِبِ
مَن للهواجل يُحيي مَيْتَ أرسُمِها ** بكل جائلةِ التصدير والحِقبِ
قَبَّاء خوْصاء محمودٍ عُلالتُها ** تنبو عريكتُها بالحِلس والقَتَبِ
أم مَن لبيض الظُّبا تَوْكافُهُن دمٌ ** أم من لسُمْر ِ القنا والزَّغْف واليَلبِ
أم للجحافل يُذكي جَمْرَ جاحمها ** حتى يُقربها من جاحم اللهب
أم للمحافل إذ تبدو لتعمرها ** بالنظم والنثر والأمثال والخطب
أم للصواهل مُحمرا سرابلها ** من بعد ما غربتْ معروفةُ الشهب
أم للمناهل والظلماء عاطفةٌ ** يواصل الكَر بين الوِرْد والقَرَب
أم للقساطل تعتَمُّ الحُزونُ بها ** أم من لضغم الهِزَبْر الضيغم الحَرِب
أم للملوك يُحليها و يلبسها ** حتى تَمايسَ في أبرادها القُشُب
باتت وساديَ أطرابٌ تؤرِّقني ** لما غدوتَ لقىً في قبضة النُّوَب
عُمّرتَ خِدن المساعي غير مضطَهَد ** كالنصل لم يدنس يوما ولم يعب
فاذهب عليك سلام المَجد ما قلِقتْ ** خُوصُ الركائب بالأكوار والشُّعُب
[معجم الأدباء، ج12، ص86ـ89].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 04:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فكرة ممتاز يا أستاذة سمط اللآلئ، جزاك الله خيرًا.
بانتظارما بجَعْبتكِ من قصائد.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 04:45 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
وإليكم هذه الأبيات من شعر الخليل بن أحمد ـ رحمه الله ـ:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة ** وفي غنى غير أني لست ذا مالِ
سخّى بنفسيَ أني لا أرى أحدا ** يموت هزلا ولا يبقى على حال
والفقر في النفس لا في المال نعرفه ** ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
فالرزق عن قدر لا العجز ينقصه ** ولا يزيدك فيه حوْل محتال
ومن شعره ـ أيضا ـ:
وقبلك داوى الطبيبُ المريض ** فعاش المريض ومات الطبيب
فكن مستعدا لدار الفناء ** فإن الذي هو آتٍ قريب
[معجم الأدباء: (11/ 76،75)].
____________________
ويقول الخليل في كتابَيْ عيسى بن عمرالنحوي: ’’ الجامع ‘‘ و ’’ الإكمال ‘‘:
ذهب النحو جميعا كله ** غير ما أحدث عيسى بن عمرْ
ذاك " إكمال" وهذا"جامع" ** فهما للناس شمس وقمر
[نزهة الألباء: ص30].
____________________
والمجال مفتوح أمام الأساتذة الفضلاء للمشاركة ...
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 03:53 م]ـ
وإذا طلبت من الحوائج حاجة ,’, فادع الإله وأحسن الأعمالا
ودع العباد ولا تكن بطلابهم،’، لهجا تضعضع للعباد سؤالا
إن العباد وشأنهم وأمورهم،’، بيد الإله يقلب الأحوالا
الأغاني: 1/ 108
ومن شعره ـ أيضا ـ:
أيها الآمل ما ليس له،’، ربما غر سفيها أمله
رب من مات يمني نفسه،’، حال من دون مناه أجله
العقد الفريد: 1/ 325
[نقلا من: موسوعة شعراء العرب، د. يحيى شامي: (1/ 211ـ212)].
ـ[حمزة]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 09:05 م]ـ
لك التحية أختي العزيزة / سمط اللآلئ على إختيارك الرائع دوماً.
كأن عيني لذكراه إذا خطرت ... فيض يسيل على الخدين مدرارُ
تبكي خناس على صخرٍ وحق لها ... إذ رابها الدهر إن الدهر ضرارُ
لابد من ميتة في صرفها عبرٌ ... والدهر في صرفه حولٌ وأطوارُ
يا صخر وراد ماءٍ قد توارده ... أهل الموارد ما في ورده عارُ
وإن صخراً لحامينا وسيدُنا ... وإن صخراً إذا نشتو لنحارُ
وإن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نارُ
لم تلفه جارةٌ يمشي بساحتها ... لريبةٍ عندما يخلو بيته الجارُ
مثل الرديني لم تنفد شبيبته ... كأنه تحت طي البرد أسوارُ
طلق اليدين بفعل الخير معتمدٌ ... ضخم الدسيعة بالخيرات أمارُ
حمالُ ألويةٍ هباطُ أوديةٍ ... شهادُ أنديةٍ للجيشِ جرارُ
الخنساء بنت عمرو ترثي أخاها صخراً.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 01:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
شكراً لك اخي الكريم. وليتك تتحفنا بأبيات لعلماء اللغة ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 09:51 م]ـ
إذا كان يؤذيك حر المصيف ... وكرب الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع ... فأخذك للعلم قل لي متى؟
ومن شعره:
وقالوا: كيف أنت؟ فقلت: خيرٌ ... تُقَضَّى حاجةٌ ويفوت حاجُ
إذا ازدحمت هموم القلب قلنا ... عسى يوما يكون لها انفراج
نديمي هرتي، وسرور قلبي ... دفاتر لي ومعشوقي السراج
ومن شعره في همذان:
سقى همذانَ الغيثُ لست بقائل ... سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرّمُ
وما ليَ لا أصفي الدعاء لبلدةٍ ... أفدتُ بها نسيان ما كنت أعلمُ
نسيتُ الذي أحسنتُه غير أنني ... مَدين ٌ وما في جوف بيتيَ درهمُ
وله أيضا:
إذا كنت في حاجة مرسلا ... وأنت بها كلِفٌ مغرَمُ
فأرسل حكيما ولا توصِهِ ... وذاك الحكيم هو الدرهم
ويقول:
عتبتُ عليه حين ساء صنيعه ... وآليتُ لا أمسيتُ طوْعَ يديهِ
فلما خبَرْتُ الناسَ خُبْرَ مجرِّبٍ ... ولم أر خيرا منه عدتُ إليهِ
ومن شعره:
تلبس لباس الرضا بالقضا ... وخلِّ الأمورَ لمَنْ يملكُ
[معجم الأدباء: 4/ 86ـ89].
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 11:16 ص]ـ
لا تمزحن فإن مزحتَ فلا يكنْ،’، مزحا تضافُ به إلى سوءِ الأدبْ
واحذر ممازحةً تعود عداوة،’, إن المزاح على مقدّمة الغضبْ
وقال:
وتجنبِ الظلم الذي هلكَتْ به،’، أممٌ تودّ لو انّها لم تَظْلم ِ
إياكَ والدنيا الدنية إنها،’، دارٌ إذا سالمتها لم تَسْلم ِ
وله أيضا:
هل الوجد خافٍ والدموعُ شُهودُ،’، وهل مُكْذِبٌ قول الوشاة جُحودُ
وحتى متى تُفْني شُؤونَكَ بالبكا،’، وقد حدَّ حدا للبكاءِ لبيدُ*
وإني وإن لانتْ قناتي لضعفها،’، لَذو مِرّةٍ في النائبات شديد
[معجم الأدباء: 9/ 284،283].
_____________________
* يريد قوله: " ومن يبكِ حولا كاملا فقد اعتذر ".
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 02:12 م]ـ
من شعر المبرد ـ وقد بلغه أن ثعلبا نال منه ـ:
رُبَّ مَنْ يعنيه حالي،’، وهو لا يجري ببالي
قلبه ملآنُ مني،’، وفؤادي منه خالي
[معجم الأدباء: 19/ 120].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 08:56 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لكم جميعا, و شكرا لأختي *سمط اللآلئ* على هذه الأبيات و الأفكار ......................
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 05:04 م]ـ
إن كنت لست معي فالذِّكْرُ منك معي ... يراك قلبي إذا ما غبْت عن بصري
والعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر القلب لا يخلو من النظر
وله أيضا:
لقد غرّت الدنيا رجالا فأصبحوا ... بمنزلةٍ ما بعدها متحوَّلُ
فساخط عيش ٍ ما يبدَّلُ غيره ... وراض ٍ بعيش ٍ غيرَه سيُبَدَّل
وبالغ أمر ٍ كان يأمل غيره ... ومصطلَمٌ من دون ما كان يأمُل
[معجم الأدباء: 19/ 54].
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 12:28 م]ـ
لو كان لي بُدّ من الناس ** قطعت حبل الناس بالياس ِ
العِز في العُزْلة لكنه ** لا بد للناس من الناس
[معجم الأدباء: 6/ 159].
ـ[سامح]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 03:06 ص]ـ
سمط اللألئ ..
فكرة رائدة ..
واسمحلي بتغيير العنوان .. لتكتمل الفائدة ..
موسوعتي الشعرية متعبة هذا اليوم
متى ماتشافت .. سأعود بإذن الله ..
شكراً لهذا التوهج
تحياتي لك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 09:30 ص]ـ
أشكر للأستاذ " سامح " مروره الطيب، وثناءه العطر ...
وكنت أتمنى أن يُغيَّر العنوان؛ فحققتم لي ما أتمناه، فجزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 02:02 م]ـ
ألهاك عن حظك الجزيلِ * تطلُّعُ النفسِ للقليلِ
دنيا تريك الرَّدى عيانا * وتفجعُ الخِلَّ بالخليلِ
لو تقنع النفسُ ما كفاها * لم تسمُ يوما إلى الفضولِ
البلغة: ص 33.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 02:01 م]ـ
رُوِيَ عنه أنه قال: ما أعلم أن لي سوى ثلاثة أبيات في الشيب:
خَضَبْتُ الشيبَ لمّا كان عيْبًا * وخضْبُ الشيبِ أولى أن يُعابا
ولم أخْضِبْ مخافةَ هجرِ خِلٍّّ * ولا عتْبًا خشِيتُ ولا عتابا
ولكن المشيبَ بدا ذميما * فصيّرْتُ الخِضابَ له عِقابا
البلغة: ص 61.
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 05:36 م]ـ
قال الخليل بن أحمد لابنه:
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني = أو كنتُ أعلم ما تقولُ عذلْتُكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلْتَني = وعلمتُ أنكَ جاهل فعذرتُكا
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 06:01 م]ـ
ومن شعر الخليل:
يقولون لي دار الأحبة قد دنت = وأنت كئيب إن ذا لعجيب
فقلت وما تغني الديار وقربها = إذا لم يكن بين القلوب قريب
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 06:06 م]ـ
ومن شعر أحمد بن فارس بن زكريا:
مرت بنا هيفاء مجدولة = تركية تنمي لتركي
ترنو بطرف فاتر فاتن = أضعف من حجة نحوي
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 10:14 م]ـ
قال الإمام الخطابي رحمه الله: أنشدني بعض أصحابنا قال أنشدنا ابن الأنباري:
ليس للناس وفاء=لا ولا بالناس خير
قد بلونا الناس فالنا=سُ كسير وعُويرُ
(المرجع: العزلةص 171)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 03:49 م]ـ
أشكر الأستاذ الفاضل (باوزير) على إثرائه الموضوع؛ فجزاه الله خيرا، وأحسن إليه، وليته يتحفنا بمزيد من أبيات علماء اللغة.
من شعر ابن الدَّهَّان
قال ابن الدهان في زيد الكندي:
يا زيدُ زادك ربِّي من مواهبه = نُعْمَى يُقَصِّرُ عن إدراكِها الأمَلُ
لا بدَّل اللهُ حالاً قَدْ حَباكَ بها = ما دارَ بينَ النُّحاة الحالُ والبدلُ
النَّحْوُ أنتَ أحَقُّ العالمينَ به = أَليسَ باسمكَ فيه يُضربُ المثلُ
[من: البلغة للفيروزأبادي]
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 04:46 م]ـ
من شعر أبي نصر الحسن بن أسد الفارقي النحوي
واستحلبتْ حلبٌ جفنيَّ فانحلبا = وبشَّرتني بحرِّ القتلِ حرَّانُ
فالجفنُ من حَلَبٍ ما انفكَّ في حَلَبٍ = والقلبُ بعدك من حرانَ حرَّانُومن شعره:
وإخوان بواطنُهم قِباحٌ = وإن كانت ظواهرهم مِلاحا
حسِبتُ مياه ودهم عِذابا = فلمَّا ذقتها كانت مِلاحا
ومنه أيضا:
ليس للقلبِ من هواه على الهجـ = ـر بقاءٌ في حبه وثباتُ
كيف يبقى وللغرامِ عليه = كلَّ يوم وللجوى وثباتُ
[من: البلغة]
ـ[باوزير]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 07:48 م]ـ
من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء:
قال نصير: دخلت على الكسائي في مرضه الذي مات فيه فأنشأ يقول:
قدر أحلك ذا النخيل وقد أرى = وأبي ومالك ذو النخيل بدار
إلا كداركم بذي بقر اللوى = هيهات داركم من المزوار
ـ[باوزير]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 09:16 م]ـ
من شعر اليزيدي قال عنه ابن الجزري:
يحيى بن المبارك بن المغيرة الإمام أبو محمد العدوي البصري المعروف باليزيدي، نحوي مقرئ ثقة علامة كبير:
أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع=وإن لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت فأبدت منى الكأس بعض ما=كرهت وما إن يستوي السكر والصحو
ـ[باوزير]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 09:19 م]ـ
وقال أبو محمد اليزيدي أيضا يرثي الكسائي مع محمد بن الحسن:
تصرمت الدنيا فليس خلود=وما قد ترى من بهجة ستبيد
لكل امرىء كأس من الموت مترع=وما إن لنا إلا عليه ورود
ألم تر شيبا شاملا يندر البلى=وأن الشباب الغض ليس يعود
سنفنى كما أفنى القرون التي خلت=فكن مستعدا فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد=وفاضت عيوني والعيون جمود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا=بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده= وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة=وآرق عيني والعيون هجود
هما عالمانا أوديا وتخرما=فما لهما في العالمين نديد
فحزني متى يخطر على القلب خطرة=بذكرهما حتى الممات جديد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 06:05 ص]ـ
أشكركم على الأبيات الجميلة.
وليتكم تكبرون الخط قليلا، جزيتم خيرا.
من شعر محمد بن الحسن الزُّبيدي " من مخلَّع البسيط ":
ويحكِ يا سلمُ لا تراعي = لا بدَّ للبَيْنِ من زماعِ
لا تحسبيني صبرتُ إلا = كصبرِ مَيْتٍ على النِّزاعِ
ما خلقَ الله من عذابٍ = أشد من وقفة الوداعِ
ما بينها والحمام فرقٌ = لولا المناحات والنواعي
إن يفترق شملُنا وشيكا = من بعد ما كان ذا اجتماعِ
فكلُّ جمعٍ إلى افتراقٍ = وكل شملٍ إلى انصداعِ
وكلُّ قرب إلى بِعادٍ = وكلُّ وصل إلى انقطاعِ
(من: البلغة).
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 07:48 م]ـ
بارك الله فيكم.
الخط عندي واضح وإن كبرته أخاف أن يخرج عن شاشتي:
وهذه مشاركة:
قال محمد بن مناذر: كنت مع الخليل فلقي صديقاً له قد ولي عملاً، فعذله وقال له: أمكنت هؤلاء من خلاقك يرتكضون فيه، ومن دينك يترامون به، فاعتذر إليه الرجل، فما مضت الأيام حتى ولي الخليل ضياع يزيد بن حاتم فلقيه الرجل فقال: نهيتني عن شيء وأوتيته! فقال الخليل:
اعمل بعلمي وإن قصّرت في عملي = ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 10:07 م]ـ
قال الحافظ الذهبي في السير:
وقال الرياشي: قال الأصمعي يرثي ابن عيينة:
ليبك سفيان باغي سنة درست = ومستبين أثارات وآثارِ
ومبتغي قرب إسناد وموعظة = وواقفيون من طار ومن ساري
أمست منازله وحشاً معطلة = من قاطنين وحجاج وعمارِ
من الحديث عن الزهري يسنده = وللأحاديث عن عمرو بن دينارِ
ما قام من بعده من قال حدثنا = الزهري في أهل بدو أو بإحضارِ
وقد أراه قريباً من ثلاث منى = قد خف مجلسه من كل أقطارِ
بنو المحابر والأقلام مرهفة = وسماسمات فراها كل نجارِ
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 04:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم
الآن: الخط جيد، بارك الله فيكم
ولي تعليق على البيت الخامس من أبيات الأصمعي، وهو:
أن البيت مدوَّر؛ فتكون كتابته على هذا الوجه:
ما قام من بعده من قال حدثنا الز= زهري في أهل بدو أو بإحضارِ
والأبيات من " البسيط ".
وشكرا لكم على حسن تجاوبكم.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 06:06 ص]ـ
من شعر أبي طالب الوحيدي (سعيد بن علي بن محمد بن الحسن)
وكنتُ إذا صاحبي ملَّني = ولم أرَ في ودِّه مَطْمَعا
غَسَلْتُ بماءِ القِلى شخصه = وكبَّرْتُ من فَوْقهِ أرْبَعا
وكان التغافلُ أكفانه = وتربُ التَّناسي لهُ مَضجعا
فإن قالتِ الناسُ صِلْ حبلهُ = أقُلْ إنَّ مَنْ ماتَ لنْ يرْجِعا
(من: البلغة).
ـ[باوزير]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 10:39 ص]ـ
أشكركِ أستاذتي الفاضلة على مشاركاتكِ النافعة والمفيدة.
حفظكِ الله وجزاكِ خيرا الجزاء.
ـ[باوزير]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:18 ص]ـ
قال إبراهيم بن سفيان الزيادي ـ قال فيه الحموي كان نحوياً لغوياً راوية -
دفع الرحمن عنكم = إن ذاك الدفع عني
وأتى فيك بمن يعْ = ـذلني قارع سن
إن تكن برّزت في الحسْ = ـنِ فقد برّز حزني
ـ[باوزير]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:23 ص]ـ
ومن شعره أيضا:
قد خرج الهجر على الوصل = وانقطع الحبل من الحبل
ودبق الهجر جناح الهوى = وانفلت الوصل من البخل
فليت ذا الهجر قبيل الهوى = فيسلم الوصل من القتل
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 06:49 م]ـ
الأستاذ المفضال / باوزير
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
وأرجو أن تسمحوا لي بسؤال:
من أي بَحرٍ هذه الأبيات الأخيرة؟
ـ[باوزير]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 07:21 م]ـ
حقيقة لا أستطيع أن أسمح بهذا السؤال.
لأنه المفروض أن أسألكِ أنا عن بحر هذا البيت.
أنا وجدته هكذا فنقلته كما هو، ولست متمكنا من البحور بل ولا عارفا بها إلا القليل، لذلك لا أستطيع الجواب.
ولقد خفت أن يكون هذا ليس بشعر.
على كل حال أنتظر منكِ الجواب.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 07:54 م]ـ
الأستاذ الفاضل / باوزير
بارك الله فيك، وأسأل الله تعالى أن يوفقك.
سبب سؤالي هو أني وجدت الأبيات قد مَزَجَت بين بحرين، هما: المتدارك، والسريع. فالبيت الأول من " المتدارك "، والبيت الأخير من " السريع "، أما البيت الثاني فنصفه من " السريع "، ونصفه من " المتدارك " (أمرٌ عجيبٌ حقًّا!!).
تأمل معي تقطيع الأبيات:
قَدْ خَرَجَ الْهَجْرُ على الوصْلِ * وانقطعَ الحبْلُ من الحبْلِ
قَدْ خَرَ- جَلْهَجْ- رُعلَلْ-وصْلي * وَنْقَطَ – علْحَبْ – لُمِنَلْ - حَبْلي
/5//-/5/ 5 - ///5 - /5/ 5 * /5//-/5/ 5 - ///5 - /5/ 5
فاعلُ- فَعْلُنْ – فَعِلُنْ- فَعْلُنْ * فاعلُ – فَعْلُنْ - فَعِلُنْ- فَعْلُنْ
(من المتدارك)
ودبَّق الهَجْرُ جناحَ الهوى * وانفلتَ الوصْلُ من البُخلِ
ودَبْبَقل – هجْرُجَنا – حَلْهَوَى * وَنْفَلَ- تَلْوَصْ – لُ مِنَلْ – بُخْلي
//5//5 - /5///5 - /5//5 * /5// - /5/ 5 - ///5 - /5/ 5
مُتَفْعِلُنْ – مُسْتَعِلُنْ – فاعلن * فاعلُ – فَعْلُنْ - فَعِلُنْ-فَعْلُنْ
(الشطر الأول من السريع، والثاني من المتدارك).
فليتَ ذا الهجر قبيلَ الهوى * فيسلمَ الوصلُ من القَتْلِ
فَلَيْتَ ذَلْ – هَجْرَ قُبَيْ – لَلْهَوَى * فَيَسْلَمَلْ – وَصْلُ مِنَلْ – قَتْلي
//5//5 - /5///5 - /5//5 * //5//5 - /5///5 - /5/ 5
مُتَفْعِلُنْ – مُسْتَعِلُنْ – فاعلن * مُتَفْعِلُنْ – مُسْتَعِلُنْ – فَعْلُن
(من السريع).
ولا أدري هل المزج بين بحرين جائز، أو أنه من صور التجديد في الشعر؟!
والله الموفِّق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 01:05 ص]ـ
ما شاء الله.
زادكِ الله من فضله.
ومن هنا يجب الوقوف وعدم نقل كل ما أجده في الكتب حتى أفحصه.
لقد (خلط) الأمور صاحبنا الزيادي اللغوي عفا الله عنه.
ـ[باوزير]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 03:19 م]ـ
قال ابن فارس قبل وفاته بيومين:
يا رب إن ذنوبي قد أحطت بها = علماً وبيْ وبإعلاني وإسراري
أنا الموحد لكني المقر بها = فهبْ ذنوبي لتوحيدي وإقراري
ـ[باوزير]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 05:09 م]ـ
وللمبرِّد:
ما القرْبُ إلا لمن صحَت مَوَدَّته = ولم يَخُنْك وليس القُرْب للنسَبِ
كم مِن قَريب دَوِيّ الصَّدْر مُضْطَغِن = ومن بَعيدٍ سَلِيم غير مقترب
العقد الفريد.
ـ[باوزير]ــــــــ[28 - 06 - 2005, 05:18 م]ـ
كتب الكِسائي إلى الرَّقاشي:
تركتَ المسجد الجَام = عَ والتَرك له ريبَهْ
فلا نافلةً تَقْضي = ولا تَقضي لمَكْتوبَه
وأخبارُكَ تَأْتينا = على الأعْلام مَنْصوبَه
فإنْ زِدْتَ من الغيَب = ـةِ زِدْناك من الغِيبه(/)
عجزت القوافي عن وصفه صلى الله عليه وسلم
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 07:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أبيات أعجبتي فوددت أن تشاركوني تذوق عذوبة هذه الأبيات وها هي تعطر الصفحة بكلماتها الصادقة لا سيما أنها تتحدث عن سيد الأنام و خير البرية صلوات الله وسلامه عليه.:=:=:=:=
--------------------------------------------------------------------------------
يُحيرني السؤالُ أيا صِحابُ = وبينَ الصحبِ كم يحلو العتابُ
وماذا قد كتبتَ عنِ الرسولِ؟ =مضى زمنٌ .. وطالَ الإرتقابُ
سجدتُ .. ودمعتي عني تُجيبُ = ودمعُ العينِ أكثرهُ جوابُ
ورُحتُ أجوبُ في طهرِ المعاني = سئمتُ .. وزالَ عن وجهي الخضابُ
وعُدتُ مكابداً لفحَ القوافي = وحارَ القلبُ .. زادَ الاضطرابُ
سألتُ اللهَ نوراً لليراعِ = بنورِ اللهِ يُفتتحُ الخطابُ
رسولَ اللهِ ماذا قد أقولُ = فأنتَ .. ودونكَ الدنيا سرابُ
فها شعري أسيرُ الحبِّ يحكي = وها قلبي .. يُصارعهُ العذابُ
سأدَّخرُ القوافي يا شفيعي = ليومِ الحوضِ والناسُ انتحابُ
فبعدكَ كلُّ مدحٍ سوفَ يفنى = وبعدكَ كلُّ قافيةٍ .. تذابُ
سأعلنها أمامَ الصحبِ أنّي = عجزتُ .. وضاعَ من شفتي الصوابُ
فنونُ الوصفِ للشعراءِ بحرٌ = ووصفُ محمّدٍ حقّاً يُهابُ
فأحمدُ في فؤادي سوفَ يبقى = مفاخرَ .. حينَ تُذكرُ تستطابُمنقول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سعد الشريف]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 08:21 م]ـ
الأبيات كبيرة الخط
حبذا لو أعيد تنسيقها من جديد وشكرا(/)
000لامية العرب000
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 12 - 2004, 11:59 م]ـ
للشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته.
وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال.
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم= فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ= وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً، للكريم، عن الأذى= وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ= سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ= وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ. لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ= لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ. غير أنني= إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن= بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ= عَلَيهِم، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً= بِحُسنى، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ،= وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها= رصائعُ قد نيطت إليها، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهمُ، حَنَّتْ كأنها= مُرَزَّأةٌ، ثكلى، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ= مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ= يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ، كأن فُؤَادهُ= يَظَلُّ به الكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ،
ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ،= يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ= ألفَّ، إذا ما رُعَته اهتاجَ، أعزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحت= هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي= تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ،= وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ= عَليَّ، من الطَّوْلِ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم، لم يُلْفَ مَشربٌ= يُعاش به، إلا لديِّ، ومأكلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي= على الضيم، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا، كما انطوتْ= خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا= أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ، أطحلُ
غدا طَاوياً، يعارضُ الرِّيحَ، هافياً= يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ= دعا؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ، شِيبُ الوجوهِ، كأنها= قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ= مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ؛
مُهَرَّتَةٌ، فُوهٌ، كأن شُدُوقها= شُقُوقُ العِصِيِّ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
فَضَجَّ، وضَجَّتْ، بِالبَرَاحِ، كأنَّها= وإياهُ، نوْحٌ فوقَ علياء، ثُكَّلُ؛
وأغضى وأغضتْ، واتسى واتَّستْ بهِ= مَرَاميلُ عَزَّاها، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
شَكا وشكَتْ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت= ولَلصَّبرُ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ، وكُلُّها،= على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ، مُجْمِلُ
وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ؛ بعدما= سرت قرباً، أحناؤها تتصلصلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ، وابتدرنا، وأسْدَلَتْ= وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها، وهي تكبو لِعَقْرهِ= يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
كأن وغاها، حجرتيهِ وحولهُ= أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ، نُزَّلُ،
توافينَ مِن شَتَّى إليهِ، فضَمَّها= كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
فَعَبَّتْ غشاشاً، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها،= مع الصُّبْحِ، ركبٌ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها = بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ؛
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ= كِعَابٌ دحاها لاعبٌ، فهي مُثَّلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ= لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ، أطولُ!
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ،= عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ،
تنامُ إذا ما نام، يقظى عُيُونُها،= حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ= عِياداً، كحمى الرَّبعِ، أوهي أثقلُ
إذا وردتْ أصدرتُها، ثُمَّ إنها= تثوبُ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
فإما تريني كابنة الرَّمْلِ، ضاحياً= على رقةٍ، أحفى، ولا أتنعلُ
فأني لمولى الصبر، أجتابُ بَزَّه= على مِثل قلب السَّمْع، والحزم أنعلُ
وأُعدمُ أحْياناً، وأُغنى، وإنما= ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ= ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهال حِلمي، ولا أُرى= سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحسٍ، يصطلي القوس ربها= وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ، وصحبتي= سُعارٌ، وإرزيزٌ، وَوَجْرٌ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِسواناً، وأيتمتُ وِلْدَةً= وعُدْتُ كما أبْدَأتُ، والليل أليَلُ
وأصبح، عني، بالغُميصاءِ، جالساً= فريقان: مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ
فقالوا: لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا= فقلنا: أذِئبٌ عسَّ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ، ثم هوَّمَتْ= فقلنا قطاةٌ رِيعَ، أم ريعَ أجْدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ، لأبرحَ طَارقاً= وإن يَكُ إنساً، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّعرى، يذوبُ لُعابهُ،= أفاعيه، في رمضائهِ، تتملْمَلُ
نَصَبْتُ له وجهي، ولاكنَّ دُونَهُ= ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ، إذا هبتْ له الريحُ، طيَّرتْ= لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ= له عَبَسٌ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
وخَرقٍ كظهر الترسِ، قَفْرٍ قطعتهُ= بِعَامِلتين، ظهرهُ ليس يعملُ
وألحقتُ أولاهُ بأخراه، مُوفياً= على قُنَّةٍ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصحمُ حولي، كأنَّها= عَذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ
ويركُدْنَ بالآصالٍ حولي، كأنني= مِن العُصْمِ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ
موقع ألق الشعر
و لي عودة لتنسيقها إن شاء الله إعذروني
جميع الحقوق محفوظة ©لـ سامي العوفي / 1420هـ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 09:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد على تنسيق القصيدة، سلمت يداك(/)
راحلون.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 09:05 ص]ـ
للشاعر: محمد بن عبدالرحمن المقرن - شوال 1425
طال الطريق وملَّنا الترحالُ =وتغلَّقت في وجهنا الآمالُ
الراحلون إلى المدى المجهول لا =هادٍ ولا زاد ولا أبطالُ
خلف الظهور ديارنا وأماننا =تبكي على أيامنا الأطلالُ
هل ذقتم الإخراج من أوطانكم؟ =هل تعرفون الدمع كيف يُسالُ؟
هذي قوافلنا يسير بها الأسى =وتحفُّها الأخطار والأهوالُ
بغداد نبراسُ الحضارة دُنست =قهراً وعاث بمجدها الأنذالُ
تبكي بلادُ الرافدين وملؤها =تلك الدماءُ وهذه الأوصالُ
الليل رعب والصباح مذابح =والوعر صعب والسهول قتالُ
يهمي رصاص القاذفات كأنه =وبل على هاماتنا هطّالُ
ويخرُّ بيتُ الآمنين بأهله =ويموت تحت سقوفه الأطفالُ
فلّوجة الأبطال صارت مأتماً =وعلى أساها تضرب الأمثالُ
البعدُ يا وطني عسير والهوى =بقلوبنا بَعْد النوى قتَّال
ما زلت أذكر في الطفولة مرتعي =نلهو وتحمل حُلمنا الآمالُ
صرنا أُسارى الذكريات فمالنا =إلا أسىً وتفكر وخيالُ
لَعِب النصارى في بقية شعبنا =فكأننا في كفهم صلصالُ
من لم يَمُتْ من قومنا عاش الأسى =وسقاه مرَّ كؤوسِه الإذلالُ
هل تعرفون عن الحصار وما الذي =صنعته في أعناقنا الأغلالُ
قد خاننا الأحباب يا لمصابنا =من عثرة الأحباب كيف تُقالُ؟
هذي خيول الحرب تركض وحدَها =يا قوم أين الفارسُ الخيَّالُ؟
سأعود يا أماه فاحتسبي دمي =إن سال فهو كرامة وجلالُ
سأعود كي تردَ المعالي أمتي =وتظلَّ تذكرُ صولتي الأجيالُ
ما حرَّكتني ثورة عربية =سقطت .. ولا صنم ولا تمثالُ
بل جئت للإسلام أنقذ أهله =شبلاً تتوق لعزمي الأشبالُ
سيَرى البغاة بأنني من أمة =أعلى عُلاها مصعب و بلالُ
لي في الجهاد معالم وعزائم =مثلَ الجبال .. فهل تُدك جبال؟
هذي غصونُك أمتي قد أورَقت =وشدَت على أوراقها الآمالُ
إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى =فغداً سيولدُ في السماء هلالُ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 03:24 م]ـ
إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى
فغداً سيولدُ في السماء هلالُ
جزاك الله خيرا على هذه القصيدة الجميلة، و نحن في إنتظار المزيد.(/)
أنا بحاجة إلى نصوص جميلة تصلح لمسابقة الخطابة.
ـ[عبدالحميد جعفر]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا بحاجة ماسة إلى نصوص جميلة تصلح لمسابقة الخطابة، فمن يدلني عليها له جزيل الشكر والاحترام والتقدير وجزاه الله كل الخير والتوفيق.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 12:27 ص]ـ
.(/)
سبحان ربي!!
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[15 - 12 - 2004, 07:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان ربي
سبحان من سبّحته الشهب والفلك =والشمس والبدر والإصباح والحلك
والإنس والجن ما زالت تسبحه = والوحوش في بيدها والطير والسمك
سبحان من لم تغب عنه الغيوب ومن =له على الغيب سر ليس ينتهك
سبحان من عجزت عنه العقول فلم = تدركه والعجز عن إدراكه درك
سبحان من لترجّي عفوه سكنت = نفوسنا ولها من خوفه حرك
ربّ تقدس في سلطانه وعلا =وجلّ عن كل ما قد قال مؤتفك
للشيخ/ حازم بن محمد أبو الحسن الأنصاري المغربي رحمه الله
ـ[حمزة]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 09:31 م]ـ
لك الود والحب والإحترام أختي العزيزة عاشقة اللغة على هذا التقديس الرائع لذات الله سبحانه وتعالى.
يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليلِ
ويرى مناط عروقها في نحرها ... والمخ في تلك العظام النحَّلِ
أمنن علي بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأولِ
أبو العلاء المعري
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حمزة.
ـ[يعقوب]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 09:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً للأخت عاشقة اللغة لهذا الموضوع، وانا املك هذه الأبيات في تعظبم الله بأعماله، لكني للأسف أجهل صاحبها:
قل للطبيب تخطفته يد الردى & يا شافى الأمراض من أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما & عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علة & من بالمنايا يا صحيح دهاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرة & فهوى بها من ذا الذى أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام & بلا إصطدام من يقود خطاكا
قل للجنين يعيش معزولا ً بلا & راع ومرعى ما الذى يرعاكا
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء & لدى الولادة ما الذى أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه & فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
وسألة كيف تعيش يا ثعبان أو & تحيا وهذا السم يملأ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت & شهدا وقل للشهد من حلاكا
بل سائل اللبن المصفى كان بين & دم وفرث ما الذى صفاكا
وإذا رأيت الحى يخرج من حنا & يا ميت فاسأله من أحياكا
وإذا ترى ابن السود أبيض ناصعا & فاسأله من أين البياض أتاكا
وإذا ترى ابن البيض أسود فاحما & فاسأله من ذا بالسواد طلاكا
قل للهواء تحسه الأيدى ويخفى & عن عيون الناس من أخفاكا
قل للنبات يجف بعد تعهد & ورعاية من بالجفاف رماكا
وإذا رأيت النبت فى الصحراء ير & بو وحده فاسأله من أرباكا
وإذا رأيت البدر يسرى ناشرا & أنواره فاسأله من أسراكا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهى & أبعد كل شىء ما الذى أدناكا
قل للمرير من الثمار من الذى & بالمر من دون الثمار غذاكا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى & فاسأله من يا نخل شق نواكا
وإذا رأيت النار شب لهيبها & فاسأل لهيب النارمن أوراكا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا & قمم السحاب فسله من أرساكا
وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه & فسله من بالماء شق صفاكا
وإذا رأيت النهر بالعذاب الزلال & جرى فسله من الذى أجراكا
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج & طغى فسله من الذى أطغاكا
وأذا رأيت الليل يغشى داجيا & فاسأله من يا ليل جاك دجاكا
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا & فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا
هذي عجائب طالما أخذت بها & عيناك وانفتحت بها أذناكا
يأيها الإنسان مهلا ما الذى & بالله جل جلاله أغراكا
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 06:51 م]ـ
مرحبا بك أخي الفاضل يعقوب في هذه الصفحة وجزاك الله خيرا على هذه الأبيات الرائعة، و سأبحث عن قائلها إن شاء الله.
ـ[ربيع العمر]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 06:55 م]ـ
نسب الدكتور ناصر الزهراني الأبيات للشاعر إبراهيم بريول في كتابه الله أهل الثناء والمجد(/)
يَا خَيْبَةَ الْمَحْبُوبِ في أَحْبَابِهِ
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 04:06 م]ـ
المشاركة الأولى: ابيات من نظمي
لمَّا انْتَهى وَ اعْتَلَّ في أَسْبِابهِ = صَرَخَ الْعَلِيلُ مُبَيَّناً مَاذَا بِهِ
عَيْدٌ يَمْرُّ وَ لا سَلامٌ عَابِرٌ = يَا خَيْبَةَ الْمَحْبُوبِ في أَحْبَابِهِ
أكََذا يُعَاقِبُ عَاشِقٌ مَحْبُوبَهُ = وَ يَقُودُه للْمُوتِ حَتْى بَابِهِ
فَتَموُتُ مِنْ نَزْفِ الجِرَاحِ مَشْاعِرٌ = وَ يَزَيْدُ في التَعَذِيبِ سِرُّ غِيَابِهِ
أوَ كُلَّمَا نَقَضَ الحَبِيبُ عُهُودَهُ = لَبِسَ الْسَوادَ وَ غَابَ في سِرْدَابِهِ
وَ تَلَوّنَ الأَلْوَانَ في نَظَرَاتِهِ = وَ تَصَنَّعَ الأَحْزَانَ في إِضْرَابِهِ
لا لنْ أُنَاقِشَ هَجْرَهُ وَ صَدْودَهُ = فالحبُ أَرْقَى مِنْ عَظِيْمِ حِسَابِهِ
لَكنْنَي سَأَقْولُ شَيْئاً وَاحِداً = يَضَعُ النِقَاطَ عَلى حُرُوفِ خِطَابِهِ
الحُبُ فنٌ لا يَصْحُ لِمَاكِرٍ = والمَكْرُ جُرْمٌ أَنْتَ مِنْ أَرْبَابِهِ
ارْحَلْ بَعِيْدَاً لا أُرِيْدُ مَحْبَةً = مَصْبُوغَةً بالمَكْرِ في أَثْوَابِهِ
ارْحَلْ بَعِيْدَاً لا أُرِيْدُ صَدَاقْةً = مَجْهُولَةً في نَصِهِ وَكِتَابِهِ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 04:37 م]ـ
لله درك أخي الناقد الكبير، ما أروع تلك الأبيات!، فما أنت إلا فحل من فحول شعراء عصرنا الفضلاء، هلا أطربتنا بعذب ألحانك.
مرحبا بك وبأمثالك في ميدان الفصيح.
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[16 - 12 - 2004, 08:12 م]ـ
الأخت عاشقة لغة الضاد
مشكورة على الثناء ومشكورة على جهدك المبارك في هذا المنتدى الطيب:)
ـ[يعقوب]ــــــــ[17 - 12 - 2004, 11:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم ونشكرك على المشاركة والإبداع ولا بدَّ من ذكر المعاني الحِكَمِيَّةِ فيها:
الحُبُ فنٌ لا يَصْحُ لِمَاكِرٍ & والمَكْرُ جُرْمٌ أَنْتَ مِنْ أَرْبَابِهِ
ارْحَلْ بَعِيْدَاً لا أُرِيْدُ مَحْبَةً & مَصْبُوغَةً بالمَكْرِ في أَثْوَابِهِ
ارْحَلْ بَعِيْدَاً لا أُرِيْدُ صَدَاقْةً & مَجْهُولَةً في نَصِهِ وَكِتَابِهِ
ندعوك الى المزيد من الإبداع والنَّظم المُرهف وشكراً.
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 04:08 م]ـ
مرحباً أخي يعقوب ..
وشكر الله لك هذا التواصل:)
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 02:00 م]ـ
أتمنى من الأخ المشرف نقل هذه المشاركة لمنتدى النقد علّ الأخوة والاخوات هناك يكتبون ملاحظاتهم عليها، فبدون النقد لن نرتقي
تحياتي للجميع(/)
عتاب خاص
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 03:57 م]ـ
هذه الأبيات أيضاً من نظمي
بيني وبينك يا أستاذُ تحتضرُ = مشاعرٌ قد علاها الحزنُ والكدرُ
مشاعرٌ لمْ تَكُنْ لولاكمُ ذَبُلتْ = وساقها نحو حبٍّ فيكمُ القدرُ
علمتني أنَّ حبَّ النفسِ مصلحةٌ = وأنّ حبَّ سواها ليس يُغتفرُ
فجئْتُكم مقبلاً بالحبِ أحملُه = والنارُ في القلبِ والأحشاءِ تستعرُ
فكنتَ ليْ مثل أمِ في مخاصمةٍ = تقسو على طفلها حيناً وتعتذرُ
وكنتَ ترقبُ حرفي حينَ أكتبه = عبرَ الأثيرِ إذا ما جاءَ تنتظرُ
واليومَ تعلنُ للعشاق قاطبةً = وللأحبةِ أني مجرمُ خطرُ
ماذا دهاكَ يا أستاذُ تقتلني = وتتركِ الأورامَ في الاعضاءِ تنتشرُ
إن كان حبي لكمْ قتلاً فوآسفي = أن المحبة قد يتغلها بشرُ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 07:02 م]ـ
لله درك أخي الناقد، تالله إنك شاعر متمكن، فما أعذب تلك الكلمات، المتناسقة المترنمة، ذات الإيقاع الجميل، أرجوك لا تحرمنا من عذب أبياتك. وفقك الله إن شاء الله. وجزاك الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 08:43 م]ـ
الأستاذ: الناقد الكبير
أبيات جميلة، لا فَضَّ اللهُ فاك.
البيت الثامن لم يستقم لي عجزه، وحرف النداء في صدره يكون بهمزة: (أيا).
وما تحته خط، في البيت الأخير، لم أفهمه:
أن المحبة قد يتغلها بشرُ
لك تحياتي.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 10:13 م]ـ
أبيات جميلة. وعاطفة صادقة
أخي خالد:
لعله يعني: قد يستغلها بشرُ
فحذف السين للعلم بها! على حد قول ابن مالك: وحذف ما يعلم جائزٌ!
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:56 ص]ـ
الاخوة الكرام .. نعم هي اخطاء في الطباعة فقط
فالبيت الثامن أصله
ماذا دهاكَ أيا أستاذُ تقتلني == وتتركِ الأورامَ في الاعضاءِ تنتشرُ
والتاسع أصله
إن كان حبي لكمْ قتلاً فوآسفي أن المحبة قد يغتالها بشرُ
إي والله إنها كانت كذا ولكنني كتبتها مباشرة هنا فأخطأت في طباعتها
:)
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 02:00 ص]ـ
شكر الله لكم هذا التفاعل
وتحية صادقة لكم جميعاً من الاعماق
((وتروني قاعد اكتب من كيبيبورد ماعليه حروف عربية، اللهم إني استخدم فراستي في مواقع الحروف العربية)
:)
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 02:43 م]ـ
شكر الله لك يا أبا محمد هذا التوضيح
بيني وبينك يا أستاذُ تحتضرُ= مشاعرٌ قد علاها الحزنُ والكدرُ
مشاعرٌ لمْ تَكُنْ لولاكمُ ذَبُلتْ = وساقها نحو حبٍّ فيكمُ القدرُ
علمتني أنَّ حبَّ النفسِ مصلحةٌ = وأنّ حبَّ سواها ليس يُغتفرُ
فجئْتُكم مقبلاً بالحبِ أحملُه = والنارُ في القلبِ والأحشاءِ تستعرُ
فكنتَ ليْ مثل أمِ في مخاصمةٍ = تقسو على طفلها حيناً وتعتذرُ
وكنتَ ترقبُ حرفي حينَ أكتبه = عبرَ الأثيرِ إذا ما جاءَ تنتظرُ
واليومَ تعلنُ للعشاق قاطبةً = وللأحبةِ أني مجرمُ خطرُ
ماذا دهاكَ أيا أستاذُ تقتلني = وتترك الأورامَ والألامَ تنتشرُ
إن كان حبي لكمْ قتلاً فوآسفي = أن المحبة قد يغتالها بشرُ(/)
قصيدة للمعري
ـ[لست أدري]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة للمعري احب ان تحللوها تحليلا دقيقا وان تتعمقوا في نفسية الشاعر وتاريخه
ارجوا ذلك مع اطيب وارق تحياتي
غير مُجدٍ!
غيرُ مُجدٍ في ملّتي واعتقادي نوحُ باكٍ ولاترنّمُ شادِ
وشبيهٌ صوتُ النعيِّ إذا قيـ س بصوتِ البشيرِ في كل نادِ
أبكت تلكمُ الحمامةُ أم غنَّت على فرع غصنها الميّادِ
صاحِ! هذي قبورنا تملأ الرحـ بَ, فأين القبورُ من عهدِ عادِ?
خفِّفِ الوَطْأ ما أظنُّ أديمَ الأ رضِ إلا من هذه الأجسادِ
وقبيحٌ بنا وإن قَدُمَ العهـ دُ هوانُ الآباء والأجدادِ
سِرْ إن اسطعتَ في الهواء رويدًا لا اختيالاً على رفات العبادِ
رُبَّ لحدٍ قد صار لحدا مرارا ضَاحِكٍ من تزاحمِ الأضدادِ
ودفينٍ على بقايا دفينٍ في طويلِ الأزمانِ والآبادِ
فاسأل الفرقدين عمن أحسّا من قبيلٍ وآنسا من بلادِ
كم أقاما على زوال نهارٍ وأنارا لمُدلج في سوادِ
تعبٌ كلها الحياةُ, فما أعـ جبُ إلا من راغبٍ في ازديادِ
إن حُزنًا في ساعةِ الموتِ أضعا فُ سرورٍ في ساعةِ الميلادِ
خُلق الناسُ للبقاءِ فضلَّت أمةٌ يحسبونَهُم للنفادِ
إنما يُنقلون من دار أعما ل إلى دارِ شقوةٍ أو رشادِ
ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريحُ الـ جسمُ فيها والعيشُ مثلُ السهادِ
أَبناتِ الهديلِ أسعِدْنَ أو عِدْ نَ قليلَ العزاء بالإسعادِ
إيه لله درُّكُنَّ فأنتن اللواتي تُحسِنَّ حفظَ الودادِ
ما نسيتُنَّ هالكًا في الأوان الـ خالي أودى من قبل هُلكِ إيادِ
بيد أني لا أرتضي ما فعلتن وأطواقكن في الأجيادِ
فتسلَّبن واستعرن جميعا من قميص الدجى ثياب حدادِ
ثم غردن في المآتم واندبـ ن بشجوٍ مع الغواني الخرادِ
كلُّ بيتٍ للهدمِ ما تبتني الورْ قاء والسيدُ الرفيع العمادِ
والذي حارَتِ البريةُ فيه حيوانٌ مستحدثٌ من جمادِ
واللبيبُ اللبيبُ من ليس يغترُّ بكونٍ مصيرُهُ للفسادِ
أكرموا الطفل
لا تَزْدَرُنَّ صِغارًا في ملاعبِهمْ, فجائِزٌ أنْ يُرَوْا ساداتِ أقوامِ
وأكرِموا الطفلَ عن نُكرٍ يقالُ له, فإنْ يعِشْ يُدْعَ كهلاً بعد أعوامِ
ولا تَناموا عن الدنيا وغِرَّتها, فإِن أبَيتُم, فكونوا خيرَ نُوَّامِ
لا تَظلِموا من بنيها واحدًا أبدًا, حتى تَعُدُّوا ذوي فِطرٍ كصَوَّامِ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 08:02 م]ـ
أخي الفاضل: لست أدري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه القصيدة دليل واضح على فلسفة المعري في الحياة والموت.
و هي قصيدة يرثي فيها صديقه (أبا حمزة الفقيه الحنفي) فاتخد من هذه المناسبة مجالا لعرض أفكاره و آرائه الفلسفية.
و لي عودة و أرجو أن تعذرني على هذه المعلومات البسيطة.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 08:08 م]ـ
أهلا
و هذا تعريفموجز عن أبي العلاء المعري.
أَبو العَلاء المَعَرِي
363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و (سقط الزند-ط)، و (ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و (عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و (رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و (رسالة الغفران-ط)، و (الفصول والغايات -ط)، و (رسالة الصاهل والشاحج).
ـ[لست أدري]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ادري كيف اقدم لكم لكم شكري ربي يخليك عاشقة الضاد وبارك الله فيك واشكرك على ما قمتي به وربي يكون بعونك.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل: لست أدري، وما هذا إلا قليل.
ـ[لست أدري]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لردك السريع اختي الفاضله
ولي سؤال هل لديك روابط وعناوين اقدر ان احصل على معلومات كافية عن المعري على شبكة الانترنت
مع اطيب وارق تحياتي(/)
رسالة الى عاشقة الضاد!
ـ[لست أدري]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت / عاشقة الضاد تحية طيبة
اختي الفاضله انا طالب جامعي لا املك من العلم في مادة اللغة العربية سوى القليل ولهذا ارجوا منك التكرم ولو لهذه المره فقط ان تتكرموا وتفيدوني بما يزخر به عقولكم اتمنى ذلك وان شاء الله ربي يجزيكم كل خير.
وللعلم فقد قدمت هذا السؤال للكل في المنتدى ولم يجبني احد وانا اقدمه لك راجيا ان تعملي انتي وكل الاخوه والاخوات في المنتدى كل ما فيه الخير للكل
فارجوا تحيليل القصيدة تحليلا شاملا؟
- وما مصدر السعادة والشقاوة عند المعري؟
- وماهي فلسفة المعري ونتائجها وتطبيقاتها على مقالات نقدية؟
- وماهي صفاته وبعض الاراء في صفاته؟
- أسباب الخلود عند المعري؟ وهل يوجد وجودية في شعره ام لا؟
- ارجوا ان تتفضلوا علي بمعلوماتكم وجزاكم الله خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يعقوب]ــــــــ[18 - 12 - 2004, 09:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أنا درست فلسفة المعري كاملةً ومستعدٌّ لإجابة أسئلتك بإذن الله، لكن أرجو ان تكون دقيقاً في السؤال، فمثلاً "وماهي فلسفة المعري ونتائجها وتطبيقاتها على مقالات نقدية؟ " لا أعرف كيف أجيب عنه.
- وما مصدر السعادة والشقاوة عند المعري؟
السعادة هي الموت والشقاوة هي الحياة.
-تعبٌ كلُّها الحياةُ فما أعـ & جَبَ إلا من راغبٍ في ازديادِ
-أيَفُكُّني هذا الحِمامُ تفضُّلاً & فالعيش أوثقني وشدَّ رباطي [الحِمام هو الموت]
ويقول أبو العلاء بأن أباه جنى عليه إذ أوجده للفساد والشقاء، فيؤكد أنه لم ينجب أولاداً ولم يَجْنِ على أحدٍ، وقد أوصى ان يكتبَ هذا على قبرِهِ:
-هذا جناه أبي عليَّ & وما جنيت على أحد
وإذا دعا له أحدهم بطول العمر رفض ذلك لأن الحياة إنما تعني المصاعب والتعاسة:
-دعا لي بالحياة أخو وداد & رويدَكَ إنما تدعو عليَّ!
-مصائبُ هذه الدنيا كثيرٌ & وأيسرها على الفطنِ الحِمامُ
فالموت أصبح مطلب المعري الوحيد:
-أنا صائمٌ طول الحياة وإنما & فِطري الحِمامُ ويوم ذاك أُعَيِّدُ
-ضجعة الموت رقدةٌ يستريحُ الجسم & فيها، والعيش مثل السُهادِ
- وماهي صفاته وبعض الاراء في صفاته؟
صفات المعرّي تقصد، ام صفات من؟
- أسباب الخلود عند المعري؟ وهل يوجد وجودية في شعره ام لا؟
نلاحظ بأن آراء أبي العلاء في الماورائيات غالباً ما تتناقض وتتعارض، فتارةً يثبت الشيء وأخرى ينفيه.
أود منك أخي الكريم توضيح ما تعنيه بقولك "وجودية".
إذا أردتَ ان أتوسّع في موضوع النفس الإنسانية عند المعري فأنا بإذن الله جاهز، لكن الآن سأعالج موضوع خلودها.
النفس خالدة:
رُبَّ روحٍ كطائر القفصِ المسـ & ـجونِ ترجو بموتها التسريحا
النفس فانية:
والنفس تفنى بأنفاسٍ مكررةٍ & وساطعُ النور تخبي نوره اللمعُ
لا يدري:
-أما الجسوم فللتراب مآلُها & وعييت بالأرواح أنى تسلكُ
-أرواحنا معنا وليس لنا بها & علمٌ فكيف إذا حوتها الأقبرُ
-سأرحل عن وشك ولست بعالمٍ & على أيِّ أمرِ -لا أبا لك- أُقدمُ
كذلك يتكلم عن البعث وحشر الأجساد (إذا ما تم للنفس الخلود)
تُبعث الأجساد:
-وقدرة الله حقٌ ليس يعجزها & حشرٌ لجسمٍ ولا بعثٌ لأمواتِ
- قال المنجّمُ والطبيبُ كلاهما & لا تُحشر الأجسمُ قلت إليكما
إن صحّ رأيكما فلست بخاسر & أو صحَّ قولي فالخسار عليكما
لا تُبعث الأجسام:
-تحطِّمنا الأيام حتى كأننا & زجاجٌ، ولكن ليس يعادُ له سبكُ
- حياةٌ ثم حشرٌ ثم نشر & حديثُ خرافةٍ يا أم عمرو
وفي مسألة الخلود تطرّق إلى قضية التناسخ وكالعادة نفاها حيناً وأثبتها حيناً آخر
التناسخ صحيح:
-و تقدم الأرضَ نفوسٌ أتت & مخلوقةٌ من أنفسٍ ثاوية
التناسخ غير صحيح:
-يقولون أن الجسم ينقل روحه & إلى غيره حتى يهذبه النقلُ
فلا تقبلن مل يخبرونك ضِلَّةً & إذا لم يؤيِّد ما أتوك به العقلُ
- فلو صحَّ التناسخ كنت موسى & وكان أبوك إسحق الذبيحا!
-حمارُ شيبان شيخ بلدتنا & صيَّره جارُنا أبو السَّكنْ
-أعَجّبي أمِنَّا لصرف الليالي & جُعلت أختنا سُكينة فاره!
يتبيّن لنا أنه على الأرجح رفض القول بالتناسخ.
نرجو أن نكون حققنا طلبك أخي الكريم وشكراً.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 12:20 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يعرف تاريخ الأدب العربي مثالاً لأبي العلاء المعري، في تفرده واعتزازه.
بنفسه .. إذ كان شاعراً مبدعاً، وفيلسوفاً عارفاً، وزاهداً مشتاقاً تواقاً .. أخذ على عاتقه تحطيم أسوار المادة وقيود الشهوات التي كانت تكبل في ذلك الوقت شعراء فحول ومبدعين كثر، فتهبط بهم إلى درك الإزراء والازدراء!
لم يؤثر عن أبي العلاء المعري أن وقف يستجدي أحداً، أو كان من طلاب الحاجات، بل كان معبراً عن كبرياء المبدع، واستعلاء الشاعر، وانفراده واعتزازه بذاته.
وتميّز المعري بوعيه وإدراكه لحقائق الوجود، وزيف الماديات وما ينطوي عليه طِلابها من إهانة للنفس وتدنٍ يقود إلى إذلالها.
التوازن الصعب
كان المعري يعبّر عن كبرياء في تواضع، وإباء في سماحة خلق، واعتزاز في إيثار .. وكان صاحب خيال محلق، يمزق حجب النفس، ويغوص في أعماقها، كاشفاً عن مكنوناتها، حاملاً بيده مطارق يطرق بها الأبواب الموصدة، طارحاً الأسئلة الكبيرة المحيّرة، ليجيب عنها في سلاسة وبساطة، مختصراً مسافات ليقرر مصير الإنسان الهائم مع ماديات الدنيا الفانية، كاشفاً له الحقيقة في أجلى صورها.
وكان هذا المنحى في حياة المعري كفيلاً بأن يطرح سؤالاً دار في خلد كثيرين من أهل زمانه مفاده: هل المعري مفكر يستخدم الشعر، أم شاعر ينتج الفكر؟!
زاد واستعداد
قد كان المعري مدركاً للمصير، لا يترك لنفسه الحبل على الغارب، وإنما هو يعي طول الطريق، وما يلزم المسافر فيه من زاد، وهنا نجد تأثيرات القرآن الكريم والزهد تتجلى في شعر المعري، مضيفة بعداً آخر للمفكر المبدع وهو الإيمان والتقوى .. فهو يقول مخاطباً غيره، قاصداً نفسه:
تقواك زاد فاعتقد أنه
أفضل ما أودعته في السقاء
آهٍ غداً من عرق نازل
ومهجة مولعةٍ بارتقاء
ثوبي محتاج إلى غاسلٍ
وليت قلبي مثله في النقاء
موتٌ يسيرٌ معه رحمة
خير من اليُسْر وطول البقاء
إنه يعرف ما يجب أن يتزود به، لأنه في الحشر سيلجم العرق الأنام، وستشتاق الروح إلى النعيم، ولابد لذلك من ثمن .. وهو ينعي على قلبه رغم ذاك عدم طهره ونقائه وانشغاله بالدنيا، ويتمنى الموت العاجل تحفه رحمة الله، خير له من العيش الطويل مع اليُسر والغنى.
حديث إلى النفس
إن نفس المعري هي أنيسه في محبسه طوال وقته، وهي الأولى بهمس الحديث وصريحه، حين تمضي السنون، وتتوالى الصروف أشكالاً وألواناً، يتقلب المرء في لظاها، ويكتوي بنارها، ويخبر جدواها، فيدرك الحقيقة، التي أولى بنفسه هو أن تدركها .. فيقول مخاطباً نفسه:
أيتها النفس لا تهالي
شرخي قد مرّ واكتهالي
لم يبق إلا شفاً يسيراً
قرّب من موردي نهالي
وابتهال الدهر في أذاتي
وكان في الباطل ابتهالي!
وهو في كل حال مسلّم أمره، ينتظر ورده ودوره في مواكب الراحلين، لأن الحِمام لا يفرق بين كهل وشاب، عظيم أو حقير، صغير أو كبير، فيقول:
رددت إلى مليك الحق أمري
فلم أسأل متى يقع الكسوف
فكم سلم الجهول من المنايا
وعوجل بالحِمام الفيلسوف
لكنه يستعجل المصير ويتمنى لو اقترب، فيعدَّه عيداً، رغم ما يعتري المصير من حساب، ووعد ووعيد:
إن صحّ لي أنني سعيد
فليتني ضمّني صعيد
صُمتُ حياتي إلى مماتي
لعل يوم الحِمام عيد
وراعني للحساب ذكرٌ
وغرّني أنه بعيد
الحقيقة المنتظرة
لقد ظل المعري يهتف بالرحيل من أعماقه، ويعلن الحقيقة واضحة السطوع:
أما الحقيقة فهي أني ذاهب
والله يعلم بالذي أنا لاق
وأظنني من بعدُ لست بذاكرٍ
ماكان من يسرٍ ومن إملاق
ويزري بالدنيا وبمن يأمن لها، وينعي على أهلها إغراقهم في لذاتها، وتكالبهم في طلبها، ناظراً إليها على أنها فخاخ لا يؤمن جانبها، فما تلبث أن تصيد بالحِمام، يخفي ظاهرها الزاهي باطنها الواهي:
دنياك غادرة وإن صادت فتى
بالخلق فهي ذميمة الأخلاق
يستمطر الأغمار من لذاتها
سحباً تليح بمومض ألاق
إنها الحرية المنتظرة التي يتلهف المعري شوقاً إليها، إنها الانعتاق من أوضار الجسد، وأدران المادة، والتحليق في عالم وحب فسيح أبدي لا حدود له:
والروح طائر محْبسٍ في سجنه
حتى يمنُّ رداه بالإطلاق
سيموت محمود ويهلك هالك
ويدوم وجه الواحد الخلاق
رثاء فقيه
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أضفت الحقيقة التي وصل إليها أبوالعلاء المعري على نظرته للحياة لوناً حيادياً مطلقاً، لا هو بالأسود ولا هو بالأبيض، بل تساوت أمام عينيه الأضداد، لأن الكل في النهاية متساو، وفي ظلمة القبر وحُفر التراب ثاو.
تتجسد هذه النظرة في قصيدته العظيمة التي رثى بها الفقيه الحنفي والتي عنوانها «غير مجد!» يقول المعري فيها:
غير مجدٍ في ملتي واعتقادي
نوح باكٍ ولا ترنم شادِ
وشبيه صوت النعي إذا قيس
بصوت البشير في كل نادِ
أبكت تلكم الحمامة أم غنت
على فرع غصنها الميّاد؟!
وتتجلى هذه النظرة المحايدة التي ترى الأضداد لا فرق بينها، نظرة تثير الضحك، ولكنه ضحك كالبكاء، ضحك مشوب بالعجب والاستغراب والتوجس، يوضح هذا قول المعري:
سر إن استطعت في الهواء رويداً
لا اختيالاً على رفات العباد
رُبَّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً
ضاحكٍ من تزاحم الأضداد
ودفينٍ على بقايا دفينٍ
من قديم العهود والآباد
إلى أن يقول:
إن حزناً في ساعة الموت
أضعاف سرور في ساعة الميلاد
تعب كلها الحياة فما
أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد
مولد وارتحال
إنه الشاعر الفيلسوف الزاهد «أحمد بن عبدالله بن سليمان» الذي لقب بـ «المعري» لمولده في معرة النعمان شمال سورية سنة ثلاث وستين وثلاثمائة هجرية (963م) في الرابعة من عمره أصيب المعري بالجدري فكُفَّ بصره مما ترك أثره على ظلمة نفسه ونظرته وزهده في الحياة، فعُرف «برهين المحبسين».
درس المعري على أبيه الذي مات وهو في الرابعة عشرة، فرحل إلى حلب حيث كانت الحركة الثقافية التي أنشأها سيف الدولة الحمداني لازالت مزدهرة، ومن هناك إلى أنطاكية التي كان التراث البيزنطي لازال يدافع عن وجوده فيها، ثم إلى طرالبس واللاذقية حيث أخذ عن بعض الرهبان ما عندهم من علوم اليونان وفلسفتهم.
وفي عام 398هـ رحل إلى بغداد ثم عاد إلى موطنه معرة النعمان بعد عامين ليجد أمه قد لحقت بأبيه، فاعتزل الناس إلى أن توفي في عام (449هـ) تاركاً بعض مؤلفات منها «سقط الزند» و «اللزوميات» و «رسالة الغفران» وعدد من الرسائل الصغيرة.
http://arabicmagazine.com/last_issue2.asp?order=3&last_issue_number=1200&num=1215
المجلة العربية. ـ دراسات أدبية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
فصرنا نرفع الرايات بيضا ... نظافا قد غسلن وقد كوينَ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:02 ص]ـ
الرواية العصرية
لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي
إكتشفت أمريكا قبر الشاعر الجاهلي عمرو بن
كلثوم التغلبي، فأخذوا خلية من رفاته، وبعد
أن تمت عملية استنساخه واستوى رجلاً، كان
لا بد أن يقول معلقته الشهيرة، فقالها، ولكن
بلسان حاله كشاعر عربي مسلم، في زمن آل
فيه حال الشعر والعروبة والإسلام إلى ما نرى.
(ألا هُبّي بصحنكِ فاصبحينا)
وحيّي أهل ودِّكِ يا ظَعينا
وهاتي كل وُجدِكِ من عُقار ٍ
تُقَطِّبُ عند لذعتها الجبينا
إذا سطعتْ أنوفَ الشَّربِ خَرّوا
على حُرِّ الوجوه مُصَرَّعينا
لعلَّ أوارَها يسطو عميقاً
فيُسلي الصبَّ، أو يُنسي الحزينا
(صبنتِ الكأس عنّا أمَّ عمرو ٍ
ولا لومٌ إذا لم تَصبَحينا
فإني إذ توسَّمتُ النَّدامى
رأيتُ وجوه خَلْق ٍ مُنكَرينا
وقد أرعيتُهم بصري وسمعي
فلا اللبسَ ارتضيتُ، ولا الرَّطينا
وقال البعضُ: هم عَرَبٌ قحاحٌ
وقال البعضُ: بل هم مسلمونا
وذانِكَ تُهمتانِ، فلم أوجِّهْ
لهم لغةً، ولا آنستُ دينا
وعلمي تغلبٌ فنيتْ، وبَكرٌ
فكيف لعَمْرُ خالقنا حيينا
وكنا قبلُ لم نؤمن ببعثٍ
ولم نَكُ بالتناسخ مؤمنينا
أراد الأولون فما استطاعوا
لنا خُلداً كما قد تعلمينا
(بأنّا نورد الراياتِ بيضاً
ونُصدرهنّ حُمراً قد روينا)
ونشربُها ... لها أرجٌ ونورٌ
وإشفافٌ كما إذ تَبسِمينا
ونَحمِلُ فوق ضُمّرَ سابحاتٍ
إذا أوجسن غضبتنا ضَرينا
علينا كلُّ سابغةٍ تُماهي
لُعابَ الشمس، مُحكمةً وَضينا
وفي أيماننا شُطُبٌ ظِماءٌ
تُقاوي الكَفَّ أو تَردُ الوَتينا
وسُمرٌ لهذَميّاتٌ عَوالٍ
نَصبنا في أزجَّتِها المَنونا
وأقواسٌ مُوَتَّرةٌ صِلابٌ
يكاد يكون مُرسَلُها أذينا
وما أكلت سباعُ الطير منّا
ولا رتعت وحوشُ الأرض فينا
كذلك في ذُرى العلياء كُنّا
وشئنا للعروبةِ أن تكونا
وجاء الله بالإسلام ردءاً
لعزّتنا، وقوم ٍ أعقبونا
فأ ُلبِسْنا من التقوى جَلالاً
وأخلاقاً بَهرن العالمينا
إلى عزم ٍ عُروبيٍّ، أشَظَّتْ
قُواهُ بقوةِ الإيمان فينا
فقلنا: يافجاجَ الأرض ِ كوني
فكانت مثلما قلنا وشينا
وجاء الشرقُ يحدو الغربَ حدواً
وقالا: قد أتينا طائعينا
قصَرنا شأوَ قيصرَ، ثم عُجْنا
لنكسرَ بأسَ كسرى عامدينا
وسُدنا الأرضَ، أحباشاً وفُرساً
وأندلُساً وإفرنجاً وصينا
وسار الدهرُ، لا خَبَباً، ولكن
كما إذ تُلجمُ الشَّكِسَ الحَرونا
قروناً جَمَّةً .. ثم انتشينا
فأ ُبْدِلْنا بجُمّتنا (قُرونا)!!.
... ***
ألا فليعلم الأقوام أنّا
تضعضعنا، وأنّا قد ونينا
فصرنا نرفع الراياتِ بيضاً
نِظافاً، قد غُسِلن وقد كُوينا
وصرنا نخفضُ الهاماتِ ذلاّ ً
وننصبُ عرضنا للمُهدِفينا
فمن نكبٍ، إلى نكس ٍ، وعُدّي
مَجازرَ ما ثُؤرنَ ولا وُدينا
إلى كَفر ٍ، إلى دير ٍ، و بحر ٍ
دماءٌ لذةٌ للشاربينا
إلى حرم الخليل ومَن أبيدوا
هنالك راكعين وساجدينا
إلى صبرا، وشاتيلا، وقانا
و رام الله ... ولا تنسيْ جِنينا
متى تُنقَلْ رحى قوم ٍ إلينا
نكون بها الحمير الدائرينا
ندور بها .. تدور بنا علينا
فمفعولون نحن وفاعلونا
يكون ثفالُها ما شئتِ قُطراً
فما امتدت بلاد المسلمينا
سُلبنا القدسَ (قد علمت معَدٌّ)
وإحدى الضفتين وطورَ سينا
وضيّعنا جَنوب العز هدراً
وجَولان الإبا واسكندرونا
(وإن غداً وإن اليوم رهنٌ
و بعدَ غد ٍ بما لا تعلمينا)
ورثنا المجد، لكن للتباهي
ونعم الإرثُ، بئس الوارثونا
فنحن الصامتون إذا أ ُهِنّا
ونحن الصابرون إذا أذينا
ونحن الخانعون إذا ظُلمنا
ونحن الظالمون إذا ولينا
(ونحن إذا عماد الحَيِّ خَرََّتْ
على الأحفاض) من هلع ٍ خـ ..
إذا حَميَ الوطيس بنا، بَرَدنا
وإن بَرَد الوطيس بنا، حَمينا
ويشربُ غيرُنا صَفواً قَراحاً
ونشربُ وحدنا كدراً وطينا
وفي فتح القناني والجواري
أشاوسُ مُعلِمين مُجرّبينا
وفي فتح الحروبِ، نكون أيضاً
بمعنىً أو بآخر فاتحينا
فنحن – ولا شماتة – أهلُ عُجبٍ
على أنّا تنابلُ مُقعَدونا
عشقنا (الفَوْقَ) فوق العشق، حتى
كأن الفوقَ إرثُ أبي أبينا
فنحلم فوق أحلام الكُسالى
ونعجَز فوق عجز العاجزينا
ونكذبُ فوق كذب الناس طُرّاً
(ونجهلُ فوق جهل الجاهلينا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصعدُ فوق، نهبطُ فوق، نمشي
اختيالاً فوقَ تحتِ الواطئينا
وكل أمورنا في القول فوقٌ
و واقعُنا لأسفل ِ سافلينا
(متى نَعقِدْ قَرينتنا بحبل ٍ
تَجُذُّ الحبلَ، أو تَقِصُ القَرينا)
(و قد هرّت كلابُ الحَيِّ منّا)
لأن طباعَها أ ُدرجْنَ فينا
فكم ذا قد سرقنا بيتَ مالٍ
وخُنّا العهد أو خُنّا اليمينا
وكم ذا قد ولَغنا في دماءٍ
زواكيَ، أو عضضنا مَن يلينا
وأمّا بالشعوب فلم نفرِّط
و كنا في العدالة مُفرطينا
ملأنا الجوّ أجهزةَ التقاطٍ
و وجهَ الأرض ِ كُلَّه مُخبرينا
وكل مُواطن ٍ ذكراً وأنثى
نَصبنا تحت شاربهِ كَمينا
وإن نبسوا فليس لهم صَريخٌ
من البلوى، ولا هم يُنقَذونا
صَرفنا عنهمُ الأسماع قصداً
وأذكينا المَراصد والعيونا
وما من أسرةٍ إلاّ وفيها
لنا بعضُ (الكرام الكاتبينا)
نحللُ صمتَهم والفكرَ، لا بل
نصور منهمُ حتى الظنونا
نترجم عنهمُ الأنفاسَ، نصّاً
صريحاً، والتوجُّعَ والأنينا
فنحنُ مترجمون على اقتدار ٍ
ونحن محللون مصوِّرونا
ومن أنّا بثثنا (الأمن) فيهم
نلقَّبُ عندهم بالمؤمنينا
نزيد مقاسَ نعل ِ من استضفنا
ونُكسِبُ قدره نقصاً مُشينا
و يمكثُ في ضيافتنا مُهاناً
لياليَ، أو شهوراً، أو سنينا
وحين يكون لم يخطئ بتاتاً
نقول له: اشتباهٌ، آسِفونا
تألفنا الشعوب بكل هذا
فهم – دَعْ ما يقال – مُدَلّلونا
فجعناهم ضجعناهم فذلّوا
أجعناهم، وهاهم يتبعونا
وصادرنا حناجرهم، فهيّا
اسألوهم إن يكونوا يَنطقونا
و أخلينا أكُفَّهمُ، لكيما
إذا خطب الزعيم يُصفِّقونا
و هذي نبذةٌ ممّا لدينا
و هذا بعضُ حق مواطنينا
ديمقراطيةٌ لا شك فيها
سَلوا عنّا المقابر والسجونا 0
... ***
فنحنُ، ولا أكرر (نحنُ) إلاّ
لأصرفَ عن مَثالبنا العيونا
ملكنا كل أسباب المعالي
ولم نبلغ كعاب الأرذلينا
و يُرهبنا الدجاج إذا يُقاقي
و في الإرهاب نحن مصنَّفونا
لنا في الغرب أرصدةٌ كبارٌ
و مثقلةٌ كواهلُنا ديونا
رَصدناها ليوم الدين ذخراً
فنحن الآن لا نحتاج دينا
و بعضُ ولاتِنا فُطِموا حديثاً
و بعضٌ لم يزالوا يَرضعونا
و بعضٌ عاصروا لبَداً وعاداً
فعادوا مُهترين مُخرِّفينا
سليمانيةٌ لهمُ حظوظٌ
فقد ماتوا وهاهم يَحكمونا
دعا إبليسُ، فانسحبت عليهم
فهم لا شك بعضُ (المُنظَرينا)!
تعوّدنا نسير متى أرادوا
و نهذر في الشوارع: عائدونا
و ندري أنه كذبٌ، و لكن
إذا قلنا الحقيقة أعدمونا
و هذا الفيلم مذ خمسين عاماً
فما عُدنا ولا هم يحزنونا
لذا أعداؤنا هابوا حِمانا
و جُنّوا من مخافتنا جُنونا
فهم من خوفهم منّا تراهم
بلا وعي ٍ إلينا يزحفونا
و نحن تنجُّساً منهم هربنا
و هِمنا في الشتات مُشردينا
فصاروا هم أ ُلوا وطن ٍ ودار ٍ
و صرنا نحن عندهمُ (بدونا)
و أحرزنا كرامتنا اكتفاءً
ببعض مخيمات اللاّجئينا
و ما كنا بحمد الله بُكماً
و لكن قالةً ... متكلمينا
نطاعنهم بشجبٍ واحتجاج ٍ
إذا فتكوا بنا فتكاً مهينا
وإن غدروا بنا أو هاجمونا
خرجنا في الفضاء مندِّدينا
و نرفضُ ثم نرفضُ لا نُبالي
إذا ما جرّبوا أن يقصفونا
و كم يوماً تكاتفنا ألوفاً
و سرنا ضدهم متظاهرينا
و زلزلنا مضاجعهم بقصفٍ
عنيفٍ من هتافِ مُناضلينا
و ما هذا فقط، لا بل شجبنا
مَجازرهم، و قلنا مجرمونا
فضحناهم على الأشهاد، لكن
تبيّنَ أنهم لا يخجلونا
سَحقنا أنف أمريكا جهاراً
بهمّةِ قادةٍ متأمركينا
و كل الغرب إن طاروا وحَطّوا
فهم بإزائنا متخلفونا
سبقناهم بكل مجال سَبق ٍ
فنحن السابقون الأولونا
إذا جاءوا بإنجاز ٍ، أتينا
بأكبرَ منه، لا متكلفينا
إذا هم أطلقوا قمراً جديداً
إلى المريخ، أطلقنا الذقونا
وإن صنعوا صواريخاً صنعنا
التماثيل الضخام لحاكمينا
وإن هم طوّروا يوماً سلاحاً
دعوناهم إلى التجريب فينا
وإن فخروا بحاضرهم، فخَرنا
بتلٍّ من عظام الميتينا
وإن نحن اشتهينا القتل يوماً
نجيء بهم لكيما يَقتلونا
فهم قومٌ – ولا أخفيكِ سِرّ اً،
لعمري – قاتلون مُهذبونا
و ليسوا مثلنا جافين حمقى
و لكن يَقتلون و يأسفونا
لطياراتهم شأنٌ عجيبٌ
بها يُحيوننا و يُموِّتونا
فتُمطِرنا صواريخاً ثقالاً
و أكياساً مُمَلأةً طحينا
ولا إبليسُ يُحسِنُ مثل هذا
و مهما كان مَكّاراً لَعينا
فنحن الأسوياء بكل حال ٍ
و ليس الغرب أولاد اللذينا
و نحن الأقوياء، و دعكِ ممّا
تَرينه من صفاتِ الجُبن ِ فينا
و نحن الأغنياءُ، وإن يكونوا
بملياراتنا يَتصرفونا
و نحن الأذكياء، و قد ضَحكنا
على النفَر اليهود المُفترينا
صَدَرنا عن فلسطين ٍ بـ (فلسٍ)
و أعطينا بني صهيون (ــطينا)!
و هؤلاء نحن، وليس فخراً
فلا قرَّت عيون الشامتينا
لنا وجهانِ، وجهٌ عبقريٌّ
جَلَوتُ جماله للناظرينا
و وجهٌ لست أذكره، لأني
رَحِمتُ الشِّعرَ أن ينحَطّ دونا
... ***
اسكتي يا هذه، ما نحن إلاّ
ذبابٌ يَملأ الدنيا طنينا
حُدَيّا الناس إن وَجدوا – جميعاً –
لنا شَبَهاً بجنس الآدَمينا 0
??
__________________
إبراهيم الأسود
im-aswad@scs-net.org
_____________________________________
منقول من منتديات الساخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 01:07 ص]ـ
و لكن أعذروني يا أعضاء الفصيح الكرام على حجم الخط.(/)
ممكن مساعدة لو تكرمتوا بقصيدتين؟؟
ـ[العيون]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني ارجوا مساعدتكم في هذه الابيات ..
اريد منكم توضيح وشرح الوحدة الموضوعية والخصائص الفنيه لكل قصيدة
وجزاكم الله خيراً
يقول الفرزدق:
إن الذي سمًك السماء بنى لنا ... بيتاً دعائمه أعز و أطول
بيتاً بناه لنا المليك و ما بنى ... حكم السماء فإنه لا ينقل
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ... و مجاشعٌ و أبو الفوارس نهشل
يلجون بيت مجاشعٍ و إذا احتبوا ... برزوا كأنهم الجبال المثل
لا يحتبي بفناء بيتك مثلهم ... أبداً إذا عد الفعال الأفضل
من عزهم جحرت كليبٌ بيتها ... زرباً كأنهم لديه القمل
ضربت عليك العنكبوت بنسجها ... و قضى عليك به الكتاب المنزل
وزحلت ن عتب الطريق ولم تجد ... قدماك حيث تقوم سد المنقل
إن الزحام لغيركم فتحينوا ... ورد العشي إليه يخلو المنهل
حلل الملوك لباسنا في أهلنا ... و السابقات إلى الوغى نتسربل
أحلامنا تزن الجبال رزانةً ... و تخالنا جناً إذا ما نجهل
فادفع بكفك إن أردت بناءنا ... ثهلان ذا الهضبات هل يتحلحل
يا ابن المراغة، أين خالك؟ إنني ... خالي حبيشٌ ذو الفعال الأفضل
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم ... و إليه كان حباء جفنة ينقل
إنا لنضرب رأس كل قبيلةٍ ... و أبوك خلف أتانه يتقمل
=========================
ويقول جرير:
أتصحو بل فؤادك غير صاح؟ ... عشية هم صحبك بالرواح
يقول العاذلات: علاك شيبٌ ... أهذا الشيب يمنعني مراحي؟
تعزت أم حزرة ثم قالت: ... رأيت الواردين ذوي امتناح
تعلل، و هي ساغبة بنيها ... بأنفاسٍ من الشبم القراح
سأمتاح البحور، فجنبيني ... أذاة اللوم، و انتظري امتياحي
ثقي بالله ليس له شريكٌ ... و من عند الخليفة بالنجاح
أغثني يا فداك، أبي و أمي، ... بسيبٍ منك، إنك ذو ارتياح
فإني قد رأيت علي حقاً ... زيارتي الخليفة و امتداحي
سأشكر أن رددت علي ريشي ... و أثبت القوادم في جناحي
ألستم خير من ركب المطايا ... و أندى العالمين بطون راح
و قومٍ قد سموت لهم فدانوا ... بدهمٍ في ململمةٍ رداح
أبحت حمى تهامة بعد نجدٍ ... و ما شيءٌ حميت بمستباح
لكم شم الجبال من الرواسي ... و أعظم سيل معتلج البطاح
دعوت الملحدين أبا خبيبٍ ... جماحاً، هل شفيت من الجماح
فقد وجدوا الخليفة هبرزياً ... ألف العيص، ليس من النواحي
فما شجرات عيصك في قريشٍ ... بعشات الفروع و لا ضواحي
رأى الناسٌ البصيرة فاستقاموا ... و بينت المراص من الصحاح
ولكم كل التحية والتقدير
ـ[العيون]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 03:16 ص]ـ
ألا يوجد رد ولو بسيط؟؟؟
ـ[معاوية]ــــــــ[24 - 12 - 2004, 05:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العيون
لم يرد عليك أحد, لأن لا أحد يعرف الجواب الشافي لتحليل قصيدة كاملة أو قصيدتين,
حفظك الله ووفقك
ـ[المستبدة]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 02:27 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة من الله وبركاته
عزيزتي الأستاذة / العيون ..
أولاً أهلاً بك في رواء الفصيح ..
أعتذر لك مسبقاً ...
لكن عزيزتي ـ في رأيي ـ لا بد من قضيّة وهي:
إعمال العقل والفكر ...
أحببت البوح بهذا .. لتتضح الصورة أمام كثير
ممن يلقون بحروفهم كما كان منكِ ...
حتى الأسئلة الشفيفة تلك التي تشعرني بأنكِ تودين أن (أشاركك) ..
لا أن أحمل عنك .. أين هي .. ؟
يجب أن نحدد (نحن ماذا نريد) .. !
ليكن بوضوح أكثر ...
ثم ما أجمل أن تعيشي مع ذاتك والقصيدة ..
أصدقك القول .. بأنْ ستجدي أجمل مما تنتظري ..
ستجنين ثمرة جهدك .. ولن تُطمس ملامح خطوتك الأولى
بل ستشرق مع الممارسة والمران ..
سيما لو كنتِ طالبة لغة عربيّة ...
فقط ثقي بأنَّ لديكِ الكثير .. الكثير مما يستجدي منك نظرة ... !
ثم عليَّ أن أعلمك .. أنّّ هذي الفترة
حرجة ومزدحمة .. على الأقل على البعض منهم ...
أتفهّم وضعكِ ...
لكن ثقي .. ليس إهمال ...
إنما هو أشبه بمعمعة .. قد تكونين أنتِ الآن تعيشيها .. !
* * *
وعليكم السلام أخ / معاوية ..
أهلاً بك ..
راقتني جداً الـ لا ... تلك التي نفت .. !
حفظ الله الجميع ووفق. . .
ـ[معاوية]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 02:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا حول ولا قوة إلا بالله
الأخت المستبدة ... سلاما
أنا بحمدٍ من الله ومنّةٍ وفضل, لا يهمني إن راق لكي الحرف أو ترقرق, وإنما أعني ماقلت:
فحين يطرق طارقاً إلى أحد, ولا يجد من يجيبه , فإنه بالطبع والتأكيد لم يجد أحد, وإن توارت عنه شعوباً وقبائل.
وقد عنيت بما قلت الأخ العيون, ولم أتكلف لأجل أن يروق لكي شئ أو لا يروق ...
فهدئي من روعك ولا تتسرعي وتستبدي, فإن الرفق لايكون في شئ إلا زانه.
وإن كان لكي تعقيب أو توجيه ..
فبالتي هي أحسن ...
حتى يتقبل المتلقي ..
فيقال لكِ أحسنتِ وأصبتِ ..
ولا يقال لك أبعدتِ النجعة وأسأتِ!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامح]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:25 م]ـ
عذراً أخي معاوية ..
التمس العذر للفاضلة المستبدة
كما أنك قبلاً لم تقصد الإساءة
فهي كذلك لم تقصد بعداً ..
ليدم الصفاء هنا
فللود .. وللفائدة العلمية وُلِد الفصيح
كونوا جميعاً بخير ..
وإن كانت الرغبة في تحليل النصين لازالت موجودة
فنحن تحت الخدمة
واعذرونا ..
فقط اعذرونا ..
تحياتي للجميع
للعيون
ولمعاوية
وللمستبدة ..
وفقكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سامح]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 10:26 م]ـ
تنبيه:
(بسيط) لاتطلق للتعبير عن القلة , وإنما تعني الانبساط والسعة
ومنه سمي بحر البسيط بسيطاً لانبساط تفعيلاته
فالأصح في التعبير
ولو شيء يسير
وليس بسيط
دام انبساط الخير لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
طلب قصيدة
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 02:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد قصيدة ((مكارم الأخلاق)) لأبو تمام(/)
رسالة الى الاخ يعقوب
ـ[لست أدري]ــــــــ[19 - 12 - 2004, 07:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ يعقوب ان شاء الله انت بخير
وكل الاخوه بالمنتدى الطيب والرائع بخيرون
اخي يعقوب شكرا لردك في طلب الرد على الاسئله التي تخص الشاعر المعري
اخي ربي يزيدك علم وان شاء الله تكون اسئلتي التي بسيطة امام بح علمك الزاخر
ارجوا ان تعينني على هذه الاسئلة بشرح واجابة وافية جزاك الله خيرا.
س/ تحدث عن فلسفة المعري؟ وماهي نتائج فلسفتة؟ وتطبيقاتها في اشعاره وأدبه؟
وبالأخص قصيدته التي عنوانها (غير مجدٍ).
ربي يحفظك اخي الحبيب وارجوا الرد السريع!
والسلام عليكم
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 03:08 م]ـ
عفوا أخي الفاضل (لست أدري) إعذرني على التطفل فقط أردت أن أوجهك إلى الكلمة التي كتبتها أعلاه وهي (أرجوا) فالصواب ((أرجو)) لأن الواو فيها واو الفعل ولا تكتب معها الألف الفارقة، فأرجو أن تنتبه أخي الفاضل إلى هذه النقطة جزاك الله خيرا ووفقك.
ـ[لست أدري]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت عاشقة الضاد اشكرك من كل قلبي على التصحيح اللغوي والمعلومه الطيبه وكنت اتمنى ارفاق اجابه على اسئلتي
لك كل التحيه من القلب
والسلام عليكم(/)
من القائل؟
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 01:02 ص]ـ
إياك من فرط المزاح فإنه **أجدر بتسفيه الحليم المسدد
ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 02:04 ص]ـ
البيت للشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي:
وإياك من فرط المزاح فإنه = جدير بتسفيه الحليم المسدد
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيك مشرفي العزيز ابن هشام(/)
رسالة الى أعضاء المنتدى للضرورة
ـ[لست أدري]ــــــــ[21 - 12 - 2004, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوه والاخوات في منتديات الفصيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلب منكم مساعده في عمل بحث عن التقديم والتأخير في (سيفيات المتنبي)
وجزاكم الله خير.
لازم تكون المصادر ومنها ديوان المتنبي وشرح ديوان المتنبي.
وان لا ناخذ قضية التقديم والتأخير الا من القصائد التي مدح بها المتنبي (سيف الدوله الحمداني)
ولو من قصيدة واحده.
وان نتاول قضية التقديم والتأخير على انها قضية نحوية وبلاغية. وليس هناك اي داع للتحليل الادبي للقصيده.
جزاكم الله خيرا وتقبلوا خالص سلامي وتحياتي.
ـ[سامح]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 12:18 ص]ـ
لست أدري ..
أهلاً بك
وأبعد الله عنك عدم الدراية
وزادك رفعة وعلماً ..
أتمنى أن أساعدك .. ولكن الوقت يحاصرني
لذلك سأحاول إعطاءك مقدمة وبداية طريق ..
اختار لك قصيدة (واحر قلباه)
التي مدح فيها سيف الدولة وعاتبه ولكن شموخ أبي الطيب
أبى إلا أن يعرج على نفسه فيمدحها .. فوردت فيها أبيات:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي /
الخيل والليل والبيداء تعرفني /
طيب في الشطر السابق
قدم المسند إليه (الخيل والليل والبيداء) على المسند (تعرفني)
ومن بجسمي وحالي عنده سقم
قدم الخبر (عنده) على المبتدأ (سقم)
قد ناب عنك شديد الخوف
قدم الجار والمجرور على الفاعل.
وأيضاً في قوله:
تصافحت فيه بيض الهند واللمم ..
هذه انطلاقة لعلك تكملها مع أبي الطيب
وواثق بأن النحويين هنا والبلاغيين إن تيسر لهم الوقت
سيفيدونك حتماً .. واعذرني وليعذرني الجميع إن زللت.
تحياتي لك(/)
أيهما أصح في الرواية؟
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 09:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
لدي سؤال أرجو أن أجد إجابته عندكم:
في قافِيَّة ابن زيدون المشهورة، التي استهلها بقوله:
إنِّي ذكرتك بالزهراء مشتاقا ** والأفق طلقٌ ومرأى الأرض قد راقا
أيهما أصحّ في رواية البيتين الآتيين:
كان (التجاري) بمحض الود من زمن ** ميدانَ أُنسٍ جرينا فيه أطلاقا
فالآن (أحمدَ) ما كنا لعهدكمُ ** سلوتم وبقينا نحن عشاقا
أم:
كان (التجازي) بمحض الود من زمن ** ميدانَ أنس جرينا فيه أطلاقا
فالآن (أحمدُ) ما كنا لعهدكم ** سلوتم وبقينا نحن عشاقا
وما معنى قوله: " فالآن أحمد ما كنا لعهدكم "؟
وجزاكم الله خيرا ...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 12:21 م]ـ
في نفح الطيب 4/ 210
(كان التجاري) بالراء و (أحمدَ) بالفتح
وفي المُغرب لابن سعيد 1/ 181
التجاري، وأحمدُ بالضم.
وفيهما بمحض الود مذ زمن
وفي تمام المتون للصلاح الصفدي ص15
أحمدُ بالضم
قال ابن سعيد في المطربات:
وإني لمفتون بهذا الشطر الحزين: سلوتُم وبقينا نحن عشاقا
وفيه:كان التجازي بالزاي.
فيبدو لي أنها روايات. إلا أنّ (أحمدُ) بالضم أوضح. يريد: أنه كان بيننا تجارٍ أنِسنا به زمنًا، فلما تغيرتم بقينا نحن على الود، وحمدتُ ما كان مني من حفظ العهد قبلُ.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 02:09 م]ـ
الأستاذ الفاضل / خالد الشبل ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاكم الله خيرًا على هذه الإجابة الشافية الكافية، وزادكم علمًا وتوفيقًا ...
وتقبلوا مني خالص الشكر والتقدير ...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...(/)
نامي هنيئاً أمتي!
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[24 - 12 - 2004, 08:28 م]ـ
د. عبد المعطي الدالاتي
((إلى أمتي التي تخلّفت عن الإسلام فتخلفت عن العصر)).
نامي هنيئاً أمةَ الإسلامِ ... نامي على أرجوحةِ الأوهامِ
لا تفتحي العينينِ أخشى تخسري ... يا أمتي تهويمةَ الأحلامِ!
نامي فقد تعمى العيونُ إذا رأتْ ... أنوارَ فجرٍ ضاحكٍ بسَّامِ
نامي على خَدَرِ الدجى يا أمتي ... ولْيهنِكِ الذلّ المخيِّمُ .. نامي!
يا أمةَ المليار! أضحتْ في الورى ... عارَ الشُّعوبِ وقَصْعةَ الأقوام!
غوصي بكلِّ جهالة ٍ! لا ترتقي ... في عالم الأفكارِ والأَفهامِ!
...
يا أمةَ الإسلام مالكِ منهجٌ ... إلا الكتابَ وشِرعةَ الإسلامِ
يا أمةَ التوحيدِ هيا وحّدي ... كلَّ الجهودِ لهتْك كلِّ ظلامِ
* * *
" من ديوان " أحبك ربي "
المصدر صيد الفوائد
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 11:54 ص]ـ
كل الشكر لأختنا الفاضلة: عاشقة لغة الضاد.
ولكن لي ملاحظة بسيطة على هذه الأبيات وهي:
هذه النظرة التشائمية للشاعر، نحو واقعنا المؤلم، وتجاه الأمة الإسلامية، ما قولكم فيها؟
عندما يقول نامي، نامي، نامي في ثلاثة أبيات، أليست ذلك تثبيط للهمم؟
وعندما يقول غوصي بكل جهالةٍ ... ينطبق الأمر السابق.
عندما يصف العرب بأنهم عار الشعوب، وقصعة الأقوام، أليس هذا الشاعر عربي؟، إذن كيف يريد للعرب أن ينهضوا من سباتهم، ونضرة العرب إلى أنفسهم تشوبها الإنهزامية، والدونية، والذلة.
نشكر لشاعرنا غيرته الشديدة على أمته؛ هذه الغيرة التي أعلم بأنها جعلت هذه الأساليب التي ربما جانبت الصواب، تخرج منه. ولو أنه جعل قصيدته على حذو بيتيه الأخيرين وهما:
يا أمةَ الإسلام مالكِ منهجٌ =إلا الكتابَ وشِرعةَ الإسلامِ
يا أمةَ التوحيدِ هيا وحّدي =كلَّ الجهودِ لهتْك كلِّ ظلامِ
لكان أفضل.
كان بودي أن يسلك الشاعر، طريق التفاؤل في شعره، واستنفار الهمم، لا التثبيط لها، ووصفها بالذل، والمهانه.
يقول العشماوي:
إني أتوق إلى انتصار عقيدة = فيها لأنهار النجاة منابع
قالوا: تروم المستحيل؟ فقلت =بل وعد من الرحمن حق واقع
والله لو جرف العدو بيوتنا= ورمت بنا خلف المحيط زوابع
لظللت أؤمن أن أمتنا لها =يوم من الأمجاد أبيض ناصع
ويقول العشماوي أيضا:
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى =لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ =إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ
أختي الفاضلة: عاشقة لغة الضاد أكرر لك شكري على هذه القصيدة، وإلى الأمام يا أُخيَّة، فأنتي شعلة هذا المنتدى، بما تقدمينه من مشاركات، ومن إسهامات نلاحظها جميعا، ونقف لها احتراما وتقديرا، كاحترامنا لكاتبتها القديرة، والمتميزة.
وحي اليراع.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:09 م]ـ
د. عبد المعطي الدالاتي:
_____________________________________________
الحالة الاجتماعية:
- ولد عبد المعطي بن عزالدين الدالاتي في مدينة حمص السورية عام 1961م.
- متزوج، وله ثلاثة أطفال أنشأهم على حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهم: أحمد ورؤى وأسامة.
المؤهلات العلمية والعمل:
- نال شهادة دكتور في ((الطب البشري)) من جامعة دمشق عام 1985م.
- نال شهادة ماجستير في ((الأحياء الدقيقة)) من جامعة دمشق عام 1989م.
- نال شهادة الاختصاص في ((الدمويات)) من دمشق عام 1996م.
- نال شهادة الإجازة في ((اللغة العربية وآدابها)) من جامعة حلب عام 1993م.
- درَس ((الشريعة الإسلامية)) في كلية الشريعة بجامعة دمشق.
- درَس (اللغة الإنجليزية وآدابها) في كلية الآداب بحمص.
- وهو يعمل الآن طبيباً مخبرياً في مدينة حمص.
- المؤلفات والبحوث:
المنشورة:
- (ربحت محمداً ولم أخسر المسيح) - نشر مؤسسة الرسالة والدار المتحدة.
- (عطر السماء – حُداء للبنين والبنات) – نشر مؤسسة الرسالة والدار المتحدة.
- (أحبك ربي – نجاوى شعرية) – نشر دار الفكر بدمشق.
لحّن قصائده الأساتذة المنشدون: عماد رامي، ومحمد العزاوي، ومصطفى الجعفري وإيهاب أكرم ..
- (لكُم يغنّي الربيع) – ديوان شعر للأطفال؛ نشر مؤسسة رؤى بدمشق؛
وقد صدر ملحّنا بصوت المنشد الأستاذ عماد رامي وأشباله.
(يُتْبَعُ)
(/)
- (لحن البراءة) - ديوان شعر للأطفال؛ نشر مؤسسة رؤى بدمشق.
يعكف المنشد عماد رامي على تلحينه.
- نشر مقالاته وبحوثه وقصائده في موقع صيد الفوائد، وموقع الإسلام اليوم، وموقع لها، ولها أون لاين،ومجلة الفاتح و في سواها من المواقع والمجلات.
ومن مؤلفاته المخطوطة:
- ((في ظلال الرسول)).
- ((في ظلال القلم)).
- ((محمد والحياة)).
- ((مصباح الفكر)) - خواطر مرسلة -.
مشاريعه وأهدافه:
مشروعه الأكبر في الحياة هو الوصول إلى رضوان الله تعالى، وإلحاق الرحمة بالناس،بتبليغ كلمة الله العليا، وبإيصال صوت النبي إلى العالم، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: " خَلّوا بيني وبين الناس".
والعمل على تعميم الفقه الحضاري انطلاقاً من الكتاب والسنة والسيرة المطهّرة، من أجل بناء حضارة إنسانية ساجدة على أرض العبودية لله جلّ وعلا.
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالمعطي الدالاتي يشعل "مصباح الفكر"
الرياض ـ لها أون لاين
"عبدالمعطي الدالاتي" رجل يعرف ما يريد؛ فمشروعه الأكبر في الحياة ـ كما يقول ـ هو الوصول إلى رضوان الله تعالى .. وتبليغ كلمة الله، وإيصال صوت النبي صلى الله عليه وسلم إلى العالم، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "خَلّوا بيني وبين الناس".والعمل على تعميم الفقه الحضاري انطلاقاً من الكتاب والسنة والسيرة المطهّرة، من أجل بناء حضارة إنسانية ساجدة على أرض العبودية لله جلّ وعلا.
وقد أنشأ صفحته الخاصة به "مصباح الفكر" في موقع "صيد الفوائد"، بمثابة موقع شخصي له يضم أدبه وشعره، كما يهتم " مصباح الفكر"بتربية الجيل المسلم تربية حضارية مؤمنة منبثقة من القيم المعصومة في الكتاب والسنة والسيرة المطهرة. ويضم الموقع مقالات مختارة من مؤلفاته.
مولده ونشأته
ولد "عبد المعطي عزالدين الدالاتي" في مدينة "حمص" بسورية عام 1961م، وقد أنشأه أبواه على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وسلّم هو بدوره أمانة هذا الحب إلى أطفاله "أحمد، رؤى، أسامة" .. ليظل سند العقيدة متصلاً متماسك الحلقات، يسلّمه جيل إلى جيل.
قصته مع الأدب والشعر
بدأ "عبدالمعطي الدالاتي" كتابة الشعر منذ عشرين عاما، ولم يَنشر إلا بعد أن نضجت أفكاره وأشعاره وامتلك أدواته الفنية .. وعن بداياته مع الحرف يقول: "حُبّب إليّ منذ صغري الجمال في شتى صوره، ولاسيما جمال الإيمان وجمال البيان. الأمر الذي حملني على العيش في ظلال القرآن لأحفظ أكثر آياته، فكانت قبلتي الثابتة في الأدب هي القرآن الكريم .. فأشرِبَ قلبي الأسلوب القرآني الفريد .. وبه سمعت صوت الإعجاز".
كما بهره الجمال الفني الذي تجلى في الحديث النبوي، وأسرَته بلاغة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فقرأ الصحيحين مراراً، ومن أجمل رحلات حياته سياحته في مسند الإمام أحمد، حيث تأنّق في روضاته العِذاب، وحلّق مع بيان النبوة وأساليب الأصحاب ..
وبذا تشكل عنده ذوق لغوي رفيع، ونمت لديه "حاسة البيان"، وكان شعاره الدائم في الحياة: "إنتاج جليل، وإخراج جميل".
ومما حافظ على هذه الفطرة اللغوية، إدمانه قراءة أدب النوابغ والمبدعين، وتجنّبه الصارم للنصوص المتكلفة ذات الأساليب الضعيفة، فهو يحمي بصره من حروفها مثلما يحمي أذنه من سماع الأصوات المنكرة!
ويأتي على رأس الأدباء الذين أثّروا في تشكيل نثره الفني أديب العربية والإسلام "مصطفى صادق الرافعي" رحمه الله، حيث قرأ كتابه الفذ "وحي القلم" أكثر من سبع مرات.
كما قرأ لـ "الصادق عرجون" و "محمد الغزالي" و"القرضاوي" و"الطنطاوي" و"الندوي" و"العقاد" و"مالك بن نبي" و"عمر حسنة" و"د. عماد الدين خليل" و"د. نجيب الكيلاني" ولغيرهم من الأدباء والمفكرين.
وفي ميدان الشعر قرأ جلّ دواوين العربية، وتنخّل منها المقطوعات التي تجلى فيها الصدق الفني، والصور المبتكرة، والموسيقا العذبة.
ومثَله الأعلى في الشعر هو "حسان بن ثابت" شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي هذا يقول في قصيدته "على خُطا حسان" التي نشرها في موقع " لها أون لاين ":
تبوّأتُ في الشعر ميدانَهُ
وأسعى لأغدوَ "حسّانهُ "
بكفّي يَراعٌ شَدا للهدى
وعطّر بالدين ألحانَهُ
بحبِّ الإلهِ وحبِّ الرسولِ
سَيَبسُط في الشعر سلطانَه ُ
تبوّأتُ في الشعر ميدانَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يعرف الشعرُ فرسانهُ
وفي قصيدة " تحت لواء حسان " يكتب:
قلمي .. رأيتكَ في إسار المِعصمِ
حرَّ المسار .. تجوبُ بين الأنجمِ
قلمي .. تُحدّثني حروفُك أنّها
كانت تحومُ على جدار"الأرقمِ"
حتى أتيتَ بكلِّ ألوانِ السنا
من وحي ربّكَ ذي الجلالِ الأكرمِ
وقفتْ حروفك في الصفوف وكبّرتْ
عزَمتْ تجاهدُ كلَّ فكرٍ مُظلِمِ
تحت اللواءِ، لواءِ "حسّانَ" الذي
زانَ الزمانَ بكلِّ شعرٍ ملهَمِ
وأما الشعراء المحدَثون فقد تأثر بشاعر الإسلام "د. محمد إقبال"، وبالشاعر المحلّق "عمر الأميري". كما أعجبه شاعر اليمن "الزبيري"، والشاعر المتدفق "د. عبدالرحمن العشماوي".
أغراض أدبه وشعره
يَصدر في أدبه عن التصوّر الإسلامي للكون والإنسان والحياة.
وهو يرى أن كل أدب جميل يشي بالمشاعر السامية والقيم العالية هو أدب إسلامي.
وبما أن الإسلام هو دين الحياة، فالأدب الإسلامي هو أدب الحياة، والشعر الإسلامي هو شعر الحياة.
وقد شغلت قصائد المناجاة المساحة الكبرى من شعره؛ ولذلك لقّب بـ" شاعر الإيمان" .. وكثيرا ما يلحّ عليه هذا السؤال:
كيف عقِمت حناجر الشعراء عن مناجاة رب العالمين؟!
وفي مناجاة له يقول:
برفّةِ روحي .. وخفقة قلبي ... بحبٍّ سرى في كياني يُلبّي
سألتكَ ربي لِترضى، وإني ... لأَرجو رضاكَ - إلهي - بحبّي
وأَعذبُ نجوى سرتْ في جَناني ... وهزَّت كياني:"أحبُّك رَبي"
...
وما كنتُ بالحبِّ يوماً شقيّا ... ولو فَجَّر الحبُّ دمعي العصيّا
فهذا سكوني .. ودمعُ عيوني ... يناجي ينادي نداءً خفيّا
"تباركت ربي .. تعاليت ربي" ... ويَنفَدُ عمري ولم أُثنِ شيّا
كما استحوذت محبة النبي عليه الصلاة والسلام، على حيز كبير من قصائده،
وتتصدرها قصيدة "حار فكري" ومطلعها:
حار فكري، لست أدري ما أقولْ!
أي طهرٍ ضمّه قلبُ الرسولْ!!
وكذا قصيدة "أراود نفسي"، وقد أنشدهما الغريد المبدع "محمد العزاوي" بصوته الملائكي العذب.
المرأة في شعره
أما المرأة المسلمة فقد كتب لها الكثير الكثير .. على منديل من حرير! سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجاً أو بنتاً. وقد خاطبهن كلهن في قصيدته "إليك حواء"، ومنها قوله:
حَباكِ الإلهُ بأسمى مقام ٍ
ووصىّ ثلاثاً نبيُّ الهدى
مقامُك بين جلال الصلاةِ
وبين شذا الطيبِ قد أُفرِدا
وأنتِ الطهارةُ .. أنت السّنا
وأنت الحضارةُ؛ والمنتدى
بروضكِ شِعري غدا بلبلاً
فهل تعجبينَ إذا غّردا؟!
ولمّا رأيتكِ وَردَ الوجودِ
كتبتُ "إليك" بقطر الندى
وفي قصيدة " أتدرين أنك أمّ الجمال؟! " كتب:
لأجلكِ غنّى وطارَ النشيدُ
يرفرفُ حولكِ حتى دَنا
إليك تهاجرُ كلُّ الحروفِ
وتهوي إليك كرامُ المُنى
تعاليْ لِنبنيَ بيتَ القصيدِ
بشطرينِ: منكِ .. ومنّي أنا
لأنكِ أنتِ .. لأني أنا
تسيرُ الحياةُ رُخاءً بِنا
ظلمناكِ دهراً فهل تغفرينَ؟!
ومِثلكِ يصفحُ عمَّنْ جَنا
أما الأطفال
فيعتبرهم الشاعر أعظم مشروع لأية أمة تخطط للبناء الحضاري،
فهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وفي كل طفل مسلم ينطوي الانتصار.
وعلى لسان رضيع يأنس بمناغاة أمه يكتب:
أَعيدي اللّحن يا أمّي
وضُميّ طفلكِ .. ضميّ
فما من صورةٍ فاقتْ
صغيراً لاذ بالأمِّ
...
أعيدي همسَكِ الحاني
بأوزانٍ .. وألحانِ
فسمعُ الكونِ قد أصغى
وإني السامعُ الثّاني
أما أطفال فلسطين!
فلم يجد مايقوله لهم سوى الاعتذار!
عُذري إليكمْ أنّني
لا عذرَ .. لي لكنني
أَدمَى فؤاديَ جرحُكمْ
و أهمّني .. و أغمّني
فشعرتُ أنّي مُذنبٌ
لو أنّ طفليَ ضَمّني!
أشلاؤُكُمْ منثورةٌ
وننامُ مِلءَ الأعينِ!
ودماؤُكم مهدورةٌ
ونرومُ طيبَ المَسكنِ!
تهوي الجبالُ وتنحني
وجباهكُمْ لا تنحني!
أطفالُنا في قدسِنا
ثبتوا ثباتَ المؤمنِ
رأي النقاد في أدبه
وصف الدكتور "محمد علي سلطاني" شعره بقوله:
"وجدت عالَماً شفافاً من الصدق والرقة والمحبة، اجتمعت لصاحبه الشاعرية والمعرفة وحرارة الانفعال وصدق التجربة والشعور ..
فالكلمات نبضات قلب، والمعاني نفحات روح، والقوافي ومضات معبرة، وخفقات موحية، والمقطوعات مواقف شفافة راقية، ومشاعر رقيقة سامية .. ".
أما الدكتور "فرحان السليم" فقد كتب عن شعره يقول:
"رشاقة في كلماته .. وخفة في قافيته .. وهمسة في بحوره الرشيقة ..
ولا تقتصر شاعرية د. عبد المعطي على شعره فحسب، ولكنها تنبثّ في نثره، وتجري على لسانه، وتسيل سيلان ماء الجدول الرقراق، وتتهفهف هفهفة نسيم الصبا في أمسية ربيعية حالمة .. ".
كما وصفت الأديبة "منيرة الأزيمع" شعره بأنه: "عزف بالغ التطريب".
...
----------------------------------------------------------------------
منقول
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:13 م]ـ
أشكرك أخي وحي اليراع على هذا الثناء الذي أخجلني، لأني لست سوى عاشقة لأمي، لذا فأنا أثابر و أواظب على المشاركة في هذا المنتدى لأوفي بالعهد الذي قطعته مع أمي الحبيبة _ لغة الضاد _ بأني سأرفع لواها في كل زمان ومكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 04:04 م]ـ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 10:04 ص]ـ
نائمةٌ هي الآن يا دكتور ..
نائمةٌ بل و تحلم .. !!(/)
قصيدة: " أسرى شيراك ... "
ـ[صالح العمري]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 11:51 ص]ـ
أسرى شيراك!! ..
أشغلتْ فرنسا العالمَ بقضيّةِ الصحفيين الأسيرين في العراق، وحُقَّ لها ذلك، وبعد جهودٍ مُضنيةٍ ابتهج الفرنسيون بإطلاق سراحهما، فقطعَ الرئيسُ إجازته وأوفدَ وزيرَ خارجيته لإحضارهم من الشرقِ الأوسط، وكان يوماً وطنياً لفرنسا .. تذكرتُ عندها أسرانا في فلسطين سواءً في سجون الصهاينة أو خلف الجدران العنصرية والحواجز القهريّة، وتذكّرتُ أسرانا في كوبا وأفغانستان والعراق .. الآف مؤلفة .. يرفلون في قيودهم من غير ذنب أو جريرة دونما سؤال عنهم .. فهذه رسالة عتاب إلى المسلمين شعوبا وحكومات، وأفرادا وجماعات على تقصيرنا في فكّ العاني وخلافة الفقيد في أهله وماله ...
------------------------------------------------------------
أسرى شيراك ..
1. شيراكُ عرّجْ على أسْرَاكَ جذلانا = فمَا لنا مهجةٌ تبكي لأسرانا!!
2. "واقطع إجازتك" الغنَّاء في فرحٍ = فليس في أمتي من يرفعُ الشانا
3. وصُغْ بباريس أعيادا مطرّزةً = وحَلِّ "بُرْجَكَ" أنوارا وألوانا
4. واجعلْ وزيرَكَ حكْراً في مواكبهم = وصُفّ جيشَكَ ضبّاطاً وأركانا
5. فإن من أخوتي مليون معتقلٍ .. = وقد صففنا لهم ذلاًّ و خذلانا!!
6. وهنّيءْ الأمَّ والزوجَ التي سكنتْ = واكسُ الصغيرةَ باقاتٍ و ريحانا
7. فللأسيرِ هُنا أمٌ معذبةٌ .. = تقرّحتْ حسرةً .. قلبا وأجفانا!!
8. وللأسير هنا زوجٌ ملفعةٌ = بالحزنِ .. تحصدُ بعدَ البذل نُكرانا
9. تشكو إلى الله أحزانا مُعتّقةً = وتحفظُ العهد أشواقاً ووجدانا
10. وللأسيرِ هنا بنتٌ مشوّقةٌ = تراقبُ الفجر .. علّ الفجر قد حانا
11. وللأسير هنا دارٌ معطّلةٌ = تنعى الشهامة أبواباً و جدرانا!!
12. غابوا فما سائلٌ عنهم، ولا وطنٌ = يهتَزُّ من أجلهم بَرّاً و خُلْجانا ..
13. تسومُهم تحت عين الكونِ أجمعِهِ = صلافةُ الحاقدِ الممسوخِ شيطانا!!
14. لايرقبونَ لهم إلاًّ ولا ذمما = واللهُ أنزلها للناس قرآنا
15. ويحيي .. وما نقموا منهم سوى صورٍ = لنُصرةِ الدينِ أرواحا وأبدانا
16. من لي بقلبٍ على إخوانهِ شَفِقٍ = مستيقظٍ لم يجدْ في الدهرِ سلوانا
17. يبيتُ فوق صفيحِ الجمر من لَهَفٍ = أخوّةً صاغها الإسلامُ بُنيانا
18. خليفةُ الجارِ في مالٍ وفي حّشمٍ .. = كالأمِّ عطفاً وإيثاراً وتحنانا
19. سترُ اليتامى .. جوادٌ حين مسغبةٍ = وقد ينامُ على الفاقاتِ جوعانا ..
20. أين التُّقى يا عباد الله في زمني؟! = أين التناصرُ تثبيتاً و إحسانا؟!
21. ألم يكن بيننا في الدين من رحمٍ؟! = ألم نكنْ في الأسى والسعدِ إخوانا؟!
22. لكنْ إذا شطَّ جيلٌ عن شريعته = أضحتْ مبادئهُ زوراً وبُهتانا!!
23. هُنّا فهانتْ على الدنيا محارُمنا = وباتَ يسبي حمانا كلُّ من هانا
24. شيراكُ لا قدوةٌ فيكم ولا شرفٌ .. = فقد جعلتمْ جزاءَ البرِّ عدوانا!!
25. لقد حكمنا فأحيتكم حضارتُنا = وحكمكم مِقْصلٌ يزجي منايانا
26. إسلامنا عبّدَ الدُّنيا لخالِقِها = وأّكْرَمَ الناسَ أجناساً وأديانا
27. وعهدُكم آلةٌ تفري و محْرَقةٌ .. = كفى بما سجّل التأريخُ بُرهانا
28. يا كم غرسنا غراسَ العدلِ فازدهرتْ = وبَذْرُكم نزّ أحقاداً و أضغانا!!
29. شيراكُ: لي موعدٌ للنصر أرقُبُهُ = لم نبدِ إلا لوجهِ الله شكوانا ..
30. بي من أسى أمتي عن همّكم شُغُلٌ = لكنّها حرّكتْ في القلب أشجانا!!
-------------
شعر: صالح علي العمري – الظهران
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الناقد الكبير]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 02:24 م]ـ
لله درك يا صالح
لا فض فوك
رائعة كفلوجة العز
اسجل اعجابي وتقديري لشخصكم الكريم
ـ[المستبدة]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 02:39 م]ـ
مثل هذا الجمال النازف .. دوماً يأسرني ..
أشعر بدفء الحروف كأنها جمرة .. !!
أشعر بنبض أمتي المليارية .. وكانها قطعة ثلجٍ بلّوريّة .. !
بيد أنّي أتنفس فجراً جديداً .. مشرقاً .. بأنوار النصر ..
صاخباً بضجيج الحرب .. باسماً يرتدي (لا) .. !
تلك التي يجفل منها الكثير ... !
أتنفس برويّة .. حين أقرأ مثل ما كتب فوق ...
فأشعر بفرسان القلم .. يحترقون لإشعال شمعة ..
فقط لكيلا نشعر بالظلمة ... !!
شكري أمام حروفك ينتثر ...
أثابكم الله وجزاكم عن جراحنا خير الجزاء ..
. . .
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 10:51 م]ـ
هُنّا فهانتْ على الدنيا محارُمنا .. وباتَ يسبي حمانا كلُّ من هانا
صدقت يا شاعر الجراح الإسلامية
وهل نستحق إلا جزاء من جنس عملنا؟ سمحنا لأنفسنا أن نردى إلى هذا الوضع فسلط الله علينا أمما لبسها الذل والجهل والهوان طويلا
دمت مبدعا ياشاعرنا .. فما رأيت اسمك أمام قصيدة إلا وتأكدت أني سأجد أدبا راقيا، وتوجها صحيحا، وحرقة تعبر عما في أنفسنا نحو جراحنا الكثيرة
ـ[صالح العمري]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 07:48 ص]ـ
الناقد الكبير
المستبدة
أبومحمد
أنوار الأمل
شكر الله لكم هذا التواجد الحي المشجع .. وهذه الكلمات المؤثرة .. والتعاطف مع قضايا إخواننا وأحبّائنا .. ونسأل الله أن يفرج عن الأمة وأن يرفع عنها أغلال الذل والهوان ...
ليت أحد المشرفين يتكرم بتعديل الرابع حيث وردتني ملاحظة أن "شيبان" غير فصحى، وكنت أحسبها، حيث وردت عند أحد الشعراء المعاصرين كذلك .. ليصبح البيت:
واجعلْ وزيرَكَ حكْراً في مواكبهم = وصُفّ جيشَكَ ضبّاطا وأركانا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 07:30 م]ـ
مرحبا أستاذ صالح أيها الشاعر المطبوع
آه. فكم من صورة نكأت الجراح وقرحت الجفون وأذابت المهج في زمن الذل والخنوع ..
لا شلت يمينك أستاذ صالح.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 08:06 م]ـ
أحسنت يا أبا علي.
تمرّ الأيام والشهور، وربما السنون، والأسير محاط بجدران حبسه، إلا أن جهة العلو تبقى مفتوحة، وباب السماء لا يغلق.
اللهم فك أسرى المسلمين، وفرج همهم، ونفس كربهم.
الأخ الشاعر م. صالح: تقبل مني باقة شكر على هذه الأبيات المبدعة.
لك ودّي.
ـ[حمزة]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 08:04 م]ـ
أيها الرائع الأستاذ / صالح العمري
يعجز اللسان عن تقديم الشكر لشاعر الجراح الإسلامية أنت شاعر المستقبل الذي ضل طريقه إلى الحاضر .. بكيت كثيراً عندما قرأت قصيدة الموؤدة في إحدى المجلات االسعودية ورددتها مراراً وتكراراً وحفظتها كم هي رائعة متناسقة، كم هي متماسكة الأبيات ليس بها ما يشوبها من إختلال في الأوزان أو إقواء أو غيره، لك التحية أخي الأستاذ صالح ودمت شاعراً للمنتدى.
ـ[صالح العمري]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 10:02 ص]ـ
أساتذتنا الكرام:
بديع الزمان
خالد الشبل
حمزة
أنرتم الصفحات وشرحتم الصدور بأسمائكم الغالية .. ووجودكم العاطر .. وكلماتكم المؤثرة ...
جزاكم الله خير ما جزى أخا عن أخيه .. وجمعنا الله بكم في الفردوس الأعلى .. واثلج الصدور بنصرة الأمة وانطلاقها من أسرها في قيود الهوى والفرقة والتشرذم ...
أخوكم:
صالح العمري
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 10:10 م]ـ
شاعر مشرق بكلماته ..(/)
** موسوعة ألقاب الشعراء وعلماء اللغة العربية **.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء الفصيح الكرام، لدي فكرة وددت أن أعرضها عليكم علها تعجبكم فننفذها إن شاء الله، و هي أن نكون موسوعة لألقاب الشعراء وعلماء اللغة العربية، حيث يقدم كل عضو مايستطيع من ألقاب أطلقت على الشعراء أو العلماء و لا بد من ذكر سبب تلقيب تلك الشخصية بذلك اللقب،_ مع العلم بأن هذه الفكرة منقولة من موقع آخر _، أنا في إنتظار أرائكم، و من ثم نبدأ رحلتنا التي أتمنى أن تكون ممتعة لا نشعرفيها بالملل أو التعب.
أرجو التفاعل، و المشاركة من جميع الأعضاء الكرام، و جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.: D :D :D
ـ[حمزة]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 08:19 م]ـ
فكرة رائعة أختي العزيزة عاشقة اللغة لك التحية.
أنا أبدأ لكم بهذا اللقب:
الشاعر " همام بن غالب التميمي " كان وجهه عريضاً مدوَّراً لذا سمي بالفرزدق والفرزدق هو الرغيفة المدوَّرة.
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 10:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أحسنتِ أختي عاشقةُ لغةِ الضادِ، فهيَ فكرةٌ جميلةٌ.
حُنْدُجْ بن حجر
لُقَّبَ بعدةِ ألقابٍ منها.
امرؤُ القيسِ
وتعني رجل الشدة، وربما لقوته، وشدةِ بطشهِ.
يقول امرؤ القيس في معلقتهِ على لسانِ عُنَيزةَ:
تقولُ وقد مالً الغبيطُ بنا معاً = عقرتَ بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
ذو القروحِ
ولقبَ بهذا اللقب، حينما تساقط لحمه، بعد أن ارتدى تلك الجبَّةَ المُهداةَ من قيصرِ الرومِ إليه.
ويقول في ذلك امرؤ القيس:
وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة= فيا لك نعمى قد تحول أبؤسا
الملكُ الضليلُ
ذلك أنه أمضى حياتَهُ كلَّها في طلب الملك، الذي لم يتسنَّى له الحصول عليه.
يقول امرؤ القيس:
بكى صاحبي لمّا رأى الدربَ دونه=وأيقنَ أنَّا لاحقانِ بقيصرا
فقلت له لا تبكِ عينُكَ إنما=نحاولُ ملكا أو نموتُ فنعذرا
حاملُ لواءَ الشعراء
وقد لقَّبه بهذا اللقبِ الرسولُ صلَّى الله عليه وسلم.
أميرُ الشعرِ الجاهلي
لُقِّبَ به؛ لأنه أولُ من أطالَ القصائدَ، و أجادَ في فنون القولِ، وعلى سَنَنِهِ اتَّبعهُ الشعراء في قولِ الشعرِ.
دمتم.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 11:01 ص]ـ
للأخ حمزة الشكر الجزيل، كما لك أخي وحي اليراع الشكر. فالله درك أخي الفاضل، هكذا يكون الحماس، بل و هكذا يكون التميز، لك مني الشكر، و بارك الله فيكما أيها الفاضلان.
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 11:21 ص]ـ
باركَ اللهُ فيكِ.
إلا أني لم أرى تفاعلاً من الأعضاءِ!!!!!
صريعُ الغواني
هوَ لقبٌ لُقَّبَ بهِ الشاعر " مسلمُ بن الوليدِ "
وسببُ تلقيبهِ بهذا اللقبِ؛ أنهُ أنشدَ قصيدتَهُ اللاميةَ، بين يدي الرشيدِ، والتي يقولُ فيها مسلمٌ:
هلُ العيشُ إلا أن أروحَ مع الصَّبا=وأغدو صريعَ الرَّاحِ والأعينَ النُّجلُ
فقال له الرشيدُ: أنت صريعُ الغواني.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 11:32 م]ـ
اقتراح جميل عزيزتي
ويمكن أن يكون بطريقة السؤال عن لقب معين وننتظر الرد من البقية
وأضيف إليه اقتراحا بأسماء أوألقاب بعض القصائد
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
>>>شاعر الرسول<<< حسان بن ثابت
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 11:39 م]ـ
مرحبا بالأنوار،،،
أمير الشعراء
هوالشاعر أحمد شوقي.
شاعر المرأة
نزار قباني.
المتنبئ،، و من يجهله!!
هو أحمد بن الحسين (شاغل الناس و سيد القوافي) < <<< مجرد رأي.
و لي عودة،، و أعذروني على الإيجاز الواضح.
<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
. " الفِنْد ": اسمه شهل بن شيبان، وإنما سمي " الفند "؛ لأنه قال يوم قَضّة: أما ترضون أن أكون لكم فِنْدًا.
· " الأخطل ": إنما سمي " الأخطل " لأن ابني جُعال تحاكما إليه أيهما أشعر، فقال:
لعمرك إنني وبني جعال ** وأمهما لإستار لئيم
فقيل له: إن هذا الخَطَل من قولك، فسمي الأخطل.
· " طفيل الغنوي ": كان يقال له في الجاهلية " محبِّر "؛ لتحسينه الشعر.
· " الفرزدق ": إنما سمي " الفرزدق " تشبيها لوجهه بالخبزة.
· " الراعي ": إنما سمي " الراعي " لكثرة وصفه للإبل، وحسن نعته لها.
· " عنترة ": كان يلقب " الفلحاء " لفَلَحة كانت به وهي شَقّ في الشفة السفلى.
· " النابغة الذبياني ": سمي نابغة لأنه قال الشعر على كبر السن، وقيل: بل سمي بذلك لقوله:
وقد نبغت لنا منهم شؤون
· " ابن قيس الرقيات ": لقب بذلك لتشبيبه بثلاث نسوة أسماؤهن رقية، وقيل: الرقيات جداته. وقيل: إنما أضيف إليهن لأنه تزوج عدة نسوة وافق أسماؤهن كلهن رقية، فنسب إليهن.
· " ثابت قُطْنة ": هو ثابت بن كعب، لقب " قطنة "؛ لأن سهما أصابه في إحدى عينيه؛ فذهب بها فكان يجعل عليها قُطْنة.
· " الحُطيئة ": سمي " الحطيئة " لدمامته، والحطيئة: الرجل القصير.
· " المهلهل ": إنما سمي " مهلهلا " لهلهلة شعره كهلهلة الثوب، وهو اضطرابه واختلافه.وقيل: سمي مهلهلا؛ لأنه أول من أرقّ الشعر.
# المرجع: المزهر للسيوطي: 2/ 429 ـ 434.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 09:13 ص]ـ
· معاوية بن تميم: سُمّي " الشَّقِر " بقوله:
قد أحمل الرمح الأصم كعوبه ** به من دماء القوم كالشقرات
· فيل بن عمرو بن الهجيم: سمي " بليلا " بقوله:
وذي نسب ناء بعيد وصلته ** وذي رحم بلّلتها بِبِلالها
· عمرو بن سعيد بن مالك: سمي " المرقِّش " بقوله:
الدار قفر والرسوم كما ** رقّش في ظهر الأديم قلمْ
· عمر بن ربيعة: سمي " المستوغر " بقوله:
ينشُّ الماء في الرَّبَلات منها ** نشيشَ الرضف في اللبن الوغير
· شاس بن نهار العبدي: سمي " الممزَّق " بقوله:
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ** وإلا فأدركني ولَمَّا أُمَزَّقِ
· عائذ بن مِحْصَن العبدي: سمي " المثقِّب " بقوله:
ظهرن بكِلة وسدلْنَ أخرى ** وثقَّبْنَ الوَصاوصَ للعيون
· عامر بن زيد مناة العبدي: سمي " الحصيص " بقوله:
قد حَصَّت البيضة رأس امرئ ** جَلْدٍ على الأهوال صَبَّارِ
. ربيعة بن ليث العبدي: سمي " المطلع " بقوله:
فإن لم أزر سعدى بجُرد كأنها ** صدور القنا يطلعن من كل مطلع
ويتبع ـ إن شاء الله ـ.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 10:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخيتي الفاضلة: سمط اللآلئ .... و منكم نتعلم.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 03:04 م]ـ
· مالك بن جندل: سمي " الذهَّاب " لقوله:
وما سيرهن إذ علون قُراقِرا ** بذي أمم ولا الذهَّاب ذهَّاب
· جرير بن عبدالمسيح الضبي " سمي " المتلمِّس " بقوله:
فهذا أوان العِرضِ جُنَّ ذُبابه ** زنابيره والأزرق المتلمِّسُ
· زياد بن معاوية الذبياني: سمي " النابغة " بقوله:
وحلّت في بني القين بن جسر ** وقد نبغت لنا فيهم شؤون
· معاوية بن مالك: سمي " معوِّد الحُكَّام " لقوله:
أعوِّد مثلها الحكام بعدي ** إذا ما الأمر في الأشياع نابا
· مالك بن كعب بن عوف: سمي " الجوَّاب " بقوله:
لا تسقني بيديك إن لم تأتني ** رَقْصَ المطية إنني جوَّاب
· جامع بن شداد: سمي " مُرْخِية " لقوله:
وقد مدوا الزوايا من لحيظ ** فرخُّوا المَحْضَ بالماء العذاب
· معاذ بن سنان: سمي " الأقرع " بقوله:
معاويَ من يرقيكم إن أصابكم ** شباحيَّة مما عدا القَفْرَ أقرع
· عامر بن عبدالله الكلبي: سمي " المتمني " بقوله:
تمنيت إن ألقى لميسا قتلتها ** وأسر ابن أبدى بالسيوف القواضب
· امرؤ القيس الأكبر بن بكر الكندي: سمي " الذائد " بقوله:
أذود القوافي عني ذيادا ** ذياد غلام غويّ جوادا
· شُرَحْبيل بن معْدِي كَرِب: سمي " العفيف " بقوله:
وقالت لي هَلُمَّ إلى التصابي ** فقلت عففت عما تعلمينا
يتبع ـ إن شاء الله ـ ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 06:28 ص]ـ
· عامر بن مجنون الجرمي: سمي " مدرج الريح " بقوله:
أَعَرَفْتَ رَسْمًا من سمية باللِّوى ** دَرَجَتْ عليه الريح بعدك فاستوى
· قيس بن جروة الطائي: سمي " العارق " بقوله:
فإن لم تغير بعض ما قد صنعتم ** لأنتحينْ للعظم ذو أنا عارقه
· جابر بن قيس الحارثي: سمي " المحذق " بقوله:
وأحججتمو بالركب عنا وقلتم ** سقطنا على أم الرُّبَيْق المحذَّق
· مرثد بن حمران الجعفي: سمي " الأشعر " بقوله:
فلا يدعُني قومي لسعد بن مالك ** لِمَنْ أنا، لم أَشْعُر عليهم وأثقب
· ثعلبة بن امرئ القيس: سمي " قاتل الجوع " بقوله:
قتلتُ الجوع في السنوات حتى ** تركت الجوع ليس له نكير
· عبدالله بن عمرو الجُعْفي: سمي " الخلِج " بقوله:
كأن تخالج الأشطان فيهم ** شآبيبٌ تجود من النوادي
· عامر بن جابر الخزاعي: سمي " المُتَنكب " بقوله:
تنكبت للحرب العضوض التي أرى ** ألا مَنْ يحاربْ قومه يتنكب
· عبد الله بن قيس السهمي: سمي " المبرق " بقوله:
فإن أنا لم أبرق فلا يسعنني ** من الأرض برٌّ ذو فضاء ولا بحرُ
· مالك بن جناب الكلبي: سمي " الأصم " بقوله:
أصم عن الخنا إن قيل يوما ** وفي غير الخنا أُلْفى سميعا
· عويف بن عقبة الفزاري: سمي " عويف القوافي " بقوله:
سأُكْذِبُ من قد كان يزعم أنني ** إذا قلت قولا لا أُجيد القوافيا
· خِداش بن بِشر: سمي " البَعيث " بقوله:
تبعَّث مني ما تبعَّث بعدما ** أُمِرَّتْ قوايَ واستَتَمَّ غَريمي
· غَيلان بن عقبة: سمي " ذا الرُّمة " بقوله:
* أشعث باقي رُمَّة التقليد *
يتبع ـ إن شاء الله ـ ...
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 10:06 م]ـ
· يزيد بن ضرار: سمي " المزرِّد " بقوله:
فقلت: تزردها عبيدُ فإنني ** لِزَرْدِ الموالي في السنين مزرِّد
· عمرو بن غُنْم الطائي: سمي " الصَّموت " بقوله:
صَمَتُّ ولم أكن قِدْمًا عَيِيّا ** ألا إن الغريب هو الصَّموت
· بَيْهَس بن خلف الفَزاري: سمي " بَيْهس النعامة " بقوله:
لأطرقنَّ حيَّهم صباحا ** لأبركنَّ بِرْكة النعامة
· عمرو بن عبد الدار اليَشْكُري: سمي " القَعْقاع " بقوله:
فخرَّ أديمٌ حين غاب صَناعه ** وخرَّ خِباء تحته يتقعقعُ
· عمرو بن العبد: سمي " طَرَفة " بقوله:
لا تَعْجَلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا ** ولا أميريكُما بالدار إذ وقفا
· عدي بن علقمة الجسري: سمي " اللجّاج " بقوله:
فما أنا باللَّجاج إن لم يُرَفِّعوا ** ذَلاذِلَ أَثْوابٍ يَجُرُّونها رُفْلا
· جِران العَوْد العقيلي: سمي بقوله:
عَمدتُ لعَوْدٍ فانْتَحَيْتُ جِرانَه ** وَلَلْكَيْسُ أَمْضى في الأُمور وأَنْجع
· العجَّاج: سمي بقوله:
حتى يَعِجَّ ثَخَنا من عَجْعَجا *
· سيَّار بن ربيعة اليشكري: سمي " المفترق " بقوله:
وعند بنات الصَّدر مني قصائد ** أُنَهْنهُ من رَيْعانهنَّ وأفترق
· أبو ذؤيب الهذلي: سمي " القطيل " بقوله:
* عليه الصخر والخشب القَطِيل *
(مرجع ما سبق ـ مِن ذكر مَنْ لُقِّبَ ببيت شعر قاله ـ: المُزْهِر للسيوطي: 2/ 434 ـ 442.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 08:48 ص]ـ
الأستاذة الفاضلة: سمط اللآلئ
جزاك الله خيرا و بارك فيك.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 10:21 م]ـ
* سيبويه:
لقب إمام النحو، وهو لفظ فارسي معناه: رائحة التفاح؛ قيل: كانت أمه ترقصه بذلك في صغره، وقيل: كان من يلقاه لا يزال يَشَمُّ منه رائحة الطِّيب، فسمي بذلك، وقيل: كان يعتاد شم التفاح، وقيل: لقب بذلك للطافته، لأن التفاح من لطيف الفواكه.
* قُطْرُب:
لازم سيبويه، وكان يدلج إليه فإذا خرج رآه على بابه، فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل؛ فلقب به.
(والقطرب: دويبة لا تستريح نهارها سعيا).
* المبرِّد:
قال السيرافي: لما صنف المازني كتابه " الألف واللام " سأل سأل المبرِّد عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب، فقال له: قم فأنت المبرِّد (بكسر الراء) أي: المثبِت للحق؛ فغيره الكوفيون، وفتحوا الراء.
* نِفْطويه:
اسمه إبراهيم بن محمد بن عرفة، لقب بذلك تشبيها بالنِّفْط لدمامته وأدمته، وجعل على مثال سيبويه في النحو إليه.
* النبَّاح:
كان أبو عمر الجرمي يلقب " النبَّاح " لكثرة مناظرته في النحو وصياحه.
* معاذ الهرّاء:
قيل له ذلك، لأنه كان يبيع الثياب الهَرَوية.
المرجع: المُزْهِر للسيوطي: (2/ 426 ـ 429).
ـ[ابن هشام]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 10:45 ص]ـ
أشكر الأخت الكريمة الأديبة عاشقة لغة الضاد على أفكارها المتميزة وجهودها الواضحة في الرقي بالمنتدى بارك الله فيها.
هذه الفكرة التي طرحتها أختي الكريمة فكرة موفقة، وقد خطرت للدكتور سامي مكي العاني قديماً، فصنف كتابه القيم:
معجم ألقاب الشعراء
وقد أصدره عام 1390 هـ تقريباً في المجمع العلمي العراقي، ثم أعاد نشره عام 1402هـ. وطبعته مكتبة الفلاح بدبي - الإمارات، وهذه الطبعة هي التي أصفها هنا، وتقع في مجلد واحد - أومجلدة واحدة كما يحب بعضهم أن يقول - في 324 صفحة من القطع العادي.وقد استدرك فيها الكثير مما فاته في النشرة الأولى. وقد اشتمل كتابه أو معجمه على ما ورد في كتب ألقاب الشعراء التي تقدمته وهي كثيرة. وقد رتب الألقاب ترتيباً هجائياً وصنع له عدداً من الفهارس وهومن أفضل الكتب التي اطلعت عليها في هذا الموضوع.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 03:37 م]ـ
لك التحية و الشكر الجزيل أخي ابن هشام على هذه المعلومات المثمرة، و جزاك الله خيرا.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 10:48 م]ـ
ألا يستحق الرفع .. ؟!!
ـ[باوزير]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 07:27 م]ـ
السلام عليكم
أجو أن تسمحوا بالدخول بينكم كمشارك وإن لم أبلغ مبلغكم مع الشكر والتقدير لمن كان سببا في هذه الفوائد الغزيرة:
1) مسكين الدارمي:
اسمه ربيعه بن عامر.
سبب التسمية قوله في شعر يصف فيه نفسه:
أنا مسكين لمن أنكرني= ولمن يعرفني جد نطق
لا أبيع الناس عرضي إنني = لو أبيع الناس عرضي لنفق
وكان يقول بعدما سمي مسكينا:
إن أدع مسكينا فليس بمنكر = وهل تنكرن الشمس ذر شعاعها
لعمرك ما الأسماء إلا علامة = منار ومن خير المنار ارتفاعها
وقال:
وسميت مسكينا وكانت لجاجة = وإني لمسكين إلى الله راغب
،،،،
2) ذو العيال:
لا يعرف إلا بهذا الاسم وسببه قوله في شعره:
ومن يكن مثلي ذا عيال ومقترا = من المال يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذرا أو يصيب رغيبة = ومبلغ نفس عذرها مثل منجح
،،،
3) الممزَّق.
اسمه شاس بن نهار.
سبب التسمية قوله:
فإن أك مأكولا فكن خير اكلي = وإلا فأدركني ولما أمزق
،،،
4) عائد الكلب:
اسمه عبدالله بن مصعب.
سبب ذلك قوله:
مالي مرضت ولم يعدني عائد = منكم ويمرض كلبكم فأعودُ
،،،
5) تأبط شرا.
اسمه ثابت بن جابر بن سفيان.
لهذا اللقب قصص كثيرة.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 08:29 م]ـ
حيهلا بـ" باوزير "
سبق و قلتُ لكَ حضوركَ مشرقٌ و ها أنا ذا أكررها ههنا ..
حضوركَ مشرقٌ و مثمرٌ ...
أستاذي الفاضل أشكر لكَ هذا الحضور القوي رغم حداثتكَ في الفصيح ..
و أشكر لكَ مشاركتكَ هنا ..
تحيةٌ ..
ـ[باوزير]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 11:21 م]ـ
جزاكِ الله خيرا.
إنكِ من يستحق الثناء والشكر لأنكِ سبب هذه الفوائد التي جُمعت هنا.
وأستدرك هنا على نفسي فأقول: بعض من ذكرتهم قد سبق ذكرهم وسبب ذلك غفلتي.
وأما سبب تسمية (تأبط شرا) بهذا فلا أعرف إلا قصة واحدة تقول:
إن أمه قالت له يوما: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها؟
فقال لها: أعطني جرابك حتى أجتني لك فيه فأعطته.
فملأه بالأفاعي وعاد به إليها وألقاه بين يديها ففتحته فتساعت الحيات في بيتها فوثبت الأم وخرجت مذعورة فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟
فقالت: أتاني بأفاعي في جراب.
قلن: كيف حملها؟
قالت: تأبطها.
قلن: لقد تأبط شرا.
فلزمه هذا اللقب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 11:55 م]ـ
وهناك أيضا:
((آكل المرار)): rolleyes:
هو الملك الحارث بن عمرو الكندي جد امرئ القيس.
ولا أعرف سبب التسمية ;)
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 11:50 م]ـ
ومن أهل اللغة:
علي بن حسن الهناني أبو الحسن النحوي اللغوي.
المعروف بكراع النمل بضم الكاف.
ولا أعرف سبب التسمية:)
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 11:53 م]ـ
وهناك أيضا:
(علقمة بن عبدة التميمي).
لقبه (علقمة الفحل).
وسبب التسمية قصة وقعت بينه وبين امرئ القيس وحكمت بينهما زوجة الأخير، فلما قضت لعلقمة طلقها امرؤ القيس ثم تزوجها علقمة فسمي بذلك.
هذا على ما أعرف وإلا ففي هذه القصة كلام، وقد وردت فيها أبيات لا أعرف منها إلا القليل.
هذا ذكرني به الأخ (دارس) أحسن الله إليه.
أقول هذا حتى لا أقع في إحراج بعد ذلك: D
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 03:53 م]ـ
الفاضل / باوزير ..
حضورٌ مشرقٌ كما عهدناكَ دوماً ..
استيقظت صفحاتي بعد نومٍ طويلٍ .. :)
شكراً على هذي الثمار اليانعة ..
لكَ التحيةُ و التقدير ..
اعتذر عن لونِ الخط .. فلا بد أن يناسب حضوركَ المشرق .. :)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 04:15 م]ـ
جحدر. واسمه ربيعة بن ضبيعة بن قيس. وإنما سمي جحدراً لقصره.
زياد الأعجم. وإنما سمي الأعجم لأن مولده ومنشأه كان بفارس.
سديف. واسمه إسماعيل بن ميمون. وسمي سديفاً للونه شبه بالسدف. وسديف
تصغير السدف. والسدفة: الظلمة. وهذا من الأضداد. لأن السدفة في الضياء والظلمة.
وقال ابن الأعرابي: السدفة ظلمة يخالطها ضوء.
أبو نواس. واسمه الحسن بن هاني الحكمي. ويكنى أبا علي. وإنما قيل له أبو
نواس لذؤابة. كانت في رأسه. والنواس: الذؤابة. ومنه سمي ذا نواس. وقيل: سمي ذا
نواس لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقه. والنوس: الحركة من كل شيء مدلى. وقال محمد بن يحيى المقرئ: سألت أبا نواس عن كنيته، ما أراد بها، وهل نواس بفتح النون، أو نواس بضمها؟ فقال: بضم النون، وكان سبب كنيتي أن رجلاً من جيراني بالبصرة دعى إخواناً له، فأبطأ عليه واحد منهم، فخرج من بابه يطلب من يبعثه إليه، يستحثه
. فوجدني ألعب مع الصبيان، وكانت لي ذؤابة في وسط رأسي، فصاح بي: نيا حسن إمض إلى فلان فجئن به. فمضيت أعدو، وذؤابتي تتحرك. فلما جئت بالرجل، قال: أحسنت يا أبا نواس. فشاعت هذه الكنية
أبو العتاهية. قال أبو سويد عبد القوي: وإنما سمي أبا عتاهية وكنيته أبو إسحاق،
واسمه إسماعيل بن سويد، وبلده الكوفة. وأبو عتاهية لقب. تقول العرب: عته الرجل،
وهو يعته، ومعتوه: مدهوش من غير مس الجنون. وتقول العرب: رجل عتاهية، بغير ألف ولام. ومعنى عتاهية من الدهاء
عروة الصعاليك. وهو عروة بن الورد بن زيد بن عبد الله. وإنما سمي بذلك لأنه
كان من أفقر من العرب ضمه إليه. فمن كان يمكنه أن يغزو معه غزى، ومن لم يمكنه ذلك
جعل له شيئاً في الفيء، وأقعده. والصعاليك: الفقراء.
ثابت قطنة. وهو ثابت بن كعب بن جابر. وإنما سمي قطنة لأن عينه أصيبت،
فجعل عليها قطنة.
ذو الأصبع العدواني. واسمه حرثان بن حارثة. وسمي بذلك لأن حية نهشته في
إصبعه. وقال قوم: إنه كان في أصابعه إصبع زائدة.
المصدر: كتاب المذاكرة في ألقاب الشعراء للنشابي الإربيلي.
تحيةٌ ..
ـ[اسم]ــــــــ[12 - 07 - 2009, 06:34 م]ـ
كل الشكر والتقدير لكاتبة الموضوع
جرير/ وهو اسمه جرير ابن عطية الخطفي
سبب تسميته بهذا الاسم
ان أمه قد رأت مناماً وهو انها سوف تلد رجل يتغلب على كل الناس
مجنون ليلى
واسمه/هو قيس بن الملوح العامرى
ولقب بذلك بسببحبه لبنت عمه منذ صغرهما ويقول في ذلك:
يقول قيس:
تعلقت بليلى وهي ذات ذؤابة ** ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم، ياليت أننا ** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم(/)
رسالة من الطفلة فاطمة طارق أيوب
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:14 م]ـ
رسالة من الطفلة فاطمة طارق أيوب
د. عبد المعطي الدالاتي
أفمنْ سيزرعُ بسمةً وسلاما؟!
أمّنْ يحقّقُ بَعدكَ الأحلاما؟!
هم أسكتوك – أيا أبي -كي يُسكتوا الإعلاما
هم حطّموك – بزعمهمْ- كي يكسروا الأقلاما!
ظنّوا .. فخابوا
ويحهمْ .. تباًّ لهمْ .. لم يعرفوا الإسلاما!
فالحق باقٍ في المَدى
رغم العِدا .. رغم المُدى .. رغم الحرابْ
رغم الجريمةِ و الهزيمةِ و الجراحِ و كلِّ لوحات الخرابْ
والبدرُ لا يخفيه يوماً كلّ أجنحة الذّبابْ
* * *
لوكنتُ أعلمُ حجمَ مأساتي بكيتكَ يا أبي
لوكنتُ أعرفُ قصتي لهَجرتُ أغلى اللُّعَبِ!
ها أنت تهجر بيتك الغالي لتَسكنَ كلَّ بيتْ
الكلُّ يبكي يا أبي .. وأنا اليتيمة مابكيتْ!!
لكنَّ أعجبَ ما رأيتْ!!
بغدادُ تذرف دمعةً؛ وبريق دمعٍ خلف أجفان الكويتْ!!
وأنا كغيري حيّرتْني اليومَ أسئلةٌ عجيبةْ!
حتى متى الطفلانِ يصطرعان في صدر العروبةْ؟!
حتى متى ترتاع أمُّهما الحبيبةْ؟!
وتظلُّ تصرخُ .. تهتفُ:
يا بَنيَّ توقّفوا
لاتقنطوا .. لاتيئسوا
هيّا اذهبوا فتحسَّسوا
من فلسطينَ السليبةْ.(/)
هذا ما قطفته لكم من زهور د. عبد المعطي الدالاتي
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:24 م]ـ
كتبتُ إليك يا ولدي
د. عبد المعطي الدالاتي
((يا بنيّ: بالحبّ يكون لك في كلّ بيتٍ صديق ..
فصافح كلّ الناس .. ولكنْ حاذر أن تفقد بصماتِ يديك!.
والبس ألوانهم .. ولكنْ احذر أن يتلوّن قلبُك بغير صبغةِ الله)) ..
كتبتُ إليكَ يا ولدي ... على قلبي .. على كبدي
فأنتَ عصارةُ العُمرِ ... ونُعمى الواحدِ الأحدِ
...
كتبتُ إليك يا ظِلّي ... أيا بعضي .. أيا كُلّي
ففتّشْ في هوى قلبي ... فلن تلقى هوىً مثلي
...
كتبتُ بدمعِ أشواقي ... وروحي فوقَ أوراقي
لِأَسقيكَ .. وتسقيني ... فأنتَ الظّامئُ الساقي
...
أيا ولدي فلا تسجدْ ... سوى للهِ مولاكا
وغيرَ اللهِ لا تَعبُدْ ... وحاذِرْ مِن خطاياكا
أيا وَلدي, وكُن قلبا ... لِتسكبَ في الورى الحبّا
وكنْ ينبوعَ خيراتٍ ... لِتسقيَ بالهدى الصَّحبا
...
أيا ولدي, وكن رجلا ... وللأهوالِ مُحتملا
وكنْ نسراً, وعصفوراً ... وكن سهلاً وكن جَبَلا
...
كتبتُ إليكَ, لا أدري ... فَوِزري .. آهِ من وزري!
وأنتَ براءةُ الطُّهرِ ... فنوِّرْ بالدُّعا قبري
* * *
"من ديوان " عطر السماء"
________________________________
أمّا الذنوبُ فإنهنَّ ذنوبي
د. عبد المعطي الدالاتي
أمّا الذنوبُ .. فإنهنَّ ذنوبي ... يا نفسُ قد حان اللقاءُ فتوبي
يا نفسُ توبي من حياةٍ أَسرفتْ ... يا نفسُ شمسُكِ آذنتْ بمغيبِ
يا نفسُ ولّى العمرُ في أَثَر الهوِى ... وندوبُهُ في القلبِ شرُّ ندوبِ
يا نفسُ مالكِ من إلهكِ ملجأٌ ... إلا إليهِ .. ففي حماهُ فطيبي
يا قلبُ ما لكَ لاهثاً مستغرقاً ... خلفَ السرابِ ووعدِهِ المكذوبِ؟
فارجعْ لربِّك تائباً متضرّعاً: ... ربّاهُ أَصلحْ سالفاتِ عيوبي
رباهُ ما لي في حياتي كربةٌ ... إلا الذنوبَ .. فإنهنَّ كرُوبي
* * *
أتمنى أن يعجبكم إختياري،،، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
ثورة القدس
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:26 م]ـ
ثورة القدس. .
صالح بن علي العمري
[قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد. قد كان لكم آية في فئتين التقتا، فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين، والله يؤيد بنصره من يشاء، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار] آل عمران-12 - 13
الليل عسعس، و الهموم جبال ُ ... وحصاد فكري حيرةٌ و سؤال ُ
و مقدساتي في الضلالة رتّعٌ ... و عدونا في أرضنا يختال ُ
ناخت ليالي الذُّلِ فوق رؤوسنا ... وقصارهن مع الهموم طوال ُ
و اقتات الشكوى شغاف قلوبنا ... وتكسّرت فوق النصال نصالُ
يا قدس يا أرض القداسة والهدى ... هل بعد ليل الغافلين وصالُ؟!
طارت عقول الخائفين مذلّةً .. ... فتطاول الأنجاس و الضلاّل
عبث اليهودُ بأرضنا و بعرضنا ... والعالم الطاغي لهم يحتال!!
للكيل عند الله مكيالٌ، و في ... يدهم لكل مكيلةٍ مكيالُ!!
تُخْفى فضائحهم، و يرفع صوتهم ... و نصيبنا التشنيع و الإذلالُ
يا أمتي: هذا سؤالٌ حائرٌ .. ... هلاّ فدا و تحفّزٌ و نضال؟!
لم يبق من همم الرسالة والعُلا ... إلاّ حنينٌ عابر و خيالُ
ران القنوط على عزائمنا، وهل ... شيءٌ على ربّ الوجود محال؟!
سبحان من تُجرى الأمور بحُكْمهِ ... عن علمه لا يعزبُ المثقال
يا أمتي: شُقّي الظلام بصحوةٍ ... تحدو لها الإسراءُ والأنفال
القدس لا ينفكّ من أغلاله ... إلاّ إذا يفدي ثراه رجالُ
يا أمة ً كانت لها الدنيا فدا ... واليوم تُضربُ حولها الأمثال
الله ينصر من يناصره، وإن ... عزّ النصير و ضاقت الأحوال
يا قدس يا أرض تبارك ذكرها ... يا من تتوق لساحك الأجيال
والله لا يحميكِ إلاّ بيعةٌ ... فيها الجماجمُ و الدّمُ السيّالُ
الله مولاها .. و أحمد نورها ... و بشائر الفتح المؤزر فال
تتهلل الدنيا لطلعة جيشها ... وعلى النواصي هيبةٌ و جلال
فالأرض تلهبُ والسماء صواعقُ ... ينقضّ تحت لهيبها الأبطال
حتى الجماد له نداء توثّب ٌ ... فدماءُ كلّ الغاصبين حلال
يا ثارة العرض المدنّسِ و الحمى ... فلترتوي الساحات و الأطلال
والموت في درب الرسالة مولدٌ ... و البتر في ساح الجهاد كمالُ
لاترعوي فطر القرود عن الأذى ... حتى يدكّ جحورها استبسال
ضُربت عليهم من إلهك ذلةٌ ... و جرت عليهم لعنةٌ و وبال
قل للمفاوض تلك راية ديننا ... يا ذلّها رايات " قيل وقالوا "!!
لا تثمر الحسكات أعنابا و لا ... يَحْمي الحمى الأوغادُ و الأنذالُ
ثمنُ المذلّة أن تُنجّسَ أرضنا ... و تضيّع الأعراضُ و الأموالُ ..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
أواه يا بغداد .... للعشماوي.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2004, 01:35 م]ـ
أوَّاه يا بغداد
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي
أبكي، وماذا تنفَع العَبَراتُ
وجميعُ أهلي بالقذائف ماتوا؟
ماتوا، وجيشُ المعتدين، قلوبُهم
صخرٌ، فلا نبْضٌ ولا خَلَََجاتُ
تحت الرُّكام، أَنينُهم وصُراخُهم
كم مزَّقتْ وجدانيَ الصَّرخاتُ
أبكي، وأشلاءُ الأحبّةِ خيّبَتْ
ظنَّ الرَّجاءِ، وزاغَت النظراتُ
ياليلة القَصْف الرَّهيب، تحطَّمتْ
فيكِ المبادئُ، واستبدَّ غُزَاةُ
وحشيةٌ، لو أَنَّ هولاكو رأى
لتصعّدت من قلبه الزَّفراتُ
بتْنا على لَهَب المواجع والأسى
والمعتدونَ على الأسرَّةِ باتوا
أطفالُهم يستمتعون بأمنهم
وصغارُنا فوقَ الرَّصيفِ عُراةُ
فَزَعُ الصِّغار يزيد من إحساسنا
بالظلم، إنَّ الظالمينَ قُساَةُ
ماذا يفيد الدَّمْعُ، والدَّمُ هَهُناَ
يجري، ودِجْلَةُ يشتكي وفُراتُ؟!
ماذا، وبغدادُ المفاخر أصبحتْ
عطْشَى، تُلمِّظ قلبها الحسراتُ؟
بغدادُ، يا بغدادُ ما التَفَتَ المدى
إلا وعندكِ تُورق اللَّفتاتُ
بغدادُ ماابتسمتْ رؤى تاريخنا
إلاً وعندكِ تُشرق البَسَماتُ
صوت المآذِن فيكِ يرفعنا إلى
قمم تشيِّدها لنا الصَّلواتُ
أوَّاه يا بغدادَ أَقفرتِ الرُّبى
ورمَى شموخَ الرَّافدين جُناةُ
لغةُ الحضارةِ أصبحتْ في عصرنا
قَصْفاً، تموت على صداه لُغات
لغةُ تصوغ القاذفاتُ حروفَها
وبعنْفها تتحدَّث العَرَباتُ
أو هكذا،تلقى العدالةُ حَتْفَها
في عصرنا، وتُكحَّمُ الشَّهَواتُ!
ماذا يفيد الدَّمْعُ يا بغدادَنا
وخَطاكِ في درب الرَّدىعثرات
ماذا يفيد الدَّمْعُ يا محبوبةً
تبكي على أشلائها الحُرُماتُ
ماذا، وألفُ قذَيفةٍ وقذيفةٍ
في عَرْضها تتنافسُ القنواتُ؟
ماذا، وأبناء العُروبةِ نظْرةٌ
وهَجَتْ، وعقلٌ تائهٌ وسُكاتُ؟
أبناءَ أمتنا الكرامَ، إلى متى
يقضي على عَزْمِ الأبي سُباَتِ؟
الأمرُ أَكْبَرُ،والحقيقةُ مُرَّةٌ
وبنو العروبةِ فُرْقَةٌ وشَتات
وعلى ثغور البائسين تساؤُلٌ
مُرُّ المَذاقِ، تُميتُه البَغَتاتُ
أين الجيوشُ اليَعْرُبيَّةُ، هل قَضَتْ
نَحْباً، فلا جندٌ ولا أَدَواتُ؟!
هذا التساؤل، لا جواب لمثله
فبمثله تتلعْثَمُ الكلماتُ
لو كان للعَرَبِ الكرام كرامةٌ
ما سرّبَتْ سُفُنَ العدوِّ قَناَتُه
الأمر أكبرُ يا رجالُ، وإِنَّما
ذهبتْ بوعي الأُمَّة الصَّدَماتُ
الأمرُ أمرُ الكفر أعلن حربَه
فمتى تَهُزُّ الغافلين عِظَاتُ؟!
كفرٌ وإسلامٌ، وليلُ حضارةٍ
غربيَّةٍ، تَشْقَى بها الظُّلُماتُ
يا ماردَ الغرب الذي لعبتْ
كأس الغُرور، وسيّرتْه طُغاةُ
نزواتُ قومٍ، قادت الأعمى إلى
لهبٍ، كذلك تَقْتُلُ النَّزَواتُ
أبناءَ أمتنا الكرَامَ، إلىَ مَتى
تَمتَدُّ فيكم هذه السَّكَراتُ؟!
ماذا أقول لكم؟،وليس أمامنا
إلا دخانُ الغدر والهَجَماتُ؟!
هذا العراقُ مضرَّجٌ بدمائه
قد سُوِّدَتْ بجراحه الصَّفحاتُ
وهناكَ في الأقصَى يَدٌ مصبوغةٌ
بدمٍ، وجيشٌ غاصبٌ وبُغاةُ
ماذا أقول لكم؟ ودُور إِبائكم
لا ساحةٌ فيها ولا شُرُفاتُ؟
ماذا أقول لكم؟ وبَرْقُ سيوفكم
يخبو، فلا خَيْلٌ ولاَ صَهَواتٌ؟
قصَّتْ ضفائرَها المروءَةُ حينما
جمد الإباءُ وماتت النَّخَواتُ
بكت الفضيلةُ قبل أنْ نبكي لها
أسفاً، وأدْمتْ قلبَها الشَّهَواتُ
عُذراً، إذا أقسمْتُ أنَّ الرِّيحَ قد
هَبَّتْ بما لا تفهم النَّعَراتُ
لن يدفَعَ الطُّغيانَ إلا دينُنا
وعزيمةٌ تُرْعى بها الحُرُمات
إني لأُبصر فجر نَصْرٍ حاسمٍ
ستزفُّه الأنفالُ والحجْرات
:; allh :;allh :;allh
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مشكووووووووورة أختي الفاضلة:** عاشقة لغة الضاد **: D :rolleyes:
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 12:17 م]ـ
عزيزتي عاشقة لغتنا الحبيبة:
دمتِ .. ودامت حروفك
دام توهّجك للفصيح ...
أنثر بين يديك الكريمتين جلّ التقدير ..
ولذائقتك كل الثناء الصادق ...
شكراً لعبق روح العشماوي الذي
نُثِر عبيره هنا ...
دمتِ ألق.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 04:13 م]ـ
أخي ظرف زمان ... أشكرك على المرور.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 04:21 م]ـ
أخيتي الغالية: المستبدة
مرحبا بك ِ في هذه الصفحة التي تعطرت برحيق أحرفك النرجسية الفواحة، دمتِ بيننا تنيرين لنا منتديات الفصيح و تعطرين أرجاءها.
لك ِ مني كل التقدير و الإحترام.
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 02:29 م]ـ
لقد تذكرتُ قول الله سبحانه وتعالى في سورة (فصلت) الآيتان (15، 16)
(فأما عادٌ فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا مَنْ أشد منا قوة، أو لم يروا أنَّ الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة، وكانوا بآياتنا يجحدون (15) فأرسلنا عليهم ريحا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذابُ الآخرة أخزى وهم لا يُنصرون (16)
اللهم عليك بعاد العصر الحديث، ومَنْ عاونهم، وحسبنا الله ونِعْم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 02:48 م]ـ
اللهم عليك بعاد العصر الحديث، ومَنْ عاونهم، وحسبنا الله ونِعْم الوكيل.
حقا نحن في أمس الحاجة لمثل هذه الدعوات، أخي نصرت عبد الستار جزاك الله خيرا على هذا التعليق.(/)
من القائل /جسمي معي غير ان الروح؟
ـ[اسم الفاعل]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 06:33 م]ـ
السادة رواد المنتدى السلام عليكم ورحمة الله
فضلا وتكرما ارشدوني إلى قائل هذا البيت والمناسبة
والقصيدة كاملة إن امكن ذلك وجزاكم الله خيرا
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فآلجسم في غربة والروح في وطن
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 09:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكريم اسم الفاعل
تحية طيبة.
في الأغاني ذكر أخبار ابن أبي عيينة، وهو أبو المنهال، وأطال فيها 20/ 85 - 130 طبعة دار الفكر، وأتى بالأبيات التالية 20/ 113 لأبي عيينة محمد بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الشاعر في فاطمة بنت عمر بن حفص هزارمرد، وكان يكني عنها بخادمتها دنيا، أو هي في دنيا نفسها:
يا حسنها يوم قالت لي مودعة ** لا تنس ما قلت، من فيها إلى أذني
كأنني لم أصل دنيا علانية ** ولم أزر أهل دنيا زَورة الخََتن
جسمي معي غير أن الروح عندكم ** فالروح في وطن والجسم في وطن
فليعجب الناس مني أن لي جسداً ** لا روح فيه ولي روح بلا بدن
وزورة الخَتَن: المرة من زيارة زوج الابنة.
ونسب البيتين المرزباني في معجم الشعراء طبعة كرنكو ص345 لمحمد بن أحمد بن أبي مرة أبي عمارة المكي يلقب بشمروخ متوكلي، وذكر له، أيضًا، البيتين التاليين، وذكرتهما لحسنهما:
هذا كتاب فتى طالت بليته ** يقول يا مشتكى مني وأحزاني
هل تعلمين وراء الحب منزلة ** تدني إليك فإن الحب أقصاني
وذكرابن كثير، رحمه الله، في البداية والنهاية 13/ 126 أن ممن توفي سنة 626 هـ
أبا الفتوح نصر بن علي البغدادي. قال عنه:
الفقيه الشافعي ويلقب بثعلب، اشتغل في المذهب والخلاف ومن شعره قوله
جسمي معي غير أن الروح عندكم ** فالجسم في غربة والروح في وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا ** لا روح فيه ولي روح بلا بدن
ويظهر - والله أعلم - أن هذا وهم، فالأبيات ذكرها المتقدمون كأبي الفرج والمرزباني والثعالبي وغيرهم، وهم قبل البغدادي المترجم له.
ويظهر أنها لأبي عيينة، كما نص عليه الأصفهاني وكرره الثعالبي في كتبه. وكتب الأدب والسير تذكر استحسان المبرد لهذين البيتين، في قصة ذكروها.
ـ[اسم الفاعل]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 12:21 ص]ـ
الأستاذ الفاضل خالد الشبل
بارك الله فيك وشكر مسعاك وكثر من أمثالك
وكأني بنفسي وقد صدق على قول الشاعر
وخمسة في الورى يُبكى عليهم ... وبعض الناس تخفيف ورحمه
فأنت من الصدر بعد عمرطويل وانا من العجز والله المستعان
والسلام عليكم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 07:43 ص]ـ
الأستاذ المفضال: اسم الفاعل
بل أنت أخ كريم، وأستاذ عزيز، ولا مزيد عليك.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير، ودمت مسدّدًا.
لك ودي.(/)
أنا أنتَ وأنتَ أنا
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 11:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشاعرِ العالمي: السَّعديُّ الشَّيرزيُّ قطعةُ جميلةُ، تُكتبُ بماءِ الذهبِ، يقولُ فيها الشاعرُ:
قالَ لي المحبوبُ لمَّا زُرتُهُ=من بِبَابي قلتُ بالبابِ أنا
قالَ لي أخطأتَ تعريفَ الهوى=حِينَما فرَّقتَ فيهِ بينَنا
ومضى عامٌ فلمَّا جِئتُهُ= أطرق البابَ عليهِ مُوهِنا
قالَ لي منْ أنتَ قلتُ أنظرْ فما=ثمَّ إلا أنتَ بالبابِ هُنا
قالَ لي أحسنتَ تعريف الهوى= وعرفتَ الحبَّ فادخُلْ يا أنا
قصيدةٌ ذاتَ معنىً جديد، ونضمٍ فريد، إلا أنها تُذَكرنا بالفكرِ الصُّوفي الغالي، وفي قول شاعِرِها - ربما - ابنُ عربي، أو الحلاَّج، والتي يقول - أحدهما - فيها:
أنا أنتَ وأنتَ أنا=نحن روحانِ حللنا بدنا
فإذا ابصرتني ابصرتَهُ=وإذا ابصرتُهُ ابصرتنا
تعالى الله عمَّا يقولونَ عُلوَّاً كَبيرا.
ولا نستطيع التَّنقيبَ في نفسِ السَّعديِّ، لنرى هل اتحدتِ الأفكارُ أم لا، ولعلّ نبذةٍ عن الشاعرِ السَّعدي، إن تكرَّم بها أحد الأعضاء، تكون مدعاةً لليقينِ بالجزِم بأحدها.
وأعضمُ اليقينِ، أنَّ السعدي لم يقصد بأبياتهِ أموراً عقائديةً؛ لأنه ربما يرمي إلى وصفِ الحبِّ الخالدِ، والطاهرِ، والنزيهِ الشريف، الذي تمتزج بهِ الأرواحُ فيما بينها، وكأنها في جسدٍ واحد.
قالَ لي أحسنتَ تعريف الهوى= وعرفتَ الحبَّ فادخُلْ يا أناوقوله:
قالَ لي أخطأتَ تعريفَ الهوى=حِينَما فرَّقتَ فيهِ بينَنا
والمعنى في بطنِ الشاعرِ كما يقولون (لا أدري لماذا لم يقولون في نفسِهِ، أو عقلِهِ!!!)
استغفرُ اللهَ إن رَمَيتُ بريئاً.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[29 - 12 - 2004, 02:43 م]ـ
يقال إن الأبيات مكتوبة في هيئة الأمم في الولايات الأمريكية UN Nation وسبق أن دخلتها، لكني لم ألحظها.
والانقليز يقولون إن الاختصار بهذا الشكل غير صحيح، مع أنه منتشر، أقصد UN Nation
ومثله: PIN Number لأن ( N) اختصار من Nation ، في الأولى، وهي مذكورة، وفي الثانية اختصار من Number وهي مذكورة.
سأعود لاحقا للبحث عن السعدي وقصيدته.
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 09:12 م]ـ
باركَ اللهُ فيكَ، ونفعَ بكَ وبجهُدِكَ.
ونحنُ نرقُبُ إطلالتَك.(/)
نفدي خطاك
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 11:16 ص]ـ
:::
أبناء زايد للبناء فكلنا عما أشاد من العلا مسؤول
إن كان زايد قد مضى فنهاجه في ليلنا في قلبنا قنديل
فإليك يا قبر الحبيب تحيتي وعليك من نور الرضى إكليل
ما سبحت ورقاء فوق ربوعنا بل ما تعاققب بكرة وأصيل
** زايد في ذمة الله**
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوكم ردوا علي ............................ : mad: :mad:
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 05:09 ص]ـ
السلام عليكم
رحم الله الشيخ زايد، ونسأل الله أن يسبل عليه مدرارا من شآبيب رحمته0
ولم تخبرنا أخي الكريم عما إذا كانت هذه القصيدة من بنات أفكارك أم من نقلك واختيارك 0
شكرا لك ومرحا بمشاركتك0
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 10:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
ماذا تقصد في كلامك؟ ...
من بنات أفكارك أم من نقلك واختيارك ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 02:38 م]ـ
السلام عليكم
أعني هل هذه الأبيات من بنات أفكارك أي من نظمك وشعرك، أم نقلك واختيارك أي نقلتها لنا من شاعر واخترتها من مجموعة أشعار0
هذا ماعنيتُ0
وإن كان في السؤال شيء، فما عليك إلا تجاهله0
ولك مني عاطر التحايا0
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 07:38 ص]ـ
وعليكم السلام
من نقلي واختياري ... يا أبو ساره ...
ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 04:47 م]ـ
قل: يا أبا سارة 0
:)
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 08:43 ص]ـ
"يا أبا ساره"(/)
من مكارم الأخلاق
ـ[ظرف زمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 12:06 م]ـ
WIDTH=400 HEIGHT=350
لا خير في ود امرئ متملق حلو اللسان و قلبه يتلهب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كم يروغ الثعلب
واختر قرينك واصتفيه تفاخرا إن القرين ألى المقارن ينسب
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا إن الكذوب يشين حرا يصحب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسر فاكتمه ولا تنطق به إن الزجاجة كسرها لا يشعب
وارع الأمانة والخيانة فاجتنب واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه يعدي كم يعدي الصحيح الأجرب
واحذر من المظلوم سهما صائبا واعلم بأن دعاءه لا يحجب
واخفض جناحك للأقارب كلهم بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا(/)
فلا تَاْمَنْ سؤالَ اللهِ عنه &بتوبيخٍ: عَلِمْت
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 03:12 م]ـ
قال أبو إسحاق الإلبيري رحمه الله:
أبا بكرٍ دعوتك لو أجبتا إلى ما فيه حظّك إن عقلتا
إلى علمٍ تكون به إمامًا مطاعًا إن نَهَيْتَ وإن أمَرْتا
وتجلو ما بعينك من عشاها وتَهديكَ السَّبيل إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجًا ويكسوك الجمالَ إذا اغتربتا
يَنالكَ نَفْعه مادمت حيًا وَيَبْقى ذخره لكَ إن ذَهَبتا
هو العَضب المهنَّد ليس ينبو تصيب به مَقَاتل من ضربتا
وكنزٌ لا تخاف عليه لصًا خَفِيفَ الْحَملِ يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه وَيَنْقص أن به كفًّا شددتا
فلو قد ذقْت من حَلْواه طعمًا لآثرت التعلّم واجتهدتا
ولم يَشغلكَ عنه هَوًى مطاعٌ ولا دنيا بزخْرفِها فتنْتا
ولا ألهاك عنه أنيق روض ولا خِدرٌ بِرَبْرَبِهِ كَلِفْتا
فَقوت الرّوح أَرْواح المعاني وليسَ بأن طَعِمتَ وأن شَرِبتا
فواظِبْه وخذ بالْجِدِّ فيهِ فإنْ أعطاكه الله أخَذتا
وإن أتِيْتَ فِيهِ طَويلَ باعٍ وقَالَ النَّاس إنَّك قد سَبقتا
فلا تَاْمَنْ سؤالَ اللهِ عنه بتوبيخٍ: عَلِمْتَ فهل عَمِلْتا؟
فَرأْس العِلمِ تَقوى اللهِ حقًّا ولَيسَ بأن يقال: لقد رَأستا
وضافي ثَوبِكَ الإحسان لاأن ترى ثَوبَ الإساءَةِ قد لَبِسْتا
إذا مالَمْ يِفدْكَ العِلم خيرًا فَخَيْرٌ منه أنْ لو قَدْ جَهِلْتا
وإِنْ ألقَاك فَهْمكَ في مَهاوٍ فليتَك ثمَّ لَيْتَكَ! - ما فَهِمتا
سَتَجْني منْ ثِمارِ العَجْزِ جَهْلاً وتَصْغر في العيونِ إذا كَبرتا
وتفقَد إن جهلتَ وأنتَ باقٍ وتوجَد إن عَلِمْتَ وقَدْ فقِدْتا
وتَذكر قَوْلَتي لكَ بعدَ حِيْنٍ وتَغْبِطها إذا عَنْها شغِلتا
لَسَوف تَعَضّ من نَدَمٍ عَلَيْها وما تغني النَّدامَة إنْ نَدِمْتا
إذا أَبْصَرتَ صَحْبَكَ في سَماءٍ قد ارتَفَعوا عَلَيْكَ وقد سَفَلْتا
فَراجِعْها وَدَعْ عَنكَ الْهوَيْنى فما بالبطءِ تدْرِك ما طَلَبْتا
ولا تَحْفِلْ بمالِكَ والْه عنه فليسَ المال لإلاَّ ما عَلِمتا
وليسَ لجاهِلٍ في النَّاَسِ معنًى ولو ملْك العِراقِ له تأَتَّى
سَيَنطِق عَنْكَ عِلمكَ في نَدِيٍّ ويكتَب عَنكَ يَومًا إن كَتبتا
وما يغنيكَ تشييد المباني إذا بالجهلِ نَسَكَ قَد هَدَمتا
جَعَلْتَ المالَ فوقَ العِلمِ جَهلاً لَعَمْركَ في القضِيَّة ما عَدَلتا
وبَينَهما بِنَصِّ الوَحِي بَوْنٌ سَتَعْلَمه إذا طه قرأْتا
لَئِنْ رَفَعَ الغنيّ لواءَ مالٍ لأَنْتَ لواءَ عِلْمِكَ قد رَفَعتا
وإنْ جلس الغنيّ على الحَشايا لأَنْتَ عَلى الكواكِبِ قد جَلَسْتَا
وإن ركبَ الجِيادَ مسَوَّماتٍ لأَنْتَ مناهِجَ التَّقْوى ركِبْتا
ومَهما افتَضَّ أبْكَارَ الغَواني فكَمْ بِكْرٍ منَ الحِكَم افتَضَضتا
وليسَ يَضرّكَ الإقتار شَيئًا إذا ما أنتَ ربَّكَ قَد عَرَفتا
فَماذا عِندَه لَكَ منْ جميلٍ إذا بِفِناءِ طاعَتِهِ أَنَخْتا
فقابِل بالقَبولِ صَحيحَ نصحي فإن أعرَضتَ عنه فقد خَسرتا
وإنْ راعَيْتَه قولاً وفِعْلاً وتاجَرْتَ الإله بهِ رَبِحْتا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 05:18 ص]ـ
شكرا لك أخي أبا أيمن على هذا النقل
وهذه القصيدة لأبي إسحاق الألبيري الأندلسي المتوفى سنة 1067هـ، يحث فيه ولده على طلب العلم، ومطلعها:
تفت فؤادك الأيام فتا ... وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق ... ألا ياصاح أنت أريد أنتَ
وعندي نسخة مرفقة مع كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، ولكن تختلف كثير من كلماتها عن القصيدة التي تفضلت بنقلها0
ولعلي أدرجها هنا كاملة، أو أعدل ماكتبتَ إن حظيتُ بمتسع من الوقت0
شكرا لك أخي الكريم على مشاركتك، ودمت أخا عزيزا0
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 01:19 م]ـ
جزى الله أستاذنا الحبيب أبا سارة خير الجزاء على هذا المرور الطيب
و أنا في انتظار تصويبكم لكلمات القصيدة
و لكم وافر الشكر
ـ[أبوعبدالله الغامدي]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تفت فؤادك الأيام فتا = وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق =ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدر= أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط = بها حتى إذا مت انتبهتا
(يُتْبَعُ)
(/)
فكم ذا أنت مخدوع وحت =متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا = إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما = مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها = ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا = ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا= ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو= تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا = خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه= وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما = لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ=ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ = ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني = وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه =فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ = وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه = بتوبيخ: علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا = وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكن = نرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا = فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ = فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا= وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق= وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين=إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا = وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها = وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء = قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى =فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه = فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن=ولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ = ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني =إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا=لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بون=ستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء مال = لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايا= لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجياد مسومات= لأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغواني=فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئا =إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل= إذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قولي=فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا = وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ =تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها = كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محب = فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب= ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا = وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل = كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن =لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما= وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها =إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها = من الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوما= فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهن=وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيها = وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا = بما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساه = سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا = لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهال= ونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولى= بنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوما=وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا = وما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا= فما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا = كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍ = وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع = وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم = وأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كبارا = ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه = ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التصابي = وأقبح منه شيخ قد تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها = لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد من = ولو كنت اللبيب لما نطقتا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو بكت الدما عيناك خوفا =لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد = أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى= لجهلك أن تخف إذا وزنتا
وتشفق للمصر على المعاصي = وترحمه ونفسك ما رحمتا
رجعت القهقرى وخبطت عشوى = لعمرك لو وصلت لما رجعتا
ولو وافيت ربك دون ذنب = ونوقشت الحساب إذاً هلكتا
ولم يظلمك في عمل ولكن = عسير أن تقوم بما حملتا
ولو قد جئت يوم الحشر فردا = وأبصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه لهفا = على ما في حيتك قد أضعتا
تفر من الهجير وتتقيه = فهلا من جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابا = ولو كنت الحديد به لذبتا
ولا تنكر فإن الأمر جد = وليس كما حسبت ولا ظننتا
أبا بكر كشفت أقل عيبي = وأكثره ومعظمه سترتا
فقل ما شئت في من المخازي = وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عبتني فلفرط علمي = بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترض المعايب فهو عار = عظيم يورث المحبوب مقتا
وتهوي بالوجيه من الثريا = ويبدله مكان الفوق تحتا
كما الطاعات تبلك الدراري = وتجعلك القريب وإن بعدتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا= وتلقى البر فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزا = وتجني الحمد فيما قد غرستا
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ= ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
ولا سابقت في ميدان زورٍ = ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه =ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
تدنس ما تطهر منك حتى =كأنك قبل ذلك ما طهرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق= وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا
فخف أبناء جنسك واخش منهم=كما تخشى الضراغم والسبنتا
السَّبَنتَا: النمر
وخالطهم وزايلهم حِذارا =وكن كالسامري إذا لُمستا
وإن جهلوا عليك فقل سلام =لعلك سوف تسلم إن فعلتا
ومن لك بالسلامة في زمان = تنال العصم إلا إن عصمتا
ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ= يميت القلب إلا إن كُبلتا
وغرب فالتغرب فيه خير =وشرق إن بريقك قد شرقتا
فليس الزهد في الدنيا خمولا = لأنت بها الأمير إذا زهدتا
ولو فوق الأمير تكون فيها = سموا وارتفاعا كنت أنتا
فإن فارقتها وخرجت منها = إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن أكرمتها ونظرت فيها = لإكرام فنفسك قد أهنتا
جمعتُ لك النصائح فامتثلها = حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
وطولتُ العتاب وزدت فيه= لأنك في البطالة قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي =وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتها تسعا حسانا = وكانت قبل ذا مائة وستا
وصلى على تمام الرسل ربي = وعترته الكريمة ما ذكرتا
منقول من أحد المواقع
وفي الختام ليعذني على نقل القصيدة مشرفنا الفاضل الأخ / أبو سارة وفقه الله تعالى
محبكم
الغامدي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 08:57 ص]ـ
لن أعذرك أيها الغامدي!
بل سأشكرك:)
جزيت خيرا وزوجت بكرا
لك خالص تحياتي وأصدق أمنياتي لك بالخير والتوفيق والسداد إلى طريق الرشاد
ـ[نسيج وحده]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 09:08 ص]ـ
قصيدة رائعة
جزاكم الله عني خيرا
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 12:33 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أبو سارة
جزيت خيرا وزوجت بكرا
لك خالص تحياتي وأصدق أمنياتي لك بالخير والتوفيق والسداد إلى طريق الرشاد
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 11:26 ص]ـ
أحسنتم، مع شكري للجميع، وأخص الأستاذين أبا أيمن، وأبا عبد الله الغامدي على القصيدة.
في نسخة أبي عبد الله أخطاء اجتهدتُ في تبينها، وتعليمها بالحمرة:
في البيت الخامس:
فكم ذا أنت مخدوع وحتى
في البيت الثامن:
ويهديك الطريق إذا ضللتا
في البيت الثالث والثلاثين:
ولو مُلك العراق له تأتى
في البيت التاسع والخمسين:
بما نادا ذو النون ابن متى
لعلها: بما ناداه ذو النون ابن متى
في البيت الخامس والسبعين:
وأنت أحق بالتفنيد من
لعلها:
وأنت أحق بالتفنيد منها
في البيت الرابع والثمانين:
على ما في حياتك قد أضعتا
في البيت الثالث والتسعين:
كما الطاعات تبلغك الدراري
في البيت السادس والتسعين:
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ
لم يستقم لي.
والأبيات المنسوخة 115 بيتًا، فهي كاملة، لأنه قال:
وقد أردفتها تسعا حسانا ** وكانت قبل ذا مائة وستا
أرجو أن نقع على نسخة مضبوطة بالشكل، ولعل نسخة الأستاذ الكريم أبي سارة تكون كذلك.
للجميع ودي.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[26 - 02 - 2005, 12:51 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأساتذة الأفاضل خالد الشبل، أبو سارة، أبو عبد الله الغامدي و نسيج وحده
هذه نسخة مضبوطة بالشكل و أرجو ألا يكون بها أخطاء
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا &&وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ&& أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ&& أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا
تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ&& بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا
فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى&& مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى
أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا&& إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا
إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً&& مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا
وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها&& وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا
وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً&& وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا
يَنالُكَ نَفعُهُ مادُمتَ حَيّاً&& وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا
هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو&& تُصيبُ بِهِ مَقاتِلَ ضَرَبتا
وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً&& خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا
يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ&& وَينقُصُ أَن بِهِ كَفّاً شَدَدتا
فَلَو قَد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعماً&& لَآثَرتَ التَعَلُّمَ وَاِجتَهَدتا
وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُطاعٌ&& وَلا دُنيا بِزُخرُفِها فُتِنتا
وَلا أَلهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ&& وَلا خِدرٌ بِرَبرَبِهِ كَلِفتا
فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني&& وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
فَواظِبهُ وَخُذ بِالجِدِّ فيهِ&& فَإِن أَعطاكَهُ اللَهُ أَخَذتا
وَإِن أوتيتَ فيهِ طَويلَ باعٍ&& وَقالَ الناسُ إِنَّكَ قَد سَبَقتا
فَلا تَأمَن سُؤالَ اللَهِ عَنهُ&& بِتَوبيخٍ عَلِمتَ فَهَل عَمِلتا
فَرَأسُ العِلمِ تَقوى اللَهِ حَقّاً&& وَلَيسَ بِأَن يُقال لَقَد رَأَستا
وَضافي ثَوبِكَ الإِحسانُ لا أَن&& تُرى ثَوبَ الإِساءَةِ قَد لَبِستا
إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيراً&& فَخَيرٌ مِنهُ أَن لَو قَد جَهِلتا
وَإِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ&& فَلَيتَكَ ثُمَّ لَيتَكَ ما فَهِمتا
سَتَجني مِن ثِمارِ العَجزِ جَهلاً&& وَتَصغُرُ في العُيونِ إِذا كَبُرتا
وَتُفقَدُ إِن جَهِلتَ وَأَنتَ باقٍ&& وَتوجَدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدتا
وَتَذكُرُ قَولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ&& وَتَغبِطُها إِذا عَنها شُغِلتا
لَسَوفَ تَعَضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها&& وَما تُغني النَدامَةُ إِن نَدِمتا
إِذا أَبصَرتَ صَحبَكَ في سَماءٍ&& قَد اِرتَفَعوا عَلَيكَ وَقَد سَفَلتا
فَراجِعها وَدَع عَنكَ الهُوَينى&& فَما بِالبُطءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا
وَلا تَحفِل بِمالِكَ وَاِلهُ عَنهُ&& فَلَيسَ المالُ إِلّا ما عَلِمتا
وَلَيسَ لِجاهِلٍ في الناسِ مَعنىً&& وَلَو مُلكُ العِراقِ لَهُ تَأَتّى
سَيَنطِقُ عَنكَ عِلمُكَ في نَدِيٍّ&& وَيُكتَبُ عَنكَ يَوماً إِن كَتَبتا
وَما يُغنيكَ تَشيِيدُ المَباني&& إِذا بِالجَهلِ نَفسَكَ قَد هَدَمتا
جَعَلتَ المالَ فَوقَ العِلمِ جَهلاً&& لَعَمرُكَ في القَضيَّةِ ماعَدَلتا
وَبَينَهُما بِنَصِّ الوَحيِ بَونٌ&& سَتَعلَمُهُ إِذا طَهَ قَرَأتا
لَئِن رَفَعَ الغَنيُّ لِواءَ مالٍ&& لَأَنتَ لِواءَ عِلمِكَ قَد رَفَعتا
وَإِن جَلَسَ الغَنيُّ عَلى الحَشايا&& لَأَنتَ عَلى الكَواكِبِ قَد جَلَستا
وَإِن رَكِبَ الجِيادَ مُسَوَّماتٍ&& لَأَنتَ مَناهِجَ التَقوى رَكِبتا
وَمَهما اِفتَضَّ أَبكارَ الغَواني&& فَكَم بِكرٍ مِنَ الحِكَمِ اِفتَضَضتا
وَلَيسَ يَضُرُّكَ الإِقتارُ شَيئاً&& إِذا ما أَنتَ رَبَّكَ قَد عَرَفتا
فَما عِندَهُ لَكَ مِن جَميلٍ&& إِذا بِفِناءِ طاعَتِهِ أَنَختا
فَقابِل بِالقَبولِ صَحيحَ نُصحي&& فَإِن أَعرَضتَ عَنهُ فَقَد خَسِرتا
وَإِن راعَيتَهُ قَولاً وَفِعلاً&& وَتاجَرتَ الإِلَهَ بِهِ رَبِحتا
فَلَيسَت هَذِهِ الدُنيا بِشَيءٍ&& تَسوؤُكَ حُقبَةً وَتَسُرُّ وَقتا
وَغايَتُها إِذا فَكَرَّت فيها&& كَفَيئِكَ أَو كَحُلمِكَ إِن حَلَمتا
سُجِنتَ بِها وَأَنتَ لَها مُحِبٌّ&& فَكَيفَ تُحِبُّ ما فيهِ سُجِنتا
وَتُطعِمُكَ الطَعامَ وَعَن قَريبٍ&& سَتَطعَمُ مِنكَ ما مِنها طَعِمتا
وَتَعرى إِن لَبِستَ لَها ثِياباً&& وَتُكسى إِن مَلابِسَها خَلَعتا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَشهَدُ كُلَّ يَومٍ دَفنَ خِلٍّ&& كَأَنَّكَ لا تُرادُ بِما شَهِدتا
وَلَم تُخلَق لِتَعمُرها وَلَكِن&& لِتَعبُرَها فَجِدَّ لِما خُلِقتا
وَإِن هُدِمَت فَزِدها أَنتَ هَدماً&& وَحَصِّن أَمرَ دينِكَ ما اِستَطَعتا
وَلا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها&& إِذا ما أَنتَ في أُخراكَ فُزتا
فَلَيسَ بِنافِعٍ ما نِلتَ فيها&& مِنَ الفاني إِذا الباقي حُرِمتا
وَلا تَضحَك مَعَ السُفَهاءِ لَهواً&& فَإِنَّكَ سَوفَ تَبكي إِن ضَحِكتا
وَكَيفَ لَكَ السُرورُ وَأَنتَ رَهنٌ&& وَلا تَدري أَتُفدى أَم غَلِقتا
وَسَل مِن رَبِّكَ التَوفيقَ فيها&& وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا
وَنادِ إِذا سَجَدتَ لَهُ اِعتِرافاً&& بِما ناداهُ ذو النونِ بنُ مَتّى
وَلازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ&& سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
وَأَكثِر ذِكرَهُ في الأَرضِ دَأباً&& لِتُذكَرَ في السَماءِ إِذا ذَكَرتا
وَلا تَقُل الصِبا فيهِ مَجالٌ&& وَفَكِّر كَم صَغيرٍ قَد دَفَنتا
وَقُل لي يا نَصيحُ لَأَنتَ أَولى&& بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا
تُقَطِّعُني عَلى التَفريطِ لَوماً&& وَبِالتَفريطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا
وَفي صِغَري تُخَوِّفُني المَنايا&& وَما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا
وَكُنتَ مَعَ الصِبا أَهدى سَبيلاً&& فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ قَد نُكِستا
وَها أَنا لَم أَخُض بَحرَ الخَطايا&& كَما قَد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا
وَلَم أَشرَب حُمَيّاً أُمِّ دَفرٍ&& وَأَنتَ شَرِبتَها حَتّى سَكِرتا
وَلَم أَحلُل بِوادٍ فيهِ ظُلمٌ&& وَأَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَاِنهَمَلتا
وَلَم أَنشَأ بِعَصرٍ فيهِ نَفعٌ&& وَأَنتَ نَشَأتَ فيهِ وَما اِنتَفَعتا
وَقَد صاحَبتَ أَعلاماً كِباراً&& وَلَم أَرَكَ اِقتَدَيتَ بِمَن صَحِبتا
وَناداكَ الكِتابُ فَلَم تُجِبهُ&& وَنَهنَهَكَ المَشيبُ فَما اِنتَبَهتا
لَيَقبُحُ بِالفَتى فِعلُ التَصابي&& وَأَقبَحُ مِنهُ شَيخٌ قَد تَفَتّى
فَأَنتَ أَحَقُّ بِالتَفنيدِ مِنّي&& وَلو سَكَتَ المُسيءُ لَما نَطَقتا
وَنَفسَكَ ذُمَّ لا تَذمُم سِواها&& بِعَيبٍ فَهِيَ أَجدَرُ مَن ذَمَمتا
فَلَو بَكَت الدَما عَيناكَ خَوفاً&& لِذَنبِكَ لَم أَقُل لَكَ قَد أَمِنتا
وَمَن لَكَ بِالأَمانِ وَأَنتَ عَبدٌ&& أُمِرتَ فَما اِئتَمَرتَ وَلا أَطَعتا
ثَقُلتَ مِنَ الذُنوبِ وَلَستَ تَخشى&& لِجَهلِكَ أَن تَخِفَّ إِذا وُزِنتا
وَتُشفِقُ لِلمُصِرِّ عَلى المَعاصي&& وَتَرحَمُهُ وَنَفسَكَ ما رَحِمتا
رَجَعتَ القَهقَرى وَخَبَطتَ عَشوا&& لَعَمرُكَ لَو وَصَلتَ لَما رَجَعتا
وَلَو وافَيتَ رَبَّكَ دونَ ذَنبٍ&& وَناقَشَكَ الحِسابَ إِذاً هَلَكتا
وَلَم يَظلُمكَ في عَمَلٍ وَلَكِن&& عَسيرٌ أَن تَقومَ بِما حَمَلتا
وَلَو قَد جِئتَ يَومَ الفَصلِ فَرداً&& وَأَبصَرتَ المَنازِلَ فيهِ شَتّى
لَأَعظَمتَ النَدامَةَ فيهِ لَهَفاً&& عَلى ما في حَياتِكَ قَد أَضَعتا
تَفِرُّ مِنَ الهَجيرِ وَتَتَّقيهِ&& فَهَلّا عَن جَهَنَّمَ قَد فَرَرتا
وَلَستَ تُطيقُ أَهوَنَها عَذاباً&& وَلَو كُنتَ الحَديدَ بِها لَذُبتا
فَلا تُكذَب فَإِنَّ الأَمرَ جِدٌّ&& وَلَيسَ كَما اِحتَسَبتَ وَلا ظَنَنتا
أَبا بَكرٍ كَشَفتَ أَقَلَّ عَيبي&& وَأَكثَرَهُ وَمُعظَمَهُ سَتَرتا
فَقُل ما شِئتَ فيَّ مِنَ المَخازي&& وَضاعِفها فَإِنَّكَ قَد صَدَقتا
وَمَهما عِبتَني فَلِفَرطِ عِلمي&& بِباطِنَتي كَأَنَّكَ قَد مَدَحتا
فَلا تَرضَ المَعايِبَ فَهِيَ عارٌ&& عَظيمٌ يُورِثُ الإِنسانَ مَقتا
وَتَهوي بِالوَجيهِ مِنَ الثُرَيّا&& وَتُبدِلُهُ مَكانَ الفَوقِ تَحتا
كَما الطاعاتُ تَنعَلُكَ الدَراري&& وَتَجعَلُكَ القَريبَ وَإِن بَعُدتا
وَتَنشُرُ عَنكَ في الدُنيا جَميلاً&& فَتُلفى البَرَّ فيها حَيثُ كُنتا
وَتَمشي في مَناكِبَها كَريماً&& وَتَجني الحَمدَ مِمّا قَد غَرَستا
وَأَنتَ الآن لَم تُعرَف بِعابٍ&& وَلا دَنَّستَ ثَوبَكَ مُذ نَشَأتا
وَلا سابَقتَ في ميدانِ زورٍ&& وَلا أَوضَعتَ فيهِ وَلا خَبَبتا
فَإِن لَم تَنأَ عَنهُ نَشِبتَ فيهِ&& وَمَن لَكَ بِالخَلاصِ إِذا نَشِبتا
وَدَنَّسَ ما تَطَهَّرَ مِنكَ حَتّى&& كأَنَّكَ قَبلَ ذَلِكَ ما طَهُرتا
وَصِرتَ أَسيرَ ذَنبِكَ في وَثاقٍ&& وَكَيفَ لَكَ الفُكاكُ وَقَد أُسِرتا
وَخَف أَبناء جِنسِكَ وَاِخشَ مِنهُم&& كَما تَخشى الضَراغِمَ وَالسَبَنتى
وَخالِطهُم وَزايلهُم حِذاراً&& وَكُن كالسامِريَّ إِذا لَمِستا
وَإِن جَهِلوا عَلَيكَ فَقُل سَلاماً&& لَعَلَّكَ سَوفَ تَسلَمُ إِن فَعَلتا
وَمَن لَكَ بِالسَلامَةِ في زَمانٍ&& يَنالُ العُصمَ إِلّا إِن عُصِمتا
وَلا تَلَبَث بِحَيٍّ فيهِ ضَيمٌ&& يُميتُ القَلبَ إِلا إِن كُبِّلتا
وَغَرِّب فَالغَريبُ لَهُ نَفاقٌ&& وَشَرِّق إِن بَريقَكَ قَد شَرِقتا
وَلَو فَوقَ الأَميرِ تَكونُ فيها&& سُمُوّاً وَاِفتِخاراً كُنتَ أَنتا
وَإِن فَرَّقتَها وَخَرَجتَ مِنها&& إِلى دارِ السَلامِ فَقدَ سَلِمتا
وَإِن كَرَّمتَها وَنَظَرتَ مِنها&& بِإِجلالٍ فَنَفسَكَ قَد أَهَنتا
جَمَعتُ لَكَ النَصائِحَ فَاِمتَثِلها&& حَياتَكَ فَهِيَ أَفضَلُ ما اِمتَثَلتا
وَطَوَّلتُ العِتابَ وَزِدتُ فيهِ&& لِأَنَّكَ في البَطالَةِ قَد أَطَلتا
فَلا تَأخُذ بِتَقصيري وَسَهوي&& وَخُذ بِوَصِيَّتي لَكَ إِن رَشَدتا
وَقَد أَردَفتُها سِتّاً حِساناً&& وَكانَت قَبلَ ذا مِئَةً وَسِتّا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قريع دهره]ــــــــ[01 - 03 - 2005, 03:04 م]ـ
الللللله
جزاكم الله ألف ألف خير
بصراحه من أروع القصائد التي قرأتها بحياتي
وبصراحة هي دررة من الدرر
ويعطيكم الله ألف عافية
دمتم بود،،،
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 02 - 2006, 10:16 ص]ـ
ما شاء الله، لا قوة إلا بالله
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 10:40 م]ـ
بارك الله فيك، وجزيت خير الجزاء.
وعلى هذا الرابط:القول اللبيب في الذب عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10267)(/)
"اقتراح" مساجلة للأعضاء من قولهم, لا من منقولهم
ـ[الأزدي]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام أرحب بكم أجمل ترحيب, وأتمنى لكم ومنكم الفائدة والمتعة,
وهذا اقتراح أطرحه بين يديكم, بفتح مساجلة شعرية بين الأعضاء,
يتبادلون فيها القول, مما لا قديم فيه, إلا اقتباس بشرطه,
لنفض الغبار عن شعراء الفصيح المتراخين بين الكتب والدواوين حفظاً ونقلاً,
فإن راق لكم هذا الرأي
فاذكروا بارك الله فيكم ما ترونه من ضوابط لهذه المساجلة التي أبدأ باقتراح اسمها, وهو:
((المساجلة المفتوحة ** روضة الشعر لأعضاء الفصيح **))
فلا تبخلوا برأي وتوجيه,
مع أحسن تحية وسلام,
أخوكم: الأزدي.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 10:36 م]ـ
مرحبا بك أخي الأزدي في ربوع الفصيح وأرجو أن تزور هذه الصفحات ستجد فيها ما تقترحه ولك أن تحيي ما اندثر منها مشكورا. ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=310)
ـ[الأزدي]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 12:06 ص]ـ
:::
إذا سأنصرف من هنا إلى هناك,
وأرجوا أن أكون ممن:
يَفِرُّ لِيَكِرّ.(/)
بريد العيد
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 07:20 م]ـ
الا فاهني بعيد العام حتى = يباركنا من الأعوام عيد
تمنينا ولا تعني الأماني = بلوغا للمرام وما نريد
وليس العيد عندي رأس عام = ونور حبيبتي عني بعيد
ولكن ترسل الأشواق حبرا = اليك الشوق يحمله البريد
1995م(/)
الطيب صالح 000 علم من أعلام الرواية و الأدب.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 02:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما وجدته أثناء تصفحي شبكة المعلومات ففكرت مباشرة بنقله لكم، كي نزخرف به منتدانا العامر، فما هذا الموضوع إلا كتعريف بأحد الأعلام في الوطن العربي، و ما هو إلا عن ابن سوداني زخرف صفحات بلاده _ السودان _ بأعماله المجيدة. فلكم هذه الأوراق.
* ولد الطيب محمد صالح أحمد في مركز مروى، المديرية الشمالية السودان عام 1929.
* تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.
* مارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن.
* نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989.
* صدر حوله مؤلف بعنوان " الطيب صالح عبقري الرواية العربية " لمجموعة من الباحثين في بيروت عام 1976. تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته.
* كان صدور روايته الثانية " موسم الهجرة إلى الشمال " والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان.
* تمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة، سلبًا أو إيجابًا، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله.
* يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة.
مؤلفاته:
* عرس الزين رواية (1962)
* موسم الهجرة إلى الشمال رواية (1971)
* مريود رواية.
* نخلة على الجدول.
* دومة ود حامد رواية.
--------------------------------------------------------------------------
روايات خالدة ...
عرس الزين ... رواية شعبية تكشف تفاصيل المجتمع السوداني
ولد الروائي السوداني الطيب محمد صالح أحمد سنة 1929 في الدبّة محافظة مروي، المحافظة الشمالية للسودان، درس في وادي سيدنا قبل أن ينتقل إلى كلية العلوم بالخرطوم، كما نال شهادة الشئون الدولية من بريطانيا عمل مدرسا قبل أن يتنقل بين عدة وظائف منها عمله في الإذاعة البريطانية في لندن، ممثلا لليونسكو في دول الخليج ومقرها قطر لمدة خمس سنوات بين 19841989، مديرا للإعلام في السودان.
وكما اشتهر يحيى حقي في رواية «قنديل أم هاشم» وأهملت أعماله الأخرى مثل البوسطجي وغيرها حتى احتج على ذلك متسائلا: «هل هي بيضة الديك؟» فإن الطيب صالح قال: «أنا عُرفت برواية اسمها (موسم الهجرة إلى الشمال) لكن هذا ليس ذنبي!» وهي رواية امتازت بثنائية التقاليد. تلك الرواية التي أعجبت البعض إلى الدرجة التي دفعت بها لتدَّرس في الجامعات بينما منعها البعض الآخر لرؤيتهم أنها تتقاطع مع تعاليم الإسلام. ونفى الطيب أن تكون الرواية التي نشرت سنة 1971 تعبر عن سيرته الذاتية أو أن شخصية مصطفى سعيد تمثله هو وعبرَّ عن ذلك قائلا: أنا لست موجودا بحيث يضع للقاريء يده على شخصية ويقول هذا هو الطيب صالح.
والطيب صالح أديب موهوب طوع قلمه لخدمة التراث السوداني، قال مرة: حقيقة التراث أنه موجود في دمنا، وجزء من تكويننا، هو ميراثنا. وفي موضع آخر قال: إنني منذ صغري تشحذ خيالي حكايات الماضي، أذهب إلى جدي فيحدثني عن الحياة قبل أربعين عاما، قبل خمسين عاما، بل ثمانين عاما فيقوى إحساسي بالأمن. ولهذا نجد أعمال الطيب كلها تدور في محيط القرية. ومن أهم أعمال الطيب صالح الأخرى، مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد، بندر شاه. وكاتبنا الذي نشر أول قصة له سنة 1957 حاز على عدة جوائز دولية منها جائزة زفزاف للرواية العربية. كما أنه حين سئل عن رأيه كونه مرشحا لجائزة نوبل في الأدب قال: هي كاليانصيب ولن تأتي في الغالب .. لو جاءتني سوف أفرح بها ولا أزعم أني فوق هذا، ولكن حقيقة لا أشغل نفسي بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الرواية الأولى للطيب صالح «عرس الزين» موضوع بحثنا والمنشورة سنة 1962 فقد تحولت إلى فيلم سينمائي على يد المخرج الكويتي خالد الصديق، وتدور أحداثها في بلدة ما من السودان، حيث تسيطر الخرافة والإيمان بالمعجزات. فالزين الذي وصفه المؤلف أنه يشبه جلد المعزة الجاف أو العود اليابس هو الشخصية الأولى التي تدور في فلكها بقية الشخصيات. ويرى أهل القرية في شخصية الزين الكثير من التفكه، فهو عندما يضحك يستلقي على قفاه، يضرب الأرض بيديه ويرفع رجليه في الهواء ثم يضحك بصوت كنهيق الحمار. واشتهر الزين بنهمه في الأكل حتى أن الجميع يتحاشون الجلوس معه حين تأتي سفر الطعام في الأعراس والمناسبات. ويقال عن الزين انه حين ولد انفجر ضاحكا على عكس الأولاد الذين يولدون صارخين، كما يقال انه حين مرَّ على خرابة يشاع انها مسكونة سقطت جميع أسنانه عدا سنّين، في كل فك سن. وحين بلغ الزين مبلغ الرجال لم يكن له لحية أو شارب. ولأنه لهذه الصفات وغيرها يختلف عن الجميع فقد حيكت حوله حكايات كثيرة ويقبل منه الجميع بتصرفات لا يُسمح لغيره بفعلها، فهو مثلا يخالط نساء القرية عند البئر وسط البلد، يملأ أوعيتهن ويمازحن، يضاحكهن ويتمادى في مشاكستهن. أما حين يكون الزين في مجلس للرجال فإن المجلس يتحول إلى مجلس تفكه بوجوده.
واستطاع الزين في أحد هذه المجالس أن يحصل على وعد من محجوب أن يزوجه ابنته علوية، وطلب من الحاضرين أن يكونوا شهودا على ذلك. أما الحاضرون فإنهم يعلمون أن الزين سيسأم هذه الحكاية بعد شهر أو شهرين ليبدأ قصة حب ثانية، ولكنه خلال هذه الفترة لا يسأم من الترديد وبأعلى صوته بين الحين والآخر: «أنا مكتول في حوش محجوب.» وحين ينتهي الزين من عمله في الحقل ويرجع إلى البيت مزهوا، يرجع وسط زفة كبيرة من الصبيان والفتيات الصغار وحينها لا يتردد في الصياح من جديد: «أرروك .. يا ناس الغريق .. يا أهل الحلة .. أنا مكتول في حوش محجوب.» هنا يضحك الشبان بينما يتبرم الشيوخ قائلين: «الولد المطرطش دا يرغي يقول شنو؟»
هكذا استمر الحال مع الزين الذي يختار أروع فتيات البلد جمالا وأحسنهن أدبا وأحلاهن كلاما، اللواتي تفتح جمالهن كما تنتعش النخلة الصبية حين يأتيها الماء بعد الظمأ. ولم يستغرب أهل البلد حين صاح الزين فجأة: «عوك يا أهل الحلة. يا ناس البلد. عزة بنت العمدة كاتلالها كتيل .. الزين مكتول في حوش العمدة.» غير أن العمدة، المهيب الوجه، ملأه الغضب لذلك، ولكنه حين رأى الناس ينظرون إلى الزين الواقف أمامهم كأنه جلد معزة جاف قبل أن ينفجروا في ضحك متصل، حينها قتل الغضب في صدره وخاطب الزين قائلا: «إن بقيت اشتغلت شديد الليلة نعرس لك عزة.» فتكرر ضحك الرجال مرة ثانية. واستغل العمدة ذلك بتكليف الزين بأعمال شاقة يعجز عنها الجن.
هكذا يتكرر صياح الزين بين فترة وأخرى على فتاة من أهل البلد لتجد تلك الفتاة طريقها إلى الزواج بسرعة من شخص يناسبها. ووصلت شهرة الزين إلى البدو وما إن صاح في حق بدوية من عرب القوز قائلا: «أنا مكتول في فريق القوز .. واكتلتني يا ناس.» حتى جاء كثيرون من أثرياء البلد وشبانها المرموقين ووجهائها يخطبونها من أبيها وتزوجها آخر الأمر ابن القاضي. وفطنت الأمهات في البلد إلى أهمية الزين كبوق يدعين به لبناتهن في مجتمع محافظ، تحجب فيه البنات عن الفتيان حتى أصبح الزين رسولا للحب، فأخذن يخطبن وده ويدعنه إلى بيوتهن ويقدمن له أشهى الطعام والشراب، تسلم عليه البنات اللواتي يستلطفن عبثه، وكل واحدة منهن تتمنى أن تقع في قلبه موقعا، فالفتاة التي يخرج اسمها على لسانه تضمن عريسا خلال شهر أو شهرين.
وروجت أم الزين لولدها أنه ولي من أولياء الله الصالحين، حتى أنها لا تبالي أين يقضي ليله أو نهاره، فحيثما يقام عرس تجد الزين هناك لا يحبسه برد ولا عاصفة ولا فيضان، يظهر فجأة صائحا: «عوك يا أهل العرس، يا ناس الرقيص، الزين جاكم.» وقوي ذلك الاعتقاد صداقة الزين مع الحنين، وهو رجل صالح منقطع للعبادة حيث يقضي شطرا طويلا من حياته ضاربا في الصحراء ويتناقل الناس قصصا غريبة عنه. كما كان للزين صداقات من ذلك النوع مع آخرين يعتبرهم أهل البلد من الشواذ مثل عشمانة الطرشاء، وموسى العبد الأعرج، وبخيت المشوه، يصادقهم الزين ويحنو عليهم. وكثرت الأقاويل بحق
(يُتْبَعُ)
(/)
الزين حتى قال قائلهم: «لعله نبي الله الخضر.»
فالزين رغم نحافته كأنه عود يابس تتدفق في جسمه قوة مريعة جبارة لا طاقة لأحد بها حتى أنه أمسك بقرني ثور جامح وألقاه أرضا، وفي مرة قلع شجرة سنط من جذورها، كما أنه أمسك بخناق سيف الدين بن البدوي وكاد أن يقتله، ولم يستطع جمع من الرجال تخليصه من بين يديه، لكن صوت الحنين الذي جاء فجأة وحده الذي أنقذه من بين يديه. وما إن تكبر صورة الزين في أعين الناس حتى تتحطم حين يهب صائحا: «يا أهل الغريق .. يا ناس الحلة .. أنا مكتول .. ».
كان كل ذلك يجري بينما هناك فتاة مليحة، غاضبة العينين، وقورة المحيّا، تراقب الزين في عبثه ومزاحه، وجدته يوما في مجموعة من النساء يضاحكهن كعادته فانتهرته قائلة: «ما تخلي الطرطشة والكلام الفارغ، تمشي تشوف أشغالك». كان لتلك الكلمات وقعها على الزين حتى أنه أطرق إلى الأرض ومضى خجلا. لقد كانت تلك الفتاة ابنة عمه نعمة بنت الحاج إبراهيم. ولم يمضِ وقت طويل حتى صاح الزين: «أرروك يا ناس الغريق، يا أهل البلد، الزين مكتول، كتلته نعمة بنت الحاج إبراهيم». وسرت شائعات كثيرة في البلد، منها أن الزين صادف نعمة فقال لها: «بنت عمي، تعرسيني؟» فقالت: نعم. وذهب إلى عمه وكلمه في الأمر فقبل الرجل.
قام محجوب وجماعته الذين كانوا يتصرفون في أمور البلدة بإعداد مراسيم الزواج، وذكرهم الزين بوعد الحنين له قبل موته قائلا: «الحنين قال لي قدامكم كلكم (باكر تعرس أحسن بت في البلد).» فكان عرسا لم ترَ البلدة مثله، مئات الزغاريد كانت تنطلق مرة واحدة. قال الشيخ علي «عرس زي دا الله خلقني ما شفت زيه.» وقال الحاج عبد الصمد: «عليَّ بالطلاق الزين عرّس عرس صح مو كدب.» حتى إمام المسجد الذي عارض مثل هذا العرس قال للزين: «مبروك، ربنا يجعله بيت مال وعيال.» وحضر العرس عرب القوز وتجار البلد وموظفوها ووجهاؤها وأعيانها. ولكن الزين اختفى فجأة والناس في ذروة فرحهم بالعرس ليجدوه أخيرا عند قبر الحنين يبكي منتحبا.
-------------------------------------------------------------------------------
ظاهرة الطيب صالح
دخل معترك الكتابة منذ سنوات بعيدة وهو كما يقول نشر اول قصة له في عام 1957 ليتجه الى الكتابات الاكاديمية التي تراوحت بين التاريخ والدراسات الاجتماعية ليعطي التاريخ الاجتماعي لافريقيا عموما والسودان بشكل خاص اهتماما خاصا أثناء فترة الاستعمار وما بعده.
واذا كنا في «بيان الثقافة» شغوفين بالساحة الثقافية والابداعية السودانية فليس امامنا اهم من الدكتور عبدالله ابراهيم ليرضي لنا هذا الفضول، فهو بالاضافة لكونه مبدعا قصصيا ومسرحيا وناقدا له الكثير من الكتب عايش هذه التجربة وكان احد رموزها والناشطين فيها.
الدكتور عبدالله ابراهيم من مواليد 1942 حصل على الماجستير من جامعة الخرطوم 1982 في الفلكلور والروايات، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة اندريانا في الولايات المتحدة الامريكية، وهو حاليا يعمل استاذا مساعدا للتاريخ الافريقي بجامعة ميسوري بولاية ميسوري الامريكية له العديد من المؤلفات منها: كتاب «الصراع بين المهدي والعلماء السودانيين في القرن التاسع عشر» وقدم كبحث للحصول على درجة الشرف في جامعة الخرطوم، له كتابات في أدب الرباطاب الشعبي ومن كتبه «تحقيق لأنساب الجعليين في السودان» اضافة الى كتب في الثقافة العامة، وله كتاب بعنوان «انس الكتب» وكتاب «عبير الامكنة» وكتاب «الثقافة والديمقراطية في السودان» ومسرحية «الجرح والغرنوق» ومسرحية «تصريح لمزارع من جودة» وكتاب «فرسان كانجرت» وهو تأريخ لشعب الكبابيش في السودان مستقى من رواياتهم الشفهية في القرنين الـ 18، 19 وكتاب اكاديمي يتضمن تحليلاً لغوياً اجتماعياً في مجازات «العين الحارة بين الرباطاب» وصدر سنة 1994.
«بيان الثقافة» استغل زيارة الدكتور عبدالله لدولة الامارات لاجراء هذا الحوار معه والوقوف عند مجموعة من النقاط العامة حول تجربته الابداعية الشخصية والسودانية بصورة عامة.
ـ الى اي مدى اثرت انتماءاتك السياسية والتحولات التي طرأت عليها في تجربتك الابداعية وكيف تنظر الى علاقة المبدع بالسياسة وهل يمكننا اعتبار السياسة وانتماءاتها شرطا ابداعيا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ قال الدكتور عبدالله ابراهيم: نشأنا على ان السياسة وانتماءاتها الحزبية الضيقة هي من شروط الابداع وهذا ماكان يعرف بالالتزام ونشأنا على رجال كبار ونساء كبيرات مبدعات في هذا الشرط من امثال بابلونيرودا وجوركي وفي مصر عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف ادريس وان كان كاتب بارع مثل نجيب محفوظ حالة شاذة محيرة فهو لا منتم ومبدع جيد، لم نجد اية صعوبة ونحن على اعتاب الكتابة الفكرية الى تفعيل ـ بغير تردد ـ شرط الابداع في شرط الالتزام الحزبي والعقيدي وهكذا اقبلنا على الالتزام في اطار الحركات اليسارية والتنظيمات اليسارية ولكني شخصيا كنت قد بدأت في وقت باكر ارصد توتر هذه العلاقة ومتاعبها واشكالاتها فقد اتيح لي وانا في نهاية الثانوية العليا ان اقرأ «لهوارد فاست» كتابه الكاتب والحزب ثم الى جملة الكتب والكتابات الشيوعية لشيوعيين سابقين ابدوا ضيقهم وخروجهم على الحزب بوصفه بؤرة خانقة للابداع لذلك كنت في غاية الانتباه.
لهذا التوتر وقوى هذا عندي ملكه الكاتب وميله السياسي في آن واحد وتوسعت في أدائي السياسي كما توسعت في حرصي على استغلال رؤيتي وعزتي بنفسي ككاتب، وادواتي المميزة في المساهمة في العملية السياسية وقد تصادف ان رزقنا بزعيم سياسي يساري هو عبد الخالق المحجوب الذي كان يفهم كمبدع خفي متاعب الكاتب في الحركة اليسارية ولذا فقد وفر لنا الكثير من الحماية وحسن الاستماع وبعد تجارب مريره استمع الينا وقرر بشكل نهائي ان لا ناقداً رسمياً بالحركة اليسارية في السودان ولا عقيدة رسمية كمثل الواقعية الاشتراكية التي كان لها الهيمنة والقبول وقرر ان هذه العملية عملية عالية ينفذ بها الكاتب الى الجمهور ويتوسل الى ذلك بأرقى الادوات والوسائل والاساليب في شروط الوعي بالحقائق السياسية العالمية والداخلية وحقائق القوة.
لذلك لا تجد في السودان شكوى اساسية من العنت الذي نسمع عنه بالنسبة للكاتب والحزب وان كان هناك امثال المرحوم صلاح احمد ابراهيم صاحب غابة الابنوس وغضبة الهباي وتصويره لهذه العلاقة كمثلها في بقية انحاء العالم وان الحزب له الصولة والجولة ولكن هذه ليست تجربتي على اية حال واذا اسفت على اي شيء من اقتحامي للعملية السياسية انني ربما هجرت اجناساً ادبية بدأت بها مثل القصة القصيرة وربما احمد لهذه التجربة انها جعلتني كاتبا مسرحياً في سياق توثيق الحركات الشعبية والجهات الاجتماعية واكسبتني مرونة وسيطرة على اجناس كتابة متعددة مثل المقال الصحفي والعمود الصحفي والتحليل السياسي والبيان السياسي وهذه اعتقد ثروة ونبهتني الى البحث عن الحقيقة اكاديميا حتى اصبح عملي الاساسي الذي ارتزق منه.
يداخلني شيء من «حتى» الابداع لهجري كتابة القصة والرواية وآمل ان يمتد العمر الى ان اعود الى شيء من هذا حاملا الى الكتابة الابداعية كل هذه الخبرات والمهارات التي حصلت عليها من مغامراتي السياسية والاكاديمية حتى كتاباتي الاكاديمية تجدها مكتوبة من زاوية الدراما بوجود شخوص وافكار حركية، وانا حامد لهذه التجربة السياسية ومازلت اعتقد انها شاغل لا مهرب منه للكاتب وهناك ثمن يدفع من الحياة تجاه ذلك.
ـ من المعروف ان الحركة الثقافية والابداعية في السودان عايشت ثلاث مدارس هي مدرسة الخرطوم في التشكيل ومدرسة الغابة والصحراء في الشعر ومدرسة آباد ماك كيف تنظر الى الدور الثقافي الذي لعبته هذه المدارس وماهي العلاقة الشخصية والابداعية التي ربطتك بها؟
ـ ان مدرسة الخرطوم في التشكيل وحركة الغابة والصحراء تزامنتا وهي تعبيرات تشكيلية وابداعية شعرية نشأت في الستينيات بشكل خصوصي واتجهت بشكل دقيق الى معالجة هوية السودان وخاصة الشماليين وجلبت الى موضوع هوية السودانيين البعد الافريقي الذي غاب في كتابات السودانيين والحركة القومية الوطنية السودانية ضد الاستعمار لأن الآخيرتين ركزتا على البعد العربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنسبة العربية والثقافة العربية وكان هذا تنبيها بليغا، اما متاعبي مع مدرسة الغابة والحصراء فكانت موضوع مقالة باسم تحالف الهاربين نشرتها في كتابي الديمقراطية والثقافة في السودان عام 1996 بالقاهرة وانا معاصر لهذه المدرسة وكنت قريبا من مؤسسيها الشاعر الفحل المرحوم محمد عبدالحي ومحمد المكي ابراهيم والنور عثمان فقد تزاملت معهم في رابطة ادباء جامعة الخرطوم ومصدر متاعبي مع المدرسة انها في حينه تركت البعد الافريقي فينا وعالجت بما يعرف الآن باسلوب الاستشراق اي انها نظرت الى افريقيا من خلال الكتابات الاوروبية والغربية التي لا توقر افريقيا ولا الافريقيين كثيرا ويثير هذا المقال بالذات من كتاباتي جدلا كثيرا، اما آباد ماك فهي حركة ابداعية للكتاب والفنانين التقدميين ونشأت في عام 1968 وكنت سكرتيرها العام وكانت اقرب الى الحركة السياسية الابداعية منها الى حركة استبطان الهوية فقد نشأت في ملابسات الخصومة بين العلمانية والاسلامية في ذلك الوقت واتجهت بشكل رئيسي لفتح المنافذ الى الجمهور لتقيم جسرا ابداعيا الى جمهرة الناس العاديين متأثرة شيئا ما بما كان يدور في مصر في ذلك الوقت وفي غيرها من الاماكن في سياق انفجارات الستينيات العالمية، كنا مثلا نسير قوافل ثقافية الى القرى والدساكر تتكون من شعراء ومن معارض تشكيلية ومسرحيات وهلم جرا.
وكانت لدينا عقيدة ان هناك ابداعاً لدى الشعب فكنا نقيم ليلة ابداعية ونضمنها فقرات من الابداع المحلي في برنامجنا العام ثم اخذنا مرة قرية اسمها بورت نيل لما لمسناه فيها حيث وجدنا فيها ميلاً قوياً للابداع وارسلنا ثلاثة من طاقم حركتنا ليقيموا في القرية ويعينوا اهلها ومبدعيها في مجال المسرح والتشكيل وهم عبدالله جلاب وطلحة الشفيع وعلي الوراق وقد انتهينا الى برنامج كامل من مبدعي القرية عرض في المسرح الاقليمي للمحافظة وفي المسرح القومي بالخرطوم، وهنا احاول التفرقة بين الحركة الابداعية في كل تيار حيث كانت الخرطوم اكثر تشددا بالهوية والحركات الاخرى تهتم بالنفاذ للشعب.
ـ هل يمكننا الحديث عن ظاهرة في الادب السوداني اسمها ظاهرة الطيب صالح وهل ترى ان المبدعين الآخرين سقطوا تحت وطأة هذه النجومية المفرطة لتجعل الجميع في المرتبة الثانية او الثالثة بالرغم من اعتراف الطيب في أكثر من موقع انه ليس المبدع الافضل في السودان .. كيف تقيم هذه الاشكالية؟
ـ كثيراً ماخطر لي كلما تحدث النقاد عن الطيب صالح جزء من رواية انجليزية من شارلت برانتي تقول فيها الام لابنتها التي لم تحسن الحديث في مجلس ما وهي تزجرها اذا لم يكن لديك شيئا ما تقولينه فلم لا تتحدثين عن الطقس!
وبغير تذنيب للطيب صالح انه كلما تنادى النقاد للحديث عن الادب السوداني تحدثوا عن الطيب صالح مع اعترافي بأنني قادم من نفس القرى التي كتب عنها الطيب صالح وانه استنقد هذه القرى من شخصيات الاهبل، المرأة المسترجلة، والعجوز وما الى ذلك من التشكيلات الاجتماعية من ارقاء سابقين الى اعراب بدو الى الاولياء وغيرها، ومن وجهة اخرى حاصلة صناعة وهي صناعة الادب المقارن في الجامعات الاوروبية التي تكتفي بنماذج او امثلة لكتاب من العالم الثالث نجوجي من كينيا والشيبي في نيجيريا والطيب صالح من السودان وهي لا تعي الاداب التي خرج منها وهي الصناعة الاعلى صوتا والاوسع ذيوعا والتي تصنع لنا الأمثلة والنموذج وهي صناعة لا تريد ان تعرف من الادب السوداني وقد ورثت المدرسة الادبية المقارنة المدرسة التي تسمى حاليا بدراسات ما بعد الاستعمار وهي تعنى بالانموذج والرمز من كل كاتب لكل بلد واصبح في عرف هذه المدرسة ان هؤلاء المبدعين النماذج هم مبدعون بلا اوطان او المبدعون المشردون التي هي صفة مبدع ما بعد الاستعمار او ما بعد الحداثة وهي دعوة صريحة كالطيب صالح انه كاتب منبت عن تقاليد ووطن معين.
وبعيدا عن العولمة يمكن القول ان هناك ظاهرة اسمها الطيب صالح وهو غير مسئول عنها وهي نتيجة تقاليد معينة وربما كان الطيب نفسه من المتضررين من هذه الصناعة لانه يعلم أنه جزء من نسق الابداع القومي وهو اعلم الناس بذلك وفي كتاباته تشعر بهذه الانتماءات وفي النهاية فإن المتضرر الاكبر هو الطيب صالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ثمة مقولة كانت شائعة مفادها ان مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق تقرأ كيف ترى هذه المقولة اليوم ألا تزال صالحة؟
ـ سمعت هذه المقولة بأن السوداني يقرأ ويبدو أنه طالما انه يحل بلد محل بلد آخر يبدو ان المقولة مصابة من منطقة الحق ان السودان يقرأ ولا شك في ذلك لانه لا يطبع واكثر ما قريء للسودان ـ الفيتوري، تاج السر حسن وغيرهماـ طبع في مصر لكن لا اريد ان اجعل من هذه المقولة مقولة محببة او مثيرة كما يريد بذلك اصحابها، الملحوظ ان الذين يقرأون في السودان ربما متوسطو الحال والجماعات التي تتوقع منها ان تقرأ بحق من الصفوة لاتقرأ حتى الصحف اليومية تشترك لهم فيها مصالحهم والمكتبة ليست جزءا من بنيانها وحينما قرأت هذه الفئة خلال الحركة الوطنية قرأت لجزء من الحركة الثقافية المصرية بمعنى انها كانت متحلقة حول الكاتب المصري حتى داخل السودان ويتابعون الصراعات والمناقشات الفكرية في مصر وهي ظاهرة سلبية نظرا لبعدها عن المحلية ومنذ الاستقلال اصبحت خارج الحسابات وهذه الصفوة اصبحت خارج الضوء احيانا.
من تجربتي ارى أنه تحدث صحوة حيث كان هناك تباطوء وهناك شعراء وكتاب كثيرون وتدخلت الحكومة لنشر الكتب والدواوين ولكنها محاولات متقطعة ومتباعدة لان الثقافة ليست عمل الحكومة، لذا نزيح عن هذه العبارة الوهج واللطف والغنى الذي يضحك الناس على هذه العبارة واكثرها كانت تحرك الافكار السياسية المباشرة والحركة الشيوعية خلقت طبقة من الكتاب والشعراء وكذلك الحركة الاسلامية، والاحزاب الكبرى ذات القرار لم يكن لها فكر وثقافة بعكس الاحزاب ذات الفكر العقائدي التي كانت كتبها تدور حول فكرتها.
ـ على هامش الصراع العربي الاسرائيلي كان المبدع العربي في السنوات الساخنة سياسيا جنديا في ساحة ميدان هذا الصراع هل يحق لنا القول ان هذا الجندي تراجع الى جبهات باردة او ما عاد جنديا في الصراع اصلا؟
ـ في الستينيات وابان تفجر الحركة الفلسطينية كان الشاعر تابعا للفعل الفدائي الاستشهادي، كان يدور في بلاط الحدث الاستشهادي وكان الشاعر يزين الفعل بعد وقوعه كتمجيد الحجر وتمجيد الجسد ولكن اين الابداع، اين الوعي بمايجري وكيف نعبر فكريا عن الشيطان الذي نرجمه، نحتاج الآن أن نعرف اكثر اذا كان الفكر العربي والاسلامي قد استبطن هذا الشيطان ونال واحرز وعيا دقيقا به في سياق استضعافنا الطويل كأمة عربية اسلامية.
والى اي مدى نجحنا بواقع مثل هذا الوعي من تقريب القضية الفلسطينية وتنزيلها في وقائع سياسية وبمجرد تمجيد الحجر نحن ننفي القضية الفلسطينية وكأنها تقع خارج حدودنا لانها تمتد الى حقائق حولنا في مواطننا العربية والمحلية وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية باعتبار ان تحرير فلسطين مرتبط بجملة تحريرات لازمة في وطننا العربي ويبدو اننا لم نتحرك كثيرا او قليلا في خطة استبطان القضية الفلسطينية فهي لا تزال حدثاً خارجياً الفرق بينها وبين ماكان في جنوب افريقيا انها تقع بالنسبة لنا مع اناس قريبين منا جدا.
ـ برأيك ماذا ينتظر المشهد الثقافي العربي في ظل التوجه المطروح حاليا عن شراسة العولمة وهل هو كذلك بالفعل خاصة وانك مقيم في الولايات المتحدة الامريكية؟
ـ نحن بحاجة الى ان نخاف من العولمة الذي يبدو انه باق في الكتابات العربية وهذا يذكرني بتصرف وقع من السودان قادم من امريكا وذهب لتغيير العملة وقال لهم هذا دولار من بلد الدولار، العولمة حلقة اخرى من استضعافنا الذي نشترك فيه كمسلمين وعرب مع عالم آخر واسع فالقطبية الواحدة ليست حدثا فالاستعمار القديم كان قطبية عربية واحدة، واقصر المسافات لم ينتسب الى حسنا بالعالم الذي نحن فيه بينما هو فعل قديم فقد أحس الناس في آخر القرن الماضي بأن العالم اصبح قرية بعد اختراع البخار والتلجراف، العولمة إذن ما لم تنظر من موازين القوة والاستضعاف فسوف نرعب منها ونعتقد انها آخر الزمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ليس صحيحا ولكنها حلقه من حلقات الاستضعاف التي نعيشها امام قوى متماسكة ودقيقة، اذا نظرت للواقع الامريكي من الداخل تجد ان هناك احتجاجاً على هذه العولمة فهم مثلا يحاربون متجرا ضخما يجري انشاؤه في كل الولايات اسمه وورلد مارت لانه سيقضي على المحال الصغيرة ويمكن ان تجد اصداء هذا الاحتجاج الامريكي على هذه العولمة وهي الحداثة الطاغية والاستهلاك المجاني، تجده مستوعب في الموسيقى الشعبية حيث تجدها واضحة في الاغاني حتى ثقافيا كنا خاضعين للعولمة الشكسبيرية وكذلك موجات الابداع المتتالية، لذا يجب تحرير انفسنا ومواردنا من الاستضعاف وتصفية الاستعمار بداخلنا.
------------------------------------------------------------------------
وفي "دومة ود حامد" تتراءى الدومة في الحلم كمنقذ حين يحيق البلاء ويزداد الكرب ويبدو اللاخلاص:
فهذا رجل يقص على جاره أنه رأى نفسه في أرض رملية واسعة، رملها أبيض كلجين الفضة، مشى فيها فكانت رجلاه تغوصان فيقتلعهما بصعوبة. ومشى حتى لحقه الظمأ وبلغ منه الجوع، والرمل لا ينتهي عند حد. ثم صعد تلا، فلما بلغ قمته رأى غابة كثة من الدوم في وسطها دومة طويلة. وانحدر الرجل من التل وبعدها وجد كأن الأرض تطوى له، فما هي إلا خطوة حتى وجد نفسه تحت دومة ود حامد. ووجد إناء فيه لبن رغوته معقودة عليه كأنه حلب لساعته. فشرب منه حتى ارتوى ولم ينقص منه شيء، فيقول له جاره: أبشر بالفرج بعد الشدة.
وهذه امرأة تحكي لصاحبتها: كأنني في مركب سائر في مضيق في البحر وكنت أرى نفسي على قمة موجة هوجاء تحملني حتى أكاد أمس السحاب، ثم تهوي بي في قاع سحيق مظلم، فخفت وأخذت أصرخ وكأن صوتي قد انحبس في حلقي. وفجأة وجدت مجرى الماء يتسع قليلا. ونظرت فإذاعلى الشاطئين شجرأسود خال من الورق، له شوك ذو روس كأنها رءوس الصقور. ورأيت الشاطئين ينسدان علي، وهذا الشجر كأنه يمشي نحوي، فتملكني الذعر، وصحت بأعلى صوتي: ياود حامد. ونظرت فإذا رجل صبوح الوجه له لحية بيضاء غزيرة قدغطت صدره. رداؤه أبيض ناصع، وفي يده مسبحة من الكهرمان. فوضع يده على جبهتي وقال: لا تخافي. فهدأ روعي ونظرت فإذا الشافى يتسع، والماء يسيل هادئا ونظرت إلى يميني فإذا حقول قمح ناضجة وسواق دائرة وبقر يرعى. ورأيت على الشاطى دومة ود حامد. وتقول لها صاحبتها: هذا ود حامد. تمرضين مرضا تشرفين منه على الموت لكنك تشفين منه. تلزمك الكرامة لود حامد تحت الدومة.
والحلم الثالث يتعلق بامرأة مريضة تورم حلقها فأقعدها طريحة الفراش شهرين. وذات ليلة تكاثرت عليها الحمى، فنهضت من فراشها سحرا، وتحاملت على نفسها حتى أتت دومة ود حامد. وتروي المرأة ما حدث فتقول: وقفت تحت الدومة وأنا لا أكاد أقوى على الوقوف. وناديت بأعلى صوتي: .. ياود حامد، جئتك مستجيرة وبك لائذة. سأرقد هنا عند ضريحك وتحت دومتك، فإما أمتني وإما أحييتني. ولن أبرح مكاني هذا إلا على إحدى الحالتين. وتستمر المرأة في قصتها فتقول: وتقلصت على نفسي وأنا أستشعر الخوف، وسرعان ما أخذتني نومة. وبينما أنا بين النائمة واليقظة، إذا أصوات ترتل القرآن، وإذا نور حاد كأنه شفرة السكين قد سطع حتى عقد بين الشاطئين، فرأيت الدومة وقد خرت ساجدة. وهلع قلبي ووجب وجيبا حتى ظننته سيخرج من فمي، ورأيت شيخا مهيبا أبيض اللحية ناصع الرداء يتقدم نحوي وعلى وجهه ابتسامة. وضربني بمسبحته على رأسي وانتهرني قائلا: قومي. وقسما أنني قمت وما أدري أنني قمت، وجئت إلى بيتي ولا أعلم كيف جئت. ووصلت عند الفجر فأيقظت زوجي وولدي وبناتي وقلت لبناتي: زغردن. فانكبت علينا البلد. وقسما ما خفت بعدها ولا مرضت بعدها. وهكذا ما من رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ يحلم في ليلة إلا ويرى دومة ود حامد في موضع ما من حلمه. بل لا يقتصر الأمر على قرية ود حامد ففي كل بلد- كما يقول المؤلف- علم كدومة ود حامد يراه الناس في أحلامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية (عرس الزين) يتمثل الأثر الصوفي الديني في شخصية الحنين وبصورة ما في شخصية الزين. الحنين يملك كل مقومات شخصية الولي الصالح: التقوى، والغموض الذي يحيط به، والحكايات والأقوال التي يتناقلها الناس عنه. تصفه الرواية بأنه كان رجلا صالحا منقطغا للعبادة. يقيم في البلد ستة أشهر في صلاة وصوم، ثم يحمل إبريقه ومصلاته ويضرب مصعدا في الصحراء. ويغيب ستة أشهر ثم يعود ولا يدري أحد أين ذهب. ولكن الناس يتناقلون قصصاً غريبة عنه: يحلف أحدهم أنه رآه في مروي في وقت معين، بينما يقسم آخر أنه شاهده في كرمه في ذلك الوقت نفسه. وبين البلدين مسيرة ستة أيام. ويحيط الغموض بحياته أيضا: لا أحد يدري ماذا يأكل وماذا يشرب. فهو لا يحمل زادا في أسفاره الطويلة.
ويسيطر الحنين سيطرة روحية كاملة على أحداث الرواية، إذ يظهر فجأة من حيث لا يعلم أحد في لحظة حرجة وخطيرة كاد فيها الزين الإنسان البسيط المهذار، أن يزهق روح سيف الدين، بعد أن فشلت محاولات ستة رجال أشداء في فك قبضته الجبارة. وبكلمة هادئة واحدة استطاع الحنين أن ينقذ سيف الدين من موت محقق ويحمي الزين من ارتكاب جريمة لم يكن يدرك مغبتها. ومنذ تلك اللحظة يتغير كل شيء في القرية: سيف الدين الفاسق الفاجر الذي عق والديه، وعجزت القرية عن إصلاحه، يتحول بعد أن رأى الموت بعينيه إلى إنسان صالح متدين. يصف هذه التجربة بقوله بأنه مات بالفعل، وفي اللحظة التي اشتدت فيها قبضة الزين على حلقه، يقول إنه غاب عن الدنيا البتة. ورأى تمساحا ضخما في حجم الثور الكبير فاتحا فمه. وانطبق فكا التمساح عليه، وجاءت موجة كبيرة كأنها الجبل فألقت بالتمساح في هوة سحيقة ليس لها قرار.
والزين، ذلك الأبله الساذج في نظر القرية، الذي تنبأ له الحنين في تلك اللحظة بأنه سيتزوج أجمل فتاة في البلد، يتزوج بالفعل الفتاة التي كان يتطلع إليها رجال يعدون في ميزان أهل الدنيا من وجهاء القرية، منهم الإمام والناظر.
والقرية التي دعا لها الحنين بالخير، يعمها الرخاء ذلك العام بصورة لا مثيل لها: ترتفع أسعار القطن ارتفاغا مذهلا، وتسمح الحكومة لأهل القرية بزراعته. وفي العام نفسه يقام معسكر للجيش في الصحراء على مقربة من القرية، يحصل على إمداداته من اللحوم والخضر والفواكه والخبز منها. وتقرر الحكومة في ذلك العام تفضيل قرية ود حامد على بقية قرى المنطقة، فتبني فيها مستشفى يتسع لخمسمائة مريض، ومدرسة ثانوية، ومعهدا زراعيا. وتسارع الحكومة إلى تنفيذ مشروع تعاوني ضخم، فتشرف البنايات العالية على القرية، وتدور مضخات المياه بقدره عشرات السواقي. وترتوي الأرض بعد الجفاف وتخضر وتمتد.
ويطلق كل ذلك خيال أهل القرية فيتحدثون في مجالسهم عن معجزات عام الحنين: يقول الثقاة منهم إن الإمام- كأنما كان يقرأ الغيب- قرأ في المسجد مساء ذلك الحادث الآية: "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا". ويدعي بعضهم أنه شاهد شهابا منيراً في الأفق الغربي تجاه المقابر في تلك الليلة. ويتواتر في القرية أن الجليد قد سقط لأول مرة في ذاك العام، وأنجبت النساء اللاتي يئسن من الإنجاب، وعم الخصب الأرض والحيوانات. ويسبغ الحنين على الزين قوة روحية بصداقته له وشهادته له بالصلاح، فيشاع في القرية أن الزين ولي من أولياء الله الصالحين، وأنه نبي الله الخضر، أو لعله ملاك أنزله الله في هيكل آدمي زري ليذكر عباده أن القلب الكبير يخفق حتى في الصدر المجوف والسمت المضحك. ويقول آخرون إن الله يضع سره في أضعف خلقه.
وفي هذا الإطار الخرافي الذي يحيط بالزين تدعي أمه بأن الأطفال يبكون حين يولدون إلا هو، انفجر ضاحكا لحظة مولده. وتحكي للناس كيف أن جنا قد هجم عليه من داخل بيت مسكون، فحطم أسنانه كلها إلا واحدة في فكه الأعلى وأخرى في فكه الأسفل. وهكذا يتحول ضعف الزين وتشوهاته بفضل هذه الصلة الروحية إلى قوة تبهر القرية.
ومثل هذه العلاقة الصوفية التي نمت بين الزين والحنين في (عرس الزين)، تلك العلاقة الروحية المتينة بين الشيخ نصر الله ود حبيب وتلميذه بلال في رواية (مريود). يعلمه شيخه الأذان ويقول له: طوبى لمن شهد صلاة الفجر في المسجد على صوتك يا بلال. فوالله إن صوتك ليس من هذه الدنيا، ولكنه نزل من السماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
في "مريود" ينتقل الطيب صالح من معتقدات جمهرة العامة في بساطتها التي تبرزها حكاياته الأولى (دومة ود حامد) و (عرس الزين) إلى محاولة التنقيب عن الأصول الأولى لهذه المعتقدات، راجعا في الطريق ذاته الذي سلكته الصوفية عبر القرون، حين انتقلت من ممارسات لقلة من الصفوة إلى نشاط ينتظم جمهور العامة. يريد بذلك أن يصل إلى أن الدعوة إلى الإصلاح الديني، كما الدعوة إلى التطور المادي، لا تكونان بمحاولة اجتثاث هذه المعتقدات قسراً. أو انتزاع الناس من أحلامهم وتراثهم، وإنما عن طريق فهم هذه المشاعر، والوصول إلى ينابيعها الروحية الأولى، ومن ثم تنقية ما شابها من الخرافة والدجل.
النقاء الديني ممكن. وكذلك التطور الحضاري ممكن، دون التضحية بالحلم الذي يمنح الحياة القيمة والمعنى. في (عرس الزين) فشل الإمام في استمالة الناس، واعتبروه مجرد رجل عاطل لا هم له غير تخويفهم وزجرهم وتذكيرهم بالموت، كما فشل الواعظ في "دومة ود حامد" في معايشة أهل القرية، مدركا في نهاية المطاف أن هؤلاء القوم لا حاجة لهم به أو بواعظ غيره. وفشل رجال الحكومة برغم التهديد والوعيد والترغيب في إزالة الدومة. فشلوا جميعا لأنهم عجزوا عن فهم هذه الحقيقة.
في (دومة ود حامد) يسأل الراوي ساكن القرية: متى تقيمون طلمبة الماء، والمشروع الزراعي، ومحطة الباخرة؟ ويجيب يروي: حين يتخرج ابن ابني من المدرسة، ويكثر بيننا الفتيان الغرباء الروح. ويسأله مرة أخرى: وهل تظن أن الدومة ستقطع يوما؟ فيجيب: لن تكون ثمة ضرورة لقطع الدومة. ليس ثمة داع لإزالة الضريح. الأمر الذي فات على هؤلاء الناس جميعا أن المكان يتسع لكل هذه الأشياء: يتسع للدومة، والضريلح، ومكنة الماء، ومحطة الباخرة.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
أدب الطيب صالح ورؤى الاحياء والتحديث الحضاري
اتجه الطيب صالح بكل طاقاته وملكاته الادبية للكشف عن أصول الحياة السودانية وعن ثقافة الانسان السوداني وجذورها الضاربة بعمق في مجتمعه. والكشف عن ان هذا المجتمع له فلسفته في الحياة وله قيمه وتقاليده ونظمه الاجتماعية وتاريخه الذي يعتد به، وان هذه الاصول هي التي صاغت وكونت نسيج الحياة الاجتماعية للانسان السوداني وحفظت له كيانه وتماسكه رغم الهجمة الشرسة التي تعرض لها المجتمع في الفترة الاستعمارية. ومن هنا فلا مناص من التأكيد على ان هذه الاصول واستصحابها في عمليات بناء المجتمع الحديث. ودون شك ان الطيب صالح يرى ان من واجبه ككاتب ان ينبه المجتمع الى مناطق القوة في بنائه التقليدي بحيث لا ينساق وراء دعاوى التحديث والتطور الحضاري دون تبصر أو رؤيا نافذة وراء الاشياء التي تبدو للعيان. وان من مصلحة المجتمع ان يعد الأساس السليم للتحديث قبل البدء في عملية الانطلاق. وان هذا الانطلاق لابد ان يمر عبر قراءة مستبصرة لتاريخ المجتمع ونظمه التقليدية وفلسفته في الحياة وتجاربه القائمة على واقعه وخبراته وقيمه التي تكونت عبر ماضية الطويل.
وهذا ما نجد الطيب صالح يعبر عنه في ثنايا رواياته إذ يقول: «إنني كنت منذ صغري تشحذ خيالي حكايات الماضي» وقوله كذلك «وأذهب الى جدي فيحدثني عن الحياة قبل أربعين عاما، قبل خمسين عاما، بل ثمانين عاما فيقوى احساسي بالأمن». والاشارة هنا الى حكايات الماضي والجد واحاديثه الى الحفيد فيه اشارة الى التاريخ. الى الماضي الزاخر بالاحداث، والى تواصل الحياة وترابط حلقاتها وتواصل اجيالها، وترمي الى تلك العلاقة الازلية بين الماضي والحاضر والمستقبل، وان الحاضر والمستقبل لا يستقيمان الا اذا استندا على دعائم الماضي، فالحاضر سيقوم على فراغ إن لم يكن امتدادا للماضي، والمستقبل جنين في بطن الحاضر إن صح صح معه الجنين وان هزل هزل الوليد كما يقول جمال محمد احمد في كتابه «مطالعات في الشئون الافريقية» وبما ان مجتمع الطيب صالح له ذلك الماضي الضارب في عمق التاريخ وله أصالته وجذوره الحضارية فإن في هذا ما يقوي احساسه بالأمن والاطمئنان على مستقبل الحياة في بلاده. وهو ما عبر عنه بقوله في روايته موسم الهجرة الى الشمال «ونظرت خلال النافذة الى النخلة في فناء دارنا، فعلمت ان الحياة لاتزال بخير، انظر الى جذعها القوي المعتدل والى
(يُتْبَعُ)
(/)
عروقها الضاربة في الأرض، والى الجريد الأخضر المتهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة. احس انني لست ريشة في مهب الريح ولكنني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل، له جذور، له هدف».
هذا الشعور بالطمأنينة وبأنه له اصول وجذور مستمدة من أصول وجذور مجتمعه وتاريخه يجعله يحس بتكامله الروحي والمادي مع مجتمعه وهو ما يدفعه للعطاء والبذل من اجل هذا المجتمع «أريد ان أعطي بسخاء وأريد ان يتفتق الحب من قلبي فينبع وبثمر». وبما انه كاتب فإن هذا العطاء والبذل قد تدفق في كتاباته الداعية الى احياء حضارة مجتمعه والى تحديث هذا المجتمع وفق معايير أشار اليها في رواياته وهي مساهمة نراها جادة وتستحق النظر فيها باهتمام واستصحابها في عملية تحديث هذا المجتمع.
إن رؤى الطيب صالح ومساهماته تحتويها رواياته التي قام بنشرها وهي دومة ود حامد، عرس الزين وموسم الهجرة الى الشمال، وبندر شاه ومريود والتي تدور احداثها جميعا في اطار اجواء القرية التي أشار اليها بأنها تقوم عند منحنى النيل، هذه القرية أخذ منها ابطاله، وفي بيئتها صاغ أوصافه وصوره وبث من خلالها رؤاه وأفكاره.
والطيب صالح يعتبر أحد أدباء وكتاب كثيرين في دول العالم الثالث والذين جعلوا من القرية مسرحا لأحداث أعمالهم الادبية. إذ نجد كثيرا منهم قد ذهبوا الى هذا المنحى، وفي تقديرنا ان هذا يعود الى البعد الانساني والاجتماعي الذي شغلته القرية في الوجدان البشري، إذ تعتبر القرية هي الوحدة أو النواة الأولى التي تشكلت فيها المجتمعات الأولية وتبلورت فيها قيم ومفاهيم الانسان في الحياة وعلاقاته الاجتماعية وأخذ الانسان يبني فيها حضارته ويحقق تطوره، وظلت تحتفظ في الوجدان الانساني بقيمتها الأولى التي تحتوي على الجواهر الأصلية من القيم والموروثات التي صاغها الانسان بفطرة سليمة وعقل صاف نقي. وربما يفسر هذا الجانب الأمر الذي حدا بكثير من الكتاب الى اتخاذ القرية مسرحا لأحداث أعمالهم وجعلها رمزا للوطن بكامله عندما يعالجون قضايا تطوره أو عندما يشخصون مواطن الخلل فيه حينما تتجاذبه المحن والاخفاقات وتجتاحه عواصف الظلم والاضطهاد. وهذا المنحى قد جعل القرية لاتمثل مكانا بعينه وإنما تمثل موقفا فكريا أو حالة فكرية كما يقول بعض النقاد أي «تصبح صورة حية لانسان البلد الذي يكتب عنه الكاتب في همومه ونشاطاته، نجاحه وخذلاته، مآسيه ومسراته، قهره وانتصاره، انحسار ارادته، وتصديه لما يعوق ارادته، في الخطر على وجوده، وتحديه لذلك الخطر» كما عبر سامي وانعام الجندي في مقدمة ترجمتهما لرواية الكاتب جابرييل جارسيا ماركيز «مئة عام من العزلة». وفي تقديرنا ان الطيب صالح في تناوله للقرية قد عالج كل هذا بل عمد الى ان يضع أمام الانسان السوداني أولا والعالم ثانيا ملامح وخصائص الشخصية والذاتية السودانية كشاهد على أصالة مجتمعه من جهة وكتراث للأجيال السودانية المتعاقبة تستمد منه عبقريتها واصالتها في تعاملها الساعي لبناء مجتمعها واحياء حضارتها من الجهة الأخرى. والطيب صالح يرى ان على الاديب ان يبدأ من عالمه الصغير .. واذا نجح الاديب في مخاطبة عالمه الصغير فإنه يكون بمثابة من نجح في مخاطبة العالم بأكمله.
--------------------------------------------------------------------------------------
الروائي العربي الكبير الطيب صالح لا ينتمي إلى السودان وحده, بل إلى أقطار عربية عدة عاش فيها فترات مختلفة, أو ارتبط اسمه بها بصورة من الصور, منها لبنان الذي بزغ نجمه فيه لأول مرة إذ صدرت له في بيروت, روايته الأولى (موسم الهجرة إلى الشمال) في طبعتين: الأولى عام 1966 والثانية عام 1972 (دار العودة, بيروت). كما صدرت له لاحقاً, في بيروت أيضا, أكثر أعماله ومنها (دومة ود حامد) و (عرس الزين) و (بندر شاه).
وقد احتفلت العاصمة اللبنانية به بكتاب عن الطيب صالح ضم دراسات نقدية حرره د. حسن أبشر الطيب.
وبهذه المناسبة أقامت الدار الناشرة (دار رياض نجيب الريس) حفلا حضره الطيب صالح وقّع خلاله هذا الكتاب ويتألف من قسمين. في القسم الأول وعنوانه (شهادات: تقاربات شخصانية) , يكتب محمد بن عيسى وإبراهيم الصلحي وصلاح أحمد محمد صالح وعبدالرحيم الرفاعي وسيد أحمد الحردلو وبلند الحيدري ومحمد الحسن أحمد وعثمان وقيع الله وعبدالمنعم سليم وعبدالواحد عبدالله يوسف.
وفي القسم الثاني نجد حوارا مع الطيب صالح أجراه البشير القمري, ولمحات من السيرة الذاتية للطيب صالح. يلي ذلك دراسات نقدية لكل من أحمد عبدالمعطي حجازي ورجاء النقاش وروجر ألن ومحمد خير عثمان وطارق الطيب ومحمد صالح خضروعبدالوهاب موسى ومحمد المهدي بشري ومحمد المكي ابراهيم وحسن أبشر الطيب. يلي ذلك نصوص مختارة من تأليف الطيب صالح.
تأسيساً على ذلك, يجمع الكتاب بين دفتيه أجناسا متنوعة من التأليف, هي الشهادة والدراسة والحوار والسيرة, في محاولة للإحاطة بالروائي العربي الكبير من جهة, ومن جهة ثانية التعبير عن رغبة صادقة للاحتفاء به مبدعا ثلاثي الأبعاد مزج بين البراعة والوعي والحب في صبوة نادرة.
يصف حجازي (موسم الهجرة إلى الشمال) بـ (العمل المكتمل) , وبـ (الرواية المزدحمة بالمعاني والدلالات والمقابلات) , وبـ (الحلقة في سلسلة) تدور مسألة الشرق والغرب التي نظر إليها المؤلف من زاويته الخاصة فوجدها مسألة الجنوب والشمال). ويرى حجازي أن موسم الهجرة إلى الشمال تجسيد لتلك العلاقة المتوترة بيننا وبين الغرب.
ويرى روجر ألن أن الطيب صالح نجح في أن تكون روايته (عرس الزين) بمنزلة تفسير وتأويل لعواقب الصراع بين التراث وقوى التغيير التي هي ملمح جوهري وثابت للوجود الإنساني, والتي تصيب بإلحاح مجتمعات بذاتها كتلك التي تشبه مجتمع الطيب صالح: السودان.
ويمتلئ الكتاب بالحديث عن إنجازات الطيب صالح وسيرته, حتى يغدو وكأنه يكشف عن مفاتيح شخصية الطيب صالح الفنية والروائية والذاتية.
__________________________________________
نقلته لكم من إحدى المواقع السودانية.(/)
من روائع الجواهري ..
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 01 - 2005, 10:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة الراعي .. من روائع الشاعر محمد مهدي الجواهري
لفّ العباءةَ واستقلاَّ ** بقطيعهِ عَجَلاً .. ومهلا
وانصاعَ يسحبُ خَلْفَه ** ركباً يُعرِّسُ حيثُ حلاّ
أوفى بها .. صِلاًّ يُزاحم في ** الرمال السُمْرِ صِلاّ
يرمي بها جيلاً فتتبع ** خطوَهُ .. ويحطُّ سَهلا
بدا يُقاسِمها نصيباً ** من شَظيف العيش عَدلا
يَصلى كما تَصلى الهجيرَ ** وتستقي ثَمَداً وضحلا
يُومي فتفهم ما يريد ** ويرتمي فتهبُّ عجلى
وتكاد " تُعرِبُ " بالثُغاء ** " هَلاً " و " حيهِلاّ " و " هلاّ "
تقفو بعين النّسر ترقب ** أجْدلاً - ذِئباً أزلاّ
ويحوطُ كالأسد اجتبى ** أشبالَه .. جَديا وسَخلا
أوفى على روض الحياةِ ** يجوبه حَقلاً فحقلا
وارتدّ يحملُ ما يصونُ ** ذّماً .. وما أغنى وقلاّ
" ناياً " يذود به الونى ** ويلوّنُ النّسَقَ الممِلاّ
وعصاً يهشّبها .. ويرقى ** ذروةً .. ويقيم ظِلاّ
... **
يا راعي الأغنامِ: أنتَ ** أعزُّ مملكةً وأعلى
لله مُلْكك ما أدقّ ** وما أرقّ .. وما أجلاّ
يَرويك من رَشَفاتهِ ** قمرُ السماءِ إذا أطلاّ
ويقيكَ في وَعْثِ السُرى ** وهَجُ المجرّةِ أن تضلاّ
وتلمُّ في الأسحار ** عنقودَ النجوم إذا تدلّى
أبداً تَشيمُ الجوّ تعرف ** عنده خِصباً ومَحْلا
وتكاد تَغْرفُ وابلاً ** حذقاً .. وترشِفُ منه طلاّ
تُزهَى، بأن الأرضَ خضراءٌ ** زَهَتْ نبتاً وبقلا
وتدُّ لو حَنَتِ الفصول ** على الربيع فكنّ فَصْلا
ولو أن كل الناس مِثْلَكَ ** من غضارتِها تَملّى
أُعطيتَ نفساً لَمّتِ الأجزاءَ ** حتى صِرْنَ " كُلاّ "
وأسلْت " بُعداً " في غمارِ ** الذكريات فعاد " قَبلا "
عَريان من " عُقَدِ " النفوس ** عصِلنَ .. فاستعصينَ حلاّ
لم ترعَ من شجر التكالُبِ ** وارفاً حِقداً وغلاّ
وجهِلْتَ مُترَفةَ الحياةِ ** تذوّبت كَسَلاً وذلاّ
لم تخشَ بؤسَ غدٍ يشوِّه ** من جمال " اليوم " شَكلا
أطيافك الزَّهرُ النديُّ ** شذىً، وألواناً، وظِلاّ
ومطارح " المِعزى " تُعاوِدُ ** عندَها وطناً وأهلا
وكسَرْحك الرعي تعنُّ ** رُؤاك .. مُعْلَمةً وغُفْلا
ترتاد " مُعجمةُ " الدُّنى ** وتجوسُها فصلاً ففصلا
وتُسامِرُ النجوى تَعِبّ ** بكأسها نَهْلاً وعلاّ
وتَرى مُلوّنةَ الطبيعةِ ** إذ تغمُّ .. وإذ تحلّى
غُوْلَ الظلام إذا تعلّى ** وسنا الصباح إذا تجلّى
... **
حُييّتَ راعي الضأنِ يرعى ** ذِمّةً كبُرت و " إلاّ "
تلك الأمانةُ أودعتْ ** فيك كُفْو وأهلا
كانت له غِلاّ ** وآخرُ شاءَها للناس غَلا
ما أقبح الدنيا إذا ** ضلَّ الرعاة وما أضلاّ
السراج(/)
من شعر معروف الرصافي ...
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 12:38 م]ـ
رقَّتْ بوصفِ جمالكِ الأقوال = و رأتْكِ فافتَتنت بك العذَّالُ
وهبَ الإله بكِ الجمالَ تجملا=تحى .. كأنك ِ للجمال جَمال
كل العيون إذا برزتِ شواخص=كيما تراك و غضُّهن محال
و إذا الخَلِيّ رآك عاد بمهجةٍ =للوجدِ مخترق بها و مجالُ
كم قد سفرتِ ففي القلوب قوله= لما رأوْكِ وفي العقول خيال
فرَموكِ بالأبصار وهي كليلة =من نور وجهك نور هنّ مُذال
ربطوا الأكفَّ على ضلوع تحتها = بين النواظر و القلوب جِدال
ولطَّعتْ دون الأكف قلوبَها =شوقاً إليك مع النساء رجال
كم قد يجور على جفونِك سُقمُها =كسرا و تُجهِد خَصرَكِ الأكفال
عجباً لطرفِكِ رهو أضعف ما = أرى يرنو فترهَب فتكه الأبطال(/)
من القائل ..... ؟؟!!
ـ[سيف الدولة]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 10:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القائل؟
الدين مخترم والحق مهتضم .... وفيء آل رسول الله مقتسم!
مع التحية للجميع
ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 11:26 ص]ـ
القائل / أبو فراس الحمداني
مع تقديري
الأمل
ـ[سيف الدولة]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 09:22 م]ـ
الأخ الأمل الجديد
أحسنت على سرعة تجاوبك
ولكن هلاّ ذكرتَ لنا المصدر؟!
مع الشكر والتقدير
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 10:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة من الله وبركاته. . .
هنا وإزاء كهذا اسم ...
جئتُ على عجل ...
((سيف الدولة))
لا أخفيكم اضطربتُ ..
فاضطربت أسئلتي ... !
فجئت أقول لك يا سيف الدولة:
ما بال قسوتك على أحمد .. ؟!
من أين أتيتَ بها .. ؟!
كيف أدميتَ روحه وحروفه ... ؟
شعرت بالحنين هنا ـ لمالئ الدنيا وشاغل الناس ـ
فتزلزلت حروفي في فمي ...
تلك الحروف التي استيقظت عند هذا الاسم ... !
فأحسست بأبي الطيب كما لو لم يعرفه غيري ... !!
عفواً أخي الكريم .. وأستاذنا / سيف الدولة ...
لتعذر تطفلي على صفحتك. . .
ولتبق صفحة نقيّة بعيدة عن 337 هـ. . .!
لا أدري عما كان فوق ... سوى عفوك .. !
آمل أن نقرأ إجابة سؤالك ...
تقديري ..
ـ[سيف الدولة]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 03:12 م]ـ
فجئت أقول لك يا سيف الدولة:
ما بال قسوتك على أحمد .. ؟!
من أين أتيتَ بها .. ؟!
كيف أدميتَ روحه وحروفه ... ؟
ما أدراكِ ... !؟
فمنذ ساعة كان بقربي يئن بـ:
واحرّ قلباه ممن قلبه شبمُ .. !
فليعذرني مُشعِلها ... !
فلقد انشغلت خواطري بالأمير الفارس ..
وشافيته التي زلزلت قوائمي ...
فهل عليَّ من لوم .. !؟
ولكن مقتلي أن لا ذاكر لمصدرها ...
وااحرّ قلباه ... ;)
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 12:05 م]ـ
ما زلت قاسٍ بقسوة وجمود القطب الشمالي ...
لكنك لا تدري ما القطب الشمالي .. !
لكنني أدريه .. !
ما زلت تتوشح " الكبر" عليه:
ومن بجسمي وحالي عنده سقمُ ... !
ترى كيف لم تزلزلك:
يا من يعزُّ علينا أن نفارقهم
وجداننا. . . والبقيّة عليك!
إن كانت ذاكرتك تسعفك بها ..
أيها الحسام ... !!
قد خاطب فيك عقلك:
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمه وَرَمُ!
لا تقل:
لم تكن معتقدا بحتمية رحيله!
ألم يقل:
لئن تركت ضميراً عن ميامِنِنا
لَيحْدُثَنَّ لمَن وَدّعتُهُم نَدَمُ!
ثم بأرقِّ من الأوركيد دفع بـ:
هذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةُ
قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلا أنّهُ كَلِمُ
ألم تصلك روحه تحمل شفيف الحروف وصادقها:
أغالبُ فيك الشوق والشوقُ أغلب
وأعجبُ من ذا الهجرِ والوصل أعجبُ!
بلى قد وصل ..
فلن أُسالم تجاه قسوتك عليه ..
شُغلت بأميرك الفارس ـ على حدِّ زعمك ـ
وكيف نُشغل بالشوك عن الورد ... !!
كيف؟؟!
وقل أيضاً أنّ:
عيدُ بأية حالٍ عدت يا عيد
لم تصلك هي الأخرى .. !!
قد نثر اسمك في الأصقاع:
تمرُّ بك الأبطال كلمى هزيمةً
ووجهُك وضَّاحٌ وثغرك باسمُ
ومن طلب الفتحَ الجليلَ فإنّما
مفاتيحهُ البيضُ الصوارمُ
نثرتهم فوقَ الأُحيْدبِ نّثْرةً
كما نُثِرَتْ فوقَ العروسِ الدراهمُ!
كبيرٌ ما فعلت .. !
لن نصالح أيّها الحسام ..
لن نُصالح ... !
أحمد:
وليبقَ جُرحك يا ابن الأكارم
بين الضلوع يحترق .. !!
**
خفقة:
ترى ماذا لو شَهِدتُ في الفصيح:
أبو فراس، وابن خالويه .. !!
**
تحيّة لصفحة تعبق بمالىء الدنيا. . .
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[18 - 01 - 2005, 06:20 م]ـ
الأخ الفاضل / سيف الدولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القائل هو: أبو فراس الحمداني 0
وهذه القصيدة مكونة من سبعة وخمسين بيتا، وهي من بحر البسيط
والبيت الذي ذكرته هو أول بيت في القصيدة 0
أما البيت الأخير فهو:
صلى الإله عليهم أينما ذكروا لأنهم للورى كهف ومعتصم
والمصدر هو: الموسوعة الشعرية (إصدار المجمع الثقافي، أبو ظبي)(/)
** فدونك فاطلب ما تحب ** لتلبية طلبات القصائد
ـ[الأزدي]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 01:29 م]ـ
:::
الإخوة الكرام أعضاء الفصيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع
لتلبية الطلبات المُتعلِّقة بقصائد معيَّنَة,
قصدت فيه الإفادة, والزيادة,
غيرَ محرومٍ-إن شاء الله- من دعوة طيبة,
وسرورٍ أُدخِلُهُ على قلبِ مُسلم,
فدونك فاطلب ما تحب ..
وحَبَّذا .. إيضاح البيت أو القصيدة المطلوبة قَدر المُستطاع,
لنُحاول إحضارها قدر المُستطاع,
مع أمنياتي للجميع بجميل الفوائد,
وأحلى العوائد.
أخوكم: الأزدي.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 02:47 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم ...
وددت لو تحضر لنا قصيدة القاضي الأرجاني في وصف الشمعة ...
ولك التحية ...
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 03:09 م]ـ
لله درك أخي: الأزدي على هذه الفكرة البالغة الروعة، و التي تدل على ثقافتك الواسعة، و روحك التي تعشق المساعدة. وفقك الله و أعانك،، و لك مني و من كل الأعضاء طيب الدعاء و وافره. و جزاك الله خيرا إن شاء الله.
ـ[الأزدي]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 05:45 م]ـ
الأخ الكريم: سمط اللآلي
هل هو القاضي ناصح الدين الأرجاني المتوفى (544)؟
فإن كان هو فبين بارك الله فيك أي شيء عن القصيدة غير موضوعها: القافية- أي بيت فيها- ..
ثم ابشر بما يسرك.
الأخت الكريمة: عاشقة لغة الضاد
حياكِ الله
وسروري بسروركم.
أخوكم: الأزدي.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أشكرك ـ أخي الكريم ـ على تجاوبك ...
والقصيدة ـ كم ذكرتَ ـ هي للقاضي: ناصح الدين أبي بكرأحمد بن محمد الأرّجاني (ت 544 هـ).
ولا أخفيك ـ أخي الفاضل ـ بأني أعرف أبياتا من القصيدة التي طلبتُها، ولكنْ أردتُ أن أطَّلِعَ عليها كاملةً، ويطَّلعَ عليها أعضاء المنتدى؛ لأنها ـ في نظري ـ قصيدة رائعة جدًّا ...
ولعلَّ مطلعها هو قوله:
نمَّتْ بأسرار ليلٍ كان يُخْفيها <><> وأطْلَعَتْ قلْبَها للناسِ مِنْ فيها
وجزاك الله خيرا ...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[أبو أنهار]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 11:06 م]ـ
الأخ الأزدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذه الفكرة الرائعة
وأتمنى لو وجدت لنا قصيدة الشاعر نزار قباني
يا تونس الخضراء جئتك عاشقاً
وعلى جبيني وردة وكتاب
ـ[الأزدي]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 11:39 م]ـ
** قصيدة ناصح الدين الأرجاني في وصف الشمعة **
القصيدة في (99) بيتاً, مائةً إلا واحداً, وهذا نصفها:
-----------------
نَمَّتْ بأسرارِ لَيْلٍ كان يُخْفيها * وأطْلَعتْ قَلْبَها للنّاسِ مِنْ فِيها
قلبٌ لها لم يَرُعْنا وهْو مُكْتَمِنٌ * ألاّ تَرى فيه ناراً مِن تَراقيها
سَفيهةٌ لم يَزلْ طُولُ اللِّسانِ لها * في الحَيِّ يَجْني عليها ضَرْبَ هَاديها
غَريقةٌ في دموع وهَيَ تُحرِقُها * أنفاسُها بدَوامٍ من تَلَظِّيها
تَنَفّسَتْ نَفَسَ المَهْجورةِ ادَّكَرَتْ * عَهْدَ الخَليطِ فباتَ الوَجْدُ يُبْكيها
يُخْشَى عليها الرَّدَى مهما ألَمَّ بِها * نَسيمُ ريحٍ إذا وافَى يُحيِّيها
بدَتْ كنَجْمٍ هَوَى في إثْرِ عِفْرِيَةٍ * في الأرضِ فاشْتَعَلَتْ منه نَواصيها
نَجْمٌ رأى الأرضَ أولَى أنْ يُبوَّأَها * منَ السّماء فأمسَى طَوْعَ أهليها
كأنّها غُرّةٌ قد سالَ شادِخُها * في وَجْهِ دَهْماءَ يَزْهاها تَجَلّيها
أو ضَرّةٌ خُلِقَتْ للشّمْسِ حاسدةً * فكلما حُجِبَتْ قامَتْ تُحاكِيها
وَحيدةٌ بشَباةِ الرُّمْحِ هازمةٌ * عساكرَ اللّيْلِ إن حَلَّتْ بِواديها
ما طَنَّبَتْ قَطُّ في أرضٍ مُخَيِّمةً * إلاّ وأقمرَ للأبصارِ داجيها
لها غَرائبُ تَبدو من مَحاسِنها * إذا تَفكّرْتُ يوماً في مَعانيها
فالوجْنةُ الوَرْدُ إلاّ في تَناوُلِها * والقامةُ الغُصْنُ إلاّ في تَثَنِّها
قد أثمرَتْ وَرْدةٌ حَمْراءَ طالعةً * تَجْني على الكَفِّ إن أهويتَ تَجْنيها
وَرْدٌ تُشاكُ بها الأيدي إذا قُطِفَتْ * وما على غُصْنِها شَوكٌ يُوقِّيها
صُفْرٌ غَلائلُها حُمْرٌ عَمائمُها * سُودٌ ذَوائبُها بيضٌ لَياليها
كصَعْدةٍ في حَشا الظَّلْمَاءِ طاعنةٍ * تَسْقى أسافِلَها رِيّاً أعاليها
كَلوءةُ اللَّيْلِ إمّا أقبلَتْ ظُلَمٌ * أَمسَتْ لها طَلْعةٌ للصَّحْبِ تُذْكيها
(يُتْبَعُ)
(/)
وَصيفةٌ لستَ منها قاضياً وَطَراً * إن أنت لم تَكْسُها تاجاً يُحَلّيها
صَفْراءُ هِنديةٌ في اللَّوْنِ إن نُعِتَتْ * والقَدِّ والدِّينِ إنْ أتْمَمْتَ تَشبيها
فالهِنْدُ تَقْتُلُ بالنِّيرانِ أنْفُسَها * وعندَها أنَّها إذْ ذاكَ تُحْييها
ما إن تَزالُ تَبِيتُ اللَّيلَ لاهِبةً * وما بِها غُلّةً في الصَّدْرِ تُظْميها
تُحْيي اللّياليَ نُوراً وهْيَ تَقْتُلُها * بئْسَ الجَزاءُ لعمْرُ اللهِ تَجْزيها
وَرْهاءُ لم يَبْدُ للأبصارِ لابِسُها * يوماً ولم يَحْتَجِبْ عنهُنَّ عاريها
قُدَّتْ على قَدِّ ثَوْبٍ قد تَبَطَّنَها * ولم يُقَدَّرْ عليها الثّوبَ كاسِيها
غَرّاءُ فَرعاءُ ما تَنْفَكُّ فاليةً * تَقُصُّ لِمّتها طَوراً وتَفْلِيها
شَيْباءُ شَعْثاءُ لا تُكسَى غَدائرُها * لَوْنَ الشَّبيبةِ إلاّ حينَ تُبْليها
قناةُ ظَلْماءَ ما تَنْفَكُّ يأكُلها * سِنانُها طُولَ طَعْنٍ أو يُشَظّيها
مفْتوحةُ العَيْنِ تُفْني ليلَها سَهَراً * نعَمْ وإفْناؤها إيْاهُ يُفْنيها
ورُبمَّا نالَ من أطْرافِها مَرَضٌ * لم يُشْفِ منه بغَيْرِ القَطْعِ مُشْفيها
وَيلُ امِّها في ظلامِ اللَّيلِ مُسعِدةً * إذا الهمومُ دعَتْ قلبي دَواعيها
لولا اختلافُ طباعَيْنا بواحدةٍ * وللطِّباعِ اخْتلافٌ في مَبانيها
بأنّها في سَوادِ اللَّيْلِ مُظهِرةٌ * تلك الَّتي في سوادِ القَلْبِ أُخْفيها
وَبَيْنَنا عَبَراتٌ إن هُمُ نَظَروا * غَيّضْتُها خَوْفَ واشٍ وهْي تُجْريها
وما بها مَوهناً لو أنّها شَكَرَتْ * ما بي من الحُرَقِ اللاّتي أُقاسيها
ما عانَدتْها اللّيالي في مَطالبها * ولا عَدتْها العوادي عن مَباغيها
ولا رمَتْها ببُعْدٍ من أحِبَّتها * كما رَمتْني وقُرْبٍ من أعاديها
ولا تُكابِدُ حُسّاداً أُكابِدُها * ولا تُداجي بني دَهْرٍ أُداجيها
ولا تَشكَّى المَطايا طُولَ وِحْلَتها * ولا لأرجُلِها طَرْداً بأيديها
إلى مَقاصدَ لم نَبْلُغْ أدانيَها * مَعْ كَثْرَةِ السَّعْي فَضْلاً عن أقاصيها
فَلْيَهْنِها أنّها باتَتْ ولا هِمَمي * ولا هُمومي تُعَنّيها وتَعْنيها
أبدَتْ إليِّ ابتِساماً في خلالِ بُكاً * وعَبْرتي أنا مَحْضُ الحُزْنِ يَمْريها
فقلتُ في جُنْحِ ليلٍ وهْي واقفةٌ * ونحن في حَضْرة جَلَّتْ أَياديها
لو أنّها عَلِمتْ في قُرْبِ مَن نُصِبَتْ * من الورَى لَثنَتْ أعطافَها تِيها
وخَبَّرتْ أنّها لا الحُزْنُ خامَرَها * بَلْ فَرحةُ النّفْسِ أبكاها تَناهيها
مَنْ مِثْلُها حينَ ردَّتْ عَيْنَها فرأتْ * خِدْنَ النَّدى وهْو مُحتلٌّ بِناديها
وأنّها قُدِّمَتْ في حيثُ غُرَّتُه * تُهْدي سَناها فزادَتْ في تَلاليها
في ليلةٍ جَاورَتْ شَمْساً فمزَّقَها * نُورٌ تضاعَفَ فابْيَضَّتْ دَياجيها
إحدى ثلاثينَ مِثْلِ العِقْدِ قد نُظِمَتْ * غُرّاً تبارى بأنوار تُجَليِّها
ـ[الأزدي]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 12:12 ص]ـ
تَرى المصابيحَ زُهراً في جَوانبِها * وقد جَلا صَفْحَةَ الغَبْراءِ ذاكيها
كأنّهنَّ نُجومُ الأُفْقِ نازلةً * جاءتْ تُقبِّلُ أرضاً أنت واطيها
شَرائفٌ في اللّيالي رُصِّعَتْ عَجَباً * منها ذَوائبُ للظَّلْماء تُرْخيها
لك القراءةُ فيها والقِرَى جُمِعا * فأنت قارِئُها نُسْكاً وقاريها
ما لَيْلُها بصَلاةٍ منكَ أشْغَلَ مِن * نَهارِها بصِلاتٍ فيه تُسْديها
شَهْرٌ يُعَدُّ من الأيّامِ مثْلَكَ في ال * أنامِ فَرْداً إذا عُدَّتْ مَعانيها
كأنّ ضَوْءَ هلالٍ لاحَ فابْتدَرَتْ * زُهْرُ النُجوم تَبدَّى مِن نَواحيها
قُضاةُ فارسٍ التَفّتْ مَواكبُها * تُخبُّ مُسرِعَةً في إثْرِ قَاضيها
يا ماجداً لم يُنِرْ شَمسٌ ولا قَمَرٌ * إلاّ بفَضْلةِ نُورٍ منه يُهْديها
يَعُدُّ آباءَ صِدْقٍ كلّما افْتَخَروا * يَفوقُ أوّلَها في المَجْدِ ثانيها
تَخَيّروا فارِساً داراً وظِلُّهمُ * على البسيطة قاصيها ودانيها
كالعَيْنِ تَخْتَرِقُ الآفاقُ ناظرةً * أجَلْ ومَحْجِرُها للصَّونِ يَحْويها
كأنّها غابَةٌ تَغْدو مُمَنَّعةٌ * ما أصبحَتْ وأبو الأشبالِ يَأويها
ألا فَدامَ تَحلِّيها بهمْ أَبَداً * ولا أُتيحَ لها منهم تَخَلّيها
أمّا الشّريعةُ مُذْ فاءتْ إليكَ فقد * ضَرَحْتَ عن عَيْنها ما كانَ يُقْذِيها
وما أرَى كالفَزارِيّينَ مِن عُصَبٍ * مُشْتَقَة من مَعانيها أساميها
(يُتْبَعُ)
(/)
من آل بَدْرٍ وحِصْنٍ رَشّحوكَ لَها * بَدْراً هَداها وحِصناً ظَلَّ يَحميها
لك العُلُو لعَمْري والعلومُ معاً * إرْثاً جُدودُ بني العَلْياء بانيها
مِن سِرِّ قَيْسٍ مُلوكٌ لا يُقاسُ بهم * في العزِّ حاضِرُ أحياءٍ وباديها
لقد جَلا أُفُقَ الإسلامِ شمسُ هُدىً * تَهْدي إلى طُرُقِ المعروفِ هاديها
طَوْدٌ وقارٌ ونارٌ في الذَّكاء معاً * والنّارُ تَزْدادُ فوقَ الطّوْدِ تَنْويها
مُحدِّثٌ بصَوابِ الرَّأْيِ خاطرُه * خافي الأُمورِ لدَيْهِ مثلُ باديها
نَفْسٌ مُوفّقةٌ في كُلِّ ما شَرَعَتْ * من أمرِها حُمدَتْ فيه مُساعيها
لم يُوطِها زَلّةً يوماً تَسرُّعُها * ولم يُفِتْ سابقةً والحَقُّ تاليها
وهِمّةً بمَناطِ النّجمِ ساميةٌ * تَبغي العُلا والعَطايا من مَراقيها
نالَ المَعالي فقالوا تلْكَ غايتُها * فقلتُ لا تَغْلَطوا هذي مَباديها
وإنّما أكْبَروا منه تَملُّكَهُ * مَراتباً قَصَروا هُمْ عَنْ تَمَنّيها
خِرْقٌ إذا زادَ جُوداً زادَ مَقْدرةً * وفَعلَةُ الخيرِ يَجْزيها جَوازيها
وما عَوارِفُ يُوليها بمُقْنعةٍ * فِعالُها في الوَرى حتّى يُواليها
فَحاطَهُ اللهُ من مَلْكٍ خَزائنُه * أيدي العُفاةِ إذا جاءتْ تُرَجيِّها
أموالُه في رقابِ النّاسِ يَكْنِزُها * للذُّخْرِ لا في بُطون الأرض يُلْقيها
يُزْهَى بفَضْل غَناءٍ لا بفَضْلِ غنىً * والنّفْسُ عزَّتُها لا غَيْرُ تُغنيها
ما اسْتَكفَتِ الدَّولةُ الغّراءُ في زَمَنٍ * إلاّ ونُصْحُ عمادِ الدِّينِ يَكْفيها
ولا اشْتَكَتْ مَرْضةً من حادثٍ جَلَلٍ * إلاّ نِطاسيُّ رَأْيٍ منه يَشْفيها
ذو همّةٍ تَحسُدُ الأفلاكُ رِفْعَتها * فما لَها كَوكبٌ أمسى يُساميها
سَماءُ مجدٍ سَجاياهُ كواكبُها * يُعيدُها للوَرى زُهْراً ويُبْديها
تُريكَ شَمْلَ العُلا والمَجْدِ مُنتظِماً * له شَمائلُ قد رَقَّتْ حَواشيها
كُلٌّ غدا من بَني الدُّنْيا أَخا خُدَعٍ * يَبْغي لباطِله بالحَقِّ تَمْويها
وطاهِرٌ طاهِرٌ مِثْلُ اسْمِه أَبداً * من كُلِّ ما شان تَهْذيباً وتَنْزيهاً
خُذْها إليك عمادَ الدِّين سائرةً * ما النَّجْمُ في الأفُقِ الأعلَى يُباهيها
أَردْتُ مدْحَ فتىً نَدْبٍ أَغرَّ بها * فأقبلَتْ كلُّها غُرّاً قَوافيها
كأنَّهنَّ كؤوسٌ راحَ يُتْرِعُها * راحٌ ولكنْ بلا راحٍ تُعاطيها
راحٌ إذا طافَتِ الأيدي بمُشْبِهها * عَزَّتْ فكانَ بأفواهٍ تَهاديها
يا خَيْرَ مَنْ راحَ من قُرْبٍ ومِنْ بُعُدٍ * إلى مَغانيهِ يَحدو العِيسَ حاديها
صَبيحةُ الصَّومِ ما أدْري وقد وفَدَتْ * بها نُهَنّيكَ فَخْراً أَم نُهَنِّيها
أَيّامُ عامِكَ فيما عِندَها شَرَعٌ * فاسْعَدْ ببَهْجةِ ماضِيها وباقيها
مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الغُرِّ تَكْنُفُهمْ * في دولةٍ لا يَخيبُ الدَّهْرَ راجيها
يَبْقونَ في نِعمةٍ كالقَطْرِ دائمةٍ * مَقْرونةٍ بهَواديها تَواليها
لم يُدْرَ أَيُّهما أَوفَى بها تَعَباً * فُؤادُ حاسدِها أَم كَفُّ مُحْصِيها
----------------------
ـ[الأزدي]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 12:17 ص]ـ
الأخ الكريم: أبو أنهار
معذرةً لم أجدها.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 10:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بوركتَ ـ أخي الأزدي ـ، وجزاك الله خيرا، وأحسن إليك ...
وأرى أن تذكر مرجع كل قصيدة تحضرها لنا ...
شكر الله لك جهدك ...
لك تحيتي وتقديري ...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[حمزة]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 06:28 م]ـ
لك التحية أخي العزيز / الأستاذ الأزدي على هذه البادرة الطيبة وربنا يجعلها في ميزان حسناتك
أرجو منك التكرم بإدراج ـ لو أمكن ذلك ـ القصيدة التي مطلعها:
إكدح لنفسك قبل الموت في مهلٍ ... ولاتكن جاهلاً في الحق مرتابا
إن المنية مورودٌ مناهلها ... لابد منها ولو عمرت أحقابا
وفيهاأيضاً:
كم من ملكٍ عظيم الشأن متخذ ... دون السرادق حراساً وحجابا
أضحى ذليلاً صغير الشأن منفرداً ... وما ترى عنده في القبر بوَّابا
ولك مني جزيل الشكروالعرفان وإذا تعذر ذلك نطلب من الأخوة الأعضاء إدراجها كاملة والمعذرة لأني لا أعرف شاعرها.
ـ[الأزدي]ــــــــ[09 - 01 - 2005, 11:23 م]ـ
قصيدة الأرجاني في ديوانه.
-------
عفواً أخي حمزة, لم أجد طلبك العزيز,
وأرجوا ألا أخذلك المَرَّةَ القادمة.
-------
والمجال مفتوح لجميع الإخوة لإضافة القصائد المطلوبة,
بل ما جاء من غيري أحب إلي,
وحسبي التسبب لِمَا فيه من الخير, والمشاركة في الأجر.
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجدت ما طلبه الأخ: حمزة، في منتديات " مشكاة "، وسأدرج الأبيات هنا، ولكن لا أدري أهي القصيدة كاملة، أم أنها ليست كذلك. يقول الشاعر:
اكدح لنفسك قبل الموت في مهل * ولا تكن جاهلا في الحق مرتابا
إن المنية مورود مناهلها * لا بد منها ولو عمرت أحقابا
وفي الليالي وفي الأيام تجربة * يزداد فيها أولو الألباب ألبابا
بعد الشباب يصير الصلب منحنيا * والشعر بعد سواد كان قد شابا
يفني النفوس ولا يبقي على أحد * ليل سريع وشمس كرها دأبا
لمستقر وميقات مقدرة * حتى يعود شهود الناس غيابا
ومن تعاقره الأيام تبدله * بالجار جارا وبالأصحاب أصحابا
خلوا بروجا وأوطانا مشيدة * ومؤنسين وأصهارا وأنسابا
فياله سفرا بعدا ومغتربا * كُسيت منه لطول النأي أثوابا
بموحش ضيق ناءٍ محلته * وليس من حله من غيبة آبا
كم من مهيب عظيم الملك متخذ * دون السرادق حراسا وحجابا
أضحى ذليلا صغير الشأن منفردا * وما يرى عنده في القبر بوابا
وقبلك الناس قد عاشوا وقد هلكوا * فأضرب الحي عن ذي النأي إضرابا
والسلام عليكم ورحمة الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزدي]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 05:31 م]ـ
أحسنت أخي الكريم سمط اللآلي
وبارك الله فيك.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 11:49 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الأزدي على هذا الموضوع
هناك قصيدة للعلامة اللغوي محمد محمود التركزي الشنقيطي المتوفى بمصر تقريباً عام 1322هـ كتبها حين دعي لمؤتمر المستشرقين في السويد عام 1306هـ مطلعها:
ألا طرقت مي فتى مطلع النجمِ =غريباً عن الأوطان في أمم العُجْمِ
وتبلغ 200 بيتاً، وتسمى قصيدة المؤتمر. وهي منشورة بتمامها في مجلة عالم الكتب - المجلد 10 صفحة 400 ومنها قوله:
مآدب كل الناس للطعم وحده =ومأدبتا أسكار للعلم والطعم
دعا دعوة للعلم عمت وخصصت= فأضحى بها أسكار يعلو على النجم
دعا الجفلَى كل الأنام معمماً =وبالنَّقَرَى كنتُ المخصص بالاسم
وأسكار هو ملك السويد.
فهل لنا بالقصيدة كاملة يا أخا الأزد؟ اسأل الله لك التوفيق.
ـ[الأزدي]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 04:58 م]ـ
الأخ الفاضل/ ابن هشام
لم أجد قصيدة الشنقيطي في مراجعي,
ولم يتيسر لي الوقوف على مرجعها الذي ذكرت,
ولكني وجدت قصيدَتَي:
عبد الرزاق البيطار, وعبد الله فكري, في تلك المناسبة عينها,
فإن أردت إحداهما فدونكه,
ورائية البيطار أقرب,
وطعمها أطيب (بسمة).
ـ[ابن هشام]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 10:19 ص]ـ
بوركت أخي الكريم. هات ما قاله البيطار إذاً دون ما قاله عبدالله فكري! وأشكرك سلفاً.
ـ[الأزدي]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 11:11 ص]ـ
قال البيطار في "خلاصة الأثر" في ترجمة عبد الله فكري - وهو من معاصريه- عن قصيدته التالية:
(وهي بألفاظها الرائقة، ومعانيها الشائقة، قوله:
اليوم أسفر للعلوم نهار*وبدت لشمس سمائها أنوار
وزهت فنون العلم وازدهرت به*أفنانها وتناسقت أزهار
وغدت لأرباب المعارف دولة*غراء صاحب ملكها أسكار
اسكار الثاني الذي اعترفت به الأقطار وارتفعت به الأقدار
ورعى حقوق العلم يعلي قدره*فنما بهمته له مقدار
ودعا له الفضلاء دعوة ناصر*للعلم فهو بهم له أنصار
هي دعوة طنت بآذان العلى*وتناقلت أخبارها السمار
عرفت بقيمتها البلاد وأهلها*وملوكها وتسامع الأقطار
أمر أمير المؤمنين أعاره*نظراً وأنظار الكبار كبار
فسرى به في مصر من توفيقه*نور ومن بركاته أسرار
وإذا المليك أراد ينجح مقصداً*نالته من توفيقه آثار
مولى له في كل مكرمة يد*ولكل موقع مقصد أنظار
وأعان كل زعيم مملكة له*بشؤون أهل بلاده استبصار
يحدو إلى أرض السويد أماثلاً*من قومه أمثالهم أخيار
مستظهرين بدعوة الملك التي*عمت وما لسماعها إنكار
فتسارع العلماء تلبية له*بالطوع تسبقهم له الأخيار
بفنائهم صيت يشوق سماعه*ويسوقهم شوق إليه مثار
سمعوا بشهرته وصيت ثنائه*سمعاً يذكرهم به التكرار
وسما بهم في استكلم بأمره*ناد تشاخص دونه الأبصار
جمعته من شرق البلاد وغربها*وجنوبها وشمالها الأقدار
ألقت بأفلاذ الكبود إليه من*أبنائها في حبه الأمصار
ناد به احتفل الأفاضل حفلة*بحديثها تتقادم الأعصار
جمعت لنا من مرة معدودة*في الدهر لا ينسى لها تذكار
جمعتهم الأقدار جمع سلامة*والله في أقداره مختار
متآلفين بعيدهم بقريبهم*والفضل أقرب وصلة تمتار
من كل فياض القريحة ورده*عذب وبحر علومه زخار
تتدفق الأفكار نحو يراعه*فيفيض من أنبوبه تيار
من كل معنى شف عنه لفظه*كالخمر نم بها الزجاج تدار
ومؤزر بالفضل مشتمل به*منه شعار زانه ودثار
حبر إذا ولى اليراع بنانه*زان الطروس بوشيها الأحبار
ويغوص أعماق المباحث باحثاً*عن كشف كل فريدة تختار
درر يروق الطرف منها رونق*بهج تحار بوصفه الأفكار
لذوي المفاخر من حلاها زينة*تبقى ولا يبلى لهن فخار
لا زال ملك الفضل معمور الذرا*بذويه ممدوداً له الأعمار).
وفي ديوان عبد الله فكري اختلاف واضح وزيادة ونقص عمّا هنا, أذكره فيما بعد إن تيسر إن شاء الله.
- وقد لفت نظري الإشارة التي أضافها ابن هشام -سدده الله-: (!) , -وأرجوا أن أكون لبيباً-, فراجعت ما كنت كتبته على عجل, فتبينت خطإي في إقحام البيطار هنا؛ فإنما هو ناقل لا قائل, فَهِمْنا حينَ فَهِمْنا, ونَدِمْنا على ما نَدَّ مِنَّا.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي الأزدي على جهدك الموفق وتلبية الطلب. وما فهمتَه من علامة التعجب لم يخطر لي على بال وإنما أنت فطن لماح، وفقك الله ونفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك اخي الكريم
أرغب في قصيدة قطري ابن الفجاءة مخمسة
أقول لها وقد طارت شعاعا000من الأبطال ويحك لن تراع
التي خمسها صفي الدين الحلي
ولما مدت الأعداء باعا000وراع النفس كرهم سراعا000برزت وقد حسرت لها قناعا000أقول لها وقد طارت شعاعا000 من الأبطال ويحك لن تراع
أريد باقي الأبيات المخمسة جزيتم خيرا
ـ[الأزدي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 10:53 ص]ـ
قال صفي الدين الحلي في مخمسته لقصيدة قطري بن الفجاءة: (وهي في ديوانه, وبحرها الوافر)
وَلَمّا مَدَّتِ الأَعداءُ باعا*وَراعَ النَفسَ كرُّهُمُ سِراعا
بَرَزتُ وَقَد حَسَرتُ لَها القِناعا
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعا*مِنَ الأَبطالِ وَيحَكِ لا تُراعي
كَما ابتَعتُ العَلاءَ بِغَيرِ سَومِ*وَأَحلَلتُ النِكالَ بِكُلِ قَومِ
رِدي كَأسَ الفَناءِ بِغَيرِ لَومِ
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومِ*عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَكَم أَرغَمتُ أَنفَ الضِدِّ قَسرا*وَأَفنَيتُ العِدى قَتلاً وَأَسرا
وَأَنتِ مُحيطَةٌ بِالدَهرِ خُبرا
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبرا*فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
إِذا ما عِشتِ في ذُلٍ وَعَجزٍ*فَهَل لِلنَفسِ غَيري مِن مُعِزِّ
وَلَيسَ الخَوفُ مِن أَجَلٍ بِحَرزِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزِّ*فَيُطوى عَن أَخي الخَنَعِ اليَراعِ
وَلا أَعتاضُ عَن رُشدٍ بِغِيِّ*وَثَوبُ العِزِّ في نَشرٍ وَطَيِّ
لَقَد حُتِمَ الفَناءُ لِكُلِّ شَيِّ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيِّ*وَداعيهِ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
فَجاهِد في العُلى يا قَلبَ تُكرَم*وَلا تَطلُب صَفاءَ العَيشِ تُحرَم
فَمَن يَظفَر بِطيبِ الذِكرِ يَغنَم
وَمَن لا يَغتَبِط يَبرَم وَيَسأَم*وَتُسلِمُهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
أَأَرغَبُ بَعدَ قَومي في نَجاةِ*وَأَجزَعُ في الوَقائِعِ مِن مَماتِ
وَأَرضى بِالحَياةِ بِلا حُماةِ
وَما لِلمَرِء خَيرٌ في حَياةِ*إِذا ما كانَ مِن سَقَطِ المَتاعِ
----
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 03:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكما اخوي الكريمين
ـ[الأزدي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 09:41 م]ـ
أخي الكريم أبو محمد
أنت عمدتنا:
ولئن سَبقتُك مرَّةً ** فلكم سَبَقتَ مراراً
وهل في التسابق على الخير ونشره,
وبث الورد وعطره,
ما يُعتَذَر منه,
أو يُتَأَخرُ عنه؟!
أسعدتي والله بإضافتك, وأنستني تعبي فيما كتبت.
ـ[العلواني]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 12:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك اخي الكريم الأزدي وأريد ان أسأل سؤالا
البيت المشهور
أبي الإسلام لا أبا لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
أريد قائله وهل هناك رواية أخرى للبيت تقول ببكر أو تميم
والبيت الذي بعده يقول كلا الحيين ينصر مدعيه
من المقصود بالحيين
وشكرا
ـ[الأزدي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 12:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم/ العلواني
والبيت الذي ذكرته ثالث ثلاثة وجدتها لـ: نهار بن توسعة اليشكري, كما في الكامل للمبرد, والمفصل في صنعة الإعراب للزمخشري, ونسبه الزمخشري في ربيع الأبرار, والأبشيهي في المستطرف لـ: سلمان الفارسي رضي الله عنه, وهي:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
دعي القوم ينصر مدعيه فيلحقه بذي النسب الصميم
وما كرم ولو شرفت جدود ولكن التقي هو الكريم
(وفي الثالث إقواء)
---
ونهار هذا كانَ هَجَّاءً, هجى قتيبة بن مسلم, وباهلة, والأزد: mad:, وتميم, وبكر - وهو منها -, ولا أدري من سلم منه؟!
ولم أجد - بعد بحثي القاصر - رواية ثانية للبيت.
وفقك الله.
ـ[الأزدي]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 11:43 م]ـ
حصلت أخيراً على هدية غالية من أحد الأصفياء كثرهم الله,
وكانت عبارة عن الموسوعة الشعرية (الإصدار الثالث) ,
فانتفعت بها كثيراً في جوانب شتى, ومنها هذا الموضوع,
وقد وجدتها منزلة كاملة في هذا الموقع:
http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=153768
فأحببت إسعادكم بها,
مع إسعادي بدعوة تحرك بها شفتيك وإن لم تكتبها هنا فقد سمعها من يعلم السر وأخفى.
ـ[حمزة]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 06:22 م]ـ
لك التحية أخي سمط الليالي على هذه الأبيات الرائعة التي أدرجتها في مقدمة الموضوع، المعذرة لتأخري عن الشكر وإيفائك حقك كاملاً أخي الكريم
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 04:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم "حمزة "، وشكرا لك.
ولي طلب أتقدم به إلى أخي الفاضل " الأزدي "، وهو أن يتحفنا بالمقصورة الدريدية إن أمكن.
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الأحمر]ــــــــ[15 - 02 - 2005, 11:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي العزيز على هذا الموضوع
لي مطلب يسير حيث أرجو إخباري ببقية الأبيات لهذين البيتين مع ذكر صاحبها
إني ابتليت بأربع ما سلطت
إلا لعظم بليتي وشقائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى
كيف الخلاص وكلها أعدائي
صورة مع التحية لكل عضو أو مشرف يستطيع تلبية مطلبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزدي]ــــــــ[24 - 02 - 2005, 11:36 ص]ـ
أختي الكريمة = سمط الليالي
أعتذر عن التأخر في الرد, ولم أتمكن حالياً من إضافة مقصورة ابن دريد؛ لطولها,
فلعل أحد الأحبة يعيننا بها, وله وافر الشكر.
أخي الفاضل = الأخفش
طلبك مُدرج في آخر الذاكرة,
وحالما أراه في أي مرجع أقتنصه لك إن شاء الله.
ـ[أبو عبد الجبار]ــــــــ[08 - 03 - 2005, 04:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
أخي الأزدي هلا أفدتنا -أطال الله بقاءك على ما يريد من طاعته-
لمن هذا البيت وما هي قصيدته وما مناسبتها وسأكون لك من الشاكرين.
أبالرياضة نبني مجد أمتنا **** أم بالفنون وبالأفلام نفتخر؟!
،،فاصلة،،
شكرت جميل صنعكم بدمعي ** ودمع العين مقياس الشكور
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 03:51 م]ـ
السلام عليكم
أخي الأزدي -بوركت أناملك -قرأت أبياتا من قصيدة للشاعر محمد التهامي مطلعها:
إن الذي زيفوه كله كذب ...... أهلها عرب
فهل لك أن تتحفنا بتتمة الأبيات؟ ولك الشكر.
ـ[نوف]ــــــــ[31 - 03 - 2005, 04:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لوتكرمتم عليّ بقصيدة أبي الحسن التهامي:
حكم المنية في البرية جار ماهذه الدنيا بدار قرار
أريدها ـــ فضلاً لاأمراًـ كاملة ...
ـ[رياض]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ...
فكرة رائدة ... وإطلالتي متأخرة فالمعذرة ..
ولدي طلب ...
قصيدة غازي القصيبي في افتتاح جسر الملك فهد والتي منها:
درب من العشق لا درب من الحجر:: ذاك الذي ربط الصحراء بالجزر.
قصيدة رائعة من شاعر امتلك ناصية البيان ... وهي قصيدة تحمل قوة الماضي وجزالته مع رقة الحاضر وعذوبته ...
أخوكم/
رياض.جاركم في المنتدى العام والنحو والصرف: D
ـ[المحب الجريح]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 03:55 ص]ـ
:::
] سيدي الحبيب السلام عليك ولك من الله الجزاء الوفير لا أحب الإطالة أود منك قصيدتين الأولى وصف ابن زيدون للنهر والثانية القهوة السوداء لنزار قباني هذا لو سمحت ولك جزيل الشكر والثواب من الله [/ size]
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 02:23 م]ـ
وجدتُ هذي القصيد أثناء رحلتي في الشبكة فأحببتُ المساعدة ...
هي لكِ أخيتي: نوف
حكم المنية في البرية جار
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
حتى يرى خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة
والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالا إنما
أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
أن تسترد فإنهن عوار
فالدهر يزرع بالمنى ويغص أن
هنّا ويهدم ما بنى ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما
خُلق الزمان عداوة الأحرار
إني ُوترت بصارم ذي رونق
أعددته لطلابة الأوتار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
منقادة بأزمة المقدار
أثنى عليه بإثره ولو أنه
لم يغتبط أثنيت بالآثار
ياكوكبا ما كان أقصر عمره
وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر
بدرا ولم يمهل لوقت سرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه
فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستل من أترابه ولداته
كالمقلة استلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه
في طيه سر من الأسرارإن
يعتبط صغرا فرب مقمم
يبدو ضئيل الشخص للنظار
إن الكواكب في علو محلها
لترى صغارا وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى
بعض الفتى فالكل في الأثار
أبكيه ثم أقول معتذرا له
وفقت حين تركب الأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه
شتان بين جواره وجواري
ثوب الرياء يشف عما تحته
وإذا التحفت به فإنك عار
قصرت جفوني أم تباعد بينها
أم صُورت عيني بلا أشفار
جفت الكرى حتى كأن غراره
عند اغتماض العين وخز غرار
ولو استزارت رقدة لطحا بها
ما بين أجفاني من التيار
أُحيي الليالي التم وهي تميتني
ويميتهن تبلج الأسحار
حتى رأيت الصبح تهتك كفه
بالضوء رفرف خيمة كالقار
والصبح قد غمر النجوم كأنه
سيل طغى فطفا النوار
والهون في ظل الهوينا كامن
وجلالة الأخطار في الأخطار
تندي أسرة وجهه ويمينه
في حالة الإعصار والإيسار
ويمد نحو المكرمات أناملا
للرزق أثنائهن مجار
يحوي المعالي كاسبا أو غالبا
أبدا يداري دونها ويداري
قد لاح في ليل الشباب كواكب
إن أمهلت آلت إلى الأسفار
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي
هذا الضياء شواط تلك النار
شاب القذال وكل غصن صائر
فينانه الأحوى إلى الأزهار
والشبه منجذب فلم بيض الدمى
عن بيض مفرقة ذوات نفار
وتود لو جعلت سواد قلوبها
وسواد أعينها خضاب عذار
لاتنفر الظبيات عنه فقد رأت
كيف اختلاف النبت في الأطوار
شيئان ينقشعان أول وهلة
ظل الشباب , وخلة الأشرار
لاحبذا الشيب الوفي وحبذا
ظل الشباب الخائن الغدار
وطرى من الدنيا الشباب وروقه
فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري
قصرت مسافته وما حسناته
عندي ولا آلاؤه بقصار
نزداد همسا كلما ازددنا غنى
والفقر كل الفقر في الإكثار
ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعا
في حادث أو وارث أو عار
إني لأرحم حسادي لحر ما
ضمنت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم
في جنة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائل
فكأنها برقعت بوجه نهار
وسترتها بتواضعي فتطلعت
أعناقها تعلو على الأستار
ومن الرجال معالم ومجاهل
ومن النجوم غوامض ودراري
والناس مشتبهون في ايرادهم
وتفاضل الأقوام في الأصدار
عمري لقد أوطاتهم طرق العلا
فعموا فلم يقفوا على آثاري
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا
وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا
أو سلموا لمواقع الأقدار
ولربما اعتضد الحليم بجاهل
لا خير في يمنى بغير يسار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[24 - 04 - 2005, 06:20 ص]ـ
السلام عليكم
هل يمكنكم جزيتم خيرا أن تعطوني نص مسرحية مجنون ليلى
؟؟؟
وشكرا
ـ[عبدالمحسن11]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 12:17 ص]ـ
أخي العزيز بارك الله فيك لو أتحفتنا بقصيدة تحث على الصبر ونكون لك من الشاكرين 0
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[29 - 04 - 2005, 02:02 م]ـ
أخي الكريم " عبد المحسن "
لعل هذه الأبيات تنفعك:
قال الشافعي - رحمه الله -:
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا * من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى * ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال - رحمه الله -:
الهم فضل والقضا غالب * وكائن ما خط في اللوح
انتظر الرَّوْح وأسبابه * آيَس ما كنت من الروح
ومما ينسب له:
سَيُفْتَحُ بابٌ إذا سُدَّ بابْ = نَعَمْ وتهونُ الأمورُ الصِّعابْ
وَيتسعُ الحالُ مِن بعدِما = تضيقُ المذاهبُ فيها الرّحابْ
معَ الهمِّ يُسْرانِ هَوِّنْ عليكَ = فلا الهمُّ يُجدِي ولا الإكتئابْ
فكمْ ضقتَ ذرْعًا بما هِبْتَهُ = فَلَمْ يُرَ مِن ذاك قَدْرٌ يُهابْ
وكمْ بَرَدٍ خِفْتَهُ مِن سحابٍ = فعوفيتَ وانجابَ عنكَ السحابْ
ورزقٍ أتاكَ ولم تأتِهِ = وَلا أرّقَ العينَ منهُ الطِّلابْ
وناءٍ عنِ الأهلِ ذي غُرْبةٍ = أتيحَ لهُ بعدَ يأْسٍ إيابْ
وناجٍ من البحرِ من بعدِما = علاهُ مِن الموجِ طامٍ عُبابْ
إذا احتجبَ الناسُ عنْ سائلٍ = فمَا دونَ سائِلِ ربِّي حجابْ
يعودُ بفضلٍ على مَنْ رَجَاهُ = وراجِيهِ في كلِّ حين يُجابْ
فلا تأسَ يومًا عَلَى فائِتٍ = وعندكَ منهُ رضًا واحتسابْ
فَلَا بُدَّ مِنْ كَوْنِ ما خُطَّ في = كِتابك تحبى بِهِ أو تُصابْ
فمَنْ حائلٌ دون ما فِي الكتابِ = ومَن مُرْسِلٌ ما أبَاهُ الكتابْ
إذا لمْ تكنْ تاركًا زينةً = إذا المرءُ جاءُ بها يُسترابْ
تقعْ في مواقعَ تردى بها = وتَهْوِ إليكَ السهامُ الصيابْ
تبيَّن زمانَك ذا واقتصدْ = فإنَّ زمَانَكَ هذا عذابْ
وأقْلِلْ عِتابًا فما فيه مَن = يُعاتَبُ حينَ يحقُّ العتابْ
مضى الناسُ طُرًّا وبادُوا سِوَى = أراذِلْ عنهمْ تجِلُّ الكلابْ
بُلاقِيكَ بالبِشْرِ دَهْماؤُهُمْ = وَتَسْلِيمُ مَنْ رَقَّ مِنهمْ سِبابْ
فأحْسِنْ وَمَا الْحُرُّ مُسْتحْسِنٌ = صيانٌ له عنهمُ واجتنابْ
فإن يغْنِهِِ الله عنهم يفرُّ = وإلّا فذاكَ البلاءُ العُجابْ
إذا حارَ أمرُك في معنيينِ = ولم تَدْرِ فيما الْخَطا والصَّوابْ
فَدَعْ ما هَوِيتَ فإنَّ الْهَوى = يقودُ النفوسَ إلى ما يعابْ
ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 05 - 2005, 11:05 م]ـ
جزى الله كاتب الموضوع وبقية الإخوة والأخوات خير الجزاء ...
ليت أحدكم يتحفني بالقصيدة التي مطلعها:
أَرَى النَّصْرَ مَقْرُوْناً بِرَايَتِكَ الصَّفْرَا=فَسِرْ وَامْلُكِ الدُّنْيَا فَأَنْتَ بِهَا أَحْرَى
وإن أمكن فاسم الشاعر والممدوح، وأية أخبارٍ أخرى عنها ...
ولكم جزيل الشكر
ـ[باوزير]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 01:17 م]ـ
كثرت الطلبات.
وأنا أدلي بطلبي،
((مثلث قطرب))
من وجده فليتحفنا به
مطلعه:
يا مولعا بالغضب
والهجر والتجنب
هجرك قد برح بي
في جده واللعب
،،،
إن دموعي غَمر
وليس عندي غِمر
فقلت يا ذا الغُمر
أقصر عن التعتب
،،،
بالفتح ماء كثرا
والكسر حقد سترا
والضم شخص ما درى
شيئا ولم يجرب
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن يدلني أحدكم عن قائل هذا البيت وأكون له من الشاكرين:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما @@@ يظنان كل الظن ألا تلاقيا
ولكم تحياتي ........
ـ[باوزير]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 04:56 م]ـ
قائله قيس بن الملوح العامري
والقصيدة طويلة.
ـ[باوزير]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 05:04 م]ـ
وهذه هيه القصيدة يا أخي ابن المقفع:
ذكرت ليلى والسنين الخواليا ... وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح قصرت ظله ... بليلى فلهاني وما كنت لاهيا
بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي ... بذات الغضى تزجى المطي النواجيا
فقال بصير القوم: لمحة كوكب ... بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له: بل نار ليلى توقدت ... بعليا تسامى ضوءها فبداليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى ... وليت الغضى ماشي الركاب لياليا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة ... إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
لحا الله أقواما يقولون: إنني ... وجدت طوال الدهر للحب شافيا
فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها ... وأعلاق ليلى في فؤادي كما هيا
ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى ... ولا توبة حتى احتظنت السواريا
خليلي لا والله ما أملك الذي ... قضى الله في ليلى و لا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها ... فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت ... فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فلو كان واش باليمامة داره ... وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك النفس بالليل خاليا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 12:06 ص]ـ
الأستاذ الفاضل /باوزير ..
تفضل هذه،وآمل أن نستفيد جميعا ..
يا مولَعاً بِالغَضَبِ ** والهَجرِ والتَجَنُّبِ
هَجرُك قَد برَحَ بي ** في جِدِّهِ واللَعِبِ
إِنَّ دُموعي غَمرُ ** وَلَيسَ عِندي غِمرُ
فَقُلتُ يا ذا الغُمرِ ** أَقصَرُ عَنِ التَعَتُّبِ
بِالفَتحِ ماءَ كَثُرا ** وَالكَسرُ حِقدٌ سَتَرا
وَالضَمُّ شَخصٌ ما دَرا ** شَيئاً وَلَم يُجَرَّبِ
بَدا فَحَيّا بِالسَلامِ ** رَمى عَذولي بِالسُلامِ
أشار نحوي بالسِلامِ ** بكفه المختضب
بالفتح لفظ المبتدى ** والكسر صخر الجلمد
والضم عرق في اليد ** قد جاء في قول النبي
تيم قلبي بالكَلام ** وفي الحشا منه كِلام
فصرت في أرض كُلام ** لكي أنا مطلبي
بالفتح قول يفهم ** والكسر جرح مولم
والضم أرض تبرم ** لشدة التطلب
ثبت بأرض حره ** معروفة بالحِرة
فقلت يا ابن الحُره **إرث لما قد جل بي
بالفتح للحجاره **والكسر للحراره
والضم للمختاره ** من النسا في الحجب
جد فالأديم حَلم ** وما بقي لي حِلم
وما هناني حُلم ** مذ غبت يا معذبي
القصيدة من مجزوء الرجز، وعدد الأبيات 155 بيتا.
وشاعرنا من العصر المملوكي ..
إن أردتَ، سأحاول إتمامها ..
وهي لـ:
قطرب
محمد بن علي بن زريق.
نظم شرح قصيدة مثلث قطرب (لعبد الوهاب بن الحسن المهلبي، البهنسي، المتوفى سنة 685 هـ 1286 م).
وقد أشكلت نسبة القصيدة على أكثر المؤرخين
فنسبها البعض إلى قطرب نفسه (محمد بن المستنير بن أحمد المتوفى سنة 206 هـ 821 م)،
ويقول صاحب الأعلام: وفي كشف الظنون 1587 ما يوهم أن (المثلثات) التي مطلعها:
(يا مولعاَ بالغضب)، هي من نظم قطرب، مع أن ناظمها، هو سديد الدين المهلبي البهنسي المتوفى سنة 685ه يقول في ختامها:
لما رأيت دله وهجره ومطله
نظمت في وصفي له مثلثاً لقطرب
وابتدأها بقوله: (نظمت مثلث قطرب في قصيدة قلتها أبياتاً على حروف المعجم .. إلخ)
إلا أن النظر في خاتمة القصيدة المشهورة بمثلث قطرب يفيد أنها ليست إلا شرح لقصيدة (عبد الوهاب بن الحسن المهلبي البهنسي)
يقول:
لما رأيت دله وهجره ومطله
رثيت من حبي له مثلثاً لقطرب
وابن زريق نظما شرحاً لما تقدما
ويفهم من هذه الأبيات أنه كتبها تلبية لطلب من سماه (أحمد المخالبي) وهو رجل مغمور لم نعثر له على ترجمة.
علما بأن نسبة (المهلبي) التي ذكرها الزركلي لم ترد في الشذرات وإنما عثر عليها الزركلي في نسخة جنيف.
(المرجع):الموسوعة الشعرية.
تقديري،،
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 12:19 ص]ـ
ما شاء الله.
جزاكِ الله خيرا أستاذتي الفاضلة.
وكيف لا أريد إتمامها فأنا أبحث عنها منذ زمن وقد حصلت على بعضها وعلى كتاب اسمه (مثلثات قطرب) لكنه ذهب ولعله يعود ( ops .
ثم إن المعلومات التي ذكرتيها آخرا ثمينة جدا بارك الله فيكِ.
إن استطعتِ إكمال القصيدة فلكِ وافر الشكر لا مجزوءهُ:).
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 10:45 ص]ـ
وهنا سؤال عرض لي:
هل أطْلِق لقب (قطرب) على أكثر من واحد؟
لأن الذي أعرفه أنه أطلق على ابن المستنير البصري المعتزلي.
وكأن فهمي القاصر - من خلال اطلاعي على ما كتبته الأستاذة الجليلة المستبدة - فهم أنه أطلق على غيره أيضا.
فهل من مصحح؟
ـ[المستبدة]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 03:06 م]ـ
لم تطلب غالٍ أستاذي /باوزير ..
بإذن الله وقدرته سآتيك بالقصيدة تباعا ..
جزاك الله كل خير على خلقك وتهذيبك.
وسؤالك محل تقدير .. لعل لنا عودة ..
وفي الأساتذة علم وفير حفظهم الله لعلهم يقفون
بوقت يسير .. لنستفيد جميعاً ..
ـ[الطائي]ــــــــ[23 - 05 - 2005, 03:05 ص]ـ
هل من مستجيبٍ لطلبي الوارد في المشاركة الثانية والأربعين!!
ـ[الطائي]ــــــــ[27 - 05 - 2005, 10:07 ص]ـ
أستاذي أبا محمد ...
خفّف الله عنك إذ خفّفتَ عني سأم الانتظار، لا أبالي بعد اليوم أجاء الردّ سريعاً أم تباطأ؛ فما دمت بجانبي فلا حساب للوقت.
أشكر لك تجشمك عناء البحث واطِّلاعك على كل تلك الكتب لتبلّ صداي لتلك القصيدة، كم أنا متعطش للظفر بها كاملة، ولكن الحظ يعاندني كعادته دائماً ...
أما البيت الذي أوردته فما زدتَ على أن ضاعفتَ شوقي إلى القصيدة كاملة، هذه القصيدة التي أشبهها بفتاةٍ غانية رأيتُ منها عيناً واحدة، وأريتَني يا أبا محمد عينها الأخرى، فازداد شوقي لرؤية مُحياها، فواهاً عليها ثم واهاً واها ...
ها نحن أنا وأستاذي الحبيب أبو محمد واقفين ننظر إلى تلك الخريدة ننتظر من يرفع البرقع عن وجهها، فهل من مشمَّر؟!
دمتم بخير ...
ـ[غريب الفرات]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 04:08 ص]ـ
السلام لأهل السلام
يقول بشاربن برد الأذن تعشق قبل العين احيانا
وحواس جميعها عشقت قصيدة قديمة لشاعر أظنه من السودان الشقيق
ولا تستغربوا أنن أكاد أشك حتى في الشطر الأول من غرة القصيدة التى أريد
ولكنكم أهل لها!!
الغريب أني في مساء هذه الليله بالذات خاطبت القمر عندما أطل من شرفة شقتي
الصغيره وسألته (قمر السماء هل رأيت قمري!!؟)
ودمتم
ولاعزاء لنعمة النسيان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غريب الفرات]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 04:13 ص]ـ
عذرا واستغفر الله للاخطاء النحويه
وياليت غيرنا يبدع ويخترع تقنية نستطيع بها الكتابة بالقلم الرصاص
ثم نلصقه على الشاشة ;)
ودمتم
ـ[عبد القوي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 04:28 م]ـ
أخي الأزدي أريد منك قصيدة المتنبي التي هجى فيها ابن كيغلغ والتي يقول في مطعها
لهوى النفوس سريرة لا تعلم
عرضا نظرت وخلت أني أسلم
ثم يقول
ولقد رأيت الحادثات فما أرى
يققا يميت ولا سوادا يعصم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ثو يقول
يحمي ابن كيغلغ الطريق وعرسه
ما بين رجليها الطريق الأعظم
أقم المسالح فوق شفر سكينة
إن المني بحلقتيها حصرم
ـ[عبد القوي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 04:29 م]ـ
أريد القصيدة كاملة
ـ[المتفائل]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 01:23 ص]ـ
أخي الأزدي أشكرك شكراً جزيلاً على هذا الجهد الطيب.
وأطلب منك قصيدة موضوعها قصة يوسف عليه السلام التي نظمها وقالها الشاعر يحيى بن يوسف الصرصري الحنبلي الملقب بحسان السنة وقد بحثت عنها كثيراً ولم أجدها على الشبكة وأما ديوانه المطبوع فلم أطلع عليه فلعلك تتحفنا بها.
يقول في مطلعها:
بدأت بحمد الله والحمد جنة ... به يتقى العبد المكاره والضرر
ومن بعد حمد الله صلوا وسلموا ... على خير خلق الله من سائر البشر
ومنها:
تحركت الحيات لما حسسنه ... وكل من الحيات عن نابه كشر
فصاحت بهم من جانب الجب حية ... ألا فاسكتوا لا تخرجون من الوكر
فهذا نبي قد أتى بجوارنا ... أما تنظرون النور للجب قد .....
فقالوا لها لا بد من نهش لحمه ... ولو كان مهما كان من سائر البشر
....
ـ[ابن عبود]ــــــــ[04 - 09 - 2005, 10:28 م]ـ
السلام عليكم والرحمة والبركة
جزاك الله خيراً يا أخي الأزدي
وطلبي هو قصيدة
"أمتى هل لك بين الأمم
منبر للشعر أو للقلم"
وجزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[أبو فهر]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 06:38 م]ـ
أخونا الطائي، دونك سلوة ومواساة إلى حين الفرج، وإنه لقريب
علم الدين الشاتاني
الحسن بن علي بن سعيد بن عبد الله، علم الدين أبو علي الشاتاني- بالشين المعجمة وبين
الألفين تاء ثالثة الحروف- وشاتان من نواحي ديار بكر.
كان يحب الحديث، وكان في كنف جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور وزير الموصل، وجيهاً عنده، كثير الإفضال عليه؛ ولاه البيمارستان بالموصل ووقوفه.
ولما نكب الوزير وقف أمره، فوفد على نور الدين الشهيد، فأكرمه إلى أن مات، وقصد
السلطان صلاح الدين سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، فأكرمه ومدحه وهو بالشام،
بقصيدته التي أولها: من الطويل
أرى النصر معقوداً برايتك الصفرا فسر وافتح الدنيا فأنت بها أحرى
يمينك فيها اليمن واليسر في اليسرى فبشرى لمن يرجو الندى منهما بشرى
وقال يمدح الوزير ابن هبيرة: من الكامل
أهدى إلى جسدي الضنى فأعله وعسى يرق لعبده ولعله
ما كنت أحسب أن عقد تجلدي ينحل بالهجران حتى حله
يا ويح قلبي أين أطلبه وقد نادى به داعي الهوى فأضله
إن لم يجد بالعفو منه على الذي قد ذاب من برح الغرام فمن له
وأشد ما يلقاه من ألم الهوى قول العواذل إنه قد مله
وقد عارض الشاتاني بهذه القصيدة، قصيدةً للعماد الكاتب وأولها:
سل سيف ناظره لماذا سله وعلى دمي لم دله قد دله
واسأله كيف أباح في شرع الهوى دم من يهيم به وكيف أحله
سل عطفه فعسى لطافة عطفه تعدي قساوة قلبه ولعله
كثرت لقسوة قلبه جفواته يا ما أرق وفاءه وأقله
يا منجداً ناديته مستنجداً في خلتي والمرء ينجد خله
سر حاملاً سري فأنت بحمله أهلٌ وخفف عن فؤادي ثقله
وإذا وصلت ففض عن وادي الغضا طرف المريب وحي عني أهله
أهد السلام هديت للرشأ الذي أعطاه قلبي رشده فأضله
ومولد علم الدين سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وتوفي رحمه الله في شعبان سنة تسع
وسبعين وخمسمائة.
وكان قد تأدب على ابن الشجري، وابن الجواليقي. وعقد له بدمشق مجلس وعظ سنة
إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وقيل إنه تغير آخر عمره، وكان تفقه ببغداد على مذهب الشافعي، وسمع بها الحديث.
وكان ينبز بالعلم قاع. وكان علم الدين الشاتاني المذكور، يستشيط غيظاً من كلمة فيها
الفقاع، فعمل العماد الكاتب أبياتاً لا يخلو كل بيت منها من هذه اللفظة، وكانت تنشد
قدامه، وهو يغضب. وعتب على العماد، وتهاجرا مدة ثم استعطفه العماد بقصيدةٍ
فأجابه عنها واصطلحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شعر علم الدين الشاتاني: من الطويل
خليلي كفا عن ملامي وعرجا فأنفاس نجدٍ نشرها قد تأرجا
وقولا لمن قد ضل عن قصد حبه وصلنا إلى وصل الأحبة منهجا
وحطا بأكناف الحمى فقد انتهى مسير مطايا قد أضر بها الوجى
فقد لاح ضوء الصبح بعد كمونه ومزق ثوباً لفقته يد الدجى
وحاكت يد الأنواء للأرض حلةً تقدرها الأبصار ثوباً ممرجا
وغرد في الأيك الهزار مطرباً وهيجه نوح الحمام فهزجا
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 09 - 2005, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لم أحب أن يفوتني هذا التلاحم البديع بين أعضاء الفصيح خلف الكلمات الملونة والأحرف اللينة التي يبثها شعراء العربية كأسراب طيور بيضاء .. لكم الشكر جميعا ..
ولعبد القوي هذه القصيدة .. لشاعر العربية (المتنبي)
1 لهوى النفوس سريرة لا تعلم ... عرضا نظرت وخلت أني أسلم
2 يا أخت معتنق الفوارس في الوغى ... لأخوك ثم أرق منك وأرحم
3 يرنو إليك مع العفاف وعنده ... أن المجوس تصيب فيما تحكم
4 راعتك رائعة البياض بعارضي ... ولو انها الأولى لراع الأسحم
5 لو كان يمكنني سفرت عن الصبا ... فالشيب من قبل الأوان تلثم
6 ولقد رأيت الحادثات فلا أرى ... يققا يميت ولا سوادا يعصم
7 والهم يخترم الجسيم نحافة ... ويشيب ناصية الصبي ويهرم
8 ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
9 والناس قد نبذوا الحفاظ فمطلق ... ينسى الذي يولى وعاف يندم
10 لا يخدعنك من عدو دمعه ... وارحم شبابك من عدو ترحم
11 لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم
12 يؤذي القليل من اللئام بطبعه ... من لا يقل كما يقل ويلؤم
13 الظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم
14 يحمي ابن كيغلغ الطريق وعرسه ... ما بين رجليها الطريق الأعظم
15 أقم المسالح فوق شفر سكينة ... إن المني بحلقتيها خضرم
16 وارفق بنفسك إن خلقك ناقص ... واستر أباك فإن أصلك مظلم
17 واحذر مناواة الرجال فإنما ... تقوى على كمر العبيد وتقدم
18 وغناك مسألة وطيشك نفخة ... ورضاك فيشلة وربك درهم
19 ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن غيه وخطاب من لا يفهم
20 يمشي بأربعة على أعقابه ... تحت العلوج ومن وراء يلجم
21 وجفونه ما تستقر كأنها ... مطروفة أو فت فيها حصرم
22 وإذا أشار محدثا فكأنه ... قرد يقهقه أو عجوز تلطم
23 يقلي مفارقة الأكف قذاله ... حتى يكاد على يد يتعمم
24 وتراه أصغر ما تراه ناطقا ... ويكون أكذب ما يكون ويقسم
25 والذل يظهر في الذليل مودة ... وأود منه لمن يود الأرقم
26 ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
27 أرسلت تسألني المديح سفاهة ... صفراء أضيق منك ماذا أزعم
28 أترى القيادة في سواك تكسبا ... يا ابن الأعير وهي فيك تكرم
29 فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشد ما قربت عليك الأنجم
30 وأرغت ما لأبي العشائر خالصا ... إن الثناء لمن يزار فينعم
31 ولمن أقمت على الهوان ببابه ... تدنو فيوجأ أخدعاك وتنهم
32 ولمن يهين المال وهو مكرم ... ولمن يجر الجيش وهو عرمرم
33 ولمن إذا التقت الكماة بمأزق ... فنصيبه منها الكمي المعلم
34 ولربما أطر القناة بفارس ... وثنى فقومها بآخر منهم
35 والوجه أزهر والفؤاد مشيع ... والرمح أسمر والحسام مصمم
36 أفعال من تلد الكرام كريمة ... وفعال من تلد الأعاجم أعجم
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 02:28 ص]ـ
أطلب قصيدة الفرزدق الشهيرة بمدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الميمية التي يقول فيها
ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم
ـ[الغامدي]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 08:45 م]ـ
أطلب قصيدة الفرزدق الشهيرة بمدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الميمية التي يقول فيها
ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ
هذا ابن خير عباد الله كُلُّهمُ ** هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا ابن فاطمةٍ انْ كنت جاهله ** بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك منْ هذا بضائره ** العرب تعرف من أنكرت والعجمُ
كلتا يديه غياث عم نفعهما ** يستوكفان ولا يعروهما عَدمُ
سهل الخليقة لاتخشى بوادره ** يزينه اثنان حسنُ الخلْقِ والشيمُ
حمّال أثقال أقوام ٍ إذا امتدحوا ** حلو الشمائل تحلو عنده نعمُ
ما قال لاقط ْ إلا في تشهده ** لولا التشهّد كانت لاؤه نعمُ
عمَّ البرية بالإحسان فانقشعت ** عنها الغياهب والإملاق والعدمُ
إذا رأته قريش قال قائلها ** إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
يُغضي حياءً ويُغضى من مهابته ** فلا يكلُّم إلا حين يبتسمُ
بكفّه ِ خيزرانُ ريحها عبق ** من كف أروع في عرنينه شممُ
هذه بعضها ... واعذرني؛ لم أستطع إكمالها.
لي عودة إن شاء الله
أخوك
الغامدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 10:50 م]ـ
السلام عليكم:
أبحث عن قائل هذه الأبيات، مَن هو؟ لعلي أجد الإجابة عند أحدكم.
شكراً لكم.
قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شاف الأمراض من أرداك؟
قل للمريض نجى وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك؟
قل للصحيح يموت من علة من يا صحيح بالمنايا دهاك؟
بل سائل الأعمى خطى وسط الزحام بلا اصطدام من يقود خطاك؟
بل سائل البصير كان يحذر حفرة فهوى بها من الذي أهواك؟
وسل الجنين يعيش معزولاً بلا راع ومرعى من الذي يرعاك؟
وسل الوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة من الذي أبكاك؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فسله من ذا بالسموم حشاك؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاك؟
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاك؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين فرث ودم من ذا الذي صفاك؟
وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايا ميت فاسأله من ذا أحياك؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده فاسأله من أرباك؟
وإذا رأيت النخيل مشقوق النوى فاسأله من يا نخل شق نواك؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره فاسأله من أسراك؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النار من أوراك؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم السحاب فسله من أرساك؟
لله في الآفاق آيات أقلها هو ما إليه هداك!
ولعل ما في النفس من آياته عجب عجاب ولو ترى عيناك!
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيراً لها أعياك!
لله في كل الحقائق مسائل إن لم تكن تراه فهو يراك
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم أبحث عن قصيدتين
الأولى: التي مطلعها
طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب
والثانية: مطلعها
هل بعد موقفنا على يبرين أحيا بطرف بالدموع ضنين
ـ[خنساء طيبة]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 06:39 م]ـ
أخي أريد معرفة القائل:
ما في الطلول من الأحبة مخبر ... فمن الذي عن دارنا نستخبر؟!
هل هي لعبد الملك ابن شهيد، أم لأحمد ابن شهيد؟؟
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 07:17 م]ـ
أخي أريد معرفة القائل:
ما في الطلول من الأحبة مخبر ... فمن الذي عن دارنا نستخبر؟!
هل هي لعبد الملك ابن شهيد، أم لأحمد ابن شهيد؟؟
قد أجيب على هذا السؤال من قبل الأستاذ سليم. والشاعر هو ابن شهيد الأندلسي.
تجدينه على هذا الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10799
ـ[خنساء طيبة]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 06:34 ص]ـ
أبا طارق ...
المعذرة؛؛؛
أنا قرأت إجابته،، وأنا أعرف من قبل أنه ابن شهيد،،
لكن هل هو عبد الملك أم أحمد؟؟
وجدت بعضهم يقول عبد الملك والبعض الآخر يقول أحمد ...
أنا أريد القول الفصل ..
لا أريد مرجعا من النت ...
فإذا استطعت أنت أو غيرك؛ أن يبحث عن القصيدة في الدواوين الورقية للشاعرين، فله الشكر مني والأجر من الله ...
ـ[فينيسيا]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 01:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضوه جديده في هذا المنتدى
اشكر صاحب الفكره الجميله
*لدي بعض الأسئله وأرجوا منكم إفادتي:-
من القائل:
بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلى سهر الليالي
ومن قائل هذا البيت:
ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محبب
ومن قائل هذا البيت:
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه ... فمن كان اسعى كان بالمجد اجدرا
وهل تعرفون أبيات أخرى بنفس معنى هذا اللبيت ومن قائلها؟
] [] [أرجو الرد سريعاً للضروره] [] [
ـ[مصطفى زلط]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 04:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضوه جديده في هذا المنتدى
اشكر صاحب الفكره الجميله
*لدي بعض الأسئله وأرجوا منكم إفادتي:-
] [] [[/ COLOR][/SIZE]
بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلى سهر الليالي
أظنها للمتنبي
ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محبب
محمود سامي البارودي , من قصيدة مطلعها:
سِوَايَ بِتَحْنَانِ الأَغَارِيدِ يَطْرَبُ ... وَغَيْرِيَ بِاللَّذَّاتِ يَلْهُو وَيُعْجَبُ
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه ... فمن كان اسعى كان بالمجد اجدرا
ابن هانئ الأندلسي , من قصيدة مطلعها:
ألا هكذا فَلْيُهْدِ مَنْ قادَ عَسْكَرا .... وأَوْرَدَ عَنْ رَأْيِّ الإمامِ وأصْدَرا
ـ[الدجران]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 12:31 ص]ـ
أرجو إكمال النص التالي لمن يعرف ولكم جزيل الشكر:
إن سال من غرب العيون بحور == فالدهرُ باغ والزمان غرورُ
ـ[المعلم]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 09:17 م]ـ
إن سالَ مِن غَرب العُيونِ بُحور == فَالدَهرُ باغ وَالزَمان غَدور
فَلِكُلِّ عَين حَق مدرار الدِما == وَلكل قَلب لَوعَة وَثُبور
سَترالسنا وَتحجبت شَمسُ الضُحى == وَتَغيبت بَعد الشُروق بدور
وَمَضى الَّذي أَهوى وَجرعني الاِسا == وَغَدَت بِقَلبي جذوة وَسَعير
يا لَيتَهُ لِما نَوى عهد النَوى == وافى العُيون مِنَ الظَلام نَذير
ناهيكَ ما فَعَلت بِماء حَشاشَتي == نار لها بَينَ الضُلوعِ زَفير
لَوبث حزني في الوَرى لَم يَلتَفِت == لِمُصاب قيس وَالمُصاب كَثير
طافَت بِشَهر الصَومِ كاساتِ الرَدى == سِحرا وَأَكوابُ الدُموعِ تَدور
فَذَوَت أَزاهيرُ الحَياةِ بِرَوضِها == وَاِنقَدَّ مِنها مائِس وَنَضير
فَتَناوَلَت مِنها اِبنَتي فَتَغَيَّرَت == وَجناتُ خد شانِها التَغيير
فَذَوَت أَزاهيرُ الحَياةِ بِرَوضِها == وَاِنقَدَّ مِنها مائِس وَنَضير
لَبِسَت ثِيابَ السَقمِ في صغر وَقَد == ذاقَت شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير
جاءَ الطَبيبُ ضَحى وَبشر بِالشَفا == إن الطَبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور
وَصف التَجرع وَهُوَ يَزعُم إِنَّهُ == بِالبِرء مِن كُل السِقامِ بَشير
فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ == عَجِّل بِبِرئي حَيثُ أَنتَ خَبير
وَاِحمِ شَبابي اِن والِدَتي غَدَت == ثَكلى يَثير لَها الجَوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب الكَرى == تَشكو السُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِما رَأَت يَأسَ الطَبيب وَعَجزِهِ == قالَت وَدَمع المُقلَتَين غَزير
أَماه قَد كل الطَبيب وَفاتَني == مِمّا أؤمل في الحَياةِ نَصير
وللأبيات بقية وعدد أبيات القصيدة 48
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعلم]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 09:26 م]ـ
فينيسيا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن رام العلى سهر الليالي
قائل هذا البيت هو الشافعي
ـ[ذكريات المستقبل]ــــــــ[14 - 07 - 2006, 03:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الأبيات أرددها كثيرا ولكن لاأعلم قائلها وليتكم تفيدوني:
ولما تبدّت للرّحيلِ جمالُنا = وجدّ بنا سيرٌ وفاضت مدامع
تبدّت لنا مذعورة من خِبائِها = وناظرها باللؤلؤ الرطب دامع
أشارت بأطراف البنان وودعت = وأومت بعينيها متى أنت راجع؟
فقلت لها: والله ما من مسافر = يسير ويدري ما به الله صانع
فشالت نقاب الحسن من فوق وجهها = فسالت من الطرف الكحيل مدامع
وقالت: إلهي كن عليه خليفةً = فيا رب ما خابت لديك الودائع
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[14 - 07 - 2006, 02:45 م]ـ
::: جزاك الله خيراً أخي ألأزدي ... من قال إذا هبت رياحك فاغتنمها
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 07 - 2006, 05:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الأبيات أرددها كثيرا ولكن لاأعلم قائلها وليتكم تفيدوني
بحثت عن أبياتك كثيراً فلم أجد القائل. وقد ذكرت هذه الأبيات في المستطرف للأبشيهي ومحاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني , ولم ينسباها إلى قائل معين.
والغريب أني قرأت هنا ( http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/mar/20/tr5.htm) ما يأتي:
فربما كان من الغريب ان يأتي شاعر معاصر يحاكي الجاهليين في مطالع قصائدهم عندما يقول:
ولما تبدت للرحيل جمالنا = وجد بنا سير وفاضت مدامع
تبدت لنا مذعورة من خبائها = وناظرها باللؤلؤ الرطب دامع
من قال إذا هبت رياحك فاغتنمها
وجدتها لعلي بن أبي طالب: r والله أعلم
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 05:26 م]ـ
أريد قصيدتي (أتحنوا عليك قلوب الورى) و (سأحمل روحي على راحتي).
ـ[زائر 2]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 02:29 م]ـ
:::
مُنَغَّمَة ٌ كأنّ لها رباطاً مع الإيقاع ِ تُوقِعُهُ خَُطاها
هي الفصحى لنا وزر , وحَقٌّ علينا برَّها وجنى رِضَاهَا
أرجوا منكم إعراب هذه الابيات ولكم جزيل الشكر
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[06 - 10 - 2006, 05:32 م]ـ
السلام عليكم
اخي الازدي
اريد ارجوزة ابن عبد ربه الاندلسي العروضيه
وارجوزة في الضرائر الشعرية اسمها (لسان الشاعر فيما يجوز من الضرائر)
لا اتذكر اسم شاعرها
مع التحيات
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 03:17 ص]ـ
أحفظ شطرا من مطلع وأريد القصيدة إن أمكن وقائلها
الشطر هو
أهواه إن حفظ الهوى أو ضيعا
ـ[اكتب بسيط الشعر]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم ..
الاخ العزيز الازدي أطلب منك ألفية ابن مالك اذا كانت موجودة كاملة .....
ولو اعرف صعب انزال الالف هنا ,فإن كان ممكنا المصدر جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 10:22 م]ـ
أستاذنا أبا خالد حفظك الله ورعاك،
القصيدة التي تسأل عنها هي لابن النبيه المصري، وإليك القصيدة:
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا = ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا
من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه = حلوا فقد جهل المحبة وادعى
يا أيها الوجه الجميل تدارك الصْـ = صبَّ النحيل فقد عفا وتضعضعا
هل في فؤادك رحمة لمتيم = ضمت جوانحه فؤادا موجعا
فتش حشاي فأنت فيه حاضر = تجد الحسود بضد ما فيه سعى
هل من سبيل أن أبث صبابتي = أو أشتكي بلواي أو أتضرعا
إني لأستحيي كما عودتني = بسوى رضاك إليك أن أتشفعا
يا عين عذرك في حبيبك واضح = سحي لوحشيته دما أو ادمعا
الله أبدى البدر من أزراره = والشمس من قسمات موسى أطلعا
الأشرف الملك الذي ساد الورى = كهلا ومكتمل الشباب ومرضعا
ردت به شمس السماح على الورى = فاستبشروا ورأوا بموسى يوشعا
سهل إذا لمس الصفا سال الندى = صعب إذا لمس الأشم تصدعا
دان ولكن من سؤال عفاته = سام على سمك السماء ترفعا
يا برق هذا منك أصدق شيمة = يا غيث هذا منك أحسن موقعا
يا روض هذا منك أبهج منظرا = يا بحر هذا منك أعذب مشرعا
يا سهم هذا منك أصوب مقصدا = يا سيف هذا منك أسرع مقطعا
يا صبح هذا منك أسفر غرة = يا نجم هذا منك أهدى مطلعا
حملت أنامله السيوف فلم تزل = شكرا لذلك سجدا أو ركعا
حلت فلا برحت مكانا لم يزل = من در أفواه الملوك مرصعا
(يُتْبَعُ)
(/)
أمظفر الدين استمع قولي وقل = لعثار عبد أنت مالكه لعا
أيضيق بي حرم اصطناعك بعدما = قد كان منفرجا علي موسعا
وقد غنت أم كلثوم بعض أبياتها من ألحان الشيخ: أبو العلا محمد.
مع أرق التحايا وأعذبها من:أبو أحمد
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:10 ص]ـ
أستاذنا أبا خالد حفظك الله ورعاك،
القصيدة التي تسأل عنها هي لابن النبيه المصري، وإليك القصيدة:
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا = ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا
من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه = حلوا فقد جهل المحبة وادعى
يا أيها الوجه الجميل تدارك الصْـ = صبَّ النحيل فقد عفا وتضعضعا
هل في فؤادك رحمة لمتيم = ضمت جوانحه فؤادا موجعا
فتش حشاي فأنت فيه حاضر = تجد الحسود بضد ما فيه سعى
هل من سبيل أن أبث صبابتي = أو أشتكي بلواي أو أتضرعا
إني لأستحيي كما عودتني = بسوى رضاك إليك أن أتشفعا
يا عين عذرك في حبيبك واضح = سحي لوحشيته دما أو ادمعا
الله أبدى البدر من أزراره = والشمس من قسمات موسى أطلعا
الأشرف الملك الذي ساد الورى = كهلا ومكتمل الشباب ومرضعا
ردت به شمس السماح على الورى = فاستبشروا ورأوا بموسى يوشعا
سهل إذا لمس الصفا سال الندى = صعب إذا لمس الأشم تصدعا
دان ولكن من سؤال عفاته = سام على سمك السماء ترفعا
يا برق هذا منك أصدق شيمة = يا غيث هذا منك أحسن موقعا
يا روض هذا منك أبهج منظرا = يا بحر هذا منك أعذب مشرعا
يا سهم هذا منك أصوب مقصدا = يا سيف هذا منك أسرع مقطعا
يا صبح هذا منك أسفر غرة = يا نجم هذا منك أهدى مطلعا
حملت أنامله السيوف فلم تزل = شكرا لذلك سجدا أو ركعا
حلت فلا برحت مكانا لم يزل = من در أفواه الملوك مرصعا
أمظفر الدين استمع قولي وقل = لعثار عبد أنت مالكه لعا
أيضيق بي حرم اصطناعك بعدما = قد كان منفرجا علي موسعا
وقد غنت أم كلثوم بعض أبياتها من ألحان الشيخ: أبو العلا محمد.
مع أرق التحايا وأعذبها من:أبو أحمد
بوركت
في انتظار ما يقوله مشرفوا الأدب بشأن تثبيت هذا الموضوع لأن فيه والله فائدة(/)
من القائل؟
ـ[أبو باسل]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 05:55 م]ـ
من القائل
لي في محبتكم شهود اربع وشهود كل قضية اثنان
خفقان قلبي واضطراب جوارحي ونحول جسمي وانعقاد لساني
ـ[الأزدي]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 08:19 م]ـ
القائل هو: آخر.
ولم أعرفه,
ولم أجد له ترجمه!!
: p
للبسمة فقط
ووجدت البيتين بلا نسبة في:
تزيين الأسواق في أخبار العشاق,
لداود الأنطاكي.
والرواية فيه:
(وقال آخر
لي في محبته شهود أربع ** وشهود كل قضية اثنان
خفقان قلبي وارتعاد مفاصلي ** وصفار لوني واعتقال لساني)
أخوك: الأزدي.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 08:32 م]ـ
الأستاذ الأزدي:
الشاعر (آخر) له ترجمة في كتاب (الشعراء الآخَرون):)
الأستاذ أبا باسل:
ربما هما لابن زيدون. سأبحث لاحقًا، إن شاء الله.(/)
كيفَ تصنعُ الأدبَ في كتاباتِكَ!
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 08:49 م]ـ
كيفَ تكونُ أديباً؟
هذه مراسلةٌ جرتْ بيني وبينَ أحدِ الإخوةِ، وأحببتُ نشرها، حتى أستفيدَ ويستفيدَ منها الجميعُ، ولنكوّنَ لنا مدرسةً خاصّةً بالكتابةِ، وكذلكَ لأستفيدَ من آرائكم ومقترحاتكم.
أيّها الأخُ الكريمُ المُباركُ:
السلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ وبركاتهُ
وصلتني رسالتُكَ وصلكَ اللهُ بهداهُ، وكم سرّني فيها جميلُ لفظكَ، والذي دلَّ على كريم ِ أصلكَ، والنّاسُ لا تزالُ - بحمدِ اللهِ - في خير ٍ ونعمةٍ.
أيّها الأخُ الكريمُ:
الأدبُ نعمة ٌ عظيمة ٌ من نعم ِ اللهِ تعالى، وبلا شكٍّ أنّ من أعطيها فقد أعطيَ خيراً كثيراً، وقد قالَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ: " إنَّ من البيان ِ لسحراً "، ولا زالَ النّاسُ يعرفونَ للأديبِ والناثر ِ والشاعر ِ أقدراهم، ويُعلونَ ذكرهم، ويحفظونَ مكانتهم، وقديماً قالوا في الأمثالِ: الشعرُ ديوانُ العربِ.
والكلامُ عن أصول ِ الكتابةِ، وتقويةِ الأسلوبِ طويلٌ ذو فصول ٍ، ويحتاجُ إلى وقتٍ ذي فُسحةٍ، إلا أنّهُ باتفاق ِ علماءِ الأدبِ، يأتي بالقراءةِ الواسعةِ، وبالممارسةِ وكثرةِ الكتابةِ، إضافة ً إلى مُحاكاةِ أساليبِ الكتّابِ الأقدمينَ، والسير ِ على طريقتهم، وانتهاجِ نهجهم، إلى أن تختصّ بأسلوبٍ خاصٍّ بكَ.
ومن الناس ِ من لا يكونُ عندهُ ذلكَ الأسلوبُ الحسنُ، ولا الموهبةُ الكتابيّةُ، ولا الحسُّ الأدبيُّ، ولا تكونُ لديهِ ذخيرة ٌ من المعلوماتِ حاضرة ٌ لديهِ، ولكنّهُ مع كثرةِ البحثِ والقراءةِ وممارسةِ الكتابةِ، يصبحُ شخصاً مطبوعاً على الأدبِ وحسن ِ الإنشاءِ.
وهناكَ العديدُ من الكتبِ النافعةِ في مجال ِ النثر ِ وأصولهِ.
منها على سبيل ِ المثالِ:
كتابُ المثلِ السائرِ في أدبِ الكاتبِ والشاعرِ، لابن الأثير ِ، وهو كتابٌ عظيمُ النفع ِ جدّاً، وفيهِ من الفوائدِ وحُسن ِ الترتيبِ ما يجعلُ قارئهُ لا يملُّ أبداً، بل لا أبالغُ لو قلتُ أنّهُ الكتابُ الأوحدُ في هذا البابِ، وعنهُ تتشعبُ بقيّة ُ الكتبِ، ومن فهمهُ فقد فُتحَ عليهِ خيرٌ عظيمٌ في الأدبِ والكتابةِ والنقدِ.
كتابُ: الصناعتينِ، لأبي هلال العسكري، وهو كتابٌ ممتعٌ جداً، وفيهِ الكثيرُ من طرق ِ الكتّابِ وطُرقِ استخراج ِ المعاني، وكذلكَ كيفيّةُ ممارسةِ النقدِ، والتف ضيلِ بينَ المعاني والألفاظِ.
كتابُ: البيان ِ والتبيين ِ، لأبي عثمان الجاحظِ، وهو كتابٌ فريدٌ في بابهِ، وقد جمعَ أصولاً هامّةً في البلاغةِ والأساليبِ، ولكنّهُ غيرُ مرتّبٍ، ومع ذلكَ فهو مهمٌّ للغايةِ.
أدبُ الكاتبِ، لابن قتيبة َ، وهو كتابٌ جليلُ القدر ِ، وأحدُ أربعةِ كتبٍ هي أركانُ الأدبِ العربيِّ، ثانيها الكاملُ لابن ِ المبرّدِ، وثالثها البيانُ والتبيينُ - المتقدّم ِ ذكرهُ -، ورابعها النوادرُ لأبي علي القالي، وذلكَ بحسبِ كلام ِ ابن ِ خلدونَ في المقدّمةِ.
وهناك كتبُ الناثرينَ والكُتّابِ، والتي اعتنوا فيها بذكرِ مقالاتِهم وكُتاباتهم، وكانتْ لهم فيها أساليبُ خاصّة ٌ، فالقراءة ُ في كتبهم تُثري القاريءَ، وتجعلهُ مع مرور ِ الوقتِ يكتسبُ من المهارةِ ما يمكنُ تطويرهُ إلى أن يُصبحَ إبداعاً منقطعاً النظيرِ.
ومن أمثلةِ تلكَ الكتبِ:
الإمتاعُ والمؤانسة ُ لأبي حيّانَ التوحيديِّ.
العقدُ الفريدُ لابن عبدربّهِ.
عيونُ الأخبار ِ لابن قتيبة.
زهرُ الآدابِ وثمرُ الألبابِ للحصريِّ القيروانيِّ.
رسائلُ الجاحظِ المختلفة ولا سيّما كتابُ الحيوان ِ فهو ماتعٌ جداً.
وحي القلم لمصطفى صادق ٍ الرافعيِّ، وكذلكَ رسائلهُ إلى أبي ريّةَ، وهو كتابٌ مهمٌّ.
النظراتُ للمنفلوطي، وهو أحدُ العجائبِ في النثرِ، والقارىء فيها يقضي لهُ بالفضلِ والتقديمِ على غيرهِ.
من وحي الرّسالةِ لمحمّد حسن الزيّات.
مقالاتُ محمود الطناحي.
ذكرياتُ علي الطنطاوي، وكذلكَ بقيّةُ رسائلهِ ومؤلفاتهِ، ففيها من المتعةِ والأسلوبِ ما لا مزيدَ عليهِ.
في ظلال القرءان ِ لسيّد قطب، وكذلكَ جميعُ مؤلفاتهِ وكتبهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقراءة ُ في هذه الكتبِ تنمّي في الشخص ِ المهارة َ، ولا بدَّ في البدايةِ من محاكاةِ أساليبهم، ومجاراتهم، ومن ثمَّ سوفَ يُصبحُ لديكَ ملكة ٌ خاصّة ٌ، وأسلوبٌ واضحٌ، وتظهرُ بصمتكَ في جميع ِ المواضيع، وحتّى لو كانتْ بدايتُكَ ضعيفة ً، فإنّكَ مع مرورِ الوقتِ سوفَ تتطوّرُ، وتزدادُ موهبتُكَ، ويوشكُ - عمّا قريبٍ - أن يجعلَ اللهُ لكَ شأناً ومكانةً.
وخذْ نصيحة َ الرّافعيِّ لطلاّبهِ: إقرأ كلّ شيءٍ يقعُ تحتَ يدكَ.
وزدْ على ذلكَ حفظَ ما تستطيعهُ من أبياتِ شعر ٍ ومن حكم ٍ ومن أمثال ٍ، وإن قدرتَ على حفظ القرءان ِ أو كثير ٍ منهُ، وكذلكَ أحاديثُ النبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فهو جميلٌ وحسنٌ.
ومن أفضلِ كُتبِ الشعرِ: كتبُ المختاراتِ، مثلُ الحماسةِ لأبي تمّامٍ، وللبحتريِّ، وكذلكَ ديوانُ المعاني لأبي هلال العسكريِّ، وكذلكَ مختاراتُ البارودي، وهي من أنفسِ وأجودِ المختاراتِ، وقد كانَ يمدحها الرافعيَّ كثيراً، بل فضّلها على جميعِ كتبِ المختاراتِ الأخرى.
وهناكَ طريقة ٌ لطيفة ٌ، كانَ يصنعها ابنُ الأثير ِ، وسارَ على طريقتها الرافعيُّ والطنطاويُّ، وهي أن تأخذَ قطعة ً صغيرة ً، أو بيتَ شعر ٍ، وتقرأهُ، ثمّ تحاولَ أن تعبّرَ عنهُ بعباراتكَ الخاصّةِ بكَ، وهكذا حتى تحذقَ الكتابة َ.
الكلامُ طويلٌ وذو شجون ٍ، وحسبُكَ من القلادةِ ما يُحيطُ بالعنق ِ، ولعلّكَ مع مرورِ الوقتِ، والصبر ِ، والتحمّل ِ، سوفَ تُصبحُ كاتباً ذا شأن ٍ، ولكَ أسلوبٌ تحرصُ النّاسُ على احتذاءهِ والاقتداءِ بهِ، ولكن ما عليكَ سوى الصبر ِ والجلدِ والتحمّل:
وقلَّ من جدَّ في أمر ٍ يؤملهُ ******** واستعملَ الصبرَ إلا فازَ بالظفرِ
وفّقني اللهُ وإياكَ، وغفرَ لي ولكَ.
أخوكَ المُحبُّ: فتى
والسلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ وبركاتهُ
==========
تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بها
وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها
من موضوعات الأستاذ الصديق فتى الأدغال.
ـ[سامح]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 01:20 ص]ـ
* من هو الأديب برأيك؟
ـ الأديب هو من آتاه الله موهبة الكتابة والتعبير؛ فاستثمرها في الكتابة الإبداعية ذات الخصائص الفنية المحددة (مثل الشعر، والقصة، والرواية، وغيرها)، وتتفاوت القدرة التعبيرية والتصويرية للأديب الواحد، من نص إلى آخر كما تتفاوت بين المبدعين المختلفين في المجال الإبداعي الواحد، من حيث القوة، والجمال.
كما يتفاوت التعبير الفني للأديب متعدد مجالات الإبداع؛ فنجيب محفوظ (مثلاُ) يتفاوت مستواه الإبداعي والفني في رواياته المختلفة، وإن كانت على درجات عالية من الجودة عن مستواه في القصة القصيرة، وهذان يختلفان بدورهما عن مقدرته في كتابة المقالة (الفلسفية أو النقدية والأدبية).
وما يُقال عن نجيب محفوظ يُقال عن صالح جودت الذي كتب الشعر بفنية عالية، وكتب بدرجة قد تقل ـ قليلاً أو كثيراً ـ الأغنية بالعامية المصرية، والرواية، والقصة القصيرة.
ويختلف الأدباء في منحاهم في التعبير عن قضايا المجتمع، وهموم الذات، وتأملاتهم، وإن كان للأديب الواحد في مجاله الخاص مكانةٌ يستطيع أن نقدرها القارئ المُتابع، فأنت إذا كنت قارئاً متذوقاً مُتابعاً، وقيل اسمٌ أمامك: كشوقي، أو عمر أبي ريشة، أو بدوي الجبل، أو الشابي، أو علي أحمد باكثير، تستطيع أن تقدره حق قدرته، وتضعه في مكانه الذي يستحقه من تقديرك.
* كتب تنصح المبتدئ في الأدب والنقد بقراءتها.
ـ أنصحه بقراءة القرآن كثيراً، وحديث الرسول الشريف؛ فهما الذروة في الإبداع الأدبي، وإذا كان شاعراً أنصحه بقراءة الأعمال الإبداعية الكبرى في الشعر من امرئ القيس في الجاهلية إلى الشعر الحديث عند شوقي وحافظ إبراهيم والسياب مروراً بجرير وبشار بن برد والمتنبي وأبي تمام .. وغيرهم.
أما إذا كان ناثراً فأقترح عليه أن يبدأ بقراءة النثر العربي ـ من خلال إبداعات أعلامه ـ من الجاحظ وأبي حيان التوحيدي إلى مصطفى صادق الرافعي وعبد العزيز البشري والزيات وعلي الطنطاوي ونجيب محفوظ. وعليه أن يقرأ ألوان التعبير النثري المختلفة (كالمقالة والخاطرة، والقصة المسرحية، والسيرة الذاتية .. وغيرها).
أما من يتجه إلى النقد فعليه أن يقرأ الكتب العلامات في هذا المجال، وهي بالعشرات، لكني أطلب من طلابي في الدراسات العليا أن يكون لديهم بعض الكتب المتفردة، ومنها «النقد الأدبي الحديث» للدكتور محمد غنيمي هلال، و «استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المُعاصر» للدكتور علي عشري زايد، و «دير الملاك: دراسة في لغة الشعر العراقي» للدكتور محسن أطيمش.
* شاب ذو موهبة أدبية .. ما نصيحتك له؟
ـ أن يستمر في العناية بهذه الموهبة، وأن يقرأ ويقرأ .. ولا يتعجل، وأن يفيد من كل كلمة نقد صادق تُوجَّه له. ولا بد أن يصل يوماً للمكانة التي يستحقها أدبه.
قليل من فيض أستاذنا د. حسين علي محمد نشر في لقاء
معه عبر منتدى رواء للأدب الإسلامي .. أحببت أن أضيفه
لهذا العمق الذي أوجدته هنا أستاذ خالد
ولتتكون مدرسة خاصة بالكتابة هنا ..
دمت معطاءً ..
لك مني التحية .. وافر التحية
:)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 06:41 ص]ـ
إضافة عظيمة يا أستاذ سامح، ننتظر أمثالها.
الأستاذ أبا محمد: مرورك ينثر عطرًا فواحًا، فلا تضِنَّ به.
الأستاذ سامح:
ما رابطة رواء؟
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 11:04 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أشكر الأستاذ الفاضل " خالد الشبل " على هذا الموضوع القيّم، الذي أجاد فيه كاتبه وأفاد.
لكنْ: اسمحوا لي بتعليق:
لا أرى للأديب أن يقرأ كتب " سيّد قطب "؛ لأني أخشى عليه من الانحراف في الفكر والعقيدة؛ لما احتوته كتب الرجل من ضلالات، وأمور خطيرة، منها: القول بوحدة الوجود، والطعن في الأنبياء، والصحابة، وغيرها من القواصم، التي أسأل الله أن يعصمنا منها.
وقد سئل العلامة: " عبد العزيز بن باز " ـ رحمه الله ـ عن هذه الكتب، فقال: " ينبغي أن تُمَزَّق " ...
فلنتبعْ نهجَ علمائنا في الابتعاد عن مثل هذه الكتب ...
وفي الكتب الأدبية الأخرى غُنْية وكفاية ـ ولله الحمد ـ، وهي كثيرة، وقد أشار كاتب المقال إلى بعض منها ...
كما أشكر الأستاذ " سامح " على النقل المفيد، لكنْ: هل يصح أن يقال عن القرآن والحديث: إنهما الذروة في (الإبداع الأدبي)؟!
وتقبلوا تحيتي وتقديري ...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 02:02 م]ـ
الأستاذُ الفاضلُ: خالد الشبل.
أجزلَ اللهُ لكَ المثوبةَ، ونفعَ اللهُ بكَ، وبالأستاذِ: فتى الأدغالِ،صاحب القلمِ البديع، واللسانِ الرفيعِ، والأسلوبِ الباهرِ، والعطاءِ الفاخرِ.
كم أنا معجبٌ بكتاباتهِ، وأسلوبِهِ الجذَّاب.
الأخ العزيز: سامح.
لا ريبَ أنَّ على المسلم حينما يقرأ كتابَ اللهِ، الواجبُ عليهِ قرائتهُ لتدبُّر معانيهِ، ومراعاةِ أحكامهِ وأوامرِهِ ونواهيهِ في المقامِ الأولِ، وليس عليه تقديمُ بيانِهِ، وفصاحتهِ، وأسلوبهِ العجيب، على الغايةِ التي من أجلها أنُزلَ، بل الإنتهاء من الخشوعِ لهُ، والتدبرِ فيهِ، وحفضهِ، لا لمكانتهِ البلاغيةِ؛ بل لأن اللهَ أمرنا بذلك، والعروج بعدها إلى أسرارهِ الأدبيةِ المعجزةِ.
تحياتي للجميع.
ـ[المستبدة]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 11:01 م]ـ
شاقني مثلُ هذا العنوان الجميل ..
ودوماً مثله يشوق. . .
فأقبلتُ لأرتوي ...
ففوجئتُ .. بذات الحروف التي احتفظتُ بها يوماً
في ذاكرتي وذاكرة جهازي ... !
ثم نقلتها لإحدى المنتديات .. أشكر صاحبها
وأستشهد بجميل حديثه ....
كما أنَّ هذا الفن الجميل (الترسل) يجب أن يستيقظ
من سباته ... قد أُعرضَ عنه .. (مقارنة مع غيره). . .
عموماً حديث شائق ...
ستكون لي عودة له ... بإذن الله ..
أخيراً جاء الوقت لأقولها:
شكرا لا يمل / فتى الأدغال ...
وللأستاذ الكريم / خالد
جلَّ الثناء والتقدير. . .
...
عفوا /
سأتعلم أن أكون (متطفلة) بأدب .. !!
فرابط رواء:
هذا هو الرابط. . . ( http://www.ruowaa.com/vb3/forumdisplay.php?f=16)
تحيّة. . .
ـ[سامح]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 02:34 ص]ـ
الأستاذ / سمط اللألئ ..
" هل يصح أن يقال عن القرآن والحديث: إنهما
الذروة في (الإبداع الأدبي)؟! "
تساءلت نفس التساؤل حينما قرأت اللقاء .. سأحاول البحث في
الأمر لعل الله ييسر ..
ولكننا نعلم جميعاً .. أن كلاًّ يؤخذ منه ويرد .. فخذ مايفيد
ودع ماسواه.
دُمت لمَّاحاً ..
وفقك الله
................
وحي اليراع ..
ذكرني حديثك بقول سجلته للشيخ المسدد علي القرني يقول:
" إن أولئك ماكانوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة
والاطلاع وزيادة الحصيلة الفقهية فحسب بل كان
الواحد منهم يتلقى القرآن ليتلقى القرآن
في خاصة شأنه وشأن المجتمع الذي يعيش فيه
وشأن الحياة التي يحياها .. يتلقى ذلك كله ليعمل
به فور سماعهم وحاله:
أنا بالله عزيز لابِعُزَّى أو مناة
معيَ القرآن أتلوهُ فيُحيي لي مواتي
استبانت غايتي من آية في الذاريات
فتح لهم هذا الشعور من القرآن أفاقاً لم تكن
لتفتح لهم بغيره ويسر لهم العمل وخفف عنهم
ثقل الأعباء والتكاليف .. حول مسار حياتهم
إلى الاتجاه الصحيح فحالهم:
دَّوَّى القرآنُ فيانفوسُ فأَوِبِي / شوقاً إلى خُضْرِ الجِنَانِ ورددي
ولو أنهم قصدوا القرآن بشعور البحث والدراسة
والاطلاع والثقافة ماكان لهم ماكان ".
برغم هذا أراهن على أن من قرأ القرآن لن يقرأه
طلباً لتلقي الأدب وزيادة الحصيلة اللغوية فقط ..
سيجذبه القرآن إلى معانيه وإلى مواعظه ..
سيجبره ويرغمه على أن ينخلع عن ماضيه
ليرتدي حلة الفضيلة والسمو القرآني.
راقتني قصة حدثني بها أحد الأحبة يقول:
" بعثت (أمريكا) عالماً قسيساً من أشاوس القساوسة
لديهم وأعلمهم ليدرس القرآن من أجل تأليف كتاب
يناقض فيه هذا الكتاب المعجز فمكث سنيناً طوالاً في
مصر يتفحص وينقب ويقلب ويدرس من جميع
الجوانب وكافة الجهات ..
نهاية الأمر .. لم يحصل على مبتغاهم ..
وهدفه الذي جاء من أجله
بل (نكبهم) وأعلن إسلامه أمام الملأ ".
رأيت البون بين الهدف والنتيجة ..
ستولد النية بوجود الفعل صدقني ..
دمت سامقاً
بورك فيك
................
شكراً لك أختي المستبدة
على هذا التطفل:)
كوني بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 12:08 م]ـ
وشكرا لك أنت أخي سامح
على هذا التطفل الجميل ... !
جيّد تطفل بأدب ..
أعني أنّكم قبلتم تطفلي بأدب ... !!
ودمت بخير.
ـ[الحب خطر]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 07:23 م]ـ
يحق لي ولمن يقرأ هنا أن ينقل هذا العلم
الأستاذ خالد الشبل
أسأل الله أن ينفعك به في الدنيا والآخره
نقلته عنك باسمك
حماك الرحمن من كل شر
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 08:09 م]ـ
الشكر للأستاذة سمط اللآلئ على المرور.
أذكرأنه سُئل شيخنا ابن عثيمين، رحمه الله، مرة عن ظلال القرآن لسيد قطب، رحمه الله، قال: كتاب بهذا الحجم لا يخلو من خطأ، وقد سبق نقاش قديم ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=606&perpage=15&pagenumber=1) في الموضوع جلّت الموقفَ منه أختُنا الأستاذة أنوار الأمل، جزاها الله خيرًا.
الأستاذ الفاضل وحي اليراع
يمتلك الأستاذ فتى الأدغال أسلوبًا جميلاً حملني على تكرار الدعوة له للحضور بيننا، فلعله يستجيب.
الأستاذة الكريمة المستبدة
شكرًا على الرابط.
الأستاذ الحب خطر
شكرًا على مرورك، وليتك تنسب الموضوع، فضلاً، لصاحبه، وهو أستاذنا فتى الأدغال.
لكم تحيتي.(/)
(مُصَمّخَةُ الامتحان ....... أو يُهان!!)
ـ[أبو صُقيه الأصمخاني]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 12:22 م]ـ
السلام عليكم ..
شدوٌ ترنّم في بقايا الإنشاد ... ومأتم مؤجل للبعض ومأمل مؤخر للبعض الآخر ... فعسانا من أرباب النجاح مع مَن نُحب، وعند (الفصيح) مَن حضَرَه الإلهام فليصدح.
صبحٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا صبحُ
بما مضى أم لتجديدٍ به ربحُ
تمضي اللجانُ ونمضي إثرها قُدما
كُلٌ له منحى في لجنةٍ ينحو
إلاّ المُفَرَّغ بالتصحيحِ مُصطبحٌ
في وجهه أوراقٌ وجهها كلحُ
أقبلتُ بين كرا س جاوزت نظري
منها لهم نوحٌ ... منّي لهم بوحُ
قال المريبُ عسى هذا مراقبنا!
شخصٌ له سَرَحانٌ وجههُ سمحُ
مَن راقبنّ النّاسَ الهمّ يقتلهُ
كيفَ السبيلُ وطلابٌ لهم شطحُ؟
لو كنتُ مُمتَحَناً والعينُ ترقبني
لهالني يا صاح من تلكمُ القدحُ
يا للبراءة بالهمسات غشهمُو
يا للطفولة في اللَّفَتات إن يصحوا
"برشامةٌ "بثياب الطالب استترت
هل يلزم الأستاذَ الشلحُ والفضحُ؟
في " لُطمةٍ " عَقَلَ الأفكارَ ... قيّدها
نَضَبَ المدادُ وفيما خطّهُ يمحو
يا طالباً للمجد كيفما اتفَقَت!
رفقاً بأمجادٍ أنتم لها صرحُ
جَوُ اللجانِ كتومٌ ناسفٌ نَفَسِي
في خارج القاعات السّحبُ والسّحُ
فالصالة البلهاء من تنهدهم
أنفاسها ريحانٌ ... ساحُها رَوحُ
مَن لي بزخٍ كي أشتمّ ماطرهُ؟
صوتُ الشتاء كعاطرهِ له نفحُ
ما همّني يا صبح اللّفحُ في جسدي
ما همّني يا بردُ "الكحّ والرشحُ"
حتى إذا ما انفضّ العلم أهليهِ
وعاد للأجواء المزحُ والرزحُ
ساحوا وراحوا ترويحاً لأنفسهم
والصمتَ بدَّدَ ترنيمٌ له صدحُ
فالبعض "للتفحيطِ" اعتَنَّ "طارتَهُ "
وشلّة "التطعيس" اقتادها النّزحُ
أما الأساتذة الأبرار من مثلي
عَرَجوا على فنجانٍ شفّهُ اللّتحُ
وآخرون مع الإفطار مجلسهم
مَن كان ذا مرسالٍ طاله المدحُ
والبعض يحكي قد صادفتُ غشّاشاً
وسترتُ صفحاً منّي بعده نُصحُ
عودٌ على بدءٍ للفترة الأخرى
"جاهد وراقب" كيما يُرقَبَ الفتحُ
نبدي انتظار وصول الفوج بالجَرَسِ
أصوات رجعتهم وكأنها ضبحُ
للاختبار طقوسٌ ملّها المللُ
والصبر أين؟ فقد أودى به القرحُ
آهٍ من ال" ...... " المستبدِّ بنا
لو أنّه إنسانٌ حدّهُ الذبحُ
ياشعرُ في السرَّاء لم يسح قلمي
لو طالت الضرَّاء ديرتي "سَيحُ"
شطّت بيَ الأفكار خلف ناصيَتي
فكري ... وكم من فكرٍ خانهُ الطرحُ
تهوى الرّزايا ذكراها بقافيَتي
إنّ الهوى جرحٌ ... مُتأصلٌ قحُ
غنّيتُ يا أ سَفي أ شباهَ أ ستاذٍ
حالي ولن يُغني عن حاليَ الشرحُ
ـ[المستبدة]ــــــــ[10 - 01 - 2005, 12:41 م]ـ
يااااااااه ...
مذ متى لم أقرأ كرائع ما كان فوق .. !؟
قصيدة صارخة،عاصفة، شامخة ...
كنتُ قبل قليل أشعر بهدوء مزعج في الفصيح .. !
لكن يبدو أنه ذاك الذي يسبق العاصفة!!
ماذا أقول؟!
ر
ا
ا
ا
ا
ا
ئعة ... !
شكراً يا قصيدتي الجميلة على رسم
ابتسامة صادقة شفيفة ...
مزيداً منها يا أبا صُقيه ...
(أشعر أنّي ـ من حلاوتها ـ سأقول شعراً .. !):)
حتى الزُهريّة التي لففت وردها (المقدِّمة) مُدهشة.
تحيّة
ـ[برجوازي]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 02:29 ص]ـ
تشخيص وتجسيد مااااااااااااااااتع يا أصمخاني ..
إبداااااااااااااع كما عهدناك في قصائدك.
كل عام وأنت بخير قبل أن تتزاحم عليك التبريكات!!(/)
سؤال وطلب
ـ[محمد مليطان]ــــــــ[11 - 01 - 2005, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم
آمل ممن يستطيع مساعدتي أن لا يبخل عليا بالمساعدة .. أبحث عن الآتي:
1 - أبيات لأبي تمام مفادها أن العربي لايجاهد من أجل الجنة وإنما من أجل الخبز والتمر ..... الخ.
2 - أبيات من الشعر الجاهلي تصف النساء بأنهن كالتماثيل يلبسن الملابس المذهبة الأطراف وأنهن ضحايا الزمن .... الخ
3 - الشعر الجنسي في ألف ليلة وليلة الذي يصور الجنس وكأنه فعل مباح ... الخ
ارجو ممن له اطلاع ودراية مساعدتي في الحصول على هذه المعلومات لحاجتي اليها ولعدم تمكني منالحصول على المراجع والمصادر التي تحوي مثل هذه النصوص الشعرية .. مع خالص تحياتي وشكري لكل من يحاول أن يساعدني، وأرجو ممن يتمكن من العثور على هذه النصوص مراسلتي على البريد الالكتروني: mh_mlitan*********** وشكرا مرة أخرى لكل من يساعدني
والسلام عليكم(/)
سميّة العصر .. فاطمة العراقيّة
ـ[صالح العمري]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 10:18 ص]ـ
http://www.antiwar.com/photos/perm/new-toture1.jpg سميّة العصر!! ..
تحيّة لأختنا السجينةِ الشهيدةِ –بإذنِ الله- فاطمةَ العراقية الحافظة العابدة، صاحبة رسالة الإستغاثة من سجن "أبوغريب" ..
-----------------------------------------------
سميّة العصر ...
ياطيفَ فاطمةَ الرزانِ سلامُ = يبكي عليك الطُهرُ والإسلام ُ
يا درّةَ الأخلاقِ، يا نعشَ الندى = تفديكِ منّا الروحُ والأجسامُ
الصِّبرُ في جَنْبِ العقيدةِ بلسمٌ = والجرحُ دون حياضها يلتامُ
ولقد يموتُ الخائبون على الهوى = ومصارعُ الهِمَمِ الجِسامِ جسامُ
ها قد وُلدتِ من البلاءِ زكيّةً = إن البلاءَ طهارةٌ و وسامُ
أضحى هُتافُكِ يقظةً دينيةً .. = فأولو الصَّبابةِ سُجّدٌ و قيامُ
وكأن صوتَكِ نفثةٌ روحيّة ٌ = تُحيي عظامَ المجدِ وهي رِمامُ
سالتْ بأوردةِ الإباءِ فحُطِّمَتْ = هامُ الضلالِ .. وزُلْزلتْ أقدامُ
أسميّةَ العصرِ انتصرتِ، وإنما = عُمْرُ الذين تجبّروا أيامُ ..
جسدُ المجاهدِ للشظيّةِ واللَّظى = وجسومُنا لقذى القبورِ طعامُ
والقيدُ والسجنُ المؤجَجُ رفعةٌ = فكلاهما لكِ حليةٌ و مقامُ ..
وكتابُكِ الدامي بشارةُ نفرةٍ = فكأن سَبْكَ حروفِهِ ألغامُ
ودموعكِ الحمراءُ موجٌ عاصفٌ = ونشيجُ صدرِكِ ثورةٌ وضِرامُ
ودعاؤكِ المبحوحِ في غسقِ الدُّجى = فوقَ العدوِ صواعقٌ و سهامُ
هي أمّةٌ سقطت مبادئُها، وقدْ = أذِنَتْ بوَشْكِ هلاكِها الأيامُ
جاءوا بثوب الكبرياء كأنهم = زُمُرُ الملائكِ والشعوبُ سوامُ!!
خرجوا رئاء الناسِ .. حلفاً أبترا = فهووا بوثبات الجهادِ وهاموا
جاءوا "لتحرير العبادِ" من الهدى!! = وهمُ عبيدُ الشهوةِ الأقزامُ
جاءوا "لتحقيق العدالةِ" والرَّخا!! = وعلى يديهم تُنقضُ الأحكام!!
جاءوا –فواعجبي- لحقنِ دمائنا!! = فجَرَتْ بها الأغوارُ و الآكامُ!!
وأتوا لإطلاقِ القيود فأُصمِتَتْ = فكأن يومَ أبي غريبٍ عامُ!!
علموا بأنّكِ في عفافِكِ آيةٌ = جُلّى .. يُضامُ الدينُ حينَ تُضامُ
ففضَحْتِ مبدأهم .. ودُسْتِ قناعَهم = حتى اشمأزّتْ منهمُ الأنعامُ
وأقمتِ في دربِ الكرامةِ والفدا = جيلاً عن الثارات ليسَ ينامُ
في كلِّ رابيةٍ تَرَصّدُ ضيغمٍ = وبكلِّ فج ٍّ هجمةٌ وقَتامُ
ورحلتِ والتأريخُ صاغكِ قدوةً = يرنو لها الصوّامُ و القُوّام ُ
والمسكُ يعبقُ من دمائكِ عاطرا = وعليكِ من شجنِ القلوب زحامُ
وقفتْ تُشيّعكِ المحاجرُ والحشا = فكأن نعشكِ في السماءِ غمامُ
والمرجفونُ تلفّعوا رُقعَ الونى .. = وكساكِ فينا الصبرُ والإقدامُ ..
أرأيتِ وجهَ الكفرِ فظّاً حينما = يُهجا التُّقى .. وتُقدّسُ الآثامُ!!
أرأيتِ كيف الأرض يُسرقُ خيرُها = والطفلُ يوءدُ والقتيلُ يُلامُ
أرأيتِ كيف العرض يُهتكُ جهرةً = والجُرمُ عُرفٌ واللصوصُ كرامُ!!
أرأيتِ حين تعطّلت خيلُ الفِدا = كيف استطال البغيُ والإجرامُ!!
أرأيتِ قطعان النِّفاق تقاطرت = وعمائمَ "الآياتِ" كيف تُسَامُ!!
يا أمتي لن تبْلُغي قممَ العُلا = إلا بشرعِ اللهِ حينَ يُقامُ
هذي شعوبُكِ في العراءِ طريدةً = يتضورونَ .. كأنهمْ أيتامُ
أسفي على أنّات ألفِ عفيفةٍ = والكونُ ينصتُ والمُنى أوهامُ!!
أسفي على صرخاتهنّ ولم يُجبْ = إلاّ الصدى واللهوُ و الأنغامُ!!
أسفي على عرضٍ تدنّسَ طُهرهُ = وتمزّقتْ عن نوره الأكمامُ ..
أسفي على هارونَ فوقَ جوادِهِ = وعُرى السياسةِ مصحفٌ وحُسامُ
يتراعدُ النقفورُ من عزماتِهِ = والهندُ تشمخُ عزّةً والشامُ
أسفي على المجدِ الذي دالتْ به = بعد التلاحمِ فُرْقةٌ و خِصامُ
في ذمّة الرَّحمن آسية الرِّضا = فبطيبِ ذكركِ طابتْ الأقلام ُ
في ذمة الله الفؤادُ وأعظمٌ = وحشا بكل فضيلةٍ مُلْتامُ
وترابها في الكرخِ روضٌ عابقُ = بردٌ على جُثمانها و سلامُ
سيظلُ صوتُكِ للزمانِ .. كأنما = نادى بلالٌ فانتخى الضرغامُ
فترقّبي ميلادَ فَجْرِكِ .. إنما = هذا المخاضُ ودونه الآلام ُ ..
كم فارسٍ هزَّ الوجودَ بموتهِ = ليقومَ مِنْ أشلائِهِ أقوام ُ!! ...
صالح بن علي العمري- الظهران
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 01:23 ص]ـ
رحمها الله. تُرجى لها الشهادة، بإذن الله.
الشهيد تعرّض لفتنة عظيمة، وكفى ببارقة السيوف فتنة، لذا لا يُسأل في قبره عن ربه ولا عن نبيه ولا عن دينه.
لا يفضض الله فاك يا أبا علي، فلشعرك طعم مميز.
إبداعٌ يتلو إبداعًا.
لك تحيتي القلبية.(/)
سبحان الله!
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 11:09 م]ـ
سبحان الله
لله في الآفاق آيات لعل .......... أقلها هو ماإليه هداكا؟
ولعل ما في النفس من آياته .......... عجب عجاب لو ترى عيناكا؟
والكون مشحون بأسرار إذا .......... حاولت تفسيرا لها أعياكا؟
قل للطبيب تخطفته يد الردى ......... ياشافي الأمراض من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما ....... عجزت فنون الطب من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة ....... من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا ......... راع ومرعى: ماالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا ......... ولدى الولادة: ما الذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه ........ فاسأله من ذا بالسموم حشاكا؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو ......... تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت ........ شهدا وقل للشهد من حلاكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين ........... دم وفرث ما الذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنا ......... ياميت فاسأله: من أحياكا؟
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى ........... عن عيون الناس من أخفاكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء ير ........... بو وحده فاسأله: من أرباكا؟
واسأل الشعاع يدنو وهي ........ أبعد كل شيء: ما الذي أدناكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها ........... فاسأل لهيب النار من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا .......... قمم السحاب فسله: من أرساكا؟
وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه ......... فسله: من بالماء شق صفاكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال ........ جرى فسله: من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج ........ طغى فسأله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا ......... فاسأله: من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا ....... فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها ......... عيناك وانفتحت بها أذناكا؟
ياأيها الماء المهين من الذي سواكا؟ .......... ومن الذي في ظلمة الاحشاء قد والاكا؟
ومن الذي تعصى ويغفر دائما؟ ........ ومن الذي تنسى ولا ينساكا؟
ياأيها الإنسان مهلا ماالذي ....... بالله جل جلاله أغراكا؟
يامدرك الأبصار والأبصار لا .......... تدري له ولكنهه إدراكا؟
أن لم تكن عيني تراك فإنني ............ في كل شيء أستبين علاكا؟
يامنبت الأزهار عاطرة الشذا ............ هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يا مجري الأنهار ما جريانها .......... إلا انفعالة قطرة لنداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي ............ ما خاب يوما من دعا ورجاكا
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 01:14 ص]ـ
سبحان الله الله و بحمده ... سبحان الله العظيم.(/)
أبيات ذهبية للمطارحات الشعرية
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[12 - 01 - 2005, 11:25 م]ـ
أبياتٌ ذهبيةٌ للمُطارَحَات الشِّعْريَّة
ا لهمزة
ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا فأُخبرَهُ بما فعل المَشيبُ
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسَمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
ا لباء -------------------------------------------------------------------
بلادي وإنْ جارتْ عليّ عَزيزةٌ وأهْلي وإنْ ضَنُّوا عليّ كِرامُ
بِقَدْرِ الكَدِّ تُكتَسَبُ المَعَالي ومَنْ طَلَبَ العُلا سَهِرَ الليالي
ا لتاء -------------------------------------------------------------------
تَعَلَّمْ فليس المَرْءُ يُولَدَ عالمًا وليس أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُو جاهلُ
تنامُ عيناكَ والمظلومُ مُنتبهٌ يدعو عَليكَ وعَيْنُ اللهِ لم تنمِ
ا لثاء -------------------------------------------------------------------
ثناءُ الفتَى يبقى ويفنى ثَرَاؤه فلا تَكْتَسِبْ بالمال شيئا سِوى الذكْرِ
ثوبُ الرِّيَاءِ يشِفُّ عَمَّا تحتَهُ وإذا التَحَفْتَ بهِ فإنَّك عَارِي
ا لجيم ------------------------------------------------------------------
جزاءُ المُسيء إذا ما اعترفْ زوالُ الذنوبِ على ما اقْتَرَفْ
جَزَى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خَيْرٍ عَرَفْتُ بها عَدُوِّي مِنْ صَديقي
ا لحاء ------------------------------------------------------------------
حِصاني كان دلال المَنايَا فخاضَ غِمَارها وشَرَى وبَاعا
حَمِدْتُ إلهي إذ هداني لِدِينِهِ فَلِلَّهِ أسعى ما حَييتُ وأشكرُ
ا لخاء ------------------------------------------------------------------
خُبْزُ البخيلِ لَمَكْتُوبٌ عليه ألا لا باركَ اللهُ في ضيفٍ إذا شَبِعَا
خليليَّ إنَّ المالَ ليسَ بِنَافِعٍ إذا لمْ يَنَلْ مِنْهُ أخٌ وصَديقُ
ا لدا ل ------------------------------------------------------------------
دَقَّاتُ قلْبِ المَرْءِ قائلةٌ لهُ إنَّ الحَياةَ دَقائقٌ وثَوَاني
دَعِ الأيّامَ تفْعَلْ ما تشاءُ وطِبْ نفْسًا إذا حَكَمَ القَضَاءُ
ا لذا ل ------------------------------------------------------------------
ذو العقلِ يَشْقى في النّعيمِ بعقلهِ وأخو الجَهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ
ذَهَبَ الرجالُ المُقتَدَى بِفِعَالِهمْ والمُنْكِرونَ لِكُلِ أمْرٍ مُنْكَرِ
ا لراء ------------------------------------------------------------------
رأيتُ الذنوبَ تُميتُ القُلوب وقد يُورثُ الذُّلَّ إدمانُها
رأيتُ الحُرَّ يجْتنبُ المَخَازي ويحميهِ عنِ الغَدْرِ الوَفَاءُ
ا لزاي ------------------------------------------------------------------
زُرْ والديْك وَقِفْ على قبريْهِما فكأنني بكَ قد نُقِلْتَ إليهِما
زَعَمَ الأُلى ضلّوا السَّبيلَ بأنَّنا بالعِلْمِ نَسْتغنِي عَنِ الأدْيانِ
ا لسين -----------------------------------------------------------------
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكنْ بها صَديقٌ صَدُوقٌ صَادقُ الوُدِّ مُنْصِفَا
سعَى رِجالٌ فنَالُوا قَدْرَ سَعْيِهمُ لم يأتِ رِزْقٌ بلا سَعْيٍ ولا طَلَبِ
ا لشين -----------------------------------------------------------------
شكوتُ إلى وَكيعَ سُوءَ حِفْظي فأرشَدَني إلى تَرْكِ المَعَاصي
شكوتُ وما الشكوى لِمِثْلِيَ عادةٌ ولكنْ تفيضُ النفْسُ عندَ امتلائِها
ا لصاد ------------------------------------------------------------------
صُنِ النفْسَ واحملْها على ما يَزينُها تعشْ سالمًا والقولُ فيكَ جَميلُ
صَلاحُ أمْرِكَ للأخْلاقِ مَرْجَعُهُ فَقَوِّمِ النفْسَ بالأخْلاقِ تَسْتَقِمِ
ا لضاد ------------------------------------------------------------------
ضاقتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُها فُرِجَتْ وكُنْتُ أظنُّها لا تُفْرَجُ
ضِدَّانِ لمَّا اسْتُجْمِعَا حَسُنَا والضدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ
ا لطاء ------------------------------------------------------------------
طلبُ الوُدِّ بالزيارةِ زُورُ إنَّما الوُدُّ ما حَوَتْهُ الصُّدُورُ
طَفَحَ السرورُ عليّ حتى أنني مِنْ عِظْمِ ما قَدْ سَرَّني أبْكَاني
ا لظاء ------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ظلموا شَريعَتَكَ التي نِلْنَا بها ما لم يَنَلْ في رُومَةَ الفقهاءُ
ظَلُومٌ لِنَفْسي غَيْرَ أنّي مُسْلِمٌ أُصَلِّي الصلاةَ كُلَّهَا وأصومُ
ا لعين ------------------------------------------------------------------
عَنِ المَرْءِ لا تسألْ وَسَلْ عن قَرينِهِ فَكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارَنِ يَقْتَدي
على قَدْرِ أهْلِ العَزْمِ تأتي العَزائمُ وتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المَكَارِمُ
ا لغين -----------------------------------------------------------------
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ مَسَافةُ الخُلْفِ بينَ القَوْلِ والعَمَلِ
غَلَبَتْ عَلَيَّ شِقْوَتِي وَمَطَامِعِي حتى فَنِيتُ وما بَلَغْتُ مُرَادي
ا لفاء -------------------------------------------------------------------
فَعِشْ واحدًا أوْ صِلْ أخَاك فإنَّهُ مُقَارفُ ذنبٍ مَرَّةً ومُجَانِبُه
فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِهِ أبَدَا الناسُ مَوتى وأهلُ العِلْمِ أحياءُ
ا لقاف ------------------------------------------------------------------
قلوبُ العارفينَ لها عُيونُ ترى ما لا يراهُ النَّاظِرونا
قمْ للمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجيلا كادَ المعلمُ أنْ يكونَ رَسُولا
ا لكاف ------------------------------------------------------------------
كُنْ ابنَ مَنْ شئتَ واكتسبْ أدبًا يُغنيكَ مَحمودُهُ عَنِ النسَبِ
كُلُّ المصائبِ قد تَمُرُّ على الفَتى فَتَهُونُ غيرَ شماتةِ الأعداءِ
ا للام -------------------------------------------------------------------
لا تحْسَبَنَّ العِلْمَ ينفعُ وَحْدَهُ ما لم يُتَوَّجْ رَبُّهُ بخَلاقِ
ليس الجَمالُ بأثوابٍ تُزيّنُنُا إنَّ الجَمَالَ جَمَالُ العِلْمِ والأدَبِ
ا لميم ------------------------------------------------------------------
ما بينَ غَمْضَةِ عَيْنٍ وانتباهَتِها يُغَيِّرُ اللهُ مِنْ حَالٍ إلى حَالِ
مَنْ ذا الذي ما سَاء قَطّ ومَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَط
ا لنون ------------------------------------------------------------------
نُصرَ النبيُّ بنا وكُنَّا مَعْشَرا في كُلِّ نائبةٍ نضُرُّ وننفعُ
نحنُ أهلُ القرآنِ واللهُ مَولانا فَنِعْمَ المولى وَنِعْمَ النصيرُ
ا لهاء ------------------------------------------------------------------
هو الرسولُ فكُنْ في الشِّعْر حَسَّانَا وصُغْ مِنَ القلبِ في ذِكراهُ ألحانا
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنباتِ إذا سُقيتْ بمَاءِ المَكْرُمَاتِ
الواو ------------------------------------------------------------------
ومِنْ نَكَدِ الدنيا على الحُرِّ أنْ يرى عَدُوًّا ما مِنْ صَداقتهِ بُدُّ
ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ يَجِدْ مُرًّا بِهِ المَاء الزُّلالا
الياء ------------------------------------------------------------------
يُعْطيكَ مِنْ طَرَفِ اللسانِ حَلاوَةً وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ
يأيها الرجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ هَلا لِنَفْسِكَ كان ذا التعليمُ
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 10:12 م]ـ
باركَ اللهُ فيكَ، أيها الأستاذُ الفاضلُ.
فعلا هيَ أبياتٌ ذهبيةٌ، الواحدُ منها كألفِ بيتٍ. سَمَتْ وارتقتْ على أدراجِ ذوقكَ الراقي، حتى غدتْ وكأنها سحابةُ تهتانٍ، تساقطَ لؤلؤُها، وتقاطرَ قطْرُها، وارتوى منها عُطاشى.
مع أجملِ التحايا.
ـ[أحمد عمر]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 11:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير
هذه فعلا درر ثمينة في اللغة العربية وانا احسدك بل اغبطك على هذه المعلومات الثمينة(/)
** الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟؟ **
ـ[الأزدي]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 12:36 ص]ـ
:::
((الصّمصامة أشهر سيوف العرب أين ذهب؟))
تأليف: محمود مفلح البكر
لم يبلغ سيف من سيوف العرب ما بلغه "الصمصامة" سيف عمرو بن معديكرب الزبيدي، من شهرة وما مر عليه من أحداث، وما دار حوله من حكايات، رأته في مجال الواقع، ودفعته إلى مشارف الأسطورة، فغدا أشهر من ملوك كثيرين، وهناك أناس لا نجد أنفسنا في حاجة إلى ذكرهم، أو تذكرهم، لولا ارتباط أسمائهم- وإن مصادفة- بهذا السيف الذي توغل بداياته في عالم الحكايات، وتنطوي نهايته في مرحلة رديئة صنعها فساد الحكم.
عراقة الصمصامة:
يذكر بعض الرواة أن الملكة بلقيس أهدت إلى الملك سليمان خمسة أسياف هي: ذو الفقار، وذو النون، ومجذوب، ورسوب، والصمصامة.
وجميعها مشهورة قبل الإسلام، فقد كان ذو الفقار لمنبه بن الحجاج أخذه الرسول منه يوم بدر. ومجذوب ورسوب للحارث بن جبلة الغساني، وذو النون والصمصامة لعمرو بن معديكرب الزبيدي (1) أحد مشاهير الأبطال في الجاهلية والإسلام.
ويروي بعضهم أن "الصمصامة" من بقايا السيوف اليرعشية الحميرية، وأن الملك الحميري علقمة بن ذي قَيْفان أهداه لعمرو بن معديكرب الذي يقول فيه:
وسيفٍ لابن ذي قَيفانَ عندي = تخيَّرهُ الفتى من عهدِ عادِ (2)
ولهذا البيت رواية ثانية تنسب "الصمصامة" إلى كنعان جد الكنعانيين:
وسيفٍ من لَدُنْ كنعانَ عندي = تُخيِّرَ نَصْلُهُ من عهدِ عادِ (3)
ويقال أن حديد "الصمصامة" من جبل "نقم" في اليمن (4)، ويروي آخرون أن حديدة وجدت عند الكعبة، مدفونة في الجاهلية، فصنع منها ذو الفقار، والصمصامة (5).
وهذه الروايات لا تخلو من المبالغة، وربما كانت من اختلاق عمرو ذاته، وربما سمعها، واقتنع بها فعلاً، أو أضافها الرواة المعجبون مع الأيام، ليضيفوا على أقاصيصهم مزيداً من التشويق والإدهاش، ومهما يكن من أمر فلهذه الأقاصيص أهداف معنوية هامة، فهي تمنح صاحبها ثقة بقدراته، وتملأ نفسه بعزة أمته، في السلم والحرب.
صفاته:
الصمصامة، والصمصام السيف الصارم الذي لا يثنيه شيء (6)، وصمم السيف، وصمصم: مرَّ في العظام وقطعها (7)، وصمصامة عمرو بن معديكرب الزبيدي يزن ستة أرطال، حسب ما ذكره بعض الرواة (8)، وله حد واحد (9).
ووصفه شاعر متأخر بقوله من أبيات:
أخضر المتنِ بين حدَّيه نورٌ = من فرندٍ تمتدُّ فيه العيونُ (10)
وفي رواية ثانية من الأبيات ذاتها:
سيف عمرو قد كان فيما سمعنا = خير ما أغْمِدت عليه الجفونُ
أوقدتْ فوقه الصواعقُ ناراً = ثم شابتْ به الزعافَ القيونُ (11)
وقد ذكره ابن عباس بقوله لبعض اليمنيين: "لكم من السماء نجمها، ومن الكعبة ركنها، ومن السيوف صمصامها" يعني سهيلاً، والركن اليماني، وصمصامة عمرو (12).
مقدرته على القطع:
تحدث الرواة كثيراً عن صرامة هذا السيف، وأول من تغنى بذلك عمرو بن معد يكرب، كما في قوله، أو المنسوب إليه:
وصمصاماً بكفِّي لا = يذوقُ الماءَ من يَرِدهُ (13)
وفي قصيدة ثانية يذكر عمرو أنه قد أعد للحرب درعاً طويلة، وجواداً غليظاً قوياً، وسيفاً قاطعاً يقدُّ الخوذ، والأجساد المكسوة بالدروع:
أعددت للحدثان سا = بغةً وعدَّاءً عَلَنْدَ
نهداً، وذا شطبٍ يقـ = ـدُّ البيضَ والأبدانَ قدّا (14)
وإذا كانت الأبيات السابقة تحتمل أن يكون المقصود فيها "الصمصامة" أو غيره من سيوف عمرو، فهناك أبيات واضحة الدلالة كهذه:
وسيف لابن ذي قَيفان عندي = تخيره الفتى من عهد عادِ
يقدُّ البيض والأبدان قدّاً = وفي الهام الململم ذو احتدادِ (15)
وفي هذا المعنى حول مقدرة "الصمصامة" على القطع ما أشار إليه عمرو من أبيات قالها عندما أهدى سيفه لخالد بن العاص عامل الرسول على اليمن:
خليلٌ لم أخُنْهُ ولم يخنِّي = إذا ما الخطبُ أنحى بالعظام
وودعتُ الصفيَّ صَفيَّ نفسي = على الصمصام أضعافُ السلام (16)
ومن القصص المشهورة ما روي من ان ملك الهند قد أرسل وفداً إلى هارون الرشيد يحمل معه هدايا ثمينة بينها عشرة سيوف من أجود سيوف الهند، وحين قُدِّمتْ إليه دعا بالصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب ليختبرها فقُطعت به السيوف سيفاً سيفاً كما يقطع الفجل، من غير أن تنثني له شفرة، أو يفلّ له حدّ (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي أن عمر بن الخطاب سأل يوماً عن أمضى سيوف العرب، فقيل له: (صمصامة عمرو بن معد يكرب الزبيدي) فأرسل إلى عمرو أن يبعث إليه سيفه المعروف بالصمصامة، فبعثه إليه، فلما ضرب به وجده دون ما كان يبلغه عنه فكتب إليه في ذلك، فردَّ عمرو: (إنني إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث إليه بالساعد الذي يضرب به) (18).
وهذا الخبر، بهذه الصورة مشكوك بصحته لأمرين:
أولهما: أن الصمصامة لم يكن بحوزة عمرو بن معد يكرب في عهد عمر بن الخطاب، فقد سبق أن وهبه لخالد بن سعيد بن العاص عامل الرسول على اليمن، وقد حمله خالد معه إلى بلاد الشام بعد حروب الردة مباشرة حين ضمه أبو بكر إلى جيش شرحبيل بن حسنة، مما يعني أن عمر لو رغب في رؤية "الصمصامة" لطلبه من خالد لا من عمرو، وما كان لأمر كهذا أن يفوته، وهو الذي لا تغيب عنه لا صغيرة ولا كبيرة في دولته.
وثانيهما: أن الكلمات المنسوبة إلى عمرو في رده على الخليفة عمر تبطن غمزاً بعمر بن الخطاب، ولا تخفى دوافع المعارضة من اليمنيين الذين كانوا على خلاف مع بعض القادة الكبار حينذاك.
وإذا صح شيء من الخبر، فإنه ينتهي عند تساؤل عمر عن أمضى السيوف، والجواب عليه بـ: (صمصامة عمرو بن معد يكرب الزبيدي) فحسب، أما ما لحق بهذا الخبر من تتمة فهو، بلا شك، من اختلاق الرواة المعارضين لأسباب لا مجال الآن للخوض في تفاصيلها.
وعلى أية حال، يبدو لنا أن صرامة "الصمصامة" أمر مؤكد، وإلا لما تسابق المحاربون، والأمراء، والخلفاء للحصول عليه، ودفع بعضهم في سبيله أموالاً طائلة.
وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى أن نوع المعدن ونقاءه، وما يشوبه، ودرجة الحرارة التي يصنع فيها، وطريقة التبريد، وظروفها، وخبرة الصائغ ... الخ .. كلها لها أثرها في مواصفات السيف، ومدى صلابته، ومقدرته على القطع. ولذلك لا نجد غرابة من وجهة النظر العلمية في أن يتمتع سيف أكثر من غيره بصرامة متفوقة. لكن الصمصامة حين آل إلى الخليفة العباسي الواثق بالله (19)، أو المهدي في رواية ثانية (20) دعا بصيقل، فلما سُقي السيف تغير، وقل قطعه.
رحلة الصمصامة:
تطرقنا في البداية إلى شيء مما يحيط ببدايات هذا السيف من غموض يمتزج فيها الديني بالتاريخي بالخيالي. والأمر المؤكد أنه كان أحد سيوف عمرو بن معد يكرب الزبيدي حتى جاء خالد بن سعيد بن العاص عاملاً للرسول على اليمن فوهبه له عمرو. وبين الروايات اختلاف حول سبب هذه الهبة.
فقد ذكر الكلبي أن خالد بن سعيد حين بعثه الرسول عاملاً على اليمن أغار على رهط عمرو بن معد يكرب، لتمردهم على الإسلام، فوقع عدد منهم أسرى في يده بينهم امرأة عمرو- أو أخته ريحانة (21) - فعرض عمرو على خالد أن يمن عليهم بالإفراج فقبل، وأسلموا، فوهبه عمرو سيفه "الصمصامة" وقال في ذلك:
خليلٌ لم أهبهُ من قِلاه = ولكن المواهبَ للكرام
خليلٌ لم أخنْه ولم يخنّي = كذلك ما خِلالي أو نِدامي
حبوتُ به كريماً من قريش = فسُرَّ به وصِينَ عن اللئام (22)
وذكر الهيثم بن عدي رواية ثانية للبيت الثاني:
خليلٌ لم أخنْه ولم يخني = على الصمصام أضعافُ السلام (23)
والأبيات كما نلاحظ لا إشارة فيها إلى الإغارة المذكورة، ولا تشي باعتراف بالجميل لأي سبب، وإنما تركز على فكرة الكرم عامة، والعبارة الوحيدة التي يمكن التوقف عندها لمعرفة خليفتها هي (المواهب للكرام) أو (التواهب في الكرام) في رواية ثانية، والأخيرة أكثر قرباً إذا صحت والتي ربما تتضمن إشارة خفية إلى ما لخالد من يد على عمرو. إلا أن الأخبار المتفرقة عن خالد بن سعيد تلمح بوضوح إلى أنه يتمتع ببطولة، وخصال لم تخرج عن روحها الجاهلية التي يتمتع بها عمرو أيضاً وهي كفيلة بأن يتبادل الرجلان الإعجاب، والصنيع. فقد ذُكر أن المسلمين كانوا (إذا اجتمعوا لحرب أقرّه الأمراء فيها، لبأسه، وكيده، ويمن نقيبته) وقد قاد معركة (دائن) قرب غزة وانتصر فيها على الروم قبل قدوم خالد بن الوليد (24).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن هناك تقارباً في الطباع بينهما أيضاً. نلمح ذلك من إشارة عمر بن الخطاب- قبل أن يصبح خليفة- في نهايات حروب الردة، حين عقد أبو بكر ثلاثة ألوية لثلاثة رجال، هم: خالد بن سعيد بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص السهمي، ليوجههم إلى بلاد الشام، فلما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد كره عمر بن الخطاب ذلك، وكلم أبا بكر في عزله، ووصفه بـ (إنه رجل فخور يحمل أمره على المغالبة والتعصب) فعزله أبو بكر- مع أنه كان ثالث أو رابع من اعتنقوا الإسلام (25) - وسلم اللواء ليزيد بن أبي سفيان (26) مما يشير إلى اقتناع أبي بكر بما قاله عمر. وهذه الخصال التي ينتقدها عمر في شخصية خالد، ويؤيده أبو بكر في انتقادها هي مما يفتخر به عمرو بن معد يكرب، ولم تفارقه بعد إسلامه، كما أن خالد بن سعيد ظل متحلياً بها إلى آخر أيامه، وهو الذي كان يُنشد في اليوم الذي استشهد فيه:
من فارس كرهَ الطِّعانَ يُعيرُني = رمحاً إذا نزلوا بمرج الصُّفَّرِ
ولذلك فباب الإعجاب كان مفتوحاً بين خالد وبين عمرو، وأستبعد أن يهب الأخير، سيفه العزيز عليه لرجل لا يملأ عينه مهما كانت الأسباب.
ويتضح من الأخبار أن "الصمصامة" ظل مع خالد بن سعيد إلى يوم (مرج الصفر) جنوبي دمشق- عام 13هـ- 634م (27) - حين دارت رحى معركة دامية مع الروم صبيحة الليلة التي تزوج فيها أمَّ الحكم بنت الحارث المخزومي أرملة عكرمة بن أبي جهل- الذي استشهد في اليرموك- فقضى خالدٌ شهيداً، ووجده معاوية فاخذ الصمصامة منه، ثم طالب به فيما بعد سعيد بن العاص بن سعيد .. فتقاضيا عند عثمان فقضى له، وظل عنده إلى أن وقع (يوم الدار) ووقع مروان بن الحكم على مقربة منه. فأخذ الصمصامة رجل من جهينة، ودفعه الجهني إلى صيقل ليجلوه، وحين رأى الصيقلُ السيف عرف قدره، واستبعد أن يكون للجهني، فرفض أن يعيده له، وأتى به إلى مروان بن الحكم، وهو والي المدينة حينذاك، فسأل الجهنيَّ عنه، فحدثه بما حدث معه يوم الدار، فقال مروان: (أما والله لقد سُلبت سيفي يوم الدار، وسُلب سعيد بن العاص سيفه) وحين جاء سعيد عرف السيف، فاسترده، وختم عليه، ثم بعث به إلى عمرو بن سعيد الأشدق، وهو على مكة فمات سعيد، وبقي السيف عند عمرو بن سعيد، ثم أصيب عمرو بدمشق، فأخذ السيف أخوه محمد بن سعيد، ثم صار إلى يحيى بن سعيد، وبعد موته انتقل إلى عنيسة بن سعيد بن العاص .. ولما أصبح في يد أبان بن يحيى بن سعيد حلاه بحلية ذهبية وعندما آلت الخلافة إلى العباسيين تمكن المهدي من الحصول عليه، بعد بحث، فاشتراه من أيوب بن أبي أيوب بن سعيد .. بنيف وثمانين ألفاً، ورد حليته الذهبية إليه (28).
أما أبو عبيدة فيذكر أن المهدي حين كان في واسط أرسل إلى بني العاص يطلب "الصمصامة" فقالوا: (إنه في السبيل محبساً) فقال: (خمسون سيفاً قاطعاً في السبيل أغنى من سيف واحد) وأعطاهم خمسين سيفاً، وأخذه (29).
وفي رواية أخرى أن "الصمصامة" لم يزل في آل سعيد إلى أيام هشام بن عبد الملك فاشتراه خالد القسري بمال كثير، وأوصله إلى هشام الذي كان يجد في البحث عنه، ولم يزل عند بني مروان حتى آلت الأمور إلى بني العباس. فطلبه السفاح، والمنصور، والمهدي، فلم يجدوه، وجدّ الهادي في طلبه حتى ظفر به (30).
أما الهيثم بن عدي فيذكر أن ولد سعيد بن العاص ظلوا يتوارثون "الصمصامة" إلى مجيء موسى الهادي- بعد وفاة المهدي- فاشتراه منهم بمال كثير، وكان موسى من أوسع بني العباس خلقاً، وأكثرهم عطاءً للمال، فجرده، ووضعه بين يديه، وأذن للشعراء بالدخول ودعا بإناء واسع فيه دنانير مكافأة لمن يحسن وصف "الصمصامة" فقال أحدهم:
حازَ صمصامةَ الزبيديِّ من بيـ = ـن جميع الأنام موسى الأمينُ
سيف عمرو وكان فيما سمعنا = خيرَ ما أغمدتْ عليه الجفونُ
أوقدت فوقه الصواعق ناراً = ثمَّ شابت به الزعافَ القيونُ
فإذا ما هززتَه بهرَ الشمـ = (م) = س ضياءً فلم تكد تستبينُ
يستطير الأبصارَ كالقبس المش = (م) = ـعل ما تستقر فيه العيونُ
وكأن الفرندَ والجوهرَ الجا = (م) = ريَ في صفحتيه ماءٌ معينُ
نعمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهيـ = ـجا بعضَّاتها ونعمَ القرينُ
ما يبالي إذا انتضاهُ لضربٍ = أشمالٌ سطت به أم يمينُ
وكأن المنونَ نِيطتْ إليه = فهو من كلِّ جانبيهِ منونُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فقدم الهادي السيف والإناء للشاعر، ففرق الشاعر الدنانير على الشعراء، واكتفى بالسيف، الذي اشتراه منه الهادي ثانية بمال كثير (32).
وحين أصبح "الصمصامة" في يد المتوكل قدمه هدية إلى غلامه التركي (باغرا) فقتله به. وعند (باغرا) ينقطع خبر هذا السيف (33). ويغيب حدُّه المشرق. ولسنا بحاجة إلى مزيد من الاجتهاد لندرك أنه بدءاً من مقتل المتوكل قد حُوِّلَ اتجاه "الصمصامة" ليسلط على رقاب العرب عامة، وهذه طبيعة التاريخ. حين يتردّى حاكم تعاقب الأمة كلها، والتاريخ لا يشفق، ولا يجامل، ولا يتردد، ولا يهتز، وما أعمق إدراك أبي بكر حين قال: "وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت، فقوموني".
****************
الحواشي:
(1) -ابن نباته- سرح العيون- ط1 - القاهرة 1377هـ- 1957م- ت. ص 272.
(2) -نشوان الحميري- منتخبات من أخبار اليمن- صححه: عظيم الدين أحمد- مطبعة بريل- ليدن 1916م- ص 62 - 63.
(3) -ابن عبد ربه- العقد الفريد- ج1 - ط2 - القاهرة 1367هـ- 1948م- ص 121.
(4) -الهمذاني- الإكليل- ج8 - بغداد 1931م- ص 257.
(5) -عبد الرحمن الخثعمي السهيلي- الروض الأنف- ج1 - المطبعة الجمالية بمصر 1332هـ- 1914م- ص 39.
(6) -الصحاح- باب الميم- فصل الصاد- وتاج العروس.
(7) -لسان العرب- صمم.
(8) -أبو هلال العسكري- ديوان المعاني- ج2 - مكتبة القدسي- القاهرة 1352هـ- ص 53.
(9) -ابن هذيل الأندلسي- حلية الفرسان وشعار الشجعان- ج2 - دار المعارف 1951 - ص 191.
(10) -المصدر نفسه- ص 189.
(11) -ديوان المعاني- ج2 - ص 52 - مصدر سابق.
(12) -الثعالبي- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب- القاهرة 1326هـ- 1908م- ص 497.
(13) -شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي- جمعه: مطاع طرابيشي- ط2 - مجمع اللغة العربية بدمشق 1405هـ- 1985م- ص 91.
(14) -المصدر السابق- ص 80 - وعلندى: طويل، ضخم- نهد: جسيم مشرف، وهما صفتان للجواد- ذو شطب: فيه آثار طرق.
(15) -منتخبات من أخبار اليمن- ص 63 - مصدر سابق.
(16) -ثمار القلوب- ص 498 - مصدر سابق.
(17) -العقد الفريد- ج2 - القاهرة 1359هـ- 1940م- ص 203.
(18) -حلية الفرسان- ج2 - ص 188 - 189 - مصدر سابق.
(19) -البلاذري- فتوح البلدان- تحقيق: عبد الله أنيس الطباع وعمر أنيس الطباع- دار النشر للجامعيين- 1377هـ- 1957م- ص 165.
(20) -منتخبات- ص 63 - مصدر سابق.
(21) -الروض الأنف- ج1 - ص 39 - مصدر سابق.
تختلف الروايات حول "ريحانة" هذه، فيقال مرَّة: حبيبته، ومرة: أخته، وثالثة: امرأته ... وفيها يقول قصيدة مشهورة مطلعها:
أمن ريحانة الداعي السميع = يؤرقني وأصحابي هجوع
(22) -فتوح البلدان- ص 163 - مصدر سابق.
(23) -ديوان المعاني- ج2 - ص 53 - مصدر سابق.
وللشطر الخير خاصة روايات مختلفة، وقال ابن بري: صواب إنشاده: "على الصمصامة أمْ سيفي سلامي" و (أمْ) زائدة، وهي لغة- انظر لسان العرب- صمم.
(24) -فتوح البلدان- ص 151 - مصدر سابق.
(25) -ابن حجر- الإصابة في تمييز الصحابة- المكتبة العلمية بمصر 1323هـ- ص 91 - 92.
(26) -فتوح البلدان- ص 149 - 150 - مصدر سابق.
(27) -حول تفاصيل مجريات المعركة وموقعها انظر: الجنرال أ. أكرم- سيف الله خالد بن الوليد- ترجمة العميد الركن صبحي الجابي- مؤسسة الرسالة- ط6 - 1408هـ- 1988م- ص 381 وما بعدها.
(28) -فتوح البلدان- ص 163 - 164 - مصدر سابق.
(29) -سرح العيون- ص 273 - مصدر سابق.
(30) -ثمار القلوب- ص 498 - 499 - مصدر سابق.
(31) -ديوان المعاني- ج2 - ص 52 - مصدر سابق.
تتنسب القصيدة لعدد من الشعراء بروايات متقاربة في مصادر مختلفة ففي:
-ديوان المعاني: لابن يامين البصري.
-حلية الفرسان: ص 189 - لأنس.
-فتوح البلدان: ص 164 - لأبي الهول الحميري.
(32) -ثمار القلوب- ص 499 - مصدر سابق.
(33) -سرح العيون- ص 273 - مصدر سابق.
--------------------------------------------------
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 64 - السنة 16 - تموز "يوليو" 1996 - صفر 1417
* مع أحسن تحية *
أخوكم: الأزدي.(/)
أنا مسلم (شِعْر)
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 11:37 ص]ـ
أنا مسلم
أنا إن سألت القوم عني: من أنا = أنا مؤمن سأعيش دومًا مؤمنا
فليعلم الفجار أني ها هنا = لن أنحني، لن أنثني، لن أركنا
إني رأيت الله في أكوانه = وسمعت صوت الحق في قرآنه
ولمست حكمته وفيض حنانه = في سيرة المختار في إيمانه
أنا مسلم، هل تعرفون المسلما؟ =أنا نور هذا الكون إن هو أظلما
أنا في الخليقة رَي مًنْ يشكو الظما = وإذا دعا الداعي أنا حامي الحمى
أنا مصحف يمشي، وإسلام يُرى = أنا نفحة علوية فوق الثرى
الكون لي ولخدمتي قد سُخِّرا = ولِمَنْ أنا؟ أنا للذي خلق الورى
أنا من جنود الله حزب محمد= وبغير هدي محمد لن أهتدي
حاشاي أن أصغي لدعوة ملحد= وأنا فتى القرآن وابْن المسجد
أنا كوكب يهدي القوافل في السَّرى= وأنا الشهاب إذا رأيت المنكرا
ما لي سوى نفس تعز على الشَّرا = قد بعتها لله، والله اشترى
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 01:11 م]ـ
الأستاذ الكريم نصرت عبد الستار
أهلاً بك في الفصيح، وأرجو لك طيب الإقامة.
وشكرًا لك على اختيارك الموفق.(/)
ابنة النار
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 10:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تتركيني مسجى يا ابنة النار=أنا القتيل وأنت بعض آثاري
ما المقصود بـ " ابنة النار "؟؟؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 07:55 ص]ـ
ربما تكون الفتنة، والله أعلم.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 08:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا يصح أن تكون " الجنية "؟؟ (أنثى الجن)
وشكرا لمرورك أستاذ خالد(/)
حِلْم (معن بن زائدة)
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[14 - 01 - 2005, 02:11 م]ـ
حِلْمُ معن بن زائدة
كان (معن بن زائدة) أميرا، وكان موصوفا بالحلم والعقل والكرم، حاول أحد
الشعراء إثارته وإغضابه، فدخل عليه ثم قال له:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير؟
فقال (معن) على الملأ: نعم أذكر ذلك.
فقال الرجل: فسبحان الذي سواك ملكا وعلّمك الجلوس على السرير
فما زاد (معن) على أن قال: سبحانه يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
فقال الرجل: فلست مسلّما ما عشت دهرا على معن بتسليم الأمير
سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
فما زاد (معن) على أن قال: إن بقيت أكرمناك، وإن رحلت فأرض الله واسعة.
فقال الرجل: فجد لي يابن ناقصة بفضل فإني قد عزمت على المسير
فقال (معن): مروا له بألفين.
فقال الرجل: قليل ما أتيت به وإني لأطمع منك بالخير الكثير
فثن فقد أتاك المال عفوا بلا عقل ولا رأي منير
فما زاد (معن) على أن قال: أعطوه مثلها.
وهنا اُسقط في يد الرجل (ندم) وأيس من إغضابه، فلم يجد إلا أن يقول:
سألت الله أن يبقيك فينا فما لك في البرية من نظير
فمنك الجود والإنعام حقا وفضل يديك كالبحر الغزير
فقال (معن): أعطيناه على هجائنا، أفلا نعطيه على مدحنا، ثم أمر له بأربعة آلاف(/)
إغتراب
ـ[سلاف]ــــــــ[15 - 01 - 2005, 02:55 م]ـ
أبين العقل والقلب احترابُ؟ = لعمري إن ذلك الاغترابُ
إلى هذا مع الفجر ارتحالي = وذاك له إذا أمسي الذّهابُ
وكم قاسيتُ من ذَيْن اضطراباً = به قد ضاع من عمري الشبابُ
لثغري الضحْكُ والآهات تدوي = بقلبي إنما ضحكي انتحابُ
وكم أبني قصورا ثم أصحو = ويبقى عند ذلك لي السرابُ
كأني صار من حلمٍ طعامي = ولي من بعض أوهامي شرابُ
وأرفل في دمقسٍ من خيالٍ = أتستر يا تُرى هذي الثيابُ؟
ولي سفن من الآمال شتى = بها أبحرت يطويني العبابُ
تجلد هكذا الدنيا ستمضي = وما في ذاك من شيءٍ يُعابُ
حياةُ المرء من شدّ ٍوجذبٍ = كساحٍ الحرب كم فيها ضِرابُ
بسيف العمرِ ما ينفكّ يفري = إلى أن يحتوي السيفَ القرابُ
ألا صبرا على ثلْمٍ بسيفٍ = له من فجوة القبر القِرابُ
وقلْ يا ربّ أنت رجاء قلبي = فمنك إليك بدئي والإيابُ
ـ[أبو صُقيه الأصمخاني]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 06:24 م]ـ
السلام عليكم .... هذا شعرٌ لو نُقِرَ لَطَنّ ... شفافية في تساؤل المطلع تجذب التناجي على الابحار مع الذات وتبقى في السؤالات الإجابة وفي الإجابات السؤال والنتيجة في النهاية تبقى _ أيضا _ رهن الانتظار!!
[ line]
عفوا .. ولكني أعتقد!! أو أنّ الاعتقاد يظن أنّ الشطر الثاني من المطلع هو هكذا:
لعمري إن ذاك الاغترابُ
وكفانا الله شرّ الطبعة المغلطيّة;) أقصد الغلطة المطبعيّة.
ـ[سلاف]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 08:17 م]ـ
أخي الأصمخاني الكريم
شكرا لك وبارك الله فيك.
وإليك ما ورد حول هذه النقطة في أحد المنتديات:
التي نسق أحد الإخوان النص فيه فجعل ذلك ذاك
أبين العقل والقلب احترابُ =لعمري إن ذاك الإغترابُ
فاعترض أحدهم قائلا: " أثار انتباهي لجوؤك لضرورة قطع همزة الوصل وتساءلت لم لم تستغني عنها بقولك:
لعمري إن ذلك الاغتراب
إذ أرى في مثل هذا تأكيداً أكثر للمعنى وجرساً أكثر واستغناء عن ضرورة."
فرد عليه منسق النص: " والحق اقول ان الاخ الكريم سلاف
كتب العجز اصلا كالاتي
لعمري ان ذلك الاغتراب
وقد تسرعت وظننتُ انه خطأ مطبعيا فغيرتُ ذلك الى ذاك التي لم
تكن اصلا. فارجو بالنيابة عن الكريم سلاف قد اجبت هذا التساؤل."
وأنا أرى كليهما صوابا
ذاك الإغتراب بهمزة قطع
وذلك الاغتراب بهمزة وصل.
وتقبل تحياتي
ـ[أبو صُقيه الأصمخاني]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 03:07 ص]ـ
أحسنت
وفعلا فإن اللام في اسم الإشارة (ذلك) تعطي مدلولا للبعد وهذا ما يتأتّى مع الاغتراب، كما أن تلك الضرورة في قضيّة الهمزة سقطةٌ لا تغتفر لتلك القصيدة.
العفو على أبديتُه من انطباع متسرّع ولكن هو الانطباع الأولي في تصفحي السريع (كما هي أمور هذا الحين من الزمان)(/)
حوار
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[16 - 01 - 2005, 07:59 م]ـ
حوار
أتى رجل إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي فاعرض عليّ ما يكون لها زاجرا ومنقذا 0
قال إبراهيم: إنْ قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك المعصية 0
قال الرجل: هاتِ يا أبا إسحق 0
قال إبراهيم: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصى الله تعالى فلا تأكل رزقه 0
قال الرجل: فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه؟!
قال إبراهيم: يا هذا، أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟!
قال الرجل: لا، هاتِ الثانية 0
قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصيه فاسكن بعيدا عن ملكه 0
قال الرجل: هذه أعظم، فأين أسكن؟
قال إبراهيم: يا هذا، أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن في ملكه، وتعصيه؟!
قال الرجل: لا، هاتِ الثالثة 0
قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصيه، فانظر موضعا لا يراك فيه، فاعصه فيه 0
قال الرجل: كيف ذلك، وهو معنا أينما كنا 0
قال إبراهيم: أفيحسن بك أن تعصيه وهو يراك؟!
قال الرجل: لا، هاتِ الرابعة 0
قال إبراهيم: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا، وأعمل لله صالحا 0
قال الرجل: لن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها، هاتِ الخامسة 0
قال إبراهيم: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة، ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم 0
قال الرجل: إنهم لا يَدَعُوني ولا يقبلون مني 0
قال إبراهيم: فكيف ترجو النجاة؟!
قال الرجل: حَسْبي حَسْبي 0(/)
ابتهال
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[17 - 01 - 2005, 09:26 م]ـ
لبِستُ ثوبَ الرَّجا والناسُ قد رقدوا ... وَقمتُّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقُلتُ يا أمَلي في كلِّ نائبةٍ ... و مَن عليه لكشفِ الضُّرِّ أعتمدُ
أشكو إليكَ أموراً أنت تعلمُها ... ما لي على حملها صبرٌ ولا جَلَدُ
وقد مدَدْتُ يدِي بالذُّلِّ مبتهلاً ... إليك يا خيرَ مَنْ مُدَّتْ إليه يدُ
فلا ترُدَّنها يا ربِّ خائبةً ... فبَحرُ جودِكَ يروي كل منْ يَرِدُ(/)
بديع الزمان الهمذاني في سطور ...
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[18 - 01 - 2005, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بديع الزمان .. رائد القصة والمقالة
يعد "بديع الزمان الهمذاني" المبتكر الأول لفن المقامة الذي انتشر على نحو واسع كأحد فنون النثر في الأدب العربي، كما يعد الرائد الحقيقي للصحافة، ليس في الأدب العربي فحسب، وإنما كان الصحفي الأول على الإطلاق؛ فقد كانت رسائله ومقاماته النقدية الاجتماعية هي البدايات الحقيقية الأولى لذلك الفن الذي عُرف فيما بعد بالصحافة.
الميلاد والنشأة
ولد "بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني" في همذان سنة [358 هـ= 969م]، لأسرة عربية ذات علم وفضل ومكانة مرموقة، فقد كان أخوه "الحسين بن يحيى" مفتي همذان.
ونشأ "بديع الزمان" في بيئة علمية خصبة، حيث كانت همذان موطن عدد كبير من العلماء الأعلام الذين تتلمذ عليهم "بديع الزمان"، ومنهم " أحمد بن فارس" اللغوي المعروف، و"أبو بكر محمد بن الحسين الفراء" اللغوي الشهير.
وعندما بلغ "بديع الزمان" الثانية والعشرين من عمره غادر همذان متوجهًا إلى أصبهان حيث اتصل بالصاحب بن عباد وزير "بني بويه".
كانت " أصبهان" -عاصمة "بني بوية"- مدينة جميلة حافلة بالمناظر الساحرة والبساتين البديعة، والقصور الفخمة والطبيعة الفاتنة، ولذلك فقد كانت تجذب إليها الأدباء والشعراء، وكان للصاحب بن عباد دور كبير في تشجيع الأدباء والعلماء وإثراء الحركة الأدبية والعلمية في أصفهان، حتى غدت تلك المدينة، إحدى منارات العلم في ذلك العصر، ومحط أنظار العلماء والأدباء، وكعبة طلاب العلم من كل مكان.
في أصفهان
وأقبل بديع الزمان على مجالس الأدباء والشعراء في أصفهان، وسرعان ما جذب إليه الأنظار ببراعته وقوة حافظته، حتى إنه كان يحفظ و"ينشد الشعر لم يسمعه قط -وهو أكثر من خمسين بيتًا- إلا مرة واحدة، فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها ولا يخرم حرفًا، وينظر في الأربعة أو الخمسة الأوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره نظرة واحدة خفيفة ثم يهذّها عن ظهر قلب هذا ويسردها سردًا".
وكان الهمذاني يميل إلى الإسجاع والإغراب والأحاجي، وكان بارعًا متفردًا في هذا الباب، يروى أنه "كان يُقترح عليه عمل قصيدة وإنشاء رسالة في معنى بديع وباب غريب فيفرغ منها في الوقت والساعة، وكان ربما كتب الكتاب المقترح عليه فيبتدئ بآخره، ثم هلم جرًّا إلى أوله، ويخرجه كأحسن شيء وأملحه".
وعُرف بسرعة بديهته وحضور ذهنه وقدرته الفائقة على النظم والارتجال، لا يكاد يباديه أحد أو يجاريه إنسان، فكان "يُقترح عليه كل عويص وعسير من النظم والنثر فيرجله أسرع من الطرف على ريق لم يبلغه، ونفس لا يقطعه، وكلامه كله عفو الساعة وفيض اليد ومسارقة القلم، ومسابقة اليد للفم، وكان يترجم ما يُقترح عليه من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغربية بالأبيات العربية".
الرحيل إلى نيسابور
إلا أن بديع الزمان السُّنّي المتعصب للعرب لم يستطع الاندماج في مجتمع بني بويه وبلاط الصاحب بن عباد الشيعي الخالص، ولم يطل مقام بديع الزمان بأصبهان، فتركها إلى جرحان، حيث أقام في كنف "أبي سعيد محمد بن منصور"، واتصل بأميرها "شمس المعالي قابوس بن وشمكير" أمير الدولة الزبادية، وكان أديبًا بليغًا، وله معه مراسلات بديعية.
غير أن بديع الزمان لم يلبث أن غادر جرحان لخلاف بينه وبين أبي سعيد، فاتجه إلى نيسابور سنة [382هـ= 992م].
وكانت نيسابور أعظم مدن خراسان في ذلك الوقت، وكانت ملتقى العلماء وأعلام الفكر والأدب، وكان العلماء والأدباء كثيرًا ما يعرّجون عليها في رحلاتهم بين المشرق والعراق، فيقيمون فيها بعض الوقت.
وذاعت شهرة بديع الزمان في نيسابور بعد مناظرته الشهيرة مع العالم الأديب "أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي" وانتصاره عليه بشكل لفت الأنظار إلى قدراته الأدبية الفذة، فطار بذلك صيته وعلت شهرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستطاع بديع الزمان خلال فترة إقامته بنيسابور إملاء عدد كبير من المقامات بلغت أربعمائة مقامة، وقد اتصل خلالها بعدد كبير من أدباء نيسابور وأعلامها مثل: الأديب أبي نصر سهل بن المرزبان، وأبي جعفر الميكالي أحد وجهاء آل ميكال المقدّمين، وقد مدحه بديع الزمان ونال عطاءه، كما كانت له صلة طيبة بواحد من أكبر وجهاء نيسابور وهو أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، وكانت له حظوة ومكانة كبيرة عنده.
وطاب المقام لبديع الزمان بنيسابور بعدما نال من الشهرة والحظوة، ورغب في الاستقرار بها، ولكن حساده ومنافسيه سعوا بالوشاية ضده والدسائس عليه حتى أوغروا عليه أبا جعفر الميكالي، والصعلوكي، فحُرِم مما كان ينعم به من الشهرة والجاه والعطاء.
في ربوع خراسان
ولم يمضي عام على قدومه إلى نيسابور حتى كان قد خرج منها في أوائل سنة [383هـ = 993م] إلى سرخس حيث اتصل بالسلطان محمود الغزنوي الذي قربه وأحسن إليه، وأغدق عليه من عطاياه، وهناك تعرف إلى عدد كبير من أعيان سرخس وعلمائها.
ولكنه لم يلبث أن شد عصا الترحال إلى بجستان، فلقي ترحيبًا كبيرًا من أميرها "خلف بن أحمد"، ووجد في كنفه عيشًا رغدًا وحياة ناعمة هانئة، ومكانة كريمة، ولكن دسائس الحساد ومكائد المنافسين سرعان ما أفسدت ما بينه وبين الأمير، فتغير عليه، وعندئذ رحل إلى بوشينج، وهناك توثقت صلته بالوزير أبي نصر الميكالي، وبعد أن استقر بها زمنًا، رحل إلى هراة.
الاستقرار في هراة
كان سرور الهمذاني كبيرًا بهذه البلدة، وبالرغم مما شهدته تلك المدينة من الاضطرابات ـ نتيجة الحروب الكثيرة التي تعرضت لها، وتغير الولاة عليها، والمحن المختلفة التي أصابتها من غلاء وفقر ومصادرات وأمراض ـ فإن الهمذاني فضل الاستقرار بها، وعاش فيها حتى توفي.
وكان بديع الزمان يرصد كل ما يحدث بها من ظواهر اجتماعية، وأحداث سياسية، ونكبات اقتصادية، ومعارك حربية، ويسجل كل ما يراه من الجوانب السلبية التي سادت نواحي الحياة المختلفة في عصره، حتى غدت رسائله مصدرًا مهمًّا من مصادر التاريخ الاجتماعي لهراة في العقد الأخير من القرن الرابع الهجري.
وفي هراة استطاع الهمذاني أن يصيب قدرًا كبيرًا من الثراء، وأن يحقق نجاحًا ملحوظًا في نشاطه التجاري، فتوسعت علاقاته التجارية حتى بلغت مدينة بلخ، وقد ساعده على ذلك على زواجه من ابنة أبي علي الحسين الخشنامي ـ أحد أعيان هراة ـ بالإضافة إلى رعاية الوزير أبي نصر الميكالي له، وتوطد علاقته بحاكم هراة "أبي عامر عدنان بن محمد الضبي" و"أبي العباس الفضل بن أحمد الإسفراييني" وزير السلطان "محمود الغزنوني".
من أقوال العلماء فيه
قال عنه الثعالبي: "هو بديع الزمان ومعجزة همذان، ونادرة الفلك، وبكر عطارد، وفرد الدهر، وغرة العصور، ومن لم يُدرك قرينه في النثر وملحه، وغرر النظم ونكته، ولم يُر أن أحدًا بلغ مبلغة من الأدب وسرّه، وجاء بمثل إعجازه وسمره، فإنه كان صاحب عجائب وبدائع وغرائب".
ويصف الحاكم أبو سعيد عبد الرحمن بن دست ـ جامع رسائل الهمذاني ـ بقوله: "وكان أبو الفضل طلق البديهة، سمح القريحة، شديد العارضة، زلال الكلام عذبه، فصيح اللسان غضبه، إن دعا الكتابة أجابته عفوًا، وأعطته قيادتها صفوًا، أو القوافي أتته ملء الصدور على القوافي، ثم كانت له طرق في الفروع هو افترعها، وسننٌ في المعاني هو اخترعها".
رسائل بديع الزمان
على الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها بديع الزمان كأديب ورائد من رواد فن المقامة في الأدب العربي، وشاعر متميز، فإنه لم يترك نتاجًا أدبيًا وشعريًا كبيرًا، حيث لم يقدم ـ طوال عمره ـ سوى ثلاثة مصنفات هي: الرسائل، والمقامات، والديوان، ولكنه بالرغم من قلة إنتاجه فقد ترك بصمات واضحة على الأدب العربي، وكان واحدًا من أبرز رواده، ومن المبدعين القلائل الذين ابتكروا ألوانًا من الأدب لم يسبقهم إليها غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد برع الهمذاني في فن الرسائل، كغيره من كبار أدباء عصره في القرن الرابع الهجري، الذي كان من أزهى عصور النثر الفني والكتابة الأدبية في تاريخ الأدب العربي؛ فقد كان القرن الرابع هو العصر الذهبي لكتابة الرسائل، واتسمت الكتابة فيه بالإغراق في ألوان البديع، والولع بالزخارف اللفظية، حتى غدت الرسائل وكأنها نسيج رائع موشّى بالأسجاع، محلّى بالمحسنات البديعية ولآلئ البيان.
وقد انقسمت الرسائل تبعًا لأغراضها وأساليبها إلى نوعين:
الرسائل الديوانية: وهي التي تكتب في شئون الدولة، وتسجل الأحداث التاريخية أو الأوامر والتوجيهات الرسمية إلى الولاة والأمراء والقواد وكبار الموظفين في الدولة.
وكان من أشهر كتاب هذه الرسائل: أبو الفضل بن العميد، والصاحب بن عباد، والوزير المهلبي، والأمير قابوس بن وشمكير.
الرسائل الإخوانية: وهي التي يكتبها الأدباء عامة من غير العاملين في دواوين الدولة، وهي غير محددة بموضوعات معينة، وإنما يكتبها الأدباء في مناسبات خاصة أو مطارحات أدبية ومساجلات بلاغية فيما بينهم.
وكان من أشهر كتاب تلك الرسائل ـ بالإضافة إلى من سبق ـ: أبو حيان التوحيدي، وأبو بكر الخوارزمي، وبديع الزمان الهمذاني.
وقد ترك بديع الزمان تراثًا وافرًا من الرسائل التي عكست بوضوح انطباعاته النفسية العميقة، وحسه الفني المرهف، ومزاجه الأدبي الرفيع، وكشفت بجلاء عن خلجاته وأحاسيسه وكثير من جوانبه النفسية وحالاته الوجدانية من فرح وسرور، أو تشاؤم وحزن، أو شكوى ونقمة، وتظهر شجاعته واعتداده بنفسه، فهو لا يبالي في هجومه على من يتعرض لنقدهم، وإظهار الجوانب السلبية التي يراها في أعمالهم وسلوكهم.
وتناول الهمذاني في رسائله العديد من الأغراض: كالمدح والهجاء، والشكوى والعتاب، والتهنئة والاعتذار، والاستعطاف والاستجداء، والنصح والإرشاد، والصداقة والإخاء، والفخر والاعتزاز بالنفس.
كما حظيت الحياة العامة والجوانب الاجتماعية - وخاصة العيوب والسلبيات التي كانت منتشرة في زمانه- بنصيب وافر من رسائله، ولعله في ذلك يكون أول رائد لفن المقالة الصحفية في الأدب العربي، بل ربما كان أول صحفي على الإطلاق عند العرب وغير العرب، فليست رسائله التي تناول فيها المشاكل العامة نقدًا وبناءً إلا مقالات صحفية مبّكرة، وإذا كانت ميزات الصحافة الحديثة سرعة انتشار الصحيفة، فإن رسائل بديع الزمان شأنها في ذلك شأن غيرها من رسائل معاصريه، فلقد كانت سرعان ما تصل إلى كل مكان من الأرض الإسلامية، يتلقفها الناس ويقرءونها.
ويعنى الهمذاني في رسائله بانتقاء الألفاظ الموسيقية العذبة، كما يحرص على توليد الصور المختلفة في غير تكلف ولا عنت، فهو يردد المعنى الواحد بصور شتى، وصيغ متعددة، كما يحرص على الاقتباس من القرآن الكريم، والشعر العربي، ويهتم بألوان البيان كالاستعارة والتشبيه، كما يولع بالمحسنات البديعية كالسجع والجناس والطباق المقابلة.
مقامات بديع الزمان
ترجع شهرة بديع الزمان الهمذاني إلى مقاماته الشهيرة التي كان له فضل السبق إليها، فهو أول من ابتكر فكرتها، وأطلق عليها هذا الاسم حتى اشتهر بها وقد أعجب كثير من الأدباء بهذا اللون الجديد من فنون الأدب، فاقتفوا أثره ونسجوا على منواله.
وأصل المقامة في اللغة: المجلس والجماعة من الناس، وقد أُطلقت على المحاضرة، كما أطلقت على المجالس التي كان يستقبل فيها الخلفاء الأدباء والعلماء.
ويذكر الثعالبي في ترجمته لبديع الزمان أنه أملى أربعمائة مقامة بنيسابور، ولكن الذي وصلنا منها لا يتجاوز اثنتين وخمسين مقامة فقط. وقد اخترع الهمذاني بطلين لمقاماته، سمى أحدهما عيسى بن هشام، والآخر أبا الفتح الإسكندري، وجعل الأول رواية، والثاني بطلا مغامرًا.
ولم يحرص بديع الزمان على أن يظهر أبا الفتح في جميع المقامات، بل كان يقلل من شأن مغامراته أحيانًا ويغفل ذكره أحيانًا، وشخصية أبي الفتح الإسكندري شخصية مثيرة متعددة الجوانب، تثير العجب وتدعو إلى الإعجاب، فهو يحترف الكُدية (التسول)، ويتميز بالفصاحة في اللسان، والبراعة في الشعر، كما أنه شخصية فكاهية مرحة، يتسم بالذكاء وخفة الظل، محب للمغامرة وارتياد المجهول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وموضوعات المقامات -في معظمها- ذات صلة بالناس، وتتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير.
وتتميز المقامات بكثرة الشواهد الشعرية، وحسن المواءمة بين الشعر والنثر، كما تظهر فيها قدرات الهمذاني البيانية العالية، وبراعته الفائقة في استخدام المحسنات البديعية.
بديع الزمان شاعرًا
لم يكن الهمذاني وحده من بين أدباء عصره الذي اقتحم ميدان الشعر، فإن كثيرًا من معاصريه مارسوا نظم الشعر حتى أصبح ذلك تقليدًا متبعًا عند قدامى الكتاب الذين حافظوا على تلك الظاهرة، وتوارثوها، حتى إننا لنجد أثرًا منها لدى كثير من الكتاب في العصر الحديث، مثل عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومصطفى صادق الرافعي، وطه حسين.
ويحتل المديح الجانب الأكبر من ديوان الهمذاني، وتتوزع بقية الأغراض في الجزء المتبقي من الديوان. ويتفاوت شعره من حيث الجودة، وأجود شعره في أغراض المدح، فإذا كتب في غيره من الأغراض قل نصيبه من الجودة، وصارت طبيعة الكاتب هي الغالبة عليه.
ومن شعره الجيد في الحكمة:
يا من يطيل بناءه متوقيًا ... ريب المنون وصرفه لا تُحْرَجِ
فالموت يفرغ كل قصر شامخٍ ... والموت يفتح كل باب مرْتَجِ
ومن شعره في الوصف، ويتجلى فيه كلفه بالمحسنات البديعية:
خلع الربيع على الربى ... وربوعها خزًا وبزّا
أَوَما ترى الأقطار قد ... أخذت من الأمطار عِزّا
ومن شعره في مدح السلطان محمود بن سبكتكين:
أطلت شمس محمود ... على أنجم ساحان
وأمسى آل بهرام ... عبيدًا لابن خاقان
إذا ما ركب الفيل ... لحرب أو لميدان
رأت عيناك سلطانا ... على منكب شيطان
وتوفي بديع الزمان الهمذاني في [11 من جمادى الآخرة 398هـ= 23 من فبراير 1008م] عن عمر بلغ أربعين عامًا، وتذكر الروايات أنه مات بالسكتة، وعُجّل بدفنه فأفاق في قبره، وسمع صوته بالليل، فنُبش عنه، فوجدوه قابضًا على لحيته، ولكن ابن خلكان يذكر أنه مات مسمومًا دون أن يشير إلى من دس له السم، أو أن له أعداء.
سمير حلبي ..
منقول ...(/)
تهنئة
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 04:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
كل عام وأنتم جميعا بخير، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات 0
اللهم عليك بعاد العصر الحديث ومن عاونهم، إنك على كل شيء قدير 0
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها 0
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرًا، فوفقه لكل خير 0
ومن أراد بالإسلام والمسلمين شرًا، فخذه أخذ عزيز مقتدر 0
ُأذَكِّرُكُم بقول الله تعالى (إنَّ اللهَ لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغَيّروا ما بأنفُسِهم)
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 01 - 2005, 07:20 م]ـ
اللهم عليك بعاد العصر الحديث ومن عاونهم، إنك على كل شيء قدير 0
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها 0
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرًا، فوفقه لكل خير 0
ومن أراد بالإسلام والمسلمين شرًا، فخذه أخذ عزيز مقتدر 0
ُأذَكِّرُكُم بقول الله تعالى (إنَّ اللهَ لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغَيّروا ما بأنفُسِهم)
و أنت بخير أخي نصرت عبد الستار و جميع المسلمين بخير إن شاء الله ..
كل عام وأنتم جميعا بخير، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات 0(/)
قصيدة رائعة
ـ[أبو غازي]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
خلال تجولي في مواقع الشبكة دخلت موقع مفكرة الإسلام وقرأت فيها قصيدة جميلة عنوانها: "تأملات الوطن العربي" للدكتور: عثمان قدري مكانسي وأحببت كتابتها لكم:
عد بي سريعًا إلى التاريخ والكتُب "=" علِّي أفرِّج ما في النفس من كُرَبِ
أو أستعيد مع الأيام تذكرةً "=" تُحيي القلوب بمجدٍكان من حِقَب
أو أستريحُ بها من حاضرٍ تعِسٍ "=" أضحت ْبه أمتي نهبًا لمُنتهِب
شتانَ ما بين ماضيها وحاضرها "=" كانت سماءَ الورى واليوم في العقِب
عذرًا 'حبيبُ' فإني لا أرى أحدً "=" كمثل معتصم في ساحة الغضبِ
يقود أمتَه للعزّ، منتصرًا "=" وينقذ الشعبَ من ضُرٍّ ومن وصب
ولا أرى قائدًا يهوى الجهاد ولا "=" ألقى لها بطلاً في جيشه اللجبِ
لكنني والضنى يجتاحني ألمًا "=" أرى دُمىً مثّلَتْ في مسرح العجبِ
يحكون صولةَ أرباب الحمى وهُم"="سلمٌ لأعدائنا، حربٌ على العرب
قد عوّدونا وُعُودَ الزّيف مفعمةً"="فاقوا مسيلِمَةً في كثرة الكذبِ
في كل يوم ترى جمعًا ومؤتمرًا"=" يتلوه ناطقُهمْ بالقول والخُطب
والكلُّ يعرفُهمْ أذنابَ من سكنوا"=" 'واشنطنًا' فهُمُ من أطوع الخشبِ
إن قيل: 'هيّا', أتوها راكعين لها"=" أو قيل: 'هيّا' مضَوا للأمر في أدب
عنوانهم: أخلصوا للغرب في دأَب"=" وأرغموا شعبَكم بالقهر والغصَب
فالغرب بوّأهم أعناق أمتهم"=" كي يحكموها بلسع النار واللهبِ
زلّوا بمستنقع للخزيِ، فائحة"=" منه الخيانةُ، لا تخفى على النُّجُبِ
ظنّوا سَفاهًا عيونَ الحقّ غافلة"=" والحقُّ يرقُب ما يبغون عن كثّبِ
واعْجَب لكل ضعيف الرأي منتفخاً"="قد عاش في وهمه فرعون في عَصَب
لا يرعوي من مصير سوف يدركه"=" إذ لا يدوم الصفا للظلم والرهَب
في كل يوم يرى الثوراتِ آخذةً"=" حقوقَها من دعِيِّ الأصل والحسَب
تُلقي به مِزَقًا شوهاءَ مُنبئَةً"=" عما يمور بها من غيظها الحَرِبِ
لكنّ مَن عدّنا في القوم أبخسهُمْ"=" وعدّ معدِنَه من خالص الذهب
وباع أمتَه غَبنا لشرذمةٍ"=" وصار عونًا لها في الشر والعتبِ
لا يستبين هدى الأنوار ساطعةً"=" وهل يُسيغُ جلالَ النور كلُّ عبي؟
وسوف يحيا ضليلاً ثم يعْقُبُه"=" خسفٌ يزُجُّ به في عالم النُّوَبِ
لا راحم بعد ذا في الأرض يرحمه"=" ولا أنيس له يحميه من عطبِ
نهاية الخائن المرذول واضحة"=" سرابُ مجدٍ تداعى دونما صَخَب
ـ[أبو غازي]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 02:25 م]ـ
أعتذر عن هذا العرض للقصيدة, فلم أنسخها جيداً فقد كُتبت أنصاف الأبيات فقط. دون النصف الآخر
وهذه كاملة.
http://www.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDNews=552
ـ[من بني تميم]ــــــــ[20 - 01 - 2005, 04:18 م]ـ
اختيار رائع موفق
تذكرنا بمعارضة الشاعر اليماني عبد الله البرودني لبائية أبي تمام
ـ[سامح]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 07:08 ص]ـ
أعذرني أستاذ أبو غازي
قمت بتعديل القصيدة
فمثلها يستحق الجهد من أجل إخراجها
على صفحات الفصيح بالصورة المرتضاة ..
شكراً لذوقك
تحياتي لك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
أنشودة المطر ... لبدر شاكر السياب.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[21 - 01 - 2005, 08:27 م]ـ
أنشودة المطر
بدر شاكر السياب
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
.أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر
... كأنما تنبض في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه و ارتعاشة الخريف
و الموت و الميلاد و الظلام و الضياء
فتستفيق ملء روحي، رعشة البكاء
.كنشوة الطفل إذا خاف من القمر
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
.. وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر
مطر
مطر
مطر
تثاءبي المساء و الغيوم ما تزال
.تسح ما تسح من دموعها الثقال
:كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام
بأن أمه - التي أفاق منذ عام
فلم يجدها، ثم حين لج في السؤال
قالوا له: " بعد غد تعود" -
لابد أن تعود
و إن تهامس الرفاق أنها هناك
في جانب التل تنام نومة اللحود
،تسف من ترابها و تشربي المطر
كأن صيادا حزينا يجمع الشباك
ويلعن المياه و القدر
و ينثر الغناء حيث يأفل القمر
المطر
المطر
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
،بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياع
كالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم و المحار
كأنها تهم بالبروق
.فيسحب الليل عليها من دم دثار.
اصيح بالخيلج: " يا خليج
"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى
:كأنه النشيج
يا خليج"
" .. يا واهب المحار و الردى
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
و يخزن البروق في السهول و الجبال
حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
.في الواد من اثر
أكاد اسمع النخيل يشرب المطر
و اسمع القرى تئن، و المهاجرين
،يصارعون بالمجاذيف و بالقلوع
:عواصف الخليج و الرعود، منشدين
مطر"
مطر
مطر
وفي العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان و الجراد
و تطحن الشوان و الحجر
رحى تدور في الحقول … حولها بشر
مطر
مطر
مطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطر
مطر
مطر
و منذ أن كنا صغارا، كانت السماء
تغيم في الشتاء
،و يهطل المطر
وكل عام - حين يعشب الثرى- نجوع
ما مر عام و العراق ليس فيه جوع
مطر
مطر
مطر
في كل قطرة من المطر
.حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
و كل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على ف الوليد
في عالم الغد الفتي واهب الحياة
مطر
مطر
مطر
" .. سيعشب العراق بالمطر
أصيح بالخليج: " يا خليج
"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى
:كأنه النشيج
يا خليج"
" يا واهب المحار و الردى
وينثر الخليج من هباته الكثار
على الرمال، رغوه الاجاج، و المحار
و ما تبقى ن عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج و القرار
و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
. من زهرة يربها الرفات بالندى
و اسمع الصدى
يرن في الخليج
مطر"
مطر
مطر
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي، واهب الحياة "
ويهطل المطر(/)
عجبتُ!
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[21 - 01 - 2005, 10:34 م]ـ
تَعَجُّب
يُروى عن الإمام جعفر الصادق (رضي اللهُ عنه) قوله:
عجبتُ لمَن فزع من أربع كيف لا يفزعُ إلى أربع:
1 ــ عجبتُ لمَن خا ف كيف لا يفزع إلى قوله عزّوجلّ:
(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فإنّي سمعتُ الله عز ّوجلّ يقول بعقبها: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَة مِنَ اللهِ وَفَضْل لم يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) 0
2 ــ وعجبتُ لمَن اغتمّ كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:
(لاَ إلَهَ إلاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فإ نّي سمعتُ الله عزّ وجلّ يقول بعقبها:
(فاستجبنا لَهُ وَنَجّْيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤمِنِينَ)
3 ــ وعجبتُ لمَن مُكِرَ به كيف لا يفزع إلى قوله عزّ وجلّ:
(وَاُفَوِّضُ أَمْرِي إلَى اللهِ إنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) فانّي سمعتُ الله عزّ وجلّ يقول بعقبها: (فَوَقَاهُ اللهُ سَيّئاتِ مَا مَكَرُوا)
4 ــ وعجبتُ لمَن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:
(مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ)
فإ ني سمعتُ الله عزّ وجلّ يقول بعقبها:
(إنْ تَرَنِ أنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً، فَعَسَى رَبِّي أنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا، أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) وعسى مُوجِبَة.(/)
عِزُّ المؤمن
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[21 - 01 - 2005, 10:55 م]ـ
حَسْبُ نَفْسِي عِزًّا بِأنِّيَ عَبْدُ= يَحْتَفِي بِي بِلا مَوَاعِيدَ رَبُّ
هُوَ فِي قُدْسِهِ الأعَزُّ وَلَكِنْ= أنَا أَلْقَى مَتَى وَأيْنَ أُحِبُّ(/)
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمَى إلى أَدَبي
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[22 - 01 - 2005, 04:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قصيدةٌ لأبي الطيبِ المتنبي، أرجو أن تحوزَ على إعجابكم.
يقول فيها أبو الطيب:
1 وَآحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلْبُهُ شَبِمُ = ومَن بِجِسمي وَحالي عِنْدَهُ سَقَمُ
2 ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قد بَرَى جَسَدي = وتَدَّعِي حُبَّ سَيفِ الدَولةِ الأُمَمُ
3 إِنْ كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ = فَلَيتَ أَنَّا بِقَدْرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
4 قد زُرتُه وسُيُوفُ الهِندِ مُغمَدةٌ = وقد نَظَرتُ إليهِ والسُيُوفُ دَمُ
5 وَكانَ أَحسَنَ خَلقِ الله كُلِّهِمِ = وكانَ أَحْسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُ
6 فَوتُ العَدُوِّ الِّذي يَمَّمْتَهُ ظَفَرٌ = في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
7 قد نابَ عنكَ شَدِيدُ الخَوفِ واصطَنَعَتْ = لَكَ المَهابةُ ما لا تَصْنعُ البُهَمُ
8 أَلزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئاً لَيسَ يَلْزَمُها = أَنْ لا يُوارِيَهُم أرضٌ ولا عَلَمُ
9 أَكلما رُمتَ جَيشاً فانثَنَى هَرَباً = تَصَرَّفَتْ بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
10 علَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعْتَرَكٍ = وما عَلَيكَ بِهِمْ عارٌ إِذا انهَزَموا
11 أَما تَرَى ظَفَراً حُلواً سِوَى ظَفَرٍ = تَصافَحَت ْفيهِ بيضُ الهِنْدِ والِلمَمُ
12 يا أَعدَلَ الناسِ إِلاَّ في مُعامَلَتي = فيكَ الخِصامُ وأَنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
13 أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً = أَنْ تَحْسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
14 وما انتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظرِهِ = إِذا استَوَتْ عِندَهُ الأَنوارُ والظُلَمُ
15 سَيَعْلَمُ الجَمْعُ مِمَّن ضَمَّ مَجْلِسُنا = بِأنَّني خَيْرُ مَن تَسْعَى بِهِ قدَمُ
16 أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمَى إلى أَدَبي = وأَسمَعَتْ كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
17 أَنامُ مِلءَ جُفُوفي عن شَوارِدِها = ويَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاها ويَختَصِمُ
18 وَجَاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكِي = حَتَّى أَتَتْهُ يَدٌ فَرَّاسةٌ وفَمُ
19 إِذا رَأيتَ نُيُوبَ اللّيثِ بارِزَةً = فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيثَ يَبْتَسِمُ
20 ومُهجةٍ مُهجتي مِن هَمِّ صاحِبِها = أَدرَكْتُها بِجَوادٍ ظَهْرُهُ حَرَمُ
21 رِجلاهُ في الرَكضِ رِجْلٌ واليَدانِ يَدٌ = وفِعْلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ والقَدَمُ
22 ومُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحْفَلَينِ بِهِ = حتَّى ضَرَبْتُ ومَوجُ المَوتِ يَلْتَطِمُ
23 الخَيْلُ واللّيلُ والبَيداءُ تَعرِفُني = والسَيفُ والرُمْحُ والقِرطاسُ والقَلَمُ
24 صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنْفَرِداً = حتَّى تَعَجَّبَ منَّي القُورُ والأَكَمُ
25 يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أن نُفارِقَهم = وَجداننا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُمْ عَدَمُ
26 ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرِمة = لَو أَن أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
27 إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا = فَما لِجُرْحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
28 وبَينَنا لَو رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفةٌ = إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهَى ذِمَمُ
29 كَم تَطلُبُونَ لَنا عَيباً فيُعجِزُكم = ويَكرَهُ الله ما تأْتُونَ والكَرَمُ
30 ما أَبعَدَ العَيْبَ والنُقصانَ من شَرَفي = أَنا الثُرَيَّا وَذانِ الشَيبُ والهَرَمُ
31 لَيتَ الغَمامَ الذي عِندِي صَواعِقُهُ = يُزِيلُهُنَّ إلى مَن عِندَه الدِيَمُ
32 أَرَى النَوَى يَقْتَضِيني كُلَّ مَرْحَلةٍ = لا تَستَقِلُّ بِها الوَخَّادةُ الرُسُمُ
33 لَئِن تَرَكْنَ ضُمَيراً عن مَيامِنِنا = لَيَحْدُثَنَّ لِمَنْ ودَّعْتُهُمْ نَدَمُ
34 إذا تَرَحَّلْتَ عن قَومٍ وقد قَدَروا = أَن لا تُفارِقَهم فالراحِلُونَ هُمُ
35 شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بهِ = وشَرُّ ما يَكْسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
36 وشَرُّ ما قَنَصَتْهُ راحَتي قَنَصٌ = شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَخَمُ
37 بأَيَّ لَفْظٍ تَقُولُ الشِعْرَ زِعْنِفةٌ = تجُوزْ عِندَكَ لا عُرْبٌ وِلا عَجَمُ
38 هذا عِتابكَ إِلاَّ أَنَّهُ مِقَةٌ = قد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلاَّ أَنَّهُ كَلِمُ
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 01:50 ص]ـ
كيف لا تحوز على اعجابنا و هي لامبراطور الشعراء أحمد!! ..
هذه رائعة من روائعه الثمينة الجذابة ...
اختيار موفق ..
لك الشكر و التحية أيها الفاضل: وحي اليراع.
ـ[المستبدة]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 02:28 ص]ـ
لا ترجو يا أستاذ / وحي اليراع .. !
لن أشك بعد اليوم بذائقتك الجميلة والجميلة جداً .. !
اقبل شكري بحجم هذا الجمال الذي ينتثر بين جنبات قصيدتنا
التي أشرقْتنا برائع فنّها وسبكها ...
ودمتَ يا أبا الطيب في أرواحنا حرفا حرف ...
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 03:37 ص]ـ
الأخت الفاضلة: عاشقة لغة الضاد.
الأخت الفاضلة: المستبدة.
شكرا لكم، شكرا لكم؛ على هذه الكلمات الجميلة.
تحياتي للجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحالمة]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 06:08 ص]ـ
ذائقة فذة، وقصيدة لا يكفي أن نقول عنها رائعة فقط؛ بل هي أكثر من ذلك.
سلمت لهذا الإنتقاء.
ـ[متأمل]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا غرابة في روعة الاختيار فهو ماليء الدنيا وشاغل الناس!!! شكرا على هذه الذائقة الجميلة.
ملاحظة للاخوة المشرفين أجد في اسفل هذه الصفحة عبارة (إضهار التوقيع: إظهار توقيعك في نهاية المشاركة) فهل كلمة (إظهار) تكتب بالضاد أم الظاء!!(/)
شباب الإسلام
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 09:51 م]ـ
شباب الإسلام
للشاعر: هاشم الرفاعي
الشاعر هاشم الرفاعي: شاعر مصري، كان يكافح الإنجليز ولم يتجاوز عمره الرابعة عشرة، ولد سنة 1924 م واستطاع بقصائده أن يكشف حقيقة هؤلاء المحتلين، وكان الناس يتلقون قصائده بشغف، وأُلقي القبض عليه وأُودع السجن، وحُكم عليه بالإعدام جزاء دفاعه عن وطنه، وفي ليلة تنفيذ الحكم كتب قصيدته المشهورة (رسالة في ليلة التنفيذ) تُوفّي سنة 1945 م
ملكْنَا هذه الدنيا قُرونا = وأخضَعها جدودٌ خالدونا
وسطّرنا صحائفَ مِن ضياءٍ =فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا
حملناها سيوفاً لامعاتٍ =غداةُ الرَّوْع تأبى أنْ تلينا
إذا خرجتْ منَ الأغمادِ يوماً =رأيتَ الهولَ والفتحَ المُبينا
وكُنَّا حينَ يأخُذُنا وليّ =بطُغيانٍ ندوسُ له الجَبينا
تفيضُ قلوبُنا بالهَدي بأساً =فما نُغضي عن الظلمِ الجفونا
وما فتيءَ الزمانُ يدورُ حتى =مضى بالمجدِ قومٌ آخرونا
وأصبحَ لا يُُرى في الرَّكْب قومي =وقد عاشوا أئمتَه سِنينا
وآلمَنِي وآلمَ كُلَّ حُرٍ =سؤالُ الدهرِ أينَ المسلمونا؟
تُرى هل يرجعُ الماضي فإني =أذوبُ لذلك الماضي حَنينا
بنيْنا حقبةً في الأرض مُلكا =يُدّعِمُهُ شبابٌ طامحونا
شبابٌ ذلّلوا سُبلَ المعالي =وما عرفوا سوى الإسلامِ دِينا
تعهّدهم فأنبتهم نباتاً =كريماً طابَ في الدنيا غُصونا
هم وردوا الحياضَ مباركاتٍ =فسالتْ عندهم ماءً مَعينا
إذا شهدوا الوغَى كانوا كُماةً =يدّكُون المعاقلَ والحُصونا
وإنْ جنّ المساءُ فلا تراهم =من الإشفاق إلا ساجدينا
شبابٌ لم تحطّمه الليالي =ولم يُسلمْ إلى الخَصْم العَرينا
ولم تشهدْهُم الأقداحُ يوماً =وقد ملأوا نواديهم مُجونا
وما عرفوا الأغانيَ مائعاتٍ =ولكنّ العُلا صِيغت لُحونا
وقد دانوا بأعْظَمِهم نضالاً =وعِلْماً لا بأجْرَئِهِم عُيونا
فيتّحِدُون أخلاقاً عِذَاباً =ويَأتلِفونَ مُجتمعاً رَزينا
فما عرفَ الخَلاعَةَ في بنَاتٍ =ولا عرفَ التَّخَنُّثَ في بَنِينَا
ولمْ يتشدّقوا بقشورِ عِلْمٍ =ولم يتقلّبوا في المُلْحِدينا
ولمْ يتبجّحُوا في كُلِّ أمْرٍ =خطيرٍ كي يُقالَ مُثَقَّفُونَا
كذلك أخرجَ الإسلامُ قومي =شَبَابا مُخْلِصًا حُرَّاً أمِينَا
وعلّمَهُ الكَرَامَةَ كيفَ تُبنى =فيأبَى أنْ يُقيّدَ أو يَهُونَا
دَعُوني مِنْ أمانيَ كاذباتٍ =فلمْ أجدِ المُنَى إلا ظُنونا
وهَاتُوا لي مِنَ الإيمانِ نُوراً =وقَوُّوا بينَ جَنْبَيَّ اليَقِينَا
أمُدُّ يديَّ فأنتزعُ الرَّوَاسِي =وأبني المَجْدَ مُؤْتَلِفَاً مَكِينَا
ـ[عبد المحسن]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 05:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا على كل حال.
لكن ليست هذه المسماة برسالة في ليلة التنفيذ، فتلك تبدأ ب:
أبتاه ماذا قد يخط بناني ... والحبل والجلاد ينتظراني
هذا الكتاب اليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران.
وان وجدتها على الشبكة ذكرتها - ان شاء الله -.
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 11:02 م]ـ
الأخ الفاضل / الأستاذ (عبد المحسن)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0 أما بعد
جزاك الله خيرا على هذا التصويب، وأنت معك كل الحق في ذلك، وقد تسرعت في كتابة عنوان القصيدة، وحاولت الاتصال أكثر من مرة بالإخوة المسؤولين عن المنتدى ولكن دون جدوى، والعنوان الصحيح هو (شباب الإسلام) فأرجو من الإخوة تصحيح العنوان في أقرب وقت، وأنا أعتذر بسبب هذا التسرع أشد اعتذار 0
وإن شاء الله تعالى في أقرب فرصة سوف أنشر قصيدة (رسالة في ليلة التنفيذ)(/)
لغة الضاد.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[24 - 01 - 2005, 08:24 م]ـ
قل لي بربك: هل صادفتَ بستانا = يحوي من الأُكُل الفيّاض ألوانا
فيه الفواكه مما طاب مغرِسُها = أو الثمارُ تدلّى فيه أفنانا
أو الينابيعُ، جلّ الله باجسُها = كدفقة الروح تُزجي الخير ريّانا
يهوى النسيم ظلالَ الأنس مائسةً = فيه، يراقص غصنَ الحَور هيمانا
أو العصافيرُ سكرى تنثني طرباً = بعطر أنسامها ينساح نشوانا
تبارك الله، هذا الفضل ألهمني = آياتِ درٍّ، بها قد جدت فنانا
أسبّح الله، يحدوني لحضرته = قلبٌ تفجّر حبّا، فاض تحنانا
قد شاره من لسان الضّاد مقخرةً = لمّا تشرّف بالتنزيل قرآنا
لسانُنا قد سرى سحراً، يؤلقه = معنى بديعُ، ولفظ دقّ عِرفانا
أما المعاني فبحرٌ زاخرٌ عببٌ = واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنا
نسعى إليه نِهالاً من مراشفه = ونصطفي من جميل الدر حصبانا
إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفره = أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانا
إن كانت الحَلْيُ قد صيغَتْ بعسجدها = فهيّجتْ بوميض المال دنيانا
فإن أنوار آي الضاد من شرفٍ = قد تيّمَتْ قبل أهل العين عميانا
فهْي العرائس لا تبلى على قِدَمٍ = في كل آن ترى من حسنها شانا
تهديك كلَّ جديد من ولائدها = كفلقة البدر، بل فاقتْه إحسانا
وصوغُها لصحيح الفكر يكسبه = فوق الوضوح بياناً جلّ تبيانا
والشعر أغرودة اللهفان يرسلها = نفثاً يحرك في الأعماق أشجانا
يلقيه نبضاً يهيم السامعون به = ويلهب القوم إحساساً ووجدانا
يثير فيهم غراس الخير يانعة = ويدفع القوم للميدان شجعانا
والنثر نسجٌ حوى من سندسٍ ألَقاً = فيه السناء، ومن إستبرق زانا
يعلو به مَن سمت في قلبه فِكَرُ = جُلّى تساوق في الأثمان عِقيانا
لله درُّ لسان الضاد منزلة = فيها الهدى والندى والعلم ماكانا
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 03:28 ص]ـ
هنا استوقفني قلمي ليخط مما حوى جوفي من العشق السامي لتلك اللغة المعطاءة ...
أحبك أيتها الحسناء ... بل أعشقك عشقا لا مثيل له ...
لك التحية، ليست تحية عادية انما تحية عدنانية أصيلة ..
و لك الشكر على امتاعنا بهذه القصيدة ...
ـ[نسيم]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 04:15 ص]ـ
حتى النسيم هب هنا:)
لسانُنا قد سرى سحراً، يؤلقه
معنى بديعُ، ولفظ دقّ عِرفانا
حقا سرى سحرها سريعا:)
يبدو أن القصيدة تحوي عوامل جذب كثيرة،، سأعود لقراءتها في وقت لاحق
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 06:43 ص]ـ
الأستاذة عاشقة لغة الضاد
مَن مِنا ينظر إلى هذا السحر وهذا الجمال ولا يعشق؟
بيد أن هذه الحسناء بعيدة الغور، بهية المرأى، تزداد حسنًا وحلاوة حين تقترب منها، وتشم عبيرها.
أشكر لك مرورك، وتعليقك على الموضوع.
الأستاذة نسيم
تقف - أحيانًا - على نصوص تأسر عقلك، لجزالتها وحسن ديباجتها، وكأن منشدها نحتها من جلمود في قعر بحرالبيان، ثم لا تملك إلا أن تُعْظِمَ منشئَها، وتعترف له بالقدر.
مرورك كنسيم البحر، يُبْهِجُ كثيرًا.
لكما تحيتي.
ـ[المستبدة]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 04:06 م]ـ
أما المعاني فبحرٌ زاخرٌ عببٌ
واللفظ فيه استوى قيعاً وشطآنا
ما هذا الفن أيا غالية .. !
يا لجميل ما تزخرين به وتسمقين!
أكلّ هذا يراه عاشقك؟
هنيئاً له عشقه وهنيئاً لنا مشاركته.
إن رمتَ معنىً جليلاً نلتَ أوفره
أو شِمتَ لحناً لطيفاً حزتَ ألحانا
قطعة بديعة،ساحرة، جميلة، آسرة.
فإن أنوار آي الضاد من شرفٍ
قد تيّمَتْ قبل أهل العين عميانا
صورة عظيمة، هادئة بصخب!
قرّب لي المعني أيها الشاعر العاشق ..
من هي محبوبتك .. ؟ أتجيد الترنم بعشقك؟
فهْي العرائس لا تبلى على قِدَمٍ
في كل آن ترى من حسنها شانا
وماذا أيضاً؟!
تهديك كلَّ جديد من ولائدها
كفلقة البدر، بل فاقتْه إحسانا
نعم، بل فاقته إحسانا ..
وماذا لديك من حكايا عشق؟
وصوغُها لصحيح الفكر يكسبه
فوق الوضوح بياناً جلّ تبيانا
بربك أيها الشاعر .. حدّثني:
أللشعر شاطئ,, يعانقها فتُجيد سكب الحنان؟
والشعر أغرودة اللهفان يرسلها
نفثاً يحرك في الأعماق أشجانا
يلقيه نبضاً يهيم السامعون به
ويلهب القوم إحساساً ووجدانا
"ويلهب القوم إحساساً ووجدانا .. "!
أحسنت!
ـ ترى، وماذا عن .... !
ـ النثر؟!!
ـ نعم، النثر .. !؟
والنثر نسجٌ حوى من سندسٍ ألَقاً
فيه السناء، ومن إستبرق زانا
يعلو به مَن سمت في قلبه فِكَرُ
جُلّى تساوق في الأثمان عِقيانا
لله ما أجملها من عروس .. !
أشهدُ الله، ما سمعتُ بأجمل منها ولا أبدع!
تختال بين أترابها مزهوّة، بأحبابها .. وعظيم مكانها.
أهي (لغة الضاد)، التي يغبطنها صويحباتها على طهرها،
رقتها، وطيّب شهدها؟!
لله درُّ لسان الضاد منزلة
فيها الهدى والندى والعلم ماكاناإذن دعني أُجيب سؤال صدح:
قل لي بربك: هل صادفتَ بستانا
يحوي من الأُكُل الفيّاض ألوانا
لا لم ترَ عيناي كجميل بستانها ..
ولا مثل بهيج ألوانها ..
أبداً، ولا عشّاقا بهذي القلوب الوامقة، الوارفة .. !
سلم جميل أدب،انتثر هنا .. سأل لبيب غرب قد حقد .. !
فتوارى بكمد لم يجب .. !
* عذرا،لتشويه الجمال هنا ..
جزاكم الله خيرا،، رحلةٌ أدبيّة شائقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 09:18 م]ـ
أستاد خالد
ألامس فيها جمود النحويين
وأن كانت تداعب اللمسات الجمالية في غالبيتها
لك شكري الوافر
واعدرني على النقد
أرجوك اقبله
ـ[ابن هشام]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 02:44 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أحسنت وصفها بها يا أبا عبدالله، فأحسن الله إليك. ولعلك تريد منافسة حافظ بهذه القصيدة رحمه الله، والدافع للقصيدتين محبة العربية. أسأل الله أن يرزقك البيان وأن يحشرك مع أبي بكر وعمر وعثمان، وحسَّان.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 09:38 م]ـ
رائعة كروعة الموصوفة
بارك الله في الكاتب والناقل
عذرا أخانا با عبدالله: هل القصيدة لك؟
ألمح اسما أعرفه خلفها فمن أي الدواوين هي؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 04 - 2005, 11:41 م]ـ
أشكر الإخوة الذين علقوا على القصيدة، وأذكر أنني أتجول في الشبكة فوقعت على هذه القصيدة، ولم تكن آنذاك معزوة إلى شاعر فنسختها إلى الفصيح، مع تكاسلي عن ذكر أنها براء مني، مع أن هذا الموضوع من بين موضوعات مرالتعليق فيه على حين غفلة مني، بيد أني أفدت من تعليقات الأساتذة مقرونة بوهمهم أنها لي.
بحثت في أحد محركات البحث فوجدتها منسوبة إلى د: عثمان قدري مكانسي، وفقه الله.
أعتذر عن هذا اللبس غير المقصود.
بورك فيكم جميعًا.
ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 05:20 ص]ـ
لمَ اللبس .. !؟
أؤمن كثيراً بأن الناقل الجيّد، والمتذوق الأدبي،
قد يتفوّق (في أحايين) على المنقول منه ..
فالذائقة الجميلة لا يمتلكها الجميع ..
واختيار درّة جميلة بين مجموعة من الفصوص والمعادن لهو التفوّق
والتميّز ..
شكراً مرة ثانية .. لأن عرفت (ولأول مرة) هذا الاسم لهذا الشاعر.
وشكرا لهذا الجمال المنسكب في روحها العذبة.
ـ[الدكتور عثمان قدري مكانسي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 03:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتابع بعض المواقع، فقادني حظي الطيب إلى موقعكم هذا
وشعرت بالسعادة أن رأيت قصيدتي " لغة الضاد " منشورة في موقعكم الطيب
وكان سروري أكبر لتعليقاتكم التي أخجلتني .. وشجعتني أيضاً على الاستمرار في كتابة الشعر الذي تكاسلت عنه في الآونة الأخيرة
يسعدني أن أكون عضواً في ناديكم الظريف هذا وأحسن الله تعالى إذ أحسنتم إليّ
أخوكم عثمان
ـ[ابن هشام]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 06:31 ص]ـ
حياكم الله يا دكتور عثمان بين إخوانك في منتدى الفصيح.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 07:41 ص]ـ
أهلاً بالأستاذ الدكتورعثمان، ولكَم سرني انتسابك إلى نادي الفصيح، فنحن ننتظرأمثالك أنْ يطربونا ببديع شعرهم.
تقبل تحيتي القلبية.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 06:13 م]ـ
مفاجأة سعدت بها
حيا الله أبا حسان في رياض الفصيح
آملين بشوق عارم أن نحظى بتوجيهات لغوية وإبداعات أدبية
من بين يدي أديب إسلامي وأستاذ قدير وكاتب بارع له مؤلفات نافعة
ولا أنسى هديتي (صور من تأذي الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم) حيث كان من الكتب القليلة التي ثابرت على قراءتها للنهاية
تهنئة مباركة بالدكتوراه والعقبى لمن أهداني الكتاب
تلميذتكم
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 08:53 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في الناقل والكاتب ولهما شكرًا وعرفانًا, فلغة الضاد أبلغ وأفصح لسانًا,
والشعر أغرودة بلبل يشدو اشجانًا, والنثر نسجٌ حلة تحوى عسجداً ومرجانًا, ونور الضاد يجلي أبصارًا ووجدانًا, حياكما الله وأثقل الله لكما به ميزانًا.
وشكرًا(/)
رجاءً 000 (أيها المشرفون)
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 11:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة المشرفين على المنتدى شطب هذا العنوان (رسالة في ليلة التنفيذ) من أعلى صفحة مشاركتي التي بعنوان (شباب الإسلام) لأنني تسرعت في كتابة هذا العنوان، وقد حاولت الاتصال بكم دون جدوى، وقد نبهني لذلك الأخ الفاضل (عبد المحسن) جزاه الله كل خير، وأقدم اعتذاري الشديد لجميع الإخوة، مع وعدي بنشر (رسالة في ليلة التنفيذ) في أقرب فرصة
ـ[الأحمر]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 11:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تم التعديل
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[25 - 01 - 2005, 11:40 م]ـ
الأخ الفاضل (الأخفش)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنوان الذي أقصده موجود داخل الرسالة (في أعلاها)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 12:29 ص]ـ
تم التعديل
أخي الكريم ما هي طريقة الاتصال التي اتبعتها حتى نعرف أين تكمن المشكلة.
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:09 م]ـ
الأخ / القاسم 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
كنت أضغط على (اتصل بنا) فتظهر لي صفحة باللغة الإنجليزية مضمونها أن الصفحة التي تطلبها غير متوفرة 0
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 01:08 ص]ـ
لعلها صفحة بريد من برنامج الآوتلوك.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 02:09 م]ـ
شكرا لك
بإمكانك تحويل برنامج البريد من الآوتلوك إلى الهوتميل
وذلك من رأس المتصفح عبر أدوات >> خيارات أنترنت >> البرامج
عند حقل البريد الالكتروني اختر من القائمة هوتميل
فإذا فعلت فإنك حين تضغط على أي عنوان بريد سيرسلك إلى بريدك في الهوتميل
مصطحبا معك ذلك العنوان
ولعلنا نجد حلا أفضل إن شاء الله(/)
من هو؟
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الأفاضل، أردت أن أسأل سؤالا، و هو:
من هو صحاب هذا اللقب (رهين الحبوس الثلاثة) هكذا سمعته فأثار فضولي، فهلا أفدتموني، و جزاكم الله خيرا ..
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 09:24 ص]ـ
أكون شاكرةً لكم إذا دعمتم ردكم بسبب تلقيبه بذلك اللقب ..
جزاكم الله خيرا ...
ـ[الأحمر]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو الشاعر العباسي أبو العتاهية
أترك التوضيح لغيري
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأخفش ...
ـ[يعقوب]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 06:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقولُ بأنه أبو العلاء المعري وغالباً ما يكنَّى برهين المحبسين وهما منزلُه وعَماه (إذ كان أكْمَهَاً مَجْدوراً منذ الخامسة)
وقد قال بأنه رهينُ ثلاثةِ حبوسٍ في بيتين من الشعر، فالحَبْسُ الثالثُ هو الجسدُ الذي يخنقُ روحَه:
أراني في الثلاثةِ من سجوني & فلا تسأل عن النَّبأ النَّبيثِ
لفقدي ناظريَّ ولزوم بيتي & وكون النفس في الجسدِ الخبيثِ
شكراً.
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 01:28 ص]ـ
لكَ التحية و الشكر أخي الفاضل: يعقوب على هذه الإفادة الطيبة ...
بارك الله فيك ..
أشكرك على دقة اجابتك ..(/)
(جهور) أم (ابن جهور)؟
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[26 - 01 - 2005, 02:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحببت أن أعرف الاسم الصحيح لحاكم قرطبة في عهد ملوك الطوائف؛ لأنني وجدت في بعض المراجع أن اسمه " أبو الحزم ابن جهور "، وفي مراجع أخرى " أبو الحزم جهور "، بل إنه في المرجع الواحد تجتمع التسميتان ...
فأرجو إرشادي إلى الصواب ...
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراته أكثر من مرة (ابن جهور) ..
ـ[حازم]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 09:45 ص]ـ
بدايةً، أشكر الأستاذ الفاضل / " السراج "، على جمال مشاركته، وحُسن إجابته.
ولا زيادة لي علَى ما ذَكَر – حفظه الله -، إلاَّ موافقته وتأييده.
بنو جهور: من ملوك الطوائف في قرطبة، سلالة عربية من أصول شامية، تولَّى أفراد الأسرة مناصب عليا أثناء دولة الأمويين في الأندلس، بعد سقوط الخلافة، استولى أبو الحزم ابن جهور (422 - 435 هـ) على السلطة في قرطبة.
أبو الحزم جهور
هو أبو الحزم، جهور بن محمد بن جهور بن عبد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن أبي المعافر بن أبي عبيدة الكلبي، صاحب قرطبة، كان بنو جهور أسرة عربية وأهل بيت وزارة مشهورة بالأندلس، دخلوها قبل عبد الرحمن الداخل بمدة.
وأخيرًا، إن قيل: " جهور "، فهو اسمه.
وإن قيل: " ابن جهور "، فهو نسبة لجدِّه، أو لأسرته.
والله أعلم
مع عاطر التحايا للجميع
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 01:10 م]ـ
شكرًا لكم جميعًا، وجزاكم الله خيرًا ...
ـ[محمد1981]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 10:24 م]ـ
السلام عليكم اعزائي الكرام
انا عضو جديد قمت بالتصفح على شبكة النت باحثا عن نسب ال جهور
فوصلت الى هذا الموقع الرائع بالصدفة
حبيت اسأل هل هناك علاقة بين بنو جهور في الاندلس وعائلة بنو جهور او الجهوري المتواجدين اليوم في اليمن وعمان وبعض الدول الاخرى
هل هم امتداد لتلك الاسرة
ام ان بقايا بنوجهور في الاندلس قد اندثرت وهؤلاء اناس اخرون
ان كان كذلك فألامن ينسبون
ارجو الرد
ولكم خالص التحية
ـ[نوف الحراصي]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 06:10 م]ـ
أعتقد بأنه (أبن جهور)
ـ[نوف الحراصي]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 06:14 م]ـ
لدينا في كتاب اللغة العربية .. في (الأدب) ..
إبن جهور
ـ[محمد1981]ــــــــ[28 - 03 - 2006, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
الاخوة الاعزاء في المنتدى
لم ارى جواب تساؤلي الذي كتبته قبل يومين
افيدونا ان كان لديكم علم
ولكم جزيل الشكر
والسلام عليكم ورحمة الله(/)
رسالة في ليلة التنفيذ
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 10:58 م]ـ
الشاعر هاشم الرفاعي: شاعر مصري، كان يكافح الإنجليز ولم يتجاوز عمره الرابعة عشرة، ولد سنة 1924 م واستطاع بقصائده أن يكشف حقيقة هؤلاء المحتلين، وكان الناس يتلقون قصائده بشغف، وأُلقي القبض عليه وأُودع السجن، وحُكم عليه بالإعدام جزاء دفاعه عن وطنه، وفي ليلة تنفيذ الحكم كتب قصيدته المشهورة (رسالة في ليلة التنفيذ) تُوفّي سنة 1945 م
(رسالة في ليلة التنفيذ)
أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني = والحبلُ والجلادُ ينتظراني
هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ = مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ
لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها = وأُحِسُّ أنَّ ظلامَها أكفاني
سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في = هذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني
الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ = والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني
وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي = في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ
والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ = دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني
قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ =إلاَّ أخيراً لذَّةَ الإيمانِ
والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ =عَبَثَتْ بِهِنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ
ما بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها = يرنو إليَّ بمقلتيْ شيطانِ
مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ = وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ
أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ = ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني
هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي = لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ
لكنَّهُ إِنْ نامَ عَنِّي لَحظةً = ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ
فلَرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً = لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني
أوْ عادَ - مَنْ يدري - إلى أولادِه =ِ يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني
وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها = معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ
قَدْ طالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً = في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ
فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّرا =ً ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ
نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو = كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني
وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي = بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟
أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى = مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟
ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما = غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟
هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً = ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ
وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِهِ = سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ
وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ = مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني
وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُه =ُ شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ
هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ = بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ
وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ = أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ
أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ = سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ
وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ = قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني
دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ = وَدَمُ الشَّهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ
حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا = لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ
ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا = بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ
إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى =أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ
وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ = سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّوفانِ
فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً = أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ
أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي =أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟
أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا = مُتآمِراً أَمْ هَادِمَ الأَوْثانِ؟
كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي = كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني
لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً = غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني
(يُتْبَعُ)
(/)
أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا = إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ
فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي = يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني
أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى =وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ
وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ = يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ
وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَرَّةً = تَجْري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ
وَأتى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا = سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ
وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً = في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ
لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما = صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ
نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً = وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ
أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى = بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ
أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً = في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ
إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ = قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ
فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا = قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ
وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى = تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ
وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها = أَلَمَاً تُوارِيهِ عَنِ الجِيرانِ
فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني = لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ
مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها = وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ
أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً = لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ
فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ = بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني
كانَتْ لها أُمْنِيَةً رَيَّانَةً = يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني
وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ = سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ
هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي = بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ
لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ = بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ
فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي = مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ
وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ = قُدْسِيَّةِ الأَحْكامِ والمِيزانِ
ـ[ابن هشام]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 10:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز على هذه القصيدة الصادقة. وقد كان لها في حينها وإلى اليوم تأثيرها العميق في نفس كل مسلم يحمل هم أمته الإسلامية في كل مكان. ورحم الله هاشم الرفاعي فقد كان صادق العاطفة، دقيق الشعور.
للفائدة:
الشاعر هاشم الرفاعي قال هذه القصيدة على لسان ذلك المقتول ظلماً، والسجين بغير ذنب إلا ذنب التمسك بالإسلام والدعوة إليه، والجهاد في سبيل الله. وأما الشاعر نفسه فقد قتل فعلاً، ولكن بسبب خلاف حاد بينه وبين الشيوعيين في مدينته بسبب الخلاف على إدارة نادي أنشاص عام 1959 م، وذلك أنهم ضاقوا ذرعاً بالشاعر وشهرة شعره وهم يريدون الاستيلاء على إدارة النادي، وهو وزملاؤه من أهل الخير والصلاح يريدون غير ذلك، فجروا الشاعر إلى خلاف مصطنع في فناء النادي تطور إلى الاشتباك بالأيدي ثم طعنه أحدهم عدة طعنات قاتلات مات على إثرها رحمه الله، وهكذا كانت نهاية شاعر مبدع كان يرجى له مستقبل زاهر لو عاش رحمه الله. وقد كتب في ترجمته الكثير وديوانه مطبوع طبعتين.
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 06:05 ص]ـ
قرأتها أكثر من مرة ...
وفي أكثر من مكان.
وكنتُ في كل مروري بين حروفها ..
أشعر بشيء يخنق حروفي ..
أشعر بالسواد يلفّ هذا العالم!
كثعبانٍ .. حتماً سيلقى حتفه ...
شكراً للأستاذين على عظيم فائدة ...(/)
مشاركة أولى (دمعتان ومبسمَ)
ـ[الشااهين]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 12:51 ص]ـ
بيني وبينك دمعتان ومبسمُ
وقصائدٌ تهفو إليك ومرسمُ
ومشاعرٌ لأفض فوها عندما
لم يستبح خلجاتها ما يحرمُ
لستِ بمن ملك الخيال لُبابَها
وكذا أنا رجلٌ ابيٌ مسلمُ
قد كان يجمعنا الأسى ودروبه
أشكو اليكِ وتشتكين ونكتمُ
والله لم أتي اليك لريبةٍ
والشكُ مني في مقامك يحرمُ
حتى ترافق في الاخوةِ دربنا
حلفّ الفؤادُ المستباحُ ويقسمُ
قد كنت أولَ ماعرفتك معجب
يرنو إليكِ القلبُ او يتبسمُ
فكتمت إحساسي وقلت لخافقي
اهدء فلن تنزل إليك الأنجُمُ
إن الهوى كالحرب سهل بدءهُ
لكنه صعبُ النهاية مؤلمُ
فدع النجوم تسيرُ في افلاكها
واظلني ليل الشقاء المظلمُ
فأشاح عني واستبد وقال لي
صدقُ المشاعر للنجوم السلمُ
ناصحتهُ لكن قلبي لم يزل
طفلا يُغذى من هواك ويفطمُ
فتركتهُ حتى تبين أن ما
بيني وبينك دمعتان ومبسمُ
وقصائدٌ تهفو اليك ومرسم
واخوةٌ لن تستبحّ مايحرمُ
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 06:18 ص]ـ
ما أجمل هذي الروح التي استبدَّ قطر غمامها ..
فكانت الحروف .. تنظم رائع القصيد ..
ما أجملنا حين يلبسنا الحب موشّحاً بالصدق .. !
كم نحن بارعون .. حين نحاكي شيئاً جميلاً أبيضاً طاهراً
سكن إلى الحب .. الذي لم تلطّخه هذي الحياة بعد ... !
شفافية .. جمال وطهر لله درّك أيّها الشاعر ..
فاصلة:
حينما وقفت عند آخر قطرة جمال
في القصيدة (أعلاه) .. لا أدري لمَ تذكّرت
البيت الثاني في قصيدة صاحبي (القمر)
التي مطلعها:
حاشى الرقيبَ فخانته ضَمَائِرُهُ
. . .؟!
(إن الهوى كالحرب سهل بدءهُ
لكنه صعبُ النهاية مؤلمُ)
تقديري
ـ[الشااهين]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 04:09 م]ـ
اخي العمدة ابو محمد
اشكر لك حسن ظنك وجميل مرورك
والموهبة لاشك ان لها الدور الاساسي في الشاعرية لكن كما تعلم اخي ان الانسان بإطلاعه
يستطيع ان يرفع من موهبته ويصقلها وما احوجنا الى الاحتكاك بإمثالكم حتى نصل الى
ما انتم عليه من جمال حرف ورشاقة قلم
وقد ذكرتني بموضوع طرحته بإسم شاهينيات في احد المنتديات يتحدث عن
(انتم الناس ايها الشعراء) لعل الله ان ييسر تقديمه لكم هنا
تحياتي
ـ[الشااهين]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاديب:) المستبدة
عندما كتبت هذه القصيدة ترددت كثيراً في طرحها لماذا
لا ادري ربما هي حقيقة ان الطريق مازال طويلاً الا انها
ولله الحمد نالت في كل روضة قبولا ربما يكون السبب في ذلك:
عندما نحب ..
تكونُ الجُراة ُلدينا ..
فوق الجرأة ِذاتها ..
وحين َ يخُرج ُالحب ُ.من قلبٍِ صادق .. إلى الوجودِ ..
يُعَمِرُهُ ..... ويجعلهُ آية ً في الجمال ..
فالحب ُفي حياتنا ..
تمثالٌ - حتُهُ بإرادتنا ..
وبا الشكل الذي نريدُه ..
ونضعُ فيه ِلمساتنا ألأخيره.
بكل ِ روعةٍ وبهااء ..
الوفاء والحبِ .. هو كاالماء ِفي حياة ِ البشر .. مهم ..
ولا حياة َ بدونه ..
وحين َتُحب ُ المرأة ..
تحيط ُ حبها .. بدائرة ِالوفاء ِ والإخلاص ..
وحين يستحق ُ حبيبها كل َّذلك الوفاء ..
فإنها لا تبخل ُ به أبداً ...
ويصل ُ العطاء ُ عندها إلى درجةِ التضحية .. !!
----
ان الحب الصادق عندما يخرج من القلب ..
فهو حتماً سيجد من يحتويه ِ بصدق.
تحياتي لك.
ـ[المستبدة]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 06:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة من الله وبركاته
عندما أقرأ مثلُ القصيدة التي فوق ...
ثم أقرأ تعقيباً لناثرها:
((ترددت كثيراً في طرحها لماذا
لا ادري ربما هي حقيقة ان الطريق
مازال طويلاً))
أدرك ومن فوري أنَّه تواضع الكبار ...
لله درّك .. فأنت شاعر رقيق قلب .. صادق مشاعر
طاهر روح
لله درّها من حروف .. نقيّة بيضاء ...
ما بعثني على التوقيع هنا ... إلا لهذا الجمال الذي
يزدان كلّما قرأتُها مرة تلو مرة ...
نعم الحب في حياتِنا تمثال ننحته ونلوّنه
بما تمليه علينا (الإرادة)
وبالطبع سيختلف النحت باختلاف الإرادة!
تمثال نرتقه بلمستنا الأخيرة
اللمسات الخاصة بنا ... فلكلٍّ لمسات
وإلا لما كان لكلٍّ صورة للحب لا يحيد عنها ..
فترتكز عليها قناعته ...
ونعم نعم .. المرأة حين تحب .. قطة أليفة .. بارعة الحنان ..
خذ منها ولا تعطها .. حنان لا يعرف بخلاً ...
لكن لا تثقوا كثيراً .. !
فعند أول جرح (جرح مؤلم) لهذا الحب والطهر الذي يسكنها
لترحلوا بعيداً ... فثمة شظايا مدمّرة لا ترحم بداخل تلك
المرأة المحبّة المجروحة ....
نتقاطع أنا وأنت في كثير مما قلت.
أشكر لك صدق حروفك .. وصدق تعليلك.
كن معي والأخت /الحب خطر في (منتدى الإبداع) ولنناقش
هذا الحب بروية وهدوء ....
دام إبداعك
ـ[الشااهين]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 10:13 ص]ـ
الاستاذة الفالضة (المستبدة)
اشكر لك عودتك ثانية لما قدمت هنا، وكم يسعدني عطر حديثك الذي عبق جنبات هذا المكان.
والمرأة ياسيدتي حاضرة في كل وجدان
فهي الحياة التي يتنفس المرء من خلالها وجوده على اي صفةٍ كانت
المهم ان يعرف المرء كيف يحقق للاخر ذاته وهناك سيكون العطاء اللا محدود
تحياتي وشكري الدائم(/)
الرجاء اريد قصيدة رسالة الى خالد بن الوليد
ـ[الزيرسالم]ــــــــ[28 - 01 - 2005, 05:02 م]ـ
الرجاء اريد قصيدة رسالة الى خالد بن الوليد لعبدالرحمن العشماوي
ـ[القضاعي]ــــــــ[23 - 02 - 2005, 06:00 م]ـ
القصيدة معروفه،لكنن للأسف أنسيت موقعها،لكن للفائدة هناك المجموعة الكاملة للعشماوي موجودة في ملف للتحميل غي موقع المختصر،فليرجع إليه. و شكراً(/)
ألا يا معشر الأدباء بالله أخبروا
ـ[ابن عيبان]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
جئت سائلا عن بيت من الشعر وهو
ألا يا معشر العشاق بالله أخبروا /// إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟
فاطلب من من يعرف قصة هذا البيت كاملة او في اي كتاب ذكرت ان لايبخل علي ..
والسلام
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 11:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هي في المستطرف، للأبشيهي (ت850 هـ) ص403 تحقيق د. الطبّاع، في الباب الحادي والسبعين
ولا يخفى عليك - أخي ابن عيبان - أن المطلع الذي كتبتَه غير مستقيم وزنًا، لأن بداية تفعيلة الطويل:
فعولن، فيكون: أيا معْ.
حكى الأصمعي قال: بينما أنا أسير في البادية، إذ مررتُ بحجر مكتوبٍ عليه هذا البيت:
أيا معشر العشاق بالله خبروا ** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟
فكتبت تحته:
يداري هواه ثم يكتم سره ** ويخشع في كل الأمور ويخضع
ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته:
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى ** وفي كل يوم قلبه يتقطع؟
فكتبت تحته:
إذا لم يجد صبراً لكتمان سره ** فليس له شيء سوى الموت أنفع
ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد كتب قبل موته:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلِّغوا ** سلامي على من كان للوصل يمنع
ـ[ابن عيبان]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 02:53 م]ـ
السلام عليكم:
الف شكر لك استاذ خالد الاسد على ماتفضلت به وجعلك الله لنا ذخرا ..(/)
اشتدي أزمة تنفرجي!! من القائل؟
ـ[الكسائي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 08:12 م]ـ
السلام على أهل اللغة العربية من المسلمين
والأحبة الفصحاء اللغويين
سلاماً حاراً كحرارة شوق الواجد لوجده
من محبٍّ لكم أتى إليكم لوحده
يسألكم سؤالاً بريئاً جداً حيث يقول:
من قائل هذا البيت:
اشتدي يا أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلج
ولكم مني التحية والسلام
أخوكم
الكسائي
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[30 - 04 - 2005, 12:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو كما قال الأستاذ الكريم أبو محمد، والنقل عن الموسوعة الشعرية نص كلام الزركلي في الأعلام. وقبل أيام اقتنيت كتابًا نشره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وهو تحقيق لشرحين لهذه القصيدة من تصنيف زين الدين زكريا بن محمد الأنصاري (ت926هـ) شارح ألفية ابن مالك، وشافيةِ ابن الحاجب، الأول باسم: الأضواء المبهجة في إبراز دقائق المنفرجة، والثاني مختصرُه باسم: فتح مفرج الكروب، وقد حققتهما الأستاذة هيا الدوسري. وللأنصاري أكثر من عشرة مؤلفات كلها تبتدئ بـ (فتْح).
والنسبة إلى التوزري نَصَّ عليها الأنصاري في المقدمة، إذ قال:" قصيدة الإمام العلامة الحبر الفهامة العارف بالله تعالى أبي الفضل يوسف التوزري الأصل، المعروف بابن النحوي، على ما قاله العلامة أبو العباس أحمد بن زيد البجائي شارحُها، أو أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الأندلسي القرشي، على ما قاله العلامة تاج الدين السبكي في طبقاته، مع نقله الأول عن أبي عبد الله محمد بن علي التوزري، المعروف بابن المصري ... وهي من البحر السادس عشر، المسمى بالخبب، الذي تركه الخليل وغيره، وأثبته الأخفش وغيره، وتفعيلته: فَعِلن ثمان مرات، وسمي بالخبب لقصر أجزائه، ولأن تقطيع أبياته يحاكي في السمع ركض الخيل وخببها، وزحافه الخبن، وهو حذف الثاني الساكن. وإذا سكنت عينه، فقيل بالإضمار بعد الخبن، وقيل بالقطع، وقيل بالتشعيب "
وقد ذكرت المحققة أن لأبي حامد الغزالي (ت505هـ) قصيدةً باسم المنفرجة، مطلعها:
الشدة أودت بالمُهَجِ ** يا ربّ فعجّْ بالفرجِ
ولها معارضة لعبد الله بن يوسف الخزرجي (ت782هـ) مطلعها:
اشتدّي أزمةُ تنفرجي ** ما بعد العسر سوى الفَرَجِ
وعن نسبة القصيدة نقلت قول حاجي خليفة في الكشف أنها لأبي الفضل التوزري المعروف بابن النحوي (ت513هـ) وقوله: وقيل لأبي الحسن يحيى بن العطار القرشي الحافظ. ثم قال: والأول أرجح.
ويقال إنه شكا إليه بعض أهله الضيق من فراره من ظالم بلده، ورغّبه في رفع الأمر للظالم، ليؤذن له بالرجوع، فقال: سأفعل، ولكنه بدلاً من أن يرفع شكاته إلى ظالمه، رفعها إلى الله، سبحانه وتعالى، متضرّعًا إليه في تهجده قائلاً:
لبستُ ثوب الرجا والناس قد رقدوا ** وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلتُ يا سيدي، يا منتهى أملي ** يا مَن عليه بكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أمورًا أنت تعلمها ** ما لي على حِمْلها صبرٌ ولا جَلَدُ
وقد مددتُ يدي للضر مشتكيًا ** إليك يا خيرَ من مُدّت إليه يدُ
ثم نظم قصيدته المنفرجة، وأعاد إليه أهله السؤال، فردّ عليهم قائلاً:
بلغ الأمر أهلَه، وسترى، فعن يسير ورد إليه كتاب من توزرَ تلطف للشيخ ورغّبه في أن يرجع، فقال للسائل: قضيت الحاجة.
ـ[هند111]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 01:03 ص]ـ
ولها معارضة لعبد الله بن يوسف الخزرجي (ت782هـ) مطلعها:
اشتدّي أزمةُ تنفرجي ** ما بعد العسر سوى الفَرَجِ
أخي الكريم خالد حبذا لو تسعفنا بهذه القصيدة ولك الشكر
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 01:47 ص]ـ
أخي الكريم خالد حبذا لو تسعفنا بهذه القصيدة ولك الشكر
أضمّ صوتي لصوت أختي هند وأطلب فضلاً لا أمراً إدراج القصيدة.
ـ[الدكتور عثمان قدري مكانسي]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 11:56 م]ـ
اشتدي أزمةُ تنفرجي
دكتور عثمان قدري مكانسي
اشتدي أزمةُ، تنفرجي بالفجر الحر المبتهجِ
بالصبح يضيء الكونَ سناً والخيرِ يُنَسِّم بالأرَجِ
اشتدي وانتفخي بطَراً وعلى المظلومين انتفجي
لا بدّ الحقُّ يديلُ الُبطْـ لَ بِقُوّة عزم ٍ معتلِجِِ
ويعيدُ البسمةَ للمقرو حِ ويرفع كابوسَ الدّلَجِ
ويزيلُ الكفرَ ببأس النصـ رِ ويَقْطع أوصال الرّهَجِ
******
اشتدي واعتصري الألَما وأحيطي الأمّةَ بالمِحَنِ
اشتدي وانطلقي قُدُما باللؤم وزيدي في الإحَنِ
والتاثي فكْرَ الأفّاكين وجوسي أرجاءَ الوطنِ
وأذيقي الحرّ كؤوسَ الذلِّ وجرّي أذيالَ الفِتَنِ
لن يبقى الظلمُ وسطوتُه فالماردُ يصحو من وسنِ
والنصرُ بعون الله غداً سيُطيحُ بأوضار العفنِ
******
إنْ عَربدَ طاغوتُ البلدِ في الناس وقَتّلَ آلافا
أو سار يُدَجّلُ بينهمُ أويٌُرجِفُ فيهم إرجافا
فالناس تناسَوْا شِرعتَهم عبدوا أهواءاً أصنافا
والكفرُ طغا، والفسقُ سطا والجهلُ تنامى أضعافا
فتسلّطَ أشرارٌ وبغَوا وأذاقُوا القومَ الإجحافا
فلعلّ اللهَ يريد لنا من بعد المَحْصِ الألطافا
******
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عثمان قدري مكانسي]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 12:03 ص]ـ
كتبت هذه القصيدة التي ثبتّها قبل قليل متأثراً بالقصيدة القديمة المشهورة التي بدأت بـ " اشتدي أزمة تنفرجي " قالها عديد من الشعراء القدماء رحمهم الله تعالى
ولعل قصيدتي هذه تصور بعض ما تعانيه أمتنا هذا الزمن الرديء، وتحمل بعض الأمل.
د: عثمان
ـ[هند111]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 10:31 ص]ـ
شكرا لكم دكتور عثمان،إنها فعلا قصيدة جميلة فضلا عن أنها تمثل واقعا وتحكي سنة من سنن الحياة،وإن مع العسر يسرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 03:39 م]ـ
هذه قصيدة المنفرجة
لإبن النحوي رحمه الله ... من شعراء أندلسنا المفقود
إشتدي أزمة تنفرجي = قد آذن ليلك بالبلج
وظلام الليل له سرج = حتى يغشاه أبو السرج
وسحاب الخير له مطر = فإذا جاء الإبان تجي
وفوائد مولانا جمل = لسروح الأنفس والمهج
ولها أرج محي أبدا =فاقصد محيا ذاك الأرج
فلربما فاض المحيا =بحور الموج من اللجج
والخلق جميعا في يد= فذوو سعة وذوو حرج.
ونزولهم و طلوعهم =فإلي درك وعلى درج
ومعايشهم و عواقبهم =ليست في المشي على عوج
حكم نسجت بيدي حكمت= ثم إنتسجت بالمنتسج
فإذا اقتصدت ثم انعرجت= فبمقتصد وبمنعرج
شهدت بعجائبها حجج=قامت بالأمر على الحجج
ورضا بقضاء الله حجا = فعلى مركوزته فعج
وإذا انفتحت أبواب هدى = فاعجل بخزائنها ولج
فإذا حاولت نهايتها = فاحذر إذ ذاك من العرج
لتكون منه السباق =إذا ما جئت إلى تلك الفرج
فهناك العيش وبهجته = فلمبتهج ولمنتهج
فهج الأعمال إذا ركدت = فإذا ما هجت إذن تهج
ومعاصي الله سماجتها = تزدان لذي الخلق السمج
ولطاعته و صباحتها =أنوار صباح منبلج
من يخطب حور الخلد بها =يظفر بالحور والفنج
فكن المرضي لها بتقى = ترضاه غدا وتكون نجي
واتلوا القرآن بقلب ذو حزن =وبصوت فيه شجي
وصلاة الليل مسافاتها = فاذهب بها بالفهم وجي
وتأملها ومعانيها =تأت الفردوس و تفترج
واشرب تسنيم مفجرها =لا ممتزجا وبمتزج
مدح العقل لأتيه هدى = وهوى متون عنه هجي
وكتاب الله رياضته =لعقول الخلق بمندرج
وخيار الخلق هداتهم = وسواهم منه همج الهمج
فإذا كنت المقدام فلا تجزع= في الحرب من الرهج
وإذا أبصرت منار هدى =فاظهر فردا فوق الثبج
وإذا اشتاقت نفس = وجدت ألما بالشوق المعتلج
وثنايا الحسنى ضاحكة = وتمام الضحك على الفلج
وعياب الأسرار إجتمعت = بأمانيها تحت السرج
والرفق يدوم لصاحبه = والخرق يصير إلي الهرج
صلوات الله على المهدي =الهادي الناس إلي النهج
وأبي بكر في سيرته =ولسان مقالته اللهج
وأبي حفص وكرامته =وفي قصته سارية الخلج
وأبي عمر ذي النورين =المستحي المستحي البهج
وأبي حسن في العلم إذا= وافى بسحائبه الخلج
وعلى السبطين وأمهما = وجميع الآل بهم فلج
وعلى الحسنين وأمهما =وجميع الآل بهم فلج
وعلى الأصحاب بجملتهم = بدلوا الأموال مع المهج
وعلى أتباعهم العلماء = بعوارف دينهم البهج
وأختم عملي بخواتمهم = لأكون غدا في الحشر نجي
يارب بهم وبآلهم =عجل بالنصر وبالفرج
ـ[هند111]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 01:49 م]ـ
شكرا جزيلا لك أخي على إيرادك للقصيدة
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 08:39 م]ـ
شكراً للشمالي
لكنني طلبتُ هذه القصيدة:
ولها معارضة لعبد الله بن يوسف الخزرجي (ت782هـ) مطلعها:
اشتدّي أزمةُ تنفرجي ** ما بعد العسر سوى الفَرَجِ
فهل من متكرّم؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 04:18 م]ـ
أختي الفاضلة الشماع في هذا المنتدى تطرق أحد الأخوة لنفس الموضوع وكنت قد أرسلت بهذه القصيدة، ولكن لاأعرف شاعرها،قد تكون معارضة للقصيدة الأصلية، وهي:
إشتدي أزمة تنفرجي ***** بصباحٍ حرٍّ منبلجِ
إشتدي كوني نيراناً ***** تتغذى بالدم والمهج
فيقيني يهتف بي صبراً ***** هل بعد الضيق سوى الفرج
هل بعد الليل سوى الفجر***** أم بعد العسر سوى اليسرِ
قد أذعن للبغي أناسٌ ***** لم يدروا مامعنى الصبر
لكن المسلم لايأسون ***** يعود ليذعن للقهر
قرآن الله يبشره ***** بشهادته أو بالنصر
الصبر ثقيلٌ وجميل ***** والدرب طويلٌ وأصيلُ
بسهام الفتنة محفوفٌ ***** بدماء الشهدا مجبول
أنصار الله عليه مضوا ***** ما كلوا والبغي كفيل
والنصربإذن الله لنا ***** لكن الإنسان عجول
مع عاطر التحيات
ـ[ابو القعقاع المقدسي]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 12:25 م]ـ
إخوتي الكرام حبذا لو أعرب أحد صدر هذا البيت
إشتدي أزمة تنفرجي ***** بصباحٍ حرٍّ منبلجِ
ـ[ابو القعقاع المقدسي]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 02:17 م]ـ
أين أنتم أيها الفصحاء؟
أكرمكم الله ساعدونا
ـ[الطيب ب]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 09:09 م]ـ
إخوتي الكرام حبذا لو أعرب أحد صدر هذا البيت
إشتدي أزمة تنفرجي ***** بصباحٍ حرٍّ منبلجِ
إشتدي أزمة تنفرجي ***** بصباحٍ حرٍّ منبلجِ
إشتدي كوني نيراناً ***** تتغذى بالدم والمهج
فيقيني يهتف بي صبراً ***** هل بعد الضيق سوى الفرج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 11:12 م]ـ
.
إِشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي = قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
يقولها أهل غزة الآن وهم يشاهدون المعدات الأمريكية تتدفق من داخل مصر إلى الحدود مع قطاع غزة , بغية عمل جدار من الحديد الصلب السميك بعمق 30 متراً , لقطع جميع أنواع المساعدات عن المحاصرين في غزة , بعدما استطاع أهل القطاع أن يكسروا الحصار بواسطة عمل شبكة من الأنفاق لجلب الغذاء وما يلزمهم كي يبقون على قيد الحياة ..
قولوا معي:
لعن الله أمريكا والصهاينة ومن تعاون ويتعاون معهم ضد الإسلام والمسلمين , ومن رأى وسمع وأعجبه الأمر.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم يا عزيز ياقيوم ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
إشتدي أزمة تنفرجي = بصباحٍ حرٍّ منبلجِ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 12:06 ص]ـ
.
إِشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي = قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
يقولها أهل غزة الآن وهم يشاهدون المعدات الأمريكية تتدفق من داخل مصر إلى الحدود مع قطاع غزة , بغية عمل جدار من الحديد الصلب السميك بعمق 30 متراً , لقطع جميع أنواع المساعدات عن المحاصرين في غزة , بعدما استطاع أهل القطاع أن يكسروا الحصار بواسطة عمل شبكة من الأنفاق لجلب الغذاء وما يلزمهم كي يبقون على قيد الحياة ..
قولوا معي:
لعن الله أمريكا والصهاينة ومن تعاون ويتعاون معهم ضد الإسلام والمسلمين , ومن رأى وسمع وأعجبه الأمر.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم يا عزيز ياقيوم ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
إشتدي أزمة تنفرجي = بصباحٍ حرٍّ منبلجِ
لعن الله أمريكا والصهاينة ومن تعاون ويتعاون معهم ضد الإسلام والمسلمين , ومن رأى وسمع وأعجبه الأمر.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم يا عزيز ياقيوم ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
آمين اللهم استجب اللهم استجب
كان الله معكم أيها المرابطون الأشداء
أعانكم الله وفعلاً
اشتدي أزمة تنفرجي **** بصباح حر منبلج
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 12:13 ص]ـ
اشتدي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
أزمة: منادى نكرة غير مقصودة لأداة نداء محذوف منصوبة بالفتح
تنفرجي: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 12:48 ص]ـ
اشتدي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
أزمة: منادى نكرة غير مقصودة لأداة نداء محذوف منصوبة بالفتح
تنفرجي: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
بارك الله فيك أختي الكريمة الباحثة عن الحقيقة على هذا الإعراب المفصل رغم أنني أميل إلى أن أزمة منادى مبني على الضم في محل نصب، فالشاعر يخاطب أزمة يعايشها وكل من يتمثل بهذا البيت يخاطب أزمة بعينها.
والله أعلم
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 01:00 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة الباحثة عن الحقيقة على هذا الإعراب المفصل رغم أنني أميل إلى أن أزمة منادى مبني على الضم في محل نصب، فالشاعر يخاطب أزمة يعايشها وكل من يتمثل بهذا البيت يخاطب أزمة بعينها.
والله أعلم
كلامك صائب مئة بالمئة أخي أبا همام وقد أعربتها هكذا في البداية ولكنني ولا أدري لماذا .. أحفظها منذ زمن أزمةًً بتنوين الفتح فعدلتها لتصبح نكرة غير مقصودة لتتماشى مع الشكل وعندما قرأت إجابتك تأكدت أنها فعلاً أزمة بالضم
لتصبح مبني على الضم في محل نصب على النداء والنكرة مقصودة
شكراً على التنبيه
بارك الله فيك
ـ[ابو القعقاع المقدسي]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 04:45 م]ـ
بارك الله فيكم أجمعين
احسن الله لكم ورزقنا فهماً مثل فهمكم وعلمكم.(/)
إهداء إلى أعضاء الفصيح
ـ[أسير الهوى]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 08:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهدي إلى أعزائي أصحاب الفصيح هذه الوصلة وهي عبارة عن موقع يضم بعض القصائد العربية التي تزينت بها لغتنا الحبيبية
http://www.arabicpoems.com/test/fpoeters.html
وصلى الله على وسوله وآله الطيبين الطاهرين
ـ[المستبدة]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 06:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمته وبركاته.
نشكر لك هذا الإهداء الثري ..
تقديري. . .(/)
المبنى والمعنى (م/ع)
ـ[سلاف]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 08:12 ص]ـ
إشارة إلى ما أوردته من ذكر م/ع على الرابط:
وهو باب جميل من أبواب العروض لا يختص بالشعر وحده، رأيت أن أفتح له هنا بابا أستعرض فيه بعض الأبيات على أساسه.
وأثبت هنا شرحا له:
http://www.geocities.com/alarud/82-num-index-lessons.html
http://www.geocities.com/alarud/82-num-index-lessons.html
وساحاول أن أتناول بين الحين والآخر أبياتا على أساسه وأبدأ بالبيت:
وتجلدي للشامتين أريهم = أني لريب الدهر لا أتضعضع
الصدر = و1 - تجلْ 3* - لدي 3 – لشْ 2* - شا 2 – متي 3 – نَ 1 – أري 3 – همو 3
= 1 3* 3 2* 2 3 1 3 3
م*= 2 ........ ع = 5
م/ع = 2/ 5=0.4
العجز = أني لريب الدهر لا أتضعضع
أنْ 2* - ني 2 – لريْ 3* - بدْ 2* - رِ 1 – لا 2 – أَ 1 – تضعْ 3* ضعو 3
= 2* 2 3* 2* 3 1 3* 3
م* = 4 .......... ع = 3
م/ع = 4/ 3=1.3
في الصدر تجمل واصطبار وفي العجز شرح للمعاناة فكان من المنطقي أن يكون مؤشر العجز أعلى من مؤشر الصدر.
ـ[سلاف]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 01:27 م]ـ
ثمة نعديلان انقضت المدة دون إدراجهما
الأول:
إشارة إلى ما أوردته من ذكر م/ع على الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4930
الثاني:
في الصدرذكر للتجمل واصطبار وفي العجز ذكر لريب الدهر فكان من المنطقي أن يكون مؤشر العجز أعلى من مؤشر الصدر.(/)
اغْضَب 000
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 10:07 م]ـ
اغضب. فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب .. فإن الأرض تحني رأسها للغاضبين
اغضب .. فإن الريح تذبح سنبلات القمح ..
تعصف كيفما شاءت .. بغصن الياسمين
اغضب .. ستلقي الأرض بركانا ..
ويغدو صوتك الدامي نشيد المتعبين
اغضب فإن حدائق الزيتون ..
لا تؤوي كلاب الصيد ..
لا تنسي دماء الراحلين
الأرض تحزن حين ترتجف النسور ..
ويحتويها الخوف .. والحزن الدفين
الأرض تحزن حين يسترخي الرجال ..
مع النهاية .. عاجزين
اغضب فإن قوافل الزمن الملوث ..
تحرق الأحلام ..
في عين الصغار الضائعين
اغضب .. فإن العار يسكننا
ويسرق من عيون الناس
لون الفرح ..
يقتل في جوانحنا الحنين
ارفض زمان العهر ..
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين ..
اغضب .. ففي جثث الصغار
سنابل تنمو ... وفي الأحشاء
ينتفض الجنين
اغضب .. فإنك إن ركعت اليوم ..
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب .. فإن الناس حولك نائمون ..
وكاذبون ..
وعاهرون ..
ومنتشون بسكرة العجز المهين
اغضب إذا صليت ..
أو عانقت كعبتك الشريفة ..
مثل كل المؤمنين
اغضب .. فإن الله لا يرضي الهوان لأمة
كانت ــ ورب الناس ــ خير العالمين
فالله لم يخلق شعوبا تستكين
...
اغضب إذا لاحت أمامك ..
صورة الكهان يبتسمون والدنيا خراب
والمدي وطن حزين
ابصق علي الشاشات ..
إن لاحت أمامك صورة المتنطعين
اغضب إذا لملمت وجهك
بين أشلاء الشظايا ..
وانتزعت الحلم كي يبقي ..
علي وجه الرجال الصامدين
اغضب إذا ارتعدت عيونك ..
والدماء السود تجري ..
في مآقي الجائعين
اغضب إذا لاحت أمامك أمة مقهورة
خرجت من التاريخ .. باعت كل شيء ..
كل أرض .. كل عرض .. كل دين
اغضب ولا تترك رفاتك ..
جيفة سوداء كفنها عويل مودعين
جعل من الجسد النحيل قذيفة
ترتج أركان الضلال ..
ويشرق الحق المبين
(فاروق شوشة)(/)
عاجل!!!!! عاجل!!!!!!!
ـ[زيد العمري]ــــــــ[01 - 02 - 2005, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!!!!!!!!
هل منكم من يستطيع أن يشرح لنا المقطع التالي من موشح "جادك الغيث":
في ليال كتمت سر الهوى
بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى
مستقيم السير سعد الأثر
وطر ما فيه من عيب سوى
أنه مر كلمح البصر
حين لذ الأنس شيئا أو كما
هجم الصبح هجوم الحرس
غارت الشهب بنا أو ربما
أثرت فينا عيون النرجس
حبذا لو استعان الشارح منكم بمرجع معتمد يحتج به لما في الأمر من أهمية
لكم شكري!(/)
من يعرف هذه القصيده وفي اي كتاب ومن قائلها
ـ[مراد الحق]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 10:50 م]ـ
الى الأخوه الأعزاء
من يستطيع ان يعرف تكملة هذه القصيده ومن قائلها
استودع الله ببغداد فإن لي قمر فيها
ولكم مني اطيب المنى
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد هذا البيت في قصيدة للشاعر: الوأواء الدمشقي 0
وكذلك في قصيدة للشاعر: ابن زريق البغدادي 0
المصدر (الموسوعة الشعرية)
ـ[العاطفي]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 05:42 ص]ـ
أحسنت أخي (نصرت عبد الستار) البيت للوأواء الدمشقي وهي اربعة ابيات كالتالي:
أستودع الله في بغدا د لي قمرا ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي أن تودعني ... روح الحياة وأني لا أودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى ... وأدمعي مستهلات وأدمعه
وكم تشفع في أن لا أفارقه ... وفي الضرورة حال لا تشفعه
.. ودمتم سالمين
: D العاطفي
ـ[مراد الحق]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 02:16 م]ـ
شاكرا لكما على جهودكما
استودعكم الله(/)
أرملة الشهيد تهدهد طفلها
ـ[نصرت عبد الستار]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 12:07 ص]ـ
أرملة الشهيد تهدهد طفلها: للشاعر هاشم الرفاعي
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
فأصوغها لحناً مقاطعه تَأَجَّج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكاء
وأمد كفي للسماء لأستحث خطى السماء
--------------------------------------------------------------------------------
نم لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك منى وهبت لها الحياة
يا من رأى الدنيا ولكن لم يرَ فيها أباه
--------------------------------------------------------------------------------
ستمر أعوام طوال في الأنين وفي العذاب
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفور الشباب
تأوى إلى أم محطمة مُغَضَّنَةِ الإهاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب
هذا سؤال يا صغيري قد أعد له جواب
--------------------------------------------------------------------------------
فلئن حييت فسوف أسرده عليك
أو مت فانظر من يُسِرُّ به إليك
فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئاً من دماه
--------------------------------------------------------------------------------
غدك الذي كنا نؤَمل أن يصاغ من الورود
نسجوه من نار ومن ظلم تأجج بالحديد
فلكل مولود مكان بين أسراب العبيد
المسلمينَ ظهورهم للسوط في أيدي الجنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجود
--------------------------------------------------------------------------------
فلقد ولدت لكي ترى إذلال أمة
غفلت فعاشت في دياجير الملمة
مات الأبيُّ ولم نسمع بصوت قد بكاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه
--------------------------------------------------------------------------------
أما حكايتنا فمن لون الحكايات القديمة
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمة
الحاكم الجبار والبطش المسلح والجريمة
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمة
--------------------------------------------------------------------------------
الحرُ يعرف ما تريد المحكمة
وقُضاته سلفاً قد ارتشفوا دمه
لا يرتجي دفعاً لبهتان رماه به الطغاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضاة
--------------------------------------------------------------------------------
حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلاله
قد كان يرجو رحمة للناس من جلاده
ما كان يرحمه الإله يخون حب بلاده
لكنه كيد المُذل بجنده وعتاده
المشتهى سفك الدماء على ثرى رواده
--------------------------------------------------------------------------------
كذبوا وقالوا عن بطولته خيانة
وأمامنا التقرير ينطق بالإدانة
هذا الذي قالوه عنه غداً يردد عن سواه
ما دمت تبحث عن أبِيٍّ في البلاد ولا تراه
--------------------------------------------------------------------------------
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبة
كُتبت وقائعها على جدر مضرجة رهيبة
قد شاهدها الطغيان أكفاناً لعزتنا السليبة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبة
والناس في صمت وقد عقدت لسانهم المصيبة
--------------------------------------------------------------------------------
حتى صدى الهمسات غشاه الوهن
لا تنطقوا إن الجدار له أذن
وتخاذلوا والظالمون نعالهم فوق الجباه
كشياه جزار وهل تستنكر الذبح الشياه؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
لا تصغ يا ولدي إلى ما لفقوه ورددوه
من أنهم قاموا إلى الوطن السليب فحرروه
لو كان حقاً ذاك ما جاروا عليه وكبلوه
ولما رموا بالحر في كهف العذاب ليقتلوه
ولما مشوا بالحق في وجه السلاح ليخرسوه
----------------------------------------------------------------------------------
هذا الذي كتبوه مسموم المذاق
لم يبق مسموعاً سوى صوت النفاق
صوت الذين يقدسون الفرد من دون الإله
ويسبحون بحمده ويقدمون له الصلاة
ـ[همم]ــــــــ[18 - 03 - 2005, 11:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[4593]ــــــــ[21 - 02 - 2006, 11:02 م]ـ
جزاك الله كل الخير يا اخي وشكر الله لك ولكن لي ملاحظة
قد شادها (ليس شاهدها) الطغيان اكفانا لعزتنا السليبة(/)
لكم خالص الشكر و التقدير
ـ[مراد الحق]ــــــــ[03 - 02 - 2005, 02:12 م]ـ
شكرا لكم إخواني
ولكم خالص الشكر و التقدير
استودعكم الله(/)
منظومة ** مَطْهَرَةُ القُلُوب **
ـ[الأزدي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 10:10 ص]ـ
منظومةٌ من أعذب المنظومات وأسلسها,
تُطَهر القلوب, وتصف مكارم الأخلاق,
وناظمها شنقيطي, وهي مشهورة بين معاشر الشناقطة الكرام, ومحفوظة عندهم,
وسعيت للحصول عليها بيديّ ورجليّ فلم أظفر,
فلعل أحدهم أو من يعرفهم يقربها لنا بأي طريق,
وله من الله حسن الجزاء والتوفيق.
ومن أبياتها (للتشويق):
وتارك التعليم عاصٍ أبداً ** إن كان تركه بلا عذر بدا
وعذره طريقُ عيش لازمِ ** أو اشتدادُ مرض ملازمِ
وأيضاً:
والبُغضُ -لا في جانبِ العَلِيِّ- ** دواءُهُ الدعاءُ لِلْمَقْلِيِّ ()
-------
() المَقْلِيّ أي: المُبغَض, ويُطلَقُ في زماننا على من اصطلى بزيت حارٍّ وتقلَّب فيه, والمعنيان مُتقاربان!!.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 09:36 م]ـ
كم تدفع؟
ـ[الأزدي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 09:52 م]ـ
جـ/ دوام العهد وحسن الوفاء بني وبينك.
ـ[المستبدة]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 06:33 ص]ـ
سأدفع معه يا ابن هشام ... !
أنتَ فقط أتحفنا .. أتحفك الله بعلمٍ جليل
وتقديرٍ لشخصكم عظيم ... !!
ـ[ابن هشام]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 07:48 ص]ـ
حسناً، أمهلاني حتى أعود للبيت بعد أسبوعين تقريباً إن شاء الله.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 08:40 ص]ـ
ما دامت المسألة فيها دفع فقد أسبق أخانا د. ابن هشام في ذلك:)
أظنها من نظم الشيخ محمد مولود ولد أحمد فال (ت 1324هـ) صاحب (كفاف المبتدي)؟
وهو من قبيلة بني يعقوب.
ومن نظمه:
رَدُّ الأجلاَّءِ على الأجلاَّ ... من الأَبِين والشيوخ دَلاَّ
معَ قبولِ كلٍ واحدٍ نَبِهْ ... له على قبولِهِ أو طَلَبِهّْ
رَدَّ على مالكٍ ابنُ القاسمِ ... وابنُ ابنِ عاصمٍ على ابنِ عاصمِ
وابنُ ابنِ مالكٍ على ابنِ مالكْ ... ولم يَعِبْ صاحبُ نقلِ ذلكْ
كذا الرهونيُّ على رسوخه ... قد أكثر الرد على شيوخه
وذاك عندي أن حقَّ الحقِّ ... مقدًَّمٌ على حقوق الخلقِ
قد يكون هذا شرحًا لها:
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/1656k.jpg
ـ[الأزدي]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 11:45 ص]ـ
يا شخ خالد: العقد بيننا وبين ابن هشام, وقد عرضت سلعتك وهي ثمينة, وتستاهل الثلاثين ريال التي وضعتها في ركن الكتاب:) ,
وحتى يقوم سوق ابن هشام فاعرض وماكس, وأغلِ وأرخص, وراعنا, وأخبرنا في أي مكتبة هو؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 03:29 م]ـ
والله هو ما دام بينكما عقد فأنا أستغفر الله، إذ الخبر: لا يبيع أحدكم على بيع أخيه: mad:
ثم إن السعر بالدينار الكويتي: D
ـ[ابن هشام]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 09:29 ص]ـ
حتى نلتقي إن شاء الله .. أرجو الاطلاع
http://www.chadarat.com/images/b2.gif (http://www.chadarat.com/Loka.htm)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 01:50 ص]ـ
السلام عليكم
وأنا كنت ابحث عن هذا النظم
ويا ليت حصلت عليه!!
لعل الاخوة من الموقع شذرات الشنقيطية يضعوها لنا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 01:51 ص]ـ
كم عدد ابياتها؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[13 - 03 - 2005, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة
لقد سئلت المنظومة أحد الاخوة المورتانيين
وأخبرني ان له شرح لشيخ العلامة محمد الحسن ولد أحمد الخديم اليعقوبي
وهو الذي وضع صورته أخونا خالد الشبل
وهو مبطوع .... فمن رأي هذا الشرح فيلخبرنا كيف نحصل عليه
ونحن بانتظار الاخ ابن هشام
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم
ـ[ابن هشام]ــــــــ[23 - 04 - 2005, 02:47 ص]ـ
والله إني لفي هم من تأخر إنجاز وعدي حتى الآن، ولكن كتبي وأوراقي لم أرتبها بعد، وإلا فالمتن عندي وهو أيضاً مسجل على شريط صوتي فوق ذلك. وقد تذكرت قصة أبي عمرو بن العلاء رحمه الله لمناسبتها لقصتي، حيث ذكر القفطي في ترجمته في إنباه الرواة 4/ 132 قال: «سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها. ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك، فقال له: يا أبا عمرو، وعدتني وعداً فلم تنجزه!
فقال له أبو عمرو: من أولى بالغم؟ أنا أو أنت؟
قال الرجل: أنا.
قال أبو عمرو: لا، بل أنا والله.
قال: وكيف ذلك أصلحك الله!
قال: لأني وعدتك وعداً، فأنت بفرح الوعد، وأنا بهم الإنجاز، وبت ليلتك فرحاً مسروراً، وبت ليلتي مفتكراً مهموماً، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مدلاً، ولقيتك محتشماً!
قال ابن هشام: وأنا أدخل الملتقى محتشماً، لتأخري عن الوفاء بهذا الوعد، ولكن يسر الله إنجازه قريباً بفضله.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 08:19 ص]ـ
ممكن ان تكتب لي خمس أبيات في كل أسبوع
ويكون هذا أسهل عليك
جزاك الله خيرا
نحن في انتظارك ...
ابتسامة
ـ[ابن هشام]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 09:06 ص]ـ
لقد وجدت المنظومة في إحدى خزائني ولكن على شريط صوتي مسجل. ولم أجد المطبوعة بعد، وسأرى كيف أضعها هنا إن شاء الله بالتعاون مع أخي خالد الشبل وفقه الله فهو أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 04:55 م]ـ
وميعاد الكريم عليه دين = فلا تزد الكريم على السلامِ
يذكره سلامك ما عليه = ويغنيك السلام عن الكلامِ
باتت لوعدك عيني غير راقدة = والليل حيُّ الدياجي مثبت السحر
هذا وقد بِتُّ من وعدٍ على ثقةٍ = فكيف لو بِتُ من هجرٍ على حذرِ
تذكر بالرقاع إذا نسينا = ويأبى الله أن تنسى الكرامُ
اشدد يديك بمن بلوت وفاءه = إن الوفاء من الرجال عزيزُ
لا أعرف القائلين.: D
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 11:47 م]ـ
للرفع
يا ابن هشام
نحن في انتظارك
:)
ـ[قريع دهره]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 12:19 ص]ـ
وأنا أيضا أنتظرك يابن هشام
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[22 - 09 - 2005, 10:50 م]ـ
ابتسامة
اين أخونا ابن هشام أرجوا ان يكون علي خير
هل سمع احدكم شيئا عن المنظومة
ـ[ابن هشام]ــــــــ[24 - 09 - 2005, 12:11 م]ـ
السلام عليكم - جميعاً - ورحمة الله وبركاته
منذ وعدتكم بالمنظومة وأنا أبحث عنها، والآن فقط (الساعة العاشرة صباحاً من يوم السبت 20 - 8 - 1426هـ) وجدتها، ولعل هذا بمناسبة إجازة اليوم الوطني:).
سأقوم بتحويلها الآن على الكمبيوتر، واضعها مباشرة على الموقع.
أشكركم جميعاً، وأعتذر لكم.
ابن هشام
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[27 - 09 - 2005, 06:46 ص]ـ
السلام عليكم
يا اخي بارك الله فيك واتاك الله خيرا الدنيا والاخرة
لا تدري كم اخذت هذه منظومة من بالي ولقد بحثت عنها كما يبحث العازب العروسة
والحمد الله لقد حصلت علي عروستي
وسأنتظر لرؤيتها
ولو أرأيتني شيئا من وجها (مقدمة النظم) لكان جميلا
لعلي رؤيتي لوجها يكفيني امدا من الدهر
يا اخي ابن هشام أمزح معك خذ وقتك سنتظر عندما تنتهي منه
ـ[قريع دهره]ــــــــ[01 - 10 - 2005, 01:56 م]ـ
بصراحة شغفتوا قلوبنا لروية هذه المنوظة
((عجّل علينا يابن هشام))
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 11:33 م]ـ
:)
ابتسامة المنتظر
ـ[الهذلي]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 12:16 ص]ـ
وعد الحر دينٌ عليه
وإذا أُحيل أحدكم على ملئٍ فليتبع
على فكره, هل الفعل الثاني "فليتبع" مبني للمجهول؟
وين أهل الحديث؟
ـ[ابن هشام]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 01:57 م]ـ
هذه المنظومة وأرجو أن تكون واضحة، وأشكر أخي العزيز خالد الشبل على مساعدته.
الجزء الأول:
http://www.free-hoster.cc/users/ibnhisham/mathrat-alqlob1.ram
الجزء الثاني:
http://www.free-hoster.cc/users/ibnhisham/mathrat-alqlob2.ram
ـ[3948]ــــــــ[20 - 12 - 2005, 09:05 م]ـ
قد حصل لي الشرف أن أدرس جزء من هذا النظم عند شيخي وحبيبي وقرة عيني الشيخ بومية الشنقيطي الذي درست عليه كثير من الأمور، وهي مسجلة عندي بخط يدي على أحد الكنانيش الخاصة بي في مكان لا يعلمها إلا الله و (أنا). وأتمنى أن أستكمل مع الشيخ بقية الأبيات مع الشرح. لكن الشيخ غاب عنا الآن وغاب معه النور وعشت كاليتيم بعده، كما قالوا عن ابن المبارك:
إذا غاب عبد الله عن مرو ليلةً فقد غاب عنها نورها وضياؤها
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 04:49 م]ـ
الأستاذ الفاضل ابن هشام ..
جزيت خيرًا وبورك فيك ..
ولكن يبدو أن الملفين الصوتيين لا يعملان!
لعل الخلل عندي!
لا أدري!!
أثابك الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 07:36 م]ـ
كذلك لا يعملان عندي. أرجو تنزيلهما مرة ثانية. نرجو المعذرة فقد نثقل عليك , لكن ماذا نفعل فقد شوقتمونا إليها.
جزيت خيرا
ـ[ابن هشام]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 09:08 م]ـ
إن شاء الله أعيد المحاولة ومعذرة.
ـ[ابراهيم]ــــــــ[23 - 12 - 2005, 10:25 م]ـ
بعد إذن ابن هشام
قوموا بالدخول على هذا
http://www.free-hoster.cc/users/ibnhisham/
ثم اختاروا الملف
mathrat-alqlob1.rar 20-Dec-2005 09:51 3.1M
و
mathrat-alqlob2.rm 20-Dec-2005 09:37 3.5M
ثم فكوا الضغط
ـ[ابن هشام]ــــــــ[24 - 12 - 2005, 08:25 ص]ـ
شكراَ أخي إبراهيم.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[26 - 12 - 2005, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
الي استاذ ابن هشام
جزاك الله خير الجزاء
الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد حملت الملفات الصوتية بعد تغيرها الي صيغة mp3 واتمني ان تدعوا لي ان شاء الله
http://www.esnips.com/web/manthoma
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 09:13 ص]ـ
كان هناك علة صلحتها ولكن الان هي بصيغة ريل بلاير
لان ريل اخف من الاخر ويمكنه تحميله اسرع
ولقد كبرت الصوت واستعملت محسنات صوتية
ان شاء لله دعائكم الكريم
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 03:49 ص]ـ
لتحميل النظم مع شرحه لمؤلف
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=87437
ـ[عز ومجد]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 03:36 م]ـ
السلام عليكم(/)
أمراض تفتك بالشعر
ـ[علي ضايحي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 05:04 م]ـ
الامراض تفتك بالشعر
منذ ظهوره على كوكب الارض في الازمنة البعيدة من تاريخ
البشريةحتى اليوم وهو ينتقي ضحاياه بعناية فائقة .. ينحاز
دائما الى الاجساد المنهكة من الرحيل خلف الاحلام البسيطة ..
يستوطن الافئدة المشغوفة بالانسانية النزاعة الى الصفاء
والطهر والحب ..
ونظرا لان مقاييس خياراته دقيقة دائما فانه يبقى ملازما لها طيلة
العمر وتتابع نوباته على هؤلاء الانقياء ليحيل حياتهم الى اوجاع
متواصله وبالرغم من كل ذلك الا انه يبقى مرضا جميلا وهو يمنح
الحياة إشراقا روحيا يجعلها اقل قسوة واكثر بهجة و ألقا من
خلال محصلة نوباته التي تحرض اللغة على الهدير ومكامن اللغة
على التفجر لتنجلي الحالة عن نصوص شعرية اخاذة ..
هذا هو .. (الشعر) ..
وضحاياه دائما هم (الشعراء الحقيقيون) .. علاقتهم به متارجحة
بين الهروب من اوجاعه والاحتفاء بنتائجها لذا تأتي
قصائدهم محملة بالعذاب القادم من اعماق الروح ..
عندما تقرأ قصائدهم يتردد في سمعك انين بكاء كل حرف من
حروفهم حتى تنجذب فطريا الى التماس مع آلامهم بل ان بعض
القصائد تأخذك في رحلة تخيلية لتشاهد الشاعر في مأتم احلامه
المذبوحه وقد تدثر بحزن الارض إتقاء من عواصف النكبات
القادمه ..
في مشهدنا الشعري المعاصر كم من شاعر اصابه مرض الشعر وكم من
شعراء مرضى بالزيف والخديعة اصابوا الشعر بامراضهم الوبائية
المعدية فاصبح عليل الجسد شاحب المظهر .. ؟؟
ونظرا لسطحية هؤلاء الشعراء فإن اغلب امراضهم التي اصابت الشعر
كانت من تلك الامراض الجلدية المنفرة التي لا تميت ولكنها
تشوه المنظر وتبعث على التقزز والنفور .. كالصدفية
والجذام والجرب ..
فمنذ ثورة القصيدة الشعبية قبل ما يقارب عقدين من الزمن بقيت
النصوص الشعرية تجنح نحو التسطيح الباعث على الملل وكأن من
يكتبونها مازالوا في احضان الطفولة فالمفردات متنافرة والصور
مهشمة واللغة منطفئه والفكرة هزيلة والنص مرتبك والمؤسف ان
اصحاب التسطيح اصبحوا سادة الشعر واصبحت قصائدهم هي
المعيار الذي توزن فيه القيمة الفنية للقصيدة المعاصرة فاصبح
الابداع الحقيقي يعيش غربة موحشة تفرض على القصيدة المبهرة
التواري في الزوايا المظلمة مما زاد من ماسأة الشعراء الحقيقين
المصابين بمرض الشعر فاصيبوا بالاحباط والكآبة ..
وحتى نتقصى الاسباب الحقيقة لتهدم واقعنا الشعري الذي جعل
الكثير من الكتاب والمثقفين يجلدون ظهر الشعر الشعبي بسياط
الازدراء والتهكم نجد ان ظهور هذة الاوبئة التي اقعدت الشعر عن
الركض في مدارات الإبداع ناتجة عن تخلخل اجتماعي وإعلامي حدثا
في زمن واحد فكان الضحية الابداع الشعري بنوعية (الشعبي و
الفصيح) وإن كان التهدم ظاهرا في الساحة الشعبية بصورة اكثر
فهذا يرجع الى قانون النسبة والتناسب نظرا لطبيعة الشعر الشعبي
والتصاقة بالمجتمع اكثر من الشعر الفصيح الذي كلما حاول بعض
الشعراء المرتبطين بمجتمعهم شده الى الشارع سارعت الفئة
النخبوية او (التي تدعي ذلك) إلى اقامة متاريس التوهم دون
وصولة الى الارض التي يجب ان يمد جذوره في تربتها ..
هذا هو واقع شعرنا .. الشعبي منه مصاب بأمراض متعددة اغلبها
جلدية سطحية وفصيحه مصاب بوهم النخبوية الزائفة مظهره يشبهنا
وفكره خلف مغيب الشمس حيث (عمومية) الضوابط تمنح كل مشغوف
بالضوء من الالقاب مايريد ..
اعود الى الشعر الشعبي وهو محور هذا الطرح واقول لكل الاخوه
الذين طالبوا بإعدام الشعر الشعبي وعزل جثته من ثقافة
المرحلة: انكم محقون في ذلك لسبب بسيط وهو انكم تستمدون
احكامكم من النصوص البائسة التي تصفعكم بها مطبوعات الشعر
الشعبي كل صباح (الا ما ندر) وتشاهدون احتفائية المتسلقين
والوصوليين بهذة النصوص المترمدة ..
انا لا الومكم وألقاب التبجيل توزع على المتخلفين والبلهاء
لاسباب لا علاقة للشعر الشعبي (الحقيقي) بها.! نعم هذه
مصادركم وهي مصادر خاطئة لذا جاءت احكامكم هي الاخرى خاطئة
اما الحقيقة التي تنصف الشعر الشعبي و شاعره القادر على
اقناعكم فهي مغيبه ويبدو ان غيبتها لن تطول بعد ان اوقفت
(نيقوسيا) عملية غسيل الادب الشعبي والذي يمر الينا
عبر مجلات العبث الشعبي ..
اعتذر عن الاطالة .. للراي الاخر مساحات رحبة من التسامح
ـ[رياض]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:22 م]ـ
لا عجب أن تنساب هذه الفكرة في إطارها الغوي المحكم الرصين من أرض الفكر والثقافة والشعر .... جازان
لله درك .. ننتظر المزيد .. فالسعادة بك كبيرة ... أخي علي.
لكن أتعبتنا في القراء!!: D ... يكفينا أن نجمع الفكرة فلا تشتتها بالعرض (رأي شخصي)
سعيد بمعرفتك.
محبك:
رياض.
ـ[سامح]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 09:23 م]ـ
(انا لا الومكم وألقاب التبجيل توزع
على المتخلفين والبلهاء).
(غثائية) الأدب برمته تبقى مرهونة بعقم
التصفيق لكل ماهب ودب.
الأستاذ /علي ضايحي
شكراً لطرحك الرشيق
و (لا عجب أن تنساب هذه الفكرة في إطارها اللغوي المحكم
الرصين من أرض الفكر والثقافة والشعر .... جازان)
هي إطلالة أتمنى أن أعود مرة أخرى.
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي ضايحي]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 05:10 ص]ـ
الاخوان الكريما ن/ سامح ورياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر لكما هذا الاطراء الجميل وخصوصا في مدينتي الجميلة جازان واتمنى من الله العزيز التواصل فيما بيننا لما فيه فائدة لغتنا الجميلة واعاننا الله عن الدفاع عنها بكل مااوتينا من استطاعة
ولكما تحياتي
اخوكم / علي ضايحي
ـ[المستبدة]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 06:29 ص]ـ
مساحة ... مشمسة .. تصرخ بالحقيقة .. !
الشعر ...
ذاك الطائر الجميل .. الساحر
الذي يجيد التحليق بأرواحنا روحاً روحا ...
كم أشعر بالحنق .. حين ألمس تشويهاً لحقه ..
ونزفاً ألمَّ به .... !
الشعر .. سفير مشاعرنا إلى حيثُ الوجود .. الأرواح ... والبشر ... !
بالطبع .. سيرهقنا أمر ضعفه وهوانه بأيدي جهله ... خونة الأصالة ...
ومع هذا الذي أشعر ...
أرى مساحات فضيّة .. تعبق بالشعر الجميل الرقيق الشامخ ...
فتستكين روحي إلى حتميّة .. حياته ...
تقدير لرائع ما كتبتم .. وشفيف ما أحسستم ....(/)
يا لأيامٍ لنا
ـ[سلاف]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 08:36 م]ـ
ANNABEL LEE by Edgar Allan Poe 1809-1849
http://www.island-of-freedom.com/POE3.HTM
---------------------------------------------------------
It was many and many a year ago,
In a kingdom by the sea,
That a maiden there lived whom you may know
By the name of Annabel Lee;
And this maiden she lived with no other thought
Than to love and be loved by me.
I was a child and she was a child,
In this kingdom by the sea,
But we loved with a love that was more than love,
I and my Annabel Lee;
With a love that the winged seraphs of heaven
Coveted her and me.
And this was the reason that, long ago,
In this kingdom by the sea,
A wind blew out of a cloud, chilling
My beautiful Annabel Lee;
So that her highborn kinsmen came
And bore her away from me,
To shut her up in a sepulchre
In this kingdom by the sea.
The angels, not half so happy in heaven,
Went envying her and me;
Yes, that was the reason (as all men know,
In this kingdom by the sea)
That the wind came out of the cloud by night,
Chilling and killing my Annabel Lee.
But our love it was stronger by far than the love
Of those who were older than we,
Of many far wiser than we;
And neither the angels in heaven above,
Nor the demons down under the sea,
Can ever dissever my soul from the soul
Of the beautiful Annabel Lee.
For the moon never beams,
without bringing me dreams
Of the beautiful Annabel Lee;
And the stars never rise, but I feel the bright eyes
Of the beautiful Annabel Lee;
And so, all the night-tide, I lie down by the side
Of my darling,--my darling,--my life and my bride,
In her sepulchre there by the sea,
In her tomb by the sounding sea.
كالعادة هذه ترجمة للجو العام، تجنبت فيها بعض التعابير التي قد تتعارض مع عقيدتنا واخترت اسما قريبا للاسم الأصلي وميسّرا للقافية والروي.-------
يا لأيامٍ لنا رُحنَ خوالِ
قرب شطّ البحرِ فضّي الرّمالِ
كانت الأحلامُ عندي ظبيةً
شغفت قلبي وتدعى أنّبالِ
ما لغير الحبّ خلنا ذاتنا
قلبها مأوايَ إذ عاشت ببالِ
****
قرب شط البحر طفلينِ معاً
كم بنينا من قصورٍ في الخيالِ
آه كم كان الهوى فوق الهوى
بين قلبي وغرامي أنّبالي
تغبط الأملاك في آفاقها
افُقاً عشنا به أحلى وصالِ
****
قدْ حُسِدنا ذات يومٍ عندما
كشّرت عن نابها بنتُ الليالي
ثمّ غيمٌ ورياحٌ قرُّها
جمّدت قُرّةَ عيني أنّيبالِي
آهِ قد طافَ علينا طائفٌ
ومضى يحملها أيّ احتمالِ
****
قد حُسِدنا لم يكن في سعدنا
أيُّ طيفٍ طاف في جُنحِ الليالي
تعرف الدنيا هنا قِصّتنا
عند شطّ البحر فضّي الرّمالِ
آه من عاصفةٍ في غيمها
أخذت ثأراً لها من أنّبالي
****
يعرف الأملاك في عليائهم
يعرف الشيطانُ في أدنى السّفالِ
لم يكن ما بيننا محضَ هوىً
لم يكن محضَ اتصالٍ أو وِصالِ
ما سوى الخلاقِ في مقدوره
فصلَ روحينا أنا معْ أنّبالي
****
كلّ نجم لاح ليلاً في السما
يحملُ لي ومضةَ عينَيْ أَنّبالي
وهنا أمضي الليالي جنْبها
آهِ يا عِرسي وروحي أنّبالي
إنَ هذا القبر قصرٌ للهوى
وبه أحيا أنا معْ أَنّبالي
ـ[المستبدة]ــــــــ[19 - 03 - 2005, 02:45 م]ـ
راااااائع أستاذنا / سلاف ..
شكراً لهذا الانتقاء ..
ترجمة وافية .. تنم عن أدبٍ وعلم ..
لكن هلّا حدثتني عنها أكثر ...
أعني من أيّ الآداب هي؟
تاريخها .. كاتبها ...
وما لديك عنها ...
أشكرك ثانية .. للانتقاء والترجمة ..
وثالثة لتهذيبها في هذا القالب ...
تحيّة ...(/)
رباعيات
ـ[نسيج وحده]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 09:13 ص]ـ
عفوك اللهم عن عبد فقير
غارق في لجة الذنب الكبير
عفوك اللهم عن عبد أسير
للمعاصي والهوى بئس النصير
إن ربا يقبل التوبة رب
لو أساء العبد تواب قدير
قادر أن يبرأ الجرح الذي
آلم الأنظار منا والصدور
من القول لا المنقول(/)
ضروري وملح: أريد موضوعات علمية , أو مقالات ساخرة
ـ[سامح]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الأحبة هنا .. أن يمدوا صاحبهم بما
وقعت عليه أعينهم
من دراسة نقدية ناضجة أو موضوع لغوي قيِّم ..
أو أي مقال علمي مفيد في مجال اللغة.
وأفضل انتقاءها بدءاً من الفصيح اعترافاً بالفضل ..
ثم بالمواقع الأخرى.
ذاك كان أولاً ..
أما الأخرى فأريد موضوعات ساخرة مما اطلعت
عليه أبصاركم.
وأتمنى أخيراً أن لايُجفى هذا الموضوع ..
فحاجتي ماسة إليه
ولم أشأ أن أكتفي بذوقي في انتقاء المواضيع
فأحببت أن تشاركوني في ذلك.
أرجو من جميع من يقرأ الموضوع أن يعقب
إما سلباً او إيجاباً
لكم التحية أجمع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[العاطفي]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 05:18 ص]ـ
حياك الله وبياك .. على العين والرأس يا مشرفنا الكريم: D ( واحد يدور واسطة: D )..
يا صاحبي لن آلو جهدا - ان شاء الله - في تقديم ما استطيع ولكن حدد لنا المطلوب بشكل واضح .. هل تريد ان ندلك على عناوين وترجع اليها في مظانها .. ام تريد روابط لملفات تحملها على جهازك .. ام ان طلبك يقتصر على موضوعات قصيره قد تُضمّن في مشاركات ومداخلات ...
يسر الله امرك وانالك مرادك وبغيتك.
العاطفي
ـ[سامح]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 08:57 م]ـ
أبشر بالواسطة: D
عقاب لواحد وعشرين خلا سامح والعاطفي
على عدم ردهم وتعقيبهم هنا.
الكريم ابن الكرام / العاطفي
ماطلبته هو لبنة لمجلة صغيرة مختصة باللغة العربية
وحيث إن الموضوعات العلمية تتعذر كثيراً
وكذا المقالات الساخرة
فأحببت الاستعانة بالله ثم بكم
((هل تريد ان ندلك على عناوين وترجع اليها في مظانها .. ام تريد
روابط لملفات تحملها على جهازك .. ام ان طلبك يقتصر على
موضوعات قصيره قد تُضمّن في مشاركات ومداخلات ... )
كلها صالحة ..
يهمني فقط أن تكون واضحة المصدر .. حتى يكون بإمكاني
الوصول للكاتب والاستئذان منه.
وشكر الله لك وأثابك مقدماً
أيها المبدع ..
كن بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سامح]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 03:28 م]ـ
أأصف لكم حالتي
أختنق
لأني أكاد أجزم بأن واحداً منكم لا يخلو جهازه
من موضوعات علمية .. وأعلم أني لم أشترط
لها شروطاً.
الساخرة نعم قد يخلو ولكن ذاكرة تقليب المواقع
ربما تحفظ لأحدها مكاناً في ذاكرتكم.
عموماً
لكم ماتريدون ..
أحبكم رغم جفائكم.
لكم وعليكم عتب وعتب فقط!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 01:29 ص]ـ
مهلا يا أخي
لا تغضب
مع إني أعرف أنك لست ممن يغضب من الفصيح
ولا الفصيح يمكن أن يجفوك
هل يناسبك مثل هذا المقال؟ يمكنك نشره حيث تريد مع اسم صاحبه، واسم الجمعية
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=5546
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?threadid=5547
هل للمقالات الساخرة مضمون معين أو مفتوحة؟
عندي مقالات أخرى للدكتور فهمي هويدي ... ومقالات حول تجربة الدكتور الدنان في تعليم الفصحى ... أؤمر تجدها بين يديك في أروقة الفصيح
ـ[سامح]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 11:01 م]ـ
أهلاً بالأستاذة أنوار الأمل
استبشرت كثيراً حينما وجدت اسمك في الموضوع لعلمي اليقيني
بأنك سابقة إلى النفع وتقديم مايفيد وينفع.
أشكرك على ماأدرجت وهي مقالات مفيدة ومثمرة
ولكن النقل من كتب غير محبذ في المجلة ومستبعد أيضاً
من آليات تنفيذها.
مقالات الهويدي .. والدنان
إن كانت خارج نطاق الكتب فأنا بحاجة إليها.
أحببت مادمت موجودة هنا استئذانك في الاستفادة من موضوعك
في العربي العام والذي طرح أخطاءً شائعة في بعض الاستعمالات
اللغوية مع نسبتها للفصيح.
وهي فرصة لنشر الفصيح .. ونقل فائدته .. وبعض نقاشاته
إلى محبي العربية ممن لايتعاملون مع الشبكة.
(هل للمقالات الساخرة مضمون معين أو مفتوحة؟)
بل مفتوحة ..
شكراً لك أستاذتي الكريمة ..
وثقي بأني لم أغضب .. فكما قلت لست ممن يغضب على الفصيح
لك التحية .. والسلام.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 11:40 م]ـ
ما الفرق أخي الكريم بين مقال من كتاب أو من مجلة أو من موقع؟
معظم المنشور في المواقع أصله من الكتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ومقالات الهويدي رأيتها في موقع الصحيفة في الشبكة، وهي أيضا من محتويات الكتاب الخاص بالجمعية
أما مقال الدنان فقد أخذته من الشبكة فقط ولم أجده في كتب (إلى الآن)
يمكنك أن تأخذ ما تشاء مما أدرجت في الفصيح أو غيره
ولي مقال بعنوان (لغتنا هويتنا) إن طالعته، وثمة تصحيحات أخرى في موقع نبض العربية
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 11:42 م]ـ
الحمد لله القائل: {خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ} (الرحمن: 3 - 4).
وتعليم الإنسان البيان من آيات الله الباهرة. قال القرطبي: «البيان الكلام والفهم، وهو ما فضل به الإنسان على سائر الحيوان».
وقال السدي: «علَّم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به»، «وقيل علَّمه اللغات كلها».
وقال الشنقيطي: «التحقيق فيه أن المراد بالبيان الإفصاح عما في الضمير». ويقول سيد قطب: «إننا نرى الإنسان ينطق ويعبِّر ويبين، ويتجاوب مع الآخرين، فننسى بطول الألفة عظمة هذه الهبة، وضخامة هذه الخارقة، فيردنا القرآن إليها ويوقظنا لتدبرها في مواضع شتى».
كيف يكون البيان؟ وكيف يتعلم الطفل اللغة التي يعرب بها عما في ضميره؟
جهاز اكتشاف قواعد اللغة:
تشير الدراسات العلمية المبنية على الملاحظة والتحليل أن الله زود الطفل من جملة ما زوده به بالقدرة على اكتشاف قواعد اللغة التي يتعرض لها باستمرار، ويسمي العلماء جزء الدماغ المسؤول عن هذه العملية: جهاز اكتشاف اللغة ( LAD ) Language Acquidition Device ،
فيقوم هذا الجهاز بهداية الله له باكتشاف قواعد اللغة من جملة المفردات والتراكيب التي تعرض عليه، وقد يخطئ القاعدة في البداية لقلة الأمثلة والعينات، ولكنه ما يلبث أن يراجع نفسه ويعدل القاعدة حتى يتقن اللغة تماماً فيكاد ألاَّ يخطئ فيها؛ وهذا ملاحظ في الأطفال؛
فتجد الطفل مثلاً وقد طرق سمعه كلمات الجمع مثل: نائمين، قاعدين، فيقول: رجّالين جمع رجّال (رجل بالعامية) وكَلْبين جمع كلب. وأمثلة هذا معلومة لدى الأبوين، ويتخذون منها مادة للتفكه والتندر. ومع زيادة الأمثلة، وتكرار السماع، يصحح الطفل هذه الأخطاء من تلقاء نفسه حتى يصل إلى رتبة الإتقان.
والطفل حين يتقن اللغة لا يدرك قواعدها؛ بل هذا الأمر صحيح في حق الكبير أيضاً. ولنأخذ على ذلك مثالاً من العامية الشامية:
يقول أهل الشام: خزانِة، وبوابِة، ورمانِة. بكسر ما قبل التاء المربوطة؛ ولكنهم يقولون: تفاحَة ومطاطَة بالفتح. ولا يمكن أن يخلطوا بينهما فيقولون تفاحِة مثلاً، بل إذا قال الرجل ذلك علم أنه يحاول تقليد اللهجة الشامية وينفضح أمره!
لا شك أن وراء هذه الطريقة في النطق قاعدة لغوية؛ فما هي؟ ربما لم يخطر لكثير من الناس أن يبحثوا عن القاعدة، ولكنهم غير محتاجين لذلك؛ فإنهم ينطقون بها صحيحة حسب لهجتهم بالسليقة كما يقول العامية أو لأن جهاز اكتشاف اللغة ( LAD ) قد أراحهم من ذلك! كما يقول العلماء.
وكل موهبة ذهنية أو جسدية وهبها الله للإنسان جعل لها دورة حياة، تنشأ وتقوى، ثم تبلغ ذروتها وأوجها، ثم تضمحل وتموت؛ فما هي دورة حياة جهاز اكتشاف اللغة ( LAD ) ؟
يقول العلماء إنها تبدأ مع خلق الإنسان، وتبلغ ذروتها في سني حياته الأولى، وتبدأ بالضمور والاضمحلال بعد سن السادسة، لتموت قريباً من سن البلوغ! وقد أيدوا هذه النظرية بالدراسات العلمية، والكشوفات الطبية والاستقراء الدقيق. وهذا يعني أن السن المثلى التي يكتشف فيها الإنسان قواعد اللغة التي يسمعها حوله عندما يكون طفلاً دون السادسة، وأنه بعد ذلك إن لم يكن قد أتقن قواعد اللغة يحتاج إلى من يلقنه ويعلمه إياها؛ إذ لا يكون قادراً على اكتشافها بنفسه، كما أنه في الغالب لن يستطيع أن يصل إلى درجة الإتقان التي يبلغها من اكتشف قواعد اللغة في السن التي يكون مهيأ لها (وهذا يدل على الموهبة الخارقة لجهاز اكتشاف قواعد اللغة الرباني).
والجدير بالذكر أن هذا الجهاز لا تنحصر قدرته على اكتشاف لغة واحدة، بل يمكنه أن يكتشف قواعد عدة لغات، وبنفس الدرجة من الإتقان، إذا تيسر له القدر الكافي من السماع والممارسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لاحظنا هذا الأمر بجلاء في الطفل الذي ينشأ لأب عربي وأم إنجليزية مثلاً، وقد التزم الأب الحديث باللغة العربية في بيته فينشأ الطفل متقناً للعربية/ العامية لغة أبيه، والإنجليزية لغة أمه، بطلاقة تامة.
المأساة: وهنا تظهر مأساة الطفل العربي المعاصر، إنه في سني حياته الأولى يتعرض للعامية، فيتعرف على مفرداتها، ويتقن تراكيبها وقواعدها، حتى إذا ذهب إلى المدرسة وجد أن عليه أن يطلب المعرفة بغير اللغة التي يتقنها. واللغات العامية والتي اصطلح على تسميتها لهجات مختلفة إلى حد كبير عن اللغة الفصحى في المفردات والتراكيب والقواعد.
أما الاختلاف في الألفاظ والمفردات فأشهر من أن يمثل له، وأما الاختلاف في القواعد والتراكيب فإن الفارق أكبر بكثير مما يظنه الإنسان للوهلة الأولى، وهذه
بعض الأمثلة: في العامية يستخدم الطفل (اللي) كاسم موصول للمفرد والمثنى والجمع مذكراً كان أو مؤنثاً، بينما تقابله في الفصحى ثمانية صيغ: الذي، التي، اللذان، اللتان، اللذَين، اللتَين، الذين واللاتي أو اللواتي.
وقد تعلم أن يقول: (كتابَك، قلمَك، رأسَك) بفتح الحرف الأخير قبل الضمير للدلالة على المذكر، وكسره (كتابِك، قلمِك، رأسِك) للدلالة على المؤنث، ثم نعلمه في الفصحى أن ذلك الحرف لا دلالة له على التذكير والتأنيث؛ وإنما يظهر ذلك في حركة الضمير المتصل.
فعندما يُطلب من طفل المرحلة الابتدائية أن يقرأ جملة بسيطة نحو: «جلست الفتاة قرب النافذة» تجده يتهجؤها تهجئة؛ لأن المفردات ليست من مخزونه، وإنما يألف الحروف فقط فيقرؤها حرفاً حرفاً؛ فإذا مللنا من بطئه في القراءة نهرناه وقلنا له: «ما لك يا غبي، إنما نعني: قعدت البنت جنب الشباك»، هكذا نترجمها له إلى العامية!
والحقيقة أن الطفل مسكين، ومعرفته بالحروف الأبجدية ليست كافية للانطلاق في القراءة. إن الكبير حين يقرأ لا يعتمد على تهجئة الكلمة، وإنما يستعين بمخزونه من الكلمات والتراكيب، فيقرأ بسرعة. أعط رجلاً كبيراً نصاً فارسياً أو باكستانياً مكتوباً بالحروف العربية، فماذا يصنع؟ إنه يهجئها حرفاً حرفاً كالصغير تماماً.
ونتج عن هذه المأساة أمران:
1 - عزوف الطفل عن القراءة؛ فإنها تكلفه مجهوداً شاقاً، ولا يفهم كل ما يقرأ، فلا يستمتع بها، والنتيجة ألا يُقبِل على القراءة إلا مضطراً كاستذكار لامتحان أو نحوه، ويصبح هناك نوع من العداء بين الطفل ثم الشاب والكتاب.
2 - صعوبة التحصيل المعرفي والعلمي؛ لأن الطفل غير متمكن من أداته، وهي اللغة الفصحى.
ولتعويض هذا النقص قام التربويون وواضعو المناهج في الدول العربية بحشد عدد كبير من حصص قواعد اللغة العربية وما يتعلق بها في جميع المراحل الدراسية، ولكن النتيجة أن هذه الحصص جميعاً لم تصل بخريج المدرسة الثانوية إلى مرتبة الإتقان.
وقد عقد بعض المختصين مقارنة مفيدة بين عدد حصص اللغة العربية وما يتعلق بها في بعض الدول العربية، من الصف الأول المتوسط وحتى الثالث الثانوي، وبين عدد حصص اللغة الإنجليزية (ليس هناك فصيح وعامي في الإنجليزية) في بريطانيا في الفترة ذاتها؛ فوجد أن عددها في الدول العربية يتراوح بين 1050 و1250 حصة؛ بينما لا يزيد عددها عن 580 حصة في بريطانيا؛ وبإجراء حسابات مباشرة يتبين أن الفارق يتمثل بما يعادل ثلاث ساعات أسبوعياً، على مدى ست سنوات. هذه الساعات الثلاث يقضيها الطفل العربي في تعلم قواعد لغته والتعرف على مبادئها؛ بينما تتاح للطفل الإنجليزي الفرصة لاستثمارها في دراسة موضوعات أخرى.
وبالإضافة إلى الفارق البيِّن في عدد الحصص هناك فارق جوهري في طبيعة المادة المعطاة؛ فبينما يقضي الطفل العربي معظم الحصص في تعلم القواعد والنحو والإعراب فإن الطفل الإنجليزي يقضيها في تحليل النصوص، واستخلاص الأفكار الأساسية وأساليب التعبير وغيرها.
فلا غرابة إذن أن تكون فرص الطفل الإنجليزي للإبداع أكبر من فرص قرينه العربي، وأن نجد في العرب عموماً عزوفاً عن القراءة؛ بينما الأوروبيون والأمريكان يقرؤون في كل مكان (الحافلة، القطار، الطائرة)، وتجارة الروايات لديهم مزدهرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحل: الحل يكمن في أن يتقن أطفالنا الفصحى قبل دخول المدرسة بالإضافة إلى العامية؛ كيلا يكون موضع استغراب في المجتمع ولكن كيف يتم ذلك وقد تأصلت العامية في المجتمعات العربية؟ الجواب أنه لا بد أن نعرِّض الطفل في سني عمره الأولى لساعات طويلة من ممارسة الفصحى سماعاً وتحدثاً. والوضع الأمثل في ذلك أن يلتزم أحد الأبوين ولعل الأب هو الأنسب الحديث مع الطفل بالفصحى منذ ولادته، وستُدهش حين تسمع الطفل يحدث والده بالفصحى منذ أن ينطق! وإذا بدئ مع الطفل في سن متأخرة نسبياً بعد الرابعة مثلاً فقد يجد الطفل بعض الصعوبة في البداية، ولكن بالمواظبة والتوجيه والتصحيح من جانب الوالد، سرعان ما يألف الطفل ذلك. فإذا قال الطفل: (يلاَّ نروح) قال له أبوه: (هيَّا نذهب) وهكذا. وقد جربت هذه الطريقة حتى مع أطفال في سن الخامسة فكانت النتيجة مدهشة.
ولكن في كثير من بيوت العرب اليوم لا يحسن أي من الأبوين الفصحى. وهنا يأتي الحل البديل: روضات الفصحى، وذلك بأن ينشئ الفضلاء الغيورون، والتربويون الصادقون، روضات تتلقف الطفل من سن الثالثة، ويكون الحديث داخل أسوار الروضة بالفصحى تماماً، ويختار المدرسات المؤهلات لذلك، ويتم تدريبهن تدريباً جيداً.
وهذا الحل مجرب أيضاً، وقد أثبت نجاحاً باهراً [2]. بحث ذو مغزى:
مدرِّسة أمريكية تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها. وقد لاحظت أن الأطفال العرب بالذات يفرُّون من القراءة بشكل ملحوظ مقارنة بأقرانهم من الأعراق الأخرى، وقد لمست نفس الملاحظة عند زملائها من المدرسين الآخرين. ولما أعياها البحث عن سبب ذلك توجهت بالسؤال الآتي من خلال شبكة الإنترنت:
Please help me to answer this question : why arabs do not like to read ?
وترجمته: لماذا لا يحب العرب القراءة؟
وقد قام أحد الفضلاء بإجابتها عن تساؤلها؛ حيث شرح لها الفصام الذي يعيشه الطفل العربي بين العامية والفصحى، ثم أحالها على تجربة روضة الأزهار العربية.
وقد اهتمت بالموضوع أيما اهتمام، إلى الحد الذي عزمت فيه أن تعد رسالة ماجستير بعنوان: «أثر تعليم الفصحى قبل السادسة عند العرب على التحصيل الدراسي».
وفعلاً قامت بزيارة الروضة في دمشق، ومكثت عدة أشهر، تقابل الأطفال، وتدرس أوضاعهم، كما تتبعت جميع الأطفال الذين تخرجوا من الروضة والتحقوا بالمدارس العامة، ودرست أداءهم وتحصيلهم، وعقدت مقابلات مع أساتذتهم وأولياء أمورهم، ثم توصلت إلى أن معدل التحصيل الدراسي لهؤلاء الأطفال أفضل بكثير من معدل التحصيل الدراسي لأقرانهم، وفي جميع المواد الدراسية.
وأخيراً: فهناك مكسب ثمين من وراء تعويد أطفالنا على الفصحى في سن مبكرة يفوق كل ما سبق؛ وهو تقريبهم إلى تذوق كتاب الله، واستشعار حلاوته، واستسهال حفظه ومراجعته.
_______________________
هذا المقال تلخيص لحديث الدكتور عبد الله الدنان، والدكتور الدنان رائد فكرة تعليم الأطفال الفصحى قبل سن السادسة.
منقول من موقع صيد الفوائد ـ قسم تربية الأبناء
ـ[سامح]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً بالأستاذة أنوار الأمل مرة أخرى
(ما الفرق أخي الكريم بين مقال من كتاب أو من مجلة أو من موقع؟
معظم المنشور في المواقع أصله من الكتب)
ثمة فروق ..
يهمني أن لاتكون المقالات منشورة في صفحات مطبوعة
وضعنا زاوية لكتب التراث
وأخرى لإشارات صغيرة نقتطفها
أما أن يعرض مقال كامل من كتاب فلاأجده مستساغاً
رأي أجمع عليه فريق العمل في المجلة.
مقال الدكتور الدنان رائع رائع رائع
فعلاً علينا أن ندرك أهمية تعليم الفصحى لأطفالنا
فنفعل ذلك في حياتنا العملية.
أشكرك شكراً وافراً وسأظل ممتناً وغير مستغنِ
عن غيث آخر.
وفقك الله وزادك علماً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
فائدة في: الاستشهاد بكلام المُتقدمين والمولدين
ـ[الأزدي]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 11:56 ص]ـ
قال ابن رُشيق في العمدة (ص:236):
(قال أبو الفتح عثمان بن جِنّي:
" الموَلَّدُون يُستَشهَدُ بهم في المعاني,
كما يُستَشهَدُ بالقُدماء في الألفاظ ",
والذي ذكره أبو الفتح صحيحٌ بَيِّن).
فهل من دعوة صالحة؟
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 01:16 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أبو محمد
رحم الله والديك وأصلح لك أمرك كله ......
ـ[قريع دهره]ــــــــ[17 - 02 - 2005, 02:23 ص]ـ
الشاعر ابن هرمة .. هو آخر الشعراء الذين يعتدون بكلامه .. وهو من عصر المولدين
وهو شاعر عالي الطبقة
ولكن عندي سؤال
هل المتنبي وأبوتمام والبحتري .. من طبقة المولدين؟؟
وهل يؤخذون بكلامهم والفاظهم في الاستشهادات الشعرية؟ .. مع أني رأيت بعض الكتب تستشهد بكلامهم؟؟
من الشاطر اللي يجاوب على استفساري؟
ـ[الأزدي]ــــــــ[17 - 02 - 2005, 09:15 م]ـ
عزيزي قريع دهره
سأُجِيب على بعض استفسارك حتى لا أكون شاطراً!:
جوَّز الزمخشري الاستشهاد بشعر أبي تمام مع تأخره, وقال:
(وهو وإن كان مُحدَثَاً لا يُستَشهَدُ بقوله في اللغة,
فهو من علماء العربية,
فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه,
ألا ترى إلى قول العلماء:
الدليل عليه بيت الحماسة.
فيقتنعون بذلك؛ لوثوقهم بروايته وإتقانه).
الكشاف 1/ 93,
وينظر: في اللغة والأدب, للطناحي 2/ 604.(/)
طلب مساعدة
ـ[1835]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 12:13 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضوة جديدة بينكم
أستهل قدومي بطلب وأطمع في كرمكم
رغبة مني بتلبة إحدى الغاليات على قلبي فقد أتيتكم بطلبها عند وقوفي عاجزة أمامه
آملةً أن أجد لديكم الجواب
والطلب هو:
قصة مثل
أي السبب الذي قيل فيه هذا المثل (أو بالأصح مجموعة أمثال)
وهذه الأمثال هي:
جارك القريب ولا اخوك البعيد
اذا رجعت من سفر قدم لأهلك ولو حجر
ادخلو البيوت من ابوابها
اصبر عالحصرم تا يصير عنب
الي بيته من زجاج ما يرمي الناس بحجارة
ان جار عليك الزمان ميل عذراعك
وجع رجليك ولا توجع راسك
يضع سره في اضعف خلقه
مش كل مرة بتسلم الجره
أرجو الرد على هذا الطلب بأسرع وقت ممكن
وجزاكم الله خيراً
ـ[رياض]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 02:39 م]ـ
السلا عليكم ورحمةالله وبركاته ...
أهلا بك ومرحبا ...
تحفل المكتبة العربية بمصنفات أهتمت على وجه الخصوص بأمثال العرب يمكنك الإفادة منها، وهي كتب مطبوعة أحدها في مجلدين وهو (المستصفى من أمثال العرب) للزمخشري، والآخر في مجلد واحد وهو (مجمع الأمثال) للميداني.
أرجو أن أكون قد أفدتك بالعموم.
أما على وجه الخصوص بالأمثال السالفة الذكر .. فستجد من يسعفك في الفترة المسائية. هذا عهدي بمشرفي وأعضاء هذا المنتدى.
محبكم:
رياض.
ـ[العاطفي]ــــــــ[07 - 02 - 2005, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من قراءتي الأولى لها الموضوع لفت نظري المثل الذي يقول (اذا رجعت من سفر قدم لأهلك ولو حجر) وقد مرّعلي هذا بنصه في سلسلة الإحاديث الضعيفة والموضوعة .. فهو حديث موضوع وليس مثلا والله أعلم وبإمكانك العودة الى سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ...
كانت هذه إطلالة سريعة ولي عودة إن شاء الله إن وجدت شيئا آخر يفيدك ..
العاطفي
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 01:24 ص]ـ
لقد كتبنا في كل صفحة تمر بها أثناء تسجيلك تنبيها على وجوب التزام العربية في المعرفات.
هداك الله
سيتم تغيير معرفك إلى رقم تسجيلك
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 08:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة، أهلاً بك في الفصيح العربي، وأرجو - فضلاً - مراسلة الإدارة لاختيار اسم عربي، يناسب منتدى يعنى باللغة العربية.
وفقكِ الله لكل خير.
ـ[بحر الغموض]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم
معي كتاب اسمه (حكايات الامثال)
لمؤلفه ابراهيم البشمي
من اصدار الايام للصحافه والطباعه والنشر
لكن للاسف لم اجد ما تبحثين عنه من امثال
لكن ان ادرتي غيرها فموجودة في هذا الكتاب
ـ[1835]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 02:09 م]ـ
أعتذر عمّا بدر مني من تجاهل لقوانين المنتدى ولكنه خطأ غير مقصود
وأشكر كل من مد لي يد المساعدة
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن متابعة الأعضاء والمسؤولين للمنتدى
بارك الله فيكم
سأراسل الإدارة قريباً إن شاء الله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 02 - 2005, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
سننتظر رسالتك.(/)
إسماعيل الرمز في:قنديل أم هاشم؟؟؟؟؟
ـ[زيد العمري]ــــــــ[08 - 02 - 2005, 05:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!!
هل يمكننا تحميل غياب إسماعيل في رواية: قنديل أم هاشم، لمدة سبع سنوات،
معنى المعراج للسموات السبع؟؟
أي كأني به عرج به وعاد "نبيا" مخلصا لقومه؟؟(/)
خطبة عثمان رضي الله عنه
ـ[اللغوي المجدد]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود من أحد الإخوة أن يبحث لي عن خطبة للخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه
هذه الخطبة وجدت جزءًا منها في كتاب لمستشرق إنجليزي وفيها بعض الأخطاء الأسلوبية. حقيقة لا أعرف من الخطبة الإ ما وجدت في ذلك الكتاب، ومنها:
" إنكم في دار قلعة، وفي بقية أعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه ... ألا وإن الدنيا طويت على الغرور "
أرجو المساعدة، جزيتم خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
ألقاب الشعراء
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 07:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الكريم الكرمي
أبو سلمى
محمد مهدي الجواهري
أبو الفرات
بشارة الخوري
الأخطل الصغير
أحمد شوقي
أمير الشعراء
ملك حفني ناصف
باحثة البادية
يعقوب العودات
البدوي الملثم
محمد سليمان الأحمد
بدوي الجبل
عائشة عبد الرحمن
بنت الشاطيء
فدوى طوقان
خنساء القرن العشرين
أحمد فتحي
شاعر الإذاعة
شبلي الملاط
شاعر الأرز
أحمد شوقي
شاعر الأمير
محمد عبد الغني حسن
شاعر الأهرام
إبراهيم طوقان
شاعر الجامعة
علي محمود طه
شاعر الجندول
أبو القاسم الشابي
شاعر الخضراء
رشيد أيوب
الشاعر الدرويش
أمين نخلة
شاعر زحلة
محمود سامي البارودي
شاعر السيف والقلم
أحمد رامي
شاعر الشباب
عادل الغضبان
شاعر الشباب
أكرم أحمد
شاعر الشباب
فوزي المعلوف
شاعر الطيارة
شفيق المعلوف
شاعر عبقر
رشيد سليم الخوري
الشاعر القروي
خليل مطران
شاعر القطرين
أحمد فتحي
شاعر الكرنك
رياض المعلوف
شاعر الكوخ الأخضر
عبد الله الفيصل
الشاعر المحروم
قيصر سليم الخوري
الشاعر المدني
نزار قباني
شاعر المرأة
حافظ إبراهيم
شاعر النيل
بشارة الخوري
شاعر الهوى والشباب
مارون عبود
شيخ النقاد العرب
أحمد فارس الشدياق
صقر لبنان
نازك الملائكة
عاشقة الليل
أمين الريحاني
فيلسوف الفريكة
علي محمود طه
الملاح التائة
ميخائيل نعيمة
ناسك الشخروب
ـ[سراب]ــــــــ[11 - 03 - 2005, 12:06 م]ـ
جميل ..
أٌكرمت ..(/)
فنون المسرح الشعبية؟؟؟؟
ـ[أميرة الحزن]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 01:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتوا أريد مساعدتكم أريد موضوع متكامل عن فنون المسرح الشعبية خيال الظل وصندوق الدنيا والارجوز واتمنى منكم مساعدتي بسرعة ارجوكم.
وجزاكم الله خيراً ........ ;)
ـ[سامح]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 11:53 م]ـ
ابحثي في محرك البحث ( googl.com (
علك تجدين هناك مايفيدك.
لك التحية ..(/)
من حكمة الشعر
ـ[أبوحفص]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 07:32 م]ـ
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
******************************************
وإذا ما أصاب بنيان قومٍ وهي خلق فإنه وهي أس
******************************************
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
******************************************
بالعلم والمال يبني الناس ملكهمو لم يُبْنَ ملك على جهل وإقلال
******************************************
وإذا الشيخ قال أف فما مل حياة وإنما الضعف ملا
آلة العيش صحة وشباب فإذا وليا عن المرء ولى
******************************************
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
******************************************
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟؟
******************************************
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي ديناً
ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا
******************************************
على الأخلاق خطوا المجد وابنوا فليس وراءها للعز ركن
******************************************
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
******************************************
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
******************************************
وليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خراباً
******************************************
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
******************************************
ـ[باوزير]ــــــــ[12 - 05 - 2005, 02:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا موضوع جدير بالاهتمام
ألا وهو (الحكمة في الشعر) فإنها مؤثرة ومحببة إلى النفوس
وأرجو من الإخوة المشاركو بما لديهم من الحكم الشعرية التي قالها الشعراء القدامى
وأنا أشاركك بهذه المشاركات البسيطة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الأمر أهون من بعض
،،،،،،،،،،،
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
،،،،،،،
إذا تم شيء بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم.
،،،،،،،
إذا كنت في كل الأمور معاتبا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه.
،،،،
إذا محاسنيَ اللاتي أتيت بها ... غدت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر
،،،،
بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد
،،،،
بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا ... وإن عدتمُ ثنّيت والعَودُ أحمد
،،،،
تعشقتها شمطاء شاب وليدها ... وللناس فيما يعشقون مذاهب
،،،،
رأيت الحلم دل علي قومي ... وقد يتجهل الرجل الحليم
،،،
رضيت ببعض الذل خوف جميعه ... كذلك بعض الذل أهون من بعض
،،،،،،،،،،
لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... لقد سرني أني خطرت ببالك
ـ[المستبدة]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 12:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وددتُ لو نثرتُ بين أياديكم ديوان أحمد ..
فما تقلب صفحة فيه إلا تمنيت أن تصدح
بها في عالمنا هذا الذي نعيش!
فلله درّ الأفذاذ الحكماء الأحياء منهم والأموت.
تقديري
ـ[فادية]ــــــــ[13 - 05 - 2005, 08:41 م]ـ
حبذا لو ضبطت أواخر الأبيات؛ ليظهر جمال أبعاد المعنى.(/)
وميض من الحرم
ـ[أبوحفص]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 08:03 م]ـ
قال فضيلة الشيخ الدكتور: سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم - حفظه الله ورعاه -:
" إن من العناء - عباد الله - أن يجمع المرء ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ثم يخرج إلى الله لا مالاً حمل، ولا بناءً نقل، فسبحان الله، ما أغر سرور الدنيا، وأظمأ ريها، وأضحى فيئها، فلا جاء يرد، ولا ماض يرد ..
إنه ليس شيء بشر من الشر إلا عقابه، وليس شيء بخير من الخير إلا ثوابه، واعلموا يرعاكم الله أن ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خير مما نقص من الآخرة، وزاد في الدنيا، فكم من منقوص رابح، وكم من مزيد خاسر .. ألا وإن الذي أمرتم به أوسع من الذي نهيتم عنه، وما أحل لكم أكثر مما حرم عليكم، فذروا ما قل لما كثر، وما ضاق لما اتسع .. "(/)
ساعدوني أرجوكم!!
ـ[أبوحفص]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 08:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت بعض الأبيات في إحدى المجلات لصفي الدين الحلي وهو يرد على بعض من انتقد شعره، وأشكل علي معناها، فهل منكم من يساعدني في بيان معانيها الأدبية والبلاغية وضبطها بالشكل -إن أمكن-؟؟ وحبذا لو ساعدتني الأخت: سمط اللآلئ -حفظها الله - حيث وددت أن أنهل من علمها وغزارة فقهها اللغوي , وجزاكم الله خيراً
إنما الحيزبون والدرد بيس = والطحا والنقاخ والعطلبيس
والسبنتي والحقص والهيق = والهجرس والطرقسان والعسطوس
لغة تنفر المسامع منها = حين تروى وتشمئز النفوس
وقبيح أن يذكر النافر الوحـ = شي منها ويترك المانوس
أين قولي هذا كثيب قديم = ومقالي عقنقل قدموس
أتراني إن قلت للحب يا علـ = ق درى أنه العزيز النفيس
أو إذا قلت للقيام جلوس=علم الناس ما يكون الجلوس
خل للأصمعي حوب الفيافي = في نشاف تجف فيه الرؤوس
وسؤال الأعراب عن صيغة اللفـ = ظ إذا أشكلت عليه الأسوس
درست تلكم اللغات وأمسى = مذهب الناس ما يقول الرئيس
إنما هذه القلوب جديد = ولذيذ الألفاظ مغناطيس
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[16 - 02 - 2005, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق أن نقلت بعض هذه الأبيات في منتدى " النقد والأدب المقارن "، وكان المرجع الذي نقلت منه هو كتاب " المعاني في ضوء أساليب القرآن الكريم " للدكتور عبد الفتاح لاشين. وقد ذكر المؤلف في هامش الكتاب معاني بعض المفردات الواردة في الأبيات المذكورة، وسأنقلها لك - أخي الكريم -:
الحيزبون: العجوز.
الدَّردبيس: العجوز الداهية.
الطَّخاء – بوزن السماء -: السحاب المرتفع.
النُّقاخ: الماء البارد.
العَلْطبيس: الأملس البراق.
عقَنْقَل: الكثيب المتراكم.
قُدْموس: قديم.
أما بقية المفردات فيمكنك الرجوع – أخي الفاضل – إلى معاجم اللغة – كالقاموس واللسان – لمعرفة معانيها.
والشاعر في هذه الأبيات يذم التقعر في استخدام الألفاظ، ويشير إلى أن الألفاظ الغريبة تنفر منها المسامع، وتشمئز منها النفوس، وفسر ذلك بقوله:
إنما هذه القلوب حديد * ولذيذ الألفاظ مغناطيس
فالقلوب تميل إلى سماع الألفاظ السهلة، العذبة، الواضحة.
وقد ذكر البلاغيون أن من العيوب التي تخلّ بفصاحة الكلمة: الغرابة، وهي أن تكون الكلمة غير ظاهرة الدلالة على المعنى المراد – كما هو ظاهر في الكلمات التي مثل بها الشاعر في أبياته، والتي لا نتبين معناها ما لم نرجع إلى معاجم اللغة، وننقب في قواميسها -.
هذا هو المعنى الإجمالي للأبيات، والله تعالى أعلم.
وختاما، أقول:
كم أخذتني الدهشة حين قرأت إطراءك – أخي الكريم – وثناءك علي!! فلا أدري لمَ حددتني من بين الجميع، مع أني أقلهم علمًا؟! – هذا إن كان لدي علمٌ أصلا -!! لكن لعل في الكلمات السابقة التي كتبتها ما يفيدك.
حفظك الله تعالى.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)