- فكرة الانتظام الذاتي Self- regulation وهي قوانين داخلية تساعد على تكيُّف البنية مع التحولات الخارجية ولذا تحافظ على استمراريتها.
- ولعل اهم هذه الافكار هي فكرة الكلية او الصورة الشموليه حيث تربط الاجزاء ببعضها وفق علاقة معينة مشتقة من " الكل " وتعبر عن صورتها الشموليه
كانت اللغة من اول الحقول التي طبقت نظرية البنيوية في مناهجها اذ وضع سوسيير نظريته في بنيوية اللغة التي صورت اللغة على انها نظام من الاشارات تربطها علاقات تحكمها قوانين تركيبية Syntagmatic وتنظيمية Systematic
كما ان السيميولوجية (الاشاراتية) Semiotics وهو العلم الذي اختص بنظام الاشارات ضمن مجتمع ما , قد تاثر بالبنيوية كنظرية , ويمكن الاستفادة من التحليل السيميائي لتوضيح معاني العمل الادبي والفني
2 - اثر المدرسة الشكلية والبنيوية في النقد الادبي:
ظهرت مدارس ادبية نقدية اعتمدت علوم اللغة منهجا نقديا , منها مدرسة الشكليين الروس , والتي ارتبطت بمسار مدرسة المستقبليين الروس Futurists الفنية. كما ظهرت مدرسة شكلية بنيوية في فرنسا وتاسست على يد المفكر والناقد رولان بارت Roland Barthes الذي راي في النقد الادبي محاولة لتفسير العلامات للوصول الى المدلولات.
- موضوعية النقد: يؤكد بارت على موضوعية النقد , فانه يرفض فكرة كون الاثر الادبي نتاجا لشيء آخر تكون علاقته به سببية , ويرى في ذلك نظرة قاصرة للفن والادب. ان له فكرة يقيم عليها منهجه النقدي وهي ان " ارتباط العمل بالعالم الخارجي يكون عن طريق العلامة التي تدل على اشياء ومواضيع خارج العمل نفسه "
- الاشارات السمعية والبصرية: يقوم بارت بتقسيم الاشارات حسب طبيعتها الى (اشارات سمعية – زمانية) تميل الى ان تكون رمزية بطبيعتها , بينما تميل الاشارات البصرية (المكانية) الى ان تكون ايقونية Iconological تمثيلية.
- اتباعية النقد للعمل الادبي: يدعو بارت النقد باللغة الاتباعية Metalanguage ويرى انه من واجبها كي تكون فاعلة ان تتغير مع النص المدروس (الاثر المنتقد)
كما يعتبر بارت ان نظام الاشارات العائد الى عمل ما انما يُحددمن قبل الكاتب نفسه , فيتجاوب حتما مع اسلوبه الشخصي , ودور الناقد يكمن في اعداه لغة يستطيع بواسطة تماسكها ومنطقها لن يتلقى اكبر ما يمكن من لغة المؤلف. يُستدل مما سيق ان الامر لا يتعلق بحقيقة نقدية بقدر ما هو بحث في تماسك اللغة (بنيويتها) ومشروعيتها في التخاطب مع الاخر ...
ـ[عربي سوري]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:31 م]ـ
مدرسة التحليل والنقد النفسي
يستمد النقد النفسي معالمه من النظريات النفسية التي يعتمد عليها , وهذه النظريات هي طروحات سيغموند فرويد , وغوستاف يونغ , ومدرسة الجشطالت النفسية.
أ - طروحات فرويد: تهدف الى تحديد شخصية الفرد ودراستها من خلال التحليل النفسي
- النظرة التجزيئية Analatic View وفيها يقوم فرويد بتجزئة عملية الادراك الى مراحل , وتتولى مسؤولية كل مرحلة طبقة من طبقات العقل والتي هي
الوعي Conscious
ما دون الوعي Subconscious
ما قبل الوعي Preconscious
اللاوعي Unconscious
كما قام بتشريح الشخصية الفكرية الى مستويات ثلاثة يقوم على اساسها تفسير العمل
الادبي او الفني و هي
· الأنا ( Ego ) : تساهم في تحديد العملية الشكلية.
· الأنا العليا ( Superego ) : مسؤولة عن التطلعات الروحية التي تطرح ايديولوجيات او الاساس الفكري للعمل.
· الطاقة الجنسية ( Libido) : يستقي منها الفنان او الاديب طاقنه , رؤيته الغامضة , ولا عقلانيته
- تفسير الرؤية والرموز وهي تفسير فرويد لرموز اللاوعي التي يقوم بارجاعها الى الطاقة الجنسية , في عمليات التحليل النفسي للاحلام , فقد استعار النقاد منه الفرضيات الاساسية في عمل اللاشعور والتعبير عن الرغبات الكامنة بعملية التداعي association وكيفية تشكل الرؤية في الاحلام بعمليات مثل
· الخلط المكاني displacement وتتمثل في عدم القدرة على التمييز في
الحلم بين اليمين واليسار , والفوق والتحت.
· الخلط الكلامي condensation ويحصل عند اختلاط الافكار فينتج
عنه تعبير ملتوي تحاشيا لايقاظ العقل الواعي.
· الفصل (الفصم) splitting وهو استقلال بعض التجارب عن الوعي
(يُتْبَعُ)
(/)
وعملها منفصلة عنه في بعض الاحيان.
اما القصور الفرويدي في التفسير النقد الفني والادبي فانه يتمثل في اصراره على ارجاع العمل الى القوى المكبوته , وتفسير الحقائق المرئية على انها تمثل حقائق اخرى (أي دراسة الدور الدلالي دون الاهتمام به كظاهرة جمالية مستقلة) , اضافة الى الطابع الفردي لطروحاته التي تتعامل مع الفرد بشكل اساسي دون ارتباطه بالمجموع.
ب - طروحات يونغ: ان يونغ هو احد تلامذة فرويد , الا انه خالفه حول مبدأه في الطاقة الجنسية التي ترجمها الى " دفقة حيوية " وليس " طاقة جنسية ",كما تعلمل يونغ مع اللاشعور الجمعي واستنبط منه فكرة النماذج العليا التي حلّت محل الرموز الفرويدية في تفسير اللاوعي الفردي.
· النظرة الشاملة: يقارن يونغ عملية التحليل النفسي بالتشكيل الشعري بارجاع الاثنين الى رواسب نفسية لا شعورية وجماعية , أي رواسب تكمن في ذاكرة الجماعة وليس الفرد.
· الطابع الجمعي للرموز (النماذج العليا): هي صورة ابتدائية, لا شعورية , لا تحصى , شارك فيها الاسلاف في عصور بدائية , ولذا فانه يعتبرها نماذج اساسية قديمة لتجربة انسانية مركزة , وهي تقع في جذور كل شعر او اثر فني ذي ميزة طابعية خاصة.
· ملاحظة:ان المبادئ التي تبتها طروحات يونغ تتضمن اخطارا لما فيها من ميل الى اعلاء شأن اللاعقلانية والتصوف وذاكرة العِرق race وهذا ما جعلها مرغوبة في اوساط المفكريين النازيين والفاشيين.
جـ - مدرية الجشطالت Gestalt النفسية: اعتمدت البُنية النفسية بنظرة شاملة تقوم على ادراك صفة الكليات Entities . وتُعارض التوجه التجزيئي الذي يبدأ من دراسة الاجزاء الاولية على اعتبار ان تجميعها الآلي يؤدي الى فهم الكل (كما في مدرسة فرويد) بينما في هذه المدرسة تطورت رؤية بنيوية تبدأ من شموليه البنية النفسية حيث لا تلعب الاحاسيس دورا يتعدى كونها مجرد مفردات لهذه البنية. ان من اهم شروط البنية الجشطالتية هي
· ان لايتناقض أي جزء مع الصفة العامة للمجموع , كي لا يتشوه النظام العام الذي يشتمل على تنويعات متعددة ضمن صفة عامة واحدة.
· مبدأ الصفة او العلاقة؛ القانون العام الذي ينظِّم الشكل ويربط اجزاءه سوية , قد يكون نظاما شكليا او تعبيرا تشترك اجزاء العمل في ايحائه.
2 - تأثر النقد الادبي بالنظريات النفسية:
· النقد الفرويدي: اعتبرت نظريات فرويد الاكثر تأثيرا بين نظيراتها على عملية الخلق الادبي وكذلك النقد الادبي. وقد برز الناقد الفرنسي شارل مورون في هذا المجال واعتمد النهج التالي:
1 - كشف اسرار اللاشعور للكاتب ومن ثم تفسير آثاره.
2 - تسليط الضوء على تداعي الافكار اللااردية تحت بُبى النص الارادية.
3 - القيام بعملية تنضيد النصوص, وهي عملية تشبه عملية التحليل النفسي , أي تحليل المحتويات الشعورية بغرض كشف علاقات خفية تزداد او تخف درجة لا شعورها.
4 - اظهار شبكة التداعيات ومجموعات من الصور الملحة (ربما اللااردية) , وهو استيهام دائم يضغط بصورة مستمرة على شعور الكاتب.
5 - ايضاح العوامل الاجتماعية التي تلعب دورها في تكوين الشخصية الاسطورية للكاتب , وخاصة مرحلة الطفولة.
· تأثير النقد النفسي الجماعي (يونغ): طرح يونغ فكرته بصدد عملية الخلق الفني في مقال له " في العلاقة بين التتحليل النفسي والفن الشعري " , فالناقد يبحث هنا عن النماذج العليا في الادب او الفن على حد سواء ويقارن بينها وبين العمل الذي بين يديه لاي اديب او فنان وبينت نماذج عليا لديه من الاعمال لعة كُتّاب محاولا ايجاد " القاسم المشترك الاعظم" الذي يرى فيه هؤلاء النقاد النفسيون الرمزية الثابتة.
· تأثر النقد الادبي بنظرية الجشطالت:كان لهذه النظرية اثر كبير في النقد الادبي اذ قدمت منهجية في الادراك البصري على اساس فهم السمة العامة للكليات الادبية او الفنية مما يعتبر في صلب عملية التذوق الفني للعمل , وتتلخص الفكرة في هذه النظرية بما يلي
1 - تجريد الشكل الى معالمه الاساسية , ضمن الصورة العامة.
2 - الخروج بصفة عامة مميزة كقانون شكلي.
3 - استنتاج التعبير المتضمن والذي يعتبر بمثابة الصفة المميزة للصورة الشمولية.
ـ[عربي سوري]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:32 م]ـ
مدرسة النقد الاجتماعي والماركسي
(يُتْبَعُ)
(/)
النقد الاجتماعي هو ذلك النقد الذي يعتمد على نظريات علم الاجتماع. ولعل النقد الماركسي هو اكثر اشكال النقد الاجتماعي انتشارا , وهو يهدف الى بيان طريقة تحديد الاثر بواسطة المجتمع الذي يظهر فيه , وله طرق متنوعة في دراسة الاثر.
1 - الاساس النظري:
الفلسفة التي قامت عليها هذه المدرسة هي الفلسفة المادية الجدلية, والجدلية الماركسية , وفكرة التطور , ومفهوم الحداثة.
أ- الفلسفة الجدلية المادية Dialectical Materialism :
وهذه الفلسفة تعتمد على على المرتكزات محددة وهي الجدل (الديالكتيك) Dialectic والنظريات العلمية.
والديالكتيك (الجدل) مشتقة من الكلمة اليونانية (دياليكو) التي تعني المناظرة. وكان اليونانيون القدماء يعنون بها " فن الوصول الى الحقيقة من خلال النقاش عن طريق كشف التناقضات في اقوال الخصم ودحضها ".
والنظريات العلمية التي قامت ارتكزت عليها هذه الفلسفة في القرن التاسع عشر هي:
- اكتشاف الخلية الحية
- قانون حفظ وتحويل الطاقة
- نظرية دارون في نشوء وارتقاء الانواع.
ب- الجدلية الماركسية: تعتمد هذه الجدلية على فكرة محددة هي " ان المجتمع البشري يتطور بسلسلة من التناقضات التي تشمل جميع مناحي الحياة: السياسية , الاجتماعية , الاقتصادية , والثقافية والفنية " وللجدلية قوانين ثلاثة رئيسية:
- قانون وحدة وصراع الاضداد.
- قانون الانتقال من التغيرات الكمية ( quantity) الى التحولات الكيفية ( quality) .
- قانون نقض النقيض.
ج- فكرة التطور: تتخذطابعا تصاعديا ومستمرا وبدورات (حلقات مقفلة) تتحدد بعلاقة الكم مع الكيف , وان هذا التطور لايجري بشكل مستقيم وخطي , فمفهوم نقض النقيض نفسه يعبر عنه بالشكل الحلزوني المتعرج الذي يسير فيه التطور. وقد اقيم نصب فني في المعرض العالمي الثالث في موسكو 1919 يوضح الرمزية للتطور الاجتماعي حسب فكرة التطور هذه.
د- مفهوم الحداثة: اختلف المفكرون الماركسيون في تفسير هذا المفهوم , اذ سعى ماركي الى تفسير الحداثة على انها " ترتبط بالعنصر الابدي أي ثوابت الامور , التي تحتل موقعا كلاسيكيا. في حين فسره بودلير (المفكر والشاعر الفرنسي) بالمتغيرات النسبية الظرفية التي يمكن ان تجد نفسها في واحد من هذه المفاهيم او في كلها معا: الحقبة , الموضة mode
, الميول، الاخلاق.
2 - تأثير مدرسة النقد الاجتماعي والماركسي في النقد الادبي:
تأثر بعض النقاد بهذه المدرسة واطرحوا نقدا فكريا يرتقي الى مستوى النظرية , ولم يكن بالوضوح المطلوب بل اتخذ لنفسه اسليب رمزية.
وللناقد الماركسي " جورج لوكاش " اثر كبير في رفع مستويات النقد الادبي الماركسي , اذ رفض اقامة رابطة بسيطة بين الاثر وبين مصالح الطبقات الاجتماعية؛ فهو اذ يبحث عن بُنى العالم الخيالي للاثر فانه يقابلها بالبنى الاجتماعية , وبذا يتمكن من تعريف طبيعة الاثر ووظيفته.
وتأثر الفرنسي " لوسيان غولدمان " بافكار لوكاش في النقد الادبي , فقام بوضع منهجية نقدية بنيوية تربط الاثر باساسه الاجتماعي ويمكن ايجازها بما يلي:
- تطوير نظام لتحليل العلاقات الوظيفية بين الشمولية الاجتماعية وفعالية الخلق الثقافي.
- التوصل الى الكلّيات النسبية (من خلال التحليل والمقارنة) المرتبطة ببعضها البعض
- يرى الناقد غولدمان ان كل اثر ادبي او فكرة لا تعرف دلالته الحقيقية الا عند دمجه في حياة مجموعة معينة وسلوك معين. وان مبدا النقد في الاساس هو مبدا الفكر الديالكتيكي ذاته لان " معرفة الوقائع تبقى مجردة ما دامت لم تُجسَّم بدمجها في مجموع قادر وحده على تجاوز الظاهرة الجزئية للوصول الى جوهرها المحسوس , وبصورة ضمنية الى دلالتها ".
ـ[عربي سوري]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:33 م]ـ
منقول للامانة العلمية
ـ[عربي سوري]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:35 م]ـ
ولديك هذا المرجع المهم للإستزادة والتوسع
الكتاب: النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
المؤلف: ستانلي هايمن
ترجمة: إحسان عباس
الطبعة: 1
الناشر: دار الثقافة - بيروت - لبنان
ـ[قلب اللغة]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:43 ص]ـ
شكرا أخي عربي سوري على هذا التعب وهذا التوضيح
ولكن كما ذكر الأخ أيام العمر نريد كتباً في طرق التحليل للنصوص الآدبية
وتقدم نماذج تطبيقية للقارئ
وشكرا أخي
ـ[قلب اللغة]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:48 ص]ـ
يلزمك أخي الفاضل في البداية القراءة المتذوقة للنصوص بشكل عام ومحاولة التمييز والاستكشاف.
ثم القراءة في الدراسات الشعرية؛ فهي تفتح لك آفاقا مغلقة لم تكن لتنتبه لها حين قراءتك للنصوص.
أما بالنسبة للكتب فهناك كتاب معنون بـ: تحليل النص الأدبي ولكن لا يحضرني مؤلفه للأسف. و كتاب د. سناء البياتي: نحو منهج جديد في البلاغة والنقد.
وكذلك في كتب د. منير سلطان إشارات مضيئة.
وفقك الله.
شكرا على إهتمامك أختي الكريمة
حبذا لو قدمتي لنا أمثلة عن للدراسات الشعرية التي تُعنى بالتحليل الشعري
كما أود منك تزويدي باسم الكتاب الذي أشرت ِ إليه والذي يتحدث عن التحليل الآدبي كما ذكرت ِ
وشكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 08:39 ص]ـ
أظن أن الكتاب التي أشارت إليه الأخت وضحاء هو:
النصوص الأدبية تحليلها ونقدها.
للدكتور: علي عبدالحليم محمود.
ومن مميزات هذا الكتاب:
ذكره للمناهج في مقدمة الكتاب ثم يذكر نصوصا لكل عصر من العصور الأدبية ثم ينقدها.
ولكني وبكل صراحة لا أحبذ هذا الكتاب ولا غيره! فإن لم تكن عند الإنسان ذائقة أدبية - تكونت مع مرور الوقت والمطالعة - فلن يستطيع أن ينقد.
ولكنه مهم في بداية الأمر - كغيره من الكتب -، حتى تتعلم كيف تنقد.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 08:56 ص]ـ
ومن أردا أن يتعلم النقد ويثقف نفسه فيه، فعليه أن يطلع على الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1418
ـ[ايام العمر]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأديب الأريب
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأديب الأريب
وبارك الله فيك وجزاك خيرا. وبارك الله فيمن شرح وعلّق وعقّب.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[26 - 03 - 2010, 09:53 ص]ـ
ومن أردا أن يتعلم النقد ويثقف نفسه فيه، فعليه أن يطلع على الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1418
:)
أحسنت الاختيار(/)
قصر الشوق
ـ[سادين]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 02:00 م]ـ
عائشة، ياسين، خديجة، كمال
:
:
شخصيات كل منها كان له تأثير كبير في قصة قصر الشوق ...... فكل منهم كان مرتبطا بروح العصر الذي شكلت فترة زمنية معينة باحداثها وتوجهاتها الفكرية
:
ارجو من الاعضاء والمتخصصين الافادة في رسم صورة كلية عن كل شخصية ومدي تعبيرها عن روح العصر .... ولنجعل من تلك الصفحة صفحة لمناقشة الأعمال الأدبية سواء كان مع أو ضد لنعيد تشكيل وعينا بتلك القصص التي شكلت اتجاها فكريا في حياتنا الثقافية ... اعتقد انه بالقراءة يعاد اكتشاف الأدب وان كل قراءة تحمل بصمة فريدة تعد هي المنبع الأساسي للنقد.
:
أرجو الإفادة بآرائكم النقدية الواعية ............. تحياتي(/)
التوسع في الموروث البلاغي والنقدي
ـ[د. حسين الجداونة]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
إخواني في منتدى الفصيح سوف أكتب في القريب العاجل عن موضوع التوسع في الموروث البلاغي والنقدي وذلك من منظور معالجة مفهوم الإبداع باللغة عند العرب في ضوء الدراسات الأسلوبية الحديثة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 03:01 ص]ـ
ماشاء الله أخي الكريم د. الجداونة، شوقتنا للموضوع ..
نتتظر مساهماتك، نفع الله بك.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 05:50 ص]ـ
بانتظار وشوق لما تمنحنا أناملك أستاذي الكريم.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:36 م]ـ
نحن منتظرون وإن شاء الله نلقى وإياك الخير والفائدة(/)
العتبات لجينيت
ـ[أحمد الشمري]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 10:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
بداية أود أسأل الأخوة الذي يعرفون مترجم كتاب العتبات لجيرارد جينيت، ما اسمه؟ ومن أي دار نشر؟
وأيضاً مراجع لهذا الموضوع (موضوع العتبات)
للأهمية القصوى ...
شاكراً ومقدراً لكم تعاونكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 05:57 ص]ـ
انظر
هنا ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb158630-120440&search=books)
و هنا ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb97908-58053&search=books)
و كذلك هنا ( http://news.maktoob.com/article/1813749/%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%89)
واستعمل هذا الإدخال هنا ( http://www.google.com/search?hl=ar&rls=GZEZ%2CGZEZ%3A2008-26%2CGZEZ%3Aar&q=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AA+%2B+%D8%AC%D9%8A%D9%86%D 9%8A%D8%AA&lr=) و هنا ( http://www.google.com/search?sourceid=navclient&hl=ar&ie=UTF-8&rls=GZEZ,GZEZ:2008-26,GZEZ:ar&q=%d8%b9%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%aa+%d8%ac%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%aa) علّك تجد ما ينير دربك.
وفقك الله.
ـ[أحمد الشمري]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 09:19 م]ـ
مشكورة أخت وضحاء وكثر الله من أمثالك.
لكن كل التي ذكرتيهن مررت عليهن ولم أجد ما ابحث عنه إلى الآن ...
من ترجم عتبات جينيت؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:41 ص]ـ
لم أعرف المترجم أخي أحمد.
أرجو ذكره إذا عرفت من يكون.(/)
مفهوم النسج في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا
ـ[د. حسين الجداونة]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 01:40 م]ـ
مفهوم النسج
في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا
على الرغم من كثرة الدراسات حول كتاب "عيار الشعر" لابن طباطبا التي اعتنت بمنهجه ومفهومه للشعر وللموضوع الرئيس في الكتاب وهو عيار الشعر، إلا أنها في ما أرى قد أغفلت جانباً في غاية الأهمية ألا وهو مفهوم الصياغة والأسلوب في الكتاب أو ما أسماه ابن طباطبا "النسج". والدارس للكتاب يستطيع أن يكتشف مدى الأهمية البالغة التي أولاها هذا الناقد لموضوع النسج، الذي يطلق عليه مصطلح الأسلوب. ففي الكتاب مادة غزيرة عن النسج ومجالاته ومعاييره، إلا أنها منثورة في ثناياه نثرا، ولم تكن الهدف الرئيس من تأليف الكتاب، فقد كانت عناية الكاتب الظاهرة متعلقة في "عيار الشعر" أو معايير الشعر الجيد والرديء، إلا أن هذه المعايير لا تنهض ولا تتشكل إلا من خلال النسج، وبالتالي فقد دخل هذا الموضوع في جميع المعايير التي تناولها ابن طباطبا. فالنسج هو المادة التي نهض عليها الكتاب.
وحديث ابن طباطبا عن النسج ومفهومه وأهميته ومجالاته ومعاييره يكرس منه ناقداً شكلانياً فذاً، وناقداً جمالياً، فهو لم يهمل المعنى أو اللفظ (التركيب) وإنما اعتنى بهما عناية فائقة، وهو لا يرى لأحدهما وجوداً في معزل عن الآخر.
هذه الدراسة في مفهوم النسج، دراسة تأصيلة لجهود ابن طباطبا في هذا المجال، ومحاولة لمقاربة مفاهيمه وتصوراته النقدية عن العمل الشعري وعن الشعرية، وما الذي يجعل الشعر شعراً ذلك السؤال الملح والمقلق، فالدراسة تنهض بهذا الجهد للكشف عن تصور الناقد العربي القديم في هذا المجال.
استخدم ابن طباطبا مصطلح النسج ومشتقاته غير مرة في "عيار الشعر"، فقد شبه الشاعر بالنساج الحاذق " الذي يفوف وشيه بأحسن التفويف ويسديه وينيره،ولا يهلهل شيئاَ منه فيشينه " (العيارص8). وفي نص ابن طباطبا مجموعة من الأسماء يحسن أن توضح دلالاتها الأصلية الحسية لأنها تضيء فهمه لعملية النسج.
فالنسج: ضم الشيء إلى الشيء هذا هو الأصل (نسج) ونسج الحائك الثوب: ينسجه نسجاَ لأنه ضم السدى إلى اللّحمة.والسّدى من الثوب خلاف اللّحمة وهو ما يمدّ طولاَ في النسيج والواحدة سداة (ج) أسداء وأسدية. واللّحمة في الثوب خيوط النسج العرضية يلحم بها السدّى. والنيرة من أدوات النساج ينسج بها وهي الخشبة المعترضة كقول الشاعر:
فما تأتوا يكن حسناَ جميلاَ وما تسدوا لمكرمة تنيروا
يقول: إذا فعلتم فعلاَ أبرمتموه.
ويقول الشاعر:
ألم تسأل الأحلاف كيف تبدّلوا بأمر أناروه جميعاَ وألحموا
وثوب ذو نيرين: إذا نسج على خيطين. أما الوشي فهو من كل لون والوشي في اللون خلط لون بلون وكذلك في الكلام. ووشى الثوب وشيا أي نسجا وتأليفا ووشى الثوب: حسنه ولونه وزينه.
وأما التفويف فهو من فوف، الفوف: الحبة البيضاء في باطن النواة التي تنبت منها النخلة. الفوفة: القشرة الرقيقة تكون على النواة،والفوف: ضرب من برود اليمن،والفوف: ثياب رقاق من ثياب اليمن موشاة، برد مفوف أي رقيق،وبرد مفوف: خطوط بيض. وفي حديث كعب: ترفع للعبد غرفة مفوفة وتفويفها لبنة من ذهب وأخرى من فضة ().
من كل ذلك نستطيع أن نقترب من تصور ابن طباطبا عن صناعة النسج، ولماذا شبه الشاعر بالنساج والشعر بالنسيج، فالنساج الحاذق الماهر يضم خيوطه إلى بعضها ضما محكما، وتتداخل خيوطه ببعضها مما يجعل نسجه متينا قويا،ويزين نسجه ويوشيه ويحسنه ويدخل ألوانه ببعضها بحيث تشكل لوحة رقيقة جميلة، ولا تعني الرقة هنا الضعف وإنما جودة الخيوط التي نسجت منه وهي مضلعة،، وكل ما ورد يشير إلى إحكام تأليف الشعر، وعرضه بصورة حسنة.
ونلحظ تأكيده أمرين: الأول أن المادة التي تنسج جيدة ومن نوع حسن، والآخر: الشكل وهو الصورة التي تشكل الخيوط أو المادة الخام.
وتشبيه الشاعر بالنساج والشعر بالنسيج يثير قضيه مهمة،هي علاقة الشكل بالمضمون، وهي علاقة تكوينية، فلا نسيج إلا بمادة وصورة (شكل)، وحذف أحدهما يؤدي إلى تدمير الآخر فنقض الصورة هو نقض للمادة في الوقت نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن طباطبا حريص على القوة والمتانة والرقة في الوقت نفسه،لذلك يقول ولا يهلهل شيئا منه، والهلهلة: مهلهل: رقيق سخيف النسج،وثوب هلهل: رديء النسج، يقول النابغة:
أتاك بقول هلهل النسج كاذب ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
وسمى الشاعر مهلهلا:لرداءة شعره، أو لأنه أول من أرق الشعر، أو لأنه لم ينقح شعره وأرسله كما حضره ()، وهذا يعني أن الرقة المطلوبة في الشعر ليست رقة ضعف وإنما رقة تدفق وكثرة.وقد رأى الجاحظ (ت255هـ) من قبل أن الشعر ضرب من النسج وجنس من التصوير (). وفي العصر الحديث يرى (آبر كرومبي):أن لغة الشعر ليست رمزا إلى فكرة فحسب"بل هي نسيج متشعب من صور ومشاعر، أنتجتها التجربة الإنسانية، وثبتت في اللفظة،فزادت معناها خصبا وحياة" ().
المصطلحات المرادفة للنسج-المعبرة عن مفهومه
استخدم ابن طباطبا غير اسم أو مصطلح للتعبير عن مفهوم النسج منها:
النظم:
أشار ابن طباطبا مرات عديدة إلى " النظم "، فقد عرف الشعر بأنه " كلام منظوم بان عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطبتهم بما حفي به من النظم الذي إن عدل به عن جهته مجته الأسماع وفسد على الذوق ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، ومن اضطرب عليه الذوق لم يستغن عن تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق بها حتى تصير معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف معه" (العيار ص5ـ6).
فالنظم هنا هو الوزن العروضي أو الموسيقى الخارجية، وهذا الفهم ليس المقصود بالنظم المرادف للنسج. وسوف نجد ابن طباطبا لا يعود لاستخدام النظم للدلالة على الوزن في كتابه وإنما يستخدمه مرادفا للنسج، فهو يشير إلى الدلالة الاصطلاحية للنظم حين يذكر سبب تأليف الكتاب، ووصف الشعر " والسبب الذي يتوصل به إلى نظمه "، فالكتاب مصنف في نظم الشعر وليس في موسيقى الشعر الخارجية أو الأوزان العروضية. إن مدار الحديث في الكتاب نظم الشعر، مما يعني أن النظم في الكتاب، لا يساوي العروض وإنما العروض جزء من النظم ويستعان على النظم بالعروض.
وتحدث عن الأدوات التي تمنع الخلل في نظم الشعر فذكر منها: "التوسع في علم اللغة، والبراعة في فهم الإعراب، والرواية لفنون الآداب، والمعرفة بأيام الناس وأنسابهم ومناقبهم، ومثالبهم، والوقوف على مذاهب العرب ....... ، والتصرف في معانيه في كل فن قالته العرب فيه وسلوك منهاجها في صفاتها ومخاطباتها وحكاياتها وأمثالها، والسنن المستعملة منها، وتعريضها وتصريحها، وإطنابها وتقصيرها، وإطالتها وإيجازها، ولطفها وخلابتها، وعذوبة ألفاظها، وجزالة معانيها، وحسن مباديها، وحلاوة معاطفها، وإيفاء كل معنى حظه من العبارة، وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة، واجتناب ما يشينه من سفساف الكلام وسخيف اللفظ، والمعاني المستبردة والتشبيهات الكاذبة والإشارات المجهولة، والأوصاف البعيدة والعبارات الغثة، حتى لا يكون ملفقا مرقوعا بل يكون كالسبيكة المفرغة، والوشي المنمم، والعقد المنظم، والرياض الزاهرة، فتسابق معانيه ألفاظه فيلتذ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق لفظه، وتكون قوافيه كالقوالب لمعانيه، وتكون قواعد للبناء يتركب عليها ويعلو فوقها، ويكون ما قبلها مسبوقا إليها، ولا تكون مسبوقة إليه فتقلق في مواضعها، ولا توافق ما يتصل بها، وتكون الألفاظ منقادة لما تراد له، غير مستكرهة ولا متعبة، مختصرة الطرق، لطيفة الموالج، سهلة المخارج" (العيار ص 6ـ7).
يلخص ابن طباطبا في هذه الفقرة الطويلة، ما يتعلق بجانب العملية الإبداعية الشعرية من حيث الشكل والمضمون، والكتاب في ما بعد تفصيل لهذا الإيجاز المكثف،ويشكل ببعديه الشكلي و المضموني، المفهوم الكلي لعملية النظم.
ويتحدث عن النظم بين الأبيات المتناثرة، في أثناء ولادة العمل الشعري، بأبيات ناظمة لما هو متفرق، تكون سلكا جامعا لما تشتت منها " فإذا كثرت الأبيات وفق بينها بأبيات تكون نظاما لها، وسلكا جامعا لما تشتت منها " (العيار ص8).
وشبه الشاعر بناظم الجوهر، فقال:"وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق ولا يشين عقوده بأن يفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها ". (العيار ص8)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنظم حسب ما جاء عند ابن طباطبا يتجاوز العروض و الوزن الموسيقي، إلى استواء النص من حيث اللغة والمعنى.
ويستخدم ابن طباطبا النسج والنظم في سياق واحد عاطفا النظم على النسج، مما يوحي أنه من قبيل الترادف بين المصطلحين يقول: " ويعد لكل معنى ما يليق به ولكل طبقة ما يشاكلها حتى تكون الاستفادة من عقله في وضعه الكلام مواضعه أكثر من الاستفادة من قوله في تحسين نسجه وإبداع نظمه " (العيار ص9).
وقد يتعلق النظم بالألفاظ،يقول: " والشعراء في عصرنا إنما يثابون على ما يستحسن من لطيف ما يوردونه من أشعارهم، وبديع ما يغربونه من معانيهم، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم، ومضحك ما يوردونه من نوادرهم، وأنيق ما ينسجونه من وشي قولهم " (العيار ص13).يتحدث ابن طباطبا عن الألفاظ والمعاني والنظم وهي عناصر العمل الأدبي الأساسية، مما يؤشر إلى أن النظم هو النسج.
ويشير إلى النظم في معرض حديثه عن الأشعار المحكمة المتقنة المستوفاة المعاني، الحسنة الوصف، السلسلة الألفاظ، التي قد خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما، فلا استكراه في قوافيها،ولا تكلف في معانيها، ولا عي لأصحابها فيها " (العيار ص82). تندرج ملاحظاته ضمن الملاحظ الأسلوبية المتعلقة بالجانب الشكلي من الشعر: الأشعار المحكمة، وسلالة الألفاظ، ثم الملاحظة الأسلوبية المهمة في هذا المضمار الأشعار" التي قد خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما "، وهو يشرح السهولة والانتظام بقوله:"فلا استكراه في قوافيها، ولا تكلف في معانيها، ولاعي لأصحابها "، فالسهولة تعني البعد عن التعقيد والتكلف بسبب قيود الوزن الذي يفرض على الشاعر غير المقتدر ألفاظا وتراكيب معقدة متكلفة من أجل إقامة الوزن، الأمر الذي لا نجده في النثر.
والانتظام الذي يذكره ابن طباطبا يتعلق بالنسج والتأليف وليس بالوزن والعروض، لأنه نسبه إلى النثر، أي انتظام الألفاظ والتراكيب والمعاني في النثر.
والنظم عند ابن طباطبا ملاءمة التأليف بين الكلمات في البيت وملاءمة التأليف بين الأبيات؛ فقد نبه على ضرورة النظم بقوله:" وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته، ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها ويتصل كلامه فيها، ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وصفه وبين تمامه فضلا من حشو ليس من جنس ما هو فيه فينسى السامع المعنى الذي يسوق القول إليه. كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت فلا يباعد كلمة عن أختها، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها. ويتفقد كل مصراع هل يشاكل ما قبله فربما اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منها في موضع الآخر، فلا يتنبه على ذلك إلا من دق نظره ولطف فهمه " (العيار ص209).
إن نص ابن طباطبا غني بألفاظه الدالة على مفهوم النظم (النسج)، فقد استعمل التأليف والتنسيق والتجاور والملاءمة والتنظيم والاتصال، واستعمل عبارات مثل: لا يباعد، ولا يحجز، ولا يجعل حشوا، فهذه الألفاظ والعبارات إشارات أسلوبية تلتقي في دلالة رئيسة واحدة هي النسج المتين القوي. وتكشف هذه الإشارات عن أهمية النسج عند ابن طباطبا ومدى حضوره في ذهنه وحضور إجراءاته النقدية. فهو حضور مكثف، يؤكد الترابط القوي بين الألفاظ المتجاورة، وهو تجاور قائم على التنسيق والترابط وليس تجاورا مفككا، فثمة تأثر وتأثير بين الألفاظ. ولعل أهمّ ما يحظ أن النظم عند ابن طباطبا يتعلق أيضا بنظم المعاني وليس الألفاظ فقط وسوف تتأكد هذه الملاحظة في ثنايا البحث. ويدخل إلى هذا الحقل أسماء أخرى مثل المشاكلة والاتفاق بين الشطر والشطر في البيت الواحد.
ويشمل النظم عند ابن طباطبا اتساق أبيات القصيدة جميعها: "وأحسن الشعر ما ينتظم فيه القول انتظاماَ يتسق به أوله مع آخره على ما ينسقه قائله، فإن قدّم بيت على بيت دخله الخلل كما يدخل الرسائل والخطب إذا نقض تأليفها " (العيارص213).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الجدير بالملاحظة أن حديث ابن طباطبا عن النظم والنسج، يعد بحق إرهاصا قويا لنظرية النظم الجرجانية، يقول عبد القاهر الجرجاني:"وأما نظم الكلم فليس الأمر فيه كذلك، لأنك تقتفي في نظمها آثار المعاني، وترتبها على حسب ترتيب المعاني في النفس، فهو إذن نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض، وليس هو النظم الذي معناه ضم الشيء إلى الشيء كيف حال واتفق.
وكذلك كان عندهم نظيراً للنسج والتأليف والصياغة والبناء والوشي والتحبير ... ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق، بل أن تناسقت دلالتها، وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل ... وإنك إذا فرغت من ترتيب المعاني في نفسك لم تحتج إلى أن تستأنف فكراً في ترتيب الألفاظ، بل تجدها تترتب لك بحكم أنها خدم للمعاني، وتابعة لها ولاحقة بها، وأن العلم بمواقع المعاني في النفس، علم بمواقع الألفاظ الدالة عليها في النطق" ().
واللافت للنظر اتفاق الرجلين في تشبيه النظم بالنسج والصياغة والبناء والوشي،وأن النظم لا يتعلق بالألفاظ دون المعاني، وإنما يشملهما جميعا، وفي كل ذلك تتبين أصالة ابن طباطبا النقدية. وهذا ينفي عن ابن طباطبا أن يكون قد نظر إلى الألفاظ على أنها قالب جامدة، بل هو أقرب إلى نظرة (كروتشه) إذ يقول:"فسيان إذا أن نعد الفن مضمونا أو صورة، شريطة أن يكون من المفهوم دائما أن المضمون قد برز في صورة، وأن الصورة ممتلئة بالمضمون، أي أن الشعور هو الشعور المصور، وأن الصورة هي الصورة المشعور بها" ().
النقش، الصياغة، الصباغة:
ومن الأسماء المرادفة للنسج التي استعملها ابن طباطبا النقش، فقد شبه الشاعر بالنقاش، فقال:"وكالنقاش الرقيق الذي يضع الأصباغ في أحسن تقاسيم نقشه، ويشبع كل صبغ منها حتى يتضاعف حسنه في العيان" (العيارص8).والنقش فن و مهارة ورؤية.
وشبه الشاعر بالصائغ في معرض حديثه عن إعادة صوغ المعاني " وإن وجد المعنى في المنثور من الكلام، وفي الخطب والرسائل والأمثال،فتناوله وجعله شعراَ كان أخفى و أحسن، ويكون ذلك كالصائغ الذي يذيب الذهب والفضة المصوغين فيعيد صياغتهما بأحسن مما كانا عليه " (العيار ص126).
وشبه الشاعر بالصباغ فقال:" وكالصباغ الذي يصبغ الثوب على ما رأى من الأصباغ الحسنة، فإذا أبرز الصائغ ما صاغه في غير الهيئة التي عهد عليها، وأظهر الصباغ ما صبغه على غير اللون الذي عهد قبل، التبس الأمر في المصوغ وفي المصبوغ على رائيهما، فكذلك المعاني وأخذها واستعمالها في الأشعار على اختلاف فنون القول فيها " (العيار ص126 - 127).
يندرج حديث ابن طباطبا عن عمل الصائغ والصباغ ضمن الحديث عن الأسلوب والصياغة، صياغة المعنى بأسلوب جديد إن كان مثلاَ أو حكمةَ أو خطبة يصاغ بأسلوب الشعر، وليس المقصود هنا نظمه عروضياَ، بل المسألة أبعد من ذلك فهي تتعلق بإعادة الهيئة وسبكه سبكا جديداَ فهو يقول:" يذيب الذهب والفضة المصوغين فيعيد صياغتهما "، أي تشكيل المعنى تشكيلا جديدا بتراكيب جديدة.
ونلحظ أن ابن طباطبا يولي الصياغة والنسج والصباغة عناية فائقة لدرجة أنه يجعل مجال الشاعر المحدث في هذا المجال، إذا تعسر عليه أن يأتي بالمعنى الجديد، أي الفكرة الجديدة.
وشبه ما يجيش به فكر الشاعر من شعر بعد أن يديم النظر في الأشعار محكمة النسج بالسبيكة "المفرغة من جميع الأصناف التي تخرجها المعادن " (العيار ص14).وأشار إلى السبك فطالب الشاعر أن يكون خروجه "من كل معنى يصيغه إلى غيره من المعاني خروجاَ لطيفاَ، ........ ، حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغاَ ....... لا تناقض في معانيها، ولا وهي في مبانيها، ولا تكلف في نسجها، تقتضي كل كلمة ما بعدها،ويكون ما بعدها متعلقا بها مفتقرا إليها" (العيارص213). وقد أشار الجاحظ إلى السبك فقال: "وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء،سهل المخرج، فتعلم بذلك أنه قد أفرغ إفراغا واحدا، وسبك سبكا واحدا، فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان" ().ويكاد أن يكون كلام ابن طباطبا شرحا وتوضيحا لعبارات الجاحظ النقدية.
وشبه تأثر الشاعر بالشعر المحكم وما ينتجه بمن " قد اغترف من واد قد مدته سيول جارية من شعاب مختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكطيب تركب من أخلاط من الطيب كثيرة فيستغرب عيانه ويغمض مستبطنه " (العيار ص14). فهو يتنبه لأهمية هضم الشاعر ما يقرأ ويحفظ، وإعادة إنتاجه إنتاجاَ جديداَ،له شكله الخاص وكينونته المميزة.
استواء الكلام واستواء النسج:
من المصطلحات التي تلتقي مع مفهوم النسج عند ابن طباطبا مصطلح "استواء الكلام" و"استواء النسج"،ونرجئ الحديث عن "استواء النسج" لحين الحديث عن مجالات النسج. أما استواء الكلام فقد ذكره في عقب إيراده قصيدة الأعشى فيما اقتصه من خبر السمو أل وعقب على القصيدة بقوله: " فانظر إلى استواء هذا الكلام، وسهولة مخرجه، وتمام معانيه، وصدق الحكاية فيه، ووقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له، من غير حشو مجتلب، ولا خلل شائن" (العيار ص75).
إن ملاحظات ابن طباطبا تنصب على الجانب الأسلوبي من القصيدة أو الجانب الشكلي منها. ولا تخلو من الإشارة إلى تمام المعنى، ونلحظ إشارته إلى حسن التأليف، الأمر الذي يوضح أن الاستواء يقع في التأليف والنسج وهو أمر متعلق أيضاَ بنظم الألفاظ وما يترتب عليها من معان.
ويمكن أن نعيد قراءة النموذج الذي ارتضاه ابن طباطبا لاستواء الكلام لنكشف عن خصائصه الأسلوبية. ففي قوله:
بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار
تقديم و تأخير. وكذلك في قوله:
لا سرهن لدي ضائع مزق وكاتمات إذا استودعن أسراري
تقديم وتأخير.
ومن سمات النص الأسلوبية الفصل بين المتلازمين في مثل قوله:
وسوف يخلفه، إن كنت قاتله رب كريم وبيض ذات أطهار
وقوله:
والصبر منه، قديماَ، شيمة خلق وزنده في الوفاء الثاقب الواري
ومن الفصل الطويل بين البدل والمبدل منه قوله:
إن له خلفا، إن كنت قاتله وإن قتلت: كريماَ غير عوار
مالاَ كثيراَ وعرضاَ غير ذي دنس وإخوةَ مثله ليسوا بأشرار
فعبارة َ" إن كنت قاتله، وإن قتلت: كريماَ غير عوار" جاءت معترضة بين البدل والمبدل منه، خلفاَ: مالاَ، عرضاَ، إخوةَ. والعبارة المعترضة عبارة في غاية الأهمية لأنها تشير إلى القتل الذي يتوقعه السمو أل ويدافع عن اختياره الثكل على الغدر، لأن المقتول كريم لا عيب فيه. فالجملة المعترضة لا تغدو مجرد اعتراض، وإنما تصبح أساسية في الجملة الشعرية، وتتبادل الأدوار مع الجملة الأصل " إن له خلفاَ مالاَ كثيراَ ........ "، فيصبح الهامش مركزاَ، والمركز هامشاَ، في حركة لولبية، ينتفي بها المركز والهامش، مما يسهم في توليد الشعرية.
ومن السمات البارزة في القصيدة الإيجاز القائم على الحذف من ذلك قوله:
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري
فابن طباطبا ليس ضد التقديم والتأخير أو الفصل أو الحذف أو الإيجاز، إذا لم يحدث لبسا وغموضاَ في المعنى.
وعدها من الأساليب التي يتحقق بها النسج،وهي تشير إلى مفهوم استواء الكلام عنده.
وقد اعتنى اللغويون والنحاة والبلاغيون والنقاد باستواء النص لغويا، وعدوه جانبا من جوانب الكشف عما في اللغة من توسع وإبداع ().
الكسوة:
ومن الأسماء الدالة على النسج أو النظم التي استخدمها ابن طباطبا "الكسوة" ومتعلقاتها. فقد استخدم "الكسوة" للتعبير عن الأسلوب الذي تؤدى به العبارة أو المعنى، فذكر أن للشعر أدوات يجب إعدادها قبل مرامه وتكلف نظمه منها: " إيفاء كل معنى حظه من العبارة، وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة " فالإلباس هو الأسلوب الذي تؤدى به العبارة،و الذي يلعب دوراَ مهماَ في إظهار المعنى في أحسن زي وأبهى صورة، وهو يتحدث عن المعنى هنا فكرة عامة، فالذي يخصصها ويميزها عن غيرها الأسلوب اللغوي الذي تقدم به. ومهما ذهبنا إلى أنه لا فصل بين الأسلوب والمعنى، فإن أول ما يواجهنا هو الأسلوب الذي من خلاله نكتشف المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشار إلى متعلقات الكسوة فقال: " فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثراَ، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه والقوافي التي توافقه والوزن الذي سلس له القول عليه " (العيار ص7 - 8).واستخدامه للباس لا يعني التقليل من أهمية الأسلوب، فنص ابن طباطبا يعني أن القصيدة تمر في مرحلتين الأولى مرحلة النثرية وتكون المعاني في الفكر، المرحلة الثانية الشعرية وذلك عندما تصاغ المعاني النثرية في الفكر بأسلوب الشعر المتعارف عليه والمألوف الذي يؤكده ابن طباطبا ويجعله علة قبول الشعر أو رفضه. فالمعنى النثري ينقل إلى الشعرية بالأسلوب الذي يقدم به أو باللباس حسب تعبير ابن طباطبا هنا.
ويقول ابن طباطبا:" وإذا تناول الشاعر المعاني التي سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه " (العيار ص123).يستخدم ابن طباطبا مصطلحي المعاني والكسوة، فالكسوة تعني الألفاظ والتراكيب والصور التي ترد فيها المعاني، أي الأسلوب.
ويحل ابن طباطبا قضية السرقات عندما فتح المجال أمام الشاعر أن يتصرف بالمعاني من خلال الأسلوب، وجعل الفضيلة للأسلوب كما هي للمعنى. والمقصود بالمعنى هنا حسب سياق ابن طباطبا الفكرة سواء كانت خاصة أو عامة. فإن مجال الصياغة والنسج يبقى مفتوحاَ ولا يغلق أمام الشعراء حتى لو تواردوا معنى واحداَ.
ويمثل على ذلك بقول أبي نواس:
وإن جرت الألفاظ منا بمدحة لغيرك إنساناَ فأنت الذي نعني
أخذه من الأحوص حيث يقول:
متى ما أقل في آخر الدهر مدحة فما هي إلا لابن ليلى المكرّم
فالفكرة واحدة، إلا أن كل شاعر صاغها ونسجها وكساها بألفاظ وتراكيب مختلفة، ولا يعني ذلك على أية حال تطابق المعنيين، إذ إن اختلاف المبني يؤدي إلى اختلاف المعنى من حيث التفاصيل الدقيقة، فالكسوة عند ابن طباطبا ليست مجرد "قشرة" تستر في داخلها المعنى، وإنما هي المبنى الجمالي الذي يشكل المعنى ويصوغه ويعطيه وجهه الجمالي الذي يتحقق به.
ويستخدم ابن طباطبا تعبير "رثة الكسوة" للدلالة على الأبيات الرديئة النسج، يقول: " ومن الحكم العجيبة، والمعاني الصحيحة، الرثة الكسوة، التي لم يتنوّق في معرضها الذي أبرزت فيه ...... " (العيار ص144).
ويمثل على ذلك بقول القائل:
نراع إذا الجنائز قابلتنا ونسكن حين تمضي ذاهبات
كروعة ثلة لمغار ذئب فلما غاب عادت راتعات
نلحظ أن ابن طباطبا قصد بالكسوة أو المعرض المبني الذي صاغ الشاعر به فكرته، وقام البناء عند الشاعر على التصوير والتشبيه، ومن ثم فابن طباطبا يرى أن التشبيه لا يفي بالمعنى الذي أراده الشاعر. فالفكرة التي يعبر عنها الشاعر حكمة عجيبة غير أن العبارة أو المبنى الذي قام به غير واف، مما يترك أثرا سالبا في نفس المتلقي.وهو لا يستسيغ التشبيه أو الكسوة أو المبنى في قول الشاعر (العيار ص145):
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رماداَ بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماَ أن ترد الودائع
فالمعنى عجيب غير أن المشبه به لا يحقق شروط الصدق التي يطلبها ابن طباطبا منه.
ومن الأبيات الرثة الكسوة، قول الآخر:
قدرت على نفسي فأزمعت قتلها فأنت رخي البال والنفس تذهب
كعصفورة في كف طفل يسومها ورود حياض الموت والطفل يلعب
فالمعنى أو الفكرة جيدة غير أن التعبير عنها بالبنية التشبيهية التي نسجها الشاعر أو كسا بها المعنى غير مناسب، فثمة فجوة ومفارقة بين المعنى في البيت الأول والصورة التشبيهية في البيت الثاني، فلم يكن الشاعر موفقاَ في اختيار المشبه به ووجه الشبه، فابن طباطبا يحرص على الصدق في التشبيه والحكاية، والتشبيه هنا أبعد ما يكون عن الصدق، لأن المشبه به يفرّغ المعنى من دلالته التي تضفي جوّ الرهبة والخوف في نفس المتلقي. فثمة فجوة كبيرة بين المشبه والمشبه به،مما أخلّ بالنسج، ومنها قول الآخر (العيار ص147):
من يلم الدهر ألا فالدهر غير معتبه
أو يتعجب لصرو ف الدهر أو تقلبه
ومن يصاحب صاحباَ ينسب إلى مستصحبه
بزائنات رشده أو شائنات ريبه
وربما عرّ صحيـ حاَ جرب بجربه
تعرف ما حال الفتى في لبسه ومركبه
وفي شمأزيزته عنك وفي توتبه
عليك أو إصغائه إليك، أو تحببه
والمرء قد يدركه يوماَ خمول منصبه
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الأبيات مثال على رثاثة الكسوة.
وفي المقابل يشير ابن طباطبا إلى المعرض الحسن والكسوة البهية يقول:" فأما المعنى الصحيح، البارع الحسن، الذي أبرز في أحسن معرض، وأبهى كسوة وأرق لفظ فقول مسلم بن الوليد الأنصاري (العيار ص 147):
وإني وإسماعيل بعد فراقه لكالغمد يوم الروع زايله النصل
فإن أغش قوماَ بعده أو أزرهم فكالوحش يدنيها من الأنس المحل
فابن طباطبا معجب بالتشبيه (المعرض، والكسوة) الذي عرض به المعنى الصحيح. وهو يرى أن المشبه به صادق في التعبير عن المعنى الذي يريده الشاعر ومعبر عنه حق الوفاء، والشاعر من ناحية أخرى يستقصي المعنى فيعبر عن أثر فقد الصديق في حالتي الحرب والسلام، وكلا الصورتين المختارتين صادقتان في التعبير عن معنى الشاعر ومشاعره و أحاسيسه. من جهة ثانية نلحظ "الفصل" بين الفعل والفاعل من غير أن يعترض عليه ابن طباطبا، بل عده من الكسوة البهية. مما يدل على أنه لا يعترض على التقديم والتأخير أو الفصل إذا لم ينتج عنه لبس في المعنى.
ووقف الجاحظ عند هذا المصطلح فقال:"والمعاني إذا كسيت الألفاظ الكريمة، وألبست الأوصاف الرفيعة، تحولت في العيون عن مقادير صورها، وأربت على حقائق أقدارها، بقدر ما زينت، وحسب ما زخرفت، فقد صارت الألفاظ في معاني المعارض، وصارت المعاني في معنى الجواري" (). وليس موقف ابن طباطبا ببعيد عن موقف الجاحظ.
اللطف:
من الأسماء أو المصطلحات الأسلوبية الدالة على النسج والتأليف "اللطف" ومشتقاته، فمن خلال استعمالات ابن طباطبا لهذا المصطلح يمكن الكشف عن دلالته الدقيقة عنده. فاللطف يتصل بالاعتدال وعدم الجور،وهو يذكر أن علة قبول الشعر "أن كل حاسة من حواس البدن إنما تقبل ما يتصل بها مما طبعت له إذا كان وروده عليها وروداَ لطيفاَ باعتدال لا جور فيه وبموافقة لا مضادة معها " (العيار ص20).ويشير إلى لطف موالج الكلام التي تتحقق إذا كان الكلام "منظوماَ مصفى من كدر العي، مقوماَ من أود الخطأ واللحن، سالماَ من جور التأليف، موزوناَ بميزان الصواب لفظاَ ومعنىَ وتركيباَ اتسقت طرقه، ولطفت موالجه فقبله الفهم وارتاح له وأنس به " (العيارص20ـ21).
فاللطف يتعلق بمسائل أسلوبية تتعلق بالعبارة، ويترتب على اللطف القبول والارتياح والأنس بما يرد على الفهم من عبارات.
وذكر من أدوات الشعر التي يجب إعدادها قبل مرام الشعر ونظمه اللطف،وقد ورد ذلك في سياق ملاحظات تتعلق بالأسلوب مثل التعريض والتصريح والإطناب والتقصير، والإطالة والإيجاز (انظرالعيارص6).
ويتعلق اللطف بطريقة صلة الأغراض ببعضها "فيحتاج الشاعر إلى أن يصل كلامه – على تصرفه في فنونه – صلة لطيفة فيتخلص من الغزل إلى المديح ومن المديح إلى الشكوى ....... بألطف تخلص وأحسن حكاية بلا انفصال للمعنى الثاني عما قبله بل يكون متصلاَ به وممتزجاَ معه" (العيار ص9). فاللطف هنا يعني امتزاج الموضوعات ببعضها واتصالها اتصالاَ وثيقاَ.
وهو يجعل "اللطف" علة الإعجاب بالشعر والإثابة عليه "والشعراء في عصرنا إنما يثابون على ما يستحسن من لطيف ما يوردونه من أشعارهم، وبديع ما يغربونه من معانيهم، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم، ومضحك ما يوردونه من نوادرهم وأنيق ما ينسجونه من وشي قولهم " (العيار ص13). فاللطف كما نلحظ يتصل بالمعاني والألفاظ والنسج، وهي جميعها عناصر الأسلوب.
ويتصل باللطف الاختصار والإيماء، فهو يقول: " وتأمل لطف الأعشى فيما حكاه واختصره في قوله:
أأقتل ابنك صبراَ أو تجيء بها ..........................
فأضمر ضمير الهاء في قوله:
واختار أدراعه أن لا يسب بها .........................
فتلافى ذلك الخلل بهذا الشرح، فاستغنى سامع هذه الأبيات عن استماع القصة فيها لاشتمالها على الخبر كله بأوجز كلام وأبلغ حكاية وأحسن تأليف وألطف إيماء " (العيار ص 75 - 76).
ويتصل مصطلح اللطف بمصطلح الكسوة وبالبناء الشعري يقول: " وإذا تناول الشاعر المعاني التي سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه " (العيار ص123). فاللطف هنا الصيغة الجمالية التي يبرز الشاعر بها المعنى وهي موضع المفاضلة بين قول وقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتصل اللطف بالمعاني أيضاَ يقول: " وإن وجد المعنى اللطيف في المنثور من الكلام .... فتناوله وجعله شعراَ كان أخفى وأحسن " (العيار ص126). ووقف عند أبيات قال عنها: " ومن الأبيات التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها .... " (العيار ص139). فهو يجعل المزية في الشعر للطافة الكلام،و يستخدم مصطلح اللطافة مقابل المعاني، وكأنه يقصد حسن الأسلوب الذي تقدم به المعاني. ومن الأشعار التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها قول زهير (العيارص139):
تراه إذا ما جئته متهللاَ كأنك تعطيه الذي أنت سائله
أخي ثقة ما تهلك الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله
غدوت عليه غدوة فرأيته قعوداَ لديه بالصريم عواذله
يفدينه طوراَ وطوراَ يلمنه وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فأعرضن منه عن كريم مرزأ فعول، إذا ما جدّ بالأمر فاعله
وهذا يعني أن اللطافة تتحقق في القصيدة التي تتوافر فيها مطالب ابن طباطبا النقدية، فإذا نظرنا في قوافي هذه الأبيات: سائله، نائله، عوازله، فاعله، نجد أنها كما أراد ابن طباطبا لها أن تكون، فهي كالقوالب للمعاني، وقواعد للبناء، يتركب عليها ويعلو. والكلام الذي قبلها مسبوق إليها، وليست مسبوقة إليه. فابن طباطبا يحلل الشعر أو ينقده من وجهة نظر بناء الشعر وخلقه من الداخل. فهو يستبطن النص من الداخل، وهو ناقد نصوصي، يلتصق بالنص.
فالبيت الأول يتأسس على فكرة " تعطيه الذي أنت سائله " فالعبارة التي فيها القافية ليست مقحمة على البيت، وإنما تأسس البيت عليها. وبالتالي فإن نسج الشعر محكم ورصفه متقن ويستدعي بعضه بعضاَ وكل ذلك يولد اللطافة. وكذلك عبارة " ولكنه قد يهلك المال نائله " عبارة تأسيسية وتوليدية في البيت الشعري، يتولد عنها الشطر الأول. وكذلك الحال في البيتين التاليين، "عوازله، فما يدرين أين مخاتله "، كل منها عبارات توليدية وقواعد للبناء، يتركب عليها ويعلو. وتعبيره عن القافية بالقاعدة، يعني أنها تأتي أولا َويتأسس عليها البناء الشعري ولا يأتي الشاعر بالبيت ثم يطلب له قافية فتغدو مقحمة قلقة مرذولة، وإنما صنعة الشعر أن يؤسس الشاعر قاعدة / قافية ثم يطلب لها ما يتركب عليها ويعلو من الكلام. يقول: " وإن اتفقت له قافية قد شغلها في معنى من المعاني واتفق له معنى آخر مضاد للمعنى الأول نقلها إلى المعنى المختار الذي هو أحسن، وأبطل ذلك البيت، أو نقض بعضه وطلب لمعناه قافية تشاكله " (العيار ص8).فإذا تحقق كل ذلك أدى إلى أن تكون الأبيات لطيفة وتتحقق بها اللطافة.
ومن الأمور التي لا تحقق اللطافة التشبيهات البعيدة " التي لم يلطف أصحابها فيها، ولم يخرج كلامهم في العبارة عنها سهلاَ " (العيار ص 147). إن السهولة تحقق اللطافة والتشبيهات البعيدة هي التشبيهات البعيدة عن الصدق ومطابقة الواقع، والتقارب بين المشبه والمشبه به، مما يشير إلى أن فيها غلواَ. من ذلك قول النابغة الذبياني (العيارص148):
تخدي بهم أدم كأن رحالها علق أريق على متون صوار
فالمشابهة بين الرحل والعلق بعيدة. وقول خفاف بن ندبة:
أبقى لها التعداء من عتداتها ومتونها كخيوطة الكتان
ويعقب بقوله: " والعتدات: القوائم، أراد أن قوائمها دقّت حتى عادت كأنها الخيوط، وأراد: ضلوعها، أي متونها " (العيارص148). فثمة غلو ومبالغة في رأي ابن طباطبا في هذا التشبيه. وقول ساعدة بن جؤيّة (العيارص150ـ151):
كساها رطيب الريش فاعتدلت لها قداح كأعناق الظباء زفازف
ومع تفهمنا لموقف ابن طباطبا، إلا أن المسألة تكمن في أننا لا يجوز أن ننزع بيتاَ من سياقه ثم نحكم على التشبيه الوارد فيه، لأن السياق قد يستدعي أموراَ لا تتضح دون مراجعة سياقها الذي قد يعلل التشبيه.
وتتصل اللطافة بنسج الشعر فقد عقب على قول أبي عيينة المهلبي:
دنيا دعوتك مسمعاَ فأجيبي وبما اصطفيتك للهوى فأثيبي
دومي أدم لك بالوفاء على الصفا إني بعهدك واثق فثقي بي
بقوله: فقوله: "فثقي بي" لطيفة جداَ، فيستدل بها على حذق قائلها بنسج الشعر " (العيار ص183). ويبدو أن الحذق بنسج الشعر تمثل في البيت برؤية ابن طباطبا أن القافية " فثقي بي " تنسجم مع صدر البيت: دومي أدم لك / إني .... واثق فثقي بي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتصل باللطف التخلص من موضوع إلى موضوع:" فسلك المحدثون غير هذه السبيل ولطفوا القول في معنى التخلص إلى المعاني التي أرادوها " (العيار ص187).
ويؤكد ابن طباطبا أهمية اللطف بقوله: "فليست تخلو الأشعار من أن .... تضمن صفات صادقة، وتشبيهات موافقة، وأمثالاَ مطابقة يصاب حقائقها، ويلطف في تقريب البعيد منها، فيؤنس النافر الوحشي حتى يعود مألوفاَ محبوباَ، ويبعد المألوف المأنوس به حتى يصير وحشياَ غريباَ، فإن السمع إذا ورد عليه ما قد ملّه من المعاني المكررة والصفات المشهورة التي قد كثر ورودها عليه مجّه وثقل عليه وعيه، فإذا لطف الشاعر لشوب ذلك بما يلبسه عليه فقرّب منه بعيداَ، أو بعد منه قريباَ، أو جلل لطيفاَ أو لطف جليلاَ، أصغى إليه ووعاه واستحسنه السامع واجتباه. وهذا تطريق إلى تناول المعاني واستعارتها والتلطف في استعمالها على خلاف جهاتها التي تتناول منها كما نبهنا عليه من قبل " (العيار ص202).فاللطف يعمل على المساحة الشعرية أو الأدبية أو التي تحول المألوف غريباَ والغريب مألوفا، فهي التي تجعل الشعر شعراَ، والتلطف قدرات خاصة لدى الشاعر يستطيع بها أن يحول اللغة العادية إلى لغة شعرية واللغة الغريبة إلى لغة مألوفة، كاسراَ جمودها وشاحنا إياها بشعريتها وأدبيتها التي يتلقاها المستمع بالانفعال والعجب والالتذاذ.
التأليف:
من المصطلحات الدالة على النسج "التأليف". فقد استخدمه ابن طباطبا للتعبير عن عملية النظم والنسج، فعندما شبه الشاعر بناظم الجوهر قال:" وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق، ولا يشين عقوده بأن يفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها " (العيار ص8).فالتأليف عملية نظم وهو الأسلوب أو الصورة أو المعرض الذي يظهر به جمال الشيء. واللافت للنظر أن التأليف قد يكون سبباَ في شين الكلام فهو موطن الاستحسان أو القبح. وعد ابن طباطبا التأليف موطن العجب فقال:" فمن الأشعار أشعار محكمة متقنة، أنيقة الألفاظ، حكيمة المعاني، عجيبة التأليف، إذا نقضت وجعلت نثراَ لم تبطل جودة معانيها ولم تفقد جزالة ألفاظها " (العيار ص11).يذكر ابن طباطبا عناصر الأسلوب الثلاثة: الألفاظ والمعاني والتأليف، ويجعل التأليف مجال العجب. وهو يشير إلى النقض، ولا يقصد بالنقض الوزن فقط لكي ينتقل الشعر إلى النثر، لأنه يستخدم النقض مقابل التأليف والإحكام، ولا علاقة لهما بالوزن والعروض. فالمسألة أبعد من أن تتعلق فقط بالوزن، إنما تتعلق بالعلاقات التي يقيمها الشاعر بين ألفاظه بما لكل لفظ من دلالات. فعندما نستخدم اللفظ نقصد ضمناَ المعاني والدلالات التي يحملها، والتنسيق أو التأليف يكون في الوقت نفسه لكل من الألفاظ والمعاني.
وجعل من صفات الشعر الجيد الشعر السالم من جور التأليف (انظر العيار ص 20 - 21).
واتصل حسن التأليف عند ابن طباطبا باستواء الكلام وباللطف (انظر العيار ص 75 - 76). وشرح "تأليف الشعر" من خلال أسلوب العطف الذي يعني الشرح والتوضيح والتفصيل فقال: " وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها ويتصل كلامه فيها، ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وضعه وبين تمامه من حشو ليس من جنس ما هو فيه فينسى السامع المعنى الذي يسوق القول إليه. كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت فلا يباعد كلمة عن أختها، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها. ويتفقد كلّ مصراع هل يشاكل ما قبله فربما اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منهما في موضع الآخر، فلا يتنبّه على ذلك إلا من دق نظره ولطف فهمه" (العيار ص209).
البناء:
ومن المصطلحات الهامة في هذا المجال "البناء" ومشتقاته. فالبناء هو الهيكل الذي تنهض عليه القصيدة أو الجسد الذي يحتوي الروح، واستخدام ابن طباطبا للبناء يدل على أن مسألة "الشكل" ليست مسألة هامشية أو تكميلية أو تزيينية فحسب، وإنما هي مسألة أساسية تدخل في كينونة العمل الشعري، وتشغل مسألة "الشكل" في فكره منزلة عالية،يقول: "فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر في فكره نثراَ، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه، والقوافي التي توافقه، والوزن الذي سلس له القول عليه فإذا اتفق له بيت
(يُتْبَعُ)
(/)
يشاكل المعنى الذي يرومه أثبته وأعمل فكره في شغل القوافي بما تقتضيه من المعاني على غير تنسيق للشعر وترتيب لفنون القول فيه بل يعلق كل بيت يتفق له نظمه على تفاوت ما بينها وبين ما قبله، فإذا كملت له المعاني وكثرت الأبيات، وفق بينها بأبيات تكون نظاماَ لها، وسلكا جامعاَ لما تشتت منها. ثم يتأمل ما قد أداه إليه طبعه ونتجته فكرته فيستقصي انتقاده، ويرم ما وهى منه ويبدل بكل لفظة مستكرهة لفظة سهلة نقية " (العيارص7 - 8).
وليس غريباَ أن يستخدم ابن طباطبا مصطلح البناء، فمصطلح البيت الشعري هو أصلاَ بناء، والقصيدة بناء كلي يشمل أبنية جزئية. ونلحظ أن ابن طباطبا لا يفرق في عملية الخلق الشعري أو البناء الشعري بين المعاني والألفاظ والأساليب. أما المعاني التي يذكرها في قوله "مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثراَ"فإنه يشير إلى ما يمكن أن أسميه "الفكرة" في حالة تجريدها في الذهن، أو الخواطر التي يريد أن يعبرا لشاعر عنها. ويبدو أنه يقصد بمخض المعنى في فكره نثرا التجربة الشعورية الشعرية التي يمر بها الشاعر قبل عملية الخلق الفني،أو صناعة الشعر ونسجه كما يسميها ابن طباطبا. فالفكرة تتخلق في ذهن الشاعر شيئا فشيئا، ومن ثمّ تبقى عملية الولادة والخلق.فالمولود عندما يولد لا يخلق في لحظة الولادة، وإنما يتخلق ببطء في رحم أمه شيئا فشيئا،لكنه بالنسبة للآخر هو غير موجود وليست له هوية إلا بالولادة، وهكذا مخض المعنى وإعداد القوافي والوزن، فهي عمليات ذهنية مركبة، تتفاعل وتنمو إلى أن تأتي لحظة التدفق الشعري أو الخلق الشعري.
و نقد ابن طباطبا في مجمله يؤشر إلى رفع قيمة البناء (الأسلوب) الذي به يتشكل المعنى والذي يعطي المعنى وجهه الجمالي وكينونته.
وتشكل القوافي جزءا مهما من البناء،يقول عنها: " وتكون قواعد البناء يتركب عليها ويعلو فوقها " (العيار ص7)، فهو يتصور عملية الخلق الشعري عملية بنائية تمر في مراحل وأطوار ولابد للبناء من قواعد وأساسات يقوم عليها، وقواعد البناء الشعري القوافي. والقواعد تأتي قبل غيرها من أجزاء البناء، أي أن ابن طباطبا يرى أنه لا بد أن تكون القوافي مندمجة بالبيت الشعري، منسجمة مع المعنى والألفاظ وليست غريبة أو قلقة، يسبق حضورها في ذهن الشاعر حضور غيرها من أجزاء البيت في أثناء عملية الخلق الشعري، فالشاعر ينطلق في عملية بناء الشعر من نقطة مركزية هي القافية، وهذا هو التصور النظري لعملية الخلق الشعري وعلاقته بالقافية. وليس بالضرورة أن يسبق حضور القافية في ذهن الشاعر حضور غيرها، إنما أراد ابن طباطبا أن يشير إلى مدى تجذر القافية في البيت الشعري وعدم قلقها لأنها هي آخر ما يطرق الأسماع ويرد على الأفهام من البيت الشعري، فإما أن تكون موضع استحسان أو استقباح، و بها يتم المعنى ويصل المتلقي إلى حالة الاهتزاز أو الاستحسان.
ويفرق بين الأشعار الجيدة والرديئة من خلال أنواع الأبنية، يقول: " فبعضها كالقصور المشيدة والأبنية الوثيقة الباقية على مر الدهور، وبعضها كالخيام الموتدة التي تزعزعها الرياح، وتوهيها الأمطار، ويسرع إليها البلى، ويخشى عليها التقوض ". فهو يفرق بين الأشعار الجيدة والرديئة أو الضعيفة من حيث البناء والتأليف.
وتنبه ابن طباطبا إلى أن البناء قد يحمل قيمة ذاتية بقطع النظر عن قيمة المعنى، يقول: " وليس يخلو ما أودعنا –اختيارنا، المسمّى "تهذيب الطبع" من بناء إن لم يصلح لأن تسكن الأفهام في ظله لم يبطل أن ينتفع بنقضه فيعد لبناء يحتاج إليه " (العيارص12). فمن خلال استخدامه المجازي للبناء والظل والسكن يؤشر إلى أن البناء هو الهيكل أو التأليف أو النظم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستخدامه كلمة "النقض"، أي الهدم، متعلق بالبناء والتأليف والألفاظ والمعاني، وليس بالوزن فقط. ويوضح مقتضيات عملية البناء بقوله: " وعلى الشاعر إذا اضطر إلى اقتصاص خبر في شعر دبره تدبيراَ يسلس له معه القول ويطّرد فيه المعنى، فيبني شعره على وزن يحتمل أن يحشى بما يحتاج إلى اقتصاصه بزيادة من الكلام يخلط به أو نقص يحذف منه، وتكون الزيادة والنقصان يسيرين غير مخدجين لما يستعان فيه بهما، وتكون الألفاظ المزيدة غير خارجة من جنس ما يقتضيه بل تكون مؤدية له وزائدة في رونقه وحسنه " (العيار ص 72 - 73). ويمثل بقصيدة الأعشى التي اقتص فيها خبر السموأل، وقد عقب عليها بقوله: " فانظر إلى استواء هذا الكلام، وسهولة مخرجه، وتمام معانيه وصدق الحكاية فيه، ووقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له، من غير حشو مجتلب، ولا خلل شائن ...... " (العيار ص75).
وأشار إلى البناء واستواء النظم والنسج فقال: " ويكون خروج الشاعر من كل معنى يضيفه إلى غيره من المعاني خروجاَ لطيفاَ ..... حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغاَ كالأشعار التي استشهدنا بها في الجودة والحسن واستواء النظم، لا تناقص في معانيها، ولا وهي في مبانيها، ولا تكلف في نسجها، تقتضي كل كلمة ما بعدها، ويكون ما بعدها متعلقاَ مفتقراَ إليها " (العيار ص213). فالبناء والنظم والنسج كلها مصطلحات أسلوبية تتعلق بالشكل والتأليف، الذي به يتشكل المعنى.
ويتصل بالبناء عند ابن طباطبا الفعل "أسس" ومشتقاته، مما يدل على مدى حضور عملية البناء في ذهنه.يقول: " فإن من كان قبلنا في الجاهلية الجهلاء، وفي صدر الإسلام من الشعراء كانوا يؤسسون أشعارهم في المعاني التي ركبوها على القصد للصدق فيها مديحاَ وهجاَ ..... " (العيار ص13).ويقول: " فإن الكلام إذا كان مؤسساَ على هذا المثال تطير في سامعه، وإن كان يعلم أن الشاعر إنما يخاطب نفسه دون الممدوح " (العيار ص204).ويشير إلى تأسيس الشعر فيقول: " فإذا كان الشعر على هذا التمثيل سبق السامع إلى قوافيه قبل أن ينتهي إليها راويه، وربما سبق إلى إتمام مصراع منه اضطراراَ يوجبه تأسيس الشعر كقول البحتري (العيار ص 213ـ214):
سلبوا البيض بزهّا فأقاموا بظباها التأويل والتنزيلا
فإذا حاربوا أذلوا عزيزاَ .............................
يقتضي هذا المصراع أن يكون تمامه:
............................. وإذا سالموا أعزوا ذليلا
فالتأسيس هو النظم والتأليف وهو متعلق بالمعاني والألفاظ وليس بالألفاظ فقط.ويضرب مثالاَ آخر من شعر البحتري (العيار ص 214):
أحلت دمي من غير جرم وحرّمت بلا سبب يوم اللقاء كلامي
فداؤك ما أبقيت مني فإنه حشاشة حب في نحول عظام
صلي مغرماَ قد واتر الشوق دمعه سجاماَ على الخدين بعد سجام
فليس الذي حللته بمحلل
يقتضي أن يكون تمامه:
........................... ........... وليس الذي حرمته بحرام
الصنعة:
نظر ابن طباطبا إلى الشعر على أنه صناعة، فقد شبه الشاعر بالنساج والنقاش والصائغ وناظم الجوهر، بالإضافة إلى السبك والبناء والكسوة وهي كلها دوال تتعلق بحقل الصناعة اليدوية. وقد أشار إلى الصناعة للدلالة على الصياغة والنسج والنظم فقال: " فالمستحسن من هذه الأبيات حقائق معانيها الواقعة لأصحابها الواصفين لها دون صنعة الشعر وإحكامه " (العيار ص137). و يفسر لنا في السياق نفسه صنعة الشعر" بنسج الشعر وجودته وإحكام رصفه وإتقان معناه " (العيار ص136).
أما حقائق المعاني فهي تختلف عن المعاني، وقصد بها " اتفاق الحالات التي وضعت فيها [الأشعار]، وتذكر اللذات بمعانيها، والعبارة عمّا كان في الضمير منها، وحكايات ما جرى من حقائقها " (العيار ص136). فحقائق المعاني تتعلق بالموضوع الذي يعالجه الشاعر بوجه عام، وليست المعاني التفصيلية الدقيقة.
ويتسع مفهوم صنعة الشعر ليستوعب العملية الشعرية كاملة بكل جوانبها، يقول: " وإذا قد قالت الحكماء أن للكلام جسداَ وروحاَ، فجسده النطق وروحه معناه، فواجب على صانع الشعر أن يصنعه صنعةَ متقنةَ لطيفة مقبولة مستحسنة مجتلبة لمحبة السامع له والناظر بعقله إليه، مستدعية لعشق المتأمل في محاسنه والمتفرس في بدائعه، فيحسنه جسماَ ويحققه روحاَ، أي: يتقنه لفظا ويبدعه معنى، ويجتنب إخراجه على ضد هذه الصفة فيكسوها قبحاَ ويبرزه مسخاَ، بل يسوي أعضاءه وزناَ، ويعدل أجزاءه تأليفاَ، ويحسن صورته إصابةَ، ويكثر رونقه اختصاراَ، ويكرّم عنصره صدقاَ، ويفيده القبول رقة، ويحصنه جزالة، ويدنيه سلاسة، وينأى به إعجازاَ، ويعلم أنه نتيجة عقله، وثمرة لبّه، وصورة علمه، والحاكم عليه أو له. وينبغي للشاعر أن يحترز في أشعاره ومفتتح أقواله مما يتطيرّ به أو يستجفى من الكلام والمخاطبات كذكر البكاء ووصف إقفار الديار وتشتت الألاّف ...... " (العيار ص203 - 204).
الديباجة:
ومن المصطلحات الدالة في هذا المجال (الديباجة)، يقول: " والشعر هو ما إن عري من معنى بديع لم يعر من حسن الديباجة، وما خالف هذا فليس بشعر " (العيار ص24).ونلحظ أن ابن طباطبا يستعمل الديباجة مقابل المعنى؛ أي أن الديباجة تتعلق بالشكل والصياغة، وكأنه يقول إن الشعر معنى وديباجة أو أحدهما وإلا فليس ثمة شعر. وهذا يعني أن ابن طباطبا يولي مسألة الشكل والصياغة اهتماماَ كبيراَ، ويجعلها عاملاَ أساسياَ وحاسما في تحقيق شعرية الشعر.
ويشير إلى الديباجة في موضع آخر فيقول: " ونذكر الآن أمثلة للأشعار المحكمة الوصف، المستوفاة المعاني، السلسة الألفاظ، الحسنة الديباجة " (العيار ص5).فهو يستخدم ثلاثة عناصر تشكل الأسلوب: المعاني والألفاظ والديباجة مما يعني أنها النظم والتأليف والنسج أي نسج الألفاظ والمعاني.
ومن المصطلحات التي ذكرها ابن طباطبا الحيلة (العيارص13)، والرصف (العيار ص136).
وللموضوع بقية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 05:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الكريم على هذه الإضاءة وثبّت الله أجرك
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 05:00 م]ـ
مفهوم النسج
في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا
على الرغم من كثرة الدراسات حول كتاب "عيار الشعر" لابن طباطبا التي اعتنت بمنهجه ومفهومه للشعر وللموضوع الرئيس في الكتاب وهو عيار الشعر، إلا أنها في ما أرى قد أغفلت جانباً في غاية الأهمية ألا وهو مفهوم الصياغة والأسلوب في الكتاب أو ما أسماه ابن طباطبا "النسج". والدارس للكتاب يستطيع أن يكتشف مدى الأهمية البالغة التي أولاها هذا الناقد لموضوع النسج، الذي يطلق عليه مصطلح الأسلوب. ففي الكتاب مادة غزيرة عن النسج ومجالاته ومعاييره، إلا أنها منثورة في ثناياه نثرا، ولم تكن الهدف الرئيس من تأليف الكتاب، فقد كانت عناية الكاتب الظاهرة متعلقة في "عيار الشعر" أو معايير الشعر الجيد والرديء، إلا أن هذه المعايير لا تنهض ولا تتشكل إلا من خلال النسج، وبالتالي فقد دخل هذا الموضوع في جميع المعايير التي تناولها ابن طباطبا. فالنسج هو المادة التي نهض عليها الكتاب.
وحديث ابن طباطبا عن النسج ومفهومه وأهميته ومجالاته ومعاييره يكرس منه ناقداً شكلانياً فذاً، وناقداً جمالياً، فهو لم يهمل المعنى أو اللفظ (التركيب) وإنما اعتنى بهما عناية فائقة، وهو لا يرى لأحدهما وجوداً في معزل عن الآخر.
هذه الدراسة في مفهوم النسج، دراسة تأصيلة لجهود ابن طباطبا في هذا المجال، ومحاولة لمقاربة مفاهيمه وتصوراته النقدية عن العمل الشعري وعن الشعرية، وما الذي يجعل الشعر شعراً ذلك السؤال الملح والمقلق، فالدراسة تنهض بهذا الجهد للكشف عن تصور الناقد العربي القديم في هذا المجال.
استخدم ابن طباطبا مصطلح النسج ومشتقاته غير مرة في "عيار الشعر"، فقد شبه الشاعر بالنساج الحاذق " الذي يفوف وشيه بأحسن التفويف ويسديه وينيره،ولا يهلهل شيئاَ منه فيشينه " (العيارص8). وفي نص ابن طباطبا مجموعة من الأسماء يحسن أن توضح دلالاتها الأصلية الحسية لأنها تضيء فهمه لعملية النسج.
فالنسج: ضم الشيء إلى الشيء هذا هو الأصل (نسج) ونسج الحائك الثوب: ينسجه نسجاَ لأنه ضم السدى إلى اللّحمة.والسّدى من الثوب خلاف اللّحمة وهو ما يمدّ طولاَ في النسيج والواحدة سداة (ج) أسداء وأسدية. واللّحمة في الثوب خيوط النسج العرضية يلحم بها السدّى. والنيرة من أدوات النساج ينسج بها وهي الخشبة المعترضة كقول الشاعر:
فما تأتوا يكن حسناَ جميلاَ وما تسدوا لمكرمة تنيروا
يقول: إذا فعلتم فعلاَ أبرمتموه.
ويقول الشاعر:
ألم تسأل الأحلاف كيف تبدّلوا بأمر أناروه جميعاَ وألحموا
وثوب ذو نيرين: إذا نسج على خيطين. أما الوشي فهو من كل لون والوشي في اللون خلط لون بلون وكذلك في الكلام. ووشى الثوب وشيا أي نسجا وتأليفا ووشى الثوب: حسنه ولونه وزينه.
وأما التفويف فهو من فوف، الفوف: الحبة البيضاء في باطن النواة التي تنبت منها النخلة. الفوفة: القشرة الرقيقة تكون على النواة،والفوف: ضرب من برود اليمن،والفوف: ثياب رقاق من ثياب اليمن موشاة، برد مفوف أي رقيق،وبرد مفوف: خطوط بيض. وفي حديث كعب: ترفع للعبد غرفة مفوفة وتفويفها لبنة من ذهب وأخرى من فضة ().
من كل ذلك نستطيع أن نقترب من تصور ابن طباطبا عن صناعة النسج، ولماذا شبه الشاعر بالنساج والشعر بالنسيج، فالنساج الحاذق الماهر يضم خيوطه إلى بعضها ضما محكما، وتتداخل خيوطه ببعضها مما يجعل نسجه متينا قويا،ويزين نسجه ويوشيه ويحسنه ويدخل ألوانه ببعضها بحيث تشكل لوحة رقيقة جميلة، ولا تعني الرقة هنا الضعف وإنما جودة الخيوط التي نسجت منه وهي مضلعة،، وكل ما ورد يشير إلى إحكام تأليف الشعر، وعرضه بصورة حسنة.
ونلحظ تأكيده أمرين: الأول أن المادة التي تنسج جيدة ومن نوع حسن، والآخر: الشكل وهو الصورة التي تشكل الخيوط أو المادة الخام.
وتشبيه الشاعر بالنساج والشعر بالنسيج يثير قضيه مهمة،هي علاقة الشكل بالمضمون، وهي علاقة تكوينية، فلا نسيج إلا بمادة وصورة (شكل)، وحذف أحدهما يؤدي إلى تدمير الآخر فنقض الصورة هو نقض للمادة في الوقت نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن طباطبا حريص على القوة والمتانة والرقة في الوقت نفسه،لذلك يقول ولا يهلهل شيئا منه، والهلهلة: مهلهل: رقيق سخيف النسج،وثوب هلهل: رديء النسج، يقول النابغة:
أتاك بقول هلهل النسج كاذب ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
وسمى الشاعر مهلهلا:لرداءة شعره، أو لأنه أول من أرق الشعر، أو لأنه لم ينقح شعره وأرسله كما حضره ()، وهذا يعني أن الرقة المطلوبة في الشعر ليست رقة ضعف وإنما رقة تدفق وكثرة.وقد رأى الجاحظ (ت255هـ) من قبل أن الشعر ضرب من النسج وجنس من التصوير (). وفي العصر الحديث يرى (آبر كرومبي):أن لغة الشعر ليست رمزا إلى فكرة فحسب"بل هي نسيج متشعب من صور ومشاعر، أنتجتها التجربة الإنسانية، وثبتت في اللفظة،فزادت معناها خصبا وحياة" ().
المصطلحات المرادفة للنسج-المعبرة عن مفهومه
استخدم ابن طباطبا غير اسم أو مصطلح للتعبير عن مفهوم النسج منها:
النظم:
أشار ابن طباطبا مرات عديدة إلى " النظم "، فقد عرف الشعر بأنه " كلام منظوم بان عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطبتهم بما حفي به من النظم الذي إن عدل به عن جهته مجته الأسماع وفسد على الذوق ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، ومن اضطرب عليه الذوق لم يستغن عن تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق بها حتى تصير معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف معه" (العيار ص5ـ6).
فالنظم هنا هو الوزن العروضي أو الموسيقى الخارجية، وهذا الفهم ليس المقصود بالنظم المرادف للنسج. وسوف نجد ابن طباطبا لا يعود لاستخدام النظم للدلالة على الوزن في كتابه وإنما يستخدمه مرادفا للنسج، فهو يشير إلى الدلالة الاصطلاحية للنظم حين يذكر سبب تأليف الكتاب، ووصف الشعر " والسبب الذي يتوصل به إلى نظمه "، فالكتاب مصنف في نظم الشعر وليس في موسيقى الشعر الخارجية أو الأوزان العروضية. إن مدار الحديث في الكتاب نظم الشعر، مما يعني أن النظم في الكتاب، لا يساوي العروض وإنما العروض جزء من النظم ويستعان على النظم بالعروض.
وتحدث عن الأدوات التي تمنع الخلل في نظم الشعر فذكر منها: "التوسع في علم اللغة، والبراعة في فهم الإعراب، والرواية لفنون الآداب، والمعرفة بأيام الناس وأنسابهم ومناقبهم، ومثالبهم، والوقوف على مذاهب العرب ....... ، والتصرف في معانيه في كل فن قالته العرب فيه وسلوك منهاجها في صفاتها ومخاطباتها وحكاياتها وأمثالها، والسنن المستعملة منها، وتعريضها وتصريحها، وإطنابها وتقصيرها، وإطالتها وإيجازها، ولطفها وخلابتها، وعذوبة ألفاظها، وجزالة معانيها، وحسن مباديها، وحلاوة معاطفها، وإيفاء كل معنى حظه من العبارة، وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة، واجتناب ما يشينه من سفساف الكلام وسخيف اللفظ، والمعاني المستبردة والتشبيهات الكاذبة والإشارات المجهولة، والأوصاف البعيدة والعبارات الغثة، حتى لا يكون ملفقا مرقوعا بل يكون كالسبيكة المفرغة، والوشي المنمم، والعقد المنظم، والرياض الزاهرة، فتسابق معانيه ألفاظه فيلتذ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق لفظه، وتكون قوافيه كالقوالب لمعانيه، وتكون قواعد للبناء يتركب عليها ويعلو فوقها، ويكون ما قبلها مسبوقا إليها، ولا تكون مسبوقة إليه فتقلق في مواضعها، ولا توافق ما يتصل بها، وتكون الألفاظ منقادة لما تراد له، غير مستكرهة ولا متعبة، مختصرة الطرق، لطيفة الموالج، سهلة المخارج" (العيار ص 6ـ7).
يلخص ابن طباطبا في هذه الفقرة الطويلة، ما يتعلق بجانب العملية الإبداعية الشعرية من حيث الشكل والمضمون، والكتاب في ما بعد تفصيل لهذا الإيجاز المكثف،ويشكل ببعديه الشكلي و المضموني، المفهوم الكلي لعملية النظم.
ويتحدث عن النظم بين الأبيات المتناثرة، في أثناء ولادة العمل الشعري، بأبيات ناظمة لما هو متفرق، تكون سلكا جامعا لما تشتت منها " فإذا كثرت الأبيات وفق بينها بأبيات تكون نظاما لها، وسلكا جامعا لما تشتت منها " (العيار ص8).
وشبه الشاعر بناظم الجوهر، فقال:"وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق ولا يشين عقوده بأن يفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها ". (العيار ص8)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنظم حسب ما جاء عند ابن طباطبا يتجاوز العروض و الوزن الموسيقي، إلى استواء النص من حيث اللغة والمعنى.
ويستخدم ابن طباطبا النسج والنظم في سياق واحد عاطفا النظم على النسج، مما يوحي أنه من قبيل الترادف بين المصطلحين يقول: " ويعد لكل معنى ما يليق به ولكل طبقة ما يشاكلها حتى تكون الاستفادة من عقله في وضعه الكلام مواضعه أكثر من الاستفادة من قوله في تحسين نسجه وإبداع نظمه " (العيار ص9).
وقد يتعلق النظم بالألفاظ،يقول: " والشعراء في عصرنا إنما يثابون على ما يستحسن من لطيف ما يوردونه من أشعارهم، وبديع ما يغربونه من معانيهم، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم، ومضحك ما يوردونه من نوادرهم، وأنيق ما ينسجونه من وشي قولهم " (العيار ص13).يتحدث ابن طباطبا عن الألفاظ والمعاني والنظم وهي عناصر العمل الأدبي الأساسية، مما يؤشر إلى أن النظم هو النسج.
ويشير إلى النظم في معرض حديثه عن الأشعار المحكمة المتقنة المستوفاة المعاني، الحسنة الوصف، السلسلة الألفاظ، التي قد خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما، فلا استكراه في قوافيها،ولا تكلف في معانيها، ولا عي لأصحابها فيها " (العيار ص82). تندرج ملاحظاته ضمن الملاحظ الأسلوبية المتعلقة بالجانب الشكلي من الشعر: الأشعار المحكمة، وسلالة الألفاظ، ثم الملاحظة الأسلوبية المهمة في هذا المضمار الأشعار" التي قد خرجت خروج النثر سهولة وانتظاما "، وهو يشرح السهولة والانتظام بقوله:"فلا استكراه في قوافيها، ولا تكلف في معانيها، ولاعي لأصحابها "، فالسهولة تعني البعد عن التعقيد والتكلف بسبب قيود الوزن الذي يفرض على الشاعر غير المقتدر ألفاظا وتراكيب معقدة متكلفة من أجل إقامة الوزن، الأمر الذي لا نجده في النثر.
والانتظام الذي يذكره ابن طباطبا يتعلق بالنسج والتأليف وليس بالوزن والعروض، لأنه نسبه إلى النثر، أي انتظام الألفاظ والتراكيب والمعاني في النثر.
والنظم عند ابن طباطبا ملاءمة التأليف بين الكلمات في البيت وملاءمة التأليف بين الأبيات؛ فقد نبه على ضرورة النظم بقوله:" وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته، ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها ويتصل كلامه فيها، ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وصفه وبين تمامه فضلا من حشو ليس من جنس ما هو فيه فينسى السامع المعنى الذي يسوق القول إليه. كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت فلا يباعد كلمة عن أختها، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها. ويتفقد كل مصراع هل يشاكل ما قبله فربما اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منها في موضع الآخر، فلا يتنبه على ذلك إلا من دق نظره ولطف فهمه " (العيار ص209).
إن نص ابن طباطبا غني بألفاظه الدالة على مفهوم النظم (النسج)، فقد استعمل التأليف والتنسيق والتجاور والملاءمة والتنظيم والاتصال، واستعمل عبارات مثل: لا يباعد، ولا يحجز، ولا يجعل حشوا، فهذه الألفاظ والعبارات إشارات أسلوبية تلتقي في دلالة رئيسة واحدة هي النسج المتين القوي. وتكشف هذه الإشارات عن أهمية النسج عند ابن طباطبا ومدى حضوره في ذهنه وحضور إجراءاته النقدية. فهو حضور مكثف، يؤكد الترابط القوي بين الألفاظ المتجاورة، وهو تجاور قائم على التنسيق والترابط وليس تجاورا مفككا، فثمة تأثر وتأثير بين الألفاظ. ولعل أهمّ ما يحظ أن النظم عند ابن طباطبا يتعلق أيضا بنظم المعاني وليس الألفاظ فقط وسوف تتأكد هذه الملاحظة في ثنايا البحث. ويدخل إلى هذا الحقل أسماء أخرى مثل المشاكلة والاتفاق بين الشطر والشطر في البيت الواحد.
ويشمل النظم عند ابن طباطبا اتساق أبيات القصيدة جميعها: "وأحسن الشعر ما ينتظم فيه القول انتظاماَ يتسق به أوله مع آخره على ما ينسقه قائله، فإن قدّم بيت على بيت دخله الخلل كما يدخل الرسائل والخطب إذا نقض تأليفها " (العيارص213).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الجدير بالملاحظة أن حديث ابن طباطبا عن النظم والنسج، يعد بحق إرهاصا قويا لنظرية النظم الجرجانية، يقول عبد القاهر الجرجاني:"وأما نظم الكلم فليس الأمر فيه كذلك، لأنك تقتفي في نظمها آثار المعاني، وترتبها على حسب ترتيب المعاني في النفس، فهو إذن نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض، وليس هو النظم الذي معناه ضم الشيء إلى الشيء كيف حال واتفق.
وكذلك كان عندهم نظيراً للنسج والتأليف والصياغة والبناء والوشي والتحبير ... ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق، بل أن تناسقت دلالتها، وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل ... وإنك إذا فرغت من ترتيب المعاني في نفسك لم تحتج إلى أن تستأنف فكراً في ترتيب الألفاظ، بل تجدها تترتب لك بحكم أنها خدم للمعاني، وتابعة لها ولاحقة بها، وأن العلم بمواقع المعاني في النفس، علم بمواقع الألفاظ الدالة عليها في النطق" ().
واللافت للنظر اتفاق الرجلين في تشبيه النظم بالنسج والصياغة والبناء والوشي،وأن النظم لا يتعلق بالألفاظ دون المعاني، وإنما يشملهما جميعا، وفي كل ذلك تتبين أصالة ابن طباطبا النقدية. وهذا ينفي عن ابن طباطبا أن يكون قد نظر إلى الألفاظ على أنها قالب جامدة، بل هو أقرب إلى نظرة (كروتشه) إذ يقول:"فسيان إذا أن نعد الفن مضمونا أو صورة، شريطة أن يكون من المفهوم دائما أن المضمون قد برز في صورة، وأن الصورة ممتلئة بالمضمون، أي أن الشعور هو الشعور المصور، وأن الصورة هي الصورة المشعور بها" ().
النقش، الصياغة، الصباغة:
ومن الأسماء المرادفة للنسج التي استعملها ابن طباطبا النقش، فقد شبه الشاعر بالنقاش، فقال:"وكالنقاش الرقيق الذي يضع الأصباغ في أحسن تقاسيم نقشه، ويشبع كل صبغ منها حتى يتضاعف حسنه في العيان" (العيارص8).والنقش فن و مهارة ورؤية.
وشبه الشاعر بالصائغ في معرض حديثه عن إعادة صوغ المعاني " وإن وجد المعنى في المنثور من الكلام، وفي الخطب والرسائل والأمثال،فتناوله وجعله شعراَ كان أخفى و أحسن، ويكون ذلك كالصائغ الذي يذيب الذهب والفضة المصوغين فيعيد صياغتهما بأحسن مما كانا عليه " (العيار ص126).
وشبه الشاعر بالصباغ فقال:" وكالصباغ الذي يصبغ الثوب على ما رأى من الأصباغ الحسنة، فإذا أبرز الصائغ ما صاغه في غير الهيئة التي عهد عليها، وأظهر الصباغ ما صبغه على غير اللون الذي عهد قبل، التبس الأمر في المصوغ وفي المصبوغ على رائيهما، فكذلك المعاني وأخذها واستعمالها في الأشعار على اختلاف فنون القول فيها " (العيار ص126 - 127).
يندرج حديث ابن طباطبا عن عمل الصائغ والصباغ ضمن الحديث عن الأسلوب والصياغة، صياغة المعنى بأسلوب جديد إن كان مثلاَ أو حكمةَ أو خطبة يصاغ بأسلوب الشعر، وليس المقصود هنا نظمه عروضياَ، بل المسألة أبعد من ذلك فهي تتعلق بإعادة الهيئة وسبكه سبكا جديداَ فهو يقول:" يذيب الذهب والفضة المصوغين فيعيد صياغتهما "، أي تشكيل المعنى تشكيلا جديدا بتراكيب جديدة.
ونلحظ أن ابن طباطبا يولي الصياغة والنسج والصباغة عناية فائقة لدرجة أنه يجعل مجال الشاعر المحدث في هذا المجال، إذا تعسر عليه أن يأتي بالمعنى الجديد، أي الفكرة الجديدة.
وشبه ما يجيش به فكر الشاعر من شعر بعد أن يديم النظر في الأشعار محكمة النسج بالسبيكة "المفرغة من جميع الأصناف التي تخرجها المعادن " (العيار ص14).وأشار إلى السبك فطالب الشاعر أن يكون خروجه "من كل معنى يصيغه إلى غيره من المعاني خروجاَ لطيفاَ، ........ ، حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغاَ ....... لا تناقض في معانيها، ولا وهي في مبانيها، ولا تكلف في نسجها، تقتضي كل كلمة ما بعدها،ويكون ما بعدها متعلقا بها مفتقرا إليها" (العيارص213). وقد أشار الجاحظ إلى السبك فقال: "وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء،سهل المخرج، فتعلم بذلك أنه قد أفرغ إفراغا واحدا، وسبك سبكا واحدا، فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان" ().ويكاد أن يكون كلام ابن طباطبا شرحا وتوضيحا لعبارات الجاحظ النقدية.
وشبه تأثر الشاعر بالشعر المحكم وما ينتجه بمن " قد اغترف من واد قد مدته سيول جارية من شعاب مختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكطيب تركب من أخلاط من الطيب كثيرة فيستغرب عيانه ويغمض مستبطنه " (العيار ص14). فهو يتنبه لأهمية هضم الشاعر ما يقرأ ويحفظ، وإعادة إنتاجه إنتاجاَ جديداَ،له شكله الخاص وكينونته المميزة.
استواء الكلام واستواء النسج:
من المصطلحات التي تلتقي مع مفهوم النسج عند ابن طباطبا مصطلح "استواء الكلام" و"استواء النسج"،ونرجئ الحديث عن "استواء النسج" لحين الحديث عن مجالات النسج. أما استواء الكلام فقد ذكره في عقب إيراده قصيدة الأعشى فيما اقتصه من خبر السمو أل وعقب على القصيدة بقوله: " فانظر إلى استواء هذا الكلام، وسهولة مخرجه، وتمام معانيه، وصدق الحكاية فيه، ووقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له، من غير حشو مجتلب، ولا خلل شائن" (العيار ص75).
إن ملاحظات ابن طباطبا تنصب على الجانب الأسلوبي من القصيدة أو الجانب الشكلي منها. ولا تخلو من الإشارة إلى تمام المعنى، ونلحظ إشارته إلى حسن التأليف، الأمر الذي يوضح أن الاستواء يقع في التأليف والنسج وهو أمر متعلق أيضاَ بنظم الألفاظ وما يترتب عليها من معان.
ويمكن أن نعيد قراءة النموذج الذي ارتضاه ابن طباطبا لاستواء الكلام لنكشف عن خصائصه الأسلوبية. ففي قوله:
بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار
تقديم و تأخير. وكذلك في قوله:
لا سرهن لدي ضائع مزق وكاتمات إذا استودعن أسراري
تقديم وتأخير.
ومن سمات النص الأسلوبية الفصل بين المتلازمين في مثل قوله:
وسوف يخلفه، إن كنت قاتله رب كريم وبيض ذات أطهار
وقوله:
والصبر منه، قديماَ، شيمة خلق وزنده في الوفاء الثاقب الواري
ومن الفصل الطويل بين البدل والمبدل منه قوله:
إن له خلفا، إن كنت قاتله وإن قتلت: كريماَ غير عوار
مالاَ كثيراَ وعرضاَ غير ذي دنس وإخوةَ مثله ليسوا بأشرار
فعبارة َ" إن كنت قاتله، وإن قتلت: كريماَ غير عوار" جاءت معترضة بين البدل والمبدل منه، خلفاَ: مالاَ، عرضاَ، إخوةَ. والعبارة المعترضة عبارة في غاية الأهمية لأنها تشير إلى القتل الذي يتوقعه السمو أل ويدافع عن اختياره الثكل على الغدر، لأن المقتول كريم لا عيب فيه. فالجملة المعترضة لا تغدو مجرد اعتراض، وإنما تصبح أساسية في الجملة الشعرية، وتتبادل الأدوار مع الجملة الأصل " إن له خلفاَ مالاَ كثيراَ ........ "، فيصبح الهامش مركزاَ، والمركز هامشاَ، في حركة لولبية، ينتفي بها المركز والهامش، مما يسهم في توليد الشعرية.
ومن السمات البارزة في القصيدة الإيجاز القائم على الحذف من ذلك قوله:
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إني مانع جاري
فابن طباطبا ليس ضد التقديم والتأخير أو الفصل أو الحذف أو الإيجاز، إذا لم يحدث لبسا وغموضاَ في المعنى.
وعدها من الأساليب التي يتحقق بها النسج،وهي تشير إلى مفهوم استواء الكلام عنده.
وقد اعتنى اللغويون والنحاة والبلاغيون والنقاد باستواء النص لغويا، وعدوه جانبا من جوانب الكشف عما في اللغة من توسع وإبداع ().
الكسوة:
ومن الأسماء الدالة على النسج أو النظم التي استخدمها ابن طباطبا "الكسوة" ومتعلقاتها. فقد استخدم "الكسوة" للتعبير عن الأسلوب الذي تؤدى به العبارة أو المعنى، فذكر أن للشعر أدوات يجب إعدادها قبل مرامه وتكلف نظمه منها: " إيفاء كل معنى حظه من العبارة، وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة " فالإلباس هو الأسلوب الذي تؤدى به العبارة،و الذي يلعب دوراَ مهماَ في إظهار المعنى في أحسن زي وأبهى صورة، وهو يتحدث عن المعنى هنا فكرة عامة، فالذي يخصصها ويميزها عن غيرها الأسلوب اللغوي الذي تقدم به. ومهما ذهبنا إلى أنه لا فصل بين الأسلوب والمعنى، فإن أول ما يواجهنا هو الأسلوب الذي من خلاله نكتشف المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشار إلى متعلقات الكسوة فقال: " فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثراَ، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه والقوافي التي توافقه والوزن الذي سلس له القول عليه " (العيار ص7 - 8).واستخدامه للباس لا يعني التقليل من أهمية الأسلوب، فنص ابن طباطبا يعني أن القصيدة تمر في مرحلتين الأولى مرحلة النثرية وتكون المعاني في الفكر، المرحلة الثانية الشعرية وذلك عندما تصاغ المعاني النثرية في الفكر بأسلوب الشعر المتعارف عليه والمألوف الذي يؤكده ابن طباطبا ويجعله علة قبول الشعر أو رفضه. فالمعنى النثري ينقل إلى الشعرية بالأسلوب الذي يقدم به أو باللباس حسب تعبير ابن طباطبا هنا.
ويقول ابن طباطبا:" وإذا تناول الشاعر المعاني التي سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه " (العيار ص123).يستخدم ابن طباطبا مصطلحي المعاني والكسوة، فالكسوة تعني الألفاظ والتراكيب والصور التي ترد فيها المعاني، أي الأسلوب.
ويحل ابن طباطبا قضية السرقات عندما فتح المجال أمام الشاعر أن يتصرف بالمعاني من خلال الأسلوب، وجعل الفضيلة للأسلوب كما هي للمعنى. والمقصود بالمعنى هنا حسب سياق ابن طباطبا الفكرة سواء كانت خاصة أو عامة. فإن مجال الصياغة والنسج يبقى مفتوحاَ ولا يغلق أمام الشعراء حتى لو تواردوا معنى واحداَ.
ويمثل على ذلك بقول أبي نواس:
وإن جرت الألفاظ منا بمدحة لغيرك إنساناَ فأنت الذي نعني
أخذه من الأحوص حيث يقول:
متى ما أقل في آخر الدهر مدحة فما هي إلا لابن ليلى المكرّم
فالفكرة واحدة، إلا أن كل شاعر صاغها ونسجها وكساها بألفاظ وتراكيب مختلفة، ولا يعني ذلك على أية حال تطابق المعنيين، إذ إن اختلاف المبني يؤدي إلى اختلاف المعنى من حيث التفاصيل الدقيقة، فالكسوة عند ابن طباطبا ليست مجرد "قشرة" تستر في داخلها المعنى، وإنما هي المبنى الجمالي الذي يشكل المعنى ويصوغه ويعطيه وجهه الجمالي الذي يتحقق به.
ويستخدم ابن طباطبا تعبير "رثة الكسوة" للدلالة على الأبيات الرديئة النسج، يقول: " ومن الحكم العجيبة، والمعاني الصحيحة، الرثة الكسوة، التي لم يتنوّق في معرضها الذي أبرزت فيه ...... " (العيار ص144).
ويمثل على ذلك بقول القائل:
نراع إذا الجنائز قابلتنا ونسكن حين تمضي ذاهبات
كروعة ثلة لمغار ذئب فلما غاب عادت راتعات
نلحظ أن ابن طباطبا قصد بالكسوة أو المعرض المبني الذي صاغ الشاعر به فكرته، وقام البناء عند الشاعر على التصوير والتشبيه، ومن ثم فابن طباطبا يرى أن التشبيه لا يفي بالمعنى الذي أراده الشاعر. فالفكرة التي يعبر عنها الشاعر حكمة عجيبة غير أن العبارة أو المبنى الذي قام به غير واف، مما يترك أثرا سالبا في نفس المتلقي.وهو لا يستسيغ التشبيه أو الكسوة أو المبنى في قول الشاعر (العيار ص145):
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رماداَ بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوماَ أن ترد الودائع
فالمعنى عجيب غير أن المشبه به لا يحقق شروط الصدق التي يطلبها ابن طباطبا منه.
ومن الأبيات الرثة الكسوة، قول الآخر:
قدرت على نفسي فأزمعت قتلها فأنت رخي البال والنفس تذهب
كعصفورة في كف طفل يسومها ورود حياض الموت والطفل يلعب
فالمعنى أو الفكرة جيدة غير أن التعبير عنها بالبنية التشبيهية التي نسجها الشاعر أو كسا بها المعنى غير مناسب، فثمة فجوة ومفارقة بين المعنى في البيت الأول والصورة التشبيهية في البيت الثاني، فلم يكن الشاعر موفقاَ في اختيار المشبه به ووجه الشبه، فابن طباطبا يحرص على الصدق في التشبيه والحكاية، والتشبيه هنا أبعد ما يكون عن الصدق، لأن المشبه به يفرّغ المعنى من دلالته التي تضفي جوّ الرهبة والخوف في نفس المتلقي. فثمة فجوة كبيرة بين المشبه والمشبه به،مما أخلّ بالنسج، ومنها قول الآخر (العيار ص147):
من يلم الدهر ألا فالدهر غير معتبه
أو يتعجب لصرو ف الدهر أو تقلبه
ومن يصاحب صاحباَ ينسب إلى مستصحبه
بزائنات رشده أو شائنات ريبه
وربما عرّ صحيـ حاَ جرب بجربه
تعرف ما حال الفتى في لبسه ومركبه
وفي شمأزيزته عنك وفي توتبه
عليك أو إصغائه إليك، أو تحببه
والمرء قد يدركه يوماَ خمول منصبه
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الأبيات مثال على رثاثة الكسوة.
وفي المقابل يشير ابن طباطبا إلى المعرض الحسن والكسوة البهية يقول:" فأما المعنى الصحيح، البارع الحسن، الذي أبرز في أحسن معرض، وأبهى كسوة وأرق لفظ فقول مسلم بن الوليد الأنصاري (العيار ص 147):
وإني وإسماعيل بعد فراقه لكالغمد يوم الروع زايله النصل
فإن أغش قوماَ بعده أو أزرهم فكالوحش يدنيها من الأنس المحل
فابن طباطبا معجب بالتشبيه (المعرض، والكسوة) الذي عرض به المعنى الصحيح. وهو يرى أن المشبه به صادق في التعبير عن المعنى الذي يريده الشاعر ومعبر عنه حق الوفاء، والشاعر من ناحية أخرى يستقصي المعنى فيعبر عن أثر فقد الصديق في حالتي الحرب والسلام، وكلا الصورتين المختارتين صادقتان في التعبير عن معنى الشاعر ومشاعره و أحاسيسه. من جهة ثانية نلحظ "الفصل" بين الفعل والفاعل من غير أن يعترض عليه ابن طباطبا، بل عده من الكسوة البهية. مما يدل على أنه لا يعترض على التقديم والتأخير أو الفصل إذا لم ينتج عنه لبس في المعنى.
ووقف الجاحظ عند هذا المصطلح فقال:"والمعاني إذا كسيت الألفاظ الكريمة، وألبست الأوصاف الرفيعة، تحولت في العيون عن مقادير صورها، وأربت على حقائق أقدارها، بقدر ما زينت، وحسب ما زخرفت، فقد صارت الألفاظ في معاني المعارض، وصارت المعاني في معنى الجواري" (). وليس موقف ابن طباطبا ببعيد عن موقف الجاحظ.
اللطف:
من الأسماء أو المصطلحات الأسلوبية الدالة على النسج والتأليف "اللطف" ومشتقاته، فمن خلال استعمالات ابن طباطبا لهذا المصطلح يمكن الكشف عن دلالته الدقيقة عنده. فاللطف يتصل بالاعتدال وعدم الجور،وهو يذكر أن علة قبول الشعر "أن كل حاسة من حواس البدن إنما تقبل ما يتصل بها مما طبعت له إذا كان وروده عليها وروداَ لطيفاَ باعتدال لا جور فيه وبموافقة لا مضادة معها " (العيار ص20).ويشير إلى لطف موالج الكلام التي تتحقق إذا كان الكلام "منظوماَ مصفى من كدر العي، مقوماَ من أود الخطأ واللحن، سالماَ من جور التأليف، موزوناَ بميزان الصواب لفظاَ ومعنىَ وتركيباَ اتسقت طرقه، ولطفت موالجه فقبله الفهم وارتاح له وأنس به " (العيارص20ـ21).
فاللطف يتعلق بمسائل أسلوبية تتعلق بالعبارة، ويترتب على اللطف القبول والارتياح والأنس بما يرد على الفهم من عبارات.
وذكر من أدوات الشعر التي يجب إعدادها قبل مرام الشعر ونظمه اللطف،وقد ورد ذلك في سياق ملاحظات تتعلق بالأسلوب مثل التعريض والتصريح والإطناب والتقصير، والإطالة والإيجاز (انظرالعيارص6).
ويتعلق اللطف بطريقة صلة الأغراض ببعضها "فيحتاج الشاعر إلى أن يصل كلامه – على تصرفه في فنونه – صلة لطيفة فيتخلص من الغزل إلى المديح ومن المديح إلى الشكوى ....... بألطف تخلص وأحسن حكاية بلا انفصال للمعنى الثاني عما قبله بل يكون متصلاَ به وممتزجاَ معه" (العيار ص9). فاللطف هنا يعني امتزاج الموضوعات ببعضها واتصالها اتصالاَ وثيقاَ.
وهو يجعل "اللطف" علة الإعجاب بالشعر والإثابة عليه "والشعراء في عصرنا إنما يثابون على ما يستحسن من لطيف ما يوردونه من أشعارهم، وبديع ما يغربونه من معانيهم، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم، ومضحك ما يوردونه من نوادرهم وأنيق ما ينسجونه من وشي قولهم " (العيار ص13). فاللطف كما نلحظ يتصل بالمعاني والألفاظ والنسج، وهي جميعها عناصر الأسلوب.
ويتصل باللطف الاختصار والإيماء، فهو يقول: " وتأمل لطف الأعشى فيما حكاه واختصره في قوله:
أأقتل ابنك صبراَ أو تجيء بها ..........................
فأضمر ضمير الهاء في قوله:
واختار أدراعه أن لا يسب بها .........................
فتلافى ذلك الخلل بهذا الشرح، فاستغنى سامع هذه الأبيات عن استماع القصة فيها لاشتمالها على الخبر كله بأوجز كلام وأبلغ حكاية وأحسن تأليف وألطف إيماء " (العيار ص 75 - 76).
ويتصل مصطلح اللطف بمصطلح الكسوة وبالبناء الشعري يقول: " وإذا تناول الشاعر المعاني التي سبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه " (العيار ص123). فاللطف هنا الصيغة الجمالية التي يبرز الشاعر بها المعنى وهي موضع المفاضلة بين قول وقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتصل اللطف بالمعاني أيضاَ يقول: " وإن وجد المعنى اللطيف في المنثور من الكلام .... فتناوله وجعله شعراَ كان أخفى وأحسن " (العيار ص126). ووقف عند أبيات قال عنها: " ومن الأبيات التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها .... " (العيار ص139). فهو يجعل المزية في الشعر للطافة الكلام،و يستخدم مصطلح اللطافة مقابل المعاني، وكأنه يقصد حسن الأسلوب الذي تقدم به المعاني. ومن الأشعار التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها قول زهير (العيارص139):
تراه إذا ما جئته متهللاَ كأنك تعطيه الذي أنت سائله
أخي ثقة ما تهلك الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله
غدوت عليه غدوة فرأيته قعوداَ لديه بالصريم عواذله
يفدينه طوراَ وطوراَ يلمنه وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فأعرضن منه عن كريم مرزأ فعول، إذا ما جدّ بالأمر فاعله
وهذا يعني أن اللطافة تتحقق في القصيدة التي تتوافر فيها مطالب ابن طباطبا النقدية، فإذا نظرنا في قوافي هذه الأبيات: سائله، نائله، عوازله، فاعله، نجد أنها كما أراد ابن طباطبا لها أن تكون، فهي كالقوالب للمعاني، وقواعد للبناء، يتركب عليها ويعلو. والكلام الذي قبلها مسبوق إليها، وليست مسبوقة إليه. فابن طباطبا يحلل الشعر أو ينقده من وجهة نظر بناء الشعر وخلقه من الداخل. فهو يستبطن النص من الداخل، وهو ناقد نصوصي، يلتصق بالنص.
فالبيت الأول يتأسس على فكرة " تعطيه الذي أنت سائله " فالعبارة التي فيها القافية ليست مقحمة على البيت، وإنما تأسس البيت عليها. وبالتالي فإن نسج الشعر محكم ورصفه متقن ويستدعي بعضه بعضاَ وكل ذلك يولد اللطافة. وكذلك عبارة " ولكنه قد يهلك المال نائله " عبارة تأسيسية وتوليدية في البيت الشعري، يتولد عنها الشطر الأول. وكذلك الحال في البيتين التاليين، "عوازله، فما يدرين أين مخاتله "، كل منها عبارات توليدية وقواعد للبناء، يتركب عليها ويعلو. وتعبيره عن القافية بالقاعدة، يعني أنها تأتي أولا َويتأسس عليها البناء الشعري ولا يأتي الشاعر بالبيت ثم يطلب له قافية فتغدو مقحمة قلقة مرذولة، وإنما صنعة الشعر أن يؤسس الشاعر قاعدة / قافية ثم يطلب لها ما يتركب عليها ويعلو من الكلام. يقول: " وإن اتفقت له قافية قد شغلها في معنى من المعاني واتفق له معنى آخر مضاد للمعنى الأول نقلها إلى المعنى المختار الذي هو أحسن، وأبطل ذلك البيت، أو نقض بعضه وطلب لمعناه قافية تشاكله " (العيار ص8).فإذا تحقق كل ذلك أدى إلى أن تكون الأبيات لطيفة وتتحقق بها اللطافة.
ومن الأمور التي لا تحقق اللطافة التشبيهات البعيدة " التي لم يلطف أصحابها فيها، ولم يخرج كلامهم في العبارة عنها سهلاَ " (العيار ص 147). إن السهولة تحقق اللطافة والتشبيهات البعيدة هي التشبيهات البعيدة عن الصدق ومطابقة الواقع، والتقارب بين المشبه والمشبه به، مما يشير إلى أن فيها غلواَ. من ذلك قول النابغة الذبياني (العيارص148):
تخدي بهم أدم كأن رحالها علق أريق على متون صوار
فالمشابهة بين الرحل والعلق بعيدة. وقول خفاف بن ندبة:
أبقى لها التعداء من عتداتها ومتونها كخيوطة الكتان
ويعقب بقوله: " والعتدات: القوائم، أراد أن قوائمها دقّت حتى عادت كأنها الخيوط، وأراد: ضلوعها، أي متونها " (العيارص148). فثمة غلو ومبالغة في رأي ابن طباطبا في هذا التشبيه. وقول ساعدة بن جؤيّة (العيارص150ـ151):
كساها رطيب الريش فاعتدلت لها قداح كأعناق الظباء زفازف
ومع تفهمنا لموقف ابن طباطبا، إلا أن المسألة تكمن في أننا لا يجوز أن ننزع بيتاَ من سياقه ثم نحكم على التشبيه الوارد فيه، لأن السياق قد يستدعي أموراَ لا تتضح دون مراجعة سياقها الذي قد يعلل التشبيه.
وتتصل اللطافة بنسج الشعر فقد عقب على قول أبي عيينة المهلبي:
دنيا دعوتك مسمعاَ فأجيبي وبما اصطفيتك للهوى فأثيبي
دومي أدم لك بالوفاء على الصفا إني بعهدك واثق فثقي بي
بقوله: فقوله: "فثقي بي" لطيفة جداَ، فيستدل بها على حذق قائلها بنسج الشعر " (العيار ص183). ويبدو أن الحذق بنسج الشعر تمثل في البيت برؤية ابن طباطبا أن القافية " فثقي بي " تنسجم مع صدر البيت: دومي أدم لك / إني .... واثق فثقي بي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتصل باللطف التخلص من موضوع إلى موضوع:" فسلك المحدثون غير هذه السبيل ولطفوا القول في معنى التخلص إلى المعاني التي أرادوها " (العيار ص187).
ويؤكد ابن طباطبا أهمية اللطف بقوله: "فليست تخلو الأشعار من أن .... تضمن صفات صادقة، وتشبيهات موافقة، وأمثالاَ مطابقة يصاب حقائقها، ويلطف في تقريب البعيد منها، فيؤنس النافر الوحشي حتى يعود مألوفاَ محبوباَ، ويبعد المألوف المأنوس به حتى يصير وحشياَ غريباَ، فإن السمع إذا ورد عليه ما قد ملّه من المعاني المكررة والصفات المشهورة التي قد كثر ورودها عليه مجّه وثقل عليه وعيه، فإذا لطف الشاعر لشوب ذلك بما يلبسه عليه فقرّب منه بعيداَ، أو بعد منه قريباَ، أو جلل لطيفاَ أو لطف جليلاَ، أصغى إليه ووعاه واستحسنه السامع واجتباه. وهذا تطريق إلى تناول المعاني واستعارتها والتلطف في استعمالها على خلاف جهاتها التي تتناول منها كما نبهنا عليه من قبل " (العيار ص202).فاللطف يعمل على المساحة الشعرية أو الأدبية أو التي تحول المألوف غريباَ والغريب مألوفا، فهي التي تجعل الشعر شعراَ، والتلطف قدرات خاصة لدى الشاعر يستطيع بها أن يحول اللغة العادية إلى لغة شعرية واللغة الغريبة إلى لغة مألوفة، كاسراَ جمودها وشاحنا إياها بشعريتها وأدبيتها التي يتلقاها المستمع بالانفعال والعجب والالتذاذ.
التأليف:
من المصطلحات الدالة على النسج "التأليف". فقد استخدمه ابن طباطبا للتعبير عن عملية النظم والنسج، فعندما شبه الشاعر بناظم الجوهر قال:" وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق، ولا يشين عقوده بأن يفاوت بين جواهرها في نظمها وتنسيقها " (العيار ص8).فالتأليف عملية نظم وهو الأسلوب أو الصورة أو المعرض الذي يظهر به جمال الشيء. واللافت للنظر أن التأليف قد يكون سبباَ في شين الكلام فهو موطن الاستحسان أو القبح. وعد ابن طباطبا التأليف موطن العجب فقال:" فمن الأشعار أشعار محكمة متقنة، أنيقة الألفاظ، حكيمة المعاني، عجيبة التأليف، إذا نقضت وجعلت نثراَ لم تبطل جودة معانيها ولم تفقد جزالة ألفاظها " (العيار ص11).يذكر ابن طباطبا عناصر الأسلوب الثلاثة: الألفاظ والمعاني والتأليف، ويجعل التأليف مجال العجب. وهو يشير إلى النقض، ولا يقصد بالنقض الوزن فقط لكي ينتقل الشعر إلى النثر، لأنه يستخدم النقض مقابل التأليف والإحكام، ولا علاقة لهما بالوزن والعروض. فالمسألة أبعد من أن تتعلق فقط بالوزن، إنما تتعلق بالعلاقات التي يقيمها الشاعر بين ألفاظه بما لكل لفظ من دلالات. فعندما نستخدم اللفظ نقصد ضمناَ المعاني والدلالات التي يحملها، والتنسيق أو التأليف يكون في الوقت نفسه لكل من الألفاظ والمعاني.
وجعل من صفات الشعر الجيد الشعر السالم من جور التأليف (انظر العيار ص 20 - 21).
واتصل حسن التأليف عند ابن طباطبا باستواء الكلام وباللطف (انظر العيار ص 75 - 76). وشرح "تأليف الشعر" من خلال أسلوب العطف الذي يعني الشرح والتوضيح والتفصيل فقال: " وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته ويقف على حسن تجاورها أو قبحه فيلائم بينها لتنتظم له معانيها ويتصل كلامه فيها، ولا يجعل بين ما قد ابتدأ وضعه وبين تمامه من حشو ليس من جنس ما هو فيه فينسى السامع المعنى الذي يسوق القول إليه. كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت فلا يباعد كلمة عن أختها، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها. ويتفقد كلّ مصراع هل يشاكل ما قبله فربما اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منهما في موضع الآخر، فلا يتنبّه على ذلك إلا من دق نظره ولطف فهمه" (العيار ص209).
البناء:
ومن المصطلحات الهامة في هذا المجال "البناء" ومشتقاته. فالبناء هو الهيكل الذي تنهض عليه القصيدة أو الجسد الذي يحتوي الروح، واستخدام ابن طباطبا للبناء يدل على أن مسألة "الشكل" ليست مسألة هامشية أو تكميلية أو تزيينية فحسب، وإنما هي مسألة أساسية تدخل في كينونة العمل الشعري، وتشغل مسألة "الشكل" في فكره منزلة عالية،يقول: "فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر في فكره نثراَ، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه، والقوافي التي توافقه، والوزن الذي سلس له القول عليه فإذا اتفق له بيت
(يُتْبَعُ)
(/)
يشاكل المعنى الذي يرومه أثبته وأعمل فكره في شغل القوافي بما تقتضيه من المعاني على غير تنسيق للشعر وترتيب لفنون القول فيه بل يعلق كل بيت يتفق له نظمه على تفاوت ما بينها وبين ما قبله، فإذا كملت له المعاني وكثرت الأبيات، وفق بينها بأبيات تكون نظاماَ لها، وسلكا جامعاَ لما تشتت منها. ثم يتأمل ما قد أداه إليه طبعه ونتجته فكرته فيستقصي انتقاده، ويرم ما وهى منه ويبدل بكل لفظة مستكرهة لفظة سهلة نقية " (العيارص7 - 8).
وليس غريباَ أن يستخدم ابن طباطبا مصطلح البناء، فمصطلح البيت الشعري هو أصلاَ بناء، والقصيدة بناء كلي يشمل أبنية جزئية. ونلحظ أن ابن طباطبا لا يفرق في عملية الخلق الشعري أو البناء الشعري بين المعاني والألفاظ والأساليب. أما المعاني التي يذكرها في قوله "مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثراَ"فإنه يشير إلى ما يمكن أن أسميه "الفكرة" في حالة تجريدها في الذهن، أو الخواطر التي يريد أن يعبرا لشاعر عنها. ويبدو أنه يقصد بمخض المعنى في فكره نثرا التجربة الشعورية الشعرية التي يمر بها الشاعر قبل عملية الخلق الفني،أو صناعة الشعر ونسجه كما يسميها ابن طباطبا. فالفكرة تتخلق في ذهن الشاعر شيئا فشيئا، ومن ثمّ تبقى عملية الولادة والخلق.فالمولود عندما يولد لا يخلق في لحظة الولادة، وإنما يتخلق ببطء في رحم أمه شيئا فشيئا،لكنه بالنسبة للآخر هو غير موجود وليست له هوية إلا بالولادة، وهكذا مخض المعنى وإعداد القوافي والوزن، فهي عمليات ذهنية مركبة، تتفاعل وتنمو إلى أن تأتي لحظة التدفق الشعري أو الخلق الشعري.
و نقد ابن طباطبا في مجمله يؤشر إلى رفع قيمة البناء (الأسلوب) الذي به يتشكل المعنى والذي يعطي المعنى وجهه الجمالي وكينونته.
وتشكل القوافي جزءا مهما من البناء،يقول عنها: " وتكون قواعد البناء يتركب عليها ويعلو فوقها " (العيار ص7)، فهو يتصور عملية الخلق الشعري عملية بنائية تمر في مراحل وأطوار ولابد للبناء من قواعد وأساسات يقوم عليها، وقواعد البناء الشعري القوافي. والقواعد تأتي قبل غيرها من أجزاء البناء، أي أن ابن طباطبا يرى أنه لا بد أن تكون القوافي مندمجة بالبيت الشعري، منسجمة مع المعنى والألفاظ وليست غريبة أو قلقة، يسبق حضورها في ذهن الشاعر حضور غيرها من أجزاء البيت في أثناء عملية الخلق الشعري، فالشاعر ينطلق في عملية بناء الشعر من نقطة مركزية هي القافية، وهذا هو التصور النظري لعملية الخلق الشعري وعلاقته بالقافية. وليس بالضرورة أن يسبق حضور القافية في ذهن الشاعر حضور غيرها، إنما أراد ابن طباطبا أن يشير إلى مدى تجذر القافية في البيت الشعري وعدم قلقها لأنها هي آخر ما يطرق الأسماع ويرد على الأفهام من البيت الشعري، فإما أن تكون موضع استحسان أو استقباح، و بها يتم المعنى ويصل المتلقي إلى حالة الاهتزاز أو الاستحسان.
ويفرق بين الأشعار الجيدة والرديئة من خلال أنواع الأبنية، يقول: " فبعضها كالقصور المشيدة والأبنية الوثيقة الباقية على مر الدهور، وبعضها كالخيام الموتدة التي تزعزعها الرياح، وتوهيها الأمطار، ويسرع إليها البلى، ويخشى عليها التقوض ". فهو يفرق بين الأشعار الجيدة والرديئة أو الضعيفة من حيث البناء والتأليف.
وتنبه ابن طباطبا إلى أن البناء قد يحمل قيمة ذاتية بقطع النظر عن قيمة المعنى، يقول: " وليس يخلو ما أودعنا –اختيارنا، المسمّى "تهذيب الطبع" من بناء إن لم يصلح لأن تسكن الأفهام في ظله لم يبطل أن ينتفع بنقضه فيعد لبناء يحتاج إليه " (العيارص12). فمن خلال استخدامه المجازي للبناء والظل والسكن يؤشر إلى أن البناء هو الهيكل أو التأليف أو النظم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستخدامه كلمة "النقض"، أي الهدم، متعلق بالبناء والتأليف والألفاظ والمعاني، وليس بالوزن فقط. ويوضح مقتضيات عملية البناء بقوله: " وعلى الشاعر إذا اضطر إلى اقتصاص خبر في شعر دبره تدبيراَ يسلس له معه القول ويطّرد فيه المعنى، فيبني شعره على وزن يحتمل أن يحشى بما يحتاج إلى اقتصاصه بزيادة من الكلام يخلط به أو نقص يحذف منه، وتكون الزيادة والنقصان يسيرين غير مخدجين لما يستعان فيه بهما، وتكون الألفاظ المزيدة غير خارجة من جنس ما يقتضيه بل تكون مؤدية له وزائدة في رونقه وحسنه " (العيار ص 72 - 73). ويمثل بقصيدة الأعشى التي اقتص فيها خبر السموأل، وقد عقب عليها بقوله: " فانظر إلى استواء هذا الكلام، وسهولة مخرجه، وتمام معانيه وصدق الحكاية فيه، ووقوع كل كلمة موقعها الذي أريدت له، من غير حشو مجتلب، ولا خلل شائن ...... " (العيار ص75).
وأشار إلى البناء واستواء النظم والنسج فقال: " ويكون خروج الشاعر من كل معنى يضيفه إلى غيره من المعاني خروجاَ لطيفاَ ..... حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغاَ كالأشعار التي استشهدنا بها في الجودة والحسن واستواء النظم، لا تناقص في معانيها، ولا وهي في مبانيها، ولا تكلف في نسجها، تقتضي كل كلمة ما بعدها، ويكون ما بعدها متعلقاَ مفتقراَ إليها " (العيار ص213). فالبناء والنظم والنسج كلها مصطلحات أسلوبية تتعلق بالشكل والتأليف، الذي به يتشكل المعنى.
ويتصل بالبناء عند ابن طباطبا الفعل "أسس" ومشتقاته، مما يدل على مدى حضور عملية البناء في ذهنه.يقول: " فإن من كان قبلنا في الجاهلية الجهلاء، وفي صدر الإسلام من الشعراء كانوا يؤسسون أشعارهم في المعاني التي ركبوها على القصد للصدق فيها مديحاَ وهجاَ ..... " (العيار ص13).ويقول: " فإن الكلام إذا كان مؤسساَ على هذا المثال تطير في سامعه، وإن كان يعلم أن الشاعر إنما يخاطب نفسه دون الممدوح " (العيار ص204).ويشير إلى تأسيس الشعر فيقول: " فإذا كان الشعر على هذا التمثيل سبق السامع إلى قوافيه قبل أن ينتهي إليها راويه، وربما سبق إلى إتمام مصراع منه اضطراراَ يوجبه تأسيس الشعر كقول البحتري (العيار ص 213ـ214):
سلبوا البيض بزهّا فأقاموا بظباها التأويل والتنزيلا
فإذا حاربوا أذلوا عزيزاَ .............................
يقتضي هذا المصراع أن يكون تمامه:
............................. وإذا سالموا أعزوا ذليلا
فالتأسيس هو النظم والتأليف وهو متعلق بالمعاني والألفاظ وليس بالألفاظ فقط.ويضرب مثالاَ آخر من شعر البحتري (العيار ص 214):
أحلت دمي من غير جرم وحرّمت بلا سبب يوم اللقاء كلامي
فداؤك ما أبقيت مني فإنه حشاشة حب في نحول عظام
صلي مغرماَ قد واتر الشوق دمعه سجاماَ على الخدين بعد سجام
فليس الذي حللته بمحلل
يقتضي أن يكون تمامه:
........................... ........... وليس الذي حرمته بحرام
الصنعة:
نظر ابن طباطبا إلى الشعر على أنه صناعة، فقد شبه الشاعر بالنساج والنقاش والصائغ وناظم الجوهر، بالإضافة إلى السبك والبناء والكسوة وهي كلها دوال تتعلق بحقل الصناعة اليدوية. وقد أشار إلى الصناعة للدلالة على الصياغة والنسج والنظم فقال: " فالمستحسن من هذه الأبيات حقائق معانيها الواقعة لأصحابها الواصفين لها دون صنعة الشعر وإحكامه " (العيار ص137). و يفسر لنا في السياق نفسه صنعة الشعر" بنسج الشعر وجودته وإحكام رصفه وإتقان معناه " (العيار ص136).
أما حقائق المعاني فهي تختلف عن المعاني، وقصد بها " اتفاق الحالات التي وضعت فيها [الأشعار]، وتذكر اللذات بمعانيها، والعبارة عمّا كان في الضمير منها، وحكايات ما جرى من حقائقها " (العيار ص136). فحقائق المعاني تتعلق بالموضوع الذي يعالجه الشاعر بوجه عام، وليست المعاني التفصيلية الدقيقة.
ويتسع مفهوم صنعة الشعر ليستوعب العملية الشعرية كاملة بكل جوانبها، يقول: " وإذا قد قالت الحكماء أن للكلام جسداَ وروحاَ، فجسده النطق وروحه معناه، فواجب على صانع الشعر أن يصنعه صنعةَ متقنةَ لطيفة مقبولة مستحسنة مجتلبة لمحبة السامع له والناظر بعقله إليه، مستدعية لعشق المتأمل في محاسنه والمتفرس في بدائعه، فيحسنه جسماَ ويحققه روحاَ، أي: يتقنه لفظا ويبدعه معنى، ويجتنب إخراجه على ضد هذه الصفة فيكسوها قبحاَ ويبرزه مسخاَ، بل يسوي أعضاءه وزناَ، ويعدل أجزاءه تأليفاَ، ويحسن صورته إصابةَ، ويكثر رونقه اختصاراَ، ويكرّم عنصره صدقاَ، ويفيده القبول رقة، ويحصنه جزالة، ويدنيه سلاسة، وينأى به إعجازاَ، ويعلم أنه نتيجة عقله، وثمرة لبّه، وصورة علمه، والحاكم عليه أو له. وينبغي للشاعر أن يحترز في أشعاره ومفتتح أقواله مما يتطيرّ به أو يستجفى من الكلام والمخاطبات كذكر البكاء ووصف إقفار الديار وتشتت الألاّف ...... " (العيار ص203 - 204).
الديباجة:
ومن المصطلحات الدالة في هذا المجال (الديباجة)، يقول: " والشعر هو ما إن عري من معنى بديع لم يعر من حسن الديباجة، وما خالف هذا فليس بشعر " (العيار ص24).ونلحظ أن ابن طباطبا يستعمل الديباجة مقابل المعنى؛ أي أن الديباجة تتعلق بالشكل والصياغة، وكأنه يقول إن الشعر معنى وديباجة أو أحدهما وإلا فليس ثمة شعر. وهذا يعني أن ابن طباطبا يولي مسألة الشكل والصياغة اهتماماَ كبيراَ، ويجعلها عاملاَ أساسياَ وحاسما في تحقيق شعرية الشعر.
ويشير إلى الديباجة في موضع آخر فيقول: " ونذكر الآن أمثلة للأشعار المحكمة الوصف، المستوفاة المعاني، السلسة الألفاظ، الحسنة الديباجة " (العيار ص5).فهو يستخدم ثلاثة عناصر تشكل الأسلوب: المعاني والألفاظ والديباجة مما يعني أنها النظم والتأليف والنسج أي نسج الألفاظ والمعاني.
ومن المصطلحات التي ذكرها ابن طباطبا الحيلة (العيارص13)، والرصف (العيار ص136).
وللموضوع بقية ...
مجهود تستحق عليه الشكر
أتمنى أن يكون للموضوع بقية
تقديري(/)
التناص
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 07:39 م]ـ
التناص الأدبي: هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أوحديثة شعرا أو نثرا مع نص القصيدة الاصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الشاعر.
إذن مفهوم التناص يدل على وجودنص أصلي في مجال الأدب أو النقد على علاقة بنصوص أخرى،وأن هذه النصوص قد مارست تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على النص الأصلي في وقت ما.
بداية مصطلح التناص: ظهر مصطلح التناص عند (جوليا كريسيفا) عام 1966م، إلاّ أنّه يرجع إلى أستاذهاالروسي (ميخائيل باختين)،وإن لم يذكر هذا المصطلح صراحة واكتفى (بتعددية الأصوات)،و (الحوارية)،وحللها في كتابه فلسفة اللغة،وكتاباته عن الروائي الروسي (دستويفسكي)،وبعد أن تبعته جوليا وأجرت استعمالات إجرائية وتطبيقية للتناص في دراستها (ثورة اللغةالشعرية)،عرّفت فيها التناص بأنه (التفاعل النصي في نص بعينه) ثم التقى حول هذا المصطلح عدد كبير من النقاد الغربيين وتوالت الدراسات حوله، وتوسع الباحثون في تناوله، وكلها لا تخرج عن هذا الأصل، وقد أضاف الناقد الفرنسي (جيرار جنيت) لذلك أن حدد أصنافا للتناص.
وبعد ذلك اتسع مفهوم التناص،وأصبح بمثابة ظاهرية نقدية جديدة وجديرة بالدراسة والإهتمام، وشاعت في الأدب الغربي، ولاحقا انتقل هذا الإهتمام بتقنية التناص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر أدبية ونقدية غربية ضمن الاحتكاك الثقافي،إضافة إلى الترسبات التراثية لأصلية.
يتبع ............
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:40 ص]ـ
التناص الأدبي: هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أوحديثة شعرا أو نثرا مع نص القصيدة الاصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الشاعر.
إذن مفهوم التناص يدل على وجودنص أصلي في مجال الأدب أو النقد على علاقة بنصوص أخرى،وأن هذه النصوص قد مارست تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على النص الأصلي في وقت ما.
بداية مصطلح التناص: ظهر مصطلح التناص عند (جوليا كريسيفا) عام 1966م، إلاّ أنّه يرجع إلى أستاذهاالروسي (ميخائيل باختين)،وإن لم يذكر هذا المصطلح صراحة واكتفى (بتعددية الأصوات)،و (الحوارية)،وحللها في كتابه فلسفة اللغة،وكتاباته عن الروائي الروسي (دستويفسكي)،وبعد أن تبعته جوليا وأجرت استعمالات إجرائية وتطبيقية للتناص في دراستها (ثورة اللغةالشعرية)،عرّفت فيها التناص بأنه (التفاعل النصي في نص بعينه) ثم التقى حول هذا المصطلح عدد كبير من النقاد الغربيين وتوالت الدراسات حوله، وتوسع الباحثون في تناوله، وكلها لا تخرج عن هذا الأصل، وقد أضاف الناقد الفرنسي (جيرار جنيت) لذلك أن حدد أصنافا للتناص.
وبعد ذلك اتسع مفهوم التناص،وأصبح بمثابة ظاهرية نقدية جديدة وجديرة بالدراسة والإهتمام، وشاعت في الأدب الغربي، ولاحقا انتقل هذا الإهتمام بتقنية التناص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر أدبية ونقدية غربية ضمن الاحتكاك الثقافي،إضافة إلى الترسبات التراثية لأصلية.
يتبع ............
سبق الاشارة إلى هذا الموضوع.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 12:05 م]ـ
أعتقد هو ما يسمى بالتضمين في النقد الحديث وله عدة أمثلة في الشعر العربي
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:44 م]ـ
أعتقد هو ما يسمى بالتضمين في النقد الحديث وله عدة أمثلة في الشعر العربي
بل هو ما يسمى بالسرقة الأدبية في النقد العربي القديم والحديث!
والتناص (أو التلاص:)) بحسب بعض المراجع ظاهرة نقدية تستخدم في النصوص الأدبية. وهو قيام الكاتب بالاقتباس أو الاستشهاد أو الاستقطاع أو السرقة من نصوص أو من أفكار كاتب آخر من دون علمه، أو عمل إحالات إليها بحيث تنصهر النصوص، وتذوب الحدود بينها، وتندمج لتشكل نصا جديدا متوحدا ومتكاملا، غنيا وحافلا بالمعاني والدلالات. وبهذا تضيع الملكية النصية، ولا يعود النص الجديد يحمل فكرا أحاديا للكاتب بل يصبح محتويا على فكر يتأرجح بين الفكر الأصلي وفكر النص المسروق.
يقول رولان بارت (ليس هناك ملكية للنص أو أبوة نصية لأن الكتاب والمبدعين يعيدون ما قاله السابقون بصيغ مختلفة، فالنص الأدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة، فهو لا يأتي من فراغ، ولا يفضى إلى فراغ). وقد وضح مفهوم مصطلح التناص
( intertextuality) عام 1966 العالم الروسى ميخائيل باختين
( M. Bakhtine) ولكنه ظهر بشكل أوضح على يد تلميذته جوليا كريستيلآ.
( ops
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 01:50 م]ـ
لا يا أخي أعتقد أن فيه سمة حسنة (بالنسبة للشعر الحديث)
فهي دليل تمكن الشاعر أو الأديب من تراث أمته وكما تعرف يا سيدي أن الأمة وأغلب مثقفيها في غربة عن تراث تتمنى الامم لو تمتلكه
آهٍ يا أُخَيْ آه.
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 11:03 م]ـ
تناول مقتضب للتناص؛ الذي قد درسته بشكل موسع؛ بارك الله فيك ِ.(/)
مدخل إلى التوسع في الموروث البلاغي والنقدي
ـ[د. حسين الجداونة]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 11:05 م]ـ
مدخل إلى التوسع في الموروث البلاغي والنقدي
يندرج موضوع البحث ضمن ما أطلق عليه الدكتور يوسف بكار، "قضايا معاصرة في نقدنا القديم"، فقد نبه على كثرة الدراسات الحديثة التي تعرض لتاريخ نقدنا العربي القديم واتجاهاته، وتدرس علماً من أعلامه أو أثراً من آثاره، وقلة الدراسات والبحوث والمقالات التي ترصد ظواهره وقضاياه الفنية، وتستقريها وتكشف عن طبيعة فهم القدماء لها، مما أدى إلى كثرة الأحكام العشوائية المرتجلة على نقدنا ونقادنا سواء ما كان إيجابياً أو سليباً ().
هذه الدراسة موقوفه على مفهوم التوسع باللغة، وهو الإبداع باللغة، أي بواسطتها، وتتجاوز ما سماه يوسف بكار" الإبداع في اللغة أي الابتداع فيها" الذي عرفه العرب نقاداً وشعراء، وأجازه النقد حين أخذ بمبدأ" التوسع في اللغة" ().
فالتوسع في اللغة يتناول التغيرات التي تطرأ على بنية اللفظة المفردة من ناحية صرفية معزولة عن السياق الأمر الذي استبعدته الدراسة من مجالها، كما استبعدت التوسع الناتج عن الاشتقاق، أو التعريب أو التحريف أو اللحن وأخذت الدراسة بمبدأ التوسع الذي ينهض على مبدأ الاختيار الفني الذي يسعى إلى خلق حالة أكثر تأثيراً وجمالاً من المعيار. وترى الدراسة أن ليس ثمة تناقض بين الإختيار الفني وما أطلق عليه الضرورة االشعريةكونها سمة أسلوبية تنم على تفرد المبدع وتصرفه بلغته.
التوسع في اللغة والاصطلاح:
تشير معجمات اللغة إلى أن السعة (): نقيض الضيق، و"توسعوا في المجالس أي تفسحوا" والسعة: الجدة والطاقة"، واتسع النهار وغيره امتد وطال. والوسع: جدة الرجل, وقدرة ذات يده.
فالمعنى اللغوي يؤشر باتجاه طرفين ينتج الآخر عن الأول, أي السعة التي تتولد عن الضيق, ومن المبهر أن يكون من معاني السعة الجدة والطاقة، أي القدرة على التحمل والإنتاج والتوليد بشكل عام.
ومن المدهش ما يذكره ابن منظور عن أبي إسحاق في قوله تعالى: "فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم", يقول: أينما تولوا فاقصدوا وجه الله تيممكم القبلة، إن الله واسع عليم" يدل على أنه توسعة على الناس في شيء رخص لهم، قال الأزهري أراد التحري عند إشكال القبلة".
فهو يربط بين الواسع والترخص في الأمر مما يؤثر على أن السعة تدل على المسامحة. وكل هذه الدلالات اللغوية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدلالة "التوسع" مصطلحاً, الذي يدل بشكل عام على توسيع دلالة اللفظ أو التركيب الأصلية لتشمل دلالات جديدة, وعلى الطاقة التي يحملها النص المتسع لتوليد دلالات جديدة ومتعددة, وعلى المسامحة والترخص في اختراق اللغة المألوفة والمعيارية والنمطية. مما يدل على أصالة مفهوم المصطلح عند العرب. يعزز ما نذهب إليه أن ابن جني يطلق على مفهوم التوسع (شجاعة العربية)، فقد نسبه إلى العربية وصرح بما ينطوي عليه من شجاعة في استعماله وترتبط هذه الأصالة ارتباطاً وثيقاً بما تركز عليه الدراسات النقدية المعاصرة من استخدام اللغة استخداماً خاصاً في الأعمال الأدبية والشعرية بنحو خاص، أو ما أطلقوا عليه (الانحراف) والانزياح. وتكشف طبيعة تناولهم لهذين المصطلحين عن تقاطعهما مع مصطلح التوسع، وقد صرح بعضهم بهذه العلاقة حين ترجموا المصطلح الأجنبي ( Ecart) و ( Deviation) بالتوسع أو الاتساع أو العدول ().
وأشار حمادي صمود إلى أن البلاغيين والنقاد العرب اكتشفوا "مفهوماً يعتبر من دعائم الأسلوبية, اليوم, هو مفهوم" L’ecart", وقد أشاروا إليه بوضوح في مصطلحات من قبيل "الخروج" أو "العدول" أو "التغيير", ثم فهموا أنّ من مميزات اللغة في الأدب خروجها عن مألوف العبارة ().
واشار المسدي إلى مفهوم المصطلح بأنه "تصرف في هياكل دلالات اللغة أو أشكال تراكيبها بما يخرج عن المألوف بحيث ينتقل الكلام من السمة الإخبارية إلى السمة الإنشائية أو الأدبية, ويتم ذلك بجدول التوزيع والاختيار أي العلاقات الاستبدالية" () أما الزيدي فقد أكد أن المتلفظ يعمد إلى تكسير الجملة العادية بحثاً عن تركيب" غير عادي" هو نواة أدبية الخطاب، وهو ما عبر عنه الأسلوبيون بمفهوم الاتساع Ecart( ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتبنى اليوسفي استخدام مصطلح العدول بدلاً من الانزياح والاتساع والتوسع مشيراً إلى أنها مفاهيم متداولة عند العرب يمكن أن ينوب بعضها عن بعض، فهي إنها تسميات للظاهرة نفسها أي ( Ecart)( ).
وأورد صلاح فضل خمسة نماذج أساسية، طبقاً لمعايير اقترحها بعض الباحثين في تحديد الانحراف، يلتقي بعضها مع مفهوم التوسع، ويخرج بعضها عن مفهومه، فيتعدى الجملة أو العبارة إلى النص كاملاً مما يقصر دونه التوسع، إلا أنهما يتفقان في الجوهر، وهو الخروج عن قاعدة أو أصلٍ ما (). وخلص إلى أنه "يمكن تصنيف الانحرافات طبقاً لتأثيرها على مبدأي الاختيار والتركيب في الوحدات اللغوية تبعاً (لجاكوبسون)؛ فالانحرافات التركيبية تتصل بالسلسة السياقية الخطية للإشارات اللغوية عندما تخرج على قواعد النظم والتركيب مثل الاختلاف في ترتيب الكلمات. والانحرافات الاستبدالية تخرج على قواعد الاختيار للرموز اللغوية مثل وضع المفرد مكان الجمع أو الصفة مكان الموصوف أو اللفظ الغريب بدل المألوف" ().
ووفق مبدأ (الاختيار) و (التوزيع) فإن اللغة في الخطاب الأدبي تصبح عملية مقصودة بحيث تتعدى اللفظة (المختارة) الدلالة الأولى أو الدلالة الذاتية إلى الدلالة الإشارية والإيحائية والمصاحبة "فإذا كانت اللسانيات قد أقرت أن لكل دال مدلول، فإن الأدب يخرق هذا القانون فيجعل للدال إمكانية تعدد مداليله عبر عنه الأسلوبيون بمصطلح (الاتساع) Ecart الذي تصبح به اللغة غاية لا مجرد وسيلة، ومن هنا ينشأ مبدأ طاقة الشحن. فالدلالة الذاتية ليست سوى حافز للدلالة الحافة، وانعدام الوظيفة المرجعية للدال يحدث في المتقبل (صدمة) و (خيبة انتظار) " ().
ويرى الزيدي أن "الاتساع" ينتج" انطلاقاً من الكلمة نفسها، ولكنه يبرز بجلاء عند تركيب الكلمات المكونة للصورة الشعرية إذ هي لا تشرح المعنى بل هي تنحو نحو تغريبه) فالاستعارة مثلاً لا تعدو أن تكون إسقاطاً لدلالة الصورة الأولى مع بعث لدلالة جديدة" ().
وركز الدارسون المحدثون على أن طبيعة استعمال اللغة في الشعر يختلف عما هو خارج الشعر, وحديثهم عن هذه المسألة ينصب في معظمه في مفهوم "التوسع".
فقد ذكر محمود محمد شاكر أننا "حين نذكر (الألفاظ) في معرض الكلام عن الشعر عامة، وفي كل لسان، فغير مراد بها مجرد وجودها في اللغة وفي كتبها، بمعانيها التي درج عليها أهل كل لسان في التعبير عن فحوى ما يريدون. فهذا أمر طلق مباح لكل متكلم يريد أن يفهم سامعه ما يقول, ثم يمنحه أكتافه وينصرف.
أما ألفاظ (الشعر) فأمرها مختلف، لأنهم يلبسونها بالإسباغ، ويخلعون عنها بالتعرية، ما يكاد ينقل اللفظ من مستقره في اللغة وفي كتبها، إلى مدارج تسيل باللفظ وقرنائه من الألفاظ إلى غاية غير غاية المتكلم المبين عن نفسه لسامعه. وهذا شبيه بما نسميه (المجاز) و (الاستعارة) و (الكناية) وما جرى مجراها" (). وأشار إلى طبيعة الاستخدام الخاص للألفاظ والتراكيب في الشعر, فرأى أن "تمثّل القصيدة أمر شاق، في حديث الشعر وقديمه سواء، لأن الشعر كله يعتمد على الألفاظ، وعلى تركيب الألفاظ وتصريفها وعلى بناء الجمل ومنازلها من السياق، وعلى الأواصر الخفية بين الظاهر والباطن" (.
كما أشار شاكر إلى التوسع في أثناء شرحه أبيات وردت في طبقات فحول الشعراء لابن سلام بمعنى اتساع دلالة اللفظ ().
وأشار مصطفى ناصف إلى استعمال اللغة استعمالاً يخرج عن مواضعات المعجم، وقال:" إننا نقرأ الكلمات، وقد عمينا عنها بفضل الاعتقاد الثابت. نقرأ من الشعر الكثير عن الشيب، ويغيب عنا أن نوسع معجم الكلمة في ضوء هذا الشعر، حتى يشمل صنوفاً من الخيال، والاشتعال والكشف الأليم، والضوء الغامض، أو الضوء الأسود. وما فائدة الشعر إذا نحن لم نستخدمه في الاعتراض على المعاجم, وزيادة فقهنا للكلمات أو تعديل هذا الفقه تعديلاً مستمراً" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا كمال أبو ديب فيرى "أن استخدام الكلمات بأوضاعها القاموسية المتجمدة لا ينتج الشعرية بل ينتجها الخروج بالكلمات عن طبيعتها الراسخة إلى طبيعة جديدة. وهذا الخروج هو خلق لما أسميه الفجوة: مسافة التوتر، خلق للمسافة بين اللغة المترسبة وبين اللغة المبتكرة في مكوناتها الأولية وفي بناها التركيبية وفي صورها الشعرية. إن الشاعر, من جهة, يمارس فاعلية جماعية ويمتاح من الروح الجماعية بمجرد أنه يستخدم لغة اصطلاحية معروفة مدركة لكنه في الوقت نفسه لا يستخدم هذه اللغة بما هي اصطلاح معروف مدرك, بل يدخلها في بنى جديدة تكتسب فيها دوراً, وفاعلية ودلالات جديدة" (). وهو بهذا يرى أن الشعرية: "وظيفة من وظائف العلاقة بين البنية العميقة والبنية السطحية، وتتجلى هذه الوظيفة في علاقات التطابق المطلق أو النسبي بين هاتين البنيتين، فحين يكون التطابق مطلقاً تنعدم الشعرية (أو تخف إلى درجة الانعدام تقريباً) وحين تنشأ خلخلة وتغاير بن البنيتين تنبثق الشعرية وتتفجر في تناسب طردي مع درجة الخلخلة في النص" ().
ويذهب محمد لطفي اليوسفي إلى "أن الكلمة ليست مجرد لفظ محدد المعنى, بل هي عبارة عن مستقر تلتقي فيه إمكانات كثيرة من الدلالات. إنها بتعبير آخر عبارة عن حيز يتواجد فيه أكثر من احتمال، غير أن الاستعمال المتعارف أي طريقة توظيف الكلمة في سياقات معتادة، هو الذي يجعل دلالةً ما تطغى على كل الاحتمالات. وعندما يعيد الشاعر تركيب الكلام يكون قد أدخل الكلمة في شبكة من العلاقات تجبر ذلك الحشد الدلالي على البروز. هنا بالضبط ينزل الشعر إنه يحرر الكلمة من المواضعة الاصطلاحية، ويصبح نوعاً من الكلام يكسر القواعد ويتجاوز السنن، ليؤسس تبعاً لذلك، آفاقاً جديدة مليئة بالرؤى والاحتمالات" ().
وتشير ديزيره سقال إلى التوسع الناتج عن طبيعة الشعر, فنا, ً التي تأبى أن ترضخ للمحدودية "فتحاول أن تجرد الكلمات مما يجعلها مألوفة على مستويين:
1. مستوى الذاكرة الاصطلاحية.
2. مستوى دخول المفردة في التركيب.
فالمستوى الأول يكسب الكلمة ذاكرة توسع فضاءها الدلالي ... والمستوى الثاني يدخل في إطار خلق الصورة" ().
ويهمنا أن نلحظ أن الباحثة ترى أن ثمة توسعاً دلالياً للكلمة الشعرية, وليس انحرافاً أو انزياحاً يلغي علاقته بالأصل.
وترى الباحثة, كذلك, أن ثمة مستويين للدلالة المستوى الأول الدلالة العادية، أي دلالة الكلمة الاصطلاحية المتفق عليها. والمستوى الآخر الدلالة المكتسبة:" أي دلالة الكلمة التي- إلى جانب ذاكرتها- اشتملت على ذاكرة جديدة, غير مألوفة. وهذا يصير في معناه الأبعد المتطور ما يسمى بـ (الرمز) أو (الكلمة الرمزية) أو (المجازية) , فهي لا تحيل إلى موضوعها بل إلى شيء آخر، مستعيرة من موضوعها نفسه طاقته الدلالية لتتخطاها. وهنا تختلف شبكة العلاقات الداخلية بين الرمز (اللفظة) والموضوع (المعنى) عنها في مستوى "الدلالة العادية" لأن الأشياء تتداخل وتتواتر على غير ما هو مصطلح عليه، إنها بذلك خرق للمألوف والسائد، ويعني هذا تأسيس منظومة جديدة دلالية في بنية اللغة، تتخطى مقدرتها العادية المعروفة، هنا بشكل خاص يبدأ الفن وتنحل الرموز الشائعة إلى رموز جديدة بذاكرة جديدة" ().
إنّ المستوى الثاني أو الدلالة المكتسبة هو ما سماه القدامى "التوسع" بيد أن الفهم للدلالة المكتسبة لا ينفي الدلالة الأصلية في البنية المتسعة وما تعبر عنه بالفن الذي نعني به الإبداع باللغة.
اللغة الجديدة هي الشعر بمعنى "التجاوز الدائم ورفض القواعد الجامدة أو الجاهزة. بهذا الأفق نستطيع أن نقرأ انعطافات القصيدة, ونفهم محاولتها الدائمة للخروج من جلدها" (). وهذا ما عبر عنه عز الدين إسماعيل حين رأى أن الأديب يمتاز بأنه "يختار للكلمة المكان الذي تكون فيه أصلح كلمة تستخدم, وتكتسب الكلمة (وضعا) ً خاصاً باستخدام الأديب لها في ذلك المكان. وهذا جزء من عملية التطويع التي يتناول بها الأديب اللغة ليخضعها لغرضه, ويستخدمها استخداماً خاصاً" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشار صلاح فضل إلى أن الكلمة الشعرية تتضمن موت اللغة وبعثها في آن واحد (). وينبه عبد العزيز حمودة على استخدام اللغة استخداماً خاصاً في الشعر يختلف عنه في العلم "ففي الوقت الذي تقوم فيه" المواضعة" في عملية التوصيل العلمي على استخدام اللفظ على الحقيقة، يقوم الشعر في استخدامه الخاص للغة، سواء عن طريق التحوير أو التحريف Deviation عن الدلالة بالمواضعة, إلى استخدام الألفاظ على المجاز. أي فيما "جاز فيه اللفظ" (). ويشير إلى أن الإبداع في اللغة وبها "يدور في مجال الاستخدام الخاص للغة وليس على الحقيقة, أي استخدام اللغة على المجاز" (). وهو ما رأى فيه حديثا عن النظرية الأدبية العربية, إذ جعل "الإبداع باللغة" الركن الثاني من أركان النظرية الأدبية-حسب رؤيته- ووضح المقصود بالإبداع باللغة بأنه "استخدام اللغة على المجاز" (). إن هذا الاستخدام الخاص للغة هو التوسع بمفهومه الأشمل من المجاز ويبدو أنه استخدم المجاز استخداماً عاماً أقرب إلى مفهوم التوسع.
ونلمح مفهوم التوسع من خلال اشتغال (التفكيك) على ثنائية الحضور والغياب, والفهم والجدل العميق للعلاقة بينهما "فالحضور حسب التفكيك رهينة مرئية، والغياب ظلاله الكثيفة العميقة الغائرة، المحيط المضطرب المتسع الذي لا قاع له ولا شواطئ, وهو المدلول الذي ينطوي على خاصية الانفتاح المستمر على القراءة, فيتحاور مع القارئ, ويتحاور معه القارئ فيتسع, مثله مثل ماء ساكن، تتضاعف دوائره وتتسع إذا ما ألقي فيه حجر" (). وهذا يلتقي بالتفجير المستمر للغة أي تعدد طبقات الدلالة والكشف عنها الطبقة, مستترة أو محتجبة, تحت الطبقة ().
واشار المسدي إلى أن "ياكبوسن" حاول "تدقيق مفهوم الانزياح فسماه خيبة الانتظار من باب تسمية الشيء بما يتولد عنه" (). والشعرية عنده استخدام خاص للغة، وهي كلام داخل الكلام (). ففكرة "الاتساع" تبرز عند ياكبسون في شكل الوظيفة الإنشائية التي تولدها الرسالة ضمن العناصر الستة المكونة لجهاز الإبلاغ, وهي الوظيفة المهيمنة على سائر الوظائف في الخطاب الأدبي. وعناصر الوظيفة الإنشائية ترد أخيراً إلى تأثير "علم الدلالات" في الأسلوبية إلى حد اعتبار الأسلوب مجموع الطاقات الإيحائية" ().
وينقل عبد العزيز حموده رأي "جوناثان كلر" في الصور المجازية بقوله: "لقد تم تعريف الصور المجازية باعتبارها بصفة عامة, تحويراً عن الاستخدام العادي أو انحرافاً عنه". وعلى سبيل المثال في My Love is a red rose يستخدم لفظ Rose لا لتعني الوردة, بل شيئاً جميلاً وثميناً (وتلك هي الاستعارة) The Secret sits يجعل السر إنساناً قادراً على الجلوس" (). ثم يعقب: "فالتعريف الذي يقدمه الناقد الأمريكي الكبير في نهاية القرن العشرين لطبيعة المجاز ووظيفته لا يختلف في أي من جزئياته عن تعريف البلاغيين العرب لطبيعة المجاز في اللغة والأدب ووظيفته" ().
ورأى "رامان سلدن" أن تركيز الشكلانيين على التقنيات قادهم إلى أن يعاملوا الأدب بوصفه استعمالاً خاصاً للغة يحقق لها التميز بانحرافه عن اللغة "العملية" المشوهة. وتستعمل اللغة العملية لتحقق أفعال (كذا) اتصالية, بينما لا تمتلك اللغة الأدبية أية وظيفة عملية على الإطلاق، وتقتصر على جعلنا نرى الأشياء رؤية مختلفة" (.
وبيّن أن الشكلانية ترى أن الانحراف عن المعيار هو الذي يولد الدلالة الجمالية. وأن الشعر يمارس على اللغة العملية نوعاً من العنف المسيطر عليه فيتشوه لكي يسلط انتباهنا إلى طبيعته البنائية (). والانزياح عند "جان كوهن" هو الأسلوب. يقول:" فالأسلوب هو كل ما ليس شائعاً ولا عادياً ولا مطابقاً للمعيار العام المألوف" () , وهو يشخص اللغة الشعرية باعتبارها انحرافاً عن قواعد قانون الكلام ()، ورأى جاكوب كورك أن أكثر الوظائف حيوية للصورة الاستعاريللصورة الاستعارينيات اللغة، أي خلق معان جديدة من خلال صلات جديدة" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ورأى عبد الحكيم راضي "أن ظاهرة الانحراف عن المثال في كل صورها كانت المحور الذي دارت حوله كل المباحث الأساسية التي تشكل صلب النظرية العربية في اللغة الأدبية، وأن حرص البلاغيين على تأكيد هذه الصفة، قد أدى بهم إلى سلوك أساليب معينة، واعتناق آراء خاصة وتبني وجهات نظر من شأنها المساعدة على إبراز هذه الخاصية. أعني الانحراف في لغة الأدب" ().
وذهب موسى ربابعة إلى أن مفهوم الانحراف يدل دلالة كبيرة على مفهوم التوسع أو الاتساع عند العرب القدامى, وأنه يبرز أن إدراكهم لهذه القضية مرتبط بإدراكهم لطبيعة الأسلوب الذي يعد انحرافاً عن القاعدة العامة أو المألوفة "ويمكن أن يكون الانحراف معادلاً" للاتساع" أو "التوسع" وبخاصة في إطار التعبير المجازي، ويعتمد هذا الأمر اعتماداً أساسياً عل خيال المبدع في قدرته على التغيير من ماهية الأشياء ومنحها أبعاداً جديدة" ().
وقد رأى حمادي صمود أن مجهود اللغويين تمخض" عن مفهوم نظري غاية في الأهمية والاكتناز هو أساس العمل البلاغي وركيزته, وهو مفهوم "للتوسع" وقد احتل من مؤلفاتهم المركز الذي تدور في فلكه بقية المبادئ الأخرى" (). ولحظ أنه مصطلح متعدد الدلالة "يستقطب جملة من الطرق في القول، يوحد بينها خروجها عن الأصول النظرية التي تؤسس عملية تأليف الكلام مطلقاً ويدل به على ممارسات تراعي إرادة المتكلم وقصده أكثر من البنية العقلية المجردة التي استحدثها النحاة" ().
وذكر أن "التوسع هو الإطار الكبير الذي تدور في فلكه كل عمليات التوليد في اللغة ومنها المجاز" ().
ورأى ممدوح الرمالي أن ظاهرة الاتساع بوجه عام لا تعد مقصورة على لغة الشعر, إنما هي ظاهرة عامة في الاستخدام العربي وهي نمط من أنماط إبداع اللغة وإحدى صور هذا الإبداع (). والتوسع في علم اللغة يعني استعمال اللفظ ليدل على اكثر مما وضع له (). وعرف شكري عياد التوسع بأنه: "المرونة اللغوية التي تسمح بترك الأقيسة النحوية كلها والإقدام على ما فيه مخالفة صريحة للعلاقات الذهنية الصرفة" ().
وألمع الأزهر الزناد إلى التوسع، ورأى أن في جملة مثل "وصل الأسد" توسعاً يتمثل في إضافة المتكلم اسماً جديداً إلى أسماء هذا الرجل يطلق عليه لما بينه وبين الأسد من شبه بقرينة مانعة ووازن بين أصل الوضع والتوسع, ورأى أن أصل الوضع حقيقي وتاريخي ومقنن وحاجي, في حين أن التوسع أو المجاز عدول واختراع فردي وآني وطلب للاتساع ().
وأشار محمود سليمان ياقوت إلى مفهوم التوسع فقال:" يعد "الاتساع" ( Expansion) واحداً من العمليات التحويلية التي تطرأ على العبارات والتراكيب النحوية، ويعرفه المحدثون من المشتغلين بالدراسات اللغوية بأنه عملية نحوية تأتي عن طريق إضافة بعض العناصر الجديدة إلى المكونات الأساسية دون أن تتأثر تلك المكونات" (). وذكر أن الاتساع يرتبط بالدلالة لأنه عبارة عن إضافة بعض المفردات إلى التركيب الأساسي مما يؤدي إلى تحديده وبيان المقصود منه" (). وهذا المفهوم يلتقي مع ورد عند البلاغيين بمصطلح من "التوسيع" الذي قد يندرج ضمن مفهوم "التوسع".
وكان حسين المرصفي قد ذكر أن من فنون البديع" الاتساع" وعرفه بقوله:" هو أن يأتي المتكلم أثناء كلامه بما يحتمل أن يفسر بكثير من المعاني لصلاحه لكل منها" ().
وتناولت المعجمات البلاغية والنقدية (التوسع) وميزت بينه وبين الاتساع، مكتفية بنقل بعض نصوص القدماء كما هي. ذكر بدوي طبانة:أن الاتساع "أن يقول الشاعر بيتاً يتسع فيه التأويل على قدر قوى الناظم فيه، وبحسب ما تحتمله ألفاظه من المعاني" ()، وهو ما جاء عند ابن رشيق. وذكر التوسع, كما جاء عند ضياء الدين بن الأثير إذ سمى القسم الذي يكون فيه العدول عن الحقيقة إلى المجاز لغير مشاركة بين المنقول والمنقول إليه التوسع ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وفرق أحمد مطلوب, كذلك, بين الاتساع والتوسع، وذكر تعريف ابن رشيق والمصري والسبكي والحموي والسيوطي والمدني, وذكر أن هذه التعريفات ترجع إلى ما بدأه ابن رشيق وقرره المصري وهي تشير إلى أن الاتساع يشمل الشعر والنثر (). وذكر التوسع كما جاء عند الجاحظ دون أن يذكر مفهوم المصطلح واكتفى بنقل الأمثلة والنصوص كما هي، وأشار إلى دلالات أخرى عند الزركشي مثل الاستدلال بالنظر في الملكوت, والتوسع في ترادف الصفات, والتوسع في الذم، وذكر أن السبكي سماه "التوسع" وهو أن يأتي في آخر الكلام بشيء مفسر بمعطوف ومعطوف عليه ().
وعرض للاتساع في "معجم النقد العربي القديم، فكرر ما جاء في معجم المصطلحات البلاغية وأضاف إليه أن ابن جني قد سمى هذا الفن توجه اللفظ الواحد إلى معنيين اثنين، وذكر أن باب الاتساع واسع يجول فيه النقاد والمفسرون ويتأولون الكلام, وفي ذلك حرية عظيمة وتفنن في القول" ().
وأشارت إنعام عكاوي إلى الاتساع والتوسع, وكررت ما جاء عند بدوي طبانة وأحمد مطلوب ().
ورأى حسين الواد أن "الشعراء, محمولين بقوة الإبداع, كثيرا ما تضيف أمامهم العبارة ويضحي اللفظ عاجزا عن الأدلاء منقطعا عن القدرة على التعبير, فيطلبون ما أصطلح عليه بالتوسع. وهو, عند التأمل, مصطلح رحب وغامض قابل لأن يمتلىء بأي شيء, ويعسر الاستدلال فيه بالبرهان القاطع" ().
ووقف إحسان صادق سعيد عند التوسع في معرض حديثه عن الخصائص التي تبرز رجحان اللغة العربية على غيرها من اللغات, من منظور النقاد العرب، وذكر من دلالات التوسع كثرة المفردات اللغوية وانفساح المجال التعبيري أمام المتكلم من جهة شيوع الألفاظ المترادفة في دلالتها، ومنها كثرة وجوه المجاز وأبوابه في اللغة العربية، ورأى أن الدائرة الفسيحة لمفهوم "الاتساع" قد تقلصت عند ابن الأثير فصارت الكلمة مصطلحاً دقيقاً يشير إلى نوع خاص من المجاز وليس إلى أنواعه كما كان عليه الحال من قبل. إذ جعله خاصاً بما إذا لم تكن بين المنقول والمنقول إليه مشاركة في صفة من الصفات. وأشار إلى وجه آخر للاتساع وهو "بمعنى قابلية اللغة العربية لوجوه التصرف والإعراب والتفنن في طرائق التعبير وأساليبه، كالحذف والاختصار، والزيادة في حروف الاسم والفعل والتكرير ومخاطبة الواحد بصفة الجمع وغير ذلك" (). وهذه الدلالات وغيرها سنجد تفصيلها في ثنايا البحث باستفاضة.
البلاغة العربية لم تكن بعيدة عن هذا الفضاء النقدي المعاصر، لا سيما من خلال مقولة التوسع التي هي في الأساس إبداع باللغة، و"إذا كان كل شيء في النقد الحديث والمعاصر يشير في اتجاه اللغة, فقد كان كل شيء في البلاغة العربية يشير أيضا في اتجاه اللغة. ويكفي القارئ أن يتوقف عند عبد القاهر الجرجاني وحده ليدرك ذلك الانشغال شبه المطلق بكيف تقوم اللغة بالدلالة من ناحية، وماهية الدلالة أو المعنى الذي تدل عليه تلك اللغة من ناحية أخرى" ().
هذا هو الفضاء النقدي الذي يدور في فلكه مفهوم "التوسع" وهو ما يمثل المرجعية النقدية التي نطل من خلالها على مفهوم التوسع في الموروث البلاغي والنقدي وحري بالإشارة أن البحث يؤمن بتداخل موضوعات اللغة والنحو والبلاغة والنقد وأن العلاقة بينها تكاملية، وأن مسألة تصنيف العلماء ضمن بيئة النقاد أو البلاغيين أو اللغويين أوالنحاة مسألة نسبية لم تعد تقرها الدراسات الحديثة، فقد أشار مصطفى ناصف الى أننا: "فصلنا بين كلمة النقد وكلمة البلاغة فصلاً لا يخلو من تعسف وواضح أن البلاغة تصور عمق النقد العربي وفلسفته" ().
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 12:19 ص]ـ
شكرا جزيلا لك دكتور على هذا الدرس الرائع؛ و إن كنا خسرنا الإحالات الموجودة.
بالنسبة للمصطلح ( Ecart) فلقد أشبع المختصين ترجمته حتى صارت لدينا تخمة من المصطلحات المترجمة و كلها تعود لنفس المصطلح باللغة الأجنبية.
أعتقد لو اكتفينا بـ (العدول) مصطلحًا ثابتًا معبّرًا عن مقابله الأجنبي، واعتمدناه لكان خيرا لنا من هذا التشتت عند كل مصطلح وافد قد يكون له مقابل في الموروث.
مارأيكم في هذا الجانب؟(/)
ساعدوني في شرح هذا النص أثابكم الله!
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 03:58 ص]ـ
قصيدة النهر المتجمد للشاعر ميخائيل نعيمة
يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير؟
أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير؟
++++*
بالأمسِ كنتَ مرنماً بين الحدائقِ والزهور
تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور
++++*
بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق
واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق
++++*
بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكياً سلَّيْتَني
واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكاً أبكيتني
++++*
بالأمسِ كنتَ إذا سمعتَ تنهُّدِي وتوجُّعِي
تبكي، وها أبكي أنا وحدي، ولا تبكي معي!
++++*
ما هذه الأكفانُ؟ أم هذي قيودٌ من جليد
قد كبَّلَتْكَ وذَلَّلَتْكَ بها يدُ البرْدِ الشديد؟
++++*
ها حولك الصفصافُ لا ورقٌ عليه ولا جمال
يجثو كئيباً كلما مرَّتْ بهِ ريحُ الشمال
++++*
والحَوْرُ يندبُ فوق رأسِكَ ناثراً أغصانَهُ
لا يسرح الحسُّونُ فيهِ مردِّداً ألحانَهُ
++++*
تأتيه أسرابٌ من الغربانِ تنعقُ في الفَضَا
فكأنها ترثِي شباباً من حياتِكَ قد مَضَى
++++*
وكأنها بنعيبها عندَ الصباحِ وفي المساء
جوقٌ يُشَيِّعُ جسمَكَ الصافي إلى دارِ البقاء
++++*
لكن سينصرف الشتا، وتعود أيامُ الربيع
فتفكّ جسمكَ من عِقَالٍ مَكَّنَتْهُ يدُ الصقيع
++++*
وتكرّ موجتُكَ النقيةُ حُرَّةً نحوَ البِحَار
حُبلى بأسرارِ الدجى، ثملى بأنوارِ النهار
++++*
وتعود تبسمُ إذ يلاطف وجهَكَ الصافي النسيم
وتعود تسبحُ في مياهِكَ أنجمُ الليلِ البهيم
++++*
والبدرُ يبسطُ من سماه عليكَ ستراً من لُجَيْن
والشمسُ تسترُ بالأزاهرِ منكبَيْكَ العارِيَيْن
++++*
والحَوْرُ ينسى ما اعتراهُ من المصائبِ والمِحَن
ويعود يشمخ أنفُهُ ويميس مُخْضَرَّ الفَنَن
++++*
وتعود للصفصافِ بعد الشيبِ أيامُ الشباب
فيغرد الحسُّونُ فوق غصونهِ بدلَ الغراب
++++*
قد كان لي يا نهرُ قلبٌ ضاحكٌ مثل المروج
حُرٌّ كقلبِكَ فيه أهواءٌ وآمالٌ تموج
++++*
قد كان يُضحي غير ما يُمسي ولا يشكو المَلَل
واليوم قد جمدتْ كوجهِكَ فيه أمواجُ الأمل
++++*
فتساوتِ الأيامُ فيه: صباحُها ومساؤها
وتوازنَتْ فيه الحياةُ: نعيمُها وشقاؤها
++++*
سيّان فيه غدا الربيعُ مع الخريفِ أو الشتاء
سيّان نوحُ البائسين، وضحكُ أبناءِ الصفاء
++++*
نَبَذَتْهُ ضوضاء ُ الحياةِ فمالَ عنها وانفرد
فغدا جماداً لا يَحِنُّ ولا يميلُ إلى أحد
++++*
وغدا غريباً بين قومٍ كانَ قبلاً منهمُ
وغدوت بين الناس لغزاً فيه لغزٌ مبهمُ
++++*
يا نهرُ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا
والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ، وهو لا
++++*
أرجو المساعدة جزاكم الله خيرا
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 02:58 ص]ـ
???????????
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:04 ص]ـ
ما الموطن الذي يغلق عليك فنساعدك؟
ـ[سادين]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 02:45 م]ـ
:
سأشرحها وفق تصوري وفهمي لها لا من خلال منهج معين ولكن تحليل أولي للأبيات ربما قد يساعدك في فهمها
:
الشاعر هنا يجعل من الطبيعة رفيقا يشاركه آلامه وأحزانه وقد اختار منها النهررمزا له واعتقد ان هذا يميز الشعر الرومانسي الذي كان دائما الشاعر يشكي آلامه للطبيعة فكأنها تتوحد مع آلامه وكأنهما كيان واحد، هذا الشاعر الذي يعبر عن احساسه بالاغتراب في عالمه.
:
يبدأ بالبيت الأول للنهر الذي يري ما فيه قد ألم به وكأن فيه حلولاً له ويسائله "أيها النهر ماذا بك كرفيق له يبادله الحديث ويستطرد هل انقطع الصوت فلم تعد تستطيع ان تملأ الدنيا بخريرك العذب وهل هذا راجع لنضب وجفاف مائك،ثم يطرح سؤالا اخر له فيسأله هل اصبحت هرما عاجزا عن السير في جداولك وقنواتك فلم تعد تقوي علي الجريان في كل اتجاه وهنا يشبهه برجل هرم لا يستطيع ان يسير، ثم يتذكر الامس ويقول له انه كان براقا مشرقا بالامس يملأ الدنيا بحديثه العذب مثل الرواي الذي يشهد علي كل العصور وكلما أتاه احد ردد علي مسامعه ما رآه في ايامه السالفة كقصة لا تنتهي فصولها،بالامس كنت قويا قادرا علي تحمل العقبات لا تخشي الحصي ان يكون في طريقك والصخر ان يعترضك فماذا حدث وقد رأيتك ها هنا الآن كراقد كما اللحد، هادئ نفس هدوئه المميت،أنا كنت آتيك باكيا أشكي لك ما ألم بي فابتسم حين آراك أما الآن فانا اتيك ضاحكا فتبكيني، كنت اسمعك آهاتي وتوجعي فتبكي لي، أما الآن وقد وقفت مفردا وحيدا ابكي ولا هنالك من أحد - حتي انت يا نهر - يبكي معي، ارتديت الثلوج تحاصرك من كل اتجاه كقيد ام انها اكفان قد اعلنت نهايتك، الصفصاف علي شاطئيك ذابل فأين اوراقه! اين جماله! وقد جثي كئيبا فلا يهتز ولا يطرب حين تعانقه النسائم العذبة التي تحملها ريح الشمال، والحور كانها تندب باسطة اغصانها مستغرقة في حزنها العميق، حتي الطيور لم تعد تسكنها وتغرد مرددة الحانها،لم اجد الا غربانا تحط علي اشجارك تصدر صوتها الكريه تنثره في الفضاء الواسع فكأنها تندب ما فات من صباك وتعلن بداية شيخوختك
:
اعتقد ان هذه هي النقطة الفارقة فالشاعر هنا يعبر عن وحدته احساسه بالوهن والعجز واحساسه بانقضاء فترة الشباب العذبة وما فيها من آمال وتفاؤل واستحسان لكل شئ وقد اخذ النهر رمزا لكل ذلك فكان النهر يشف عن حاله ويحكي عنه، وهذا اعتقد انه يسمونه الحلول في الشعر، اعتقد ان اكمال النص بعد هذا سهل اختي الغالية، واتمني ان اكون قد افدتك افادة بسيطة علي قدر استطاعتي
:
تحياتي ............ دمت بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 11:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 11:18 م]ـ
أختي وضحاء شكرا جزيلا على الرد ..
أختي سادين وفقك الرحمن ..
ولكن ماذا يقصد الشاعر بقوله:
يا نهرُ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا
والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ، وهو لا
وماهو موطن الجمال في ذلك؟
ـ[سادين]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 11:50 م]ـ
++++*
يا نهرُ! ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّلا
أوالفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ، وهو لا
:
أقدمني إليك يا نهر قلب مصمت،مقيدا بحزنه الذي يحجب عنه جمال الحياة، أنا في حزني العميق ووحدتي وعجزي مقيد، رغم كوني مثلك في يوم من الآيام يافعا فتيا كنت اضحك كما الجنان في تألقها، كنت املك قلبا ملئ بالتطلعات والاحلام التي تأخذ عليه كل تفكيره، قد تكون الاشياء حولي بائسة حينا مملة حينا لكني لم اكن اشكو مللا فانا امتلك حلما وشوقا لا ينتهي وتطلعا للحياة لا ينضب
اما الآن سيان كل شئ ...... تساوت كل الاشياء ....... فلا يعنيني صيف ولا شتاء ...... ربيع أم خريف ... تتعاقب الفصول علي وانا كما انا ....... انا الجماد الذي لا يحن ولا يميل الي احد ...... تساوي عندي اقبال الدنيا وادبارها ..... انا الغريب بين ناس كنت قبل ذلك جزءا منهم مفرد مغلق كلغز غريب لن يستطيع فك شفراته احد .... انت يا نهر ستهبك الحياة فصولا جديدة ...... فغدا سوف تخرج من عقالك تعانق الوجود والحياة سوف يذوب الثلج الذي قيد حركتك واسكت صوت الغناء وجفف الشطان والاغصان اما انا فهو شيب لا شباب فيه وانتهاء لا ابتداء له ......... انت تشهد حالة من التحول سوف تعود بها لسابق عهدك نضر متألق تبهج الناظرين ....... اما أنا فلا ........ قلبي مقيد بأحزانه وآلامه .... تلك شكوي الشاعر للنهر الذي كان يبكيه في مقدمة القصيدة وفي آخرها يراه افضل حالا منه
:
العقال في اللغة هو رباط الابل ....... وهو بهذا دليل علي تقييدها والتحكم فيها بمؤثر خارجي يجعلها خاضعة خانعة وعلي ذلك نستطيع ان نقول ان تعبيره
وتنشط من عقالك شبه النهر بانه يخرج من قيده ويتحرر منه وهذا دليل علي الاصرار والارادة علي التحرر من اليأس وبداية صفحة جديدة - حسب ما اعتقد.
:
والله اعلم.
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 01:03 ص]ـ
لله درك ياسادين .. لاعدمناك
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 02:27 ص]ـ
++++*
تأتيه أسرابٌ من الغربانِ تنعقُ في الفَضَا
فكأنها ترثِي شباباً من حياتِكَ قد مَضَى
++++*
وكأنها بنعيبها عندَ الصباحِ وفي المساء
جوقٌ يُشَيِّعُ جسمَكَ الصافي إلى دارِ البقاء
سلام عليكم ورحمة الله ... هل تسمحون لي بإبداء رأيي:)
لقد أعجبني كثيرًا ما اقتبستُ.
أسأل الله لكم التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة.
وعذرًا إن كنت خرجت عن محور الحديث.
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 10:12 ص]ـ
..... أرجو الإفادة ...
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:52 ص]ـ
القصيدة جدا رائعة.
واختيارك لها دليل على رهافة ذوقك الأدبي.
وأرى أن الطريق اليقيني لتحليل أي قصيدة يرجع إلى التعرف على مناسبتها والظروف المحيطة بإنشائها وإلا فإن أي تحليل بدون ذلك سيظل من باب الكهانة والتخمين على أن القصيدة نفسها ربما كانت موحية بمناسبتها وغرضها.
وعليه فابحثي عن مناسبة هذه القصيدة.
ومزيدا مزيدا من اختيار القصائد الجميلة.(/)
النقد الأدبي _ التذوق الأدبي
ـ[أصداف]ــــــــ[24 - 07 - 2008, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا أريد مساعدة منكم يا أهل الفصيح
وهي دراسات علمية حديثة تناولت موضوع النقد الأدبي , والتذوق الأدبي
سواء كانت بحوث متخصصة أو بحوث تربوية.
ولكم فائق شكري واحترامي ...
أختكم: أصداف:)
ـ[أصداف]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 01:04 ص]ـ
;) ???????
!!!!!!!!!!!!!!!!
أتمنى أن يرد أحد منكم عن موضوعي فلا تبخلوا علي بعلمكم. فوالله إن ظروفي تجعلني عاجزة عن البحث ...
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 07:11 ص]ـ
ربما لو سألت في المنتدى المتخصص لوجدت إجابة إن شاء الله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 10:23 ص]ـ
اسمحوا لي بنقل هذه النافذة إلى منتدى النقد؛ تلبية لرغبة شيخنا الزمخشري.
ـ[أصداف]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 11:10 م]ـ
أ / الزمخشري أ / العمار أشكر لكم الاهتمام
لكن بودي أن أجد من يساعدني حول هذين الموضوعين.
بالاضافة إلى أني أود معرفة الفرق بين التذوق الأدبي والتذوق البلاغي وأيهما أقرب إلى النقد .. وشكرا
ـ[الليث الأبيض]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 12:54 م]ـ
أختي العزيزةأصداف: الدراسات في التذوق الفني والأدبي والجمالي كثيرة ومستمرة ولكن يمكن أن استعرض لك بعض هذه الدراسات من خلال آراء بعض الباحثين, اقترح الفيلسوف (مايور) وجود مكونين أساسيين في عملية التذوق هما:1 - الذكاء الجمالي الذي يرتبط بعمليات الإدراك ويعود إلى جذور وراثية حسب تصور (مايور) 2 - الحكم الجمالي؛ وهو مكتسب متعلم، يعود إلى الخبرة، وقد ظهر مصطلح التذوق في إنكلترا خلال القرن الثامن عشر، وهويشير إلى ملكة العقل التي تقوم بتمييز كلّ الأخطاء الظاهرة وكلّ مظاهر الاكتمال الدقيقة في عمليات الكتابة، وقد عرّف (أديسون) هذه الملكة بأنها: ((ملكة الروح التي تتنبّه إلى مظاهر الجمال لدى أحد المؤلفين، وتستجيب لها بالشعور بالسرور، وتتنبّه إلى علامات النّقص، وتستجيب لها من حلال النفور)) ورأى (أديسون) أنّ الذّوق قابل للتثقيف ةالتهذيب من خلال القراءة والحوار والإطلاع على الكتابات النقدية، وذهب الناقد المغربي (التهانوي) في كتابه (كشاف اصطلاحات الفنون) إلى أنّ ((الذوق قوة إدراكيةلها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفيّة)) ويقترب هذا الرأي من الرؤية السيكولوجيّة المعاصرةلمفهوم التذوق؛ والتي تربط التذوق أكثر بعمليّة الإدراك، وقد أشار العالم الألماني (فاغنر) إلى أن التربية والتعليم يؤثران في عمليّة التذوق، وعرّف التذوق بأنه: ((قوة النفس التي تجعلها تحب أ وتكره ما يواجه المرء من أشياء) وتتدخل القيم العليا لدى المتذوق في عملية التذوق والتقييم، فإذا كانت القيم العليا مرتكزة على القيمة الفنيّة كان التركيز منصبا على خصائص الشكل، وإذاكانت القيم العليا مرتكزة على القيم الأخلاقية كان التركيز منصبا على المضمون وتبدأعملية التذوق من الإدراك، وتختلف طرائق الإدراك باختلاف الحواس، وقد أشار الباحث (مصطفى سويف) إلى أن عملية التذوق الفني تتفق مع القانون الأ ساسي للإدراك؛ فالإدراك يبدأإدراكا كليا ثم ينتقل الى التفاصيل، ويعود بعد ذلك إلى إدراك الكل إدراكا واضحا ثريا، فالقصيدة- مثلا- تبدأفي ذات الشاعر ككلّ سديميّ غامض، قبل أن تتفتّح على أجزائها من خلا ل جهود الفنان التعبيرية. أما الباحث (مصري عبد الحميدة حنورة) فقد قدم في كتابه (سيكولوجية التذوق الفني) نموذجا بنا ئيا تحليليا للذوق يشتمل على أربعة أبعاد هي:1 - البعد العقلي المعرفي؛ويشتمل على عمليات الاستدلال والفهم و المقارنه2 - البعد الجمالي؛ ويشتمل على عمليات التقويم والتفضيل والإيقاع والميول 3 - البعد الوجداني؛ويعبّر عن درجة الرضا أو الميل إلى الانفعال في العمل الفني 4 - البعد الاجتماعي والثقافي؛ وهو القواعد العامة لرفض العمل الفنّي أو قبوله ويرى هذا الباحث أن الأساس النفسي الفعال هو الذي يجمع هذه الأبعاد، ويحقق التوازن والتكامل بينها أما بالنسبة لسؤالك عن الفرق بين التذوق الادبي و التذوق البلاغي فالجواب إن التذوق البلاغي هو جزء من التذوق الأدبي ----- تم ----- داعيا الله أن اكون قد قدمت ما به فائدة والسلام عليكم الليث الأبيض
ـ[أصداف]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 11:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الليث الأبيض وجزاك الله خيرا على ما قدمت .. أسعدني مرورك وكذلك ما قدمت من معلومات قيمة ,,
لكن لدي استفسار بسيط وهو هل توجد دراسات أجنبية حول هذين الموضوعين أعني التذوق الأدبي والنقد الأدبي ,, شاكرة لك من سيجيب على استفساري ,,
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 11:21 م]ـ
أنصح بكتاب علم الجمال لبندكتو كروتشيه
ـ[أصداف]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 11:00 ص]ـ
:
أنصح بكتاب علم الجمال لبندكتو كروتشيه
بحر الرمل بارك االله فيك:):)(/)
كيف كانت اللسانيات تمهيدا للنقد عامة والمناهج النقدية خاصة؟
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
اعزائي قبل الكلام اقول انا جديدة بهذا المنتدى الراقي جدا ان شاء الله اندمج فيه باقرب وقت ممكن. واكون عصوة فعالة.
فموضوعي الذي ساحاول المساهمة به في الايام المقبلة ان شاء الله كمحاولة من قبل طالبة جامعية.بالمدرسة العليا بالجزائر.
فقبل ذلك اريد ممن اطلع على الموضوع ان يقدم لي وجهة نظره.
** شكرا .. **
اختكم سهى من بلد مليون ونص مليون شهيد(/)
سؤال مفتوح؟ .....
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 07:13 ص]ـ
ماهي اسس تذوق النص الادبي؟
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[الليث الأبيض]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 12:36 م]ـ
::: أختي العزيزة سهى: الدراسات في التذوق الفني والأدبي والجمالي كثيرة ومستمرة ولكن يمكن أن استعرض لك بعض هذه الدراسات من خلال آراء بعض الباحثين, اقترح الفيلسوف (مايور) وجود مكونين أساسيين في عملية التذوق هما:1 - الذكاء الجمالي الذي يرتبط بعمليات الإدراك ويعود إلى جذور وراثية حسب تصور (مايور) 2 - الحكم الجمالي؛ وهو مكتسب متعلم، يعود إلى الخبرة، وقد ظهر مصطلح التذوق في إنكلترا خلال القرن الثامن عشر، وهويشير إلى ملكة العقل التي تقوم بتمييز كلّ الأخطاء الظاهرة وكلّ مظاهر الاكتمال الدقيقة في عمليات الكتابة، وقد عرّف (أديسون) هذه الملكة بأنها: ((ملكة الروح التي تتنبّه إلى مظاهر الجمال لدى أحد المؤلفين، وتستجيب لها بالشعور بالسرور، وتتنبّه إلى علامات النّقص، وتستجيب لها من حلال النفور)) ورأى (أديسون) أنّ الذّوق قابل للتثقيف ةالتهذيب من خلال القراءة والحوار والإطلاع على الكتابات النقدية، وذهب الناقد المغربي (التهانوي) في كتابه (كشاف اصطلاحات الفنون) إلى أنّ ((الذوق قوة إدراكيةلها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفيّة)) ويقترب هذا الرأي من الرؤية السيكولوجيّة المعاصرةلمفهوم التذوق؛ والتي تربط التذوق أكثر بعمليّة الإدراك، وقد أشار العالم الألماني (فاغنر) إلى أن التربية والتعليم يؤثران في عمليّة التذوق، وعرّف التذوق بأنه: ((قوة النفس التي تجعلها تحب أ وتكره ما يواجه المرء من أشياء) وتتدخل القيم العليا لدى المتذوق في عملية التذوق والتقييم، فإذا كانت القيم العليا مرتكزة على القيمة الفنيّة كان التركيز منصبا على خصائص الشكل، وإذاكانت القيم العليا مرتكزة على القيم الأخلاقية كان التركيز منصبا على المضمون وتبدأعملية التذوق من الإدراك، وتختلف طرائق الإدراك باختلاف الحواس، وقد أشار الباحث (مصطفى سويف) إلى أن عملية التذوق الفني تتفق مع القانون الأ ساسي للإدراك؛ فالإدراك يبدأإدراكا كليا ثم ينتقل الى التفاصيل، ويعود بعد ذلك إلى إدراك الكل إدراكا واضحا ثريا، فالقصيدة- مثلا- تبدأفي ذات الشاعر ككلّ سديميّ غامض، قبل أن تتفتّح على أجزائها من خلا ل جهود الفنان التعبيرية. أما الباحث (مصري عبد الحميدة حنورة) فقد قدم في كتابه (سيكولوجية التذوق الفني) نموذجا بنا ئيا تحليليا للذوق يشتمل على أربعة أبعاد هي:1 - البعد العقلي المعرفي؛ويشتمل على عمليات الاستدلال والفهم و المقارنه2 - البعد الجمالي؛ ويشتمل على عمليات التقويم والتفضيل والإيقاع والميول 3 - البعد الوجداني؛ويعبّر عن درجة الرضا أو الميل إلى الانفعال في العمل الفني 4 - البعد الاجتماعي والثقافي؛ وهو القواعد العامة لرفض العمل الفنّي أو قبوله ويرى هذا الباحث أن الأساس النفسي الفعال هو الذي يجمع هذه الأبعاد، ويحقق التوازن والتكامل بينها ----- تم ----- داعيا الله أن اكون قد قدمت ما به فائدة والسلام عليكم الليث الأبيض
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 10:41 م]ـ
مشكور أخي الليث الأبيض بارك الله فيك.على هذا التوضيح الجميل فعلا والذي افادني. اختك سهى ........... انار الله دربك
ـ[الليث الأبيض]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 11:20 م]ـ
::: لا شكر على واجب أختي الكريمة____ والحمد لله أنه أفادك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته(/)
**اريد جواب .... **
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 11:42 م]ـ
ماهي اسس تذوق النص الادبي؟(/)
**سؤال** يريد وجهات نظر
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 11:46 م]ـ
:::
انا اعشق قسم النقد والادب المقارن. ساحاول المشاركة بموضوع فقبل الولوج فيه اريد ان اطرح تساؤلا عاما ربما يكون فاتحة للغوض في تمفصلاته ومحاولة كشف كوامنه ودرره، كيف تتعامل المناهج النقدية المعاصرة مع النصوص؟ او كيف يتم توظيف المناهج النقدية الحداثية في مقاربة النصوص الادبية؟ وماهو وجه المفارقة بين هذه المناهج الحداثية في مقاربة النصوص وبين تلك القديمة الذي بدا نفوذها يضمر ويزول بصورة تدريجية؟ وهل هذه المناهج الحداثية تستغل فقط في مقاربة النصوص الادبية الحديثة. ام انها تقارب النصوص بنوعيها القديم والحديث من دون استثناء؟ وان كان كذلك كيف تتم العملية؟ قبل ان اناقش الموضوع بطريقتي محاولة الاجتهاد. اعزائي المطلعين على الموضوع اريد ردودا منكم تبرزون من خلالها اوجه نظركم حول التساؤلات التي طرحتها. شكرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 09:08 م]ـ
مرحبا بك سهى
كيف تتعامل المناهج النقدية المعاصرة مع النصوص؟ او كيف يتم توظيف المناهج النقدية الحداثية في مقاربة النصوص الادبية؟
التعامل الأولي يكون بحسب السلطة التي يتعامل معها المنهج، وإذا نظرنا للمناهج المعاصرة فهي في الغالب تعتمد سلطة النص، وبعضها سلطة القارئ.
و بحسب السلطة تكون المعاملة.
وماهو وجه المفارقة بين هذه المناهج الحداثية في مقاربة النصوص وبين تلك القديمة الذي بدا نفوذها يضمر ويزول بصورة تدريجية؟
المناهج القديمة اعتمدت سلطة الكاتب في مقاربتها وتحليلها، مما جعلها تُغفل جوانب مهمة تفيد في تحليل النصوص، وكذلك المناهج الحديثة أغفلت بعض الجوانب المتعلقة بسلطة الكاتب. لذا فليس هناك منهجا متكاملا إلا بالإفادة من السلطات الثلاث التي تنازعتها المناهج على اختلاف حضورها.
وهل هذه المناهج الحداثية تستغل فقط في مقاربة النصوص الادبية الحديثة. ام انها تقارب النصوص بنوعيها القديم والحديث من دون استثناء؟
بالطبع ليست مختصة بالنصوص الحديثة.
وبرأيي المتواضع إن أي منهج يقتصر على نص زمني محدد؛ فهو قاصر غير مكتمل أو ناضج.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 11:22 م]ـ
اشكرك جزيل الشكر عزيزتي وضحاء. فحتى رايك المتواضع كما تسمينه يهمني. فانا سعيدة جدا برايك هذا فانا احب النقاشات في مثل هذه المواضيع.
فانا ساعد باذن الله مقالة صغيرة احاول ان ابرز رأيي فيها حول هذا الطرح.واخرج بنتيجة. واريدك ان تقولي ما رايك فيها.
ـ[خولة قوال]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 08:09 م]ـ
اهلا بك يا ابنة بلدي الجزائر ارجو ان تستفيدي من المنتدى خولة(/)
**نظرية القراة وجماليات التلقي .. **1
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 03:42 ص]ـ
** مقالات في نظرية القراءة** .. مقال .. 1
اتمنى ان افيدكم بهذه الافكار البسيطة حول هذه النظرية التي احاول في كل مرة ان اجتهد في كتابة الافضل اعتمادا على المراجع +اجتهاداتي. فهذه المقلات مرتبة بصورة تدريجية.
البداية:
تتفرع هذه النظرية كثيرا و تتعالق نصيا ومنهجيا وفضاء نقديا ومنهجا معرفيا مع اتجاهات ونظريات نقدية أخرى، ولعل الاتجاه الذي يوحد بين المنتسبين إليها هو الاهتمام المطلق بالقارئ والتركيز على دوره الفعال ذات واعية لها نصيب الأسد بين النص وإنتاجه وتداوله وتحديد معانيه*
وما يمكن ملاحظته من هذا الكلام الذي قال به د/عبد الله أبو هيف؛ أن هذه النظرية تقوم على أساس متفق عليه هو المكانة التي تتاح للقارئ في إعادة إنتاج أو إحياء النص من خلال قراءته وذلك بالرغم من جل الاختلافات التي انطوت عليها هذه النظرية في كثير من جوانبها.
وان نظرية الاستقبال بهذا المصطلح كما أطلقه الغرب وكذلك عند العرب بإضافة اللاحقة: التلقي، فقد كان هناك اختلاف في تحديد مفاهيمها تبعا للإطار السياسي والفكري إضافة إلى نشأة جملة من الصراعات بين مختلف الاتجاهات.
فمن الجانب السياسي؛نجد أن المفهوم قد ارتبط بالصراع الذي واجهته ألمانيا الغربية مع النظام الماركسي، ولهذا كانت المعسكرات الماركسية وخاصة في ألمانيا الشرقية من اشد
المعارضين لهذه النظرية؛ ومن ذلك كانت هناك انتقادات كبيرة بين المدرستين الشرقية والغربية حول تصورهم لعملية التلقي؛ حيث نجد أن رواد النظرية الجديدة يلقون على الماركسية تبعية الأزمة التي حدثت في الأدب بعامة وفي انحراف القارئ فكريا في تعامله مع النص بعامة، ونجد نقاد ألمانيا الشرقية يصفون نظرية الاستقبال بأنها محاولة برجوازية تدل على إفلاس روادها في إيجاد البدائل لمعالجة الماركسية (2)
وعليه فالنظرية بهذا المفهوم السياسي حقا تمثل حربا سياسية بين التيار الديمقراطي الداعي إلى حرية الفرد من جبرية الطبقة والتيار الشيوعي الذي يكون مخالفا للأول والذي يرى بان الفر د محكوم عليه بالتبعية المطلقة للطبقة أو سياسة الحزب وهذا ما أبقى القارئ طوال فترة من الزمن محكوم عليه بهذه الجبرية في ألمانيا .............. يتبع في المقال 2.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 04:31 ص]ـ
لا احد يهتم بالنظريات الحديثة اليس كذلك؟
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 03:10 م]ـ
ليس ذاك، و إنما يجتاج الأمر إلى توضيح النظرية.
فآمل توضيح الفكرة بشكل مبسط.
فإن كان القصد إعادة قراءة النص بطريقة مختلفة لتوجيه القارئ إلى وجهة معينة فلا شك أن ذلك يؤثر على ذوق المتلقي و يؤدي إلى إنحراف فكري، و يحمل النص مالا يحتمل، و يؤدي ذلك إلى قلة الإنتاج الأدبي، لأنه في النهاية لا يعلم الكاتب ما يَكتب ولا كيف سيُقرأ.
أو بمعنى آخر (كأنها البنيوية) أو يبدو أنني ابتعدت كثيراً عن معنى هذه النظرية.
ننتظر شرح النظرية مع المقالة الثانية
بارك الله فيكم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 04:22 م]ـ
بلى تابعي يرحمك الله ..... إني بأمس الحاجة لمثل هذا فقد أضعت الكثير من الدراسات النقدية التي تعلمتها في الجامعة بانشغالي في النحو والأدب
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 03:18 ص]ـ
بلى عزيزتي .. بانتظار تتمة الحديث.
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 12:51 ص]ـ
تحية عطرة لأخت سهى،
أما بعد،أشكرك جزيلا على هذه الدراسة، خصوصا أنني مهتم بنظرية التلقي و القراءة، و التي تعد من أبرز نظريات ما بعد البنيوية اضافة الى التفكيكية و التأويلية و السيميولوجية،
و عودة الى مقالك فإن ما يميزه تلك الاشارة الى المنظور السياسي و الايديولوجي لنظرية التلقي بين المعسكرين الشرقي و الغربي.
أنتظر بفارغ الصبر بقية المقال، و أنا رهن الاشارتك خصوصا في هذا الموضوع، و السلام.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 01:10 ص]ـ
الأخت سهى يكون المقال أقوى إذا أسندنا بعض القول لأصحابه فتدعيم المقالة بالمراجع فيه نفع كثير
شكرا لك
ـ[سمية ع]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 09:01 م]ـ
موضوع مهم
هلاّ أكملتي
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 01:05 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اكيد اعذروني يا اخواني على التاخير في الرد
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 01:11 ص]ـ
............ تابع
إن تبلور نظرية الاستقبال بمفهوم مناهض للماركسية جعلها على قابلية كبيرة للتعايش مع نماذج أخرى للأدب وخاصة تركيزها في استقبال النص على مفهوم التشبيه وبصورة عامة الصور البيانية، فهذا جعلها الامتداد الطبيعي للنظام البنيوي في فرنسا وألمانيا مع تغلب رواد نظرية الاستقبال على كثير من العقبات التي وقفت في وجه البنيوية
ومعنى هذا أن النظرية الجديدة حركة تصحيح لزوايا الفكر النقدي لتعود به إلى قيمة النص وأهمية القارئ بعد أن تهدمت الجسور بينهما بفعل الرمزية والماركسية ومن ثم كان التركيز في مفهوم الاستقبال لدى أصحاب هذه النظرية على محورين فقط هما القارئ والنص؛ فالأول عندهم هو المحور الأهم في عملية التلقي وعلاقته بالنص ليست إجبارية لخدمة طبقة كما في الماركسية أو سلبية كما في الرمزية، وإنما هي علاقة غير مقية، أما صاحب النص فقد أهملت النظرية دراسة او معرفة أحواله النفسية والتارخية واعتبرته غير ظروري لعلاقة المتلقي بالنص.
وعليه يمكن الخروج بمفهوم شامل لهذه النظرية: *بانها ترى ان اهم شيء في عملية الادب هي تلك المشاركة الفعالة بين النص الذي الفه المبدع والقارئ المتلقي؛ أي ان الفهم الحقيقي للادب ينطبق من موقعة القارئ في مكانه الحقيقي واعادة الاعتبار له باعتباره هو المرسل اليه والمستقبل للنص ومستهلكه وهو كذلك القارئ الحقيقي له: تلذذا ونقدا وتفاعلا وحوارا، ويعني ذلك ان العمل الادبي لا تكتمل حياته وحركته الابداعية الا عن طريق القراءة واعادة الانتاج من جديد،لان المؤلف ماهو الا قارئ للاعمال السابقة وهذا ما يجعل التناص يلغي ابوة النصوص و مالكيها الاصليين
وتبعا لذلك نجد ان بوادر هذه النظرية ترجع الى المانيا التي تعد المنبت الاصلي لهذا الاتجاه النقدي، فلقد عرف هذا البلد خلال العقود الاخيرة اتجاهين في معالجة الظاهرة الادبية يعتمدان على مراعاة القارئ – المتلقي باعتباره العنصر الرئيسي في تشكيل العملية التواصلية، تتزعم
الاتجاه الاول جماعة: *نورمان * في برلين وهي جماعة اهتمت بمعاجة النص الادبي معتمدة على التوجه الماركسي جاعلة من النص والقارئ والقراءة وسائل إنتاج ادبي انها جماعة تعاملت مع القارئ في مستواه الطبقي الذي ينتمي اليه بل الذي يتاثر به فالنص في نظرها انعكاس لتاثير الواقع في نفس كاتبه،
اما الاتجاه الثاني فيعود الى ما يعرف بمدرسة *كونستانس * التي نشطت داخل جماعة كونسطانس وهي تهتم بجمالية التلقي واستجابة القارئ ويعد كل من ياوس وايزر من رواد هذا الاتجاه
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 01:14 ص]ـ
يتبع .............. في المقال 3
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 01:15 ص]ـ
عنوان المقال 3: الجذور الفلسفية لنظرية التلقي. وانا بصدد التحضير له
لتمنى ان يعجبكم عنوان الموضوع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 04:53 ص]ـ
الأخت سهى يكون المقال أقوى إذا أسندنا بعض القول لأصحابه فتدعيم المقالة بالمراجع فيه نفع كثير
شكرا لك
أشارك الأستاذ محمد رأيه هنا عزيزتي سهى.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 04:44 م]ـ
عزيزتي وضحاء اوافقك الراي ولكن المراجع التي استندت عليها هي كتب مطبوعة.وليست الكترونية.اضافة الى ذلك فانا في انشائي لهذه المقالات لم اعتمد على اقوال العلماء بحذافيرها وانما استخلصت زبدة اقوالهم.
وان اردت ان افيدك بعنوانين مؤلفاتهم فليس لدي مانع البتة. انتظر اشارة منك. اما روابط المؤلفات فأنا اسفة جدااااااااا. وان كان غياب المراجع الالكترونية يسبب حرجا فليس لدي مانع كذلك في التوقف عن الكتابة في الموضوع.فانا في كل الاحوال اتقبل كل شي.بارك الله فيكم ...........
ـ[فاطمة النايلي]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 10:32 م]ـ
حياك الله يا سهى نظرية القراءة متشعبة وكثرت فيها الأراء أرجو أن تلخصها لي جزاااك الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 08:00 ص]ـ
عزيزتي وضحاء اوافقك الراي ولكن المراجع التي استندت عليها هي كتب مطبوعة.وليست الكترونية.اضافة الى ذلك فانا في انشائي لهذه المقالات لم اعتمد على اقوال العلماء بحذافيرها وانما استخلصت زبدة اقوالهم.
وان اردت ان افيدك بعنوانين مؤلفاتهم فليس لدي مانع البتة. انتظر اشارة منك. اما روابط المؤلفات فأنا اسفة جدااااااااا. وان كان غياب المراجع الالكترونية يسبب حرجا فليس لدي مانع كذلك في التوقف عن الكتابة في الموضوع.فانا في كل الاحوال اتقبل كل شي.بارك الله فيكم ...........
أشيري بعد انتهاء الفكرة بإحالة للكتاب بمؤلفه والصفحة.
أو على الأقل ذيلي المشاركة بأسماء الكتب التي استفدتي منها.
من أجل علمية أكثر:)
و لافرق بين كتاب مطبوع أو الكتروني .. بانتظارك عزيزتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 11:50 ص]ـ
وهو كذلك هاهي قائمة المصادر والمراجع التي استند عليها:
قائمة المصادر والمرجع:
1 - بشرى موسى صالح: نظرية التلقي: اصول وتطبيقات، ط1،المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء –المغرب، بيروت –لبنان، 2001م
2 - رامان سلدن: النظرية الادبية المعاصرة، ترجمة: جابر عصفور، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، عبده غريب.مصر، 1998، م
3 - فريدة غيوة:اتجاهات وشخصيات في الفلسفة المعاصرة،دار الهدى، جامعة منتوري –قسنطينة، 2002 م،
4 - محمود عباس عبد الواحد: قراءة النص وجماليات التلقي بين المذاهب الغربية الحديثة وتراثنا النقدي –دراسة مقارنة-، ط1،دار الفكر العربي، 1417 ه -1996 م.
5 - مؤتمر النقد الدولي (11): تحولات الخطاب النقدي العربي المعاصر،ط1، عالم الكتب الحديث، اربد – الأردن، 2006، م
6 - مجلة عالم الفكر –مجلد 23 - تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، دولة الكويت، 1994،م.
7 - ناعوم عودة خضر: الاصول المعرفية لنظرية التلقي، ط 1، دار الشروق، 1997،
8 - الموقع الاكتروني: www.awu.DAM.ORG_
. كتاب: حسن مصطفى سحلول:نظريات القراءة والتاويل الادبي وقضاياها، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق العرب، 2001
. كتاب: حبيب مونسي: القراءة والحداثة مقاربة الكائن والممكن في القراءة العربية، منشورات اتحاد كتاب العرب، دمشق العرب –
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 11:51 ص]ـ
اتمنى ان تكون هناك افادة حتى بالقائمة الاسمية هذه
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 10:00 م]ـ
تابعت بإمعان شديد ما تفضلت بإتحافنا به فيما يتعلق بنظرية التلقي، وقد أفدتُ منه، فالشكر الجزيل لك، وبانتظار الحلقات الأخرى لتكتمل الصورة وتزداد وضوحا.
وافر تقديري
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 10:04 م]ـ
اتمنى ان تكون هناك افادة حتى بالقائمة الاسمية هذه
بورك فيك.
ـ[أنوار]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
لك شكري أخت سهى على هذا الموضوع القيم ..
وأودُّ بإضافة بسيطة ..
فالقراءة لم تعد كما كانت سابقاً تعني بشيء محدد .. فهي مصطلح متبدّل، فقد صار في العصر الحديث يُعنى بإقامة علاقة حميمة بين القارئ والمقروء .. وأصبحت القراءة بديلاً من النقد .. فلكي تتم القراءة لابد من حضور طرفيها (النص - والقارئ) حضوراً حوارياً تفاعلياً، ولا يتم هذا التفاعل إلا إذا كان النص ثرياً، والقارئ مثقفاً بثقافة من طراز رفيع.
ويقول هيراقليطس: (أنت لا تعبر النهر مرتين) فكل شيء في تغير مستمر بدءاً من الإنسان ومعلوماته وثقافته وتقاليده إلي مصطلحاته ومناهجه. فكما أصابه التغيُّر فكذلك الجمادات ..
كل الشكر لك أختي الفاضلة ..
ـ[أنوار]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 11:43 م]ـ
كان مرجعي:
قراءات في الشعر العربي الحديث والمعاصر .. دراسة
تأليف .. د/ خليل الموسى ... صـ 7 - 8
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 05:59 ص]ـ
شكرا لكم اعزائي.نحن في خدمة الفصيح واهله
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 06:23 ص]ـ
عنوان مقال اليوم وهو الجذور الفلسفية لنظرية القراءة. 1 .... فلسفة التلقي عند ارسطو يعد ارسطو من ابرز رواد الفكر اليوناني؛ اذ ان اغلب رواد النظريات الحديثة ينزعون الى افكاره بحكم انه قد عالج بفلسفته الكثير من الاجناس الادبية ومن ذلك كان له اهتمام كبير بفلسفة التلقي التي لها علاقة مباشرة بنظرية التلقي الالمانية
وتمثلت اسهاماته في النظرية كما يلي
1*-اهتم بعناصر التلقي الثلاثة: النص، الاديب والمتلقي وبين لكل عنصر دوره واخيرا بلور لنا التفاعل الحاصل بين العناصر الثلاثة والذي يؤدي بدوره الى ادراك جمالية النص
-ربط بين المقدرة الفنية لدى الشاعر واحوال المتلقي ومعتقداته، وقال بان لايكون موضوع النص النص مستحيلا في نظر الجمهور، ومقال كذلك بان الشاعر قادر على ادراك المستحيل وتصويره في حلة الممكن بالاعتماد على براعته الفنية كان له ذلك
- رؤية ارسطو حول توظيف الاسطورة اذ انها من الامور المستحيلة عقلا اذ انها مع مقدرة الشاعر يمكن ان تنتقل من دائرة الاستحالة الى دائرة المحتمل وقوعه، ومن جهة اخرى ان استخدام لغة الاسطورة في عصر تجاوز بفكره وحضارته عهد الخرافات امر مرفوض.
2*-الربط بين النص والجمهور المتلقي. وكما جعل للشعر رسالة اجتماعية هامة،فلايجب على الشاعر ان يصور الواقع كما كان او هو كائن وانما يصوره كما ينبغي ان يكون في رؤيته الفنية ورؤية الجمهور، ومن هنا نجد ان ارسطو لا يرى في الشعر الغنائي قيمة يعتد بها بحكم انه يهدف الى تصوير العواطف المشوبة، هذا من ناحية الشعر الغنائي اما من ناحية مفاضلته بين اجناس الشعر الموضوعي
نجد الماساة في المرتبة الاولى وذلك با عتبارها تحاكي وقائع تثير الرحمة والخوف في المتلقي في المتلقي فتؤدي الى التطهير من الانفعالات، اما الملهاة اقل مرتبة من الماساة لانها لاتحرك في المتلقي داعية الالم بل تثير لديه شعورا بالسرور والضحك فهي محاكاة الاراذل من الناس في الناحية الهزلية التي هي
قسم من القبيح، اما الملحمة: فهي دونهما لانها لا تبلغ في المتلقي اكثر من تاثيرها المباشر وهو شدة الاعجاب بالابطال
وهذه افكار قليلة لارسطو حول التلقي اذ اننا نجد ان له الكثير في هذا الاطار، فقد كانت هذه الافكار مرجعا واساسا قويا عول عليه بالفعل رواد نظرية التلقي في حديثهم عن مهمة القارئ وعن مشاركته في صنع المعنى وكذلك علاقته بالنص على وجه الخصوص .......... يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسير البيان]ــــــــ[11 - 10 - 2008, 01:01 ص]ـ
شكر الله جهودك أختي الكريمة.
نحن متابعون لك إلى النهاية.(/)
نظرات في مصطلحات اللسانيات النصية ( Textual Linguistic )
ـ[ابن عبد العزيز الرجداوي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:20 ص]ـ
نظرات في مصطلحات اللسانيات النصية ( Textual Linguistic )
دكتور
أسامة عبد العزيز جاب الله
كلية الآداب – جامعة كفر الشيخ
منذ أن ظهرت اللسانية وهي تطرح إشكالية العلاقة بين (المشار والمشار إليه) أو بين (الدال والمدلول) في علاقات اعتباطية لم تكتف بالإشارة إلى العلاقة بين الأسماء والمسميات، وبالتالي بين التصور والمفهومات، وإنما تحاول إشراك الوعي الإبداعي في إثراء هذه العلاقات، خاصة وأن صلة النص الإبداعي بمدلوله الخارجي هي نموذج مبسط لعلاقة اللغة والعالم.
واللسانية منذ بزوغ فجرها على يد دي سوسير وهي تحاول الغوص على تحليل مكونات اللغة، وتقديم نموذج لتحليل الخطاب وعناصره المترابطة مثلما نجد في أعمال (هاريس، وبنفيست، وتشومسكي) من تناولات تحليلية لمستويات القول من أصغر وحدة (المفردة) إلى أكبر وحدة (الخطاب). و ذلك بالاعتماد على إجراءات (اللسانيات الوصفية Descriptive Linguistics ) بهدف اكتشاف (بنية النص Structure of The Text ) ، ومن ثم الاعتماد على دراسة العلاقات التوزيعية بين الجمل من ناحية، ثم ربط اللغة بسياق الموقف الاجتماعي من ناحية أخرى (). لكن سرعان ما تحول الأمر إلى الانكفاء التحليلي على دراسة (لسانيات النص) أو ما عُرِفَ بـ (اللسانيات النصية Textual Linguistic ) التي قامت على تحليل (نحو النص Text Grammar ) .
إذن نستطيع أن نضع أيدينا على مفهوم شبه محدد للسانيات النصية يتمثل في كونه الاتجاه الذي يتخذ من (النص) محوراً للتحليل اللساني، فهو يبدأ من النص وينتهي به. ولهذا الاتجاه مجموعة من المصطلحات يعتمد عليها في أداء ما يوكل إليه من نماذج تحليلية، ويستمد منها الكثير من العلاقات والمحددات الأسلوبية والنصية. ونحاول أن نقف عند بعض هذه المصطلحات كما يلي:
المصطلح الأول: (نَحْو الجملة Sentence Grammar ) ( )
يتخذ هذا المصطلح من الجملة وحدة كبرى للتحليل اللغوي، ويقف عندها كمكون نحوي أساسي في هذا التحليل، دون أن يتطرق لما وراء الجملة، أو محددات السياق الذي يحيط بها. وقد نشأت فكرة (نحو الجملة) في إطار الدراسات اللغوية التي استظلت بفكرة (البنيوية Structuralism ) واتخذت في تطورها مسارات مختلفة، وأولت جانبا من همومها النظرية والتطبيقية لدراسة العمل الأدبي باعتباره نمطاً متميزاً من أنماط الاستعمال اللغوي (). إلاّ هذا المصطلح لقي الكثير من أوجه الاعتراض بزعم قصوره عن متابعة التحليل بدقة، فاقتُرِحَ مصطلح (نَحْو النص Text Grammar ) .
المصطلح الثاني: (نَحْو النص Text Grammar )
يبدأ عمل هذا المصطلح على أنقاض مصطلح (نحو الجملة) وذلك لعدة أمور تتمثل في:
1– الجملة ليست كافية لكل مسائل الوصف اللغوي، فالحكم بقبول (جملة ما) دلالياً لا يمكن أن ينفصل عن السابقة عليها، دون الوقوف عليها وحدها.
2 - أهمل مصطلح (نحو الجملة) السياق الاجتماعي رغم أهميته الكبرى في الدراسة اللغوية. فاللغة عبارة عن وسيلة اتصال بين أفراد المجتمع بهدف التوصل إلى غايات مقصودة (). كما أن السياق من أهم عوامل الاتصال وأداء المعنى (). وفي ذلك الإطار يقول د. سعد مصلوح: " إن الفهم الحق للظاهرة اللسانية يوجب دراسة اللغة دراسة نصية، وليس باجتزاء البحث عن نماذجها، وتهميش دراسة المعنى كما ظهر في اللسانيات البلومفيلدية أول أمرها. ومن ثم كان التمرد على (نحو الجملة) والاتجاه إلى (نحو النص) أمراً متوقعاً، واتجاهاً أكثر اتساقاً مع الطبيعة العلمية للدرس اللساني الحديث " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
إن مصطلح (نحو النص) بهذا المفهوم المتفادي لأخطاء ومزالق مصطلح (نحو الجملة) قادر على معالجة العلاقات النحوية فيما وراء الجملة، وعلى وصف الخواص الأسلوبية التي تحقق الاستمرارية البنيوية للنص Structural continuity ، ووسائل السبك اللغوية والمضمونية (). و (نحو النص) يعمل بهذا المفهوم على تجاوز الدلالة الموجودة في المفردات ليصل إلى الترميز الملفوظي داخل التراكيب، ويكتشف العلاقات القائمة بين عناصر الجمل النصية في قواعدها الشكلية التي أوجدها بالطريقة التي تسمح بانسجام عناصر الكلمة ثم الجملة ثم النص في تكامل وظيفي يؤدي إلى المعنى المراد ().
وإذا كانت الجملة (وحدة نحوية)، فالنص ليس وحدة نحوية أوسع، أو مجرد مجموع (جُمَل) كبرى، إنما هو وحدة دلالية لها معنى سياقي يتحقق في شكل (جمل). وهذا ما يفسر علاقة الجملة بالنص؛ إذ هي المجسد الأول للوحدة الدلالية الكبرى التي يشكلها (النص) في موقف اتصالي معين.
الهوامش:
1. - د. خالد سليكي، من النقد المعياري إلى التحليل اللساني، عالم الفكر، الكويت، مج 3،ع 1، ديسمبر1994،401.
2. - د. مازن الوعر، نظرية تحليل الخطاب، مجلة الموقف الأدبي، دمشق،ع 385، أيار 2003، 153 – 164.
3. - ينظر: د. سعد مصلوح، الأسلوب دراسة لغوية إحصائية، عالم الكتب، القاهرة، ط3، 1992، 29. - د. سعد مصلوح، في النص الأدبي دراسة أسلوبية إحصائية، عين للدراسات والبحوث، القاهرة، 1993، 28.
- د. جميل عبد المجيد، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998، 66. - د. محمد خطابي، لسانيات النص، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1991، 28.
4. - د. يحيى أحمد، الاتجاه الوظيفي ودوره في تحليل اللغة، عالم الفكر، الكويت، مج 20،ع 3، ديسمبر1989،71.
5. - ينظر: د. إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط3، 1976، 48 – 51.
- د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، عالم الكتب، القاهرة، ط2، 1988، 68.
- د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة أصوله ومباحثه في التراث العربي، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2001، 76.
- ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ترجمة: د. كمال بشر، مكتبة الشباب، القاهرة، 1988، 6.
- بيير جيرو، علم الدلالة، ترجمة: د. منذر عياشي، معهد الإنماء العربي، حلب، 1994، 51.
6. - د. سعد مصلوح، مشكل العلاقة بين البلاغة العربية والأسلوبيات اللسانية، (ضمن كتاب: قراءة جديدة لتراثنا النقدي)، النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1988، 2/ 860.
7. - المرجع السابق، 2/ 862.
8. - د. خيرة حمزة العين، لسانيات النص، مجلة علامات في النقد، النادي الأدبي الثقافي، جدة، مج 10، ع 38، ديسمبر 2000، 349.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:45 م]ـ
سلمت أخي
بارك الله فيك وفي جهدك المميز والرائع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 08 - 2008, 02:56 ص]ـ
أستاذ الرجداوي ..
أرجو منحنا أرقام الحواشي إذا تكرمت. فالموضوع جدا رائع.
ـ[سمية ع]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك معلومات القيّمة جدا
ـ[آمال الجزائر]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 01:17 م]ـ
السلام عليكم أهل النقد
عندي امتحان في النقد الأدبي المعاصر
أريد أن أعرف الفرق بين المناهج والمدارس النقدية المعاصرة ومقالات في الموضوع إن أمكن
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[الرافعيات]ــــــــ[22 - 10 - 2008, 02:31 ص]ـ
هل لديكم كتب و مراجع للتحميل في هذا الشأن؟
ـ[أبو العلاء الشافعي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 02:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الدكتور أسامة عبدالعزيز جاب الله، لقد جمعَتْنا سويا جِلسة كان ثالثنا وحلفة الوصل بيننا فيها الأخ الدكتور أحمد الشرنوبي، وهو صديق صدوق وأخ رحيم ..
أتمنى أن أشكرك جزيل الشكر على ما أمتعتنا به هنا ..
كما أتمنى أن أجد عندك كتاب "نحو آجرومية النص" للدكتور سعد مصلوح فهو مهم بالنسبة لي جدا
وأرجو أن يدوم التواصل ..
ـ[الأستاذ: ناعوس]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 08:51 م]ـ
بارك الله فيكمالسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 09:37 ص]ـ
بيير جيرو، علم الدلالة، ترجمة: د. منذر عياشي، معهد الإنماء العربي، حلب، 1994، 51
أخي الكريم من أين احمل هذا الكتاب
بارك الله فيك
ـ[سيرينة]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 05:17 م]ـ
ويقابل" نحو النص" في اللغة الأجنبية ( Grammaire de texte) استعمله النحاة بهدف الوصف والدراسة اللغوية للأبنية الوصفية وعند أغلب الدارسين لا يختلف عن لسانيات النص الذي استعمله محمد خطابي وتمام حسان، وبشير ابرير واستعمل سعيد حسن بحيري وإلهام أبو غزالة وعلي خليل محمد علم لغة النص، واستعمل صلاح فضل، جميل عبد المجيد علم النص وهو أشمل من نحو النص ولسانيات النص لأنه لا يقتصر على نوع واحد من التحليل بل يتجاوزه إلى أشكال أخرى من النصوص (إعلانات، إشهار، المقال الصحفي والعلمي، والفلم السينمائي وكل منتوج ثقافي معاصر يتشكل في هيئة نص، أما صبحي إبراهيم وفالح بن شبيب العجمي فقد استعملا مصطلح علم اللغة النصي) أما إبراهيم خليل فاستعمل نظرية النص، بينما أحمد عفيفي فقد استعمل " نحو النص " الذي يرى أن مهمة النحو الذي يتجه إلى النص قد غير أهدافه بتعديها، أو بوجود أهداف جديدة لم تكن موجودة في نحو الجملة فالتحليل اللغوي اتجه إلى النص وبالتالي جاء تغيّر المنهج والأهداف عاملا أساسيا لضرورة الحاجة إلى نحو النص عن مقالة للدكتورياسين سرايعية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبوزيد*]ــــــــ[26 - 07 - 2010, 10:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا د. أسامة(/)
نظرات في مصطلحات اللسانيات النصية ( Textual Linguistic ) (2)
ـ[ابن عبد العزيز الرجداوي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:23 ص]ـ
نظرات في مصطلحات اللسانيات النصية ( Textual Linguistic ) (2)
دكتور
أسامة عبد العزيز جاب الله
كلية الآداب – جامعة كفر الشيخ
المصطلح الثالث: الاتساق Cohesion ( )
يقصد بالاتساق: ذلك التماسك الشديد بين الأجزاء المشكلة لنص ما، ويكون مناط الاهتمام فيه منصباً على الوسائل اللغوية التي (تربط) بين هذه العناصر المكونة للنص مثل: الإحالة (قبلية وبعدية)، والضمائر، والعطف، والاستبدال، والحذف، والمقارنة وغيرها من الوسائل.
ويترجم المصطلح إلى (السبك) ()، و (الربط) ()، و (التماسك) (). وهو من المصطلحات التي وردت في تراثنا النقدي والبلاغي بصورة رائعة وتوظيف حسن ().
ويري د. تمام حسان أن الاتساق " إحكام علاقات الأجزاء، ووسيلة ذلك إحسان استعمال المناسبة المعجمية من جهة، وقرينة الربط النحوي من جهة أخرى، واستصحاب الرتب النحوية إلا حين تدعو دواعي الاختيار الأسلوبي، ورعاية الاختصاص والافتقار في تركيب الجمل " ().
وتأسيساً على هذا فإن السبك نوعان هما ():
الأول: السبك المعجمي ( Lexical Recurrence ) ويكون بين المفردات. ويتحقق بوسيلتين هما:
1 - التكرار ( Reiteration ) ويقصد به تكرار لفظين يكون المرجع فيهما واحد، مثل عودة الضمير على متقدم في مثل قولنا: (السماءُ نجومُها مضيئةٌ) فالضمير (ها) يعود علة متقدم هو (السماء)، ولا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى ما يحيل إليه، ومن ثم ترتبط الكلمة (الثانية) بالكلمة (الأولى). ويعد هذا التكرار من قبيل الإحالة إلى سابق ( Anaphora ) .
2- التضام = المصاحبة المعجمية ( Collocation ) ويراد بها العلاقات القائمة بين الألفاظ في اللغة مثل (الولد / البنت) علاقة التضاد، وعلاقة التقابل، وعلاقة الجزء بالكل، وعلاقة الجزء بالجزء، مما يشيع في اللغة عامة وفي علم الدلالة خاصة.
والنوع الثاني: السبك النحوي ويتحقق بالعطف والإحالة والوصف، وغيرها من وسائل التضام.
تلك هي أهم مناطق عمل مفهوم (الاتساق) في اللسانيات النصية.
المصطلح الرابع: الانسجام Coherence ( )
ويقصد بالانسجام ذلك المعيار الذي يختص بالاستمرارية المتحققة للنص، أي استمرارية الدلالة المتولدة عن العلاقات المتشكلة داخل النص. ويقوم (الانسجام) النصي عن طريق تحقق العديد من العلاقات الدلالية بين أجزاء النص مثل ():
أ– علاقات الربط: (الوصل والفصل، والإضافة، والعطف).
ب– علاقات التبعية: (الإجمال والتفصيل، والظرفية، والسببية، والشرط والجزاء، والعموم والخصوص).
ويرى محمد خطابي أنه " ليس هناك نص منسجم في ذاته، وغير منسجم في ذاته باستقلال عن المتلقي، بل إن المتلقي هو الذي يحكم على نص بأنه منسجم، وعلى آخر بأنه غير منسجم " ().
تلك هي أهم ملامح مصطلح (الانسجام) كمصطلح أعم من (الاتساق) بل ويحتويه.
المصطلح الخامس: (النص Text )
النص كائن لغوي يحمل في طياته عناصر صوتية وصرفية وتركيبية ودلالية تنتظم جميعاً في (بنية) محكومة بقواعد التركيب. ويرى الأزهر الزناد أن " النص نسيج من الكلمات يترابط بعضها ببعض. وهذه الخيوط تجمع عناصره المختلفة والمتباعدة في كلٍ واحد " (). في حين يرى د. حاتم الصكر أن " النص من حيث هو ملفوظ يبرز للعيان جزء يسير منه هو شكله الصوتي، أما فروعه فتمثل الجزء الخفي منه " (). وعلى هذا فإن النص هو:
1 – بنية.
2 – مركبة من عدد من العناصر.
3 – هذه العناصر متضامة معاً في نسيج واحد.
4 – متكاملة تتفاعل مع بعضها البعض.
5 – منظمة في إطار توزيعي منسجم.
6 – ذات أفق دلالي تؤدي إليه المستويات المتعددة لهذه البنية.
وتعدد المداخل لتعريف (النص) وتتنوع حسب مبادئ كل اتجاه. فالبنيويون يرون (النص) أنه نسيج عنكبوتي تذوب الذات وسطه وتضيع فيه (). والسيميوطيقيون يرونه مجموعة من العناصر المكوَّنة تتآلف وتُنَسَّق طبقاً لقوانين محددة (). واللسانيون يعرفونه بأنه مُدَوَّنة أو مقولة لغوية، وإطار لتوزيع الوحدات المكوِّنة لهذه المقولة ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المداخل رغم تنوع منظورها للنص إلا أنها تتفق فيما بينها على تناول النص كبينية قابلة للتحليل الجزئي، وخاضعة لكل مقاييس التناول العلمي المتنوعة ().
ويرتبط بمصطلح (النص) مصطلح آخر حديث النشأة نسبياً هو (التناص Intertextuality ) فماذا يقصد به؟! يقصد بالتناص: تلك العلاقات التي تنشأ بين نص أدبي وغيره من النصوص (). وتصف جوليا كريستيفا التناص بأنه " نصوص تتم صناعتها عبر امتصاص، وفي نفس الوقت عبر هدم النصوص الأخرى للفضاء المتداخل نصياً " (). في حين يرى محمد مفتاح في التناص أنه " تعالق نصوص مع نص حدث بكيفيات مختلفة " ().
ولا شك في كون مصطلح (التناص) - الذي يعود فضل ابتكاره إلى جوليا كريستيفا - مبني بصورة أساسية على علاقته بالنص، فما التناص إلا بالنص. ويتضح ذلك بصورة كبيرة من خلال تعريف دو بيازي للنص بأنه " مبني على طبقات، وتتكون طبيعته التركيبية من النصوص المتزامنة له والسابقة عليه " ().
فهذا التعريف يحمل في طياته تعريف (التناص)، فالتناص على الأساس السابق نوع من تأويل النص، أو هو الفضاء الذي يتحرك فيه القارئ والناقد بحرية معتمداً على ذخيرته من المعرفة والثقافة، وذلك بهدف إرجاع النص إلى عناصره الأولى التي أسهمت في تشكيله ().
الهوامش:
1. - هي ترجمة د. محمد خطابي. ينظر: د. محمد خطابي، لسانيات النص، 5.
2. - هي ترجمة د. سعد مصلوح. ينظر: نحو أجرومية للمعنى الشعري؛ دراسة في قصيدة جاهلية، مجلة فصول، القاهرة، مج 10، ع 1، 2، أغسطس 1991، 154.
3. هي ترجمة د. سعيد بحيري. ينظر: د. سعيد بحيري، علم لغة النص، لونجمان، القاهرة، 1996، 120.
4. - هي ترجمة د. الأزهر الزناد. ينظر: د. الأزهر الزناد، نسيج النص، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1993، 15.
5. - ورد عند الجاحظ وأسامة بن منقذ و ابن الأثير باسم (السبك)، وعند ابن أبي الإصبع باسم (السبك والانسجام) معاً. ينظر:الجاحظ، البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام هارون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2003، 1/ 67.- أبو هلال العسكري، كتاب الصناعتين، تحقيق: محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار الجيل، بيروت، 1988، 116.
6. - أسامة بن منقذ، البديع في نقد الشعر، تحقيق: د. أحمد بدوي ود. حامد عبد الحميد، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1960، 163. - ابن الأثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت،1995، 1/ 164.
- ابن أبي الإصبع المصري، بديع القرآن، تحقيق: د. حفني شرف، نهضة مصر، القاهرة، ط2، 1966، 166.
7. - د. تمام حسان، موقف النقد العربي التراثي من دلالات ما وراء الصياغة اللغوية (ضمن كتاب: قراءة جديدة لتراثنا النقدي)، النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1988، 2/ 789.
8. - ينظر: د. محمد خطابي، لسانيات النص، 24، 214. - د. جميل عبد المجيد، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية، 77، 107، 121.- د. محمد الحارثي، قراءة جديدة لمفهوم السبك، مجلة جذور، مج 4، ع 7، النادي الأدبي الثقافي، جدة، ديسمبر 2001، 12 – 14.
9. - يترجمه محمد خطابي إلى (الانسجام)، و د. سعد مصلوح إلى (الحبك). ينظر: د. محمد خطابي، لسانيات النص، 34. - د. سعد مصلوح، نحو أجرومية للنص الشعري، 155.
10. - جان سيرفوني، الملفوظية، ترجمة: د. قاسم المقداد، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1998، 24.
11. - د. محمد خطابي، لسانيات النص، 51.
12. - د. الأزهر الزناد، نسيج النص، 12.
13. - د. حاتم الصكر، التطور النظري للتحليل النصي، المجلة العربية للثقافة، تونس، ع 32، 1997، 211.
14. - ينظر: رولان بارت، لذة النص، ترجمة: فؤاد صفا، دار توبقال، الدار البيضاء،1988، 62.
15. - ينظر: نصر حامد أبو زيد و سيزا قاسم، مدخل إلى أنظمة العلامات، دار إلياس، القاهرة، 1988، 18.
16. - ينظر: روبرت شولز، البنيوية في الأدب، ترجمة: سعيد الغانمي، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1994، 55.
(يُتْبَعُ)
(/)
17. - ينظر: د. محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري استراتيجية التناص، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1986، 119.- جوليا كريستيفا، علم النص، ترجمة: فريد الزاهي، دار توبقال، الدار البيضاء، ط2،1997، 80.- د. صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، عالم المعرفة، الكويت، ع 164، أغسطس 1992،252 - 253.
- د. عزت جاد، نظرية المصطلح النقدي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002، 267.- فان دايك، علم النص؛ مدخل متداخل الاختصاصات، ترجمة: د. سعيد بحيري، عالم الكتب، القاهرة، 2001، 17 – 34.
- دي بوجراند، النص والخطاب والإجراء ترجمة: د. تمام حسان، عالم الكتب، القاهرة، 1998، 301 – 302.
- بيير جيرو، السيمياء، ترجمة: أنطون أبي زيد، عويدات، بيروت، 1984، 9 – 16. - د. سعيد بحيري، علم لغة النص، 106 - 107.
18. - فاطمة قنديل، التناص في شعر السبعينيات، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1999، 29.
19. - جوليا كريستيفا، علم النص، 78.
20. - د. محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري، 21.
21. - دو بيازي، نظرية التناصية، ترجمة: الرجوني عبد الرحيم، مجلة علامات في النقد، النادي الأدبي الثقافي، جدة، مج 1، ع 21، 1999، 310.
22. - ينظر: مارك إنجينو، مفهوم التناص في الخطاب النقدي الجديد، ترجمة: أحمد المديني، معهد الإنماء العربي، حلب، 1993، 102 – 112.- أنور المرتجي، سيميائية النص الأدبي، دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1987، 47 – 56.- جيرار جينيت، مدخل لجامع النص، ترجمة: عبد الرحمن أيوب، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002، 90 – 97.- جاك دريدا، الكتابة والاختلاف، ترجمة: كاظم جهاد، دار توبقال، الدار البيضاء، 1988، 30 – 41.- غريب إسكندر، الاتجاه السيميائي في نقد الشعر العربي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة،2002،79– 93.- حاتم الصكر، ترويض النص، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998، 43 – 60.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:45 م]ـ
رائع واصل ونحن نتابع
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 02:18 ص]ـ
موضوع ممتاز استاذي الكريم.نحن في شغف للمزيد.لوسمحت هل من مراجع في قضايا المصطلحات اللسانية.
...................... * تحية عطرة *
ـ[سمية ع]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 09:03 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[سيرينة]ــــــــ[06 - 01 - 2010, 09:51 م]ـ
جزاك الله كل خير
أطمع في شرح تعريف جوليا كريستيفا للنصفي قولها: "جهاز عبر لغوي".
واني لكم من الشاكرين(/)
قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية
ـ[ابن عبد العزيز الرجداوي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:28 ص]ـ
قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية
دكتور
أسامة عبد العزيز جاب الله
كلية الآداب – جامعة كفر الشيخ
الأسلوب في الدراسات الأدبية والنقدية – قديماً وحديثاً – مصطلح فني يراد منه معنى محدد شاع بين طائفة من الباحثين، يتسع هذا المصطلح ليشمل في طياته مدلولات لا نهائية لكونه مصطلح تراكمي الدلالة، استغرق في المدى الزمني فترات طويلة ليصل إلى المدلول النهائي (غير المكتمل) إلى وقتنا الحالي.
ويعرف د. شكري عياد علم الأسلوب بأنه " مجال من مجالات البحث المعاصرة يعرض بالدرس للنصوص الأدبية وغير الأدبية، محاولاً الالتزام بمنهج موضوعي يحيل على أساسه الأساليب ليظهر جماع الرؤى التي تنطوي عليها أعمال الكتاب، ويكشف عن القيم الجمالية لهذه الأعمال منطلقاً من تحليل الظواهر اللغوية والبلاغية للنص " (). وعلى هذا الأساس فالأسلوبية همها الأول رصد الطاقات التعبيرية الكامنة في اللغة لا في الفرد.
ويؤسس د. أحمد درويش على المفهوم السابق ليحدد دور الأسلوبية في إبراز جماليات اللغة وذلك لكون: " الأسلوبية هي الوصول إلى وصف وتقييم علمي محدد لجماليات التعبير في مجال الدراسات الأدبية واللغوية على نحو خاص " ().
والأسلوبية في مجملها العام تهتم على نحو خاص بمفهوم (النص) الأدبي وغيره، وذلك بتحليله لغوياً بهد الكشف عن الأبعاد النفسية و القيم الجمالية، والوصول إلى أعماق مبدعه من خلال تحليل نصه (). ويرتبط بالأسلوبية مجموعة من المفاهيم التي اتُّخِذَت (أسساً) تقوم عليها نظرية الأسلوبية أو علم الأسلوب وهي: (الاختيار، والانحراف، والمتلقي، والسياق). ونعرض لكل مفهوم منها، ونبين دوره في أداء المنوط به في هيكلة علم الأسلوب كما يلي:
المفهوم الأول: الاختيار ( Choice ) = الانتقاء ( Selection ) ( )
ارتبط مفهوم (الاختيار) بالأسلوبية واعتبر حداً فاصلاً بين (الجمالي = اللغة الفنية) و (غير الجمالي = اللغة العادية)، ذلك أن الكلام لا يمكن أن يكتسب صفة الأسلوبية إلا إذا تحققت فيه جملة من الظواهر التعبيرية التي (يؤثرها = يختارها) الشاعر أو الأديب دون غيرها، لأنها في نظره هي (وحدها) التي يمكن أن تعبر عما يدور في خلده. ومن ثم كان الأسلوب في جوهره (اختياراً)، ومن شأنه أن ينقل اللغة من حيادها إلى خطاب يتميز بنفسه. أو أن الأسلوب (انتقاء) لسمات لغوية معينة بغرض التعبير عن موقف معين. إن (الاختيار = الانتقاء) الأسلوبي الذي يقوم به المبدع يكون شاملاً لمختلف النواحي المتعلقة باللغة؛ (الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية)، لأن هذا الاختيار سيكون أصدق ما يمكن إذا حقق قَصْد (المبدع) من توظيفه.
ويرى د. سعد مصلوح أنه يمكننا التمييز بين نوعين مختلفين من الاختيار هما ():
الأول: اختيار محكوم بسياق المقام ( Context of Situation ) ويراد به استعمال اللغة لتحقيق هدف عملي محدد، ولذا يوصف هذا الاختيار بأنه (نفعي Pragmatic ) محكوم بسياق المقام ().
والثاني: اختيار نحوي ( Grammatical Selection ) ويراد به المفاضلة بين أساليب التراكيب المختلفة، وانتخاب بعضها لأداء ما يريده المبدع. ولا يقتصر الأمر على (النحو) فقط، بل يراد بكلمة (النحو) هنا كل مستويات اللغة المختلفة ().
فالاختيار بهذا المفهوم أمر يفترض أن يقوم به المنشئ على كافة مستويات التواصل بدرجات متفاوتة، ومن ثم فهو ليس محض اختيار لغوي فحسب، بل هو محكوم من جهة بإمكانات المُقَال، ومن جهة أخرى بمقتضيات (المقام). وعندئذ تصيح هذه الاختيارات بأنواعها (متغيرات أسلوبية Stylistic Variables )( ) أي مجموعة من السمات اللغوية التي يعمل فيها (المنشئ) بالاختيار أو الاستبعاد أو الحذف، وبالكيفية التي يراها. فإذا تحققت هذه (المتغيرات) في النص بالفعل انتقلت إلى مرحلة تصبح فيها (خصيصة أسلوبية) للمبدع يطلق عليها حينئذ (الخصائص الأسلوبية Stylistic Features ) ( ) .
المفهوم الثاني: (الانحراف Deviation ) ( )
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن القول بأن (الانحراف) يمثل مع مفهوم (الاختيار) العماد الرئيسي للسياق الكلي للنظرية الأسلوبية، كما أنه يمثل السمة المميزة للغة الأدبية. و (الانحراف) يُعدّ مؤشراً نصياً على أدبية النص، ذلك أن الخروج على النسيج اللغوي العادي في أي مستوى من مستوياته (الصوتية والتركيبية والأسلوبية والبلاغية) يمثل في حد ذاته حدثاً أسلوبياً ().
ويرتبط (الانحراف) بالنص الذي هو أيضاً انحراف عن قاعدة ما، أو عن نموذج (معياري). وعلى هذا فإنه يجدر بنا التنبه إلى كون اللغة في مستواها المعياري هي الأصل، وما جاء (انحرافاً) عن هذا الأصل هو المستوى الفني، أي (النص المنحرف) وهذا هو جوهر الإبداع عامة.
هذا وقد عُرِفَ الانحراف في تراثنا العربي تحت مسميات أُخَر منها (العدول) و (الصرف) و (الانصراف) و (مخالفة مقتضى الظاهر)، وتعددت تعريفات أهل التراث له بما يخدم المصطلح في تكويناته الحديثة الآن ().
المفهوم الثالث: المتلقي = القارئ Reader
يستند تحليل النصوص إلى فعل (القراءة) الذي يقوم به (قارئ) خاص. فالقراءة هي الخطوة الأولى في العملية النقدية التي تحيل النص إلى معنى. ولذلك فإن مهمة القارئ (المتلقي) لا تُحَدَّد فقط في التلقي الآلي للنص الأدبي، بل في تمثله نقدياً، وإخضاعه لمعايير التحليل المختلفة وصولاً إلى مكنوناته الثرية (). وقد تزايد الاهتمام بالمتلقي خاصة في ظل المدارس النقدية الحديثة مثل: (السيميائية، والتفكيكية، و نظرية التلقي، ونظرية استجابة القارئ، والأسلوبية) ().
أنواع القرَّاء:
هناك نوعان من القراء يختلفان حسب موقعهما من تقبل (النص) هما ():
الأول: القارئ الحقيقي؛ وهو ذلك القارئ الذي يكتفي بتلقي النص على ما هو عليه دون أن يستثير النص، أو يثّوِّره.
والنوع الثاني: القارئ الخاص؛ وهو ذلك القارئ الذي يخلق النص من جديد عبر إقامة الحوار المستمر معه، ومعاودة النظر فيه مرة بعد أخرى، وهو ما يمكن تسميته بالقارئ النصي. ويمكن للقارئ الحقيقي أن يتحول إلى قارئ نصي بتفعيل تقبله السلبي وتحويله إلى انفعال حقيقي بمستوى التلقي التفاعلي بين (القارئ) و (النص) ومن ثم (المبدع) ().
المفهوم الرابع: السياق Context ( )
السياق هو القاعدة الداخلية التي ينحرف عنها الأسلوب، إذ تحدد أي ظاهرة أسلوبية بكونها خروجاً أو تحولاً عن النمط السائد في السياق. ويمكن تحديد هذه الظاهرة الأسلوبية في نص ما بموضوعية عن طرق رصد نقاط التحول في مسار السياق فيه ().
والسياق الأسلوبي نموذج لغوي يساعد على كشف ظواهر النص، وذلك لأنه لا يمكن أن نعول على استجابة القارئ للنص وحدها في مسألة الكشف النصي.
وتأتي أهمية السياق من خلال الدور الذي يؤديه في فهم المعنى، ذلك أن الكلمة تكتسب مدلولها من السياق، وتتغير هذه الدلالة بتغيره، وإذن كان هذا لا ينفي وجود دلالات للكلمة المفردة لو خلت منها لبطلت وظيفتها في السياق، ومن ثم يأتي السياق ليحدد احد تلك الوظائف الدلالية للكلمة ().
الهوامش:
1. - د. شكري عياد، اتجاهات البحث الأسلوبي، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض، 1985، 5.
2. - د. أحمد درويش، دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث، مكتبة الزهراء، القاهرة، 1986، 156.
3. - ينظر: د. فتح الله سليمان، الأسلوبية مدخل نظري دراسة تطبيقية، الدار الفنية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1993، 34.- د. محمد عبد المطلب، البلاغة والأسلوبية، لونجمان، القاهرة، 1994، 13.
- د. شفيع السيد، الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1986، 132.
- د. صلاح فضل، علم الأسلوب؛ مبادئه وإجراءاته، دار الشروق، القاهرة، 1998، 14.
- د. عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، دار سعاد الصباح، الكويت، ط2، 1993، 65.
- د. عبد العظيم المطعني، علم الأسلوب في الدراسات الأدبية والنقدية، مكتبة وهبة، 2001، 106.
4. - ينظر: د. سعد مصلوح، الأسلوب،37–42.- د. شفيع السيد، الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي،143– 146.
5. - د. سعد مصلوح، الأسلوب، 38.
6. - د. شفيع السيد، الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي، 135.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. - د. عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، 79.
8. - د. سعد مصلوح، في النص الأدبي، 37.
9. - المرجع السابق، 67.
10. - ينظر: د. محمود سليمان ياقوت، علم الجمال اللغوي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،1995،2/ 338–346.
- د. حسن طبل، أسلوب الالتفات في البلاغة العربية، دار الفكر العربي، القاهرة، 1998، 40 – 46.
- د. منذر عياشي، مقالات في الأسلوبية، معهد الإنماء العربي، حلب، 1996، 79 – 83.
11. -مديحة السايح، المنهج الأسلوبي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2003، 147– 160.- د. فتح الله سليمان، الأسلوبية، 20– 31.
12. - د. منذر عياشي، مقالات في الأسلوبية، 79.
13. - ينظر: ابن المعتز، البديع، تحقيق: إغناطيوس كراتشكوفسكي، دار المسيرة، بيروت، ط3، 1982، 58.
- قدامة بن جعفر، نقد الشعر، تحقيق: كمال مصطفى، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1978، 146 – 147.
- العسكري، كتاب الصناعتين، 438 – 439.
- الحاتمي، حلية المحاضرة في صناعة الشعر، تحقيق: د. جعفر الكتاني، دار الرشيد، بغداد، د. ت، 1/ 157.
- الثعالبي، فقه اللغة وأسرار العربية، تحقيق: مصطفى السقا، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، 1983، 260.
- ابن رشيق، العمدة في نقد الشعر، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، 1981، 2/ 46.
- ابن الأثير، المثل السائر، 1/ 146.- ابن أبي الإصبع، تحرير التحبير، تحقيق: د. حفني شرف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة،1996،124.- السكاكي، مفتاح العلوم، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية ن بيروت، 2002، 266.
- العلوي، الطراز المتضمن لأسرار البلاغة، تحقيق: محمد شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995، 265.
- القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، مؤسسة المختار، القاهرة، 1998، 391.
14. - د. حاتم الصكر، ترويض النص، 51.
15. - ينظر: ميشال ريفاتير، معايير تحليل الأسلوب، ترجمة: حميد لحمداني، دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1993، 8.- رامان سلدن، النظرية الأدبية المعاصرة، ترجمة: د. جابر عصفور، دار قباء، القاهرة، 1998، 165 – 186.- روبرت سي هول، نظرية الاستقبال، ترجمة: د. رعد عبد الجليل، دار الحوار، دمشق، 1992، 129 – 138.
16. - د. حاتم الصكر، ترويض النص، 52.
17. - ينظر: د. محمد مفتاح، التلقي والتأويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1994، 86 – 90.
- د. نبيلة إبراهيم، القارئ في النص، مجلة فصول، القاهرة، مج 5، ع 1، ديسمبر 1984، 101 – 119.
18. - ينظر: د. سعد مصلوح، في النص الأدبي، 39. - د. عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، 86. – د. محمد عبد المطلب، البلاغة والأسلوبية، 305 – 320. – د. حسن طبل، أسلوب الالتفات، 46 – 48. - مديحة السايح، المنهج الأسلوبي، 175 – 189.– د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 61.– د. عبده الراجحي، اللغة وعلوم المجتمع، منشأة المعارف، الإسكندرية، ط2، 1986، 23 – 27. د. كريم حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، 233.
19. - د. حسن طبل، أسلوب الالتفات في البلاغة العربية، 52.
20. - د. حسين بو حسون، الأسلوبية والنص الأدبي، مجلة الموقف الأدبي، دمشق، ع 378،تشرين الأول2002، 127.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 12:40 ص]ـ
شكرا جزيلا د. أسامة على هذه الإضاءات.
أرجو منكم التكرم و إرفاق القراءة بنسخة (وورد) حتى تتضح لنا الإحالات.
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 11:36 م]ـ
دكتور أسامة
شكرا لك على هذا المجهود الطيب ويا ليت لو تحليل نص كنموذج
كي تعم الفائدة بارك الله فيك
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علما يا دكتور
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 10:22 م]ـ
شكرا لتوضيحك دكتور اسامة ولكن يبدو ان لديك بعض الوهم وخلط في بعض المفاهيم بداية انا لااتفق معك بان الاسلوبية تبحث اعن الطاقات الكامنة في اللغة لانها تومن بالفرد/ المتكلم وهي مداربحثها والاسلوب فردي وليس قواعد لغوية عامة هذه مسالة والدليل ما جئت به من قول دكتور درويش (لجماليات التعبير في مجال الدراسات الأدبية واللغوية على نحو خاص) فالنحو الخاص هو الفرد اي الطاقات الكامنة في التعبير الفردي وليس على متوى اللغة
وشكرا
د. ايسر الدبو
جامعة الانبار/العراق
dr_aldbow***********(/)
قراءة تأملية في مصطلحات دلالية
ـ[ابن عبد العزيز الرجداوي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:30 ص]ـ
قراءة تأملية في مصطلحات دلالية
دكتور
أسامة عبد العزيز جاب الله
كلية الآداب – جامعة كفر الشيخ
لما كان علم الدلالة في أبسط تعريفاته؛ أنه العلم الذي يدرس المعنى (). فإننا نجد لزاماً علينا ونحن نبحث في أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية أن نلم ببعض مصطلحات هذا العلم كما يلي:
المصطلح الأول: دراسة المعنى The Study of Meaning ( )
انتهج اللغويون المحدثون العديد من المناهج لدراسة المعنى، وتبيان طرق الأداء الخاصة به، وطرق تأدية المحتوى الذهني المراد منه. وتباينت النظريات والاتجاهات المتناولة له من حيث تنوع مدخل كل منها، والوسائل المستخدمة في التحليل. وأهم نظريات دراسة المعنى:
1 – النظرية الإشارية Theory of Meaning Naming ( )
يرجع الفضل إلى أصحاب هذه النظرية في تمييز أركان المعنى وعناصره معتمدين في ذلك على النتائج الثرية التي توصل إليها (دي سوسير) في أبحاثه اللسانية خاصة (الإشارة اللغوية) باعتبارها وحدة لغوية مكونة من (دال) و (مدلول)؛ والدال هو الإدراك النفسي للكلمة الصوتية، والمدلول هو الفكرة أو مجموعة الأفكار التي ترتبط بالدال (). وتنظر هذه النظرية إلى (الدلالة) على أنها هي ذاتها محور الدراسة الدلالية. ومن أشهر أعلامها الإيطاليان (أوجدن) و (ريتشاردز) اللذان قدما المثلث الدلالي الشهير والذي يتمثل في الشكل التالي:
الفكرة (المحتوى الذهني) Concept
الشيء الخارجي (المشار إلي Referent ) الصفة (الرمز الشكل Form )
وانطلقت الدراسات من بعدهما لتتناول أحد أركان هذا المثلث بالتحليل، ومن ثم ظهرت عدة اتجاهات لاحقة ومكملة لهذه النظرية مثل ():
أ - (نظريات المدلول) التي تناولت أنواع الدلالة وأقسامها.
ب – نظرية (الإشارة) أو السيميولوجية Semiotics .
2 – النظرية التصورية = النظرية الفكرية ():
تركز هذه النظرية كل جهودها لدراسة (التصور الذهني) للدلالة كفكرة مجردة، أي دراسة الخلفية الذهنية التي ترتكز عليها الدلالة. وتستند هذه النظرية في دراسة المعنى على أراء الفيلسوف الإنجليزي جون لوك في القرن السابع عشر الميلادي وقد سماها (النظرية العقلية) ورأى فيها أن الكلمات هي الإشارة الحساسة للأفكار، وهذه الأفكار هي المغزى المباشر لهذه الكلمات ().
3 – النظرية السلوكية ():
ارتكزت هذه النظرية على وسائل التجريب والملاحظة والمشاهدة العلمية نظراً للتقدم الحادث في العلوم وقت ظهورها. واهتمت هذه النظرية بدراسة (الممكن ملاحظته) وهو السلوك بعيداً عن الفكرة أو (التصورات الذهنية).ويُعرف بلومفيلد الصيغة اللغوية بأنها: " الموقف الذي ينطقها المتكلم فيه، والاستجابة التي تستدعيها من السامع. فعن طريق صيغة لغوية يحث المتكلم سامعه على الاستجابة لموقف. هذا الموقف وتلك الاستجابة هما المعنى اللغوي للصيغة اللغوية " (). أي أنه يأخذ بمبدأ (المثير Stimulus / الاستجابة Response) كمبدأ لدراسة المعنى.
وقد تطورت هذه النظرية فيما بعد على يد الفيلسوف الأمريكي (شارل موريس) الذي لاحظ أن الاستجابات قد تتعدد لمثير واحد. وهذا يشير إلى اشتراك دلالات متعددة في صيغة لغوية واحدة، ذلك أن الكلمة (المنطوقة) تحمل قيماً أسلوبية يتولد عنها استجابات متنوعة ().
4 – النظرية السياقية The Contextual Theory of Meaning ( ):
ستقوم هذه النظرية على أساس التشابك العلاقاتي القائم بين وحدات اللغة، والمتعرض دوما للتغيير والتحوير في البنى المعجمية والتركيبية الخاصة به، مما أدى إلى أن تحديد دلالة الكلمة يحتاج إلى تحديد مجموعة السياقات الواردة فيها، لأنه – وفقاً لنظرية السياق – لا تتوفر للكلمة معانٍ خارج السياق (). ولا ترتكز هذه النظرية على (السياق) فقط لتحديد (الدلالة)، وإنما تتكئ على عدة مفاهيم أخرى مثل: (الوضع) و (المقام التواصلي) و (الملامح الفسيولوجية للمتكلم) مما يساعد على إنتاج تلك الدلالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ابتكرت النظرية مفهوم (المعنى المركزي للمنطوق = النواة) وهو أصل دلالات المنطوق، ويصاحبه (المعاني الهامشية = الثانوية) التي يكتسبها من خلال دورانه في فلك الأنساق الكلامية المتنوعة. ويتضح هذا المفهوم عند دراسة (المشترك اللفظي Polysemy ) ( ). وتبعاً لهذا يوجد أربعة أنواع من السياق هي ():
أ – السياق اللغوي.
ب – السياق العاطفي (الانفعالي).
ج – سياق الموقف (المقام).
د – السياق الاجتماعي (الثقافي).
وتعد النظرية بنموذجها الدلالي من النظريات العملية الأكثر تعلقاً بالنظام اللغوي، بل إنها بطريقتها الإجرائية في تحديد جملة السياقات وما يصاحبها من العوامل الخارجية مثل المقام والحال، تعد من أهم النظريات التي تصدت لدراسة (المعنى).
5 – النظرية التحليلية Componential Analysis of Meaning ( )
تهتم هذه النظرية بتحليل الكلمات إلى مكونات وعناصر. واتخذت هذه النظرية من (المحدد النحوي، والمحدد الدلالي، والصفة المميزة) أساساً ثلاثياً للتحليل التكويني للكلمات. فالمحدد النحوي يقوم بوظيفة التمييز بين دلالتين لصفة واحدة تأخذ إحداها في التركيب وظيفة (الفعلية) وتأخذ الأخرى وظيفة (الفاعلية). والمحدد الدلالي يقوم بتخصيص معنى شامل للتراكيب انطلاقاً من الدلالات الفردية للمورفيمات التي تؤلف هذا التركيب. والصفة المميِّزَة تشرف على التمييز الدلالي بإبراز العلاقات الحادثة بين الوحدات المميَّزة ().
إن تحليل الصيغة (الكلمة) إلى مكوناتها هو الذي يحدد مجالها الدلالي، وذلك من خلال تطابقها مع صيغ أخرى لها المكونات نفسها (). وتكمن أهمية هذه النظرية في طابعها التوظيفي إذ إنها تُسْتَخدم في الكثير من مجلات اللغة كالمجاز، والترادف، والمشترك اللفظي.
6 – نظرية الحقول الدلالية Semantic Fields Theory ( ):
وتُعْنَى هذه النظرية بتجميع المفردات في حقول أو مجالات دلالية، مع التوفر على دراستها لإبراز السمات المميزة لهذه المجموعات. فأي مجال دلالي يتكون من مجموعة من المعاني (الدلالات) المتقاربة، والتي تجمعها ملامح دلالية مشتركة (). ويرى أولمان أن الكلمة " مكانها في نظام من العلاقات التي تربطها بكلمات أخرى في المادة اللغوية " (). وتتمثل هذه العلاقات في ():
1 – الترادف Synonymy : إذا كانت الكلمتان تتضمنان المكونات نفسها، ولديهما عناصر تصويرية متماثلة.
2 – الاشتمال = العموم Hyponymy : وتكون أحد الكلمتين مشتملة على الأخرى وأعم منها.
3 – التضاد Antonymy ، وله أنواع هي:
أ – التضاد الحاد Antonymy : وهو التضاد غير المتدرج مثل (حي / ميت) فهما متقابلتان في الدلالة، ونفي أحدهما يثبت الآخر.
ب - التضاد المتدرج Graded Antonymy : وهو التضاد الذي يسمح بالتدرج بين طرفي التضاد، وليس نفي أحدهما مطلقاً مثل: (الصغير / الكبير)، (الساخن / البارد).
ج – تضاد التضايف: وهو نسبة بين (منطوقين) كل منهما مرتبط بالآخر مثل (الأب / الابن) فإن أحدهما لا يدرك إلا مع إدراك الآخر.
د – علاقة التنافر: وهو نسبة بين (منطوقين) يمكن اجتماعهما معاً في شيء واحد وفي زمان واحد. كذلك يمكن انتفاؤهما معاً في زمان ومكان واحد مثل (الطول / اللون الأبيض).
4 – علاقة الجزء بالكل.
وهذه النظرية بأساسها (التجميعي التصنيفي) تُعد منهجاً ملائماً لتفعيل منهج المقارنة بين المجموعات اللفظية في اللغة نفسها.
تلك هي أهم نظريات دراسة (المعنى) وما تشمله من أصول وتفريعات لهذا المصطلح اللغوي.
المصطلح الثاني: أقسام الدلالة ():
تقسيم المعنى في علم (الدلالة) يخضع لمبدأ عام مفاده أن القيمة الدلالية لأي وحدة معجمية لا يمكن اعتبارها دلالة (مستقرة ثابتة)، وإنما يخضع تحديد تلك القيمة لمجموع استعمالات هذه الصيغة في السياقات المختلفة. وتأسيساً على هذا فإن تقسيم الدلالة لابد وأن يخضع لمعايير تُراعي العلاقة بين (الدال = الكلمة) و (المدلول = المعنى)، هذه المعايير تتمثل فيما يلي ():
1 – اعتبار العُرْف.
2 – اعتبار الطبيعة.
3 – اعتبار العقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالدلالة اللفظية العُرْفية تنعقد بتوافر ثلاثة عناصر (اللفظ + المعنى + الوضع أو الاصطلاح) أي جَعْل اللفظ دالاً على هذا المعنى دون غيره، ومن هنا سميت هذه الدلالة باسم الدلالة (الوضعية).
والدلالة الطبيعية هي التي يُعْتَمَد في إدراكها على علاقة طبيعية يتم على أساسها الانتقال من (الدال) إلى (المدلول) مثل دلالة (أعْرَاض المرض) تقود إلى دلالة (المرض).
والدلالة العقلية تُسمى (المنطقية) ويُتَطَلَّب فيها إدراك طبيعة العلاقة التي تربط الدال بالمدلول. ويُضاف إلى هذه الأقسام ثلاثة أقسام أخر هي ():
1 – دلالة المطابقة: وهي دلالة اللفظ على تمام معناه الحقيقي والمجازي.
2 – دلالة التضمن: وهي دلالة اللفظ على بعض معناه الحقيقي والمجازي.
3 – دلالة الالتزام: وهي دلالة اللفظ على معنى آخر خارج عن لازم معناه عقلاً أو عُرْفاً، مثل دلالة جزء على مُجاور له، كدلالة الحاجب على العين.
ويقسم د. إبراهيم أنيس الدلالة إلى أربعة أقسام تتمثل فيما يلي ():
1 – الدلالة الصوتية (): وهي دلالة الصوت على معناه مثل لفظة (النضح) للدلالة على قوة الفوران، في حين أن لفظة (النضخ) تدل على بطئ الفوران. ويسهم في إبراز الدلالة الصوتية عاملا النبر والتنغيم بما يحملاه من قيم دلالية مضافة إلى سياق الكلمة.
2 - الدلالة الصرفية: وتتمثل في الاختيار بين الصيغ الصرفية وفق السياق المراد، وحسب المقام. فاستخدام صيغة (فعَّل) فيه تمييز دلالي عن توظيف صيغة (فاعل).
3 – الدلالة النحوية (): وهي التي تنبع من اتساق التركيب الجملي للكلمات.
4 – الدلالة المعجمية أو الاجتماعية (): وهي تلك الدلالة التي وُضِعَت لمدلول (كلمة ما) ثم تحولت دلالتها بتغير الفهم الاجتماعي لها.
الهوامش:
1. - ينظر: د. محمود السعران، علم اللغة، 213. - د. علي عبد الواحد وافي، علم اللغة، دار نهضة مصر، القاهرة، ط3، 1986، 13.
2. - هي ترجمة د. محمود السعران. ينظر: د. محمود السعران، علم اللغة، 211.
3. - تسمى (النظرية الاسمية في المعنى). ينظر: د. عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، دار الثقافة، الدر البيضاء، 1986، 381 – 386.- د. ميشال زكريا، علم اللغة الحديث، المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت، ط2، 1988، 178 – 180.- د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة أصوله ومباحثه في التراث العربي، 49 – 52.
4. - عبد القادر الفاسي الفهري، اللسانيات واللغة العربية، 56.
5. - ينظر: د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 57. – د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة، 41.
6. - د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة، 56.
7. - د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 57.
8. - ينظر: د. محمود السعران، علم اللغة، 247 – 250. – د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 62 – 63. – د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة، 74 – 78.- د. سالم شاكر، مدخل إلى علم اللغة، ترجمة: محمد يحيى، دار المطبوعات الجامعية، بيروت، 1992، 26 – 30.
9. - د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 52.
10. - السابق، 56.
11. - ينظر: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، 69. – د. محمود السعران، علم اللغة، 251 – 254.
12. - د. عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، 372.
13. - د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 32.
14. - ينظر: د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 77. – د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة، 81.
15. - ينظر: د. كريم حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة،289–290.– د. أحمد مختار، علم الدلالة،121–123.
16. - د. عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، 370.
17. - د. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، 126.
18. - ينظر: د. محمود حجازي، مدخل إلى علم اللغة، 161 – 164. – د. أحمد مختار، علم الدلالة، 98 – 101.
19. - د. كريم حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، 294.
20. - ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، 201.
21. - د. محمود فهمي حجازي، مدخل إلى علم اللغة، 145 152.
22. - ينظر: - بيير جيرو، علم الدلالة، 50 - 53. - د. تمام حسان، الأصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1989، 319.
23. - د. منقور عبد الجليل، علم الدلالة، 123 – 127.
24. - د. محمود سليمان ياقوت، علم الجمال اللغوي، 2/ 472 – 2/ 476.
25. - د. إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، 46 – 51.
26. - ابن جني، الخصائص، 2/ 152 – 2/ 160.
27. - د. أحمد محمد قدور، مبادئ اللسانيات، دار الفكر، دمشق، 1996، 285 – 286.
28. - د. محمود فهمي حجازي، مدخل إلى علم اللغة، 129 – 132.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 02:48 ص]ـ
مشكور استاذي عبد العزيز. معلومات فعلا قيمة. صدقني انا استفدت منها كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم ...................................................(/)
مقال.1. * تشومسكي وسيرته العلمية *
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 01:01 ص]ـ
نزولا تحت رغبة الاستاذ بحر الرمل ..........
تشومسكي هو لساني امريكي ولد بفلاد لافيا عام 1928 م اختص بدراسة اللغة العبرية ثم وجه اهتمامه الى علم اللغة *اللسانيات *وتتلمذ على يد هاريس. يعود له لفضل الى وضع قواعد النظرية التوليدية التحويلية، مما جعل منه يحتل مكانة فريدة في علم اللغة المعاصر.
اذ تعد النظرية التشومسكية النحوية من اكثر النظريات اللغوية حيوية وتاثيرا؛ بحيث لا يستطيع اي عالم لغوي ان يساير التطور الحاصل في علم اللغة المعاصر ان يتجاهل وجود هذه النظرية. بل قد اصبحت كل مدرسة لسانية الان تحدد موقفها وموقعها بالنظر الى اراء تشومسكي في قضايا لغوية معينة.
حصل على ماجستير باطروحة:دراسة مورفو فونيمية للعبرية الحديثة عام 1951.ودوكتراه في الفلسفة في 1955 باطروحة: التحليل التحويلي على يد استاذه: هاريس زليج. وتخرج من مدرسة بلومفيلد.
فانطلاقا من تاثر هاريس بالطريقة التوزيعية في التاسيس للمذهب الوصفي *البنوي* انطلاقا منها كان التبلور فيالافكار لدى تشومسكي وبالتالي كان المنطلق للتاسيس للنظرية. كما تاثر تشومسكي برومان جاكبسون رالذي يعتبر رائد التوزيعية.
وعليه فقد اسهم التنوع الفكري لديه من مختلف العلوم: رياضيات، منطق، علم النفس، والترجمة الالية. في نضجه النهائي.
ومن اهم مؤلفاته نجد:
1*البنية المنطقية للنظرية اللغوية
2*التحليل التحويلي
3* تركيب المركب الفعلي الالماني
4* الابنية النحوية 1957
5جوانب النظرية النحوية 1965.
.
.. ... . . .. يتبع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 02:38 ص]ـ
أكملي عزيزتي سهى .. بانتظارك.
ويا حبذا المصادر.(/)
خلاصة علم النقد الأدبي
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 03:06 ص]ـ
أرى أن النقد الأدبي مهما كثر القول فيه آيل إلى ثلاثة أمور هي:
1 - نقد الألفاظ.
2 - نقد المعاني.
3 - نقد النظم (نظم المعاني مع الألفاظ في سياق معين).
- يحتاج الأول إلى التمكن من علم النحو والصرف ومتن اللغة وعلم العروض.
- ويحتاج الثاني إلى التمكن من المعارف العامة ومقاصد الشريعة الإسلامية وفقه الواقع المعاش.
- ويحتاج الثالث إلى التمكن من علم البلاغة على طريقة النظم.
وأما تقسيم النقد إلى قديم وحديث وعربي وأجنبي فهو تقسيم صوري لا فائدة جوهرية منه.
وأرى لذلك تأليف كتاب يجمع:
- كل ما قيل في نقد الألفاظ.
- وكل ما قيل في نقد المعاني.
- وكل ما قيل في نقد النظم.
وتأصيل ذلك وتبويبه في هذه الثلاثة الأبواب مع التقديم له بمقدمة للتعريف بالنقد وتاريخه والمؤلفات فيه وأبرز أعلامه ونحو هذا من المعارف العامة حول النقد.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 04:04 م]ـ
أخينا عارف الحمزي وفقه الله، اسمح لي بمداخلة
أقول:
نقد الألفاظ: هو بالنظر إلى اللفظة المفردة من حيث هي لفظة.سلامة بنائها، سهولتها، غرابتها، نطقها ... فلا علاقة للعروض و ربما للنحو بها
نقد المعاني:هو حول ما ذكرت (لا داعي لأن نتفلسف).
أما نقد النظم: فيحتاج إلى وقفة مطولة.
فهل يتسع هذا المصطلح لكل ما يأتي:
التراكيب من حيث سلامة النحو، و عدم التعقيد، و الوضوح
أساليب التعبير المختلفة الإنشائية منها و الخبرية
الخيال
العاطفة
المحسنات البديعية
عروض الشعر
الأسس الفنية للعمل الأدبي. المقالة، القصة، المسرحية ...
أما ما يتعلق بدراسة المدارس النقدية فلكي تعرف كيف قرأ الناقد النص، أأصاب أم أخطأ؟
لم نظر إلى النص من هذه الزاوية دون تلك؟ لا تنس أن النقد عمل أدبي أيضاً.
أخينا عارف أنت عارف أن الاختلاف في وجهات النظر فقط. و منكم نستفيد.
و دمت في حفظ الله و رعايته
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 12:07 ص]ـ
هلا بك طاوي ثلاث:
- أقصد بنقد الألفاظ كل ما له علاقة باللفظ دون المعنى والسياق سواء كان على مستوى اللفظة المفردة كالغرابة والتنافر ومخالفة القياس اللغوي أو على مستوى العبارة كالأخطاء النحوية والعروضية.
- واقصد بالنظم البلاغة على طريق النظم ومعلوم أن القضايا التي ذكرتها كلها تدخل في سياق النظم لأن النظم هو الذي يحدد نوع الأسلوب إنشاء وخبراً وهو الذي يدعو إلى الوضوح وعدم التعقيد وقد يدعو إليهما إذا دعا المقام.
وأما المحسنات البديعية فإن الصواب فيها أنها من صميم علم البلاغة وتدخل في الإعجاز خاصة الأساليب المعنوية والتي وردت في القرآن وفيها من بلاغة النظم الشئ الذي يبهر العقول.
وبالنسبة للأسس الفنية للأعمال الأدبية فإنها خاضعة لعلم البلاغة أيضا بل إن تلك الأساليب لا تكون قوية إلا إذا كان منشؤها متمكنا من علم البلاغة باستثناء اللأسس المحدثة الاصطلاحية كالطول والقصر ونحوهما فهي اصطلاحات خاصة ليست منبية على مناسبة بين اللفظ والمعنى.
أما ما يتعلق بالأساليب النحوية فهي ذات شقين أحدهما لفظي وهو جانب الأخطاء النحوية فيرجع إلى نقد الألفاظ.
والثاني معنوي سياقي يرجع إلى النظم وهو ما له أثر في المعنى كالتقديم والتأخير والحذف والذكر ولا تنس أن عبد القاهر الجرجاني عرف النظم بأنه (ملاحظة معاني النحو بين الكلم) أو عبارة نحوها.
وأما العروض فلا علاقة له بالمعاني.
والعاطفة والخيال متعلقة بذات الشاعر والكاتب خارج النص الأدبي.
ـ[أصداف]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم ,,,(/)
معاشر النقاد قارنوا بين هاتين القصيدتين
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[06 - 08 - 2008, 12:39 ص]ـ
هذه القصيدة عارض بها الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني قصيدة أبي تمام في فتح عمورية والتي مطلعها:
السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
وهي قصيدة إن لم تكن أبلغ من قصيدة أبي تمام فهي في مرتبتها
يقول: عبد الله البردوني في هذه القصيدة والتي هي بعنوان:
(أبو تمام وعروبة اليوم)
ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر ... نصر الأقوياء بلا فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني؟ عفواً سأروي ولا تسأل .. وما السبب
يدمي السؤال حياءً حين نسأله كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم نصدُق .. وقد صدق التنجيم والكتب
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا وشمسنا ... وتحدى نارها الحطب
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة أما الرجال فماتوا ... ثَمّ أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و» واشنطن «حكومتهم واللامعون .. وما شعّوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً للمعتدين وما أجدتهم القُرَب
لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم هوىً إلى» بابك الخرمي «ينتسب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على وجودها اسم ولا لون. ولا لقب
تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها إذا امتطاها إلى أسياده الذئب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ مليحة عاشقاها: السل والجرب
ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت حبلى وفي بطنهاقحطان أو كرب
وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «ثان كحلم الصبا ... ينأى ويقترب
» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ شبابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيت كل جديب لحم راحلة كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر أضنى لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا في داخلي ... أمتطي ناري واغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي وحولي العدم المنفوخ والصخب
» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني والأربعون على خدّي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب
شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه ولادة من صباها ترضع الحقب
» حبيب «مازال في عينيك أسئلة تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟
ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا (إن السماء ترجى حين تحتجب)
(إن السماء ترجى حين تحتجب)
http://www.alrazhi.cjb.net/
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[06 - 08 - 2008, 12:58 ص]ـ
[ quote= عارف الحمزي;260840] هذه القصيدة عارض بها الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني قصيدة أبي تمام في فتح عمورية والتي مطلعها:
السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
وهي قصيدة إن لم تكن أبلغ من قصيدة أبي تمام فهي في مرتبتها
أخي عارف
و من يتجرأ بعد هذه المقدمة؟
الحمد لله لست من النقاد
ـ[مُسلم]ــــــــ[06 - 08 - 2008, 01:01 م]ـ
بصراحة ,, غلب البردوني أبا تمام في معارضته هذه القصيدة .... مجرد رأى شخصي.
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني؟ عفواً سأروي ولا تسأل .. وما السبب
يدمي السؤال حياءً حين نسأله كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم نصدُق .. وقد صدق التنجيم والكتب
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا وشمسنا ... وتحدى نارها الحطب
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة أما الرجال فماتوا ... ثَمّ أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و» واشنطن «حكومتهم واللامعون .. وما شعّوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً للمعتدين وما أجدتهم القُرَب
لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم هوىً إلى» بابك الخرمي «ينتسب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
ما أروعه شاعرا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 12:16 ص]ـ
بالمناسبة القصيدة قليت في مؤتمر للأدباء العرب في العراق وكان من ضمن المشاركين في المؤتمر الشاعر نزار قباني وقد كان الأدباء حكموا لقصيدة نزار قباني بالأفضليه حينها فلما ألقى البردوني قصيدته وكان آخر الواصلين حكم الحاضرون لقصيدته بالفوز بالإجماع.(/)
لقد احترت في الجواب على هذا السؤال؟؟؟؟؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 01:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سألتني نفسي عن كتاب جمع القضايا النقدية
فوقفت عاجزا أمامها ولم أستطع الجواب
فاستأذنتها في استشارتكم
فوافقت بشرط أن تأتوا بالجواب
فتنهدت قليلا ثم قلت لها:
بمجرد كتابتي السؤال سيأتي الجواب.
فأنا أنتظر الآن وقبلي هي تنتظر؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 05:50 م]ـ
ما زلت انتظركم
بارك الله فيكم.
أنا أعرف كتاب الدكتور إحسان عباس
ولكني أريد كتابا تناول القضايا قضية قضية.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 08 - 2008, 12:15 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب د. إحسان يفضل عن غيره بسبب سرد القضايا مع ترتيبها زمنيا؛ فهو كتاب رائع.
هناك كتب كثيرة / مثل: كتاب أحمد بدوي، و د. محمد غنيمي هلال تعدّ جيدة في مجالها.
والأفضل في رأيي ألا تعتمد على كتاب أو مؤلف واحد؛ فالقضايا النقدية تُرى من زوايا مختلفة، و تُفسّر آراء النقاد المتقدمين كذلك تفسيرات متعددة يلزمك كباحث أن تطّلع على أكبر قدر ممكن، لا الاعتماد على مؤلف واحد.
وإن شئت الاستزادة بالكتب سردت لك بعضا منها.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[11 - 08 - 2008, 02:21 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب د. إحسان يفضل عن غيره بسبب سرد القضايا مع ترتيبها زمنيا؛ فهو كتاب رائع.
هناك كتب كثيرة / مثل: كتاب أحمد بدوي، و د. محمد غنيمي هلال تعدّ جيدة في مجالها.
والأفضل في رأيي ألا تعتمد على كتاب أو مؤلف واحد؛ فالقضايا النقدية تُرى من زوايا مختلفة، و تُفسّر آراء النقاد المتقدمين كذلك تفسيرات متعددة يلزمك كباحث أن تطّلع على أكبر قدر ممكن، لا الاعتماد على مؤلف واحد.
وإن شئت الاستزادة بالكتب سردت لك بعضا منها.
جزاك الله ألف خير
ولكني كنت أريد هل هناك كتاب تناول القضايا فقط ولم يتناول شيئا آخر
فمثلا كتاب الدكتور إحسان يتناول القضايا حين تناوله للقرون
فتراه في حديثه في القرن الثاني يتحدث عن قضية
ثم يتوقف لأن حديثه عن هذه القضية في هذا القرن انتهى
ثم تأتي في القرن الثالث فتجده يرجع للقضية ويتحدث عما استجد فيها
وهكذا
لذلك أردت أن أسأل هل هناك من تناول القضايا قضية قضية
في كتاب واحد؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 01:39 م]ـ
أشمل ما اطلعت عليه:
النقد الأدبي عند العرب واليونان، د. قصي الحسين.
دراسات في النقد العربي القديم، د. عبد الفتاح عثمان.
و إن أسعفتني ذاكرتي بغيرها سأعود هنا.
ـ[الوافية]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 08:21 م]ـ
ماذا تقولون عن كتب الدكتور علي جواد الطاهر؟؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اتصل عليَّ الموضوع وخاطبني قائلا:
ركود ركود الجميع غير موجود.(/)
النقد النحوي و البلاغي في المثل السائر لابن الأثير
ـ[فراي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 03:13 ص]ـ
تقديم:
يعد ابن الأثير من أعظم نقاد العرب الذين درسوا القضايا النقدية دراسة مستفيضة، و يعد كتابه المثل السائر أهم مؤلف عالج فيه مختلف القضايا فكان بحق أرضية خصبة يرجع إليها الباحثون و المهتمون بهذا الموضوع. فقد عرف عن هذا الأثر النفيس بكونه كتاب في أصول البلاغة العربية و النقد الأدبي، لأنهم رأوه يفيض بكثير من الفكر والآراء الحرة عن الأدب و الأدباء، و لم يسلم من نقد ابن الأثير كثير من فحول الشعراء الذين يعرفهم تاريخ الأدب العربي كامرئ القيس و الفرزدق و أبي نواس و أبي تمام و المتنبي و غيرهم. كما أن الكتاب يزخر بكثير من الآراء النقدية لمجموعة من الكتب النقدية التي طبعت تاريخ المكتبة النقدية العربية منذ القرن الثالث الهجري إلى عصره،
" فتراه في كثير من الأحيان لا يرضي بآراء الغير بل يبسط الرأي الذي يراه، و الذي يتماشى مع ذوقه، و الذي يساير في كثير من الأحيان الفكرة النقدية السليمة، التي لا يسع القارئ إلا الإقرار بها و الإذعان لها ". على أن أهم ما ميز هذا الكتاب اهتمام صاحبه بالنقد النحوي و البلاغي و الذي نستشفه في جل صفحات الكتاب بالإضافة إلى تحديده لمجموعة من المصطلحات النحوية و البلاغية و تعريفها، و ضرب العديد من الأمثلة. و هذا ما سنحاول التعرف عليه في هذا العرض من خلال المحاور التالية:
• اطلاع ابن الأثير على الكتب النقدية و البلاغية.
• المثل السائر، كتاب نقد و بلاغة.
• النقد النحوي في المثل السائر.
• النقد البلاغي في المثل السائر.
1 - اطلاع ابن الأثير على الكتب النقدية:
لقد استطاع ابن الأثير قراءة كتب البلاغة و البيان و أفاد منها و نقدها، حيث يقول ابن الأثير في كتابه المثل السائر: " و قد ألف الناس فيه – علم البيان – كتبا، و جلبوا ذهبا، و حطبوا حطبا. و ما من تأليف إلا و قد تصفحت شينه و سينه و علمت غثه و سمينه، فلم أجد ما ينتفع به في ذلك إلا كتاب (الموازنة) لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي، و كتاب (سر الفصاحة) لأبي محمد بن عبد الله بن سنان الخفاجي ".
كما اطلع على أقوال الأئمة المشهورين في هذا الباب كابن عيسى الرماني و الجاحظ و قدامة بن جعفر و أبي هلال العسكري. كما قرأ و أفاد من كتاب البديع لابن المعتز و الوساطة بين المتنبي و خصومه لعبد العزيز الجرجاني وكتاب حلية المحاضرة للحاتمي، و كتابي دلائل الإعجاز و أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني.
2 – المثل السائر، كتاب نقد و بلاغة:
يمتاز كتاب المثل السائر لصاحبه ابن الأثير بدراسته المتميزة لموضوع النقد من خلال زاويتين:
* الأولى: دراسة قاعدية، حيث عني فيها بالحدود و التعاريف و حصر الأقسام، و جمع فيها كل ما استطاع جمعه من معالمها التي اهتدى إليها الذين سبقوه إلى البحث البلاغي، و هو في كثير من المواضع يصحح أخطائهم، ويضيف إلى تحديداتهم ما جعلها جامعة مانعة على الوجه الذي يهتدي إليه، و بالنظر الذي يهتدي به.
* الثانية: دارسة نقدية، و فيها ألم بكثير من العيوب التي يقع فيها مستعملو تلك الفنون في أشعارهم أو خطبهم أو كتاباتهم.
و لذلك كان من الممكن أن يقال إن ابن الأثير قد جمع في المثل السائر كثيرا من أصول البلاغة العربية و النقد الأدبي، و أنه وحد هذين الفنين الجماليين و مزجهما، و أعادهما إلى طبيعتهما التي تنفر من الأسلوب القاعدي الجاف، وخلطهما بنصوص من الأدب و آراؤه فيه أكثرها جيد مصيب.
كما أنه عمل في كتابه على التفريق بين مهمة البياني، و مهمة كل من النحوي و اللغوي، و يقول في ذلك " إن موضوع علم البيان هو الفصاحة و البلاغة، و يسأل صاحب هذا العلم عن أحوالهما اللفظية و المعنوية، و يشترك هو و النحوي أو اللغوي في أن الثاني ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع اللغوي، و تلك دلالة عامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما صاحب البيان فان له نظرة فوق هذه النظرة، لأنه ينظر في فضيلة تلك الدلالة، و المراد بها أن يكون الكلام على هيئة مخصوصة من الحسن، و ذلك أمر وراء اللغة و الإعراب، ألا ترى أن النحو يفهم معنى الكلام المنظور و المنثور، و يعلم مواقع إعرابه، و مع ذلك فانه لا يفهم ما فيه من أسرار الفصاحة و البلاغة؟ و هذا هو السر في خطأ مفسري الأشعار، لأنهم اقتصروا على شرح معناها، و ما فيها من الكلمات اللغوية، و تبيين مواضع الإعراب، دون العناية بشرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة و البلاغة.
و مما ذكر سلفا و على ذلك الأساس، يفرق ابن الأثير بين مهمة اللغوي أو النحوي، و مهمة الناقد أو صاحب البيان. ذلك أن هناك علوما تتخصص في البحث عن صحة العبارة وفقا لقواعد النحو و الإعراب و تلك هي مهمة علماء اللغة الذين يبحثون في بنية الكلمة. ثم إن هنالك علوما أخرى لا تقف عند تلك المسائل التقليدية المعروفة ولكنها تعالج النواحي الجمالية في الأعمال الأدبية، و تلك هي مهمة النقاد أو البلاغيين أو علماء البيان.
3– النقد النحوي في المثل السائر:
يعتبر ابن الأثير أن موضوع كل علم هو الشيء الذي يسأل فيه عن أحواله التي تعرض لذاته. و موضوع علم النحو هو الألفاظ و المعاني، و النحوي يسأل عن أحوالهما في الدلالة من جهة الأوضاع اللغوية.
و في الفصل الثاني الذي تطرق فيه لآلات علم البيان و أدواته و التي حددها في ثمانية أنواع من الآلات، حيث يضع على رأسها معرفة علم العربية من النحو و التصريف، و يقول: " أما علم النحو فانه في علم البيان من المنظوم والمنثور بمنزلة أبجد في تعليم الخط، و هو أول ما ينبغي إتقان معرفته لكل أحد باللسان العربي ". و يؤكد أن أول من تكلم في النحو هو أبو الأسود الدؤلي في عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم تلاه ثلة من الأعلام، ويضيف
" فان قيل: أما علم النحو فمسلم إليك أنه تجب معرفته، لكن التصريف لا حاجة إليه، لأن التصريف إنما هو معرفة أصل الكلمة، و زيادتها، و حذفها، و إبدالها، و هذا لا يضر جهله، و لا تنفع معرفته ". و يرد عن ذلك أن الكاتب أو الشاعر إذا كان عارفا بالمعاني، مختارا لها و لم يكن عارفا بعلم النحو، فانه يفسد ما يصوغه من الكلام. و يختل عليه ما يقصده من المعاني، و أما التصريف فانه إذا لم يكن عارفا به لم تفسد عليه معاني كلامه، و أما تفسد عليه الأوضاع، و إن كانت المعاني صحيحة، " فكل من النحو و التصريف علم منفرد برأسه، غير أن أحدهما مرتبط بالآخر، و محتاج إليه ".
و يشير ابن الأثير أنه لا ينبغي لصاحب هذه الصناعة من النظم و النثر أن يهمل من علم العربية ما يخفى عليه بإهماله اللحن الخفي، فان اللحن الظاهر قد كثرت مفاوضات الناس فيه، حتى صار يعلمه غير النحوي، و لا شك أن قلة المبالاة بالأمر و استشعار القدرة عليه، توقع صاحبه فيما لا يشعر أنه وقع فيه، فيجهل بما يكون عالما به.
و هنا يأتي ببيت شعري لأبي نواس الذائع الصيت و الذي غلط فيما لا يغلط مثله فيه، فقال في وصفه الخمر:
كأن صغرى و كبرى من فواقعها حصباء در على أرض من الذهب
فينتقده ابن الأثير بقوله (صغرى) و (كبرى) غير جائزتين، فان فعلى أفعل لا يجوز حذف الألف و الأم منها، وإنما يجوز حذفها من فعلى التي لا أفعل لها، نحو حبلى، إلا أن تكون فعلى أفعل مضافة، و ها هنا قد عريت عن الإضافة و عن الألف و اللام.
و قد غلط أبو تمام في قوله:
يا لقائم الثامن المستخلف اطأدت قواعد الملك ممتدا لها الطول
ألا ترى أنه قال (اطأدت) و الصواب (اتطدت) لأن التاء تبدل من الواو في موضعين: أحدهما مقيس عليه كهذا الموضع، فانه من وطد يطد، فإذا بني افتعل قيل (اتطد) و لا يقال (اطأد)، و أما غير المقيس فقولهم في وجاه (تجاه) و قالوا (تكلان) و أصله الواو لأنه من وكل يكل، فأبدلت الواو تاء الاستحسان.
و يشير ابن الأثير أن المخطئ في التصريف أنذر وقوعا من المخطئ في النحو، لأنه قلما يقع له كلمة تحتاج في استعمالها إلى الإبدال و النقل في حروفها، و أما النحو فانه يقع الخطأ فيه كثيرا.
و مثال ذلك قول أبي نواس في الأمين محمد:
يا خير من كان و من يكون إلا النبي الطاهر الميمون
(يُتْبَعُ)
(/)
فرفع في الاستثناء من الموجب، و هذا من ظواهر النحو، و ليس من خافيه في شيء.
و كذلك قول المتنبي:
و تكرمت ركباتها عن مبرك تقعان فيه و ليس مسكا أذفرا
فجمع في حالة التثنية، لأن الناقة ليس لها إلا ركبتان، فقال (ركبات) و هذا من أظهر ظواهر النحو، و قد خفى على مثل المتنبي.
و ليخلص ابن الأثير إلى أن الجهل بالنحو لا يقدح في فصاحة و لا بلاغة و لكنه يقدح في الجاهل به نفسه، لأنه رسوم قوم تواضعوا عليه، و هم الناطقون باللغة، فوجب إتباعهم.و أما الإدغام فلا حاجة إليه لكاتب، لكن الشاعر ربما احتاج إليه لأنه قد يضطر في بعض الأحوال إلى إدغام حرف، و إلى فك إدغام، من أجل إقامة الميزان الشعري.
4 – النقد البلاغي في المثل السائر:
اهتم ابن الأثير بهذا الجانب اهتماما بالغا منطلقا بالتنظير و تحديد التقسيمات البلاغية و تعريفها.
أ – البيان و التحسين:
يعتبر ابن الأثير أن فائدة وضع اللغة هو البيان و التحسين، فأما البيان فقد وفى به الأسماء المتباينة التي هي كل اسم واحد دل على مسمى واحد، فإذا أطلق اللفظ في هذه الأسماء كان بينا مفهوما، لا يحتاج إلى قرينة. و لو لم يضع الواضع من الأسماء شيئا غيرها، لكان كافيا في البيان.
و أما التحسين فان الواضع لهذه اللغة العربية نظر إلى ما يحتاج إليه أرباب الفصاحة و البلاغة فيما يصوغونه من نظم و نثر، و رأى أن من مهمات ذلك (التجنيس)، و لا يقوم به إلا الأسماء المشتركة، التي هي كل اسم واحد دل على مسميين فصاعدا، فوضعها من أجل ذلك.
ب – الحقيقة و المجاز:
الحقيقة فهي اللفظ الدال على موضوعه الأصلي، و أما المجاز فهو ما أريد به غير المعنى الموضوع له في أصل اللغة، ويضيف " أن كل مجاز فله حقيقة، لأنه لم يصح أن يطلق عليه اسم المجاز إلا لنقله عن حقيقة موضوعة له، إذ المجاز هو اسم للموضع الذي ينتقل فيه من مكان إلى مكان، فجعل ذلك لنقل الألفاظ من الحقيقة إلى غيرها ".
و أنه إذا ورد عليك كلام يجوز أن يحمل معناه على طريق الحقيقة و على طريق المجاز باختلاف لفظه، فانظر، فان كان لا مزية لمعناه في حمله على طريق المجاز، فلا ينبغي أن يحمل إلا على طريق الحقيقة، لأنها هي الأصل، و المجاز هو الفرع، و لا يعدل عن الأصل إلى الفرع إلا لفائدة مثال ذلك قول البحتري:
مهيب كحد السيف لو ضربت به ذرا أجا ظلت و أعلامها وهد
و يروي أيضا (لو ضربت به طلى أجا) جمع طلية. و هي العنق. فهذا البيت لا يجوز حمله على المجاز. لأن الحقيقة أولى به ألا ترى أن (الذرا) جمع (ذروة) و هو أعلى شيء، يقال: ذروة الجبل أعلاه. و الطلى جمع طلية و هي العنق. و العنق أعلى الجسد، و لا فرق بينهما في صفة العلو هنا. فلا يعدل إذا إلى المجاز، إذ لا مزية له على الحقيقة. و هكذا كل ما يجيء من الكلام الجاري هذا المجرى، فانه إن لم يكن في المجاز زيادة فائدة على الحقيقة لا يعدل إليه.
ج – الفصاحة و البلاغة:
يقول ابن الأثير: " إن الكلام الفصيح هو الظاهر البين، و أعني بالظاهر البين أن تكون ألفاظه مفهومة، لا تحتاج في فهمها إلى استخراج من كتاب لغة، و إنما كانت بهذه الصفة، لأنها تكون مألوفة الاستعمال بين أرباب النظم والنثر، دائرة في كلامهم. و إنما كانت مألوفة الاستعمال دائرة في الكلام دون غيرها من الألفاظ لمكان حسنها. وذلك أن أرباب النظم و النثر غربلوا اللغة باعتبار ألفاظها، و سبروا و قسموا، فاختاروا الحسن من الألفاظ سبب استعمالها دون غيرها، و استعمالها دون غيرها سبب ظهورها و بيانها، فالفصيح إذا من الألفاظ هو الحسن ".
و عند حديثه عن الاستنباط، يورد من ذلك شعرا لأبي تمام:
و لهت فأظلم كل شيء دونها وأضاء منها كل شيء مظلم
فان الوله و الظلمة و الإضاءة كل ذلك مفهوم المعنى، لكن البيت بجملته يحتاج في فهمه إلى استنباط. و المراد به أنها ولهت فأظلم ما بيني و بينها، لما نالني من الجزع لولهها، كما يقول الجازع: أظلمت الأرض علي، أي أني صرت كالأعمى الذي لا يبصر. و أما قوله: (و أضاء منها كل شيء مظلم) أي وضح لي منها ما كان مستترا عني من حبها إياي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما البلاغة كما يعرفها ابن الأثير: فان أصلها في وضع اللغة من الوصول و الانتهاء، و سمي الكلام بليغا من ذلك، أي أنه قد بلغ الأوصاف اللفظية و المعنوية. و هي أخص من الفصاحة، فكل كلام بليغ فصيح، و ليس كل كلام فصيح بليغا. كما أن اللفظة الواحدة لا يطلق عليها اسم البلاغة، و يطلق عليها اسم الفصاحة، إذ يوجد فيها الوصف المختص بالفصاحة، وهو الحسن.
د – المسجع:
وحده أن يقال: تواطؤ الفواصل في الكلام المنثور على حرف واحد، و أن الأصل في السجع إنما هو الاعتدال في مقاطع الكلام، و الاعتدال مطلوب في جميع الأشياء، و النفس تميل إليه بالطبع، على أن تكون الألفاظ المسجوعة حلوة حارة طنانة رنانة، لا غثة و لا باردة. و يقول ابن الأثير: " و قد ذمه بعض أصحابنا من أرباب هذه الصناعة، و لا أرى لذلك وجها سوى عجزهم على أن يأتوا به، و إلا فلو كان مذموما لما ورد في القرآن الكريم". كما أعاب على الصابي و ابن العميد و ابن عباد أن أكثر المسجوع عندهم هو التطويل، و يضيف: " و لقد تصفحت المقامات الحريرية و الخطب النباتية على غرار الناس بهما و اكبابهم عليها، فوجدت الكثير من السجع فيهما على الأسلوب الذي أنكرته".فمن سجع الصاحب بن عباد قوله:
لا تتوجه همته إلى أعظم مرقوب إلا طاع و دان، و لا تمتد عزيمته إلى أفخم مطلوب إلا كان و استكان.
و رد عنه ابن الأثير: و كل هذا الذي ذكره شيء واحد.
ه – التجنيس:
يقول ابن الأثير: " إنما سمي هذا النوع من الكلام مجانسا لأن حروف ألفاظه يكون تركيبها من جنس واحد، وحقيقته أن يكون اللفظ واحدا و المعنى مختلفا". و ذكر أن أهم رواده كابن المعتز و أبو علي الحاتمي و القاضي الجرجاني و قدامة بن جعفر و غيرهم، و قد قسمه إلى سبعة أقسام، واحد منها يدل على حقيقة التجنيس، لأن لفظه واحد لا يختلف، و ستة أقسام مشبهة.
و مثال الأمر أي التجنيس الحقيقي كقول أبي تمام:
فأصبحت غرر الأيام مشرقة بالنصر تضحك عن أيامك الغرر
(فالغرر) الأولى استعارة من غرر الوجه، و (الغرر) الثانية مأخوذة من غرة الشيء أكرمه، فاللفظ إذا واحد و المعنى مختلف. و مما أعاب في شعر أبي تمام:
و يوم أرشق و الهيجاء قد رشقت من المنية رشقا وابلا قصفا
فقد أكثر أبو تمام من التجنيس في شعره، فمنه ما أغرب فيه فأحسن، و منه ما أتى به كريها مستثقلا.
و يضيف: " و ربما جهل بعض الناس، فأدخل في التجنيس ما ليس منه، نظرا إلى مساواة اللفظ دون اختلاف المعنى، فمن ذلك قول أبي تمام:
أظن الدمع في خدي سيبقي رسوما من بكائي في الرسوم
و هذا ليس من التجنيس في شيء، إذ حد التجنيس هو اتفاق اللفظ و اختلاف المعنى، و هذا البيت المشار إليه هو اتفاق اللفظ و المعنى معا.
ي – الترصيع:
و يعرفه ابن الأثير: " و هو مأخوذ من ترصيع العقد، و ذاك أن يكون في أحد جانبي العقد من اللآلئ مثل ما في الجانب الآخر، و كذلك نجعل هذا في الألفاظ المنثورة من الأسجاع، و هو أن تكون كل لفظة من ألفاظ الفصل الأول مساوية لكل لفظة من ألفاظ الفصل الثاني في الوزن و القافية " و مثال ذلك قول بعضهم:
فمكارم أوليتها متبرعا و جرائم ألغيتها متورعا
ف (مكارم) بإزاء (جرائم) و (أوليتها) بإزاء (ألغيتها) و (متبرعا) بإزاء (متورعا).
و أما ما ورد في الشعر على مخالفة بعض الألفاظ بعضا، فقد انتقد ابن الأثير ذي الرمة في هذا البيت:
كحلاء في برج صفراء في دعج كأنها فضة قد مسها ذهب
و صدر البيت مرصع، و عجزه خال من الترصيع، و عذر الشاعر في ذلك واضح، لأنه مقيد بالوقوف مع الوزن والقافية، ألا ترى أن ذا الرمة بنى قصيدته على حرف الباء، و لو رصع هذا البيت التصريع الحقيقي لكان يلزمه أن يأتي بألفاظه على حرفين حرفين: أحدهما الباء، أو كان يقسم البيت نصفين و يماثل بين ألفاظ هذا النصف و هذا النصف، و ذلك مما يعسر وقوعه في الشعر
خاتمة:
يعد كتاب المثل السائر لابن الأثير مرجعا هاما لكل الباحثين سواء المهتمين بالنقد الأدب أو بالقضايا المتعلقة بالبلاغة العربية، فكان كتابه مجموعة من الأفكار المأثورة عن ثلة من العلماء و العقول التي سبر أغوارها و مزج تلك الأفكار بأفكاره النيرة، حيث لم يكتف بأن يكون جامعا أو ناقلا، بل أراد أن يكون مؤلفا في النقد و البلاغة، و رائدا من رواد علم البيان، بما أضاف و صحح، و عاب و نقد. كما عني بالتعريف و التنظيم و حصر الأقسام، و كما رأينا فقد اعتمد النقد النحوي و البلاغي في تحليله لمجموعة من القضايا و هو بهذا يؤكد استمرارية هذا الاتجاه منذ القرن الثالث الهجري. تلك بعض لمحات مما اشتمل عليه هذا الأثر النفيس الذي احتل منزلته بحق بين أصول البلاغة والنقد الفني عند العرب.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 01:15 م]ـ
شكرا لك أستاذ فراي على تحليل وتفصيل آراء ابن الأثير في كتابه.
و حياك الله معنا في الفصيح.(/)
بنية النص السردي لحميد لحمداني
ـ[فراي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 03:21 ص]ـ
:::
بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي (د. حميد الحميداني)
-المؤلف وأعماله العلمية:
أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بفاس، حاصل على دكتوراه الدولة في النقد الحديث والمعاصر سنة 1989، يحاضر ويشرف على البحث العلمي في مجالات التخصص التالية:
-النقد الحديث والمعاصر
-السرديات
-السيميائيات والأسلوبية
-نظرية التلقي.
قائمة مؤلفاته:
-من أجل تحليل سوسيوبنائي للرواية (رواية المعلم علي نموذجا) 1984.
-الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي 1985.
-في التنظير والممارسة، دراسات في الرواية المغربية 1986.
-أسلوبية الرواية، مدخل نظري 1989.
-سحر الموضوع 1990.
-النقد الروائي والإيديولوجي 1991.
-بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي 1991.
-النقد النفسي المعاصر تطبيقاته في مجال السرد 1991.
-كتابة المرأة من المنولوج إلى الحوار 1993.
-الواقعي والخيالي في الشعر العربي القديم 1997.
-النقد التاريخي في الأدب (رؤية جديدة) 1999.
-قضايا المصطلح في الآداب والعلوم الإنسانية 2000.
إضافة إلى مجموعة من الأعمال المترجمة وأعمال إبداعية (دهاليز الحبس القديم) و (صباح جميل في مدينة شرقية).
*وصف الكتاب (موضوع الدراسة):
بنية النص السردي من منظور النقدي الأدبي لمؤلف حميد الحميداني، الصادر عن المركز الثقافي العربي سنة 1991 الدار البيضاء (المغرب).
مكون من 160 صفحة، ومقسم إلى قسمين، قسم نظري تحت عنوان: أصول تحليل بنية النص السردي وقسم ثان بعنوان: بنية النص الروائي من منظور النقد العربي.
تقديم:
يحدد الحميداني الهدف من وضع كتاب عن بنية النص السردي في غاية ذات بعدين: الأول تقديم معرفة منتظمة بالجهود المبذولة خارج العالم العربي، والثاني يتمثل في محاولة اختبار المسيرة النقدية التي قطعتها التجربة العربية في هذا الميدان.
من خلال تبني المنهج البنائي على النص العربي السردي خصوصا من الناحية النظرية والتطبيقية.
وقد أشار المؤلف إلى ضرورة الإشارة إلى جهود نقدية يمكن اعتبارها تمهيدا للمقاربة البنائية، ويقصد بها جهود الأنجلوسكسونيين فيما عرف في العالم العربي تحت اسم (النقد الفني)، ثم يؤكد لحميداني ضرورة تقديم النظرية البنائية في شكلها الواضح من خلال الحديث عن مكونات الحكي والكشف عن أسرار النظام الداخلي للأعمال الإبداعية السردية، وعند الانتقال إلى التطبيق، فقد تناول مثالا رئيسيا وهو كتاب سيزا قاسم (بناء الرواية)، معربا على النقد الفني في العالم العربي وانتقادات لحميداني الموجهة إليهم.
وسنحاول في هذا العرض: التطرق لمحتويات الكتاب مع إبراز بعض ملاحظاتنا.
I- القسم النظري:
*الحوافز:
أشار لحميداني لما ذهب إليه توماشوفسكي بتمييزه بين أغراض ذات مبنى وأغراض لا مبنى لها، حيث الأولى تقتضي الخضوع لمبدأ السببية وللنظام الزمني، والثانية لا تخضع لا للترتيب الزمني ولا للسببية، حيث تنتهي القصة والرواية والملحمة إلى الصنف الأول. والحوافز نوعان:
الحوافز المشتركة والحوافز الحرة، فالأولى أساسية إذا سقطت من الحكي اختلت القصة، والثانية إذا سقطت تبقى القصة محتلفظة بانسجامها.
*أما التحفيز: فهو عند توماشوفسكي التهيؤ الذي يعمد إليه الكاتب لإظهار حافز جديد وهو على ثلاثة أنواع: التحفيز التأليفي والتحفيز الواقعي والتحفيز الجمالي.
*وبخصوص الوظائف: فالباحث يعود للشكلانية الروسية خصوصا مع فلاديمير بروب صاحب كتاب (مورفولوجيا الحكاية) حيث ينطلق أساسا من ضرورة دراسة الحكاية، اعتمادا على بنائها الداخلي، وأن ماهو مهم في دراسة الحكياة هو التساؤل عما تقوم به الشخصيات، وقد حصر بروب هذه الوظائف في 31 وظيفة.
-أما الوظائف عند رولاند بارت: فهي الوحدات التي تكون كل أشكال الحكي، وهو لا يحصر الوظيفة في الجملة، فقد تقوم كلمة واحدة بدور الوظيفة في الحكي إذا ما نظر إليها في سياقها الخاص، وهو يلح أيضا على علاقة كل وظيفة مع مجموع العمل، وأن كل وظيفة تأخذ مكانها ضمن مجموع العلاقات، وموقعها في الحكي هو الذي يحدد دورها فيه، ويميز بارت بين نوعين من الوحدات الوظيفية: الوحدات التوزيعية والوحدات الإدماجية.
(يُتْبَعُ)
(/)
-وبالنسبة للعوامل فيشير لحميداني إلى أن غريماس في هذا الباب استفاد من الدراسات الميثولوجية ومن اللسانيات، إذ ينطلق من ملاحظة ( Tesnière) التي تشبه فيها الملفوظ البسيط أي الجملة بالمشهد، واستخلص عاملين أساسيين يقوم عليها الملفوظ البسيط ووضعها في شكل متعارض:
الذات ? الموضوع
المرسل ? المرسل إليه
وقد استفاد غريماس من العوامل في المسرح كما تحدث عنها Souriau فوضع نموذجا للتحليل يقوم على ستة عوامل تتألف من ثلاث علاقات هي: علاقة الرغبة، لعلاقة التواصل وعلاقة الصراع.
المرسل المرسل إليه
الذات الموضوع
المساعد المعارض
*أما منطق الحكي:
فقد وضع فيه (كلود بريمون) كتابه (منطق الحكي) حدد فيه المنطلقات الأساسية التي وجهت جهوده في مضمار دراسة الحي، وقد تناول القسم الأول من كتابه أعمال فلاديمير بروب وتناول في القسم الثاني دراسته (الأدوار السردية الرئيسية) معتبرا إياها بمثابة حبكة الأحداث في الحكي. وقد حاول بريمون الخروج من التصور التبسيطي الذي أخذ به بروب، معتبرا بنية الحكي شديدة التعقيد وقابلة لعدد معين من الاحتمالات في مسار تكونها، وهذا ما سمح له بأن يعمم دراسته على أنواع كثيرة من الحكايات العجيبة كالرواية مثلا. ويوضح بريمون اقتراحه انطلاقا من تقديم تصور خاص للمتتالية الحكائية البسيطة وللقانون الذي يحكمها، والتي لابد أن تمر بثلاث مراحل:
1 - وضعية (تفتح) إمكانية سلوك ما أو حدث ما.
2 - الانتقال إلى بداية الفعل بالنسبة لتلك الإمكانية.
3 - نهاية الحدث الذي (يغلق) مسارا لمتتالية بالنجاح أو الفشل.
II- مكونات الخطاب السردي:
أ-السرد:
يعرف لحميداني السرد بأنه الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق قناة تقتضي مرور الراوي إلى المروي له عبر القصة، وما تخضع له من مؤثرات، بعضها متعلق بالراوي والمرودي له والبعض الآخر متعلق بالقصة ذاتها، وقد ميز توماشوفسكي بين نمطين من السرد (سرد موضوعي) يكون الكاتب مطلعا على كل شيء، وهو يترك الحرية للقارئؤ ليفسر ما يحكى له ويؤوله، ونموذج هذا الأسلوب هو الروايات الواقعية، أن السرد الذاتي ففيه نتتبع الحكي من خلال عيني الراوي ونموذج هذا الأسلوب هو الروايات الرومانسية.
وعند الناقد الفرنسي ( Pouillon) ففصل القول في وجهة النظر، حيث صنف زاوية الرؤية:
1 - الراوي < الشخصية الحكائية (الرؤية من الخلف)
2 - الراوي = الشخصية الحكائية (الرؤية مع)
3 - الراوي< الشخصية الحكائية (الرؤية من الخارج)
ب-الشخصية الحكائية:
يشير لحميداني اعتمادا على ابحاث بروب وغريماس أن الشخصية قابلة لأن تتحدد من خلال سماتها ومظهرها الخارجي، ويضاف إلى هذا كله أن هوية الشخصية الحكائية ليست ملازمة لذاتها، فيما ذهب بارت معرفا الشخصية الحكائية بأنها (نتاج عمل تأليفي) كان يقصد أن هويتها موزعة في النص عبر الأوصاف والخصائص التي تستند إلى اسم (تحكم) يتكرر ظهوره في الحكي، ففي وجهة نظر التحليل البنائي المعاصر لا ينظر لها إلا على أنها بمثابة دليل ( signe) له وجهان أحدهما دال ( signifiant)، والآخر مدلول ( signifié). فيما لجأ بعض الباحثين إلى طريقة خاصة في تحديد هوية الشخصية الحكائية، تعتمد محور القارئ لأنه هو الذي يكون بالتدريح صورة عنها ويكون ذلك بواسطة مصادر إخبارية ثلاثة:
ما يخبر به الراوي / ما تخبر به الشخصيات ذاتها / ما يستنتجه القارئ من أخبار عن طريق سلوك الشخصيات.
ويؤكد (جريماس) أن الشخصية تصبح مجرد دور ما يؤدى في الحكي بغض النظر عمن يؤديه وهو في هذا الصدد يميز بين مستويين: مستوى عاملي ومستوى متمثلي.
ج-الفضاء الحكائي:
يرصد الباحث مختلف التصورات الموجودة عن الفضاء الحكائي من خلال:
1 - الفضاء كمعادل للمكان: ويطلق عليه عادة الفضاء الجغرافي كما ذهبت إىل ذلك (جوليا كريستيفا) حيث لم تجعله منفصلا عن دلالته الحضارية، فهو غذن يتشكل من خلال العالم القصصي يحمل معه جميع الدلالات الملازمة له.
2 - الفضاء النصي: ويقصد به الحيز الذي تشغله الكتابة ذاتها على مساحة الورق، ويشمل ذلك طريقة تصميم الغلاف وتنظيم الفصول وتغييرات الكتابة المطبعية ... إلخ.
وفي هذا الإطار يشير (بوكور) إىل مجموعة من مظاهر تشكل الفضاء النصي أهمها: الكتابة الأفقية، الكتابة العمودية، التأطير، البياض، الواح الكتابة، التشكيل التيبوغرافي ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ثم تحدث لحميداني عن الفضاء الدولي كما تطرق إليه (جيرار جنيت) باعتبار هذا الفضاء يتأسس بين المدلول المجازي والمدلول الحقيقي.
4 - الفضاء كمنظور أو كرؤية: وهنا يشير إلى الطريقة التي يستطيع الراوي الكاتب بواسطتها أن يهيمن على عالمه الحكائي بما فيه من أبطال يتحركون على واجهة تشبه واجهة الخشبة في المسرح.
د-الزمن الحكائي:
يميز (جرار جنيت) أن في كل رواية زمنين: زمن السرد وزمن القصة، فزمن السرد لا يتقيد بتتابع منطقي، بينما يخضع زمن القصة للتتابع المنطقي للأحداث، وقد يسبق زمن السرد الأحداث بحيث يتعرف اقلارئ إلى وقائع قبل حدوثها في زمن القصة، وقد يستخرج أحيانا أحداثا ماضية: (المفارقات السردية)، ويقترح (جنيت) دراسة الإيقاع الزمني من خلال أربع تقنيات حكائية وهي: الخلاصة – الاستراحة – المشهد – المقطع.
-الوصف الحكائي:
يحدد جنيت وظائفه في وظيفتين أساسيتين: الأولى جمالية يقوم الوصف فيها بعمل تزميني حيث يشكل استراحة وسط الأحداث السردية، والثانية توضيحية أو تفسيرية تجعل للوصف وظيفة رمزية دالة على معنى معين في إطار سياق الحكي.
II – النقد الروائي الفني في العالم العربي (من النظرية إلى التطبيق):
مثل له بـ "تيل راغب" في كتابه:"قضية الشكل الفني عند نجيب محفوظ" و"فن الرواية عند يوسف السباعي".
في الكتاب الأول:
-يبدو نبيل راغب شديد الحيرة بين الأخذ بالمعطيات النظرية التي وضعها النقاد الانجليز وبين محاولة تجاوزها.
كما أنه أكد على أن دراسته لم تحاول أن تفرض على الأعمال الروائية المدروسة نظرية معينة، بل احتكمت دائما لطبيعة الرواية نفسها، وبذلك فهو يتحرر من أية نظرية نقدية.
يطرح الحمداني سؤالا: هل كان نبيل راغب وفيا لتصوراته النظرية هذه؟
ينتقد الحمداني "نبيل راغب"، في صفة النقد الروائي الانجليزي بأنه كان يخفي مصادره، لكن نبيل راغب وقع في نفس الشيء عندما ميز أعمال نجيب محفوظ بين اربع مراحل شكلية أساسية دون أن يخبرنا كيف استطاع التوصل غلى هذا التصنيف.
بعد ذلك يتساءل الحمداني: هل استطاع الناقد أن يكون لنفسه نظرية فنية لنقد الرواية تتجاوز ما وصفه النقاد والغربيون.
نعثر على الجواب في الكتاب الثاني، حيث يحتفظ بالمنهج الفني إلا انه يدعو غلى ضرورة التخلص من أحكام القيمة.
يبدو أن موقفه كان متذبذبا بين انتقاد المنهج الفني (موير خصوصا) في الكتاب الأول، واتباع خطته في الكتاب الثاني.
يقف بعد ذلك الحمداني على أهم الانتقادات التي وجهها راغب للنقاد الإنجليز وهي:
-ليست الحبكة هي البناء الدرامي وإنما هي جزء من هذا البناء.
-ليست الرواية فنا تابعا للحياة، وإنما هي خلق جديد لها.
وهنا يتبنى الانتقاد الذي ورد في كتاب "موير" عن "جون كاروثر" دون اية إحالة أخرى، المنهج الموضوعاتي، والمنهج التاريخي، والمنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي. هذا بالإضافة إلى استخدامه مفهوم "البناء الدرامي" دون تقديم تعريف محدد له.
على أن الفصل الثامن هو القسم النموذجي هو أيضا أخذ بالمنهج الفني، مستعملا بعض مصطلحاته ومضيفا أخرى.
محمود أمين العالم:
كتاب "تأملات في عالم نجيب محفوظ"
يسجل الحمداني مجموعة ملاحظات بخصوص هذا الكتاب:
-الفصل الأول منه عبارة عن تأملات فلسفية.
-خلو الكتاب من أي مرجع في الدراسة الفنية للرواية، الشيء الذي جعل الجانب التطبيقي منه يعتمد على ذكاء الناقد.
-لم يستطع الناقد التخلص من ثقافته الجدلية.
-إضافته البعد السوسيونصي.
-استخدامه بعض المصطلحات مع قليل من التصرف.
يستخدم مفاهيم ثلاثة متقاربة: الوحدة العضوية – الوحدة التعبيرية – الوحدة الشعرية.
خلاصة:-النقد الروائي الفني العربي لم يكن خالصا.
-بقي هذا النقد مشدودا في العموم إلى الجذور الأرسطية لتحليل الشكل.
II- النقد الروائي البنائي في العالم العربي
-الجانب النظري:
عرض الحمداني أربعة كتب، وقام بدراسة تطبيقية على أحدها (بناء الرواية، سيزا قاسم).
1 - كتاب الألسنية والنقد الأدبي، في النظرية والممارسة: د. موريس أبو ناضر.
يعتبر هذا الكتاب أو محاولة في العالم العربي يختص بدراسة أنساق الحكي ومكوناته الداخلية بمنظور بنائي معاصر، إلا أننا نلاحظ النزعة التركيبية في استخدام مناهج أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ينطلق أبو ناضر من انتقاد المناهج النقدية التي تفسر الأدب استنادا إلى السياق الاجتماعي والتاريخي (مع عدم نفيه لدورها في صياغة الظاهرة الأدبية)، بحيث يركز على القراءة الداخلية. وقد استفاد من "بيير ماشيري" (من النقاد الذين لهم توجه نحو سوسيولوجيا النص الأدبي) ثم بعد ذلك عرض الحمداني أهم القضايا النقدية المتصلة بالحكي عند أبي ناضر،
-تعرض لمستوى الوظائف، ومستوى الأعمال ومستوى السرد ومستوى المعنى (نفس الشيء، عند بارت).
-تحدث عن النموذج العاملي لـ "غريماس" مع الاقتصار على أربعة عوامل.
-استفادة الناقد تتمثل أيضا في مسألة التمييز بين دراسة شخصيات الحكي من جانب الأعمال التي تقوم بها، وبين دراستها من جانب أوصافها، مع جملة من الأخطاء في عدم تمثل التصورات الفريماسية كما يجب.
-إيراده بعض المصطلحات المتصلة بالدراسة المرفولوجية للحكي (بروب)، وهنا يرى الحمداني:
*عدم ضبط المصطلح المأخوذ من "بروب"
*حذف بعض العناصر من البناء الوظيفي
*لم يلتزم بصيغ ثابتة لأسماء الوظائف التي استعملها.
كما أنه يأخذ بعض الأسس النظرية، خارج سياقها (مثلا اعتباره القصة هي مجموعة من الجمل).
بالإضافة إلى استفادته مما قبل عند النقاد البنائين بصدد مسألة الوصف في الفن الحكائي، انطلاقا من التمييز القائم بين السرد والوصف، لكنه لا يقدم حصرا نظريا شاملا ومركزا لجسيم القضايا التي أثارتها الدراسة البنائية للوصف.
2 - "نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة" د. نبيلة إبراهيم.
كتاب يتبنى بشكل عام بعض المناهج النقدية التي صاغت نسقها المنهجي اعتمادا على التطور الحاصل في ميدان اللغة.
والكتاب يطرح بعض المشاكل منها:
-تمييز بين الخيال والتخيل في الشعر بكلام مفرق في الذاتية.
-استخدام بعض التأملات الميتافيزيقية لتصوير طبيعة الشعر.
-ورود افكار متناقضة.
-تحريف المصطلحات عن دلالتها الأصلية.
-القول إن الشعر يلغي الواقع الخارجي، وهذا يصعب قبوله.
ويعتبر هم الكتاب التوصل إلى منهج نقدي يمكن الدارس من تحليل الفن القصصي والروائي بشكل أقرب إلى الموضوعية.
ويشمل الجانب النظري من الكتاب عرضا لأهم الاتجاهات النقدية المعاصرة للقصة، في حين يعتبر القسم الثاني أهم جزء من الكتاب، فهو يتعرض إلى:
*المنهج البنائي، وهنا تدمج الناقدة ثلاثة توجهات:
بنيوية لفي ستروس، وعلم الدلالة عند غريماس، ونحو الحكاية كما حدده تودوروف دون الإحالة على ذلك. أشارت كذلك إلى اتجاه منطق الحكي عند بريمون ودائما بدون إحالة. ويشير الحمداني إلى أن الناقدة قامت بعرض النظريات بطريقة جد مختصرة.
3 - "القراءة والتجربة حول التجريب في الخطاب الروائي الجديد بالمغرب" د. سعيد يقطين.
غاية هذا الكتاب هي البحث في مكونات الخطاب الروائي البنيوية.
في التمهيد يعلن الناقد عن استفادته من السرديات دون الإعلان عن ماهي النظرية السردية المحددة التي يهتدي لها.
ويشير الحمداني إلى أن الناقد استعمل بعض المفاهيم التي لا تقع في صميم النقد السردي البنائي: الانزياح السردي –الميثاق السردي- الخلفية النصية.
4 - بناء الرواية (دراسة مقارنة لثلاثية نجيب محفوظ) سيزا قاسم.
-ورواية الفرنسية للكاتب نفسه، وتختار من ثلاثية "جون كالزورذي" الفورسايت ساجا" جزءها الأول "صاحب الأملاك".
2 - نصوص ما بعد الواقعة: عبارة عن نصوص رواية ظهرت في القرن العشرين، ترى أن نجيب محفوظ تأثر بها.
*البحث عن الزمن الضائع لـ مارسيل بروست.
*بوليسيس جيمس جويس.
*مسزد اللوي لـ فريجينيا وولف.
3) ونصوص عرضية: وهي لم تتم الإشارة إليها في المقدمة، ولكن رجعت إليها الناقدة، في إطار المقارنة بين الثلاثية والأشكال المختلفة للفن الروائي، من الأدب الروسي.
*الإخوة كرامازوف لـ دوستويفسكي.
*آجولوجوف لـ ميخائيل سالياتكون سدرين.
*الحرب والسلام لتوستوي.
وفي الأدب الألماني: البودنبروكس لـ توماس مان.
ج-الممارسة النقدية: يتساءل الناقد الحميداني هل أخلصت سيزا قاسم لمنطلقاتها:
1 - الوصف:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الوصف، يشير إلى اهتمام الناقدة بالبنى الثلاث بنية الزمان يذهب إلى أن الناقدة لم تقدم صورة كلية عن التركيب الزمني لمجموع النص وإنما قدمت تخطيطا بسيطا، وتقارن في هذا المجال افتتاحية "بين القصرين" في الوظيفة الفنية مع افتتاحية الرواية الواقعةي ونفس الشيء يمكن أن يقال عن بنية المكان فتناولها ذا طابع تجزيئ، وترى أن بنية المكان تتميز في الثلاثية بالانغلاق: البيوت، متجاورة وثابتة بينما قصر الشوق والسكرية تضيف أمكنة أرحب "عوامة، قصر آل شداد، بيت الدعارة، بيت في المعادي، الجامعة، الجامعة الأمريكية، قسم الشرطة.
أما عن بنية المنظور، فتقر الناقدة باختلاف الثلاثية في المنظور عن الرواية الواقعية الغربية، إذ تجعله هذه الأخيرة ذا بعد إيديولوجي، لكن نجيب محفوظ لا يتدخل ويجعل رواياته متعددة الأصوات، ومن هنا فواقعية نجيب محفوظ ليست واقعية ولكنها واقعية حياد ... تشبه غلى حد ما واقعية دوستوفسكي التي اعتمدها باختين لتحديد "الصوات"، ويرى الحميداني أن سيزا لم تقدم صورة متكاملة عن منظور الثلاثية مادام قائما بالضرورة من خلال تعددية الأصوات فإن بنية هذا التعدد لم يلحقها التحليل.
أهمية دراسة سيزا تكمن في تقديم كثير من المعلومات النظرية عن مفهوم الزمن والوصف والمنظور، لها ضحية كبرى بالنسبة للفترة التي صدر فيها الكتاب، فيف بتية الزمن عرفت بأنواع الاسترجاع جيرار جنيت: الاسترجاع الخارجي، الداخلي، والمزجي إلا أنها غيبت المفارقات الزمنية التي تساعد على ضبط البنية كما أشارت إلى الاستباق واستعارت الخطاطة الترميزية لتوضيح أشكال الاستغراق الزمني في الحكي –جيرار جنيت-.
وتحدثت الناقدة في الوصف عن أهم وظائفه في الرواية وحددتها في الوظيفة الزخرفية، التفسيرية، الإيهامية تعرضت في زاوية النظر (أو بناء المنظور) للحالات الثلاث لزاوية الرؤيا، كما أشار إليها "جان بويون" (الرؤية مع، الرؤية من خلف، الرؤية من خارج).
وتستفيد أيضا من شاعرية التأليف لـ. ب أوسينسكي، التي تلتقي أفكاره مع باختين حيث ميز بين الرواية المثولوجية ذات الصوت الواحد، والرواية الديالوجية متعددة الأصوات.
2 - التنظيم:
ترتبت فصول الدراسة على أساس ثلثاة مكونات أساسية هي مكونات حكائية أساسية: البناء الزمني، البناء المكاني والمنظور كمكون دلالي له ارتباط بشكل المحتوى لا بالمعنى.
3 - التأويل:
يرى الحميداني أن النشاط الذهني للناقد يختلف ساعة التفكير في الجوانب النظرية عنه في ساعة تطبيق المعطيات، وتبعد الناقدة عن نفسها كل تأويل إلا أننا نجد ميلا في غير موضع إلى التأويل والتأمل بالاعتماد على ماهو خارج النص، فهي تلجأ كثيرا إلى التأويلات الاجتماعية والفلسفية والإيديولوجية لتفسير بعض القضايا الروائية وهو ما تعتبره خروجا صريحا عن المنطلقات البنائية لدراستها.
4 - التقويم الإجمالي:
يلاحظ الناقد على سيزا قاسم، انها تلجأ إلى أحكام القيم بعد كل قضية مدروسة، كما يلاحظ الانبهار بالمستوى الفني الذي وصلت إليه الثلاثية، وتجرد في جدول مجموعة أحكام القيمة ويبين نوعه من استحسان أو استهجان: ولاحظ عليها أن الالتزام بالدراسة الداخلية الوصفية لم يكن كافيا لتجنب أحكام القيمة والمفاضلة بين النصوص الروائية وتأويلها بالرجوع إلى الواقع الخارجي، والاعتماد على مواقف فلسفية وإيديولوجية.
5 - اختيار الصحة:
في تساؤله عن النموذج الكلي الذي انطلقت منه الناقدة يقرر أن الأبحاث المتعلقة بالزمان، والمكان، والمنظور، كلها أبحاث جديدة، اعتمدت فيها على مراجع غربية كثيرة، وتبين الفروق الموجودة بين الثلاثية وغيرها من الروايات الغربية معتمدة النقد الشاعري، الذي يعمل على استخلاص الخصائص العامة المشتركة بين الأنماط القصصية.
ويلاحظ باختبار الصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تستطع الناقدة أن تنتهي إلى خلاصات عامة لغلبة الطابع التجريبي عليها، وإن النصوص الإيداعية عموما والروائية قابلة للتأويل، أن النقاد يختلفون من حيث الخلفيات الفلسفية والمنهجية والإيديولوجية التي ينطلقون منها ويرى أن النص الروائي في دراسته يحتاج إلى الاستعانة ببرنامج إحصائص يضبط ويسجل جميع العلاقات الممكنة في النص ثم يبدي ملاحظات عامة (تبين خلالها) رأيه في تفسير وتحليل بعض الآراء ردا على الناقدة، أو محصيا عليها الأخطاء في الترجمة وفي الطباعة وكذلك الأخطاء النحوية ممثلا لكل ذلك.
استنتاجات:
تميل الكتاب مع الكتابين السابقين حلقة تكامل في جانبه النظري ويعترف للناقدة بالسيق يقول: إن الجوانب المنهجية الزاردة في متن كتاب سيزا أحمد قاسم هي محاولة لتقريب نظرية الرواية إلى القارئ العربي بالشكل الذي تبلورت به في الثقافة الغربية ولهذا العمل –كما أشرنا سابقا- مشروعية كاملة بحكم أن العالم العربي ليس له رصيد نقدي روائي يؤسس عليه مثل هذه النظرية، إلا أنه يأخذ عليها اهتمامها في الثلاثية بشكل للتعبير أي المكونات التقنية التي تعتمد عليها كتابة الرواية، وهو من اهتمام بلاغة السرد، بينما أهملت بنية الدلالة وهي أهم ما قامت عليه دراسة الأعمال الحكائية عند أشهر الدارسين، ولم تستفد في هذا المجال أعمال "بروب، وبرسميون، وكريماس"، وكذلك لجوءها غلى المفاضلة بين النصوص مما يربطها بالنقد التقليدي.
ملاحظات:
*أعلن لحميداني في مقدة الكتاب تبني المنهج البنائي، باستثناء مبحث الفضاء، حيث نجده يصرح بآرائه الخاصة كما يظهر ذلك جليا في ص67 و ص72، حيث إنه في هذا المبحث (الفضاء) توسع قليلا في دراسة القضايا المطروحة إلى الحد الذي تجاوز فيه التصور البنائي أحيانا، ويضيف بقوله:"وغايتنا من ذلك هو طرح المشاكل التي يفرضها موضوع الفضاء، فكثيرا ما يقف التحليل البنائي في مفترق طرق متشعبة تقتضي مثل هذه الإطالة على تصورات مغايرة".
*يبدو أن لحميداني لم يكن دقيقا –في تقديرنا- في اختياره لعنوان (مكونات الخطاب السودي) إذ نجده هنا يجمع بين البنيات الحكائية والبنيات الخطابية.
*نرى أن لحميداني يصدر أحيانا أحكاما عامة، فمثلا في ص 95 يصف النقد الروائي الفني العربي بأنه لم يكن خالصا بمعنى أن مناهج أخرى تخللته، وهو لم يعتمد إلا على نموذجين اثنين وهما نبيل راغب ومحمود أمين العالم.
*يظهر أن الحميداني يدعو إلى الصرامة في تطبيق المنهج البنائي في النقد الأدبي العربي، وهنا نتساءل: أليس في هذا انتهاك للنص؟ ألا يمكن تطويع المنهج مع مقتضيات النص، بدل التقيد بمنهج نجح في مقاربة نصوص أخرى لها ما لها من خصوصيات.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 01:56 م]ـ
مرحبا بك أستاذ فراي في هذه الدراسة والعرض العميق للكتاب؛ الذي يبدو من حديثك عنه أنه يستحق الاطلاع و القراءة.
شكرا لك على إثراء القسم.
ـ[فراي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 07:52 م]ـ
تحية طيبة الى الأخت وضحاء، حقا يسعدني اطلاعك على هذه الدراسة و استحسانك لها.
فلا يخفى عليك أن الدكتور لحمداني أحد أبرز الأسماء العربية في التنظير الروائي، اضافة الى اهتماماته في مجال نظرية التلقي و القراءة، و التأويل، و السيميائيات، اضافة لمجموعة من العمال الابداعية. سأوافيك مستقبلا ان شاء الله بدراسات في الموضوع هي قيد الانجاز، و تقبلي فائق التقدير و الاحترام و السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 08 - 2008, 12:41 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
بانتظار الدراسات القادمة. و يؤسفني حقيقة قلة وجود كتب أساتذة المغرب العربي لدينا.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[15 - 08 - 2008, 05:58 ص]ـ
بارك لله فيك فراي
و ننتظر جديدك
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[17 - 08 - 2008, 10:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عادت بي الذّاكرة أخي فراي إلى سني الأولى بالجامعة 1993فعلا هذا الكتاب مفيد جدّا امتلكته وأفادني كثيرا في دراسة الأجناس السرديّة
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 09:49 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
مشكور الاخ فراي. كلامك اعاد الروح الي وفعلا قد وضعن يدك على الجرح. فنحن هنا بالجامعة الجزائرية يتحدثون كثيرا عن الدراسات المغربية في النقد الحديث والمعاصر وهذا لا ينفي الدراسات هنا عندنا.ولكن كان لنا الاعتراف أن الدراسات المغربية رائدة. فهل لك أن تفيدني بمجموعة روابط لاهم المؤلفين المغاربة.خاصة وأني اااااريد اكمال دراستي في في النقد. وبارك الله فيك
ـ[فراي]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 01:27 م]ـ
الى الأخت سهى
تحية طيبة، و بعد أشكر على هذا الاهتمام، و أملي ان اكون عند حسن ظنك، و أنا رهن الاشارة خصوصا فيما يتعلق بالنقد الأدبي الحديث و على وجه الخصوص الدراسات المغربية، التي عرفت منذ سبعينيات القرن 20 مستفيدة في ذلك من حركة الترجمة أهم النصوص العالمية و المؤسسة من الشكلانيين و البنيويين ثم ما بعد البنيوية (نظرية التلقي، التأويلية، التفكيكية، السيميائية)، اضافة الى النقد الثقافي، و في هذا الصدد أذكر على سبيل المثال لا الحصر ثلة من أعمال المدرسة النقدية المغربية ك عبد الفتاح كليطو (الحكاية و التأويل، الأدب و الغرابة، الكتابة و التناسخ ... ) و د محمد مفتاح (التلقي و التأويل، تحليل الخطاب الشعري، النص من القراءة الى التنظير، التشابه و الاختلاف، المفاهيم معالم ... ) د أحمد بوحسن، د ادريس بلميح، د محمد العمري، محمد اليابوري، د سعيد يقطين، د محمد برادة ... و القائمة طويلة. و أكرر لك أنني رهن اشارتك سواء تعلق الأمر بالنقد المغربي أو دراسات أخرى، و أنا أيضا متطلع لمعرفة المزيد حول الدراسات النقدية بالجزائر و الاصدارات الأكاديمية في التخصص.
http://medelomari.free.fr
/ موقع الدكتور محمد العمري
http://alfawanis.com/alfawanis/ مجلة فوانيس لإبداع المغربي http://www.jamalboutaib.jeeran.com/ موقع الدكتور جمال بوطيب
http://motassim.canalblog.com/ محمد معتصم
الى الملتقى، تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 03:37 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
انا فعلا جد سعيدة.ومن شدة فرحي بهذه المواقع التي تكرمت لي بها.غابت كلمات الشكر والمتنان من قاموسي اللغوي لكي اعبر لك بها عن مدى المساعدة الطيبة التي قدمتها لي. فلم يبق لي سوى عبارة: بارك الله فيك استاذي الفاضل *فراي*وانار الله دربك للخير.وكذا في اتمام مشوارك الدراسي.واحمد الله كثيرا بالنظر اليك على ان الدنيا لازالت بخير.فاشكرك شكرا الله وحده اعلم اين منتهاه. اختك سهى .........
ـ[نون النسوة]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 02:40 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
بانتظار الدراسات القادمة. و يؤسفني حقيقة قلة وجود كتب أساتذة المغرب العربي لدينا.
مرحبا أستاذة وضحاء الكتاب متوفر بمكتبة جامعة سعود وتوجد أكثر من نسخة في عليشة
بالنسبة لكتب أساتذة المغرب قد تجدينها في مكتبة عالم الكتاب منذ فترة استطعت الحصول على كتاب يتضمن خلاصة ندوة في إحدى جامعات الرباط! ستفاجئين بها إن لم يسبق لك زيارتها
وأظن أن السبب في قلة وجود الكتب في مكتباتنا يرجع إلى المستوى اللغوي الخاص بتلك الكتب فكثيرا من المصطلحات الموظفة ي كتب المغاربة تختلف عما اعتدنا عليه وقد تترجم المصطلحات بالفرنسية أو حتى الأمثلة (لاحظت ذلك في كتب السانيات) وهنا تكمن الصعوبة في التواصل مع أكثرها.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 07:57 ص]ـ
صدقتي أستاذة وضحاء.
فقلّت كتب النقاد المغاربة برغم أهميتها شيء مؤسف.
الحمد لله أني أكملت الماجستير في الأردن؛ فأمثال هذه الكتب متوفرة.
حتى أني ولله الحمد حصلت على جميع أعداد مجلة فصول النقدية-المصرية-
ومجلدة تجليد فاخر.
كما نشكر الأخ الكريم على هذا المجهود الطيب.(/)
قراءة في كتاب: التشابه و الاختلاف (د محمد مفتاح)
ـ[فراي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 03:27 ص]ـ
التشابه والاختلاف -نحو منهاجية شمولية-
تقديم
هذه الدراسة طبعت لأول مرة سنة 1996 من منشورات المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء عدد صفحات الكتاب 224، استهله محمد مفتاح بمقولة لأبي حيان التوحيدي "اعرف حقائق الأمور بالتشابه، فإن الحق واحد ولا تستفزنك الأسماء وإن اختلفت" ثم بمقولة غريغوري باستون "التشابه يسبق الاختلاف".
وبالنسبة لمحتويات الكتاب فتشمل:
تمهيدا تناول فيه انتظام الكون من خلال تحليل بعض المفاهيم وتوظيفها في التحليل الثقافي ثم أتبع ذلك خمسة فصول وهي: التدريج، والانتظام، والتوازي، والتحقيب، والتشابه، وتحت هذه الفصول تندرج مجموعة من العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية، وقد صرح محمد مفتاح أن مشروعه هذا قد عرضه في محافل علمية مشرقية ومغربية في شكل دروس ومداخلات ومحاضرات فنال ما تسنى له من النقاش الجاد والمسؤول.
انتظام الكون:
تعتمد المنهاجية الشمولية على رؤيا للعالم أشمل، والرؤيا للعالم هذه تؤكد على أن الكون انتظام، وهي قديمة (تصورات الهنود واليونان)، وجديدة في آن (تيارات الفكر المعاصر) فالقدماء سعوا لتحليل الكون إلى مكوناته لإدراكه ومكانته وأدواره. أما الاتجاه المعاصر فسعوا إلى الكشف عن البنية العميقة المشتركة (بنية البنية الرابطة) بين العناصر.
والاكتفاء بمفهومين يتفرعان إلى مفاهيم أخرى كالدينامية (بما تحتويه من تفاعل واحو وفوضوي، والمفهوم الثاني هو الانتظام يما يقتضيه من هيمنة وتراتب واختلاف وتحكم ذاتي.
إن النظرية التي تتبنى هذه الرؤيا الشمولية هي "النظرة العامة للأنساق" حاولت أن تصوغ مبادئ عامة تجلت في ثلاثة مفاهيم أساسية: التفاعل، والغائية، والانتظام. وقوانين مستمدة من الفيزياء والبيولوجيا والاجتماع والاقتصاد ما يسهل الربط بين الظواهر والمعارف والتوصل إلى تأويلات راجحة.
1 - تحليل بعض المفاهيم:
يحدد مفتاح مفهوم (طبيعة العلاقة) ودرجتها التي تتحكم فيها طبيعة الترتيب فهو لا يكون على نمط واحد ووحيد، وإنما هناك أنواع منه، بعضها يمكن أن ندعوه بالترتيب القوي والآخر الترتيب الضعيف، وكل منها تتحكم فيه خلفيات فلسفية ومعرفية وعملية، ولعل أشهر أنواعه هو الترتيب الخطي، والترتيب الشجري، والتفاعل الدينامي والتجاوري.
أما مفهوم (طبيعة الاشتراك) فيتطلب وجود علاقة مشتركة بين العناصر والمجموعات مع اختلاف في درجات الاشتراك، غير أن أهم مقترح زعزع المنطق الأرسطي، هو ما يدعى بالمنطق المتداخل، فهذا المنطق ينطلق من مبدأ عام، هو (كل شيء قابل للتدريج)، وهذا التدريج يؤدي إلى الجمع بين الشيء ونقيضه.
أما فيما يتعلق (بالنظام العميق ومبادئه) فإن ما يظهر من عدم النظام والفوضى وراءه نظام عميق فلا مفر من وجود جوامع عميقة، ومن هنا يقترح مفتاح مجموعة من المفاهيم مستقاة من أعمال الأنثربولوجيين كالجامع الصوري والجماع الشبهي والانتظام والاتصال والانفصال.
2 - توظيف المفاهيم في التحليل الثقافي:
في أطار تطرق محمد مفتاح "لنسقية الثقافة" يشير إلى إمكانية توظيف كثير من هذه المفاهيم، فقد رأى أحد البيولوجيين أن الباحث الثقافي يستطيع أن يفتش عن البنيات المتناظرة والمتشابهة كما يبحث عالم الحيوان عن التناظرات.
أما مبادئ التنسيق فيعددها في:
-مبدأ التشابه: محاولة إيجاد علاقة بين أصناف العلوم، ووجه الشبه بدون أدوات تشبيه ظاهرة أو خفية.
-مبدأ التدرج: وقد طبقه مفتاح على ظواهر أدبية ويعني بها ظاهرة التناص أو تداخل النصوص وقد حصر عناصرها في ثمانية درجات.
-مبدأ الانسجام: تصور فلاسفة القرن 4هـ الكون بمثابة روح تفيض على كل أجزائه التي هي عديدة منها الطبيعي ومنها الثقافي.
-مبدأ الاتصال: يتعرض لهذا المبدأ من خلال ظاهرة التحقيب في الثقافة المغربية باعتبار هذه الظاهرة شاملة لكل الكون.
إن أهم منطلق ترتكز عليه هذه المناهجية الشمولية، هو أنه لابد من وجود منطلق تسري روحه في كل المكونات والعناصر المنتمية إليه بناء على مبدأ (لا شيء يأتي من لا شيء). ويؤدي هذا المبدأ إلى نتائج كثيرة بعضها علمي وبعضها علمي.
الفصل الأول: التدريج:
(يُتْبَعُ)
(/)
يشير محمد مفتاح إلى أن خصائص الخطاب تعترضه عدة إشكالات، منها إشكال التفرقة بين الخطاب والنص والمتن، ومنها إشكال التمييز بين أجناس الخطاب وأنواعه واصنافه، ومنها إشكال الخصائص المحاثية والخصائص المشيدة، ومنها إشكال استجابة القارئ للبنيات النصية وكذا اختلاف القراءات والتأويلات، وكل هذا شغل بال المهتمين بنظرية الأدب ونظريات القراءة.
وسيقتصر المؤلف عل الوقوف عند إشكال مداره، دفع الأغلوطة الأنطلوجية والأغلوطة التشييدية المتطرفة، والخطوات في طريق حله هو تفاعل النص والقارئ، وإلقاء الضوء على بعض خصائص الخطاب متبعا الخطوات التالية: تحديدات واستراتيجيات وتنويعات وماهيات ورهانات، فبالنسبة للتحديدات يتوقف مفتاح عند التعريف اللغوي والخطاب لينتقل إلى المعنى الاصطلاحي حيث يخلص إلى أن الخطاب يشمل النص عند الأصوليين، فالخطاب أعم من النصن أما اقتراحه لتعريف النص والخطاب فيعتبر النص عبارة عن وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة، وأن الخطاب عبارة عن وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة منسجمة.
وبخصوص الاستراتيجيات، فعلى أساس التعريفين السابقين أي الاكتفاء بتحليل بنية الخطاب او الجمع بين تحليل البنية والوظيفة، أنجزت مقاربات عديدة، منها الاستراتيجية الفرنسية والاستراتيجية الإنجليزية الألمانية، فالأولى تشمل تحليل الخطاب بالمنهاجية الكريماهية ومن خصائصها: السردية والدينامية والانغلاقية أو الدورية وانسجام الخطاب. كما تشمل منهاجية تحليل الخطاب السياسي ثم تفاعل المنهاجيتين. أما الاستراتيجية الثانية (الإنجليزية الألمانية) فسعت إلى وصف ترابط الخطاب مهما كان جنسه واسترساله وعلائقه الدلالية ونمو موضوعاته وخاصائه، ويمثل "سيغفريد شميت" أحد رواد هذه المدرسة الذي اعتمد على نظريات رياضية وفلسفية واجتماعية ولسانية وجمالية، دون أن ننسى أعمال كل من "ياوس" وإيزر" حيث دعي نموذجهما ب"النموذج النسقي" الذي ينطلق من افتراضين حول التماسك:
أ-التماسك يعبر عنه خلال تنظيم طبقي للغة.
ب-التماسك النصي جزء من المكون النصي للنسق الدلالي.
كما اعتمدت هذه المدرسة على نموذج الذكاء الاصطناعي، على أن أهم ما ركز عليه هذا الاتجاه في التحليل هو الاستدلال والاستنباط.
وفي هذا الصدد يقترح مفتاح استراتيجية تسعى لدفع أغلوطين: أغلوطة أنطولوجية تجعل اللغة نفسها تحتوي بالضرورة على خصائص معينة، وأغلوطة تشييدية متطرفة.
-بعض خصائص الخطاب:
1 - تداخل الخطاب:
حيث يقترح مفتاح التعريف التالي:"وجود علاقي خارجي بين أنواع من الخطاب وداخلي بين مستويات اللغة، وتتراوح درجة العلاقة من (1) إلى عدد ما. والوجود العلاقي قد يكون إيجابا وقد يكون سلبا".
2 - التنسيق:
ويقدم تعريف شميت للنسق:"نسمي شيئا ما نسقا حينما نريد أن نعبر عن أن الشيء يدرك باعتباره مكونا من مجموعة من العناصر أو مجموعة من الأجزاء يترابط بعضها بعض حسب مبدأ مميز"
3 - الإضمار:
إن اللغة الطبيعية تضمر اكثر مما تعبر وتلبس أكثر مما توضح وتقتطع أكثر مما تستوفي، وجاء ذلك من خلال تلك البياضات وفراغات النص.
4 - الدينامية:
إذا كان النسق منغلقا من حيث عدد عناصره المحدودة، فإنه دينامي من حيث الانطلاق من بنية ثابتة لتحقيق بنيات صغرى، وهي من بنات البنية الوالدة، وهو دينامي أيضا من حيث إنه يمكن بناء بنية مجردة من عنصر واحد أو عنصرين أساسيين.
5 - خصيصة الخصائص: تعدد القيم:
حيث اختلاف قراءات الفرد الواحد، أو قراءة مجموعة أفراد عن مجموعة أفراد آخرين، ولكنهم مهما اختلفوا فإن ما يجمعهم هو المواضعة الجمالية.
6 - الوظيفية:
إن من يتتبع تأريخ الأدب العالمي والعربي يجد وظائف متعددة أسندت للخطاب الأدبي عبر العصور المختلفة حسب تعالقات الخطاب الأدبي بانواع الأنساق الأخرى.
ويختتم محمد مفتاح هذا الفصل برهانات حيث يشير إلى أن عملية القراءة والتأويل ليست واحدة موحدة، فقد تثوي وراء كل قراءة وكل تأويل استراتيجية معينة وغايات مقصودة وقد حاولت الاستراتيجية المقترحة أن تستثمر بعض مفاهيم القراءة الطبيعية والقراءة الاصطناعية فركزت على نسقية الخطاب بما يعنيه من انغلاق وانفتاح، كما اعتمدت على مفاهيم بيولوجية وفيزيائية وجمالية.
الفصل الثاني: الانتظام
(يُتْبَعُ)
(/)
يدرس محمد مفتاح في هذا الفصل كتاب "البصائر" لأبي حيان التوحيدي، منطلقا باعتبار هذا الكتاب يندرج في الكتب المنتخبات والكتب التي تتعدد مواضيعها، وفي هذا الإطار يكمن أن تتسم هذه الكتب بثلاث أطروحات، وناقش مفتاح في ذلك مجموعة من الباحثين فيما تعلق بكتاب البصائر، وهذه الأطروحات هي:
أ-التشتت والاضطراب المطلقان (رأي إبراهيم كيلاني)
ب-التشتت والاضطراب النسبيان (رأي د. وداد قاضي)
ج-نحو إثبات البنية والوظيفة (رأي محمد أركون)
ويشير محمد مفتاح أن تلك الآراء التي وصفت كتب الآداب عامة وكتب أبي حيان خاصة بالتشتت والاضطراب، كانت محكومة بخلفيات منهاجية ذات أبعاد ووظائف. وسيحاول مفتاح في هذا الصدد جمع آراء المؤلف نفسه حتى يتبين تأرجحه بين الرغبة في الوحدة وبين قيود الجنس الأدبي، ثم سيحاول إثبات وحدة "البصائر" السطحية والعميقة.
1 - الرغبة في الوحدة وقيود الجنس الأدبي:
لقد حقق التوحيدي مرارا كثيرة الوحدة بين أجزاء كتاب "البصائر" من خلال عدة مظاهر، أولها الإحالات وهي من أهم التقنيات التي وظفها المؤلف لينبه القارئ إلى ترابط كتابه وتشارح فقراته، ثنيها إقامة كتابه على مفهومين متقابلين هما الجد/الهزل، وليس هناك وحدة تجريدية وجامعة أكثر من هذه الثنائية وتبين أن المؤلف عقد كتابه على الجد (البصائر)، والهزل (النوادر). ثالثها دراية المؤلف بشروط التأليف وبقواعده ومراميه، وهي: الجمع والتحليل والتصنيف وتوفي غايات، وتبليغ رسائل، أما رابعها فتتمثل في مراعاة شروط الجنس الذي يؤلف فيه، والتوحيدي يؤلف كتابا في الأدب والأدب، في عهد التوحيدي، هو جماع الثقافات الإنسانية المعروفة في عصره. خامسها ما عبر عنه بالخلل الذي عم الوقت وخصوصا الخلل الفكري، وسادسها أن ضروب الخلاف تسببت في إهلاكه وتشوبه سمعته بعد مماته، وقد كان الرجل يتوقع ما يستعرض له من نكبات وإهانات بسبب مواقفه الفكرية.
إن أبا حيان كانت له غاية موجهة تتلخص في تكوين الإنسان الكامل السعيد، ومن ثمة، فإن كل فقر كتاب "البصائر" كانت تتجه نحو هذه الغاية المنشودة مهما اختلفت أجناسها الأدبية، وبالتالي فإن محمد مفتاح يسقط تهم التشتت والاضطراب في كتاب "البصائر" وتبرز وحدة الكتاب، ويظهر ذلك جليا في:"
2 - كتاب "البصائر" حكاية لمثال:
يقول التوحيدي:"اعرف حقائق الأمور بالتشابه، فإن الحق واحد ولا تستفزنك الأسماء وإن اختلفت" فهذه القولة تلخص الفلسفات التي كانت تهيمن على فكر أبي حيان وجيلهن وهي الفلسفة الأفلاطونية التي كانت تربط بين أشياء أو كيانات لا رابطة ظاهرة بينها، ويشير مفتاح إلى تجليات هذه الفلسفات وتصورها للكون في شخصية أبي حيان التوحيدي والواردة في كتاب "البصائر" ويذكر منها:
أ-تراتبية العالم وتطابقها (عالم علوي/العالم المتوسط: الإنسان/العالم الدنوي)
ب-تراتبية العلوم وأهدافها (القصوف/العلوم الشرعية/العلوم اللغوية/العلوم الدخيلة)
ج-تراتبية الكائنات ومراميها (الإنسان/الحيوان/النبات/الجماد)
د-تراتبية الإنسان ومغازيها (خاصة الخاصة/الخاصة/العامة)
هـ-التراتبية والحق في الوجود (فلكل أمة فضائل ورذائل، ولكل قوم مساوئ ومحاسن).
3 - كتاب "البصائر" حكاية لواقع:
يفترض مفتاح أن كتاب "البصائر" مسرح لواقع إنساني عميق ولواقع نصي سطحي.
فبالنسبة للواقع العميق، يقترح مفاهيم جديدة لمقاربة الكتاب والمتمثلة في الأوليات الأنثربولوجية والأولويات الثقافية، والأولويات التعبيرية.
أما بالنسبة للواقع السطحي للكتاب فقد تم الاعتماد على آليتين اثنتين هما الانضباط الذاتي (ويعني بها أن النص يحتوي على آليات تضمن استقراره وثباته وانتظام فقراته) والآلية الثانية هي التفاعل (التي تربط بين فقرات النص، وهو نتيجة الاشتراك والاختلاف بين الفقر).
ويلخص مفتاح إلى أن هذه الآليات والأوليات برهنت على انتظام كتاب "البصائر" خطيا كما برهنت آليات أخرى على انتظامه موضوعيا. وقد اعتبر هذا الكتاب أثرا أدبيا متفاعلا مع آثار أخرى للمؤلف نفسه، كما أن مؤلفاته (التوحيدي) جميعها متفاعلة مع ثقافة معاصريه في سياق اجتماعي وسياسي وثقافي يجمع بين الأرض والسماء، وعلى أساس هذا الجمع افترض أن كتاب "البصائر" حكاية لكون مثالي، وحكاية لكون واقعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كتاب "البصائر" يمتلك بنية عميقة ذات نظام وانتظام، وحتى غن ما يظهر في بنيته السطحية من (عماء) ومن (لا نظام) هو تشكلات لرؤيا فلسفية كونية، وأما حدود وآفاق هذه الرؤيا فتتجلى في القضايا التالية:
-التراتبية والاستقلالية
-التوصيل والتبيين
-التعميم والتخصيص
وهذه الرؤيا جديرة بأن تبعث وتنشر بين الناس في هذا الزمن الذي هيمن فيه التعصب والأنانية والفقر الفكري، على أنها رؤيا تأريخية.
الفصل الثاني: التوازي:
استهل محمد مفتاح هذا الفصل بقصيدة "النبي المجهول" للشابين وتم التركيز هنا على ثلاث خصائص تفترض أن شعر الشابي يحققها بامتياز.
1 - الخصيصة الأولى: وهي التوازي:
وقد تناولها البلاغيون والنقاد العرب القدامى وخصها كبار المنظرين للشعرية المعاصرة بالعناية، غير أنه لم يقتنع بما كتب فيها إلى الآن، ولذلك جعل منها قولة نوعها إلى نوعين: أحدهما دعاه ب"طبيعة التوازي"، وهي تواز تام، وشبه تواز، وتواز تناظري، ويتنوع التوازي التام إلى تواز مقطعين وتواز عمودين وتواز مزدوج، وتواز أحادي، ويتنوع شبه التوازي إلى تواز شطري، وكلمي، وصوتين وإيقاعي. وأما توازي التناظر فهو تواز خطي وكتابي.
وثانيهما سماه ب (نوع العلاقة)، وهي المطابقة، والمماثلة، والمشابهة، والمكافأة، والمواصلة. وقد اعتمد في هذا التخصيص والتدريج على المنطلق النظري ل"نحو الحالات". بعد تبيئته في الثقافة الإسلامية وتكييفه مع الخصائص العربية.
ويضيف مفتاح:"ولم يقتصر تشريحنا على طبيعة التوازي وإنما تعداها غلى تفكيكه لتبيان درجاته وعلائقه. وتحقيقا لهذه المهمة انطلقنا من مقترحات (نحو الحالات) لنترجمها إلى بعض مفاهيم علم الكلام الإسلامي حتى يتسنى لنا اختزال المقولات النحوية التقليدية المتعددة إلى أشكال حالية فإلى علائق حالية قليلة مما يسهل عملية إثبات التوازي بين تعبيرات النص السطحية المختلفة. وقد أبانت هذه المقاربة عن شمولية التوازي بين البنيات التعبيرية المتوالية في النص جميعه ولكن درجاته تختلف تبعا لضرورة آليات نمو النص وتناسله المحكومة بسيرورة الجذب والأبعاد والاشتباه والاختلاف. ليخلص في الأخير باعتبار شعر الشابي هو شعر تواز بامتياز.
2 - الخصيصة الثانية: هي التماسك:
ويتنوع إلى تنضيد، وتنسيق، وتشاكل، وترادف شامل. وهدف هذه المفاهيم هو النظر في ضوئها على مستويات الخطاب المختلفة من حروف وأدوات ومعجم وتركيب ومعنى، فيقصد بالتنضيد ربط كلمة إلى كلمة وجملة إلى جملة وجملة إلى كلمة، وما يقوم بالربط هو حروف المعاني وبعض الأدوات. أما التنسيق فتتم دراسته من خلال المحيلات (الإشارة، الضمير، وآل) ومن جهات الأفعال، ومن خلال المعجم. وأما التشاكل فيقوم على تحديد المفاهيم كتضام لمقولات أو خصائص لإثبات الاختلاف والتماثل بين الثقافات، وللبحث عن البنيات المعرفية الكامنة خلف الأنساق المعجمية لمجتمع ما، ولإثبات انسجام رسالة النص.
وقد تبين أن "التنضيد" و"التنسيق" لا يتناولان تحليل المفردة إلى مقومات للكشف عن بعض الثوابت كما يفعل ذلك التحليل التشاكلي. وقد حاول الباحث أن يجذره فاقترح مفهوم "الترادف" اللغوي الذي هو نتيجة للكليات التجربانية التي ليست خاصة بزمان ولا بمكان. وقد علل بهذه الثوابت سر تقبل الناس أشعار الرومانسيين، ومنهم الشابي الذي تفاعل مع هذا المذهب الأدبي.
3 - الخصيصة الثالثة: هي التفاعل:
وقد فعل بها ما فعل سابقا، فتحدث عن تفاعل الإنسان مع المحيط، وتفاعل الشابي مع الثقافات الأخرى، وتفاعل الشابي مع محيطه ومع نفسه. وقد انعكس تفاعله مع المذاهب الأدبية الأجنبية في مستويين: أحدهما المستوى النقدي، حيث نظر الشابي للخيال، وثانيهما المستوى الإبداعي، فقد جعل من شعره وسيلة للتعبير عن رؤاه ومواقفه وأحلامه وأفراحه وضجره، وعن آمال شعبه في التخلص من العبودية.
الفصل الرابع: التحقيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
يحاول مفتاح تحقيب الأدب المغربي، منطلقا بتحديد السمات المشتركة بين الأدب العربي والأدب المغربي، وإن هناك خصائص تميز الأدب المغربي من سواه. وإذا كان إثبات السمات المشتركة ليس فيه عناء، إذ يتجلى في اللغة وفي التركيب وفي الصور وفي الأغراض فإن ما يكون فيه عناء هو إثبات الخصوصية العميقة، وأما الخصوصية الظاهرة فهي بنية للعيان في الموشحات وفي الأزجال وفي الملحون، وبهذا المنظور، فإن الأدب المغربي منشطر إلى نوعين: نوع مقلد للمشرق، ونوع مغربي خاص.
وأطروحة محمد مفتاح تحاول أن تتجاوز هذا الانشطار الظاهر إلى البحث عن النواة الموجهة للثقافة المغربية بما فيها من علوم شرعية وعقلية وأدبية، والأدبية بما فيها منش عر فصيح بمختلف أغراضه وعامي بتنوع تجلياته، والنواة هي: الدعوة إلى الاتحاد والجهاد. وهذه الدعوة هي ما وجه الثقافة المغربية، ومنها الأدب، اتجاها معينا نحو روح معين، ولتحقيق هذا الافتراض والبرهنة عليه سيصوغ منهاجية ملائمة، وللتشييد النظري والتصوري، ومكونات المنهاجية هي:
-اعتبار الأدب نسقا فرعيا من نسق مجتمعي عام واعتماد المقايسة لإثبات العلاقة بين الأنساق.
-تبني منهاجية نسبية معتدلة.
وحسب ذلك، يقترح محمد مفتاح تحقيب يعتمد على مفهوم الأمد البعيد تكون نقطة بدايته ونهايته حادثا أعظم متكررا يتسبب غفي خلخلة اجتماعية وسياسية وثقافية.
والأحداث العظمى المترددة هي:
*فتح العرب الأندلس وسقوطها 92هـ، ويسمي هذه المرحلة بحقبة الاتحاد للجهاد لتحقيق هيمنة الإسلام في الغرب الإسلامي.
*من سقوط الأندلس إلى الانتصار في وقعة وادي المخازن 986هـ، ويسمي هذه المرحلة الاتحاد للجهاد تحصينا للذات ودفاعا عن الوطن.
*من وقعة وادي المخازن إلى فرض الحماية 1330هـ، ويسميها بحقبة الاتحاد للجهاد بحثا لهيمنة الإسلام ولمجده.
*من فرض الحماية إلى وقتنا هذا، ويقترح لها اسم حقبة الاتحاد للجهاد الأصغر والأكبر، استكمالا لتحرير الوطن وبناء للدولة العصرية.
ولذلك حرص على أن يكون الثابت الجامع بين الحقب جميعها هو مفهوم الاتحاد للجهاد)، ولكن هذا المفهوم خضع لمد وجزر نجلى في: الهيمنة، والتحصين، والبعث، والبناء.
يشير مفتاح إلى نوع المنهاجية التي تبناها لتوصله إلى الغاية المنشودة، والمنهاجية هي نظرية الأنساق العامة بمكوناتها الأساسية كما هي في علم الاجتماع، فخاصة التفاعل خولت لنا الربط بين النسق العام والأنساق الفرعية، وبين الأنساق الفرعية نفسها، مما خول عقد الصلة بين النسق السياسي والنسق الاجتماعي والنسق الأدبي، وهي صلات وثيقة في المجتمعات الإنسانية وخصوصا في المجتمعات البطيئة التطور.
وأما خاصة الانفتاح فقد سمحت بالحديث عن نسق أدبي متشعب مستمر قد أصاب بعض مكوناته جمود أحيانا وأضيفت إليه مكونات أخرى تارة، فلم يمت ليخلفه نسق جديد ذو مكونات جديدة.
الفصل الخامس: التشابه:
إن الترجمة تعني النقل من لغة منطلق (أو مصدر) إلى لغة مستهدفة (أو هدف) لإشباع حاجات معينة وبشروط خاصة، على أن نظريات الترجمة المعاصرة تأثرت بالنظريات التي تتعلق بفلسفة اللغة وباللسانيات وبالدليليات وبالسيميائيات وبالتاريخ المقارنة.
هكذا يستند المدافعون عن إمكان الترجمة الحرفية إلى المقولات التقليدية المتوارثة منذ عهد أرسطو، ويعتمد آخرون لرفضها باعتبار أن لكل لغة نسقها الخاص، وحاول آخرون صياغة ضوابط للترجمة معتمدين على السيميوطيقا والسيميائيات، أو على نظرية استجابة القارئ مع النص، وهذا يجعل محمد مفتاح إلى اعتماد بعض المفاهيم وتوظيفها في هذا الباب، وخصوصا مفهوم الأيقون، حيث يرتبط هذا الأخير بما يحاكيه وهي علاقة متدرجة، وقد تكون علاقة مطابقة أو علاقة مماثلة أو مشابهة أو سببية، وأن وظائف الأيقون في القديم كانت هي الكشف والإيضاح لما استتر. ولذلك ارتبط بالمقدسات وكان أيقون مطابقة. ولكن الأيقون بمجرد ما فارق هذا الأصل المقدس، اعتراه التدرج فأصبح استعارة أو كناية. على أن مهما اختلفت درجاته، فإن له وظائف معينة قد تختلف لا بسبب التدرج ولكن باختلاف الأزمنة والأمكنة وهيأة "المؤيقنين".
وأدى امتزاج الأيقون بالحروف اللغوية لتكوين بنية واحدة لأداء رسالة معينة، وهذا التلاحم هو ما تفطن إليه أصحاب الشعر المجسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤكد مفتاح ان أية ترجمة تسعى إلى المحافظة على وظائف هذا الشعر وأبعاده تواجهها صعوبات عديدة، وإن أي إخلال بوظيفة من تلك الوظائف أو ببعد من تلك الأبعاد قد يؤدي إلى خسارة كبرى في تبليغ ما أسند إليه مما لا يجعل الرسالة تحقق الأهداف المسندة إليها ويضيف: بأن الدرجتين الوسطيين، درجة المماثلة والمشابهة، هما مناط كل ترجمة تجمع بين الأمانة وإعادة الإبداع بين المعاني الواردة في البنية السطحية النصية وبين أبعادها الرمزية الضاربة في أعماق النفوس البشرية، بين المحافظة على تداخل الأنساق وبين الرسالة المركبة، بين التعقيد الظاهر والتعقيد الخفين بين الأبعاد الروحية والأبعاد المادية.
خلاصة
قدم محمد مفتاح مجموعة من المفاهيم في إطار العمل بالمنهاجية الشمولية، هذه المنهاجية التي تحاول أن تنظر إلى الإنسان من حيث هو روح وعقل ومن حيث إنه يعيش في محيط يتأثر ويؤثر فيه. وبالرجوع إلى هذه المنهاجية عالج تداخل النصوص وأثبت الانتظام والتوازي والتناظر، ليخلص إلى أن كتاب "البصائر" وديوان الشابي والثقافة المغربية أنساق دينامية ممتدة في أمد بعيد، وكل نسق ذي أمد بعيد يحتوي على حقب. معتمدا كذلك على إدماج مفاهيم ذات مرجعيات متباينة وعلى مجالات مختلفة: الأدب والمنطق والبيولوجيا والرياضيات والذكاء الاصطناعي ... إلخ، وفي نسج علائق متينة ومحكمة بين عناصر النسق، وبين النسق الفرعي والنسق العام.
وبالتالي يعتبر كتابه "التشابه والاختلاف" حلقة هامة ضمن مشروع فكري مترابط ومتكامل يساهم في إرساء ممارسة نقدية ومعرفية مشيدة على أسئلة ابستمولوجية، وفي الكشف عن الثوابت والنظريات الإنسانية الكونية، وفي البحث عن اقتراح تصور شامل لدراسة مختلف الظواهر النصية ولتحليل الخطاب الأدبي. ويندرج هذا الجهد لضحد أطروحة التشتت واللانظام. وفي هذا الصدد يؤكد مفتاح أن على الباحث العربي المعاصر إعادة قراءة كل تراثه متقيدا بتجارب الأمم الراقية في تعاملها مع تراثها حتى يعيش في وئام مع كينونته ووجوده وصيرورته.
ـ[باشلار]ــــــــ[17 - 08 - 2008, 01:10 ص]ـ
بصراحة مجهود رائع تشكر عليه فراي
والناقد محمد مفتاح يمثل عبر دراساته مشروعا نقديا هادفا
يجب علينا دراسته بجد وإعطاء وقت أطول لمناقشته.
باشلار ..........
ـ[عابدة]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 12:45 م]ـ
مشكور أخي فراي على هذا الموضوع، بوركت.
ومزيدا من التألق والإجتهاد.
عابدة تحييك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 05:00 م]ـ
الشكر الجزيل لك أستاذ فراي على هذه القراءة المفيدة والغنية.
دمت مطّلعا واعيا.(/)
الرواية كملحمة بورجوازية (جورج لوكاش)
ـ[فراي]ــــــــ[14 - 08 - 2008, 03:41 ص]ـ
[ COLOR="Indigo"][/* تقديم الدراسة:
"الرواية كملحمة بورجوازية" هذه الدراسة كتبها جورج لوكاش أثناء إقامته في موسكو في الثلاثينيات من القرن العشرين، وإبان هذه الفترة كون وصاغ مجموعة من المفاهيم الأساسية في مضمار النظرية الأدبية، وبخاصة نظرية الرواية، وفي مقدمتها الواقعية الكبرى.
هذه الدراسة مكونة من نصين، الأول تحت عنوان (تقرير عن الرواية)، و هو عبارة عن مدخل لمناقشة حول الرواية نظمتها مجلة (النقد الأدبي) الروسية سنة 1934. والنص الثاني يحمل عنوان (الرواية كملحمة بورجوازية) نشر في المجلد التاسع من الموسوعة الأدبية سنة 1935.
وفي هذا العرض اعتمدت ترجمة جورج طرابيشي، الصادرة من دار الطليعة للطباعة والنشر (بيروت) سنة 1979، وسأحاول في هذا العمل التطرق للمحاور التالية:
I- سيرة جورج لوكاش.
II- التنظير الروائي قبل لوكاش.
1 - الحركة الرومانسية الألمانية.
2 - كتاب الاستتيقا لهيجل.
III- الرواية والمجتمع.
IV- المراحل الأساسية للرواية:
1 - الرواية في طور الولادة.
2 - اقتحام الواقع اليومي.
3 - شعر الملكوت الحيواني الروحي.
4 - المدرسة الروائية وانحلال الشكل الروائي.
5 - منظورات الواقعية الاشتراكية.
-خاتمة.
I- سيرة جورج لوكاش:
ولد جورج لوكاش ( Gyorgy Lukacs) عام 1885 في مدينة بودابست، ونال شهادة الدكتوراه في الفلسفة سنة 1909، وبعد أن أمضى فترة دراسية طويلة في برلين انتقل من هناك إلى هايدلبرغ حيث تردد على حلقات عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، وأقام صداقات مع مفكرين من طراز باول ارنست والفيلسوف الماركسي ارنست بلوخ، وفي عام 1911 كتب دراسة حول الدراما في جزئين، بلغت صفحاتها الألف، وفي العام نفسه نشر دراسة فلسفية بالألمانية بعنوان (الروح والأشكال). انضم لوكاش إلى الحزب الشيوعي الهنغاري سنة 1918، وشغل منصب مفوض الشعب لشؤون الثقافة في الحكومة الثورية، كما أسهم في معهد ماركس –انجلز- لينين بموسكو بمجموعة من الأعمال، إضافة إلى عضويته في البرلمان الهنغاري، وفي المجلس الرئاسي لأكاديمية العلوم المجرية، مثلما أنه نال كرسي الأستاذية لعلم الجمال وفلسفة الحضارة في جامعة بودابست، اشترك في ثورة المجر عام 1956 وشغل منصب وزير الثقافة في حكومة إيمري ناجي، وقد توفي لوكاش في صيف عام 1971، مخلفا مجموعة من الأعمال نذكر منها:"دراسات في الواقعية"، و "نظرية الرواية"، و"ماركسية أم وجودية؟ "، و" بلزاك والواقعية الفرنسية"، و "التاريخ والوعي الطبقي"، و"الرواية التاريخية"، إضافة إلى عمله "الرواية كملحمة بورجوازية"، وهو موضوع دراستنا في هذا العرض.
II- التنظير الروائي قبل لوكاش:
1 - الحركة الرومانسية الألمانية:
ظهرت محاولة الحركة الرومانسية الأولى بألمانيا، من خلال مجلة أتينيوم L’Athenoeum التي طرحت مسألة نظرية الرواية ضمن تصورها العام المتطلع إلى (المطلق الأدبي)، الذي يتخطى الأجناس التعبيرية ليقترب من (كلية عضوية) قادرة على أن تلد نفسها وتلد عالما مجزءا، ومن ثم فإن فردريك شليكل في رسالته عن الرواية، يلح على أن (كل نظرية للرواية يجب أن تكون هي نفسها رواية) مشتملة على النبرات الخالدة للنزوة. إن الرواية لا يمكن أن تستحق اسمها إذا (لم تكن خليطا من المحكي والنشيد ومن أشكال أخرى) لكن التصورات النظرية لهذه الحركة تظل محدودة (وتابعة) لفكرتهم الأساسية عن المطلق الأدبي: فهم لا يقبلون الرواية إلا بوصفها (جنسا) للحرية الذاتية وللتعبير عن النزوات في أشكال زخرفية.
لكن العنصر الأساسي في تنظيرهم للرواية هو اعتبارهم لها جنسا قائما على تعدد الأجناس التعبيرية وعلى تجاوز العناصر الروائية مع الفكر الخالص، والغنائية النثرية المبتذلة. إن هذا العنصر سيصبح أحد المكونات البارزة في تشييدات نظرية الرواية التالية للرومانسية الألمانية.
2 - كتاب الاستتيقا لهيجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
يعد الفيلسوف الألماني هيجل أول من قدم نظرية للرواية في الغرب من خلال رؤية فلسفية جمالية مثالية مطلقة، ويعتبر كتابه الاستتيقا أبرز الكتب التي عنيت بالتنظير الروائي من خلال ربط شكلها ومضمونها بالتحولات التي عرفها المجتمع الأوربي في القرن 19م، فقد اهتم هيجل بالانتقال من الملحمة إلى الرواية اهتماما كبيرا.
لكنه مع ذلك يصنف الرواية كأنها تفريع ثانوي من تفريعات الملحمة، ويرى أن الفرق بينهما يكمن في اللغة الشعرية من (حهة الملحمة)، واللغة النثرية من جهة الرواية، ويرى أيضا أن الواقع الذي تعالجه الرواية يستدعي الخروج من الشعر المرتبط بالنوازع والعواطف والوصول إلى النثر المرتبط أكثر بالظروف والمناسبات، ويستنتج أن الشكل الروائي الجديد ملتصق بصعود البورجوازية وبهاجسها الأخلاقي والتعليمي الذي يؤدي إلى ثورة البطل الرومانسية أو سقوطه أو مكابرته، وتعيش المغامرة الروائية بالتالي في الأوهام، نتيجة للفارق الكبير القائم بين الواقع المرجو والواقع المعيش.
وقد استقى لوكاش الكثير من أفكار وتصورات أستاذه هيجل، ولكن ليس من منطلق مثالي، بل اعتمد في تصوراته على المادية الجدلية الماركسية في فهم المجتمع الرأسمالي وتفسير تناقضاته، وقد ألح على غرار هيجل بكون وجود الرواية مرتبط بالانتقال من الإقطاعية التي طورت الفن الملحمي إلى الرأسمالي التي أوجدت لها فنا متميزا هو الفن الروائي.
III- الرواية والمجتمع:
يذهب رولان بارت ( R.Barthes) في بعض كتاباته إلى أن الرواية عمل قابل للتكيف مع المجتمع، وأن الرواية تبدو وكأنها مؤسسة أدبية ثابتة الكيان، فهي الجنس الأدبي الذي يعبر بشيء من الامتياز عن مؤسسات مجموعة اجتماعية، وبنوع من رؤية العالم الذي يجره معه، ويحتويه في داخله.
أما عند جورج لوكاش، فالرواية في رأيه النوع الأدبي النموذجي للمجتمع البورجوازي: بولادته رأت النور، ومع تطوره تطورت، وبزواله وبقيام المجتمع الاشتراكي تعود إلى منابعها البطولية الأولى، وتستعيد أبعادها الملحمية مع كبرى الإنجازات الروائية للواقعية الاشتراكية: (الأم) لمكسيم غوركي، و (الدون الهادئ) لشولوخوف.
فالرواية تظل الشكل التعبيري الأمثل بالنسبة إلى كل مجتمع لم يحقق درجة متقدمة من الاندماج بين الذاتيية الفردية والموضوعية الاجتماعية، "إنها النوع الأدبي النموذجي للمجتمع البورجوازي"، والرواية هي التي تصور تناقضات المجتمع البورجوازي النوعية أصدق تصوير، وأكثر نموذجية. إذن فتناقضات المجتمع الرأسمالي هي التي تقدم لنا المفتاح لفهم الرواية من حيث إنها نوع أدبي قائم بذاته، في هذا الصدد يقول لوكاش:"إن الرواية، ذلك النوع الملحمي الكبير، ذلك التصوير الحكائي للكلية الاجتماعية، هي القطب المقابل لملحمة العصور القديمة ونقيضها الجذري".
V- المراحل الأساسية للرواية:
يقول لوكاش بأن "الماركسي لا يستطيع أن يعالج نوعا من الأنواع الأدبية إلا من منظور منهجي وتاريخي، والمخطط الإجمالي الذي وضعناه للتعيينات الأساسية للرواية إنما يرتكز إلى معرفة تاريخ المجتمع، وقد عرفنا الرواية بأنها نوع أدبي قائم بذاته على أساس التصور الماركسي للتاريخ، ولهذا لا يمكن تحديد التحقيب الذي يحدث في داخل تطور الرواية إلا على أساس معرفة تطور الطبقات وصراعها في مراحلها الكبرى".
ومن هذا المنطلق يحدد لوكاش المراحل الأساسية التي شهدتها الرواية:
1 - الرواية في طور الولادة:
وهي مرحلة المجتمع البورجوازي الصاعد، حيث تولد الرواية من وجهة نظر المضمون، لكن التناقض الحاد مع عالم القرون الوسطى لا يحول دون انفتاح الرواية التي على وشك أن ترى النور على كل ميراث الثقافة الإقطاعية الحكائية، وهذا الميراث أهم بكثير من عناصر المغامرات المادية التي تبنتها الرواية الجديدة في شكل محاكاة هجائية ساخرة أو بعد أن أدخلت عليها تعديلات إيديولوجية أخرى.
إن عظمة (رابليه) و (سرفانتس) المؤسسين الكبيرين للرواية الحديثة ترتكز أساسا على صراع خاض غماره على جبهتين بحكم وضعها التاريخي، والمقصود هو نضالهما ضد انحطاط الإنسان الناجم عن المجتمع البورجوازي الناشئ. فكان النضال ضد (بطولة) الفروسية (التي طفق خواؤها يفتضح)، وضد حطة نثر المجتمع البورجوازي (الذي انكشف أمره للعيان من البداية).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الخاصية الأسلوبية الأساسية لهذه المرحلة تتمثل في نزعة واقعية تسعى وراء الغرابة، فكان التغيير في بنى الشكل والمضمون من خلال تسرب عناصر عامية وشعبية موروثة من العصر الوسيط، يقول هايني:"لقد خلق سرفانتس الرواية الحديثة بإدخاله على رواية الفروسية تصويرا أمنيا للطبقات الدنيا، وبمزجه بها حياة الشعب".
2 - اقتحام الواقع اليومي:
هي مرحلة التراكم البدائي، حيث أفق الغرابة الفسيح يضيق وينكمش، وحبكة العمل وطبائع الشخصيات تغدو واقعية بالمعنى الضيق للكلمة. فالبورجوازية تحولت الآن إلى طبقة سائدة اقتصاديا، واكتسبت الحق في أن تغدو مصائرها الطبقة الخاصة، بما هي كذلك موضوعا في النوع الملحمي الكبير. لذا جرى التشديد في هذه المرحلة على المبدأ الفعال للبورجوازية، أي على عامل التقدم أكثر مما في أي طور آخر من أطوار التطور، كذلك ظهرت في هذه المرحلة تحديد أجرأ المحاولات لخلق بطل بورجوازي (إيجابي). ويضيف لوكاش أن التأييد الذي محضه كبار كتاب تلك المرحلة لتقدمية ذلك التطور البورجوازي لم يمنعهم من أن يصوروا بملء الحقيقة أهوال انقلاب المجتمع في عصر التراكم البدائي وويلاته، وهذا التناقض الخصب بالنسبة إلى الرواية، هو هنا التناقض غير المحلول بين ويلات المشروع المطروح وبين تفاؤل الطبقة الصاعدة الكامل (ديفو). ونضال البورجوازية من أجل فرض أشكالها الحياتية الخاصة على الأدب أنتج في الوقت نفسه، وفي مواجهة تقليد إقطاعي متحجر، الرواية التي تكافح في سبيل تبرير العواطف والذاتوية (ريتشاردسن، روسو ... )، هذه الذاتوية التي تمثل ميلا تقدميا قابلا حتى لأن يتحول إلى ميل ثوري، تؤدي في الوقت نفسه إلى انحطاط نسبي وانحلال ذاتوي للشكل الروائي.
3 - شعر الملكوت الحيواني الروحي:
هي المرحلة التي ظهرت فيها للملأ تناقضات المجتمع البورجوازي، فبعد الثورة الفرنسية التي وضعت حدا (للأوهام البطولية) لإيديولوجيي الطبقة البورجوازية، كما ذهب إلى ذلك كارل ماركس، ثم تلى ذلك صعود البروليتاريا إلى خشبة المسرح كقوة مستقلة بذاتها، وبالتالي ولادة الرومانسية كتيار عالمي هام.
فالرومانسية تكافح الرأسمالية باسم الأشكال المجتمعية البائدة، ومن جهة ثانية تضع نفسها بنفسها من دون أن تعي ذلك في أكثر الأحيان على أرض الرأسمالية، إنها تمثل إذن كفاحا مثاليا، تحركه إيديولوجية ذاتوية، ضد الرأسمالية المنظور إليها على أنها مكتملة، أي أنها (قدر).
إن الرومانسية تشدد من جانب واحد، وعلى نحو يخدم في كثير من الأحيان الروح الرجعية على عامل الانحطاط الإنساني في الرأسمالية. ويتسم كتاب هذه المرحلة بأسلوب واقعي رفيع، وذلك بتغلبهم على الميول الرومانسية، وبنضالهم في سبيل فهم كلية عصرهم من خلال تظاهر تناقضاته كافة، بالرغم من أن محاولاتهم يكتنفها الالتباس، فمن جهة يتغلبون حقا على الميول الرومانسية، ويدمجون العناصر الرومانسية في إبداعاتهم رغم ما في هذا الإدماج من عيوب. ومن جهة أخرى يحتوي نضالهم ضد نثر الحياة بالحتم والضرورة على عناصر رومانسية غير متجاوزة، هذا التجاوز الفعلي وهذا التجاوز الظاهري للرومانسية يتداخلان ويتمازجان على نحو شديد التناقض لدى نفس الكاتب.
ومثال ذلك (البرج الغامض في "سنوات تدريب فلهلم مايستر"، رواية غوته، هو في آن واحد من باب النثر الذي قاوم الانحلال ومن باب المبالغة الرومانسية).
4 - المدرسة الطبيعية وانحلال الشكل الروائي:
وهي مرحلة الأفول الإيديولوجي للبورجوازية، وتنامي النزعة إلى المنافحة والتقريض في جميع الميادين الإيديولوجية.
حيث غدا الصراع الطبقي بين البورجوازية والبروليتارية على نحو سافر ومكشوف مركز جميع أحداث المجتمع، اختفى طردا مع ذلك الأدب الروائي البورجوازي. لكن كلما تحاشى الكتاب عن وعي أو لا وعي مسألة عصرهم المركزية، وجدوا أنفسهم مكرهين على الانزلاق في نمط تصويرهم للأحداث نحو ما هو هامشي، وتظهر آثار ذلك أيضا حيثما لا يتشكل الصراع الطبقي بين البورجوازيا والبروليتاريا، وإبان هذه المرحلة يحل ميراث الرومانسية الإيديولوجي محل ميراث التقليد الواقعي الكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتسلط على أسلوب الرواية البورجوازية أكثر فأكثر الإحراج الكاذب بين الذاتوية الخاوية من كل مضمون، والموضوعية المنفوخة اصطناعا. ويتضاءل أكثر فأكثر قدرة الكتاب الواقعيين على تصوير المجتمع في صورة سيرورة تطورية، ويتوجهون أكثر فأكثر نحو تصويره في صورة عالم ناجز وجامد، والنتيجة المحتمة لهذا التطور ابتعاد المدرسة الطبيعية والتيارات التي أعقبتها أكثر فأكثر عن نمط تشخيص النماذج المتفردة إلى أقصى حد، واستعاضتها عنه بتصوير الإنسان المتوسط.
5 - منظورات الواقعية الاشتراكية:
بحكم كينونتها الاجتماعية، تقف البروليتاريا موقفا مغايرا تماما لذلك الذي تقفه البورجوازية من تناقضات المجتمع الرأسمالي التي تعين أيضا وجودها قبل سقوط الرأسمالية، وباعتبار أن البروليتاريا تعني الانحلال الثوري للمجتمع البورجوازي، وبدءا من أشكال الصراع الطبقي البروليتاري، وكذا الأخذ بعين الاعتبار تلك التجمعات العمالية في منظمات طبقية (نقابة، حزب)، وبدءا أيضا من مشكلات صراع الطبقات بالذات، تنبجس بالضرورة إمكانية تصوير العامل الواعي في صورة بطل (إيجابي).
يقول لوكاش:"وهكذا أفضى كفاح خيرة ممثلي مرحلة الثورات البورجوازية البطولي في سبيل الإنسان المنسجم إلى رثاء حزين، إلى مأثم يندب فيه الإنسان الضياع الذي لا مرد له، لشروط تفتح جميع القدرات الإنسانية تفتحا منسجما، وهناك فقط حيث ينقلب نقد المجتمع البورجوازي إلى إحساس أولي بالاشتراكية".
يشير لوكاش إلى أن استيلاء البروليتاريا على السلطة وبناء الاشتراكية، تكتسب هذه الميول نوعية جديدة، فالطبقة العاملة ببنائها الاشتراكي وبإبدائها عدوها الطبقي، تلغي الأسباب الموضوعية لانحطاط الإنسان، وهي لا تخلق إمكانية إنسان جديد فحسب، بل تخلق هذا الإنسان الجديد عينه، وكل هذا يؤدي باتجاه تعديل عميق للغاية للشكل الروائي الموروث عن البورجوازية، ذلك الشكل الذي يطرأ عليه تحول جذري، فينزع إلى التوجه نحو الأسلوب الملحمي. إن هذا التفتح الجديد للعناصر الملحمية في الرواية ليس تجديدا إجمالي النزعة للعناصر الشكلية في الملحمة القديمة أو لمضمونها، ولكنه يأتي نتيجة ضرورية وعضوية لتطور الكينونة الاجتماعية، لتطور المجتمع اللاطبقي الذي هو قيد التكون.
ويعضد لوكاش رأي ستالين في اعتبار الطبقة العاملة تعمل في سبيل الإنجاز التام لمهمتها العظيمة، "والمتمثلة في التغلب على مخلفات الرأسمالية في الاقتصاد وفي وعي البشرية"، هذا الكفاح هو الذي ينضج العناصر الملحمية، فهو يوقظ طاقات الجماهير ويستنهض من بين صفوفها رجالا ذوي شأن وعزيمة ويجعل منهم قادة لتلك الجماهير، وهم بذلك من خلال مشاركتهم في هذا الكفاح من أجل هدم القديم، وفي الكفاح من أجل البناء الاشتراكي يقهرون داخل أنفسهم المخلفات الإيديولوجية للرأسمالية، وفي هذا الإطار يعمل كتاب الواقعية الاشتراكية في الرواية.
خاتمة:
تعتبر أعمال جورج لوكاش محاولة جادة لتقعيد الرواية التي اعتبرها النوع الأدبي النموذجي للمجتمع البورجوازي، هذا الأخير الذي اتخذ الرواية أداة تعبيرية في صراعه مع الطبقات المعادية ولاسيما طبقة الإقطاع وطبقة البروليتاريا. وقد استفاد لوكاش من أعمال هيجل الذي أقر بأن الرواية ملحمة بورجوازية أفرزتها تناقضات المجتمع الرأسمالي، كما استفاد من أعمال المدرسة الرومانسية الألمانية الأولى، وكذا أعمال كل من ماركس وإنجلز.
وهكذا اعتبر لوكاش الرواية جنسا أدبيا له بنية شديدة التعقيد، متراكبة التشكيل تطورت عبر مجموعة مراحل، وهو لا ينظر إليها باعتبارها ظاهرة معزولة أو جنسا أدبيا مستقلا، بل باعتبارها لاحقة لأجناس أخرى، وهي بذلك منفتحة على مستوى الشكل والمضمون بشكل مستمر.
وقد استفاد اللاحقون من تصورات لوكاش خصوصا لوسيان غولدمان في دراسته السوسيولوجية للرواية، والذي ينطلق من تصور بنيوي في مقاربة الرواية الغربية التي أفرزتها البورجوازية الأوربية.
لائحة المصادر والمراجع:
-جورج لوكاش، الرواية كملحمة بورجوازية، تر: جورج طرابيشي، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1979.
-جورج لختهايم، سلسلة أعلام الفكر العالمي (جورج لوكاش)، تر: ماهر الكيالي، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1982.
-ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، تر: محمد برادة، الرباط، دار الأمان للنشر والتوزيع، طبعة 2، 1987.
-جورج لوكاش: دراسات في الواقعية، تر: نايف بلوز، بيروت، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1985.
-عبد الملك مرتاض، في نظرية الرواية (سلسلة عالم المعرفة)، العدد 240، الكويت، إصدار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، دجنبر 1998.
COLOR]
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 12:45 ص]ـ
أستاذ فراي
بالنسبة لعمليات النقاد في تأطير العمل الأدبي، وتحديد معالمه دائما ما تقصر عن استيعاب الرواية بوصفها عملا متمددا.
و لكن الأهم برأيي المتواضع هو طرح وتسليط الضوء على محاولات النقاد وسعيهم لتحديد وتوضيح قواعد التحليل السردي؛ و ذلك للحاجة إليه.
بانتظار ما لديك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فراي]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 11:58 م]ـ
الى الزميلة وضحاء
تدخلك في محله، على اعتار أن الرواية جنس أدبي ابداعي ذات ارتباط وثيق بكافة الجناس الأدبية الأخرى، بمعنى أنها تستوعب جميع الخطابات و اللغات و الأساليب ... فهي نوع أدبي منفتح و غير مكتمل (حسب باختين، فهي جنس لم يكتمل بعد)، و من جهة أخرى فهي متفردة بذاتها، و طبقا لهذه الخصوصية التي تتمتع بها الرواية فاننا نجد طرائق متعددة نهجها النقاد لتحليل و تسليط الضوء على مكوناتها، مستفيدين من مجموعة من النظريات السردية و المناهج النقدية، و قد سبق لي في هذا المنتديى أن قدمت نموذجا تنظيريا في الموضوع من خلال: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي للدكتور حميد لحمداني، الذي طبق في دراسة المنهج البنائي، منطلقا من اعمال الشكلانيين الروس و مفاهيم غريماس و بارت و كلود بريمون و جوليا كريستيفا ... ، ثم عرض للنقد الفني الروائي في العالم العربي (نموذج محمود أمين العالم و سيزا قاسم.
و بالرجوع للدراسة التي علقت عليها، فالمراد و المبتغى منها تقديم رؤية حول بدايات التنظير الروائي مع أبرز رواد هذا المجال، جورج لوكاش.
و الذي اعتبر الرواية جنسا أدبيا له بنية شديدة التعقيد، متراكبة التشكيل تطورت عبر مجموعة مراحل، وهو لا ينظر إليها باعتبارها ظاهرة معزولة أو جنسا أدبيا مستقلا، بل باعتبارها لاحقة لأجناس أخرى، وقد استفاد اللاحقون من تصورات لوكاش خصوصا لوسيان غولدمان في دراسته السوسيولوجية للرواية، والذي ينطلق من تصور بنيوي في مقاربة الرواية الغربية التي أفرزتها البورجوازية الأوربية.
مع تحياتي.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 11:35 م]ـ
موضوع ممتازة مشكور استاذ فراي على هذا الطرح ... اضيف الى كلامك وهو كلام جورج لوكاتش:****الرواية وثيقة تارخية بامتياز****
فهي لسان حال الطبقة البيوريتالية بامتياز. واسألك مادام أنك فتحت الموضوع للنقاش: .... * هل يمكن أن نعتبر تاصيل الرواية عند جورج لوكاتش
وظهور النظرية الماركسية في ألمانيا على علاقة؟ على اعتبار أن ظروف الظهور لكليهما متشابهة الى حد التماثل .................. جزيت خيرا
اختك سهى
ـ[فراي]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 01:32 ص]ـ
الى الأخت سهى
مداخلتك في غاية الأهمية، نعم لقد ارتبط تأصيل الرواية عند جورج لوكاتش مع الأفكار الماركسية، فمعلوم أن لوكاتش من منظري هذا المذهب ايديولوجيا و أدبيا بالمجر، فقد ظل يعتقد مع الماركسيين أن جوهر الفاعلية في الابداع الأدبي بصفة عامة مرهون بتحولات الواقع الاقتصادي و الاجتماعي، و لقد رأى لوكاتش أن الابداع الأدبي يمكن من الوعي بخصائص السياق التاريخي المعاصر له، و بناء على ذلك فقد حلل العلاقة بين الأدب و المجتمع باعتبار الأدب انعكاسا و تمثيلا للحياة، و هنا يبرز المفهوم الذي شغل بال لوكاتش (الانعكاس reflexion ) ، و من هذا المبدأ فان الرواية انعكاس للواقع.
و من جهة أخرى، فان النظرية الماركسية تمثلت في الانتاج الأدبي (الرواية خصوصا) طبقا لمحورين أساسيين:
1) أن الانتاج الأدبي (كالرواية) ينبثق في الأساس من الواقع المادي في المجتمع و الحياة.
2) ربط الانتاج الأدبي و الفني بحتمية تاريخية جبرية لا فكاك منها، و ذلك مؤداه أن الفنون تبدأ بطريقة نظرية انطباعية لتخضع للنظام الرأسمالي منتهية بالمستقبل الاشتراكي، و هذا حال الرواية.
أتمنى أن أكون وفقت في التوضيح. مع تحياتي
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 12:43 ص]ـ
أجل لقد وضعت يدك على الجرح.شكرا جزيلا وبارك الله فيك(/)
السرقات الشعرية عند بشار من منظور النقد الأدبي الحديث
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 01:36 ص]ـ
تقديم:
في إطار دراسة الأستاذ عز الدين الذهبي للظواهر الأسلوبية، عنون الفصل الرابع من كتابه الأسلوب في شعر بشار، بالسرقات الشعرية في تسع صفحات متناولا فيها النقاط التالية:
• تقديم.
• السرقات على المستوى التركيبي.
- سرقات بشار من الشعراء.
- سرقات الشعراء من بشار.
• السرقات على المستوى الدلالي.
يبرز الأستاذ عز الدين الذهبي في مقدمة هذا الفصل المكانة التي تحتلها قضية السرقات في كتب النقد والبلاغة منذ أمد طويل، و أن الدراسات حولها اليوم ما تزال في بدايتها، خصوصا لما تقدمه من مادة جاهزة للباحث المعاصر لدراسة توالد النصوص و تحول الدلالة في الشعر العربي للانتقال من تاريخ الأدب إلى تاريخ الأدبية برصد تطور الأشكال البلاغية و الإيحاءات و الدلالات الشعرية.
و إذا عدنا إلى مقدمة الكتاب ص 5، أفصح الأستاذ عن هم راوده في تأليف الكتاب في إطار توجه يربط الماضي بالحاضر، و يضيف: " و لعله من المفيد و نحن نقلب تراث الأجداد في قضية ما أن نكون على بينة مما هي عليه عند الآخرين من أهل زماننا "، و بناء عليه تشير قضية السرقات عند القدامى إلى ظاهرة جمالية في النص الأدبي هي جماليات التناص عند المحدثين، و التركيز على مظاهر التشابه والاختلاف باعتبار أن المعنى واحد يمكن أداؤه بأشكال تعبيرية شتى.
لقد ارتبطت فكرة السرقات عند النقاد بثنائية اللفظ و المعنى، و بالتالي فان أدنى تغيير في تركيب العبارة الشعرية يفضي بالضرورة إلى المغايرة. يقول عبد القاهر الجرجاني: " ثم وجدنا بين المعنى في أحد البيتين و بينه في الآخر بينونة في عقولنا و فرقا عبرنا عن ذلك الفرق و تلك البينونة بأن قلنا (للمعنى في هذا صورة غير صورته في ذالك) ". أما بالنسبة للغة العادية فالأمر يختلف، و هذا ما يؤكده جاكبسون بقوله: " حيث إن التغيير على مستوى التراكيب النحوية لا يعكس بالضرورة تغييرا على مستوى الحقيقة المرجعية ". يتضح إذن أن انعدام التمييز بين اللغة الشعرية و اللغة العادية أدى إلى القول بثنائية اللفظ والمعنى في اللغة الشعرية، و هو أمر قاصر على اللغة العادية فحسب. كما أدى القول بثنائية اللفظ والمعنى في الشعر إلى نشوء فكرة السرقات.
أما في النقد المعاصر، فيذهب محمد مفتاح إلى أنه من المبتذل أن يقال أن الشاعر يمتص نصوص غيره بحسب المقام أو المقال، و أن الدارسين يتفقون على أن التناص شيء لا مناص منه، فأساس إنتاج أي نص هو معرفة صاحبه للعالم و هذه المعرفة هي ركيزة تأويل النص من قبل المتلقي أيضا. و يضيف الأستاذ الذهبي أن معرفة الشاعر بالعالم تدخل في نطاق معرفته باللغة و هي معرفة يشترك فيها مع الغير، و عليه فان عناصر التأثير و التأثر تصبح أمرا لا مرد له. و من ثم فان كل شاعر يواجه نوعا من (قلق التأثر) حينما يحاول بدوره أخذ الكلمة، فهو يكتب دائما مع أو ضد النص الموجود قبله، و هذا ما يؤكده طودوروف بأن فكرة الشاعر لا تجد إلا كلمات مستعملة، و يدرك كل عمل أدبي في إطار علاقاته مع الأعمال الأدبية الأخرى، و بواسطة الروابط التي تجمعه بها فهو يخلق موازيا أو معارضا لنموذج معين.
و قبل إنهاء هذا الجانب النظري و للمزيد من الإفادة و الإيضاح لا بأس من التذكير بتعريف مصطفى يس السعدني للتناص، و كذا تمييزه عن السرقة، حيث يقول: " و التناص مصطلح ألسني حديث، اتضح مفهومه في كتابات كريستفا و جماعة (تيل كيل) و هو بتعريف (فيليب سولرس): كل نص يقع في مفترق طرق نصوص عدة، فيكون في آن واحد إعادة قراءة لها، و احتدادا وتكثيفا و نقلا و تعميقا. بهذا يصبح النص بتعبير بارت (جيولوجيا كتابات) تعتمد على تحويل النصوص السابقة و تمثيلها في نص مركزي يجمع بين الحاضر و الغائب في نسيج متناغم مفتوح، قادر على الإفضاء بأسراره النصية لكل قراءة فعالة تدخله في شبكة أعم من النصوص".
(يُتْبَعُ)
(/)
في حين نجد مصطفى يس يميز بين التناص و السرقة بقوله: " إن السرقة ليست مرادفا تماما للتناص، لكن أشكالها الموظفة تعد ضمن الحالات التي يتضمنها هذا المصطلح الحديث، فهو أعم و هي أخص، و هو لغوي أدبي، و هي في بعضها لغوية، و هي حكم خارجي على بناء يتسم بالنشاط الخيالي، و هو صفة ملازمة لهذا البناء الخيالي الذي يتجاوز فيه الحاضر مع الماضي، و هي تعتمد على المشابهة، أما هو فيعتمد أكثر على التضاد".
بعد هذا التقديم النظري لموضوع السرقات، يتناول الأستاذ خصوصيات هذا الموضوع بالنسبة لشعر بشار من الناحية التركيبية و الدلالية.
أ – السرقات على المستوى التركيبي:
1 – سرقات بشار من الشعراء:
يمكن القول أن بشارا نجا من تهمة السرقة باعتباره كان يتصرف بمهارة كبيرة في الأبيات التي يتأثر فيها بغيره من الشعراء، و كذلك لأنه كان بمنأى عن معترك الخصومات النقدية. فجميع النقاد الذين تعرضوا لشعره لم يقصدوا ذمه أو اتهامه بالتقصير، و كانوا يشيرون إلى الأشعار التي تأثر فيها بغيره فيسمون ذلك تشابها أو تقاربا. و هذا ما ذهب إليه أبو هلال العسكري مبعدا شبهة السرقة عن بشار، في قوله: "والحاذق يخفي دبيبه إلى المعنى و ستره غاية الستر"، فقد ميز أبو هلال بين نوعين من السرقات. و تميز الدراسات المعاصرة كذلك بين نوعين من التناص: التناص الظاهر و التناص الخفي.
كما يبعد المرزباني بدوره تهمة السرقات عن بشار، رغم أن هذا الأخير قد أحسن غاية الإحسان في الأخذ عن جميل في هذا البيت:
كأن المحب قصير الجفون لطول السهاد و لم تقصر
في حين يقول بشار:
جفت عيني عن التغميض حتى كأن جفونها عنها قصار
و أخذ العتابي عن بشار هذا البيت بقوله:
و في المآقي انقباض عن جفونها و في الجفون عن الآماق تقصير
و هذا ما لا يوافقه الأستاذ في أحكتم القيمة التي أصدرها المرزباني، و التي لا أهمية لها في هذا المجال.
2 – سرقات الشعراء من بشار:
لقد كان من الطبيعي أن يتأثر أكثر الشعراء بشعر بشار، فقد كان رائد مدرسة الشعر المحدث يتبارى الشعراء في اللحاق بها، و الانتساب إليها، و شهد له الشعراء أنفسهم بذلك كأبو العتاهية، حيث قال محاورا بشارا: " ما لذت إلا بمعناك ولا اجتنيت إلا من غرسك". و يقول عنه أبو بكر الصولي: "إن جميع المحدثين أخذوا منه و اتبعوا أثره ". و من المحدثين الذين أخذوا منه تلميذه و راويته سلم الخاسر. يروى أن بشارا لما قال:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته و فاز بالطيبات الفاتك اللهج
و أخذه تلميذه سلم الخاسر فقال:
من راقب الناس مات غما و فاز باللذة الجسور
فقال بشار حين سمع بهذه السرقة: " يعمد إلى معاني التي سهرت فيها ليلي، و أتعبت فيها فكري، فيكسوها لفظا أخف من لفظي فيروى شعره و يترك شعري ".
و فيما يخص الجانب التطبيقي، فقد أورد الأستاذ مجموعة من الأمثلة من سرقات بشار من الشعراء روعي في اختيارها التشابه على المستوى التركيبي بين النص السابق و النص اللاحق أو الاشتراك بينهما في بعض الوحدات المعجمية. و سنكتفي في هذا العرض بالتطرق للمثال الأول:
حين قال بشار:
و طال علي الليل حتى كأنه بليلين موصول فما يتزحزح
فمأخوذ من قول عدي بن الرقاع العاملي:
فكأن ليلي حين تغرب شمسه بسواد آخر مثله موصول
حيث يشترك البيتين في ثلاث وحدات معجمية: الليل – كأن – موصول، و تعتبر هذه الوحدات أساسية، كما يشترك البيتين في عدد الوحدات و البالغة تسعة في كل بيت، أما من ناحية التركيب النحوي فنجد مجيء اسم المفعول (موصول) خبرا ل كأن فيهما معا. و تجمع هذه العناصر جميعها لتظهر وجود التناص بشكل بارز. و بعد الكشف عن التوظيف النحوي لعناصر البيتين يخلص الأستاذ الذهبي إلى أن البيت السابق ليس عوضا عن البيت اللاحق، كما أن اللاحق لا ينسخ السابق، اذ لكل منهما شكله الجمالي المتميز الذي يشكل هويته و يبرر بواعثه في الوجود.
ب – السرقات على المستوى الدلالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى ميشال ريفاتير أن النص كمصدر للدلالة يتولد بواسطة مفهومين إجرائيين هما: التوسيع والتحويل، فهما يسمحان بإقامة معادلة بين وحدة لغوية قابلة لأن تكتب كجملة و بين جملة. فيكون توسيع هذه المعادلة بتحويل إشارة إلى مجموعة من الإشارات، و يقيم التحويل بالعكس. و على هذا الأساس فان (النص المسروق) و (النص المسروق منه) كلاهما ناتج عن مولد بسيط في اللغة العادية، ويبقى الاختلاف في السمتين الأسلوبية و المجازية، و عليه فان فكرة السرقات تنبني أساسا على تعرية النصوص من هاتين السمتين و الاكتفاء فقط بالنظر إلى الحقيقة المرجعية الكامنة فيها، و لذلك كلما اشترك نصان أو أكثر في الصدور عن معنى مرجعي مشترك اعتبر النقاد أن النص اللاحق مأخوذ عن النص السابق.
و هذا ما نفاه عبد القاهر الجرجاني، باعتبار أن النص الشعري (المسروق) و (المسروق منه) هما مشتقان من (نص عادي) بواسطة التحويل أو التوسيع، و يتجلى ذلك من خلال المجاز و السمات الأسلوبية، و هذا ما أشار إليه ريفاتير. فبقدر ما يقترب النص الشعري من الحقيقة المرجعية بقدر ما تضعف شعريته، و بقدر ما يبتعد تتألق شعريته و تتقوى، و في حالة صدور نصين شعريين عن مرجع واحد فان الشعرية فيهما لا تقاس بإرجاع الواحد منها للآخر و إنما يقاس كل واحد منهما بالمرجع المشترك.
و في هذا الصدد يورد الجرجاني مثالا في قول خالد بن الكاتب:
رقدت و لم ترث للساهر و ليل المحب بلا آخر
مع قول بشار:
لخديك من كفيك في كل ليلة إلى أن ترى وجه الصباح وساد
تبيت ترعى الليل ترجو نفاذه و ليس لليل العاشقين نفاذ
فعبد القاهر تجنب مصطلح (الأخذ) أو (السرقة) و لم يجعل مقياس المفاضلة محكوما بعامل الزمن بين سابق و مسبوق، و حل المسألة باعتبار الشاعرين قد قالا في معنى واحد، و جعل مقياس المفاضلة فنيا بحث يفضل الشاعر غيره إذا صنع في المعنى و صوره على حد تعبيره. ففي قول كل من خالد بن الكاتب وبشار تختفي حقيقة مرجعية تعد القاسم المشترك بينهما، و هي السهر و إحساس المحب بطول الليل، فكان قول خالد الأقرب إلى الحقيقة، و انحصر توسيع (المعنى الأصلي) في قوله إن ليل المحب بلا آخر، فكانت إضافته من قبل المألوف عند الناس. و قد جاء (المعنى الأصلي) في البيت الثاني من قول بشار بمثابة شرح و توضيح للبيت الأول إلا أنه شرح لا يكرر البيت السابق بقدر ما ينمو به و يكمله. [/ color]
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 02:11 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خير أخي فراي، ونظل ننتظر المفيد - كهذا - مما عندكم.
دم وارفًا سددك الله ووفقك.
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 11:14 م]ـ
الى الأخ الكريم عبد العزيز
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، يسعدني اطلاعك على هذه الدراسة المتواضعة، أتمنى أنها أدت المبتغى و أفادتكم، و أنا رهن اشارتكم، و أنتظر منكم المزيد من التعاون و ربط الاتصال على الدوام، و السلام.
أمسية طيبة.(/)
دراسة حول الزجل و قصائد الشعر العامي بالمغرب
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 11:55 م]ـ
تقديم الدراسة
قدم الأستاذ عباس بن عبد الله الجراري هذه الدراسة المعنونة ب"القصيدة" ملحقا بها "دليل قصائد الزجل في المغرب "إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة حيث ناقشه مساء الخميس 29 مايو 1969 لجنة مكونة من الدكاترة:
عبد العزيز الأهواني وشوقي ضيف وعبد الحميد يونس.
فنال بمرتبة الشرف درجة دكتوراه في الآداب.
هذه الدراسة التي سنحاول استعراض مباحثها مكونة من 715 صفحة نشرت سنة 1970، وقد قسم الدكتور عباس الجراري هذه الدراسة إلى مدخل وثلاثة أبواب وملحق.
الباب الأول: الشكل:
ويتكون من ثلاثة فصول:
يناول في الفصل الأول مفهوم الزجل وأنواعه، وفي الفصل الثاني موضوع اللغة والفينة أما لفصل الثالث. فقد فصل فيه القول لمبحث العروض.
الباب الثاني: الموضوعات:
جمع في هذا الباب أربعة فصول عرض فيها لموضوع المرأة في الفصل الأول، والحياة في الفصل الثاني، وعنون الفصل الثالث ب"مع الناس" وعنون الفصل الرابع ب"في حمى الله والرسول".
الباب الثالث: الأعلام:
وجعله ثلاثة فصول تمثل ثلاث مراحل، الأولى مرحلة النشأة، الثانية مرحلة التطور، والثالث مرحلة الازدهار.
وبهذه الدراسة الفريدة من نوعها، يفتح الدكتور عباس الجراري بابا جديدا للبحث الأدبي في المغرب.
وكانت غايته تأصيل البحث في هذا الميدان من أجل إحياء التراث بجميع أنواعه، وقد كان يرمي من خلال هذا العمل تحسيس المسؤولين عن جامعة محمد الخامس بالرباط بضرورة إدراج أدب المغرب الشعبي في مقررات كلية الآداب إلى جانب أدبه المغرب.
نبذة تاريخية:
تصدير (د. عبد العزيز الأهواني)
تاريخيا: أفرد ابن سناء الملك في القرن 6 هو كتابا خاصا لفن التوشيح، وهو كتابه (دار الطراز).
استقبل فيه هذا الفن الأندلسي استقبالا رائعا، جعله يقول (إن الموشحات مما ترك الأول للآخر، وسبق بها المتأخر المتقدم، وأجلب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وغادر بها الشعراء من من متردم) ويضيف (صار المغرب بها مشرقا لشروقها بأفقه، وإشراقها في جوه، وصار أهله بها أثمن الناس لظرفهم بالكنز الذي ذخرته لهم الأيام، وبالمعدن الذي نام عنه الأنام).
وإذا كان موقف ابن بسام هو هذا من التوشيح الذي يستخدم اللغة العربية أداة للتعبير، فماذا يكون موقفه من فن الزجل الذي يستخدم اللغة العامية، والذي ينفر أصحابه من الأعراب نفورا جعل ابن قزمان يرى أن الأعراب "أقبح ما يكون في الزجل، وأثقل من إقبال الأجل".
ومع ذلك فإن أبا محمد الحجاري الأندلسي-وهو من عصر ابن بسام أيضا-قد أودع كتابه "المسهب في غرائب المغرب" عددا ضخما من الأزجال، فضلا عن الموشحات، نقل منها وأضاف إليها ما أضاف علي بن سعيد في كتاب "المغرب في حلى المغرب"، وكذلك ألف ابن الدباغ المالقي "ملح الزجالين" ثم ألف لسان الدين بن الخطيب "جيش التوشيح"، وذكر ذلك ابن خلدون في مقدمته، ونقل نصوصا منها.
فقال:" ... واستحدثوا فنا سموه الزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم لهذا العهد، فجاءوا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة، وأول من أبدع في هذه الطريقة أبو بكر بن قزمان من قرطبة، وإن كانت قيلت قبله بالأندلس، لكن لم يظهر حلاها ولا انسكبت معانيها واشتهرت .. إلا في زمانه"." ... ثم استحدثت أهل الأمصار بالمغرب فنا آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة كالموشح، ونظموا فيه بلغتهم الحضرية أيضا، وسموه (عروض البلد)، وكان أول من استحدثه فيهم رجل من أهل الأندلس نزل بفاس يعرف بابن عمير، نظم قطعة على طريقة الموشح، ولم يخرج عن مذاهب الأعراب ... " (مقدمة ابن خلدون-دار الكتاب اللبناني-بيروت 1967)
مدخل:
القصيدة الزجلية والغناء الشعبي:
يمكن تقسيم الغناء في المغرب إلى أنواع تختلف لغة ونغما باختلاف مناطق هذا الغناء، ومن الألوان التي تتخذ العربية أداتها في التعبير نستطيع أن نذكر:
1 - القصيدة الزجلية
2 - المواويل والعروبيات والعيطة والطقطوقة
3 - الموسيقى الأندلسية وتسمى (الآلة)
4 - الغناء العصري
5 - أغاني العمل وأرقاص الأطفال
6 - الأغاني والإنشادات الدينية (الأمداح/فقراء الزوايا)
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعتبر القصيدة الزجلية من أهم ألوان هذا الغناء التي يطرب لها العامة والخاصة من الناس، يقوم إنشادها على نوبات الموسيقى الأندلسية وميازينها، وقد حصر الأستاذ عباس الجراري هذه النوبات في إحدى عشرة، وهي: رمل الماية-الأصبهان-الماية-رصد الذيل-الاستهلال-الرصد-غريبة الحسين-الحجاز الكبير-الحجاز الشرقي-عراف العجم-العشاق. وأما الميازين التي تؤدى عليها كل نوبة فخمسة وهي: البسيط-القائم ونصف-البطايحي-القدام-الدرج، وتكاد أغلب القصائد تؤدى في الدرج، وهو ميزان يوجد في الموسيقى المغربية.
وقصاص إنشاء قصائد الزجل آلات يطلق عليها (لماعن) أو (لمواعن) وهي:
-آلات نفخ (الناي، المزمار، السبس، النفير ... )
-الآلات الوترية (الرباب الفاسي والسوسي، الكمان، العود، القانون ... )
-الآلات الإيقاعية (البندير، الدف، الطرن الطبل، الطبيلة، التعريجة ... )
أما بخصوص المقدمات التي يبدأ بها المنشد فهي:
1 - السرابة: وهي قطعة قصيرة تؤدى على غير ما تؤدى به القصيدة (ومن أنوعها: المزلوك، الكباحي، الحضاري، السماوي).
2 - الموال: والغالب أن يكون في لغة معربة.
3 - التمويلة: ويقولون أن لكل قصيدة تمويلة تكون على قالبها وميزانها.
ويعتبر الأستاذ الجراري أن القصيدة الزجلية غدت غناء شعبيا يطرب له الجميع والشر في ذلك أنها جمعت أمرين:
-كلمات يفهمها العوام والخواص من الناس.
-ألحان قائمة على ميازين الموسيقى الأندلسية، وهي أغنى وأعذب ألوان الموسيقى في المغرب.
مفهوم الزجل:
يستعرض عباس الجراري في مؤلفه (القصيدة) أصل الكلمة من خلال رجوعه إلى النصوص القديمة، حيث لا نعثر لها (الزجل) على ذكر في الرقآن الكريم، ولكن نصادفها واردة في الحديث النبوي الشريف. يقول ابن كثير في تفسيره لدى أول حديثه عن الأنعام:" ... قال شريك عن ليث عن شهر عن أسماء قالت:نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد طبقوا ما بين السماء والأرض".ويقول ابن الأثير:"زجل أنه أخذ الحربة لأبي بن خلف فزجله بها أي رماه بها فقتله، ومنه حديث عبد الله ابن سلام: فأخذ بيدي فزجل بي: أي رماني ودفع بي، وفي (حديث الملائكة) لهم زجل بالتسبيح أي صوت رفيع عال".
كذلك نجد الكلمة واردة في الشعر الجاهلي، يقول الأعشى:
تسمع للحلى وسواسا إذا انصرفت كما استعان برمح عشرق زجل
أي ريح مصوتة.
ويستعرض الزبيدي في (تاج العروس) معاني كلمة الزجل فيقول:" ... والزجل محركة اللعب والحلبة" وخص به (التطريب) وأنشد سيبويه:
له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة او زمير
والزجل أيضا (رفع الصوت) وللملائكة زجل بالتسبيح والتهليل أي صوت رفيع عال وقد (زجل كفرح) زجلا (فهو زجل وزاجل) وربما أوقع الزاجل على الغناء. قال: وهو يغنيها غناء زاجلا (ونبت زجل صوت) كذا في النسخ والصواب صوتت (فيه الريح) ... والزجل محركة نوع من الشعر معروف محدث ... ".
ومثل هذا نجده في كتب الأدب على حد ما نقرأ في (العاطل الحالي والمرخص الغالي) حيث يقول صفي الدين الحلي:"والزجل في اللغة الصوت، يقال سحاب زجل إذا كان فيه الرعد، ويقال لصوت الأحجار والحديد أيضا والجماد زجل.
ويحاول الحلي أن يجد تعليلا للربط بين الاستعمال اللغوي والاستعمال الاصطلاحي فيضيف:"وإنما سمي هذا الفن زجلا لأنه لا يتلذ به ويفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه حتى يغني به ويصوت فيزول اللبس بذلك".
ظهور الزجل وتقسيماته:
يؤكد عباس الجراري أن بداية كلمة الزجل في معناها الاصطلاحي مرتبطة بظهور هذا الفن، وإذا رجعنا إلى مختلف المصادر التي عنيت بالإشارة إلى نشأته فإننا نجدها تكاد تجمع على أن الذي اخترعه هو ابن قزمان. وهنا يعرض أحمد الرباط في كتاب "العقيدة الأدبية في السبعة فنون المعنوية" حكاية تقول:"أن أول من تناشد به الشيخ أبو بكر بن قزمان المغربي، وقيل لما أنه كان في الكتاب وكان مراهق السن، فدخل على شيخه الفقيه غلام جميل الصورة حسن الوجه حلو الجانب فنده عليه ابن قزمان وأجلسه بجواره ثم صار يحييه بالسلام ويوادده بالحديث فبص الفقيه ففهم وعرف ما في ضمير أبي بكر من الحب للغلام فعبس الفقيه في وجه أبي بكر وأمر إلى العريف بضربه. فضرب العريف ابن قزمان فلما فرغ العريف من ضربه أخذ أبو بكر لوحا ومسك القلم وقد كتب هذا الوزن، وهو أول أوزان الزجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
الملاح أولاد أماره والوحاش اولاد نصاره
وابن قزمان جا يغفر ما قيل له الشيخ غفاره
فقال الفقيه:
"هجيتنا يا ابن قزمان بكلام مزجول يعني مقطع، فسموه زجلا"
أما عبد العزيز الأهواني يرى أنه استعمل قبل ابن قزمان وفي نوع من الشعر الشعبي غير الزجل، يقول:"ولعل لفظ الزجل كان في الأصل يطلق على النوع الشعبي ثم أطلق على النوع التشبيه بالتوشيح لفظ (هزل) ثم اختلط اللفظان فيما بعد"
أما الأسماء التي يعرف بها هذا الشعر في المغرب:
1 - الملحون
2 - العلم الموهوب
3 - السجية
4 - لكلام
5 - النظم أو النظام
6 - الشعر
7 - القريض
8 - لوزان: (أي الأوزان)
9 - اللغا (وهي في الأصل اللغة)
10 - العلم الرقيق
11 - لكريحة
?الملحون:
يذهب الدكتور عباس الجراري إلى أن أصل التسمية تجعلنا أمام افتراضين مصدرهما معنيان من معاني اللحن، وهما الغناء والخطأ النحوي. وقد استبعد الأستاذ محمد الفاسي أن تكون التسمية مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني حين قال:"والحقيقة أن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني حين قال:"والحقيقة أن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بمعنى الغناء لأن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر العربي الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شيء لكي يغنى به"، وقال كذلك:"أول ما يتبادر للذهن أنه شعر بلغة لا إعراب فيها فكأنه كلام فيه لحن، وهذا الاشتقاق باطل من وجوه لأننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون ولم يرد هذا التعبير عند أحد من الكتاب القدماء لا بالمشرق ولا بالمغرب. ويضيف أنهم اشتقوا هذا اللفظ من التلحين بمعنى التنغيم لأن الأصل في هذا الشعر الملحون أن ينظم ليتغنى به قبل كل شيء. ونجد ما يؤيد هذا النظر من قول ابن خلدون في المقدمة في الفصل الخمسين في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد بعد أن تكلم على الشعر باللغة العامية فقال: وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على طريقة الصناعة الموسيقية".
ويذهب د. عباس الجراري إلى أن التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحجوي ونعلل ذلك مناقشين رأي الأستاذ الفاسي من وجهات ثلاث:
الأولى: أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليغني به وأن اتخاذه للغناء تم في مرحلة تالية.
الثانية: أننا حقا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون لأن الفصاحة قد تكون في الملحون وغير الملحون. وقد جانب الأستاذ الفاسي الصواب حين استعمل كلمة (فصيح) ليقابل بها كلمة (ملحون) وما نظنه يجهل أن الذي يقابل الشعر الملحون هو الشعر المعرب وليس الفصيح.
الثالثة: أن استعمال هاتين التسميتين: المعرب والملحون متعارف عليه عند كل الذين تعرضوا للوزرين من الشعر. فابن سعيد يقول متحدثا عن بعض الشعراء::"وله شعر ملحون على طريقة العامة"، والحلي يتحدث عن الفنون المستحدثة فيقول:"وهي الفنون التي إعرابها لحن وفصاحتها لكن وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب بها حرام وصحة اللفظ بها استقام"
أنواع الزجل:
يقدم لنا عبد الرحمان الفاسي في "الأقنوم في مبادئ العلوم" تحت عنوان "علم ميزان الملحون" أنواعا من هذا الفن يوصلها إلى خمسة عشر ينظمها في قوله:
علم بأنواع من الملحون وردها لضابط الموزون
له من الأوزان خمسة عشر على الذي كثر فيه واشتهر
أولها الشرقي الكبير والثاني شرقي صغير باختلاف الأوزان
والثالث الشرقي الذي قد طرزا من وزن ذلك العروبي برزا
والرابع الشرقي الصغير صاحب التاء فيه زائد يناسب
والخامس العود والمرشوق ثم المزوج الذي يليق
وبعد البهلون والمسناوي وبعد القفر كذا العذراوي
وبعده اللحورشة العشاري ثم العروبي والقصيد الجاري
ولكننا باستثناء العروبي والقصيدة، لا نعرف من هذه الأنواع إلا العذراوي وهو من القطع التي تنشد في الموسيقى الأندلسية، وقد يكون موشحا أو زجلا.
والحقيقة أنه يصعب استقصاء كل ألوان الشعر الشعبي في المغرب والسبب أن له مواطن مختلفة وأدوات متباينة، فهناك المدن والقرى والبوادي والجبال، وهناك السهول والريف والأطلس وسوس، وهنالك لهجات متباعدة، الريفية والشلحية والسوسية والعربية، ولكل لهجة من هذه اللهجات شعر شعبي خاص، ونستطيع أن نقسم أنواع الزجل المغربي إلى شقين: أحدهما يعرف منشئه وهو القصيدة والثاني لا يعرف منشئه وقد وقفنا منه على هذه الألوان:
1 - البرولة
2 - العروبي
3 - المزوكي
4 - الموال
5 - السلامات
6 - العيطة
7 - الطقطوقة
8 - أعيوع
9 - الدقة
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - غيوان بن يازغة
الموضوعات:
1 - المرأة:
يعتبر الأستاذ الجراري إلى أن الغزل بالمرأة يعد أكثر الفنون إيحاء لشعراء القصيدة الزجلية بالتعبير، فقد نظروا إلى المرأة بحسهم مفتونين بجمالها ورسموا لها لوحة واضحة الملامح زاهية الألوان، ووضعوا المرأة في مقام رفيع، باعتبارها مخلوقا متفوقا ممتازا ه جوهر الحياة ومحور الكون وهي نظرة مقدسة. وقد وصفوا حالهم وهم يعانون من عشق جمالها ويسعون إلى الوصال بالرجاء والاستعطاف.
وغالبا ما تكون الأوصاف العامة تمهيدا لرسم صورة المحبوبة مفصلة الأجزاء مكتملة الأبعاد، لم يترك الشاعر جزءا واحدا من جسدها لم يطل النظر إليه مبتدئا بشعرها الفاحم وعينيها الفاترتين، ومنتهيا إلى ساقها الذهبي الممتلئ وخلخاله.
يقول الجيلالي امتيرد في (خدوج)
خدوج ابديعت لجمال خدوج ارقيقت لحروف
خدوج امنارت لفضال خدوج انهايت لعطوف
خدوج مالها مثيل فبنات اليوم ابلجميع
اخليلا وايما اخليل طاعا وخليلها امطيع
2 - في الحياة:
فالحياة ظواهر وأوضاع وتيارات، تكيف المجتمعات وتطبعها بسمات مميزة خاصة، وتلزم الناس بالسير في ركابها راضين عنها أو كارهين، والشاعر الشعبي كإنسان يعيش في مجتمع، مجبر على التزام نمط الحياة الذي تفرض معطياتها عليه، ونستطيع أن نلمس نظرة الزجال المغربي إلى الحياة، مع ما قد يكون فيها من وجوه التمرد واضحة في جانبيها التجردي والحسي، فيبدو في هذا راغبا في الاستمتاع بالحياة وملذاتها، مقبلا على الشرب في ولع وإسراف دون اعتبار للتحريم الديني وتقاليد المجتمع، ويبدو في ذلك ساخطا على الدنيا رافضا لمتاعها.
فتطرق هؤلاء الشعراء والزجالين الخمرة ووصفها وذكر الساقي وكذا نظام الشرب وأدبه والحديث عن أواني الشرب والوقت المفضل للشرب كما أن بعض الشعراء لا يقصدون من الخمر حين يتحدثون عليها غير الخمر الصوفية وأبرزهم ابن الرومية والحراق وشقور.
كما شغل بال هؤلاء الشعراء مظاهر الكون والطبقية حيث أجادوا في وصف الشمس الغاربة وظلمة الليل وطلوع الفجر، أما فيما يتعلق بـ:
الزهد والحكمة:
فيتمثل جانب التجرد عند الزجال المغربي في شعري الزهد والحكمة، يقصد منها إلى الكشف عما ينفعل في نفسه من ضيق بحال الدنيا وسلوك الناس، وإلى وعظهم وإرشادهم عساهم يحسنون هذا السلوك، وقصائده في ذلك تعرف ب"الوصاية" و"التوبة"و"القلب" و"الطبايع" و"الموعظة" و"النفسية" وما إليها مما يوحي بروح التأمل والتنبيه.
ومن خلال هذه النظرة للحياة والناس يحاول الشاعر الشعبي أن يكون إيجابيا فيقدم بعض النصائح التي يمكن أن تجنب الوقوع في مخالب الدنيا وسهاوى الزلات ومن هذه النصائح عدم مطاوعة النفس والهوى والشيطان فهم أعداء.
يقول ابن علي في الوصاية:
والنفس لهوا والشيطان اعدا لا تطاوعهم
واش من عاقل يا من يا فهيم فعده
3 - مع الناس:
في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن تلك العلاقات في المجتمع التي تربط كل إنسان بالأناس الذين يشاركونه الحياة فيه أفرادا وجماعات. ويمكن اعتبار هذه العلاقات عند الشاعر الشعبي من خلال مستويين، أحدهما عام والآخر خاص. أما العام فيتمثل في نظرته إلى الناس كجماعات واهتمامه بمشاكلهم وقضاياهم، وأما الخاص فينحصر في العلاقات التي تربطه بأفراد معينين، قد تكون لهم في نفسه أو في المجتمع مكانة وتقدير، فيثني عليهم أحياء وأمواتا، وقد لا يكون لهم في نفسه غير الشعور بالمنافسة والخلاف والخصام، فيصب عليهم جام هذا الشعور ذما وتعبيرا. وقد توقف الزجالون والشعراء في هذا الصدد عند ثلاثة فتون وهي المدح، الرثاء والهجاء.
4 - في حمى الله والرسول:
لم يكتنف الشاعر الشعبي بارتضاء القول في المديح النبوي، وإنما جعل منه فنا قائم الكيان ناضج الصور مكتمل الخصائص، تناول فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيها من صفات وشمائل ومعجزات، عرض قصصها في قصائد أطلق عليها (المعراج) و (الخلوق) أي ميلاد الرسول، و (الوفاة) يعني وفاته عليه السلام، وقد يتناولها عرضا في قصائد التوسل والقصائد التي سماها (هول القيامة) حيث يتحدث عن شفاعة الرسول في أمته. فكان مدح النبي ومدح ابنته فاطمة وحفيديه الحسن والحسين كذلك، ومدح الأولياء والصالحين تبركا بمقاماتهم وكراماتهم وتوسلا بها إلى الله. وتجسد ذلك في المواسم الدينية وخاصة ذكرى عيد المولد النبوي إضافة إلى التطرق
(يُتْبَعُ)
(/)
لأوصاف الرسول وشمائله وذكر معجزاته.
الباب الثالث: الأعلام:
1 - مرحلة النشأة:
يبرز الأستاذ الجراري صعوبة تحديد نشأة شعر أداته لهجة عامية دارجة، وأشار في هذا الصدد لمحاولة الأستاذ محمد الفاسي في تحديد البواكير الأولى لهذا الشعر، فوقف عند قصيدة نظمها ابن عبود في منتصف القرن العاشر واعتبرها أقدم نص.
واستعرض الأستاذ مجموعة من الأعلام في هذه المرحلة كابن غزالة (في عهد الموحدين) وعبد المومن الموحدي ورميلة أخته، كذا ابن خبازة، وابن حسون وابن سبعين والكفيف الزرهوني الذي ذكره ابن خلدون في مقدمته ومولاي الشاد الذي عاش في القرن التاسع للهجرة بتافيلالت.
ويمكن اعتبار خصوص هذه المرحلة تثبت وجود الزجل في المغرب منذ عهد الموحدين كما يمكن اعتبارها امتدادا للزجل الأندلسي.
2 - مرحلة التطور:
وتمتد هذه المرحلة زهاء ثلاثة قرون وتبتدئ بعبد الله ابن حساين وتختتم بالمصمودي، حيث يعتبر بعض الأشياخ ابن حساين صاحب مدرسة وضع لمن جاء بعده من الزجالين غير قليل من التقاليد ابتدعها في زجله ومن بين ذلك: البحر المثني والبحر الثلاثي والبدء بالبسملة وتوجيه الخطاب إلى الرأس والإشارة إلى تاريخ نظم القصيدة وذكر الاسم وكذا إهداء السلام والصلاة والدعاء وهجاء الخصوم ثم تذييل قصيدجة التلميذ.
ومن بين أعلام هذه المرحلة كذلك حماد الحمري الذي طور المضمون والشكل ويتمثل ذلك في تقسيم القصيدة ووضع لازمة لها واستعمال الحوار. ويذكر أيضا من بين الأعلام الحاج اعمارة وإدريس المريني الذي ثار على قيود الوزن والقافية، وأيضا عبد العزيز المغراوي وانتهاء بالمصمودي وهو من كبار شيوخ القرن الحادي عشر وقد ساهم في تطوير القصيدة من خلال محاولته لوضع تفعيلات جديدة لعروضه من جهة ومن جهة ثانية السبق إلى أسلوب المراسلة في الغزل.
3 - مرحلة الازدهار:
وتعتبر أخصب فترات الزجل في المغرب لكثرة ما نبغ فيها من الشعراء ابتداء من الجيلالي امتيرد من مدينة مراكش، وقد أبدع في قصائد شكلا ومضمونا وابتداعه في موضوعات جديدة كالخمريات والشمعة والحراز والضيف والقاضي والخلخال ... الخ. أما من جهة الشكل فقد برع في الجوانب التالية: كالسرابة ووزن للبحر المثنى وبحر السوسي والحوار. ومن أعلام هذه المرحلة أيضا الحاج محمد النجار وعبد القادر بن عبد الرحمان بوخريص ومحمد بن علي العمراني وعبد القادر العلمي وهو من كبار الزجالين بمدينة مكناس اتسم شعره بالحكمة واحترام السلاطين إضافة إلى إجادته في نظم الغزل.
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 11:57 م]ـ
سأقدم لكم لاحقا قائمة بأهم المؤلفات التي اهتمت بموضوع الأدب الشعبي خصوصا ما تعلق بالزجل و الشعر العامي، تحياتي لجميع الأعضاء.(/)
الأقصوصة:دروس الأستاذ الصادق قيسومة
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 09:03 م]ـ
http://www.zshare.net/download/176249493c0734f5/
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 09:50 ص]ـ
شكرا اخ مروان.ولكن لم أعرف كيف افتحها(/)
تيارات النقد العربي الحديث: دروس الأستاذ فاروق العمراني
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 09:16 م]ـ
http://www.zshare.net/download/17625632a33549f3/
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 05:05 ص]ـ
شكرا جزيلا لك أخ مروان على هذه الإضافة. فكم نحن بحاجة لها.
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 12:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شكر على واجب
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 06:38 ص]ـ
جزاك الله ألف خير
فما تضعه من روابط له قيمة كبيرة
وفقك الله ورعاك.
ـ[الصافية]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 07:31 م]ـ
شكرا لك على الموضوع
ـ[سمية ع]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 05:30 م]ـ
بارك الله فيك
دروس قيمة
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[15 - 11 - 2008, 07:10 م]ـ
http://www.zshare.net/download/5136437807982b90/
ـ[أم جياد]ــــــــ[23 - 11 - 2008, 07:22 م]ـ
لك جزيل الشكر(/)
رسالة تخرج في النقد الأدبي
ـ[قدور]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في قسم الأدب العربي مقبل على التخرج هذه السنة وقد اخترت أن يكون موضوع رسالتي في النقد العربي القديم و قد جمعت مجموعة لا بأس بها من المصادر و المراجع في النقد لكن وجدت صعوبة في اختيارموضوع معين فلذا أرجو المساعدة في إقتراح موضوع. وجزاكم الله كل خير(/)
حيرني الإبداع!!!
ـ[غنْد]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 05:54 ص]ـ
:::
عادة ما نرافق الإبداع .. بعد أول مصافحه .. أو أول نظرة .. بل قد يكون من أول وهله ...
هكذا بدأت معهم ...
شدني هذا السحر .. راقصتني هذه الكلمات .. بهرتني تلك العبارات ..
ودائما وفي آخر ملامسة لي مع النص .. أتمنى لو كنت من أبدع هذه القطعة الإبداعية أو تلك ...
وهكذا انغمس ذوقي الشعري في التقاط روائعهم وتذوقها بل العيش بها ومعها .... لن أخفي خيالاتي .. وأحلام يقظتي الوردية عنكم .....
بعد عدة مساجلات نقدية ذاتية عنهم وقعت في حيرة من أمري ...
فالجميع يعلم أن لكل من نزار قباني أو محمود درويش أو غيرهما كالسياب والملائكة أقول أن لهم جميعا تجاوزات أيا كان نوعها رغم إبداعهم ...
ومن هنا ...
بدأت في طرح أسئلة على نفسي:
- هل نحن بصدد رفض إبداعهم بدعوى أن بعض قصائدهم تجاوزيه؟
- هل نقف مع المثل والقيم وقبلها الدين رغم الإبداع ونوصد أبوابهم؟
- أم هل ننتقي الورود الرائعة ونتقي أشواكهم السامة؟
- هل نبحر في ظلمات بحورهم لنكتشف جواهرهم الثمينة؟
- هل نغامر بقبول مبدأ الفن للفن على حساب قناعتنا أن الإنسان كل لا يتجزأ؟
...................... ويطول مداد أسئلتي ومعها حيرتي .......
هل وقعتم في حيرتي من قبل؟
أعتقد أن مبتغاي قد وصلكم وفكرتي تجاوزت سطوري لأذهانكم ....
لافتة حمراء:
والشعر لب المرء يعرضه على المجالس إن كيسا وإن حمقا
ـ[ضاد]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 12:38 م]ـ
بكل بساطة:
نعترف بشاعرية الشاعر مهما كان معتقده ومذهبه, وننتقي من شعره من لا يتعارض مع ديننا, ونحن لا نقول بإبداع من يقول بما لا يرضاه الله, بل هو تجرؤ عليه تعالى, وما دون ذلك فكل مبدع بقدر.
ـ[غنْد]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 12:56 ص]ـ
أشكر لك أخي الكريم مرورك وإبداء رأيك ....
ولكن أنظر معي في قول شاعر وناقد الجميع يفخر به وهو الدكتور الشاعر عبد الرحمن العشماوي تأمل معي رده على من سأله عن رأيه في شعر نزار ..
(أما نزار قباني فشاعر مجيد من الناحية الفنية، له قصائده المتميزة من حيث صورها وإيقاعاتها، ومفرداتها، ولولا إسفافة الأخلاقي، وترويجة للتمرد على قيم الدين ومبادئه، لكان له في قلوب الناس موقع آخر.
والشعر – كما تعلم – كيان واحد يتكون من الشكل والمضمون، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر في الحكم على الشاعر.)
هل فعلا لايمكننا الفصل بين الشاعر وإبداعه؟
ـ[ضاد]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 01:03 ص]ـ
يمكن الفصل بأن يترك المبتذل من شعره, ونحن لما كنا في الثانوية ودرسونا معلقة امرئ القيس حذفوا منها الجزء "الفاحش" كأنه ليس فيها ودرسونا البقية. هذا ممكن. ولذلك نحن ندرس الشعر الجاهلي رغم كفر قائليه, ودرسونا شعر أبي نواس رغم فحشه وفجوره. أنا ضد تدريس مبتذل الشعر معنى ومبنى, ولكن إذا كان للشاعر قصائد أخرى تبرز شاعريته ويقبلها ديننا فلا بأس بذلك. أما نزار قباني, فالمسألة أكبر من الشعر, الرجل كان داعية إلى ما يقوله وهو مذهب قائم بذاته في الشعر والتفكير, ولذلك نفر منه المسلمون الملتزمون, ولكننا يجب أن ننصفه إذا وجدنا في شعره حسنا نقبله, وقد قيل أنه كتب قصيدة يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فكم منا يعرفها؟
ـ[غنْد]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 01:31 ص]ـ
أشكر تفاعلك مع الموضوع ..
ولكن القصيده التي نسبت له في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت أنها ليست له .. ولكننا دائما ما نربط أدب الإنسان بسيرة حياته هل الفصل بينهما في صالحنا كمستقبلين للرساله الأدبيه أم في صالح الشاعر الذي يغذي عقولنا بما يريد؟
ـ[أم أسامة]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 03:51 ص]ـ
بوركت أخيتي المبدعة ..
أسمحي لي أن أرحب بك في الفصيح أيتها المتميزة .. وإن كنت متأخرة.
وجدت رأيي في ثنايا رد الشاعر العشماوي ...
لما كنا في الثانوية ودرسونا معلقة امرئ القيس حذفوا منها الجزء "الفاحش" كأنه ليس فيها ودرسونا البقية.
مراعاة للمرحلة العمرية التي كنتم فيها حذفت الأبيات ... سبب الحذف بإعتقادي
ـ[غنْد]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 05:21 ص]ـ
أسعدني مرورك أيتها الدافئه .. شكرا لترحيبك .. وأشكرك على ردك أما كلمة (مبدعه) فهذه تحتاج لخياط حتى (يقيفها على مقاسي) ... فهي واسعه جدا .. أما من ناحية المناهج فبالتأكيد الحذف أولى ... ولكن مازالت الإشكالية قائمه ... دمتي بود ..
ـ[بائع الورد]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 12:18 ص]ـ
بوركتي غند
حيرة ..... حيرتني
هل أنا قاري متجرد وهل أنا للقائل مجرد
التجرد والتجريد يسمح بـ ...
- القبول بالإبداع وتمييز التجاوز
- فتح الأبواب لا بإيصادها .... الأبواب الموصدة لا تدخل النور
- بالانتقاء من روائع الورود .... ولبس قفاز وقاية من سموم الأشواك
- ركوب قارب نجاة وسط بحر ظلمات .. خيوط شمس تكشف مثمن الجواهر
- قراءة التحذيرات على طريق المغامرات .... الإنسان المتجرد والإنسان المجرد ... كل لا يتجزأ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بائع الورد]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 03:51 ص]ـ
احسنت
ـ[غنْد]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 05:59 ص]ـ
شاكرة مرورك أخي بائع الورد ... وأعتذر عن الحيرة التي سببتها حيرتي عسى أن تكون حيرة محمودة ...
وأرى أنك مع ضاد فيما ذهب إليه ..
ما توصلت إليه من ردك هو أن نتجرد من آرائنا السابقة والحكم على الأدب بكل تجرد ..
أي بنظرة خالية من التأثر المسبق بأي شيء ,,, وجهة نظر محل التقدير ,,,ولكن ألا ترى أن الأبواب المفتوحه عادة قد يدخل معها اللصوص .. وليس النور فقط؟؟؟ .. دمتم بود ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 10:23 ص]ـ
يجب أن تكون الرؤية واضحة عند الخوض في موضوع أي كان ..
فأرى أن الهدف من الموضوع ليس هو تقييم شاعرية رجل او نفيها عنه.
فنزار شاعر بكل مقاييس الشعر، أما هل نقرأ شعره أم لا؟ لمجرد أن فيه مايدعو الى الفساد
فأرى أن هذا الأمر مثله مثل أي عمل نقرأه ونستمتع به إن كان لطاغور أو شارلز ديكنز أو نزار أو غيره ..
نأخذ منه ماننتفع به ونتذوقه،ونترك مايسيء الى معتقداتنا بالدرجة الاولى ومن ثم إلى قيمنا.
أما الهجر والترك فلا يجدي لنا ولا لغيرنا، وخاصة أن العالم أصبح على قدر هاتف نضعه في جيبنا والله أعلم.
بوركت أخت غند على الموضوع وبارك الله كل من ساهم هنا ومن مر من هنا.
ـ[غنْد]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 10:54 م]ـ
أشكر مرورك أستاذي الغنام ..
نحن لا نختلف على شاعرية أي من العظماء .. ولكن إشكاليتنا في مضمون بعض أعمالهم .. ربما نكون نحن في حصانة مما يقولون ولكن (في عصر أصبح العالم على قدر هاتف) .. كيف نقدم هذه الحصانه لمن يقرأ لهم من طلبتنا؟ وكيف نستطيع أن نقيم هؤلاء الشعراء أمام النشء دون أن نقع في التناقض أمامهم وأمام أنفسنا؟ .. وأنتم تعلمون أن الجيل الذي نقوم بتدريسه لا يقتنع بسهوله بل ويعارض بكل حماس ... ربما نقلت حيرتي إلى جانب آخر ولكن أحببت أن أناقش موضوعي من كل زواياه ... شاكرة مرور الجميع ... دمتم بود ..
ـ[بائع الورد]ــــــــ[10 - 09 - 2008, 12:51 م]ـ
غنْد ......... بعد التحية
طرح مميز لحيرة واضحة .........
قلتي " ربما نكون نحن في حصانة مما يقولون "
هذه الحصانة نتاج الجرعات ألمتاحة والتي أعطيت للشخص خلال مراحل نموه العمري والفكري
توفير المعلم لمثل هذه الجرعات و أعطائها للنشء قد تساعد علي تحصينه.(/)
كتب في النقد الأدبي
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 12:32 م]ـ
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=category&id=146
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 06:53 م]ـ
شكرا على هذه الإفادة.
و المكتبات الالكترونية بدأت تنمو بشكل رائع في خدمة الباحثين.
ـ[اميمة الجزائر]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 06:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم شكر
ـ[المرقسي]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 03:26 ص]ـ
كل الشكر
ـ[المرقسي]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 03:45 ص]ـ
السلام عليكم يا رواد المنتدى الكرام
أقوم بإعداد بحث عن الموقف النقدي من شعر امرئ القيس
لا تبخلوا عليّ بأي موضوع أو بحث أو كتاب يتعلق بهذا الموضوع
ولكم جزيل الشكر ووافر الأجر
ـ[أنوار]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 03:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل .... وجعله في موازين حسناتكم ...
ـ[محاسب/ محمد عبد الرشيد على]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 01:41 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:13 م]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك وأثابك
ونفع بك الإسلام والمسلمين
مشاركة قيمة ...
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 10:14 م]ـ
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=category&id=146
الكتب الذي يتم تحميلها من هذه المكتبة تطلب رمز عند فك الضغط هلا وضعت لنا ذلك الرمز(/)
ما تحتمله القصيدة: بقلم الدكتور محمد الهادي الطرابلسي
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في إطار سنّة حميدة دأب عليها أعضاء منتدى الفصيح وهي تبادل المعارف والخبرات ارتأيت أن أنقل لكم هذه الدراسة الأسلوبيّة وأسال الله أن ينفعني وينفعكم بعلم نافع
http://www.zshare.net/download/18303574575c7986/(/)
ناقد سعودي يصدر كتاب عن الرواية النسائية السعودية ...
ـ[باشلار]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 02:49 م]ـ
كتاب: الرواية النسائية السعودية ـ خطاب المرأة وتشكيل السرد
تأليف: سامي جريدي*
مؤسسة الانتشار العربي بيروت 2008
كلمة الغلاف:
للكتابة النسائية إغراءاتها وللنقد غوايته، ولهذا الكتاب سيرته التي تحكي رحلته حين كان رسالة جامعية قيل عنها إنها أول دراسة عن الرواية النسائية السعودية وما تبع ذلك من مراجعات وإضافات اقتضتها متطلبات واعتبارات، ليخرج الكتاب من منهجية الجامعة ذات التقاليد العريقة العالية الأسوار إلى عالم آخر يشبه ذلك العالم الذي تبحث عنه المرأة في روايتها، بحيث لا يضيق الهامش ولا يطغى المتن، ولا يغيب المصدر المرجع، أو يلقي السطر السطر الذي تحته.
إن مفردات مثل العار والحرام والعيب والممنوع هي مفاتيح لقضايا لا تقل في تأثيرها عما يتحدث عنه العالم من قضايا الطبقية والاستعباد والعنصرية والاحتلال. ولهذا تتليس المسائل الاجتماعية كثيراً من المسائل ذات الطابع السياسي أو المعرفي من خلال عالم تضج رموزه الفنية بمعاني الرغبة في الخلاص. وإلى جانب هذا فقد رصدت الرواية النسائية جوانب مهمة من التحولات الاجتماعية والتغيرات الحضارية للمجتمع السعودي، ونقلت كثيراً من عاداته وتقاليده وأنماط معيشته ومشاكل حياته كما وقفت عند المسكوت عنه والمضمر في بنيته الثقافية.
والرواية النسائية ليست بريئة من كيد النساء ومكرهن اللغوي والفني الذي تجلى في التعاطي مع بعض الشخصياتن ومن خلال استخدام تقنيات معينة صح للمرأة معها أن تهز القناعات ليعيد المجتمع النظر في كثير من القضايا التي مضى حين من الدهر وهي لا تزال في أوضاع مقلوبة لا تتصالح مع حقائق الواقع الإنساني. ولهذا فإن البحث عن الخصوصية في أساليب تعامل الكاتبات مع الشخصيات وتيار الوعي وكيفية بناء اللغة وتأثيث الأمكنة ومواجهة الأحداث والزمن، كل هذه الأمور جديرة بأن تكون ضمن مستويات أفق التوقع لتلقي الكتابة النسائية.
• المؤلف ناقد سعودي أكاديمي مقيم ببريطانيا.
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 01:12 م]ـ
جميل.من ناحية اعادة الاعتبار للمرأة في عوالم الكتابة وخاصة الابداعية منها. اسالك اخي الفاضل.وهل قبل مثل هذا النوع من الكتابات في المجتمع السعودي على اعتبار انه متحفظ نوعا ما. وذلك على الخصوص المضمون الذي يحتويه هذا النوع من الكتابات.ام انها محضورة من النشر
ـ[باشلار]ــــــــ[25 - 09 - 2008, 10:53 م]ـ
جميل.من ناحية اعادة الاعتبار للمرأة في عوالم الكتابة وخاصة الابداعية منها. اسالك اخي الفاضل.وهل قبل مثل هذا النوع من الكتابات في المجتمع السعودي على اعتبار انه متحفظ نوعا ما. وذلك على الخصوص المضمون الذي يحتويه هذا النوع من الكتابات.ام انها محضورة من النشر
أتوقع أن المجتمع السعودي لم يعي جيّداً أهمية النوع الأدبي الذي تكتبه المرأة. علماً أن هناك زخم كبير من الاصدارات النسائية صدرت في السنوات الأربع الأخيرة بعضها ضعيف وبعضها الآخر قوي لم تنل حقها من الدراسة وهذا أمر يرتبط بأزمة النقاد السعوديين عن مواكبة الإبداع النسوي، حيث لا نستطيع أن نجد سوى هذا الكتاب المطبوع.
اشكرك سهى.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:48 م]ـ
الإبداع هو الإبداع بعيدا عن النظر لجنس المبدع.
هذا هو المفترض.
ـ[باشلار]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 12:32 ص]ـ
الإبداع هو الإبداع بعيدا عن النظر لجنس المبدع.
هذا هو المفترض.
رأي جميل.
لكن أرى أن هناك فرقا كبيرا بين الإبداع النسوي والإبداع الذكوري. وهذا موضوع تكلم فيه عدد كبير من النقاد والمفكرين ومن بينهم هذا المؤلف.
سعدت بمشاركتك الرائعة.
.
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 12:59 ص]ـ
أولاً الشكر لكم أستاذ باشلار على هذا النقل ..
وثانياً .. هذا الموضوع الأجدر به الإهمال فضلاً عن أن يكون له زاوية خاصة .. فهذا الكاتب لا يتحدث عن فن أدبي بذاته، بل يذهب من خلاله إلى الطعن في عقيدته ووطنه وتقاليده ومجتمعة .. فنحن لا نقيم تقاليد وعادات بقدر ما نقيم عقيدة وأسس راسخة تتبع كتاب الله وسنة رسوله:=**
ولا أظن أن هناك ديانة أعطت للمرأة حقها كما أعطاها الإسلام .. ثم كيف يؤلف كتاباً ولا يفرق بين الواقع والخيال .. فقد أكتب اليوم رواية تحكي حياة لص .. هل بالضرورة أن أكون لصاً لأعبر عما أريد .. وإلا فلن يقبل المجتمع تلك الرواية بدافع اللا مصداقية ...
وأود أن أشير إلى أن العقيدة ليست عقبة للإبداع، بل هي الدافع القوي لإبداع يرقى لأعلى المستويات الإنسانية والخلقية ..
ـ[باشلار]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 01:06 ص]ـ
اشكرك
جزيت خيراً.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 02:39 ص]ـ
قليلات هن النسوة اللاتي استطعن تشكيل خطاب أنثوي
بعيدا عن تمقص الخطاب الذكوري
وبعيدا عن الخطاب الحقوقي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 06:52 ص]ـ
لا أدري لماذا نقتطف أفكار النقد الحديث دون أن ننظر إلى جذورها، وأفكارها، وتاريخها
حركة الأدب النسوي، والنقد النسوي -بعد ذلك - قامت إثر دعاوى تحرير المرأة، وتظلمها من الرجل، بل إثر شعورها بالسلبية لتعلق تعريفها بالرجل.
لذا فإن أغلب تلك الدراسات التي تقدم عن النقد النسوي هي دراسات غير موضوعية بل دراسات انتقائية لاتشكل نظرية - رغم اختلافنا مع أفكارها - وهذه محنة النقد الحديث.
إنصافا فإن الجهد الجيد الذي قدمته حركة النقد النسوي هو الالتفات إلى التراث النسائي في أدبنا القديم وإن اختلفت دوافعه إلا أنه قدم شيئا جديدا.
تحيتي وتقديري(/)
لمحات من فكر الناقد الكبيرد. عِزّ الدين إسماعيل
ـ[وليد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لمحات من فكر الناقد الكبير
د. عِزّ الدين إسماعيل
لقد كان عِزّ الدين إسماعيل - رحمه الله - حريصًا على دراسة الأدب من منطلق تأثره وتأثيره في الظروف المحيطة به، وأعني: المجتمع، والأديب والمتلقي، واللغة.
فالأدب يتعلق بالمجتمع عنده، وقد خلص عندما تناول علاقة الأدب العربي الحديث بالتراث والمعاصرة إلى أن شعر التفعيلة لا يتعارض مع تراثنا، كما أن شعراء التفعيلة قد وظفوه. ولم يغفل الحديث عن وظيفة الأدب الاجتماعية معارضًا نظرية الفن للفن، كما يرى أن فائدة الأدب تتعلق بالإنسان والمجتمع. ولحظ أن الأدب يتأثر بالأحداث السياسية، وآمن أن الثورات العربية أضافت مضامين جديدة لشعرنا، ولكنه بالغ عندما وصف مضامينه قبلها بالخاوية، كما ربط ظهور شعر التفعيلة بتلك الثورات. وتحدَّث عن أدب المقاومة الفلسطينية، وكان آخر رأييه فيه أنه ليس ثوريًّا، ويرى أن أبرز العيوب التي يقع فيها أدباء المقاومة هي: نظرة التفرُّد التي يشعرون بها تجاه أدبهم، والتكرار، والخطابية.
أما فيما يتعلق بالأديب فقد درس عِزّ الدين العملية الإبداعية، وعرض وناقش كثيرًا من العوامل التي قد ترجع إليها، ويرى وجود نظرتين حول علاقتها بنقد ما ينتج عنها من عمل إبداعي. إحداهما تؤمن بترابطهما، وهو من أنصارها، والأخرى لا تربط بينهما. واهتمام عز الدين بالأديب دعاه إلى أن يحلل شخصيات بعض الأدباء، ومن ذلك تحليله شخصية الشاعر صلاح عبد الصبور، وتفسيره أيضًا عدمَ وجود المسرح عند العرب القدماء، وتفسيره المقدمةَ الطللية في شعرهم، وذلك من خلال تحليل شخصيات الشعراء الجاهليين. واهتم عِزّ الدين بالمتلقي، وطغى المنهج النفسي على آرائه التي كانت قبل تبلور نظرية التلقي، ثم ظهر تأثره بنظرية التلقي عندما حاول تأصيلها بدراسة تلقي الشعر في التراث العربي.
واللغة مادة العمل الأدبي، فلا عجب أن يهتم بها، وكان ينوه بأهمية موسيقى الشعر، ولذا رفض قصيدة النثر، ولكنه يفضل صراحة شعر التفعيلة على الشعر العمودي مستندًا إلى بعض العلل الجمالية والنفسية. وسار سيرًا مقارنًا أيضًا عندما درس الصورة الشعرية، فقد قارن بينها وبين الصور الفنية الأخرى، وأشار إلى أن الأولى تتميز بأنها زمانية مكانية، وحسية، ورمزية تعبيرية. كما قارن بين الصورة الشعرية القديمة والحديثة، ويرى أن الأخيرة لا تتقيد بنيتها التركيبية بعنصر المكان الواقعي، كما أنها موظفة نفسيًّا لخدمة النص، وبعيدًا عن الشعر نجده قد درس لغة النثر الفني، وبالمناسبة فقد قارن بين لغتيهما، وقارن بين لغتي النثر الفني ونثر الحياة اليومية، ونشير إلى أنه لا يمنع استخدام العامية في النثر الفني، ومن النثر الفني درس لغة القصة، وهذا يتمثل بدراسته المتعلقة بجانبي الشعرية والموضوعية في عدد من القصص، وقد وضح الملامح الأسلوبية التي تميز كل جانب عن الآخر.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 07:05 م]ـ
شكرا جزيلا لك أستاذ وليد تسليطك الضوء على فكر د. عز الدين -رحمه الله- بصورة محايدة.
ـ[باشلار]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 12:46 ص]ـ
جدا شيء رائع أن نكتب عن أدباء كبار مثل الدكتور عزالدين اسماعيل رحمه الله
لكن كنت أود أن تكون هناك في موضع آخر عرض موسع لمحاور تناقش مؤلفات وسيرة هذا الناقد الكبير.
جزيت خيرا يا وليد على هذه اللمحات الجميلة.(/)
قواعد
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 11:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هي قواعد نقد أي نص: شعريا كان أم نثريا؟ أي هل هناك خطوات نخطوها لكي نصل إلى النقد؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 09 - 2008, 10:11 م]ـ
كعادتي ما زلت أنتظر.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 07:59 ص]ـ
أخي الأديب اللبيب
أرجو منك ألا تسأل أسئلة كهذه فهي صعبة للغاية.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 08:00 ص]ـ
أخي الأديب اللبيب
أرجو منك ألا تسأل أسئلة كهذه فهي صعبة للغاية.
حسنا أخي
لن أعيدها مرة أخرى، بل سأسأل وأجيب مرة واحدة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:46 م]ـ
للتمكن من نقد نص أدبي يجب أن يلمّ الناقد بأمور، منها:
التذوق الفني؛ فيكون للناقد نظرته الفنية الجيدة.
ثم يأتي أمر الإلمام بأمور اللغة وعلومها المختلفة / من نحو و صرف و بلاغة وموسيقى .. الخ.
هناك كتاب يفيد في تطوير مهارة النقد والتحليل للنصوص:
تحليل النص الأدبي بين النظرية و التطبيق، محمد المصري و مجد البرازي.
القراءة و القراءة ثم القراءة. مهمة جدا للمبدع وللناقد.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 10:53 م]ـ
للتمكن من نقد نص أدبي يجب أن يلمّ الناقد بأمور، منها:
التذوق الفني؛ فيكون للناقد نظرته الفنية الجيدة.
ثم يأتي أمر الإلمام بأمور اللغة وعلومها المختلفة / من نحو و صرف و بلاغة وموسيقى .. الخ.
هناك كتاب يفيد في تطوير مهارة النقد والتحليل للنصوص:
تحليل النص الأدبي بين النظرية و التطبيق، محمد المصري و مجد البرازي.
القراءة و القراءة ثم القراءة. مهمة جدا للمبدع وللناقد.
ونطق الحجر، وعودا حميدا لك.
كنت وما زلت أعرف الإجابة، وكان غرضي من وضع السؤال استقطاب عددا من الأعضاء لننهض بالمنتدى، ليكون هذا الموضوع انطلاقا لما وضعته لاحقا بعنوان: ماذا ترى في النص.
ولكن لما لم يتفاعل أحد تركت هذا الموضوع وذاك.
أما عن كيفية نقد النص فهي تتطلب كما ذكرته يتطلب إلماما بعلوم العربية المختلفة.
وتنظر أولا إلى القصيدة فتحاول أن تقسم النص إلى عدة أقسام وتعنون كل قسم، ثم تنظر إلى المعاني المستغلقة فتحاول أن تفهمها، ثم تنظر إلى الصور البلاغية والتراكيب وتستخرجها، ثم تنظر هل جدد الشاعر في قصيدته أم أنه لم يجدد، ثم انظر للصور والتراكيب وحاول أن تنقدها، مع مراعاة مفهوم النقد وهو: أن تبين المحاسن والمساوئ، لا المساوئ فقط ...(/)
رابطة أدباء الشّام: تعنى بقضايا الأدب والإنسان
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 11:45 م]ـ
http://www.odabasham.net/cat.php?catid=10
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[24 - 09 - 2008, 12:11 ص]ـ
أنعم وأكرم بها من رابطة .. وأنعم وأكرم بالقائمين عليها!
وشكرا للأخ مروان الأدب على إيراد الرابط.(/)
اهتمام النقاد العرب بأدب الطفل ...
ـ[باشلار]ــــــــ[25 - 09 - 2008, 10:17 م]ـ
تعتبر قضية أدب الطفل من القضايا التي لم تأخذ حقها من اهتمام الأدباء والنقاد العرب، ولعل هذه المسألة ترتبط بأزمة ثقافية أخرى تقول أن الطفل العربي لا يقرأ. ففي إحصائية حديثة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" وجد أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة، وأن مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية مجتمعة من ورق ومستلزمات الطباعة أقل من استهلاك دار نشر فرنسية واحدة.
كما يذكر بعض المؤرخين أن بداية تاريخ الكتابة للطفل في مصر كانت مع حركة التنوير التي نادي بها محمد علي، فلقد أصدر رفاعة الطهطاوي وهو من رواد النهضة المصرية مجلة للأطفال بعنوان "السمير الصغير"، كما قدم أول كتاب للطفل العربي بترجمته لقصة "عقلة الإصبع" عن الإنجليزية، وقد بدأ أدباء ومربون في مصر وسوريا والعراق بالكتابة للطفل منذ بداية القرن العشرين.
بينما يتفق غالبية مؤرخي الأدب أن بداية أدب الطفل كانت في بريطانيا في منتصف القرن الثامن عشر عندما أصدر جون نيوبري أول كتاب ألف خصيصًا للأطفال عام 1744م.
أين هو أدب الطفل من اهتمام النقاد العرب؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:51 م]ـ
أدب الطفل للأسف يحبو عندنا ولم يشتدّ عوده مقارنة بالفروع الأخرى من الآداب. المهتمون به قلة رغم الحاجة إليه؛ متناسين أن رقي أمة مرهون بتعليم و أدب أطفالها وشبابها.
ـ[باشلار]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 12:17 ص]ـ
أدب الطفل للأسف يحبو عندنا ولم يشتدّ عوده مقارنة بالفروع الأخرى من الآداب. المهتمون به قلة رغم الحاجة إليه؛ متناسين أن رقي أمه مرهون بتعليم و أدب أطفالها وشبابها.
كلامك صحيح.
اشكرك على المشاركة المفيدة.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 04:51 م]ـ
أسمعت بالشاعر سليمان العيسى
لديه ديوان كامل للأطفال
واطفال سوريا يحفظون شعره واناشيده لأنها في الكتب المدرسية
مثلا هذا النشيد الذي أحفظه من الصف الاول الابتدائي:
ماما ماما يا أنغاما
تملأ قلبي بندى الحب
أنت نشيدي عيدك عيدي
بسمة أمي
سر وجودي
أنا عصفور ملأ الدار
قبلة ماما ضوء نهاري
أفتح عيني
عند الفجر
فأرى ماما
تمسح شعري
أهوى ماما
أفدي ماما
وهذا:
الرسام الصغير
أرسم ماما
أرسم بابا
بالألوان
أرسم علمي
فوق القمم
أنا فنان
...
أنا صياد اللون الساحر
أرض بلادي كنز مناظر
دعنى أرسم
ضوء النجم
دعنى أرسم
لون الكرم
اكتب شعراً
بالألوان
أحيا حراً
أنا فنان.
وهذا:
فلسطيني داري
فلسطين داري
ودرب انتصاري
تظل بلادي
هوى في فؤادي
ولحناً أبياً
على شفتيا
وجوه غريبة
بأرضي السليبة
تبيع ثماري
وتحتل داري
وأعرف دربي
ويرجع شعبي
إلى بيت جدي
إلى دفء مهدي
فلسطين داري
ودرب انتصاري
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[22 - 10 - 2008, 04:46 م]ـ
جزيتم خيرا موضوع مهم جدا ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 05:02 م]ـ
وهذا حديث دار بيننا حول أدب الطفل
http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36915
ـ[باشلار]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 06:23 م]ـ
أسمعت بالشاعر سليمان العيسى
لديه ديوان كامل للأطفال
واطفال سوريا يحفظون شعره واناشيده لأنها في الكتب المدرسية
مثلا هذا النشيد الذي أحفظه من الصف الاول الابتدائي:
ماما ماما يا أنغاما
تملأ قلبي بندى الحب
أنت نشيدي عيدك عيدي
بسمة أمي
سر وجودي
أنا عصفور ملأ الدار
قبلة ماما ضوء نهاري
أفتح عيني
عند الفجر
فأرى ماما
تمسح شعري
أهوى ماما
أفدي ماما
وهذا:
الرسام الصغير
أرسم ماما
أرسم بابا
بالألوان
أرسم علمي
فوق القمم
أنا فنان
...
أنا صياد اللون الساحر
أرض بلادي كنز مناظر
دعنى أرسم
ضوء النجم
دعنى أرسم
لون الكرم
اكتب شعراً
بالألوان
أحيا حراً
أنا فنان.
وهذا:
فلسطيني داري
فلسطين داري
ودرب انتصاري
تظل بلادي
هوى في فؤادي
ولحناً أبياً
على شفتيا
وجوه غريبة
بأرضي السليبة
تبيع ثماري
وتحتل داري
وأعرف دربي
ويرجع شعبي
إلى بيت جدي
إلى دفء مهدي
فلسطين داري
ودرب انتصاري
شيء رائع نص الشاعر (سليمان العيسى)
اشكرك بحر الرمل.
ـ[باشلار]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 06:24 م]ـ
جزيتم خيرا موضوع مهم جدا ..
وجزيت ألف خيرا على المرور
ـ[سمية ع]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 12:19 م]ـ
أدب الطفل موضوع مهم جدا ولكنه مازال عندنا مُهمشا بعض الشيء .. ؟
ـ[سمية ع]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 12:26 م]ـ
أسمعت بالشاعر سليمان العيسى
لديه ديوان كامل للأطفال
واطفال سوريا يحفظون شعره واناشيده لأنها في الكتب المدرسية
مثلا هذا النشيد الذي أحفظه من الصف الاول الابتدائي:
ماما ماما يا أنغاما
تملأ قلبي بندى الحب
أنت نشيدي عيدك عيدي
بسمة أمي
سر وجودي
أنا عصفور ملأ الدار
قبلة ماما ضوء نهاري
أفتح عيني
عند الفجر
فأرى ماما
تمسح شعري
أهوى ماما
أفدي ماما
وهذا:
الرسام الصغير
أرسم ماما
أرسم بابا
بالألوان
أرسم علمي
فوق القمم
أنا فنان
...
أنا صياد اللون الساحر
أرض بلادي كنز مناظر
دعنى أرسم
ضوء النجم
دعنى أرسم
لون الكرم
اكتب شعراً
بالألوان
أحيا حراً
أنا فنان.
وهذا:
فلسطيني داري
فلسطين داري
ودرب انتصاري
تظل بلادي
هوى في فؤادي
ولحناً أبياً
على شفتيا
وجوه غريبة
بأرضي السليبة
تبيع ثماري
وتحتل داري
وأعرف دربي
ويرجع شعبي
إلى بيت جدي
إلى دفء مهدي
فلسطين داري
ودرب انتصاري
واطفال الجزائر أيضا يحفظون شعر واناشيد الشاعر الكبير سليمان العيسى لأنها في كتبنا المدرسية أيضا، اضافة إلى أشعار كوكبة من شعرائنا الذين يهتمون بأدب الطفل أمثال محمد الأخضر السائحي ووو ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باشلار]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 03:18 ص]ـ
أدب الطفل موضوع مهم جدا ولكنه مازال عندنا مُهمشا بعض الشيء .. ؟
أنا معاك في هذه النقطة.
فمازال مهمشاً هذا النوع من الأدب.
اشكرك على الرد.
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 11:37 م]ـ
ثمة كتاب غاية في الروعة للاستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي للرئيس اليمني اسمه " الوجه الضائع دراسات في الادب العربي ادب الطفل "
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 11:08 م]ـ
شرآ آخي على طرح هذآ الموضوع ..
لكن وبصرااحه آدب الطفل مهمشاااااً
ليس هناك من يهتم به ..
امرأه ذهب مع زوجها لأمريكا بعثه ..
وجدت ان الطفل الرضيع له قصص مخصصه ..
>> ليست كتابات بل صور والوان بآشكال تجذب الطفل ..
وتحببه عندما يكبر للقرآه ..
لكن للأسف ليس لدينا اي اهتمام للطفل بصراحة ..(/)
ماذا ترى في النص؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 08:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نظرا لأهمية تعلم النقد العملي وليس النظري رأيت أن أضع نصا، وكلٌّ يدلي فيه بدلوه.
قال الشاعر:
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً ...... يتجنَّى على الرياح الذُّنوبا
طيلسانٌ إذا تنفستُ فيه صاحَ ...... يشكو الصَّبا ويشكو الجنوبا
وتهب الرياحُ في أرض غيري ...... فتهب الفُزورُ فيه هُبوبا
تتغنى إحدى نواحيه صوتاً ...... فتشقُّ الأخرى عليه الجيوبا
فإذا ما عَذَلتُهُ قال مهلاً ...... لن يكونَ الكريمُ إلا طروبا
طال رَفْوي له فأودى بكسبي ...... يا ابن حرب تركتني محروبا
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[13 - 10 - 2008, 01:29 م]ـ
شكرا اخي الكريم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 03:04 م]ـ
أخي العزيز النص وحده لا يكفي من هو الشاعر وماذا عن حياته وسيرته الذاتية وفي اي عصر وما هي الظروف السياسية والاجتماعية
كل هذا يجب أن يكون في عين الاعتبار
ـ[أم أسامة]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نظرا لأهمية تعلم النقد العملي وليس النظري رأيت أن أضع نصا، وكلٌّ يدلي فيه بدلوه.
قال الشاعر:
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً ...... يتجنَّى على الرياح الذُّنوبا
طيلسانٌ إذا تنفستُ فيه صاحَ ...... يشكو الصَّبا ويشكو الجنوبا
وتهب الرياحُ في أرض غيري ...... فتهب الفُزورُ فيه هُبوبا
تتغنى إحدى نواحيه صوتاً ...... فتشقُّ الأخرى عليه الجيوبا
فإذا ما عَذَلتُهُ قال مهلاً ...... لن يكونَ الكريمُ إلا طروبا
طال رَفْوي له فأودى بكسبي ...... يا ابن حرب تركتني محروبا
أظن أن قائل الأبيات الصولي ...
وهو من شعراء العصر العباسي .........(/)
أتمنى أن أجد إجابة لهذا السؤال: (ماالخيال العلمي؟)
ـ[سديم2001]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 07:29 ص]ـ
قد لا يخفى على الكثيرين من رواد هذا المنتدى الجميل مفهوم الخيال العلمي في الأدب (وخاصة الرواية)
لكن الذي أطمح فيه هو كتاب تناول هذه القضية ولو بإلماحة سريعة، أو عرّفها على أقل الأحوال ..
أريد أن أوثق المعلومات (حفظكم الله) .. فمن لهااا .. ؟؟
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, وبعد؛
لتوثيق معلومات عن الخيال العلمي, و للاستزادة منها؛ ينظر:
مقدمة "أرشيف الغد " العدد 40؛ من سلسلة فانتازيا للكاتب د. أحمد خالد توفيق.
و التفصيل على الرابط التالي:
خيال علمي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A)
و انظري تصنيف هذا الباب في الموسوعة الحرّة (ويكبيديا):
الخيال العلمي: تعريف و تصنيف.
و للتوثيق من المجلات المختصة؛ ينظر:
مجلة الخيال العلمي
و هي مجلة حديثة صدر العدد الأول منها في هذا العام 2008م عن وزارة الثقافة -سوريا ( http://sana.sy/ara/9/2008/09/04/191342.htm).
و اقرئي ـ إن شئت ـ:
مفهوم الخيال العلمي ( http://www.cinemac.net/forum/showthread.php?t=255547)
و ينظر كتاب:
المعقول واللامعقول في الأدب الحديث
المؤلف:
كولن ولسون
المترجم:
أنيس زكي حسن
التوفر:
عدد الاجزاء: 1
سنة النشر: 2006
الطبعة رقم: 1
الناشر: دار الآداب
صفحة: 296
القياس: 17 cm x 24cm
الغلاف: عادي
و من هنا ( http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=4031) يمكن الحصول على نسخة منه.
وفقك الله!
ـ[سديم2001]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 07:20 ص]ـ
شااااااكرة لك د. علي ولمعلوماتك الثرية ..
وفي انتظار المزيد من الإخوة والأخوات.(/)
آراؤكم وملاحظاتكم
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 11:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بداية هذا الفصل الدراسي في السنة التمهيدية للماجستير قرر الدكتورفي مادة النصوص لامية العرب للشنفرى وأنا أريد شروحات ومؤلفات حولها أريد أن يكون عندي معلومات بسيطة حولها لأن القصيدة بصراحة لم أقرأ تحليل لها قبل ذلك.
ولكم كل الشكر
ـ[ورّاق]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 01:01 ص]ـ
انظر كتاب (الشعر الجاهلي حصاد قرن) للدكتور عفيف عبدالرحمن، ففيه مايجيب على استفسارك. أو انظر كتابه (مكتبة الأدب الجاهلي).
الدراسات حول هذه القصيدة متعددة، وهي تتسم بتنوع مناهجها.
تحياتي
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 11:16 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... حياك الله أخي ياسرًا، وأسأل الله أن ينير طريقك بالعلم والعبادة، وأن يسهل طريقك لتنال ما تحب.
سعداء بوجودك معنا.
أما عن سؤالك فأستاذكم رائع في اختياره ما شاء الله!
وقصيدة الشنفرى هذه عظيمة رائعة، وسأعطيك كتابًا يغنيك عن كل الكتب، واسمه:
شروح لامية العرب
للعلماء الأجلاء المبرد والزمخشري وابن عطاء الله وابن زاكور المغربي.
شرح وتحقيق الأستاذ الدكتور حسن هنداوي.
وهذا الكتاب موجود في مكتبة التدمرية إن كنت من أهل الرياض.
دعواتي لك بالتوفيق.
ولا تنس شراء ديوان الشنفرى.(/)
الرجاء المساعدة .. !!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 11:04 م]ـ
أريد رابطا لتحميل كتاب "علم الجمال" لكروتشيه
سواء كان بالعربية أم بالإنكليزية ...
وشاكر لكم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 08:29 ص]ـ
للأسف أستاذ بحر الرمل لم أجد بغيتك؛ فقد بحثت في المكتبات الكثيرة دون نتيجة.
إن وجدته أرجو وضعه هنا للفائدة.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 04:09 م]ـ
أشكرك جزيل الشكر ..
وأنا كذلك سأبحث وإن وجدته سأضعه لتمام الفائدة ...(/)
انقد البيت التالي
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 11:12 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام هذه فكرة اود من خلالها ان اضع بيتا
للنقد ينقده العضو و يضع بيتا اخر للنقد
(هذه فكرة طرحتها في منتدى سابق)
سابدا
و قد اتناسى الهم عند احتضاره ..... بناج عليه الصيعرية مكدمِ
ـ[أريام]ــــــــ[11 - 11 - 2008, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصيعرية صفة للنوق وليست للجمال لذا أخطأ الشاعر في وصف الجمل بها ونتمثل بذلك قول طرفة عندما استمع الى بيت الشعر: استونق الجمل
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 10:18 م]ـ
نعم اختي اريام
انقد هذا البيت
اهيم بدعد ما حييت ... فو اسفا من يهيم بها بعدي
(النص فيه خطأ اعلم ذلك)
ـ[الباز]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 10:38 م]ـ
انقد هذا البيت
اهيم بدعد ما حييت ... فو اسفا من يهيم بها بعدي
(النص فيه خطأ اعلم ذلك)
سمع عبد الملك هذا البيت فعابه و عاب قائله، فقيل له: فكيف كنت قائلاً في ذلك يا أمير المؤمنين؟
فقال كنت أقول:
أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت =فلا صلحت دعدٌ لذي خلةٍ بعدي
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 09:33 ص]ـ
نعم اخي الباز لكني اظن ان سكينة بنت الحسين من قالت ذلك
و شاعر اخر انتقده بانصراف غيرته
و الان الى هذا البيت
هذا ابن عمي في دمشق خليفة ...... لو شئت لساقكم اليه قطينا
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 10:49 ص]ـ
(هذا ابن عمي في دمشق خليفة ...... لو شئت لساقكم اليه قطينا) ..
هذا البيت لجرير أنشأه في مدح الخليفة عبد الملك .. فلما سمعه عبد الملك قال: مازاد على أن جعلني شرطياً .. لو قال: لو شاء لسقتهم إليه قطينا ..
كذلك أخطأ جرير عندما أسند الفعل (شئت) لنفسه وجعل الخليفة شرطياً عنده. وهذا لا يليق بمقام الخليفة ..
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 11:41 ص]ـ
نعم اختي انوار
و الان الى هذا البيت
فاسبطرت تشتد في اثري ...... تسال اهل الطواف عن عمرِ
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 04:57 م]ـ
نعم اختي انوار
و الان الى هذا البيت
فاسبطرت تشتد في اثري ...... تسال اهل الطواف عن عمرِ
لعله حين جعلها المتلهفة, وهي التي تجري وراءه, بينما كان عليه أن يجعلها متمنعة حيية شأنها شأن أي فتاة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 07:01 م]ـ
نعم اختي انوار
و الان الى هذا البيت
فاسبطرت تشتد في اثري ...... تسال اهل الطواف عن عمرِ
1 / تشتد: أجاد الشاعر في وصف شدة تلهفها عليه بهذه الكلمة، فتستطيع بواسطة هذه الكلمة أن تتخيلها أمامك تأتي وتروح في غداة وعشي، وقت راحة الناس ووقت شغلهم، وما ذاك إلا لشدة تلهفها على عمر.
2 / أثري: كأنه يوحي إلينا بأن المكان الذي ينزل فيه يعلم به كل الذين بذاك المكان.
3 / تسأل: لما بحثت وأتت وجاءت وذهبت وولت لم تستطع إخفاء حبها لمن تبحث عنه، ففي بداية الأمر هي أخذت تبحث دون علم أحد لئلا يعلم أمرها، فلما لم تجده لم تستطع كتمان حبها بل ضربت بالسكوت عرض الحائط وأخذت تسأل الناس عنه مخافة عدم إدراكه.
4 / أهل الطواف: خص سؤالها عنه في مكان ضيق حسيا، ولو وسع مجال سؤالها عنه لكان أفضل من وجهة نظري، حتى يتصور لنا أنها سألت مكان تواجده فما لم تجده أخذت تزحف يمنة ويسرة وتتوسع في رحاب الأرض تسأل عنه.
5 / عن عمر: حتى لا يشك مستمع أن الذي تبحث عنه شخص آخر - زوجها أو والدها ... - من شدة البحث، فأراد أن يثبت في الأذهان أن الذي تبحث عنه هو عمر، لا أحد غيره.
ولعل هذا البيت يوضح لنا قول النقاد الذين قالوا:
إن أول من جعل النساء يتغزلن به هو عمر بن أبي ربيعة، خلافا لمن سبقه.
ـ[الباز]ــــــــ[29 - 11 - 2008, 11:18 م]ـ
نعم اخي الباز لكني اظن ان سكينة بنت الحسين من قالت ذلك
و شاعر اخر انتقده بانصراف غيرته
أخي الكريم أنت أديب ما شاء الله تملك رصيدا هائلا من المعرفة و الأدب
و لهذا فإني أربأ بك عن اعتقاد السوء في آل البيت رضي الله عنهم
فما الروايات التي امتلأ بها الأغاني للأصفهاني إلا كذب فاضح ..
إذ كيف يعقل من سليلة بيت النبوة و ابنة سيد الشهداء
الحسين بن علي رضي الله عنه أن تكون بهذه الصفات التي ترويها عنها الحكايات و الخرافات ..
إذا كان ما يروى عنها من اختلاط بالشعراء و تعاط للغزل عفيفه وماجنه
لا يُصدّق عن أدنى المسلمات و أقلهن شرفا و دينا فكيف نُصدقه و قد ورد عن
سليلة بيت النبوة و ابنة سيد الشهداء ..
و لك و لجميع إخوتي هذه الروابط بخصوص الموضوع
عسى أن ينفع الله بها:
كتاب سكينة بنت الحسين للدكتورة بنت الشاطئ ( http://www.4shared.com/get/59590327/7f4b7378/___online.html)
رابط لبحث حول كتاب:
السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني ( http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=9028)
ملاحظة:
هذا العنوان (السيف اليماني في نحر الاصفهاني صاحب الاغاني) فهو كتاب
لوليد الاعظمي ارجو ممن يعرف رابطه أن يرفعه لنا لأنه كتاب رائع
تحيتي و تقديري للجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 09:31 ص]ـ
اخي الباز هذا ليس سوءا بال البيت
رضي الله عنهم و اختلاطها لم يكن مباشرا بهم فاما
ان كانت تسمع بما ذكر فتبدي رايها و اما
كان الحوار من وراء حجاب و الكل يعلم ان دراسة
الشعر امر جائز و لا يجلب اي عيب لاهل البيت-حاشهم الله سبحانه-
بل على العكس يجلب لهم الفخر و العزة و هذا امر
من العلم الذي يجعلنا نتشجع عليه ايضا و لا بد
اننا نعلم ان الشعر منه الحمكة
ـ[أنوار]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 11:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الباز ... وجعله في موازين حسناتكم ...
أخي الكريم .. هل تعلم كتاب للدكتور محمود شاكر ... تحدث من خلاله عن مرويات الأصفهاني ..
أرجوا منكم الإفادة ... إن كان ذلك في أحد كتبه أو من خلال مقالاته .... ولكم الشكر ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 12:18 م]ـ
أخي صالح لعلك نسيت أمر البيت القادم؟
ـ[الباز]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 08:32 م]ـ
اخي الباز هذا ليس سوءا بال البيت
رضي الله عنهم و اختلاطها لم يكن مباشرا بهم فاما
ان كانت تسمع بما ذكر فتبدي رايها و اما
كان الحوار من وراء حجاب و الكل يعلم ان دراسة
الشعر امر جائز و لا يجلب اي عيب لاهل البيت-حاشهم الله سبحانه-
بل على العكس يجلب لهم الفخر و العزة و هذا امر
من العلم الذي يجعلنا نتشجع عليه ايضا و لا بد
اننا نعلم ان الشعر منه الحمكة
أخي الكريم لا تعتقد أن الكلام كان موجها لك شخصيا
و إنما هو للجميع و أوّلكم نفسي ..
فمن منا لم يكن مخدوعا بأباطيل كتاب الاغاني و غيره
من الكتب التراثية-التي و إن كانت قيمتها الفنية الادبية عظيمة-
إلا أنها قد جمعت الغث و السمين و كثيرا من أخبار القصاص
و السمار غير الموثوق بعلمهم و روايتهم .. بل و المعروفين بكذبهم
و تدليسهم ..
تحيتي و تقديري لك أخي الكريم
ننتظر ابياتك القديمة
ـ[الباز]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 09:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الباز ... وجعله في موازين حسناتكم ...
أخي الكريم .. هل تعلم كتاب للدكتور محمود شاكر ... تحدث من خلاله عن مرويات الأصفهاني ..
أرجوا منكم الإفادة ... إن كان ذلك في أحد كتبه أو من خلال مقالاته .... ولكم الشكر ..
آمين .. و لك بمثل ..
شكرا لك أختي الكريمة أنوار ..
هذان الرابطان فيها جمهرة مقالات الاستاذ محمود شاكر
جمهرة مقالات الاستاذ محمود شاكر
الجزء الاول
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=download&id=4949&mirror=6
الجزء الثاني
http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=download&id=4949&mirror=7
كلمة السر لفتح الملفين: tipsclub
و هذا كتاب اباطيل و أسمار
http://www.4shared.com/file/67349217/d8d55e14/___-__1__2______.html
لكني لست أدري إن كان فيها الكتابين نقد لمرويات الأصفهاني
أرجو لك الفائدة منهما
تحيتي و تقديري
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 12 - 2008, 05:10 م]ـ
ليضع أحدكم بيتا فقط لنرى ما فيه، إلى أن يعود أخي صالح.
ولا أرى أن أعيد موضوعي السابق:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38739
فقد بدأ الأخوة هنا، فأرجو أن تكملوا.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 04:14 ص]ـ
هاكم البيت حتى نعود لصلب الموضوع
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ..... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 10:54 م]ـ
شكرا للجميع و اسف لتاخري بالرد
اما عن البيت الذي وضعه اخي نعيم
فانه لم يمر علي و لا اعرف النقد الموجه له
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 11:15 م]ـ
شكرا للجميع و اسف لتاخري بالرد
اما عن البيت الذي وضعه اخي نعيم
فانه لم يمر علي و لا اعرف النقد الموجه له
وما المانع أخي من أننا لا نعرف النقد الموجه له، بذلك يكون الإبداع، لينطلق كل منا بما يراه، لنرى فيما رأى.
ولتبدأ أنت أخي المبارك، أو ليبدأ أخي نعيم فإني منذ فترة لم أره، أو لتبدأ أنت، نعم أنت يا من تقرأ الآن، هيا ابدأ لنبدأ.
ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 04:03 م]ـ
السلام عليكم ...
رأيي أن ننقد أي بيت ليس بالضرورة أن يكون من الأبيات التي عرفت بخطإٍِ مآ .. فالنقد يحتمل الوجهين الجيد والرديء ...
دمتم بخير ........
ـ[الباز]ــــــــ[06 - 12 - 2008, 02:38 ص]ـ
هاكم البيت حتى نعود لصلب الموضوع
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ..... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
بيت رائع فيه فيه طباق بين ابتلت و جفت
و هي مقابلة رائعة بين جفاف الجوانح و هموع الدمع ( ops
ـ[الباز]ــــــــ[06 - 12 - 2008, 02:41 ص]ـ
بيت جديد للنقد:
تُواهِقُ رجلاها يَداه و رأسهُ=لَها قَتَبٌ فَوقَ الحقيبَة رادِفُ
الرجاء من الناقد أن يكتب البيت بعد نقده
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 11:29 م]ـ
والله اخوتي الكرام جزيل الشكر لكم
و انا قلت اني وضعت في الفكرة في منتدى سابق
و هي فكرة شخصية و لاقت نجاحا كبيرا و كان
موضوعا مميزا و لا ادري هل تسمح الادارة بوضع الرابط
و ها هو الرابط
http://www.qudsst.com/forum/showthread.php?t=36471
ام لا لكن ساضعه و ان كان ممنوع فليحذف
و كل عام و انتم بخير و خبرتي بالنقد قليلة و ان كنت صاحب الفكرة
فانا لا اعرف النقد الموجه لاخر بيت وضع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 07:58 ص]ـ
أخي صالح أصلح الله حالنا وحالك
احضر كل يوم هاهنا وسأكون معك - بإذن الله وقوته -، ضع بيتا وقل لنا ما تراه فيه، ودعنا نقول رأينا، ثم ضع البيت الثاني وهكذا.
مع ملاحظة أنه ليس مشروطا وضع بيت نُقد من قبل النقاد، لندع للإبداع محل.
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 07:12 م]ـ
شكرا اخي اللبيب و يتعذر علي
الحضور هنا بشكل دائم و اسف للتقصير
ـ[أبومصعب]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 08:34 م]ـ
بيت جديد للنقد:
تُواهِقُ رجلاها يَداه و رأسهُ=لَها قَتَبٌ فَوقَ الحقيبَة رادِفُ
الرجاء من الناقد أن يكتب البيت بعد نقده
بارك الله فيكم
رفع الرجلين واليدين ولم تدع لذلك ضرورة، والبيت من شواهد الكتاب
والمواهقة أن تسير مثل سير صاحبك.
ـ[الباز]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 08:45 م]ـ
بارك الله فيكم
رفع الرجلين واليدين ولم تدع لذلك ضرورة، والبيت من شواهد الكتاب
والمواهقة أن تسير مثل سير صاحبك.
ألف شكر أخي أبو مصعب
أصبت كبد الحقيقة ..
و اضيف أنه جاء في رسالة الغفران للمعري:
"وكان في عزمي أن أسألك عمّا حكاه سيبويه في قولك:
تواهق رجلاها يداه، ورأسه ** لها قتبٌ خلف الحقيبة رادف
فإنَّي لا أختار أن ترفع الرِّجلان واليدان، ولم تدع إلى ذلك ضرورةٌ ..
لأنِّك لو قلت: "تواهق رجليها يداه" لم يزغ الوزن ..
ولعلَّك إن صحَّ قولك لذلك أن تكون طلبت المشاكهة وهذا المذهب يقوى
إذا روي: "يداها" بالإضافة إلى المؤنَّث، فأمَّا في حال الإضافة إلى ضمير المذكَّر فلا قوَّة له"
ألف شكر
ـ[أبومصعب]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 11:15 م]ـ
نفع الله بيك أخي الباز:
هذا البيت للنقد:
فتبيتُ تسئدُ مسئدًا في نيها * إسآدها في المهمهِ الإنضاءُ
ـ[الباز]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 11:39 م]ـ
نفع الله بيك أخي الباز:
هذا البيت للنقد:
فتبيتُ تسئدُ مسئدًا في نيها * إسآدها في المهمهِ الإنضاءُ
قال الصاحب بن عباد لما سمعه:
هذا البيت يصلح أن يكون في المجسطيّ (نسبة إلى علم الهيئة)
و هذا إشارة منه إلى تعقيده و تخليطه حيث وقع فيه التقديم و التاخير
لدرجة جعلت فهم معناه من المسائل الفلسفية العميقة ..
ـ[أبومصعب]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 01:56 ص]ـ
شكر الله لك أخي الباز، وفيه أيضا التكرير ...
أين البيت الجديد؟
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 12:44 ص]ـ
إليكم هذا البين إذن:
لعمرُك إن الشعرَ فيَّ غريزةٌ * وما شعرُ غيري من نتاجِ الغرائز
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 01:06 ص]ـ
لعل شعر غيره من نتاج عقله!!
ـ[الباز]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 01:13 ص]ـ
إليكم هذا البين إذن:
لعمرُك إن الشعرَ فيَّ غريزةٌ * وما شعرُ غيري من نتاجِ الغرائز
أعتقد أنه شبّه نفسه بالحيوانات ..
و الشعر في الحقيقة ليس غريزة و إنما شعورا و حسا راقيا ..
و الشيئ الجميل لا يعبر عنه بالغريزة و إنما قد يصلح أن يقال فطرة
أو طبع فيقال شاعر مطبوع أو شاعر بالفطرة ..
كما ان كلمة النتاج فيه نقد لاذع لنفسه لأن النتاج هو وضع جميع البهائم
(من الحمل) .. فكأنه شبه نفسه بالبهائم ..
المعذرة إن أخطات فإنما هو اجتهاد شخصي
تحيتي
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 01:53 ص]ـ
أعتقد أنه جعل كلمة النتاج لغيرة وفي له.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 02:33 ص]ـ
لعمرُك إن الشعرَ فيَّ غريزةٌ * وما شعرُ غيري من نتاجِ الغرائز
لا أدري أين كانت غريزة (والغريزة: الطبع والخلق) هذا الشاعر وهو يقول هذا البيت، فقد جمع ركاكة المعنى وثقل الكلمات (فيَّ، غريزة، نتاج، غرائز)، وثقلا في المعنى (إن الشعر في ... وما شعر غيري)، وأضاف إلى ذلك تكرارا في الألفاظ والمعاني، كأنه لما قاله تجلى له في خياله شعرُ غيره، وشعر غيره الذي تجلى له في خياله لا وجود له إلا في عقله، فهو يتجول فيه كيف يشاء ويحكم فيه بما يشاء، وهذا كما ذكرت الأستاذة أم سارة،
ثم لا يكتفي بذلك، فيؤكد هذا الثقل والتكرار والسماجة بالقسم (لعمرك إن)، كأنه يقول، والله إن غيري لا يحسن أن يقول مثل هذا الشعر السمج الذي هو من أخلاقي وطبائعي، وهذا نقد لاذع لنفسه كما ذكر الأستاذ الباز.
شكر الله لكم أيها الأحبة، وإلى بيت جديد.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 04:07 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا البيت أيضا لذلك الزاعم أن الشعر فيه غرائز:
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
أرجو ألا تتركوا فيه ظاهرا أو باطنا من القبح والضعف والتخبط إلا كشفتم عنه.
ولمزيد من البيان، هذان بيتان من نفس قصيدة البيت أعلاه، يكشفان شيئا من نفسية شاعر الغريزة!!، الشاك الحيران:
إن كانَ ثم إلهٌ نحنُ صورتُه * فليرفقنَّ بأهلِ البؤس والجلدِ
للطيرِ حَبٌّ وأوكارٌ وأفرخةٌ * أليسَ للمرءِ ما للطائر الغرد
بورك فيكم.
ـ[سادين]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 07:47 م]ـ
لعمرُك إن الشعرَ فيَّ غريزةٌ * وما شعرُ غيري من نتاجِ الغرائز
لا أدري أين كانت غريزة (والغريزة: الطبع والخلق) هذا الشاعر وهو يقول هذا البيت، فقد جمع ركاكة المعنى وثقل الكلمات (فيَّ، غريزة، نتاج، غرائز)، وثقلا في المعنى (إن الشعر في ... وما شعر غيري)، وأضاف إلى ذلك تكرارا في الألفاظ والمعاني، كأنه لما قاله تجلى له في خياله شعرُ غيره، وشعر غيره الذي تجلى له في خياله لا وجود له إلا في عقله، فهو يتجول فيه كيف يشاء ويحكم فيه بما يشاء، وهذا كما ذكرت الأستاذة أم سارة،
ثم لا يكتفي بذلك، فيؤكد هذا الثقل والتكرار والسماجة بالقسم (لعمرك إن)، كأنه يقول، والله إن غيري لا يحسن أن يقول مثل هذا الشعر السمج الذي هو من أخلاقي وطبائعي، وهذا نقد لاذع لنفسه كما ذكر الأستاذ الباز.
شكر الله لكم أيها الأحبة، وإلى بيت جديد.
:
اسمحوا لي أن أشارككم
:
في البداية أنا لست بناقدة متخصصة وهذه رؤية شخصية وتحليلكم السابق أدهشني لما فيه من تقصي كل كلمة ومحاولة البناء عليها ومعرفة المعني العام ولكني استشعر أن هناك معني آخر ..... لم أقرأ هنا شاعرا ينقد نفسه بقدر ما قرأت شاعرا يصف أن الشعر لديه كالغريزة والغريزة لها معني إيجابي كما أن لها وجه سلبي فاعتقد أنه لم يقصد أنه رجل يتحدث بغرائزه وإنما شاعر فطر علي الشعر حتي وكأنه يقوله بالسليقة والفطرة دون عناء وهذا هو الفارق بين ما هو موهوب به وما هو معني به كمهنة وحرفة لا موهبة ولا سليقة فيها .. هو رأي خاص بي مع العلم إني لم الجأ لمصدر قديم ولعل أحد الأعضاء يستطيع إفادتنا عن مصدر تلك القصيدة في الكتب النقدية الجامعة مثل الأغاني وغيرها ودمتم سالمين
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 08:29 م]ـ
:
اسمحوا لي أن أشارككم
:
في البداية أنا لست بناقدة متخصصة وهذه رؤية شخصية وتحليلكم السابق أدهشني لما فيه من تقصي كل كلمة ومحاولة البناء عليها ومعرفة المعني العام ولكني استشعر أن هناك معني آخر ..... لم أقرأ هنا شاعرا ينقد نفسه بقدر ما قرأت شاعرا يصف أن الشعر لديه كالغريزة والغريزة لها معني إيجابي كما أن لها وجها سلبيا فاعتقد أنه لم يقصد أنه رجل يتحدث بغرائزه وإنما شاعر فطر علي الشعر حتي وكأنه يقوله بالسليقة والفطرة دون عناء وهذا هو الفارق بين ما هو موهوب به وما هو معني به كمهنة وحرفة لا موهبة ولا سليقة فيها .. هو رأي خاص بي مع العلم إني لم الجأ لمصدر قديم ولعل أحد الأعضاء يستطيع إفادتنا عن مصدر تلك القصيدة في الكتب النقدية الجامعة مثل الأغاني وغيرها ودمتم سالمين
مرحبا بالأستاذة سادين، وبارك الله فيك على مشاركتك القيمة،
كان ذلك هو المعنى الذي يطمح أن يصل إليه، لكن حالت دونه الركاكة والإطناب والثقل، فهو يقول (ما الشعر فيّ)، كم هي ثقيلة كلمة (فيّ) على السمع، ثم يتبعها بقوله الثقيل أيضا: (إلا غريزة)، وهو لا يقنعُ بهذا ويقف عنده، بل يضيق به اللفظ، ويضطره التعبير حتى ألجأه إلى عموم كان في غنى عنه، (خاصة عند قوله لهذا البيت السمج)، فيقول: (وما شعر غيري من نتاج الغرائز) فهذا عموم في غير محله، أدخل فيه شعر فحول الشعراء، وقد كان يغنيه عن ذلك كله أسلوب القصر والحصر، فيقول (ما شعرُ الغريزة إلا في): مثلا، على ثقل فيه أيضا، أو (شعر غيري ليس غريزةً)، دون اللجوء إلى تكرار المعنى وإعادة اللفظ،
ولما كان العيب في شعره، -وفي هذا البيت بالخصوص-، لا في شعر غيره، كان ذمه لشعر غيره ذمًا له، وهو يقسم على ذم شعره -كما تقرر- ويؤكده فيقول: (لعمرك إن الشعر).
نفع الله بك، وكلنا هنا نحاول ...
ـ[سادين]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 08:34 م]ـ
شكرا لردك الوافي ومعذرة علي الأخطاء التي وردت في الفقرة ... تحياتي
ـ[أبومصعب]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:42 ص]ـ
شكر الله لك وبارك فيك أستاذة سادين، ولا داعي للاعتذار فكلنا نخطئ ...
وإلى البيت الجديد:
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
يقول: إنه لما بدأ يبحث عن المجد ويسعى أن يجِده، عاكسه الدهر فرده إلى المكان الذي ابتدأ منه، فأبصره العدو في هذه الحال، فقال عنه: هو غير مجتهد.
ما رأيكم؟
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 02:22 ص]ـ
شكر الله لك وبارك فيك أستاذة سادين، ولا داعي للاعتذار فكلنا نخطئ ...
وإلى البيت الجديد:
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
يقول: إنه لما بدأ يبحث عن المجد ويسعى أن يجِده، عاكسه الدهر فرده إلى المكان الذي ابتدأ منه، فأبصره العدو في هذه الحال، فقال عنه: هو غير مجتهد.
ما رأيكم؟
هذا شاعر متكلف و في رأيي أنه أراد تقليد قول أبي فراس:
و ما الذنب إلا العجز يركبه الفتى = و ما ذنبه إن حاربته المطالب
ففضح نفسه
لكن مع ذلك له حق الاجتهاد في تكلفه:)
شكرا لك أخي أبو مصعب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومصعب]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:08 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الأستاذ الباز وبارك فيك ونفع بك، و أضحك سنك
وقد أحسنت أيما إحسان بوصفه بما يستحقه من التكلف، وقد أجاد من قبل بوصف نفسه بشاعر الغرائز، أليس أصدق الوصف ما وصف الإنسان به نفسه؟، فهو الذي يعرف قدرها ومكانتها وظاهرها وباطنها، وقد أخبرنا، فقال: - ونحن لا نشك في صدقه - "وما الشعر فيّ إلا غريزة"، وهو شاعر، والشعر فيه غريزة، وشعر غيره ليس من نتاج الغرائز، أما هو فشاعر، والشعر فيه غريزة، وهو شاعر الغرائز ...
ولي عودة إن شاء الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:08 ص]ـ
هذا شاعر متكلف و في رأيي أنه أراد تقليد قول أبي فراس:
و ما الذنب إلا العجز يركبه الفتى = و ما ذنبه إن حاربته المطالب
ففضح نفسه
لكن مع ذلك له حق الاجتهاد في تكلفه:)
شكرا لك أخي أبو مصعب
وما قولك أخي الباز في بيت محمود سامي البارودي:
عَلَيَّ طِلابُ الْعِزِّ مِنْ مُسْتَقَرِّهِ = وَلا ذَنْبَ لِي إِنْ عَارَضَتْنِي الْمَقَادِرُ
وما قولك في بيت ابن عنين:
مِكَرّ مِفَرّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً = كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:28 ص]ـ
وما قولك أخي الباز في بيت محمود سامي البارودي:
عَلَيَّ طِلابُ الْعِزِّ مِنْ مُسْتَقَرِّهِ = وَلا ذَنْبَ لِي إِنْ عَارَضَتْنِي الْمَقَادِرُ
لا أرى إلا أن محمود سامي البارودي أخذه من قول أبي فراس:
عَلَيَّ طِلابُ المَجدِ مِن مُستَقِرِّهِ=و لا ذَنبَ لي إِنْ حارَبَتْني المَطالِبُ
فما رأيك أنت؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:30 ص]ـ
أما ابن عنين فلا يهمني أمره لأني لا أعرفه أصلا
و ما أراه إلا سطا على قول امرئ القيس
ـ[أبومصعب]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 07:17 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الأستاذ الباز وبارك فيك ونفع بك، و أضحك سنك
وقد أحسنت أيما إحسان بوصفه بما يستحقه من التكلف، وقد أجاد من قبل بوصف نفسه بشاعر الغرائز، أليس أصدق الوصف ما وصف الإنسان به نفسه؟، فهو الذي يعرف قدرها ومكانتها وظاهرها وباطنها، وقد أخبرنا، فقال: - ونحن لا نشك في صدقه - "وما الشعر فيّ إلا غريزة"، وهو شاعر، والشعر فيه غريزة، وشعر غيره ليس من نتاج الغرائز، أما هو فشاعر، والشعر فيه غريزة، وهو شاعر الغرائز ...
ولي عودة إن شاء الله.
وهذا تمام ما وعدت به
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
يقول: إنه لما بدأ يبحث عن المجد ويسعى أن يجِده، عاكسه الدهر فرده إلى المكان الذي ابتدأ منه، فأبصره العدو في هذه الحال، فقال عنه: هو غير مجتهد
لا أريد أن أتعرض إلى الدهر والتعريض به، فالنهي عن سبه وتحريم ذلك معلوم لدى كل مسلم، وحسب المسلم ما جاء في سبه من التحريم، وأن الساب مقترف لذنب كبير، ففي صحيح مسلم عنْ أَبِي هرَيْرةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ، فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ"، وفيه عنه رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رَسُول اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: يَسُبّ ابْنُ آدَمَ الدّهْرَ، وأَنَا الدّهْرُ، بِيَدِيَ اللّيْلُ وَالنّهَارُ". وفيه وفي صحيح البخاري، واللفظ لمسلم عنه رضي الله عنه، قال: قَال رَسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدّهْرِ _فَلاَ يَقُولَنّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدّهْرِ_ فَإِنّي أَنَا الدّهْرُ، أُقَلّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا".
فالأولى بالمسلم أن يأتمر بأوامر الله ورسوله وينتهي عما نهى الله عنه ورسوله، ولا يغرن أحدا كثرة ما أتى من ذلك في الشعر فإن الوعيد عام لكل ساب ما لم يتب، ومع كثرة ذلك في الشعر لم يأت أحد بمثل ما جادت به قريحة هذا الشاعر الطالب للمجد، وصدق الشاعر: إني وإن كنت الأخير زمانه * لآت بما لم تأت به الأوائل
قال: " الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني "، فالدهر المتهم الوحيد عنده في كل ما حصل وما سيحصل له، نعم الدهر، ففي الوقت الذي بدأ يبحث فيه عن المجد عاكسه الدهر فأعاده الدهر!! من حيث بدأ، والمسكين ما يزال في بداية بحثه عن المجد يطلبه، لكن الدهر علمَ طلبه فعاكسه قبل أن يدرك مراده وهو بداية البحث، فإذا كان في بداية بحث عن المجد وهو لم يتحرك من مكانه بعد، والدهر عاكسه من بداية أمره، فواضح أن هذا لم يكن غير مجرد حلم و تفكير، لم يشرع في تنفيذه بعد، فكرَ بأن يطلب المجد فإذا بالدهر يعاكسه في تفكيره، فيالها من نفسية محبطة متواكلة فاشلة، تلقي بالتهم على غيرها، وترمي بها بعيدا، وتتخيل أعداء وأوهاما تلقي عليهم اللوم وتنسب إليهم الفشل و الإحباط ...
فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد: هو هنا بالخيار، فإما أنه يتوهم عدوا آخر، يرصد حركاته وسكناته ومحاولاته الفاشلة ويسمع منه أشياء لم يقلها قط (غير مجتهد)، وكل ذلك من خيال الشاعر وأوهامه، كما تبين من الشطر الأول، وإما أن يكون هذا العدو حقيقيا، لكن الشاعر المسكين ينتظر إشفاق عدوه عليه وعطفه، وأن يقول له: أنت مجتهد، أنت مُمّجد، وهذه من عجائب العجائب، فمتى كان العدو مصدر تقويم لعدوه، ومتى كان قول العدو معتدًا به وهو عدو، وإنَّ هذا الذي يقول لإنسان فاشل محبط "أنت غير مجتهد" لأقرب للصديق منه إلى العدو، حين يقول لشاعر الغرائز وهو في بداية الطلب يحيط به من الإحباط والفشل ما عجز لسانه أن يخفيه حتى عن أعدائه: "أنت غير مجتهد" أليست هذه نصيحة ذهبية لا تكون إلا من صديق حميم؟، سلمنا بأنه عدو حقيقي، فلماذا يريد أن يظهره في صورة الصديق الحميم؟، ولماذا لما كان الدهر عدوا وهميا ألبسه كل التهم والجنايات "عاكسني"؟ ولما كان العدو حقيقيا ألبسه ثوب الواعظ الناصح الأمين "أنت غير مجتهد"؟
وإلى بيت جديد إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 12:39 م]ـ
لكل اخوتي الكرام شكرا جزيلا لكم على تفاعلكم(/)
هل كان ناقدا؟
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
تناولت بعض كتب النقد في صدر الإسلام شخصيات برزت في مجال النقد، و عد من بينهم عمر بن الخطاب: r . فهل كان عمر: r ناقدا للشعر؟ وما الدليل على ذلك؟
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 07:29 م]ـ
نعم كان ناقدا ... والدليل نقده!
ـ[أم أسامة]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 10:01 م]ـ
كان عمر بن الخطاب ناقد وله وقفات نقدية كثيرة ...
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11392
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15313
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[10 - 11 - 2008, 09:08 م]ـ
نعم كان ناقدا ... والدليل نقده!
كيف يمكن التوفيق بين هذا وبين قصة الحطيئة حين هجا الزبرقان بن بدر؟
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 02:21 ص]ـ
كيف يمكن التوفيق بين هذا وبين موقف عمر: r في قصة الحطيئة حين هجا الزبرقان بن بدر؟(/)
علاقة الحالة النفسية للشاعر بهذه الأشياء
ـ[مُسلم]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 01:57 م]ـ
... السلام عليك - صديقي القارئ - ورحمة الله وبركاته ...
ما علاقة الحالة النفسية للشاعر بـ:
1. بحر البيت أو القصيدة.
2. حرف القافية.
3. حركة القافية (ضم - فتح - كسر).
؟
ـ[مُسلم]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 01:59 م]ـ
ملاحظة: سألت الأستاذ بحر الرمَل هذا السؤال في منتدى العروض , فقال لي هذا من اختصاص منتدى النقد ...
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 10:28 م]ـ
بالنسبة للبحر؛ فهو يعود إلى طول التفعيلات و حركاتها وسكناتها. كلما كانت التفعيلات ذات نفس قصير فلذلك دلالة تختلف عن تفعيلات النفس الطويل .. من حزن أو سرور أو حماسة أو غير ذلك.
أما الحركات في الروي فحينما يكون مكسورا .. غالبا ما يكون الشاعر منكسرا وفي ضيق، أو غيره من الدلالات المفيدة في الكسر. بعكس الفتحة التي تكون في حالات كثيرة تدل على الانشراح و التفاؤل أو الأمل .. الخ
ـ[رسالة]ــــــــ[09 - 11 - 2008, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولعل الضمة تفيد مواطن الفخر والمدح، وإثارة الحماسة، وفي مواطن الغضب.
للشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح:
ويلَ المطامعِ كم أدمت وكم قتلت ... رجالُها العورُ كم بيعوا وكم عَوروا
أحلامُهم تحت وجه الشمسِ عارية ... أجسادُهم فوق وجه الرمل ما قبروا
ظنوك يا سيناءُ للأغراب مزرعةً ... وفي رمالك يزكو الماءُ والثمرُ
تسللوا عبر ليل لا نجوم به ... وأصبحوا وهمُ السّمارُ والسّمرُ
لكنهم حُصِدوا موتا وعاصفةً ... وفوقهم تقصفُ الأشجارُ والمطرُ
تقهقروا خلفهم رعبا بلا أمل ... وقيل لن يُقهروا لكنهم قهروا
تساقطوا كفراشات ملوثة ... في الرملِ واحترقوا في النار أو أسروا
وفي قصيدة لعمر أبي ريشة:
وطنٌ عليه من الزمان وقارُ ... النورُ ملءُ شعابهِ والنارُ
تغفو أساطيرُ البطولةِ فوقهُ ... ويهُزُّها من مهدها التذكارُ
والموتُ جرحُ الكبرياءُ بصدره ... يعوي وتضحك حوله الأعمارُ
وفي مقطع آخر من نفس القصيدة ..
هذي الديارُ عشقتها ولطالما ... هزّت حنين العاشقين ديارُ
أقسى جراح المجد جرحٌ لم تكن ... تقوى على تضميده الأحرارُ
والقدسُ ما للقدس يخترقٌ الدما ... وشراعه الآثام والأوزارُ
أيُّ العصور هوى عليه وليس في أنيابه آثارُ؟
ـ[خشان خشان]ــــــــ[09 - 11 - 2008, 10:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولعل الضمة تفيد مواطن الفخر والمدح، وإثارة الحماسة، وفي مواطن الغضب.
للشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح:
ويلَ المطامعِ كم أدمت وكم قتلت ... رجالُها العورُ كم بيعوا وكم عَوروا
أحلامُهم تحت وجه الشمسِ عارية ... أجسادُهم فوق وجه الرمل ما قبروا
ظنوك يا سيناءُ للأغراب مزرعةً ... وفي رمالك يزكو الماءُ والثمرُ
تسللوا عبر ليل لا نجوم به ... وأصبحوا وهمُ السّمارُ والسّمرُ
لكنهم حُصِدوا موتا وعاصفةً ... وفوقهم تقصفُ الأشجارُ والمطرُ
تقهقروا خلفهم رعبا بلا أمل ... وقيل لن يُقهروا لكنهم قهروا
تساقطوا كفراشات ملوثة ... في الرملِ واحترقوا في النار أو أسروا
وفي قصيدة لعمر أبي ريشة:
وطنٌ عليه من الزمان وقارُ ... النورُ ملءُ شعابهِ والنارُ
تغفو أساطيرُ البطولةِ فوقهُ ... ويهُزُّها من مهدها التذكارُ
والموتُ جرحُ الكبرياءُ بصدره ... يعوي وتضحك حوله الأعمارُ
وفي مقطع آخر من نفس القصيدة ..
هذي الديارُ عشقتها ولطالما ... هزّت حنين العاشقين ديارُ
أقسى جراح المجد جرحٌ لم تكن ... تقوى على تضميده الأحرارُ
والقدسُ ما للقدس يخترقٌ الدما ... وشراعه الآثام والأوزارُ
أيُّ العصور هوى عليه وليس في أنيابه آثارُ؟
أستاذي الكريم
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
هذه ملاحظة جميلة ووجدت العديد من القصائد على غرارها في الموسوعة الشعرية، ولكني وجدت أيضا ما يلي وهو ما أسوقه لتكتمل الصورة:
لابن المعتز:
قُم نَصطَبِح فَلَيالي الوَصلِ مُقمِرَةٌ = كَأَنَّها بِاِجتِماعِ الشَملِ أَسحارُ
وَالدَهرُ في غَفلَةٍ نامَت حَوادِثُهُ = وَنَبَّهَتنا إِلى اللِذّاتِ أَوتارُ
أَما تَرى أَربَعاً لِلَّهوِ قَد جُمِعَت = جُنكٌ وَعودٌ وَقانونٌ وَمِزمارُ
فَخُذ بِحَظٍّ مِنَ الدُنيا فَلَذَّتُها = تَفنى وَيَبقى رِواياتٌ وَأَخبارُ
ولأبي الصوفي من قصيدة من خمسة وعشرين بيتا:
للهِ أيُّ مَسرةٍ جُمعتْ لنا = بالرَّفْمتين بِهَا الكؤُوسُ تُدارُ
من كَفِّ أَغْيدَ بالشمائلِ قَدْ غدا = مُتعطِّفاً فِي كفه أوتار
في فتيةٍ حَسد الصباحُ وجوهَهم = فكأنهم وسْطَ الدُّجَى أقمار
تُجلَى عروسُ الكونِ فيما بَيْنَنا = فالوقتُ كأسٌ والحديث عُقار
لَطُفتْ شمائلُهم كما لطف الهوى = فلهم عَلَى وجه الصَّبا آثار
مثلَ الأهلةِ حولَ بدرِ تمامِها = حَفَّت عَلَيْهِ كَأَنَّها أَسْتار
كأني بقولك كقول من قال إن بعض البحور يختص ببعض الأغراض.
وللقولين ما له وما عليه من الشواهد.
يرعاك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[09 - 11 - 2008, 01:40 م]ـ
هناك كلام للأستاذ محمود فاخوري حول علاقة البحر بغرض القصيدة ربما آتيكم به ..(/)
لكل من لدية تذوق أدبي، أحتاج نقدكم بوركتم ..
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[13 - 11 - 2008, 11:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
إخوتي أعضاء شبكة الفصيح
أضع بين أيديكم قصة يوميات دموع للدكتور موفق أبو طوق
لمن يستطيع نقدها كأدب موجه للأطفال
من حيث الشكل والمضمون والخيال
أرجو مساعدتكم ولكم جزيل الشكر
يوميات دموع
اسمي: دموع
وينادونني أحياناً: (عبرات) .. يعرفني الناس جميعاً، فليس ثمة إنسان لم يبكِ وتذرفني عيناه!.
أقيم في حجرة متواضعة قرب جارتي (العين) .. وأنا أكره أن أبقى حبيسة غرفتي هذه؛ بل أحبّ أن أروّح عن نفسي بين حين وآخر .. فأخرج كلما سنحت الفرصة، أتجول عبر طريق دمعية جميلة، تنتهي بي عند العين، فأجعلها مغرورقة بي .. وليس هناك ما هو أمتع من دخولي الأنف أيضاً، وتحسس أشعاره ودهاليزه .. أو وصولي إلى رابية الوجنة، والانزلاق على بشرتها الناعمة.
لي حكايات كثيرة، أعيشها كل يوم، بعضها يرسم البسمة على الشفاه، وبعضها يزرع الحزن في النفوس ..
وأنا أدونها دائماً في كراستي الخاصة، وقد أحببت اليوم أن أرويها لكم، لعلكم تجدون فيها متعة وفائدة.
*
- الحكاية الأولى:
في بيت (مَزْيَد) عصفور جميل، يحبه حباً جماً، ويد لله دلالاً لا مثيل له .. إنه يطعمه حبوباً منوعة، وفاكهة لذيذة الطعم .. وهو لا يتوانى عن تقديم أية خدمة له؛ صغيرة كانت أم كبيرة!.
وذات مرة؛ نسي (مزيد) باب القفص مفتوحاً، فتسلل العصفور منه، وطفق يقفز هنا وهناك، من غير انتباهٍ إلى خطر قد يلحقه، أو حذرٍ من عدو قد يدهمه .. وما زال العصفور يسرح ويمرح، إلى أن لمحته القطة (بسبس)، يا له من صيد ثمين!!. حدثت نفسها؛ ثم تبعته على حذر، تخطو مرة وتقف أخرى .. حتى إذا اطمأنت إلى غفلته، قوست ظهرها، واستجمعت قواها، ثم قفزت قفزة واحدة، وسرعان ما كان في فمها يزقزق ويرفرف .. لا؛ لن يفلت منها أبداً، ولن ينفعه الندم بعد فوات الأوان!!.
وعندما عاد مزيد إلى الغرفة، فوجئ بالقفص مفتوحاً، وعصفوره الغالي غير موجود .. تلفت حوله؛ فوجد بضع ريشات ملقاة على الأرض .. انفجر (مزيد) باكياً، وذرّف الكثير مني .. لقد أحسّ بالذنب، وأدرك أنه السبب فيما جرى لعصفوره الجميل!.
*
- الحكاية الثانية:
اقترب الامتحان، وأغلق مزيد الباب على نفسه، لقد قرر أن يلزم البيت: لا نزهة، لا رحلة، لا لعب، لا إضاعة وقت .. بل الجدّ الجدّ، والعمل العمل .. ووضع برنامجاً خاصاً؛ يحدد وقت دراسته، وطعامه، ونومه، واستيقاظه ..
وعندما جاء يوم الامتحان؛ ذهب إلى قاعة الفحص بخطوات واثقة .. إنه معتد بنفسه، متقن لدراسته، متمكن من معلوماته .. ولن يجد صعوبة في أي سؤال.
وحين أُعلنت النتائج؛ بشّروه بأنه الأول في صفه .. وفي حفل بهيج ضم الطلاب وذويهم، استُدعي مزيد إلى المنصة، صافحه المدير بحرارة، وقلده وسام التفوق الفضي .. هنا انهمرتُ من عينيه، لأن (مَزْيَد) لم يخفِ تأثره، فبكى من شدة الفرح. ...
- الحكاية الثالثة:
قالت أم مزيد:
- لقد تداركني الوقت، والغداء بات وشيكاً، ومايزال أمامي الكثير قبل مجيء أبيك!. فتعال يا مزيد؛ وساعدني قليلاً ..
احتج مزيد قائلاً:
- لكنني لا أعرف شأناً من شؤون الطبخ!!.
قالت:
- لا بأس .. قشّر البصل فقط، لا أظنّه يحتاج إلى تعليم!.
وأمسك (مزيد) بالسكين، وشرع يقشر البصل ويقطعه قطعاً صغيرة .. بعد قليل، أحسّ بعينيه تحرقانه، فرائحة البصل تزعج العين، وبخاره يخرشها ..... وكان لابد لي، وهو على هذه الحال، من أن أسيلَ على وجنتيه!.
- الحكاية الرابعة:
ذات يوم؛ هبّت رياح شديدة، أثارت الغبار في كل مكان .. بعض الناس التزم بيته، وامتنع عن الخروج في ذلك اليوم العاصف .. وبعضهم تجرّأ وخرج لقضاء حاجاته الضرورية، ولكنه حمى عينيه بنظارة واقية .. وبعضهم استخفّ بالأمر، فمشى في الطريق مكشوف العينين، دون أن يحسبَ حساباً لأذى يلحق بهما!.
وكان مزيد ممن استهتروا بأنفسهم؛ فقد سار مع أصدقائه، والرياح تلطم وجهه بقوة .. مع ذلك لم يرفّ له جفن، أو تغمض له عين!. فدخلت ذرات الغبار إلى عينيه، وأحسّ بآلام لا تطاق .. وكان عليّ أن أنهمر بسرعة، وأدفع عنهما شرّ هذه الشوائب.
سامح الله (مزيد) .. لقد أتعبني ذلك اليوم كثيراً!!.
- الحكاية الخامسة:
استيقظ مزيد في الصباح الباكر .. تلمّس عينَه؛ ليست على ما يرام!!.
حدق إلى المرآة، فراعه منظرها .. كانت ملتهبة التهاباً شديداً، وأنا .. أسيلُ بغزارة.
وهُرع إلى أبويه، وهو يشير إليها .. الأمر لا يحتمل الانتظار، فلْيراجعوا الطبيب بأقصى سرعة.
وفي العيادة، فحص الطبيب عينيه بدقة .. ثم قال:
- ام م م م م .. القناة الدمعية مسدودة .. يبدو أن شيئاً يعيق سير الدموع ..
قال والده:
- وما الحل يا دكتور؟!
ابتسم الطبيب قائلاً:
- لا تخف .. الحل في متناول أيدينا .. عملية بسيطة، وتُفتح هذه القناة.
- افعل ما تراه مناسباً .. يا دكتور.
وربت الطبيب على كتف مزيد وهو يقول:
- اطمئن .. ليس الأمر صعباً .. والتخدير لن يشعرك بأي ألم.
وسرعان ما بدأ الطبيب عمله، خدّر (مزيد)، وفتح القناة المسدودة بسلك معقم ..
وتوقفَ تدفقي من عين مزيد، لأني وجدت الطريق مفتوحة أمامي، بعد أن كانت أبوابه مغلقة، وتحول دون الوصول إلى الأنف، إلى أشعاره، إلى دهاليزه ..
* * *
وهكذا تنتهي حكاياتي يا أحبائي الصغار، وأظنكم الآن عرفتم: متى تذرفني عيونكم ..
...
أودعكم .. على أمل اللقاء بكم، في حكايات أخرى .. مفيدة وممتعة ..
دموع.
انتظر نقدكم وفقكم الله
دمتم في حفظ الله ورعايته .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 03:14 م]ـ
لا أحد؟؟؟
ألا باستطاعتكم مساعدتي!!
مازلت متوسمة فيكم الخير
دمتم في حفظ الله ورعايته ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 11 - 2008, 04:45 م]ـ
قصص قصيرة ابداعية رائعة تحكي أوضاع مختلفة لذرف الدموع، فمنها التي تسر وأكثرها خلاف ذلك، تتخلها دروس مفيدة يحتاجها أكثرنا في الحياة.
أختي حياء زهرة جزيت خيراً على هذا النقل الجميل، وأمر النقد أتركه لأربابه ولاشك أنهم سيمرون من هنا، فصبر جميل ..
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 09:19 م]ـ
قصص قصيرة ابداعية رائعة تحكي أوضاع مختلفة لذرف الدموع، فمنها التي تسر وأكثرها خلاف ذلك، تتخلها دروس مفيدة يحتاجها أكثرنا في الحياة.
أختي حياء زهرة جزيت خيراً على هذا النقل الجميل، وأمر النقد أتركه لأربابه ولاشك أنهم سيمرون من هنا، فصبر جميل ..
أستاذي الفاضل أحمد الغنام
كل الشكر لشخصك الكريم على التعليق
جزاك الله خيراَ
وأنا مازلت أنتظر أرباب النقد.
دمتم في حفظ الله ورعايته ...
ـ[الحصماني]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 03:50 ص]ـ
قصة رائعة جدا من حيث البناء والتقنية السردية
ينطلق السرد في هذه القصة الطريفة من فكرة تصويرالاوضاع التي تنهمر فيها الدموع كحالات الحزن والفرح ولالم باعتبارها حالات انسانية وجدانية متى لازمت المرء عبر عنها بالدموع
اما الاحداث وطريقة بنائها فقد وجدنا السارد يؤنسن الدمعة ويتقمصها شخصيا ومن ثم مارس على لسانها باسلوب السارد العليم حكاية رحلتها من القناة الدمعية مرورا بالخد .. الخ وذلك وفق تسلسل منطقي لسيرورة الاحدث بداية -وسط - نهاية
اللغة بسيطة ومشرقة في ذات الوقت ,اما الزمكان السردي فمحدد بحالات الانهمار وهو مااضفى على القصة بعدا واقعيا
وعلى العموم القصة تمتلك تقنيات بسيطة وتفتقر الى التكثيف واللمحات الخاطفة باعتبارها اهم تقنيات القصة القصيرة
بيد ان الفكرة وطرافة بناءها الفني قد اضفى عليها بعدا جماليا تفتقر اليه الكثير من القصص القصيرة
تحياتي
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 08:40 ص]ـ
حياك الله أستاذي الفاضل الحصماني
كل الشكر لشخصك الكريم على النقد
جزاك الله خيرا
دمت في حفظ الله ورعايته ....(/)
أريد مساعدتكم ...
ـ[سمو النفس]ــــــــ[15 - 11 - 2008, 08:59 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنشودة\\
نزول القران
كان حبيب الله محمد في غار حراء يتعبد
في جنبيه أطهر قلب يهتف باسم الله ويشهد
نزل الوحي عليه وضمه قال اقرأ وأعاد الكلمة
اقرا باسم الله وأعلن فجرا حلوآ يمحو الظلمة
ملكـ جاء جميلا جدآ سر الأفق الواسع سرآ
بجناحين بدآ من نور ثم إلى الأجواء ارتدآ
عاد إلى البيت المختار مرتجفآ والوقت نهار
عاد يريد غطاء وله عرق يتصبب مدرار
وأتى الوحي هناك يقول أنت لأهل الأرض رسول
قم بشرهم قم أنذرهم والقران هدى ودليل
قام رسول الله بشيرآ يحمل للإنسان النورا
كان قويا رحيما كان ذكيا كان صبورا
وتوالت آيات المولى تحي الروح وتهدى العقلا
فإذا وجه العالم أبهى وإذا وجد الدينا أحلى
أعضاء شبكة الفصيح لمن لديه الخبره في النقد الانشودهـ من حيث اللغه والمضمون وصور الحسيه والاهداف ومن حيث ارتباطها بالمجتمع ومساعدتها على تحريك مشاعر الطفل
فاتمنى منه المساعده لاني في امسًَِ الحاجة اليهـ
دمتم بود
ـ[سمو النفس]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 06:17 م]ـ
ياويلي لا رد ولاحتى مجامله;)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 12:08 م]ـ
أخية
صححت بعض الأخطاء في كتابة القصيدة
أما أسئلتك فبإمكانك كتابة إجابانها ثم عرضها في الفصيح للمناقشة.
ـ[الحصماني]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 03:59 ص]ـ
باذن الله اوافيك بنقدها غدا ان كان لنا في العمر بقية
تحياتي(/)
مساعدة إخوتي
ـ[وحي الأصيل]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 03:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معرفة شاعرية صاحب هذاه الأبيات من حيث مدى قوتها وعمقها وأصالتها ... الخ
فقد حاولت أن أعرف ذلك إلا أنني لم أتوصل لشيء وهي لشاعر قديم عاش في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي
في المدح:
يا صحبي عوجا إلى كشكاش **** وتحملا أسنى السلام الفاشي
مني على الشهم الذكي محمد ***** وأبيه جمعة ربيط الجاش
الموقد النيران في أعلامه ***** جنح الدجى كي يهتديه الغاشي
قوم لهم حب الكرام سجية ***** وبهم قلى وغضاضة للواضي
ويقول راثيا:
غال شمس العلوم رزء مخوف **** واعترى بدرها المنير خسوف
رجت الأرض رزلزلت بالرزايا ***** غيض بحرا لهدى فشقت سفوفُ
هال أهل الحجى مصاب عظيم ***** عيل صبرُ فاللفؤاد وجيف
ضجت الأرض بالبكاء والمزن ***** دموع وللرياح هفيف
فجأ النفس موت شيخ كريم ***** ناصر الحبر بالتقى معروف
ويعاتب نفسه قائلا:
ألا إن نفسي للهوى تتبتل ****** وتغرب عن ذكر الهدى ثن تعذل
إذا لم يكن عرف من الله ضايعا**** أفوز به يوم المراضع تذهل
لبابك يا ربي تيممت قاصدا ***** وأطلب عفوا للذنوب وأسأل
ببابك يا مولاي قد نخت جاثيا ***** وأسألك الغفران إني مذلل
ألا ارحم اللهم عبدا أساء في **** فعال ةأقوال فصفحك أجمل
ويقول:
أرى المغترَّ أغراهُ **** غرورا حب دنياه
تشاغل بالملاهي فالتهى عن ذكر أخراه
ومفتون باولآد **** وجمع المال أصباه
ألا أيها الغمر ***** الذي كثرت خطاياه
تيقض من منامك فالحمام حثت مطاياه
وقال بمناسبة طباعة كتاب:
هو السفر ذو الأنوار أكرم به سفرا **** يجل عن الأسفار إن قسته قدرا
تضمن أصل الشرع والفرع والذي ***** النبي به قد أوجب النهي والأمرا
كتاب يرى نور الحقيقة ساطعا ***** باسطاره ما يخجل الشمس والبدرا
هم اليم والدر المعاني بقعره **** فغصْ فيه مهما رمت تلتقط الدرا
لكم الشكر أوسعه
بارك الله لكم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 11:59 ص]ـ
رأيي الخاص أن ما عرض لا تتمثل فيه شاعرية
فلغة الشاعر لم تتعد لغة النثر العادي (لغة الوصف)، غير أنه نظمها في شكل قواف.
ـ[وحي الأصيل]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 01:37 م]ـ
رأيي الخاص أن ما عرض لا تتمثل فيه شاعرية
فلغة الشاعر لم تتعد لغة النثر العادي (لغة الوصف)، غير أنه نظمها في شكل قواف.
شكرا لك أخي
لعله قريب من النثر وهو موزون(/)
التفسيرية - التفكيكية - السيميوطيقا!!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 11:53 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
مصطلحات صدعونا بها، وفرضوها على دارسي العربية والله المستعان!
وعندما أقرأ في كتاب " المصطلحات الأدبية الحديثة" للدكتور محمد عناني أجد صعوبة بالغة في فهم المراد.
فأرجو من المشاركين الأفاضل إرشادي إلى مقالات أو بحوث قامت ببيان هذه المصطلحات بأسلوب ميسر، فالأمر ذو أهمية قصوى، وجزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 12:07 م]ـ
كتابا د. سمير حجازي:
مدخل إلى مناهج النقد الأدبي المعاصر، و النقد الأدبي المعاصر: قضاياه واتجاهاته.
وكذلك كتاب د. رامز الحوراني: المناهج النقدية الحديثة.
بالإضافة إلى:
1 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%88%D8%B7%D9%8A%D9%82%D8%A7)
2 (http://www.kwtanweer.com/articles/readarticle.php?articleID=1296)
3 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9)
4 (http://lissaniat.maktoobblog.com/427833/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A1_%D9%84%D9%84%D8%AF%D 9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%AC%D8%A7/)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[05 - 01 - 2009, 07:19 م]ـ
السيموطيقا = علم العلامات = السيميائية
أظن أن كتاب الشكلانية إلى مابعد البنيوية تناول هذا الموضوع باستيفاء
سأطلع عليه وقد أعود لك , الكتاب ليس بحوزتي حاليا
عموما هناك كتاب لسعد البازعي اسمه دليل الناقد الأدبي يتناول المصطلحات بالشرح كل مصطلح يتناوله في وريقات
التفكيكية = التقويضية = التشريحية
أما التفسيرية فلا أذكر أن هذا المصطلح مر علي!
ـ[الحصماني]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 02:20 ص]ـ
المصطلحات المشار اليها فيما سبق هي اسماء لمناهج نقدية حداثية لها فرضيات واليات جديدة ومغايرة لما الفناه من اليات المناهج السياقية ومن اجمل من كتب فيها بشكل مبسط ومفهوم الدكتور وليد قصاب في احدث كتبه التي صدرت العام 2007 والموسوم ب"مناهج النقد الادبي الحديث رؤية اسلامية" والكتاب صادر عن دار الفكر بدمشق
وثمة كتاب اخر هو كتاب الدكتور سامي خشبة والمعنون ب"مصطلحات الفكر الحديث " عليك به
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 02:35 ص]ـ
قرأت يوما بحثا موجزا عن التفكيكية في كتاب:
(معجم المصطلحات الأدبية) إعداد: إبراهيم فتحي، دار شرقيات بالقاهرة، ط1 سنة 2000
ص 81 - 83
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 05:17 م]ـ
بالنسبة للتفكيكية فاقرأ كتاب الدكتور عبدالعزيز حمودة المرايا المحدبة فهو قد وضح في الكتاب مفهومها بأسلوب مبسط لهذا أحلتك عليه وإلا فالكتب كثيرة ولكن تشكو العمق الشديد والتعقيد
بالنسبة للتفسيرية فلم تمر علي قبلا كما قالت الأخت أعلاه
أما السيميائية فهناك عدد كامل من مجلة عالم الفكر تناول السيميائية أو السيميوطيقا فلو استطعت الحصول عليه لحصلت على المراد ان شاء الله
ملاحظة كتاب المرايا المحدبة موجود على الشبكة العنكبوتية وهو من اصدار عالم المعرفة
ـ[خولة قوال]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:47 م]ـ
أرجو التوسع العميق في الموضوع شكرا(/)
سؤال
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 02:09 م]ـ
تطور مصطلح الأدب المقارن مابين الفرنين التاسع عشر والعشرين وأثر النقد الأدبى علي هذا التطور؟
ـ[الحصماني]ــــــــ[19 - 11 - 2008, 07:59 م]ـ
اليك سيدتي هذه الروابط قد تجدين جوابا لسؤالك
http://www.awu-dam.org/book/97/study/201-g-s1/ind-book-sd001.htm
http://www.awu-dam.org/book/99/study99/239-1-a/ind-book99-sd001.htm
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 12:19 م]ـ
أشكرك أستاذي الفاضل لطرحك لهذين المرجعين
جزاك الله كل خير 0
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 12:22 م]ـ
[أشكرك أستاذي الفاضل لطرحك لهذين المرجعين
جزاك الله كل خير
كل تقديري للحصماني 00000000(/)
الكلام شعر ونثر
ـ[الحسين الشنقيطي]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 07:29 م]ـ
هذا موضوع أطلب من الزملاء قتله بحثا ليعم النفع وليس لي فيه رأي، إنما هي آراء الإختصاصيين منكم.
يقال: الكلام نثر وشعر، ما رأيك؟
ملاحظة: (للإجابة على سؤال من هذا النوع على المجيب إثارة الإشكالية،وصياغة مقال منهجي).
ـ[زينب هداية]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 12:08 ص]ـ
على حدّ علمي الضّئيل (وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا) فالكلام الموزون المقفَّى يُسمّى شِعرا، وما كان غير ذلك فهو النّثر (مع عدم إغفال المعنى طبعا)، لأنّ تركيب الكلام بلا معنى مفهوم لا يدخل لا في دائرة الشّعر ولا في دائرة النّثر، والله تعالى أعلم ..
ـ[الحسين الشنقيطي]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 02:42 م]ـ
أحسنت أختي الفاضلة لكنني أستفيد أكثر لو أنك أثرت إشكالية الموضوع وكتبت مقالا منهجيا في الإجابة
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 11:49 م]ـ
هذا موضوع أطلب من الزملاء قتله بحثا ليعم النفع وليس لي فيه رأي، إنما هي آراء الإختصاصيين منكم.
يقال: الكلام نثر وشعر، ما رأيك؟
ملاحظة: (للإجابة على سؤال من هذا النوع على المجيب إثارة الإشكالية،وصياغة مقال منهجي).
الكلام لايخرج عن ان يكون اما شعرا او نثر والا فماذا يكون
ماهذه الاسئلة
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 10:55 م]ـ
الكلام لايخرج عن ان يكون اما شعرا او نثر والا فماذا يكون
ماهذه الاسئلة
لا شك أن الكلام إما شعر أو نثر و لكن أخي الحصماني
لعل ما طرجه الأخ الشنقيطي له من ورائه مغزى يريد منا إستكشافه و إثارته
ـ[الحسين الشنقيطي]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 03:03 م]ـ
أيها الأفاضل بعبارة أخرى إذا كان الكلام شعرا ونثرا فإلى أي مدى يصدق هذا القول.
مجال الجواب فسيح إخوتي الكرام فمن أراد فليصغ مقالا يتضمن الأسئلة الدائرة حول مفهوم الكلام معرجا على مفهوم الأدب معالجا إشكالية الشعر منذ العمودي إلى أن أبق الشعر على يد نازك أم السياب. هذا ما قصدته بما رأيك، ولقد درج معلمي في إحدى دول المغرب العربي إذا أرادوا الوقوف على قدرة طلابهم (في المرحلة الأخيرة من الثانوية) يسألوننا على هذه الشاكلة وكانت مقالاتنا تأتيهم فينظرون فيها الأسلوب والحوار ومنطق الخطوات واتساقها مع الحكم.
هذا ولم يخطر ببالي أن السؤال سيكون كفتى المتنبي في شعب بوان. والسلام
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 04:04 م]ـ
لا شك أن الكلام له مستويات عدة تتعلق بطبيعة المخاطب وبخبرة المتكلم وأمور أخرى
وقد قيل قديما:"لكل مقام مقال"
تبدأ مستويات الكلام من ادنى درجاته وهي لغة الخطاب اليومي وهي لغة ذات وظيفة تواصلية
وحتى هذه لها مستويات فلغة ابن البادية ليست كلغة ابن المدينة وابن الطبقة الغنية لا يتكلم بذات لغة ابن الطبقة الوسطى أو الدنيا "أقصد بلغة هنا المفرادات وصياغة الكلام"
أما فيما يتعلق باللغة الأدبية فينقسم النتاج الادبي إلى شعر ونثر ولكن ماهو المعيار الذي نفرق به بين الشعر والنثر؟
هل هو الوزن؟
قديما عرفوا الشعر بأنه كلام موزون ذو معنى
ولكن هل هذه حقا هي حدود الشعر؟ هل كل ما كان على أوزان الخليل يعد شعرا
يقول الجاحظ: إذا البائع قال: من يشتري باذنجان جاء على وزن مستفعلن مفعولات
فهل هذا شعر على منهوك المنسرح؟
إذا القضية ليست قضية وزن ,هناك عناصر أخرى تصنف الشعر كالخيال والعاطفة
وإذا توافرت هذه العناصر في كلام يمكن ان نسميه شعرا
أما ما سواه من فنون القول التي لا يهتم قائله بالوزن وتحتوي على ألوان بلاغية وتسير على نهج محدد وتعتمد على عناصر واضحة فيمكن تسميتها بالنثر.(/)
أحمد مطر، آخر نتاجه (للمناظرة)
ـ[عسلوج]ــــــــ[26 - 11 - 2008, 09:40 ص]ـ
http://www5.0zz0.com/2008/11/26/00/529622450.jpg
...
مِن أوباما ..
لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما:
قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأطارَ صَوابي ..
(افعَل هذا يا أوباما ..
اترُك هذا يا أوباما
أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما.
وَفِّرْ للِعُريانِ حِزاما!
يا أوباما.
خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما!
يا أوباما.
فَصِّلْ للِنَملَةِ بيجاما!
يا أوباما .. )
قَرقَعَة تَعلِكُ أحلاماً
وَتَقيء صَداها أوهَامَا
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى.
وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أحظى بالعُذْر ختاما:
لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما.
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما.
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا ..
و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا.
وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ .. ألغاما!
فامتَثِلوا .. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.
أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أنعاما
تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ .. أنّي رَجُلُ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
أن أرعى، يوماً، أغناما!
أحمد مطر ..
...
ـ[عسلوج]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 12:07 ص]ـ
أحمد مطر رجل حقيقي ..
شكرًا لك
طبعا طبعا هذا مما لا شك فيه
والخير كل الخير في شعرائنا
,
,
شكرا على مرورك
ـ[عسلوج]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 10:46 ص]ـ
صباح الخير والسلام عليكم
أؤ أؤ,,
أرى الكثير يتأهبون للدخول ,, فلِمَ عدم الإكتراث إذاً؟ 95/ 1
,,
,,
سؤال:
هل يجوز إعرابيا في مطلع الخاطرة استخدام الشاعر "أو" للإختيار عوض"واو" العطف؟
*لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما*
ألتمس ركاكة فهل التفعيلة تحتم ذلك؟
,
,
في انتظار تعاليمكم:)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 02:37 م]ـ
أخي العزيز الواو في أشهر معانيها تأتي للمشاركة ولا تكون للتخيير أبدا
أما معاني " أو":
الإباحة "كما في قول الشاعر" أي أنه يخير بين أمرين مباحين
التخيير "اختيار احد أمرين مثلا: تزوج هندا أو اختها "هنا لا يجوز اباحة الاختيارين
التقسيم مثلا: الكلام اسم او فعل أو حرف
ـ[عسلوج]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 04:01 م]ـ
أخي العزيز الواو في أشهر معانيها تأتي للمشاركة ولا تكون للتخيير أبدا
أما معاني " أو":
الإباحة "كما في قول الشاعر" أي أنه يخير بين أمرين مباحين
التخيير "اختيار احد أمرين مثلا: تزوج هندا أو اختها "هنا لا يجوز اباحة الاختيارين
التقسيم مثلا: الكلام اسم او فعل أو حرف
أهلا بالأستاذ
ربما لم تصلك الفكرة واضحة في تساؤلي وهذا يعود إلى عدم اختصاصي
فالقصد كان كالآتي:
أليس أقوم لو قال الشاعر,,*لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً وَ حُكّاما*
بعد أن أكَّد ذلك بقوله " لجميعِ "
موسيقيا أجدها ألذ ربما وزن التفعيلة أجبّره على استعمال " أو"
مثلا:
لجميع الأطفال كبارا و صغارا
,
,
معليش تحمَّلْ غبائي:)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 06:53 م]ـ
ربما وزن التفعيلة أجبّره على استعمال " أو"
أمثال مطر لا يجبرهم الوزن بل هم من يجبرون الوزن
فهم لا يخرجون بمعانيهم عن الوزن ولا يخرجهم الوزن عن معانيهم
معنى على قدر الوزن ووزن على قدر المعنى
معادلة شعرية صعبة لا يتقنها غير الفحول
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 07:07 م]ـ
أخي العزيز الشاعر
باستخدامه "أو " ساوى بين الحكام والمحكومين
وهذه هي وجهة نظر الإدارة الأمريكي التي لا تصنف بين حاكم ومحكوم
وأرى الشاعر أجاد في ذلك ..
ـ[عسلوج]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 11:11 م]ـ
باسم الله
أمثال مطر لا يجبرهم الوزن بل هم من يجبرون الوزن
فهم لا يخرجون بمعانيهم عن الوزن ولا يخرجهم الوزن عن معانيهم
معنى على قدر الوزن ووزن على قدر المعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
معادلة شعرية صعبة لا يتقنها غير الفحول
اعْتدْتُ العناد منذ الصِّغر فلا تآخذاني:)
أخي العزيز الشاعر
باستخدامه "أو " ساوى بين الحكام والمحكومين
وهذه هي وجهة نظر الإدارة الأمريكي التي لا تصنف بين حاكم ومحكوم
وأرى الشاعر أجاد في ذلك ..
بقول الشاعر:
لجميع العربان تكون الجملة وافية لأنه جمع بين العربان ,, ثم أضاف (للتأكيد)
شعبا أو حكاما ,, وهنا يخسر المعنى وضيفته ما دام الشاعر جمع بينهما سالفا
بكلمة " لجميع" فكيف يستسيغ القول بعدها بـ " شعبا أو حكاما" وكأنما العربان
إمَّا كلهم شعبا أو كلهم حكاما؟ وهذا لا يزيد للمغزى متانة!
لو قال مثلا* لبعض العربان شعبا أو حكاما * هنا يجوز لكنه جمع بدون
استثناء بقوله لجميع ثم أباح لِلتوضيح بـ "أو" ساكنة
لذا يبقى السؤال قائما:
هل واو العطف أعربُ من "أو"؟
---
بعد تصفح القرآن وجدت حوالي مئة مرة ذكرت " أو" للإختيار كقوله تعالى:
فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
---
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
---
إلخ .. إلخ
...
أما الجانب الأدبي ,, عويصة:)
كلمة "أو" إذا كَانَتْ للشَّك، أو للتَّقْسِيم، أو التَّفصِيل، أو الإِبْهام، أو التَسْوِية، أو التَّخيير، أو بمعْنى "بل" أو "ألى؟؟ " أو "ألاّ" أو "كَيْف" أو "الواو" كَانَتْ عَاطِفَةً ساكنة, وعلى هذا قول الشعراء
امرئ القَيْس:
فَقُلْتُ له لا تَبْكِ عينُك إنَّما --- نُحاوِلُ مُلكاً أوْ نَموتَ فَنُعْذَرا
جرير:
ماذا تَرَى في عِيَالٍ قدْ بَرِمْتُ بهم --- لمْ أُحْصِ عِدَّتَهُمْ إلاَّ بعَدَّادٍ
كانوا ثمانِينَ أَوْ زادوا ثَمَانِيِةً --- لَوْلاً رَجَاؤُكَ قَدْ قَتَّلْتُ أوْلاَدِي
وإذا كانَتْ لِلْتَّقْرير أو التَّوضِيح، أوِ الرَّدِّ، أو الإِنْكَارِ، أو الاسْتِفْهَام، كانت مَفْتُوحةً كقوله تعالى: {أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهم لا يَعْلمُون}
*****
القدير بحر الرمل هذه لمحة أو تكملة لما تفضلت به أعلاه حول "أو" للإباحة أو للتساوي فانتبه رجاءً وشكرا على التواصل ++
أوْ حَرْفُ عَطْف، وهِيَ لأِحدِ الأَمْرَيْن عند شَكِّ المتَكِّلمِ أو قَصْدِه أحدهما، فالأَوَّلُ وهو الشَّكُّ نحو" جَاءَني رَجُلٌ أو امْرَأةٌ".
والثاني وهو قصدُ أَحدِ الأمْرَيْن ويكون بعدَ الطَّلَب نحو "تزَوَّجْ هِنْداً أو أخْتَها" أي لا تَجْمَعْ بَيْنِهُمَا ولكِنْ اخْتَرْ أيَّهُمَا شِئْت، وكذلك اعْطِنِي دينَاراً أو اكْسُني ثَوْباً
*****
والشكر موصول أيضا لمشرفنا القدير أبو سهيل " إنتو ياللي فوء:) "
لقد استحسنت حقا وصفك للعملاق أحمد مطر "الفحل" مُمتنْ ++
****************
والآن الكرة في ملعبكم يا فصحاء
أرى الأستاذ خشان خشان يقترب
****************
ـ[إماراتية]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 01:11 ص]ـ
أحمد مطر رجل حر
قال ما لديه ولم يتكسب بشعر حين كثر المتكسبون
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 01:30 ص]ـ
والشكر موصول أيضا لمشرفنا القدير أبو سهيل " إنتو ياللي فوء"
لقد استحسنت حقا وصفك للعملاق أحمد مطر "الفحل" مُمتنْ ++
أتمنى عليك أن تبتعد عن العامية وأن تكتب بجديَّة أكثر
ـ[الحصماني]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:12 م]ـ
والله العامية في حضرت منتدى الفصيح شيء مشين وغير مقبول
ـ[عسلوج]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 01:44 ص]ـ
والله العامية في حضرت منتدى الفصيح شيء مشين وغير مقبول
ot :)
حسنا لا للعامية ,, لكن أين إضافتك للموضوع يا غيثنا؟
ـ[عسلوج]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 01:59 ص]ـ
أتمنى عليك أن تبتعد عن العامية وأن تكتب بجديَّة أكثر
واعَجَبَاه؟
لفت انتباهك بضعة أحرف بالعامية فقط
سيِّدي الفاضل لسنا في المدارس الثناوية
أو الإبتدائية لكي نعتصم بالجدية القسوى
فالمزح ملح الكلام وما صدر مني هدفه
كسر الجدار لتجاذب أطراف الحديث:)
,
,
تارة أتساءَل , ما هي الدَّوافع لانتقادي؟
ـ[عسلوج]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 02:11 ص]ـ
أحمد مطر رجل حر
قال ما لديه ولم يتكسب بشعر حين كثر المتكسبون
العزيزة إماراتية أهلا بكِ في نافذتي المتواضعة:)
بعد الشكر على المرور من هنا أودُّ لو تبْدينَ رأيك
باستفاضة فيما سبق أن ذكرتِ أعلاه في الإقتباس.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 02:14 ص]ـ
ليست دوافع لانتقادك
اكتب بلغة صحيحة ولن تجد من يصوِّب
ـ[عسلوج]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 11:19 ص]ـ
اكتب بلغة صحيحة ولن تجد من يصوِّب
ها هُم صوَّبوا بدون عِيارْ
لا نبْلَ قوْس ولا طلقة نارْ
,
,
أين نحن ممَّا تقول في الرابط الأسفل يا حضرة المساعد:)
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=41101
ـ[عربي قح]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم أعزائي.
عن نفسي ما زلت أجحد أن تكون هذه لأحمد مطر فهي أفكار مبتورة متناثرة كيفما اتفق و خاتمتها باهتة.
لا أجد فيها العمق و لا السياق الذي يجبرني لختم قراءتها.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد الماضي]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 09:32 م]ـ
"لجميع الأعراب شعوبا أو حكاما" ليست مثل " نحاول ملكا أو نموت "
لأن امرأ القيس جعل لنفسه خيارا أول وهو محاولة الملك ثم الخيار الذي إن فشل في الأول فهو ما يمكن تحققه بعد المحاولة.
أما قول جرير:" كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية" فهو يعني بذلك الكثرة حيث لا تؤثر فيها الزيادة النسبية إذ يبقى العدد كثيرا وكأنه يقول إن كنت قدّرتهم بثمانين أو عدّهم غيري بثمانية وثمانين فهم كثير.
أما أحمد مطر فهو يرى أن طرفي المعادلة سيان فكأنه يقول: إن خاطبت الشعوب أو خاطبت الحكام فهما وجهان لعملة واحدة، وأراه قد استخدم لفظ الأعراب للدلالة على أنهم جميعا غير منظّمين.
أرجو أن أكون أفدتك أخي عسلوج ..(/)
ارجو المساعدة من اعضاء فصيح
ـ[سمر محمد99]ــــــــ[28 - 11 - 2008, 03:06 م]ـ
انا طالبة في السنة الرابعة قسم اللغة العربية وعندي حلقة بحث في تحليل هذه القصيدة أو اي قصيدة من الشعر المملوكي ولكم كل الشكر
يقول صفي الدين الحلي في قصيدته البردة في قسم يتحدث فيه عن الأسراء والمعراج: ياخير من يمم العافون ساحته سعياًوفوق متون الأينق الرّسم ومن هو الآية الكبرى لمعتبر ومن هو النعمة العظمى لمغتنم سريت من حرم ليلاًالى حرم كما سرى البدر في داج من الظلم وبت ترقى الى أن نلت منزلةًًً من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم وقدمتك جميع الأنبياء بها والرسل تقديم مخدوم عاى خدم وأنت تخترق السبع الطباق بهم في موكب كنت فيه صاحب العلم حتى اذا لم تدع شأواًلمستبق من الدنوّ ولا مرقى لمستنم خفضت كل مقام بالاضافة اذ نوديت بالرّفع مثل المفرد العلم كيما تفوز بوصل أي مستتر عن العيون وسرّأيّ مكتتم فحزت كلّ فخار غير مشترك وجزت كل مقام غير مزدحم وجلّ مقدار ما ولّيت من رتب وعزّ ادراك ما وأوليت من نعم بشرى لنا معشر الاسلام انّ لنا من العناية ركناً غيرمنهدم لمّا دعا اللّه داعينا لطاعته بأكرم الرّسل كنّا أكرم الأمم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 08:25 م]ـ
إن كان الطلب هو حل وظيفتك وكتابة مشروعك، فلا تضيعي وقتك بالانتظار.
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:08 م]ـ
شكرا لردك يا أبا ذكرى هذا ما ينبغي قوله(/)
قصة قصيرة"للأطفال" أضعها للنقد والتصحيح
ـ[محمد الدكر]ــــــــ[01 - 12 - 2008, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الأساتذة الأفاضل
هذه قصة كتبتها لأطفالي أضعها بين أيديكم للنقد والتصحيح كما أرجو منكم المساعدة في اختيار نصوص ليحفظوها فتساعدهم على امتلاك "سليقة عربية سليمة"
أصغرهم عمره عشر سنوات يعيشون في الغربة منذ ولادتهم ولكنهم يتحدثون في البيت في العربية الفصحى وأعلمهم القراءة والكتابة وأحفظهم سورا من القرءان وبعض النصوص التي أقرؤها فتعجبني.
فهل أستطيع أن أستفيد من خبرتكم في المجال التعليمي للعربية؟ وبارك الله فيكم أجمعين
الحمامة الحزينة
مَعَ خُيُوطِ الفَجْرِ الأُولَى أَفَاقَتِ الحَمَامَةُ مِنْ نَوْمِهَا فَسَبَّحَتِ اللهَ رَبَّ العَالمَِينَ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَواتُ السَّبْعُ والأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَئٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)
ثُمَّ عَزَمَتْ عَلى الغُدُوِّ فَقَالَتْ لِفِرَاخِهَا:
- "اِسْمَعُونِي يَاصِغَارِي، اِلْزَمُوا عُشَّكُمْ فِي اِنْتِظَارِي، سَآتِيكُمْ بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ بِمِنْقَارِي، حَذارِ، حَذارِ فَفِي الغَابَةِ أَخْطَارٌ بَعْدَ أَخْطَارِ"
- "سَمْعًا وَطَاعَةً يَاأُمَّنَا سَوفَ نَبْقَى فِي عُشِّنَا"
وَأَطْلَقَتِ الأُمُّ جَنَاحَيْهَا لِلْهَوَاء وَطَارَتْ فِي الفَضَاء تَبْحَثُ عَنْ سِقَاءٍ وَغِذَاء مَايُمْسِكُهَا إِلاَّ الرَّحْمَنُ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:" أَوَلَمْ يَرَوا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَايُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَئٍ بَصِيرٌ"
قَالَ فَرْخٌ لِاِخْوَتِهِ:
- الجَوُّ لَطِيف وَالطَّقْسُ ظَرِيف هَيَّا بِنَا نَمْرَحُ وَنَلْعَب وَنَقْفِزُ قُرْبَ العُشِّ وَنَطْرَب
فَرَدَّ آخَرُ:
- نَخْرُجُ مِنَ العُشِّ وَنَعْصِي كَلَامَ أُمِّنَا؟
- لَنْ نَبْتَعِدَ كَثِيرًا وَسَنَعُودُ لِلْعُشِّ حَالًا إِنْ شَعَرْنَا بِأَيِّ خَطَر.
- حَسَنًا حَسَنًا هَيَّا بِنَا
وَخَرَجَتِ الحَمَائِمُ فِي الحَال فَأَقْبَلَ ثَعْلَبٌ محتال وَاقْتَرَبَ مِنْهَا وَقَال:
- أَيَّتُهَا الحَمَائِمُ الصَّغِيَرةُ اللَّطِيفَةُ الجَمِيلَة، لَحْمُكِ طَرِيّ وَعَظْمُكِ شَهِيّ وَطَعْمُكِ زَكِيّ وَأَنَا ثَعْلَبٌ مِسْكِين أَكَادُ أَمُوتُ جُوعًا فَهَلْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْتَرٍسَكِ؟
خَافَتِ الحَمَائِمُ وَحَاوَلَتْ أَنْ تَطِير وَلكِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ بِجَنَاحِهَا الصَّغِير.
جَرَى الثَّعْلَبُ خَلْفَهَا وَبِسُرْعَةٍ الْتَهَمَهَا.
عَادَتِ الأُمُّ تَبْحَثُ عَنِ الصِّغَار فَمَا وَجَدَتْ إِلاَّ بَعْضَ آثَار فَعَاشَتِ المِسْكِينَة كَسِيرَةَ القَلْبِ حَزِيْنَة.
و السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 07:11 م]ـ
آخي ..
انا مبتدئة في كاتبة القصص للطفل ..
وانا ملاحظتي انك لم تضع الوصف الكافي في بداية القصة ونهايتها ..
لكي تكون البداية مشوقة للطفل ..
والنهاية مشبعة لتساؤلته ..
انا لاعلم لي بنقد القصص لكن هذه ملآحضاتي ..
لكن ماشاء الله نص رآئع ومشوق ..
وفقكـ الله وحفظ الله لكـ ابنآئكـ وقر عينك بصلآحهم ..
آختكـ .. بنت الذيب
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 09:48 م]ـ
سيدي الدكتور
من المعلوم ان اي ادب لايقدم منفعة او وظيفة اجتماعية هو ادب عبثي وغير مجدي والملاحظ ان اقصوصتك بنيت على اساس من المنفعة ممثلة في الوظيفية التعليمية المضمنة في بنيتها الموضوعية ومن ثم وجدنا الفكرة في قصتك واضحة وليست ملتبسة
بيد ان ثمة عناصر ينبغي مراعاتها كي نحقق للادب ادبيته تلك هي التخيييل والغوص في اعماق الشخصيات وتحليل الصراع الذي تديره او الدائر من حولها لكن قصتك لاتحتمل هذا العمق كونها تعليمية وموجهة للاطفال
وبالتالي فهي محاولة جيد واكثر من رائعة ينقصها نوعا من واقعية اللغة , ولااعني بواقعية اللغة ان تعتمد العامية الجافة فذلك امر غير وارد ولكن الفصحى المبسطة مثلا الاطفال يميلون الى استخدام لفظ ماما عند حديثهم مع الام وانت استخدمت يامنا وهي مفردة لاوجود لها في قاموس الطفل.فضلا عن استخدامك السجع صحيح انه موسيقيا يطرب الطفل ولكنه يضفى نوعا من الجمود على البعد التخييلي للحكي
توظيفك للايات لم يكن ولابد. بل كان بمثابة الاعاقة لحركة السرد والسبب حرصك على افتتاح الايات التي وظفت بالبسملة وهوما اوقف انسيابية السرد وكان يمكنك ان تجعل تلك الايات جزء من السياق لو انك تنازلت عن البسملة وليس في ذلك اي محظور شرعي كما ارى
النهايات الماساوية ياصديقي غير محبذة في قصص الاطفال وعلى القاص كما يصنع الالم ان يصنع الامل او المكافاة ومن هنا ارى ان تعيد صياغة النهاية بحيث تجعل صغار الحمام قسمين قسم يستجيب لمرتكب المعصية فينال جزاؤه وقسم يسمع كلام الام ويلتزم عشها فينجو من الثلعب وينفذ من مكره
وفي هذه النهاية المقترحة يااستاذنا القدير اشارات تربوية جمه اقلها رفض السلبية والتبعية المقيتة و الانسياق وراء الاخر المتهور من دون وعي وكذا تاكيد مبدا الثواب والعقاب وغيرها
اتمنى لك من كل قلبي مستقبلا قصصيا مشرقا
واشكرك على هذه الروح الابداعية والابوية التي يفتقرها اغلبنا في زحمة المشاغل والاعمال
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الدكر]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 09:49 م]ـ
آخي ..
انا مبتدئة في كاتبة القصص للطفل ..
وانا ملاحظتي انك لم تضع الوصف الكافي في بداية القصة ونهايتها ..
لكي تكون البداية مشوقة للطفل ..
والنهاية مشبعة لتساؤلته ..
انا لاعلم لي بنقد القصص لكن هذه ملآحضاتي ..
لكن ماشاء الله نص رآئع ومشوق ..
وفقكـ الله وحفظ الله لكـ ابنآئكـ وقر عينك بصلآحهم ..
آختكـ .. بنت الذيب
بارك الله فيك أختي الكريمة وجزاك كل خير على ملاحظاتك القيمة.
ـ[محمد الدكر]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 11:19 م]ـ
أخي الحبيب الحمصاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جزيل الشكر واثمن لك قراءتك الواعية القراءة النقدية الجميلة والمفيدة وأثني على ملاحظاتك القيمة التي كانت كلها في مكانها.
والحقيقة أنه لم تغب عني هذه الأمور التي ذكرتها ولكني لظروف أطفالي الذين يعيشون منذ ولادتهم في الغربة ولايسمعون العربية إلا في البيت رأيت أن لاأكلمهم بلغة الأطفال"ماما وبابا" وتعمدت السجع ليسهل عليهم حفظ النص وتعمدت ذكر البسلمة حتى يفرقوا بين النص الأصلي وبين آيات القرآن.
بالطبع لو كانت هذه القصة قد أعدت للنشر لاختلف الأمر.
أما عن نهاية القصة الحزينة فليعلموا ليس فقط عاقبة عصيان الوالدين ولكن أثر فقدان الولد على الوالدين دون أن أطيل النص كثيرا وقد أقص عليهم قصصا أخرى بنهايات مختلفة تماما.
ولايعني هذا أني أرفض ماتفضلت به من نقد بل بالعكس تماما فهذه الأفكار ساورتني عندما كتبت لهم القصة وأعدك بأن أراعيها عند كتابة محاولات أخرى.
أتمنى إن كانت لديك مراجع لنصوص جميلة ومفيدة أن تذكرها لي حتى أدرسها لأبنائي وجزاكم الله عنا كل خير ولاحرمنا الله من علمك ولامن دعائك في ظهر الغيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك: محمد
ـ[محمد الدكر]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 11:33 م]ـ
هذا نص بسيط ساعدت أطفالي على كتابته تلخيصا لرخلة فاموا بها إلى مسجد باريس فمارأيك به
رِحْلَةُ إِلى المَسْجِدِ
فِي طَرِيقِنَا إِلى مَسْجِِدِ بَاريسَ رَكِبْنَا القِطَارَ، فَانْطَلَقَ يَطْوِي بِنَا المَسَافَةَ فِي دَقَائِقَ مَعْدُودَاتٍ فَسُبْْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَاكُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ.
عَبَرْنَا حَدِيقَةََ النَّبَاتَاتِ سَيْرًا عَلى الأَقْدَامِ مُنْشِدينَ، لِنَصِلَ المَسْجِدَ ذَ ا المِئْذَنَةِ الشَّاهِقَةِ وَ القُبَّةِ العاَلِيَةِ والجُدْرَانِ الرُّخَامِيَّةِ المُزَخْرَفَةِ.
حَدَّثَنَا الشيخ عَنْ تَارِيخِ بِنَاءِ المَسْجِدِ وَعَنْ فَنِّهِ المِعْمَارِيِّ ثُمَّ أَطْلَعَنَا عَلى سَاحَتِهِ ذَاتِ النَّوَافِيرِ العَدِيدَةِ وَأَرَانَا المَكْتَبَةَ وَرَاحَ يَشْرَحُ لَنَا مَافِيهَا مِنْ كُتُبٍ قَيِّمَةٍ.
فِي قَاعَةِ الوُضُوءِ تَوَضَّأْنَا وَقُرْبَ المِحْرَابِ بَعْدَ الصَّلاةِ تَحَلَّقْنَا وَإِلى شيخنا أَصْغَيْنَا وهو يحدثنا عَنِ المَنْبرِ وَالمِحْرَابِ وَدَوْرِ المَسْجِدِ فِي حَيَاةِ المُسْلِمِينَ.
لَقَدْ كَانَتِ الرِّحْلَةُ مُمْتِعَةً وَمُفِيدَةً فَمَاأَجْمَلَ المَسْجِدَ وَمَاأَرْوَعَ مَاتَعَلَّمْنَاهُ مِنْ دُرُوسٍ فِي اللُّغَةِ وَالدِّينِ وَالحَيَاةِ.
ـ[الحصماني]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 09:30 م]ـ
أتمنى إن كانت لديك مراجع لنصوص جميلة ومفيدة أن تذكرها لي حتى أدرسها لأبنائي وجزاكم الله عنا كل خير ولاحرمنا الله من علمك ولامن دعائك في ظهر الغيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك: محمد [/ quote]
اخي محمد ارجو المعذرة فليس لدي طلبك ولكن هناك جناح في اتحاد الكتاب العرب على الشبكة مخصص لادب الطفل يمكنك الاستفاده مما فيه مع الانتباه لبعض الاعمال اليسارية لما تتضمنه من مفاهيم عقدية غير صحيحة
ـ[باتل]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 07:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبدعتم تأليفا ونقدا.
ـ[محمد الدكر]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 08:55 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك لك أخي الكريم باتل مرورك وتعليقك
ـ[إبنة أبيها]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 11:38 م]ـ
بصراحة القصص روعة اتمنى لو يمكنني الكتابة بالشكل الجميل مثلكم ولكني ليس عندي موهبة في اللغة العربية والتعبير مع أنني أحبها كثيرا
ـ[روح وريحان]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 04:46 م]ـ
قصة جيِّدة
أخي،أحيي فيك الغيرة على لغتك لغة القرآن، التي للأسف الشديد
عزف عنها بعض أصحابها ..
وهذا موقع قصص للأطفال هنا ( http://www.kids.jo/main/StoryCat.aspx)
وهذا موقع متميز آخر هنا ( http://www.islammessage.com/sanadkids3/default.aspx)
وهنا ايضا ( http://www.viti4kids.gov.eg/kid_story.aspx?Lid=3)
تمنياتي لكم بالتوفيق
ـ[محمد الدكر]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 03:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة ابنة أبيها أشكر لك مرورك وتعليقك.
الأخت روح وريحان جزاك الله خيرا وكتب هذا العمل في ميزان حسناتك وأظلك في ظله يوم لاظل إلا ظله.
حقا فإن المواقع التي تفضلت بذكرها هى مواقع جميلة ومفيدة وتفي بالغرض وسيستفيد منها أطفالي إن شاء الله ويدعون لك كما أدعو بالخير.(/)
سؤال
ـ[طالبة معرفة]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 02:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد بالضبط إجابة وافية لهذا السؤال
تحديد معايير الحسن بكل من اللفظ والمعنى لدى ابن قتيبة فى كتابه الشعر والشعراء؟
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 03:14 ص]ـ
ارجعي لكتاب: إحسان عباس في النقد فلعله يفيدك.
ـ[إماراتية]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 05:26 ص]ـ
وضحي أختي أكثر مرادك
لأن رأي ابن قتيبة بتقسيماته واضح وغير عميق(/)
كتب عن نقد الشعر
ـ[طالبة معرفة]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 02:41 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
أريد كتب تتناول وتناقش وتعرض لكتب نقد الشعر
ـ[أبو قتادة وليد بن حسني الاثري]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 02:46 ص]ـ
من كتب نقد الشعر كتاب نقد الشعر لابن قتيبة
ـ[أبو قتادة وليد بن حسني الاثري]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 02:48 ص]ـ
من كتب نقد الشعر كتاب نقد الشعر لابن قتيبة
أقصد كتاب الشعر والشعراء له!! الذي حققه الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 03:10 ص]ـ
أهلا بك أختي الكريمة، ومرحبا بك وسهلا
كتب النقد كثيرة منها على سبيل المثال:
نقد الشعر لقدامة بن جعفر.
العمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق القيرواني.
وهناك كتاب حديث لشيخ المحققين واسمه:
نمط صعب ونمط مخيف لمحمود شاكر.
وهناك كتابا: المرآيا المقعرة والمرآيا المحدبة.
ـ[طالبة معرفة]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 09:36 م]ـ
أشكرك أخى أبو قتادةأفادكم الله
ـ[طالبة معرفة]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 09:40 م]ـ
أشكرك أخى الكريم الأديب اللبيب
بارك الله فيك
ولكن إن كان عندك كتاب نمط صعب ونمط مخيف للشيخ شاكر رحمه الله
أو كتاب المرايا المقعرة والمرايا المحدبة على جهازك ممكن تعطينى رابط التحميل
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 11:43 م]ـ
وبارك الله فيك أختي الكريمة
ولكن للأسف لا أملك أيا منها في جهازي، لعل أحد الأخوة يرفعها ممن يملكها أو يملك أحدها.
وقد بحثت فوجدت رابطا لتحميل كتاب نمط صعب ونمط مخيف، فأرجو أن يفيدك:
http://www.voiceofarabic.net/index.php?option=com_docman&task=doc_details&gid=228&Itemid=290
ـ[طالبة معرفة]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
ـ[إماراتية]ــــــــ[06 - 12 - 2008, 04:04 ص]ـ
اقترح البداية بالكتب الحديثة
فهي تبسط للمبتدئ الكتب القديمة
وفقك الله
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 11:28 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
أريد كتب تتناول وتناقش وتعرض لكتب نقد الشعر
اهم كتب ناقشت الشعر والشعراء كتاب محمد زغلول سلام
تاريخ النقد والبلاغة
وجابر عصفورفي الصورة الادبية في التراث النقدي
وقراءة في التراث النقدي
وابراهيم عبدالرحمن تاريخ النقد القديم وكذا لطفي عبد البديع
وطه احمد ابراهيم في تاريخ النقد
ـ[باحثة عن الحق]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 11:28 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أستاذ الحصماني والأخت إماراتية
ـ[عمار الزريقي]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 11:45 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين دمتم اريد شاكراً .... كتباً في الأدب الحديث
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 02:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين دمتم اريد شاكراً .... كتباً في الأدب الحديث
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
منتدى الفصيح يرحب بجميع المشتركين الجدد في منتداه، ويتمنى لهم طيب المقام والافادة.
هذا الرابط به بعض الكتب المتعلقة بالأدب الحديب:
011408. pdf مكتبة المصطفى الالكترونية تحميل كتاب -في الادب العربي الحديث-عبد القادر القط-كتب عربية ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=011408.pdf)
ـ[عصام محمود]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 08:05 م]ـ
طلبك عام فهل تريدين كتبا تتعرض لقضايا النقد العربي القديم أم الحديث؟ أم تمزج بينهما؟ فليس الأمر عاما هكذا إذا رغبت لكن سأعتبر طلبك عاما
انظري ها الرابط
http://alnaqdalarabi.ahlamontada.com.../topic-t12.htm وهذا
كتب الآداب المصورة - منتديات مكتبتنا العربية ( http://www.almaktabah.net/vb/forumdisplay.php?f=173)
وهذا
مصادر مهمة في النقد الأدبي الحديث - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=51554)(/)
التكنيك الفني
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 08:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت أنه هناك بعض التكنيكات الفنية مثل تعدد الأصوات لاتقتصر على الرواية أو المسرحية بل استطاع الكثير من النقاد أن يوظف ه>ه التقنية في الشعر مثل الدكتور (علي عشري زايد) فنجده في كتابات صلاح عبد الصبور يقول أنه استخدم تعدد الأصوات كثيرا خاصة في رحلة السندباد وكلامه مع الندامى أو في قصيدته رسالة إلى صديق
السؤال هنا هل يجوز استخدام التقنيات الفنية وتوظيفها إن نجحنا في >لك وأنا أشك في كل الفنون من رواية ومسرح وشعر أم أن كل فن مقتصر بنمط معين من التكنيكات ولايجوز للناقد أن يزج بمثل ه>ه التكنيكات في نقده للفنون؟
هل من مشارك؟؟؟؟؟
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 11:44 م]ـ
ياسيد محمد منذ دخول الادب عصر مابعد الحداثة وهناك تيار نقدي ينادي بموت الحدود الفاصلة بين الاجناس الادبية ولذلك وجدت دراسات تلاحق عناصر الشعر في السرد وبالمثل وجدنا دراسات تتبع عناصر السرد في الشعر ومنذ فترة قدمت زميلة لنا دراسة بعنوان عناصر السرد في شعر البردوني
الا ترى في هذا دعوة لانهاء نظرية الاجناس الادبية(/)
اريد نقد كتاب
ـ[هواري]ــــــــ[06 - 12 - 2008, 10:57 م]ـ
كتاب سعيد علوش اشكاليات تيارات الفكرية في الوطن العربي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 07:18 ص]ـ
أهلا بك أخي الكريم هواري، ومرحبا بك بين إخوانك.
قد يكون من الصعب نقد كتاب بأكمله إلا بعد أن يقرأه الشخص مرتين أو ثلاث مرات،
ويستوعبه استيعابا كاملا ويهضمه.
ـ[هواري]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 08:55 م]ـ
شكرا ولكن اريد المساعدة
ـ[جوليا كرستيفا2]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقد كتاب اشكاليات تيارات الفكرية في الوطن العربي للاستاذ سعيد علوش
كما جاء في الرد الاول يحتاج لقراءات متعددة من اجل النقد وكذا الاطلاع على البيبليوغرافيا التي توجد في الكتاب وهو عموما دراسة للتاثير والتاثر بين الاداب العربية والغربية اضف الى ذلك تأريخ للافكار العربية وقد اعتمد الاستاذ على منهج المدرسة الفرنسية في الادب المقارن وذلك لسد ثغرات التاريخ الادبي ..... الخ
المهم حاول الاطلاع عليه لانه كتاب مهم في مجال الادب المقارن وهو يحيل على العديد من المراجع في نفس المجال سواء العربية او الغربية
ـ[الحصماني]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:03 م]ـ
ضعوا رابط الكتاب ياجماعة
ولن نخسر شيئا اذا تكفل كل واحد بقراءة جزء من الكتاب وابدا وجهة نظره
ـ[أبجديات قلب]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 03:48 م]ـ
أريد أسماء كتب ردت على الباقلاني حين أخطأ في نقده لمعلقة امرىء القيس
هلا ساعدتموني في ذلك وشكراً.(/)
النقد الأدبي للشاعر محمد الخولي
ـ[محمد الخولي]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 05:19 ص]ـ
النقد الأدبي للشاعر محمد الخولي
النقد كلمة فقدت أكثر من نصف معناها وخصوصا في وطننا العربي وبعد بحث طويل أرجعت هذا لسببين
أولا: الذاتية النقدية والتي تكون أحيانا ذاتيتها تستتر خلف ستار الموضوعية لأن الانتصار فيها يكون انتصارا لمذهب أو لمدرسة شعرية وليس انتصارا شخصيا وهذا يكون في الظاهر
وأحيانا تكون الذاتية ذاتية صريحة صارخة عدائية تتحكم فيها الأهواء النفسية والشخصية
وهذا لاحظته كثيرا وخصوصا عندما ينسى الناقد أنه ناقد وينصب نفسه حكما بلا حق
عندما ينسى الناقد معنى النقد أنه نقد الجيد والرديء ويوجه نظرته الأدبية النقدية خارجا عن دائرة الموضوعية
ويركز فقط على أخطاء وقع فيها الشاعر ويغفل الجانب الإيجابي عند الشاعر وهذ يزيد الفجوة
بين الشاعر والناقد
ويفقد النقد دوره ورونقه عندما يتحول إلى مادة أكاديمية بحته لا مجال فيها للحس والشعور
ويتهاوى النقد عندما يجعل الناقد مذهبه الشعري مرآة لكل النصوص التي يعالجها نقديا
ثانيا: جهل المتلقي والشاعر والناقد ماهية النقد
ونرى ذلك واضحا جليا في معالجة بعض النصوص عندما يأخذ الشاعر من الناقد عدوا له
لأن الشاعر هنا نظر إلى النقد نظرة أفقدته ماهيته الحقيقية
فلابد أن يتحول النقد إلى فن يعتمد في تذوقه على الحس والشعور في بوتقة الأدب الراقي
وتكون الموضوعية جناح وصل بين الشاعر والناقد
مدونتي
http://wwwmohammedelkhooly.blogspot.com/
ـ[الحصماني]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:10 م]ـ
الحديث عن النقد موضوع ذو شجون وخاصة في ظل وجود النقد الذي يتحول الى نص موازي للنص الابداعي
ـ[الحصماني]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:13 م]ـ
مدونتك جميلة واشعارك اجمل اتمنى ان احظى بفرصة التعارف معك(/)
هل المتنبي شاعر عظيم؟
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 01:17 م]ـ
:::
المتنبي اسم رنان في ساحة شعراء العصر العباسي بل إن شهرته كادت تطمس شعراء ذاك العصر حتى أن القليل لا يعلم بأن هناك شاعر اسمه مسلم بن الوليد الذي هو رائد مدرسة الصنعة الشعرية والذي تابعه فيما بعد الكثير من الشعراء.
من خلال تتبعي للمتنبي نقدا و دراسة وجدت الكثير من علامات الاستفهام الكثيرة في حياته الإنسانية و الشعرية ابتداء من اسمه كما ذكرت كتب الأدب حول سبب التسمية بأنه ادعى النبوةـ و أنا في الحقيقة أشك في هذه المعلومة و لازلت أبحث فيها ـ مرورا بحوادثه مع سيف الدولة وشاعره أبي فراس الحمداني و ما كان بين المتنبي و الحمداني من المشاحنة وهذه إحدى سقطات المتنبي في نظري بالإضافة إلى سقطت هجائه لضبه بن يزيد الأسدي و إلى ختام حياته عندما فر من القتال لولا حظه المشؤوم بوجود غلامه معه الذي قال له أين ما كنت تزعم
الخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
فرد المتنبي قاتلك الله قتلتني وفعلا قتل
لن أتطرق لكم حول نفسيته الحاقدة الناقمة الحاسدة التي أعطت نفسها أكبر من حجمها حتى ضرب به المثل في الكبر مع أنني بذلت في هذا الجانب الكثير من الوقت أثناء دراسة للمتنبي لأن موضوع هذه الورقة النقدية هو شعره و استعملت هنا المنهج الفني في النقد في الحقيقة المتنبي شاعر كبير ولا ينكر هذا إلا جاحد أو جاهل و لكن الحقيقة الأكبر هل هو أفضل الشعراء في قصائده من ناحية الجوانب النقدية؟؟؟
في الواقع أن سبب شهرة المتنبي قامت على: 1ـ ما مر به من صراع نفسي بين واقعه و ما تطمح إليه نفسه مما خلق الصدام الملفت للنظر 2 ـ و هو الكتابة بلغة سهلة الفهم على السامع حتى عامة الناس تفهم ما يقول إلا ما ندر إذا أراد التبجح كعادته
ولكن إذا ما قارناه بأبي تمام فأبي تمام أجود شعرا منه لكن عدم اشتهاره لدى المتذوقين للأدب هو ما انتهجه أبو تمام لنفسه في الشعر و هو أنه يكتب بعمق في الفكرة و يكثر من استخدام الصور الخيالية المركبة و التي قل من الشعراء استخدامها كما له الكثير من الفلسفات التي يبثها في شعره مما يستعصي على العامة فهمها لكن متى ما تخلى أبو تمام عن هذه الأمور وجدته محلقا حتى يكسف معه شمس المتنبي و أقوى دليل على ذلك عندما قال قصيدته الشهيرة في فتح عمورية والتي تخلى فيها عن كثير من فلسفته المعهودة عنه
والتي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب ****** في حده الحد بين الجد و اللعب
رأينا مع أبي تمام في هذه القصيدة الإبحار في عقول الناس و عاطفتهم فهل من يستطيع كتابة مثل هذه القصيدة لا يقدر على قول غيرها بشرط تخليه عن نا اختطه لنفسه أترك الإجابة لكم،،،،،،،،،،،مع خالص الأمنيات
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 01:42 م]ـ
أهلا بك أخي مصدر مؤول
لعلي أقف الآن مع آخر جزئية ذكرتها في حديثك، وهي:
متى ما تخلى أبو تمام عن هذه الأمور وجدته محلقا حتى يكسف معه شمس المتنبي و أقوى دليل على ذلك عندما قال قصيدة الشهيرة في فتح عمورية والتي تخلى فيها عن كثير من فلسفته المعهودة عنه رأينا مع أبي تمام في هذه القصيدة الإبحار في عقول الناس و عاطفتهم فهل من يستطيع كتابة مثل هذه القصيدة لا يقدر على قول غيرها بشرط تخليه عن نا اختطه لنفسه
أخي الكريم لو لم ترتبط هذه القصيدة بفتح عمورية؛ لما كان للقصيدة أي رواج؛ ولما عرفنا هذه القصيدة كما هي مشتهرة اليوم، ولكانت كأي قصيدة لأبي تمام، غير أنه أتى لهذه القصيدة سبب خارجي قوّاها وأوصلها لما هي عليه الآن.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 01:50 م]ـ
من خلال تتبعي للمتنبي نقدا و دراسة وجدت الكثير من علامات الاستفهام الكثيرة في حياته الإنسانية و الشعرية ابتداء من اسمه كما ذكرت كتب الأدب حول سبب التسمية بأنه ادعى النبوةـ
أخي الكريم هذه التسمية فيها الكثير من التجني على المتنبي وهل بصدق عاقل أن المتنبي يدعي النبوة في زمن العلم الذي وصل ذروته في الدولة العباسية، لقد فهموا بيتين من الشعر له فهمًا خاطئا، ولم ينتبهوا لمعنى كلمة المتنبي، ولو عادوا للمعاجم لبطل ما قالوا، ولا نعرف كيف رسخ هذا المعنى في اذهان البعض.
لن أتطرق لكم حول نفسيته الحاقدة الناقمة الحاسدة التي أعطت نفسها أكبر من حجمها حتى ضرب به المثل في الكبر
هذا حكم بحاجة إلى دليل كيف نحكم على نفسيته بأنها حاقدة وهل هذا حكم نقدي، وما درجة المعرفة أنه أخذ أكثر من حجمه. يقول الأستاذ الدكتور خالد الكركي استاذي الكبير وهو من أشد المولعين بالمتنبي في رد على سؤال وجه له:
قلت لي مرة أن " المتنبي "يستبد بك فهل ما زال كذلك , وهل لدينا مثل هذا الرجل في زماننا هذا من الشعراء أو من أحفاده المخلصين له قلبا وقالبا؟
- ما يزال المتنبي مستبدا بي وهو أمر لم أعد أطيقه لكنني آمل أن أعتصر شيئا من روحه وحكمته وفنه في كتاب ثان لعله يتركني وشأني , وإذا كان المتنبي طاقة عالية متمردة فتلك هي صورته الراسخة بأنه ملأ الدنيا وشغل الناس لكنني أتوقع ممن يرونه مثالا لهم أن يتحرروا منه , وأن يلتمسوا لأنفسهم رؤى جديدة وأعتقد أن في زماننا هذا حالة غنية من الإبداع الشعري قد لا تشبه أبا الطيب لكنها تستحق شرف الانتساب إليه.
للاستزاده يمكن الرجوع إلى كتابه (الرونق العجيب – قراءة في شعر المتنبي)
كل الشكر لك ولرأيك الذي يحترم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:00 م]ـ
خالد الكركي يقرأ المتنبي من جديد في الرونق العجيب
لم تستطع مئات السنين أن تمحو مكان المتنبي ومكانته بوصفه 'مالئ الدنيا وشاغل الناس'، فشعره عابر للزمن والتاريخ والجغرافيا، فقد تجاوز هذه الحدود ووصل أرجاء العالم صوتا إنسانيا قويا يصارع الموت بين أصوات وقامات شعرية عالية، إذ ما زالت الدراسات لم تستنفد مكنونات هذه التجربة الواسعة والعميقة. وآخر هذه الدراسات التي وصلتنا كتاب 'الرونق العجيب: قراءة في شعر المتنبي' للناقد والأكاديمي الدكتور خالد الكركي.
ويعتبر الكركي، رئيس الجامعة حاليا، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين سابقا، من بين أبرز المهتمين بحياة المتنبي وشعره، اهتمام يمكن تلمس بعض جوانبه في الدراسة التي نعرض لها، والتي يقدمها ناقد وأكاديمي آخر هو الدكتور عبد القادر الرباعي، الذي يعتبر أن 'المتنبي له من الكركي قلبه وعقله، وحلمه وواقعه، ورضاه وغضبه'، ويتساءل الرباعي عن 'سر هذا الحب الجارف، لكأن المتنبي والكركي مقرونان في قرن واحد، فإذا ذكر الكركي قفز إلى الذهن المتنبي. ويحاول الرباعي أن يجيب على سؤاله بسؤال ربما يحمل جانبا من الإجابة 'هل قلعة حلب الشهباء وقلعة الكرك الشماء أوقعتا في القلب هذا الحب الملتهب؟ '.
الكركي يبدأ كتابه بإعادة عنوان الكتاب إلى مصطلح للجاحظ في حديثه الذي ينتصر به للعرب من حيث إجادة القصيد والأرجاز والمنثور والأسجاع وسواها.
ومنذ المقدمة يعلن المؤلف أن شعر المتنبي هو المتنبي 'قلقه وروحه وكبرياؤه وحدسه وثقافته وفلسفته في الحياة وتجربته مع السلطة والثورة ومع الكبار والصغار، في زمن لم يكن يتراءى منه له سوى أن أهله صغار 'وإن كانت لهم جثث ضخام'.
وبعد أن يستعرض الكركي نظرات في الشعر لبعض النقاد العرب القدماء، الجاحظ وابن طباطبا وقدامة بن جعفر والقاضي الجرجاني، يقرر أن القراءة النقدية الجادة منحازة إلى سلطة النص وقريبة من التصور الذي يتحدث عن موت المؤلف، ويركز قراءته على جوانب معينة من شعر المتنبي، أبرزها 'الخروج عن المألوف' أو ما يسميه 'محاولة تفسير الدهشة' و'الفتنة التي تغري بالتأويل'.
ومع تركيزه على الجانب الفني، فقراءته لا تخلو من التوقف عند مواقف معينة للمتنبي يدينها البعض خصوصا ما يتعلق بمدائحه، وهنا يبدو موقف الكركي تبريريا إلى حد ما، حيث يقول 'لسنا قضاة في محكمة تاريخية أو أخلاقية، أو وعاظا في دائرة تعنى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ما يتعلق بالشعر والأخلاق'، ويعيد الكركي هذا الموقف إلى أن المتنبي تغلغل في الحياة 'قلقا وأسئلة وفكرا وثقافة، ووقف في المنطقة الرمادية الفاصلة بين عالم خيالي يتراءى له وعالم محسوس اضطر للتعايش معه'.
وإجابة على سؤال السر في كون شعر المتنبي قد استحق حبا من البعض وكراهية من آخرين، يرى الكركي أن الأمر يتعلق بما يسميه 'عبقرية التشكيل وإشعاع فني يبعث نشوة ذاتية في روح المتلقي ويوقد السؤال في عقله حتى يعيد تمثل التجربة كما صاغها المتنبي للمرة الأولى.
كما أنه يشير إلى جوانب في شعر المتنبي تتعلق بالإيقاع والموسيقى والرموز والأساطير والصور والمجاز والعلامات والدلالة والرؤية. ويعتبر أن لحظة اتحاد الرؤية باللغة لحظة خالدة، ففيها 'صارت اللغة عباءة الرؤية، وألقت القصيدة أسرارها وحجبها'.
وإذ يتناول الكركي حياة المتنبي وشخصيته ومواقفه من خلال شعره، فإن ثمة محورا أساسيا في الدراسة مخصص للشعر الذي يبرز ملامح شخصية المتنبي ومواقفه، خصوصا ما يتعلق برؤية المتنبي إلى نفسه، الرؤية المتمثلة في تضخيم الذات وتعظيم 'الأنا' على نحو يكاد يكون غير مسبوق في الشعر العربي، وذلك على مستويين من مستويات الأنا: المستوى الشخصي الإنساني والآخر الشعري.
على مستوى الأنا الأولى تبرز ملامح علاقته بالوجود وبالناس والحكام، علاقة بالحياة والموت يبدو فيها متحديا بصوت هادر مفاجئ:
يحاذرني حتفي كأني حتفه
وتنكزني الأفعى فيقتلها سمي
وفي تحديه العالم والحكام الذين اتصل بهم نقرأ:
لتعلم مصر ومن بالعراق
ومن بالعواصم أني الفتى
وأني وفيت وأني أبيت
وأني عتوت على من عتا
وعن علاقته مع نفسه ومع العالم من حوله هناك نوع مما يمكن أن يدعى الغرور في رسم هذه العلاقة، فهو لا يرى الخلق من حوله، بل يراهم تحت قدميه:
واقف تحت أخمصي قدر نفسي
واقف تحت أخمصيّ الأنام
أما في وصف شعره وارتفاع مكانته، فثمة الكثير من القصائد التي تبرز مدى اعتزازه بشعره، ومدى عجز الأيام عن أن تكتب ما يريد:
وما تَسع الأزمان علمي بأمرها
ولا تحسن الأيام تكتب ما أملي
وعلى هذا النحو يمضي المؤلف مستعرضا جوانب كثيرة من حياة المتنبي وشعره ومقتله، ويختم معتبرا كتابي أدونيس 'الكتاب' وكمال أبو ديب 'عذابات المتنبي' يشكلان 'انزياحا نقديا نحو فهم مغاير للمتنبي واستعادته رؤية وأسطورة وأنموذجا عاليا للفن الإنساني الرفيع الذي انبثق من علاقة جدلية بين الشاعر والعالم وبينه وبين حركة الحياة والمكان والزمان، وما في أعماقه من قلق ونوازع ورغبات وكوامن غائرة قد تكشف القراءة عنها في أي زمان محتمل جديد'.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:16 م]ـ
أهلا ومرحبا بك عزيزي
ورأي الأستاذ الأديب اللبيب أن فتح عمورية روج كثيرا لقصيدة أبي تمام فيه صحة
وشكرا للأستاذ محمد سعد ومن أفضل من ألف عن المتنبي محمود شاكر.
ـ[اماني ابودهيم]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:23 م]ـ
سيدي الكريم ...
اجابة على تساؤلك الذي أجد من ورائه غاية مفيدة أقول
نعم.المتنبي هو شاعر عظيم
شاعر لا نكاد نجد كتابا _في القديم أو الحديث_ من الكتب التي تعرض للشعر في العصر العباسي الا ونجد فيه ذكرا للمتنبي وشعره،كما أن كتب التراجم قد اعتنت بذكر المتنبي وأخباره،والإستشهاد بنماذج شعره.
وقد بلغ من شهرة المتنبي أن ألّفت كتب عدة قصرت اهتمامها عليه وعلى دراسة شعره أو شرح ديوانه
قال أبو العباس أحمد بن محمد النامي:
كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي،وكنت أشتهي أن أكون قد سبقته ألى معنيين قالهما ما سبق إليهما أحدهما قوله:
رماني الدهر بالأزراء حتى ..... فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام ..... تكسّرت النصال على النصال
والآخر قوله:
في جحفل ستر العيون غباره ..... فكأنما يبصرن بالآذان
نجد الكثير من براعته واتقانه ها هنا ونرى رؤية الشعراء له وتمنيهم الحصول على ما ملكه من ملكة رائعة مميزة
ولقد ذُكر على لسان ابن خلكان نقلا عن أحد المشايخ أنه وقف على أكثر من أربعين شرحا لديوان المتنبي "مابين مطولات ومختصرات" منها ما درسه أصحابها دراسة موضوعية دون أن يكون همه منصبّا على الانتصار للمتنبي أو مهاجمته
ومنهم من دافع عنه وعن شعره،ومنهم من هاجمه وشعره.
من أهم هذه المؤلفات:
معاني أبيات المتنبي، لابن جني
الرد على ابن جني في شعر المتنبي، لأبي حيان التوحيدي
الإبانة في سرقات المتنبي، للعميدي
المتنبي،لمحمود محمد شاكر
مع المتنبي،للدكتور طه حسين
وغيرها الكثير الكثير مما يدلنا وبإصرار أنه شاعر يستحق منا الكثير الكثير
أما ما قيل عن ادعائه النبوة فهي احدى الادعاءات والأقاويل وهناك من قال غير ذلك
قيل أنه سمي بالمتنبي لأنه أول من تنبأ بالشعر، وهذا أصح ....
سيدي أعذر لي إطالتي
لكنني أشعر بتقصيري حتى اللحظة في حق هذا الشاعر
شكرا لك هذا الطرح ولتتقبل مداخلتي
دمت كما تشتهي
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:26 م]ـ
أهلا بك أخي مصدر مؤول
لعلي أقف الآن مع آخر جزئية ذكرتها في حديثك، وهي:
أخي الكريم لو لم ترتبط هذه القصيدة بفتح عمورية؛ لما كان للقصيدة أي رواج؛ ولما عرفنا هذه القصيدة كما هي مشتهرة اليوم، ولكانت كأي قصيدة لأبي تمام، غير أنه أتى لهذه القصيدة سبب خارجي قوّاها وأوصلها لما هي عليه الآن.
كأنك نفيت الآن تكسب المتنبي الذي قضى حياته في ذلك متنقلا،أيضا يوحي كلامك بأن أبا تمام كان مغمورا لولا هذا الحدث و هو عظيم بلا شك لكن كلامك سيكون صحيحا لو كان كما قلت حول عدم شهرة أبي تمام ورأيك يحترم بلا شك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:29 م]ـ
قيل أنه سمي بالمتنبي لأنه أول من تنبأ بالشعر، وهذا أصح ....
أشكر لك هذا الاهتمام الجميل والإضافات المفيدة
وأحسنت في توضيح المعلومة
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:33 م]ـ
أخي الكريم هذه التسمية فيها الكثير من التجني على المتنبي وهل بصدق عاقل أن المتنبي يدعي النبوة في زمن العلم الذي وصل ذروته في الدولة العباسية، لقد فهموا بيتين من الشعر له فهمًا خاطئا، ولم ينتبهوا لمعنى كلمة المتنبي، ولو عادوا للمعاجم لبطل ما قالوا، ولا نعرف كيف رسخ هذا المعنى في اذهان البعض.
هذا حكم بحاجة إلى دليل كيف نحكم على نفسيته بأنها حاقدة وهل هذا حكم نقدي، وما درجة المعرفة أنه أخذ أكثر من حجمه. يقول الأستاذ الدكتور خالد الكركي استاذي الكبير وهو من أشد المولعين بالمتنبي في رد على سؤال وجه له:
قلت لي مرة أن " المتنبي "يستبد بك فهل ما زال كذلك , وهل لدينا مثل هذا الرجل في زماننا هذا من الشعراء أو من أحفاده المخلصين له قلبا وقالبا؟
- ما يزال المتنبي مستبدا بي وهو أمر لم أعد أطيقه لكنني آمل أن أعتصر شيئا من روحه وحكمته وفنه في كتاب ثان لعله يتركني وشأني , وإذا كان المتنبي طاقة عالية متمردة فتلك هي صورته الراسخة بأنه ملأ الدنيا وشغل الناس لكنني أتوقع ممن يرونه مثالا لهم أن يتحرروا منه , وأن يلتمسوا لأنفسهم رؤى جديدة وأعتقد أن في زماننا هذا حالة غنية من الإبداع الشعري قد لا تشبه أبا الطيب لكنها تستحق شرف الانتساب إليه.
للاستزاده يمكن الرجوع إلى كتابه (الرونق العجيب – قراءة في شعر المتنبي)
كل الشكر لك ولرأيك الذي يحترم
بالنسبة لإدعاء النبوة فقد كثر في ذلك الوقت و اقرأ أخبارهم في كتب الأدب
أما احتياجك للدليل حول نفسيته فاقرأ شعره من خلال المنهج النفسي وستلمس ذلكأما رأي أستاذك فيحترم لكنك نسفته يقولك أنه مولع بالمتنبي و المولع بالشيء سحاول الدفاع عنه و إن كان خاطئاوهذا رأيك ويحترم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 02:45 م]ـ
بالنسبة لإدعاء النبوة فقد كثر في ذلك الوقت و اقرأ أخبارهم في كتب الأدب
أما احتياجك للدليل حول نفسيته فاقرأ شعره من خلال المنهج النفسي وستلمس ذلكأما رأي أستاذك فيحترم لكنك نسفته يقولك أنه مولع بالمتنبي و المولع بالشيء سحاول الدفاع عنه و إن كان خاطئاوهذا رأيك ويحترم
كل الاحترام لما تحدثت به
ومن قال أنَّ كل ما جاء في كتب الأدب يؤخذ به، الأمر بحاجة إلى تمحيص ودراسة.
أخي الحبيب هذه المدارس التي تتحدث عنها بدأت تخبو أمام الدراسات الجديدة، هذه الدراسات تلوي ذراع النص ليوافق هواها وكثير من هذه الدراسات تراجع عنها أصحابها من خلال دراساتي الأدبية والنقدية.
أخي الحبيب من قال إذا كان الناقد مولعا بشيء دافع عنه، أنت لم تقرأ كتابه ولو اطلعت عليه لتغيرت وجهة نظرك. والكركي مولع في تبيين صورة المتنبي. والدفاع عنه أمام ما لحقه.
حبٌّ يمتدُّ لروحك أينما كنت
ـ[بل الصدى]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 04:47 م]ـ
نقاش جميل آمل أن تكون له بقية!!
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 04:49 م]ـ
كأنك نفيت الآن تكسب المتنبي الذي قضى حياته في ذلك متنقلا
لم أنفه! ومن ينفه أصلا!
،أيضا يوحي كلامك بأن أبا تمام كان مغمورا لولا هذا الحدث
لم أقصده وكلامي لا يوحي بذلك.
لا أدري صراحة كيف فهمت هذين الأمرين، فكلامي واضح جدا، وهو أنه عندما ذكرت اشتهار هذه القصيدة التي مجدتها حينما ذكرت أن أبا تمام لو نزل قليلا عن التكلف وعدد من الأمور؛ لاشتهر أمره.
فقلت أنا إن هذه القصيدة كغيرها من القصائد لولا وجود ذلك الحدث.
وانظر كيف فهمه - كما قصدته - الأستاذ عامر فقال:
ورأي الأستاذ الأديب اللبيب أن فتح عمورية روج كثيرا لقصيدة أبي تمام فيه صحة
هذا عينه الذي قصدته.
ورأيك يحترم.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 07:03 م]ـ
و لكن الحقيقة الأكبر هل هو أفضل الشعراء في قصائده من ناحية الجوانب النقدية؟؟؟
هذا سؤال لا يمكن الإجابة عليه، ولا يمكن لأحد أن يقول هذا أفضل شاعر، أو هذا أفضل ناقد، أو هذا أجمل بيت ... ، إذا أردنا الإنصاف.
فقد يكون أفضل شاعر أو أفضل بيت أو ... لم يأت بعد، فإن العصر لم ينته بعد، وإن الإبداع ما زال مفتوحا، فإذا حكمنا لشخص بأنه الأفضل نقتل من يأتي ومن سيأتي ومن هو موجود، فإذا كان يعلم وهو يبدع أنه لن يصل لمستوى الأفضلية - ما دام أنها قد حكمت وأخذت وانتهى أمرها - فلماذا يبدع؟ ليقف وليجعل الإبداع لمن هو أهله - الذين ماتوا وانتهوا -.
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 01:06 ص]ـ
كل الاحترام لما تحدثت به
ومن قال أنَّ كل ما جاء في كتب الأدب يؤخذ به، الأمر بحاجة إلى تمحيص ودراسة.
أخي الحبيب هذه المدارس التي تتحدث عنها بدأت تخبو أمام الدراسات الجديدة، هذه الدراسات تلوي ذراع النص ليوافق هواها وكثير من هذه الدراسات تراجع عنها أصحابها من خلال دراساتي الأدبية والنقدية.
أخي الحبيب من قال إذا كان الناقد مولعا بشيء دافع عنه، أنت لم تقرأ كتابه ولو اطلعت عليه لتغيرت وجهة نظرك. والكركي مولع في تبيين صورة المتنبي. والدفاع عنه أمام ما لحقه.
حبٌّ يمتدُّ لروحك أينما كنت
بالنسبة لتمحيص ما جاء في كتب الأدب فأنا أول من يشد على يدك
أما المدارس التي تنهار على أنقاضها مدرسة أخرى فلا يعني عدم صحتها
والكتاب الذي أشرت إليه بالطبع لم أقرأه و يحسب لك إفادتي به فشكرا لك
أما الولع بالشيء في كلامك جانب من الصحة مما لا يخطئ قولي
شكرا لك وسعدت بهذا الحوار مع أساتذتي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 01:20 ص]ـ
و لكن الحقيقة الأكبر هل هو أفضل الشعراء في قصائده من ناحية الجوانب النقدية؟؟؟
أخي الحبيب الكريم
كأنك قصدت الحقيقة الكبرى
وأنا سعدت كثيرا برأيك والحوار لا يفسد الصداقة
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 01:20 ص]ـ
إذا أردنا الإنصاف
لكن هناك من النقاد من كان مجحفا عندما قال المتنبي شاعر العربية كيف أصبح كذلك على الرغم من شعر الفرزدق و الذي حفظ أكثر اللغة كما يقول معاصروه لم يمدح بشيء كهذا
لك تحياتي أستاذي الكريم و أرجو ألا يطول نقاشانا حول المتنبي فعندي الكثير من القضايا التي كنت سأطرد بسببها من قاعة الدراسة لعدم تقبل الأستاذ لروح النقاش لكن هذا المنتدى سيكون متنفسا بلا شك
تحياتي و تقديري
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 01:30 ص]ـ
أخي الحبيب الكريم
كأنك قصدت الحقيقة الكبرى
وأنا سعدت كثيرا برأيك والحوار لا يفسد الصداقة
أعجبتني طريقة تنبيهك لكنني دخلت غمار الكتابة كما أشغلك الرد علي ثم عدت لتنبيهي شكرا لك و الحوار بلاشك لا يفسد الصداقة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 01:38 ص]ـ
أعجبتني طريقة تنبيهك لكنني دخلت غمار الكتابة كما أشغلك الرد علي ثم عدت لتنبيهي شكرا لك و الحوار بلاشك لا يفسد الصداقة
الأخ الكريم (مصدر مؤول)
نحن نسعد بما تطرح فالفصيح يفتح ذراعيه لكل القضايا النقاشية
وسامح الله من طردك من غرفة الدرس، نحن لن نطرد أحدا، قلوبنا مفتوحة
ونحن على جمر الانتظار لموضوعاتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 02:41 ص]ـ
لكن هناك من النقاد من كان مجحفا عندما قال المتنبي شاعر العربية كيف أصبح كذلك على الرغم من شعر الفرزدق و الذي حفظ أكثر اللغة كما يقول معاصروه لم يمدح بشيء كهذا
لك تحياتي أستاذي الكريم و أرجو ألا يطول نقاشانا حول المتنبي فعندي الكثير من القضايا التي كنت سأطرد بسببها من قاعة الدراسة لعدم تقبل الأستاذ لروح النقاش لكن هذا المنتدى سيكون متنفسا بلا شك
تحياتي و تقديري
صدقت هناك من تعصب، ومن تعصب لن يصل لمراده.
ونحن بانتظار جديدك، ولو طرحت في اليوم عشرين مسألة:) لقبلنا.
ولكن هل انتهى حديثك عن المتنبي حتى تدخل في موضوع آخر؟ أم أن هناك بقية؟
بالمناسبة لم أجب عن عنوان الموضوع ولم أتطرق له!
وهو هل المتنبي شاعر عظيم؟
الله هو العظيم - سبحانه وتعالى -، أما المتنبي فقد أبدع في قصائده أيما إبداع،
ولعلني أستطرد قليلا فأقول:
يخفى على الكثير منا حقيقة سيف الدولة وكافور الإخشيدي العقدية!
فلعل بعضا منا لا يعلم أن سيف الدولة كان شيعيا متعصبا،
ولعل بعضنا الآخر لا يعلم أن كافور الإخشيدي كان محبا للعلم والعلماء مقربا لهم، كما ذكر أصحاب السير،
وكل هذا بسبب المتنبي الذي أعجبه الأول فطمع فيه فمدحه وألقى عليه كل صفة حسنه،
وأبغض الثاني فألقى فيه كل نقيصة ومذمة.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم
هاك يا اخي حتى تغير رأيك تماما
http://thaqafa.sakhr.com/motanaby/reports/mok_a4.asp
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 03:25 ص]ـ
ذكرت كتب الأدب حول سبب التسمية بأنه ادعى النبوة
http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=161149
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 10:32 ص]ـ
جزا الله خيراً كل من وضع حرفاً هُنا
"بالفعل إن رحم المُناقشة يولِّد الإبداع "
لدي ملحوظة أتمني من كل المُتحدثين
عن الشعراء خاصة الشعراء الفطاحلة
أن يتعرضوا لنصوصهم فقط في عملية النقد
وليتركوا ما كان في حياتهم لأنه مجهول
وليس معلوم وإن تحدث عنه التاريخ
فنحن لم نعاصرهم وأنتم تعلمون جميعاً
أن التاريخ يُنقل فيه الغث والثمين.,
وبهذا نُخرج أنفسنا من دائرة القيل والقال
وكان وقد كان كان فاسقاً كان مارقاً كان كذا وكذا ..
أعتقد أن كل هذا وحده يُمكننا الحكم عليه من خلال
شعر المرء وكما قيل " كل إناء بما فيه ينضح "
وبهذا نوفر على أنفسنا الدخول في غيابات كثيرة لن تنتهي
وهي بلا شك تُبعدنا عن الفكرة الأساسية ألا وهي ,
"النقد للعمل الأدبي وليس لشخص صانع العامل الأدبي"
جزاكم الله خيراً وتلك وجهة نظري ليست أكثر,
ومما لا شك فيه والذي لا يُمكن إنكاره أن المُتنبي من أعظم الشعراء بلاغة وفصاحة
وبيانا.
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 11:21 ص]ـ
أخي رسال الغفران
ما أحلتنا عليه هو رأي و بلا شك يحترم
أخي الكريم ورق وشوق ومفترق
لابد من إسقاط الضوء على حياة المبدع حتى يتم ربطها بالنصوص فنقاشنا وسيلة للتحليل لا أن يكون هو غاية في ذاته، أما أن الشاعر إناء بما فيه ينضح فهذا ليس دائما بل غالبا خاصة عند الشعراء
أما أن ننقاش أعماله فهذه فكرة حسنة لكن سؤالي لم نجب عليه بعد وهو غاية النقاش حتى لانتشعب في طرق كثيرة
تحياتي لكم
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:15 م]ـ
بعد هذا النقاش نصل للتالي:1ـ المتنبي شاعر من كبار شعراء العربية
2ـ وجود المتنبي لا يقلل من عظمة الشعراء الآخرين
3ـ ينبغي على الناقد المنصف البعد عن المبالغة في إطلاق الأحكام
4ـ ما جاءت به كتب الأدب يحتاج إلى إعادة نظر و تمحيص
5ـ عدم الوقوع في أخطاء الغربيين حول ما أثاروه من نظرية المؤلف إذ لابد من إسقاط حياة الشاعر على أدبه سعدت بالنقاش معكم و من لديه فائدة فلا يحرمنا منها
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:02 م]ـ
أهلا بك أخي المصدر المؤول،
عبارة (المتنبي شاعر من كبار شعراء العربية) كلمة عائمة، أو بمعنى لا مفهوم لها.
من أين؟
كيف كان؟
لأجل ماذا؟
من أطلق التسمية؟
اذكر السبب؟
هذه أسئلة كثيرة تعترض من يقول: إنه شاعر من كبار شعراء العربية؟
وبالمناسبة وهذه للفائدة صدر حديثا شرح رهين المحبسين لديوان المتنبي وهو (اللامع العزيزي) طبع منه الجزء الأول، أما الجزء الثاني فبطريق.
شرح أبي العلاء المعري رائع، وله وقفات نحوية لغوية رائعة بمنتهى الجمال.
اشتريته قبل مدة، وسأل عنه أحد الأصدقاء في التدمرية في الرياض، فأخبروه أنه نفد، وسوف يحضرونه مجددا هذا الأسبوع؛ فكن قريبا من المكتبة، لأن أهل العلم كثر.
فأهل المكتبة يقولون: إنه ينفد بسرعة.
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 06:19 م]ـ
أهلا بك أخي المصدر المؤول،
عبارة (المتنبي شاعر من كبار شعراء العربية) كلمة عائمة، أو بمعنى لا مفهوم لها.
من أين؟
كيف كان؟
لأجل ماذا؟
من أطلق التسمية؟
اذكر السبب؟
هذه أسئلة كثيرة تعترض من يقول: إنه شاعر من كبار شعراء العربية؟
وبالمناسبة وهذه للفائدة صدر حديثا شرح رهين المحبسين لديوان المتنبي وهو (اللامع العزيزي) طبع منه الجزء الأول، أما الجزء الثاني فبطريق.
شرح أبي العلاء المعري رائع، وله وقفات نحوية لغوية رائعة بمنتهى الجمال.
اشتريته قبل مدة، وسأل عنه أحد الأصدقاء في التدمرية في الرياض، فأخبروه أنه نفد، وسوف يحضرونه مجددا هذا الأسبوع؛ فكن قريبا من المكتبة، لأن أهل العلم كثر.
فأهل المكتبة يقولون: إنه ينفد بسرعة.
جميلة ملاحظتك حول ما أسميتها عبارة عائمة و إجابة أسئلتك هي شاعرية المتنبي أما من أطلق التسمية فهذل ليس لقبا بل يدخل فيها كل شاعر اعترف النقاد بعظمة شاعريته فـ (من) هنا للتبعيض ولا يشرح لمثلك معناها، وللمعلومية أنا لست من المعجبين بشعره لكن لاينكر شاعريته إلا جاهل أو حاقد وأنا لاأريد أن أكون أحدهما
أما ما ذكرته حول الكتاب الذي أشرت إليه فشكرا لك على اللإفادة باسمه ولم يستنزف مالي إلا مكتبة التدمرية مذ عرفتها لكن هذا في سبيل العلم
شكرا لإضافتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[10 - 06 - 2010, 07:32 م]ـ
موضوع شائق
أشكركم
ـ[همبريالي]ــــــــ[10 - 06 - 2010, 09:10 م]ـ
المتنبي أشعر العرب في زمانه
ومن أعظم شعراء العرب قاطبة على مر التاريخ
وهو لا يحتاج لشخص مثلي كي يبرهن أو يقول ذلك
ولكن ابداعه هو من يتكلم ...
وحرام حرام حرام ... أن نحاول الإنتقاص منه لسبب أو لآخر، سواء كانت هذه الأسباب تاريخية أو اديولوجية أو .....
.............. المتنبي ..............
...
ـ[منتظر]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 11:28 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم
هاك يا اخي حتى تغير رأيك تماما
http://thaqafa.sakhr.com/motanaby/reports/mok_a4.asp
هذا الرابط لا يعمل
ـ[الحطيئة]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 12:07 م]ـ
المتنبي أشعر العرب في زمانه
ومن أعظم شعراء العرب قاطبة على مر التاريخ
وهو لا يحتاج لشخص مثلي كي يبرهن أو يقول ذلك
ولكن ابداعه هو من يتكلم ...
وحرام حرام حرام ... أن نحاول الإنتقاص منه لسبب أو لآخر، سواء كانت هذه الأسباب تاريخية أو اديولوجية أو .....
.............. المتنبي ..............
نعم , أوافقك الرأي , و لا أدل على عظمته من كثرت حساده
أما المعاني التي افترعها أبكارا , فلو اجتمع حساده من كبريهم الذي علمهم الحسد إلى قيام الساعة و عُمِّروا فوق ما عمر نوح ما أتوا بمثلها , و فعلهم هذا معه يصدق قوله لله دره:
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصمُ
ـ[همبريالي]ــــــــ[29 - 06 - 2010, 01:37 م]ـ
نعم , أوافقك الرأي , و لا أدل على عظمته من كثرت حساده
أما المعاني التي افترعها أبكارا , فلو اجتمع حساده من كبريهم الذي علمهم الحسد إلى قيام الساعة و عُمِّروا فوق ما عمر نوح ما أتوا بمثلها , و فعلهم هذا معه يصدق قوله لله دره:
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصمُ
صدقت(/)
النجدة ساعدوني
ـ[أميرة الجبل]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 09:07 م]ـ
لدي بحث بسيط عن رواية أميرة الجبل لنجيب الكيلاني مطلوب نقد هذه الرواية فأرجو منكم مساعدتي بنقد الرواية بأي طريقة كانت
واسأل الله أن يوفقكم في الدنيا والآخرة
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 10:39 م]ـ
تستهويني روايات الكيلاني .. بل في الحقيقة الروايات السياسية و قصص الحرب .. و لذلك أحببت روايات الكيلاني ..
لكن مع هذه الرواية اتخذ الكيلاني أسلوب آخر .. كتب عن قبائل الشحوح في الخليج العربي .. في البداية قرأت أول فصل .. الثاني .. الثالث .. لا إثارة .. لا حرب!! .. دكتور عراقي أعزب يعمل في رأس الخيمة .. الممرضة الهندية تحبه .. و العامل يحبها! .. المجتمع يعشق الثرثرة و نقل الأقاويل و النميمة .. ظننت انها تقتصر على أمور اجتماعية .. ربما تمس السياسة قليلا فالدكتور أُبعد عن وطنه بسبب السياسة و قُتل أبوه بسبب السياسة! .. لكن أحداث الرواية ليس فيها اثارة!
يأتي اليه شيخ من الشحوح لان ابنته مريم مريضة .. يعالجها .. ثم يتطلب الامر ان تنام مريم في المشفى في مدينة رأس الخيمة .. و يعلم الدكتور أن سبب مرضها هو ارغامها على الزواج من ابن عمها خميس و هي لا تطيقه! .. و تحب شاب آخر من صعاليك القبيلة اسمه عبد الله!
و تدور الاحداث؛ ارادة الشيخ لا تنكسر، و مريم متمردة على قانون القبيلة و تستخدم (عبد الله) كأداة للرفض و إعلان التمرد .. ،، في النهاية تبغض كل القبلية و تهرب الى الدكتور الذي تعلق قلبها به!
و تشتعل الفتنة في الجبل حيث قبائل الشحوح .. خاصة بين عبد الله و خميس .. و كل يتهم الآخر باخفائها ..
و المطاوع (مطاوع القبيلة و فقيهها) يستخدم السحر لعل الجن يخبره أين اختفت .. فهو الآخر يطمع بأن تكون هذه الحسناء المتمردة له!
>>>>>>>> .. و عند قول أحد الرجال لخمس و عبد الله بعد فكهم من النزاع أن شجارهم يضعف من هيبة القبيلة بين القبائل و يطمع فيها أعداءها
" و نحن الذين عشنا على أرضنا أحرارا لسنين طويلة "
عندها اتسعت عيناي و أخذت نفسا عميقا ... أيعقل لم أفهمها حتى الآن!!
للقصة عمق سياسي و اجتماعي كبير جدا ..
يتتبع المطاوع الأخبار .. و يحاول أن يصل لطرف خيط يوصله الى مريم .. تدور الاحداث و يكتشف أنها عند الدكتور لكنه اكتشف بعد فوات الاوان فهم في طريقهم الى المطار الى لبنان بعد أن أصرّت مريم على الدكتور أن تسافر معه! .. و هناك تزوجا .. و أرسل الدكتور الى والدها رسالة أخبره و أرفق معها نسخة من عقد الزواج .. و طلب رضاه ..
اغتاظ الثلاثة .. المطاوع و عبد الله و خميس ... لكن كان أشدهم هو المطاوع و اعتبرها عار على القبيلة .. و ظل يزرع الفتنة و يحاول تهييج القبيلة الى ان نفاه الشيخ و أبعده ليحفظ أمن القبيلة من الفتنة التي استشار فيها عالم في رأس الخيمة درس في الأزهر فهو واسع العلم و تأكد أن هذا المطوع لا يفقه في الدين .. و عزم على ارسال أبناء القبيلة الى دور العلم في المدينة ليتعلموا العلم الشرعي الصحيح فقد ملّوا من السحر و الدجل ..
أما الدكتور و مريم فقد نالوا من ثأر عبد الله و خميس و غدرهم في حفلة استقبالهم في الجبل!!
و ختمت القصة برحيل الدكتور و زوجته الى بلد مجاور ..
ربما تظنون أنها تضرب بالمبادئ و القيم .. لكن الحقيقة غير ذلك .. و أعجبني فيها أسلوب الكاتب في تصوير شخصية الشاب الدكتور حين تدعوه الشهوة .. فيظل يصارع نفسه .. يغلبها .. و تكاد تسحقه .. يحاول الهرب من الفتنة .. فتتشبث به .. ثم يعلن انتصاره ..
هذا بظاهر الكلام .. اما تلك الأبعاد التي تختبئ بين السطور .. فلايقدر على تضمينها بالرواية الا الأديب الفذ ..
أستطيع القول انها رواية ناجحة.
أضاف الرابط (أبو ذكرى):
http://www.rekaaz.com/vb/showthread.php?t=8072
ـ[أميرة الجبل]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 04:56 م]ـ
ورق أنا بحثت في النت ولم أجد سوى هذا النقد الذي ذكرته وأنا أريد المزيد وآخر موعد لتسليم هذا النقد يوم الاربعاء القادم تاريخ 19|12
جزيت خيرا على مساعدتي
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 08:23 م]ـ
لن تجدي ما تطلبينه في الفصيح.
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:06 م]ـ
يا أمير الجبل طلبت منك المحاضرة ولا داعي لذكر اسمها النقد لتكتبيه أنت بنفسك و لاينبغي أن تتسولين في المنتديات و يكفي أختي التي تثرثر مطاردة لي في المنزل انقد لي رواية أميرة الجبل فقد وصلتن المستوى السابع و هي مرحلة أصبحتن قادرات على النقد و من يدري قد تكوني زميلة لأختي
ـ[الحصماني]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:00 م]ـ
لدي بحث بسيط عن رواية أميرة الجبل لنجيب الكيلاني مطلوب نقد هذه الرواية فأرجو منكم مساعدتي بنقد الرواية بأي طريقة كانت
واسأل الله أن يوفقكم في الدنيا والآخرة
للاسف الرواية ليست في مكتبتي والا كنت قدمت لك بعض المساعدة ولدي بحث عن رواية الكيلاني ليل وقضبان في 60 صفحة
اذا كان بالامكان تضعي رابط للرواية فساتمكن بعون الله وفي ظرف 24 ساعة من مساعدتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[متلثمة بشماغ غاليها]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 05:39 م]ـ
الحصماني يحب ان يساعد كثيرا لكن ليس لنا نصيب من تلك المساعدات
ـ[الحصماني]ــــــــ[16 - 01 - 2009, 10:13 ص]ـ
الحصماني يحب ان يساعد كثيرا لكن ليس لنا نصيب من تلك المساعدات
عزيزي "المتلثمة"
تتحدثين عني وكأنني جمعية خيرية أو هيئة إغاثة إنسانية أو موظف في الدفاع المدني عليه أن يهرع عند أول استغاثة أو طلب مساعدة , والحقيقة أنني لست إلا واحدا من أعضاء شبكة الفصيح التي تعج بالعديد من المثقفين والأدباء والنقاد والأساتذة الكبار , قد يكون عتبك دليل عشم وثقة كبيرة بي , لكنني في الأخير إنسان يجهل أكثر مما يعلم ولي ظروفي الخاصة التي قد تحول –في كثير من الأحيان – بيني وبين مساعدة الآخرين حتى وان كان في مقدوري ذلك.
والذي اذكره أنني وعدت أن أساعدك في اختيار موضوع الرسالة وهيكلها العام وأنا مازلت عند وعدي , وماعدا ذلك فانا في حل منه(/)
ببلوغرافيا التناص
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 11:53 م]ـ
:::
السلام عليكم ..
هذه صفحة ستكون بإذن الله مرجعًا لكل باحث في تقنية (التناص) تنظيرًا، وتطبيقًا.
سأورد بها كل ما يتعلق بالتناص سواء كان كتابًا أو وسيطة معرفية أخرى من مقال أو بحث أوغيره ..
بانتظار إسهاماتكم ..
و إن كنت قد أشرت إلى إلحاق الأسلوبية بمناهج النقد الأخرى؛ و لكن الحاجة للتناص -كما هو بائن في المنتدى- أكثر و ألحّ.
نسأل الكريم عونه.
ـ[جوليا كرستيفا2]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 01:04 ص]ـ
سيكون عملا متميزة اختي مشكورة عليه وساحاول الاسهام به فالان استحضر بعض المراجع الا انه غير متاكدة منها لهذا ساتكد منها وساضعها الغربية منها والعربية فالتناص تقنية في فهم النص الادبي العربي منه والمترجم وخصوصا هذا الاخير
تحيتي
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:01 ص]ـ
سيدتي وضحاء
جميل جدا أن نتداول ونتاول ظاهرة التناص نظريا وتطبيقيا
فلنرى ولنستمع
أتمنى ألا نعتمد اعتمادا كليا على ما كتب في هذه التقنية ولندع قريحتنا تنير طريقنا وتضع بصمة لنا في عالم النقد إن أمكن
ـ[أم جياد]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 08:29 م]ـ
جهد رائع
بالتوفيق إن شاء الله.
ـ[كمال أبوسلمى]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 02:16 م]ـ
بالتوفيق إن شاء الله تعالى ,,
ـ[أبجديات قلب]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 03:21 م]ـ
جميل جدا
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 06:21 م]ـ
أتمنى أن يرى النور قريباً ويكون
نبراساً لطلاب العلم والمعرفة
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 09:53 م]ـ
أفتقد وضحاء كثيرًا كثيرًا!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 11:27 م]ـ
1.تشريح النص، د. عبد الله الغذامي –دار الطليعة بيروت ط1 1987
2.تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص) د. محمد مفتاح – المركز الثقافي العربي ط3 1992م
3.التناص المعرفي في شعر عز الدين المناصرة ليديا وعد الله – دار مجدلاوي الأردن ط1 1425هـ
4.من المنهج الطقوسي إلى التناص- دراسة نقدية تحليلية قي الأدب الأندلسي د. علي الشناوي – مكتبة الآداب ط1 2004م
5.دراسات في النص و التناصية – د. محمد خير البقاعي – مركز الإنماء الحضاري ط2 2004م
6.التناص في شعر الرواد، د. أحمد ناهم – دار الآفاق العربية-القاهرة ط1 2007م
7.المسبار في النقد الأدبي، أ. د. حسين جمعة – اتحاد الكتاب العرب دمشق 2003
8.في التناص الشعري، د. مصطفى السعدني- منشأة المعارف الاسكندرية 2005م
9.نصوص مترابطة- مقاربات تناصية في السرد العربي الحديث، الحبيب الدائم ربي- دار أزمنة الأردن 2007م
10.معالجة النص في كتب الموازنات التراثية، د. سعد أبو الرضا – منشأة المعارف الاسكندرية
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 03:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختنا الكريمة أرى أن تلك النافذة
ستُساهم في إثراء الكثير من الفكر
ولكن سؤال هل سنكتفي بوضع أسماء المراجع فقط
أم سنقوم بنشر ما تيسر من بعض المناهج؟؟
إن فعلنا هذا فأراه أسلم؟ ....
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 02:47 م]ـ
مرحبا بالجميع.
و بانتظار إسهاماتكم.
أستاذ نورالدين
الموضوع كما هو عنوانه .. سيكون تدوينا للمراجع المتعلقة بتقنية التناص فقط، أما غيرها من المناهج؛ وإن كان لها صلة بهذه التقنية تكون في موضوعات منفصلة. بانتظار ما يجود به قلمك.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 03:18 ص]ـ
مجهود رائع من أختنا القديرة وضحاء.
هناك كتاب الدكتورالفاضل د. ماجد ياسين الجعافرة.
11 - (التناص والتلقي دراسات في الشعرالعباسي)
دار الكندي-الأردن- الطبعة الأولى 2003
وهو أستاذ عندنا في جامعة اليرموك الأردنية.
وللأسف لم ينزل له مواد للماجستير هذا الفصل.
ولي عودة -بإذن الله-.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 03:45 ص]ـ
وأيضاً:
12 - شفرات النص.
د. صلاح فضل، دار الآداب-بيروت-ط1 1999م.-
13 - في الطريق إلى النص.
د. عبدالواسع الحميري، مؤسسة مجد، ط1 2008م.
13 - نظرية علم النص رؤية منهجية في بناء النص النثري.
د. حسام أحمد فرج، مكتبة الآداب 2007م.
15 - القراءة وتوليد الدلالة-تغيير عاداتنا في قراءة النص الأدبي_.
د. حميد لحميداني، المركز الثقافي العربي، ط2/ 2007م.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[17 - 03 - 2009, 08:33 م]ـ
تحية طيبة للجميع:
16 - كتاب (التناص في الشعر العربي الحديث-السياب ودنقل ودرويش أنموذجاً -).
للدكتور: عبدالباسط مراشدة.
دار ورد بسوريا الطبعة الأولى 2006
ـ[الأستاذ: ناعوس]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 09:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته لماذا لا نجعلها مكتبة يستفيد منها الباحث و نجعلها للتحميل
ـ[اليافع]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 12:33 م]ـ
17 - التَّناص وتحوُّلات الخطاب الشعريّ المعاصر
تأليف
دكتور
حافظ المغربي
أستاذ النقد الأدبي المشارك
بجامعتَيْ المنيا والملك سَعُوْد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 05:53 ص]ـ
مجهود تشكرين عليه أستاذة وضحاء!
في المفضلة حتما
بالنسبة لكتاب الغذامي تشريح النص لا أتذكر أن ورد شيء عن التناص بطريقة محورية أو ربما لدي لبس في فهم هذا المصطلح (كلامي مبني على نصف الكتاب فقط هذا إن كان الكتاب المعني ولم تتشابك الخطوط في ذاكرتي كعادتها ( ops )
أكرر شكري
حفظك المولى
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 02:03 ص]ـ
18ـ التضمين والتناص. د. منير سلطان. منشأة المعارف بالاسكندرية. ط:1. 2004.
19ـ دوائر التناص"معارضات البارودي للمتنبي دراسة في التفاعل النصي".عمر عبد الواحد. دار الهدى. ط:1. 2003.
20ـ أشكال التناص الشعري. د.أحمد مجاهد. الهيئة المصرية العامة للكتاب. ط:1. 1998.
ـ[عبدالله حسين كراز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:27 ص]ـ
أخيتي وضحاء
سلام الله عليكم أجمعين
ود وتحية
لمن دواعي سروري أن أرى هنا مساهمات سريعة حول موضوع التناص، وهو موضوع أصبح يشكل مدرسة نقدية بحد ذاته في العديد من الجامعات والكليات لما له من أهمية في مجالات النقد والتذوق الأدبي والتحليل النقدي والثقافي، كما أنه من الموضوعات التي أثرت حركة الأدب المقارن ونقده.
... كنت أتمنى أن أرى موضوعاً تفرّد لأجل هذه المدرسة أو المنهاج النقدي والثقافي ومناقشة عناصرها وفرضياتها ومعالمها وأدبياتها ومنظريها ..
فكل المساهمات عامة ومتلقية ...
ود وتحية مرة أخرى
د. عبدالله حسين كراز
غزة - فلسطين
ـ[محمود عفان]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 10:01 م]ـ
مجهود رائع وهذا رابط كتاب تشريح النص لعبدالله الغذامي
http://www.4shared.com/file/65873358/f88197e8/__online.html
ـ[محمود عفان]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 10:14 م]ـ
وإليكم تخليل الخطاب لمحمد مفتاح
http://www.4shared.com/file/58386406/5710a92c/___online.htm
مشكلة السرقات في النص الأدبي.
http://www.4shared.com/file/55324811/581b4540/____.html
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 02:48 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[كدكد]ــــــــ[02 - 04 - 2010, 10:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محرز1978]ــــــــ[08 - 06 - 2010, 11:32 م]ـ
جزاكم الله كل الخير
ويسعدني أن أقدم لكم كتابا رائعا للدكتور عبد القادر بقشى، بعنوان" التناص فى الخطاب النقدي والبلاغي" والكتاب متواجد بـ (موقع الالوكة المجلس العلمي)
- د. عز الدين المناصرة: علم التناص المقارن
- د. عبد الفتاح أبومعالي: علم التناص التفاعلي
-د. نجيب عزاوي: التناص وذاكرة الأدب
-د. علي حسين سلطان: التناص فى الشعر الجاهلي، دكتوراه بجامعة بغداد
وأسأل الله العليم القدير لكم التوفيق (أخوكم محرز عبد الجواد، المنصورة، مصر)
ـ[عادل السلمي]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 02:09 ص]ـ
شكرًا جزيلاً. . بارك الله فيك(/)
معلقة لبيد وتحليلها؟!
ـ[الرئم]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛
_ قد سجلت في هذا المنتدى لما وجدت به من
إفادة قيمة فعلا ًمن كل نواحي اللغة العربية ..
أما حاجتي لديكم في هذا الموضوع؛ هي (معلقة لبيد)
فـ الدكتورة قد فرضت علينا لزاما أن نقوم بتحليلها ونقدها
بالرغم من أننا لا نملك من الخبرة والمعرفة شيئا!
فما بالكم بمعلقة أغلب الألفاظ الحوشية كانت بها!
لذلك كان طلبي وسؤالي >>بـ كيفية النقد البلاغي؟!
والتحليل الفني؟!
وبالأخص التحليل الكامل لمعلقة ــــ لبيد ــــ؟!
فـ نحن الأن في المحاضرات ندور حول فلك لبيد ..
وفي الأخر جزيتم خيرا ً .. :)
ـ[أميرة الورد1986]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 05:34 م]ـ
كان الله في عونك ( ops
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 06:38 م]ـ
مرحبا بك أختي الكريمة، وأهلا وسهلا ومرحبا
هذا ما نعانيه في الجامعات، أمر دون تطبيق يعرفنا كيف نفعل! فالأمر محبوب عند بعض الأساتذة في الجامعات، أما التطبيق فهي على من يجلس أمامه! ولو كان لا يعرف! المهم أن تأتي له ببحث ليقيمك على هواه الشخصي! وهل تريدين أختي الكريمة أن يقوم الأستاذ بالشرح كيف تحللين؟! هل هذا يعقل؟! - أكرر وأقول ليس كلهم وإنما منهم -
ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله.
فأما عن سؤالك: كيف نحلل النص فإليك هذا الرابط ففيه كبير فائدة:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1418
فإذا قرأتيه كاملا بإذن الله وعونه سيتيسر لك ذلك.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 08:07 م]ـ
إن وجدت كتاب:
الصورة الشعرية بين الرؤية البيانية والرؤيا الإشارية
للدكتور أحمد الطريسي فستجدين فيه ضالتك.
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 12:11 ص]ـ
مرحباً أختي الكريمة ..
إليكِ بعضاً من الكتب التي ستفيدكِ بحول من الله:
- شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري .. بتحقيق: إحسان عباس .. من إصدار وزارة الإرشاد والأنباء في الكويت. تقريباً هو أفضل الشروح ..
- كتاب حديث الأربعاء .... لـ طه حسين .. وكان الحديث عن هذه القصيدة في جزئه الأول.
تمثل هذه القصيدة إحدى روائع المعلقات ...
وتشكل في مألوفنا بعداً شاسعاً في المعاني والألفاظ، إلا أنها مع ذلك تمتاز بقوة البناء الشعري .. الخليق بالإعجاب والإكبار الذي لن نجد له مثيلاً في أي شعر ..
تدور هذه القصيدة .. حول ثلاثة محاور رئيسية:
1 - الحديث عن الأطلال ... ويتمثل في الأبيات من: 1 - 19
2 - الحديث عن الرحلة .... الأبيات من: 20 - 53
3 - الحديث عن الفخر الفردي والجماعي ... الأبيات من: 54 - 88
وفقكِ الله ..
ـ[الرئم]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:39 ص]ـ
شكرا لكم جميعاً .. وبارك الله بكم ..
أفدتوني كثيرا بهذه المصادر وإن شاءالله أتمكن من
إيجادها ..
جزيتم خيرا ..(/)
قراءة في قصيدة:"الوداع الأخير" للسيّاب.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 08:13 م]ـ
(الوداع الأخير) لبدر شاكر السيّاب
والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء
كالزهرة الوسني فما أحسست إلا والشفاة
فوق الشفاة وللمساء
عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه
في الجيد والفم والذراع
فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع
في أرجوان الشاطئ النائي وأوغل في مداه
.
شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل
يلقي سناه على بقايا راعشات من عناق
ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل
يا نشوة عبرى وإعفاء على ظل الفراق
حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء
دوما إلى غير انتهاء
.
يا همسة فوق الشفاة
ذابت فكانت شبه آه
يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات
رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء
غرقي إلى غير انتهاء
مثل النجوم الآفلات
لا لن تراني لن أعود
هيهات لكن الوعود
تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال
يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء
فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال
بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء
هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم
هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم!
.
هذا هو اليوم الأخير؟!
واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء!
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق
.
يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
عنا فماذا يصنعون
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق؟!
.
ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسّك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
ليل ونافذة تضاء
تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في الطريق.
القراءة
في لحظة ما تخطر ببال المرء فكرة أو خاطرة، يراها قريبة منه، حتى يمتلك ناصيتها، ويأخذ بزمامها، فإن لم يسارع إلى تقييدها، أو تشاغل عنها، فإنها تعدو هاربة عنه، مودّعة إياه وداعا ربما هو كعنوان هذه القصيدة
يسلمنا النص في بدايته عند فجوتين، لا بد من ملئهما قبل الشروع في قراءة النص، تتمثل الفجوة الأولى في الكلام المسكوت عنه الذي يتصل بالواقع الذي عاشه الشاعر قبل الواقع الذي جسده في الملفوظ.
نستطيع أن نملأ تلك الفجوة، بلقاءات سابقة بين الذاتين اللتين عبر عنهما الملفوظ الشعري، انتهى كل لقاء بوداع، وأعقب كل وداع لقاء، إلى أن جاء اللقاء الأخير الذي عبر عنه الملفوظ، والذي انتهى بوداع، حسّ بعده الشاعر أنه يسير في الطريق بلا رفيق. وهذه الفجوة عبر عنها عنوان النص (الوداع الأخير)، مشيرا إلى وداعات سابقة.
وفجوة أخرى في أحداث سبقت أول سطر في الملفوظ، فالشاعر لم يعبر بملفوظه عن كل ما جرى في اللقاء الأخير، وقد دلنا على ذلك (الواو) في قوله:
والتف حولك ساعداي ...
وتتمثل في لحظات من القرب التدريجي والألفة المتصاعدة بين الذاتين: الشاعر وفكرته، حتى بدأ الملفوظ يكشف عن لحظة التماهي بين الذاتين، لحظة اتحاد كل منهما في صاحبه، فيغيب الشاعر في أفق فكرته حين يبحر فيها ويتعمّق، مثلما يذوب الشراع، وهو يبحر في البحر ويتعمق فيه.
ويطالعنا النص بالوقت الذي جرت فيه كل الأحداث، وهو وقت المساء، الذي يخلو في الشاعر للكتابة، حيث الخلوة والسكون:
والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء
كالزهرة الوسني فما أحسست إلا والشفاة
فوق الشفاة وللمساء
عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه
في الجيد والفم والذراع
فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع
في أرجوان الشاطئ النائي وأوغل في مداه
ويستمر اللقاء إلى أن تصل المسافة بينهما إلى العدم، وتبلغ العلاقة أوج قوتها ومداها، حين ارتخت يداها، وخارت قواها، وهيمن الصمت، واستسلمت وتهيأت لتحكم شاعرها:
شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل
يلقي سناه على بقايا راعشات من عناق
ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل
لكن الذات الشاعرة لا تستغل تلك الحال، فتنشغل بالتلذذ بما تحس به من نشوة القرب والحضور، فتغدو نشوة عابرة، وأثرا مآله الزوال:
يا نشوة عبرى وإعفاء على ظل الفراق
حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء
دوما إلى غير انتهاء
(يُتْبَعُ)
(/)
فتبتعد عنه حين لم يستغل لحظة قربها ودنوها واستسلامها بالتعبير عنها، فيحس بمرارة الفقد، وتغدو سكرة لكنها غير السكرة الأولى التي ذوبته في فكرته، إنها سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات.
فهي وإن كانت في طريقها إلى الفناء، إلا أنها لم تذهب بعد، فتبدو كالغروب الذي لم تتعمق الظلمة فيه فيبهم، ولكنها ليست نهارا فتبين. إنها هائمة في الوجدان، بعد أن رانت لصاحبها في ومضة سريعة كسكون جناح الطائر، وقد تناءى في الفضاء، لا يلبث أن يتحرك، ويزول استقراره وسكونه:
يا همسة فوق الشفاة
ذابت فكانت شبه آه
يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات
رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء
وهنا يطلب الشاعر إليها أن تغرق وتفنى وتأفل كالنجوم التي تتألق حينا من الزمن، ثم تأفل من غير عودة:
غرقي إلى غير انتهاء
مثل النجوم الآفلات
ويسلمنا النص إلى فجوة ثالثة، دلّ عليها حرف الجواب (لا) في قوله:
لا لن تراني لن أعود
هيهات
هذه الفجوة تتمثل في المفارقة بين قول الشاعر وفعله، فهو في الوقت الذي طلب إليها أن تأفل إلى غير رجعة، كان يبحث عنها، ويحرص على لقائها، ومن هنا يتحول النص إلى حوار بين الشاعر الباحث، وفكرته الذاهبة:
فتقول له: لا تجهد نفسك بحثا عني، فعبثا تحاول؛ لأنك لن تراني، وهيهات أن تصل إلي مهما حاولت وبذلت.
لكنها في الوقت نفسه لا تقتل أمله، بل تعده بالمجيء إليه يوما ما، قائلة: لا تجهد نفسك بحثا، فلا سبيل لك في الوصول، إلا أني سأخطر في خيالك يوما، أو ستقترب أنت مني دون وعي منك أو قصد، ومن يدري ربما تكون قد نسيتني، إلا أنك ما زلت تحتاجني، ومكاني شاغر لم يملأه غيري، فلا تتكلف لتملأه، مهما دعاك إلى ذلك، ولا تتصنع له؛ لكي يدوم ويستمر:
لكن الوعود
تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال
يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء
فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال
بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء
هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم
هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم فيجيبها مستعطفا، مظهرا شدة حاجته إليها، مبررا سعيه وبحثه، متحسرا على تفويته لحظة استسلامها له:
هذا هو اليوم الأخير؟!
واحسرتاه! أتصدقين؟
وما زالت تكرر عليه بأن البحث عنها لا يجدي ولا يوصله إلى ما يرومه، ولا سبيل أمامه سوى الانتظار:
ألن تخف إلى لقاء؟
ويزداد استعطافه، مظهرا استعجاله، واضطراره، فحاجته إليها في هذا اليوم الذي لا يريده أن ينتهي قبل أن يعثر عليها، ويصل إليها:
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء!
ليت الكواكب لا تسير
والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
ثم يبدأ اليأس يأخذ منه، فيوقن بأن رحلة بحثة لم تكن إلى شيء، بل كان يلهث خلف سراب لا وجود له:
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق
الأمر الذي أشعل هشيم نار العذاب في نفسه، وأضرم ألم الفراق، وقسوة الإحباط، وأوصله إلى خيبة أمل.
فيبادرها مستنكرا رغبتها وحرصها على تعذيبه، بإحيائها الأمل الكاذب، ووعدها بالمجيء، وقد كان حريا بها أن تشفق عليه، وتخلصه من شقاء البحث، وعذاب الانتظار:
يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
عنا فماذا يصنعون
ثم يتمنى أن لو كان لقاء، أو استدل إلى الوصول إليها، وهو في مفازات البحث، وغياهب التيه بالنجم، فيلقاها لتنير له الدرب:
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق؟! إلا أنها لم تكن وحدها من أحيا فيه الأمل، بل هو نفسه قد بعث التفاؤل في نفسه، فحمّل نفسه عناء البحث، وتعب السعي إلى الوصول، في رحلة البحث الصامتة:
ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسّك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء؟ إلا أنه ما زال يحث السير نحوها، ويرقب تلك النافذة المضيئة، ثم ينحلّ الشعاع، وهنا يصل الشاعر إلى قمة اليأس والإحباط، فيغدو ما كان غروبا في المقطع الثالث ليلا عميقا في المقطع السادس، فيطبق عليه الليل بظلمته العميقة الشديدة، ويلوح له ظلها مودعا من بعيد، فيدرك أنه يسير في الطريق وحيدا، وأن وداعها هذا هو الوداع الأخير:
ليل ونافذة تضاء
تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في الطريق.
ـ[سامح]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 11:29 م]ـ
.
.
قرأتُ قصيدة جميلة - رغم بعض التحفظات - أخرى للسياب
وأضافت قراءتُكَ عليها لمسة جمالية
ويلوح له ظلها مودعا من بعيد، فيدرك أنه يسير في الطريق وحيدا، وأن وداعها هذا هو الوداع الأخير:
أحسنت الختام كما أحسن السياب ختامه:)
أسعدك الله ...
ـ[حسن الغالبي]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 02:51 ص]ـ
أبو ذكرى
بارك الله فيك
لقد أمتعتني بهذه
القراءة لقصيدة شاعر
مبدع هو بدرشاكر السياب
يرحمه الله ومن مات من المسلمين
تحياتي وتقديري مع أطيب تمنياتي.(/)
ثبتٌ بأهم مراجع النقد الأدبى وروابطها
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 06:29 م]ـ
http://www.pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=6307
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 10:11 م]ـ
ما أروعها وما أكثرها وما أجملك.
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[الحصماني]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:06 م]ـ
كل هذه الكتب وغيرها ستجدونها في مكتبة المصطفى
اشهر مكتبة للكتب المصور
ـ[أم جياد]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 08:15 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[سامح]ــــــــ[31 - 12 - 2008, 11:43 م]ـ
.
بوركَ فيك مروان .. :)
ـ[زمن الصمت]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 01:50 ص]ـ
جزيت خيراً، وأعطاك من فضله أن شاءالله تعالى.
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:41 م]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك وأثابك
ونفع بك الإسلام والمسلمين
مشاركة قيمة جدًا ...
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 10:38 م]ـ
اضخم قائمة كتب مصورة ستجدونها على موقع الفورشرد www.4shared.com
فقط ادخل كلمة من اسم الكتاب او اسم المؤلف في مربع البحث search وستجد الكتاب ماثلا امامك
ـ[مليكة ها]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 02:12 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على المشاركة القيمة
بارك الله فيكم
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 07:04 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 10:31 م]ـ
اضخم قائمة كتب مصورة ستجدونها على موقع الفورشرد www.4shared.com
فقط ادخل كلمة من اسم الكتاب او اسم المؤلف في مربع البحث search وستجد الكتاب ماثلا امامك
يؤسفني القول إن مجال البحث في هذا الموقع محجوب لدينا!
ـ[نون النسوة]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 07:11 م]ـ
^
^
أستاذة وضحاء إن أردت البحث في هذا الموقع فابحثي عن طريق قوقل
ضعي في خانة البحث بموقع قوقل اسم الكتاب أو المؤلف الذي ترغبين وبجواره اكتبي 4 shared
أفعلها دوما وأعثر على ما أريد
موفقة
................
مروان الأدب
جزاك الله خيرا رابطك مكانه المفضلة
وهذا موضوع شحيح ذو صلة
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=41988(/)
موضوع مطروح للنقاش , أرجو التفاعل.
ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 08:27 ص]ـ
كثيرا ما نسمع هذه الأسئلة:
1_ حلل النص التالي
2_انقد النص التالي ...
3_ قدم قراءة وافية للنص.
سؤالي هو: ما الفرق بين قراءة النص وتحليل النص ونقد النص؟
وإذا كان هناك فرق برأيك أيهم أعم وأشمل؟
يترتب عليه سؤال ما الفرق بين الناقد والقارىء؟ وما طبيعة عمل كل منهما في النص الأدبي؟؟
هذه الأسئلة مطروحة للنقاش أتمنى التفاعل حيث أن الكثير من طلاب اللغة العربية في الجامعات لا يعرفون الفرق.
أشكركم مقدما.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 01:53 م]ـ
لا أعرف فرقا بين القارئ الأدبي والناقد الأدبي والمحلل الأدبي.
لكن الفرق بين الناقد الأدبي والملاحظ الأدبي، فأغلب من ولج النصوص الأدبية وإن كانوا من حملة الشهادات العليا هم من الملاحظين، والنقاد في كل زمان أقل من يعدوا على أصابع اليد الواحدة.
ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 09:15 ص]ـ
أشكر لك تفاعلك أبا ذكرى.
مازالت أنتظر المزيد.
ـ[الدكتور محمد بنلحسن]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 11:42 م]ـ
أرى السؤال هاما للغاية،باعتباره توطئة لضبظ المصطلحين،ولاتخفى الأهمية القصوى لنظير هذا الضبط،لأن المصطلحات مفاتيح العلوم كما قال السلف ... ومن كانت بضاعته هزيلة من هذا العلم التبس عليه المعنى وانبهم مما قد يؤول به إلى سوء الفهم ..
النقد علم قائم بذاته،عبر عنه ابن سلام الجمحي في الطبقات بالصناعة،حيث قال "وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين،، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان"
أهل العلم هم النقاد المختصون بعلم الشعر والعارفين أحواله،وهم قلة قليلة إذا ماماقارناهم بالشعراء.
أما القراءة فهي متأتية للجميع ... ويجب التمييز هاهنا بين القراءة الصوتية التي تعني نطق الحروف من مخارجها والقراءة المعمقة التي تتحول إلى نقد بفعل استعانتها بالمناهج والتحليل والتقويم ....
إذا تلتقي القراءة مع النقد حين يصير لها بعد التأويل والتفكيك ...
بناء على ماسلف،نقول .. كل نقد هو قراءة ... وليست كل قراءة نقدا ... تبعا لمستويات القراءة ذاتها وكفايات القارئ وأدواته ووسائله ...
ويضعنا مصطلح القراءة أمام جمالية/نظرية التلقي الألمانية والتي تميز بين المتلقين/القراء من خلال مستويات إدراكهم ماهية النصوص ومعانيها البعيدة الغور ...
جماع القول، الناقد قارئ حاذق متمكن مدرب قادر على إصدار الأحكام لتقويم مايقرأ،أما القارئ فقد يكون عاديا لاتتعدى قراءته الأسطر المنطوقة،وهناك من له ذوق مؤهل للعبور حيث الدلالات المفهومة وليس المنطوقة فقط.
ـ[جوليا كرستيفا2]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 11:14 م]ـ
وبالاضافة الى الرد الذي سبقني يمكن ان اضيف تميزا بين ناقد الادب وعالم الادب فالاول هو من يمتلك ادوات القراءة وتاويلها وتقييمها اما العالم فهو من يتتبع علم الادب ويدرسه في نفسه ولنفسه ويحاول تطويره والجواب عن اسئلته ومن هنا فهو الناقد العالم في حين لا يمكن للناقد ان يكون عالما
تحيتي
ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 10:39 ص]ـ
الكتور محسن بنلحسن
جوليا كريستيفا2
أشكر لكما إضافتكما, وما طرحت هذا الموضوع إلا من خلال تجربة لي مع أساتذتي وطالباتي فأحببت أن أنوه لهذا الأمر وأزداد من علمكم. أشكركما مرة أخرى.
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 02:27 م]ـ
والقراءة مستويات لا حصر لها توجّهها مجموعة من المعطيات من بينها الذّوق، المستوى الثّقافي، الإنتماء الإجتماعي فالنّصّ يمكن تشبيهه بنيته في هذا السّياق بالبحر أو المحيط فنتحدّث حينها عن بنية السطح وبنية العمق، ولقد اِنتبه السّلف لذلك اُنظر مثلا مقدّمة كتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفّع حيث القرّاء أنواع ولا يمكن أن ينفذ لبنية العمق حيث القوانين المتحكّمة في بنيّة النّصّ إلاّ القارئ/ النّاقد الممتلك لأدوات العلم.
الرّجاء من الإخوة الكرام تقديم بسطة عن القراءات المختلفة ومرجعياتها الفكريّة.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 03:26 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى السؤال هاما للغاية،باعتباره توطئة لضبظ المصطلحين،ولاتخفى الأهمية القصوى لنظير هذا الضبط،لأن المصطلحات مفاتيح العلوم كما قال السلف ... ومن كانت بضاعته هزيلة من هذا العلم التبس عليه المعنى وانبهم مما قد يؤول به إلى سوء الفهم ..
النقد علم قائم بذاته،عبر عنه ابن سلام الجمحي في الطبقات بالصناعة،حيث قال "وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين،، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان"
أهل العلم هم النقاد المختصون بعلم الشعر والعارفين أحواله،وهم قلة قليلة إذا ماماقارناهم بالشعراء.
أما القراءة فهي متأتية للجميع ... ويجب التمييز هاهنا بين القراءة الصوتية التي تعني نطق الحروف من مخارجها والقراءة المعمقة التي تتحول إلى نقد بفعل استعانتها بالمناهج والتحليل والتقويم ....
إذا تلتقي القراءة مع النقد حين يصير لها بعد التأويل والتفكيك ...
بناء على ماسلف،نقول .. كل نقد هو قراءة ... وليست كل قراءة نقدا ... تبعا لمستويات القراءة ذاتها وكفايات القارئ وأدواته ووسائله ...
ويضعنا مصطلح القراءة أمام جمالية/نظرية التلقي الألمانية والتي تميز بين المتلقين/القراء من خلال مستويات إدراكهم ماهية النصوص ومعانيها البعيدة الغور ...
جماع القول، الناقد قارئ حاذق متمكن مدرب قادر على إصدار الأحكام لتقويم مايقرأ،أما القارئ فقد يكون عاديا لاتتعدى قراءته الأسطر المنطوقة،وهناك من له ذوق مؤهل للعبور حيث الدلالات المفهومة وليس المنطوقة فقط.
أستاذي الدكتور أنا ممن يستويني النص
وطمعا في الإفادة مما لديكم أطرح عيك بعض الأسئلة؟
قولكم النقد علم قائم بذاته وهو كباقي العلوم والصناعات كما نقلتم عن الجمحي، أقول: عن أي نقد تتحدث؟
قلتم: الناقد قارئ حاذق متمكن مدرب قادر على إصدار الأحكام لتقويم مايقرأ، أقول هل بالفعل هذه هي مهمة الناقد؟
قلتم: الناقد قارئ حاذق، أقول: أليس القارئ الذي يبدع النص ويكشف عن رؤياه ناقد؟
إن كانت الإجابة ببلى، فما الفرق بينهما؟
قلتم: ويجب التمييز هاهنا بين القراءة الصوتية التي تعني نطق الحروف من مخارجها والقراءة المعمقة التي تتحول إلى نقد بفعل استعانتها بالمناهج والتحليل والتقويم، أقول من سأل عن هذا، بل من يخطر بباله مثل هذا؟
إن ضبط المصطلحات هو ما ينبغي الحرص عليه والعناية به أولا (كما تفضلتم)، لذا أرجو أن تقدم لي خدمة بتوضيح مفهوم الناقد والقراءة في ظل نظرية القراءة وجمالية التلقي؟
ثم هل القراءة، (والسؤال عن القراءة التي تعيد إبداع النص والكشف عن رؤياه) عملا قصديا؟
ولك خلص الشكر والتقدير.(/)
) ( .. ما هو الأدب المقارن .. ) (
ـ[عسلوج]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 10:38 ص]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوالايهم
تسألني وقد وهن منّي العظم ...
كم عمرك؟
تسألني وبريق الصغر يلثم فاه السؤال ...
كم عمرك؟
تسألني وبقايا لعاب عالق يتدحرج على شفة مكتنزة ...
كم عمرك؟
تسألني و القفص الصدري يئن بما لديها غنجا ...
كم عمرك؟
مثنى ورباع كم عمرك ...
فلم السؤال لمرة ... ؟؟؟
أنا يا سيّدتي نزح عني الزمن ... لفّ لفّته الكبيسة ... زرع فيَّ بواكير
الشيخوخة على عجل ... أصاب مني القلب، والله، وانزوى يراقب
قدومي ... يستعجلني ... يسحبني ... اليه ... فأنا عنده استنفذت حق
الوجود ولا بقية ...
أنا يا سيدتي عمر بلا ارض ... تاه عني البصر الى حين ... أقدامي تعرّجت
فتخاذلت ...
أنا يا سيدتي بقايا انكسار وخيبة ... بقايا ردّة تعصف بالممتاز مثلك وترديه
أنا يا سيدتي متسول على بابك أطمح الى جميل منك يشحنني ... يقيم
إودي ... يلفحني بطيف طفولة غادرتني منذ أزل ...
أنا يا سيدتي كنزار ... منهار ... منهار مُذ خانته بلقيس فغادرت دون إذن ...
أنا يا سيدتي ليس لي من العمر إلاّ ثواني يغزوني فيها طيفك والناس بين
نيام وقيام ...
أنا يا سيدتي من كان يلهو بالحرف فاختنق حين مرآك ...
ولانني كما تعلمين إذا التقى ساكنان يحذف من سبق ... ولانني قد سبقتُ في
سكنى الدّنيا ... أسأل:
هل آن أوان الرّحيل ... ؟؟؟؟
بالله عليك من أنت؟
كيف لك أن تخصِّب هذه البلاغة الساخطة
أيُّ عُمر تناهزه؟
وأيُّ مدرسة أوَتك؟
قرأت للعديد العديدْ
ولم أجد قط مثلك رجلا إذ كتب يلين الحديدْ
فيصبح مداد سائلْ
تنهار خلاياه طوعا لك
كدَم ينزف ساخنا من ثقبة حَلتْ بحبل الوريد
تشتتُ مفرداتي فيرتبك قلمي
تستنفذ أوقاتي فيزداد ألمي
ولم أجد ما أقول فيك سوى هذا المدح المريد
________________
رأيك الأدبي ايها العابر؟(/)
كتب مهمة
ـ[باحثة عن الحق]ــــــــ[25 - 12 - 2008, 03:03 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أريد كتب نقد أدبى حديث مترجمة
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[عبد الستار البدراني]ــــــــ[25 - 12 - 2008, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد،
اخي العزيز رئيس التحرير المحترم، وجدت اثناء التصفح اليوم كتابا للدكتور محمد بنسعيد
وهو حول مناهج نقد الرواية الحديثة، وفرحت ايما فرح؛ لأنني من المعنيين في هذا الحقل العلمي المهم غير ان فرحتي ذهبت ادراج الحلم،اللنك لايعمل وانا الآن انتظر شيمتك الثقافية لكي تجد لي حلا.؟! انتظر منك همسة فرح، ايها الصديق الجميل.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم يا خية
إن شاء الله في هذا الرابط
ستجدي مجموعة قيمة لكتب النقد الأدبي
وهي جاهزة للتحميل
http://www.trytop.com/modules.php?name=VipDownloads&d_op=viewdownload&cid=58&orderby=dateD
ـ[د/نصر الدين عبد العظيم]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 04:50 م]ـ
من أهم كتب النقد الأدبي الحديث كتاب النقد الأدبي الحديث للدكتور / محمد غنيمي هلال وكتاب الدكتور /أحمد كمال زكي
ـ[باحثة عن الحق]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 11:33 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شكرا للأستاذ.عبد الستار ونور الدين ود. نصر الدين على هذه الإفادة
ـ[الحصماني]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 03:50 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أريد كتب نقد أدبى حديث مترجمة
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
مبادئ النقد الادبي - ا. ا. ريتشاردز, ترجمة محمد مصطفى بدوي
تاريخ النقد الادبي الحديث -رينيه ويليك , ترجمة مجاهد عبدالمنعم
النظرية الشعرية عند اليوت وادونيس -عاطف فضول , ت: اسامة اسبر
فن الشعر - بوالو- رجاء ياقوت صالح
ـ[عبدالمجيد هاشم]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 06:38 ص]ـ
النقد الأدبي عند العرب / محمد منظور , ويعد من أروع الكتب النقدية
ـ[مرادعلي]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 08:54 ص]ـ
السلام عليكم: أتمنى من أن يكون هذا الموقع قبلة لكل من اراد العلى
ـ[براقش]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم: أتمنى من أن يكون هذا الموقع قبلة لكل من اراد العلى
السلام عليك ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة الباحثة عن الحق
إذا كنت فعلا باحثة عن الحق فلا تبحثي عنه في كتب نقدية مترجمة خاصة إذا كان أنموذج الدراسة أثرا عربيا لأنك ستضيعين في متاهاتها و سيعمى عليك امام مصطلحاتها التي وضعت للتعامل مع نصوص من جنسها اللغوي و يكون من العبث أن نطبقها على أدبنا العربي
و هناك في أدبنا النقدي الكثير من الكتب القيمة مثل كتاب محمد غنيمي هلال اما في النقد الروائي فكتاب نظرية الرواية لعبد الملك مرتاض هو بالنسبة لي المرجع الأول
فلو كانت دراستك في النقد الروائى أعلميني فقد أستطيع أفادتك في أسماء المراجع أو أي سؤال تحتاجين إليه في هذا المجال إن شاء الله
ـ[براقش]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم: أتمنى من أن يكون هذا الموقع قبلة لكل من اراد العلى
السلام عليك ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة الباحثة عن الحق
إذا كنت فعلا باحثة عن الحق فلا تبحثي عنه في كتب نقدية مترجمة خاصة إذا كان أنموذج الدراسة أثرا عربيا لأنك ستضيعين في متاهاتها و سيعمى عليك امام مصطلحاتها التي وضعت للتعامل مع نصوص من جنسها اللغوي و يكون من العبث أن نطبقها على أدبنا العربي
و هناك في أدبنا النقدي الكثير من الكتب القيمة مثل كتاب محمد غنيمي هلال اما في النقد الروائي فكتاب نظرية الرواية لعبد الملك مرتاض هو بالنسبة لي المرجع الأول
فلو كانت دراستك في النقد الروائى أعلميني فقد أستطيع أفادتك في أسماء المراجع أو أي سؤال تحتاجين إليه في هذا المجال إن شاء الله
ـ[نون النسوة]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 10:36 م]ـ
أتذكر أننا اعتمدنا بشكل كبير على كتابين
أحدهما لديفيد ديتش ولا يحضرني اسم المترجم
والآخر لمحمد غنيمي هلال
وكتب محمد مندور وهي كتب موجزة صغيرة تعرض لك مختصرا وموجزا للمذهب النقدي , تنفع من باب العلم بالشيء دون تفاصيل ولكنها واضحة ..
لكن كتب النقد الحديث بعضها تتحدث عن مذاهب ماقبل القرن العشرين وبعضهما ومابعد القرن العشرين وكلاهما يطلق عليه النقد الحديث ;)
للمدارس المعاصرة أظن أن كتا بالنظرية الأدبية المعاصرة لرامان سلدن قد ينفعك , وهناك ترجمتان ترجمة لجابر عصفور والأخرى أظنها لسعيد الغانمي ولا أذكر فارقا كبيرا بينهما في الترجمة ..
في الرواية هناك كتاب لحميد الحمداني يتحدث عنها بطريقة منهجية مقسمة ..
مؤخرا أحاول القراءة في النقد الحديث , وتوصلت إلى نقطتين
-علي استيعاب كتب المشارقة ذلك أني وجدتها اكثر سهولة واستيعابا بالنسبة إلي كوني تتلمذت على طريقتهم وبعدها أنتقل لكتب المغاربة (خاصة وان المغاربة أثروا المكتبة العربية بكتب هامة في النقد ولا بد من الاطلاع عليها) , ولكني وجدتني أستصعبها بعض الشيء تحديدا في مسألة التوسع في المصطلحات , إافة إلى كوني مبتدئة , فرأيت أنه من الأنسب بالنسبة لمستواي المتواضع البدء بكتب المشارقة ..
- بعض المذاهب النقدية الحديثة تعتمد في أسس فلسفية فلا بد من استيعاب هذه الأسس كي نتمكن من فهم هذا المهذب النقدي وعلى أي أساس بني وأفتقد لهذا الأمر أيضا.
وفقنا الله وإياك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام محمود]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 05:23 م]ـ
انظري ها الرابط
http://alnaqdalarabi.ahlamontada.com/montada-f11/topic-t12.htm
ـ[عصام محمود]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 05:32 م]ـ
وهذا
http://www.almaktabah.net/vb/forumdisplay.php?f=173
ـ[جلمود]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا دكتور عصام،
رابطان غنيان جدا.
ـ[وردة الامل]ــــــــ[07 - 10 - 2009, 06:05 م]ـ
السلام عليكم
محمود ربيعي (حاضر النقد الادبي)
ديفيد ديتش (مناهج النقد الادبي بين النظرية والتطبيق) ترجمة محمد يوسف نجم
وانصحك كما نصحوك من قبلي بان تعود للكتب العربية البحتة فستجد ما يسرلاك باذن الله.
والله ولي التوفيق
ـ[خولة قوال]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 03:24 م]ـ
شكرا اخي نور الدين(/)
أريد نقد لبعض كتب التراث؟
ـ[أحمد أبو فهر]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
لقد تكرر هذا الموضوع في منتدى الأدب ولكن لا أحد يرد لا أعلم لماذا؟
أريد نقدا لهذه الكتب فما السبيل إلى ذلك؟
البيان والتبين
الأغاني
العقد الفريد
الأمالى
الموازنة
الصناعتين
طبقات فحول الشعراء
هذا فقط ما أريده
ياليتكم تساعدوتى
حتى ولو بدعوة
وذلك لأن عندى امتحان وأنا مطالب باستخراج نقد لهذه الكتب
وقد استخرجت شيء لا يذكر
فأرجو منكم المساعدة
وأرجوكم لا تكتفوا بمجرد المشاهدة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 11:34 م]ـ
أخي أحمد نقد مثل هذه الكتب ليس أمرا سهلا وليس بكلمتين.
والفصيح لا يقدم حلا للواجبات:)
وفقك الله
ـ[أحمد أبو فهر]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 01:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لم يكن حلا للواجب
وإنما أنا مطالب في الامتحان به
لأن الدكتور كان غاضبا
فأراد أن يعجزنا
لذلك لجأت إليكم للمساعدة
وعلى العموم جزاكم الله خير الجزاء
على الكلمتين
ـ[أبجديات قلب]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 03:27 م]ـ
قرأت في المنتدى لأحدالأعضاء كتب ردت على الباقلاني حين أخطأ في نقده لأمرىء القيس هل يمكن مساعدتي في إيجا ده(/)
مجنون ليلى
ـ[سأمضي قدما]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 08:09 م]ـ
السلام عليكم
أعضاءمنتدى الفصيح الكرام ..
أنا عضوه جديده ويسرني الأنظمام لمنتداكم الراقي والمفيد ..
لقد كلفت بعمل بحث بعنوان عمل دراسه أدبيه مقارنه بين مؤلفين عربي والاخر أجنبي والوقوف على نقاط التلاقي والأختلاف بين أدبيهما
وقد وقع أختياري على (مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي) مقارنة بـ (مسرحية روميو وجولييت لشكسبير)
وأتمنى منكم مساعدتي في هذا البحث .. لكم مني اطيب التحايا
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 09:45 م]ـ
تمنيآآتي لكـ بالتوفيق ..
وبأذن الله تجدين المسآآعدهـ من الأخوه الكرآآم ..
فأنآ ليس لدي خلفيه عن هذه المواضيع ..
آرق التحآآيآ
ـ[سامح]ــــــــ[31 - 12 - 2008, 11:51 ص]ـ
وفقكِ الله ...
اقرأي في الأدب المقارن .. وحاولي أن تضعي لكِ رؤية
واضحةً للبحث , ثم لييسر اللهُ لك إتمام البحث.
الفصيح ليس لعمل البحوث:)
كان اللهُ في عونك(/)
لا تبخل ولو بكلمة .. !!
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 01:59 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرآم ..
آنآ مبتدئه في كتابة قصص للأطفال ..
..
آتمنى منكم آرشآآدي ونصحي بكتب تنمي مهارت الكتابه عندي ..
آتمنى ان اجد النصيحه الكآآفيه ..
ولآتبخلوآ علي لو بكلمه ..
آختكم .. بنت الذيب ..
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 12:56 م]ـ
اين الردود .. ؟!
لم يعجبكم موضوعي .. !!
آم لآتودن تلقون النصيحهـ ... ؟!
ارى ان المشاهدات كثيرة لكن لآ آجد ردودآ ... !!!!!
ـ[سامح]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 03:20 م]ـ
بنت الذيب ..
لعلي لن أفيدكِ كثيراً .. لكني لم أرد لما كتبت البقاء دون رد
أظُ ـن أن من المهم أن تكوني قادرة على فهم نفسية الطفل
وميوله وفكره , وهذا يحدث بطرق منها:
1 - القراءةُ في كتب علم نفس الطفل.
2 - ذكريات الطفولة.
3 - مجالسة الأطفال , ومحاولة فهم طرائق التفكير لديهم.
وأسلوبكِ في الكتابة للطفل سيكونُ له خطٌ مختلف
بمعنى أن يلتزم بسهولة الألفاظ , مع قوتها؛ بمعنى أن لاتكتبي
بأسلوبٍ أدبيٍ فاره , فتراعي حصيلة الأطفالِ اللغوية الصغيرة
كهم , ولكنَّكِ ترفدين كتابتك بالقوة , التي هي التماسك في بناء
النص , والمنطقيةُ في تسلسل أحداثه , ومعانيه.
احشدي ماتكتبين بالخيال , ولكن اجعليه ممكن القبول لدى الطفل
واملئي كتابتكِ بالمفاجأة , مبتعدةً عن النصحِ المباشر , كي لايتحول
النصُّ الأدبيُّ إلى معلوماتٍ لاأكثر.
اجعليهم يندهشون مما تكتبين , ويتوقون لمعرفة الأسطر التالية
أخيراً
لتجعلي أسلوبكَ سهلاً , ثرياً بالخيال , مليئاً بالحس العاطفي
ـ[سامح]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 03:23 م]ـ
أظنّ أن في مكتبة الملك عبد العزيز
الكثير من المناشط الخاصة بالطفل يمكنكِ
الإفادة منها , واللقاء بالمختصات هناك
وهذا لاشك سيفيدك
د. وفاء السبيل , من رائدات أدب الطفل ,إن التقيتها سيكون
هذا مفيداً جداً لك
ـ[سامح]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 03:25 م]ـ
.
وفقكِ الله:)
.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 03:29 م]ـ
في هذا الرابط مجموعة كبيرة من أعمال أدب الطفل:
http://www.awu-dam.org/book/indx-child.htm
وهنا مختارات من ديوان الأطفال لسليمان العيسى:
http://www.4shared.com/file/73931634.../__online.html
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 01:59 م]ـ
آشكرك آخي سآآمح على نصيحتكـ ..
وفقك الله وسدد خطاكـ ..
اخي بحر الرمآل جزيت خيرآ على الروابط ...
لن انسآكم من صالح دعائي ..
جزيتم خيرآ آحبتي ..
بنت الذيب
ـ[شكرا]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 05:27 م]ـ
النصيحة التقليدية التى نجدها لكل
من يطرق بابا للكتابة هى القراءة فى مجاله اولا
سواء كان هذا المجال شعر او قصة او كما هنا كتابة للطفل
ورغم ان النصيحة تقليدية كما قلت لكنها ذهبية كما يتراءى لي
واتمنى ان نقرأ لك هنا نموذجا مما تكتبين
تحياتي لك
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 11:10 ص]ـ
آِشكركـ كل الشكر آخي شكرآ
نصيحه في الصميم
بأذن الله تقرأون احد مؤلفااتي فالقريب العاجل ..
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 12:02 م]ـ
تمنياتي لك بالتوفيق
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 08:07 م]ـ
شكرآ لكـ آختي هآآديه على تشريفكـ صفحتي ..
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 10:25 م]ـ
قيل ان شاعرا مبتدئا جاء ذات مرة الى اخر من كبار الشعراء فقال له اريد ان اكون شاعر فاجابه ببساطة وقال له اذهب واحفظ الف بيت من الشعر ثم تعال فذهب المريد وعمل بنصيحة الشيخ الكبير ولما اتم حفظ ال1000 بيت من الشعر جاءه مرة اخرى واخبره الخبره فقال اذهب وانسها ولاتعود الا وقد نسيتها واثناء فترة النسيان كان المبتدئ يتمتم ببعض الابيات مستفيدا مما خزن في ذاكرته من الفاظ ومعاني اجترحها من الالف البيت الذي حفظ ولم يعد للشيخ الشاعر الا وقد اصبح شاعرا
هل فهمت بنت الذيب المغزى
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[05 - 01 - 2009, 09:46 م]ـ
آخي الحصماني ..
كلآآآمكـ رآآآئع جدآ ..
مغزآكـ مفهوم ..
جزيت خيرآ ..
بنت الذيب(/)
الذاتية
ـ[أشواااق]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 06:26 م]ـ
أريد تعريفًا للذاتية في الشعر بما يتوافق مع شاعر في العصر العباسي بحيث تكون الذاتية تعبيرًا عن الذات دون الإيغال في الحزن والتشاؤم ... مع ذكر المصدر أو المراجع ,,ولكم جزيل الشكر \ ..
ـ[سامح]ــــــــ[31 - 12 - 2008, 11:25 ص]ـ
..
سؤالك غريب
هل تريدين دراسة الذاتية في شعر شاعر موجود في ذهنك
أم تريدين اقتراحاً .. ؟؟!!!!!!!!!!!
ـ[أبوجود]ــــــــ[31 - 12 - 2008, 12:38 م]ـ
سؤال جيد .. في عجالة أقول: كا ن الشعرقديما -قبل العصرالعباسي - يتناول الموضوعات التقليدية من (مدح وذم وهجاء) أمافي العصر العباسي فقد سار الشعر في اتجاهين الأول: يحاكي الشعر القديم والآخر: يصور المشاعر والتجارب الذتية وخير من يمثل هذين الاتجاهين الشاعر بشار بن برد ..
ـ[أشواااق]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 06:30 م]ـ
شكرًا لكما سامح وأبا جود ..
أنا أنوي دراسة الذاتية عند شاعر من العصر العباسي الثالث، وأريد تعريفًا يتوافق مع نصوص الشاعر البعيدة عن الحزن والتشاؤم والألم يعني مختلفة قليلاً عن ذاتية الرومانسيين التشاؤمية بحيث تكون افتخار بالذات وشكوى وحنين.
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 10:33 م]ـ
سؤال جيد .. في عجالة أقول: كا ن الشعرقديما -قبل العصرالعباسي - يتناول الموضوعات التقليدية من (مدح وذم وهجاء) أمافي العصر العباسي فقد سار الشعر في اتجاهين الأول: يحاكي الشعر القديم والآخر: يصور المشاعر والتجارب الذتية وخير من يمثل هذين الاتجاهين الشاعر بشار بن برد ..
هل تعني ان الشعر الذي يتناول اغراض المدح والهجاء خارجا عن ذاتية الشاعر
وكيف توفق بين هذه الخبطة النقدية وبين قول النقاد بان الشعر العربي شعر غنائي اي ذاتي تاثري
ـ[الأسد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 02:31 ص]ـ
سؤال وجيه
أظن أن مالك ابن الريب المازني يمثل هذا الاتجاه , وقصيدته في رثاء نفسه أصدق مثال على ذلك.
الذاتية: تعبير الشاعر عن نفسه وأحاسيسه ولوعته وما يقاسيه من هموم وأوهام ..(/)
تحليل قصيدة على ضوء المنهج الأسلوبي
ـ[سليمان1420]ــــــــ[31 - 12 - 2008, 12:19 ص]ـ
:::السلام عليكم,,هذي أول مشاركة لي وأرجو إنكم ماتردون طلبي
أبغى من نقادنا الأعزاء أعضاء شبكة الفصيح .. وخصوصا الوضحاء, إنهم يحللون لي قصيدة (الفصام) من ديوان شطآن ظامئة للشاعر سعد عطية الغامدي على ضوء المنهج الأسلوبي ولاراح أنساكم من الدعاء .. والقصيدة هي كالتالي:
الفصام
قبلُ كنا عربا ..
نئد البنت ونستحيي الولد
هاجس العزة يطغينا
فننساق إلى أدنى ممات ..
وسعار العار يشقينا ..
فنغتال أزاهير الحياة
غير أنا ..
لم نكن نحسب للعار حسابا
في قضايانا الخطيرة ..
لانرى بأسا بأن يقتتل الحيان ..
عشرين .. ثلاثينسنة ..
حول تيس ضامر .. أو حول شاه
أو كثيب قاحل .. أو طيف مرعى .. أو نبات
أو رهان خاسر
أو شجار بين بعض"السيدات"!!
لانرى بأسا بأن يحكمنا الفرس .. أو الروم
أو الصبية في ديوان بعض الأبرهات ..
فلقد كنا جميعا
ننحني للات والعزى!!
ونجثو لمناة ..
ثم جاءتنا رسالة ..
بعثتنا ..
أنقذتنا من براثين الضلالة ..
فخرجنا بكتاب الله ..
إذ كان لنا مجدا ..
وإذ كنا رجاله ..
وحكمنا الفرس والروم ..
وشرقنا وغربنا بناموس العدالة ..
ورفعنا الحق فوق الشمس هاله
وسهرنا ..
وسهرنا ..
ليبيت الناس في أحسن حالة ..
...
ثم خضنا في طقوس الفتنة الكبرى
وأوحال الجهالة ..
واحتسينا نشوة الأحلام
في ظل البطاله
وانخرطنا في دهاليز الخيانات ..
أو الغفلة ..
أو سلك العماله!!
ورجعنا .. عربا
غير أن الرعناء .. ماتت
وقبلنا العار محمولا على شتى الصفات
نحتسي العزة ..
فنجانا من القهوة
في أنفاس إحدى الأمسيات ..
نئد العفة
مابين مسافات
من السفر الضارب, محموما إلى كل الجهات
ونبيع الأرض
والعرض
وسر الوحدة الكبرى
ونستبقي الشتات ..
نوقف الأحياء .. والأموات ..
في برزخ مابين انطفاء الصحوة الصغرى
وما بين السبات .. !!
لانرى بأسا بأن يقتتل الشعبان ..
عشرين .. ثلاثين سنة ..
حول مالايعرفون .. حول مالا يجهلون!!
وإذا ماأفرج الساسة عن بعض الوثائق
بعد قيد من ثلاثين سنة ..
كشف الناس خيوطا من نسيج الأزمات
...
قبل كنا عربا ..
ثم عدنا عربا ..
أترى يرفعنا شوق إلى مجد الجهاد الحق ..
والبشرى .. وأشواق الشهادة؟
لمفام العزة الأسمى ..
وميثاق السيادة!!؟
لحمى التوحيد ..
والتقوى ..
وميزان الريادة؟!!
ـ[سليمان1420]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:00 م]ـ
معالي السادة:
أعضاء شبكة الفصيح ...
رواد المناهج النقدية
المتيمون بالمنهج الأسلوبي
رجوتكم ساعدوني
في تحليل القصيدة السابقة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:12 م]ـ
معالي السادة:
أعضاء شبكة الفصيح ...
رواد المناهج النقدية
المتيمون بالمنهج الأسلوبي
رجوتكم ساعدوني
في تحليل القصيدة السابقة
أخي الحبيب سليمان
موضوع بحاجة إلى وقت كبير، والفصيح ليس مهماته متابعة ما يكلف به الإخوة في المدارس والجامعات. لو بحثت بنفسك ستستفيد أكثر(/)
شرح قصيدة حجر كنعاني في البحر الميت
ـ[عبدالواحد]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 11:39 ص]ـ
السلام عليكم
اخواني هل أجد عندكم شرح لقصيدة حجر كنعاني في البحر الميت للشاعر الكبير محمود درويش ..
جزاكم الله ألف خير
ـ[سامح]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 12:52 ص]ـ
وعليكم السلام
تمنيت مساعدتك , لكني لاأملك لها شرحا.
يسر الله لك أمرك(/)
احتاج مساعدتكم ضروري
ـ[ارزاق]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 02:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضوة جديدة في المنتدى احتاج منكم المساعدة انا عندي تكليف عن تعريف واضح للاسلوب عند أربعة على الاقل من هؤلاء:القرطاجني , ابن خلدون , الجرجاني , ابن جني ,منذر عياشي , محمد عبد المطلب ,ابن منظور, عياد ... لانه انا بصراحة لية اكثر من شهر وانا ابحث ولكن بدون فائدة ونزلت كل كتبهم لكن ماقدرت افهم شي من صعوبتها فاتمنى منكم انكم تساعدوني ضروري جدا وبأسرع وقت ان امكن و جزاكم الله خير (وأعتذر عن ضعف اللغة لدي)
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 02:29 م]ـ
أختنا الكريمة
نظرًا إلى أن صياغة سؤالك في مشاركتك توحي بأنها فرض مدرسي؛ فنرجو قبول اعتذارنا عن عدم الإجابة.
فمنتديات الفصيح لا تقدم هذه الخدمة، كما لا تشجع عليها.
نشكرك، ونقدِّر لك تفهمك.(/)
تحليل قصيدة
ـ[نونونونو]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 01:13 م]ـ
سلام .. اتمنى مساعدتي في تحليل قصيدة لكثير عزة ... لاني اجهل تماما كيفية التحليل وطلب علية وحاولت ان ابحث ولكني لم استطع ان اتوصل فمن يستطع مساعدتي .......
ـ[الدرة9999]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 01:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد عليه افضل السلام واتم التسليم أما بعد إن تحليل القصيدة لهو بالأمر الشيق الممتع فهو تطبيق عملي لكل ما درسه المرء فى فروع اللغة العربية من لغويات وقواعد نحوية وصرفية وفنون بلاغية بفروعها المختلفة من بيانية ومعنوية وبديعية ولذا يجب في البداية أولا فهم النص فهما عاما ثم بعد ذلك التعرض للمعاني الجزئية وتحديدها ولن يتأتي ذلك إلا من خلال تحديد معنى المفردات الصعبة داخل القصيدة ومحاولة تكوين معنى هذه المفردات فى الاطار العام للقصيدة ولن يكتمل الفهم العام للقصيدة بدون أن تخل القواعد النحوية والصرفية بأيد طوله لتحدد جزءاكبيرا في فهم المعنى العام إلى ان ياتى دور البلاغة بفنوفها التى لسان الفصيح لتعبير عما يحمل من امكانات متعددة للتذوق سواء على المستوى المعنوي والبياني و البداعي كل بما فيه
ونتمي لك داوم التوفيق
ـ[نونونونو]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 01:34 م]ـ
شكرا اخي الدرة على ردك السريع لي ...... لدي النص بالكامل و لدي معاني الكلمات الصعبة ولكني اجهل تماما كيفية التحليل لأني لست تخصص لغة عربية فاتمنى مساعدتي اذا تستطيع
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 09:58 م]ـ
سلام .. اتمنى مساعدتي في تحليل قصيدة لكثير عزة ... لاني اجهل تماما كيفية التحليل وطلب علية وحاولت ان ابحث ولكني لم استطع ان اتوصل فمن يستطع مساعدتي .......
ياسيدتي ضعي النص الكامل للقصيدة وماذكرتي من معاني المفردات في هذه الزاوية
وان شاء الله نتعاون في افادتك(/)
مقدمة تحليل القصيدة
ـ[نونونونو]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 04:15 م]ـ
كيف تكون المقدمة لتحليل القصيدة؟؟؟؟ اذا كانت القصيدة لكثير عزة
هل ابدأ بتعريف الشاعر ام ماذا ............ فالاستاذة طلبت الا تكون المقدمة تتناول شرح القصيدة ..... اتمنى مساعدتيييييييييييييي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 05:09 م]ـ
أختنا الكريمة
نظرًا إلى أن صياغة سؤالك في مشاركتك توحي بأنها فرض مدرسي؛ فنرجو قبول اعتذارنا عن عدم الإجابة.
فمنتديات الفصيح لا تقدم هذه الخدمة، كما لا تشجع عليها.
نشكرك، ونقدِّر لك تفهمك.(/)
مُسَاعدَة نقْدية عاجلة -بارَكَ اللهُ فيكم-!!
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طيبَ اللهُ أوقاتكم بالذكر وجملكم بالحياءِ والسِتر
وبعد ... أرجو منكم -رعاكُم الله- مد يد العون فيما يلي:
طُلب مني بحث بعنوان/
(النقد عند ابن قتيبة من خلال كتاب الشعر والشعراء)
والحقيقة أن معالم البحث ضبابية في ذهني بسبب أنني لم أكن
أدرس في القسم الأدبي وليس عندي أي خلفية عن النقد
ولكني حاولت جاهِدة لملمة أطراف الموضوع
وقرأت مقالات عامة أعطتني بعض النقاط الهامة.
طلبي هو: أرجو من أي متخصص بارِع
أن يوضح لي المطلوب مني في نقاط مُحددة
علمًا بأنني -بفضلِ الله- لا أواجه أي
مشكلة في المراجع وأغلبها متوفر
لكن أريد خطة للبحث حتى لا يضيع
وقتي سُدى، علمًا بأن أمامي فقط ثلاثة أسابيع تقريبًا
وهذا أول فصل دراسي لي في التخصص
وشكرًا ...
وإذا توفر لأحدكم بحث د. مختار الغوث -حفظهُ الله-
فليفيدني به إن أمكن:
(النقد الأدبي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري).
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:47 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
باختصار أختي الكريمة، يتوجب عليك قراءة الكتاب كاملا، وعند مصادفتك لأي قضية من قضايا النقد تناولها ابن قتيبة عند تناوله لأحد الشعراء دونيها ثم اضبطيها ثم اذكريها وعند انتهائك سلميها.
أما عن ذكرك للمراجع فأنا أرى مراجعك المطلوبة هي الكتاب نفسه فقط.
والله أعلم.
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 06:42 م]ـ
أما عن ذكرك للمراجع فأنا أرى مراجعك المطلوبة هي الكتاب نفسه فقط.
والله أعلم.
جزاكَ اللهُ خيرًا أخي الكريم
وبارَك فيك وأثابك ونفع بك الإسلام والمسلمين
الحقيقة أنني فكرت نفس التفكير وقلت في نفسي أنني
لستُ في حاجةٍ إلى مراجِع أخرى ولكني استشرتُ
أحد الأساتذة الأفاضل وأعطاني بعض الأسماء:
الوساطة بين المتنبي وخصومه
الموازنة بين أبي تمام والبحتري
عيار الشعر
نقد الشعر لقدامة بن جعفر
طبقات فحول الشعراء
الأغاني
الحماسة الكبرى ـ شرح المرزوقي
وغيرها كثير ...
ولكي تدخل في إطارِ الصورة أخي الفاضِل
د. مختار -حفظهُ الله- الذي طلب البحث، قال بأن أقل عدد
من الكتب المسموح بالرجوع إليها هو
10
واللهُ الموفق، شكرًا جزيلًا مرة أخرى ...
ـ[بنت الذيب]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 07:02 م]ـ
لآعِلم لي بالنقد ..
آتمنى ان الاديب اعطاك الاجابه الكافيهـ ..
تمنايتي لكِ بالتوفيق ..
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طيبَ اللهُ أوقاتكم بالذكر وجملكم بالحياءِ والسِتر
وبعد ... أرجو منكم -رعاكُم الله- مد يد العون فيما يلي:
طُلب مني بحث بعنوان/
(النقد عند ابن قتيبة من خلال كتاب الشعر والشعراء)
والحقيقة أن معالم البحث ضبابية في ذهني بسبب أنني لم أكن
أدرس في القسم الأدبي وليس عندي أي خلفية عن النقد
ولكني حاولت جاهِدة لملمة أطراف الموضوع
وقرأت مقالات عامة أعطتني بعض النقاط الهامة.
طلبي هو: أرجو من أي متخصص بارِع
أن يوضح لي المطلوب مني في نقاط مُحددة
علمًا بأنني -بفضلِ الله- لا أواجه أي
مشكلة في المراجع وأغلبها متوفر
لكن أريد خطة للبحث حتى لا يضيع
وقتي سُدى، علمًا بأن أمامي فقط ثلاثة أسابيع تقريبًا
وهذا أول فصل دراسي لي في التخصص
وشكرًا ...
وإذا توفر لأحدكم بحث د. مختار الغوث -حفظهُ الله-
فليفيدني به إن أمكن:
(النقد الأدبي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري).
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته.
عزيزتي:
فعلا التررد في اختيار الموضوع واعداد الخطة هو اهم اسلحة الفتك بالباحث وهمته في البحث وبما ان الموضوع محدد فانصحك باعداد خطة اولية ثم اعرضيها على الاستاذ المشرف وهو بدوره سينضجهاويعمل على تعديلها
وهذا مقترح مني يمكن اثراءه
خطة البحث
1 - مقدمة
2 - تمهيد وفيه تقدمين شخصية ابن قتيبة ونشاته ومؤلفاته ودوره في اثراء حركة النقد الادبي في عصره
3 - المبحث الاول: منهجيته في التاليف ومعاييره في اختيار الشعراء
4 - المبحث الثاني: مقاييسه النقديه
أ- حدالشعر ب- اللفظ والمعنى ج- الخيال والصورة الفنية
5 - المبحث الثالث: الاغراض والموضوعات الشعرية
6 - الخاتمة والنتائج
7 - المصادر والمراجع
تحياتي
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 09:48 م]ـ
بنت الذيب
وافق شنٌ طبقة أليس كذلك؟!
كِلانا لا يفقه في النقد شيئًا!
^_^
عزيزتي كم سرني تواجدك ونثر عبير
كلماتِك الرقيقة ... أشكرك على تواجدك ومشاركتك
الوجدانية الطيبة، بحار من الورود أهديها لكِ
تمنياتي لك بالتوفيق ...
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 09:54 م]ـ
الحصماني
أخي الكريم
شكرَ الله لك ما تفضلتَ بهِ من خطوات عملية رائعة ومفيدة
التي سأضعها في عين الاعتبار وأعمل بها -إن شاءَ الله-
جزاكَ اللهُ خيرًا وبارَك فيك وأثابك ونفع بك الإسلام والمُسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحصماني]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 10:08 م]ـ
الحصماني
أخي الكريم
شكرَ الله لك ما تفضلتَ بهِ من خطوات عملية رائعة ومفيدة
التي سأضعها في عين الاعتبار وأعمل بها -إن شاءَ الله-
جزاكَ اللهُ خيرًا وبارَك فيك وأثابك ونفع بك الإسلام والمُسلمين.
ياكناية انا اعتبر مااقدمه واجبا علي وليس تفضلا
فشكرا على ثنائك وشكرا علي اضحاكي بالمثل الذي ذكرتي
وافق شن طبقه
لان لي معه حكايه وذكريات جميلة
تحياتي
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 10:11 م]ـ
العفو.(/)
أود كتبا تتحدث عن الحوار في الشعر
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 11:59 م]ـ
أبحث عن كل كتاب و دراسة تتحدث عن كيفية كتابة الدراسة النقدية عن و في الحوار في الشعر أرجو إفادتي.
ـ[الحصماني]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 04:35 م]ـ
ثمة رسالة علمية "ماجستير "
الحوار في الشعر الجاهلي - عبدالله علي الجوزي
ـ[مصدر مؤول]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 09:44 م]ـ
ثمة رسالة علمية "ماجستير "
الحوار في الشعر الجاهلي - عبدالله علي الجوزي
شكرا لك
ـ[عازف]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 07:40 م]ـ
إذا تفضلت أستاذي هل من الممكن معرفة في أي جامعة نوقشت الرسالة؟(/)
نقد قصيدة ابن هانئ الأندلسي:) ,,
ـ[فلسطين تبكي .. !!]ــــــــ[05 - 01 - 2009, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف الحال؟
اتمنى أن تكونوا بصحة جيدة ..
هذه قصيدة لأبن هانئ الأندلسي في الغزل , فأريد من يشرح لي هذه الأبياات شرحًا وافيًا كي اتمكن من نقدها .. : rolleyes:
نظرت كما جلت عقاب على ارم * واني لفرد مثل ما انفرد الزلم
بمرقبة مثل السنان تقدمت * خياشيمه واستردف العامل الاصم
فلا قلة شهباءالا ربأتها * ولا علمٌ إلاّ رقأتُ ذرى العلم
فقلتُ: أدارُ المالِكِيّة ِ ما أرى * بأسفَلِ ذا الوادي أم الطلح والسلم
وأكذبني الطّرفِ فخفّضتُ كلكلاً * وأطرقتُ إطراقَ الشجاع ولمْ أرم
فلمّا أجنَّ الشّمسَ ريبٌ من الدجى * ولفَّ سوامَ الحَيّ سَيْلٌ من العَتَم
عرفتُ ديارَ الحيّ بالنّارِ للقرى * تُشَبُّ وبالأنجوجِ يُذكَى ويَضْطرَم
وأرعَيْتُها سَمْعي وقد راعَني لها * صَهِيلُ المَذاكي قبلَ قَرقرة ِ النَّعَم
فلمّا رأيتُ الأفقَ قد سارَ سيرة ٍ * مجوسيّة ً واسنحكك اللّوح وادلهمّ
ولم يبقى إلاّ سامرُ الليلِ هادرٌ * من البُزلِ أو غِرّيدُ سِرْبٍ من البَهَم
بوركتم .. :)
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[05 - 01 - 2009, 02:33 م]ـ
اختي فلسطين:
ابذلي جهدا في شرح القصيدة ونحن سنحاول البناء على ذلك الجهد.
وفقك الله.(/)
موضوع مهم
ـ[باحثة عن الحق]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 11:40 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أنا محتارة في اختيار قصيدة مناسبة لتكون بحثا لى تكون قصيدة لشاعر معروف وتكون طويلة وسياسية أو تثير قضية
وشكرا أرجو الرد بسرعة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 08:11 ص]ـ
و عليكم السلام.
إن كان المجال مفتوحا فابحثي لدى أحمد مطر، أو محمود درويش.
ـ[الحصماني]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 03:33 م]ـ
أيها المارون بين الكلمات العابره
احملوا اسماءكم، وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكره
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء
ـ2ـ
أيها المارون بين الكلمات العابره
منكم السيف ـ ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ـ ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى ـ ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز ـ ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص .. وانصرفوا
وعلينا، نحن، ان نحرس ورد الشهداء ..
وعلينا، نحن، ان نحيا كما نحن نشاء!
ـ 3ـ
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر، مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في ارضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى اجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا:
حجر .. او خجل
فخذوا الماضي، اذا شئتم، الى سوق التحف
واعيدوا الهيكل العظمى للهدهد، إن شئتم،
على صحن خزف.
فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبل
ولنا في ارضنا ما نعمل
ـ4ـ
أيها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا
واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس
أو الى توقيت موسيقى مسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة ..
أيها المارون بين الكلمات العابره،
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في ارضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا ... والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من ذكريات الذاكره
أيها المارون بين الكلمات العابره! ..
شعر: محمود درويش
ـ[عبدالمجيد هاشم]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 06:33 ص]ـ
غاب عنكم شاعر محافظ ألا وهو (حافظ إبراهيم) سوف تجدي في قصيدته على لسان اللغة العربية مبتغاك بإذن الله تعالى.(/)
طلب عاجل
ـ[شخص ما]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 02:05 ص]ـ
الأساتذة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله
تعلمون بالطبع أن بعض الكلمات قد تتغير دلالتها على القبح أو الجمال من مكان لآخر أو من عصر لآخر.
فمثلا كلمة " نسوان " قد تستخدم في بعض بلداننا العربية .. ولكنها في مصر كلمة مذمومة .. وهكذا
وهناك كلمات كانت تستخدم بلا خجل قديما وصارت الآن معيبة ..
أحتاج وبشدة لشواهد على ذلك .. للرد على شبهة دينية .....
... رجاء المشاركة ولو بشاهد واحد .. وجزاكم الله خيرا ....
ـ[شخص ما]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 06:32 ص]ـ
للرفع
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 02:03 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=42065
ـ[الحصماني]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 11:35 م]ـ
المجد الان تدل على الرفعة والسؤدد وقديما كانت تعني بطن الدابة
والجامع بين الدلالة و القديمة ان بطن الدابة سمي بالمجد لارتفاعه عن ملامسة الارض ومن ثم فهوفالدلالة حاضر ه في طئ المعنى القديم وهي الارتفاع
وقديما كانت كلمة المكتب تعني قطعة قماش كانت توضع فوق اللوح الذي تحرر عليه العرايض والشكاوى ثم تطورت فاصبحت تطلق على الطاولة التي يكتب فوقها ثم تطورت الدلالة فاطلقت الكلمة على الغرفة المخصص للمارسة الاعمال الكتابية
واصبحت الان تطلق على مباني باكملها فنقول مكتب التربية. مكتب البلدية. مكتب الدفاع المدني .... الخ(/)
اريد المساعدة يااهل النخوة
ـ[متلثمة بشماغ غاليها]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 06:12 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الدكتور طالب منا ان ناتي بقصيده ونحللها وفق اي منهج وانا اخترت المنهج التاريخي لكن لاتزال الفكره لدي محدودة في كيفية تحليل تلك الابيات وفق ذلك المنهج
السؤال
هل اكتفي فقط في اظهار مدى موافقه ابيات الشاعر للعصر الذي ولد فيه وللبيئة التي ضمته اليها واثرت فيه؟؟؟
أم هناك شيئا يخفى علي؟؟
لقد اخترت قصيدة لجرير واريد تحليل بعضا من ابياتها
من لدية اشاده فليشد لي مشكورا
ِ
ـ[غازي عوض العتيبي]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 08:16 م]ـ
إن كان المجال يسمح لك أن تأخذي شاعراً سعودياً، وتستخدمي المنهج الاجتماعي. فتحاولين إظهار ملامح المجتمع السعودي كما تظهر في النصّ المحلل.
هذا مجرد رأي، إن رأيتِ فافعلي.
ـ[متلثمة بشماغ غاليها]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 10:38 م]ـ
هل تستطيع افادتي بالمنهج الاجتماعي ماذا يجب علي ان اتبعه خلال تحليلي النص؟
او يكفي توافق الابيات و ظروف المجتمع؟؟
ـ[غازي عوض العتيبي]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 10:47 م]ـ
المنهج الاجتماعي -بحسب فهمي له- يسعى لاستظهار أحوال المجتمع الذي ينتمي إليه الشاعر، وكيف صوّر الشاعر حال مجتمعه، والتنقيب عن عادات هذا المجتمع وتقاليده، ومهن أهله. وغير ذلك.
ولكن انتبهي عند اختيارك للنصّ، فليس كل نصّ يصلح أن يطبق عليه هذا المنهج. بالتوفيق
ـ[متلثمة بشماغ غاليها]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 05:24 م]ـ
تشكر .. واكثر الله من امثالك اخي العزيز
ـ[الحصماني]ــــــــ[16 - 01 - 2009, 10:15 ص]ـ
- يكثف المنهج التاريخي اشتغاله -عند تفسير النصوص الإبداعية- على الخارج لإضاءتها من الداخل , وذلك من خلال تعرف سيرة الشاعر وتتبع حياته ومراحل نشأته والظروف المختلفة التي آثرت فيه فضلا عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
- وإذا كان العمل الأدبي مرتبطا بصاحبه يفسر في ضوء معرفة سيرته وحياته ,فانه يخضع – في الآن نفسه – لعوامل أخرى خارجية هي الجنس أي الصفات الوراثية التي اكتسبها الأديب من مجتمعه.والبيئة أي المكان الجغرافي الذي يعيش فيه الأديب , والزمن الذي عاش فيه الاديب ومارافقه من احداث سياسية واجتماعية واقتصادية
- يهتم المنهج التاريخي بمضمون العمل الادبي
- المقارنه بين النص وبين غيره من النصوص لمعرفة اصالة النص قيد النقد
- النقد التاريخي نقد قيمي حكمي , وقيمة النص عنده في كونه وثيقة تاريخية تقدم صورة للعصر وتعكس حركة التاريخ والمجتمع
- المنهج التاريخي هو منهج تفسيري , ينظر الى العمل الادبي على انه واقعة معينة يفسرها في ضوء الاسس التي ذكرنا وهي الجنس والبيئة والزمن.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 08:34 ص]ـ
أختنا الفاضلة احمدي الله أنها في أحد المناهج النقدية الخارجية
وفي المنهج التاريخي تحديداً؛ فهو من أسهل المناهج النقدية.
ولا نود الزيادة على تعليق أخينا الحصماني -وفقه الله- فقد أوفى.
بالتوفيق أيتها الفاضلة.(/)
اريد بحثا في قضية من قضايا النقد الادبي
ـ[الوان الطيف]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 03:36 ص]ـ
اريد بحث في قضية من قضايا النقد الادبي ارجو المساعدة وجزاكم الله الف خير
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 07:18 ص]ـ
اريد بحثا في قضية من قضايا النقد الأدبي أرجو المساعدة وجزاكم الله ألف خير
أرجو أن تجد ضالتك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 02:29 ص]ـ
حدّدي القضية التي تستهويك، وأخبرينا بها حتى نساعدك في الحصول على مراجعها.
موفقة
ـ[الحصماني]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 11:20 م]ـ
قضايا النقد الادبي اكثر من ان تعد او تحصى بيد ان ثمة قضايا تطفو عند الحديث عن قضايا النقد في مرحلة من المراحل الادبية
فمما لاشك فيه ان قضايا النقد في القديم هي غيرها قضايا النقد الحديث وان كان ثمة اوجة للتشابه والتقارب بينهم
وعلى كل ان كانت وجهتك النقد القديم فمن ابرز قضاياه: اللفظ والمعني. الانتحال. السرقات الادبية.وتكلف البديع. ضعف الشعر في صدر الاسلام.
وفي النقد الحديث تبرز مسالة الحداثة والموقف من التراث. وتداخل الاجناس وانهدام حائط الانواع الادبية. والتناص. قصيدة النثر. .... وغيرها
ـ[أبووجد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 01:19 م]ـ
يمكنك أن تكتبي في (قضيةالخيال في النقدالقديم) وهو موضوع جميل(/)
حسين هاشم شاعر يرثي نفسه قبل الممات
ـ[أبو جواد]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 11:29 م]ـ
حسين هاشم شاعر يرثي نفسه قبل الممات
--------------------------------------------------------------------------------
اليوم عندما أتانا ذلك الخبر المؤسف وهو وفاة الشاعر الإنساني الكبير حسين هاشم رحمه الله وأدخله فسيح جناته
ومع أنني كنت أقرأ له كل إصداراته ومنشوراته التي تتوافر بين أيدينا
إلا أنني وبعد وفاته قرأت اليوم شيئآ جديدآ فهمت فهمآ جديدآ
ومع معرفتي بالعمق الإنساني الذي ينعم به الشاعر
وثقتي المطلقة بشاعريته النادرة وشفافية الروح الذي يتحلى بها وتتجلى في جل أعماله
ومع التأكيد على إحساسه العالي بمسؤوليته في الدفاع عن البؤساء والفقراء والمستضعفين في هذا العالم
إلا أنني لاحظت أمرآ مثيرآ ألا وهو رثائه لنفسه ... ! نعم كان الشاعر يعد عدته للرحيل الأبدي حيث الراحة والأمن والسلام والطمأنينة والعدل كل العدل الخير كل الخير
ألا يوحي لنا الشاعر بتلك الروح المتعبة النزقة بإعتدال بالموت
يقول في قصيدته المواكب
تتقاذفني , في هذي اللحظة: أمواج الموت المنصوب على الطرقات
أتقوقع, مثل محار البحر, أحاول أحمي جسمي الرخو بقوقعة صلبةْ
وأرافق في هذا الحزن الموروث قوافل موتايَ,
وأمشي في زحمات جنازات ترمي بالجثث المنفية للصحراء
يحملني حرّ الأيام إلى حتفي
لكن الشاعر يتمسك بالإيمان بالمبادئ بالخلق يقول بنفس القصيدة:
أتمسّك بالأسماء الحسنى,
ثم أغني مقهوراً , وحزيناً .. عن أطفال ماعرفوا أحلام طفولتهم
في هذا الزمن العربي المنهوب
هو أيضآ لاينسى هموم الأطفال الذين يجد فيهم البراءة ممزوجة بالخوف على مستقبلهم الغير مريح والغير مستقر في أوطان منهوبة من الكل ومن الجميع.
إلا أنه يذكرنا بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه وعاتق المهمومين يقضايا الوطن والناس يقول:
يقتلني ظمأ حرّاق في هذا الصيف القاتل
والموت بفرّّق بيني, والماء: على صورة جند وسلاطين
ونواطير ربضوا في أطراف كروم الوطن العربي.
هي روح نزارية فجأة إمتدت لترينا المخاطر والمحاذير.
حتى الموت لم يعد طهورآ كما كان فالتجار المتزلفون باعوا وقبضوا ثمن كل شيئ يقول:
يامعشوقاً أحفر في قلبي ملجأه, فالأمكنة اتسخت
ملأتها أوساخ كلاب تنبح خلف قوافلك المسرعة إلى الضوء الورديّ,
إلى الورد البريّ الميت عطشاً
وبلادي
يؤكد هذا القول:
وطن: تسرق لقمته المجبولة بالدم ذئابْ
وتمزّق أحلام طفولته الأنياب
وطن تسرق هدأة غفوته المرجوّة في صدر الأحبابْ
بعد الحرب يحاكم المسؤول عن الهزيمة أما في بلادنا فيتقاسمون الغنائم يقول:
والتجار أفاقوا بعد سبات الحرب, تولوا تقسيم غنائمنا,
ثم اصطفوا .. بين حلوق عطشى, والماءْ
وهل تغيب رؤى الماضي والحاضر عن ذلك الشاعر المسؤول عن قضايا وطنه عن كرامته التي سلبت في فلسطين لنراه ماذا يقول:
ويملأ وجه فلسطين عمري, وأحمله في دمي: غابةً من حنين, وشوقْ
وأنّى توجهت أشتمّها في ثيابي , وخبزي
إذا هو الشوق حيث لافراق عنه ومنه أبدا.
هو لايستثني أحدآ من دم فلسطين يعبر ويقول:
أهربها دائماً عن عيون الخليفة:
< ... كان الخليفة يخطب باسمك في الجامع الأمويّ, وفي النجف العربيً,
وكل المآ ذن تلهج باسمك .. >
يظهر لنا حقيقة الواقع العربي المزيف بالقول:
فهم يلعقون جراحك بعد الطعان, ويبنون باسمك قصراً, ومئذنة
ثم في الليل يقتلعون حروفك من كتب الصبية الأبرياءْ
هو في خضم تلك المعمعة يستثني الشعوب من الهوان ويؤكد أنها أهل للطعان والنزال
يقول:
وعيتك عمراً, وحاربت, كنا جميعاً نحارب
كنّا,
ولكنّهم يقبضون لنا ثمناً, قبل أهزوجة الموت:
كنا نحبّ التراب
وهم يعشقون الذهبْ
يؤكد الشاعر مدى الإلتحام العربي بقضية فلسطين فقد أتاها الزاحفون المدافعون عن ترابها من كل مكان وزمان يقول:
من السهل حتى الجبال, وجئناك من بحرك المتوسط, من كلّ زاوية, مثل
غيم الشتاء النديّ, سقينا ترابك بالدم
يبين بأسى شديد وحزن رهيب المشهد العربي الذي رضخ للقرار بعدم الحرب وبالسلام المزيف مع مغتصبي الوطن فإكتفت الحكومات العربية بمراقبة ومنع المتوعين البواسل العرب من كل مكان يقول:
وكنّا جراحاً تروح, وأخرى تجيء, وجوعاً يقايض بالدم عري الصباح وكنا نموت من الطعن
(يُتْبَعُ)
(/)
في الظهر, ثم تواجهنا ضحكات بلون الخريف:
المطارات مرصودة, والموانىء
كل الدروب: الدروب التي انتظرتنا طويلاً , وجئنا نبلل أعشابها بالدماء
الدروب التي تعرف الزمن العربي المضيء
وتعرف من مرّ, من غاب, من ترك الساحة العربية
تبكي الدروب , تود لوانطبقت غاضبةْ
كان الشعوب العربية تنشد فجرآ مضئ .. فقط لأمة يحق لها الفخار والعيش بكرامة بين الأمم يقول:
من العتم نأتي, من الجوع نأتي, ونرسم شمساً, وخبزاً, حياةً, عصافير تحلم
بالأفق العربي المضيء, ونضرب, نضرب في الأرض, والرمل يملأ أعيننا, والرياح تولول
في الليل كانت ذئاب العشائر تعوي, وكنّا نقاتلها بالأظافر, بالدم, بالأغنيات
(حملناك هماً, وسرنا)
ماهو موقف الشعوب إذآ وماهو موقف الحكام يقول:
فلسطين يا وردة لاتنام
خذي من دمانا
ومري كسهم الى الموت مري
حملنا جراحك
باعوك كالسائمة.
بلفتة غاية في الوعي والمسؤولية يظهر معدن الشاعر الكبير الأصيل هو لايقنط فحكمة التاريخ علمتنا أن لايأس مع الحياة ودروس التاريخ أظهرت لنا أن صلاح الدين أعادها بعد قرون طوال هو لا ييأس ونتركه يعبر لنا عن هذا الفهم والوعي وروح التفاؤل بطريقته الشفافة الإنسيابية الرائعة يقول:
هناآخر الأمنيات تجيء, ويزهر ورد حنيني
أغني مع الخائفين جميعاً:
حبيبة أيامنا الآتية
إن أطلنا الغياب فلا تقنطي
إننا نشتهيك, ونرمح صوبك
نقطع جسراً من الخوف
حاول لجم خطانا,
ونأتيك:
هيا امسحي نزفنا,
وامنحينا الزمان البديل
هو ينتظر الزمان البديل
فصيدة كتبت في حزيران 1976
لي عودة متكررة للجمال وقول الشعر من أجل قضية وهم كبير لاللتزين بالكلام
الذي كان شاعرنا يحمل عذوبة الكلمة , وخصوبة الخيال , ورمزية تناسب الغرض الشعري بلا إفتعال وبلا تعال , لغة شفيفة راقية عذبة ممتعة
رحمك الله يا إبن سوريا البار
أيها العربي الأصيل
يانصير المستضعفين في كل مكان وزمان
عبدالقادر دياب " أبو جواد "
----------------------------------------------
للولوج إلى عالم الشاعر الكبير الراحل يجب علينا أن نتحلى بالكثير من الرقة وشفافية النفس ورهافة كبيرة في الحس والإحساس وشعور شفيف لكي نقترب من عالمه الشعري
فهو يكتب هنا بكل بساطة وبكل رقي في الفكر وجمال في المعنى وتذوق عال للكلمة وخيال جامح نحو قول الحقيقة ورغبة كبيرة في تغيير العالم ولعمري هي الأشياء التي تنزل وتعلي من قدر الشاعر أي شاعر.
نراه هنا في قصيدته " ظمأ " يضعنا بكل رهافة الحس في موضع الخائف المرتعد الأوصال
فنحن سنبلة صغيرة لاحول لها ولاقوة وهي تنتظر معول الحصاد الذي يهوي عليها ليسلبها حقها في الحياة وهي التي وهبتنا الحياة .. يصور لنا حالة الطيور وهي تنتظر طلقة من رصاصة غادرة تقصدها .. والطيور هي رمز للفضاء وللموسيقا موسيقا الروح التي تغتال كل يوم بإسم جديد وشعار جديد ...
يصور لنا هنا قتل وإغتيال الجمال والعطر والبهاء وهل هناك أجمل من الوردة الزكية الفواحة التي تسر النفس والخاطر وهي بلا أية حماية ومع ذلك تستل روحها أيدي العابثين بالجمال وبالأوطان لإستلابها حقها في الحياة ثلاثة من الصور والأمثلة والشواهد نراها مجسدة بكل وضوح بكل حب وجلاء نراه يعبر عن هذا ويقول:
مثلما ترتجف سنبلة وقت حصادها, كطير غافل عن الطلقة المختبئة, وكوردة في حديقة بلا أسوار ..
فهو القلم الذي صور لنا متمثلآ لكل حالات الإغتيال هذه فيراعه ومداد حبره هو صوت المستضعفين صوت الحق صوت المظلومين صوت الجمال نراه يقول:
يرتجف قلبي منهكاً
ولكنه يعترف بقوة الظلم وأنه الخاسر في تلك القضية:
ومن أحلامكم النائمة .. , وصخب القصائد المنتظرة, أبني كوخأ للكلام القادم في حقيبة الغياب إلى مواجهاتي الخاسرة ...
هو قلم تحتاجه تلك الأرواح المستضعفة الزكية فهي تنظر قصائده وتنتظر غناء الشاعر الإنسان المخلص فيه إذ نراه يقول:
وأرحل في السحابة الهاربة من البحر , إلى صحاريّ المثقلة بالحنين إلى وجهها, حيث ينتشي الرمل بالندى .. وينتظر الأغاني.
هو يصور لنا هروبه من تلك المدن التي يشبهها بالقرى الكبيرة أو بالمدن المحاصرة ... بماذا هي محاصرة ومن تحاصر وإلام تحاصر نراه يقول في رده في بعض مشاركاته:
لست هاربا من المدينة ـ مدننا عبارة عن قرى صغيرة ـ
لكنني أقف في وجه القحط بكل تلاوينه
(يُتْبَعُ)
(/)
وأدافع عن الحياة
يصور هروبه بأنه دفاع أي الإبتعاد عن مجابهة المنطق القوي بالكلمة والزهرة
هو روح قلقة تجري للإحتماء بلذة الخوف وقول تلك القصيدة مشبعة بأحلام الخائفين لكي يستطيع التعبير بصدق عنهم وقد إستطاع أن يجعل الخوف يعترينا إذا هوقد نجح بإيصال فكرته إلينا بالدفاع عن المظلومين كيف ذلك .. لنرى:
كغزال تائه في البرية, ألج القصيدة, محاذراً سطوة الذئاب , أقطع ماتبقّى من الفيافي المقفرة إلا من الخوف, صوب وجهها النازف, وبقايا روحها المنذورة للمدى الذاهب في الهاوية إلى بيت زهرة الصباح المسكونة بالأغنية الأخيرة ..
أي ظمأ هذا الذي أسقيتنا إياه أيها الشاعر الكبير
وأي مشهد صورته لنا
هل أن بدايات الشاعر بفن الرسم هي من جعلته يصبغ على القصيدة صورآ تكاد لاتعد ولاتحصى فكل جملة هي مجموعة من المشاهد والرؤى وهل الشعر إلا قدرة على الإتيان بالصور وتبيان مشاعره الصادقة من خلال ريشة الفنان الرسام الشاعر
قصيدة من القطع الصغير شكليآ لكنها تقول أبعد من حدود الكلمات هي الضغط على المعاني هي قمة الإبداع والموهبة والتجلي
نلاحظ أن الشاعر كان يستخدم كل صوره من الطبيعة ومن خلال هذا نلاحظ تعلقه بالأرض بالتراب بالإنسان فعباراته هي السنبلة الزهرة , الغزال , السحابة , الرمل , الندى , الكوخ , وجه الصباح ...
هنا نتعلم أن الجمال بالإيجاز في النظم والبيان لكنه بحر من الصور والمعاني والرؤى والخيالات.
هو إختيار الكلم بأقصى درجاته البديعية والبلاغية بدون التخلي عن شرط البساطة ووضوح الفكرة والرؤية.
لنا عودة للفن والإلهام
والجمال.
عبد القادر دياب " أبو جواد "
---------------------------------------------------
أي عمل إبداعي يحتفظ بمجموعة عوامل لا سبيل إلى إستقرائها إلا بوجود ذائقة أدبية ولغوية عند الناقد , وأن يكون ملمآ بدعائم المنهج النقدي , بحيث أن لاينجر خلف إستقراء الظواهر والفضاءات وتجليات الذات ومقصدية الشاعر , وأن لايفرض الناقد منهجآ معينآ على مقاصد الشاعر والأديب الكاتب وأن يوحهها نحو تأويلات وتفسيرات تكون بوجهين إما تخدم النص الإبداعي وإما تهدمه وفي كلا الحالتين هو توجيه بالقوة لنص المبدع وغبن كبير للقارئ المتلقي. إن الشاعر حسين هاشم يمتلك كل أدواته النقدية والموسيقية واللغوية , هو يتمتع بموهبة الشعر وبموهبة الإحساس العالي بهموم ومشاعر وقضايا الإنسان.
فقد أطلق لنفسه العنان بدون أية شروط أو قيود سوى قيود الشعربصرف النظر عن الشعر ومدارسه فكان شعره إمتداد لرابطة الأدب الحديث والشعر الحر خصوصآ وبدون أي إنتساب لأي شكل معين .. سوى الإنتساب للوطن ومن دون أي تزلف سوى للإنسان ....
هنا الشاعر في قصيدته يخبرنا بأنه قد راهن على رحلته الكبرى بإمتشاق القلم مدافعآ به عنه وعن قضية الإنسان أي تحرر القلم من الخوف ومن الإيدلوجيات وهو وتحرر الإنسان كما فعل وسوف يفعل هو بأن لايهتم بقيود الزمان , المكان , فلاموانئ ولاأرصفة ولامحطات للتوقف فقد إنطلقت رحلة البحث عن الإنسان هو ينطلق نحو الغيم الصحارى لكل مكان تحتاجه القصيدة فيه هو دائمآ بشعر بالحاجة إلى أن نخلع ثيابنا الرثة المستعملة لنصبح عارين من قيود أغلقت كل منافذ الحب والإبداع في ذاتنا البشرية ,
هنا يخاطب كل الأصدقاء ممن حملوا راية الحق وراية القلم وأيضآ كل إنسان يشعر بآدميته المطحونة المسلوبة ويريد أن يعيد إليها شموخها وهو يخاطب كل الفقراء كل المظلومين كل التائهين بين الأنا وبين الأناة بين اللهى وبين الدواة ,
هنا نحلق مع أيمن الصديق المبدع الوحي نحلق قبل الخراب المؤكد ننتشر شعرآ نثرآ حبآ يعاني القلب ولكنا نهدهده بحلم إنساني جميل نبدأ رحلة الأغاني والإنشاد والقصائد والشرود في البراري ننظر الحلم أن يؤوب من السماء ومن الغيمات نحرر النفس والشعر من قصائد الخوف نرمي كل الملابس المستعملة البالية ونصبح عراة أطهر من الثلج وأبهى من الضياء .... يقول:
إلى أيمن: قبل يقين الخراب
منتشراً في الريح
أضع الأرصفة في جيبي,
وفي قلبي المثلوم أرتب الأغنيات, والقصائد
أنا الساهم في البريّة أنتظر قطاري القادم من الغيمة,
والريحْ
أيتها القصائد النائمة في الخوف
لماذا لاترمينه , وتخرجين عارية إلى الصباح؟
أنا المراهن الخاسر
على جوادك الضائع في الصحراء الممعنة بالرحيل
أستيقظ على حلم ضائع
فأوقظ العربات القديمة
بادئاً رحلتي الكبرى الى وجهها,
المراهنة بالخسارة هي على شخص الأنا ولكنها تضحي من أجل الكل
هل يبقى الحلم ذكرى
أبدآ .. هي الرحلة قد إبتدأت ولن توقف عجلات القطار , أو أرجل الحصان أية قوة.
رحمك الله أيها الشاعر الإنسان الذي ظلم كثيرآ ...
هو كان يكتب لكل من ساهم في ظلم هذا الشعر
وبحسب رأي المتواضع أشعر أن شاعرنا الكبيرقد ظلم وللظلم أسباب كثيرة منها
1) ضيق الوقت ......
2) عدم أخذ النقاد لدورهم ومواقعهم وربما لضيق المساحات المخصصة لهم
3) الشللية
4) الٌيدلوجيات " المحنطة "
لكن شعرك أيها الجميل وصل لكل ربيع , لكل مهموم , لكل مظلوم , لكل محب وعاشق للوطن للحبية وللإنسان في كل زمان ومكان.
عبد القادر دياب "ابو جواد "
سوريا ~ حماة
الجمعة: 12/ 12/ 2008
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العلاء الشافعي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 12:53 م]ـ
تعقيب صغير جدا ..
الشاعر الأندلسي الكبير لسان الدين بن الخطيب قد رثى نفسه من قبل، وربما أفاض في ذلك حينما علم أنه لا محالة محدق به في أواخر أيامه وخاصة حينما كان في السجن، ومن أشهر أبياته:
وَكُنَّا عِظَامًا فَصِرْنَا عِظَامًا * وَكُنَّا نَقُوتُ فَهَا نَحْنُ قُوتْ(/)
منتدى النقد
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 04:10 م]ـ
السلام عليكم
كثيرا ما نكلف في مادة دراسة النصوص الأدبية و تحليلها بنثر القصيدة أو جزء منها ... و هنا نصادف مشكلا ... و هو ... هل نشرح النص باقتضاب أو نكتفي بتغيير مواضع الكلمات لتكسير الميزان الشعري للنص لجعله نثريا.
أفيدونا يرحمكم الله ...
و السلام عليكم و الرحمة و البركات ;) ;)
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 05:27 م]ـ
نشرح النص باقتضاب
و الفرق بين الشرح و النثر هو أن الشرح يكون ببيان الفكرة التي يتضمنها النص و توضيحها، أما النثر فيكون باستعارة فكرة النص و كتابة موضوع نثري حولها.
و لعل غيري أقدر على البيان
ـ[الحسين الشنقيطي]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 01:14 م]ـ
هو أن نجيب على سوالين
ما قصد الكاتب؟
وهل وفق في التعبير عنه بأسلوب أدبي جميل؟.
ولقد كتبت حول هذا الموضوع في المنتدى مجيبا على سؤال (كيف نحلل المقال ... )
فهلا اطلعت عليه،أخي صبحي؟ ففيه تفصيل(/)
هل القصة القرانية من الأدب
ـ[خالد11]ــــــــ[14 - 02 - 2009, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
عندي سؤال وارجو منكم الافادة يا اخوان
س:هل القصة في القران الكريم تنسب الى الادب اي يمكننا القول (القصة القرانية الادبية) ام ان القصة القرانية لها خصائص فنية مختلفة تجعلها منفردة عن القصة العادية بحيث تخرج من دائرة الادب؟
ارجو ان يكون اسؤال واضحا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[14 - 02 - 2009, 05:28 م]ـ
أخي الكريم خالد
ألم تكتب السؤال في منتدى الأدب؟
انظر هناك ومن أراد ان يجيب.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[14 - 02 - 2009, 05:31 م]ـ
رابط الموضوع
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=43313)(/)
حوار نقدي - صحيفة البلاد
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 11:53 ص]ـ
حققت الناقدة السعودية وضحاء آل زعير بحثا مهما تعده واحدا من البحوث الجديدة في المشهد النقدي وهو بحث يتناول تطبيق الأسلوبية ذلك المنهج الشكلاني على تجربة شعرية لم تقرأ بما فيه الكفاية حسب تعبيرها وهي تجربة الشاعر الراحل محمد حسن فقي , ولأن الأسلوبية منهج نقدي يعطي النص حقه من الدراسة الفنية النقدية أتخذته الناقدة وضحاء آل زعير ليكون موضوعا لبحثها النقدي الأكاديمي , وضحاء آل زعير ناقدة وكاتبة لعمود صحفي يتحدث عن قضايا النقد والمتغيرات على الساحة الأدبية والشؤون الإبداعية وحول بحثها حول الأسلوبية كمنهج وغيرها من القضايا كان لنا هذا الحوار:
* في بحثك حول الأسلوبية كمنهج نقدي بم خرجت وكيف رأيت هذه التجربة كبحث أكاديمي متخصص؟
تجربة تطبيق الأسلوبية بوصفها منهجًا نقديًا كانت تجربة مثمرة و ماتعة، خاصة أن الإبداع السعودي يفتقر للدراسات النقدية الحديثة. والإضافة الجديدة في البحث كونه بحثًا أكاديميًا اهتم بالمداخل التنظيرية التي تسبق كل جانب من جوانب الدراسة، و من ثمّ تطبيق ذلك على النصوص.
و من جانب آخر فالدراسة الأكاديمية تُعطي التجربة نوعًا من الدقة و المتانة العلمية؛ وذلك بسبب المتابعة الأكاديمية من أساتذة لهم باع طويل في التخصص.
*وهل ترى وضحاء آل زعير أنها قدمت جديدا في هذه الأطروحة؟
الجميل في تجربتي هو الشعور بأني قدّمت شيئًا جديدًا للأدب السعودي لم يُطرق مُسبقًا؛ فالدراسات النقدية الحديثة المتعلقة بأدبنا تعدّ قليلة بشكل عام. وبوجه أخص فإن شعر الشاعر الراحل محمد حسن فقي –رحمه الله- يفتقر للدراسات الأكاديمية المهتمة به. فالأسلوبية منهج نقدي شامل يعطي الإبداع حقه من الدراسة.
+ تناقش مقالاتك قضايا شائكة أدبيا ونقديا. هل تجدي أن المقال الصحفي يشبع لديك تلك القضايا النقدية؟
أسعى في كتابتي المقالية إلى تناول قضايا أثارتني وبنفس الوقت تهمّ كل متابع للمشهد النقدي، و المشهد الثقافي بشكل عام. و الحقيقة ما أكتبه ليس إلا محاولة في إضافة رؤية أو زاوية مغيّبة لقضية ما قد تساعد في تجليتها أو تسليط الضوء عليها.
المقالات لا يمكن أن تفي بكل الجوانب، إذ القضايا الشائكة -كما أسميتَها- لن تُستكمل بمقالات فردية وإنما ما أقدمه هو وجهات نظر وزاويا قد تكون غائبة عن حيز التفعيل، ورؤى تستحق أن يُنظر فيها. و لكن تستهويني قضية ما في بعض الأحيان فأسعى للغوص فيها ومحاولة معرفة تقاطيعها، ثم أنشرها كدراسة مطولة لا مجرد مقالة.
+ ينشغل كثير من النقاد بالتنظير لمشاريعهم النقدية أو النقد الوافد من الغرب وتصديره من جديد ما رأيك؟ وهل تجدين قصورا من ناحية الجانب التطبيقي في المشهد النقدي؟
النقد التطبيقي أقل من التنظيري؛ و يعتذر بعض النقاد عن ذلك بأننا نحن العرب لا زلنا بحاجة للتنظير؛ فلم تُصنع النظرية النقدية الكاملة التي تجعلهم ينصرفون للتطبيق.
برأيي المتواضع .. يُفترض أن يتماسّ الجهد التطبيقي مع التنظيري في النقد ويتقارب عوضًا عن هذه الفجوة الزمنية بينهما. فيكون التطبيقي خير مترجم للنظريات و المناهج المركونة.
كيف يمكن الاستئناس لنظرية ما دونما رؤية تطبيق حي لها. أنا بوصفي متابعة و قارئة للمشهد النقدي أحتاج إلى تصور حقيقي لأي جزئية حتى أتمكن استيعابها و ما يتعلق بها، مع ربطها بغيرها من العلوم و التوجهات الأخرى؛ لذا يتحتّم على النقاد النهوض بالتطبيق ليلحق بالتنظير الذي يسبقه بمراحل.
+ تحدثت مرة عن الأندية الأدبية حسب رؤيتك ترى هل تغير شيء برأيك في أوضاع تلك الأندية؟ وما السبيل كي تصل الأندية الأدبية إلى ما يطمح له المثقف؟
قبل التغييرات التي حدثت في إدارات الأندية كنا قليلا ما نسمع عن جهود هذه الأندية التي بدت منغلقة ومتقوقعة على نفسها في أطر ضيقة. هذا الانكفاء حرم المتابع المهتم قبل المتابع العادي من معرفة فعاليات الأندية الأدبية، ومواكبتها، و الاستفادة منها. عدا نادي جدة الذي فعلا كان يسعى لتفاعل المجتمع باختلاف شرائحه مع أنشطة النادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أخفيك أستاذ محمد فقد أتاني على البريد الالكتروني بعد هذا المقال استياء من أشخاص رأوا بأني بالغت واتهمت الأندية بما ليس فيها، وإنما كنت أريد عمل جلبة وما إلى ذلك! الحقيقة أنا كمهتمة ومتابعة للشأن الثقافي أجهل ما يتعلق بالأندية من نشاطات و إصدارات وغير ذلك. فهل هذا عائد لي؟! هل السبب إذن متعلق بالفرد أم بالمؤسسة؟ أعتقد أن المؤسسة من يتحمّل غيابها عن المشهد؛ فهي من يجب عليها الوصول للفرد لا العكس.
+ ينظر بعض المبدعين إلى أن ثمة قصور كبير من قبل الناقد في قراءة المنتج الأدبي باهتمام بل ويتهم النقاد بأنهم يتجاهلون التجارب الجديدة ويذهبون للبحث عن تجارب تعبر فقط عن نظرتهم الناقدة؟ ما رأيك؟ وهل يوجد إلى الآن ناقد لا يزال يخضع إلى معايير تذوق شخصي أو تعاطف ما مع التجربة؟
يبقى الناقد قارئًا يستهويه نص ما عن غيره من النصوص مما يدفعه لتناوله و تشريحه.
و التجارب الجديدة المستحقّة للنقد نراها ضمن دائرة اهتمام بعض النقاد في مقالاتهم و دراساتهم. إذا نحّينا جانبًا المجاملات في الوسط الثقافي فإننا نجد إبداعًا جديدًا من خلال رؤية ناقد ما، و الإنصاف الحقيقي لا يعني إجبار الناقد أو تحميله مسؤولية إبراز كل تجربة جديدة في المشهد الثقافي؛ إذ يبقى الإبداع الجيد خير معلن عن ذاته و هويته، و ما الناقد إلا عامل مساعد في تأكيد تميّز نص ما من عدمه. هذه تهمة و سعي لإلزام الناقد بما لا يتوجب عليه.
+ ظاهرة كثرة الروايات وطفرة الكتابة الروائية كيف ترين هذه التجارب؟ وهل هو حقا زمن الرواية؟
ما يحدث الآن من طفرة روائية ما هو إلا ظاهرة صحية على اختلاف جودة ما يُكتب وتذبذب معدّل الجودة. ففي الأخير لن يبقى إلا الجيد أما الغثاء فستجرفه الأيام، ولن يبقى في الأذهان منه شيء، مهما سعى البعض للتطبيل له وتلميعه.
فعلا نحن في زمن الرواية فهي ديوان العرب الآن بعدما كان للشعر تلك الميزة.
+ مشاريعك المستقبلية؟ وهل تنوين طباعة مقالاتك وبحثك عما قريب؟
يلوح في ناظري الآن إكمال المشوار العلمي؛ فسأبدأ مشروع الدكتوراه قريبًا.
أما الطباعة فستكون لبحث درجة الماجستير و ذلك بعد إعادة ترتيبه وتجهيزه. و بالنسبة لمقالاتي فلازال الوقت مبكرا على طباعتها
يوم السبت 14/ 02/2009 م - الموافق 19 - 2 - 1430
جريدة البلاد(/)
البعد الفلسفي في النقد القديم (العباسي)
ـ[أبووجد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 01:14 م]ـ
أرجو التفاعل مع هذا الموضوع وعرض كل ما يتصل به من كتب ومراجع
ولكم عند الله خيرالجزاءوبالأحص فكرة (التفكيروالشعر)
ـ[أبووجد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 01:25 م]ـ
أوضح الفكرة بشكل محتصر: هل الشعريجب أن يكون فطرياً وماذايكون لوأعمل الشاعرعقله وتفكيره في القصيدة ............ هل تبقى قصيدة
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 03:44 م]ـ
أوضح الفكرة بشكل محتصر: هل الشعريجب أن يكون فطرياً وماذايكون لوأعمل الشاعرعقله وتفكيره في القصيدة ............ هل تبقى قصيدة
حياك الله اخي أبا وجد
ولمَ لا؟؟؟!!!
ألم نسمع بمصطلحي شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء للإشارة إلى أبي تمام والمعري وهذا إن دل فيدل على إعمال التفكير بالشعر وأرى إن توفر الأمران لكان أفضل والله أعلم
ـ[أبووجد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 10:53 م]ـ
الأخ هاني هذا بصراحة موضوع الماجستير عندي وأود أن تساعدوني في الأفكار والمراجع
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 06:16 م]ـ
سوف أحاول أن أعطيك أفكارا لاأدري مدى فائدتها لك ........
عند الحديث عن العصر العباسي يحضر إلى الذهن فورا أبوتمام ابن الرومي والبحتري والمتنبي وأبو العلاء المعري وجميعهم من الأهمية بمكان أن تقرأ دواوينهم بدقة فهم يمثلون فكرة الشعر والفلسفة بدقة ......
عليك بكتب الفلسفة الأصلية والتي تكتب في أصول الفلسفة سواء لمؤلفين عرب أو غربيين ......
عليك بكتب المتكلمين وشعراءهم , فإن لهم تأثير كبير في منطقة العقل العربي .....
ويجب ان تنكب على كتب النقد ككتاب الوساطة بين المتنبي وخصومة للقاضي الجرجاني وغيرها من الكتب النقدية سواء في كتبت في العصر العباسي أو عنه أو كتب النقد بصفة عامة .......
عليك أخي البحث عن مشكلة ما (سؤال ما) محاولا حله لتضيف ببحثك شيئا إلى المكتبة العربية وألا يكون البحث عبارة عن رصد وتوصيف فقط ..........
أتمنى لك التوفيق ....
ـ[أبوجود]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 06:27 م]ـ
أخي وفقك الله ... موضوع جميل لكن يحتاج إلى خطة متقنة: أقول (على عجالة) تحتاج أولاً أن تعرف العلاقة بين الفكر واللغة .. ثم تحاول أن تعرف مصادر الشعر ومدى ارتباطها بالفكر ... كذلك هل شعرالصنعة عند أبي تمام وغيره هو مظهر من مظاهر إعمال الفكر .. أخبرا هناك كتاب قيم يمكنك الاطلاع عليه هو (مفهوم الشعر) للدكتور أحمد يوسف علي الناشر الأنجلوالمصرية لعلك تجد فيه بعض بغيتك ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 03:17 م]ـ
هناك كتاب معنون بـ:
الاتجاهات الفلسفية في النقد الأدبي لمؤلفه سعيد عدنان.
تحدث فيه عن الجذور التأريخية للفكر الفلسفي لدى العرب، ثم تطرق للأحكام النقدية لعدد من النقاد القدامى ـ وصلة هذه الأحكام بالفكر الفلسفي. وتحدث كذلك عن المنهج النقدي لعدد من الفلاسفة الإسلاميين.
ـ[أبووجد]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 08:57 م]ـ
الأخت وضحاءجزاك الله خيرا ... هل لهذا الكتاب رابط
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 03:31 م]ـ
الأخت وضحاءجزاك الله خيرا ... هل لهذا الكتاب رابط
و إياك.
لا أعتقد ذلك للأسف.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:16 م]ـ
كتاب: نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين من الكندي حتى ابن رشد، د. ألفت الروبي.
من منشورات التنوير.
ـ[أبووجد]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 04:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[كربوب خديجة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 08:24 م]ـ
اخى الفاضل ارى انه من اللازم قراءة عمود الشعر للمرزوقى ومعيار السعر لابن طباطبالانهم يمتلون النقد العربى المحافظ وتبحت عن النقاد والشعراء الديت تاروا على السهولة ومن ضمنهم ابو تمام المتنبى المعرى الدين انفتحوا على الفلسفة و لهم رغبة فى بناء مجتمع عقلانى بالدرجة الاولى, ولعل استخدام العقل فى التجربة الشعرية امتص الى حد ما من مائية وجمالية الشعر خاصة عند المعرى, وعليك بالبحت عن القضايا التى انشغل بها هولاء الشعراء لبتخد شعرهم طابعا فلسفيا, وانصحك يقراءة كتاب مفهوم الشعرية عند توفيق الزيدى ووفقك الله
ـ[كربوب خديجة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 08:26 م]ـ
اخبرك اخى الكريم اننى اشتغل على المعرى ويمكن ان نتعاون فبما بيننا وانا رهن الاشارة لتقديم اضاءات اخرى اعانك الله
ـ[عصام محمود]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 08:20 م]ـ
يا أخي الكريم كنت قد تناولت في أطروحتي للماجستير موضوعا مشابها لهذا الموضوع حيث تناولت فكرة فلسفية هي فكرة اللذة والمتعة وانطلقت فيها محاولا الوصول إلى المعايير التي تفرق بين المستويين ولاشك أن في القضية بعد فلسفي واضح لأن المصطلحين ينتيمان في الأصل لحقل الفلسفة وكانت أطروحتي للماجستير بعنوان نص اللذة ونص المتعة في التراث النقدي العربي،فاعتمدت على فكرة رولان بارت التي تقضي بتقسيم النصوص الأدبية ثلاثة مستويات،النص العادي (النص البارد) وهو النص الرسمي أو الذي لا يترك أثرا في المتلقي بمعنى أنه كتب خارج عالم المتعة وعالم الجمال.
نص اللذة:هو النص الذي يتلاقى معه القارئ فكريا وروحيا وثقافيا،ويجد فيه نفسه فيرضى رغباته وطموحه،وينطلق من الثقافة ذاتها التي ينطلق منها المتلقي.
نص المتعة هو ذلك النص الذي ينطلق من الثقافة ذاتها لكنه يصدم المتلقي ويدهشه ويؤلمه بما يحقق هدف أرسطو في التخويف والألم للتطهير،وهو نص فيه قدر كبير من الغموض ولا يتلاقى معه نص المتعة لكنه ينطلق من نص اللذة إلى عالم المتعة العقلية الذهنية
وطبقت في دراستي على خمسة نقاد عرب منهم ثلاثة انتهجوا التنظير منهجا لهم وهم ابن طباطبا العلوي وعبد القاهر وحازم القرطاجني، واثنين انتهجوا التطبيق وهما الآمدي والقاضي الجرجاني(/)
دلالات متعددة في النص الشعري
ـ[ياسمين الشام]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبذا لو أفدتموني بمواضيع تتحدث عن دلالات اسم المرأة .. دلالات الوزن والقافية في القصيدة العربية:)
وجزاكم الله عني وعن رواد هذا الموقع خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[ياسمين الشام]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 09:16 م]ـ
هل من مجيب!!
ـ[ناصر البيان]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 11:19 ص]ـ
لأدري إن كان أحدٌ قد ألف كتاباً حول هذا الموضوع الجدير بالدراسة
لكن بعض الكتب المعنية بدراسة وتحليل النص الأدبي قد يفيدونكِ بذلك
ومن ذلك كتب الدكتور عبده بدوي (دراسات في النص الشعري)
فأذكر أنني قبل مدة كنت أقرأ له في دالية البحتري الذي يصف فيها صراعه مع الذئب
التي يقول في مطلعها:
سلامٌ عليكم لا وفاءٌ ولا عهدُ ... أما لكُمُ من هجرِ أحبابِكُم بُدُّ
قال (الدكتور): القصيدة على بحر الطويل وهذا البحر يناسب الموضوعات الجديَّة
وتكلم عن حرف الروي ومناسبته لموضوع القصيدة لكن كلامه لايحضرني الآن
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 03 - 2009, 11:59 ص]ـ
بارك الله لك أخية في جهودك ويسر الله لك طريق العلم.
أهلاً بك معنا هنا في رحاب الفصيح مفيدة ومستفيدة.
مع التنويه الانتباه لمصادر البحث ففيها الفائدة الكبيرة.
أرجو أن يفيدك الرابط أدناه:
الرجاء الدخول هنا ( http://www.awu-dam.org/book/04/study04/24-R-Q/book04-sd013.htm)(/)
قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 09:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأطرح عليكم قصيدة لابراهيم ناجي - الاطلال
ومناسبتها انه رأى محبوبته الاولى وهو ذاهب للتسوق (يأخذ حلوى لعيد ميلاد) وجاءت له امرأة تشحت وكان وجهها شاحب مثل العجوز وقالت له هل أنت نجوي وهذا الاسم كان اسم التدليل له ولكن لا أحد يعرفه سوى اهله وسألها من أنتي وقالت له أتذكر الفتاة في الحي الفلاني كنت تحبها انها انا وبعدها ذهب واغمي عليه وفاق وثم كتب القصيده
اريد منكم بعد قرأتكم للقصيدة ان تذكرون لي ماذا استفدتم من قرائتكم وماذا اضافة الى مفهومكم (القصيدة ومناسبتها)؟؟؟؟؟؟
يا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ............... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ .............. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً .............. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ................. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .............. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا .. .............. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .................... لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ .. ................ كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ .............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي .............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .............. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ ........................ مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .......... شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ ................ أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .............. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي ................... وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ................... نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ............. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .............. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ ................ وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ ..................... وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى .............. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .................. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ................... أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً ........... وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ................ وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى ................. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ................. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ .................... يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .................. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ ............... فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً ................ ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى ............. سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ .................. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ ................... فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ ....................... وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا .................... وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً .................. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي .................... تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ
وَسَمَعْنَا صَرْخَةً في رَعْدِهَا ..................... سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا ........................... وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ .............. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ
يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ .............. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا .................. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ ................. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا .............. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ
أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا ............. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً .................... قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا .............. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي ................ أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا .............. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ ........................ أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ............................. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى .............. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا
يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ .................... طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ ........................ وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي ................. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي ................. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ
قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ ...................... مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ ..................... أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ................... لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي ........... ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ ..................... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي ..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا ................... وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا ............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ
وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا ................. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ ....................... خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا ....................... مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي ............ وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا
لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً ..................... قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ ........................ سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ ................ أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا ................... وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا
قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً ................ خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى .............. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي .............. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي .................... وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ
كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا ................... ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى .............. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا .................. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ ................... وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ
قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا ............. عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ .................... تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً ..................... وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ .................... لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً
لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا .............. سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ ............. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ .................... وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ ................. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ
هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ ............. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ ............. إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو .................... تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ ................... جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى .................... .وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ ............. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ
هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ ...................... الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ ..................... .ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي ............. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ ................. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ
أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا ..................... هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ ............... أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني .............. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا .................. دَتْهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو .............. لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ
يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ ............. جُرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ .............. ـــــنَّاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ................ تُصْرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ
يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ ................. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ .............. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ .......................... فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر .................. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ
يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ .............. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ..................... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ....................... وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ ................... لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ ....................... رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى .............. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا ................... لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً ................ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ
هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ ...................... أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ .............. غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ ................ وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى ........... طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ
وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ ...................... وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا ................... مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى ............ وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ................ عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
وانتظر الرد على هذا السؤال
ماذا استفدتم من قرائتكم وماذا اضافة الى مفهومكم (القصيدة ومناسبتها)؟؟؟؟؟؟
على الأسئلة السابقة وشكرا لكم
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 05:28 م]ـ
اريد الاجابة الشافية
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 07:09 ص]ـ
قصيدة رائعة من روائع الطبيب ناجي ابراهيم ..
فشكراً لك أخيتي على الجهد المثمن ولو تنبهت للأخطاء الاملائية لاستفدنا أكثر.
وهي من عيون الشعر العربي في الحديث
وتحمل قصة لها مدلول
وهي أن يصبح الجسم طللا والحب يشحب
وفيها الأبيات العذاب
تستدعي التوقف عندها طويلاً
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 08:20 ص]ـ
رائعة.
رائعة.
رائعة.
ـ[أبووجد]ــــــــ[16 - 03 - 2009, 08:08 م]ـ
الخطاب عميق في هذا النص ويخرج ليطرح قضايا كونية بأسلوب إنشائي راق ٍومن خلال موضوع الحب والفراق
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:05 م]ـ
الشاعر إبراهيم ناجي عاش قصتها وخرجت تلك القصيده معبرة
عن تلك القصه الحقيقيه
لقد أحب الشاعر ايام دراسته فتاة كانت زميلته في الدراسه الثانويه
حباً عذرياًجعله يتعلق بها ويبني آماله الكبيره فبادلته نفس الشعور
قبل أن تفرط في حبه وتغدره في عهده ولقد رأى حجم حياته في تلك
الفتاة التي خدعته في نهاية المطاف فأنهارت الآمال التي بناها
وانعدم الحجم الذي من أجله عاش فلم يجد لنفسه عزاء إلا ان يهيم
بكلمات الأطلال التي يجد فيها العزاء لنفسه فأتت بداية القصيده
بالعزاء لقلبه الذي هو مصدر حبه معزّياًله ...
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:50 م]ـ
ربما تُتَناولُ هذه القصيدة كبحث علمي مستقل
ليناقش فيها الصدق الفني (العاطفي)
الأمر الذي جعلها تخرج كتحفة فنية قل مثيلها في العصر الحديث
وربما زاد من روعتها غناءها كوكب الشرق
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 03:39 م]ـ
فعلا انها قصيدة رائعة تحمل من الدلالات ما لايجعلها تعبر فقط عن مناسبتها وانما قراءة شعرية تصور مفهوما جديدا للحب الذي لم يعد ذاك الحب الذي عاشه العشاق قديما، تحمل هذه القصيدة من المعاني ما يجعلنا نتحسر فعلا لما صار اليه الموضوع وتحوله من صورة الى صورة اخرى، ومرد ذلك ربما للتحول العميق في الحياة بمختلف مجالاتها ...
وهذا يتجلى بوضوح في مطلع القصيدة ..(/)
مساعدة من فضلكم
ـ[المعتزة بإسلامها]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 11:10 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كنت أريد أن أسأل عن أسماء كتب تتحدث عن الادب فى عصر صدر الإسلام
و هل يوجد كتب فى تحليل خطب عصر صدر الإسلام؟
أرجو الرد(/)
خطة بحث أسلوبى
ـ[محمدعزالدين]ــــــــ[06 - 03 - 2009, 03:43 م]ـ
:::
أريد معرفة كيفية وضع خطة لدراسة أسلوبية عن الشعر
جزاكم الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:09 م]ـ
لا بد أن تقرأ في المنهج الأسلوبي تنظيرا وتطبيقًا حتى تتمكن من ذلك.
كتاب د. فتح الله سليمان، المعنون بـ (الأسلوبية) سيفيدك في ذلك.(/)
بإنتظار إطلالتكم =)
ـ[أشرقي ياشمسي]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف حالكن أخوتي / أخواتي ,,
لدي طلب بسيط أتمنى قبوله وتنفيذه إن لم يكلفكم الأمر -رعاكم الله-
فالأمر عاجل و حاجتي إلى نقدكم بورك فيكم ماسه ,,
لاتقرأ وترحل شارك ولو بكلمه لاتحرمني مما وهبك الله أنتظر نقدك يارعاك الله ( ops
لدي أبيات من شعر أمرؤ القيس ,, وأرجو نقدها نقدا أدبيا
متناولين لاعدمناكم:
1: وضع عنوان للقصيده.
2: الإستعانه في النقد بمميزات الشعر الجاهلي حفظكم الله.
3: وتناول جوانب القصيدة من أربع نواحي: الألفاظ , العواطف , الأخيلة , الأفكار.
ملاحظه: الأبيات في غاية السهوله لكني لاأمتلك مهارة النقد رعاكم الله:)
وهاهي الأبيات::
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَه
عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلى
فقلتُ لهُ لما تمطّى بصُلبه
وأردفَ أعجازاً وناءَ بكلكل
ألاأيُها الليلُ الطويلُ الا انجلىِ
بصبحٍ وما الأصباحُ منكَ بأمثلِ
وقد أغْتدي و الطّيرُ في وُ كُناتِها
بمنجردٍ قيدِ الأوابدِهيكل
مكرًّ مفرًّ مقبلٍ مدبرٍ معاً
كجلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من عَل
على أمل بأن أجد تلك التعليقات الراائعه من أعضاء هم أروع
بإنتظار النقد وجمال إطلالتكم ,,
(أرجوكم والله إني بحاجة ماسه ;))
لاحرمتكم.
أختكم ..
أشرقي ياشمسي ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:07 م]ـ
الموضوع مغلق
الفصيح ليس لحلّ الواجبات ( http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=30)(/)
هاجس اللفظ والمعنى
ـ[ام سيرين]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 01:47 م]ـ
-بسم الله الرحمان الرحيم -
-يعد موضوع اللفظ والمعنى من الموضوعات التي شغلت بال القدامى من العرب وغيرهم فكان لليونان حظ السبق في استعراض حقيقة التعبير الأدبي وجمالياته سواء في الشعر أو النثر أنها ترتكز على الألفاظ ومعانيها وما لهما من صلة التواصل.
وقد أوعزوا جمال الاسلوب الى نظام الجملة وتوازي أجزائها كما نجد ذلك عند
*أفلاطون , وأرسطو * غير أن أرسطويذهب الى التحديد والدقة أكثر وهو يميز الفرق الكبير بين اللغة الجمالية ووظيفتها المنطقية وكأنه بذلك يرد على من يرى أنالقبيح يظل قبيحا مهما يكن التعبير عنه بل يرى أنه يمكن أن يدل عليها بكلمات تستر هذا القبح.
والكلمات عنده رموز للمعاني ووسيلة للمحاكاة , فيقول:" جمال الكلمات وقبحها ينشأ عن جرسها أو معناها ".
وكلمات " المجاز " عنده يجب أن تكون جميلة في الأذن وفي الفهم , وفي العين وفي كل حاسة من الحواس الأخرى. والألفاظ يراها تتفاوت فيما بينها
جمالا وقبحا من حيث دلالتها على المعنى وعلى جوانبه المختلفة.
-أما عند العرب:عالجوا مسألة اللفظ والمعنى على أساس المقابلة بين كل منهما , وانقسم النقاد في ذلك الى طوائف.
-1 - طائفة تنظر الى مقومات العمل الأدبي من جانب المعنى غافلة اللفظ
-2 - طائفة تنظر فقط الى الألفاظ
-3 - طائفة ساوت بين اللفظ والمعنى
-4 - طائفة نظرت الى الألفاظ من جهة دلالتها على معانيها في نظم الكلام
وهذه الفئة هي التي رجح رأيها للصواب.
فهذا *أبو عمرالشيباني * كان لا يحفل الا بالمعنى فمتى كان المعنى رائقا حسنا
لا يهم في أية عبارة وضع , وهناك من سار مساره ك * بن الرومي , والمتنبي
وغيرهم * ممن يطلبون صحة المعنى وقوته وليس معنى ذلك عدم الاهتمام باللفظ بل جعلوه في الدرجة الثانية بعد اللفظ وبالتالي هم يشبهون الألفاظ
بالمعرض أو الثوب للجارية الحسناء. التي تزداد حسنا في بعض الثياب دون أخرى. وكم من معنى حسن قبح بمعرضه الذي أبرز فيه وكم من معرض حسن ابتذل على معنى قبيح ألبسه.
-ترجح هذه الفئة الحديث الى أن المتأمل للكلام قد استفاد من آثار عقله أكثر
من استفادة آثار قوله ويمثل ذلك: * الآمدي ,وأبي تمام * وتتجلى قيمة هذا
الرأي حين التدقق في أصحاب التصنيع الذين اتخذوا الأدب صناعة لا يرون
فيه الا وصف الكلمات وجودة السبك دون العناية بالموضوع وأهمية الموقف.
فيأتي أدبهم خفيف الشأن لا يمس الا ظاهر الأمر , هذا الذي كان محل تذمر
العديد من النقاد وقد قال في هذا الصدد * ابن الأثير * في كتابه المثل السائر:
" قاتل الله القلم الذي يمشي في أيدي الجهال الأغمار ".
-وتعارض فئة أخرى هذا الرأي وترى أن مثلما يسير القصصي على نهج خاص في سرد حوادثه حتى تستكمل القصة قالبها الفني العام كذلك الكاتب والشاعر وهما يعالجان الأغراض لابد أن تستوفي الجمل والعبارات خصائص الصياغة الفنية ليدخل الكلام في باب الأدب , وبالتالي نادوا بأن قيمة الألفاظ فوق قيمة المعاني. ويقول الجاحظ في ذلك: " ... والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي , والبدوي والقروي والمدني , وانما الشأن في
اقامة الوزن , وتخير اللفظ , وسهولة المخرج , وكثرة الماء , وفي صحة الطبع
وجودة السبك , فانما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير."
من كتابه الحيوان ج2 , ص 131.
- ويوافق قدامة بن جعفر الجاحظ فيما ذهب اليه , وهو أن المعاني مادة الشعر
والشعر فيها كالصورة , فلا ينبعي الحكم على الشعر بمادته (بمعناه) وانما
يحكم عليه بصورته , كما لا يعيب النجار في صنعه رداءة الخشب في ذاته.
- ويستخلص من هذا الرأي أن الأدب عبارة جميلة وكفى وكأني بهم يقزمون
المضمون ويعملقون اللفظ والدليل على ذلك ما ذهب اليه الأصمعي لما سئل
من أشعر الناس؟ فقال: " من يأتي الى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيرا , أو الى المعنى الكبير فيجعله بلفظه خسيسا ". وهذا في كتاب *نقد الشعر
لقدامةبن جعفر ص101*.
-وسلك هذا المسلك بن خلدون الذي يرى أن العبرة بالألفاظ وأن المعاني تبع
لها , فهو يريد أن يثبت أن الألفاظ هي مقياس براعة الكاتب دون المعاني
والالفاظ عنده كالقوالب للمعاني ,فهي كالأواني التي يغترف بها الماء تتفاوت
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما بينها من حيث نوعها ما بين أوان ذهبية أو فضية أو زجاجية أو خزافية
والماء واحد.
-وما يلاحظ على هؤلاء على حد رأي النقاد أن الصواب حليفهم الى حد كبير خصوصا في الأهتمام بالصياغة.هذه التي استطاع *ابن سنان الخفاجي * أن
يحوصل جمالها في:-فصاحة اللفظ البعيد عن تنافر الحروف ك"الهعخع" ,
وضبط حسن اللفظ في مدى وقعها على السمع مثل:" الغصن " أحسن من
" العسلوج " , وبعدها عن العامية والغرابة , وجريانها على قواعد اللغة العربية في التصريف.
وقد اعتنى كثيرا *قدامة بن جعفر * بذكر أوجه حسن الكلام الذي يتجلى في اللفظ أكثر من المعنى - ارجع الى كتابه المثل السائر-. وهذه الأولوية للألفاظ حملت البلاغيون على الأعتناء بحسن اللفظ و جودة السبك وقاد معظم الأدباء والنقاد
الى الأعتراف بأن الحلية اللفظية هي المجال الأكبر للتجديد حتى وان ناقضهم
بعض النقاد الذين يميلون الى الوسطية بين اللفظ والمعنى كما نجد ذلك عند *ابن قتيبة * الذي يرى بأن خير الشعر ما حسن لفظه وجاد معناه وكذا البحتري
وله في ذلك أشعار كقوله:
-حجج تخرس الألد بألفا ... ظ فرادى كا لجوهر المعدود
-ومعان لو فصلتها القوافي ... هجنت شعر جرول ولبيد
-أما ** عبد القاهر الجرجاني ** حاول أن يمحص هذه الآراء بشيئ من التعقل
واعمال الفكر فنراه لم يمل الى من رجحوا المعنى على اللفظ بل كان من
أنصار الصياغة هاته التي تعمل على اجلاء الصورة الأدبية وفي ذلك يقول:
" واعلم أن الداء الدوي والذي أعيا أمره في هذا الباب , غلط من قدم الشعر
بمعناه وأقل الأحتفال باللفظ .... ما في اللفظ لولا المعنى؟ وهل الكلام الا بمعناه؟ " ثم يقول:"ان سبيل الكلام سبيل التصوير والصياغة , وأن سبيل المعنى
الذي يعبر عنه سبيل الشيئ الذي يقع التصوير ولصوغ فيه ".
ويعيب على الجاحظ تشدده للفظ وخفته بالمعاني الى درجة أنه جعل العلم بالمعاني متركا وسوى فيه بين العامة والخاصة.
-فعبد القاهر الجرجاني من جهة يثور على الجامدين الذين يغفلون شأن الصياغة في التقدير وما يسوقونه من صور تقليد لا ابداع فيه وهم خطر على
البلاغة في رأيه, ومن جهة ثانية يثور على أنصار اللفظ الذين يجهدون أنفسهم
في ايجاد حسن اللفظ على حساب تناسي قوة المعاني مع اغفال قيمة هذه الصياغة وربطها بدقائق الصور , فيجرون وراء الحشد اللفظي ذي النغم الموسيقي والصور المبهرة محاولين في ذلك ستر الفقر الفكري!! ..
وكأنه بهذا المفهوم أراد أن يصل الى التحكيم في رأيه بالاعجاز القرآني الذي هو كل متكامل بين اللفظ والمعنى دون تفاضل , فأثبت بذلك أن جلاء الفكرة
بوسائل الصياغة اللغوية والفنية. واستطاع أن يصل الى أن لا أهمية للمعنى
دون لفظ ولا للفظ دون أدائه للمعنى.
-وهكذا بمثل هذه الآراء النقدية تمكن الأدب العربي ان يرقى ويأخذ مساره الى
مصاف العالمية ويحمل المحتوى العربي والتطور العالمي بايجابياته وسلبياته.
__________________
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:11 م]ـ
شكرا لك أم سيرين
بوركتِ(/)
مع .... جماعة أبولو
ـ[ام سيرين]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 02:05 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ثم ماذا مع جماعة أبولو .... ؟
-باطلالة 1922 نشط الشعر بمصر وبدأت القرائح تتوافد بالأنتاج الغزير ليصب
عبر جماعات متباينة هذه جماعة الديوان برئاسة العقاد وجملة من النقاد كاشكري
والمازني , وجماعة أبولو التي دعا اليها *أحمد زكي أبو شادي * وأسند رئاستها
سنة 1932 ل *أحمد شوقي * الذي ما لبث أن توفاه الموت من نفس السنة.
فكان الحظ لخليل مطران الذي ترأسها وأصبح كاتب سرها وأصدر مجلة فضل تسميتها بمجلة *أبولو* ودامت حتى سنة 1935 بين في عددها الأول:فكرة
الجمعية - وغايتها - وسبب اختيار هذا الاسم لها - أما فكرتها السمو بالشعر,
وغايتها العناية بالشعراء , وبحياتهم المادية , وأما اسمها استعروه من (الميثولوجيا الاغريقية) التي تزعم أن أبولو رب الشعر والموسيقى وهذا إشارة
ْْ منهم الى أن فنهم يدل على اسم عالمي. مع العلم أن أبولو رب كل شعر عند
الاغريق لا يفرق بين ربوبيته بين شعر وشعر ولا بين مذهب فني ومذهب.
لذلك نجد أن هذه الجماعة لم يكن لها هدف شعري ولا مذهب أدبي معين بل هي
جماعة كل شعر مصري.
وهي تفقد التخطيط الفني منذ أول الأمر ومن أبرز شعرائها *أبو شادي* الذي
تدفق شعره وكأنه دائرة معارف شعرية فتراه يسبح في الحب والطبيعة والسماء
ثم ينزل الى الأسواق والموالد في حين يعتلي جبال الأولمب ويستوحي الميثولوجيا والأساطير الأغريقية ثم الى المركبات وطرق المواصلات الحديثة
ثم يعرج الى التاريخ العربي والأثار القديمة متجها اتجاها وطنياأ وقوميا أوفرديا أوعالميا. ويتكلم في الإنسانيات والمثاليات ثم ينزل الى سفح الحياة.
فلا يستقرفي موضوع ولا في اتجاه وهو في كل هذا الخضم الشعري يحافظ
على الأطار التقليدي تارة ويتخلى عنه في قصائد أخرى مستخدما أسلوبا ضعيفا
يحوي كلمات عامية.
ومن هنا كانت شخصيته في شعره مشتتة لا ضابط لها .. والى لقاء آخر
مع التكملة .................
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 08:03 ص]ـ
ننتظر منك المزيد.
فالحديث عن تلك الحقبة شيق جداً.
وجدير بالمتابعة.
بانتظار البقية أيتها الفاضلة.
ـ[ام سيرين]ــــــــ[14 - 03 - 2009, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
-وكان التهافت على هذه الجماعة واقتفاء أثرها في تزايد خاصة في صفوف الشباب الذين استهوتهم الحرية والانطلاق ورغم تواجد الرومانسية بشكل واسع
والتأثيرات بالأدب المهجري أوسع إلا أن الظروف السياسية من استبداد داخلي،
الوجود الاستعماري والضغوطات المفروضة هنا وهناك قزمت حرية التعبير بل
كممت الأفواه, ووضعت الأغلال على العقول والقلوب. مما أدىبالشعراء الى الإنطواء واجترارالآلام والأحزان وما كانت إلا الطبيعة مرتعا لهذه الأحاسيس التي فجرت دواوين شتى كديوان (من وراء الغما م) لإبراهيم ناجي , و (الشعلة, وفوق العباب) لأبي شادي ,و (الملاح التائه) لعلي محمود طه ,و (الألحان الضائعة) لحسن الصيرفي, و (الأنفاس المحترقة) لمحمود ابي الوفا.
وأكثر شعراء هذه الجماعة *علي محمود طه , وابراهيم ناجي هذا الذي ارتبط
ارتباطا شديدا بنفسه وبالنزعة الرومانسية فتراه يغرق في تصوير نفسه وما
يخالجها من انفعالات وتعطش كبير الى ما يطفئ هزيمته التي أصيب بها على
حد تعبيره في الحب والصداقة والعلاقات الاجتماعية. وكانت هذه الجماعة هي
الفضاء الفسيح الذي احتضن هذه الأوجاع وأبرز لنا شخصية أبي ناجي بجميع
ملامحها ,شخصية شاعر مجروح يئن دائما ويشكو قساوة الزمن:
-عندي سماء شتاءغير ممطرة ... سوداء في جنبات النفس جرداء
-خرساء آونة هوجاء آونة ... وليس تخدع ظني وهي خرساء
هذه السودوية التي نري احمد زكي يطلقها الى عالم يسبح في الاحلام وهو يقول: -هات لي العود وغني ... واسمعي شجوى وأني
-تطرحي الأحزان عني ... فأؤدي صلواتي
ولا يلبث الا أن يستيقظ على واقع المجتمع فيعلن كلمته مدوية الى الشعب:
-ياشعب قم وانشد حقو ... قك فالخنوع هو الممات
-تشكو الغريب وعلة ال ... شكوى الزعامات الموات
وكان لعلي محمود طه باعا في هذه الجماعة رغم قلة معارفه بالأداب الغربية
حيث تأثر بأحمد شوقي وكان من المعجبين بموسيقاه الشعرية التي قلدها في معظم أشعاره فجاء شعرا رقراقا منسابا يحنو اليه العود وتستميله النفس
ولعل رائعته التي نظمها يستصرخ فيها العرب لنجدة فلسطين نعم فلسطين
الحبيبة التي لا زالت دماؤها تسيل وتسيل ..... كانت هذه الرائعة بعنوان
*نداء الفداء * والتي مطلعها:
أخي! جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد و حق الفدا
وقد غنى هذه القصيدة *محمد عبد الوهاب * وذاع صيتها في الأقطار العربية
وبحق كانت صرخة مدوية هزت همة الرجل والشارع العربي انذاك.
هكذا نرى أن جماعة أبولو كان لهاصداها داخل الوطن العربي في وقت كان للكلمة الشاعرية بريد الى القلوب والضمائر وراحت تستقطب كل حر ليفرز آهاته واحلامه وطموحاته .... انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام سيرين]ــــــــ[14 - 03 - 2009, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
-في الحقيقة أن جماعة *أبولو* هي مولود جديد أفرزته تلك المعارك النقدية التي عكست الكثير من الأراء والإتجاهات فطعمت الأدب بمعايير جديدة ارتكزت على مدى قدرة النص الأدبي على التأثير والايحاء وترجمة المشاعر والإنفعالات.
وقد تطرقت فيما سبق الى تسميتها وأغراضها وأهم روادها ورئيسها شوقي وخلفه مطران. لقد ضمت هذه الجمعية عددا كبيرا من الأدباء والشعراء في مصر وخارجها منهم مصطفى الصادق الرافعي , أحمد محرم , كامل الكيلاني ,
حسن كامل الصيرفي , صالح جودت.
وكانت تعقد ندوات حافلة بالمناقشة الأدبية والنقدية التي تتطلع دائما الى أنجع الطرق لتطوير الأدب وخاصة الشعر وكانت مجلتها *أبولو* قدنشرت للعديد من الأدباء داخل مصر وخارجها ل: زكي مبارك-محمد الأسمر- سيد قطب -محمود غنيم -أبي القاسم الشابي -محمد مهدي الجواهري - التيجاني -إيليا أبي ماضي -إلياس أبي شبكة. كما نشرت ما يربو عن 700قصيدة و 400 دراسة تحليلية ونقدية وأصدرت العديد من الدواوين وقد ذكرت بعضها في الموضوع السابق.الملاحظ على هذه الجمعية أنها لا تفرق في قبول العضوية والأنتساب بين
المقلد والمحافظ والمجدد ومن يقف وسطا وما يلفت الإنتباه نقد العقاد لهذه التسمية *ابولو * واستبدالها ب *عطارد * الذي هو رب الفنون والأداب في اعتقاد العرب والكلدانيين عكس* ابولو * اليونان المقصور على رعاية الشعر والأدب ورعاية الماشية والزراعة وقد وقع جدال كبير بينه وبين ابي شادي في هذه المسألة.
-وأهم ما يميز هذه الجمعيةالأدبية ما يلي:-
1 - الدعوة الى الأعمال الأدبية الصادقة
2 - التعبير عن التجارب الشعوريةفي صور موحية
3 - الدعوة الى الوحدة العضوية في القصيدة
4 - اليسر في التعبير والأفكار والأخيلة
5 - التحرر من القوالب والصيغ المحفوظة
6 - الأبتعاد عن التكلف والأفتعال
7 - التغني بالطبيعة والريف الساحر
8 - الأهتمام بظهور الشخصية
وقد بدأت تنتكس الجمعية *ابولو* اثر رحيل زعيمها ابي شادي الى المهجر الأمريكي 1946. ثم قامت على انقاضها *رابطةالأدباء* على يد ابراهيم ناجي
وااستمرت حتى وفاته عام 1953 ثم اتخذت اسما جديدا بعده هو *رابطة الأدب الحديث *برئاسة الناقد -مصطفى عبد اللطيف السحرتي - حتى وافته المنية سنة1983 وخلفه الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي حتى يومنا هذا.
واليكم بعض المصادر اذا رغبتم والتي استندت عليها:
-دراسات في الأدب العربي الحديث و مدارسه لمحمد عبد المنعم خفاجي
-الأدب العربي المعاصر في مصر لشوقي ضيف
-مدرسة أبولو الشعرية لرابطة الأدب الحديث
وغيرها كثير وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم وأن يوفقني الله إلى إفادة الجميع. -انتهى-
ـ[أحمد الطيب200]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 08:05 م]ـ
الذى اطلق على مدرسة أبوللو هذا الاسم هو احمد شوقى.
أردت أن افيدكم ليس إلا.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 08:44 م]ـ
جزاك الله خيراً أخيتي أم سيرين على هذا التطواف اللطيف على جماعة أدبية كان لها بصمة ما في تاريخ الشعر والأدب العربي.
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[14 - 11 - 2010, 08:40 م]ـ
موضوع جميل وشيق شكرا لك
ـ[عصام محمود]ــــــــ[15 - 11 - 2010, 02:14 م]ـ
موضوع رائع والجهد فيه واضح نشكرك عليه(/)
أبوتمام والبحتري والمتنبي في ميزان ابن الأثير
ـ[ناصر البيان]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 04:02 م]ـ
يتحدث الكثير من الأدباء والنقاد حول هؤلاء الشعراء الثلاثة الذين أبدعوا
في مجالهم أيما أبداع والذين بلا شك أنهم استفادوا من أشعار السابقين
من فطاحلة الشعر العربي فأتوا بما يلخص أشعار المتقدمين وتألقوا
في وقت ازدهرت فيه العلوم و نشطت فيه حركت التأليف ولم يتفرد
أحد منهم في السبق على قرينيه فكلهم قد حيروا النقاد والأدباء
وسيظلون على شاعريتهم مختلفين إلى قيام الساعة.
ومن الجواهر في الموازنة بين هؤلاء الأفذاذ جوهرة ضياء الدين بن الأثير
في كتابه (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) فلنتذوق أخي القارئ
درة ابن الأثير الجميلة الرائعة.
يقول ضياء الدين بن الأثير في هؤلاء العباقرة:
(وهؤلاء الثلاثة هم لاتُ الشعر وعُزَّاه ومَنَاتُهُ، الذين ظهرت على أيديهم
حسناته ومستحسناته، وقد حوت أشعارهم غرابة المحدثين إلى فصاحة القدماء، وجمعت بين الأمثال السائرة وحكمة الحكماء.
أما أبو تمام فإنه ربُّ معان، وصيقل ألباب وأذهان وقد شهد له بكل معنى مبتكر، لم يمش فيه على أثر، فهو غير مدافع عن مقام الإغراب الذي برّز فيه على الأضراب، ولقد مارست من الشعر كل أول وأخير، ولم أقل ما أقول فيه إلا عن تنقيب وتنقير، فمن حفظ شعر الرجل وكشف عن غامضه وراض فكره برائضه أطاعته أعنَّةُ الكلام، وكان قوله في البلاغة ما قالت حذام، فخذ مني في ذلك قول حكيم، وتعلم ففوق كل ذي علم عليم.
وأما أبو عبادة البحتري فإنه أحسن في سبك اللفظ على المعنى، وأراد أن يشعر فغنَّى، ولقد حاز طرفي الرقة والجزالة على الإطلاق، فبينا يكون في شظف نجد إذ تشبث بريف العراق، وسئل أبو الطيب المتنبي عنه، وعن أبي تمام، وعن نفسه، فقال: أنا وأبو تمام حكيمان، والشاعر البحتري. ولعمري إنه أنصف في حكمه، وأعرب بقوله هذا عن متانة علمه، فإن أبا عبادة أتى في شعره بالمعنى المقدود من الصخرة الصماء، في اللفظ المصوغ من سلاسة الماء، فأدرك بذلك بعد المرام، مع قربه إلى الأفهام، وما أقول إلا أنه أتى في معانيه
بأخلاط الغالية، ورقى في ديباجة لفظه إلى الدرجة العالية.
وأما أبو الطيب المتنبي فإنه أراد أن يسلك مسلك أبي تمام فقصرت عنه خطاه، ولم يعطه الشعر من قياده ما أعطاه، لكنه حظي في شعره بالحكم والأمثال، واختص بالإبداع في وصف مواقف القتال، وأنا أقول قولا لست فيه متأثما، ولا منه متلثما، وذاك أنه إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها، وأشجع من أبطالها، وقامت أقواله للسامع مقام أفعالها، حتى تظن الفريقين قد تقابلا، والسلاحين قد تواصلا، فطريقه في ذلك تضل بسالكه، وتقوم بعذر تاركه، ولا شك أنه كان يشهد الحروب مع سيف الدولة ابن حمدان فيصف لسانه، ما أدى إليه عيانه، ومع هذا فإني رأيت الناس عادلين فيه عن سنن التوسط، فإما مفرِط في وصفه وإما مفرِّط، وعلى الحقيقة فإنه خاتم الشعراء، ومهما وصف به فهو فوق الوصف وفوق الإطراء، ولقد صدق في قوله من أبيات يمدح بها سيف الدولة:
لا تطلبن كريما بعد رؤيته * إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا
ولا تبال بشعر بعد شاعره * قد أفسد القول حتى أحمد الصمم
ولما تأملت شعره بعين المعدلة البعيدة عن الهوى، وعين المعرفة التي ما ضل صاحبها وماغوى، وجدته أقساما خمسة، خمس في الغاية التي انفرد بها دون غيره، وخمس من جيد الشعر الذي يساويه فيه غيره، وخمس من متوسط الشعر، وخمس دون ذلك، وخمس في الغاية المتقهقرة التي لا يعبأ بها وعدمها خير من وجودها، ولو لم يقلها أبو الطيب لوقاه الله شرها، فإنها التي ألبسته لباس الملام وجعلت عرضه شارة لسهام الأقوام.
ولسائل ههنا أن يسأل لما عدلت إلى شعر هؤلاء الثلاثة دون غيرهم؟
فأقول: إني لم أعدل إليهم اتفاقا، وإنما عدلت إليهم نظرا واجتهادا، وذلك أني وقفت على أشعار الشعراء قديمها وحديثها حتى لم أترك ديوانا لشاعر مفلق يثبت شعره على المحل إلا وعرضته على نظري، فلم أجد أجمع من ديوان أبي تمام وأبي الطيب للمعاني الدقيقة، ولا أكثر استخراجا منهما للطيف الأغراض والمقاصد، ولم أجد تهذيبا للألفاظ من أبي عبادة، ولا أنقش ديباجة، ولا أبهج سبكا، فاخترت حينئذ دواوينهم، لاشتمالها على محاسن الطرفين من المعاني والألفاظ، ولما حفظتها ألغيت ما سواها مع ما بقي على خاطري من غيرها.)
ـ[المغيره]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 04:50 ص]ـ
ماذا يقد بالخمس الذي هو في غاية المتقهقرة
هل هجاء المتنبي مثلا لضبة
ـ[الراقي1]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 02:26 م]ـ
تقبلوا مني التحية والتقدي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رر
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(/)
كتب في الأدب المقارن
ـ[ذات الوشاح]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 07:51 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته اريد اسماء مجموعة كتب في الادب المقارن
شكرا
ـ[ايناس اسامة]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 12:15 م]ـ
عليكي بزيارة منتدي الكتب المصورة ستستفيدي منه كثيرا باذن الله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(/)
أرجو المساعدة
ـ[ابودراعة]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 01:16 ص]ـ
أنا في مرحلة اعداد رسالة الماجستير في الأدب العربي وارجو منكم مساعدتي في وضع خطة رسالة عن بنية قصيدة النثر
ولكم جزيل الشكر
ـ[ابودراعة]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 03:31 م]ـ
رحماك ربي
هلمن يعين طالب مساعدة
خطة بحث عن بنية قصيدة النثر ...... ولكم الأجر
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[15 - 03 - 2009, 07:27 م]ـ
يا أخي،،،
كيف تطلب مساعدة في خطة رسالة لحصولك على إجازة الماجستير؟
وما هذا الموضوع؟ ّ!!!!
قصيدة النثر - واحسرتاه
ـ[ابودراعة]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 02:38 م]ـ
اخي الفاضل محمد أبو نصر: تحية طيبة
أما عن خطة الرسالة فهي جاهزة عندي وطلبي كان مجرد محاولة لالتقاء أفكار منتسبي الفصيح علها تتلاقح فتنجب الابداع وعلى قول المثل الليبي {رأيين خير من رأي}
وعن تحسرك واستهجانك للعنوان فلا محل له وذلك لأنني لست على مذهبك فالأدب في منظوري كائن حي ينمو ويستجيب لمتطلبات التطور.(/)
من يساعدني في حل السؤال وله دعوة في ظهر الغيب
ـ[عربية 500]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 12:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
أطلب من أخواني واخواتي مساعدتي في معرفة إجابة هذا السؤال؟ فلقد بحثت في بعض من كتب الأدب المقارن فلم أجد الإجابه الكافية والوافيه لحل هذا السؤال؟؟
لماذا يتمثل الأدب بالمفهوم الخاص في الشعر والنثر؟
فأنا وجدت بعض المعلومات عنه ....
فإن الادب ينقسم إلى قسمين: أدب عام وأخر خاص
فالأدب العام يعني عدة معاني ...
وهي 1\الدعوة إلى الطعام أي المادبة
مثل قول الشاعر: نحن في المشتاة ندعو الجفلا
لا ترى الأدب فينا ينتقر
2\الدعوة إلى مكارم الأخلاق
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أدبني ربي فأحسن تهذيبي)
وقول السيده عائشة رضي الله عنها (كان خلقه القران)
3\ يأتي بمعنى التعليم ...
4\ أمهات الكتب ......
5\ أخذ من كل علم طرف ......
6\ الشعر .......
7\ النثر .....
8\ الموسيقى .....
9\ الرسم ......
10\ التصوير .....
11\ النحت ......
فتعريفه إذن هو ...... القدرة على معرفه مختلف العلوم وشتى الثقافات والفنون
فهذا التعريف يشمل تلك المعاني السابقه جميعها
فالعلوم تشمل ....
التعليم ....... وأمهات الكتب ....... وأخذ من كل علم طرف
والثقافات تشمل ........
الدعوة الى الطعام ......... والدعوة الى مكارم الاخلاق ...
واما الفنون فتشمل .......
الشعر والنثر والموسيقى والتصوير والرسم والنحت ........
وأما الأدب الخاص ....
فيشمل فقط الشعر والنثر .....
وإلى هنا توقفت عند هذه النقطه التي لم أستطيع حل السؤال السابق ...
فاتمنى من يستطيع مساعدتي فأكون له شاكرة ولن أنساه بدعوة في ظهر الغيب
والله الموفق ........
ـ[عربية 500]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 07:10 م]ـ
ألا يوجد أحد يساعدني .......
ولكم دعوة في ظهر الغيب
أرجوكم محتاجة المساعدة ......
ـ[أبو معاوية]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 05:53 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين , أما بعد:
فالأدب عموما ماهو إلا انعكاس للمجتمع الذى وجد فيه , ولا شك أن خيرا ما يمثل هذا المجتمع بالنسبة للأدب فهو الشعر و النثر , وكما عرفنا قديما أن القبيلة العربية كانت لها شاعر وخطيب يمثلها ,لذا استحق الشعر والنثر أن يطلق عليهما الأدب الخاص؛ لأن الفن والموسيقى على سبيل المثال وإن كانا أدباَ فهما ليسا انعكاس لروح المجتمع بالمعنى الدقيق كالشعر والنثر.
والله أعلم
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:54 م]ـ
قاتل الله المتعنتين في وضع الأسئلة
أليس حرياً به أن يضع سؤالاً سهلا؟(/)
قراءة في ديوان فيض الشجون للشاعر حسن متولي
ـ[عبدالبر علواني]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 06:37 م]ـ
قراءة في ديوان "فيض الشجون" للشاعر حسن متولي
بقلم: عبدالبر علواني
"هل الريح تعلم أني انفلاق الشعاع
وأني انعتاق الغضب"
ربما كان هذان السطران الشعريان اللذان أبدعهما الشاعر علي قنديل في ديوانه (كائنات علي قنديل الطالعة) مدخلا صالحا من كثير من الوجوه لدراسة
تجربة الشاعر (حسن متولي) في ديوانه الأول فيض الشجون الذي صدرت طبعته الأولى عام 2008م.
لقد صدر هذا الديوان في الوقت الذي امتلأت فيه الساحة الشعرية بما يسمى شعر الحداثة، الذي دقت من حوله الطبول،وأقيمت له حفلات الزار، حتى أصبح له سدنة ومريدون، وأصحاب مباخر.
وديوان (فيض الشجون) يمثل تجربة من الشعر العمودي، هذا الشعر الذي عاب عليه النقاد بأنه لم يعد فيه مواهب، تزاوج بين مقتضيات التراثية، وطبيعة العصر في التجربة، واستخدام اللغة، وبناء العبارة، وأن معظمه ليس فيه الوهج الفني الشعري الذي يمكن أن يجعله مقبولا إلى جانب الشعر الحر، وشاهد ذلك عندهم أن الشعر العمودي بدأ يتضاءل، فجاء الشاعر ليرد على كل هؤلاء قائلا:
ودع عنك الغريب المحال يدع عنك إزراءه الساخر
فحسبك أنك رمت الكمال وأنك في عجزهم قادر
فهؤلاء الذين جروا وراء الغريب من المعاني، راكبين مهر الحداثة الجامح، يقفون موقفا عدائيا من الشعر العمودي، حتى أصبح شعراؤه يتسولون الرضا في المنتديات والصالونات الأدبية، وكأن الشاعر العمودي أصبح مطليا بالقار أجرب، مما حدا بحسن متولي أن يقول:
ترحل لا تقم أبدا بأرض يطاول بعرها درر اللآلي
ودعونا نلقي الضوء على التجربة وصاحبها من خلال النصوص المعروضة عبر ديوانه؛ لنحدد شخصيته من خلال موضوعاته، فهو شاعر وطني، متمكن من لغته مبنى ومعنى، ولم لا؟ وهو معلم لها، متعبد في محرابها يأخذ منها أوراده وأدعيته، يعبر في قصائده عن انتمائه لبيئته ووطنه الذي ينتمي إليه، فجاءت قصائده محملة بالحب وصدى للوجدان، فجاء الحرف نبضة من نبضات القلب
إذ يقول عن موطنه (كفر الشيخ):
لكفر الشيخ ما يدعو بنيها إلى أن يبدعوا الأشعار فيها
لها من سابغ النعماء فضل يروح به الفتى زهوا وتيها
وهل مثل الوفاء لرد دين وكم ذا قد رعت أم بنيها
بدلتا نيلها المعطاء تبدو كفلج الحسن خلابا بفيها
فدلت بالذي يختال حسنا بأن قد فاز حتما مستبيها
فالكتابة تصور الانفعال، والانفعال حركة توقع بصورة صوتية وبذلك تأتي موسيقى العمل الأدبي معبرة عن عاطفة صاحبه، فكان استخدام بحر الوافر هنا معبرا عن عاطفة الحب والانتماء،فارتبط الوزن بالعواطف والمعاني.
ومما يدل على هذا الانتماء أيضا قصيدته (إلى مصر) حيث لا يتنكر لها أو ينكر فضلها، ويعرف وفاء الرجل بحنينه إلى أوطانه، ووفائه لأهله وإخوانه. فيقول:
لمصر العزيزة في ذمتي صنوف من الفضل والنعمة
فمنها رشفت رحيق الحياة وفيها ظلالي في الوقدة
ومهد الطفولة في حضنها وعهد الصبابة والصبوة
دماء الشرايين من نيلها سرت من شرايينه العذبة
وفيها قرأت كتاب الحياة تجلى سطورا على صفحتي
ثم لا ينسى دوره في إيقاظ همم أبناء وطنه مصر، وحثهم على القيام بدورهم،فيقول: فقوموا بني مصر هذا الأوان لسعي حثيث إلى النهضة
فهنا شاعر وأبناء وطن، وكل قوم يحبون تجديد أنفسهم،وبعث قوميتهم، والشعر رسالة، والشاعر هنا يستنهض أبناء الوطن، فهو يعرف ما يكمن في الشباب من حداثة وقيم وآراء إذا وضعوها في خدمة وطنهم يظلون قائمين لا ينحنون، فهذا هو الوقت المناسب للنهوض من الرقدة، والقيام من الغفلة، ولذلك جاء بالظرف الاعتراضي (هذا الأوان) الذي لم يأت عفويا إنما هي لحظة الكشف والشاعرية التي تلقي بالكلمة في طريق الشاعر، فيكون لها سحرها وجمالها، فهو وفق في اختيار الوقت المناسب للنهوض، والأمة في حراكها السياسي، والشارع يطالب بالإصلاح والتغيير، تحتاج إلى من يقوم عنها ليغير الأوضاع المتردية، فلا يأس ولا خنوع
فبالعزم لا يستحيل الرجاء وأما الشقاء ففي الكبوة
وهل ينفع العاجزين الرجاء بلا أي حول ولا حيلة
وهل يمطر الجو خبز الجياع ولم يزرعوا الأرض بالحنطة
إن حسن متولي المعجون بتراب هذا الوطن، والمهموم بقضاياه لم ينس بغداد الألم والجرح النازف، فهو يكتب إلى (دجلة والفرات)
سينية لا تقل جمالا وروعة عن سينية البحتري فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لدجلة والفرات هوى بنفسي يجل عن التصبر والتأسي
وهل لمضاعف الأشواق سلوى وفي الإصباح تغمرنا وتمسي
وما من مرفأ لسفين وجد تحط رحالها ولديه ترسي
حرام هذه اللقيا علينا وكل حظوظنا تذكار أمس
وما السين المكسورة في القافية إلا دلالة على الانكسار النفسي للشاعر وحزنه لما تعرض له العراق من ظلم على أيدي جلاديه وعملائهم
فيا من يستعين بسيف جور على الإخوان عدت بسوء تعس
فذا من باع للأشرار شعبا وهذا في الجلاد عظيم درس
إن ربة الشعر اختارت حسن متولي لهذا اللون التقليدي الذي وجد نفسه فيه، شأنه شأن كبار الشعراء في أزهى عصور الأدب، يقول الشعر ولا يرجو به نوالا من أحد إنما هو صدق العاطفة، ونبض الوجدان، وهو الذي عاش فترة في بغداد، واقترب من ثقافتها، وعايش شعبها وأحداث ملماتها حتى أنه اختصها في ديوانه بقصيدتين، وأعلن عن حنينه لها:
سلاما يا بلاد الشعر إني يحن إليه في بغداد طرسي
لم ينفصل حسن متولي عن قضايا وطنه والأحداث الكبرى التي تعرض لها الوطن وهذه غزة كان لها نصيب من شاعريته وحسه المرهف وهي تئن تحت حصار الترهيب والتجويع،فيقول:
أكتافنا زاد وماء عيوننا إن عز ماء النبع فهو الماء
وكذا القلوب فلا تضن بنبضها دفق المحبة فيضهن عطاء
وهو شاعر مسلم من الأشراف، ينتمي إلى الدوحة الهاشمية، منتسبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول في قصيدته (شرف انتساب):
خرجت من التراب إلى السحاب بنيلك في الورى شرف انتساب
لدوحة هاشم لعظيم أصل فزدت من الكرامة في النصاب
وهل كمحمد شرف وأصل هززت إليه في شغف ركابي
هذا الانتساب أكسبه تلك الروحانية والنورانية التي تجلت في قصيدته (من وحي الحج)
يهفو إليك على الدوام فؤادي يا قبلة الإنعام والإسعاد
أسمى الأماني أن أفوز بركعة في البيت في الحرم الجليل النادي
يا لهف نفسي يوم أول ضمة للكعبة الغراء حضن فؤادي
قلبان: قلب للدنا ومعذب بالشوق قد جمعا بخير بلاد
هذا غيض من فيض، ينبئ عن صوت شعري يحق لنا الاحتفاء به في إصداره الأول، وإطلالته الأولي على الساحة الأدبية بديوان مطبوع، ولكن هناك بعض الوقفات النقدية والهنات اللغوية والعروضية، يجب أن ألفت نظر الشاعر إليها،ومنها:
1 - ميل الشاعر إلى النظم،وبعده عن الشاعرية في قوله:
يالهف نفسي والشجون هواطل كثر فلا حصر ولا تعداد
فكلمة (تعداد) بعد كلمة (حصر) لم تضف للمعنى شيئا إذ إن الحصر هو التعداد، والكلمة مجلوبة للقافية.
= توقف الجريان العاطفي، وانقطاع سريانه في قصيدة (لماذا الحزن)
حيث بدأ الشاعر قصيدته:
لماذا الحزن والدنيا تدور ولا ألم يدوم ولا سرور
وبعد واحد وعشرين بيتا عاد الشاعر للأسئلة نفسها، ولو أعاد الشاعر ترتيبها وأتى بها بعد البيت الأول لكان أجمل على هذا النحو:
لماذا الحزن والأطيار تشدو وفوق رؤوسها حكمت صقور
لماذا الحزن والأنهار تجري وكم بطريقها عرضت صخور
لماذا الحزن والأزهار تهدي برغم الشوك ما احتجبت عطور
لماذا الحزن والأقدار تمضي وفاز شكورها سخط الكفور
وعلى المستوى اللغوي وفي مستوى النحو
= يقول الشاعر: ... هذا البهيُّ كوكبٍ وقّاد بجر (كوكب) وحقها الرفع إلا أن يأتي بحر ف التشبيه الكاف ليستقيم الوزن ويبقى الجر.
= وفي قوله: ... سيزيد نارَ الشوق قدحَ زناد. بفتح (قدح) وحقها الضم
= ويقول: ... وهل طلبُ الكمالَ بها بصيرُ بضم (طلب) وفتح (الكمال) والسياق ينبئنا بأن كلمة (طلب) فعل ماض مبني على الفتح
= ... لِم لمْ توحدُ جمعكم نكبات. برفع توحد وحقها الجزم
= في ياسينية الشهادة يقول: يسُ هكذا بضم (يسُ والقرآن إنا معشر)
الأخطاء العروضية:
= الديوان يضم ثلاثا وعشرين قصيدة اعتمد في نظمها الشاعر على أربعة بحور، قصيدة من البسيط،وثنتين من المتقارب، وإحدى عشرة من الكامل، وتسع قصائد من الوافر، وهذا دلالته عندي أنه يجيد السباحة في هذه الأبحر، أو أن موضوعات القصائد فرضت عليه ذلك.
= وقد اتضح لي تداخل البحور وخاصة في ضرب الكامل فالتحولات الحادثة في هذا البحر تخص بحر الرمل،ومن ذلك: قصيدة من وحي الحج، كلها يوجد بها هذا الخلط، مثال:
قد طال شوقي والحياة قصيرة ولكم أتاح لي الكريم مرادي
فالضرب (ممرادي) من تحولات بحر الرمل (حركة+حركة+حركة+سكون+حركة+ساكن) على فعلاتن
وكذا في معظم الأضرب من الكامل مثل: (البيت الأول إسعاد) فالاتن وهي أيضا من تحولات بحر الرمل
= ومن مجزوء الكامل (لأيمن ابني وأحمدا) كسر بيّن
فمن الملحوظ أن تغيرات النغم والإيقاع صورة ظاهرة للتغيرات الانفعالية الباطنة، فهي ترتبط بالعواطف والمعاني إذا كانت التغيرات الحادثة مما يجوز في البحر الواحد، أما أن تتغير الإيقاعات من بحر إلى بحر فهذا لا ارتباط له، لا بمعنى ولا عاطفة.
وفي التجارب الأولى لا ينشد الكمال كله،وما قلته لا يقلل من التجربة أو من الجهد المبذول فيها، ولعل هذه القراءة تكون قد أضاءت وأضافت إلى الديوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف المنشاوي]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 11:37 ص]ـ
حبيبي عبد البر قراءت تعليقك على ديواني الاول واشكرك على هذا الجهد وهذا النقد البناء الموضوعي الذي جمع بين الحرفيه والمحبة وهناك بعض النقاط اود ان اوضحها لانها جاءت كأخطاء إملائية وليست أخطاء في الصياغة وهي:
1) ككوكب وقاد هي كما قلت أنت وهي بالدوان كذلك لكن اعتقد ان النسخة التي وصلتك بها خطأ مطبعي.
2) سيزيد نارَ الشوق قدحَ زناد. بفتح (قدح) وحقها الضم.
ليست قدح هي الفاعل ولكني عنيت أن الفاعل هوالضميرالعائد على الوصل في الشرط الأول وقدح منصوبة على انها مفعول ثانٍ ليزيد أو تمييزاً والبيت كامل هو:
ما كنت قبل الوصل أحسب أنه سيزيد نار الشوق قدح زناد.
ويتبع بعد ان يصلني الرد منك في انتظار الوصال
ارسلة شريف المنشاوي سكرتير عام شئون
الشاعرالكبير / حسن متولي(/)
المدرسة الرومانسية والشعر الرومانسي
ـ[فيض طفولة]ــــــــ[15 - 03 - 2009, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أعزائي،،
أتمنى منكم من يفيدني ببعض الكتب التي تتناول المدرسة الرومانسية والشعر الرومانسي وتاريخها وخصائصها بشكل مفصل أكثر،،
هذا لأني مطالبة ببحث من كتب تخص هذا الموضوع،،
ولكن لا أعرف ماهي الكتب المناسبة التي تختص في الحديث عن هذا المجال،،
فمن يستطيع أن يخبرني بأسماء بعض من الكتب المتعلقة بذلك أكون شاكرة له ( ops
جزاكمـ الله خيرا مقدما
ـ[خود]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 12:21 ص]ـ
عزيزتي
فيض طفولة
عليك بالكتب التالية:
* الطبيعة الرومانسية في الشعر العربي الحديث
د/ أحمد عوين
دار اوفاء / مصر
* الرومانتيكية
د/ محمد غنيمي هلال
نهضة مصر / مصر
* الرومانسية ـ الواقعية النقدية ـ الواقعية الاشتراكية (أصولها الفنية و الفلسفية و الأيدلوجية)
د / حلمي علي مرزوق
دار الوفاء ـ مصر
* المذاهب الأدبية لدى الغرب
عبدالرزاق الأصفر
اتحاد الكُتاب العرب
* جدلية الرومانسية و الواقعية في الشعر المعاصر
د / حلمي الشيخ
امكتب الجامعي الحديث / مصر
* النقد الأدبي الحديث (بداياته و تطوراته)
د / حلمي محمد القاعود
دار النشر الدولي / السعودية
مع فائق التحايا
ـ[المفتاح]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 01:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا سمحتم لي بهذا السؤال, ولا أقصد به النقد, ولكنه مجرد غيره من رجل عربي يغار على لغته وقد يكون جهلا مني .. وسؤالي هو: لماذا ترك الشعراء العرب مسمى "الشعر الغزلي" إلى مسمى "الشعر الرومانسي"؟
وشكرا.
ـ[خود]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 01:53 ص]ـ
الرومانسية مدرسة أو مذهب أو اتجاه
بينما (الغزل) هو نوع أو مضمون شعري
يختص بغزل الرجل بالمرأة، و في حالات نادرة العكس
بينما مصطلح الرومانسية يعني قيام بعض القصائد
على أساس و معايير، أو اتجاه الشاعر إلى تلك الأصول التي يؤمن بها الرومانسيون ..
و البدايات الحقيقة للمذهب الرومانسي كانت في الشعر الجاهلي و الذي تجلت فيه جُلّ مبادئها
و لكن المسمى (الرومانسي) لم يظهر إلا في العصر الحديث على أيدي أدباء الغرب، ليشيروا إلى تلك المدرسة و التي ظهرت كردة فعل معاكس للمدرسة الكلاسيكية!
هذه إجابتي ..
و إن تخللها خللٌ .. فصوبوهـ
ـ[عنزي]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 07:37 ص]ـ
الشعر الرومانسي الانجليزي و أصوله أستحوذني بشدة و ما زالت تباريحي له ظاهرة و باطنة. كل ما قرأته و انفعلت به من مقالات و الشعر و الشعراء كان بالانجليزي فلن أستطيع ذكر كتب النقد العربية.
و البدايات الحقيقة للمذهب الرومانسي كانت في الشعر الجاهلي و الذي تجلت فيه جُلّ مبادئها
لا أدري من أين أخذتي هذه العبارة آنسة خود و لا أظن لها من الصحة. و لكني أشكرك الشكر الجزيل لسرد هذه النقطة التي لها باب و فصل أساسي في معرفة الشعر الرومانطيقي أن أُخذت بأحقيتها الفريدة. و مقدمتك رائعة جدا فقد احتويتي النعرة ضد الكلاسيكية و ميّزتي دافعهم الأيديولوجي و العقائدي في شعرهم عن مجرد الغزل.
بدايات الحركة الرومنطيقية كانت في ألمانيا و كذالك متأثرة بالفلسفة الألمانية "المثالية" -بداياتها الفيلسوف الألماني "كانط" و "فيشته". النقطة التي يعتمد المؤرخون في مولد الرومنطيقية هي مقولة الشاعر و المفكر الألماني "جوته" "عاصفة و رعد" 1774.
أشهر شعرائها الانجليز و هم الذين يمثلون الحقبة الانجليزية الرومنطيقية: برسي بيشي شللي, جون كيتز, و كذالك اللورد بايرون.
تركيزي و معرفتي هي في شعر الحبيب "برسي شللي".
الوصف المتدارك العام أن شعر الحقبة شعر شخصي و علماني متمرد عن الحكومات الملكية و الطغاة و المجتمع و عن النصرانية. كانوا عشاق الثورة الفرنسية. و شعراءها شباب و ماتوا خارج أوطانهم مبكرا. لهم تجاربهم مع الأفيون و الجنس. حزناء بالطبع و لهم من الملنوخيا و مرهفين الحس و العاطفة خصوصا للطبيعة و لفكرة العبقرية و الجمال الأنثوي و الأنوثة.
وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا
ما ذكرته الآنسة خود عن الجاهلية لربما سبب استحواذ الرومانطيقية بالخرابات و الأطلال. و لكن تأويل هذه النزعة لا تلتقي مع العرب و لا الجاهلية: بعض النقاد يحط من الرومانطيقية لحنينها لما هو متفسخ و مظلم و الظلمة و ما هو من الجنون و له من الرهبة و الموت. بل جزء من الرومانطيقية و خصوصا في شعر برسي شللي ستجد هذه النزعة الأصلية و حتى تبلورها في صورتها الخالصة بالتغزل بالأنثى الميتة حديثا. و تسمى هذه الغريزة اليوم اشتهاء-الموتى.
و أدب "الفزع و الرهبة" بدأ عند هؤلاء الشعراء. و هو كذالك يُسمى أدب الجوثيك.
في شعر "برسي شللي" ستجد نزعة فريدة عنده و هي اعتقاده الكلي بالمثالية البشرية. أي و كأنه يوشك أن يلمس حدود "المدينة الفاضلة" و إيمانه بوجودها قريبا. و أيمانه نابع من عقيدته التي لا تؤمن بالإبراهيميات (و هي فكرة كذالك إسلاميا توازي "العصر المهدوي" و لا تشبه اليهودية و اعتقادهم "بأورشليم الجديدة" و المشيخ). و معرفة صمود و أصل إيمانه بهذه "المدينة الفاضلة" لغز للنقاد و حتى الشعراء الذين كانوا من حوله.
كذلك الاهتمام و محاولة أستيعاب فلسفة-ما-بعد-الطبيعة الأفلاطونية و تعاريف و مسميات أفلاطون كانت تنمو في أيديولوجيات و رأي هذا الشاعر. و الأفلاطونيات و ليست الإبراهيميات كانت خلفية فكر هذا الشاعر بدلا من النصرانية.
الرومتنطيقية في الولايات المتحدة لها طابعها الضعيف باستثناء عند التفكير بادغار الآن بو. و هذا الرجل (من أم إنجليزية) بحاله هو عالم لم يكن موجودة و لن يتكرر. و نقاشه هو باب بحاله.
-- الفلسفة الألمانية "المثالية": German Idealism
-- كانط: Kant
-- فيشته: Fichte
-- جوته: Goethe
-- برسي بيشي شللي: Percy Bysshe Shelley
-- جون كيتز: John Keats
-- لورد بايرون: Lord Byron
-- " الفزع و الرهبة": " horror and terror"
-- الجوثيك: Gothic
-- ادغار الآن بو: Edgar Allan Poe
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خود]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 01:32 ص]ـ
العزيز
عنزي
ماشاء الله تبارك الله على هذه الثقافة العالية .. و الاطلاع الواسع ..
أما ردي بخصوص إرهاصات الرومانسية في الشعر الجاهلي، فهاك هذا الرابط
فقد تقتنع بما كُتب فيه ..
http://www.sotakhr.com/index.php?id=122
كن بخير
ـ[عنزي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 10:15 ص]ـ
الآنسة خود العزيزة الكريمة, يمين و صحيح, تبارك الله, أن إطلاعاتي واسعة و لي من الثقافة العامة أجاري به الغير من كل الخلفيات الفكرية. و سبق و قد ذكرت أن الرومانطيقية كانت من تركيزي الفكري. و لكن هذا لا يمحى إدراكي لنفسي بأني ناقص و أبعد البعد من منالي, في الفكريات و العقليات, سواء كان ذالك من جهلي أو من نقص همة و وسيلة. و هذا الموقع يشهد بضعفي لنفسي و أحبه كذالك لهذا: ليست الرغبة هنا جلد النفس و لكن حماسة النفس للتكسب للعلوم و خاصة علوم العربية.
المقال الذي تفضلتي به, الشعر والموسيقى, مقال رائع في تحليله لحركة و كونية الشعر الجاهلي. و لكني أرى الكاتب أستعمل كلمة و مصطلح الرومانطيقية كاستعمال العامة شرقا و غربا للكلمة. عندما أفكر بهذه الكلمة لا أجد ما يجده الكاتب فيها. بل زعم " ... سمات الرومانسية (هذا المصطلح الواسع الذي لا يمكن تحديده بعصر او ابداع معين) ".
و لقّب الرومانطيقيين الأوربيين "بالرومانسيين المحدثين" لفصلهم عن الجاهلية. و هنا ركز الكاتب بفكرة المكان و الطبيعة "التي تفصح في بعض ابعادها عن المعنى الداخلي محاطا باطار المكانية ومعالمها التي تؤثر على ذات الانسان النابع اصلا من المكان": و لا أدري أن كانت هذه الصفة محجوزة فقط لعرب الجاهلية و الرومانطقيين.
الطبيعة: الشعر الجاهلي ليس من اختصاصي لذا قد يكون قولي هنا لغوا فيه. عندما أفكر بالشعر الجاهلي و بشعرائه أرى أن الدهر هو خلفية الطبيعة و المكان والأطلال (و المعري العربي لاحقا أدرك بُعد هذا الدهر و أفصح عنه في بُعد غير إبراهيمي-محمدي: بل, ما-بعد-الإبراهيمي). لا أحس في الشعر الجاهلي "الطبيعة-بكون-ذاتها" منفصلة في ذهن شعراءها ككيان أو وجود. و كذلك هنالك لا وجود لمديح الحياة الريفية كنقض المدنية و الأمصار و لا لأشجار صنوبر و لا الخضار و لا البقرات السمان. و لم تكن لهم نزعة في الفك عن "تمدنهم" كآمال و مثالية في العيش كالرومانطقيين.
الأطلال: و في أطلال الشعراء هناك لا أشباح, و لا بقايا "نظام عال قد سقط" و قلاع و بقي الرمق, ينتظر فناءه من داخله, كما المرء يرى في شعر و نزعات الرومانطيقيين. صحيح, هناك واقع في بعض شعر و أدبيات "الفزع و الرهبة", الجوثيك, بأن شكل و هيكل البناء يؤثر بمن داخله و أصحابه:كأنه رحم الأم؛ و كوحدة الحدث: و لكني أستبعد أن هذا كان قصد الكاتب.
بل الحنين العليل للرومانطقيين للخرابات و القبور له اصل يختلف عن أطلال العرب. ففكرة "نظام عال قد سقط" لها قدسيتها بفرزها لعلم فريد أو وجود قديم و عال على وشك الاختفاء ("ورهبة الباطن لتقلب العلم" ابن عربي – الفتوحات: 3 - 209). أو عرق و عائلة قديمة على وشك الانقراض في قلعتها و وصلت الأمور لأقصى حدها. و اختفاءها عن الظاهر به من العنف. سترين أن الأشباح و الجرائم و الأفيون و نكاح المحارم هو محاولات الرمق الذي سينهي نفسه بنفسه.
و هنالك شوق" لحقبة الفرسان" من تاريخهم عند الغرب. و لم أقرأ عند امرؤ القيس و أشواقه لقوم و رموز قوم عاد و لا لقوم لوط و لا للعرب البائدة. بل لا أستبعد أن أدبيات "الفزع و الرهبة" كانت تحضر لفكرة "خلط الأزمنة" في مكان و حدث واحد كما في بعض أدبيات "الخيال العلمي" اللاحقة.
و حنين البعض لأطلال الروم و الإغريق به نزعة الحنين للحضارة الغربية من غير النصرانية و لغرب ما هو اليهودي-المسيحي الإبراهيمي. و هو كذالك تأمل الغرب لممكن حضارتهم لو لم يتنصروا. و كذالك عند البعض هذا الحنين هو دعاية ضد الدولة العثمانية المحتلة للجزيرة الإغريقية (كدعاية احتلال الصين للتبت اليوم).
فما زلت لا أرى علاقة بين الجاهلية و الرومانطيقية لأسباب و قد شرحتها. و أرجوا و أن فاتني من فكري شيء في استيعابي, التنبيه له و التصحيح.
ـ[خود]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 11:48 ص]ـ
العزيز
عنزي
رسالتي تختص في الاتجاه الرومانسي
فهلاّ تفضلت بالتواصل معي عبر بريدي الالكتروني
فمن أمثالكم و الله استفيد؛ لما تملكه من علم و دراية بهذا الاتجاه
و أسسه و مبادئه، و التي قد يفوتني الكثير منها ..
هذا بريدي و لك خالص شكري ..
إن قبلته أو رفضته ..
talebah1*************
ـ[عنزي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 06:07 م]ـ
بل هو شرف لي أن يُظن بي للفكر الرومانطيقي و إني متحمس لأعرف أسباب اختيارك و رغبتك و درايتك لهذه الحقبة و الحركة. و لكني أود أنبه بأنني لست بباحث و لا أكاديمي و لا لي التدريب الرسمي في الأدبيات. و الشكر لحسن ظنك؛ والإفادة و التعمق في هذه الحركة سأحاول التمام في مراسلتي معك.(/)
محمد مفتاح
ـ[فاتح خشاب]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 06:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته اريد كتاب محمد مفتاح في سيمياء الشعر القديم او اي رسائل ماجيستير او دوكتوراه
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 09:03 م]ـ
هذا الكتاب غير موجود في المكتبات التجارية؛ ولكن ربما تجده في المكتبات العامة و هو الأقرب.
وفقك المولى(/)
خمسة من معايير النقد الجمالى
ـ[قوة الايمان]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته استاذنا الفاضل ارجو منك تطبيق خمسة من معايير النقد الجمالى على هذه القصيدة ترك السواد للابسيه وبيضا ونضا من الستين عنه ما نضا وشآه اغيد فى تصرف لحظه مرض اعل به القلوب وامرضا وكأنه ألفى الصبا وجديده دينا دنا ميقاته ان يقتضى أسيان أثرى من جوى وصبابة وأساف من وصل الحسان وأنفضا كلف يكفكف عبرة مهراقة أسفا على عهد الشباب وما انقضى عدد تكامل للذهاب مجيئه واذا مضى الشئ حان فقد مضى خفض عليك من الهموم فانما يحظى براحة دهره من خفضا وارفض دنيات المطامع انها شين يعر, وحقها ان ترفضا قعقعت للبخلاء اذعرجأشهم, ونذيره من باتك ان ينتضى وكفاك من حنش الصريم تهددا ان مد فضل لسانه أو نضنضا لم ينتهض للمكرمات مشيع مثل الوزير اذا الوزير استنهضا غمر متى سخط الخلائق ساخط كان الخليق خليقة ان ترتضى لو جاودالغيث المثجج كفه لأتت بأطول من نداه وأعرضا ما كان موردنا أجاجا عنده ثمدا , ولا المرعى الخصيب تبرضا كم من يد بيضاء منه ثنى بها وجها تلألأ للبشاشة أبيضا ومعاشر رد العبوس وجوههم أوقاب محنية لبسن العرمضا لابوركت تلك الخلال, ولا زكت تلك الطرائق ما أدق وأغمضا ما زال لى من عزمتى وصريمتى سندا يثبت وطأتى ان تدحضا لست الذى ان عارضته ملمة ألقى الى حكم الزمان وفوضا لايستفزنى الطفيف, ولا أرى تبعا لبارق خلب ان أومضا وأعد عدمى للكرام وخلتى شرفا أتيح لهم ومجدا قيضا والحمد أنفس ما تعوضه امرؤ رزى التلاد اذا المرزأ عوضا قد قلت لابن الشلمغان, ورابنى من ظلمه لى ما أمض وأرمضا: لاتنكرن من جار بيتك أن طوى أطناب جانب بيته أو قوضا فالأرض واسعة لنقلة راغب عمن تنقل عهده وتنقضا لا تهتبل اغضاءتى اذ كنت قد اغضيت مشتملا على جمر الغضا أنا من أحب مصححا وكأننى فيما أعانى منك ممن أبغضا أغببت سيبك كى يجم وانما غمد الحسام المشرفى لينتضى وسكت الا أن أعرض قائلا نزرا, وصرح جهده من عرضا ما صاحب القوام فى حاجتهم من ناء عند شروعهن وأعرضا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[قوة الايمان]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 03:01 م]ـ
وشكرا لحضرتكم لانكم اتحتم لنا الفرصة لتعلمنا ومعرفتنا بكل فروع لغتنا الجميلة
ـ[قوة الايمان]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 05:02 م]ـ
استاذى الجليل عفوا انا لم استطع ان اكتب القصيدة بشكلها الطبيعى وهو الابيات فانا لم اعرف كيف طريقة كتابة القصيدة هنا(/)
إلى أهل الخبرة
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الأحبة على مائدة الأدب والمعرفة جزاكم ربي خيراً وسددكم.
من منكم يدلنا على كتاب: (جماليات المكان في شعر السياب).
لمؤلفه: ياسين النصير؟
ولكم منا الشكر الجزيل.:)(/)
أرجو مساعدتكم في النقد , تفضلوا
ـ[طموحة وبالطموح أحيا]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم لدي بحث في احد كتب النقد القديم وقد اخترت كتاب العمدة لابن
رشيق وقد طلب أستاذ المقرر بأن أتناول قضية معينة في هذا الكتاب الرائع
وأشرحها شرحا تفصيليا , وأحببت منكم أن تشاركوني الإختيار وتساعدوني
فيه , ولكم مني جزيل الشكر
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 09:40 م]ـ
المقاييس البلاغية عند ابن الرشيق في كتابه العمدة ....
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 09:43 م]ـ
السرقات والتناص في كتاب «العمدة» لابن رشيق القيرواني ...
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 09:47 م]ـ
الشعر والشعراء في كتاب "العمده" ....
ـ[طموحة وبالطموح أحيا]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 06:50 م]ـ
أشكرك أخي عبد الرحمان الجزائري على مساعدتك لي بطرح هذه القضايا المهمة
وفرحت كثيرا عندما رأيت أن تخصصك نقد ومن الآن أطلب منك أن تتحملني إذا
أثقلت عليك بالأسئلة(/)
مهم جدا أريد مساعدة أرجوكم
ـ[مكسورة الجناحين]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 11:06 م]ـ
:::
اساتذتي الكرام اصدقائي الاعزاء ارجو منكم المساعدة السريع
والتي تتمثل في مساعدتي في اختيار بحث التخرج والذي يتمثل في النقد
فارجوكم ساعدوني في اقتراحاتكم لي
واريد مساعدتكم ايضا ارجوكم
انا في انتضار الرد السريع
فانا محتارة في امري
واجركم على الله
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 07:58 م]ـ
أطرقي هذا الموضوع (عمود الشعر) بمزيد من البحث ......
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 06:56 ص]ـ
اقترح عليك الموضوع التالي (أثر الخطاب في النقد)(/)
لقد اخترت:المكان في شعرابن دراج
ـ[أبووجد]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 11:23 م]ـ
لقد طُلب مني تغييرموضوعي في الماجستيرإلى موضوع تطبيقي ويسرني أن أسمع اقتراحاتكم في الأدب أوالنقدالعباسي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 07:46 ص]ـ
ابحث عن المنهج الذي ترغبه، والمادة المطروقة حتى نتناقش حولها.
ـ[أبووجد]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 04:41 م]ـ
أرجومساعدتكم في هذا الموضوع:أفكارا ومراجعاً
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 05:29 ص]ـ
توجد أماكن كثيرة في الشعر والذي يحددها استقراؤك لشعر ابن دراج، ويمكنك النظر إلى المكان من خلال علاقته بالإنسان فتسميه المكان الشخصي، مثل المنزل، البيت، الحارة، الحي، الغرفة، المدينة، مكة، الرياض، سرقسطة وغيرها.
ومكان آخر يمكن أن يسمى بالمكان الطبيعي كالأنهار والجبال والأودية والسهول.
وقد يأخذ المكان أبعادا أخرى حسب استقرائك وفهمك لتعريف المكان فلربما استخدم بعض الشعراء ألفاظا تنتمي إلى عالم المعنى واخترع منها مكانا يقيل فيه.
وراجع الدراسات التر نظرت للمكان في الرواية ففيها خير - بإذن الله-(/)
نقد (أرجو المساعدة)
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلفنا الدكتور بعمل بحث وهو
أن نأتي بشيء قديم (قد نسيه الناس) يفضل ذلك من شعر أو قصة غير منشور أو منسي ومن ثم نقده؟؟؟؟؟
وان لم يكن شيء قديم فحديث ولكن الأفضلية للقديم الغير منشور
وشكراااا
ارجو المساعدة للضرو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ررة
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 08:34 م]ـ
أنظري في أخطاء الشعراء الجاهليين ثم نقده .... عسر لكن فيه فائدة ...(/)
حول ابن المعتزالشاعر الناقد ..
ـ[أبوجود]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:04 م]ـ
يعد الشاعر الناقد أبو العباس عبدالله ابن المعتز (ت:296) أحد شعراء الصنعة ...
فكيف يرد على أصحاب الصنعة في أنهم لم يبتكروا البديع وأن هذا الفن موجود عند العرب وفي القرآن والحديث كما في كتابه (البديع) .. فبدلا من إنصاف أصحاب - توجهه - الصنعة نراه ينصف القديم وينتصر له ..
فما الذي دفع ابن المعتز إلى هذا؟(/)
لي سؤال مهم
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 06:49 ص]ـ
أخوتي الأعزاء في الفصيح لي سؤال أرجو منكم التكرم بالإجابة عليه .......
مالفروق الرئيسية بين مدرستي النقد الجديد والمدرسة الشكلية؟؟؟؟؟
ـ[سراب]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 03:40 م]ـ
النقد الشكلي هو من المناهج التي تعبر أساس النقد الحديث
أي ان المدرسة الشكلية متفرعة من النقد الحديث
تقبل تحيتي وتقديري اخي الكريم
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 09:01 ص]ـ
أشكرك كثيرا أخي سراب على المساعدة فغيرك حتى لم يحاول ........
لكن عزيزي المدرسة الشكلية هي مدرسة قائمة بذاتها وتطورت في الشرق (روسيا) ومدرسة النقد الجديد مدرسة قائمة بذاتها وتطورت في الغرب , وبين المدرستين تشابه كبير جدا جدا , لذا سألنا الدكتور عن الفروق الأساسية بينهما متحديا الجميع ولي أبحث أكثر من أسبوع ولم أجد إجابة شافية ................
ليت البقية تحاول مساعدتي .....
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 08:57 ص]ـ
شكر الله الجميع وقد توصلت الى بعض الإجابة في كتاب النظرية الأدبية المعاصرة لرامان سلدمان مبحث الشكلية ..........(/)
ممكن مساعدة’’
ـ[روح الأنوثه .. ]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته’’
أبي منكم مساعده بعد اذنكم’’
أريد نقد وفق معاييرالنقد الحديث, لهذه الأبيات
ماذا أقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لاماء ولاشجر
أسكنت كاسيها في قعر مظلمة فأرحم عليك سلام الله ياعمر
اشكركم جميييعاً’’
ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 05:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وربكاته
الأخت الكريمة: مرحبًا بكِ في الفصيح
ليتكِ تضعين محاولتكِ هنا, ولن تُحرمي التوجيه
ـ[سراب]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 03:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
اهلاً وسهلاً بك اختي الكريمة
رأيي من رأي أبو طارق فلو تتكرمين بوضع محاولتك فستستفيدين من ذلك أكثر
ونحن بدورنا سنساعدك بما يقدّرنا عليه الله تعالى
واهلاً بك
ـ[روح الأنوثه .. ]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 03:15 م]ـ
ماذا أقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لاماء ولاشجر
أسكنت كاسيها في قعر مظلمة فأرحم عليك سلام الله ياعمر
أراد ان يقول,,
ماذا افعل او اعمل واقول لأطفال صغار بنيتهم ضعيفه
كأنهم فراخ لم تنمو اجنحتهم وحواصلهم صغيره
وليس لديهم لاماء ولاشجر يأكلون منه
ويسكنوا في مكان مظلم مخيف صغير’’
أتمنى أن أرى إبداعكم لأني مبتدئه,,(/)
أريد بحثا وفقكم الله
ـ[الجنيبي]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 01:39 ص]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أريد بحثا عن النقد عند ابن سلام الجمحي(/)
أرجو الرد (من تأثر بالآخر)
ـ[ذات الوشاح]ــــــــ[04 - 04 - 2009, 05:00 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أريد أن أعرف من تأثر بالآخر المعري أم دانتي ارجو الرد بسرعة.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 12:56 ص]ـ
دانتي هو من تأثر بأبي العلاء ...
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 02:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بحكم التأخر الزمني، فدانتي بعد المعري:
المعري توفي سنة 449 هـ، وهي تكافيء: 1057 م.
بينما توفي دانتي سنة: 1321 م.
والله أعلى وأعلم.
ـ[فهد أبو درّة]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 04:27 ص]ـ
دانتي تأثر بأبي العلاء المعري دانتي كتب الكوميديا االإلهيّة و ذكر فيها أشياء كانت موجودة في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
هناك دراسات أثبتت التأثر بينهما
و هناك دراسات نفت أي التقاء بينهما
فمسألة الثأثر بينهما غير متّفق عليها بين النقاد العالميين و هي من أكثر النصوص التي شغلت اهتمام النقاد العالميين
و الله أعلم
ـ[زينب هداية]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 09:17 ص]ـ
من العجيب أنّ الغربيّين حين يأخذون من تراثنا لا ينسبون ما أخذوه لأصحابه.(/)
طالبة تخرج وتريد المساعدة
ـ[ريماح]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 01:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا انا طالبه خريجه هذا الفصل ومشروع التخرج هو بعنوان
حرب غزه في عيون الشعراء دراسه فنيه
اريد منكم جزاكم الله كل خير تحليل لنصين شعريين كتبا في الحرب الاخيره على غزه وارجو الا تنسوني وتساعدوني واكون شاكره لكم كثيرا
ابنه فلسطين العظيمه
ـ[ريماح]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 02:04 م]ـ
غزة رمز العزه (شعر اطفال)
غزة, غزة يا اطفال
فيها اطفال ابطال
اطفال تهوى الحرية
وتنادي في غضب
تصرخ
نهوى امتنا العربية
* * *
غزة, غزة يا اطفال
تبقى دوما رمز العزة
تعطي دوما لعروبتنا
وغدا يشرق للاجيال
* * *
غزة يا وطن الاحرار
غزة يا رمز الثوار
غزة اعصار الاعصار
دوما يقتلع الاشرار
* * *
يا غزتنا, يا عزتنا
ظلي, ظلي كالازهار
ظلي رمزا للاحرار
ظلي قمرا للاطيار
يشرق فينا ليل نهار
* * *
غزة, غزة يا وحدتنا
دمك النازف قد وحدنا
قد وحدنا لامانينا
كي يرجع اقصانا فينا
* * *
غزة, يا دمنا المسفوح
عطرا, فوق ثراك يفوح
يعبق بدماء الشهداء
يبقى فخرا للاحياء
* * *
هيا غنوا يا اطفال
هيا يا رمز الاجيال
قولوا معنا, غنوا معنا
تحيا غزة, رمز العزة
تحيا غزة, رمز العزة
ـ[ريماح]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 02:06 م]ـ
وساضع لكم لاحقا القصيدة الثانيه الرجاء كل الرجاء تحليلها ومساعدتي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 02:08 م]ـ
اعرضي تحليلك هنا، وسنساعدك في تقويمه.
موفقة(/)
ولكم في القصاص حياة .. أرجو المساعدة
ـ[القبندي]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 01:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال للأخوة الافاضل الذين لديهم علم بالبلاغة:
لو اردنا أن نثبت بأن قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) ... هو أبلغ وافصح من عبارة: (اقتصوا تحيوا).
فماذا نقول؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 06:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سأحاول أن أجيبك بما أدركه ولك في التوسع بعد ذلك ....
في الآية القرآنية الاخبار عام وشامل ولايتقصر على أصحاب الشأن من قاص ومقصوص وإنما يشمل كل من مر وحضر
أما في العبارة اقتصوا تحيوا فالحديث مخصوص بأصحاب الشأن من قاص ومقصوص
في الآية الكريمة لايوجد دعاء للبشر للقصاص لأن الدين دين رحمة فمن عفا واصلح فأجره على الله واقتصر المعنى على ذكر العبرة من القصاص وذلك من لطافة الدين وبعده عن الدموية
أما في العبارة فالمسألة فيها دعوة للقصاص وكأن العبرة منه لاتكون إلا بالتنفيذ وكأن العفو هنا مكروه فتأمل
وهناك الكثير الكثير ولكن لايسعني ذكر الجميع لضيق الوقت
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 08:32 م]ـ
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(البقرة 179)
عبارة (اقتصوا تحيوا) عبارة قاسية جامدة جافة فيها طلب واشتراط، بينما الآية الكريمة فيها حث وترغيب وخطاب بلطف لا يضاهيه لطف، مع الإشارة إلى وجود حياة مخصصة للمخاطب وعائدة إليه بقوله تعالى (ولكم).
فضلا عن أن الآية سهلة اللفظ، جميلة المعنى، صافية التركيب، رقيقة الدلالة، كما أن تعريف القصاص وتنكير الحياة فيها يدل على أن الحياة أوسع من القصاص وأعظم وأهم.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 03:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم (اقتصوا تحيوا) حصرت الحياة بالقصاص وهذا خطأ .. إذ الحياة لا تنحصر بالقصاص وإن كان ثقيلا في ميزان البشرية , فقد يكون قصاص ولا إيمان .. فلا حياة إذن , وقد يكون قصاص ولا علم .. فلا حياة إذن , وقد يكون قصاص ولا خصائص إنسانية .. فلا حياة إذن؛ لأن الإنسان يفقد إنسانيته إن تجرد من خصائصه الإنسانية حتى وإن قنن لنفسه قوانين ونظم محكمة كما هو الحال في الغرب , ولذلك جاءت الكلمة القرآنية نكرة (حياة) ليقول لنا أن -في- القصاص حياة وليس القصاص حياة , وقد قال تعالى استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..
هذه خاطرة انقدحت في الفكر عفو الساعة .. وإن فتح الله علي خدمتك ..
تحياتي الطيبة ..
أخوكم علي(/)
من يعرف الكامل في الأدب؟
ـ[البحر الوسيع]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 04:24 م]ـ
السلام عليكم
اخواني الكرام ....
اذا أحد يعرف عن تعليقات المبرد النقدية في الكتاب يدلني عليها و ماذا استطيع ان أعلق عليها انا و جزاكم الله خيرا ...(/)
النقد العربي القديم؟؟
ـ[الرئم]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 12:20 ص]ـ
:::
أصبحتم // أمسيتم بخير ..
_ أتمنى أن أجد حاجتي ومبتغاي لديكم؛ لدي مادة صعبة
قليلاً بما إنها لا تحتوي على كتاب محدد من قبل الدكتور؛
وهي مادة النقد العربي القديم؛ والإمتحان سيكون في يوم الأحد
القادم ..
في هذه المواضيع التالية:_
((النقد في العصر الجاهلي))
((النقد في العصر الإسلامي الأموي))
((النقد لدى ابن سلام))
((النقد لدى ابن المعتز))
ولـ ثقتي العمياء بكم وبموقع الفصيح لجأت لكم لمساعدتي
في هذه المواضيع؛ إن كانت بذكركم لـ كتب يمكنها مساعدتي
وأجدها هنا بالإنترنت ..
أو أبحاث قد كتبها أحد العمالقة هنا وتكون مختصرة ووافية ..
وجزاكم الله خيرا ً ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 02:05 م]ـ
ابحثي عن كتاب: تاريخ النقد الأدبي عند العرب (من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع الهجري) لمؤلفه: د. طه أحمد إبراهيم.
صفحة الكتاب ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb78108-38579&search=books)
ـ[فهد أبو درّة]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 11:57 م]ـ
أنصحك بكتب قيمة تجدين فيها مادة غنية عما سألت عنه و هي تاريخ النقد الأدبي من القرن الثاني حتى القرن الثامن لإحسان عباس و تاريخ النقد الأدبي القديم لبدوي طبانة و تاريخ النقد الأدبي القديم لعبد الفتاح عثمان والنقد الأدبي الحديث لمحمد غنيمي هلال و هذه الكتب مدرسية و منهجية تتناسب مع حاجات الطالب الجامعي فهي تتميز بدقة التصنيف و الإحاطة و النظرات الجديدة و محاولة الفهم العميق للقضايا النقدية
أما كتاب تاريخ النقد عند العرب لطه أحمد إبراهيم فإنه رغم جودته و فائدته الكبيرة إلا أنه توفي رحمه الله قبل أن يتمه فأخرجه أحمد الشايب دونما توثيق لمصادره و دونما إتمام لمادة الكتاب و مع ذلك يعد من أهم مصادر النقد الأدبي القديم عند العرب.
و الله أعلم.
ـ[ضرار عمر]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 09:02 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ليست العبرة في أن نقرأ الكتب القديمة وإنما العبرةأن أستفيد بالمحتوى،
وخير كتاب في النقد القديم هو كتاب:النقد القديم عند العرب لمؤلفه الدكتور:مصطفى عبد الرحمن وهو حقيقة تحفة النقد العربي القديم لأنه جمع فيه معظم آراء النقاد المعروفين قبله والذين عاصروه،تجدين الكتاب في شبكات الكتب المصورة.
وتقبلي فائق الاحترام.
ـ[عصام محمود]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 09:23 م]ـ
معذرة أخوتي الكراتم فيما ذكرتموه من كتب ومراجع لا اجد فيها مفيدا في مرحلة الدراسة الجامعية اكثر من كتاب طه إبراهيم على ما فيه من ملاحظات لأن كتاب تعليمي مبدئي أما باقي الكتب فهي أعلى من مستةوى الطالب وكتاب الدكتور إحسان عباس يبدأ من القرن الثاني الهجري ليس فيه العصر الجاهلي وأثر الإسلام في الشعر والنقد في عصر الخلفاء الراشدين او النقد في عصر بين أمية وبخاصة السيدة سكينة وعبد الملك بن مروان(/)
أرجو المساعدة للضرورة
ـ[أم شهودة]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بحث حول بعض المصطلحات من معجم النقد لاحمد مطلوب
ومن بنود البحث
المعنى اللغوي
والمعنى الاصطلاحي والتطور الدلالي
اين ممكن ان اجد ما يتعلق بهذه الامور
اي ما هي المراجع التي يمكنني اللجوء اليها
جزاكم الله خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 07:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزاك الله خيرا.
من أمثلة التطور الدلالي للألفاظ:
في علوم القرآن:
يمكن تتبع تطور مصطلح النسخ الذي كان يعني عند المتقدمين أي تغيير في الحكم بتخصيص أو تقييد أو زيادة .......... إلخ إلى النسخ المعهود عند الأصوليين، وقبل كل ذلك يمكن تتبع مفهوم النسخ في القرآن فهو يأتي بمعنى الإزالة كما في قوله تعالى: (فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ)، والنقل كما في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، والنسخ المعروف كما في قوله تعالى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا .......... ) الآية.
فتطور المصطلح من المعنى القرآني وهو أوسعها إلى المعنى الاصطلاحي عند المتقدمين وهو أضيق إلى المعنى الاصطلاحي عند المتأخرين وهو أضيقها، وعادة ما يكون المعنى الاصطلاحي الحادث أضيق دلالة مما تقدمه.
ويمكن الرجوع في ذلك إلى كتاب من كتب علوم القرآن أو الأصول التي تناولت مبحث النسخ.
وكذلك تطور معنى التأويل من: مجرد تفسير اللفظ، كما هو اصطلاح المتقدمين من المفسرين كابن جرير الطبري، رحمه الله، إلى التأويل عند المتأخرين الذي يعني صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى معنى مرجوح لقرينة صارفة، وقبل كل ذلك تتبع معاني التأويل في الكتاب العزيز فهو يأتي بمعنى العاقبة، كما في قوله تعالى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، وحقيقة الشيء، كما في قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ....... ) الآية، والتفسير كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ .......... )، وامتثال الأمر كما في حديث عائشة رضي الله عنها: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ)، فيبحث المصطلح أيضا في لغة التنزيل ثم في لغة المتقدمين ثم في لغة المتأخرين الذي اصطلحوا على قصره على معنى بعينه دون بقية المعاني، ويمكن الرجوع في ذلك إلى كتب علوم القرآن، أيضا، وكتب العقائد التي تناولت معنى التأويل عند المتأخرين من المتكلمين في الإلهيات كالحموية لابن تيمية، رحمه الله، وهو كلف بتقرير ذلك في كثير من كتبه وكذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله.
وفي العقائد:
يمكن التمثيل بمصطلحات كـ:
الكسب: فهو في القرآن يأتي مرادفا للعمل، ولكن المتأخرين من المتكلمين اصطلحوا على ما عرف بنظرية الكسب، فقصروا المعنى اللغوي العام على معنى اصطلاحي خاص بهم، وهذا محله كتب العقائد التي تناولت نقد هذه النظرية.
والتوسل: فله معان في القرآن من قبيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فالوسيلة هي ما يتقرب به من العمل إلى الله، عز وجل، ثم تطور مدلول هذا اللفظ في كلام المتأخرين ممن تكلموا في مسائل التوسل، إذ وقع التوسع فيه فلم يعد بدعاء المتوسل به، وإنما فهمه المتأخرون على أنه توسل بذاته فوقع من ذلك من المفاسد ما هو مشاهد اليوم إذ وصل الأمر إلى طلب الدعاء من الأموات بزعم التوسل بهم ومن ثم دعائهم مباشرة من دون الله، وقد اهتم المحققون كابن تيمية، رحمه الله، ببيان معنى التوسل في كلام المتقدمين كقول عمر رضي الله عنه: (اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ فَيُسْقَوْنَ)، ثم بيان ما طرأ عليه من
(يُتْبَعُ)
(/)
تغيير في كلام المتأخرين، وله كلام في ذلك في رسالة التوسل.
وكذلك ألفاظ كـ: "القديم":
فهو في الاصطلاح اللغوي الأول الذي نزل به الوحي يطلق على المتقدم وإن لم يكن أزليا، كما في قوله تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)، وفي اصطلاح المتكلمين الحادث صار يطلق على الأزلي الأول الذي لم يسبق بشيء، ومن هنا جاز الإخبار عن الله، عز وجل، بوصف القدم، دون أن يشتق له منه اسم أو يوصف به.
وحتى ألقاب الفرق الإسلامية مما يصطلح للتمثيل، فوصف الشيعة في القرآن يطلق على جماعة الرجل التي تنصره وتسير على طريقته كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ)، ثم حدث له تطور دلالي فصار علما على فرقة بعينها من فرق القبلة، فلا يمكن حمل المعاني اللغوية الأولى قبل ظهور هذه الفرقة على المعنى الاصطلاحي الحادث المذكور في كتب الفرق والمقالات الإسلامية، وهذا، أيضا، نوع تطور في الدلالة المعنوية للفظ.
وفي أصول الفقه:
يمكن التمثيل بالقضاء فهو في لغة التنزيل يطلق على أداء العبادة، كما في قوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ثم حدث التطور الدلالي له في كلام الأصوليين فصار يطلق على قضاء العبادة بعد خروج وقتها، وهذا مبحث متداول في أي كتاب من كتب الأصول.
وقد عنيت كتب الأصول في مبحث الحقائق اللغوية والعرفية والشرعية ببيان ذلك بيانا وافيا، فالحقيقة اللغوية أعمها، والحقيقة العرفية ترد على المعنى العام فتقيده تبعا لأعراف المتكلمين سواء أكانت عامة، أم خاصة كأعراف أصحاب الفنون بل والحرف فلكل فن أو حرفة مصطلحاتها مع أن اللفظ المستعمل واحد ولكن معناه يختلف من عصر إلى عصر، ومن مصر إلى مصر، ومن فن إلى فن.
وكذلك الحقيقة الشرعية ترد على المعنى العام فتقيده تبعا لمراد الشارع عز وجل.
فالصلاة على سبيل المثال في حقيقتها اللغوية: مطلق الدعاء ثم ورد عليها الاصطلاح الشرعي فصارت دعاء مخصوصا هو الصلاة المعهودة، والزكاة هي الطهر والنماء ثم وردت عليها الحقيقة الشرعية المعهودة وهي تطهير خاص للمال بإخراج جزء منه في مصارف حددها الشارع، عز وجل، والصيام: الإمساك ثم صار إمساكا معهودا، والحج: القصد ثم صار قصدا في زمان مخصوص بهيئة وكيفية مخصوصة، والعمرة: الزيارة ثم صارت زيارة مخصوصة إلى البيت الحرام ............. إلخ فتطور المصطلح تبعا لمراد الشارع، عز وجل، ولذلك اصطلح أهل العلم على القول بأن الحقيقة الشرعية: حقيقة لغوية مقيدة بالقيد الشرعي الذي قصرها على معان بعينها، ومثل ذلك في الحقيقة العرفية فهي حقيقة لغوية مقيدة ولكن بقيد العرف الدارج الذي يقع فيه التفاوت تبعا للتطور الدلالي للألفاظ كما تقدم. ولذلك أثر عن أمثال أبي عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله، قوله بأن الفقهاء أعلم بتأويل الألفاظ، أو كلمة نحوها، لأنهم أعلم بالأحكام الشرعية التي تدل عليها تلك الألفاظ.
وفي الفقه:
يمكن تتبع حكم الكراهة على سبيل المثال في كلام المتقدمين، قبل أن يطرأ عليه المعنى الاصطلاحي المعروف: ما يثاب تاركه وما لا يعاقب فاعله، بخلاف الكراهة في لغة التنزيل فقد ورد استعمالها في وصف المحرمات، كما في قوله تعالى: (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا)، فاسم الإشارة راجع على محرمات بل كبائر تقدم ذكرها في الآيات السابقة، وكذلك الحال في كلام بعض الأئمة، لا سيما الشافعي، رحمه الله، إذ كثيرا ما يقع في كلامه لفظ الكراهة وهو يعني به التحريم، ولذلك أخطأ عليه من أخطأ في مسائل حمل فيها ألفاظه على الألفاظ الاصطلاحية المتأخرة، فصار الإمام يريد بكلامه التحريم والمتأخرون يحملون ألفاظه على المكروه الاصطلاحي، وكذلك كان أحمد، رحمه الله، وقد حمل ذلك على تورعه في إطلاق التحريم، مع أن الأمر محرم عنده.
ولابن القيم بحث قيم في تلك المسألة في: "إعلام الموقعين" عن لفظ: "الكراهة" تحديدا عند الشافعي رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك تتفاوت الألفاظ في معانيها الدلالية في كلام أصحاب المذاهب، فالسنة عند المالكية، رحمهم الله، يأثم تاركها، وهذا اصطلاح خاص بهم، والكراهة عند الأحناف تنزيهية وتحريمية وهذا اصطلاح خاص بهم ......... إلخ.
وفي البلاغة:
تطور مصطلح المجاز على سبيل المثال من: مجرد تجويز المعنى في اللغة، فيجوز إطلاق كذا على كذا إلى المجاز المعروف في علم البلاغة بعلاقاته وقرائنه، والرجوع إلى هذا المبحث في كتب البلاغة يزيد الأمر وضوحا.
وفي النحو:
يطلق الخبر على ما قد علم فهو الجزء المتمم للفائدة، ولو تتبعت المعاني الدلالية للفظ الخبر في بقية الفنون، لوجد الاختلاف بينها، فالخبر عند البلاغيين: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته، والخبر عند علماء الحديث: ما رفع إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على تفصيل في ذلك، والخبر عند المؤرخين: أي خبر ورد عن أي حادثة في معرض تدوينها، فوقع الاختلاف تبعا لمصطلح صاحب الفن.
وكذلك العلة:
ففي النحو توصف بها حروف العلة، وفي الأصول تبحث في باب القياس، فلكل قياس علة جامعة بين الأصل والفرع، وقد تناولها أهل المنطق وقسموها إلى علل صورية وفاعلية وغائية ........... إلخ، والعلة عند علماء الحديث: السبب الخفي القادح في صحة الخبر .......... إلخ فتغير المعنى الدلالي، أيضا، تبعا لتغير مراد المتكلم مع كون اللفظ واحدا.
وما تقدم كلام عام لا يصلح لإنشاء بحث، وإنما غايته أن يستأنس به على سبيل التمثيل، بعد الرجوع إلى كتب كالكتب التي ذكرت في ثنايا هذه المداخلة.
وأهم ما في هذا الموضوع، والله أعلم، بيان الخطأ في فهم كلام المتقدمين أو حتى ألفاظ القرآن الكريم بحمله على المصطلحات الحادثة التي اصطلح أهل الفنون عليها بعد قرون من نزوله، فذلك مظنة الخطأ في فهم مراد المتكلم بتحميل ألفاظه ما لا تحتمل من المعاني، لأن عرف اللغة آنذاك لم تكن فيه تلك المعاني الدلالية الحادثة، وإنما هي أمور مستجدة، فكلام المتكلم يفسر بعرف اللغة في زمانه، والقرآن، كما ذكر المحققون من أهل العلم، يفسر باللغة التي نزل بها أو لغة سابقة، ولذلك ساغ الاستشهاد بالشعر الجاهلي في معرض بيان معاني ألفاظ الكتاب العزيز، ولا يفسر بلغة حادثة كمصطلحات العلوم المختلفة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 09:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الأديبـ
ـ[ملفي الرويس]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 01:42 م]ـ
الأديب
يبحر الأديب في محيط المشاعر والخيال، فينشد الشعر ويمتثل الأمثال، صباحه كد وترقب وليله ترجمة لما مر به في نهاره السعيد أو ... ، الأديب يصور الطبيعة وجمالها، والذاكرة وخيالها، سريع البديهة، مرهف الشعور، نابه الحس، كريم الأخلاق، قد أثرت فيه صناعة الأدب، فركض خلفها ردحا من الزمن يقاسي المحن والإحن، حتى أصبح ذلك الأديب الذي يشار إليه بالبنان.
كانت العرب تولي الأدب جانبا عظيما من التقدير و الاهتمام، فها هم أولاء معلمو الحلقات والعلوم الإسلامية يقال لهم المؤدبون في الأزمنة الأولى، فحينما يبلغ الطفل سن التمييز يدفعه أبوه إلى مؤدب يؤدبه، ووظيفة هذا المؤدب هي تعليم الطفل القرآن وحفظه ثم الحديث ثم أشعار العرب، ألّف عالم النحو الأخفش كتابا أسماه الاختيارين، هذا الكتاب جمع فيه بضعة أشعار من الجاهلية وصدر الإسلام من عيون الشعر العربي بما فيها المعلقات، جمعها لأبناء الخليفة المهدي، وهكذا اعتنى العلماء الأوائل بهذا الفن من فنون المعرفة، إلا أنهم كانوا لا يقدمونه على القرآن أبدا ولا الحديث في الغالب، بل هذان المصدران هما الأصل ثم يأتون بالفرع، ذلك أن العُقد قبل الملح، وأظنها واضحة لمن لدلو العلم متح، ولو شيئا يسيرا، ولكي أوضح أكثر هل تتناول الحلا قبل الدسم؟ لا شك أن الدسم أولا ثم الحلا ثانيا، هنا تكون الوجبة سارت بالاتجاه الصحيح.
عموما لا بأس بالتنقل في ثنايا الكلام، فالحديث ذو شجون، أذكر مرة أني قرأت لأديب من الأدباء بل من كبار الأدبا، وهو عبد الملك الأصمعي أنه جلس في مجلس للرشيد هارون، وكان من ضمن الحضور وزراءه البرامكة
وكان هؤلاء البرامكة ليسوا على ديانة سوية، فكأنهم بدر منهم شيء من الاستخفاف بأهل الحديث أو شيء من هذا القبيل، فارتجز الأصمعي قائلاً: إذا ذكر الشرك في مجلس **** أضاءت له وجوه بني برمك
نروي الحديث عن المصطفى **** ويأتون بالأحاديث عن مزدك
وقبل أن أنسى .... من هو الأديب الذي يستحق هذا اللقب؟؟؟؟؟.
اشتهر عند بعض الناس أن الأديب هو من يجيد سرد الروايات الغرامية، والقصص الخيالية، والمقطوعات الرمزية، وعند آخرين أن الأديب هو الجريء على المسلمات والثوابت في كتاباته الحداثية، أو إنتاجه الفكري، تغير في الطرح، تغير في التفكير، تغير في ألوان النص، ولو كان عريا من النحو ومن مفردات اللغة الأصيلة، والأساليب البلاغية، وأنماط الأدب القديم.
هذا للأسف الأدب عند كثير من هواة الأدب بل وبعض الأدباء أنفسهم، بينما الحقيقة خلاف ذلك، فالأدب الذي اهتم به العلماء واستحبوه، وأثنوا عليه واستطابوه، هو ما سبق أعلاه، وهو ما يسمى بالأدب الإسلامي، هذا هو الأدب الحقيقي، ثراء في المعلومة، ثراء في اللغة، ثراء في الفكر، فيه شحذ للذهن، فيه إقامة للسان، تعين على فهم القرآن، وهذا هو الأساس.(/)
طلب
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 08:26 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم اخواني واخواتي
طلب منا الدكتور بالقيام ببحث متكامل + شرح محاضرة عن
(موت المؤلف)
فأرجوا منكم المساعدة والتعاون للضرورة
اختكم
مشتاقة لله
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 10:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيدتي سأحاول أن أعطي لكي نبذة لأن هذا الموضوع كالحلو التي ظهرت رائحتها من وراء حجاب وطنطن حولها الذباب
(موت المؤلف) أي أن الناقد عليه ألا ينظر للمؤلف ولو بعين الازدراء فلا يهمه إلا النص فقط أولا وأخيرا فليس من مهامه أن يبحث عن حياة المؤلف أو المواقف التي تعرض لها وكانت سببا ودافعا وراء هذا العمل فكل هذا لا يهم الناقد المهم عنده أن يتعامل مع النص فقط دون أي مؤثرات يجنيها من خلال دراسته لحياة المؤلف وبيئته وعصره وهذا منهج حديث يتبعه بعض النقاد.
في النهاية أحب أن أبشر بالفشل لكل من سار على هذا النهج؛ وذلك لعدة أسباب أهمها أننا سنجد في بعض الأعمال الأدبية شفرات تحتاج منا أن ننظر في حياة المؤلف ولو قليلا حتى لا نفسرها تفسيرا عشوائيا
محمد أبو النصر
حفيد العقاد
مصر - القاهرة - المرج
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 10:26 م]ـ
ابحثي في كتب البنيوية وستجدي ما يروي ظمأك بإذن الله.
في النهاية أحب أن أبشر بالفشل لكل من سار على هذا النهج؛ وذلك لعدة أسباب أهمها أننا سنجد في بعض الأعمال الأدبية شفرات تحتاج منا أن ننظر في حياة المؤلف ولو قليلا حتى لا نفسرها تفسيرا عشوائيا
بورك فيكم أستاذ محمد.
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 07:00 م]ـ
شكرا لكم
ولكن أريده بشكل مفصل وأريد أن أضعه في البوربوينت ويجب أن أشرح بالتفصيل للطالبات فأين أجد المعلومات المفصلة بحثت كثيرا في كتب الجامعة عن هذا الموضوع فلم أجد شيئا أرجو الرد للضرورة القصوى
أريد كتبا أو رابطا على الإنترنت.
وشكرا مرة اخرى
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 08:20 م]ـ
كما أريد أمثلة حية استطيع من خلالها ايصال المعلومة للطالبات
اي مثال
ارجو المساعدة
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 09:05 م]ـ
ارجوووووووووو الرد عاجل
ـ[زورق شارد]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 01:11 ص]ـ
كان الله في عونك
لي عودة
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 05:53 م]ـ
انتظ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ك
ارجووو ان تستعجلي
ـ[زورق شارد]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 12:42 ص]ـ
أعتذر لتأخري لظروف حبستني , كنت آمل أن أقف بجانبك وأفيدك لكن ....
لتكن بدايتك بسؤال حول حضور المؤلف في المناهج النقدية القديمة , بالطبع كان حضوره قويا واضحا , فالمنهج التاريخي توقف عند ما يؤثر في الأديب (العصر, الجنس ,البيئة)
والمنهج الإجتماعي كذلك بل أضاف العامل الإقتصادي أيضا , والمنهج النفسي مثّل أكثر مايسمى بـ (سلطة المؤلف)
أما في النقد الحديث فلم يعد يهمهم المؤلف (قائل النص) فتقلص دوره واهتزت مكانته إلى أن تطور الأمر فقتل على أيدي البنيوين والتفكيكيين حيث أعلن رولان بارت موته وشعارهم (أدبية بلا أدب , وشعر بلا شعراء)
إذن .. موت المؤلف يعني عزل النص عن المؤثرات الخارجية. فلايهم أن نعرف شيئا عن قائل النص، سيرتة،حياته، مناسبة النص
"فصاحب النص لم تعد له علاقة بنصه وأن النص صار غريبا عن مؤلفه ملك لقارئه وهذا القارئ قارئ إعتباري قد يكون قارئا واحدا أوعشرات أومئات من القراء وتختلف القراءة من قارئ لاخر في ظروف مختلفة " "د: حلمي القاعود"
وعلى هذا النحو من القراءة كما يقول أحد النقاد" تأويل لاينتهي إلى يقين ولا يصل إلى المعنى القابع في قلب النص " وبهذا ولدت بدعة "لا نهائية القراءات"
وهذا رابط لمقال لعله يثريك
http://www.alukah.net/articles/174/1542.aspx?cid=184
أما بالنسبة للأمثلة فأظنها مهمة لأنها ستكفيك عناء إيصال المعلومة وقديما قرأت عند أحد أقربائي كتابا يلمح إلى هذا النقد ويعرض شيئا من الأمثلة على ذلك لعلي ــ إن وجدته ـــ أوافيك بما فيه.
لكن متى موعد محاضرتك حتى لا أتأخر
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 09:43 م]ـ
جزاك الله الجنة
أفدتني كثيرا لا أعرف كيف أشكرك وانتظر أمثلتك
موعد محاضرتي تقريبا بعد أسبوع او 10 ايام ولكن لاتتاخر فإني محتاجة للأمثلة أشكرك
أتمنى لك التوفيق
ـ[زورق شارد]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 02:14 ص]ـ
أهلا غاليتي،،، رجعت لك بخفي حنين وما كنت أريد
الذي وجدته تحليل وفق المنهج البنيوي لكمال أبوديب لم يشر فيه إلى موت المؤلف إلا أن القارئ يلحظ أن النص ينقطع تماما عن النقد وليس ثمة علا قة بينهما ــ ولعل هذا هو موت المؤلف الذي يقصدون ــ والله أعلم ــ
وياليت أحد من أرباب فصيحنا يوضح لنا أكثر وهل أنا مصيبة فيما قلته،،
وفقك الله لمافيه خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 07:16 ص]ـ
(في حدود علمي المصطلح ورد عند بارت في أواخر السبعينات (نسيت اسم الكتاب) , والتفكيكية ظهرت تقريبا في أواخر الستينات وبارت عاصر البنيوية ومابعدها
أي يبدو أن هذا المصطلح ظهر بعد البنيوية , لا أتذكرأن مر علي المصطلح عند دراستي للبنيوية وإنما مابعد البنيوية , ولكن ثمة إرهاصات لفكرة موت المؤلف , فلو عدنا للنقد الجديد كانت فكرة التعامل مع النص بمعزل عن مؤلفه واردة إن لم تخني الذاكرة وكذلك عند البنيويين كانت أشد وضوحا. أعتقد أنهم مارسوا الفكرة دون تحديدها كمصطلح له أصوله وقواعده , فربما المصطلح ظهر بعد ذلك.
في انتظار الضوء يا أ ساتذة الفصيح من ينيرني؟
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 06:56 م]ـ
جزاااااااااااكم الله خير الجزاااااااااااااااااء
وننتظر المزيد
اختي زورق شارد شكرا شكرا شكرا وفقك الله بذلتي مجهود طيب معي جزاك ربي الجنة
نون النسوة شكرا جزيلا
ننتظر المزيد(/)
قراءة نقدية في ديوان (رحيق المجد)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 08:20 م]ـ
منذ فترة ليست بالقريبة لم أطالع ديوانا يحمل بين دفتيه ألوانا وأغراضا متنوعة من الشعر فكل ما تقع عليه عيني لا أجد فيه غير أحاسيس موحدة.
طالعني صاحبي (عربي صالح) بديوانه الأول الذي ضم فيه ألوانا كثيرة من الأطعمة ذات المذاق المتنوع في طريقة التناول وطريقة الهضم ولي الشرف في أنني أول من يتناول أعمال هذا الشاعر بالنقد إن صح القول في هذا.
للأسف لا أحب الكلام الكثير فمازلت لا أتمتع بالكلام الذي يشح بالنبرة الخطابية فما كان عهدي لشوق أو لحافظ لكنه ظل أسيرا في معبد العقاد.
سأتناول هنا بعضا من قصائد صاحبنا هذا ولن أنسى منهجي الذي لا أعرف غيره من الدروب أن أقول ما له وما عليه كل هذا تحت وطأة من فكري وعلمي وقبلهما ذوق طالب لا يرغب إلا العلم و التعلم.
يقول في قصيدته (ضعيني بين جفنيكِ)
ضَعيني بين جفنيكِ فإني بالهوى ثملُ
وأخشى لو تباعدنا يضيع العمر و الأملُ
يهيم بوَجْدكُم صبٌ بكم -والله -منشغل
وفي القلب تباريحٌ من الأشواق يشتعل
ويقول:
فقدت الأهل و الأحبابَ ضميني إلى صدركْ
مللت الشهد و الأصحاب روديني إلى ثغركْ
سئمت مليكتي دنياي مقفرةٌ بلا نهركْ
وبستاني يضيع الآن مُلهمتي بلا زهركْ
متى تأتين يا بُشرى أذوب لظىً بلا بشركْ
الكلام مازال رضيعا لا يقوى على الفطام وقراءتنا النقدية مازالت حية ترزق بالإلهام ففتش وددق ولا تنخدع بالكلام وتذوق وفسر بإحكام.
بعد قليل سأطرح قصائد أخرى وسأعرض بعدها ملامحا من حياة الشاعر التي ستساعدنا كثيرا في معرفة بعض الرموز في شعره.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 09:43 م]ـ
نكمل الحديث بمختارات من بعض القصائد
يقول صاحبنا في قصيدة بعنوان (إشراقة نَسْمَة)
ألقاكِ فجرا عاطرا أم نورا أهواكِ في زمني الجديبِ زهورا
أحييتِ فيّ طفولةً عصفت بها ريحُ الزمان فهدني تكسيرا
ورمى كياني بالحراب وضمني بمصائب كبرى وكنت صغيرا
يا أيها الفجر الذي نَسَماتُهُ تَهبُ الحياة نضارة وعبيرا
من عينك الوسْنَى تقاطر كالندى نَغمٌ لمروة شاقيني مسرورا
ويقول:
وأتى الربيع إليك في خجل من وَجْنتيك فأُلْهِمَ التعبيرا
وإذا حَبوتِ فإن قلبي خافق بهوى يبارك خطوك الميسورا
من نور وجهك طفلتي أبصرت دربي في الحياة بكم فعشت بصيرا
الحب أنت فصوله وكتابه سطّرت فيك دفاترا وسطورا
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[07 - 10 - 2009, 10:47 م]ـ
تمنيت كثيرا أن يُطالع صديقي هذه المقالات وهذه الدراسة القصيرة التي باتت في مكتبي لا تعرف طريقها رغبة في الزمن ولكن آن لي أن أنشر قصيدة أخيرة لصديقي الراحل
(عربي صالح) الذي رحل عن عالمنا يوم الثلاثاء الموافق 4/ 8/2009 وبعد انهيار المشاعر واسترداد العقل مرة أخرى سنحت لي الفرصة بعرض هذه الدراسة متسلسلة في مقالات ستنشر إن شاء الله بإحدى الجرائد الأسبوعية في مصر وأنا الآن أضع بين قراء الفصيح هذه القصيدة التي شكلت عالم صاحبنا الشعري والدنيوي فهى فحياته كما قال:
طريد الدار
طريد الدار لا وطن فقيد الأهل لا سكن
يُحرقني الأسى دوما وتنكأ جرحى المحن
فلا دار ستؤيني و لاخل فيؤتمن
ولا ابتي سيحميني إذا ما عضني الزمن
و لا أم سترعاني إذا ما جاءني الشجن
و لا خال يُداويني إذا ما هدني الحزن
فأشرب غصتي وحدي ويهجر مقلتي الوسن
كؤؤس اللهو بالمال وشعري ماله ثمن
سأصبر إن قسا دهري وأبقى إن مضى الزمن
أغني للهوى عمري أحب غنائي الفنن
ستلجأ لي أغانيكم إذا ما ضمها وهن
لتشرب كأس أشعاري فشعري للهوى بدن
سأصبو للعلا فردا وأقوى إن دجت محن
فلا ضعف كما السفـ ن بالامواج يمتحن
دع الأحزان يا عمري فشعرك في الهوى سكن
أيا عمري أيا شعري لأنت الرائع الشدن
رحم الله صاحبي وأسكنه فسيح جناته
** ستقوم نقابة العلميين بتنظيم ندوة عن صاحبنا وسأقوم فيها بطرح بعضالأفكار النقدية لديوانه رحيق المجد وسأفيض في الحديث عن علاقتنا بالدراسات العليا بإذن الله والدعوة مفتوحة للجميع(/)
ملامح من صورة المرأة في أدب نجيب محفوظ
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 11:03 م]ـ
عند قراءتي لأدب نجيب محفوظ وتطلعي لبعض الدراسات النقدية التي كتبت في الإنتاج الأدبي له، وجدت أنه هناك بعض القضايا التي أثيرت حول أعماله الروائية، والصاق بعض الاتهامات له، وإدعاء البعض بأن لنجيب محفوظ إطار محدد في الكتابة لا يستطيع الخروج عليه، فمثلا يراه البعض بأنه لم يصور الحياة المصرية كاملة فكانت حدوده الحارة المصرية القديمة، وخلا إنتاجه من لمسة الريف أو مسحة من صعيد مصر كذلك أيضا رواياته بها نزعة دينية، وهى التي كادت أن تفقد صاحبها أعز ما يملك وهى النفس ويتهمه البعض بأنه أسير للمدرسة الواقعية وللفكر الفلسفي.
أما بخصوص قضية المرأة وصورتها عند نجيب محفوظ فإنني وجدت كثيرا من النقاد يتفقون على أن نجيب محفوظ جعل المرأة إما في صورة البغاء أو الخائنة أو الجاهلة المستسلمة للحياة لاشخصية لها وأشاروا بهذا إلى أنه في رواياته لم ينصف المرأة ولم يعطيها حقها فهل حقا ما زعموه من اتهامات تخص صورة المرأة عنده؟ أم أنهم جنوا عليه وظلموه؟.
وأنا في هذا البحث قد رسمت مع نفسي الزاوية التي من خلالها أستطيع تناول أعمال نجيب محفوظ وهى صورة المرأة عنده فمن الصعب أن أقوم بدراسة الإنتاج الروائي كله وذلك لغزارته فنحن نعرف أن نجيب محفوظ استمر أكثر من خمسين عاما ينتج لنا أعمالا روائية ولهذا ستكون وقفتي مع عملين من أعماله العمل الأول
(اللص و الكلاب) 1961 و العمل الثاني (ميرامار) 1967وستكون قراءتي النقدية لهما مما تفيض به قريحتي والتي تبنى على النقد الانطباعي أولا.
(2)
النموذج الأول رواية (اللص و الكلاب)
استطاع نجيب محفوظ في رواية اللص و الكلاب أن يصور لنا المرأة من خلال شخصيتين النموذج الأول (نبوية) المرأة الخائنة لزوجها (سعيد مهران)، وهذه الشخصية لم تظهر لنا في هذا العمل بشكل ظاهري إلا في مشهد أو مشهدين فقط، ولكنها ظلت أمامنا عن طريق منطقة اللاوعي لدى البطل سعيد مهران الذي طالما يتذكر خيانة زوجته مع صديقه و صبيه (عليش سدره).
فنجيب محفوظ نجح في توظيف تكنيك (الفلاش باك) أو تيار الوعي، ليتحدث فيه عن الخديعة والخيانة التي، وقع فيها واستحضر شخصية نبوية دون ظهورها بشكل ظاهري، فهى مازالت في الظل، وعن تكنيك الفلاش باك وخاصة في توظيفه في هذه الرواية تعتبر الدكتورة فوزية العشماوي أن نجيب محفوظ هو أول من نقل هذا التكنيك الفني من الروائيين الفرنسين إلى الرواية العربية:
"هذاالتكنيك الروائي الجديد لم يبتدعه نجيب محفوظ ولكنه كان سائدا في الأدب الفرنسي حيث أطلق عليه تعبير الرواية الجديدة وتألق فيه روائيون فرنسيون كبار أمثال روب جرييه وميشيل بوتور ولكن نجيب محفوظ هو أول من نقل هذا التكنيك الروائي الجديد إلى الرواية العربية ابتداء من اللص والكلاب " (1)
وعن طريق المنولوج الداخلي وتذكره للماضي بما في ذلك شهوة الانتقام من الذين خدعوه وخانوه واتصاله بالأحداث الخارجية، يظهر لنا النموذج الثاني (نور) تلك المرأة البغية التي تبيع جسدها كل لحظة مقابل المال لا رغبة منها في الشهوة لكنها مضطرة لذلك لتعيش فإنها إمرأة ملوثة الجسد لكنها فاضلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - المرأة في أدب نجيب محفوظ – د/ فوزية العشماوي مكتبة الأسرة 2005 صفحة 52
(3)
جعل الكاتب نور الإنسانه الوحيده في عالم البطل التي تقف بجانبه، وجعلها شعاعا لنور الأمل في حياته؛ ليتفاعل مع المجتمع مرة أخرى، ولكن سعيد مهران مازالت الخيانة أمامه، ومازال الإنتقام يجرى في عروقه.
هكذا فإن نجيب محفوظ بعد الفصل العاشر يحاول أن يفسر لنا سبب نزوح نور إلى القاهرة، وإلقاء الضوء على حياتها الفقيرة المليئة بالمشاكل الاجتماعية من خلال رصد صورة بيئتها، فالمياه الراكدة والهرب .. كل هذا يعطينا مؤشرا لحياة نور أو شلبية قبل نزوحها للعاصمة بحثا عن الرزق و التمتع بحياة كريمة شريفة، لكن ما حدث هو ما كان سائرا في الخمسينيات في القاهرة لفتيات الريف، فتيار البغاء يجرفهن لشاطىء مجهول ويأسرهن في مكان يجعلهن منفصلين فيه عن المجتمع
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأفرطت في الشراب حتى دار رأسها واعترفت له بأن اسمها الحقيقي هو شلبية وقصت عليه نوادر من عهد البلينا، الطفولة و المياه الراكدة والشباب و الهرب ... كان أبي عمدة ... كان خادم العمدة " (1)
إن نور رغم مهنتها فإنها تعيش بعيدة عن الناس، وعن أعينهم تعيش بجوار القبور، لم يزرها أحد من قبل فهى حريصة على عدم ود الناس لها بمنزلها، أو أن يعرف عن سكنها أحد من الناس غير سعيد مهران الذي أحبته، وحاولت ألا تفتقده وتخسره بالرغم من إحساسها بنفوره الدائم منها، ولكنها حاولت أكثر من مرة أن تبعده عن الإنتقام
"البيت الوحيد في الشارع، تحته وكالة خشب، ووراءه القرافة .. لا يعرفني هناك أحد، ولم يزرني فيه أحد، ستكون أول رجل يدخله، وشقتي في أعلى دور " (2)
ونجد أن سعيد مهران لم يتخذ من بيت نور إلا مكانا ليختبىء فيه ويبعد عن أعين البوليس
"أنا هنا في مكان آمن مطمئن لن تمتد إليه أعين البوليس " (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - رواية اللص و الكلاب – نجيب محفوظ / دار القلم 1973 (ص 100)
2 - نفس المصدر (ص 58)
3 - نفس المصدر (ص 116)
(4)
سعيد مهران شك في كل من حوله؛ لأنه أصبح مريضا نفسيا وخاصة في موقفه من النساء بعد خيانة نبوية له مع عليش سدره، لكنه لم يشك لحظة في خيانة نورله، وعلى الرغم من المكافأة المالية التي رصدتها الشرطة فيمن يساعدهم أو يدلهم على مكانه، فإنه كان يعلم مدى حب ووفاء نور له رغم أنها تبيع جسدها وأعز ما تملك للرجال كل لحظة إلا أنها لم تفكر في خيانة سعيد مهران، ولعل هذا الموقف من وجهة نظري أول شيء فعله الكاتب لينصف نور وينصف المرأة ويجعلها هنا صاحبة مبدأ فالوفاء أصبح عملة نادرة
" هل يمكن أن تلعب المكافأة الموعودة بقلب نور؟ حقا تلوث دمه بسوء الظن لآخر قطرة، و الخيانة في عينيه أضحت كرائحة الغبار في اليوم الخماسيني ولكن رغم ذلك كله فنور لن تخونه، ولن تسلمه غلى البوليس طمعا في مكافأة، فقد ضجرت من المعاملات وتقدم العمر وباتت تحن إلى عاطفة إنسانية خالصة " (1)
فعلت نور محاولات كثيرة لتغير ما وصل إليه سعيد مهران من مرض نفسي تجاه الأخرين، والحرص على الإنتقام منهم ففكرة الإنتقام ظلت تراوده طوال الوقت لكنها في النهاية لم تنجح بالرغم من كل ألوان العطف و الحنان و الحب و الأمل صنعت من كل هذا كأسا وأرادت أن تسقيه لسعيد مهران؛ لينزح منه الغل و الإنتقام وتنجيه من مصير الضياع الذي ينتظره، وأكتفى المؤلف نهاية المطاف باختفاء نور دون أي إشارة لسبب الإختفاء أو إعطاء مقدمة للقارىء بهذا الإختفاء
لكنه جعل سعيد مهران يندم على فراقها ويحس بقيمتها ويتمنى لو أنه أفدى حياته لترجع له
" لن يرى نور مرة أخرى، وخنقه اليأس خنقا،ودهمه حزن شديد الضراوة لا لأنه سيفقد عما قرييب مخبأه الأمن ولكن لأنه فقد قلبا وعطفا وأنسا، وتمثلت لعينيه في الظلمة بابتسامتها ودعابتها وتعاستها فانعصر قلبه، ودلت حاله على أنها كانت أشد تغلغلا في نفسه مما تصور، إنها كانت جزءا لا يصح أن يتجزأ من حياته الممزقة المترنحة فوق الهاوية، وأغمض عينيه في الظلام وأعترف اعترافا صامتا بأنه يحبها، وأنه لايتردد في بذل النفس ليستردها سالمة " (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - المصدر السابق (ص 123)
2 - المصدر السابق (ص 126)
(6)
وبإختفاء نور جعلنا الكاتب نتعاطف مع هذه الشخصية التي لم تذق طعم الراحة في حياتها حتى وعندما وجدت سعيد مهران مرة أخرى، وجدته مطرودا من البوليس وهذا هو نجيب محفوظ في نظر الدكتور طه وادي يجعل المرأة البغي مغلفة بإطار إنساني تكسب عطف القارىء يقول:
" هكذا تلقانا صورة (البغي) في روايات نجيب محفوظ دائما مغلفة بإطار إنساني نبيل، ليؤكد أن الظروف الاجتماعية مهما تعقدت، لا تجتث كل ما هو إنسان في الإنسان، وإنه لضرورات العيش الصعبة يأثم الجسد،ولكن تظل الروح محتفظة بجوهرها " (1)
حتى أنني قد وقعت على عبارات وجمل لنجيب محفوظ في مجلة الهلال 1970 قسم فيها المنحرفات وعلل لأسباب انحرافهن في المجتمع بل لمحت في كلامه الدفاع عنهن، وهذا مأخذ على كاتبنا الكبير لأنه ليس له الحق في الحديث عن أعماله طالما أنه قد ترك قلمه وفرغ من كتابة الرواية حتى لا تفقد قيمتها وسط النقاد يقول:
" هناك منحرفات فاضلات ومنحرفات غير فاضلات و الواقع أن كثيرا من المنحرفات في رواياتي، يرجع انحرافهن إلى أسباب اجتماعية، المتهم وراءهن ليس سلوكهن بقدر ما هو المجتمع الذي يعشن فيه، إن الغالبية العظمى منهن يرتكبن الإثم بسبب الفقر .. بسبب المجتمع " (2)
نهاية الكلام أنا أجد أن نجيب محفوظ لم ينصف المرأة كاملا، و لم يظلمها أيضا طوال الأحداث، لكن تجسيدها بهذه الصورة في الرواية مال للظلم أكثر منه للمناصفة؛ وذلك لأن النموذج الأول نبوية كانت خائنة، وجعلها دائما مخفية غير ظاهرة لا نعرف عنها شيئا إلا من خلال منطقة اللاوعي لدى البطل، والنموذج الثاني نور كانت إمرأة مومس ولم تظهر لنا في الرواية إلا في الفصل الخامس وأول ماظهرت كانت لها ضحكة لعلعت وفستان عار ونراها منبوذة من المجتمع لمهنتها القذرة لكن الموقف الوحيد كما ذكرت من قبل الذي قد يجعلنا نتعاطف معها ونظن أن الكاتب لم يظلم المرأة طوال الأحداث هو وفائها للبطل رغم المكافأة المالية التي رصدت لمن يقبض عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - صورة المرأة العربية في الرواية المعاصرة، طه وادي – مركز كتب الشرق الأوسط
(ص 302)
2 - مجلة الهلال 1970، نقل عن كتاب الدكتورة فوزية العشماوي (116)
** سنكمل النموذج الثاني فيما بعد
**جل الاعتماد كان على كتاب الدكتورة / فوزية العشماوي (المرأة في أدب نجيب محفوظ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 01:32 ص]ـ
النموذج الثاني رواية (ميرامار)
" فرأيت أمامي وجها انشرح لمرآه صدري، من النظرة الأولى انشرح له صدري، وجه أسمر لفلاحة مطوقة الرأس و الوجه بطرحة سوداء " (1)
نجيب محفوظ لم يكن مولعا برصد الحياة الريفية كما أشرنا من قبل لكن في هذه الرواية نجده يرسم لنا لأول مرة ملامح الفتاة الريفية من خلال شخصية (زهرة) واستعمل للشخصية اسم يدل على البيئة الريفية ونجح نجيب محفوظ في رسم الشخصية الريفية بكل صفاتها التي تتمتع بها أي إمرأة ريفية حيث القوة الجسدية و الأخلاقية والشجاعة و الجرأة و الاعتداد بالنفس وعلى الرغم من أن البدايات الأولى لزهرة في البنسيون شهدت تغيرا في ملابسها فهى لم تستمر بالجلباب الفضفاض ولكنها بعد أيام غيرت ملابسها وأهتمت بشعرها
" هكذا خطرت زهرة في فستان من الكستور فصل على جسمها الرشيق ليبرز محاسنه، ربما لأول مرة، بعد طول اختفاء تحت الجلباب الفضفاض المسترسل حتى الكعبين، ومشط شعرها جيدا بعد أن غسل بالجاز ثم فرق في وسط الدماغ ليجتمع في ضفيرتين انسابتا في امتلاء وراء الأذنين " (2)
شخصية زهرة رُسمت لنا من خلال عيون الأشخاص الخمسة فكلهم أعجبوا بشخصيتها ولكن باختلاف تفكيرهم وظروف حياتهم فزهرة بشخصيتها استطاعت أن تؤثر في المتواجدين حولها إما بالسلب أو الإيجاب فإذا نظرت مثلا لشخصية (حسني علام) الشاب الأرستقراطي الذي له سجل حافل بالمغامرات النسائية الناجحة و الفاشلة لا يشغل تفكيره غير اصطياد الفتيات و القضاء معهن أحلى الأوقات فعندما رأى زهرة عرف أنها ليست كباقي فتيات المدينة فمازالت في وجهة نظره أرض بكر
" جسدها قوي رشيق مفصل المحاسن، وإن صدق ظني فهى لم تحبل، ولم تجهض بعد " (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - رواية ميرامار – نجيب محفوظ / دار الشروق 2005 (ص 35)
2 - نفس المصدر (ص 41)
2 - نفس المصدر (ص 91)
(8)
نجد أيضا أن نجيب محفوظ من خلال الأحداث يوضح لنا مدى قوة شخصية زهرة وشجاعتها وجرأتها الفائقة التي قد تكون في نظر البعض تصرفات لا تصدر إلا من الشخصيات ذات التفكير الريفي المحدود فنرى مثلا أن زهرة قامت بصفع ثلاثة من الرجال في البنسيون هم (طلبة مرزوق) و (حسني علام) و (سرحان البحيري) وكلهم كانت لزهرة كل الحق في هذا التصرف فطلبة مرزوق عندما أراد أن تدلكه زهرة وهو في الحجرة شبه عار لم تألف زهرة مشهدا كهذا فقامت بصفعه
" أردا أن أدلكه، لم أسمع شيئا عن ذلك من قبل، دخلت حجرته بنية سليمة فرأيته منطرحا على وجهه شبه عار! (1)
فزهرة الفلاحة القوية لم يغلبها أحد مهما كانت منزلته ومهما كانت قوته فهى الفلاحة التي تؤمن بأن الشرف هو العرض و الأرض والحرص عليهما هو الحفاظ على حياة كريمة وسط المجتمع فنى أيضا المؤلف يرصد لنا من خلال الفلاش باك حادثة تؤكد ما يصرعليه طول الرواية بأن زهرة لاتخاف أحدا ولا تخشى أي إنسان يحاول أن يغتصب حقها فتحدث صديقها (عامر وجدي)
" أراد زوج أختي أن يأكلني فزرعت أرضي بنفسي!
- الم يشق عليكي ذلك يا زهرة؟
- كلا، إني قوية بحمد الله، لم يغلبني احد في المعاملة لا في الحقل و لا في السوق " (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - المصدر السابق (ص 47)
2 - المصدر السابق (ص 42)
(9)
وموقف أخر كان أشد وطأة على نفس زهرة عندما هربت من القرية لكي لا تتزوج من الرجل العجوز وعلى الرغم من توسلات أختها وإقناع زوج أختها لها بالرجوع وموقف أهل القرية من هروبها إلا أنها ظلت قوية وشجاعة تقابل هذه المواقف بثقة تامة في النفس وهذا نابع بأن هذا هو حقها في الحياة فلأبد من الدفاع عنه فلا رجوع للقرية مرة أخرى لأنها ترى في القرية رمزا للمهانة و الذل و الفقر و الجهل
" لن أرجع و لو رجع الأموات.
وهم زوج أختها بالكلام ولكنها بادرته: لا شأن لك بي! (1)
بينما رأت في المدينة عكس ذلك تماما على حد قول نجيب محفوظ
"هنا الحب و التعليم والنظافة و الأمل! " (2)
ولابد هنا أن نلاحظ الترتيب فلم يكن عشوائيا لكنه كان مقصودا فهى في سن يبحث عن الحب، فهى هربت من الجواز التقليدي وأيضا رفضت الجواز من بائع الجرائد لهذا السبب بحثا عن الحب الحقيقي وهى طموحة لن تستطيع الوصول لهدفها إلا بالعلم فبالتعليم سيرتقي مستواها الاجتماعي، وهى أيضا تدرك مدى جهل القرية وأول ملمح فيه يندرج تحت النظافة، ثم صنع نسيج من الأمل في الحياه ليكسبها طعم ومذاقا خاصا.
وعلى الرغم من نهاية حبها مع سرحان البحيري وفشلها في إقناعه بأنها أفضل من المدرسة التي خطبها وتزوجها وهذا الفشل كان سببه سرحان البحيري الانتهازي نجد أن المؤلف يصنع لنا خيطا أخر وهو طلب منصور باهي الإذاعي الناجح الزواج منها لكنها تأبى نهاية المطاف وترفض معللة أنها لن تقبل على كرامتها العطف و الإحسان وخاصة في الزواج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - المصدر السابق (ص 68)
1 - المصدر السابق (ص 69)
(10)
" أنت كريم نبيل، وعطفك يدفعك في طريقه بلا تفكير، كلا، لن أقبل ذلك، وأنت لا تعنيه، كلا و لا تعد إلى ذلك ... إني أشكر عطفك وأقدره، ولكني لا أستطيع أن أقبله " (1)
نجيب محفوظ هنا في هذه الرواية كأنه يقول لمن تجنوا عليه كلية بأنه ظلم المرأة كثيرا وكأنه يصالح من لامه لموقفه من المرأة نجده بالفعل يجسد المرأة في شخصية زهرة ولا يعتريني هنا الرمز لزهرة أكانت لمصر أو لشيء أخر المهم هو أنه أظهر المرأة المصرية الفلاحة بشكل أنصفها تماما ولاحظنا هذا من خلال قوتها وشجاعتها وجرأتها المعتادة فتركيزي كان منصبا على هذا في هذه الرواية ولم يكن هذا اعتباطا مني لكنه كان عن قصد لنصل في النهاية إلى إجابة السؤال هل حقا نجيب محفوظ لم ينصف المرأة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[20 - 06 - 2009, 03:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكريم محمد أبو النصر,
هذا الرصد يُذكرني بطريقة الدكتور محمود دياب أستاذ الأدب بكلية التربية جامعة جنوب الوادي، فقد كانت له وقفات تحليلية رائعة لأعمال الروائيين المصريين في العصر الحديث، ولا أخفي سيادتكم سرا أن الدراسة النقدية للروائي محمد عبد الحليم عبد الله قد استهوتني كثيرا ربما لأنه شخصية تسعى نحو إرساء قيم دينية عبر أحداث رواياته وفي لمحات متميزة سواء في بناء الشخصية أو الحدث، حتى أنه لم يظلم المرأة مثلما يرى بعض النقاد مع نجيب محفوظ، وإن كان لي رأي أرجو من سيادتكم قبوله فهو أن نقارن بين روايتين أحدهما لنجيب محفوظ والأخرى لمحمد عبد الحليم لنقف على مزايا كلا منهما رغم تحيزي لمحمد عبد الحليم عبد الله لكني أرجو أن يتم هذا الرجاء كنوع من التكريم لأديب مصري متميز وكنوع آخر من الدراسة النقدية بين روائيين مصريين وإن سمحت لي بجعل عنوان المقارنة هو " التطور الاجتماعي في شخوص الرواية " ولتكن دائرة النقد أكثر تحديدا بجعلها عن الشخصيات النسائية في الروايتين.(/)
قضية اللفظ والمعنى عند بدوي طبانة من يلخصها مشكورا
ـ[محمدين]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 03:28 م]ـ
نعم وله جزيل الشكر وللمعلومية هي في كتابه قضايا النقد الأدبي
ومشكورين مقدما(/)
ما صحة هذه العبارة؟
ـ[ابو القاسم البغدادي 3]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 07:03 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو اجابتي على معرفة صواب العبارة الاتية ومدى انسجام الكلمات فيما بينها وتوضيح العيوب مع مقترح لاعادة صياغة العبارة واكون شاكرا لكم
العبارة هي: (ضمير حي وكثير من الاسئلة والحوار هما العاملين الفعاليين ضد الخطأ).
وجزاكم الله خيراً.
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 09:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزاك خيرا وشكر لك الشكر الجزيل.
ضمير حي وكثير من الأسئلة والحوار هما العاملان الفعالان ضد الخطأ.
هل يمكن أن يقال:
ضمير حي بمراقبة أمر الشرع الحاكم والرضا بالقضاء النافذ، وكثير من الأسئلة والحوار، تبصرا لا تعنتا، هما العاملان الفعالان في رفع الخطأ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[ابو القاسم البغدادي 3]ــــــــ[06 - 05 - 2009, 07:48 ص]ـ
اشكرك اخي مهاجر على المشاركة
ولكن ارجو افادتي بمعلومات اكثر ونقد اختصاص
بارك الله فيك
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 01:23 م]ـ
هل تقصد الخطأ النحوي؟ وإن كان ذلك كذلك فقد أجابك أخونا المهاجر
أما إذا كانت الجملة تحتاج صياغة أسلوبية فالجملة مبتورة وتحتاج إلى كثير من الايضاح
ولك فائق احترامي.
ـ[ابو القاسم البغدادي 3]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 09:33 م]ـ
اشكرك د. نمر على المرور والمشاركة
نعم ان ما اردته هو تقويم العبارة من حيث اعادة صياغة الجملة بالاضافة الى الاخطاء النحوية(/)
نقد ابن الخشاب لمقامات الحريري الأدبية
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" نقد ابن الخشاب لمقامات الحريري الأدبية "
بقلم: الأستاذ الدكتور خالد كبير علال - وفقه الله -
(صححها ونسقها ونقلها لكم / فريد المرادي - كان الله له -)
صنف الأديب أبو محمد القاسم بن علي الحريري البصري (ت 516ه/ 1222م) خمسين مقامة [1]، أولها المقامة الصنعانية، وآخرها البصرة [2]. سار فيها على طريقة منشئ المقامات بديع الزمن الهمذاني (ت 398 ه/ 1007م)، فنالت إعجاب أدباء عصره، وشهدوا لمصنفها بالبراعة الفائقة في الصياغة اللفظية؛ لكن الأديب أبا محمد ابن الخشاب البغدادي الحنبلي (ت 567 ه/ 1171م) كان في مقدمة الناقدين له، وردّ عليه في كتابه: الاعتراض على الحريري، فجاء النحوي عبد الله بن بري المصري (ت 582 ه/1186م)، وانتصر للحريري، من ابن الخشاب، في مصنفه: الانتصار للحريري. فما هي انتقادات ابن الخشاب؟ وما هي ردود ابن بري عليها؟.
أولا: انتقادات ابن الخشاب لمقامات الحريري ورد ابن بري عليها:
انتقد أبو محمد بن الخشاب (ت 567 ه/ 1171م)، أبا محمد بن الحريري في أكثر من تسعة وخمسين موضعا من مقاماته، وعدّ ذلك قليلا مقابل كثرة صوابه، والكامل من عدت سقطاته، والفاضل من أحصيت هفواته [3]. وتعجب من أهل اللغة والأدب في بغداد، من أنهم عندما قرأ عليهم ابن الحريري مقاماته في سنة 504 ه/ 1110 م، لم يبتعلقوا عليه فيها إلا بلفظة واحدة نازعوه فيها، وخرجوا معه على السواء، لأنها وقعت في كتب الأدب على خلاف فيها، هي: ((النهار فرخ الحبارى)) [4] و ((الليل فرخ الكروان)) [5]، وهذا هو المشهور وفي بعض مصنفات اللغة أن الليل هو كذلك: فرخ الحبارى [6]. ثم أشار ابن الخشاب إلى أن الحريري أمضى وقتا طويلا من عمره في اختيار ألفاظه، خطف أكثرها من جوامع يدل وصوله إليها على براعته، لكنه لم يكن مدفوعا عن فطنة ثاقبة، وغريزة في التلفيق مطاوعة مجاوبة، كما أنه أخذ مواضع من غيره واستعان بها، و *أنحى عليها وغصبها [7].
وفي مقامات الحريري مواضع ظاهرة الضعف، انتقدها ابن الخشاب زادت عن ثلاث عشر موضعا [8]، سكت عنها ابن بري ولم يعلق عليها بشيء، وهو المتحمس للرد على ابن الخشاب، والانتصار للحريري. وكان عليه أن يبدي فيها رأيه ولا يسكت عنها، لأنه في صدد الرد عليها، أذكر منها سبعة كأمثلة؛ أولها أن ابن الخشاب أشار إلى أن الحريري قال في مقدمة مقاماته: ((و نعوذ بك من شره اللّسن [9]، وفضول الهذر، كما نعوذ بك من معرة اللّكن وفضوح الحصر [10]))، و هذا الكلام هو ((بعينه في كتاب البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن يحي المعروف بالجاحظ)) [11]. وقد رجعت إلى البيان والتبيين فوجدت المعنى متقاربا، لكنه ليس نقلا حرفيا، يقول فيه الجاحظ (ت250 ه/ 864م): ((ونعوذ بك من السلاطة والهذر، كما نعوذ بك من العي والحصر)) [12].
والثاني هو قول الحريري في المقامة الخامسة: ((قبيل انتيابكم ومصيري إلى بابكم))، يرى فيه ابن الخشاب أنه ((ليس هذا موضع استعمال الانتياب، لأن الانتياب معاودة الشيء مرة بعد مرة، ومنه سميت النحل نوبا، لانتيابها مواضع تعسّلها، وهو مباتها. والانتياب افتعال من النوبة، وهو لم يأتهم في هذا الموضع مرة أخرى، ولا كثر انتيابه، فلا معنى له في استعمال الانتياب، إلا أنه ساقه إلى استعماله السجعة [13]، فلا عذر له في ذلك)) ولا معنى لاستعمال الانتياب، لأنه ظاهر الفساد لمباعدته الصواب [14]. وقول الحريري لا يصح، لأن الانتياب هو القيام بالفعل مرة بعد مرة، وهو قد استخدمه للتعبير عنه مرة واحدة، لذا فإن ابن الخشاب مصيب عندما خطأه في هذه المسألة [15].
(يُتْبَعُ)
(/)
والمثال الثالث من المقامة السادسة، يقول فيها الحريري: ((واستعنت بقاطبة الكتاب، فكل منهم قطب و تاب))، فانتقده ابن الخشاب في استعمال (قاطبة) مضافة إلى ما بعدها وتعريفها به، وإدخال حرف الجر عليها يدل على جهله بعلم النحو، وأنه كان مقصرا جدا، لأن العلماء بالعربية لا يختلفون في أن قاطبة لا تستعمل إلا منصوبة على الحال، غير مقتصر على موضع واحد، كذا نطقت بها العرب ولا تستعملها فاعلة، ولا مفعولة، ولا مجرورة، ولا مضافة، ومعرفة باللام. ومثلها طرا و كافة، فلا يقال: طر القوم، ولا كافة القوم، قال - تعالى -: ((وما أرسلناك إلا كافة للناس)) – سورة سبأ / 28 – وقولهم كافة الناس، كلام مولد ليس بعربي محض، وهو أسهل من استعمال الحريري ((بقاطبة الكتاب))، وطرا وقاطبة لا ينصرفان، وهما في موضع المصدر، ولا يكون معرفة. وأظن أن ابن الحريري قد لحن في استعمال قاطبة وأخواتها، كما استعملها هو. وكان قد حكى مذهب العرب و النحاة في كتابه: درة الغواص في لحن الخواص، إلا أنه ((خالف إلا ما نهى عنه سهوا، أو لأنه عرفه بعد وضعه المقامات على الخطأ)) [16]. و استخدام الحريري لكلمة قاطبة مجرورة و مضافة في نفس الوقت ليس بصحيح، لأن قاطبة لا تأتي إلا حالا، وهي من نوع الحال المؤكدة لصاحبها، فنقول: جاء الناس قاطبة و كافة أو طرا. ولم نجد في كتب النحو واللغة أن كلمة قاطبة تستعمل مضافة أو مجرورة [17].
والمثال الرابع يقول فيه الحريري: ((بمخلبه الأشغى [18]، يغول [19] و نابه)) [20] لكن ابن الخشاب يرى أن ((الشغى لا يكاد يستعمل في المخلب، و الاستعمال الصحيح في الشغى وهو اختلاف النبتة، إنما يكون في الأسنان، و استعماله في منسر العقاب لطول الأعلى على الأسفل فهما مختلفان، إلا أن هذا الاستعمال أسهل من قوله: على النقيصة والشغى. لأنه توهم أن الشغاة زيادة، فاستعمله استعمالها، وللغة أوضاع مخصوصة في الاستعمال، إذا خرجت عنها لم تكن عربية)) [21]. واستخدام الحريري لكلمة الشغي للدلالة على الزيادة في مخلب العقاب لا يصح، لأن لفظة الشغى تطلق على السن الشاغية، وهي الزائدة على الأسنان التي تخالف نبتتها نبتة غيرها من الأسنان، فيقال: رجل أشغى، وامرأة شغواء. وقد أخطأ الحريري في استعماله لهذه الكلمة من وجهين: الأول أراد إثبات صفة إيجابية للعقاب باستخدامه لفظة الأشغى، في حين هي تحمل صفة سلبية. والثاني أنه كان يعتقد أن معنى الزيادة في هذه الكلمة، هو النمو غير أنها في الواقع تدل على مخالفة الأصل [22].
وفي المثال الخامس انتقد ابن الخشاب ما قاله الحريري - في المقامة الثالثة والعشرين -: ((حين يرتوي مني ويلتقح))، لأنه ((لا يستعمل التقح في معنى قبل اللقاح. والمعروف في القحتها، ولقحتها، لقحت، ومنه للاقح، واللواقح. والملتقح غير معروف)) [23]. واستخدام فعل التقح للدلالة على اللقاح غير وارد في كلام العرب، وإنما الوارد هو: ألقح الفحل الناقة، وألقح الريح السحاب، ورياح لواقح، وناقة لاقح، ونوق لواقح ولقّح، ولقت لقاحا، ولقحا، وتلقحت، وألقحها الفحل، ولقحها، ولقوح درور،وهي الحلوب [24].
والمثال السادس انتقده في المقامة السادسة والعشرين عندما قال: ((فتعارفنا حينئذ وحفت بي فرحتان ساعتئذ))، وبين أن السجعتين واحدة لأن ((إذ فيهما كلمة واحدة، فلا فرق بين إضافة الحين والساعة، والليلة واليوم، وغير ذلك مما تجب إضافته من أسماء الأزمنة إليها، فلا معنى يجعلها قرينة إلا على تأويل أنها صارت مع ما قبلها كالفظة الواحدة)) [25]. ومما يشترط في السجع أن تكون الألفاظ المسجوعة مختلفة المعنى، وأما إذا كانت على معنى واحد فهي تكرار لا طائل من ورائه، وقد استعمل الحريري كلمتي: حينئذ، وساعتئذ، على أساس أنهما مختلفتان في المعنى، وإذا ما رجعنا إلى كلام العرب نجد أن اللفظتين تستعملان للدلالة على معنى واحد، ولهما في الإعراب نفس الحكم [26].
(يُتْبَعُ)
(/)
وآخرها يقول فيه الحريري - في المقامة الخامسة و الثلاثين -: ((إذ احتفا بنا ذو طمرين [27]، وقد كاد يناهز العمرين))، فعقب عليه ابن الخشاب بقوله: ((بئس الاستعمال، استعمال كاد مع يناهز، لأن المنهازة معناها المقاربة؛ ناهز فلان الخمسين إذا قاربهما، وكاد معناها المقاربة أيضا، فهما وإن اختلفا في الاستعمال يتفقان في معنى المقاربة، فكأنه إذا حقق معنى قوله آل إلى أن يقدر هذا الكلام [28]، قارب مقاربة العمرين، وهذا لا يخفى اختلاله على المتأمل)) [29]. كما أن إضافة كاد إلى ناهز واستعمالهما مقترنتين ببعضهما، هو حشو، وتكرار لا فائدة منه [30].
وفي مقامات الحريري أكثر من سبعة مواضع، انتقدها ابن الخشاب وبين بعدها عن الصواب، لكن ابن بري - مع اعترافه بها - بررها وجوزها، ووجد لها مخارج وأخذ بها، حتى وإن كانت ضعيفة [31]؛ أذكر من بينها مثالين، الأول أخذ فيه ابن الخشاب على الحريري أنه ذكر في مقاماته - فبل تهذيبها وتنقيحها - النبي - عليه الصلاة و السلام - ثم قال مخاطبا له: ((فقلت وأنت أصدق القائلين (إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين) - سورة التكوير/19 - ، وعندما تبين له - بعدما انتشرت مقاماته - أن الآية وصف لجبريل، لا لمحمد - عليهما السلام - كر على النسخة مغيرا اعتقادا منه أنه أخطأ في الأول، بعدما غربت وشرقت، واشأمّت وعرّقت مقاماته. فكتب في النسخة الثانية: فقلت وأنت أصدق القائلين: (و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [32]- سورة الأنبياء/ 117 - . ويرى ابن الخشاب أن الحريري أخطأ في التصرفين، فهو في الأول قد جهل قول أكثر المفسرين [33] بأن الآية تخص جبريل، لا الرسول- صلى الله عليه و سلم -. وفي الثاني غيّر ما كتبه عندما اطلع على رأي غالب المفسرين، فظن أن الأول خطأ لا يجوز الأخذ به، ولم يعرف أنه و جد من المفسرين من جعل الآية صفة للرسول، كما ذهب إليه أولا. فجهل ما عليه الأكثرون في الأول، ولم يعرف الجواز في الثاني [34].
وأما ابن بري فقد دافع عن الحريري بقوله: ((ليس لراجع عن الوجه الضعيف إلى الوجه القوي بغالط، لأنه غير مقطوع على ابن الحريري لم يمر به جواز الوجه الأول من كتب التفاسير، وإنما تركه لأن أكثر أهل التفسير على خلافه، فعدل إلى ما ليس فيه خلاف عند أحد من الناس، ويقوي ذلك أنه إذا أنكر عليه الوجه الأول، فلا بد له أن ينظر في كتب التفاسير، هل الأمر على ما ذكروا أو على خلافه؟، ولما وقف عليه رأى الأكثر على خلاف ما ذهب إليه، فعدل عنه إلى ما خلاف فيه)) [35]. وتبريره هذا ضعيف جدا لا يرفع النقد الموجه للحريري، لأنه ذكر الآية الأولى مخاطبا بها الرسول - عليه الصلاة و السلام - ظنا منه أنه هو المقصود، فلو كان على علم بأن غالبية المفسرين على خلافه، وأنه اختار الرأي الضعيف عن اقتناع وقصد، لما بدله في أغلب الظن، ومما يقوي ذلك أنه عندما غير موقفه بدّل الآية، وجاء بأخرى صريحة في مخاطبة الرسول، ولم يدافع عن رأيه الأول.
وأما المثال الثاني - من المقامة الثانية - فأخذ فيه ابن الخشاب على الحريري استعماله كلمة: قواليب، في قوله: ((يتقلب في قواليب الانتساب ويخبط في أساليب الاكتساب)) وهو خطأ وكان عليه أن يقول: قوالب، كما في تابل: توابل لأن المفرد قالب، وليس قلوبا، ولا قلاب، ولا تستعمل قواليب إلاّ عند الضرورة الشعرية وبقلة. أما عند الاختيار والسعة فلا يجوز ذلك [36]. وأما ابن بري فقد أقرّ بما قاله ابن الخشاب ضمنيا، وبرر استعمال الحريري لكلمة قواليب، بضرورة السجع، فكما للشعر ضرورة فللسجع هو الآخر ضرورته لأن له وزنا يضاهي ضرورة الوزن في الشعر زيادة ونقصا وابدالا [37]. وأشير هنا إلى أن نسخة مقامات الحريري التي بين يدي معدّلة، فيها قوالب لا قواليب [38]، وهو تعديل إما أجراه ابن الحرير على بعض النسخ ولم يطلع عليه ابن بري. وإما قام به النساخ من بعده، وهو اعتراف بصواب نقد ابن الخشاب وضعف تبرير ابن بري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولابن الخشاب انتقادات أخرى لمقامات الحريري، ردّ فيها عليه ابن بري لكن ردوده كانت ضعيفة جدا [39]. منها قول الحريري – في المقامة السابعة والثلاثين – ((فسقط الفتى في يده [40]، ولاذ بحقو [41] والده)) انتقده فيه ابن الخشاب لاستعماله تلك الصيغة لأن العرب لا تستعملها، وإنما تقول: ((سقط في يد فلان إذا ندم، ولا يقال سقط فلان في يده، قال - تعالى -: ((ولما سقط في أيديهم)) - سورة الأعراف/ 149 - ولم يقل سقطوا في أيديهم ... وفاعل سقط مضمر لا يظهر، معناه الندم فكأنه - واللّه أعلم – سقط الندم في يد فلان، وليس المعنى سقط فلان في يد نفسه، هذا محال لا يجوز عليه ولا يعطيه لفظ هذا الكلام ولا معناه، وهذا الغلط من فاحش غلط الحريري في مقاماته)) [42].
وأما ابن بري فقد اعترف بخطأ الحريري في هذا الموضع، وقرر أنه لا يصح ذكر الفتى وصوابه أن يقول: فسقط في يده من غير ذكر الفتى ولا يكون في سقط ضمير الفتى، لأنه فعل غير متعد، والجر والمجرور في رفع به. لكنه خطأ كذلك ابن الخشاب وزعم أنه نطق كلمة: سقط بفتح السين لا بضمها. بدليل قوله: ((وفاعل سقط مضمر لا يظهر، ومعناه الندم)) [43]. لكن المصحح [44] يرى: ((أن قول ابن الخشاب هذا لا يعين أنه أراد: سقط بفتح السين، وقد فات ابن بري أيضا أن الأفعال التي جاءت ملازمة للمجهول، لا يقال ونائب فاعلها، وإنما يعرب فاعلا مع هذه الصيغة، فلا دليل لابن بري في ذلك)) [45]. وهذا صحيح لأن ابن الخشاب بين أن الفاعل مضمر؛ ولا يلزم ذلك القول بأن الفعل سقط ليس مبنيا للمجهول، لأنه كان في معرض التوضيح، بدليل أنه استشهد بقوله - تعالى -: ((ولما سقط في أيديهم)) وهي مبنية للمجهول. ويبدو أن ابن بري قد أحسّ بضعف ما ذهب إليه فعاد و افترض احتمال تصرف الناسخ في كلام ابن الخشاب، فكتب سقط بفتح السين بدلا من ضمها، وبذا يكون كلامه مستقيما وردّه صحيحا [46].
وفي مقامات الحريري مواضع انتقده فيها ابن الخشاب يظهر فيها تحامله عليه، عندما أصدر أحكاما بتخطئته فيها، وهي محل خلاف [47]. منها أنه أخذ عليه قوله: ((ثمّ أنه اختبن [48] خلاصة النضّ [49]، وبدر ضاربا في الأرض)) فاستعماله لكلمة خلاصة بمعنى خالص الشيء ليس بصحيح وإنما هي ما يلقى من الشيء ويسقط عند التخليص، كالنخالة والبراية فهو ما يرمى من البري، والقمامة. فهو مخطأ في هذا الاستعمال على كل حال [50]. لكن ابن بري يرى أن الحرير لم يخطأ، وقوله صحيح لأن لفظ: الخلاصة مختلف فيه، فقال بعض الناس أنه: ما يلقى من الشيء، وقال آخرون: إنه خالص الشيء، وبذا يكون ابن الخشاب قد أخطأ عندما قطع بتغليط الحريري، مما يعني أنه ((لم يعلم فيه خلافا، أو تركه مع العلم به)) [51]. ونحن في وقتنا الحاضر معنى الخلاصة هو: زبدة الشيء، وما يستخرج من المادة حاويا لخصائصها [52].
ومنها قول ابن الحريري – في المقامة الثانية والأربعين –: ((إلى أن طال الأمد وحصحص [53] الكمد)) انتقده ابن الخشاب في استعماله لكلمة حصحص مع غير لفض الحق، لأن ذلك في رأيه لا يكد يستعمل. فلو قال: حصحص الباطل، وحصحص الشرّ، كان بعيدا عن استعمال العرب لكلمة حصحص [54]. لكن ابن بري لم يوافقه على ذلك، وذهب إلى القول بأن ابن الخشاب انفرد بما قاله، وحمله عليه قوله - تعالى -: ((الآن حصحص الحق)) - سورة يوسف/51 - والأمر ليس كما ظن، لأن الذي عليه أهل اللغة أن حصحص الشيء معناه: ظهر، ووضح، ولم يخص بحق ولا بغيره من الألفاظ [55]. وقوله هذا صحيح [56]، لكن ابن الخشاب لم يجزم فيما ذهب إليه، وإنما قال: ولا يكاد يستعمل ذلك))، مما يعني أنه لم يقطع بتخطئة الحريري.
وأخيرا فقد تنازع ابن الخشاب وابن بري في استعمال الحريري لكلمة: نجوس [57]، في قوله: ((فأقبلنا نجوس خلالها ونتفيأ ظلالها)) [58]. ولم يتنبها إلى خطأ واضح أمامهما، هو استخدام الحريري لفظ: نتفيأ في قوله: ((نتفيأ ظلالها))، وهو فعل لازم، لا يتعدى إلى مفعول به، وإنما يأتي دائما فعلا لازما، وقد عداه الحريري ولا حق له في ذلك [59].
ثانيا: تعقيبات
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعليقا على ما تقدم ذكره، وإثراء له، أورد فيما يأتي تعقيبات وفوائد متفرقة؛ منها أن الباحث محمد بهجت الأثري يرى أن انتقادات ابن الخشاب لمقامات الحريري كانت ((غاية في القوة و الأصالة، و إن ناقشه ابن بري بما ناقشه بها)) [60].
في حين ذهب الأديب عبد المالك مرتاض إلى القول بأن ابن الخشاب انتقد الحريري انتقادا مرا، لم يخل من بعض الهوى؛ فجاء ابن بري ورد عليه ردا عنيفا انتصارا للحريري [61].
لكن حقيقة الأمر أن كل منهما بالغ في نقده، فابن الخشاب كان مدفوعا بدافع انتقاد مقامات الحريري، حريصا على الرد عليه، لذا نجده في بعض المآخذ يشتد في انتقاده وتضخيم أخطائه. وابن بري هو الآخر كان شديد الحرص على الانتصار للحريري من ابن الخشاب، وكثير التبرير لمواقفه، يبحث له عن المخارج وإن كانت ضيقة مرجوحة، حتى أنه سكت عن مواضع خطأه فيها واضح. مما يثبت أن ابن الخشاب كان أكثر منه موضوعية، فهو وإن اشتد في انتقاده للحريري، وجانب الصواب في بعض مآخذه عليه، فإنه قد اعترف له بالفضل، وعذره في بعض أخطائه [62].
ومنها - على ما يبدو - أن الغالبية العظمى من أدباء القرنين السادس والسابع الهجريين/12 - 13م، وما بعدهما، كانت مواقفهم سلبية تجاه نقد المقامات الحريرية، فإني لم أعثر لهم على أي عمل علمي لنقدها شكلا وموضوعا [63]، واكتفوا بشرحها والمبالغة في مدحها وتقريظها. وقد أشار ابن الخشاب إلى سلبية أدباء بغداد تجاه مقامات الحريري، وتعجب منهم كيف أنهم عندما سمعوا منه مقاماته في سنة 504ه/1110م، لم ينتقدوه إلا في مسألة واحدة فيها خلاف [64]؟!؛ وهو بمفرده قد انتقده في مواضع كثيرة، أثبت فيها خطأه وتقصيره. لكن عمله النقدي الذي بدأه لم يجد - على ما يظهر - من يواصله، في عصر خيم عليه التقليد المذهبي والجمود الفكري، واهتم فيه الأدباء بظاهر اللغة دون باطنها [65]؛ حتى أن بعض علمائه صدرت عنهم أقوال - في مدح مقامات الحريري - لا تليق بأهل العلم أبدا. فادعى الجغرافي ياقوت الحموي (626 ه/1228م)، أن الحريري بمقاماته قد تفوق على الأوائل، وأعجز الأواخر ولو ((ادعى بها الإعجاز لما وجد من يدفع في صدره، ولا يرد قوله، ولا يأتي بما يقاربها، فضلا أن يأتي بمثلها)) [66]. وقال عنه الحافظ ابن كثير ((لم يسبق إلى مثلها ولا يلحق)) [67]. وردد المحدث جلال الدين السيوطي (ت911 ه/1505م) ما قاله ياقوت الحموي [68].
وأقول - ردا عليهم [69]-:
أولا: إن كلام هؤلاء غير علمي، فيه جهل ومبالغة، ودعوى عريضة، لأنه من الخطأ الفاحش أن يصدروا حكما بأن الحريري أعجز الأواخر، ولا يلحق في مقاماته؛ فمن أين لهم ذلك؟ فهل اطلعوا على الغيب؟ إني أعتقد جازما أن أي عمل بشري - مهما بلغ من الإتقان والبراعة والعبقرية - فإنه لا يصح عقلا، يدّعى فيه الإعجاز حاضرا ومستقبلا.
وثانيا: أنه سبق و أن أوردت انتقادات ابن الخشاب لمقامات الحريري، كان الكثير منها في الصميم، أظهر بها جانبا مخفيا من عيوبها، لم يتفطن له معظم أدباء عصره. وقد تنبه لذلك الأديب العماد الكاتب الأصفهاني (ت597ه/1200م) عندما أشار إلى نقائص أدب الحريري، في صدد ترجمته للأديب أبي الفضل الحصكفي الشافعي (ت553 ه/1158م) ومقارنته بالمعري و الحريري، فقال عنه: كان علامة الزمان في ((علمه، معري العصر في نثره و نظمه، بل فضل المعري بفضله وفهمه، وبذّ - فاق، وغلب -الحريري برقة طبعه، وقوة سجعه،وجودة شعره، غزارة أدبه، وانفراده بأسلوبه في الشعر ومذاهبه)) [70]. فهذه شهادة من أديب متضلع في اللغة والأدب، تعني أن أدب الحريري - و منه مقاماته - كانت فيه نقائص كثيرة، جعلت الحصكفي يتفوق عليه برقة الطبع، وقوة السجع، وغزارة الأدب، وجودة الشعر.
و ثالثا: أن المقامات الجزرية [71] قد حازت خصائص المقامات الحريرية، وفضلت عليها، وعقدت لها عشرة مجالس لقراءتها برواق المدرسة المستنصرية ببغداد، في سنة (676ه/1277م)، وقد سمعها مائة وستون عالما، من كبار علماء العراق والشام، وفارس وخراسان، وبلاد المغرب، وشهدوا لها بالفضل والتفوق على مقامات الحريري [72].
(يُتْبَعُ)
(/)
و رابعا: أنه في العصر الحديث ألف الأديب ناصف اليازجي (ت 1871م/1288ه) مقامات سماها: مجمع البحرين، حاكى فيها الحريري - في مقاماته - شكلا ومضمونا، على الرغم ما بينهما من زمن طويل [73]. وقد حازت مقاماته الخصائص الحريرية [74] وتفوقت عليها في جوانب عديدة، منها: إنها أكثر منها عددا [75]، وأغزر من حيث وفرة الآيات القرآنية، وأوفر نصيبا من الألغاز النثرية والألعاب البلاغية، قلّد فيها الحريري، وزاد عليه وأبدع فيها [76]؛ مها: القلب - ما لا يستحيل بالانعكاس [77]- وهو عزيز الوجود في أشد الآثار الأدبية محافظة، وفي أوغلها تكلفا وصناعة. استعمله اليازجي وتفوق فيه على الحريري، وشق على نفسه حتى جادت قريحته بأربعة عشر بيتا، كلها لا تستحيل بالانعكاس، في حين لم يستطع الحريري أن يأتي من أكثر من خمسة أبيات، وليست في جودة أبيات اليازجي الذي أبدى كذلك مهارة عالية في النحو- مجال تخصصه - وبذّ فيه الحريري [78].
و خامسا: أن دراسات حديثة متخصصة بينت نقائص [79] كثيرة في مقامات الحريري، منها: التكلف الظاهر في استعمال الغريب، والإسراف فيه، والإفراط اصطناع المجاز، حتى جفت عباراتها وقل ماؤها، وعسر مساغها [80]. وظهرت فيها - احيانا - برودة وغثاثة في طلب السجع والجناس [81]، كما في: (واستعنت بقاطبة الكتاب، فكل منهم قطب و تاب))، فجرت قاطبة لأجل الجناس والسجع، وهي لا تستعمل إلا منصوبة على الحال، ووضع فعل تاب في غير موضعه، فبدا نافرا متقلقلا [82]. وجاءت قصصها خالية من الأغراض متشابهة المواضيع محدودة الخيال، وكثيرة الغموض والتعقيد، لا يسلم مطالعها من السأم والضجر [83].
ومنها أنه تبين من مقارنة مقامات الحريري بمقامات بديع الزمان الهمذاني، أن البديع تفوق عليه في فن الإضحاك، الحيل، المدح، والتشبيه، السجع والجناس، والاقتباس. كما أنه استطاع أن يجمع بين المضمون في أحيان كثيرة، وجاءت أسجاعه حارة معبرة قوية تخدم المعاني، ولم تكن باردة ولا ثقيلة، ولا ركيكة. وأما الحريري فقد انشغل بالتزويقات اللفظية، والصور الغريبة، فجاءت أسجاعه أثقل موقعا، وأغرب مخرجا، وأضعف تعبيرا عن المعاني [84]. وأما تجنيساته فهي غير مقبولة في كثير من الأحيان، لتعثر معاني ألفاظها، وصدورها عن تكلف وعنت، لا عن طبع، حتى أنه استعمل كلمة الدّست [85] أربع مرات في موضع واحد من أجل التجنيس، وهو شيء ((لا نظير له ركاكة وثقلا وبرودة في الأدب العربي، وقد حمّل الجناس في هذه الفقرة ما لا يحتمل، وجشمه - كلّفه - ما لا يطيق عليه))، لأنه لم يكن يأبه بركاكة أسلوبه، إذا استقامت التجنيسات المتتالية [86]. كما أنه أغرق قي استعمال الغريب من الألفاظ، فغربت معانيها واضطربت اضطرابا شديدا، فهو وإن كان يقصد بذلك أن يرينا أنه قادر على أن يأتينا بما لم يأت به الأوائل، فقد أخطأ وحرم التوفيق، لأن ((عبقرية الأدباء لا تتفاوت في الإغراب والتعمية على الأفهام، والتضليل على العقول، ولكن عبقريتهم تتفاوت في القدرة على الإفهام، وحسن التبيين، وجودة التصوير، وسهولة التعبير)) [87].
ويستنتج مما ذكرناه عن نقد ابن الخشاب لمقامات الحريري، أنه يعد رائد نقاد المقامات في عصره دون منازع، لانتقاده العميق والموسع لمقامات الحريري؛ وقد جاءت الدراسات المقامية الحديثة مكملة لعمله في إظهار نقائصها الكثيرة - شكلا وموضوعا - وتمزيقا للهالة التي أحيطت بها. كما أن ما قام به ابن الخشاب هو عمل انفرد به في المدرسة الحنبلية، إذ لم أعثر على أي عالم حنبلي آخر تصدى لنقد المقامات الحريرية على طريقته؛ على الرغم من أن النقد العلمي عند علماء الحنابلة قد شمل علوما كثيرة، ومس مختلف طوائف العلماء.
--------------------------
الهوامش:
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] المقامة لغة اسم للمجلس والحماعة من الناس، وسميت الأحدوثة من الكلام مقامة. ثم تطور مدلولها حتى صار مصطلحا يطلق على حكاية أو أقصوصة لها أبطال معينون وخصائص أدبية ثابتة، ومقومات فنية معروفة، وبمعنى آخر هي نوع من الحكايات القصيرة المسجوعة، مطرزة بالمفردات اللغوية، ومتضمنة للأمثال والحكم يرويها واضعها على لسان أحد الناس، بطلها في الغالب رجل ذكي، أحكم الحيلة، وقصر همه على الاستجداء. عبد المالك مرتاض: فن المقامات في الأدب العربي، ط 2 الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1988، ص: 9، 12. وأحمد أحمد بدوي: أسس النقد الأدبي عند العرب، ط 3 مصر، مكتبة نهضة مصر 1964، ص: 583. و داود حفني: الآداب الإقليمية في العصر العباسي الثاني، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1980، ص: 55.
[2] الحريري: المقامات الحريرية، الجزائر، موفم للنشر، 1989، ج 1 ص: 15، ج 2 ص: 383.
[3] ابن الخشاب: الاعتراض على الحريري مع انتصار ابن بري، ط1 مصر المطبعة الحسينية، 1326ه، 2 - 3.
[4] هو طائر طويل العنق، رمادي اللون، يشبه الأوز. علي بن هادية: قاموس الطلاب الجديد ص: 269.
[5] هو طائر حسن الصوت، طويل الرجلين و المنقار، جمعه: كراوين. نفس المرجع ص: 899.
[6] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 2.
[7] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 2، 3.
[8] انظر: نفس المصدر: 3 ن 13، 16 و ما بعدها.
[9] اللّسن هو الفصاحة. الحريري: المصدر السابق ج 1 ص: 8.
[10] هو العجز عن الكلام. نفسه ج 1 ص: 8.
[11] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 3.و الحريري: نفس المصدر ج 1 ص: 3.
[12] الجاحظ: البيان و التبيين، بيروت دار إحياء التراث العربي، 1968، ج1 ص: 5.
[13] السجع هو: ((توافق الكلمة الأخيرة من جملة، مع الكلمة الأخيرة من جملة أخرى في الحرف الأخير منهما)). المعهد التربوي الوطني: المختار في الأدب و النصوص و البلاغة، السنة الأولى من التعليم الثانوي، 1983.، ص: 231.
[14] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 13.
[15] جواب خطي، للباحث نصر الدين زروق، ردا على أسئلة و جهتها إليه كتابيا، فرد عليها- مشكورا - في خمس صفحات، ص: 1.
[16] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 17، 18.
[17] جواب خطي ص: 2.
[18] من الشغى، و هي الزائدة على الأسنان، وقيل المعوج. الحريري: المصدر السابق ج 1 ص: 314.
[19] أي يهلك. نفس المصدر ج 1 ص: 314.
[20] نفس المصدر ج 1 ص: 307.
[21] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 21 - 22.
[22] جواب خطي ص: 3، 4.
[23] ابن الخشاب: المصدر السابق ص:22 - 23.
[24] جواب خطي ص: 4.
[25] ابن الخشاب المصدر السابق ص: 23.
[26] جواب خطي ص: 4.
[27] الطمر هو الثوب البالي، والجمع أطمار. محمد بن أبي بكر الرازي: مختار الصحاح ص: 259.
[28] كذا في الأصل، ويبدو أن في الكلام خللا.
[29] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 26.
[30] جواب خطي ص: 5.
[31] انظر: ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 4، 9، 10، 11، 12، 18، 19، 20، 26 وما بعدها.
[32] هذه النسخة هي التي بين يدي.
[33] ذكر ابن كثير في تفسيره أن كثيرا من المفسرين أن الآية تقصد جبريل - عليه السلام - كابن عباس والحسين وقتادة. تفسير القرآن العظيم، ط1، دمشق، الرياض، مكتبة دار الفيحاء، ومكتبة السلام، 1414 ه، ج 4 ص: 617.
[34] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 3، 4.
[35] نفسه ص: 4.
[36] نفس المصدر،ص:10 –11.
[37] نفسه ص:11.
[38] أنظر ج 1 ص:25.
[39] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 16، 19، 20، 24، 28، 29.
[40] يقال لكل من ندم على شيء وعجز عنه: سقط في يده. الحريري: المصدر السابق ج 2 ص: 166.
[41] الحقو هو الإزار وهو كذلك الخصر و شد الإزار.محمد بن أبي بكر الرازي: المصدر السابق ص: 102.
[42] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 28.
[43] نفس المصدر ص: 29.
[44] هو مصحح كتاب الاعتراض لابن الخشاب، واسمه المرصفي.نفسه هامش ص: 29.
[45] نفسه هامش ص: 29.
[46] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 29.
[47] انظر نفس المصدر ص: 20، و ما بعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
[48] اختبن الشيء، جمعه وشده إلى خبنه أي في حضنه مما يلي البطن. الحريري: المصدر السابق ج 2 ص: 245. و محمد بن أبي بكر الرازي:المصدر السابق ص: 116.
[49] النضّ هو ما تيسر من الأشياء. الرازي نفسه ص: 420.
[50] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 31.
[51] نفس المصدر ص: 32.
[52] علي بن هادية: المرجع السابق ص: 317.
[53] أي بان الشيء وظهر. الرازي: المصدر السابق ص: 98.
[54] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 32.
[55] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 32.
[56] محمد بن أبي بكر الرازي: المصدر السابق ص: 98. وعلي بن هادية: المرجع السابق ص: 281.
[57] جاس: من معانيها طاف بين البيوت، وتردد بين الديار قصد الإفساد. علي بن هادية: نفس المرجع ص: 244.
[58] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 30 - 31.
[59] ابن الخشاب: المصدر السابق، تعليق المصحح ص: 30 - 31.و جواب خطي ص: 5.
[60] العماد الكاتب: خريدة القصر، قسم شعراء العراق حققه محمد بهجت الأثري ج 1 ص: 62.
[61] عبد المالك مرتاض: فن المقامات في الأدب العربي، ط 2، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1988،ص: 536.
[62] انظر: ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 2، 3.
[63] صنف عبد اللطيف البغدادي (ت629 ه/1134م) كتابا في الانصاف بين ابن الخشاب و ابن بري عن مقامات الحريري. ابن أبي أصيبعة: المصدر السابق ج 3 ص: 346.
[64] ابن الخشاب: المصدر السابق ص: 2.
[65] عبد المالك مرتاض: المرجع السابق ص: 225. و بطرس البستاني: أدباء العرب، د م ن، دار عبود، د ت، ج 2 ص: 437.
[66] ياقوت الحموي: معجم الأدباء ج 5: 2205.
[67] ابن كثير: المصدر السابق ج 12 ص: 192.
[68] السيوطي: بغية الوعاة ج 2 ص: 257.
[69] لست أديبا، وتكويني العلمي لا يؤهلني لنقد مقامات الحريري، لكنني سأجتهد في جمع الشواهد التاريخية، واستعين بدراسات المختصين في الأدب، للرد على هؤلاء. [70] العماد الكاتب: المصدر السابق – قسم شعراء الشام ج 2 ص: 472.
[71] لصاحبها اللغوي الوزير شمس الدين بن الصيقل الجزري (ـ 701 ه/1301م).
[72] اليونيني: المصدر السابق ج 4 ص: 226. وناجي معروف: المرجع السابق ج 2 ص: 221 - 222.
[73] عبد المالك مرتاض: المرجع السابق ص: 241. وشوقي ضيف: المقامة، ط 2، القاهرة، دار المعارف، 1964، ص: 87.
[74] شوقي ضيف: نفس المصدر ص: 88.
[75] تتكون من ستين مقامة، مقابل خمسين عند كل من الحريري والهمذاني. نفس المصدر ص: 85. وعبد المالك مرتاض: المرجع السابق:228.
[76] عبد المالك مرتاض: المرجع السابق ص: 228، 456، 459، 460. وشوقي ضيف: المرجع السابق ص: 85، 89، 91، 92.
[77] أي أنه يقرأ طردا وعكسا، كقول اليازجي: قمر يفرط عمدا مشرق * رش ماء دمع طرف يرمق. عبد المالك مرتاض: نفس المرجع ص: 466.
[78] نفس المرجع: ص: 465، 466. وشوقي ضيف: المرجع السابق ص: 89، 90، 91، 92.
[79] هذا إلى جانب إيجابياتها الكثيرة، لكن نحن في صدد الرد على دعوى إعجازها.
[80] بطر البستاني: المرجع السابق ج 2 ص: 433.
[81] هو اتفاق كلمتين في الهيئة واختلافهما في النعنى، كما في: شهدت صلاة المغرب في بعض مساجد المغرب: المعهد الوطني التربوي: المرجع السابق ص: 232، 233.
[82] نفس المصدر ج 2 ص: 434.
[83] نفسه ج 2 ص: 434، 436، 437.
[84] عبد المالك مرتاض: المصدر السابق ص: 312، 313، 349، 369، 390، 392، 393، 440، 441.
[85] هو صدر المجلس، ويطلق كذلك على منصب الوزارة. علي بن هادية: المصدر السابق ص: 339.
[86] عبد المالك مرتاض: المرجع السابق ص: 451.
[87] نفس المصدر ص: 368.
المصدر: http://kabirallal.googlepages.com/21 (http://kabirallal.googlepages.com/21)(/)
المجموعات القصصية النسائية بالمغرب
ـ[محمد يحيى قاسمي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 05:13 ص]ـ
إضاءات منهجية:
- تتقيد الورقة التي أقدمها بين أيديكم بضوابط منهجية أساسية هي:
- الاقتصار على المجموعات القصصية المكتوبة بأقلام نسائية انسجاما مع محور الندوة العام المرأة والكتابة والمحور الخاص: الكتابة النسائية القصة القصيرة تجارب أساليب ورؤى.
- الاقتصار على المجموعات النسائية المطبوعة بين دفتي كتاب، ومعناه أننا نبعد القصص القصيرة المنشورة على صفحات الجرائد والمجلات لأن المجال لا يسع لعرضها.
- الاقتصار على ما هو مكتوب باللغة العربية الفصيحة، وإن كنا نسجل هنا حضور القصة النسائية المكتوبة بالفرنسية، ونذكر على سبيل المثال كاتبات مثل فاطمة العلوي – يامنة شباب – ليلى هواري – فاطمة المرنيسي – لينا مولاي – فوزية العلمي – مريم جبور – سميرة بنسليمان – رشيدة يعقوبي – نفسية بنجلون – حورية بوسجرة – غيثة الخياط – سهام بنشقرون – سهام العبدلاوي واللائحة طويلة. كما نسجل حضور القصة النسائية المكتوبة بالأمازيغية ويحضرني هنا اسمان واحد من الريف هو عائشة بوسنينة وآخر من سوس هو زهور الحسين.
- كما أننا نبعد عن هذه المقاربة البيبليوغرافية قصص الأطفال لأن لها أدبا خاصا هو أدب الأطفال.
- أما الضابط المنهجي الأخير فيحيل عليه العنوان الفرعي للمداخلة وهو المقاربة البيبليوغرافية التي بموجبها سنعتمد على الوصف والإحصاء والمقارنة. وهذا الضابط يقتضي منا الاعتراف بأن هذه المقاربة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها محاولتان كانت أولاها سنة 2004حين نشرت بحثا بمجلة أفروديت بعنوان حصيلة الكتابة النسائية بالمغرب وصل فيها عدد المجموعات القصصية النسائية إلى 32 مجموعة. وثانيتها حين نشرت منذ سنتين بمعية الأخت زهور كرام مؤلفا بعنوان بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات. وقد وصل خلالها عدد المجموعات القصصية النسائية إلى 54 مجموعة.
سيرورة المجموعات القصصية:
1 – التراكم: تسعون مجموعة قصصية هو حصيلة الكتابة القصصية النسائية بالمغرب. يوزع هذا العدد على السنوات والعقود كما يلي:
العقود السنوات عدد المجموعات
سنوات الستين 1967 1
1969 2
سنوات السبعين 1975 1
1976 1
1979 3
سنوات الثمانين 1984 1
1987 1
سنوات التسعين 1990 1
1993 1
1994 5
1995 3
1996 3
1997 2
1999 2
سنوات الألفية الثالثة 2000 7
2001 1
2002 6
2003 4
2004 2
2005 5
2006 15
2007 6
2008 12
2009 2
مجموعات بدون تاريخ 3
المجموع 90
ولملامسة تطور الإنتاج القصصي النسائي في المغرب نستعين بالجدول التالي:
العقود عدد المجموعات
سنوات الستين 3
سنوات السبعين 5
سنوات الثمانين 2
سنوات التسعين 16
سنوات الألفية الثالثة 61
مجموعة دون تاريخ 3
المجموع 90
- أكثر السنوات إنتاجا سنة 2006 بـ خمس عشرة مجموعة.
- هذا العدد مهم جدا مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى ويجعل القصة القصيرة تحتل المرتبة الثانية بعد الشعر وقبل الرواية والمسرح.
- هذا العدد مهم جدا مقارنة بالأقطار المغاربية إذ يجعل المغرب في المرتبة الأولى قبل تونس والجزائر فليبيا.
2 - البدايات: - سجل الجرد سنة 1967 صدور أول مجموعة قصصية نسائية في المغرب وهي (ليسقط الصمت) لخناثة بنونة.
- هذا التاريخ عن أول مجموعة قصصية ذكورية وهي عواقب الأقدار لمصطفى الغرباوي التي ظهرت عام 1938. وهذا يعني تخلف القاصة الكبير عن القافلة القصصية المغربية تخلفا يبلغ ثلاثة عقود تقريبا.
- وهو متأخر كذلك عن أول رواية نسائية وهي الملكة خناثة لآمنة اللوه والتي صدرت عام 1954.
- ومتقدم عن أول مجموعة شعرية بالمغرب والتي كانت سنة 1975.
- ومتقدم جدا عن أول نص مسرحي نسائي الذي لم يظهر إلا خلال سنة 2005.
- يتزامن هذا التاريخ مع صدور أول مجموعة قصصية بالجزائر وهي (الرصيف النائم) لزهور ونيسي.
- ومتأخر عن أول مجموعة قصصية بتونس وهي أردنا الحياة لناجية تامر وقد ظهرت عام 1956.
- ومتأخر عن أول مجموعة قصصية ليبية وهي القصص القومي لزعيمة الباروني وقد ظهرت سنة 1958.
- عدد القاصات في الجزائر 19، نشرن 30 مجموعة.
3 - النشر:
3 – 1 – أماكن الطبع:
داخل المغرب العدد خارج المغرب العدد
الدار البيضاء 38 القاهرة 3
(يُتْبَعُ)
(/)
الرباط 19 تونس 1
آسفي 5 دمشق 1
القنيطرة 4 طرابلس 1
مراكش 4 الكويت 1
وجدة 2 لبنان 1
الجديدة 1 الأردن 1
تطوان 1
مكناس 1
المحمدية 1
دون دار طبع 4
المجموع 80 المجموع 09
3 - 2 – الحجم: أغلب المجموعات من حجم متوسط وهو أمر يشترك فيه كتاب القصة ذكورا وإناثا. وهو يعكس نفس قاصينا المتوسط.
3 – 3 - عدد الطبعات:
أغلب المجموعات طبعت مرة واحدة. اللهم إذا استثنينا الأعمال الكاملة لخناثة بنونة والتي يمكن اعتبارها طبعة ثانية لمجموعاتها القصصية.وهو ما يعكس ضعف نسبة القراءة لدينا.
يذكرنا اسم خناثة بنونة بظاهرة خاصة هي نشرها لمجموعة قصصية واحدة بعنوانين مختلفين الأول نشر بليبيا عام 1984 بعنوان (الكتابة خارج النص) والثاني نشر بالبيضاء ثلاث سنوات بعد ذلك بعنوان (الصمت الناطق).
3 - 4 - إسهام المؤسسات والجمعيات والمجموعات في نشر المجموعات القصصية النسائية:
أ - مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب: التي أسهمت بنشر ثماني مجموعات هي:
• رغبة فقط – لطيفة لبصير – 2003.
• أنين الماء – زهرة رميج – 2003.
• ترانت سيس – مليكة مستظرف – 2004.
• باتجاه البر الثاني – رشيدة عدناوي – 2005.
• عود الحملة – عائشة بورجيلة – 2005.
• هذه ليلتي – فاطمة بوزيان - 2006
• ظفائر - لطيفة لبصير – 2006.
• مولد الروح – زهور كرام - 2008
ب - اتحاد كتاب المغرب: أسهم بنشر ثلاث مجموعات، اثنتان منهما فائزتان بجائزة الأدباء الشباب:
• ما الذي نفعله – لطيفة باقا – 1993.
• شيء من الألم – فدوى مساط – 2002.
• ميريندا – فاطمة بوزيان – 2008.
ج - وزارة الثقافة: أسهمت بنشر ثلاثة أعمال هي:
* شموس الهاوية لرجاء الطالبي – 2000.
* نساء صامتات – لأسماء المعلومي -
* الأعمال الكاملة لخناثة بنونة (2008).
وتعتبر أعمال خناثة بنونة الكاملة الوحيدة ضمن الأعمال الكاملة التي نشرتها وزارة الثقافة.سواء في جنسها الذي هو القصة أم في بقية الأجناس الأخرى.
4 - التجنيس:
غالبا ما يجنسن مجموعاتهن بقصص – قصص قصيرة – مجموعة قصصية. أو ترد المجموعة غفلا من أي تجنيس. والملاحظ هنا ابتعادهن عن تجنيسات الذكور: بورتريهات – مفارقات قصصية – محكيات – تفكهات قصصية – قصة قصيرة جدا – أقصوصة – نصوص سردية – قصة بوليسية ..
يجرنا الحديث عن التجنيس إلى ظاهرة فريدة هي ظهور نص قصصي لخناثة بنونة في شكل رواية بالعنوان نفسه للمجموعة القصصية.
5 - الجوائز:
لم تفز أي مجموعة قصصية نسائية بجائزة المغرب للكتاب. في الوقت الذي فازت بها مجموعة وفاء العمراني الشعرية.كما فازت من الروائيات زهرة منصوري عن روايتها (البوار) عام 2006.
وفي مقابل هذا فازت لطيفة باقا وفدوى مساط بجائزة اتحاد كتاب المغرب للشباب عن مجموعتيهما (ما الذي نفعله) و (شيء من الألم). وفازت مجموعة (مطر المساء) لربيعة ريحان بجائزة الإبداع النسائي. كما فازت الزهرة رميج بالجائزة الأولى لمجلة ثقافة بلا حدود بسوريا في القصة القصيرة جدا عام 2007.
6 - النقد الموازي:
لم يسجل النقد الموازي للمجموعات القصصية المغربية أي إصدار نقدي نسائي في القصة القصيرة كما هو الشأن بالنسبة للذكور: أحمد المديني – أحمد بوزفور – أنس الرافعي – محمد اشويكة – محمد أمنصور والمؤكد كذلك انعدام دراسة خاصة بمجموعة قصصية نسائية بعينها وانعدام دراسة خاصة بقاصة بذاتها، والأمر ينطبق على الذكور أنفسهم ونستثني من ذلك دراسة عبد القادر الشاوي لمجموعة (سلخ الجلد) لمحمد برادة وهي بعنوان: (النص العضوي في سلخ الجلد). والتناص القرآني في (الريح والجذوة) لحسن الوراكلي – لمؤلفه محمد حافظ مغربي.عدا ذلك فالنقد الموازي للقصة القصيرة بالمغرب هو خطاب أفقي لم يتعد خمسين دراسة بين مؤلفات خاصة ومؤلفات جامعة ومؤلفات جماعية.
7 - الخطاب الموازي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مقابل غياب النقد الموازي للمجموعات القصصية النسائية اهتمت كاتبات القصة القصيرة – مثل غيرهم من المبدعين – بوضع خطابات موازية لأعمالهن، إما في شكل مقدمات أو تذييلات تمت صياغتها إما من قبل الكاتبات أنفسهن وهي قليلة جدا، وإما من قبل نقاد وكتاب آخرين. ومن شأن تلك الخطابات إلى جانب وظيفتها النقدية والتحليلية والتعريفية بالنصوص المقدم لها أن تعكس لنا جوانب معينة من التطور العام للقصة النسائية في أبعاده التاريخية والتيماتية والشكلية ..
وقد تمكنت من إحصاء ست وعشرين مجموعة قصصية تتضمن نصوصا موازية بين مقدمة وتذييل، ومنها:
عنوان المجموعة القاصة المقدم
بضع سنبلات خضر ليلى أبو زيد ليلى أبو زيد
الغريب ليلى أبو زيد ليلى أبو زيد
طيور بيضاء حنان درقاوي أحمد بوزفور
ظلال وخلجان ربيعة ريحان حنا مينة
نساء على رصيف الغربة سعاد رغاي سعاد رغاي
نصف يوم يكفي زهرة زيراوي زهرة زيراوي
حتى إشعار آخر نجاة سرار نجاة سرار
رد عقلي صالحة سعد محمد سعيد سوسان
الوهم والرماد ليلى الشافعي ليلى الشافعي
مجرد حكاية زهرة زيراوي عبد المنعم رمضان / سعيد كفراوي
الحلم الأخضر مليكة نجيب عبد الرحيم العلام
رجل وامرأة رفيقة الطبيعة عبد الكريم غلاب
النار والاختيار خناثة بنونة علال الفاسي
لنبدأ الحكاية مليكة نجيب سعيد يقطين
بدون طبول ولا مزامير نجلاء البقالي ليلى الشافعي
ظلال وارفة سعاد الناصر الناشر
لا تئذني مرتين نبيلة عزوزي محمد خليل
وللتراب عشق آخر نبيلة عزوزي أم سلمى
عين هاجر رجاء الطالبي حسن المودن
أحلام قاتلة حبيبة العثماني أنس أمين
الحلم والحقيقة مليكة بويطة محمد عيناق
ليلى بلا مجنون نجية الحسناوي نجية الحسناوي
اعترافات رجل وقح وفاء مليح محمد برادة
الزغاريد المؤجلة نجاة سرار أحمد بوزفور
جلباب للجميع فاطمة الزهراء الرغيوي جمال بوطيب
وقع امتداده ورحل السعدية باحيدة مصطفى لغتيري
والملاحظ في هذه النصوص الموازية هو:
ـ سبع عشرة مجموعة مقدموها ذكور.
ـ سبع مجموعات تضمنت نصوصا موازية من وضع كاتباتها.
- مجموعتان قصصيتان قدمتا بأقلام نسائية.
- أغلب المقدمين (ذكورا وإناثا) من المغرب باستثناء مجموعتي (ظلال وخلجان) لربيعة ريحان و (مجرد حكاية) لزهرة زيراوي.
معنى هذا أن أغلب كاتبات القصة ميالات إلى الاستئناس بالكاتب المغربي أولا لوضع نصوص موازية لمجموعاتهن، وميالات بعد ذلك إلى ذواتهن في هذا التقديم.
في المقابل سجلت تقديما واحدا بقلم نسائي لمجموعة ذكورية ويتعلق الأمر بعائشة جبيرة التي قدمت لمجموعة (خيوط من السعادة) لمحمد الشفقي.
ثانيا: سيرة القاصات:
1 - التراكم: سجل الإحصاء خمسين (50) قاصة ممن نشرن مجموعات قصصية، ويمكن ترتيب القاصات حسب عدد المجموعات كالتالي:
عدد المجموعات القصصية القصاصات
ثمان مجموعات: خناثة بنونة
ست مجموعات: ربيعة ريحان
أربع مجموعات: زهرة زيراوي - مليكة نجيب
ثلاث مجموعات: بديعة بنمراح -حفيظة حابك - رفيقة الطبيعة – الزهرة رميج- فاطمة بوزيان -ليلى أبو زيد
مجموعتان: رجاء الطالبي - سعاد رغاي - سعاد الناصر – صالحة رحوتي -– لطيفة باقا - لطيفة لبصير- منى وفيق – نبيلة عزوزي - نجاة سرار- نزهة بنسليمان
مجموعة واحدة: آمنة حصري الشرقي – أسماء غريب – أسماء المعلومي - البتول لمديميغ - حبيبة عثماني - حسنة عدي – حنان درقاوي – رشيدة عدناوي - الزهرة اجبيري – زهور كرام – زينب سعيد – السعدية باحيدة - السعدية صوصيني - صالحة سعد – عائشة بورجيلة – فاطمة الزهراء الرغيوي - فتيحة أعرور - فدوى مساط - لطيفة السباعي أبرجو – ليلى الدردوري -ليلى الشافعي – مجيدة بنكيران – مالكة عسال –مليكة بويطة - مليكة صراري - مليكة مستظرف–- نجلاء البقالي - نجية الحسناوي - وفاء الحمري – وفاء مليح
- هذا العدد ضئيل مقارنة بعدد الذكور إذ يمثل نسبة الخمس بالنسبة فقط.
- هذا العدد ضعيف مقارنة بالأجناس الأخرى إذ يمثل أقل من نصف عدد الشواعر الذي يفوق المائة شاعرة.
- ولكنه عدد مهم إذ يجعل القاصات في الرتبة الثانية قبل الروائيات والمسرحيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
- هذا العدد مهم جدا مقارنة بعدد القاصات في المغرب العربي إذ إنه يمثل نصف عدد قاصات المغرب العربي تقريبا. ويجعل قاصات المغرب في المرتبة الأولى قبل تونس (لم تتجاوز الأربعين قاصة) والجزائر (التي لم تتجاوز الثلاثين قاصة) فليبيا (التي لم تتجاوز العشرين قاصة).
2 - أعمارهن: باستثناء خناثة بنونة ورفيقة الطبيعة وليلى أبو زيد فإن الأسماء الأخرى من جيل سنوات الستين وسنوات السبعين. ومعنى هذا أن بنية القصة النسائية بنية نابتة.
3 - الإخلاص والتوزع في الجنس واللغة:
سجل الإحصاء إخلاص أسماء كثيرة لجنس القصة القصيرة دون غيره، ونذكر في هذا الباب:
رفيقة الطبيعة – ربيعة ريحان – لطيفة باقا – لطيفة لبصير – مليكة نجيب - رجاء الطالبي - بديعة بنمراح – فاطمة بوزيان – نزهة بنسليمان –سعاد رغاي – نجاة سرار
4 - كما أخلصت أسماء كثيرة للغة واحدة.
توزعت أسماء كثيرة أيضا عبر الكتابة في أجناس إبداعية أخرى:
*بين القصة والرواية: خناثة بنونة –- زهور كرام –الزهرة رميج - ليلى أبو زيد - مليكة مستظرف
*بين القصة والشعر: أم سلمى – زهرة زيراوي - حبيبة عثماني - حسنة عدي – فتيحة أعرور - لطيفة باقا – مالكة عسال – مليكة صراري.
5 - سجلت سير القاصات بعض الظواهر نذكر منها:
- كشفت القاصات عن أسمائهن دون خفية أو تقية أو تستر على العكس من بعض شواعر المغرب (أم سلمى-أم سناء – أم الفضل). ونستثني من ذلك زينب فهمي التي كانت توقع مجموعاتها برفيقة الطبيعة.
- انقطاع بعضهن عن الكتابة ونموذجنا في ذلك رفيقة الطبيعة التي لم يعد لها ظهور يذكر منذ آخر مجموعة لها عام 1979.
- الصمت النهائي لبعضهن ونموذجنا في ذلك رحيل الكاتبة مليكة مستظرف.
- أما عن توزيعهن الجغرافي فهن يتمركزن في المدن الكبيرة ويمثلن محورا متقاربا يمتد من فاس -تطوان -طنجة – ليمر عبر الخميسات -سلا - الرباط -البيضاء –ليصل إلى سطات - الجديدة -آسفي ومراكش. ويستثنى من ذلك ستة أسماء هي بديعة بنمراح وفاطمة بوزيان ومجيدة بنكيران وزينب سعيد ومليكة نجيب وصالحة سعد الممثلات الوحيدات لمدنهن وجدة والناظور وتازة وامريرت وأرفود وهوارة.
- تمثيليتهن في اتحاد كتاب المغرب محتشمة.فأربع عشرة اسما فقط من الأسماء المذكورة هن أعضاء في اتحاد كتاب المغرب: حنان درقاوي - خناثة بنونة – رجاء الطالبي - رفيقة الطبيعة – ربيعة ريحان – الزهرة رميج - زهرة زيراوي - زهور كرام- ليلى الشافعي – لطيفة باقا – لطيفة لبصير – مجيدة بنكيران - مليكة نجيب - وفاء مليح.
- لم تجرأ أية واحدة منهن على الدخول في تجربة العمل المشترك لا مع جنسها ولا مع الجنس الآخر اقتداء بالأعمال الذكورية المشتركة التي جاوزت الخمس مجموعات.
- ينتمي أغلبهن إلى حقل التعليم أو الصحافة أو الطب.
- تجربة طرية لم تتعد العقد الرابع ولم يشتد عودها، وكذا عدم نضج التجربة يتمظهر في ما يلي:
• ولعل هذه الطراوة تعود إلى عوامل أساسية منها:
- تأخر تمدرس المرأة في المغرب إلى عقود متأخرة (سنوات الستين).
- تأخر افتتاح الجامعة المغربية في الجهات المغربية إلى سنوات متأخرة. فكانت أسماء بعض الكاتبات من خريجات هذه الجامعة وثمرتها.
- "انعزال بعض الجهات إبان سنوات السبعين عن الجهات المغربية الأخرى بسبب التقسيم الإداري الذي أعطى الأولوية لتنمية الأقاليم الغربية في تهميش شبه كلي للأقاليم الشرقية والجنوبية والشمالية مما أدى إلى توسيع الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية بين الجهات وهو ما يفسر ندرة الكاتبات في الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية.
- عدم تهيئ بعض جهات المغرب للتقدم الحضاري الحاصل في مغرب سنوات السبعين المحكوم بسلطة الأعراف والتقاليد، وتخوف قاطنيها من فكرة (المجتمع المدني) التي كانت تعني عند كثيرهم التخلي المطلق عن التراث والأصول بما في ذلك الدين والأخلاق وهو ما نتج عنه تمسك متأخر ببعض المظاهر الاجتماعية والحضارية إلى سنوات قريبة تمتد في بعضها إلى الفترة الراهنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قدمت الإصدارات القصصية النسائية بالمغرب – رغم تواضعها من ناحية العدد – خدمة كبيرة للتراكم القصصي العام بالمغرب بأن نفى عن خصوصيته – في المرحلة التنموية – وصف الاستبداد الذكوري وجعل منه تراكما مخصبا ملحقا إياه بالتراكم الأدبي المغربي في خصوصيته المؤالفة بين الجنسين.
• التنبؤ بارتفاع مساهمة المرأة المبدعة عموما في الكتابة القصصية وهو ما يوحي به ارتفاع وتيرة النشر في السنوات الأخيرة وذلك بسبب:
- ارتفاع نسبة التعليم لدى المرأة.
- تأسيس جمعات جديدة تهتم بالأدب النسائي.
- ارتفاع نسبة النمو لدى الإناث في المغرب عموما.
• نسبية النتائج التي توصلت إليها فقد نفاجأ بظهور مجموعات غائبة عن الإحصاء.وهذه هي طبيعة الإحصاء وطبيعة العلوم الإنسانية على العموم.لذا فالدعوة قائمة إلى ملء الفراغات الكائنة إما بالإحالة على مجموعات قصصية غائبة وإما بالإحالة على معطيات تحتاج إلى مزيد من التفصيل.
ثالثا: ملحق بيبليوغرافي للمجموعات القصصية النسائية بالمغرب
آمنة حصري الشرقي:
الإحباط (1994) – عدالا للطباعة – البيضاء – 120 صفحة.
أسماء غريب: من مواليد 1972 بآسفي:
خرج ولم يعد (2006) – ibmh - آسفي – 56 صفحة.
أسماء المعلومي: من مواليد الخميسات:
نساء صامتات – منشورات وزارة الثقافة – الرباط – 52 صفحة.
البتول لمديميغ المحجوب:
مرثية رجل (2007) – مطبعة سجلماسة – مكناس -94 صفحة.
بديعة بنمراح: 1960 بوجدة
ورود شائكة (2000) – مطبعة شمس – وجدة - 88 صفحة.
ليلة غاب فيها القمر (2006) – مطبعة الجسور – وجدة – 66 صفحة.
حلم لا يتحقق (2008) – آسفي.
حبيبة عثماني:
أحلام قاتلة (2005) – دار النشر المغربية – البيضاء – 95 صفحة.
حسنة عدي: من مواليد 1964 بالجديدة:
ملامح آخر الليل (1996) – مطبعة النجم - الجديدة - 54 صفحة.
حفيظة حابك:
وتبقى الغصة – (د. ت) – (د. ط) – 50 صفحة.
على الضفة الأخرى – (د.ت) – (د. ط).
صهر المعيش – (1995) – (د. ط) – 48 صفحة.
حنان درقاوي: من مواليد 1971 بطنجة:
طيور بيضاء (1997) – دار البوكيلي للنشر – القنيطرة - 86 صفحة.
خناتة بنونة: من مواليد 1940 بفاس:
ليسقط الصمت (1967) – دار الكتاب – البيضاء – 205 صفحة.
النار والاختيار (1969) – مطبعة الرسالة – الرباط – 232 صفحة.
الصورة والصوت (1975) – دار النشر المغربية – البيضاء – 100 صفحة.
العاصفة (1979) – مطبعة الرسالة – الرباط – 102 صفحة.
الكتابة خارج النص (1984) – المنشأة العامة للنشر – طرابلس – 174 صفحة.
الصمت الناطق (1987) - منشورات عيون المقالات – البيضاء – 194 صفحة.
الحب الرسمي (2006) – البوكيلي للطباعة – القنيطرة – 132 صفحة.
الأعمال الكاملة (2008) – منشورات وزارة الثقافة – الرباط.
ربيعة ريحان: من مواليد آسفي:
ظلال وخلجان (1994) – دار تينمل – مراكش – 77 صفحة.
مشارف التيه (1996) – مطبعة فضالة – المحمدية – 93 صفحة.
مطر المساء (1999) – الدار المصرية اللبنانية – القاهرة - 95 صفحة.
شرخ الكلام (2002) – دمشق -
بعض من جنون (2002) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 84 صفحة.
أجنحة للحكي (2006) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 131 صفحة.
رجاء الطالبي: من مواليد 1966 بالبيضاء:
شموس الهاوية (2000) – منشورات وزارة الثقافة – الرباط – 87 صفحة.
عين هاجر (2003) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 70 صفحة.
رشيدة عدناوي:
باتجاه البر الثاني (2005) – – منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب - دار القرويين – البيضاء – 72 صفحة.
الزهرة اجبيري:
الورود المستحيلة (2006) – دار السلام – الرباط – 70 صفحة.
الزهرة رميج: الرباط
أنين الماء (2003) – منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب – دار القرويين – البيضاء – 76 صفحة.
نجمة الصباح (2006) – المركز الثقافي العربي – البيضاء – 108 صفحة.
عندما يومض البرق (2008) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 86 صفحة.
زهرة زيراوي: من مواليد 1940 بالبيضاء:
الذي كان (1994) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 106 صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نصف يوم يكفي (1996) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 104 صفحة.
مجرد حكاية (2002) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 101 صفحة.
حنين (2007) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 101 صفحة.
زهور كرام: من مواليد 1961 بسطات:
مولد الروح (2008) - منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب – البيضاء -
زينب سعيد: من مدينة امريرت:
عرس أحمر لليقظة (2006) – سعد الورزازي للنشر – الرباط – 68 صفحة.
زينب فهمي (رفيقة الطبيعة): من مواليد 1941 بالبيضاء:
رجل وامرأة (1969) – دار الكتاب – البيضاء – 244 صفحة.
تحت القنطرة (1976) – دار الكتاب – البيضاء – 102 صفحة.
ريح السموم (1979) – دار النشر المغربية – البيضاء – 159 صفحة.
سعاد رغاي: مقيمة بفرنسا:
نساء على رصيف الغربة (2000) - (د. ط) – الرباط – 158 صفحة.
في قفص الاتهام (2002) – شركة النشر والتوزيع المدارس – البيضاء – 102 صفحة.
سعاد الناصر: من مواليد 1959 بتطوان:
إيقاعات في قلب الزمان (1994) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 94 صفحة.
ظلال وارفة (2007) – سلسلة روافد – الكويت – 139 صفحة.
السعدية باحيدة:
وقع امتداده ورحل (2009) – منشورات الصالون الأدبي – مراكش – 77 صفحة.
السعدية صوصيني: آسفي
الجثة الحية (2008) – مؤسسة التنوخي – آسفي – 64 صفحة.
صالحة رحوتي: الرباط
ومضات من ذاكرة الأيام (2007) – دار نعمان للثقافة – لبنان.
خدوش على جداريات القوارير (2008) – مركز نهر النيل للنشر – القاهرة -116 صفحة.
صالحة سعد: طاطا
رد عقلي (2000) –منشورات البوكيلي – القنيطرة - 74 صفحة.
عائشة بورجيلة: هوارة (أولاد تايمة):
عود الحملة (2005) – منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب – البيضاء – 47 صفحة.
فاطمة بوزيان: من مواليد 1973 بالناظور:
همس النوايا (2001) – شركة بابل للطباعة – الرباط – 70 صفحة.
هذه ليلتي (2006) - منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب –دار القرويين - البيضاء – 94 صفحة.
ميريندا (2008) – منشورات اتحاد كتاب المغرب – الرباط -
فتيحة أعرور:
تانيت (2007) – دار مرسم – الرباط – 96 صفحة.
فدوى مساط: البيضاء
شيء من الألم (2002) – منشورات اتحاد كتاب المغرب - مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 87 صفحة.
لطيفة باقا: من مواليد 1964 بسلا:
ما الذي نفعله (1993) – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – 86 صفحة.
منذ تلك الحياة (2005) – دار الأمان – الرباط – 124 صفحة.
لطيفة السباعي أبرجو: من مواليد 1958 بالبيضاء:
حرب النغم (1990) – مصلحة مونير – البيضاء – 86 صفحة.
لطيفة لبصير: من مواليد 1965 بالبيضاء:
رغبة فقط (2003) – منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب - دار القرويين – البيضاء – 63 صفحة.
ضفائر (2006) – منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب - البيضاء - 59 صفحة.
ليلى أبو زيد: من مواليد 1950 بالقصيبة:
بضع سنبلات خضر (1979) – الدار التونسية للنشر – 88 صفحة.
الغريب (2002) – المركز الثقافي العربي – البيضاء - 154 صفحة.
المدير (2008) – المركز الثقافي العربي – البيضاء –
ليلى الدردوري: الجديدة:
أوهام (1999) – منشورات أكاديمية الجديدة – الجديدة – 36 صفحة.
ليلى الشافعي: من مواليد 1960 بالرباط:
الوهم والرماد (1994) – مطبعة الساحل – الرباط – 83 صفحة.
مالكة عسال: من مواليد البيضاء:
فراديس منفلتة (2005) – دار الورزازي – الرباط – 65 صفحة.
مجيدة بنكيران: من مواليد تازة:
أن تحلم كما الأسماك (2000) – منشورات عكاظ – الرباط – 98 صفحة.
مليكة بويطة: آسفي:
الحلم والحقيقة (2006) – i-m-b-h آسفي – 47 صفحة.
مليكة صراري:
رعشات من معطف الليل (2008) – منشورات أجراس – دار القرويين -البيضاء – 96 صفحة.
مليكة مستظرف: من مواليد 1969 بالبيضاء:
ترانت سيس (2004) – منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب – كلية الآداب – ابن امسيك – مطبعة القرويين – البيضاء - 65 صفحة.
مليكة نجيب: أرفود
الحلم الأخضر (1997) – مطبعة فردوس – الرباط – 59 صفحة.
لنبدأ الحكاية (2000) – مطبعة فردوس – الرباط – 82 صفحة.
السماوي (2006) – منشورات القلم المغربي – مطبعة القرويين – البيضاء – 93 صفحة.
وانفجرت ضاحكة (2008) – منشورات القلم المغربي – البيضاء –
منى وفيق:29 مارس 1981 – الرباط
نعناع .. شمع وموت (2006) – دار شرقيات للنشر والتوزيع – القاهرة – 109 صفحة.
فانيليا سمراء (2008) – دار أزمنة – الأردن – 54 صفحة.
نبيلة عزوزي: تطوان
لا تئدني مرتين (2006) – منشورات المشكاة – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 91 صفحة.
وللتراب عشق آخر (2006) – مكتبة سلمى الثقافية – تطوان – 96 صفحة.
نجاة سرار: مراكش:
حتى إشعار آخر (2000) – دار تينمل للطباعة – مراكش - 78 صفحة.
الزغاريد المؤجلة (2007) – دار وليلي – مراكش – 78 صفحة.
نجلاء البقالي:
بدون طبول ولا مزامير (2006) – منشورات أركانة –الرباط - 75 صفحة.
نجية الحسناوي:
ليلى بلا مجنون (2003) – البوكيلي للطباعة – القنيطرة – 50 صفحة.
نزهة بنسليمان:
لو قلت كلمتي (1995) – المركز الثقافي العربي – البيضاء – 199 صفحة.
الليل موعدنا (1995) – المركز الثقافي العربي – البيضاء – 209 صفحة.
وفاء الحمري:
بالأحمر القاني: امرأة من زمن الحرب (2009) –
وفاء مليح:
اعترافات رجل وقح (2004) – إفريقيا الشرق – البيضاء – 80 صفحة.(/)
نقد مسرحية
ـ[اساطير]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 06:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي بحث عن نقد تطبيقي لاي مسرحية في الادب العربي
ولا اعرف من وين ابدا ياليت احد يدلني او يعطني مثال على ذلك او يعطيني روابط لامثلة لان مطلوب مني اسلمه السبت وحاليا عندي امتحانات
دمتو بود
ـ[زينب هداية]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 08:56 م]ـ
لعلّ الرّابط التّالي يفيد:
http://www.liilas.com/vb3/t104656.html
ـ[اساطير]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 12:32 م]ـ
مريم الجزائر الله يعطيك العافيه
ياليت احد يفيدني اكثر ما عاد فيه وقت(/)
أريد مسآعدتكم لو سمحتوا ^^
ـ[روضة المنصوري]ــــــــ[08 - 05 - 2009, 02:10 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،،
لو سمحتم أريد أي موضوع عن تحليل رسالة الصحابة لابن المقفع،،
تحليلاً أدبياً؟؟
وأريد أي شي يخص (نظرية النقد الإسلامي) رسالة ماجستير مثلاً
كي أستفيد منها،،
شكرا لكم =)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 03:16 م]ـ
تعد (رسالة الصحابة) - تلك الرسالة التي كتبها عبد الله بن المقفع إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور - من أهم الكتابات في الفكر الإسلامي المعنيّ بالنقد الاجتماعي السياسي، وقد تميزت بما جاء فيها من نصائح بُغْيَة الإصلاح الاجتماعي والسياسي، فقد تناول فيها قضايا بطانة الخليفة المنصور وكل خليفة وجميع المُقربين لدى الولاة والأمراء، وجعلها تقريرا في نقد نظام الحكم، وبيانا لوجوه الإصلاح ودستورا عاما للحياة الاجتماعية.
و تدورالرسالة حول نظام الجند ومنهج القضاء مع التركيز على نظام الخراج السائد آنذاك وعلى سلطة الخليفة وبطانته، وما عليه أهل العراق والشام وجزيرة العرب.
وأهم ما تتضمنه الرسالة من مباحث:
1 - نظام الجند فقد خصه ابن المقفع بالنظر لما للجند من مكانة جليلة في حماية كيان الدولة، ولا سيما إذا كانت الدولة ممتدة الأطراف مختلفة الأجناس متعددة المذاهب والنزعات. ومن عوائق انتظام الجند في سياسة واحدة أن معظمهم من خراسان، أي من الفرس من بني جلدة ابن المقفع فقد رأى أن مردَّ فساد الجند راجع إلى الجهل المتفشي فيهم، وإلى ترك الأمور من غير نظام يوضح حقوقهم والواجبات التي عليهم، ثم إلى مفسدة أكبر وتتمثل في توليتهم إدارة الشؤون المالية، وإلى قادتهم من الكفاءة، ثم إلى التأخر في توزيع الأرزاق علىيهم ونحو ذلك. فرأى ابن المقفع لإصلاح ذلك أن يضع الخليفة للجند قانونا يُسيَّرُون عليه، ويبين لهم ما يجب فعله وما يجب تركه، ويبين لرؤسائهم حدود سلطاتهم؛ فيحسن عند ذلك سياستهم.
2 - ورأى تولية الجند شؤون الخراج مفسدة لهم ولدولة، وأن ذلك مدعاة إلى ظلم كبير ينال الرعية، وقد يفضي إلى خروج الجند عن طاعة السلطان.
3 - ثم انتقل ابن المقفع إلى قضية تهمه بنوع خاص في شأن الجند ألا وهي مراعاة الكفاية في تعيين الرؤساء وهو بذلك يرشد الخليفة إلى تعزيز شأن أبناء جنسه ثم ينبه إلى ضرورة تثقيف الجند
4 - وبدا أنه يمدح طبائع جند خراسان؛ فقد قامت الدولة العباسة على أكتافهم.
5 - وفي شأن القضاء طالب ابن المقفع بضرورة تأسيس قانون عام تحتكم إليه البلاد، ورأى أن ترفع إلى الخليفة كل قضية وقع فيها الخلاف، وأن ينظرها بنفسه ويتولاها بالتشاور مع جماعة من الفقهاء الذين يحسنون النظر، فتدوَّن القضية مع حلها في كتاب ثم تدوَّن القضايا كلها، ثم تنشر في الأمصار بين القضاة، وينحو كل خليفة هذا النحو فتجتمع شيئا فشيئا مواد قانون كلي في القضاء، ويتم الإصلاح.
6 - ثم تناول ابن المقفع صحابة الخليفة ورجال بلاطه، وبين ما فيهم من فساد قبل خلافة المنصور إذ كانوا بلا أدب ولا حسب، وكانوا يشيع فيهم الفجور وخساسة الطبع. لذلك يرى ابن المقفع أن يعيد الخليفة النظر في بطانته وأن يتخير منهم ذوي العقل والحسب.
والناظرفي هذه الرسالة يرى أنها داعية إلى ثورة فكرية اجتماعية في وجه الخليفة؛ مما أثار حفيظة المنصورفأغرى بابن المقفع مَنْ يقتله فقُتِلَ وكان في السابعة والثلاثين من عمره.
وتُعَدّ هذه الرسالة وما طرحته من أفكارجديدة لم يعهدها الناس في هذا العصر، مفتاحا لمنهج إصلاحي تحتاجه الأمة في كل عصر إليها وخصوصا تقنين الأحكام الفقهية الذي تتعالى الصيحات به اليوم.
ـ[روضة المنصوري]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 01:35 ص]ـ
شكراً جزيلاً أخي الكريم،،
جزآك الله كل الخير ^^(/)
طلب دراسات تطبيقية للمنهج البنيوي
ـ[حمد الجاسم]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال: هل هناك دراسات تطبيقية للمنهج البنيوي في الشعر والنثر؟
وجدت في كتاب (في النقد الأدبي الحديث -منطلقات وتطبيقات) نموذج لذلك على قصيدة صبوح لأبي نؤاس للناقد كمال أبو ديب.
لا أدري هل هناك دراسات تطبيقية موسعة للمنهج البنيوي مطبوعة؟
أرجو ممن يستطيع المساعدة ان لا يبخل علي بما يفيدني.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[نون النسوة]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 10:27 م]ـ
نعم هناك كتاب ليمنى العيد طبقت فيه المنهج البنيوية لكن أظن على نصوص سردية
وكتاب لكمال أبو ديب جدلية الخفاء والتجلي –دراسات بنيوية في الشعر
أعتقد الغذامي طبق المنهج في كتاب الخطيئة والتكفير
وهناك دراسات لنصوص شعرية وسردية مطبوعة في الدوريات
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 04:14 م]ـ
كما ذكرت الأخت نون النسوة، ليمنى العيد كتابان طبقت فيهما المنهج البنيوي، وهما:
في معرفة النص، و تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي.
وكلها دراسات سردية.
ـ[القعيب]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 07:22 ص]ـ
من أهم الدراسات التطبيقية للمنهج البنيوي كما ذكرت نون النسوة دراسة الدكتور كمال أبي ديب إذ تعد هذه الدراسة من الدراسات المستفيضة والعميقة للمنهج والبنيوي ولكن الدكتور عبدالله الغذامي لم يطبق المنهج البنيوي في كتابه الخطيئة والتكفير بل طبق المنهج التفكيكي أو كما يسميه المنهج التشريحي وشكرا.(/)
الشعر الشعبي ... ضيف على الجامعات!!
ـ[اليافع]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 12:35 م]ـ
يدور جدل حول قبول أو رفض دخول الأدب الشعبي إلى الجامعات، أي سواء في دخولها باعتبارها أثرا من الآثار التاريخية، أو باعتبارها نسيجا من نسيج الثقافة المحلية، لتكون لدينا مادة اسمها الأدب الشعبي، وتهدف إلى بيان هذا المنتج الثقافي الذي يؤثر في المجتمع ولايمكن التغاضي عنه، بل ينبغي دراسته دراسة متأنية؛ لاستخراج مايمكن من القيم والمعارف والدلالات الثقافية.
ولا أزعم قبل البدء في طرح القضية وإبداء الرأي أني على صلة عريقة وعميقة بالشعر الشعبي، فاتصالي به في حدود الكفاية الذاتية، وليست الكفاية المجتمعية، إلا أن التصور الشامل (إن صح التصور) لهذا المنتج المهم من حياتنا يحدو بي إلى علامات عامة حوله ومكانته ومكانه.
إن معرفة حقائق الأشياء، وإدراك قواعدها التي انطلقت منها؛ معين كبير على التصور الصحيح للقضايا المدرجة، فمثلا ماحقيقة الشعر الشعبي وما القواعد التي ينطلق منها؟ وماحقيقة الجامعات وماالقواعد التي تنطلق منها؟
الشعر الشعبي في حقيقته هو الشعر (أيا كان شكله ومستواه) المنتشر عند شعب من الشعوب، والشاعر الشعبي هو الذي يلامس هموم الشعوب (سواء خرج برؤية أو لم يخرج بشيء).
يلزم من هذا أن الشعبي لايلزم منه أن يكون عاميا في لغته، بل يمكن أن يكون فصيحا، وهذا يرجع إلى القائمين على الفصحى والاهتمام بها ونشرها والقيام على تدريسهاو تعليمها.
أما القواعد التي ينطلق منها الشعر الشعبي فأبرزها وأظهرها ضعف اللغة، وتحطيم قواعد العربية والإعراب، ومن قواعدها الانطلاق من الخارج لا من الداخل، فالخارج هو الذي يتحكم في الموضوع والصياغة.
أما حقيقة الجامعات فهي مكان لاجتماع العلوم التي ترتقي بها المجتمعات من لغة وهندسة وطب وصناعة وتجارة وإدارة ولا يتم ذلك إلا بعد معرفة لماضي كل علم وحاضره لصناعة مستقبل مشرق.
وتنطلق الجامعات من قواعد أهمها التوثيق، والطريقة العلمية في بحث المسائل، وتنطلق من تأسيس عقل يستطيع إدراك ماضي العلم الذي يدرسه، لينطلق في صناعة حضارة تتكئ على موروث عميق.
أرى من هنا أنه لامكان للشعر الشعبي (العامي) في جامعتنا السعودية؛ لاختلاف حقيقة كل من الشعر العامي والقواعد التي ينطلق منها، وحقيقة الجامعات والأهداف التي بنيت من أجلها.
ويظل الشعر العامي ظاهرة لابد أن تدرس للتقليل منها، لأنها تجاوزت الحدود الطبيعية لها؛ فالعامية لايمكن أن تكون يوما هي المنهاج لعقلية الأمة، وإن رددنا ذلك إلى ضعف أهل اللغة العربية الفصيحة فالحل هو تقوية أهل اللغة لا الركون إلى هذه اللغة العامية التي أتخاطب بها مع الخباز والعجلاتي والمكوجي والفاكهجي والبقال.
وإن كانت كل ظاهرة كلامية (شعرية كانت أونثرية) مؤثرة في المجتمع تستحق أن تدخل أسوار البحث العلمي لتكون جزءا من ثقافتنا وهويتنا، فكل مسلسل عربي أو غير عربي، وكل فيلم عربي أو غير عربي، وكل أغنية عربية أو غير عربية، وكل مسرحية عربية أو غير عربية، لابد أن تدخل هذا السور الذي يبني العقول.
أضف على ذلك أن الطابع العام للشعر العامي هو مخاطبة الهوى والغريزة لامخاطبة العقل والقلب، ودوائر الهوى والغريزة المرفوضة في الدين والمجتمع كثيرة، فمن دائرة الغزل إلى دائرة الفخر إلى دائرة الهجاء إلى دائرة المدح ... إلى غير ذلك من الدوائر الجالبة لدوار الرأس، حيث تقل دوائر الإحساس بالآخر، دائرة الهموم الحقيقية، دائرة الوظيفة الكبرى، دائرة الامتاع النافع، دائرة التوجيه، دائرة الحكمة، دائرة السعادة، دائرة الكون ... ودوائر أخرى كثيرة يقل فيها الشعر العامي.
ويظل الشعر العامي جزء من ثقافتنا لايمكن تجاهله، لكن لابد أن يبقى في مكانه الطبيعي وهو المنتديات والمجالس العامة والصوالين الأدبية العامة، مع ملاحظة ألا يطغى هذا المستوى العامي من اللغة على المجتمع، لأن اللغة وعاء الفكر، فكلما كانت اللغة أعلى كان مستوى التفكير أعلى وأعمق، وهل نحن نحتاج في هذا الزمن إلا إلى عقول مفكرة، وهل هناك مشكلة في ظنكم مسيطرة على الشعب من طغيان التسليم والتبعية وعدم التفكير.
اليافع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 04:30 م]ـ
هناك جمعية تُدعى: جمعية اللهجات و التراث الشعبي. و هي تتبع قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، ولها نشاط ملموس في هذا الجانب.
أعتقد أن هذا يكفي، ولسنا بحاجة لدراسة هذا الجانب إلا إن كان في مجال محدود لا علاقة للغة به.(/)
طلب موازنة بين ابن زيدون وبائية أبي تمام
ـ[محمد ابراهيم ش]ــــــــ[14 - 05 - 2009, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
أرجو من اعضاء المنتدى عمل موازنةبين ابن زيدون وبائية أبي تمام
ولكم وافر العطاء وجزيل الشكر
ـ[محمد ابراهيم ش]ــــــــ[14 - 05 - 2009, 08:06 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاتهالسلام عليك ورحمة الله وبركاتهالسلام عليك ورحمة الله وبركاته(/)
استفتاء حول مسرحية اريد ان اقتل لتوفيق الحكيم؟؟
ـ[جناحية]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 01:11 ص]ـ
مرحبا
اعزائي اعضاء كوكبة الفصيح
طلب مني بحث عن مسرحية اريد ان اقتل لتوفيق الحكيم
وتدور احداث المسرحية بطريقة مختصرة عن زوجين متحابين تجمعهم علاقة جيدة نابعه عن الحب والتالف بينهم ومن الشخصيات الهامه في المسرحية هناك بنت مريضة نفسيا تحاول قتل احد الزوجين واثناء ذلك الحدث فكلا الزوجين يفضل بقائه على الحياة ولا يريد الموت فاحتارت البنت وقررت ان تصوب الرصاصة على كليهما لكن لحسن الحظ لم يكن مسدسها حقيقيا وانما في تلك اللحظة قتلت سعادتها الزوجية بدلا من اراوحهما
... عذرا على الاسلوب الركيك ولكن لضيق الوقت
وجئت هنا لطلب المساعدة منكم
فاردت ان اعزز بحثي بهذا الاستفتاء البسيط
ولدي بعض الاسئلة اود ان اطرحها ومن بسعيه مشاركتي فجزاه الله خيرا
السؤال الاول
ما رأيك في الفن المسرحي؟؟
السؤال الثاني
مارأيك في كتابات توفيق الحكيم وخصوصا في مجال المسرح
السؤال الثالث
أيهما تفضل:
أ- الروايات
ب- القصص
ج المسرحيات
د- المسلسلات
ه-السينما
ولماذا؟؟؟؟؟
وشكرا لكم مقدما:)
ـ[جناحية]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 07:51 م]ـ
23 مشاهدة ولا رد واحد;)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 05:37 ص]ـ
مرحبا
اعزائي اعضاء كوكبة الفصيح
طلب مني بحث عن مسرحية اريد ان اقتل لتوفيق الحكيم
وتدور احداث المسرحية بطريقة مختصرة عن زوجين متحابين تجمعهم علاقة جيدة نابعه عن الحب والتالف بينهم ومن الشخصيات الهامه في المسرحية هناك بنت مريضة نفسيا تحاول قتل احد الزوجين واثناء ذلك الحدث فكلا الزوجين يفضل بقائه على الحياة ولا يريد الموت فاحتارت البنت وقررت ان تصوب الرصاصة على كليهما لكن لحسن الحظ لم يكن مسدسها حقيقيا وانما في تلك اللحظة قتلت سعادتها الزوجية بدلا من اراوحهما
... عذرا على الاسلوب الركيك ولكن لضيق الوقت
وجئت هنا لطلب المساعدة منكم
فاردت ان اعزز بحثي بهذا الاستفتاء البسيط
ولدي بعض الاسئلة اود ان اطرحها ومن بسعيه مشاركتي فجزاه الله خيرا
السؤال الاول
ما رأيك في الفن المسرحي؟؟
السؤال الثاني
مارأيك في كتابات توفيق الحكيم وخصوصا في مجال المسرح
السؤال الثالث
أيهما تفضل:
أ- الروايات
ب- القصص
ج المسرحيات
د- المسلسلات
ه-السينما
ولماذا؟؟؟؟؟
وشكرا لكم مقدما:)
أختي لاتتضايقي لكني فعلا لا أستطيع الإجابة فلست مطلعة على المسرح باستثناء مسرحيات شكسبير ومسرحيتين لسعد الله ونوس منذ زمن بعيد!
ولم أقرأ لتوفيق الحكيم إلا روايتين فلا أستطيع تقييمه جيدا لكن لفت نظري مسرحياته التي تنحى منحى فلسفيا كمسرحية أهل الكهف قرأت عنها تحليلا لكن لم أقرأها أظنها خطوة مبكرة في مايسمى بالمسرح الذهني .. خاصة إذا ماقورنت بمسرحيات سابقة لمؤلفين آخرين
بالنسبة لسؤالك الأخير المسألة فيها تفصيل
أفضل الروايات الفنية تلك الرواية التي تبهرني لغة أو فلسفة
أما إن كانت رواية حدث فأفضل مشاهداتها سينمائيا اختصارا للوقت ولأني لن أستفيد من تضييع وقتي برواية كهذه في حين النوع الأول من الروايات يجعلني أقف تارة وأفكر تارة أخرى وأحلل وقد تتناثر بها التقاطات لفلسفة الاشياء من حولنا بطريقة تعلق في الذاكرة!
المسرح لا أعرف عنه شيئا وفي حدود علمي كتمثيل ليس بتلك الشهرة في بلادنا ولا أعرف هل تقام مسرحيات فعلا؟ باستثناء ماتعج به الساحة الآن من مسرحيات شعبية .. إضافة إلى أن التقنية التي يعتمد عليها المسرح لاتتناسب وإيقاع العصر السريع مسألة الحضور بوقت محدد ووو ... ! في حين أن الرواية تقتنيها وتتصفحها في أي وقت
أما المسلسلات - حاليا - فأغلبها أضحوكة مجرد زج كل المشاكل والجرائم أو المواقف العاطفية بأسلوب حكائي وادعاء أنها مسلسل وعمل يعالج هموم الناس تماما كالاتجاه الذي بدأت تنحى إليه بعض مما يسمى عند البعض بروايات سعودية!!
موفقة
ـ[جناحية]ــــــــ[17 - 05 - 2009, 11:28 م]ـ
بوركتِ اختي الكريمة
وجزاك الله كل الخير ( ops(/)
مكتبة النقد العربي
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 05:19 م]ـ
تحتوي على أهم المراجع في النقد الأدبى وروابطها
ـــــــــــــــــــــــ
موسوعة المصطلح النقدى ـ عبدالواحد لؤلؤة ج1
http://www.4shared.com/file/22852507/925506ff/
موسوعة المصطلح النقدى ـ عبدالواحد لؤلؤة ج2
http://www.4shared.com/file/22855772/332d8860/
موسوعة المصطلح النقدى ـ عبدالواحد لؤلؤة ج3
http://www.4shared.com/file/22857265/189026e2/
موسوعة المصطلح النقدى ـ عبدالواحد لؤلؤة ج4
http://www.4shared.com/file/22887123/6f493c3b/
النقد المنهجى عند العرب ـ محمد مندور
http://www.4shared.com/file/46890359/51ceab11/
فى نظرية الأدب ـ عثمان موافى ج1
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=018859.pdf
فى نظرية الأدب ـ عثمان موافى ج2
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=014774.pdf
الخصومة بين القدماء والمحدثين فى النقد العربى القديم ـ عثمان موافى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=006969.pdf
دراسات فى النقد العربى ـ عثمان موافى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=019278.pdf
تاريخ النقد الأدبى والبلاغة ـ محمد زغلول سلام
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=006461.pdf
قضايا النقد القديم ـ محمد صايل وعبدالمعطى نمر
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=009541.pdf
النقد العربى ـ مصطفى ناصف
http://al-mostafa.info/data/arabic/g.../Issue-255.pdf
النقد العربى
نحو نظرية ثانية
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013330.pdf
اتجاهات النقد الأدبى فى القرن الرابع الهجرى ـ أحمد مطلوب
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013756.pdf
أصول النقد الأدبى ـ أحمد الشايب
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=002306.pdf
قضايا النقد الأدبى ـ بدوى طبانة
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015042.pdf
الصورة الفنية فى التراث النقدى والبلاغى ـ جابر عصفور
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013742.pdf
النقد الأدبى أصوله ومناهجه ـ للشهيد سيد قطب
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=009579.pdf
تاريخ النقد الأدبى عند العرب ـ طه إبراهيم والشايب
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=016058.pdf
على هامش الأدب والنقد ـ على أدهم
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015853.pdf
فى النقد الأدبى ـ عبداللطيف شرارة
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=014985.pdf
فى النقد الأدبى ـ عبدالعزيز عتيق
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=019282.pdf
أصول النقد العربى القديم ـ عصام قصبجى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013905.pdf
الخيال الحركى فى الأدب النقدى ـ عبدالفتاح الديدى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=004832.pdf
نظرية النقد الأدبى الحديث
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=003917.pdf
الاستعارة فى النقد الأدبى الحديث
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=003092.pdf
شعرنا القديم والنقد الجديد
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=005401.pdf
النقد الفنى ـ نبيل راغب
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=006561.pdf
فى النقد الأدبى ـ نظمى عبدالبديع
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=010359.pdf
مدخل إلى مناهج النقد الأدبى
http://al-mostafa.info/data/arabic/g.../Issue-221.pdf
النقد الأدبى الحديث بين الأسطورة والعلم
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=017713.pdf
فى الأدب والنقد ـ محمد مندور
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=016109.pdf
النقد والنقاد المعاصرون ـ محمد مندور
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=016309.pdf
تاريخ النقد الأدبى فى الأندلس ـ محمد رضوان الداية
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=003732.pdf
دراسات فى النقد الأدبى المعاصر ـ محمد زكى العشماوى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=012039.pdf
جدلية الافراد والتركيب فى النقد العربى القديم
(يُتْبَعُ)
(/)
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015503.pdf
فى النقد المسرحى ـ محمد غنيمى هلال
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015292.pdf
فى النقد التطبيقى والمقارن ـ محمد غنيمى هلال
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=001878.pdf
قضايا معاصرة فى الأدب والنقد ـ محمد غنيمى هلال
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=010721.pdf
قضايا النقد الحديث ـ محمد صايل حمدان
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=011856.pdf
مقالات فى النقد الأدبى ـ إبراهيم حمادة
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=008188.pdf
التيارات المعاصرة فى النقد الأدبى ـ بدوى طبانة
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=004045.pdf
فى علوم النقد الأدبى ـ توفيق الزيدى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015721.pdf
النظرية الأدبية الحديثة والنقد الأسطورى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=000267.pdf
النقد الأدبى فى آثار أعلامه ـ حسين الحاج حسن
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=014936.pdf
نظرية البنائية فى النقد الأدبى ـ صلاح فضل
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=008016.pdf
مدخل إلى مناهج النقد الأدبى ـ رضوان ظاظا
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=012972.pdf
سيكولوجيا الصورة الشعرية فى نقد العقاد
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=007648.pdf
البحث عن المنهج فى النقد العربي الحديث
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=016126.pdf
النقد الموضوعى ـ سمير سرحان
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=009640.pdf
النقد الأدبى ومدارسه ـ ترجمة إحسان عباس ج1
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015102.pdf
النقد الأدبى ومدارسه ـ ترجمة إحسان عباس ج2
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=008761.pdf
المذاهب الأدبية والنقدية ـ شكرى عياد
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=003576.pdf
تجارب فى الأدب والنقد ـ شكرى عياد
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=004380.pdf
قراءات فى الأدب والنقد ـ شجاع مسلم العانى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=018677.pdf
فى تشكيل الخطاب النقدى ـ الرباعى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=007914.pdf
مقالات فى النقد والنظرية ـ الغذامى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=012838.pdf
دراسات ونماذج فى مذاهب الشعر ونقده ـ محمد غنيمى هلال
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=006149.pdf
النظرية الأدبية المعاصرة ـ ترجمة جابر عصفور
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015845.pdf
علاقة النقد بالإبداع الأدبى ـ ماجدة حمود
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=019228.pdf
الأسس الجمالية فى النقد العربى ـ عز الدين إسماعيل
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013293.pdf
أشكال التخيل فى فتات الأدب والنقد ـ صلاح فضل
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=007462.pdf
تشريح النقد ـ ترجمة محمد عصفور
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=006699.pdf
فى الشعر والنقد ـ منيف موسى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=018484.pdf
نظرية الجاحظ فى النقد الأدبى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=014211.pdf
دراسات فى النقد المسرحى والأدب المقارن
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=003061.pdf
المنهج الموضوعى فى النقد الأدبى ـ محمد عزام
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=016927.pdf
مناهج النقد الأدبى ـ ترجمة الطاهر مكى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=011632.pdf
دراسات فى الأدب والنقد ـ أبو القاسم كرو
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=008801.pdf
نظريات معاصرة ـ جابر عصفور
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=001709.pdf
بنية النص السردى من منظور النقد الأدبى
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=006822.pdf
فلسفة الالتزام فى النقد الأدبى ـ رجاء عيد
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=010551.pdf
دراسة تطبيقية فى الفكر النقدى الأدبى محورها الرؤية والرؤيا
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=007484.pdf
المفاضلة بين الشعروالنثر النقدى الأندلسى
http://www.wadod.net/open.php?cat=21&book=1223
المدخل إلى نظرية النقد النفسى
http://www.4shared.com/file/41239338/231776c2/
العنونة والعلامة النقدية فى التراث ـ رسالة ماجستير
http://www.4shared.com/file/47104795/f0ceafb0/
تيارات النقد الأدبى فى الأندلس ـ مصطفى عليان
http://www.4shared.com/file/46886542/c3814906/
الأسس النفسية للإبداع الفنى فى الشعر خاصة ـ د/ سويف
http://up1.m5zn.com/download-2009-2-1-09-d8qhmepoj.rar
خصائص الأدب العربى فى مواجهة نظريات النقد الأدبى الحديث ـ أنور الجندى
http://www.zshare.net/download/1288582182212085/
مفاهيم نقدية ـ ترجمة محمد عصفور
http://www.4shared.com/file/16996306/1ad1c0d8/Issue
دراسات نقدية فى ضوء المنهج الواقعى ـ حسين مروة
http://www.4shared.com/get/38933880/584a94b7/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 06:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم ..
المجموعة قيمة جداً .. جعل الله عملكم في موازين حسناتكم ..
ولكن لا تعمل لدي معظم الروابط .. ليتكم تضعون روابط أخرى مشكورين ..
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 06:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم ..
المجموعة قيمة جداً .. جعل الله عملكم في موازين حسناتكم ..
ولكن لا تعمل لدي معظم الروابط .. ليتكم تضعون روابط أخرى مشكورين ..
مساء الخير أنوار ....
تحققي من احتواء جهازك على كافة برامج القراءة حتى يتسنى لك فتح المجلدات والكتب المثبة تحت هذه الروابط
اليك هذا الرابط قد يفيدك كما أفادني ..
http://www.al-mostafa.com/
بالتوفيق
ـ[الجرموني محمد]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 08:37 م]ـ
السلام عليكم، كتب قيمة جدا شكرا لكن الرابط يعمل.(/)
أريد المساعدة
ـ[طالب ماجستير]ــــــــ[20 - 05 - 2009, 09:21 م]ـ
عندي بحث عن شخصية أبي حيان وتراثه النقدي، وأطلب بعض المراجع التالية:
1 - أبو حيان التوحيدي تأليف محمد السامرائي.
2 - أبو حيان التوحيدي شخصيته وفلسفته تأليف عبد الواحد حسين.
ـ[جويرية]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 04:48 م]ـ
جاري البحث ......................
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 12:27 م]ـ
ربما تجد ضالتك في خزانة الكتب في الشبكة هنا.(/)
ما بين جرير والفرزدق
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 01:14 م]ـ
قال النقاد قديما:"جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت في الصخر"
أريد شرحا نقديا لهذه العبارة، هل قائلها استند في مقارنته إلى المعاني، الألفاظ، الصور ... ؟(/)
عن التذوق الأدبي
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 01:16 م]ـ
أريد من الإخوة الفصحاء إرشادي إلى أي دراسة تتناول موضوع التذوق الأدبي
وأكون شاكرا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 01:09 م]ـ
هنا ( http://www.al-jazirah.com/culture/26042004/madak58.htm)
و
هنا ( http://www.google.com/search?hl=ar&q=%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%88%D9%82+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A8%D9%8A&lr=&aq=f&oq=)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذة وضحاء
وبارك فيك(/)
فماذا يقصد بالمنهج الأسلوبي أو "الأسلوبية"؟
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 09:20 م]ـ
لقد تقدمت المناهج النقدية في عالمنا العربي تقدماً ملحوظاً وإن لم تكن قد وصلت إلى المستوى الذي وصلت إليه أوروبا بيد أن النقاد العرب قد شغفوا بها وأخذوا بلجامها في دراسة وتحليل وتقويم النص الأدبي ..
ومن هذه المناهج التي خدمت النصوص الأدبية وبلورت جمالياتها هي الأسلوبي ..
فماذا يقصد بالمنهج الأسلوبي أو "الأسلوبية"؟
المنهج
كما عرفه الجيلالي: (طريقة موضوعية يسلكها الباحث في تتبع ظاهرة، أو استقصاء خبايا مشكلة ما لوصفها أو لمعرفة حقيقتها وأبعادها ليسهل التعرف على أسبابها وتفسير العلاقات التي تربط بين أجزائها ومراحلها وصلتها بغيرها من القضايا، والهدف من وراء ذلك هو الوصول إلى نتائج محددة يمكن تطبيقها وتعميمها في شكل أحكام أو ضوابط وقوانين للإفادة منها فكرياً وفنياً) (1).
أما الأسلوب:
ففي لسان العرب يقال للسطر من النخيل أسلوب، وكل طريق ممتد فهو أسلوب، والأسلوب الفن يقال أخذ فلان في أساليب من القول: أي أفانين منه. (2)
وعرف "ريافتير" الأسلوب بأنه: "كل شيء مكتوب وفردي قصد به أن يكون أدباً". (3)
ويعتبر شارل بالي الفرنسي النمساوي تلميذ دي سوسير "مؤسس المنهج البنيوي" من أوائل المؤسسين لهذا المنهج وتبعه جاكبسون الذي عرف الأسلوبية بأنها "البحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولاً، وعن سائر أصناف الفنون الإنسانية ثانياً". (4)
وقد ألمح عبد القاهر الجرجاني إلى الأسلوب في نظرية النظم، فالنظم عند الجرجاني هو الأسلوب، ومن هذه النظرية بنى الأسلوبيون منهجهم الحديث "الأسلوبية" فأضحت بفضل الكثير من الملاحظات المتراكمة علماً خاصاً بدراسة جماليات الشعر والنثر.
ولم يعد المنهج الأسلوبي يعتمد على الألفاظ وعلاقاتها بالجمل والتراكيب والقواعد النحوية فحسب بل " توسع مفهوم علم الأسلوب ليشمل كل ما يتعلق باللغة من أصوات و صيغ و كلمات وتراكيب فتداخل مع علم الأصوات و الصرف و الدلالة و التراكيب لتوضيح الغاية منه, و الكشف عن الخواطر و الانفعالات و الصور , وبلوغ أقصى درجة من التأثير الفني , بل توسع أكثر من ذلك أخيرا (5) و اشتمل على علم النفس و الاجتماع و الفلسفة وعلوم أخرى شهدت دقة مناهجها ومدى صلاحيتها في إغناء المنهج الأسلوبي.
يقول غزوان " وقد أدى الاهتمام بدراسة الأسلوب وتحليله لغويا على وفق معايير لغته أو فنياً على وفق المعايير الفنية , إلى ظهور ما يسمى بالأسلوبية اللغوية التي ترى أن الأسلوب قد يكون انزياخا أو انحرافا, أو عدولا عن السياق اللغوي المألوف في هذه اللغة أو تلك , أو قد يكون تكرارا للمثال , أو النموذج النصي الذي يهتم به الذوق العام أو قد يكون كشفا خاصا لبعض أصول اللغة ومرجعياتها ولا سيما في الوجه الجمالي للتعبير أو ما يسمى بالوجه البلاغي أو البياني" (6)
ومن هنا نستخلص بأن الأسلوبية إنما تعتمد اعتمادا كبيرا على الدراسات اللغوية التي تمهد لدراسة النص الأدبي , لأن الناقد الأدبي -على حد تعبير غزوان- قبل كل شيء يجب أن يكون لغويا جيدا لأنه" لا وجود لأي نص أدبي خارج حدود لغته" (7) وهذا يدفعنا إلى أن الأسلوبية لا تكتفي البتة ببنية النص كما هي البنيوية بل تنظر إلى ما يحيط بها نظرة شمولية تهدف من وراءها إلى خلق جماليات النص الأدبي و تنويره للقارئ.
هذا بالإضافة إلى علاقتها بالبلاغة العربية و ما يعرف بالانزياح و التكرار و الإيحاءات التي يستشفها الناقد من السياقات المختلفة.
ويتحدد المنهج الأسلوبي وفق خمسة اتجاهات (8):
1 - الأسلوبية الصوتية:
وهي التي تهتم بالأصوات و الإيقاع و العلاقة بين الصوت و المعنى.
2 - الأسلوبية الوظيفية:
وتهتم بدراسة العدول أو ما يسمى بالانحراف أو الانزياح.
وتقوم على مبدأين:
أ -دراسة نصوص كثيرة تمثل أنواعاً أدبية مختلفة وأجناسا متعددة وعصورا بغية الكشف عن الآليات التي تتحكم في تكوين الأسلوب الشعري.
ب - الإفادة من نتائج علم النفس .. فدراسة العمل الأدبي أسلوبياً يتطلب التحرك بمرونة قصوى بين الأطراف و المركز الباطني للنص , والوصول إلى تلك النتائج يتطلب إعادة قراءة النص مرارا.
3 - الأسلوبية التعبيرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان رائدها بالي الذي شق الطريق للتفريق بين أسلوبين أحدهما ينشد التأثير في القارئ و الآخر لا يعنيه إلا إيصال الأفكار بدقة. وطور تلاميذه هذا الاتجاه عن طريق التوسع في دراسة التعبير الأدبي , فالكاتب لا يفصح عن إحساسه الخاص إلا إذا أتيحت له أدوات ملائمة , وما على الأسلوبي إلا البحث عن هذه الأدوات.
4 - الأسلوبية الإحصائية:
تقوم على دراسة ذات طرفين , أولهما: هو التعبير بالحدث , و الثاني هو التعبير بالوصف , ويعني بالأول الكلمات أو الجمل التي تعبر عن حدث و بالتالي الكلمات التي تعبر عن صفة , ويتم احتساب عدد التراكيب و القيمة العددية الحاصلة تزيد أو تنقص تبعاً لزيادة أو نقص عدد الكلمات الموجودة في هذه التراكيب , وتستخدم هذه القيمة في الدلالة على أدبية الأسلوب و التفريق بين أسلوب كاتب و كاتب.
فمثلاً كتاب " الأيام" لطه حسين تبين مثلاً أن نسبة الجمل الفعلية إلى الوصفية 39% في حين أن نسبة تكرار هذه الجمل في كتاب " حياة قلم" للعقاد لا تتعدى 18% , ومعنى ذلك أن كتاب الأيام أقرب إلى الأسلوب الانفعالي و الحركي من كتاب العقاد الذي يميل فيه إلى الطابع الذهني العقلاني.
5 - الأسلوبية النحوية:
تهتم بدراسة العلاقات و الترابط و الانسجام الداخلي في النص و تماسكه عن طريق الروابط التركيبية المختلفة , ومن هذه العلاقات: استخدام الضمائر و العطف و التعميم بعد التخصيص ... وهذه العلاقات يلجأ إليها الكاتب لتنظيم جملة بعضها إلى جانب بعض مما يؤدي إلى تماسكها و ترابطها ..
وعلى هذا فإن الأسلوبية تواصل تأملها لعالم النص عن طريق القراءة المتعددة الوجوه , وتتحدد هذه الاتجاهات بعضها مع بعض في كيان عضوي يجذب القارئ و يستثير تساؤلاته.
---
(1) مجلة الموقف الأدبي , العدد 404
(2) انظر لسان العرب مادة (سلب)
(3) اتجاهات البحث الأسلوبي , لشكري عياد
(4) النقد الأدبي الحديث أسسه الجمالية , للدكتور: سعد أبو الرضا
(5) المرجع السابق.
(6) أصداء دراسات أدبية نقدية , للدكتور: عناد غزوان.
(7) المرجع السابق.
(8) في النقد و النقد الألسني: للدكتور: إبراهيم خليل.
جانب تطبيقي
أقبل بموكبك الأغرّ ... ما أظمأ الأبصار لك!
العين بعدك يا قمر ... عمياء! والدنيا حلك!
تمضي وراء سحابةٍ ... تحنو عليك وتلثمك!
وأنا رهين كآبةٍ ... بخواطري أتوهمك!
كن حيث شئت فما أنا ... إلا معنىً بالمحال
أغدو لقدسك بالمنى ... وأزور عرشك بالخيال
وأقول صبراً كلما ... عزّ الفكاك على الأسير
روحي وروحك ربما ... طابا عناقاً في الأثير
مهما تسامى موضعك ... وعلا مكانك في الوجود
فأنا خيالك أتبعك ... ظمآن أرشف ما تجود
قمر الأماني يا قمر ... إني بهم مسقمِ
أنت الشفاء المدَّخر ... فاسكب ضياءك في دمي
أفرغ خلودك في الشباب ... واخلع على قلبي الصفاء
أسفاً لعمر كالحبابِ ... والكأس فائضة شقاء
خذني إليك ونجِّني ... مما أعاني في الثرى
قدحي ترنِّق اسقني ... قدح الشعاع مطهرا
واهاً لأحلام طوال ... وأنا وأنت بمعزلِ
نعلو على قمم الجبال ... ونرى العوالم من علِ]
يحلل شكري عيّاد هذه القصيدة فيقول:
(يوحي عنوان هذه القصيدة بنوع من التفاؤل أو الفرح، فالاستقبال يكون لضيف عزيز نسعد بقدومه، أو لشخص عظيم نحتفل بلقائه، والوزن القصير المرن (مجزوء الكامل الذي تتعادل فيه المقاطع القصيرة والمتوسطة الطول) يزيد القصيدة إشراقاًَ.
ومناجاة القمر تستمر مع الشاعر من أول القصيدة إلى آخرها.
ولعلنا وقد استرعى نظرنا امتداد الحوار بين الشاعر والقمر على طول القصيدة، نجد من الأوفق أن نبدأ تحليلنا الأسلوبي لها بملاحظة طريقة خطاب الشاعر للقمر.
والسمة المميزة لخطاب القمر هنا هي كثرة أفعال الأمر التي يراد بها الدعاء أو الرجاء أو التمني، وفعل الأمر هنا يقوم بترقيم القصيدة أو بتحديد بدايات الفصول، فالمقطع الأول يبدأ بفعل أمر (أقبل)، والمقطع الثاني يبد بفعل أمر كذلك (كن)، وبعد ثلاثة مقاطع تأتي بداية مختلفة ولكنها تؤدي وظيفة "الترقيم" كفعل الأمر أو أقوى منه، وهي النداء المكرر "قمر الأماني يا قمر" ويمكننا أن نلاحظ هنا ما في إضافة القمر إلى الأماني من حذف حرف النداء ثم كرر النداء بـ (يا) في ذات البيت، وفي الفصل الأخير تتعاقب ستة أفعال أمر في ثلاثة مقاطع وهم "اسكب، أفرغ، اخلع، خذني،
(يُتْبَعُ)
(/)
نجني، اسقني" أما المقطع الختامي فيبدو أنه مميز عن الفصل السابق إذ بدئ باسم فعل مضارع يدل على التعجب "واهاً" وخلا من أي فعل أمر.
ويبدو لنا أن تركز أفعال الأمر الدعائي في المقاطع الثلاثة التي سبقت المقطع الأخير يعبر عن تصاعد انفعال الشاعر، في حين أن خلو المقطع الأخير منها يدل على الوصول إلى نقطة إشباع. ويؤكد ذلك استعمال اسم الفعل الذي يدل على التعجب، والعطف بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب.
ويستوقف نظرنا من بين هذه الأفعال قوله في ابتداء المقطع الثالث "كن حيث شئت" فهذا الأمر يختلف عن فعل الأمر السابق "أقبل"، وعن الأفعال التالية "اسكب ... وأفرغ .. " التي تدل على التضرع والدعاء.
إن الذي يقول كن حيث شئت يريد بها نوعاً من التحدي، وكأنه يقول "لا يهمني من أنت، ولا ابن من تكون" وبهذا يشعر خصمه أنه أعد له اللقاء المناسب، ولكن انظر إلى ما أعده الشاعر هنا "ما أنا إلا معنىً بالمحال" إن شجاعته هي شجاعة من استعد لأن يضرب حتى الموت وكأنه يقول "عظمتك لا تخيفني، لأني أعلم أني لا شيء".
أما إذا نظرنا إلى الصور فمخاطبة الشاعر للقمر كما لو كان إنساناً عاقلاً أمر غير مستغرب في لغة الشعر ... فتلك الصور التي رسمها الشاعر تعبر عن شوقه إلى الانعتاق من هموم الدنيا، وقد عرف بسخطه على الحياة والأحياء، ناعياً سوء حظه وضياع عمره، ولكن لا بد أن نتوقف عند سلبية الصور التي يرسمها لنفسه، فهو لا يخوض صراعاً من أي نوع كان، وإنما هو فريسة الهم والسقم والشقاء، ولذلك فإن "القمر" يجب أن يصنع له كل شيء، ويجب أن يشفيه من همه المسقم، وأن يجعله خالداً مثله، ويأخذه بعيداً عن عالم المعاناة هذا، وربما خيل إلينا قوله "واخلع على قلبي الصفاء" أنه يعاني نوعاً من الصراع الداخلي، لكننا لابد أن نستبعد هذا الفهم حيث نجده يقول: قدحي ترنَّق فاسقني ... قدح الشعاع مطهرا
فهو (مستقبل) فحسب، الحياة تسقيه كدرا، وهو يريد شراباً صافياً، مع أنه لم يفعل شيئاً يستحق هذه النعمة إلا الصبر والتمني.
ولابد أن نلاحظ أيضاً أن تمثيل الشاعر للنعمة التي يرجوها من القمر قد غلبت عليها صورة "الشراب": "ما أظمأ الأبصار لك"، "ظمآن أرشف ما تجود"، "اسكب ضياءك في دمي"، "أفرغ خلودك في الشباب"، وإن كانت هناك صورة لمسية وهي صورة العناق "طابا عناقاً في الأثير"، وصورة بصرية "العين بعدك عمياء"، وثالثة مستعارة من اللبس "اخلع على قلبي الصفاء" ... وغلبة صورة الشراب تجعلنا نميل إلى الظن بأن في القصيدة حزمة انفعالية ترجع في منشئها إلى المرحلة الفمية في حياة الطفل ... فعلماء التحليل النفسي يقولون: ترتكز حياة الطفل النفسية في أشهره الأولى حول فمه، فالفم هو مصدر المعرفة ومصدر الوجدان والنزوع جميعاً، فهو يرضع بفمه، يحب بفمه، يناغي بفمه، ويميز الأشياء بفمه، والدليل على أن هذا الفم هو مصدر الأحاسيس الوجدانية لدى الإنسان في مراحل حياته الأولى هو أننا ربما لاحظنا أن الطفل عندما ينتهي من الرضاعة يتصبب عرقاً، وهذا يدل على الاندماج الكامل بين الأم والطفل، وعندما تنزع الأم طفلها قبل إتمام الرضاعة فإن أمارات الفزع والغضب تبدو واضحة عليه تماماً.
فالشاعر يريد أن يشعر بالاندماج الكامل بينه وبين القمر فيخلع عليه صفات الأم من العناق في قوله "طابا عناقاً في الأثير" فهو تعبير دقيق عن عناق الأم لطفلها، ومن الحنان في قوله "تحنو عليك وتلثمك"، أما في قوله "العين بعدك عمياء" فهي تطابق المعروف عن اكتمال الإحساسات البصرية لدى الرضيع وأنها أول ما تتركز على أمه.
فالصور تغوص في أعماق العقل الباطني وإن تشربت كثيراً من التجارب الواعية، فهو –الشاعر- يعيش وسط أحلام وأماني وأوهام يحاول أن يصل إلى السعادة المفتقدة من خلال مناجاته مع القمر وكأنه طفل يحاول أن يتشبث بتلابيب أمه الغائبة.
فرؤيا الشاعر المفتقدة التي يختم بها قصيدته رؤيا التوحد مع الأم، في وجود لا مكان فيه لغيرهما، وقد شعر بأنه مع ذلك الكائن العجيب القادر يحلق في الأعالي وهذا ما يقوله اللاوعي واللاشعور ... أما وعي الشاعر فيقول إنه حلم مستحيل ولكنه وقد أعد نفسه له لا يملك إلا أن يسترسل فيه). (9)
*
*
*
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قراءة نقدية كقراءة شكري عياد تعد من القراءات النقدية الحديثة التي خدمت القصيدة وبلورت معالمها، فلا تعد قراءة في –مجال النقد الأدبي- خاطئة وصائبة، ولكنها إما قاصرة أو كاملة ... فالمجال النقدي مجال مرن يتقبل وجهات النظر المبنية على أسس ومناهج علمية مدروسة.
لقد أجاد الناقد في تحليله من حيث ترسمه للاتجاهات الأسلوبية الصوتية والتعبيرية والوظيفية والإحصائية والنحوية ...
تلك الاتجاهات التي اتضحت جليةً في تحليله، فالمستوى الصوتي اتضح في بيانه للوزن والقافية ومدى أثرهما على النص، والتعبيري في بيانه استخدام الشاعر لخطابه الخاص الموحي بالحرمان والشوق إلى الانعتاق من هموم الدنيا، أما على المستوى الوظيفي ففي مدى أثر هذا النص على المتلقي، والصورة التي بُلورت في نفس المتلقي فتراءت له معان جديدة ... كصورة الأم والطفل، بالإضافة إلى اعتماده على التحليل النفسي لمراد الشاعر في إيحائه للأم من خلال حديث الشاعر للقمر.
أما المستوى الإحصائي فتراءى من خلال بيانه لأفعال الأمر التي استخدمت في القصيدة وكيف أثرت فيها، وكذلك على المستوى النحوي في عرضه لأثر العطف على الجمل الذي أدى بها إلى التماسك والترابط.
بيد أن الناقد قد غض طرفه عن أمر مهم تهتم به الأسلوبية وهي مسألة (الانحراف أو العدول) فالقصيدة مليئة بالانحرافات في مثل قوله "سحابة تحنو عليك"، "اسكب ضياءك"، "أفرغ خلودك"، "قدح الشعاع" فهذه الانحرافات من المصادر الجمالية في النص الأدبي تعطيه مزيداً من التوهج والإثارة وتمارس سلطة على القارئ من خلال ما تحمله من عنصر المفاجأة والغرابة ... فهي توسع دلالات اللغة وتولد أساليب جديدة لم تكن دارجة أو شائعة في الاستعمال.
وكذلك ما أحدثه التكرار لكلمة (قمر)، فقد تكررت في القصيدة أربع مرات، في العنوان وفي المقطعين الأول والسادس ... ولا يخفى م لهذا التكرار الصوتي في النص من قيمة إيحائية ودلالية. فقد ارتبط القمر في عنوان القصيدة بالمصدر (استقبال) فإضافة القمر للمصدر أوضح أن ثمة لقاء سيأتي، وأن هذا اللقاء إلا لشخص بعيد عزيز لديه ... لكن هل حدث هذا اللقاء أم لم يحدث لا ندري؟! .. فما إن ندلف إلى القصيدة حتى تخبرنا بأن هذا اللقاء لم يكن إلا أمانٍ وأوهام وأحلام تجلب الحسرات .. فارتباط القمر في المقطع الأول (بالعين العمياء) ليدل على استيائه ويأسه من حلول هذا اللقاء بأس شكل من الأشكال، كما هو الإنسان الأعمى الذي لن يستطيع يوماً أن تلتقي عينيه بالدنيا.
ثم يكشف الستار عن حقيقة مجلجلة في نفسه في المقطع السادس بأن هذا اللقاء الذي ينتظره –حقاً- ما هو إلا أحلام وأماني ... وقد تكررت كلمة (قمر) في هذا المقطع مرتين لتدل على قيمة وجدانية علية، وأن الشاعر قد بلغ ذروة انفعاله!
يقول غريماس:"ثمة ما يبرر للتكرار وجوده، أنه يسهل استقبال الرسالة". (10)
ويقول عياشي:"غير أن وظيفة التكرار لا تقف عند هذا الحد، ذلك لأنها تخدم النظام الداخلي للنص، وتشارك فيه، وهذه قضية هامة لأن الشاعر يستطيع بتكرار بعض الكلمات أن يعيد صياغة بعض الصور من جهته كما يستطيع أن يكشف الدلالة الإيحائية للنص من جهة أخرى". (11)
فكلمة (قمر) في سياقها النصي هي الكلمة المحورية والجوهرية التي سلطت أضواءها على فضاءات النص وبلورت جمالياته.
هذا بالنسبة إلى ذات النقد، أما بالنسبة إلى المنهج المتبع وهو المنهج الأسلوبي فإنه يعيد لنا نشوة التراث حيث "نظرية النظم" عند عبد القاهر الجرجاني، فقد دعا إلى النظرة الشمولية التي تمكن القارئ من الوقوف على جماليات النص الأدبي، فلا يستطيع القارئ الحكم على النص من قراءة بيت أو عدة أبيات، وإنما يقتضيه النظر والتأمل في القطعة الأدبية بكاملها .. ومن هنا يستطيع أن يتبين المزايا التي تجعله يقف على ما في النص من براعة النقش وجودة التصوير والتعبير. فلا مزية للألفاظ –عند الجرجاني- من غير سياق ولا تفاضل بينها، وإنما تأتي مزيتها وأهميتها من خلال علاقة اللفظة بما سبقها من ألفاظ وما يليها من ألفاظ ... فاللفظة لا يمكن أن توصف إلا باعتبار مكانها في النظم. وهذه من الأدلة التي يستند عليها الأسلوبيون في منهجهم النقدي.
وبنظرة أكثر شمولية ينفرد "حازم القرطاجنّي" بتميزه عن غيره من أهل النظر في علوم البيان والبديع.
فهو أول من قسم القصيدة العربية إلى "فصول"، وأول من أدرك الصلة الرابطة بين مطلع القصيدة وآخرها الذي يحمل في ثناياه الانطباع الأخير والنهائي عن القصيدة.
وبناؤه لهذه النظرة على الاستهلال والخاتمة قائم على أسس نفسية تراعي شعور القارئ ونمو التأثير العاطفي والوجداني فيه، فمن طبيعة القارئ الإحساس والتجاوب مع المشاعر المتجانسة التي تفيض في جوٍ أو مناخ خال من التقلبات العاطفية". (12)
وتلتقي نظرة القرطاجني في تقسيمه للقصيدة إلى "فصول" مع نظرة الأسلوبيين المعاصرين في تقسيمهم النص الأدبي –بغض النظر عن جنسه- إلى "أبنية"، فما "البنية" إلا مصطلح مقابل لما أسماه القرطاجني بالفصل حين قصد به: التقاء أبيات القصيدة وترابطها مؤلفة وحدة معنوية.
لذا من الرائع بل من الأروع أن نجمع بين تلك المناهج النقدية قديمها وحديثها، ونأخذ منها ما نراه من نظرةٍ فاحصة أنها ستخدم النص الأدبي وتكسيه حلة جديدة، وتعطي كل ذي حق حقه سواء كان من جهة المبدع أو النص أو المتلقي أي (المرسل، والرسالة، والمرسل إليه).
منقول للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 07:00 م]ـ
بورك النقل والناقل.
ـ[زورق شارد]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيك،،أفدتنا يا أخي
ـ[سماالعريش]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 05:24 م]ـ
بارك الله فيك(/)
ماذا يقصد بالمنهج البنيوي ?
ـ[فتى الإسلام]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 01:17 ص]ـ
ماذا يقصد بالمنهج البنيوي ?
وكيف أحلل نص نقدي بنيوي ?
أرجوكم بتفصيل
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 02:21 ص]ـ
أخي القدير ...
هذا السؤال نوقش كثيرًا، وأجيب عنه غير مرة، ولو بحثت -وفقك الله- في منتدى النقد لوجدت ضالتك ومبتغاك -بمشيئة الله -
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 10:39 م]ـ
اهلا أخي فتى الاسلام
بصورة موجزة مختصرة
أقول:
1 ... المنهج البنوي هو منهج ظهر في القرن 19م مع بداية التطور في الدرس اللغوي.وكذا جملة المستحدثات في اطار اللسانيات ومختلف متعلقاتها، ويقوم المنهج البنوي انطلاقا لما تنص عليه اللسانيات البنوية: مفهوم البنية والنظام؛ أي تكون الدراسة محصورة في حيز مغلق عن أي عامل خارجي -خارج عن ماهو موجود في النص - وبالتالي تدرس فقط العلاقات داخل البناء النصي في علاقات الأجزاء ببعضها البعض.عكس ما هو موجود في المناهج السياقية من نفسي واجتماعي .... تاريخي ...
2 ... أما فيما يخص طريقة التحليل فهو ليس تحليل وانما دراسة بهذا المنهج لانه منهج نصاني.لأنه مع ظهور مثل هذه الأنواع من المناهج الحداثية أستبعد مصطلح التحليل وصار يتداول مصطلح القراءة أو الدراسة.
وبطبيعة الحال تقوم الدراسة وفق هذا المنهج وفق أريعة مستويات:
أ-المستوى الصوتي:وتدرس فيه الأصوات من جوانب عدة مثلا الجهر الهمس ....
ب-المستوى الصرفي: دراسة الاشتقاق وحالة الجمود ..... حالة بنية الكلمات.
ج-المستوى التركيبي: دراسة مثلا الزمن والعلاقات النحوية .....
د-المستوى الدلالي: دراسة الحقول الدلالية .... ودلالات الكلمات ...
هذه معلومات بسيطة .. فلو أردت الاستزادة أكثر.أنصجك بزيارة مكتبة المصطفى ... سوف تفيدك كثيرا ............. تمنياتي لك بالتوفيق
ـ[نون النسوة]ــــــــ[04 - 06 - 2009, 04:27 ص]ـ
كمفهوم ميسر تستطيع الحصول على صورة مبسطة لفكرة البنيوية في صفحات من كتاب نظرية الأدب لشكري الماضي حيث تناول أبرز مفاهيمها والنقد الموجه لها
وإن أردت الاستزادة والتوسع ثمة كتاب يحمل عنوان البنيوية من إصدارات جريدة الرياض
وإن أردت صورة تطبيقية بعد القراءة النظرية للمنهج هناك كتاب ليمنى العيد وكمال أبو ديب طبقا البنيوية في تحليل النصوص
موفق
ـ[عصام محمود]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 05:42 م]ـ
سوف أكتب لك حتى تتعملي كيفية تحليل القصيدة
أولا المحور الصوتي
تقومين بدراسة الصوت والايقاع المستخدم في الابيات المختارة من خلال حروف القافية والروي والبحر الشعري والجمل الايقاعية فمثلا إذا كانت القافية ساكنة فهذا له دلالة مثل الثبات أو السكون ولو كان الحرف في الروي مثلا حرف الباء فهذا يدل على كلمات مثل القلب و الحب او ما شابه فيما يعرف بموسيقى القافية ودلالة البحر هل هو طويل أم خفيف ودلالته على الموضوع المعبر عنه فمثلا لا يصح للشاعر أن يستخدم بحر الرجز او الهزج في الرثاء أو الفخر او المدح،ثم علاقة هذا البحر بالاقفية ومدى تعلق القافية بالمعني.
المحور الثاني: الصرفي:
تنظرين هل يستخدم الشاعر الكلمات ذات البينيات البسيطة ام المركبة؟ فدلالة غلقت غير دلالة غلّقت في سورة يوسف،ثم تنظرين فيما يعرف بنظرية الحقول الدلالية بمعنى ان الشاعر استخدم كلمات تتعلق بموضوع واحد فأدوات الحرب تستخدم السيف والرمح والخنجر والسهم وهذا يؤكد دلالة المعنى الحربي عنده ثم تنظرين إلى الكلمات المستخدمة في القصيدة هل تعتمد على الأسماء ام الأفعال؟
والأسماء هل هي جامدة او مشتقة؟
الأفعال ما نوع الأفعال المستخدم ماضية أم مضارعة ودلالة ذلك فقد يوحي ذلك بأن الشاعر يعيش في الماضي لو كان يعتمد على الأفعال الماضية او يوحي بالتجدد او الاستمرار إذا كان يوحي بالحركة إكونه من الأفعال المضارعة وهكذا
المحور التركيبي
وهو ما يعرف بالتركيب النحوي
هل يعتمد الشاعر على الجمل الأسمية ام الجمل الفعلية؟ هل الشاعر يستخدم الجمل البسيطةأم المركبة بمعنى هل يعتمد على ذات طول وفيها فضلات الجملة أم يعتمد على الجمل الأساسية الميتدأ والخبر أو الفعل والفاعل فحسب،هل الجمل تعتمد على السير الطبيعي لهاأم هناك تقديم وتأخير؟ هل يعتمد على تأويلات نحوية بمعنى هل يلجأ الى ما يعرف بالضرورات الشعرية في تركيب الجملة
المحور الدلالي وهو المتعلق بالمعنى
دلالة المعنى هي الصورة النهائية وفيها تقومين بدراسة كل التغيرات التي خرجت بها في المحاور السابقة وعلاقتها بالمعنى ووهل الشاعر يعتمد المعنى العميق أم الواضح؟ وهل شعره غانمض ام سهل وهل الدلالت متعددة أم لان المعنى لا تعدد فيه وعلاقة الصوت بالصرف وعلاقة الصوت بالتركيب وعلاقة الصرف بالنحو كل هذا في القصيدة في مبحث المعنى لنها مرآة بحثك
وفقك الله وأرجو ان اكون قد أوضحت لك ما تبغين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:53 ص]ـ
^
^
الدكتور الفاضل عصام محمود
ماذكرته في الأعلى كان منهجنا في دراسة مادة الأسلوبية , لقد التبس الأمر علي
عندما كنا نحلل قصيدة ما تحليلا أسلوبيا نطبق ماذكرت؛ نعرج على المستوى الصوتي ثم الصرفي ثم التركيبي
وأتذكر كتاب حسن ناظم البنى الأسلوبية عرض على هذه المستويات الثلاث عند التحليل
أعلم أن البينوية شديدة الاتصال بالللسانيات
لكن كيف لي أن أفرق إذن بين المنهج الأسلوبي والبنيوي؟
ـ[حليمة بدر الدجى]ــــــــ[11 - 10 - 2009, 03:14 م]ـ
الاسلوبية علم يكشف عن القيم الجمالية في الاعمال انطلاقا من تحليل الظواهر اللغوية والبلاغية
ـ[فطيميش77]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم
اود الاجابة على هذا السؤال من فضلكم
بين مدى قدرة البنيوية في تحليل النص الادبي(/)
مالمقصود بالأسلوب الاستنباطي والأسلوب الاستقرائي؟
ـ[فتى الإسلام]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 12:22 ص]ـ
مالمقصود بالاسلوب الاستنباطي والاسلوب الاستقرائي ?
التي توظف في المقالة الادبية والنقدية
ـ[القعيب]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 12:52 ص]ـ
مالمقصود بالاسلوب الاستنباطي والاسلوب الاستقرائي ?
التي توظف في المقالة الادبية والنقدية
على حد علمي المتواضع أخي فتى الإسلام أن الاستنباط استنتاج قاعدة فهو يبدأ من الملاحظات إلى أن يصل إلى القاعدة والاستقراء على النقيض من الاستنباط فهو يبدأمن القاعدة ليصل إلى الملاحظة وذلك لدحضها أو تأكيدها
وإن أخطأت فشرف المحاولة وإن أصبت فشرفان.
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 02:07 م]ـ
الحمد لله الذي علمن ما لم نعلم
وبعد
فارتباطا بالسؤال أقول وليس لقولي اعتماد:
إن الإستنباط والإستقراء كلاهما منهج أسلوبي يروم النظر في النص الأدبي من حيث طريقة وضعه وكيفية عرض أفكاره بقصد إقناع المتلقي بها.
فأما الإستنباط فمنطلقه من العام إلى الخاص ومن الكل إلى الجزء أي أن الكاتب يبدأ مقالته أو نصه بقاعدة عامة أو حكم عام مستنبط من معارفه وقناعاته الخاصة في الموضوع المعروض ليحاول تجزيئه والتفصيل فيه بعد ذلك لإثبات القاعدة أو الحكم.
وبالنسبة للمنهج الاستقرائي فهو على خلاف الأول أي أن منطلقه هو الجزء والخاص من القواعد فيستأثر بتفاصيلها حتى نهاية النص الذي يورد فيه الكاتب القاعدة العامة الشاملة للقواعد التي أتت في بداية العمل.
مع تحيات: أبو ريحانة
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 03:22 م]ـ
المنهج الاستنباطي كما عرّفه الجرجاني في كتابه التعريفات هو استخراج المعاني من النصوص بفرط الذهن و قوة القريحة(/)
ساعدوني جزيتم كل الخير
ـ[جويرية]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 03:35 م]ـ
السلام عليكم
يا جماعة أريد دراسات تطبيقية حول المنهج التفكيكي
أرجوكم المساعدة سواء لقصيدة أو قصة المهم تساعدني لو أردت التطبيق
ـ[نون النسوة]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 11:20 م]ـ
لميجان الرويلي بحث حول المرأة والحيوان في كتاب الحيوان للجاحظ في حدود علمي فهذا البحث يعتمد على المنهج التفكيكي , لعلك تجدينه في موقع الدكتور ميجان الرويلي ..
وللدكتور الغذامي تحليلا تفكيكيا لمقامة من المقامات عرضها في أحد الدوريات وفي حدود علمي فإن الغذامي يحمّل إنتاجه في الشبكة الإلكترونية لذا قد تجدينها في موقعه.
أيضا كتابه (تشريح النص) للغذامي قد يفيدك وإن كنت أذكر أنه يبدو كمزيج بين التفكيكية والبنيوية ..
بانتظار الردود الأخرى فأنا أيضا أود الاستزادة في ذلك فكثيرا مايستعصي علي فهم منهج ما عند دراسته دراسة نظرية فحسب.
موفقة
ـ[جويرية]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 04:46 م]ـ
شكرا لك أختي الغالية
بصراحة أنا الان أحاول أن أطبق على المنهج التفكيكي للشاعر أحمد مطر
لكن أريد متخصصاً يرى صحة ما أقوم به
ربنا يسهل
أشكر لك لطفك وذوقك
أختك جويرية
ـ[الحصماني]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 09:45 م]ـ
مساء الخير
ثمة كتاب للدكتور والناقد الكبير عبدالملك مرتاض عنوانه "بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية" يمكن ان يفيدك كثيرا في التحليل
تحياتي
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 07:46 م]ـ
الأخت جويرية
إذاكان المقصودبالمنهج التفكيكي هوالمنهج التحليلي فإن من أغنى الدراسات التحليلية التي اطلعت عليهادراسة محمود شاكرـ رحمه الله ـ عن المتنبي رحمه الله. وكتاب شاكرسيكون موجودًا على الشبكة. واطلاعك عليه سيفيدك كثيرًابإذن الله. أعانك الله
ـ[عبدالله حسين كراز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:39 ص]ـ
الأخت جويرية
سلام عليكم
من المهم أولا الاطلاع على أدبيات المدرسة التفكيكية في النقد الأدبي وفرضياتها وأدواتها وأسلوبها وكلماتها المختصة والمتفردة بها، مع قرءاة موضوعات حول آلية التحليل من المنظور التفكيكي ...
هل وجدت ضالتك ... أود المساعدة ... !!!
د. عبدالله حسين كراز
غزة - فلسطين(/)
النقد الأدبي بين الجمال والصعوبة
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 12:58 ص]ـ
:::
لا يخفى على الجميع ما في النقد من جماليات ..
فهو وسيلة للرقي بالعمل الأدبي ..
يبين مواطن الضعف والقصور لتجنبها ..
ويكشف عن الجماليات لنسلكها ..
ومشكلتي مع النقد طويلة ..
بدأت مع بداياتي في المرحلة الثانوية ..
واستمرت معي حتى شارفت على اتمام دراستي الجامعية ..
فكثيراً ما أستمتع عند قراءة الدراسات النقدية ..
ولكني أقف عاجزة عند نقد النصوص الأدبية ..
فقد طُلب مني في دراستي الآن وأنا على مشارف التخرج
تطبيق عناصر نقد المقالة على مقالة اجتماعية ..
ونقد مجموعة من الأبيات الشعرية ..
تمكنت بمحاولاتي البسيطة وقدراتي الضئيلة
وقراءاتي العديدة أن أكتب شيئاً يسيراً ..
وكم كان بودي أن أطرح ما كتبت وجمعت ..
ولكن أخشى أن يضيع مجهودي ..
وينسب إلى غيري ..
وأنا أعدُ بأن أضع ما كتبت بعد نهاية هذا الفصل الدراسي ..
فلو تكرم السادة الفضلاء من النقاد والأدباء بمساعدتي وقراءة
مجهودي بوضع بريدهم الإلكتروني ومراسلتهم
لكنت شاكرة لهم حسن صنيعهم ..
داعية لهم بدوام التوفيق والسداد ..
مع العلم بأن يوم السبت هو الموعد المحدد
للتسليم ..
بارك الله في الجميع ..
وأجزل الأجر لمن يقدم لي الجميل ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 12:17 م]ـ
كثرة القراءة الأدبية والنقدية، مع تعلم أدوات النقد؛ سيساعدك في نقد النصوص.
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 02:29 م]ـ
نعم، ولكن لو سمحتي استاذتي الفاضلة هل من الممكن أن
أطلعك على ما كتبت لتوجهيني وتبدي رأيك ..
بارك الله فيك ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 05:46 م]ـ
تفضلي، و ضعيه هنا.
ـ[الحصماني]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 10:13 م]ـ
لا امانع من الاطلاع وابداء الراي(/)
بعد إذنكم الملاحظات النقدية على قصيدة (واحر قلباه)
ـ[لحن القوافي]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 04:08 م]ـ
:::
أدباء الفصيح الفضلاء ..
عتبي عليكم كبير .. ألا تودون تقديم المساعدة؟؟
أليس المبتدئ أحق بوقوفكم معه ليعتلي القمة؟؟
ألم أطلب منكم المساعدة بتقييم نقدي لبعض الأدبيات
وإبداء أراؤكم الأدبية؟؟ وملحوظاتكم العلمية؟؟ ;)
في هذا الموضوع ..
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=46798
لا بأس بوركت جهودكم ..
أملي في الله أولاً ثم فيكم لذكربعض الملاحظات النقدية
على قصيدة المتنبي (واحر قلباه) سواءً كانت له أو عليه ..
شاكرة لكم تعاونكم ..(/)
جزاكم الله خيرا
ـ[طآلبة]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 07:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أريد منكم نقد لقصيدة (نداء من قلب غزة) لعبد الرحمن العشماوي أرجو الرد في أقرب وقت .. ضروري
على الأسرة أنتم أيها العرب
ونحن في وهج الأحداث نلتهب
على الأسرة أنتم تنظرون إلى
مأساة شعب بها الشاشات تصطخب
شاشاتكم لم تزل تروي لكم خبرا
عن طفلة قتلت عن ظالم يثب
عن ألف طفل يتيم في مدامعه
متسائل أين منا الأم أين الاب؟؟
عن أسرة هدم الصاروخ منزلها
فكل زاوية في الدار تنتحب
عن ألف ألف قتيل في مصارعهم
أدلة لم يلامس قولها الكذب
شكرا لكم حين تابعتم مجازرنا
على الأثير وقد ضاقت بنا الكرب
شكرا لأن المآسي لا تفارقكم
أخبارها فالمآسي بحرها لجب
لا تغضبوا إن قطعنا حبل راحتكم
أمام شاشاتكم فالظالم السبب
باراك أشعل نار الحرب فاحترقت
جميع أوراق من قالوا ومن كتبوا
ولكم جزيل الشكر ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 11:03 م]ـ
و عليكم السلام
الفصيح لا يؤدي الواجبات عن أصحابها.(/)
شواعر المغرب: مقاربة بيبلبيوغرافية
ـ[محمد يحيى قاسمي]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 07:17 م]ـ
تتقيد الورقة التي أقدمها بين أيديكم بضوابط منهجية أساسية هي:
- الاقتصار على المجموعات الشعرية المكتوبة بأقلام نسائية مغربية.
- الاقتصار على المجموعات النسائية المطبوعة بين دفتي كتاب، ومعناه أننا نبعد الشعر النسائي المنشور على صفحات الجرائد والمجلات لأن المجال لا يسع لعرضه.
- الاقتصار على ما هو مكتوب باللغة العربية الفصيحة.
- كما أننا نبعد عن هذه المقاربة البيبليوغرافية شعر الأطفال لأن لها أدبا خاصا هو أدب الأطفال.
- أما الضابط المنهجي الأخير فيحيل عليه العنوان الفرعي للمداخلة وهو المقاربة البيبليوغرافية التي بموجبها سنعتمد على الوصف والإحصاء والمقارنة. وهذا الضابط يقتضي منا الاعتراف بأن هذه المقاربة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها محاولتان كانت أولاها سنة 2004حين نشرت بحثا بمجلة أفروديت بعنوان حصيلة الكتابة النسائية بالمغرب وصل فيها عدد المجموعات الشعرية النسائية إلى 74 مجموعة. وثانيتها حين نشرت منذ سنتين بمعية الأخت زهور كرام مؤلفا بعنوان بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات. وقد وصل خلالها عدد المجموعات الشعرية النسائية إلى 123 مجموعة.
آسية الهاشمي البلغيثي:
فجر الميلاد (1986) – مؤسسة بنشرة – البيضاء – 94 صفحة.
فلق الإصباح (1996) –طبع ليو نخلة – البيضاء– 124 صفحة.
شمس الضحى (2004) – تطوان.
آمال الرحماوي:
حدث في مثل هذا الغيم (2007) – دار الحرف – القنيطرة – 62 صفحة.
آمنة البكوري: تازة
راثيا يأتيك المديح (2002) – منشورات سايس ميديت – 72 صفحة.
ابتسام أشروي:
لعبة الظل (1998) – مطبعة فضالة – المحمدية – 75 صفحة.
إكرام عبدي:
لن أقايض النوارس (2002) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 118 صفحة.
إلهام زويريق: مراكش
رغم أنف أبي (2005) – مطبعة وليلي – مراكش – 69 صفحة.
إلهام الزيدي:
مكاتيب (2006) – البوكيلي للطباعة – القنيطرة – 138 صفحة.
أم الفضل ماء العينين:
لحظة ميلاد (2003) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 101 صفحة.
أمل الأخضر:
بقايا كلام (د.ت) – منشورات جمعية الامتداد الأدبي – القصر الكبير – 43 صفحة.
أمينة توتة الإدريسي:
من فراديس الوجدان (2008) – دار القرويين – البيضاء – 106 صفحة.
أمينة حسيم: من مواليد مدينة الرباط:
قد أبيح دمي (2008) –مطبعة اليمامة – مراكش – 70 صفحة.
وخزات في زمن الريح (2008) – دار وليلي – مراكش-75 صفحة.
أمينة الرمال:
شموع تحترق (2002) – سلمى للطباعة – الرباط – 31 صفحة.
أمينة المريني:
ورود من زناتة (1997) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 180 صفحة.
حرة في ظلال الإسلام (1998) – مطبعة أنفو برينت – فاس.
سآتيك فردا (2001) – مطبعة إيميديا – فاس – 64 صفحة.
المكابدات (2005) – منشورات حلقة الفكر المغربي– مطبعة إميديا– فاس– 138صفحة.
المكاشفات (2008) - منشورات حلقة الفكر المغربي– فاس -
إيمان الخطابي:
البحر في بداية الجزر (2001) – منشورات اتحاد كتاب المغرب – 55 صفحة.
إيمان منودي:
أنا لم أمت (1999) – دار البوكيلي – القنيطرة – 83 صفحة.
البتول العلوي:
تداعيات قلب (2009) – مطبعة بريس – فاس – 82 صفحة.
بشرى الأنصاري: وجدة
زنبقة بيضاء في يدي (2002) – مطبعة الجسور – وجدة – 74 صفحة.
مشكاة من علقم (2004) – مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة -48 صفحة.
بشرى برجال:
حق الصمت (2003) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 93 صفحة.
بهية الفيلالي أديب:
ورقات من رحلة صامتة (1994) – دار الثقافة – البيضاء – 200 صفحة.
ثريا السقاط:
أغنيات خارج الزمن (1990) – دار قرطبة – البيضاء – 67 صفحة.
ثريا ماجدولين: 1960 بسطات:
أوراق الرماد (1993) – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – 88 صفحة.
المتعبون (2000) – مطبعة الجسور – وجدة – 82 صفحة.
سماء تشبهني قليلا (2005) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 140 صفحة.
أي ذاكرة تكفيك (2008) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء -
ثورية حمدون:
الشاهد الذي لم يمت (2003) – دار القرويين – البيضاء – 87 صفحة.
حبيبة حيواش:
عقد شرنقات (1999) – (مشتركة) – مطبعة أنفو برانت – فاس – 48 صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
حبيبة خلفي: الناظور
تباريح الروح (2007) – مطبعة الجسور – وجدة – 80 صفحة.
حبيبة الرمال:
مسك الليل (2002) – ناداكوم – الرباط – 75 صفحة.
حبيبة الصوفي: مراكش
فوق الورق (1996) – مطبعة تينمل –مراكش -96 صفحة.
دمعة الجيل الحزين (1997) – دار وليلي–مراكش– 99 صفحة.
مرايا تعكس امرأة (1998) - مطبعة تينمل –مراكش 97 صفحة.
آدم الذي (1998) - مطبعة تينمل – مراكش – 96 صفحة.
نقش على جدار الروح (1999) – مراكش -
حبيبة العثماني:
المستحيل وأنا (2002) – طوببريس– الرباط – 49 صفحة.
قصائد للشهداء (2003) – طوب بريس – الرباط – 48 صفحة.
حسنة عدي: 13 - 12 - 1964 بالجديدة
صورة لامرأة مرتجلة (1995) –مطبعة النجم– الجديدة– 90 صفحة.
لغيابكم كل هذا الحنين (2005) – مطبعة النجم - الجديدة – 73 صفحة.
حفيظة حسين: 09 - 02 - 1975 ببني ملال
شرفة نفسي (2005) – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – 68 صفحة.
حكيمة الشاوي:
العشق المزمن (1999) – مطبعة الكوثر– الرباط– 104 صفحة.
إشراقة الجرح والعشق (2001) – مطبعة الكوثر – الرباط – 111 صفحة.
حليمة الإسماعيلي: 03 - 09 - 1972 بجرادة:
العطش (2001) – مطبعة فضالة – المحمدية – 74 صفحة.
ما أوسع الموت فيك (2004) – مطبعة الجسور – وجدة – 63 صفحة.
حليمة منصير:
خواطر (2002) - مطبعة الثقة – البيضاء – 39 صفحة.
حنان البلوندي:
عندما تزف الملائكة (1996) – مطابع أمبريال – الرباط – 74 صفحة.
نهاية الأخلاق (2003) – مطبعة فريتيس – د. م – 53 صفحة.
خدوج الساكت:
شهقة ضوء (2006) – المطبعة السريعة – القنيطرة – 208 صفحة.
خديجة أبو بكر ماء العينين:
شدو الواحة (1998) – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – 114 صفحة.
نفثة عاشق (2001) – مطبعة بني يزناسن – سلا – 76 صفحة.
خديجة المسيح: الرباط
عندما تساقط الأوراق (2003) – دار أبي رقراق – الرباط – 124 صفحة.
داميا بنخوبا:
رقصة الماء والجرح (2001) – دار القلم للطباعة والنشر – الرباط - 126 صفحة.
رانيا خديج الصايغ:
مع همس النسائم (2001) – بابل للطباعة والنشر – الرباط – 86 صفحة.
ربيعة بوهالي:
ماء (2003) – منشورات علامات – البيضاء – 39 صفحة.
ربيعة غريب: مراكش
رقصات على ألسنة النار (1998) – Medical Diffusion - 47 صفحة.
رجاء الطالبي: من مواليد البيضاء:
برد خفيف (2009) – إفريقيا الشرق – البيضاء –
رشيدة أفيلال:
حديث المرحلة (2008) – نداكوم – الرباط – 66 صفحة.
رشيدة بوسعدن:
وجدانيات (1998) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 39 صفحة.
رشيدة فقري:
إكسير الروح (2008) – أنفو برانت – فاس – 57 صفحة.
رشيدة المراقي: الناظور
صهيل الجذور (2004) – مطبعة تريفة – بركان – 139 صفحة. (شعر فصيح وأمازيغي).
ريم نجمي:
أزرق سماوي (2009) –
زبيدة الخواتري:
حضور (2000) – دار القرويين – البيضاء – 87 صفحة.
زهراء بوعبيد: 05 - 05 - 1971 بفاس
خرائط آدم .. تيه حواء (2001) – مكتبة القدس – مكناس – 39 صفحة.
زهراء ناصري:
زهور شائكة (1977) – مطبعة الأمنية – الرباط.
زهرة زيراوي:
ليس إلا (2004) – سلسلة تجليات إبداعية - دار ميريت – القاهرة.
الزهرة المنصوري: 05 - 02 - 1961 بأصيلا:
تراتيل (2000) – مطبعة فضالة – المحمدية – 131 صفحة.
برقة العابر (2009) – منشورات وزارة الثقافة – الرباط – 106 صفحة.
سامية البدوح: من مواليد 15 فبراير 1984 بآسفي:
بين أحضان الشعر –– I.M.B.H – آسفي – 135 صفحة.
سعاد دايا:
قضية بلا عنوان (2001) – (د. ط) – 19 صفحة.
سعاد فتاح:
دعوني أقول (1979) – دار الآفاق الجديدة – بيروت – 87 صفحة.
سعاد كعب:
امرأة في الظل (2007) – دار إحياء العلوم – البيضاء – 92 صفحة.
سعاد الناصر (أم سلمى): تطوان
لعبة اللانهاية (1985) – مطبعة الأمل – تطوان – 72 صفحة.
فصول من موعد الجمر (1986) – مطبعة الأمل – تطوان –103 صفحة.
سأسميك سنبلة (2003) – مكتبة سلمى الثقافية – تطوان – 53 صفحة.
سعاد بن داوود:
تضاريس الجسد الجريح (1996) – مطبعة فيديبرانت – الرباط – 91 صفحة.
إبحار في ذاكرة التمرد (2007) – دار الوطن للصحافة – الرباط –
السعدية التائك: الرباط
(يُتْبَعُ)
(/)
عيون حورية (2007) - مطابع الأنباء – الرباط – 126 صفحة.
شرفة العلوي:
أسرار الأفق (2002) –مطبعة القرويين – البيضاء – 94 صفحة.
صباح الدبي: تازة
حين يهب الماء (2008) – مطبعة أنفو برانت – فاس – 90 صفحة.
الطاهرة حجازي:
عندما يتحدث الشلال (2000) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 63 صفحة.
قيظ الهجير (2003) – مطبعة دار القرويين – البيضاء – 97 صفحة.
عائشة البصري:
مساءات (2001) - دار الثقافة – البيضاء – 110 صفحة.
أرق الملائكة (2003) – منشورات عكاظ – الرباط -84 صفحة.
شرفة مطفأة (2004) – دار الثقافة – البيضاء – 124 صفحة.
ليلة سريعة العطب (2007) –مطبعة النهضة - بيروت.
عتيقة بنزيدان:
لسكون الليل نكهة (1999) – (د.م) – 51 صفحة.
عزيزة حضية امحمد عمر شقواري:
صحراء .. حناء زعفران (1993) – الصحراء للطباعة والنشر – الرباط – 125 صفحة.
بوح طانطان (1998) – منشورات الفنك – البيضاء – 108 صفحة.
عزيزة العساوي:
ديوان شعر ومشاعر (2004) - مكتبة دار السلام – الرباط – 92 صفحة.
علية الإدريسي: من مواليد مدينة تاونات:
حانة لو يأتيها النبيذ (2009) – دار التوحيدي – الرباط – 93 صفحة ..
عمارية كريم:
إشراقات (2006) – مطبعة ربانيت ماروك – الرباط – 93 صفحة.
غادة السنوسي البشاري:
حينما نستظل بالجمر –– منشورات فكر – الرباط –
غادة مصباح: 29 - 07 - 1981 بالبيضاء:
بوح أنثى (2008) – دار القرويين – البيضاء - 83 صفحة.
فاتحة مرشيد:
إيماءات (2002) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 94 صفحة.
ورق عاشق (2003) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 173 صفحة.
تعال نمطر (2005) – دار شرقيات – القاهرة – 128 صفحة.
أي سواد تخفي يا قوس قزح (2006) – دار المرسم – الرباط -
فاطمة أحيوض:
إن موعدكم الصبح (2001) – منشورات مكتبة سجلماسة – مكناس - 85 صفحة.
الوطن غفور رحيم (2005) – 80 صفحة.
فاطمة برودي: 1965 بالرباط
إبحار في قلاع الروح (1997) – مطابع أمبريال – الرباط – 106 صفحة.
إبحار في قلاع الروح مرة أخرى (2001) – مطابع أمبريال – الرباط – 114 صفحة.
إبحار في قلاع الروح مرة أخرى (2007) – الرباط –
فاطمة بن عدو الإدريسي:
أصداء من الألم (1975) – المطبعة الوطنية – فاس – 68 صفحة.
أهددك بالحياة (1982) –مطابع العقيدة –سلطنة عمان – 71 صفحة.
شعلة تحت الثلوج (1983) – (د. م) – 64 صفحة.
لست لك (1999) – مطبعة أدمس كرافيك – الرباط – 110 صفحة.
فاطمة بنويس: 1951 بتازة
الدم الأبيض (2003) – مطبعة I MEDIA – فاس - – 95 صفحة.
فاطمة بوهراكة:
اغتراب الأقاحي (2001) – أمبريال – الرباط – 80 صفحة.
فاطمة عبد الحق: 1970 وجدة:
زمن الانتظار (1995) – المطبعة المركزية – وجدة – 56 صفحة.
صهيل الحروف المهزومة (2004) – مؤسسة النخلة للكتاب – وجدة – 72 صفحة.
فاطمة العزيزي:
يهمس لي الليل (2006) –مطبعة المعارف الجديدة – الرباط - 104 صفحة.
فاطمة عشابي:
هبة من الرحمن (2003) - منشورات المنتدى النسائي للتنمية والتضامن – الخميسات – مطبعة ربا نيت – الرباط – 28 صفحة.
فاطمة ومريم:
قبلتك كفر (2003) – منشورات حموش – د. م – 68 صفحة.
فاطمة الزهراء أمسكين: الصويرة
الكلام النهائي (2006) – مطبعة سيكما – خنيفرة -
فاطمة الزهراء بنيس:
لوعة الهروب (2004) – مطابع الشويخ – تطوان.
بين ذراعي القمر (2008) – منشورات ملامح المصرية – 173 صفحة.
فاطمة الزهراء فرح:
مساءات أرض تستحق زرقة السماء (2007) – مطبعة الخليج – تطوان – 83 صفحة.
فتيحة أعرور: من مواليد تيداس (الخميسات)
سأتجمل لك هذا الصباح (2004) – منشورات أركانة – 102 صفحة.
فتيحة الفلالي:
ديوان تيسير (2004) – سليكي إخوان – طنجة – 56 صفحة.
فتيحة النوحو:
إليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء (2008) – البوكيلي للطباعة – القنيطرة -54 صفحة.
فطنة بن ضالي: من مواليد 1956 بتارودانت:
شذرات الرحيق (2008) – مطبعة وليلي – مراكش – 70 صفحة.
فوزية الأبيض:
منديل آذار (2002) – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء - – 62 صفحة.
فوزية عبدلاوي:
بقعة حناء حزينة (2008) - أنفو برانت – فاس -
كريمة دلياس:
(يُتْبَعُ)
(/)
بقايا إنسان (2007) - مطبعة سجلماسة – مكناس – 69 صفحة.
كريمة العلوي السليماني:
عشق من نوع آخر (2001) – 294 صفحة.
كوثر البلقاسمي:
في قاعة الانتظار (2003) – سليكي إخوان – طنجة – 42 صفحة.
لبنى المانوزي:
تحت مخدة الكون (2009) – منشورات بيت الشعر – البيضاء – 72 صفحة.
لطيفة الأزرق:
لكن (2000) – مطبعة فضالة – المحمدية – 148 صفحة.
لطيفة المسكيني: فاس
السفر المنسي (2003) – منشورات وزارة الثقافة – الرباط – 66 صفحة.
قزحيات الصمت (2006) – ما بعد الحداثة – فاس – 91 صفحة.
حناجرها عمياء (2008) -دار توبقال – البيضاء – 94 صفحة.
ليلى بارع:
كل هذا الكلام (2005) – منشورات وزارة الثقافة – الرباط – 56 صفحة.
ليلى ناسيمي: من مواليد 1961
هذا المساء (2007) – مطبعة الأندلس – البيضاء – 56 صفحة.
مالكة عسال: 13 - 06 - 1954 بابن أحمد
دمعة (2005) – مطبعة دار القرويين – البيضاء – 104 صفحة.
وشم الأمس على الأضرحة (2007) – مطبعة التلال – 119 صفحة.
مجيدة بنكيران: تازة
زنقة مقهى الباشا (2006) – 84 صفحة.
محجوبة داوودي:
صهيل مهرة بدوية (2004) – البوكيلي للطباعة – القنيطرة – 98 صفحة.
مليكة صراري:
سرق الصباح طفولة أمي (2004) – مطبعة القرويين – البيضاء – 106 صفحة.
مليكة العاصمي: مراكش
كتابات خارج أسوار العالم (1987) - آفاق عربية – بغداد – 73 صفحة.
أصوات حنجرة ميتة (1988) – مطبعة الرسالة – الرباط – 98 صفحة.
شيء له أسماء (1997) –مطبعة فضالة – المحمدية – 142 صفحة.
دماء الشمس (2001) – منشورات دار الثقافة – البيضاء – 95 صفحة.
مليكة كباب: من مواليد 1959 بالجديدة:
من أنا (2008) – الأحمدية للنشر – البيضاء – 142 صفحة.
إلى متى (2009) - الأحمدية للنشر – البيضاء – 168 صفحة.
مليكة مزان: 15 مايو 1959 بأزيلال:
جنيف .. التيه الآخر (2004) – مطبعة فضالة – المحمدية – 139 صفحة.
لولا أني أسامح هذا العالم (2005) – فيديبرانت- الرباط – 80 صفحة.
لو يكتمل فيك منفاي (2005) - فيديبرانت- الرباط – 85 صفحة.
حين وعدنا الموتى بزهرنا المستحيل (2007) – الرباط – 81 صفحة.
متمرداً يمر نهدكِ من هنا (2007) ــ الرباط -
منى لعرج: 1987 بمراكش:
رقصات ظل ثابت (2005) – 80 صفحة.
منى وفيق: من مواليد 1981
فانيليا سمراء (2008) –دار أزمنة – الأردن – 54 صفحة.
مينة عزة الحميدي: مكناس
حروف للتحايل على العدم (2006) – دار القلم – الرباط – 63 صفحة.
نادية البروحي:
حضور (2000) – مطبعة فضالة – المحمدية – 83 صفحة.
نادين عبد الله:
نقوش في ذاكرة الروح (2009) – دار الحمد للطباعة – القاهرة – 100 صفحة.
نجاة رجاح (أم سناء):
حلم على مدار اللجة (1997) – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – 75 صفحة.
نجاة الزباير: مراكش
أقبض قدم الريح (2007) – دار وليلي للطباعة والنشر – مراكش – 79 صفحة.
نجلاء سعو:
مرآة عربية (2005) - مطبعة ماتيك برانت – فاس – 141 صفحة.
نجية الفرد:
سكينة قلبي (2001) – دار السلامة للطباعة والنشر–الرباط – 63 صفحة.
نرجس الخضر: الناظور
متاهات عاشق (2007) – مطبعة الجسور – وجدة – 171 صفحة.
نزهة الذهبي: الناظور
عنفوان الروتين (2000) – (د. ط) - (غير مرقم).
نزيهة الزروالي: الناظور
غربت ولكني أحتفظ بك (2002) – مطبعة الجسور – وجدة.
نعيمة أبو الكرام:
الأخرس (2000) – مطبعة بابل - الرباط – 50 صفحة.
سراب (2000) – مطبعة بابل – الرباط – 47 صفحة.
نعيمة زايد:
رسائل مكنون الوشم (2004) – أنفو برانت – فاس – 64 صفحة.
التماهي (2006) –
نهى إحسان زادني:
قطرات ثلاث (1997) – الجديدة – 99 صفحة.
هدباء الفاطمي:
زمن النساء (2003) – سليكي إخوان – طنجة – 67 صفحة.
نبضات (2003) – سليكي إخوان – طنجة – 84 صفحة.
وداد بنموسى:
لي جذر في الهواء (2001) – منشورات وزارة الثقافة –الرباط - 120 صفحة.
بين غيمتين (2006) – منشورات دار المرسم – الرباط.
وفاء العمراني:
الأنخاب (1991) – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – 79 صفحة.
أنين الأعالي (1993) – دار الآداب – بيروت – 120 صفحة.
فتنة الأقاصي (1997) –مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء – 120 صفحة.
هيأت لك (2002) - إفريقيا الشرق - البيضاء – 103 صفحة.
حين لا بيت (2007) – البوكيلي للطباعة – القنيطرة – 124 صفحة.(/)
سؤال
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 08:17 م]ـ
السلام عليكم:
من قائل هذا البيت:
إنْ وجدت الصديق حقا لإيا ك فمرني فلن أزال مطيعا(/)
طلب مساعدة
ـ[هالة]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 09:08 م]ـ
أريد كتابا يتناول رواية من الروايات العربية ويدرس منها جانبا من الجوانب كالزمن أو السرد أو الشخصيات أو أي شيء آخر، وهل هناك روايات لم تنل حظها من الدراسة لأتناولها بالبحث.
أرجو المساعدة والنصح لي في أمري
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 09:36 م]ـ
http://www.awu-dam.org/book/indx-study.htm
هذا موقع اتحاد كتاب العرب فيه الكثير والكثير من الدراسات وخاصة منها الروايات.اتمنى لك الاسفادة اختي:هالة
ـ[هالة]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 09:54 م]ـ
أشكرك شكرا جزيلا أختي الكريمة(/)
سؤال موجه للأخت سهى الجزائرية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[04 - 06 - 2009, 09:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة: سهى
أنا أبحث عن المقصود بالمدرسة البنيوية فلم أجد إلا أنها مدرسة تحتقر المعنى وتهتم بالشكل فهل لديك معلومات أخرى ولو بالموجز المختصر بارك الله فيك(/)
ما المقصود بالمدرسة البنيوية؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أعرف عن هذه المدرسة إلا أنها كانت تحتقر المعنى وتهتم بالشكل
فهل لديكم المزيد؟
بارك الله فيكم
ـ[يونس لشهب]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 02:24 م]ـ
السلام عليكم
أولا: المدرسة البنيوية لا تحتقر المضمون، وإنما تلغي الاعتبارات الخارجة عن النص، مثل المعطيات التاريخية والنفسية والاجتماعية. وهي تهتم بدراسة تشكل الدلالة، أو انبنائها. وعموما يمكن إجمال خصائص هذه المدرسة النقدية فيما يلي:
- اتخذت البنيوية من التصورات السوسيرية في اللسانيات، إضافة إلى الشكلانيين الروس (1915 - 1930) ومدرسة النقد الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية أساسا علميا منهجيا لها. ومن الفلسفة الظاهراتية التي تلغي الجوانب الغيبية من حسبان الباحث، وتركز على الجوانب التي تتجلى للإدراك فقط، إضافة إلى الفلسفة الكانطية، أساسا فلسفيا.
- تقوم نظرية الأدب في التصور البنيوي على دراسة ظواهر الإبداع الأدبي من المنظور اللغوي والفني والجمالي، مع إلغاء خارجيات النص، مثل نفسية المبدع ومجتمعه ... وهو ما عبر عنه رولان بارث بمقولة موت المؤلِّف.
لمزيد من التفصيل، ينظر: مناهج النقد المعاصر، د. صلاح فضل، أفريقيا الشرق.
Oswald Ducrot, Qu est se que le structuralisme,Ed. du Seuil
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 02:44 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للفائدة: البنيوية وسلطة النص الأدبي ( http://www.alfaseeh.com/diffuser/user.php?dept=26&post=35)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 03:53 م]ـ
إن كان لديك كتاب نظرية الأدب لشكري الماضي فأذكر أنه تناولها بشكل ميسر في صفحات
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 12:20 م]ـ
البنيوية مننهج يقوم على التفكيك واعادة الربط كما يرى رولان بارت وهو عملية توظف النظام النسقي لغرض الوصول الى البنية المسيطرة على النص ولا يمكن تجاهل اي جملة او فقرة داخل النص الا وتدخل في هذا النظام، ولم نلمس قراءة تطبيقة الى وقتنا الحاضر جادة وواعية في النقد العربي القديم ولعل في سبعينيات القرن الماضي بدات البنوية بالتلاشي ولا سيما من دعاة روادها الذين اعلنوا رجعة المولف ونبذ فكرة موته عن النص والانعزال والقطيعة عن الظروف التي ولدته بدا من المنشا والظرف النفسي والاجتماعي والتاريخي وتعرضت لانتقادات كبيرة مما ادى الى فشلها الى حد كبير.
د. ايسر الدبو
dr_aldbow***********
ـ[عصام محمود]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 12:27 م]ـ
البنيوية
بدأت فكرة البنيوية مع ظهور حركة "الشكلية الروسية" في (موسكو)، وعرفت باسم "حلقة موسكو اللغوية" وقد تأسست عام (1915م)، وكان من أبرز أعضائها: ((رومان ياكوبسون))
وذلك لما قدمته فقد قدمت "الشكلية الروسية" أفكار وأراء جديدة مغايرة عن السابق فأحدثت الكثير من التغيرات وبخاصة في النظر إلي العمل الأدبي، فقد كان لها هدف محدد هو الوصول إلي تحديد "منهج موضوعي" أي منهج علمي محدد يتم به دراسة "سمات الأدب" من حيث الطرائق والأساليب، أو السمات المميزة للنص الأدبي وقد رفضت "الشكلية" ما كان سائدا من قبل بمعاملة "الأدب" علي أنه انعكاس محض لسيرة كاتب، أو لتوثيق تاريخي، أو لأحداث اجتماعية؛ الكلمة المكتفية بذاتها"، التركيز علي "الأدب"
وعلي هذا "فالصور" و"المعاني" التي تستخدم في "الأدب"، موجودة في الحياة من قبل أساسا، لكن نحن الذين أصبحنا غير قادرين علي إدراكها بسبب "الألفة" التي حدثت بيننا وبين جميع مظاهر الحياة التي نحياها، إلي أن يأتي "الشعراء" في شعرهم فيقوموا بإعادة ترتيب وتنظيم هذه "الصور" في سياقات مختلفة، غير معتادة أو مألوفة كالتي نستخدمها نحن في حياتنا اليومية العادية، فما يقوم به "الشعراء" في الحقيقة؛ ليس ابتكارا "لصور" جديدة غير موجودة من قبل، وإنما هو إعادة تنظيم وترتيب لهذه "الصور" في نمط جديد، وذلك هو ما يجعلنا نشعر بأنها إبداع واختلاق جديد بخلاف ما هو حادث فعلا
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا اهتم "الشكليون" بالصوت والتغيرات الصوتية مثل الوزن Meter، والقافية Rime، والنواحي الصوتية Consonantal Clusters، وما إلي ذلك من جوانب شكلية متعلقة بالصياغات اللغوية التي يتكون منها العمل الأدبي، في مقابل إهمالهم "المضمون" و"المحتوي" Content، المعنى الذي يعبر عنه الشاعر ليس قضية في ذاته و؟ إنما القضية هي كيف عبر عنه؟ فهم يرون أن "المضمون" الذي يقدمه العمل الأدبي ليس ذا أهمية بالنسبة إلي "إنشاء الشعر"، فالمضمون ليس أكثر من مجرد دافع للعمل الأدبي،
بدعوة ((ياكوبسون)) التي يريد فيها تحويل مجري البحث من "الأدب" ذاته، إلي ما يطلق عليه: "الأدبية" Literariness، فالتحول من دراسة تاريخية الأدب إلى دراسة الأدب وتشكيله يقول: ((موضوع البحث في علم الأدب Literary Science ليس الأدب Literature، وإنما "الأدبية" Literariness، وهو محاولة الإجابة عن سؤال ما الذي يجعل من عمل ما أثر فنيا؟
حلقة براغ اللغوية"
حلقة براغ تأسست 1926م وكان ر. ياكوبسون)) أحد الأربعة المؤسسين لها
فقد طوّر أعضاؤها أفكار الشكليين، لكنهم نظموها نسقيا علي نحو أكثر رسوخا في إطار لغويات دي سوسير، أصبح من الواجب النظر إلي القصائد باعتبارها ((بنيات وظيفية))، تكون فيها الدالات والمدلولات محكومة بمنظومة واحدة مركبة من العلاقات، أولها:
دراسة "الأدب" طبقا للفكر العلمي الحديث، الذي تبني النزعة البنيوية في ذلك الوقت،
وثانيها:
دراسة الأسس الشعرية للأعمال الأدبية من منظور تجريبي Empirical، يهدف إلي توضيح إشكالاتها، والتعليق علي هذه الإشكالات بلغة شارحة Metalanguage تتبني المنظور الوصفي، بهدف توضيح تلك المتغيرات الثابتة، أي تلك المتغيرات التي نجدها موجودة بنسب مختلفة في أي عمل أدبي،
وثالثها:
دراسة الفئات المختلفة من الشعرية، ووصفها بشكل واضح في مجموعة من الأعمال الأدبية المحددة،
أما رابعها
فهو التمييز بين القارئ العادي، وبين القارئ الدارس الذي لديه خبرة في التعامل مع الأعمال الأدبية، و"حلقة براغ" توجه اهتمامها الأساسي لهذا القارئ غير العادي
نموذج بيرس في العلامة
"الأيقون" Icon: هو العلامة التي تشير كائن موجود، أو عرفا، فإن هذا الشيء يكون أيقونا لشبيهه عندما يستخدم كعلامة له. السلسة المرسوم عليها مصحف صليب
أما "المؤشر" Index فهو نوع من الأيقون مع أنه أيقون من نوع خاص. فليست أوجه الشبه فقط ـ حتى بصفتها مولّدة للعلامة ـ هي التي تجعل من المؤشر علامة وإنما التعديل الفعلي الصادر عن الموضوعة هو الذي يجعل من المؤشر علامة. علاقة الدخان النار
أما "الرمز" Symbol فهو علامة تشير مثل إشارات المرور وملابس الحداد السوداء.
بنموذج ((كارل بوهلر)) Karl Bühler الذي وضع ثلاثة عوامل أساسية تشمل أحداث أية "عملية خطابية" Speech Events، هذه العوامل هي: "المُرسِل" Sender، و"المستقبل" Receiver، و"المحال إليه" Referent.
رومان يطور أفكار بوهلر ويستعين ببيرس يري رومان ياكبسون أن أي رسالة لها ستة عناصر وليس ثلاثة كما قال بوهلر
"السياق"
CONTEXT
" المرسل"
ADDRESSER " الرسالة"
MESSAGE " المرسل إليه"
ADDRESSEE
" الشفرة"
CODE
" قناة الاتصال" CONTACT
يقوم ياكبسون بتطوير فكرة بوهلر ويضع للغة ست وظائف
"السياق" وظيفة "مرجعية" Referential
" المرسل"
وظيفة:
"انفعالية" Emotive " الرسالة" وظيفة:
"شعرية" Potic
" المستقبل"
وظيفة:
"افهامية" Conative
" الشفرة" وظيفة:
"شارحة" Metalinguistic
" قناة الاتصال" وظيفة: "تواصلية" Phatic
التأليف والاختيار
أمام الكاتب مجموعة من المترادفات فيختار من بينها مثال
الطفل ينام
الولد الصبي الغلام الفتي
يسهد يغفو يغرق يرقد
والكاتب يختر من بين كل هذه الاختيارات وفق رؤيته وما يراه
ثم تأتي مرحلة التركيب
فقد يبدأ بالفعل أو الاسم فيركب بحسب موهبته ينام الطفل
تأثر كلود ليفي شتراوس عالم الاجتماع بأفكار جاكبسون وقدم كتاب (المدارات الحزينة) مقارنة بين تركيب اللغة الإنسانية والتركيب الاجتماعي ويجد التشابه بينهما كبير،فتتحول الانثربولجيا عنده من دراسة المجتمع إلى الحقل الأدبي فحاولت حلقة براغ تطبيق النظرية الاجتماعية على الأدب مبدأ الثنائيات مثل
اللغة والكلام فاللغة هي المخزون الذهني الذي تمتلكه الجماعة
الكلام هو الفعل الفردي
الخطاب والنص الخطاب عام والنص خاص
الرسالة هي الحاملة لمجموعة من الشفرات أو العلامات والشفرة الشارحة والمترجمة للرسالة (الحضور والغياب) أو التضاد وهو ما يعيدنا إلى أفكار دوسوسير الذي أخذت البنيوية منه فكرة التضاد فقد بدأت البنيوية معتمدة على أفكار دوسوسير المتمثلة في الآتي:
• الفصل بين اللغة والكلام
• الاقتران والتركيب
• الكلمة والنظام والقيمة
• العلامة الدال والمدلول
ومن هنا فقد تحولت البنيوية عند كلود ليفي شتراوس إلى حقل الأدب فيما عرف بالنيوية التوليدية. وبصرة عامة تتلخص أفكار البنيوية في النقاط التالية
مجموعة محددة من الظواهر:
(1 - ) النظر إلي مجموعة الظواهر (اللغوية في النص) هذه علي أنها تشكل كلا واحدا متكاملا، وليس منفصلا
(2 - ) هذا الكل المتكامل له قوانينه وأنظمته الداخلية التي تحكمه وتحكم سيرورته، وهذه القوانين تنقسم بين كونها قوانين سكونية [تزامنية] وأخري تطورية [تعاقبية].
(3 - ) هدف ووظيفة البحث هنا هو الكشف عن هذه القوانين وعن هذه الأنظمة التي تحكم هذا الكل المتكامل، وتحكم سيرورته.
(4 - ) البحث في هذه القوانين يجب أن يتم عن طريق التركيز علي هذه الظواهر نفسها، دون النظر إلي أية منبهات أو علاقات أخري تقع خارج هذه الظواهر.
عزل النص عن الخارج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[08 - 08 - 2009, 02:24 م]ـ
1 - نشأة البنيوية:
- ظهرت البنيوية في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين في مجال الدراسات اللسانية، مع رائدها فيرناند دو سوسير Fernand de Saussure في كتابه" دروس في علم اللغة العام" الذي نُشر سنة 1916.
- و بظهورها أحدثت قطيعة مع المناهج القديمة في تناول اللغة وتحليلها ودراستها على اعتبار أنها عرفت اللغة موضوع اشتغالها بأنها" تدرس في ذاتها ولذاتها" أي أنها الموضوع والأداة.
- وبعد أن أثبت هذا المنهج نجاعته في المجال اللغوي، كان النقد الأدبي أول من تأثر به واستفاد منه. بهدف إحداث قطيعة مع مناهج النقد الإجتماعي والنفسي والتاريخي التي أهملت دراسة الأشكال الفنية والأدبية لذاتها، بغض النظر عما يعكسه الأدب من مضامين اجتماعية أو نفسية أو غيرها.
2 - تعريف البنوية:
البنيوية طريقة وصفية في قراءة النص الأدبي تستند إلى خطوتين أساسيتين وهما: التفكيك والتركيب، كما أنها لا تهتم بالمضمون المباشر، بل تركز على شكل المضمون وعناصره وبناه التي تتفاعل فيما بينها وظيفيا داخل نظام ثابت من العلاقات والظواهر.
إن البنيوية منهجية ونشاط وقراءة وتصور فلسفي يقصي الخارج والتاريخ والإنسان وكل ماهو مرجعي وواقعي، ويركز فقط على ماهو لغوي و يستقرىء الدوال الداخلية للنص دون الانفتاح على الظروف السياقية الخارجية التي قد تكون قد أفرزت هذا النص من قريب أو من بعيد. والبنيوية تخضع لمبادئ ثلاثة: مبدأ الشمول أو الكلية، ومبدأ التحولات ومبدأ التنظيم الذاتي.
3 - منطلقات المنهج البنيوي:
إن الناقد البنيوي يهتم في المقام الأول بتحديد الخصائص التي تجعل الأدب أدبا. أي من خلال دراسة علاقة الوحدات والبنى الصغرى بعضها ببعض بهدف استجلاء خصوصيات الإبداع الأدبي من شكله ومحتواه الفني الداخلي لا من مصادره وبيئته وظروفه ومؤلفه .. ويتم في ذلك التركيز على المستويات التالية:
- المستوى الصوتي: وتدرس فيه الأصوات وتكويناتها الموسيقية من نبر وتنغيم وإيقاع وتكرار وتواز وروي وقافية ...
- المستوى الصرفي: وتدرس فيه الوحدات الصرفية ووظيفتها في التكوين اللغوي والأدبي ..
- المستوى المعجمي: ويتم التركيز فيه على الكلمات والوحدات المعجمية ..
- المستوى التركيبي: ويتم فيه التركيز على تركيب الكلام وتأليفه وفق نظام نحوي خاص
- المستوى الدلالي: وتدرس فيه المعاني والحقول الدلالية والعلاقات الناتجة عن توظيف الكلمات واستعمالها؛
- المستوى الرمزي: ويتم فيه التركيز على إيحاءات استعمال اللغة في العمل الأدبي ...
إذن يمكن القول إن المنهج البنيوي يتعامل في العمل الأدبي مع لغته ولاشيء غير اللغة.
4 - الإتجاهات البنيوية:
ونكتفي باتجاهين اثنين:
- جماعة الشكلانيين الروس: وكان اهتمامهم بالبنى الشكلية للأدب والبحث عن الخصائص المشتركة في الأعمال الأدبية بوصفها أشكالا ..
- البنيوية التكوينية: ويتزعمها الناقد الفرنسي لوسيان كولدمان الذي يرى أن العمل الأدبي ليس بنية لغوية شكلية مغلقة، وإنما هو بنية مفتوحة على البنى الإجتماعية التي تؤطرها.
5 - رواد البنيوية في العالم العربي:
ويمكن اعتبار الدول العربية الفرانكوفونية هي السباقة إلى تطبيق البنيوية وخاصة دول المغرب العربي ولبنان وسوريا، لتتبعها مصر ودول الخليج العربي. ومن أهم البنيويين العرب في مجال النقد بكل أنواعه: عبد السلام المسدي، وجمال الدين بن الشيخ، وعبد الفتاح كليطو، وعبد الكبير الخطيبي، ومحمد بنيس، ومحمد مفتاح، ومحمد الحناش، وموريس أبو ناضر، وجميل شاكر، وسمير المرزوقي، وصلاح فضل، وفؤاد زكريا، وعبد الله الغذامي ... ومن أهم الكتب النقدية في مجال البنيوية العربية نستحضر "الأدب والغرابة " لعبد الفتاح كليطو.
ـ[خولة قوال]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:54 م]ـ
شكرا جزيلا فقد كنت ابحث عن هذه المعلومات بارك الله فيك اخي حمادي
ـ[همسات المحبة]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 02:00 م]ـ
البنيوية
التعريف:
= البنيوية: منهج (*) فكري وأداة للتحليل، تقوم على فكرة الكلية أو المجموع المنتظم. اهتمت بجميع نواحي المعرفة الإنسانية، وإن كانت قد اشتهرت في مجال علم اللغة والنقد الأدبي، ويمكن تصنيفها ضمن مناهج النقد المادي الملحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- اشتق لفظ البنيوية من البنية إذ تقول: كل ظاهرة، إنسانية كانت أم أدبية، تشكل بنية، ولدراسة هذه البنية يجب علينا أن نحللها (أو نفككها) إلى عناصرها المؤلفة منها، بدون أن ننظر إلى أية عوامل خارجية عنها.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
= كانت البنيوية في أول ظهورها تهتم بجميع نواحي المعرفة الإنسانية ثم تبلورت في ميدان البحث اللغوي والنقد الأدبي وتعتبر الأسماء الآتية هم مؤسسو البنيوية في الحقول المذكورة:
- ففي مجال اللغة برز فريدنان دي سوسير الذي يعد الرائد الأول للبنيوية اللغوية الذي قال ببنيوية النظام اللغوي المتزامن، حيث أن سياق اللغة لا يقتصر على التطورية Diachronie، أن تاريخ الكلمة مثلاً لا يعرض معناها الحالي، ويمكن في وجود أصل النظام أو البنية، بالإضافة إلي وجود التاريخ، ومجموعة المعاني التي تؤلف نظاماً يرتكز على قاعدة من التمييزات والمقابلات، إذ إن هذه المعاني تتعلق ببعضها، كما تؤلف نظاماً متزامناً حيث أن هذه العلاقات مترابطة.
- وفي مجال علم الاجتماع برز كلا من: كلود ليفي شتراوس ولوي التوسير الذين قالا: إن جميع الأبحاث المتعلقة بالمجتمع، مهما اختلفت، تؤدي إلى بنيويات؛ وذلك أن المجموعات الاجتماعية تفرض نفسها من حيث أنها مجموع وهي منضبطة ذاتياً، وذلك للضوابط المفروضة من قبل الجماعة.
- وفي مجال علم النفس برز كل من ميشال فوكو وجاك لا كان اللذين وقفا ضد الاتجاه الفردي Test is Contest في مجال الإحساس والإدراك وإن كانت نظرية الصيغة (أو الجشتلت) التي ولدت سنة 1912م تعد الشكل المعبر للبنيوية النفسية.
الأفكار والمعتقدات:
إن دراسة أي ظاهرة أو تحليلها من الوجهة البنيوية. يعني أن يباشر الدارس أو المحلل وضعها بحيثياتها وتفاصيلها وعناصرها بشكل موضوعي، من غير تدخل فكره أو عقيدته الخاصة في هذا، أو تدخل عوامل خارجية (مثل حياة الكاتب، أو التاريخ) في بنيان النص. وكما يقول البنيويون: "نقطة الارتكاز هي الوثيقة لا الجوانب ولا الإطار Test is Contest وأيضاً: "البنية تكتفي بذاتها. ولا يتطلب إدراكها اللجوء إلى أي من العناصر الغريبة عن طبيعتها".
وكل ظاهرة – تبعاً للنظرية البنيوية – يمكن أن تشكل بنية بحد ذاتها؛ فالأحرف الصوتية بنية، والضمائر بنية، واستعمال الأفعال بنية .. وهكذا.
= تتلاقى المواقف البنيوية عند مبادىء عامة مشتركة لدى المفكرين الغربيين، وفي شتى التطبيقات العملية التي قاموا بها، وهي تكاد تندرج في المحصلات التالية:
- السعي لحل معضلة التنوع والتشتت بالتوصل إلى ثوابت في كل مؤسسة بشرية.
- القول بأن فكرة الكلية أو المجموع المنتظم هي أساس البنيوية، والمردُّ التي تؤول إليه في نتيجتها الأخيرة.
- لئن سارت البنيوية في خط متصاعد منذ نشوئها، وبذل العلماء جهداً كبيراً لاعتمادها أسلوباً في قضايا اللغة، والعلوم الإنسانية والفنون، فإنهم ما اطمأنوا إلى أنهم توصلوا، من خلالها، إلى المنهج الصحيح المؤدي إلى حقائق ثابتة.
= في مجال النقد الأدبي، فإن النقد البنيوي له اتجاه خاص في دراسة الأثر الأدبي يتخلص: في أن الانفعال والأحكام الوجدانية عاجزة تماماً عن تحقيق ما تنجزه دراسة العناصر الأساسية المكونة لهذا الأثر، لذا يجب أن تفحصه في ذاته، من أجل مضمونه، وسياقه، وترابطه العضوي، فهذا أمرٌ ضروري لا بد منه لاكتشاف ما فيه من ملامح فنية مستقلة في وجودها عن كل ما يحيط بها من عوامل خارجية.
= إن البنيوية لم تلتزم حدودها، وآنست في نفسها القدرة على حل جميع المعضلات وتحليل كل الظواهر، حسب منهجها، وكان يخيل إلى البنيويين أن النص لا يحتاج إلا إلى تحليل بنيوي كي تنفتح للناقد كل أبنية معانيه المبهمة أو المتوارية خلف نقاب السطح. في حين أن التحليل البنيوي ليس إلا تحليلاً لمستوى واحد من مستويات تحليل أي بنية رمزية، نصيّة كانت أم غير نصيّة. والأسس الفكرية والعقائدية التي قامت عليها، كلها تعد علوماً مساعدة في تحليل البنية أو الظاهرة، إنسانية كانت أم مأدبية.
= لم تهتم البنيوية بالأسس العَقَديَّة والفكرية لأي ظاهرة إنسانية أو أخلاقية أو اجتماعية، ومن هنا يمكن تصنيفها مع المناهج (*) المادية (*) الإلحادية (*)، مثل مناهج الوضعية في البحث، وإن كانت هي بذاتها ليست عقيدة وإنما منهج وطريقة في البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجذور الفكرية والعقائدية:
تعد الفلسفة (*) الوضعية لدى كونت، التي لا تؤمن إلا بالظواهر الحسية – التي تقوم على الوقائع التجريبية – الأساس الفكري والعقدي عند البنيوية.
فهي تؤمن بالظاهرة – كبنية – منعزلة عن أسبابها وعللها، وعما يحيط بها .. وتسعى لتحليلها وتفكيكها إلى عناصرها الأولية، وذلك لفهمها وإدراكها .. ومن هنا كانت أحكامها شكلية كما يقول منتقدوها، ولذا فإن البنيوية تقوم على فلسفة غير مقبولة من وجهة نظر تصورنا الفكري والعقدي.
أماكن الانتشار:
البنيوية منهج مستورد من الغرب، وتعد أوروبا وأمريكا أماكن انتشارها، وأرضها الأصلية. وهي تنتشر ببطء في باقي بلاد العالم، ومنها البلاد العربية.
يتضح مما سبق:
أن البنيوية منهج فكري نقدي مادي ملحد غامض، يذهب إلى أن كل ظاهرة إنسانية كانت أم أدبية تشكل بنية، لا يمكن دراستها إلا بعد تحليلها إلى عناصرها المؤلفة منها، ويتم ذلك دون تدخل فكر المحلل أو عقيدته الخاصة ونقطة الارتكاز في هذا المنهج (*) هي الوثيقة، فالبنية، لا الإطار، هي محل الدراسة، والبنية تكفي بذاتها ولا يتطلب إدراكها اللجوء إلى أي عنصر من العناصر الغريبة عنها، وفي مجال النقد الأدبي، فإن الانفعال أو الأحكام الوجدانية عاجزة عن تحقيق ما تنجزه دراسة العناصر الأساسية المكونة لهذا الأثر، ولذا يجب فحصه في ذاته من أجل مضمونه وسياقه وترابطه العضوي، والبنيوية، بهذه المثابة، تجد أساسها في الفلسفة الوضعية لدى كونت، وهي فلسفة لا تؤمن إلا بالظواهر الحسية، ومن هنا كانت خطورتها.
---------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
- البنيوية، تأليف جان بياجيه – ترجمة عارف منيمنة وبشير أوبري – منشورات عويدات – بيروت – باريس، ط4 1985م. (سلسلة زدني علماً).
- المعجم الأدبي، تأليف جبور عبد النور – دار العلم لملايين – بيروت، ط2 1984م.
- جريدة الحياة، العددان (10380 و10381) 26 و27 ذو الحجة 1411هـ مقال بعنوان: البنيوية كما يراها ثلاثة نقاد.(/)
قراءة التراث قراءة معاصرة! ..
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 01:46 م]ـ
الفصحاء الكرام ...
قبل بضعة أيام كنت في ندوة نقدية والتي كانت موسومة بـ: (النقاد العرب المعاصرون وتراثهم النقدي) وبعد نهايتها، بدأت المداخلات كان من بينها مداخلة لناقد كبير، فقال كلمة ما فتئت أقلبها برأسي ذات اليمين والشمال وهي: لابد أن نعيد قراءة التراث قراءة معاصرة أي بعقلية تختلف عن سابقينا ممن لم تتوفر لهم الإمكانات المتاحة لنا الآن، حقيقة لم أثبت على تفسير مقنع لي لهذه المقولة، فليت أحدًا من أحبتنا - هنا- يفسرها بوضوح، وأنا له من الشاكرين المقدرين.
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 02:49 ص]ـ
للأسف؛ مشاهدات كثيرة دون ردود!!
تُرى ما السبب؟
هل ما طرحته لا يستحق الرد؟ أم غير ذلك؟
لن أستعجل الحكم، وبانتظار الردود من أحبتي؟
بداية أعتب على المشرفين؟
وفقكم الله ..
ـ[نون النسوة]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 06:34 م]ـ
لا أعرف عن محاور الندوة شيئا لكن ردي مبني على العبارة التي اقتبستها فقط
فعلها البعض
على سبيل المثال قد يطبق ناقد ما منهجا نقديا جديدا على نص تراثي , ولك أن تتخيل النتيجة!
ثمة قصائد قديمة اعتدنا لها تحليلا مشهورا في كتاب أو كتابين قديمين أليس كذلك؟
لكن ألا يمكن أن نقرأها قراءة أخرى بمنهج جديد؟ أعتقد أن رؤيتك للنص ستختلف إلى درجة أنه قد يتحول إلى نص جديد لأنك قرأاته من زاوية مختلفة
أجد أن تراثنا ثري جدا فلم نختزله بقراءة واحدة أو قراءتين نستطيع توليد عدد هائل من القراءات على سبيل المثال!
أتذكر ناقدة أجنبية نسيت اسمها طبقت أسطورة طقوس العبور على نص جاهلي أظنه من المعلقات رغم أني قرأت المعلقة وتحليلا لها في الجامعة لكن بعد قراءتي لبحثها تراءى لي بصورة جديدة تماما
ليست المسألة معيارية فقد استمتعت بالقرائتين ..
مقامة من المقامات أتذكر أن الغذامي مثلا حللها في مجلة فصول إن لم تخني الذاكرة وفق المنهج البنيوي , أبو نواس أليس شاعرا قديما؟ العقاد حلل شيئا من قصائده وفق منهج نفسي مطبقا نظريات فرويد
محمود الربيعي أتذكر له تحليلا لقصيدة من قصائد المتنبي وفق منهج نقدي جديد أعتقد أن اسم الكتاب قراءة الشعر
هذا مافهمته من العبارة التي اقتبستها
لكن سؤال أين أقيمت الندوة؟ ليتنا نثبت موضوعا لكل منطقة عن أبرز الفعاليات الثقافية حتى يتسنى للآخرين الحضور
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 01:54 ص]ـ
في الحقيقة هذا ما تبادر إلى ذهني، وعلى سبيل المثال مناقشة الغذامي لتعريف قدامة للشعر، كان بأسلوب جديد غير سابقيه ومن تطرق وعرج على هذا التعريف وكذلك محاولة إيجاد إرهاصات للنص الحديث في التراث، وهو في الحقيقة لايختص في الأدب فحسب بل حتى في تفسير الآيات القرآنية، فنلاحظ في عصرنا الحديث الشيخ صالح المغامسي له تفسير يختلف عن الطريقة التقليدية عند المفسرين، وفي مجال الحديث النبوي نجد كتاب ثورة في السنة النبوية للقصيبي فيه قراءة حديثة مناسبة للعصر الذي نحن فيه، والغذامي فسر حديث (إن من البيان لسحرا) بطريقة جعلتني أعيد قراءته أكثر من مرة.
لكنني قلت ربّما هذا المتداخل وهو الدكتور سعد البازعي أراد شيئًا آخر غير ما قلتيه وما تبادر إلى ذهني، ولكِ جزيل الشكر على ما قلتِ، وبالنسبة للندوة فإنها أقيمت بنادي الرياض الأدبي والحضور متاح للجميع من الجنسين.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 02:38 ص]ـ
أبو زيد
ماذا لو أرسلت للبازعي ايميلا تستفسر عن ذلك
أظنه سيتجاوب معك ويجيبك
ونستفيد كلانا
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 11:10 ص]ـ
ليلة البارحة كنا في ندوة، وحاولت ذلك ولكن لم تسنح لي الفرصة، وسأحاول ذلك لاحقًا- بمشيئة الله- وسأخبركِ عندئذٍ.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 10:43 ص]ـ
أظنك تقصد ندوة د. الزيدي.
جميل ما ذكرته الأخت نون النسوة.
زوايا الرؤية تختلف، و كذلك القدرات، و الأفق، و أساليب التناول ... الخ
و بلا شك أن هناك فرق بين الأدوات و الرؤى في القديم و الحديث، مما يخدم هذا التراث في قراءات جديدة قد تضيء جوانب كانت غائبة.
هذا ما أظنه، و تفسير أي مقولة يختلف بين مفسّر لها و في ذهنه تصورٌ ما حولها، و آخر خالي الذهن منها.
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي العزيز:
ان الامكانات المتاحة اليوم لا يحق لنا ابدا أن نسلطها بوتقة الى التراث دون وعي وتمحيص ودقة لسبب بسيط وهو للتراث العربي عمقا تاريخا وللحداثة الغربية المعاصرة عمقا تاريخا ايضا واذا ما علمنا ان مناهج الغرب اليوم وليد فلسفات واتجاهات وتيارات فكرية مختلفة عن فلسفات وافكار الامس يحق لنا ان نضع الدقة في تسليطها على مناهج خرجت خدمة لعقلية مختلفة عن العقلية الاوربية بعيدا عن الموازنة واعطاء السبق بين الامتين وهو موضوع آخر.
انني ادعو جميع نقادنا الاعزاء ان ينظروا الى التراث بعين الحداثة وان يعدوا قراءة الحداثة بعين التراث ولكن ليست القراءة الطائشة القراءة التي تظهر تحمسا وهميا للتراث محاولة في الحاقه بحداثة اليوم وعلى العكس نرفض تقوقعا في بورة التراث واغلاق الباب بوجه التيارات القادمة من الاخر انني اتذكردوما قول غادمير أن القراءة المعاصرة يجب ان تكون في الإطار التاريخي للمقروء وليس ببعيدة عنه، يقول وهو في مجال دراسته الأفاق بأنها تتواجد (( .. عند الإشارة إلى مطالبة الوعي التاريخي برؤية الماضي في ضوئه هو، وليس في ضوء معاييرنا وأهوائنا المعاصرة، بل في داخل افقه التاريخي)).المرايا المحدبة (من البنيوية الى التفكيك) عبد العزيز حمودة./324.
من هنا عزيز الباحث يجب ان نعي ونمحص قبل ان نسقط مفاهيم الآخر/الغرب على التراث العربي وان نفتخر بتراثنا وبلاغتنا ونقدنا العربي.
د. ايسر الدبو
جامعة الانبار-كلية الآداب
قسم اللغة العربية - dr_aldbow***********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القعيب]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 04:27 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
العقاد وأبو نواس
ـ[أبو فلاح]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلبام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة ...
هل يتكرم أحدكم ويشرح لي موضوع نقد عباس محمود العقاد لشخصية أبي نواس وفق مبدأ تطبيق نظريات النقد النفسي التي ابتكرها فرويد.
وأكون لكم شاكرا(/)
عبد العزيز حمودة وعقدتي مع كتابه المرايا المقعرة
ـ[فارس النحو]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 01:36 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من أحد الأخوة أو الأخوات أن يوضح لي وجهة نظر عبد العزيز حمودة في كتابه (مرايا مقعرة) لأني سأختبر في هذا الكتاب وأريدكم أن توضحون لي وجهة نظر الدكتور في النظرية اللغوية والنظرية الأدبية، ومالذي يريد أن يصل إليه.
وأرجو أن تزودوني بمقالات او بحوث للمؤلف حول النظرية النقدية أو لمن تكلم عن المؤلف ومشروعه الجبار، خاصة أن له نظرة جيدة حول الحداثة والنظرية النقدية
وجزاكم الله خيرا
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 07:36 م]ـ
قرأت الكتاب قبل مايزيدعلى ست سنوات وأنابعيد العهدبه ولكني سأذكرلك أخي الكريم/فارس النحو/شيئا مماتبقي في ذاكرتي عنه.
الكتاب من عنوانه يوحي بأنّ هناك منظورات تعطي الناظرفيها صورة مغايرة للحقيقة وقدتكون الصورة أكبرمن الواقع الحقيقي. وهذاماخرج به االدكتورحمودة عن الحداثةبعدمعايشتها عن قرب. وهويقول مامعناه: بقيت فترة أتهم فهمي بالقصورعن مدركات مايريده الحداثيون ,ثم سألت نفسي إلى متى سأبقى متهمانفسي بهذا؟! ثم تحررمن هذاالهاجس فكتب رأيه ناقدًالهابأسلوب علمي.هذاماتيسرلي وعودتك إلى الكتاب أحمدلرأيك وأصوب.
ـ[علي علي محمد]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 08:47 م]ـ
ماليعتهلبلت(/)
محتاج مساعدة بالنقد على هذي المسرحية
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 07:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اخواني الكرام
انا محتاج مساعدتكم مقرر عليا في بحث التخرج
ترجمة المسرحيه التاليه الى الغة الانجليزية
ونقدها بما لا يقل عن خمس صفحات
هل يجد احد يساعدني على النقد او يضع لي معايير النقد
انا منتضر احد من الاخوه الفاهمين يساعدني ولكم جزيل الشكر
تحفة
الأديب الكبير الأستاذ: علي أحمد باكثير
ـ 1ـ
(في المارستان ببغداد)
الجنيد: نحن الساعة في آخر الليل يا خالي فكيف ندخل هذا المارستان؟
السرى: المارستان يا بني مفتوح ليل نهار.
الجنيد: لكنا سنجد المجانين جميعاً نائمين فلن يتاح لك أن تراهم أو تسمعهم.
السرى: كلا يا جنيد بل سنجد كثيراً منهم صاحين. تعال اتبعني .. أدخل من هنا .. من هذا الباب.
الجنيد: عجباً كأنك تعرف السكان من قبل.
السرى: نعم كثيراً ما آجي هنا لا فرح عن ضيقي.
الجنيد: المعروف عنك يا خالي إنك كثيراً ما تزور المقابر وتغشى الأسواق.
السرى: أجل في المقابر أعتبر وفي الأسواق أكتسب علماً بالناس والحياة وفي المارستان أسمع الحكمة من أفواه المجانين.
الجنيد: عجباً ألا يحرس هذا المكان أحد؟
السرى: الحراس ناموا يا جنيد.
صوت: كلا أنا صاح يا هذا. من؟ مولانا السري السقطي. أهلاً وسهلاً. ومن هذا الذي معك؟
السرى: هذا ابن أختي جنيد بن محمد.
الحارس: أهلاً بك وابن أختك. أين كنت يا سيدي فلم نرك منذ زمان؟
السرى: شغلتني الشواغل يا سليمان. ترى هل عندكم من جديد؟
الحارس: كل يوم عندنا جديد. عندنا لك اليوم يا سيدي تحفة.
السرى: تحفة؟
الحارس: هذا اسمها. اسم علي مسمى. شاعرة مغنية. هلم معي إلى مكانها .. اسمع يا سيدي ماذا تقول؟
بربك كيف تحبسسني بغير جناية سبقت
تغل يدي إلى عنقي وما خانت ولا سرقت
السرى: الله الله.
تحفة: وبين جوانحي كبد أحس بها قد احترقت
السرى: الله الله. اسمع يا جيند. أفهم يا جنيد. تذوق يا جنيد. هل سمعت قط روع من هذا الشعر؟ والله يا بني لقد كدت أشم من كبدي رائحة الاحتراق.
حنيد: أجل يا خالي ما أجمله من شعر وأصدقه. وصوتها أيضاً.
السرى: صوتها وشعرها شيء واحد. دعنا الآن ندن منها ونسألها.
الجنيد: أتراها يا خالي تفهم عنك شيئاً. إني أراها ذاهلة اللب تهذي بتلك الأبيات ولا تعي معناها.
السرى: لكنا نحن نعي معناها وبحسبنا ذلك. (يناديها) يا أمة الله. يا تحفة.
تحفة: أتخاطبني يا هذا؟
السرى: نعم.
تحفة: ماذا تريد؟
السرى: ما بالك لا تنامين مثل الآخرين؟
تحفة: أنا عاشقة يا هذا والعاشقون لا ينامون.
السرى: وماذا جاء بك إلى هذا المكان؟
تحفة: حسبوني مجنونة فحبسوني هنا .. مجانين. إياك أن تظنني مجنونة مثلهم .. أنا سكرانة؟
السرى: بالحب يا هذا إن كنت تعرف الحب. (تغني).
معشر الناس ما جننت ولكن أنا سكرانة وقلبي صاحي
السرى: الله. الله. سمعت يا جنيد؟
تحفة: غللتم يدي ولم آت ذنبا غير هتكي في حبكم وافتضاحي
السرى: الله. الله.
تحفة:أنا مجنونة بحب حبيب لست أبغى عن بابه من براح
فصلاحي الذي رأيتم فسادي وفسادي الذي رأيتم صلاحي
السرى: الله. الله. ما أشبه هذا بمواجيدنا أهل الطريق. من الذي تحبون يا تحفة؟
تحفة: مولاي الاول.
السرى: الله. الله. أن إذن تحبين مولاك الأول يا تحفة؟
تحفة: أجل كنت معه بأسعد مكان في روح وريحان.
السرى: الله. الله.
الجنيد: وأين هو الآن؟
تحفة: جاء مولاي الثاني فحال بيني وبينه.
الجنيد: سمعت يا خالي؟ أنها تعني مالكيها الأول والثاني من البشر.
السرى: كلا يا جنيد. مالكها الأول هو الله. ومالكها الثاني من البشر.
الجنيد: ومن هو مولاك الأول يا تحفة؟
تحفة: هو حبيبتي الذي لا حبيب لي سواه.
السرى: الله. الله.
الجنيد: ما اسمه يا تحفة؟ ما اسم حبيبك؟
تحفة: أحمد .. أحمد بن المثنى.
الجنيد: سمعت يا خالي ماذا تعني؟
السرى: ويحك يا جنيد. ليس ما تعنيه هي هو الذي يعنيني بل ما أعنيه أنا ومن أشبه.
الجنيد: الله. الله. يا خالي .. الله. الله.
السرى: إني داع الآن يا جيند فأمن على دعاني. (في ابتهال) اللهم يا مقلب القلوب أجعل قلب هذه وقسفا على حبك وحدك لا شريك لك فيه.
الجنيد: آمين.
ـ3ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(في منزل السرى السقطي وعنده الجنيد بن محمد)
الجنيد: أراك يا خالي مهموماً اليوم على غير عادتك؟
السرى: أنسيت يا جنيد أن على اليوم أن أحضر أربعين ألف درهم لمالك تحفة ثمنا لها؟
الجنيد: متى يطلب منك الدفع؟
السرى: اليوم بعد صلاة العصر.
الجنيد: ولا تعرف حتى الآن من أين تدبر هذا المبلغ؟
السرى: لا أعرف حتى الآن يا جنيد.
الجنيد: كما دعوت لها فهداها الله إلى طريق المحبين العاشقين لجمال الله. فادع الله أن يسر لك ثمنها لتعتقها لوجه الله.
السرى: قد فعلت يا بنى .. البارحة طول الليل.
الجنيد: وأخلصت الدعاء؟
السرى: نعم يا بني .. في حدود ما أعلم.
الجنيد: إذن فسيستجيب الله لك يا خالي لا محالة.
السرى: متى يا جنيد؟ ما يبقى على ميعاد الدفع غير ثلاث ساعات.
الجنيد: في ساعة واحدة يا خالي يبدل الله من حال إلى حال.
السرى: صدقت يا بني لقد ثبت بيقينك هذا ما كاد يتزعزع من يقيني.
الجنيد: استغفر الله يا خالي أين يقيني من يقينك؟ أنت شيخي وأستاذي.
السرى: كثيراً ما يتفوق التلميذ على أستاذه يا بني.
الجنيد: هل تفوقت أنت على أستاذك معروف الكوخي.
السرى: لا يا بني ولكني أرجو أن يتفوق الجنيد بن محمد علي.
الجنيد: من أجل كلمة صغيرة قلتها؟
السرى: بل من أجل اليقين الكبير الذي أرسل تلك الكلمة الصغير.
(يقرع باب المنزل)
السرى: انظر يا جنيد من الطارق؟
الجنيد: الدعوة المجابة يا خالي. إن شاء الله.
السرى: يسمح الله لك.
(يخرج الجنيد ثم يعود ومعه أحمد بن المثنى وحمال).
أحمد: السلام عليك يا مولاي الشيخ.
السرى: وعليك السلام ورحمة الله.
أحمد: يا حمال ضع الأكياس على الأرض وانصرف .. خذ .. هذا أحرك.
الحمال: شكراً يا سيدي.
أحمد: أنا أحمد بن المثنى يا سيدي الشيخ وهذه أربعون ألف درهم جئتك بها لتدفعها ثمناً لتحفة.
السرى: أنت مالكها الأول؟
أحمد: أجل يا سيدي الشيخ. ركبتني الديون فبعتها مضطراً بعشرين ألف درهم فشق ذلك عليها حتى فقدت صوابها فأرسلها النخاس إلى المارستان. وتألمت لما أصابها فاجتهدت في التجارة حتى استطعت أن أجمع عشرين ألف درهم فانطلقت إلى النخاس لاستردها منه فأبى أن يقبل مني أقل من أربعين ألفاً فكدت أيأس يا سيدي لولا أن طرق بابي البارحة تاجر فارسي كان مدينا لي بثلاثين ألف درهم فدفع لي الدين الذي عليه فلم أستطع صبراً فانطلقت صباح اليوم إلى لنخاس وقلت له خذ المبلغ الذي تريد فقاللي إنك قد سبقتني إلى شرائها منه وأنك ستحضر له ثمنها بعد عصر اليوم فقلت في نفس لعل الله ما يسر لي هذا المال على هذا الوجه إلا لأحمله إليك عسى أن تستعين به في دفع ما عليك.
السرى: أجل يا بني لقد ساقك الله عزوجل لتعينني في ذلك فليس معي اليوم ولا درهم واحد.
أحمد: الحمد لله إذ ساقني يا سيدي الشيخ لخدمتك.
السرى: لكني يا أحمد لن اشتريها لك بل سأعتقها لوجه الله.
أحمد: لا بأس يا سيدي فقد كنت أنا أيضاً أريد شراءها لأعتقها.
السرى: لعلك تريد أن تتزوجها بعد العتق؟
أحمد: نعم يا سيدي الشيخ فهل لديك من مانع؟
السرى: لا مانع عندي يا أحمد ولكني أخشى ألا تقبل هي الزواج منك.
أحمد: يا سيدي هذه كانت تحبني وما أصابها هذا الجنون إلا من أجلي.
السرى: لكن ينبغي أن تعلم يا أحمد أن قلبها قد تحول من حبك إلى حب الله عزوجل.
أحمد: أجل قد بلغني ذلك يا سيدي الشيخ.
السرى: بلغك؟
أحمد: نعم وإن ذلك قد حصل لها ببركتك. ولكن ألا يجوز يا سيدي الشيخ أن تحب المرأة زوجها وربها في آن واحد.
السرى: بلى يا أحمد غير أن هذه قد أستغرقها حب الله فاخشى ألا تقبل الزواج. البتة.
أحمد: إذن يا سيدي أرضى بما قضاه الله وأسلم أمري له.
السرى: وتنظرني في الدين الذي لك علي إلى ميسرة؟
أحمد: أي دين يا سيدي؟
السرى: هذه الأربعون ألفاً.
أحمد: هذه هدية مني ولك يا سيدي الفضل في قبولها.
السرى: كلا يا أحمد لا أقبلها ألا ديناً لك على.
أحمد: فليكن يا سيدي الشيخ ما تريد.
ـ3ـ
(في المارستان مرة أخرى)
الحارس: ماذا فعلت بها يا سيدي الشيخ؟ لقد صارت لا تفارق سجادة الصلاة ليل ونهار.
السرى: الله هو الذي اصطفاها يا سليمان.
الحارس: حتى الكلام الذي تتغنى به أصبح من لون آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
السرى: ماذا صارت تقول يا سليمان.
الحارس: تعالوا اسمعوها بآذانكم.
تحفة: يا من رأى وحشتي فآنسني بالقرب من وصله فانعشني
يا ساكناً مهجتي ومن عجب تضيق عنه الدنى ويسكنني
السرى: الله. الله. اسمع يا جنيد.
الجنيد: هذا يا خالي إعجاز.
تحفة: إن تقصنى عنه غفلتي فلقد حسبي من الكون من شغفت به
وكنت في غفلة فنبهني عاد بإحسانه يقربني
وصحبه مؤنسا ويصحبني وكنت في رقدة فأيقظني
الجميع: الله. الله. الله. الله.
السرى: خبرينا يا تحفة ماذا نقلت من حال إلى حال؟
تحفة: خاطبني الحق في جناني
قريني منه بعد بعد
أجبت لما دعيت طوعا
وخفت لما جننت فيه
فكان وعظي على لساني
وخصني منه واصطفاني
ملبيا للذي دعاني
ما يوقع الحب بالأماني
الجميع: الله. الله.
السرى: هلم الآن يا عبد الله المزين. هأنذا قد أحضرت لك الأربعين ألف درهم فبعني تحفة.
عبد الله: يا سيدي الشيخ لو أعطيتني الدنيا كلها ما قبلت. هذه صديقة.
السرى: ويلك ماذا تريد أن تصنع بها.
عبد الله: قد أعتقها فهي حرة لوجه الله.
السرى: بوركت يا عبد الله المزين.
عبد الله: وأعتقت معها سائر عبيدي وأمائي.
السرى: طوبى لك يا عبد الله المزين. ويحك ماذا يبكيك يا عبد الله؟
عبد الله: الفرح يا سيدي الشيخ إذ عشت حتى سمعت المعارف بالله السرى السقطي يقول لي: بوركت يا عبد الله المزين. طوبى لك يا عبد الله المزين.
السرى: وأنت يا أحمد بن المثنى ماذا يبكيك أنت كذلك؟
أحمد: ما رضيني مولاي الحق لما ندبني إليه ولا وجدت لمعالي قبولاً بين يديه.
السرى: خفض عليك يا أحمد فقد تقبل الله نيتك فكأنما تقبل عملك.
أحمد: إذن فإني أشهدك يا سيدي الشيخ إني قد خرجت عن مالي هذا فهو صدقة لوجه الله البديع ولجلالة الرفيع.
السرى: ألا تستبقى منه شيئاً لنفسك يا أحمد؟
أحمد: كلا يا سيدي بل سأخرج عن كل ما بقى لي بعد من مال وأتوب على يديك وأزهد في الدنيا وأكون من مريديك.
عبد الله: وأنا يا سيدي الشيخ ما بقى لي في الدنيا من أرب فاجعلني من مريديك على ما في من جوع.
السرى: أنت يا عبد الله من المقبولين.
عبد الله: الحمد لله.
أحمد: وأنا يا سيدي الشيخ؟
السرى: أنت أمرك في يد تحفة إن شاءت قبلتك وإن شاءت ردتك.
أحمد: كلا يا سيدي الشيخ قد تجردت من كل حب إلا حب الله وحده.
السرى: أنت الآن إذن يا أحمد بن المثنى من المقبولين.
أحمد: الحمد لله.
تحفة: يا سيدي الشيخ هو الآن عندي أيضاً مقبول إن شاء.
السرى: أتحنين ما تقولين يا تحفة؟
تحفة: نعم يا سيدي الشيخ مادام قلبه وقفاً على حب الله فلن يشغلني عن حب الله.
بيته سوف ii يغتدى
نجد الستر ii والسكينة
لن يرى في عبدة
بل كلانا من ii سيد
ونصلى له ii معا
مسكنا لي ii ومسجدا
فيه ii والموردا
أو أرى فيه ii سيدا
واحد نرتجي ii الندى
في سنها الحق والهدى
السرى: طوبى لك يا أحمد مرتين.
أحمد: كن هذا بفضلك يا سيدي الشيخ وبركتك.
السرى: بل بفضل تحفة وبركة تحفة.
(ستار)(/)
أحدث المدارس النقدية
ـ[دلوول]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 02:28 م]ـ
أعزائي الفصحاء .......
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ما هي أحدث المدارس النقدية التي يمكن تطبيقها على الشعر العربي القديم؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[02 - 07 - 2009, 02:28 م]ـ
أختي العزيزة ..
كثير من المناهج القديمة، حاول بعض النقاد أن يجعل لها إرهاصات في النقد القديم، فعلى سبيل المثال قيل عن البلاغة: إنها أسلوبية القدماء ..
ونفيد من المختصين
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 09:50 ص]ـ
عزيزتي
الشعر شعر، و بإمكانك تطبيق المناهج النقدية المختلقة قديمها و حديثها عليه.
و حينما تنظري للرسائل العلمية ستجدي ذلك، فهناك من سعى من دارسين و باحثين لتوظيف المناهج الحديثة في دراسة و تحليل الشعر القديم.
ـ[القعيب]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 04:40 م]ـ
و حينما تنظري للرسائل العلمية ستجدي ذلك، فهناك من سعى من دارسين و باحثين لتوظيف المناهج الحديثة في دراسة و تحليل الشعر القديم.
وهنا الصعوبة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 04:39 ص]ـ
وهنا الصعوبة
و لم؟
كلها مناهج لها آليات و أدوات نعرفها و نتقنها ثم نطبقها، و إن تفاوتت مستوياتها.
ـ[خولة قوال]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 04:32 م]ـ
ارجو ان تستفيدني من هذه المدارس
المدارس النقدية الحديثة
تعرضت مفاهيم النقدالادبي الى تغيرات خلال القرن العشرين فيما يخص وظائف النقد واساليبه واهدافه. فبعد ان كان النقد في المفهوم الكلاسيكي ينظر الى الاثر الادبي بحد ذاته , أيباعتباره موضوعا مكتفيا بذاته , ومتخذا مكانه الخاص , برز المفهوم الحديث للنقدوفيه لم يعد الاثر الادبي موضوعا طبيعيا يتميز عن الموضوعات الاخرى بالسماتالجمالية فحسب , بل صار يعتبر نشاطا فكريا عبَّر بواسطته شخص معين عن نفسه.ايباختصار فان هدف النقد تحوّل عن الموضوع نفسه , الى كل ما يحيط الموضوع , معالتركيز على تفاصيل مثل ظروف العمل الادبي , السيرة الذاتية للمؤلف والحس الشعري poetics المتضمن في ذلك العمل الادبي.
فقد ظهرتمدارسعديدة لدراسة النتاج الادبي او الفني تعتمد على الاسسالفلسفية الحديثة , غير تلك الاسس الفللسفية القديمة (ديكارت وكانت وهيغل وهايدغر) بلمدارسحديثةهياساس مناهج النقد الحديث وهي:
1 - مدرسة النقد الشكلي والبنيوي
2 - مدرسةالنقد البراغماتي (الوظيفي (
3 - مدرسة النقد الظاهراتي والوجودي
4 - مدرسةالتحليل والنقد النفسي
5 - مدرسة النقد الاجتماعي والماركسي
ـ[الحصماني]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 02:08 م]ـ
أعزائي الفصحاء .......
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ما هي أحدث المدارس النقدية التي يمكن تطبيقها على الشعر العربي القديم؟؟
وجزاكم الله خيرا
ثمة فرق بين قولنا مدارس نقدية, ومناهج نقدية , فالمدرسة تشمل المنهج كما تحوز النظرية والمبادئ والافكار والشخصيات المؤسسة , وهي- اي المدرسة- في سيرورتها التاريخية في تصاعد راسي ولذا لاتستطيعين تطبيق مدرسة جديدة على مدرسة قديمة لاختلاف بعدهما التاريخي , اما المنهج: فهو مجموعة اجراءات واليات او هو الناتج التطبيقي للفكرالنظري للمدرسة النقدية
وبما ان الفكر البشري يسير في حلقات دائرية فيمكن تطبيق المنهج في اي جزء من التاريخ متى ماتوفرت له الشروط الموضوعية
وعليه فان السؤال ينبغي ان يكون هكذا: ما هي أحدث المناهج النقدية التي يمكن تطبيقها على الشعر العربي القديم؟؟
فاقول لك: احدث المناهج هي مناهج القراءة والتلقي , او المناهج التي تركز على الضلع الثالث من ترسيمة التوصيل وهو المتلقي
وهذه المناهج يمكن تطبيقها بكل اريحية على الشعر القديم
وساضرب لك مثالا على ذلك
لقد عاب المتاخرون على امرئ القيس تشبيه اصابع يد معشوقته بـ أساريعُ ظبي في قوله:
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
لماذا
ـ[الحصماني]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 03:57 م]ـ
لان الاسروع عبارة عن دود ابيض ناعم الملمس يعيش في الاماكن الرطبة وخاصة في مخلفات الحيوان , وعند اجراء التشبيه في العقل فان الانسان وهو يتخيل اصابع حبيبته دود يتقزز منها وينفر من هذا التشبيه
لكن امرؤ القيس عندما اختار هذا التشبيه كان مدفوعا بضغط القارئ المتلقي والمنتمي الى الصحراء القاحلة , ومعرفته - اي القارئ- بالاشياء الناعمة محدود بفعل البيئة , ولعل الاساريع من الاشياء القليلة التي يعرف ان لها ملمسا ناعما فضلا عما تتمتع به من بياض
وازيدك من الشعر بيت
السطحية التي نجدها في الشعر القديم بسبب اعتماده كليا على اشياء الواقع ببساطتها ومحدوديتها يرجع بدرجة اساس الى ما اسماه ايزر بالقارئ الضمني , وهو القارئ الذي يعيش في ذهن الشاعر اثناء كتابة النص الابداعي , اذ من المعلوم ان الشاعر لايكتب لنفسه بل يكتب لجمهور والشاعر حين يكتب يراعي هذا الجمهور وثقافته ووعيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جويرية]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 08:09 ص]ـ
ألا تعتبر التفكيكية والتكعيبية هما أحدث المدارس النقدية حاليا؟
ـ[عصام محمود]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 08:15 ص]ـ
التفكيكية والتكعيبية لن تصلح بصورة مناسبة للتطبيق على الشعر العربي وبخاصة القديم منه لأنه مناهج ظهرت في ضوء فنون معينة لم تكن عندنا ولو حاولنا تطبيقها سنجدها طلاسم وألغاز، وليس هذا المطلوب من النقد أن يظلمه أمام المتلقي بل المطلوب ان يضي جوانب النص وهذا يصلح مع النقد الثقافي أو علم النص،ولو نظرت للتكعيبية والسيريالية والدادية لظهر لك الحمق مجسدًا لأنك بالطبع سوف تنظرين بثقافة عربية لم تتعود على هذه اللوحات الفنية فالجميل جميل لأنه في بيئته
ـ[منتظر]ــــــــ[06 - 09 - 2010, 06:43 ص]ـ
""ما اسماه ايزر بالقارئ الضمني , وهو القارئ الذي يعيش في ذهن الشاعر اثناء كتابة النص الابداعي , اذ من المعلوم ان الشاعر لايكتب لنفسه بل يكتب لجمهور والشاعر حين يكتب يراعي هذا الجمهور وثقافته ووعيه""
استاذنا الغالي اليس القارئ هنا هو القارئ المقصود اي القارئ الذي يقصده المبدع ساعة الابداع؟؟
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 08:40 م]ـ
فعلا أصبح الاهتمام بالمتلقي محط إهتمام النقد الحديث ومدارسه لكن اليس كل ما يتعلق بالنص من نواحي بيئيه وسيكلوجيه وإجتماعية تقوم على إعطاء نقد قويم نسبيا ها نحن رأينا البنيويه وأقسامها الثلاثه جمعت كل النواحي أي نعم التفكيكيه والتشريحه طمست ملامحها لكن ظلت المدرسة البنيويه التي رسمت اركانها على يد الشكلانيون الروس محط انظار الكثير من النقاد
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 02:09 ص]ـ
شعرنا القديم مرن وحيوي؛ بحيث يتقبل تطبيق مستجدات المدارس النقدية الحديثة عليه.
هكذا قالوا لنا أساتذتنا: أ. د: يوسف حسين بكار. وأ. د: إسماعيل أحمد العالم.
أمدهم الله بالصحة والعافية:)(/)
النقد الأدبي عند الفلاسفة المسلمين
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 06 - 2009, 06:23 م]ـ
ملامح من النقد الأدبي عند الفلاسفة المسلمين
(الفارابي – ابن سينا – ابن رشد)
إن دراسة النقد عند الفلاسفة المسلمين لا تتضح إلا بمعرفة النقد عند اليونانيين، حيث أن الثقافة العربية تدين للثقافة اليونانية التي تلقفها العرب وأفاضوا في تفسيرها والإضافة إليها، وقد يعتبرني البعض أنني مغال فيما أقول، ولكنه موقف من طالب علم باحث حاول أن يكون صريحا مع نفسه أولا، ثم مع الأخرين ثانيا وآية الأمر أنني سأحاول هنا في هذا البحث أن أعبر عن أفكاري مصحوبة بالقرينة والدليل.
لا شك في أننا قد وجدنا في الكتب أثناء البحث أن الفلاسفة والأدباء والنقاد والبلاغيين العرب قد تأثروا بمن سبقهم من فلاسفة اليونان، كأرسطو وأفلاطون، حيث يبدو هذا التأثر واضحا خاصة في كتاب فن الشعر لأرسطو على الفلاسفة المسلمين أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد.
لم يعرف النقاد العرب أو الفلاسفة المسلمين أي تأثر بالنقد الغربي إلا عام 328 هـ حينما قام (بشر بن متى) بترجمته لكتاب فن الشعر، ثم قام بتلخيصه الفارابي، ثم قام بترجمته مرة أخرى ابن سينا، ومنذ هذا الوقت بدأت نظرية أرسطو في الشعر تجد صداها في نقد الشعر العربي، ونجد أن هؤلاء الفلاسفة لم يخصصوا كتابات مستقلة بعينها للشعر أو للنقد، فلم نجد سوى الترجمات والشروح التي ذكرناها لهم.
ولكي تتضح الأمور أكثر علينا أولا أن نمهد بكلام أرسطو في الشعر، والتخييل، والمحاكاة، وغير ذلك ثم نعرض كلام كل من الفارابي، وابن سينا، وابن رشد ونحاول خلق موازنة بينهم.
هناك العديد من القضايا المهمة التي أثيرت من الدارسين حول كتاب فن الشعر لأرسطو ومن هذه القضايا معنى المحاكاة عند أرسطو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)
فهو جعل الفن محاكاة، وعندما عدد أنواع الشعر جعلها كلها قائمة على المحاكاة، وفسر المحققون لكتاب (فن الشعر) المحاكاة عند أرسطو في عدة أشياء ومنها:
أولا:
المحاكاة أساس كل فن لكنها تختلف في وسائل المحاكاة المتمثلة في الإيقاع واللغة والانسجام وتختلف أيضا في موضوع المحاكاة.
" فالمحاكاة الشعرية هي ذلك الإلهام الخلاق الذي به يستطيع الشاعر أن يوجد شيئا جديدا على الرغم من استخدامه لظواهر الحياة وأعمال البشر " (1)
لذلك نرى أن المحاكاة عند أرسطو هى إعادة خلق ونراها موجهة للطبيعة مباشرة عكس المحاكاة عند أفلاطون فهى موجهة لعالم المثل.
ثانيا:
المحاكاة أداة للتمييز بين العلوم وجدت أنه هناك كثير من الأدياء ناقشوا قضية المحاكاة وما يتعلق بها وموقف الشعراء منها وربطها بالعلوم والفنون وأجمل كلام وجدته هنا كان كلاما للأستاذه سهير القلماوي حيث قالت:
" بغير المحاكاة لا يمكن أن توجد أي صورة من صور الفن " (2)
فأرسطو هنا جعل المحاكاة للتمييز بين ما يسمى بالعلوم الإنتاجية أو الإبداعية وغيرها من العلوم العملية أو النظرية فالنظم وحده لا يكفي لنقل نظرية فلسفية أو رسالة طبية من باب الفن الشعري لأن الشعر لا يكون شعرا إلا بالمحاكاة، فالمحاكاة عنده هى العامل المشترك بين الشعر و الفنون الأخرى.
والمحاكاة أيضا من وجهة نظر أرسطو هى التي تميز لنا بين عمل الشاعر المسرحي/التراجيدي، وعمل الشاعر في الملحمة المعتمد على السرد فقط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 - ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، ص57
2 - سهير القلماوي، فن الأدب ص 92
(3)
يقول " إن الشعر الملحمي والتراجيدي، وكذلك الكوميدي، وفن تأليف الديترامبيات، وغالبية ما يؤلف للصفير في الناي، واللعب على القيثارة. كل ذلك –بوجه عام- أشكال من المحاكاة " (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأمور المهمة أيضا لدى أرسطو مفهومه للمأساة واختلف النقاد أيضا في ما يتصل بهذه القضية وخاصة فيما يتعلق بالتطهر. قال البعض إن المأساة عند أرسطو هي نظام مصمم لبلوغ هدف معين، وهذا الهدف هو التطهر. وقال آخرون إن التطهر الذي يتحدث عنه أرسطو هو تطهر أخلاقي يتعلم فيه المتفرجون ما يجب أن يثير فيهم الخوف والشفقة.
وأما من ناحية التخيل و التخييل عند أرسطو ومطابقته للصدق والكذب فالتخيل عنده ضرب من الحركة في الذهن يقابل الحركة في عالم الحس وحركة التخيل يجب في رأيه أولاً: ألا تكون قادرة على الوجود بدون الإحساس، وأن تنتمي إلى الكائنات التي لا تحس. ثانياً: أن تجعل صاحبها قادراً على أن يفعل وينفعل بعدد كبير من الأفعال.
وأخيراً أن تكون هي نفسها صادقة أو كاذبة (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
1 - أرسطو، فن الشعر، ترجمة إبراهيم حمادة 55
2 - ينظر ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، ص66
النقد عند الفارابي
أشرت من قبل أن الفلاسفة ومنهم الفارابي قد تأثروا بالثقافة اليونانية كأرسطو على سبيل المثال، ونلحظ هذا التأثر هنا في آثاره وآرائه حول الشعر، فأول ما نلاحظه عن تأثره الشديد بأرسطو أنه خالف (متى بن يونس) في تسميته للتراجيديا والكوميديا بالمدح والهجاء، بل سماها (طراغوذيا) و (قوموذيا)، فهو بذلك يعتمد على مقولات أرسطو في حديثه عن الشعر هذه واحدة، وأما الثانية فإنه قد استبدل مصطلح (الشعر) بـ (الأقاويل الشعرية) ويعرفها بقوله عنها:
" هى التي من شأنها أن تؤلف من أشياء محاكية للأمر الذي فيه القول " (1)
وأشار إلى أن مثل هذه الأقاويل الشعرية ومطابقتها بالنسبة للواقع الخارجي، سواء بالصدق، أم بالكذب فهى كاذبة؛ وذلك لعدم تطابقها مع الواقع.
" الأقاويل الشعرية تعتمد على الكذب لأنها تهدف إلى محاكاة الشيء على غير ما هو عليه في الواقع بل على ما يريد الشاعر " (2)
ويرى البعض هنا أن الفارابي متأثربمقولة قدامة (أعذب الشعر أكذبه)، وقد قسم الفارابي الأقاويل الشعرية إلى (برهانية / جدلية / خطابية / سوفسطائية / شعرية).
الفارابي حاول أن يوضح لنا معنى المحاكاة عندنا، ومعناها عند اليونانيين فصنفها إلى نوعين يقول:
" فإن محاكاة الأمور قد تكون بفعل. وقد تكون بقول، فالذي بفعل ضربان: أحدهما أن يحاكي الإنسان بيده شيئا ما، مثل ما يعمل تمثالا لا يحاكي به إنسانا بعينه، أو شيئا غير ذلك، أو يفعل فعلا يحاكي به إنسانا ما أو غير ذلك. والمحاكاة بقوله: هو أن يؤلف القول الذي يصنعه أو يخاطب به من أمور تحاكي الشيء الذي فيه القول، وهو أن يجعل القول دالا على أمور تحاكي ذلك الشيء " (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - مقالة في قوانين صناعة الشعراء ص 152 كتاب فن الشعر ترجمة عبد الرحمن بدوي
2 - نفس المصدر ص 150
(3)
وعلقت الدكتورة / ألفت الروبي على هذه المقولة بقولها أن الفارابي أراد أن يقول لنا إن الشعر عند اليونانيين تمثيلي مرتبط بفعل التمثيل و الحركة، أما الشعر عندنا فهو غنائي مرتبط بالقول والتعبير
عن الذات (1).
قلنا أن الفارابي وجد أن الشعر العربي شعر غنائي، ليس هذا فقط بل وجد العرب أيضا يهتمون بالقوافي وبالأغراض الشعرية، ولم يركزوا على الأوزان، ولم يربطوا بين الأغراض الشعرية وأوزان معينة، فلم يخصصوا أوزانا لتكون قوالب لأغراض معينة، لكنه وجد اليونانيين عكس ذلك، فهم ربطوا بين الأغراض الشعرية و الأوزان، بل وجعلوا لكل غرض مجموعة من الأوزان، فعلى سبيل المثال ذكر الفارابي أن اليونانيين جعلوا للمدح أوزانا، وللهجاء أوزانا فنعرف من هذا أن هذه الأوزان أصبحت حكرا لهذه الأغراض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونرى فيما يرى الكثير من النقاد أن الفارابي له الفضل و السبق في التعرض لهذه القضية، أوهذه الفكرة التي تدور حول اهتمام العرب بالقوافي وبالأغراض الشعرية، وعزفهم عن تخصيص الأوزان للأغراض الشعرية على عكس اليونانيين، ومرد فكر الفارابي هنا يرجع لقدرته الموسيقية العالية التي كان يتحلى بها، ويتميز بها عن غيره في عصره، لكنني أختلف معه في قوله بأن العرب كان لابد لهم بتخصيص الأغراض الشعرية بأوزان عروضية معينة؛ فالباحثون الآن وجدوا أن غرض المديح قديما قد ألفه العرب على وزن بحر البسيط، وغرض الهجاء نظمه العرب بكثرة على وزن الكامل و الطويل.
حدد الفارابي الوسيلة الأكبر عنده للمحاكاة وكانت من نصيب (التشبيه)، فالفارابي مؤمن بأن قول الشعر لكي يصل إلى ذهن القارىء وتتقبله نفس المتلقي، فإنه يجب على الشاعر أن يجيد التشبيه، ولذا فإننا نجد الفارابي يقارن بين الشاعر، والرسام مع وجود بعض الاختلاف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - انظر نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين: د/ ألفت كمال الروبي – الهيئة العامة
المصرية للكتاب ص 75
(4)
يقول:
" إن بين أهل هذه الصناعة (يقصد الشعر) وبين أهل صناعة التزويق (يقصدالرسم) مناسبة وكأنهما مختلفان في مادة الصناعة ومتفقان في صورتها وفي أفعالها وأغراضها " (1)
الفارابي هنا يجعل الفنون كلها تلتقي حول مبدأ المحاكاة، وتختلف مع بعضها في وسائل وأدوات هذه المحاكاة، فالاختلاف على حد قول الفارابي في الصناعة، بينما الاتفاق يكون في صورتها وأفعالها وأغراضها.
هذه المقارنة بين الشعروالرسم لم نجدها عند أرسطو مصدر الفارابي الأول، لذا نجد الدكتور/ محمد علي سلامه يعبر عن هذا، ويشير إلى أن الفارابي هنا أخذ عن الجاحظ هذه الفكرة يقول:
" وأظن أن الفارابي في حديثه القارن بين الشعر و الرسم أو التصوير متأثر بمقولة الجاحظ في الشعر وأنه ضرب من الصبغ وجنس من التصوير لأنه لم يرد عن أرسطو كلام يوحي بهبه المقولة " (2)
المحاكاة عند الفارابي ليست استنساخا للواقع، أو نقلا لمعطياته، ونلمح هذا من خلال فكرته للأقاويل الشعرية التي لاتكون ملزمة بنقل ما في الواقع والإتيان بما يطابقه، فطبيعة المحاكاة عنده هى أنها خلق وتخييل وتشكيل للموضوع الشعري على أساس أن غرض المبدع وكما يقول الفارابي هو: "أن يوقع في ذهن السامعين - والمتلقين - المحاكي للشيء بدلا من الشيء نفسه": (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - مقالة في قوانين صناعة الشعراء ص 159 كتاب فن الشعر ترجمة عبد الرحمن بدوي
2 - تاريخ النقد الأدبي القديم ج 1: د/ محمد علي سلامة مكتبة الآداب ص 185 3 - مقالة في قوانين صناعة الشعراء ص 150 كتاب فن الشعر ترجمة عبد الرحمن بدوي
(5)
النقد عند ابن سينا
" إن الشعر هو كلام مخيل مؤلف من أقوال موزونة متساوية عند العرب مقفاة ومعنى كونها موزونة أن يكون لها إيقاع ومعنى كونها متساوية هو أن يكون كل قول منها مؤلفا من أقوال إيقاعية ومعنى كونها مقفاة هو أن يكون الحرف الذي يختم به كل قول منها واحدا وإنما ينظر المنطقي في الشعر من حيث هو مخيل " (1)
ابن سينا هو أول فيلسوف من فلاسفة المسلمين وصف الشعر بأنه كلام مُخَيِّل، فهو لم يقف في تعريفه للشعر على أنه قول موزون ومقفى فقط، بل ذهب إلى أبعد من هذا وجعله (كلام مخيِّل) ومن خلال هذا الكلام نستطيع أن نتعرف على مفهوم الشعر عند ابن سينا، فوجدناه قد عرف الشعر تعريفا منطقيا مفصلا؛ فالشعر عنده لا يكون شعرا إلا بما فيه من مخيلة ووزن، فقد تكون هناك أقوال مخيلة ليس فيها وزن فهى نثر، وقد توجد أقوال موزونة ليس فيها مخيلة فهى ساذجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن سينا ركز على التخييل ودوره في المتلقي فالتخييل يترك أثرا واضحا في المتلقي فيقول " والمخيِّل هو الكلام الذي تذعن له النفس فتنبسط عن أمور، وتنقبض عن أمور من غير روية وفكر واختيار، وبالجملة تنفعل له انفعالاً نفسانياً غير فكري، سواء كان المقول مصدَّقاً به أو غير مصدق. فإن كونه مصدقاً به غير كونه مخيلاً أو غير مخيل: فإنه قد يصدق بقول من الأقوال ولا ينفعل عنه، فإن قيل مرة أخرى وعلى هيئة أخرى انفعلت النفس عنه طاعة للتخييل لا للتصديق فكثيراً ما يؤثر الانفصال ولا يحدث تصديقاً وربما كان المتيقن كذبه مخيلاً. " (2)
وعن طريق التخييل استطاع ابن سينا التفريق بين الشعر وغيره من الفنون كالنثر و الخطابة فيقول " الشعر يستعمل التخييل والخطابة تستعمل التصديق. " (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - مقالة في قوانين صناعة الشعراء ص 161 كتاب فن الشعر ترجمة عبد الرحمن بدوي
2 - نفس المصدر ص 163
3 - نفس المصدر ص 161
(6)
تأثرابن سينا بالفارابي تأثرا كبيرا في قضية المحاكاة أو التخيل والتخييل، وأفاد منه حتى أنه طور هذه الفكرة بعد ذلك والمحاكاة عند ابن سينا هى: " والمحاكاة هي إيراد مثل الشيء، وليس هو هو، فذلك كما
يحاكى الحيوان الطبيعي بصورة، هي في الظاهر كالطبيعي " (1)
ويعلق الدكتور/ سعد عبد العظيم على تعريف المحاكاة عند ابن سينا، بأنه يفهمها أنها ليست نقلا حرفيا للواقع كما صرح بذلك أرسطو، وإنما هى محاكاة الشيء بإحدى طرق ثلاث: إما بأمور موجودة في الحقيقة، وإما بأمور يقال أنها كانت موجودة، وإما بأمور ستوجد وتظهر (2)
ويقول ابن سينا في هذا الشأن " إن المحاكاة التي تكون بالأمثال و القصص ليس هو هو من الشعر بشيء بل الشعر أن يتعرض لما يكون ممكنا في الأمور وجوده أو لما وجد دخل في الضرورة " (3)
وعاب الدكتور/ سعد عبد العظيم على ابن سينا في خلطه بين الخطأ الجوهر و الثانوي، فهو يرى أنه خلط في حديثه عن المحاكاة بين مفهوم الخطأ الجوهري و الخطأ الثانوي، وأشار إلى أن ابن سينا قد عاب على الشاعر إذا أتى بهما أو بأيهما عكس أرسطو الذي عاب فقط الخطأ الجوهري.
مفهوم الخطأ الثانوي (أن يخطىء الشاعر في الوصف عكس الحقيقة بأننا نقول مثلا الجواد يمد قدميه الأماميتين)
مفهوم الخطأ الجوهري (محاكاة الشاعرلشيء مستحيل فيعجز عن ذلك) (4)
وأوضح ابن سينا أن المحاكاة في الشعر عنده هى الكلام و اللحن و الوزن وأن للمحاكاة تلذذا يقول " و الدليل على فرحهم بالمحاكاة أنهم يسرون بتأمل الصور المنقوشة للحيوانات الكريهة والمتقذر منها ولوشاهدوا أنفسها لتنكبوا عنها " (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – نفس المصدر ص 168
2 - انظر قضايا ونصوص نقدية: د/ سعد عبد العظيم ص 54 دار الهاني
3 - فن الشعر ص 183
4 - انظر قضايا ونصوص نقدية: د/ سعد عبد العظيم ص 56 دار الهاني
5 - فن الشعر ص 192
(7)
وتجدر الإشارة هنا إلى قضية هامة جدا وهى أن ابن سينا ذكر لنا في ترجمته لكتاب فن الشعرأن أرسطو كان مقصورا على الأدب اليوناني فقط في حديثه عن الشعر، وعلى ذلك لم يتورط ابن سينا في تطبيقه للشعر فكان يعلم أن كل ما جاء في كتاب الشعر لا يصلح تطبيقه على الشعر العربي
" إذ أكثر ما فيه اقتصاص أشعار ورسوم كانت خاصة بهم ومتعارفة بينهم يغلبهم تعارفهم إياها عن شرحها وبسطها " (1)
ويلمح ابن سينا بدقة الفرق بين الشعر العربي، والشعر اليوناني على نحو يدل على أنه يعي طبيعة كلا منهما، فيقول في طبيعة الشعر اليوناني:
" و الشعر اليوناني إنما كان يقصد فيه في أكثر الأمر محاكاة الأفعال و الأحوال لا غير " (2)
ويقول في طبيعة الشعر العربي:
" وكانت العرب تقول الشعر لوجهين أحدهما ليؤثر في النفس أمرا من الأمور تعد
به نحو فعل وانفعال و الثاني للعجب فقط فكانت تشبه كل شيء للتعجب بحسن
التشبيه وأما اليونانيون فكانوا يقصدون أن يحثوا بالقول على فعل أو يردعوا
(يُتْبَعُ)
(/)
بالقول عن فعل وتارة كانوايفعلون ذلك على سبيل الخطابة وتارة على سبيل
الشعر فلذلك كانت المحاكاة الشعرية عندهم مقصورة على الأقاويل و الأحوال و
الذوات من حيث لها تلك الأفاعيل و الأحوال " (3)
يقول ابن سينا نهاية تلخيصه وترجمته لكتاب فن الشعر
"هذا هو تلخيص القدر الذي وجد في هذه البلاد من كتاب الشعر للمعلم الأول وقد بقى منه شطر صالح ولا يبعد أن نجتهد نحن فنبتدع في علم الشعر المطلق وفي علم الشعر بحسب عادة هذا الزمان كلاما شديد التحصيل و التفصيل " (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - فن الشعر ص 187
2 - نفس المصدر ص 188
3 - نفس المصدر ص 188
4 - نفس المصدر ص 198
(8)
النقد عند ابن رشد
يعد ابن رشد واحدا من الفلاسفة الذين ترجموا كتاب (فن الشعر)، و يعتبر أيضا الوحيد الذي اختلفت ترجمته عن باقي الترجمات والشروح، فقد لوحظ عليه سوء الفهم للمصطلحات الواردة في الكتاب، ورأى البعض أنه أخطأ في ترجمته؛ وذلك يرجع إلى تخلصه من الأمثلة التي أوردها أرسطو للنصوص الأدبية اليونانية واستبدلها بالنصوص العربية من شعر وآيات قرآنية، وهذا هو ما جعل الكثير من النقاد و الباحثين وأنا معهم أن نظن أن ترجمة ابن رشد لكتاب أرسطو عبارة عن كتاب مستقل تمتزج فيه أقوال أرسطو مع أقوال ابن رشد.
يعتبر ابن رشد المحاكاة هي العمود والأساس في المديح، وريط بين المحاكاة و التشبيه حيث قال:
"والتشبيه والمحاكاة هي مدائح الأشياء التي في غاية الفضيلة " (1)
وأن المحاكاة عنده ترادف التخييل، بمعنى أنها ستظل محصورة في نطاق الصور الحسية التي يغلب عليها التشبيه، تليه الاستعارة القائمة على التشخيص، يعدها أيضا من أنواع المحاكاة (2)
يقول ابن رشد " والأقاويل الشعرية هي الأقاويل المخيلة، وأصناف التخييل ثلاثة، اثنان بسيطان وثالث مركب منهما، أما الاثنان فأحدهما تشبيه شيء بشيء وتمثيله به، والقسم الثاني هو أن يبدل التشبيه، والصنف الثالث هو المركب من هذين (3)
وقد تأتي المحاكاة مقترنة بالتخييل، فيصبح كل منهما متمما للآخر، فيشملان معا معنى التصوير، أو ما قد يتضمن معنى التأليف الشعري عامة؛ يوحي بذلك قوله: "ويجب على الشاعر أن يلزم في تخييلاته ومحاكاته الأشياء التي جرت العادة في استعمالها في التشبيه، وألا يتعدى ذلك طريقة الشعر (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، 121
2 - ينظر المصدر السابق 122
3 - نفس المصدر
4 - نفس المصدر 112
(2)
والمحاكاة الشعرية عند ابن رشد تكون من قبل ثلاثة أشياءالوزن، واللحن، والكلام، والتخييل، والمحاكاة في الأقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة أشياء: من قبل النغم المتفقة، ومن قبل الوزن، ومن قبل التشبيه نفسه وقد تجتمع هذه الثلاثة مع بعضها وهذا الذي يوجد في الموشحات و الأزجال وقد توجد كل واحد منها مفردا مثل وجود النغم في المزامير، والوزن في الرقص، والمحاكاة في اللفظ (1).
ابن رشد جعل الشعر يقوم على عنصريين مهميين جدا وهما المحاكاة و الوزن؛ ليميز بهما الشعرعن النثر، وصنع مقابلة بين التراجيديا (المأساة) اليونانية، والموشحات والأزجال الأندلسية.
وبمناسبة المقابلة التي وظفها ابن رشد بين التراجيديا اليونانية والأزجال الأندلسية، فالشيء بالشيء يذكر فلا ننسى في هذا المقام أن نذكر قضية مهمة جدا آثارت جدلا كبيرا بين النقاد و الباحثين حول كلام ابن رشد المتعلق بالأمور الطبيعية التي توجد للأمم الطبيعيين، ووصف الأمة العربية بأنها أمة غير طبيعية فهذه القضية أحتاجت إلى تأمل كبير من قبل الباحثين، فنجد مثلا محمد خلف الله أحمد طرح تساؤلا عن هذه المقولة مثله مثل كثير من النقاد أراد أن يستفسر، ويعرف ما المقصود بمقولة ابن رشد يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أيريد بها كونها على درجة معينة من البدائية والفطرية؟ أم يريد بها تلك الأمم قبل أن تتأثر بتشريع سماوي أو أحوال اجتماعية طارئة؟ لاحظ أن هذا الأمر في حاجة إلى مزيد من البحث " (2)
ومن الباحثين أيضا الذين رصدت لهم بعضا من أفكارهم حول موقفهم من ابن رشد (عباس أرحيلة)، الذي حاول أن يكشف عما تحمله عبارة ابن رشد من غموض، وكان كلامه يرتكز على عدة أشياء منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 - ينظر ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، 60 - 61.
2 - محمد أحمد خلف الله، بحوث ودراسات في العروبة وآدابها دار الشروق، 145
(2)
1 - ابن رشد ينظر إلى الشعر على أنه لحن ووزن وتشبيه، وهذا مشترك بين جميع الأمم، وهو موجود في الموشحات والأزجال. أما الأشعار الأخرى للعرب فليس فيها لحن وقد تجتمع هذه الثلاثة بأسرها مثل ما يوجد عندنا في النوع الذي يسمى الموشحات والأزجال إذ كانت الأشعار الطبيعية هي ما جمعت الثلاثة أمور، والأمور الطبيعية إنما توجد للأمم الطبيعيين…" (1)
2 - "الشعراء اليونانيون يعتمدون في تأليف الخرافة على الأمور الموجودة، أو على الأمور الممكنة الوجود، والعرب يفضلون الأمثال والقصص من الأمور المخترعة الكاذبة ويقول الدكتور عباس والشعر اليوناني أقرب إلى الفلسفة من صناعة اختراع الأمثال، فهم تجنبوا الأمور المخترعة، أما أشعار العرب فجاءت بعيدة عن الفلسفة؛ لأن اليونان اعتنوا بالكليات فمالوا إلى الفلسفة، لذلك كانوا طبيعيين. أما العرب فاهتموا بالجزئيات، لذلك ابتعدوا عن الفلسفة، فلم يكونوا طبيعيين ... (2)
3 - لاحظ ابن رشد أثناء حديثه عن التراجيديا اليونانية (صناعة المديح عنده)، أن كثيرا مما أتى به أرسطو في هذا المجال خاص باليونان. وقد ورد بعضه في الكتب الشرعية عند المسلمين،
يقول ابن رشد: "وذكر فروقا بين صناعة المديح/وبين صنائع الشعر الأخرى عندهم وخواص تختص بها تلك الأشعار الأخرى في الأوزان والأجزاء والمحاكاة والقدر، وأن هاهنا أوزانا هي أليق ببعض الأشعار من بعض" (3)
ثم يضيف كذلك، أن كل ما ذكر خاص باليونان وغير موجود مثاله عندنا. إما لأن ذلك ذكر غير مشترك للأكثر من الأمم، وإما لأن طبع العرب لا يقبله وهو الرأي الأقرب إلى الصواب في نظر ابن رشد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - عباس أرحيلة، الأثر الأرسطي منشورات كليةالآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1999م،ص 928
2 - ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، 57
3 - عباس أرحيلة، الأثر الأرسطي، 928.
(3)
وابن رشد يلوم أرسطو كما يعرض عباس أرحيلة وهو ما ذهب إليه محققا التلخيص، من "أن ابن رشد بإثباته أن اليونان وأهل الأندلس من الأمم الطبيعية، ونفيه أن يكون العرب منهم، إنما يشير به ابن رشد إلى أن العادات الحضرية عند الأولين، تساعدهم على الانتقال إلى مرحلة تكوين الأمة، وعاشوا مجموعات كبيرة، ولم يقوموا شأن العرب قبائل وعشائر. ورجح المحققات أن يكون ابن رشد قد جعل الأمة العربية غير طبيعية، بسبب إصراره الشديد على الآثار الأخلاقية والتربوية والسياسية للشعر (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1 - ينظر عباس أرحيلة، الأثر الأرسطي، 929
** أرجو المعذرة فقد كتبت الموضوع في صفحة Word أولا ثم قمت بنسخه مباشرة.
** هذا الموضوع ليس إلا إشارات بسيطة جدا أنصح طالب العلم ألا يقف عندها كثير بل يجعلها إن شاء عونا له فقط وحافزا لتكملة ما يبحث عنه.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[21 - 06 - 2009, 08:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع شيق وأسلوب رشيق
بارك الله فيك وزادك تألقا في بحور العلم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 03:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شرفت بمعلمة جديدة لي ستزاحم أساتذتي في معرض النقد أحتسبها كذلك
شرفت بمعرفتك وحسن كلامك وتمنيت كثرة الكرم بالإضافة.(/)
طه حسين ومناهج البحث
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 03:46 م]ـ
منهج البحث
لدى طه حسين في دراسة الأدب العربي القديم
وآراء الباحثين حوله
إن معرفة منهج البحث لدى طه حسين في دراسة الأدب العربي القديم والأسس الفكرية والمنهجية لنظريته النقدية لأمر صعب، وهذا هو ما وجدته عندما قمت بالبحث في هذا الموضوع، فحاولت الوصول إلى معرفة هذا المنهج وطبيعته، ذلك المنهج الذي جلب لصاحبه الكثير و الكثير من المشاكل و المعارضات من النقاد حتى ألصق به الكفر و الزندقة.
تناول هذا الموضوع كثير من النقاد و الأدباء من عدة زوايا، وانقسموا لحزبين بين المعارضين و الموافقين، وعلى الرغم من محاولات أصحاب الفريق الأول في مساندة طه حسين الفكرية و السير على دربه، إلا أن أصحاب الفريق الثاني كانوا أشد موقفا وأعظم حجة من وجهة نظري، فعددوا المأخذ عليه ومنها أنه لم يلتزم بالمنهج الذي يريد أن يصطنعه، وأنه أطلق الأحكام جزافا، ولم يؤسس لنظريته بالتثبت أولا من الحقائق قبل أن يدخل في دور الفرض، فكان يبدأ بالفرض ثم يبني عليه فرضا آخر، ثم ينتهي بالقطع والجزم والثبوت، ووجدت أنه لكي أبحث في منهج طه حسين الذي أحدث ضجة كبيرة لدى الأدباء و النقاد أنه عليّ أولا أن أقوم بمعرفة دراسته الثنائية الفكرية العربية الإسلامية والفرنسية الأوروبية، ومدى تأثير هذه الثنائية الفكرية في نظريته النقدية في الأدب العربي بصورة عامة والشعر الجاهلي بصورة خاصة.
طه حسين تبنى المنهج الفلسفي لديكارت الفيلسوف الفرنسي، وأعلن هذا في بداية دراسته للبحث الأدبي في كتابه (في الشعر الجاهلي)، ومن خلال السياق وجدت أنه أيضا تعرض لقضية مهمة جدا ألا وهى الحرية بين الأدب و الأدباء، فالحرية ضرورية للأدب؛ لجعله غاية بعد أن كان وسيلة، فطه حسين عندما تعرض للأدب العربي القديم لم يأخذه هكذا على علاته بل قام بالتحقق منه وإعمال العقل، ونادى بالحرية المنهجية التي قصد بها استقلالية الباحث، وحريته في البحث العلمي من ناحية، وحريته في اختيار المنهج الذي يعمل به من ناحية أخرى يقول:
(2)
"أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه ديكارت للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث والناس جميعا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هى أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما " (1)
ويرى محمود أمين العالم أن الشك عند طه حسين هو مجرد أداة إجرائية للنقد والتحليل. (2)
فاستفاد استفادة مباشرة من المنهج الشكي لديكارت، ونلحظ هذا من خلال طه حسين نفسه حيث يقول " وضع علم المتقدمين كله موضع الشك ولا نقبل شيئا مما قاله القدماء في الأدب وتاريخه إلا بعد بحث وتثبيت إن لم ينتهيأ إلى اليقين فقد ينتهيان إلى الرجحان " (3)
طه حسين أضاف موضوعاً جديداً بعنوان (الحرية والأدب) في كتابه (في الأدب الجاهلي)، وكان يدعو فيه إلى الحرية الأدبية أوحرية الأدب؛ لأن هذا يعد جزءاً أساسياً من نظريته النقدية فالأديب عليه أن يخرج من تحت عباءة قدسية الأشياء، فعندما تعطى له هذه الحرية ستتوفر له إمكانية النقد بحرية.
فيقول: " يجب حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكل مشخصاتها وأن ننسى ديننا وكل ما يتصل به وأن ننسى أيضا ما يضاد هذا الدين يجب أن لا نتقيد بشيء ولانذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح " (4)
ثم يقول: " ولو أن القدماء استطاعوا أن يفرقوا بين عقولهم وقلوبهم وأن يتناولوا العلم على نحو ما يتناوله المحدثون لا يتأثرون في ذلك بقومية و عصبية و لا دين ولا ما يتصل بهذا كله من الأهواء لتركو لنا أدبا غير الأدب الذي نجده بين أيدينا " (5)
منذ قليل طرحت فكرة الثنائية الفكرية عند طه حسين التي تتمثل في الفكر العربي الإسلامي و الفكر الفرنسي الأوروبي، ومدى تأثير كل منهما عليه، فالفكر العربي الإسلامي يتمثل في قداسة اللغة العربية التي هى لغة القرآن ووسيلة لفهم القرآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - طه حسين في الأدب الجاهلي الطبعة الخامسة عشرة دار المعارف ص 67 - 68
2 - مواقف نقدية للتراث ص 243
3 - في الأدب الجاهلي ص 62
4 - نفس المصدر ص 64
5 - نفس المصدر ص 65
(3)
ويرى طه حسين هنا أنه لكي يستقيم الأدب و الشعر علينا أن نحرر هذه اللغة من تلك القدسية، ولأبد وأن تخضع للدراسة و البحث و النقد، وعن هذه القضية طالعنا الكثير من النقاد بعدة آراء كان أكثرها يقع في وصف طه حسين بما يشبه الغباء و العته، فكلامه مناقض مع بعض.
على سبيل المثال رصدت كلام د / خالد يونس خالد،وقد وجه سؤالا لعميد الأدب العربي بقوله:
" طه حسين لم يبين علميا أن تحرر اللغة العربية من التقديس يؤدي حقاً الى تحرر الأدب والأديب ليستقيم الأدب. يقع طه حسين في التناقضات بهذا الصدد في طرح أفكاره عن اللغة العربية، فهو من جهة يؤكد أن اللغة العربية لغة القرآن وهي وسيلة لفهم القرآن، مما يعني ضرورة الحفاظ على هذه اللغة بكل الوسائل باعتبارها وعاء الثقافة والعقيدة لئلا تتحول إلى لهجات تؤدي إلى صعوبة فهم القرآن وتفسيره. ومن جهة أخرى يقول أن القرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي لذلك فإنه يدرس الشعر الجاهلي في نص لا سبيل إلى الشك في صحته‘‘. (1)
ويقول أيضا:
" ويقول الباحث ‘‘عندما يريد أن يحرر اللغة العربية من التقديس ويخضعها لعمل الباحثين كما تخضع المادة لتجارب العلماء. يعني أن يحرر القرآن الكريم من التقديس أيضاً. لأن أي تشويه وتغيير في قواعد اللغة العربية وثوابتها يعني تشويهاً للقران الكريم. وطه حسين نفسه يقول: إن الدين لم يعتد وحده على العلم، بل اعتدى العلم على الدين أيضاَ حينَ آلَ إليه السلطان‘‘. (2)
وحول هذه الثنائية الفكرية التي تتمثل كما قلت بين الآداب العربية الإسلامية والآداب الفرنسية الأوربية، نجد أنه هناك شخصيات أثرت في فكر وتوجيهات طه حسين، ومن الشخصيات التي أثرت في فكره وتوجهاته في الآداب العربية والإسلامية: الغزالي، الجاحظ، أبو العلاء المعري، إبن خلدون، عبد القاهرالجرجاني، أحمد لطفي السيد، والشيخ محمد عبده.
وهناك شخصيات أخرى أوروبية تأثر بهم، ومنهم على سبيل المثال مارجوليوث، رينيه ديكارت، فولتير، ولانسون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - فلسفة الشك ومنهج تحقيق النص في فكر الشيخ محمد عبده وطه حسين ص 38
2 - نفس المصدر ص 45
(4)
وحول النظريات والمناهج التي أستفاد منها طه حسين في منهجه النقدي، يقول د/ خالد يونس إن أهم المناهج هى
" المنهج النفسي والبلاغة عند القاهر الجرجاني، النظرية الإجتماعية التاريخية لأبن خلدون، النظرية العقلانية لديكارت، والفلسفة الوضعية لدى أوغست كومت، والمنهج التاريخي لتين، ومنهج تحقيق النص لدى الشيخ محمد عبده، والمنهج السوسيولوجي لأميل دوركيم المعروف بمنهج دوركيم الإجتماعي " (1).
فطه حسين استخدم منهجا توفيقيا كما يشير الكثير من النقاد؛ لكي يلائم الثنائية الفكرية التي كان يتمتع بها، فهو لم يستند على نظرية عربية أو فرنسية واحدة، بل أخذ من التيارات و المناهج أفكارا وآراء، كل ذلك ليوافق هذا شخصيته المتردده التي لا تقتنع إلا بالحجة المصحوبة بالبحث والتحقيق، وحاول أن يوفقَ بين الإتجاهات المختلفة.
لقد حاول طه حسين أن يبحث عن نموذج منهجي متكامل، ليعيد به قراءة التراث الأدبي، حيث جرب مجموعة مناهج تمنح أدواتها من المنهج التاريخي للأدب فيقول:
" وفي الحق إن الناقد لا يقنع بما كان يقنع به سانت بوف وتين وجول لومتير ولانسون، وبالرغم من الفروق المنهجية بين هؤلاء النقاد، وإنما استطاع أن يوفق لهذا كله ويستخلص منه غرضا شاملا يطلبه ويسمو إليه حين ينقد فيفهم شخصية الشاعر أو الكاتب وعصره وفنه " (2)
فطه حسين هنا كان همه الأول هو تأسيس منهج توفيقي يضم الاختلاف و التعدد الواقع بين هؤلاء النقاد المختلفين في تصوراتهم التي يصدرون عنها، هذه النزعة التوفيقية التي تسعى إلى إدغام المناهج المتعددة والمختلفة في منهج واحد.
ودراسة طه حسين للشعر و للأدب الجاهلي بهذه الطريقة العبثية وإن رأها البعض كذلك، لم يقصد بها هدم الشعر الجاهلي و القضاء عليه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - المصدر السابق ص 87
2 - في الأدب الجاهلي 183
(5)
وإنما كان الهدف أن يوصل ذلك الأدب إلى عقول الناس لإحيائه بعد أن كان منسيا، وهو يعترف أنه سيواجه الخصومة لكنه كان يؤثر رضى العلم والضمير على رضى الناس. يبدو أنه لم يرغب أن يحتال على نفسه وعلى الآخرين، فطرح منهجه ونظريته بذلك الشكل متحدياً الصعوبات.
فيقول: " أما نحن فمطمئنون إلى مذهبنا مقتنعون بأن الشعر الجاهلي أو أكثر هذا الشعر الجاهلي لا تمثل شيئا ولا تدل على شيء إلا ما قدمنا من العبث والكذب والانتحال، وأنه إذا لم يكن بد من الاستدلال بنص على نص، إنما هو الاستدلال بنصوص القرآن على عربية هذا الشعر لا بهذا الشعر على عربية القرآن " (1)
ويشير الدكتور/ محمد خليفه التونسي أن التصور المنهجي عند طه حسين يقوم على أساس فلسفي خاص، هو نقد المعرفة، هذا الموقف الفلسفي من المعرفة لم يصل إليه طه حسين عن أصالة في الفكر ولكنه نقله نقلا عن مصادره الأوربية خاصة مصادره الفرنسية. (2)
ومن المناهج أيضا التي أخذها في منهجه التكاملي أو التوفيقي، فطه حسين اقتنع بالمنهج التاريخي وحاول تطبيقه في الأدب العربي وهذا بفضل أستاذه (لانسون)، لكنه رغم ذلك لم يكن حريصا كل الحرص في تطبيقه لهذا المنهج في كل مؤلفاته الأدبية، حتى أنه عندما قام بتطبيق هذا المنهج في كتابه (في الشعر الجاهلي) لم يلتزم التزاما دقيقا بهذا المنهج في الكتاب وذلك كما يرى الدكتور/ عبد المجيد حنون.
"أنه لم يكن يسعى إلى تأليف كتاب علمي دقيق، بقدر ما كان يسعى إلى إثارة القراء و المثقفين وهز الأوضاع الأدبية " (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - - حديث الأربعاء ص 45
2 - ينظر د/ محمد خليفة حسن وحدة المنهج في فكر طه حسين ص 185 الكتاب التذكاري
بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل طه حسين)
3 - اللانسونية وأثرها في رواد النقد العربي الحديث - د/ عبد المجيد حنون – مكتبة الأسرة
2006 ص 191
(6)
ويقول أيضا الدكتور شكري فيصل تعليقا على هذه النقطة.
" لقد حقق بكتابه هذا الأهداف المتوخاة منه، فأثار زوبعة نقدية أتاحت له شهرة واسعة، رغم أنه لم يلتزم فيه كثيرا بأسس المنهج التاريخي ودقته العلمية " (1)
ويصرح طه حسين بعدم تطبيق المنهج التاريخي كليا على الأدب العربي رغم إيمانه به إلا أن الوقت لم يحن بعد فيقول:
" من هنا نستطيع أن نقول إن الوقت لم يأن بعد لوضع تاريخ أدبي صحيح يتناول آدابنا العربية بالبحث العلمي و الفني، ذلك لأن هذه الجهود المتفرقة لم تبذل بعد، ولأن هذه العلوم المختلفة لم تعرف وجهها العلمي الصحيح عندنا بعد، وكيف تريد أن تضع تاريخ الادب العربي وأنت لم تستكشف ولم تحقق ولم تفسر كثرة النصوص العربية القديمة نحوها وصرفها، ولم يعن الباحثون بوضع المعاجم التاريخية التي تبين لك – معتمدةعلى النصوص الصحيحة – تطور الكلمات في دلالتها على المعاني المختلفة: فتمكنك بذلك من أن تفهم النصوص الأدبية على وجهها وكما أراد أصحابها " (2)
وكما أوضحنا أن طه حسين عدل عن المنهج الطبعي العلمي ليقيم بدلاً منه منهجاً توفيقياً يسعى إلى فهم شخصية الأديب وعصره وفنه حيث يؤكد هذا الكلام بقوله:
"إن تاريخ الأدب لا يستطيع بوجه من الوجوه أن يكون موضوعياً صرفاً، وإنما هو متأثر بالذوق الشخصي. تستطيع أن تقرأ الآثار الأدبية التي تركها سانت بوف، فسيكون موقفك منها موقفك من الآيات الفنية القيمة. لن تجد في هذه الآثار اللذة العلمية –التي لا تخلو من حموضة وجفاء- ذلك لأن بوف لم يستطع أن يمحو شخصيته، فأنت تراه فيما يكتب، وأنت تسمعه، وأنت تتحدث إليه وتستكشف عواطفه وميوله ... وهبه استطاع أن يبرأ من ذوقه وشخصيته، ويعالج الآثار الأدبية كما يعالج صاحب الكيمياء عناصره في معمله، فأول نتيجة لهذا أن يصبح تاريخ الأدب –النقد- جافاً بغيضاً، وأن تنقطع الصلة بينه وبين الأدب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذن، فنحن مضطرون إلى أن نعدل عن هذا المذهب العلمي، وأن نتلمس مذهباً آخر غيره. فما دام التاريخ الأدبي لا يستطيع أن يبرأ من شخصية الكاتب وذوقه، فلن يستطع أن يكون علماً. والحق أني لا أفهم لم يحرص على أن يكون علماً؟ (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ذكرى طه حسين – د/ شكري فيصل ص 237
2 - طه حسين في الأدب الجاهلي الطبعة الخامسة عشرة دار المعارف ص 25
3 - نفس المصدر ص 46
(7)
ولهذا فهو يرى أنه لأبد وأن يتجنب الناقد أو المؤرخ الإغراق في العلم، كما يتجنب الإغراق في الفن، وأن يحافظ على التوازن بين الذاتية والموضوعية، وهذا ما يوضحه بقوله:
"أنا رجل موسوس في الأدب، لا استسلم للانفعال السريع ولا أعتمد التأثر الأول، إنما أقرأ وأنا أتهم الكاتب أو الشاعر وأحرص على أن أحتفظ بما أستطيع من اليقظة لأراقب ما سيتركه في نفسي، ولأحلل آثاره وسأردها إلى أصولها وأصدر حكمي عليها عن شعور صادق " (1)
وهكذا، وعلى الرغم من أنه يرى من العسير أن يتخلص الناقد من عواطفه ومن انفعالاته الذاتية، أو من ذوقه الشخصي، فإنه ينتهي، كما لمسنا من قبل، إلى الحرص على أن يحقق في منهجه تلك المعادلة التوفيقية
في نهاية البحث نفهم من هذا العرض أن المنهج الذي تبناه طه حسين وآثار ضجة كبيرة لدى النقاد و الأدباء، هو ذلك المنهج التوفيقي أو التكاملي، الذي جمع فيه طه حسين بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الفرنسية الأوروبية، فنتج عن هذا دراسة الأدب بعدة مناهج مختلفة كما ذكرت، منها المنهج الشكي، والفلسفي، والتاريخي وغير ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - طه حسين: فصول في الأدب والنقد- ص82
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 05:34 م]ـ
أشكرك أستاذ محمد أبو النصر على هذا الطرح الرائع ...
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 09:59 م]ـ
شكرا لك على التعليق الجميل
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[25 - 06 - 2009, 10:08 ص]ـ
لايصلح طه حسين ان يكون صاحب مشروع توفيقي في المناهج حسب فلسفته
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 06 - 2009, 04:56 م]ـ
سيدي العبارة تحمل حكما عاما أراها كذلك حاول أن تدعم كلامك بأدلة علمية(/)
''ويسراه النقد الذي ينظم ويفسر'' - توفيق الحكيم
ـ[ضاد]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 11:23 ص]ـ
للأسف إظهار الصور في هذا القسم من المنتدى معطل.
http://xs140.xs.to/xs140/09262/n1611.png
http://xs140.xs.to/xs140/09262/n2590.png
http://xs140.xs.to/xs140/09262/n3144.png
http://xs140.xs.to/xs140/09262/n4731.png
http://xs140.xs.to/xs140/09262/n5427.png
http://xs140.xs.to/xs140/09262/n6146.png
توفيق الحكيم: فن الأدب
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 10:47 ص]ـ
شكرا لك أستاذ ضاد على هذه الهدية القيمة.(/)
قضية اللفظ والمعنى عند النقاد القدماء ...
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 12:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سأتحدثُ إلى حضراتكم عن قضية اللفظ والمعنى محاولاً إيجازها قدر المستطاع، أقول وبالله التوفيق:
لم تنل قضية من قضايا النقد العربى ما نالته قضية "اللفظ والمعنى" من إتمام وشدة جدل، فقد فرغ لها جهابذة النقد العربى وأوسعوها تحليلاً وتقنيناً، منذ الجاحظ حتى عبد القاهر الجرجانى، مروراً بابن قتيبة وابن طبابا العلوى وقدامة بن جعفر وابن المعتز والآمدى والجرجانى وسواهم.
وارتبط تحليل هذه القضية وكذلك نتائج هذا التحليل بعدد من القضايا الآخرى مثل قضية الصدق والكذب وقضية البديع وعمود الشعر وقضية التخييل الشعرى وقضية الإعجاز فى القرآن الكريم.
ويعود السبب فى هذا الإهتمام وذلك التنوع إلى عدة أسباب بعض هذه الأسباب تاريخى وبعضها ثقافى حضارى:
1/الصراع الذى كان يدور بين المتعصبين للعروبة وبين أنصار الشعوبية (إحدى حركات الفرس وهدفها الحط من لغة العرب وشأنهم ومجدهم) إلى صراع بين اللفظ والمعنى فقد سادت فكرة مؤداها أن الألفاظ للعرب - فالعرب تمهروا فى ذلك ولهم قصب السبق فى اختراع الألفاظ - والمعانى فمن نصيب العجم.
مما دفع بعض الباحثين عن الإعجاز فى القرآن الكريم إلى العناية بالجانب اللغوى فى القرآن بإعتباره المظهر الوحيد للتحدى فى القرآن الكريم.
2/ اختلاف العلماء حول قدم القرآن وخلقه وتعود جذور القضية حول "هل القرآن نزل بلفظه أم بمعناه دون لفظه"
3/اتصال البلاغيين والنقاد العرب بالثقافات النقدية والوافدة وبخاصة (كتابات اليونانيين فى الشعر).
[ line]
ولعل أول من أثار قضية اللفظ والمعنى بطريقة مكثفة هو الجاحظ فى كتابيه الحيوان والبيان والتبيين فهو يتحدث عن هذه القضية فى إطار نظريته عن البيان إذ يرى فى مقدمة كتابه البيان والتبيين أن هناك عيبان يلحقان بالكلام:
الأول: سماه "السلاطة والهذر"
والثانى: أطلق عليه "العى والحصر"
ويقصد بالسلاطة والهذر:كثرة الكلام بلا فائدة، ويقصد بالعى والحصر: عجز الكلام عن أدا المعنى.
فالأول زيادة فى الألفاظ والثانى عجز فى الألفاظ عن أداء المراد، والحد المتوسط الذى تؤدى فيه الألفاظ المعانى المرادة تأدية كاملة فقد أطلق عليها الجاحظ اسم " البيان"
والجاحظ يفرق بين عنصرين:
1 - عنصر الألفاظ:وهى أصوات يجرى بها اللسان.
2 - وعنصر المعانى: تصور وتخيل فى الخواطروالأذهان.
ويقسم الجاحظ درجة قيام الألفاظ بالمعانى إلى ثلاثة أقسام: أ- هذر: وهو سلاطة وزيادة وتشدق ومحاولة تأثير بالألفاظ.
ب- بيان: قيام اللأفاظ بأداء المعانى تامة دون نقص.
ج- حصر فينشأ عن نقصان آلة الكلام أو عدم التمييز أو انعدام الترتيب.
فالمعانى كما يقول الجاحظ: محدودة مبسوطة إلى غير غايةويعرفها كلاً من العربى والعجمى والحضرى والبدوى.
والمفاضلة عند الجاحظ تكون فى اللأفاظ لأنها محدودة محصورة.
ويوضح الجاحظ بأن أحسن الكلام "ما كان قليله يغنيك عن كثيره ومعناه فى ظاهر لفظه"
- ويذهب الجاحظ إلى تقسيم اللفظ والمعنى تقسيماً جديداً فيقول:
اللفظ: منه الحقير ومنه الشريف.
والمعنى: منه الساقط ومنه الكريم.
وهنا يظهر لنا أربعة أنواع من الكلام عند الجاحظ وهى:
1 - فاسد اللفظ ساقط المعنى.
2 - شريف اللفظ كريم المعنى.
3 - شريف اللفظ ساقط المعنى.
4 - ساقط اللفظ كريم المعنى.
وفى نهاية الحديث عن الجاحظ أورد لكم مثالاً اورده هو عن فساد اللفظ إذ يقول:
"فهذا رجل نحوى يروى عنه الجاحظ أنه ذهب يشكو رجلاً للأمير فى دين ٍ كان عليه:
فقال نحوى:أصلح الله الأمير لى عليه درهمان، فقال خصمه لا والله أيها الأمير إن هى ثلاثة دراهم لكنه أراد أن يتشلدق بالإعراب فجعلها مثنى وترك حقه"
ومثال أورده عن فساد المعنى:
"يحكى أن رجلاً يقال يسمى أبا السرايا ذهب إلى الغداء على مائدة سليمان بن عبد الملك الأمير الأموى المعروف فقبيل له وهو جالس يأكل بجوار سليمان:
كل من كلية الهذا الجدى فإنه يزيد الدماغ، فقال أبو السرايا: لوكان هذا هكذا لكان رأس الأمير مثل رأس البغل"
[ line]
أما ابن قتيبه ففى حديثه عن اللفظ والمعنى تأثر بالجاحظ فى تقسمه الرباعى للفظ والمعنى فيقسم اللفظ والمعنى على معيارى الجودة والرداءة والحسن فيقسم اللفظ والمعنى إلى:
1 - ضرب منه حسن لفظه وجاد معناه.
2 - ضرب منه حسن لفظه وحلا فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة فى المعنى.
3 - وضرب منه جاد معناه وقصرت ألفاظه.
4 - وضرب منه تأخر معناه وتأخر لفظه.
ويمثل لكل نوع عنده بمثال شعرى فى معرض حديثه عن القضية.
ويقال أن الجاحظ كا نيفهم الجودة فى الشعر فهم الخبير، أما ابن قتيبة فكان يفهمه فهم العالم المحلل.
[ line]
ويطلع علينا قدامة بن جعفر ولكنه لم يضف جديداً فقسم الشعر إلى أربعة أضرب كابن قتيبة وفهم اللفظ والمعنىكما فهمه ابن قتيبة ولكنه أدخل عنصراً جديداً إلى اللأفاظ والمصطلحات وهو عنصر " التخيل -معانى الشعر-"
والآمدى يطلق مصطلح المعنى على:
1* المضمون.
2* المحتوى الفكرى.
3* الصورة الخيالية.
[ line]
يتبقى لنا الجرجانى أرجئه فى وقت آخر إن كان لنا فى العمر بقية إن شاء الله وأرجو أن أكون أوجزت شيئاً ولو يسيراً عن قضية اللفظ والمعنى والله من وراء القصد.
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 10:01 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
عرض مختصر موفق أستاذ ناجي.
بانتظار التتمة بورك فيكم.
ـ[براءة**]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 04:53 م]ـ
بانتظارك فالبحث مفيد، أريد ذكر المراجع والمصادر إذا أمكن.
وشكرا
ـ[عصام محمود]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 10:04 م]ـ
الحقيقة أنه لم تنل قصية من قضايا النقد الاهتمام الذي نالته قضية اللفظ والمعنى ومنذ بداية النقد في العصر الجاهلي والاشكالية تدور حول هذا الموضوع لكنها لم تدخل المنهج البحثي إلا بداية من دور المتقدمين اللغويين مثل الأصمعي،وزاد الاهتمام بهذا القضية مع طغيان الثقافة الاعتزالية عند شيوخها مثل النظام وغيره ولاشك في اهمية الكلام الذي ذكره الجاحظ وبخاصة موقفه الواضح في الحيوان وسأنقل لك بعض ما قلته في أطروحتي للماجستير حول هذا الموضوع
ونستطيع القول إن ما قدمه الجمحي في طبقاته يعد منطلقا لما أعلنه الجاحظ بعده - إن لم يثبت تأثر الجاحظ بالجمحي مباشرة - من رأي في اللذة التي يحققها الكلام الممتع الجميل بل إنه يرتفع بهذه اللذة إلى أقصى درجة ممكنة، وهي ما يمكن أن نسميها بالمتعة، فيقول"وأنا أقول: إنّه ليس في الأرض كلامٌ هو أمتَعُ ولا آنَق، ولا ألذ في الأسماع، ولا أشدُّ اتصالاً بالعقول السليمة، ولا أفَتَقُ للِّسان، ولا أجودُ تقويماً للبيان، مِن طول استماعِ حديثِ الأعراب العقلاء الفصحاء، والعلماءِ البلغاء " ()، وكما برز في موقفه السابق أنه يربط الكلام الذي يحقق اللذة بالسماع والاتصال بالعقول السليمة.
وهو يقدم نصائحه للشاعر، ويعلمه كيف يعرف متى يزيد في إلقائه الشعر، ومتى يتوقف، وهو في هذا يجعل من الأسماع عند المتلقي المعيار الأول في الحالة التي يجب أن يراعيها الشاعر عند قوله الشعر"فإنْ رأيتَ الأسماعَ تُصْغي له، والعيونَ تَحْدِج إليه، ورأيتَ مَن يطلبُه ويستحسنه، فانتحله، فإن كان ذلك في ابتداء أمرك، وفي أوَّل تكلُّفِك فلم تر له طالباً ولا مستحسناً، فلعلّه أن يكون ما دام أيِّضاً قضيباً، أن يحلَّ عندَهم محلَّ المتروك، فإذا عاودْتَ أمثالَ ذلك مراراً، فوجَدْتَ الأسماع عنهُ منصرفة، والقلوبَ لاهية، فخُذْ في غير هذه الصناعة، واجعَلْ رائدك الذي لا يَكْذِبُك حِرصهم عليه، أو زُهدهم فيه" ()، أي أن المتلقي هو الحكم والفيصل في تحديد جودة الشعر وليس الشاعر، وثقافة السماع هي الثقافة السائدة في البيئة العربية التي يقوم فيها القرآن الكريم بالدور الأكبر؛ لاعتماده السماع وليس القراءة في التلقي، والشعر يبرز جماله في سماعه وتلقيه وليس في قراءته، وهي الحقيقة التي أدركها الجاحظ، وبرزت واضحة في هذا النص.
وقد دفعته هذه الآراء التي طرحها في ثقافة السماع والتلقي وبخاصة الإعجاز المتمثل في القرآن الكريم إلى ما عرف بنظرية النظم عنده والتي رأي من خلالها أن الإعجاز لا يتمثل في الصرفة بل يتمثل في النظم والتأليف وهو الأمر الذي بدأه بإطلاق رأيه المشهور في العلاقة بين اللفظ والمعني وهو الرأي الذي قد يظن البعض انه قد قصد به الشعر فحسب، والذي عرف فيما بعد بقضية اللفظ والمعنى والتي يقول فيها:"والمعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العجميُّ والعربيُّ، والبدويُّ والقرَوي، والمدنيّ، وإنَّما الشأنُ في إقامةِ الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحَّة الطبع وجَودَة السَّبك، فإنما الشعر صناعةٌ، وضَرْب من النَّسج، وجنسٌ من التَّصوير" ()
فالشعر عنده أيضا صناعة فيها وضرب من النسج و جنس من التصوير، والمعاني عنده معروفة ليس فيها جديد إلا النادر الذي ضرب له مثلا بالأمثلة الصعبة التكرار من المعني من نحو أبيات عنترة في الذباب، وهذا المثال الذي قدمه الجاحظ جعل الدكتور إحسان عباس يتهمه بأنه من أنصار الشكل؛ فقال:" ولكن كل ما أراده الجاحظ من هذا القول تأكيد نظريته في الشكل، … وبهذا التحيز للشكل قلل الجاحظ من قيمة المحتوى" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدعم الدكتور إحسان عباس هذا الرأي الذي يراه في انحياز الجاحظ نحو الشكل مبررا ذلك بأمرين يذكرهما بقوله"ثم وقف الجاحظ من نظريته في الشكل موقفين آخرين أحدهما يؤيدها والثاني ينقضها، فأما الأول فهو إصراره على أن الشعر لا يترجم واستعصاؤه على الترجمة إنما هو سر من أسرار الشكل، وأما الثاني فهو قوله إن هناك معاني لا يمكن أن تسرق كوصف عنترة للذباب " ().
ولست أدري في الحقيقة كيف أقام الدكتور إحسان هذه الحجج على الجاحظ متهما إياه بأنه من أنصار الشكل على حساب المعني، فقد كان هذا الرأي الذي قدمه الجاحظ في معرض حديثه عن سرقات الشعراء من شعر بعضهم، وهو الذي يؤكد فيه على أن الشعراء يأخذون من بعضهم في المعاني ويصوغون شعرهم، قال الجاحظ:"ولا يعلم في الأرض شاعر تَقَدَّمَ في تشبيهٍ مُصيبٍ تامّ، وفي معنًى غريبٍ عجيب، أو في معنًى شريف كريم، أو في بديعِ مُخترع، إلاّ وكلُّ مَنْ جاءَ من الشُعَراءِ منْ بَعدِه أو معه، إنْ هو لم يعدُ على لفظه فيسرقَ بعضه أو يدعِيَه بأسْره، فإنّه لا يَدعُ أن يستعينَ بالمعنى، ويجعَلَ نفسه شريكاً فيه؛ كالمعنى الذي تتنازعُه الشعراءُ فتختلف ألفاظهم، وأعاريضُ أشعارهِمْ، ولا يكون أحدٌ منهم أحقَّ بذلك المعنى من صاحبه، أو لعلّه أن يجحد أنّه سمع بذلك المعنى قَطُّ، وقال إنَّه خطرَ على بالي من غير سماع، كما خطَر على بال الأوَّل، هذا إذا قرَّعُوه به، إلاَّ ما كان من عنترة في صفةِ الذباب؛ فإنه وصفَه فأجاد صفته فتحامى معناهُ جميعُ الشعراء فلم يعرضْ له أحدٌ منهم، ولقد عَرضَ له بعضُ المحدَثين ممن كان يحسِّنُ القَول، فبلغ من استكراهه لذلك المعنى، ومن اضطرابه فيه، أنّه صار دليلاً على سوء طبعه في الشعر، قال عنترة:
جادَتْ عليها كلُّ عينٍ ثَرَّةٍ فَتَركْنَ كلَّ حَدِيقةٍ كالدِّرْهم
فترى الذُّبابَ بها يغنِّي وحْدَه هَزِجاً كفِعْل الشَّارِبِ المترنِّم
غَرداً يُحكُّ ذِراعَه بذِرَاعهِ فِعْلَ المكبِّ على الزِّنَادِ الأجذم" ()
وقد علق الدكتور إحسان على ذلك بقوله: " فقوله إنه لا يسرق دليل على أن "السر في المعنى " قبل اللفظ، ولكن الجاحظ لم ينتبه لهذا التناقض" ().وفي تعليقه على هذه الأبيات قال الجاحظ: فإنه وصفَه فأجاد صفته فتحامى معناهُ جميعُ الشعراء فلم يعرضْ له أحدٌ منهم، ولم يمنع أحد هؤلاء الشعراء من التعرض لهذا المعنى إلا جودة صياغة عنترة للمعنى وحسنها، لكن الجاحظ قال في مكان أخر وتعليقا على الأبيات نفسها" فلو أنَّ امرأ القَيس عَرضَ في هذا المعنى لعنترة لافتَضَح" ()، وهي عبارة تعني السبق في وصف الذباب بهذه الصفات التي لا يعرف الناس أحد استخدمها قبل عنترة، وقد بلغ فيها من الجودة العالية في الصياغة، وهو أمر جعل كثيرًا من الشعراء يتحاشون الدخول في هذا المعنى من تلقاء أنفسهم لقناعتهم الداخلية بصعوبة تجاوز عنترة في صياغته هذه الصورة الخيالية الجديدة على الطبيعة الإنسانية التي تشمئز من الذباب، وضربه المثل بالاستحالة في التقليد من قبل امرئ القيس هو لبيان البراعة العالية التي وصل إليها عنترة في أداء هذا المعنى على الرغم من الصورة المقززة للنفس من الذباب.
ونجد أن أرسطو قد عرض لهذه الفكرة من قبل حيث قال:"فإننا نلتذ بالنظر إلى الصور الدقيقة البالغة للأشياء التي نتألم لرؤيتها، كأشكال الحيوانات الدنيئة والجثث الميتة .... فإن اللذة لا تكون ناشئة عن المحاكاة بل عن الإتمام أو عن اللون أو عن سبب أخر" () فالمحاكاة أو التقليد التي تحمل المعنى ليست هي سبب اللذة عنده لكن الإتمام واللون وهو ما يمكن أن نسميه الصياغة والتعبير أو تمام المحاكاة على أساس أن المحاكاة هي عنصر التفضيل عند حازم القرطاجني، ولم يقل أحد أن أرسطو على الرغم من هذا القول شكلاني؛ فالسبق الذي جاء به عنترة جعل كل من يحاول تمثل هذه الصورة لابد أن يكون متأثرا به في شعره، وليس ذلك من قبيل المعاني المتداولة بين الشعراء، ومن ثم لا يجوز فيها ما يجوز في غيرها من المعاني.
بل إن الجاحظ قد أثبت الكثير من الشعر الذي يذكر فيه الذباب لكنه لم يبلغ من الجودة وحسن الصياغة في تغيير الصورة المعروفة عنه مبلغ عنترة، ومن هذا "قول رجل يهجو هلالَ بن عبد الملك الهُنَائيَّ:
ألا مَن يَشْتري منِّي هِلالاً مَوَدَّتَه وخُلَّتَه بفَلْسِ
وأَبرأ للذي يبتاعُ مِنِّي هلالاً مِن خصالٍ فيه خَمْسِ
فمنهنَّ النغانِغُ والمكاوي وآثارُ الجروحِ وأكْلُ ضرْسِ
ومن أخْذِ الذباب بإصبعَيهِ وإن كانَ الذُّبابُ برأسِ جَعْسِ ()
وقول أرطأة بن سُهَيَّة، لزُميل بن أمِّ دينار:
أزميل إنِّي إن أكن لك جازياً أَعكِرْ عليكَ وإن ترُحْ لا تسْبقِ
إنِّي امروٌ تجد الرِّجال عدَاوتي وجْدَ الرِّكاب مَن الذُّبابِ الأزْرق
وإذا مرَّ بك الشّّعر الذي يصلح للمثل وللحفظ، فَلاَ تنْسَ حظَّك من حِفظه ()
والجاحظ يلحق كلامه عن المعنى وشرفه وأهميته في الشعر بالكلام عن اللفظ، وهي نتيجة طبيعية كانت لازمة فبعد حديثه عن المعنى كان لابد أن يتبعه بالحديث عن اللفظ يقول:"ومتى كان اللفظ أيضاً كريماً في نفسه، متخيَّراً من جنسه، وكان سليماً من الفُضول، بريئاً من التعقيد، حُبِّب إلى النُّفوس، واتَّصل بالأذهان، والتحَمَ بالعقول، وهشَّت إليه الأسماع، وارتاحت له القلوب، وخفَّ على ألسُن الرُّواة، وشاع في الآفاق ذِكرُه، وعظُم في الناس خَطَره، وصار ذلك مادَّةً للعالِم الرئيس، ورياضة للمتعلّم الريِّض" ()، فالجاحظ هنا يولي المتلقي الأهمية الكبرى من الحديث وهو ما جعل الدكتورة عايدة عبد الحافظ تحاول إبراز الجمال الذي قال الجاحظ إنه قد يكون في السخيف في بعض المواضع، فتقول:"ويحاول الجاحظ أن يبحث عما يمتع المتلقي، فيجد أنه ربما احتاج إلى السخيف في بعض المواضع فوجده يمتع أكثر من إمتاع الجزل الفخم، ووجد أنه كلما انحرف الكاتب عن الشيء الوسط (العادي والمألوف كان هذا أمتع للمتلقي (وقد عرف المحدثون الأسلوب بأنه انحراف عن المعيار) ويجعل الجاحظ الكرب كل الكرب في الشعر الوسط والغناء الوسط وإنما مدار متعة المتلقي في الحار جدا والبارد جدا " ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[براءة**]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 07:03 ص]ـ
أخي العزيز هل بإمكانك ذكر المصادر
وشكرا
ـ[عصام محمود]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 09:26 م]ـ
بالطبع فالجزء الذي نشرته هنا من رسالتي للماجستير بعنوان
نص اللذة ونص المتعة في التراث النقدي العربي
رسالة ماجستير مخطوطة،كلية الآداب جامعة حلوان 2007م، من ص: 86:89
وهوامشه لم تظهر في النسخ هنا وهذه هي الهوامش الخاصة بالجزء المنشور هنا
-الجاحظ: البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام هارون، الهيئة العامة لقصور الثقافة2003، سلسلة الذخائر، ج1، ص:145.
- الجاحظ: البيان والتبيين، المصدر السابق، ج1، ص:203.
-الجاحظ: الحيوان، تحقيق/عبد السلام محمد هارون، الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة الذخائر76، ج3/ 131 - 132.
- إحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب، الطبعة: 4،دار الثقافة1983،بيروت – لبنان، ص:88.
- إحسان عباس: مرجع سابق: ص:88.
- عَيْنٌ ثَرَّةٌ غَزيرَة الماء، وعين ثَرَّةٌ كثيرة الدموع، أَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه، الزَّنْدُ والزَّنْدَةُ خشبتان يستقدح بهما فالسفلى زَنْدَةٌ والأَعلى زَنْدٌ، والجَذَم مصدر الأَجْذَم اليَدِ وهو الذي ذهبت أَصابعِ كفيه الجاحظ: الحيوان، مصدر سابق، ج3، ص:311 - 312.
- إحسان عباس: مرجع سابق: ص:88.
-الجاحظ: الحيوان، مصدر سابق، ج3، ص: 312
- أرسطو: مرجع سابق، ص:36.
- اللُّغْنُ الوَتَرة التي عند باطن الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِنسانُ تَمَدَّدَتْ وقيل هي ناحية من اللَّهاةِ مُشْرِفَة على الحَلْق والجمع أَلغانٌ وهو اللُّغْنُون و النَّغانِغ لَحمات تكون عند اللَّهَوات، الكَيُّ معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها كواه كَيّاً وكوَى البَيْطارُ وغيره الدابة وغيرها بالمِكْواة، الجَعْسُ العَذِرَة جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْساً والجَعْسُ مَوْقِعُها، الجَعْس صفة على فُعْلُول فشبه الساقط المَهين من الرجال بالخُرْءِ ونَتْنِه الجاحظ: الحيوان، مصدر سابق، ج3، ص:382.
- عَكَر على الشيء يَعْكِرُ عَكْراً واعتَكر كَرَّ وانصرف ورجل عَكَّارٌ في الحرب الجاحظ: الحيوان، مصدر سابق، ج3 ص:391.
- الجاحظ: البيان والتبيين، مصدر سابق، ج2، ص:8.
- د/عايدة عبد الحافظ: مرجع سابق، ص21.(/)
أرجوكم ساعدوني مشكورين
ـ[منال محمد]ــــــــ[03 - 07 - 2009, 08:32 م]ـ
اريد الاجابة على هذه الاسئلة
السؤال الأول:-
" الواقعية أهم المذاهب الكبرى في النقد الحديث .............. ؟
في ضوء العبارة السابقة بيني ما يلي:-
4 - دورها في الفكر النقدي العربي؟
............. .................................................. .
السؤال الثاني:
" تمثل اللغة أهم مدخل لفهم الأدب فيما يعرف بالنقد اللغوي "
المطلوب:-
1 - ما المقصود بالنقد اللغوي؟
2 - لماذا يتم التركيز على المدخل اللغوي لفهم النصوص؟
4 - ما الذي يجمع بينها؟ وما ذا يميز كل مدرسة؟
ـ[منال محمد]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 11:44 ص]ـ
15 مشاهده .... وما في رد ......... تكفووووووووووووون ساعدووووووني
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 12:50 م]ـ
للأسف أتيت للمكان الخطأ.
الفصيح ليس بواحة لحلّ الأسئلة و الواجبات المدرسية.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 08:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:ـ
أختي الحبيبة منال محمد ..... أنتِ تستطيعين حل مثل هذه المسائل .... أنتِ ذكية ... أنتِ ممتازة .... ربما عقلك الباطني ... يوحي إليكِ إنه ليس بمقدرتكِ فعل هذا ... وأنا متأكدة بأنكِ تستجدين الحل ... فقط ركزي ... وابحثي ... بالشبكة العنكبوتية .... أنتِ لها ... لا تستسلمي ... كل ذلك لصالحك ... وأنا متفائلة بنجاحكِ ... وربما ... في يومٍ ما ... لا أعرف متى ... ستكونين أنتِ من تلقين الأسئلة ... والآخرين يجيبون عليها ... كوني واثقة من نفسك ... ودمتِ سالمة ...
ـ[خولة قوال]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 05:08 م]ـ
النقد في العصر القديم
النقد في اللغة (تمييز الدراهم واخراج الزيف منها. والنقد بأبسط مفاهيمه (هو إصدار حكم على شيء من الأشياء). وقد عرف العرب النقد منذ العصر الجاهلي حيث كان الشعراء الجاهليون يقومّون شعرهم وينقحّونه قبل الانشاد. ولا شك أن صاحب القصيدة الذي يجهد نفسه فترة طويلة في قصيدته كان ينقد ويبدّل ويحوّر وقد يضيف بيتاً ويحذف آخر لتكون قصيدته أكثر نضجاً وكمالاً.
وفي سوق عكاظ حيث يتبارى الشعراء منشدين مفتخرين يمارس أهل الشعر والدراية صوراً من النقد القائم على الذوق الفطري الرفيع والموهبة النادرة. وقد ذكر عن النابغة أنه كان ناقداً للشعر، وقد ذكر صاحب الأغاني "كان يضرب للنابغة قبة من آدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها"
والنقد اللغوي يعالج قضية من قضايا اللغة، فهو جزء من النقد والعلاقة بينهما علاقة الجزء بالكل، وفي النقد القديم لا يمكن أن نميز بين ما هو لغة وبين ما هو أدب، فالنقد الأدبي هو نقد لغوي لأن الشاعر كان لغوياً وشعره مصدر من مصادر اللغة. والعرب في العصر الجاهلي كانوا يتكلمون على سليقتهم ولم يكن اللحن موجوداً في الجاهلية.
وفي عصر صدر الإسلام وبعد اتساع رقعة الإسلام واتصال العرب بغيرهم من جرّاء الفتوح ودخول أعداد كبيرة في الاسلام، كل ذلك كان له تأثير كبير في فصاحة اللغة وسلامتها، فقد بدأ التحريف يتطرق إلى اللغة، كما بدأ الداخلون في الإسلام من أبناء الشعوب الأخرى يتعلمون العربية ويعالجون التفاهم بها مع العرب، فلقيت على ألسنتهم صنوفاً من التغيير وضروباً من الانحراف والفساد في أصوات كلماتها وأوزانها وفي نحوها وأساليب تركيبها
وتفشي اللحن وهو (الخطأ في الإعراب) وامتد إلى تلاوة القرآن الكريم، وقد بدأ اللحن يعلن عن نفسه ولم يشمل العامة وحدهم بل شمل الخاصة. وأول لحن سمع بالبادية (هذه عصاتي)، وأول لحن سمع بالعراق (حيّ على الفلاح) وكان اللحن مذموماً، وقد ورد ذم اللحانين كثيراً، قال مسلمة بن عبد الملك: (اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه)، وقال عبد الملك، اللحن في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب النفيس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال هذا كله كانت هناك رقابة صارمة تنظر بعين نافذة إلى ملايين البشر في مجتمع مترامي الأطراف واسع الأرض فتسجل في إحصاءات متعاقبة مقادير اللحن ونماذج الأخطاء الدائرة على الألسن بعد أن وضع النحو وصارت العربية صناعة ودربة. فكانت تلك الحركة تنظر إلى العامة أول الأمر وهم يرسلون أحاديثهم بغير التزام أو إعراب فوجدتهم ينحرفون عن السنن لأكثر مما يصيبون، وسجلت لهم ذلك دون ملال أو كلال لكنها رأت أن تنصرف إلى مراقبة الخاصة من العلماء والأدباء لتنبه على أخطائهم وتشير إلى وجه الفصاحة والصواب فكانت حصيلة هذا عشرات من المصنفات اللغوية العاملة على تنقية اللغة العربية من كل شائبة أو تحريف وتلك هي حركة التصحيح اللغوي المبتدئة بأول تنبيه على أقدم لحن عربي.
وقد عرفت تلك المؤلفات بكتب لحن العامة، إلاّ أن اللغويين الذين تصدوا لتثقيف الألسن وتقويم اعوجاجها لم يتفقوا على مقياس محدود على أساسه الحكم بالصحة أو الخطأ، فمنهم من سلك مسلكاً متشدداً بالوقوف عندما سمع وعدم الاعتراف إلا بالأفصح وما عداه فهو خطأ. ومنهم من ذهب إلى التساهل وتجويز النطق بالنادر والرديء ما دام ذلك وارداً في لهجة من لهجات العرب.
لقد عدّ اللغويون المتشددون كل كلام مخالف لكلام القبائل الفصيحة خطأ ولحناً وكان الأصمعي على رأس المتشددين، ومنهم الفرّاء (ت 207 هـ) في كتابه (البهاء فيما تلحن فيه العامة)، وثعلب (ت 291) في كتابه (الفصيح)، وابن قتيبة (ت 276 هـ) في كتابه (أدب الكاتب)، وأبو بكر الزبيدي (ت 379) في كتابه (لحن العامة)، والحريري (ت 510 هـ) الذي ساءه أن تتغلب الأخطاء اللغوية على ألسنة الخاصة من المثقفين وأرباب العلم والأدب، فألف كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص)، والخط الذي يجمع بين هذه الكتب هو الأفصح والفصيح والعامي (المولد) الذي يساوي الخطأ أو الخروج على الفصيح والأفصح.
أما اللغويون المتساهلون فأغلبهم من المتأخرين ويمثلهم ابن مكي الصقلي (ت 501 هـ) في كتابه (تثقيف اللسان وتلقيح الجنان)، وابن السيد البطليوسي (ت 521 هـ) في كتابه (الاقتضاب في شرح أدب الكاتب) وهو شرح لكتاب (أدب الكاتب) لابن قتيبة، وابن هشام اللخمي الأشبيلي (ت 577 هـ) في كتابه (المدخل إلى تقديم اللسان وتعليم البيان، والشهاب الخفاجي (ت 1069 هـ) في كتابه (شفاء الغليل فيما ذكر العرب من الدخيل).
إنّ اللغويين القدامى عرضوا للخطأ اللغوي وجدّوا في مقاومته إلا أنهم كانوا فريقين، الأول متشدد يقف عند الأفصح ويمنع عداه. والثاني متساهل يرفض مالم تتكلم به العرب، ويجيز كل ما تكلمت به، ويساوي بين القبائل في الفصاحة والبيان، فهم من جانب تشددوا في قياسهم اللغوي وطبقوا معيارية صارخة، ومن جهة ثانية كشفوا الألفاظ التي تكلم بها المولدون سواء ما ورد على لسان العامة أم الخاصة، والخاصة تعنى الشعراء المحدثين الذين كشف النقد اللغوي سمات التجديد اللغوي والفني في شعرهم من خلال مقارنة استعمالاتهم في استعمالات القديم.
النقد اللغوي في العصر الحديث:
مرت العربية في القرون الأخيرة بحالة من التردي على ألسنة الخواص بَلْه العوام وفي أقلامهم، حتى أن من كان يعرف الكتابة منهم كان يكتب العامية بالأحرف العربية. وإزاء ذلك تكونت عوامل لنهضة لغوية شاملة بدأت في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
بعد أن كثر الخطأ في كلام الناس وكتاباتهم في العصر الحديث شرع اللغويون يقاومون الخطأ ويوجهون إلى الصواب مثلما فعل أسلافهم. والنقد اللغوي في العصر الحديث نقد تقليدي لأنه امتداد لنقد القدماء، ومن أشهر الكتب التي ظهرت في هذا المجال كتاب (لغة الجرائد) لإبراهيم اليازجي. ويبدو من تصويباته أنه كان متشدداً يؤثر الأفصح ويخطئ ما عداه.
ومن الذين عني بتهذيب اللغة وتنقيتها في هذا العصر الأستاذ أسعد داغر في كتابه (تذكرة الكاتب)، وهو متشدد مثل سلفه إبراهيم اليازجي يأخذ بالأفصح من كلام العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام 1939 م ظهر كتاب (أخطاؤنا في الصحف والدواوين) لصلاح الدين الزعبلاوي وقد أقامه على بابين تضمن الأول موضوعات لغوية ونحوية وصرفية، والثاني معجم في الأخطاء اللغوية المنتشرة في الصحف والدواوين. إنّ النقد اللغوي في العصر الحديث لم يختلف عن النقد اللغوي القديم المتمثل في اقتناص الأخطاء اللغوية ونقدها في ضوء شروط ومقاييس الفصاحة. ويختلف النقد الحديث عن النقد القديم بكون الأول قام على أشياء مكتوبة، (لغة الصحافة) والثاني قام على شفاهية مسموعة.
كما إننا نجد القدماء شبه متفقين في الموقف من (لحن العامة) بينما نجد المحدثين غير متفقين بذلك. وسأتطرق في الصفحات القادمة إلى (النقد اللغوي في جهود العراقيين) كنموذج للنقد اللغوي في العصر الحديث.
النقد اللغوي في جهود العراقيين
قدم رجال التصحيح اللغوي في العراق عشرات المباحث التي تنطق بالجهد الكبير في تحديد ما انحرف من الألفاظ والعبارات المستعملة في ألسنة الناطقين وأقلام الكاتبين، ونشرت صحف الوطن العربي ومجلاته الكثير من هذه المباحث منها مجلة (لغة العرب) البغدادية ومجلة (مجمع دمشق) ومجلة (مجمع القاهرة) وغيرها وبعد إنشاء المجمع العلمي العراقي صدرت مجلته وفيها مباحث مخصصة لبيان سلامة اللغة العربية وإصلاح لغة الخاصة والعامة.
وقد شارك في حركة تنقية اللغة وتهذيبها في العراق الأب انستاس الكرملي وكمال إبراهيم ومصطفى جواد وإبراهيم الوائلي وعلي جواد الطاهر ونعمه رحيم العزاوي ونازك الملائكة، فقد ساء هؤلاء اللغويين أن تحيد الأقلام والألسن ونبهوا إلى الصحيح الذي يجب أن يجري عليه الاستعمال.
ولابد من ملاحظة أن اللغويين منذ أواخر القرن الخامس الهجري وحتى يومنا هذا قد نفضوا أيديهم من إصلاح لغة العامة واتجهوا إلى المثقفين وأرباب العلوم يقوّمون ما اعوج عن ألسنتهم ويسددون ما طاش من أقلامهم فكتبهم يمكن أن تسمى كتب (لحن الخاصة).
إن الدارس لمباحث التصحيح اللغوي في العراق يلاحظ وجود ظاهرتين تحددان مناهج الباحثين العراقيين في هذا الباب:
الأولى: ظاهرة التساهل والتجويز في الاستعمالات اللغوية المعاصرة ما دامت تؤدي المعنى المتعارف عليه بين عامة الناس – على الرغم من وجود الانحراف والخطأ فيها – وممن مثل هذه الظاهرة الرصافي والزهاوي وطه الراوي والدكتور إبراهيم السامرائي.
الثانية: التشدد في قبول الاستعمالات اللغوية غير المنصوص عليها في كتب اللغة والدعوة إلى رفضها لأنها خارجة عن سنن اللغة العالية.
وممن يرى هذا الرأي الأب أنستاس الكرملي ومصطفى جواد وكمال إبراهيم وقد وصف الدكتور العزاوي هؤلاء بالمتزمتين أو المتشددين بقوله: وفي عصرنا الحاضر تزمتّ عدد من النقاد أيضاً فسلكوا سبيل ابن فارس ومؤيديه وضيقوا على المنشئين مجال القول وخطروا عليهم مفردات وأساليب بحجة أنها لم تسمع عن العرب، أو لم تكن مما وعته المعجمات؟ ومن هؤلاء إبراهيم اليازجي وعبد القادر المغربي والكرملي ومصطفى جواد وكمال إبراهيم وغيرهم كثير.
فالتزمت في النقد اللغوي إذن مذهب له أتباعه ومؤيدوه في القديم وفي الحديث. وسأتطرق في هذا البحث إلى النقاد اللغويين المحدثين العراقيين – المتشددين منهم والمتساهلين – ومحور النقد عند هؤلاء النقاد هو الألفاظ – فقد ردّ المتزمتون كثيراً من الصيغ والمفردات لأنها لم تنقل عن فصحاء العرب الذين يحتج بأقوالهم فالأب أنستاس الكرملي عرف بسعة علمه وصبره على متاعب التحقيق الدقيق في معرفة أصول الألفاظ وهو من القائلين بالحفاظ على تلك الأصول اللغوية والابتعاد عن كل ما ينأى بها عن البناء الصحيح وعني عناية واضحة بتصحيح الألفاظ التي زاغت عن قواعد الفصحى وأساليبها فنشر الكثير من ذلك في مجلته (لغة العرب) ثم في جريدة (دار السلام) وصحف مصر والشام ومجلاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الدكتور إبراهيم السامرائي كثيراً من آراء الكرملي اللغوية التي نشرها في مجلته لغة العرب منها على سبيل المثال؟ .. وذكر أن بعض الأدباء أنكر لفظة (تسمم) بقوله (لم يرد مطاوعة لـ (سمم) لا جرم إنه يقول ذلك لأنه لم يره مقيداً في كتاب لغة وهذا لا عبرة فيه فإن دواوين اللغة لا تذكر جميع المقيسات والمطاوعة لمن سممته ظاهرة فإذا كانت بينة فلماذا لا نقولها؟ ثم إننا لا نرى من الإنصاف أن يقتل المؤلف كلمة ولا يقيم لنا واحدة بدلاً منها فإذا أمتنا لفظة (التسمم) فهل له ما يقوم مقامها ويؤدي مؤداها؟ لا لعمري فإذن بقاؤها أحسن من قتلها لاسيما أنها من القياسات.
أما كمال إبراهيم فقد سار في كتابه (أغلاط الكتاب) على الأخذ بالأفصح حتى أنه رفض ألفاظاً نصت المتون اللغوية على جواز استعمالها. وقد منع ما فشا في الاستعمال وكان له وجه في العربية يسوغ قبوله والأخذ به.
ومن أمثلة تصويباته انه أنكر (الهيئة) بمعنى اللجنة أو الجماعة لأنها لم ترد عن العرب بهذا المعنى. وأنكر قولهم (المواطنون) لأن (واطن) معناها (واطأ) وأنكر جمع (مستشفى) و (مستوصف) على (مستشفيات ومستوصفات) وأوجب أن يقال (مشافي ومواصف) وقد ذكر الدكتور العزاوي تصويبات أخرى عن كتابه المذكور.
أما الدكتور مصطفى جواد فالدارس لآرائه يلاحظ في كثير من مباحثه أنه كان من دعاة التوسع والتساهل في اللغة ومن القائلين باعتماد المذهب الكوفي في الدراسات اللغوية والنحوية. ولكننا نرى في كتابه (قل ولا تقل) آراء اجتهادية يميل فيها إلى التأويل والتعليل ويتشدد فيها كتشدد البصريين، منها على سبيل المثال ما ذكره عن نيابة حروف الجر بعضها عن بعض.
قال: قّل أثر فيه ولا تقل أثر عليه والتأثير عليه.
ويقولون أثر عليه تأثيراً واستطاع التأثير عليه في الأشياء الحسية والأمور المعنوية غير أن استعماله في الأمور المعنوية هو الغالب اليوم. وليس ذلك الصواب لأن معنى (أثر) أحدث أثراً والأثر يكون في الشيء من جهة العمق لا من جهة العلو فهو في داخل الشيء لا خارجه، مع أن (عليه) لا تفيد الوغول بل تفيد العلو وهذه العبارة (أثر عليه) ترجمة من الفرنسية. وقد يحتج محتج بأن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض كثيراً، وهو قول لم يعتمد على إدراك أسرار العربية بًلْه أنه ليس بقياسي .. ).
واشهر ما يحتج به القائلون بالنيابة قوله تعالى ((ولأصلبنّكم في جذوع النخل)). وحرف الجر فيه للظرفية الخالصة واستعماله (في) بدلاً من (علي) منظور فيه إلى أن الصلب في ذلك العصر هو سمو اليدين والرجلين على الخشب لا تعليق الجسد. إن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس عند البصريين وخلاف ذلك عند الكوفيين وبعض المتأخرين ولا يجعلون ذلك شاذاً، ولكن الدكتور مصطفى جواد لا يأخذ برأي أي من الفريقين لأن النيابة لا تصح عنده في مثل هذا التضمين لأنه مخالف للفصاحة في مثل هذا الموضع، وهذا ما لانجد له مبرراً خاصة وإن الدكتور مصطفى جواد قد طالب باعتماد مذهب الكوفيين لتيسير النحو إن مسألة نيابة حروف الجر واردة في كلام العرب وليست فيها مخالفة للفصاحة. وقد جاء في القرآن الكريم ((وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)) أي من عباده ويقال (رضيت عليك) بمعنى عنك، فنيابة الحروف واردة في كلام العرب. إن الدكتور مصطفى جواد على الرغم من إنه لم يؤلف كتاباً مستقلاً في النحو، لكنه تبين من خلال المسائل والمباحث النحوية التي عالجها، يفضل آراء الكوفيين على البصريين وعلى الرغم من ذلك فقد كان له رأي اجتهادي فما وافق رأيه أو قرب منه فهو مطمئن له وما عداه فهو ليس ملزماً باتباعه حتى وإن كان لمن عدّ حجة كسيبويه، فهو لم يلزم نفسه برأي مذهب معين بل اعتمد على قدرته في استنباط الأحكام والاجتهاد فيها وخاصة في المسائل النحوية التي درسها. إذ أخذ من نحو الكوفيين كما أخذ من نحو البصريين، وقد عاب على البصريين تشددهم وميلهم إلى التأويل والتعليل ولم يسلم هو من هذا العيب وخاصة في مبحث (حروف الجر) ونيابة بعضها عن بعض. أما آراؤه الصرفية والمعجمية فقد تناول بالبحث والدراسة مسائل صرفية عديدة وهي المطاوعة واسم الآلة والمصدر الصناعي والنسبة فضلاً عن تصويباته الصرفية المذكورة في كتابه (قل ولا تقل). ومن تصويباته التي
(يُتْبَعُ)
(/)
تخص المصدر الصناعي قوله: قل الجُمهور والجُمهورية ولا تقل الجَمهور والجَمهورية. (ص 33).
لأن المسموع من العرب والمأثور في كتب لغتهم هو (الجمُهور) بضم الجيم ولأن الاسم إذا كان هذه الصيغة وجب أن تكون الفاء – أي الحرف الأول – مضمومة لأن وزنه الصرفي عند الصرفيين (فُعلول) كعُصفور وشُعرور أي شويعر. وإذا صنعنا اسماً صناعياً من الجمُهور وهو الذي يسميه الصرفيون (المصدر الصناعي) – وهو تساهل منهم – بإضافة ياء مشددة وتاء تأنيث إليه فهو (الجمهورية والإنسانية والبشرية). ويرى الدكتور مصطفى جواد إن تسميته بالمصدر غير صحيحة لأن المصدر في الإعراب يعمل فعله وهذا لا يعمل أبداً ولا فعل له في الغالب كالإنسانية، والتحقيق هو (اسم يائي) أو (اسم نسبي) أو (اسم إضافي) ومن الأمثلة الأخرى قوله:
قل دحرنا جيش العدو فجيش العدو مدحور
ولا تقل اندحر جيش العدو فهو مندحر.
لأن اندحر لم يرد في كتب اللغة ولكننا ينبغي لنا أن لانكون جامدين فلغتنا قياسية اشتقاقية فالفعل يصاغ لرغبة الفاعل (في المطاوعة) فيجوز القول (اندحر) بمعنى انهزم بغير قتال أما إذا أردنا (اندحر) بمعنى الطرد الحقيقي فلا يجوز اشتقاقه.
أما آراؤه المعجمية فقد تمثلت بمعالجته للمصطلحات العلمية فإنه يذهب إلى التأكيد على الاشتقاق في توليد المصطلحات قياساً إلى التعريب والنحت لأن العربية عنده لغة اشتقاقية. كما يؤكد مهمة التعريب في الحياة العملية والعلمية بعد أن أبانت اللغة العربية عن قدرتها في استيعاب متطلبات الحياة المعاصرة، ومن الأمثلة على ذلك قوله:
قل: كان الحاكم جباراً إذا حكم جباري.
ولا تقل كان دكتاتوراً وكان حكمه دكتاتورياً.
لأن كلمة جبار العربية تقابل (دكتاتور) في اللغات الإفرنجية والدكتاتور كلمة رومية (لاتينية) كانت تطلق على القضاة الحكام في روما فهي كلمة ليست حديثة. من خلال ما تقدم نجد أن الدكتور مصطفى جواد معيارياً وصفياً فهو متشدد في بعض الأمور ومتساهل في بعضها الآخر فهو من دعاة التوسع والتساهل في اللغة فقد دعا في أكثر من مبحث إلى وجوب الأخذ بالاشتقاق القياسي لأنه وسيلة من وسائل ترقية اللغة العربية وأنكر على إبراهيم اليازجي واسعد داغر تشددهما في الاستعمال اللغوي. لكنّه كان أيضاً من المتشددين الذين يجرون وراء الأفصح ويطرحون ماعداه من اللغات المعمورة أو غير المشهورة.
ومن النقاد المحدثين في العراق الأستاذ إبراهيم الوائلي الذي يعد كتابه (من أغلاط المثقفين) مثالاً لجهوده اللغوية، فنقده لم يخرج عن نقد المفردات في ضوء شروط ومقاييس الفصاحة، وقد أشار إلى الدافع الذي كان يحفزه إلى الاستمرار على تصحيحاته للأغلاط الشائعة التي أصابت أقلام المثقفين وألسنتهم في عصرنا الحاضر وهو العناية باللغة العربية والحفاظ عليها.
ومن الأمثلة على تصويباته قوله:
يقولون: هذا ليس فقط السبب الأول في المشكلة والصواب:
هذا ليس السبب الأول في المشكلة فقط.
ويقولون: حدث فقط اشتباه يسير والصواب: حدث اشتباه يسير فقط.
وسبب ذلك إن كلمة (قطْ) بسكون الطاء هي بمعنى (حسب) و (كفى) أو (الاكتفاء) وهي ليست (قط) التي بمعنى الدهر ولا (قط ُّ) المبنية على الضم التي بمعنى الزمن الماضي.
ومن آراؤه الصرفية التي تمثلت ببعض تصويباته قوله:
يقولون في جمع (أعزل) عزّل – بتشديد الزاي – وهذا خطأ والصواب: عٌزْل بسكون الزاي لأن (أفعل) لايجمع على (فعّل) بل على (فٌعْل) بالتخفيف.
إن نقد الأستاذ إبراهيم الوائلي موجه إلى الفئة المثقفة فهو لم يخرج عن قواعد النقد القديم حيث نقد المفردات في ضوء مقاييس الفصاحة فهو في نقده معيارياً متشدداً.
من خلال ما تقدم نرى أن اللغويين المحدثين ردوا كثيراً من الصيغ والمفردات لأنها لم تنقل عن فصحاء العرب الذين يحتج بأقوالهم. وقد سلك هذا السبيل – كما ذكرنا – الأستاذ كمال إبراهيم والدكتور مصطفى جواد والأستاذ إبراهيم الوائلي، فهم يقضون بالخطأ على عدد كبير من المفردات والاستعمالات لأن في اللغة ما هو أفصح منها. والملاحظ أن هؤلاء اللغويين ينقل بعضهم عن بعض ويتابع الخالف منهم السالف كما فعل المتزمتون القدامى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن النقاد المشهورين في العراق الدكتور إبراهيم السامرائي، وهو من الذين اهتموا بمراقبة ما يصدر من الأقلام من استعمالات مولدة جديدة لكنّه يسلك سلوك اللغويين على تخطئة مالم يرد عن العرب الأوائل لأنه لا يريد أن يسلك سلوك اللغويين القدامى الذين أنكروا المولّد ولم يسجلوه في المعجمات والمتون فكانت هذه إساءة للغة العربية وطمساً لمعالم حياتها وتطورها عبر العصور.
لقد نهج الدكتور إبراهيم السامرائي المنهج الوصفي في التصويب، فهو يختلف عن منهج الدكتور مصطفى جواد لكنهما يلتقيان بوصف لغة العرب، فهو يذكر منهجه بقوله: (غير أنه من الثابت أن التطور اللغوي محدث في مادة اللغة التي تؤلف بنيتها وكيانها وأعني بذلك الألفاظ التي تبنى فيها اللغة. هذه الألفاظ يخضعها الاستعمال فتجد فيها خصوصيات معنوية ذات ظلال دلالية جديدة يستدعيها الزمان والمكان، وليست العربية بدعاً بين اللغات ذلك أن اللغات كافة تخضع لسنّة التطور، وأن الكلمة في كثير من اللغات مادة حية يعمل فيها الزمان ويؤثر فيها وتجد فيها الحياة فتتطور وتتبدل وربما اكتسبت خصوصيات معنوية أبعدها الاستعمال عن أصلها بعداً قليلاً أو كثيراً وليست العربية بنجوة من الذي يطرأ على غيرها من اللغات وعلى هذا يتحتم على الباحثين والدارسين أن يأخذوا أنفسهم بالمنهج الوصفي.
وبذكر أن اللغة العربية الحديثة تزخر بمئات من الألفاظ الجديدة المولدة والمعربة وقد أخذت طريقها في الاستعمال وصارت مخصصة مفيدة بنوع خاص من المعنى، غير أن اللغوين مع ذلك ما زالوا مترددين في عدّ هذا الجديد من الفصيح.
ويقول / إن من الواجب علينا أن نفسح لهذا الجديد الذي قذف به المستعملون مكاناً في كتبنا اللغوية لأنه صار من مادة هذه اللغة.
ونرى الدكتور السامرائي يطبق هذا المنهج في كتابه (لغة الشعر بين جيلين) حيث يقول: إن اللغة في شعر الشعراء الجدد مادة اكتسبت طرافة وجدة وربما كان لهم دلالات جديدة لألفاظ قديمة. فقد توسعوا في المجازات والاستعمالات فالشاعر هو الذي تتطور على يديه اللغة وهو الذي يمد الألفاظ بمعاني جديدة لم تكن لها.
إن نقد الدكتور السامرائي للشعراء في الكتاب المذكور آنفاً يمثل تحليلاً لغوياً لأنه نقد الكلمات التي استعملها الشعراء في قصائدهم مراعياًَ السياق الذي وردت فيه هذه الكلمات. فنقده لم يكن نقداً للمفردة وإنما نظر إليها من خلال النصوص الشعرية آخذاً بنظر الاعتبار المؤثرات الخارجية التي دعت إلى استخدام هذه الكلمة دون غيرها كالبيئة التي يعيش فيها الشاعر مثلاً.
ففي حديثه عن لغة الزهاوي يقول:
لقد خفي على كثير من النقاد حقيقة اللغة وعلاقتها بالأسلوب وأن النقد الداخلي لابد أن يعرض لهذه الناحية ليتم للنقد الشمول والعموم. فهو يذكر أنه قرأ شعر الزهاوي في دواوينه كلها ووقف على ما أراد أن يقف عليه من خصائص لغته ومصادرها.
ويقول: لابد أن أعود للزهاوي فلأقول: ماهداني إليه إلاّ البحث في لغته فالزهاوي كما هو شائع ومعروف شاعر الفكرة يتوجه للمعنى فلا يكترث باللفظ أن يكون مصيباً في الإنابة عن الفكرة وقد عرف بالتحرر والتجديد، يعتمد في ثقافته على ما تثقف من الثقافة الشرقية والعربية الإسلامية وعلى ماجدّ من أفكار ونظريات في العلم الحديث المنقول إلى العربية ومن هذا المزيج الثقافي تكوّن فكر الزهاوي.
إن اهتمام الزهاوي بالفكرة الجديدة صرفه عن الاهتمام بالمفردة وأحكام وضعها في موضعها ولذا قلّ اهتمامه باللغة وتطلب منها أن تكون سهلة يقتضيها كيف عرضت له، ولن يقعد منها قعدة المتربص فيستميلها إليه متأتية طيعة مطمئنة. ومن هنا فالسهولة صفة واضحة في لغته، وربما بقت هذه السهولة إلى المستوى الذي لا يبعدها عن حديث الناس في تخاطبهم وليس أدل على ذلك من قوله:
لقد كنت في درب ببغداد ماشياً وبغداد فيها للمشاة دروبُ
فصادفت شيخاَ قد حنى الدهر ظهره له فوق مستن الطريق دبيبُ
عليه ثياب رثة غير أنها نظاف فلم تدنس لهن جيوبُ
تدل غضون في وسيع جبينه على أنه بين الشيوخ كئيبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فعجز البيت الأول (وبغداد فيها للمشاة دروب) جاء من السهولة الفاضحة التي لا تبعد عن العامية الدارجة ولا تبعد عن حديث الناس اليومي، وما أظن أن صدر البيت الأول مفتقر إلى هذه التكملة المخلة ولكن تلك طريقة الزهاوي ومنهجه في النظم فقد أراد أن يحكي شيئاً، وليس أنسب للحكاية على طريقة سواء العامة من التزام هذه الكيفية.
إن الدكتور إبراهيم السامرائي لم ينظر إلى ألفاظ الزهاوي بمقياس الخطأ والصواب وإنما وصف هذه الألفاظ بأنها عامية دارجة ولكنّ الزهاوي كان له غرض من خلال هذا الاستعمال، فمن خلال هذا الانحراف أراد الزهاوي أن يحكي شيئاً ولكي يكون هذا الشيء شائعاً استخدم هذا التعبير الدارج.
ويستمر الدكتور إبراهيم السامرائي بتحليله اللغوي لشعر الزهاوي فيقول:
ويعطي الزهاوي للفيلسوف تعريفاً فيقول (53):
الفيلسوف الفيلسوف هو من تربته الصروف
أما الحياة فلا يكاد يـ------------فوته منها الطفيف
يمشي وحيداً لا يـ-------------رافقه عشير أو أليف
يطأ الرصيف بخفّّه فيكاد يخفيه الرصيف
وهذا التعريف لم يوضح شيئاً كثيراً من حقيقة الفيلسوف وربما وضحّ شيئاَ من صفات قائله. فلا أدري لٍِمً يمشي وحيدا لا يرافقه العشير، ولعن الله شيطان القافية الذي حبّب إليه (الرصيف) فاقتنصه وصنع له معنى لا حاجة به، وإن (الأليف) في بيته الثالث زيادة أريد بها الحفاظ على الوزن والقافية، وهذه هي السهولة المخلة الفاجعة، ثم يترك الشاعر فيلسوفه هذا ويضرب في موضوعات شتى كأن يتحدث عن المرأة فيقول:
ما أتعس الحسناء يمـ------لك أمرها الزوج الضعيف
فهناك جرح مهلك إلاّ إذا انقطع النزيف
وقد حكمت عليه القافية أن يستعمل النزيف ليسلم البناء عادلاً عن النزف الذي يقتضيه المقام، وقد سميت عدم العناية بالبناء والتركيب بأحكام المادة وإجادتها (سهولة).
من خلال ما تقدم نرى أن الدكتور إبراهيم السامرائي قد أشار إلى الكلمات غير الفصيحة التي استخدمها الزهاوي ولكنه لم يحكم عليها بالخطأ، فالشاعر – كما يرى السامرائي – له لغته الخاصة، وهو يهتدي إلى مواطن الجمال بالفطرة السليمة.
وهكذا نقد السامرائي لغة الشعراء المحدثين بمنهجه الوصفي، حيث أقرّ كثيرا من الألفاظ التي استعملها الشعراء من خلال استعمالها بسياق مميز أراده الشاعر، لأن اللغة عنده حاجة واستعمال وعلينا الاعتراف بهذه الاستعمالات الجديدة ومن الشعراء الذين مارسوا النقد اللغوي الدكتورة نازك الملائكة، ففي كتابها (قضايا الشعر المعاصر) وفي الفصل الثاني منه الموسوم (الناقد العربي والمسؤولية اللغوية) نجدها من النقاد المتشددين والمعارضين لنظريات النقد الأوربي فهي ترى أن النقاد العرب المعاصرين يتغاضون تغاضياً تاماً عن الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية فلا يشيرون إليها ولا يحتجون عليها وكأنهم بذلك يفترضون إن من حق أي إنسان أن يخرق القواعد الراسخة وأن يصوغ الكلمات على غير القياس الوارد، وأن يبتدع أنماطاً من التعابير الركيكة التي تخدش السمع المرهف، وكأن من واجب الناقد أن يوافق على ذلك كله موافقة تامة فلا يشير إلى الأغلاط ولا يحاول حتى أن يعطي تلك الأغلاط تحريجاً أو مساهمة. ولقد أصبح هذا التغافل هو القانون النافذ في كل نقد تنشره الصحف الأدبية.
إن الناقد المعاصر ينظر إلى هذه الأخطاء على أنها تجديد وإبداع للشاعر لكنّ الدكتورة نازك الملائكة ترى ذلك صورة من صور ازدراء الشاعر نفسه للغة وقواعدها. فالجذور الرئيسة لهذه الظاهرة تختبيء في شبه عقيدة موهومة وقع فيها الجيل العربي المعاصر مؤداها إن الاهتمام باللغة والحرص على قواعدها يدلان على جمود فكري في الأديب ويشيران إلى نقص في ثقافته الحديثة. ولعلّ الناقد العربي ملزم بأن يعترف اليوم بأنه بات يشعر بكثير من الحرج والاستحياء إذا ما همّ بتنبيه شاعر إلى كلمة مغلوطة أو قاعدة مخروقة في شعره، ليس ذلك لأن الناقد يقر الخطأ وإنما لأنه يخشى أن يقال عنه أنه ناقد رجعي لم يتصل بالتيارات الحديثة في النقد ولم يسمع بعد بأن المضمون أهم من الشكل أو أنه العنصر الأوحد في القصيدة التي ينقدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد التزمت الدكتورة نازك الملائكة بالمنهج المعياري ووقفت بشدة ضد أي خروج عن مقاييس الفصاحة تخل بسلامة اللغة العربية، وقد طبقت ذلك على شعراء المدرسة اللبنانية الحديثة، فهي ترى ظاهرة العبث بالقواعد النحوية وإخضاع اللغة للسماع تهديماً لقواعد اللغة العربية. وتوجه الدكتورة نقداً للنقاد والمعاصرين العرب الذين لم يحتجوا على هذه الاستعمالات ومنها دخول (أل) التعريف على الأفعال والتي استخدمها جيل كامل من شباب لبنان كما جاء في قصيدة بعنوان (اللحم والسنابل) للشاعر اللبناني نذير عظمة منها قوله (:
أقفاصه الترنّ في الهياكل
الأروقة المعاول
الترن في الشوارع العوائل
وكذلك دخول (أل) على المنادى بـ (يا) في مثل الأبيات التالية من القصيدة السابقة:
يا الفلك الدائر، يا اليوزع في فصولها
ألم يك التراب من أصولها
فهي ترى أن دفاع هؤلاء الشعراء بأن هذه الأساليب السقيمة قد وردت في شواهد النحو دفاع ضعيف مستندين إلى شواهد شاذة وردت في الشعر القديم. ولقد ثبّت القرآن بلغته السهلة الجميلة صورة للغة العرب سارت عليها القرون وأغنتنا من الشذوذ والعبث. فالجماعة التي تضيع قواعد لغتها لابد أن تضيع قواعد تفكيرها، فالقواعد النحوية ماهي إلاّ عصارة الألسنة العربية الفصيحة عبر مئات من السنين فلا يجوز لشاعر أن يلعب بها إطالة لنزوة لغوية عابرة.
من خلال ذلك نرى أنها من النقاد المتزمتين بمقاييس الفصاحة وترى أن للآداب العربية شخصيتها المستقلة وإن النقد الذي يصلح لشعرنا يختلف بالضرورة عن النقد الأوربي.
ومن النقاد المعروفين الدكتور علي جواد الطاهر فهو في كل ماكتبه يحرص على الجانب اللغوي فنقده يدور حول دلالة الألفاظ التي أصبحت محور النقد اللغوي قديماً وحديثاَ، فقد نشر آراءه اللغوية في الصحف العراقية تحت عنوان (الباب الواسع) وأكثرها تخص الكلمات الحديثة (الأعجمية) التي دخلت العربية، وقد نقد الاستعمال الخاطئ لهذه الكلمات وبأسلوب ساخر، ونقده موجه للمثقفين وللعامة وهو ينزع في تصويباته إلى التشدد ويمنع ما فشا من الاستعمال الخاطئ واطمأنت إليه الأقلام ومن أمثلة تصويباته التي نشرت في جريدة (الثورة) ما يأتي:
(الباب الواسع، عن البوتيك).
البوتيك باختصار وأول الدلالات هو الدكان وبعد .... فقد كنا في باريس أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من هذا القرن وليس هذا هو المهم في الخبر وإنما المهم إننا كنا نمر أحياناً وأحياناً قليلة في أزقة قديمة ضيقة معزولة وعلى جانبيها دكاكين – ودكاكين جمع مفردة دكان – صغيرة تحتوي على أشياء قديمة متنوعة متراكمة على غير نظام، منها الصغير كالبرغي والمسمار ومنها الكبير كالمصباح والآلة الموسيقية والكرسي الذي لا يكاد يقف على رجليه ويديه وبين هذه وهذه ما يصفون وقوعه غالباً في سوق هرج من بسط وتماثيل وأوان ومعدنيات وجلديات ما يصفون بكلمة ( Antigues) وترجمناه شعبياً – ذات يوم – بالعنتيكات. ولابأس لأن المهم أن نعلم أن الدكان من هذه الدكاكين يسمونه البوتيك وهي لديهم كلمة مؤنثة واسم صاحبه بوتيكيير وصاحبته بوتيكيره (كما قلنا كوافيره مؤنث كوافير) وعلى هذا فالبوتيك هو الدكان وصاحبه البوتيكير، أقول صاحبه لأن الغالب على أصحاب هذه البوتيكات أن يكونوا رجالاً ... ثم وجدنا بين عشية وضحاها البوتيك Biutigue معربة معرفة أجيد خطها وحسن إخراجها فجاءت أنيقة تزين دكاكين – وعذراً إذا استعملت دكان أو دكاكين هنا لأني لا أملك غيرهما في الدقة والدلالة – وكثيراً ما اقترنت لدينا بصفة ليست لها في الأصل البوتيك الذهبي، البوتيك الأنيق، بوتيك سلافه، بوتيك ندى. وواضح أن أكثر هذه الدكاكين – العفو البوتيكات – تديرها نساء أنيقات جداً على آخر مقتضيات المودة. فثقيل جداً على المرأة (العراقية) أن تكون صاحبة دكان كما كان أبوها أو أخوها، أما أن تكون صاحبة بوتيك فذاك شيء آخر ... وصحيح أنك تجد في المعجم الفرنسي الحديث ما يشير إلى محل بيع الملابس الجاهزة ولكن الصحيح أنك تجد في المعجم أساساً: أن البوتيك، دكان، دكان لبيع الصناعات اليدوية من أدوات وآلات .. وقد يطلق على دكان القصاب – بائع لحم الخنزير أولا – ويطلق ذماً على دكان تتكدس فيه الأشياء فوضى و (هوسة) و (خربطة)، وتذم – غالبا – عقلية
(يُتْبَعُ)
(/)
صاحبه فيقال: عقلية بوتيكية ... هذا بعض من إيضاحه للحقيقة والتاريخ. وكذلك في مقاله المنشور تحت عنوان (الباب الواسع – ماذا عن المشوار).
ومن نقده اللغوي الخاص بالمثقفين مقاله المنشور تحت عنوان (الباب الواسع، الناطقون بالثاء). حيث تطرق إلى الأخطاء الشائعة من الناحية الصوتية (وهي قلب الحروف) حيث تعرض إلى مسألة (الضاد والظاء) فهناك من الأساتذة من يلفظ الضاد قريباً من الدال أو يلفظها دالاً وليس هذا صحيحاً ... ثم يقول ... والبلية تكون بحروف أخرى أشد وجديرة بالوقفة الجادة وأكرر بليتها في مواقف الفصاحة حين ترد على لسان أستاذ أو مذيع ولدى الاستشهاد بآي الذكر الحكيم ... كيف صارت (الثاء) سيناً لا تدري وكيف عمت وشاعت وطغت على ألسن العامة والخاصة ... ).
ومن اللغويين والنقاد المعاصرين الدكتور نعمه رحيم العزاوي ويبدو من خلال إسهامه المتميز أنه يجمع بين التيارين التشدد والتساهل فهو يقول: ولا شك في أن الجمع بين هذين التيارين وهو ما أخذ به الدكتور إبراهيم السامرائي وأمثاله من اللغويين المعاصرين الموضوعيين في نظرهم للغة هو الذي يكفل للعربية هذا التوازن المتشدد الذي امتازت به على امتداد تاريخها فكان من أسرار بقائها. فلابد من التشدد في مراقبة الأقلام التي تتصدى للعلوم اللغوية فلا يقبل منها إلاّ الأفصح لكي تحمي هذه الأقلام أصالة العربية وتحرس نقاءها، ولا مفر من قبول وتسجيل ما يخزي به ألسنة وأقلام المثقفين والمشتغلين بالعلوم والفنون الأخرى والتماس وجه للصواب فيه، لتكفل للعربية مسايرة الزمن والاستجابة لتجدد الحياة واتساع آفاقها، كي تبقى ولا تموت.
ويعد الدكتور العزاوي من خلال متابعته لما ينشر في الصحافة ورصد أساليب الكتّاب والتنبيه على الأخطاء الشائعة – من أبرز المصححين متابعة، وهو من أحرص اللغويين على تصحيح أخطاء اللغة والنحو والصرف في لغة القرآن الكريم وكلام الفصحاء في الشعر والنثر، وهو في كتابه (النقد اللغوي بين التحرر والجمود) لغوي متحرر مؤمن بالتطور اللغوي، في حين نجده في كتابه (التعبير الصحيح) لغوياً معيارياً متشدداً في القياس اللغوي، فهو في (النقد اللغوي) يقر صواب استعمال ثم يعود ينقض رأيه في (التعبير الصحيح) فهو يقول في النقد اللغوي، ص 38 (إن اليازجي خطّأ النوال وصوابه (نُيْل) وعقب على ذلك، ويبدو أن الذي قرره اليازجي هو الكثير المعروف في كلام العرب، أما التعبير الذي خطّأه فقليل إلاّ أن العرب تكلمت به كما ورد في قول الحماسي.
وفي (التعبير الصحيح) ص 72 يخطّئ قول مذيعة (وهم يستحقون نوالها) ويقول: ووجه الخطأ في هذه العبارة استعمال (النوال) وهو العطاء أو المعروف وكانت المذيعة تقصد (النًيْل) فكان الوجه أن تقول (وهم يستحقون نيلْها) .. فالدكتور العزاوي لغوي متحرر يساير التطور .. لكنه في كتابه (التعبير الصحيح) لغوي متشدد في القياس معياري المنهج يطبق معياريته على كل المتكلمين سواء منهم المثقفين أم غيرهم.
اتمنى ان يفيدكي هذا الموضوع
ـ[الحصماني]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 01:43 م]ـ
بالنسبة للنقد اللغوي فقد قطعت خولة قول كل خطيب
اما الواقعية فعليك بقراءة كتاب د: ياسين الايوبي: مذاهب الادب معالم وانعكاسات:الناشر" دار العلم للملايين , بيروت , ط2, 1984
وكتاب:موسوعة النظريات الادبية لـ نبيل راغب ,الشركة المصرية العالمية للنشر -لونجمان , القاهرة , 2003(/)
رأي في الأسلوب
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 06:14 م]ـ
رأي في الأسلوب
الأسلوب هو الوعاء اللفظي أوالكتابي أوالإشاري الذي يجعله الكاتب أوالمتحدث قناة يعبر بها عما يريد من أفكار لهذا جاءت هذه الخاطرة عن الأسلوب وتوصيفه.
الكاتب الحق هوالذي يستطيع أن يوحي للقاري بأنّ كل لفظة رحمٌ لما بعدها فعندما تقرأ لمن هوعلى هذه الحالة فإنك تحس جمال و ترابط الفكرة وجمال العبارة. ولا تقرأ جملا اعتنى الكاتب بتحبيرها. فمن يكتب لإيصال فكرة ويجري بأسلوب بلاغة اللفظة فإنك تجد المتعة في عرضه ويستطيع أن يغري القاريء أو السامع بالاستمرار والإيمان بما يقول.بخلاف من كانت عنايته بتجميل الجملة؛ فإنّك تقرأ لمثل هؤلاء فلا تجد في نفسك ميلاإلا إلى جمال العبارة لاإلى أصالة الفكرة. فعندما نقرأ للتنوخي أوالجاحظ فإننا في أحسن حالاتنا الانفعالية مع النص نستمتع بجمال اللفظة التي تتركب منها الجمل وبعد الفراغ من القراءة نجدأنّ محصلة المران والتدريب على الكتابة وتأصيل أسسها في نفس القاريء لاتوازي مابذل من وقت وكدذهني لأجل استظهار الفكرة.
ولكن هذا النوع من الكتابة يخرج منه القاريء بثروة لفظية أكثر من خروجه بحسٍ قادر على الكتابة ولا تزيده مرانًا ودربة.
ومن الفروق بين بلاغة الفكرة المعتمدة على جمال اللفظة وبلاعة الفكرة المعتمدة على بلاغة الجملة. أنّك تقرا قدرًا كبيرًامن الأسطر يعالج فيها الكاتب ـ المعتمد على جمال اللفظة ـ أمرا معينا فلاتكاد تحذف لفظة واحدة إلا ويكون البناء التسلسلي للفكرة قدتصدع. وهذا من محاسن هذا الفن؛فهو معتمد على الارتباط العضوي المحقق ما قلته سابقا: بأنّ كل لفظة ستكون رحمًا لمابعدها.
أما في حال من يرى أنّ العناية يجب أن تنصب على الجملة فإنّك تستطيع نزع أي من هذه الجمل ويبقى بناءا لفكرة ـ الذي أراد الكاتب ـ سليمًا لأنّ معالجة الفكرة بأسلوب العناية في الجمل يكثر فيه إيراد المعنى بجمل متعددة.
والعناية ببلاغة الجمل هوماسار عليه بعض من كتابنا الأوائل. أمثال الجاحظ والتوخي وابن زيدون في رسالته الهزلية.
مثال من رسالة ابن زيدون الهزلية, وهي الرسالة التي كتبها على لسان ولادة بنت المستكفي إلى ابن عبدوس؛ بأسلوب تهكمي ساخرومماقال: [أمابعدأيها المصاب بعقله المورط بجهله, البين سقطه الفاحش غلطه العاثر في ذيل اغتراره الأعمى عن شمس نهاره الساقط سقوط الذباب على الشراب المتهافت تهافت الفراش في الشهاب ... ] فهذه جمل تحمل جمالا في ذاتها ولكن حذف أي منها لايؤثرفي المعنى الذي أراده الكاتب, وهذ الجمل تشبه في مستوى الارتباط بينهاأبيات قصائد الهجاء.
ومن المعروف أنّ شعر ابن زيدون من أعذب الشعر لفظة ً وعاطفته من أرق الشعراء, ويكفينا مثالا على هذا نونيته التي مطلعها:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ومنها:
مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
ولإيضاح تفوق المعالجة بأسلوب البناء اللفظي فإني أشبه معالجة الفكرة بمنهج البناء اللفظي المعتمد على انتقاء اللفظة أشبهه بالساق الذي يحمل السنبلة. فلوأخذنا ساقًا من هذه السوق فإننا سنجد أنّه يتكون من مجموعة من العقد كل عقدة تحمل مافوقها ولو ضعفت عقدة من العقد لأضعفت مابعدها وهكذا حتى تنتهي إلى السنبلة وهذا هو البناء الأسلم لإيصال فكرة معينة.
وهذا يجذبني إلى الحديث عن اثر بلاغة اللفظة في أداء المعنى الذهني؛ فالناس ـ خاصتهم وعامتهم ـ يشتركون في حمل المعاني الذهنية, ولكنهم يتفاضلون في بلاغة اللفظة التي يؤدون بها المعنى الذهني.
وتفاضل الناس في إبرازمالديهم من المعاني يشهد له قوله صلى الله عليه وسلّم: [ ... فلعل أحدكم يكون ألحن بالحجة من صاحبه فأقضي له ... ] أوكماقال عليه الصلاة والسلام؛ والمقصودبألحن هنا أي أقدر على ألإبانة عمافي نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعرب قديمًا قالت: المر أمخبوء تحت لسانه.أي أنك تستطيع أن تحكم على الشخص بعد سماعك له فتصنفه في طبقة العقلاء أو السفهاء مستدلا بما يختاره من ألفاظ ينثر بها أفكاره ومعانيه
والعانية باللفظة وأنّها مقدَمة على المعنى يستوي فيه عندي الحديث عن معنى شريف أومعنى مرذول. من غيراعتبارلاتفاقنا أواختلافنا في الإيمان بفكر المتحدث. فقد يرتقي المعنى المرذول بسبب جمال اللفظة وقد يسفل المعنى الشريف بسبب رداءتها.
ولهذا أرى أن تقسمات البلاغة وتفريع الفروع قدأفسدت الذوق وخبطت في رأسه. فلايخرج منها القارئ إلاأنّه حذق القوانين فيعرفك بأنواع المحسنات ولكنه لايتذوق شيئامن هذاولايحس بجماله. فعلماء التقسم ـ عليهم رحمة الله ـ أثقلوا هذا الفن.
الرقي في الأسلوب وتهذيبه والقدرة الفائقة على التعبير الجمالي عن المعاني والأفكارلايصل إليها الأنسان عن طريق معرفة الأصول التي وضعها المقسمون.
التمكن من جمال التعبير يخضع لأمور منها. ا الموهبة التي وهبها الله لإنسان ما والذوق الشخصي, , كثرة القراءة لأفذاذ البلغاء, المران على التحليل والنظر إلى ماخلف اللفظة من المعاني. القدرة على التمييز للألفاظ وإبداء المفاضلة بين الجيد والرديء منها.
ولا غرابة حين نجدأنّ صاحب الأسلوب الجيدقدلايحسن تعريف الجناس أوالطباق أوأي نوع من هذه التقسيمات التي بليت بها البلاغة. كماهي الحال في الشعر فقد تجد متمكنًا منه قولا وإنشادا ,وقادرا على إعجاب القراء بما يقوله من الشعروهولايعرف من علم العروض بحرا واحدا. ولو ذهبنا إلى من يقول الأدب بأي من شقيه الشعري أوالنثري وهو صادر عن موهبة أصيلة وطلبنا منه أن يقوم بتحليل ماقال أوماكتب واستخراج مواطن الجمال فلا نفاجأ انّه من الممكن أن يستعصي عليه هذا.لماذا؟ لأنّه يقول عن موهبة فطرية لامستجلبة.
بل إنّ الأديب ليخفق إخفاقا ذريعا عندما يكون من همه في العمل الأدبي أن يشبه كذابكذافيكون قدأعدالمشبه والمشبه به ووجه الشبه قبل ولادة النص الأدبي.فهذاأسميه نجارًاأوخياطًا أونحوهما لأنّهما هما اللذان يرسمان الهيئة ثم يقومان بإعدادمايناسبها.
فلأديب المطبوع الفذ هوالذي تنثال عليه المعاني ثم تتزاحم لديه ألفاظها عند نضج التجربة الشعورية وبداية تدفقها.
وليس من لوازم من أتقن وحذق أقسام البديع أوالبيان أوعلم المعاني أن يصبح أديبا متفننا, وإننا لنجد أنّ أصحاب النصوص التي بلغت غاية في جمالها قد وُجدوا قبل ان يعرف الناس هذه التقسيمات التي خلطت البلاغة بالمنطق.
وهل الشأن في جمال ألأسلوب أو القدرة على التحليل فطري أم مكتسب؟ أقول إنّه من واقع قراءاتي لأساليب منوعة فإن الجمال الذي تكاد تتفق عليه الأذواق لايكون إلا فطريا وينمى عن طريق المران والتجربة؛ فصاحبه لديه هبة آلهية أقدرته على الإبانة بأسلوب راق ٍ أمّامادون هذا من الأساليب فإنّه من الممكن أن يكون مكتسبا, وهذا ماعليه عامة الكتاب والشعراء, وفي كلا المستويين لااستغناء عن المران والتجربة.
وهناك فروق بين الفصاحة والبلاغة فكل بليغ فصيح وليس كل فصيح بليغًا فعندما نقرأمثلا في مقامات الحريري فإ نّ الفصاحة ماثلة في ألفاظها بينما تقل كثيرا بلاغتها مقارنة بفصاحتها.(/)
رؤية نقدية لقصيدة (خارج الوقت) لعبد المعطي حجازي
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 07:07 م]ـ
نشرت جريدة "الأهرام" في عدد الجمعة 1/ 5/2009، قصيدة جديدة للشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي بعنوان "خارج الوقت" بعد توقف عن كتابة الشعر دام أكثر من عشر سنوات.
يقول صاحبنا:
أنا أعرفُ بالطبعِ أن زمانى هذا غريمى
وأنَّ الذى لي فيه قليلْ
لي فيه الذي فاتني أن أحصله
والذي فر من قبضتي
والذي أتذكره وأحنُّ له
والذي هو حلمٌ جميل
اكتفى بزياراته المتقطعة الآنَ،
فالوقت ما عاد يسعفنا
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبلُ قيلْ!
**
وأنا لم أعد أعرفُ الوقت
فالشمسُ تُفلت من بين كفيَّ
والأرضُ تحتيَ دائرةٌ كالرحى
والليالى شكولْ!
**
وأنا راحلٌ أبدا
لا أفكر في أن أعود إلى حيث كنت
ولا أتمنى الوصولْ!
لا أريد من الحلم أن يتحقق
كيلاً يشاركنى الوقت فيهُ
وتلفحَه الشمس مني،
وتطفئَه المتعة العابرة
لا أريد من الحلم شيئًا،
سوى أن يظلَّ كما هو حلماً،
يرفرف فوق الزمانِِِ،
ويعبر لجته الفائرة؟
ليحط على جبهتي فجأة ويباغتني بالهديلْ
ثم يرحل في سره خارج الوقتِ،
مستغرقا في الرحيلْ!
**
وأنا الآنَ حُرٌّ
لأن الزمان غريمي،
وأن الذي لي فيه قليلْ
ولهذا أسير على حافة منه،
اقرأ أوجه أهليهِ
مستغربا أن أكون هنا
أتذكر وجهي الذي كان لي
في المرايا التي تنطفي في طريقيَ،
واحدةً بعد واحدةٍ
وأميل مع الدمع حيث يميلْ
**
وأنا لم أعد أطلب المستحيلْ
لم أعد أتحدث عن مدنٍ حرة
أتسقَّطُ أخبارها
وأسائلُ عنها المسافرَ
والقارئَ الغيب
وابن السبيلْ
ويخيل لي وأنا أتحدث عنها، كأنى أرها
وأسمع أصداءها
مترددة في اخضرار السهولْ
**
لم أعد أطلب المستحيلْ
ولم يبق لي أن أفكر في بشر سعداءَ
يعيشون في زمن كالطفولةِ
لا يهرمون به أبداً
فهمو يولدون مع الصبحِ
حتى إذا أقبل الليل ناموا
لكي يولدوا في غدٍ من جديد،
كما يتفتح وردٌ نديٌّ على عتباتِ الفصولْ
**
وأنا لم أعد أتوقَّع زائرةً
تطرق الباب في آخر الليل
نافضةً عطرها في دمي
لم أعد أتوقع أن يرجع الأصدقاء الحميمونَ
من ليلهم لندير الشمولْ
ونبكي الطلولْ
** كان لزاما على أن أتوقف مع عمل جديد لصاحبنا هذا الذي انقطعت صلته بالشعر فترة طويلة فهل هذا نوع من جفاف القريحة الشعرية؟ أم أنه عزوف الشعراء؟ أم ماذا؟ وما موقف قصيدته من النقد بعد هذه الفترة؟ هل مازال مصنعه جدير بالإنتاج؟
سأحاول الإجابة بشيء من النقد العملي فأنا مازلت رهن الفكرة التي تقول أن التطبيق خير وسيلة للإقناع
1 - صاحبنا ركب بحر المتدارك أو المحدث كما يقولون وهو من أسهل بحور الشعر وأظن أن عليه خلاف من ناحية نسبته للخليل ولكن ليس هذا مقامه المهم أن هذا البحر كان الشعراء يلصقون العار بكل من ركبه لسهولته وسهولة نغمته.
2 - الشاعر يحاول أن يعكس موقف الذات الإنسانية من الزمن فدورة الزمن المتشابهة من (خريف - شتاء - صيف - ربيع) تمضي وتطحن الجميع فالإنسان كان مفعما بالحيوية والأمل وبالأحلام ثم ما لبث أن ماتت فيه الحيوية و الإحساس بالأمل.
والأرضُ تحتيَ دائرةٌ كالرحى
والليالى شكولْ!
الشاعر هنا يحس بالتغيير و الفقد مع دورة الزمن التي تجعل الصغير يشب على الطور وقطار العمر يمضي به فالأيام تتوالى و الشهور تتعاقب ونهاية المطاف دورة الزمن متشابهة كما أوضحت و لايقع أي تغيير على الزمن ولكن التغيير كله يقع على الكائنات الحية ولا نشعر بهذا التغيير إلا إذا صدمنا بأمر ما مع الزمن كالموت مثلا.
إذن الزمن غريمي وغريم كل واحد فينا وينشىء عن هذا وجود الصراع بين الإنسان و الوقت ولكن موقف شاعرنا يميل للسلبية من وجهة نظر الكثير ولكن من يفطن للحقيقة يجد أن لا مفر من هذا لذلك اتخدم الشاعر لكثير من العبارات التي توحي بأنه الآن لا يريد شيئا ولا يحلم بشيء فبالأمس وانظر معي هنا
وأنا لم أعد أطلب المستحيلْ
لم أعد أتحدث عن مدنٍ حرة
أتسقَّطُ أخبارها
وأسائلُ عنها المسافرَ
والقارئَ الغيب
وابن السبيلْ
ويخيل لي وأنا أتحدث عنها، كأنى أرها
وأسمع أصداءها
مترددة في اخضرار السهولْ
هذا المقطع يذكرنا بديوان (مدينة بلا قلب) كان يحلم بماذا و الآن لايريد شيئا لأن هذا هو الواقع هو لم يستسلم لليأس لكنها الواقعية فما فشل في تحقيقه بالأمس مع هذا التغير الذي انصب عليه يستحيل أن يصنع شيئا أو ان تكون له لقدرة على الحلم والتخيل.
وانظر معي هذا المقطع يذكرنا بقصيدة (سلة ليمون)
لم أعد أطلب المستحيلْ
ولم يبق لي أن أفكر في بشر سعداءَ
يعيشون في زمن كالطفولةِ
لا يهرمون به أبداً
فهمو يولدون مع الصبحِ
حتى إذا أقبل الليل ناموا
لكي يولدوا في غدٍ من جديد،
كما يتفتح وردٌ نديٌّ على عتباتِ الفصولْ
وانظر معي هذا المقطع يذكرنا بقصيدة (زائرة اليل)
وأنا لم أعد أتوقَّع زائرةً
تطرق الباب في آخر الليل
نافضةً عطرها في دمي
لم أعد أتوقع أن يرجع الأصدقاء الحميمونَ
من ليلهم لندير الشمولْ
ونبكي الطلولْ
إذن كل الذي كتبه وكل الذي كان يحلم به الآن لم يعد يطلب المستحيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ملحوظة
أرى أنه هناك ربط بين هذه القصيدة وقصيدة (الهلال) لشوقي فكلاهما يعكس الإحساس بالفقد و التغيير تجاه الزمن فإذا تأملنا دورة الزمن في حياة الإنسان وجدناها ثابتة لا تتغير لكن لها تأثير على الإنسان أيضا تشبه قصة نجيب محفوظ (القهوة الخالية) ولكن مع اختلاف البناء الشعري عن البناء القصصي ومفردات التناول.
في نهاية الحديث أقول أن هذه القصيدة مازالت بكرا للنقاد الجادين وخاصة لمن يبحثون عن التحليل الأسلوبي والبنائي والتفكيكي للقصيدة المعاصرة و الخطوة القادمة إن شاء الله تعالى سأقوم بتحلليلها أسلوبيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جلمود]ــــــــ[07 - 07 - 2009, 03:52 ص]ـ
نحن في انتظارك!
ـ[عصام محمود]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 02:08 م]ـ
أعتقد أننا نتفق في موقفنا من نقد الشاعر وبخاصة في موقفه من العروض فأنا أرى أن هذه القصيدة من أضعف ما قدم حجازي بل هدمت كثيرا من الجسور التي بناها وليته لم يقلها.ولذلك الرأي أسباب يمكن الاطلاع عليها لمن يرغب حيث وضعت تعليقي النقدي عليها في موضوع مستقل
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 09:46 م]ـ
مرحبا بك أخي عصام
ولنا الشرف في التعرف على وجهة نظركم ولكن أين أجدها؟؟
ـ[عصام محمود]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 10:36 م]ـ
هنا
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48532
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 01:19 ص]ـ
بعض القصائد عند التأمل للوهلة الأولي تبدوا لك ركيكة ضعيفة
لكن عند التأمل فيها تجدها تحتوي من المعاني الكثير والكثير.
حقا لقد استمتعت بقراءة هذه القصيدة ولعل صاحبها قالها تحت ضغط الوقت وعوامل أخري أثرت فيه فلم تأت من حيث الشكل بالوجه المطلوب.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 06:31 م]ـ
سيدي وذان أبو إيمان
شكرا لك مرورك الكريم لقد الحق فيما تقول
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 12:48 ص]ـ
أشكركم على الطرح الرائع
جزيتم خيراً
أفدتموني وأمتعتوني(/)
بين الوحدة العضوية والموضوعية والفنية ...
ـ[سَمَا .. ءَاتٍ!!]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 03:22 ص]ـ
أساتذتي الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قبل أيام اختبرت اختبار القبول للماجستير تخصص: (دراسات أدبية) وكان من ضمن الأسئلة سؤال حول مدى تحقق الوحدة العضوية في القصيدة العربية مع المقارنة بينها وبين الوحدة الموضوعية والوحدة الفنية ..
ولكني لم أعرف المصطلحين الأخيرين ولم أسمع عنهما قبل قراءتي للسؤال!!
فأجبت بالطريقة التالية:
الوحدة العضوية: هي [المعروفة] التي تحدث عنها نقادنا القدامى وتحدث عنها النقاد المعاصرون ..... وهي أن تكون القصيدة متماسكة الأجزاء كالجسم الواحد .... إلخ
أما الموضوعية: فأن تتحدث القصيدة عن موضوع واحد كالغزل فقط أو المدح فقط، وهذه تغيب في القصيدة العربية القديمة ...
أما الفنية: فهي كون الطابع أو الجو العام للقصيدة واحد غير مختلف، وضربت مثالا عابه النقاد على قائله، وهو قول الشاعر:
ألا أيها النوام هبوا ... أسائلكم هل يقتل الرجل الحب؟!
فالشطر الأول بدوي، والشطر الثاني حضري .. وهنا اختلف الجو للبيت وهذا عيب ..
[ثم قلت:] أو أنها تكون باتباع العمود أو النظام المعهود عند الشعراء القدامى بحيث يقف كما وقفوا، ويتساءل كما تساءلوا ... إلخ
طبعا لم تكن الإجابة بهذا الشكل المختصر وإنما هذه إشارة .. ولا أدري هل أصبت أم أخطأت؟!
انتظر رأيكم وتصويبكم ..
شكرا ..(/)
في النشر وآلياته
ـ[نون النسوة]ــــــــ[16 - 07 - 2009, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا يا أصدقاء
في جعبتي كثير من الاستفسارات , وبحكم أن أغلب مرتادي هذا المنتدى من الأساتذة؛ فأطمح للحصول على إجابات ولكم جزيل الشكر وخالص الدعاء
- في الدراسات النقدية الحديثة أو تحليل نصوص , يعمد الدارس أحيانا إلى إ ت جداول أو رسومات هندسية توضح علاقة ضدية أو تماثلية في أجزاءالنص وما أشبه ذلك من العلاقات
ماذا لو أراد نشره في صحيفة ما كيف سينشر؟ في صحفنا المحلية لا أتذكر أن ثمة دراسات نشرت كتلك (مع اعترافي بقلة اطلاعي في الملاحق الثقافية للصحف) فأود من إخوتي الإجابة عن ذلك هل يلغي الدارس رسومات أو جداول كتلك؟
ماذا عن الفضاء النصي وآليته هل يستطيع أن يؤكد على ضرورة تظليل نص دون آخر ووضع خط أسفل نص مقتبس مثلا؟
- كيف يفرق الدارس أن مقالا ما أو تحليلا ما صالح للعرض في صفحة ثقافية بالصحيفة كملحق (الجزيرة - ارياض - الحياة) أو مجلة ثقافية عامة (العربي - العربية) أو دورية متخصصة؟
وماذا لو كان التحليل لنص قصير كما ذكرت هل يعرض في صحيفة لقصره؟ في حدود علمي أن كثير من الدوريات تحتوي على بحوث أكاديمية صفحاتها كثيرة فماذا عن تحليلات النصوص؟
- أريد أسماء دوريات تحوي بحوثا أو مقالات أستفيد منها , فكثير من الدراسات التي أصورها من أساتذتي تبهرني وأتعجب لماذا مثلا لايجمعها صاحبها في كتاب ما ليطلع عليها الجميع بدلا من الاكتفاء بعرضها في الدورية خاصة وأني لا أعرف السبيل للوصول إليها إلا المكتبات العامة ولابد من تحديد عدد بعينه ليجلبها الموظف!
أعرف دورية حقول وفصول ودورية من المجلس العلمي الكويتي والبيان ..
هل من مزيد؟ كيف تحصلون عليها؟
جهل الكثير
أحتاج وقتا طويلا للخروج من شرنقتي وخبراتكم مصباح!
فلا تبخلوا علي بمساعدتي
دمتم بخير
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 06:45 م]ـ
الأسئلة ذاتها مازالت تدور في ذهني
ممتنة لكم(/)
السيميولوجيا: الاتجاهات المعاصرة ووظائف العلامات
ـ[ايناس اسامة]ــــــــ[16 - 07 - 2009, 01:07 م]ـ
المقدمة:
عرف النقد الحديث و المعاصر مجموعة من المناهج النقدية و ذلك بفضل الثقافة والترجمة والاحتكاك بالغرب ومن بين هذه المناهج: المنهج البنيوي والمنهج التفكيكي والمنهج السيميولوجي الذي ظهر في أواخر الستينيات (1) علي وجه التقريب ويري البعض ان هذا المنهج هو بمثابة تطور للمنهج البنيوي ولكن هذا الرأي غير مقنع لان ما بعد البنيوية هم بنيويون اكتشفوا أخطاء طرائقهم علي نحو مفاجئ وبذلك أصبح هذا العلم منهج وتصور ونظرية لا يمكن الاستغناء عنها لذلك سنتعرف في هذا البحث علي:
ما هي السيميولوجيا؟ وما منابعها؟ وما مرتكزاتها المنهجية؟ وما هي اتجاهاتها ومدارسها ومجالات تطبيقاتها سواء في الغرب أم عند العرب؟ والي أي مدي حقق البحث السيميائي نجاحته وفعاليته في مقاربة النصوص وتحليلها ولا سيما الأدبية منها.
________________________________________
1 - رامان سلدن.- النظرية الأدبية المعاصرة.- ترجمة جابر عصفور؛ دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع سنة 1998 , ص 117
أهداف الدراسة:
تسعي هذه الدراسة إلي:
1 - معرفة العلاقة بين السيميولوجيا كعلم للعلامات والنقد الأدبي من خلال انه علم تحليل النصوص الأدبية
2 - معرفة مدي تأثيرها في النصوص الشعرية (2) من خلال مراعاتها للمستوي الأدبي والبلاغي والصرفي
3 - معرفة مدي تأثيرها في النصوص المسرحية من خلال التركيز علي العلامات اللغوية وغير اللغوية
4 - دراسة العلاقة بينها وبين الدراسات الثقافية و مدي تأثيرها علي النص الثقافي
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي لان هذا المنهج يعتمد علي وصف المنهج السيميولوجي وتحديد وتحليل أنواعه واتجاهاته فوجدت الباحثة أن المنهج السيميولوجي يهتم بشكل النص (3) ومن هنا السيميوطيقا تعتمد علي التفكيك والتركيب قصد إعادة بناء النص من جديد وتحديد ثوابته البنيوية وترتكز السيميوطيقا علي ثلاث مبادئ هي:
1 - تحليل المحايث: بقصد بها البحث عن الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين الدلالة وإقصاء المحيل الخارجي لذلك ينظر إلي المعني علي انه ناتج عن شبكة العلاقات الرابطة بين العناصر.
2 - تحليل بنيوي: يكتسي المعني وجوده بالاختلاف وفي الاختلاف ومن ثم فان إدراك معني الأقوال والنصوص يفترض وجود نظام من العلاقات بدوره يؤدي إلي تسليم عناصر
________________________________________
2 - جميل حمداوي.- سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة؛ ديوان العرب فبراير 2007
3 - المرجع السابق نفسه
النص لذلك يجب الاهتمام بالعناصر وذلك عن طريق التحليل البنيوي لأنه لا يهدف إلي وصف المعني نفسه وإنما شكله ومعماره.
3 - تحليل الخطاب: يهتم السيميوطيقي بتحليل الخطاب أي يهتم ببناء نظام لإنتاج الأقوال والنصوص وهو ما يسمي بالقدرة الخطابية وهذا ما يميزه عن اللسانيات البنيوية التي تهتم بالجملة.
مصطلحات الدراسة:
- السيميولوجيا: هي علم العلامات أو الإشارات أو الدوال اللغوية أو الرمزية سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية.
- العلامة اللغوية: هي كيان ثنائي المبني مكون من الدال و المدلول.
- الايقون: علامة تدل علي شئ تجمعه إلي شئ أخر علاقة مماثلة إذا يتعرف في الايقون علي الأنموذج الذي جعل الايقون مقابلا له.
- الرمز: علامة العلامة التي تنتج قصد النيابة عن علامة أخري مرادفة لها ومن هنا يصبح الرمز دالا علي شئ ليس له وجه ايقوني كالخوف والفرح ومن بين أنواع الرمز الحمامة رمز البراءة والثور رمز القوة.
تساؤلات الدراسة:
تثير الباحثة عدد من التساؤلات وتحاول الإجابة عنها من خلال الدراسة هي:
1 - ما هي السيميولوجيا؟ وما هي أهم منابعها؟
2 - ما هي مرتكزاتها المنهجية؟
3 - ما هي اتجاهاتها ومدارسها؟
4 - ما هي مجالات تطبيقاتها سواء في الغرب أم عند العرب؟
5 - إلي أي مدي حقق البحث السيميائي نجاحته وفعاليته في مقاربة النصوص وتحلياها ولا سيما الأدبية منه؟
الفصل الأول (إشكالية المصطلح)
1 - تعريف المصطلح لغة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يدل مصطلح السيميوطيقا السيميولوجيا علي علم الطب وموضوع دراسته العلامات الدالة علي المرض وكذلك في التراث الإغريقي تعد السيميوطيقا جزء لا يتجزأ من علم الطب.
2 - تعريف المصطلح عند الباحثين الغربيين:
يعتبر كلا من بيرس ودي سوسير مؤسس لعلم نقدي شامل هو علم السيميائيات وكلاهما أسس ذلك العلم من خلال الحديث عن علم العلامة وتصنيفاتها وميادين تنظيرها وكلاهما أسهم في إنعاش الحركة النقدية والمعرفية
أ – دي سوسير:
أطلق عليه اسم السيميولوجيا (4) وهو علم موضوعه أنواع الدلالات والمعاني ويدرس حياة الرموز والدلالات المتداولة في الوسط المجتمعي ويوضح في كتابه (دورس في اللغة العام) أن اللغة نظام من العلامات التي تعبر عن الأفكار والعلامة اللغوية عنده هي كيان ثنائي المبني مكون من الدال والمدلول فالدال هو الصورة الحسية الصوتية والمدلول هو المفهوم او فكرة الصورة الصوتية الحسية والعلامة اللغوية ذات طبيعة اعتباطية أي لا ترتبط بدافع ولكنه ميز بين ثلاث علامات هي العلامة الرمزية والعلامة السمعية والعلامة البصرية
ب- بيرس:
أطلق علي هذا العلم السيميوطيقا (5) وهي تعني نظرية عامة للعلامات في الفكر الإنساني فهي صفة لنظرية عامة للعلامات والأنساق الدلالية في كافة أشكالها فهي بذلك تطابق علم المنطق لأنها نظرية جمعية تقوم خارج علم اللغة وهي كيان ثلاثي المبني (المصورة ويقابلها الدال والمفسرة هي المدلول أم الموضوع فلا يوجد له مقابل ووضح أن هناك أنواع للعلامات هي العلامة الايقونية أو الصورية والعلامة المؤشرية أو الاشارية والعلامة الرمزية.
________________________________________
4 - عواد علي.- معرفة الأخر (مدخل إلي المناهج النقدية الحديثة)؛ المركز الثقافي العربي ط1 1990 ص 73
* الفرق بين معطيات دي سوسير السيمائية ومعطيات بيرس:
1 - سيميولوجية سوسير لغوية لسانية أما سيميولوجية بيرس منطقية فلسفية
2 - العلامة عند سوسير ثنائية المبني أما عند بيرس ثلاثية المبني
3 - العلامة عند سوسير لغوية تمتاز بكونها اعتباطية أما عند بيرس لغوية وغير لغوية
4 - تتحدد العلامة عند سوسير بعلاقة الدال والمدلول ولا تحتوي العلامة علي الرمز أما عند بيرس فهي تتحدد من خلال علاقة المصورة بالموضوع وبذلك يكون الرمز جزء منها
5 - علاقة سوسير هي أساس السيميولوجيا وجزء من علم النفس أما عند بيرس فهي أساس السيميوطيقا وجزء من علم المنطق
6 - تشكل اللسانيات جزء من سيميائية سوسير لان اللغة فعل سيميائي أما عند بيرس فالمقولات الفلسفية عن الوجود والعالم صورة التحليل السيميائي
ج- بارت
السيميولوجيا (6) ما هي إلا نسخة من المعرفة اللسانية وهو بذلك فسح المجال دراسة الأساطير واهتم بدراسة أنظمة من العلامات التي سقطت من سيميولوجية سوسير كالاطمعة والأزياء والخطابات ................ الخ
3 - تعريف المصطلح عند العرب:
يبحث في التراث العربي (7) دالة علي الكلمات المناظرة التي يمكن ان تؤدي بشكل تقريبي الدلالة اللغوية ويقع مصطلح السيميائية في الأدب العربي القديم وعلي الكهانة والسحر والسيمياء بالمفهوم القرسطي واقتفاء والأثر وغير ذلك من الإيماءات التي تبعده عن الإطار المعرفي الحديث
? ومن هذا يتضح أن:
مفهوم السيميولوجيا:علم العلامات أو الإشارات أو الدوال اللغوية والرمزية سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية وهذا يعني أنها تدرس كل ماهو لغوي وغير لغوي
________________________________________
6 - رولان بارت 0 - مبادئ في علم الدلالة 0 - ترجمة محمد البكري؛ بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة ص 160
7 - صلاح فضل 0 - مناهج النقد المعاصر؛ دار أفريقيا الشرق ط1 ص 96
الفصل الثاني (المرجعيات والمنابع)
نجد أن السيميولوجيا (8) مرتبطة ارتباط وثيق بالنموذج اللساني البنيوي الذي أسسه سوسير فهي استقت منه مفاهيم تحليلية هي بمثابة مرتكزات أساسية يقوم عليها المبحث السيميائي الحديث ولا سيما السيميوطيقا الدلالة وعليه فان المرجعيات التي تسند إليها السيميوطيقا و السيميولوجيا هي:
1 - الفكر اليوناني مع أرسطو وأفلاطون
2 - التراث العربي الإسلامي الوسيط (المتصوفة – نفاد البلاغة – الأدب كالجاحظ ...... )
3 - الفكر الفلسفي والمنطقي والتداولي (بيرس – فريج – راسل ........ )
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - اللسانيات البنيوية والتداولية والتحويلية بكل مدارسها واتجاهاتها
5 - الشكلانية الروسية ولاسيما فلاديمير بروب صاحب المتن الخرافي الذي انطلق منه كريماس لخلق تصورهما النظري و التطبيقي إلي جانب أعلام أخري في مجال الشعر والأدب
6 - فلسفة الأشكال الرمزية مع ارنست كاسيرر الذي درس الأنظمة التواصلية (الدين – الأسطورة – الفن – التاريخ –العلم)
• علاقة السيميائيات بالمجالات الاخري:
ارتبطت السيميولوجيا بعلوم كثيرة منها اللسانيات والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأدب والفنون اللفظية والبصرية كالموسيقي والمسرح والسينما والشعر والبلاغة والهرمونيطقيا أي دراسة الكتب المقدسة والسوسيولوجيا و الأنتروبولوجيا كتحليل الأساطير والأنساق الثقافية غير اللفظية.
________________________________________
8 – جميل حمدواي 0 - سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة؛ ديوان العرب فبراير 2007
• مجالات التطبيق السيميولوجي:
لقد صار التحليل السيميوطيقي تصورا نظريا ومنهجا تطبيقيا في شتى المعارف والدراسات الإنسانية والفكرية والعلمية وأداة في مقاربة الأنساق اللغوية وغير اللغوية من هذه المعرف والمجالات:
1 - الشعر 2 - الرواية والقصة
3 - الأسطورة والخرافة 4 - المسرح
5 - السينما 6 - التشكيل وفن الرسم
7 - الثقافة 8 - التواصل
9 - الأطعمة والأشربة 10 - الموسيقي والفن والصور الفوتوغرافية
• السيميولوجيا في العالم العربي:
ظهرت في العالم العربي عن طريق الثقافة والترجمة والاطلاع علي الانتاجات المنشورة في أوربا وقد ظهرت في المغرب أولا وبعض الأقطار العربية ثانيا عبر محاضرات الأساتذة منذ الثمانيات عن طريق نشر كتب ودراسات ومقالات تعريفية بالسيمولوجيا (حنون مبارك – محمد السرغيني – صلاح فضل –جميل حمداوي - .................... )
أو عن طريق الترجمة علي شكل كتب تطبيقية (محمد مفتاح – سامي سويدان – محمد السرغيني وغيرهم أو عن طريق مقالات في مجالات نقدية مثل مجلة فصول المصرية ومجلة علامات ودراسات أدبية وسيمائية بالمغرب وكذلك عن طريق أطروحات ورسائل جامعية
ولقد وقع النقد السيميولوجي العربي في عدة اضطرابات اصطلاحية ومفاهيمية في ترجمة المصطلح إذ نجد: السيمياء (محمد مفتاح في كتابه " في سيمياء الشعر القديم") - علم العلامات- علم الإشارات- السيميولوجيا- السيميوطيقا…
وما يلاحظ على هذه التطبيقات السميائية أنها عبارة عن تمارين شكلية تغفل الجوانب المرجعية والمضمونية والأبعاد الإيديولوجية ويلاحظ أيضا أن هذا المنهج السيميائي يقف عند حدود الملاحظة والوصف ولا يتعدى ذلك إلى التقويم والتوجيه الذين يعدان من أهم عناصر النقد الأدبي.
الفصل الثالث (الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة)
نجد أن داسكال استعرض الاتجاهات السيميولوجية وقد بناها علي وظيفة العلامات والاتجاهات هي:
أولا: سيمياء التواصل:
يذهب أنصار هذا الاتجاه (9) إلي أن العلامة تكون من الدال والمدلول والقصد وهم يركزون في أبحاثهم علي الوظيفة التواصلية أو الاتصالية ولا تختص بالرسالة اللسانية غير أن هذا الاتصال مشروط القصدية وإرادة المرسل التأثير علي الغير وهكذا يبعد أنصار سيمياء التواصل ذلك النوع من السيميائية الذي يدرس البنيات التي تؤدي وظائف غير وظيفة التواصل المعتمد علي القصدية لان هذا النوع سيلتبس بعلوم الإنسان وفي هذا السياق جاء تعريف العلامة بأنها حركة يقصد بها الاتصال بشخص ما أو إعلامه بشي ما ونجد أن هذا الاتجاه نما وتطور مع نشأة العلوم الخاصة بالاتصال وتقدمها وارتبط بصفة خاصة بتطور علم الدلالة.
ولسيمياء التواصل محوران هما التواصل والعلامة:
أ – محور التواصل:
ينقسم إلي تواصل لساني وتواصل غير لساني
1 - التواصل اللساني:
ينحصر التواصل اللساني في عملية التواصل التي تجري بين البشر بوساطة الفعل الكلامي ولذلك سنعرض منظورات ثلاث هي لبلومفيلد – لشنون ويفر – سوسير
* التواصل لدي سوسير:
يعرف التوصل اللساني بأنه حدث اجتماعي يلاحظ الفعل الكلامي فلكي يتحقق لابد من جماعة أو شخصين علي الأقل.
* التواصل لدي بلومفيلد:
يطرح وجهة نظره من ناحية سلوكية فهو يصف ما يلاحظ من الخارج ويميز بين الأحداث
________________________________________
(يُتْبَعُ)
(/)
9 – عواد علي 0 - معرفة الأخر (مدخل إلي مناهج النقدية الحديثة)؛ المركز الثقافي العربي ط 1 1990 ص 84
والحركات في وضعية ما قبل الفعل مباشرة ثم يعمد إلي تحليل كل ذلك في لحظات ثلاث هي
أ- الوضعية التي سبقت فعل الكلام ب- الكلام ج- الوضعية التي تلت فعل الكلام
* التواصل لدي شينون وويفر:
بلور كلا منهم نظام عام للتواصل يؤكد ناحية أساسية هي الطريقة التي ينقل بها الخبر فعند نقل الخبر إلي المتلقي لابد أن تعالج الرسالة ثم تحول إلي علامات صالحة للنقل عبر قناة الإرسال ولكنها عند عملية الإرسال قد تعرض للتشويش الذي يفقدها قيمتها الابلاغية
2 - التواصل غير اللساني:
ينحصر التواصل غير اللساني في لغات غير اللغات المعتادة ويصنف حسب معايير ثلاثة هي: أ- معيار الإشارة النسقية حيث تكون العلامات ثابتة ودائمة كدوائر ومستطيلات ومثلثات وعلامات السير.
ب- معيار الإشارة اللانسقية: حيث تكون العلامات غير ثابتة وغير دائمة علي عكس المعيار السابق فهي كالملصقات الدعائية التي تستعمل الشكل واللون قصد إثارة انتباه المستهلك إلي نوع خاص من البضائع.
ج- معيار الاشارية: التي لمعني مؤشرها علاقة جوهرية بشكلها الصغيرة التي ترسم علي المتاجر دليل علي ما يوجد بداخلها من بضائع وينتج عنها معيار أخر هو اللاشارية التي ليس لمعني مؤشرها إلا علاقة ظاهرية أو اعتباطية كالصليب الاخصر الذي يشير إلي الصيدلالية
ب- محور العلامة:
يري بريتتو أن الدال مع المدلول الموافق له يشكلان ما يسمي بالعلامة ولكي لا يكون هناك التباس فإنهما يسميان (منعما) والمنعم هو عبارة عن كيان ذو وجهين وتصنف العلامة إلي أربع أصناف هي:
1 - الإشارة: وهي أنواع تجمل في الكهانة والعرافة والمرض وأعراضه والإشارات التي تشير إليه والبصمات والرسوم وما تتميز به إنها حاضرة ومدركة للإنسان الذي يملك حق تعرفها.
2 - المؤشر: هو العلامة التي هي بمثابة إشارة اصطناعية هذا المؤشر يفصح عن فعل معين لا يؤدي المهمة المنوطة به إلا حيث يوجد المتلقي له وباقي الأنواع الرمز والايقون سبق تعريفهم.
ثانيا: سيمياء الدلالة:
يختصر أنصار هذا الاتجاه (10) في مقدمتهم بارت العلامة إلي وحدة ثنائية المبني دال ومدلول علي غرار ما اقتراحه سوسير للعلامة اللغوية ولكن ما يميزه عن غيره من الاتجاهات انه قلب أطروحة سوسير القائلة بعمومية علم العلامة وخصوصية علم اللغة فجعل علم العلامة جزء من علم اللغة العام ولذلك أصبح النظام اللغوي المغلق نموذجا يجب أن يحتذي به في دراسة جميع الأنظمة الدالة وقد سلك بارت هذا الاتجاه فقد حدد منذ أن ألف كتاب الأساطير أن السيميائية تقوم علي العلاقة بين العلامة والدال والمدلول فالعلامة مكونة من دال ومدلول يشكل صعيد الدوال صعيد العبارة وصعيد المدلولات صعيد المحتوي وإذا أخذنا مثال للأدب نجد انه يتكون من مثلث العنصر الأول فيه الدال أو القول الأدبي والعنصر الثاني هو المدلول أو العلة الخارجية للعمل الأدبي والعنصر الثالث هو العلامة أو العمل الأدبي وهذا العمل ذو دلالة.
* عناصر سيمياء الدلالة:
تتوزع في ثنائيات كلها مستقاة من الألسنية البنيوية وهي: (اللغة والكلام – الدال والمدلول – المركب والنظام – التقرير والإيحاء) الدلالة الذاتية والدلالة الإيحائية
أ – اللغة والكلام:
نجد أن السيميائية لا تفرق بين اللغة والكلام وهذا بعكس الألسنية وذلك لان يستحيل أن توجد لغة دون أن يوجد كلام وأيضا لابد من تعاقب اللغة والكلام من غير أن ينطلقا من منطلق نفسه ويري بارت أن التوسع السيميائي لمفهوم اللغة والكلام لا يخلو من إثارة بعض المشاكل التي تصادف الجوانب التي لا يمكن فيها إتباع خطي النموذج اللغوي ومن هذه المشاكل: أصل النظام أي جدلية اللغة والكلام ذاتها ففي اللغة لا يمكن لأي شي أن يدخل فيها بدون أن يمر بالكلام إذا كانا في إطار الألسنية متناسبين حجما لان عبارة عن مجموعة من القواعد يستظل الثاني بظلها ولكنهم في السيميائية لا يتناسبان في الحجم فهناك مسافة كبيرة بين النموذج وبين انجازه حتى ليكاد أن يكون لغة من دون كلام.
________________________________________
10 – المرجع نفسه السابق، ص 96.
ب – الدال والمدلول:
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد أن سوسير وبارت وضحوا أن العلامة وحدة ثنائية المبني (الدال والمدلول) ولذلك فهي علامة لسانية وأخري سيميائية لا تفهم طبيعة أحداهما بدون طبيعة الاخري ولكننا نجد أن السيميائية تتميز عن اللسانية بكون دلالتها تنحصر في وظيفتها الاجتماعية هذه الوظيفة مشروطة بالاستعمال في حين اللسانية توحد بين دالها ومدلولها أما بخصوص المدلول يتميز المدلول اللساني عن السيميائي بكونه يجد مصداقيته في علم الدلالة وفي هذه الحالة يعبر عنه لغويا أي بكلمة مفردة أما السيميائي يجد مصداقيته في علم غير علم الدلالة فيعبر عنه بمجموعة من المترادفات نجد أن الفرق الوحيد بين الدال والمدلول هو أن الدال واسطة بين الدلالة والمدلول في حين أن المدلول لا يمكن أن يكون واسطة لأنه احد طرفي هذه المقولة الثلاثية.
ج – المركب والنظام:
يري سوسير لن العلاقات التي توحد بين الألفاظ يمكن أن تنمو علي صعيدين يتلاءمان مع شكلين من أشكال النشاط الذهني أولهما صعيد المركبات (السلسة الكلامية) حيث تستمد كل لفظة قيمتها من تعارضها مع سابقاتها ولاحقاتها أما النشاط التحليلي الذي ينطبق علي المركب فهو التقطيع أما الصعيد الثاني هو صعيد تداعي الألفاظ وتجميعها خارج الخطاب أي انه صعيد النظام.
د – التقرير و الإيحاء:
يحتوي كل نظام سيميائي عل مخطط للتعبير وأخر للمضمون وعلي دلالة توضح العلاقة بينهما فإذا افترضانا أن هذا النظام المكون من العناصر السابقة (تعبير ومضمون وعلاقة) أصبح عنصر في نظام ثاني سنجد أنهما تداخلا كلا منهما في الأخر وعندما انفصلا كلا منهما انفصلا بطريقة مختلفة فأصبح المخطط الأول مخطط للتعبير والثاني للمضمون ويشكل النظام الأول صعيد التقرير والثاني صعيد الإيحاء.
ثالثا: سيمياء الثقافة:
يمثل أنصار الاتجاه (11) المستفيد من فلسفة الماركسية فهم يرون أن العلامة تتكون من وحدة
ثلاثية المبني: الدال والمدلول والمرجع فهم يؤكدون أيضا أن الإنسان والحيوان والآلات تلجا إلي العلامات أن العلامات التي يستخدمها الإنسان تتميز بغني وتعقيد تفتقر إليها العلامات الاخري ويذهب أنصار هذا الاتجاه إلي أن العلامة تكتسب دلالتها إلا من خلال وضعها في إطار الثقافة وهو لا ينظر إلي العلامة المفردة بل يتكلم عن أنظمة دالة أي مجموعات من العلامات ولا يؤمن باستقلال النظام الواحد عن الأنظمة الاخري بل يبحث عن العلاقات التي تربط بين بينها سواء داخل ثقافة واحدة أو يحاولون الكشف عن هذه العلاقات التي تربط بين تجليات الثقافة الواحدة عبر تطورها الزمني أو بين الثقافات المختلفة أو بين الثقافة واللاثقافة ولكننا نجد أن مدرسة موسكو قدمت مقالة بعنوان (نظريات حول الدراسة السيميوطيقية للثقافات ومن أهم ما جاء بها:
1 - لا تقوم الأنظمة السيميائية المنفصلة بأداء وظيفتها إلا علي أساس من الوحدة ومساندة كلا منهما للأخر ونجد أن هذه الأنظمة لا تكون قادرة علي القيام بوظيفتها الثقافية.
2 - يمكن أن تشكل ثقافات عديدة وحدة بنائية أو وظيفية من منظور سياقي أوسع ويبرهن هذا التصور علي فاعليته في حل المشكلات الدراسية المقارنة للثقافة بصفة عامة.
3 - يمكن من وجهة نظر السيميائية اعتبار الثقافة مجموعة من الأنظمة السيميائية الخاصة المتدرجة أو يمكن اعتبارها كما من النصوص ترتبط بسلسلة من الوظائف أو اعتبارها آلية خاصة تتولد عنها تلك النصوص.
* ومن ذلك نلاحظ أن هذا الاتجاه يلتفت إلي أهمية اللغة فانه لا يحصر الثقافة داخل حدودها فالنص الثقافي لا يكون بالضرورة رسالة تبث باللغة الطبيعية ولكن يجب أن تكون رسالة تحمل معني متكامل وقد تكون هذه الرسالة رسما أو عملا فنيا أو مؤلفا موسيقا.
* * سيميولوجيا الشعر هي تحليل النص من خلال مستويات بنيوية تراعي أدبية الجنس الأدبي كالمستوي الصرفي والدلالي والتركيبي في شقيه: النحوي والبلاغي والتناصي.
________________________________________
11 – المرجع السابق نفسه، ص 106
الفصل الرابع (النتائج والتوصيات)
نستخلص من هذه الدراسة بعض النتائج التي توضح مميزات وأهمية المنهج السيميولوجي وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – أن المنهج السيميولوجي من أكثر مناهج الفكر النقدي الحديث قابلية لان تنشر في دوائر للأدب والفن والثقافة في إطارها الكلي لأننا سرعان ما ندرك أن هذه العلامات تختلف في دلالاتها من ثقافة إلي أخري.
2 – أيضا من النتائج التي قدمتها السيميولوجيا للنقد هو ذوبان الإنسان في سلسلة من الأنظمة ومعالجة الثقافات الإنسانية بوصفها علامات فضلا عن دراسة المشاريع المعرفية المستقبلية بوصفها علامات أيضا.
3 – اكتشاف طبيعة الأبحاث والحقول المختلفة التي تجعل الاتصال الأدبي ممكنا.
4 – تميز الاختلافات بين الخطابات الأدبية والخطابات اللادبية وإحالة الدلالة إلي أن الأشكال والمفاهيم لا توجد مستقلة بل أن دوالها ومدلولاتها هي كيانات علائقية ناتجة عن نظم الاختلافات وبهذا يمكن أن تقدم السيميائية فرع معرفي تحليلي يجمع في منظور شامل.
الخاتمة
يتبن لنا أن السيميولوجيا باعتبارها علم الأنظمة اللغوية وغير اللغوية قسمان سيميولوجيا تهدف إلي الإبلاغ والتواصل من خلال ربط الدليل بالمدلول والوظيفة القصدية أما سيميولوجيا الدلالة ثنائية العناصر تركز العلامة علي دليل ومدلول أو الدلالة وإذا كان السيميوطيقيون النصيون يبحثون عن الدلالة والمعني داخل النص الأدبي والفني فان علماء الثقافة يبحثون عن المقصديات والوظائف المباشرة وغير المباشرة
ومن ما سبق أن السيميوطيقا السيميولوجيا كلمتان مترادفتان مهما كان من اختلافات دلالية أي أن السيميولوجيا تصور نظري السيميوطيقا إجراء تحليلي وتطبيقي لذلك فالسيميولوجيا علم ونظرية عامة ومنهج نقدي تحليلي تطبيقي
المصادر والمراجع
1 – أنور مرتجي 0 - سيميائية النص الأدبي؛ أفريقيا الشرق الدار البيضاء ط1 1987.
2 – جميل حمداوي 0 - سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة؛ ديوان العرب فبراير 2007.
3 – رامان سلدن 0 - النظرية الأدبية المعاصرة 0 - ترجمة جابر عصفور؛ دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع 1998.
4 – رولان بارت 0 - مبادئ في علم الدلالة 0 - ترجمة محمد البكري؛ بغداد: دار الشؤون الثقافية.
5 – صلاح فضل 0 - مناهج النقد المعاصر؛ دار أفريقيا الشرق الدار البيضاء ط 1.
6 – عواد علي 0 - معرفة الأخر (مدخل إلي المناهج النقدية الحديثة)؛ المركز الثقافي العربي ط 1 1990.
7 – مبارك حنون 0 - السيميائيات التوحد والتعدد؛ الحوار الأكاديمي والجامعي، العدد الثاني فبراير 1988 ص 8.
8 – محمد السرغيني 0 - محاضرات في علم السيميولوجي؛ دار الثقافة الدار البيضاء - ط1 1987 ص 55 - 66.
9 – محمد برافن 0 - مدخل إلي سيميولوجيا الاتصال؛ محاضرات للسنة الثالثة إعلام واتصال متاح في:
http : \\ ar.wikipedia .org تاريخ الدخول علي الموقع (8\ 5 \ 2009)
10 – محمد عبد الصمد 0 - بحث في السيميولوجيا بعنوان (السيميولوجية المدرسة الأوربية في ضوء مدرسة دي سوسير وبيرس)؛ متاح في:
http : \\ pulpit alwatanvoice . com تاريخ الدخول على الموقع [8/ 5/2009]
11 – محمد السرغيني 0 - ما هي السيميولوجيا متاح في:
http : // www. adabwafan .com تاريخ الدخول على الموقع [8/ 5/2009]
12 – منتديات الشروق اونلاين 0 - السيميائية و السيميولوجية عند بيرس ودي سوسير متاح في:
http :\\ montada echoroukonline . com تاريخ الدخول على الموقع [6/ 5/2009]
13 – مفهوم السيميولوجيا متاح في:
http:// www .diwanalarab . com ] تاريخ الدخول على الموقع8/ 5/2009]
قائمة المحتويات
الموضوع الصفحة
المقدمة 2
أهداف الدراسة 3
منهج الدراسة 3
مصطلحات الدراسة 4
تساؤلات الدراسة 4
الفصل الأول (إشكالية المصطلح) 5
الفصل الثاني (المرجعيات والمنابع) 7
الفصل الثالث (الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة) 9
الفصل الرابع (النتائج والتوصيات) 14
الخاتمة 15
المصادر والمراجع 16
ـ[نون النسوة]ــــــــ[16 - 07 - 2009, 09:40 م]ـ
منذ شهر تقريبا طرحت جريدة الرياض كتابا عنوانه (العلاماتية) ولم أحصل عليه بعد
تسجيل حضور لمعادوة قراءة موضوعك لاحقا
جزاك الله كل خير
الآن
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 10:23 م]ـ
الاخت ايناس
(يُتْبَعُ)
(/)
بداية بارك اللهفيك على هذا الطرح الابستمولوجي الذي ينمي عن وعي الى حدما في هذا المنهج واتجاهاته بيد انه من الضروري ومن البداية الفصل بين المدرسة الامريكية والمدرسة الاوربية خاصة الفرنسية:
ومدرسة باريس السيميائية
الدكتور جميل حمداوي
يعد جوزي? كورتيس J.Courtès من أهم أعضاء مدرسة باريس السيميوطيقية إلى جانب ثلة من الباحثين الذين كانوا يدرسون في جامعات العاصمة الفرنسية ومؤسساتها العليا وكانوا تلامذة ألجيرداس جوليان گريماس A.J.Gremas، ومن هؤلاء الدارسين: ميشيل أريفي M.Arrivé وشابرول C.Chabrol وجان كلود كوكي J.C.Coquet وآخرين.
ولعل مايؤكد نعت هذا الاتجاه بهذه التسمية "مدرسة باريس السيميوطيقية" ماصدر عن أصحابها من كتب تعتمد تسمية المدرسة بـ " Sémiotique:l'école de Paris" إشارة إلى تصوراتها النظرية والمنهجية والتطبيقية التي تصدر عن مرجعية تكاد تكون متطابقة.
فإذا نظرنا إلى جهود هؤلاء الدارسين ومنهم جوزي? كورتيس وجدناهم قد كرسوا كل جهودهم لدراسة منحى صعب في اللسانيات وهو المدلول أو جانب المعنى أو الدلالة أو التدليل La signification، واستكشاف جميع القوانين والقواعد الثاوية والثابتة التي تتحكم في توليد النصوص في تمظهراتها النصية واللامتناهية العدد والمختلفة على مستوى التنوع الأجناسي. وتطلعنا مكتبات هذه المدرسة بمؤلفات شتى معنونة بكلمة السيميوطيقا Sémiotique التي تحيل على الجانب التطبيقي على عكس السيميولوجيا Sémiologie التي تشير إلى التصورات النظرية لعلم العلامات.
هذا، وقد طبقت السميوطيقا النصية التطبيقية التحليلية على عدة نصوص مختلفة الأجناس: سردية وحكائية ودينية وقضائية وسياسية وفنية ..... وكانت تنطلق هذه الدراسات السيميوطيقية من اللسانيات والأنتروبولوجيا حيث استلهمت أعمال ?لاديمير بروب وكلود لي?ي شتروس ومنجزات الشكلانية الروسية.
وتستند مدرسة باريس السيميوطيقية ومنها أعمال كورتيس إلى تحليل خطاب النص بنيويا بطريقة محايثة تستهدف دراسة شكل المضمون للوصول إلى المعنى الذي يبنى من خلال لعبة الاختلافات والتضاد، وبهذا تتجاوز بنية الجملة إلى بنية الخطاب. وهنا لا أهمية للمؤلف وما قاله النص من محتويات مباشرة وأقوال ملفوظة وأبعاد خارجية ومرجعية، بل مايهم السيميوطيقي هو كيف قال النص ما قاله، أي البحث عن دال أو شكل المدلول أو المحتوى على طريقة تقسيم هلمسليف للدال والمدلول بطريقة رباعية: دال الدال ودال المدلول ومدلول الدال ومدلول المدلول.
ومن أهم الكتب التي ألفت ضمن مدرسة باريس هو كتاب جوزيف كورتيس" مدخل إلى السيميوطيقا السردية والخطابية Introduction à la sémiotique narrative et discursive: méthodologie et application" " الذي صدر عن دار هاشيت Hachette للطبع بباريس سنة 1976م، وفيه يبسط صاحبه نظرية أستاذه گريماس السيميوطيقية في تحليل السرد والخطاب بصفة عامة. والكتاب عبارة عن مقاربة منهجية وتحليلية تطبيقية على غرار كتاب جماعة أنتروفيرن Groupe D'Entrouvernes" التحليل السيميوطيقي للنصوص Analyse sémiotique des textes" يحلل فيه كورتيس قصة شعبية فانطاستيكية فرنسية وهي" سوندريون" من الناحيتين: السردية والخطابية. كما أن الكتاب عبارة عن محاضرات جامعية أسبوعية ألقيت على الطلبة فيما بين1974 و1975م. وتنصب هذه المحاضرات المنهجية على دراسة هذه القصة الشعبية من زاوية نحوية دلالية مثل كلود لي?ي شتروس في دراسته للأساطير البدائية. وقد امتح كورتيس تصوراته النظرية والمنهجية في تطبيقه التحليلي من اللسانيات التوليدية التحويلية التي أرسى دعائمها الأمريكي نوام شومسكي، والتي تربط المستوى السطحي بالمستوى العميق، كما عمل على تجريب مصطلحات أستاذه گريماس للتأكد من نجاعتها وكفايتها الإجرائية والتطبيقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، ويتجاوز كورتيس سيمياء التواصل التي نجدها عند فرديناند دوسوسير ورولان بارت وجورج مونان وبرييطو وآخرين نحو سيميائية الدلالة التي أسسها أندري جوليان گريماس في دراساته وأبحاثة السيميوطيقية العديدة و خاصة كتابه" في المعنى Du sens". ويعتمد كورتيس في منهجيته السيميوطيقية على المقاربة الوصفية العلمية الرصينة التي تتكئ على الاستقراء والاستنباط منتقلا من مستوى إلى آخر جامعا بين التصور المنهجي والتحليل التطبيقي بشكل تعليمي بيداغوجي.
وإذا كانت اللسانيات الوصفية تهتم بالدال من خلال رصد بنى التعبير والشكل اللغوي للمنطوق، فإن السيميوطيقا لدى كورتيس تهتم بدراسة المحتوى أو المدلول عن طريق شكلنته أي دراسة شكل محتواه. فعلى مستوى شكل المدلول يتم التركيز على النحو والصرف والتركيب وعلى مستوى الجوهر يدرس الجانب الدلالي.
وعليه، فإن التحليل السيميوطيقي لمدرسة باريس غالبا ما ينصب على تناول المعنى النصي من خلال زاويتين منهجيتين: الزاوية السطحية التي يتم فيها الاعتماد على المكون السردي الذي ينظم تتابع تسلسل حالات الشخصيات وتحولاتها، والمكون الخطابي الذي يتحكم في تسلسل الصور وآثار المعنى. وفي الزاوية العميقة ترصد شبكة العلاقات التي تنظم قيم المعنى حسب العلاقات التي تقيمها، وكذلك تبين نظام العمليات التي تنظم الانتقال من قيمة إلى أخرى. وللتبسيط أكثر، فإن السيميوطيقي في تعامله مع النص الحكائي أو السردي يدرس على المستوى السطحي البرنامج السردي ومكوناته الأساسية كالتحفيز والكفاءة والإنجاز والتقويم مع التركيز على صيغ الجهات ودراسة الصور باعتبارها وحدات دلالية وصور معجمية مع إبراز مساراتها والأدوار التيماتيكية مع ربطها بالبنية العاملية والإطار الوصفي. وعلى المستوى العميق يدرس المكون الدلالي والمكون المنطقي باستقراء التشاكل Isotopies والمربع السيميائي Carré Sémiotique الذي يولد التمظهرات النصية السطحية سردا وحكيا. ويقوم هذا المربع السيميائي على تشخيص علاقات التضاد والتناقض والاستلزام. ومن خلال الاختلاف والتناقض والتضاد يولد المعنى في أشكال تصويرية مختلفة ويتمظهر على مستوى السطح بصيغ تعبيرية مختلفة ومتنوعة.
وإذا عدنا إلى كورتيس في كتابه الذي ترجمه زميلنا الدكتور جمال حضري- الباحث الجزائري القدير- وقد توفق في ترجمته أيما توفيق بسبب عربيته السليمة ودقته في ترجمة المصطلحات وتمكنه من الأدوات السيميوطيقية تصورا وتطبيقا سنجد إشارات مهمة إلى عدة مستويات تحليلية منهجية وتطبيقية أثناء التعامل مع النص محايثة وتفكيكا و تركيبا. ويتمثل المستوى الأول في التمظهر النصي الذي يتجسد في النص بكلماته ولغته وتعابيره التي تواجهنا بشكل مباشر وهذا يخرج عن إطار التحليل السيميوطيقي، لكن ما يهم كورتيس هو دراسة المحتوى من خلال التركيز على مستواه الشكلي عبر استقراء المستوى السطحي بوصف وحداته وعلاقاته صرفا ونحوا وتركيبا، والانتقال بعد ذلك إلى تحليل المستوى العميق برصد السيمات Sèmes والبنى الدلالية العميقة التي تولد كل التمظهرات الدلالية السطحية.
ولا يسعنا في الأخير إلا أن نقول بأن كتاب" مدخل إلى السميوطيقا السردية والخطابية" لجوزيف كورتيس كتاب منهجي تطبيقي غني بالفوائد السيميوطيقية النظرية والتحليلية البيداغوجية والتعليمية التي تسعفنا في مقاربة النصوص والخطابات قصد تحديد المعنى بطريقة علمية وصفية مقننة بمجموعة من المستويات اللسانية المنظمة قصد البحث عن القواعد التي تولد النصوص اللامتناهية العدد من أجل معرفة آليات التوليد النصي والخطابي وميكانيزمات الإنتاج السردي والحكائي والقصصي. أي إنه من اللازم البحث علميا ومنطقيا وشكلانيا عن البنيات الثابتة التي تولد المتغيرات النصية بطريقة منطقية ودلالية. ويعد الكتاب الذي يترجمه الدكتور جمال حضري إضافة مهمة في مجال ترجمة النظريات النقدية الحديثة والمعاصرة يمكن أن تستفيد منها المكتبة النقدية العربية التي هي في حاجة إلى تجديد حمولاتها النقدية وأدواتها في المقاربة والتحليل والوصف والتفسير.
السيميائي للخطاب
(يُتْبَعُ)
(/)
إن التحليل السيميائي هو ذاته تحليل للخطاب، وهو يميز بين "السيميوتيقا النصية " وبين اللسانيات البنيوية "الجملية 0. ذلك أن هذه الأخيرة حين تهتم بالجملة تركيبا وانتاجا _ وهو ما يسمى بالقدرة الجملية _ فإن السيميوتيقا تهتم ببناء نظام لانتاج الأقوال والنصوص. وهو ما يسمى بالقدرة الخطابية. ولذلك، فمن المناسب الآن وضع القواعد والقوانين التي تتحكم في بناء هذه الأقوال وتلك النصوص " (26).
إن التحليل السيميائي للخطاب ينطلق مما انتهت اليه جهود اللسانيين حول النظرية العامة للغة، وبمسائل التصورات التي أحيطت بالخطاب ويقتضي أن يكون متجانسا مع الثنائيات الأساسية: (اللغة / الكلام) _ (النسق /العملية) ( process) _ ( الكفاية /الأداء الكلامي)، كما أنه لا يغفل العلاقة التي تربطه بمقوله التلفظ. فالمعجم السيميائي لجريماس وكور تيس وهو يناقش مصطلح الكفاية من وجهة نظر تشومسكي ينظر اليها على أنها مجموعة من الشروط الضرورية في عملية التلفظ، كما أنه يتوافر على صورتين مستقلتين لهذه الكفاية:
أولا: كفاية السرد السيميائي
ثانيا: الكفاية القابلة للوصف أو التعبير بالكلام.
بالنسبة لكفاية السرد السيميائي حسب منظور يامسليف وتشو مسكي يمكن تصورها على أنها تمفصلات تصنيفية وتركيبية - في الآن ذاته - وليس بوصفها استبدالا بسيطا على منوال دي سوسير للغة فالتحليل السيميائي ينظر لهذه الأشكال السر دية نظرة كونية مستقلة عن كل مجموعة لسانية وغير لسانية لأنها مرتبطة بالعبقرية الانسانية. وهنا ينبغي الاشارة الى فضل مدرسة الشكلانيين الروس وعلى وجه الخصوص مؤلف "مورفولوجية الحكاية الخرافية" وتأثيره في المدرسة الفرنسية ذات التوجه البنيوي (كلود بريمون: منطق الحكاية، جريماس: البنيوية الدلالية، وكلود ليفي ستروس: البنيوية الانثروبولوجية). ولا يستطيع أن ينكر أي باحث بأن عبقرية بروب وبحوثه العلمية كانت تمهيدا لظهور التركيب السردي وقواعده.
أما فيما يخص الكفاية القابلة للوصف، فبدلا من أن تقام على ساقلة النهر، فإنها تتأسس وفق عملية التلفظ مسجلين صياغة الأشكال الملفوظة القابلة للتعبير عنها بالكلام، ويرى مؤلفا المعجم السيميائي بأن الحديث عن الطبيعة المزدوجة للكفاية تعد ضرورة لانجاز تصور جديد ومضبوط للخطاب.
وفي كل الأحوال فإن الخطاب يطرح مسألة علاقته بالتلفظ وبالتواصل. ولكن المجال السيميائي يهتم بأطره المرجعية مثل الايحاء الاجتماعي ونسبته للسياق الثقافي المعطى المستقل داخل تحليله التركيبي أو الدلالي. إن نمطية الخطابات القابلة للتشكل داخل هذا المنظور ستكون إيمائية خالصة، ومهما كانت التعريفات الايمائية للخطاب مجردة فإن مشكلة معرفة ماهية الخطاب تبقى مطروحة، وحتى عندما يحدد الخطاب الأدبي بأدبيته ( Litterarite ) كما نادى بها الشكلانيون الروس. فالأدب في تصورهم: "نظام من العلامات Signes دليل مماثل للنظم الدلالية الأخرى، شأن اللغة الطبيعية والفنون والميثولوجيا .. الخ. ومن جهة أخرى، وهذا ما يميزه عن بقية الفنون، فإنه يبني بمساعدة بنية أي لغة، إنه، إذن، نظام دلالي في الدرجة الشانية، وبعبارة أخرى إنه نظام تعبيري خلاق Comrotatif وفي نفس الوقت، فإن اللفة تستخدم كمادة لتكوين وحدات النظام الأدبي، والتي تنتمي إذن، حسب الاصطلاح اليامسليفى ( Hjelmslsvime) الى صعيد التعبير، لا تفقد الالتها الخاصه، مضمونها " (28).
إن الشكلانية الروسية حددت المعطيات الخاصة التي يمكن أن نسمي بها خطابا ما أنه أدبي. إن رومان جاكبسون هو الذي أعطى لهذه الفكرة صيغتها النهائية حين قال "إن موضوع العلم الأدبي ليس هو الأدب، وانما "الأدبية " Litterarit أي ما يجعل من عمل ما عملا أدبيا" (29).
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عرفت سيميائيات التواصل تقدما فعليا في مجال تحليل الرسالة، وذلك بتحديد وظائفها الست. على الرغم من الاهمال الواضح لموضوع "الدلالة "، الذي وجد حرصا كبيرا لدى رولان بارت في إبرازها ضمن توجهات سيميائيات الدلالة، إن وصف اللغة بأنها نظام للتواصل يتضمن قدرا كبيرا من الانسجام سمح للدراسة اللسانية بالاهتمام بالنموذج الذي رسمه جاكبسون: "الباث _الرسالة _المتلقي _ سنن الرسالة - مرجعيتها). ذلك لأنه مكنها من تجاوز التطبيق اللساني المحصور عل جملة محدودة من الخصائص التي تشتمل على الظاهرة اللغوية الى القراءة اللسانية للنصوص ومظاهر التعبير الأخرى. واذا كان جاكبسون حصر الخطاب بين مرسل ومرسل اليه إلا أن لوتمان أشار الى نموذج آخر من التلقي لا يكون بين الباث والمتلقي، وانما هناك خطاب يتجل فيه الحوار الداخلي مثلما هو الشأن بالنسبة الى السيرة الذاتية فيكون بين الباث وذاته .. وهذا ما نلحظه في خطاب طه حسين في مذكراته "الأيام ".
إن علم الدلالة وهو يصنف أنواعها الى طبيعية وعقلية ووضعية لم تفته الاشارة الى مجالات الاتصال سواء أكانت صوتية أم سيميائية، ويكون إسهام العرب جليا في هذا الميدان ولاسيما في احتكاكهم بالفلسفة اليونانية منها المشائية والميغارية - الرواتية. ويذهب عادل فاخوري الى الدرس المقارن بين علم الدلالة عند العرب والسيميائيات الحديثة. ويعطي مثلا مقارنا بين تقسيمات علم الدلالة وتصنيف بيرس الأمريكي للعلامة (30).
يمتد طموح الدرس السيميائي بوصفه علما يقارب الانساق الهلامية الى تخليص حقول المعرفة الانسانية من القيود الميتافيزيقية التي تكبلها، وتعوق أبحاثها من الوصول الى نتائج تجعل منها علوما ذات سلطان لها مكانتها المرموقة في وسط المعرفة الانسانية المعا هوة. وتمكنها من القراءة العلمية الدقيقة لكثير من الاشكاليات المطروحة، والظواهر الانسانية التي لم تتعد إطار التأمل العابر، والتفسير الأفقي الساذج. ولكي يكتسب الدرس السيميائي مشروعية العلم القادر على فحص البنى العميقة للمادة التي يتناولها، ويقترب من عمقها والقوانين التي تركبها، كان لزاما عليه كأي علم أن يحدد منطلقاته المنهجية ومرتكزاته النظرية ويؤسس مقولاته ويمتحن أدواته الاجرائية ويستكشف الحدود التي تفصل بينه وبين العلوم الأخرى، أو التي تقربه منها.
يبدو أن التواصل البشري أعقد من أي تواصل آخر، لأن استعمال العلامة في هذا المجال لا تتم كما قال فريدينا ند دي سوسير إلا داخل الحياة الاجتماعية، لهذا يشترط التعاون قصد إيصال الرسالة الى المتلقي ولن يتحقق ذلك أيضا إلا بالتواضع المتبادل والتوافق حتى يتسنى لأي حوار يقوم بين الباث والمتلقي تقديم أفكار في شكل شيفرات متواضع عليها. لهذا فإن بعض علماء الدلالة انتهوا الى أن "عملية الاتصال لا تظهر بوضوح في العالم الحيواني، إلا عندما يكون هناك تعاون أو نشاط اجتماعي، إن أي اتصال مرتبط في أساسه بالتعاون ... وأن كل حوار اجتماعي مرتبط بالتعاون " (31).
إن التحليل السيميائي للنسق الاجتماعي يهدف الى استكشاف نظام العلاقات داخل المجتمع وعلى الخصوص علاقات الأفراد وحاجاتهم لهذا نلقى أن الأنظمة التي سادت في المجتمع البشري لها من العلامات والأنظمة الرمزية الثقافية، ما تمكن للسيميائي من تحديد شريحة أو فئة أو طبقة اجتماعية، ففي التنظيم العشائري نرى طقوسا وعادات تتجل في جملة من العلامات والرموز ما تتميز به عن نظام اجتماعي آخر في طر اثق الحفلات والأعراس والمأتم والأعياد وغير ذلك من المظاهر الثقافية.
إذا كنا قد أشرنا سابقا الى طبيعة التواصل باشكاله المتعددة فإن هناك شيفرات لكل شكل من هذه الأشكال التواصلية، فالتواصل الحيواني له علامات خاصة به منها ما استكشفه البحث ومنها ما بقي مجهولا، وكذلك الشأن بالنسبة للشيفرات الطبيعية التي تحدد علامات الطبيعة أو إشاراتها، فيتمكن من تلقي رسالتها، سواء عن طريق الادراك الحسي أو العقلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الطقس باردا فوق العادة في منطقة يمتاز مناخها بالاعتدال يدرك الانسان أن مصدر قسوة البرد آتية من سقوط الثلج. أو العكس بالنسبة لاشتداد الحرارة غير العادية والتي تفوق معدلها الفصلي فيدرك بأن مصدرها قد يعود الى وجود حريق. وهذا كله ينتج من وجود علائق قد تكون معقدة بين الشيفرات الطبيعية والتكوين البيولوجي، والحساسية الفسيولوجية للانسان. ومهما يكن من أمر تبقى- كما أكدنا آنفا - الشيفرات الاجتماعية، أكثر تعقيدا، وتتطلب جهدا عمليا، وذكاء فطنا لفهم العلامات الاجتماعية ومحاولة تفسيرها، وفهمها فهما عميقا، فالعلامة كما يعرفها أو لمان هي " نتاج اجتماعي واع يتكون من دال ومدلول يمثلان بوجه عام شيئا أومفهوما غير العلامة - ذاتها" (32).
إن التحليل السيميولوجي يمتد ليشمل جميع الأنظمة السيميوطيقية سواء تمثلة في العلوم الطبيعية أم الاجتماعية أم الثقافية إن هذا العلم كما تنبأ به دي سوسير وتصوره تشارلز سندرس بيرس يطمح الى أن يكون علما لجميع أنساق العلامات لغوية كانت أو غير لغوية، وما زال المشروع السيميائي يبحث عن معالم تحدد أطره المرجعية، وموضوعاته وممارساته الاجرائية وعلاقاته بالعلوم الأخرى لرسم منهجه، وتوضيح مقولاته بدقة. وهو ما حدا بر ولان بارت في كتاباته (ميثولوجيات وامبراطورية العلامات عناصر السيميولوجية) الى إثارة هذه القضايا التي تتعلق بنضج هذا المشروع، فيقون إن "السيميولوجيا ما تزال بحاجة الى تصميم ونعتقد أنه لا يمكن أن يوجد أي كتاب وجيز لمنهج التحليل هذا، وذلك على الأكثر بسبب سمته المتسعة (لأن السيميولوجيا ستكون علم كل أنساق العلامات). وان السيميولوجيا لن تعالج مباشرة إلا عندما تصمم هذه الأنساق على نحو تجريبي". وأمام هذا التراكم السيميائي وما أحدثه من ثورة حقيقية في مناهج العلوم بعامة والانسانية بخاصة، يجد الباحث تنوعا في الطرح وتباينا في التصور، وتعددا في الممارسة التطبيقية، تلتبس فيها السيميائيات - في بعض الحالات ~ بالنظرية التأويلية، ولكن علم العلامات لم يعد حديثا الا بتحديد معالمه وبناء مقولاته، وتبيان أدبياته، واختبار نظرياته وأدواته الاجرائية. والا فإننا نصادف في تاريخ التفكير الفلسفي على كثير من تصوراته عند الشعوب القديمة التي أسهمت في بناء الحضارة الانسانية كالفراعنة والبابليين والا غريق والعرب والمسلمين والرومان .. الخ، إن ميلاد هذا العلم اقترن بثورة التفكير اللساني المعاصر نتيجة ارتباطه الوثيق بالمنجزات والاستكشافات التي حققها العلم الحديث.
الهوامش
1 - ماريو باي: أسس علم اللغة _ ترجمة: أحمد مختار عمر _ ص 112
2 - المرجع السابق: 113.
3 - ابن جني: الخصائص: 1/ 18
4 - ابن هشآم: مغني اللبيب - ص 490.
5 - ينظر: تمام حسان اللغة العربية معناها ومبناها _ ص 189، 204
6 - الزمخشري: المفصل _ ص 6.
7 - الرضي: شرح الرضي على الكافية _ ص 52.
8 - رولان بارت: التحليل البنيوي للسرد _ ترجمة: مجموعة من المؤلفين _ مجلة آفاق المغربية _ ع: 8, 9_ 1988_ ص 9.
9 - المرجع السابق: 9.
0 ا - نفسه: 9
11 - دي سوسير: دروس في الألسنية العامة _ ترجمة: مجموعة من المؤلفين التونسيين. ص: 29.
12 – حنون مبارك: مدخل للسانيات سوسير _ ص: 36.
13 - ينظر يوسف الطعاني: اللغة كأيديولوجية _ مجلة الفكر العربي المعاصر لبنان _ ص: 75.
14 - Hymsler , Prolerrnines a ume therie du - langage ed. Minuit -Paris pp. 9.
15- Hymsier: esrais linginstigues- ed: Minuit –
Paris pp. 29.
16- Andre Mastinet : elements de lin guistique -
generate ed Almand Qlin pp:109.
17- Jean Dubois e1 outs : Dictionnanes de - linguistique - ed: larousx pp. 158.
18- ريمون طحان ودنيز بيطار طحان: فنون التعقيد وعلوم الألسنة – لبنان- ص 292.
19 - Jean Aulois autres: Aictionsire de linguistique -pp.158.
20- ميخائيل باختين: الماركسية وفلسفة اللغة- ترجمة: محمد البكري ريمني العيد- ص 150.
21 - المرجع السابق:155.
22 - نفسه:157.
23 - نفسه: 157.
24 - T. Trdorov Mileal , le principe dialogigue - pp.
95-95.
25- Julia Vristera ) Le Langage cet inconnue - ed Scuit-Paris-pp.: 198.
(يُتْبَعُ)
(/)
26 - جماعة انتروفيرن: التحليل السيميوطيقي للنصوص – ترجمة: محمد السرغيني – مجلة دراسات أدبية ولسانية- ع2 –1986 – ص 26.
27 - Greiruas et constes: senuiotiique - Dictionnaine- laisonne de la theorie du langage ed - Hachelte -Paris- 1979-pp. 103.
28- تزيفطان تودروف وآخرون: في أصول الخطاب النقدي الجديد – ترجمة: أحمد المديني – ص 13.
29 - بوريس إيخنباوم وخرون: نظرية المنهج الشكلي- ترجمة: ابراهيم الخطيب – ص 36.
30 - ينظر: عادل فاخوري: علم الدلالة عند العرب دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة – ص 29.
31 - Adam Senaf: Introduction a la semamtique - Paris ed : Hutropos 1974 - pp: 194.
32- Voti – S. UiSman : Precis de semantique - Fhamcaise - ed Framcke 1975.
السيميولوجيا .. السيموتيك (السيميوطيقا) السيميائية
بقلم: د. رضوان قضماني
مسميات معرّبة ثلاثة لعلم واحد، هو علم عن الخصائص العامة لمنظومات العلامات (جاء من اليونانية، Semeiotikon من Semeion = علامة).
وهو علم يدرس العلامة ومنظوماتها (أي اللغات الطبيعية والاصطناعية)، ويدرس أيضاً الخصائص التي تمتاز بها علاقة العلامة بمدلولها. وهذا يعني أن السيميائية ـ وهو الاصطلاح الذي سنعتمده من بين التسميات الثلاث السالفة ـ تدرس علاقات العلامات والقواعد التي تربطها أيضاً (ويمكن أن يندرج تحت هذا الفهم علم الجبر والمنطق والعروض .. ). وكان لايبنتز يرى أن لكل العلوم أصولاً جوهرية مشتركة، وعندما يتمكن الإنسان من تشكيل علامات تدل على هذه الأصول يكون بذلك قد أتم موسوعة العلوم. وقد استعان لايبنتز بالرياضيات والجبر اللذين كشفا له عن دور العلامات في المنهج العلمي. وكان الفيلسوف الفرنسي إيتيان ده كوندياك (1715 ـ 1780) ينظر إلى الجبر ولغته الرمزية بوصفه النموذج الأعظم، ولكن كوندياك لم يخضع كل العلوم للغة واحدة كمافعل لايبنتز، وإنما كان يعتقد أن لكل علم لغته، وإن كان لجميعها منهج واحد في التحليل. وقام تشارلز سوندرز بيرس (1839 ـ 1914) بنقل الاهتمام بالمنهج الكلي ودور الجبر المميز في تشكيله إلى مجال المعاني، فقد كان بيرس موسوعياً، إذ كان رياضياً وفلكياً وكيميائياً ومولعاً باللغة والأدب. وتتكون الدلالة في فلسفة بيرس عبر معلومات أمبريقية (تجريبية) وقواعد تشكيلية.
ثم جاء بعدخ فرديناد ده سوسير (1857 ـ 1914)، وكان متخصصاً في علم اللغات المقارن، واهتم بالعلامة من منطلق لغوي، ودعا إلى ما سماه بعلم السيميولوجيا، أو علم منظومات العلامات. وهكذا تطورت السيميائية في القرن العشرين وأصبحت حقلاً معرفياً مستقلاً.
تسعى السيميائية إلى تحويل العلوم الإنسانية (خصوصاً اللغة والأدب والفن) من مجرد تأملات وانطباعات إلى علوم بالمعنى الدقيق للكلمة، ويتم لها ذلك عند التوصل إلى مستوى من التجريد يسهل معه تصنيف مادة الظاهرة ووصفها، من خلال أنساق من العلاقات تكشف عن الأبنية العميقة التي تنطوي عليها، ويمكنها هذا التجريد من استخلاص القوانين التي تتحكم في هذه المادة.
العلامة هي الاصطلاح المركزي في السيميائية. وتُعنى السيميائية بالعلامة على مستوييين. المستوى الأول أنطولوجي، أي يعني بماهية العلامة، أي بوجودها وطبيعتها وعلاقتها بالموجودات الأخرى التي تشبهها والتي تختلف عنها. أما المستوى الثاني فهو مستوى تداولي (براغماتي)، يعنى بفاعلية العلامة وبتوظيفها في الحياة العملية. ومن منطلق هذا التقسيم نجد أن السيميائية اتجهت اتجاهين لا يناقض أحدهما الآخر، الاتجاه الأول يحاول تحديد ماهية العلامة ودرس مقوماتها، وقد مهد لهذا المنحى تشارلز بيرس، أما الاتجاه الثاني فيركز على توظيف العلامة في عملية التواصل ونقل المعلومات، وقد اعتمد هذا الاتجاه على مقولات فرديناند ده سوسير.
تدرس السيميائية ـ وفقاً لـ (بيرس) العلامة ومنظومة العلامات (أي مجموعة العلامات التي انتظمت انتظاماً محدداً) وفقاً لأبعاد ثلاثة:
1ـ بعد نظمي سياقي تركيبي يدرس الخصائص الداخلية في منظومة العلامات من دون أن ينظر في تفسيرها، أي ينظر في بنية العلامات داخل المنظومة).
2ـ بعد دلالي يدرس علاقة العلامات بمدلولاتها (أي يدرس محتوى العلامات) والعلاقة القائمة بين العلامة وتفسيرها وتأويلها من دون النظر إلى من يتداولها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ بعد تداولي (براغماتي) يدرس الصلة بين العلامة ومن يتداولها ويحدد قيمة هذه العلامة من خلال مصلحة من يتداولها.
وهكذا نجد أن كلاً من البعد الدلالي والسياقي ذو صلة بحيز محدد من المسائل السيميائية، أما البعد التداولي فهو ذو صلة بدراسة المسائل السيميائية التي تحتاجها علوم بعينها (مثل سيكولوجيا اللغة، وعلم النفس الاجتماعي).
ويقوم البعد السياقي بتشكيل نظرية تحدد علاقات تركيبية وفرضيات، أي يقوم بالكشف عن العلاقات التي تربط بين النص بوصفه نسقاً في منظومة، وبين غيره من المنظومات، من خلال تصور عامٍ مجرد للبنى الكامنة في النص ثم تطبيق هذا التصوُّر على مجموع النصوص انطلاقاً من أن نسق ( class) نص في منظومة سيميائية محددة هو نسق ينطبق على جميع أنماط هذه النظرية، وبذلك تتمكن فرضيات النظرية من أن تصف وصفاً شاملاً كل النصوص المحتملة.
أما البعد الدلالي فيميز في منظومات العلامات تمعني العلامة (مُسمَّاها denotat) ـ أي: علامة تدل العلامة في منظومة بعينها؟ ومفهوم هذه العلامة (تعيينها)، أي التصور الذي تحمله والمعلومة التي تنقلها.
ثم تأتي التداولية لتحدد رتب القيمة والمفهومية في العلامة والمعلومة التي يتلقاها من يتداولها.
يُعرَّف فرديناند ده سوسير العلامة بأنها اتحاد لا ينفصم بين دال ومدلول، أي إنها وحدة ثنائية المبنى، ذات طرفين لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. الدال يحدده سوسير بأنه تصور صوتي سمعي يتشكل من سلسلة صوتية يتلقاها المستمع وتستدعي إلى ذهنه تصوراً ذهنياً مفهومياً هو المدلول، وبذلك تكون العلامة عند سوسير نتاج عملية نفسية. إلا أن أكثر السيميائيين الذي طوّروا أفكار سوسير يرون أن الدال حقيقة مادية محسوسة لا تقتصر بالضرورة على الأصوات ويمكن للمرء أن يختبرها بالحواس، وهذا المحسوس المادي يستدعي في ذهن المتلقي حقيقة أخرى غير محسوسة هي المدلول. وبهذا تكون العلامة بدالها ومدلولها حقيقة مادية محسوسة تثير في العقل صورة ذهنية، ولكن هذه الصورة هي صورة ذهنية لشيء موجود في الواقع. لكن السيميائية لا تهتم بقضية الحقيقة والبطلان، أي بمسألة مطابقة العلامة للواقع، وإنما تكمن القيمة السيميائية في العلاقة القائمة بين الدال والمدلول، دون التجاوز إلى العلاقة بين الدال والمدلول والشيء الذي تشير إليه العلامة، إذ إن هذه العلاقة الثلاثية تخرج من السيميائية إلى الدلالة.
العلامة خاصتان أساسيتان. أولاهما اعتباطية العلامة، وتعني أن الدال والمدلول لا تربط بينهما علة من العلل سواء كانت منطقية أم طبيعية. وثانيتهما قيمة العلامة، وهي قيمة تنشأ من سببين: الأول وظيفة العلامة (الكامنة في تداوليتها) والثانية أشكال التشابه والاختلاف بينها وبين العلامات الأخرى (وهي قيمة مرتبطة بماهيتها).
إن العلاقة يبن الدال والمدلول علاقة اصطلاحية، علاقة تواضع هي حاصل اتفاق بين المستعملين، وبضمن ذلك العلامات المعللة، أو العلامات الطبيعية. ويمكن للتواضع أن يكون ضمنياً أو ظاهرياً، ويبقى التواضع مفهوماً نسبياً خصوصاً عندما يتعلق بالتواضع الضمني. وللتواضع درجات، إذ يمكنه أن يكون قوياً، وجماعياً، ومُرغِماً، ومطلقاً كما في إشارات المرور، وفي الترقيم الكيميائي والجبري، وقوياً كما في قواعد الآداب العامة.
تتآلف العلامات فيما بينها وفقاً لنوعين من العلاقات: أولهما العلاقات النظمية السياقية، وهي التي تقوم بين العلامات على المحور السياقي. وتنبع العلاقة النظمية السياسية من قدرة العلامات على التآلف على محور ذي بعد واحد يجعل العلامة ترتبط بأخرى في متتالية من علامات تنمي إلى المستوى السياقي نفسه. وثانيهما العلاقات الاستبدالية، وهي علاقة تقوم على المحور الاستبدالي، وتنبع من قدرة العلامات على تشكيل فئات وجداول، ترتبط وحدات كل جدول فيما بينها، ويمكن للواحدة منها أن تحل محل الأخرى إذا تبدل السياق.
اتجهت سيميائية سوسير منذ البداية نحو اللغات الطبيعية، فقد رأى أن اللغة الطبيعية هي أكثر المنظومات تطابقاً مع السيميائية، ويرجع هذا إلى طبيعة العلاقة اللغوية الاعتباطية، وإلى أن اللغة يمكن أن تختزل في عدد محدود من العلامات المستقلة والمختلفة، وقد ترتب على ذلك أن اللغة تصلح أن تكون نموذجاً لكل الأنظمة الدالة غير اللغوية.
يرى السيميائيون أن اللغة هي أهم منظومة من منظومات التواصل ذات فعالية في حقل المعرفة ـ وتدرس السيميائية اللغة من حيث علاقتها العامة مع غيرها من منظومات العلامات، وترى أن اللغة هي المنظومة الأمثل لأن العلامة فيها متميزة بوضوح تام، وتتشكل في منظومة عالية التنظيم، وتحتفظ بعناصر بنيتها الثلاثة التي تتميز بها كل منظومة علامات (السياقي والدلالي والتداولي). برزت سيميائية اللغة في أعمال ي. بنفينيست ول. بريتو في فرنسا، وأعمال كوريلوفيتش وي. بيلتس في بولندا، وف. مارتينوف ويو. ستيبانوف في روسيا.
شغلت السيميائية حيزاً واسعاً في علوم الأدب خصوصاً في نظرية السرد، وقد برزت هذه السيميائية في أعمال يوري لوتمان في روسيا، وإيمبرتو إيكو في إيطاليا، ورولان بارت وجوليا كريستينا وتزيفيتان تودوروف في فرنسا، وغيرهم. وهي سيميائية تدرس النص الأدبي (وقد تمتد إلى النص الصحفي والقانوني والديني والفني والسينمائي والمسرحي .. ) لتبحث فيه على غرار بحثها في اللغة، فتحدد فيه علاماته وأنساق هذه العلامات وانتظامها في منظومة، وتنظر في طرفي العلامة (الدال والمدلول) انطلاقاً من أنهما طرفا العملية الإبداعية: التعبير والمحتوى (الظاهرة والجوهر)، ومن أهم أعلام السيميائية السردية رولان بارت وجوليا كريستينا.
د. رضوان قضماني
هذه محاضرات ثلاث عسى ان تنفعك بما لديك وتضيف رصيدا لمخزونك التقافي.
مع التقدير
د. ايسر الدبو
dr_aldbow***********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حبيبة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 02:54 م]ـ
شكرا جزيلا د. ايسر على المعطيات الدقيقة والشروح التوضيحية.(/)
تحليل نَص بِشْر بن عَوَانة من خلال القراءة النحوية
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 11:10 ص]ـ
تحليل نَصّ بِشْر بن عَوَانة من خلال القراءة النحوية
الاربعاء 10 جمادى الآخرة 1430 الموافق 03 يونيو 2009
ياسر بن صالح الدوسري
yaser4446*************
نشر في /
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-53-113859.htm
إيجاز الرؤية:
في هذا الدراسة الموجزة سأتناوَلُ نَصَّ بشر بن عوانة، وتحليله فنيًّا من خلال إعراب ابن الشجري، ومحاولة توجيه الدلالات التي يستدعيها معنى النظم والإعراب، ومن خلال التركيب النحوي سأقوم باستخراج القِيَمِ الفنية والبلاغية.
يقول بشر بن عوانه:
أفَاطِمُ لَو شَهِدتِ بِبَطنِ خَبتِ وَقَد لاقَى الهِزَبرَ أخَاكِ بِشرَا
ذكر ابن الشجري في كتابه الأمالي في إعراب (أخاك) وجهين:
الوجه الأول: أن تعربه مفعولًا لـ (شهدت)، وتكون معناها: شاهدت، وتنصب الهزبر مفعولًا به بـ (لاقى) فيكون المعنى: (أفاطم لو رأيت أخاك بشرا وقد لاقى الهزبر) وفي هذا التركيب النحوي تتجلى الجماليات والمعاني التالية:
الكناية / ففي قوله " وقد لاقى الهزبر" كنايةٌ عن صفة الشجاعة، فهو الذي لاقى الأسد بإرادته، فهو لا يهابه، وهو مَنْ تَقَدَّمَ نحو هذا الخصم العنيد ذي البأس الشديد، ففي هذا التركيب ظهر أن بشرًا هو الذي أقبل على الأسد، ولو كان الهزبر فاعلًا لغابت جماليات الكناية.
تقديم الهزبر / وفي تقديم الهزبر (المفعول به) معنًى لتهويل الخصم وعِنَادِهِ واهتمامِهِ به، إذ إن تقديم الْمُسْنَدِ يدل على قوته وجبروته، وقد تغَلَّبَ بشر عليه.
في هذا التركيب يتوجَّبُ أن تضمر الفاعل بضمير مستتر، تقديره (هو) الذي يعود على متأخر (أخاك) وقد جَوَّزَ بعضهم أن يعود على متأخر بالشعر فقط و (ذلك الضعف يكون في النثر دون الشعر؛ لأن ضرورة الشعر قد تُجِيز ما ليس بجائز , فقد تُقَوِّي ما هو ضعيف) (1)
(ومِن صُوَرِ ضعف التأليف عند البلاغيين عَوْدُ الضمير على مُتَأَخِّرٍ لفظًا ورتبة) (2).
وفي هذا التركيب نجد أنّ "بشر" ذُكِر مرتين، مرةً في الضمير المستتر بعد "لاقى"، وتقديره هو، ومرة باسمه الظاهر في لفظة "أخاك"، وهذا التكرار المعنوي يدل على أهميته بذاته، واعتزازه بشجاعته، والتأكيد على حضوره وبطشه، ومثله قوله تعالى: ((إنك أنت الأعلى)) فزيادة أنت تدل على تطمين قلب موسى.
والإشكال في هذا الإعراب؛ الطُّولُ بين الفعل "شاهدت"، والمفعول به "أخاك"، وعَوْد الضمير المستتر هو بعد "لاقى" على مُتَأَخِّر "أخاك"، وهذا يسبب ضَعْفًا في التأليف.
والوجه الثاني في إعراب هذا البيت:
أفَاطِمُ لَوشَهِدْتِ بِبَطنِ خَبتٍ وَقَد لاقَى الهِزَبرُ أخَاكِ بِشرَا
أن تُعْرِبَهُ مفعولًا به لـ "لاقى"، والهزبر فاعل، وتكون هنا "شهدت" بمعنى (حَضَرْتِ) وفي هذا التركيب النحوي تتجلَّى المعاني التالية:
فعندما يكون الهزبر فاعلًا، فهذا يدل على ازدراء بشر لهذا الأسد، وإلغائه سطوته، فهو لا يأبه به، ولا يخشى لقاءه، وعندما عَبَّرَ بقدومه إليه عامَلَهُ كالنِّدِّ للنِّدِّ، ويدل على ذلك الفعل "لاقى"، ومد الصوت باللام في لاقى يدل على صعوبة المعركة على الهزبر، فكأن الأسد يستعجل لقاءه لخوفه من بسالَتِه.
ومن خلال النظر لهاتين القراءتين النحويتين نجد أن التركيب الأول فيه تكثيفٌ للجماليات، فنجد الكناية، وحذف المسند، والتكرار، والتي بلا شك تُكَثِّفُ الدلالات .. هذا من بُعْدٍ جمالي.
ومن بُعْدٍ نحوي نلاحظ الطُّول بين الفعل (شاهدت)، والمفعول به (أخاك)، والفاعل لهما ضميرٌ مستتر يعود الضمير فيه على مُتَأَخِّر، كما بَيَّن في أول الكلام، وكل هذه الملاحظات تُوَثِّر على التركيب النحوي، والذي يُسَمَّى عند البلاغين ضَعْفًا في التأليف، وفي الإعراب الثاني لا يدعمه التكثيف للصور، ولكنه متناسِقٌ نحويًّا، وتركيب طبيعي، وهو يناسب النحوي، بعكس الإعراب الأول الذي يناسب البلاغي؛ لأن البلاغي يهتم بالجماليات على حساب القاعدة، والنحوي يهمه التركيب النحوي السليم.
ثم ذكر المؤلف في البيت الثاني:
تَبَهنَسَ ثُمَّ أَحجَمَ عَنه مُهرِي مُحَاذَرَةً فَقُلتُ: عُقِرتَ مُهرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف عن "مهرا" إنه تمييز منصوب، فيكون المعنى أنها قطعت قوائمه التي أَخَّرَتْه وأخرت الأسد عن مقابلته، والتمييز عامله الفعل "عقرت" الْمَبْنِيّ للمجهول، وهنا لم يصرح باسم الأسد، فلم
يَبْنِهِ للمعلوم امتدادًا لسخريته منه، وأنه لا يستحق الذكر، ولم يذكر المؤلف آراء أخرى.
وقال عن البيت الآخر:
وأَنتَ تَروُمُ لِلأَشبَالِ قُوتَاً وَمُطَّلَبِي لِبِنتِ العَمِّ مَهرَا
نصب مهرا في ذيل البيت بـ "مُطَّلَبِي"، ومطلبي محتمل الرفع والنصب، ففي الرفع على أنه مبتدأ محذوفٌ خبره، دلّ عليه دليل، وهو الفعل "تروم" في صدر البيت، إذ يصبح المعنى (وأنت تروم قوتاً للأشبال، ومُطَّلَبِي أرومُ لبنت العم مهرا) ولاشك أن في هذا التركيب تعسُّفًًا وإثقالًا لمعنى البيت، وتحميله ما لا يحتمل، وإخراجًا للخبر عن معناه الحقيقي، وشرطه الأساسي، وهو الفائدة، عن المبتدأ، ونحن هنا في هذا المعنى لم نستشف زيادة عن المبتدأ (1).
وعلى النصب بتقدير فعل من لفظ "تروم"، إذا يكون المعنى (وأنت تروم قوتًا للأشبال وأنا أروم مُطَّلَبِي لبنت العم مَهْرا) وهذا هو الأقرب لي؛ لأننا نَسْلَمُ فيه من الثقل وحياد الخبر عن معناه المفيد.
وفي كلا المثالين حَذْفٌ للمسند الخبر في المثال الأول، والفعل في المثال الثاني الذي قُدِّر بـ (أروم) وحذفه في كلا التركيبين لضيق المقام، فهو في موقف صارم .. في عراك مع الأسد، والمقام لا يحتمل الإطناب (ولا نستطيع أن نحدد أسرار الحذف في المسند؛ لأن هذه الخصائص مظاهر لاختلاف المقامات والأحوال) (2).
وقيل أن يكون مطلبي مبتدأ، ولبنت العم الخبر يتعلق بمحذوف، وينصب مَهْرًا بما دلّ عليه مطلبي (3) وهو فعل مُقَدَّر بـ (أطلب) وفي هذا الإعراب تكثر التقديرات فيصعب المعنى.
وفي الرواية الثانية للبيت التي جاءت على هذا النسق:
(وأَنتَ تَروُمُ لِلأَشبَالِ قُوتًا وأَطلُب لابنَةِ الأَعمَامِ مَهرَا) (1)
فتكون مهرًا مفعولًا به منصوبًا بـ (أطلب) فنسلم من الإشكال في الرواية الأولى، وكثرة التقديرات.
ثم ذكر ابن الشجري في البيت التالي:
نَصَحتُكَ فَالتَمِس يَا لَيثُ غَيري طَعَامًا؛ إِنَّ لَحمِيَ كَانَ مُرَّا
وعند سيبويه أنّ (كان) بمعنى لا يزال، والرأي الثاني: أنها تدل على وقوع الفعل فيما مضى من الزمان، بشرط أن لا يكون فعلاً يتطاول ويستمر، فإن دل على التطاول مثل كان في هذا البيت، كان بمعنى الاستمرار؛ لأنه لا يمكن أن يتغير لحمه بعد أن كان مُرًّا. والرأي الأول: هو الأقرب للمعنى ولنفسي؛ لأنه قال التَمِس طعامًا غيري؛ فالسياق يدل على ذلك، ولا داعي لكثرة التقسيمات بحسب الأفعال ودلالتها؛ لأن هذا يُشَتِّت المعنى ويُتْعب الأذهان.
ولم يكتف ابن الشجري في هذه القسمة، بل بدأ يُفَصّل أن زمان كان بحسب دلالة الأفعال عليه يكون محدودًا، كقول "كان زيد جالسًا"، فهنا بالإمكان تغير الحالة من القيام للقعود، وغير المحدودة كقوله تعالى (وكان الله عزيزًا حكيمًا) فهو سبحانه عزيز حكيم في كل الأحوال والأزمنة، كما أشرت أن هذه التفصيلات في التركيب إن كانت لا تخدم جماليات النص، فهي تُشَتِّت وتبعد عن المأمول والذوق.
ثم ذكر ابن الشجري في قوله:
وَجُدْتُ لَهُ بِجَائِشَةٍ أَرَته بِأَنْ كَذِبَتهُ مَا مَنَّتهُ غَدرَا
حذف للموصوف، وهو الضربة، أي بضربةٍ طائشة، وهذا من الإيجاز غير المخل؛ لأن الموصوف دل عليه دليلٌ يُفْهَم من سياق البيت والمعنى.
أخيراً: تعدُّ هذه محاولة لاستنتاج المعاني البلاغية من خلال الدلالات النحوية، وهو عمل مُوجَزٌ قابِلٌ للزيادة والتمحيص.
الحواشي السفلية
1 - مقاييس البلاغة بين الأدباء والعلماء د. حامد الربيعي الطبعة الأولى 1416هـ ص 517
2 - المرجع السابق ص 516
3 - انظر الأمالي الشجرية من طبعة دار المعرفة 2/ 139 في الحاشية.
4 - خصائص التراكيب للدكتور محمد محمد أبو موسى من طبعة دار وهبه الرابعة عام 1416 هـ 1996م ص 272
5 - الأمالي الشجرية 2/ 139.
المراجع
(1) الأعلام للزركلي نسخة إليكترونية غير متوافقة مع المطبوع عن موقع الوراق https://www.alwaraq.net .
(2) مقاييس البلاغة بين الأدباء والعلماء د. حامد الربيعي الطبعة الأولى 1416هـ.
(3) الأمالي الشجرية من طبعة دار المعرفة بيروت لبنان المجلد الثاني.
(4) خصائص التراكيب للدكتور محمد محمد أبو موسى من طبعة دار وهبه الرابعة عام 1416 هـ 1996م.
(5) متعة تذوق الشعر دراسات في النص الشعري وقضاياه د. أحمد درويش دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة.
(6) ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي البقاء العكبري المسمى بالتبيان في شرح الديوان من طباعة دار المعرفة بلبنان.
(7) موسيقى الشعر للدكتور إبراهيم أنيس مكتبة الأنجلو المصرية.
(8) المشاكلة والاختلاف للدكتور عبد الله الغذامي نسخة الكترونية داخل مدونته وموقعه الرسمي(/)
قراءة نقدية ونظرة شاعرية في قصائد عبد الرحمن يوسف
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 09:39 م]ـ
دائما أحادث نفسي بأنه لا مانع من أن تكون لنا وجهة نظر فيما يقال طالما أن صاحبها قد سمح لنفسه بالقول وكتب لها شهادة ميلاد فعليه أن يقول ولنا أن نتأول
صاحبنا شاعر ركب البحور الشعرية وأمسك بذمام اللغة وله نبرة خطابية واضحة
سأحاول هنا تناول بعضا من أعمال هذا الشاعر كما يحلو لي في المقام الأول لأنه من الجرم كبت النقد بداخلنا في عصر لا يسكن اللسان مكانه ولا تقبع الكلمة دارها فالكل عراء وسط الصحراء.
يقول صاحبنا:
الهَاتِكُ بأمْر اللهِ!!!
يَا مَنْ لِعِرْضِي هَتَكْ … فَقَدْتَ شَرْعِيَّتَكْ
مِنْ رُبْع ِقَرْن ٍكَئِيبٍٍ … لَعَنْتُهَا طلْعَتَكْ
أموَالُنَا لَكَ حِلٌّ … فَامْلأ بِهَا جُعْبَتَكْ
خَلْفَ الحِرَاسَةِ دَوْمَا ً… مُسْتَعْرِضَاً قُوَّتَكْ
تُبْدِى مظَاهِرَ عِزٍٍ … تُخْفى بِهَا ذِلَّتَكْ
سِلاحُ جَيْشِكَ دِرْعٌ .. تَحْمِى بهِ عُصْبَتَكْ
مَعَ العَدُوِّ كَلِيلٌ … لَكنْ بِشَعْبي فَتَكْ!
سَوَادُ قَلْبِكَ بَادٍ … فَاصْبُغْ بِهِ شَيْبَتَكْ
يَأتِيكَ دَعْمُ عَدُوِّى .. فَاصْلُبْ بِهِ قَامَتَكْ
سَجَدْتَ للغَرْبِ دَوْمَاً .. مُسْتَبْدِلاً قِبْلَتَكْ
بِأدْمُعِي ودِمَائِي … كَتَبْتَهَا قِصَّتَكْ
وكُلُّ أبْنَاءِ شَعْبِي … قَدْ شَاهَدَتْ قَسْوَتَكْ
خَذَلتَ كُلَّ شَريفٍ … حَتَّى غَدَتْ لَذَّتَكْ
وكَمْ مَنَحْتَ لُصُوصَاًً … يَا قَاسِيَاً رَحْمَتَكْ
تُعْطِى لِنَسْلِكَ أرْضِي … مُمَارسَاً سُلْطَتَكْ
كَأنَّ أرْضَ جُدُودِى … قدْ أصْبَحَتْ ضَيْعَتَكْ
لاشَكَّ مَوْتُكَ يَأتِى … مُسْتَأصِلا ً شَأفَتَكْ
يَوْمُ الحِسابِ قَريبٌ … تَرَى بِهِ خَيْبَتَكْ
يَوْمُ المِنَصَّةِ حَقٌ … فَخُذْ بِهِ عِبْرَتكْ
هذى الجُمُوع ُيَقِينَاً … ما جَدَّدَتْ بَيْعَتَك!!!
ستكون هذه أول قصيدة أتناولها فنيا وانتظر منكم المشاركة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
وكما قلت أخي من يكره النقد فليصمت
وكما تفضلت سيكون النقد فنيا فنيا
نحن بانتظار نقدك البديع.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 11:14 م]ـ
كما تفضلت سيكون النقد فنيا فنيا
شكرا لك سيدي مرورك الكريم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 04:15 م]ـ
صاحبنا جاءت قصائده مباشرة تقريرية مما أفقدها كثيرا من جوانب الجمال فالشعر إذا تساوى مع النثر فالنثر أولى
** الهاتك ـــــ جاءت بالمفاعلة وبالتعريف فكان لزاما عليه السير على هذا النهج لكنه خالف هذا فنجد مثلا ((قاسيا))
** حشو الكلمات و الألفاظ فنجد مثلا ((خلف الحراسة دوما)) و (سجدت للغرب دوما)
** القصيدة تفتقر الوحدة العضوية فمن السهل اللعب بمكوناتها فإنك تستطيع أيها القارىء العزيز أن تأخذ ببيت أو أكثر وقذفه خارج الديوان أو خارج القصيدة لقصيدة أخرى ولن تحس بتغيير ملحوظ كل هذا لأن النغمة السياسية ووحدة الالفاظ و الصور جعلت قصائده تمتلكه فلا نجد لغة الحوار التي عاهدناها مع الشعراء
** ((كل أبناء شعبي --- قد شاهدت قسوتك))
المشاهدة وحدها تصوير ضعيف فكان عليه أن يقرن القسوة بفعل التذوق أو المعايشة
** ((يوم الحساب قريب -- ترى فيه خيبتك))
الخيبة أيضا مظهر ضعيف ولكن الخزي أشد وطأة على النفوس
** وجدت أيضا ان الشاعر يتحدث بصيغة الأنا وكأنه نصب نفسه متحدثا رسميا عن الشعب فالمواجهة بينه وبين الاخر تأتي بالأنا فقد ذكر كلمة ((شعبي)) أكثر من مرة
((مع العدو كليل -- لكن بشعبي فتك))
((وكل أبناء شعبي -- قد شاهدت قسوتك))
((تعطي لنسلك أرضي)) أين شعبنا / أرضنا؟!!
ويفسر فكرتي هنا هذه الجملة ((هذي الجموع))
**أموَالُنَا لَكَ حِلٌّ … فَامْلأ بِهَا جُعْبَتَكْ
سَوَادُ قَلْبِكَ بَادٍ … فَاصْبُغْ بِهِ شَيْبَتَكْ
يَأتِيكَ دَعْمُ عَدُوِّى .. فَاصْلُبْ بِهِ قَامَتَكْ
انظر لهذه الأبيات والصيغ وكأنها وصاية من الشاعر لمن يخاطبه
خَلْفَ الحِرَاسَةِ دَوْمَا ً… مُسْتَعْرِضَاً قُوَّتَكْ
تُبْدِى مظَاهِرَ عِزٍٍ … تُخْفى بِهَا ذِلَّتَكْ
سِلاحُ جَيْشِكَ دِرْعٌ .. تَحْمِى بهِ عُصْبَتَكْ
مَعَ العَدُوِّ كَلِيلٌ … لَكنْ بِشَعْبي فَتَكْ!
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر للأبيات هنا لماذا جاءت دون الوصية؟؟ فكان من الأفضل له أن يأتي بها كلها على هذه الشاكلة
** هذه كلها إرهاصات نقدية لصاحبنا فشعره حل لي وجعبتي مازالت فارغة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 10:46 م]ـ
القصيدة التالية (يحيا الرئيس إلى الأبد)
يحيا الرئيس إلى الأبد ..
يحيا هو الفرد الصمد!!
له صفات ربنا .. لكنه له ولد ..
به نعوذ من جوى وحاسد اذا حسد ..
به نلوذ دائما من فاقه ومن كمد!!
نراه مع عدونا يشع صبرا وجلدا!!
لكنه مع كل أهل ارضنا .. كما الاسد!!
نحبه بالطوع أو بالكره ذلك الرشد ....
يعيش فى تقشف وفى الفلوس قد زهد!!!
لذلك ربى خصه ... بأرصده بلا عدد ..
مكتمل وكامل لذلك لا ينتقد ..
الصالحون حوله .... وليس فيهم من فسد .. !!
دوما يصون مالنا وصادق اذا وعد ..
قد كان دوما كادحا والحق والجد وجد ..
قد كان دوما نابغا وليس فيه من عقد ...
وفكره فى صادق القرأن فعلا قد ورد ..
واقرأ اذا كذبتنى أخر سوره البلد ...... !!!!!!!
يا رب طول عمره وعهده ..... الى الابد ........
أيها القارىء العزيز لنا رجعة ووقفة بسيطة مع قصيدة أخرى لنسلك من خلالها عالم شاعرنا وما هو بشاعر ولا ضير في هذا فلعل الشاعرية بالنسبة له تهمة قد لا يصبر عليها المهم دون كثرة الكلام نأتي بالدليل ونسوقه إليك عسى أن تشاركنا الرأي.
في هذه القصيدة ألفاظ وكلمات يعترض عليها الكثير منا ولكن دعك من هذا وأترك نفسك معنا لنلعب لعبة المكعبات التي قد روجت فكرتها بالأمس البارحة فكيف لنا نقذف ببيت خارج القصيدة لقصيدة أخرى دون عناء ودون مجاهدة ودون تغيير يصيب القصيدة هيا لنلعب.
** يقول في قصيدته
نراه مع عدونا يشع صبرا وجلدا!!
لكنه مع كل أهل ارضنا .. كما الاسد!!
يقابلها في القصيدة الأولى
مَعَ العَدُوِّ كَلِيلٌ … لَكنْ بِشَعْبي فَتَكْ!
** وانظر معي ما قلناه سابقا وهذه هى اللعب الثانية
كم عدد كلمة ((دوما في القصيدة))؟؟؟ هناك جوائز لمن يجيب
كم عدد ألفاظ الحشو في القصيدة؟؟ وما هى؟؟
هل هناك فقد للوحدة العضوية؟؟؟
هل هناك تقريرية مباشرة للعبارات وللصور؟؟؟؟
هل هناك فرق بين هذه القصيدة والقصيدة السابقة سواء في الألفاظ أم في المعنى أم في الصور؟؟؟؟
أيها القارىء العزيز هناك قراءة أخرى لدواوين هذا الشاعر ولنكم اللعبة فيما بعد
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 11:35 م]ـ
القصيدة التالية (يحيا الرئيس إلى الأبد)
يحيا الرئيس إلى الأبد ..
يحيا هو الفرد الصمد!!
له صفات ربنا .. لكنه له ولد ..
به نعوذ من جوى وحاسد اذا حسد ..
به نلوذ دائما من فاقه ومن كمد!!
نراه مع عدونا يشع صبرا وجلدا!!
لكنه مع كل أهل ارضنا .. كما الاسد!!
نحبه بالطوع أو بالكره ذلك الرشد ....
يعيش فى تقشف وفى الفلوس قد زهد!!!
لذلك ربى خصه ... بأرصده بلا عدد ..
مكتمل وكامل لذلك لا ينتقد ..
الصالحون حوله .... وليس فيهم من فسد .. !!
دوما يصون مالنا وصادق اذا وعد ..
قد كان دوما كادحا والحق والجد وجد ..
قد كان دوما نابغا وليس فيه من عقد ...
وفكره فى صادق القرأن فعلا قد ورد ..
واقرأ اذا كذبتنى أخر سوره البلد ...... !!!!!!!
يا رب طول عمره وعهده ..... الى الابد ........
أيها القارىء العزيز لنا رجعة ووقفة بسيطة مع قصيدة أخرى لنسلك من خلالها عالم شاعرنا وما هو بشاعر ولا ضير في هذا فلعل الشاعرية بالنسبة له تهمة قد لا يصبر عليها المهم دون كثرة الكلام نأتي بالدليل ونسوقه إليك عسى أن تشاركنا الرأي.
في هذه القصيدة ألفاظ وكلمات يعترض عليها الكثير منا ولكن دعك من هذا وأترك نفسك معنا لنلعب لعبة المكعبات التي قد روجت فكرتها بالأمس البارحة فكيف لنا نقذف ببيت خارج القصيدة لقصيدة أخرى دون عناء ودون مجاهدة ودون تغيير يصيب القصيدة هيا لنلعب.
** يقول في قصيدته
نراه مع عدونا يشع صبرا وجلدا!!
لكنه مع كل أهل ارضنا .. كما الاسد!!
يقابلها في القصيدة الأولى
مَعَ العَدُوِّ كَلِيلٌ … لَكنْ بِشَعْبي فَتَكْ!
** وانظر معي ما قلناه سابقا وهذه هى اللعب الثانية
كم عدد كلمة ((دوما في القصيدة))؟؟؟ هناك جوائز لمن يجيب
كم عدد ألفاظ الحشو في القصيدة؟؟ وما هى؟؟
هل هناك فقد للوحدة العضوية؟؟؟
هل هناك تقريرية مباشرة للعبارات وللصور؟؟؟؟
هل هناك فرق بين هذه القصيدة والقصيدة السابقة سواء في الألفاظ أم في المعنى أم في الصور؟؟؟؟
أيها القارىء العزيز هناك قراءة أخرى لدواوين هذا الشاعر ولنكم اللعبة فيما بعد
لا أظن هذه بقصيدة!
فهي شبه خالية من الشعرية، ومن يسميها بشعر فقد ظلم الشعر.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 06:07 م]ـ
شكرا على المرور سيدتي
لكن علينا أن نعترف بما يدور حولنا فالزجال أصبح شاعرا كبيرا عرفيا وإعلاميا ما بالك من يقول مثل هذا أظنه سيحصل على نوبل
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 01:26 ص]ـ
القصيدة التالية (يحيا الرئيس إلى الأبد)
يحيا الرئيس إلى الأبد ..
يحيا هو الفرد الصمد!!
له صفات ربنا .. لكنه له ولد ..
به نعوذ من جوى وحاسد اذا حسد ..
به نلوذ دائما من فاقه ومن كمد!!
السلام عليكم
عفواً أستاذنا الكريم ..
أنحن مطالبون بالإلتزام بما يقول الآخرون .. أو أن يفرض الآخرون علينا كتاباتهم باسم النقد ..
موت النص هو خير عمل نقدمه لنص لا يستحق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 05:54 م]ـ
سيدتي أنوار
عهدت فيك النقد والحكمة ولكن دعيني أوضح لكِ فمقام النقد هنا واجب على كل فرد منا فليس موت النص هنا كما تفضلتي خير من مناقشته لماذا؟؟؟
أولا-- لوأعرضنا عن قراءة أعمال هذا الشاعر ومن يسير على شاكلته وتجاهلنا قصائدهم فهذا إما ضعف منا أو إقرار بشاعريته
ثانيا-- صاحبنا قد تساوت شهرته مع شهرة ((شكوكو)) فله دواوين وله باع في الندوات والمناقشات وهو ينوب عن الكثير من الأحزاب الفكرية فلا ينفعنا الصمت هنا لأنه لن يقلل من شأنه ولن يزيد ولكن جل القراء لهم أمانة في أعناقنا ولنا حقوق نقدية يجب ممارستها
ودورنا مع هذه القصائد كما وضحت من قبل يسير وفق منهج واحد للنقد ألا وهو التمييز بين الدراهم الجيد منها و الردىء مع تقديم شيء من الأدلة البسيطة
ثالثا-- هناك دوافع كثيرة أثارت في كينونتي شيئا من السلبية تجاه هذا الشاعرفنيا وغير فني
فكما قلت ليس الفرد منا مطالب بما يقوله الاخرون
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 07:19 م]ـ
أشكرك أستاذنا الكريم .. على توضيحكم ومنطقكم العقلي ..
يظهر أني أفتقد الديمقراطية في النقد.
سنتابعكم ونشارككم النقد ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 10:57 م]ـ
شكرا لك سيدتي حسن التفاهم والتحاور ومشاركتك بالرأي فغايتي الأول أن يعبر كل منا عن رأيه مستندا بالدليل إن أمكن فكيف نمارسها وقت صراخنا منذ الوهلة الأولى ونحن ننطلع لهذه الدنيا ثم نجد من يكتم أفواهنا ويمنعنا من الصراخ هذه قضية كبيرة يجب أن نعي لها جيدا.
أخوك محمد أبو النصر
مصر- أم الدنيا -
كلية دار العلوم - قسم البلاغة والنقد و الأدب المقارن
ـ[مائى]ــــــــ[26 - 02 - 2010, 11:46 م]ـ
غايتي الأول أن يعبر كل منا عن رأيه مستندا بالدليل إن أمكن فكيف نمارسها وقت صراخنا منذ الوهلة الأولى ونحن ننطلع لهذه الدنيا ثم نجد من يكتم أفواهنا ويمنعنا من الصراخ هذه قضية كبيرة يجب أن نعي لها جيدا.
أخوك محمد أبو النصر
مصر- أم الدنيا -
كلية دار العلوم - قسم البلاغة والنقد و الأدب المقارن
أنا لا أحب سماع مثل هذه النوعية من القصائد.
وقد أساء جدا فى استخدام ألفاظ القرآن.
فهناك من الشعراء من يقفز على أكتاف الشعر السياسي.
وأنا لست ناقدا،فلعلى أتعلم النقد من أساتذتنا هنا.
دمت موفقا .... والسلام عليكم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[01 - 03 - 2010, 08:07 م]ـ
أنا لا أحب سماع مثل هذه النوعية من القصائد.
وقد أساء جدا فى استخدام ألفاظ القرآن.
فهناك من الشعراء من يقفز على أكتاف الشعر السياسي.
وأنا لست ناقدا،فلعلى أتعلم النقد من أساتذتنا هنا.
دمت موفقا .... والسلام عليكم
وعليكم السلام
سيدي مائي
أكدت منذ الوهلة الأولى أننا سواء ارفضنا أم قبلنا مثل هذه القصائد فلا مجال لرأينا في ساحة تمتلىء بالمشجعين لهؤلاء المشاهير من باب الفن و الأدب لذلك أحببت أن نتلمس سويا شيئا من شاعريته التي يدعي بها لنهدم له أصنامه.
دمت بخير،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،(/)
المرجعية الفكرية للناقد المعاصر
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 11:42 م]ـ
بفضل الله انا الان بصدد البدء بمشروع لدراسة المرجعية الفكرية للناقد المعاصر سواء كانت مرجعية دينية (اسلامية او يهودية او مسيحية) ثم ايدلوجية كالقومية وعلمانية او مرجعية مفككة تمثل اللا انتماء وهكذا قطعت شوطا في الموضوع انا افتح الموضوع للمناقشة مستئنسا بارائكم واضافة ما يخدم الدراسة للخروج بمفهوم يدرك الباحث بعدنا ان النقد والناقد لم يعدا غامضين وان لكل ناقد معالمه وايدلوجياته التي نستنطقها من كتبه واراه.
د. ايسر الدبو
العراق - جامعة الانبار
كلية الاداب - قسم اللغة العربية
dr_aldbow***********
ـ[جاردينيا]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 07:58 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
من المسلمات التي نؤمن بها أن الناقد مهما حاول فلن يستطيع التملص من أيدلوجياته الفكرية أثناء نقده ولكن يبقى التمايز بين النقاد في مدى سمو مذاهبهم الفكرية ونظافتها و شمولها.
ـ[جاردينيا]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 08:12 ص]ـ
لو أن دكتورنا الفاضل قسم الموضوع إلى نقاط أساسية و طرح كل نقطة على حدا
للمناقشة , فهذا الموضوع أكبر من أن يناقش سوية ,لأنه من أخطر و أهم قضايا النقد المعاصر(/)
يزيد بن معاوية أرجو المساعدة
ـ[ولد صالح]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا بسراحه قريت القصيد وجلست افكر وانا اقرا هذي القصيده
هل هذا يجوز كلام الشاعر يزيد بن معاويه وهو رجل مسلم
اتمناء منكم الافاده.
الهى خلقت الجمال لنا فتنه ....... وقلت لنا ياعبادى اتقون
وانت جميل تحب الجمال ....... فكيف عبادك لا يعشقون
الهى ليس للعشاق ذنب ....... ولا اهل الصبابه مجرمون
اتخلق كل ذي وجه جميل ...... به تسبي عقول الناظرين
وتامرنا بغض الطرف عنه ...... كأنك ماخلقت لنا عيون
هل فيها تعالي على الخالق.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بصراحة قرأت القصيدة وجلست أفكر وأنا أقرأ هذه القصيدة
هل هذا يجوز كلام الشاعر يزيد بن معاوية وهو رجل مسلم
أتمنى منكم الإفادة.
الهى خلقت الجمال لنا فتنه ....... وقلت لنا ياعبادى اتقون
وانت جميل تحب الجمال ....... فكيف عبادك لا يعشقون
الهى ليس للعشاق ذنب ....... ولا اهل الصبابه مجرمون
اتخلق كل ذي وجه جميل ...... به تسبي عقول الناظرين
وتامرنا بغض الطرف عنه ...... كأنك ماخلقت لنا عيون
هل فيها تعالي على الخالق.
ولكم جزيل الشكر.
بداية انظر أخي ولد صالح فيما لون بالأحمر في كلامك.
ثم
إذا أردتنا أن نتناول هذه الأبيات فعليك أولا أن تثبت أنها ليزيد بن معاوية رضي عنه وعن والده.
ـ[ولد صالح]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 08:15 ص]ـ
أشكرك أخي الأديب اللبيب.
ولكن كتبتها وأنا في عَجله.
وأسف على الأخطأء الإملائية.
أنا كنت أسمع أنها ليزيد بن معاوية.
لك جزيل الشكر ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 08:19 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ولد صالح
كلنا يقع في أخطاء، وكلنا هنا نصحح لبعضنا البعض.
ثم إني لم أجدها منسوبة إليه وقد تكون لأحد المحدثين ونسبت إليه قصدا من بعضهم.
أشكرك مجددا.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 02:28 م]ـ
حتى الآن لم يستطع الكثير منا أن ينسب بعض القصائد والأبيات لأصاحبها أو قائليها وهذه الأبيات تدخل ضمن هذا الإطار هذه واحدة
وأما الثانية فإنها لا داعي للخوض في مثل هذه الأبيات التي قد تعرضنا لأمور لا نحب أن نراها أو نسمعها فمثل هذا لا يجني صاحبه إلا الشوك
سبحان الله العلي العظيم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:48 م]ـ
لنقل أن هذه الأبيات فيها سوء أدب مع الله بغض النظر عن قائلها، ولاتجوز.
ـ[ولد صالح]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 04:00 م]ـ
أخي الأديب اللبيب
محمد أبو النصر
أحمد الغنام
أشكركم على ردودكم وبأرك الله فيكم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 04:44 ص]ـ
قال الشاعر عدنان النحوي في ديوانه مهرجان القصيد
"قال الشاعر الزنديق المشعوذ عطاء الخرساني الملقب بالمقنع الخرساني:
خلقت الجمال لنا فتنة ... وقلت لنا يا عبادي اتقون
فأنت جميل تحب الجمال ... فكيف عبادك لا يعشقون
فقال الشاعر المسلم عمر بهاء الأميري معارضا:
خلقت الجمال لنا نعمة ... وقلت لنا ياعبادي اتقون
وإن الجمال تُقىً والتقى ... جمال ولكن لمن يفقهون
فذوق الجمال يصفي النفوس ... ويحبو العيون سمو العيون
وإن التقى هاهنا في القلوب ... وما زال أهل التقى يعشقون
ومن خامر الطهر أخلاقه ... تأبّى الصغار وعاف المجون
نشرت إحدى الصحف هذه الأبيات السابقة للخرساني وللأستاذ الأميري فقلت ـ عدنان النحوي ـ معارضا:
خلقت الجمال لنا آية ... يمحص فيها الهوى واليقين
فكم من جمال به فتنة ... فيصلى على نارها الماجنون
وكم من جمال به رحمة ... حنين القلوب وشوق العيون
وأجمل آياته أنه ... هو الحق والطهر أنى يكون
وفي كل ناحية نفحة ... من الحسن أو آية من حنين
تدل على أنك اللـ ... ـه رب الخلائق والعالمين
وليس يراها سوى محسن ... وليس يراها سوى المتقين
وأنت جميل تحب الجمال ... فقلت لنا يا عبادي اتقون
ثم خطر لي بعد مدة أن أتحدث عن الجمال بصورة أوسع تنبع من الإيمان والتوحيد فقلت القصيدة التالية:
خلقت الجمال لنا آية ... تطوف القلوب بها والعيون
وأبدعت في الكون ما تجتلي ... عيون وما هو سر دفين
وزينته! يا لهذا الجمال ... وهذا الجلال وهذا الحنين
فتخشع في نوره أضلع ... وتخفق أشواقها والشجون
**********
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذي السماء وآفاقها ... بروج تزين للناظرين
فكم بصر عاد منها حسير ... على " خشية وهم مشفقون
وغيب وراء وثوب الخيال ... عصي عليه وسقف متين
فطف حيث شئت فآياتها ... جلال الندى وجلال القرون
وهذي هي الأرض كم جنة ... تفجر بين جناها العيون
وروض تنفس عند الصباح ... شذى من ورود ومن ياسمين
وطير كأن رفيف جناحي ... ه رف بكور وهمس الغصون
يسبح لله في موكب ... جليل وحشد من الخاشعين
***********
وكم من جبال تشق ذراها ... عنان السماء وسهل يلين
وكم أبحر غيب الله فيها ... غيوب وأطلق فيها السفين
ونهر تدفق أمواهه ... يروي حياة ويفني القرون
يزينها الله كيف يشاء ... ويمنحها عبقري الفنون
***********
وأنشأت من زينة في الحياة ... لتبلو منا الهوى واليقين
وتبلو منا خبايا الصدور ... ونجوى القلوب وهمس الجفون
فكم من زينة سعرت فتنة ... تلظت على شهوة أو مجون
وكم زينة رف فيها الجمال ... يطهر أشواقنا والحنين
فزينة هذي الحياة رياش ... وزهوة مال وشوق البنين
يبدلها الناس في سعيهم ... شُكور التقى أو جحود اليقين
فكم جاهل ضل في غيه ... فظن الجمال هوى المعتدين
ولهوَ الحرام على شهوة ... تواثب بين غوان وعين
*************
رفيف الجمال نوال حلال ... وصدق الوفاء وعهد أمين
وأجمل آياته أنه ... هو الحق والطهر أنى يكون
ونور تدفق ملء الوجود ... يزيح الظلام وينفي الظنون
وحرية أطلقت أنفسا ... لتمضي في موكب العابدين
************
سيبقى الجمال لنا آية ... يرى اللهَ في صدقها العالمون
ويبقى هوانا هوى الصادقين ... فما الحب إلا هوى الصادقين
وما الحب إلا زكي الجمال ... نقي الفعال وفاء ودين
ومن عرف الحب للـ ... ـه علمه الحب ترك المجون
***********
ففي كل ناحية آية ... من الحس تجلى وحق يبين
تدل على أنك الله ربي ... ورب الخلائق والعالمين
وليس يراها سوى مؤمن ... وليس يراها سوى المتقين
وأنت جميل تحب الجمال ... فقلت لنا يا عبادي اتقون "
منقول من كتاب رائق الشهد للشيخ سيد بن حسين العفاني(/)
من هو الكاتب الضمني؟؟؟
ـ[دلوول]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي الفصحاء
أريد أن أعرف من هو الكاتب الضمني وكيف يمكن التعرف عليه في الرواية
وما علاقته بالكاتب الحقيقي وبالراوي أو السارد
أرجوكم أفيدوني وإن كان هناك كتب تساعدني في معرفة أدوات تحليل النص
السردي وإن كان هناك نماذج تطبيقية.
وجزاكم الله كل خير
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 12:12 ص]ـ
الحمد لله الذي علمنا ما لم نعلم
وبعد
فارتباطا بالموضوع المعروض للنقاش والتواصل حوله أقول وليس لقولي اعتماد:
إن الكاتب الضمني واحد من أصناف الكتاب الذين يستحضرهم الكاتب الحقيقي في العمل الأدبي، وهو مفهوم حديث نادت به وبمثيلاته نظرية التلقي التي منحت للقارئ أهمية خاصة على اعتبار أنه جزء لايتجزأ من العملية التواصلية والعملية الإبداعية التي يقوم بها صاحب النص. بمعنى، أن النص لاينتهي ولاينبغي له ذلك بمجرد انهاء الكاتب الحقيقي من كتابته، وعليه فلابد للكاتب الضمني أو المفترض أو .... أن يسهم في بلورة مضامين النص بتأويلاته التي يسندها وفق مكتسبات ومعارف واقتناعات خاصة يستقيها من واقعه أو محيطه.
وعليه، فالكاتب الضمني والقارئ الضمني يؤسسان لمرحلة تحليلية جديدة تقوم على أساس خلق تواصل غير مباشر بينهما، فالأول يحاول استحضار مستوى الثاني والإستئثار بإعجابه ... والثاني يتدخل بمعارفه وبيئته الثقافية في تأويل ما كتبه الأول.
مع تحيات: أبو ريحانة
ـ[دلوول]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 01:10 ص]ـ
شكرا لك أستاذي على الرد
فهمت من كلامك أن الكاتب الضمني هو صورة الكاتب الحقيقي في ذهن المتلقي أثناء عملية القراءة
فهل ما فهمت صحيح؟
وهل تعرف كتابا نقديا طبق هذه النظرية أو غيرها على رواية ما؟
أرجوك أفدني
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 02:11 ص]ـ
الحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم
وبعد
في اعتقادي أختي الكريمة أن الكاتب الضمني هو الذي يُنزله الكاتب الحقيقي منزلته، وفهمك صحيح إلى حد ما، ذلك أن الكاتبين معا يمثلان معرفتين اثنتين لهما اتجاه واحد، الأولى حقيقية وخاصة بصاحب النص الفعلي، والثانية مفترضة وضمنية متوقعة، فعندما يرغب الكاتب الحقيقي في تآليف نص ما على سبيل المثال فهو يستحضر معرفة ضمنية يتوقع أن المتلقي يحاكي معرفته أو له الكفاءة على فهمها وفهم المرغوب منها.
وفي ضوء هذا بإمكاني إحالتك إلى مؤلف مترجم بعنوان: جمالية التلقي ترجمة الكاتب المغربي رشيد بنحدو، والكتاب هو لمؤسس نظرية التلقي الألماني ياوس
ـ[دلوول]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 02:30 ص]ـ
جزاك الله كل خير وزادك علما نافعا(/)
أدبيات النقد وحدوده
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 09:57 م]ـ
أدبيات النقد وحدوده:
رسالة إلى الناقد الإندفاعي
بقلم: حمادي الموقت (أبو ريحانة)
ما النقد؟ وما حدوده؟ وما شروطه؟
مما لاشك فيه أن العملية النقدية ممارسة أخلاقية قبل أن تكون استقرائية تساؤلية تنظر في قواعد الكتابة الأدبية للعمل الأدبي لتضمن له سموه وبقاءه، والنقد إن كان بهذا المعنى؛ لا يتصيد معايب النص ولايشهر بها أو بصاحبه، بل يكون القصد هو الإيضاح والإستدراك على مافات المنقود من مقومات وقوانين فن الكتابة الإبداعية.
يقول أحد المتأدبين في تعريف النقد: النقد هو حالة تقويم .. حالة وزن بالقسطاس المستقيم، وكلّما كنت دقيقاً في نقدك، بلا جور ولا انحياز ولا تعصب ولا إفراط ولا تجاوز، كنت أقرب إلى العدل والإنصاف، وبالتالي أقرب إلى التقوى، قل في منقودك ما له وما عليه .. قل ما تراه فيه بحق ولا تتعدّ ذلك فـ «مَنْ بالغ في الخصومةِ أثِم». وجاء عنه أيضا: النقد هدية .. فاعرف كيف تقدّمها، فقد ورد في الأثر: «أحبّ إخواني مَنْ أهدى إليَّ عيوبي» إذ اعتبر الاسلام النقد والمؤاخذة على الخطأ (هدية) وترحّم على مهديها لأجل أن يكون النقد والنصيحة والتسديد مقبولاً ومرحباً به، بل يُقابل بالشكر والإبتسامة. والهدية ـ كما هو معلوم ـ تجلب المودة «تهادوا تحابّوا» فإذا صغت نقدك بأسلوب عذب جميل، وقدّمته على طبق من المحبّة والإخلاص، وكنت دقيقاً ومحقاً فيما تنقد، فسيكون لنقدك وقعه الطيب وأثره المؤثر على نفسية المنقود أو (المهدى إليه) الذي سيتقبّل هديتك على طريقة «ووفقني لطاعة مَنْ سدّدني ومتابعة مَنْ أرشدني».
غير أن الأسف يركب شطآن التذمر، إذ غالبا ما نوجه سهام النقد نحو الآخر، و نادرا ما تأخذ تلك السهام منحاها نحونا، ذلك لأنه ثمة ثقاقة تعشش في عقولنا تجعل منا نحمل عن ذواتنا تلك الصورة المثالية، في حين أن الآخرين تجتمع فيهم كل علل الكون وأمراضه …
وهنا أتذكر قصة العالم الذي حدثته نفسه بعلمه، فتعالت على القوم وتصعّدت. فإذا بصاحبها يقف يوما على البحر يكلمه بكبرياء وأنفة: "يا بحر وقف عليك بحر". فخرجت حينها حورية من هذا البحر تكلمه وتسأله: يا بحر العلم!! أستفتيك في امرأة مات نصف رجُلِها، أتطلب العدة أم تطلب الطلاق؟؟ فارتعد العالم من هول السؤال وأقفل راجعا إلى مكتبته يقلب بطون الكتب عن جواب، فلما أجهد نفسه وضعُف وخاب مسعاه، عاد إلى الحورية يٌخبرها عن عجزه. فقالت مجيبة: إن مات نصف الرجل الأعلى وجب على المرأة العدة، وإن مات نصفه الأسفل وجب عليها الطلاق. حينها فهم العالم المتكبر المقصود، أن الإستفتاء لم يكن لذاته، وإنما الغرض منه: أن لاأحد أعلم من أحد، وأن فوق كل ذي علم عليم، وأن التكبر والتباهي لايجني صاحبهما من ورائهما غير الخيبة والندامة والحسرة. فالعالم المتكبر المتعالي على الناس سيكون من أول الثلاثة الذين تُسَعّر بهم النار يوم القيامة، ذلك لأنه ادعى أنه علِم العلم وأفقهه ليعلم الناس، وما تعلم العلم في الحقيقة إلا ليقال عنه عالم وقد قيل. حينها يؤمر به فتسعر به النار والعياذ بالله.
يا من يدعي الوصاية على لغة الضاد، ويامن يتربع على سلطان الأدب، وكأن بيديه مقاليد الحل والعقد، اعلم أن أشد الناس خشية لله هم العلماء، قال الله تعالى:"إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ". وإن كنت لابد منتقدا أحدا فانتقد ما يتكلم عنه وفي حيز ما طرحه، وابتعد عن شخصيته وراع خصوصيات ذلك، وانتقده في حدود المعقول دون تجاوز الخطوط الحمراء ودون تجاوز حدود الحوار والنقاش. ثم كن على دراية واطلاع بما طُرح، ولاتكن للمخطئين خصيما، فخير الخطائين التوابون، وشر العلماء المتكبرون.
فإذا كان الإختلاف لايفسد للود قضية، فكذلك ما تزمع على نقده، إذ به تنمو اللغة ويسمو الحوار وتتآلف الأفئدة. شريطة أن تقصد في مسعاك، وأن لا تمشي بعلمك – إن كان لك علم- في الأرض مرحا، "واغضض من صوتك فإن أنكر الأصوات لصوت الحمير" كما قال الله تعالى على لسان لقمان موصيا ابنه. بمعنى أن يكون هدفك واضحا تجلي من خلاله ما استصعب أو استشكل على المنتَقَد وما عجز عن وصف أو تقديمه.
أيها المنتقد الناقد المغرور: كن موضوعيا في نقد نزيها حياديا لاذاتويا اندفاعيا، كن أمينا ولاتكن مؤتمنا، واعلم أن كل حرف تعلمته ستسأل عنه: ماذا عملت به؟؟؟ فهل ستجيب حينها أنك تعلمته خالصا لتعلم بإخلاص، أم تعلمته ليقال عنك عالم فتشهر وتجرح وتنتقص؟؟؟
فهون عليك أيها المنتقد الإندفاعي الذاتوي؟؟؟ فلا أنت خير من موسى ولا أنا شر من فرعون، فموسى حينما دخل على فرعون كلمه بالحكمة والأدب، كما جاء عن هارون الرشيد ناصحا اندفاعيا مثلك. واعلم أن للنقد أصناف منها: البيني، والعادل المنصف، و الملتف، والمحابي، والجائر، والمتهور، والهدام، والإستدباري ... ولكثرة الأصناف "الخائبة" المشبوهة حمت حول حماها فسقطت في المحظور، عافاني الله وإياك.
وعلى هذا الأساس، أرسلت إليك هذه الكلمات أهمس بها في أذنك علها تعيدك إلى صوابك وتواضعك. وحتى لاتكون ممن قال فيهم الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة \\\\ ولكن عين السخط تبدي المساويا(/)
ثنائية الآخر في "دماء على حائط المبكى"
ـ[عصام محمود]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد قمت بعمل نقد لمسرحية دماء على حائط المبكى للكاتب فتحي عبد الوهاب،وعندما علم بالنشر من أصدقاء له طلب مني نسخة من النقد فأرسلته له فنشره على موقعه.
ثنائية الآخر في "دماء على حائط المبكى" (*)
تطرح مسرحية"دماء على حائط المبكى" للكاتب فتحى عبد الغنى صورة مغايرة لتلك الصورة التي اعتاد المسرح تقديمها للصراع العربي الإسرائيلي، تلك الصورة التي ظلت ثابتة في الثقافة العربية عن ذلك اليهودي ذي الأنف المعقوف المرابي، الذي يأكل لحم المحتاجين، هذه الصورة الخالية من أي بعد نفسي أو اجتماعي، وهذا ما تجاوزته هذه المسرحية وقدمت لنا صورة مغايرة تماما للصورة الثابتة، فهي تتغلغل في أعماق هذه الشخصية وتطرح رؤية مغايرة ومقارنة لليهودي الحديث والقديم، وفي صورة موازية تطرح الصراع العربي الإسرائيلي في الفكر القديم والجديد، فهي تقدم لنا مجموعة من الثنائيات ليس فيها الأنا والآخر بل الآخر والآخر، وهي ثنائية عجيبة فالآخر يتعدد ويتكرر حتى نكاد لا نعرف من نحن ومن الآخر، هذا التداخل العجيب في المسرحية القصيرة نوعا ما فهي مكونة من فصلين الفصل الأول مشهد واحد والثاني مشهدين والشخوص الرئيسة ستة أشخاص أربعة يقومون بدور محوري ويظهرون في النص بصورة حية واثنتان تظهران من خلال الحديث عنهما بصيغة الغائب لكنهما مؤثرتان في أحداث المسرحية.
1. الثنائية الأولى:
تبدأ المسرحية بمشهد بين ليفي اليهودي كبير السن مع ابنته راشيل التي وصلت توا إلى إسرائيل قادمة من أمريكا بعد أن هربت بها الأم من المانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وهى طفلة فى اللفة بعد ان اصبحت فتاة يافعة وتعب الأب في إرسال خطابات يغريها بزيارته فى اسرائيل حتى عادت إليه في زيارة فيحاول أن يجعلها تعيش معه من خلال الإغراء بتملك هذا البيت القديم الذي يعيش فيه ولكن ما قيمة هذا البيت؟ إن القيمة تختلف بحسب نظرة الشخص إلى الشيء،وبالفعل تختلف نظرة راشيل عن نظرة ليفي.
ليفي: لا. لا ... لا .. لقد أعددت لك كنزا .. كنزا حقيقيا.
راشيل: كنز .. كنز يا أبي
ليفيملوحا لها بورقة أخرجها من جيبه) هذه.
راشيل ما هذه؟
ليفيبجزل) عقد تنازل مني لك.
راشيل: عن أي شيء يا ترى؟
ليفي: عن أغلى شيء في العالم.
راشيل: وما هو هل ستقول لي؟
ليفي: عن هذا البيت.
راشيلبدهشة) أي بيت تقصد!!
ليفي: أتراك غير مصدقة .. هذا البيت.
راشيل: الذي نقف فيه الآن
ليفي متهللا) بعينيه
راشيل تنفجر ضحك)
ليفيالذي يؤخذ بضحكها) على ما تضحكين؟
راشيلوهي مستمرة في الضحك) ولكن من قال أني في حاجة إلى هذا البيت المتهالك.
ليفيمستهجنا) راشيل
راشيلوهي مستمرة في الضحك) أنه آخر بيت في العالم يمكن أن أتوق إلى امتلاكه ().
يظهر لنا هذا الحوار التشكال الأول فكل منهما ينظر إلى البيت بحسب قيمته عنده، فليفي ينظر إلى البيت باعتباره كنزا حقيقيا (ليفي: أنا .. لا .. لقد أعددت لك كنزا .. كنزا حقيقيا)، وتفسر لنا السيميائية في النص السابق قيمة هذا البيت عنده، فهو كنز وتردد ليفي كثيرا في منحه لابنته يظهر هذا التردد من خلال النقطتين اللتين وضعهما الكاتب في جملة ليفي كذلك في تكرار كلمة كنز فهو أغلى شيء عنده لكنه مضطر للتضحية به حتى لا تهرب ابنته، لكن هذا البيت عند راشيل التي عاشت حياتها في أمريكا لا يساوي شيئا (أنه آخر بيت في العالم يمكن أن أتوق إلى امتلاكه) ولماذا البيت الأخير؟
راشيل: إن لدي أمي بيوتا كثيرة في أمريكا
ليفي: أعرف
راشيل: البيت الذي نسكن فيه عبارة عن قصر له حديقة مترامية الأطراف
ليفي: بلغني
راشيل: أمي وهبت لي كل هذه البيوت دون أن تصرخ في هكذا (تنفجر في البكاء).
ليفي: اهدأي يا ابنتي
راشيلمستمرة في البكاء)
ليفي: كفى يا حبيبتي كفى .. المشكلة أنك لا تعرفين هذا البيت ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فراشيل تنظر نظرة مادية للبيت باعتباره بيتا قديما (كيف لا أعرفه وأنا أقف فيه .. أقف على نفس أخشابه المتآكلة وفي مواجهة حوائطه المتداعية) بينما هو كنز (هذا البيت ليس ككل البيوت) (هذا البيت له حكاية) فراشيل أخرى بالنسبة لأبيها، فلكل منهما منطقه الخاص. راشيل مادي بحت، بينما الأب منطق نفسي ذاتي، هو الأمن والأمان هو الذي يكسر حاجز الخوف "لقد كنا نجري في جنح الليل هربا منهم وليتنا كنا نعرف ممن نهرب لقد تحول الناس العاديون إلى جستابو (*) مهمتهم اصطيادنا .. أنت لا تستطيعين أن تتصوري مهما حاولت حالة الرعب التي كنا عليها أو كيف أصبحت فكرتنا عن نفسنا ...... أصبح دمنا مهدرا والمسألة لا تعدو كونها مسألة وقت وفور أن يقبضوا علينا سيشحنوننا مع غيرنا في اللواري ويضعوننا كالقمامة في محطات التجميع حتى يرسلوننا إلى أفرانهم الحارقة .. الحارقة افهمي ناس بني آدمين سيحرقوهم أقول تاني أتحبي أن ألسعك الآن حتى تحسي بمعنى كلمة يحرقونهم) ().
كان الرعب يملأ نفوسوهم ووجد في هذا البيت الملاذ والأمان ولذلك فهو أغلى مكان في العالم في رأي ليفي اذ يمثل له المعادل الموضوعي للأمن، والذى استدعاها الى اسرائيل خصيصًا للزود عنه اذا ما مات هو، فهو آخر بالنسبة لراشيل ذات الوضع المختلف تماما فهي لم تعش هذه الظروف ولذلك فالبيت عندها لا يساوي أكثر من قيمته المادية التي لا تساوي شيئا إذا قورنت بما عندها فهي أخر بالنسبة لأبيها.
2. الثنائية الثانية.
هي الثنائية التقليدية العربي الغريب - في رأي ليفي- الذي يدخل البيت في وقت يبحث فيه ليفي عن شاب وسيم تحبه راشيل فتقبل العيش معه في إسرائيل، يدخل هذا العربي ومعه ابنه أحمد الشاب الذي وصل من أمريكا توا بعد أن عاش معظم حياته هناك وتخرج في كلية الطب جراحًا؛ فتتلقفه راشيل وتصعد به إلى أعلى تاركا الثنائية الثانية بين ليفي والعربي حتى تظهر على مسرح الأحداث، ويدور بينهما حوار هادئ في البداية يظهر فيه العربي إعجابا بالحرية الإسرائيلية والعظمة عندهما وسرعان ما يتبين القارئ أو المشاهد أنها لهجة سخرية واستهزاء بعد أن يظهر سر زيارة هذا العربي للبيت (لن نكتشف الهدف الحقيقي من وراء الزيارة إلا قبل نهاية الفصل الأول)، الذي يثور عندما يكتشف أن ليفي قد غيَّر درابزين السلم:
العربيتتغير لهجته وتصبح حادة كالسيف) أنت غيرت هذا الدرابزين؟
ليفي: (يرد بتلقائية) تهالك وأوشك أن يقع وكان لابد من تغييره.
العربيبصوت يشبه الفحيح) ليس من حقك.
ليفي: ماذا؟
العربيصارخا) سمعتني
ليفي: كيف تتحدث معي بهذه الطريقة؟
العربي: إنه بيتي وبيت أجدادي ()
فهذا العربي هو صاحب البيت الحقيقي الذي اغتصبه ليفي بعد طرد العربي فى 48، وتظهر في مخيلة العربي ذكريات الطفولة "إنه كان من المستحيل أن نتصور أن هذه الجماعات الهزيلة الوجلة المترددة المندهشة لوجودها هنا ستقوم باقتلاعنا نحن أصحاب البلد الذين نتحرك ونتصرف بثقة وقوة والذين ننظر لهذه الجماعات بنوع من الشفقة، لم يكن من الممكن أنت نتصور أنها يمكنها تحت أي ظرف من الظروف أن تطردنا من أرضنا وضياعنا وقصورنا وتحولنا إلى لاجئين نعيش على الإعانات" () هذه الذكريات التي دارت في مخيلته لم يفق منها إلا على صدمة تغيير الدرابزين الذي يمثل عنده لحظة الانكسار/الجنون، بينما يكون منطق ليفي العداء لكل الناس "لا بل حقيقة كل الذين يعيشون خارج حارة اليهود ويدبرون المؤامرات لحرقها بمن فيها .. حقيقة الأعداء كل العداء المنتشرين كالأفاعي في كل شبر من الأرض يرصدون حركتنا وينصبون المشانق والمحارق لنا إني أراهم الآن ها هم لهم عيون تخرج منها ألسنة اللهب وأصابع تنتهي بأظافر طويلة كالحراب .. ها هم أمامي. إني أراهم رأي العين" () فقد تجاوز الحاجز الفاصل بين العقل والجنون وفقد التمييز فصار الآخر عدوا في عينه، لا يهم هذا الآخر ولو كان يهوديا المهم أنه الآخر،ويشتد العداء إلى الجنون مع هذا الذي جاء يسلبه الأمان ويثور دفاعا عنه، وينشب بينهما صراع شديد يصل إلى حد التشابك بالأيدي مرات ويتدخل أحمد وراشيل للفض بينهما في كل مرة، وفي النهاية تأتي الشرطة ويبرز العربي عقد بيته الذي يثبت أحقيته في البيت، فيمزقه الضابط ويضربه حتى يكسر ذراعه أما أحمد ولده الذي يحمل الجنسية الأمريكية فلا يقترب منه
(يُتْبَعُ)
(/)
أحد احتراما للجنسية الأمريكية.
وهذه هي صورة الآخر الطبيعية والمنتظرة في الحدث ولكل منهما وجهة نظره في البيت ولاشك أن هذه النهاية للفصل الأول نهاية طبيعية متوقعة من الشرطة الإسرائيلية.
3. الثنائية الثالثة:
تمثل الأم شخصية رئيسة في المسرحة وإن لم تظهر على مسرح الحدث بصورة مباشرة لكنها ظهرت من خلال الحوار المحتدم فالأم الأولى هي أم راشيل التي هربت بها إلى أمريكا بعد أن غافلت الأب بعد هروبهما من المانيا الى سويسرا توطئة للذهاب الى اسرائيل وتركته يذهب الى اسرائيل بمفرده " راشيل: أمي ضئيلة الجسم .. ولها ملامح بالغة الدقة .. لكن تحب أن تنظر إليها .. هادئة هدوءًا غير عادي .. نادرا ما تتكلم وإذا حدثتها ترد عليك بعد وقت وكأنها تناضل من أجل الحصول على الرد وعندما تتحرك لا تسمع لها صوتا كأنها تخشى أن تزعج أحدا أو أن تنبهه إلى وجودها .. وتمشي وكأنها تنساب أو تسيل مثلما يسيل الماء على الأرض بلا صوت .... أقامت حول بيتنا يا أحمد وهو بالمناسبة قصر يقع وسط حديقة مترامية الأطراف جدارا عاليا لا نظير له في الضاحية كلها، واستأجرت للحراسة شركة أمن " () لقد فقدت المرأة اليهودية الأمن مثل زوجها ولم تستطع المدنية أو الرفاهية أن تعيد إليها هذا الأمن المفقود، فتحولت إلى صورة أخرى من زوجها فمن يتعرض لهذه الفظائع ليس أمامه سوى طريق من اثنين الجنون وهو مصير الزوج، ذلك الذي ذاق مرارة الظلم والتشرد والتشرذم،وبدلا من أن يدفعه هذا إلى كراهية الظلم بأشكاله جميعها إذ به يتحول إلى ظالم ويكون سببا في تشريد غيره،وهذا ما وعته زوجته ولم يستطع عقلها أن يتقبله؛لذلك فقد صار زوجها /الظالم صورة أخرى من صور الظلم لذلك اختطفت ابنتها وفرت الى امريكا بدلا من دولة قائمة على تشريد غيرها،بل قاومت فكرة عودة ابنتها إلي أبيها وحذرتها من تغيرها هناك،لكنها في داخلها أصبحت تمثل صورة من صور الموت وهذه الصورة التي رسمها الكاتب لها هي صورة الموت فهي ميتة بل هي الموت المجسد "وإذا حل لها أن تهزل وان تنزل من عليائها عندئذ يمكنك أن تسمع تانجو من نوع الدانوب الأزرق (*) " ()
أما الأم العربية فقد ماتت على أرض الواقع فقد كانت مع زوجها من سادة هذه المدينة وبعد الشتات والتهجير "ماتت كمدًا أمام عيني لأنها لم تستطع أبدا أن تتواءم مع حياتها كلاجئة تعيش في مخيم .. كنت أراها تتضاءل يوما بعد يوم أمام عيني ولا أستطيع أن أفعل لها شيئا " ()،فهي تضاءلت وزوت مثل زوجة ليفي لكنها لم تستطع أن تعزل نفسها عن الحياة كما فعلت زوجة ليفي فماتت كمدًا أما زوجها فهو الصورة المقابلة لليفي هذا الرجل الذي أصابته اللوثة ففقد القدرة على التفكير السليم المنطقي كما قال له ابنه،وهي الصورة الأولى التي تبدو من وراء حوارهما،لكن الحقيقة التي يكتشفها الابن غير ذلك فهو قد جاء إلى البيت ليس مطالبا به كما ادعى امام ابنه فليس من المنطقى أن ينتظر من شرطة المغتصب أن تنصفه وترده له ولكن كان له هدف آخر سيظهر فيما بعد ذلك من أحداث (فقد خذله العالم كله .. العالم كله) ص:74.
4. الثنائية الرابعة:
بين أحمد وراشيل الذي وجد كل منهما في الآخر ما يبحث عنه ويتفاهم معه بعد أن انقطعت لغة الحوار بينهما وبين والديهما، فقد عاشا كلاهما طيلة حياته في أمريكا في مدينة واحدة وإن كانا لا يعرفان بعضهما البعض، وهذه هى زيارتهما الأولى لاسرائيل وكل منهما يرى والده للمرة الأولى فأحمد والده يعيش فى غزة التى سمحت اسرائيل لأهلها (وقت وقوع الأحداث فى المسرحية) ومنذ حرب 67 بزيارة الضفة الغربية مرورًا باسرائيل مما اتاح للعربى اصطحاب ابنه لزيارة بيته القديم المغتصب فى 48 وراشيل والدها يعيش فى اسرائيل وفى البيت المغتصب، ووجد كل منهما أفكارا تتعارض مع ما تعلمه، لكن كل منهما رأي في الآخر ما يبحث عنه لذلك فهما يتفقان في الرؤى والأفكار لأنهما ينهلان من نبع واحد هو الثقافة الأمريكية لذلك فلا عجب أن يدور هذا الحديث بين راشيل والضابط الإسرائيلي (محاولة اقناعه أن يتجاوز عن موقف أبيها غير القانونى مع وعد بأن تأخذه معها وتسافر الى أمريكا ويا دار ما دخلك)
راشيل: أبي يا حضرة الضابط يسكن هذا البيت وليس معه مستندات الملكية.
الضابطمتهكما) أحقا يا للهول
(يُتْبَعُ)
(/)
راشيل: والأكثر من ذلك يريد- وهو لا يملكه- أن يتنازل عنه لي.
الضابط: أحقا يا للهول
راشيل: ومصر على ذلك تخيل؟ ()
فهي تؤمن بأحقية العربي في بيته لأنه يملك العقد فعندها في أمريكا (البوليس في أمريكا تعطيه العقد يعطيك البيت) ()، ولأنهما أبناء ثقافة واحدة تختلف تمام الاختلاف عن ثقافة المجتمع الذي وفدا إليه فإنهما في موقف المواجهة ينظران إلى الصورة من الخارج ويحكمان العقل والمنطق فيبدوان في صورة مخالفة للوالدين، ويلخص هذا الحوار صورة هذا الاختلاف:
العربي وابنه ليفي وراشيل
العربي: لم يكن أمامي طريق آخر لأعرفك حقيقة قضيتك
الشاب: أن تصنع هذا الموقف الرهيب.
العربي: أنا لم اصطنع شيئا لا وجود له
الشاب عدت للمرواغة.
العربي: عيب أن تقول هذا لأبيك.
يا أبي .. يا أبي .. ألم تكن تعرف مسبقا ما الذي سينالك من عقاب إذا ما دخلت بيت ليفي وطالبته أن يسلمه لك
العربي: أليس بيتنا؟
الشاب عدت للمغالطة مرة أخرى
العربي هل أصبحت الحقيقة مغالطة في هذا الزمن الأسود
الشاب: أنت تعرف ماذا أعني
العربي: أين المغالطة في أن أقول هذا بيتي .. أليس بيتي؟
الشاب: أنت تعرف أن المغالطة ليست فيما إذا كان البيت بيتك أم لا
العربي: إذن هو بيتي
الشاب: وأنا لم أقل بغير ذلك
العربي إذا فما الخطأ في أن أطالب به
الشاب تطالب من
العربي: المغتصب
الشاب: المغتصب؟ .. تلجأ إلى البوليس الإسرائيلي لينصفك من المغتصب يا أبي؟
العربي: ولما لا؟
الشاب: قد يقبل هذا التصرف من رجل ساذج أو أبله لا يعرف أو غير ملم بأبعاد القضية مثلي .. , أما منك أنت .. وأنت من أنت .. فلابد أن يكون وراء هذا التصرف غاية .. هدف تريد أن تصل إليه. ليفي: راشيل .. حبيبتي .. هنا أرض الميعاد .. هنا حارة اليهود الكبرى التي تضم بين دفتيها كل حواري يهود العالم .. شيلوك (*) الذي صنعه شكسبير في تاجر البندقية لم شريرا بطبعه يا راشيل هم الذين جعلوه شريرا ونسوا أنهم صانعوه .. لقد أحاطوه بسياج من الاحتقار والكراهية فكان من المستحيل أن يكون غير ما كان عليه .. ولكن الآن شيلوك مات يا راشيل بل قولي أنه عاد من المنفي بعد أن حصل على رد شرف وأصبح إنسانا سويا كباقي الخلق ابق إلى جوار أبيك يا راشيل دعينا جيلا بعد جيل نسند ظهورنا إلى حائط المبكى ونموت في هدوء
راشيل: أنت تقول شيلوك مات
ليفي: نعم
راشيل: ولكن أراه الآن أمامي
ليفي: لا أفهم
أرى انك شيلوك بلحمه ودمه
ليفي: كيف تقولين ذلك عن أبيك يا راشيل
راشيل: بل صدقني إذا ما قلت لك شيلوك كان موقفه أسلم من موقفك فقد كان معه عقد وقد تمسك ببنوده أما أنت فليس معك إلا القوة الباغية.
ليفي: كيف تقولين ذلك .. كيف تكونين ابنتي من صلبي وتقولين ذلك
راشيل: الحقيقة
ليفي: أية حقيقة .. حقيقة الظالمين
راشيل: بل حقيقة الذين اتيحت لهم الفرصة لكي يعيشوا خارج حارة اليهود ويحكموا على سلوكها بتجرد أكثر.
هذه هي صورة كل منهما مع والده فكلهم أخر بالنسبة للآخر، فقد تبين الغرض الذي من أجله ذهب العربي إلى البيت ليس لطلب البيت فهو يعرف استحالة ذلك وبخاصة من الشرطة الإسرائيلية"لقد أخرجت الضابط عن صوابه عامدا متعمدا، وأنت تدرك تماما لما سينالك من عقاب وكان هذا هو هدفك الأساسي إذا كان همك أن تهان أمامي وأنت تطالب بحق واضح وضوح الشمس وبهذا تصل إلى غرضك وهو التأثير علي .. وأنا أقول لك برافو! لقد حققت هدفك العظيم فمنظر الدم وهو يندفع من جبهتك سيظل نافورة عذاب أشقى بها ما حييت .. أما هدفك الثاني الذي من المفروض أن يترتب على الأول فيؤسفني أن أقول لك إنه لن يتحقق أبدا .. ذلك لأني لن أثأر لك .. ليس فقط للأسلوب غير الأخلاقي الذي اتبعته في التأثير علي بل أيضا لأني طبيب ورسالتي في الحياة تخفيف آلام البشرية لا زيادتها " ()، لقد خدعه أبوه بوسيلة غير أخلاقية من وجهة نظر الابن، كما أنه عاش طيلة حياته بعيدا عن محور الأحداث وبالتالي تختلف أيديولوجيته تماما فهو ينظر للصورة من الخارج، ولذلك يرفض تبني وجهة نظر الأب، وهو كطبيب جراح يقول " كيف اتدرب عشرات الساعات نزيف الدم ويكون عملى هو اراقة الدماء، أما راشيل مدرسة الموسيقى فهي ترى بحكم تربيتها في أمريكا أن الحق مع العربي وأبوها ظالم له سالب لحقه، فيهرب الابنان من هذا الجحيم الذى اسمه اسرائيل ليعودا الى امريكا فهما أصحاب لغة تتباين تمام التباين مع الواقع
(يُتْبَعُ)
(/)
الموجود أمامهما، ويتقابلان في المطار أمام بوابة السفر فى تحد سافر لأبويهما اللذان هدداهما بالقتل والمتوجدان بالمطار لهذا الغرض ان غادرا اسرائيل لأمريكا واذا لم يبق كل منهما أحمد لاسترداد البيت المغتصب وراشيل لحمايته ان حاول أحمد استرداده ويدور بينهما هذا الحوار
أحمد: هل كان هو أحد النازيين الذين طاردوا أمك أو أباك؟ .. تكلمي
راشيل:أنا لم أقل ذلك أبدا
أحمد: هل كان يوما معاديا للسامية كما يقولون؟
راشيل: لم أسمع بشيء كهذا.
أحمد: ولو كان من المعادين للسامية كيف سمح أو تسامح مع أصحاب القبعات السوداء فور حضور طلائعهم إلى بلاده هه؟ .. لماذا لم يقاومهم .. لماذا اعتبرهم إضافة إلى سائر اليهود الذين كانوا يعيشون معه في مدينته.
راشيل: هذا شيء بديهي
أحمد: إذا لماذا؟ كيف لا أكون القاتل وتوقع علي عقوبة الإعدام هه تكلمي
راشيل: أعرف أنه ظلم وأنت نفسك رأيت مدى احترامي للعقد الذي بيده
أحمد: لو كان له دور في مأساتكم من قريب أو بعيد لقلت ليأخذ جزاءه.
راشيل: أشهد ببراءته من ذلك ().
فالحقيقة التي يطرحها الكاتب هنا تتوافق مع المنطق العقلاني الذي يؤمن به كل منصف وهو لو سلمنا جدلا بحدوث تلك الفظائع لليهود في أوروبا، ومعاملتهم تلك المعاملة القذرة والقاسية – وهو أمر يدفع للشفقة والعطف عليهم- لكن ليس للعرب ذنب فيما حدث لهم فقد تحولوا من مظلومين إلى ظالمين يصنعون بأصحاب الأرض ما صنعه الأوروبيون بهم.
وبعد هذا الحوار المزدوج يقرران عدم السفر معا العودة إلى البيت القديم أحمد يبنى فيه دور ثالث يكون عيادة وراشيل دور رابع يكون معهد لتعليم الأطفال الموسيقى فى نفس اللحظة التى امتدت أيديهما للهاند باك ليحملاها توطئة لعودتهما أعلن ميكروفون المطار وصول طائرة الولايات المتحدة، ظن الوالدان المترصان أنهما فعلا سينفذان تهديدهما ويعودان الى الىلايات المتحدة على عكس الحقيقة ولأنهما بهذا التصرف قد خرجا عن الناموس الأعظم من وجهة نظر الأبوين فيطلقان عليهما مسدساتهما. تنتهي المسرحية وهما محمولان على نقالة الإسعاف بين الحياة والموت، وهي نهاية مفتوحة من المؤلف فلم يموتا أو يعيشا مما يفتح باب التأويلات أما المتلقي فمن حقه أن يتخيل النهاية التي يراها مناسبة من وجهة نظره.(/)
ليته ظل صامتا
ـ[عصام محمود]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تعليق نقدي على قصيدة خارج الوقت للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وأنتظر رأيكم فيه.
ليته ظل صامتا (*)
بعد عشر سنوات من العقم الإبداعي لشاعرنا الكبير أحمد عبد المعطي حجازي بشرتنا الأهرام المصرية يوم الخميس 30 إبريل بأنها سوف تنشر قصيدة جديدة،ونشرت بالفعل القصيدة الجديدة صبيحة الأول من مايو2009م بعنوان "خارج الوقت" وصعقت عند قراءتي لهذه القصيدة، فهي أبعد ما تكون عن القصيدة وتخلو من الشاعرية، وتخرج من تحت مصطلح الشعر إلى ما يمكن تسميته بالخواطر التي يمكن أن يقوم بها الفرد العادي في حياته.
ووجدت نفسي أعيد طرح التساؤل الذي طرحه رومان ياكبسون من قبل:
ما هي تلك السمات التي يتميز بها نص ما حتى يكون أدبا؟
أو ما الذي يجعل من عمل ما فنا؟
بالطبع ليس المعنى هو المشكل للجمال الفني فليس من وظيفة الشاعر أن يقدم لنا خبرا أو معلومة، كما أنه ليس تعبيرا عن مكنون الشاعر وإلا صار كل منا شاعرا، ولننظر إلى قواعد الشكلانيين [ i] الروس في النقد "فالصور" و"المعاني" التي تستخدم في "الأدب"، موجودة في الحياة من قبل أساسا، لكن نحن الذين أصبحنا غير قادرين علي إدراكها بسبب "الألفة" التي حدثت بيننا وبين جميع مظاهر الحياة التي نحياها، إلي أن يأتي "الشعراء" في شعرهم فيقوموا بإعادة ترتيب وتنظيم هذه "الصور" في سياقات مختلفة، غير معتادة أو مألوفة كالتي نستخدمها نحن في حياتنا اليومية العادية، فما يقوم به "الشعراء" في الحقيقة؛ ليس ابتكارا "لصور" جديدة غير موجودة من قبل، وإنما هو إعادة تنظيم وترتيب لهذه "الصور" في نمط جديد، وذلك هو ما يجعلنا نشعر بأنها إبداع واختلاق جديد بخلاف ما هو حادث فعلا.
وعلى هذا فالمعنى الذي يعبر عنه الشاعر ليس قضية في ذاته وإنما القضية هي كيف عبر عنه؟ فهم يرون أن "المضمون" الذي يقدمه العمل الأدبي ليس ذا أهمية بالنسبة إلي "إنشاء الشعر"، فالمضمون ليس أكثر من مجرد دافع للعمل الأدبي.
وهذه المبادئ مستقر عليها منذ القدم، وقد رفض الجاحظ من قبل موقف أبي عمرو الشيباني عندما استحسن بيتين من الشعر وهما:
لا تحسِبَنَّ الموتَ مَوْتَ البِلَى ..... فَإنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجالِ
كلاهما موتٌ ولكِنَّ ذَا ......... أفظَعَ من ذاكَ لذلِّ السُّؤال
فقال الجاحظ: وذهب الشَّيخُ إلى استحسانِ المعنى، والمعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العجميُّ والعربيُّ، والبدويُّ والقرَوي، والمدنيّ، وإنَّما الشأنُ في إقامةِ الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحَّة الطبع وجَودَة السَّبك، فإنما الشعر صناعةٌ، وضَرْب من النَّسج، وجنسٌ من التَّصوير.
وهنا أمعنت النظر فيما قدمه أحمد عبد المعطي حجازي فوجدته يعتمد على تقنية المعني، وكأنه يتكلم مع نفسه ويخاطبها، ولننظر إلى ((المحور الأول)) من القصيدة المذكورة
أنا أعرف بالطبع أن زماني هذا غريمي
وأن الذي لي فيه قليلْ
لي فيه الذي فاتني أن أحصله
والذي فر من قبضتي
والذي أتذكره وأحن له
والذي هو حلو جميل
اكتفى بزياراته المتقطعة الآن
فالوقت ما عاد يسعفنا
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبل قيلْ!
هذا حديث مع النفس لا يختلف كثيرا مع الخواطر، استخدم فيه الشاعر ضمير المتكلم بصوره المتعددة إحدى عشرة مرة ما بين ضمير المتكلم الصريح وياء الملكية، في مواجهة ست مرات لضمير الغائب الذي يعبر الشاعر عن ملكيته له، ويتبقى ضمير واحد وهو ضمير جماعة المتكلمين أو الأنا الجمعية نجده واحدا في المحور الأول في كلمة (يسعفنا) ولم يستخدمها الشاعر للدلالة على الجمع وإنما استخدم (نا التعظيم)
وإذا عدنا إلى الوظائف اللغوية عند ياكبسون وصورتها كالتالي
"السياق" وظيفة "مرجعية" Referential
" المرسل"
وظيفة:
"انفعالية" Emotive
" الرسالة" وظيفة:
"شعرية" Potic
" المستقبل"
وظيفة:
"افهامية" Conative
" الشفرة" وظيفة:
"شارحة" Metalinguistic
" قناة الاتصال" وظيفة: "تواصلية" Phatic
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذه المعطيات التي خرجنا بها من المحور الأول في القصيدة نجد أن الشاعر يعتمد لغة انفعالية في خطابه الشعري، وكذلك تكرار الاسم الموصول ((الذي)) فقد تكرر سبع مرات في عشرة سطور شعرية، وكأن المعجم اللغوي أفلس فلم يجد سوى هذه اللفظة فكررها.
وكنا نقول إن التصوير والتخيل من ضرورات الشعر؛فلا يجب على الشاعر أن يكرر صور الواقع المعاش أو الحياة بل يقدم صورا وتخييلات جديدة إذ سيكون مدعاة للسخرية لو قال الليل ليل والنهار نهار، وها هو شاعرنا يحاول كسر هذه الثوابت بالإقدام على ما سخرنا منه مررا، ولننظر إلى السطرين الشعريين الأخيرين
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبل قيلْ!
إنهما الماء ماء والنهار نهار فلا خيال فيهما مطلقا.
ولا يمكننا أن نسلم بأن هذا النص حديث مع النفس لأنها نشرت في جريدة الأهرام المصرية بل عدد الجمعة الذي يحقق الكم الأكبر من المبيعات بين الجرائد المصرية في هذا الوقت؛بل أفردت له الأهرام صفحة كاملة هي ص:39، بما يقطع معه أن تكون مجرد خواطر عادية، ولأنها لغة شعرية خاطب بها جمهورا كبيرا في أنحاء الوطن العربي بعد فترة من العقم الإبداعي استمرت عشر سنوات لوجدنا أن الهدف منها هو استدرار العطف أو الشفقة بتحويل المشاعر نحو شخصية الشاعر بعيدا عن النص الشعري.
وعدت أتساءل أين الشاعرية؟
أين الانحراف اللغوي؟
أين الوحدة التي تجمع محاور القصيدة؟
إن العنصر الوحيد الرابط جنبات النص هو المعنى، فهل يكفي المعنى لربط النص الشعري؟
هذه كلمات مرصوصة تحت بعضها ولا يربطها رابط فني
وهذا ((المحور الثاني)) من القصيدة:
وأنا لم أعد أعرف الوقت
فالشمس تفلت من بين كفى
والأرض تحتى دائرة كالرحى
والليالى شكولْ!
هل تختلف النظرة فيها عن تلك السابقة؟ صور عقيمة لانفلات الشمس من اليد وحركة الأرض التي تشبه الرحى، صور مكررة لا تمنح خيالا جديدا، وإن كانت أفضل من سابقتها في المحور الأول لكنها لا تخرج كثيرا عن النتائج السابقة في وظائف اللغة عند ياكبسون.
أما المحور الشعري الوحيد في القصيدة فهو المحور الثالث:
وأنا راحل أبداً
لا أفكر فى أن أعود إلى حيث كنت
ولا أتمنى الوصول ْ!
لا أريد من الحلم أن يتحقق
كيلاً يشاركنى الوقت فيهِ!
وتلفحَه الشمس منى،
وتطفئه المتعة العابرة
لا أريد من الحلم شيئا، ً
سوى أن يظل كما هو حلماً،
يرفرف فوق الزمانٍِِِ،
وكان يمكن أن يكون هذا المحور شعريا رائعا بالفعل لولا تدخل الشخصية الذاتية وطغيانها على النفس الشعرية، وغلبتها عليها، فبعد أن شعرنا بالتحليق في أفاق الشعرية خرجنا منها إلى الذاتية المفرطة التي تطغى على جو القصيدة، ولو ترك الشاعر ذاتيته الشعرية تطغى على جو القصيدة لصار هذا المقطع كافيا لعودة جديدة لشاعرنا الغائب.
والقصيدة في مجملها مكونة من ستة محاور ولا تختلف المحاور الثلاثة التالية في التحليل عما قدمه لنا المحور الأول لذلك أقول: ليته ظل صامتا
(*) عصام محمود أحمد، جامعة حلوان، كلية الآداب.
[ i] استعنت بكتاب (تلقي البنيوية في النقد العربي) لبيان موقف الشكلانيين الروس، وكذلك في محاور رومان ياكبسون لوظائف اللغة للكاتب وائل سيد عبد الرحيم.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 10:57 م]ـ
[ quote= عصام محمود;361034]
فما يقوم به "الشعراء" في الحقيقة؛ ليس ابتكارا "لصور" جديدة غير موجودة من قبل، وإنما هو إعادة تنظيم وترتيب لهذه "الصور" في نمط جديد، وذلك هو ما يجعلنا نشعر بأنها إبداع واختلاق جديد بخلاف ما هو حادث فعلا.
إذن سيدي فلتبدع لنا النصوص الأدبية التي توافق منهجك ولتطرح لنا أعمالا تسير على هذا النهج عسى أن يخجل الشعراء من أنفسهم إبان هذه النصوص ولك ساحة الإبداع ولنا مواطن النقد هذه واحدة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 11:03 م]ـ
وأما الثانية سيدي فهى في قولك
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبل قيلْ!
إنهما الماء ماء والنهار نهار فلا خيال فيهما مطلقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
((لا تقربوا الصلاة)) علينا وخاصة في شعر التفعيلية أو الحر ألا نأخذ الكلمات هكذا مفردة دون رابط بينها وبين أخواتها وبالمثل مع الجمل فإن جاز هذا مع القصيدة العمودية فإنه لا يجوز مع قصيدة التفعيلية فالأفضل نزع المقطوعة كاملا إن صح.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 11:06 م]ـ
وأما الثالثة في قولك
وأنا لم أعد أعرف الوقت
فالشمس تفلت من بين كفى
والأرض تحتى دائرة كالرحى
والليالى شكولْ!
صور عقيمة لانفلات الشمس من اليد وحركة الأرض التي تشبه الرحى، صور مكررة لا تمنح خيالا جديدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
هل وظيفة الصورة الشعرية تقتصر فقط على منح خيالا جديدا؟!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 11:10 م]ـ
وأما الرابعة ففي قولك
ولا يمكننا أن نسلم بأن هذا النص حديث مع النفس لأنها نشرت في جريدة الأهرام المصرية بل عدد الجمعة الذي يحقق الكم الأكبر من المبيعات بين الجرائد المصرية في هذا الوقت؛بل أفردت له الأهرام صفحة كاملة هي ص:39، بما يقطع معه أن تكون مجرد خواطر عادية، ولأنها لغة شعرية خاطب بها جمهورا كبيرا في أنحاء الوطن العربي بعد فترة من العقم الإبداعي استمرت عشر سنوات لوجدنا أن الهدف منها هو استدرار العطف أو الشفقة بتحويل المشاعر نحو شخصية الشاعر بعيدا عن النص الشعري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الفقرة كلامك لا يمس باب النقد بصلة لأنك خرجت عن النقد الفني للقصيدة ووضحت وجهك نظرك في قضية مفروغ منها فالشاعر قد نال من الشهرة ما فاق شهرة غيره من الأدباء
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 11:12 م]ـ
ختاما سيدي
فالكلام كثير ولكن أكتفي بعرض هذه النقاط ولك جزيل الشكر وخالص المودة
محمد أبو النصر
حفيد العقاد
ـ[عصام محمود]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 12:29 ص]ـ
[ quote= عصام محمود;361034]
إذن سيدي فلتبدع لنا النصوص الأدبية التي توافق منهجك ولتطرح لنا أعمالا تسير على هذا النهج عسى أن يخجل الشعراء من أنفسهم إبان هذه النصوص ولك ساحة الإبداع ولنا مواطن النقد هذه واحدة
أخي الكريم ما هكذا تورد الإبل،وليس معنى أن أنقد شعرا أن أكون أنا شاعرا،فهذا خلط واضح بينهما وما كنت أعتقد بوقوعك فيه،وهل النقد ليس إبداعا؟ يا أخي الكريم النقد ليس صراعا بين الناقد والمبدع لكنه نوع من التكامل انظر إلى قول روبين جورج كولنجوود في كتابه "مبادئ الفن"ص198.، الذي ينسب تلك المتعة الناتجة من العمل الفني الجليل إلى المتلقي وحده، حيث يقول: "والشخص الذي يرمي إلى إثارة انفعال يتجه إلى التأثير في مستمعيه بطريقة لا يلزم تأثره بها؛ فالصلة بينه وبين الفعل مختلفة تماما عن صلة مستمعيه به، مثلما تختلف صلة كل من الطبيب والمريض بالدواء الذي يقرره الأول لكي يتعاطاه الأخر" وكذلك العلاقة بين الناقد والشاعر،وما قلته ليس رأي وحدي بل رأي جمهور عظيم من النقاد منهم ريشتاردز في العم والشعر ومبادئ النقد الأدبي ورولان بارت في نقد وحقيقة ولذة النص وستيفة سبندر في الحياة والشاعر وغيرهم من الذين لهم اسمهم في عالم النقد انظر إلى قول أروين أدمان: في كتابه الفنون والإنسان، ص26، 27. عندما قال "فيتناول الشاعر والقصاص الأحداث عل نحو يجبر العين على التوقف ونشدان المتعة في الرؤية، كما يجبر الأذن على الاستمتاع لمجرد الاستمتاع، والعقل على التلهف على لذة الاكتشاف التي لا تسعى إلى نفع، أو الحيرة أو الدهشة" هذه هي وظيفة الفن التي إن خرج عنها لم يعد فنا المتعة أولا سبيل الفن وهدفه الأسمى،والحقيقة أن القصيدة تفتقد المتعة الجمالية.
أما عن تناولي للمفردات فأنا لم اتناولها مفردات فما طبقته هو المنهج الأسلوبي الإحصائي وهو احد آليات البنيوية مع الاستفادة بجهود علم النص الحديث.
أما عن الخيال والامتاع فماذ الذي يفرق بين اللغة الطبيعيعة والمنحرفة (الأدبية) إنه التميز اللغوي والاستعمال غير الطبيعي والمألوف لهذه اللغة أما لو استعملت استعمالا طبيعيا فقد خرجت من حيز اللغة الشعرية إلى اللغة النفعية راجع تودروف ما الشعرية،والمعاني الثواني عند عبد القاهر ومعنى المعنى عند ريتشاردز
وإذا لم تمنحك الصورة الشعرية خيالا وسبحت فيها وحاولت سبر أغوراها
بحيث تسبح معها في الخيال اللا محدود فهي لغة غير شعرية،ويفسر الدكتور عز الدين إسماعيل انصراف الغالبية إلى الاهتمام بالجانب الشكلي علي الجانب الوظيفي في العمل الأدبي قائلا ص:143:"ولكن لما كان العمل الأدبي في الواقع عملا محسا، فقد انصرفت الأغلبية إلى الاهتمام بالجمال الشكلي الذي يتأدى إلى الحواس فيلذ ها أو يؤذيها، وكأن قصارى العمل الأدبي الناجح أن يحدث اللذة.
أما عن استدرار العطف والخروج عن حيز النقد فالناقد لا يسمك مقباسا يقيس به لغته هنا خرج وهنا دخل بل تحكمه عوامل كثيرة منها النص ذاته وأرجو منك مراجعة قراءة النقد مرة أخرى ستجد هناك إحصاء دقيق للغة الشاعر في النص أي ان الحكم مبني على قواعد حتى لو كانت خاطئة أو لم تعجبك فهي مبينية على أسس وليس مطروحة هكذا عبثا
يا حفيد العقاد راجع ما قاله العقاد عن حجازي وكيف رفض ان يضمه إلى قائمة الشعراء بل حول شعره إلى لجنة النثر في بداية ظهور حجازي الشعرية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 07:08 م]ـ
سيدي عصام
الأستاذ العقاد له رأي واضح في شاعرية حجازي وأصحابه وكما تفضلت بأنه قد حول قصائده إلى لجنة النثر ((للتخصص)) نعم ولكن قريحتي النقدية و الشعرية ليست أسيرة كلية لأستاذي وجدي العقاد فإذا كان لي الشرف بمرافقته طول الحياة ولكني مازلت حرا فله الحق فيما يقول ولي الحق فيما أراه.
معذرة سيدي فمازلت متمسكا بموقفي فكلامك بالمنهج البنيوي هو بعيد عن المنهج والصورة الشعرية لم تقتصر و لن تقتصر على منح الخيال كما تقول سيدي
وأما عن استدرارالعطف فأرى انك خالفت الصواب كثيرا في هذا والحجج التي سقتها ليست بحجج بل هى من قبيل الخواطر
كرا لك سيدي د/ عصام
وتقبل مني وجهة النظر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام محمود]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 07:51 م]ـ
سيدي عصام
وأما عن استدرارالعطف فأرى انك خالفت الصواب كثيرا في هذا والحجج التي سقتها ليست بحجج بل هى من قبيل الخواطر
كرا لك سيدي د/ عصام
وتقبل مني وجهة النظر
هذه هي النقطة الوحيدة التي سأعلق عليها
نحن نتكلم عن علوم إنسانية تعتمد الرأي والرأي الآخر ولسنا في رياضيات أو علوم فيزيائية أو كيميائية لها قوانينها وكل من تجاوزها فهو مخطيء،يمكن أن تعجبك القصيدة وهذا رأيك ومنهجك وبالطبع يمكن ألا تعجب غيرك وله رأيه ومنهجه وكلاكما على صواب لأننا ليس عندنا القانون الذي نحكم عليه بالصواب والخطأ فيمكنني أن اختلف معك وليس معنى هذا أنك مخطئ وكذلك أنا فهذا موقفك ورأيك وكذلك أنا.
ـ[جلمود]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 03:32 م]ـ
رؤية نقدية تستحق الثناء الجميل، دكتور عصام،
علم وفقه وتذوق واطلاع ورؤية ثاقبة فهنيئا لنا بكم!
ومرحبا بكم في شبكتكم شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية!
ورحم الله العقاد فقد كان بفعله هذا رؤوفا رحيما بحجازي،
صدقت دكتور عصام ليته ظل صامتا!
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 09:55 م]ـ
شكرا لك سيدي عصام حسن الحوار
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 01:18 ص]ـ
دكتور عصام
أشكركِ على هذا الطرح الرائع
حقيقة دكتوري
مع ضعفي وجهلي بالشعر والنقد
إلاّ أني أحسست عن قراءتي للنص
بأني أقرأ خاطرة
ليس هناك ما يطرب العقل
ويهز الروح ويذكي القريحة
ويؤرث المشاعر ويثير الأحاسيس.
أتوافقني دكتورتي أن النص الجيد
الجميل القوي يأسر القارئ ثم يستثيره
أن كان له علاقة بالقلم ويذكي قريحته
ويدعوهـ لسبر أغوار التأثير الحاصل به
وقد يختمر هذا التأثير ويتحد مع تجارب شعورية
أخرى فيخرج لنا نصاً جديداً رائعاً
يحكي لنا قصة الإبداع.
أياً كان هذا النص الجديد
قصة أو مقال أو خاطرة؟
حقيقة لم أثأثر بهذا النص
وعند قراءتي لرؤيتك النقدية تأكدت رؤيتي لذائقتي.
شكراً لكم
تقبلي مروري.
ـ[عصام محمود]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:49 م]ـ
دكتور عصام
أشكركِ على هذا الطرح الرائع حقيقة دكتوري مع ضعفي وجهلي بالشعر والنقد إلاّ أني أحسست عن قراءتي للنص بأني أقرأ خاطرة ليس هناك ما يطرب العقل ويهز الروح ويذكي القريحة ويؤرث المشاعر ويثير الأحاسيس.
وأشكرك على المتابعة،وما قلته بعد ذلك لا ينم عن جهل بل إحساس واضح وقراءة واعية للنص
ـ[عصام محمود]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:49 م]ـ
أتوافقني دكتورتي أن النص الجيد الجميل القوي يأسر القارئ ثم يستثيره أن كان له علاقة بالقلم ويذكي قريحته
ويدعوهـ لسبر أغوار التأثير الحاصل به وقد يختمر هذا التأثير ويتحد مع تجارب شعورية أخرى فيخرج لنا نصاً جديداً رائعاً يحكي لنا قصة الإبداع.أياً كان هذا النص الجديد قصة أو مقال أو خاطرة؟.
وهذا الكلام الذي قلت إنه يعبر عن عقلية نقدية واعية
حقيقة لم أثأثر بهذا النص
وبالطبع أوافقك على كل كلمة
ـ[عصام محمود]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 01:54 م]ـ
حقيقة لم أثأثر بهذا النص
وعند قراءتي لرؤيتك النقدية تأكدت رؤيتي لذائقتي.شكراً لكم
تقبلي مروري.
أواافقك الرأي والشعور والحقيقة أن رأيي لم يكن ضد الشاعر بل ضد هذه القصيدة تحديدا التي تسيء إلى تاريخه ولا تضيف إليه شيئا فهي كما مقول عبارة عن خواطر والشعر بعيد عن كل هذا
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 11:04 م]ـ
نقد في محله وتحليل دقيق للنص الشعري، شكرا للدكتور عصام ..
ـ[سادين]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 09:31 م]ـ
لا أعتقد أن استاذنا أحمد عبد المعطى حجازى قد أخطأ حين نشر تلك القصيدة فالقصيدة معبرة ولا يمكن إبدال لفظ من مكانه وإحلال لفظ آخر وهى صادقة جدا وقبل أن أقرأ موضوعك كنت قد قرأتها بالمصادفة في الأهرام فآثرت أن أحتفظ بها ترنيمة أتغنى بها حين يعينى الشجن ..... ربما يختلف القراء ولكن يبقي النص فريدا ... هذه وجهة نظرى ولك جزيل الشكر
ـ[عصام محمود]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 04:46 م]ـ
لا أعتقد أن استاذنا أحمد عبد المعطى حجازى قد أخطأ حين نشر تلك القصيدة فالقصيدة معبرة ولا يمكن إبدال لفظ من مكانه وإحلال لفظ آخر وهى صادقة جدا وقبل أن أقرأ موضوعك كنت قد قرأتها بالمصادفة في الأهرام فآثرت أن أحتفظ بها ترنيمة أتغنى بها حين يعينى الشجن ..... ربما يختلف القراء ولكن يبقي النص فريدا ... هذه وجهة نظرى ولك جزيل الشكر
شكرا على المشاركة
لكنني اختلف بلاشك فنحن لا نقول للشاعر أخطأ او أصاب فنحن لا نناقش كيمياء أو فيزياء بل نحن نقيم فنا والشاعر بالطبع لم يجد في القصيدة - من وجهة نظري- كما تعودنا منه،وهي كما قلت أنت ترنيمة، وليست قصيدة شعرية حقيقية.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 07:12 م]ـ
سيدي عصام محمود
أختلف معك كثيرا في أننا لا نناقش الكيمياء و الفيزياء فالعمل الأدبي أولا لكي يكون ناجحا عليه أن يتألف من عناصر كيميائية أو عناصر تحمل الصفات الكيمائية والناقد الحاذق عليه أن يكشف لنا هذه الكيمياء المتمثلة في التعبير و التصوير ولهذا الحديث مقام كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 10:50 م]ـ
شكرا لك أستاذ عصام على هذه اللفتات النقدية.
القراءات تختلف، كما المناهج والأدوات تختلف. و كل قراءة جديدة قد تضيف للقديمة وقد تعارضها، و المستفيد في الأخير هو النص.
ـ[عصام محمود]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 12:57 م]ـ
سيدي عصام محمود
أختلف معك كثيرا في أننا لا نناقش الكيمياء و الفيزياء فالعمل الأدبي أولا لكي يكون ناجحا عليه أن يتألف من عناصر كيميائية أو عناصر تحمل الصفات الكيمائية والناقد الحاذق عليه أن يكشف لنا هذه الكيمياء المتمثلة في التعبير و التصوير ولهذا الحديث مقام كبير.
بالطبع ليست كيمياء، ولو كانت كميمياء فلماذا اختلفت انا وانت في الرؤية؟
أنت رأيت من وجهة نظرك أن الشاعر أجاد وهذا رأيك وحقك، وأنا رأيت ان الشاعر لم يجد بل هذه قصية - لو أسميناها تجاوزا- ضعيفة رديئة ودون المستوى.
h2+o=h2o
قهل نختلف أنا وأنت في نتيجة المعادلة؟
بالطبع لا
لو قلت س=2
ص=3
س+ص =
النتيجة هل تختلف عن خمسة؟
هذا هو الفرق بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء النتائج معروفة مسبقا لأن القواعد ثابتة لا تتغير
ـ[عصام محمود]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 11:32 م]ـ
سيدي عصام محمود
أختلف معك كثيرا في أننا لا نناقش الكيمياء و الفيزياء فالعمل الأدبي أولا لكي يكون ناجحا عليه أن يتألف من عناصر كيميائية أو عناصر تحمل الصفات الكيمائية والناقد الحاذق عليه أن يكشف لنا هذه الكيمياء المتمثلة في التعبير و التصوير ولهذا الحديث مقام كبير.
هذه النظرة التي تنظر بها استخدمها من قبل النقاد أصحاب الواقعية الطبيعية الذين أرادوا إدخال الأدب المعمل ومن ثم حاولوا الوصول إلى قواعد يحاكمون بها النص الأدبي وإذا لم يجد النقاد يستعير قوانين الكيمياء والفيزياء فهو مذهب عفا عليه الزمن في أوروبا،لأن اهم ما يميز الأدب الشعور والحضور والذاتية والرسم بالكلمات،أما إذا قلتإن كل هذا هو ما يمكن ان نسميه كيمياء النص فاتفق معك في هذا(/)
نص أدبي بعنوان "صفعة "
ـ[أبي حياتي]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 11:56 ص]ـ
إذا أمكن مساعدتي في تحليل أدبي لهذا النص
النص بعنوان " صفعة " للشاعر رشيد الخوري "
جاد العزيز على الذليل بصفعة * * تركت بصحن الخد طابع خمسة
ومضى العزيز يحك راحة كفه * * ومضى الذليل يحك جلدة رأسه
فظننته احتمل الهوان لحكمة * * حتى يعود بسيفه وبترسه
ولبثت أنتظر الجبان , لكي أرى * * من بعد حكمته طلائع بأسه
حتى عثرت به الغداة كأنه * * نسي الذي قد ذاقه في أمسه
فسألت عنه فقيل هذا من سعى * * ليحكم الجنس الغريب بجنسه
فأجبت لا عجب إذا لهواته * * ولكنت أعجب لو سمعت بعكسه
من كان يرضى بالهوان لشعبه * * لا بدع أن يرضى الهوان لنفسه
وجزاكم الله خيرا
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 04:22 م]ـ
أختي العزيزة:
حللي الأبيات قدر استطاعتك، وإذا أعجزك شيء فإنني لن أقصر معك.
ـ[عصام محمود]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 05:38 م]ـ
أنصحك بتقسيم الدراسة إلى المستويات الآتية
أولا المستوى الصوتي
تقومين بدراسة الصوت والإيقاع المستخدم في الأبيات المختارة من خلال حروف القافية والروي والبحر الشعري والجمل الإيقاعية فمثلا إذا كانت القافية ساكنة فهذا له دلالة مثل الثبات أو السكون ولو كان الحرف في الروي مثلا حرف الباء فهذا يدل على كلمات مثل القلب و الحب او ما شابه فيما يعرف بموسيقى القافية ودلالة البحر هل هو طويل أم خفيف ودلالته على الموضوع المعبر عنه فمثلا لا يصح للشاعر أن يستخدم بحر الرجز او الهزج في الرثاء أو الفخر او المدح،ثم علاقة هذا البحر بالاقفية ومدى تعلق القافية بالمعني.
المستوى الثاني: الصرفي:
تنظرين هل يستخدم الشاعر الكلمات ذات البينيات البسيطة ام المركبة؟ فدلالة غلقت غير دلالة غلّقت في سورة يوسف،ثم تنظرين فيما يعرف بنظرية الحقول الدلالية بمعنى أن الشاعر استخدم كلمات تتعلق بموضوع واحد فأدوات الحرب تستخدم السيف والرمح والخنجر والسهم وهذا يؤكد دلالة المعنى الحربي عنده ثم تنظرين إلى الكلمات المستخدمة في القصيدة هل تعتمد على الأسماء ام الأفعال؟ والأسماء هل هي جامدة أو مشتقة؟
الأفعال ما نوع الأفعال المستخدم ماضية أم مضارعة ودلالة ذلك فقد يوحي ذلك بأن الشاعر يعيش في الماضي لو كان يعتمد على الأفعال الماضية او يوحي بالتجدد او الاستمرار إذا كان يوحي بالحركة إكونه من الأفعال المضارعة وهكذا
المستوى التركيبي (وهو ما يعرف بالتركيب النحوي)
هل يعتمد الشاعر على الجمل الاسمية أم الجمل الفعلية؟ هل الشاعر يستخدم الجمل البسيطة أم المركبة بمعنى هل يعتمد على ذات طول وفيها فضلات الجملة أم يعتمد على الجمل الأساسية المبتدأ والخبر أو الفعل والفاعل فحسب،هل الجمل تعتمد على السير الطبيعي لها أم هناك تقديم وتأخير؟ هل يعتمد على تأويلات نحوية بمعنى هل يلجأ الى ما يعرف بالضرورات الشعرية في تركيب الجملة
المستوى الدلالي وهو المتعلق بالمعنى
دلالة المعنى هي الصورة النهائية وفيها تقومين بدراسة كل التغيرات التي خرجت بها في المحاور السابقة وعلاقتها بالمعنى ووهل الشاعر يعتمد المعنى العميق أم الواضح؟ وهل شعره غانمض ام سهل وهل الدلالت متعددة أم لان المعنى لا تعدد فيه وعلاقة الصوت بالصرف وعلاقة الصوت بالتركيب وعلاقة الصرف بالنحو.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 06:25 م]ـ
أبيات جميلة تصور الواقع الذي نحياه والذي يبطنه الذل والخنوع وعدم الحياء من الجهر به.
والشاعر يستخدم القوالب الساخرة للتأكيد على هذه الحقيقة المرة، والتي نسأل الله أن يعجل في التخلص منها.
ودكتورنا الحبيب عصام محمود قد أعطانا المفاتيح الأساسية للتحليل العلمي للنص، فما علينا سوى تتبع الخطوات ولا أشك من أنك ستستفيدين منها الفائدة الكبيرة.
ونشكر للدكتور عصام هذا الجهد. كما نشكر كل من مر من هنا وترك بصمة.
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 09:27 م]ـ
أنصحك بتقسيم الدراسة إلى المستويات الآتية
أولا المستوى الصوتي
(يُتْبَعُ)
(/)
تقومين بدراسة الصوت والإيقاع المستخدم في الأبيات المختارة من خلال حروف القافية والروي والبحر الشعري والجمل الإيقاعية فمثلا إذا كانت القافية ساكنة فهذا له دلالة مثل الثبات أو السكون ولو كان الحرف في الروي مثلا حرف الباء فهذا يدل على كلمات مثل القلب و الحب او ما شابه فيما يعرف بموسيقى القافية ودلالة البحر هل هو طويل أم خفيف ودلالته على الموضوع المعبر عنه فمثلا لا يصح للشاعر أن يستخدم بحر الرجز او الهزج في الرثاء أو الفخر او المدح،ثم علاقة هذا البحر بالاقفية ومدى تعلق القافية بالمعني.
المستوى الثاني: الصرفي:
تنظرين هل يستخدم الشاعر الكلمات ذات البينيات البسيطة ام المركبة؟ فدلالة غلقت غير دلالة غلّقت في سورة يوسف،ثم تنظرين فيما يعرف بنظرية الحقول الدلالية بمعنى أن الشاعر استخدم كلمات تتعلق بموضوع واحد فأدوات الحرب تستخدم السيف والرمح والخنجر والسهم وهذا يؤكد دلالة المعنى الحربي عنده ثم تنظرين إلى الكلمات المستخدمة في القصيدة هل تعتمد على الأسماء ام الأفعال؟ والأسماء هل هي جامدة أو مشتقة؟
الأفعال ما نوع الأفعال المستخدم ماضية أم مضارعة ودلالة ذلك فقد يوحي ذلك بأن الشاعر يعيش في الماضي لو كان يعتمد على الأفعال الماضية او يوحي بالتجدد او الاستمرار إذا كان يوحي بالحركة إكونه من الأفعال المضارعة وهكذا
المستوى التركيبي (وهو ما يعرف بالتركيب النحوي)
هل يعتمد الشاعر على الجمل الاسمية أم الجمل الفعلية؟ هل الشاعر يستخدم الجمل البسيطة أم المركبة بمعنى هل يعتمد على ذات طول وفيها فضلات الجملة أم يعتمد على الجمل الأساسية المبتدأ والخبر أو الفعل والفاعل فحسب،هل الجمل تعتمد على السير الطبيعي لها أم هناك تقديم وتأخير؟ هل يعتمد على تأويلات نحوية بمعنى هل يلجأ الى ما يعرف بالضرورات الشعرية في تركيب الجملة
المستوى الدلالي وهو المتعلق بالمعنى
دلالة المعنى هي الصورة النهائية وفيها تقومين بدراسة كل التغيرات التي خرجت بها في المحاور السابقة وعلاقتها بالمعنى ووهل الشاعر يعتمد المعنى العميق أم الواضح؟ وهل شعره غانمض ام سهل وهل الدلالت متعددة أم لان المعنى لا تعدد فيه وعلاقة الصوت بالصرف وعلاقة الصوت بالتركيب وعلاقة الصرف بالنحو.
شكر الله لكم دكتورنا الفاضل ..
أوجزتم بحراً من العلم في بضع سطور
ـ[أبي حياتي]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 03:34 م]ـ
أشكر الجميع على حسن التجاوب ,,, وأنا ما أردت إلا أن أستزيد مما لديكم فما أنا إلا قطرة مقارنة ببحر علمكم.
حقيقة الابيات أعجبتني وأحببت أن تساعدوني في استخلاص الروائع الخفية وراء هذا النص فأنا لا أملك الأدوات الكافية للنقد والتحليل ,,,
ـ[عصام محمود]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 08:05 م]ـ
قومي بالتحليل ثم اعرضيه علي هنا أو على الايميل ونراجعه معا مع الاسئناس برأي الإخوة
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 12:30 ص]ـ
متشغة لرؤية التحليل النهائي والاستفادة منه(/)
النقاد الأفاضل أرجو إبداء الرأي في هذا المقال
ـ[فرحان بن سميح]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 04:08 م]ـ
:::
هجوم على فتاة على مرأى من أهلها
الموقف الذي رأيت فيه من الحقيقة والواقعية ما لا يحتمل الأسلوب الأدبي القصصي ..... ولكني مع ذلك سأسوقه لكم بأسلوب أدبي قصصي.
.
لم اصدق نفسي ...... كأني في حلم .... أأنا في بلاد مسلمين؟؟
.
فتاة كالقمر .... تخلب الألباب بجمالها .... كالدرة المصونة ..... تقف مع أهلها.
.
يهجم عليها ثلة من الأوباش .... يحيطون بها من كل جانب. يريدون النيل منها.
.
يتراجع أهلها عنها ..... يتركونها لوحدها .... تصيح: وأهلاه ...... ولكن لا مجيب.
.
يتخلون عنها!! ..... لا .... بل يقفون متفرجين!! ...... بل والله رأيت بعضهم يضحك ..... يضحك؟؟ إي والله!!!
.
كدت أصعق من موقف أهلها وعدم دفاعهم عنها.
.
أفقت من دهشتي بعض الشيء ......... دنوت منها ....... حاولت أن أصنع شيئا ...... عارضني أهلها ..... وقالوا: دعها .... لا شأن لك بها.
.
لم أصدق ما رأيت ... حاولت أن استجلي الأمر ..... واستوضح الخبر.
.
فهمت من الموقف ...... ومن كلام بعض المتكلمين ...... أن هذه الفتاة كان من أمرها أنها فتاة ذات شأن بين أهلها ...... جميلة .... نسيبة ..... صالحة ....... تقوم على خدمة أهلها .... ولا تبخل عليهم بشيء ........ هي بالنسبة لهم كالكنز ..... تربي صغيرهم وتعطف على كبيرهم ...... لم تتخل عنهم يوما من الدهر.
.
وبما أنا في زمن انقلاب الموازين ..... وتخوين الأمين كاد لها بعض أهلها ...... اتهموها بالتخلف والرجعية ..... قال بعضهم زورا وبهتانا: هي مقصرة في خدمتنا ..... وقال آخرون: هي خرقاء شوهاء ...... ليست كجمال بنات بني الأصفر.
.
زادت حدة النقاش بين الفتاة وأهلها واتسعت الهوة ...... حاولت الفتاة إثبات نفسها ...... واستعطاف أهلها ....... ذكرتهم بما كان من أمرها ...... ألست التي فعلت لكم وفعلت؟ ...... ألست التي قدمت لكم ما قدمت؟ ......... أنسيتم الماضي؟ ...... ألست أنا بنتكم وحبيبة قلوبكم؟ أين الغيرة؟ ..... ألا تخافون الله في؟ ...... ولكن هيهات، وقد فسدت القلوب ودخل الحساد وأهل الغل والحقد.
.
حاول بعض الناصحين التدخل للإصلاح ....... ذكروا من ميزات هذه الفتاة ما ذكروا ....... رد الأهل: أنتم ليس لديكم ذوق ..... ولا تعرفون الحقوق.
.
قرر الأهل أن يصعدوا الأمر ...... وأن يشنوا الحرب ........ وأن يتربصوا الوقت المناسب للخلاص منها.
قرروا أن يستعدوا الناس عليها ..... نزعوا من قلوبهم الغيرة عليها ..... عرضوها للسفهاء.
.
آل الأمر- ويا للأسف- إلى ما رأيت.
.
في غمرة الحدث ..... وهول ما رأيت .... وبعد أن نال منها من هجم عليها ما نال ..... دنوت من الفتاة ..... سألتها عن اسمها ..... وعن نسبها.
.
نظرت إلي نظرة الحسير الكسير بلغة تقول: تدعي الغيرة علي، ولا تعرف اسمي ونسبي!!! وأنا أشهر من أن أخفى على مثلك.
.
دققت النظر ..... وكررت الفكر ..... فإذا وجهها ليس بالغريب ..... أعدت النظر ..... فذكرت أني رأيتها في محافل كبيرة ...... وفي مواقف عظيمة.
.
.
.
.
.ذكرت أني أراها كل يوم ..... ذكرت أنها موجودة في أشرف مرقوم.
.
ذكرت صلتها بكتاب الله ..... وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... وأنها واسطة أولياء الله في الدار الآخرة.
.
رجعت على نفسي باللوم ..... أمثل هذه تنسى وتمتهن!
.
ذكرت أن اسمها:
.
.
.
.
.
.
اللغة العربية.
.
.
.
اللغة العربية التي ضيعها أهلها أيما ضياع ...... اللغة العربية التي هي لغة كتاب الله .... ولغة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... ولغة أهل الجنة.
.
اللغة العربية كنز ثمين لم يقدر قدره ..... ولم يفهم أمره.
.
اللغة العربية التي يتوقف فهم الدين على فهمها.
.
أليس من الجفاء لهذه اللغة- التي من شأنها ما ذكرت- أن تزاحم بغيرها .... وأن ينظر لها على أنها لم تعد تصلح للواقع.
.
أليس من الجفاء للغة القرآن أن يتندر البعض عليك عندما تنطق بعض كلماتها .... بل إن بعضهم يسخر من بعض كلماتها التي هي من باب العباده ويؤجر الإنسان عليها كعبارة (جزاك الله خيرا) ونحوها ... ويرى أن هذه تعبيرات خاصة بمخلوقات غريبه يسميهم (المطاوعة)، قادمون من كوكب آخر .... على أطباق طائرة.
.
أخي الكريم لا نقول كن حاذقا بها عارفا بدقائقها ...... ولكن يكفينا شعورك بالتقصير نحوها .... والمحاولة الجادة في تعلم ما تستطيع منها.
.
أعرف وتعرف أن من أعظم أسباب الصد عن هذه اللغة الجميلة والهجران لها الطريقة التي تعرض بها في أغلب الأحيان، ولكن لا عذر لنا بالجهل بها وبين أيدينا المصدرين الأصيلين لها ... كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.
كثرة قراءة القرآن ومعرفة ما يتيسر من تفسيره .... وإدامة النظر في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم طريقين لتعلم هذه اللغة ..... ومن جرب عرف.
.
قال صاحب التحرير والتنوير (ومُدوّناتُ النّحو ما قصد بها إلاّ ضبط قواعد العربيّة الغالبة ليجري عليها النّاشئون في اللّغة العربيّة، وليست حاصرة لاستعمال فصحاء العرب، والقرّاءُ حجّة على النّحاة دون العكس) أ. هـ
.
مما يؤسف له أن التقنية الحديثة استعملت في خدمة جميع الفنون إلا هذه اللغة ..... نعم توجد بعض الاجتهادات ولكنها شخصية فردية كقطرة في بحر.
.
هذه دعوة للغيورين وأهل العلم والرأي لإنقاذ هذه الفتاة من الجور والظلم والعودة بها إلى سابق عزها ومجدها إذ نحن مأمورون أن ننزل الناس منازلهم.
والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 07:28 م]ـ
أذكرتني بكتاب الدكتور: محمد الضبيب.
اللغة العربية في عصر العولمة.
كتاب قيم وجدير بالقراءة.
جزى الله مؤلفه خير الجزاء.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 07:29 م]ـ
كما أن المدخل للموضوع أعجبني كثيراً.
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 11:50 ص]ـ
فرحان بن سميح
ذكرت أن اسمها:
.
.
.
.
.
اللغة العربية.
لقد استدرجت القارئ من حيث يعلم إلى قراءة هذا الموضوع الجميل ...
ولكن كنت أتمنى أن تقف عن الكتابة بعد قولك:
ذكرت أن اسمها:
.
.
.
.
.
اللغة العربية.
لأن هذا التتابع لم يسمح للقارئ بالتأمل بعد ما يمكن أن نسميه بالصدمة.
أقصد يفجع القارئ بأن تلك الفتاة هي اللغة العربية , ويحتاج إلى وقت للشرود والتفكير في حالها ومصيرها , لكنك تقاطعه عندما تكمل الحديث.
هذا - على الأرجح - ما انتابني عندما تفيأت ظلال نصك الوارف.
أرجو أن يتسع صدرك لرأيي ... جزاك الله خيراً.(/)
الرجاء المساعدة
ـ[ايناس اسامة]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 11:36 ص]ـ
في البداية كل عام وانتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم
أقوم بعمل دراسة نقدية لأعمال الكاتب الكبير يوسف ادريس وأريد أن أطبق عليها بعض المناهج النقدية الحديثة فبرجاء مساعدتي بتوضيح المنهج الذي يفيدني في هذه الدراسة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 12:23 م]ـ
مرحبا بك أختي إيناس
و ماهي المناهج التي تقصدين؟ أفصحي حتى يتسنى للأساتذة مساعدتك.
موفقة
ـ[ايناس اسامة]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 12:31 م]ـ
أختي العزيزة وضحاء
المناهج النقدية الحديثة منها المنهج البنيوي والسيميولوجي والاسلوبي والتفكيكي وهي التي اقصدها واريد ان اعرف ما هو المنهج الذي يفيدني في دراستي
ـ[جاردينيا]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 06:05 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الأخت إيناس
إذا كانت دراستك رسالة ماجستير استخدمي المنهج التكاملي و لكن بعد دراسته بشكل مستفيض, وفقك الله
ـ[نون النسوة]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 08:58 م]ـ
السؤال كيف يكتب يوسف إدريس؟
هل هو رمزي أو اجتماعي هل يوظف الأساطير الشعبية أويوظف تيار الوعي مثلا؟
أتذكر قصصا قصيرة له قرأتها أيام المراهقة وللأسف نسيت أسلوبه وطرائقه وكأني لم أقرأها
بعض المناهج النقدية تتناسب وأساليب معينة
هل ستحللين القصص؟ وفق قوانين القصة القصيرة؟
هل ستتناولين قصصه من زاية أسلوبية أو لسانية؟
هل ستتناولينها من زاوية نفسية؟
أم تناولين ظاهرة معينة أو صورة تتكرر لديه مثلا صورة المرأة .. توظيف اللون؟ وتحللينها؟ هنا أعتقد المنهج التفكيكي أظنه جيد لاستنباط صور معينة في إنتاج كاتب معين لأنه يظهر المصرح والمتضمن
أعتقد ولا أجزم توظيف منهج نقدي معين يعتمد على الزاوية التي ستسلطين الضوء عليها
موفقة
.............
الأستاذة إيناس
من معرفك فأنتِ من مصر
هل أطلب منك شيئا يسيرا؟ ولك خالص الدعوات
أريد كشافا للرسائل الجامعية بأي جامعة لديكم في الأدب والنقد لأي عام لايهم عادة لايتعدى خمس ورقات
أو كيف أحصل عليه؟
إن استطعت
لاعدمتك
ـ[عصام محمود]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 11:30 م]ـ
يوسف إدريس من كتاب الواقعية الاشتراكية ومن اهم أعماله
بيت من لحم،العيب ملك القطن الفرافير طبلية من السما وغيرها كثير
ومن منهجه يجب أن يكون المنهج النفسي أو الاجتماعي وبخاصة أنه دائما يناقش قضايا اجتماعية من منظور الواقع الاشتراكي
أما المنهج الحديث الملائم لهذه الدراسة فهو المنهج السيميولوجي فيوسف إدريس يستخدم الرموز والعلامات بصورة دائمة في أعماله، ويناقش قضاياه عن طريق الرمز الواضح الدلالة(/)